######OpenITI# #META# 000.SortField :: Shamela_0001035 #META# 000.BookURI :: #0542.IbnBassamShantarini.Dhakhira #META# 010.AuthorAKA :: NODATA #META# 010.AuthorNAME :: أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني (المتوفى: 542هـ) #META# 011.AuthorBORN :: NOTGIVEN #META# 011.AuthorDIED :: 542 #META# 019.AuthorDIED :: NODATA #META# 020.BookTITLE :: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة #META# 020.BookTITLESUB :: NODATA #META# 021.BookSUBJ :: التراجم والطبقات #META# 022.BookVOLS :: 8 #META# 025.BookLANG :: NODATA #META# 029.BookTITLEalt :: NODATA #META# 030.LibURI :: Shamela_0001035 #META# 030.LibURIextra :: NODATA #META# 031.LibREADONLINE :: http://shamela.ws/browse.php/book-1035 #META# 031.LibURL :: http://shamela.ws/index.php/book/1035 #META# 031.LibURLFILE :: NODATA #META# 031.LibURLextra :: NODATA #META# 040.EdALL :: NODATA #META# 040.EdEDITOR :: إحسان عباس #META# 041.EdNUMBER :: NODATA #META# 041.EdNumber :: NODATA #META# 043.EdPUBLISHER :: الدار العربية للكتاب، ليبيا - تونس #META# 044.EdPLACE :: NODATA #META# 045.EdYEAR :: 1 - الطبعة: 1، 1981 :: 2 - الطبعة: 1، 1978 :: 3 - الطبعة: 1، 1978 :: 4 - الطبعة: 2، 1981 :: 5 - الطبعة: 1، 1981 :: 6 - الطبعة: 2، 1981 :: 7 - الطبعة: 1، 1979 :: 8 - الطبعة: 1، 1979 #META# 049.EdISBN :: NODATA #META# 049.EdPAGES :: NODATA #META# 049.EdPHYSICAL :: NODATA #META# 049.EdVOLUME :: NODATA #META# 090.RecMISC :: NODATA #META# 999.MiscINFO :: NODATA #META#Header#End# # PageV00P000 # مقدمة التحقيق # بين ابن بسام في مقدمة كتاب الذخيرة أنه قد جعله أربعة أقسام، على النحو ~~الآتي: ### | 1 - # القسم الأول: لأهل حضرة قرطبة وما يصاقبها من بلاد موسطة الأندلس. ### | 2 - # القسم الثاني: لأهل الجانب الغربي من الأندلس وذكر أهل حضرة إشبيلية وما ~~اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط. ### | 3 - # القسم الثالث: لأهل الجانب الشرقي من الأندلس. ### | 4 - # القسم الرابع: لمن طرأ على جزيرة الأندلس من شعراء وكتاب، ولبعض مشهوري ~~المعاصرين ممن نجم بإفريقية والشام والعراق. # وبين سنتي 1939 1942 ظهر القسم الأول من الكتاب، في مجلدين، بعناية لجنة ~~من المحققين ولجنة من المشرفين على التحقيق؛ وفي سنة 1945 ظهرت قطعة من ~~القسم الرابع. ثم توقفت اللجنة المضطلعة بتحقيق الكتاب عن متابعة عملها ~~فيما يبدو لظروف وأسباب مختلفة، وكان في ذلك التوقف، خسارة كبيرة لدارسي ~~الأدب الأندلسي وطلابه، لأن الذخيرة أولا من أهم مصادر ذلك الأدب، ولأنه ~~ليس من السهل ثانيا على كل دارس أن يحصل على أصولها الخطية، ثم لأن تلك ~~الأصول ثالثا ليست ميسرة للقراءة على نحو مباشر طيع. # PageV01P001 # لهذا وجدت أن تحقيق الذخيرة على صعوبته أمر ضروري، وأخص منها القسمين ~~الثاني والثالث، وما تبقى من القسم الرابع؛ فهذا هو القدر الذي لم يظهر من ~~الكتاب مطبوعا حتى اليوم؛ وقد بدأت التحقيق بحسب وفرة الأصول الخطية لكل ~~قسم، وكان القسم الثالث أوفرها حظا، ويليه في ذلك القسم الثاني، ولهذا عملت ~~في تحقيقهما بهذا الترتيب، مرجئا النظر في القسم الأول، لأنه قد طبع ~~وتداولته الأيدي منذ زمن؛ ولكن رغبة الدارسين في أن يروا جميع أجزاء ~~الذخيرة محققة بكاملها متناسقة في اكتمالها متجانسة في سماتها العامة ~~المشتركة ألزمتني بإعادة النظر في هذا القسم الأول؛ وهكذا كان. # وأبادر لأقرر مخلصا أن أعضاء اللجنتين اللتين تولتا هذا العم تحقيقا ~~وإشرافا قد بذلوا في إخراجه من العناية ما يستحق كل تقدير؛ أقول هذا وأنا ~~قد اطلعت على أصول الذخيرة ووقفت على مدى ما فيها من صعوبة ناشئة عن حال ~~النسخ نفسها، وعما فيها من كثرة الخلافات في القراءة؛ ومن التفاوت ms0001 الشديد ~~بين ما تثبته نسخة وما تثبته أخرى، ومن تعرض بعض تلك النسخ لتدخل أيد ~~وأقلام أخرى في سياقها غير يد المؤلف وقلمه. فإذا أضيف إلى ذلك أنني على ما ~~بذلت من محاولات ودراسات لم أستطع أن أزيد على الأصول التي اعتمدتها اللجنة ~~السابقة في تحقيق هذا القسم الأول، وجد القارئ أن النص لم يبتعد كثيرا عما ~~جاء عليه في الطبعة السابقة، وإن كنت أقدر أن تفاوت النسخ، سيكون مدعاة في ~~المستقبل إذا تم كشف شيء منها مجالا لزيادات مفيدة ولقراءات جديدة. # ومهما يكن من شيء، فإن عدم توفر أصول جديدة لم يوقف بذل الجهد في اتجاهات ~~أخرى، وأرجو ألا يؤخذ قولي مأخذ الدعوى حين أقول أنني قد منحت هذه الطبعة ~~مميزات كثيرة: فقد صححت عددا غير قليل من أخطاء القراءة، وعرفت بالأعلام ~~والأماكن حيث كان ذلك ضروريا، وشرحت لألفاظ التي تتطلب شرحا وخاصة بعض ~~المصطلحات الأندلسية مثل حنبل # PageV01P002 # وطولق وقلبق وما أشبه ذلك من ألفاظ غير مألوفة أو معرفة لدى المشارقة، إذ ~~قد يستغرق البحث عن معانيها وقتا طويلا لا يتيسر لكل قارئ، كما وفقت إلى ~~تخريج كثير من الشواهد الشعرية التي أدرجها المؤلف في الكتاب، واتبعت نهجا ~~مختلفا في تمييز الأصيل من الدخيل في نص الكتاب، وراجعت النص على المصادر ~~التي استمدت من الذخيرة، وعلى سائر المصادر الأندلسية التي طبعت بعد صدور ~~ما طبع منها. # أما النسخ التي اعتمدتها فهي أيضا تنقسم في فئتين مثلما كانت الحال في ~~أصول القسم الثالث، وتضم الفئة الأولى: ### | 1 - # نسخة الخزانة العامة بالرباط رقم 1324 (ورمزها: ط) ، وعدد أوراقها 167 ~~ورقة، في كل صفحة منها 29 سطران ومسطرتها 23.5 × 16؛ وهي مكتوبة بخط مغربي ~~جميل واضح، ولكنها لا تحمل تاريخا للنسخ، وهي قريبة الشبه بالنسخة (ط) التي ~~وصفتها في مقدمة القسم الثالث، وإن لم يكن الخط فيهما واحدا بالضرورة؛ وهذا ~~الشبه بين النسختين قد يحمل على القول بأن (ط) تنتمي إلى القرن الحادي عشر، ~~وأقدم التملكات المؤرخة المكتوبة على الورقة الأولى منها تحمل تاريخ أوائل ~~شعبان 1019 حين دخلت ms0002 في ملك محمد ابن أحمد بن محمد الشريف الحسني، ثم باعها ~~هذا المالك إلى سيدي محمد بن عبد الملك بن عبد الله في رمضان المعظم سنة ~~1021. ### | 2 - # نسخة دار الكتب الملكية بالقاهرة وعدد أوراقها 197 ورقة، وفي الصفحة ~~الواحدة 25 سطرا، ومسطرتها 25 × 13 وقد تم نسخها سنة 1229. # وهاتان المخطوطتان متشابهتان في حالتي الزيادة والنقص في النص مما يرجح ~~أنهما مأخوذتان عن أصلين متقاربين، وإذا تميزت نسخة دار الكتب القاهرية في ~~بعض القراءات عن (ط) فهذا التميز لا قيمة له في الغالب، وقد تلتقي هذه ~~النسخة مع نسخ الفئة الثانية الآتي وصفها في بعض القراءات، وفي هذا أيضا ما ~~يجعل قيمتها ثانوية، لأنها لا تتمتع بالزيادات التي تتمنع # PageV01P003 # بها نسخ الفئة الثانية إلا في موطن واحد، حيث يفترق عن (ط) على نحو لافت ~~للانتباه وذلك في إيراد أبيات زائدة عما هي في (ط) في ترجمة ابن زيدون، ~~واشتراكها مع نسخ الفئة الثانية في إيراد نص دخيل على الذخيرة هو رسالة ابن ~~زيدون لأبي بكر بن مسلم، بل إنها في هذه الرسالة تنفرد عن نسخ الفئة الأخرى ~~ببعض عبارات أدرجتها بين حاصرتين من هذا النوع مشيرا في الحاشية إلى مصدر ~~الزيادة؛ ولقلة الاعتماد على هذه النسخة لم أضع لها رمزا خاصا. # وأما الفئة الثانية فإنها تضم النسخ الآتية: ### | 1 - # نسخة باريس رقم: 3321 (ورمزها: س) وتقع في 125 ورقة، عدد سطور كل صفحة 23 ~~سطرا، ومسطرتها 22 × 13 وهي مكتوبة بخط مغربي، وفيها أخطاء وأوهام كثيرة، ~~وليس هناك ما يدل على تاريخ نسخها. ### | 2 - # نسخة المكتبة التيمورية ورمزها (م) ، وتتألف من 225 ورقة، في كل صفحة 26 ~~سطرا، ومسطرتها 20 × 13 دون تاريخ أيضا، وخطها مغربي. ### | 3 - # نسخة خاصة كانت في ملك الأستاذ ليفي بروفنسال (ورمزها: ب) ، عدد ورقاتها ~~104، وعد الأسطر في كل صفحة 33، ومسطرتها 24 × 17، وخطها مغربي مزود ببعض ~~الشكل، إلا أن الخروم فيها كثيرة. # وتعد هذه النسخ الثلاث متقاربة لأنها قد تميزت عن الفئة الأولى بزيادات ~~كثيرةن وتجيء هذه الزيادات في ثلاثة أنواع: أولها ورود النصوص المنقولة عن ~~ابن حيان فيها على نحو تفصيلي لا يتوفر في ms0003 الفئة الأولى من النسخ حيث يرد ~~النص موجزا بشكل واضح؛ وثانيها: ورود رسائل وأشعار لا يستبعد أن يكون ابن ~~بسام هو الذي زادها؛ وثالثها: كثرة الدخيل فيها مما قام بإضافته شخص (أو ~~أشخاص) بعد عهد المؤلف، وكان أحد الذين زادوا بعض النصوص مطالعا على مسودات ~~ابن بسام. # PageV01P004 # وقد كان منهجي في التحقيق قبول أوسع الصور في النسخ وأكثرها تفصيلا، ~~ولهذا اعتبرت أن كل نص تنفرد به النسخ (ب س م) فإنه لا يميز بإشارة لأن ذلك ~~يعني إثقال الحواشي في كل صفحة بفروق لا تكاد تحصر، فأما إذا كان النص من ~~زيادات (ط) فإنه يوضع بين معقفين على هذه الصورة [] . والعيب في هذه ~~الطريقة أن القارئ لن يتصور مدى ما ينقص النسخة (ط) أو مدى ما تتمتع به ~~النسخ (ب س م) من زيادات ولكن هذا عيب شكلي خالص، إذ أن إقامة نص سليم هو ~~الهدف الأهم والأكثر جدوى. فأما ما أقطع يقينا بأنه من الدخيل على نص ~~الذخيرة فأني أبقيه في موضعه مميزا له باختيار حرف طباعي أصغر حجما من حرف ~~النص الأصلي؛ ولاختياري هذا المنهج وجدت من الضروري أن أرد الرسائل التي ~~أضيفت إلى ترجمة كل من ابن برد والبزلياني إلى مواضعها بعد أن كانت لجنة ~~التحقيق التي قامت بإصدار هذا القسم من قبل قد انتزعتها من موضعها وجعلتها ~~ملحقا بآخر الكتاب، وقد كان عمل اللجنة في هذه الناحية غير قائم على منهج ~~موحد، فهناك مثلا زيادات دخيلة في ترجمة ابن زيدون تركت في موضعها، ولم ~~تفرد في ملحق خاص. # وقد أهملت لدى مقارنة النسخ قراءات واضحة الخطأ، إذ لا ضرورة لإثقال ~~الحواشي بها؛ وأثبت في المتن أصح القراءات في نظري ووضعت ما يعد في الدرجة ~~الثانية من حيث الصحة أو من حيث احتمال الصحة في الحاشية، وهذا أمر ذاتي ~~اجتهادي لا يمكن تعليله في كل مرة. وكل ما زدته في المتن اجتهادا من عند ~~نفسي أو اعتمادا على المصادر فقد وضعته بين حاصرتين على هذا الشكل دون ms0004 أن ~~أشير إلى ذلك في كل مرة، وذلك تمييزا لهذا النوع من الزيادات عن الزيادات ~~المستمدة من النسخة القاهرية، فإنها مشفوعة دائما بالإشارة إلى مصدرها. # وبما أن الذخيرة عمل ضخم قد يستغرق سنوات فقد وجدت من الخير # PageV01P005 # الإسراع بعمل فهرست خاص بكل قسم، (وكل قسم يقع في جزءين متسلسلي الترقيم) ~~بدلا من إرجاء الفهرسة حتى يتم ظهور الأجزاء جميعا. على أني أرجو أن أخصص ~~جزءا تاسعا للاستدراكات العامة والتعليقات وبعض الفهارس الفنية التي تيسر ~~الإفادة من هذا الكتاب القيم؛ كذلك أرجو أن يكون هذا الجزء الأخير مجالا ~~لدراسة مؤلف الكتاب، ومنزلته الأدبية، وقيمة كتابه من النواحي التاريخية ~~والأدبية والنقدية، وهي دراسة لا يمكن أن تتم على الصورة الشاملة المرضية ~~قبل اكتمال أجزاء الكتاب تحقيقا ونشرا. # وأود في ختام المقدمة أن أتقدم بالشكر إلى الدار العربية للكتاب، التي ~~أخذت على عاتقها بذل كل جهد ممكن لوضع " الذخيرة " في متناول الدارسين ~~والقراء، خدمة منها للتراث العربي بعامة وللتراث المغربي بخاصة، وأن على ~~يقين من أن الدراسات في الأدب الأندلسي ستجد في الذخيرة مجالا خصبا لا ~~يدانيه في غناه واتساعه أي مصدر آخر، وأن وجود الذخيرة في أيدي الدارسين ~~محققة، لن يجعل الإفادة منها أمرا جزئيا محدودا تحول دون اتساع مداه صعوبة ~~النسخ الخطية؛ ولهذا أكاد أسكت صوت الاعتذار عما قد يكون تسرب إلى هذه ~~الطبعة من خطأ أو وهم، بعد أن استفرغت جهد الطاقة. ومن الله أستمد العون، ~~وإليه أبرأ من الزهو والدعوى، وعليه أتوكل وبه أستعين. # بيروت في آب (أغسطس) 1975. # إحسان عباس # PageV01P006 # بسم الله الرحمن الرحيم # قال أبو الحسن علي بن بشام الشنتريني الأندلسي، رحمه الله: # أما بعد حمد الله ولي الحمد وأهله، والصلاة على سيدنا محمد خاتم رسله، ~~فإن ثمرة هذا الأدب، العالي الرتب، رسالة تنثر وترسل، وأبيات تنظم وتفصل؛ ~~تنثال تلك انثيال القطار، على صفحات الأزهار، وتتصل هذه اتصال القلائد، على ~~نحور الخرائد؛ وما زال في أفقنا هذا الأندلسي القصي إلى وقتنا هذا من فرسان ~~الفنين، وأئمة النوعين، قوم ms0005 هم ما هم طيب مكاسر، وصفاء جواهر، وعذوبة موارد ~~ومصادر؛ لعبوا بأطراف الكلام المشقق، لعب الدجى بجفون المؤرق، وحدوا بفنون ~~السحر المنمق، حداء الأعشى ببنات المحلق؛ فصبوا على قوالب النجوم، غرائب ~~المنثور والمنظوم؛ وباهوا غرر الضحى والأصائل، بعجائب الأشعار والرسائل: ~~نثر لو رآه البديع لنسي اسمه، أو اجتلاه ابن هلال لولاه حكمه؛ ونظم لو سمعه # PageV01P011 # كثير ما نسب ولا مدح، أو تتبعه جرول ما عوى ولا نيح؛ إلا أن أهل هذا ~~الأفق، أبوا إلا متابعة أهل الشرق، يرجعون إلى أخبارهم المعتادة، رجوع إلى ~~قتادة؛ حتى لو نعق بتلك الآفاق غراب، أوطن بأقصى الشام والعراق ذباب، لجثوا ~~على هذا صنما، وتلوا ذلك كتابا محكما؛ وأخبارهم الباهرة، وأشعارهم السائرة، ~~مرمى القصية، ومناخ الرذية، لا يعمر بها جنان ولا خلد، ولا يصرف فيها لسان ~~ولا يد. فغاظني منهم ذلك، وأنفت مما هنالك، وأخذت نفسي بجمع ما وجدت من ~~حسنات دهري، وتتبع محاسن أهل بلدي وعصري، غيرة لهذا الأفق الغريب أن تعود ~~بدوره أهلة، وتصبح بحاره ثمادا مضمحلة؛ مع كثرة أدبائه، ووفور علمائه؛ ~~وقديما ضيعوا العلم وأهله، ويا رب محسن مات إحسانه قبله؛ وليت شعري من قصر ~~العلم على بعض الزمان، وخص أهل المشرق بالإحسان - # وقد كتبت لأرباب هذا الشأن، من أهل الوقت والزمان، محاسن تبهر الألباب، ~~وتسحر الشعراء والكتاب. ولم أعرض لشيء من أشعار # PageV01P012 # الدولة المروانية، ولا المدائح العامرية؛ إذ كان ابن فرج الجياني قد رأى ~~رأيي في النصفة، وذهب مذهبي من الأنفة؛ فأملى في محاسن أهل زمانه " كتاب ~~الحدائق " معارضا ل - " كتاب الزهرة " للإصبهاني، فأضربت أنا عما ألف، ولم ~~أعرض لشيء مما صنف. ولا تعديت أهل عصري، ممن شاهدته بعمري، أو لحقه بعض أهل ~~دهري؛ إذ كل مردد ثقيل، وكل متكرر مملول، وقد مجت الأسماع: " يا درا مية ~~بالعلياء فالسند "، وملت الطباع: " لخولة أطلال ببرقة ثهمد "؛ ومحت: " قفا ~~نبك " في يد المتعلمين، ورجعت على ابن حجر بلائمة المتكلفين؛ فأما " أمن أم ~~أوفى "، فعلى آثار من ذهب العفا. أما آن أن يصم صداها ms0006، ويسأنم مداها - وكم ~~من نكتة أغفلتها الخطباء، ورب متردم غادرته الشعراء، والإحسان غير محصور، ~~وليس الفضل # PageV01P013 # على زمن بمقصور؛ وعزيز على الفضل أن ينكر، تقدم به الزمان أو تأخر، ولحى ~~الله قولهم: الفضل للمتقدم، فكم دفن من إحسان، وأخمل من فلان. ولو اقتصر ~~المتأخرون على كتب المتقدمين، لضاع علم كثير، وذهب أدب غزير. # وقد أودعت هذا الديوان الذي سميته ب - " كتاب الذخيرة، في محاسن أهل هذه ~~الجزيرة " من عجائب علمهم، وغرائب نثرهم ونظمهم، ما هو أحلى من مناجاة ~~الأحبة، بين التمنع والرقبة، وأشهى من معاطاة العقار، على نغمات المثالث ~~والأزيار؛ لأن أهل هذه الجزيرة - مذ كانوا - رؤساء خطابة، ورؤوس شعر ~~وكتابة، تدفقوا فأنسوا البحور، وأشرقوا فباروا الشموس والبدور؛ وذهب كلامهم ~~بين رقة الهواء، وجزالة الصخرة الصماء، كما قال صاحبهم عبد الجليل ابن ~~وهبون يصف شعره: # رقيق كما غنت حمامة أيكة ... وجزل كما شق الهواء عقاب على كونهم بهذا ~~الإقليم، ومصاقبهم لطوائف الروم؛ وعلى أن بلادهم آخر الفتوح الإسلامية، ~~وأقصى خطى المآثر العربية؛ ليس وراءهم وأمامهم إلا البحر المحيط، والروم ~~والقوط؛ فحصاة من هذه حاله ثبير، وثمده بحر مسجور؛ وقد حكى أبو علي ~~البغدادي الوافد على الأندلس في زمان بني مروان قال: لما وصلت القيروان ~~وأنا أعتبر من # PageV01P014 # أمر به من أهل الأمصار، فأجدهم درجات في الغباوة وقلة الفهم بحسب تفاوتهم ~~في مواضعهم منها بالقرب والبعد، حتى كأن منازلهم من الطريق هي منازلهم من ~~العلم محاصة ومقايسة. قال أبو علي: فقلت: إن نقص أهل الأندلس عن مقادير من ~~رأيت في أفهامهم، بقدر نقصان هؤلاء عمن قبلهم، فسأحتاج إلى ترجمان، بهذه ~~الأوطان. # قال ابن بسام: فبلغني أنه كان يصل كلامه هذا بالتعجب من أهل هذا الأفق في ~~ذكائهم ويتغطى عنهم عند المباحثة والمفاتشة، ويقول لهم: إن علمي علم رواية، ~~وليس بعلم دراية، فخذوا عني ما نقلت، فلم آل لكم أن صححت. هذا مع إقرار ~~الجميع له يومئذ بسعة العلم وكثرة الروايات، والأخذ عن الثقات؛ ولولا أن كل ~~معنى معترض، يزيح سهمي عن ms0007 ثغرة الغرض، المقصود في هذا الكتاب، لأوردت في ~~هذا الباب، بعض ما وقع لأهل الأندلس من عجب، وسمع لهم من نادر مستغرب. ~~وسيمر منه في تضاعيف هذا التصنيف ما فيه كفاية، ويربي إن شاء الله على ~~الغاية. ولعل بعض من يتصحفه سيقول: إني أغفلت كثيرا، وذكرت خاملا وتركت ~~مشهورا. وعلى رسله، فإنما جمعته بين صعب قد ذل، وغرب قد فل، ونشاط قد قل، ~~وشباب ودع فاستقل؛ من تفاريق كالقرون الخالية، وتعاليق كالأطلال البالية، ~~بخط جهال كخطوط الراح، أو مدارج النمل بين مهاب الرياح؛ ضبطهم تصحيف، ~~ووضعهم تبديل وتحريف؛ أيأس الناس منها طالبها، وأشدهم استرابة بها كاتبها؛ ~~ففتحت أنا # PageV01P015 # أقفالها، وفضضت قيودها وأغلالها؛ فأضحت غايات تبيين وبيان، ووضحت آيات ~~حسن وإحسان. # على أن عامة من ذكرته في هذا الديوان، لم أجد له أخبارا موضوعة، ولا ~~أشعارا مجموعة، تفسح لي في طريق الاختيار منها، إنما انتقدت ما وجدت، ~~وخالست في ذلك الخمول، ومارست هنالك البحث الطويل، والزمان المستحيل، حتى ~~ضمنت كتابي هذا من أخبار أهل هذا الأفق، ما لعلي سأربي به على أهل الشرق. ~~وما قصدت به - علم الله - الطعن على فاضل، ولا التعصب لقائل على قائل؛ لأن ~~من طلب عيبا وجده، وكل يعمل باقتداره، وبجهد اختياره؛ وما أغفل أكثر مما ~~كتب وحصل؛ والأفكار مزن لا تنضب، ونجوم لا تغرب؛ ومن يحصل ما تثيره ~~القرائح، وتتقاذف به الجوانح - وقد قال أبو تمام: # ولو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت ... حياضك منه في العصور الذواهب # ولكنه صوب العقول إذا انجلت ... سحائب منه أعقبت بسحائب وهذا الديوان ~~إنما هو لسان منظوم ومنثور، لا ميدان بيان وتفسير. أورد الأخبار والأشعار ~~لا أفك معماها، في شيء من لفظها ولا معناها؛ لكن ربما ألممت ببعض القول، ~~بين ذكر أجريه، ووجه عذر أريه؛ لا سيما أنواع البديع ذي المحاسن، الذي هو ~~قيم الأشعار وقوامها # PageV01P016 # وبه يعرف تفاضلها وتباينها؛ فلا بد أن نشير إليه، وننبه عليه؛ ونكل الأمر ~~في كل ما نثبته، ونرد الحكم في كل ما نورده، إلى ms0008 نقد النقدة المعرة، وتمييز ~~الكتبة الشعرة، الذين هم رؤساء الكلام، وصيارفة النثار والنظام؛ فأما من ~~رين على قلبه، وطبع بالجهل على لبه، فقد وضعت عنا وعنه، كلفة الاعتذار منه. ~~وقد كان في وقتي من فرسان هذا الشان، من كان أجدر أن يجري بهذا الميدان، ~~ويعرب عما أعربت فيه عن القوم بأفصح لسان، يثير فيه المعاني من مرابضها، ~~وأشد عارضة يظهر بها الأعراض المقصودة في اجمل معارضها؛ لكني بما أقدمت ~~عليه، وتصديت إليه، كالنسيم دل على الصبح، والسهم ناب عن الرمح؛ ولا أقول ~~إني أغربت، لكن ربما بينت وأعربت؛ ولا أدعي أني اخترعت، ولكني لعلي قد ~~أحسنت حيث اتبعت، وأتقنت ما جمعت، وتألفت عنن الشارد، وأغنيت عن الغائب ~~بالشاهد؛ وتغلغلت بقارئه بين النظم والنثر، تغلغل الماء أثناء النور ~~والزهر؛ وانتقلت من الجد إلى الهزل، انتقال الضحيان من الشمس إلى الظل، ~~واستراحة البهير من الحزن إلى السهل؛ وتخللت ما ضممته من الرسائل والأشعار، ~~بما اتصلت به أو قيلت فيه من الوقائع والأخبار؛ واعتمدت المائة الخامسة من ~~الهجرة فشرحت بعض محتها، وجلوت وجوه فتنها، ولخصت القول بين قبيحها وحسنها؛ ~~وأحصيت علل استيلاء طوائف الروم، على هذا الإقليم، وألمعت الأسباب التي دعت ~~ملوكها # PageV01P017 # إلى خلعهم، واجتثاث أصلهم وفرعهم؛ وعبرت عن أكثر ذلك، بلفظ يتتبع الهم ~~بين الجونح، ويحل العصم سهل الأباطح؛ وعولت في معظم ذلك على تاريخ أبي ~~مروان بن حيان، فأوردت فصوله ونقلت جمله وتفاصيله؛ فإذا أعوزني كلامه، ~~وعزني سرده ونظامه، عكفت على طللي البائد، وضربت في حديدي البارد؛ على حفظ ~~قد تشعب وحظ من الدنيا قد ذهب. # ومع أن الشعر لم أرضه مركبا، ولا اتخذته مكسبا، ولا ألفته مثوى ولا ~~منقلبا؛ إنما زرته لماما، ولمحته تهمما لا اهتماما؛ رغبة بعز نفسي عن ذله، ~~وترفيعا لموطئ أخمصي عن محله؛ فإذا شعشعت راحه، ودأبت أقداحه، لم أذقه إلا ~~شميما، ولا كنت إلا على الحديث نديما؛ وما لي وله، وإنما أكثره خدعة محتال، ~~وخلعة مختال؛ جده تمويه وتخييل، وهزله تدليه وتضليل؛ وحقائق العلوم، أولى ~~بنا ms0009 من أباطيل المنثور والمنظوم؛ وعلى ذلك فقد وعدت أن ألمع في هذا ~~المجموع، بلمع من ذكر البديع؛ وأن أمهد جانبا من أسبابه، وأشرح جملا من ~~أسمائه وألقابه؛ وإذا ظفرت بمعنى حسن، أو وقفت على لفظ مستحسن؛ ذكرت من سبق ~~إليه، وأشرت إلى من نقص عنه # PageV01P018 # أو زاد عليه؛ ولست أقول: أخذ هذا من هذا قولا مطلقا، فقد تتوارد الخواطر، ~~ويقع الحافر حيث الحافر؛ إذ الشعر ميدان، والشعراء فرسان. # وعلم الله تعالى أن هذا الكتاب لم يصدر إلا عن صدر مكلوم الأحناء، وفكر ~~خامد الذكاء، بين دهر متلون تلون الحرباء؛ لانتباذي كان من شنترين قاصية ~~الغرب، مفلول الغرب، مروع السرب؛ بعد أن استنفد الطريف والتلاد، وأتى على ~~الظاهر والباطن النفاد، بتواتر طوائف الروم، علينا في عقر ذلك الإقليم؛ وقد ~~كنا غنينا هنالك بكرم الانتساب، عن سوء الاكتساب، واجتزأنا بمذخور العتاد، ~~عن التقلب في البلاد؛ إلى أن نثر علينا الروم ذلك النظام، ولو ترك القطا ~~ليلا لنام؛ وحين اشتد الهول هنالك، اقتحمت بمن معي المسالك؛ على مهامه تكذب ~~فيها العين الأذن، وتستشعر فيها المحن: # مهامه لم تصحب بها الذئب نفسه ... ولا حملت فيها الغراب قوادمه حتى خلصت ~~خلوص الزبرقان من سراره، وفزت فوز القدح عند قماره؛ فوصلت حمص بنفس قد ~~تقطعت شعاعا، وذهب أكثرها التياعا؛ وليتني عشت منها بالذي فضلا! فتغربت بها ~~سنوات أتبوأ منها # PageV01P019 # ظل الغمامة، وأعيا بالتحول عنها عي الحمامة؛ ولا أنس إلا الانفراد، ولا ~~تبلغ إلا بفضلة الزاد؛ والأدب بها أقل من الوفاء، حامله أضيع من قمر ~~الشتاء؛ وقيمة كل أحد ما له، وأسوة كل بلد جهاله؛ حسب المرء أن يسلم وفره، ~~وإن ثلم قدره، وأن تكثر فضته وذهبه، وإن قل دينه وحسبه. وهذا الديوان نية ~~لم يفصح عنها قول ولا عمل، وأمنية لم يكن منها حول ولا حول: كامن بين ~~العيان والخبر، كمون النار في الحجر، وجار بين اللسان والقلب، جري الماء في ~~الغصن الرطب؛ إلى أن طلع على أرضها شهاب سعدها وتمكينها، وهبت لها ريح ~~دنياها ودينها ms0010، ونفخ فيها روح تأميلها وتأمينها، ملك أملاكها، وجذيل ~~حكاكها، وأسعد نجوم أفلاكها؛ " فلان " ثمال المظلوم، ومال السائل والمحروم؛ ~~ومحيي العلم، ومربع ذويه وحامليه، ومستدعي التأليفات الرائقة فيه؛ جعل الله ~~الدهر أقصى أيامه، والنجوم مراكز أعلامه، والأرض نهبة سيوفه وأقلامه؛ فحامت ~~عليه أطيارها، وأهل إليه حجاجها وزوارها، وانتثرت في يديه شموسها وأقمارها؛ ~~من كل شعث ذي طمرين، مشنوء الأثر والعين، محروم محسود، محلأ عن طريق الماء ~~مطرود؛ قد جعلوا بيوتهم قبورا، واتخذوا بنات أفكارهم ولدانا وحورا، وركبوا ~~الحدثان صعبا وذولولا، وعاهدوا الحرمان ليبلونه صبرا جميلا {فمنهم من قضى ~~نحبه # PageV01P020 # ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا} (الأحزاب: 23) . فما هو إلا أن سطع ~~لهم هذا الشهاب، وفتح بينهم وبين روح الله ذلك الباب، حتى نفروا خفافا ~~وثقالا، وابتدروا بطاء وعجالا؛ ينظرون بعيون لم ترو من ماء وجه كريم، ~~ويصغون بآذان لم تأنس بنغمة صديق حميم؛ قد كانوا يئسوا من هذا النشور {كما ~~يئس الكفار من أصحاب القبور} (الممتحنة: 13) فاسألهم أي جانب يمموا، وبأي ~~جناب خيموا، وإلى أي ملك لباب أنجدوا وأتهموا؛ ويا رحمتا لبحور أدب، وصدور ~~رتب، كان نظمني وإياهم ود قديم، ولف هواي بهواهم عهد كريم، لا منسي ولا ~~مذموم؛ قد طال ما عطيتهم أكؤس الخمول، على البكاء والعويل؛ في أيام أوحش من ~~توديع الشباب، وليال انكد من مناقشة الحساب؛ ألا يكونوا قد أخذوا على ~~القضاء عهدا مسؤولا، ومتعوا بالبقاء ولو قليلا؛ حتى يروا حظ الأدب كيف نفق، ~~وعز الإسلام كيف اتفق، وشمل الجور كيف تصدع وتفرق؛ ويا حسرتا ألا ينشق عن ~~حاتم ضريحه، ويعاد في جسمه روحه؛ فيرى أن الكرم بعده علم، وأن علو الهمم ~~بغيره بدئ وختم. # ولما سمعت صوت المهيب، وتنسمت ريح الفرج القريب، ووجدت لسبيل التأمل ~~مدرجا، وجعل الله لي من ربقة الخمول مخرجا؛ طالعت حضرته المقدسة بهذا ~~الكتاب على حكمه، مطرزا بسمته واسمه؛ مستدلا بمجده، متوسلا إليه بكرم عهده؛ ~~ولعلمي أن الأدب ضالة اهتباله، ونتيجة خلاله، وأن أهله على ذكر من إجماله، ~~وبمكان مكين من كماله؛ ولما ms0011 سئلت أيضا انتساخ هذا # PageV01P021 # الديوان، ورأيت شره أهل الزمان، إلى الاقتباس من نوره، بما يلتقطونه من ~~شذوره، أحببت أن يجوب الآفاق، وتسير به الرفاق، وعليه من اسم من له جمع، ~~وإلى جوانبه العلية رفع، طراز به تنفق سوقه، ولا تضيع إن شاء الله حقوقه. # وقسمته أربعة أقسام: # الأول: لأهل حضرة قرطبة وما يصاقبها من بلاد موسطة الأندلس، ويشتمل من ~~الأخبار وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء على جماعة هم: ### | 1 - # المستعين بالله أبو أيوب سليمان بن الحكم، وحربه مع المهدي ابن عمه ~~ومقتله. ### | 2 - # والمستظهر بالله أبو المطرف عبد الرحمن بن عبد الجبار الناصري ومقتله. ### | 3 - # والأديب أبو عمر أحمد بن دراج القسطلي، وإمارة علي ابن حمود ومقتله. ### | 4 - # وأبو حفص بن برد الأكبر ومقتل عيسى بن سعيد القطاع وزير ابن أبي عامر. ### | 5 - # والكاتب أبو المغيرة بن حزم. # والفقيه أبو محمد بن حزم الشافعي وخبر الأمير منذر بن يحيى التجيبي. ### | 7 - # والوزير أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد والوزير أبو # PageV01P022 # الوليد ابن عبدوس، والفقيه أبو العباس بن أبي الربيع، والأديب أبو علي بن ~~عوض، والكاتب أبو بكر بن زياد. ### | 8 - # وذو الوزارتين أبو الوليد بن زيدون وإمارة المستكفي وخبر ولادة. ### | 9 - # والأديب أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحناط المكفوف، ونصب المرتضى ~~الناصري خليفة بشرق الأندلس ومقتله. ### | 1 - # والأديب أبو بكر عبادة بن ماء السماء، وإمارة القاسم بن حمود وتغلب ~~القاضي ابن عباد عليه. ### | 11 - # والوزير أبو حفص بن برد الأصغر. ### | 12 - # والأديب أبو مروان الطبني ومقتله، وأشعار الطبانية حفدته. ### | 13 - # والأديب أبو عبد الله محمد بن مسعود الهذلي وابن مسعود البجاني. ### | 14 - # والشيخ أبو مروان بن حيان، وإمارة بني جهور وخلعهم. ### | 15 - # PageV01P023 ### | 16 - # والوزير الكاتب أبو جعفر بن اللمائي. ### | 17 - # والكاتب أبو عبد الله بن الزلياني. ### | 18 - # والكاتب أبو جعفر بن عباس. ### | 19 - # والكاتب أبو حفص بن الشهيد. ### | 20 - # والأديب أبو عبد الله بن الحداد، وإمارة بني صمادح وخلعهم. ### | 21 - # والأديب أبو محمد ابن مالك القرطبي. ### | 22 - # والشاعر المنفتل، ومقتل ابن نغريلة اليهودي. ### | 23 - # والأديب أبو المطرف عبد الرحمن بن فتوح الإسفيرياني. ### | 24 - # والأديب أبو بكر بن ظهار. ### | 25 - # والأسعد ms0012 بن إبراهيم بن بليطة. ### | 26 - # والأديب أبو عبد الله محمد بن عبادة بن القزاز. ### | 27 - # والأديب أبو عبد الله محمد بن مالك الطغنري من أهل غرناطة؛ وجملة قصائد ~~لغير واحد في تأبين ابن سراج. ### | 28 - # والوزير الكاتب أبو مروان بن شماخ. ### | 29 - # والفقيه أبو عمر أحمد بن عيسى الإلبيري. ### | 30 - # والأديب العالم أبو محمد غانم. ### | 31 - # والأديب أبو عبد الله بن السراج المالقي. ### | 32 - # والأديب أبو القاسم المعروف بالسميسر. ### | 33 - # والأديب أبو العباس أحمد بن قاسم المحدث. ### | 34 - # والأديب أبو طالب عبد الجبار المعروف بالمتنبي من أهل جزيرة شقر. # PageV01P024 # والقسم الثاني: لأهل الجانب الغربي من الأندلس، وذكر أهل حضرة إشبيلية، ~~وما اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط الرومي، وفيه من الأخبار وأسماء ~~الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء جملة موفورة وهي: ### | 1 - # القاضي أبو القاسم بن عباد. ### | 2 - # والمعتضد بالله عباد ابنه. ### | 3 - # والمعتمد على الله محمد بن عباد وكيفية خلعه. ### | 4 - # والوزير الفقيه أبو حفص الهوزني. ### | 5 - # والقاضي أبو الوليد الباجي. ### | 6 - # والوزير أبو عامر بن مسلمة. ### | 7 - # والوزير أبو الوليد بن المعلم. ### | 8 - # والأديب أبو الوليد الملقب بالحبيب. ### | 9 - # والأديب أبو جعفر بن الأبار. ### | 10 - # والأديب أبو الحسن علي بن حصن. ### | 11 - # والوزير الكاتب أبو عمرو الباجي. ### | 12 - # والفقيه الأديب أبو الحسن بن الإستجي. ### | 13 - # وفصل يشتمل على مقطوعات أبيات لجماعة أدباء بعصر المعتضد. ### | 14 - # والوزير الفقيه أبو العلاء بن زهرز ### | 15 - # والوزير أبو عبيد البكري. ### | 16 - # والوزير الخطيب الأديب أبو عمر بن حجاج. ### | 17 - # وذو الوزارتين أبو بكر بن سليمان المعروف بابن القصيرة، وذكر تغلب ابن ذي ~~النون على قرطبة وعودتها إلى المعتمد. # PageV01P025 ### | 18 - # والوزير الفقيه الكاتب أبو القاسم بن الجد. ### | 19 - # والوزير الكاتب أبو محمد بن عبد الغفور وأبوه قبله. ### | 20 - # والوزير الفقيه أبو أيوب بن أبي أمية. ### | 21 - # وذو الوزارتين أبو بكر بن عمار ومقتله. ### | 22 - # والوزير الكاتب أبو الوليد حسان بن المصيصي. ### | 23 - # والوزير الفقيه أبو بكر بن الملح. ### | 24 - # والأديب أبو محمد عبد الجليل بن وهبون المرسي. ### | 25 - ### | 26 - # والوزير الكاتب أبو بكر بن عبد العزيز. ### | 27 - # والوزير الكاتب أبو الحسين بن الجد. ### | 28 - # والأديب أبو الحسين غلام البكري. ### | 29 - # والكاتب أبو الحسين غلام البكري. ### | 30 - # وأبو الحكم وأبو الوليد ابنا حزم. ### | 31 - # والأديب ms0013 أبو بكر بن بقي. ### | 32 - # والأديب أبو الحسن بن هارون الشنتمري، وكيفية إمارة بني الأفطس، والمتوكل ~~على الله منهم. ### | 33 - # والوزير الكاتب أبو عبد الله بن أيمن، والخبر عن فتح مدينة سبتة، ~~والتعريف بأولية أميرها سقوت. ### | 34 - # والوزير الكاتب أبو محمد بن عبدون. ### | 35 - # والأديب أبو جعفر أحمد بن هريرة الأعمى التطيلي. # PageV01P026 ### | 36 - # والوزير الكاتب أبو بكر بن سعيد المعروف بابن القبطورنه. ### | 37 - # والوزير الكاتب أبو بكر بن قزمان. ### | 38 - # والوزير أبو زيد بن مقانا الأشبوني. ### | 39 - # والشيخ أبو الحسن القرشي الأشبوني. ### | 40 - # والأديب أبو عبد الله بن البين. ### | 41 - # وذو الوزارتين أبو محمد بن هود. ### | 42 - # والشيخ الأديب أبو عمر بن فتح البلطيوسي. ### | 43 - # والأديب أبو عمر بن كوثر الشنتريني. ### | 44 - # والأديب أبو الوليد النحلي. ### | 45 - # والوزير الكاتب أبو بكر محمد بن سوار الأشبوني. ### | 46 - # والأديب أبو محمد عبد الله بن سارة الشنتريني. # والقسم الثالث: ذكرت فيه أهل الجانب الشرقي من الأندلس، ومن نجم من كواكب ~~العصر في أفق ذلك الثغر الأعلى، إلى منتهى كلمة الإسلام هنالك، وفيه من ~~القصص وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء طوائف منهم: ### | 1 - # مجاهد ومبارك ومظفر من فتيان ابن أبي عامر. ### | 2 - # والوزير الكاتب أبو عبد الرحمن بن طاهر، وتغلب العدو على بلنسية، وعود ~~المسلمين إليها. # 3 # PageV01P027 ### | 4 - # وذو الوزارتين القائد أبو عيسى بم لبون>. ### | 5 - # وحسام الدولة أبو مروان بن رزين. ### | 6 - # والوزير الكاتب أبو محمد بن عبد البر، ومقتل إسماعيل بن المعتضد عباد، ~~وتغلب العدو على بربشتر وفتحها بعد. ### | 7 - # والوزير الكاتب أبو عامر بن التاكرني، وإمارة عبد العزيز ن عامر وابنه ~~ببلنسية. ### | 8 - # والوزير الكاتب أبو المطرف بن الدباغ. ### | 9 - # والأديب أبو الربيع بن مهران السرقسطي، وذكر ابن الكتاني المتطبب. ### | 10 - # والأديب الأستاذ أبو عبد الله بن خلصة الضرير. ### | 11 - # والأديب أبو مروان بن غصن الحجاري. ### | 12 - # والأديب أبو عبد الله إدريس بن اليماني. ### | 13 - # والوزير الكاتب أبو الأصبغ بن أرقم. ### | 14 - # والوزير الكاتب أبو المطرف بن مثنى. ### | 15 - # والوزير الكاتب أبو عم بن القلاس. ### | 16 - # والوزير الكاتب أبو عبد الله بن مسلم. ### | 17 - # والوزير الكاتب أبو جعفر بن جرج. ### | 18 - # والوزير الكاتب أبو الفضل بن حسداي. ### | 19 - # والأديب أبو الربيع القضاعي، وجملة من أخبار ms0014 هشام المعتد أمير قرطبة ~~يومئذ، ومقتل وزيره الحائك. # PageV01P028 ### | 20 - # والأديب أبو عامر البماري. ### | 21 - # والأديب أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة. ### | 22 - # والأديب أبو حاتم الحجاري. ### | 23 - # والأديب أبو بكر الداني المعروف بابن اللبانة. ### | 24 - # والأديب أبو جعفر بن الدود بن البلنسي، ورسالة ابن غرسية الشعوبية والرد ~~عليه. ### | 25 - # والكاتب أبو جعفر بن أحمد الداني. ### | 26 - # والوزير الكاتب أبو الخطاب بن عطيون الطليطلي. ### | 27 - # والوزير الكاتب أبو عبد الله بن أبي الخصال. ### | 28 - # والأديب أبو بحر بن عبد الصمد، وذكر الشيخ الكاتب عبد الصمد السرقسطي. ### | 29 - # والأديب أبو تمام الملقب بالحجام. ### | 30 - # والأديب أبو إسحاق بن معلي، وخبر وقعة بطرنة. ### | 31 - # والأديب أبو عامر ن الأصيلي. ### | 32 - # والأديب أبو الفضل جعفر بن محمد بن شرف. ### | 33 - # وفصل يشتمل على طوائف مقلين من سكان ذلك الجانب الشرقي. # والقسم الرابع: أفردته لمن طرأ على هذه الجزيرة في المدة المؤرخة من أديب ~~شاعر، وأوى إلى ظلها من كاتب ماهر، واتسع فيها مجاله، وحفظت في ملوكها ~~أقواله؛ ووصلت بهم ذكر طائفة من مشهوري أهل # PageV01P029 # تلك الآفاق، ممن نجم في عصرنا بأفريقية والشام والعراق، فيشتمل منهم على ~~جملة، وهم: ### | 1 - # أبو العلاء صاعد اللغوي، وتلخيص التعريف بدولة ابن أبي عامر، من المبدأ ~~إلى الآخر. ### | 2 - # وأبو الفضل بن عبد الواحد البغدادي. ### | 3 - # وسليمان بن محمد الصقلي. ### | 4 - # وأبو الفتح الجرجاني. ### | 5 - # والأديب عبد العزيز السوسي، ولمع من دولة ابن ذي النون ومآل حفيده، وأخذ ~~طليطلة من يديه، ودوران دائرة السوء بها عليه؛ مع ما اندرج في ذلك من خبر، ~~والتف به من قبيح أثر. ### | 6 - # وأخبار أبي عبد الله بن شرف، وغرر أشعاره، وذكر خراب بلده القيروان. ### | 7 - # وأخبار ابن السقاء مدبر الملك الهوري بقرطبة ومقتله. ### | 8 - # وأبو الحسن المكفوف الحصري، وذكر تغلب ابن هود المقتدر على دانية. ### | 9 - # وأخبار عبد الكريم بن فضال الحلواني ### | 10 - # وأبو العرب الصقلي. ### | 11 - # وأبو عبد الله بن الصباغ الصقلي. ### | 12 - # وأبو محمد ن حمديس الصقلي. # PageV01P030 ### | 13 - # والحكيم أبو محمد المصريز ### | 14 - # وأبو محمد بن الطلاء المهدوي. ### | 15 - # وأبو بكر محمد بن الحسن المرادي. ### | 16 - # والفكيك البغدادي. ### | 17 - # وأبو زكرياء يحى الزيتوني. ### | 18 - # وأبو بكر بن العطار اليابسي. ### | 19 - # وابن القابلة السبتي. # ذكر ms0015 من كان منهم بالمشرق: ### | 20 - # الرضي الشريف. ### | 21 - # أبو القاسم المغربي. ### | 22 - # عبد الوهاب المالكي. ### | 23 - # أبو عبد الله ابن قاضي ميلة. ### | 24 - # أبو الحسن التهامي. ### | 25 - # مهيار الديلمي. ### | 26 - # أبو منصور الثعالبي. ### | 27 - # أبو إسحاق الحصري. ### | 28 - # أبو علي بن رشيق، وذكر انحرافه عن القيروان. ### | 29 - # أبو الفتيان العسقلاني. ### | 30 - # القاضي أبو محمد بن نعمة. ### | 31 - # جلال الدولة ابن عمار. # PageV01P031 ### | 32 - # المجيد بن الشخباء # وإنما ذكرت هؤلاء ائتساء بأبي منصور، في تأليفه المشهور، المترجم ب - " ~~يتيمة الدهر، في محاسن أهل العصر ". # وتحريت في الجملة حر النظام، وتخيرت جيد الكلام، وجردت جملة الفصول ~~والأقسام. وإذا مر معنى غريب وتعلق به خبر مشهور، وأمكنني فيه شعر كثير، ~~مددت أطنابه، ووصلت أسبابه؛ وقد أذكر الشاعر الخامل، وأنشد الشعر النازل، ~~لأرب يتعلق به، أو لخبر أذكره بسببه؛ وقد أذكر الرجل لنباهة ذكره، لا لجودة ~~شعره؛ وأقدم الآخر لاشتهار إحسانه، مع تأخر زمانه. # وبدأت بذكر الكتاب، إذ هم صدور في أهل الآداب، إلا أن يكون له حظ من ~~الرياسة، أو يدعو إلى تقديمه بعض السياسة؛ فأول من ذكرت من أهل قرطبة من ~~كان بها من ملوك قريش في المدة المؤرخة من أهل هذا الشأن ثم من تعلق ~~بسلطانهم، أو دخل في شيء من شانهم؛ وتلوتهم بالكتاب والوزراء، ثم بأعيان ~~الشعراء، ثم بطوائف من المقلين منهم. وكذلك فعلت في كل قسم: بدأت بالملوك، ~~ثم استمر على ما وصفته من الترتيب، وأنتظم على ما شرحت من التبويب، وعلى ~~الله أتوكل، وهو حسبي فيما أقول وأفعل، لا إله سواه. # PageV01P032 # @ذكر الكتاب والوزراء، وأعيان الأدباء والشعراء، بحضرة قرطبة # @وما يصاقبها من بلاد موسطة الأندلس، وتسمية من نشأ من # @فرسان هذا الشان، من آخر دولة بني عامر إلى وقتنا، # @وإيراد ما انتخبته من نظمهم ونثرهم، مع ما يتعلق # @من فنون المعارف المفيدة بذكرهم # قال أبو الحسن بن بسام رحمه الله: # وحضرة قرطبة، منذ استفتحت الجزيرة، هي كانت منتهى الغاية، ومركز الراية، ~~وأم القرى، وقرارة أهل الفضل والتقى، ووطن أولي العلم والنهى، وقلب ~~الإقليم، وينبوع متفجر العلوم، وقبة الإسلام، وحضرة الإمام، ودار صوب ms0016 ~~العقول، وبستان ثمرة الخواطر، وبحر درر القرائح؛ ومن أفقها طلعت نجوم الأرض ~~وأعلام العصر، وفرسان النظم والنثر؛ وبها انتشأت التأليفات الرائقة، وصنفت ~~التصنيفات الفائقة؛ والسبب في ذلك، وتبريز القوم قديما وحديثا هنالك على من ~~سواهم، أن أفقهم القرطبي لم يشتمل قط إلا على أهل البحث والطلب، لأنواع ~~العلم والأدب. وبالجملة فأكثر أهل بلاد هذا الأفق أشراف عرب المشرق ~~افتتحوها، وسادات أجناد الشام والعراق نزلوها؛ فبقي النسل فيها بكل إقليم، ~~على عرق كريم، فلا يكاد بلد منها يخلو من كاتب ماهر، وشاعر قاهر؛ إن مدح ما ~~كثير عنده بكثير، وإن هجا # PageV01P033 # أجر لسان جرير، وعدا عديا عن مدح ذويه، وأنسى جرولا العواء في أثر قوافيه ~~وإن تغزل أربى على الساحرات فنونا، وأزرى بالغانيات مجونا. # وقد وعدت في صدر هذا الكتاب بأن أتخلل أشعار الشعراء، ورسائل الكتاب ~~والوزراء، بما عسى أن يتعلق بأذيالها، ويساير أفياء ظلالها: من أنباء فتن ~~ذلك الزمان البعيد - كان طلقها، المفرق لشمل الأمر في هذه الجزيرة نسقها. ~~ونلمع بنبذ من مشهور وقائعها، ونشير بأسماء طوائف توابعها وزوابعها، الذين ~~استظهروا على شهواتهم بجر ذيولها، وامتروا بطالاتهم من أخلاف أباطيلها، حتى ~~شقوا عصاها، وأداروا بدائرة السوء على الجماعة رحاها؛ ليجمع هذا المجموع ~~بين الشعر والخبر، جمع الروضة بين الماء والزهر، والزمان بين الأصائل ~~والبكر، فإني رأيت أكثر ما ذكر الثعالبي من ذلك في " يتيمته " محذوفا من ~~أخبار قائليه، مبتورا من الأسباب التي وصلت به وقيلت فيه؛ فأمل قارئ كتابه ~~منحاه، وأحوجه إلى طلب ما أغفله من ذلك سواه. # وسينخرط في سلك ما أوشح به هذا التصنيف، من تلخيص التعريف بأخبار ملوك ~~الجزيرة، وسرد قصصهم المأثورة، ووقائعهم المبيرة # PageV01P034 # المشهورة، لابن حيان، فصول من غرائبه، وجمل وتفاصيل من عجائبه؛ لأني إذا ~~وجدت من كلامه فصلا قد أحكمه، أو خبرا قد سرده ونظمه، عولت على ما وصف، ~~ووليته خطة ما سطر وصنف، إقرارا بالفرق، وإعفاء لنفسي من معارضة من أحرز ~~بأفقنا في وقته قصبات السبق، [وأبرز في زمانه على جميع الخلق] . وأكثر ما ms0017 ~~يمر في هذا الكتاب، من هذا الباب، فعل تأريخه الكبير عولت، ومن خط يده أكثر ~~ما نقلت؛ وتحريت جهدي اقتضاب ما طول، وتخفيف ما ثقل، وإجمال ما شرح وفصل؛ ~~على أنه لم يخلص إلي من غمامه إلا قطرة، ولا حصلت في يدي من حسامه إلا ~~إبرة؛ ولذلك ما ارتشفت ثمادي، ونفخت فيما لم أجد من كلامه رمادي، وأنفقت في ~~ذلك من تافه زادي؛ وابتدأت بمن كان في ذلك الأوان، من ملوك بني مروان، من ~~أهل هذا الشان، وارتسم بهذا الفن الذي تصديت لإقامة أوده في هذا الديوان. # @فصل في ذكر المستعين بالله أبي أيوب سليمان بن الحكم والأخذ # @بطرف مستطرف من أخباره وأشعاره، والسبب الموجب # @لقيامه، وما حدث من نادر مستغرب في أيامه. # @ [ونقلت بعضه من لفظ الشيخ المذكور بنصه، # @وأتيت من الحديث بفصة، واعتمدت الإيجار، # @وأتقنت الصدور والإعجاز] . # هو سليمان بن الحكم بن سلميان بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن # PageV01P035 # محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن ~~معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي. بويع بقرطبة منتصف ~~ربيع الأول سنة أربعمائة بعد وقعة كانت له على أميرها قبله محمد بن عبد ~~الجبار الملقب بالمهدي القائم على الدولة العامرية؛ ثم خلعه المهدي بوقعة ~~كانت له عليه، ثم عاد إليها سليمان ثانية في خبر طويل، فملك سليمان قرطبة ~~في دولتيه ست سنين وعشرة أشهر، وكانت كلها - كما وصف ابن حيان شدادا نكدات، ~~صعابا مشئومات، كريهات المبدأ والفاتحة، قبيحة المنتهى والخاتمة؛ لم يعدم ~~فيها حيف، ولا فورق فيها خوف؛ ولا تم سرور، ولا فقد محذور؛ مع تغير السيرة، ~~وخرق