######OpenITI# #META# 000.SortField :: Shamela_0012212 #META# 000.BookURI :: #0245.MuhammadIbnHabib.MunammaqFiAkhbarQuraysh #META# 010.AuthorAKA :: NODATA #META# 010.AuthorNAME :: محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي، بالولاء، أبو جعفر البغدادي (المتوفى: 245هـ) #META# 011.AuthorBORN :: NOTGIVEN #META# 011.AuthorDIED :: 245 #META# 019.AuthorDIED :: NODATA #META# 020.BookTITLE :: المنمق في أخبار قريش #META# 020.BookTITLESUB :: NODATA #META# 021.BookSUBJ :: التاريخ #META# 022.BookVOLS :: 1 #META# 025.BookLANG :: NODATA #META# 029.BookTITLEalt :: NODATA #META# 030.LibURI :: Shamela_0012212 #META# 030.LibURIextra :: NODATA #META# 031.LibREADONLINE :: http://shamela.ws/browse.php/book-12212 #META# 031.LibURL :: http://shamela.ws/index.php/book/12212 #META# 031.LibURLFILE :: NODATA #META# 031.LibURLextra :: NODATA #META# 040.EdALL :: NODATA #META# 040.EdEDITOR :: خورشيد أحمد فاروق #META# 041.EdNUMBER :: الأولى، 1405 هـ - 1985 م #META# 041.EdNumber :: NODATA #META# 043.EdPUBLISHER :: عالم الكتب، بيروت #META# 044.EdPLACE :: NODATA #META# 045.EdYEAR :: NODATA #META# 049.EdISBN :: NODATA #META# 049.EdPAGES :: NODATA #META# 049.EdPHYSICAL :: NODATA #META# 049.EdVOLUME :: NODATA #META# 090.RecMISC :: NODATA #META# 999.MiscINFO :: NODATA #META#Header#End# ### |EDITOR| # PageV00P000 # مقدمة المصحح # بسم الله الرحمن الرحيم منذ خمسين سنة أو أكثر كان عند رجل من مجتهدي ~~الإمامية بمدينة لكناؤ في شمال الهند كتاب المنمق المنسوب إلى محمد بن حبيب ~~البغدادي المتوفى سنة 245 ه/ 859 م، وكان اسم الرجل ناصر حسين، وكان يضن ~~بالمنمق لندرته فإنه لا يوجد في المكاتب المعروفة في العالم نسخة أخرى له ~~كما يشهد على ذلك بروكلمان في تاريخ أدب العرب [1] ، وفي سنة 1925 م سمع ~~بعض رجال العلم في الهند عن المنمق، من بينهم الأستاذ الميمني السيد سليمان ~~الندوي المغفور له مدير مجلة المعارف، فزاروا مكتبة المجتهد المذكور وقرأوا ~~المنمق وعرفوا ما احتواه من المعارف القيمة، فنعتوه في المجالس ونوهوا ~~بذكره في المجلات العلمية، ثم طلبت دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد ~~(الهند) من المجتهد ناصر حسين أن يسمح بنقله للنشر، فأبى، فتحركت سلطات ~~حكومة النظام بحيدرآباد، فأتاه ما لا قبل له بدفعه، فأذن لدائرة المعارف في ~~نقله، فنسخه رجل عالم فيما أخبروني من خريجي مدرسة فرنغي محل بلكناؤ تحت ~~إشراف الدائرة في سنة 1932 م، فسارت الأيام سيرها ولم يطبع الكتاب ولم يزل ~~محفوظا في خزانة الدائرة لأكثر من ثلاثين سنة، حتى طلب مني الدكتور محمد ~~عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف وأستاذ العربية بجامعة حيدرآباد في ~~يوليو سنة 1963 م وأنا في حيدرآباد أبحث عن بعض الكتب المهمة لي أن أقوم ~~بتصحيحه، فاعتذرت إليه واعتللت بأشغالي العلمية التي استغرقت كل ~~PageV01P003 # أوقاتي، فلم يستمع إلي ولم يزل يحثني حث صديق كريم حتى لم أجد غير ~~التسليم سبيلا، وإني شاكر له ثقته لي. # وفي مستهل أغسطس سنة 1963 م بدأت في مهمتي، وكان المدير ألزمني ختم ~~التصحيح والتعليق في ثلاثة أشهر لأنه كان مأخوذا من قبل الحكومة بأن يتم ~~الطبع قبل مضي السنة المالية وهي تنتهي في مارس، فلما تصفحت الكتاب شعرت ~~بأنه لا يمكنني إتمامه في الموعد المحدد إلا أن أبذل أقصى مجهودي، فتركت ~~سائر أشغالي ما عدا واجباتي التدريسية بالجامعة، وقصرت همتي على المنمق، ~~ومع ذلك كان سيري بطيئا والسبب أن ms001 الكتب عندي لم تكن كافية لأداء حق ~~التصحيح، والدائرة لا تعير كتبها، ومكتبة جامعة دهلي ليست غنية في الكتب، ~~فضاع كثير من وقتي في طلب حل مشاكل الكتاب هنا وهناك بغير جدوى وفي انتظار ~~بعض الكتب المهمة من مكاتب خارج العاصمة، كان هذا شأن المطبوعات، فأما ~~المخطوطات فلم يكن عندي واحدة منها، فكم مضت علي ساعات القلق والحيرة في ~~تصحيح كلمة محرفة أو اسم ممسوخ، وكم وددت أن أنساب قريش للزبير بن بكار ~~وأنساب الأشراف للبلاذري وتاريخ دمشق لابن عساكر كانت في متناولي، فإني كنت ~~واثقا ولا أزال أن فيها مفتاح كثير من مشاكل المنمق. # وبعد أن قرأت الكتاب مستوعبا وفرغت من نسخ معظم حواشيه سافرت إلى لكناؤ ~~في منتصف أكتوبر سنة 1963 م لمراجعة الأصل ولمقارنة نسختي به، وهذا الأصل ~~وهو أصل فريد لا يوجد له ثان في أية مظنة من مظان الكتب كما قلت آنفا ~~بالمكتبة الناصرية بلكناؤ، التي يتولاها ابن لناصر حسين المغفور له الذي ~~أشرت إليه من قبل، وإن هذه المكتبة لمكتبة عامة منحتها حكومة أتربرديش ~~مبلغا خطيرا لبناء عمارتها [1] بصفة كونها مكتبة مخطوطات ثمينة لإفادة ~~الخاص والعام، أما الأمر فليس كذلك فإن الابن المتولي لا يزال يعتبرها [1] ~~ملكا فرديا وورثة ورثها [2] من أبيه فلا يسمح لأحد بأن ينقل شيئا من كتب ~~المكتبة أو يقابل بها نصا أو عبارة أو شعرا. فلما قابلته وطلبت PageV01P004 # منه الإذن رفض طلبي وألقى بمعاذير تأباها المروءة والعقل، وقال إنه لا ~~يستطيع أن يتفضل بأكثر من أن يأذن لي في مطالعة الكتاب، فجاء الكتاب وبدأت ~~أقلب أوراقه وابن المجتهد بجانبي وبعض أعوانه على يميني ويساري لئلا أكتب ~~منه شيئا، وكانت طائفة من الكلمات المحرفة في نسختي وأبياتها مستحضرة لي، ~~فقابلتها بالأصل ووجدتها محرفة كما في نسختي، وتبين لي من هذا ومن تصفح عدد ~~كبير من صفحاته أن نسختي نسخت موافقة للأصل وأن الناسخ ربما لم يخطئ في ~~النسخ إلا قليلا. والأصل مكتوب بخط [1] النسخ كتابة غير رديئة واضحة في ~~الجملة غير أن ms002 ناسخ الأصل أحيانا كتب الميم بحيث التبست بالحاء، والميم ~~بحيث التبست باللام، والتاء بالنون وبالعكس، وتبين لي أيضا أن ناسخ نسختي ~~نسخها بالاحتياط والاجتهاد وأن أكثر الأخطاء والتحريفات التي وجدت فيها ~~جاءت من ناسخ الأصل. # وفي منتصف نوفمبر سنة 1963 م بعثت إلى أستاذي المحقق الفاضل عبد العزيز ~~الميمني، عضو المجمع [2] العلمي السوري، ورئيس قسم العربية بجامعة عليكره ~~سابقا بعدة أبيات المنمق لم أستطع تمييزها، فتفضل ببعض التصحيحات، ومتعني ~~بتوجيهات نافعة عن المنمق، وأعتذر في ختام خطابه قائلا: «وقل ما أعرف هؤلاء ~~الشعراء وأبياتهم التي نقلتها في ورقتين ولا أقدر على التصفح والبحث، ولو ~~تقدمت بكتابك في وسط أغسطس وجدت أنا في الوقت مراغما كثيرا وسعة» . وإني ~~أنتهز هذه الفرصة لتقديم امتناني إليه وإلى صديقي: أبي المحفوظ معصوم ~~الكريم أستاذ تاريخ الإسلام بالمدرسة العالية بكلكتا الذي ساعدني ~~باجتهاداته في بعض [3] الكلمات المصحفة [3] أما محمد بن حبيب صاحب المنمق، ~~فإنه من الموالي، والموالي حملة العلم في العصر العباسي كما كانوا في العصر ~~الأموي، أمه حبيب [4] مولاة بني هاشم، من PageV01P005 # أسرة العباس بن محمد وهي الأسرة الحاكمة، وكان محمد مؤدبا لولد العباس بن ~~محمد والعباس هذا أخو خليفتين- أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور- وقرأ ~~ابن حبيب على ابن الأعرابي العالم الشهير الذي درس لأربعين سنة في بغداد عن ~~حفظه، ولم ير قط في يده كتاب، وحضر حلقات عدة لأفاضل بغداد منهم هشام بن ~~محمد الكلبي (م 6. 2/ 821) الباحث الكبير والجامع البارز في عصر الرشيد ~~والمأمون الذي اشتهر بتأليف نحو مائة وخمسين مؤلفا في تاريخ العرب وأنسابهم ~~وأيامهم وأشعارهم وأدبهم وما إلى ذلك، وهو أغزر مأخذ ابن حبيب في المنمق، ~~ومنهم أبو عبيدة (م 9. 2/ 824) المحقق الكبير الذي غلب عليه التاريخ واللغة ~~والغريب والذي ألف أكثر من مائة كتاب معظمها في نواح [1] مختلفة لتاريخ ~~العرب في الجاهلية والإسلام، وهو الذي أول من صنف في غريب القرآن فأصبح ~~لذلك هدف الطعن من منافسيه وحاسديه من أهل الحديث وغيرهم، ومنهم قطرب (م 6. ~~2/ 821) مؤلف أكثر من سبعة عشر ms003 كتابا والذي كان مثل ابن حبيب مؤدبا لولد ~~كبير من كبراء الدولة، ومنهم أبو اليقظان (م 190/ 805) الذي تخصص بالنسب ~~والتاريخ والمآثر والمثالب وخلف مؤلفات عديدة مفيدة، ولكن الذي غلب على ابن ~~حبيب من بين شيوخه فهو هشام بن محمد الكلبي، ولا شك أنه كان عالما. كثير ~~البحث، واسع الخبرة حتى جعله غزارة علمه، وتبحره في شتى نواحي المعارف عرضة ~~طعن منافسيه من علماء الدولة، فأصبح ابن الكلبي أسوة ابن حبيب، فروى كتبه ~~واقتبس منها على نطاق واسع في الكتب التي ألفها ومن بينها المنمق، وكما أن ~~ابن الكلبي، ألف كمية ضخمة من الكتب في سائر أنواع العلوم السائدة غير ~~الطبيعية ولا سيما في الأصناف التي كانت مختارة عند الجمهور، وعند الطبقات ~~الحاكمة كالنسب والتاريخ والجغرافيا والشعر واللغة والقرآن والحديث- فكذلك ~~ابن حبيب وهو من معجبي ابن الكلبي، ألف كتبا كثيرة في هذه المواضيع حاشا ~~القرآن فإنه قلما تعرض أحد لتفسيره في ذلك العصر وهو عصر المأمون والمتوكل ~~الذي كان فيه صراع عنيف بين المعتزلة وهم قادة الخواص وبين المحدثين وهم ~~قادة العوام، أو تصدى لغريب القرآن إلا PageV01P006 # طعن فيه المحدثون والمنافسون ونسبوه إلى البدعة وحاولوا إرغامه، لكن ابن ~~حبيب لم يبلغ ذروة ابن الكلبي لا في تنوع المؤلفات ولا في كثرتها، فإن إزاء ~~مائة وخمسين مؤلفا اشتهر بتأليفها ابن الكلبي، لم يزد كتب ابن حبيب بضعة ~~وأربعين في النسب والتاريخ واللغة والشعر، ولو كان بعض مؤلفاته أغزر مادة ~~وأجمع نادرة من مؤلفات ابن الكلبي، ومع أن عامة المحدثين وكثيرا من علماء ~~الدولة طعنوا في ابن الكلبي وقدحوا في رواياته وضعفوه وكذبوه لبروزه في ~~سائر أنواع العلوم النقلية، ولتدخله في حقل القرآن والحديث ولاتصاله ~~بالخلفاء، لم يتهم أحد ابن حبيب ولا شك [1] في صدقه لأنه لم يتعرض للقرآن ~~ولأنه لم يكن محسودا ولم يكن له شهرة علمية كشهرة ابن الكلبي ولم يكن له ~~جاه ولا منزلة في الدوائر الحاكمة ولدى طلاب العلم ولأنه كان يعيش معتزلا ~~عن الناس ليست له حلقة ms004 التلامذة في الجامع ولأنه اشتغل بكسب رزقه كمؤدب ~~وبكتبه في منزله. # قال الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 277 و 278: كان ابن حبيب عالما بالنسب ~~وأخبار العرب موثقا في روايته. وفي إرشاد الأريب 6/ 473: ذكره المرزباني ~~(297- 378/ 909- 988) فقال: وقال عبد الله بن جعفر: من علماء بغداد باللغة ~~والشعر والأخبار والأنساب الثقات محمد بن حبيب ويكنى أبا جعفر وكان مؤدبا ~~ولا يعرف أبوه وإنما نسب إلى أمه وهي حبيب وهو ممن يروي كتب ابن الأعرابي ~~وابن الكلبي وقطرب وكتبه صحيحة، وله مصنفات في الأخبار منها المحبر والموشى ~~وغيرهما. وفي الفهرست ص 150: كان من علماء بغداد بالأنساب والأخبار واللغة ~~والشعر والقبائل وعمل قطعة من أشعار العرب، روى عن ابن الأعرابي وقطرب وأبي ~~عبيدة وأبي اليقظان وغير هم وكان مؤدبا وكتبه صحيحة. وليلاحظ هنا أن هذه ~~الآراء عن صحة كتب ابن حبيب ليست صحيحة صحة مطلقة، [2] فإنا نجد في المنمق ~~أحيانا روايات ضعيفة يختارها بغير تحقيق، لأنها توافق هواه والهدف الذي ~~يرمي إليه وهو إرضاء الأسرة الحاكمة، ففيه مثلا أحاديث عديدة واهية في ~~مناقب قريش والعباس بن PageV01P007 # عبد المطلب لم يوثقها نقدة الحديث وكذلك فيه تصريحات تناقض التي أوردها ~~نفسه في المحبر وقد أشرت إليه في الحواشي. وإن كان ابن حبيب لم يشك فيما ~~أعلم في صحة رواياته فإنه قدح في أمانته العلمية وذلك أنه كان يدخل مواد ~~كتب المؤلفين الآخرين في كتبه دون أن يقر بذلك، قال المرزباني: وكان محمد ~~بن حبيب يغير على كتب الناس فيدعيها ويسقط أسماء هم، فمن ذلك الكتاب الذي ~~ألفه إسماعيل بن [أبي] عبيد الله واسم أبي عبيد الله معاوية وكنيته هي ~~الغالبة على اسمه، فلم يذكرها لئلا يعرف، وابتدأ، فساق كتاب الرجل من أوله ~~إلى آخره فلم يخلطه بغيره ولم يغير منه حرفا ولا زاد فيه شيئا، فلما ختمه ~~اتبع ذلك بذكر من لقب من الشعراء ببيت قاله ... وأحسب أن الذي حمله على ذلك ~~أن كتاب إسماعيل هذا لم يكثر روايته ولا اتسع في أيدي الأدباء، فقدر ابن ~~حبيب أن أمره ms005 ينستر وأن إغارته عليه تميت ذكر صاحبه. # وفي إسناد آخر للمرزباني: كان علي بن العباس الرومي يختلف إلى محمد بن ~~حبيب لأن محمدا كان صديقا لأبيه العباس بن جورجس وكان يخص عليا لما يرى من ~~ذكائه، فحدث علي عنه أنه كان إذا مر به شيء يستغرب ويستجيده يقول لي: يا ~~أبا الحسن ضع هذا في تأمورك [1] . # وكان كثير من أهل العلم الذين عاشوا في ظل الدولة أو تمنوا الاتصال بها ~~والتمتع بجوائز الخلفاء والأمراء وبعز الجاه يؤلفون في المواضيع التي ~~يقترحها الخلفاء وأمراؤهم أو التي تعجبهم أو توافق أهواءهم وآراءهم ~~ونزعاتهم ثم يهدونها إليهم وينسبونها لهم، وكان من بين هذه المواضيع في ~~أوائل العصر العباسي لتاريخ قريش وهم قبيلة الخلفاء ثم تاريخ الأسرة ~~الحاكمة وهم بنو هاشم أهمية بالغة، فنرى المؤلفين منذ الربع الآخر للقرن ~~الثاني إلى النصف الأول من القرن الثالث أنهم ألفوا عشرات من الكتب في ~~تاريخ قريش في نواحيه المختلفة وحول شخصياتهم البارزة من سلالة عبد مناف ~~وفي فضائل عبد المطلب والعباس وما إلى ذلك، وكان في طليعة هؤلاء المؤلفين ~~عبد العزيز بن عمران القرشي المعروف بابن أبي ثابت الأعرج المدني (م 197/ ~~812) الذي انتقل من المدينة إلى بغداد واتصل بالوزير الكبير PageV01P008 # للدولة يحيى بن خالد البرمكي وتخصص بالأنساب وتاريخ قريش. # وأبو البختري وهب بن وهب المدني القرشي (م 200/ 815) المتخصص بالفقه ~~والأنساب والأخبار والذي اتصل بالدولة وتولى القضاء من قبل الرشيد ثم إمارة ~~المدينة، وهشام ابن الكلبي (م 206/ 821) وأبو عبيدة معمر (م 209/ 824) وقد ~~عرفنا هذين من قبل، وإني ذاكر هنا الكتب التي ألفها هؤلاء الأربعة [1] في ~~تاريخ قريش وأجداد الأسرة الحاكمة والتي اقتبس منها ابن حبيب في المنمق على ~~نطاق واسع: # 1- # عبد العزيز بن عمران المعروف بابن أبي ثابت- كتاب الأحلاف- أي الأحلاف ~~التي عقدتها قريش. # 2- # أبو البختري وهب بن وهب (1) كتاب صفة النبي (2) كتاب الفضائل الكبير وفيه ~~فضائل قريش (3) كتاب نسب ولد إسماعيل وفيه تاريخ قريش وبني عبد المطلب. # 3- # هشام بن محمد الكلبي (1) كتاب حلف عبد المطلب ms006 وخزاعة. (2) كتاب حلف ~~الفضول وقصة الغزال (3) كتاب المنافرات (4) كتاب بيوتات قريش (5) كتاب ~~أخبار العباس بن عبد المطلب (6) كتاب شرف قصي بن كلاب وولده في الجاهلية ~~والإسلام (7) كتاب ألقاب قريش. (8) كتاب نوافل قريش (9) كتاب صنائع قريش ~~(10) جمهرة الأنساب. # 4- # أبو عبيدة معمر بن المثنى (1) كتاب المنافرات (2) كتاب الحمس من قريش (3) ~~كتاب خبر البراض (4) كتاب القبائل (5) كتاب الأيام. # إن أقدم مؤلف عربي ذكر مؤلفات ابن حبيب فيما أعلم هو ابن النديم (م 385/ ~~995) الذي يقول في الفهرست ص 155: وله (يعني ابن حبيب) من الكتب: كتاب ~~الأمثال على أفعل (2) كتاب النسب (3) كتاب السعود والعمود (4) كتاب العمائر ~~والربائع في النسب (5) كتاب الموشح (6) كتاب المؤتلف والمختلف في النسب (7) ~~كتاب المحبر (8) كتاب المقتنى (9) كتاب غريب الحديث (10) كتاب الأنواء (11) ~~كتاب المشجر (12) كتاب الموشا PageV01P009 # (الموشى) (13) كتاب من استجيبت دعوته (14) كتاب أخبار الشعراء وطبقاتهم ~~(15) كتاب نقائض جرير وعمر بن لجأ [1] (16) كتاب نقائض جرير والفرزدق (17) ~~كتاب المفوف [2] (18) كتاب تاريخ الخلفاء (19) كتاب من سمي ببيت قاله (20) ~~كتاب مقاتل الفرسان (21) كتاب الشعراء وأنسابهم (22) كتاب العقل (23) كتاب ~~كني [3] الشعراء. (24) كتاب السمات [4] (25) كتاب أمهات النبي صلى الله ~~عليه وسلم (26) كتاب أيام جرير [5] التي ذكرها في شعره (27) كتاب أمهات ~~أعيان بني عبد المطلب (28) كتاب المقتبس (29) كتاب أمهات السبعة [6] من ~~قريش (30) كتاب الخيل (31) كتاب النبات (32) كتاب الأرحام التي بين رسول ~~الله وبين أصحابه سوى العصبة (33) كتاب ألقاب اليمن [7] ومضر وربيعة (34) ~~كتاب الألقاب (35) كتاب القبائل الكبير والأيام. # لا نجد في هذه القائمة ذكر المنمق، ويأتي ياقوت (م 626/ 1228) على نحو ~~قرن بعد ابن النديم فيذكر ابن حبيب في إرشاد الأريب ويذكر مؤلفاته نقلا عن ~~الفهرست ويضيف إلى قائمة ابن النديم خمسة كتب أخرى في الشعر والشعراء فيصير ~~عدد مؤلفاته أربعين مؤلفا، ويقول ياقوت إن لابن النديم كتاب الأمثال على ~~أفعل ويسمى المنمق، وهذه الزيادة ليست في الفهرست كما تعلم وهو مأخذ ياقوت ~~غير أنه يموت على ربع قرن بعد ياقوت في 650/ 1252 وهو مؤلف شهير في اللغة ~~صنف قاموسا عظيما سماه التكملة وجمع فيه ما فات الجوهري صاحب الصحاح وذيل ~~عليها ms007 PageV01P010 # واعتمد في جمعه على زهاء ألف كتاب ذكر قسما منها في آخر التكملة ومن ~~بينها الكتب الآتية لابن حبيب: المنمق، والمنمنم، والمحبر، والموشى، ~~والمفوف، والمؤتلف والمختلف، وما جاء اسمان أحدهما أشهر من صاحبه، وكتاب ~~الطير، وكتاب النخلة، [1]- هذه تسعة كتب منها أربعة في قائمة الفهرست، ~~وياقوت، والخمسة الباقية جديدة فتبلغ بها عدة مؤلفات ابن حبيب خمسة وأربعين ~~[2] مؤلفا والمطبوع منها فيما أعلم ستة وهي: المحبر، وكتاب المغتالين [3] ، ~~ومن لقب ببيت شعر قاله، وكنى الشعراء، وألقابهم، وأمهات النبي. # ويظهر لي أن المنمق الذي ذكره الصغاني هو ليس كتاب الأمثال على أفعل كما ~~قيل في إرشاد الأريب، بل هو كتاب تاريخ قريش الذي نحن في صدده، والدليل على ~~ذلك أن طائفة من الكلمات الغريبة التي جاءت في المنمق لم أجدها في قاموس ~~آخر مع بحثي عنها، ولعل سبب غرابة الكتاب وندرته أن فيه روايات حول الصحابة ~~وأكابر الإسلام الأولين لا يرضاها المسلمون فإنها تلقى ضوءا منكرا على بعض ~~شئون حياتهم، فلم ينل الكتاب حظا عند الناس ولم يروه الرواة ولم ينسخه ~~النساخ فكسدت سوقه ولم يشتهر. # والعجب الآخر أننا لا نعرف اسم الراوي الذي يقدم لنا المنمق فإن الكتاب ~~يبتدئ بهذه العبارة: أخبرنا أبو الحسن محمد بن العباس الحنبلي قال: أخبرنا ~~محمد بن حبيب، فمن هذا الذي يخبرنا عن أبي الحسن؟ ويزعم هذا المخبر المجهول ~~أن أبا الحسن محمد بن العباس سمع عن ابن حبيب وهذا مستحيل لأن أبا الحسن ~~محمد بن العباس لم يكن موجودا في حياة ابن حبيب البتة فإنه ولد حوالي سنة ~~310 ه/ 922 م ومات سنة 384 ه/ 994 م وكان ابن حبيب قد توفي سنة 245 ه/ 859 ~~م نحو قرن ونصف قبل أبي الحسن، ويحتمل أن يكون هذا الإسناد منقوصا نقصه بعض ~~النساخ ونستطيع أن نصلحه كما يلي: أخبرنا أبو الحسن محمد بن العباس عن أبيه ~~عن أبي سعيد PageV01P011 # السكري قال أخبرنا محمد بن حبيب، فإننا نستفيد من تاريخ بغداد للخطيب 3/ ~~122 أن أبا الحسن محمدا وهو جامع عظيم للتاريخ والحديث والتفسير ms008 كان يروي ~~عن أبيه العباس والعباس هذا كان يحدث عن أبي سعيد السكري تلميذ ابن حبيب ~~وروايته. # وتحتوى نسختنا وهي نقل التي بالمكتبة الناصرية بلكناؤ على ثلاثمائة ~~وخمسين صفحة الخمسة الأخيرة منها لأبي سعيد السكرى تلميذ ابن حبيب الذي ~~أكثر النقل عن شيخه وهو يذكر فيها وفادة عبد المطلب لسيف ابن ذي يزن مع ~~شخصيات بارزة أخرى من قريش حين تملك سيف على اليمن بنصرة الفرس وأشار فيها ~~إلى تكهن سيف عن بعثة محمد النبي في قريش، أدخل السكري هذه القصة لأن شيخه ~~كطائفة من المؤرخين العظام مثل الطبري أغفل عنها وهي تتعلق بقريش. # أما مسطر النسخة فهو 4/ 3 9 ضرب در 8 وفي كل صفحة خمسة عشر سطرا بخط ~~النسخ ويكثر فيها كما قلت من قبل الأخطاء والمحرفات. ولا يوجد فيها مقدمة ~~ولا انتساب ولا فهرست وكذلك لا يوجد فيها تاريخ كتابتها، وإن أقدم تاريخ ~~ختم الكتاب المكتوب في الصفحة الأخيرة منه لقارئه عبد الرحمن ابن يحيى ~~الإدريسي هو 1199 ه/ 1784 م، ونقدر أن نستدل من هذا التاريخ ومن كثرة ~~الأخطاء فيه على أن أصله بالناصرية بلكناؤ ليس قديما جدا، ربما لا يكون ~~أقدم من ثلاثمائة سنة، ويوجد في النسخة بياض بقدر أربعة أسطر (ص 502) تحت ~~عنوان من حد من قريش، وإني بحثت عن هذا البياض في النسخة [1] PageV01P012 # المنقولة عنها فإذا هو موجود فيها، يظهر أن ناسخا من نساخ الكتاب محا ~~أسماء بعض الصحابة استنكارا لذكرهم فيمن ضرب في الخمر، وتشتمل النسخة على ~~أخبار قريش كما صرح في أول صفحتها تحت اسم الكتاب- أي أخبارهم في الجاهلية ~~وصدر الإسلام ولكن معظمها تتعلق بالجاهلية ولم يرد فيها ذكر القبائل الأخرى ~~إلا ضمنا، وهذه الأخبار لا تتعدى خمسين سنة قبل ميلاد النبي ونحوها بعد ~~الإسلام وهي تتضمن نواحي مختلفة من حياة قريش ولكنها ليست مرتبة حسب السنين ~~أو الحوادث بل هي مجموعة روايات عن غير واحد من الرواة حول حوادث متفرقة في ~~حياة قريش أو شخصياتهم البارزة، والنواحي التي استغرقت قسما كبيرا من ~~الكتاب هي ms009 حروب الفجار وأحلاف قريش ودور لعبه فيهما أعيان قريش من بني عبد ~~مناف، ومنافرات بني هاشم وبني عبد شمس وذكر ولاية الكعبة والصراع الذي جرى ~~من أجلها بين الأسرتين، وذكر عمائدهما ثم حروب بني عدي بن كعب بن لؤي في ~~الإسلام وهي الحروب التي جرت بين بني عمر بن الخطاب وبين بني جهم بن حذيفة ~~وبني مطيع وجدهم واحد في منتصف القرن الأول، ويتخلل الكتاب أبيات لم أعثر ~~على كثير منها في مراجعي. # ومن مزايا المنمق أنه كتاب منفرد في بابه جامع لما لم يصلنا مجموعا حتى ~~الآن في أخبار قريش وأنه يلقى ضوءا جديدا على بعض نواحيها الغامضة ويزيل عن ~~أفقها بعض الغيوم. # ومن مزاياه أنه لا يقتصر على روايات ابن الكلبي فحسب حول حادثة أو شخص بل ~~أحيانا يورد عنهما روايات من رواة آخرين فنتمكن من المقارنة بينهما ومن ~~إصلاح نقص وإزالة التباس أو إبهام يوجد في إحداهما. # ومن مزاياه أن مؤلفه اجترأ على إيراد عدة أخبار تكشف القناع عن مساوي ~~أكابر قريش المسلمين وزلاتهم كما نراها في فصول عقدها عن حروب بني عدي وعمن ~~حد من الصحابة وأبنائهم في الخمر والسرق. # ومن مزاياه أنه يحتوي على قسط وافر من مواد جديدة لم أطلع عليها في أمهات ~~مراجعي المطبوعة كسيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد والجزء الأول # PageV01P013 # المطبوع من أنساب الأشراف، ونسب قريش لمصعب الزبيري، وأخبار مكة للأزرقي، ~~والمحبر، وشرح نهج البلاغة، ويظهر من إحصائي أن مواد أكثر من نصف الكتاب لا ~~يشترك فيها مشترك من الكتب المطبوعة التي بأيدينا، أما المحبر وهو في ~~خمسمائة صفحة فلا يزيد ما يشركه مع المنمق من المضمون أكثر من نحو خمسين ~~صفحة. # ومن عيوب الكتاب أنه مسودة لم تبيض ولم تنقح ولم تهذب وأحسب أن ابن حبيب ~~جمعه كدفتر للمراجعة والاقتباس والاستفادة عند تأليف كتبه وأنه لم يجمعه ~~كما هو للنشر والرواية. ويبدو أن الكتاب وقع بعد موته إلى أحد تلامذته ~~فرواه كما وجده. # ومنها أن أمارات العجلة وضعف التأليف وسوء ms010 صياغة العبارة ظاهرة في كل ~~صفحة منه، فقلما تجد في نصوصه النثرية كلاما محكم السبك، متراصف النظم، ~~منسوجا على منوال البلاغة وإني ذاكر فيما يلي ثلاثة أمثلة على ذلك: # 1- # وخرج بشر بن أبي خازم حتى تقدم سوق عكاظ فيجد الناس بعكاظ- ص 168. # 2- # ثم إن الناس تداعوا إلى السلم على أن يدي الفضل من القتلى الذين فيهم- أي ~~الفريقين الفضل على الآخر، ص 183- يريد أن يقول: ثم إن الناس تداعوا إلى ~~السلم على أن يدي من عليه الفضل في القتل الفضل إلى أهله. # 3- # وأجار لهم أموالهم بعدهم من الخروج عبد الله ابن معرور- ص 269. # ومنها أنه يذكر أحيانا في الإسناد ونص الكتاب اسم رجل دون نسبه أو يأتي ~~بكنية راو دون ذكر اسمه ونسبه أو يقتصر على ذكر نسبته مع أن عدة رواة ~~يشتركون معه في الكنية فيسبب الالتباس والإبهام وأنا أسوق لك أمثلة: # 1- # قال أرطاة ص (103) لم يصرح من هو. # 2- # الشفاء بنت عبد الله ص (302) لم يسق نسب عبد الله. # PageV01P014 # 3- # قالت أم أبان ص (319) يعني بنت عثمان بن عفان ولم يذكر نسبهما. # 4- # بنو أبي عمرو ص (324) لم يصرح من هو. # 5- # قالت الجرهمية ص (282) لم يبين اسمها. # 6- # حدث الوقاصي ص (341) لم يذكر اسمه ولا نسبه. # 7- # قال أبو بكر ص (89، 109، 172، 424) لم يذكر اسمه وهنالك عدة رواة بهذه ~~الكنية. # أما قولي: إن المنمق مسودة لم تبيض ولم تنقح فتؤيده شهادة خارجية أيضا ~~وذلك أننا إذا قارنا بينه وبين المحبر وموضوعه أيضا التاريخ، وبعض معارف ~~هذا وذاك مشترك فإنا لا نجد في الآخر العيوب التي نسبنا إلى الأول من ~~أمارات العجلة وضعف التأليف وابتذال العبارة والتلبيس في إيراد الرواة ولو ~~أن المؤلف خلط بعض التخليط هنا أيضا [1] وإنا نجد في المنمق بعض التصريحات ~~غير صحيحة إذا عارضناها بالمراجع الأخرى ولكن هذه التصريحات وردت صحيحة في ~~المحبر- أي أن المؤلف انتبه لها وأصلحها حين ألف المحبر، وهذه شهادة أخرى ~~على صحة قولي. وأستدل من هذا أيضا على أن المحبر ألف بعد المنمق، والمحتمل ~~عندي أنه ms011 وضعه حوالي سنة 232 ه/ 846 م في أواخر أيام الواثق العباسي أو ~~بعيد وفاته وأنه جمع المنمق في أواخر أيام المعتصم الذي حكم من سنة 218 ه/ ~~833 م إلى سنة 227 ه 841 م أو بعد قليل من وفاته. # وكان محمد بن حبيب مؤلفا مغمورا لا يعرفه إلا قليلون. ومع أن مؤلفاته ~~كثيرة وفي مختلف نواحي العلم كالتاريخ والأنساب واللغة والشعر لم يرد ذكره ~~وذكر ما حواه كتبه في أمهات المؤلفات المطبوعة إلا قليلا، وقد أهملها ~~المؤلفون إهمالا وعني بمروياته قليل منهم ومن الأولين الطبري فإنه لم يقتبس ~~من ابن حبيب شيئا في تاريخه والبلاذري الذي لم يذكره مرة واحدة في فتوح ~~البلدان وذكره PageV01P015 # مرتين فحسب في الجزء الأول المطبوع من أنساب الأشراف، ولهذا الإهمال ~~أسباب، منها أن ابن حبيب في الغالب جامع يلتقط من الكتب المدونة ما يعجبه ~~وما يستغربه وليس باحثا واسع النطاق كهشام بن محمد الكلبي، وأبي عبيدة ~~معمر، وعوانة، والواقدي، وكان كتب هؤلاء موجودة وفي متناول المؤلفين الكبار ~~في القرن الثالث والرابع فراجعوها واجتنوا منها وأغفلوا عما التقطه ابن ~~حبيب من تلك، ومنها أن ابن حبيب لم ينل من الجاه والصيت في المجتمع وعند ~~أرباب الدولة ما ناله مثلا هشام وأبو عبيدة والواقدي، وعاش عيش العزلة فلم ~~تكن له حلقات الدرس في الجوامع ولم يكن له تلامذة كثيرون من العوام، ~~والتلامذة كما تعرف من أكبر أسباب ذيوع شهرة عالم وإشاعة كتبه ولم يرزق ذلك ~~ابن حبيب، فلم تزل كتبه مغمورة لا يعرفها إلا قليلون ولا يرويها إلا بعض ~~تلامذته من بينهم تلميذه الأكبر أبو سعيد السكري، ومنها أنه أحيانا لا ~~يستوفي الإسناد ولا يبين أسماء رواته كأنه يحاول التلبيس، ومنها أنه اتهم ~~بإدخال كتب المؤلفين المستورين في كتبه فأعرض عنه المحتاط واتقاه الوقور. # أما الذين عنوا به بعض العناية فهم غير المؤرخين البحت الذين وقفوا همتهم ~~على سرد الحوادث المشهورة من تاريخ الجاهلية والإسلام حسب السنين والأسر ~~الحاكمة وإنما هم غالبا أصحاب النسب والغريب والنوادر والأيام واللغة ~~والشعر، فمنهم مثلا ms012 أبو الفرج الأصفهاني الذي يقتبس أحيانا النوادر ~~والأشعار من كتب ابن حبيب وأئمة اللغة كالصغاني والزبيدي البلغرامي الهندي ~~اللذين يقتبسان منه النسب والغريب واللغة والشعر في التكملة وتاج العروس. # وفي الختام أود أن أبين الأهداف التي جعلتها نصب عيني عند كتابة الحواشي: # 1- # ضبط الأسماء الغير المألوفة وهي كثيرة في الكتاب، والألفاظ التي من شأنها ~~أن تقرأ خطأ، وإني ضبطتها مستندا إلى تاج العروس ولم أصرح اسمه مراعاة ~~للإيجاز واتقاء عن تكرار اسمه مرارا في الصفحة وإذا كان مأخذ الضبط غير تاج ~~العروس أشرت إليه. # 2- # ضبط أسماء الأمكنة وصفتها. # PageV01P016 # 3- # تصحيح الأغلاط الهجائية والكلمات المحرفة بقدر المستطاع، وإذا لم يتضح لي ~~كلمة اعترفت بعجزي. # 4- # مقارنة مواد المنمق بمثلها في الكتب الأخرى وتصحيح أغلاطها وإصلاح نقص ~~مضمون المواد بها والإشارة إلى اختلاف نص الروايات المماثلة نثرا ونظما في ~~المراجع الأخرى وإلى أخطائها إذا وجدت. # 5- # شرح غوامض النص واستعنت في هذا بأمهات القواميس لا سيما تاج العروس. # خورشيد أحمد فاروق جامعة دهلي 4 سبتمبر سنة 1964 م # PageV01P017 ### | [مقدمة المؤلف فى نسب قريش وآبائهم] # بسم الله الرحمن الرحيم كتاب المنمق في أخبار قريش لمحمد بن حبيب ~~البغدادي أخبرنا أبو الحسن محمد بن العباس الحنبلي قال: أخبرنا محمد بن ~~حبيب قال: أول ما ذكر من أحاديث قريش ما خصها الله به من الفضل والمن به ~~على سائر الخلق وأنه بعث منها نبي الرحمة وأنزل عليه القرآن بلسانها، قال ~~الله تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه 14: 4 [1] ، فلغة قريش أفصح ~~اللغات ونسبها أصح الأنساب، ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه قال: «ما ~~افترقت فرقتان إلا كنت في خيرهما» وقوله الحق، وذلك أن الناس من لدن آدم ~~إلى نوح عليهما الصلاة والسلام انقرضوا فكان النسل بعد لنوح، وافترقت بنو ~~نوح فرقا شتى، وفضل الله سام بن نوح على إخوته وجعل العرب من ولده ~~والأنبياء أجمعين إلا إدريس، ثم افترقت بنو سام فرقا، ففضل الله أرفخشذ [2] ~~بن سام على إخوته لما جعل في نسله من الأنبياء، فمنهم خليل ms013 الله [3] ~~والذبيح [4] ونجي الله [5] وروح الله [6] وكلمته، وحبيب الله [7] صلى الله ~~PageV01P019 # عليهم أجمعين، ثم افترق ولد أرفخشذ فرقا فمنهم قحطان وجرهم [1] وحضرموت ~~والسلف [2] والموذ [3] وعدنان، ففضل الله عدنان على قحطان وإخوته، ثم افترق ~~بنو عدنان فرقا ففضل الله نزار بن معد بن عدنان عليهم، ثم افترق بنو نزار ~~فرقا ففضل الله مضر [4] على سائرهم، ثم افترق بنو مضر فرقتين: إلياس ~~والناس، وهو عيلان [5] ، ففضل الله إلياس على الناس، ثم افترق بنو إلياس ~~فرقتين: مدركة وطابخة، ففضل الله مدركة على طابخة، ثم افترق بنو مدركة ~~فرقتين: خزيمة [6] وهذيلا [7] ، ففضل الله خزيمة على هذيل، ثم افترق بنو ~~خزيمة فرقا: أسدا [8] وكنانة والهون [9] ، ففضل الله كنانة على أخويه، ثم ~~افترق بنو كنانة فرقا، فضل الله النضر على سائرهم، ثم افترق بنو النضر ~~فرقتين: مالكا [10] ويخلد [11] ، ففضل الله مالكا [10] على يخلد، ثم افترق ~~بنو مالك فرقتين: فهرا [12] والحرب، ففضل الله فهرا على الحرب، ثم افترق ~~بنو فهر فرقا، ففضل الله غالبا على سائرهم، ثم افترق ولد غالب فرقا ثلاثا، ~~ففضل الله لؤيا [13] على سائرهم، ثم افترق بنو لؤي فرقا، ففضل الله كعبا ~~على إخوتهم، ثم افترق بنو كعب ثلاث فرق: عدي وهصيص [14] ومرة، PageV01P020 # ففضل الله مرة على أخويه، ثم افترق بنو مرة ثلاث فرق: كلاب وو يقظة [1] ، ~~ففضل الله كلابا على أخويه، ثم افترق بنو كلاب فرقتين: قصيا [2] وزهرة، ~~ففضل الله قصيا على زهرة، ثم افترق بنو قصي أربع فرق عبد مناف وعبد الدار ~~وعبد العزى وعبد بني قصي، ففضل الله عبد مناف على سائرهم ثم افترق بنو عبد ~~مناف أربع فرق: هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل، ففضل الله هاشما على إخوته، ~~ثم افترق بنو هاشم، فرقا فدرجوا كلهم وانقرضوا والبقية منهم لعبد المطلب بن ~~هاشم فبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم وله أربعة أعمام: حمزة والعباس ~~وأبو طالب وأبو لهب فاتبعه اثنان وخالفه اثنان، ففضل الله فرقة- التي تبعته ~~على التي خالفته-. # وقال الكلبي [3] في أسانيده: فضل الله العرب على العجم لأنهم ms014 كانوا لا ~~ينكحون البنات ولا الأخوات، وفضل الله مضر بن نزار على سائر العرب لأنهم ~~[4] كانوا أعلمهم بسنة إبراهيم صلى الله عليه وعلى محمد وآله وألزمهم ~~لمناسكه، وفضل الله قريشا على سائر مضر لأنهم [4] كانوا لا يظلمون الجار ~~ولا يغير بعضهم على بعض، وفضل الله بني هاشم على قريش لأنهم [4] كانوا ~~أوصلهم للأرحام وأكفهم [5] عن الآثام، وفضل الله بني عبد المطلب على سائر ~~بني هاشم بولادة محمد صلى الله عليه وعلى آله، وفضل الله محمدا صلى الله ~~عليه على سائر بني عبد المطلب لأنه [6] كان خيرهم وأبرهم وأصدقهم وأوصلهم ~~صلى الله عليه وآله وسلم. وقال محمد بن سلام الجمحي في أسانيده: إن النبي ~~صلى الله عليه قال: «إن الله عز وجل اختار من الناس العرب، ثم اختار من ~~العرب مضر، ثم اختار من مضر كنانة، ثم اختار من PageV01P021 # كنانة قريشا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني ممن أنا منه» [1] . # وقال محمد بن سلام الجمحي في حديث آخر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ~~قال: «أتاني جبريل [2] عليه السلام فقال: لقد بلغت الأرض شرقها وغربها و ~~[3] شمالها ويمينها [3] فما وجدت خيرا من قريش ولا وجدت في قريش خيرا من ~~هاشم» . وأخبرني هشام [4] بن محمد الكلبي قال: حدثني أبو زفر الكلبي عن عمه ~~عمارة بن جرير عن أثال [5] بن حضرمي الأسدي قال: سمعت أشياخنا يذكرون أن ~~برة بنت مر لما أهديت [6] إلى خزيمة بن مدركة رأت في المنام كأنها ولدت ~~غلامين [7] من خلاف [7] بينهما سابياء [8] قالت: فبينا أنا أنظر إليهما إذ ~~[9] أحدهما قمر يزهر والآخر أسد يزئر! فأخبرت بذلك خزيمة، فأتى كاهنة ~~PageV01P022 # كانت بمكة يقال لها سرحة [1] ، فقص عليها الرؤيا فقالت: إن صدقت رؤياها ~~فتلدن منك غلاما يكون منه قوم لهم أنفس باسلة وألسنة سائلة، ثم تخلف عليها ~~بعض ولدك فتلد منه غلاما يكون لولده [2] عدد وعدد [3] وقروم [4] مجد [5] ~~وعز [5] إلى آخر الأبد، فولدت له أسد بن خزيمة ثم خلف عليها كنانة، فولدت ~~له النضر. قال: وأتي كنانة وهو ms015 نائم [6] في الحجر [7] فقيل له: اختر يا أبا ~~النضر بين الصهيل والهدر [8] أو عمارة الجدر و [9] عز الدهر! فقال: # كلا يا رب! فجعل الله ذلك كله في قريش. وروى جماعة من غير طريق أن رسول ~~الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله اصطفى من العرب كنانة فكنانة عزة ~~العرب» وقال صلى الله عليه وسلم: «أريت [10] جو بني كنانة فرأيت سرجا فيها ~~سراج أعشاها، فأولت أن قريشا ذلك السراج» وأخبرني هشام بن محمد عن عبد ~~الحميد المجد بن عبس الأنصاري عن بعض قومه عن الشعبي قال قال رسول الله صلى ~~الله عليه وسلم: «أريت الجدود فرأيت جد قريش روضة خضراء [11] منها الماء، ~~فأولت ذلك كثرة الأموال والتدفق بالنوال. ولما قدم صعصعة بن ناجية على رسول ~~الله صلى الله عليه وسلم وافدا مسلما سأله PageV01P023 # رسول [الله] [1] صلى الله عليه وسلم عن علمه بمضر، فقال: كنانة وجهها ~~الذي فيه سمعها وبصرها، وتميم كاهلها، وقيس أظفارها. قالوا: وسأل معاوية بن ~~أبي سفيان ليلى الأخيلية عن مضر فقالت: فاخر بكنانة وحارب بقيس وكاثر ~~بتميم. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قريش ملح هذه الأمة كالملح ~~في الطعام! فهل يصلح الطعام إلا بالملح [2] . وروي عن النبي صلى الله عليه ~~وسلم أنه قال: «اللهم! إنك جعلت هذا الإسلام الذي جئت به رحمة للعالمين ~~وذكرا لقريش فتوكل لي بقريش» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس ~~تبع لقريش، مؤمنهم لمؤمنهم وفاجرهم لفاجرهم. وروي عنه أيضا أنه قال عليه ~~السلام: «قريش صلب الناس! فلا يبقى أحد بغير صلب» . وقال أيضا: «قريش أئمة ~~العرب في الخير والشر إلى يوم القيامة» . وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ~~تقدموا قريشا فتضلوا! ولا تخلفوا عنها فتهلكوا! ولا تعلموها فهي أعلم منكم» ~~. وقال/ صلى الله عليه وسلم: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى- ~~بآبائنا أنت وأمهاتنا! قال: فإني كائن لكم يوم القيامة على الحوض فرطا [3] ~~وإني سائلكم عن القرآن وعن قومي! فلا تقدموا قريشا فتضلوا! ولا تخلفوا عنها ~~فتهلكوا ms016! ولا تعلموا قريشا فهم أعلم منكم! ولولا أن تبطر قريش لأعلمتها ما ~~لها عند الله» . قال: وقدمت [4] أمامة [5] بنت يزيد بن عمرو بن الصعق [6] ~~على معاوية فقال لها: خبريني عن هذا الحي من مضر! فقالت: أما ناصية مضر ~~فهذان [7] الحيان من ابن [8] خزيمة، وأما PageV01P024 # أظفارها التي بها تحارش [1] فهذا الحي من قيس، فقال معاوية: فأين بنو ~~تميم؟ # قالت: تلك الكاهل المحمول عليها والكرش [2] المأكول فيها. قال: فحدثيني ~~عن قيس مضر [3] ! قالت: أما جمجمة قيس فغطفان، وأما أضراسها [4] التي تأكل ~~بها فبنو سليم، وأما خيشومها الذي تنفس فيه فبنو عامر. وقالت ليلى الأخيلية ~~[5] لمعاوية وسألها [6] عن مضر فقالت: قريش قادتها وسادتها، وتميم كاهلها ~~وكرشها، وقيس فرسانها وخطاطيفها [7] . وقال صعصعة بن ناجية لرسول الله صلى ~~الله عليه وسلم: «يا رسول الله! أنا أبصر الناس بمضر! تميم هامتها [8] ~~وكاهلها الشديد الذي تنوء [9] به وتحمل عليه، وكنانة وجهها الذي/ فيه سمعها ~~وبصرها، وقيس فرسانها، ولجومها وأسد لسانها، فقال النبي صلى الله عليه ~~وسلم: صدقت» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم كتاب الله ~~وعترتي [10] ! لن تضلوا ما تمسكتم بهما» . وروي عن النبي صلى الله عليه ~~وسلم أنه قال: «إن يغلب الله لي قريشا أغلب سائر العرب» . قالوا [11] : ~~ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزاة بدر منصرفا إلى المدينة ~~تلقاه الأوس والخزرج يهنئونه بفتح الله عليه فقال سلمة [12] بن سلامة بن ~~PageV01P025 # وقش [1] الأنصارى: بماذا تهنئونا؟ فو الله! إن قتلنا [2] إلا عجائز صلعا ~~كالإبل [3] المعلقة [3] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- وسمعه «أولئك ~~الملأ من قريش: أما! لو قد أسلموا ثم رأيتهم لهبتهم ولو أمروك لأطعتهم ثم ~~لحقرت أفعالك مع فعالهم» . قال: فلقد رأيتني في المدينة وإني لألقي الرجل ~~منهم في الطريق فأتنحى [4] عن طريقه هيبة له حتى يمر ثم أقول: صدق الله ~~ورسوله، فبقريش فضل الله العرب على سائر الأمم وخولهم إياهم وأورثهم ديارهم ~~وأموالهم ومكن لهم في الأرض، وقريش أوسط العرب بيتا وأطولها [5] عمادا ~~وأثبتها [6] أوتادا وأوشجها [7] أصلا ms017 وأنضرها [8] عودا وأبسقها [9] فرعا ~~[10] وكانوا في الجاهلية قبل أن يصل الله لهم ذلك بفضيلة النبوة يسمون أهل ~~الله ويسمون سكان الله وأهل الحرمة وقطان بيت الله، وقد قال عبد المطلب ~~لأبرهة الأشرم صاحب الفيل حين سأله أن يرد عليه إبله فقال له الأشرم: هلا ~~[11] سألتني الانصراف عن الذي قصدت له من هدم شرفك وهتك حرمتك؟ فجرى بينهما ~~خطاب قد أثبتناه في حديث الفيل في آخر هذا الجزء، وقال عبد المطلب: (الرمل) # نحن أهل الله في حرمته [12] ... لم تزل فينا على عهد قدم [13] ~~PageV01P026 # إن للبيت [1] لربا مانعا ... من يرده [2] بأثام [3] يخترم # [4] وقال الله عز وجل: أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء ~~رزقا من لدنا 28: 57 [5] . فمن مكارمهم في الجاهلية أنهم كانوا على حالة ~~شركهم يترافدون على سقاية الحاج وإطعام أهل الموسم وحمل المنقطع به من ~~الحاج ومعونته على بلاغ منزله، فكان القيم بذلك في زمانه هاشم بن عبد مناف، ~~فكانت قريش تجمع إليه الفضول من أموالها أيام الحج، ويقال: إنه كان عليه ~~الربع من ذلك في ماله لما ذكرنا، وله يقول مطرود بن كعب الخزاعي: (الكامل) # عمرو [6] العلى [7] هشم الثريد لقومه ... ورجال [8] مكة مسنتون [9] عجاف # كانت [10] إليه الرحلتان كلاهما ... سفر الشتاء و [11] رحلة الأصياف ~~PageV01P027 # يا أيها الرجل المحول رحله ... هلا [1] نزلت بآل [1] عبد مناف # هبلتك أمك لو نزلت [2] عليهم [3] ... ضمنوك [4] من جوع [5] ومن إقراف # [6] ثم قام به بعده ابنه عبد المطلب فزاد في سنة أبيه وأضعف في مكارم ~~قريش، فكان إذا كان أيام الحج أعد للحجاج الطعام ووضع [7] الأعلاف للوحوش ~~وكان يسمى «مطعم الناس في السهل، والوحوش والسباع في الجبل» . # ومن مكارم قريش أن بيت الله كان في أيديهم ومفاتيحه كانت إليهم، لا يفتحه ~~أحد من أهل الشرق والغرب غيرهم، فهذه مكارم فضلوا بها العرب والعجم، وقال ~~الله تعالى يذكر عن قول إبراهيم: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ~~عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ~~وارزقهم 14: 37 [8] فمكثوا في الجاهلية ms018 كذلك مع مكارم كثيرة هذه من ~~مشهوراتها حتى وصل الله تبارك وتعالى لهم ذلك بالإسلام والنبوة والخلافة، ~~وكانت قريش في الجاهلية أصراما [9] متفرقين في كنانة فجمعهم قصى بن كلاب من ~~كل أوب [10] بمكة فسموا قريشا، والتقرش التجمع، وفي ذلك يقول الفضل بن عباس ~~بن عتبة بن أبي لهب: (الخفيف) # ولنا نشرها وطيب ثراها ... وبنا سميت قريش قريشا PageV01P028 # وفيهم يقول حذافة [1] العدوي: (الطويل) أبوكم [2] قصي [2] كان [3] يدعى ~~مجمعا به جمع الله القبائل من فهر/ وذكر هشام بن محمد عن بشر الكلبي عن ~~أبيه قال: كان يقال لقريش قبل قصي بن كلاب: بنو النضر، وكانوا متفرقين في ~~ظهر مكة [4] ، لم يكن بالأبطح [5] أحد منهم، فلما أدرك قصي بن كلاب واجتمعت ~~عليه خزاعة وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة وصوفة [6] فمنهم الغوث بن مر [7] ~~بعث إلى أخيه من أمه رزاح [8] بن ربيعة بن حرام [9] بن ضنة [10] بن [11] ~~عبد بن كبير [11] بن عذرة [12] وأم قصي فاطمة بنت سعد بن سيل [13] وهو خير ~~[14] بن حمالة [15] بن عوف (بن PageV01P029 # غنم-[1] بن عامر- وهو الجادر، أول من بنى جدار الكعبة- ابن عمرو بن جعثمة ~~[2] بن يشكر [3] بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث ~~بن معد بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، ولسعد بن سيل [4] يقول هون ~~[5] بن أبي عمرو العذري: (الرمل) # ما أرى في الناس [6] شخصا واحدا [6] ... [7] كلهم مثلك سعد [7] بن سيل ~~[4] # فارس أضبط [8] فيه هوج [9] ... فإذا ما لقي [10] البأس نزل # فارس يستدرج الخيل كما ... استدرج [11] الحر القطامي الحجل [12] # وكان جعثمة خرج أيام خرجت الأزد من مأرب فنزل في بني الديل [13] بن بكر ~~بن عبد مناة بن كنانة فحالفهم وزوجهم [14] وزوجوه، PageV01P030 # وكانت [1] فاطمة أم قصي عند كلاب بن مرة فولدت له زهرة، ثم مكث دهرا حتى ~~شيخ وذهب بصره./ ثم ولدت له قصيا [2] ، قال هشام [3] سمي قصيا لأن أمه تقصت ~~به إلى الشام، وقدم ربيعة بن حرام [4] العذري حاجا فتزوجها، فحملت قصيا ~~غلاما معها إلى الشام ms019 فولدت لربيعة رزاحا [5] وحنا [6] ، فجرى بين قصي وبين ~~غلام من عذرة كلام فنفاه العذري وقال: # والله ما أنت منا! فأتى أمه فقال لها: من أبي؟ فقالت: ربيعة أبوك، فقال: ~~لو كنت ابنه ما نفيت، قالت: فأبوك والله خير منه وأكرم، أبوك كلاب بن مرة ~~من أهل الحرم، قال فو الله لا أقيم ههنا أبدا! قالت: فأقم حتى يأتي [7] ~~ابان [8] الحج! فلما حضر ذلك بعثته مع قوم من قضاعة وزهرة حي، فأتاه وكان ~~زهرة أشعر وقصي أشعر فقال له قصي: أنا أخوك، فقال زهرة: ادن مني! فلمسه ~~وقال: أعرف والله الصوت والشبه! ثم إن زهرة مات وأدرك قصي فأراد أن يجمع ~~قومه بني النضر ببطن مكة فاجتمعت عليه خزاعة وبكر وصوفة [9] فكثروه، فبعث ~~إلى أخيه رزاح، فأقبل في جمع من الشام وأفناء [10] قضاعة حتى أتى مكة، ~~وكانت صوفة هم يدفعون بالناس [11] ، فقام رزاح على الثنية [12] ثم قال: أجز ~~قصي! فأجاز بالناس، فلم تزل الإفاضة في بني قصي إلى اليوم، ثم أدخل بطون ~~قريش كلها الأبطح [13] إلا محارب بن فهر والحارث بن فهر PageV01P031 # وتيم الأدرم [1] بن غالب [2] ومعيص بن عامر بن لؤي،/ فهؤلاء يدعون ~~الظواهر فأقاموا بظهر مكة. إلا أن رهطا من بني الحارث بن فهر وهم رهط أبي ~~عبيدة بن الجراح نزلوا الأبطح، فهم مع المطيبين، وكان أول مال أصابه قصي ~~[3] بن كلاب أنه كان رجل من عظماء الحبشة أقبل إلى مكة بتجارة فباعها ثم ~~انصرف يريد أهله فتبعه قصي وقتله وأخذ ماله فتزوج حبى [4] بنت حليل [5] بن ~~حبشية [6] فولدت له أربعة نفر: عبد الدار، وعبد العزى، وعبد مناف، وعبد بني ~~قصي، وكان قصي يقول: ولد لي أربعة نفر فسميت اثنين بإلهي وواحدا بداري ~~وواحدا بنفسي، وكان قصي شريف أهل مكة لا ينازعه احد في الشرف، فابتنى دار ~~الندوة [7] ، ففيها كانت تكون أمور قريش فيما ينوبهم وفيما أرادوا من نكاح ~~أو حرب أو مشورة [8] وما عساه [8] ينوبهم حتى إن كانت الجارية لتبلغ [9] أن ~~تدرع فلا يشق درعها إلا فيها [10] تيمنا بها ms020 وتعظيما لها وتشريفا لأمرها ~~وشأنها قال: فلما كبر قصي ورق [11] جعل الحجابة والندوة والسقاية والرفادة ~~واللواء لعبد الدار وكان أكبر ولده وكان ضعيفا مسنا، فخصه بذلك ليلحقه ~~باخوته، وكانت الرفادة خراجا [12] تخرجه قريش من أموالها PageV01P032 # لضيافة [1] الحاج، فلما هلك قصي أقام عبد مناف على أمر قصي وقام بأمر ~~قريش فأسندت إليه قريش بعد موت أبيه أمورها واختط بمكة رباعا واتخذ أموالا ~~بعد الذي كان قصي قطع لقومه، فهلك عبد مناف يوم هلك فكان ما سمينا لعبد ~~الدار، ثم إن بني عبد مناف أرادوا أخذ ذلك منهم وقالوا: # نحن أحق به، فأبت عليهم بنو عبد الدار فتفرقت قريش وتباينت عند ذلك وتشتت ~~أمرها وتفرقت كلمتها، وكان مع بني عبد مناف بنو أسد بن عبد العزى وبنو زهرة ~~بن كلاب وبنو تيم [2] بن مرة وبنو الحارث بن فهر، وكان مع بني عبد الدار ~~بنو سهم بن عمرو وبنو جمح [3] بن عمرو وبنو مخزوم بن يقظة [4] وبنو عدي بن ~~كعب، وخرجت بنو عامر بن لؤي من الفريقين جميعا، فبنو عبد مناف وخلفاؤهم ~~يقال لهم: المطيبون، [5] وبنو [5] عبد الدار وحلفاؤهم يقال لهم: الأحلاف، ~~فأخرجت عاتكة بنت عبد المطلب جفنة فيها طيب، فغمسوا أيديهم فيه فسموا ~~المطيبين، ونحر الآخرون جزرا [6] فغمسوا أيديهم في دمها فسموا الأحلاف ~~ولعقة الدم،/ لأن الأسود بن حارثة العدوي لعق من الدم ولعقت معه بنو عدي، ~~فلما كادوا يفشلون [7] وعبيت [8] كل قبيلة لقبيلة فعبيت [9] بنو عبد مناف ~~لبني سهم وبنو عبد الدار لبني أسد وبنو مخزوم لبني تيم [10] وبنو جمح لبني ~~زهرة وبنو عدي لبني الحارث بن فهر، ثم إنهم مشوا في PageV01P033 # الصلح على أن تعطى بنو عبد مناف السقاية وبنو أسد الرفادة وتركت الحجابة ~~والندوة واللواء لبني عبد الدار، وقد كان المطيبون انطلقوا إلى كاهنة بمكة ~~فقصوا عليها قصتهم وقصة أصحابهم، فقالت: صنعتم صنع النساء بغمسكم أيديكم في ~~الطيب وصنعوا صنع الرجال بغمسهم أيديهم في الدم، قال أبو المنذر [1] : فجرى ~~بين القوم الشر حتى كادوا يقتتلون، فصارت الحجابة واللواء لبني ms021 عثمان بن ~~عبد الدار وليها يومئذ منهم أبو طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ~~وصارت الندوة إلى عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، فلما كان زمن ~~معاوية باع [2] دار الندوة [2] عكرمة بن عامر بن هاشم من معاوية بمائة ألف ~~درهم فهي اليوم للامارة [3] ، وإنما سميت الندوة لأن قريشا كانوا ينتدون ~~فيها/ الخير والشر ويتيمنون [4] بها لأنها دار قصي، وقال ابن قيس [5] ~~الرقيات: (الخفيف) [6] # إنها بين عامر بن لؤي ... حين تدعى وبين عبد مناف # ولها في المطيبين جدود [7] ... ثم نالت ذوائب [8] الأحلاف # وذكروا أن أكثم [9] بن صيفي قال: دخلت البطحاء بطحاء مكة، فإذا أنا ببني ~~عبد المطلب يخترقونها كأنهم أبرجة الفضة، وكأن عمائمهم نوق الرجال ألوية، ~~يلحفون الأرض بالحبرات [10] ، فقال أكثم: يا بني تميم! إذا PageV01P034 # أراد الله أن ينشئ دولة أنبت لها مثل هؤلاء [1] ، هذا غرس الله لا غرس ~~الرجال. قال هشام [2] : لم يكن في العرب عدة بني عبد المطلب أشرف [3] منهم ~~ولا أجسم [4] ، ليس منهم رجل إلا أشم العرنين يشرب أنفه قبل شفتيه [5] ~~ويأكل الجذع [6] ويشرب الفرق [7] وقال قرة بن حجل [8] بن عبد المطلب يوم ~~أجنادين [9] : (الكامل) # اعدد ضرارا [10] إن عددت فتى الندى ... والليث حمزة واعدد العباسا # واعدد زبيرا والمقوم [11] بعده ... والصتم [12] حجلا والفتى الدرفاسا ~~[13] PageV01P035 # وأبا عتيبة [1] فاعددنه ثامنا ... والقرم [2] عبد منافنا الجساسا [3] # والقرم [4] غيداقا [5] تعد [6] جحاجحا [7] ... سادوا على رغم العدو ~~الناسا # والحارث الفياض ولي ماجدا ... أيام نازعه الهمام الكاسا # ما في الأنام عمومة كعمومتي ... حقا [8] ولا كأناسنا آناسا # قال: الفرق [9] محركة الراء ستة عشر رطلا، والفرق مسكنة الراء مائة ~~وعشرون رطلا، ومنه قالت عائشة رحمها الله: «كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى ~~الله عليه وسلم من الجنابة بذلك الإناء» وأشارت إلى ظرف يسع فرقا. # ولم يسلم من أعيان بني عبد المطلب إلا حمزة والعباس رحمهما الله، قال ~~والعقب من بني عبد المطلب للعباس وأبي طالب والحارث وأبي لهب، وقد كان ~~للزبير والمقوم وحجل أولاد لأصلابهم [10] فهلكوا وكان ضرار بن عبد المطلب ~~من فتيان ms022 قريش جمالا وعقلا وهيبة وسخاء وإن أمه نتيلة [11] أضلته، فكاد ~~PageV01P036 # عقلها يذهب جزعا عليه وكانت كثيرة المال، فجعلت تنشد في المواسم وتقول: # (الرجز) # أضللته أبيض لوذعيا [1] ... لم [2] يك مجلودا [3] ولا دعيا # وقالت: (الرجز) # أضللته أبيض كالخصاف [4] ... للفتية الغر بني مناف # ثم لعمري منتهى الأضياف ... هذي [5] لفهر [5] سنة الإيلاف [6] # / فجعلت لمن جاء به هنيدة [7] ونذرت أن تكسو البيت إن رده الله عليها، ~~فمر بها حسان بن ثابت حاجا في نفر من قومه فرأى [8] جزعها عليه، فقال [9] : ~~(الطويل) # وأم ضرار تنشد [10] الناس والها ... فيا لبني النجار ماذا أضلت # ولو أن ما تلقى [11] نتيلة غدوة [12] ... بجانب [13] رضوى [14] مثله ما ~~استقلت PageV01P037 # فأتاها به رجل من جذام، فوفت له بجعلها وكست البيت ثيابا بيضا وجعلت ~~تقول: (الرجز) # الحمد لله ولي الحمد ... والذي هون من وجدي # إذ رد ذو العرش على ولدي ... من بعد [1] ان جولت في [2] معد [3] # اشكره ثم أفي بعهدي ### | فضائل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه # قال هشام الكلبي أخبرني أبو السائب المخزومي عن أبيه قال: كان للعباس بن ~~عبد المطلب ثوب لعاري بني هاشم وجفنة لجائعهم [4] ومقطرة [5] لسفيههم- أو ~~ربما قال: لجاهلهم- وكان يمنع جاره ويبذل ماله ويعطي النابية [6] في قومه، ~~وكان نديما لأبي سفيان بن حرب في الجاهلية، فجاور رجل من بني سليم رجلا من ~~أفناء [7] العرب فلم يحمد جواره فقال في ذلك العباس بن مرداس السلمي: ~~(البسيط) # إن كان جارك لم تنفعك ذمته ... حتى [8] سقيت بكأس الموت [9] أنفاسا # فبالفناء [10] فناء [11] الله اعتصم [12] ... لم يغش ناديه فحشا ولا بأسا ~~PageV01P038 # وآت [1] القباب [2] فكن من أهلها صددا [3] ... تلق [4] ابن حرب وتلق ~~المرء عباسا # قرما [5] قريش [6] وحلا [6] في ذؤابتها [7] ... [8] بالمجد والحزم ما ~~حازا وما ساسا # [8] وقال هشام عن أبيه عن أسامة بن زيد عن أبيه عن دحية [9] بن خليفة ~~الكلبي قال: «أهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم رطبا خلسا [10] وزبيبا ~~وتينا من الشام، فوضعت بين يديه على نطع [11] فقال: اللهم أدخل علي أحب أهل ~~بيتي إليك! فدخل العباس، فقال رسول الله صلى ms023 الله عليه: ههنا يا عم! وأقعده ~~معه، ثم قال: قد جاء الله بأحب أهلي اليه، دونك فاطعم من هذا الطعام» . قال ~~هشام وحدثني أبي عن أبي صالح عن ابن الكعب بن مالك عن أبيه قال: «بينا أنا ~~ذات يوم جالس عند النبي صلى الله عليه إذ بالعباس فقال: # يا رسول الله! عجبا لقريش انتهى إلى الشبهة منهم يتحدثون فإذا نظروا إلي ~~أرموا [12] فلم ينطقوا وعرفت الكراهة في وجوههم، فقال النبي صلى الله عليه ~~وسلم: والذي بعثني بالحق نبيا! لا يستكمل رجل منهم الإيمان حتى يعرف ~~PageV01P039 # فضلك يا عمي» . قال هشام: حدثني أبي عن أبي صالح عن جعدة [1] بن هبيرة عن ~~سعد بن أبي وقاص قال: «اجتمع نفر من المهاجرين أنا أحدهم حين ثقل النبي صلى ~~الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله اعهد إلينا عهدا نأخذ به بعدك! قال: ~~أنا مخلف فيكم عمي وصنو أبي فما أنتم صانعون؟ قال سعد: # فو الله ما ألقى في روعنا الذي كان» . ومن فضل العباس أنه لم يحل لأحد من ~~الحاج المبيت بمكة ليالي منى [2] إلا العباس وحده. قال هشام [3] وحدثني أبي ~~[4] . # عن الصلت بن [5] عبد الله عن المغيرة [5] بن نوفل بن الحارث قال: «مررت ~~بجابر بن عبد الله الأنصاري وعنده جماعة من الناس فسلمت عليه، فقال: # من الرجل؟ فقلت: المغيرة بن نوفل الهاشمي، فقال: بأبي أنتم وأمي يا بني ~~هاشم! كيف تفلح هذه الأمة أو ترجو شفاعة نبيها وقد ترك فيهم رسول الله صلى ~~الله عليه وسلم عمه فضيعوه واستأثروا [6] عليه» . قال هشام عن أبيه: لما ~~ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع إليه نساؤه وأهل بيته وعمه العباس ~~فقال النساء: به ذات الجنب فهلم فلنلده! فلما أفاق قال: أترون أن بي ذات ~~الجنب، أنا أكرم على الله من أن يعذبني بها، لا جرم لا يبقى في البيت أحد ~~إلا لد إلا عمي العباس! فجعل يلد [7] بعضهم بعضا» . هشام قال أخبرني أبي عن ~~عكرمة مولى عباس قال: «قال العباس لرسول الله صلى ms024 الله عليه: بأبي أنت ~~وأمي! ما لنا إذا رآنا رجال قريش وهم في حديث قطعوه وأخذوا في غيره؟ فقال ~~النبي صلى الله عليه وسلم: من حفظني فيكم حفظه الله» . هشام قال حدثني أبي ~~عن أبي صالح عن ابن عباس قال: «مررت بأبي أجول [8] على PageV01P040 # قوم من بني أمية فقالوا: انه ليتبختر في مشيه [1] تبختر رجل ما يشك أنه ~~مغفور له ولعل ما ينفعه قرابته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى [2] ~~النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما يزال الرجل من قريش ~~يسمعني ما أكره- وأخبره بالكلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيرجو ~~شفاعتي من أسلم من الترك والديلم ولا يرجوها عمي، أما علموا أنه من آذاك ~~فقد آذاني ومن آذاني عذبه الله عذابا شديدا، ثم قال: إنا لم نزل يا عم نحن ~~وهذا الحي من عبد شمس يجمعنا نسب واحد حتى فرق بيننا وبينهم عبد المطلب ~~فكنا أمحضهم أنسابا وأعظمهم أخطارا» . وذكر الكلبي أنه لما دفن عبد الله بن ~~العباس سمعوا قائلا يقرأ: يا أيتها النفس المطمئنة 89: 27 [3] الآية إلى ~~آخر السورة. الكلبي [4] قال حدثني عوانة عمن أخبره أن علي بن أبي طالب عليه ~~السلام سئل عن بني هاشم وبني أمية فقال: بنو هاشم أصبح وأفصح وأسمح، وبنو ~~أمية أمكر وأفجر. أبو العباس الحميري عن أسباط بن محمد عن هشام بن سعد ~~المديني عن عبد الله بن العباس فيه ماء [5] كان للعباس ميزاب على طريق عمر ~~بن الخطاب فلبس عمر ثيابه يوم جمعة وقد كان ذبح للعباس فرخان فلما وافى عمر ~~الميزاب [5] صب فيه ماء فأصاب ثوب عمر [5] ، فأمر بقلع الميزاب فأتاه ~~العباس فقال له: أقلعت ميزابي ولم يكن جديرا بذلك؟ # فو الله إنه للموضع الذي وضعه رسول الله فيه! فقال عمر للعباس: عزمت عليك ~~لما صعدت على ظهري حتى تضعه موضعه! ففعل ذلك العباس. ### | حديث الإيلاف # حدثنا أبو بكر الحلواني قال حدثنا أبو سعيد [6] السكري قال أخبرنا أبو ~~جعفر محمد بن حبيب عن ms025 ابن الكلبي قال: كان من حديث الإيلاف أن قريشا ~~PageV01P041 # كانت تجارا وكانت تجاراتهم لا تعدو [1] مكة، إنما يتقدم عليهم الأعاجم ~~بالسلع فيشترون منهم ثم يتبايعونه بينهم ويبيعون من حولهم من العرب، فكانت ~~تجارتهم كذلك حتى ركب هاشم بن عبد مناف إلى الشام فنزل بقيصر واسم هاشم ~~يومئذ عمرو، فكان يذبح كل يوم شاة فيصنع جفنة ثريد ويدعو من حوله فيأكلون، ~~وكان هاشم (فيما-[2] ) زعموا أحسن الناس عصبا وأجمله فذكر لقيصر وقيل: ها ~~هنا رجل من قريش يهشم الخبز ثم يصب عليه المرق ويفرغ عليه اللحم، وإنما ~~كانت الأعاجم تضع [3] المرق في الصحاف ثم تأتدم [4] بالخبز فلذلك سمي عمرو ~~هاشما، وبلغ ذلك قيصر فدعا به، فلما رآه وكلمه أعجب به [وكان] [5] يرسل ~~إليه فيدخل عليه، فلما رأى مكانه منه قال له هاشم: أيها الملك! إن لي قوما ~~[6] وهم تجار العرب فان رأيت أن تكتب لهم كتابا تؤمنهم وتؤمن تجارتهم ~~فيقدموا عليك بما يستطرف من أدم الحجاز وثيابه [7] فيكونوا يبيعونه عندكم ~~فهو أرخص عليكم. # فكتب له كتابا بأمان من أتى منهم [فأقبل هاشم بذلك الكتاب فجعل كلما مر ~~بحي من العرب بطريق الشام أخذ] [8] من أشرافهم إيلافا والإيلاف [9] أن ~~PageV01P042 # يأمنوا عندهم في أرضهم بغير حلف [1] وإنما هو أمان الناس [2] وعلى أن ~~قريشا تحمل لهم [3] بضائع فيكفونهم حملانها ويردون [4] إليهم رأس مالهم ~~وربحهم، فأخذ [5] هاشم الإيلاف ممن بينه وبين الشام حتى قدم مكة، فأتاهم ~~بأعظم شيء أتوا به [6] فخرجوا بتجارة عظيمة وخرج هاشم يجوزهم ويوفيهم ~~إيلافهم الذي أخذ لهم من العرب، فلم يبرح يوفيهم ذلك ويجمع بينهم وبين ~~أشراف العرب حتى ورد بهم الشام وأحلهم قراها [7] ، فمات في ذلك السفر بغزة ~~[8] من الشام فقال الحارث بن حنش [9] من بني سليم وهو أخو هاشم وعبد شمس ~~والمطلب بني عبد مناف من أمهم، أمهم جميعا عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج ~~بن ذكوان [10] بن ثعلبة بن بهثة [11] بن سليم: (البسيط) # إن أخي هاشما ليس أخا واحد ... والله ما هاشم بناقص كاسد [12] # والخير في ثوبه ms026 وحفرة اللاحد [13] ... الآخذ [14] الإلف [14] والوافد ~~[15] للقاعد PageV01P043 # وقال مطرود الخزاعي: (الكامل) # مات الندى بالشام لما أن ثوى [1] ... أودى [2] بغزة هاشم لا يبعد # لا يبعدن رب الفناء [3] نعوده ... عود السقيم يجود بين العود # فجفانه رذم [4] لمن ينتابه ... والنصر منه [5] باللسان وباليد # فلما مات هاشم خرج المطلب بن عبد مناف إلى اليمن فأخذ من ملوكهم عهدا لمن ~~تجر قبلهم [6] من قريش، ثم أقبل يأخذ الإيلاف ممن مر به من العرب حتى أتى ~~مكة على مثل ما كان هاشم أخذ، وكان المطلب أكبر ولد عبد مناف وكان يسمى ~~الفيض وهلك [7] المطلب بردمان [8] من اليمن وهو راجع من [9] اليمن، وخرج ~~عبد شمس بن عبد مناف إلى ملك الحبشة فأخذ منه كتابا وعهدا لمن تجر قبله من ~~قريش، ثم أخذ الإيلاف ممن بينه وبين العرب حتى بلغ مكة، وهلك عبد شمس بمكة ~~فقبر بالحجون [10] ، وكان أكبر من هاشم، وخرج [11] نوفل بن عبد مناف وكان ~~أصغر ولد عبد مناف وكان لأم PageV01P044 # وحده [1] وأمه واقدة بنت أبي عدي [2] من بني هوازن [3] بن منصور بن عكرمة ~~بن خفصة [4] بن قيس ابن عيلان [5] ، فخرج إلى العراق فأخذ عهدا من كسرى ~~لتجار قريش، ثم أقبل يأخذ الإيلاف ممن مر [6] به من العرب حتى قدم مكة ثم ~~رجع إلى العراق فمات بسلمان [7] من أرض العراق. وكان بنو عبد مناف هؤلاء ~~أول من رفع الله به قريشا لم تر العرب مثلهم قط أسمح ولا أحلم ولا أعقل ولا ~~أجمل، إنما كانوا نجوما من النجوم، فقال مطرود الخزعي يرثيهم وكان يتبعهم ~~ويكون في كنفهم واسم عبد مناف المغيرة: (السريع) # إن المغيرات [8] وأبناءهم ... لخير [9] أحياء وأموات # أربعة [10] كلهم سيد ... أبناء سادات لسادات # أخلصهم عبد مناف فهم ... من لوم من لام بمنجات # قبر بسلمان وقبر برد ... مان وقبر عند غزات [11] PageV01P045 # وميت مات قريبا لدى ... الحجون [1] من شرق البنيات [2] # يا ليلة هيجت ليلاتي ... إحدى ليالي القسيات # هيجت لي أحزان ما قد مضى ... لما تذكرت المنيات [3] # لما تذكرت منافا بني [4] ... عبد مناف بت [5] حاجاتي # ومر [6] مطرود برجل كان ms027 مجاورا في بني سهم [7] هو وبنات له وامرأته في ~~سنة شديدة فحولوه وضاقوا [8] به ذرعا وأمروه أن ينتقل عنهم، فخرج يحمل ~~متاعه هو وامرأته وولده لا يؤذيه أحد، فقال مطرود: (الكامل) # يا أيها الضيف المحول رحله ... هلا حللت [9] بآل عبد مناف # هبلتك أمك لو حللت إليهم ... ضمنوك من جوع [10] ومن إقراف [11] # الآخذون [12] العهد في آفاقها ... والراحلون برحلة الإيلاف PageV01P046 # ويقاتلون الريح كل شتوة [1] ... حتى تغيب الشمس في الرجاف [2] # لم تر عيني مثلهم وهم الألى ... كسبوا فعال التلد والأطراف # ويقول [3] مطرود يوما بعد ذلك بعد ما مات بنو عبد مناف وهو خارج فتلقاه ~~عبد المطلب ومطرود على بعير أعجف ورحل [4] خلق بهيئة سوء، فآواه إلى رحله ~~وكساه كسوة حسنة وأعطاه راحلة فارهة ورحلا فاخرا، فقال مطرود: # (الكامل) # يا شيبة [5] الحمد الذي [6] تثنى له [7] ... أيامه [8] من خير ذخر الذاخر # المجد ما حجت إياد [9] بيته ... ودعا [10] هديل فوق غصن ناضر [10] # آوى فأحسن ثم متع رجلتي ... بنجيبة سرح [11] ورحل فاخر # والله لا أنساكم وفعالكم ... حتى أغيب في سفاة [12] القابر PageV01P047 # فلأحبونك ما حبوت أباكم ... من مدحة فلج وقول سائر # البدر شيبة أو هلال طالع ... وقف الحجيج له بواد غائر # ومطرود يقول أيضا: (الرمل) # لا يلومن منافا لائم ... منهم الفيض [1] ومنهم هاشم # وأخي الأبيض منهم نوفل ... سبط الكفين سيف صارم # ميت الحرم عظيم ذكره ... عبد شمس حين عض الآزم [2] # ويروى: عبد شمس سوم من لا سائم قال: وسألت ابن الأعرابي عن سوم من لا ~~سائم، فقال: لا أعرفه. ### | قصة زهرة وأمية # وكان أول فرقة دخلت بين قريش أن أمية بن عبد شمس كان رجلا حلوا جميلا ~~وكان يمر بوهب بن عبد مناف بن زهرة وعند وهب يومئذ امرأتان إحداهما ضعيفة ~~[3] بنت هاشم بن عبد مناف [4] وهي أم عبد يغوث وعبيد [يغوث] [5] ابني وهب ~~بن عبد مناف وعنده برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، وهي أم ~~آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جعل يمر به فيكثر، وجد ~~من ms028 ذلك في نفسه وعاد فقال له: يا ابن عم! مرورك علي يؤذيني فاتخذ غير طريقي ~~طريقا، فقال: لا والله! لا أمر إلا حيث أهوى، وإن وهب بن عبد مناف جلس له ~~بالسيف فضرب أليته، وكان أمية عظيم الألية فقدها، فانصرف وغضبت بنو عبد ~~مناف فقالوا لبني زهرة: PageV01P048 # لنخرجنكم من مكة، ارتحلوا! فقامت بنو زهرة ترتحل ليلا فسمع الصوت قيس بن ~~عدي السهمي وهو برأس الجبل في ليلة حارة شديدة الحر ومعه نفر من قومه وبنو ~~زهرة أخواله وأم عدي بن سعد بن سهم بن قيس بن عدي تماضر [1] بنت زهرة، فلما ~~سمع قيس بن عدي الرحيل والصوت قال: ما هذا؟ # قيل: زهرة أخرجتها بنو عبد مناف، فقام فصاح: أصبح ليل! ألا إن الظاعن ~~مقيم! وعرفت بنو زهرة صوته فنزلوا، فغدا ومعه ابنا هصيص [2] سهم وجمح، فلما ~~رأت ذلك بنو عبد مناف قالوا: والله لا يدخل بيننا وبين إخوتنا أحد! فتركوهم ~~ولم يحركوا منهم أحدا، فقال وهب بن عبد مناف بن زهرة: # (البسيط) . # مهلا أمي [3] فإن البغي مهلكة ... لا تجشمنك [4] يوم شره نكر [5] # تبدو [6] كواكبه والشمس طالعة ... يصب في الكأس منه [7] الصاب والمقر # لا تحسبنا كأقوام عبثت بهم ... لن يأنفوا الذل حتى تؤنف الخمر # أنا ابن عبد مناف غير كاتمة ... والفحل للفحل موسوم به أثر # أنا ابن عبد مناف غير متهم ... ثم ابن زهرة لم يوجد له خطر # وعمي [8] الحارث الموفي بذمته ... لا بني علاج [9] غداة استنفرت فهر [10] ~~PageV01P049 # أتتهم قبل قرن الشمس مشعلة ... شهب الفوارس يعشى دونها البصر # فانهلت منهم للموت طائفة ... وفر أولاهم واستدرك الخفر # ببطن مكة إذ تحوي سوائمهم ... بنو جذيمة إن الغنم مبتدر # فهذا أول شيء دخل بينهم ### | وهذا أمر المطيبين # وذلك أن بني عبد مناف لما رأوا شرفهم وكثرتهم أرادوا أخذ البيت من بني ~~عبد الدار فأرسلوا إلى أبي طلحة وهو عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد ~~الدار أن أرسل إلينا بمفتاح الكعبة! فخرج [1] من مكانه حتى أتى [2] بني سهم ~~وأم سهم تماضر بنت ms029 زهرة وأم عدي بن سعد بن سهم هند بنت عبد الدار بن قصي ~~فعاذ بهم من بني عبد مناف فقاموا معه في ذلك وقالوا: # والله لنمنعنه! وأصبحت بنو عبد مناف فقالوا: والله لنأخذنها منهم! وأصبحت ~~قريش في ذلك فرقا، منهم من يقول: عبد مناف أولى بالبيت، ومنهم من يقول: عبد ~~الدار أولى، فلما كثر في ذلك القول عمدت أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم- ~~ويقال: بل عاتكة [3] أثبت من أم حكيم وهو المجتمع عليه- فأخذت جفنة عظيمة ~~فملأتها خلوقا ثم أقبلت بها تحملها حتى وضعتها في الحجر [4] فقالت: من تطيب ~~من هذه الجفنة فهو منا! فقامت أسد فتطيبت وقامت الحارث بن فهر فتطيبت ~~وتطيبت زهرة [بن كلاب] [5] وتيم بن مرة، فهذه خمس قبائل يسمون المطيبين: ~~عبد مناف وأسد بن عبد العزى وزهرة والحارث بن فهر وتيم بن مرة، وتعمد بنو ~~سهم فنحروا جزرا [6] ثم غمسوا PageV01P050 # أيديهم في دمها وقالوا: من غمس يده فيه فهو منا! فغمست جمح [وسهم] [1] ~~وعبد الدار ومخزوم وعدي بن كعب ثم دخلوا [2] البيت وتحالفوا بالله أن لا ~~يسلم أحد منا أحدا وخلطوا نعالهم بفناء الكعبة فسموا الأحلاف، وهم خمس ~~قبائل: عبد الدار وسهم وجمح ومخزوم وعدي بن كعب، فلخلطهم نعالهم وتحالفهم ~~في البيت يقول عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدي بن سعد ابن سهم حين خرج ~~عثمان بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار وخالد [بن الوليد] [3] بن ~~المغيرة [4] مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنشد عثمان بن ~~طلحة: (الطويل) . # أناشد [5] عثمان بن طلحة حلفنا ... [6] وملقى نعال القوم عند المقبل [6] # وما عقد الآباء من كل حلفة ... وما خالد من مثلها بمحلل # أمفتاح بيت غير بيتك تبتغي ... وما دونها من سائر الأمر مقفل # وقال أبو طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار: (الوافر) # أبي [7] لي أن عز [8] بني هصيص [9] ... أقام وأنني لهم حليف # وإنهم إذا عمدوا [10] لأمر ... ورائي لا ألف [11] ولا ضعيف # وقالت الأحلاف واجتمعت: من يكفينا بني ms030 عبد مناف؟ فقالت بنو سهم: نحن ~~نكفيهم! إن قاتلوا قاتلناهم، وإن وفدوا وفدنا، وإن فعلوا فعلنا، فلذلك يقول ~~ابن الزبعري وهو يفتخر: (الطويل) PageV01P051 # أنا ابن الألى [1] جازوا منافا بعزها [2] ... وجار [3] مناف في العباد ~~قليل # لقاء لقاء إن لقوا ووفادة ... وفعلا بفعل والكفيل كفيل # وقالت جمح: نحن لزهرة، وقالت عبد الدار: نحن لأسد، وقالت مخزوم: نحن ~~لتيم، وقالت عدي: نحن للحارث بن فهر، فكاد الناس يقتتلون، وهم بعضهم ببعض، ~~ثم تناهت قريش بأحلامها فكفوا. # وسكتوا فهذا أمر المطيبين والأحلاف ### | ذكر حلف الفضول # وكان من شأن حلف الفضول أنه كان حلفا لم يسمع الناس بحلف قط كان أكرم منه ~~ولا أفضل منه، وبدؤه أن رجلا من بني زبيد جاء بتجارة له مكة فاشتراها منه ~~العاص بن وائل بن هاشم بن سعد بن سهم فمطله بحقه، وأكثر الزبيدي الاختلاف ~~[إليه-[4]] [5] فلم يعطه [5] شيئا، فتمهل الزبيدي حتى إذا جلست قريش ~~مجالسها وقامت أسواقها قام على أبي قبيس [6] فنادى بأعلى صوته: (البسيط) . # يا [7] آل فهر [7] لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الأهل [8] والنفر ~~PageV01P052 # ومحرم شعث [1] لم يقض عمرته ... يا آل فهر وبين الحجر [2] والحجر # هل [3] مخفر من بني سهم بخفرته ... [4] أم ذاهب في ضلال مال معتمر [3] # إن الحرام لمن تمت حرامته ... ولا حرام لثوب [5] الفاجر الغدر # ثم نزل، وأعظمت قريش ما قال وما فعل، ثم خشوا العقوبة وتكلمت في ذلك ~~المجالس [6] ، ثم إن بني هاشم وبني المطلب وبني زهرة وبني تيم [7] اجتمعوا ~~في دار عبد الله بن جدعان [8] فصنع لهم طعاما وتحالفوا بينهم [أن-[9]] لا ~~يظلم بمكة أحد إلا كنا جميعا مع المظلوم على الظالم حتى نأخذ له مظلمته ممن ~~ظلمه شريف أو وضيع منا أو من غيرنا، ثم خرجوا. وكان رسول الله صلى الله ~~عليه وسلم ممن حضر ذلك الحلف ودخل فيه قبل أن يوحي إليه بخمس سنين، فكان ~~يقول وهو بالمدينة: لقد حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفا من حلف الفضول ~~ما أحب أني نقضته وإن [10] لي حمر النعم، ولو دعيت إليه ms031 [11] اليوم لأجبت. ~~وإنما سمي «حلف الفضول» لأنه حلف خرج من PageV01P053 # حلف المطيبين والأحلاف، فكان فضلا بينهما عليهما، وقد حكي أنه [1] سمي ~~«حلف الفضول» لأن قريشا لما سمعت بما تحالفوا عليه قالوا: هذه والله ~~الفضول! وخرجوا [من-] [2] مكانهم حتى تحالفوا، فانطلقوا إلى العاص ابن وائل ~~فقالوا: والله لا نفارقك حتى تؤدي إليه [3] حقه! فأعطى الرجل حقه، فمكثوا ~~كذلك [4] لا يظلم أحد أحدا بمكة إلا أخذوا [5] له [4] . وكان [6] عتبة بن ~~ربيعة بن عبد شمس يقول: لو أن رجلا خرج من قومه لكنت أخرج [7] من عبد شمس ~~حتى أدخل في حلف الفضول، وليست عبد شمس [8] في حلف الفضول. # وقدم [9] رجل من ثمالة [10] فباع سلعة له من أبي بن خلف بن وهب-] [11] بن ~~حذافة بن جمح فظلمه وفجر به وكان سيىء المخالطة ظلوما، فأتى إلى أهل حلف ~~الفضول فأخبرهم، فقالوا له: اذهب إليه فأخبره أنك قد أتيتنا! فإن أعطاك حقك ~~وإلا فارجع إلينا! فأتاه فقال له: إني قد أتيت حلف الفضول فأمروني أن أرجع ~~إليك فأخبرك أني قد أتيتهم وقد رجعت إليك فما تقول؟ فأخرج له أبي حقه ~~فأعطاه إياه، فقال في ذلك الثمالي وهو لميس [12] بن سعد البارقي: (الطويل) ~~PageV01P054 # أيفجر بي [1] ببطن مكة ظالما ... أبي ولا قومي لدي [2] ولا صحبي # وناديت قومي بارقا [3] لتجيبني ... وكم دون قومي من فياف ومن سهب [4] # ويأبى لكم حلف الفضول ظلامتي ... بني جمح والحق يؤخذ بالغصب # وتقدم إلى [5] مكة [5] رجل تاجر من خثعم معه ابنة له يقال لها: # القتول [6] فعلقها نبيه [7] بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم، ~~فلم يبرح حتى نقلها إليه وغلب عليها أباها، فقيل لأبيها: عليك بحلف الفضول! ~~فأتاهم فشكا [8] ذلك إليهم، فأتوا نبيه بن الحجاج فقالوا: أخرج ابنة هذا ~~الرجل! وهو يومئذ منتبذ [9] بناحية مكة وهي [10] معه، فقال: يا قومي متعوني ~~بها الليلة! فقالوا: لا والله ولا ساعة! فأخرجها وأعطوها أباها وركب ~~الخثعمي معهم، فلذلك [11] يقول [12] نبيه: (الخفيف) # راح صحبي ولم أحي القتولا ... لم أودعهم [13] وداعا جميلا # لا تخالي أني عشية ms032 راح ال ... ركب هنتم علي أن لا أقولا PageV01P055 # وخشيت الفضول [1] حين أتوني [1] ... قد أراني ولا أخاف الفضولا # انني والذي تحج له شم ... ط أياد وهللوا تهليلا # لبراء [2] مني [3] قتيل [4] [5] إلى النا ... س و [5] وهل يبتغون [6] إلا ~~القتولا [7] # اجل أربي [8] إلا الحديث فلا ان ... فك [9] أربي [10] الحديث والتقبيلا # أتلوى [11] بها كما تتلوى [12] ... حية الماء بالاناء [13] طويلا [14] # ومبيت بذي المجاز ثلاثا ... ومنى كان حجنا تحليلا # ثم عدوا [15] حذاء [16] نخلة [17] لايد ... رك منهم أدنى رعيل [18] رعيلا # ونساء أوانس خفرات ... وشباب أسهرت ليلا طويلا PageV01P056 # غير هجن ولا لئام [1] ولن ... تعدم [2] منهم مبرزا بهلولا [3] # ولها يقول أيضا نبيه بن الحجاج: (الكامل) . # حي الدريرة [4] إذ نأت ... منا على عدوائها [5] # لا بالفراق تنيلنا ... شيئا ولا بلقائها # أخذت بشاشة [6] قلبه ... [7] ونأت بمكنوناتها [7] # [8] حلت تهامة حلة ... من بيتها ووطائها [8] # رفعوا المظلة [9] فوقها [10] ... واستعذبوا من مائها # / لولا الفضول وأنه ... لا أمن من عدوائها [11] # لدنوت من أبياتها ... ولطفت حول خبائها # ولجئتها أمشي بلا ... هاد إلى ظلمائها # فشربت فضلة ريقها ... ولبدت [12] في أحشائها PageV01P057 # وكان نبيه بن الحجاج من فرسان قريش وكان مقلا، وكانت عنده امرأتان من ~~قريش، إحداهما أم عمرو بنت أسيد [1] بن أبي العيص بن أمية والأخرى بنت مالك ~~بن عميلة [2] بن السباق بن عبد الدار بن قصي، وكان إنما يطعمهما [3] ما ~~يكتسب يوما بيوم بسوق مكة، فاجتمعتا على أن تسألاه الطلاق، فلما رجع إليهما ~~قالتا له: إنا والله قد صبرنا لك حتى طال الأمر بنا واشتدت المعيشة عليك! ~~فنسألك أن تفارقنا، فقال في ذلك: (الخفيف) # تلك عرساي تنطقان بهجر [4] ... وتقولان قول زور وهتر [5] # تسألان [6] الطلاق أن رأتاني ... قل مالي قد [7] جئتماني بنكر # فعسى [8] أن يكثر المال عندي ... ويخلى [9] من المغارم ظهري # ونجر [10] الذيول في نعمة زول [11] ... وتقولان ضع عصاك لدهر # وترى أعبد لنا وأواق [12] ... ومناصيف [13] من ولائد [14] عشر ~~PageV01P058 # ويكأن [1] من يكن له نشب يحب ... بب ومن يفتقر يعض [2] عيش ضر # ويجنب سر [3] النجي [4] ولكن ... ن [5] أخا المال محضر [5] كل سر # ونكح [6] بعد ذلك بيسير ابنة قمطة [7] الرومي وكان تاجرا بمكة ms033 عظيم المال ~~فأعطاه قمطة على ذلك قوسرة [8] مملوءة مالا من ورق، فتجر وكثر ماله وعظم ~~بمكة شأنه حتى قتل يوم بدر كافرا. قال أبو عبيدة [9] : إن [صاحب-] [10] هذه ~~القصة كان نبيه بن الحجاج من فتيان قريش وهذه القصيدة التي مع القصة [11] ~~لعمرو بن نفيل [12] وكان عمرو بن نفيل [13] مقتيا والمقتي الذي يخلف على ~~امرأة أبيه بعده وهو الضيزن ### | وهذا حديث الغزال غزال الكعبة # وكان من حديث الغزال أن مقيس [14] بن عبد قيس بن قيس بن عدي بن سعد بن ~~سهم كان بيته مألفا لشباب قريش ينفقون عنده ويشربون، منهم أبو لهب والحكم ~~بن أبي العاص والحارث بن عامر بن نوفل والفاكه بن المغيرة PageV01P059 # ومليح [1] بن الحارث بن السباق بن عبد الدار وأبو إهاب بن عزيز [2] بن ~~قيس بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم و [3] قيس بن سويد وكان قيس أخا ~~عامر بن نوفل بن عبد مناف لأمه، وأمهما كهيفة [4] من بني جندل بن أبير [5] ~~بن نهشل وكان حليفا لهم، وأبو مسافع الأشعري حليف بني مخزوم، وديك ودييك ~~[6] / من خزاعة يخدمانهم [7] ، واجتمعوا في بيت مقيس وله قينتان [8] يقال ~~لهما أسماء وعثمة، فتغنت أسماء وقد نفذ شرابهم [9] بشعر رجل من بلي: ~~(الطويل) # أبوهة [10] كري الكأس بين صحابتي ... فإن نداماي لديك عطاش [11] # فإن يك يوم [12] لم يتم نعيمه ... وزال ضحاه فالدموع رشاش # فيا رب يوم قد شهدت وليلة ... لها نشوات جمة ومعاش # خلوت بها قد مات نحس نجومها ... نداماي فيها عامر وخداش # قال أبو المنذر: عامر وخداش ابنا زهير بن جناب الكلبي: (الطويل) # إذا غلبت لبيهما الخمر وانتشت ... مفاصل لذات معا ومشاش [13] PageV01P060 # وجدتهما لم تظهر الخمر فيهما [1] ... إذا قيل أحلام الرجال فراش # وقد كان قال لهم: ديك ودييك، إن عيرا قد أقبلت من الشام تحمل خمرا، ~~فأناخت بالأبطح فقال أبو لهب: ويلكم أما [2] عندكم نفقة؟ قالوا: لا والله! ~~قال: فعليكم بغزال الكعبة! فإنما هو غزال أبي [3] ، فقاموا فانطلقوا [4] ~~وهم يهابون وقد أصابتهم ليلة باردة ذات ظلمة ومطر حتى انتهوا إلى ms034 الكعبة ~~وليس حولها أحد، فحمل أبو مسافع وأبو لهب الحارث بن عامر على ظهريهما حتى ~~ألقياه على الكعبة، فضرب الغزال فوقع، فتناوله أبو لهب ثم أقبلوا به، فقال/ ~~أبو لهب: قد علمتم أن الغزال غزال أبي ولي ربعه، فأتوا منزل ديك ودييك [5] ~~فكسروه فأخذوا الذهب وعينيه وكانتا من ياقوت، وطرحوا ظرفه وكان على خشب في ~~منزل شيخ [6] من بني عامر بن لؤي، فأخذ أبو لهب العنق والرأس والقرنين ودفع ~~القرطين إليهم وقال: هذان لأسماء وعثمة، وانطلق فلم يقربهم، وذهب القوم ~~فاشتروا كل خمر كانت بالأبطح، ثم أقبلوا [7] به إلى أصحابهم فشربوا وقرطوا ~~الشنف والقرط القينتين، فمكثت قريش أياما ثم افتقدوا الغزال، فتكلموا فيه ~~وأعظموه [8] ، وكان أشدهم فيه كلاما وأجدهم [9] عبد الله بن جدعان، وتكلمت ~~قريش فلم يبلغ أحد مبالغته وكان يقوم PageV01P061 # فيقول: أشهد أنه لم يجترئ [1] عليكم غيركم ولم يسرق الغزال غيركم، وأيم ~~الله لئن لم ينه حلماؤكم سفهاءكم لتنزلن بكم النقمة! فلما أكثر قال له حفص ~~بن المغيرة: # قد أكثرت في أمر الغزال ولست أولى قريش به، إنما هو غزال عبد المطلب وهذا ~~الزبير بن عبد المطلب وأبو طالب لا يتكلمان وما أبو لهب عندي بخلي منه ~~فأكفف! فغضب الزبير وأبو طالب فقالا: لا تزال [2] تناضل [3] من دونه كأنك ~~تعرف صاحبه وأيم الله لئن ثقفناه [4] لنقطعن يده! فمكثوا يشربون شهرا أو ~~أكثر، ثم إن العباس بن عبد المطلب مر وهو غلام شاب آخر النهار في حاجة له ~~بعد ذلك بشهر بدور بني سهم وقد لغط القوم وثملوا وهم يرفعون أصواتهم، فأصغى ~~لهم فسمع بعضهم يقول للقينتين: غنيا [5] بقول أبي مسافع: (البسيط) # إن الغزال الذي كنتم وحليته ... تقنونه لخطوب الدهر والغير # طافت به عصبة من شر قومهم ... أهل العلى والندى والبيت ذي الستر # فاستقسموا فيه بالأزلام علكم ... أن تخبروا بمكان الرأس والأثر # إني وإن أجنبيا كنت عن وطني ... فإن حلفي إلى عمران أو عمر [6] # ريحانة القوم لا أبغي بحلفهم ... حلفا ولا غيرهم حيا من البشر # فغنتا [7] . وأقبل العباس فقال: يا ms035 أبا طالب! هل لك في سرقة الغزال؟ # قال: ومن هم؟ قال: هم في بيت [8] مقيس ولم أرهم فتعالوا فاسمعوا! فأقبل ~~أبو طالب والزبير وابن جدعان ومخرمة بن نوفل والعوام بن خويلد حتى دنوا من ~~PageV01P062 # الباب فسمعوهم يقولون: غنينا! فقال أبو مسافع: غنيهم بشعري هذا: # (البسيط) # أبلغ بني النضر أعلاها وأسفلها ... أن الغزال وبيت الله والركن # أمست قيان بني سهم تقسمه ... لم يغل عند نداماهن في الثمن # ظللن [1] يجري فتيق المسك بينهم ... على مفارقهم فنا على فنن # وقهوة [2] قرقف [3] يغلي التجار بها ... حانية [4] عتقت في الدن مذ زمن # فقال أبو طالب: هؤلاء [5] لا شك أصحاب الغزال، وإن دخلتم الساعة أصبتموهم ~~سكارى لا يعقلون عنكم ولا يفقهون ولا نحب [6] أن ندخل عليهم إلا ومعنا من ~~الأحلاف الذين تحالفوا بعد الحلف الأول من نحتج عليهم بهم، ولم تكن عبد شمس ~~ولا نوفل دخلوا [7] في ذلك الحلف، فأخروا ذلك إلى غد، فلما أصبحوا غدوا إلى ~~بني سهم وقالوا: يا بني سهم! تعلمون [8] أن غزال ربكم سرقه ندماء مقيس وهم ~~[9] في بيته، فادخلوا معنا نفتشه! فقاموا معهم فلما دخلوا وجدوا مقيسا ~~غائبا ووجدوا جثة الغزال وهو غمده الذي يكون [10] فيه [وكان-] [11] أديما ~~عربيا، فقالوا: ما نبغي عليه بينة غير هذا، وأخذوا قينتيه فلزموهما، فإذا ~~إحداهما [12] مقرطة قرط الغزال PageV01P063 # والأخرى مشنفة بشنفه، فقالت [1] : أنحن آمنتان ونخبركم الخبر؟ قالوا: ~~نعم، فأخبرتا [2] فسمتا أبا لهب، فاتهموه لأنه غبر [3] عنهم تلك الأيام، ~~فلم يأتهم فطلبوه [4] فتغيب [5] ، فبلغهم أن الغزال كسر في بيت ديك ودييك ~~[6] ، فهرب ديك وأخذ دييك [6] وضبطوه من خلفه ومد يده ابن جدعان وأنحى عليه ~~الشفرة وكانت كليلة فحز كوعه [7] حتى قطعها، فلم يلبث إلا يوما حتى مات، ثم ~~إن المطيبين نافروا الأحلاف وقالوا: لا نرضى حتى نقطع أيديهم أو يؤدوا ~~الغزال بعينه أو يؤدى كل رجل منهم مائة ناقة، فمكثوا بذلك، ثم إن الحارث ~~[8] بن عامر أخرج [9] وقد ألبس حلة/ لمطعم بن عدي وقد أهل بعمرة وطاف ~~بالبيت لا يكلمه أحد، ثم خرج على وجهه فمكث ms036 عشر سنين لا يدخل مكة [10] ، ~~فقال أبو إهاب بن عزيز [11] : ما يمنعكم أن تصنعوا بي ما صنعتم بصاحبكم أمن ~~أجل أني حليف تستخفون بي؟ فلم يجيبوا إلى ما أراد، فقال يعاتبهم: ~~(المتقارب) PageV01P064 # لعل بني نوفل [1] أصبحوا ... تحرقهم إرة [2] المصطلي # كان فتى لم يجب قبلنا ... وأنهاك [3] نوفل أن توكلي # أمطعم [4] مجدكم أول ... فأنتم على الأثر الأول # أتطعم [5] تيما وأشياعها [6] ... هبلت وزدت على المهبل # ضبائر [7] من لحمنا [8] بغضة ... وتقعد حسل [9] ولم توكل # حسل بن عامر [10] بن لؤي، فلما سمعوا بهذا الشعر غضبوا فألبسوه حلة ~~وأخرجوه مهلا بعمرة، فلقي أبا مسافع فقال: يا أبا مسافع! أين قولك: # (البسيط) # إني وإن أجنبيا كنت عن وطني ... فإن حلفي إلى عمران أو عمر # ما أرى عمران وعمر صنعا بك شيئا [11] ، وأيم الله أن لو كان حلفك إلى ~~PageV01P065 # هذا يعني [1] مطعما أو نوفلا [2] لأمن روعك [2] وبرز وجهك، قال: فما ~~مدحته حين آمنك؟ قال: بلى قد قلت، وقال أبو إهاب: (المتقارب) # أبلغ قصيا إذا جئتها ... فأي فتى ولدت نوفل [3] # إذا شرب الخمر أغلى بها ... وإن جهدت لومه العذل # دعاه إلى الشنف شنف الغزا ... ل حب لخمصانة [4] عيطل [5] # لعثمة حين تراءت له ... وأسماء عاطلة أجمل # فقال ابن جدعان وكان أشد القوم في أمره وكان لا يقوى إلا بأبي طالب ~~والزبير ومخرمة [6] فأتاهم فقال: يا هؤلاء [7] ! سرقة غزالكم آمنون وأنتم ~~جلوس، فقام أبو طالب قياما شديدا حتى غيب [8] الرجلان وخافوا عليهم القتل ~~فقال أبو إهاب: (البسيط) # يا للرجال لأحلام مضللة ... لو كان ينفعها حزم وتجريب # دار ابن جدعان مأوى [9] كل باغية ... فكيف يجمع [10] فيها البر والحوب ~~[11] # ما لي أرى أسدا [12] تغلي صدورهم ... كأنما وهنت منها الظنابيب [13] ~~PageV01P066 # وبيت [1] فضل لعبد الدار [2] دونكم ... وأنتم نفر سود جعابيب # الجعبوب الدني النذل. وإنما عرض بقيان [3] ابن جدعان، فقامت بنو أمية ~~فأعانوا الأحلاف حتى كادوا يقوون، فأقبل عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو سفيان ~~بن حرب وسعيد بن العاص وأسيد بن أبي العيص ونفر من شيوخ قريش فحدثوا وذكروا ~~الغزال وحث بعضهم بعضا على أن ينصروا ms037 الأحلاف، فقال [4] أبو أحيحة [4] : ~~أطيعوني ولا تعرضوا [5] إلى أمر هذا الغزال فإن عندي منه علما، قالوا: ما ~~علمك؟ / قال: حدثني أبي عن أبيه أن قبيلتين من العرب نزلوا مكة فأهلكوا في ~~شأن ظبي [6] قتله رجل منهم، فاستؤصل أحرارهم ورقيقهم، قالوا: ما سمعنا ~~بهذا، قال: بلى وعندي به شعر قاله عبد شمس، قالوا: فأنشدنا، فأنشدهم: ~~(الرمل) # يا رجالات قصي بلد ... من يرد منه ملذات الظلم # يقرع السن وشيكا ندما ... حين لا ينفع عذر من ندم # طهروا الأثواب لا تلتحفوا ... دون دين الله منها بنقم # ثم قوموا عصبا في شأنه ... بوقار البر في الشهر الأصم # هل سمعتم ببقايا عرب ... عطبوا فيه وحي من عجم # هلكوا في ظبية يتبعها ... شادن أحوى له طرف أحم [7] PageV01P067 # عاقه [1] عنها فما يتبعها ... حيث آوته إلى جنب الحرم # فرماه بظهار [2] ريشه ... فاشتوى [3] منه فأطعم وقسم # قالوا له: كيف كان هلاكهم؟ قال: أقبلت حية مثل الجبل فجعلت تنفخ [4] ~~عليهم فتلقى من جوفها أمثال الرماح من نار فجعلوا يحترقون حتى هلكوا جميعا، ~~قالوا: أنى يكون هذا، قال: أما سمعتم بقول عبد شمس: # (الرمل) # فأتاه حية من خلفه ... أحجن [5] النابين وثاب خضم [6] # فرماه بشهاب ثاقب ... مثل ما أبصرت [7] بالليل الضرم [8] # قالوا: فوالله ما ندخل في شيء من شأنه! فعند ذلك وهن أمر الأحلاف حتى ~~صالحوهم صلحا على خمسين خمسين ناقة، فدفعت إلى أبي طالب والزبير، فرفدوا ~~بها الكعبة والحجاج، ومن لم يعط [9] خمسين ناقة لم يزل خائفا حتى بعث [10] ~~الله النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان أيام بدر أقبل أبو مسافع وأصحابه ~~الذين هربوا فقالوا: يا معشر قريش! لم تنفوننا وتطردوننا؟ ما لنا عندكم إن ~~نقاتل محمدا وأصحابه، فإن قتلنا فهو ما تريدون وإن بقينا فهو عوض مما ~~صنعنا، فأقبلوا فشهدوا بدرا، فقتل أبو مسافع والحارث بن عامر وأفلت أبو ~~إهاب، وقد كان الحارث بن عامر يجالس النبي صلى الله عليه وسلم PageV01P068 # قبل أن يخرج ويعجبه حديثه فقالت قريش: قد صبا، فقتل يوم بدر كافرا وقد ~~كان رسول الله صلى ms038 الله عليه وسلم قال: لا تقتلوه دعوه لأيتام بني نوفل! ~~فقتله خبيب [1] بن عدي الأنصاري فقتل به بعد وصلب بالتنعيم [2] ، فذلك قول ~~حسان بن ثابت: (البسيط) # يا حار قد كنت لولا [ما-] [3] رميت به ... لله درك في عز وفي حسب # جللت قومك مخزاة ومنقصة ... ما إن يجللها حي من العرب # يا سالب البيت ذي الأركان حليته ... أين [4] الغزال فلن يخفى [5] لمستلب ~~[6] # وطلبت قريش الحكم بن أبي العاص أولا فمنعته بنو أمية، فبلغ أبا لهب أن ~~قريشا تأتيه فتوارى/ وكان له عشر خالات من خزاعة قد ولدن فيهم فأكثرن، فبسط ~~[7] بسطة ونادى فيهم، فأقبل إليهم من بني خالاته جمع كثير فلم يقربه أحد ~~وقالوا: دعوه لإخوته! فقال شيبان بن جابر السلمي حين أراد أن يحالف بني ~~هاشم ويذكر أمر أبي لهب: (الطويل) . # أحالفكم حلفا شديدا عقوده ... كحلف بني عمرو أباك ابن هاشم [8] # على النصر ما دامت بنجد وثيمة [9] ... وما سجعت قمرية بالكراتم [10] ~~PageV01P069 # هم منعوا الشيخ المنافي [1] بعد ما ... رأى حمة [2] الإزميل فوق البراجم # [3] الإزميل الشفرة [4] والوثيمة [5] الحجر، ووجدوا ظرف الغزال في منزل ~~العامري الشيخ الأعمى فقال: لا علم لي بما صنعوا، أنا أعمى، فقتلوه ### | حديث الفيل # كان من حديث الفيل أن نفرا من كنانة خرجوا قبل اليمن، فلما دخلوا صنعاء ~~إذا هم ببيت قد بني كبنيان الكعبة بناه أبرهة الأشرم الحبشي وسماه قليس [6] ~~، فدخل أولئك النفر ذلك البيت فتغوط بعضهم فيه فارتحلوا فانطلقوا، فوجد ذلك ~~الأثر فغضب أبرهة وقال: من فعل هذا؟ قالوا له: نفر من أهل بيت العرب، فحلف ~~بدينه أن لا يتركهم حتى يخرب بلدهم ويهدم بيتهم، فأرسل فجمع فساق العرب ~~وطخاريرهم [7] وكان أكثر من تبعه خثعم وكانوا لا يحجون البيت ولا يحرمون ~~الحرم واتبعه أيضا بنو منبه بن كعب بن الحارث بن كعب وكانوا لا يحرمون ~~الحرم ولا يحجون البيت، وكان منهم الأسود بن مقصود [8] الذي يقول: (الرجز) # يا فرس اعدي بيه ... إذا سمعت التلبية # وكان قبل ذلك يقطع على الحاج والعمار سبيلهم، وكان ممن اتبع الأشرم نفيل ms039 ~~بن حبيب الخثعمي في بشر كثير من خثعم وقال الأشرم الخبيث: PageV01P070 # إذا قضيت قضائي من تهامة سرت حتى أغير على أهل نجد، وصادف ذلك قوله طرفة ~~بن العبد [وهو] [1] يومئذ بنجران، فلما رأى تلك العدة وسمع ما يقول الأشرم ~~إنه يغير على نجد قال أبياتا فبعث بها إلى قتادة بن مسلمة الحنفي، وهي هذه: ~~(الطويل) # ألا أبلغا قتادة الخير آية ... فإن الحذر [2] لا بد [منه-] [3] منجيكا # بنجران ما قضى الملوك قضاءهم ... فليت غرابا في السماء يناديكا # فرقان آت كعبة الله منهم ... وآخر إن لم تقطع البحر آتيكا [4] # وقال كلثوم بن عميس [5] من بني عامر بن عبد مناة بن كنانة وأخذه الأشرم ~~وكبله عنده فقال وهو في الحديد: (الطويل) # ألا ليت إن الله أسمع دعوة ... وأرسل بين الأخشبين [6] مناديا # أتتكم جموع الأشرم الفيل فيهم ... وسود رجال يركبون السعاليا [7] # ورجل [8] جسام [9] لا يكت [10] عديدهم ... يهزون واللات الحراب الصواديا ~~[11] # أتوكم أتوكم تبشع [12] الأرض منهم ... كما سال شؤبوب [13] فأبشع واديا ~~PageV01P071 # وأقبل معهم رجلان من بني سليم وكانا [1] خليعين فلحقا بنجران فأقبلا معهم ~~يقال لأحدهما محمد وللآخر قيس ابنا خزاعي بن حزابة بن مرة ابن هلال، فدعا ~~الأشرم قيس بن خزاعي فقال: امدحني واذكر مسيري فقال: # (الكامل) # حي المدام وكأسها ... للاشرم الملك الحلاحل [2] # أنبئت [3] أنك قد خرجت ... فقلت ذكر غير خامل # أولاد حبشة حوله ... متلحفون على المراجل [4] # بيض الوجوه وسودها ... أشعارهم مثل الفلافل # قال ابن إسحاق: يريد على المنابر [5] ، وخرج الأشرم حتى نزل منزلا له من ~~نجران وصادفه يوم عيد لا يأكل فيه إلا الخصي، فأمر بالخصي فطبخت وقدمت إلى ~~الناس فتحامتها العرب إلا خثعم فإنها أكلتها وقالت للاشرم [6] : # أيها الملك! إن من معك من مضر أبوا أن يأكلوا [7] من هذه الخصي شيئا وهم ~~يعيروننا بها [8] لأكلنا إياها [8] ، فغضب الأشرم وأرسل فأخذ له ناس من مضر ~~فأخذ فيهم قيس بن خزاعي [9] وأخوه وقد كان أمرهم أن يسجدوا للصليب فلم يسجد ~~له من معه من مضر، فلما وقفوا بين يديه قال قيس بن خزاعي: # (الطويل المخروم ms040) # إن تك من عود كريم نصابه ... فأنت أبيت اللعن أكرم من مشى PageV01P072 # ونحن أبيت اللعن في دين قومنا ... فلا نعبد الصلب [1] ولا نأكل الخصي # فقال الأشرم: صدق، كل قوم ودينهم، خلوا سبيلهم، فلذلك يقول عبد الله بن ~~ثور بن عباب [2] بن البكاء [3] بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة يعير [4] ~~خثعم: (الطويل المخروم) # رحنا وراحت خثعم في شبابها [5] ... إلى منزل ثان [6] كثير الحواطب [7] # وجاءوا لناديهم بشيزى [8] عريضة ... كأن الخصي فيها رؤوس الأرانب # وبعث الأشرم محمد بن خزاعي عينا له في نفر فأشرفوا جبلا وأرسل الله عليهم ~~صاعقة فهلكوا أجمعون، فقال قيس أخوه يرثيه وكان محمد يكنى أبا خزاعي: ~~(الكامل) . # يا با خزاعي [1-] [9] لخيل أدركت [معا-] [10] ... أولى تطاعم من سلى ~~متمزق [11] # هلا وقاه الموت أن قميصه ... زغف [12] مضاعفة [13] كنهي [14] الأبرق [15] ~~PageV01P073 # أهلي فداؤك آبيا ومسالما ... ولد [1] الندى إذ [2] الندى لم يرزق # وأقبل [3] الأشرم حتى مر بالأزد فأرسل [4] إليهم خيلا فهزموا خيله، فقال ~~عبد شمس بن مسروح الأزدي: (الطويل المخروم) # نحن منعنا الجيش [5] حوزة أرضنا ... وما كان منا خطبهم بقريب # إذا ما رمونا رشق إزب [6] أتيتهم ... بكل طوال الساعدين نجيب [7] # وما فتية [8] حتى افاتت [9] سهامهم ... وما رجعوا من مالنا بنصيب # ثم سار حتى نزل بالطائف وقيل له إن ههنا بيتا للعرب تعظمه، فلما نزل بهم ~~خرج إليه مسعود بن معتب الثقفي وكان منكرا [10] وأهدى له خمرا وزبيبا ~~وأدما، ثم قال: أيها الملك! إن هذا البيت ليس بالبيت الذي تريده [11] إنما ~~البيت الأعظم الذي تريد هو الذي صنع أهله ما صنعوا أمامك، وإنما نحن في ~~مملكتك فامض! فإذا فرغت رأيت [12] فينا رأيك، فمضى وتركه، وسمعت به قريش ~~فخرجوا وتركوا مكة، فلم يبق بها أحد يذكر [13] إلا خاف [13] على نفسه إلا ~~عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وعمرو بن عائذ بن PageV01P074 # عمران بن مخزوم، فكانا [1] يطعمان كل يوم، وأرسل [2] الأشرم الأسود بن ~~مقصود [3] في خيل، فأخذ إبلا لقريش بناحية بئر فيها مائتا ناقة لعبد المطلب ~~ثم أرسل رسولا [4] فقال: أنظر من بقي بمكة ms041! فأتى فنظر ثم رجع إليه فقال: # وجدت بها الناس كلهم ولم أجد أحدا، قال: وجدت رجلا لم أر مثل طوله وجماله ~~ووجدت رجلا لم أر مثل قصره، والجميل هو عبد المطلب والقصير عمرو بن عائذ، ~~قال: فاذهب واتني بالطويل! فذهب فأتى بعبد المطلب، فلما دخل عليه أعجبه ~~وومقه [5] وأمر له بمنبر فجلس عليه وكلمه وسأله فازداد به عجبا، ثم قال له: ~~سلني ما أحببت! قال: إنك أخذت إبلا لي فردها علي! قال: والله لقد زهدت فيك ~~بعد عجب بك! قال عبد المطلب: ولم ذاك أيها الملك؟ قال: جئت أهدم شرفك ~~وحرمتك فتركت أن تسألني الكف عنها وسألتني مالك، قال: أما والله لحرمتي ~~أعجب إلي وأعظم/ عندي من مالي! ولكن لحرمتي رب إن شاء أن يمنعها منعها، وإن ~~تركها فهو أعلم، وإن هذه الإبل لي خاصة فأنا أخاف عليها فاعمل فيها! فأمر ~~بإبله فردت عليه، وقام عبد المطلب وقال: (الرجز) # يا رب [6] اخز الأسود [7] بن مقصود [8] ... الآخذ الهجمة [9] ذات التقليد ~~[10] PageV01P075 # بين حراء [1] فثبير [2] فالبيد [3] ... [4] اخفر به رب وأنت محمود [4] # وقام عبد المطلب بفناء مكة يدعو فقال: (الكامل) # يا رب [5] إن العبد ... يمنع رحله فامنع رحالك [6] # لا يغلبن صليبهم ... ومحالهم [7] [8] ربي محالك [8] # إن أنت تتركهم ... وكعبتنا [9] فشيء ما بدا لك # ولبسوا أداتهم وجللوا فيلهم، ثم أقبلوا حتى إذا طعنوا في المغمس [10] ~~ليدخلوا في الحرم رجع الفيل فكروه، فلما دنا رجع فكروا به وزجروه فبرك، ~~فجعلوا يدخلون الحديد في أنفه حتى خرموه ولا يتحرك، وذلك يوم جمعة فباتوا ~~ليلة السبت حتى إذا طلعت الشمس سمعوا مثل خوات [11] البرد، ثم طلعت ~~PageV01P076 # عليهم طير أكبر [1] من الجراد جاءت من البحر حتى إذا كانت على رؤوسهم خرق ~~الله عليهم الريح، وقذفتهم الطير بحجارة في أرجلها، فتركوا أبنيتهم ومتاعهم ~~وخلوا عن الفيل وخرجوا هاربين، وجعلت تلك الحجارة لا يقع منها شيء على عضو ~~إلا خرقه حتى ينقطع [2] العظم، فمات من مات مكانه وأفلت من/ أفلت، فجعل ذلك ~~الذي أصابهم جدريا وحصبة فمات أكثر ممن نجا، ومات من ms042 ذلك القرح الأشرم ~~وابنه النجاشي وكان هو [على-] [3] مقدمته، ومات الأسود بن مقصود وقيس بن ~~خزاعي في المعركة، وأفلت نفيل بن حبيب وأفلت أخنس الفقيمي [4] . فكان من ~~أدلاء الفيل وكان أكرههم لذلك. فقال عمرو بن الوحيد بن كلاب: (الطويل) # سطا الله بالحبشان والفيل سطوة ... أرى كل قلب واهيا فهو خائف # ويوم ذباب السيف [5] كان نذيره ... ويوم على جنب المغمس [6] كاسف [7] # أميرهم رجل من الطير لم يكن ... نقافا [8] لها بين [9] الحجارة واكف # كأن شآبيب [10] السماء هوية ... وقد أشعلت بالمجلبين [11] النفانف [12] # النفنف ما بين أعلى الجبل إلى أسفله والنفنف ما بين طرف الأرض إلى آخرها. ~~PageV01P077 # ندقهم [1] من خلفهم وأمامهم ... وعارضهم فوج من الريح قاصف # يخالسنهم أنفاسهم ونفوسهم ... ولم ينج إلا التابعون الروادف [2] # كأنهم غب العقاب [3] هشيمة ... من الصيف تذريه الرياح الرفارف # وكان شفاء لو ثوى في عقابها ... نفيل وللآجال آت وصارف # فأجابه نفيل بن حبيب الخثعمي فقال: (البسيط) # ماذا يريك عقابي لو ظفرت به ... يا ابن الوحيد من الآيات والعبر # قلنا المغمس [4] يوما ثم ليلته ... في عالج كثؤاج [5] النيب والبقر # حتى رأينا شعاع الشمس تستره ... طير كرجل جراد طار منتشر # يرميننا مقبلات ثم مدبرة ... بحاصب من سواد [6] الأفق كالمطر # وأشعل [7] الحبش لا تلوي على أحد ... وعارضتنا زحوف [8] الريح عن يسر # كبا لأذقاننا والريح تدبرنا ... لا نتقي [9] الشر من ريح ولا حجر # فزل منا شديد لا طباخ [10] به ... ومات أكثر ذاك الجيش بالعسر [11] # كأنهم نجلات [12] الضأن نائمة ... وبالمتون من الحبشان كالدبر ~~PageV01P078 # وقال أيضا نفيل بن حبيب: (الوافر) # ألا حييت عينا [1] يا ردينا ... وقري بالإياب إليك عينا # فلو أبصرتنا والجيش يرمى ... بحسبان [2] رثيت [3] لنا ردينا # حمدت الله إذ أبصرت طيرا ... وسفي حجارة تسفي علينا [4] # وأمطرنا بلا ماء ولكن ... عذاب نقيمة [5] اردفن حينا [6] # فكل الناس يسأل عن نفيل ... كأن علي للحبشان [7] دينا # وقال في ذلك قيس بن الأسلت: (المتقارب) # [و] [8] من نعم الله أموالنا ... وأبناؤنا ولدينا نعم # ومن منه [9] يوم فيل الحبو ... ش إذ [10] كلما بعثوه رزم [11] ~~PageV01P079 # محاجنهم [1] تحت أقرابه [2] ... وقد خرموا [3] أنفه فانشرم [4] # فولى ms043 سريعا لأدراجه ... وقد هزموا جمعه فانهزم ### | حلف عدي وبني سهم # وكان من شأن ما جر حلف عدي بن كعب وحلف بني سهم أن عبد شمس بن عبد مناف ~~كانت له بختية ولم تكن بمكة بختية غيرها ففقدها [5] وبغاها، فشق عليه ~~مذهبها وضلالها منه، فمكث يبتغيها إذ قام قائم على أبي قبيس حين هدأ الناس ~~وقال بأعلى صوته: (الرجز) # والله ما كانت لنا هدية ... يا عبد شمس باغي البختية # وما لنا عندكم بغية ... لا دية لنا ولا عطية # لكنها بختية غوية ... تعرضت حينا لنا عشية # شربا لنا بينهم تحية ... تدور كأس بينهم روية # فنحرت صاغرة قميئة [6] ... لفتية أوجههم وضية # فلتبعد البختية الشقية [7] ... فلن تراها آخر المنية # فأصبح عبد شمس وقد غاضبه [8] ما سمع، فجعل ذودا لمن [9] دله على خبرها، ~~فأتاه [10] ابن أخت لبني عدي بن كعب من بني عبد بن معيص بن عامر فقال ~~PageV01P080 # له: إن الذي نحر بختيتك عامر بن عبد الله بن عويج [1] بن عدي بن/ كعب ~~وآية ذلك أن جلدها مدفون في حفرة في حجرة بيته، فخرج [2] عبد شمس في ولده ~~وناس من أهله حتى دخلوا منزل عامر بن عبد الله فوجدوا الأمر كما قال الرجل، ~~فأخذ عامرا ثم ذهب به إلى منزله وقال: لأقطعن يده ولآخذن ماله! فمشت إليه ~~بنو عدي بن كعب فصالحوه على أن يأخذ كل مال لعامر وأن يخرج من مكة ففعلوا، ~~فبعث فأخذ كل مال لعامر وخلى سبيله! ثم قال: اخرجوا من مكة فارتحلوا وتعرض ~~بنو سهم لهم وأنزلوهم بين أظهرهم وقالوا: والله لا تخرجون! وأم سهم بن عمرو ~~[3] الألوف بنت عدي بن كعب، فأقاموا وهم حلف بني سهم حتى جاء الإسلام فقال ~~عامر بن عبد الله: (الوافر) # فدى لبني الألوف أبي وأمي ... وقد غصت من الكرب الحلوق # وأسلمنا الموالي عن حباه ... فلا رحم تعود ولا صديق # هم منعوا الجلاء وبوءونا [4] ... منازل لا يخاف بها مضيق # وكانوا دوننا لبني قصي ... فليس إلى ورائهم طريق ### | حديث قصي بن كلاب [5] وجمعه قريشا وإدخالهم الأبطح # هشام ms044 عن بشر الكلبي عن أبيه قال: كان يقال لقريش قبل قصي بن كلاب بنو ~~النضر وكانوا متفرقين في ظهر مكة [6] ولم يكن بالأبطح [7] أحد منهم، فلما ~~أدرك قصي واجتمعت عليه خزاعة وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة وصوفة وهم ~~الغوث بن مر [8] بعث إلى أخيه/ من أمه رزاح [9] بن ربيعة بن PageV01P081 # حرام بن ضنة [1] بن عبد بن كبير بن عذرة، وأم قصي فاطمة بنت سعد بن سيل ~~[2] من الأزد، واسم سيل خير بن حمالة [3] بن عوف بن عامر وهو الجادر [4] ~~أول من بنى جدار الكعبة ابن عمرو بن جعثمة [5] بن مبشر بن [6] صعب بن دهمان ~~[7] بن نصر بن زهران بن كعب الحارث بن كعب بن عبد الله ابن مالك بن الأزد، ~~وكان جعثمة خرج أيام خرجت الأزد من مأرب ونزل في بني الديل بن بكر بن عبد ~~مناة بن كنانة فحالفهم [8] وتزوج فيهم، وكانت فاطمة أم قصي عند كلاب بن مرة ~~فولدت له زهرة، ثم مكث [9] دهرا حتى شيخ وذهب بصره ثم ولدت قصيا قال هشام: ~~وإنما سمي قصيا لأن أمه تقصيت به إلى الشام وقدم ربيعة بن حرام [10] العذري ~~حاجا فتزوجها، فحملت قصيا غلاما معها إلى الشام، فولدت لربيعة رزاحا وحنا ~~[11] فجرى بين قصي وبين غلام من بني عذرة كلام فنفاه العذري وقال: والله ما ~~أنت منا! فأتى أمه وقال لها: من أبي؟ قالت: أبوك ربيعة، قال: لو كنت ابنه ~~منه ما نفيت، قالت: فأبوك والله يا بني أكرم منه! أبوك كلاب بن مرة من أهل ~~الحرم، قال: فو الله لا أقيم ههنا أبدا! قالت فأقم حتى يجيء إبان الحج! ~~فلما حضر ذلك بعثته مع قوم من قضاعة وزهرة حي [12] فأتاه وكان زهرة فيما ~~زعموا PageV01P082 # أشعر وقصي أشعر أيضا فقال قصي: أنا أخوك، فقال: ادن، فلمسه [1] وقال: ~~أعرف والله الصوت والشبه، ثم إن زهرة مات وأدرك قصي، فأراد أن يجمع قومه ~~بني النضر ببطن مكة، فاجتمعت عليه خزاعة وبكر وصوفة، فكثروه وبعث إلى أخيه ~~رزاح فأقبل في جمع ms045 من الشام/ وأفناء قضاعة حتى أتى مكة، فكانت صوفة هم ~~يدفعون بالناس فقام رزاح على الثنية [2] فقال: أجز قصي، فأجاز بالناس فلم ~~تزل الإفاضة [3] في بني قصي إلى اليوم، وأدخل بطون قريش كلها الأبطح إلا ~~محارب بن فهر والحارث بن فهر وتيم الأدرم بن غالب ومعيص [4] بن عامر بن لؤي ~~وهؤلاء [5] يدعون الظواهر، فأقاموا بظهر مكة، إلا أن رهطا من بني الحارث بن ~~فهر نزلوا الأبطح وهم رهط أبي عبيدة بن الجراح فهم معهم، واسم قصي زيد وهو ~~أيضا مجمع لجمعه قريشا وذلك قول حذافة بن غانم: (الطويل) # أبوكم قصي كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر ### | حديث الأركاح # قال الكلبي: كان هاشم [6] بن عبد مناف أوصى إلى أخيه المطلب بن عبد مناف ~~فبنو المطلب وبنو هاشم يد إلى اليوم، وبنو عبد شمس وبنو نوفل يد إلى اليوم، ~~فلما هلك المطلب وثب نوفل بن عبد مناف على ساحات كانت لهاشم وهي الأركاح ~~فوهبها لابنه عبد المطلب فأخذها، فاستنصر عبد المطلب قومه فلم يجبه [7] ~~منهم كبير [8] أحد، فلما رأى عبد المطلب خذلان قومه بعث PageV01P083 # إلى أخواله من بني النجار، وكانت أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن ~~لبيد أحد بني عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو من الخزرج، ~~وكان في كتاب عبد المطلب بن هاشم إليهم هذا الشعر: (البسيط) # يا طول ليلي وأحزاني وأشغالي ... هل من رسول إلى النجار أخوالي # ينبئ [1] عديا وذبيانا [2] ومازنها ... ومالكا [3] عصمة الجيران [4] عن ~~حالي # قد كنت فيكم ولا أخشى ظلامة ذي ... ظلم عزيزا منيعا ناعم البال # حتى ارتحلت إلى قومي وأزعجني ... عن ذاك [5] مطلب عمي بترحال # قد كنت ما كان حيا ناعما جذلا ... أمشي العرضنة [6] سحابا بأذيال # فغاب مطلب في قعر مظلمة ... وقام [7] نوفل كي يعدو [8] على مالي # أأن رأى رجلا غابت عمومته ... وغاب أخواله عنه بلا وال [9] # أنحى عليه ولم يحفظ له رحما ... ما أمنع المرء بين العم والخال # فاستنفروا وامنعوا ضيم ابن أختكم [10] ... لا تخذلوه ms046 فما أنتم بخذال [11] # ما مثلكم في بني قحطان قاطبة ... حي لجار وإنعام وإفضال # أنتم ليان [12] لمن لانت عريكته ... سلم لكم [13] وسمام الأبلخ [14] ~~الغالي [15] PageV01P084 # فأقبلوا على كل صعب وذلول [1] حتى انتهوا إلى مكة فكلموا نوفلا حتى رد ~~على عبد المطلب أركاحه فأنشأ عبد المطلب يقول: (الوافر) . # تأبى [2] مازن وبنو عدي ... وذبيان [3] بن تيم اللات ضيمي # وذادت [4] مالك حتى تناهى [5] ... ونكب بعد نوفل [6] عن حريمي # بهم رد الإله علي ركحي ... فكانوا في التنصر [7] دون قومي # وقال أيضا عبد المطلب لأخواله بني النجار: (السريع) # أبلغ بني النجار إن جئتهم ... أني منهم وابنهم والخميس [8] # رأيتهم قوما إذا جئتم ... هووا لقائي وأحبوا حسيس [9] # قال فأخبرني ابن الكلبي [10] قال: لما بعث عبد المطلب إلى أخواله بني ~~النجار أقبل منهم ثمانون رجلا قد تقلدوا وتنكبوا القسي وعلقوا التراس في ~~مناكبهم فأناخوا بفناء الكعبة، فلما رآهم [11] نوفل قال: ما أشخص هؤلاء إلا ~~الشر، فخافهم فرد على ابن أخيه الأركاح وأحسن إليه، فقال شمر [12] بن عويمر ~~[13] الكناني [14] : يمدح بني النجار لنصرهم عبد المطلب على عمه: ~~PageV01P085 # (الطويل) # لعمري لأخوال ابن هاشم نصرة [1] ... من أعمامه الأدنين [2] أحسن [3] أفضل ~~[4] # أجابوا على نأي [5] دعاء ابن أختهم ... وقد رامه بالظلم والغدر نوفل [6] # فما برحوا حتى تدارك حقه ... ورد عليه بعد ما كاد يؤكل # جزى [7] الله خيرا عصبة خزرجية ... تواصوا على بر وذو البر أفضل ### | حلف خزاعة لعبد المطلب # وكان سبب حلف خزاعة لعبد المطلب أن نفرا من خزاعة قالوا فيما بينهم: ~~والله ما رأينا في هذا الورى [8] أحدا أحسن وجها ولا أتم خلقا ولا أعظم ~~حلما من عبد المطلب/ وقد ظلمه عمه حتى استنصر أخواله، وقد ولدناه كما ولده ~~بنو النجار فلو أنا بذلنا له نصرتنا وحالفناه [9] ! فأجمع رأيهم على ذلك ~~فأتوا عبد المطلب فقالوا: يا أبا الحارث! إن كان بنو النجار ولدوك فقد ~~ولدناك ونحن بعد وأنت متجاورون في الدار فهلم فلنحالفك! فأجابهم فأقبل بديل ~~[10] أبو ورقاء بن بديل العدوي و [11] سفيان بن عمرو، وأبو بشر القميري ~~[12] وهاجر PageV01P086 # ابن عمير بن عبد العزى ms047 القميري [1] وهاجر بن عبد مناف بن ضاطر [2] وعبد ~~العزى ابن قطن [3] المصطلقي وخلف بن أسعد الملحي وعمرو بن مالك بن مؤمل ~~الحبتري [4] في جماعة من قومهم، فدخلوا دار الندوة [5] فكتبوا بينهم كتابا، ~~وأقبل عبد المطلب في سبعة نفر من بني المطلب والأرقم بن نضلة بن هاشم وكان ~~من رجال قريش والضحاك وعمرو ابنا صيفي بن هاشم ولم يحضره أحد من بني عبد ~~شمس ولا نوفل لليد التي منهم، وعلقوا الكتاب في الكعبة، فقال هاجر حين ~~بعثوا عبد المطلب: والله لئن قلتم ذلك لقد رأيت رؤيا بيثرب ليكونن لولده ~~شأن! قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت كأن بني عبد المطلب يمشون فوق رؤس نخل ~~يثرب ويطرحون التمر إلى الناس، فليكونن لهم شأن وليكونن ذلك من يثرب، قال ~~هاجر فقلت: والله ما لعبد المطلب إلا غلام يقال له الحارث! قال: فحالفوه ~~[6] ، وتزوج عبد المطلب يومئذ لبنى بنت هاجر بن ضاطر فولدت له أبا لهب، ~~وتزوج ممنعة [7] بنت عمرو بن مالك بن مؤمل الحبتري فولدت له الغيداق [8] ، ~~قال: وكتبوا كتابا كتبه لهم أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة، وكان بنو زهرة ~~يكرمون عبد المطلب لصهره فكان الكتاب: # هذا ما تحالف عليه عبد المطلب ورجالات [9] بني عمرو من خزاعة ومن معهم من ~~أسلم ومالك، تحالفوا على التناصر والمؤاساة حلفا جامعا غير مفرق الأشياخ ~~على الأشياخ والأصاغر على الأكابر والشاهد على الغائب، تعاهدوا PageV01P087 # وتعاقدوا ما شرقت الشمس [1] على ثبير [2] ، وما حن بفلاة بعير، وما قام ~~[3] الأخشبان [4] وما عمر بمكة إنسان [5] ، حلف أبد [5] لطول أمد، يزيده ~~طلوع الشمس شدا وظلم الليل مدا، عقده عبد المطلب بن هاشم ورجال بني عمرو، ~~فصاروا يدا دون بني النضر، فعلى [6] عبد المطلب [النصرة-] [7] لهم على كل ~~طالب وتر في بر أو بحر أو سهل أو وعر، وعلى بني عمرو النصرة لعبد المطلب ~~وولده على جميع العرب [في] [8] [9] الشرق أو الغرب [9] [10] أو الحزن أو ~~السهب [10] ، وجعلوا الله على ذلك كفيلا وكفى بالله حميلا [11] ، ثم علقوا ~~الكتاب في الكعبة، فقال عبد المطلب ms048: (الطويل) # سأوصي زبيرا إن توافت منيتي ... بإمساك ما بيني وبين بني عمرو # وأن يحفظ الحلف الذي سن [12] شيخه [13] ... ولا يلحدن [14] فيه بظلم ولا ~~غدر # هم حفظوا الإل [15] القديم وحالفوا ... أباك فكانوا دون قومك من فهر ~~PageV01P088 # قال: وأوصى عبد المطلب إلى ابنه [1] الزبير، وأوصى الزبير إلى أبي طالب ~~وأوصى أبو طالب إلى العباس، وفي تصديق ذلك [2] قول عمرو بن سالم [3] للنبي ~~صلى الله عليه حين أغارت عليهم بنو بكر [4] فقتلوا من قتلوا من خزاعة: ~~(الرجز) # لا هم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا [5] # إنا ولدناه فكان ولدا [6] ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا # قال أبو سعيد: أنشدنا أبو بكر تمام هذه القصيدة، قال: حدثنا به عبد ~~الكريم بن الهيثمي بن زياد باسناده في حديث طويل: (الرجز) # إن قريشا أخلفتك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا # وزعموا أن لست تدعو لهدى [7] ... وجعلوا لي بكداء [8] مرصدا # وهم أذل وأقل عددا ... وهم أتونا [9] بالوتير [10] هجدا PageV01P089 # فقتلونا ركعا وسجدا ... فانصر رسول الله نصرا أيدا [1] # وادع عباد الله يأتوا مددا ... فيهم رسول الله قد تجردا # أبيض مثل البدر يسمو [2] صعدا [3] ... في فيلق كالبحر يأتي [4] مزبدا # فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت يا عمرو بن سالم. ومما يصدق حلف ~~بني هاشم وخزاعة قول شيبان بن جابر السلمي وأقبل إلى [5] المقوم بن عبد ~~المطلب يحالفه [6] فقال [7] : (الطويل) # أحالفكم حلفا شديدا عقوده ... كحلف بني عمرو أباك بن هاشم # على النصر ما دامت بنجد وثيمة [8] ... وما سجعت قمرية بالكراتم [9] # هم منعوا الشيخ المنافي بعد ما ... رأى حمة الإزميل فوق البراجم [10] ### | منافرة [11] عبد المطلب وحرب بن أمية # قال أبو المنذر [12] : كان رجل من اليهود من أهل نجران يقال له أذينة ~~[13] في جوار عبد المطلب/ بن هاشم، وكان يتسوق في أسواق تهامة بماله، ~~PageV01P090 # وأن حرب بن أمية غاظه ذلك فألب عليه فتيانا من قريش وقال لهم: هذا العلج ~~الذي يقطع الأرض إليكم ويخوض بلادكم بماله من غير جوار ولا أمان [1] ! ~~والله لو قتلتموه ما خفتم أحدا يطلب بدمه، قال: فشد هاشم [2] بن ms049 عبد مناف ~~بن عبد الدار بن قصي عليه وصخر بن عامر [3] بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ~~فقتلاه، وكان معهما ابن مطرود بن كعب الخزاعي، قال: فجعل عبد المطلب لا ~~يعرف له قاتلا حتى كان بعد فعلم من اين أتى، فأتى حرب بن أمية فأنبه لصنيعه ~~وطلب بدم جاره، فأبى حرب ذلك عليه وانتهى بهما التماحك [4] واللجاج إلى ~~المنافرة، فجعلوا بينهما النجاشي ملك الحبشة، فأبى أن ينفذ [5] بينهما ~~فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح [6] بن عبد الله بن قرط بن رزاح ~~[7] بن عدي بن كعب فأتياه فقال حرب [8] بن أمية: يا أبا عمرو! أتنافر رجلا ~~هو أطول منك قامة وأوسم [منك] [9] وسامة وأعظم منك هامة وأقل منك لامة، ~~وأكثر منك ولدا وأجزل منك صفدا [10] وأطول منك مذودا [11] ، وأني لأقول هذا ~~وإن فيك PageV01P091 # لخطالا [1] : إنك لبعيد الغضب رفيع الصيت في العرب، جلد المريرة [2] تحبك ~~العشيرة، ولكنك نافرت منفرا [3] . قال: فنفر عبد المطلب على حرب، فغضب حرب ~~من ذلك وأغلظ لنفيل وقال: من انتكاس الدهر أن جعلناك حكما، فأنشأ نفيل ~~يقول: (البسيط) # ليهنأ [4] قوما لهم في الناس سابقة ... حمل المئين وسبق ما لهم [5] ورع ~~[6] # أعطاهم الله نورا يستضاء به ... إذا الكواكب أخطا نوءها النجع [7] # وهم عروق [8] الثرى منهم أرومتنا ... ما جادى [9] اليوم في تربائهم [10] ~~ضرع [11] # ما إن ينال البلى [12] أركان منزلهم [13] ... ولا يحل بأعلى نيقهم [14] ~~صدع [15] # أولاد شيبة [16] أهل المجد قد علمت ... عليا معد إذا ما هزهز [17] الورع ~~[18] PageV01P092 # وهبت الريح بالصراد [1] فانطلقت ... تزجي جهاما [2] سريعا سيره ملع [3] # وشيبة الحمد نور يستضاء به ... إذا تخطا إلى المشبوبة [4] الفزع # وراحت الشول [5] جدبا في مراتعها ... حول الفنيق [6] رسيلا [7] ما له تبع # يا حرب ما بلغت مسعاتكم هبعا [8] ... تسقي الحجيج وماذا يحمل [9] الهبع ~~[10] # أبوكما واحد والفرع بينكما ... منه الخشاش [11] ومنه الناضر [12] الينع # فاعرف لقوم هم الأرباب فوقكم ... لا يدركنك شر [13] [ماله [14]] دفع [15] # هم الربى من قريش في أرومتها ... والمطعمون [16] إذا ما مسها القشع # وقال في ذلك الأرقم بن نضلة بن هاشم يذكر ms050 منافرة هاشم وأمية: # (الطويل) # وقبلك ما أردى أمية هاشم ... فأورده عمرو إلى شر مورد PageV01P093 # فيا حرب قد جاريت غير مقصر [1] ... شآك [2] إلى الغايات طلاع انجد # قال: فأراد حرب بن أمية إخراج بني [عدي-] [3] بن كعب من مكة فاجتمعت لذلك ~~بنو عبد شمس بن عبد مناف وبنو نوفل بن عبد مناف وغضب لعبد المطلب بنو هاشم ~~وبنو المطلب وبنو زهرة وغضبت بنو سهم لبني عدي لأنهم من الأحلاف فمنعوهم، ~~فلما رأى ذلك حرب بن أمية كف عنهم ### | منافرة عبد المطلب وثقيف # قال الكلبي: كان لعبد المطلب بن هاشم مال [4] بالطائف يقال له ذو الهرم ~~[5] فادعته ثقيف وجاءوا فاحتفروا، فخاصمهم فيه عبد المطلب إلى الكاهن ~~بالشام يقال [6] عزى سلمة [7] العذرى، وخرج مع عبد المطلب نفر من قومه وكان ~~معه ولده الحارث ولا ولد له يومئذ غيره وخرج [8] الثقفي الذي يخاصم عبد ~~المطلب واسمه جندب بن الحارث في نفر من ثقيف فساروا جميعا، فلما كانوا في ~~بعض الطريق نفد ماء عبد المطلب وأصحابه، فطلب عبد المطلب إلى الثقفيين أن ~~يسقوه من مائهم فأبوا، فلما بلغ من القوم العطش كل مبلغ وظنوا أنه الهلاك ~~نزل عبد المطلب وأصحابه وأناخوا إبلهم وهم يرون أنه الموت، PageV01P094 # ففجر الله لهم عينا من تحت جران [1] بعير عبد المطلب، فحمد الله عبد ~~المطلب على ذلك وعلم أنه من الله تعالى فشربوا من الماء ريهم وتزودوا منه ~~حاجتهم، قال: ونفد ماء الثقفيين فطلبوا إلى عبد المطلب أن يسقيهم، فقال له ~~الحارث ابنه: والله لئن فعلت لأضعن سيفي في إهابي [2] ثم لأنتحين عليه حتى ~~يخرج من ظهري، فقال له: يا بني! اسقهم ولا تفعل ذلك بنفسك، قال: فسقاهم عبد ~~المطلب، ثم انطلقوا إلى الكاهن وقد خبأوا له خبيئا وهو رأس جرادة فجعلوه في ~~خربة [3] مزادة [4] وعلقوه في قلادة كلب لهم يقال له سوار، قال: # فلما أتوا الكاهن إذا هم ببقرتين/ تسوقان بحزجا [5] بينهما كلتاهما توأمة ~~[6] تزعم أنه ولدها، وذلك أنهما ولدتا في ليلة واحدة فأكل النمر إحدى ~~البحزجين فهما يرأمان [7] الباقي ms051، فلما وقفتا [8] بين يدي الكاهن قال: هل ~~تدرون ما تقول هاتان البقرتان؟ قالوا: لا، قال: يختصمان في هذا البحزج ~~ويطلبان بحزجا آخر ذهب به ذو جسد أربد وشدق رمع [9] وناب معق [10] وحلق صعق ~~[11] ، فما للصغرى في ولد الكبرى من حق، فقضى به لكبرى من البقرتين، فلما ~~ذهبتا PageV01P095 # من عنده أقبل على عبد المطلب وأصحابه فقال: حاجتكم؟ قالوا: إنا قد خبأنا ~~خبيئا فأنبئنا عنه، قال: نعم، خبأتم لي شيئا طار، فسطع فتصوب [1] فوقع ~~فالأرض منه بلقع [2] ، قالوا: لاده [3] أي بين، قال: هو شيء طار، فاستطار ~~ذو ذنب جرار، ورأس كالمسمار [4] ، وساق كالمنشار، قالوا: لاده قال: إن لاده ~~فلاده [5] ، هو رأس جرادة، في خربة [6] مزادة، في عنق سوار ذي القلادة، ~~قالوا له: قد أصبت، فانتسبا له وقالا له: أخبرنا في ما اختصمنا، قال: # أحلف بالضياء والظلم، والبيت ذي الحرم، أن المال [7] ذا الهرم، للقرشي ذي ~~الكرم، قال، فغضب الثقفيون، فقال جندب بن الحارث [8] : اقض لأرفعنا مكانا، ~~وأعظمنا جفانا، وأشدنا طعنا، فقال عبد المطلب: اقض لصاحب الخيرات الكبر [9] ~~، ومن كان أبوه سيد مضر، وساقي الحجيج إذا كثر، فقال الكاهن: (الرجز) # أما ورب القلص [10] الرواسم [11] ... يحملن أزوالا [12] بقي [13] طاسم ~~[14] PageV01P096 # إن سناء [1] المجد والمكارم [2] ... في شيبة الحمد [3] الندي [4] ابن ~~هاشم # فقال عبد المطلب: اقض بين قومي وقومه أيهم [5] أفضل، فقال: # (الرجز) # إن مقالي فاسمعوا شهادة ... أن بني النضر كرام سادة # من مضر الحمراء في القلادة ... أهل سناء وملوك قادة # زيارة البيت لهم عبادة [6] # ثم قال: إن ثقيفا عبد آبق فأخذ فعتق، ثم ولد فأبق [7] فليس له في النسب ~~من حق ### | .... # أبق [8] أي كثر ولده، والبق من هذا أخذ، ففضل عبد المطلب عليه وقومه على ~~قومه ### | منافرة هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس # قال: كان هاشم بن عبد مناف قد أتى الشام فأقام به حينا ثم أقبل منه يريد ~~مكة ومعه الغرائر مملوءة خبزا قد هشمته، ومعه الإبل تحمل الغرائر حتى قدم ~~مكة، وذلك في سنة شديدة قد جاع فيها الناس وهلكت فيها أموالهم ms052 وأنفسهم فعمد ~~هاشم إلى الإبل التي كانت تحمل الغرائر فنحرها وأقام الطهاة فطبخوا، ثم ~~أخرج الخبز الهشيم فملأ منه الجفان ثم أمر بالقدور فكفئت [9] عليها، فأطعم ~~الناس أهل مكة وغيرهم فكان ذلك أول خصبهم، فقال في PageV01P097 # ذلك رجل من قريش وهو حذافة [1] بن غانم العدوي: (الكامل) # عمرو العلى هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف [2] # وقال في ذلك وهب [3] بن عبد بن قصي بن كلاب: (الوافر) # تحمل هاشم ما ضاق عنه ... وأعيا أن يقوم به ابن بيض [4] # أتاهم بالغرائر متأقات [5] ... من أرض الشام بالبر النفيض [6] # فأوسع أهل مكة من هشيم ... وشاب الخبز باللحم الغريض [7] # فظل القوم بين مكللات ... من الشيزى [8] وحائرها [9] يفيض [10] # ويروى: من الشيزى جابرها [11] . وكان أمية بن عبد شمس مكثرا، فتكلف أن ~~يصنع ما صنع هاشم فعجز عنه وقصر، فشمت به ناس من قريش وسخروا منه وعابوه ~~بما صنع ثم قصر فهاج ذلك بينه وبين PageV01P098 # هاشم شرا ومفاخرة ومخاصمة [1] حتى دعاه إلى المنافرة وألب أمية إخوته ~~ووبخوه وحربوه، وكره ذلك هاشم لسنه، حتى أكثرت قريش في ذلك وذموه [2] ، ~~فقال له هاشم: أما إذا أبيت إلا المنافرة فأنا أنافرك على خمسين ناقة سوداء ~~الحدقة ننحرها بمكة والجلاء عن مكة عشر سنين، قال: فرضيا بذلك وجعلا بينهما ~~الكاهن الخزاعي وخرج أبو همهمة [3] بن عبد العزى عامرة [4] بن عميرة بن ~~وديعة بن الحارث بن فهر وكانت أمة [5] بنت أبي همهمة عند أمية بن عبد شمس ~~فخرج معهما كالشاهد، فقالوا: لو خبأنا له خبيئا نبلوه به قبل التحاكم إليه، ~~قال: فوجدوا أطباق جمجمة [6] بالية فأمسكها معه/ أبو همهمة ثم أتوا الكاهن ~~وكان منزله بعسفان [7] فأناخوا الإبل ببابه وقالوا: إنا قد خبأنا لك خبيئا ~~فأنبئنا به قبل التحاكم إليك فقال: أحلف بالنور والظلمة، وما بتهامة [8] من ~~بهمة [9] ، وما بنجد [10] من أكمة [11] ، لقد خبأتم لي أطباق جمجمة، مع ~~الفلندح [12] أبي همهمة، قالوا: أصبت فاحكم بين هاشم بن عبد مناف وبين أمية ~~بن عبد شمس أيهما أشرف فقال: والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام ~~الماطر، وما ms053 بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، منجد [13] أو ~~PageV01P099 # غائر، لقد سبق هاشم أمية إلى المفاخر، أول منها [1] وآخر. قال: فأخذ هاشم ~~الإبل فنحرها وأطعمها من حضر وخرج أمية إلى الشام فأقام به عشر سنين، ومن ~~ثم يقال إن أمية استلحق أبا عمرو ابنه وهو ذكوان وهو رجل من أهل صفورية [2] ~~، فخلف أبو عمرو على امرأة أبيه بعده فأولدها أبان وهو أبو معيط [3] ويقال ~~استلحق ذكوان أيضا أبان ### | منافرة عائذ [4] بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والحارث ابن أسد بن عبد العزى # قال: تنازع عائذ [4] بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم والحارث بن أسد بن عبد ~~العزى بن قصي في الشرف/ والمجد أيهما أشرف وأمجد فجعلا بينهما كاهنا كان ~~يقوم بعسفان وجعلا للمنفر خمسين من الإبل وجعلا الإبل على يد المغيرة بن ~~عبد الله بن عمر بن مخزوم ثم شخصوا إليه، فلما كانوا قريبا منه وجد رجل من ~~بني أسد بن عبد العزى يقال له زر [5] بن حبيش [6] بيضة نعام، فقال: هل لكم ~~أن نخبأ له هذه البيضة؟ فإن أصابها علمنا أنه مصيب فيكما، قالا: نعم، ~~فأمسكها معه ثم أتوه فأناخوا ببابه [7] وعقلوا الإبل بفنائه ثم نادوه، فخرج ~~إليهم فقالوا: أخبرنا في أي شيء جئناك، فقال: # حلفت برب السماء ومرسل العماء [8] فينبعن بالماء! إن جئتموني إلا لطلب ~~السناء، فقالوا: صدقت قد خبأنا لك خبيئا فأنبئنا [9] ما هو؟ قال: خبأتم لي ~~PageV01P100 # شيئا مدملقا [1] كالفهر [2] لونه لون الدر، يزل من فوقه الذر، قالوا: # لاده [3] ، قال: حلفت برب مكة واليمامة، ومن سلك بطن تهامة، لحج أو إقامة ~~لقد خبأتم لي بيضة نعامة مع زر ذي العمامة قالوا: صدقت، فانتسبا له، ~~وقالوا: احكم بيننا أينا أولى بالمجد والشرف، قال: حلفت بأظب [4] عفر [5] ، ~~بلماعة [6] قفر، يردن بين سلم [7] وسدر [8] ! ان سناء المجد ثم الفخر، لفي ~~عائذ [9] إلى آخر الدهر. # قال: فأخذ عائذ [9] الإبل فنحرها وأطعمها وأنشأ يقول: (البسيط) # إني امرؤ من ذرى فهر إذا نسبوا ... إذ أنت من ثمد يا حار منسوب # تنازع ms054 المجد قوما لست [10] مدركهم [11] ... ما خود الرأل [12] أو ما حنت ~~[13] النيب [14] # فارجع ذميما فقد لاقيت داهية ... وقد شأوتك [15] والمغلوب مغلوب ~~PageV01P101 ### | منافرة مالك بن عميلة وعميرة بن هاجر الخزاعي # قال هشام: كان لمالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار بن قصي فرس قد سبق ~~عليه وكان لعميرة بن هاجر بن عمير بن عبد العزى بن نمير [1] الخزاعي فرس قد ~~سبق عليه، فوقفا بمكة فتذاكر الخيل فقال عميرة: فرسي أجود من فرسك، فتراهنا ~~[2] على فرسيهما وجعلا الرهن على يدي عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن ~~عبد الدار أيهما سبق فله مائة من الإبل، فأرسلا فرسيهما من أجياد [3] فأقبل ~~فرس عميرة سابقا، فعرض له قاسط بن شريح بن عثمان بن عبد الدار فحبسه، فطلب ~~عميرة السبق فأبى عليه حتى كاد يقع الشر بينهما، فتداعيا إلى المنافرة إلى ~~الكاهن فأيهما فضل الكاهن فله مائة من الإبل والفرس، فتواثقا وخرجا مع كل ~~واحد منهما نفر من قومه، وقاد كل واحد منهما عشرين بعيرا للكاهن، فنهى ~~أرطاة [4] بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي مالك بن ~~عميلة أن ينافره فأبى وخرجا نحوه ومعهما علقمة بن الفغواء الخزاعي ثم من ~~بني نصر، فقالوا: لو خبأنا له خبيئا نبلوه به! فوجدوا في طريقهم جثة نسر ~~فأخذوها ثم أتوا الكاهن وهو عزى سلمة العذري سلمة اسمه/ وعزى [5] اسم ~~شيطانه فأناخوا الإبل ببابه، وخرج إليهم فقالوا: قد خبأنا لك خبيئا فأنبئنا ~~ما هو؟ وقد جعلوه في عكم [6] لهم من شعر ودفعوه إلى علقمة، قال: خبأتم لي ~~ذا جناح أعنق [7] ، طويل الرجل أبرق [8] ، إذا تغلغل [9] حلق [10] ، وإذا ~~انقض فتق [11] ، ذا مخلب PageV01P102 # مذلق [1] ، يعيش حتى يخلق [2] ، قال: بين، فقال: أحلف بالنور والقمر، ~~والسنا والدهر، والرياح والفطر! لقد خبأتم لي جثة نسر، في عكم من شعر، مع ~~الفتى من بني نصر، قالوا: صدقت، فاقض بين مالك بن عميلة وابن هاجر فقال: ~~(الرجز) # أحلف بالمروة والمشاعر ... ومنحر [3] البدن [4] لدى الحزاور [5] # وكل من حج على ms055 عذافر [6] ... من بين مطفور [7] وبين ناشر # يؤم بيت الله ذي الستائر ... أن سنا المجد والمفاخر # لفي الفتى عميرة بن هاجر ... فارجع أخا الدار بجد عاثر # فسار عميرة إلى الإبل فنحرها، وأخذ الإبل والفرس، وأنشأ مالك يقول: ~~(الطويل) # شآني [8] لما أن جريت ابن هاجر ... فأشمت أعدائي وأخرجت من مالي # فيا ليتني من قبل حلي ورحلتي ... إلى الكاهن الطاغوت قطعت أوصالي # بعضب حسام ذي شقائق مرهف ... ولم يك سراء [9] عميرة من مالي # ضللت كما ضلت بليل [10] فلا ترى ... قلامة ظفر في معرس نزال # وقال أرطاة [11] في ذلك لمالك: (الطويل) PageV01P103 # ندمت نئيشا [1] أن تكون أطعتني ... على حين لا يجدي عليك التندم # (نئيشا: بعد الفوت، ومنه قوله تعالى: وأنى لهم التناوش 34: 52) # فجاريت قرما من قروم كريمة ... فقصرت إذ أعيا عليك التقدم ### | منافرة بني مخزوم وبني أمية # قال: اجتمع عند الحجر قوم من بني مخزوم وقوم من بني أمية فتذاكروا العز ~~والمنعة، فقال رجل من بني كنانة كان حليفا لبني مخزوم: بنو مخزوم أعز ~~وأمنع، وقال رجل من بني زبيد وكان حليفا لبني أمية: بنو أمية أعز وأمنع، ~~فجرى بينهما الكلام حتى غضب الوليد بن المغيرة المخزومي وأسيد [2] بن أبي ~~العيص وتفاخرا فجرى بينهما اللجاج فقال الوليد: أنا خير منك أما وأبا وأثبت ~~منك في قريش نسبا، فقال أسيد: أنا خير منك منصبا وأثبت منك في قريش نسبا ~~وأنت رجل من كنانة من بني شجع [3] دخيل [4] في قريش نزيع [5] في بني مخزوم ~~وأنا غرة بني عبد مناف وذؤابة [6] قصي، فتعال أفاخرك، ثم قال أسيد: ~~(الطويل) # لست بشجعي ولكن نسبتي ... إلى غرة لا قول من يتنحل # فلو كنت منا لم تعث في فسادنا ... وجاملتنا والحازم المتجمل # وإلا تدع ما بيننا من عداوة ... تكن لكم لوم أغر محجل # قال: فتداعيا إلى المنافرة وكذلك كانت العرب تفعل وقالا: يحكم بيننا سطيح ~~[7] فليس من أحد من واحد من الفريقين فنرضى [8] بما حكم بيننا PageV01P104 # فتراضيا به وجعلا بينهما/ خمسين من الإبل للمنفر على صاحبه، قال: فخرجا ~~نحوه وخرج معهما نفر ms056 من قومهما حتى أتوا سطيحا وهو يومئذ بصعدة [1] باليمن ~~فوجدوا في طريقهم مخلب ليث فجعلوه في مزود مع غلام أسود كان لأسيد بن أبي ~~العيص وقالوا: نخبأه له ونسأله عنه [2] فإن أصاب [3] نتحاكم [4] إليه، ~~فأتوه فأناخوا ببابه، وعقلوا الإبل عن الرجلين بفنائه، قال: فوثب رجل من ~~بني مخزوم وقال يا سطيح: (الرجز) # إليك حينا يا سطيح نعمد ... يقودنا جمعا إليك الفدفد [5] # لسنا إلى غيرك حقا نقصد ... ما إن لنا عنك هديت عندد [6] # فعجل الحكم ولا تردد # قال: فخرج إليهم سطيح، فقالوا: إنا قد خبأنا لك خبيئا فأنبئنا عنه حتى ~~نتحاكم إليك بعد، فقال: خبأتم لي عودا وما هو بعود، بل حجرا وليس بالجلمود، ~~فقالوا: بين، فقال: هو أخنف [7] محدد، في مكتل أو مزود، مخلب ليث أربد، مع ~~الغلام الأسود. قالوا: صدقت فاحكم بين الوليد بن المغيرة وبين أسيد بن أبي ~~العيص، فقال: بالنجود أحلف وبالتهائم، ثم بيت الله ذي الدعائم، وكل من حج ~~على شداقم [8] إني بما جئتم به لعالم، إن ابن مخزوم أخو المكارم، فارجع يا ~~أسيد بأنف راغم [9] . ثم أقبل عليهما فقال: أما أنت PageV01P105 # يا وليد! فمثلك مثل جبل موزر [1] ، فيه الماء والشجر، وفيه للناس معتصر ~~[2] ومنعة الحي والوزر [3] ، للخير سباق وللشر حذر. وأما أنت يا أسيد! ~~فمثلك مثل جبل وعر، فيه للمقتبسين جمر، لا ورد ولا صدر، الخير عندك نزر، ~~والشر عندك أمر، فلج الوليد وظفر، وخاب أسيد وخسر. فأخذ سطيح ما كان جعل له ~~من الإبل وقام الوليد إلى الإبل فنحرها وأطعمها الناس فأكلوا وحملوا ### | منافرة بني قصي وبني مخزوم # معروف بن الخربوذ [4] عن بشير بن تميم قال: جعل نفر من قريش مجلسا فقال ~~أبو ربيعة [5] بن المغيرة وابنه المغيرة وبنو المغيرة: ومنا سويد ابن هرمى ~~[6] من بني عامر بن عبيد بن عمر بن مخزوم، فقال أسيد بن أبي العيص بن أمية: ~~إليك [7] ، إنما [8] بنو قصي أشرف إنما، شرف عبد الله بن عمر لأن أمه برة ~~بنت قصي، فبها نال ما نال، ثم عدد رجال قصي ms057، ثم قال: فينا السقاية والحجابة ~~والندوة والرفادة واللواء، فتداعوا إلى المنافرة فقال أسيد: إن نفرتك ~~أخرجتك من مالك، وإن نفرتني أخرجتني من مالي، فتراضيا بكاهن من خزاعة فقال ~~ابن أبي همهمة وأمه تماضر [9] بنت أبي عمرو بن عبد مناف: مهلا يا أبا ~~ربيعة! فأبى، وخرجوا وساقوا إبلا ينحرها المنفر، فوجدوا في طريقهم حمامة أو ~~يمامة [10] فدفعوها إلى أسامة عبد أبي همهمة، PageV01P106 # فجعلها في ريش ظليم، فلما أتوا الكاهن قالوا: ما خبأنا لك؟ فقال:/ إما ~~[1] غمامة تتبعها غمامة، فبرقت بأرض تهامة، فطفا من وبلها كل طلح [2] ~~وثمامة [3] ، لقد خبأتم لي فرخ حمامة، أو أختها يمامة، في زف [4] نعامة، مع ~~غلامكم أسامة. قالوا: احكم، فقال: أما ورب الواطدات [5] الشم، والجرول [6] ~~السود بهن الصم، وما جرت جارية [7] في يم أن أسيدا لهو الخضم [8] ، لا ~~تنكروا الفضل له في العم [9] . # أما ورب السماء والأرض والماء وما لاح لنا [10] من حراء [11] ، لقد سبق ~~أسيد أبا ربيعة بغير مراء، قالوا: أقصي أفضل أم مخزوم؟ قال: أما ورب ~~العاديات [12] الضبج [13] ، ما يعدل الحر بعبد نحنح [14] ، بمن أحل قومه ~~بالأبطح. فنحر أسيد الجزر ورجع فأخذ مال أبي ربيعة، وكانت أخت أسيد عند [1] ~~أبي جهل فكلمت أخاها حتى رد على أبي ربيعة ماله. PageV01P107 ### | منافرة بني لؤي بن غالب # قال أبو فراس محمد بن فراس بن محمد بن عطاء بن خولي الشامي قال حدثني أبو ~~حفص أخو أبي العلاء العامري قال: حدثني إبراهيم بن عبد الملك العامري من ~~بني حبيل [1] قال: ولد للؤي بن غالب ابن يقال له عمرو ومات صغيرا وكان من ~~أمره/ أنه خرج مع أخيه عامر بن لؤي في سفر فلما أقبل إلى مكة تخلف عمر في ~~طريقه عن عامر فنهشته أفعى فقتلته، فاتهمت بنو لؤي عامرا بقتله، فأرادوا ~~قتله، فنهاهم ذوو [2] الرأي منهم فسألوه الدية، فقال: # لا أدي [3] من لم أقتل، فأجمع رأيهم على إتيان سطيح الذئبي [4] في أمره، ~~فقال لهم عامر: إن قال سطيح: إني قتلته، ولم أقتله لتقتلونني به، وإن قال: # إني لم أقتله ms058، وقد قتلته أتدعون دم أخيكم؟ قالوا: فما الرأي؟ قال: افعلوا ~~في سفركم فعلا، فإن أخبركم به صدق في صاحبكم، فخرجوا من مكة، فلما ساروا ~~عشرا نحروا بكرا [5] واصطادوا عليه نسرا فأخذوا من خوافي ريشه عشرا ثم ~~ساروا بعد العشر شهرا، ثم نحروا بكرا واصطادوا عليه نسرا وأخذوا من خوافي ~~ريشه عشرا. ثم قدموا على سطيح، فقيل له: هؤلاء بنو لؤي بن غالب بالباب، ~~فقال: ائذنوا لبني لؤي، فدخلوا عليه فقال: بنو لؤي أهل سناء وشرف وسؤدد ~~ورفعة [6] والأمر كائن فيهم غدا، ثم قال: # خرجتم من بلادكم وقد شجر بينكم أمر فسرتم من بلادكم عشرا، ثم نحرتم بكرا، ~~واصطدتم عليه نسرا، وأخذتم من خوافيه عشرا، ما قتل عامر عمرا [7] ، ولكن ~~نهشته أفعى. فقال لهم عامر: أخلق بالرجل أن يكون PageV01P108 # صدق، إنه كان تخلف عني في موضع كذا وكذا، فأتوا الموضع فوجدوا رأسه ~~وأعظمه على جحر الأفعى ### | منافرة عتبة بن ربيعة والفاكه بن المغيرة المخزومي # حدثني أبو السكين [1] زكريا بن عمر بن حصن الطائي قال: حدثني عم أبي زحر ~~بن حصن [2] عن جده حميد [3] بن حارثة، قال أبو سعيد السكري وحدثني أيضا أبو ~~السكين الطائي قال أبو بكر- يعني الحلواني- وحدثني أيضا أبو بكر محمد بن ~~أحمد قال حدثنا أبو السكين الطائي بإسناده قال: كانت هند بنت عتبة بن ربيعة ~~عند الفاكه بن المغيرة المخزومي وكان الفاكه من فتيان قريش وكان له بيت ~~للضيافة يغشاه الناس فيه عن غير إذن، فخلا البيت ذات يوم فقال هو وهند فيه ~~ثم خرج الفاكه لبعض حاجته فأقبل رجل ممن كان يغشى البيت فولجه، فلما رأى ~~المرأة ولى هاربا وناداه الفاكه وأقبل إلى هند فضربها [4] برجله وقال لها: ~~من هذا الذي كان عندك؟ قالت: ما رأيت أحدا ولا انتبهت حتى أنبهتني، فقال ~~لها: الحقي بأبيك، وخاض فيها الناس فقال لها أبوها: يا بنية [5] ! أنبئي ~~نبأك، فإن كان الرجل عليك صادقا دسست عليه [6] من يقتله فانقطعت [7] القالة ~~عنك، وإن يكن كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن، فحلفت ms059 بما كانوا يحلفون به ~~إنه لكاذب، فقال عتبة للفاكه: إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم فحاكمني إلى بعض ~~كهان العرب، فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم وخرج عتبة في جماعة من بني ~~عبد مناف وخرج معهم هند [8] ونسوة معها، فلما شارفوا البلاد تغيرت حال هند ~~فقال لها أبوها: إني PageV01P109 # قد أرى ما/ بك من تغير الحال وما ذلك إلا لمكروه عندك، قالت: لا والله يا ~~أبتاه! ما ذاك لمكروه [1] عندي، ولكني أعلم أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولا ~~آمنه أن يسيمني [2] ميسما يكون علي سبة إلى يوم القيامة، فقال لها: إني سوف ~~أختبره من قبل أن ننظر في أمرك، فأخذ حبة من حنطة فأدخلها في إحليل فرسه ~~وأوكى [3] عليها بسير [4] ، فلما صبحوا الكاهن نحر لهم وأكرمهم، فلما قعدوا ~~قال له عتبة: إني قد خبأت لك خبيئا فانظر ما هو؟ # قال: ثمرة في كمرة [5] ، قال: أريد أبين من هذا، قال: حبة من بر في إحليل ~~مهر، قال: صدقت، أنظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يدنو [6] من إحداهن [7] ~~ويضرب كتفها ويقول: انهضي، حتى دنا من هند فضرب كتفها وقال: انهضي غير ~~رسحاء [8] ولا زانية، ولتلدن ملكا يقال له معاوية، فنهض إليها الفاكه فأخذ ~~بيدها فنترت [9] يدها من يده، وقالت: إليك، فو الله لأحرصن على أن يكون ذلك ~~من غيرك! فتزوجها أبو سفيان بعده فجاءت بمعاوية. قال أبو جعفر [10] . قال ~~لي أبو السكين الطائي [11] : رحل أبو بكر بن عياش من الكوفة إلى البادية ~~حتى لقي عم أبي فسأله عن هذا الحديث. PageV01P110 ### | حديث بني سهم في قتلهم الحيات # محمد بن حبيب عن هشام عن ابن الخربوذ قال: كانت بنو سهم بن عمرو أعز أهل ~~مكة وأكثره عددا وكانت لهم صخرة عند الجبل الذي يقال له مسلم فكانوا إذا ~~أرادوا [1] / نادى مناديهم: يا صباحاه! ويقولون: أصبح ليل، فتقول قريش: ما ~~لهؤلاء المشائيم [2] ما يريدون؟ ويتشاءمون بهم، وكان منهم قوم يقال لهم بنو ~~الغيطلة [3] وكان الشرف والبغي فيهم وهي الغيلطة بنت مالك بن الحارث من ms060 بني ~~كنانة ثم من بني شنوق [4] بن مرة تزوجها قيس بن سعد بن سهم فولدت له الحارث ~~وحذافة، وكان فيهم العدو [5] والبغي، قال: # فقتل رجل منهم حية فأصبح ميتا على فراشه، قال: فغضبوا فقاموا إلى كل حية ~~في تلك الدار فقتلوهن فأصبحوا [6] موتى على فراشهم [7] ، فتتبعوهن في ~~الأودية والشعاب فقتلوهن فأصبحوا وقد مات منهم بعدة ما قتلوا من الحيات، ~~قال: فصرخ صارخ منهم: ابرزوا لنا يا معشر الجن! قال: فهتف هاتف من الجن ~~فقال: (الخفيف) # يا لسهم قتلتم عبقريا ... فصحناكم بموت ذريع # يا لسهم كثرتم فبطرتم ... والمنايا تنال كل رفيع # قال: فنزعوا وكفوا. قال الكلبي: وفيهم نزلت ألهاكم التكاثر حتى زرتم ~~المقابر 102: 1- 2 [8] وقال ابن الخربوذ: جعلوا يعدون من مات منهم أيام ~~الحيات وهذا قبل الوحي وذلك أنه وقع بينهم وبين عبد مناف بن قصي شر فقالوا: # نحن أعد منكم، فجعلوا يعدون من مات منهم بالحيات فنزلت هذه الآية ~~PageV01P111 # فيهم بعد على لسان النبي صلى الله عليه ### | حديث بغي بني السباق على اهل مكة # قال أبو محمد المرهبي عن شيخ من أهل مكة من بني جمح عن أشياخه قال: كان ~~أول من/ أهلكه الله بمكة من قريش بنو السباق بن عبد الدار، فلما طال بغيهم ~~سمعوا صوتا في جوف الليل على أبي قبيس [1] وهو يقول: # (البسيط) # أنظر إليك بني السباق إنهم ... عما قليل بلا عين ولا أثر [2] # هذي [3] إياد وكانوا أهل مأثرة ... فأهلكت إذ بغت ظلما على مضر # فمكثوا سنة ثم هلكوا، فلم يبق منهم عين ولا أثر إلا رجل واحد [4] بالشام ~~له عقب ### | حديث خضاب عبد المطلب بالوسمة # [5] # ذكر الكلبي أن أول من خضب بالوسمة من أهل مكة عبد المطلب وذلك أنه قدم ~~اليمن ونزل عل بعض ملوكها فنظر إلى شيبه فقال: # يا عبد المطلب! هل لك في تغيير [6] هذا البياض فتعود شابا؟ قال: ذلك ~~إليك، فخضبه بالحناء ثم علاه بالوسمة، فلما أراد الانصراف زوده منه شيئا ~~كثيرا، فلما أقبل ودنا من مكة اختضب ودخل مكة وكأن رأسه ولحيته حنك ms061 [7] ~~PageV01P112 # الغراب، فقالت نتيلة [1] بنت جناب [2] النمرية أم العباس: يا شيبة الحمد! ~~ما أحسن هذا الخضاب لو دام! فقال عبد المطلب: (الطويل) # لو دام لي هذا السواد حمدته ... فكان بديلا من شباب قد انصرم # تمتعت منه والحياة قصيرة ... ولا بد من موت نتيلة [3] أو هرم # وماذا الذي يجدي على المرء خفضه ... ونعمته يوما إذا عرشه انهدم # فموت جهيز [4] عاجل لا شوى [5] له ... أحب إلينا [6] من مقالتهم [7] حكم # قولهم حكم أي انتهى [8] سنه، يقال حكم الرجل إذا انتهى [8] سنه وعقل، ~~فخضب أهل مكة بعد [ه] ### | ذكر ما كان بين قريش وكنانة يوم ذات نكيف # [9] # كان الذي هاج إخراج قريش بني ليث من تهامة أن أهل تهامة أصابتهم سنة ~~فسارت بنو ليث حتى نزلوا بأسفل تهامة ومما يلي يلملم [10] ويلي اليمن، وكان ~~لهم جار من القارة [11] يقال له عواف كان له شرف وكان حليفا لهشام بن ~~المغيرة والعاص بن وائل فخرج بلعاء بن قيس في أصحابه مغيرا على بعض ~~PageV01P113 # العرب وخلف أخاه [1] قتادة بن قيس فيمن [2] بقي من قومه، فخرج قتادة يوما ~~يدور في بيوت الحي وهم متجاورون فرأى إبلا رواتع لجارهم القاري عواف فهم ~~بالغارة عليها لما أصابهم من السنة، فشاور عمير بن عامر بن الملوح ومعبد بن ~~عامر بن الملوح فزجراه عن ذلك أشد الزجر وقالا: لا تغر على جارك فإن له ~~قوما [3] يغضبون له ويحوطونه: أبو عثمان هشام بن [4] المغيرة والعاص بن ~~وائل [5] وأشباه لهما، فأسكت وأطرق إطراق الحية وافترقوا فقال عمير بن ~~الملوح لأخيه معبد: ترى إطراقه ما أحراه أن يواثب الرجل، قال: إذا يركبنا ~~من ذلك ما نكره، فلما أمسى دعا رجلا من قومه يقال له فلان بن صدوف [6] ~~الليثي ورجلا من بني زبيد كان [7] لهم جارا فدعاهما إلى الغارة على إبل [8] ~~القاري فأجاباه إلى ذلك، فلم يشعر القاري بشيء حتى أتوه فطردوا [9] أذواده ~~[10] / وكانت ثلاثين وقتلوا ابنا له شابا كان [11] قد أشرف [12] لهم، فلما ~~انتهوا بالإبل إلى دارهم أمر قتادة بعشر منها فنحرت وقسم لحومها في الحي ms062 ~~وعمد إلى الباقي فقسمها في قومه ما بين بعير وبعيرين، وأرسل منها إلى عمير ~~ومعبد ابني عامر بن الملوح [13] فأبيا أن يأخذا منها شيئا وخطآ [14] رأيه ~~وقالا: PageV01P114 # سيكون لما فعلت عاقبة سوء فقال: وما يكون؟ وخرج عواف حتى دخل على هشام ~~والعاص فأخبر هما بما صنع به قتادة وبقتل ابنه، فبعث هشام والعاص إلى عمير ~~ومعبد ابني عامر بن الملوح في الذي فعل قتادة بجارهما وسألاهما القود من ~~قتادة بابن القاري وأن يرد عليه قيمة ما ذهب منه من إبله، فقالا: إن بلعاء ~~غائب فلا تعجلا علينا حتى يقدم، فلم يلبث بلعاء أن قدم، فبعث إليه هشام ~~والعاص يقولان له: ادفع إلينا قتادة حتى نقتله بابن القاري، فأبى بلعاء ~~وامتنع. فاجتمعت قريش على قتالهم وحبشوا يومئذ الأحابيش والأحابيش بنو ~~الحارث بن عبد مناة بن كنانة والقارة بنو الهون بن خزيمة وهم عضل [1] ~~والديش [2] وهم القارة وبطونها كلها وبنو المصطلق من خزاعة، وذلك لأنهم ~~كانوا حلفاء لبني الحارث بن مناة فدخلوا معهم، فلما التقوا بذات نكيف وهو ~~من ناحية يلملم وقائد الناس يومئذ المطلب بن عبد مناف وهو في ألف من بني ~~عبد مناف والأحابيش ومع بني عبد مناف حلفاؤها من قريش وقائد الأحابيش حطمط ~~[3] بن سعد أحد/ بني الحارث بن عبد مناة وأبو حارثة والحبيش بن عمرو وهما ~~رؤساء بني الحارث بن عبد مناة وفي بني بكر بلعاء بن قيس وإخوته جثامة [4] ~~وحميصة [5] وقتادة بنو قيس وهم أكثر من قريش عددا، فلما التقوا اقتتلوا ~~قتالا شديدا، وكانوا لما التقوا وتصافوا قال بلعاء لقومه: ارموهم فإذا فنيت ~~النبل سلوا [6] السيوف مكرا بالقوم، فقالت القارة وكانت رماة: أنصف القارة ~~من راماها، فذهبت مثلا [7] ، فاقتتل الناس يومئذ قتالا شديدا وجعل ~~PageV01P115 # المطلب بن عبد مناف يحث [1] قومه وجعل حطمط يحض أصحابه فحطموا جفون ~~السيوف، فانهزمت بنو بكر فقتلوا وهم منهزمون قتلا ذريعا، ومطعم بن عدي ~~يومئذ مصلت بالسيف في آثارهم يقول: لا تدعوا لهم زفرا [2] واستأصلوا ~~شوكتهم، وجعل حرب بن أمية يحض أصحابه ويقول ms063: لا تبقوا عليهم [3] ، فقتلت ~~قريش يومئذ بني بكر، قتلا ذريعا حتى دخلوا الحرم متعوذين به وأخرجت قريش ~~بني بكر. وبارز يومئذ عبيد بن السفاح بن الحويرث أخو القارة قتادة بن قيس ~~أخا بلعاء فطعنه عبيد طعنة ارتث [4] منها ولم يمت حتى تفرق القوم من حربهم ~~فمات بعد ذلك فقالت امرأة من بني بكر: (الكامل) # عضت بنو بكر بأير أبيهم ... يوم اللقاء ذات نكيف # إذ فر كل معقص [5] ذو لمة [5] ... من كل ضبع [6] عاجز ونحيف # وقتل مع قتادة رجل من بني شجع [7] يقال له: أسود ورجل من بني جندع [8] ~~يقال له هلال/ ثم اجتمعت قريش والأحابيش جميعا فأخرجوا بني ليث من تهامة ~~[9] ، فسارت بنو ليث حتى نزلوا في بني جعفر وحالفوا طفيل بن مالك بن جعفر، ~~فقال لهم: إني قد حالفتكم وإني أمنعكم ممن أرادكم وفيكم عرام [10] ، ~~فتقدموا إليهم [أن-] [11] لا يبسطوا أيديهم، قالوا: حسبنا [12] ذلك، فأقامت ~~بنو ليث في بنى عامر ثلاث سنين فعدا رجل من بني أبي بكر بن كلاب ~~PageV01P116 # على بعير لبلعاء فسرقه، وركب فيه طفيل فوجده قد نحر فغرم له مكانه ~~بعيرين، ثم إن طفيلا خافهم وخاف أن يقع بينهم وبين قومه شر فأراد أن يعذر ~~إليهم ويتبرأ من عقده لهم وجواره وذلك في الحرم فأراد أن ينسلخ أشهر ~~الحرام، فأرسلت ليلى بنت [1] طفيل إلى بلعاء تخبره الذي يريد أبوها أن ~~يصنعه بهم، فذكر ذلك بلعاء لأصحابه فأجمعوا أمرهم أن ينظروا، فإذا بقي من ~~الشهر ليلة سرحوا نساءهم وأثقالهم ونعمهم نحو تهامة وأن يقيم الرجال في ~~الدار حتى إذا أمسوا وجنهم الليل أغاروا عليهم، ففعلوا ذلك حين انسلخ ~~الشهر، ثم أغاروا من ليلتهم تلك على بني جعفر وبني هلال فقتلوا منهم ~~واستاقوا نعما ثم انصرفوا راجعين إلى تهامة، فقال طفيل: لا يطلبنهم أحد، ~~فلم يطلب، فقال في ذلك بلعاء بن قيس: (الوافر) # أيوعدني [2] أبو ليلى طفيل ... ويهدي لي مع القلص الكلاما # أتو عدني وأنت ببطن نجد ... فلا نجدا [3] أخاف ولا تهاما # وطئنا [4] نجدكم حتى تركنا ... حزون النجد ms064 نحسبها سخاما [5] ### | حديث يوم المشلل # [6] # قال فلما نزلت بنو ليث المشلل مرجعهم من نجد وقد صنعوا ببني عامر ما ~~صنعوا أراد هشام بن [7] المغيرة والعاص بن وائل [8] أن يسيرا [9] إليهم في ~~جمع من قريش ومن حبشوا من الأحابيش، ثم قال هشام والعاص لوجوه PageV01P117 # قريش: امشوا معنا إلى أبي أحيحة [1] سعيد بن العاص، فمشى معهم رجال من ~~بني عبد مناف فيهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة والمطلب بن الأسد وأبو حذيفة بن ~~المغيرة وأبو أمية بن المغيرة ونبيه [2] ومنبه ابنا الحجاج فذكروا له نزول ~~بني ليث المشلل وما أجمعوا عليه من المسير إليهم وسألوه أن يسير معهم في ~~بني عبد شمس، فقال أبو أحيحة: قد عرفتم أن بني ليث أخوالي وأنا أستحيي أن ~~تحدث العرب أني سرت إليهم أقاتلهم ولست أسير معكم ولا أحد من بني عبد شمس، ~~ثم قال سعيد لهشام والعاص ومن معهما من قريش: # إنكم [3] تريدون أن تسيروا [4] سيرا تتحدث به العرب غدا، تأتون قوما قد ~~أخرجوا وطردوا من نجد ثم تريدون أن تخرجوهم من تهامة فأين يذهبون؟ # قال هشام بن المغيرة: حيث شاءوا، إلا إنهم لا يجاوروننا وقد فعلوا ما ~~فعلوا، قال سعيد: إن الحرب دول [5] وسجال وأنا لا آمن [6] أن يدالوا عليكم ~~فتكون الفضيحة، فأيكم يتولى حمل اللواء عند السيوف إذا اختلفت بين الرجال ~~فلا يزول به فاترا واهنا [7] ، فإنما هلاك القوم لواؤهم، فهاب القوم ما قال ~~واسكتوا، وقال العاص بن وائل [8] : أنا أتولى حمله، قال سعيد: وتحلف عند ~~إساف [9] أن لا تفر؟ [قال: نعم-] [10] ، قالوا: فأخذه العاص فحمله ثم أتى ~~إلى إساف فحلف عنده ألا يفر أو يموت، ثم سار إلى بني ليث في جمع من ~~PageV01P118 # كنانة والأحابيش عضل والديش [1] والقارة، فلما التقوا ونظر بعضهم إلى بعض ~~ناداهم العاص بن وائل [2] : اثبتوا فإنه لا سبيل لكم إلى الذهاب فاقتتلوا ~~قتالا شديدا، وكان في بني سعد بن ليث غلام يقال له خالد بن مالك وكان نديما ~~لبلعاء بن قيس وكان خالد بن مالك قد فر يوم فخ ms065 [3] يوم أغارت عليهم بنو ~~عامر فحلف بلعاء ألا يكلمه حتى يدرك يوما يرى مشهده فيه مجزيا، فحمل خالد ~~بن مالك على العاص بن وائل [2] فطعنه فصرعه وأخذ اللواء من يده، فلما رأت ~~قريش اللواء قد أخذ وصرع صاحبهم هربت قريش وجمع بني كنانة والأحابيش، ~~وأصابت منهم بنو ليث ما شاءت، وبلغ أبا أحيحة ما صنع العاص بن وائل [2] ~~فقال: يا للعار [4] ! لم يحام عليه قومه، وهربوا عن اللواء ولم يعودوا [5] ~~إلى حمله، وقال سعيد: هذا الذي خفت عليكم وأعلمتكم أن الحرب دول وسجال، ~~فأبيتم أن تقبلوا كلامي، فما أقبح أن لو حضرت معكم ثم هربت أحاول [6] دخول ~~منزلي! وقال قدامة بن قيس الزبيدي حليف بلعاء وهو يذكر ما أصاب في بني عامر ~~وما أصاب في قريش، وكان بدء محالفته بلعاء أن بلعاء قامر قدامة بالقداح ~~فقمره ماله كله، فطلب قدامة إلى بلعاء أن يقامره في يده وخمسين من الإبل ~~فلاعبه بلعاء فقمره يده، فأراد بلعاء أن يقطعها، فقال له قدامة: هل لك يا ~~بلعاء فيما هو خير لك من قطعها تعيرنيها على أن لا أفارقك ولا تنوبك نائبة ~~[7] فيها تلف الأنفس إلا وقيتك بنفسي فأنت رجل تكثر محاربة الرجال؟ فرضي ~~بلعاء بذلك فتركها عارية على أن يأخذ يده بلعاء متى شاء، فكان قدامة مع ~~بلعاء لا يفارقه حيث ما كان، فلما كان يوم المشلل نظر بلعاء إلى قدامة ~~واقفا إلى جنبه فقال: اما أن ترد علي يدي التي أعرتك وإما أن تحمل على ~~القوم لتجيئني بفداء بها، فحمل قدامة PageV01P119 # فلم يرجع حتى قتل منهم وأسر أسيرا، فذلك حيث يقول قدامة لبلعاء: # (البسيط) # عاف الظلامة لما سيم مظلمة ... وكر بالخيل معقودا نواصيها # من بعد ما صلقت في جعفر [1] صلقا [2] ... يخرجن في النقع [3] محمرا ~~هواديها [4] # حتى نقمن الذي ضمن من عدو ... يحطمن قاصية من بعد دانيها ### | وهذا يوم بدر # [5] # قال ثم انصرفوا راجعين حتى نزلوا ماء بدر فاقتسموا ما أصابوا، فأما بنو ~~ليث فانصرفت ولم تقم على الماء وأما بنو الديل فأقامت ms066، فخرج حي من حكم في ~~طلبه فلحقوا ببني الديل على ماء بدر فارتجعوا ما كان في أيديهم وقتلوا منهم ~~ثلاثة رهط، فلما كان يوم المشلل سارت حكم على حاميتها، فأخبر بهم بلعاء بن ~~قيس فأرسل إليهم أخاه جثامة في فوارس من بني ليث في طلبهم فلحقوهم فاقتتلوا ~~ساعة، ثم ان حكما طلبت إلى جثامة أن يجيرهم حتى يأتي بهم بلعاء ففعل ذلك ~~بهم، فلما أتى بهم بلعاء قام به أبو لقيط [6] بن صخر فطلب إليه أن يهبهم ~~[7] له فيقتلهم بما كانوا قتلوا من بني الديل فوهبهم له، ثم قدم عمرو بن ~~عبد العزى بن البياع [8] الليثي فنزل على ابن أخته أبي أحيحة سعيد بن العاص ~~بن أمية، فبينا عمرو بن عبد العزى قاعد مع سعيد بن PageV01P120 # العاص على باب داره إذ مر به العاص بن وائل [1] فعبد العزي وحبيبا ابني ~~عبد شمس وكأن بين عبد العزى بن البياع وبين العاص بن وائل وعبد العزى وحبيب ~~ابني عبد شمس إخاء، فكان عبد العزى بن البياع قد أمر ابنه عمرا أن يلقى ~~العاص بن وائل [1] فعبد العزى وحبيبا [2] ابني عبد شمس لإخاء [3] كان بينه ~~وبينهم، فلما أبصروا عمرو بن عبد العزى قاعدا مع سعيد بن العاص رأوا غلاما ~~صبيحا شابا، قالوا: يا أبا أحيحة! من هذا الغلام عندك لا نعرفه؟ قال: هذا ~~غلام يزعم أنه أعز أهل تهامة، هذا عمرو بن عبد العزى بن البياع واسم البياع ~~عبد شمس فقالوا: وأبيك انه لخالك! فقال الغلام عمرو عند ذلك: لقد علم أهل ~~تهامة أنني أعزهم قبل أن يولد سعيد، قد عرف لنا أهل تهامة ذلك وانقادوا ~~لنا، فغضبوا من ذلك حتى عرف [4] الغضب في وجوههم وخاف أبو أحيحة الشر فقال ~~للعاص بن وائل ولعبد العزى بن عبد شمس: قد كان أبو عمرو لكم صديقا، قالا: ~~نعم، قد كان ذلك/ والقلوب تتغير [5] وسينقض ذلك الخشين [6] ، أبلغ أباك إذا ~~قدمت إليه: # إنا قد برئنا [7] إليه من إخاء كان بيننا وبينه، فقال الغلام: ومن أنتم ~~وعمن ms067 أبلغه؟ فانتسبوا له وتسموا، فقال: أفعل، فلما أمسى خاف أبو أحيحة أن ~~يقتل [8] فحمله على بعير ثم ركب معه حتى بلغه مأمنه، فلما انتهى عمرو إلى ~~أبيه سأله عن سعيد: كيف وجدت لطفه؟ وسأله عن العاص بن وائل [9] وعن عبد ~~العزى وحبيب ابني عبد شمس، فأخبره الخبر كله وما كان منه ومنهم وأنه ~~PageV01P121 # لم ير في القوم مثل سعيد حلما وشرفا. وذلك جميعه في [1] الشهر الحرام [1] ~~، فلما أمسى عمرو بن عبد العزى جمع فوارس من بني ليث فأخبرهم بالذي قيل له ~~وطلب إليهم أن يتبعوه فيغير بهم في جوف مكة، فأبوا عليه وقالوا: ويحك في ~~الشهر الحرام وفي الحرم! وعظموا عليه، فقال: والله لئن لم تتبعوني لا قتلن ~~نفسي، فلما رأوا [2] ذلك أقبلوا معه حتى انتهى إلى مكة ليلا فسأل عن العاص ~~بن وائل وعن عبد العزى وحبيب ابني عبد شمس فقيل له: إنهم في رهط من قريش ~~يتحدثون بأجياد [3] ، فانطلقوا نحوهم فلم يشعر القوم بشيء حتى أغاروا ~~عليهم، فقتلوا رجلين من بني عبد شمس: الربيع وعمرا [4] ، وأفلت العاص بن ~~وائل وصاحباه عبد العزى وحبيب ابني عبد شمس في سائر القوم حتى دخلوا ~~منازلهم، واشتد ذلك على قريش وغضبت بنو عبد شمس على أبي أحيحة وقالوا: قد ~~عرفت أن الغلام كان على أن يغير علينا فلم تحذرنا فنأخذ له أهبة القتال حتى ~~أتونا متفضلين في ملئنا [5] ، في نادينا، فقال: ما شعرت بهذا ولقد خالفني ~~ما فعلوا- أي ساءني، فأقاموا/ ما أقاموا، ثم إن عمرو بن العاص غضب لأبيه ~~غضبا شديدا وهو غلام شاب، فركب في فوارس من قريش فطلب بني سعد بن ليث ليصيب ~~منهم ثأره، فلقي رجلين من بني سعد بن ليث فحياهما ثم قال: ممن أنتما؟ وهو ~~يريد أن [6] يستدل بهما [6] على بني سعد، فقالا: سعديان، فقال: لا أطلب ~~أثرا بعد عين، فقدمهما فضرب أعناقهما، ثم انصرف إلى مكة راجعا وكان اسم ~~الرجلين سعدا وعمرا. PageV01P122 ### | حديث يوم فخ # [1] # ثم إن بني ليث ركبوا في طلب العاص في جمع ms068، فلما بلغ قريشا مسيرهم خرجوا ~~إليهم حتى لقوهم بفخ، فكان بينهم قتال من غير أن يقتل أحد من الفريقين بل ~~كانت جراحات بينهما، ثم ركب سعيد بن العاص وعفان ابن أبي العاص في رهط من ~~مشيخة قريش، فلم يزالوا بالفريقين حتى رضوا وحكموا سعيد بن العاص ورضوا بما ~~حكم به بينهم، فحكم أن يعد القتلى [2] [3] فجعلهم قصاصا بعضهم [3] من بعض ~~وحمل هو من [4] ماله خاصة ما كان من جراحات [5] ، فرضي القوم بما حكم به ~~سعيد، وكانت القتلى رجلين من قريش من بني عبد شمس أحدهما الربيع والآخر ~~عمرو، وكانت القتلى من بني ليث رجلين وكان أرش [6] الجراحات من الفريقين ~~جميعا ألفا وثلاثمائة ناقة فأداها سعيد بن العاص من ماله ### | ثم كانت وقعة محارب بن فهر وبني ضمرة # [7] # قال: كان سبب الوقعة بين بني ضمرة بن بكر وبين محارب بن فهر، وبدأ [8] ~~ذلك أن رجلا من بني ضمرة يقال له مسعود أقبل بإبل له يريد أن يسقيها فأتى ~~بها حوضا لأبي عثمان المحاربي/ وقد مدر [9] أبو عثمان حوضه فهو ينتظر إبله ~~أن ترد، وأقبل الضمري بإبله فشرع إبله في الحوض فسقاها، فلما رأى ذلك أبو ~~عثمان من فعل الضمري أمر به أن يؤخذ، فهرب وأعجزهم PageV01P123 # هربا حين رأى الشر وكان لا يدرك، وأمر الفهري بالإبل فحبست على الماء حتى ~~انتصف النهار وحلبت ذات اللبن منها وجعلت الإبل تنازع إلى الصدر وتحان فقال ~~أبو عثمان الفهري: من كانت له حاجة في النهبة فلينتهب إبل الضمري، فقد ~~عرضها للنهب فانتهبت، وكان الضمري ينتظر [1] إبله قريبا حيث يظن أن الإبل ~~تمر عليه إذا صدرت، فلما أبطأت [2] أشرف فإذا الإبل قد انتهبت فسعى نحو ~~إبله، وقومه يستصرخهم على أبي عثمان الفهري وهم قريب، فوجد الحي خلوفا [3] ~~، لم يجد في الحي أحدا غير عمرو بن خالد، فأقبلا جميعا حتى انتهيا إلى ~~أبيات بني محارب بن فهر فأصابا مع غلام منهم نابا من إبلهم، فلما رآهما أبو ~~عثمان أقبل يسعى نحوهما فلما [4] كان قريبا منهما عرض له ms069 حجر فنكت إبهامه ~~وهو يسعى ففلق ظفره، فتناول ذلك الحجر فرمى به عمرو بن خالد فأصاب جبهته ~~فشجه، فانصرف عمرو مشجوجا لم يظفر بشيء مما سار إليه، فقال أبو عثمان ~~الفهري في ذلك: (الوافر) # منعنا الشرب ضمرة يوم جاءت ... لتجعل شربها في حوض فهر # فلما رجع عمرو بن خالد إلى قومه وقد شج وانتهبت الإبل جمع قومه وأغار على ~~بني محارب، فأصاب من نعمهم مثل ما أصيب من نعمه، وقتل ثلاثة نفر: الحكم ~~ومرة بن الحكم وهما/ ابنا أخي أبي عثمان وجار لهم من أهل اليمن يقال له ~~ربيعة، وأصاب منهم [5] سلاحا وخيلا، فشق على أبي عثمان ذلك وعلى أصحابه ~~فجمع لهم أبو عثمان جمعا كثيفا ثم أغار على بني ضمرة، فقتل أربعة وجرح ~~عشرين وأصاب نعما وخيلا وسلاحا، ثم رجع إلى قومه، فقالت له امرأته وهي ~~كنانية: ورب المشعرين! لا تدعك كنانة حتى تغير PageV01P124 # عليك، فقال: لا يفعلون، فأغار عمرو بن خالد على بني محارب بن فهر فوجد ~~أبا عثمان قد تحرز منه فأصاب قتيلا واحدا ولم يصب مالا ثم رجع، وكانت آخر ~~حرب كانت بين قريش وبين كنانة في ابن لحفص بن الأخيف [1] وهو [2] بعد هذا ### | حديث القسامة # [3] # وكان سبب حديث القسامة فيما ذكروا أن خداش بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ~~ود بن نصر بن مالك بن حسل [4] بن عامر بن لؤي كان خرج إلى اليمن تاجرا ومعه ~~عامر [5] بن علقمة بن المطلب [6] بن عبد مناف صاحبا وأجيرا وكان غلاما ~~حدثا، فلما كان ببعض الطريق لقوا ركبا فسألوهم [7] حبلا لبعض حاجتهم، فقذف ~~عامر بن علقمة إليهم حبلا كان معهم لخداش بن عبد الله فانطلقوا به، فقال ~~خداش وكان شيخا مذكيا [8] لعامر: أعطيتهم حبلي بغير أمري، فتراجعا حتى كان ~~بينهما بعض القول فرفع خداش عصا في يده، فضرب بها عامر بن علقمة فشجه، ~~ومنهم من يقول: وقعت على كليته، فمرض منها عامر حتى خشي على نفسه، فمر بحي ~~من العرب فانتسب لهم وأخبرهم أن خداش بن ms070 عبد الله قد ضربه هذه الضربة وإني ~~لا أراها إلا قاتلتي، فإن مت ولم أرجع إليكم فبلغوا ذلك قومي من بني عبد ~~مناف وأعلموهم أمري وإن أعش فسأمر عليكم وأعلمكم ذلك، فلم ينشب أن ~~PageV01P125 # مات منها، وقدم خداش فسأل عنه، فقال: أصابه قدره، فصدقوه ولم يظنوا غير ~~ذلك، فمكثوا حتى قدم حاج العرب في الموسم فأقبل أولئك الحي الذين عهد إليهم ~~عامر ما عهد يسألون عن نادي بني عبد مناف، فأشير لهم إليهم فجاؤهم فأخبروهم ~~خبر عامر وخداش يطوف بالبيت لا يعلم بما كان، فقام رجال بني عبد مناف إلى ~~صفة [1] زمزم فأخذوا عمدا [2] عنها وعمدوا إلى خداش وهو يطوف بالبيت فضربوه ~~بها حتى برد وقال الناس: الله الله يا بني عبد مناف! وقال خداش: الله الله ~~ما لي ولكم، قالوا: قتلت صاحبنا، قال: # والله ما قتلته، فلما قال لهم ذلك تناهوا عنه وتناصفوا فيه حتى صار أمرهم ~~إلى أن قيل خداش يحلف خمسين رجلا من بني عامر بن لؤي أنه لبريء من دمه ثم ~~يعقلونه [3] بعد لكم، فرضيت بنو عبد مناف ذلك، فلما تقدم رجال من بني عامر ~~بن لؤي ليحلفوا عند الكعبة وفيهم حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس أقبلت أمه ~~حتى أخذت بيده وقالت: والله لا يحلف معكم اليوم على هذا، وانطلقت به، ~~فأدخلوا مكانه رجلا ثم حلفوا عند الركن أن خداشا من دمه بريء ثم ودوه، فلم ~~يحل الحول على رجل واحد من الذين حلفوا [4] وصارت عامة رباعهم لحويطب بن ~~عبد العزى وراثة وهلك القوم، فبذلك كان حويطب أعظم ربعا بمكة وأكثرهم، وقال ~~أبو طالب في ذلك لخداش [5] بن عبد الله: (الطويل) # أفي فضل حبل لا أبا لك [6] ضربة ... بمنسأة [7] قد جاء حبل بأحبل [8] ~~PageV01P126 # هلم إلى حكم ابن صخرة [1] إنه ... سيحكم فيما بيننا ثم يعدل # كما كان يقضي في أمور تنوبنا ... فيعمد للأمر الجليل ويفصل ### | حديث ابتداع قريش التحمس # [2] # قال: كانت قريش ابتدعت أمر الحمس [3] رأيا رأوه وأداروه بينهم فقالوا: ~~نحن بنو إبراهيم وأهل الحرمة ms071 وولاة البيت وقطان [4] مكة وسكانها [5] فليس ~~لأحد من العرب مثل حقنا ولا مثل منزلتنا، ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف ~~لنا، فلا تعظموا شيئا من الحل كما تعظمون الحرم فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت ~~العرب بحرمتكم [6] وقالوا: قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم، فتركوا ~~الوقوف بعرفة والإفاضة منها وهم يعلمون ويقرون أنها من المشاعر ودين ~~إبراهيم عليه السلام ويرون [7] لسائر العرب أن يقفوا [8] عليها وأن يفيضوا ~~منها، إلا أنهم قالوا: نحن أهل الحرم فلا ينبغي لنا أن [9] نخرج من الحرمة ~~ولا أن نعظم غيرها [9] كما نعظمها، نحن الحمس والحمس أهل الحرم، ثم جعلوا ~~لمن ولدوا من العرب [10] من ساكني الحل والحرم مثل الذي PageV01P127 # لهم بولادتهم إياهم، يحل لهم ما يحل لهم ويحرم عليهم ما يحرم عليهم، ~~وكانت كنانة وخزاعة وبنو عامر بن/ صعصعة قد دخلوا معهم في ذلك كله إلا بكر ~~بن عبد مناة، ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن حتى قالوا: ما ينبغي للحمس أن ~~يأقطوا [1] الأقط ولا يسلأوا [2] السمن وهم حرم ولا يدخلوا بيوتا من شعر ~~ولا يستظلوا إن استظلوا إلا في بيوت الأدم ما كانوا حرما، ثم رفعوا [في-] ~~[3] ذلك فقالوا: ما ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من ~~الحل في الحرم إذا جاءوا حجاجا أو عمارا ولا [أن-] [4] يطوفوا بالبيت إذا ~~جاءوا أول طوافهم [5] إلا في ثياب الحمس فان لم يجدوا منها شيئا طافوا ~~عراة، فان تكرم منهم متكرم [6] من رجل أو امرأة ولم يجد [ثياب-] [7] الحمس ~~وطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل ألقاها إذا فرغ من طوافه ثم لم ينتفع ~~بها ولم يمسها هو ولا أحد غيره أبدا، فكانت العرب سمى تلك الثياب اللقى [8] ~~، فحملوا على ذلك العرب فدانت به فوقفوا على عرفات وأفاضوا منها وطافوا ~~بالبيت عراة وأخذوا بما شرعوا لهم من ذلك، فكان أهل الحل يأتون حجاجا أو ~~عمارا فإذا دخلوا الحرم وضعوا أزوادهم التي جاءوا بها وابتاعوا من طعام ~~الحرم والتمسوا ms072 ثيابا من ثياب الحمس إما عارية وإما باجارة فطافوا فيها فان ~~لم يجدوا طافوا عراة، أما الرجال فيطوفون عراة PageV01P128 # وأما النساء فتضع إحداهن ثيابها كلها إلا درعا عنها ثم تطوف فيه، فقالت ~~امرأة من العرب بنت الأصهب الخثعمية [1] وهي تطوف بالبيت: (الرجز) # اليوم يبدو [2] بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله [3] # / ومن طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها من الحل ألقاها فلم ينتفع بها هو ~~ولا غيره، وقال بعض الشعراء [4] يذكر شيئا تركه وهو يحبه فلا يقربه: ~~(الطويل) # كفى حزنا كرى عليه [5] كأنه ... لقى [6] بين أيدي الطائفين حريم # [هو-] [7] ثوب ملقى من ثياب أهل الحل أراد [بقوله] [7] تركت ذلك كما تركت ~~ثياب الحل ### | قصة أسد شنوءة وبني عدي عن الواقدي وهو يوم نخلة # [8] # قال: كانت أسد شنوءة أصابت رجلا من عدي بن كعب، ولم يكن من قريش قبيلة ~~إلا وفيها سيد يقوم بأمرها ويطلب بثأرها إلا عدي بن كعب فلما أصابت الأسد ~~ذلك الرجل مشى عمر بن الخطاب وهو يومئذ غلام شاب حديث السن إلى عتبة بن ~~ربيعة بن عبد شمس وهو يومئذ شيخ بني عبد مناف وشيخ قريش فكلمه وقال: إنك إن ~~أسلمتنا ظل دمنا في الأسد فقال عتبة: لن نظلمك [9] ولن نخذلك ولكنا نقوم ~~معك حتى تأخذ مظلمتك وتصيب ثأرك، PageV01P129 # فقام عتبة بن ربيعة في قريش فقال: يا معشر قريش! والله لئن تخاذلتم عن ~~مثل هذا منكم لا تزال العرب تقتطع منكم رجلا فتذهب به، فقامت معه قريش ثم ~~خرج بمن تبعه منهم وخرجت معهم بنو عدي فيهم عمر وزيد ابنا الخطاب غلامان ~~شابان وجمعت لهم الأسد فالتقوا بنخلة فاقتتلوا قتالا شديدا حتى فشت الجراحة ~~في القبيلتين، ثم إن القوم تداعوا إلى الصلح [1] فعقلت الأسد ذلك الرجل ~~وانصرف القوم بعضهم عن بعض ### | قصة عمر بن الخطاب مع عمارة بن لوليد عن الواقدي # قال: كان عمر بن الخطاب خرج مع عمارة بن الوليد بن المغيرة أجيرا إلى ~~الشام أو إلى اليمن وكان عمارة رجلا بذاخا [2] مطرفا [3] وقبل ms073 ذلك خرج برجل ~~من العرب يقال له صباح فعبث به وألقاه بالطريق فلما نزلا منزلا من الطريق ~~في يوم حار قال عمارة لعمر: اصنع لي طعاما، فذبح عمر له شاة فطبخها، ثم ثرد ~~له خبزا وأفرغ عليه المرقة واللحم ثم جاء به فقال له عمارة واعتل عليه ~~ليعبث به وكان عمر رجلا شهما [4] ، وكان عمارة من أخواله، أم عمر حنتمة [5] ~~بنت هاشم بن المغيرة «أتطعمني الشحم الحار في اليوم الحار على الخبز الحار؟ ~~ما أردت إلا قتلي» ، وقام له ليضربه فاخترط [6] عمر السيف، فلما رأى عمارة ~~الجد وأيقن أنه ضاربه بسيفه عدا حتى [7] أعجزه، فقال عمر بن الخطاب: ~~(الرجز) # والله لولا شعبة من الكرم ... وسطة في الحي من خال وعم PageV01P130 # لضمني الشر إلى خير [1] الخظم [2] ... مطرح صباح إلى جنب العلم # وما أساء عملا وما ظلم ... من خلط الخبز بشحم [3] من غنم ### | حديث ابن الحفص بن الأخيف [4] عن الواقدي: # قال: كان ابن لحفص بن الأخيف [5] أحد [6] بني معيص [7] بن عامر ابن لؤي ~~خرج إلى ضجنان [8] وهو يومئذ منازل بني بكر بن كنانة وبضجنان يومئذ سيد بني ~~بكر عامر بن يزيد بن عامر بن الملوح يبغي ضالة له/ وكان ابن حفص ذلك غلاما ~~نظيفا ظريفا [9] حدثا في رأسه ذؤابة وعليه حلة خراقانية [10] فمر بعامر بن ~~يزيد وهو يبغي ضالته تلك وعمرو بن يزيد في نادي قومه فأعجبه ظرفه فقال: ممن ~~أنت يا غلام؟ قال: أنا ابن لحفص بن الأخيف [11] القرشي، فلما ولى الغلام ~~قال عامر بن يزيد: يا بني بكر! أما لكم في قريش من دم؟ قالوا: بلى، والله ~~إن لنا فيهم لدماء قال: ما كان رجل يقتل هذا الغلام بقتيله إلا كان قد ~~استوفى دمه، فقام إلى الغلام رجل من بني بكر قد PageV01P131 # كان له دم في قريش فقتله، فلما بلغ ذلك قريشا تكلمت فيه فركب إليهم عامر ~~بن يزيد فقال: يا معشر قريش! قد كانت لنا فيكم دماء تجافينا عنها ثم أصيب ~~هذا الغلام ببعضها [1] فان شئت من [1] شئتم ان ms074 تدونا [2] ونديكم [3] فعلنا ~~وإلا فإنما هو دم بدم، فقال رجل من قريش وهان عليهم دم ذلك الغلام: صدق ~~عامر دم بدم، فلهوا عنه [4] فلم يطلبوه [4] وتركوه، فبينا عامر بن يزيد بن ~~الملوح يوما يسير بمر الظهران [5] في حاجة إذ لقيه مكرز [6] بن حفص بن ~~الأخيف [7] أخو الغلام فعرفه فأناخ به وعلى عامر بن يزيد سيفه ثم علاه ~~بالسيف حتى قتله، ثم أخذ سيف عامر وقد كان في عنقه [8] فخاض به بطنه [8] ، ~~ثم أتى به ليلا فعلقه بأستار الكعبة فلما أصبح الناس رأت قريش سيف عامر ~~فعرفوه وقالوا: هذا والله سيف عامر قتله مكرز بن حفص ### | حديث يوم شهورة # [9] # كان من حديث يوم شهورة وكان من أعظم أيام بني كنانة أن قريشا خرجت من ~~مكة/ ورأسهم مكرز بن حفص بن الأخيف [5] أخو بني معيص ومعه بنو الديل [10] ~~وليث ابني بكر فأغار في أرض بلي [11] ولخم فملأ يديه ثم PageV01P132 # انصرف حتى إذا كان بذنب ينبع [1] وجد نسوة لجهينة مجاورات في حي من بني ~~ضمرة يقال لهم بنو عباد فقال راجزهن: (الرجز) # أصبح جارات بني عباد ... عوانيا [2] يرسفن في الأقياد # مال بني ضمرة في الفساد # قال: وورد [3] بهن الجيش ذات السليم [4] على بني صخر وقد أتى بني صخر ~~الخبر وهم بذنب يليل [5] فاحتسبهم بنو صخر عشية وسألوهم النسوة، فأبوا [6] ~~فحبسوهم ليلتهم، ولم يكن بينهم قتال واستمدت بنو صخر من حولهم من ضمرة، ~~فلما أصبحوا سار الجيش وأراد مكرز بن حفص إرسال النسوة، وإن أحد بني أبي ~~رافع إخوة البراض شد على مكرز فضرب عجز بغلته تحته بالسيف، فرمت بمكرز وعطف ~~عليه بعض أصحابه فاستردفه، فألحقه، بأصحابه وقال: (الطويل) # لقد علمت كعب بن ضمرة إذ غدت ... سيوفهم يخضبن كفا ومفرقا # بأني على الضراء [7] أسيت [8] مكرزا ... وقد بلغت نفس الجبان المخنقا [9] # جمعت له الرجلين ركضا إليهم ... نموت جميعا أو تؤوب فنلحقا # يقولون دعه قد أتى الموت دونه ... فقلت أبيت اليوم أن نتفرقا # فعطف بنو فهر وليث والديل فرموا بني ضمرة بالنبل وضمرة حسر، PageV01P133 # فقتل [1] من ms075 بني ضمرة عبيد بن حذيفة بن صخر بن كعب بن خرد [2] بسهم ونزف ~~كلثوم بن معبد بن صخر، وانهزمت ضمرة وعطف هبيب [3] بن معبد بن صخر على ~~القتيل والجريح، فقال له كلثوم: ادع، فنادى يال ضمرة! فقال: # أقصر لله أبوك، فقال: يال كعب: فقال! أقصر لله أبوك، فقال: يال جابر! ~~فقال: أقصر لله أبوك، فقال: يال خرد بن جابر! فقال: ادع الآن وادع أسماء ~~الرجال وأزوار [4] النساء، فعطف الحارث بن قيس بن كعب بن خرد وهو من ~~الحرقية وأمه من الحرقيات وعطف قيس بن خالد بن مالك بن خرد فعطفت [5] ضمرة، ~~وقد قال رجل من بني قيس بن جدي: يا حار ليس ابنا [6] معبد لك والأنصاب [7] ~~لتتركنها، فقال قيس: عض بظر أمه من لم يضرب حين نابت إليه ضمرة، فحمل على ~~القوم فلقيه شريك بن بشر القرشي فضربه قيس بن خالد بن مالك فلم يصنع شيئا ~~وضربه شريك فسحا [8] جلدة رأسه حتى طرحها على وجهه، ثم وثب قيس فأخذ شريكا ~~فاحتمله فصرعه وجاء فروة بن هبيب وهو ابن أخت قيس، أمه عفرة بنت خالد فحسر ~~المغفر عن شريك فذبحه، ثم جاء أخو شريك ثائرا [9] به فاحتمله قيس فصرعه ~~وجاء فروة أيضا فقتله وقتلت منهم بنو ضمرة سبعة، فلما اختلط القوم تنحت ~~الديل وليث، وقال نوفل الديلي وهو [من] [10] بيت بني الديل يال بكر [11] ~~بكرا بكرا: احفظوا، فخلى بين ضمرة وبين فهر، فلما انهزمت بنو فهر سارت ~~الديل وليث وخافوا القتال فسلك نوفل PageV01P134 # على بني عوف بن جدي على ماء من ماء يليل [1] فمنعوه وحملوه على الإبل، ~~فقال خارجة بن خشاف [2] الضمري: (الطويل) # تفاقد قوم منعوا أمس نوفلا ... لمشي [3] الروايا [4] [5] بالمزاد المثقل ~~[5] # فيا لهف نفسي والتلهف ضلة [6] ... على نوفل منهم وأصحاب نوفل # وقال الحارث بن قيس: (الكامل) # يممت كلثوما وصاحبه ... بعراضة [7] السيتين [8] والأزر [9] # ومرقرق [10] كالرجع [11] أخلصه ... صقل الصياقل زين بالأثر # فشفيت نفسي من سراتهم ... وأزحت ما في الصدر من غمر [12] # إذ يحلفون لأتركنهما ... وحلفت بالأنصاب والستر # أسلمته لرماح جلجل [13] إذ ... تقد ms076 الظبات توقد الجمر # إني لأجعل في الأولى علموا ... نبلي وأعدل عن بني بكر PageV01P135 # وهم الصديق على عجارفهم ... وهم الإزاء [1] لساعة الصبر # ومكبس [2] باد نواجذه ... أضجعته بمتابع [3] حشر [4] # فتركته للضبع منزله ... سنن القيان يلثن بالنخر # ما إن نهيت ولا شعرت ولا ... أن كان يوم قتالهم أمري # فتركته نضج الدماء به ... كالزعفران ببلده النحر # حتى أتانا شطركم ظهرا ... مستصرخا يحتث بالنفر [5] # ورأيتم جاراتكم [6] عجلى [7] ... تخشى [8] الزجاج [9] وشدة الزجر # فلقوكم بكتيبة [10] نجدية ... خشناء ذات أسنة [11] خضر # فسلكت فهر حتى إذا كانوا بالفرع [12] من هرشى [13] ذلك اليوم لقوا مخلد ~~بن حذيفة بن صخر أخا المقتول فقتلوه ثم ساروا حتى وجدوا على ماء ~~PageV01P136 # يدعى ذا الأسلة [1] من ودان [2] رجلا من بني ملحة بن جدي [3] فقتلوه ~~فآبوا بثلاثة، وبقي لهم فضل أربعة فخرجت ضمرة حتى نزلت معهم الحرم خوفا من ~~أن يتناولهم فهر في الحل ويلجأوا [4] إلى الحرم، وقد كان بنو فهر قتلوا ~~بنتا لإماء [5] بن رحضة [6] الغفاري يقال لها فاطمة فاستوهبت بنو صخر دمها ~~فأصابوا [7] بها دما وعقلوا للقوم ثلاثة بثلاثمائة ناقة حمراء، ثم خطوا ~~خططا ثلاثة وقالوا: من قام على واحدة فعليه بكرة ومن قام على اثنتين ~~فاثنتان من أجاز الثلاثة فثلاث، وإن فتاة متزوجة من بني ضمرة وثبت الثلاث ~~فهوى إليها زوجها ليحبسها فقال أخوها: والله لتخلين يدها أو لتفارقنك ~~يمينك! فخلاها، فأعطتهم ضمرة ثلاثمائة ناقة، وقال الفهري [8] يوم أصابوا ~~بنت إماء بن رحضة الغفاري: (الرجز) . # يوم طويل من ظبي [9] الغطارس [10] ... وأنا من طول الحياة بائس [11] # وقال أبو جلذية بن سفيان في يوم شهورة: (الطويل) # كفيت بني الجذعاء مشهد ما قط [12] ... وهبت لهم منه ثناء ومشهدا ~~PageV01P137 # ينو عمهم حرب [1] وأسعى لحربهم [1] ... كما سرهم مني وإن كنت أوحدا # إذا وضعت [2] خرد يدا في ملمة ... وضعت بني الجذعاء في جنبها يدا # وقلت لخرد عارضين [3] فإن يكن ... لكم يومكم هذا فإن لنا غدا # تركنا بني فهر أيامى نساؤهم ... وأيتام ولدان وفلا مطردا [4] # إلينا يقودون الجياد ومن يقد ... إلينا ندعه لا يعلق مقودا # وقال أيضا في ذلك ms077 اليوم: (الرجز) # يدعون خردا وأجيب فيها ... كفاك يعنيني الذي يعنيها # وقال الحارث بن قيس أخو بني كعب بن خرد وكان جرح فجعلت امرأته تداويه ~~وتضحك من جزعه: (الطويل) # لو شهدت أصحاب قيس بن خالد ... وأسود لم تضحك من الكلم زينب # ولكنها غابت [5] وحنط [5] قومها ... وفض عليها الزعفران وزرنب [6] # فدى للألى أدعو إلى الموت حسرا ... بأسفل ذي ودان [7] أمي والأب # صددنا ولو شئنا لنالت رماحنا ... أسيد بن جحش وهو في القوم مذنب # ولكن عفونا إذ قدرنا عليهم ... على حنق يوما وذو الذنب يعتب # ستثنى مع الأقوام غزوة نوفل ... إذا ضم أهل المأزمين [8] المحصب [9] ~~PageV01P138 # فحسبك [1] من قتلى كرام رزيتهم ... شصائص [2] من أنياب فهر [3] وأسقب [4] # وقلت لقومي يا اضربوا لا أبا لكم ... فقد جعلت باقي الودادة تذهب # فلما ضربنا نكب الضرب أزمة ... من الكرب عنا لم تكد تتنكب # وصابر منا حيث خر ابن معبد ... فوارس هيجا كلهم متلبب [5] # دعونا بني بكر إلى الود بيننا ... وبكر لنا بالود سم مقشب [6] # ندافعهم بالرمح [7] يوما وليلة ... وللمرء [8] يوم رشده متغيب ### | حديث القرية [9] عن الكلبي # قال: حدثني معروف بن الخربوذ قال: كان من شأن القرية [9] وهي بناحية ~~الرجيع [10] ماء لهذيل أن حرب بن أمية بن عبد شمس ومرداس بن أبي عامر ~~السلمي اشترياها من خويلد بن واثلة بن مطحل [11] الهذلي، فقال مرداس: ~~(البسيط) # إني انتخبت لها [12] حربا وإخوته ... كيما يقال ولى العهد مرداس ~~PageV01P139 # ثم المقدم دون الناس حاجته [1] ... إني لعقد شديد العقد دساس [2] # فعمدا فنقياهما، فبينا هما يقلعان ما فيها [3] إذ استخرجا حية بيضاء ~~فابتدراها بسيوطهما [4] فقتلاها، فعدى عليهما مكانهما، فأما مرداس فخنق حتى ~~مات مكانه، فدفن بالقرية، وحمل حرب إلى مكة فمرض فقال لبنيه وكانوا معه: ~~أدركوا الجان فاسقوه وتعاهدوه فان يعش يعش أبوكم فأخذوا الجان فجعلوا ~~يتعاهدونه ويسقونه الماء وحرب في مثل ذلك فمات الجان، فأتى آت بني حرب وحرب ~~في آخر رمق فقال: مات الجان، فقال بعض بني حرب: # بعد، فقال حرب: بعد أبوك، ثم مات مكانه، فسمعوا باكية تبكي الجان وتذكر ~~حربا واسم ms078 الجان عمرو: (الرجز) # ويل لحرب [5] فارسا ... مطاعنا مخالسا # ويل أم عمرو فارسا ... إذ لبسوا القوانسا # كلاهما أصبحت منه ... في الحياة يائسا # أخرب حرب حصنه ... وهدم الكنائسا # لنقتلن بقتله ... جحاجحا [6] عنابسا # لنقعدن لركبهم ... ونجلس المجالسا # العنابس أبو حرب بن أمية وعنبسة بن أمية وهو أبو سفيان وكان أكبر بني ~~أمية وحرب بن أمية وسفيان بن أمية، فعطلت القرية وتفرق [7] الناس منها ~~PageV01P140 # حتى إذا كان زمن عمر بن الخطاب وثب عليها كليب بن عهمة أخو بني ظفر بن ~~الحارث بن بهثة [1] بن سليم، فقال عباس بن مرداس يخاصمه: # (الكامل) # أكليب ما لك كل يوم ظالما ... والظلم أنكد وجهه ملعون # قد كان قومك يحسبونك سيدا [2] ... وإخال أنك سيد معيون [3] # فإذا رجعت الى نسائك فادهن ... إن المسالم ناعم مدهون # إن القرية قد تبين شأنها ... لو كان ينفع عندك التبيين # أظلمتنا ثم انطلقت تحدها [4] ... وأبو يزيد [5] بجوها مدفون # فافعل بقومك ما أراد بوائل [6] ... يوم الغدير [7] سميك [8] المطعون # وأظن أنك سوف تلقى مثلها ... في صفحتيك سنانها المسنون # وقال أمية بن عبد شمس يرثى حربا: (الوافر) # [و-] [9] لو قتلوا بحرب ألف ألف ... من الجنان والأنس الكرام # رأيتهم له وغلا [10] وقلنا ... أرونا مثل حرب في الأنام # الوغل ما حل عن الغربال من قماش [11] الطعام، وإنما سموا بنو أمية ~~PageV01P141 # الأربعة [1] العنابس بأبي سفيان وهو عنبسة بن أمية حيث قيدوا أنفسهم ~~والعنابس الأسد واحدها عنبس ### | حديث بغي بني السبيعة عن الكلبي # قال ابن الخربود: ثم بغى بعد بني السباق بنو السبيعة بنت الأحب بن زبينة ~~[2] بن جذيمة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن تزوجها عبد مناف بن ~~كعب بن سعد بن تيم بن مرة فولدت له خالدا وهو الشرقي من ولده أبو الغشم ~~وكان الشرقي عارما [3] صاحب بغي وشر وكان أبو الغشم هو الذي حل درع ~~العامرية [4] بعكاظ، وهو اليوم الذي يقال له فجار [5] المرأة فكثر بغيهم، ~~فسمعوا صوتا من الجن في الليل على جبل من جبال مكة وهو يقول: # (الوافر) # [و] [6] قل لبني السبيعة قد ms079 بغيتم ... فذوقوا غب ذلك عن قليل # كما ذاقت بنو السباق لما ... بغوا والبغي مأكلة وبيل # قال: فتناهوا عن ذلك فلهم بقية، ولخالد تقول أمه السبيعة: (الكامل) # أبني لا تظلم بمكة ... لا صغير ولا الكبيرا ### | حديث الفاكه عن الواقدي # قال: كان من حديث الفاكه بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ~~PageV01P142 # وعوف بن عبد عوف بن [عبد بن-] [1] الحارث بن زهرة وعفان بن أبي العاص ابن ~~أمية وكانوا خرجوا تجارا إلى اليمن ومع عفان ابنه عثمان ومع عوف بن عبد عوف ~~ابنه عبد الرحمن، فلما أقبلوا حملوا مال رجل من بني جذيمة بن عامر بن عبد ~~مناة بن كنانة إلى ورثته كان هلك باليمن، فادعاه رجل منهم يقال له خالد بن ~~هشام ولقيهم بأرض بني جذيمة قبل أن يصلوا إلى أهل الميت، فطلبه منهم فأبوا ~~عليه، فقاتلهم بمن معه من قومه على المال ليأخذوه وقاتلوه، فقتل عوف ~~والفاكه، ونجا عفان وابنه عثمان، وأصابوا مال الفاكه ومال عوف بن عبد عوف ~~فانطلقوا به فكان عبد الرحمن بن عوف فيما يذكرون قد أصاب خالد بن هشام ~~الجذمي قاتل أبيه، فتهيأت قريش لغزو بني جذيمة ثم إن [2] بني جذيمة قالوا ~~لقريش: ما كان مصاب أصحابكم عن ملأ منا، عدا عليهم قوم بجهالة فأصابوهم ولم ~~نعلم- أو كما قالوا- نحن نعقل لكم ما كان قبلنا من دم أو مال، فقبلت قريش ~~العقل ووضعت الحرب عنها ### | حديث قيس بن نشبة [3] وجواره للعباس بن عبد المطلب # حدثني أحمد بن إبراهيم عن أبي حفص السلمي وهو من ولد الأقيصر [4] بن قيس ~~بن نشبة بن عامر وإليه يلتقي نسب أبي حفص والعباس بن مرداس بن أبي عامر ~~قال: كان قيس بن نشبة دخل مكة فباع إبلا له من رجل من قريش فلواه حقه فكان ~~يقوم ويقول: (الرجز) # يال فهر كيف هذا في الحرم ... في حرمة البيت [5] وأخلاق [5] الكرم # أظلم لا يمنع مني من ظلم PageV01P143 # وبلغ الخبر العباس بن مرداس فقال أبياتا وبعث بها مع الحاج إلى قيس ms080 بن ~~نشبة بن أبي عامر: (البسيط) # إن كان جارك لم تنفعك ذمته ... حتى سقيت بكأس الذل أنفاسا # فأت البيوت فكن من أهلها صددا [1] ... تلقى ابن حرب [2] وتلقى المرأ ~~عباسا # ساقي الحجيج وهذا ياسر فلج ... والمجد يورث أخماسا وأسداسا # فلما ظهر هذا الشعر قال أبو سفيان: إنه قد جعل المجد أخماسا وأسداسا فصير ~~الأخماس للعباس وصير لي الأسداس، فعليك بالعباس، فذهب إلى العباس فأخذ له ~~بحقه وقال له: إنا لك جار كلما دخلت مكة فما ذهب لك فهو علي، وقال العباس ~~بن عبد المطلب في ذلك: (الطويل) # حفظت لقيس حقه وذمامه ... وأسعطت [3] فيه الرغم من كان راغما # سأنصره ما كان حيا وإن أمت ... أحض عليه للتناصر هاشما # وكان بينه وبين بني هاشم تلك الخلة [4] حتى بعث الله النبي صلى الله عليه ~~وسلم، قال فوفد قيس بن نشبة على النبي صلى الله عليه وكان قيس قد قرأ ~~الكتب، قال للنبي صلى الله عليه: إنه لم يبعث الله نبيا قط الا وسيطا في ~~قومه مرضيا وقد علمنا أنك وسيط في قومك مرضي عندهم ولكن أتأذن فأسألك عما ~~كانت تسأل عنه الأنبياء؟ قال: نعم، قال: أتعرف كحل [5] ؟ # قال: هي السماء، قال: أتعرف محل؟ قال: نعم، هي الأرض، قال: لمن هما؟ قال: ~~لله تعالى، ولله الأمر من قبل ومن بعد، فأسلم قيس بن نشبة وأنشأ يقول: ~~(الكامل) PageV01P144 # تابعت دين محمد ورضيته ... فإن الرضا لأمانتي ولديني # ذاك امرؤ نازعته قول العدى [1] ... وعقدت منه يمينه بيميني # قد كنت آمله وأنظر دهره ... فالله قدر أنه يهديني # أعني ابن آمنة الأمين ومن به ... أرجو السلامة من عذاب الهون # قال: فكان رسول الله صلى الله عليه يسميه خير بني سليم، وكان إذا فقده ~~يقول: ما فعل خيركم يا بني سليم ### | حديث رقيقة # [2] # يعقوب بن محمد الزهري قال: حدثني عبد العزيز بن عمران بن حويصة [3] قال ~~تحدث مخرمة بن نوفل أن أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم وكانت لدة عبد ~~المطلب قالت [4] : تتابعت على قريش سنون أقحلت [5] الفرع [6] وأرقت العظم ms081 ~~فبينا أنا راقدة اللهم أو مهومة [7] إذا هاتف/ يصرخ بصوت صحل [8] يقول: يا ~~معشر قريش! إن هذا النبي المبعوث منكم وإن هذا إبان نجومه [9] [10] فحيهل ~~بالحيا والخصب، ألا! فانظروا منكم رجلا أوسطكم نسبا طوالا عظاما أبيض بضا ~~[11] أشم العرنين سهل الخدين، له فخر PageV01P145 # يكظم عليه وسن [1] تهدى إليه، ألا فليخرج [2] هو وولده ثم ليدلف [3] إليه ~~من كل بطن رجل، الا! ثم ليشنوا [4] عليهم من الماء وليمسوا من الطيب ~~وليستلموا [5] الركن وليرتقوا أبا قبيس [6] فيستسقي [7] الرجل وليؤمن ~~القوم، ألا! فغثتم [8] إذا ما شئتم وعشتم، وأصبحت علم الله مفزعة [9] ~~مذعورة قد قف [10] جلدي ووله قلبي، فاقتصصت رؤياي وجلت [11] في شعاب مكة ~~فورب الحرمة [12] والحرم إن بقي بها أبطحي إلا قال: هذا شيبة الحمد [13] ، ~~هذا شيبة الحمد فتتأمت عنده قريش وانقض إليه من كل بطن رجل فشنوا ومسوا ~~واستلموا، ثم ارتقى أبا قبيس وطفق القوم يدفون حوله ما إن يدريك سعيهم مهلة ~~حتى قر بذروته واستكفوا جنابيه ومعه رسول الله صلى الله عليه وهو يومئذ ~~غلام قد أيفع [14] اللهم أو كرب، فقام عبد المطلب يقول: اللهم ساد الخلة ~~وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم مسئول غير مبخل وهذه PageV01P146 # عبادك [1] وإماؤك [2] بعذرات [3] حرمك يشكون إليك سنيهم التي أكلت الظلف ~~والخف فاسمعن، اللهم وأمطر لنا غيثا مريعا [4] مغدقا! فما راموا [5] والبيت ~~حتى انفجرت السماء بمائها [6] وكظ الوادي بثجيجه [7] ، فلسمعت شيخان [8] ~~قريش وجلتها تقول: هنيئا لك أبا البطحاء! هنيئا لك! وفي ذلك تقول رقيقة: ~~(البسيط) # بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا ... وقد فقدنا [9] الحيا واجلوذ [10] المطر # فجاد بالماء جوني [11] له سبل [12] ... جار [13] فعاشت به الأنعام والشجر # منا من الله بالميمون طائره [14] ... وخير من بشرت يوما به مضر # مبارك الأمر [15] يستسقى الغمام به ... ما في الأنام له عدل ولا خطر # قال ابن حبيب وذكر هشام بن الكلبي قال: حدثني الوليد بن PageV01P147 # [عبد الله بن] [1] جميع [2] عن ابن لعبد الرحمن بن موهب حليف بني زهرة ~~قال: حدثني مخرمة بن نوفل بن أهيب [3] الزهري قال: سمعت أمي رقيقة بنت أبي ms082 ~~صيفي وكانت لدة عبد المطلب- وذكر الحديث ### | حديث الصائح [4] على أبي قبيس # هشام عن أبيه عن عبد المجيد عن أبي عبس أبيه عن جده قال أخبرني عم لي ~~قال: سمعت قريش صائحا [5] في بعض الليل على أبي قبيس يقول: # (الطويل) # إن يسلم السعدان يصبح محمد ... بمكة لا يخشى خلاف المخالف # فلما أصبحوا قال أبو سفيان بن حرب وأشراف قريش: من السعود؟ # سعد تميم؟ سعد هوازن؟ سعد هذيم [6] ؟ سعد بكر؟ فعدوا سعودا، فلما كان في ~~الليلة الثانية/ سمعوا صوته على أبي قبيس وهو يقول: (الطويل) # يا سعد سعد الأوس [7] كن أنت ناصرا ... ويا سعد سعد الخزرجين [8] الغطارف ~~[9] # أجيبا إلى دين الهدى وتمنيا ... على الله في الفردوس منية عارف # فإن ثواب الله للطالب الهدى ... جنان من الفردوس ذات رفارف [10] ~~PageV01P148 # [1] ### | قصة أصل مال عبد الله [1] بن جدعان # هشام قال حدثني الوليد بن عبد الله بن جميع حليف بني زهرة قال سمعت عامر ~~بن واثلة أبا الطفيل قال قال أشياخ من قريش لعبد الله بن جدعان: يا أبا ~~زهير! من أين أصل مالك هذا؟ وكان من أكثر الناس مالا، قال فقال: على الخبير ~~سقطتم، خرجت مع قوم من قريش إلى الشام فبينا نحن في بعض أسواقها إذ أقبل ~~رجل قد كاد يسد الأفق من عظمه، فقال: # من يبلغني أرض جرهم وأوقر ركابيه ذهبا، فلم يجبه أحد من أشياخنا بشيء، ~~قال: فانصرف ثم عاد في اليوم الثاني فقال كما قال في اليوم الأول وانصرف ~~ولم يجبه أحد، ثم عاد في اليوم الثالث فقال كما قال، فلما رأيت سكوت الناس ~~عنه قلت: أنا أبلغك أرض جرهم، قال ابن جدعان وانا أعني ببلاد [2] جرهم أرض ~~مكة، قال: فحملت على إبلي أذبح له في كل يوم شاة وفي كل جمعة جزورا/ حتى ~~انتهينا إلى مكة فقلت: هذه أرض جرهم، قال: إنك صادق ولكن امض وانطلق، ~~فأخذني في جبال وأودية ما رأيتها قط حتى انتهى إلى كهف في الجبل قد ردم [3] ~~بالحجارة فقال أنخ بي ههنا، فأنخت به، ثم ms083 قال لي: انقض هذا الكهف حجرا ~~حجرا، ففعلت، ودخلت الكهف فإذا فيه ثلاثة أسرة على اثنين منها رجلان ميتان ~~والثالث ليس عليه أحد، وإذا ذهب كثير وإجانة [4] في ناحية [5] الكهف فيها ~~لطوخ [6] فقال: يا هذا! إني ميت كما مات هذان وسيخرج مني صوت شديد فلا ~~يهولنك وإذا إجانة فيها لطوخ، وإذا قارورة فيها ريشة على السرير الخالي، ~~وإذا ذهب كثير في ناحية الكهف، PageV01P149 # فطرح ثيابا كانت عليه وقال: [1] اطلني بهذا [1] الذي في الإجانة [2] ، ~~فطليته [3] من قرنه إلى قدمه، ثم أدرجته في ثياب كانت معه ثم جلس على ~~السرير وأخذ الريشة فلعط بها على أنفه ثم صاح صيحة ما سمعت قط أشد منها ~~وسقط ميتا كأنه لم يزل مذ كان، قال: وقد كان قال لي: خذ من هذا الذهب حاجتك ~~ورد الكهف كما كان وإياك أن تعود إلى ما ههنا فإنك إن عدت ذهب مالك ونفسك، ~~ففعلت ما قال فهذا كان أصل مالي ### | حديث نعي عبد الله بن جدعان # هشام [4] عن معروف بن الخربوذ المكي قال أخبرني عامر بن واثلة أبو الطفيل ~~قال حدثني شيخ من أهل مكة عن الأعشى بن النباش بن زرارة [5] التميمي من بني ~~أسيد [6] بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدار قال: خرجت مع نفر من قريش ~~نريد الشام في ميرة [7] لنا، فنزلنا بواد يقال له وادي غول فعرسنا به، ~~فنظرت إلى شيخ على صخرة وهو يقول: (الطويل) # ألا هلك السيال غيث بني فهر ... وذو الباع والمجد الرفيع وذو الفخر # قال: وأصحابي نيام، فقلت: والله لأجيبنه وقلت: (الطويل) # ألا أيها الناعي أخا الجود والفخر ... من المرء تنعاه لنا من بني فهر # فقال: (الطويل) PageV01P150 # نعيت ابن [1] جدعان بن [2] عمرو أخا الندى ... وذا الحسب القدموس [3] ~~والمنصب الغمر [4] # مررت بنسوان يخمشن أوجها ... صباحا ملاحا بين زمزم والحجر [5] # فقلت: (الطويل) # لعمري لقد نوهت بالسيد الذي ... له الفضل معروفا على ولد النضر # متى إنما عهدي به مذ عروبة [6] ... وتسعة أيام لغرة ذا الشهر # فقال: (الطويل) # ثوى منذ أيام ثلاث كوامل ... مع ms084 الليل وافته المنايا وفي الفجر # قال: فاستيقظ أصحابي وقالوا: من تخاطب؟ فقلت هذا نعى لي ابن جدعان، ~~فقالوا: والله لو ترك أحد لشرف وكثرة مال وجود لترك ابن جدعان، فقال الشيخ: ~~(الوافر) # أرى الأيام لا تبقي عزيزا ... لعزته ولا تبقي ذليلا # قال فقلت أنا: (الوافر) # لا تبقي من الثقلين شفرا [7] ... ولا تبقي الجبال ولا السهولا # وحفظنا تلك الساعة وذلك اليوم فوجدناه كما قال. PageV01P151 ### | قصة ركانة # [1] # قال هشام عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه [أنه-] ~~[2] عرض على ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الإسلام ~~ودعاه إلى الله وكان ركانة من أشد العرب لم يصرع قط، فقال: لا أسلم حتى ~~تدعو الشجرة فتقبل إليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وهو بظهر مكة ~~للشجرة: أقبل باذن الله، وكانت طلحة [3] أو سمرة [4] فأقبلت [5] ، وركانة ~~يقول: ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا مرها فلترجع، فقال لها رسول الله ~~صلى الله عليه: ارجعي باذن الله، فرجعت، فقال له رسول الله صلى الله عليه ~~وسلم: أسلم، قال: لا والله حتى تدعو نصفها فيقبل إليك ويبقى نصفها في ~~موضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصفها: أقبل باذن الله، فأقبل ~~وركانة يقول: ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا مرها فلترجع، فقال لها رسول ~~الله صلى الله عليه وسلم: ارجعي باذن الله، فرجعت إلى مكانها، فقال له رسول ~~الله صلى الله عليه: أسلم، فقال له ركانة: لا، حتى تصارعني فان صرعتني ~~أسلمت، وإن صرعتك كففت عن هذا المنطق، قال: فصارعه النبي صلى الله عليه ~~وسلم فصرعه وأسلم ركانة بعد ذلك ### | حديث من ترك عبادة الأصنام من قريش # قال: كان الذين [6] تركوا عبادة الأصنام والتمسوا دين إبراهيم عليه ~~السلام قبل مبعث النبي صلى الله عليه: عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد ~~PageV01P152 # العزى بن قصي وورقة [1] بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وزيد بن عمرو بن ~~نفيل بن عبد العزى بن رياح بن ms085 عبد الله بن قرط بن رزاح [2] بن عدي بن كعب ~~وعبيد الله [3] بن جحش بن رئاب [4] أحد بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ~~حليف بني أمية بن عبد شمس، وقال بعض هؤلاء لبعض: أتعلمون [5] والله ما ~~قومكم على شيء؟ لقد أخطئوا [6] دين إبراهيم عليه السلام ما حجر نطيف به لا ~~يضر ولا ينفع ولا يبصر ولا يسمع، يا قوم! التمسوا لأنفسكم فإنكم والله ما ~~أنتم على شيء، فتفرقوا في البلدان يطلبون الحنيفية دين إبراهيم عليه ~~السلام، فأما ورقة بن نوفل فتنصر واستحكم في النصرانية وتعلم [7] الكتب، ~~وأما زيد بن عمرو بن نفيل فوقف ولم يدخل في اليهودية [8] ولا النصرانية [9] ~~وفارق دين قومه واعتزل الأوثان والميت والدم والذبائح التي تذبح على ~~الأوثان، ونهى عن قتل المؤدة/ وقال: أعبد رب إبراهيم عليه السلام، وبادى ~~[10] قومه بعيب [11] ما هم عليه ويقول: اللهم! إني لو أعلم أي الوجوه أحب ~~إليك عبدتك له ولكن لا أعلم، ثم [12] يسجد على راحته، وكان زيد أول من عاب ~~PageV01P153 # على قريش ما هم فيه من عبادة الأوثان ثم خرج يلتمس دين إبراهيم [1] عليه ~~السلام فجال بلاد الشام حتى أتى [2] البلقاء [3] وإنما سميت ببالق بن ماب ~~[4] بن لوط، فقال له راهب بها عالم: إنك لتطلبن [5] دينا ما تجد أحدا يحملك ~~عليه اليوم وقد أظلك خروج نبي في بلادك يدعو إليه، وقد كان شام اليهود ~~والنصارى فلم يرض دينهم، فأقبل لقول الراهب مسرعا إلى بلاد مكة، فلما توسط ~~أرض لخم ويقال أرض جذام عدوا عليه فقتلوه، ويقال إن زيدا هذا يحشر أمة ~~وحده- والله أعلم، وأما عبيد الله [6] بن جحش فانه أسلم وهاجر إلى الحبشة ~~وتنصر بها ومات على النصرانية ### | قصة عثمان بن الحويرث [7] مع قيصر عن هشام وأبي عمرو الشيباني وغيرهما # كان من شأن عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى أنه انطلق حتى قدم على ~~ابن جفنة ملك الشام فقال له: هل لك أن تدين [8] لك قريش قال: # نعم، قال: فاكتب لي، ملكني عليهم، قال: على ms086 أن تدين لك، قال في موضع آخر ~~من حديثه في كتاب أبي عمرو الشيباني أيضا: اكتب لي كتابا وملكني عليهم، ~~فكتب له وملكه وجعل له خرجا [9] على كل قبيلة، فأقبل PageV01P154 # بكتاب ابن جفنة [1] حتى قدم مكة، فلما قدم على قريش أنكرت ذلك فركب منهم/ ~~رجال إلى ابن جفنة [1] ، فلما قدموا عليه كلموه وقالوا: ان عثمان امرؤ سفيه ~~وليس مثلك يصنع بنا مثل هذا الذي صنعت ونحن عارفون بحقك ونحن أهل حق وأهل ~~البنية [2] فعمد ابن جفنة [1] فأخرج عثمان وطرده، فانطلق عثمان حتى قدم على ~~قيصر فأراد كلامه، فبلغ ذلك ابن جفنة فبعث الى البواب والترجمان [أن-] [3] ~~لا يدخلاه ولا يخبرا قيصر أمره وأمرهما أن يخالفا بكلامه حتى لا يرفع به ~~رأسا، فخرج قيصر ذات يوم راكبا فاعترض له عثمان فصاح إليه وصرخ وكلمه، فقال ~~قيصر: ما يقول؟ قال الترجمان: هذا إنسان مجنون يقول: إن في أرضي مالا على ~~رأس جبل وإن أعطيتني مالا ضربت ذلك الجبل لك حتى يخرج المال منه، وكذب ~~الترجمان عليه لكتاب ابن جفنة، فانطلق قيصر وتركه يتلدد [4] بأرض الروم، ~~فلما رأى عثمان الذي صنع به لم يدر كيف يصنع، فبينا هو قاعد عند معلم يعلم ~~ناسا من الروم الكتاب فلما قعد عثمان معه واستمكن من حديثه تمثل المعلم ~~بيتا من شعر هذا وقد ملأ عيني [5] من حضر، فأخذ عثمان بثوبه وعرف انه عربي ~~فقال له: والله لا أتركك حتى تخبرني من أنت! وإنك لعربي وإني لرجل من قومك، ~~فلما رأى ذلك المعلم قال: ويلك لا تكلمني فإن ابن جفنة قد كتب فيك الى كل ~~بواب وترجمان فليس ههنا أحد يغني عنك شيئا ولكنك إن أعطيتني موثقا دللتك ~~على ما ينفعك فأعطاه/ فقال له: إذا مر عليك الملك فقل له كذا كذا كلمة علمه ~~إياها من دينهم فإذا دعاك [6] الترجمان فالزمه وشق ثوبك وقل: هذا الذي ~~أهلكني فادع لي ترجمانا آخر [7] غيره، فلما مر به الملك فعل مثل الذي أمره ~~به فدعا الملك ترجمانا غيره حين فعل ms087 الأول PageV01P155 # ما فعل فقال له عثمان: إني من أهل الكعبة [1] ومن أهل بيت الله الحرام ~~الذي تحج إليه العرب وإني كلمت ابن جفنة أن يجعل لي على قومي سلطانا ~~فأقتسرهم على دينك فبغي علي رجال من قومي فرشوه فأخرجني وإني جئت إليك، ~~فكتب الى الترجمان أن يبغيني شرا لأن لا ترفع بي رأسا، هذا من شأني، فإن ~~كتبت لي كتابا وجعلت لي عليهم سلطانا قسرت لك العرب حتى يكونوا على دينك، ~~فكتب له قيصر عند ذلك وكساه وحمله على بغله مسرجة بسرج من ذهب وقال له: لا ~~سلطان لابن جفنة عليك، ودفع إليه كتابا مختوما وقال أشعارا بأرض الروم هلكت ~~وأشعارا يروي بعضها منها قوله (الطويل) . # لما دنونا من مدينة قيصر ... أحست نفوس القوم بعض الوساوس # فأقبل عثمان بالكتاب حتى قدم على ابن جفنة فدفعه إليه فقال ابن جفنة: خذ ~~من وجدت ههنا من قومك، فأخذ رجالا من قريش منهم سعيد ابن العاص بن أمية ~~وأبو ذئب [2] بن ربيعة أحد بني عامر بن لؤي أخذهم تجارا بالشام فسجنهم، ~~فأما أبو ذئب [3] فمات في الحديد، وأما سعيد فمكث حتى افتداه عتبة بن ربيعة ~~بن عبد شمس وأبو أمية بن المغيرة، ومنهم من يقول: إنما افتداه هشام بن ~~المغيرة وأبو أمية بن المغيرة، وكانت تحت سعيد بن العاص أخت لهما ابنة [4] ~~المغيرة فامتدحهما سعيد بن العاص بشعره، ومات عثمان بن الحويرث من قبل أن ~~يخرج من عند ابن جفنة، فقال كثير من الناس سقاه سما وحسده وظن أنه غالبه ~~على ملكه، فبلغ ذلك قومه فقال ورقة بن نوفل وهو ابن عم عثمان بن الحويرث أخ ~~أبيه يرثي عثمان: # (الكامل) PageV01P156 # هل أتى [1] ابنتي عثمان أن أباهما ... حانت منيته بجنب المرصد [2] # ركب البريد مخاطر عن نفسه ... ميت المظنة [3] للبريد [4] المقصد # فلأبكين [5] عثمان حق بكائه [6] ... ولأنشدن [7] عمرا [8] وإن لم ينشد # بل ليت شعري عنك يا ابن حويرث ... أسقيت سما في الإناء المصعد [9] # أم كان حتفا سيق ثم لحينه ... إن المنية للحمام [10] لتهتدي # قد كان زينا ms088 في الحياة لقومه ... عثمان أمسى في ضريح [11] ملحد # ولقد برى جسمي وقلت لقومنا ... لما أتاني موته لا تبعد # أمسى ابن جفنة في الحياة مملكا ... وصفي نفسي في ضريح مؤصد [12] ~~PageV01P157 # والله ربي إن سلمت لآثرن [1] ... فيه [2] بضربة [3] جازم لم يقصد [4] # قال: واسم الملك الجفني عمرو بن أبي شمر أخو الحارث بن أبي شمر، فلما سمع ~~بذلك عمرو أمر/ بقدر من حديد، فقال: أغلوا فيها الحميم، وقال: # والذي أحلف به لا تزال على النار حتى أغلي فيها ورقة بن نوفل والله لئن ~~لم يأتني [5] به قومه لآخذن [6] رجلا من قريش بالشام [7] فلا يفارق [7] ~~الحديد حتى يؤتى [8] به، فسمع بذلك ورقة، فخرج حتى لحق بأرض طيء فمكث زمانا ~~ثم لحق بالبحرين، فلما قدم البحرين قال له رجل نصراني: سوف أدلك على شيء إذ ~~قلته للملك أعفاك، فعلم النصراني ورقة فقال: إذا قدمت على الملك فلا يعلمن ~~من أنت وتخلص إليه فإذا خلصت إليه فخذ بثوبه وقل: # أعوذ بالمسيح من هذا الملك، فأقبل إليه حتى دخل عليه فقال: إني امتدحتك ~~أيها الملك! فأنشده وحدثه، ثم أخذ بثوبه وهو يرعد وأنشده قوله: (الوافر) # ألا من مبلغ عمرا [9] رسولا ... فإني من مخافته مشيح [10] # [11] أفر إلى [11] بني ثعل [12] بن عمرو ... وحولي من بني جرم [13] نبوح ~~[14] PageV01P158 # أعوذ برب بيت الظلم منه ... وبالرحمن إذ شرق المسيح [1] # تركت لك البلاد وماء بحرين [2] ... لأنزح [3] عنك لو نفع النزوح # قال: قد أجرتك لعلك ورقة بن نوفل، قال: نعم، قال: قد أجرتك وأجرت قومك ~~أطفئوا [4] النار، ودخلت النصرانية في قلب ورقة بن نوفل يومئذ، فلما قدم ~~مكة وأومنت قريش قالت بنو عامر بن لؤي: كيف بدم أبي ذئب [4] ؟ وإنما قتله ~~عثمان بن الحويرث وصفده بالحديد حتى مات، وأم أبي ذئب [5] أم حبيب بنت ~~العاص بن أمية الأكبر وكان سعيد [5] خاله، فانطلق سعيد بن العاص فرهن بني ~~عامر ابنه أبان بن سعيد فأراد أن لا يطل دم أخيه، فقال هذا لكم حتى أرضيكم ~~من أبي ذئب [6] ، فخالفه رجال من بني قصي وشايعه الآخرون وكان ms089 فيمن فارقه ~~الأسود بن المطلب بن أسد، أبو زمعة فقال له: يا سعيد! ما لنا ولدم رجل مات ~~بالشام في سجن ملك من الملوك، فلذلك قال الأسود: (الوافر) # ألا من مبلغ عنى سعيدا ... فحسبك من مواليك التلافي # وقال ورقة بن نوفل يعني أبا زمعة: (الوافر) # ألا أبلغ لديك أبا عقيل ... فما بيني وبينك من وداد # تعيب أمانتي وتذم أهلي [7] ... وتأكلني إلى حضر [8] وباد [9] PageV01P159 # [1] فأيا ما وأي [1] كان أبغى ... وأسعى في العشيرة بالفساد # فلا لاقى سرورا من مليك ... ولا زالت يداه [2] في [3] صفاد ### | قصة أيام الفجار وهي متصلة بأحاديث قريش وذكر ما هاج الفجار الأول عن أبي البختري # [4] # حدث أبو البختري عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي ~~وجزة السعدي قال كان الذي هاج الفجار الأول بين قريش وقيس عيلان أن أوس بن ~~الحدثان النصري/ باع من رجل من كنانة ذودا له إلى عام قابل يوافي السوق ~~فوافى سنة بعد سنة ولا يعطيه وأعدم الكناني، فوافى [5] النصري سوق عكاظ ~~بقرد فوقفه في السوق ثم قال: من يبيعني [6] مثل قردي هذا بما لي على فلان ~~الكناني؟ يريد أن يخزي الكناني بذلك، فمر رجل من بني كنانة فضرب القرد ~~بالسيف فقتله آنفا مما فعل النصري، فصرخ النصري في قيس وصرخ PageV01P160 # الكناني في بني كنانة فتحاور الناس حتى كاد يكون بينهم قتال ثم تداعوا ~~إلى الصلح ويسر الخطب في أنفسهم وكف بعضهم عن بعض، ثم هاج الفجار الثاني. ### | ذكر ما هاج الفجار الثاني وهو فجار الفخر ويروي فجار الرجل # [1] # قال: كان الذي هاج هذا الفجار أن رجلا [2] من بني غفار بن مليل [3] بن ~~ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة يقال له أبو منيعة وكان عارما [4] منيعا ~~في نفسه قدم سوق عكاظ فمد رجله ثم قال: (الرجز) # قومي [5] بنو مدركة بن خندف ... من يطعنوا في عينه لا تطرف # ومن يكونوا [6] قومه [7] يغطرف [8] ... كأنهم لجة بحر [9] مسدف [10] # أنا والله أعز العرب فمن زعم أنه أعز مني فليضرب هذه بالسيف، PageV01P161 # فضربها ms090 رجل من بني قشير فخدش بها خدشا غير كبير فتحاور الناس عند ذلك حتى ~~كاد يكون بينهم قتال، ثم تراجع الناس ورأوا أنه لم يكن كبير قتال ولا جراح ~~فقال ابن الضريبة النصري [1] : (الخفيف) # سائلي [2] أم مالك أي قوم ... معشري في سوالف الأعصار # نحن كنا الملوك من أهل نجد ... وحماة الذمار عند الذمار [3] # ومنعنا الحجاز من كل حي ... ومنعنا [4] الفخار يوم الفخار [4] # وقال لقيط ضربها رجل من بني نصر بن معاوية وقال: (الرجز) # نحن بنو دهمان [5] ذو [6] التغطرف [7] ... بحر بحور [8] زاخر لم ينزف # من يأته من العباد يغرف ... نحن ضربنا قدم [9] المخندف [10] # إذ مدها في أشهر المعرف [11] ... فخرا على الناس خلاف الموقف # ضربة حر مثل عط [12] الشعف [13] ... مجهرة [14] حقا برغم الأنف ~~PageV01P162 # بصارم يفري الشئون مرهف ... يمر في السنور [1] المضعف ### | ذكر ما هاج الفجار الثالث # قال: كان أول الفجار أن امرأة من العرب من ولد عكرمة بن خصفة بن قيس ثم ~~من بني عامر بن صعصعة وافت عكاظ وكانت امرأة جميلة طويلة عظيمة فأطاف بها ~~فتيان أهل مكة ينظرون إليها وعليها برقع مسير [2] على وجهها فسألوها أن ~~تبدي عن وجهها فأبت عليهم، وكان النساء إذ ذاك لا يلبسن الأزر، إنما تخرج ~~المرأة فضلا [3] في درع بغير إزار، فلما امتنعت عليهم وقد رأوا خلقها ~~وشمائلها لزموها، فقعدت تشتري بعض حاجتها فجاء فتى من أولئك الفتيان يقال ~~له ابو الغشم بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن ~~مرة وهي قاعدة فحل [4] أسفل درعها بشوكة/ إلى ظهرها، فلما فرغت من حاجتها ~~قامت فإذا هي عريانة، فضحك الفتية منها وقالوا: منعتنا وجهك فقد نظرنا إلى ~~سفلتك [5] ، فكشفت المرأة عن وجهها فإذ وجه وضيء فكانوا [أشد-] [6] إغراما ~~[عما-] [6] كانوا بها، وصاحت: يا لقيس انظروا ما فعل بي، فاجتمع الناس ~~واجتمع إليها عشيرتها ودنا بعضهم من بعض، ثم ترادوا بعد شيء من مناوشة ~~وقتال لا ذكر له [7] ، PageV01P163 # وكان هذا أول ما كان فسمى الفجار لما كانوا يعظمون من الدماء ويعظمون ms091 من ~~الإحرام وقطع الأرحام فالقرابات وعكاظ بين نخلة والطائف وذو المجاز خلف ~~عرفة ومجنة بمر الظهران [1] ، وهذه أسواق العرب وقريش ولم يكن فيها شيء ~~أعظم من عكاظ ### | ذكر ما هاج الفجار الرابع وهو فجار البراض # قال: وكان البراض وهو رافع [2] بن قيس قد حالف بني سهم، فعدا على رجل من ~~هذيل فقتله، فقام الهذليون إلى بني سهم يطلبون دم صاحبهم، فقالت بنو سهم: ~~قد خلعنا وتبرأنا من جريريته، فقالت هذيل: # من يعرف هذا؟ فقال العاص بن وائل [3] : أنا خلعته كما يخلع الكلب، فأسكت ~~الهذليون، ولم يروا وجه طلب، فأتى حرب بن أمية يطلب أن يحالفه، فقال حرب: ~~إني قد رأيت حلفاءك خلعوك وكرهوك، فقال البراض: وأنت إن رأيت مني مثل ما ~~رأوا فأنت بالخيار إن شئت أقمت على حلفك وإن شئت تبرأت مني، قال حرب: ما ~~بهذا بأس، فحالفه حرب بن أمية فعدا على رجل من خزاعة فقتله وهرب في البلاد ~~فطلب الخزاعيون دمه فلم يقدروا عليه، فأقام باليمن سنة ثم دنا من مكة فإذا ~~الهذليون يطلبونه وإذا الخزاعيون يطلبونه وقد خلع، فقال: ما وجه خير من ~~النعمان بن المنذر، نلحق به [فانطلق-] [4] حتى قدم الحيرة فقدم على وفود ~~العرب قد وفدوا على النعمان بن المنذر، فأقام يطلب الإذن معهم فلم يصل إلى ~~النعمان حتى طال PageV01P164 # عليه المقام وجفي، وحان بعثة النعمان بلطيمة [1] [كان-] [2] يبعث بها إلى ~~عكاظ، فخرج النعمان فجلس للناس بفنائه بالحيرة وعنده وفود العرب، وكانت ~~عيرات النعمان ولطائمه [3] التي توافي سوق المواسم إذا دخل تهامة [4] لم ~~تهج حتى عدا النعمان على أخ بلعاء بن قيس فقتله، فجعل بلعاء بن قيس يتعرض ~~[5] للطائم [6] التي للنعمان بتهامة فينهبها، قد فعل ذلك بها مرتين، فخاف ~~النعمان على لطيمته، فقال يومئذ: من يجيز [7] هذه العير؟ فوثب البراض وعليه ~~بردة له فلتة [8] يعني صغيرة ومعه سيف له قد أكل غمده من حدة فقال: أنا ~~أجيزها لك، فقال الرحال [9] عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب: أنت تجيزها على ~~أهل الشيح والقيصوم؟ وإنما ms092 أنت كالكلب الخليع، أنت أضيق استا [10] من ذلك، ~~ولكني أيها الملك! أجيزها لك على [11] الحيين [12] كليهما، قال فقال ~~البراض: أنت تجيزها على أهل تهامة [13] ، فلم يلتفت النعمان إلى البراض ~~وازدراه ودفع اللطيمة إلى الرحال/ وخرج الرحال بالعير، PageV01P165 # وخرج البراض في أثره حتى إذا كان في بعض الطريق أدركه البراض فتقدم أمام ~~عيره وأخرج الأزلام يستقسم بها، فمر به الرحال فقال له: ما تصنع؟ # فقال: إني أستخير في قتلك، فضحك الرحال ولم يره شيئا، ثم سار الرحال حتى ~~انتهى إلى أهله دوين الجريب [1] على ماء يقال له أواره [2] فأنزل اللطيمة ~~وسرح [3] الظهر [4] ، وقد كان البراض يبتغي غرته فلا يصيبها منه حتى صادفه ~~نصف النهار ذلك اليوم في قبة من أدم وحده فدخل عليه فضربه بالسيف حتى برد ~~[وكتب [5] إلى أهل مكة وهم بعكاظ: (البسيط) # لا شك [6] يجني على المولى فيحملها ... إذا بحي أبت يحملها الجاني [7] # أما بعد ذلكم فإني قتلت عروة بن عتبة الرحال بأواره يوم السبت، حين وضح ~~الهلال [8] من شهر ذي الحجة فررت [9] ، ومن أجرى [10] ما حضر فقد أجرى [11] ~~ما عليه، إن غدا حيث يثور الريح ينكثني الأمر لك القبيح، PageV01P166 # انتهى [1] بجريرة للنعمان-[1]] ثم خرج يعدو [2] حتى انتهى إلى خيبر [3] ، ~~فأقام فيها أياما يعتزي [4] إلى فزارة ويصيب من ثمر [5] خيبر، فمكث ما شاء ~~الله أن يمكث وقد خرج رجلان من قيس أحدهما من غطفان [6] والآخر من غنى يدعي ~~[7] أسد بن جوين [8] على أثره إلى خيبر فلقياه بخيبر فلما رءاهما نسبهما ~~فانتسبا له إلى سعد بن قيس بن عيلان وإلى غطفان فاعتزى هو إلى فزارة فقالا ~~له: هل أحسست رجلا يقال له البراض من بني بكر؟ فقال البراض: سألتما عن لص ~~عاد خليع ليس [9] أحد من أهل خيبر يدخله داره ولكن أقيما ههنا وتلطفا له ~~عسى أن تظفرا به، قالا: نعم، ثم مكث ذلك اليوم وجاءهما فقال: قد دللت عليه ~~فأيكما أجرى مقدما؟ قال أحدهما: أنا، وهو أسد بن جوين الغنوي، فقال البراض: ~~انطلق، وقال للآخر:/ إياك أن تريم المكان ms093 [10] ، ثم أخرجه حتى أدخله خربة ~~من خربات يهود ثم قال: يا أخا غنى! جرد سيفك وأعطنيه حتى أذوقه، فأخذ بقائم ~~السيف فسله والغمد في يد الغنوي فرفع البراض السيف فضربه به حتى قتله، ثم ~~رجع إلى صاحبه فقال: ما رأيت أجبن ولا أكهم من صاحبك، إني أدخلته حتى نظر ~~إليه ثم PageV01P167 # أخطأه هكذا [1] ، فأراه الآن قد ذهب إلى أقصى خيبر وإن يخطئنا [2] الآن ~~فمتى نقدر عليه، فانطلق معي أنت، فقال الغطفاني: انطلق بي حيث أحببت، فخرج ~~حتى انتهى به إلى خربة أخرى فصنع به مثل ما صنع بصاحبه فقتلهما جميعا، ثم ~~رجع إلى منزلهما فأخذ راحلتيهما ومتاعيهما ثم هرب، وخرج [3] رجل من اليهود ~~يريد تلك الخربة لحاجته فوجد [4] الغنوي مقتولا، فخرج إلى الأخرى فوجد [4] ~~الغطفاني مقتولا، فخرج فزعا مذعورا إلى قومه، فخرجوا فنظروا إلى القتيلين ~~وطلبوا البراض، ونذر [5] بهم فهرب من ساعته وفرق من يهود خيبر أن يظفروا به ~~ويقولوا: هذا لص عاد يجاورنا حتى طرد [6] طريق نجد إلى مكة وخاف على قومه ~~من قيس فقال وحذرهم قوي فإذا ركب فيهم بشر بن أبي خازم [7] فأخبره بقتل ~~الرحال والغطفاني والغنوي واستكتمه وأمره أن ينهي بهذا الخبر إلى عبد الله ~~بن جدعان وهشام بن المغيرة وحرب بن أمية ونوفل بن معاوية وبلعاء بن قيس ~~فخرج بشر بن/ أبي خازم [7] حتى قدم [8] سوق عكاظ فوجد [9] الناس بعكاظ قد ~~حضروا السوق [10] والناس محرمون للحج، فذكر بشر بن أبي خازم [7] الحديث ~~للنفر الذين أمره بهم للبراض، فقالت قريش فيما بينهم: نخشى من قيس ونخشى ~~ألا تقوم السوق PageV01P168 # في هذه السنة فانطلقوا بنا إلى أبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ~~فنخبره بعض الخبر ونكتم [1] بعضا ونقول: كان بين أهل نجد وتهامة حدث ولم ~~تأتنا لذلك جلية [2] أمر، فاحجز [3] بين الناس وأقم لهم السوق، ولا ينصرفن ~~ولم تقم السوق وقد ضربوا آباط الإبل من كل موضع، ونقول: كن على قومك ونحن ~~على قومنا، فخرجوا حتى جاءوا أبا براء فذكروا له ما أجمعوا عليه ms094 أن يقولوا، ~~فأجابهم إلى ما أحبوا، وقال: أنا أكفيكم ذلك وأقيم السوق، ورجع القوم فقال ~~بعضهم لبعض: ما هذا برأي أن نقيم ههنا ونخشى أن تخبر قيس فيناهضونا ههنا ~~على غير عدة وهم مستعدون [4] فيكثرونا [5] في هذا الموسم فيصيبوا منا ~~الحقوا بحرمكم، فخرجت قريش مولية [6] إلى الحرم منكشفين، وجاء قيسا الخبر ~~آخر ذلك اليوم، فقال أبو براء: ما كنا من قريش إلا في خدعة، فخرجوا في ~~آثارهم وقريش على حاميتها وهي تبادر إلى حرمها حتى دخلوا الحرم من الليل، ~~ونزعت قيس عنهم ولهم عدد كثير، وقال رجل من بني عامر بن صعصعة يقال له ~~الأدرم [7] بن شعيب ونادى بأعلى صوته:/ إن ميعاد ما بيننا وبينكم هذه ~~الليالي من قابل فإنا لا نأتلي [8] في جمع وقال: # (البسيط) PageV01P169 # لقد وعدنا قريشا وهي كارهة ... بأن تجيء [1] إلى ضرب أراعيل [2] # وقال خداش [3] بن زهير: (البسيط) # يا شدة [4] ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة [5] لولا الليل والحرم # إذ يتقينا [6] هشام بالوليد ولو ... أنا ثقفنا [7] هشاما شالت [8] الخدم # ولم تقم تلك السنة سوق عكاظ و [9] جمعت قريش وكنانة الأحابيش كلها ومن ~~لحق بها من أسد بن خزيمة مع مهير [10] بن أبي خازم أخي بشر الشاعر، وسلحت ~~قريش الرجال وكانوا قوما تجارا فترافدوا وجمعوا أموالا عظاما، فكانوا ~~يطعمون الخزير في دورهم الأحابيش ومن ضوى [11] إليهم لنصرهم ولا مثل ~~PageV01P170 # لما [1] فعل عبد الله بن جدعان فإنه سلح مائة رجل بأداة كاملة، وسلح هشام ~~بن المغيرة رجالا وأعان بمال عظيم وحمل حرب بن أمية رجالا وسلحهم وقدم ~~عليهم بشر بن أبي خازم في قومه [2] ولم يحضرها من بني تميم أحد إلا بحلف في ~~قريش آل زرارة وآل أبي إهاب وأمية بن أبي عبيدة بن [3] همام بن الحارث بن ~~بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة وهو حليف بني نوفل بن عبد مناف وهو أبو يعلي ~~بن منية ومنية بنت الحارث بن شبيب من بني مازن بن منصور، وجعلوا لكل قبيلة ~~رأسا يجمع أمرهم، فعلى [4] بني عبد مناف حرب بن ms095 أمية/ ومعه أخواه سفيان ~~وأبو سفيان وهو عنبسة ابنا أمية. # [من ههنا رواية أبي عبيدة-] [5] وعلى [6] بني هاشم الزبير بن عبد المطلب ~~ومعه النبي صلى الله عليه والعباس بن عبد المطلب، ومعهم بنو المطلب عليهم ~~يزيد بن هاشم بن المطلب وأمه الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف، وعلى [6] حرب بن ~~أمية بنو نوفل ابن عبد مناف عليهم مطعم بن عدي بن نوفل، وعلي بني أسد بن ~~عبد العزى خويلد بن أسد وعثمان بن الحويرث بن أسد، وعلى بني زهرة مخرمة بن ~~نوفل ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وعلى بني مخزوم هشام بن المغيرة بن عبد ~~الله بن عمر [7] بن [8] مخزوم، وعلى جمح أمية بن خلف بن وهب بن حذافة ابن ~~جمح، وعلى بني عدي زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى، وعلي بني PageV01P171 # عامر بن لؤي عمرو بن عبد شمس أبو سهيل بن عمرو، وعلى بني محارب ابن فهر ~~ضرار بن الخطاب بن مرداس، وعلى بني الحارث بن فهر عبد الله ابن الجراح أبو ~~أبي عبيدة بن [1] الجراح، [آخر رواية أبي عبيدة [2] من ههنا إلى موضع ~~العلامة ليس عند أبي بكر] وعلى [3] بني مخزوم هشام بن المغيرة، وعلى [3] ~~بني سهم العاص بن وائل، وعلى [3] بني جمح معمر بن حبيب [4] ، وعلى [3] بني ~~عبد الدار بن قصي عامر بن عكرمة بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي ~~أسقط أبو عبيدة عامرا وذكره وهب فقال عامر وقال معمر عكرمة نفسه ابن هاشم ~~بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي [إلى ههنا ليس عنده-] [5] وعلى [3] بني ~~تيم عبد الله بن جدعان بن عمرو، وعلى [3] الأحابيش وهم الحارث بن عبد مناة ~~وعضل [6] / والقارة والديش والمصطلق من خزاعة لحلفهم بلحارث بن عبد مناة ~~الحليس [7] بن يزيد أخو بني الحارث بن عبد مناة وسفيان بن عويف فهما ~~قائداهم، وعلى [3] بني بكر بن عبد مناة بلعاء بن قيس بن عبد الله بن عمر بن ~~عوف بن كعب بن عامر بن ليث ms096، وعلى [3] بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة ~~عمرو بن قيس جذل الطعام، وعلى [3] بني أسد بشر بن أبي خازم، وأمر الناس إلى ~~حرب بن أمية، وقيل خرجوا متساندين ويقال إلى ابن جدعان، وتجمعت [8] قيس ~~وتجمعت [9] هوازن وسليم جميعا [10] وثقيف PageV01P172 # وأحلافها من جسر بن محارب وغيرهم ممن لحق بهم فأوعبت [1] غير كلاب وكعب ~~فإنهما لم يشهدا يوما من أيام الفجار إلا يوم نخلة [2] ثم توافوا على قرن ~~الحول في الليالي التي وأعدت فيها قيس قريشا من العام المقبل، فسبقت هوازن ~~قريشا فنزلوا شمطة [3] من عكاظ متساندين على كل قبيلة منهم سيدها، فكان أبو ~~أسماء بن الضريبة وعطية بن عفيف النصريان علي بني نصر والخيسق [4] الجشمي ~~على بني جشم وبني سعد بن بكر، وكان وهب بن معتب بن مالك الثقفي وأخوه مسعود ~~على ثقيف، وكان على بني عامر بن ربيعة وكعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وعلى ~~حلفائهم [5] [من-] [6] جسر بن محارب وعلى الأبناء [7] أبناء [8] صعصعة، ~~سلمة بن سعلاء [9] أحد بني البكاء [10] ومعه خالد بن هوذة وعلى بني هلال بن ~~عامر بن [صعصعة-] [11] PageV01P173 # ربيعة بن أبي ظبيان بن ربيعة بن أبي ربيعة بن نهيك [1] بن هلال بن عامر، ~~هذا قول أبي عبيدة، وقال أبو البختري وهو [2] أثبت أن أبا براء لم يكن ~~ليتخلف ولا [أن-] [3] تتخلف كلاب وهم الموتورون دون قبائل [4] قيس لعروة بن ~~عتبة بن جعفر، قال أبو البختري كان على الأحابيش من قد ذكرناه في النسخة في ~~أول الحديث، فهؤلاء الرؤساء كانوا متساندين غير أن المستعين لهم حرب بن ~~أمية، وابن جدعان وهشام وحرب أعظمهم [5] شأنا لقصي وعبد مناف، قال فحدثني ~~موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن عائشة قالت قلت: يا رسول الله! عبد ~~الله بن جدعان كان يحمل الكل، ويقري الضيف، ويعطي السائل، ويطعم الطعام ~~فقال رسول [الله-[6]] صلى الله عليه: مات في الجاهلية هو في النار، ثم تقول ~~عائشة: وكان ابن جدعان من أشرف قريش، ما كان من أمر يحزب [7] قريشا [8] إلا ~~يكون ms097 له عبد الله بن جدعان [8] ، ثم تقول: كان حرب الفجار ولم يك يوم في ~~العرب أذكر منها [9] ، مكث الناس سنة يجمعون ويتعبون للقتال، فخرجت قريش من ~~دار عبد الله بن جدعان ورأس الناس يومئذ عبد الله بن جدعان، قادهم وسلح ~~الرجال وقسم الأموال، ثم كان حلف الفضول فكان في دار ابن جدعان، ثم تقول ~~عائشة: أشهد أني [10] سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: لقد حضرت حلفا في ~~دار ابن جدعان ما أحب أني غدرت به وإن لي حمر النعم، PageV01P174 # قال: وتجمعت [1] قيس واستعانت بثقيف وجمعوا [2] الجموع وقادوا [3] الخيل ~~فكانت خيلهم كثيرة يومئذ، قال: فحدثني عبد الله بن يزيد الهذلي عن يعقوب بن ~~عتبة قال: سار في ثقيف مسعود بن معتب ووهب بن معتب فاستجلبا ثقيفا ومن ~~أطاعهما وبعثت قيس في كل قبيلة من قيس رجلا ليستجلبها فكان في بني عامر أبو ~~براء وكان في جشم دريد بن الضمة، وكان في بني نصر سبيع [4] بن ربيعة وفي ~~سليم عباس بن حي الأصم الرعلي [5] ، فاجتمعوا ونزلوا عكاظ قبل قريش بيومين، ~~فاختلفوا في الرئاسة [6] ، فقالت بنو عامر: نرأس أبا براء عامر بن مالك بن ~~جعفر، وقالت بنو نصر بن معاوية وسعد بن بكر وثقيف: نرأس سبيع بن ربيعة بن ~~معاوية النصري، وقالت بنو جشم: بل نرأس دريد بن الصمة، حتى كادوا يقتتلون ~~بينهم فمشى [7] بينهم أبو براء فقال: اجعلوا من ذلك من شئتم، فأنا أول من ~~أطاعه وأجاب، فكف القوم ورضوا وجعلوا على بني عامر أبا براء وعلى بني نصر ~~وسعد بن بكر وثقيف مسعود بن معتب الثقفي وهو رأس ثقيف وأمره إلى سبيع بن ~~ربيعة، وعلى غطفان عوف بن حارثة المري، وعلى بني سليم عباس بن حي الرعلي ~~أبا أنس، وعلى فهم وعدوان [8] كدام [9] بن عمير، فهؤلاء الرؤساء القادة، ~~قال: وكانت تحت مسعود بن معتب سبيعة [10] بنت عبد شمس بن عبد مناف ولها منه ~~عروة بن مسعود والأسود بن مسعود فكان يجمع الكبول والجوامع، فتقول ~~PageV01P175 # له: ما تصنع بهذا؟ فيقول: أرجو ms098 [1] والله أن أملأ منها قومك،/ قالت: أنت ~~وذاك، أما والله لئن رأيتهم لتعرفن غير ذلك، فلما انهزمت ثقيف انهزم مسعود، ~~فخرج منهزما لا يعرج على شيء حتى دخل على امرأته سبيعة، فجعل أنفه بين [2] ~~ثدييها، ثم قال: أنا بالله ثم بك، فقالت: كلا زعمت ... [3] فلما نزلوا عكاظ ~~وأقاموا اليوم الثاني قال سبيع بن ربيعة النصري: يا معشر قريش! ما كان ~~مسيركم إلى قريش بشيء، قالوا: ولم؟ # قال: لا ترون لهم جمعا العام، قال أبو براء فما تكره من ذلك؟ تقوم سوقنا ~~وننصرف والغلبة لنا، قال رجل من بني أسد بن [4] خزيمة يسمع كلامه: بلى ~~والله لتوافين كنانة ولا تتخلف ولا ترى غير ذلك، فتقاولا حتى تراهنا مائة ~~بعير لمائة بعير فتواثقا على ذلك، فلم يتفرقوا من مجلسهم حتى أوفى موف [5] ~~فقال: # قد طلع من مكة الدهم [6] وجاءت الكتائب يتلو [7] بعضها بعضا، فقام الأسدي ~~مسرورا وهو يرتجز: (الرجز) # يا قوم قد وافى [8] عكاظ الموسم ... تسعون ألفا كلهم ملأم [9] # فقال مسعود بن معتب لقيس حين عرف أن قريشا قد جاءت: دعوني أنظر لكم في ~~القوم فإن يكن في القوم عبد الله بن جدعان فلم يتخلف عنكم PageV01P176 # من كنانة أحد، فلم يرعه إلا بعبد الله بن جدعان على جمل معتجرا ببردة [1] ~~حبرة [2] فرجع مسعود بن معتب إلى قيس فقال: أتتكم قريش بأجمعها وتهيأ الناس ~~وصفوا صفوفهم، وقام حرب بن أمية يسوي صفوف كنانة ومعه إخوته سفيان وأبو ~~سفيان وهو عنبسة بن أمية وأبو/ العاص بن أمية يومئذ سموا العنابس وقد لبس ~~حرب بن أمية در عين وقيد نفسه ولبس سفيان درعين وقيد نفسه ولبس أبو سفيان ~~در عين وقيد نفسه ولبس أبو العاص در عين وقيد نفسه، وكان معهم العباس بن ~~عبد المطلب في العنابس يومئذ قيد نفسه معهم أيضا، وقالوا: لن نبرح حتى نموت ~~أو نظهر عليهم، وصفت قيس صفوفها وكان الذي يسوي صفوفها أبو براء عامر بن ~~مالك بن جعفر وأخذ الراية حرب بن أمية وأخذ راية قيس أبو براء، وخرج ms099 الحليس ~~[3] بن يزيد أحد بني عبد مناة وهو يومئذ سيد الأحابيش فدعا إلى المبارزة، ~~فخرج إليه أبو حرب بن عقيل بن خويلد بن عوف بن عقيل [4] بن كعب بن ربيعة ~~فتطاعنا ساعة حتى كسر العقيلي عضد الحليس بن يزيد ثم تحاجزا ونهض الناس ~~بعضهم إلى بعض فاقتتلوا قتالا شديدا وأبو العاص يرتجز ويقول: (الرجز) # هذا أوان الضرب في الأدبار ... بكل عضب صارم مذكار [5] # فكانت الدبرة [6] أول النهار لقيس على كنانة حتى انهزمت من قريش بنو زهرة ~~وبنو عدي وقتل معمر بن حبيب ورجال من بني عامر بن لؤي فانهزمت طائفة من ~~قريش وثبت حرب بن أمية وإخوته وسائر قبائل قريش والأحابيش، أما بنو بكر فإن ~~بلعاء بن قيس اعتزل بهم إلى جبل عكاظ حين رأوا أن PageV01P177 # الدولة [1] لقيس على قريش، وقال: دعوا قريشا أبعد الله فو الله نهيته لا ~~يفلت منهم رجل فكان حكيم بن حزام/ يحدث يقول: شهدت عكاظ فبنو بكر [2] كانوا ~~أشد علينا من قيس انكشفوا علينا وتركونا، وكان سعيد بن يربوع يقول: رأيتنا ~~يومئذ وما أتينا أول النهار إلا من بني بكر انكشفوا عنا وتركونا، فلما كان ~~وسط النهار ظهرت عليهم كنانة فقتلوهم قتلا ذريعا، وشركت [3] كنانة يومئذ ~~بنو الحارث بن عبد مناة كانت تتقدم [4] الناس وكانت قريش من ورائهم ولم تكن ~~[5] مع بلحارث [6] فقتل يومئذ تحت رايتهم مائة رجل صبروا لهم، وانهزمت قيس، ~~وقتل من أشرافهم [7] عباس الرعلي [7] في بشر من بني سليم، وانهزمت ثقيف ~~وبنو عامر، وقتل يومئذ من بني عامر عشرة، فلما رأى ذلك شيخ [8] من بني نصر ~~صاح يا معشر بني كنانة! أسرفتم في القتل، فأجابه عبد الله بن جدعان: إنا ~~معشر سرف، ولما رأى أشراف قيس ما تصنع قبائل قيس من الفرار عقل رجال منهم ~~أنفسهم منهم سبيع بن ربيعة وغيره ثم اضطجع وقال: يا معشر بني نصر! قاتلوا ~~عني أو ذروا، فعطف عليه بنو نصر وبنو جشم وبنو سعد بن بكر وفهم، وهربت ~~قبائل قيس غيرهم [9] ، فقاتلوا حتى انتصف النهار، ثم ms100 إن عتبة بن ربيعة نادى ~~[10] وإنه يومئذ لشاب ما كملت له ثلاثون سنة: يا معشر قريش! علام تقتلون ~~أنفسكم؟ إن هذا ليس برأي، PageV01P178 # فعجب منه يومئذ لحداثة [1] سنه [2] من ثم من ذوي الأسنان، لم يهتد ولم ~~يدع إلى ما دعا إليه من الصلح ثم أرسل/ إلى قيس: آتيكم فأكلمكم، قالوا: ~~نعم، ولم تكره ذلك قيس، وكانت الدبرة [3] عليها [4] آخر النهار، فمشى بينهم ~~عتبة حتى اصطلحوا وقال لقيس: انصرفوا [5] فيعد [6] هذا الأمر إلى أحسنه ~~وأجمله فإنكم في شهر حرام وقد عورتم [7] متجركم وانقطعت موادكم وخاف من ~~قاربكم، قالت قيس: لا ننصرف أبدا ونحن موتورون ولو متنا من آخرنا، قال ~~عتبة: فالقوم قد وتروا وقد قتلوا نحوا مما قتلتم وجرحوا كلما [8] جرحتم، ~~قالت قيس: قتلانا أكثر من قتلاهم، قال عتبة: فإني أدعوكم إلى خطة هي لكم ~~صلاح ونصفة، عدوا [9] القتلى [10] فإن كان لكم الفضل ودينا [11] فضلكم، وإن ~~كان لهم وديتم [12] فضلهم، قال أبو براء: لا يرد هذه الخطة أحد إلا أخذ شرا ~~منها، نحن نفعل، وأجابوا فاستوثق من رؤساء قيس من أبي براء وسبيع بن ربيعة، ~~ثم انطق إلى حرب بن أمية وابن جدعان وهشام بن المغيرة فاستوثق منهم، وتحاجز ~~الناس وأمنوا وعدوا القتلى فوجدوا لقيس فضل PageV01P179 # عشرين رجلا فودتهم [1] فرهن يومئذ حرب بن أمية ابنه أبا سفيان بن حرب ~~ورهن الحارث بن علقمة بن كلدة ابنه النضر بن الحارث ورهن سفيان ابن عويف ~~ابنه الحارث في ديات القوم عشرين دية حتى يؤدوها [2] وانصرف الناس كل وجه ~~[وهم-] [3] يقولون: حجز [4] بين الناس عتبة بن [5] ربيعة فلم يزل يذكر بها ~~آخر الأبد، مع أنه كان ذا حلم واتداع [6] في العشيرة، ووضعت الحرب أوزارها ~~فيما بينهم وتعاهدوا وتعاقدوا أن لا يؤذي بعضهم بعضا فيما كان بينهم من أمر ~~البراض وعروة والغطفاني والغنوي، وانصرفت قريش فترافدوا [7] في الديات ~~فبعثوا بها إلى قيس وافتكوا أصحابهم، وقدم أبو براء معتمرا بعد ذلك فلقيه ~~ابن جدعان فقال: أبا براء! ما كان أثقل على موقفك يومئذ؟ فقال أبو براء ms101: ما ~~زلت أرى أن الأمر لا يلتحم حتى رأيتك، فلما رأيتك علمت أن الأمر سيلتحم وقد ~~آل ذلك إلى خير وصلح. قال فحدثني الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن عروة بن ~~الزبير أن حكيم بن حزام قال: # رأيت رسول الله صلى الله عليه بالفجار وقد حضر، قال: فذكر رسول الله صلى ~~الله عليه الفجار وقال: قد حضرته مع عمومتي ورميت فيه بأسهم وما أحب أني لم ~~أكن فعلت، وكان يوم حضر صلى الله عليه ابن عشرين سنة وكان الفجار بعد الفيل ~~بعشرين سنة ### | باقي الفجار الرابع عن أبي عبيدة # [8] # قال: وأما أبو عبيدة فذكر أن فجار البراض بين كنانة وقيس كان أربعة ~~PageV01P180 # أيام في كل سنة يوما فكان أوله يوم شمطة [1] من عكاظ وعلى الفريقين ~~الرؤساء الذين ذكرناهم [2] غير أبي براء، فكانت هوازن من وراء المسيل وقريش ~~من دون المسيل وبنو كنانة في بطن الوادي وقال لهم حرب بن أمية: # إن أبيحت قريش فلا تبرحوا مكانكم، وتعبت [3] هوازن وأخذوا مصافهم، وتعبت ~~[3] قريش وكان على إحدى المجنبتين ابن جدعان وعلى الأخرى كريز [4] بن ربيعة ~~بن حبيب بن عبد شمس وحرب بن أمية في القلب، فكانت الدبرة أول النهار لكنانة ~~على هوزان حتى إذا كان آخر النهار وصبرت فاستحر القتل في قريش، فلما رأى ~~ذلك الذين في الوادي من كنانة مالوا إلى قريش وتركوا مكانهم، فلما فعلوا ~~ذلك استحر القتل بهم وصبروا، فقتل تحت رايتهم ثمانون [5] رجلا، وقال آخرون: ~~لما رأت ذلك بنو بكر بن عبد مناة قال بلعاء بن قيس: استبقاء لقومه [الحقوا ~~برخم-] [6] فاعتزل [7] بهم إلى جبل يقال له رخم، وقال: دعوهم فوددت أنه لم ~~يفلت منه أحد، فكان يوم شمطة لهوازن على كنانة ولم يقتل من قريش أحد يذكر، ~~وزالت قريش آخر النهار بانزيال بني بكر ### | ثم يوم العبلاء # [8] # قال أبو عبيدة: تجمع [9] هؤلاء وأولئك فالتقوا على قرن الحول في اليوم ~~PageV01P181 # الأول من يوم عكاظ والتقوا بالعبلاء وهو أعبل [1] إلى جنب عكاظ، ورؤساؤهم ~~الذين كانوا عليهم يوم شمطة ms102 بأعيانهم، فكانت الدبرة فيه أيضا لهوازن على ~~كنانة ### | ثم يوم شرب # [2] # قال: ثم تجمع [3] الفريقان على قرن الحول في اليوم الثاني من يومي عكاظ ~~فالتقوا بشرب من عكاظ وعليهم رؤساؤهم الذين كانوا قبل ولم يكن يوم أعظم ~~منه، فحمل يومئذ ابن جدعان ألفا على ألف بعير فالتقوا، وقد كان لهوازن على ~~كنانة يومان على قرن الحول بالحريرة [4] وهي حرة إلى جنب عكاظ مما يلي مهب ~~جنوبها ثم تقبل تريد مكة من مهب صباها حتى تنقطع دوين قرن، وكان رؤساؤهم ~~الذين كانوا إلا بلعاء فإنه مات وكان بعده الرئيس عليهم جثامة [5] بن قيس ~~وقتل يومئذ سفيان [6] بن أمية ومن/ كنانة ثمانية رهط قتلهم عمر بن أسيد بن ~~مالك بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقتل ورقاء بن الحارث بن مالك بن ربيعة ~~عمر بن عامر أبا كنف وابني إياس وعمرو بن [7] أيوب وقد ذكرهم خداش بن زهير ~~في شعره. # فهذه أيام الفجار الخمسة التي تزاحفوا فيها في أربع سنين أولهن يوم نخلة ~~حين تبعتهم هوازن، فكان كفافا لا على هؤلاء ولا على هؤلاء، ثم يوم شمطة ~~فكان لهوازن على كنانة، ثم يوم عكاظ الأول وهو يوم العبلاء كان لهوازن على ~~كنانة، ثم يوم عكاظ الثاني وهو يوم شرب كان لبني كنانة على PageV01P182 # هوازن ولم يكن بينهم يوم أعظم منه، ثم يوم الحريرة وهو آخر يوم [1] من ~~أيامهم [2] ، قال: ثم كان الرجل [منهم-] [3] يلقى الرجل والرجلين أو أكثر ~~من ذلك أو أقل فيقتتلون [4] فربما قتل بعضهم بعضا فلقي ابن محمية أخو بني ~~الديل بن بكر أبا خراش [5] زهير [6] بالصفاح [7] ، فقال زهير: إني حرام جئت ~~معتمرا، فقال: لا تلقى الدهر إلا قلت: معتمر، وقتله ثم ندم وقال: # (الرجز) # لاهم إن العامري المعتمر ... لم آت فيه عذرة المعتذر # ثم إن الناس تداعوا إلى السلم على أن يدي الفضل من القتلى الذين فيهم أي ~~الفريقين الفضل [8] على الآخر فتواعدوا عكاظ ليعددوا [9] القتلى وتعاقدوا ~~وتواثقوا أن يتموا على ذلك وجعلوا بينهم أمانا يلتقون فيه لذلك، فأبى ms103 ذلك ~~وهب بن معتب وخالف قومه [10] وجعل لا يرضى بذلك حتى يدركوا بآثارهم، فقال ~~في ذلك أمية بن حرثان [11] بن سكر: (الكامل) PageV01P183 # المرء وهب وهب آل معتب ... مل الغواة وأنت لما تملل # تسعى توقدها وتجزل وقدها [1] ... وإذا [2] تعاطى الصلح قومك [2] تأتلي ~~[3] # واندس [4] وهب حتى مكرت هوازن بكنانة وهم على وشك [5] من الصلح، فبعثت ~~خيلا عليها سلمة بن سعلاء [6] البكائي [7] وخالد بن هوذة، وفيهم ناس من بني ~~هلال رئيسهم ربيعة بن أبي ظبيان وناس من بني نصر عليهم مالك بن عوف فأغاروا ~~على بني ليث [8] بصحراء الغميم [8] وهم غارون فقاتلوهم وجعل مالك يقاتل ~~ويرتجز وهو يومئذ أمرد: (الرجز) . # امرد يهدي حلمه شيب اللحى # وهذا أول يوم ذكر فيه مالك بن عوف، فقتلت بنو مدلج يومئذ عبيد بن عوف ~~البكائي وسبيع بن المؤمل من [9] جسر [بن-[10]] محارب، ثم انهزمت بنو ليث ~~فاستحر القتل ببني الملوح بن يعمر، فقتلوا منهم ثلاثين رجلا وسبوا نساء ~~وساقوا نعما، ثم أقبلوا فعرضت لهم خزاعة وطمعوا فيهم فقاتلوهم PageV01P184 # فلما رأوا أنهم لا بد لهم بهم قالوا: عوضونا من غنيمتكم عراضة [1] ، ~~فأبوا فخلوا سربهم، فقال مالك بن عوف: (الطويل) # نحن جلبنا [2] الخيل من بطن لية [3] ... وجلذان [4] قبا [5] حافيات ووقحا ~~[6] # تواعد [7] ضيطارو [8] خزاعة [9] حربنا [10] ... وما حرب [11] ضيطار [12] ~~يقلب مسطحا [13] # ثم إن الناس تداعوا إلى الصلح ورهنوا رهنا بالوفاء بديات من كان له الفضل ~~في القتلى وتم الصلح ووضعت الحرب أوزارها هذا آخر الفجار الرابع عن أبي ~~عبيدة. PageV01P185 ### | ذكر حلف الفضول [1] عن حبيب [2] عن أبي [3] البختري # قال: حدثني الضحاك [4] بن عثمان [5] بن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: ~~سمعت حكيم [6] بن حزام يقول: كان حلف الفضول منصرف قريش من الفجار ورسول ~~الله صلى الله عليه يومئذ ابن عشرين سنة وبينه وبين الفيل عشرون سنه، ~~قالوا: وكان الفجار في شوال وكان الحلف في ذي القعدة وكان هذا الحلف أشرف ~~حلف [7] جرى، وكان أول من تكلم فيه ودعا إليه الزبير ابن عبد المطلب بن ~~هاشم وذلك أن الرجل من العرب أو ms104 غيرها من العجم ممن كان يقدم بالتجارة ربما ~~ظلم [8] بمكة، وكان الذي جر ذلك أن رجلا من بني زبيد قدم بسلعة فباعها من ~~العاص بن وائل السهمي فظلمه ثمنها، فناشده الزبيدي في حقه قبله [فلم يعطه-] ~~[9] فأتى الزبيدي الأحلاف: عبد الدار ومخزوما [10] وجمح وسهما [11] وعديا ~~[12] ، فأبوا أن يعينوه وزبروه وزجروه، فلما رأى الزبيدي الشر وافى على أبي ~~قبيس [13] قبل طلوع الشمس وقريش في PageV01P186 # أنديتهم حول الكعبة وصاح: (البسيط) # يا للرجال لمظلوم بضاعته [1] ... ببطن مكة نأى الحي والنفر # إن الحرام لمن تمت [2] حرامته ... ولا حرام لثوبي لا بس الغدر [3] # قال: فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب وقال: ما لهذا منزل، فاجتمعت بنو ~~هاشم وزهرة وتيم في دار عبد الله بن جدعان فصنع [4] لهم طعاما فحالفوا في ~~ذي القعدة/ في شهر حرام قياما يتماسحون [5] صعدا وتعاقدوا وتعاهدوا بالله ~~[6] قائلين لنكونن [6] مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة، وفي ~~التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول، وقال الزبير بن عبد ~~المطلب فيه شعرا: (الوافر) # حلفت لنعقدن [7] حلفا عليهم ... وإن كنا جميعا أهل دار # نسميه الفضول إذا عقدنا ... يعز به الغريب لدى [8] الجوار [9] # إذا رام العدو له حرابا ... أقمنا بالسيوف ذوي الازورار [10] # ويعلم من حوالي البيت أنا ... أباة الضيم نهجر كل عار # قال: فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن ~~PageV01P187 # عوف عن عبد الرحمن بن أزهر عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله ~~عليه: «ما أحب أن لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حمر النعم وأن أغدر به، ~~هاشم وزهرة وتيم تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بل بحر صوفة، ولو دعيت به ~~[1] لأجبت وهو حلف الفضول» ، قال أبو البختري وحدثني معمر عن الزهري عن ~~محمد بن جبير بن مطعم قال قال عبد الملك بن مروان لمحمد بن جبير: ما تقول ~~في هذا الحلف- يعني حلف الفضول؟ وعبد الملك يضحك، فقلت: لست منه يا أمير ~~المؤمنين، فقال عبد ms105 الملك: أما أنا وأنت فلسنا فيه، فقلت: صدق قول أمير ~~المؤمنين وقلت: فإن ابن الزبير يدعيه، قال: هو والله مبطل، قال أبو ~~البختري: فحدثني الضحاك بن عثمان عن يحيى بن عروة عن أبيه عن حكيم بن حزام/ ~~قال: كان قصي قد جعل الندوة واللواء والرفادة إلى ابنه عبد الدار لأن عبد ~~الدار كان مضعوفا [2] من بين إخوته، وكان إخوته قد شرفوا وقاموا بأنفسهم، ~~فخصه بهذه الخصال ليلحق بهم لا أنه كان أفضلهم عنده ولا أشرفهم، فكان من ~~منجبي [3] الحمقى فكن في يده، فلما حضر [4] لعبد الدار جعلهن إلى عمر بن ~~عبد الدار، فقال أمية بن عبد شمس لعمر بن عبد الدار: طب نفسا عن واحدة من ~~هذه الثلاث، فأبى فقال أمية: إذا لأذرعك [5] ، فاستصرخ عمر بن عبد الدار ~~قريشا فقالت بنو مخزوم وجمح وسهم وعدي [6] : نحن نمنع لك هذه الخصال ~~ونحالفك [7] عليها، قال: نعم، فتحالفوا ومنعوها له، قال حكيم: وأقمنا بني ~~أسد وعبد مناف وزهرة وتيم والحارث بن فهر ولم يكن بيننا حلف حتى رجعت ~~PageV01P188 # قريش من الفجار، فاجتمعت بنو هاشم وتيم وزهرة وأسد [1] والحارث بن فهر ~~على أن يتحالفوا ويمنعوا بمكة كل مظلوم ويسموا ذلك الحلف حلف الفضول، ~~وجمعهم ابن جدعان في داره وصنع لهم طعاما، فتحالفوا بالله قائلين [2] : # لا ننقض [3] هذا الحلف ما بل بحر صوفة وأن لا ندع بمكة مظلوما، قال حكيم: ~~ونظرت إلى رسول الله صلى الله عليه قد حضر ذلك الحلف يومئذ في دار ابن ~~جدعان، وكان الذي كتبه بينهم الزبير بن عبد المطلب، قال حكيم: # فلم يكن في قريش حلف إلا الحلف الأول: بنو/ مخزوم وجمح وسهم وعدي وبنو ~~عبد الدار، وهذا الحلف، قالوا: وكانت شيوخ من قريش من بني هاشم وزهرة وتيم ~~يقولون: لم يكن بيننا حلف قط حتى كان هذا الحلف حلف الفضول، وكانت الأحلاف ~~قبل قد تحالفت، ولهذا [4] الحديث رواية ثالثة، وهي عن أبي البختري عن ~~الضحاك بن عثمان عن يحيى بن عروة [5] وابتداء هذا الإسناد [5] : حدثني ~~الضحاك بن عثمان ### | أمر ms106 المطيبين والأحلاف [6] رواية ابن الكلبي # قالوا: وكان قصي شريف أهل مكة وكان لا ينازع فيها، فأبتنى [7] دار ندوة، ~~ففيها كان يكون أمر قريش وما أرادوا من نكاح أو حرب أو مشورة فيما ينوبهم ~~حتى إن كانت الجارية [8] لتبلغ [9] أن تدرع فما يشق درعها إلا فيها تيمنا ~~وتشريفا لشأنها، فلما كبر قصي ورق جعل الحجابة والندوة والرفادة ~~PageV01P189 # والسقاية واللواء لعبد الدار وكان بكره [1] وكان ضعيفا [2] فخصه بذلك ~~ليلحقه بسائر إخوته، وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش لضيافة الحاج، فلما هلك ~~قصي قام عبد مناف على أمر قصي وأمر قريش إليه فأقام أمره بعده واختط بمكة ~~رباعا بعد الذي كان قطع لقومه، فهلك عبد مناف فكان ما سمينا لبني عبد ~~الدار، ثم إن بني عبد مناف أرادوا أخذ ذلك منهم وقالوا: نحن أحق به، فأبى ~~بنو عبد الدار فتفرقت قريش في ذلك، وكان مع بني عبد مناف زهرة وتيم بن مرة ~~وبنو أسد بن عبد العزى والحارث بن فهر، وكان مع بني عبد الدار سهم وجمح ~~ومخزوم وعدي، وخرجت عامر بن لؤي عن أمر الفريقين جميعا، فبنو عبد مناف ~~وحلفاؤهم المطيبون وعبد الدار وحلفاؤهم الأحلاف، فأخرجت عاتكة بنت عبد ~~المطلب جفنة فيها طيب فغمسوا أيديهم فيها ونحر الآخرون جزرا [3] فغمسوا ~~أيديهم في دمها فسموا الأحلاف، ولعق رجل من بني عدي يقال له الأسود بن ~~حارثة لعقة من دم ولعقوا منه فسموا لعقة الدم، فلما كادوا يقتتلون وعبيت ~~[4] كل قبيلة لقبيلة فعبيت [5] بنو عبد مناف لسهم وعبد الدار لأسد ومخزوم ~~لتيم وجمح لزهرة وعدي للحارث بن فهر، ثم إنهم مشوا في الصلح [6] فاصطلحوا ~~على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية وبني أسد الرفادة وتركت الحجابة والندوة ~~واللواء لبني عبد الدار وليها يومئذ منهم أبو طلحة بن عبد العزى بن عثمان ~~[7] بن عبد الدار وصارت دار الندوة [8] لعامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد ~~الدار، فاشتراها معاوية من [9] PageV01P190 # عكرمة بن عامر بن هاشم بمائة ألف درهم، فهي للإمارة اليوم، قال أبو جعفر ~~[1] : مما فضل ms107 الله به العباس بن عبد المطلب مع فضائله أنه لم يكن يحل لأحد ~~أن يبيت بمكة ليالي مني في الحج إلا [2] العباس، أطلق ذلك له دون الناس من ~~أجل السقاية ### | حديث موت الوليد بن المغيرة ووصيته # هشام [3] قال حدثنا زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي [4] عن محمد بن ~~إسحاق وإسحاق بن عمار وهو ابن الجصاص الراوية قال: وزعم آخرون أن الوليد بن ~~المغيرة مر ذات يوم يجر برديه بين أبواب بني قمير بن حبشية [5] ابن سلول ~~[6] بن كعب بن عمرو بن خزاعة، فرماه رجل منهم بسهم فأصاب عضلة ساقه، وهي ~~التي أشار إليها جبريل [7] فزعموا أنها عظمت حتى صارت مثل القربة العظيمة ~~وامتلأت قيحا ودما، فبينا هو ذات ليلة نائم [8] وعنده ابنته إذا انفجرت ~~رجله، فقالت ابنته: أي أبتاه! قد انشقت القربة، فقال: # يا بني! ليست بالقربة ولكنها رجل أبيك. # قال: فحدثني زياد البكائي [9] عن محمد بن إسحاق بإسناده قال: فلما حضرت ~~الوليد الوفاة دعا بنيه وكانوا ثلاثة وهم هشام وخالد والمغيرة [10] بنو ~~PageV01P191 # الوليد، قال: وحدثني أبي قال: فدعا ولده هشاما وخالدا والوليد والفاكه ~~[1] وأبا قيس وقيسا [1] وعبد شمس وعمارة فقال لهم: يا بني! إني أوصيكم ~~بثلاث فلا تضيعوهن: دمي في خزاعة فلا تطلنه [2] والله! إني لأعلم أنهم منه ~~براء ولكن أخشى [3] أن تسبوا [4] به بعد اليوم، ورباي [5] في ثقيف فلا ~~تدعوه حتى تأخذوه، وعقري [6] عند أبي أزيهر [7] الدوسي فلا يفوتنكم به وكان ~~أبو أزيهر قد زوجه ابنة له ثم أمسكها عنه فلم يدخلها عليه حتى مات. رجع ~~حديث [ابن-] [8] الكلبي قال فقال لهم: دمي في خزاعة فلا يطل، ورباي [9] في ~~ثقيف فلا تدعوا حتى تأخذوه، ونهبي ودم أخي الفاكه بن المغيرة في بني جذيمة ~~بن عامر بن عبد مناة بن كنانة فلا يفوتنكم، وللمقوقس [10] أسقف [11] دمشق ~~علي ألف دينار قد علمها خالد، وعقري عند أبي أزيهر فإنه زوجني ابنته وأخذ ~~مني مهرها ثم أمسكها واستخف بحقي وبشر في فلا يفوتنكم به، فهذه وصيتي ~~فأنفذوها، فقال له بنوه: والله ms108! ما نعلم أحدا من العرب أوصى بنيه بشر مما ~~أوصيت به، فبعث خالد بن الوليد إلى المقوقس بألف دينار، قال البكائي في ~~حديثه: فلما هلك الوليد بن المغيرة وثبت بنو مخزوم على خزاعة يلتمسون عقله ~~فقالوا: إنما قتله سهم صاحبه، وكان لبني كعب بن عمرو PageV01P192 # حلف [1] من عبد المطلب بن [2] هاشم، فأبت عليهم [3] خزاعة حتى تقاولوا ~~أشعارا وغلظ الأمر بينهم، وكان الذي أصاب الوليد [سهمه [4] رجلا من كعب بن ~~عمرو من خزاعة، قال ابن الكلبي: ووثبت بنو مخزوم مع بني الوليد إلى خزاعة ~~يلتمسون دية الوليد وقالوا: إنما قتله صاحبكم، فأبت خزاعة عليهم ذلك ~~وأنكروا أن يكون صاحبهم مات من تلك الجراحة حتى تقاولوا أشعارا وغلظ الأمر ~~بينهم، قال فحدثني إسحاق بن عمار [5] قال: قال هشام بن الوليد في ذلك: ~~(الوافر) # أذاهبة بنو كعب بن عمرو ... ولما يقتلوا بدم الوليد # فإلا تعقلوه تعرفونا ... لدى الأطناب [6] مزدجر الأسود # فلما وقع الشر بينهم أقر به بعض خزاعة فقال الجون [7] الخزاعي ويقال بل ~~قالها نبهان بن [8] هلال بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن ~~عمرو بن ربيعة وربيعة هو لحى وعمرو هو جميع خزاعة: (الطويل) # نحن عقرنا بالصعيد وليدكم ... وما مثلها من رهطه ببعيد # كبا هو [9] للخدين والأنف صاغرا ... وأهون علينا هالكا بوليد # فإن أنت يا مخزوم حاولت أرشنا ... فلم تجر طير بينكم بسعود # أبينا التي يرجون منا وعندنا ... جلاد لدى الأطناب حق عتيد PageV01P193 # إذا ما دعوا غبشان [1] يوم كريهة ... وحفوا نواحي غابهم [2] بأسود # غلبنا وأوردنا السمام عدونا ... بضرب يرد [3] الوغد [4] غير حميد # فقال عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي: (الطويل) # ألم تر أن العبد يشتم ربه ... فيترك حينا ثم يهشم حاجبه # فإني زعيم أن تسيروا وتهربوا ... وأن تتركوا الظهران [5] تعوي ثعالبه # وأن تتركوا ماء بجزعة [6] أطرقا [7] ... وأن تسألوا [8] أي الأراك [9] ~~أطايبه # وإنا أناس ما تطل دماؤنا ... ولا يتعالى صاعدا من نحاربه [10] # فأجابه الجون بن أبي الجون: (الطويل) # والله لا يؤتى الوليد ظلامة ... ولما تروا يوما ms109 تزول كواكبه # ويصرع منكم مسمن بعد مسمن ... وتفتح بعد الموت قسرا [11] مشاربه ~~PageV01P194 # إذا ما أكلتم خبزكم وسخينكم [1] ... فكلكم باكي الوليد ونادبه # رماه ابن ضراب فلم يخط سهمه ... غذيذة [2] رمى إن تره فوق حالبه # فخر صريعا مجلعبا [3] لوجهه ... وقمن عليه يصطرخن أقاربه # وقال الجون بن أبي الجون يذكر حلفه [4] من بني عبد المطلب ويصيب من بني ~~مخزوم: (الطويل) # من يجعل القرد [5] الوحيد [6] إذا انتمى ... إلى العز مهنأ الفنيق ~~المخاطر [7] # لهم أوجه [8] سود قباح كأنها ... وجوه تيوس [9] لبلبت [10] في الحظائر ~~[11] # وقال الحارث بن هشام بن المغيرة في ذلك للأحابيش [12] حلفاء قريش يحرضهم، ~~والأحابيش الحارث بن عبد مناة بن كنانة وعضل [13] والقارة والحيا والمصطلق ~~من خزاعة: (الوافر) # ألا من مبلغ الليلين [14] عني ... مواليها ودورهم [15] المجالي ~~PageV01P195 # تعرض دوننا ظلما قمير ... إلينا والخصوم إلى انفصال # وتطمع بالصلاح بنو قمير ... ولم تفزع بجيش أو جلال # ويجري بيننا كردوس [1] خيل [2] ... بحمل [3] البيض والأسل [4] النهال [5] # ويصرع [6] بيننا قتلى كرام ... تقصد [7] فيهم حطم العوالي # قال البكائي: ثم إن الناس ترادوا وعرفوا إنما يخشى القوم السبة فأعطتهم ~~خزاعة بعض العقل وانصرفوا عن بعض، وقال عبد الله بن الزبعرى [8] لبسر [9] ~~بن سفيان القميري [10] : (الطويل) # ألا أبلغا بسر بن سفيان آية ... يبلغها [11] عني الخبير المفرد # وهي قصيدة في شعره، فلما سمع بسر بن سفيان قول ابن الزبعرى أخذ بيد ابنه ~~وقريش جلوس في الحجر [12] فقال: يا معشر قريش! أنتم أعز الناس علينا حربا ~~وأحب الناس إلينا سلما وقد اتهمتمونا من قتل الوليد بما اتهمتمونا به وإنا ~~لم نفده [13] ولم نطله، وهذا ابني لكم رهن بالدية، فأخذه خالد بن الوليد ~~وقال: قد قبلنا، فانطلق بالغلام إلى منزله فأطعمه وكساه حلة وطيبة ثم قال: ~~انطلق إلى أبيك فإن كان لنا عليه حق فسيريحه [14] علينا، فلما PageV01P196 # أتى [1] الغلام أباه ذكر له ما قال، فقال: افعل، والله لأريحن عليه حقه، ~~وكانت الدية تؤدى مقطعة في سنين، فأداها عاما، ثم حج رسول الله صلى الله ~~عليه حجة الوداع وقد بقي من الدية شيء، فوضعه صلى الله عليه ms110 فيما وضع من ~~دماء الجاهلية، فلم يؤد شيئا بعد ذلك، فلما اصطلح القوم قال الجون بن أبي ~~الجون أو عمرو بن عبد مناة بن حبتر [2] الخزاعي: (الطويل) # ألا قالت الحسناء يوم لقيتها ... مقالة نصح لامرء [3] غير جاهل # تقول [4] لنا لما اصطلحنا تعجبا ... لما قد حملنا للوليد وقائل [5] # وقالت [6] أتؤتون الوليد ظلامة ... ولما تروا يوما كثير البلابل # فنحن خلطنا الحرب بالسلم فاستوت ... فأم هواه كل حاف وناعل [7] # تمنى علي أمس حين تجردت ... سراتهم يغلون غلي المراجل # بنو عبد مناة وكنانة يدعون بني علي لأن علي بن مسعود الغساني حضنهم ~~فنسبوا إليه: (الطويل) # ولو قدموا ما أصدروا لتكشفت ... قبائلهم عن كل أروع باسل # طويل الذراع أكثر الله خيره ... فشب شبابا في بيان ونائل [8] # فماذا أردنا بيننا من جلاله ... ومن نسب من بعد ذلك فاعل # ثم لم ينته الجون حتى افتخر بقتل الوليد وذكر أنهم أصابوه، وذلك باطل ~~كله، فلحق بالوليد وبولده وبقومه من ذلك ما حذروا منه، فقال الجون: # (الوافر) PageV01P197 # ألا زعم المغيرة [1] أن كعبا [2] ... بمكة فيهم قدر كثير # فلا تعجب مغير بأن ترانا ... بها يمشي المعلهج [3] والجهير [4] # بها آباؤنا وبها ولدنا ... كما أرسي بمنبته [5] ثبير [6] # وما قال المغيرة ذاك إلا ... ليعلم شأننا أو يستثير [7] # فإن دم الوليد أطل إنا ... نطل دماء [8] أنت بها خبير # رماه [9] الفاتك الميمون سهما ... ذعافا [10] وهو ممتلئ بهير [11] # فخر [12] يبطن مكة مسلحبا [13] ... يشبه [14] عند وجبته [15] بعير # سيكفيني مطال أبي هشام [16] ... جلاد [17] جعدة الأوبار خور [18] ~~PageV01P198 # تنافرنا وأنت لعبد شجع [1] ... لئيم البيت محتده [2] قصير ### | حديث قتل أبي أزيهر الدوسي # حدثنا أبو سعيد [3] عن ابن حبيب عن هشام عن أبيه قال: كان من حديث أبي ~~أزيهر بن أنيس [4] بن الخيسق [5] بن/ مالك بن سعد بن كعب بن الحارث بن عبد ~~الله بن عامر وهو الغطريف بن بكر بن يشكر بن مبشر ابن صعب بن دهمان بن نصر ~~بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب ابن مالك بن نصر بن الأزد أنه كان حليفا ~~لأبي سفيان بن حرب وكانت دوس ms111 أخواله، وكان لا يعرف إلا بالدوسي، فكان يقعد ~~[6] هو وأبو سفيان في أيامهما [7] في قبة لهما فيصلحان بين من حضر ذلك ~~المكان الذي هما به، وكان أبو أزيهر قد زوج ابنته عاتكة أبا سفيان، فولدت ~~له محمدا وعنبسة، وزوج زينب بنت أبي أزيهر عتبة بن ربيعة فولدت له ربيعة ~~ونعمان، ثم خلف عليها أبو حبيب بن مهشم [8] بن المغيرة فولدت له، وزوج ابنة ~~له أخرى الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم [9] ثم أمسكها [9] ~~عنه، فلم يدخلها عليه حتى مات، [10] قال: وكان بلغ [10] أبا أزيهر بعد ما ~~زوجه وأخذ المهر منه أنه PageV01P199 # غليظ على النساء يضربهن، فحبس أبو أزيهر ابنته [1] عنه وأمسك المهر ~~[قال-] [2] ابن حبيب: وذكر إبراهيم بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدري عن أشياخ ~~الأزد أنها كانت هديت إليه، فلما هديت إليه قال: أنا أشرف أم أبوك؟ # قالت: لا بل أبي لأن أبي سيد أهل السراة [3] وأن العرب يصدرون عن رأيه ~~وإنما أنت سيد بني أبيك وفيهم من ينازعك الشرف، فرفع يده فلطمها، فهربت إلى ~~أبيها، فحلف أن لا يراها وأمسك المهر، قال ابن الكلبي: فلما نزل الناس سوق ~~ذي المجاز وهو سوق من أسواق العرب فنزل أبو أزيهر [4] على أبي سفيان [4] بن ~~حرب/ فأتى بنو الوليد فقتلوه، وكان الذي قتله هشام بن الوليد، وكانت عند ~~أبي سفيان بنت [أبي-] [5] أزيهر، وكان أبو أزيهر شريفا في قومه فقتله بعقر ~~[6] الوليد الذي كان عنده لوصية أبيه إياه، وذلك بعد ما هاجر رسول الله صلى ~~الله عليه وانقضى أمر بدر وأصيب [به-[7] من أصيب من أشراف قريش من المشركين ~~... ابن الكلبي [8] قال: وإن رسول الله صلى الله عليه دعا حسان بن ثابت ~~فقال له: يا حسان! إنه قد حدث بين المطيبين وأحلافهم شر فقتل فقل في مقتل ~~أبي أزيهر شعرا تحرض به المطيبين على الأحلاف، والمطيبون خمسة [أبطن] [7] : ~~بنو عبد مناف قاطبة وهم [بنو] [7] هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو عبد ~~مناف وبنو أسد بن عبد العزى ms112 وبنو زهرة بن كلاب وبنو تيم بن مرة وبنو الحارث ~~بن فهر، والأحلاف خمسة [أبطن-] [7] وهم لعقة الدم: بنو عبد الدار بن قصي ~~وبنو مخزوم بن يقظة، وبنو جمح بن عمرو وبنو سهم بن عمرو بن هصيص وبنو ~~PageV01P200 # عدي بن كعب، واعتزلت بنو عامر بن لؤي ومحارب [بن فهر-] [1] وبنو الأدرم ~~بن غالب الفريقين فكانت بنو عبد الدار تبعا [2] لبني أسد ومخزوم لتيم، وجمح ~~لزهرة وعدي لبني الحارث بن فهر وسهم لبني عبد مناف، قال، وانبعث حسان يحرض ~~في دم أبي أزيهر ويعير أبا سفيان خفرته ويجبنه فقال: # (الطويل) # غدا [3] أهل حضني [4] ذي المجاز [5] ... بسحرة [6] وجار [7] ابن حرب ~~بالمغمس [8] ما يغدو [9] # كساك هشام بن الوليد ثيابه [10] فأبل ... وأخلق [11] مثلها جددا [12] بعد ~~PageV01P201 # قضى وطرا منه [1] فأصبح ماجدا [2] ... وأصبحت رخوا [3] ما تخب [4] وما ~~تعدو [5] # فلو أن أشياخا [6] ببدر شهوده [7] ... لبل نحور القوم [8] معتبط [9] ورد # وما منع [10] العير الضروط [11] ذماره [12] ... وما منعت مخزاة والدها ~~[13] هند # فلما بلغ قوله يزيد بن أبي سفيان خرج فجمع بني عبد مناف وصاح في المطيبين ~~فاجتمعوا وأبو سفيان بذي المجاز قال: أيها الناس! أخفر أبو سفيان في جاره ~~وصهره فهو ثائر [14] ، فتهيأ يزيد واجتمع [15] بهم وبرز بهم، فلما رأت ذلك ~~الأحلاف اجتمعوا فخيموا قريبا [16] ، فلما رأى ذلك أبو سفيان بن الحارث بن ~~عبد المطلب خرج على فرس له حتى أتى أبا سفيان بن حرب فأخبره PageV01P202 # الخبر [1] وكان أبو سفيان حليما منكرا [2] يحب قومه حبا شديدا، وخشي أن ~~يكون في قريش حرب في أبي أزيهر فدعا بفرسه فطرح عليها لبدا ثم قعد عليه ~~وأخذ الرمح ثم أقبل إلى مكة وبهما الجمعان وجعل أبو سفيان بن الحارث يقول ~~في الطريق لأبي سفيان بن حرب: فداك أبي وأمي! احجز بين الناس، فجعل لا ~~يجيبه إلى شيء حتى قدم عليهم، فوقف بين الجمعين وقد تهيئوا للقتال، فنظر ~~فإذا اللواء مع ابنه يزيد وهو في الحديد مع قومه المطيبين، فنزع اللواء من ~~يده وضرب به بيضته ضربة هده منها، ثم قال: قبحك الله ms113! أتريد أن تضرب قريشا ~~بعضها ببعض في رجل من الأزد [3] سنؤتيهم العقل إن قبلوه، ثم نادى بأعلى ~~صوته: أيها الناس/ إن خلفنا عدونا شامت- يعني النبي صلى الله عليه- ومتى ~~نفرغ مما بيننا وبينه ننظر فيما بيننا وبينكم، فلينصرف [4] كل إنسان منكم ~~إلى منزله، فتفرقوا وأصلح ذلك الأمر، وبلغ أبا سفيان قول حسان فقال: يريد ~~حسان أن يضرب بعضنا ببعض في رجل من دوس فبئس [5] والله ما ظن. # قال: ولما أسلم أهل الطائف كلم رسول الله صلى الله عليه خالد [6] في ربا ~~الوليد الذي كان في ثقيف لما كان أبوه أوصاه به، ولم يكن في أبي أزيهر ثأر ~~نعلمه حجز الإسلام بين الناس إلا أن ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري [7] ~~خرج في نفر من قريش إلى أرض دوس [8] ، فنزل على امرأة يقال لها أم غيلان ~~مولاة لدوس وكانت تمشط النساء وتجهز العرائس [9] فأرادت PageV01P203 # دوس قتلهم بأبي أزيهر، فقامت دونهم أم غيلان ونسوة عندها حتى منعتهم. # قال البكائي: وأرسل أبو سفيان إلى مأتى ناقة فعقل بها أبا أزيهر، ثم بعث ~~بها مع رهط من قريش فيهم ضرار بن الخطاب إلى قوم أبي أزيهر بالسراة [1] ~~فأتوا بالدية رهط أبي أزيهر فقبلوا الدية منهم، ثم أمهلوا حتى إذا أرادوا ~~الانصراف شدت عليهم الغطاريف، وهم أهل الحارث بن عبد الله بن عامر الغطريف ~~والنمر ودوس، فقتلوا بعضهم ونجا بعضهم، فهرب ضرار بن الخطاب واستجار بامرأة ~~من دوس يقال لها أم غيلان فأدخلته منزلها وأجارته، وأقبلت الأزد فلما رأتهم ~~أخرجت بناتها حسرا دونه، فلما جاءت دوس تطلبه قالت: إني قد أجرته وحرماتكم ~~حسر دونه، فإن شئتم [2] فاهتكوا الستر [3] واستحلوا حرمته، فتركوه لها ~~فانصرف وهو يقول: (الطويل) # جزى الله عنا أم غيلان صالحا ... ونسوتها إذ هن [4] شعث عواطل # فهن دفعن الموت بعد اقترابه [5] ... وقد برزت للثائرين [6] المقاتل # دعت دعوة دوسا فسالت شعابها ... برجل وأردفها [7] الشروج [8] القوابل # وعمرا [9] جزاه الله خيرا فما ونى [10] ... وما بردت [11] منه لدي ~~المفاصل # فجردت سيفي ثم قمت بنصله ... وعن أي نفس ms114 بعد نفسي أقاتل PageV01P204 # وذكروا أن حسان بن ثابت قال: (الكامل) # يا دوس إن أبا أزيهر أصبحت ... أصداؤه [1] رهن المضيح فاقدحي [2] # حربا يشيب لها الوليد فإنما ... يأتي الدنية كل عبد نحنح [3] # وابكي [4] أخاك بكل أسمر ذابل ... وبكل أبيض كالعقيقة [5] مصفح [6] # وطمرة [7] مرطى [8] الجراء كأنها ... سيد [9] بمقفرة وسهب [10] أفيح [11] # إن تقتلوا مائة به فدنية ... بأبي أزيهر من رجال الأبطح [12] # فلم ترض الأزد بذلك حتى غاورت [13] قريشا، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة ~~وجعلوا يضعون الرصد في العير [14] فيقتلون من قدروا [15] عليه حتى رضوا ~~منهم، فخرج [16] لهم في كل قتب فدخل أو فخرج دينار فرضيت [17] بذلك الأزد ~~[18] فقال الدوسي (الطويل) PageV01P205 # ألا أبلغا حسان أعني [1] ابن ثابت ... بأنا ثأرنا من قتيل المضيح [2] # ثلاثين من أبناء فهر بن مالك ... وعشرين إلا واحدا لم يتيح # تركنا سراة الحي تيما وعامرا ... وسهما ومخزوما كشاء مذبح # ولا بد من أخرى على أبطحيهم ... تقربها عين الشجي المدبح [3] # فدونكها يا ابن الفريعة [4] شزبا [5] ... شماطيط [6] أمثال القطا [7] ~~المتروح [8] # تنسى هشام بن الوليد ورهطه ... سخينة بيع الأتحمي [9] المسيح [10] # السخينة هم قريش كانوا يعيرون بها [11] لأكل الخزير، وقال سراقة الأكبر ~~بن مرداس فيما جعلت قريش للأزد عليهم من الخرج بعد أن [12] قتلت الأزد منهم ~~وسمي بعض من قتلوا: (الوافر) # لقد علمت بنو أسد بأنا ... تقحمنا المشاعر [13] معلمينا [14] # تركنا بعككا [15] وابني هشام ... وحربا [16] والمسيب [17] إذ لقينا ~~PageV01P206 # وعوفا بعده العوام رهنا ... ولم نك من قريش أو جرينا [1] # تركنا تسعة للطير منهم ... بمكة والسباع مطرحينا [2] # فلما أن قضينا الدين قالوا ... نريد السلم قلنا قد رضينا # وضعنا الخرج موظوفا عليهم ... يؤدون الاتاوة [3] آخرينا # لنا في العير [4] دينار مسمى ... به حز الحلاقم يتقونا # ولولا ذاك ما جالت [5] قريش ... شمالا في البلاد [6] أو يمينا # فلم يزل ذلك عليهم يؤدونه إلى الأزد حتى ظهر النبي صلى الله عليه وسلم ~~وطرحه فيما طرح من سنن الجاهلية، وقتل المسيب بن عابد بن عبد الله ابن عمر ~~بن مخزوم وكان لقيهم أبو صفيح [7] الدوسي خال أبي أزيهر فقتلهم. # وأما قول الوليد لبنيه: ونهبي في بني ms115 جذيمة ودم أخي [8] ، فكان الوليد ~~أقبل من أرض الحبشة في تجارة ومعه ركب من قريش فيهم عوف بن عبد [9] عوف بن ~~عبد [بن-] [10] الحارث بن زهرة أبو عبد الرحمن بن عوف بن عفان بن أبي العاص ~~بن أمية ومع عوف ابنه عبد الرحمن ومع عفان ابنه عثمان، وقال ابن الكلبي: ~~كانوا أقبلوا من اليمين وقد حملوا مال رجل من بني جذيمة بن عامر بن عبد ~~مناة بن كنانة إلى ورثته وكان هلك باليمن، فادعاه رجل منهم يقال له خالد بن ~~هشام ولقيهم بأرض بني جذيمة قبل أن يصلوا إلى ورثة الميت فطلبه منهم، فأبوا ~~عليه فقاتلهم بمن معه من قومه على المال ليأخذوه فقاتلوه، فقتل الفاكه بن ~~المغيرة وعوف، ونجا عفان وابنه عثمان وأخذوا مال الفاكه PageV01P207 # ومال عوف بن عبد [1] عوف فانطلقوا به، وكان عبد الرحمن فيما يذكرون قد ~~أصاب خالد بن هشام الجذمي قاتل أبيه، وأفلت الوليد فانتهبوا ماله وأسروا ~~[2] نفرا من قريش من بني المغيرة ونفرا من قريش فيهم مالك ابن عميلة [3] بن ~~السباق بن عبد الدار بن قصي، قال البكائي في شأن الفاكه ابن المغيرة بن عبد ~~الله بن عمر بن مخزوم ومقتله، قال: فبعث هشام بن المغيرة بفداء أصحابه ~~ففكوا، ولم يفك مالك بن عميلة فيمن فك، فقال في ذلك مالك يعاتب هشاما: ~~(الكامل) # لا تنسين أبا الوليد بلاءنا ... وصنيعنا في سالف الأيام # ولنا من الأموال غير رغائب ... ولنا نصاب المجد والأحلام # إما يكن زمن أحال بأهله ... إذ [4] كان حين نبا فغير لئام [5] # وأما عبد الرحمن بن عوف فكان فيما يذكرون قد أصاب خالد بن هشام أخا بني ~~جذيمة الذي قتل أباه فقتله، فقال عبد الرحمن بن عوف حين قتله بأبيه أبياتا، ~~ثم إن ضرار بن الخطاب خرج إلى خالد بن عبيد بن جابر وهو أبو قارظ أحد بني ~~الحارث بن عبد مناة وكان حليفا لبني زهرة فقال: خذ لنا عيرنا ودماءنا [6] ~~وما أخذ منا، فقال: أعينكم عليهم ولا أعينهم عليكم، فقال ضرار بن الخطاب في ms116 ~~ذلك: (المتقارب) # دعوت إلى خطة [7] خالدا ... من المجد ضيعها خالد # ثم إن قريشا تهيأت لغزو بني جذيمة، فلما بلغهم ذلك قالوا لقريش: # ما كان مصاب أصحابكم عن ملأ منا، وإنما عدا عليهم قوم بجهالة فأصابوهم ~~PageV01P208 # ولم نعلم- أو كما قالوا، فنحن نعقل لكم ما كان قبلنا من دم أو مال، فقبلت ~~قريش العقل ووضعت الحرب عنها، فلما كان بعد ذلك بزمان بعث رسول الله صلى ~~الله عليه خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عامر فقاتلهم على ماء لهم يقال ~~له الغميصاء [1] فقتل منهم أربعمائة غلام، قال: ولما قتل هشام بن الوليد ~~أبا أزيهر أرسلت/ بنو المغيرة يسألون وينظرون ما تصنع بنو عبد مناف وما ~~تجمع [2] عليه، فأتاهم عينهم [3] فأخبرهم بما كان من غضبهم [4] ، فدعا أبو ~~سفيان في بني عبد مناف فاجتمعوا إليه، فقام ابان بن سعيد بن العاص بن أمية ~~فقال: # يا أبا سفيان! أيكون [5] شر قريش فيما بينها في كبش أصلع [6] من الأزد ~~يخذلهم [7] عنه، فقال أبو سفيان: يا أبان! أتريد أن تفرق عني الدعوة، أما ~~والله [8] ، إني لأنا إذا حميت. فقال أبان: احم حيث تنفعك الحمية ولكن خير ~~مما تريد [أن-] [9] تعطي بخفرتك [10] وتؤدي [11] عن حميك [12] وتستصلح ~~عشيرتك، فرجع أبو سفيان وهو يقول: لا ينتطح في قتله عنزان وهؤلاء [13] بنو ~~أبي أحيحة [14] حموا لخؤولتهم [15] فيهم، وكانت صفية بنت المغيرة وهي أكبر ~~PageV01P209 # من هند عند أبي أحيحة [1] وكانت عنده أيضا هند أختها، فولدتا ولد أبي ~~أحيحة [1] كلهم إلا خالد بن سعيد [2] وأم صفية بنت المغيرة صخرة البجلية ~~[3] : وأم هند ريطة بنت سعيد بن سهم [4] قال: ولم يجمع أحد من قريش أختين ~~إلا أبو أحيحة، قال: وطغى [5] سعيد [6] بن صفيح [7] الدوسي جد أبي أزيهر ~~الدوسي [8] بجير بن العوام بن خويلد باليمامة، التقيا تاجرين فغره جد أبي ~~أزيهر حتى قدمه فضرب عنقه وقال: هذا بأبي أزيهر، فقال بجير قبل أن يضرب ~~عنقه: دعني حتى أقول شعرا، فتركه: (الطويل) # ألكني إلى ليلى بآية [9] أومأ [10] ... برجع [11] لسان [12] خاف عينا ~~فلجلجا [13] # وآية ما ms117 أني وجدت أخا القلى ... وشر الأخلاء الخليل الممزجا [14] # / وأبيض لذ الخمر صرفا صبحته ... إذا اتخذ الصبح القميص المفرجا # وجدت عليه مغرما فحملته ... وفرجت ما أن خال ألا يفرجا # ثم قدمه فضرب عنقه، وولد [15] أبو أزيهر أبا حنأة [16] وجنادة [17] ~~PageV01P210 # وعبد الله فولد أبو حنأة [1] شميلة [2] فتزوجها مجاشع بن [3] مسعود ~~السلمي، فأصابته رمية [4] يوم الجمل فمات بعد ذلك، وكان مع عائشة [5] رضي ~~الله عنها، فتزوجها بعده عبد الله بن العباس بالبصرة حين أمره [6] عليها ~~علي بن أبي طالب عليه السلام، وذلك قول أبو فسوة [7] : (الطويل) # فلو [8] كنت من زهران [9] قربت مجلسي ... ولكنني مولى جميل بن معمر [10] # يعني جميل بن معمر الجمحي ### | حديث يوم الغميصاء # [11] # كان رسول الله صلى الله عليه وجه خالد بن الوليد إلى الأحابيش وهم [12] ~~الهون [13] بن خزيمة [14] والحيا من خزاعة وبنو مالك بن كنانة وهم ~~PageV01P211 # بأسفل مكة، فقالت امرأة [1] من بني جذيمة وقد أكثر القتل فيهم: (الطويل) # والله لولا غوث القوم أسلموا [2] ... للاقت سليم يوم ذلك ناطحا [3] # لماصعهم [4] بشر [5] وأصحاب جحدم ... ومرة حتى يترك [6] البرك [7] صائحا ~~[8] # فكائن ترى يوم الغميصاء من فتى ... أصيب ولم يجرح وقد كان جارحا # ألظت [9] بخطاب [10] الأيامى وطلقت ... غداتئذ من كان منهن ناكحا # وإن خالدا أسر منهم أسارى، فكان فيهم شاب [11] من بني جذيمة، فقال لبعض ~~من يحرسه وهو مكتوف: انطلق بي [12] إلى هذا [13] السبي من النساء أسلم على ~~امرأة منهن، فذهب به فقال حين وقف على النساء: أسلمى PageV01P212 # حبيش [1] على نفد [2] العيش، فقالت المرأة: وأنت فحييت [3] عشرا وسبعا ~~وترا وثمانيا تترى، فقال الفتى: (الطويل) # أريتك [4] إذ طالبتكم [5] فوجدتكم [6] ... بحلية [7] أو أدركتكم بالخوانق ~~[8] # ألم يك حقا [9] أن يزود [10] وامق ... تكلف إدلاج السرى [11] والودائق ~~[12] # وقد [13] قلت إذ أهلي لأهلك جيرة ... أثيبي [14] بود قبل إحدى الصوافق ~~[15] PageV01P213 # أثيبي [1] بود قبل أن تشحط النوى ... وينأى أمير [2] بالحبيب المفارق # قال: فلما قدم الفتى فضربت عنقه جاءت فخرت عليه حتى ماتت معه، فقال غلام ~~من بني جذيمة في ذلك اليوم وهو يسوق [3] أمه وأختيه [4] : # (الرجز) # ارفعن [5] أطراف الذيول [6] وأمشين [7] ... مشي حيات ms118 كأن لم يفزعن [8] # إن تمنع اليوم الثلاث [9] تمنعن # [10] وقال غلمة [11] من بني جذيمة يقال لهم بنو مساحق [حين سمعوا بخالد، ~~فقال أحدهم-] [12] : (الرجز) # قد علمت بيضاء [13] صفراء [14] الإطل [15] ... يحوزها [16] ذو ثلة [17] ~~وذو إبل # لأغنين [18] اليوم ما أغنى رجل PageV01P214 # وقال الآخر: (الرجز) # قد علمت صفراء [1] تلهى العرسا ... لا تملأ اللحيين [2] منها نهسا [3] # لأضربن القوم [4] ضربا وعسا [5] ... ضرب المحلين [6] مخاضا [7] قعسا [8] # ويروى: ضرب المجرين [9] ، وهو أجود، وقال الثالث: (الرجز) # أقسمت ما إن خادر [10] ذو لبدة [11] ... شثن [12] البنان في غداة بردة # جهم المحيا ذو شبال وردة ... يرزم [13] بين أيكة [14] وجحدة [15] # ضار [16] بآحاد [17] الرجال وحدة ... بأصدق الغداة مني نجدة # وذكر في إسناده عن عبد الله بن أبي حدرد [18] الأسلمي قال: كنت مع خالد ~~يوم الغميصاء فأسرت غلاما منهم وجمعت يديه إلى عنقه، فلما مر بنسوة ~~PageV01P215 # منه غير بعيد قال لي: اجعل طريقي على النسوة فان لي حاجة إن خف ذلك عليك، ~~فأقبلت به نحوهن، فلما أن كان منهن بالمكان الذي يسمعن كلامه قال: أسلمى ~~حبيش على نفد العيش، قالت: وأنت فأسلم شعيث سقاك ربي الغيث، فقال الفتى [1] ~~: (الطويل) # رأيتك في الأيام كنت لقيتكم ... بحلية أو أيامنا بالخوانق # ألم يك حقا أن ينول [2] عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق [3] # فلا ذنب لي قد قلت قبل فراقكم ... أثيبي بنيل قبل إحدى الصوافق # أثيبي بنيل قبل أن تشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق # فإني ما ضيعت سر [4] أمانة ... ولا راق [5] عيني عنك بعدك رائق [6] # سوى ما نثت [7] قول العشيرة بينها ... على الظن منها ذاك [8] بعد التوامق ~~[9] # فأجابته وقالت: وأنت فحييت [10] عشرا وتسعا وترا وثمانيا تترى، ثم انصرف ~~فضربت عنقه، فلما رأته حبيش [11] أقبلت فأكبت عليه ولم تزل تشهق حتى ماتت، ~~وقد كان القوم تأهبوا لحرب خالد بن الوليد فصاح بهم خالد أن ضعوا السلاح، ~~فان الناس قد أسلموا فقال رجل منهم يقال له جحدم: يا بني جذيمة! إنه خالد ~~بن الوليد فو الله ما بعد وضع السلاح [إلا-] [12] الإسار PageV01P216 # ولا بعد الإسار إلا حز [1] الأعناق، والله لا أضع ms119 سلاحي أبدا، فأخذه رجال ~~من قومه، وقالوا: يا جحدم! أتريد أن تسفك دماءنا [2] ، إن الناس قد أسلموا ~~ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس، فلم يزالوا به حتى وضع سلاحه ووضع قومه ~~السلاح، ثم وضع خالد فيهم السيف فأكثر القتل وبلغ الخبر رسول الله صلى الله ~~عليه فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال حتى انه ليدي لهم مبلغة ~~الكلب، حتى لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه علي بن أبي طالب عليه ~~السلام، وبقيت معه بقية من المال فقال لهم حين فرغ: [هل-[3]] بقي لكم دم أو ~~مال لم يود لكم [4] ؟ قالوا: لا، قال: فأني أعطيكم هذه البقية من المال ~~احتياطا لرسول الله صلى الله عليه مما لا يعلم ومما لا تعلمون، ففعل ثم رجع ~~إلى رسول الله صلى الله عليه فأخبره الخبر، فقال: أصبت وأحسنت، قال: فكان ~~بين خالد وعبد الرحمن في ذلك كلام فقال له عبد الرحمن: # عملت [5] بأمر الجاهلية في الإسلام، فقال خالد: إنما ثأرت بأبيك [6] ، ~~فقال عبد الرحمن: كذبت، قد قتلت قاتل أبي، ولكنك ثأرت بعمك الفاكه بن ~~المغيرة ### | حديث سهيل بن عمرو في الردة # ابن الكلبي قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه هم أهل مكة بمنع الصدقة ~~فقام [7] سهيل بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي فيهم خطيبا فقال: # يا معشر قريش! يا أهل مكة! قد علمتم اني أكثر أهل مكة جارية [8] في البحر ~~PageV01P217 # وقتبا [1] في البر فأدوا الصدقة فإن كان ما تريدون رددت عليكم ما أديتم ~~من مالي وإلا لم تكونوا قد شنتم [2] الإسلام وهجنتموه، فقبلوا [3] قوله، ~~فأكمل الله الإسلام وخلف فيهم نبيه صلى الله عليه، وكان ذلك تأويل قول رسول ~~الله صلى الله عليه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم بدر حين أخذ سهيل بن ~~عمرو أسيرا وكان خطيب أهل مكة في استنفارهم إلى أبي سفيان إلى العير [4] ~~فقال عمر: دعني يا رسول الله! أنزع ثنيتيه فلا يقوم عليك خطيبا أبدا، فقال ~~رسول الله صلى الله عليه: دعه ms120، فلعله يقوم مقاما يسرك الله به، فكان هذا ~~مقامه، وكان سهيل بن عمرو أعلم، والأعلم المشقوق الشفة. ### | حديث النبي صلى الله عليه وأبي لهب # قال الكلبي: لما أنزل الله عز وجل وأنذر عشيرتك الأقربين 26: 214 [5] خرج ~~حتى قام على المروة فقال: يال فهر! فجاءته قريش فقال أبو لهب: هذه فهر ~~عندك، فقال: يال غالب! / فرجع بنو محارب وبنو الحارث، ثم قال: يال لؤي بن ~~غالب! فرجع بنو تيم الأدرم بن غالب، فقال يال كعب بن لؤي! فرجع بنو عامر بن ~~لؤي، فقال: يال مرة بن كعب! فرجع بنو عدي وبنو سهم وبنو جمح، فقال: يال ~~كلاب! فرجع بنو مخزوم وبنو تيم، فقال: يال قصي! فرجع بنو زهرة، فقال: يال ~~عبد مناف! فرجع بنو عبد الدار وبنو أسد بن عبد العزى، فقال أبو لهب: هذه ~~بنو عبد مناف عندك، فقال: إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين وأنتم ~~الأقربون من قريش وأني لا أملك من الله حظا ولا من الآخرة نصيبا إلا أن ~~تقولوا لا إله إلا الله، فأشهد بها لكم عند ربكم وتدين لكم بها العرب، فقال ~~أبو لهب: تبا لك! ألهذا [6] PageV01P218 # دعوتنا؟ فأنزل الله عز وجل تبت يدا أبي لهب 111: 1 [1] ### | حديث الرحلتين # الكلبي قال: كانت قريش تعودت رحلتين إحداهما في الشتاء إلى اليمن والأخرى ~~في الصيف إلى الشام، فمكثوا بذلك حتى اشتد عليهم الجهد وأخصب تبالة [2] ~~وجرش [3] وأهل ساحل البحر من اليمن، فحمل أهل الساحل في البحر وحمل أهل ~~البر على الإبل فأرفأ [4] أهل الساحل بجدة وأهل البر بالمحصب [5] فامتار ~~أهل مكة ما شاءوا وكفاهم الله الرحلتين اللتين كانوا يرحلون إلى اليمن ~~والشام، فأنزل الله عز وجل لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف 106: 1- ~~2 [6] وقوله «آمنهم من خوف» 106: 4 يريد خوف العدو وخوف الجذام، فليس في ~~الأرض قرشي [7] مجذم [8] وإيلاف قريش يعني دأب قريش رحلة الشتاء والصيف ~~فأصابت قريشا سنوات ذهبن بالأموال، فخرج هاشم إلى الشام فأمر بخبز كثير ~~فخبز له فحمله في الغرائر على الإبل حتى وافى مكة فهشم ذلك الخبز ms121 ونحر تلك ~~الإبل ثم طبخها وألقى تلك القدور على ذلك الخبز فأطعم أهل مكة وأشبعهم، ~~وكان ذلك أول الحيا [9] فقال في ذلك PageV01P219 # وهب بن عبد بن قصي بن كلاب [1] : (الوافر) # تحمل هاشم [2] ما ضاق عنه ... وأعيا أن يقوم به ابن بيض # أتاهم بالغرائر متأقات ... من أرض الشام بالبر النقيض [3] # فأوسع أهل مكة من هشيم ... وشاب الخبز باللحم الغريض # فظل القوم بين مكللات ... من الشيزي وحائرها يفيض [4] # فحسده أمية فكان منه ما كتبناه [5] في منافرتهما، فيقال إن أول عداوة ~~وقعت بين هاشم وأمية بذلك السبب، وقال عبد المطلب: (المتقارب) . # أعود بمالي لهزلي قريش ... وقد دانت [6] الحمس [7] سوالها # وبذلي لها الطعم عند المحول [8] ... إذا أجدبت [9] توى [10] مالها # إذا هم بالجود بعد الأباء ... فلا يأخذ النفس [11] عقالها [12] # وكان عبد المطلب أحسن قريش وجها وأمدها جسما وأحلمها حلما وأجودها كفا لم ~~يره ملك قط إلا شفعه. PageV01P220 ### | سبب تزوج عبد المطلب في بني زهرة وتزويجه [1] عبد الله ابنه أيضا في بني زهرة # قال: كان عبد المطلب إذا ورد باليمن نزل على عظيم [2] من عظمائها فنزل ~~عليه مرة من المر [3] فوجد عنده رجلا قد أمهل له في العمر وقد قرأ الكتب ~~فقال له: يا عبد المطلب! ائذن لي في أن أفتش منك مكانا، فقال: ما كل مكان ~~مني آذن لك في تفتيشه، قال: إنما هو منخرك، قال: # فدونك، قال: فنظر في اليار [4] في منخره- واليار الشعر [5] وهو تغة [6] ~~يمانية- فقال: أرى نبوة وأرى ملكا، وأرى أحدهما في بني زهرة، فانصرف عبد ~~المطلب فتزوج هالة بنت أهيب [7] بن عبد مناة بن زهرة [وزوج ابنه عبد الله ~~آمنة بنت وهب-] [8] فولدت محمدا صلى الله عليه فجعل الله في بني عبد المطلب ~~النبوة والخلافة والله أعلم حيث وضع ذلك، قال: فلما انطلق عبد المطلب بابنه ~~يتزوج آمنة بنت وهب بن عبد مناة بن زهرة وقد كان عبد المطلب أرسل إليها ~~يخطبها على ابنه فأجابوه فمضى بابنه فمر على امرأة من خثعم يقال لها فاطمة ~~بنت مر [9] بمكة وكانت من ms122 أجمل الناس وأشبهم [10] وأعفهم [11] قد قرأت ~~الكتب وكان شباب قريش يتحدثون إليها، فرأت نور PageV01P221 # النبوة في وجه عبد الله فقالت: يا فتى! من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن عبد ~~المطلب، قالت: هل لك أن تقع علي وأعطيك مائة من الإبل؟ / فنظر إليها وقال: ~~(الرجز) # أما الحرام فالممات دونه ... والحل لا حل فأستبينه # فكيف بالأمر الذي تنوينه [1] ؟ # ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة بنت وهب الزهري، فأقام عندها ثلاثا وكانت تلك ~~السنة إذا دخل الرجل [2] على امرأته [2] في أهلها ... ثم ذكر [3] ما عرضت ~~عليه الخثعمية من الإبل مع ما رأى من جمالها، فأقبل إليها فلم ير منها من ~~الإقبال عليه [4] آخرا كما رأى منها أولا وقال: هل لك فيما قلت لي؟ قالت: ~~لا، كان ذلك مرة فاليوم لا، فذهبت مثلا [وقالت-] [5] أي شيء صنعت بعدي؟ ~~قال: انطلق بي أبي فزوجني آمنة فأقمت عندها ثلاثا، قالت: إني والله لست [6] ~~بصاحبة ريبة [7] ولكني رأيت نور النبوة في وجهك، فأردت أن يكون في وأبى [8] ~~الله إلا أن يجعله حيث جعله، وبلغ شباب قريش ما عرضت الخثعمية على عبد الله ~~وتأبيه عليها، فذكروا ذلك [لها-] [9] فأنشأت تقول: (الكامل) PageV01P222 # إني رأيت مخيلة [1] نشأت [2] ... فتلألأت بحناتم [3] القطر [4] # فلمائها [5] نور يضيء له ... ما حوله كإضاءة الفجر # فرأيت سقياها حيا بلد ... وقعت به وعمارة القفر # ورأيتها [6] شرفا أبوء به ... ما كل قادح زنده يوري # إن الذي قد كنت آمله ... مما عرضت له من الأمر # لم يدعني زهر [7] إليه ولا ... ألا أكون عفيفة الستر # وقالت أيضا: (الطويل) # بني هاشم قد غادرت من أخيكم ... أمينة [8] إذ للباه يعتلجان [9] # / كما غادر المصباح بعد خبوه [10] ... فتائل [11] قد ميثت [12] له بدهان # وما كل ما يحوى الفتى من تلاده [13] ... بحزم [14] ولا ما فاته لتوان ~~[15] # فأجمل إذا طالبت أمرا فإنه ... سيكفيكه جدان يصطرعان [16] PageV01P223 # سيكفيكه إما يد مقفعلة [1] ... وإما يد مبسوطة ببنان # ولما قضت منه أمينة ما قضت [2] ... نبا بصري عنه وكل لساني # ولما قضت منه أمينة ما قضت [3] ... حوت منه فخرا ما لذلك ثاني ### | حديث ms123 نصرة طليب [4] النبي صلى الله عليه # قال ابن الكلبي: كانت وقعت بين قريش بمكة واقعة [5] في أول ما بعث الله ~~نبيه صلى الله عليه فشتم عوف بن صبرة [6] السهمي النبي صلى الله عليه، فأخذ ~~طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي وأم طليب أروى [7] بنت عبد المطلب لحي ~~جمل فضرب به عوفا حتى سقط، فأتوا [8] أمه أروى [9] يشكونه إليها فقالت: ~~(الرجز) # إن طليبا نصر ابن خاله ... آساه [10] في ذي دمه وماله # فكان طليب هذا أول من نصر رسول الله صلى الله عليه وكان ذلك أول دم أريق ~~في نصرة رسول الله صلى الله عليه، ثم صحبه طليب وشهد بدرا وقتل بأجنادين ~~[11] شهيدا رحمه الله. PageV01P224 ### | قصة هشام بن المغيرة وضباعة # [1] # الهيثم [2] وابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن المطلب بن أبي وداعة ~~[3] أن/ المطلب حدث ابن عباس قال: كانت ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن ~~قشير [4] بن كعب تحت هوذة [5] بن علي بن ثمامة [6] الحنفي فهلك عنها، ~~فأصابت منه مالا كثيرا ثم رجعت إلى بلاد قومها فخطبها عبد الله بن جدعان ~~التيمي إلى أبيها فزوجه إياها، فأتاه ابن عم لها يقال له حزن بن عبد الله ~~بن سلمة بن قشير فقال: زوجني ضباعة، قال: قد زوجتها ابن جدعان، قال: فحلف ~~ابن عمها أن لا يصل إليها أبدا وليقتلنها دونه، قال: فكتب أبوها إلى ابن ~~جدعان يذكر ذلك له فكتب إليه ابن جدعان: والله! لئن فعلت هذا لأرفعن لك ~~راية غدر بسوق عكاظ، فقال أبوها لابن عمه: قد جاء من الأمر ما قد ترى فلا ~~بد من الوفاء لهذا الرجل، فجهزها وحملها إليه وركب حزن في أثرها وأخذ الرمح ~~فتبعها حتى انتهى إليها فوضع السنان بين كتفيها ثم قال: يا ضباعة! أقوم ~~يقتنون المال تجرا أحب إليك أم قوم حلول [7] ؟ قالت: لا بل قوم حلول، قال: ~~أما والله! إن لو قلت غير هذا لأنفذته [8] من بين ثدييك، ثم انصرف عنها، ~~وهديت إلى ابن جدعان، فكانت عنده ms124 ما شاء الله أن تكون، قال: فبينا هي تطوف ~~بالكعبة وكان لها جمال وشباب إذ رآها هشام بن المغيرة المخزومي فأعجبته ~~فكلمها عند PageV01P225 # البيت وقال [1] : لقد رضيت أن يكون هذا الشباب والجمال عند شيخ كبير، فلو ~~سألته الفرقة لتزوجتك، وكان هشام رجلا/ جميلا مكثرا، قال: فرجعت إلى ابن ~~جدعان فقالت: إني امرأة شابة وأنت شيخ كبير، فقال لها: ما بدا لك في هذا؟ ~~أما! إني قد أخبرت أن هشاما كلمك وأنت تطوفين بالبيت وإني أعطي الله عهدا ~~ألا أفارقك حتى تحلفي ألا تزوجي هشاما، فيوم تفعلين ذلك فعليك أن تطوفي ~~بالبيت عريانة وأن تنحري كذا وكذا [2] بدنة وأن تغزلي [3] وبرا بين ~~الأخشبين [4] من مكة وأنت من الحمس [5] ولا يحل لك أن تغزلي الوبر، قال ~~الهيثم: والحمس [6] قريش وكنانة وخزاعة ومن ولدت قريش من أفناء العرب، ~~فأرسلت إلى هشام تخبره بالذي أخذ عليها، فأرسل إليها: أما ما ذكرت من طوافك ~~بالبيت عريانة فاني أسال قريشا أن يخلوا لك المسجد فتطوفي قبل الفجر بسدفة ~~[7] من الليل فلا يراك أحد، وأما الإبل التي تنحرينها [8] فلك الله أن ~~أنحرها عنك، وأما ما ذكرت من غزل الوبر فإنه دين [9] وضعه نفر من قريش ليس ~~دينا جاءت به نبوة، فقالت لعبد الله بن جدعان: نعم لك أن أصنع [10] ما قلت ~~وأخذت [11] على إن تزوجت هشاما، فطلقها فتزوجت هشاما، فكلم هشام قريشا، ~~وسألهم أن يخلوا [12] لها المسجد PageV01P226 # ففعلوا، قال الكلبي: فقال المطلب بن أبي وداعة: كنت [1] غلاما من غلمان ~~قريش فأقبلت من باب المسجد وأنا أنظر إليها، فوضعت ثيابها وطافت بالبيت ~~أسبوعا وهي تقول: (الرجز) # اليوم يبدو [2] نصفه أو كله ... وما بدا منه [3] فلا أحله # حتى فرغت ونحر عنها ما ذكرت من الإبل وغزلت ذلك الوبر، فولدت لهشام سلمة ~~بن هشام، فكان من خيار المسلمين، قال فبينا هي ذات ليلة قائمة إذ سمع هشام ~~صوت صائحة فقال: ما هذا؟ فقيل عبد الله بن جدعان التيمي مات، فقالت [4] ~~ضباعة [5] : أما والله! لنعم زوج العربية كان، فقال هشام: إي ms125 والله! وابنة ~~العم القريبة، ثم مات هشام بعد ذلك عنها، ثم إن رسول الله صلى الله عليه ~~وسلم خطبها إلى ابنها سلمة بن هشام فقال: يا سلمة! زوجني ضباعة، فقال: حتى ~~استأمرها يا رسول الله! فاستأمرها فقال: يا ضباعة! إن رسول الله صلى الله ~~عليه خطبك إلي، قالت: ويلك! فما قلت له؟ قال: قلت: حتى استأمرها، قالت: # أتستأمرني في رسول الله صلى الله عليه؟ قبح الله رأيك! ارجع لا يكون رسول ~~الله صلى الله عليه قد بدا له، قال: فجاء [6] ، وقد ذكر لرسول الله صلى ~~الله عليه [عنها-] [7] كبرة [8] فقال: يا رسول الله! قد استأمرت فأمرتني أن ~~أفعل، قال: # فسكت عنه النبي صلى الله عليه ### | هذا حديث النسأة [9] من كنانة # أبو البختري قال حدثني الضحاك بن عثمان عن إبراهيم بن عبد PageV01P227 # الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة قال: كانت النسأة في القلمس [1] الكناني ~~ثم في ولده من بعده فكانوا ينسئون الشهر فكانوا يحجون في كل شهر عامين، ~~يحجون [2] في المحرم عامين وفي صفر عامين وفي/ ربيع الأول عامين وفي شهر ~~ربيع الآخر عامين وفي جمادى الأولى عامين وفي جمادى الآخرة [3] عامين وفي ~~شعبان عامين وفي رمضان عامين وفي شوال عامين ثم ذي القعدة عامين ثم ذي ~~الحجة عامين، فكانوا إذا حجوا في شهر لم يحفظوا [4] أن يجعلوا [5] يوم ~~التروية [6] ويوم عرفة [7] ويوم النحر [8] كهيئة من الشهر، ويقوموا [9] ~~ثلاثا، فان كان الحج في المحرم قام سوق عكاظ صبيحة ذي الحجة فتقوم عشرين ~~يوما بعكاظ، فإذا مضت [10] العشرون انصرفوا إلى مجنة فأقاموا بها عشرا ~~وأسواقهم قائمة، فإذا رأوا [11] الهلال انصرفوا إلى ذي المجاز فأقاموا بها ~~ثماني ليال أسواقهم قائمة ثم يتفرقون وكان ذلك آخر أسواقهم وكانوا لا ~~يبيعون يوم عرفة ولا في أيام منى ولا يبتاعون وكانوا يرون أن أفجر الفجور ~~العمرة في شهور الحج، وكانت قريش وغيرها من العرب لا PageV01P228 # يحضرون سوق المجاز إلا محرمين [1] بالحج، وكانوا يعظمون أن يأتوا شيئا من ~~المحارم أو [2] يغير بعض على بعض لأنها أشهر ms126 حرم، وإنما سمي الفجار لما صنع ~~فيه من الفجور ### | هذا حلف قريش الأحابيش # [3] # قال عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري الذي يقال له ابن أبي ثابت ~~[4] : كان الذي بدأ حلف الأحابيش أن رجلا من بني الحارث عبد مناة بن كنانة ~~هبط/ مكة فباع سلعة له ثم أوى إلى دار من دور بني مخزوم فاستسقى فخرجت إليه ~~امرأة من قريش، فقال: هلا كنت أمرت بعض الحفدة؟ فقالت: تركتنا بنو بكر ~~نعاما [5] ذا مثل حماد [6] انا أن نترك في حرمنا، قال: فخرج الرجل حتى أتى ~~بني الحارث بن عبد مناة فقال: يا بني الحارث! ذلت قريش لبني بكر، فإن كان ~~عندكم نصر فنصر، فقالوا: ادعوا إخوانكم بني المصطلق والحيا بن سعد بن عمرو، ~~فركبوا إليهم فجاؤوا بهم وسمعت بهم بنو الهون بن خزيمة فركبت معهم وذلك بعد ~~خروج بني أسد من تهامة [7] فخرجوا حتى اجتمعوا بذنب حبشي [8] وهو جبل بأسفل ~~مكة PageV01P229 # فتحالفوا بالله القائلين [1] إنا ليد تهد الهد وتحقن الدم ما أرسى حبشي، ~~قال ابن أبي ثابت الزهري: ولما غلب قصي على مكة وغلبت قريش وكثرت وتفرق ~~عنها من كان ينصرها من قضاعة وأسد قلت قريش وخافت بكرا فبعث عبد مناف إلى ~~الهون بن خزيمة والحارث بن عبد مناة فأجابوهم فبعثت بنو الحارث إلى المصطلق ~~والحيا فأجابوهم، فأقبلت الهون يقودها أبو ضرار بن مالك وأقبلت الحارث ~~يقودها شيظن [2] بن عمرو أخو بني أحمر وخرج عبد مناف إليهم فحالفهم، فقال ~~غالب بن يثيع [3] : (الخفيف) # بات شحب [4] وبات عبد مناف ... بيننا يقعدان للأحلاف # قال فقالت الأحابيش لما كثرت و [5] عزت إن من [5] أردنا أن ندخل منه من ~~قريش دخلنا فدخلت القارة وهم بنو الديش [6] بن محلم [7] بن غالب ابن يثيع ~~[8] بن الهون بن خزيمة [9] في بني زهرة بن كلاب، ودخل أيضا فيهم قارظ ثم ~~أراد بعضهم أن تخرج إلى الشام، فحالفوا أناسا من خزاعة ليأمنوا بهم، فأنزل ~~الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد ms127 ~~قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن 16: 92 PageV01P230 # تكون أمة هي أربى من أمة- 16: 92 [1] قال: فبلغهم [2] الخبر بالجحفة [3] ~~فرجعوا إلى مكة، قال: وإنما سموا [4] الأحابيش لتحالفهم بحبشي وهو من مكة ~~على عشرة أميال من ناحية الرمضة [5] . قال حماد الرواية: كان الذي قاد بني ~~الحارث وحالف قصيا عامر بن عوف وكان يقال له مسك الذنب ويقال بل حالفه [6] ~~عبد مناف وزوجه ابنته [7] ريطة، وقال حذافة [8] بن غانم أحد بني عدي بن كعب ~~يمدح بني قصي ويخص أبا طالب: (الطويل) # أبو عتبة [9] الملقي إلي حباءه [10] ... أغر هجان [11] اللون من نفر زهر ~~[12] PageV01P231 # وساقي [1] الحجيج [2] ثم للشيخ [3] هاشم ... وعبد مناف ذلك [4] السيد ~~الغمر [4] # أبوهم قصي كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل [5] من فهر # وأنكح [6] عوفا [7] بنته [8] ليجيرنا [9] ... من أعدائنا إذ أسلمتنا بنو ~~بكر [10] ### | ذكر ما جاء في أحلاف قريش وثقيف ودوس # قال [11] : كان سبب حلف ثقيف [12] في قريش أن قريشا حين كثرت رغبت في وج ~~وهو وادي الطائف فقالت لثقيف: نشرككم في الحرم وأشركونا في وج فقالت ثقيف: ~~كيف نشرككم في واد نزله أبونا وحفره بيده في الصخر PageV01P232 # لم يحفره بالحديد وفيه يقول: (الهزج) # فأرميها بجلمود [1] ... وترميني بجلمود # فأفنيها وتفنيني ... وكل هالك مودي [2] # قال: وأنتم لم تجعلوا الحرم إنما جعله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ~~فقالت قريش: لا تدخلوا حرمنا علينا ولا ندخل عليكم وجكم، فلما خشوا الحرب ~~وخشيت ثقيف من قريش وخزاعة وبني بكر بن عبد مناة حالفت قريشا ودعت إخوتها ~~من دوس، قال: فلما حالفت قريش ثقيفا قالت قريش لثقيف: # نطلب من دوس ما طلبنا منكم من الشركة في الدار، فقالت ثقيف: بل دوس ~~تحالفكم، فركب عبد ياليل بن [3] معتب ومسعود بن عمرو وهما من ثقيف ثم من ~~الأحلاف في نفر حتى أتوا دوسا فقالوا لهم: إن قريشا طلبت منا أن ندخلهم في ~~وج وأن يدخلونا في الحرم، فأبينا ذلك عليهم ثم حالفناهم فرغبوا إلى ما ~~عندكم فأدخلوهم وليدخلوكم وحالفوهم، فحالفت/ دوس قريشا، قال: # فلما بعث نجدة [4] الحروري حزاقا [5] الحروري أحد بني حنيفة ms128 يصدق الأزد ~~فقتلته دوس، قال عبد الملك بن مروان لابنة حزاق ودخلت عليه: أقتلت دوس ~~أباك؟ قالت: قتلوه في الجبل ولو أصحروا ما قاموا له، فقال المحرز بن أبي ~~هريرة الدوسي: هم والله! في السهل أقتل منهم في الجبل، فقال لها عبد الملك: # أنشديني ما قلت في أبيك، فقالت: (الطويل) PageV01P233 # أسائل ركبان [1] اليمامة هل رأوا ... حزاقا [2] وعيني كالحجاة [3] من ~~القطر # فمن يغتنم [4] أنعام [5] فيح [6] ومصمتا [7] ... وقتل حزاق [8] لم يزل ~~عالي الذكر # فإن [9] لم [10] أنل من دوس ثأري بفتية ... مصاليت [11] لم يكسرهم حرب ~~الدهر # فإن قريشا كان مقتل حازق [12] ... من إخوتهم فاطلب به فاطر الحجر [13] # فقال عبد الملك بن مروان: قد رأيتم ما صنع عمر بن عبيد الله بن معمر ~~التيمي وهو أحد قريش وليس من قرونها [14] ولا بيوتها ولا ملكها ولا قدمها، ~~PageV01P234 # يريد بذلك بعثه [1] عمر بن عبيد الله [2] إلى نجدة الحروري [3] وقتله أبا ~~فديك وهو عبد الله بن ثور الحروري. # وقال ابن شهاب الزهري: أهدى رجل من المشركين للنبي صلى الله عليه هدية ~~فأثابه [4] منها، فسخط فقال رسول الله صلى الله عليه: «لا جرم لا أقبل ~~بعدها زبد [5] مشرك إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي» والزبد الهدية. ~~والذين حالفوا في قريش من دوس [هم-] [6] بنو سلامان بن مفرج وبنو منهب [7] ~~وبنو مالك وعامة نبيش [8] ولم يحالف سائر [9] دوس. ### | حلف ابني علاج # قال عبد العزيز بن عمران: كان أول حلف دخل [فيه-] [6] قريش [10] حلف ابني ~~علاج وهما شريق [11] وعمرو ابنا علاج من ثقيف من الأحلاف وهو شريق بن وهب ~~بن عبد العزى بن علاج وإخوتهم بنو جارية بن عبد العزى وكان حلفهما أنهما ~~قتلا عمرو بن غيرة [12] المالكي من ثقيف ثم دخلا فحالفا آل الحارث بن زهرة ~~بن كلاب وأقاما سنة ثم رجع عمرو إلى الطائف فقال: اخترت قومي وقتلهم إياي ~~[13] أو عفوهم على حلف الهون والمذلة، PageV01P235 # وأراد أن يرجع شريق بعفوهم عن عمرو، فقال عمرو: (الطويل) # رغبت عن الحلف الذي قد رأمته [1] ... وراجعت أصلي يا شريق ms129 ومولدي # فهلك عمرو وولده ولم يدرك الإسلام منهم رجل، ودخل آل علاج كلهم في ذلك ~~الحلف، فقال وهب بن مناف [2] بن زهرة حين صنع بأمية بن عبد شمس ما صنع- ~~وكان ضربه بالسيف وهي قصة أخرى قد كتبتها في أول الكتاب [3] ، يذكر [4] حلف ~~بني علاج آل الحارث بن زهرة: / وعمي [5] الحارث الموفى بذمته لابني علاج ~~غداة أخفرت [6] فهر ### | حلف حارثة بن الأوقص [7] عن ابن أبي ثابت # [8] # قال ثم حلف على أثر حلف ابني علاج حارثة بن الأوقص [9] السلمي وكان من ~~أمره أن حارثة كان رجلا متعبدا [10] فقال بيتا من شعر: (الطويل) # ألا كل شيء بين زرو [11] ومنور ... يصير إلى ذات الإله فحسب # وكان حارثة يتمثله إذا طاف بضمار [12] وكان بيتا فيه صنم لهم [13] فقيل ~~PageV01P236 # له إن بيتا بمكة يتعبد له أهله وكل من جاء من العرب، قال: فهو أولى من ~~هذا البيت، لأخرجن [1] إليه، قالوا: إنك لا تستطيع أن تقيم به إلا [2] أن ~~تحلف أهله، قال: فخرج حتى قدم مكة فحالف أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكان ~~حارثة يتعبد حول البيت، ثم ولد له، فكان حكيم أشبه ولده به، فاستعملته قريش ~~على سفهائها فقال عدي بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس وكان من فتيان ~~قريش ويقال الحارث بن أمية الأصغر يقول ذلك: # (الوافر) # أطوف بالأباطح كل يوم ... مخافة [3] أن يشردني [4] حكيم # فهذا أول حلف دخل مكة ثم كانت بعده الأحلاف ### | حلف جحش [5] بن رئاب # [6] # قال: وكان حلف جحش [5] بن رئاب [7] من بني غنم بن دودان [8] بن أسد بن ~~خزيمة، وكان من أمره أن فضالة بن عبد مرارة الأسدي قتل هلال بن أمية ~~الخزاعي فقتلت خزاعة فضالة بصاحبنا، فاستغاثت بنو أسد بكنانة فأبوا أن ~~يعينوهم، فخرجت بنو أسد جالية فحالفت غطفان، فذكروا أن رسول الله صلى الله ~~عليه قال: غفار وأسلم من مزينة وجهينة خير من الحليفين أسد وغطفان فهما ~~الحليفان، فجاء [9] رئاب [7] بن يعمر [10] أبو جحش [5] إلى مكة فطلب الحلف ~~في قريش فدعته بنو أسد بن ms130 عبد العزى فحالفها، فقيل له PageV01P237 # أتحالف أشأم بطن في قريش فنقض الحلف منهم، وحلف بني عبد مناف وقال عبد ~~العزيز [1] : زعم بعض الناس أنه حالف بني أمية خاصة دون بني عبد مناف، قال: ~~وسار عبد الملك بن مروان بمكة وتبعه عروة بن الزبير فأنشده عروة قول أبي ~~أحمد [2] بن جحش: (الكامل) # أبني أمية كيف أظلم فيكم ... وأنا ابنكم وحليفكم في العسر [3] # ولقد دعاني غيركم فأبيته ... وخبأتكم لنوائب الدهر # وعقدت حبلي في حبالكم ... عند الجمار عشية النحر # فوصلتم رحمي بحقن دمي ... ومنعتم عظمي من الكسر # لكم الوفاء وأنتم أهل له ... إذ في بيوت سواكم الغدر # منع الرقاد فيما أغمض [4] ساعة ... هم يضيق [5] بذكره [6] صدري [7] # وذلك أن أبا سفيان بن حرب لما هاجر بنو جحش أراد بيع دورهم بمكة فقال أبو ~~أحمد يرققه ويذكره الحلف، فلما أمضى بيع دورهم قال يهجوه فلم يلتفت أبو ~~سفيان إلى ترقيقه ولم يحفل [8] بهجائه [9] وأمضى بيع دورهم، وكانت دور بني ~~جحش خلت منهم لأنهم هاجروا، فقال عبد الملك: من الذين دعوه [10] يا أبا عبد ~~الله [11] ؟ قال: قد علمتهم أمير المؤمنين! قال: فزدني PageV01P238 # بهم [1] علما، فقال: نحن دعوناهم فأبوا وحالفوا إليكم، فقال: صدقت ### | ثم حلف قارظ # قال: كان حلف آل قارظ وهم من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة أنهم ~~حالفوا الأحابيش وأن خالد بن الحارث بن عبيد بن تيم بن عمرو بن الحارث بن ~~مبذول بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وهو أبو قارظ دخل مكة وكان جميلا ~~حسانا [2] بليغ اللسان شاعرا، فقالت قريش: حليفنا وعقيدنا وأخونا وناصرنا ~~[3] وملتقى أكفنا كلنا يده عليهم، فكلهم دعاه إلى أن ينزله أو يزوجه، فقال: ~~إني لأكره أن آتي [4] بعضكم دون بعض فأمهلوني ثلاثا، فخرج إلى حراء [5] ~~فتعبد تلك الثلاث في رأسه ثم نزل وقد عزم/ وأجمع على أن يحالف أول رجل ~~يلقاه من قريش، فكان أول من لقيه عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن ~~كلاب، فعقد ثوبه بثوبه وأخذ بيده ثم خرجا حتى دخلا ms131 المسجد الحرام فوقفا عند ~~البيت فشد له الحلف ### | حلف بني شيبان السلميين # [6] # قال: وكان حلف بني شيبان السلميين وهو شيبان بن دبية [7] بن حرمس [8] ~~السلمي وكان من أمر حلفهم أن الغيداق [9] بن عبد المطلب كان لأم ليس له أخ ~~لأمه من بني عبد المطلب وكان أخوه لأمه عوف بن عبد PageV01P239 # عوف [1] ابن عبد بن الحارث بن زهرة وأمهما ممنعة [2] بنت عمرو بن مالك بن ~~مؤمل بن سويد بن أسعد بن مشنوء من خزاعة، فلما هلك عبد المطلب منع بنو عبد ~~المطلب الغيداق ميراثه من أبيه عبد المطلب فكلم أخاه لأمه عوفا فيهم فقال: ~~لا أقوى عليهم ولا تعينني قبيلتي، فخرج إلى شيبان وهو نازل من مكة بموضع ~~يقال له المفجر [3] فيه بئر يقال لها كرادم فقد تزوج أم حكيم بنت الزبير بن ~~عبد المطلب وهي أم معبد وعبيد وعباد بني شيبان وكان شيبان نديما لعوف فعقد ~~له الحلف بينه وبين الغيداق، فأعطاه إخوته ميراثه وثبت حلفا فيهم ### | حلف آل سويد # قال: وكان سبب حلف آل سويد بن ربيعة بن زيد [4] بن عبد الله بن دارم ~~التميمي أن [5] المنذر بن امرئ القيس [5] اللخمي [6] استرضع [7] زرارة [8] ~~ابن عدس [9] بن زيد [10] بن عبد الله بن دارم ابنا له يقال له مالك فشب ~~فيهم، وكان سويد بن ربيعة بن زيد [11] بن عبد الله بن دارم صهر زرارة تحته ~~ابنة لزرارة ولدت له سبع بنين فخرج مالك بن المنذر يتصيد [12] فأخفق [13] ~~PageV01P240 # فانصرف ومر بإبل سويد فأمر ببكرة منها سمينة [1] فنحرت واشتويت [2] وسويد ~~نائم فانتبه سويد فأخذ عصا وشد على مالك فضرب رأسه وهو لا يعرفه، فمات ~~الفتى من ضربته، فلما رأى ذلك هرب إلى مكة وعلم أنه لا يأمن، فحالف [3] بني ~~نوفل بن عبد مناف، وإن زرارة تنحى مخافة [4] عمرو بن المنذر [4] وكانت طيء ~~تطلب زرارة بدخل [5] ، فلما بلغ طيئا صنيع تميم بأخي الملك فقال [6] عمرو ~~[7] بن عتاب بن ثعلبة بن ردمان يحض عمرو بن المنذر على زرارة: (الكامل) . # أبلغ [8] أبا قابوس أن [9] ... المرء لم ms132 يخلق صباره [10] # وحوادث الأيام لا ... يبقى [11] لها إلا الحجاره # ما إن [12] عجزة أمه [13] ... بالسفح أسفل من أواره [14] # تسفي الرياح خلال [15] ... كشحيه وقد سلبوا إزاره PageV01P241 # فاقتل زرارة لا أرى ... في القوم أمثل من زراره # قال: فلما بلغ هذا الشعر عمرا [1] ركب فأتى منزل زرارة فلم يصبه فأخذ ~~امرأته وهي حبلى فبقر بطنها وانصرف، وإن زرارة قال له قومه: والله! ما أنت ~~بصاحب أخيه فأته فأتاه، فقال: ائتني بولد سويد بن ربيعة، فأتاه ببنيه ~~فذبحهم، ثم غزاهم عمرو بن المنذر بعد، فأوقد لهم نارا بأوارة وحلف ليحرقن ~~من بني تميم مائة إنسان، فأحرق ثمانية وتسعين رجلا وامرأة وهي الحمراء بنت ~~ضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم ورجلا من البراجم [2] شم ريح ~~القتار [3] ، فجاء يوضع [4] بعيره وهو لا يعلم ما كان من إحراق عمرو من ~~أحرق وإنما ظنه قتار ركب يشتوون، فأناخ بعيره وأقبل يعدو [5] فقال له عمرو: ~~ما جاء بك؟ قال: حب الطعام قد أقويت [6] ثلاثا لم أذق طعاما، فلما سطح ~~القتار ظننت أنه قتار طعام، فقال له عمرو: ممن أنت؟ # فقال: من البراجم، فقال عمرو: إن الشقي راكب [7] البراجم، فذهبت مثلا ~~وأمر به فقذف في النار، فسمي عمرو بن المنذر [8] محرقا لإحراقه هؤلاء، فهذا ~~كان سبب حلف سويد لبني نوفل بن عبد مناف. PageV01P242 # حلف مرثد [1] بن أبي مرثد الغنوي # كان ### | ### | حلف مرثد بن أبي مرثد الغنوي # أن كناز [2] بن حصين الغنوي ثم أحد بني حلان [3] وهو أبو مرثد ~~وكان صاحب قنص، قتل رجلا من غنى من بني عتريف [4] فأسلمته بنو حلان إلى بني ~~عتريف، فبات عندهم أسيرا فدب إليه مرثد بشعلة من نار فأحرق بها إساره [5] ، ~~ثم خرجا من ليلتهما [6] حتى تغيبا في غار [7] ثم لحقا بمكة فحالفا حمزة بن ~~عبد المطلب، وكان حمزة صاحب قنص، قال: فأنشدني مقدم بن الحجاج الغنوي بيتا ~~لأبي هريرة صاحب النبي صلى الله عليه: (الطويل) # فقل في طوال ليلة وعنائها [8] ... على أنه من ملة الكفر نجاني # قال مقدم: ليس هذا ms133 البيت لأبي هريرة، قاله كناز بن حصين ليلة أفلت ### | حلف بني نسيب بن الحارث # قال: كان حلف بني نسيب بن الحارث بن عمر بن مازن بن منصور فمنهم عتبة بن ~~غزوان بن جابر بن وهيب [9] بن نسيب بن الحارث في بني نوفل بن عبد مناف، ~~ولست أدري ما سبب حلفهم غير أني أظن أنه للرحم PageV01P243 # التي بينهم، قالوا: حالف تميم بن أوس بن حارثة [1] اللخمي وهو تميم ~~الداري الحارث بن عبد المطلب، ولست أدري ما سبب حلفه. ### | حلف آل عاصم وآل سباع # [2] # قال: كان حلف آل عاصم وهم من بني سعد بن بياضة بن سبيع [3] ابن خثعمة [4] ~~بن سعد بن مليح [5] بن عمرو [6] من [7] خزاعة أيضا أنهم كانوا جميعا حلفا ~~لعوف بن عبد عوف بن/ عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأخوهم لأمهم خباب بن ~~الأرت مولى عوف بن عبد عوف وخباب الذي شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه ~~واستعمله و [8] كعب بن زيد [9] على مقاسم بدر، وكان الذي دعاهم إلى حلف عوف ~~أخوهم لأمهم خباب بن الأرت وهي أمة كانت ختانة وهي التي أراد حمزة بن عبد ~~المطلب بقوله يوم أحد لسباع بن عبد العزى: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور! ~~قال: ودخل حلف هؤلاء الخزاعيين في زهرة أبو [10] بشر فكان منهم كرامة ~~البشرى الشاعر من خزاعة وليسوا بحلفاء ولكنهم انضموا إليهم بسبب إخوتهم ### | حلف آل عبد الله بن مسعود الهذلي # [11] # وكان أمره أن مسعودا أبا عبد الله بن مسعود قدم مكة بفرس عربي وناقة ~~PageV01P244 # مهرية [1] فقال: من يأخذ مني هذين وأعقد حلفي إليه؟ فإني موثم والمؤثم ~~المطلوب بالدم فأخذهما منه عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب وزوجه أم عبد بنت ~~الحارث فولدت عبد الله وعتبة ابني مسعود وعقد حلفه، قال: # وحالف وهب بن رباح الأشعري أبا عمرو بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن ~~زهرة، قال: ولا أدري ما كان سبب حلفه. # وكان سبب حلف آل عبد عمرو من خزاعة [2] أن عبد عمرو ms134 بن نضلة [3] بن مالك ~~بن سليم [4] بن غبشان [5] بن ملكان [6] بن أفصى/ تزوج إلى عبد بن الحارث بن ~~زهرة ابنته [7] نعم [8] وعقد بينه وبينه حلفا فولدت نعم ذا الشمالين بن عبد ~~عمرو [9] بن نضلة [10] وريطة [11] بنت عبد عمرو [9] فتزوج مظعون [بن حبيب ~~بن] [12] وهب بن حذافة بن جمح ريطة فولدت له عثمان [13] وقدامة وعبد الله ~~وزينب بني مظعون وزينب هي أم عبد الله وحفصة ولدي [14] عمر بن الخطاب، ~~وكانت ريطة تلقب مسخنة، وآل مظعون يسبون بها. PageV01P245 ### | حلف آل صعير [1] بن عذرة # وذلك أن صعير [2] بن حزان [3] بن كاهل بن عبد بن عذرة بن سعد قدم مكة ~~فحالف بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ثم رفض حلفهم وحالف آل بني ~~عبد مناف بن زهرة وعقد بينه وبينهم حلفا، فمن ولده خالد بن عرفطة [4] بن ~~صعير، ولخالد بن عرفطة صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان خالد بن عرفطة ~~على المسلمين يوم القادسية [5] ، وذلك أن سعد بن أبي وقاص كان عليلا فولاه ~~ذلك، وقال صعير [2] حين فارق بني المغيرة: # (الطويل) # فإن يتبدل [6] ود بكر بودنا ... تجد بدلا يا ابن المغيرة أعورا # تجد كذبا فيهم مقيما وبغضة [7] ... وكلبا عقورا أنبح [8] الناس أحذرا # قال: وكان حلف آل أنمار من القارة في بني زهرة أيضا [9] ، وما أدري ما ~~سبب حلفهم، قال: وحالف أبو مسافع الأشعري آل عمران بن مخزوم وقد/ انقرض ولم ~~يدع عقبا، ولا أدري ما كان سبب حلفهم. PageV01P246 ### | حلف عمرو بن الأعظم # قال: وكان في بني مخزوم ثم في بني المغيرة من الحلف [حلف-] [1] آل عمرو ~~بن الأعظم من الحيا من خزاعة وهم آل علباء [2] وهم بنو الربعة وهي بنت ~~الحارث بن عبد المطلب هي أمهم، ولست أعرف سبب حلفهم ### | حلف أبي أسامة # [3] # قال: وكان فيهم من الحلف أن أبا أسامة [3] الجشمي [4] حالف السائب ابن ~~عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم [5] ولست أدري ما سبب حلفه، وقال في ~~حديثه يرفعه نظر رسول الله صلى الله عليه إلى أبي ms135 أسامة فقال: الحليف مثل ~~أبي أسامة [6] # . حلف النباش [7] بن زرارة # قال: وكان حلف النباش بن زرارة من بني أسيد [8] بن عمرو بن تميم في بني ~~نوفل بن عبد مناف، ولست أدري ما سبب حلفه، والنباش أبو هالة زوج خديجة بنت ~~خويلد قبل رسول الله صلى الله عليه، فولدت له هالة [9] وهندا وهما رجلان، ~~فلهند ولادة في آل خالد بن حزام بن خويلد بن أسد أصابت المنذر بن عبد الله ~~الحزامي. PageV01P247 ### | حلف مسعود بن عمرو # قال [1] : قال ابن شهاب [2] : حالف آل مسعود بن عمرو من القارة آل عبد ~~الله بن جدعان/ التيمي، فلما حضرته الوفاة قال: يا [3] أبا مساحق [3] ، وهو ~~أبو زهير أيضا وكانت له كنيتان [4] إنه لا ولد لك ولا ينبغي لنا أن نقيم مع ~~من [5] لا ولد له فأردد إلينا حلفنا، فرده إليهم وبرئ إليهم منه، فحالفوا ~~بني نوفل بن أهيب [6] بن عبد مناف بن زهرة، قال: ثم ولد لعبد الله بن جدعان ~~بعد وفاته من الضيربه [7] بنت أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة أبو مليكة [8] ~~بن جدعان. قال: فهذا كل حلف انتهى إلينا أنه كان جاهليا في قريش، فما كان ~~سوى ذلك فهو دعاوة [9] في الإسلام لصداقة [10] أو أرحام [11] أو [12] جوار ~~أو [12] أصهار. PageV01P248 ### | من [1] دخل في قريش في الإسلام بغير حلف إلا بصهر أو بصداقة أو برحم أو بجوار [2] أو ولاء # [3] # فمن أولئك [4] في بني هاشم آل أبي مسروح بن عمرو هم من بني سعد بن بكر ~~دخلوا لصهرهم إلى العباس والمقوم [5] ابني عبد المطلب، كانت عند أبي مسروح ~~ابنة المقوم فولدت له عبد الله بن أبي مسروح، فتزوج عبد الله بنت العباس بن ~~عبد المطلب. # ومنهم جعونة [6] بن شعوب من بني ليث دخلوا في بني هاشم لصداقة كانت بين ~~أبي بكر بن جعونة وبين العباس بن عبد المطلب. # ومنهم في خزاعة آل كثير [7] بن الصلت [8] الكندي وآل أبي عمر الغفاري ~~أدخلهم [9] جميعا المهدي أمير المؤمنين في خلافته. وكان آل كثير ابن الصلت ~~في بني جمح. # ومن ms136 أولئك في بني عبد شمس آل عمرو بن أمية الضمري [10] دخلوا في بني أمية ~~لأن عمرو بن أمية الضمري تزوج سخيلة [11] بنت عبيدة بن الحارث بن عبد ~~المطلب. PageV01P249 # ومنهم آل هبيرة من بني قمير [1] حلف عليهم محمد بن عبد الملك بن عبد الله ~~بن عنبسة بن عمرو بن عثمان في خلافة المهدي فكتبهم معهم. # ومنهم آل سلمة وعمرو ابني الأزرق وكان دخولهم في بني عبد شمس أن سلمة ~~تزوج آمنة بنت عفان أخت عثمان رضي الله عنه لأبيه والأزرق عبد رومي كان ~~للحارث بن كلدة الثقفي، فنزل مع أبي بكرة ومع المنبعث يوم الطائف إلى النبي ~~صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فأعتقهم لإسلامهم [2] . # ومنهم ابن أخت النمر من كندة منهم السائب بن يزيد ليسوا بحلفاء ولم نعلم ~~سبب دخولهم في بني عبد شمس. # ومنهم آل هانئ ينسبون إلى [3] همدان ويدعون حلف عثمان بن عفان رضي الله ~~عنه وإنما هم موال له. # ومنهم آل قعين [4] من بني أسد بن خزيمة وآل علباء [5] من بني أسد وهم رهط ~~ابن عبد الرحمن بن أقيش [6] ليس لهم حلف إنما دخلوا بسبب جحش بن رئاب [7] . ### | ومن أولئك في بني نوفل بن عبد مناف # بنو أبي تجزأة [8] وآل [أبي-] [9] فكيهة وهما أخوان ابنا يسار غلام ~~PageV01P250 # عمارة بن الوليد بن المغيرة، وهم ينسبون إلى الأشعريين من اليمن، ولأبي ~~تجزأة [1] يقول عمارة بن الوليد: (الطويل) # تزوج أبا تجزاة [2] من يك أهله ... بمكة يرحل [3] وهو للظل آلف # وأخوهما لأمهما صياح [4] غلام عمارة بن الوليد الذي [5] قتله عمارة في ~~أمر اليهودي وكانت له قصة وهي هذه: كان عمارة رجلا مترفا جبارا فنزل في بعض ~~أسفاره بمنزل [6] شديد الحر [6] ، فقام صياح وذبح شاة وخبز وطبخ ثم ثرد له ~~فلما قدم إليه طعامه قال له عمارة: مرق حار وخبز حار في يوم حار ما أردت ~~إلا قتلي، ثم قتله، ولذلك يقول كعب بن سعد الغنوي: (الطويل) # [7] كمنزل صياح ومهلك سالم [7] ... ولست لميت هالك بوصيل [8] # ومنهم آل أبي ثور ينسبون إلى [9] بني تميم ms137 وهم الخيار بن عدي ابن نوفل بن ~~عبد مناف، قال عبد العزيز [10] : أدخل [11] إلى عبد الله بن جعفر الزهري من ~~ولد المسور بن مخرمة [12] أبو ثور غلام الخيار بن عدي. # ومنهم آل الحارث بن معاوية بن الحويرث المراديين من اليمن، قال: # وأظن مدخلهم فيهم بنكاح عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث حفصة بنت ~~PageV01P251 # أزهر بن عجير [1] بن [عبد-] [2] يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف ### | ومنهم حلف آل سيحان المحاربي من جسر # وذلك أن بني عبد مناف يقوونه وأنا أزعم أنهم عداد [3] ، دلني على ذلك قول ~~عبد الرحمن بن سيحان [4] حين ضربه مروان بن الحكم وهو عامل معاوية على ~~المدينة في الخمر ثمانين، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان: # أما بعد فإنك ضربت عبد الرحمن بن سيحان في نبيذ أهل الشام الذي يستعملونه ~~وليس بحرام حين كان حلفه إلى أبي سفيان وأيم الله! لو كان حليفا [5] للحكم ~~[6] ما ضربته فأبطل عنه الحد [7] قبل أن أضرب معه من أخذت معه، عبد الرحمن ~~بن الحكم، فأبطله عنه مروان، فقال عبد الرحمن ابن سيحان: (الطويل) # إني امرؤ عقدي [8] إلى أفضل الورى [9] ... عديدا إذا ارفضت عصا المتحلف ~~[10] # فبقوله عرف أنه عديد منهم [11] ... وليس بحليف حين أقر به في شعره ### | ومن أولئك في بني الحارث بن عبد المطلب # عبد الله بن سعيد بن القسب [12] من أزدشنوءة، قال: وأظن أنه دخل ~~PageV01P252 # فيهم [1] بنكاحه بحينة [2] بنت الحارث بن المطلب قد درج وليس له عقب، ~~قال: ودخل في بني المطلب بن عبد مناف آل جهيم من السكاسك [3] دخلوا بصهر ~~لهم فيهم ### | ومن أولئك من بني عبد الدار بن قصي # آل علاط [4] البهزيون [5] من بني سليم بن منصور رهط حجاج بن علاط/ وكان ~~مدخلهم فيهم أنها كانت عند الحجاج صفية بنت أبي طلحة ابن عبد العزى بن ~~عثمان بن عبد الدار، فولدت له معرض [6] بن الحجاج وأخاله، فدخلوا في بني ~~عبد الدار بالصهر، وليس لهم حلف. # ومنهم آل يعلى بن منية [7] من بني تميم ومنية أمه، وهو ms138 يعلى بن أمية [8] ~~، ولا أعرف سبب دخولهم في بني عبد الدار ### | ومن أولئك في بني أسد بن عبد العزى بن قصي # آل حاطب بن أبي بلتعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شهد بدرا، ~~ومنهم رجل من عنس من اليمن كان ملصقا في بني أسد بغير حلف فادعاه عامر بن ~~صالح بن عبد الله بن عروة، قال [9] : وهو من ولد الحارث بن أسد بن عبد ~~العزى. PageV01P253 ### | ومن أولئك في بني زهرة بن كلاب # آل يزيد [1] من الجدرة [2] من الأزد دخلوا في زهرة بنكاح عبد الله بن ~~يزيد [3] ابنة الأسود بن عوف بن عبد عوف بن عبد [4] [بن-] [5] الحارث بن ~~زهرة، وليس لهم حلف، ومنهم آل أبي بشر من [6] خزاعة منهم كرامة البشرى ~~الشاعر دخلوا بسبب أخوتهم إلى سباع بن عبد العزى من خزاعة. # ومنهم آل عبد بن القاري [7] وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة/ منهم مسعود ~~بن عمرو القاري صاحب النبي صلى الله عليه شهد بدرا وقتل بخيبر، قال [8] : ~~سمعت من يحقق حلفهم، وسمعت من يوهنه، ويقول: إنما دخلوا بأرحامهم وأصهارهم ~~في بني زهرة. # ومنهم آل شرحبيل بن حسنة وهو شرحبيل بن سفيان بن معمر ابن حبيب بن وهب بن ~~حذافة بن جمح وكانت أمه حسنة من الأشعريين وكانت عند سفيان بن معمر فتبنى ~~[9] ابنها شرحبيل وولدت له محمد بن سفيان فكانت هي وهما وسفيان من مهاجرة ~~الحبشة [10] ، وقال بعض الناس: هو محمد بن الحارث بن معمر فحرم محمد على ~~نفسه اللحم أو يرى النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل من أرض الحبشة حتى إذا ~~كان بين جدة وعسفان [11] يريد النبي صلى الله PageV01P254 # عليه وسلم نزل به الموت فقال: إني لأكره أن ألقى الله عز وجل وقد حرمت ~~شيئا مما أحل، فدعا بلحم فأكله هو وسفيان أخوه، فخاصم بنو حطاب وحاطب ~~الجمحيون عبيد الله بن شرحبيل وكان موسعا عليه فسبوه بأمه، فقال: لست منكم، ~~أنا رجل من الغوث بن مر أخو [1] تميم [2] بن مر، وهم الذين كانت العرب ms139 تقول ~~لهم إذا دفعوا بين المأزمين [3] : أجيزي صوفة [4] ، قال: وأخبرني عفان بن ~~شبة قال: كانت أم الغوث [5] تلد النساء [5] فحلفت لئن ولدت غلاما لتعبدنه ~~البيت الحرام، فكان أول ما ولدت الغوث بن مر [6] فكان أكبر بنيها [7] ~~فربطته حول البيت، فمرت به أخته تكمة [8] بنت مر وهي أم غطفان وسليم وهما ~~أخوان لأم، فقالت: والله! ما صار أخي إلا صوفة من حر الشمس، فسمي صوفة ~~لذلك، فكانوا يجيزون بالناس الحج [9] فكانت العرب نقول لهم: أجيزي [10] ~~صوفة. فقال: رزاح [11] بن ربيعة العذري أخو قصي وزهرة لأمهما يذكر ذلك: ~~(الوافر) PageV01P255 # أخذت الحج من عدوان [1] غصبا [2] ... ولو أدركت صوفة لاشتفيت # إذا يجنى عليه [3] بذلت نصري ... ويفعل مثل ذلك إن جنيت # ثم رجع الحديث إلى ذكر شرحبيل، قال: فركب عبيد الله بن شرحبيل إلى معاوية ~~فقال: أنا رجل من الغوث بن مر، فقال: انظر ما تقول، قال: # نسبي منهم فانقل ديواني، قال: فأين أجعله؟ قال: في بني زهرة قال: فنقله ~~وأظن نقله [4] إلى زهرة خاصة لصداقة كانت بينه وبين عبد الرحمن بن زهرة ### | ومن أولئك في بني تيم # آل علقمة بن وقاص الليثيون، وكان مدخلهم فيهم أن علقمة بن وقاص تزوج ابنة ~~لعبيد الله بن عثمان أخت طلحة بن عبيد الله في الإسلام فدخلوا فيهم لصهرهم. # ومنهم آل أبي يحيى، وهم موال ينتسبون إلى حكم [5] من اليمن/ ومنهم آل ~~الطفيل بن الأرت، دخلوا في تيم برحمهم لعائشة [6] أم المؤمنين. # ومنهم صهيب بن سنان بن يزيد بن النمر بن قاسط وكان [7] من ساكني شاطئ ~~الفرات من قرية يقال لها الثني [8] فاستبته الروم صغيرا في عيال من ~~PageV01P256 # بني الخزرج من النمر فنشأ في الروم حتى كبر، فابتاعته كلب فجاؤوا به إلى ~~عكاظ فابتاعه عبد الله بن جدعان أعجمي اللسان فأعتقه وهو أخو مالك [1] بن ~~سنان عامل كسرى على الأبلة [2] وقال مالك حين سرق صهيب: (الرجز) [3] # أنشد بالله [3] الغلام النمري ... دج [4] وأهلي بالثني [5] # قال: هكذا جاء، وسمعته من غير واحد ينشده كذا ### | ومن أولئك في بني مخزوم # آل ms140 الفضيل بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو. # ومنهم آل خراش [6] بن أمية: دخلوا في صدر الإسلام بسبب نكاح خراش بن أمية ~~قذة [7] بنت عرفجة بن عثمان بن عبد الله [8] بن عمر بن مخزوم. # ومنهم حي من بني سامة بن لؤي أدخلهم فيهم إبراهيم بن هشام المخزومي بفرض ~~فرضه لهم هشام بن عبد الملك. # ومنهم آل أبي ياسر من بني تميم دخلوا بفرض من عبد الملك بن مروان ~~PageV01P257 # افترضه [1] لهم هشام بن إسماعيل. # ومنهم آل عمار بن ياسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان أمرهم أن ~~ياسرا وهو رجل من عنس [2] من اليمن قدم مكة هو وأخواه الحارث ومالك يطلبون ~~أخا لهم، فخرج الحارث ومالك وأقام ياسر فتزوج سمية بنت خيط [3] جارية أبي ~~حذيفة [4] فولدت له عمار بن ياسر رضي الله عنه ثم خلف عليها الأزرق [5] ~~غلام الحارث بن كلدة، وهو ممن أعتق بالإسلام يوم الطائف، فولدت له عمرا ~~وسلمة ابني الأزرق فهما أخوان لأم وأعتق أبو حذيفة عمارا فنسبه في عنس ~~صحيح، وهو مولى لآل أبي حذيفة ابن المغيرة. # ومنهم أبرهة بن الصباح [6] ، يقال [إنه-] [7] من حمير، و [هو-] [7] حبشي ~~أسلم ولم تصبه [8] منة [9] من أحد ### | ومن أولئك في بني عدي بن كعب # آل بكير الليثيون دخلوا بفرض فرضه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم يزعمون ~~أنهم كانوا جيرانا لعمر بن الخطاب رحمه الله وهذا أثبت [10] لأنهم ~~PageV01P258 # قد حضروا [1] بدرا وهم يعدون في بدريي [2] بني عدي. # ومنهم آل عامر بن ربيعة وهم آل قريط وهم من عنز بن وائل [3] إخوة بكر بن ~~وائل [3] ، وكان مدخلهم فيهم أن عامرا هاجر إلى النبي صلى الله عليه وشهد ~~بدرا وكان لعمر صديقا ففرض له في قومه في بدريي [4] بني عدي، وأثبت من هذا ~~أن الخطاب تبناه وأنه ورث الخطاب مع ولده، فلما أنزل الله عز وجل في قصة ~~زيد بن حارثة ما أنزل [5] نسب إلى أبيه ربيعة وكان ربيعة قد هلك وتركه ~~صغيرا. # ومنهم آل ms141 واقد بن عبد الله التميمي وهو من بني عرين بن ثعلبة بن يربوع ~~وكان واقد قد هاجر وشهد بدرا وكان لعمر صديقا ففرض له مع قومه من بني عدي ~~ويبطل هذا أنه يعد مع بدريي [6] [بني-] [7] عدي بن كعب ويقال كان حليفا [8] ~~جنى [9] جناية في قومه فلحق بمكة وحالف بني عدي. # ومنهم آل رافع وهم ينسبون إلى لخم ورافع مولى لعمر بن الخطاب رضي الله ~~عنه. # ومنهم آل نمير أصحاب حضير [10] ، منهم أبو نمير الشاعر ينتسبون إلى همدان ~~[11] ، وهم موالي لعمر بن الخطاب ومن بعضهم عركز [12] الفائد فادعى ~~PageV01P259 # إلى همدان وانتفى من ولاء عمر ### | ومن أولئك في بني جمح # آل أبي يسار وأبي فكيهة وأبي تجزأة [1] عبيد [2] عمارة بن الوليد، وكان ~~صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف تزوج ابنة لأبي يسار، فقال عبد ~~الملك بن مروان لمحمد بن صفوان بن [3] عبد الله بن صفوان [3] لما قدم [4] ~~عليه: من أمك؟ فقال: بنت أبي يسار، فقال علقمة بن وقاص: أبصر بالنكاح من ~~أبيك حين تزوج ابنة عبد الله بن عثمان [و-] [5] أخت طلحة بن عبيد الله ### | ومن أولئك في بني سهم ولم يكن لهم حلف في الجاهلية # آل عبد الرحمن بن يزيد بن عبد الله بن عمرو بن حبيب وهم يدعون إلى غطفان، ~~وبعض الناس يزعم أنهم من بلى [6] من إراشة [7] وتزعم بنو عبس أن أبا يزيد ~~عبد الله بن عمر كان عبدا لهم فارسيا فأبق منه فسمي [8] ملاصا [9] ليلة ~~أبق، قال: ولم يكن في بني عامر بن لؤي حلف في الجاهلية، ودخل فيهم في ~~الإسلام بدعاوة [10] بنو جناب الحميريون وهم من ثمود اليمامة، ودخل فيهم آل ~~عمران بن أبي أنس وهم يزعمون أنهم من الأشعريين من بني أسعد وأن أبا أنس ~~نوفل بن بجاد [11] ، وبنو عامر بن لؤي يزعمون أن أبا أنس عبد لعبد الله بن ~~سعد بن أبي سرح، ودخل فيهم آل شريح وهم يدعون أنهم PageV01P260 # من لخم وجاءوا بنسبهم [1] من الشام بكتاب من بعض قضاة ms142 الشام إلى محمد بن ~~عبد العزيز الزهري و [هو-] [2] يومئذ يلي قضاء المدينة، ولصحيح [3] نسبهم ~~أن شريحا كان عبدا لأبي عمرو بن حماس [4] الديلي: قال عبد العزيز بن عمران ~~بن عبد العزيز الزهري [5] : وكان مما انتهى إلينا مما جاء عن النبي صلى ~~الله عليه من تثبيت الحلف حلف الجاهلية ومن المواقيت التي أراد [6] أنه لا ~~حلف بعدها، قال: قال عروة بن الزبير ورفعه إلى النبي صلى الله عليه قال: ~~«لا حلف في الإسلام وما كان في الجاهلية فلا يزيده الإسلام/ إلا شدة» . ~~قال: # وحدثني خالي عدي بن ثابت أن الأوس أرادت أن تحالف سليما فقال رسول الله ~~صلى الله عليه وسلم: «لا حلف في الإسلام ولا يزيد الإسلام حلف الجاهلية إلا ~~شدة» . وحدث عن زيد بن أسلم عن الأعمش عن الشعبي قال قال رسول الله صلى ~~عليه: «لا حلف في الإسلام وحلف الجاهلية مشدود» فهذا ما انتهى إلى عبد ~~العزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم في تثبيت حلف الجاهلية وتوهين حلف ~~الإسلام، قال: أحدث بنو الغزالة من بني سليم ثم من بني بهز حدثا في قومهم ~~قتلوا قتيلا ثم خرجوا فركبوا الحرة فهبطوا [7] على أبي جليد [8] فحالفوه ~~وكان منزله بالستارة [9] ، فطلبهم قومهم حتى جاءوهم [10] فمنعهم ابن أبي ~~جليد، فقال: حالف [11] أبي وأنا أعقل عنهم [12] ، فقال رجل من بني ~~PageV01P261 # بهز [1] : (الرجز) # جئت بها يا ابن أبي جليد ... حناكلا [2] مثل الوبار [3] السود # فقال ابن أبي جليد: (الرجز) # جئت [4] بها طامية [5] ذراها [6] ... يحب منها كل من يراها # قال: فلما كان زمن عثمان رحمه الله خاصمت بهز ابن أبي جليد في حلفهم ~~وقالوا: حالفوا والنبي صلى الله عليه بمكة فهذا حلف في الإسلام، فقضى أن كل ~~حلف كان ورسول الله صلى الله عليه بمكة فهو جاهلي، وما كان في الهجرة فهو ~~إسلامي وأن لا حلف في الإسلام. وقد حالف [أبو-] [7] ربيعة جد إسحاق بن مسلم ~~بن أبي ربيعة/ العقيلي في جعفي [8] ، فادعت جعفي أن نسبه منهم، فأنكرت ذلك ~~بنو عقيل وقالوا: حالفوا في ms143 الإسلام وأنكرت ذلك جعفي، فقالوا: بل كان حلفهم ~~في الجاهلية فقضى علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن كل حلف كان قبل نزول ~~«لإيلاف قريش» فهو جاهلي وكل حلف كان بعد نزولها فهو منقوض، يريد علي بن ~~أبي طالب عليه السلام بذلك أن من عقد [9] [حلفا-] [7] لا يدخل في قريش بعد ~~نزولها وهو [10] مردود عليه، قال عبد العزيز [11] : وقال عمر بن الخطاب رضي ~~الله عنه: كل حلف كان PageV01P262 # قبل الحديبية [1] فهو مشدود [2] وكل حلف كان بعدها فهو منقوض [3] ، وذلك ~~أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وادع قريشا كتب بينه وبينهم وأنه من ~~أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها دخل ومن أحب أن يدخل في عهد محمد صلى الله ~~عليه وعقده دخل، قال: وقال ابن عباس: كل حلف كان قبل نزول قول الله عز وجل ~~ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم ~~نصيبهم 4: 33 [4] مشدود [5] وكل حلف كان بعدها فهو منقوض [6] ، قال: وقال ~~محمد بن عبد الرحمن بن عبد القاري: نزلت في الحلف يا أيها الذين آمنوا ~~أوفوا بالعقود، أحلت لكم بهيمة الأنعام 5: 1 [7] إلى آخر الآية، قال: وقال ~~محمد بن علي عن أبيه عن يزيد بن ركانة [8] قال قال رسول الله صلى الله عليه ~~وسلم: «يا معشر/ قريش! ادخلوا دار الندوة ولا يدخلن أحد ألا أنتم، فقالوا: ~~يا رسول الله! إن فينا غيرنا، قال: من؟ قالوا: عتبة بن غزوان، فقال رسول ~~الله صلى الله عليه وسلم: حليف القوم منهم وابن أخت القوم منهم ومولى القوم ~~منهم» قال: وحدث بمثله عن حزام بن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه. ~~قال: وقد دخل في أحلاف قريش من ليس لهم بحليف، منهم الحضارمة [9] وكان ~~أمرهم أن كسرى بعث بلطيمة [10] إلى عكاظ فتعرضت [11] له PageV01P263 # بنو تميم وبنو شيبان فاقتطعوها فبعث إليهم كسرى خيلا واستعمل عليهم وهرز ~~[1] ، فخرجوا حتى لقيتهم [2] تميم وشيبان بذي قار [3] فقتلوا فارسا [وهرز-] ~~[4] واقتطعوها [5] ، فباعوهم [6] في اليمامة والبحرين وعمان، ووردوا [7] ~~ببزر مهر [8] فباعوه ms144 وكان صنعا [9] فابتاعه صخر بن رزن الدئلي، ثم قدم عليه ~~رجل من حضرموت وخرج به إلى حضرموت فافتداه بأربعة آلاف درهم وقدم به، فسمي ~~[10] الحضرمي لقدومه من حضرموت فقال صخر بن رزن: (الكامل) # ومطية أفنيت محفد [11] رحلها ... وأبت عليها سفرتي ورحيلي # أبغي الفكاك لزرمهر إنه ... حدث علينا فاعلمن جليل # فعتق الحضرمي ونزل مكة وكثر ماله وولد نساء حسانا ورجالا فأنجبهم، فتزوج ~~بنوه حيث أحبوا وهم يدعون حلف حرب بن أمية، وليس لهم حلف من أحد من قريش، ~~وقال غير عبد العزيز [12] : كان أمر الحضرمي أن كلثوم بن رزن/ وأخاه الأسود ~~بن رزن بن يعمر بن نفاثة [13] بن عدي بن PageV01P264 # الديل [1] خرج تاجرا الى حضرموت فرأى بها عبدا فارسيا نجارا يقال له ~~زرمهر [2] لرجل من حضرموت يكنى أبا رفاعة فأعجب به وبعقله فخدعه حتى أبق ~~به، فقدم مكة فأقام يعمل بها وذكر مكانه لمولاه فأقبل في طلبه حتى أخذه، ~~فلم يزل ابن رزن حتى اشتراه منه ودفع إليه بعض الثمن واشترط عليه أنه متى ~~أتاه بثمنه دفع العبد إليه، فجاء وأعطاه ذلك، وخرج أبو رفاعة راجعا إلى ~~حضرموت، فلم يزل ابن رزن حتى جمع بقية ثمن العبد ثم خرج متوجها إليه وهو ~~يقول: (الكامل) # أبلغ لديك أبا رفاعة أنه ... من حضرموت فبلغن رسولي # إني وجدك ما دنيت ولم أزل ... أبغي الفكاك له بكل [3] سبيل # ومطية أفنيت محفد رحلها ... وأبت عليها سفرتي ورحيلي # أبغي الفكاك لزرمهر إنه ... رزأ [4] علينا فاعلمن جليل # فدفع الثمن إلى مولاه وقبضه وأقبل به إلى مكة فتركه يعمل بها فقال أهلها: ~~الحضرمي، حتى غلب، فلم يكن يعرف إلا به، ثم أعتقه مولاه فعمل لنفسه [5] حتى ~~أيسر وكثر ماله. ولجأ إلى أبي سفيان بن حرب فجاوره، وانقطع إليه وكانت بنو ~~نفاثة فيما يقال حلفاء لحرب بن أمية فانضم إليه بذلك السبب ومنهم- قال عبد ~~العزيز- كان فيمن صار في أحلاف قريش وليس لهم حلف آل مالك الدار مولى عمر ~~بن الخطاب وهم ينتسبون إلى جبلان [6] من اليمن PageV01P265 # وإنما دخلوا ms145 في أحلاف قريش حين جحدوا ولاء [1] عمر [1] وطلبوا [2] من ~~المهدي في خلافته أن تكون دعوتهم في أحلاف قريش فأجابهم إلى ذلك، فكتبوا ~~منهم، وهم موالي عمر بن الخطاب رضي الله عنه. # ومنهم آل أبي عون الدوسيون وهم ممن لم يحالف وهم بنو نبيش [3] وإنما ~~دخلوا بسبب إخوتهم. # قال: ودخل في الأحلاف بسبب دوس آل أبي ذباب [4] وليسوا من دوس إنما هم ~~بنو الحارث بن [5] عمرو وليس لهم حلف، قال: ودخل فيهم آل معيقيب [6] بن أبي ~~فاطمة مولى سعيد بن العاص، وهم ينسبون إلى بني الحارث بن عامر. # قال: وكانت بين أحياء من قريش أحلاف، وكانت بين أحياء من العرب أحلاف، ~~وكانت بين أحياء من العرب [7] بعضها في بعض أحلاف، وذلك سوى ما كتبناه في ~~صدر كتابنا هذا، فتقطعت تلك الأحلاف وتركت وقد كتبنا ما حفظنا منها، فمن ~~ذلك حلف عدي بن كعب إلى سهم وذلك أن صداد [8] بن عبد بن أذاة [9] بن رياح ~~بن عبد الله بن قرط بن رزاح [10] بن عدي بن كعب سرق ناقة لعبد شمس بن عبد ~~مناف فوثبت بنو عبد مناف على صداد يريدون قطع يده، فحالفت بنو عدي سهما وهم ~~بنو أختهم أم سهم PageV01P266 # وجمح ابني عمرو بن هصيص [1] الألوف [2] بنت عدي بن كعب فقال عامر بن عبد ~~الله: (الوافر) # فدى لبني سهيم [3] أبي وأمي ... إذا غصت من الكرب الحلوق # قال [4] : هكذا جاء هذا البيت [5] ، فمنعت بنو سهم بني [6] عدي من بني ~~عبد مناف، ثم إن حارثة جد مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي شرب هو ونفر من ~~بني سهم فيهم جد عمرو بن هصيص [7] السهمي، فضربه حارثة ضربة أمته [8] ، [9] ~~فانقطع ذلك الحلف الذي كان بين عدي وسهم عند هذه الضربة [9] ### | ومن ذلك حلف بني الحارث بن فهر وعبد مناف # قال: تزوج عبد العزى بن عامرة [10] بن عميرة [11] بن وديعة بن الحارث ابن ~~فهر حية [12] بنت عبد مناف بن قصي وكانت من ساكني الليث [13] وأجمة [14] ~~PageV01P267 # أدام [1] فولدت له أبا همهمة [2] فلما نبت [3] قال لأبيه: ما ms146 مقامنا بأرض ~~ليس فيها بنو عبد مناف؟ فقال: وما رغبتك [4] إلى أخوالك [4] وهم ساكنو [5] ~~الحرم؟ قال: فأما سرت إليهم إما لحقت بهم، قال: فالحق جذ الله نسلك! فلحق ~~أبو همهمة [6] بأخواله فحالف فيهم ونكح ابنة [7] أبي عمرو بن عبد مناف وهي ~~بنت خاله، وقدم بنو الحارث بن فهر فحالفوا معه، فثبت حلف بني الحارث بن فهر ~~إلى يوم الناس هذا وانقرض أبو همهمة ولا ولد له [8] ### | ومن ذلك حلف الأوس وقريش ولم يتم # قال: خرجت الأوس جالية من الخزرج حتى نزلت على قريش بمكة فحالفتها فلما ~~حالفتها قال الوليد بن المغيرة: والله! ما نزل قوم قط على قوم إلا أخذوا ~~شرفهم وورثوا ديارهم فاقطعوا حلف الأوس، فقالوا: بأي شيء؟ # قالوا: إن في القوم حشمة، فقولوا: إنا قد نسينا شيئا لم نذكره لكم، إنا ~~قوم إذا طاف النساء بالبيت فرأى الرجل امرأة تعجبه قبلها ولمسها بيده، فلما ~~قالوا ذلك للأوس نفروا وقالوا: اقطعوا الحلف بيننا وبينكم، فقطعوه، ثم ~~انقطع هذا الحلف بين قريش والأوس إلا ما كان بين عتبة بن أبي وقاص الزهري ~~وبين عتبة بن المنذر بن أحيحة [9] بن الجلاح [10] فإنه ثبت ذلك الحلف، ~~فاتخذ PageV01P268 # عتبة بن أبي وقاص دارا بقبا [1] فكان ينزلها ويكون فيها وهي الدار التي ~~خلف بئر غرس [2] على اليمين المبنية [3] بالقصة [4] . قال: وقال ابن أبي ~~عبيدة: # خرجت بنو عبد الأشهل وظفر [5] وبنو معاوية وأهل راتج [6] إلى مكة ~~ليحالفوا [7] قريشا وأظهروا أنهم يريدون العمرة وكان من أراد حجا أو عمرة ~~لم يتعرض [8] له وكانوا إذا أحرموا علقوا الحبال برؤوس الآطام وعلقوا فيها ~~الكرانيف [9] ، فإذا رؤيت قال الناس: قد أحرم بنو فلان، فربطوا في رؤوس ~~آطامهم الحبال وعلقوا فيها الكرانيف، فقال الناس: قد أحرمت بنو عبد الأشهل ~~بالعمرة، وأجار [10] لهم أموالهم [11] بعد خروجهم [11] عبد الله بن معرور ~~[12] أخو بني سلمة [13] ثم أحد بني عبيد [14] وكانت أمه امرأة من بني ~~PageV01P269 # عبد الأشهل، فقال قيس بن الخطيم [1] هذه القصيدة حين ساروا إلى مكة: # (الوافر) # ألم خيال ليلى أم عمرو ... ولم ms147 يلمم [2] بنا إلا لأمر # زجرنا النخل والآطام حتى ... إذا هي لم تطاوعنا [3] لزجر # همننا بالإقامة ثم سرنا ... كسير حذيفة [4] الخير بن بدر # بذم الكاهنين وذم عمرو [5] ... بآية ما تناسوا كل وقر [6] # تقول ظعينتي لما استقلت ... أتترك ما جمعت صريم [7] سحر # فقلت لها دعيني إن مالي ... يروح إذا غلبتهم ويسري # فلست [8] بحاضر [9] إن لم ترونا ... نجالدكم كأنا شرب خمر # وتحمل جمعكم [10] عنا قريش ... كأن بنانهم تفريك بسر [11] # تلاقوا عشرة الأحلاف طرا ... فشدوا كسر عزمهم بجبر # ملكنا العز قد علمت معد ... فلم نذلل بيثرب غير شهر # خذلناهم [12] وأسلمنا الموالي ... وفارقنا الصريخ لغير فقر PageV01P270 # فإن نلحق بأبرهة اليماني ... ونعمان [1] يوجهنا [2] وعمرو # فلما حالفوهم مكثوا أياما، ثم قدم أبو جهل بن هشام من سفر له فبلغه ~~شأنهم، فقال لقريش: ما أصبتم حين حالفتموهم إنهم أهل غدر وجلب [3] ، ولقلما ~~دخل قوم على قوم إلا أخرجوهم من بلدهم وغلبوهم على دارهم، فقالوا له: فما ~~المخرج من حلفهم؟ قال: أنا أكفيكم ذلك إنهم لمن أشد العرب غيرة وقزازة [4] ~~فلعلي آتيهم من قبل ذلك، ثم خرج حتى جاءهم فقال: إنكم حالفتم قومي وأنا ~~غائب عنكم فجئتكم لأحالفكم وأذكر لكم من أمرنا أمرا تكونون منه على رؤوس ~~[5] أموركم، إنا قوم نخرج نساءنا إلى أسواقنا فيبعن [6] وابتعن [7] ولا ~~يزال الرجل منا يدرك المرأة منهن إذا أعجبته فيضرب عجيزتها فإن كنتم [8] ~~طيبي الأنفس [9] أن تفعل نساؤكم كما تفعل نساؤنا حالفناكم وإن كرهتم ذلك ~~فردوا إلينا حلفنا، قالوا: إنا لا نقر بهذا وقد رددنا إليكم حلفكم، فانقطع ~~ذلك الحلف وكان هذا سبب انقطاعه ### | ومن ذلك [حلف-] [10] مرداس بن أبي عامر و] [11] حرب بن أمية # قال: حالف مرداس [12] بن أبي عامر السلمي حرب بن أمية بن PageV01P271 # عبد شمس وأبا العاص بن أمية بن عبد شمس، فقال مرداس في ذلك: # (الوافر) # لهم نسب وحالفهم أبونا ... بمكة حيث تختلف الزجاج [1] # وقال أيضا: (البسيط) # إني أخذت [2] بني حرب وإخوته ... إني بحبل شديد العقد دساس # إني أقوم [3] قبل الأمر حجته ... كيما [4] يقال ولي الأمر مرداس # قال: ثم ms148 تقطع هذا الحلف ### | من ذلك حلف بني عامر بن لؤي وعدي بن عمرو # وكان أول حلف بني عامر بن لؤي وعدي بن عمرو [5] وأخيه كعب ابن عمرو بن ~~عامر بن ثعلبة بن مازن بن الأسد أنهم أقاموا فيهم حتى إذا كان بعد الفيل ~~خرج حويطب بن عبد العزى في نفر من قومهم فنزلوا مكة، فلم يحلوا [6] منزلا ~~إلا بطن الوادي فخيموه ثم نزلوا فيه، وقطعوا الحلف من بني عدي بن عمرو، ولم ~~يكونوا من الأحلاف ولا من المطيبين ولا من الفضول، ورجعت [7] بنو عبد بن ~~معيص حين خرجت منها [8] مالك بن حسل فاحتلفت بنو معيص والأدرم [9] بن غالب ~~ومحارب بن فهر حلفا فهم [10] حتى الساعة يسمون ببني فهر وقطعوا حلف بني ~~عدي، ثم تقطع حلف بني معيص من PageV01P272 # عدي بن عمرو وثبت حلف عبد بن معيص وتيم بن غالب وبني محارب بن فهر فهم ~~حتى الساعة يسمون ببني [1] فهر ### | ما جاء في حلف المطيبين والأحلاف في رواية ابن أبي ثابت # قال: وكان أمر المطيبين والأحلاف أن قريشا لما بنت الكعبة جزأوها [2] ~~أربعة أجزاء فصار لبني عبد مناف ما بين الحجر الأسود إلى ركن الحجر [3] ~~فناء البيت أجمع، وصار لأسد وعبد الدار وزهرة الحجر كله، وصار لمخزوم وتيم ~~دبر البيت، وصار لسائر قريش ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود، فلما ~~بنوه وفرغوا منه تنافسوا في الركن من يرفعه فقالت بنو عبد مناف: هو حيزنا، ~~وقالت قريش: ليس الركن مما اقتسمنا، وأرادوا فيه الشر حتى حكموا أول من ~~يطلع عليهم من قريش من باب السيل وهو باب آل شيبة، فطلع عليهم رسول الله ~~صلى الله عليه فحكموه فأخذ ردائه فوضعه ثم رفع الحجر بيده صلى الله عليه، ~~وقال لكل ربع: خذوا بطرف من أطراف الثوب، فرفعوه جميعا ثم دخل رسول الله ~~صلى الله عليه وسلم تحت الحجر فبناه بيده عليه السلام، فلما فرغوا من ~~البنيان وعمروا البيت والسقاية قالت بنو عبد مناف [4] : بيد إخواننا [5] ~~عبد الدار خلال ليست بأيدينا، بأيديهم الرفادة ms149 واللواء والندوة والحجابة، ~~وليس بأيدينا إلا السقاية، فقالوا [6] لهم: هلم أعطونا بعض ما في أيديكم، ~~فقال بنو عبد الدار: لا نعطيكم ما ورثناه عن أبينا وجدنا مذ كنا، قالت بنو ~~عبد مناف: فحاكمونا إلى من/ أردتم، قالوا: PageV01P273 # نحاكمكم إلى جابر بن محمد [1] بن وائلة بن شيبان بن محارب بن فهر وهو أبو ~~كرز [2] بن جابر صاحب النبي صلى الله عليه المقتول يوم الفتح، فاختصموا ~~إليه وكان يقال له [3] عابد فهر، فقالت بنو عبد مناف: [من-] [4] وراثة ~~أبينا قصي ليست بأيدينا إلا السقاية، وقالت بنو عبد الدار: وراثة أبينا [5] ~~وما ولاه أبوه دون [6] سائر [7] بنيه، فقال جابر: البخت متبع والعدل [8] ~~ملزوم والسابق أولى أن تشركوهم [9] ، تشركوا اصبروا أن تفككوا، فلما منعهم ~~قالت بنو عبد مناف: أعطوا بني أسد الرفادة وشأنكم بما بقي، فقالت بنو عبد ~~الدار: # لا نحل عقدا ولا ننبذ [10] سببا ولا نعق أبا، فلما أبوا عليهم تداعت قريش ~~حتى رأوا [11] ما طلبت بنو عبد مناف ورغبوا في الولاية معهم فتحالفوا ~~فاحتلفت بنو عبد مناف وأسد وزهرة وتيم والحارث بن فهر وأخرجت أم حكيم بنت ~~عبد المطلب لهم جام جزع [12] فيها طيب فغمسوا فيها أيديهم فكانوا المطيبين، ~~واحتلفت بنو عبد الدار ومخزوم وعدي وجمح وسهم فأخرجت بنو عبد الدار جفنة ~~[13] فيها دم فغمسوا فيها أيديهم، فسموا اللعقة وهم الأحلاف، ثم عقدوا ~~PageV01P274 # حلفهم وأعدوا للقتال ثم تراجعوا فقالت بنو كلاب: إخواننا وهم أدنى من ~~غيرهم أن نقتلهم ونقطعهم وإن يقتلونا يقتلهم غيرهم، فكفوا عن القتال ~~وتركوهم على ما في أيديهم وقد كانوا حين جاءوا إلى القتال جزأوهم [1] ~~فجزأوا [2] عبد مناف معها الحارث بن فهر بابني هصيص: سهم وجمح، وجزأوا [3] ~~عبد الدار باسر وجزأوا [3] زهرة بمخزوم وجزأوا [3] عديا بتيم. وقال ابن ~~الزبعرى حين أسلم عثمان بن طلحة بن [4] أبي طلحة العبدري وخالد بن الوليد ~~وعمرو بن العاص يذكرهم ذلك الحلف: (الطويل) # أناشد [5] عثمان بن طلحة حلفنا ... وملقى النعال عن يمين المقبل # أمفتاح بيت غير بيتك تبتغي ... فباب الذي تبغي من الأمر مقفل ms150 # وما عقد الآباء من كل حلفة ... وما خالد عن مثلها بمحلل [6] # وقال في ذلك عكرمة بن عامر العبدري: (الطويل) # فو الله لا نأتي الذي قد [7] أردتم ... ونحن جميع أو نخضب بالدم # ونحن ولاة البيت لا تنكرونه ... فكيف على علم البرية نظلم [8] ### | ما جاء في حلف الفضول رواية ابن أبي ثابت [9] وهو بعد حلف المطيبين # قال: أقام المطيبون والأحلاف بعد تحالفهم دهرا طويلا ثم إن رجلا من بني ~~زبيد من اليمن قدم مكة بسلعته فباعها من رجل من بني سهم يقال له حذيفة بن ~~قيس بن سعد بن سهم فظلمه السهمي ومنعه حقه، فاستغاث PageV01P275 # بقريش فلم يغثه أحد، فقيل للزبيدي: ائت [1] الأحلاف، فأتاهم وكلمهم فلم ~~يعينوه وقالوا: إن أغثناه وقع بيننا وبين إخوتنا شر، فتركوه [2] فأقام ~~أياما ثم قدم حنظلة بن الشرقي [3] أحد بلقين [4] بن جسر [5] فجاور [6] بمكة ~~عبد الله بن جدعان التيمي ومعه إبل له، فشد عليه بعض بطون قريش فانتحر ~~منها، فبلغ ذلك حنظلة فأتاهم [7] بثلاثة جزائر وقال لهم: انتحروها إلى التي ~~انتحرتم فأنتم أهله، فاستحيوا ثم عادوا فأخذوا [8] سائر إبله فذهبوا بها ~~فأنشأ يقول: (الطويل) # ألا حنت المرقال [9] واشتاق [10] ربها ... تذكر أرماما [11] واذكر معشري # وباتت وبات الهم تحت جرانها [12] ... ضمورا بأن الوحش لو لم تجزر # ولو علمت صرف البيوع لسرها [13] ... بمكة أن تبتاع [14] حمضا [15] بإذخر ~~[16] PageV01P276 # لسرك [1] : لو كننا بجنبي عنيزة [2] ... وحمض وضمران الجناب وصعتر [3] # وأني لأرجو [4] ملحها [5] في بطونكم ... وما بسطت [6] من جلد [7] أشعث ~~أغبر # فأما اجتوت [8] أرضا فإني اجتويتها ... وإن على التب [9] لو لم أغير # جزاء سنمار جزوها وربها ... وباللات والعزى جزاء المكفر # أجد بني الشرقي [10] أدبر [11] انهم ... متى يعلقوا [12] جارا من الناس ~~[13] يغدر # إذ قلت أوف [14] أدركته دروكه [15] ... فيا مؤذي [16] الجيران بالبغي ~~[17] أقصر # قال: وكان سنمار رجلا من أهل فارس ويقال من الروم بنى [18] قصر ~~PageV01P277 # القادسية أو العذيب [1] لكسرى فلما فرغ منه ويقال بل هو بني شنيف [2] ~~ومارد بتيماء [3] فقتله عادياء اليهودي حين فرغ منه، وتزعم الأوس أنه بنى ~~واقم [4] أطم حضير [5] الكتائب فقتله حين فرغ ms151 منه، قال أبو جعفر [6] : ~~ويقال إن سنمار بني لأحيحة بن الجلاح الأوسي أطمة الضحيان [7] فقال له: إني ~~لأعرف منه حجرا لو زعزع لسقط الحصن، قال: أفيعرفه غيرك؟ قال: # فاصعد فأرنيه، قال فصعد فأشرف ليريه فنكسه أحيحة فرمى [8] به إلى أسفل، ~~ويقال إن سنمار بني الخورنق لبهرام جور بن كسرى وكان في حجر ذي القرنين [9] ~~اللخمي فلما فرغ [10] منه تعجبوا لحسنه، فقال: لو علمت أنكم تؤتونني أجري ~~لبنيت لكم بناء يدور مع الشمس، قالوا له: نراك تحسن، تبني أحسن من هذا ~~وأجود ولم تبنه، فرموا به من فوقه إلى أسفل، فضربته العرب مثلا. ثم رجع إلى ~~الحديث، فلما رأى الزبيدي ذلك أوفى [11] على أبي PageV01P278 # قبيس [1] ، فصاح بأعلى صوته: (البسيط) # يا للرجال لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي [2] الأهل والنفر؟ [3] # إن الحرام لمن تمت حرامته ... ولا حرام لثوبي لابس الغدر # فلما رأت ذلك قريش أعظموه، فانطلقت هاشم وزهرة وتيم فدخلوا على عبد الله ~~بن جدعان، فذكروا له ما رأوا [4] من الظلم وتحالفوا بينهم على دفع الظلم ~~وأخذ الحق من كل ظالم قال فقال سعيد بن المسيب: تحالفوا بينهم بالله ~~القائلين [5] إنا ليد [6] على الظالم حتى نأخذ منه الحق ما بل بحر صوفة ~~وعلى التأسي في المعاش، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه: «لقد شهدت حلفا ~~في دار ابن جدعان [7] ما أحب أني نقضته [7] و [لو كان-] [8] لي حمر النعم ~~ولو دعيت اليوم إليه لأجبت» وإنما سمي حلفهم حلف الفضول لأنهم [9] خرجوا ~~فضلا من المطيبين والأحلاف قال: وسمعت من يقول: سمي حلف الفضول لأنهم [9] ~~تحالفوا ألا يتركوا عند أحد فضلا بظلمه أحدا [10] إلا أخذوه منه، ويقال: إن ~~قريشا قالت: هذا فضول منهم، فسمي بذلك أصحاب حلف الفضول [11] ، قال: ونزلت ~~ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم ~~نصيبهم 4: 33 [12] في حلف الفضول PageV01P279 # خاصة قال: وكان من أمر حلف الفضول أن رجلا من خثعم قدم مكة ومعه ابنه له ~~حسناء يقال لها الدريرة [1] فأخذها نبيه بن الحجاج فخرج بها إلى الرمضة [2] ~~وغلب ms152 عليها فمشى أبوها إلى بني سهم فلم يعينوه ومشى إلى قبائل [3] قريش ~~فأبوا، فقال له قائل [4] : لو أتيت حلف الفضول، فجاءهم فخرجوا معه حتى ~~جاءوه فقالوا: اردد ابنته إليه فقال: متعوني بها الليلة، قالوا: لا نقوم ~~والله حتى تأتي بها، فأسلمها إليهم فدفعوها إلى أبيها، فقال نبيه [5] : ~~(الكامل) # حي الدريرة إذ نأت ... منا على عدوائها [6] # لا بالفراق تنيلني ... شيئا ولا بلقائها # إلا مواعد [7] جمة ... تلقى على استغنائها # أخذت بشاشة قلبه ... ونأت فكيف بنأيها [8] # رفعوا المحلة نحوهم ... واستعذبوا من مائها # لولا الفضول وإنه ... لا أمن من عدوائها # لأتيتها أمشي بلا ... هاد إلى ظلمائها # فلطفت [9] حول خبائها ... ولبدت [10] في أحشائها # وسلى بمكة تخبري ... أني من أهل وفائها # ذمما [11] وأفضلهم يدا ... حسبي على أكفائها PageV01P280 # قال [1] : وكان من حلف الفضول أن لميس [2] بن سعد البارقي [3] من الأزد ~~قدم مكة بتجارة له فاشتراها أبي بن خلف الجمحي ثم ظلمه فيها، فاستعان عليه ~~فلم يجد أحدا يعينه فقيل له ائت أهل حلف الفضول، فخرج إليهم فكلمهم، ~~فقالوا: اذهب إليه فقل له يقول لك الفضول: أسلم حقه إليه، فإن فعل وإلا ~~فارجع إلينا فأخبرنا وأخبره أنك راجع إلينا، فخرج إليه وبلغه الرسالة، ~~فأعطاه حقه فقال لهم في ذلك: (الطويل) # أيهضمني [4] مالي بمكة ظالما ... أبي ولا قومي لدي ولا صحبي # وناديت قومي بارقا [5] لتجيبني ... وكم دون قومي من فياف ومن سهب [6] # وتأبى [7] لكم حلف الفضول ظلامتي ... بني جمح [8] والحق يؤخذ بالغصب # قال: وإنه [9] بلغني أن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس قال وهو يذكر حلف ~~الفضول: وا عجبا والله لو أن رجلا خرج من قومه ونسبه لحلف لخرجت من قومي ~~إلى حلف الفضول، قال: وحدثت عن المليكي [10] في حديث رفعه أن رسول الله صلى ~~الله عليه قال: «لقد حضرت في دار ابن جدعان حلفا في الجاهلية ولو دعيت الى ~~مثله [11] لأجبت أن ترد المظالم [12] إلى أهلها ولا PageV01P281 # يغر [1] ظالم مظلوما ### | قصة من كان يلي حجابة البيت وكيف كان سببها حتى وصلت إلى قريش # قال عيسى بن دأب الكناني ms153: كان مفتاح [2] البيت في أيدي جرهم وإن رجلا ~~منهم يقال له إساف [3] بن يعلى [4] عشق امرأة منه يقال لها: نائلة بنت مزيد ~~[5] أو زيد فأصابا من البيت خلوة، ففجرا فيه فمسخا حجرين فأخرجا فنصبا عند ~~الكعبة ليعتبر الناس بذلك، ثم إن قريشا بعد نقلتهما فجعلت إسافا على الصفا ~~ونائلة [6] على المروة وعبدوهما مع ما كانوا يعبدون من الأصنام. # وذكر ابن الكلبي أن [بني-] [7] جرهم وقع فيها أمراض فمات منها في ليلة ~~واحدة ثمانون [كهلا-] [8] سوى الشباب، فجلوا عن مكة ولحقوا بإضم [9] ~~والأشعر والأجرد جبلي [10] جهينة، فيقال: إن الله أهلكهم بالذر، وقالت ~~الجرهمية: (الرجز) # أهلكنا الذر زمان يقدم [11] ... بالبغي منا وركوب المأثم PageV01P282 # ويقال: إن سيل إضم جحفهم [1] فذهب بهم، ثم وليت حجابة البيت إياد فكان ~~أمر البيت إلى رجل منهم يقال له وكيع بن سلمة بن زهر [2] بن إياد وبنى صرحا ~~بأسفل مكة عند سوق الحناطيين [3] اليوم وجعل فيه أمة له يقال لها الحزورة ~~فبها سميت حزورة [4] مكة، وجعل فيها سلما فكان يرقاه ويقول بزعمه: إني ~~أناجي الله عز وجل، وكان ينطق بكثير من الخير يقوله وقد أكثر فيه علماء ~~العرب، فكان أكثر ما [5] قيل [6] فيه إنه [7] كان صديقا من الصديقين وكان ~~[8] يتكهن ويقول: ومرضعة [9] وفاطمة ووادعة [10] وقاصمة والقطيعة والفجيعة ~~وصلة الرحم وحسن الكلم زعم ربكم ليجزين بالخير ثوابا وبالشر عقابا، وكان ~~يقول: من في الأرض عبيد لمن في السماء، هلكت جرهم وربلت [11] إياد وكذلك ~~الصلاح والفساد، حتى إذا حضرته الوفاة جمع إيادا ثم قال: اسمعوا وصيتي، ~~الكلام كلمتان، والأمر بعد البيان، من رشد فاتبعوه ومن غوى فارفضوه، وكل ~~شاة معلقة برجلها [12] ، فكان أول من قالها فأرسلها مثلا، فمات وكيع ونعي ~~على رؤوس [13] الجبال، فقال بشر [14] بن الحجير [15] : PageV01P283 # (المتقارب) # ونحن إياد عباد الإله ... ورهط مناجيه في سلم # ونحن ولاة حجاب العتيق ... زمان النخاع [1] على جرهم # ذكر ابن الكلبي أن الله سلط على الذين يلون البيت من جرهم دوابا شبيهة ~~بالنغف [2] فهلك منهم ثمانون كهلا في ليلة واحدة سوى الشباب حتى جلوا ms154 من ~~مكة إلى إضم وقامت نائحة [3] وكيع على أبي قبيس وقالت: # (الوافر) # ألا هلك الوكيع أخو إياد ... سلام المرسلين على وكيع # مناجي الله مات فلا خلود ... وكل شريف قوم في خضوع [4] # ثم إن مضر ربلت بعد إياد، فكان أول من ربل منها عدوان وفهم [5] وإن رجلا ~~من إياد ورجلا من مضر خرجا يتصيدان فمرت بهما أرنب فاكتنفاها ليرميانها ~~فرماها الايادي، فزل سهمه فنظم قلب المضري فقتله، فبلغ الخبر مضر، فقالوا: ~~إنما أخطأه، فأبت فهم وعدوان إلا قتله فتناوش الناس بينهم المديد [6] وهو ~~مكان فهمت [7] مضر من إياد ظفرا، فقالت لهم إياد: أجلوا لنا ثلاثا [8] فانا ~~لا [8] نساكنكم بأرضكم، فأجلوهم ثلاثا فظعنوا قبل المشرق، فلما PageV01P284 # ساروا يوما تبعتهم فهم وعدوان حتى أدركوهم، فقالوا: ردوا علينا نساء مضر ~~المتزوجات فيكم، فقالوا: لا تقطعوا قرابتنا، اعرضوا على النساء فأية [1] ~~امرأة اختارت قومها رددتموها، وإن أحبت الذهاب مع زوجها أعرضتم لنا عنها، ~~قالوا: نعم، فكان فيمن اختار أهله امرأة من خزاعة. # وقد كانت إياد حين أرادت الظعن في آخر ليلة عمدوا إلى الركن فحملوه على ~~بعيرهم فلم يقم البعير فحولوه على آخر فلم يقم فجعلوا لا يحملونه على شيء ~~إلا رزم [2] ، فدفنوه تحت شجرة وانطلقوا، فلما فقدته مضر عظم في أنفسهم، ~~فقالت الخزاعية لقومها: خذوا على فهم وعدوان وجميع مضر إن دللتموهم عليه ~~ليولينكم البيت، فجاؤوا فهما وعدوان فقالوا: # أرأيتم إن دللناكم على الركن أتجعلوننا [3] ولاته؟ قالوا: نعم، وقالت مضر ~~جميعا: نعم، فدلتهم عليه فابتحثوه فأعادوه في مكانه و [4] ولوها إياه [4] ، ~~فلم يبرح في أيدي خزاعة حتى قدم قصي فكان من أمره الذي كان، وهو الذي ~~كتبناه في أمر قصي وأخيه رزاح العذري، ثم إن قصيا تزوج حبى [5] بنت حليل ~~[6] بن حبشية [7] ، وكان مفتاح البيت إلى [8] حليل فأقام قصي بمكة مع ~~أقنانه [9] فولدت له حبى [10] عبد مناف وعبد الدار وعبد العزى وعبدا بني ~~قصي، ثم إن خزاعة أخذ فيها موت شديد بمكة ورعاف عمهم ذلك فخرجوا ~~PageV01P285 # إلى ما حولها فنزلوا [1] الظهران [2] فلما خرجوا رفع ms155 عنهم الموت وانقطع ~~عنهم الرعاف، وأقام حليل بن حبشية حاجب البيت في نفر من قومه بمكة فيهم أبو ~~غبشان [3] وأخرج بنيه [4] فيمن أخرج من قومه فيهم المخترش [5] وهلال وعامر ~~وعبد، وهم [6] بنو حليل، ثم إن حليلا مات، وأوصى بالحجابة من بعده إلى ~~المخترش [7] ، ودفع المفاتيح الى حبى [8] امرأة قصي وأمرها أن تبعث بها إلى ~~أخيها المخترش [7] بن حليل فتدفع إليه ما كان بيديه من الحجابة وغيرها، ~~وأشرك معها في الوصية أبا غبشان الملكاني [9] وابنها عبد الدار بن قصي، ~~فلما رأى قصي أن حليلا قد مات وبنوه غيب والمفاتيح في يد امرأته وابنه طلب ~~إلى حبى أن تدفع المفاتيح إلى ابنها عبد الدار وقال: إن رجع إخوتك إلى مكة ~~أصابهم هذا الداء [10] فلم يزل يحمل عليها بنيها [11] وقال: اطلبوا إلى ~~أمكم توليكم حجابة أبيكم حتى سلست [12] له بذلك، وقالت كيف أصنع بأبي ~~PageV01P286 # غبشان وهو وصي معي شاهد علي؟ فقال: أنا [1] قصي كفيتك أبا غبشان وأرضيه ~~حتى يكتم ذلك ويخبر الناس إنما أوصى حليل بالمفاتحى إلى ابن ابنته [2] عبد ~~الدار بن قصي، ففعلت وإن قصي بن كلاب دعا أبا غبشان الملكاني [3] فقال له: ~~هل لك أن تدع هذا الأمر الذي أوصى به إلى حبى وعبد الدار فتخلى بينهما ~~وبينه فتصيب عرضا من الدنيا؟ فطابت نفس أبي غبشان وأجابهم إلى ذلك، فأعطاه ~~قصي أثوابا وأبعرة، فقال الناس: أخسر صفقة من أبي غبشان، فذهبت مثلا، ولم ~~يكن أبو [4] غبشان وارثا لحليل ولا وليا، إنما كان وصيا فقال: فخان وصيته ~~وصيرت حبى إلى ابنها عبد الدار حجابة البيت ودفعت المفاتيح إليه فلم يزل في ~~ولد عبد الدار، فلما فتح الله مكة على نبيه صلى الله عليه وسلم أمر عثمان ~~بن أبي طلحة بن عثمان بن عبد الدار أن يأتيه بمفتاح الكعبة، ويقال إنه أراد ~~أن يدفعه صلى الله عليه للعباس بن عبد المطلب يضم إليه الحجابة مع السقاية، ~~فأتى [5] عثمان أمه فأبت أن تدفعه إلى ابنها، فقال لها: # إن الأمر على غير ما تظنين، فدفعته ms156 إليه فأتى به إلى رسول الله صلى الله ~~عليه وسلم فدفعه إليه وقال: خذه يا رسول الله! بأمانة الله، ففتح النبي صلى ~~الله عليه البيت وصلى فيه ثم أنزل الله عز وجل: إن الله يأمركم أن تؤدوا ~~الأمانات إلى أهلها 4: 58 [6] فرده النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان، ~~ويقال في رواية أبي عمرو الشيباني إن حجابة البيت صارت إلى خزاعة لأن ربيعة ~~[7] بن حارث بن [8] PageV01P287 # عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن تزوج مهيرة [1] . # بنت عمرو بن الحارث بن مضاض [2] الجرهمي، فولدت له عمرو بن ربيعة فلما شب ~~عمرو وساد وشرف طلب الحجابة حجابة البيت، فعند ذلك نشبت الحرب بينهم وبين ~~جرهم، وذكروا [3] أن عمرو بن ربيعة عاش ثلاثمائة سنة وخمسا وأربعين سنة، ~~وبلغ ولده في حياته ألف مقاتل [و-] [4] من ولده كعب وعدي وسعد ومليح [5] ~~وعوف بني عمرو، فكانت بينهم حرب طويلة- أو [6] قال: # شديدة [7]- ثم إن خزاعة غلبوا جرهما [8] على البيت وخرجت جرهم حتى نزلت ~~وادي إضم فهلكوا فيه، وكان عمرو بن ربيعة أول من غير دين إبراهيم عليه ~~السلام وإنه خرج إلى الشام واستخلف على البيت رجلا من بني عبد [بن-] [9] ~~ضخم يقال له آكل المروة وعمرو يومئذ وأهل مكة على دين إبراهيم عليه السلام، ~~فلما قدم الشام نزل البلقاء [10] فوجد أقواما يعبدون أوثانا، فقال: # ما هذه الأنصاب التي أراكم تعبدون؟ فقالوا: أربابا نتخذها فنستنصر بها ~~على عدونا فننصر ونستشفي بها من المرض فنشفى، فوقع قولهم في نفسه فقال: # هبوا لي منها ربا أتخذه [11] ببلدي فإني صاحب بيت الله الحرام، وإلي وفد ~~PageV01P288 # العرب من كل أوب فأعطوه صنما يقال له هبل [1] ، فحمله حتى نصبه للناس ~~بمكة ودعا الناس إلى عبادته ووضع للناس دينا ابتدعه لم يسبقه اليه أحد، ~~فسيب [2] السائبة [3] وبحر [4] البحيرة ووصل الوصيلة [5] وحمى الحامي [6] ، ~~فبايعته العرب على ذلك، فذكروا والله أعلم أن إسافا [7] كان رجلا من بني ~~قطوراء [8] أحب [9] امرأة من جرهم يقال لها نائلة [10] ففجر بها في الكعبة ~~فمسخهما ms157 الله حجرين، فغضب عمرو من ذلك فأخرج بني مضاض وكانوا أخواله وكانوا ~~أخرجوهم خروجا من مكة، فلحقوا باليمن فتفرقوا في القبائل [11] ، فقال ~~PageV01P289 # بكر [1] بن غالب بن عمرو بن الحارث بن مضاض وهو يذكر مكة بعد ما خرج ~~منها: (الطويل) # كأن لم يكن بين الحجون [2] إلى الصفا [3] ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر # بلى نحن أهلها فأبادنا [4] ... صروف [5] الليالي والجدود العواثر # وأخرجنا [6] عمرو سواها لبلدة ... بها الذئب يعوي والعدو المحاصر [7] # وقال أيضا: (الطويل) # وكنا ولاة البيت والقاطن الذي ... إليه يوفي نذره كل محرم # سكنا به [8] قبل الظباء وراثة ... لنا من بني هي [9] بن بي بن جرهم ~~PageV01P290 # فأزعجنا عنه وكنا عقيده [1] ... قبائل من كعب [2] وعوف وأسلم # وقال حليل [3] بن حبشية: (الرجز) # واد حرام طيره ووحشه [4] ... نحن وليناه [5] فلا نغشه # وابن مضاض قائم [6] يمشه [7] # وقال حليل أيضا: (الرجز) # نحن بنو عمرو ولاة المشعر ... نذب بالمعروف أهل المنكر # حمسا ولسنا نهزة للمحضر [8] # فأجابه نصر بن الأحب العدواني: (الرجز) # إن الخنا منكم وقول المنكر ... والصدق منا تحت وقع [9] الكوثر [10] # جئناكم بالزحف في السنور [11] ... بكل ماض في اللقاء مشهر [12] # قال: ثم صار البيت إلى عبد الدار بالقصة الأولى. PageV01P291 ### | سبب إسلام خالد وعمرو ابني سعيد # ذكر العباس عن عبد الله بن الهاشمي [1] قال: كان سبب ذلك أن خالد بن سعيد ~~بن العاص رأى رؤيا [2] قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كأن ظلمة غشيت ~~مكة فلم يبصر لها سهلا ولا جبلا، ثم رأى نورا سطع من زمزم كهيئة المصباح ثم ~~علا فسمع هاتفا في النور يقول: سبحانه سبحانه! هلك ابن مارد بحطمة [3] ~~الغضا [4] بين أذرح [5] والأكمة [6] ، سبحانه سبحانه! بعث النبي الأمي، ~~سبحانه سبحانه! كذبه أهل هذه القرية، وتعذب [7] مرتين وتهلك في الثالثة، ~~وعلا النور حتى رأيت نخل يثرب وفيه الأعذاق [8] ، فأتى خالد بن سعيد أخاه ~~عمرا وكان صفية [9] من بين إخوته، فقص عليه رؤياه، فقال له عمرو: يا أخي! ~~إن صدقت رؤياك ليحدثن في ولد عبد المطلب حدث شريف، وكانا شريكين في ~~تجارتهما يقيم أحدهما عاما ويسافر الآخر ms158، فخرج عمرو إلى الشام في نوبته ~~[10] وبعث الله محمدا صلى الله عليه فآمن به خالد، وسمع بأخيه مقبلا فلقيه ~~في موضع لم يكن يلقاه في مثله [11] ، فلما بصر به عمرو راعه ذلك وقال: يا ~~أخي! استقبلتني في موضع لم تكن لتستقبلني في PageV01P292 # مثله فهل حدث حدث؟ قال: لم يحدث إلا خير، ثم خلا به فقال: يا أخي! أما ~~تذكر الرؤيا [1] التي كنت قصصتها عليك؟ قال: ما، اذكرني لها، قال: # فقد بعث الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب نبيا يدعوا إلى الله، فآمن ~~عمرو ودخلا جميعا مؤمنين يكتمان [2] إيمانهما قال: ودخل النبي صلى الله ~~عليه على سعيد بن العاص في مرضه الذي [3] مات فيه وقد أغمي عليه وفي يد ~~النبي صلى الله عليه خرقة فوضعها على جبهة سعيد فأفاق [4] سعيد، فبصر ~~بالنبي صلى الله عليه عند رأسه فقال: أنت الذي تعيب آلهتنا وتسفه أحلامنا، ~~لئن رفع الله سعيدا ليجلينك عن مكة، ورجله في حجر خالد ورأسه في حجر عمرو، ~~فنبذا رأسه ورجله وقالا: لا رفع الله صرعتك! ثم التفتا إلى النبي صلى الله ~~عليه وسلم وقالا: قد آمنا بك وصدقناك، فيقال إن هذه الآية نزلت فيهما لا ~~تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله 58: 22 [5] ~~إلى آخر الآية، فأمر سعيد بحبسهما فحبسا واشتد وجعه، فقال: أخرجوني إلى ~~مالي بالطائف، فأخرجوه فمات بأرض يقال لها: الظريبة [6] ، وأبان بن سعيد ~~أخوهما لم يسلم يومئذ، فأنشأ يقول: (الطويل) # ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد ... لما يفتري [7] في الدين عمرو وخالد # [8] أضافا إلى دين [8] جميعا فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من نكايد [9] # فأجابه عمرو وقال: (الطويل) PageV01P293 # أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ... ولا هو عن سوء المقالة [1] مقصر [2] # يقول إذا شكت [3] عليه أموره ... ألا ليت ميتا بالظريبة [4] ينشر # فدع [5] عنك ميتا قد مضى لسبيله ... وأقبل إلى الحي [6] الذي هو أفقر # فلما أشرف النبي صلى الله عليه على الطائف [7] إذا هو بقبر مشيد وعلى ~~يمينه أبو بكر رضي الله عنه وعلى يساره ms159 [8] خالد بن سعيد رحمه الله، فقال ~~أبو بكر: بأبي وأمي! هذا قبر أبي أحيحة سعيد بن العاص المشرك لا رحمه الله! ~~فقال خالد: بل أبو قحافة [9] فلا رحمه الله! فو الله ما كان يقري ضيفا، ولا ~~يمنع ضيما [10] ! وما يسرني أن أبا قحافة أبي وأن أبا أحيحة في أعلى عليين، ~~فضحك رسول الله صلى الله عليه وقال: يا أبا بكر! لا تسبوا الأموات فتغضبوا ~~الأحياء ### | حروب بني عدي بن كعب بن لؤي في الإسلام # إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي [11] قال حدثني عمر بن أبي بكر ~~المؤملي عن سعيد بن عبد الكريم عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابن ~~الخطاب عن أبيه قال: كان من حديث الحرب التي كانت بين عدي PageV01P294 # ابن كعب في الإسلام أن أبا الجهم [1] بن حذيفة بن غانم كان من رجال قريش ~~في الجاهلية وكان يوازن عمر بن الخطاب قبل إسلامه في [2] غيلته [3] لرسول ~~[4] الله صلى الله عليه ومعاداته، فأكرم الله عمر بما أكرمه من الإسلام ~~واستجاب فيه دعوة نبيه عليه السلام وأعز به دينه وأبطأ أبو الجهم عن ~~الإسلام حتى أسلم يوم الفتح [5] ، ثم انتقل إلى المدينة ولزم النبي صلى ~~الله عليه، وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه أتي بخميصتين [6] سوداوين ~~فلبس إحداهما [7] وبعث بالأخرى إلى أبي الجهم، وكانت خميصة رسول الله صلى ~~الله عليه ذات علم فكان إذا قام إلى الصلاة نظر إلى علمها فكرهها لذلك وبعث ~~بها إلى أبي الجهم بعد ما لبسها لبسات وأرسل إلى خميصة أبي الجهم فلبسها ~~بعد ما لبسها أبو الجهم لبسات، وكان أبو الجهم في خلافة عمر يجلس في موضع ~~البلاط [8] بالمدينة في أشياخ من نظرائه من أهل مكة يتحدثون، فكان الفتى من ~~فتيان قريش يمر بهم فيرمونه بعيوب آبائه وأمهاته في الجاهلية، فبلغ ذلك عمر ~~بن الخطاب فنهاهم عن ذلك المجلس، فلما قتل عثمان بن عفان خرج به نفر من ~~قريش ليلا ليصلوا عليه ويدفنوه فأتاهم جبلة بن عمرو الساعدي فمنعهم الصلاة ~~عليه ms160، فقال أبو الجهم وهو في القوم: والله! لئن لم تصلوا عليه لقد صلى عليه ~~رسول الله صلى الله عليه، وكانت تحت أبي الجهم خولة بنت القعقاع بن معبد بن ~~زرارة بن عدس [9] فولدت له محمد بن أبي الجهم، وكان PageV01P295 # له حميد [1] بن أبي الجهم وأمه حبيبة [2] بنت الجنيد بن جمانة [3] بن قيس ~~بن زهير بن جذيمة العبسي، وكان له صخر وصخير [4] من أم ولد [5] ، وكان له ~~عبد الرحمن من أم ولد، وعبد الله الأصغر وسليمان من أم ولد يقال لها زجاجة ~~[6] وهي أخيذة [7] من غسان، وكان بنو أبي الجهم أشداء [8] جلداء [9] ذوي شر ~~وعرام [10] ، ولم يكن يتعرض لهم أحد إلا آذوه، فكان السلطان منهم في مؤونة ~~ومشقة، وقد كان عمرو بن الزبير يمد حبلا فيعترض به الطريق وهو في أيدي ~~حبشانة، فإذا مر إنسان علقوه فيسقط على وجهه، فمر الحسن بن علي عليه السلام ~~فقال له حبشانة: يا ابن رسول الله! نحن مأمورون، فقال رضي الله عنه: سفيه ~~لو يجد مسافها، وعدل عنهم إلى طريق آخر فمر بهم أبو الجهم وهو مكفوف فعلقوه ~~فسقط، فلما أتى منزله جمع بنيه ثم أخرج ذكره فبزق عليه وقال: لو خرج من هذا ~~حر [11] ما فعل بي ما فعل، فمشى بنوه إلى دار عمرو [12] فأشعلوا بابه ~~بالنار يلتمسون أن يخرج إليهم، فلم يفعل، فخرج إليهم مروان بن الحكم وهو ~~أمير المدينة في خلاف معاوية حاجا فبينا هو يسير يوما في مركبه في بعض ~~الطريق دنا منه عبد الله بن مطيع ابن الأسود فكلمه بشيء فرد عليه مروان ~~فأجابه ابن مطيع فأغلظ له في القول، فأقبل مصعب بن PageV01P296 # عبد الرحمن بن عوف وهو يومئذ على شرط مروان فضرب وجه ناقة ابن مطيع بسوطه ~~وقال: تنح، فتنحى، وأقبل صخير بن أبي الجهم يتخلل الموكب حتى دنا من مصعب ~~فخطم [1] أنفه بالسوط ثم ولى وهو على ناقة له مهرية [2] بكرة [3] وأمسك ~~مصعب على أنفه ثم دنا من مروان فأخبره الخبر واستعداه على صخير، فوقف مروان ~~وغضب غضبا ms161 شديدا وقال: علي به، والله لأقطعن يده! فقال ابن مطيع: لقد أردت ~~أن تكثر جذمي [4] قريش، فاتبعه قوم فلم يقدروا [5] عليه ولم يتعلقوا به حتى ~~نجا، فلما انتهى القوم إلى مكة وقضوا حجهم بعث عبد الله بن مطيع جارية له ~~يقال لها خيرة ذات ميسم وعقل ولسان وكان ابتاعها بأربعة آلاف درهم إلى عبد ~~الملك بن مروان وهو يومئذ غلام بطرفة [6] وقال لها: تعرضي لصاحب الشرط، فإن ~~كلمك فكلميه وضاحكيه، فانطلقت الجارية ففعلت ما أمرت به، فلما مرت بمصعب بن ~~عبد الرحمن سألها لمن هي وما أمرها؟ فأجابته وراجعته الكلام، فأعجبته فبعث ~~إلى عبد الله بن مطيع يسومه بها، فبعث بها إليه فقبضها مصعب وبعث إليه ~~بثمنها، فأبى أن يقبله وقال: إن مثلي لا يبيع مثلك، فلما حضر الصدر [7] ركب ~~عبد الله بن مطيع وعبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي إلى مصعب ابن عبد ~~الرحمن فاستوهباه الضربة [8] التي يطلب بها صخير بن أبي الجهم PageV01P297 # فوهبها [1] لهما، فلما قدموا المدينة أرسل في ذلك صخير بن أبي الجهم ~~أبياتا من رجز فبلغت مصعبا فندم على ما كان منه ولم يجد بدا من التمام ~~عليه، وذلك قول صخير بن أبي الجهم: (الرجز) # نحن خطمنا [2] بالقضيب مصعبا ... يوم كسرنا أنفه ليغضبا # لعل حربا بيننا أن تنشبا [3] ... لأن عبدا قد تعالى [4] مرقبا # وكان في القوم هجينا مغربا [5] ... ضربته بالسوط حتى أندبا # وما أبالي قول من تعصبا ... إذا مشت [6] حولي عدي غضبا [7] # وارتكبت [8] خيرة منه مركبا ... ولعبت منه وتلهو [9] ملعبا # ثم أبينا عاتبا إن يعتبا [10] ... فلا يجد إلا السلاح مذهبا # ثم إن خولة [11] بنت القعقاع كبرت وسقمت ووجعت مفاصلها وثقلت رجلاها ~~فأتاها أبو الجهم بعد ما تطاول وجعها ذات يوم يعودها، فقالت له: # إني مسحورة وإن زجاجة [12] هي التي سحرتني، وقد قيل لي إن شفائي في مخ ~~ساقيها إن ادهنت به، وإلى أن فعلت لم يكن دون شفائي شيء، فقال أبو الجهم ~~وكانت فيه بقية من عمية [13] الجاهلية: نعم لك ذلك وقل لك، ثم PageV01P298 # خرج ms162 من عندها ونمى الخبر إلى أم ولده إلى ابنيها عبد الله وسليمان [1] ~~فأتيا أباهما فذكر له الذي بلغهما من ذلك فوجدا رأيه عليه، وأخبرهما أنه ~~فاعل، فعظما عليه وذكراه الله تعالى والإسلام والحق، فأبى وقال [2] : ليست ~~أمكما عندي كخولة ولا أنتما عندي كولدها، فلما أعياهما انطلقا إلى خولة ~~وكلماها وقالا لها: إنك لم تسحري وإنما الذي بك داء من الأدواء التي تعرض ~~للناس، وهذا من قول النساء وقول من لا رأي له ولا عقل، فاتقي [3] الله وكفي ~~عنا ولا تحملي أبانا على ما لا ينبغي أن يركبنا به، فقالت لهما: أمكما ~~سحرتني وقد كنت أظن ثم حقق ظني ما أتيت به من الخبر، فانصرفا عنها وأتيا ~~إخوتهما فذكرا لهم ما قال أبوهما وما قالت خولة وسألاهم [4] أن يكفوهما عما ~~هما عليه من سوء رأيهما، فقال محمد وهو ابن خولة: ما يأمرنا أبونا وأمنا ~~بشيء حسن ولا قبيح إلا أطعناهما فيه، وتابعه إخوته الآخرون صخر وصخير وعبد ~~الرحمن على قوله وكانوا على مثل رأيه، وأما حميد فكان غائبا بالعراق، ~~فأغلظا لهم القول وقالا [5] : إن كنا [6] عذرنا شيخا كبيرا أو امرأة كبيرة ~~سقيمة سفيهة لرأيهما [7] رأي النساء فما عذركم عندنا، والله لا يكون هذا ~~أبدا حتى نقتل وو الله لا نقتل حتى يقتل بعضكم فلا تبقوا إلا على أنفسكم، ~~ونشب الشر بين بني أبي الجهم وشغلوا عن الناس وصار بأسهم بينهم، وخرج عبد ~~الله وسليمان ابنا أبي الجهم فأتيا عبد الله بن عمر بن الخطاب فقصا عليه ~~القصة وسألاه أن يمنعهما وينصرهما، فقال: سبحان الله! هذا أمر لا يكون، منع ~~الإسلام هذا ونحوه، فجعلا يعيدان عليه الحديث فيخبرانه بما قالا وقيل لهما، ~~PageV01P299 # فلا [1] يصدق بأن ذلك يكون، فخرجا من عنده فلقيهما المسور [2] ابن مخرمة ~~[3] الزهري فسألهما عن شأنهما، فأخبراه الخبر وذكرا له ما كلماه عبد الله ~~وما رد عليهما، فقال لهما: إن ابن عمر قد [4] نزل عن الدخول [4] في اختلاف ~~أمة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يدخل في اختلاف بني أبي ms163 الجهم، اعمدا إلى ~~من هو أشرع إليكما منه وإلى ما تريدان، فانطلقا حتى دخلا على عبد الرحمن بن ~~زيد بن الخطاب فقصا عليه قصتهما إلى أن بلغا [5] ذلك الموطن فأفزعه ما أتيا ~~[6] به وقال: مهلا انظر في هذا الأمر وأتثبت [7] فيه وأعلم حقه من باطله، ~~فدعا ابنه عمر بن عبد الرحمن وهو ابن الثقفية [8] وكان يقال له المصور من ~~حسنه وجماله وكان قد وفد على معاوية وأقام عنده شهرا ثم قام إليه يوما ~~فقال: يا أمير المؤمنين! اقض لي حاجتي، فقال له معاوية: أقضي لك أنك أحسن ~~الناس وجها، ثم قضى له حاجته ووصله وأحسن جائزته، فقال له عبد الرحمن: يا ~~بني! انطلق إلى عمك أبي الجهم فسل عنه وعن حاله وعن صاحبته ووجعها [9] ثم ~~ادخل على ابنة القعقاع فسلم عليها واقعد إليها وسلها عن وجعها وما تجد ثم ~~أحص [10] ما يردان عليك من القول، ثم أقبل إلي، فانطلق الفتى ففعل ما أمره ~~به أبوه، فلما سأل أبا الجهم عن امرأته قال: # إنها لسقيمة لا تحرك يدا ولا رجلا ولا تقلب إلا ما قلبت وقد [11] قيل لها ~~إنها مسحورة وإن شفاءها قريب مني، ثم دخل إلى خولة فسلم عليها وجلس ~~PageV01P300 # إليها واستخبرها عن وجعها فجاءته بمثل ذلك وقالت له: سحرتني، وقد وعدني ~~أبو الجهم أن يذبحها وينزع لي مخ ساقيها فأدهن به، فانصرف عمر بن عبد ~~الرحمن فزعا مروعا لما سمع ولم يكن بلغه الأمر قبل، فأبلغ أباه ما قال وما ~~قيل له وعبد الله وسليمان جالسان عنده فقال لهما عبد الرحمن: ما أرى الأمر ~~إلا حقا وأيم الله! لا يصلون إلى ما يريدون منكما ومن أمكما أبدا إن شاء ~~الله، وأمرهما بأن [1] يحملا [2] أمهما وما كان لهما من أهل ومال ثم ينتقلا ~~إليه، ففعلا فأنزلهما في دار مولاه عبيد بن حنين وهو مولى أمه لبابة بنت ~~أبي لبابة [3] الأنصارية وكانت [4] من سبي عين التمر [5] الذين سباهم خالد ~~بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان عبيد ms164 بن حنين لبيبا ~~فقيها علامة، وكان عبد الرحمن بن زيد حين ولي مكة ولاه قضاء [6] أهل مكة، ~~وانطلق عبد الله وسليمان ابنا أبي الجهم إلى عاصم بن عمر بن الخطاب فقصا ~~عليه أمرهما وأخبراه بما كان من رأي عبد الرحمن فيهما فقال لهما: وأنا ~~معكما ولن [7] يصل إليكما شيء تكرهانه، وانطلقا إلى زيد بن عمر بن الخطاب ~~وأمهم [أم-] [8] كلثوم بنت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فأخبراها الخبر ~~وسألاه النصر، فأجابهما وقال: # لا هضيمة [9] عليكما ولا ضيم [10] ، وأتيا بني عبد الله بن عمر بن الخطاب ~~الأكابر عمر ومحمدا وعثمان وأبا بكر وأمهم أسماء بنت عطارد بن حاجب بن ~~PageV01P301 # زرارة [1] فأخبراهم الخبر وسألاهم النصر فوعدوهما ذلك، وأتيا ابني سعيد ~~[2] بن زيد بن عمرو بن نفيل: زيدا [3] وعبد الله، وأمهما جليسة بنت سويد بن ~~صامت الأنصارية ومحمدا وإبراهيم ابني سعيد [4] وأمهما حزمة بنت قيس الفهرية ~~أخت الضحاك بن قيس فوعدوهما النصر، وأتيا بني سراقة وبني المؤمل فأجمعوا ~~على نصرهما ومعونتهما، ولما رأى بنو أبي الجهم الأكابر ما فعل أخواهم ~~انطلقوا إلى عبد الله بن مطيع بن الأسود فأخبروه خبر أخويهم واستنجادهما ~~بني الخطاب وغيرهم من قومهم ومن ظاهرهما [5] منهم، وكان بنو أبي الجهم يد ~~عبد الله بن مطيع وناهضته [6] في كل مهمة نزلت به وأمر أراده، فقال لهم: ~~أما ما أردتم بذات حرمتكم وأم ولد أبيكم فإني لا [7] أرى أن أعلم [7] علمه ~~ولا أن أدخل معكم فيه وأما غير ذلك فو الله لو أن أخي وابن أمي وأبي عاداكم ~~لنصرتكم عليه، ثم مشوا في رهطهم بني عويج [8] بن عدي فلما علموا أن عبد ~~الله بن مطيع قد تابعهم وشايعهم مالوا إليه ثم لم يتغادر منهم أحد منهم ~~سليمان [9] بن أبي حثمة [10] بن حذيفة وحكيم بن مؤرق [11] بن حذيفة وهما ~~أخوان لأمهما الشفاء [12] بنت عبد الله [بن شمس بن خلف بن صداد بن ~~PageV01P302 # عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب-] [1] عبد الرحمن بن حفص ابن ~~خارجة بن حذافة ms165 بن غانم [و-] [2] عبد الرحمن بن مسعود بن الأسود ابن حارثة ~~ونافع بن عبد عمرو بن عبد الله بن نضلة [3] بن عوف وإبراهيم ابن نعيم وصالح ~~[4] بن النعمان بن عدي الذي استعمله [5] عمر بن الخطاب على دستميسان [6] ~~صاحب الجوسق المتهدم [7] ولم يستعمل أحدا فيما علمناه من بني عدي غيره ~~فافترقت بنو عدي فرقتين ووقع الشر ونشبت العداوة بينهم وكان كهولهم يقعدون ~~في منازلهم ويخرج شبابهم ليلا فيجتلدون بالعصي ويرمون بالحجارة ولا يفترقون ~~إلا عن شجاج [8] وجراح وكسر أيد وأرجل، فطال ذلك PageV01P303 # البلاء بينهم وكانوا إذا لم يخرجوا يرتمون ليلا من السطوح بالنبل ~~والحجارة وكان من أشد وقعة كانت بينهم ليلة التقوا فيها بحرة وأقم [1] ~~ففقئت عين نافع بن عبد عمرو وكسرت رجل صالح بن النعمان وثقل على بني أبي ~~الجهم الأكابر موازرة بني الخطاب رهطهم [2] [و-] [3] إخوتهم وأرادوا أن ~~يستظهروا ببعضهم فأتوا واقد بن عبد الله [4] وسالم بن عبد الله وهما يومئذ ~~فتيان حدثان فذكرا لهما تظاهر العشيرة عليهم وشكوا بني عبيد الله بن عمر ~~وقالوا: كنا بهم واثقين لقرابتنا بهم من قبل الخؤولة مع الذي كنا عليه من ~~المودة والملاطفة فصاروا [5] علينا ألبا [6] واحدا وأعوانا وكان بين بني ~~عبد الله وبني عبيد الله بعض ما يكون بين بني العم فقارباهم في القول ~~والهوى ولم يقدرا [7] على المعونة لهيبة أبيهما، فانصرفوا عنهم راضين، ~~وأقبل حميد بن أبي الجهم من العراق ومعه الحر بن عبيد الله بن عمر [8] أمه ~~أم ولد وكان بنو عبد الله يدفعونه، فأعانا عبد الله [9] وسليمان [10] فقال ~~عبد الله بن أبي الجهم يذكر ما كان بينهم بحرة واقم: # (الطويل) # رددنا بني العجماء [11] عنا وبغيهم ... وأحمر عاد في الغواة الأشائم [12] ~~PageV01P304 # بحول من الله العزيز وقوة ... ونصر على ذي البغي حامي [1] المآثم [2] # وذكر ابن زيد [3] ذي الفضائل [4] إنه ... له عادة يجري بدفع المظالم # أقام لنا منه قناة صليبة ... ولم يستمع فينا مقالة لائم [5] # وأحضر فينا عاصم [6] الخير نصره ... وما خار [7] فرد مستغيث [8] كعاصم # وزيد [9] أتيناه فهش ولم يخم [10] ... لدن ms166 أن ندبناه ابن خير الفواطم ~~[11] # وآل سعيد [12] قد أثابوا بعزهم ... وآل عبيد الله [13] زين المواسم # فإن تلقني يوما تجدني مؤيدا ... بنصر الإله والكهول الخضارم [14] # سراقة [15] حولي والمؤمل كلها ... وفيهم قديما سابقات المكارم # أبينا فلم نعط العدو [16] ظلامة ... ونحمي حمانا بالسيوف الصوارم # ألم ينهكم ما قد أصاب سراتكم ... معا إذ لقيناكم بحرة وأقم # لقيتم رجالا لم يهابوا قراعكم ... ولم ينكلوا في المأزق [17] المتلاحم ~~PageV01P305 # فأجابه صخر بن أبي الجهم: (الطويل) # ألا أبلغا عني عبيدا [1] بأنه ... سيرجع عما قال مرجع نادم # أفارقت عزا كنت أوسط أهله ... وصرت إلى خزي [2] وذل ملازم # متى تدع في الخطاب [3] لأمك منهم ... بحق يقين القول لا قول زاعم # وليس ابن زيد [4] بالمناضل عنكم ... ولا عاصم [5] والحلم مرسوس عاصم # ولا بمهين عرضه [6] بحمائكم [7] ... ونصركم منا ابن [8] خير الفواطم # وأما السعيديون [9] والبر منهم ... وأبناء [10] ذات المجد من آل دارم # فنحن بهم أوفى ويعطف ودهم ... شوابك أرحام النساء الأكارم # ونفزع في جل الأمور محالة ... إلى واقد [11] ذي الفضل منا وسالم [12] # وإني امرؤ لم أدع غير مكذب ... مجاهرة في الغانمين ابن غانم [13] # وحولي من الأكفاء أكرم أسرة ... إذا عد في الأحياء أهل المكارم ~~PageV01P306 # بنو نضلة [1] الأخيار لا حي مثلهم ... وآل نعيم [2] والذرى [3] والغلاصم ~~[4] # أتنسون ما لاقيتم من شقائكم [5] ... وجبنكم [6] منا بحرة وأقم [7] # ثم التقوا ليلة عند أحجار الزيت [8] فافترقوا عن شجاج وجراح وآثار قبيحة، ~~فقال في ذلك صخر بن أبي الجهم: (الرمل) # ازجروا طير حروب للموالي [9] ... أبنحس [10] اطلعن [11] أم بسعد # قد جرت نحسا لكم واحتوينا ال ... فوز منها مسعدين [12] كل جد # إن نكن ملنا عليكم بعضب [13] ... وعلوناكم بأرعن [14] معد [15] # فعلى [16] غير قلي وكينة [17] ... نسب منكم يصير [18] لبعد PageV01P307 # هل رأيتم كابن هند [1] قرشيا [2] ... لاه [3] در الأحوذي [4] ابن هند [5] # هو فيها يوم شب للظاها [6] ... كعفرني [7] ذي زوائد [8] [و-] [9] ورد ~~[10] # ومن الإعجاب [إذ-] [11] أن حميدا [12] ... ذا ندى أقبل في شد ومد [13] # من يكن زود حمدا [و-] [11] حميدا ... فله زاد [14] أتى [من] غير [14] حمد # ساق من نحو العراقين [15] إلينا ... بين حر بابلي [16] وعبد # وعبيد [17] يتمنى [18] لوفاتي ms167 [19] ... من لكم يا ابن زجاجة [20] بعدي ~~PageV01P308 # إن مت تذكر غناء بمكاني [1] ... وتجد يا ابن زجاجة فقدي # فأجابه عبد الله وقال: (الرمل) # قال صخر الغي جهلا وما ين ... فك يأتي جهله من غير عمد # ذرو قول مفند جاء [2] منه ... وله حذو المكافأة عندي # تلك حرب لكم وعليكم ... وهما الأمران ليسا برشد [3] # ليس فيها حين يحضر جمع ... مرشد يهدي لأمر ويهدي # طيرنا طير السعود ومنها ... نحكم تجري [4] لكم لا بسعد # بابن [5] هند ما فخرتم علينا ... ولقد لاقى التباب ابن هند # إذ تولى الجمع منكم شلالا [6] ... من شباب مترفين [7] ومرد # كافر نعمى حميد وقد كا ... ن بجد الحي ساعة جد # كف عنه القوم حيث تردى ... بئس شكر المرهق [8] المتردي # ولقد ذقتم هناك نكالا ... ولقيناكم بحد وحرد [9] # ثم إن عبد الله بن مطيع ركب ذات يوم يطلع غنما له وبلغ ذلك عبد الله [10] ~~وسليمان ابني أبي الجهم فخرجا يرصدانه لرجعته، وأتى الخبر إخوتهما فخرجوا ~~إليهما وتداعى الفريقان وانصرف ابن مطيع، فالتقوا بالبقيع [11] فاقتتلوا، ~~وتنوول ابن مطيع بعصا، فنالت مؤخرة السرج فكسرته، وأقبل PageV01P309 # زيد بن عمر بن الخطاب ليحجز وينهى بعضهم عن بعض فخالطهم فضربه رجل منهم ~~في الظلمة وهولا يعرفه ضربة على رأسه شجته [1] ، فصرع [2] وتنادى القوم ~~زيدا زيدا، فتفرقوا وسقط في أيديهم، وأقبل عبد الله بن مطيع فلما رآه صريعا ~~نزل ثم أكب عليه فناداه: يا زيد! بأبي أنت وأمي- مرتين أو ثلاثا، ثم أجابه ~~فكب ابن مطيع ثم حمله عل بغلته حتى أداه إلى منزله فدووي زيد من شجته تلك ~~حتى أفاق [3] وقيل قد برئ [4] ، وكان يسأل من ضربه فلا يسمونه [5] ، قال ~~الحزامي: وسمعت أن خالد بن أسلم مولى عمر [6] بن الخطاب رضي الله عنه أصابه ~~برمية وهو لا يعرفه، وهو أثبت من الأول، فقال في ذلك عبد الله بن عامر بن ~~ربيعة [7] العنزي حليف آل الخطاب: (الرجز) # إن عديا ليلة البقيع ... تفرقوا [8] عن رجل صريع # مقابل [9] في الحسب الرفيع ... أدركه شؤم بني مطيع # وقال عاصم بن عمر لأخيه زيد يذكر ما ms168 كانوا فيه: (الطويل) # مضى عجب من أمر [ما-] [10] كان بيننا ... وما نحن فيه بعد من ذاك [11] ~~أعجب # تعدى [12] جناة الشر [من-] [10] بعد إلفه ... رجونا وفينا فرقة وتحزب ~~PageV01P310 # مشائيم جلابون للشر مصحرا ... وللغي في أهل الغواية مجلب # إذا ما رأينا صدعهم لم يلائموا [1] ... ولم يك فيهم للمزايل مرأب # ويأبى لهم فيها شراسة أنفس ... وكلهم مر النحيزة [2] مصعب # فيا زيد صبرا حسبة [3] وتعرضا [4] ... لأجر ففي الأجر المعرض مركب # ولا تكتمن [5] ما [6] نالك اليوم إن في ... شبابك من يسعى بذاك [7] ويطلب # ولا تأخذن [8] عقلا [9] من القوم إنني ... أرى الجرح يبقى والمعاقل [10] ~~تذهب # كأنك لم تنصب [11] ولم تلق أزمة [12] ... إذا أنت أدركت الذي كنت [13] ~~تطلب # وقال محمد بن إياس بن البكير [14] حليف بني عدي بن كعب: # (الرمل) # إن ليلي طال والليل قصير ... طال حتى كاد صبح لا ينير # ذكر أيام عرتنا منكرات ... حدثت فيها أمور وأمور # زاد فيها الغي جهلا فترامى ... وتولى الحلم ذلا ما يحور [15] # فالذي يأمر بالغي مطاع ... والذي يأمر بالعرف دحير [16] PageV01P311 # لقحت حرب عدي عن حبال [1] ... فرحى حربهم اليوم تدور # إن صخرا وصخيرا أرهقانا [2] ... مفظعات عقبة [3] الشر الشرور [4] # قذفتنا بهم في كل يوم ... قلع مستردفات وصخور # ثم إن الشجة انتقضت بزيد بن عمر فلم يزل منها مريضا وأصابه بطن [5] فهلك ~~رحمه الله، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ~~رحمة الله عليهم وكانت تحت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام، مرضا ~~جميعا وثقلا ونزل بهما وأن رجالا مشوا بينهما لينظروا أيهما يموت قبل صاحبه ~~فيرث [6] منه الآخر وأنهما قبضا في ساعة واحدة، ولم يدر أيهما قبض قبل ~~صاحبه فلم يتوارثا. # وذكر عمرو بن جرير البجلي أن زيدا صمخ [7] في صلاة الغداة فخرجت أمه وهي ~~تقول: يا ويلاه! ما لقيت من صلاة الغداة، وذلك أن أباها وزوجها وابنها كل ~~[واحد منهم-] [8] قتل في صلاة الغداة، ثم وقعت عليه فرفعا ميتين، فحضر ~~جنازتيهما الحسن بن علي عليهما الصلاة والسلام وعبد الله بن عمر ms169 رضي الله ~~عنهما، فقال ابن عمر للحسن عليه السلام: تقدم فصل على أختك وابن أختك، فقال ~~الحسن لعبد الله بل تقدم فصل على أمك وأخيك، فتقدم ابن عمر فصلى عليهما ~~صلاة واحدة وكبر أربعا. وقال محمد بن إياس بن PageV01P312 # البكير [1] يرثي زيدا ويذكر أمرهم: (الوافر) # ألا يا ليت أمي لم تلدني [2] ... ولم أك في الغواة لدى البقيع # ولم أر مصرع ابن [3] الخير زيد ... وهد به [4] هنالك من صريع # هو الرجل [5] الذي عظمت وجلت ... مصيبته على الحي الجميع # كريم في النجار [6] تكنفته [7] ... عروق المجد والحسب الرفيع # شفيع الجود ما للجود حقا ... سواه إذا تولى من شفيع # أصاب الحي حي بني عدي ... مجللة [8] من الخطب الفظيع [9] # وخصهم لشقاء به خصوصا [10] ... لما يأتون من سوء الصنيع # بشؤم بني حذيفة [11] إن فيهم ... معا نكدا وشؤم بني المطيع # وكم من ملتقى خضبت حصاه ... كلوم القوم من علق [12] نجيع [13] # ثم إن معاوية بن أبي سفيان لما تتابعت عليه أخبارهم أعظم الذي أتاه من ~~ذلك وبعث إلى أبي الجهم بن حذيفة فأتاه بالشام فاحتفى به [14] وأكرمه وعتبة ~~فيما بلغه عن بنيه وقومه وعزم عليه ليكفنهم عما كانوا عليه حتى يصلح الذي ~~بينهم ويعود إلى الأمر الجميل، وبعث إليه بمائة ألف درهم جائزة، فلما ~~PageV01P313 # وصلت إليه استقلها وقال: اللهم غير! ثم انصرف إلى المدينة قاطعا ذلك ~~الأمر، واصطلح القوم وكف بعضهم عن بعض. # ولما هلك معاوية واستخلف يزيد وفد عليه أبو الجهم فيمن وفد عليه من قريش، ~~فلما أراد أن يأمر بجائزته سأل كم كان معاوية أعطاه؟ فقيل له مائة ألف، فحط ~~عنها عشرة آلاف وبعث إليه تسعين ألفا، فلما وصلت إليه استقلها وقال: اللهم ~~غير! فلما هلك يزيد وفد أبو الجهم على عبد الله بن الزبير ليفرض له فأمر له ~~بخمسة آلاف درهم، فلما وصلت إليه قال: اللهم لا تغير! فإنك إن غيرت جئتنا ~~بقردة وخنازير، وقال الحزامي [1] : وسمعت أن ابن الزبير أعطاه عشرة آلاف ~~درهم. # قال الحزامي: ولما خرج عبد الله بن الزبير وغلب على مكة ms170 وسار الحسين [2] ~~بن علي عليهما السلام إلى العراق بلغ يزيد بن معاوية أن عبد الله ابن مطيع ~~قد أراد أن يثور بالمدينة وأشفق من ذلك فكتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي ~~سفيان وهو يومئذ عامله على المدينة يأمره أن يأخذ ابن مطيع فيحبسه في السجن ~~قبله ويكتب إليه بذلك ليكتب إليه برأيه فيه، فأخذه الوليد فحبسه في السجن، ~~فلبث [3] فيه أياما، ثم إن عبد الله بن عمر بن الخطاب أقبل حتى جلس في موضع ~~الجنائز بباب المسجد، فاجتمعت إليه رجال بني عدي بن كعب في أمر ابن مطيع، ~~ثم بعث إلى الوليد بن عتبة أن ائتنا [4] نذكر لك بعض شأننا، فأتاه الوليد ~~فجلس فتكلم عبد الله بن عمر فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم أقبل على الوليد ~~فقال: استعينوا بالله والحق على إقامة دينكم وما تحاولون من صلاح دنياكم ~~ولا تطلبوا إقامة ذلك وإصلاحه بظلم البراء وإذلال الصلحاء وإخافتهم، فإنكم ~~إن استقمتم أعانكم الله وإن جرتم وكلتم إلى أنفسكم، كفوا عن صاحبنا وخلوا ~~سبيله فإنا لا نعلم عليه حقا فتحبسوه PageV01P314 # عليه، فإن زعمتم بأنكم حبستموه على الظن والتهم فإنا لا نرضى أن ندع ~~صاحبنا مظلوما مضيما [1] فقال الوليد: إنما أخذناه فحبسناه بأمر أمير ~~المؤمنين فننظر وتنظرون ونكتب [2] وتكتبون فإنه لا يكون إلا ما تحبون، فقال ~~أبو الجهم: ننظر وتنظرون ونكتب وتكتبون وابن العجماء [3] محبوس في السجن، ~~أما والله حتى لا يبقى [4] منا ومنكم إلا الأراذل لا يكون [5] ذلك، فقام ~~الوليد فانصرف، وخرج فتيان من بني عدي بن كعب فاقتحموا السجن، فلما سمع ابن ~~مطيع أصواتهم ظن أن الوليد قد بعث إليه من يقتله، فوثب يلتمس شيئا يمتنع به ~~ويقاتل، فلم يجد إلا صخرة ملء الكف، فأخذها ودخل أصحابه عليه فلما عرفهم ~~طرحها وكبر واحتملوه فأخرجوه فلحق بابن الزبير. وبلغنا أن أبا الجهم بن ~~حذيفة أدرك بنيان الكعبة حين بناها عبد الله بن الزبير فعمل فيها مع من كان ~~يعمل فيها من رجال قريش ثم قال: # قد عملت في بنيان ms171 الكعبة مرتين مرة في الجاهلية بقوة غلام وفي الإسلام ~~بقوة كبير فان، وقال أذينة [6] بن [7] معبد الليثي يمدح بني عدي بن كعب ~~ويذكر تخليصهم [8] عبد الله بن مطيع من السجن: (البسيط) # عزت عدي بن كعب في الكياد [9] ومن ... كانت عدي له أهلا وأنصارا # نجت عدي أخاها بعد ما خصفت [10] ... له المنية أنيابا وأظفارا # تأبى الإمارة إلا ضيم سادتها ... والله يأبى [11] لها بالضيم إقرارا ~~PageV01P315 # ومن يكن من عدي ينتزح [1] بهم ... عن الأذى أو نزيلا فيهم جارا # فكم ترى فيهم يوما إذا حضروا ... ذوي بصائر [2] في الخيرات أبرارا # وسادة فضلوا مجد ومكرمة ... ساسوا مع الحلم أحسابا وأخطارا # يعم بذلهم الأحياء قاطبة ... كالنيل [3] يركب بلدانا وأمصارا # بهم ينال أخوهم بعد همته ... وتقتضي بهم الأوتار [4] أوطارا [5] # وذكر الحزامي عن ابن شهاب [6] أن أبا الجهم بن حذيفة قال: ليلة أتى بابنه ~~محمد بن أبي الجهم مقتولا حين قتله مسرف [7] وذلك أن مسلم بن عقبة المري ~~لما قتل أهل الحرة [8] وظفر بالمدينة أخذ الناس بالبيعة ليزيد ابن معاوية ~~[9] على أنهم [9] عبيد قن ليزيد، فأبى ابن أبي الجهم أن يبايع على أنه ~~عبده، فقدمه فضرب عنقه، فلما رأى الناس ذلك بايعوا على ذلك، وأتى [10] بعلي ~~بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب فقال له: بايع على أنك عبد قن، فثار ~~الحصين بن نمير الكندي ثم السكسكي وكان معه من كندة أربعة آلاف فقال: والله ~~لا يبايع ابن أختنا على هذا أبدا، فخشي أبو مسلم أن ينتشر عليه أمره، ~~فبايعه على أنه ابن عمر أمير المؤمنين، ورده مسلم إلى منزله على بغلته ~~وسأله أن يرفع إليه حوائجه، وبايع سائر الناس عل أنهم عبيد- والله ما وترت ~~[11] قط إلا الليلة، وعنده ناس من بني أمية فيهم ختنه PageV01P316 # على ابنته أمية بن عمرو بن سعيد وعنده يومئذ سعدى [1] بنت أبي الجهم فقال ~~أبو الجهم: إنكم يا بني أمية تظنون أن دمي في بني مرة [2] لا [3] والله ما ~~دمي هنالك، ولا أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال القائل [4] : (الطويل ms172) # ونحن لأفراس أبوهن واحد ... عتاق جياد ليس فيهن مجمر [5] # وما لكم فضل علينا نعده [6] ... سوى أنكم قلتم لنا نحن أكثر # ولستم بأثرى في العديد لأننا ... صغار وقد يربو الصغير فيكبر # قال: فلما خرجت بنو أمية في خرجتهم الآخرة إلى الشام جمع حميد بن أبي ~~الجهم رجالا من قريش وغيرهم فأدخلهم دار أبيه أبي الجهم بن حذيفة وقال ~~تصيبون ثأركم من بني أمية يريد بدماء من قتل مسلم بن عقبة يوم الحرة منهم ~~فجمعهم حتى كانوا [7] قريبا من مائة رجل، منهم عبيد الله بن علي بن أبي ~~طالب عليهما السلام وعبد الله بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وسلمة بن ~~عمر بن أبي سلمة ومحمد بن معقل بن سنان الأشجعي وعمر بن شويفع بن عثمان بن ~~حكيم السلمي حليف بني عبد شمس ويحيى بن عبد الرحمن بن سعد في رجال كثير ~~فأدخلهم الدار عشاء عليهم الحديد، فأقبل أبو الجهم من صلاة العشاء وهو ~~يومئذ ابن مائة سنة ونيف، فقال: أصبح غدا أكرم قريش واستسمن ولا تقتلن [8] ~~بأخيك إلا رجلا سمينا، ثم دخل البيت وصبر ساعة لا يسمع الهائعة [9] فخرج ~~خرجة فنادى: حميد- أي حميد! PageV01P317 # اعضض ببظر أمك، ما لي لا أسمع الهائعة [1] ، قال: يا أبتاه! لا تعجل فو ~~الله! إني لفي طلبهم والتماسهم، ثم رجع فلبث ساعة فأبت نفسه أن تقره، فخرج ~~فنادى: أي حميد، اعضض ببظر أمك: (الوافر) # [و-] [2] لو كنت القتيل وكان [3] حيا ... لقاتل لا أنف [4] ولا سؤوم # فلم يزل ذلك شأنهم يمشون في الأزقة يبتغون الغرة منهم ولا يجدونها حتى ~~أرسلت بنو أمية حسان بن كعب المحنث مولى أبي الجهم فقالوا: اعلم لنا ما في ~~دار أبي الجهم، فانطلق حتى أبصر الكتيبة في سقيفة الدار، فرجع إلى القوم ~~يولول، فقال: الداهية في دار أبي الجهم فاسلكوا بطحان [5] ، فسلكوا تلك ~~الطريق وأغار حميد على دار يعقوب [6] بن طلحة بالبلاط وفيها حمس أهل الشام ~~وعلى دار ابن عامر [7] برومة [8] فانتهب ذلك كله ثم إن ابن الزبير لما بلغه ~~ذلك ms173 كتب [9] إلى حميد أنه بلغني أنه لم يكن بالمدينة أحد حي غيرك فانتدب ~~فيمن اتبعك من الناس، فاتبع آثارهم فإنهم يتساقطون تساقط الينع [10] ~~فاطلبهم ما بينك وبين وادي القرى [11] فأصب [12] PageV01P318 # منهم ومن أموالهم ما قدرت عليه، فبينا هو يتجهز إذ أتاه كتاب [1] منه آخر ~~أن أبطئ عنهم يومك حتى [2] أكتب إليك [2] ، فإنه أخبر [3] أن عمرا وعمر [4] ~~ابني عثمان قد لويا أعناقهما على ابن الزبير، فحمله ذلك على الانصراف عن ~~بني أمية. # ابن شهاب قال: اقتتل محمد بن أبي الجهم وأبو يسار [5] بن عبد الرحمن ابن ~~شيبة بن ربيعة فصرعه محمد بن أبي الجهم فوطئ على بطنه فأسلحه، فسجنه مروان ~~بن الحكم وهو يومئذ أمير المدينة فقال: أسلحت سيدنا ورجلا منا فو الله لا ~~تنفلت مني حتى أسلحك، فأوطأ بطنه الرجال، فصاح محمد: # يا مروان! إن استى [6] مؤكاة ولست من أستاهكم، فقالت أم أبان [7] : # لا توطئ بطنه فإنه والله ما كان يسلح، فأرسله. قال: وخطب مروان بن الحكم ~~إلى أبي الجهم ابنته سعدى على أخيه يحيى بن الحكم وكان ممن مشى في ذلك ~~مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة وسارية بنت عوف أخت سعدى وأم يحيى ~~فأبى أبو الجهم، وعمرو [8] بن سعيد والي المدينة يومئذ، فأرسل ابن قطن مولى ~~[9] أبي الجهم فأمره أن يطلع رأى أبي الجهم في ابنه [10] أمية بن عمرو [10] ~~وخشي أن يرده كما رد مروان، فذهب ابن قطن فاطلع رأي أبي الجهم، فقال أبو ~~الجهم: سأنظر قي ذلك، ودعا أبو الجهم PageV01P319 # ابنه حميدا فقال له: [1] ابن أبي أحيحة [1] أحب إليك أم [2] ابن خالتك ~~يحيى بن الحكم؟ فقال له: أنت أبصر وأعلم، ثم جرت الرسل بينهم حتى وعدهم أبو ~~الجهم، فأرسل إلى عبد الله وعاصم ابني عمر [3] وعبد الله بن مطيع في رجال ~~من بني عدي بن كعب، وجاء عمرو بن سعيد في رجال من بني آل سعيد وبني أمية ~~فجلس مع أبي الجهم على السرير وقال: هل تنتظرون من أحد؟ فقال أبو الجهم: ~~ننتظر محمد بن ms174 أبي الجهم، اذهب يا غلام! فادع لنا محمدا، فذهب إليه، فقال: ~~لا والله لا أشهدها ولا نكاحها، وعبد الله بن مطيع عند رجليه وصخر بن أبي ~~الجهم عند رأسه فأرسل إلى محمد أني أعزم عليك أن تأتينه، فأقبل يمشي حتى ~~قام بين الناس وقال: انكح أيها الرجل ابنتك، فو الله لا أدخل في شيء من ذلك ~~ولا أشهد نكاحها، وذلك لشيء كان بينه وبين عمرو بن سعيد، ثم تكلم عمرو فذكر ~~ما كان بين أبي الجهم وبين آل سعيد بن [4] العاص وعظم من بيت أبي الجهم ~~وشرفه، ثم تكلم أبو الجهم فذكر عنهم حتى قال: كنتم بيت قومكم وكان شبهكم ~~فيهم شبه الدخنة في قشرها فأخذ ابن مطيع برجله وقال: حسبك يرحمك الله! قال: ~~دعني يا عبد الله بن مطيع! فاني والله ما أنا من الذين [5] ينفسون [6] على ~~العشيرة ولا يتشوفون [7] لهم، فلم يزل ذلك من ابن مطيع حتى رده عن بعض ما ~~يقول، فجعل عمرو بن سعيد ينظر إلى صخر بن أبي الجهم ويقول: يا صخر! انظر ~~إلى هذا وما يصنع ثم أنكحه. # ابن شهاب قال: قدم أبو الجهم بن حذيفة على معاوية وقد كان بينه ~~PageV01P320 # وبين ثقيف ملاحاة فقال له معاوية: يا أبا الجهم! ما لك ولثقيف يشكونك [1] ~~إلي؟ فقال [2] : ما أعجبك! والله لا أصالحهم حتى يقولوا قريش وثقيف وليتا ~~[3] وج [4] ولا يحبون منا إلا أحمق ولا يحبهم منا إلا أحمق وبذلك [5] ~~نعتبرك من حمقانا [5] وقال في قدمة قدمها عليه أخرى [6] وافدا: يا أبا ~~الجهم! ألم أفرغ من حاجتك؟ قال: بلى غير شيء واحد ذكرته لا بد لي منه، قال: ~~فهلمه، قال: # إن بني بكر [7] يتكثرون علينا بأرضنا [8] فابعث إلى بني سامة بن لؤي ~~فاخطط لهم دون الخندق فاجعلهم جناب بني بكر وارزقهم من القرى: خيبر [9] ~~وفدك [10] ووادي [11] القرى، قال: نعم، وماذا زعمت أيضا؟ قال: وإن ثقيفا ~~يتكثرون علينا بوج فأكثر من الروم والفرس فأكثر من الروم والفرس حتى تأكلهم ~~بهم، فقال معاوية: مرحبا بك وأهلا! فو الله ms175 إن كنت لأحب موافقتك على ما ~~سألتني، أما بنو بكر فقد ملأتكم [12] مقاتلة [13] وكتائب [14] حتى أن ~~الواحد PageV01P321 # منكم [1] ليغضب مغضبة [1] فيرسل إلى [2] أحدهم فيقاد [3] فيصنع به ما ~~أراد، فارجع فاطلع، فان ابتغيت الزيادة [4] زدتك، وإن رضيت فالله يرضيك [5] ~~، وأما ثقيف فقد رأيت ما صنعت فيهم أخرجتهم من قرار أرضهم وألحقتهم ~~بالشواهق من السراة، وقالوا: افرض لنا بالعراق، فأبيت [6] ذلك عليهم، وقلت: ~~لا والله إلا بالشام أرض المطواعين لأريحك ونفسي منهم حتى جعلت أموالهم ~~كلها لقريش وملأت الأرض فرسا وبرذونا، فارجع فاطلع، فان رأيت ما يرضيك ~~فالله يرضيك إلا فاكتب إلي أزدك. # الحزامي قال ابن شهاب: لقي إسماعيل بن [خالد بن-] [7] عقبة بن أبي معيط ~~عيسى بن عبد الله بن شتيم [8] فشجه بالهراوة شجة مأمومة [9] ، ثم مر على ~~سالم مولى ابن مطيع فانتزع سالم منه الهراوة التي شج بها [10] عيسى بن عبد ~~الله [10] فشجه بها، ثم إن بني عقبة بن أبي معيط ثاروا إلى دار بني مسعود ~~بن العجماء [11] التي بالسوق وفيها سالم أبو الغيث [12] فأخبروا بني عدي ~~[12] بحصارهم سالما، فالتقوا بالسوق فاقتتلوا واشتد قتالهم، ثم حجز بينهم ~~فلبثوا حينا، ثم إن عبد الله بن مطيع خرج إلى السوق فعرض له إسماعيل بن ~~خالد [13] بالسيف صلتا حتى ضربه في رأسه ضربة بلغت العظم، ثم إن بني ~~PageV01P322 # أمية أتوا بإسماعيل إلى ابن مطيع، فقالوا: ها هو ذا نرضيك ونمكنك منه، ~~فقال ابن مطيع: ما أنا بفاعل حتى أشاور [1] أبا الجهم، فأرسل إلى أبي الجهم ~~ما ترى فيه فإنهم قد أمكنوني من حقي، فأرسل إليه أبو الجهم: إن كانوا أعطوك ~~يده تقطعها فاقبل منهم واقبضه حتى ترى فيه رأيك، وأرى إن فعلوا ذلك أن ~~تكسوه حلة وقميصا وتعفو عنه [2] وترسله، فأعطوه ذلك، فأرسله عشية ذلك اليوم ~~وكساه حلة، فلبث الناس سنين ثم إن [ابن-] [3] سليمان بن [4] مطيع قدم من ~~مصر فدخل حمام ابن عقبة [5] فوجد فيه الحارث بن عبد الرحمن بن الحكم ~~فتلاحيا [6] فلج السباب [7] بينهما، فقال له الحارث [8] : ألا أراك تسبني ~~وقد ms176 ضربنا عمك [9] الضربة التي صارت مثل حر البقرة، فقال الآخر [10] : لا ~~أستطيع لعمري أسابك بعد هذا، فلما خرج [ابن-] [11] سليمان من الحمام دخل ~~على حميد بن أبي الجهم فقال: ألم تر ما لقيت من الحارث بن عبد الرحمن؟ ثم ~~أخبره بما كان بينهما في الحمام وما قال له، فخرجا حتى دخلا على محمد بن ~~أبي الجهم فقص عليه الخبر، فقال له محمد: أبعدك الله وأبعد عمك! فقد والله ~~كنت أظن أنهم سيعتدونها عليكم، أرسل يا [12] حميد! إلى سيفي القائم القاعد ~~فأعطه هذا فليضرب خالد [13] بن PageV01P323 # عقبة [1] اليوم- وكان يوم جمعة- في صدره، حتى إذا مر بدار أبي الجهم خرج ~~عليه ابن سليمان بن مطيع فضربه بالسيف مثل ضربة إسماعيل [2] عبد الله بن ~~مطيع، وقال في ذلك محمد [3] بن أبي الجهم: (المتقارب) # لسيفان سيف لمأمومة [4] ... وسيف هو القائم [5] القاعد # فخذها برأسك مأمومة ... وإياك إياك يا خالد # وقال ابن سليمان بن مطيع: (البسيط) # أنا الغلام الذي أثرت ذا أثر [6] ... في رأس شيخك [7] حتى أعنت [8] ~~العصبا # أنا الذي رد إسماعيل مختبلا ... لا يسمع الرعد إلا مات أو كربا [9] # وجد القتال يومئذ بين بني أمية وبين [10] عدي بن كعب [10] ، فنصر بني ~~عقبة من آل عثمان سعيد والوليد ابنا عثمان [11] ، ونصرهم بنو أبي عمرو [12] ~~وبنو الحضرمي [13] كلهم وخالفوا بني أبي الجهم عبد الله وسليمان وصخرا ~~وصخيرا على بني مطيع، فكانوا يوم الدار يوم جاسوا إليه أربعة أو خمسة آلاف ~~PageV01P324 # حتى إذا كانت العصر أرسلت إليهم أم المؤمنين [1] : والله لتصرفن عنها أو ~~[2] أخرجن نهارا، فخرج مروان بالناس فحجز بينهم، فقال في ذلك عبد الله بن ~~الحارث بن [3] أمية [4] : (الوافر) # [و-] [5] ليس بناصر المولى أبان ... ولا عمرو [6] قفا جمل شرود # وقد ولدت لينفعها يزيدا [7] ... فما ولدت سوى ألم شديد # ومروان يناجيهم علينا ... وعمرو [8] ذلك الرجل الرقود # وقد خذلت قبائل آل شمس ... وآزرنا سعيد والوليد [9] ### | نسب شرحبيل بن حسنة في قريش # الحزامي عن عبد الله بن إبراهيم بن قدامة الجمحي قال حدثني أبي عن أبيه ~~أن شرحبيل/ بن ms177 حسنة كان ينسب إلى سفيان [بن-] [5] معمر بن حبيب [10] إلى أن ~~حدث لولده ميراث بمصر [11] فقال لهم الحارث [12] بن PageV01P325 # حاطب بن معمر: إنه قد حدث ما ترون، فان كان [1] نسبكم إلينا [1] على ما ~~تدعون فالأمر بيننا وبين هذا المال وإلا برئتم [2] من نسبنا فان شئتم [3] ~~شركناكم فيه، فاختاروا [4] المال وانقطعوا وتركوا ذلك النسب، فأقاموا حتى ~~كان وسط الزمان، قال: فلقي جماعة منهم قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب ~~فذكروا [5] له النسب الذي كانوا عليه وسألوه الرجوع فقال: مرحبا بكم ما ~~أعرفني بما ذكرتم ولي في هذا الأمر شريك لا أقطع أمرا دونه- يريد أخاه ~~عثمان بن إبراهيم وهو يومئذ بالكوفة وكان يسكنها، فقال قدامة: أنا كاتب ~~إليه وذاكر أمركم له، فكتب [6] وانصرف القوم وفشا الخبر في بني أخواتهم ~~فقالوا: ما كفاكم ما صنعتم، كل يوم نحن منكم في نبوة [7] وتنقل، فكفوا عن ~~طلب ذلك، ورجع الكتاب من عثمان بن إبراهيم إلى أخيه قدامة: # قد قرأت كتابك وفهمت ما فيه وليس إلى الرجوع في شيء خرج منه عمك الحارث ~~بن حاطب سبيل [8] قاله عنه، فهذا كان آخر ما كان من أمرهم، وقد انتهى إلي ~~في غير هذا الحديث أن آل المعلى بن لوذان [9] الأنصاريين قد كانوا ادعوهم ~~[10] وخاصموا فيهم، ولا أدري لعل ذلك كان في زمن عمر بن الخطاب رضي الله ~~عنه. PageV01P326 ### | قصة الأصنام بمكة # قال: وكان عمرو بن ربيعة وهو خزاعة كاهنا له رئي [1] من الجن وكان عمرو ~~يكنى أبا ثمامة فأتاه رئيه فقال: أجب أبا ثمامة، فقال: لبيك من تهامة، فقال ~~له: ارحل بلا ملالة، قال له، جير ولا إقامة، قال: ائت صف جدة [2] ، فيها ~~أصناما معدة، فأورد بها تهامة، ولا تهب ثم ادع العرب إلى عبادتها تجب. # فأتى عمرو ساحل جدة فوجد بها ودا [3] وسواعا [4] ويغوث ويعوق ونسرا وهي ~~الأصنام التي عبدت على عهد إدريس ونوح عليهما السلام، ثم إن الطوفان طرحها ~~هناك فسفى [5] عليها الرمل فواراها، واستثارها عمرو وحملها إلى تهامة وحضر ~~الموسم فدعا العرب إلى ms178 عبادتها فأجابوه، فأخذ عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة ~~بن زيد اللات بن رفيدة [6] بن كلب ودا فنصبه بدومة الجندل وكان لقضاعة، ~~وأخذ الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة سواعا فكان برهاط [7] تعبده ~~مضر، وأخذ أنعم [8] بن عمرو [9] المرادي يغوث فكان بأكمة [10] من اليمن ~~يقال لها مذحج [11] تعبده PageV01P327 # مذحج ومن والاها، وأخذ مالك [1] بن مرثد بن جشم [2] بن حاشد بن جشم بن ~~خيران [3] بن نوف [4] بن همدان [5] يعوق فكان بقرية يقال لها خيوان [6] ~~تعبده همدان ومن والاها، وأخذ معد يكرب أحد حمير وأحد ذي رعين [7] نسرا ~~فكان بموضع من أرض سبأ يقال له بلخع [8] تعبده حمير ومن والاها. وذكر عن ~~رسول/ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رفعت لي النار فرأيت عمرو بن لحي ~~[9] ولحي هو ربيعة رجلا قصيرا أحمر أزرق يجر قصبه [10] في النار، فقلت: من ~~هذا؟ فقيل عمرو بن لحي أول من بحر البحيرة ووصل الوصيلة وسيب السائبة [11] ~~وحمى الحامي [12] وغير دين إسماعيل عليه السلام ودعا العرب إلى عبادة ~~الأصنام والأوثان» فالبحيرة إذا نتجت الناقة خمسة أبطن عمدوا [13] إلى ~~الخامس إذا لم تكن سقبا [14] فتشق أذنها [15] فتلك البحيرة [16] ، ~~PageV01P328 # ولا يجز [1] لها وبر ولا يذكر اسم الله عليها، وأما السائبة [2] فما ~~سيبوا من أموالهم لآلهتهم، وأما الوصيلة فهي الشاة إذا وضعت سبعة أبطن ~~عمدوا [3] إلى السابع، فان كان ذكرا ذبح [4] وإن كانت أنثى تركت في الشاء ~~[5] وإن كان ذكرا وأنثى قيل قد وصلت أخاها فتركا جميعا محرمين منفعتهما ~~للرجال دون النساء، وأما الحامي [6] فالفحل من الإبل إذا صار جد أب قالوا: ~~حمى هذا ظهره، فتركوه لا يركب ولا يحمل عليه، ولا تمنع البحيرة ولا السائبة ~~[2] ولا الوصيلة ولا الحامي [6] ماء [7] ولا مرعى وإن كان لغير أهلها، ~~وألبانها للرجال دون النساء، فإذا مات شيء منها كان الرجال والنساء في ~~لحومها سواء [8] ، ذكر ابن الكلبي قال: بينما الناس سائرون حول الكعبة إذا ~~هم بخلق يطوف ما قد تراءى [9] رأسه [10] فأجفل الناس هاربين فناداهم: # لا تروعوا [11] / فأقبلوا ms179 إليه وهو يقول: (الرجز) # لاهم رب البيت ذي المناكب [12] ... أنت وهبت الفتية السلاهب [13] # وهجمة [14] يحار فيها الحالب ... وثلة [15] مثل الجراد السارب ~~PageV01P329 # متاع أيام وكل ذاهب # ونظروا فإذا هي امرأة فقالوا لها: ما أنت إنسية أم جنية؟ قالت: بل إنسانة ~~من جرهم: (الرجز) # أهلكنا الذر زمان يقدم [1] ... بمجحفات [2] وبموت لهذم [3] # حتى تركنا برقاق [4] أهيم [5] ... للغي منا وركوب المأثم # ثم قالت: من ينحر لي كل يوم جزورا ويعد لي زادا وبعيرا ويبلغني بلادا ~~فوزا أعطه مالا كثيرا، فانتدب لها رجلان من جهينة بن زيد فسارا بها ليالي ~~وأياما حتى انتهت إلى جبل جهينة فأتت على قرية نمل وذر فقالت: # يا هذان! ههنا هلك قومي فاحتفروا هذا المكان، فاحتفروا عن مال كثير من ~~ذهب وفضة فأوقرا بعيريهما، وقالت لهما: إياكما أن تلتفتا فيختلس ما معكما، ~~وأقبل الذر حتى غشيها فمضيا غير بعيد والتفتا فاختلس ما كانا احتملا، ~~فنادياها: هل من ماء؟ فقالت: نعم، في موضع هذه [6] الهضاب [7] ، وقالت وقد ~~غشيها الذر: (الرجز) # يا ويلتي يا ويلتا من أجلي ... أرى صغار الذر تبغي هبلى [8] # سلطن يفرين على محملي ... لما رأيت أنه لا بد لي # من منعة أحرز فيها معقلي PageV01P330 # / ودخل الذر منخريها ومسمعيها [1] فخرت لشقها فهلكت، ووجد الجهنيان الماء ~~حيث قالت، والماء يقال له مسيحة [2] وهو بناحية فرش ملل [3] الى جانب مشعل ~~[4] فهو اليوم لجهينة ### | رئاسات [5] قريش # كانت الرئاسة [6] أيام عبد مناف لعبد مناف بن قصي وكان القائم [7] بأمور ~~قريش والمنظور إليه منها، ثم أفضى ذلك بعده إلى هاشم ابنه فولي [8] ذلك ~~بحسن القيام فلم يكن له نظير من قريش ولا مساو، ثم صارت الرئاسة [6] لعبد ~~المطلب وفي كل قريش رؤساء غير أنهم كانوا يعرفون [9] لعبد المطلب فضله ~~وتقدمه وشرفه، فلما مات عبد المطلب صارت الرئاسة [6] لحرب بن أمية بن عبد ~~شمس، فلما مات حرب تفرقت الرئاسات [10] والشرف في بني عبد مناف وغيرهم من ~~قريش، فكان في بني هاشم للزبير وأبي طالب والعباس وحمزة بني عبد المطلب، ~~وفي بني المطلب لعبد يزيد بن هاشم ms180 بن PageV01P331 # المطلب وهو المحض [1] لا قذى فيه، وفي بني أمية لأبي أحيحة سعيد بن العاص ~~بن أمية، وكان في بني نوفل بن عبد مناف للمطعم بن عدي بن نوفل، وكان في بني ~~أسد بن عبد العزى لخويلد بن أسد وعثمان بن الحويرث بن أسد، ولبني عبد الدار ~~عكرمة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، ولبني زهرة مخرمة بن نوفل بن أهيب ~~[2] بن عبد مناف بن زهرة، ولتيم بن مرة عبد الله بن جدعان بن عمرو، ولبني ~~مخزوم هشام بن المغيرة، وكان شريفا عظيم القدر في قريش حتى جعلوا موته ~~تأريخا، ولبني عدي بن كعب عمرو بن نفيل بن عبد العزى، ولبني سهم العاص بن ~~وائل ولبني جمح أمية بن خلف، ولبني عامر بن لؤي عمرو بن عبد شمس أبو يزيد ~~سهيل الأعلم، ولبني محارب بن فهر ضرار بن الخطاب بن مرداس، ولبني الحارث بن ~~فهر عبد الله بن الجراح أبو أبي عبيدة بن الجراح ### | حديث الزبير والأعرابي # قال: كان لرجل من الأعراب على الزبير بن العوام حق فجاء يطلب الزبير فوقع ~~به وشتمه وقالت صفية وهي بفناء [3] بيتها جالسة: لا تقل ذا فإنه قاضيك حقك ~~وموفيك، فقال: والله! لئن لقيته لأوذينه، فلقي الأعرابي الزبير فأقذع له في ~~القول وظلمه، فضربه الزبير حتى [4] أنه لم يستطيع [4] أن يقوم، فحمله ~~أصحابه حتى أتوا به صفية وهي جالسة ببابها فقالت: (الرجز) # كيف رأيت زبرا ... أأقطا [5] أم تمرا # أم حضرميا [6] مرا PageV01P332 ### | ما كان في قريش من الرؤيا [1] الصادقة ومنها رؤيا عبد المطلب في حفر زمزم # / ذكر عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن الزهري قال: بينا عبد المطلب ~~نائم [2] وقد ولد له ابنه الحارث وأدرك أتي في المنام وقيل له احفر زمزم ~~خبيئة [3] الشيخ الأعظم [4] ، فاستيقظ، وقال: اللهم بين لي، فأتى في المنام ~~مرة أخرى فقيل له احفر تكتم [5] بين الفرث [6] والدم [في [7]] مبحث الغراب ~~في قرية النمل مستقبلة الأنصاب الحمر، فقام عبد المطلب يمشي حتى جلس في ~~المسجد الحرام ينتظر ms181 ما سمى له من الآيات فذبحت بقرة بالحزورة [8] فانفلتت ~~[9] من جازرها بالحشاشة [10] حتى غلب عليها الموت في المسجد الحرام ~~PageV01P333 # في موضع زمزم، فجزرت تلك البقرة في مكانها حتى إذا احتمل لحمها أقبل غراب ~~يبحث فهوى [1] حتى وقع في الفرث [2] فبحث عن قرية النمل، فقام عبد المطلب ~~يحفر فجاءت قريش فقالت لعبد المطلب: ما هذا الصنيع [3] ؟ إنا لم نكن نزنك ~~[4] بالجهل، [لم [5]] تحفر في مسجدنا؟ وحكي عن عبد الأعلى بن أبي المساور ~~[6] عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتى عبد المطلب في المنام فقيل له احفر برة ~~فقال وما برة [7] قال: مضنونة: ضن بها عن الناس وأعطيتموها، فلما أصبح جمع ~~قومه فأخبرهم، قالوا: فهلا سألت ما هي؟ قال: فلما كان من الليل/ أتى في ~~منامه فقيل له: احفر فقال: أي موضع وأين موضعها؟ قيل: # مسلك الذر وموقع الغراب بين الفرث والدم، فلما أصبح جمع قومه وأخبرهم، ~~فقالوا: هذا موضع نصب [8] خزاعة ولا يدعونك، كان ولده غيبا إلا الحارث فقام ~~هو والحارث يحفران فحفرا حتى استخرجا سيوفا قلعية ملفوفة في عباء، ثم حفرا ~~حتى استخرجا غزالا من ذهب في أذنيه قرطان، ثم حفرا حتى استخرجا حلية من ~~ذهب، ثم حفرا حتى استنبطا الماء، فأتى قومه فقالوا: يا عبد المطلب! احذ ~~الغنم، [9] فقال: ايتوني بقداح ثلاثة: أسود وأبيض وأحمر، فجعل الأسود لقومه ~~والأبيض لنفسه والأحمر للبيت، فضرب بها فخرج الأسود على الغزال فصار لقومه، ~~ويقال إنهم قالوا: احذنا مما وجدت، فقال عبد المطلب: بل هي PageV01P334 # لبيت الله، ثم حفر حتى بلغ القرار فأبحر [1] وخرق جبلها كيلا تنزح [2] ثم ~~بنى عليها حوضا وجعل هو والحارث ينزعان فيملآن الحوض فيشرب عنه الحاج، ~~فحسده ناس من قريش فجعلوا إذا كان الليل كسروا الحوض، فإذا أصبح عبد المطلب ~~أصلحه، فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربه فأتي في منامه فقيل له: قل: ~~اللهم! إني لا أحلها لمغتسل ولكن هي لشارب حل وبل [3] ، ثم كفيتهم، فقام ~~عبد المطلب حين اجتمعت قريش في المسجد فنادى كما أمر في المنام ms182 ثم انصرف، ~~فلم يكن يفسد حوضه ذلك أحد من قريش إلا رمي في جسده بداء حتى تركوا حوضه ~~وسقايته ### | رؤيا [4] أم حكيم وهي البيضاء [5] بنت عبد المطلب # قال: ولما ولدت أم حكيم أروى بنت كريز [6] بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ~~سمعت قائلا يقول في المنام: رب قمس [7] صميم لمسود [8] حليم ومقسم كريم ~~وشاعر عذوم [9] في بطن أم حكيم، فولدت عثمان بن عفان فهو القمس الحليم، ~~والمقسم هو المطرف [10] عبد الله بن عمرو بن عثمان وكان أجمل أهل زمانه، ~~والشاعر العذوم هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط [11] ، ورأى PageV01P335 # زهرة بن كلاب بن مرة وكان لا يكاد يولد له فتزوج عقيلة بنت عبد العزى بن ~~غيرة الثقفي فولدت [1] بين ذكور ثلاثة ماتوا صغارا فحلف إن ولدت له جارية ~~ليدفنها [2] حية، فولدت له جارية فأمر بها أن تدفن، فقالت له قريش: إنما ~~كانت العرب تفعل هذا خشية الإملاق وأنت كثير المال، فأخبرهم بأمره فيها ~~وأمر بها أن تدفن فغيبتها أمها، فأتى زهرة في المنام فقيل له: رب فتى وفارس ~~ودود وسيد مسود صنديد [3] ومطعم في زمن الجحود [4] في بطن ذي الجارية ~~الوئيد [5] ، فانتبه فاستبقاها وسماها السوداء فتزوجت عمرو بن كعب بن سعد ~~بن تيم بن مرة فولدت له، قال: ولما ولدت عميرة [6] سلمى بنت عمرو بن زيد ~~[7] بن لبيد أم عبد المطلب سمعت في المنام قائلا يقول: رب قدوم [8] زهر ~~وصدق وبر ومسعر مبير [9] في بطن سلمى بنت عمرو، فولدت سلمى عبد المطلب فكان ~~كذاك [10] سيدا مسودا حتى مات، ورأت ماوية [11] بنت حوزة [12] بن عمرو/ بن ~~مرة لما ولدت عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج السلمية سمعت قائلا [13] يقول ~~في المنام: كم من قيل [14] مجر وملك بحر [15] وسيد PageV01P336 # غمر [1] ونجيب صقر في بطن بنت مر، فتزوجها عبد مناف بن قصي فولدت هاشما ~~وعبد شمس والمطلب بني عبد مناف. قال: ولما ولدت نعجة [2] بنت عبيد بن رواس ~~[3] سمع أبوها قائلا [4] يقول في المنام: رب عدد وبأس، وكماة [5] أحماس [6] ~~، وسادة غير ms183 أنكاس [7] : لين وشماس [8] في بطن بنت عبيد بن رواس، فتزوجها ~~عبد شمس بن عبد مناف فولدت له أمية الأكبر وحبيبا ### | رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب # كانت عاتكة رأت رؤيا قبل قدوم ضمضم [9] بن عمرو وكانت رأت هذه الرؤيا ~~فأعظمتها وفزعت لها، فأرسلت إلى أخيها العباس فقالت: يا أخي! قد والله رأيت ~~الليلة رؤيا رأيت راكبا أقبل على بعير حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته: ~~يا ل غدر! انفروا إلى مصارعكم في ثلاث، صرخ بها ثلاث مرات، فإذا الناس قد ~~اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه إذ مثل بعيره على ظهر الكعبة ~~فصرخ مثلها ثلاثا، ثم مثل بعيره على أبي قبيس ثم صرخ مثلها ثلاثا، ثم أخذ ~~صخرة من أبي قبيس فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل انقضت فما ~~بقي بيت من بيوت مكة ولا دار من PageV01P337 # دورها إلا دخلتها [1] فلذة [2] ، فذكر عن عمرو بن العاص/ أنه قال: رأيت ~~كل هذا ولقد رأيت في دارنا فلقة [3] من الصخرة التي ألقيت من أبي قبيس، ~~فلقد كان في ذلك عبرة ولكن لم يرد الله إسلامنا يومئذ ولكنه أخر إسلامنا ~~إلى ما أراد، فكان تأويلها استنفار ضمضم بن عمرو إياهم، وقتل أشرافهم ببدر ~~[4] وتمت رؤياها بمكة، فقال أبو جهل: يا بني هاشم! أما كفاكم أن تنبأ ~~رجالكم حتى تنبت نساؤكم ### | رؤيا جهيم [5] بن الصلت بن مخرمة بن المطلب # قال الواقدي: لما انتهت قريش إلى الجحفة [6] عشاء نام [7] جهيم بن أبي ~~الصلت فقال: أراني بين النائم واليقظان أنظر إلى رجل أقبل على فرس معه بعير ~~له حتى وقف علي فقال: قتل عتبة وشيبة وزمعة بن الأسود وأمية بن خلف وأبو ~~البختري [8] وأبو الحكم [9] ونوفل بن خويلد في رجال سماهم من أشراف قريش ~~وأسر سهيل بن عمرو [10] ، قال: فيقول [11] قائل منهم: والله إني لأظنكم ~~[12] PageV01P338 # تخرجون إلى مصارعكم، قال: ثم أراه ضرب في لبة بعيره، ثم أرسله في العسكر، ~~فما بقي خباء [1] من أخبية العسكر إلا أصابه بعض دمه، فكان تأويلها كما ~~رآها ms184 يوم بدر ### | رؤيا آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة # ذكروا أنها باتت في الحجر [2] فرأت قائلا يقول لها: احكمي عقدا فقد رزقت ~~[3] ولدا تسميه أحمد [4] ، فولدت سيد ولد آدم صلى الله عليه، قال السكري ~~[5] عن غير/ أبن حبيب: وقالت آمنة لما رده أظآره [6] : (الرجز) # ألا رعاه فارجعن رعاه ... رعاه إن ربه مولاه # فقد أراني الله لا [7] سواه ... نورا فلن يخلفني رؤياه # لن يخلف الفجر لمن رآه ### | سبب إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه # ذكر في إسناده إبراهيم بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن رجل من أسلم قال: مر ~~أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وهو جالس عند الصفا فآذاه وشتمه ونال منه ~~بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له، فلم يكلمه رسول الله صلى الله ~~عليه ومولاة لعبد الله بن جدعان فوق الصفا في مسكن لها تسمع ذلك، ثم انصرف ~~عنه فعمد إلى ناد من قريش عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد ~~المطلب أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من PageV01P339 # قنص له وكان صاحب قنص يرميه ويخرج [1] له، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ~~ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم وكان أعز قريش وأشدها شكيمة [2] ، ~~فلما مر بالمولاة وقد قام رسول الله صلى الله عليه ورجع إلى بيته قالت له: ~~يا أبا عمارة! لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا قبل أن تأتي من أبي الحكم ~~[3] بن [4] هشام وجده هاهنا جالسا فسبه وآذاه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف ~~عنه ولم يكلمه محمد، فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله من كرامته فخرج سريعا ~~لا يقف على أحد كما كان/ يصنع يريد الطواف بالكعبة معدا لأبي جهل إذا لقيه، ~~فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه ~~رفع قوسه فضربه بها ضربة شجه [شجة-] [5] منكرة [6] ، ثم قال: أتشتمه وأنا ~~[7] على دينه أقول ما يقول؟ فرد على إن استطعت، فقامت رجال من ms185 بني مخزوم ~~إلى حمزة لينصروا أبا جهل عليه، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فأني والله ~~لقد سببت ابن أخيه سبا [8] قبيحا، وتم حمزة رضي الله عنه على إسلامه، فلما ~~أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه قد عز وامتنع وأن حمزة ~~سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه وذهبت شجة أبي جهل هدرا ### | ومن حديث [9] بني هشام # ذكر ابن الكلبي عن أبيه قال: أخبرني رجل من بني سليم من أهل البصرة عن ~~أبيه وعمه قالا: خرجنا حاجين في الجاهلية وقد أصابت الناس PageV01P340 # سنة فأتينا مكة فقضينا حجنا وطلبنا طعاما نشتريه فلم نجده ولا أحدا يضيف، ~~فأتينا تلك المواسم فإذا لا طعام يباع ولا أحد يطعم، فمكثنا ثلاثا أو ~~أربعا، قال: فبينا نحن في المسجد الحرام إذ نحن بنحو من مائة رجل قد خرجوا ~~من المسجد فقلنا: أين يريد هؤلاء؟ قالوا: الطعام، فقلت لأخي: مر بنا [1] فو ~~الله ما نريد إلا الطعام، فدخلوا/ شعب بني مخزوم فإذا دار عظيمة فيها بيت ~~عظيم له بابان وإذا سرير عليه رجل آدم خفيف العارضين مسنون الوجه [2] عليه ~~حلة سوداء بيده قضيب وإذا جفان ما يبصر [3] الدرمك [4] مما عليها من الكبد ~~والسنام، قال: فكنا أول من دخل وآخر [5] من خرج فشبعت قبل أخي فقلت: قم لا ~~أشبع الله بطنك! قال: فرفع الذي على السرير رأسه وقال: لا يقوم [6] امرؤ ~~حتى يشبع فإنما جعل الطعام ليؤكل، قال: وإذا هو أحول، قال: فخرجنا من الباب ~~الآخر فإذا جزر موقوفة، فقلنا: ما هذه الجزر؟ فقيل لما رأيتم آنفا، فقلنا: ~~من هذا؟ قالوا: هذا عمرو بن هشام هذا أبو الحكم [7] ### | ومن أخبارهم [8] أيضا # أخبرني أبو القاسم أحمد بن محمد بن إسحاق المسيبي قال حدثني أبي عن شيخ ~~عن أصحابنا له قدر قال حدثني الوقاصى [9] عن الزهري عن أبي حية PageV01P341 # عن أبي ذر [1] قال: قدمت مكة معتمرا فقلت: أما مضيف؟ قالوا: بلى كثير ~~وأقربهم منزلا الحارث [2] بن هشام، قال فأتيت بابه فقلت: أما من قرى ms186؟ # فقالت الجارية: بلى، ودخلت فأخرجت لي زبيبا في يدها، فقلت: صيرية على ~~طبق، فعلمت أني ضيف، فقالت: ادخل، فإذا أنا بالحارث على كرسي وبين يديه ~~جفان فيها خبز ولحم وأنطاع [3] عليها زبيب، فقال لي: أصب، فأكلت ثم قال لي: ~~هذا لك ما أقمت، فأقمت ثلاثا ثم رجعت إلى المدينة، / فأخبرت النبي صلى الله ~~عليه وسلم خبره فقال صلى الله عليه وسلم: إنه سري [4] ابن [5] سرى وددت أنه ~~أسلم ### | حديث دار الندوة # [6] # ومن [7] أحاديث قريش أن ناسا من بني قصي دخلوا دار الندوة [6] لبعض أمرهم ~~فأراد عبد الله بن الزبعرى [8] أن يدخل معهم [9] فيسمع من مشورتهم فمنعوه ~~فكتب [10] شعرا في باب دار الندوة [6] مما [11] يلي الكعبة، فلما أن خرجت ~~بنو قصي إذا هم [12] بالكتاب فقرءوه [13] فإذ فيه: (البسيط) PageV01P342 # ألهي قصيا عن المجد الأساطير ... ورشوة مثلما [1] ترشي السماسير [2] # توارثوا في نصاب اللوم أولهم ... فلا يعد لهم مجد ولا خير [3] # فقال رجل من قصي: انطلقوا بنا إلى الخبيث! حتى [4] نواخذه على سيئته [4] ~~، فقال بعض القوم: لا تفعلوا [5] ! لكن أرسلوا إلى قومه فإن قبلوكم [6] بما ~~تريدون فسبيل ذلك وإلا رأيتم رأيكم وكنتم قد أعذرتم فيما بينكم وبينهم، ~~وكان الذي قال هذا القول الأخير أبو طالب بن عبد المطلب وكانت بنو سهم رهطا ~~[لهم-] [7] حرمة [و-] [7] أهل عز وجد وبأس ومنعة، وكانوا يعدون لبني عبد ~~مناف قاطبة إذا كان بين المطيبين والأحلاف وحشة [8] أو تنازع أو اختلاف، ~~فأرسل القوم عتبة بن ربيعة بن عبد شمس إلى بني سهم في هجاء ابن الزبعرى ~~إياهم فإذا هم في ناديهم، فقال: إن قومكم قد أرسلوني إليكم في هذا السفيه ~~[9] الذي قد هجاهم في غير/ جرم اجترموه إليه وقد بلغهم خبر ابن الزبعري قبل ~~أن يأتيهم عتبة، فقال عتبة: إن [10] كان صنع ما صنع عن رأيكم فبئس الرأي ~~رأيكم، وإن كان فعل ما فعل عن غير رأي منكم فادفعوا إليهم هذا السفيه، فقال ~~القوم: نبرأ إلى الله أن يكون هذا PageV01P343 # عن رأينا ولا محبتنا ولا علمنا، قال: فأسلموه إلينا ms187، فقال القوم: إن شئتم ~~[1] فعلنا على أنه إن هجانا هاج منكم تسلموه إلينا، فقال عتبة: ما يمنعني ~~أن أفعل ما تقولون إلا أن الزبير بن عبد المطلب غائب بالطائف وقد علمت أنه ~~سيفزع لهذا الأمر ولم أكن أجعل الزبير خطرا لا بن الزبعرى، فقال رجل من ~~القوم: أيها القوم! ادفعوه إليهم فلعمري! إن لكم مثل ما عليكم، فكثر الكلام ~~واللغط، وفي القوم يومئذ نبيه [2] ومنبه ابنا الحجاج بن عامر السهميان ~~وعليهما حلتان اشترياهما [3] قبل ذلك من لطيمة [4] كان كسرى بعث بها إلى ~~النعمان [5] فبعث النعمان بها [6] لتباع [7] بسوق عكاظ، فاعترضت لها بنو ~~يربوع بن حنظلة فأخذوها فباعوها بسوق عكاظ، فلما رأى العاص بن وائل [8] ~~كثرة الكلام واللغط دعا برمة فأوثق بها ابن الزبعرى ثم دفعه إلى عتبة بن ~~ربيعة فأقبل به مربوطا حتى أتى به قومه، فأقاموا عند الحجر الأسود، فقال ~~ابن الزبعرى يمدح العاص بن وائل [8] : (الرمل) # بلغا سهما جميعا كلها ... سيدا منها ومن [9] لما يسد # / منطقا يمضي إلى جلهم ... أنكم أنتم أزري [10] وعضد # ثم عد القول إن أفهمته ... عند من يحفظ أيمان العهد PageV01P344 # ذلك العاص ابن سلمى [1] إنه ... رفع الذكر فقل فيه وزد # نبت [2] العائل [3] في أكنافه ... منبت [4] العيص [5] من السدر [6] الزبد ~~[7] # ففداه الموت إن حاوله ... شكس [8] شيمة [9] جلد الكبد # وقال عبد الله بن الزبعرى يمدح قصيا ويستعطفها: (الطويل) # ألا أبلغا عني قصيا رسالة ... فأنتم سنام المجد من آل غالب # وأنتم ثمال [10] الناس في كل شتوة ... إذا عضهم دهر شديد المناكب # وقد علمت عليا معد بأنكم ... ثمالهم في المضلعات [11] النوائب [12] # فإن تطلقوني تطلقوا ذا قرابة ... ومثن عليكم صادقا غير كاذب # فأبلغ أبا سفيان عني رسالة ... وأبلغ أسيدا [13] ذا الندى والمكاسب ~~PageV01P345 # وأبلغ أبا العاصي [1] ولا تنس [2] زمعة [3] ... ومطعم [4] لا تنس [5] ~~لجام المشاغب [6] # بأنكم في العسر واليسر خيرنا ... إذا كان يوم مزمهر [7] الكواكب ### | تزفين [8] قريش أولادهم # قالت سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد تزفين عبد المطلب ابنها: # (الرجز) # إن بني ليس فيه لعثمه [9] ... ولم يلده مدع ولا أمه # / يعرف ms188 فيه الخير من توسمه ... أروع ضحاك بعيد هممه # إن أخر الله عن [10] بني الحمه [11] ... يزحم [12] من زحامه فيزحمه # أقول [13] حقا لا كقول الأثمه # وقال عبد المطلب يزفن ابنه العباس: (الرجز) # ظني بعباس بني إن كبر ... أن يسقي الحاج إذا الحاج كثر # وكانت أم عبد الله بن العباس وهي لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية تزفن ~~ابنها فتقول: (الرجز) PageV01P346 # ثكلت نفسي فثكلت بكري [1] ... إن لم يسد [2] فهرا وغير فهر # بالحسب العد [3] وبذل الوفر ... حتى يوارى في ضريح [4] القبر # وقالت هند بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب تزفن ابنها عبد الله بن ~~الحارث بن نوفل: (الرجز) # والله ورب الكعبة ... لأنكحن ببه [5] # جارية في نقبه [6] ... مكرمة محبة # تحب من أحبه # وقالت صفية بنت عبد المطلب تزفن ابنها الزبير بن العوام: (الرجز) # وأبيك [7] زبر ما [7] بنكس أحمق ... لكنه صقر [8] كريم معرق # حامي الحقيقة [9] ماجد ذو مصدق [10] ... يضرب [11] الكبش [12] سواء [13] ~~المفرق # وليس بالواني [14] ولا بالأخرق # / وقالت أيضا تزفن عبد الله بن الزبير: (الرجز) PageV01P347 # إن ابني الأصغر حب حنكل [1] ... أخاف أن يعصيني ويبخل # يا رب أمتعني ببكري الأول ... الماجد الفياض والمؤمل # وقالت هند بنت عتبة تزفن ابنها معاوية [2] بن أبي سفيان: (الرجز) # إن بني معرق كريم ... محبب في أهله حليم # ليس بفحاش ولا لئيم ... ولا بطخرور [3] ولا سؤوم # صخر بني فهر به زعيم ... لا يخلف الظن ولا يخيم [4] # وقالت أيضا تزفن ابنها عتبة: (الرجز) # إن بني من رجال الحمس [5] ... كريم أصل وكريم النفس [6] # ليس بوجاب الفؤاد [7] نكس [8] ... عتبة بدر وأبوه شمس # وقالت فاطمة بنت نعجة [9] الخزاعية تزفن ابنها سعيد بن زيد بن عمرو [10] ~~بن نفيل بن عبد العزى: (الرجز) # إن بني سيد العشيره ... عف صليب حسن السريره # جزل النوال كفه مطيره ... يعطي على الميسور والعسيره # وقالت ميسون بنت بحدل [11] تزفن ابنها يزيد بن معاوية: (الرجز) ~~PageV01P348 # إن يزيد خير شبان العرب ... أحلمهم عند الرضى [1] وفي الغضب # / يبدر بالبذل وإن سيل وهب ... تفديه نفسي ثم أمي وأب # وأسرتي كلهم من العطب # وقالت ماوية بنت كعب بن ms189 القين تزفن ابنها سامة بن لؤي: (الرجز) # [و-] [2] إن ظني ببني خير ظن ... أن يشتري الحمد ويغلي في الثمن # ويهزم الجيش إذا الجيش ارجحن [3] ... ويروي الهيمان [4] من محض اللبن # ويملأ الشيزى [5] من الواري [6] الكدن [7] ... أن نبه القوم إذا ما قيل # كان هو المدعو لا هن وهن # وقال الزبير بن عبد المطلب يزفن النبي صلى الله عليه: (الرجز) # محمد بن عبدم [8] ... عشت بعيش أنعم [9] # لا زلت في عيش عم ... ودولة [10] ومغنم [11] # يغنيك [12] عن كل العم ... وعشت حتى تهرم [13] # وقال أيضا يزفن العباس أخاه: (الرجز) PageV01P349 # إن أخي العباس عف ذو كرم ... فيه عن [1] العوراء إن قلت صمم # يرتاح للمجد ويؤفي بالذمم ... وينحر الكوماء في اليوم الشبم [2] # أكرم بأعراقك من خال وعم # وقال يزفن ضرار بن عبد المطلب أخاه: (الرجز) # / ظني بمياس [3] ضرار خير ظن ... أن يشتري الحمد باغلاء [4] الثمن # ينحر للأضياف ربات السمن ... أشرف [5] من ذي يزن [6] وذي جدن [7] # وقال ايضا يزفن ابنته ضباعة [8] : (الرجز) # يا حبذا ضباعة ... مكرمة مطاعة # لا تسرق البضاعة ... لا تعرف الخلاعة # وقال أيضا يزفن ابنته أم الحكم: (الرجز) # يا حبذا أم الحكم ... كأنها رئم [9] أحم [10] # يا [11] بعلها ماذا قسم [12] ... ساهم فيها فسهم [13] # وقال أيضا: (الرجز) PageV01P350 # إن ابنتي بيضاء من بيض زهر ... كأنها بيضة دعص [1] في وكر # تعجب من طاف بأركان الحجر # وقال أيضا: (الرجز) # إن ابنتي لحرة ذات حسب ... لا تمنع النار ولا فضل الحطب # وقالت أم البنين الوحيدية [2] تزفن ابنها العباس بن علي بن أبي طالب ~~عليهما السلام: (الرجز) # أعيذه بالواحد ... من عين كل حاسد # قائم والقاعد ... مسلمهم والجاحد # / صادرهم والوارد ... مولودهم والوالد # وقالت أم حبيب بنت العاص بن أمية تزفن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل: ~~(الرجز) # احفظ جبيرا رب في السريه ... لا تقعدني مقعدا [3] شقيه # وباركن [4] يا رب في بنيه # وقالت أيضا: (الرجز) # احفظ جبيرا من سيوف فارس ... وجنبنه عارض الوساوس # واحفظه من كل زحير [5] حادس [6] ... زينن [7] رب به المجالس PageV01P351 # وقالت ضباعة بنت عامر [1] تزفن ابنها سلمة [2] بن هشام بن المغيرة: # (الرجز) # نمى ms190 به إلى الذرى هشام ... قدما [3] وآباء [4] له كرام # جحاجح [5] خضارم [6] عظام ... من آل مخزوم هم النظام [7] # الفرع والهامة [8] والسنام # وقالت أم حكيم بنت عبد المطلب وهي البيضاء تزفن ابن ابنتها عثمان بن ~~عفان: (الرجز) # ظني به صدق وبر ... يأمر [9] ويأتمر # من فتية بيض صبر ... يحمون عورات الدبر # ويضرب الكبش النعر [10] ... يضربه حتى يخر # بكل مصقول هبر [11] PageV01P352 ### | حديث الصائح [1] في الليل بمرثية هشام # [2] # قال ابن الخربوذ [3] المكي سمعت قريش صائحا [4] في الليل من الجن وهو ~~يقول: (البسيط) # أودى هشام وقد كانت تلوذ به [5] ... أبناء فهر [6] إذا ما عضها الزمن # من لليتامى وللأضياف إذ نزلوا ... وقد أتى دونه الأحداث والكفن # / تبكي عليه ملاح [7] كلما طلعت ... شمس النهار ويبكي شجوه [8] البدن [9] # أعني ابن ريطة [10] من سهم أبوتها ... ما في قناتهم صدع ولا أبن [11] ### | حديث يوم ذي ضال وهو يوم القصيبة # [12] # حكى أبو موسى [13] عن عبد الله بن عمرو المدني عن عبد الرحمن بن محمد ~~التيمي من ولد أبي بكر- رضي الله عنه- قال وحدثني أبو الحسن [14] علي بن ~~محمد قال حدثنيه أبي عن مشايخه وأهله، قال أبو بكر وحدثنيه أبو PageV01P353 # سعيد السكري قال حدثني به علي بن محمد النوفلي قال حدثنيه أبي عن مشايخه ~~قالوا: خرج الحارث بن عبد المطلب في نيف وعشرين ومائة من قريش وغيرهم من ~~حلفائهم يريدون الشام في تجارة، فلما انصرف نزل بموضع يقال له ذو ضال ويدعى ~~القصيبة وهو ماء لبني سعد تميم، فوافق نزوله الماء أن أغار [1] رجلان [2] ~~من عجل وشيبان يقال لأحدهما عمرو والآخر عوف فيمن معهما من قومهما فأغاروا ~~على الماء وأهله خلوف [3] ليس غير النساء والصيبان فسبوا وساقوا المال، ~~فجاءت امرأة من بني سعد يقال لها عاتكة قد سقط نصيفها [4] عن رأسها إلى ~~الحارث وأصحابه فناشدتهم رحم خندف لما أغاثوها، فندب الحارث أصحابه ~~فأجابوه، فقاتلهم قتالا شديدا فأنكر العجليون والشيبانيون لغاتهم فقالوا: ~~والله! ما أنتم من بني سعد فمن أنتم؟ قال لهم الحارث: نحن قريش، قالوا: يا ~~معشر [5] قريش! ما لنا ولكم، نحن قوم ms191 من أهل دينكم ونحج حرمكم وبيتكم، قال ~~الحارث: فلا تؤثمونا في/ ديننا، فإن في ديننا منع الجار، لكم النعم وخلوا ~~السبايا، فأبوا، فقاتلهم أشد القتال وجرح الحارث يومئذ عشرين جراحة وأسر ~~عمرا أحد الرئيسين وانهزم القوم وأصاب الحارث قتيلا من بني سعد وقد كان ~~متخلفا مع النساء فدفع الحارث إلى السعديين [6] الرئيس الذي أسره بقتيله ~~الذي قتل منهم ثم أنشأ يقول: # (البسيط) # أبلغ قريشا إذا ما جئتها [7] منا [8] ... أن الشجاعة منها والندى خلق ~~PageV01P354 # لولا فوارس من كعب [1] ذوو شرف ... يوم القصيبة لما احمرت الحدق [2] # أمست نساء بني سعد يقودهم ... ليث لأقرانه في الحرب معتنق # فكم ترى يوم ذاكم من مولولة [3] ... إنسان مقلتها في دمعها غرق # لما رأونا بذي ضال [4] نقيم لهم ... ضربا لها له أمهات الهام تنفلق # ولت جماعة شيبان ينقلها ... جرد مقدحة [5] أقرابها [6] لحق [7] # وأفلت المرء عوف غير منفلت ... يعدو به سابح الرجلين منطلق # وأصبح المرء عمرو [8] بعد صولته ... بهم ذليلا أسيرا قيده قلق # وقالت عاتكة السعدية: (الطويل) # جزى [9] الله خيرا والجزاء بكفه [10] ... فوارس حيي عبد شمس وهاشم # وأهل «العلى تيم بن مرة إنهم ... ولاة المساعي [11] والأمور العظائم # / هم ذببوا [12] عنا ربيعة كلها ... بصم [13] القنا والمرهفات الصوارم # وأصبح عمرو عانيا [14] في ديارنا ... أسير تعنيه [15] حلاق الأداهم [16] ~~PageV01P355 # فلا تكفروا [1] سعد خراطيم [2] غالب [3] ... قريش العلى ما حج أهل ~~المواسم # وقدم الحارث على عبد المطلب بمكة [4] وخبر ما كان منه فسر بذلك ونحر ~~الجزر وأطعم الناس ### | قدوم أوس بن حجر مكة ونزوله على أبي جهل # قال قدم أوس بن حجر التميمي مكة على أبي جهل بن هشام المخزومي فمدحه فقال ~~له أوس: إني أحب أن أنظر إلى قومك، فبعث أبو جهل إلى فتيان قومه أن لا يحضر ~~أحد منكم المسجد إلا في أجود ما يقدر عليه من الثياب، فلبسوا القطر [5] ~~والأتحمى [6] والمورس من البياض، فجعل أوس لا يرى حلة حسنة ولا ثوبا فاخرا ~~فيسأل عنه إلا قالوا: من بني المغيرة [7] فعظم بنو المغيرة عنده وازداد ~~فيهم رغبة، ثم أمر أبو جهل بطعام ms192 فصنع فدعا أوسا وقومه فتقدموا ثم خرجوا ~~إلى المسجد فبينما هم في الطواف إذ طلع عبد المطلب بن هاشم في محفة حوله ~~بنوه، فنظر أوس إلى شيخ أبيض كأنه فضة طول وجهه ذراع وإذا فتيان يحملون ~~محفته بيض طول كأنهم الرماح لم ير صورا تشبهها، فجعل ينظر إليهم وجعل أبو ~~جهل يشغله بالحديث عنهم وجعل أوس يتطلع [8] / إليهم لما يرى من هيئة الشيخ ~~وحسنه وكمال صورته وما يرى من تمام فتيته وشطاطهم [9] وحسن وجوههم وكمال ~~هيئتهم فقال: يا أبا الحكم! من هذا الشيخ وهؤلاء الفتية؟ والله! ما رأيت ~~شيخا أجمل ولا أكمل ولا أطول ولا PageV01P356 # فتية أفصح ولا أصبح وأرجح، قال أبو جهل: قد رأيته، هذا عبد المطلب وبنوه ~~هذا من لا تعتقد معه قريش شرفا ما بقي فلا أبقاه الله ### | حلف جحش [1] بن رئاب [2] أمية ومصاهرته عبد المطلب # قال: لما قدم جحش [1] بن [3] رئاب [2] بن يعمر الأسدي [4] مكة حالف أمية ~~بن عبد شمس فقيل له تركت أشرف منهم وأعظم عند قريش قدرا عبد المطلب بن ~~هاشم، قال: أما والله! لئن فاتني حلفه لا يفوتني صهره، فخطب أميمة بنت عبد ~~المطلب فزوجه إياها ### | حديث مجلس القلادة # قال: كان أشراف من أشراف قريش وغيرهم يجتمعون في مجلس فيه أبناء ~~المهاجرين وكان ذلك المجلس يسمى القلادة يشبه بالقلادة المنظومة بالجواهر ~~لحسنه وجماله وشرف أهله، وكان معاوية إذا قدم عليه قادم سأله عن مجلس ~~القلادة عناية منه به، فذكروا أنه حلت [5] لتاجر على ابن أبي عتيق [6] ستة ~~آلاف درهم فأتاه يقتضيه، فقال له ابن أبي عتيق: # ما هي/ عندي ولكن إذ قعدت في مجلس القلادة فسلني عن بيت بني عبد مناف، ~~فجاء ابن أبي عتيق حتى جلس إلى جانب الحسن بن علي ابن أبي طالب عليهما ~~السلام، فقال التاجر لابن أبي عتيق: يا أبا محمد! أخبرني عن بيت بني عبد ~~مناف، فقال له: آل حرب، أشركوا فأشرك الناس وأسلموا فأسلم الناس، قال: ثم ~~من؟ عافاك الله! قال: بنو العاص، أكثر الناس شهيدا ورجلا ms193 شريفا، قال الرجل: ~~يا سبحان الله! فأين بنو عبد المطلب؟ قال له: يا أحمق! إنما سألتني عن بيوت ~~الآدميين ولو سألتني عن PageV01P357 # وجوه [1] الملائكة لأخبرتك عن بني عبد المطلب، فيهم رسول الله صلى الله ~~عليه وفيهم أسد الله [2] وفيهم الطيار في الجنة، فقال الحسن عليه السلام ~~أقسم بالله عليك! إن لك حاجة يا أبا محمد؟ قال: إي والله! علي لهذا الرجل ~~ستة آلاف، قال: قد قضاها الله عنك، هي علينا دونك، فلم تزل ذلك المجلس ~~ملتئما يحضره عبد الله بن العباس وعبيد الله بن عدي بن الخيار بن نوفل وعبد ~~الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وأبو يسار [3] [ابن-] [4] عبد ~~الرحمن بن عبيد الله بن شيبة بن ربيعة بن عبد شمس وموسى بن طلحة بن عبيد ~~الله وعبد الرحمن بن عبد القاري، ويجلس معهم فيه سراة الناس وأشرافهم، فقال ~~[5] معاوية: لن تبرح المدينة عامرة ما دام مجلس القلادة، فاجتمعوا ليلة كما ~~كانوا يجتمعون فقال [6] عبيد الله [6] بن عدي وذكروا الصحابة فقال: ما رأيت ~~كبلاغة علي عليه السلام وفقهه، فقال أبو يسار: # كأنك لم تر معاوية،/ فو الله ما رأى معاوية إلا إنسان ولا قلبه إلا ~~إنسان- وأطنب في معاوية، فقال له عبيد الله بن عبد الله بن عمر: كأنك لم ~~ترى عمر وعدله وكماله، فقال عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة [7] كأنكم ~~لا ترون فضلا إلا في المهاجرين فو الله ما عدا أن أسلموا [8] فما كانوا، ~~ألم تر الحارث بن هشام [9] ؟ فقال موسى بن طلحة: وإنك لههنا تذكرهم مع ~~PageV01P358 # المهاجرين فو الله ما هم إلا عبيدهم اعتقوهم [1] عتاقة بعد أن أحاطوا بهم ~~[2] وقدروا عليهم، وتواثبا فحال القوم دونهما وحلف عبد الرحمن ليخبرن مروان ~~بن الحكم أنه جعله عبدا وجعل معاوية عبدا، فجاء موسى بيت عائشة رضي الله ~~عنها وخشي مروان وحده، ففتحت له بريرة [3] الباب، فدخل وعائشة نائمة [4] ، ~~وكانت عائشة خالته من الرضاعة، كانت أسماء [5] أرضعت موسى بن طلحة وكانت ~~عنده بنت [6] عبد الرحمن بن أبي ms194 بكر أخيها، فلما صلى الصبح وعائشة لا تدري ~~بمكانه، وصلى مروان فجلس [7] على المنبر وقال: أين هذا الذي يزعم أن أمير ~~المؤمنين عبد عتيق لأفعلن ولأفعلن، وكانت عائشة لا تتكلم [8] حتى تطلع ~~الشمس، فلما طلعت الشمس قال: يا بريرة! ما بال [9] مروان وما يقول؟ فطلع ~~عليها موسى فقال: إياي يعني، وأخبرها الخبر، فقالت: وا ثكلاه [10] أينكر ~~[10] مروان أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أظل عليهم عفوه ثم وهب ~~لهم أنفسهم؟ فيا مريوان [11] ! ورفعت صوتها وقالت: انطلق إلى منزلك، فقال ~~لها: اني أخاف/ مروان، فقالت: [12] أهو يتعرض لك [12] جهده! فخرج موسى وبلغ ~~مروان قول عائشة فكتب [13] بذلك الأمر كله إلى معاوية، فلما قرأه معاوية ~~قال: فسد والله مجلس القلادة، لعن الله مروان! وكتب إليه أن لعنك الله ولعن ~~خطبتك وجلوسك على منبر رسول PageV01P359 # الله صلى الله عليه وسلم تخبر أن زاعما زعم أنا عبيد، فإذا بلغك كتابي ~~هذا فلا تذكرن من هذا الحديث شيئا ولا تعرض له [1] بذكر واكفف عن صاحبه، ~~وتفرقوا من تلك الليلة فلم يعودوا لذلك المجلس ### | مقتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وعلته # [2] # ذكر ابن الكلبي عن خالد بن سعيد [3] عن أبيه أن معاوية لما أراد أن يبايع ~~[4] ليزيد قال لأهل الشام: إن أمير المؤمنين قد كبرت سنه ودنا من أجله وقد ~~أردت أن أولي الأمر رجلا بعدي فما ترون؟ فقالوا: عليك بعبد الرحمن بن خالد ~~بن الوليد بن المغيرة، وكان فاضلا، فسكت معاوية وأضمرها في نفسه، ثم إن عبد ~~الرحمن اشتكى فدعا معاوية ابن أثال [5] وكان من عظماء الروم وكان متطببا ~~يختلف إلى معاوية فقال: ائت عبد الرحمن فاحتل [6] له، فأتى عبد الرحمن ~~فسقاه شربة فانخرق عبد الرحمن ومات، فقال حين بلغه موته: لا جد إلا من أقعص ~~[7] عنك من تكره، فبلغ ابن أخيه خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخبر ~~فقال لمولى له يقال له نافع وكان روميا وكان من أشد الناس قلبا وخالد/ بن ~~المهاجر يومئذ بمكة وكان سيء الرأي في ms195 عمه عبد الرحمن وذلك أن المهاجر كان ~~مع علي كرم الله وجهه فقتل يوم صفين [8] وكان خالد بن المهاجر مع بني هاشم ~~في الشعب زمن ابن الزبير فقال لمولاه نافع: انطلق معي، PageV01P360 # فخرجا حتى أتيا دمشق ليلا وسألا [1] عن أبي أثال فقيل هو عند معاوية ~~وإنما يخرج في جوف الليل، فجلسا له حتى خرج في جماعة فشد خالد فانفرجوا له ~~فضربه بالسيف فقتله وانصرفا فاستخفيا، فلما أصبح معاوية قصوا عليه القصة ~~فقال: هذا والله خالد بن المهاجر! وأمر بطلبه فطلبوه حتى وجدوه [2] هو ~~ونافع، فلما أدخل على معاوية قال: أقتلته؟ لا جزاك الله من زائر خيرا! فقال ~~خالد: قتل المأمور وبقي الآمر، فقال معاوية: والله لو كان تشهد مرة واحدة ~~لقتلتك، فقال خالد: أما والله! لو كنا على السواء، فقال معاوية: أما والله! ~~لو كنا على السواء كنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية وكنت خالد بن ~~المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة وكانت داري بين المأزمين [3] ينشق ~~عنها الوادي [4] وكانت دارك بأجياد [5] أسفلها حجر [6] وأعلاها مدر [7] ، ~~وأمر بنافع فضرب مائة سوط [8] ولم يضرب خالدا، ثم أمر بهما فأخرجا من دمشق ~~وقضى في ابن أثال باثني عشر ألفا، فودتها بنو مخزوم، فأخذ معاوية منها ستة ~~آلاف فأدخلها بيت المال، فلم تزل الدية كذلك للمعاهدين حتى ولي عمر بن عبد ~~العزيز رحمه الله فأبطل النصف الذي/ كان يأخذه السلطان، PageV01P361 # فدخل كعب بن جعيل [1] التغلبي [2] وكان صديقا لعبد الرحمن بن خالد بن ~~الوليد على معاوية، فقال معاوية [3] : إن هذا كان صديقا لعبد الرحمن فما ~~الذي قلت فيه؟ قال: قلت: (الوافر) # ألا تبكي وما ظلمت قريش ... بأعوال البكاء على فتاها # ولو سألت دمشق وأرض حمص ... وبصرى [4] من أباح لكم قراها [5] # فسيف الله أدخلها المنايا ... وهدم حصنها وحمى [6] حماها # وأسكنها معاوية بن حرب [7] ... وكانت أرضه أرضا سواها # قال ابن الكلبي: كان عروة بن الزبير كثيرا ما يعير خالد بن المهاجر بقتل ~~عمه عبد الرحمن ولم يثأر [8] به، فلما قتل خالد بن ms196 أثال أنشأ يقول: # (الطويل) # قضي لابن سيف الله بالحق سيفه ... وعطل من حمل التراقي [9] رواحله # فان كان حقا فهو حق أصابه ... وإن كان ظنا فهو بالظن فاعله # سل ابن أثال هل ثأرت ابن خالد ... فهذا ابن جرموز [10] فهل أنت قاتله # فقال عروة: أين ابن جرموز حتى أقتله. PageV01P362 ### | حلف المقداد بن الأسود بن عبد يغوث # ذكر هشام أن عمرو بن ثعلبة البهراني [1] أبا المقداد صاحب رسول الله صلى ~~الله عليه أصاب دما في قومه فلحق بحضرموت وتزوج امرأة من الصدف [2] / من ~~بطن يقال لهم بنو شكل [3] ولها ولد ستة أو سبعة من ابن عم لها، فولدت له ~~المقداد فجرى بين إخوته لأمه وبين أبي شمر [4] حجر [5] بن مرة وكان قيلا من ~~أقيال حضرموت يقال له الاذمري [6] كلام فشد المقداد على أبي شمر فضربه ~~بالسيف على رجله فعرج، وهرب المقداد إلى مكة، وغنم أبو شمر وأصحابه أصحاب ~~المقداد، فقال أبو شمر [7] : (الطويل) # ونحن هزمنا الجيش [8] جيش ابن ضجعم [9] ... ونحن قتلنا عامرا وابن مالك # ونحن قتلنا من يريد خيارنا ... ونحن أتانا سبي سعد وماسك # وأفلتنا المقداد والليل دامس [10] ... كأن على أثوابه حيض عارك [11] ~~PageV01P363 # فان ينجك اليوم الفرار فلم يزل ... بك الفر مني هيبة في فؤادك # فدخل المقداد مكة فنظر إلى الرجل يطوف بالبيت متقلدا سيفين فقال: # ما تقلد هذا سيفين إلا وهو منيع، فسأل عنه فقيل هذا الأسود بن [1] عبد ~~يغوث بن عبد مناف بن زهرة، فأتاه المقداد وأخبره وسأل أن يحالفه وأن يجيره، ~~ففعل الأسود فكان يقال المقداد بن [1] الأسود حتى أمر النبي صلى الله عليه ~~بأن [2] ينسبهم إلى آبائهم، أراد ضجعم [3] بن حماطة [4] بن سعد بن سليح بن ~~بهراء ومالك بن سليح كانا رئيسين يومئذ وسعد بن سليح وماسك بن سليح ### | الندماء من قريش # [5] # / كان عبد المطلب نديما لحرب بن أمية حتى تنافر إلى نفيل بن عبد العزى، ~~فلما نفر عبد المطلب تفرقا، ومات عبد المطلب قبل الفجار وهو ابن مائة ~~وعشرين سنة، فنادم حرب [6] بن [أمية-[7]] عبد الله بن جدعان ms197 التيمي، وكان ~~أبو أحيحة [8] سعيد بن العاص [9] بن أمية نديما للوليد بن المغيرة ~~PageV01P364 # المخزومي، وكان معمر [1] بن حبيب [بن وهب-] [2] بن حذاقة بن جمح نديما ~~لأمية بن خلف الجمحي، وكان عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية نديما ~~للأسود [3] بن عبد يغوث الزهري، وكان أبو طالب بن عبد المطلب نديما لمسافر ~~بن أبي عمرو بن أمية فمات مسافر فنادم أبو طالب بعده عمرو بن عبد ود بن نضر ~~[4] بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، قتله [5] علي بن أبي طالب عليه السلام ~~يوم الخندق، وكان عتيبة بن ربيعة بن عبد شمس نديما لمطعم [6] بن عدي بن ~~نوفل بن عبد مناف، وكان أبو سفيان بن حرب نديما للعباس بن عبد المطلب، وكان ~~الفاكه بن المغيرة نديما لعوف بن عبد عوف بن الحارث [7] بن زهرة [8] ، وكان ~~زيد بن عمرو بن نفيل ابن عبد العزى نديما لورقة [9] بن نوفل بن أسد بن عبد ~~العزى، وكان شيبة ابن ربيعة بن عبد شمس نديما لعثمان بن الحويرث بن أسد بن ~~عبد العزى، وكان العاص بن سعيد بن العاص بن أمية نديما للعاص بن هشام بن ~~المغيرة المخزومي/ وكانا يدعيان أحمقي قريش، قتل علي عليه السلام العاص بن ~~هشام [10] يوم بدر وكان خرج بديلا لأبي لهب، وذلك أن قريشا لما خرجوا إلى ~~عيرهم أخرجوا بني هاشم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مكرهين، فمن لم ~~يخرج منهم أخرج بدله رجلا، وكان أبو لهب قامر العاص بن هشام PageV01P365 # فقمره أبو لهب ماله فكان له عبدا فجعله قينا [1] ثم أخرجه بديلا فقتل يوم ~~بدر، وكان أبو لهب نديما [2] للحارث بن نوفل [2] بن عبد مناف بن قصي، وكان ~~الوليد بن عتبة بن ربيعة نديما للعاص بن منبه بن الحجاج السهمي فقتلهما علي ~~رضي الله عنه يوم بدر، وكان ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري نديما لهبيرة ~~بن أبي وهب المخزومي، وكان أبو جهل وهو عمرو بن هشام بن المغيرة نديما ~~للطريد وهو الحكم بن أبي ms198 العاص بن أمية، وكان الحارث بن هشام بن المغيرة ~~نديما لحكيم بن حزام بن خويلد، وكان حكيم ولدته أمه في الكعبة، وكان العاص ~~بن وائل [3] بن هاشم [4] ابن سعيد [5] بن سهم نديما لهشام بن المغيرة أبي ~~أبي جهل بن هشام، وكان نبيه [6] بن الحجاج بن عامر السهمي نديما للنضر بن ~~الحارث أحد بني عبد الدار، قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ~~صبرا، وكان زنديقا مؤذيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمارة بن ~~الوليد بن المغيرة المخزومي نديما لحنظلة بن أبي سفيان، قتل حنظلة يوم بدر ~~كافرا، وكان الزبير بن عبد المطلب/ نديما لمالك [7] بن عميلة [8] بن السباق ~~[9] بن عبد الدار، وكان الأرقم بن نضلة بن هاشم بن عبد مناف نديما لسويد بن ~~هرمي [10] بن عامر الجمحي، وكان سويد أول من PageV01P366 # وضع [1] الأرائك [2] وسقى اللبن والعسل بمكة لا عقب له، وكان الحارث بن ~~حرب بن أمية نديما للعوام [3] بن خويلد بن أسد، وكان الحارث بن أسد بن عبد ~~العزى نديما لعبد العزى بن عثمان بن عبد الدار، وكان أبو البختري العاص بن ~~هاشم بن الحارث بن أسد نديما لطلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار، قتل أبا ~~البختري المجذر [4] بن ذياد [5] البلوي يوم بدر وقتل علي عليه السلام طلحة ~~يوم أحد، وكان منبه بن الحجاج بن عامر السهمي نديما لطعيمة [6] بن عدي بن ~~نوفل بن عبد مناف، قتل طعيمة يوم بدر، وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد ~~المطلب نديما لعمرو بن العاص بن وائل [7] السهمي، وكان أبو أمية بن المغيرة ~~المخزومي نديما لأبي وداعة [8] بن ضبيرة [9] بن سعيد [10] بن سهم وكانا ~~يسقيان العسل بمكة بعد سويد بن هرمي، وكان أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة ~~نديما لقيس [11] بن عدي بن سهم وله يقول الشاعر: (الرجز) # في بيته في بيته يؤتى الندى ... كأنه في العز قيس بن عدى PageV01P367 # وكان يأتي الخمار وفي يده مقرعة [1] فيعرض عليه خمرة فان كان جيدا وإلا ~~قال: أجد خمرك، ويقرع ms199 رأسه وينصرف، العدة ثمانية وخمسون رجلا # . / ### | الحكام من قريش # [2] # فمن بني هاشم عبد المطلب بن هاشم والزبير وأبو طالب ابنا عبد المطلب ومن ~~بني أمية حرب بن أمية وأبو سفيان صخر بن حرب، ومن بني زهرة بن كلاب العلاء ~~بن جارية [3] الثقفي حليف بني زهرة، ومن بني مخزوم العدل وهو الوليد بن ~~المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ومن بني سهم قيس بن عدي بن سعد بن ~~سهم والعاص بن وائل [4] بن هاشم بن سعيد [5] بن سهم، ومن بني عدي بن كعب ~~نفيل بن عبد العزى بن رياح [6] بن عبد الله ابن قرط [7] بن رزاح [8] بن عدي ~~بن كعب ### | أزواد الركب من قريش # [9] # وكانوا إذا سافروا لم يختبز معهم أحد ولم يطبخ [10] وهم الأسود [11] بن ~~المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ومسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد ~~PageV01P368 # شمس وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وزمعة [1] بن ~~الأسود بن المطلب بن أسد ### | حديث مسافر وهند # كان مسافر بن [2] أبي عمرو يتعشق هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فوفد ~~[3] على النعمان بن المنذر اللخمي فأكرمه ونادمه، فقدم عليه قادم فأعلمه أن ~~هند تزوجت أبا سفيان، فمرض غما وسقى [4] بطنه فكشح [5] بالنار، فلما نظر ~~[6] الطبيب الذي يكويه إلى المكاوي وصبر مسافر جعل يضرط، فقال مسافر: ~~(البسيط) # قد يضرط العلج والمكواة في النار # / فذهبت مثلا، وقال مسافر [7] : (الطويل) PageV01P369 # ألا إن هندا [1] أصبحت منك محرما [2] ... وأصبحت من أدنى حموتها حما # وأصبحت كالمسلوب [3] جفن سلاحه ... يقلب بالكفين قوسا وأسهما # ثم خرج متوجها إلى مكة فمات بهبالة [4] فقال أبو طالب [5] يرثيه: # (الخفيف) # ليت شعري مسافر بن أبي عمرو [6] ... وليت يقولها المحزون # كم رأينا من صاحب صدق ... وابن عم عدت [7] عليه المنون # فتعزيت بالجلادة والصبر ... وإني بصاحبي لضنين [8] # فهل [9] القوم راجعون إلينا ... وخليلي في مرمس مدفون # بورك الميت الغريب كما بو ... رك نضر [10] الريحان والزيتون PageV01P370 # مدره [1] يدرأ [2] الخصوم [3] بأيد ... وبوجه يزينه [4] العرنين # ليت شعري هل ms200 أصبحن من الحز ... ن لقلبي فما لقيت بحينى [5] # ميت ذرو [6] على هبالة قد حالت ... صحار من دونه ومتون [7] # غير أني إذا ذكرت لقلبي ... فاض دمعي وفاض مني الشئون ### | أجواد قريش # [8] # هاشم بن عبد مناف وقد كتبنا حديثه في أول الكتاب، وأمية بن عبد شمس/ وقد ~~بذه هاشم ومر حديثهما، ومن بني تيم بن مرة شارب الذهب وهو عثمان بن عمرو بن ~~كعب بن سعد بن تيم وكان المطاعيم، وأبوه السيال وهو عمرو بن كعب بن سعد بن ~~تيم وكان جوادا مطعاما، وعبد الله بن جدعان [9] بن عمرو بن كعب بن سعد بن ~~تيم وكان قومه قد حجروا عليه [10] لما أسن، فكان إذا أعطى أشياء استرجعه ~~قومه من المعطي، فلما رأى ذلك كان يقول للسائل [11] يسأله: اجلس قريبا مني ~~حيث تنالك يدي فأني سألطمك PageV01P371 # فإذا فعلت فقل: لا أرضى حتى ألطم عبد الله كما لطمني حتى ترضى من مالي ~~بحكمك، وله يقول عبيد الله بن قيس الرقيات: (الخفيف) # والذي إن أشار نحوك [1] لطما ... تبع اللطم نائل [2] وعطاء # وكان له مناديان يناديان أحدهما بأسفل مكة والآخر بأعلى مكة وكان ~~المناديان أبا سفيان بن عبد الأسد وأبا قحافة [3] ، وكان أحدهما ينادي: ألا ~~من أراد الشحم واللحم فليأت دار عبد الله بن جدعان، وهو أول من أطعم ~~الفالوذ [4] بمكة، وله يقول الشاعر [5] : (الوافر) # له داع بمكة مشمعل [6] ... وآخر فوق دارته [7] ينادي # إلى ردح [8] من الشيزى [9] عليها [10] ... لباب البر يلبك [11] بالشهاد ~~[12] # ومن بني مخزوم هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان ~~PageV01P372 # شريفا مطعاما/ وجعلت قريش موته تاريخا، وله يقول الشاعر [1] : (الوافر) # وأصبح بطن مكة مقشعرا [2] ... كأن الأرض ليس بها هشام # وابناه أبو جهل والحارث كانا جوادين، وللحارث حديث [3] قد مضى وخلف [4] ~~بن وهب بن [5] حذافة بن جمح، وعبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف وعمرو بن ~~عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف، وكان خلف جوادا وابنه أمية جوادا وابنه ~~صفوان جوادا وابنه عبد الله بن صفوان بن أمية ms201 جوادا وابنه [6] عمرو بن عبد ~~الله بن صفان بن أمية [6] كان جوادا، فعمرو جواد ابن [7] جواد ابن [7] جواد ~~[ابن جواد ابن جواد-] [8] فكان أعرق الناس في الجود عمرو بن عبد الله بن ~~صفوان بن أمية بن خلف إلا ما كان من قيس جواد ابن سعد [9] جواد ابن عبادة ~~جواد ابن دليم [10] جواد ابن حارثة جواد ابن حزيمة [11] جواد ابن ثعلبة ~~جواد ابن طريف [12] جواد ابن الخزرج، فإنه جواد ابن [7] جواد ابن [7] جواد ~~ابن [7] جواد ابن [7] جواد ابن [7] جواد ابن [7] جواد ابن [7] جواد، فهذا ~~أعرق الناس في الجود، وعمرو [13] أعرق قريش في الجود، PageV01P373 # وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وسأله رجل ~~برحم بينه وبينه فقال له: هذا حائطي [1] بمكان كذا وكذا وقد أعطيت به ~~ستمائة ألف درهم يراح إلي بالمال العشية فإن شئت فالمال وإن شئت فالحائط ~~[2] ، [و-] [3] عبيد الله [4] بن العباس بن عبد المطلب وذكر عن جوده أن ~~صيرفيا/ أفلس بالمدينة فلزمه غرماؤه، فسألهم النفس [5] ليحتال لهم فقالوا: # لسنا ندعك أو يكفل بك عبيد الله [6] بن العباس. فأتوا بابه فاستأذنوا ~~عليه فأذن لهم ويده في حوض يخوض [7] فيه البزر [8] للغنم فقال له الصيرفي: ~~إن لهؤلاء القوم علي تسعة آلاف [9] دينار وقد سألتهم أن ينفسوني حتى أضطرب ~~لهم فسألوني كفيلا فأعطيتهموه فأبوا أن يرضوا إلا بك، فأحب أن تضمنني، فقال ~~لهم: هاتوا صكاككم، فدفعوها إليه فخرقها وأمر بقضائهم من ماله. # وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكان مما ذكر من جوده عليه السلام أن مولى ~~لعبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي قدم عليه فقال: إنا نسمع عن عبد الله ~~بن جعفر بأشياء لم يسمع بمثلها عن أحد قط، فقال له عبد الله بن مطيع: # صدق [10] كل ما [10] تسمعه عنه ففيه أكثر من ذلك، فقال: إني لأحب أن أرى ~~بعض ذلك، فقال: هات صحيفة، فجاء بها فقال: اكتب ذكر حق فلان بن فلان على ~~عبد الله بن جعفر ثلاثمائة دينار حالة ثم ms202 اذهب إليه فسلم عليه وقل ~~PageV01P374 # له: [هذا-] [1] ذكر حق لي يا أبا جعفر عليك، فمضى إليه وفعل ذلك وألاح له ~~بالصحيفة فقال له عليه السلام عنه: لك أنت؟ قال: نعم، قال: كم؟ قال: # ثلاثمائة دينار، قال: يا غلام! ادفعها إليه، ولم يأخذ الصحيفة، فجاء مولى ~~عبد الله بن مطيع بالدنانير إليه وحدثه الأمر وقال: والله! ما رأيت أعجب من ~~هذا، فقال له ابن مطيع:/ احتفظ بالدنانير، ثم تركه عشرا وقال له: اذهب إليه ~~فقل له مثل ما قلت، فقال له [2] المولى: جعلت فداك توهمني في المرة الأولى ~~الآن أليس يعرف أني [3] صاحبه، قال: اذهب كما أقول لك، فذهب فجرى [4] ~~بينهما من الكلام مثل الكلام الأول فأمر له بها، فجاء إلى ابن مطيع وهو ~~يكثر التعجب، فقال له ابن مطيع: احتفظ بها، فلما مضى له شهر قال له ابن ~~مطيع: اذهب فعد إليه، فلما عاد إليه قال له كما قال له في المرتين فأمر له ~~بها، فجائها إلى ابن مطيع فقال له ابن مطيع: اجمع كل ما أخذت فأت به فأتاه ~~به فركب ابن مطيع إليه ومعه مولاه والمال فقال له: يا أبا جعفر! اتق الله ~~وانظر لنفسك وذمتك فان لك معادا، فقال: وما ذلك؟ فقال له: أتاك مولاي هذا ~~بصك يذكر أن له فيه عليك ثلاثمائة دينار ولم يكن بينك وبينه معاملة فلا ~~تزيد على أن تقول له: أنت كم هو؟ أعطه إياه، حتى أخذ منك تسعمائة دينار، ~~قال: كأنك تقول: لا أعرف ما لي مما علي، قال: إن ذلك لكذلك، قال: مالي درهم ~~إلا وأنا أعرفه وقد علمت أن ذاك ليس علي ولكني خيرت نفسي في أن أقول: لا ~~ليس لك، ويقول: هو بل لي، فيسمع سامع بذلك فأكون بين مصدق ومكذب وبين دفع ~~[5] ذلك إليه فكان دفع ذلك إليه أخف علي، قال ابن مطيع:/ اتق الله وانظر ~~لنفسك، يا غلام! هات ما معك، فجاءه بالمال فقال له ابن جعفر عليهما السلام: ~~ما هذا؟ قال: هذا مالك، قال: يغفر ms203 PageV01P375 # الله لك! أيرجع إلي شيء خرج مني؟ هو لك حلالا طيبا. # قال: وجاءت عجوز إلى ابن جعفر عليهما السلام بدجاجة قد سمنتها، فقالت: يا ~~أبا جعفر! إني قد سمنت هذه الدجاجة حتى بلغت غايتها، فأحببت أن تأكلها، ~~قال: اقبضوها، يا غلام! ادفع إليها ألف درهم، فقالت: أبقاك الله! قال: زدها ~~ألفا، فقالت حفظك الله! قال: زدها ألفا، قالت: أمتعني الله بك، قال: زدها ~~ألفا، قالت: جعلني الله فداك، قال: زدها ألفا، قالت: # حسبك يا مسرف! قال: لو ثبت لثبت لك.. # وروى عن ابن سيرين أن دهقانا كلم ابن جعفر في أن يكلم له عليا عليه ~~السلام في حاجة فكلمه فيها عبد الله فقضاها، فأرسل الدهقان إلى عبد الله ~~بأربعين ألفا فردها عليه وقال: إنا أهل البيت لا نأخذ على معروفنا جزاء. # قال: واستأمن عبد الله بن جعفر عبد الملك بن مروان لعبيد الله بن قيس ~~الرقيات وكان مدح ابن الزبير وحض على عبد الملك، فلما مات مصعب استأمن له ~~فآمنه ودخل عليه ابن قيس فاستأذنه أن ينشده فأذن له، فأنشده كلمته التي ~~يقول فيها: (الكامل) # اسمع أمير المؤمني ... ن لمدحتي وثنائها [1] # أنت ابن معتلج البطا ... ح كديها [2] فكدائها [3] # / فقال له عبد الملك [4] : (الخفيف) # إنما مصعب شهاب من الل ... ه تجلت عن وجهه الظلماء PageV01P376 # قال: يا أمير المؤمنين! أنا الذي أقول: (الخفيف) # ما نقموا من بني أمية إلا ... أنهم يحلمون إن غضبوا # فقال له عبد الملك: [1] : (الخفيف) # كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء # قد آمنتك ولكن [2] لا والله ما تأخذ مع الناس عطاء أبدا، فلما خرج قال ~~ابن جعفر لابن قيس: قد سمعت قسمه فلا عليك عمر [3] نفسك، قال ستين سنة، ~~قال: كم عطاؤك؟ قال: ألفان، فأمر له بمائة ألف درهم وعشرين ألف درهم، وكان ~~ابن قيس يومئذ ابن نحو من ستين سنة. # قال: وقدم عبد الله بن جعفر عليهما السلام على يزيد بن معاوية فقال له: ~~كم كان معاوية أمير المؤمنين أعطاك حين وفدت عليه؟ قال: ألف ms204 ألف درهم، قال: ~~فلك ألفا ألف درهم، قال: فداك أبي وأمي [4] : فقال يزيد: # قلت: فداك أبي وأمي، قال: نعم ولم أقل لأحد قبلك إلا لرسول الله صلى الله ~~عليه ولا أقولهما لأحد بعدك، قال: فان لك ضعفها أربعة آلاف ألف درهم، فقيل ~~لزيد: أعطيت عبد الله بن جعفر أربعة آلاف ألف! فقال: # ويحكم! إنما أعطيت الناس، عبد الله لا يمسك درهما، فلما خرج من عنده ~~وودعه رأى ببابه ناقة سوداء، فقال له بديح [5] : هذه تعجب بها أهل المدينة، ~~PageV01P377 # فقال: خذها، فأبي/ الغلام أن يدفعها، فرجع إلى يزيد وقال: ناقة سوداء ~~ببابك أحب بديح أن يعجب بها أهل المدينة، فقال: يا غلام! ادفعها إليه وكل ~~ناقة سوداء قبلكم، فكانت سبعمائة سودا، وكتب له إلى [عامل-] [1] أذرعات [2] ~~يحملها كلها له زيتا، فلم يجده لكلها [3] فأعطي ثمنه، فقال هشام بن عبد ~~الملك لبديح: كم وصل به إلى المدينة من السبعمائة ناقة؟ قال بديح: ثلاثون ~~ناقة. وسأل بديحا هشام بن عبد الملك عن عبد الله بن جعفر فقال: لو وصفته ~~عمري لما خرجت [4] إلا مقصرا عن وصف سخائه وكرمه، قال: فأخبرنا عنه، قال ~~جاءه من قريش رجل فسأله أن يسوق عنه مهره، قال: وكم؟ قال: هو خمسون دينارا، ~~فقال: يا بديح! هات الكيس، فجئت به، فقال: عد له، ولم يكن الناس يزنون، ~~فعددت وطربت ورجعت [5] ، فلما بلغت الخمسين وقفت، فقال: امض، فمضيت حتى ~~أتيت على الكيس، فقال: ليت [6] الكيس بقي وبقي صوتك، فقال هشام: فكم كان في ~~الكيس؟ # قال أربعمائة دينار، قال له: فمن الرجل؟ فقال: لا أخبرك، قال: ولم؟ قال: # أخاف أن تأخذ منه، فقال: يا خبيث! يعطيه عبد الله وآخذها أنا منه، فقال: # إي والله! إنك لتفعل. # وذكروا أن ابن جعفر أراد سفرا فأمر رجلا أن يجهزه، ففعل وجاء بحسابه، ~~فقال له ابن جعفر: ما تصنع بالحساب؟ قال: لتقرأه وتعرفه أبقاك الله! / ~~فقال: # لا حاجة لي به إن كان لك فضل فأخبرنا به حتى نعطيكه وإن كان لنا عندك فضل ~~فأخبرنا حتى ms205 نأمرك فيه بما نرى، قال: أني أحب أن تقرأه، فقرأه فكان ~~PageV01P378 # أول شيء قرأه: حبل بخمسين درهما، فقال: لقد غليت [1] الحبال [2] ، قال: # إنه أبرق [3] ، فقال ابن جعفر: إن كان أبرق فأجيزوه، فهو إلى اليوم مثل ~~بالمدينة: وذكروا [4] أن رجلا من الحاج مات بعيره فأتى مروان وهو على ~~المدينة فشكا إليه فلم يصنع شيئا، فأتى عبد الله بن جعفر فقال: (الطويل) # أبا جعفر إن الحجيج ترحلوا ... وليس لرحلي فاعلمن بعير # أبا جعفر ضن الأمير بماله ... وأنت على ما في يديك أمير # أبا جعفر من حي صدق مبارك ... صلاتهم للمسلمين ظهير # وقد قدم إلى ابن جعفر نجيب مرحول وعليه قراب [5] فقال: شأنك النجيب وما ~~عليه واحتفظ [6] بالسيف فاني أخذته بألف دينار، فقال الرجل: # (الطويل) # حباني [7] عبد الله نفسي فداؤه ... بأعيس [8] موار [9] وسباط [10] مشافره # وأبيض من ماء الحديد كأنه ... شهاب بدا والليل داج عساكره # ومن الأجواد السفاح، وهو عبد الله الأصغر بن علي بن عبد الله بن العباس ~~ومحمد بن جعفر بن عبيد الله وسعيد بن العاص بن أمية/ وكان ينحر في كل يوم ~~جزرا [11] يطعمها وكان ممدحا، وعبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب ~~بن عبد شمس وكان من فتيان قريش، وحمزة بن عبد الله بن PageV01P379 # الزبير بن العوام وكان جوادا ممدحا وله يقول موسى شهوات: (الرمل) # حمزة المبتاع بالمال الندى ... ويرى في بيعه أن قد غبن # ويعقوب بن طلحة بن عبيد الله [1] التيمي، وعمر بن عبيد الله [2] بن معمر ~~بن عثمان التيمي وله أحاديث في الجود، فمنها أن عبد الملك بن مروان أراد أن ~~يضع منه وذلك أنه كان عاملا لعبد الله بن الزبير على البصرة فأفشى فيها من ~~الجود ما تحدث به الناس في الآفاق، فلما أفضى الأمر إلى عبد الملك قدم عليه ~~فسايره وكان على بعير أشف [3] من بعيره فاستشرفه الناس فغاظ [4] ذلك عبد ~~الملك فأمر له بالخروج إلى المدينة والمقام بها لما فيها من أشراف قريش، ~~فلما بلغ أهل المدينة قدومه خرجوا يتلقونه منها على ms206 أميال، فنزل يمشي ونزل ~~الناس معه فلم يزل راجلا وهم معه رجال حتى دخل المدينة، فلما دخلها قسم ~~الكسي بينهم، فلم يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد لصلاة الظهر ~~من ذلك اليوم إلا في كسوة عمر، فبلغ ذلك عبد الملك فقال: # أردت أن أضع منه فأبت نفسه إلا ارتفاعا، فيقال إنهم قالوا له: أتمشي وأنت ~~أكثر الناس دابة؟ فقال: لا أركب بها/ قرشي يمشي، ويقال إن الذي حمل عبد ~~الملك على فعله به أنه كان ضابطا بعمله لابن الزبير فولاه البصرة فلم يحمد ~~[5] ضبطه لها، فقال له: أنت لابن الزبير سيف مشحوذ [6] ولي شفرة كليلة، ~~والله لأبعثنك إلى بلدة يتضاءل [7] بها شخصك، فوجهه إلى المدينة فكان منه ~~الذي اقتصصت. PageV01P380 # وكانت لأبي حزابة [1] التميمي جارية يقال لها بسباسة وكان يحبها [2] ~~فاضطر إلى بيعها فاشتراها منه [3] عمر بن عبيد الله [3] بمال كثير، فلما ~~دفع إليه المال وقبضها ذهبت لتدخل [4] فتعلق بثوبها ثم قال: (الطويل) # تذكر من بسباسة اليوم حاجة ... أتت كمدا من حاجة المتذكر # ولولا قعود الدهر بي عنك لم يكن ... يفرقنا شيء سوى الموت فاعذري # أبوء [5] بحزن من فراقك موجع ... أناجي به قلبا طويل التفكر # عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشأ ابن معمر # فقال: قد شئنا [6] هي لك وثمنها. # وخالد بن عبد الله بن أسيد بن أبي العيص بن أمية وكان جواد أهل الشام ~~شريفا ممدحا. # وطلحة الندى بن عبد الله بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ~~وكان طلحة هذا يأتيه الرجل يسأله فيقعده ثم يأتي آخر فيقعده ثم يأتي ثالث ~~فإذا/ كانوا بعدد ما عليه من الثياب دخل ورمى بردائه إلى الأول وبقميصه إلى ~~الثاني فإذا صار إلى الثالث قال: ناولوني ثوبا، ثم [7] بإزاره إليه، قال: ~~وكانت بنو أمية ترسله على السعايات [8] على أسد وغطفان فيجيء PageV01P381 # بالأموال الكثيرة ثم تسوغه [1] الثمن من ذلك فيحبو [2] ويمنح [3] ويعطي ~~ويقسم، فأقبل يوما فقيل لأعرابي قريب عهد بعلة قد أضربه الدهر: ألا ms207 تتعرض ~~[4] لهذا القرشي فانه قد يصنع الخير، قال: فتعرض له في كسي له أحمر، فلما ~~أقبل عليه قال له: أعني على الدهر، قال: نعم، ثم أقبل على وكيله فقال: كم ~~معك؟ قال [5] : فضلة من المال قال: صبها في كسائه، فصبها فأثقلته حتى ~~أقعدته، قال: فتأمله طويلا، ثم بكى فقال له: ما يبكيك؟ # أاستقللت ما أعطيتك؟ قال: لا ولكني فكرت فيما تأكل الأرض من كرمك فبكيت. ~~وذكر مصعب بن عبد الله أن امرأة طلحة هذا [6] قالت لطلحة: # ما رأيت كأصدقائك ما كنت موسرا فهم في منزلك وبفناءك [7] فإذا التوى عليك ~~الزمان اجتنبوك، فقال: ما زدت إلا أن امتدحتهم إذا كنت لهم محتملا آنسوا ~~[8] وجملوا [9] وإذا عجزت عنهم خففوا وعذروا. # وطلحة بن عبد الله [10] بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم ~~وهو طلحة الدراهم وكان معطاء وله يقول/ الحزين الكناني [11] : (المتقارب) ~~PageV01P382 # فإن تك يا طلح أعطيتني ... عذافرة [1] تستخف [2] الضفارا [3] # فما كان نفعك [4] لي مرة ... ولا مرتين ولكن مرارا # أبوك الذي صدق المصطفى ... وسار مع المصطفى حيث سارا # وأمك بيضاء تيمية [5] ... إذا عددا [6] الناس كانت [7] نضارا [8] # وطلحة الخير وهو طلحة بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأمه أم ~~إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان وكان مطعاما ولم يعقب والأزرق وهو ~~عبد الله بن عبد الرحمن بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن ~~عمر بن مخزوم ولاه ابن الزبير اليمن فأعطى بها أموالا كثيرة حتى عزله عنها ~~وله يقول أبو دهبل [9] الجمحي: (البسيط) # أعطى أميرا ومنزوعا وما نزعت ... عنه المكارم تغشاه وما نزعا # وله يقول أبو دهبل [10] : (الكامل) # عقم النساء فما يلدن شبيهه [11] ... إن النساء بمثله عقم # غض [12] الكلام من الحياء كأنه [13] ... ضمن [14] وليس بجسمه سقم ~~PageV01P383 # متهلل [1] بنعم مباعد [2] لا ... سيان منه الوفر والعدم # إن البيوت [3] معادن فنجاره [4] ... ذهب وكل جدوده [5] ضخم # والحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب [6] بن عبيد المخزومي ~~[7] / وكان جوادا ممدحا. والمغيرة الأعور ابن عبد ms208 الرحمن بن الحارث بن هشام ~~بن المغيرة المخزومي بذ [8] أجواد الكوفة بالطعام حتى خلوه وإياه، وكان بها ~~زمن [9] يطعم عيسى بن موسى بن طلحة التيمي وعبد الملك بن بشر بن مروان بن ~~الحكم وخالد بن خالد بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط وبنو عمارة ابن عقبة بن ~~أبي معيط [10] فبذهم كلهم [10] الأعور، فبسط الأنطاع بالكوفة وألقى عليها ~~الحيس [11] فيأكل منه الراكب والقائم والقاعد، فأمسك كل من كان يطعم ~~بالكوفة، وله يقول الأقيشر [12] الأسدي: (الطويل) PageV01P384 # أتاك البحر طم على قريش ... مغيرى [1] فقد راع [2] ابن بشر [3] # وراع [4] الجدى جدي التيم [5] لما ... رأى المعروف منه غير نزر [6] # ومن أوتار [7] عقبة قد شفاني ... ورهط الحاطبي ورهط صخر # فلا يغررك حسن الزي [8] منهم ... ولا سرج [9] ببزيون [10] ونمر [11] # أراد بالحاطبي محمد [12] بن [الحاطب بن-] [13] الحارث بن معمر بن حبيب ~~الجمحي وكان مطعاما وأراد بصخر صخير [14] بن أبي الجهم العدوي وكان ~~PageV01P385 # مطعاما. ومن الأجواد نهشل بن عمرو بن عبد الله بن وهب الفهري وكان مطعاما ### | حكام المفاخرات والمنافرات من قريش # / قال ابن الكلبي: كان في قريش أربعة نفر يتحاكمون إليهم في عقولهم ~~ويحكمون بين الناس في المفاخرة وكل قد أدرك الإسلام، منهم عقيل بن أبي طالب ~~بن عبد المطلب، ومخرمة بن نوفل بن أهيب [1] بن عبد مناف بن زهرة، وحويطب بن ~~عبد العزى بن أبي قيس بن نصر بن مالك بن حسل [2] بن عامر بن لؤي، وأبو ~~الجهم بن حذيفة بن غانم العدوي، وكان أبغضهم إليهم عقيل بن أبي طالب لأن ~~الثلاثة كانوا يعدون محاسن الرجلين إذا تنافرا إليهم فأيهما كان أكثر محاسن ~~فضلوه، وكان عقيل يعد المساوي فأيهما كان أكثر مساوي أخره فيقول الرجلان: ~~وددنا أنا لم نأته [3] ، أظهر من مساوينا ما كان خافيا عن الناس ### | المؤذون [4] لرسول الله صلى الله عليه وسلم # أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب، والحكم هو الطريد بن أبي العاص ابن ~~أمية، وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية، والنضر بن الحارث بن كلدة ~~[5] من بني عبد ms209 الدار ### | المستهزؤن [6] من قريش ماتوا كفارا بميتات مختلفات # [7] # العاص بن وائل [8] بن هاشم السهمي، والحارث بن قيس بن عدي PageV01P386 # السهمي وهو/ صاحب الأوثان كلما مر بحجر أحسن من الذي عنده أخذه وألقى ما ~~عنده وفيه نزلت: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه 45: 23 [1] والأسود بن المطلب بن ~~أسد بن عبد العزى والوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والأسود ~~بن عبد يغوث بن وهب [2] بن عبد مناف بن زهرة. # فأما [3] سبب موتهم فإن العاص بن وائل [3] خرج في يوم مطير على راحلته ~~ومعه ابنان له يتنزه ويتغدى [4] ، فنزل شعبا من تلك الشعاب، فلما وضع قدمه ~~على الأرض صاح، فطافوا فلم يروا شيئا، فانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق ~~البعير، فمات من لدغة الأرض، وأما الحارث بن قيس فانه أكل حوتا مالحا فأخذه ~~العطش فلم يزل يشرب الماء حتى قد [5] فمات وهو يقول: قتلني رب محمد، وأما ~~الأسود بن المطلب فكان له ابن بار به يقال له زمعة وكان متجره إلى الشام، ~~فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر قال: أسير كذا وكذا وآتي البلد يوم كذا ~~وكذا ثم خرج يوم كذا وكذا، فلا يخرم [6] مما يقول شيئا، وكان رسول الله صلى ~~الله عليه وسلم قد دعا عليه أن يعمى بصره ويثكله ولده، فخرج في ذلك اليوم ~~الذي وعده فيه ابنه زمعة القدوم ومعه غلام له، فأتاه جبريل عليه السلام/ ~~وهو قاعد في ظل شجرة فجعل يضرب رأسه وجبهته [7] بورقة خضراء فذهب بصره ~~ويضرب وجهه بالشوك، فاستغاث غلامه فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا ~~نفسك، فأعمى الله بصره وأثكله ولده. PageV01P387 # وأما الوليد فمر على رجل من خزاعة وعنده نبل [1] قد راشها فتعلق به سهم، ~~وقد تقدم ذكر قصة الوليد وموته في الكتاب [2] . # وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج من عند أهله فأصابته السموم فاسود، فأتى ~~أهله فلم يعرفوه وأغلقوا دونه فمات وهو يقول: قتلني رب محمد. وحكى إبراهيم ~~بن سعد أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله ms210 صلى الله عليه وسلم وهو يطوف ~~بالبيت فمر الأسود بن المطلب فرمى وجهه بورقة خضراء فعمي، ومر به الأسود بن ~~عبد يغوث الزهري فأشار إلى بطنه فاستسقى ومات حبنا، الحبن الاستسقاء. ومر ~~الوليد [3] فأشار إلى أثر جرح في أسفل كعبه كان أصابه قبل ذلك بسنين وهو ~~يجر إبله [4] فمر برجل من خزاعة [5] فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدشه خدشا ~~وليس بشيء، فلما أشار إليه جبريل عليه السلام انتقض ذلك الخدش فقتله، ومر ~~به العاص بن وائل فأشار إلى أخمص [6] رجله فخرج على حمار له وهو يريد ~~الطائف [7] فربض به حماره على شبرقة [8] فدخلت في أخمصه منها شوكة فقتلته ### | زنادقة [9] قريش # / صخر بن حرب أسلم وعقبة بن أبي معيط ضرب عنقه رسول الله صلى PageV01P388 # الله عليه وسلم صبرا منصرفه من بدر بالصفراء [1] وأبي بن خلف قتله رسول ~~الله صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد طعنه بالحربة [2] ولم يقتل بيده عليه ~~السلام غير أبي هذا، وأبو عزة [3] ضرب عنقه بيده عليه السلام يوم أحد وقد ~~كان عليه السلام أسره يوم بدر فشكا إليه العيال والفاقة فرق له عليه السلام ~~ومن عليه وأخذ عليه عهدا أن لا يخرج عليه، فخرج يوم أحد يحض على رسول الله ~~صلى الله عليه وسلم، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنقه بيده، والنضر ~~بن الحارث بن كلدة أخو بني عبد الدار، وقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم ~~أيضا صبرا وكان له مؤذيا، ونبيه [4] ومنبه ابنا الحجاج بن عامر السهميان ~~قتلا يوم بدر، والعاص بن وائل السهمي والوليد بن المغيرة المخزومي، تعلموا ~~الزندقة من نصارى الحيرة ### | المطعمون من قريش بحرب [يوم بدر-] # [5] # أبو جهل وهو عمرو بن هشام بن [6] المغيرة نحر أول يوم عشرا، ثم نحر أمية ~~بن خلف تسعا، ثم نحر سهيل بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي عشرا، ثم شيبة بن ~~ربيعة نحر عشرا، ثم نحر منبه ونبيه ابنا الحجاج عشرا، ثم نحر أبو البختري ~~[7] العاص بن هشام بن الحارث بن أسد ms211 عشرا، ثم نحر العباس بن عبد المطلب ~~وكان أخرج/ إلى بدر كارها عشرا، وذكر محمد بن عمر [8] أن قريشا لم تطعم من ~~الطعام العباس لعلمها [9] بهواه وميله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ~~وأنه أخرج مكرها. PageV01P389 ### | الحمقى من قريش وأخبارهم ومن أنجب منهم ولم ينجب # [1] # عبد الدار بن قصي منجب، وكريز [2] بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس لم ينجب، ~~وكان كريز هذا قد قتلت أباه ربيعة بنو جشم بن معاوية بن بكر من هوازن، قتله ~~صريح بن نضلة بن طريف بن كلفة بن الأحمر من بني عصمة، فكان كريز يصعد أبا ~~قبيس فيرمي بسهم في الهواء وقد عصب [3] عصبة، وابنه عامر بن كريز بن ربيعة ~~منجب، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه ولى ابنه عبد الله بن عامر البصرة ~~فاستأذن عامر عثمان في زيارة ابنه، فأذن له فشخص إليه، فلما صعد عبد الله ~~المنبر [4] وكان خطيبا أخذ عامر يذكر نفسه وجعل يقول لمن يليه: أترون ~~أميركم هذا من هذا خرج [5] ؟ فلم يدعه عبد الله يقيم وأحسن جهازه وسرحه إلى ~~المدينة خوف [6] الفضيحة، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية منجب قتل يوم ~~الفجار، والعاص بن هشام بن المغيرة منجب قتل يوم بدر كافرا وكان قامر أبا ~~لهب فقمره ماله ونفسه فصيره قينا، فلما خرجت قريش لتمنع عيرها [7] من رسول ~~الله صلى الله عليه أخرجوا بني هاشم مكرهين/ فمن لم يخرج أخرج بدله رجلا ~~فأخرجه أبو لهب بديلا فقتل يوم بدر كافرا. وكان العاص بن سعيد والعاص بن ~~هشام يدعيان أحمقي قريش، وسهيل [8] بن عمرو أحد [9] بني عامر بن لؤي منجب، ~~ومحمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحي، كان معاوية بن أبي ~~PageV01P390 # سفيان طلق ميسون بنت بحدل [1] الكلبية أم يزيد ابنه فأتاه محمد بن حاطب ~~فقال له معاوية: ما حاجتك يا أبن حاطب؟ قال: جئت خاطبا، قال: ومن ذكرت؟ ~~قال: ميسون بنت بحدل الكلبية أم يزيد، فسكت معاوية، قال: # ما تقول أمير المؤمنين في هذا ms212؟ قال: أقول: إنك حمار، فخرج من عنده فما ~~زال يقول: قال: إنك حمار، قال: إنك حمار، حتى دخل إلى منزله، وعمرو بن حريث ~~المخزومي لم ينجب، وعتبة بن أبي سفيان لم ينجب وولاه معاوية مصر فكان يخرج ~~إلى النيل ومعه أشراف أهل عمله يريهم كيف يسبح مكتوفا، وعمرو بن سهيل بن ~~عمرو لم ينجب. وعبد الله بن معاوية لم يعقب [2] . # ومعاوية بن مروان بن الحكم منجب، قال: بينا معاوية هذا ينتظر عبد الملك ~~بن مروان بدمشق على باب طحان وحماره يدور بالرحى وفي عنقه جلج فقال للطحان: ~~لم جعلت هذا الجلج في عنق حمارك؟ قال: ربما أدركتني الفترة فأغفل عنه، فإذ ~~لم أسمع الجلجل علمت أنه قد قام فصحت به، قال: أرأيت إن قام ثم قال/ برأسه ~~[3] هكذا وهكذا وحرك رأسه ما يدريك؟ قال: فمن أين للحمار مثل عقل الأمير! ~~قال: وكان خالد بن يزيد بن معاوية يهزأ بمعاوية بن مروان هذا فقال له يوما: ~~إن أمير المؤمنين قد ولى إخوته لأبيه: ولى عبد العزيز مصر وبشرا العراق ~~ومحمدا الجزيرة [4] ، فلو سألته أن يوليك! قال: # ما أسأله؟ قال: سله بيت لهيا [5] وهي قرية بدمشق، قال: فدخل عليه فقال: # يا أمير المؤمنين! ألست ابن أمك؟ قال: بلى وأحب الناس إلي، قال: قد وليت ~~إخوتك ولم تولني، قال سل يا أبا المغيرة ما شئت [6] ، فقال معاوية: دار ~~لهيا، قال عبد الملك: متى لقيت خالدا؟ قال: أمس، قال: فلا تكلمه، قال: # ودخل خالد بعقب هذا الكلام فقال: كيف أصبحت يا أبا المغيرة؟ قال: قد ~~PageV01P391 # نهانا هذا عن كلامك، قال: وكانت الخيرة [1] بنت أنيف [2] بن زبان [3] ~~الكلبي عند معاوية هذا فلما بنى بها وأصبح غدا عليه عبد الملك يهنئه [4] ~~ومعه أنيف أبوها، فقال له عبد الملك: كيف رأيت أهلك؟ قال: آذتنا بدمائها ~~الليلة، فقال أبوها أنيف: إنها من نسوة يخبأن [5] ذلك [6] لأزواجهن [7] ، ~~لعن الله وملائكته من غرني منك! قال: وكانت كلب تسمى أبا بكر [بن-] [8] عبد ~~الملك بن مروان مبقت [9] الأصفر لحمقه [10] ، وبكار [11] بن ms213 عبد الملك بن ~~مروان وهو أبو بكر لم ينجب، قال السكري: أحسبه أراد/ معاوية بن مروان هذا ~~وكذا [12] كان أخبرنا به، قال: كان عبد الملك بن مروان ينهي بكارا أن يجالس ~~خالد بن يزيد بن معاوية لما يعلم من حمقه، فجلس إليه ذات يوم فقال خالد: ~~هذا والله المردد في قريش أمه فلانة وأمها فلانة وامرأته فلانة، فقال بكار: ~~أنا والله كما قال الشاعر: (البسيط) # مردد في بني اللخناء ترديدا PageV01P392 # فبلغ [1] عبد الملك فغضب وقال: ألم أنهك عن مجالسة خالد؟ قال: # وطار لبكار هذا بازى [2] فبعث [3] إلى صاحب باب مدينة دمشق: أغلق باب ~~المدينة فإن بازى قد طار لا يخرج [4] . # وعبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب وكان بنو المطلب يدعون النوكى وكان ~~عمر بن عبد العزيز ولى عبد الله هذا مكة فكتب إلى عمر بن عبد العزيز فبدأ ~~بنفسه: من عبد الله بن قيس إلى عمر أمير المؤمنين، فقيل له: # ويحك! تبدأ [5] بنفسك قبل أمير المؤمنين، قال: إن لنا الكبر عليهم، فلما ~~بلغ عمر كتابه وقوله قال: إنه والله أحمق من أهل بيت حمق. # والأحوص بن جعفر بن عمرو بن حريث لم ينجب، وكان تزوج امرأة من قريش فوقع ~~بينه وبين إخوتها خصومة في أمرها، فوكلت أحدهم بخصومته، فقدم إلى ابن أبي ~~ليلى [6] القاضي فجرى الكلام بين يدي القاضي فقال الأحوص: أصلحك الله! أما ~~والله خصيتيها/ في يدي فليصنعوا ما أحبوا، فقال إخوتها: لا نخاصمك والله ~~بعدها أبدا، وكان الأحوص هذا يجالس حمزة بن بيض [7] وجميل بن حمران ومالك ~~بن عيينة بن أسماء [8] بن خارجة والمغيرة بن أعشى بن [9] أبي ربيعة فقال ~~بعضهم: تعالوا، نضحك من الأحوص، فغدا عليهم فقال ابن بيض: أتشتكي شيئا؟ ~~قال: لا والله! قال: PageV01P393 # فما بال وجهك أصفر؟ ثم لقي جميلا فقال له مثل ذلك، ثم لقي مالكا [1] فقال ~~له مثل ذلك ثم لقي المغيرة فقال له مثل ذلك، فرجع إلى منزله، قال: # أي بني الخيبة أنا شاك ولا تعلمونني اطرحوا علي الثياب فإني ms214 وجع وابعثوا ~~إلى الطبيب ليعالجني، فتمارض وعاده أصحابه فجعل لا يتكلم [2] ، فقال أهله: # وخبرتمونا [3] هو والله لما به، فأقبل شراعة [4] بن عبيد بن الزندبوذ ~~الفارسي وكانت فيه مجانة فارس وكان مولى لبني تيم الله بن ثعلبة، وكان أملح ~~أهل الكوفة، فاستأذن عليه فقال أهله: لإن لم يتكلم إذا رأى شراعة إنه ~~للموت، ومعه صاحب له فكلمه فلم يجبه، فمس عرقه [5] لم ير شيئا ولم ير على ~~وجهه أثر لعلة، فنظر شراعة إلى صاحبه فقال: كنا أمس بالحيرة فأخذنا الخمر ~~ثلاثين قنينة [6] بدرهم والخمر يومئذ ثلاثة قناني بدرهم، فرفع الأحوص رأسه ~~وقال: # الكاذب في حر أمه [7] أيرى، واستوى جالسا/ فنثر أهله على شراعة السكر، ~~فقال شراعة: اجلس لا جلست ولا أفلحت وهات شرابك، فجاء به فشربا يومهما ### | أسماء من حد من قريش # حد رسول الله صلى الله عليه مسطح [8] بن أثاثة [9] بن عباد بن المطلب بن ~~عبد مناف وهو ابن خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قذفه عائشة رضي الله ~~عنها بالإفك، وحد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سليط [10] بن عمرو بن ~~PageV01P394 # عبد شمس بن عبد ود أحد بني سامة بن لؤي في الخمر شهد عليه قوم بشربها، ~~وحد عمر أيضا عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار وكان افترى ~~على وهب بن ربيعة بن الأسود، وحد عمر أيضا ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي في ~~الخمر وكان خليعا ماجنا فغضب ولحق بالروم فتنصر فمات بها نصرانيا، وكان ~~لقيه رجل من المسلمين ممن غزا الروم فعرفه فقال له: # ويلك يا ربيعة! أتنصرت بعد وصرت أعجميا بعد أن كنت عربيا وبدلت الإنجيل ~~بالقرآن؟ قال: نعم قال: فما بقي في صدرك من القرآن؟ قال: آية واحدة ربما ~~يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين 15: 2 [1] فقال: ويلك! هلكت والله. وحد ~~عمر أيضا ابنه أبا شحمة [2] ابن عمر، وكان زنى [3] بربيبة لعمر فضربه حدا، ~~فقال له وهو يضربه: يا أبتاه! قتلتني، فقال/ له، عمر: يا بني! إذا لقيت ربك ms215 ~~فأعلمه أن أباك يقيم الحدود، وحد عمر أيضا ابنه عبيد الله المقتول بصفين في ~~الخمر، فحلف عبيد الله بعد ذلك أن لا يأكل عنبا ولا شيئا يخرج من العنب ولا ~~تمرا ولا شيئا يخرج من التمر، وحد عمر أيضا قدامة [4] بن مظعون الجمحي في ~~الخمر وكان شهد عليه بشربها الجارود [5] العبدي وبالقيء [6] منها علقمة بن ~~عبد الله الخصي التميمي، وحد عمر أيضا أبا جندل [7] بن سهيل بن عمرو أحد ~~بني عامر بن لؤي في الخمر، وحد عمر أيضا مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة ~~في فرية [8] افتراها [9] على رجل من قريش فقامت عليه بها البينة عند عمر، ~~وحد عمر أيضا أبا الجهم بن حذيفة بن غانم العدوي في مثل هذا، وحد عمر أيضا ~~النعمان [بن PageV01P395 # عدي-] [1] بن نضلة [2] بن عبد العزى [3] بن [حرثان بن-] [4] عوف بن عبيد ~~بن عويج [5] بن عدي بن كعب وكان عمر استعمله على ميسان [6] فعشق بها امرأة ~~فارسية وهو القائل: (الطويل) # ألا هل أتى الحسناء أن حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم [7] # إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا تسقني بالأصغر المتثلم # إذا شئت غنتني دهاقين قرية ... وصناجة [8] تجذو [9] على كل منسم [10] # لعل أمير المؤمنين يسوؤه [11] ... تنادمنا بالجوسق [12] المتهدم # / فلما بلغ عمر قوله قال: إي والله! إنه ليسوءني ويسوء ربي [13] والله ~~وأحدك أيضا، وحد عمر أيضا في فرية على رجل، وحد أبو عبيدة بن الجراح وهو ~~عامل على الشام أبا جندل [14] بن سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي في ~~الخمر أيضا وكان جندل مستهترا بالخمر، وحد أبو عبيدة ضرار بن الخطاب ~~الفهري، وحد عمر أيضا الصلت بن العاص بن وابصة بن خالد بن PageV01P396 # عبد الله بن عمر بن مخزوم في الخمر فأنف وغضب ولحق بالروم فتنصر ومات بها ~~نصرانيا وله عقب بالروم. # وحد عثمان بن عفان رضي الله عنه عاصم بن عمر بن الخطاب في الخمر، وذلك أن ~~الحسين بن علي رضي الله عنهما رقي [1] عليه وشهد [2] عليه عند عثمان فكانت ~~أول عداوة ms216 دخلت بين آل عمر وآل علي رضي الله عنه، وحد عثمان أيضا هاشم بن ~~عتبة بن أبي وقاص في الخمر بشهادة قوم من أهل الكوفة، وحد عثمان أيضا ~~المسيب بن حزن [3] بن أبي وهب المخزومي في الخمر وهو أبو سعيد بن المسيب ~~الفقيه، واستعمل معاوية بن أبي سفيان عبد الله بن خالد بن أسيد [4] بن أبي ~~العيص على الطائف فأتي بعنبسة بن أبي سفيان سكران من الخمر فحده، فغضب ~~معاوية لذلك وعزله، وحد سعيد ابن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية وهو عامل ~~معاوية على المدينة عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص في الخمر، وحد مروان ~~بن الحكم وهو عامل معاوية عبد الرحمن أخاه في افترائه على الأنصار بكتاب ~~معاوية، وحد مروان/ أيضا وهو عامل المدينة محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ~~الصديق إذ أتى به سكران من الخمر، فبعث إلى عائشة [5] ليستشيرها فبعثت ~~إليه: هذا حد الله فشأنك به، فحده، وحد مروان أيضا سهيل بن عبد الرحمن بن ~~عوف في الخمر، وحد مروان أيضا ابن أبي عتيق واسمه عبد الله بن محمد بن عبد ~~الرحمن بن أبي بكر في الخمر، فلقيه أبو قتادة [6] بن ربعي الأنصاري بعد ما ~~ضرب فقال: يا ابن أخي! ما صنع بك في خليلة [7] PageV01P397 # ضربوك؟ فقال: كلا والله يا عمرو [1] ! إنها لصهباء من داروم [2] أو ~~بابلية أو من بلاس [3] بلد بها الخمور، فقال أبو قتادة: فلا أراهم إذا ~~ظلموك، وحد عبد الله بن خالد بن أسيد عمر بن سعد بن ابن وقاص فغضب فوفد على ~~معاوية فشكا إليه عبد الله بن خالد وما ركبه به وأخبره أنه ظلمه وسأله أن ~~يقتص له منه وأن يأخذ له من حقه [4] ، فقال معاوية: يا ابن أخي! وجدته ~~والله صلاته [5] من بني عبد شمس، فقال عمر: يا أمير المؤمنين! بك والله بدا ~~حين ضرب أخاك عنبسة بالطائف [6] ثم لم تنتقم منه، وحد مروان بن الحكم ~~المسور [7] بن مخرمة [8] بن نوفل [بن أهيب-] [9] بن عبد مناف بن ms217 زهرة في ~~افترائه على يزيد بن معاوية وهو خليفة فكتب يزيد إلى مروان أن يضرب المسور ~~حدا وقال: حده كما حد أبوه، فقال في ذلك أبو حرة الضمري [10] : # (الطويل) # أيشربها صرفا يفض ختامها ... أبو خالد ويجلد الحد مسورا [11] # وحد عمرو [12] بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص عبد العزيز بن ~~PageV01P398 # مروان في الخمر/ فقال يحيى بن الحكم بن أبي العاص: (الطويل) # وددت [1] وبيت الله أني فديته ... وعبد العزيز وهو يجلد في الخمر # وحد عبد الله بن الزبير حين بويع خالد بن المهاجر بن الوليد المخزومي في ~~خمر وجدت معه، وحد عبد الملك بن مروان هاشم بن المسور بن مخرمة وكان افترى ~~على رجل من قريش بالمدينة فكتب عامل عبد الملك على المدينة يخبر عبد الملك ~~بذلك، فكتب إليه حده كما حد أبوه وجده قبله، وحد عبد الملك أيضا يحيى بن ~~عبد الرحمن بن الحكم وكان عامله على المدينة كتب إليه يستأذنه فيه فكتب ~~إليه: حده فإنه فاسق ابن محدود، فحده، وحد أبو بكر بن عمرو بن حزم الأنصاري ~~وهو عامل عبد الملك على المدينة هشام بن عروة بن الزبير في فرية على رجل من ~~بني أسد بن عبد العزى، وحد عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري وهو عامل ~~المدينة للوليد بن عبد الملك هشام بن عروة بن الزبير في فرية افتراها على ~~رجل من بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وضرب إبراهيم بن هشام وهو ~~على المدينة مصعب بن عروة بن الزبير حدا في الخمر، وحد أيضا حمزة بن مصعب ~~بن الزبير في الخمر، وحد أيضا عبد الله بن عروة بن الزبير في الخمر، وحد ~~عمر بن عبد العزيز يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن/ المغيرة وكان ~~افترى [2] على أخيه أيوب بن سلمة، وحد إبراهيم بن هشام أو محمد بن هشام وهو ~~عامل هشام بن عبد الملك على المدينة إسماعيل بن عثمان بن الأرقم ثم ~~المخزومي في الخمر، وحد عمر بن عبد ms218 العزيز إسحاق بن علي بن عبد الله بن ~~جعفر بن أبي طالب في الخمر، فقال إسحاق لعمر: وددت يا عمر أن الناس كلهم ~~جلدوا، يريد بذاك أباه عبد العزيز لأنه حد في الخمر، وحد عثمان بن عفان ... ~~إلى مروان وهو عامل معاوية ... # ... [3] PageV01P399 ### | كذابو قريش ### | ..... # [1] عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن أمية، وأيوب بن سلمة بن ~~الوليد المخزومي، وإبراهيم بن عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي، وعاصم بن ~~عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب وكان يقال إنه لا يخرج الدجال وواحد من ~~هؤلاء حي لأنهم دجالون والدجال الكذاب ### | أبناء الحبشيات من قريش # [2] # نضلة بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أمه صهال [3] ، ونفيل بن عبد العزى/ ~~العدوي أمه صهال [4] أيضا، وعمرو بن ربيعة بن حبيب من بني عامر بن لؤي أمه ~~أيضا صهال [5] هذه، والخطاب بن نفيل العدوي أمه حية [6] ، والحارث بن [عبد ~~الله بن-] [7] أبي ربيعة المخزومي أمه سبحاء، وعثمان [8] بن الحويرث بن أسد ~~بن عبد العزى، وصفوان [9] بن أمية بن خلف PageV01P400 # الجمحي، وهشام بن عقبة بن أبي معيط، ومالك بن عبيد الله [1] بن عثمان ~~الأموي، وعمير [2] بن جدعان التيمي، والعباس [3] بن علي بن أبي طالب رضي ~~الله عنهما، وأحمد بن أبي عبد الملك بن أبي مروان بن أبي عفان من ولد عثمان ~~بن عفان رضي الله عنه، وأحمد بن محمد بن صالح المخزومي والأرقمي ولم يعرف ~~اسمه [4] ، والعباس بن المعتصم، وهبة الله [5] بن إبراهيم بن المهدي، ومحمد ~~بن عبد الله بن إسحاق بن المهدي الملقب بنفاطة [6] ، والعباس بن محمد بن ~~عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ### | أبناء السنديات # قال هشام: محمد بن علي ابن الحنفية رضي الله عنهما، وزعم خراش بن إسماعيل ~~العجلي أنها من بني حنيفة كانوا مجاورين في بني أسد فأغار عليهم قوم من ~~العرب في سلطان أبي بكر رضي الله عنه، فأخذوا خولة فقدموا بها المدينة ~~فاشتراها أسامة بن زيد ms219 ثم اشتراها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وولد [7] ~~علي رضي الله عنه، يقولون: أقبل بنو أبيها فقالوا: هذه امرأة منا فأمهرها ~~مهور نسائنا، ثم تزوجها فأولدها محمدا وحده، وعلي [8] بن الحسين بن علي بن ~~أبي طالب رضي الله عنهم وسعيد بن هشام بن عبد/ الملك بن مروان وزيد بن علي ~~بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وإسحاق بن PageV01P401 # المهدي هو محمد أمير المؤمنين وأمه مخرمة [1] الأذن تدعى سكر [2] ### | أبناء النبطيات من قريش # مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنهما أمه خليلة [3] من آل فهريدي [4] ~~، وعمر بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، وزياد بن أبيه أمه نبطية [5] من كسكر ~~[6] ، وعقيل بن جعدة بن هبيرة المخزومي أمه نبطية من أهل سورا [7] كان ~~أخوها سماك بالكوفة، وسلمة [بن هشام [8]] بن العاص بن هشام [9] أمه نبطية ~~من دومة الجندل ### | أبناء اليهوديات من قريش # صيفي وأبو صيفي [10] ابنا هاشم [11] بن عبد مناف، ومخرمة بن المطلب ابن ~~عبد مناف أمهم واحدة [12] من أهل خيبر، وقيس بن مخرمة بن المطلب ~~PageV01P402 # ومسافع بن عبد مناف بن عمير [1] بن [أهيب-] [2] الجمحي أمهما واحدة [3] ~~من أهل خيبر، أبو عزة الجمحي الشاعر وهو عمرو بن عبد الله [4] ، والخيار بن ~~عدي [5] بن نوفل بن عبد مناف والحصين بن سفيان بن أمية بن عبد شمس أمهم [6] ~~واحدة يقال لها الرباب [7] من أهل يثرب، وأمها [6] شريفة يهودية، وعاصم [8] ~~بن الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وعمرو بن قدامة بن مظعون أمه من ~~يهود الأنصار، وتويت [9] بن حبيب بن أسد بن عبد العزى أمه [10] من يهود/ ~~الأنصار، وعيسى بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط أمه يهودية من أهل دوران [11] ~~، وهاشم وعامر ابنا عتبة بن [12] نوفل الزهري وأمهما يهودية نبطية يقال لها ~~قامى وهي جدة حماد بن يونس الزهري ### | أبناء النصرانيات من قريش # [13] # الحارث [14] بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أمه حبشية نصرانية ~~PageV01P403 # تدعى [1] سبحاء، وعثمان [2] بن عنبسة بن أبي سفيان بن حرب ms220 بن أمية، ~~والعباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ### | الكواسجة الثط من قريش # [3] # عبد الله بن جدعان التيمي، وعبد الله بن الزبير بن العوام، عكرمة بن أبي ~~جهل بن هشام، وعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، ومحمد بن سليمان ~~بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، والعباس بن عبيد الله بن ~~العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ### | العميان من قريش # [4] # كلاب بن مرة بن كعب بن كعب بن لؤي، وزهرة بن كلاب بن مرة، وعبد المطلب بن ~~هاشم بن عبد مناف بن قصي، والعباس بن عبد المطلب، وعبد الله بن العباس بن ~~عبد المطلب، وأمية بن عبد شمس، وأبو سفيان وهو صخر بن حرب بن أمية بن عبد ~~شمس، والحكم بن أبي العاص بن أمية، ومخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة، ~~وسعيد بن يربوع المخزومي، والفاكه بن المغيرة المخزومي، وأبو قحافة وهو عبد ~~الله بن عثمان/ التيمي، وعمرو بن أم مكتوم وهي أمه وهو عمرو [5] بن قيس بن ~~زائدة [6] بن الأصم أخو بني عامر بن لؤي، والحارث بن العباس بن عبد المطلب، ~~ومطعم بن PageV01P404 # عدي بن نوفل بن عبد مناف، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن ~~المغيرة المخزومي، وأبو الجهم بن حذيفة بن غانم العدوي، وهارون ابن سليمان ~~[1] بن المنصور أمير المؤمنين، وموسى بن موسى الهادي أمير المؤمنين ### | العوران من قريش # [2] # ابو سفيان بن حرب ثم عمي بعد، وأمية بن عبد شمس ثم [3] عمي بعد وهاشم بن ~~عتبة بن أبي وقاص، وعتبة بن أبي سفيان، وسعيد [4] بن عثمان بن عفان، ~~والمغيرة بن عبد الرحمن [بن-] [5] الحارث [6] بن هشام المخزومي، والواثق ~~هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن المنصور ### | الحولان من قريش # [7] # عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه، وأبو لهب بن عبد المطلب، وأبو جهل ~~بن هشام، وزياد [8] بن أبيه، وهشام بن عبد الملك بن مروان، وأبان بن عثمان ms221 ~~بن عفان، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وعمرو بن عتبة بن أبي ~~سفيان بن حرب يقال منه، وعبيد الله [9] بن عبد الرحمن ابن سمرة [10] بن ~~حبيب بن عبد شمس، وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي. ~~PageV01P405 ### | الفقم من قريش # [1] # عمرو [2] بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، ويزيد بن عبد الملك بن ~~مروان، ويزيد [3] بن هشام بن عبد الملك، وعمرو بن الزبير بن العوام ### | العرجان من قريش # [4] # عبد الله بن جدعان التيمي، وأبو طالب بن عبد المطلب، وعبد الحميد [5] بن ~~عبد الرحمن العدوي، وسليمان بن عبد الملك بن مروان ### | أسماء خيل قريش # كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أفراس منها الظرب [6] ولزاز [7] ~~والسكب [8] والمرتجز [9] سمي بذلك لحسن صهيله، وكان السكب كميتا أغر محجلا ~~مطلق اليمنى [10] وذو اللمة [11] واللحيف [12] ، وفرس حمزة بن عبد المطلب ~~PageV01P406 # رضي الله عنه يقال له الورد [1] وفيه يقول حمزة: (الخفيف) . # ليس عندي إلا سلاح [2] وورد ... قارح [3] من بنات ذي العقال [4] # أتقي دونه المنايا [5] بنفسي ... وهو دوني يغشى [6] صدور العوالي [7] # جرشع [8] ما أصابت الحرب منه ... حين تحمى أبطالها لا يبالي [9] # وطرير [10] كأنه قرن ثور ... ذاك لا غير ذاكم جل مالي # / فإذا ما هلكت كان تراثي ... وسخالا [11] محمودة من سخالي [12] # وكانت لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فرس شقراء [13] يقال لها سبحة [14] ~~استشهد عليها يوم مؤتة [15] عرقبها، فهي أول فرس عرقب في PageV01P407 # الإسلام، فيقال إن الخوارج إنما استنت في العرقبة بذلك، وكان أول من ~~ارتبط فرسا في سبيل الله سعد بن معاذ، وأول من عدا به فرس في سبيل الله ~~المقداد [1] حليف بني زهرة بن كلاب، وكان للزبير بن العوام فرس يقال لها ~~اليعسوب وفرس شهد عليه خيبر يقال له معروف [2] ، وفرس يدعى ذا الخمار [3] ~~شهد عليه يوم الجمل، وفرس يقال لها ذات البغال، فرس عبيد الله [4] ابن عمر ~~بن الخطاب اللطيم [5] ، وكان فرس المقداد يقال له ذو العتق [6] شهد عليه ~~بدرا، وله فرس آخر [7] شهد عليه يوم سرح المدينة ms222 يقال له بعزجة [8] إنما ~~أدخلت المقداد في قريش لأن موالي القوم منهم وحليفهم منهم [كما أثر-] [9] ~~عن رسول الله صلى الله عليه، فرس أبي جهل: محاج [10] وفرس أبي بن خلف ~~الجمحي: العود [11] ، وكان يقول للنبي صلى الله عليه بمكة كثيرا: يا محمد! ~~العود أعلفه كل يوم مديا [12] أقتلك عليه، فيقول له النبي صلى الله عليه بل ~~PageV01P408 # أقتلك عليه إن شاء الله، فقتله النبي صلى الله عليه بيده وهو على العود،/ ~~فرس مسافع [1] بن عبد العزى أحد بني عامر بن لؤي: النعامة وفيه يقول: # (الطويل) # [و-] [2] والله لا أنسى [3] النعامة ليلة ... ولا يومها [4] حتى أوسد ~~معصمي [5] # مسحة [6] غيطان الفضاء ولقوة [7] ... إذا طوطئت [8] كأنها حمى ميسم [9] # فرس محرز [10] بن نضلة حليف بني عبد شمس: السرحان شهد عليه يوم السرح، ~~وفرس عتبة بن أبي سفيان الفيض فر عليه يوم صفين، فقال عبد الرحمن بن الحكم: ~~(الوافر) # لعمرو أبيك والأبناء تنمي ... لقد أبعدت يا عتب الفرارا # أإن أعطيت سابغة ومهرا ... يسمى الفيض ينهمر انهمارا # تركت السادة الأخيار لما ... رأيت الحرب قد نتجت حوارا [11] # فرس عبيد الله بن عمر بن الخطاب اللطيم [12] وفيه قال: (الطويل) ~~PageV01P409 # إذا كان سيفي ذو الوشاح ومركبي ... اللطيم فلم يطلل دم أنا طالبه # فرس عقبة بن أبي معيط: جناح، وفرس خالد بن الوليد بن المغيرة: # العيار [1] ، وقال مضرس بن أنس المحاربي: (الكامل) # ولقد شهدت الخيل يوم يمامة ... يهدى المقانب [2] فارس العيار [1] # فرس ضرار [3] بن الخطاب الفهري: الحواء [4] ، وفرس قطبة [5] بن عبد/ ~~العزى بن عبد مناف بن اسعد بن جابر أخي بني تيم بن الأدرم بن غالب: # البلقاء [6] وكان من فرسان قريش، وفرس مسلمة [7] بن عبد الملك بن مروان: # الرطل [8] ، وفرس الوليد [9] بن عبد الملك بن بن مروان: البطان بن الحرون ~~[10] بن الأثاثي [11] بن الخزز [12] بن ذي الصوفة بن أعوج [13] ، وكان ~~PageV01P410 # لمروان بن محمد الأشقر وكان أعور وهو من نسل فرس هشام بن عبد الملك ~~الذائد [1] بن [2] البطين بن البطان بن الحرون بن الأثاثي ### | سيوف قريش # سيف رسول الله صلى الله عليه ms223 ذو الفقار [3] كان للعاص بن منبه بن الحجاج ~~بن عامر السهمي فقتله [4] علي رضي الله عنه يوم بدر وجاء بسيفه إلى رسول ~~الله صلى الله عليه فنفله إياه وفيه يقول: (الرجز) # لا سيف إلا ذو الفقار ... ولا فتى إلا علي # سيف حمزة بن عبد المطلب اللياح [5] ، وقال رضي الله عنه يوم أحد وقتل ~~عثمان بن أبي طلحة ومعه اللواء: (البسيط) # قد ذاق عثمان يوم الحر [6] من أحد ... وقع اللياح فأودى [7] وهو مذموم # وذاق عتبة [8] في بدر وقيعته [9] ... تبا لمصرع شيخ ثم مذموم # / وجمع فهر [10] وقد جاءت مسومة ... لوذاد عنها وقاع الموت تسويم # سيف عبد المطلب بن هاشم: العطشان وقال: (البسيط) # من خانه سيفه في يوم ملحمة [11] ... فإن عطشان لم ينكل ولم يخن ~~PageV01P411 # كم قط من ساعد يوما وجمجمة ... ومغفر قردماني [1] ومن بدن # سيف عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العيص: ولول [2] وقال يوم الجمل: ~~(الرجز) # أنا ابن عتاب وسيفي [3] ولول ... والموت دون الجمل المجلل # سيف هبيرة بن أبي وهب المخزومي: الهذلول [4] وقال: (الطويل) # كم من كمي قد سلبت سلاحه ... وغادره الهذلول يكبو مجدلا # وحرب عقام قد شهدت مراسلها ... وطاعنت فيها يا هنيدة مقبلا # سيف الحارث بن هشام بن المغيرة: الأخيرس [5] ، وقال في زمن عمر بالشام: ~~(الطويل) # فما جنبت خيلى بفحل [6] ولا ونت ... ولا لمت يوم الروع وقع الأخيرس [7] # سيف عكرمة بن أبي جهل: النزيف [8] ، وقال يوم بدر: حين قتل ابني عفراء ~~[9] ورجلا من الأنصار، وضرب معاذ بن عمرو بن الجموح على عاتقه فقطع منكبه ~~بيده حتى تعلقت بجلدة بخاصرته: (الطويل) PageV01P412 # من كان أمسى حامدا لي سره [1] ... بأن أصبحت أماهما [2] وسط يثرب # / مفجعة تبكي غلامين غودرا ... فتبكين في قتلى لهم لم تحسب # وقبلهما أودى [3] النزيف سميدعا [4] ... له في سناء المجد بيت ومنصب # ويا ابن الجموح قد ربعت [5] بضربة [6] ... ففرقت منها بين رأس ومنكب # سيف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذو الوشاح كانت نعله [7] فضة، وكان عبيد ~~الله بن عمر يوم صفين مع معاوية فقتله رجل من بكر بن ms224 وائل [8] من بني عايش ~~[9] من أهل البصرة يقال له محرز بن الصحصح [10] وأخذ السيف، فلما استقام ~~الأمر لمعاوية أخذ به من تيم الله [11] فأخذ وبعث به إلى بني عمر بن الخطاب ~~بالمدينة وقال عبيد الله: (الطويل) # إذا كان سيفي ذو الوشاح ومركبي ال ... لطيم فلم يطلل دم أنا طالبه # سيعلم من أمسى عدوا مكاشحا ... بأني له ما دمت حيا [11] أطالبه # سيف عمرو بن عبد ود العامري المقتول يوم الخندق: الملد [12] وقال عمرو: ~~(البسيط) # إن الملد لسيف ما ضربت به ... يوما من الدهر إلا حز أو كسرا PageV01P413 # كم من كبير سقاه الموت ضاخية [1] ... ويافع قط لم يدرك [به-] [2] كبرا ~~[3] # سيف ضرار [4] بن الخطاب الفهري السحاب وقال: (البسيط) # فما السحاب غداة الحر [5] من أحد ... بناكل الحد [6] إذ عاينت غسانا [7] # / غادرت منهم بجنب القاع [8] ملحمة ... صرعى فما عدلوا يا [9] مي [10] ~~قتلانا # فلو رأيتهم والخيل [11] تثبتهم ... والبيض تأخذهم مثنى ووحدانا # أيقنت [12] أن بني فهر [13] وإخوتهم ... كانوا لدى القاع يوم الروع ~~فرسانا # سيف عمرو بن العاص بن وائل [14] السهمي: اللحج [15] ، وقال في حروب ~~الشام: (الرجز) PageV01P414 # أضربهم باللج ... حتى يخلوا الفرج # لمن مشى ودج [1] # سيف عمر بن سعد بن أبي وقاص: الملاء [2] ، وقال أبو النويعم العامري ~~يرثيه حين قتله المختار بن أبي عبيد [3] : (الطويل) # لله عينا من رأى مثله فتى ... إذا الحرب شبت واستطار [4] لها شرر # تجرد فيها والملاء بكفه ... ليخمد [5] منها ما تشذر [6] واستعر # سيف خالد بن يزيد بن معاوية: الغمر [7] وفيه قال: (الطويل) # ومنزلة لا يأمن القوم بالضحى ... ولا بالعشي من جوانبها جنبا # قطعت بها مستبطنا تحت ريطتي [8] ... وفوق قميصي الغمر ذا شطب [9] عضبا # كان لخالد بن الوليد بن المغيرة ثلاثة أسياف: المرسب [10] وهو ذو القرط ~~وآخر يقال له الأدلق [11] وآخر يقال له القرطبي [12] ، وقال في يوم مؤتة ~~[13] : # (الرجز) PageV01P415 # أنا أبو سلمان [1] سيفي [2] المرسب ... ابن الوليد منجب لمنجب # / أعلو [3] به كل امرئ مكذب ... بأحمد المطهر المطيب # وقال وقتل بطريقا من بطارقة الروم: (الرجز) # ضربت بالمرسب رأس البطريق ... علوت منه مجمع العروق [4] # بصارم ذي هبة ms225 [5] فتيق [6] # وقال: (المتقارب) # وذي القرط قد قتلت [7] من رجال [7] ... كهول طماطم [8] والأعرب [9] # وقال: (الرجز) # أضربهم بالأدلق ... ضرب غلام محنق [10] # بصارم ذي رونق # وقال: (البسيط) # علوت بالقرطبي [11] رأس ابن ضارية ... عمرو فأصبح وسط الجر متلولا [12] # سيف زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى: لسان الكلب، ~~PageV01P416 # صار لابنه عبد الله [1] وبه [1] قتل هدبة [2] بن خشرم [3] فقال المسور بن ~~زيادة لما قتل به هدبة: (الوافر) # لسان الكلب قط وريد ثأري [4] ... فأذهب غلتي وشفيت نفسي # قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب رحمة الله عليه على النجاشي أعطاه سيفا ~~يقال له الغمام فقاتل به يوم مؤتة وهو يقول: (الرجز) # قد علمت فهر وفهر حاكمه [5] ... إني منها في الذرى والغلصمة [6] # كم قط من شاكلة [7] وجمجمة [8] # / سيف عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب: الشقيق أراده ~~معاوية على بيعه وأثمن له به فأبى وقال: (الطويل) # آليت لا أشرى الشقيق برغبة ... معاوي إني بالشقيق ضنين # وقال جرير للفرزدق حين دفع إليه سليمان بن عبد الملك أسيرا روميا ليضرب ~~عنقه [9] فلم يصنع سيفه شيئا: (الطويل) # فلو بشقيق النوفلي [10] ضربته ... لقسمته والسيف ليس بنا كل PageV01P417 # ولكن بسيف القين شيخك غالب [1] ... ضربت به يا شر حاف وناعل # سيف خالد بن سعيد بن العاص بن أمية: ذعلوق [2] ، قال بالشام وهو يقاتل ~~الروم: (الرجز) # أبي سعيد ووشاحي ذعلوق ... أعلو [3] به هامة كل بطريق # ما ابتل [4] من لحيتي [4] يوما بالريق # كان لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوى سيفان: الفائز والخليل: # (الرجز) # أضرب بالفائز والخليل ... ضرب كريم ماجد بهلول [5] # ينوي رضا الرحمن والرسول ... حتى أموت أو أرى سبيلي # سيف خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي ذو الكف وقال: # حين قتل ابن أثال طبيب معاوية وكان يكنى أبا الورد: (الطويل) # / سل ابن أثال هل علوت قذاله [6] ... بذي الكف [7] حتى خر غير موسد # ولو عض سيفي بابن هند [8] لساغ لي ... شرابي ولم أحفل [9] متى قام عودي # وسيف أبي دهبل [10] الجمحي وهب بن وهب [11] بن زمعة ms226 بن أسد بن ~~PageV01P418 # خلف: المستلب وقال: (الرجز) # انا أبو دهبل [1] وهب بن وهب [1] ... أورثني المجد أب من بعد أب # رمحي رديني [2] وسيفي المستلب # سيف محمد بن أبي الجهم العدوي: القائم [3] القاعد، وقال فيه محمد بن أبي ~~الجهم: (المتقارب) # لسيفان [4] سيف لمأمومة [5] ... وسيف هو القائم [6] القاعد # فخذها برأسك مأمومة ... وإياك إياك يا خالد [7] ### | فرسان قريش # حمزة بن عبد المطلب، والزبير بن العوام بن خويلد، وهبيرة بن أبي وهب [بن ~~عمرو-] [8] بن عائذ [9] بن عمران بن مخزوم، وخالد بن الوليد بن المغيرة بن ~~عبد الله بن عمر بن مخزوم، وعكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة، وعمرو ~~فارس يليل [10] بن عبد ود بن أبي قيس [11] من بني عامر بن لؤي كان ~~PageV01P419 # فارس قريش، قتله علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الخندق وهو ابن أربعين ~~ومائة سنة وهو ذو الثدية [1] ، وبسر بن أبي أرطاة بن عويمر بن عمران ~~العامري قاتل ابني [2] عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب/ وقطفة [3] بن ~~ربيعة أخو بني سامة بن لؤي وقطبة [3] العاقد فارس البلقاء البيضاء الناصية ~~ابن عبد العزى بن عبد العزى بن مناف أحد بني تيم الأدرم بن غالب، وضرار بن ~~الخطاب بن مرداس الفهري وحبيب بن مسلمة الفهري، والحارث بن هشام المخزومي، ~~وأبي بن خلف الجمحي، وأبو لبيد [4] بن عبدة [5] بن جابر بن وهب أخو بني ~~عامر بن لؤي، وأبو العجلان [6] بن الحليس [7] بن سيار بن نزار بن معيص [8] ~~بن عامر كان فارس الناس يوم ذي دوران [9] على جهينة [10] ، والوليد بن يزيد ~~بن عبد الملك، وإبراهيم بن عائشة العباسي، والمعتصم أمير المؤمنين ### | أسماء من قطعت قريش يده من قريش في السرق # مدرك بن عوف بن عبيد بن عمر بن مخزوم سرق في الجاهلية مرارا فقطعت قريش ~~يده ثم عاد فسرق فرجموه حتى مات، والخيار بن عدي بن PageV01P420 # نوفل بن عبد مناف سرق في الجاهلية فقطعت يده، ومليح [1] بن شريح بن ~~الحارث بن السباق بن عبد الدار قطعت يده في أمر غزال الكعبة، ومقيس ms227 [2] بن ~~قيس بن عدي بن سعد بن سهم قطعت يده في أمر الغزال، وعبيد الله بن عثمان بن ~~عمرو بن كعب بن سعد بن تيم قطعت يده/ في الجاهلية في سرقة إبل، ووابصة بن ~~خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ### | بيوتات قريش # [3] # كان الشرف والرئاسة [4] من قريش في بني قصي لا ينازعون ولا يفخر عليهم ~~فاخر فلم يزالوا وينقاد لهم، وكانت [لقريش في-] [5] الجاهلية ست مآثر [6] ~~كلها لبني قصي دون سائر [7] قريش: الحجابة والسقاية والرفادة واللواء ~~والندوة والرئاسة [8] فكان عبد المطلب يقوم بما كان هاشم يقوم به، فلما هلك ~~عبد المطلب وهلك حرب بن أمية تفرقت الرئاسات [9] والشرف ففي عبد مناف: ~~الزبير وأبو طالب وحمزة والعباس بنو عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأبو ~~أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وعبد يزيد بن هاشم بن ~~المطلب بن عبد مناف، وعبد يزيد هو المحض لا قذى فيه، والمطعم بن عدي بن ~~نوفل بن عبد مناف، وفي أسد بن عبد العزى بن قصي خويلد بن أسد وعثمان بن ~~الحويرث بن أسد، ومآثر [10] [قريش-] [11] في الإسلام ثلاث: النبوة والخلافة ~~والشورى، فاثنتان لبني عبد مناف خاصة PageV01P421 # ويشركهم في الثالثة زهرة وتيم وعدي وأسد وهي الشورى/ وخلصت الخلافة لبني ~~عبد مناف بعد الشيخين رحمهما الله ### | من حرم السكر والخمر والأزلام [1] في الجاهلية من قريش # [2] # عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وشيبة [3] بن ربيعة بن عبد شمس، وكان ~~يتحنف [4] بحراء [5] ، وورقة [6] بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، وأبو أمية ~~بن المغيرة والحارث بن عبيد المخزوميان، وزيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى ~~العدوي وكان يتحنف بحراء ولا يأكل ما ذبح للأصنام، وعامر بن حذيم [7] ~~الجمحي، وعبد الله بن جدعان التيمي، ومقيس [8] بن قيس بن عدي السهمي، ~~وعثمان بن عفان- رضي الله عنه- بن أبي العاص بن أمية، والوليد بن المغيرة ~~بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وضرب فيها هشام [9] ابنه ### | المؤلفة قلوبهم من ms228 قريش # [10] # أبو سفيان صخر بن حرب، وابنه معاوية، وحكيم بن طليق بن سفيان بن أمية، ~~وخالد بن أسيد [11] بن أبي العيص بن أمية، والحارث بن هشام/ بن المغيرة ~~المخزومي، وسعيد بن يربوع المخزومي، وصفوان بن أمية بن PageV01P422 # خلف الجمحي، وسهيل بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي، وحويطب بن عبد العزى بن ~~أبي قيس العامري، وحكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، وأبو سفيان ~~بن الحارث بن عبد المطلب، والعلاء بن جارية الثقفي حليف بني زهرة بن كلاب، ~~أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل واحد من هؤلاء مائة ناقة إلا سعيد بن ~~يربوع وحويطب بن عبد العزى فإنه أعطى كل واحد منهما خمسين ناقة ### | حواريو رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش # [1] # حكى [2] المسيبي [3] عن عبد الله [4] بن معاذ الصنعاني [5] عن معمر [6] ~~قال: أبو بكر وعمر وعلي وحمزة وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن عفان وعثمان ~~بن مظعون الجمحي وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله ~~والزبير بن العوام، وحكى ابن الكلبي: ان الزبير وحده حواري ### | الموصوفون بالجمال من قريش # / أبو لهب وهو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم وإنما كناه أبا لهب [7] ~~لتلهب وجهه وكان أحول، والسجاد محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد ~~المطلب وكان إذا أراد الحج فمر بالمدينة استشرفته النساء والعبدان والإماء ~~ينظرون اليه، قال أبو مسكين [8] المدني: فسألته أين جسمك من جسم أبيك؟ ~~PageV01P423 # فقال: كنت أقوم مع أبي علي بن عبد الله فيكون رأسي مع طرف منكبه، وكان ~~أبي يقول: كنت أقوم مع أبي عبد الله بن عباس فيكون رأسي في ذلك الموضع منه، ~~وقال عبد الله أقوم مع أبي العباس فيكون رأسي في ذلك الموضع منه، قال أبو ~~بكر [1] : والمذهب وهو العباس [2] بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن ~~عبد المطلب وهو أيضا الأعنق وكان عنقه كإبريق فضة حسنا وتماما وكان سخيا، ~~مدحه الأخطل فأمر له ms229 بألف دينار وإنه مر على فرس له فتعينته امرأة فتقطر ~~[3] به فرسه فمات، والمطرف وهو عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وابنه ~~الديباج وهو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، والمطرف أيضا عمرو بن ~~الزبير العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، والمصور وهو عمر بن عبد ~~الرحمن بن الخطاب بن نفيل، ووفد وهو غلام على معاوية فأقام عنده شهرا فقال ~~له يوما: يا أمير المؤمنين! اقضي حاجتي، فقال له معاوية: # قضيت لك أنك أحسن الناس/ وجها [4] ، وقضى حوائجه وأجزل جائزته [5] ### | المشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش # [6] # كان الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما يشبه بالنبي صلى الله عليه ~~ما بين أعلى رأسه إلى سرته، وكان الحسين عليه السلام يشبه ما بين سرته إلى ~~قدميه، وجعفر بن أبي طالب وقال له صلى الله عليه: أشبهت خلقي وخلقي، ومحمد ~~بن جعفر بن أبي طالب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وولد معه في ~~الليلة التي ولد فيها صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن نوفل بن الحارث بن ~~عبد المطلب، ومسلم بن معتب بن أبي لهب، والسائب [7] بن PageV01P424 # عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، وقثم [1] بن العباس بن ~~عبد المطلب، وكابس بن ربيعة بن مالك بن عدي بن الأسود بن جشم بن ربيعة بن ~~الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب، وكان عبد الله بن عامر بن كريز [2] كتب إلى ~~معاوية وهو عامله على البصرة يخبره أن بالبصرة رجلا من بني ناجية [3] يشبه ~~برسول الله صلى الله عليه فكتب [4] إليه، يأمره بإشخاصه إليه فلما قدم على ~~معاوية ورآه معاوية مقبلا قام عن سريره وقبل بين عينيه [و-] [5] سأله ممن ~~أنت؟ فقال: # من بني سامة بن لؤي، فقال: كيف كتب إلي أنك من بني ناجية، فقال: والله يا ~~أمير المؤمنين ما ولدتني وإن الناس لينسبونني إليها [6] ، فأقطعه المرغاب ~~[7] [وهو-] [5] نهر يخرج [8] من نهر معقل [9] على ms230 ثلاثة فراسخ من البصرة ### | أول من كان بين هاشميين # [10] # طالب وعقيل وجعفر وعلي بنو أبي طالب وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد ~~مناف وأبوهم أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم ### | أول رجل ولدته ثلاث هاشميات # [11] # عبد الله بن عبد الله [12] بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ~~PageV01P425 # وأمه خالدة [1] بنت معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب وأمها عاتكة بنت أبي ~~سفيان وهو المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب وأمها أم عمرو بنت المقوم بن ~~عبد المطلب ### | من كان خاله وعمه خليفة # [2] # لم يكن غير اثنين عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية ويحيى بن ~~عروة بن الزبير بن العوام، فأما عثمان فأمه زينب بنت الزبير وعمه معاوية ~~وخاله عبد الله بن الزبير، وأما يحيى بن عروة فأمه أم يحيى بنت الحكم بن ~~أبي العاص بن أمية فعمه عبد الله بن الزبير وخاله مروان بن الحكم ### | امرأة من قريش شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا # فهي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، جدها أبو أمها سيد البشر ~~محمد صلى الله عليه وسلم وأبوها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وزوجها عمر ~~بن الخطاب رحمه الله، ورجل من قريش استشهد أبوه وعمه وجده أبو أمه وعم أمه ~~وعم أبي أمه وخاله زيد بن عمر بن الخطاب استشهد أبوه عمر وعمه زيد بن ~~الخطاب في الردة، وجده أبو أمه علي بن أبي طالب وعم أمه جعفر بن أبي طالب ~~وعم أبي أمه حمزة بن عبد المطلب وخاله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم ~~السلام # . هذا آخر كتاب المنمق عن ابن حبيب قال أبو سعيد السكري [3] وليس هذا عن ~~ابن حبيب: PageV01P426 ### | وفادة قريش إلى سيف بن ذي يزن [1] وفيهم أشرافهم # حدثنا أبو سعيد السكري قال حدثنا أبو بكر محمد بن المغيرة بن بسام قال ~~حدثنا علي بن زريق [2] قال حدثني عبد الله بن ميمون بن مهران عن ابن عباس ~~رضي ms231 الله عنهما قال: غزا سيف بن ذي يزن النجاشي [3] أغار عليهم فقتل منهم ~~مقتلة عظيمة، وسبى سبايا كثيرة، ورجع إلى بلاده فكانت العرب ترحل اليه/ من ~~الآفاق يهنئونه والشعراء يمدحونه، فرحل إليه وفد قريش فيهم عبد المطلب بن ~~هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف وعبد الله بن جدعان التيمي ~~ورياح بن عبد الله [4] حتى وصلوا إلى بابه فاستأذنوا [5] لهم الإذن فأذن ~~لهم، فدخلوا عليه وهو في قصر يقال له غمدان، وفيه يقول أمية بن أبي الصلت ~~الثقفي: (البسيط) # اشرب [6] هنيئا عليك التاج مرتفعا [7] ... في رأس غمدان دار منك محلالا ~~[8] PageV01P427 # فدخل القوم عليه وهو مضمخ بالعنبر [1] يلصف [2] وبيض [3] المسك من مفرقه ~~[4] متزر ببردة [5] مرتد بأخرى، بين يديه سيفه وعن يمينه وشماله الملوك ~~والمقاول [6] فاستأذنه عبد المطلب ليتكلم فقال له الملك: إن كنت ممن يتكلم ~~بين يدي الملوك فتكلم، فقال عبد المطلب: إن الله أحلك أيها الملك محلا ~~شامخا [7] باذخا وأنبتك منبتا طابت أرومته وعزت جرثومته وثبت [8] أصله وسمك ~~فرعه في خير موطن وأكرم معدن، وأنت أبيت اللعن ناب [9] العرب الذي لا ينقد ~~وربيعها وخصبها [10] الذي يحيا حياؤها [11] به وأنت رأس العرب وعمادها الذي ~~عليه الاعتماد ومعقلها [12] الذي إليه يلجأ العباد، سلفك خير سلف وأنت لنا ~~منه خير خلف، لن يخمد [13] ذكر من أنت/ سلفه ولن يهلك من أنت خلفه، نحن ~~أيها الملك أهل حرم الله وسكان [14] بيته [15] أشخصنا إليك منعك الذي ~~اجتاحنا ودفعك الكرب الذي فدحنا [15] فنحن لا وفد التهنئة PageV01P428 # لا وفد المرزية [1] ، فقال [2] له الملك: من أنت أيها المتكلم؟ قال: أنا ~~عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قال له الملك: ابن أختنا [3] ، قال: نعم، ~~أيها الملك، قال له الملك: أهلا وسهلا وناقة ورحلا [4] ومستناخا [5] سهلا ~~وملكا ربحلا [6] ، يعطي عطاء جزلا، قد سمع الملك مقالتكم وقبل وسيلتكم وعرف ~~مكانكم وقرابتكم، فأهل [7] الليل والنهار أنتم، لكم الكرامة ما أقمتم، ~~والحباء [8] إذا ظعنتم، ثم انطلق [9] بالقوم إلى دار الضيافة قد يجري [10] ~~عليهم ما يجري على مثلهم، فمكثوا ms232 شهرا لا يسأل عنهم حتى إذا كان بعد أرسل ~~إلى عبد المطلب فجاءه حتى إذا دخل عليه أخلى [11] له مجلسه [12] وقربه إلى ~~نفسه، وقال: أيها الشيخ! إني لمفوض إليك من [13] [سر-] [14] علمي ما لو ~~غيرك يكون لم أبح [15] له به ولكني وجدتك معدنه [16] فليكن عندك مطويا [17] ~~حتى يأذن الله PageV01P429 # فيه، فأني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي اخترناه [1] ~~لأنفسنا واحتجبناه دون غيرنا خبرا عظيما وخطرا جسيما فيه شرف الحياة وفضيلة ~~الوفاة للناس كافة ولقومك/ عامة ولك خاصة، قال عبد المطلب: مثلك أيها الملك ~~سر [2] وبر فما هو فداك جميع أهل الوبر [3] زمرا بعد زمر [3] قال له الملك: ~~إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة إلى يوم القيامة، قال ~~له عبد المطلب: أبيت اللعن! لقد أتيت بخبر [4] لم يأت به أحد قبلك، ولولا ~~هيبة الملك وجلاله وإعظامه وإكرامه لسألت الملك من بشارته إياي ما أزداد به ~~[5] سرورا [6] ، قال له الملك: هذا [7] حينه الذي يولد فيه أو قد ولد اسمه ~~محمد أنجل العينين خدلج الساقين كأن وجهه فلقة قمر، يموت عنه أبوه وأمه ~~ويكفله جده وعمه، قد ولدناه [8] مرارا والله باعثه جهارا وجاعل له منا [9] ~~أنصارا يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، يفتح بهم [10] خزائن الأرض ويضرب ~~[بهم-] [11] الناس عن عرض، ويكسر الأوثان ويزجر [12] الشيطان ويعبد الرحمن، ~~يأمر بالمعروف ويفعله وينهى عن المنكر ويبطله، كلامه فصل وحكمه عدل، قال له ~~عبد المطلب: عز [13] جدك وعلا كعبك [14] ودام ملكك PageV01P430 # وطال عمرك! فهل [1] الملك ساري بأوضاح فقد أوضح بعض الإيضاح فقال [2] له ~~الملك: ورب البيت ذي الحجب [3] والعلامات والنصب [4] إنك لجده غير الكذب، ~~قال: فخر عبد المطلب/ بين يدي الملك ساجدا، قال له الملك: ارفع رأسك أيها ~~الشيخ! فرفع رأسه فقال له الملك: شرح [5] صدرك وعلا [6] ذكرك [7] ! هل ~~أحسست بشيء مما قلته لك؟ قال له عبد المطلب: # كان لي ابن وكان عاشر عشرة أصغرهم سنا وكنت عليه رفيقا وبه معجبا وإني ~~زوجته امرأة من كرائم [8] قومي [9] وهي آمنة بنت وهب ms233 الزهرية فجاءت بغلام ~~مات عنه أبوه وأمه قد أتت عليه سنتان [10] وفيه ما وصفت من العلامات وكفلته ~~أنا [11] وعمه، قال له الملك: الأمر على ما وصفت لك أيها الشيخ! احتفظ ~~بابنك واحذر عليه اليهود، فأنهم أعدى [12] الناس له ولن يجعل الله لهم عليه ~~سبيلا، فاطو [13] ما ذكرت لك عن هؤلاء الرهط الذين معك من قومك لا يأخذهم ~~النفاسة [14] أن تكون لك الرئاسة [15] ، فيبتغون لك الغوائل [16] ~~PageV01P431 # وينصبون لك الحبائل [1] وهم فاعلون وأبناؤهم [2] ، وإن عزهم فيه لقاهر ~~وهلكهم فيه لظاهر [3] ، ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي [4] قبل مبعثه ~~لتحولت بخيلي ورجلي إلى يثرب حتى أتخذها دارا [5] ، فاني [6] أجد في الكتاب ~~الناطق والعلم السابق أن بيثرب استحكام أمره وإعلان ذكره وأهل نصره وموضع ~~قبره، وأجدني قد دخلت له في قلبي محبة ومقه [7] ولولا [8] أني أقيه [9] ~~الآفات وأحذر عليه العاهات لأوطأت عقبه على حداثة سنه العرب [10] ، ولكني ~~صارف ذلك إليك عن غير [11] تقصير [12] بمن معك، ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة ~~أعبد سود وعشر إماء سود ولبنة [13] ذهب وكرشا [14] مملوءة عنبرا ~~PageV01P432 # ولطيم مسك، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك [1] ، فكانت قريش تنافسه ~~وكان عبد المطلب يقول: معاشر قريش! لو عرفتم بشارة الملك إياي لهان هذا ~~عندكم. # تم الكتاب والحمد لله رب العالمين صلاة على خير خلقه محمد وآله رحم الله ~~من نظر فيه ودعا لصاحبه بطول البقاء ولكاتبه بصلاح حال الدارين وكفاه ~~المهيمن فيهما ولجميع المسلمين [2]- آمين. # وقد وقع الفراغ من طبع كتاب المنمق للمرة الأولى يوم الخميس الحادي عشر ~~من شهر ربيع الآخر سنة 1384 ه 20 أغسطس سنة 1964 م في مطبعة مجلس دائرة ~~المعارف العثمانية حيدرآباد الدكن بالهند. وطبع للمرة الثانية في بيروت ~~مقابلا على الطبعة الأولى الهندية، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على ~~سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. PageV01P433 ms234