الهيبة، واشتعال الفتنة، واعتلاء المعصية، وظعن الأمن، وحلول المخافة: ~~دولة كفاها ذما أن أنشأها شانجه، فقشعها أرمقند، وثبتتها الجلالقة، ومزقتها ~~الإفرنجية؛ ودبرها فاجر شقي، ووزر لها خب دني؛ فتمخضت عن الفاقرة الكبرى، ~~وآلت بمن أتى إلى ما كان أعضل وأدهى، مما طوى بساط الدنيا، وعفى رسمها، ~~وأهلك أهلها. # PageV01P036 # ولما تمت ms0018 بيعته نفذت عنه كتب إلى نواحي الجزيرة بخبر فتحه قرطبة، وكانت ~~موشحة بما توشح به كتب الفتوح الإسلامية على أهل دار الحرب، من وصف حال ~~القهر، وشدة السطوة والاقتدار على الفتك والاستباحة؛ فأفرط في ذلك إرهابا ~~للناس بذكره، وتخويفا لهم من مصثله؛ فكان أجلب لنفار القلوب، وقرف الندوب، ~~وبعث الشرود، ونبش الحقود، لما وتر جميعهم بالحادثة في قرطبتهم؛ فاستشعروا ~~بغضه، وانقادوا لكل من عانده ورد أمره، من عبد أو حر، فزعا إليهم منه، ~~ويأسا من خير يجيئهم من برابرته؛ فكان ذلك سببا في تفريق البلاد وتملك ~~أصحاب الطوائف. # قال ابن حيان: وتسمى لوقته من الألقاب السلطانية بالمستعين بالله، وانتقل ~~إلى مدينة الزهراء بجملة جيشه، رجاء أن يحسم عن أهل قرطبة معرتهم، فضاقت ~~الزهراء عنهم، فنزلوا بما يتصل بها من منازل الناس، ونزل ابنا حمود: علي ~~والقاسم، قائدا فرقة المغاربة، بشقندة؛ وامتحن هشام المؤيد بالله مع سليمان ~~عند خوله القصر؛ فقيل إنه قضي عليه، وقيل إنه فر من يديه. وكان هشام - عند ~~ما رآه من اضطراب أمره، وتيقنه من انصرام دولته، بما مني به قديما وحديثا، ~~من تمالؤ بني عمه آل الناصر عليه، وقيامهم واحدا بعد واحد في خلعه - صير ~~إلى علي بن حمود ولاية عهده، وأوصى إليه بالخلافة من بعده # PageV01P037 # وراسله بذلك إلى سبتة، أيام تردده عليها، بمعنى الاستمداد، وجمعه طوائف ~~البرابرة للجهاد؛ وولاه طلب ذحله، واستكتمه السر فيه إلى أوانه، وبلوغ ~~زمانه؛ هائجا للحفائظ القرشية، ومحركا للطوائل الطالبية؛ فرماهم يومئذ من ~~علي هذا بثالثة الأثافي، طوى كشحه منها على مستكنة أرجأها لوقتها. # ومن الاتفاق الغريب على سليمان أنه لما استوسق له الأمر بعد فراغه من خبر ~~هشام المؤيد، أنفذ عزمه من بين قواد جيوشه في اختيار علي بن حمود المذكور، ~~فقدمه على مدينة سبتة، رأيا ذهل عنه، ونبذها إلى ذد له مكاشح شريك في ~~الدعوى والقرابة؛ فتلقفها علي تلقف الأكياس المقبلين، ودب لمغبونه سليمان ~~من قبلها الضراء دبيب الحنق الموتور، حتى هجم عليه وسلبه ملكه، وحول دولته ~~ومزق عترته ms0019؛ وكانت غلطة سليمان التي لم يستقلها هو ولا من بعده؛ وإذا أراد ~~الله شيئا أمضاه. # قال أبو الحسن بن بسام: وذكرت بما اتفق في هذا الخبر، ما حكاه الرواة في ~~حلول الفاقرة أيضا بالمتوكل جعفر؛ قالوا: لما عزم # PageV01P038 # بغا الصغير على قتل المتوكل جعفر بتدبير ابنه المنتصر، دعا بباغر، وهو ~~غلام تركي، بعد أن اصطنعه بالصلات، وكان مقداما أهوج، فقال له: يا باغر، ~~أنت تعلم تقديمي لك، وأني قد صرت عندك في منزلة من لا يعصى له أمر، وأريد ~~أن آمرك بشيء، فعرفني كيف إقدامك عليه؛ قال: قل ما شئت فإني فاعله؛ فقال: ~~إن ابني قد فسد علي، وصح عندي أنه يحاول سفك دمي، وأريد إذا دخل علي غدا أن ~~أضع القلنسوة من رأسي في الأرض، فإذا أنا وضعتها فاقتله؛ قال: نعم؛ فلما ~~دخل ابنه عليه لم يضع القلنسوة من رأسه، وظن أنه نسي، فغمزه بحاجبه، فلم ير ~~العلامة، وانصرف ابنه. فقال له: إني فكرت في أنه ولد وحدث، وأريد أن ~~أستصلحه. فقال له باغر: فإني قد سمعت وأطعت. ثم أمسك عنه مديدة وقال له: إن ~~أخي قد فسد علي، وهو عزم على أن يقتلني وينفرد مكاني، وأحب أن تبادر غدا ~~إذا دخل علي وتقتله؛ قال: نعم؛ وجعل له علامة، فلما دخل عليه لم ير ~~العلامة، ووقف حتى خرج أخوه. فقال له: يا باغر، هو أخي وعسى أن أستصلحه؛ ~~وههنا امرؤ هو أعظم وأكبر من # PageV01P039 # هذا كله. قال له باغر: من هو - قال: المنتصر، قد صح عندي أنه على الإيقاع ~~بي وقتلي، وأريد قتله، فكيف ترى نفسك في ذلك - ففكر باغر ساعة ونكس رأسه ~~طويلا ثم قال: هذا أمر لا يجيء منه شيء. قال: ولم - قال: لا نقتل الابن ~~والأب باق، إذ لا يستوي لكم شيء ويقتلكم أبوه كلكم. قال: فما الرأي - قال: ~~نبدأ بالأب ويكون أمر الصبي أيسر؛ قال: وتفعل هذا ويحك -! قال: نعم، أفعله ~~وأدخل عليه إلى قتله، وادخل أنت في اثري، فإن قتلته وإلا فاقتلني أنت، وضع ms0020 ~~سيفك علي وقل: أراد أن يقتل مولاه. فعلم بغا حينئذ أنه قاتله، فتمكن له ~~التدبير على المتوكل. # وحدث البحتري الشاعر قال: كنا عند المتوكل مع الندماء، فتذاكرنا أمر ~~السيوف؛ فقال بعض من حضر: يا أمير المؤمنين، وقع عند رجل من أهل البصرة سيف ~~من الهند ليس له نظير. فأمر المتوكل بالكتاب فيه إلى عامل البصرة؛ فاتفق أن ~~اشتري بعشرة آلاف درهم؛ فسر المتوكل بجودته، وانتضي فاستحسنه المتوكل وقال ~~للفتح بن خاقان: اطلب لي غلاما نثق بنجدته وشجاعته، أدفع إليه هذا السيف ~~ليكون واقفا به على رأسي كل يوم ما دمت جالسا؛ قال: فلم يستتم المتوكل ~~الكلام حتى دخل باغر التركي المذكور، فدعا به المتوكل، ودفع إليه ذلك ~~السيف، وأمره بما أراد وتقدم بأن يزاد في مرتبته. قال # PageV01P040 # البحتري: فوالله ما انتضي ذلك السيف ولا أخرج من غمده منذ الوقت الذي دفع ~~إليه إلا في الليلة التي ضربته فيها باغر بذلك السيف. # رجع الحديث: # قال ابن حيان: فلما كانت سنة خمس وأربعمائة طلع النبأ على سليمان أن ~~مجاهدا العامري أقام عليه خليفة رجلا يعرف بالفقيه المعيطي، فاستعظم ذلك ~~إلى أن بلغه نجوم علي بن حمود الفاطمي بسبتة، فسقط في يديه، وتفرقت الظباء ~~عليه؛ وكان على أجل من الحرش، وأخذ في استدفاع ذلك جهده، فلم يغنه شيئا، ~~وجاءه علي في جموعه بعد أن اجتمع بالمرية مع خيران صاحب المرية وغيره من ~~الفتيان؛ فخرج إليهم سليمان واقتتلوا، فانهزم سليمان وقبض عليه وعلى أخيه ~~وأبيه وسيقوا أسارى إلى علي بن حمود. ودخل القصر وخيران يطمع أن يجد هشاما ~~المؤيد حيا، فلم يوجد، وذكر أنه قتل وعرض عليه قبره. فأمر علي بنبشه، فأخرج ~~الشخص، وشهد أنه هشام، وسليمان يتبرأ من دمه، وما كان في جسده شيء من أثر ~~السلاح، فتوهم فيما الخنق، وأمر علي بتجهيزه إلى أهله، وأنذر طبقات الناس ~~للصلاة # PageV01P041 # عليه؛ فدفن لزيق أبيه الحكم. ثم دعا علي بسليمان وذويه فضرب عنقه بيده، ~~وظهر منه جزع شديد عند ملاحظته السيف، خارت منه قواه، فجثا ms0021 على ركبتيه، ثم ~~ضربت عنق الشيخ أبيه وعنق عبد الرحمن ابنه، وجعلت الرؤوس الثلاثة في طست، ~~وأخرجت من القصر إلى المحلة ينادي عليها: هذا جزاء من قتل هشاما المؤيد؛ ثم ~~ردت الرؤوس الثلاثة ونظفت وطيبت؛ وقد كانت جمعت رؤوس رؤساء من البرابرة ~~المقتولين في الوقعة في قفة، وجعل رأس أحمد ابن الدب في أعلاها، وعلقت في ~~آذانهم رقاع بأسمائهم. وكانت في المحلة تحمل من مضرب قائد إلى مضرب سواه. ~~وعجب الناس من اجتماع رؤوس من ضاقت أرض الأندلس برحبها عنها، وشملها شرها ~~وأذاها طرا في قفة ضيقة، والأمر لله. # وحكي أن والد سليمان حين عاين قتل ابنيه بين يديه قال له علي: أهكذا يا ~~شيخ قتلتم هشاما - قال: لا والله ما قتلناه وإنه لحي يرزق! فحينئذ عجل علي ~~بقتل الشيخ؛ وكان رحمه الله تقيا صالحا لم يتشبث بشيء من أمر ابنه. # PageV01P042 # وكان هشام يقول برموز الملاحم وكتب الحدثان، وخامر نفسه من ذكر قائم ~~بسبتة، أول اسمه عين، ما لا شيء يزيله، ولم يزل مرتقبا لظهوره؛ فلذلك ما ~~كاتب علي بن حمود لرفع بيته، وبعد صيته؛ فكان منه في أخذه بثأره بعد موته ~~ما كان. فإن كان كذلك، فهشام - على مشهور عجزه - أحد كائدي الأعداء بغيره ~~من منكوبي الملوك بما لا شيء فوقه، فما أدرك فيه بعد هلاكه بوتره واستقاد ~~بدمه وسطا بعدوه؛ انتهى ما لخصته من خبره مع ابن حمود. # فصل: قال ابن حيان: وأما حربه مع المهدي، فإنه لما استوسق الأمر لسليمان ~~حسبما تقدم، وتابعته الباربرة، اجتمعوا لحرب قرطبة، فنزلوا في سفح الجبل ~~بها وبشرقيها، يوم الخميس الحادي عشر من ربيع الأول سنة أربعمائة؛ وقد كان ~~واضح الفتى وافاها قبلهم بيومين في أجناده من رجال الثغر، فقلده المهدي أمر ~~الحرب، واحتشد الناس من الكور والبادية، فعسكروا في جموع لم يحصها إلا ~~خالقهم، فتداني الزحفان يوم السبي الثالث عشر من ربيع المؤرخ، فتسرع إليهم ~~أهل قرطبة، وخالفوا واضحا في تدبير حربهم، فاستجرتهم البرابرة، حتى إذا ~~تمكنوا منهم عطفوا عليهم، فانكشفوا ms0022 عنهم انكشافا ما سمع بمثله، وانهزموا ~~إلى منازلهم، وتشعبت الطرق بهم، عاد تضيق مسالك كانوا أعدوها لعدوهم سدادا ~~دونهم، فازدحموا وتناشبوا وقتل بعضهم بعضا. ووضع البرابرة والنصارى السيوف ~~عليهم؛ فقتل في هذه الوقعة عالم، وأبادوا أمة. وهي وقعة قنتيش المشهورة ~~بالأندلس التي قطع المقال على أنه قتل فيها عشرة آلاف قتيل وأزيد. والله ~~أعلم. # PageV01P043 # ومال النصارى يومئذ على المنهزمين من المسلمين، فقتلوا منهم في صعيد واحد ~~نيفا على ثلاثة آلاف رجل. وخرج الأمر عن يد واضح، فلم يثبت أحد ممن كان ~~معه، ولا كر في تلك الوقعة عامي ولا خاصي. وكان أمره عجبا. ونادى واضح ~~بشعاره، فاجتمع إليه رجاله، وثبت إلى أن أجنه الليل واتخذه جملا، وسارعن ~~قرطبة هاربا إلى الثغر. وانبسط البربر يومئذ في أرض قرطبة يقتلون ويأسرون. # قال ابن حيان: وأصيب في تلك الوقعة من المؤدبين خاصة نيف على ستين، أعريت ~~سقائفهم في غداة واحدة منهم، وتعطل صبيانهم لعدمهم. وأصيب فيها زربوط ~~الطنبوري، وأقام الطنبوريون أصحابه عليه مأتما مشهودا بعد الحادثة. وهلك في ~~تلك الوقعة أخلاط من الناس. وكان بعض الظرفاء يقول: من كل طبقة أخذت وقعة ~~قنتيش حتى من الباطل؛ فإنها ألصقت بالصميم في قتل قنبوط الملهي، وزربوط ~~المغني ونمطهما، فهيهات أن يخلف الدهر مثلهما. # وكان المهدي، إذ دخل قرطبة منتصف جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ~~وقتل عبد الرحمن بن أبي عامر، أظهر موت هشام المؤيد في رمضان من العام، ~~وورى الشخص الذي موه به وقسم تراثه. فلما كان غداة الأحد ثاني وقعة قنتيش، ~~أظهر المهدي هشاما المؤيد رجاء أن يستميل # PageV01P044 # البرابرة به. لما كانوا يكثرون من الترحم عليه والطلب بدمه؛ فأبرزه للناس ~~وعجبوا من ذلك، فقال له البربر: الله محمود على سلامته، ونحن فلا حاجة لنا ~~في إمامته، ولا نرضى بغير سليمان؛ فلما سمع المهدي ذلك، خرج في الليل عن ~~القصر، وتطمر بقرطبة إلى أن لحق بطليطلة، ودعا الناس إلى القيام بنصرته؛ ~~فجمع له واضح عساكر الإفرنجة وأهل الثغور؛ وجاءهم مع واضح إلى قرطبة، فبرز ms0023 ~~إليه سليمان، والتقى الجمعان يوم الجمعة في شوال من العام؛ فانهزم سليمان؛ ~~فدخل المهدي قرطبة وبويع له بها، وتردد عليه البربر يحاربونه، فشرع في حفر ~~الخندق حول قرطبة، وألزم أهلها القيام بأمره؛ فاشتدت الكلفة عليهم. ودبر ~~واضح مع الموالي العامريين الغدر بالمهدي، وشغبوا عليه في ذي الحجة من ~~العام، وأخرجوا هشاما المؤيد من محبسه بالقصر، وأجلسوه للخلافة بالسطح، ~~ونادوا بشعاره، وضربوا عنق المهدي بين يديه، وألقوا جسده من أعلى السطح، ~~ورفعوا رأسه على قناة طيف بها البلد كله، وقطعت يده ورجله. وعاد هشام ~~المؤيد إلى الخلافة، وجددت له البيعة، واستحجب واضحا الفتى، واستولى على ~~التدبير الأمور، وأرسل برأس المهدي إلى عسكر سليمان على معاودة طاعة هشام، ~~وقد رجا استمالتهم به فأبوا ذلك، وأغلظ سليمان على رسله، وأراد قتلهم # PageV01P045 # وأظهر الجزع على ابن عمه المهدي، وبكى عليه، وأمر بتنظيف الرأس، وأنفذه ~~إلى طليطلة، إلى ولد المهدي عبيد الله، فأعظم قتل أبيه ودفع بيعة هشام. ~~وكان بعسكر سليمان عبد الرحمن بن متيوه، فلما بلغه مهلك المهدي بن عبد ~~الجبار عدوه، كاتب واضحا وتوثق له، فهرب إلى قرطبة، فدبر أمر هشام مدة بعد ~~قتل واضح وعلي بن وداعة، في أخبار طويلة، إلى أن ضعف أمر هشام. ودخل عليه ~~سليمان دولته الأخيرة، ودبر قرطبة، إلى أن وقع له مع علي بن حمود ما ~~وصفناه. انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان. # قال أبو الحسن بن بسام: وكان سليمان ممن مدت له في الأدب غابة، كبا دونها ~~أهل الأدب، ورفعت له في الشعر راية مشى تحتها كثير من الشعراء والكتاب؛ غير ~~أن أيام الفتون ألوت بذكره، وأيدي تلك الحرب الزبون طوت بجملة شعره؛ وهو ~~أحد من شرف الشعر باسمه، وتصرف على حكمه؛ مع قعود همم أهل الأندلس يومئذ عن ~~البحث عن مناقب عظمائهم، وزهدهم في الإشادة بمراتب زعمائهم. ولم أظفر له ~~حين نقل هذه النسخة المقررة من هذا المجموع في وقتي المؤرخ إلا بقطعة # PageV01P046 # عارض بها هارون الرشيد فشعشعت بها الكؤوس، وتهادتها الأنفاس والنفوس. وقد ms0024 ~~أثبت القطعتين معا ليرى الفرق، ويعرف الحق. قال هارون الرشيد: # ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان # ما لي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن، وهن في عصياني # ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... - وبه قوين - أعز من سلطاني فقال سليمان ~~المستعين: # عجبا، يهاب الليث حد سناني ... وأهاب لحظ فواتر الأجفان # فأقارع الأهوال لا متهيبا ... منها سوى الإعراض والهجران # وتملكت نفسي ثلاث كالدمى ... زهر الوجوه نواعم الأبدان # ككواكب الظلماء لحن لناظري ... من فوق أغصان على كثبان # هذي الهلال، وتلك بنت المشتري ... حسنا، وهذي أخت غصن البان # حاكمت فيهن السلو إلى الصبا ... فقضى بسلطان على سلطاني # فأبحن من قلبي الحمى وتركنني ... في عز ملكي كالأسير العاني # لا تعذلوا ملكا تذلل للهوى ... ذل الهوى عز وملك ثاني # PageV01P047 # ما ضر أني عبدهن صبابة ... وبنو الزمان وهن من عبداني # إن لم أطع فيهن سلطان الهوى ... كلفا بهن فلست من مروان @فصل في ذكر ~~المستظهر بالله أبي المطرف عبد الرحمن # @ابن هشام بن عبد الجبار الناصري، وشرح مقتله، # @وإيراد جملة من اشعاره، مع ما يتعلق بها # @وينخرط في سلكها من مستطرف أخباره # قال أبو الحسن: نقلت من خط أبي مروان بن حيان قال: كان عبد الرحمن هذا ~~لبقا ذكيا، وأديبا لوذعيا؛ لم يكن في بيته يومئذ أبرع منه منزلة. وكان قد ~~نقلته المخاوف، وتقاذفت به الأسفار، فتحنك وتخرج وتمرن فيها، وكاد يستولي ~~على الأمر لو أن المنايا أنسأته. وكان عاد إلى قرطبة بعد تجواله؛ فدخلها ~~مستخفيا أيام القاسم بن حمود، وقد اضطرب سلطانه بها؛ فشاهد الفتنة الحادثة ~~بين البرابرة وأهلها، وهم فيها بالوثوب، وبث دعاته إلى أهلها. فلم يصح له ~~شيء مما أراده، وأنكر الوزراء المدبرون قرطبة أمره؛ فتجردوا لطلبه وطلب ~~دعاته، فسجنوا # PageV01P048 # ولم يخرجوا من الحبس إلا يوم جلوس صاحبهم عبد الرحمن للإمارة؛ فبقى ~~مستخفيا، وهو يدب الضراء في الدعاء إلى نفسه، إلى أن أعلقوه بالشوى عند ~~إيقاعها في ذلك الوقت لظهور براعته، وأجمعوا عليه وعلى سليمان بن المرتضى، ~~وعلى محمد بن العراقي. فتقدم ms0025 في إحضار الخاصة والجند والعامة بالمسجد ~~الجامع لمشاهدة بيعة من يختار من هؤلاء الثلاثة الأمراء للخلافة، فغدا ~~الناس لذلك على طبقاتهم. # قال ابن حيان: وكنت في من حضر المقصورة يومئذ، فكان أول من وافى منهم ~~سليمان بن المرتضى، جاء مع عبد الله بن مخامس الوزير في أبهة وشارة دلت على ~~المراد فيه؛ فدخل من باب الوزراء الغربي والسرور باد عليه، فاستقبله أصحابه ~~وقدموه إلى بهو الساباط؛ فأجلس هنالك على مرتبة لا تصلح لأحد سواه، وهو بهج ~~جذلان، لا يشك في تمام الأمر له، وأصحابه يرتقبون مجيء ابني عمه المذكورين ~~- وقد أبطأا - كيما يحصلوهما عنده. فبينما نحن على ذلك، والقلق على القوم ~~باد، إذ غشيتنا ضجة وزعقة هائلة ارتج لها الجامع واضطرب لها من بالمقصورة. ~~فإذا عبد الرحمن بن هشام قد وافى شرقي الجامع، في خلق رجالهما، شاهرين ~~سيفيهما أمامه، لهيجن باسمه؛ فراع الوزراء # PageV01P049 # ذلك وألقوا للوقت بأيديهم وخذلتهم حيلهم، ودخل المقصورة عبد الرحمن فبويع ~~لوقته. واستدعي سليمان بن المرتضى وجيء به مبهوتا فقبل يده وهنأه، فأجلسه ~~إلى جنبه، ثم وافى محمد بن العراقي أيضا فقبل يده وبايعه، ثم عقدت له ~~البيعة، وذلك اليوم الرابع من شهر رمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة. # وكان أحمد بن برد قد تقدم في عقدها باسم سليمان بن المرتضى فبشره وحك ~~اسمه، وكتب اسم عبد الرحمن مكانه فكان ذلك من عجائب الدنيا. # ثم ركب وحمل مع نفسه ابني عمه سليمان وابن العراقي فاحتبسهما عنده ~~وآنسهما؛ وظهرت من عبد الرحمن لوقته عرامة، وكان فتى أي فتى لو أخطأته ~~المتالف. وكان استقل بما طلبه من السلطان جرأة وصرامة، وركب أعناق الخطوب ~~وقد اعتاصت فأردته. وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني ~~مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابة يحل بها الفتاء، ~~ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت ~~دولته سريعا، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته ~~وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب ms0026 الناس تفاوتا ما بين قوله ~~وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو ~~محمد بن حزم، وعبد الوهاب # PageV01P050 # ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهما ومعرفة ونفاذا في العلوم ~~الرفيعة. # وأقر المستظهر يومئذ على مراتب الخدمة طوائف؛ منهم خدمة المدينتين ~~الزهراء والزاهرة، وخدمة كتابة التعقب والمحاسبة، وخدمة الحشم، وخدمة القطع ~~بالناض والطعام، وخدمة مواريث الخاصة، وخدمة الطراز، وخدمة المباني، وخدمة ~~الأسلحة وما يجري مجراها، وخدمة الخزانة للقبض والنفقة، وخدمة الهراية ~~والقبض والدفع، وخدمة الوثائق ورفع كتب المظالم، وخدمة خزانة الطب والحكمة، ~~وخدمة الأنزال والنزائل، وخدمة أحكام السوق. # قال أبو الحسن: ولكل لقب من أصناف هذه الخدمة جماعات سماهم أبو مروان بن ~~حيان في كتابه، ثم قال: وهذا زخرف من التسطير وضع على غير حاصل، ومراتب ~~نصبت لغير طائل، تنافسها طالبوها يومئذ بالأمل فلم يحلوا منها بنائل، ولا ~~قبضوا منها مرتزقا، ولا نالوا بها مرتفقا؛ وغرهم بارق الطمع وسط بلد محصور، ~~وعمل مغصوب، وخراب مستول، ومع سلطان فقير، لا يقع بيده درهم # PageV01P051 # إلا من صبابة مستغل جوف المدينة، أو نهب مغلول ممن تقلقل عنها؛ يقيم منه ~~رمقه، ويفرق جملته على من تكنفه من جنده ودائرته، ويتطرق إلى ما يقبح من ~~ظلم رعيته؛ فلم يلبث الأمر أن تفرى به فسفك دمه، وانحسم الأمل من دولته. ~~وكان قد بادر في الإرسال عن جماعة من وزرائه، فلما حصل جميعهم عنده قبض ~~عليهم وصادرهم على أموال لصدوفهم عنه، وطالبهم نجاح الضاغط يومئذ عنها. ~~وكان قد استرجحه خاصة الناس وذوو الحجى منهم في القبض على هؤلاء الوزراء، ~~واستبطأوا إبادته لهم ورجوا استظهاره على الأمر بإزالتهم، وسلامة تدبيره من ~~اعتراضهم، وكان قد أخرج رسله إلى جماعة الرؤساء بالأندلس يلتمس البيعة، ~~ويستنفر الكافة، ويدعو إلى كرة الدولة؛ فأخفق ما طلبه وعوجل، ولما تقبض ~~الأجوبة رسله، واضمحل أمره، والبقاء لله وحده. # وكان أيضا مما حرك الناس عليه استهدافه إلى أهل بيته من ولد الناصر، ~~ومبادرته لحبس سليمان بن المرتضى وابن العراقي المذكورين، وتجاوزهما إلى ms0027 ~~نفر غيرهما، اعتقل بعضا وطلب بعضا، حتى شملهم الخوف؛ فبعث الله عليه من ~~جرأة صاحبه بكر بن محمد بن المشاط الرعيني أدنته من حمامه، وسعى إلى أن وثب ~~عليه محمد بن عبد الرحمن المستكفي، وأحس المستظهر بشيء من ذلك فطلبه، ~~فأعجزه؛ ولم يزل السعي عليه حتى قتل. # PageV01P052 # @ذكر الخبر عن كيفية مقتله # قال ابن حيان: وكان سبب ذلك أن حسن رأيه في ابن عمران - أحد الرهط الذين ~~كان سجنهم - فأخرجه، فقال له بعض أصحابه: إن مشى ابن عمران في غير سجنك ~~باعا، بتر من عمرك عاما؛ فعصاه المستظهر فيه لغالب هواه، فحاق به في الثالث ~~رداه؛ وكان ورد عليه قبل إطلاقه بيومين فوارس من البربر، فكرم مثواهم ~~وأنزلهم معه في دار الملك، فاهتاج لذلك الدائرة وقالوا للعامة: نحن الذين ~~قهرنا البرابرة وطردناهم عن قرطبة، وهذا الرجل يسعى في ردهم إلينا، ~~وتمكينهم من نواصينا؛ فهاجوا العامة، فوثبوا عليه بالقصر، وقتل البرابرة ~~حيث وجدوا. ولم يشعر عبد الرحمن إلا والرجالة قد انتشروا على سقف القصر، ~~وسمع المسجونون عنده هتاف الناس فاستغاثوهم، فدقوا الأغلاق دونهم، واختلط ~~بالحرم؛ فعلم عبد الرحمن أنه مقتول. وأحيط به من كل جهة؛ فاستغاث الوزراء: ~~ابن جهور ولمته، فلم يجدوا له مناصا ولا خلاصا، ولا يصدقون بنجاة أنفسهم ~~وقد ضهلوا عنه بالحيلة في تخليصهم؛ فأشار عليهم الدائرة الفسقة بتركه، ~~والذهاب عنه؛ فجعل الوزراء يتسللون عنه واحدا بعد واحد إلى أن أفردوه. فنجا ~~عامة من # PageV01P053 # تعجل القرار من الوزراء وأهل الخدمة على باب الحمام من القصر فاهتدى إليه ~~الدائرة، وأحلوا بمن خرج منه الفاقرة؛ منهم أحمد بن بسيل متقلد المدينة، ~~قتل يومئذ. وجاء عبد الرحمن إلى ذلك الباب يطمع في الخروج؛ فقام الدائرة في ~~وجهه وزرقوه وهم يسبونه؛ فارتد على عقبه، وترجل عن فرسه، وتجرد من ثيابه، ~~حتى بقي في قميصه؛ واستخفى في أبزن الحمام، ففقد شخصه؛ واستخفى البرابرة في ~~الحمام وفي أكناف القصر فبحث عنهم وقتلوا. ولاذ منهم طائفة بالجامع فقتلوا ~~فيه؛ وفضح حريم عبد الرحمن وسبى أكثرهن الدائرة ms0028 وحملوهن إلى منازلهم ~~علانية، وجرى عليهن ما لم يجر على حرم سلطان في مدة تلك الفتنة. # قال: ولما فقد شخص عبد الرحمن ظهر ابن عمه محمد بن عبد الرحمن بن عبيد ~~الله بن الناصر الساعي عليه في المكان الذي كان متطمرا فيه فهتف الدائرة ~~باسمه، وانتهوا به إلى دار الملك، فإذا هي بلاقع؛ فأجلسوه في مجلسها القبلي ~~مبهوتا. وقام الدائران الفاسقان محمود وعمير على رأسه بالسيوف مقامها ~~بالأمس على رأس عبد الرحمن ابن عمه وتكاثرت الدائرة والعامة عليه. وافتقد ~~عبد الرحمن المستظهر فوجدوه في ابزن الحمام قد انطوى انطواء الحية في مكان ~~حرج، فأخرج في # PageV01P054 # قميص مسود بحال قبيحة؛ وجيء به إلى محمد بن عبد الرحمن المستكفي وقد بويع ~~يوم السبت الثالث من ذي قعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة؛ فبطش به بعض الرجالة ~~القائمين على رأسه، فتهلل وجه ابن عمه [القائم عليه] ، وأخذ في تدبير ~~سلطانه. فكانت إمارة المستظهر - إلى أن قتل - سبعة وأربعين يوما، لم تنتشر ~~له فيها طاعة، ولا التأمت عليه جماعة، ولا تجاوزت دعوته قرطبة. وكان سنه ~~يوم قتل ثلاثا وعشرين سنة. # وكان على حداثة سنه ذكيا يقظا لبيبا أديبا حسن الكلام جيد القريحة مليح ~~البلاغة يتصرف فيما شاءه من الخطابة بديهة وروية، ويصوغ قطعا من الشعر ~~مستجادة. وقد اقتضب بحضرة الوزراءة في أيامه عدة رسائل وتوقيعات لم يقصر ~~فيها عن الغاية، يزين ذلك بطهارة أثواب وعفة وبراءة من شرب النبيذ سرا ~~وعلانية. وكان في وقته نسيج وحده، ختم به فضلاء أهل بيته الناصريين، فلم ~~يأت بعده مثله. # وهذه جملة ما وجد له من شعره: من ذلك قصيدة كتب بها إلى مشنف زوج سليمان ~~بن الحكم، أيام خطب بنتها من سليمان المسماة حبيبة فلوته؛ وكان بقلبه من ~~هذه الابنة مكان لنشأتهما معا في ذلك الأوان؛ يقول فيها: # PageV01P055 # وجالبة عذرا لتصرف رغبتي ... وتأبى المعالي أن تجيز لها عذرا # يكلفها الأهلون ردي جهالة ... وهل حسن بالشمس أن تمنع البدرا # وماذا على أم الحبيبة إذ رأت ... جلالة قدري أن أكون ms0029 لها صهرا # جعلت لها شرطا علي تعبدي ... وسقت إليها في الهوى مهجتي مهرا # تعلقتها من عبد شمس غريرة ... محدرة من صيد آبائها غرا # حمامة عش العبشميين رفرفت ... فطرت إليها من سراتهم صقرا # لقد طال صوم الحب عنك فما الذي ... يضرك منه أن تكوني له فطرا # وإني لأستشفي بمري بداركم ... هدوءا وأستسقي لساكنها القطرا # وألصق أحشائي ببرد ترابها ... لأطفئ من نار الأسى بكم جمرا # فإن تصرفيني يا ابنة العم تصرفي ... - وعيشك - كفأ مد رغبته سترا # وإني لأرجو أن أطوق مفخري ... بملكي لها وهي التي عظمت فخرا # وإني لطعان إذا الخيل أقبلت ... جرائدها حتى تري جونها شقرا # وإني لأولى الناس من قومها بها ... وأنبههم ذكرا وأرفعهم قدرا # وعندي ما يصبي الحليمة ثيبا ... وينسي الفتاة الخود عذرتها البكرا # جمال وآداب وخلق موطأ ... ولفظ إذا ما شئت أسمعك السحرا وإنه لمحها يوما ~~وأومأ بالسلام، فلم ترده عليه خجلا، فكتب إليها: # سلام على من لم يجد بكلامه ... ولم يرني أهلا لرد سلامه # PageV01P056 # سلام على الرامي الذي كلما رمى ... أصاب فؤادي عامدا بسهامه # بنفسي حبيب لم يجد لمحبه ... بطيف خيال زائر في منامه # ألم تعلمي يا عذبه الإسم أنني ... فتى فيك مخلوع عذار لجامه # وأني وفي حافظ لأذمتي ... إذا لم يقل غيري بحفظ ذمامه # يبشر ذاك الشعر شعري أنه ... سيوصل حبلي بعد طول انصرامه # وما شك طرفي أن طرفك مسعدي ... ومنقذ قلبي من حبال غرامه # عليك سلام الله من ذي تحية ... وإن كان هذا زائدا في اجترامه وله فيها ~~أيضا: # تبسم عن در تنضد في الورس ... وأسفر عن وجه يتيه على الشمس # غزال براه من نور عرشه ... لتقطيع أنفاسي وليس من الإنس # وهبت له ملكي وروحي ومهجتي ... ونفسي ولا شيء أعز من النفس وهو القائل: # طال عمر الليل عندي ... مذ تولعت بصدي # يا غزالا نقض الو ... د ولم يوف بعهدي # أنسيت العهد إذ بت ... نا على مفرش ورد # واجتمعنا في وشاح ... وانتظمنا نظم عقد # PageV01P057 # وتعانقنا كغصني ... ن وقدانا كقد # ونجوم الليل تحكي ... ذهبا في لازورد ورفع ms0030 إليه شاعر ممن هنأه بالخلافة ~~يوم بيعته شعرا له كتبه في رق مبشور، واعتذر من ذلك بهذين البيتين: # الرق مبشور وفيه بشارة ... ببقا الإمام الفاضل المستظهر # ملك أعاد العيش غضا شخصه ... وكذا يكون به طوال الأدهر فأجزل المستظهر ~~بالله صلته، ووقع على ظهر رقعته بهذه الأبيات: # قبلنا العذر في بشر الكتاب ... لما أحكمت من فصل الخطاب # وجدنا بالجزاء بما لدينا ... على قدر الوجود بلا حساب # فنحن المنعمون إذا قدرنا ... ونحن الغافرون أذى الذئاب # ونحن المطلعون بلا امتراء ... شموس المجد من فلك الثواب ومما قاله - ~~زعموا - يوم وثوب البرابرة عليه بالدائرة التي أمرت بقتله: # يا أيها القمر المنير ... كن نحو شبهك لي سفير # بتحية أودعتها ... شوقا بنيات الصدور # PageV01P058 # انتهى ما وجدناه من أشعار بني أمية من أول المائة الخامسة من الهجرة ~~ابتداء من تأريخ هذا الديوان. وشرحنا بعض ما تعلق بذلك من خطب، واندرج ~~أثناءه من ذكر حرب. # ونتلوه بذكر من تقدم زمانه، واشتهر إحسانه، وملأ المسامع والمجامع بيانه ~~وسار في المغارب والمشارق ذكره وشانه، وملأ ظهور السباسب وبطون المهارق ~~سماعه وعيانه. # @فصل في ذكر الأديب أبي عمر أحمد بن دراج القسطلي # @وإثبات جملة من نظمه الفائق الدرر، ونثره المعجز الورد والصدر # @واجتلاب ما يتعلق به ويتصل بسببه من خبر # قال ابن بسام: كان أبو عمر القسطلي وقته لسان الجزيرة شاعرا وأولا حين عد ~~معاصريه من شعرائها المشهور، وآخر حاملي لوائها، وبهجة # PageV01P059 # أرضها وسمائها، وأسوة كتابها وشعرائها؛ له عقد فخرها المحمول وسهم، وبه ~~بدئ ذكرها الجميل وختم؛ حل اسمه من الأماني محل الأنس، وسار نظمه ونثره في ~~الأقاصي والأداني مسير الشمس؛ وأحد من تضاءلت الآفاق عن جلالة قدره، وكانت ~~الشام الشام والعراق أدنى خطى ذكره. # وقد أجرى الثعالبي طرفا من أمره، وأغرب بلمع من شعره، فقال في كتابه ~~المترجم ب - " اليتيمة ": " بلغني أن أبا عمر القسطلي كان عندهم بصقع ~~الأندلس كالمتنبي بصقع الشام؛ وهو أحد شعرائهم الفحول هنالك. وكان يجيد ما ~~ينظم " انتهى كلام الثعالبي. # وإنما ذكرته أنا؛ وكان من شعراء ms0031 ابن أبي عامر، لأنه تراخت أيامه، وأغضى ~~عنه حمامه، حتى أخرجته المحن، وسالت به تلك الفتن، الكائنة صدر المائة ~~الخامسة من الهجرة. # وذكره ابن حيان معجبا من أخباره، معربا عن جلالة مقداره؛ فقال: وأبو عمر ~~القسلطي سباق حلبة الشعراء العامريين، وخاتمة محسني أهل الأندلس أجمعين. ~~وكان ممن طوحت به تلك الفتنة الشنعاء، واضطرته إلى النجعة، فاستقرى ملوكها ~~أجمعين، ما بين الجزيرة الخضراء، فسرقسطة من الثغر الأعلى؛ يهز كلا بمديحه # PageV01P060 # ويستعينهم على نكبته، وليس منهم من يصغي له، ولا يحفظ ما أضيع من حقه، ~~وأرخص من علقه؛ وهو يخبطهم خبط العضاه بمقوله، فيصمون عنه، إلى أن مر بعقوة ~~منذر بن يحيى أمير سرقسطة، فألقى عصا سيره عند من بواه، ورحب به وأوسع ~~قراه؛ فلم يزل عنده، وعند ابنه بعده، مادحا لهما، مثنيا عليهما، رافعا من ~~ذكرهما، غير باغ بدلا بجوارهما، إلى أن مضى بسبيله، بعد أن جرت له، رحمه ~~الله، على إحسانه الباهر، في فتنة البرابر مع أملاك الجزيرة، في طول ~~الاغتراب والنجعة، أخبار شاقة، فيها لذي اللب موعظة بالغة. # وذكره أيضا أبو عامر بن شهيد فقال: والفرق بين أبي عمر وغيره أن أبا عمر ~~مطبوع النظام، شديد أسر الكلام؛ ثم زاد بما في أشعاره من الدليل على العلم ~~بالخبر واللغة والنسب، وما تراه من حوكه للكلام، وملكه لأحرار الألفاظ، ~~وسعة صدره، وجيشة بحره، وصحة قدرته على البديع، وطول طلقه في الوصف، وبغيته ~~للمعنى وترديده، وتلاعبه به وتكريره، وراحته بما يتعب الناس، وسعة نفسه ~~فيما يضيق الأنفاس. انتهى كلام ابن شهيد. # قال ابن بسام: وأنا أقول: إن من ذكره لم يوفه حقه، ولا أعطاه وفقه، ولا ~~استوفى تقدمه وسبقه؛ ولو أوفى الأيام، واستنفد القراطيس # PageV01P061 # والأقلام. وقد أتيت أنا من شعره بما يبهر نيرات الألباب، ويظهر خفيات ~~الأسباب، ومن نثره ما يبهر العقول، ويباهي الغرر والحجول؛ وبسامي التيجان ~~والأكاليل، ويسهل التقليد والتأويل. # @جملة من فصول اقتضبتها من كلامه الطويل، # @فرارا من التطويل # فصل له من رقعة: يا سيدي، ومن أبقاه الله كوكب ms0032 سعد، في سمء مجد، وطائر ~~يمن، في أفناء أمن، مرجوا لدفع الاسواء، مؤملا في اللأواء؛ وكنت قد نشأت في ~~معقل من العفا والوفر، محدقا بسور من الأمن والستر، حتى أرسل إلي سلطان ~~الفقر، رسولا من نوب الدهر، يريد استنزالي إليه، وخضوعي بين يديه، فأبيت من ~~ذلك عليه، فغراني بكتائب من النوائب، تسير تحت ألوية المصائب، تبرق بسيوف ~~الرزايا، وتشهر أسنة المنايا، يرمون عن قسي الأوجال، ويضربون طبول الذعر ~~وسوء الحال، بأيد باطشة لا تكل، وبصائر ثابتة لا تمل، فلم يرعني ذلك منهم ~~أن تلقيتهم بمن معي من جنود الصبر، فافتتح معقلي سلطان الفقر وأخذني أسرا، ~~وطلب مني فداء لا أقوم به قسرا، فأوثقني في قيود الانقياد، وشدني في أغلال ~~الأصفاد، ووكل بل الحيرة والتبلد، وأمرهما ألا يطلقا سبيلي إلا بالفداء، ~~فضاقت بذلك مذاهبي حتى أتى منك رسول يسمى حسن الثناء، فضمن لي عنك فديتي، ~~من # PageV01P062 # يدي أسرتي، وسيدي أولى من وفى بضمانه، وصدق قول رسوله على لسانه. # وله من أخرى إلى سليمان بن الحكم أمير المؤمنين: حاشا لله أن أستشف الحسي ~~قبل جموحه، وأستكره الدر قبل حفوله، أو أتعامى عن سراج المعذرة، وأرغب عن ~~أدب الله في نظرة إلى ميسرة ولكن: # " ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر " # ما أوضح العذر لي لو أنهم عذروا ... وأجمل الصبر بي لو أنهم صبروا # لكنهم صغروا عن أزمة كبرت ... فما اعتذاري عمن عذره الصغر وقد قلبت لهم ~~ظهر الأمور، وميزت بين المعسور والميسور، فما وجدت أحسن بدءا، ولا أحمد ~~عودا، مما أذن الله فيه لعباده الذين أعمرهم أرضه، وسخر لهم بره وبحره، أن ~~يمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه؛ وحيث نتقلب ففي كرمك، وأين نأمن ففي ~~حرمك، [وحيث لا توحشنا دعوتك، ولا تفوتنا نعمتك، من ملكك إلى ملكك] ، ومن ~~يمينك إلى شمالك. # وفي فصل من أخرى: ولعل مقلب القلوب قد قلب قلبك الكريم للأطفال المشردين، ~~الذين دعوك مضطرين، أن تحل عنهم عقل النوى، وتكلهم إلى جبار السما، الذي ~~أمر ms0033 عباده أن ينتشروا في # PageV01P063 # أرضه، ويبتغوا من فضله. # وله من أخرى إلى علي بن حمود: حسبك الله يا ابن رسول الله، [وعلى هدى من ~~الله] ، فيما خفقت إليه راياتك، وصدقت به آياتك، جدير أن يعز بطاعته نصرك، ~~كما شرح بتوفيقه صدرك، ويتمم بتأييده أمرك، بما أوليت أولياءه المؤمنين، ~~وأبليت في عباده الصالحين، المصابين في الأموال والأهلين، أيام تزاحمت ~~إليهم أسباب القضاء بالبأساء والضراء، وأبرقت عليهم آفاق السماء بسيوف ~~الأعداء، تسح بوابل الدماء [وتموج بأسراب السباء] ، فسرعان ما هاموا فلا ~~وزر، وربعوا فلا مستقر، ونادوا ولات حين مناص ولا فوت، إلا من أعفاه الموت؛ ~~فأصبحوا أنفاض الجلاء، وأغراض الفناء، قد جهدوا بالبلاء، وعيوا بالداء ~~العياء، فلئن زلزلت بهم الأرض، لقد سكن بهم عز سلطانك، ولئن تهفت بهم ~~الذعر، لقد اطمأنوا في مهاد أمانك. # وله من أخرى إلى منذر بن يحيى: حياك بتحية الملك، من أحيا بك دعوة الحق، ~~ورداك رداء الإعظام، من أعلى بك لواء الإسلام، مجري الأقدار بإعلاء قدرك، ~~ومصرف الليل والنهار بإعزاز نصرك، ومظهر من أطاعك على من عصاك، ومدمر من ~~عاداك بسيوف من والاك. قد جعل الله أول أسمائك أولى بأعدائك، وأقرب اعتزائك ~~صفوا لأوليائك؛ ثم سما بك حاجب الشمس، نورا وأنسا لهذا الإنس، ونفس حياة ~~لكل نفس. # PageV01P064 # ثم أحييت فجرهم يا ابن يحيى ... بسراجين: نور دين ودنيا # وخلفت السحاب ظلا وجودا ... فوسعت الإسلام سقيا ورعيا # وتحليت من تجيب سناء ... كنت فيه للدين والملك محيا ومن كتاب له: وأكرم ~~بها أعراقا سرت إليك، وأخلاقا نظمت عليك، وأعباء ملك حملت عاتقيك، وأعنة ~~خيل أسلمت في يديك، [فإليك أهل الدليل، وأرزمت الحمول] ، ومن نداك سقي ~~الغليل، وشفي العليل، وفي ذراك برد المقيل، وقصر الليل الطويل، وبعلاك أمن ~~الخائف وعز الذليل، وبسناك هدي ابن السبيل [سواء السبيل] ، إلى الظل ~~الظليل، والأمل المأمول، فحبل الغريب موصول، وعذر المسيء مقبول، وجفاء ~~الضيف محمول، فكيف بضيفك المجتاب، إليك غول القفر اليباب، وهول البحر ذي ~~العباب، يهدي إليك لباب الألباب، ويتحفك بجواهر الآداب، متضائلا في ms0034 أسمال ~~الاغتراب، مكفكفا من عبرات الاكتئاب، يتسلى بسلام الحجاب، واستلام الأبواب، ~~إلى أن اكرمته برفع الحجاب [فيا روح ثنائه بكم الأحساب] ويا فوح رياضه بديم ~~السحاب، ويا طيب طوبى وحسن مآب [لمن نصرت وآويت، ووصلت وأدنيت؛ ما دعاك حتى ~~لبيت، ولا استسقاك حتى سقيت، ثاني عطفه عن الشكوى إليك، ناكص طرفه # PageV01P065 # عن الإدلال عليك، علما بأن الهلال ساع إلى الكمال، وأن البدر مؤد إلى ~~الفجر، وأن انسجام زعيم بابتسام الزهر] . # إلى لاعج في القلب مضطرم ... جاش إليك به بحر من الكلم # ودمع أجفان عين قد شرقن به ... حتى ترقرق بين الرق والقلم # دينا لذي أسرة دنيا وفيت به ... ورحمة وصلت مني بذي رحم # إذا رددت سيوف الهند عن دمه ... فإنما رفعت عن مهجتي ودمي # وإن ضربت رواقا دون حرمته ... فإنها ستري مدت على حرمي # لهفي عليه وقد أهوت له نكب ... لا تستقل لها ساق على قدم # فبات يسعر برد الليل من حرق ... ويستشير دموع الصخر من ألم # وما بعيني عن مثواه من وسن ... وما بأني عن شكواه من صمم قال ابن بسام: ~~ونثر أبي عمر، رحمه الله، دون نظمه الرائق بكثير، فلذلك ما ألمعت منه ~~بالشيء اليسير، وعولت على عارض شعره الهتن العزيز. # PageV01P066 # @ما أخرجته من قصائد السلطانيات # حكى أبو مروان بن حيان قال: لما استوسق الأمر بقرطبة لسليمان حسبما ~~وصفناه، تعرض لمدحه من كان ثوى بقرطبة يومئذ من بقية الشعراء العامريين ~~رجاء في ثمد نواله، فصاغوا في مديحه أشعارا حسنة استذموا فيها إلى الدين ~~والمروءة، وأنشدها أكثرهم في مجلس حفله علانية فأصغى وهش، ثم غل المديح فما ~~بل ولا رش؛ وتم لذلك تقويض الجماعة عن حضرة قرطبة، وتخلى الكثير منهم عن ~~ولايته، فأمحى لذلك رسم الأدب بها، وغلب عليها العجمة، وانقلب أهلها من ~~الإنسانية المتعارفة إلى العامية الصريحة، وفارقوا الحرية. # وكان ممن شهر امتداحه للخليفة سليمان يومئذ، وحفظ كلامه من تلك الطبقة ~~العلية، كبيرها أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي، وقد كان إلى وقته ~~ذلك ثاويا بقرطبة ms0035، يحسب أن سليمان سيجيره من الزمان، وكان النجم أدنى من ~~ذلك إليه. دخل عليه أول مجلس كان له بالقصر فأنشده قصيدته التي أولها: # شهدت لك الأيام أنك عيدها ... لك حن موحشها وآب بعيدها # [وأضاء مظلمها، وأفرخ روعها ... وأطاع عاصيها، ولان شديدها] # PageV01P067 # وصفت بك الدنيا فشب كبيرها ... في إثر ما قد كان شاب وليدها # ما كان أجمد قبل نوئك بحرها ... فالآن فجر بالندى جلمودها # فارتاح بيتك في أباطح مكة ... لمعاد أيام دنا موعودها # لمواكب صهلت إليك خيولها ... وكتائب هفقت عليك بنودها # شغفا بدعوتك التي قد طالما ... عمرت تهائمها بها ونجودها # حتى ارتقت من المنازل رتبة ... عزت بها غر الرجال وصيدها # في قبة الملك التي صنهاجة ... وزناتة أطنابها وعمودها # صدقتك أيام النزال سيوفها ... ضربا وفي يوم النفار عهودها # يا ساعة مقطوعة أرحامها ... لا البر شاهدها ولا مشهودها # يوما أذل كرامه للئامه ... وسطت بأحرار الملوك عبيدها # وتواكلت أبطالها في كربة ... عيت بها ساداتها ومسودها # لا يهتدي سمت النجاة دليلها ... دهشا ولا وجه السداد سديدها # حتى طلعت لهم بأسعد غرة ... طلعت عليهم في السماء سعودها ومنها: # واستودعوا جنبي شرنبة وقعة ... هز الجبال الراسيات رعودها # دلفوا إلى شهابء حان حصادها ... وطلى رؤوس الدارعين حصيدها # PageV01P068 # وشعاب قنتيش وقد حشرت لهم ... أمم بغاة لا يكف عديدها # تركوا بها ظهر الصعيد وقد غدا ... بطنا، وأجساد العداة صعيدها # وكتائب الإفرنج إذ كادتك في ... أشياعها والله عنك بكيدها # بسوابح في لج بحر سوابغ ... فاضت على الأرض الفضاء مدودها # ولقد أضافوا نسرها وغرابها ... وقراهما طاغوتها وعميدها # شلو لأرمنقودها حشدت به ... للزحف ثم إلى الجحيم حشودها # ودنوا لها في آر تحت صوارم ... وريت بعز المسلمين زنودها # من بعدما قصفوا الرماح وأصلتوا ... بيضا يشايع حدها توحيدها # فكأنما رفعت له صلبانها ... في ظل هبوتها فحان سجودها # وبجانب [الغربي] إذ قدمتها ... شعثا يبشر بالفتوح شهيدها # ضربوا على الأخدود هام حماته ... حتى عبرن وجسرهن خدودها # في وقعة قامت بعذر سيوفهم ... لو ذاب من حر الجلاد حديدها # ويضيق فيها العذر عن خطية ... سمراء لم يورق بكفك عودها ms0036 # PageV01P069 # فيها رأيت العز حيث تريده ... وسوابغ النعماء حيث تريدها # فاقبل فقد ساقت إليك مهورها ... أكفاء حمد لا يذم حميدها # بدعا من النظم النفيس تشابهت ... فيها الجواهر درها وفريدها # وليهنها أيام عز كلها ... عيد وأنت لمن أطاعك عيدها ومدحه أيضا بقصيدة ~~أخرى أولها: # هنيئا لهذا الملك روح وريحان ... وللدين والدنيا أمان وإيمان # فإن قعيد الخزي قد ثل عرشه ... وإن أمير المؤمنين سليمان # سمي الذي انقاد الأنام لأمره ... فلم يعصه في الأرض إن ولا جان # وقام فقامت للمعالي معالم ... وللخير أسواق وللعدل ميزان # وجدد للإسلام سور خلافة ... عليها من الرحمن نور وبرهان # قريب النبي المصطفى وابن عمه، ... ووارث ما شادت قريش وعدنان # وما ساقت الشورى وأوجبه التقى ... وأورث ذو النورين عمك عثمان # وما حاكمت فيه السيوف وحازه ... إليك وأبو الأملاك جدك مروان ومنها في ~~صفة رجال حربه، وهو من جيد الكلام وحر النظام: # وقد لمعت حوليك منهم أسنة ... تخيل أن الحزن والسهل نيران # PageV01P070 # أسود هياج ما تزال تراهم ... تطير بهم نحو الكريهة عقبان # وأقمار حرب طالعت كأنما ... عمائمهم في موقف الروع تيجان # وكل زناتي كأن حسامه ... وهامة من لاقاه نار وقربان # وأبيض صنهاج كأن سنانه ... شهاب إذا أهوى لقرن وشيطان ومنها في وصف صلح ~~والندب إليه: # وقلت لعا للعاثرين كأنه ... نشور لقوم حان منهم وقد حانوا # وقد أمن التشريب إخوة يوسف ... وأدركهم لله عفو وغفران # وحنت لداعي الصلح بكر وتغلب ... وشفعت الأرحام عبس وذبيان # وفازت قداح المشتري بسعودها ... وسالم بهرام وأعتب كيوان وله من أخرى في ~~منذر بن يحيى، حين قدم عليه صاعد اللغوي: # علا فحوى ميراث عاد وتبع ... بهمته العليا ونسبته الدينا # فأعرب عن أقوام يعرب واحتبى ... فلم ينس من هود سناء ولا هديا # ومن حمير رد القنا أحمر الذرى ... ومن سبأ قادت كتائبه السبيا # وما نام عنه عرق قحطان إذ فدى ... عروق الثرى من غلة القحط بالسقيا # PageV01P071 # وما أسكنت عنه السكون سيادة ... ولا رضيت طي لراحته طيا # ولا كندت أسيافه ملك كندة ... فيترك في أركان عزتها وهيا # ولا أقعدته عن ms0037 إجابة صارخ ... تجيب ولو حبوا إلى الطعن أو مشيا # وكائن له الأوس من حق أسوة ... بنصب الهدى جهرا وبذل الندى خفيا # هم أورثوه نصر دين محمد ... وحازوا له فخر الندى والقرى وحيا # مناقب أدوها إليه وراثة ... فكان لها صدرا وكانت له حليا # وصوت ثناء أسمع الله ذكره ... ليسمع منه الصم أو يهدي العميا [ومنها في ~~ورد صاعد الغوي] : # وأهدت له بغداد ديوان علمها ... هدية من والى وتحفة من حيا # فكانت كمن حيا الرياض بزهرها ... وأهدى إلى صنعاء من نسجها وشيا # وحسب رواة العلم أن يتدارسوا ... مآثره حفظا وآثاره وعيا # إذا لمعت زرق الأسنة حوله ... كإضرام نيران الهموم حواليا # وقد لاذ أبطال الجلاد بعطفه ... كما لاذ أطفال الجلاء بعطفيا # وقد قصرت عنه رماح عداته ... كما قصرت عنهم رياض جناحا ومنها: # فيالك من ذكرى سناء ورفعة ... إذا وضعوا في الترب أيمن شقيا # PageV01P072 # وفاحت ليالي الدهر مني ميتا ... فأخزين أياما دفنت بها حيا # وكان ضياعي حسرة وتندما ... إذا لم يفد شيئا ولم يغني شيا # وأصبحت في دار الغنى عن ذوي الغنى ... وعوضت فاستقبلت أسد يوميا # سوى حسرتي عرض ووجه تضعضعا ... لقارعة البلوى وكانا عتاديا # فيا عبرتي سحي لعلي مبلل ... بجريك ما أنزفت من ماء خديا # ويا زفرتي هل في وقودك جذوة ... تنير لنا صبحا ثناه الأسى مسيا # ويا خلتي إن سوف الغوث بالمنى ... ويا غلتي إن أبطأ الغيث بالسقيا # فقوما إلى رب السماء فأسعدا ... تقلب وجهي في السماء وقد حيا # ويا أوجه الأحرار لا تتبدلي ... بظل ابن يحيى بعد ظلا ولا فيا وله فيه من ~~أخرى: # لبيك، أسمعنا نداك ودوننا ... نوء الكواكب مخويا أو ممطرا # فسريت في حرم الأهلة مظلما ... ورفلت في خلع السموم مهجرا # ظعن ألفن القفر في غول الدجى ... وتركن مألوف المعاهد مقفرا # يطلبن لج البحر حيث تقاذفت ... أمواجه، والبر حيث تنكرا # هيم وما يبغين دونك موردا ... أبدا ولا عن بحر جودك مصدرا # من كل نضو الآل محبوك المنى ... يزجيه نحوك كل محبوك القرا # PageV01P073 # بدن فدت منا دماء نحورها ... ببقائها في ms0038 كل أفق منحرا # نحرت بنا صدر الدبور فأنبطت ... قلق المضاجع تحت جو أكدرا # خوص نفحن بنا البرى حتى انثنت ... أشلاؤهن كمثل أنصاف البرى # وصبت إلى نحر الصبا فاستخلصت ... سكن الليالي والنهار المبصرا # نذرت لما ألا تلاقي راحة ... مما تلاقي أو تلاقي منذرا # فلئن صفا ماء الحياة لديك لي ... فبما شرقت إليك بالماء الصرى # ولئن خلعت علي بردا أخضرا ... فلقد لبست إليك عيشا أغبرا ومنها: # أبني لا تذهب بنفسك حسرة ... عن غول رحلي منجدا أو مغورا # فلئن تركت الليل فوقي داجيا ... فلقد لقيت الصبح بعدك أزهرا # وحللت أرضا بدلت حصباؤها ... ذهبا يرف لناظري وجوهرا # ولتعلم الأملاك أني بعدها ... ألفيت كل الصيد في جوف الفرا # ورمى علي رداءه من دونهم ... ملك تخير للعلا فتخيرا # ضربوا قداحهم علي ففاز بي ... من كان بالقدح المعلى أجدرا ومنها: # كلا وقد آنست من هود هدى ... ولقيت يعرب في القيول وحميرا # PageV01P074 # وأصبت في سبأ مورث ملكها ... يسبي املوك ولا يدب لها الضرا # فكأنما تابعت تبع رافعا ... أعلامه ملكا يدين له الورى # والحارث الجفني ممنوع الحمى ... بالخيل والآساد مبذول القرى # وحططت رحلي بين ناري حاتم ... أيام يقري، موسرا أو معسرا # ولقيت زيد الخيل تحت عجاجة ... يكسو غلائلها الجياد الضمرا # وعقدت في يمن مواثق ذمة ... مشدودة الأسباب موثقة العرى # وأتيت مجدك وهو يرفع منبرا ... للدين والدنيا ويخفض منبرا # وخططت بين جفانها وجفونها ... حرما أبت حرماته أن تحفرا # تلك البدور تتابعت وخلفتها ... سعيا فكنت الجوهر المتخيرا قال أبو الحسن: ~~أراه احتذى في هذه الأبيات الأخيرة حذو أبي الطيب في ابن العميد حيث يقول: # من مبلغ الأعراب أني بعدها ... جالست رسطا ليس والإسكندرا # ولقيت بطليموس دارس كتبه ... متبديا في ملكه متحضرا # ولقيت كل الفاضلين كأنما ... رد الإله نفوسهم والأعصرا # نسقوا لنا نسق الحساب مقدما ... وأتى " فذلك " إذ أتيت مؤخرا # PageV01P075 # وقوله " خوص نفحن بنا البرى " ... البيت، معنى مشهور، وهو في الشعر كثير، ~~ومنه قول بعض أهل العصر، وهو أبو جعفر بن هريرة التطيلي يصف إبلا: # كأنصاف البرى وتدق عنها ... شواها دقة تسع ms0039 الجلالا وكذلك قوله: " لله أي ~~أهلة " ... البيت، كقول أبي جعفر المذكور: # كل عوجاء كالهلال عليها ... كل ذي تدرإ كبدر الكمال وأنشدت لابن بياع ~~السبتي: # وردت بها التنوفة وهي بدر ... فلم أصدر بها إلا هلالا وقوله: " ورمى علي ~~رداءه من دونهم " أشار إلى لفظ الهذلي دون معناه وهو: # ولم ادر من ألقى عليه رداءه ... سوى أنه قد سل عن ماجد محض وذكر الرواة ~~أنه لا تعرف العرب رجلا مدح من لا يعرفه غير أبي خراش الهذلي هذا، وكان ~~خراش وعمه عروة غزوا فأخذا، وهموا بقتلهما، فنهاهم بنو دارم وأبى بنو هلال ~~إلا قتلهما، فأقبل رجل # PageV01P076 # من بني دارم فألقى على خراش رداءه، وشغل القوم بقتل عروة، وقال الرجل ~~لخراش: انج، فنجا إلى أبيه وأخبره الخبر، فقال الأبيات التي أولها: # حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض فقلت: لا، ~~قال: من قول أبي خراش: " ولم أدر من ألقى عليه رداءه " ... البيت، قلت له: ~~والمعنى مختلف قال: أما ترى حذو الكلام واحدا - # وقال القسطلي يمدح الوزير أبا الأصبغ عيسى بن سعيد القطاع: # أفي مثلها تنبو أياديك عن مثلي ... وهذي الأماني فيك جامعة الشمل # وقد أمن المقدار ما كنت أتقي ... وأرخصت الأيام ما كنت أستغلي # وأذعن صرف الدهر سمعا وطاعة ... لما فهت من قول وأمضيت من فعل # وناديت بالإنعام في الأرض والتقت ... بيمناك أشتات الطرائق والسبل # وهذا مقامي منذ تسع وأربع ... رجائي في قيد وحظي في غل # كأني لم أحلل ذراك ولم أقم ... مناخ المطايا فيه مرتهن الرحل # PageV01P077 # وأغض عن البرق الذي شيم للحيا ... وأعقد بحبل منك بين الورى حبلي # ولم تصفني خلقا أرق من الهوى ... ولم تولني نعمى ألذ من الوصل # ولم تثن عني في مواطن جمة ... سيوفا حدادا قد سللن على قتلي # ولم أطوسن الإكتهال محاكما ... إليك خطوبا شيبت مفرق الطفل # وكنت ومفتاح الرغائب ضائع ... ملاذي فهذا بابها ضائع القفل # وإني في أفياء ظلك أشتكي ... شكية موسى إذ تولى إلى الظل وهذا البيت من ~~لفظ القرآن العزيز ms0040، وقد أقدمت على مثل هذا جماعة من الشعراء من محدثين ~~وقدماء؛ فمن غال متسور، ومن آخذ معتذر؛ قال أبو العلاء المعري: # كنت موسى وافته بنت شعيب ... غير أن ليس فيكما من فقير وأخذه بعض أهل ~~عصرنا، وهو حسان بن المصيصي فقال للمعتمد ابن عباد: # كبنت شعيب إذ زفت لموسى ... ولكن للثراء هنا مزيد ومن آخر من ركب هذا ~~الأسلوب في مكابرة الحقائق، وأضل من ذهب هذا المذهب الغريب، من الاجتراء ~~على الخلق والخالق، المنفتل بقوله: # وقد كان موسى خائفا مترقبا ... فقيرا وآمنت المخافة والفقرا # PageV01P078 # وستأتي قصيدته هذه في موضعها، وتنتظم القصة عنه بأجمعها. وفي هذه القصيدة ~~يقول القسطلي: # ولي الندى أصبحت في دولة الندى ... كأني عدو والبخل في دولة البخل # يقتل أخفى اليأس أحيا مطالبي ... ليالي جل الوعد عن رتبة المطل # وأبدي للسع الدبر وجهي منازعا ... وقد فاز غيري سالما بجنى النحل وهكذا ~~كقول المتنبي: # ولا بد دون الشهد من ابر النحل ... وقال ابتن سارة الشنتريني: # لها قسمة بين الرواة وبينكم ... فمن قسمة ضيزى ومن قسمة عدل # بأفواههم منها جنى النحل كلما ... رووها وفي أستاهكم إبر النحل ومنها: # أواصل آناء الأصائل بالضحى ... وزادي من جهدي، وراحلتي رجلي وهذا مما ~~شرحه وأوضحه أبو الطيب بقوله من المنسرح: # لا ناقتي تقبل سالرديف ولا ... بالسوط يوم الرهان أجهدها # شراكها كورها، ومشرفها ... زمامها، والشسوع مقودها ومنها: # إذا أحفت الفرسان غر جيادهم ... خصفت برجلي ما تمزق من نعلي # PageV01P079 # وإن أقبلوا والمسك يندى عليهم ... أتيت وقد ضمخت مسكا من الوحل # وإن شغلوا لهوا بأنعم كفه ... فخدمته لهوي وطاعته شغلي # أقر عيون الشامتين وليتني ... أبرد ما تطوي الصدور من الغل # أمر بهم ألقلى الثرى وكأنما ... فؤادي من أحداقهن غرض النبل # إذا الأسد الضرغام أنفذ مقتلي ... فما فزعي إلا إلى الأرقم الصل # وإن ذاب حر الوجه من حر نارهم ... فما مستغاثي منه إلا إلى المهل # ومن شيمة الماء القراح - وإن صفا - ... إذا اضطرمت من تحته النار أن يغلي # ولا وزر إلا وزير له يد ... تمل على أيدي الربيع ms0041 فتستملي # أبا الأصبغ المعني هل أنت مصرخي ... وهل أنت لي مغن وهل أنت لي معلي # فأكسولك الأيام من حر ما أشي ... وأملأ سمع الدهر من سحر ما أملي # وحتى متى أعطي الزمان مقادتي ... وقد قبضت كفي على قائم النصل # أيحتقب الركبان شرقا ومغربا ... غرائب أنفاسي وألقاك في الرجل # وينتقل الشرب الندامي بدائعي ... وهيهات لي من لذة الشرب والنقل # وضيف بحيث الطير تدعى إلى القرى ... يضيق به رحب المباءة والنزل # وسيف يقد البيض والزغف مقدما ... يروح بلا غمد ويغدو بلا صقل # وذو غرة معروفة السبق في المدى ... وقد قرح التحجيل من حلق الشكل قوله: " ~~ومن شيمة الماء القراح ".. البيت، هو قول ابن أبي عيينة المهلبي. # ولا بد للماء في مرجل ... على النار موقدة أن يفورا # PageV01P080 # وينظر أيضا معناه - من طرف عليل - إلى بيت عمارة بن عقيل: # وما النفس إلا نطفة بقرارة ... إذا لم تكدر كان صفوا غديرها وأخذه المعري ~~وزاد حتى كاد يخفيه فقال: # والخل كالماء تبدو لي ضمائره ... مع الصفاء ويخفيها مع الكدر وقوله: " ~~وذو غرة " ... البيت، من قول أبي الطيب: # وإن تكن محكمات الشكل تمنعني ... ظهور جري فلي فيهن تصهال وقال أبو ~~العلاء المعري يصف قصيدته من جملة أبيات فقال: # حجلت فلم يرها الذي قيدت له ... وغدت بآفاق البلاد تجول # كالطرف يقلقه المراح صبابة ... بالجري وهو مقيد مشكول وقال أبو الوليد بن ~~زيدون: # ثوى صافنا في مربط الهون يشتكي ... بتصهاله ما ناله من أذى الشكل وكرره ~~ابن زيدون في موضع آخر فقال: # وأن الجواد الفائت الشأو صافن ... تخونه شكل وأزرى به ربط وقال عبد ~~الجليل للمعتمد بن عباد من جملة أبيات هي ثابتة في موضعها مكن هذا المجموع: # PageV01P081 # أتتك على خلائقها جيادي ... وإن كان الضياع لها شكالا وقال القسطلي يمدح ~~المرتضى، آخر ملوك بني مروان، من قصيدة أولها: # جهادك حكم الله من ذا يرده ... وعزمك أمر الله من ذا يصده # وطائرك اليمن الذي أنت يمنه ... وطالعك السعد الذي أنت سعده يقول فيها: # وبيعة رضوان رعى الله حقها ... لمن بيعة ms0042 الرضوان إذ غاب جده # فأصبح في رأس الرياسة ناجه ... ونظم في جيد الخلافة عقده # مسرته مأوى الغريب وستره ... ولذته خير المقل ورفده # وأجناده في موقف الروع روضه ... وأعلامه في مورد الموت ورده # نلاعب آرام الفلا من هباته ... وآرامه غر الطراد وجرده # ونفترش الديباج من جود كفه ... وما فرشه إلا الجواد ولبده # ومن برح البيض الحسان بوجده ... فبالبياض في الهيجاء برح وجده # [وكل إمام ناصر أنت صنوه ... وكل إمام قاهر أنت نده # نموك إلى بيت النبوة وابتنوا ... لك الشرف الفرد الذي أنت فرده # فأفخر بمن قرب النبيين فخره ... وأمجد بمن مجد الخلائف مجده] وله من أخرى ~~في المنصور بن أبي عامر: # ألم تعلمي أن الثواء هو التوى ... وأن بيوت العاجزين قبور # تخوفني طول السفار وإنه ... لتقبيل كف العامري سفير # PageV01P082 # ذريني أرد ماء المفاوز آجنا ... إلى حيث ماء المكرمات نمير # فإن خطيرات المهالك ضمن ... لراكبها أن الجزاء خطير ومنها في وصف وداعه ~~لمن تخلفه، وذكر ابنه الصغير، بما لا شبيه له ولا نظير، ولا مثيل ولا عديل: # ولما تدانت للوداع وقد هفا ... بصبري منها أنة وزفير # [تناشدني في عهد المودة والهوى ... وفي المهد مبغوم النداء صغير] # عيي بمرجوع الخطاب ولفظه ... بموقع أهواء النفوس خبير # تبوأ ممنوع القلوب ومهدت ... له أذرع محفوفة ونحور # فكل مفداة الترائب مرضع ... وكل محية المحاسن ظير # عصيت شفيع النفس فيه وقادني ... رواح بتدآب السرى وبكور # وطار جناح البين بي وهفت بها ... جوانح من ذعر الفراق تطير # لئن ودعت مني غيورا فإنني ... على عزمتي من شجوها لغيور # ولو شهدتني والهواجر تلتظي ... علي ورقراق السراب يمور # أسلط حر الهاجرات إذا سطا ... على حر وجهي والأصيل هجير # وأستنشق النكباء وهي بوارح ... وأستوطئ الرمضاء وهي تفور # وللموت في عين الجبان تلون ... وللذعر في سمع الجريء صفير ومنها: # وقد خيلت طرق المجرة أنها ... على مفرق الليل البهيم قتير # PageV01P083 # ودارت نجوم القطب حتى كأنها ... كؤوس مها وإلى بهن مدير # لقد أيقنت أن المنى طوع همتي ... وأني بعطف العامري جدير ومنها: # ولما توفوا للسلام ورفعت ms0043 ... عن الشمس في أفق السماء ستور # وقد قام من زرق الأسنة دونها ... صفوف ومن بيض السيوف سطور # رأوا طاعة الرحمن كيف اعتزازها ... وآيات صنع الله كيف تنير # وكيف استوى بالبر والبحر مجلس ... وقام بعبء الراسيات سرير # فجاؤوا عجالا والقلوب خوافق ... وولوا بطاء والنواظر صور ومنها: # وضاءل قدري في ذراك عوائق ... جرت لي برحا والقضاء عسير # وما شكر النحعي شكري ولا وفى ... وفائي - إذ عز الوفاء - قصير # أثرني لخطب الدهر والدهر معضل ... وكلني لليث الغاب وهو هصور # وقد تخفض الأسماء وهي سواكن ... ويعمل في الفعل الصحيح ضمير # وتنبو الردينيات والطول وافر ... ويبعد وقع السهم وهو قصير وله من أخرى ~~في ابن أزرق، وهي أيضا من حر كلامه، وسحر نظامه: # أخو ظمأ يمص حشاه سبع ... وأربعة وكلهم ظماء # PageV01P084 # كأنجم يوسف عددا ولكن ... برؤيا هذه برح الخفاء # خطوب خاطبتهم من دواه ... يموت الحزم فيها والدهاء # تراءت بالكواكب وهي ظهر ... وآذن فيه بالشمس العشاء # [فهل نظري تخفى أو بصدري ... وضاق البحر عنها والفضاء] # وكلهم كيوسف إذ فداه ... من القتل التغرب والجلاء # وإن سجن حواه فكم حواهم ... سجون الفلك والقفر القواء # نقائذ فتنة وخلوف ذل ... ألذ من البقاء به الفناء # وإن أقوت مغاني العز منهم ... فكم عمرت بهم بيد خلاء # وإن ضاقت بهم أرض فأرض ... فما بكت لمثلهم السماء # [شموس غالها ذعر وبين ... فهن لكل ضحية هباء] # وكم لبسوا من النعمى برودا ... جلاها عن جسومهم الجلاء # وكم عسفوا إليه لج بحر ... تلاقى الماء فيه والسماء # [فما ظفروا بمثلك نجم سعد ... به لهم إلى الأمل انتهاء] # ولكن عدلوا منه حسابا ... له فيما دعوك له قضاء # كما زجروا من اسم أبيك فألا ... فردت فيه قبل الزاي راء وله من أخرى: # فما تجاوزت قرن الموت معتسفا ... إلا وقرني رخيم الدل بارعه # PageV01P085 # تحيتي منه تقبيل ومعتنق ... يشدني غله عنه وجامعه # لم أخلع الدرع إلا حين شققه ... عن صبح صدري ما تحمي مدارعه # ولا توقيت سهما من لواحظه ... يذيب سيفي وفي قلبي مواقعه # غضن تجرع أنداء الغمام فما ... تطوق الدر ms0044 إلا وهو جارعه # يميس طورا وسكر الدل عاطفه ... وتارة وانثناء الوشي لاذعه # فاستفرغ الخصر كثبانا تباعده ... وأنبت الصدر رمانا يدافعه # فبت تحت رواق الليل ثانيه ... والشوق ثالثنا والوصل رابعه # والسحر يسحر من لفظ ينازعني ... والمسك يعبق من كأس أنازعه # راحا يمد سناها نور راحته ... لولا المها لجرت فيها أصابعه # كأنما ذاب فيها ورد وجنته ... وشجها ريقه المعسول مائعه # فيا ظلام نجوم الليل إذ عدمت ... بدر السماء وفي حجري مضاجعه # [ويا حنين ظباء القفر إذ فقدت ... غزالهن وفي روضي مراتعه # مجال طرفي وما حازت لواحظه ... وحر صدري إذا ما ضمنت أضالعه] # والطرف مرآة عيني أستدل بها ... على الصباح إذا م خيف ساطعه # جونا أزيد به ليل الرقيب دجى ... ويستنير لي الإصباح لامعه # فبات يعجب من ظبي يصارعني ... وقد يرق على ليث أصارعه # PageV01P086 # وما رأى قرنا أعانقه ... إلا وودع نفسا لا تراجعه # حتى بدا الصبح مشمطا ذوائبه ... يطارد الليل موشيا أكارعه # كأن جمع ضلال حان مصرعه ... وأنت بالسيف يا منصور صارعه قال أبو الحسن: ~~قوله " موشيا أكارعه ": جعل ذوائب الصبح مشمطة من ممازجة الليل له، وجعل ~~أكارع الليل موشية من ممازجة الصبح لها، وجعل آخر الليل من مواخره وهي ~~متصلة بأول الصبح، وآخر الصبح من مقادمه وهي المتصلة بآخر الليل، وأصاب في ~~الإشارة إلى التشبيه لأنه أومأ إلى أن الصبح كالثور الوحشي وهو أبيض، ~~والثيران الوحشية كلها بيض، وأكارعها موشية خاصة. وإنما ألم القسطلي في هذا ~~بقول أعرابي يصف ليلة: خرجنا في ليلة حندس قد ألقت على الأرض أكارعها فمحت ~~صور الأبدان، فما كدنا نتعارف إلا بالآذان. وقوله: " فيا ظلام نجوم الليل " ~~... البيت، من مليح المعاني، وقد أخذه إدريس بن اليماني، فقال من جملة ~~أبيات هي ثابتة في موضعها من هذا المجموع: # بدر ألم وبدر الليل ممحق ... والأفق محلو لك الأرجاء من حسد # تحير الليل فيه أين مطلعه ... أما درى الليل أن البدر في عضدي - وله من ~~أخرى في علي بن حمود؛ قال ابن بسام: وهذه القصيدة له طويلة، وهي من ~~الهاشميات ms0045 الغر، بناها من المسك والدر، لا من الجص # PageV01P087 # والآجر، لا بل خلدها حديثا على الدهر، وسر بها مطالع النجوم الزهر؛ لو ~~قرعت سمع دعبل بن علي الخزاعي، والكميت بن زيد الأسدي، لأمسكا عن القول، ~~وبرئا إليها من القوة والحول؛ بل لو رآها السيد الحميري، وكثير الخزاعي، ~~لأقاماها بينة على الدعوى، ولتلقياها بشارة على زعمهما بخروج الخيل من ~~رضوى؛ وقد أثبت أكثرها إعلانا بجلالة قدرها، واستحسانا لعجزها وصدرها، ~~وأولها: # لعلك يا شمس عند الأصيل ... شجيت لشجو الغريب الذليل # فكوني شفيعي إلى ابن الشفيع ... وكوني رسولي إلى ابن الرسول # فإما شهدت فأزكى شهيد ... وإما دللت فأهدى دليل # على سابق في قيود الخطوب ... ونجم سنا في غثاء السيول # [ينادي الثرى لسقام الضياع ... ويشكو إلى الملك داء الخمول] # [وعز على العلم مثواه أرضا ... على حكم دهر ظلوم جهول] # ويعجب كيف دنا من علي ... ولم تنفصم حلقات الكبول # وكيف تنسم آل النبي ... وأبطأ عنه شفاء العليل # وأطواد عزهم ماثلات ... له وهو يرنو بطرف كليل # وأبحرهم زاخرات إليه ... ويرشف في الثمد المستحيل # [تجرأ من جنتي مأرب ... بخمط وأثل وسدر قليل] # PageV01P088 # ومنها: # شريد السيوف وفل الحتوف ... يكيد بأفلاذ قلب مهول # تهاوت بهم مصعقات الرع ... د في مدجنات الضحى والأصيل # بوارق ظلماء ظلم تبيح ... دمى من حمى أو دما من قتيل # فأذهل مرضعة عن رضيع ... وأنسى الحمائم ذكر الهديل # فما تهتدي العين فيها سبيلا ... سوى سبل العبرات الهمول # [ولا يعرف الموت فيها طريقا ... إلى النفس إلا بعضب صقيل] # ركبت لها محملا للنجاة ... وصيرت قصدك فيه عديلي # فردت على عقبيها المنون ... بواق مجير ورأي أصيل # وقد سمتها بنفيس التلاد ... على أنفس ضائعات الذحول # نفوس حنت قوس عطفي عليها ... فكن سهام قسي الخمول ومعنى هذا البيت كقول ~~الرضي مما أنشده الثعالبي: # هن القسي من النحول فإن سما ... طلب فهن من النجاء الأسهم قال الثعالبي: ~~وما أحسن ما جمع بين القسي والأسهم، وما أراه سبق إليه على هذا الترتيب. # قال ابن بسام: وقد قال بعض أهل عصرنا وهو عبد المجيد بن ms0046 عبدون من جملة ~~أبيات هي ثابتة بموضعها من هذا المجموع: # PageV01P089 # جوانح كالقسي رمت ثبيرا ... بفتيان - أقلني - بل نبال وقال أبو العرب ~~الصقلي: # وحط بنا عن ناجيات كأنها ... قسي رمت منا البلاد بأسهم وفي هذه القصيدة ~~يقول القسطلي: # ومن دوننا آنسات الديار ... نهاب الحمى موحشات الطلول # مغاني السرور لبسن الحداد ... على لابسات ثياب الذهول # خطيبات خطب النوى والمهور ... مهارى عليها رحال الرحيل # فمن حرة جليت بالجلاء ... وعذراء نصت بنص الذميل # ولا حلي إلا جمان الدموع ... تسيل على كل خد أسيل # فبدلن من طول خفض النعيم ... بشق الحزون ووعث السهول # ومن قصر الليل تحت الحجال ... بهول السرى تحت ليل طويل # ومن علل الماء تحت الظلال ... صلاء القلوب بحر الغليل # ومن طيب نفح بنور الرياض ... تلظي لفح بنار المقيل # ومن أنسها بين ظئر وترب ... سرى ليلها بين ذئب وغول # ومن كل مرأى محيا جميل ... تلقى الخطوب بصبر جميل # لعل عواقبه أن تتم ... فيهدي الغريب سواء السبيل # إلى الهاشمي، إلى الطالبي، ... إلى الفاطمي العطوف الوصول # PageV01P090 # فسمي جدك عمرو الكرام ... بهشم الثريد زمان المحول # وضيف حتى وحوش الفلاة ... وأهدى القرى لهضاب الوعول # وإن أبا طالب للضيوف ... لأطلب من ضيفه للنزول # يروح عليهم بغر الجفان ... ويغدو لهم بالغريض النشيل # فأنتم هداة حياة ومرت ... وأنتم أئمة فعل وقيل # وسادات من حل جنات عدن ... جميع شبابهم والكهول # وأنتم خلائف دنيا ودين ... بحكم الكتاب وحكم العقول # ووالدكم خاتم الأنبياء ... لكم منه مجد حفي كفيل # تلذ بحملكم عاتقاه ... على حمله كل عب ثقيل # ورحب على ضمكم صدره ... إذا ضاق صدر أب عن سليل # ويطرقه الوحي وهنا وأنتم ... ضجيعاه بين يدي جبرئيل # وزودكم كل هدي زكي ... وأودعكم كل رأي أصيل قوله: " فمن حرة جليت بالجلاء ~~" ... البيت، كقول أبي عبد الله بن شرف القرواني من جملة أبيات: # بات كرسيها الجلاء فأضحت ... في ثياب الجلاء للناس تجلى قال ابن بسام: ~~وانتحى ابن شرف، فيما وصف من فتنة قيروانه # PageV01P091 # منحى القسطلي في شكوى زمانه، والحديث عن الفتن، فكاثر البحر بوشل مشفوه، ~~وجارى الريح بكودن ms0047 لا فضل فيه. وفي القسم الرابع من هذا الديوان جملة من ~~شعره، شاهدة على ما أجريت من ذكره. # وقال أبو عمر في الخليفة خيران العامري صاحب المرية، وهو متوجه إلى ~~سرقسطة سنة سبع وأربعمائة، ورأيت إثبات بعضها لحسنها: # لك الخير قد أوفى بعهدك خيران ... وبشراك قد وافاك عز وسلطان # هو النجم لا يدعى إلى الصبح شاهد ... هو النور لا يبغى على الشمس برهان # إليك شحنا الفلك تهوي كأنها ... وقد ذعرت من مغرب الشمس غربان # على لجج خضر إذا هبت الصبا ... ترامى بنا فيها ثبير وثهلان # مواثل ترعى في ذراها مواثلا ... كما عبدت في الجاهلية أوثان # وفي طي أسمال الغريب غرائب ... سكن شغاف القلب شيب وولدان # يرددن في الأحشاء حر مصائب ... تزيد ظلاما ليلها وهي نيران # إذا غيض ماء البحر منها مددنه ... بدمع عيون تمتريهن أشجان # وإن سكنت عنها الرياح جرى بها ... زفير إلى ذكر الأحبة حنان # PageV01P092 # يقلن وموج البحر والهم والدجى ... تموج بنا فيها عيون وآذان # ألا هل إلى الدنيا معاد وهل لنا ... سوى البحر قبر أوسوى الماء أكفان # وهبنا رأينا معلم الأرض هل لنا ... من الأرض مأوى أو من الإنس عرفان # وصرف الردى من دون أدنى منازل ... تباهى إلينا بالسرور وتزدان # تقسمهن السيف والحيف والبلى ... وشطت بنا عنها عصور وأزمان # كما اقتسمت أخدانهن يد النوى ... فهم للردى والبر والبحر إخدان # ظعائن عمران المعاهد مقفر ... لهن وقعر الأرض منهن عمران # هوت أمهم ماذا هوت برحالهم ... إلى نازح الآفاق سفن وأظعان # كواكب إلا أن أفلاك سيرها ... زمام ورحل أو شراع وسكان # فإن غربت أرض المغارب موئلي ... وأنكرني فيها خليط وخلان # فكم رحبت أرض العراق بمقدمي ... وأجزلت البشرى علي خراسان # وإن بلادا أخرجتني لعطل ... وإن زمانا خان عهدي لخوان # سلام على الإخوان تسليم يائس ... وسقيا لدهر كان لي فيه إخوان # نودعهم شجوا بشجو كمثل ما ... أجابت حفيف السهم عوجاء مرنان # ويصدع ما ضم الوداع تفرق ... كما انشعبت تحت العواصف أغصان # إذا شرق الحادي بهم غربت بنا ... نوى يومها يومان والحين أحيان # فلا ms0048 مؤنس إلا شهيق وزفرة ... ولا مسعد إلا دموع وأشجان # وما كان ذاك البين بين أحبة ... ولكن قلوب فارقتهن أبدان # فيا عجبا للصبر منا كأننا ... لهم غير من كنا وهم غير من كانوا # قضى عيشهم بعدي وعيشي بعدهم ... بأني قد خنت الوفاء وقد خانوا # PageV01P093 # وأفجع بمن آوى صفيح وجلمد ... ووارت رمال بالفلاة وكثبان # وجوه تناءت في البلاد قبورها ... وإنهم في القلب مني لسكان # وما بليت في الترب إلا تجددت ... عليها من القلب الموجع أحزان # هم استخلفوا الأحباب أمواج لجة ... هي الموت أو في الموت عنهن سلوان ~~ومنها: # ولا يأس من روح وفي الله مطمع ... ولا بعد من خير وفي الأرض خيران # متى تلحظوا قصر المرية تنزلوا ... ببحر ندى يمناه در ومرجان # وتستبدلوا من موج بحر شجاكم ... ببحر لكم منه لجين وعقيان # فتى سيفه للدين أمن وإيمان ... ويمناه للآمال روح وريحان # ففضت سيوف حاربته وأيمن ... وشاهت وجوه فاخرته وتيجان # وبالخير فتاح وبالخير عائد ... وبالخيل ظعان وللخيل طعان # لها الكرة الغراء عن كل شارد ... أضاءت لهم منها ديار وأوطان # ورد بها يوم اللقاء زناتة ... كما انقلبت يوم الهباءة ذبيان # بكل كمي عامري يسوقه ... لحر الوغى قلب على الدين حران # حليهم بيض الصوارم والقنا ... لها وحلاهم سابغات وأبدان # فأي صقور قلبت أي أعين ... إلى أي ليث ردها وهي خلدان # عيون بها كادوا العلا ففقأتها ... فهم في شعاب الرشد والغي عميان # PageV01P094 # وما لهم في ظلمة بعد كوكب ... وما لهم في مقلة بعد إنسان # يضيق بهم رحب القصور وودهم ... لو احتازهم عنها كهوف وغيران # وأنسيتهم حمل القنا، فسلاحهم ... عليك - إذا لاقوك - ذل وإذعان # وأنى لفل القبط في مصر موئل ... وقد غيل فرعون وأهلك هامان # حفرت لهم ف يوم قبرة بالقنا ... قبورا هواء الجو منهن ملآن # يطير بها هام ونسر وناعب ... ويعدو بها ذئب وذيخ وسرحان # فلو نشر الأملاك يومك فيهم ... لألقى إليك التاج كسرى وخاقان # ولو رد في المنصور روح حياته ... غداة لقيت الموت والموت غرثان # وناديت للهيجاء أبناء ملكه ... فلباك آساد عبيد وفتيان # جبال إذا ms0049 أرسيتها حومة الوغى ... وإن تدعهم يوما إليها فعقيان # كتائب بل كتب بنصرك سطرت ... ووجهك " بسم الله " والسيف عنوان # هو السيف لا يرتاب أنك سيفه ... إذا نازل الأقران في الحرب أقران # واسمر يسري في بحار من الردى ... بيمناك لكن يغتدي وهو ظمآن # تلألأ نورا من سناك سنانه ... وقد دعت الفرسان للحرب فرسان # فلله ماذا أنجبت منك عامر ... ولله ماذا ناسبت منك قحطان # ولله منا أهل بيت رمتهم ... إلى يدك العليا بحور وبلدان # وكلهم يزهى على الشمس بالضحى ... وبدر الدياجي أنهم لك جيران # وقد زاد أبناء السبيل وسيلة ... وحلوا فزادوا أنهم لك ضيفان # PageV01P095 # فما قصرت بي عن علاك شفاعة ... ولا بك عن مثلي جزاء وإحسان @إيجاز الخبر ~~عن إمارة علي بن حمود الذي ذكر # قال أبو مروان: هو علي بن حمود بن ميمون بن حمود بن علي بن عبيد الله بن ~~عمر بن إدريس بن عبد الله بن حسن [بن حسن] بن علي بن أبي طالب، رضي الله ~~عنهم. د # وذكر ابن قتيبة أن نفرا من ولد إدريس بن عبد الله بن حسن أيام طلبه ~~الرشيد فحبسه عند جعفر بن يحيى فروا إلى المغرب فوقعوا ببلاد أفريقية، ثم ~~رفضتهم آفاقها إلى طرف بلاد البربر فنكحوا إليهم وتبربروا معهم. # قال أبو الحسن: وقد بلغني أن عقبهم إلى اليوم هنالك. وقد قدمت فيما نقلته ~~من كتاب ابن حيان في أخبار الخليفة سليمان السبب الذي أوطأ لعلي ابن حمود ~~ثبجها، وأوضح له منهجها، حتى خرج من عمائها، وعرج إلى شمائها، ونكتب هاهنا ~~ما نصه أيضا أبو مروان من كيفية مقتله وخبره، بقرطبة أوله وآخره، بعد أن ~~نبرأ من التطويل، ونحذف إن احتجنا إلى ذلك بعض الفصول. # PageV01P096 # قال ابن حيان: بويع علي بن حمود في باب السدة من قصر قرطبة يوم الاثنين ~~لسبع بقين لمحرم سنة سبع وأربعمائة، ثاني اليوم الذي أدرك فيه بثأر هشام ~~المؤيد؛ ولم يتخلف أحد عن بيعته، ووصلوا إليه على طبقاتهم، فكرم منازلهم، ~~وأجمل خطابهم، وتسمى ليومه من الألقاب السلطانية بالناصر لدين ms0050 الله: لقب قد ~~سبقه إليه أبو أحمد بن المتوكل العباسي بالمشرق، وتبعه فيه أيضا عبد الرحمن ~~ابن محمد بهذا الأفق. # ولما صارت لعلي بن حمود الخلافة تقدم من القهر للناس بالغلبة والإرهاب ~~لهم بما خامر القلوب من هول سطوته، ولا سيما برابرة العسكر لما أحل بهم من ~~الذل والقتل فدهشوا منه، وقادهم مديدة قود الإبل المخطوطة، وأعدى عليهم ~~الخصوم، حتى صار أقل الرعية يرفع أعتاهم إلى الحكام بما شاء من وجوه ~~الدعاوى فتجري عليهم الأحكام؛ فبرقت للعدل يومئذ بارقة خلب لم تكد تقد حتى ~~خبت، وتبين أن البرابر أطوع خلق الله لمن أخافهم. وجلس علي بنفسه لمظالم ~~الناس، وهو مفتوح الباب، مرفوع الحجاب، للوارد والصادر، يقيم الحدود مباشرا ~~بنفسه، لا يحاشي أحدا من أكابر قومه. فانتشر أهل قرطبة # PageV01P097 # في الأرض ذات الطول والعرض، وسلكت السبل ورخا السعر، وأرقوا الأغذية، ~~وشاموا النساء وطلبوا النسل، وكان أكثرهم يقول بالعزلة، واتخذوا الحلواء ~~على طول عهد بها، ورجوا الإقالة فخانهم الأمل عما قليل، وارتكبوا في ~~المحنة. # ومن بعض ما جرى في مجلس له من مباشرته إقامة الحدود بنفسه، وجلوسه حيث لم ~~يجلس قط خليفة أنه قدم إليه عصابة من البرابر الأكابر في جرائم تجاوزت حد ~~النكال، فأمر بضرب أعناقهم، وعشائرهم ينظرون خفوة لا ينسبون، ولا يجسرون ~~عليه في شفاعة. وبهذا المجلس وشبهه ما فتن أهل قرطبة بابن حمود أشد فتنة. # وخرج يوما على باب عامر فالتقى بفارس من البرابر قدامه حمل عنب، فاستوقفه ~~وقال له: من أين لك هذا العنب - قال: أخذته كما يأخذ الناس؛ فأمر بضرب ~~عنقه، ووضع رأسه وسط الحمل، وطيف به البلد كله. وكل أفعاله كانت حسنة عند ~~الرعية إلى أن أوقعهم في أعظم بلية. # وكان علي بن حمود تلقاعة، شديد الإصابة بعينه، لا يكاد # PageV01P098 # يفتح عينيه على شيء يستحسنه إلا أسرعت الآفة إليه؛ وله في ذلك نوادر ~~عجيبة، ولربما قال للنفيسة من نسائه: واري محاسنك عن عيني ما استطعت، فإني ~~شاح عليك من عيني، وأنا أحب الاستمتاع بك، أو كلاما ms0051 هذا معناه، أخذته عن ~~حظئة له زادتني من عجائبه. # واستمر مع أهل قرطبة نحوا من ثمانية أشهر في أحسن عشرة، ثم آنس منهم ~~الكراهية لدولته، وبلغه أيضا قيام المرتضى بشرقي الأندلس فعزم على إبادة ~~أهل قرطبة وإخلائها، فلا يعود لأئمتهم المروانية سلطان آخر الدهر، ثم يعود ~~إلى ساحله، ويجمع شمل برابرته، فيضرب بهم جميع الأندلس. فانقلب سريعا ظن ~~التجميل الذي كان يظهره لهم وانصرف إلى حزبه البربري فآثره، وأغضى على سوء ~~ما كانوا عليه من الظلم والحيف، فوقع أهل قرطبة وغيرهم في حالتهم مدة ~~سليمان، من استطالتهم عليه. وصب على أهل قرطبة ضروبا من التنكيل والمغارم، ~~وانتزع السلاح منهم، وهدم دورهم، وقبض أيدي الحكام عن إنصافهم، وأغرم ~~عامتهم، وتوصل إلى أعيانهم بأقوام من شرارهم، ففتحوا له أبوابا من البلايا ~~أهلك بها الأمة، وتقربوا إليه بالسعاية، وقرن بجميع الناس الأشراط، ووكل ~~بهم الضغاط، فما شئت من مكشف عن اليمين والشمال، متلول الجبين مذال القذال، ~~قد صار شطر الناس أشراطا على سائرهم، قلما تلقى أحدا منهم إلا بموكل عليه، ~~حتى # PageV01P099 # كأن الكرام الكاتبين بدوا للأبصار، فأخذت على الناس الأقطار، فأظلمت ~~الدنيا وأبلس أهلها وغشيتهم من أمر الله ما غشيهم، فلزموا البيوت، وتطمروا ~~في بطون الأرض، حتى قل بالنهار ظهورهم وخلت أسواقهم، فإذا دنا المساء وكف ~~الطلب عنهم، انتشروا تحت الظلام لبعض حاجتهم. # وامتحن معه جماعة من الأعيان، ممن خدم في مدة سليمان، فاعتقلوا وصودروا ~~بأموال. وامتهن بعضهم بالضرب حتى صانعوا على أنفسهم بجملة من المال ففدوا ~~أنفسهم وأمر بإطلاقهم؛ فلما أحضرت دوابهم للركوب، قبضت جميعها، وانطلق ~~القوم رجلا إلى بيوتهم، فكانت عندهم أعظم آفة جرت عليهم؛ وكان منهم أبو ~~الحزم ابن جهور، وأحمد بن برد الأكبر وغيرهما. فهذه جملة من أخباره، في ~~حالي صلاحه وفساده، ووقتي رضاه وسخطه. # @كيفية مقتله # فلما شنأته القلوب، وأثقلته الأوزار، والتقت عليه الأكف، وخلصت فيخ ~~النجوى، وتوالى عليه الدعاء، نظر الله إلى عباده، وسلط عليه أضعف الخليفة: ~~صبيانا أغمارا من صقالبة بني مروان كانوا أقرب الناس إليه ms0052، وأدناهم من ~~حرمته، وأحقرهم في عينه، جسرهم الله تعالى على الوثوب عليه بموضع أمنه، في ~~حمام قصره، لا عن مواطأة من # PageV01P100 # أحد إلا ما ألقاه الله تعالى في نفوسهم له، وكانوا ثلاثة من الصقلب ~~رفقاء، فيهم وصيف حسن الوجه جدا كان يخف عليه اسمه: منجح ولبيب وعجيب؛ ~~دبروا جميعا عليه فقتلوه ليلا غرة ذي القعدة من سنة ثمان وأربعمائة، وقد ~~دخل الحمام سحرا فابتدره منجح بكوب نحاس ثقيل صبه على رأسه، فشجه فغشي ~~عليه، ونادى صاحبيه فوجدوه بالخناجر حتى برد، وسدوا عليه باب الحمام، ~~وتسللوا وصعدوا إلى سقف بعض القصور، وكمنوا في مخاب هنالك كانوا يعرفونها ~~فلم يحس بهم. ولما استطال نساؤه بقاءه بالحمام دخلن عليه، فلم يرعهن إلا ~~مسيل دمه، وهو قتيل ممزق الإهاب. ولم يستتم النهار حتى صح عند الناس مقتله ~~وخبر الفتك به؛ ففرج عنهم غم عظيم، وابتهلوا بشكر خالقهم. # واجتمعت زناتة ووجهوا من حينهم إلى أخيه القاسم صاحب إشبيلية يومئذ، ~~فوافى قرطبة رسوله ليقف على صحة وفاة أخيه بالمعاينة، وخاف أن تكون حيلة ~~منه عليه هنالك، فكشف له عنه وتحققه، فانكفأ إلى صاحبه، ولحق القاسم فأخرج ~~إليه جسد أخيه، فصلى عليه وأمر بإنفاذه إلى مدينة سبتة فدفن بها. # PageV01P101 # كانت مدة علي بن حمود - من يوم قتل سليمان إلى يوم قتل - واحدا وعشرين ~~شهرا وسبعة أيام؛ فانقضى أمر علي على هذه السبيل، وصار خامسا لمغتالي ~~جبابرة الملوك في الإسلام بأيدي عبيدهم وأتباعهم في الحمام خاصة: أحدهم ~~الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون، ثم أبو سعيد الجنابي صاحب ~~القرامطة، ثم الديلمي المنتزي باصبهان بعد الثلثمائة، ثم ناصر الدولة الحسن ~~بن حمدان المنتزي بالأندلس بعد الأربعمائة، مع مزيته عليهم ببراعة الشرف ~~وحرمة القرابة، فاغتدى علي في ذلك القران بسوء مصارع هؤلاء المبعوثين آية ~~وموعظة. على أن قتل الملوك والأثمة بأيدي الفحول من عبيدهم وأصحابهم - من ~~غير هذا النمط وعلى خلاف هذا - كثير يشق إحصاؤهم والله بأنبائهم البالي ~~سرائرهم. وكان الأغلب على علي بن حمود السخاء والشجاعة على عطوله ms0053 من الفهم ~~والمعرفة، وبراءته من الخير جملة. # PageV01P102 # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي حفص بن برد الأكبر # @وإثبات جملة ما انتخبته من نظمه ونثره، # @مع ما يتعلق بذكره: # قال أبو الحسن: كان أبو حفص في ذلك الأوان واسطة السلك، وقطب رحى الملك؛ ~~استقل ببهائه وجلاله، ورفل في بكره وآصاله، وبرز على نظرائه وأشكاله. وبنو ~~برد ينتمون لبني شهيد بالولاء. # وقلد أبو حفص هذا ديوان الإنشاء بعد ابن الجزيري ثم كتب عن سليمان ~~المستعين وغيره من أمراء الفتنة فأسمع الصم بيانا، واستنزل العصم إبداعا ~~وإحسانا؛ وقد أخرجت من رسائله، ما يعرب عن فضائله، ويوضح مشهور دلائله؛ ~~وكانت وفاته بسرقسطة سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وقد نيف على الثمانين. # PageV01P103 # @ما أخرجته من ديوان رسائله في أوصاف مختلفة # فصول له من العهد المعقود للناصر عبد الرحمن بن أبي عامر: # هذا ما عهد به أمير المؤمنين هشام المؤيد بالله - أطال الله بقاءه - إلى ~~الناس عامة، وعاهد الله عليه من نفسه خاصة، وأعطى به صفقة يمينه، بيعة ~~تامة، بعد أن أمعن النظر، وأطال الاستخارة؛ وأهمه ما جعل الله له من إمامة ~~المسلمين، وعصب به إمرة المؤمنين، واتقى حلول القدر بما لا يؤمن، وخاف نزول ~~القضاء بما لا يصرف، وخشي - إن هجم محتوم ذلك عليه، ونزل مقدوره به، ولم ~~يرفع لهذه الأمة علما تأوي إليه، ولم يوجرها ملجأ تنعطف عليه - أن يكون ~~بلقاء الله تعالى مفرطا إليه، ساهيا عن أداء الحق إليها. وتقصى عند ذلك ~~طبقات الرجال من أحياء قريش وغيرها، ممن يستحق أن يسند الأمر إليه، ويعول ~~في القيام به عليه، ممن يستوجبه بدينه وأمانته وهديه ورعيه، بعد اطراح ~~الهوادة، والتبرؤ من الهوى، والتحري للحق، والتزلف إلى الله تعالى بما ~~يرضيه، وإن قطع الأواصر وأسخط الأقارب، عالما أن لا شفاعة عنده أعلى من ~~العمل الصالح، [وموقنا أن لا وسيلة إليه أزكى من الدين الخالص] ؛ فلم يجد ~~أحدا هو أجدر أن # PageV01P104 # يقلده عهده، ويفوض أمر الخلافة إليه بعده، في فصل نفسه، [وكرم خيمه] ، ~~وشرف مركبه، وعلو منصبه ms0054، مع تقواه وعفافه، ومعرفته وإشرافه، وحزمه وثقافه، ~~من المأمون الغيب، الناصح الجيب، النازح على كل عيب، ناصر الدولة أبي ~~المطرف عبد الرحمن بن المنصور بن أبي عامر، وفقه الله. # وفي فصل منه: مع أن أمير المؤمنين - أيده الله - بما طالعه من مكنون ~~العلم، ووعاه من مخزون الأثر، أمل أن يكون ولي عهده القحطاني الذي حدث عنه ~~عبد الله بن عمرو بن العاص بتحقيق ما أسنده أبو هريرة إلى النبي صلى الله ~~عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ". ~~فلما استوت له به الأخبار، وتقابلت عند فيه الآثار، ولم يجد عنه مذهبا، ولا ~~إلى غيره معدلا، خرج إليه عن تدبير الأمور في حياته، وفوض إليه النظر في ~~أمر الخلافة بعد وفاته. # وله فصل من رقعة كتبها عن المظفر بن أبي عامر يقول فيها: وإن من أعجب ~~العجائب ما يجترئ عليه بعض أهل خدمتنا من نبذ عهودنا إليهم بعد توكيدها، ~~وحل عقودنا عليهم بعد تشديدها، ساهين عما يتعرضون له من النقمة، لا يحذرون ~~وقوع المحذور، ولا # PageV01P105 # يتوقعون حلول التغيير، قد وله أفئدتهم جهل الواجب، وران على قلوبهم ما ~~أضاعوه من الحق، فلم يرجوا لله وقارا، ولا وفوا سلطانه إجلالا وإكبارا. وقد ~~قال بعض السلف الصالح: إن من إجلال الله إجلال السلطان عادلا كان أو جائرا. ~~ولا أحسب الذي غرهم بنا، وجرأهم علينا، إلا ما وهب الله تعالى لنا من الحلم ~~مع المقدرة، والكظم عند الحفيظة. وذلك وإن كان سجية غالبة، وخليقة لازمة، ~~فرب شنع تحت مخيل النعماء، وغصص في شهي الغذاء، وشرق في نمير الماء. وبين ~~أيديكم - معشر الخدمة - ولا أخص بندائي صغيرا ولا كبيرا، ولا أعني بعيدا ~~دون قريب، ولا أنبه غائبا دون شاهد، ونصب أعينكم، وحشوا أسماعكم عهد ~~المنصور، رضي الله عنه، لم يقدم زمانه فينسى، ولا أتت دونه الدهور فيبلى، ~~ثابت على جماعتكم، ولازم لكافتكم، من خاص وعا، ودان وشاحط، صدره التوبيخ ~~باستكتاب الجهلة، واستعانة الضعفة، واستكفاء العجزة، ممن قلت معرفته، ~~واتضعت همته ms0055، فلم يبلغ أن يحكم الخط فيقيم حروفه، ويراعي المداد فيجيد ~~صنعته، ويميز الرق فيحسن اختياره، وعجزه الحزم النافذ والحكم الصادع، بأن ~~تكون صدور كتب الاعتراضات وعنواناتها وتواريخها والأعداد في رؤوس رسومها، ~~بخطوط أيدي القواد والعمال، من كان منهم كاتبا فبيده، ومن لم يكتب # PageV01P106 # فبخط كاتب له معروف، وأن تكون تسمية طبقات الأجناد فيها قائمة الخطوط ~~بينة الحروف، وفي تضاعيفه ألية نحن أولى من أبرها، ووفى بها؛ على أنه إن ~~ورد لأحد من الخدمة بعد وصول ذلك العهد إليه كتاب اعتراض أو عمل في رق ردي، ~~بمداد دني، أو خط خفي، فيه لحن أو كتاب على بشر في عدد أو رأس رسم ما لم ~~يخف أو يقع في حشو الكتاب ويعتذر منه، ليبطلن سعي كاتبه فيما كتب، وليعاجلن ~~بعقوبة العزل وإغرام المال الثابت عدده في القنداق. # وفي فصل منها: وإن قوما من خدمة الحضرة قد عادوا لما نهروا عنه، فكتبوا ~~الخط الدقيق في دني الرقق، دقة من هممهم، ودناءة في اختيارهم، وجهلا بأن ~~الخط جاه الكتاب، وسلك الكلام، به ينظم منثوره، وتفصل شذوره، ونبله من نبل ~~صاحبه، وهجنته لاحقة بكاتبه، ما اقترفوه من العصيان، وأقدموا عليه من خلف ~~السلطان؛ وأنا أعطي الله عهدا لئن ارتفع إلى - بعد بلوغ عهدي هذا أقصى حدود ~~المملكة، وانتهائه أبعد أقطار الطاعة - كتاب على الصفات المذمومة والأحوال ~~المسخوطة، من رق أو مداد أو خط، لأوفين لصاحبه بما قدم إليه من الوعيد إن # PageV01P107 # شاء الله؛ فليحذر من حضر منهم أو غاب أن يخالف ما حددناه، أو يجوز ما ~~شرعناه. # وله عنه إلى هذيل بن رزين: # أما بعد - آتاك الله رشدك، وأجزل من توفيقه قسطك - فإن الله تعالى خلق ~~الخلق غنيا عنهم، وأنساهم بمهل غير مهمل، بل ليحصي آثارهم، وليبلوا ~~أخبارهم؛ وجعلهم أخيافا متباينين، وأطوارا مختلفين؛ فمنهم المختص بالطاعة، ~~ومنهم المبتلى بالمعصية، وبين الفريقين أقوام خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ~~عسى الله أن يتوب عليهم؛ ولو شاء الله لكان الناس أمة واحدة ولا يزالون ~~مختلفين، ولذلك خلقهم. والسعيد ms0056 من خاف ربه، وعرف ذنبه، وبادر بالتوبة قبل ~~فواتها، واستعطى الرحمة قبل منعها. وإن كنت تركت قصدك، وخالفت رشدك، ونكبت ~~عن سبيل سلفك، فلم يوحشك ممن شردت عليه مكروه نالك به، ولم يؤنسك ممن جنحت ~~إليه، أمل لم تطمع فيه إلا لديه، بل كنت من المخاوف، بعيدا من # PageV01P108 # المكاره، قريب المكانة، رفيع الدرجة، مصدرا في أهل النصيحة والثقة؛ خلا ~~أنه حدث بينك وبين الحاجب ما لم يزل يحدث بين القواد والعمال على قديم ~~الزمان مما لم يبلغ أن يخرج ذا الرأي الأصيل عن طبقته، ولا يجاوز أن يزيد ~~المحنق على المحك في خصومته، والله عليم أن أمير المؤمنين لم يبخسك في تلك ~~الهبات حظا، ولا أولاك إعراضا، ولقد اعتنى بمصلحتك، وعزم على إزاحة علتك، ~~حتى يتهيأ من ذلك ما يفي بأملك لو انتظرته، واستقام فيه ما يزيد على طلبتك ~~لو صبرت عليه، ولك في القدر المقدور فسحة، وفي القضاء المحتوم مندوحة؛ ولن ~~تضيق بك السبيل عند أمير المؤمنين، وأنت بين طاعة سالفة، واستقامة موروثة، ~~وبين إنابة منتظرة، وتوبة متقبلة، فإحدى الحالتين تحط الذنوب الكبيرة، ~~وتغطي على العيوب الكثيرة؛ فالآن - عصمك الله - واللبب رخي، والمركب وطي، ~~وبابك إلى رضى أمير المؤمنين مفتوح، وسبيلك إلى حسن رأيه سهل، ولا يذهب بك ~~اللجاج إلى عار الدنيا ونار الآخرة - إياك ومصارع الناكثين، وحذار موارط ~~الغادرين. # وله من أخرى عن سليمان إلى جماعة العبيد: # إن الله تعالى قسم لأهل بيتنا بني أمية من السلطان الموصول لهم بخلافة ~~النبوة ما حازه لهم دون سائر قريش، وسراة رجالها وافرة، وبيوت شرفها عامرة، ~~فكان أول من أجمع عليه خيار الصحابة بالشورى والاختيار عثمان بن عفان أمير ~~المؤمنين ذو النورين، وصهره عليه # PageV01P109 # السلام مرتين، فلم ينكر فضله هاشمي، ولا دافع إمامته قرشي، ولا نازعه ~~الخلافة عربي ولا عجمي؛ ثم غلب الشقاء على أقوام فنالوا منه ما انفتح عليه ~~باب الفتنة، إلى يوم القيامة، فيالها مصيبة صدعت شمل المسلمين، وأوهنت ~~أركان الدين؛ وافترق أهل الإسلام بعده فرقتين، ثم لم تجتمعا ms0057 إلا على رجل ~~منا، لرضاء الله عن سيرتنا، وأنس المسلمين إلى حسن مأخذنا، وفضل سياستنا؛ ~~فكانت الجماعة على معاوية بن أبي سفيان كاتب الوحي وصهره عليه السلام ~~ورديفه؛ فبلغ من ضبط الأمور، ولين الولاية، وجهاد العدو، وجباية الفيء، وبث ~~العدل، وإدرار العطايا، ما لا يجهله ملي ولا ذمي. وورثه ابنه وابن ابنه؛ ثم ~~صير الله تعالى خلافته إلى مروان بن الحكم جدنا الأعلى أمير المؤمنين، دوسر ~~قريش المفتي بتوفيقه، والحاكم في الأمة بتسديده؛ فألقت إليه بالمقاليد ~~الكافة، وتداولها بنوه آباؤنا الخلفاء الراشدون بالمشرق والأندلس إلى يومنا ~~هذا، والله متم نعمته علينا كما أتمها على آبائنا من قبل، إن ربنا حكيم ~~عليم. # وفي فصل منها: ولم تزل الأثمة منا مقبلة على مواليها، مختصة لعبيدها، ~~تقدمهم في الثقة، وتقربهم بالمودة، وتعدهم لحوادث الأمور، وتقذف بهم في ~~معضلات الخطوب، فيتولون من اجتهادهم لهم ما أوجبت لهم منهم المحبة الخالصة، ~~حتى شرف القوم ونبلوا، وسما ذكرهم ونسبوا إلى مشهور أنسابهم، ومذكورين ~~بيوتاتهم؛ فهم الذين تسمعون عنهم وتعرفون رياستهم كآل خالد، وبني أبي عبدة # PageV01P110 # وبني شهيد، وبني بسيل، وبني حدير، وغيرهم من أشراف موالينا. وقد أفضى ~~الأمر إليكم، معشر الموالي؛ فهذا اسمكم إذ قد رفع الله عنكم العبودية به، ~~وأخرجكم من رق الملكة، وصيركم منا، وخلطكم بنا، وأفضى بأنسابكم إلينا، ~~والولاء لحمة، فمولى القوم منهم، وملعون من انتمى إلى غير أبيه، وادعى إلى ~~غير مواليه. هذا حكم الديانة على لسانه عليه السلام؛ وأما حكم الدنيا وسير ~~أهل السداد والصلاح فيها، فلا يخرج أيضا أن يكون ضلعكم معنا، وميلكم إلينا، ~~وتعصبكم لنا، فنحن أحق الناس بكم، وأجدر أن نعمل عمل آبائنا في أمثالكم، من ~~مواليهم الذي أجرينا ذكرهم، فإن نقمتم حالا مزقت الشمل، ونعيتم أمرا صدع ~~الجمع، فتلك الفتنة التي يعق فيها الابن أباه، ويقتل لها المسلم أخاه، ~~أجارنا الله وإياكم منها، وكشف لنا ظلمتها. # وفي فصل منها: ولعلنا فيما ساءكم من تلك الهنات، ونالكم من الفجعات، أوجع ~~قلوبا، وأشد غموما. فسبحان من لو شاء لأطلعكم ms0058 على غيبنا فيكم، وعرفكم ~~إشفاقنا عليكم؛ وكيف لا يكون ذلك وكذلك وما زلتم الشعار والدثار، لا نؤثر ~~عليكم، ولا نثق إلا بكم - فإن يكن الشيطان قد نزغ بما نزغ به بين ابني آدم ~~فمن بعدهما من ذريته، فقد آن أن تثوب الحلوم فتعود السيوف في أغمادها، ~~والنبال في كنائنها # PageV01P111 # ونحن نعاهد الله ألا نؤاخذ أحدا بذنب، ولا نناله بعقوق له ولا بأذى، ولا ~~ننطوي له على إحنة، بل نغفر ونصفح ونزيد في العطاء، ونترككم بمواضعكم التي ~~ارتضيتموها، تدر عليكم جباياتها، وتخصكم منافعها، ولا ننسئ في أموركم إذا ~~سمعتم وأطعتم. # وله عنه إليهم في مثل ذلك من رقعة، يقول في فصل منها: # زعم كاتب صحيفتكم أنه ما دامت خلافة سلفنا إلا بطبقتكم، ولا عزت إلا ~~بدعوتكم، وهذا قول من لا علم له، فلم تظهر طبقتكم إلا حديثا، ولا كثر عددكم ~~إلا قريبا، ولم تزل الخلافة عزيزة، والسلطان قائما بأولياء الحق وأنصار ~~الدين، العارفين بفضل الطاعة وموقعها من رضاه تعالى، وبنقص المعصية وموقعها ~~من سخطه. والمنة عليكم لمن عرفكم - معشر العبدى - بالله، وأدخلكم في دينه، ~~واستنقذكم من الضلالة، وأخرجكم من الكفر، ثم اصطنعكم ونوه بكم بالتصرف في ~~الخدمة، فنلتم بذلك البغية، وهيهات أن تقضوا الحق كله، فأقصروا عن شأوكم، ~~فذلك أولى بكم. # وفي فصل منها: وأقسمتم على أن من حسبناه من رؤسائكم كان أولى بالسياسة، ~~فأني لكم ذلك وما أنتم منه - وإنما مدبرون مسوسون أتباع مربوبون؛ وسر ~~التدبير نازح عنكم، والسياسة القويمة محجوبة # PageV01P112 # دونكم؛ ومتى بلغكم قط عن عبد ثرب على مولاه فأفلح، أو سمعتم بجند شغب على ~~مدبره فأنجح - والحق لا يضره قلة أهله، والباطل لا ينفعه كثرة جمعه، فإن ~~العاقبة للمتقين، وحزب الله هم الغالبون؛ مع أن سفهاء كل طبقة أكثر من ~~حلمائها؛ وقد رأيتم قديما نتيجة آراء السفهاء، وكيف أخنى على أهله بموت ذلك ~~التدبير، وطالما جهدنا في الصلاح، وحاولنا قطع الشغب، ودفت الفنتة، فأبى ~~الله إلا ما أراد على أيدي رؤسائكم، الذين أتيتم على عهدهم. وأما من طلبنا ms0059 ~~من أصحابكم فإنهم قوم خدموا العمالات، تصرفوا في الولايات، وعابوا على ~~الجباة، وخلدت عليهم في الديوان الحسبانات؛ فهم الذين طولبوا في سبيل الحق، ~~ورمي منهم دون الكل بالبعض، وأخذ فيهم وفي أسبابهم بالرفق دون العنف ~~فاعتدوه ظلما، وغلى صلاح مآل أمرهم إذ قوربوا، والجميع على ذلك في خير من ~~العافية، وبحظ من الكافية، وأمد من النظرة، إلى أن يأذن الله ببلوغ ما يشاء ~~من المدى. وليس كل ما يبلغكم من التشنيع ويتصل بكم من الإرجاف يلتفت إليه ~~ذوو العقول، ولا يصغي إليه أهل التحصيل. # وفي فصل منها: وأما ما ألصق بكم كاتب صحيفتكم إذ قال: إن لم يعمل بما ~~أردتم أجبتم دعوة من يناديكم؛ فليت شعري من ذا المنادي الذي إليه تلوى ~~الأعناق عنا، أم إلى تفزعون إن فارقتم عصمتنا - أما إن غركم الشيطان، ~~وأسلمكم الخذلان، لتقرعن من الندم الأسنان، بحيث لا ينفعكم أسف، ولا يجدي ~~عليكم لهف؛ والله تعالى ودينه وخلافته في غنى عمن عند عليه وحاده، وألحد في ~~الإسلام عنه وشاقه، وخرج عن الجماعة، وشق عصا الأمة، واستخف بحقوق # PageV01P113 # الأئمة، ونازع الأمر أهله، واعترض من الرأي فيما ليس من شأنه على من صيره ~~الله اليه، وأسلمه في يديه، واجتباه واصطفاه على علم به. ولولا أن أمير ~~المؤمنين عرف أن ملأكم لم يجتمع على هذا الكتاب، وتيقن أن أهل السداد منكم ~~لم يرضوا هذا الخطاب، لكان له في ذلك نظر يقيم الأود، ويعدل الميل، مع أن ~~الحلم والكظم من أخلاقه، والرفق والأناة من شيمه؛ فاقبلوا أدبه، وانتفعوا ~~بموعظته، فلو كشف لكم الغطاء واجتلى عليكم الغيب، لعلمتم أن أمير المؤمنين ~~لا ينام عن مصالحكم، ويني في منافعكم، ولا يسعى إلا فيما يرد ألفتكم، ويجمع ~~كلمتكم. # وله عنه من أخرى إلى ابن ... # إن العاقبة للتقوى، وإن كلمة الله هي العليا، ولا تبتئس فإن الحق دامغ ~~الباطل، وإن لاحت للكذب بارقة، وهبت له نافحة، فإنما ذلك استدرج لأهله، ~~وإملاء لحزبه؛ ثم يأخذهم بما اجترحوا، ويوبقهم بما اكتسبوا؛ وقد علم الناس ~~أن هذين ms0060 الخارجين علينا، الناكثين بيعتنا، موسومان بإحسانا. أما الطالبي ~~فرفعناه من أوضع ملاحق الجند إلى أعلى مراتب أهل الخطط، ونوهنا بذكره، ~~وأشدنا باسمه، وأشركناه في سلطاننا، وصرفنا إليه طائفة من جندنا # PageV01P114 # ووثقناه هم من أعمالنا. وأما المعيطي فإن البلاد نبت بجده فلفظته إلى ~~جدنا رضي الله عنه، فآواه وواساه؛ وامتثلنا مثل ذلك في هذا الضعيف المتعير، ~~فوهبنا له خطير ما استوهب، ويسرنا عليه عسير ما طلب، وألحقناه بثقاتنا. ~~فاستبقا في ميدان الغدر، وجمحا إلى مدى الغمط والكبر، جاحدين بحقنا، ~~منتحلين لما لم يجعلهما الله له أهلا. وأمير المؤمنين دافع لهما بحقه ~~عليهما، ومستعين بالله ثم بإحسانه إليهما. # وفي فصل منها: وأما ما وصفت به نفسك، وعرضته علينا من مجاهدة المارقين، ~~ومناضلة الناكثين، وضمنته من حشد الأجناد قبلك، واستنفار أهل عملك، وما ~~سمحت به من الإنفاق على جميعهم من مالك، فأنت أهل لكل ذلك، وخليق بالوفاء ~~به، وقد بذلت جهدك، وقضيت حق إمامك، فأرضيت ربك، وزكيت نفسك، ورفعت في ~~الغابرين ذكرك؛ وصدقت ظن أمير المؤمنين، وحققت تفرسه فيك، وهو يرجو أن ~~يجتزئ بمن حوله من أنصاره، ويكتفي بمن في حضرته من الأجناد، فهم على أجمل ~~بصيرة في نصره، وعلى أثبت نية في الذب عن سلطانه، والله يعينه وإياهم ~~ويؤيده معهم، وإن احتاج إليك فما أطيب نفسه عليك، وأوثقه بإجابتك أو دعائك، ~~بارك الله فيك، ومتعه بك، فأنت سيفه الفاصل، وسهمه النافذ. # PageV01P115 # وله عنه إليه أيضا: ويجب أن تزيد في رتبتك، وتهذب جمال جهتك، وتسعى في ~~توفير محاسنك، وتكثير مناقبك؛ وإن كنت بحمد الله ومنه كامل الأدوات، كثير ~~الحسنات؛ ولكن الزيادة من فضل الله محبوبة من النجباء، مطلوبة من النبلاء؛ ~~وأنت صدرهم السابق وهاديهم المبرز؛ وقد نبذنا إليك في كتابنا مع فلان نبذة ~~لم نضعها دون غاية البيان، ولم يسعنا إلا إيضاح الدليل وإقامة البرهان. # وله عنه إلى منذر بن يحيى: وأما أمر علي بن حمود فعلى ما أعلمناك به من ~~الضعف والوهن، وإنما يطمع في من عندنا والله يبطل طمعه، وقد أوحشنا ms0061 بطء ~~أخبارك عنا، وإن كنا لا نشك في أنك على جميع ما تصرفت به، وفي كل ما تقلبت ~~فيه، كما نحبه ونهواه، فذاك حظك منا، وموقعك من ثقتنا، وعلى ذلك فإن بواعث ~~الإشفاق جمة، وعوارض التوقي كثيرة، وقد توالت المحن، وطالت الفتن، ونجم ~~النفاق، وشاع الخلاف أهواء أوليائنا. # وله من أخرى إلى ابن صمادح: وإن للبغي مصارع لا تعدو أهله، وللنكث عواقب ~~لا تخطى معتقده، وقد علمت الكافة ما أولاه أمير المؤمنين فلانا من إحسانه، ~~وأفاضة عليه من معروفه، فرفعه من الحضيض، وانتعشه عند الجريض، ونوه به بعد ~~الخمول، وكثرة وهو قليل، فلم يشكر الله نعمة، ولا وفى له بذمة، وظل يبني ~~الغدرة على غير أس فخر بناؤه، وانتضل في الرميات في غير هدف فصافت سهامه # PageV01P116 # وأصحابه يتساقطون علينا في كل حين أفواجا، ويتتابعون إلينا نزاعا أرسالا، ~~لما يبدو من ضعف آرائه، وخبث مذاهبه، وقبح غدره، وتناكب أمره، حتى اتسع ~~عليه الخرق، وأعضله الفتق، واستنفر له وجه الخلائق، وأسلمه غرور الشيطان، ~~فأصبح نادما سادما، وأمسى حائرا بائرا، ونكال الله تعالى نازل به، وسخطه ~~منزل عليه، وبأسه منصرف إليه. # وفي فصل من أخرى: أنالك في فلتات تحجب حسن الظن بمن أسبغت عليه النعمة، ~~ووجبت لربه الحجة في أداء النصيحة. وقد اندرجت في أثناء هذه الفتنة خطوب ~~استعمل فيها أمير المؤمنين الثقة بمن لم يتق الله في النصيحة له ولرسوله ~~عليه السلام ولخليفته ولجماعة المسلمين، ولم تصدق نيته ولم يصح خبره، ولا ~~رأي لمكذوب. فأوطأه عشوة، وزخرف له كذبة على إثر كذبة، ومنى الأماني، وقرب ~~المواعيد، ونمق الزور، ولبس الأمور، وأمير المسلمين يوجس الخيفة، ويخشى ~~الخديعة، ويرى أعلام الريبة، حتى وضح الفجر، وصرح عن زبدته المحض، وليس هو ~~بأول من أحسن فضاع إحسانه، واصطنع فسقطت صنائعه. وفي فضل الله عوض من كل ~~فائت، وفي جزائه خلف من كل ضائع، وفي إقبال رحمته غنى عن كل مدبر، وللأيام ~~عقب تديل الكره بالرضى، وتنسخ الشدة بالرخا. # وله من أخرى عن علي بن حمود إلى ms0062 منذر بن يحيى: وما أنكرت شيئا مما ذهبت ~~إليه من التأني والتثبت، ولا اعتقدنا إلا رأيك في نظر الاجتماع، وترقب ~~الالتئام، لترتفع الشبهة وينجلي الشك، وإن كان مذهبنا في هذه الأمة مشهورا، ~~واحتسابنا الأجر في صلاحها معروفا # PageV01P117 # وقيامنا لنصرها وسخاؤنا بأنفسنا وأموالنا لاستنقاذها، لا ننوي إلا وجهه ~~تعالى، وإلا فقد علم من عرفنا، وأيقن من أنصفنا، أننا كنا عيش هني، ولبب ~~رخي، وعمل واسع، ومال وافر، وجند مطيع، وحصن منيع؛ وفي دون ذلك ما أقنع من ~~عرف الدنيا بحقيقتها، وأجزأ من أنزلها منزلتها؛ وما كفى من لا يعدل ~~بالسلامة ولا يبيع بالغبن، ولا يركب الأهوال، ولا يقتحم المهالك، مغررا ~~بدمه، مخاطرا بنفسه، لحطام تافه، وظل زائل، ومتاع قليل، وانا لنرجو منه ~~تعالى أنه لم ييسر ما يسر من آمالنا إلا عند اطلاعه على نيتنا فيها، فنحن ~~بعين الله، ونواصينا بيده، والملك والأمر له. # وفي فصل: والشروط التي خططتها بيدك، وأردت معرفة رأينا بإمضائها، فإنها ~~لعمر الله قليلة في استحقاقك، ولو اتسعت البلاد لأضعاف ما تليه، لكنت لذلك ~~عندنا أهلا في كفايتك وضلاعتك وضبطك وحزمك. فأما الاعتماد عليك في الرأي ~~والقصد إليك بالمشورة فهو الذي لا نعدوه بك ولا نجاوزه فيك، ونحن بذلك ~~أحظى، والفائدة لنا فيه أعلى. # وقد أنفذنا كل ما دعوت إليه من تنفيذ سجلاتك على ما في يديك من الأعمال، ~~واعتقدنا لك ولجميع أهل الصغور - حرسهم الله - الأيمان المنعقدة والأقسام ~~المغلظة لا تدخل عليهم داخلة يكرهونها، ولا يكلفون كلفة يستثقلونها؛ ولا ~~يخالف بهم طريقة يرضونها، ما سمعوا وأطاعوا. # وفي فصل: ووصيتك بأهل قرطبة وغيرهم مقبولة، ونصيحتك فيهم متبوعة، ولن ~~يروا منا، ولن تسمع فيهم عنا، إلا كما يعجبك # PageV01P118 # ويسرك، ويجذلك ويبهجك؛ وإنما هدى الله أولهم بأولنا، وأسبغ النعم على ~~سلفهم بسلفنا؛ وهل يؤملون أحنى عليهم وأرأف بهم منا - أم هل لمت آتاه الله ~~رشده، وشرح بالإيمان صدره، رغبة عنا - وهل ينكر فضلنا إلا جاهل مكابر، أو ~~يدافع حقنا إلا معاند خاسر - # وله من أخرى: بلغنا جوابك ناكبا عن ms0063 الحق، بعيدا عن الإنصاف، خلوا من حسن ~~المعاملة، بداية بالامتنان بما كان منك، بما لو اقتنعت فيه بما بذلنا من ~~الشكر لركبت سنن المنصفين، وسلكت سبيل المحسنين، فقد قيل: إن الشكر وإن قل، ~~ثمن لكل نوال وإن جل؛ كما قيل: إن المنة تفسد الصنيعة. ولو نظرت في أخبار ~~الماضين، وكشفت عن سير الأولين، لوجدت ملوك الأمم على قديم الزمان قد ~~تعاملت بالتعاون، وتواصت بالترافد، وإن شحطت ديارها، واختلفت أديانها؛ ~~وجعلت ذلك بينها حقوقا تقضى، وفروضا تؤدى، فالدهر أطور والأيام دول. وقد ~~علمت أن الذي سامحتنا فيه لم تقدم إليه إلا على شروط اشترطتها، وأطماع ~~استدعيتها، فقضيناك كل ما ملكناه، تقدمت، ولا صحبة سلفت، ولو هربت عن هذا ~~الجفاء دهرك، وأنفقت في السلامة من هذا الخطل عمرك، لكنت لنفسك ناظرا، وفي ~~صفقتك تاجرا؛ فإن كنت أردت معرفة العي، كفى بذلك عيا من القول، وزللا من ~~الرأي. وإن قلت إنك لم تعرف مكاننا من الخلافة # PageV01P119 # ووارثتنا الإمامة، عن أسلافنا الماضين، وأجدادنا الأقربين، وجهلت أننا في ~~نصابها وذروتها، وأقعد الناس بها وأقواهم عليها، فقد كابرت العيان، ودافعت ~~البرهان. # [وله عنه في معنى الرعية: إن الله تعالى قلدني من رعاية عباده، وحملني من ~~سياسة خلقه، وعصب بي من تدبير أمورهم وإصلاح شؤونهم، وألزمني من النظر لهم، ~~والعمل بما يصلحهم، ما لا حول لي فيه ولا قوة عليه إلا بمعونه وتأييده، ولا ~~هداية إلا بتوفيقه وتسديده. وإن الرعية من السلطان، بمكان الأشباح من ~~الأرواح، صلاحهما وفسادهما متصلان، ونماؤهما ونقصانهما منتظمان، إذ كانت ~~الرعية عنصر المال، ومادة الجباية، بها قوام الملك، وعز السلطان، ورزق ~~الأجناد، التي بها يقاتل العدو وينصر الدين، وتحمى الحرم، ولما تأملت أحوال ~~أهل عملك من كورة جيان وذواتها، وحصلت ما يلزمهم أداؤه هذا العام من الطعام ~~في العشور الواجبات، تكنفهم من شفقتي، وأحاط بهم من عواطفي، ما أدى إلى رفع ~~مؤونة طعامهم، وإعفائهم مما يلحقهم فيه من العنت، ويرجع عليهم من الدرك، ~~وكلف الحمولة إلى الأهراء، وما يتبع ذلك من الانتقاص ويتصل ms0064 بالكيل من ~~التطفيف، وتسقط التبعات، ويخف الثقل،. فانظر عندما يرد كتابي في توزيع ما ~~يجب على أهل عملك من الناض عن كذا وكذا من القمح والشعير، حساب كل مدي من ~~القمح ستة دنانير، ومن الشعير ثلاثة؛ واشمل بتوزيعها الناس كافة، غير محاش ~~منهم أحدا. وليكن ذلك على العدل، وتحري الحق، واعتماد الصدق، بمشاهدة قاضي ~~الجهة، وموافقة شيوخ الرعية ووجوهها، وأهل المعرفة بمواقع وظائفها، إن شاء ~~الله] . # PageV01P120 # وله من أخرى، عن المظفر بن أبي عامر، حين قتل عيسى بن سعيد القطاع وزيره: ~~أيها الناس - وفقكم الله لعصمته، واستنقذكم برحمته - إن من علم منكم حال ~~الخائن عيسى بن سعيد بالمشاهدة، ورأى مبلغ النعمة عليه بالمحاضرة، فقد ~~اكتفى بما شهد، واجتزأ بما عاين وحضر؛ ومن غاب عنه كنه ذلك من عوامكم ~~بانتزاح منزل أو لاتصال شغل، فليعلم أنا أخذناه من الحضيض الأوهد، ~~وانتشلناه من شظف العيش الأنكد، فرفعنا خسيسته، وأتممنا نقيصته، وخولناه ~~صنوف الأموال، وصيرنا حاله فوق الأحوال؛ فدلله بذلك المنصور مولاي رضي الله ~~تعالى عنه، فاعتمدته ومهدت له فرش الكرامة، وبوأته دار الفخامة، وأسبغت من ~~نعمي عليه، ما أحوج الخاصة والعامة إليه، فلم يقم لله تعالى بحق، ولا قابل ~~إحسانه بصدق، ولا عامل رعيتنا برفق، ولا تناول خدمتنا بحذق؛ بل أعلن ~~بالمعاصي، واستذل الأعزة وذوي الهيئات والمروءات، ونافرهم وأنس بأضدادهم، ~~ونبذ عهودنا، وخالف سبلنا، وكدر على الناس صفونا؛ حتى إذا ملكه الأشر، ~~وتناهى به البطر، وغلت به الأمور، وغره بالله الغرور، حاول شق عصا الأمة، ~~وهد ركن الخلافة والأمانة، بما احتجن من حرام المال، واستمال من طغام ~~الرجال؛ فحجته نعمنا عنده، وخصمته عوارفنا لديه، وكشف لنا سر نيته، حتى ~~صرعه بغيه، وأسلمه غدره، وأخذه الله بما اجترم، وأوبقه بكا اكتسب، فأعجلناه ~~عن تدبيره، وصار إلى نار الله وسعيره. # PageV01P121 # قوله: " فحجته نعمنا عنده، وخصمته عوارفنا لديه " محلول من قول أبي تمام ~~حيث يقول: # أألبس هجر القول من لو هجرته ... إذن لهاجني عنه معروفه عندي وأخذه أبو ~~تمام من قول عمران بن حطان إذ ms0065 ظفر به الحجاج فقال: اضربوا عنق ابن الفاجرة، ~~فقال له عمران: بئسما أدبك أهلك يا حجاج! كيف أمنت أن أجيبك بمثل ما لقيتني ~~به - أبعد الموت منزلة أصانعك عليها - فأطرق الحجاج استحياء وقال: خلوا ~~عنه. فلما رجع إلى أصحابه قالوا: والله ما أطلقك إلا الله فارجع إلى حربه ~~معنا، قال: هيهات! غل يدا مطلقها، واسترق رقبة معتقها، ثم قال الأبيات التي ~~أولها: # تالله لا كدت الأمير بآلة ... وجوارحي وسلاحها آلاته وفي فصل منها: وقد ~~زالت التقية ووجب الصدق. ألا من سمع هذا الكتاب وأخبر عنه من تلك الطبقة ~~فليرد إلينا مالنا، وليخرج لنا عن حقنا؛ وليحذر أن يجعل لنا عليه سبيلا. ~~فإنما هي أشياء غلب عليها إما من صميم مالنا فلم يتورع فيه عن الخيانة، ~~وإما من # PageV01P122 # أموال الله بأيدينا فلم يؤد فيها الأمانة، وما ظهرنا عليه منها فمصروف ~~إلى سبيله من مصالح المسلمين في أرزق أجنادهم، ونفقات ثغورهم. وأنا زعيم ~~لمن سارع بما في يديه، وبادر بما عنده، أن نعرف له طاعته، ونشكر مباردته؛ ~~ومن توانى وتربص، وقعد ونكص، أن نصه بحيث وضع نفسه من الظنة، وأثبت عليها ~~من التهمة، وننتهي به نهاية النكال البالغ؛ فلا ينظرن جارم لدينا إلا في ~~ذمة. # @تلخيص التعريف بخبر الوزير عيسى بن سعيد # @المذكور، من الأول إلى الآخر، ومقتله على # @يدي المظفر عبد الملك ابن أبي عامر # قال ابن بسام: وكان عيسى بن سعيد المعروف بابن القطاع قيم دولة ابن أبي ~~عامر وحامل لوائها، والمستقل بأعبائها، ومالك زمام إعادتها وإبدائها. طلع ~~في فلكها قبل دورانه، ودل على ما أخفاه طي كتابها دون عنوانه؛ وأنا أشرح - ~~حين أفضى بي القول إلى ذكره - كيف كان غروبه وطلوعه، ومن أين اتفق طيرانه ~~ووقعه؛ على ما قدمت والتزمت، وحسبما ضمنت ونظمت. # قال ابن حيان: لم يكن لعيسى بن سعيد مأثرة سلف، ولا بيت تقدم، خلا أنه ~~[كان] عربي النجار، من قوم يعرفون ببني الجزيري من كورة باغه. وكان أبوه ~~معلما، فاختلف عيسى إلى الديوان، وصحب # PageV01P123 # محمد بن ms0066 أبي عامر وقت حركته في دولة الحكم؛ فبلغ به المنازل الجليلة، ~~وكان عنده مشهورا بيمن النقيبة، وأخباره معه كثيرة. # وتبحبح عيسى بعد مهلك المنصور بن أبي عامر في دولة ابنه عبد الملك، ~~فتناهى في الاكتساب بالحضرة وجميع أقطار الأندلس ضياعا ودورا، فات الناس ~~إحصاؤها، واشتمل على الملك هو وولده وصنائعه. وكان لهم مع ذلك في سائر ~~أعمال السلطان نصيب، وعلى كل عامل وظيف، ولم ينفذ توقيع إلا بأمره، ولا تم ~~أمر إلا بمشورته. وكثر أعداء عيسى لوقته؛ فاحترس منهم جهده، وتيقظ في حراسة ~~نفسه، ووالى كثيرا من وجوه أهل الدولة، تصاهر لهم ببنيه وبناته، فسمت ~~جماعته، ثم تصاهر أخيرا إلى ابن أبي عامر، والذكر من عنده، زوج ابنه المكني ~~أبا عامر أخت عبد الملك الصغرى من بنات المنصور، فتمت تلك المصاهرة في سنة ~~ست وتسعين وثلثمائة، وكانت وليمة عظيمة. وتناهت بعد أمور عيسى في الجلالة، ~~وأخذته الألسنة. # واتفق أيضا عليه أن عبد الرحمن بن المنصور انبسط على أخيه عبد الملك في ~~أول دولته بصحبة طائفة تخل به، فعرف عيسى أخاه عبد الملك بذلك؛ فحمله على ~~كف عبد الرحمن عنه، فحقد على عيسى ورصد السعي عليه، واستفسد أيضا السيدة " ~~الذلفاء " أم عبد الملك وأساء إلى صنيعتها " خيال " أم ولده، والغلبة كانت ~~عليه، ومن يتصل بهما بسبب نكاح عبد الملك بنات الجنان مولاته، كانت قد ~~تأدبت بأدب # PageV01P124 # أهله، وأخذت الغناء من محسنات قيانه، فنظرها عبد الملك يوما فراعته، وهان ~~عليه لفرط عفته زواجها، فأنكرت عليه ذلك والدته، فاستراح في الأمر مع عيسى ~~فصوبه له وأمضاه. وبنى عبد الملك بها، فحقدت أمه على عيسى. ثم اتهم آخرا ~~بالعظمى من مداخلته للولد أبي بكر هشام بن عبد الجبار بن الناصر للقيام على ~~عبد الملك وأخذ الملك عنه. وكان عيسى لا يحضر مجلس شراب عبد الملك إلا في ~~الندرة أو الدعوة تقع؛ استعفاه من ذلك لضعف شربه، فأمكن أعداءه القول فيه ~~لغيبته بما شاؤوا، وزاد الأمر حتى تنكر له عبد الملك، ففهم عيسى بعض ذلك ms0067 ~~لقوة حسه، وأهمته نفسه، وأعمل الحيلة في خلاصها؛ فسما عند ذلك إلى الغدر ~~بالعامرية أولياء نعمته، والانقلاب مع المروانية الموتورة بدولته، وإقامة ~~الولد أبي بكر هشام المذكور على الخليفة هشام المؤيد ابن الحكم، وأخذ ~~الخلافة عنه لضعف استقلاله والقطع لدولة ابن أبي عامر قطعا لا بقية معه. ~~وكان عيسى خليطا لهشام بعد المنصور صاحبه، محمولا ما بينهما على السلامة، ~~فدعا هشاما إلى ذلك وراسله سرا ولقيه خفية، وقرب له مأخذه على يده لمنزلته ~~من آل العامرية، وأن جندها لا تخالفه بحيلة. فاستجاب هشام، فيما ذكروا، ~~وأخذ بيعته عليه، وساعده جماعة، وكاد يتم الأمر # PageV01P125 # وأعد رجالا للفتك بعبد الملك، فسار أحدهم إلى نظيف الفتى الكبير مولى ابن ~~أبي عامر، فتنصح له بالقضية فأعلم عبد الملك بها لوقته، فاشتغل باله، وترجح ~~في أمر عيسى وخاف أن السعاية من كياد عدوه، إلى أن أنهى إليه صاحب المظالم ~~أبو حاتم بن ذكوان ما أقلقه، ولم يرتب به لثقته؛ وحدثه أن رجلا يعرف بابن ~~القارح الوزان كان متخصصا من العامة، وله بالولد أبي بكر هشام المذكور ~~اتصال؛ فحكى عن نفسه أنه رأى نزول عيسى عليه ببعض بساتينه، وأنه سمع ابن ~~عبد الجبار يقول له: يا أبا الأصبغ، والله إني لخائف والخطر عظيم؛ فقال له ~~عيسى: ومن تخاف - أو ليس الملك بيدي، والجند طوعي، والناس راضون بفعلي - ثم ~~افترقا، فجاء ابن القارح، فأعلم ابن ذكوان، فطار إلى عبد الملك بالخبر، ~~فبطش عبد املك بعيسى. وكانت صورة قتله واطأ عليه أخاه عبد الرحمن ومن يليه ~~من أصحابه، فشدوا عزيمته، وعقد معهم مجلسا للشرب، وبعث عن أكثر أصحاب عيسى، ~~فجلس للشرب بالمجلس الكبير المشرف على النهر لعشر خلت من ربيع الأول سنة ~~سبع وتسعين. ثم أرسل عن عيسى وقد # PageV01P126 # مضى من الشرب وقت، فجاءه رسوله وهو قد بدأ يشرب أيضا مع نفر من أصحابه ~~فيهم أبو حفص بن برد وغيره. # قال أبو حفص: فلم نرتب بدعائه، وبادر بالركوب نحو عبد الملك، والقضاء قد ~~جد به، فلما وصل إليه ms0068 أظهر الاستبشار به وأقبل عبد الملك عليه بوجهه وأعلى ~~مجلسه وأخذوا في شأنهم. فلما دارت الكؤوس أخذ عبد الملك في معاتبته والتعرض ~~لما قرف به عنده؛ وعيسى ينزعج من ذلك، ويقلد الكأس ملامته هنالك، إلى أن ~~صرح عبد الملك بما في نفسه، وألقى القدح، وأقبل يسبه ويغلظ له؛ فأحس عيسى ~~بالشر، ورابه نظر القوم إلى العيون، وطفق يعتذر ويحتج في إبطال ما قرف به ~~ويشد القسم على فساده، ويناشده في إراقة الدم، وعبد الملك لا يلتفت إليه، ~~إلى أن اعتلى الكلام وكثر اللجب، فقبض عبد الملك على سيفه من جانب الفراش ~~فصبه على عيسى، وقد قام فزعا؛ فاستقبل وجهه بضربة، فسقط عيسى ثم أعاد عليه، ~~وشاركه أصحابه بسيوفهم حتى هبروه، وحز رأسه ووضع جانبا. وأمر عبد الملك ~~أيضا بقتل صاحبيه ابن خليفة وابن فتح فهبرا بالسيوف، واختلط المجلس، ولحق ~~كثيرا من أهله دهشة حملت بعض من كان بقربه من الأعاجم إلى أن رمى بنفسه في ~~النهر هربا من القتل، فطاح في اللجنة. وأمر برفع رأس عيسى بباب # PageV01P127 # الزاهرة، وما زال هنالك إلى أن فتحت الزاهرة على يد ابن عبد الجبار ~~المهدي، وذهبت الدولة العامرية. # وقام عبد الملك من ذلك المجلس، وأمر بتغيير ما وقع، ثم لم يعد إلى الشرب ~~فيه - زعموا - حياته. وأنفذ في الوقت ثقات خدمه إلى منازل عيسى وأصحابه ~~وكتابه، فاستصفى ما فيها وسجن أولاد عيسى الأكابر بمطبق الزاهرة، وأمر ابنه ~~بطلاق أخت عبد الملك فطلقها، ولم تزل خلية إلى أن ذهبت دولة قومها فراجعها. ~~وكان الناس يحسبون مال عيسى التراب كثرة. فما وجد له منه شيء؛ وتعجب الناس ~~من ذلك، حتى إن أولاده إلى آخر أمرهم ما فارقهم الإقلال والمسغبة. وأعظم ~~الناس قتل عيسى لجلالة قدره، وسار منهم إلى الزاهرة خلق عظيم ينظرون إلى ~~رأسه. # قال ابن حيان: وكنت في جملة من نظر إليه، واستبنت الضربة بخده الأيمن. ~~وكان أبو العلاء صاعد بن الحسن اللغوي منقطعا إلى عيسى، فكان أول من أنشد ~~عبد الملك، على سبيله من ms0069 سرعة الانقلاب، شعرا يقول فيه: # فتلك هامته في الجو ناطقة ... تحدث الناس من آياتها عبرا # مكتوبة الوجه بالهندي يقرؤه ... من ليس يقرأ مكتوبا ولا سطرا # PageV01P128 # ومن أغرب ما وردت به الرؤيا بعد قتله أن رجلا من الصلحاء رأى في النوم ~~كأن رأسه ينشد على الخشبة التي كان عليها: # بان الخليط وشفني وجدي ... وبقيت أندب ربعهم وحدي فآذنت الرؤيا ببين آل ~~أبي عامر وصدقت إلى مديدة. انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان في خبره. # ومن شعر أبي حفص بن برد، مما خاطب به أبا العلاء صاعدا بن الحسن اللغوي ~~من أبيات يقول فيها: # أبا العلاء تعريض ذي مقة ... أهدى لك الود محضا غير مقطوب # ناء بغربته والفهم نسبته ... وكم دني قصي في المناسيب # وصار في غربة الآداب مغتربا ... أما كفى الدهر عض دون تغريب # أولاك محمدة من بعد تجربة ... لا يصلح الحمد إلا بعد تجريب # أنت الذي لم يعاشر مثله رجلا ... في العلم والظرف والآداب والطيب # تحصيل فضلك للحساد معجزة ... وكنه عملك شيء غير محسوب # أما اللغات فلا يعقوب يبلغ ما ... وعيت منها ولا أشياخ يعقوب # [وأنت رب القوافي الشاردات به ... تحدى وسيقتها في كل أسلوب # إنا نناديك للجلى وأنت لها ... طب تعالج فيها كل مطلوب] # فهل شعرت ببدر طاف بي غلسا ... رخص البنان كحيل العين مخضوب # PageV01P129 # أهدى إلى أرق - لو حازها - سنة ... لم تعد بي مزج تصديق بتكذيب # حيا تحية ذي أنس بنا وجلا ... قناع وجه طويل الصون محجوب # فقلت: أهلا ورحبا، من هداك لنا ... ليلا - فرد بتأهيل وترحيب # وقال: ماذا ترى - قلت: الغزالة في ... ثوب احمرار من الظلماء غربيب # قال: اتئد! قلت: قد أبصرتها قبلا ... فقال: حلا، فقلت: الحل مطلوبي # [قال: تحر فلا تشطط بنا سرفا ... فقلت: ليس سوى التقصير مرغوبي] # ثم اعلمي أنني من حبكم دنف ... قالت: علمت فلا تخضع لمحبوب # قلت: الوصال، فقالت: مه بلى وعسى ... وفي عسى فرجة ترجى لمكروب # ثمت ولت فأبقت في الحشا ضرما ... يذكو بدمع على الخدين مسكوب # فالآن فازجر أو اسجع ms0070 إن هممت به ... كسجع شق أو الأفعى أو الذيب # هذي عبارتها فالأمر مشترك ... تلقى أفانينه طرا بتهذيب فأجابه أبو العلاء ~~صاعد بأبيات يقول فيها: # لبيك ألفا، أبا حفص، إجابة من ... يد لي إليك بود غير مأشوب # أبعد خمس وسبعين التحفت بها ... حتى قرعت لهذا الدهر ظنبوبي # رمينني بسهام غير طائشة ... حور زرين على صم الأنابيب # يا من يرقع بالآمال ما خرقت ... يدا الليالي، قبيح صبوة الشيب # ناديتني لخيال عز طائفه ... إلا ليوم عصيب إذ تنادي بي # حتى أقيك شذا الأيام عن عضد ... ملدد وحسام غير مخشوب # إياك والموعد الخوان تقبله ... فلا أمانة للعس المخاضب # PageV01P130 # فاكتب على جمد ما قد وأتك به ... وضعه في الشمس يذهب غير مصحوب # ولا تكونن قرحانا نصبن له ... حتى عدون عليه عدوة الذيب # [الله في قلبك المزجور عن دده ... لا تسلمينه لتسهيد وتعذيب] # فقد نجوت وما صدقت فورته ... مهشم القدح مهضوم الأنابيب # شيخ الوزارة جني الكتابة إن ... ركبت منها طريقا غير مركوب # فلا تسومن شيخا طار طائره ... سوم الشبيبة في لهو الخراعيب # وأنت منفرد المضمار منصلت ... غمر البديهة رواض المصاعيب قوله: " ولا ~~أمانة للعس المخاضيب " من قول كثير: # وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين وقوله: " ~~فاكتب على جمد ... البيت، كقول ابن العميد: # متقلب يأتيك أثبت عهده ... كالخط يرقم في بسط الماء # PageV01P131 # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي المغيرة عبد الوهاب بن حزم، # @وإثبات ما تخيرت له من النثؤر والنظم، مع # @ما يتعلق به، ويذكر بسببه # قال ابن بسام: كان أبو المغيرة هذا ظبة الحسام، وواسطة النظام، وفارس ~~ميدان البيان، وذات صدر الزمان، حل من زهر الفضائل، محل السنان من المعامل، ~~والزبرقان من المنازل، وتمت به غرر المحامد، تمام الصلات بالعوائد، ومجهول ~~اللغة بمعلوم الشواهد. ودولة عبد الرحمن بن هشام المستظهر المتقدمة الذكر ~~كانت مهبة الذي منه عصف، ومجاله الأول الذي فيه تصرف، ألقى إليه زمامه، ~~وأخدمه أيامه؛ ثم عتب عليه في بعض الأمر، فلحق ببلاد الثغر، فهناك تسحب على ~~الدول، تسحب الهوى ms0071 على العذل؛ وامتزج بملوك العصر، امتزج الماء بالخمر، ولو ~~طال مداه لم يذكر معه سواه، ولا اعترف بتفضيله أحبته وعداه. # نقلت من خط أبي مروان بن حيان قال: # ولحق أبو المغيرة ببلاد الثغر، وقد اعتلت طبقته في النظم والنثر، وكتب # PageV01P132 # عن عدة من الأمراء، ونال حظا عريضا من دنياهم، إلا إنه اعتبط شابا شابا ~~بعد أن ألف عدة تواليف، وشجر الأمر بينه وبين الفقيه أبي محمد بن حزم ابن ~~عمه، وجرت بينهما هنات ظهر عليه فيها أبو المغيرة، وبكته حتى أسكته، لأنه ~~كان أنبه من أنبه من أبي محمد في حضور شاهده، وذكاء خاطره، وحسن هيئته، ~~وبراعة ظرفه، وجودة أدبه، وهو كان في زمانه في الجد والهزل صاحب اللواء، في ~~مجالس الأمراء، مستنجزا للبيضاء، مقتضا للشقراء، وتصور في قلوب الروساء ~~فأجزلوا أرزاقه فعظمت صلاته وهباته؛ انتهى كلام ابن حيان. # قلت أنا: وقد أخرجت من رسائله العميدية، وقصائده اللبيدية، ومما جرى بينه ~~وبين ابن عمه ما يسحر الألباب، ويبهر الشعراء والكتاب. # @جملة من رسائله في أوصاف شتى # كتب إليه أبو علي بن ربيب القروي رقعة يقول فيها: # إني فكرت في بلدكم أهل الأندلس إذ كان قرارة كل فضل، ومقصد كل طرفة، ~~ومورد كل تحفة، إن بارت تجارة أو صناعة فإليكم تجلب، وإن كسدت بضاعة فعندكم ~~تنفق، مع كثرة علمائه، ووفور أدبائه، وجلالة ملوكه، ومحبتهم للعلم # PageV01P133 # وأهله، ورفعهم من رفعه أدبه، وكذلك سيرتهم في رجال الحرب يقدمون من قدمته ~~شجاعته، وعظمت في الحروب، نكايته؛ فشجع عندكم بذلك الجبان، وأقدم الهيبان، ~~ونبه الخامل، وعلم الجاهل، ونطق العيي، وشعر البكي، واستنسر البغاث، ~~وتنثعبن الحفاث، وتنافس الناس في العلوم. ثم هم مع ذلك في غاية التقصير ~~ونهاية التفريط، من أجل أن علماء الأمصار دونوا فضائل أعيانهم وقلدوا الكتب ~~مآثر أقطارهم، وأخبار الملوك والأمراء، والكتاب والوزراء، والقضاة ~~والعلماء، فأبقوا لهم ذكرا في الغابرين، ولسان صدق في الآخرين؛ وعلماؤكم مع ~~استظهارهم على العلوم، كل امرئ منهم قائم في ظله لا يبرح، وثابت على كعبه ~~لا يتزحزح؛ يخاف ms0072 إن صنف أن يعنف أو تخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان ~~سحيق، لم يتعب نفسا أحد منهم في مفاخر بلده، ولم يستعمل نقسا في فضائل ~~ملوكه، ولا بل قلما بمناقب كتابه ووزراءه، ولا سود قرطاسا بمحاسن قضاته ~~وعلمائه؛ على أنه لو أطلق ما عقل الإغفال من لسانه، وبسط ما قبض الإهمال من ~~بيانه، لوجد للقول مساغا، ولم تضق عليه المسالك هنالك، ولكن هم كل أحد منهم ~~أن يطلب شأو من تقدمه من رؤساء # PageV01P134 # العلماء، ليحوز قصب السبق ويفوز بقدح ابن مقبل، ويأخذ بكظم دعبل، ويصير ~~شجى في حلق أبي العميثل: فإذا أدرك تلك البغية، وجاءته بعد المنية، دفن ~~علمه معه، ومات ذكره، وانقطع خبره. ومن قدمنا ذكره من علماء الأمصار ~~احتالوا لبقاء ذكرهم، فألفوا دواوين يبقى لهم ذكر يتجدد طول الأبد. # فإن قلت: إنه كان ذلك من علمائكم، وألفوا كتبا لكنها لم تصل إلينا، فهذه ~~دعوى لم يصحبها تحقيق، لأنه ليس بيننا وبينكم إلا روحة راكب، أو دلجة قارب، ~~لو نفث ببلدكم مصدور، لأسمع ببلدنا من في القبور، فضلا عمن في الدور ~~والقصور، وتلقوا قوله بالقبول، كما تلقوا ديوان ابن عبد ربه منكم الذي سماه ~~ب - " العقد ". على أنه يلحقه فيه بعض اللوم، إذ لم يجعل فضائل بلده، واسطة ~~عقده، ومناقب ملوكه يتيمة سلكه، لكنه أكثر وطول، وأخطأ المفصل، وأطال الهز ~~بسيف غير مقصل، وقعد به ما قعد بأصحابه من ترك ما يعنيهم، وإغفال ما # PageV01P135 # يهمهم: فأرشد أخاك - أرشدك الله - إن كان عندك في ذلك الجلية، وبيدك فصل ~~القضية، إن شاء الله. # فراجعه أبو المغيرة برقعة حذفت أكثر فصولها لطولها، منها: # أبقاك الله من حميم صريح الود، أهدى تحيته على البعد، فإن الفهم رحم، ~~والأدب ما بين أهله وسائل وذمم؛ وليس عدم الترائي والعيان، بقاطع للأسباب ~~والأقران، ولا تنائي الديار والمنازل، بقادح في الأذمة والوسائل؛ فالكتاب ~~عوض عن الكلام، والتواصل بالنفوس لا بالأجسام، وما زلت أتنسم ذكرك، فأترسم ~~قدرك، وأسمع خبرك فأرى خبرك، حتى أرادت الأيام كشف الر ms0073، ورفع الستر؛ فوقفت ~~على الصحيفة التي ظاهرها ديباج مرقوم، وباطنها لؤلؤ منظوم، ووشي محوك، وذهب ~~مسبوك؛ فرأيت صور الأدب باهرة المرأى والعيان، شاهدة لك بأذلق لسان، وأصدق ~~بيان، أنك أبو عذرتها، ومالك جملتها، وواحد فنونها، ووارد معينها، وقادحة ~~جناحها، وصبا رياحها، فسألت سؤال العالم، وبحثت بحث اليقظان المتغافل، ~~وادعيت الحيرة وأنت أهدى في تلك الفلا، من فارط القطا، لتعلم أين المخطئ ~~والمصيب، وكيف الجواب والمجيب؛ والله يوفق من المراجعة لما يرضيك، ويكون ~~وفق أمانيك، وما أجهل أني على نفسي أبتهل بهذا الدعاء، لمن أسر حسوا في ~~ارتغاء. # PageV01P136 # فأول ما قدمت في كتابك ما يقدمه ذو الفضل والنبل في الثناء على بلدنا ~~وأهله، ووصفت الجميع على اختلاف طبقاتهم، وتباين درجاتهم، من آرائهم التي ~~نحوها، وعلومهم التي وعوها، بأوفر الأقسام، واحتلالهم من ذلك بالغارب ~~والسنام؛ حتى عارض الجبان الأسد، وناطح الجوزاء الجلمد، وناطق الأعجم ~~الفصيح، وبارى الجاهل العالم، وجارى القاعد القائم، تحاسدا على الفضائل. ~~هذا معنى كلامك لم أورد ألفاظه، وإن أصميت أغراضه، إشفاقا من أن أفضح كلامي ~~به، وأدل على قصور آلتي بمجتلبه، فأكون كمن جمع بين الشبه والذهب، وقرن ~~الدر إلى المخشلب؛ ثم قلت: إن ذكر الفتى عمره الثاني، والميت المجهول لا ~~الفاني؛ فكم من هالك آثاره كاشفة عيانه، وواصفة قدره وشانه، وحي أثوابه ~~كفنه، وجهله جننه. وهؤلاء الذي أنضيت في وصفهم جياد مدحك، وهتكت ظلامهم ~~بغرة صبحك، على غير هذا الرأي مقيمون، وبخلاف هذا المذهب قائلون. فوليت في ~~حيز وعزلت، وارتفعت في حال ونزلت، وأتيت بغاية المحال، وهو إثبات الضدين في ~~حال، ثم زدت في التعليل، وبالغت في الاجتماع على التمثيل، باعتمادك تكذيب ~~من قال: إن الذي قاله غيرك لو وقع لكان قرب المسافة التي هي شوط جار، بل ~~غمضة سار، توجب حل الشك، وانجلاء الإفك؛ # PageV01P137 # فعجبت من أمنك مراجعا لا يقصد في أدب المقابلة قصدي، ولا يعقد على سانح ~~أخوتك عقدي؛ يجعل جوابك قول القائل: # لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي وغفرا غفرا لهذا ms0074 ~~العقوق؛ وخذه بإزاء قولك: تخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق. وعلى ~~كل حال فقد نادينا لو أسمعنا، وطرنا لو وقعنا؛ وما أشبهنا بالغريبة التي ~~خبرها يدفن، وشرها يعلن، يتعب أحدنا نفسه، ويرهف حسه، ويعارض السيف بفهمه، ~~والبحر بعلمه، والنار بذكائه، والزمان بمضائه، ونتائج فكره محجوبة، وبنات ~~صدره غير مخطوبة: # [إن يسمعوا ريبة طاروا لها فرحا ... عنه وما سمعوا من صالح دفنوا] وفي ~~فصل منها: ولو لم يعلم لنا خبر، ولا ظهر منا أثر، وبقينا لا يعرف مكاننا، ~~إلا بإخراج قسمة الأقاليم لنا، والحاجة في الجغرافيا إلى ذكر صقعنا، لكان ~~عذرا في التقصير عن اشتهار الفضل لائحا، وإن كان نهجنا إلى أخذه والعلم به ~~واضحا؛ وإن كنت بإطلاق قولك، قد # PageV01P138 # جاهرتنا - وحقك - بالظلم مجاهرة أنا أعجب كيف انقاد كريم طبعك لها، وأعجب ~~أيضا من بخوعي لك، ووقوفي عن الانتصاف منك، وأنا أعلم أن عندكم لنا تواليف ~~تطيرون بها، وأشهد بتقصير أربابها فيها؛ وإن ودا عقل لك لساني، ولم يجر إلا ~~بما تؤثره وتختاره بناني، لود يفضح الروض في حزنه، برائق حسنه، ورضوى في ~~هضبه، بثقل وزنه، ونوء السماك في هتنه، بوابل مزنه؛ وما هي إلا شيمة قديمة ~~فيكم أهل الجهة الظاهرة أعلامها، الباهرة علومها وأفهامها. # قال ابن بسام: وخرج أبو المغيرة في رسالته هذه إلى التطويل، وبالغ في ~~الاحتجاج بفصول، هي عادلة عن هذه السبيل؛ وختمها بذكر جملة من تواليف أهل ~~الأندلس، أضربت عن تسميتها لشهرتها. # وله فصل من رقعة: وعسى أن يكون شراء ذلك الديوان شراء التجار الأكياس، من ~~المدبرين القائلين بارتضاع الكاس؛ وهمك أن يكون أبو الحسين وسيطك، وجماله ~~شفيعك، فهو ممن كان له في الحسن لواء مرفوع، وحلة تزري بالوشي الصنيع، فعفى ~~تلك الآثار ما سال من عذاره، وطمس ليل اللحية ما كان أشرق من نهاره؛ لا جرم ~~لقد بقيت خيلان كالآثار الدالة على الديار، والحلي السقيط، المخبر عن بين ~~الخليط؛ وإذا تأملتها قد اشتمل الشعر عليها، وزحف من كل جانب إليها، ذكرت ~~قول أبي ms0075 الطيب: # PageV01P139 # برسوم كأنهن نجوم ... في عراص كأنهن ليال وله حديث ستستظرفه إذا سهلت له ~~إذنك، وأعرت له أذنك. # وأبو المغيرة في دعابته هذه كما قرأته في فصل كتبه أبو عبد الرحمن ابن ~~طاهر إلى الوزير ابن عبد العزيز مع غلام وسيم، قال فيه: هذا الفتى كما تراه ~~يطلب خدمة، وبه حشمة، ويزعم أنه يحمل حمله، ويؤتي كل حين أكله؛ وقدما عهدتك ~~تحن إلى هذه العصافير، فإنها حمر الحواصل صفر المناقير. # وعرضت على أبي المغيرة رسالة بديع الزمان في الغلام الذي خطب إليه وده ~~بعد أن عذر، وبقل وجهه وأزهر، فعارضها برقعة يقول فيها: ورد كتابك تنشد ~~ضالة ودنا، وترقع خلق عهدنا، وتطلب ما أفاتته جريرتك إلينا، وذهبت به ~~جنايتك علينا، أيام غصنك ناضر، وبدرك زاهر، لا نجد رسولا إليك غير لحظة ~~تخرق حجاب الدموع، أو زفرة تقيم منآد الضلوع؛ فإن رمنا شكوى ينفث بها ~~مصدورنا، أو يستريح إليها مهجورنا، لقينا دونها أمنع سد، وأفدح رد. وقلت: ~~أهذا الطامع في أن يطالع القمر الطالع، والراغب في أن يصاحب النجم الثاقب - ~~لشد ما زاد، وأبعد ما أراد! حاول تألف الظبي الشارد، وهصر الغصن المائد، ~~بدمعة صبها، وزفرة شبها، أما علم أن لحظي سهم: القلوب أغراضه، وأني ظبي: ~~النفوس رياضه - فننصرف عنك كما أتينا، ونقف كما جرينا، ونعود إلى نار الوجد ~~بك نصلاها، ونار البعد عنك لا نبرح مغناها؛ حتى إذا طفئت تلك النيران، ~~وانتصف منك الزمان # PageV01P140 # بشعرات أغضت علالك كسوفا، وقلبت ديباجك صوفا، وأعادت نهارك ليلا، وناحت ~~عليك تلهفا وويلا، وأطار حمامك غرابها، وحجب ضياءك ضبابها؛ فصار عرسك ~~مأتما، وعاد وصلك محرما: # وبت مداما تسر النزيفا ... فأصبحت تجرع خلا ثقيفا # وصرت حجازا جديب المحل ... وقد كنت للطالب الخصب ريفا أقبلت تنسل إلينا ~~لواذا، وتطلب منا عياذا، قد أنساك ذل العزل عز الولاية، وأولاك طمعا ~~نسياننا تلك الجناية، أيام ترشقنا سهام ألحاظك رشقا، وتقتلنا سيوف ألفاظك ~~عشقا؛ وتميس غصنا، فتثير حزنا، وتطلع شمسا، فتغيب نفسا، خدودنا أرض نعالك، ~~وصدورنا حد مجالك، ونفوسنا مهاد ms0076 خبك، وقلوبنا ميدان حربك؛ فالآن نلقاك بدمع ~~قد جف، ووجد قد كف، وعزاء قد أيد، وصبر قد غار وأنجد، وهوى قد أراح رواحله، ~~وأطاع عاذله، وسلو قد قرب ركائبه، واسعد طالبه؛ وننظر منك إلى روض قد صوح، ~~وسار قد أصبح، وأعجم قد أفصح، ومبهم قد صرح؛ فلا شك وقد رفع الغطاء، ولا ~~إفك وقد برح الخفاء، ولا لوم وقد وقع الجزاء؛ فهلا ذكرت المثل الممتهن: ~~الصيف ضيعت اللبن، ونسيت من أحرقت قلبه صدا، وأقلعت خلبه ردا؛ وملأت حوانحه ~~نارا، وتركت نومه غرارا؛ أن يوفيك قرضا، ويجازيك حتى ترضى، حين نكس علمك # PageV01P141 # وعثرت قدمك، وضاقت طرفك، وأظل أفقك، وخوى نجمك، وخاب قدحك، وفل سيفك، وحط ~~رمحك. فاطو ثوب وصلك، فلا حاجة لنا إلى لباسه، وازو طارق شخصك، فلا رغبة ~~لنا في إيناسه، فما نشتهي اليوم زيارة رمس من زهد فينا أمس: # حانت منيته فاسود عارضه ... كما تسود بعد الميت الدار قوله: " وبت مداما ~~تسر النزيفا " ... البيت: أخذه ابن عبادة المعروف بابن القزاز، وأوجزه غاية ~~الإيجاز فقال: # يا عقارا صار خلا ... وملاذا للبعوض # سر فما لي فيك حظ ... كان ذا قبل الحموض # ما أبالي بعد أكل ال ... زبد من طرح المخيض والبيت الذي تمثل به أخيرا ~~لعلي بن بسام البغدادي، من جملة أبيات قالها في أخيه جعفر، منها: # يا من نعته إلى الإخوان لحيته ... أدبرت والناس إقبال وإدبار # قد كنت ممن يهش الناظرون له ... تغض دونك أسماع وأبصار # PageV01P142 # لله در فتى ولت شبيبته ... وكل شيء له حد ومقدار # فيا لدهر مضى ما كان أحسنه ... إذ أنت ممتنع والشرط دينار # أيام وجهك مصقول عوارضه ... وللرياض على خديك أنوار # حانت منيته فاسود عارضه ... كما تسود بعد الميت الدار وكان ابن بسام هذا ~~في أوانه، باقعة زمانه، لم يسلم منه عصره أمير ولا وزير، ولا من أهل بيته ~~صغير ولا كبير؛ وكان أخوه جعفر الذي ذكر من أهل الجمال الفائق، وفيه يقول: # حان المنية يا أبا العباس ... فدع المكاس فلات حين مكاس # ما بال وجهك ms0077 بعد كثرة نوره ... قد سودوه بحالك الأنقاس # أين الدنانير التي عودتها ... هيهات جاء الشعر بالإفلاس # كانت تجد ثيابه ديباجة ... فاستبدلت حلسا من الأحلاس # وكذا البناء فغير مرتفع إذا ... كانت بليته من الآساس وهو القائل في أبيه ~~وقد بنى دارا. # شدت دارا خلتها مكرمة ... سلط الله عليها الغرقا # ورأيناك صريعا وسطها ... ورأيناها صعيدا زلقا واشتهار شعره في أبيه وأخيه ~~وأهل عصره، يمنعني عن ذكره؛ ويذكر الشي بالشيء إذا كان من واديه، أو نظر ~~إلى ألفاظه أو معانيه. # PageV01P143 # ولما اتفق أن يكون علي بن بسام هذا سمي، واجتمعت بالوزير أبي محمد عبد ~~المجيد بن عبدون أول لقائي له بشنترين في جملة أصحاب المتوكل، فأول مجلس ~~اجتمعت معه فيه، وسمع بعض الإخوان يدعونني باسمي، فقال لي: أنت علي ابن ~~بسام حقا - قلت: نعم، قال: أو تهجو حتى الآن أباك أبا جعفر وأخاك جعفرا - ~~قلت له: وأنت أيضا عبد المجيد - قال: أجل، قلت: وحتى الآن فيك ابن مناذر ~~يتغزل - فضحك من حضر لهذا الجواب الحاضر. وخبر ابن مناذر مع عبد الوهاب ~~الثقفي أوضح من أن يشرح. وكان من أجمل فتيان ذلك الأوان، وآدبهم وأظرفهم، ~~فكلف به ابن مناذر وتعشقه، فاعتبط لعشرين سنة، فرثاه بذلك القصيد الفريد، ~~الذي يقول فيه: # فلو إن الأيام أخلدن حيا ... لعلاء أخلدن عبد المجيد وأما صفات المعذرين ~~من الغلمان، فقد جرت خيول فرسان هذا الشان، بهذا الميدان، وتفننوا في ذلك ~~نثرا ونظما، وتطاردوا فيه مدحا وذما. وممن ذمهم من أهل عصرنا عبد الجليل، ~~حيث يقول: # وأمرد يستهيم بكل واد ... وينصب للشجى خلدا صليبا # دعوت دعاء مظلوم عليه ... وكان الله مستمعا مجيبا # PageV01P144 # فطوقه الزمان بما جناه ... وعلق من عذاريه الذنوبا وأخذه أبو بكر الداني ~~فقال: # بدا على خده عذار ... في مثله يعذر الكئيب # وليس ذاك العذار شعرا ... لكنما سره عجيب # لما أرق الدماء ظلما ... بدت على خده الذنوب ولعبد الجليل في هذه الصفات ~~عدة مقطوعات، فتح بها جراب السخف، ولم يستتر فيها من العقل بسجف؛ وقد كتبت ~~من شعره في هذا ms0078 الباب وسواه في القسم الثاني من هذا الكتاب بعض ما اخترناه. # ولم أسمع في ذم من عزل عن ولاية حسنه، أحسن من قول بعض أهل عصرنا وهو أبو ~~الحسن البرقي في أبيات تستندر بجملتها وهي: # ألآن لما روضت وجناته ... شوكا وأضحت سلوة العشاق # واستوحشت منك المحاسن واكتست ... أنوار وجهك واهي الأخلاق # أنشأت تبذل لي الوصال تصنعا ... خلق اللئيم وشيمة المذاق # هلا وصلت إذ الشمائل قهوة ... وإذ المحيا روضة الأحداق # فلكم أطلت غام قلب موجع ... كم ألب إليك بالأشواق # PageV01P145 # ما كنت إلا البدر ليلة تمه ... حتى قضت لك ليلة بمحاق # لاح العذار فقلت: وجه نازح ... حتى قضت لك ليلة بمحاق ولأبي الحسن في هذه ~~أيضا عدة محاسن، إذ كان قد خلع عذاره في صفات المعذرين كقوله: # وأزهر حيا بريحانة ... تضوع من عرفها المندل # وزاد بنفسج أصداغه ... فقلت الزيادة قد تقبل وقال أيضا: # بأبي الذي خط الجما ... ل بوجه لاما ونون # وأظنته جعل المدا ... د سواد أحداق الجفون # خافوا عليه من العيو ... ن فعوذوه بالعيون وهذا كقول عبد الجليل: # معذرين كأنما بخدودهم ... طرق العيون ومنهج الأرواح # وكأنما صقلوا الجمال وأظهروا ... مشي النمال على متون صفاح وممن عني بهذا ~~الوصف المعري، حيث يقول في ذكر السيف: # ودبت فوقه حمر المنايا ... ولكن بعدما مسخت نمالا # PageV01P146 # قوال في موضع آخر: # ولا حسبت صغار النمل يمكنها ... سعي على اللج أو مشي على السعر وقال بعض ~~أهل عصري وهو الوزير أبو محمد ابن عبد الغفور: # تريه المنايا الحمر فيه وجوهها ... مخاتلة الأرواح في صور الذر وقال أيضا ~~بعض أهل أفقنا: # جداول ماء ما تسوغ لوارد ... ترى النمل غرقى فيه غير الأكارع وقد كرر عبد ~~الجليل معنى بيته المتقدم فقال: # ومشت لحاظي في جوانب خده ... حتى أثرن بصفحتيه طريقا وقال أبو محمد بن ~~سارة الشنتريني: # ومعذر رقت حواشي حسنه ... فقلوبنا وجدا عليه رقاق # لم يكس عارضه السواد وإنما ... نثرت عليه سوادها الأحداق وقال أيضا بعض ~~أهل عصري وهو ابن رباح أبو تمام الملقب بالحجام: # PageV01P147 # يا لعبة بذوي الألباب ms0079 لاعبة ... في أصل حسنك معنى غير متفق # خلقت بيضاء كالكافور ناصعة ... فصرت سوداء من مثواك في الحدق وهو أيضا ~~القائل في هذا المعنى: # وسدواء الأديم إذا تبدت ... ترى ماء النعيم جرى عليه # رآها ناظري فصبا إليها ... " وشبه الشيء منجذب إليه " وسمع الوزير أبو ~~جعفر بن جرج من أهل أفقنا قول ابن الجهم: # وعائب للسمر من جهله ... مفضل للبيض ذي محك # قولوا له عني: أما تستحي - ... من جعل الكافور كالمسك - فعارضه بقوله: # وعائب للبيض ذي إفك ... معارض الكافور بالمسك # دع عنك هذا وانقلب خاسئا ... ما النور مثل الظلم الحلك ثم ساعد ابن الجهم ~~فقال: # غصن من الآبنوس أبدى ... من مسك دارين لي ثمارا # ليل نعيم أظل فيه ... للطيب لا أشتهي نهارا # PageV01P148 # ولابن جرج أيضا في مثله: # وسمراء باهى كلفة البدر وجهها ... إذا لاح في ليل من الشعر الجعد # محببة من حبة القلب لونها ... وطينتها للمسك والعنبر الورد وقال أبو علي ~~ابن رشيق: # دعا بك الحسن فاستجيبي ... يا مسك في صبغة وطيب # تيهي على البيض واستطيلي ... تيه شباب على مشيب # ولا يرعك أسوداد لون ... كمقلة الشادن الربيب # فإنما النور عن سواد ... في أعين الناس والقلوب قال ابن بسام: وهذا من ~~الكلام الرائق، المتأخر السابق، في تفضيل السواد على البياض، مع أن ابن ~~الرومي لم يدع فيه لأحد من اعتراض، وقد كان قبله أبو حفص الشطرنجي قال: # أشبهك المسك وأشبهته ... قائمة في لونه قاعده # لا شك إذ لونكما واحد ... أنكما من طينة واحده ولما كانت شدة البياض مما ~~يعاب، وأن أكف بعض السودان مشققة وأطرافهم ليست ناعمة لينة، وأن عرفهم خبيث ~~مع الفلح الملازم لأوساط الشفاه، وسائر ما فيهم من هذه الأشباه، نفى ابن ~~الرومي ذلك كله فقال يصف جارية عبد الملك بن صالح السوداء: # PageV01P149 # سوداء لم تنتسب إلى برص الشقر ولا كلفة ولا بهق ... ليست من العبس الأكف ~~ولا الفلح الشفاه الخبائث العرق ... # وبعض ما فضل السواد به ... والحق ذو سلم وذو نفق # ألا تعيب السواد حلكته ... وقد يعذب البياض بالبهق # أكسبها ms0080 الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق # فانصرفت نحوها الضمائر ال ... أبصار يعنقن أيما عنق ولما سمع ابن الرومي ~~قول أبي نواس، وقد نبه نديما لبلصبوح فأخبر عن حاله، وهو من جيد تشبيهاته: # فقام والليل يجلوه الصباح كما ... جلا التبسم عن غر الثنيات قال ابن ~~الرومي في هذه القصيدة: # يفتر ذاك السواد عن يقق ... من ثغرها كاللآلئ النسق # كأنها والمزاج يضحكها ... ليل تفرى دجاه عن فلق وفضل كلام ابن الرومي على ~~سواه، أنه قدم في التشبيه لمعناه مقدمة أيدته ووطأت له الآذان، وأصغت ~~الأفهام إلى الاستحسان، وهي قوله: " يفتر ذاك السواد عن يقق " وكان سئل أن ~~يستغرق في صفات محاسنها الظاهرة والباطنة فقال: # لها حر يستعير وقدته ... من قلب صب وصدر ذي حنق # PageV01P150 # كأنما حره لذائقه ... ما ألهبت في حشاه من حرق # يزداد ضيقا على المراس كما ... تزداد ضيقا أنشوطة الوهق وفكر ابن الرومي ~~فيما فكر فيه النابغة إذ أمره النعمان بوصف المتجردة فوصف ما يجوز ذكره من ~~ظاهر محاسنها ثم كره أن يذكر من باطنها ما لا يسوغ لمثله أن يذكره منها، ~~فرد الإخبار عن تلك الصفات إلى صاحبها وهو الملك فقال: # زعم الهمام بأن فاها بارد ... عذب مقبله شهي المورد الأبيات، فقال ابن ~~الرومي: # وصفت فيها الذي هويت على ال ... وهم ولم انتبذ ولم أذق # إلا بأخبارك التي وقعت ... منك إلينا عن ظبية البرق # حاشا لسوداء منظر سكنت ... دارك إلا من مخبر يقق ولما سمع الفرزدق يرثي ~~امرأة توفيت حاملا، حيث يقول: # وجفن سلاح قد رزئت فلم أنح ... عليه ولم أبعث عليه البواكيا # وفي بطنه من دارم ذو حفيظة ... لو أن المنايا أنسأته لياليا قال ابن ~~الرومي: # أخلق بها أن تقوم عن ذكر ... كالسيف يفري مضاعف الحلق # PageV01P151 # إن حفون السيوف أكثرها ... أسود، والحق غير مختلق فزاد زيادة بينة، ~~وعبارة واضحة، لم تفتقر إلى تفسير أصحاب المعاني، وبلغ من الإجادة، فوق ~~الإرادة. ومناسبة الشعر في المعنى واللفظ كثيرة. # ونرجع إلى رسائل أبي المغيرة: # فصل من رقعة له: مؤدي كتابي ms0081 هذا قصد حضرة الحاجب الفاضل، ولم يجد بدا من ~~سبب واصل، إلى رجاء حاصل؛ وأنت هنالك في كل مطلب صالح، ومذهب راجح، الدلو ~~والرشاء، والنهاية والابتداء؛ وللقرشيين ألسنة بالثناء فصاح، ومن أولاهم ~~يدا فقد حمل محاسنه أجنحة الرياح، وكبها في غرة الصباح. # فصل من رقعة شفاعة أيضا: # إذا شرب روض الشكر، من حوض البر، أطلع من الزهر، ما يخجل مسك الطرر؛ ~~وتنفس عن نسيم، يشفي حرارة القلوب الهيم، وبحسب القائل يكون المقال، وعلى ~~قدر الجائل يتسع المجال، وأبو الربيع من علم لسانه إن قال، وبيانه قصر أو ~~طال؛ وأنه أشد بناة الكلام حرصا، إذا وجد آجرا وجصا؛ وأعظم جياده تهافتا، ~~إذا وجد ميدانا متفاوتا، فمن أوثقه برا، طوقه شكرا، ومن خلع عليه ثياب ~~الفضل # PageV01P152 # من طراز الإكرام، نزع إليه بجياد الحمد من مربط الكلام؛ ولم يزل يمري خلف ~~الطلب، بيد الأدب، ويسري في ظلام الأمور، بسراج المنظوم والمنثور، حتى إذا ~~رأى تلك الأسباب رثاثا، وعاين مبرم وسائلها أنكاثا، طلق عرس الشعر ثلاثا، ~~وصار لا يرى نجعة الأدب، ولو أوطأته على أرض الذهب؛ فمن سماه أديبا فقد ~~عقه، أو وسمه بشاعر فقد أبطل حقه؛ حتى إذا لقي من كريم صونا، وعلى ما ~~يحاوله عونا، ذكر فشكر، بثناء كالزهر، تحت أنداء السحر، وأمسك من الآداب، ~~على هذا الذناب، ولولا أن يسر بهذا القدر ذا قدر، لصدق الحملة، ومحاها من ~~صدره جملة، ونزع إلى تصوف يحمد فيه رأيه، ويجنيه ثمر العيش منه سعيه؛ فقد ~~سئم تشبهه بالعيال، ودخوله تحت المنن السابغة الأذيال. وغرضه منك - أعزك ~~الله - رأي أصيل، وإرشاد جميل، وتأنيس يسهل به وعر الزمان، ويثني إليه - إن ~~شاء الله - شارد الأمان. # وله من أخرى: أعزك الله - في الاحتماء حسم الداء، ولا عدو للإنسان إلا ~~نفسه، ولا حية ولا عقرب إلا جنسه؛ وليس في الحيوان، أخبث في ذاته من ~~الإنسان؛ فالاحتراس كل الاحتراس، والمعاشرة الجميلة للناس؛ فأبصر بصيرتك، ~~وأحسن سريرتك، ولا تلدغن من جحر مرتين، واذكر المثل السائر في اللاعب بين ~~وتدين؛ # PageV01P153 # والعاقل ms0082 من حمله كل بلد، ونفق عند كل أحد، وأعقل منه من عرف الناس ولم ~~يعرفوه، فاستراح من أجنبي متكلف، أو قريب غير منصف، ولم يفتقر إلا إلى ربه، ~~ولم يأنس إلا بنور لبه. # وله من أخرى: # فالأرض قد نشرت ملاءها، وسحبت رداءها، ولبست جلبابها، وتقلدت سخابها، ~~وبرز الورد من كمامه، واهتز الروض لتغريد حمامه؛ والأشجار قد نشرت شعورها ~~وهزت رؤوسها، والدنيا قد أبدت بشرها وأماطت عبوسها؛ وكأن بها قد أطلعت من ~~كل ثمر ضروبا، وأبدت من جناها منظرا عجيبا؛ وإن كنا لا نشارك في تلك إلا ~~بالعيان لا باللسان، وبالطرف لا بالكف، وننالها بالاختلاس لا بالأضراس؛ ~~وللدهر قسم من أقسام اللذة، وصنف من أصناف الشهوة: # شهدنا إذ رأيناهم فإنا ... على اللذات في الدنيا شهود وحالي حال للسقام ~~بها اتصال، وللصحة عنها انفصال، يعين على ذلك ضعف البنية، وفساد الأهوية، ~~والتخليط في الأغذية؛ وبعض صلاحها بل كله تعجيلك مطالعتي بحالك، لأسكن إلى ~~ما أوثره من ذلك، وشفع لي بخبر فلان، واشرح لي من خبر فلان، وأين بلغ من ~~تكسبه، وحيث انتهى من تطببه، وكيف ظروفه وخزائنه # PageV01P154 # ولعوقاته ومعاجنه، وهل ينفذ طبه، وينفق بختجه وحبه؛ وصف لي ما يقوله على ~~الماء، ويبديه من الأدواء، وأهد إلي ما ينمقه من المقال، على الكبد ~~والطحال، ويرقشه من الكلام، في الفالج والزكام؛ فالحمد لمن قرن له ذلك إلى ~~القيام بشريعة الإسلام، والتمهر في الأحكام، ومعرفة الحلال والحرام، والفلج ~~عند الجدال والخصام. # وله من أخرى: # فكم ليث كامن في غابه، سمعت صريف أنيابه، وقفر أنست في يبابه، إلى عواء ~~ذئابه؛ لا أمر إلا باللص المستلب، ولا ألقى غير الخارب المنتهب؛ وشعاري عند ~~النائبة ألقاها قأتخطاها، والنازلة أراها فاتعداها، قول أبي الطيب: # فإن أسلم فما أبقى ولكن ... سلمت من الحمام إلى الحمام وأنا أرقب من ~~الزمان صنيعه، وأنتظر الحمام وأتخيل وقوعه؛ وهو يذهب بي إلى قبلة الآمال ~~وأنا لا أصدق، ويسوقني إلى محط الرحال وأنا لا أحقق، ويؤم بي البحر الذي لا ~~تحصى فوائده، والغيث الذي لا ms0083 يخيب رائده؛ وهللت إحمادا لما سقطت عليه، ~~وعلمت أني في الحرم الذي لا يوطأ رحابه، ولا يطار غرابه، ولا يخضد شجره # PageV01P155 # ولا يمنع ثمره، ولم ألبث ن نزلت باليفاع الخصيب، وتمكنت من الرشاء ~~والقليب. # وفي فصل: وما أعلم نائبة كفراقك أهد لمتن، ولا نازلة كنأيك أجلب لحزن، ~~وما كنت أريم ربعك لو كان لي الخيار، ولا أبرح منزلك لو ساعدتني الأقدار. # لقد كنت أدركت المنى غير أني ... يعيرني قومي بإدراكها وحدي وله فصل من ~~أخرى: # لم أزل أزجر للقاء سيدي السانح، وأستمطر الغادي والرائح، وأروم اقتناصه ~~ولو بشرك المنام، وأحاول اختلاسه ولو بأيدي الأوهام، وأعاتب الأيام فلا ~~تعتب، وأقودها إليه فلا تحصب. حتى إذا غلب الياس، وشمت الناس، وضربت بي ~~الأمثال، فقيل أكثر الآمال ضلال؛ تنبه الدهر من رقدته، وحل من عقدته، وقبل ~~مني، وأظهر الرضى عني؛ وقال دونك ما جمح، فقد سمح؛ وإليك فقد دنا، ما كان ~~في المنى؛ فطرت بجناح الارتياح، وركبت إلى الغمام كواهل الرياح؛ وقلت فرصة ~~تغتنم، وركن يستلم، وطرقت روضة العلم عميمة الأزاهر، فصيحة الطائر، ريا ~~الجداول، باردة الضحى والأصائل، وطفت بكعبة الفضل مصونة الحبر، ملثومة ~~الحجر، عزيز المقام، معمورة المشعر الحرام، فما شئت من محاضرة تجمع بين ~~الدنيا والآخرة، بين يدي نثر يري الإعجاز، ونظم ما أشبه الصدور بالأعجاز # PageV01P156 # وحديث تقف العقول بإزائه، وتروى بصافي مائه. فحين شمخ بالظفر أنفي، واهتز ~~لنيل الأمل عطفي؛ والدهر يضحك سرا، ويتأبط شرا؛ وقد أذهلني الجذل عن سوء ~~ظني به، وأوهمني نزوعه عن ذميم مذهبه، آلت ألوانه، وفسا ظربانه، ونادى ليقم ~~من قعد، وينتبه من رقد. إنما فترت تلك الفترة، ليكون ما رأيت عليك حسرة ~~وسمحت لك مرة، لتذوق من الأسف عليها كأسا مرة. فرأيت وقد كان غطي على بصري، ~~وعقلت وكنت في عمياء من خبري؛ وقلت: هذا الذي أعهده من لؤمه، وأعرفه من ~~شؤمه، ما وهب إلا سلب، ولا أعطى إلا ساعات كإبهام القطا؛ فيا له من قادر ما ~~ألأم قدرته، وذابح ما أحد شفرته! ولو تسلط ms0084 علينا من يظهر إلينا شخصه، ~~لأدركته رماحنا، وعصفت به رياحنا؛ وطاح بين موتورين منا: قاصد أبوه قحطان، ~~ومقصوده أبوه كسرى أنو شروان. وما ظنك بصريخ يثوب إليه من يعرب ثائبها، ومن ~~بني ساسان كسرى حفت به مرازبها؛ لكنه أمير من وراء سجف، يسعى بلا رجل ويصول ~~بلا كف. # وهذا محلول من قول أبي الطيب حيث يقول: # وما الموت إلا سارق دق شخصه ... يصول بلا كف ويسعى بلا رجل وأخذه المعتمد ~~بن عباد فقال: # PageV01P157 # ولكنها الأيام تردي بلا ظبا ... وتصمي بلا نبل وترمي بلا يد وهو معنى ~~متداول مشهور، وهو في نثرهم ونظمهم كثير. وفي هذه الرسالة لفاظ كثيرة، حلها ~~من معقود الشعراء أبو المغيرة، منها قول محمد بن هانئ الأندلسي: # وركبت شأو مآرب ومطالب ... حتى امتطيت إلى الغمام الريحا وله: قد أغنى ~~الله ما يشاء بتمكن بنياته، وثبات أركانه، عن تعاطي القول في تقريظه ووصفه، ~~ورأيت ما هززت مني في خدمة إرادتك ماضي الحز، لين المهز، لو صادف مضربا ~~ووقع على محز، وإذا احتجت إلى دليل على معتقدي في تأتي أوطارك ومآربك، وحظي ~~في شعب أنحائك ومذاهبك، فالجزء أصغر من الكل. مفتقر إلى البرهان، وكل مقدمة ~~موجودة بالعقل محتاجة إلى الشرح والبيان، وإذا كانت حالنا مبنية على هذا ~~الأبس، وثبتت صورته هذه في النفس، فقد عييت إذا قصرت بي الأقدار، عن موقف ~~الاعتذار. # وله من أخرى: # وأما فلان فالكلام وإن طال فيه قصير، والواصف دون بلوغ مداه حسير، لله ~~أبوه، صحة إخاء، ومحض وفاء، وحسبك أنه في الرعيل # PageV01P158 # الأول من إخواني، وفي الصدر المقدم ممن أثق به من أهل زماني، وإن كان ~~فيهم ذو السرو والفضل، والنباهة والنبل. # وكل له فضله، والحجول ... يوم التفاضل دون الغرر # وليالي الخريف خضر ولكن ... زهدتنا فيها ليالي الربيع وله من أخرى: # وإن رأيت تأنيسي بكتايب أجتلي منه وجوه البدور، وجواهر النحور، ودرر ~~الثغور، وأجتني به ثمر السرور، وارتع منه في رياض العلوم، ما بين منثور ~~ومنظوم، نفست من خناق مشتاق كئيب، وأنست من وحشة ms0085 منفرد غريب، بحيث لا أخ ~~كريم، ولا ولي حميم، فقد صرت، ولا أحيل على الأثر بعد العين، كما قال أحمد ~~بن الحسين: # ما مقامي بأرض نخلة إلا ... كمقام المسيح بين اليهود وعرفني بعلو مكارمك، ~~ووضوح معالمك، في درج كتابك، وطي خطابك، بحالي شقيقي في النسب، وشفيعي في ~~الأدب، أبي فلان وفلان: # هم الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا ولله أيام ~~جلا لي الدهر شخصيهما شجني نور، بقلوب أسد # PageV01P159 # وألحاظ صقور، إذ كنت كالعروس وهما قرطاي، أو كالفلك الدوار وهما قمراي، ~~وأنسنا كالمشتري نازلا ببرج القوس، وسعدنا كسعد محتبيا بين الخزرج والأوس. # وله من أخرى يخاطب بها عن نفسه الفقيه أبا عمر ابن عبد البر: # ولقد بقيت حالي بعدك مريضة، وعين آمالي مغضوضة، وأيدي أنسي مقبوضة، وجيوش ~~صبري عنك مفضوضة؛ فقد كان ذلك البعد الطويل أحدث بعض السلوان، وأتى بما في ~~طبيعة الإنسان من النسيان، وإن كان عذا القول لا يقال على الإطلاق، بل على ~~الإضافة لما في الحال بحديث الافتراق، حتى إذا وقع اللقاء تأجج من ذلك ~~الالتياع خامده، وثار راكده، وسال جامده، وكانت حالنا ما قال أبو الطيب: # افترقنا حولا فلما التقينا ... كان تسليمه علي وداعا وله من أخرى: # بانعكاس الزمان، انعكست أمثال البيان، كما يروى في خبر الفتى المدعي ~~للكتابة عند عمرو بن مسعدة، أنه عاياه بكتاب من عند # PageV01P160 # صاحب البريد بخبر بقرة ولدت غلاما، فأنشأ خطبة مفتتحها: الحمد لله خالق ~~الأنام في بطون الأنعام. فجذب الرقعة من يده، وبالغ في إجزاك صفده. وإذا ~~تأملت انقلاب الزمان، وما وقع لي مع فلان، انقلبت الخطبة فصارت: الحمد لله ~~خالق الأنعام في بطون الأنام. وأبدأ بحديث اليهودي موصل كتابك: دخل الحضرة ~~عقب جولة كانت لي مع ابن مخامس - حشر الله كليهما مع صاحبه - فوالله لا ~~أعلم حال من منهما أضعف وأظلم، أحال اليهودي بمضادة الدين، أم حال هذا ~~المسلك - فوافى وقد كشفت عوراته، وما زالت مكشوفة، وعرفت سوآته، وما زالت ~~معروفة، إخبارا عنه، وتحذيرا منه، وإعلاما بما ms0086 يستره ذيله، ويشتمل عليه ~~ليله، من قبائح يمليها العار، ويكتبها الليل والنهار. # وفي فصل منها: # وجاء في مقدمة صهر يصهر به جنبه، وفي نكاح ينكح الردى منه قلبه، يمشي مشي ~~من جمع بين المشتري والزهرة، لا مشي من سعى لتركيب حر على كمرة، وأي درة ~~حاول إخراجها من صدفة، ما أشبه النكرة هاهنا بالمعرفة، قبح الله زمانا يقرب ~~إلى اللئيم حصانا، وإلى الكريم أتانا. # وله من أخرى، خاطب بها الفقيه أبا محمد بن حزم أثبت منها بعض الفصول ~~فرارا من التطويل، وافتتحها ببيتي أبي نواس: # ألا لا أرى مثل امترائي في رسم ... توهمه عيني ويرفضه وهمي # PageV01P161 # أنت صورة الأشياء بيني وبينه ... فظني كلا ظن وعلمي كلا علم وقفت - كلاك ~~الله - وأنت عين التمام، وعلم الأعلام، على كتاب عنوانه باسمك أسمال، كأنه ~~طلل بال؛ فكلما هززته هوم، أو سألته استعجم؛ معنى كصدى الإنسان، ولفظ ~~كمنهجات الأكفان؛ وأغراض لا يدب فيها سهم مقرطس، وإظلام لا وضح فيه لصبح ~~متنفس، ورطانة تمجها الأسماع، وتجتويها الطباع، فأقمت متبلدا، وعدت على ~~نفسي وقريحتي مترددا، فقالتا: أفق أيها الإنسان، لست بالنبي سليمان، متى ~~وعدناك أن نفهمك كلام الحكل وسرار النمل -! ألم نسلك بك في شعاب الكلام ~~فتغلغلت - ألم تسر في صحرائه بنا فأوغلت - ألم تجر في ميدانه فسبقت - ألم ~~تنر في ظلمائه فأشرقت - هل أحسست بنكول جنان، أو قصور لسان، فيما نظمت ~~كالعقود، على ترائب الفتاة الرود، ونثرت كالنجوم، في صفحة الليل البهيم - ~~قلت: بلى؛ قالتا: فأعرض عن رطانة الزط، وصفير البط، ولا تعج على طلل بائد، ~~ودار قد أتى الله بنيانها من القواعد، فقلت: أسرفتما طاغيتين، إن كاتب ~~الصحيفة لندرة الزمان، ولعلم نوع الإنسان، إلا أنه ربما كذب العنوان، ونحل ~~ذلك الهذيان؛ فأعدت النظر، فإذا بك أبا محمد صاحبه، كتاب مبني على الظلم ~~العبقري، والبهتان الجلي، ومكابرة العيان، ومدافعة البرهان، قد طمس # PageV01P162 # الله أنواره، وأظهر عواره، فجاء كالفلاة العوراء، لا ماء ولا شجر، ~~والليلة الظلماء، لا نجم ولا قمر. # وفي فصل منها: # فاستقصرت من دفع ms0087 إلي كتابك فقلت: من لي بمثل غاشيتك من هذه العصابة، ~~وبأشباه الملمين بك من تلك البابة، ونسيت أبا محمد حاشيتك وشيعتك، التي صرت ~~رئيس مدراسهم، وكبير أحراسهم، تحدثهم عما كان فيهم من العبر، وتخبرهم بما ~~تعاقب عليهم من الصفا والكدر؛ فتارة عن السامري والعجل، وتارة عن القمل ~~والنمل، وطورا تبكيهم بحديث التيه، وطورا تضحكهم بقوم جالوت وذويه؛ حتى كأن ~~التوراة مصحفك، وبيت الحزان معتكفك، وأنا بمعزل، وأنت تحدث وتعزل؛ وتعجبت ~~من حرصي، ونسيت نفسك أبا محمد، حين قطعت البيداء تبلك السماء، وترعدك ~~الجربياء، في وقت تكمن فيه أنواع الحيوان، وأحقها بالكمون نوع الإنسان، ~~لترث حيا قائما على حاله، مالكا لماله، يدعو الله عليك، أن استطلت عمره، ~~ونعيت إليه نفسه. # وفي فصل منها: # ومن ظريف ما في كتابك قولك: أقصرها وأتأخها. ومن أين نفذ # PageV01P163 # أبصرك، حتى همزتها همز عامر بن الطفيل قرنه في سواد الليل، وما ظنك ~~جعلتها إلا تميمة، لتلك القطعة الكريمة، امتثالا لقول القائل: # ما كان أحوج ذا الكمال إلى ... عيب يرقيه من العين ومن ذلك بأن نصبر ~~عليك، ونتأنى بك، وهذا الجواب كما تراه ابن الوقت ونتيجة الساعة، ونفثة من ~~لا يخرج له الكلام عن طاعة، ومن تشغله عن التفاسير كلف السلطان، وتثقله ~~أعباء الزمان، كاد ينتقش في ظهر كتابك قبل حصوله بيدي: # فقل فيما يجن عليه ليل ... ويمضي في صياغته نهار # هنالك تظهر الآيات حتى ... يقال تناثر الفلك المدار فراجعه الفقيه أبو ~~محمد برقعة قال فيها: # سمعت وأطعت لقوله تعالى: {وأ " رض عن الجاهلين} ، وسلمت وانقدت لحديثه ~~عليه السلام: " صل من قطعك، واعف عمن ظلمك "، ورضيت بقول الحكماء: " كفاك ~~انتصارا ممن تعرض لأذاك إعراضك عنه "، وأقول: # تبغ امرءا يبتغي ... سبابك، إن هواك السباب # فإني أبيت طلاب السفاه ... وصنت محلي عما يعاب # وقل ما بدا لك من بعد ذا ... وأكثر فإن سكوتي جواب # PageV01P164 # وأقول: # كفاني ذكر الناس لي ومآثري ... ومالك فيهم يا ابن عمي ذاكر # عدوي وأشياعي كثير كذاك من ... غدا وهو نفاع المساعي وضائر # وما لك فيهم ms0088 من عدو فيتقى ... وما لك فيهم من صديق يكاثر # وقولي مسموع له ومصدق ... وقولك منبت مع الريح طائر # وإني وإن آذيتني وعققتني ... لمحتمل ما جاءني منك صابر فوقع له أبو ~~المغيرة على ظهر رقعته: قرأت هذه الرقعة العاقة فحين استوعبتها أنشدني: # نحنح زيد وسعل ... لما رأى وقع الأسل فأردت قطعها، وترك المراجعة عنها، ~~فقالت لي نفس قد عرفت ذكاءها: تالله لا قطعتها إلا يده! فأثبت على ظهرها، ~~ما يكون سببا لصونها، وقلت: # نعقت ولم تدر كيف الجواب ... وأخطأت حتى أتاك الصواب # وأجريت وحدك في حلبة ... نأت عنك فيها الجياد العراب # وبت من الجهل مستنبحا ... لغير قرى فأتتك الذئاب # لعمرك تبينت عقبى الظلوم ... إذا انتفضت في الخميس العقاب # أنيل المنى والظبا سخط ... وأعطي الرضى والعوالي غضاب # PageV01P165 # وأقول: # وغاصب حق أوبقته المقادر ... " يذكرني حاميم والرمح شاجر " # غدا يستعير الفخر من خيم خصمه ... ويجهل أن الحق أبلج ظاهر # ألم تتعلم يا أخا الظلم أنني ... برغمك ناه منذ عشر وآمر # تذلل لي الأملاك حر نفوسها ... وأركب ظهر النسر والنسر طائر # وأبعث في أهل الزمان شواردا ... تألفهم وهي الصعاب النوافر # فإن أثو في أرض فإني سائر ... وإن أنأ عن قوم فإني حاضر # وحسبك أن الأرض عندك خاتم ... وأنك في سطح السلامة عاثر # إذا كنت في ظهر من العدل منجدا ... فإنك في بطن من الجور غائر # ولا لوم عندي في استراحتك التي ... تنفس عنها والخطوب فواقر # فإني للحلف الذي مر حافظ ... وللنزغة الأولى لحاميم ذاكر # هنيئا لكل ما لديه فإنها ... عطية من تبلى لديه السرائر [قول أبي ~~المغيرة: " فإن أثو في أرض " ... البيت، أخذه من قول البحتري: # وشهرت في شرق البلاد وغربها ... فكأنني في سوسط ناد جالس قال ابن بسام: ~~وكان نقش خاتم أبي محمد: # يا علي بن أحمد ... اتق الله ترشد فقال له أبو المغيرة: " عليك بفحص ~~التيه " ... البيت] . # PageV01P166 # وإذا انتهى بنا القول إلى ذكر أبي محمد بن حزم، فأنا ألمع في هذا الموضع ~~بلمعة من خبره، حتى أدل على عينه بأثره؛ فإنه كان كالبحر ms0089 لا تكف غواربه، ~~ولا يروى شاربه. # وقد وجدت للشيخ أبي مروان بن حيان فصلا أورد فيه ذكره، وجرده - زعم - ~~لشرح أمره، وأنا أثبته بأسره. # قال ابن حيان: كان أبو محمد حامل فنون من حديث وفقه وجدل ونسب، وما يتعلق ~~بأذيال الأدب، مع المشاركة في كثير من أنواع التعاليم القديمة من المنطق ~~والفلسفة. وله في بعض تلك الفنون كتب كثيرة، غير أنه لم يخل فيها من الغلط ~~والسقط، لجرأته في التسور على الفنون لا سيما المنطق، فإنهم زعموا أنه زل ~~هنالك، وضل في سلوك تلك المسالك، وخالف أرسطاطاليس واضعه مخالفة من لم يفهم ~~غرضه، ولا ارتاض في كتبه، ومال به أولا النظر في الفقه إلى رأي أبي عبد ~~الله محمد بن إدريس الشافعي وناضل عن مذهبه، وانحرف عن مذهب غيره، حتى وسم ~~به، ونسب إليه، فاستهدف بذلك لكثير من الفقهاء وعيب بالذوذ، ثم عدل في ~~الآخر # PageV01P167 # إلى قول أصحاب الظاهر، مذهب داود بن علي ومن اتبعه من فقهاء الأمصار، ~~فنقحه ونهجه وجادل عنه، ووضع الكتب في بسطه، وثبت عليه إلى أن مضى لسبيله، ~~رحمه الله. # وكان يحمل علمه هذا ويجادل من خالفه فيه، على استرسال في طباعه، ومذل ~~بأسراره، واستناد إلى العهد الذي أخذه الله على العلماء من عباده، ليبيننه ~~للناس ولا يكتمونه؛ فلم يك يلطف صدعه بما عنده بتعريض، ولا يزفه بتدريج، بل ~~يصك به معارضه صك الجندل، وينشقه متلقيه إنشاق الخردل، فينفر عنه القلوب، ~~ويوقع بها الندوب، حتى استهدف إلى فقهاء وقته، فتمالأوا على بغضه، وردوا ~~قوله، وأجمعوا على تضليله، وشنعوا عليه، وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا ~~عوامهم عن الدنو إليه والأخ عنه، فطفق الملوك يقصونه عن قربهم، ويسيرونه عن ~~بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع أثره بتربة بلده من بادية لبلة، وبها توفي ~~رحمه الله سنة ست وخمسين وأربعمائة، وهو في ذلك غير مرتدع ولا راجع إلى ما ~~أرادوا به، يبث علمه في من ينتابه بباديته تلك، من عامة المقتبسين # PageV01P168 # منه، من أصاغر الطلبة الذين لا يخشون فيه ms0090 الملامة، يحدثهم ويفقههم ~~ويدارسهم ولا يدع المثابرة على العلم، والمواظبة على التأليف، والإكثار من ~~التصنيف، حتى كمل من مصنفاته في فنون العلم وقر بعير، لم يعد أكثرها عتبة ~~بابه لتزهيد الفقهاء طلاب العلم فيها، حتى أحرق بعضها بإشبيلية ومزقت ~~علانية، لا يزيد مؤلفها ذلك إلا بصيرة في نشرها، وجدالا للمعاند فيها، إلى ~~أن مضى لسبيله. # وأكثر معايبه - زعمول - عند المنصف له، جهله بسياسة العلم التي هي أعرض ~~من إيعابه، وتخلفه عن ذلك على قوة سبحه في غماره؛ وعلى ذلك كله فلم يكن ~~بالسليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عنه عند لقائه، إلى أن يحرك ~~بالسؤال فيفجر منه بحر علم لا تكدره الدلاء، ولا يقصر عنه الرشاء، وعلى كل ~~ما ذكرناه دلائل ماثلة، وأخبار مأثورة. # وكان مما يزيد في شنآنه تشيعه لأمراء بني أمية، ماضيهم وباقيهم بالمشرق ~~والأندلس، واعتقاده لصحة إمامتهم، وانحرافه عمن سواهم من قريش، حتى نسب إلى ~~النصب لغيرهم. # PageV01P169 # وقد كان في غرائبه انتماؤه في فارس، واتباع أهل بيته له في ذلك بعد حقبة ~~من الدهر تولى فيها أبوه الوزير المعقل في زمانه، الراجح في ميزانه، أحمد ~~بن سعيد بن حزم لبني أمية أولياء نعمته، لا عن صحة ولاية لهم عليه، فقد ~~عهده الناس خامل الأبوة، مولد الأرومة من عجم لبلة، جده الأدنى حديث عهد ~~بالإسلام، لم يتقدم لسلفه نباهة، فأبوه أحمد على الحقيقة هو الذي بنى بيت ~~نفسه في آخر الدهر برأس رابية، وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة ~~والدهاء والرجولة والرأي، فاغتدى جرثومة شرف لمن نماهم، أغنتهم عن الرسوخ ~~في أولي السابقة، فما من شرف إلا مسبوق عن خارجية، ولم يكن إلا كلا ولا، ~~حتى تخطى علي هذا رابية لبلة، فارتقى قلعة إصطخر من أرض فارس، فالله أعلم ~~كيف ترقاها، إذ لم يكن يؤتى من خطل ولا جهالة، بل وصلة بها وسع علم ووشيجة ~~رحم معقومة بلها بمستأخر الصلة، رحمه الله، فتناهت حاله مع فقهاء عصره إلى ~~ما وصفته، وحسابه وحسابهم على الله الذي لا يظلم ms0091 الناس مثقال ذرة، عزت ~~قدرته. # ولهذا الشيخ أبي محمد مع يهود لعنهمومع غيرهم من أولي المذاهب المرفوضة ~~من أهل الإسلام مجالس محفوظة، وأخبار مكتوبه؛ وله مصنفات في ذلك معروفة، من ~~أشهرها في علل الجدل كتابه المسمى: " الفصل بين أهل الآراء والنحل ". ومن ~~تواليفه " كتاب الصادع والرادع " [في الرد] على من كفر أهل التأويل من فرق ~~المسلمين والرد على من قال بالتقليد. وله كتاب في شرح حديث الموطأ والكلام ~~على مسائله؛ وله " كتاب الجامع " في صحيح الحديث باختصار الأسانيد، ~~والاقتصار على # PageV01P170 # أصحها واجتلاب أكمل ألفاظها وأصح معانيها؛ و " كتاب التلخيص والتخليص " ~~في المسائل النظرية وفروعها التي لا نص عليها في الكتاب ولا في الحديث. و " ~~كتاب منتقى الإجماع وبيانه من جملة ما لا يعرف فيه اختلاف "، وكتاب " ~~الإمامة والسياسة " في قسم سير الخلفاء ومراتبها والندب إلى الواجب منها، و ~~" كتاب أخلاق النفس "، وكتابه الكبير المعروف ب - " الإيصال إلى فهم كتاب ~~الخصال "، وكتاب " كشف الالتباس، ما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس "؛ إلى ~~تواليف غيرها، ورسائل في معان شتى كثير عددها. # ومن شعره يصف ما أحرق له من كتبه ابن عباد قوله: # فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي ... تضمنه القرطاس بل هو في صدري # يسير معي حيث استقلت ركائبي ... وينزل إن أنزل ويدفن في قبري # دعوني من إحراق رق وكاغد ... وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري # وإلا فعودوا في المكاتب بدأة ... فكم دون ما تبغون لله من ستر وله: # من ظل يبغي فروع علم ... بدءا ولم يدر منه أصلا # فكلما ازداد فيه سعيا ... زاد لعمري بذاك جهلا # PageV01P171 # وقال: # كأنك بالزوار لي قدر تبادروا ... وقيل لهم أودى علي بن أحمد # فيا رب مخزون هناك وصحاك ... وكم أدمع تذرى وخد مخدد # عفا الله عني يوم أرحل ظاعنا ... عن الأهل محمولا إلى بطن ملحد # وأترك ما قد كنت مغتبطا به ... وألقى الذي آنست دهرا بمرصد # فوا راحتي إن كان زادي مقدما ... ويا نصبي إن كنت لم أتزود ويا لبدائع ~~هذا الحبر علي لبن حزم وغرره ms0092! ما أوضحها على كثرة الدافنين لها، والطامسين ~~لمحاسنها! وعلى ذلك فليس ببدع فيما أضيع منه، فأزهد الناس في عالم أهله، ~~وقبله أردى العلماء تبريزهم على من يقصر عنهم، والحسد داء لا دواء له؛ ~~انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان في خبره. # قلت أنا: ولعمري ما عقه، ولا بخسه حقه. وأخبرني الفقيه الحافظ أبو بكر ~~ابن الفقيه أبي محمد ابن العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال: كان ~~لشيخنا الفقيه أبي محمد بن حزم في الشعر والأدب نفس واسع، وباع طويل، وما ~~رأيت أسرع بديهة منه؛ وشعره كثير، وقد جمعته على حروف المعجم، ومنه ما كتب ~~عنه: # هل الدهر إلا ما رأينات وأدركنا - ... فجائعه تبقى ولذاته تفنى # إذا أمكنت فيه مسرة ساعة ... تولت كمر الطرف واستخلفت حزنا # إلى تبعات في المعاد وموقف ... نود لديه أننا لم نكن كنا # PageV01P172 # حصلنا على هم وإثم وحسرة ... وفات الذي كنا نلذ به عنا # حنين لما ولى، وشغل بما أتى ... وغم لما يرجى، فعيشك لا يهنا # كأن الذي كنا نسر بكونه ... إذا حققته النفس لفظ بلا معنى قال: وله أيضا ~~من قصيدة خاطب بها قاضي الجماعة بقرطبة عبد الرحمن ابن بشر يفخر فيها ~~بالعلم، ويذكر أصناف ما علم، يقول فيها: # أنا الشمس في جو العلوم منيرة ... ولكن عيبي أن مطلعي الغرب # ولو أنني من جانب الشرق طالع ... لجد على ما ضاع من ذكري النهب # ولي نحو أكناف العراق صبابة ... ولا غرو أن يستوحش الكلف الصب # فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم ... فحينئذ يبدو التأسف والكرب # فكم فائل، أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجيء به الكتب # هنالك يدري أن للبعد قصة ... وأن كساد العلم آفته القرب # فواعجبا من غاب عنهم تشوقوا ... له ودنو المرء من دارهم ذنب # وإن مكانا ضاق عني لضيق ... على أنه فيح مذاهبه سهب # وإن رجالا ضيعوني لضيع ... وإن زمانا لم أنل خصبه سغب ومنها في الاعتذار ~~من مدح نفسه: # ولكن لي في يوسف خير أسوة ... وليس على من بالنبي أئتسى ذنب ms0093 # PageV01P173 # يقول - وقال الحق والصدق - إنني ... حفيظ عليم، ما على صادق عتب وأنشدني ~~لنفسه: # لا يشتمن حاسدي إن نكبة عرضت ... فالدهر ليس على حال بمترك # ذو الفضل كالتبر طورا تحت ميقعة ... وتارة في ذرى تاج على ملك وأنشدني ~~أيضا له: # لئن أصبحت مرتحلا بشخصي ... فروحي عندكم أبدا مقيم # ولكن للعيان لطيف معنى ... له سأل المعاينة الكليم وقد كرر هذا المعنى ~~أيضا فقال: # يقول أخي: شجاك رحيل جسم ... وروحك ما له عنها رحيل # فقلت له: المعاين مطمئن ... لذا طلب المعاينة الخليل قال أبو عبد الله ~~الحميدي: وقلت له يوما: قال أبو نواس: # عرض للذي تحب بحب ... ثم دعه يروضه إبليس فقل أنت في طريق التحقيق فقال: # ابن فول وجه الحق في نفس سامع ... ودعه فنور الحق يسري ويشرق # سيؤنسه رفقا فينسى نفاره ... كما نسي القيد الموثق مطلق انتهى كلام ~~الحميدي. # PageV01P174 # وأنشدت له أيضا يما كان يعقده من المذهب الظاهري من جملة أبيات يقول ~~فيها: # وذي عذل في من سباني حسنه ... يطيل ملامي في الهوى ويقول: # أفي حسن وجه لاح، لم ترغيبه ... ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل - # فقلت له: أسرفت في اللوم ظالما ... وعندي رد - لو أدرت - طويل # ألم تر أني ظاهري، وأنني ... على ما بدا حتى يقوم دليل! @ما أخرجته من ~~شعر أبي المغيره في أوصاف شتى # له من قصيدة أولها: # أحاجيكم: من قلد القمر القرطا - ... وأسألكم: من ألحف الغصن المرطا - # فما جزعي إن جاوزوا الجزع ظاعنا ... ولا ساقط حزني إذا جاوزوا السقطا ~~ومنها: # وليدة سر المجد تبذخ نخوة ... وقد عظمت مجدا وقد كرمت رهطا # ولم ترض بالجوزاء عقدا ودملجا ... ولا قنعت بالنجم شنفا ولا قرطا # تقنصتها والعمر في عنفوانه ... فلا غصني أحنى ولا لمتي شمطا # وليل غطى والنجم في الأفق حائر ... فغطى على الأعلام منه الذي غطى # وليس وشاحي غير عضب مهند ... أبى حده أن يسأم القد والقطا # تشابه عزمي والحسام وهمتي ... ثلاثة أسياف بأمثالها يسطى # PageV01P175 # وهذا كقول أبي تمام: # العيس والبيد والليل التمام معا ... ثلاثة أبدا يقرن في قرن ms0094 وأخمده ~~البحتري فقال: # اطلبا ثالثا سواي فإني ... رابع العيس والدجى والبيد وقال الصنوبري أيضا: # حتى تكون لي الطمرة خلة ... والبيد دارا والحسام رفيقا وقال أبو الحسن ~~السلامي أيضا: # فكنت وعزمي في الظلام وصارمي ... ثلاثة أشباه كما اجتمع النسر وقال بعض ~~أهل عصرنا: # وإلا الثلاث السفع لم يزل الهوى ... لها ابعا في أعين وقلوب ولأبي ~~المغيرة من أخرى أولها: # سرت من لوى خبت إلينا تعسف ... مهامه ذات الجهل والجو أكلف يقول فيها: # تبيت بذي الأرطى وقد بات طيفها ... لنا صنما نحنو عليه ونعكف # PageV01P176 # هبيك سريت الليل فرعك أسحم ... وثغرك بسام، ولحظك أوطف # فأنى أطقت المشي، قدك مائد ... وردفك رجراج، وخصرك أهيف # سقى ربعك المألوف، حيث تصدعت ... لي الكبد الحرى، ربيع وصيف # فكم لي فيه من جناب وطئته ... كريما فلا آسى ولا أتأسف # وقد شققت فيه البروق جيوبها ... وباتت علينا أدمع الغيث تذرف # ليالي بات البان فوق كثيبه ... علي بأنواع الجنى يتعطف # إذا ارتج من ردف كثيب مرجرج ... تأود من قد قضيب مهفهف # يمد علينا للسحاب سرادق ... ويسحب فينا للجنائب مطرف # ولله دري ما أدر مدامعي ... إذا سجعت ورق على الأيك هتف # بدا العلم الفر الذي كنت عالما ... به، وسرى العرف الذي كنت أعرف # يذكرني سعداي بالغور ما تني ... مساعدة إذ لا صدوفي تصدف # ولله سلمى يوم أهدى سلامها ... بذي سلم نحوي البنان المطرف ومنها: # وما ظبية أدماء تعرو أراكها ... وتعطو وقد أوفى برير وعلف # بأحسن منها يوم ريعت لزورتي ... فراغت إلى أترابها تتشوف # وقالت: أما تثنيك رقبة حارس ... وأنياب ليث في العرينة تصرف - # ودون الذي أملت أجرد سابح ... وأسمر عراص وأبيض مرهف # فقلت لها: بعض الذي بك، فانثت ... وأنجز ميعادا بخيل مسوف # PageV01P177 # ونلت سقاطا من حديث وعاقني ... تنزه حر عن خنا وتعفف # مساعدني تحت النقابين منظر ... ويسعدني تحت اللثامين مرشف ومنها: # وركب سروا والليل عليهم ... سيتورا من الظلماء لا تتكشف # خبطت بهم أكنافه ونجومه ... ورائم أظار على البدر عكف # على كل قنعاس كأن لغامه ... - وقد سئم الإرقال - قطن مندف # هدايا خطوب ms0095 بات ينحرها السرى ... ولكنها من باطن الخف ترعف # إلى أن أناف الصبح ينفض عرفه ... وطائره في غرة الفجر يهتف # فما أنشق إلا عن منادي ابن منذر ... نذيرا بصرف عاقهم عنه يصرف ومنها: # يا رب ميدان أتى فيه سابقا ... وغودر منكوتا هجين ومقرف # وما نام حتى لم مفترق العلا ... فها هي عقد في يديه مؤلف # إياس وبسطام بن قيس وحاتم ... وقس ولقمان بن عاد وأحنف # وما هذه الأيام إلا مقاول ... تلت سورا من مجده وهو مصحف # إذا مضر الحمراء أدلت بمجدها ... وجرت ذيول الفخر قيس وخندف # سما لك قحطان ببنيان سؤدد ... ينيف على تلك المباني ويشرف وله من أخرى: # أمن البراق التاح برق ما سرى ... إلا ورد الأفق مرطا أحمرا # أتبعته نظر المشوق بمقلة ... لم تدر مذ عهد الأثيلة ما الكرى # PageV01P178 # عاينته كالصقر طائرا ... فغدت غرابيب الدياجي نفرا ومنها: # وسللت من نار الصبابة صارما ... وجررت من وفد التصابي عسكرا # ومشيت منسابا فقل في أرقم ... وضح النهار له فعاد غضنفرا # بتنا، وبات المسك فينا واشيا ... بمكاننا، والحلي عنا مخبرا # ورنت بألحاظ تدير كؤوسها ... فينا فنشربها حلالا مسكرا # والليل يلحفني سرابيل الدجى ... جهلا وقد عانقت صبحا مسفرا # لو جئتنا لرأيت أعجب منظر ... أسد توسد كف ظبي أعفرا # ولقد رقيت من الحمى أعلامه ... وشككت لما شمته متغيرا ومنها: # إلا ترى المنصور تحت لوائه ... تلق ابنه طلق الجبين مظفرا # أو لا تجد في الحفل عاقد حبوة ... هودا فإنا قد وجدنا حميرا # أو تفتقد صمصام عمرو في الوغى ... فلقد سللنا ذا الفقار مذكرا # لا غرو جئت البحر إذ أجلى الحيا ... ورأيت يحيى حين لم أر منذرا # فإذا دعونا من يجيب لنكبة ... لبت تجيب فخلتها سيلا جرى # شيم غدت قرط الزمان فلم أنم ... حتى نظمت عليه شعري جوهرا # لله درك والرماح شوارع ... والبيض تقطع لأمة وسنورا # ومقامة لك في الأعادي قد حمت ... أيام قوم قبلها أن تذكرا # كان اللسان لها الحسام المنتضى ... والمنبر العالي الأغر الأشقرا # غادرت أحشاء البنود خوافقا ... فيها ومران الوشيج مكسرا # PageV01P179 # أنسيتنا جذل الطعان ms0096 وعامرا ... وعتيبة بن الحارثي ومسهرا # فإذا أتيتك مادحا لك لم يجيء ... شعري ليسأل بل أتاك ليفخرا # غيري الذي اتخذ المدائح مكسبا ... وسواي من جعل القوافي متجرا # أنا ما شعرت لأن أنبه حاملا ... لكن لأمنع شاعرا أن يشعرا وقوله: " أو ~~نفتقد صمصام عمر و " ... البيت، لفظ حبيب ومعناه، نقله أبو المغيرة: # أو نفتقد ذا النون في الهيجا فقد ... جلى الإله لنا عن الصمصام @لمع من ~~أخبار منذر الذي ذكر # قال: ونقلت من خط أبي مروان ابن حيان، قال: كان منذر بن يحيى صاحب سرقسطة ~~رجلا من عرض الجند، وترقى إلى القيادة آخر دولة ابن أبي عامر، وتناهى أمره ~~في الفتنة إلى نيل الإمارة، والانتباذ من العسكر إلى الثغر الأعلى بلده، ~~واقتطاعه لما صير في يده، وكان أبوه يحيى من الفرسان غير النبهاء؛ فأما ~~ابنه منذر فكان فارسا لبق الفروسية، بهي الشارة، مليح التقلب على الدابة، ~~سخيا كريما خارجا عن حد # PageV01P180 # الجهل، يتمسك بطرف من الكتابة الساذجة، وأما غدره فالنار برأس اليفاع، من ~~أفحشه صنعه بهشام المخلوع مولى نعمته ومعلي رتبته، وباعثه إلى الثغر ~~لنصرته، فانقلب ناصرا لعدوه، وغزاه في عقر داره، وأنزله عن سريره، وأسلمه ~~لحتفه، وباع دماء عشيرته أهل قرطبة مجانا باطلا بلا ثمن من البرابرة على ~~غير عذر، ولا ضرورة. وعاد بمثلها بمحمد بن سليمان أثيره عندما استجار به في ~~نكبته، فقتله وهو ضيفه، فجاء بها صلعاء مشهورة لم تغسلها معذرة؛ إلا أنه ~~كان كريما، واتفق على تفضله، وعمرت لذلك حضرته سرقسطة، حتى أشبهن الحضرة ~~الكبرى قرطبة أيام الجماعة، فحسنت أيامه، وهتف المداح بذكره. # وكان مع سموه للمعالي من الإيثار لشهواته، والمسارعة لقضاء لذاته، ~~والانهتاك في طلب راحته، والشغف بزي دنياه، والكلف بزخرفها، والتهالك في ~~حبها، على أضلع ما كان عليه من تفرد بشأنها، فاتخذ الجواري الحسان، وملاح ~~الغلمان، فجلب إليه كل علق خطير، وحصل عنده من كل ما وصفناه كثير. # وكان لأول ولايته قد ساس عظماء الإفرنج وهاداهم حوطا للثغر وأهله، وتأنيا ~~للجماعة حتى تثوب لأهل الإسلام، يناهضون ms0097 بها عدوهم. وكان رؤساء الجلالقة ~~يومئذ ريمند الجليقي وشانجه القشتلي، فسلك معهما سبيل الاسترضاء، والموافقة ~~والاستخذاء، فحفظت أطرافه وكفت المعرة عن عمله، وربما أوقع ببعض أصاغر ~~القوامس في أطرافهم وسبى منهم، وريمند وشانجه باقيان على # PageV01P181 # معاقدته إلى أن مضى بسبيله، والثغر مسدود لا ثغرة فيه ولا وهي في حاله. ~~وبلغ من استمالة الحاجب منذر لهذين الطاغيتين أن أجريا تصاهرهما على يديه، ~~وكتب عقد النكاح بينهما بحضرة سرقسطة في حفل من أهل الملتين، فقرفت الألسنة ~~منذرا لسعيه في نظم سلك الطاغيتين لما فيه من سوء العاقبة. وقد قيل إن رأي ~~منذر كان في ذلك أحصف، من رأي من قدح فيه وقرف، لنظره في شأن وقته، وعلمه ~~بانصداع عصا أهل كلمته؛ فآثر من الموادعة ما ستر به العورة، وشراه بغليظ ~~الكلفة، واختدع به عظيمي الجلالقة ريمند وشانجه المحدثين أنفسهما يومئذ ~~بمناهضة أهل الأندلس، فألهاهما عن الحرب وحبب إليهما الدعة. وأعقب الحاجب ~~منذر أهل الثغر في مغبة ذلك عاجل السلامة، واستظهروا به على العمارة، فحيوا ~~وعاشوا في نعمة ضافية، وعيشة راضية، لم يتغير به عنهما حال، إلى أن ألوت ~~بمنذر المنية، وقد اعترف الناس لرأيه، وأقروا بسياسته، ولم يأت بعده من يسد ~~مسده، ولم ينفع الله الطاغيتين بصهرهما الذي كانا عقداه للتآلف على ~~المسلمين، إذ أعجل عنه شانجه بن غرسية شيطانهم الرجيم، وهوى أميرهم ريمند ~~ظهير المذكور، وابنه بعده؛ فشتت الله شمل تلك الطواغيت يومئذ وكفى المسلمين ~~شرهم برحمته. واشتمل منذر على قواد تلك الثغور، واستوسقت له هنالك الأمور # PageV01P182 # واستكتب عدة كتاب كأبي العباس ابن مروس من تدمير، وكأبي عامر ابن أرزق، ~~وابن واجب وغيرهم. # قال ابن حيان: وأخبرني الكاتب أبو أمية ابن هاشم القرطبي - وكان من وجوه ~~من خرج عنا أيام الفتنة واستوطن ثغر تطيلة، وما رأيت مثله في أولي ~~البيتوتات فضلا - قال: اجتاز القومس شانجه بن غرسية صاحب قشتيلة بباب تطيلة ~~صدر أيام الحاجب منذر، وعلينا يومئذ من قبله سليمان بن هود صاحبه، فسلك ~~مجتازا يريد طرف الثغر الأعلى للاجتماع هنالك ms0098 بالقومس ريمند صاحب برشلونة، ~~لعقد المصاهرة بينهما، والأنثى من عند شانجه، واطئا لأرضنا عن علم من منذر ~~والينا، وضمان منه لكف عادية جيشه عنا؛ فأنكره أهل تطيلة وهم يومئذ بحال ~~عزة وقوة، وذهبوا إلى عصيان أميرهم منذر فيه تفاديا من وصمته؛ فنمي ذلك إلى ~~الطاغية شانجه، فلما شارف البلد أرسل يستدعي قوما من أعيانهم، يكلمهم في ~~سبيله. # قال أبو أمية: فكنت في عدد من مضى، فدخلنا محلته يومئذ # PageV01P183 # فخرصتها خيلا ورجلا زهاء ستة آلاف، ولم يكن احتفل في حشده، ووصلنا إلى ~~مضربه فإذا هو جالس على مرتبته عليه ثياب من ثياب المسلمين، ورأسه مكشوف ~~أصلع كهل، لم يغلب عليه الشيب بعد، أسمر اللون جميل الصورة؛ فكلمنا بكلام ~~لطيف حسن بين فيه وجه سيره، وذكر ما فارق والينا عليه من المحالفة معه، ~~فعرفناه بكره من وراءنا لاجتيازه، وذهابهم إلى التمرس به، فنهانا عن ذلك ~~وذكر الحرب وعدواءها؛ فانصرفنا عنه وأدينا قوله إلى من خلفنا فلم يتقبله ~~عوام الناس، وحملهم الأنف على أن خرجوا إلى عجل أبطأت في ساقته تحمل أزواد ~~عسكره يريدون نهبها عاصين للمشيخة، فأنهي إليه ذلك، فصرف من أصحابه مقدار ~~خمسمائة فارس ثاروا في وجوه الناس، فخرج البلد بأسره لدفاعهم، فحمل من ~~الخمسمائة قطعة، فولى الناس الأدبار حتى اقتحموا باب المدينة. فما رأيت في ~~النصرانية يومئذ رجالا مثل رجاله، ولا في ملوك الطواغيت من أعد له به في ~~ركانة مجلسه ورجوليته ودهبه وكمال أدواته، وصدوع كلماته، إلا ما كان من ~~صهره وسميه شانجه بن غرسية صاحب البشكنش الذي تفرد بالرئاسة بعده فكان ~~مثله، بدد الله شيعتهم. # وكان من أعظم ما حبا الله به الإسلام يومئذ عند منبعث فتنتهم، ومحدث ~~فرقتهم، وتشتيت كلمتهم، بعد الدولة العامرية بأفقنا، تعجيله حتف أملاك ~~النصرانية المترسين بهم، وتلاحقهم في المدة القريبة # PageV01P184 # وإلقاؤه بين من أنظر منهم الشتات والعداوة، حتى صاروا أسوة المسلمين حذو ~~النعل بالنعل، في افتراق الكلمة وزوال أمر المملكة، فإن الفتنة بأفقنا جاءت ~~يومئذ بين المسلمين، وزعماء الطاغية حضور، وفيهم عدو الله ms0099 شانجه بن فرذلند ~~الذي تمرض بالمنصور بن أبي عامر، رحمه الله، ذو العزة والسطوة، فأعيا عليه ~~حتى قمعه، وضرب بعده فريقي الفتنة، ومالأ الخوارج على الجماعة، حتى تمكن من ~~هشم البيضة؛ وطمح أمله إلى الكرة، فقطع الله بهم، وأهلكهم في مدة قريبة. # @ذكر الخبر عن مقتل منذر # قال ابن حيان: وكان ذلك على يدي رجل مارد من بني عمه، يقال له عبد الله ~~بن حكم، وكان مقدما في قواد منذر، أضمر الفتك به دهرا، فدخل عليه يوما في ~~مجلسه غرة ذي الحجة سنة ثلاثين وأربعمائة، وهو غافل في غلالة، ليس عنده إلا ~~نفر من خواص خدمه الصقلب، قد أكب على كتاب يقرؤه، فعلاه بسكين قد أعده، ~~ففرى به أوداجه ولا ما نسع منه، وهرب خدام السر الغلمان الخصيان، الذين ~~كانوا على رأسه، وخلوه في يديه، إلا خادما شهما منهم مشى إليه وهو حاسر، ~~فضربه # PageV01P185 # عبد الله بخنجره فقضى عليه مع مولاه. وأخرج رأس المنذر للوقت من قصره فوق ~~قناة ينادى عليه: هذا جزاء من عصى أمير المؤمنين هشاما ودفع حقه، يريد بذلك ~~الرجل الذي كان يدعى له يومئذ بإشبيلية، تعلقا من هذا المارد لولايته، ~~وتوطئة لقيامه، إذ كان هذا القتيل ممن رد طاعة هشام تأسيا بوالده يحيى ~~وبخاله إسماعيل بن ذي النون؛ فنزلت بسرقسطة يومئذ حادثة عظيمة، وأشرف أهلها ~~على فتنة شديدة، واضطربت لها حالهم، وطمع فيهم أكثر من كان يجاورهم، ~~وأذعنوا لهذا الغوي المتوثب عليهم آنفا، ورهبوه لاستجاشته الغوغاء والسلفة؛ ~~فملك البلد لنفسه. # وكان سليمان بن هود الجذامي صاحب لاردة وقته مقيما بتطيلة بجمعه، فسارع ~~إلى سرقسطة ساعة سمع بخبر منذر رجاء في دخولها، فمنعه هذا الفتى القاتل، ثك ~~جاءه إسماعيل بن ذي النون خال منذر ممتعضا لما جرى على ابن أخته، فامتنع ~~ابن حكم بالقصبة، واتصلت الفتنة، ونال أهل سرقسطة يومئذ جهد شديد وخربت ~~أحوالهم. # قال ابن حيان: وكان ركب ابن حكم القاتل من خطة التغرير # PageV01P186 # مركبا لم يجسر عليه فاتك قبله، لتفرده ووثوبه على الأمير منذر جوف ms0100 قصره ~~في قرارة مجلسه بين غلمانه وأهله وتحت أغلاقه، وبينه وبين الباب الأقصى من ~~قصره ما لا يحصى من حجابه وقهارمته؛ فلم يفكر في شيء من ذلك، وحمل نفسه على ~~التصميم فيه، وهون عليها الموت دونه؛ فلما تم له ذلك لم يكن في الخصيان ~~العبدى الذين حضروا مجلس منذر ساعتئذ فضل للدفاع عنه والوثوب بابن حكم، على ~~كثرتهم وتفرده وسطهم، وأنهم لم يزيدوا على الهرب قدامه، فجاء بفتكة أسقطت ~~كل من فتك في الإسلام قبله؛ ثم لحق طعمه برياسة الملك فملكه، ولم يفكر في ~~ابن ذي النون خال منذر لما دنا إليه. وفعل ذلك بسليمان بن هود، وقد جاء ~~ناشرا أذنيه، فحاربه ودافعه. وكان قصر منذر وقت فتكه به من حاشيته وغلمانه ~~أزيد من مائة رجل سوى نسائه، فطار الرجال على وجوههم فزعا، ولم يكن فيهم من ~~يأخذ على يده، وقام بينهم كالأسد الورد، فحز رأس الفتى منذر للوقت، وأخرجه ~~إلى الناس، فهمتهم أنفسهم وأبلسوا، ولم ينطق منهم أحد بكلمة. # وأرسل من حينه يستدعي قاضي البلد والمشيخة، فدخلوا عليه وهو قاعد على ~~فراش منذر قتيله، ومنذر إلى جانب الفراش مرمل في دمائه، مغطى بثيابه؛ ووصف ~~أنه جرى في سبيل الإصلاح عليهم # PageV01P187 # والشد لسلطانهم، وتقدم إليهم بتسكين من خلفهم من العامة، وأظهر الدعاء ~~أولا لسليمان بن هود، فأروه قبول ما وصفه، وتفرقوا عنه، وكلمتهم مختلفة ~~عليه، إلى أن ثاروا به وقاتلوه، فخرج من باب بظهر القصر، ونجا منه بفاخر ما ~~اشتمل عليه من ذخائر آل منذر، ولحق بحصن روطة اليهود، أحد معاقل سرقسطة ~~المنيعة، وقد كان أعده لنفسه، فأقام به يرصد الفتنة جهده. وكان قد حمل مع ~~نفسه الغلامين أخوي منذر قتيله، وحمل أبا المغيرة بن حزم وزيره وغيرهم من ~~وجوه رجال منذر الذين نكبهم عند قتله مقيدين، فحبسهم عنده، يطالبهم ~~بالأموال. # ونهب العوام قصر سرقسطة إثر خروجه نهبا ما سمع أعظم منه، حتى قلعوا ~~مرمره، وطمسوا أثره، لولا تعجيل ابن هود ملك البلد إثر ذلك في المحرم سنة ~~إحدى وثلاثين ms0101 وأربعمائة. انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وأذكر بهذه الغدرة الصلعاء، والفتكة الشهيرة الشوهاء - إذ ~~الشيء يذكر مع ما جانسه، ويضم إلى ما التف به ولابسه - ما اتفق من مثلها في ~~ملك المناديين الغالبين إلى وقتنا هذا على طرف إفريقية الأدنى إلى الأندلس، ~~المستقرة رياستهم بقلعتهم المنسوبة إلى جدهم # PageV01P188 # حماد؛ وذلك أنه لما أفضى ملكهم إلى بلقين بن محمد منهم، أحد جبابرة ~~الإسلام، المفتاتين على الأنام، من رجل كان لا يملأ يده إلا من لبدة أسد، ~~ولا يسرح لحظه إلا في نهاب بلد مضطهد، ولا يراح إلا وبحر الموت يلتطم، ولا ~~يكلم إلا حين يبتسم قد تجاوز في شذوذ أمنيته، وقهره لرعيته، والإخافة ~~لأقرانه، والاستبداد على زمانه، غاية من سلف من جبابرة الأرض، وسمع به من ~~فراعنة الإبرام والنقض، إلى شهرة آثاره، وتطاوح أسفاره، وما لا يحصى من ~~عجائب أخباره. # حدثت أنه آب مرة من بعض غزواته الأفراد، المقلقلة لأحشاء الأنام والبلاد؛ ~~فكأنه ارتاح إلى ما يرتاح إليه الناس من إراحة نفسه، والخلوة ولو ساعة بوجه ~~أنسه؛ فجلس لذلك مجلسا حشد له شهواته، وتقدم في إحضار ما يصلح له من آلاته ~~وأدواته؛ وأمر قيمة جواربه باستحضار عقيلة أترابها يومئذ جلالة سلطان، وحسن ~~سماع وعيان، إحدى بنات عمه دنيا، لم ير بعدها - زعموا - ولا قبلها أبرع ~~ظرفا، ولا أقتل طرفا منها؛ فجاءت تود الثريا لو تكون نعلها، والشمس لو تصور ~~مثلها، وقد خطرت بنفسه إحدى هناته، وتمثلت له بعض غزواته؛ # PageV01P189 # فأخذ يدبر، وطفق يورد ويصدر. قالت قيمته: وكأني أنظر إلى الكاس في يده، ~~وإلى ابنة عمه قائمة على رأسه، من لدن صليت العصر حتى طلع الفجر، وجانت منه ~~بعد طول ليلته نظرة فرآها، فاعتذر إليها واستدناها، ووعدها ومناها، وقام من ~~حينه فوضع الكأس ملأى في طاق وطبع عليها، وأمر بالركوب من حينه، فغزا غزوته ~~المشهورة إلى المغرب من العدوة، بلغ فيها مدينة فاس، فوطئ الدول، ودوخ ~~السهل والجبل؛ ثم رجع فجلس ذلك المجلس بعينه، واستدعى كأسه تلك وابنة عمه، ~~فخلا ms0102 بأنسه، وقضى وطره من لذة نفسه، بعد أيام كثيرة، وحروب مبيرة. # ولما تناهى أمره، وتجاوز السها ذكره، وظن أن البلاد تحت ختمه، وأن الناس ~~على حكمه، سما إليه في بعض أسفاره ابن عمه الناصر، أصغر خلق الله عنده ~~شانا، وأهونهم عليه سرا وإعلانا، من فتى علمه الخوف كيف يجسر، وهجم به ضيق ~~المسلك على الموت وهو ينظر، لم يشاور إلا الحسام، ولا استصحب إلا الإقدام؛ ~~وقد كان بعض نصحاء بلقين خوفه منه، لكلمة أخذت يومئذ عنه، فجعلها بلقين ~~نقلة ركابه، وسمر أصحابه. وكان قلما يركب إلا دارعا، آخذا بما يأخذ به من ~~ذعر القلوب، ووتر البعيد والقريب؛ وكان مولعا بالإدلاج إذا ارتحل، مؤثرا ~~للانفراد كلما ركب ونزل؛ فأقسم تلك الليلة ألا يدلج إلا حاسرا، وليقتلن ~~الناصر إذا نزل ولو كان أسدا خادرا؛ فأعجله عن الأمر، ولما يبد وضح الفجر؛ ~~لقيه كأنه يسلم عليه، أو يسير بين يديه، فما راجعه الكلام، إلا وقد جلله ~~الحسام، وأراح # PageV01P190 # منه البلاد والأنام؛ ثم قام مقامه، واستظل أعلامه، وأمر برأسه فرفع على ~~بعضها وسير به أمامه، والناس يظنون أن بلقين، قد قتل بعض أتباعه الممتحنين، ~~فهم يتساءلون عمن قتل، ويرجمون الظن فيما فعل، حتى طلعت الشمس، وارتفع ~~اللبس؛ فأمر برفع مضاربه، وحشر زعماء ذويه وأقاربه، فقال: أنتم تعلمون أن ~~بلقين قتل أختي، وفجعتي بأكرم حرمتي؛ وإنما شفيت صدري، وأخذت بوتري، لا أني ~~حدثت نفسي بسلطانكم، ولا رأيتني أهلا للدخول في شيء من شانكم. فردوا عليه ~~جميلا، ورأوا إمهاله قليلا، وظنوا أنه لم يجسر على ما فعل إلا وله أشياع، ~~وأهمه ما هو فيه؛ وأمر لحينه بخزائن بلقين فأنهبها ذؤبان العرب وصقورة ~~زناتة، فاستخلص بذلك غيوبهم، وأمال إليه قلوبهم، ورحل تحت ليلته يطوي ~~المراحل، ويعتسف المجاهل، فسبق الأخبار إلى القلعة فوطئ الحريم، وتملك ~~الظاعن والمقيم. # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي عامر أحمد بن عبد الملك # @ابن شهيد؛ وسياقة جملة وافرة من نظمه ونثره # قال ابن بسام: وكان أبو عامر شيخ الحضرة العظمى وفتاها، ومبدأ # PageV01P191 # الغاية ms0103 القصوى ومنتهاها، وينبوع آياتها، ومادة حياتها، وحقيقة ذاتها، ~~وابن ساستها وأساتها، ومعنى أسمائها ومسمياتها، نادرة الفلك الدوار، ~~وأعجوبة الليل والنهار؛ إن هزل فسجع الحمام، أو جد فزئير الأسد الضرغام؛ ~~نظم كما اتسق الدر على النحور، ونثر كما خلط المسك بالكافور، إلى نوادر ~~كأطراف القنا الأملود، تشق القلوب قبل الجلود، وجواب يجري مجرى النفس، ~~ويسبق رجع الطرف المختلس. # وقد ذكره أبو مروان بن حيان في غير ما موضع من كتابه فقال: كان أبو عامر ~~يبلغ المعنى ولا يطيل سفر الكلام، وإذا تأملته ولسنه، وكيف يجر في البلاغة ~~رسنه، قلت عبد الحميد في أوانه، والجاحظ في زمانه. والعجب منه أنه كان يدعو ~~قريحته إلى ما شاء من نثره ونظمه في بديهته ورويته، فيقود الكلام كما يريد ~~من غير اقتناء للكتب، ولا اعتناء بالطلب، ولا رسوخ في الأدب، فإنه لم يوجد ~~له، رحمه الله - فيما بلغني - بعد موته، كتاب يستعين به على صناعته، ويشحذ ~~من طبعه إلا ما لا قدر له؛ فزاد ذلك في عجائبه، وإعجاز بدائعه. وكان في ~~تنميق الهزل، والنادرة الحارة أقدر منه على سائر ذلك. وشعره حسن عند أهل ~~النقد، تصرف فيه تصرف المطبوعين، فلم يقصر عن غايتهم. # وله رسائل كثيرة في فنون الفكاهة وأنواع التعريض والأهزال، قصار وطوال، ~~برز فيها شأوه، وبقاها في الناس خالدة بعده. وكان في سرعة البديهة وحضور ~~الجواب وحدته، مع رقة حواشي كلامه، وسهولة # PageV01P192 # ألفاظه، وبراعة أوصافه، ونزاهة شمائله وخلائفه، آية من آيات الله خالقه؛ ~~من رجل غلبت عليه البطالة فلم يحفل في آثارها بضياع دين ولا مروءة، فحط في ~~هواه شديدا حتى أسقط شرفه، ووهم نفسه راضيا في ذلك بما يلذه، فلم يقصر عن ~~مصيبة، ولا ارتكاب قبيحة. # وكان مع ذلك من أصح الناس رأيا لمن استشاره، وأضلهم عنه في ذاته، وأشدهم ~~جناية على حاله ونصابه. وكان له في الكرم والجود انهماك، مع شرف وبطالة، ~~حتى شارف الإملاق، فمضى على هذه السبيل رحمه الله، انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وقد أخرجت من ms0104 أشعاره الشاردة، ورسائله الباقية الخالدة؛ ~~ونوادره القصار والطوال، وتعريضاته السائرة سير الأمثال، ما يحل له الوقور ~~حباه، ويحن معه الكبير إلى صباه. # @جملة من كلامه في أوصاف شتى # فصول من رقعة خاطب بها المؤتمن عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن أبي عامر: # لولا أن من العادة بين السادة والمسودين، والمالكة والمتملكين # PageV01P193 # تطارح ادمة، وتدارس لطائف الحرمة، لأكبرته - أيده الله - عما أرغب ذكره، ~~وأكرمته عما أطلب نشره؛ ولولا أن من السياسة وعقد الحزامة تذكير أهل ~~العلياء، بسوالف النعماء، لربأت بما ينته الآباء والأجداد، وضربت بينه وبين ~~افات بالأسداد، عن أن أحرز منه بتذكير، أو أدفع عنه بتقدير. لولا أن ~~التطويل فيما أقصد قصده وأنحو نحوه على زمننا وشاغله، ومجد خطبنا وهازله، ~~موجب للقول وموجد للسبيل إلى الطعن ممن ضعف حجاه، وقصر به مرماه، لرسمت ~~إليه من الورق، أعداد الورق، ولرقمت إليه من المهارق، أشباه النمارق. # وفي فصل أيضا: # وأقل ما أمت به، وأنطق عنه، ممتد عنان الأمل، كارعا في بحر الرجاء لا ~~الوشل، من مواتي بالمنصور جده - رضي الله عنهما - أني نشأت في حجره، وربيت ~~في قصره، وارتضعت ثدي كرائمه، واعتجرت رداء مكارمه؛ واغتذيت من فيه، أكلا ~~زقنيه، وماء علنيه، فصرت من أفراخ نعمائه الحمر الحواصل، ولحقت بأخوة ~~أبنائه الغر العباهل. # ومن مواتي بالمظفر عمه - عمته رحمة الله. إن أبي عبد مننكم لما بعد أمله، ~~وبان خشوعه، وسالت دموعه، نكب عن طريق أهل الدنيا، ورمى مرمى من مرامي أهل ~~الأخرى، فكسر همتي، وحلق لمتي، وسلبني بزي، وعراني من خزي، فكانت أفدح ~~نازلة نزلت بصبوتي، وأقلق حادثة سلبت رونق بهجتي؛ وأنا ذاك ابن ثمان، قد ~~هجنت في مدارع الكتان؛ ولقيني الوزير ابن مسلمة وقد عاد أبي # PageV01P194 # إثر إبلال، وعند نقوه من اعتلال، فسألني عن الحال، وعما شغل البال، فلم ~~يكن جوابي غير النشيج والعجيج، وسوى العويل والضجيج؛ ولقي المظفر على حينه، ~~وأدى إليه ما شاهد مني، فوجه عني، فلما صرت بين يديه، أمر بي فألبست ثياب ~~الحرير، وضمخت بنفاح العبير، وحملت على ms0105 فرس بسرجه ولجامه، ينهل من أعطافه ~~ماء جمامه، وأتبع ذلك ألف دنيار في طبق، كأنها عيون النرجس الصفر الحدق، ~~وعقد لي على الشرطة، وكانت لسني أرفع خطة، فانصرفت وأنا أنظر عطفي عن شوس، ~~وقد ضاق صدري على أبي عن سعة نفس. # ومن مواتي بالناصر أبيه - برد الله مضجعه، ونعم مهجعه - أني صرت بين يدي ~~المنصور، في يوم مطير، وأنا ابن خمس، أذكر ذلك ذكري لما كان بالأمس، وكان ~~من إكرامه لي، ولطيف اهتمامه بي، ما يطول به الكتاب، ولا يحتمله الخطاب؛ ~~وعينه ومحضه، وصريحه وزبده: أنه وهبني يوما تفاحة كانت بين يديه كبيرة، ~~ورآني أنظر إليها نظر الكلف، وأتأملها تأمل الشره، فأمرني بالقبض عليها، ~~والعض فيها، فضاق فمي عن أن أحيط بجزء من أجزاء كرتها، وصغرت كفي عن أن ~~تقبض إلا بمخنق من مخانق أنحائها، فجعل يقطع لي بفمه، ويطعمني على حكمه؛ ~~ودعا الناصر، ومعه فتى سمعتهم يكنونه أبا شاكر، فقال له: احمله إلى أمك، ~~وارفق به في أمك؛ فأخذا بيدي أمامه، وابتدار يسيران بي قدامه، وأنا لا أسمح ~~في القياد لشدة ذلك الوابل، وتتابع قطر ذلك الهاطل، فصاح بهما: # PageV01P195 # أقلاه فاحملاه على أعناقكما، وسوقا به سوقا رفيقا أحسن مساقكما. فلفا ~~أعضاد هما لفا، ووصلا أذرعهما بأعناقهما وصلا، وامتطيت العاتق الكريم، على ~~عين الملك الزعيم، امتطاء امتنان، لا امتطاء امتهان، ومرا بي حتى أنزلاني ~~بين يدي السيدة، وإليها أمر كل قيمة؛ فاستوت بي على سريرها، وعلى مفرقها ~~إكليل من مهابة أميرها؛ فلا أنسى ذلك البهاء في ذلك البهو، وذلك الحسور إلي ~~من قناع الزهو، وطار الخبر بقدومي في مقاصير العقائل، وحجرات الكرائم؛ ~~فأرقلن من تلك المصانع، تطير بهن أجنحة الصنائع، فيا لها من كسى وخلع، ~~وغرائب وبدع! وأمرت السيدة بألف تحمل معي عن نفسها، وثلاثة آلاف عن سيدها، ~~فانصرفت بالغنى، من ذلك الجنى، ولم أصرف إلى المنصور حتى صرت عند أبي، وقد ~~ظننت أنه متجاف عنه لي، أو تارك منه معي؛ وكانت لي فيه آمال، من التوزيع ~~على الخدمة والعمال ms0106، من الصبيان وصبايا الجيران. أمر ففرق منه على بطانته، ~~وأشار بحمل باقيه إلى خزانته، فظللت واجما، وطفقت راغما، أطفئ جمرتي فتذكو، ~~وأخفي من لوعتي فتبدو. وبلغ ذلك المنصور، سفوجه نحوي بخمسمائة دينار، وأقسم ~~على أبي بحياته ألا يمنعني منها، وأن يدعني بحكمي فيها؛ فبادرت بالركب ~~والرجل، وأخذت في العطاء والبذل، وحبوت بأجزل الحباء، والخيل إذا ذاك نخب ~~من قصب، والدرق قشور من خشب، فيومي مذكور في منية المغيرة إلى الآن، إذ كان ~~مسكننا بدار ابن النعمان. # PageV01P196 # وأغربها ماتة، وألطفها وصلة، أن أخي موسى انتزعه المنصور من أبيه، وأحله ~~محل بنيه، فاجتمعت الأفواه على الثدي، والتقت الشفاه على الدر المري؛ وقبضه ~~الله إليه وقد رتع في مراتعكم، وجثم في مضاجعكم، فنحن عمار مقاصركم أحياء، ~~وقطان مقابركم أمواتا، جمعنا بذلك عشرة العاجلة والآجلة، وحصلنا على صحبة ~~الدنيا والآخرة. # هذه - أيده الله - لمعة أبديتها له من وصائلي، وغرة أطلعتها إليه من ~~وسائلي. # وفي فصل: # ومملوكك عاكف على الوطن، فكوع الراهب على الوثن، ولم يبق من النعمة غير ~~مصاصة بلة قد آن لها أن ترتشف، وتفاهة ثمرة حان لها أن تخترف؛ وعرج لمآله، ~~والنظر لعاقبة حاله، على استخراج ما يمكن من أصول نعمتكم، ليصون بها جمة ~~وجنته، ويفر عليها نطفة صفحته، إذ لا سبيل إلى التعريج على غير ذلك قطعا، ~~ولا إلى الالتباس بسواه حتما، ولو لحس التراب، وذاب في الثياب، فإنه يتنفس ~~عن نفس همتها الكوكب، وهمها الغيب؛ فلولا همتها لأظلم الدهر، ولولا همها ~~لأسفر الأمر، وهذا موضع الحدس لا امتراء، وخليفة النفس لا ادعاء. ووعد ~~الوزير عباس بصرف ضيعة لي بجهة تدمير، حالت الفتن دونها، واضطراب الأحوال ~~عن # PageV01P197 # مطالعتها. وأنا أسأل فضلك سؤال المدل في استنجار ما وعد، فإنه يعتاض من ~~شكري له وثنائي عليه، وصدعي في المحافل بفضله، أجل فائدة يصطفيها، وأكرم ~~نفيسة يقتنيها. # وأصل اصطفائنا لتلك الضيعة وسائر أخواتها أن المنصور - رضي الله عنه - ~~استعمل أبي عبده على تلك الجهة الشرقية تسعة أعوام توالف بتدمير وبلنسية، ~~فلما سئم العمل خاطبه ms0107 برقعة يقول فيها: إن كبير حق المولى لا يذهب بصغير حق ~~العبد، ولي حرمة أدل بها، وذمة أنبسط لها، وقد طالت علي الغربة، وسئمت ~~الخدمة، ومللت من النعمة، فالإدالة الإدالة، فأداله - رضي الله عنه - على ~~رضاه، وأشخصه إليه على هواه، فورد قرطبة بأربعمائة ألف دينار نائضة، ومائة ~~ألف من ذهب آنية، ووثائق خمسمائة زوج مكتسبة، ومائتي نسمة من رقيق الصقلب ~~متنتقاة، والسعر إذ ذاك بها سام جدا، ونفقة أبي رأس كل شهر سبعون مديا من ~~قمح، وعلف ثمانين دابة من شعير. فكتب إليه يعرض عليه ما جاءه به، ويحكمه ~~فيه، ويسأله أخذه، أو الأخذ منه، فجاوبه يقول: لو أردنا أخذ ما أعطيناك، ما ~~قد مناك، ونحن نخاف أن تستصفي نفقتك ما استقته، وتأتي على ما اجتلبته، ~~برتفاع ثمن الطعام، وأنك لم ترد منه على ذخيرة، وقد صككنا لك # PageV01P198 # بألفي مدي بشطرين من قمح وشعير تستظهر بهما على زمانك، فاقبضها من أهراء ~~فلانة لقربها من مكانك، إن شاء الله. # مكرمة - أعز الله المؤتمن - لم تعهد لغير عامري، ولا سمع بمثلها لغير ~~معافري. ولما عز الخطاب، ووقع الكتاب، وكان عبدك منسوبا إلى شيء من نظم ~~الكلام، قال على كلة الذهن وفلة الغرب بالحان، وشغل البال، ما علم وفهم: # أما الرياح بجو عاصم ... فحلبن أخلاف الغمائم يقول فيها: # سهر الحيا برياضها ... فأسالها والنور نائم # حتى اغتدت زهراتها ... كالغيد باللج العوائم # من ثيبات لم تبل ... كشف الخدود ولا المعاصم # وصغار أبكار شكت ... خجلا فعاذت بالكمائم # ورد كما خجلت خدو ... د العين من لحظات هائم # وشقيق نعمان شكت ... صفحاته من لطم لاطم # وغصون أشجار حكت ... رقص المآثم للمآثم # بكر الحسان يردنها ... من كل واضحة الملاغم # وضحكن عجبا فالتقت ... فيها المباسم بالمباسم # ضحكت وأومض بارق ... فظللت للبرقين شائم # PageV01P199 # وتشوفت فتطامنت ... أجياد أظبيها الحوائم # ورنت فبادر نرجس ... يشكو عماه إلى حمائم # طاردتهن بقتية ... حرد على حرب المسالم # وكأنني فيهم لقي ... ط قاد من أحياء دارم # وتكاوست فيها الأبا ... رق وهي فاهقة الحلاقم # وكأنها أظب رعف ... ن فثرن ms0108 دامية الخياشم # وجرى بها فلك الصبا ... باللهو، والقضب اللوائم # وكأننا فيها العفا ... رت والكؤوس من الرواجم # وعلا بنا سكر أبى ... إلا الإنابة للمحارم # نرمي قلانسنا له ... ونجر من عذب العمائم # وترنمت فيها القيا ... ن لنا ورجعت البواغم # قمنا نصفق بالأكف ... لها ونرقص بالجماجم # وأعن من سدن الملو ... ك سليل أقيال خضارم # يشكو الرعات تنعما ... ويضج من حمل التمائم # لا تستحيه الراشفا ... ت ولا تباليه اللوائم # يجنينه ثمر النحو ... ر ويعتلين به المحازم # متجاهلات أنه ... يهوى وهن به علائم # PageV01P200 # لازمت باب محله ... والنجح من قنص الملازم # حتى إذا وثقت بنا ... عجز الحواضن والخوادم # القيت من أخذي له ... وتلوت من سور العزائم # واقتدته بشكائمي ... فانقاد في تلك الشكائم # فوردت جمات المنى ... وكرمت عن لوم المآثم # وأغر قد لبس الدجى ... بردا فراقك وهو فاحم # يحكي بغرته هلا ... ل الفطر لاح لعين صائم # فكأنما خاض الصبا ... ح فجاء مبيض القوائم # ويسير في يبس الثرى ... وكأنه في البحر عائم # حتى إذا علم الصبا ... ح أشار من تلك المعالم # وتمايلت أيدي الثريا ... وهي مذهبه الخواتم # ورنت ذكاء بنظاظر ... رمد من الاقذاء سالم # طلع الصوار لحينه ... وكأنه الموج المراكم # أو عسكر ركبوا الخيو ... ل الشهب واحتفروا الاداهم # فاشتد سبقنا له ... يكثرون عن مثل اللهاذم # وكأننا في رميها ... نستل من بيض الصوارم # فحمى أواخره أغر ... معاود تلك الملاحم # PageV01P201 # يهوي بروقي محرب ... طبن بحرب الغضف حازم # وكأنما أرواقها ... مسودة أقلام عالم # فتبادر الفتيان من ... جنباته أشهى المطاعم # شيا ومطبخا على ... جمر زهته الريح جاحم # وبعيدة الأرجاء نا ... زحة على أيدي الرواسم # لا تدعي جوبا لها ... ذات الخوافي والقوادم # من فتنة قد أسبلت ... ظلماتها بيد المظالم # عمهت لها أحلامنا ... وكأنها أضغاث حالم # وتضاءلت أجرامنا ... فيها بموبقة الجرائم # وتحولت فينا الذنا ... بي الرأس، وابن المجد راغم # وأدار كل صغير قد ... ر المنتهى أرحي العظائم # فكأننا عمي نسا ... ق على العمى في ظل عاتم # حتى انتضى عبد العزي - ... ز عزيمة من صدر عازم # فبدت لنا سبل الهدى ... بنواجم غير الهواجم # ضرب الأعاجم ms0109 سودها ... بالسد من بيض الأعاجم # فاستجفلوا فكأنما ... ضرب الثعالب بالضراغم # أبناء ملك حميري ... قام بالغر القماقم # من عامر أهل المصا ... نع والصنائع والكرئم # الكفر عنهم قاعد ... قدما ودين الله قائم # حكم الزمان بظلمهم ... دهرا وصرف الدهر ظالم # PageV01P202 # فارتد بهجة ملكهم ... كر الخبعثنة الضبارم # واشتد ينظم حزمهم ... شيحان طلاع المخارم # ذكر على ذكر يصو ... ل وصارم يسطو بصارم # إيه هيا عبد العزي - ... ز وأنت رجام المرجم # قمر تضيء له الخطو ... ب على دآديها الفواحم # تسري الرياح بمجده ... فنسيمها بالغور فاغم # لم يرو من ماء الشبا ... ب وكل أشيب عنه خائم # رعيا لمؤتمن رعى ... فينا الحدايث والقدايم # بدأت أوائله وعا ... د لكشف غاشية الغياهم # ى تتركن صرم الزما ... ن على ظبا تلك الصوارم # وارم الخطوب بمثلها ... عزما فأنت لها مساهم # وإليكها من ناطق ... يدعوك إذ صمت البهائم وله من جواب على خطاب: # ورد كتابك الكريم، بفضله العميم، يتبلج تبلج البرق، ويتحلب تحلب الودق، ~~متكسرا في المشية، جاليا لليل الشك والمرية، قائدا بأزمة المنى والبغية، ~~كلما اشتق موجا غمره، أو # PageV01P203 # لاعب مرجا بهره، أو جزع واديا أمده من أتيه، ونعم من أنبوب برديه، أو مر ~~بروض شق عليه رداء ورد، وأثار به عجاج ند، أو عارض حمامة حيته بغنائها، أو ~~سامت لقوة نزلت إليه من هوائها، أو مسح بعصم حنت إليه، أو خطر بأسد تهالكت ~~عليه؛ كتاب منع جانبه، وحمي حامله، كلما خبط بطحاء كتبت بالكتائب، أو ركب ~~جرعاء رقمت بالأراقم، كان لهذه مدية، ولتلك رقية؛ وكلما كحل مقلة شوساء ~~خشعت، أو لمس كفا خشناء بخعت؛ أو وقع إلى رئيس وضعه على رأسه، أو دفع إلى ~~ذي بأس أخدمه من بأسه، أو لمحته شقراء حمحمت، أو بصرت به بيضائ ترنمت، هو ~~الحديقة، تساق سوق الرسيقة، أو اللطيمة في ثنيها الغنيمة؛ فثرت إليه قائما، ~~وأرقلت نحوه ساعيا، وكان أول تحيتي له أن قبلته ووضعته على راسي، وحبست ~~عليه أنفاسي، ثم فضضت ختمه، واسترقت شمه، ففتق علي نسيم العبير لخلخ به ~~صدور الحور، وأهدى إلي ms0110 عبق الياسمين، ذر عليه مسك دارين، فأنعمت في نشر ~~طيه، وضربت في مدرج ليه، فإذا ببنات من البر مسلمة علي، وثغور من الإكرام ~~ضاحكة إلي، وفاض اللألاء، وكثر الهتاف والإيماء، فكلت عيني عن ذلك الرونق # PageV01P204 # وحبست أذني عن ذلك المنطق، فلم أتمالك أن عطيت وجهي حياء، وقد تصببت ماء، ~~وتقضبت في ردني، وقد ضاق به عطني. # وفي فصل: فتنفضت تنفض العقاب، وهزتني أريحيات الشباب، وقام بوهمي أني ~~ملأت الأرض بجسمي، فأومأت إلى الجوزاء بكفي أن تأملي، وإلى العواء أن ~~أقبلي، وقلت المجرة في عيني أن تكون لي منديلا، وصغر الزبرقان عندي أن ~~أتخذه إكليلا، فقلت: هكذا يكون الألوك، وبمثل هذا تنفح الملوك. # وفي فصل منها: # ولما طال الكلام - أيد الله المؤتمن - ولم يبلغ مملوكه الغاية التي إليها ~~قصد، ولا استوفى من الإيراد ما إياه اعتمد، خشي أن يصيبه ما يصيب التطويل ~~من السآمة المخصوصة به، والملال الموقوف عليه، ففصله بنظم، فيه عون على ~~الدرس، وتنبيه لشهوة النفس، وهو: # هاتيك دارهم فقف بمعانها ... تجد الدموع تجد في هملانها # [عجنا الركاب بها فهيج وجدنا ... دمن ذعرن السرب من أدمانها] # دار عهدت بها الصبا لي دوحة ... أتفيأ الفرحات من أفنانها # PageV01P205 # أرعي على بقر الأنيس بجوها ... وأحكم الصبوات في غزلانها # وإذا تهادت بالشموس نواعما ... فيها الغصون جنيت من رمانها # قضت النوى بذياد رجح عينهم ... ظلما وكان الدهر من أعوانها # رجروا اغترابا من نعيب غرابها ... وقضوا ببين من مغرد بانها # فبدا لهم وجه الفراق موقحا ... آت على خبر النوى بعيانها # يقذفن در الدمع في يوم النوى ... عن جمة لعب الأسى بجمانها # [ودعتهم وبنات قرح في الحشا ... دون الضلوع تشب من نيرانها # وأسلتها ذوب الجفون كأنها ... أيدي بني المنصور في سيلانها] # يا صاحبي إذا ونى حاديكما ... فتنشقا النفحات من ظيانها # وخذا لمرتبع الحسان فربما ... شفع الشباب فكنت إلف حسانها # عاودت ذكر العيش فيه وما انقضى ... من صبوتي وطويت من أزمانها # فبكيت من زمن قطعت مراحلا ... وشبيبة أخلقت من ريعانها # ورعيت من وجه السماء خميلة ... خضراء لاح ms0111 البدر من غدرانها # وكأن نثر النجم ضأن وسطها ... وكأنما الجوزاء راعي ضانها # وكأنما فيه الثريا جوهر ... نثرت فرائده يدا دبرانها ومنها يفخر: # أنا طودها الراسي إذا ما زلزلت ... أيدي الحوادث من فؤاد جبانها # PageV01P206 # وعلي للصبر الجميل مفاضة ... زغف أفل بها شباة سنانها # والنفس نفسص من شهيد سنخها ... سنخ غذت منه العلا بلبانها # ما أحول نحوي لحظ مقلة ساخط ... إلا وضعت السهم في إنسانها # ولو أنه نطح النجوم بقرنه ... كنت الزعيم له بنحس قرانها # وقضت بعز النفس مني دوحة ... من عامر أصبحت من أغصانها # يا ابن الأبالج من معافر والذي ... أربى يزيد على علا بنيانها # أعلى كتابك في مهمي حرمتي ... وجلا جوابك من دجى حرمانها # فليطلعن إليك من زهر الحجى ... أبكار شكر لحن في إبانها # حر القوافي ماجد في أهلها ... والشعر عبد في بني عبدانها # مدح الملوك وكان أيضا منهم ... ولقد ترى والشعر من ديوانها # أمسى الفرزدق كفؤها في حوكه ... وجرى القضاء لها على صلتانها هذا - أيد ~~الله المؤتمن - جوهر رطب، نظم بلا ثقب، غاية حسنه لو لفظه بحره على قرب، ~~وقد كان أقل حقوق مولاي أن أقف ببابه، وأخيم بفنائه، وأهدي إليه الشكر غضا، ~~وأنثر عليه المدح نضا، ولكني ممنوع، وعن إرادتي مقموع، يملكني سلطان قدير، ~~وأمير ليس كمثله أمير، شيء غلب صبر الأتقياء، واستولى على عزم الأنبياء، ~~وهو العشق، باطل يلعب بالحق، ليبين ضعف البشر # PageV01P207 # وتلوح قدرة مصرف القدر؛ والذي أشكو منه أغرب الغرائب، وأعجب العجائب، بث ~~شاغل، وبرح قاتل، وصبر يغيض، ودمع يفيض، لعجوز بخراء، سهكة درداء، تدعى ~~قرطبة: # عجوز لعمر الصبا فانيه ... لها في الحشا صورة الغانيه # زنت بالرجال على سنها ... فيا حبذا هي من زانيه # تريك العقول على ضعفها ... تدار كما دارت السانيه # فقد عنيت بهواها الحلوم ... فهي براحتها عانيه # تقاصر عن طولها قونكة ... وتبعد عن غنجها دانيه # ترديت من حزن عيشي بها ... غراما فيا طول أحزانيه طاب لي الموت على ~~هواها، ولذ عندي سقي دمي لثراها: # وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الشباب هنالكا # إذ ms0112 ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا ولما استطرد ~~طيب هذا المساق، وارفض كلمه كالماء المهراق، وخفق جناح العشق المذكور، ~~وتدحرج وصفه كاللؤلؤ المنثور، تحركت لي أطراب، واهتز لرداء شوقي أهداب، ~~وتمحضت نفسي فصارت نفسا، وتراكم ذاك النفس فصار كلاما، وانتظم ذلك الكلام ~~فصار عقدا، فقلت متغزلا، وبما صدر في أيام السرور متمثلا: # PageV01P208 # سقيا لطيب زماننا وسروره ... وغرير عيش مسعف بغريره # ... # ... # ... # وتكفري برداء وصل مقرطق ... كتبوا بنقس المسك في كافوره # متلفع بحريره متضمخ ... بعبيره مترنح بفتوره # وسنان ناولني مدامة طرفه ... فشربتها وسمعت من طنبوره # يدعو بلكنة بربري لم يزل ... يستف بالصحراء حب بريره # متقدم بمضائه متلفع ... بردائه متكلم في عيره # مستفتح لبيانه ببنانه ... يهدي السلام إلى رجال عشيره # متنصب كالغصن إلا أنه ... يهتز من أعجازه وصدوره # طارحته كلما وكنت زعيمه ... غردا أحرك منكبي لزميره # فمشى إلي فثرت غير معفر ... كالليث مطردا إلى يعفوره # وملكته بالكف ملكة قادر ... فانصاع مؤتمر لحكم أميره # فقضيت ما لم أقض فيه بريبة ... يأبى العفاف وعصمتي بحضوره # زمن قضى ثم انقضى فكأنه ... حلم قرأت الموت في تفسيره ومنها: # وبراحتي من فكرتي ذو ذكرة ... عهدت تذاكرني بطبع ذكيره # PageV01P209 # فرد إذا بعثت دياجي صرفه ... هولا علي خبطت في ديجوره # حتى بدا عبد العزيز لناظري ... أملي، فمزقت الدجى عن نوره # ملك تبقى المجد ناصره له ... وتقيل العلياء عن منصوره # ورأى الزمان يحيد عن تأميره ... فسقى سهام المجد من تاموره فإن طعن طاعن ~~على نسيب هذا الشعر، وقال: إن الملوك لا تقابل بمثله، والعظماء لا تتلقى ~~بشبهه، قلنا: ذلك لجهله بأخبارهم، وقلة روايته لآثارهم؛ ولو شئت أن أملأ ~~الصحف وأرقم القراطيش بما جرى عند الملوك ومعهم، وما استعمل لهم، وتوصل به ~~إليهم، لفعلت، ولكني اقتصرت من ذلك على قريب معجب، واكتفيت منه بحديث مطرب. # قال ابن بسام: وأنشد أبو عامر إثر هذا قطعة شعر لأبيه، هي ثابتة في القسم ~~الرابع من هذا التصنيف، قال فيها: # قهقه الإبريق مني ضحكا ... ورأى رعشة رجلي فبكى ثم قال: فإن استهل الطاعن ~~صارخا ms0113، وقال: هكذا الشعر، وهكذا الطبع، وهذا الماء رقة وعذوبة، والهواء ~~لطافة وسهولة، لا ما كنا فيه من الشنائع والقعاقع، قلنا له: # أذن الديك فثب أو ثوب ... وانضح القلب بماء العنب # وتأمل آية معجزة ... ما قرأنا مثلها في الكتب # ركع الإبريق من طاعته ... وبكى فابتل ثوب الأكؤب # PageV01P210 # ولول المزهر ينفي كربي ... وتطربت فأعيا طربي # وربيب قام فينا ساقيا ... كالرشا أرضع بين الربوب # ظبية دون الصبايا قصصت ... فأتت غيداء في شكل الصبي # فتح الورد على صفحتها ... وحماه صدغها بالعقرب # فمشت نحوي وقد ملكتها ... مشية العصفور نحو الثعلب ومنها: # وغمام باكرتنا عينه ... تترع الأفق بدمع صيب # مثل بحر جاءنا من فوقنا ... جرمه من لؤلؤ لم يثقب # فدنا حتى حسبنا أنه ... يمسح الأرض بفضل الهيدب # فسألناه، وقد أعجبنا ... حشوه العين بمرأى معجب: # أنت ماذا - قال: مزن علمت ... كفه النفحة كفا درب # سامني بالشرق أن أسقيكم ... رحمة منه بأقصى المغرب # فسألناه: أين ذاك لنا ... قال: هل يخفى ضياء الكوكب - # [ملك ناصب من خالفكم ... عامري المنتمى والمنصب] # فعلمنا أنها نفحة من ... ورث الجود أبا بعد أب ومنها: # لك كف بالثريا فيضها ... ولها بسط الندى من كثب # كقليب دلوها مترعة ... أشرقت بالماء عقد الكرب # تبصر العينان منه إن بدا ... قمر السرج وشمس الموكب # PageV01P211 # أنجبته للمعالي أسرة ... نزلوا للمجد أعلى الرتب # بنفوس من سناء غضة ... في جسوم بضة من حسب # ووجوه مشرقات أومضت ... ضاحكات في وجوه الكرب # لهم أيام حرب كثرت ... في عداهم داعيات الحرب # لم يطق عام قدما مثلها ... لا ولا عمرو بن معد يكرب # سحبوا من ذيل مجد إذ هم ... للوغى في ظل نقع أشهب # يا ابن أم المجد خذها عبرة ... جد قول يشتهى كاللعب # من بنات اللب زانتك كما ... زان صدر المهر حلي اللبب # خمرة من طيبها قد سبيت ... قطعت نحوك عرض السبسب فإن يراجع - أعزك الله - ~~المؤتمن منصفا فهو أولى به وأستر له، لا كقوم عندنا، حظهم من الفهم الحفظ، ~~ومن العلم الذكر، وهذا حظ القصاص، وأعلى منازل النواح، فترى الممخرق منهم ~~إذا قرئ ms0114 عليه الشعر يزوي أنفه، ويكسر طرفه، وإذا عرضت عليه الخطبة يميل ~~شقه، ويلوي شدقه، فإن تناولهما لم يبق ملحة إلا حشدها، ولا أبقى عفصة فجة ~~إلا جلبها. وأصل قلة هذا الشأن، وعدم البيان، فساد الأزمنة، ونبو الأمكنة؛ ~~وإن الفتنة نسخ للأشياء، من العلوم والأهواء، ترى الفهم فيها بائر السلعة، ~~خاسر الصفقة يلمح بأعين الشنآن، ويستثقل بكل مكان. وهذا رأينا، وحربنا # PageV01P212 # أنا طلبنا البيان، فأدركناه بكل لسان، والتمسنا الإبداع فأثبتنا كل معجب، ~~وأتينا على كل مطرب، فما سقطنا على سوقة يهش إلينا، ولا دفعنا إلى ملك يصبو ~~بنا؛ وليت إذ لم يكن غنم، ألا يكون غرم؛ ووددنا أنا برازخ لا حرب ولا سلم، ~~ولا يقظة ولا حلم " كفى بذلك إنحاء على الزمن ". ولولا أن المؤتمن نجم من ~~تلك الأنجم الكريمة، وفرع من تلك الدوحة القديمة، أمسك على الدنيا عينها، ~~وحفظ عليها زينها، لقلت: إنها نسخ، وإن أصلها مسخ، سناؤها للئيم أو غد، ~~وزمامها بيد بوم أو قرد. # وله من أخرى إلى الوزير ابن عباس: ولما أسندت منك إلى هضبة لا انخرام ~~معها، واستمسكت بعروة لا انفصام لها، إذ ورد علي كتاب رسولي إليك، يذكر ~~تغيرك له، وأنكرت ذلك عليك، ثم تذكرت قولهم: ما نزل حتى رحل، وقول الآخر: # كريشة بمهب الريح ساقطة ... لا تستقر على حال من القلق وفي فصل: وقلت: ~~أستنوق الجمل، ويتضح الكوكب، وتخف حصاة الحلم، ويتضعضع جبل العمل والعلم، ~~ويكبو جواد الهمم، وتزل نعل الكرم، وتغلب الدنيا الدين، ويسطو الشك باليقين ~~- ثم تذكرت علمي بك، وقولي فيك: # غير أني مع الوزير أبي القا ... سم حزب محض من الأحزاب # PageV01P213 # التقي التقي كهلا وطفلا ... فارس الجيش راهب المحراب فعلمت أنك صاحب ~~محراب، ومؤمن بآية الكتاب؛ فتللت الأوهام للجباه، وكبحت الظنون كبحة ~~أقعدتها عن الأشباه، ولم تبق إلا بقية من قول القائل: # ولو ترك الناس الملوك لأحسنوا ... ولكن أولاد الزنا كثير فبحثت عمن طرأ ~~عليك من الأنذال، وحل بساحتك من الأعلاج، فقيل لي: ابن فتح، فأنعمت البحث، ~~وأعملت لطائف الكشف، حتى ms0115 صح عندي أنه كدر صفوك علي، وغير شربك لدي، فقلت: ~~من هاهنا أتينا، وعن هذه القوس اللئيمة رمينا؛ وقصصي مع هذا العلج طويل. # وفي فصل منها: ولم يزل يسعى لإفساد تلك النيات حتى فسدت وانتفضت، وزاد في ~~إفساد الضمائر، ورام التدبير من غير طرق الأكابر، حتى تلف وأتلف، وكانت ~~العاقبة ما عاينت، والمغبة ما شاهدت؛ ولقد سألني أبو جعفر أن ينفرد ذات يوم ~~بأكبر وزيرين عندنا، ووجهني فيهما، وحضرا، فنفث هذا الساحر فانصرفا، ~~فخاطبته بأبيات أقول فيها: # PageV01P214 # هلا سترت الشين بالزين ... من قبل إحضار الوزيرين - # قد علما أنهما أحضرا ... لخلوة أثقل من دين # لما تدانت قاب قوسين ... أصابها الحاسد بالعين # فانصرفا مثل انصراف الفتى ... أسلم إلفا ليد البين # صدهما من قردك المصطفى ... نطحة نطاح بروقين # وما رأى الناس على ما مضى ... من قبله قردا بقرنين # أربعة في مجلس جمعوا ... فطار هذان بهذين # قد لزما جنبيك لم يبرحا ... لهفي على ضيعة جنبين # فأنت ما بينهما جالس ... جلوس أبر بين خصبين وما كان هذا القرد أهلا لأن ~~يحمل عليه حر كلام، ولا ليرمى بفضل بيان. وبالحرا أن يرقم على عتبة دكان، ~~أو يصور على باب حمام، وقد غرس في وجعائه رأس نخلة، وحيي في سعفها عش نحلة؛ ~~أو ينقش في خاتم قيمار، وقد علاه خنزير، وعطس مستنجاه بإبرة زنبور، فإنه ~~بقية من بني إسرائيل الذين استحلوا الحرام، واجترحوا السيئات والآثام؛ فلما ~~عتوا عما نهوا عنه، قيل لهم كونوا قردة خاسئين، فجعلت نكالا لما بين يديها ~~وما خلفها وموعظة للمتقين. # ولولا أنه منتسب إلى آل هاشم، إلى عصابة أقلني كرمهم # PageV01P215 # وأظلتني نعمهم، ومسند على العلات من أبي جعفر، إلى وزير كان لي وزرا، ~~رقرق شرابي، وأخصب به جنابي؛ لأدرت بداره دائرة السوء، وسريت إليها في لمة ~~في صعاليك الأحرار، وصميم الرجال، فأحرقتها على نازلها، وجعلت عاليها ~~سافلها، امتثالا لقوله تعالى في ديار قوم لوط؛ فالشائع لدينا أنها قرار ~~لبنات السحق، وبركة لسمكات العشق، يتناكح بها النسوان بعضهن إلى بعض ~~بالصدقات، ويستعملن خرز جلود ms0116 البقر في الكيرنجات. فالله الله في قبول هذا ~~القرد والالتباس به، فإنه قدار من لزمه، وهو والفرضي رضيعا لبان، وفرسا ~~رهان، ولذا لم يؤثر فيه إذ نقره على الرأس، لأن الأفعى لا تقتلها نهشة ~~الأفعى، وأخاف عليك عاديته، وأتقي على أيامك بادرته؛ كان الله خليفتي عليك ~~يا أبا القاسم؛ والله الله في إعادة نفحة من كرائم نفحاتك على قرية أبي ~~الجودي، فلو أنها الجودي كرامة، وقرية النمل عمارة، لقلت في جنب ما أتغنى ~~به من شكرك، وأترنم به من تقريظك ومدحك. والذي أستقبله من ذلك أكثر منى: ~~علي أن أهدي من ذلك لطيمة إلى جارتك القيروان، وأخرى إلى حبيبتك مكة بيت ~~الرحمن، بكلام عذب، ومساق رطب، يبكي الحجيج، ويقدح نار العجيج، تحن له ~~الرباب، وترق له الأعراب. واعلم أن نعمتك فيها، لشهرتها بك، وارتفاعها ~~بارتفاعك، مكتوبة بكف # PageV01P216 # الثريا في مفرق السماء، نونها الهنعة، وعينها الشولة، وميمها النثرة، فإن ~~أعقبتها " لا "، كان الدبران كاتبها عليك، ترمقها الأبصار، على انتزاح ~~الأقطار. # وفي فصل: وبحثت على من تجرد للتنبيه على مثل ذلك وتفرغ للاشتغال به، ~~فوقعت على الكاتب الوزير، اليقظ النحرير، خالد بن يزيد الكيميائي أبي عبد ~~الله الفرضي، فقلت: شنشنة أعرفها من أخزم، لا يصلح للأفعى مراد الروض، ولا ~~ورود الحوض، ولا يدفع لؤم الكلب، كرم الصحب، وإنما الأخلاق جارية على ~~الأعراق، والأفعال مأخوذة عن الأعمام والأخوال؛ وهذا المذكور مشئوم، أدوى ~~من موم، وأشأم من بوم، يسيء لمن أحسن إليه، ومن أجاره تجنى عليه؛ منته نفسه ~~على ضيق نفسها ملك الملوك، وإحياء وقائع اليرموك، فارتبك فيما ارتبك، ولولا ~~القدر لطحنته الرهك، لقد أخطأت استه الحفرة، وما ثبت عند النفرة؛ أولى له! ~~لقد خبث مغرسه عما حاول، ولؤم معطسه عما تناول؛ وهيهات! لا تبصر الشمس ~~العمش، ولا تهتدي السبل الخفش. وإني لأخاف على سعدك نحسه، وأحذر على يومك ~~أمسه، أفقده الله حسه، وأورده الكنيف # PageV01P217 # رمسه، فإنه لو جاور البحر لسده، ولو جاس أبا قبيس لهده. وما أبعد أن ~~تمنيه نفسه الخبيثة الفتك بك ms0117، والوثوب عليك، فإن أمره أسخف، وصفاقة مخه ~~أشف، من ألا يجري هذا المجرى، ولا يرمي هذا المرمى؛ وربما ساعده القدر: هذا ~~حمزة قعصه وحشي، وبسطام صرعه عاصم، وكسرى فتك به مرازبة له. # وكتب الوزير أبو مروان ابن الجزيري إلى الوزير أبي عامر ابن شهيد: # قل للوزير الذي بانت فضائله ... وقام فينا مقام الغيث نائله # إذ بان فضل مساعيه وهمته ... بين لنا شرح معنى سال سائله: # أواخر الورد إذ تجنيه ملتقطا ... أزكى وأعطر نشرا أم أوائله - # وأي حاليه موجودا ومفتقدا ... أولى وأجدر أن ترعى وسائله - # وقد أتاك لتوديع على عجل ... خضرا مقانعه حمرا غلائله # فامنحه منك قبولا واقض نهمته ... من الوداع فقد زمت رواحله فأجابه: # يا سيدا أرجت طيبا شمائله ... وشاكهت شعره حسنا رسائله # وسائلا لي عما ليس يجهله ... ولا الذي كلف التفضيل جاهله # الورد عهدا ونشرا صنو عهدك لا ... تنسي أواخره طيبا أوائله # PageV01P218 # ووصله في كلا الحالين مفترض ... سيان قاطعه جهلا وواصله # فالعود يخفق، والمزمار يتبعه ... وهاجر الراح قد هاجت بلابله # تخبر بمثل الذي أنت العليم به ... أيامنا والصبا تعصى عواذله قال أبو ~~الحسن: وقد ضارع أبو عامر هذا محاسن الطبقة العالية البغدادية المضارعة ~~التي بانت فيها قوته، ولدنت اختراعاته ومقدرته، فصار يتناول المعنى الحسن ~~فيصيره محسا بحسن مساقه، فمنها وصفه للنحل والعسل: واسعة الأكفال والصدور ~~مرهفة. ووصف البرغوث فقال: أسود زنجي. ووصف البعوضة فقال: مليكة لا جيش لها ~~سواها. ووصف الثعلب فقال: أدهى من عمرو. فهذه أوصاف لو رامها غيره لكبا ~~جواد بنانه، ونبا حسام لسانه. وقد عارضه فقال في صفة النحلة: # وطائرة تهوي كأن جناحها ... ضمير خفي لا يحدده وهم # ملازمة للروض حتى كأنما ... لها كل ما تفتر عنه الربى طعم # تمج بفيها الشهد صرفا ويختفي ... لمشتاره ما بين أحشائها سهم # منافرة للإنس تأنس بالفلا ... مفرقة للشهد، من بعضها السم # فإدناؤها رشد وهتك حجابها ... إذا احتجبت في غير أيامها ظلم وقال في صفة ~~البرغوث: # PageV01P219 # ومنفر للنوم مسكنه إذا ... نام المملك بين أثناء الثياب # يسري إلى الأجسام يهتم عدوه ms0118 ... عن كل جسم صيغ بالنعمى حجاب # ويعض أرداف الحسان وماله ... كف ولكن فوه من أعدى الحراب # متحكم في كل جسم ناعم ... متدلل ما بين ألحاظ الكعاب # فإذا هممت بزجره ولى ولا ... يثنيه عما قد تعوده طلاب # وترى مواضع عضه مخضوبة ... بدم القلوب وما تعاوره خضاب # قرم من الليل البهيم مكور ... يمشي البراز وما تواريه ثياب # عظمت رزيته ولكن قدره ... أخزى وأهون من ذباب في تراب رجع. وله: تخلصك ~~الله منه! ثلاثة سموم: أفعى وعقرب ويعسوب نحل. شرب الماء واردا وعنده حشائش ~~استفادها من كيميائه، تكفيه وعثاء عنائه، إذا رام فتكا أو حاول وثبا. وإذ ~~قد اطرد هذا القول، وانثالت هذه الكلمات، فلا بد من تعريف الموفق - وفقه ~~الله - أصل هذا الفاسق وفرعه، وإن كلفته تطويله وسجعه: صحبته منذ أعوام، ~~أيام اختلافنا إلى الزاهرة، وإذ تلك المواطن قائمة غير دائرة، وبالغرر من ~~آل عامر عامرة، وكنا كثيرا ما نتدارس ضروب العلم: من ادب وخبر وفقه وطب ~~وصنعة وحكمة؛ على أنه في أهل الفهم واو عمرو، أو لسان بظر. وكان - ولا أشعر ~~- يدالس يوالس # PageV01P220 # قد استهتر على الفلوس، واستهلك على التدليس، وصار في ذلك وضح النهار، ~~ونفخة المزمار؛ لو لمس البدور لعادت زيوفا، أو تناول الشموس لغشاها كسوفا، ~~وقصدته يوما، على جهل بتلك الخليقة منه، لأستريح إليه، وألقي من شيئي عليه، ~~فألفيته قد خلا بابه، وغاب بوابه، فولجت فثار إلي صبي غرير أصبته هنالك ~~قائلا لي: طال انتظارنا لك! وتقدمني وسرت حتى انتهيت إلى دار ذات أجوان، قد ~~غشيها دخان، كقطع العنان، تعبق منها صنان، من زرنيخ وكبريت، وزنجفور ~~وأنزروت؛ فتذكرت {يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس، هذا عذاب أليم} ~~(الدخان: 10، 11) فاستشعرت الشر، وأردت الفر، ثم التفت فإذا أنا بأكداس ~~جمر، وآلات تبر، وأشخاص سود وصفر؛ ثم أفضيت إلى بيت فيه عدة أشباح، كأنها ~~قباض الأرواح، غرابيب، بأيديهم كلاليب؛ رزادق قد تقلدت مطارق؛ فلما رأونى ~~صاحوا: فضحكم الواغل، فامحقوه من عاجل؛ فلما نظرت إلى امنية، وخشيت فصل ~~القضية، ضحكت إليهم وقلت ms0119: تخطتكم النعمة، ولا هديتم سبيل الحكمة، أهكذا ~~تعجلون، ولا تدرون من تريدون - قالوا: ومن أنت - قلت: من أخذ الطلق، فسحقه ~~بالمدق، وشق بيد الذكاء، عن زهرة الأشياء، فبشر الآباء بالأبناء. فقالوا: ~~بنار أم بماء - قلت: بهما جميعا وبهواه. فأمضوا إلي ضاحكين، واستقبلوني ~~معتذرين، وقالوا: كدت والله أن تلتهم # PageV01P221 # وتكون السواد المخترم! قلت: وأين أبو عبد الله - قالوا: انفرد يرقق ماء ~~بيض، ويصفق دم حيض، وغرضه استخراج دهن الحجر الكريم؛ فقلت: حبس حديث أو ~~قديم - فنادوا: أواه، أواه! على الخبير سقطتم. ثم تلطفت وخرجت، تطير بي ~~رجلاي، وقد حقن الله دني بعطفه، واستنقذني من يدي منيتي بلطفه. ووصفت لمن ~~استوثقته ذلك بعد أن استكتمته، فجاس وخاص، وكأني أودعت سري ريحا؛ فاضطغن ~~ذلك علي، وأكد ذلك أيضا معاملة عاملني بها أيام حرب المدينة، وكانت حبالها ~~إذ ذاك منية، أعقبته وقع السوط على رأسه، وعض الحجل على ساقه؛ وكان الأمير ~~بها أبو أيوب ابن المرتضى رضي الله عنهما، فأعددت شعرا نويت أن أنشده إياه ~~أول بيعته، وكان ما كان، وبلغه الشعر، فزادت نفسه لي خبثا، ومنه: # فلما بدا فيهم سليمان عندها ... وصاح ابن ذكوان فثار رجال # هدى من ضلال الحائرين محمد ... وأذن بالبيت العتيق بلال # وقام أبو عمران يرأب صدعها ... بسعي تجلى عن هداه ضلال # وزير متى يستوزر الملك رأيه ... أمرت له في النائبات حبال # PageV01P222 # وليس كمنحوس من القوم منحس ... تعاظم حتى قيل ليس ينال # أعانته أموال تخون عينها ... وأعلته غثر سوقة وسفال # له كعب نحس لم يصاحب به امرءا ... على الدهر إلا رد وهو خيال # ففي كل عصر من عصور حياته ... تثل عروش أو تدك جبال # هو الداء فاستأصله تلبس جمالها ... وداء كعوب المنحسين عضال ولما قضي ~~ماقضي، ووقعت تلك الهنات، ودرج أبو أيوب وعظم تأسفي، رميته بأبيات بلغته، ~~فاصطكت أجرام عداوته، وأخذ في وجوه مطالبته، منها. # نالت سليمان منه رجل ... من قبل ما أرجلت أباه # فاستدرجا كاشفي دجاه ... يا ويلة المرء؛ ما دهاه - # يا سخط رب العلا عليه ... إذ أدت المرتضى ms0120 يداه # لم يبق من زمرة المعالي ... إلا هشام العلا أخاه # يا رب فاحرسه لي بعين ... تمنعه الدهر من أذاه وفي فصل: وقال فيه أيضا ~~مسلمة بن عبد الملك: # لا تعرضن لإمام ... فبحر نحسك طامي # أصميتهم دون رمي ... والله إنك رامي ثم اشتدت وطأة هذا الخبيث أيام ~~المستظهر، فلم يبق غاية من اهتضامي إلا امتد لها، وأجرى نحوها، وقصرت به ~~الأقدار دونها # PageV01P223 # وظاهر صاحبه أبا الحسن علي، وقاد مضرته إلي، وصنع شعرا حملنيه عنده، وهو: # يا كسرة دهمتنا ليس تنجبر ... وسبة لحقتنا ما لها عذر # باتت قعودا رجال طاب محتدها ... وقام نذلان في سنخيهما بخر # أمسى قدار يسوس الأمر أجمعه ... لقد تأنق فيما ساءنا القدر # وذا أبو اليسر قد أمسى لها وزرا ... إنا إلى الله، يسر جره عسر # نذلان ما حركا إلا فشا ذفر ... نفح الكلاب إذا ما مسها المطر # لو أن أشياخنا كانت لهم همم ... تبقي رياستنا لم ترأس البقر # لكنهم - وقضاء الله محتمل - ... # إذا هم اجتمعوا يوما لمعضلة ... رأيت نار التقالي كيف تستعر # بوم يرى الشؤم باد في صحيفته ... وقرد سوء على صفحاته وبر فأغريا بي، ~~وأرصدا لي، فكفى الله شرهما؛ فشبا حرب البسوس، وتناقرا على الرؤوس، وكانت ~~هامة أحدهما صينية، أو مرآة هندية، فكبا الجد بمن كبا، ونبا المجد عن هامة ~~من نبا، ليبلغ الكتاب أجله، ويقضي الله أمرا كان مفعولا. # فكيف يصغي الموفق - أيده الله - إلى رجل هذه صفته، وبيني وبينه # PageV01P224 # ما قد شرحته وأوضحته - فليجرني من قبول حديث هذا الخبيث في، وإصغائه إلى ~~كذبه علي، وليجر نفسه من عاديته، وينظر من وجه فائدته، يجده أشقى الأشقياء، ~~وأضعف الضعفاء. إنما هو لطبخ إكسير، أو لشد قصدير، أو لنقش في ذكير، أو ~~لادعاء أعمال، لو لتغشية مثقال، أو إقامة طلسمات، وهو خلي من ذلك كله، ~~والحقيقة نائية عنه، والشعوذة غير مستملحة منه، لبرد طباعه، وقصر باعه؛ ~~وإنما هي لأديب ظريف، ذي فهم لطيف. فأما هو فأبرد من ثلجة، وأشد عفوصة من ~~عفصة فجة، إذا تقبض أنفه، وشمخ طرفه ms0121. ولولا أن المولك لا تتهادى بالوضيع، ~~ولا تعتمد في تحفها غير الرفيع، لرأيت أن تهديه إلى البلينة ملكة البحر، ~~والقيمة بالأمر، لينصرف البارد إلى عنصره، وعسى أن يخرجه البحر بعد حين في ~~عنبره، فيكون أحر قليلا، وأهدى إلى ذلك سبيلا؛ ولولا أن وصف هذا الخبيث ~~داخل في معاتبة الموفق، لما ارتضيت سوقه، ولا غشيته من كلامي روقة، فإنما ~~يتعاتب الأكفاء، ويتمازح الأخلاء. # @فصول قصار اقتضبتها من طويل كلامه # فصل: جلا الشكوك بيقينه، واستنبط معرفة الأعمال من شئونه؛ وقسم ليله ~~نصفين: نصفا للتلاوة، ونصفا للسياسة؛ ويومه شطرين: # PageV01P225 # شطرا للميدان، وشطرا للديوان، فاستجم در الخراج، ونزف دماء الأعلاج، من ~~الأوداج. # فصل: لا نعمة للخالق على المخلوق أجمل عاقبة، وأحمد مغبة، وأروق بهاء، ~~وأسبغ رداء، وأبعد مأثرة، وأيسر مكرمة، من تقى يشعرها قلبه، وأدب يزين به ~~عقله، ولسان مبين يفيضه عليه فيعرب به عن نفسه، ويكشف عن حقيقة ذاته، قال ~~الله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: 13) وقال: {هل يستوي ~~الذي يعلمون والذين لا يعلمون} (الزمر: 9) ، وقال {سلقوكم بألسنة حداد} ~~(الأحزاب: 19) ، وقال: {أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين} ~~(الزخرف: 18) وقال علي رضي الله عنه: قيمة كل امرئ ما يحسن، وقال: المرء ~~مخبوء تحت لسانه. ولذلك كانت الملوك تعدل ببنيها عن التنعم إلى شظف العيش، ~~وتدني محالتهم من البادية، وتبوئهم منازل الفصاحة، لتحتد أفئدتهم، ونمتد ~~ألسنتهم، وينسابوا في لصاب الدهاء، ومزاحف النكراء، فيجيدوا الحز، ويطبقوا ~~المفصل، ويسوسوا النوب، ويكبتوا الخصوم، ويخرجوا من الغماء، ويمضوا قدما في ~~الشنعاء، كما قال عمرو لمعاوية: # فإن تعطني مصرا فأربح بصفقة ... أخذت بها شيخا يضر وينفع وإن امرءا يقابل ~~ابن هند بهذا، وهو هو، لفضفاض قميص الأدب، طويل نجاد المعرفة، موقوف على ~~ذروة الفضل. # PageV01P226 # فصل: واصل الجهاد، واستأصل الكفر والعناد، واتخذ ظهر الجواد بيتا، وظل ~~اللواء كنا، واستبدل من نقر الكران قرع الطبول؛ ومن نغم القيان شجا الصهيل، ~~ومن وجبة المعازف لجب الجيوش؛ يمشي في الهجير، ويسري في الزمهرير، ويحن إلى ~~الأذان والتكبير؛ في ms0122 خطة إبليس، ومصدح الناقوس. # فصل: كنت أسمع من هذه المآثر والمكارم مثل نفح الصبا، ويقرع أذني منها ~~جرس ألذ من نغمة الصبا، فلا أكذب، لصدق الشاهد، وأمانة الناقل، وكثرة ~~القائل. والحكيم أبو فلان خادم الشيب، ومصلح العيب، وله جوارشات مؤلفة، ~~حارة مفلفلة، تكاد ترد الخصي فحلا، والثور المسن عجلا. # فصل: أجل ما بيننا ارتضاع الكاس، وشم الآس، والجري في حافات الصبا، ~~والصيد بالسكر في الربى؛ وإن كانت هنات مخلقة، وأوقات موبقة، ذهبت وبقي ~~وزرها، وظعنت وأقام شرها، فإن المرجوع للعليم الحكيم، رب العرش العظيم. # وله من رقعة خاطب بها مجاهدا أمير دانية وقته: قد يحلف الغمام، وتغدر ~~اللئام، وتقطع الأرحام. من عز بز، ومن ريش طار، ومن سارت به الأيام سار، ~~وعلى الجد المدار. جد كبا، وحسام نبا، وآمال # PageV01P227 # تفرقت أيدي سبا. كلمات أنثرها عليك، وآمال أصرفها إليك. كنا قبل أن ترمي ~~بنا النوى مراميها، وتلقي الخطوب علينا مراسيها، وتمخضنا الأيام مخضا، ~~وتركض بنا الليالي ركضا، تر بي صحبة، وحليفي صبوة؛ قد تخلينا عن الأنساب، ~~وانتسبنا إلى الآداب، والدار إذ ذاك صقب، والملتقى كثب؛ فإذا شمخ بأحدنا ~~مارن، وثار به كمد ساكن، بعتب على زمن، وتقصير بإرادة عن سكن، تعاطينا كأس ~~الشكوى، وتجاذبنا حبل البلوى، والزمان غر، وحواصلنا صفر، نترنم ترنم ~~الحمام، على زق الجمام؛ ثم ألقت الأيام علينا بكلكل، وأناخت من فوقنا ~~بجران، فنثرتنا بكل فج عميق، وأفق سحيق، نثر الدرر، شذر مذر؛ ونفحت عليك ~~رياح السعد، وجاءتك المنى من تهامة ونجد، وامتطيت ظهر الجوزاء، وافترشت ~~لبدة العواء؛ وكلما دعيت إلى النزال والعراك، تترست بالثريا وطعنت بالسماك، ~~فزحمت منكب الدهر، وقضيت أربك منه على قهر. فكان أول حيصتك عن الرفاء، ~~وحيدتك عن رعاية قديم الإخاء، أن تركت المخاطبة، وأضربت عن المكاتبة، خشية ~~أن يكون كلنا عليك، ورغبتنا في ما لديك، وهيهات! يأبى ذلك كرم محض، وهمة ~~علياء ما لها خفض. ثم قلت: حمل أحسن الظن أجمل، والقضاء بأكرم العهد قبل، ~~قد تشتغل الرؤساء، وتتجاذب العظماء، وعينه مع ذلك راعية ms0123، وأذنه واعية، ~~وإنما الوصل بالفؤاد لا بالمداد، والالتقاء بالحلوم لا بالجسوم، فانطويت ~~على ود، وثبت على صحة عقد. ثم دارت الدهور، وطلع البشير، أن قيل طالعكم ~~عسكر جرار، فيه لأسد العرين نار، قضي لكم # PageV01P228 # به الأمر، وخفقت عليكم ألوية النصر، فقلت: من زعيم هذا الجيش - قيل لي: ~~أخوك أبو الجيش [قلت: رؤوف عطوف، شقاق للصفوف، وواحد يعدل بألوف. وقلت: رد ~~شهيد في أمتك] من أمم، وجاءتك تسعى على قدم، وضح الصبح لذي عينين، وأمكن ~~البطش ذا يدين؛ هذا حبيبك قائد أعنتها، وذا خليلك مالك أزمتها، هذا أبو ~~الجيش مصعب على مقرب، ومغضب يضرب بمقضب، آن لذهب العلم أن يزف، وحان لجوهر ~~الفهم أن يشف؛ ويل للجهل وبنيه، وعشيرته وأقربيه. # وفي فصل: ولقيت إخوانا لقوك، فو الذي جعل الغدر من شعارهم، والحذر من ~~دثارهم، ما أجروا في ذكرك، فضلا على أن يجروا ذكري لك. وهم يعلمون أن مرماي ~~غير مرماهم، ومغزاي سوى مغزاهم، ويوقنون أن أبعد آمالي في صديق إذا سما، ~~وأرفع رغباتي لديه إذا طمى، انفراج بابه، وانهتاك حجابه، يمتعني بإشراق ~~وجهه، ويوردني غدير بشره، ويزنني بغيري من إخوانه، ويضربني بسواي من أهل ~~زمانه، ولا يقلل حظي من إكرامه، ولا يهجر قسطي من لطيف اهتمامه، بعد أن ~~يعدل القسطاس، ويميز الذهب من النحاس. # وفي فصل: وهذا أخف حمل وأيسر. فأدركني ما يدرك من طاب غرسه، وكرمت عليه ~~نفسه، وأزمعت على المقاطعة، فقلت: الصبر # PageV01P229 # أولى، والإنصاف أحجى، لا بد أن توفى الرجال مقاديرها في أزمانها، ويستحال ~~لها عند استحالة أعيانها؛ وتخشع من أوهد لمن أصعد سداد، وتلين من أتهم لمن ~~أنجد رشاد، فتقلقلت واضطربت، وتجمعت لي وانقبضت، ثم جاشت كما يجيش البحر، ~~له همهمة وزخر، فقالت: ثكلتك المكارم يا ابن المكارم! ألست من أشجع في ~~العلا، ومن شهيد في الذرى، وللخالق في صدرك حكمة، وللرزاق في حجرك نعمة - ~~تقول بهذه فتسمع، وتعنى بتلك فلا تخضع، وساويت امرءا لم تحتج إليه، ووازنته ~~ما لم تطمع فيما لديه - لا أسر إنما أعلن، قيمة ms0124 كل امرئ ما يحسن. قلت لها: ~~فأين اليأس - قالت: هو في القلب والرأس، لئن أصابه غيرك فارسا، إنك لغير ~~بعيد منه راجلا، فقلت: لقد أدركتك عجرفية، واستولت عليك أعرابية، لا بد من ~~قصدي أبا الجيش، قالت: ليهنك العيش، في أبرد من ظل الخيش! وقصدتك من جهتي، ~~فلم أشك ولم أقر، ولم أعرف ولم أنكر، وانصرفت بين الحالتين، لا قرب ولا ~~شحط، ولا رضى ولا سخط. # [وعرضت] فصول من كلامه على الكاتب أبي بكر المعروف باشكمياط فقال: فقر ~~حسان إلا أنه عثر عليها. فوصل كلامه إلى أبي عامر فكتب إليه: ما أغيرك أبا ~~بكر، على نظم ونثر، لو إليك كان العلم، أو بكفك كان # PageV01P230 # الفهم، لم تترك لأرض أعلاما، ولا لغيرك إنعاما؛ أحشا عند رعدتك -! عرضت ~~عليك الدر منظوما، فقلت: نعم ما صنعت لو اخترعت؛ وما أحسن ما أطلت لو ~~ابتدعت. معرضا بالتقصص، ومشيرا إلى التلصص؛ هيهات! لا يزيد الحز من الغرب، ~~ولا يضيء السليط في لأقطعن حبالك هاجرا، ولأتركن ليلك ساهرا. # وله في فصل: وإصابة البيان لا يقوم بها حفظ كثير الغريب، واستيفاء مسائل ~~النحو، وإنما يقوم بها الطبع مع وزنه من هذين: النحو والغريب؛ ومقدار طبع ~~الإنسان إنما يكون على مقدار تركيب نفسه مع جسمه، فمن كانت نفسه في أصل ~~تركيبه مستولية على جسمه، كان مطبوعا روحانيا، يطلع صور الكلام والمعاني في ~~أجمل هيئاتها، وأروق لبساتها؛ ومن كان جسمه مستوليا على نفسه - من أصل ~~تركيبه - والغالب على حسه، كان ما يطلع من تلك الصور ناقصا من الدرجة ~~الأولى في الكمال والتمام # PageV01P231 # وحسن الرونق والنظام. فمن كانت نفسه المستولية على جسمه فقد تأتي منه في ~~حسن النظام، صور رائقة من الكلام، تملأ القلوب، وتشعف النفوس. فإذا فتشت ~~لحسنها أصلا لم تجده، ولجمال تركيبها أسا لم تعرفه؛ وهذه هو الغريب، أن ~~يتركب الحسن من غير حسن، كقول امرئ القيس: # تنورتها من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي فإن هذه ~~الديباجة إذا تطلبت لها أصلا من غريب معنى لم تجده؛ وكقول ms0125 أبي نواس: # طرحتم من الترحال ذكرا فغمنا ... فلو قد شخصتم صبح الموت بعضنا ثم قال ~~فيها: # سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... هواك، لعل الفضل يجمع بيننا فهذا من ~~الكلام الغث، واللفظ الرث، الذي لو رامه حمار الكساح لأدركه، ولكن له من ~~التعلق بالنفس، والاستيلاء على القلب ما ترى. # وفي فصل له: وقول الجاحظ: إنا إذا اكترينا من يعلم صبياننا النحو # PageV01P232 # والغريب قنع منا بعشرين درهما في رأس كل شهر، ولو اكترينا من يعلمهم ~~البيان لما قنع منا بألف درهم. ولم يقل هذا إلا وقد ألف " كتاب البيان ". ~~ولو كشف فيه عن وجه التعليم، وصور كيفية التدريج، لأرى كيف وضع الكلام، ~~وتزيين البيان، وكيف التوصل إلى حسن الابتداء، وتوصيل اللفظ بعد الانتهاء، ~~وأبدى لهم عن تدبير المقاطع والمطالع، فإنها معادن الصنعة، ومواضع مفاتح ~~الطريقة؛ ولكنه استمسك بفائدته، وضن بما عنده، غيرة على العلم، وشحا بثمرة ~~الفهم، وعرف أن النفع كثير، والشاكر قليل، فلم يفد بما أوضح من أمر البيان ~~فائدة غير أهله، ومن كرع في حوضه، واستاف من نده. وأما أن يخلارج مبتدئا، ~~أو يعلم جاهلا فلا ألبتة. # وفي فصل له: قال أبو عمار: وقد كنا أطعمنا من هذا الطعام بعض التلاميذ، ~~فاستطابه وعلم مقداره، ولكن البطالة على الفتيان غالبة، والسآمة عليهم ~~مستولية؛ فمن بنى على تعليم هذا الشان فلا يعلم إلا أهل النجابة والمثابرة ~~على التعليم، لأنه من لم ينجب له تلميذ حمل عليه ذلك النقص، وظن به العجز. # جلس إلي يوما يوسف بن إسحاق الإسرائيلي، وكان أفهم تلميذ مر بي، وأنا ~~أوصي رجلا علي من أهل قرطبة، وأقول له: إن للحروف # PageV01P233 # أنسابا وقرابات تبدو في الكلمات، فإذا جاور النسيب النسيب، ومازج القريب ~~القريب، وطابت الألفة، وحسنت الصحبة؛ وإذا ركبت صور الكلام من تلك، وحسنت ~~المناظر، وطابت المخابر، أفهمت - قال لي: إي والله، قلت له: وللعذوبة إذا ~~طلبت، والفصاحة إذا التمست، قوانين من الكلام، من طلب بها أدرك، ومن نكب ~~عنها قصر، أفهمت - قال: نعم، قلت: وكما تختار ms0126 مليح اللفظ، ورشيق الكلام، ~~فكذلك يجب أن تختار مليح النحو، وفصيح الغريب، وتهرب عن قبيحه، قال: أجل، ~~قلت: أتفهم شيئا من عيون كلام القائل: # لعمرك إني يوم بانوا فلم أمت ... خفاتا على آثارهم لصبور # غداة التقينا إذ رميت بنظرة ... ونحن على متن الطريق نسير # ففاضت دموع العين حتى كأنها ... لناظرها غصن يراح مطير فقال: إي والله، ~~وقعت " خفاتا " موقعا لذيذا، ووضعت " رميت " و " متن الطريق " وضعا مليحا، ~~وسرى " غصن يراح مطير " مسرى لطيفا، فقلت له: أرجو أنك تنسمت شيئا من نسيم ~~الفهم، فاغد علي بشيء تصنعه. قال أبو عامر: وكان ذلك اليهودي ساكتا يعي ما ~~أقول؛ فغدا ذلمك القرطبي فأنشدني: # حلفت برب مكة والجمال ... لقد وزنت كروبي بالجبال # PageV01P234 # في أبيات تشبهه. وجاء اليهودي فأنشدني: # أيمم ركبانهم منعجا ... وقد ضمنوا قلبك الهودجا - واستمر إلى آخر قصيدته، ~~فأتى بكل حسن، فقال لي ذلك القرطبي: شعر اليهودي أحسن من شعري، قلت: ولا ~~بأس بفهمك إذ عرفت هذا. ولم يزل يتدرب باختلافه إلي حتى ندي تربه، وطلع ~~عشبه، ثم تفتح زهره، وضاع عبقه. ورآني أستعمل وحشي الكلام في مواضعه ولم ~~يشعر بحسن الوضع فاستعمل شيئا منه وعرض علي، فقلت: استره، فقال: تبخل علي ~~به. وعرضه على ابن الإفليلي، فقال له: تنكب هذا الكلام، فقال له: إن أبا ~~عامر يستعمله، فقال: يضعه في موضعه، وهو أدرب منك في استعمال. # وفي فصل له: وربما لاذ بنا المستطعم باسم الشعر ممن يخبط العامة والخاصة ~~بسؤاله، فيصادف منا حالة غير ذات فضلة، لا تتسع له في كبيرة مبرة، فنشاركه ~~ونعتذر له؛ وربما أفدناه بأبيات يعتمد بها البقالين ومشيخة القصابين، فإذا ~~قرعت أسماعهم، ومازجت أفهامهم، در حلبهم، وانحلت عقدهم، وجل شخص ذلك البائس ~~في عيونهم، فما شئت إذ ذاك من خبزة وثيرة يحشى بها كمه، ورقبة سمينة تدفن ~~في مخلاته، ومن كوز فقاع يصب في فمه، وتينة رطبة يسد بها حلقومه، وسنبوسقة ~~ودكة تدس تحت لسانه # PageV01P235 # وفالوذجة رطبة يحنك بها حنكه، فلا يكاد البائس يستتم ذلك حتى يأتينا فيكب ms0127 ~~على أيدينا يقبلها، وأطرافنا يلطعها، راغبا في أن نكشف له السر الذي حرك ~~العامة فبذلت ما عندها له، وبادرت بدرها إليه. وتعليمه ذلك النحو من أنحاء ~~السحر لا نستطيعه، لأن هذا الذي يريده منا هو تعليمه البيان، وبين فكره ~~وبينه حجاب؛ ولكل ضرب من الناس ضرب من الكلام، ووجه من البيان؛ والمرء لا ~~يفجر صفاة غيره إلا أن يوفي على معرفة ذلك بفهمه التبيين والتبين، ويكون من ~~المستنبطين بوجوه الحيل على قوانين قائمة، وأصول ثابتة، فتكون النتيجة ما ~~سمعت. # وفي فصل: وأصعب من هذا تحريك البخلاء من الكبراء إلى البذل، لأنهم ~~بعادتهم لا تمكن نقلتهم لعزتهم، ولما اشتملت عليه ثياب مجدهم، فلا ينجع ~~تقريظهم؛ فها هنا يحتاج إلى أثقب ما يكون من الذهن، وأوسع ما يمكن من ~~الحيلة، إلا أن هذه العصابة لا يتمكن لذي التفاهة تحريكها، ولا بد لها من ~~طبقة يكون لها في العين بعض التصويب والتصعيد، ولهذا صار سب الأشراف عسيرا ~~عويصا؛ فإنك تجدهم يتدحرج عنهم قبيح المقال، ولا يضعضعهم خبيث الكلام، لقوة ~~بنيانهم، وثبات أركانهم؛ فهدم بنيان هؤلاء صعب، ولذلك فخرت العرب بمن لا ~~يمكن له ذلك فيهم من أهل الكلام، ولذلك سب # PageV01P236 # الأشراف، واستحسنوا من ذلك قول ابن صفوان في شبيب: ليس له صديق في السر، ~~ولا عدو في العلانية. # وفي فصل له: قال أبو عامر: وكما أن لكل مقام مقالا، فكذلك لكل عصر بيان، ~~ولكل دهر كلام، ولكل طائفة من الأمم المتعاقبة نوع من الخطابة، وضرب من ~~البلاغة، لا يوافقها غيره ولا تهش لسواه. وكما أن للدنيا دولا، فكذلك ~~للكلام نقل وتغاير في العادة. ألا ترى أن الزمان لما دار كيف أحال بعض ~~الرسم الأول في هذا الفن إلى طريقة عبد الحميد وابن المقفع وسهل بن هارون ~~وغيرهم من أهل البيان - فالصنعة معهم أفسح باعا، وأشد ذراعا، وأنور شعاعا، ~~لرجحان تلك العقول، واتساع تلك القرائح في العلوم. ثم دار الزمان دورانا، ~~فكانت إحالة أخرى إلى طريقة إبراهيم بن العباس ومحمد بن الزيات وابني وهب ms0128 ~~ونظرائهم، فرقت الطباع، وخف ثقل النفوس. ثم دار الزمان فاعترى أهله ~~باللطائف صلف، وبرقة الكلام كلف، فكانت إحالة أخرى إلى طريقة البديع وشمس ~~المعالي وأصحابهما. # وكذلك الشعراء انتقلوا عن العادة في الصنعة بانتقال الزمان، وطلب كل ذي ~~عصر ما يجوز فيه، وتهش له قلوب أهله، فكان من صريع الغواني وبشار وأبي نواس ~~وأصحابهم في البديع ما كان، من استعمال أفانينه والزيادة في تفريغ فنونه. ~~ثم جاء أبو تمام فأسرف في التجنيس، وخرج عن العادة، وطاب ذلك منه، وامتثله ~~الناس، فكل شعر لا يكون اليوم # PageV01P237 # تجنيسا أو ما يشبهه تمجه الآذان، والتوسط في الأمر أعدل؛ ولذلك فضل أهل ~~البصرة صريع الغواني على أبي تمام، لأنه لبس ديباجة المحدثين على لأمة ~~العرب، فتركب له من الحسن بينهما ما تركب. # وفي فصل له: قال أبو عمار: أهل صناعة الكلام متباينون في المنزلة، ~~متفاضلون في شرف المرتبة، على مقدار إحسانهم وتصرفهم. # فمنهم الذي ينظم الأوصاف، ويخترع المعاني، ويحرز جيد اللفظ، إلا أنه يصعب ~~عليه الكلام، ويكد قريحته التأليف، حتى إنه ربما قصر في الوصف، وأساء ~~الوضع. فهذا في الأبيات القليلة نافر، وفي القريبة المأخذ سائر، وفي طريقة ~~الجمهور الأعظم ذاهب، حتى إذا ازدحمت عليه، وانحشدت إليه، وطالبته ببهاء ~~البهجة، وشرف المنزلة، وقف وانفل، وتلاشى واضمحل. # ومنهم الكارع في بحر الغزارة، القادح بشعاع البراعة، الذي يمر مر السيل ~~في اندفاعه، والشؤبوب في انصبابه، لا يشكو الفشل، ولا يكل على طول العمل، ~~إذا ازدحمت في الكلام عليه المطالب، وعلقت بحواشي فكره المآرب، وحشرت عليه ~~الصعائب والغرائب، استقل بها كاهله، واضطلع بثقلها غاربه، وأعارها من نظره ~~لمحة، ومن فكره قدحة، ثم رمى بها عن جانبيه، قد رويت بمائها، ولبست شعاع ~~بهائها، وبقي # PageV01P238 # كاللقوة في المرقب، سام نظره، قد ضم حجناحيه، ووقف على مخلبه، لا تتاح له ~~جارحة إلا اقتصها، ولا تنازله طائرة إلا اختطفها، جرأته كشفرته، وبديهته ~~كفكرته، فذلك الألسن يوم حرب الكلام، لا تخطئ ضربته، ولا تصاب غرته. # ومنهم من يتجافى الكلام، ويروغ عن المقال، فإذا ms0129 مني به، أخذ بأطراف ~~المحاسن، وشارك في أنحاء من الصنعة، وجل ما عنده تلفيق وحيلة، وبذلك يصاحب ~~الأيام، ويجاري أبناء الزمان، ما كان له عقل يغطى على نقصانه، وسياسة يسوس ~~بها فحول زمانه. ومن خرج عن هذه الطبقات الثلاث لم يستحق اسم البيان، ولا ~~يدخل في أهل صناعة الكلام. # وفي فصل له: قال أبو عامر: وقوم من المعلمين بقرطبتنا ممن أتى على أجزاء ~~من النحو، وحفظ كلمات من اللغة، يحنون على أكباد غليظة؛ وقلوب كقلوب ~~البعران، ويرجعون إلى فطن حمئة، وأذهان صدئة، لا منفذ لها في شعاع الرقبة، ~~ولا مدب لها في أنوار البيان. سقطت إليهم كتب في البديع والنقد فهموا منها ~~ما يفهمه القرد اليماني من الرقص على الإيقاع، والزمر على الألحان، فهم ~~يصرفون غرائبها فيما يجري عندهم تصريف من لم يرزق آلة الفهم، ومن لم تكن له ~~آلة الصناعة، مما هي مخصوصة بها، لا تقوم تلك الصناعة إلا بتلك الآلة؛ # PageV01P239 # فهو كالحمار لا يمكنه أن يتعلم صناعة ضرب العود والطنبور، لتوتد رسغه، ~~واستدارة حافره، ولا له بنان يجس به على دستبان. ولو جاز أن يكون حمار ~~يغني: # ما بال أنجم هذا الليل حائرة ... أضلت القصد أم ليست على فلك وشبهه، من ~~أجل أن له حنكا ولسانا وقصبة رئة، لما جاز أن يوقع بالمضراب على الأوتار، ~~ويتمم بجس الأنامل، ويرخي الوتر في مجرى السبابة والبنصر، فيبلبل بنشيده، ~~ويولول في ضربه على بسيطه. # فهذه حال العصابة من المعلمين: يدركون بالطبيعة، ويقصرون بالآلة. ~~وتقصيرهم بالآلة هو من طريق العلل الداخلة من فساد الآلة القابلة ~~للروحانية، والخادمة لآلات الفهم، الباعثة لرقيق الدم في الشريانات إلى ~~القلب، وزيادة غلظ أعصاب الدماغ ونقصانها عن المقدار الطبيعي. يعين على ذلك ~~بالحدس وطريق الفراسة فساد الآلة الظاهرة، كفرطحة الرأس وتسفيطه، ونتوء ~~القمحدوة، والتواء الشدق، وخزر العين، وغلظ الأنف، وانزواء الأرنبة. ~~فنستعيذ بالله ألا يشوه خلقة قلوبنا، ولا يجسي أجرام أكبادنا، ويضم أوتارنا ~~وأعصابنا، ولا يعظم أنوفنا، ولا يجعلنا مثلة للعالمين. # PageV01P240 # وفي فصل له: وليس العجب في ms0130 هذه العصابة إلا من أبي القاسم، فإنه زاد ~~عليهم في الصناعة، وبزهم بوفور البضاعة. دخل الشعراء فأخذ لباقتهم، وصار في ~~جملة الكتاب فاستعار صلفهم ورشاقتهم، وباشر أهل الحساب فاستفاد طريقة ~~البراهين، وناظر أهل الجدل فتعلم القوانين، وعرف عناصر الكلام؛ فكل علم ~~يزعمه قبض يده، وكل جد وهزل فإليه منسوب، وعنه مأخوذ؛ وهو مع ما اجتمع له ~~من ذلك كله، وحبي به، أشدهم صبابة بألا يكون بالأندلس محسن سواه، ولا مجيد ~~حاشاه. وكان الرأي عندي له أن يسكن أرض جليقية أو قطرا بعد عن الإسلام، حتى ~~لا يسمع فيه الخطيب ذكرا، ولا يحس لشاعر ركزا، فيكون هناك فردا. # ومن العجب أيضا في أمره أن كل كاتب كتب للسلاطين عندنا، وكل شاعر مدحهم، ~~رويت أشعاره ورسائله غير أبي القاسم وحده. على أنه إنما جلس للتعليم على ~~هذا المعنى. وربما عرض بأن يؤخذ منه شيء من أشعاره ورسائله ولا يجيبه ~~تلميذ؛ والمحروم محروم؛ ولو أنه اشترى # PageV01P241 # الزبيب لصبيان المساجد، وقشور أصل الجوز لصبغ شفاه خراجيات الخانات، وروى ~~الطبقتين ما عنده، لعرضتا رسومه وجعائله، ورويتا أشعاره ورسائله، وغنتا بها ~~على قوارع الطرق ومناقع المياه ومطارح الزبول، كما تغنبان أشعارهما، وتسعان ~~حماقتهما، فيكون ذلك سببا إلى أن تدب وتدرج، وتعتاد الطيران فتطير، ويراها ~~الناس فتعرف. وهو مع هذا كله يسمينا الهمج الهامج، ويسمي البديع والصابئ ~~وشمس المعالي العضاريط. وهو أبخل أهل الأرض لا محالة. ولم يقصر بنا عنده ~~إلا توقيرنا لثغامته. وهو يرى أن بعض صبيانا قد أقلقوه حين قالوا: ليست ~~مشيته مشية أديب، ولا وجهه وجه أريب، ولا جلسته جلسة عالم، ولا أنفه أنف ~~كاتب، ولا نغمته نغمة شاعر. وحكوا أنه إذا مشى الخيزلى، وتقدم قليلا ثم رجع ~~القهقرى، والقصبة في يده، والخرج على عاتقه، أحذق الناس في إخراج لعبة ~~اليهودي، فأقلقوه بما يسمع، فكيف لو عضته أنياب غير مفلولة، وخدشته أظافر ~~غير مقلمة # PageV01P242 # وفي فصل له: ذكر يوما عند أبي القاسم سهل بن هارون والجاحظ، فضرب فيها ~~مثل العامة: بينها ما بين الملائكة ms0131 وصبيان الحرس. هذا من الإنحاء العظيم ~~على سهل. والأولى أن يسميا محسنين، إلا أن سهلا كاتب سلاطين، والجاحظ مؤلف ~~دواوين. وقد يؤدي النظر إلى أنهما في طريقين مختلفين، وكلاهما محسن في ~~بابه؛ إلا أنه لم ير أغبن من الجاحظ لنفسه؛ إن كان واحد البلاغة في عصره، ~~فما باله لم يلتمس بها شرف المنزلة بشرف الصنعة، وقد رأى ابن الزيات ~~وإبراهيم بن العباس بلغا بها ما بلغا، وهو يلتمس فوائدهما والجاه بهما - ~~فلا يخلو في هذا إما أن يكون مقصرا عن الكتاب وجمع أدواتها، أو يكون ساقط ~~الهمة، أو يكون إفراط جحوظ عينيه قعد به عنها، كما قصر بي أنا فيها ثقل ~~سمعي، وبأبي القاسم ورم أنفه. إذ لا بد للملك من كاتب مقبول الصورة تقع ~~الصورة عليها عينه، وأذن ذكية تسمع منه حسه، وأنف نقي لا تذم أنفاسه عند ~~مقاربته له. ولذلك استحسنوا من الكاتب أن يكون طيب الرائحة، سليم آلات ~~الحواس، نقي الثوب، ولا يكون وسخ الضرس، منقلب الشفة، مكحل الاظفور، وضر ~~الطوق. وربما أنكر منكر قولنا في شرط جمع أدوات الكتابة فقال: وأي أداة ~~نقصت الجاحظ - فنقول: أول أدوات الكاتب العقل، ولا يكون كاتب غير عاقل. وقد ~~نجد عالما غير عاقر، وجدليا غير حصيف، وفقيها غير حليم. وقد وجدنا من ينسب ~~العقل إلى سهل أكثر من نسبته إلى الجاحظ. لو شهد الجاحظ # PageV01P243 # سهلا يخادع للرشيد ملكا، ويدبر له حربا، ويعاني له إطفاء جمرة فتنة، ~~مستضلعا في ذلك كله بعقله، وجودة علمه، لرأى أن تلك السياسة غير تسطير ~~المقال، في صفة غراميل البغال، وغير الكلام في الجرذان، وبنات وردان، ولعلم ~~أن بين العالم والكاتب فرقا. # وفي فصل له: ومن دليل تقصير عصابة المعليمن أنهم لا يقدومون أن يجعلوا ما ~~يحملون من المعرفة تصنيفا، ولا تغزر مادتهم أن ينشئوها تأليفا، وإنما تفسو ~~به أنفاسهم فسوا بين تلاميذهم، ولا يقدر أن يزيد في النفخ فيضرط به ضراطا ~~يسمع. فهم في ذلك أمثال الجنادب، وقرناء الخنافس لا توازن الظربان في قوة ~~فسائه ms0132، وإن زادت عليه في نتنه، ولا يبلغون درجة الحمار الوحشي في شدة ~~ضراطه، وإن شاركوه في اسمه، ولا تروى لهم نادرة، ولا تؤثر عنهم في البلاد ~~شاردة. # قال: ومما علم من خلق هذه العصابة إذا لمحتنا أبصارهم قابلونا بالملق، ~~وهم منطوون على حسد وحنق. فإذا جمعتنا المحافل، وضمتنا المجالس، تراهم ~~إلينا مبصبصين، وعن الأخذ في شيء من تلك المعاني زائغين. وإنما يتبين تقصير ~~المقصر، وفضل السابق المبرز، إذا اصطكت الركب، وازدحمت الحلق، واستعجل ~~المقال، ولم توجد فسحة لفكرة، ولا أمكنت نظرة لروية؛ أو في مجالس الملوك ~~عند أنسها وراحتها، فإنه يقع فيها، ويجري لديها، ما لا ينفع له الاستعداد، ~~ولا # PageV01P244 # ينفذ فيه غير الطبع والغريزة المتدفقة. فترى الجواد السابق إذ ذاك متشوفا ~~بأذنه، باحثا لكديد الإحسان بيده، طامح النظر، صهصلق الصهيل، وأهل الصنعة ~~خرس، لا يسمع لهم جرس، ولا شيء عندهم غير حسو الكاس، وشم الآس، وتنفس ~~الصعداء، قد اصفرت ألوانها، وقلصت شفاهم، كأنهم من رجال عذرة. وما أذكر أني ~~فزت من هذا المجلس بخطير غير مرة، بين يدي هشام بن محمد، والمجلس قد غص ~~بالعمائم والطماطم من أهل المصر لجواب بعض الرؤساء عن فصول خبيثة حادة لا ~~جواب فيها ولا عذر عنها. فجرى ما أكره ذكره من أجل أنه متصل بتعجيز أهل ~~البيضة، والغض من الأصحاب، على أنهم جدراء بذلك، لقلة إنصافهم لنا، وتسلطهم ~~علينا، وإسرافهم في ثلبنا. # @فصول من رسالة سماها بالتوابع والزوابع، وإن صدرت عنه # @مصدر هزل، فتشتمل على بدائع روائع # قال في صدرها مخاطبا لأبي بكلار ابن حزم: لله أبا بكر ظن # PageV01P245 # رميته فأصميت، وحدس أملته فما أشويت! أبديت بهما وجه الجلية، وكشفت عن ~~غرة الحقيقة، حين لمحت صاحبك الذي تكسبته، ورأيته قد أخذ بأطراف السماء، ~~فألف بين قمريها، ونظم فرقديها، فكلما رأى ثغرا سده بسهاها، أو لمح خرقا ~~رمه بزباناها، إلى غير ذلك. فقلت: كيف أوتي الحكم صبيا، وهز بجذع نخلة ~~الكلام فاساقط عليه رطبا جنيا - أما إن به شيطانا يهديه، وشيصبانا يأتيه؛ ~~وأقسم أن ms0133 له تابعة تنجده، وزابغة تؤيده، ليس هذا في قدرة الإنس، ولا هذا ~~النفس لهذه النفس. فأما وقد قلتها أبا بكر فأصخ أسمعك العجب العجاب: # كنت أيام كتاب الهجاء، أحن إلى الأدباء، واصبوا إلى تأليف الكلام، فاتبعت ~~الدواوين، وجلست إلى الأساتيذ، فنبض لي عرق الفهم، ودر لي شريان العلم، ~~بمواد روحانية؛ وقليل الالتماح من النظر يزيدني، ويسير المطالعة من الكتب ~~يفيدني، إذ صادف شن العلم طبقة. ولم أكن كالثلج تقتبس منه نارا، ولا ~~كالحمار يحمل أسفارا. [فطعنت ثغرة البيان دراكا، وأعلقت رجل طيره أشراكا، ~~فانثالت لي العجائب، وانهالت على الرغائب] . وكان لي أوائل صبوتي هوى اشتد ~~به كلفى، ثم لحقي لعد ملل في أثناء ذلك الميل. فاتفق أن مات من كنت أهواه ~~مدة # PageV01P246 # ذلك الملل، فجزعت وأخذت في رثائه يوما في الحائر وقد أبهمت علي أبوابه، ~~وانفردت فقلت: # تولى الحمام بظبي الخدور ... وفاز الردى بالغزال الغرير إلى أن انتهت إلى ~~الاعتذار من الملل الذي كان، فقلت: # وكنت مللتك لا عن قلى ... ولا عن فساد جرى في ضميري فأرتج علي القول ~~وأفحمت، فإذا أنا بفارس بباب المجلس على فرس أدهم كما بقل وجهه، قد اتكأ ~~على رمحه، وصاح بي: أعجزا يا فتى الإنس - قلت: لا وأبيك، للكلام حأحيان، ~~وهذا شأن الإنسان؛ قال لي: قل بعده: # كمثل ملال الفتى للنعيم ... إذا دام فيه وحال السرور فأثبت إجازته، وقلت ~~له: بأبي أنت، من أنت - قال أنا زهير بن نمير من أشجع الجن. فقلت: وما الذي ~~حداك إلى التصور لي - فقال: هوى فيك، ورغبة في اصطفائك. قلت أهلا بك أيها ~~الوجه الوضاح، صادفت قلبا إليك مقلوبا، وهوى نحوك مجنوبا. وتحادثنا حينا ثم ~~قال: متى شئت استحضاري فأنشد هذه الأبيات: # PageV01P247 # وآلى زهير الحب يا عز أنه ... إذا ذكرته الذكرات أتاها # إذا جرت الأفواه يوما بذكرها ... يخيل لي أني أقبل فاها # فأغشى ديار الذاكرين وإن نأت ... أجارع من داري هوى لهواها وأوثب الأدهم ~~جدار الحائط ثم غاب عني. # وكنت أبا بكر متى أرتج علي، أو انقطع مسلك ms0134، أو خانني أسلوب، لأنشد ~~الأبيات فيمثل لي صاحبي، فأسير إلى ما أرغب، وأدرك بقريحتي ما أطلب؛ وتأكدت ~~صحبتنا، وجرت قصص لولا أن يطول الكتاب لذكرها أكثرها، لكني ذاكر بعضها. # فصل: تذاكرت يوما مع زهير بن نمير أخبار الخطباء والشعراء، وما كان ~~يألفهم من التوابع وازوابع، وقلت: هل حيلة في لقاء من اتفق منهم - قال: حتى ~~أستأذن شيخنا، وطار عني ثم انصرف كلمح بالبصر، وقد أذن له، فقال: حل على ~~متن الجواد. فصرنا عليه، وسار بنا كالطائر يجتاب الجو فالجو، ويقطع الدو ~~فالدو، حتى التمحت أرضا لا كأرضنا، وشارفت جوا لا كجونا، متفرع الشجر، عطر ~~الزهر، فقال لي: حللت أرض الجن أبا عامر، فبمن تريد أن نبدأ - قلت: الخطباء ~~أولى بالتقديم، لكني إلى الشعراء أشوق. قال: فمن تريد منهم - قلت: صاحب ~~امرئ القيس. فأمال العنان إلى واد من الأودية # PageV01P248 # ذي دوح تتكسر أشجاره، وتترنم أطياره، فصاح: يا عتيبة بن نوفل، بسقط اللوى ~~فحومل، ويم دارة جلجل، إلا ما عرضت علينا وجهك، وأنشدتنا من شعرك، وسمعت من ~~الإنسي، وعرفتنا كيف أجازتك له. فظهر لنا فارس على فرس شقراء كأنها تلتهب، ~~فقال: حياك الله يا زهير، وحيا صاحبك! أهذا فتاهم - قلت: هو هذا، وأي جمرة ~~يا عتيبة! فقال لي: أنشد، فقلت: السيد أولى بالإنشاد، فتطامح طرفه، واهتز ~~عطفه، وقبض عنان الشقراء، وضربها بالسوط، فسمت تحضر طولا عنا، وكر ~~فاستقبلنا بالصعدة هازا لها، ثم ركزها وجعل ينشد: # سما لك شوق بعدما كان أقصرا ... حتى أكملها ثم قال لي: أنشد. فهممت ~~بالحيصة، ثم اشتدت قوى نفسي وأنشدت: # شجته مغان من سليمى وأدؤر ... حتى انتهيت فيها إلى قولي: # ومن قبة لا يدرك الطرف رأسها ... تزل بها ريح الصبا فتحدر # PageV01P249 # تكلفتها والليل قد جاش بحره ... وقد جعلت أمواجه تتكسر # ومن تحت حضي أبيض ذو سفاسق ... وفي الكف من عسالة الخط أسمر # هما صاحباي من لدن كنت يافعا ... مقيلان من جد الفتى حين يعثر # فذا جدول في الغمد تسقى به المنى ... وذا غصن في الكف يجنى فيثمر فلما ms0135 ~~انتهيت تأملني عتيبة ثم قال: اذهب فقد أجزتك. وغاب عنا. # فقال لي زهير: من تريد بعد - قلت: صاحب طرفة. فجزعنا وادي عتيبة، وركضنا ~~حتى انتهينا إلى غيضة شجرها شجران: سام يفوح بهارا، وشحر يعبق هنديا وغارا. ~~فرأينا عينا معينة تسيل، ويدور ماؤها فلكيا ولا يحول. فصاح زهير: يا عنتر ~~بن العجلان، حل بك زهير وصاحبه، فبخولة وما قطعت معها من ليلة، إلا ما عرضت ~~وجهك لنا! فبدا إلينا راكب جميل الوجه، قد توشح السيف، واشتمل عليه كساء ~~خز، وبيده خطي، فقال: مرحبا بكما! واستنشدني فقلت: الزعيم أولى بالإنشاد، ~~فأنشد: # لسعدى بحزان الشريف طلول ... حتى أكملها، فأنشدته من قصيدة: # PageV01P250 # أمن رسم دار بالعقيق محيل ... حتى انتهيت إلى قولي: # ولما هبطنا الغيب نذعر وحشه ... على كل خوار العنان أسيل # وثارت بنات الأعوجيات بالضحى ... أبابيل من أعطاف غير وبيل # مسومة نعتدها من خيارها ... لطرد قنيص أو لطرد رعيل # [إذا ما تغنى الصحب فوق متونها ... ضحيا أجابت تحتهم بصهيل] # ندوس بها أبكار نور كأنه ... رداء عروس أوذنت بحليل # رمينا بها عرض الصوار فأقعصت ... أغن قتلناه بغير قتيل # وبادر أصحابي النزول فأقبلت ... كراديس من غض الشواء نشيل # نمسح بالحوذان منه أكفنا ... إذا ما اقتنصنا منه غير قليل # فقلنا لساقيها أدرها سلافة ... شمولا ومن عينيك صرف شمول # فقام بكأسيه مطيعا لأمرنا ... يميل به الإدلال كل مميل # وشعشع بكأسيه مطيعا لأمرنا ... برأس كريم منهم وتليل # إلى أن ثناهم راكدين لما احتسوا ... خليعين من بطش وفضل عقول # نشاوى على الزهراء صرعى كأنهم ... أساطين قصر أو جذوع نخيل فصاح عنتر: ~~لله أنت، اذهب مجاز. وغاب عنا. # PageV01P251 # ثم ملنا عنه فقال لي زهير: إلى من تتوق نفسك بعد من الجاهلين - قلت: ~~كفاني من رأيت؛ اصرف وجه قصدنا إلى صاحب أبي تمام؛ فركضنا ذات اليمين حينا، ~~ويشتد في أثرنا فارس كأنه الأسد، على فرس كأنها العقاب، وهو في عدوه ذلك ~~ينشد: # طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها فاستربت ~~منه، فقال ي زهير: لا عليك، هذا أبو ms0136 الخطار صاحب قيس بن الخطيم. فاستبى لبي ~~من إنشاده البيت، وازددت خوفا لجرأته وأننا لم نعرج عليه؛ فصرف إليه زهير ~~وجه الأدهم، وقال: حياك الله أبا الخطار، فقال: أهكذا يحاد عن أبي الخطار ~~ولا يخطر عليه. قال: علمناك صاحب قنص، وخفنا أن نشغلك. فقال لي: أنشدنا يا ~~أشجعي، وأقسم أنك إن لم تجد ليكونن يوم شر؛ فأنشدته قولي من قصيدة: # منازلهم تبكي إليك عفاءها ... ومنها: # خليلي عوجا بارك الله فيكما ... بدارتها الأولى نحي فناءها # فلم أر أسرابا كأسرابها الدمى ... ولا ذئب مثلي قد رعى ثم شاءها # PageV01P252 # ولا كالضلال كان أهدى لصبوتي ... ليالي يهديني الغرام خباءها # وما هاج هذا الشوق إلا حمائم ... بكيت لها سمعت بكاءها # عجبت لنفسي كيف ملكها الهوى ... وكيف استفز الغانيات إباءها - # ولو أنني أنحت علي أكارم ... ترضيت بالعرض الكريم جزاءها # ولكن جرذان الثغور رمينني ... فأكرمت نفسي أن تريق دماءها # إليك أبا مروان ألقيت رابيا ... بحاجة نفس ما حربت خزاءها # هززتك في نصري ضحى فكأنني ... هززت - وقد جئت الجبال - حراءها # نقضت عرى عزم الزمان وإن عتا ... بعزمة نفس لا أريد بقاءها فلما انتهيت ~~تبسم وقال: لنعم ما تخلصت! اذهب فقد أجزتك. # ثم انصرفنا وركضنا حتى انتهينا إلى شجرة غيناء، يتفجر من أصلها عين كمقلة ~~حوراء. فصاح زهير: يا عتاب بن حبناء، حل بك زهير وصاحبه، فبعمرو والقمر ~~الطالع، وبالرقعة المكفوفة الطابع، إلا ما أريتنا وجهك! فانفلق ماء العين ~~عن وجه فتى كفلقة القمر، ثم اشتق الهواء صاعدا إلينا من قعرها حتى استوى ~~معنا. فقال حياك الله يا زهير، وحيا صاحبك! فقلت: وما الذي أسكنك قعر هذه ~~العين يا عتاب - قال: حيائي من التحسن باسم الشعر وأنا لا أحسنه. فصحت: ~~ويلي منه، كلام محدث ورب الكعبة؛ واستنشدني فلم أنشده إجلالا له، ثم ~~أنشدته: # [أبكيت إذا ظعن الفريق فراقها ... # PageV01P253 # حتى انتهيت فيها إلى قولي] : # إني امرؤ لعب الزمان بهمتي ... وسقيت من كأس الخطوب دهاقها # وكبوت طرفا في العلا فاستضحكت ... حمر الأنام فما تريم نهاقها # وإذا ارتمت نحوي المنى لأنالها ... وقف ms0137 الزمان لها هناك فعاقها # وإذا أبو يحيى تأخر نفسه ... فمتى أؤمل في الزمان لحاقها - فلما انتهيت ~~قال: أنشدني من رثائك. فأنشدته: # [أعينا امرءا نزحت عينه ... ولا تعجبا من جفون جماد # إذا القلب أحرقه بثه ... فإن المدامع شلو الفؤاد] # يود الفتى منهلا خاليا ... وسعد المنية في كل واد # [ويصرف للكون ما في يديه ... وما الكون إلا نذير الفساد] # لقد عثر الدهر بالسابقي ... ن ولم يعجز الموت ركض الجواد # لعمرك ما رد ريب الردى ... أريب ولا جاهد باجتهاد # PageV01P254 # [سهام المنايا تصيب الفتى ... ولو ضربوا دونه بالسداد] # أصبن على بطشهم جرهما ... وأصمين في دارهم قوم عاد # وأقعصن كلبا على عزه ... فما اعتز بالصافنات الجياد إلى أن انتهيت فيها ~~إلى قولي: # ولكنني خانني معشري ... وردت يفاعا وبيل المراد # وهل ضرب السيف من غير كف - ... وهل ثبت الرأس في غير هاد - فقال: زدني من ~~رثائك وتحريضك، فأنشدته: # أفي كل عام مصرع لعظيم - ... أصاب المنايا حادثي وقديمي # هوى قمرا قيس بن عيلان آنفا ... وأوحش من كلب مكان زعيم # فكيف لقائي الحادثات إذا سطت ... وقد فل سيفي منهم وعزيمي - # وكيف اهتدائي في الخطوب إذا دجت ... وقد فقدت عيناي ضوء نجوم - # مضى السلف الوضاح إلا بقية ... كغرة مسود القميص بهيم # PageV01P255 # ومنها: # رميت بها الآفاق عني غريبة ... نتيجة خفاق الضلوع كظيم # لأبدي إلى أهل الحجى من بواطني ... وأدلي بعذر في ظواهر لوم # أنا السيف لم تتعب به كف ضارب ... صروم إذا صادفت كف صروم # سعيت بأحرار الرجال فخانني ... رجال ولم أنجد بجد عظيم # وضيعني الأملاك بدءا وعودة ... فضعت بدار منهم وحريم فقال: إن كنت ولابد ~~قائلا، فإذا دعتك نفسك إلى القول فلا تكد قريحتك، فإذا أكملت فجمام ثلاثة ~~لا أقل، ونقح بعد ذلك، وتذكر قوله: # وجشمني خوف ابن عفان ردها ... فشقفتها حولا كريتا ومربعا # وقد كان في نفسي عليها زيادة ... فلم أر إلا أن أطيع وأسمعا وما أنت إلا ~~محسن على إساءة زمانك. فقبلت على رأسه، وغاص في العين. # ثم قال لي زهير: من تريد بعده - قلت: صاحب أبي ms0138 نواس، قال: هو بدير حنة ~~منذ أشهر، قد غلبت عليه الخمر، ودير حنة في ذلك الجبل. # PageV01P256 # وعرضه علي، فإذا بيننا وبينه فراسخ، فركضنا ساعة، وجزنا في ركضنا بقصر ~~عظيم قدامه ناورد يتطارد فيه فرسان، فقلت: لمن هذا القصر يا زهير - قال: ~~لطوق بن مالك؛ وأبو الطبع صاحب البحتري في ذلك الناورد فهل لك في أن تراه - ~~قلت: ألف هل، إنه لمن أساتيذي، وقد كنت أنسيته. فصاح: يا أبا الطبع، فخرج ~~إلينا فتى على فرس أشعل، وبيده قناة، [فقال له زهير: إنك مؤتمنا، فقال: لا، ~~صاحبك أشمخ مارنا من ذلك لولا أنه ينقصه؛ قلت: أبا الطبع على رسلك، إن ~~الرجال لا تكال بالقفزان، أنشدنا من شعرك] . فأنشد: # ما على الركب من وقوف الركاب ... حتى أكملها، ثم قال: هات إن كنت قلت ~~شيئا، فأنشدته: # هذه دار زينب والرباب ... حتى انتهيت فيها إلى قولي: # وارتكضنا حتى مضى الليل يسعى ... وأتى الصبح قاطع الأسباب # فكأن النجوم في الليل جيش ... دخلوا للكمون في جوف غاب # وكأن الصباح قانص طير ... قبضت كفه برجل غراب # PageV01P257 # ومنها: # وفتو سروا وقد عكف اللي ... ل وأرخى مغدودن الطناب # وكأن النجوم لما هدتهم ... أشرقت للعيون من آدابي # يتقرون جوز كل فلاة ... جنح ليل جوزاؤه من ركاب # عن ذكري لمدلجيهم فتاهوا ... من حديثي في عرض أمر عجاب # همة في السماء تسحب ذيلا ... من ذيول العلا وجد كابي # ولو أن الدنيا كريمة نجر ... لم تكن طعمة لفرس الكلاب # جيفة أنتنت فطار إليها ... من بني دهرها فراخ الذباب ومنها يفخر: # من شهيد في سرها ثم من أش ... جع في السر من لباب اللباب # خطباء الأنام إن عن خطب ... وأعاريب في متون عراب حتى أكلمتها، فكأنما ~~غشى وجه أبي الطبع قطعة من الليل، وكر راجعا إلى ناورده دون أن يسلم. فصاح ~~به زهير: أأجزته - قال: أجزته، لا بورك فيك من زائر، ولا في صاحبك أبي ~~عامر. # [فضرب زهير الأدهم بالسوط، فسار بنا في قنته] ، وسرنا # PageV01P258 # حتى انتهينا إلى أصل جبل دير حنة، فشق سمعي قرع ms0139 النواقيس، فصحت: من منازل ~~أبي نواس، ورب الكعبة العلياء؛ وسرنا نجتاب أديارا وكنائس وحانات، حتى ~~انتهينا إلى دير عظيم تعبق ورائحه، وتصوك نوافحه. فوقف زهير ببابه وصاح: ~~سلام على أهل دير حنة! فقلت لزهير: أو هل صرنا بذات الأكيراح - قال: نعم. ~~وأقبلت نحونا الرهابين، مشددة بالزنانير، قد قبضت على العكاكيز، بيض ~~الحواجب واللمحى، إذا نظروا إلى المرء استحيا، مكثرين للتسبيح، عليهم هدي ~~المسيح؛ فقالوا: أهلا بك يا زهير من زائر، وبصاحبك أبي عامر، ما بغيتك - ~~قال: حسين الدنان. قالوا: إنه لفي شرب الخمرة، منذ أيام عشرة، وما نراكما ~~منتفعين به. فقال: وعلى ذلك. ونزلنا وجاءوا بنا إلى بيت قد اصطفيت دنانه، ~~وعكفت غزلانه، وفي فرجته شيخ طويل الوجه والسبلة، قد افترش أضغاث زهر، ~~واتكأ على زق خمر، وبيده طرجهارة، وحواليه صبية كأظب تعطو إلى عرارة. فصاح ~~به زهير: حياك الله أبا الإحسان! فجاوب بجواب لا يعقل لغلبة الخمر عليه. ~~فقال لي زهير: اقرع أذن نشوته بإحدى # PageV01P259 # خمرياتك، فإنه ربما تنبه لبعض ذلك، فصحت أنشد من كلمة لي طويلة: # ولرب حان قد أدرت بديره ... خمر الصبا مزجت بصفو خموره # في فتية جعلوا الزقاق تكاءهم ... متصاغرين تخشعا لكبيره # وإلى علي بطرفه وبكفه ... فأمال من رأسي لعب كبيره # وترنم الناقوس عند صلاتهم ... ففتحت من عيني لرجع هديره # يهدي إلينا الراح كل معصفر ... كالخشف خفره التماح خفيره فصاح من حبائل ~~نشوته: أأشجعي - قلت: أنا ذاك، فاستدعى ماء قراحا، فشرب منه وغسل وجهه، ~~فأفاق واعتذر إلي من حاله، فأدركتني مهابته، وأخذت في إجلاله، لمكانه من ~~العلم والشعر. فقال لي: أنشد، أو حتى أنشدك - فقلت: إن ذلك لأشد لتأنيسي، ~~على أنه ما بعدك لمحسن إحسان، فأنشد: # يا دير حنة من ذات الأكيراح ... من يصح عنك فإني لست بالصاحي # يعتاده كل محفوف مفارقه ... من الدهان عليه سحق أمساح # PageV01P260 # لا يدلفون إلى ماء بآنية ... إلا اعترافا من الغدران بالراح فكدت والله ~~أخرج من جلدي طربا. ثم أنشد: # طرحتم من الترحال أمرا فغمنا ... وأنشد أيضا: # لمن دمن تزداد طيب ms0140 نسيم ... على طيب ما أقوت وحسن رسوم # تجافى البلى عنهن حتى كأنما ... لبسن من الإقواء ثوب نعيم واستمر فيها ~~حتى أكملها. ثم قال لي: أنشد. فقلت: وهل أبقيت للإنشاد موضعا - قال: لابد ~~لك، وأوعث بي لا تنجد. فأنشدته: # أصفيح شيم أم برق بدا ... أم سنا المحبوب أورى أزندا # هب من مرقده منكسرا ... مسبلا للكم مرخ للردا # يمسح النعسة من عيني رشا ... صائد في كل يوم أسدا # قلت: هب لي يا حبيبي قبلة ... تشف من عمك تبريح الصدى # PageV01P261 # فانثنى يهتز من منكبه ... قائلا: لا؛ ثم أعطاني اليدا # كلما كلمني قبلته ... فهو إما قال قولا رددا # كاد أن يرجع من لثمي له ... وارتشافي الثغر منه أدردا # قال لي يلعب: خذ لي طائرا ... فتراني الدهر أجري بالكدا # [وإذا استنجزت يوما وعده ... قال لي يمطل: ذكرني غدا] # شربت أعطافه خمر الصبا ... وسقاه الحسن حتى عربدا # وإذا بت به في روضة ... أغيدا يقرو نباتا أغيدا # قام في الليل بجيد أتلع ... ينفض اللمة من دمع الندى # رشأ بل غادة ممكورة ... عممت صبحا بليل أسودا # أححت من عضتي في نهدها ... ثم عضت حر وجهي عمدا # فأنا المجروح من عضتها ... لا شفاني الله منها أبدا فلما انتهيت قال: لله ~~أنت، وإن كان طبعك مخترعا منك. ثم قال لي: أنشدني من رثائك شيئا، فأنشدته ~~من قولي في بنية صغيرة: # PageV01P262 # [أيها المعتد في أهل النهى ... لا تذب إثر فقيد ولها حتى انتهيت إلى ~~قولي] : # وإذا الأسد حمت أغيالها ... لم يضر الخيس صرعات المها # وغريب يا ابن أقمار العلا ... أن يراع البدر من فقد السها فلما انتهيت ~~قال لي: أنشدني من رثائك أشد من هذا وأفصح. فأنشدته من رثائي في ابن ذكوان؛ ~~ثم قال: أنشدني جحدريتك من السجن، فأنشدته: # قريب بمحتل الهوان بعيد ... حتى انتهيت فيها إلى قولي: # فإن طال ذكري بالمجون فإنني ... شقي بمنظوم الكلام سعيد # وهل كنت في العشاق أول عاشق ... هوت بحجاه أعين وخدود # PageV01P263 # وفمن مبلغ الفتيان أني بعدهم ... مقيم بدار الظالمين طريد # لست بذي قيد يرق وإنما ms0141 ... على اللحظ من سخط الإمام قيود فبكى لها طويلا ~~ثم قال: أنشدني قطعة من مجونك، فقد بعد عهدي بمثلك، فأنشدته: # وناظرة تحت طي القناع ... دعاها إلى الله والخير داعي # سعت بابنها تبتغي منزلا ... لوصل التبتل والإنقطاع # فجاءت تهادى كمثل الرؤوم ... تراعي غزالا بأعلى يفاع # أتتنا تبختر في مشيها ... فحلت بواد كثير السباع # وريعت حذارا على طفلها ... فناديت: يا هذه لا تراعي! # فولت وللمسك من ذيلها ... على الأرض خط كظهر الشجاع فلما سمع هذا البيت ~~قام يرقص به ويردده، ثم أفاق، ثم قال: هذا والله شيء لم نلهمه نحن؛ ثم ~~استدناني فدنوت منه فقبل بين عيني، وقال: اذهب فإنك مجاز على بظر أم ~~الكاره. # فانصرفنا عنه وانحدرنا من الجبل، فقال لي زهير: ومن تريد بعد # PageV01P264 # قلت له: خاتمة القوم صاحب أبي الطيب، فقال: اشدد له حيازيمك، وعطر له ~~نسيمك، وانثر عليه نجومك. وأمال عنان الأدهم إلى طريق، فجعل يركض بنا، ~~وزهير يتأمل آثار فرس لمحناها هناك؛ فقلت له: ما تتبعك لهذه الآثار - قال: ~~هي آثار فرس حارثة بن نعمان المغلس صاحب أبي الطيب، وهو صاحب قنص. فلم يزل ~~يتقراها حتى دفعنا إلى فارس على فرس بيضاء كأنه قضيب على كثيب، وبيده قناة ~~قد أسندها إلى عنقه، وعلى رأسه عمامة حمراء، قد أرخى لها عذبة صفراء. فحياه ~~زهير، فأحسن الرد ناظرا من مقلة شوساء، قد ملئت تيها وعجبا. فعرفه زهير ~~قصدي وألقى إليه رغبتي. فقال: بلغني أنه يتناول، قلت: للضرورة الدافعة، ~~وإلا فالقريحة غير صادعة، والشفرة غير قاطعة، قال: فأنشدني، وأكبرته أن ~~أستنشده، فأنشدته قصيدتي التي أولها: # أبرق بدا أن لمع أبيض قاصل ... حتى انتهيت فيها إلى قولي: # تردد فيها البرق حت حسبته ... يشير إلى نجم الربى بالأنامل # ربى نسجت أيدي الغمام للبسها ... غلائك صفرا فوق بيض غلائل # سهرت بها أرعى النجوم وأنجما ... طوالع للراعين غير أوافل # وقد فغرت فاها بها كل زهرة ... إلى كل ضرع للغمامة حافل # PageV01P265 # ومرت جيوش المزن رهوا كأنها ... عساكر زنج مذهبات المناصل # وحلقت الخضراء في غر شهبها ms0142 ... كلجة بحر كللت باليعالل # تخال بها زهر الكواكب نرجسا ... على شط واد للمجرة سائل # وتلمح من جوزائها في غروبها ... تساقط عرش واهن الدعم مائل # وتحسب صقرا وافعا دبرانها ... بعش الثريا فوق حمر الحواصل # وبدر الدجى فيها غديرا وحوله ... نجوم كطلعات الحمام النواهل # كأن الدجى همي ودمعي نجومه ... تحدر إشفاقا لدهر الأراذل # هوت أنجم العلياء إلا أقلها ... وغبن بما يحظى به كل عاقل # وأصبحت في خلف إذا ما لمحتهم ... تبينت أن الجهل إحدى الفضائل # وما طاب في هذي البرية آخر ... إذا هو لم ينجد بطيب الأوائل # أرى حمرا فوق الصواهل جمة ... فأبكي بعيني ذل تلك الصواهل # وربت كتاب إذا قيل: زوروا ... بكت من تأنيهم صدور الرسائل # وناقل فقه لم ير الله قلبه ... يظن بأن الدين حفظ المسائل # وحامل رمح راح فوق مضائه ... به كاعبا في الحي ذات مغازل # حبوا بالمنى دوني وغودرت دونهم ... أرود الأماني في رياض الأباطل # وما هي إلا همة أشجعية ... ونفس أبت لي من طلاب الرذائل # وفهم لو البرجيس جئت بجده ... إذا لتلقاني بنحس المقاتل # PageV01P266 # ولما طما بحر البيان بفكرتي ... وأغرق قرن الشمس جداولي # رحلت إلى خير الورى كل حرة ... من المدح لم تخمل برعي الخمائل # وكدت لفضل القول أبلغ ساكتا ... وإن ساء حسادي مدى كل قائل فلما انتهيت ~~قال: أنشدني أشد من هذا، فأنشدته قصيدتي: # هاتيك دارهم فقف بمعانها ... فلما انتهيت قال لزهير: إن امتد به طلق ~~العمر، فلابد أن ينفث بدرر، وما أراه إلا سيختصر، بين قريحة كالجمر، وهمة ~~تضع أخمصه على مفرق البدر. فقلت: هلا وضعته على صلعة النسر -! فاستضحك إلي ~~وقال: اذهب فقد أجزتك بهذه النكتة. فقلبت على رأسه وانصرفنا. # قال لي زهير: من تريد بعده - فقلت: مل بي إلى الخطباء، فقد قضيت وطرا من ~~الشعراء. فركضنا حينا طاعنين في مطلع الشمس ولقينا فارسا أسر إلى زهير، ~~وانجزع عنا. فقال لي زهير: جمعت لك خطباء الجن بمرج دهمان، وبيننا وبينهم ~~فرسخان، فقد كفيت العناء إليهم على انفرادهم. قلت: لم ذاك - قال: للفرق بين ~~كلامين ms0143 اختلف فيه فتيان الجن. وانتهينا إلى المرج فإذا بناد عظيم، قد جمع ~~كل زعيم، فصاح زهير: السلام على فرسان الكلام، فردوا وأشاروا بالنزول، ~~فأفرجوا حتى صرنا مركز هالة مجلسهم، والكل منهم ناظر إلى شيخ أصلع، جاحظ ~~العين # PageV01P267 # اليمنى. على رأسه قلنسوة بيضاء طويلة. فقلت سرا لزهير: من ذلك - قال: ~~عتبة بن أرقم صاحب الجاحظ، وكنيته أبو عتيبة؛ قلت: بأبي هو! ليس رغبتي ~~سواه، وغير صاحب عبد الحميد. قال لي: إنه ذلك الشيخ الذي إلى جنبه؛ وعرفه ~~صغوي إليه وقولي فيه، فاستدناني وأخذ في الكلام معي، فصمت أهل المجلس، ~~فقال: إنك لخطيب، وحائك للكلام مجيد، لولا أنك مغرى بالسجع، فكلامك نظن لا ~~نثر. فقلت في نفسي: قرعك - بالله - بقارعته، وجاءك بمماثلته. ثم قلت له: ~~ليس هذا - أعزك الله - مني جهلا بأمر السجع، وما في المماثلة والمقابلة من ~~فضل، ولكني عدمت ببلدي فرسان الكلام [ودهيت بغباوة أهل الزمان، وبالحرا أن ~~أحركهم بالازدواج. ولو فرشت للكلام] فيهم طولقا، وتحركت لهم حركة مشولم، ~~لكان أرفع لي عندهم، وأولج في نفوسهم، فقال: أهذا على تلك المناظر، وكبر ~~تلك المحابر، وكمال تلك الطيالس - قلت: نعم، إنها لحاء الشجر، وليس ثم ثمر ~~ولا عبق. قال لي: صدقت، إني أراك قد ماثلت معي. قلت: كما سمعت. قال: فكيف ~~كلامهم بينهم - قلت: ليس # PageV01P268 # لسيبويه فيه عمل، ولا للفراهيدي إليه طريق، ولا للبيان عليه سمة. إنما ~~لكنة أعجمية يؤدون بها المعاني تأدية المجوس والنبط. فصاح: إنا لله، ذهبت ~~العرب وكلامها! ارمهم يا هذا بسجع الكهان، فعسى أن ينفعك عندهم، [ويطير لك ~~ذكرا فيهم، وما أراك مع ذلك إلا ثقيل الوطأة عليهم، كريه المجيء إليهم] ، ~~فقال الشيخ الذي إلى جانبه، وقد علمت أنه صاحب عبد الحميد، ونفسي مرتقبة ~~إلى ما يكون منه: لا يغرنك منه أبا عيينة ما تكلف لك من المماثلة، إن السجع ~~لطبعه، وإن ما أسمعك كلفة، ولو امتد به طلق الكلام، وجرت أفراسه في ميدان ~~البيان، لصلى كودنه، وكل برثنه. وما أراه إلا من اللكن الذين ذكر، وإلا ms0144 فما ~~للفصاحة لا تهدر، وللأعرابية لا تومض - فقلت في نفسي: طبع عبد الحميد ~~ومساقه ورب الكعبة؛ فقلت له: لقد عجلت أبا هبيرة - وقد كان زهير عرفني ~~بكنيته - إن قوسك لنبع، وإن ماء سهمك لسم، أحمارا رميت أم إنسانا، وقعقعة ~~طلبت أم بيانا - وأبيك إن البيان لصعب، وإنك منه لفي عباءة تتكشف عنها ~~أستاه معانيك، تكشف است العنز عن ذنبها. الزمان دفء لا قر، والكلام عراقي ~~لا شامي. إني لأرى من دم اليربوع بكفيك، وألمح من كشى الضب على ما ضغيك. ~~فتبسم إلي وقال: أهكذا يا أطيلس، تركب لكل نهجه، وتعج إليه عجه - فقلت: ~~الذئب # PageV01P269 # أطلس، وإن التيس ما علمت؛ فصاح به أبو عيينة: لا تعرض له، وبالحرا أن ~~تخلص منه. فقلت: الحمد لله خالق الأنام في بطون الأنعام! فقال: إنها كافية ~~لو كان له حجر؛ فبسطاني وسألاني أن أقرأ عليهما من رسائلي، فقرأت رسالتي في ~~صفة البرد والنار والحطب فاستحسناها، ومن رسالتي في الحلواء حيث أقول: # خرجت في لمة من الأصحاب، وثبة من الأتراب، فيهم فقيه ذو لقم، ولم أعرف ~~به، وغريم بطن، ولم أشعر له، رأى الحلوى فاستخفه الشره، واضطرب به الوله، ~~فدار في ثيابه، وأسال من لعابه، حتى وقف بالأكداس، وخالط غمار الناس، ونظر ~~إلى الفالوذج فقال: بأبي هذا اللمص، انظروه كأنه الفص، مجاجة الزنابير، ~~أجريت على شوابير، وخالطها لباب الحبة، فجاءت أعذب من ألسنة الأحبة. # ورأى الخبيص فقال: بأبي هذا الغالي الرخيص، هذا جليد سماء الرحمة، تمخضت ~~به فأبرزت منه زبد النعمة، يجرح باللحظ، ويذوب من اللفظ، بم ابيض - قالوا ~~بماء البيض البض. قال: غض من غض، ما أطيب خلوة الحبيب، لولا حضرة الرقيب. # ولمح القبيطاء فصاح: بأبي نقرة الفضة البيضاء، لا ترد عن # PageV01P270 # العضة. أبنار طبخت أم بنور - فإذا أراها كقطع البلور؛ وبلوز عجنت أم بجوز ~~- فإني أراها عين عجين الموز. ومشى إليها وقد عدل صاحبها أرطال نحاسه. وعلق ~~قسطاسه من أم راسه؛ فقال: رطل بدرهمين، وانتهشها بالنابين، فصاح: القارعة ~~ما القارعة. هيه! ويل للمرء من ms0145 فيه. # ورأى الزلابية فقال: ويل لأمها الزانية، أبأحشائي نسجت، أم من صفاق قلبي ~~ألفت - فإني أجد مكانها من نفسي مكينا، وحبل هواها على كبدي متينا، فمن أين ~~وصلت كف طابخها إلى باطني، فاقتطعتها من دواجني - والعزيز الغفار، لأطلبنها ~~بالثار؛ ومشى إليها، فتلمظ له لسان الميزان، فأجفل يصيح: الثعبان الثعبان! # ورفع له ثمر النشا، غير مهضوم الحشا، فقال: مهيم -! من أين لكم جنى نخلة ~~مريم - ما أنتم إلا السنار، وما جزاءكم إلا السيف والنار؛ وهم أن يأخذ ~~منها، فأثبت في صدره العصا، فجلس القرفصا، يذري الدموع، ويبدي الخشوع. وما ~~منا أحد إلا عن الضحك قد تجلد. فرقت له ضلوعي، وعلمت أن الله فيه غير ~~مضيعي. وقد تجمل الصدقة على ذوي وفر، وفي كل ذي كبد رطبة أجر. فأمرت ~~الحلواني بابتياع أرطال منها تجمع أنواعها التي أنطقته، وتحتوي على ضروبها ~~التي أضرعته. وجاء بها وسرنا إلى مكان خال طيب، كوصف المهلبي: # PageV01P271 # خان تطيب لباغي النسك خلوته، وفيه ستر على الفتاك إن فتكوا فصبها رطبة ~~الوقوع، كراديس كقطع الجذوع؛ فجعل يقطع ويبلع، ويدحو فاه ويدفع، وعيناه ~~تبصان، كأنهما جمرتان، وقد برزتا على وجهه كأنهما خصيتان، وأنا أقول له: ~~على رسلك أبا فلان! البطنة تذهب الفطنة! فلما التقم جملة جماهيرها، وأتى ~~على مآخيرها ووصل خورنقها بسديرها، تجشأ فهبت منه ريح عقيم، أيقنا لها ~~بالعذاب الأليم، فنثرتنا شذر مذر، وفرقتنا شغر بغر، فالتمحنا منه الظربان، ~~وصدق الخبر فيه العيان: نفح ذلك فشرد الأنعام، ونفح هذا فبدد الأنام، فلم ~~نجتمع بعدها والسلام. # فاستحسناها وضحكا عليها، وقالا: إن لسجعك موضعا من القلب، ومكانا من ~~النفس، وقد أعرته من طبعك، وحلاوة لفظك، وملاحة سوقك، ما أزال أفنه، ورفع ~~غينه. وقد بلغنا أنك لا تجازى في أبناء جنسك، ولا يمل من الطعن عليك، ~~والاعتراض # PageV01P272 # لك، فمن أشدهم عليك - قلت: جاران دارهما صقب، وثالث نابته نوب، فامتطى ~~ظهر النوى، وألقت به في سرقسطة العصا. فقالا: إلى أبي محمد تشير، وأب ~~القاسم وأبي بكر - قلت: أجل. قالا: فأين بلغت فيهم - قلت ms0146 أما أبو محمد ~~فانتضى علي لسانه عند المستعين، وساعدته زرافة استهواها من الحاسدين، ~~وبلغني ذلك فأنشدته شعرا، منه: # وبلغت أقواما تجيش صدورهم ... علي، وإني منهم فارغ الصدر # أصاخوا إلى قولي فأسمعت معجزا ... وغاصوا على سري فأعياهم أمري # فقال فريق: ليس ذا الشعر شعره ... وقال فريق: أيمن الله ما ندري # أما علموا أني إلى العلم طامح ... وأني الذي سبقا على عرقه يجري # وما كل من قاد الجياد يسوسها ... ولا كل من أجرى يقال له: مجري # فمن شاء فليخبر فإني حاضر ... ولا شيء أجلى للشكوك من الخير وأما أبو بكر ~~فأقصر واقتصر على قوله: له تابعة تؤيده. وأما أبو القاسم الإفليلي فمكانه ~~من نفسي مكين، وحبه بفؤادي دخيل، على أنه حامل علي، ومنتسب إلي. فصاحا: يا ~~أنف الناقة ابن معمر، من سكان خيبر! فقام إليهما جني أشمط ربعة وارم الأنف، ~~يتظالع # PageV01P273 # في مشيته، كاسرا لطرفه، وزاويا لأنفه، وهو ينشد: # قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا فقالا لي:: ~~هذا صاحب أبي القاسم، ما قولك فيه يا أنف الناقة - قال: فتى لم أعرف على من ~~قرأ. فقلت لنفسي: العصا من العصية1 إن لم تعربي عن ذاتك، وتظهري بعض ~~أدواتك، وأنت بين فرسان الكلام، لم يطر لك بعدما طائر، وكنت غرضا لكل حجر ~~عابر. وأخذت للكلام أهبته، ولبست للبيان بزته؛ فقلت: وأنا أيضا لا أعرف على ~~من قرأت. قال ألمثلي يقال هذا - فقلت: فكان ماذا - قال: فطارحنى كتاب ~~الخليل، قلت: هو عندي في زنبيل، قال: فناظرني على كتاب سيبويه. قلت: خريت ~~الهرة عندي عليه وعلى شرح ابن درستويه؛ فقال لي: دع عنك، أنا أبو البيان، ~~قلت: لاها الله! إنما أنت كمغن وسط، لا يحسن فيطرب، ولا يسيء فيلهي، قال: ~~لقد علمنيه المؤدبون، قلت ليس هو من شأنهم، إنما هو من تعليم الله تعالى ~~حيث قال: {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان} (الرحمن: 3 - 4) ليس ~~من شعر يفسر، ولا أرض تكسر، هيهات حتى يكون المسك من أنفاسك، والعنبر من ~~أنقاسك، وحتى يكون ms0147 مساقك عذبا، وكلامك رطبا، ونفسك من نفسك، وقليبك من ~~قلبك؛ وحتى تتناول الوضيع فترفعه، والرفيع # PageV01P274 # فتضعه، والقبيح فتحسنه -! قال: أسمعني مثالا، قلت: حتى تصف برغوثا فتقول: ~~أسود زنجي، وأهلي وحشي؛ ليس بوان ولا زميل، وكأنه جزء لا يتجزأ من ليل، ~~وشونيزة، أوثبتها غريزة، أو نقطة مداد، أو سويداء قلب قراد؛ شربه عب، ومشيه ~~وثب؛ يكمن نهاره، ويسري ليله؛ يدارك بطعن مؤلم، ويستحل دم كل مسلم، مساور ~~للأساورة، يجر ذيله على الجبابرة؛ يتكفر بأرفع الثياب، ويهتك ستر كل حجاب، ~~ولا يحفل ببواب؛ يرد مناهل العيش العذبة، ويصل إلى الأجراح الرطبة، لا يمنع ~~منه أمير، ولا ينفع فيه غيرة غيور، وهو أصغر كل حقير، شره مبثوث، وعهده ~~منكوث، وكذلك كل برغوث؛ كفى بهذا نقصا للإنسان، ودالا على قدرة الرحمن. # وحتى تصف ثعلبا فتقول: أدهى من عمرو، وأفتك من قائل حذيفة بن بدر؛ كثير ~~الوقائع في المسلمين، مغرى بإراقة دماء المؤذنين؛ إذا رأى الفرصة انتهزها، ~~وإذا طلبته الكماة أعجزها؛ وهو مع ذلك بقراط في إدامه، وجالينوس في اعتدال ~~طعامه؛ غداؤه حمام أو دجاج، وعشاؤه تدرج أو دراج. # قال أبو عامر: وكان فيما يقابلني من ناديهم فتى قد رماني بطرفه # PageV01P275 # واتكأ لي على كفه، فقال: تحيل على الكلام لطيف وأبيك! فقلت: وكيف ذلك - ~~قال: أومأ علمت أن الواصف إذا وصف شيئا لم يتقدم إلى صفته، ولا سلط الكلام ~~على نعته، اكتفى بقليل الإحسان، واجتزا بيسير البيان - لأنه لم يتقدم وصف ~~يقرن بوصفه، ولا جرى مساق يضاف إلى مساقه، وهذه نكتة بغدادية، أنى لك بها ~~يا فتى المغرب - فقلت لزهير: من هذا - قال: زبدة الحقب، صاحب بديع الزمان. ~~فقلت: يا زبدة الحقب، اقترح لي. قال: صف جارية، فوصفتها؛ قال: أحسنت ما شئت ~~أن تحسن؛ قلت: أسمعني وصفك للماء، قال: ذلك من العقم [قلت: بحياتي هاته، ~~قال] : أزرق كعين السنور، صاف كقضيب البلور؛ انتخب من الفرات، واستعمل بعد ~~البيات، فجاء كلسان الشمعة، في صفاء الدمعة. # فقلت: انظره يا سيدي كأنه عصير صياح، أو ذوب قمر لياح ms0148؛ لعه في إناثه، ~~اصباب الكوكب من سمائه؛ العين حانوته، والفم عفريته، كأنه خيط من غزل فلق، ~~أو محضر يضرب به من ورق؛ يرفع عنك فتردى، ويصدع به قلبك فتحيا. # فلما انتهيت في الصفة، ضرب زبدة الحقب الأرض برجله، فانفرجت له عن مثل ~~برهوت، وتدهدى إليها، واجتمعت عليه، وغابت عينه، وانقطع أثره. فاستضحك ~~الأستاذان من فعله، واشتد # PageV01P276 # غيظ أنف الناقة علي فقال: وقعت لك أوصاف في شعرك تظن أني لا أستطيعها - ~~فقلت له: وحتى تصف عارضا فتقول: # ومرتجز ألقى بذي الأثل كلكلا ... وحط بجرعاء الأبارق ما حطا # سعى في قياد الريح يسمح للصبا ... فألقت على غير التلاع به مرطا # وما زال يروي الترب حتى كسا الربى ... درانك، والغيطان من نسجه بسطا # وعنت له ريح تساقط قطره ... كما نثرت حسناء من جيدها سمطا # ولم أر درا بددته يد الصبا ... سواه، فبات النور يلقطه لقطا # وبتنا نراعي الليل لن نطو برده ... ولم يجر شيب الصبح في عرفه وخطا # تراه كملك الزنج في فرط كبره ... إذا رام مشيا في تبختره أبطا # مطلا على الآفاق والبدر تاجه ... وقد علق الجوزاء من أذنه قرطا حتى تصف ~~ذئبا فتقول: # إذا اجتاز علوي الرياح بأفقه ... أجد لعرفان الصبا يتنفس # تذكر روضا ذا شوي وباقر ... تولته أحراس من الذعر تحرس # إذا انتابها من أذؤب القفر طارق ... حثيث إذا ما استشعر اللحظ يهمس # أزل كسا جثمانه متسترا ... طيالس سودا للدجى وهو أطلس # فدل عليه لحظ خب مخادع ... ترى ناره من ماء عينيه تقبس # PageV01P277 # فصاح فتيان الجن عند هذا البيت الأخير: زاه! وعلت أنف الناقة كآبة، وظهرت ~~عليه مهابة، واختلط كلامه، وبدا منه ساعتئذ بواد في خطابه، رحمه لها من ~~حضر، وأشفق عليه من أجلها من نظر. وشمر لي فتى كان إلى جانبه عن ساعد، وقال ~~لي: وهل يضر قريحتك أو ينقص من بديهتك أو تجافت لأنف الناقة وصبرت له - ~~فإنه على علاته زير علم وزنبيل فهم وكنف رواية. فقلت لزهير: من هذا - فقال: ~~هو أبو الآداب صاحب أبي إسحاق بن ms0149 حمام جارك. فقلت: يا أبا الآداب، وزهرة ~~ريحانة الكتاب، رفقا على أخيك بغرب لسانك، وهل كان يضر أنف الناقة، أو ينقص ~~من علمه، أو يفل شفرة فهمه، ان يصبر لي على زلة تمر به في شعر أو خطبة، فلا ~~يهتف بها بين تلاميذه، ويجعلها طرمذة من طراميذه - فقال: إن الشيوخ قد تهفو ~~أحلامهم في الندرة. فقلت: إنها المرة بعد المرة. ثم قال لي الأستاذان عتبة ~~بن أرقم وأبو هبيرة صاحب عبد الحميد: إنا لنخبط منك ببيداء حيرة، وتفتق ~~أسماعنا منك بعبرة، وما ندري أنقول: شاعر أم خطيب - فقلت: الإنصاف أولى، ~~والصدع بالحق أحجى، ولابد من قضاء. فقالا: اذهب فإنك شاعر خطيب. وانفض ~~الجمع والأبصار إلي ناظرة، والأعناق نحوي مائلة. # قال ابن بسام: وامتد بأبي عامر الكلام في هذا الباب، ومد فيه أطناب ~~الإطناب والإسهاب، فلذلك وقفت دون الغاية، وقطعت قبل النهاية. # PageV01P278 # قوله في ما عرض به لصاحب أبي تمام: " بعمرو والقمر الطالع، والرقعة ~~المفكوكة الطابع " أشار إلى قول أبي تمام في غلامه: # يا عمرو قل للقمر الطالع ... اتسع الخرق على الراقع # يا طول فكري فيك من حامل ... لرقعة مفكوكة الطابع # ما أنت إلا رشا خاذل ... حل بمعنى أسد جائع وحكى الصولي في أخباره قال: ~~كان أبو تمام يتعشق غلاما خزريا للحسن بن وهب، وكان الحسن يتعشق غلاما ~~روميا لحبيب. فرآه يعبث بغلامه فقال له: والله لئن سرت إلى الرومي لأسيرن ~~إلى الخزري. فقال الحسن: لو شئت حكمتنا واحتكمت! فقال أبو تمام: أنا أشبهك ~~بداود عليه السلام، وأشبهني أنا بخصمه. فقال الحسن: لو كان هذا منظوما! ~~فقال أبو تمام من جملة أبيات: # أذكرتني أمر داود وكنت فتى ... مصرف القلب في الأهواء والفكر # أعندك الشمس لم يحظ المغيب بها ... وأنت مشتغل الألحاظ بالقمر - # إن أنت لم تترك السير الحثيث إلى ... جآذر الروم أعنقنا إلى الخزر # ورب أمنع منه جانبا وحمى ... أمسى وتكته مني على خطر # PageV01P279 # جردت فيه جنود العزم فانكشفت ... عنه غياهبها عن نيكة هدر # أنت المقيم فما تعدو رواحله ... وأيره أبدا ms0150 منه على سفر وقيل لأبي تمام: ~~غلامك أطوع للحسن من غلامه لك. قال: أجل لأن غلامي يجد عنده مالا، وأنا ~~أعطي غلامه قيلا وقالا. # وكان ابن الزيات قد وقف على ما كان بينهما في غلاميهما، فاتفق أن عزم ~~يوما غلام أبي تمام على الاحتجام، فكتب إلى الحسن يعلمه بذلك، ويستدعيه ~~مطبوخا. فوجه إليه بمائة زق ومائة دينار، وكتب إليه بشعر يقول فيه: # ليت شعري يا أملح الناس عندي ... هل تداويت بالحجامة بعدي - # دفع الله عنك لي كل سوء ... باكر رائح وإن خنت عهدي # قد كتمت الهوى بمبلغ جهدي ... فبدا منه غير ما كنت أبدي # وخلعت العذار إذ علم النا ... س بأني إياك أصفي بودي # فليقولوا بما أحبوا إذ كن ... ت وصولا ولم ترعني بصد واتفق أن وضع الرقعة ~~تحت مصلاه، وبلغ محمد بن الزيات خبرها، فوجه إلى الحسن من شغله بالحديث، ~~وأمر من جاءه بتلك الرقعة، ففكها وقرأها وكتب فيها على لسان أبي تمام: # ليت شعري عن ليت شعرك هذا ... أبهزل تقوله أم بجد # PageV01P280 # فلئن كنت في المقال مجدا ... يا ابن وهب لقد تطرفت بعدي # وتشبهت بي وكنت أرى أن ... ي أنا العاشق المتيم وحدي # لا أحب الذي يلوم وإن كا ... ن حريصا على صلاحي ورشدي # بل أحب الأخ المشارك في الحب ... وإن لم يكن به مثل وجدي # كنديمي أبى علي وحاشا ... لنديمي من مثل شقوة جدي # إن مولاي عندي غيري ولولا ... شؤم جدي لكان مولاي عندي ثم قال: ضعوا ~~الرقعة مكانها. فلما قرأها الحسن قال: إنا لله! افتضحنا والله عند الوزير! ~~وأعلم أبا تمام بما جرى، ووجه إليه بالرقعة. فلقيا محمد بن عبد الملك، ~~فقالا له: إنما جعلنا هذين الغلامين سببا لتكاتبنا بالأشعار، فلا يظن ~~الوزير - أعزه الله - إلا خيرا. فقال: ومن يظن غير هذا بكما - فكان قوله ~~أشد عليهما. # رجع: # قال ابن بسام، قال ابن حيان: وكان أبو القاسم المعروف بابن الإفليلي الذي ~~به عرض، وجعله الغرض، قد بذ أهل زمانه بقرطبة، في علم اللسان العربي، ~~والضبط لغريب ms0151 اللغة، وفي ألفاظ الأشعار الجاهلية والإسلامية، والمشاركة في ~~بعض معانيها، وكان غيورا على ما يحمل من ذلك الفن، كثير الحسد فيه، راكبا ~~في الخطأ البين إذا تقلده # PageV01P281 # أو نشب فيه، يجادل عليه، ولا يصرفه صارف عنه. وعدم علم العروض ومعرفته مع ~~احتياجه إليه، وإكمال صناعته به، فلم يكن له شروع فيه. وكان لحق الفتنة ~~البربرية بقرطبة، ومضى الناس من حائن وظاعن، فازدلف إلى الأمراء المتداولين ~~بقرطبة من آل حمود ومن تلاهم إلى أن نال الجاه. # واستكتبه محمد بن عبد الرحمن المستكفي بعد ابن برد، فوقع كلامه جانبا من ~~البلاغة، لأنه كان على طريقة المعلمين المتكلفين، فلم يجر في أساليب الكتاب ~~المطبوعين فزهد فيه. وما بلغني أنه ألف في شيء من فنون المعرفة إلا كتابه ~~في شعر المتنبي لا غير. ولحقته تهمة في دينه في أيام هشام المرواني في جملة ~~من تتبع من الأطباء في وقته كابن عاصم الشبانسي والحمار وغيرهم. وطلب ابن ~~الفليلي وسجن بالمطبق، ثم أطلق. وفيه يقول موسى بن الطائف من قصيدة: # يا مبصرا عميت نواظر فهمه ... عن كنه عرضي في البديع وطولي # PageV01P282 # لو كنت تعقل ما جهلت مقاومي ... من ضاق فرسخه بخطوة ميل # ولئن ثلبت الشعر وهو أباطل ... فلقد ثلبت حقائق التنزيل # وخلعت ربق الدين عنك منابذا ... ولبست ثوب الزيغ والتعطيل # وأقمت للجهال مثلك في الغبا ... علما مشيت أمامه برعيل # ومن المغائظ أن تكون مقلدا ... علما، ولو مقدار وزن فتيل # تعتل في الأمر الصحيح معاندا ... أبدا وفهمك علة المعلول # وتظن أنك من فنوني موسر ... وكثير شأنك لا يفي بقليلي # سيسل روحك من خبيث قراره ... تأثير هذا الصارم المصقول # وأخص سيف الدولة الملك الرضى ... ليعيد عقد رباطك المحلول # وأريك رأي العين أنك ذرة ... عبثت بها مني قوائم فيل رجع الحديث إلى ~~أخبار ابن شهيد # قال أبو عامر: وحضرت أنا أيضا وزهير مجلسا من مجالس الجن، فتذاكرنا ما ~~تعاورته الشعراء من المعاني، ومن زاد فأحسن الأخذ، ومن قصر، فأنشد قول ~~الأفوه بعض من حضر: # وترى الطير على آثارنا ... رأي ms0152 عين ثقة أن ستمار وأنشد آخر قول النابغة: # PageV01P283 # إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب # تراهن خلف القوم خزرا عيونها ... جلوس الشيوخ في ثياب المرانب # جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجيشان أول غالب وأنشد آخر قول ~~أبي نواس: # تتأيى الطير غدوته ... ثقة بالشبع من جزره وأنشد آخر قول صريع الغواني: # قد عود الطير عادات وثقن بها ... بهن يتبعه في كل مرتحل وأنشد آخر قول ~~أبي تمام: # وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدماء نواهل # أقامت مع الرايات حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل فقال شمردل ~~السحابي: كلهم قصر عن النابغة، لأنه زاد في المعنى، ودل على أن الطير إنما ~~أكلت أعداء الممدوح، وكلامهم كلهم # PageV01P284 # مشترك يحتمل أن يكون ضد ما نواه الشاعر، وإن كان أبو تمام قد زاد في ~~المعنى؛ وإنما المحسن المتخلص المتنبي حيث يقول: # له عسكرا خيل وطير إذا رمى ... بها عسكرا لم تبق إلا جماجمه وكان بالحضرة ~~فتى حسن البزة، فاحتد لقول شمردل، فقال: الأمر على ما ذكرت يا شمردل، ولكن ~~ما تسأل الطير إذا شبعت أي القبيل الغالب. وأما الطير الآخر فلا أدري لأي ~~معنى عافت الطير الجماجم دون عظام السوق والأذرع، والفقارات والعصاعص - ~~ولكن الذي خلص هذا المعنى كله، وزاد فيه، وأحسن التركيب، ودل بلفظة واحدة ~~على ما دل عليه شعر النابغة وبيت المتنبي، من أن القتلى التي أكلتها الطير ~~أعداء الممدوح، فاتك بن الصقعب في قوله: # وتدري سباع الطير أن كماته ... إذا لقيت صيد الكماة سباع # لهن لعاب في الهواء وهزة ... إذا جد بين الدارعين قراع # تطير جياعا فوقه وتردها ... ظباه إلى الأوكار وهي شباع # تملك بالإحسان ربقة رقها ... فهن رقيق يشترى ويباع # PageV01P285 # وألحم من أفراخها فهي طوعه ... لدى كل حرب والملوك تطاع # تماصع جرحاها فيجهز نقرها ... عليهم وللطير العتاق مصاع فاهتز المجلس ~~لقوله، وعلموا صدقه. فقلت لزهير: من فاتك بن الصقعب - قال: يعني نفسه. قلت ~~له: فهلا عرفتني شانه منذ حين -[إني لأرى ms0153 نزعات كريمة] . وقمت فجلست إليه ~~جلسة المعظم له. فاستدار نحوي، مكرما لمكاني، فقلت: جد أرضنا - أعزك الله - ~~بسحابك، وأمطرنا بعيون آدابك؛ قال: سل عما شئت، قلت: أي معنى سبقك إلى ~~الإحسان فيه غيرك، فوجدته حين رمته صعبا عليك إلا أنك نفذت فيه - قال: معنى ~~قول الكندي: # سموت إليها بعدما نام أهلها ... سمو حباب الماء حالا على حال قلت: أعزك ~~الله، هو من العقم. ألا ترى عمر بن أبي ربيعة، وهو من أطبع الناس، حين رام ~~الدنو منه والإلمام به، كيف افتضح في قوله: # ونفضت عني النوم أقبلت مشية ال ... حباب وركني خيفة القوم أزور قال: ~~صدقت، إنه أساء قسمة البيت، وأراد أن يلطف التوصل، فجاء مقبلا بركن كركنه ~~أزور؛ فأعجبني ذلك منه، وما زلت مقدما لهذا المعنى رجلا، ومؤخرا عنه أخرى، ~~حتى مررت بشيخ يعلم بنيا له صناعة # PageV01P286 # الشعر وهو يقول له: إذا اعتمدت معنى قد سبقك إليه غيرك فأحسن تراكيبه ~~وأرق حاشيته، فاضرب عنه جملة، وإن لم يكن بد ففي غير العروض التي تقدم ~~إليها ذلك المحسن، لتنشط طبيعتك، وتقوى منتك، فتذكرت قول الشاعر وقد كنت ~~أنسيته: # لما تسامى النجم في أفقه ... ولاحت الجوزاء والمرزم # أقبلت والوطء خفيف كما ... ينساب من مكمنه الأرقم فعلمت أنه صدق، وابن ~~أبي ربيعة لو ركب غير عروضه لخلص، فقلت أنا في ذلك: # ولما تملأ من سكره ... فنام ونامت عيون العسس # دنوت إليه على بعده ... دنو رفيق درى ما التمس # أدب إليه دبيب الكرى ... وأسمو إليه سمو النفس # وبت به ليلتي ناعما ... إلى أن تبسم ثغر الغلس # أقبل منه بياض الطلا ... وأرشف منه سواد اللعس فقمت وقبلت على رأسه، ~~وقلت: لله در أبيك! # PageV01P287 # قال ابن بسام: وذكر بعض الرواة إن هذين البيتين، [نعني البيتين المتقدمين ~~على شعر أبي عامر] ، غنى بهما في مجلس الواثق مخارق، فطرب واستملح معناهما، ~~وقال الواثق: # قالت إذا الليل دجا فأتنا ... فجئتها حين دجا الليل # خفي وطء الرجل من حارس ... ولو درى حل بي الويل وأنشد بعضهم لأبي دهبل ~~الجمحي ms0154: # قالت: إذا ما جئتنا فأتنا ... ليلا إذا ما هجع السامر # واسقط علينا كسقوط الندى ... ليلة لا ناه ولا زاجر قال أبو عامر: فقال لي ~~فاتك بن الصقعب: فهل جاذبت أنت أحدا من الفحول - قلت نعم، قول أبي الطيب: # أأخلع المجد عن كتفي وأطلبه ... وأترك الغيث في غمدي وأنتجع قال لي: ~~بماذا - قلت بقولي: # PageV01P288 # ومن قبة لا يدرك الطرف رأسها ... تزل بها ريح الصبا فتحدر # إذا زاحمت منها المخارم صوبت ... هويا على بعد المدى وهي تجأر # تكلفتها والليل قد جاش بحره ... وقد جعلت أمواجه تتكسر # ومن تحت حضني أبيض ذو سفاسق ... وفي المف من عسالة الخط أسمر # هما صاحباي من لدن كنت يافعا ... مقيلان من جد الفتى حين يعثر # فذا جدول في الغمد تسقى به المنى ... وذا غصن في الكف يجنى فيثمر فقال: ~~والله لئن كان الغيث أبلغ، فلقد زدت زيادة مليحة طريفة، واخترعت معاني ~~لطيفة. هل غير هذا - فقلت: وقوله أيضا: # وأظمأ فلا أبدي إلى الماء حاجة ... وللشمس فوق اليعملات لعاب قال: بماذا ~~- قلت: بقولي: # ولم أنس بالناووس أيامنا الألى ... بها أيننا محبوبها وحبابها # وفتية ضرب من زناتة ممطر ... بوبل المنايا طعنها وضرابها # وقفنا على جمر من الموت وقفة ... صلي لظاه داب قومي ودابها # إذا الشمس رامت فيه أكل لحومنا ... جرى جشعا فوق الجياد لعابها فصاح صيحة ~~منكرة من صياح الجن كاد ينخب لها فؤادي فزعا والله منه. # PageV01P289 # وكان بنجوة منا جني كأنه هضبة لركانته وتقضبه، يحدق في دونهم، يرميني ~~بسهمين نافذين، وأنا ألوذ بطرفي عنه، وأستعيذ بالله منه، لأنه ملأ عيني ~~ونفسي. فقال لي لما انتهيت، وقد استخفه الحسد: على من أخذت الزمير - قلت: ~~وإنما أنا نفاخ عندك منذ اليوم - قال: أجل! أعطنا كلاما يرعى تلاع الفصاحة، ~~ويستحم بماء العذوبة والبراعة، شديد الأسر جيد النظام، وضعه على أي معنى ~~شئت. قلت: كأي كلام - قال: ككلام أبي الطيب: # نزلنا على الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم به ركبا # نذم السحاب الغر في فعلها به ... ونعرض عنها كلما طلعت ms0155 عتبا وكقوله: # أرأيت أكبر همة من ناقتي ... حملت يدا سرحا وخفا مجمرا # تركت دخان الرمث في أوطانها ... طلبا لقوم يوقدون العنبرا # وترفعت ركباتها عن مبرك ... تقعان فيه، وليس مسكا أذفرا # فأتتك دامية الأظل كأنما ... حذيت قوائمها العقيق الأحمرا وكقوله: # PageV01P290 # على كل طاو تحت طاو كأنما ... من الدم يسقى أو من اللحم يطعم # لها تحتهم زي الفوارس فوقها ... فكل حصان دارع متلثم # وما ذاك بخلا بالنفوس على القنا ... ولكن صدم الشر بالشر أحزم فآدني ~~والله بما قرع به سمعي، وقلت له: أي ماء لو كان من جمامك، واستهلت به عيون ~~غمامك! ثم استقدمت فأنشدته: # ولرب ليل للهموم تهدلت ... أستاره فمحا الصوى بستوره # كالبحر يضرب وجهه في وجهه ... صعب على العبار وجه عبوره # طاولته من عزمتي بمضبر ... أثبت همي في قرارة كوره # وعلي للصبر الجميل مفاضة ... تلقى الردى فتكل دون صبوره # وبراحتي من فكرتي ذو ذكرة ... عهدت تذكرني لطبع ذكيره # فردا إذا بعثت دياجي جنحه ... هولا علي خبطت في ديجوره # حتى بدا عبد العزيز لناظري ... أملي فمزقت الدجى عن نوره [وأنشدته: # الله في أرض غذيت هواءها ... وعصابة لم تتهم إشفاقها # نكزتهم أفعى الخطوب وعوجلوا ... بمثمل منها فكن درياقها # PageV01P291 # وافتح مغالقها بعزمة فيصل ... لو حاولت سوق الثريا ساقها # ولو أنها منه إذا ما استلها ... تتعرض الجوزاء حل نطاقها] وأنشدته: # لا تبكين من الليالي أنها ... حرمتك نغبة شارب من مشرب # فأقل ما لك عندها سيف الردى ... يستل من شعر القذال الأشيب # ورحيل عيشك كل رحلة ساعة ... وفناء طيبك في الزمان الأطيب وأنشدته: # ولم أر مثلي ما له من معاصر ... ولا كمضائي ما له من مضافر # ولو كان لي في الجو كسر أؤمه ... ركبت إليه ظهر فتخاء كاسر # وهمت بإجهاش علي وقد رأت ... مصابي في آثار إحدى الكبائر # فقلت لها: إن تجزعي من مخاطر ... فإنك لن تحظي بغير المخاطر # [تشهت ثمار الوفر مني وإنها ... لدى كل مبيض العنانيز وافر # PageV01P292 # له في بياض اليوم يقظة فاجر ... وتحت سواد الليل هجعة كافر] # رويدك حتى تنظري عم تنجلي ms0156 ... غيابة هذا العارض المتناثر # ودون اعتزامي هضبة كسروية ... من الحزم سلمانية في المكاسر # إذا نحن أسندنا إليها تبلجت ... مواردنا عن نيرات المصادر # وأنت ابن حزم منعش من عثارها ... إذا ما شرقنا بالجدود العواثر # [وما جر أذيال الغنى نحو بيته ... كأروع معرور ظهور الجرائر] # إذا ما تبغى نضرة العيش كرها ... لدى مشرع للموت لمحة ناظر # فسل من التأويل فيها مهندا ... أخو شافعيات كريم العناصر # [لمعتزلي الرأي ناء عن الهدى ... بعيد المرامي مستميت البصائر] # يطالب بالهندي في كل فتكة ... ظهور المذاكي عن ظهور المنابر وأنشدته: # وقالت النفس لما أن خلوت بها ... أشكو إليها الهوى خلوا من النعم: # حتام أنت على الضراء مضطجع ... معرس في ديار الظلم والظلم - # [وفي السرى لك، لو أزمعت مرتحلا ... برء من الشوق أو برء من العدم] # ثم استمرت بفضل القول تنهضني ... فقلت: إني لأستحبي بني الحكم # PageV01P293 # المحلفين رداء الشمس مجدهم ... والمنعلين القريا أخمص القدم # ألممت بالحب حتى لو دنا أجلي ... لما وجدت لطعم الموت من ألم # وذادني كرمي عمن ولهت به ... ويلي من الحب أو ويلي من الكرم # تخونتني رجال طالما شكرت ... عهدي وأثنت بما راعيت من ذمم # لئن وردت سهيلا غب ثالثة ... لتقرعن علي السن من ندم # هناك لا تبتغي غير السناء يدي ... ولا تخف إلى غير العلا قدمي # حتى تراني في أدنى مواكبهم ... على النعامة شلالا من النعم # ريان من زفرات الخيل أوردها ... أمواه نيطة أرعى لحق العلا من سالف الأمم ~~ففتح علي عينين كالماويتين ثم قال لي: من القائل - # طلع البدر علينا ... فحسبناه لبيبا # والتقينا فرأينا ... ه بعيدا وقريبا قلت: أبي، قال: فمن القائل - # [فيا من إذا رام معنى كلامي ... رأى نفسه نصب تلك المعاني] # شكوت إليك صروف الزمان ... فلم تعد أن كنت عون الزمان # PageV01P294 # وتقصر عن همتي قدرتي ... فيا ليتني لسوى من نمائي # ولا غرو للحر عند المضيق ... أن يتمنى وضيع الأماني قلت: أخي، قال: فمن ~~القائل - # صدود وإن كان الحبيب مساعفا ... وبعد وإن كان المزار قريبا # وما فتئت تلك الديار حبائبا ... لنا قبل ms0157 أن نلقى بهن حبيبا # ولو أسعفتنا بالمودة في الهوى ... لأدنين إلفا أو شغلن رقيبا # وما كان يجفو ممرضي، غير أنه ... عدته العوادي أن يكون طبيبا قلت: عمي، ~~قال: فمن القائل - # أتيناك لا عن حاجة عرضت لنا ... إليك ولا قلب إليك مشوق # ولكننا زرنا بفضل حلومنا ... حمارا تلقى برنا بعقوق قلت: جدي، قال: فمن ~~القائل - # ويلي على أحور تياه ... أحسن ما يلهو به اللاهي # أقبل في غيد حكين الظبا ... بيض تراق حمر أفواه # يأمر فيهن وينهى ولا ... يعصينه من آمر ناهي # PageV01P295 # حتى إذا أمكنني أمره ... تركته من خيفة الله قلت: جد أبي، قال: فمن ~~القائل - # ويح الكتابة من شيخ هبنقة ... يلقى العيون برأس مخه رار # ومنتن الريح إن ناحيته أبدا ... كأنما مات في خيشومه فار قلت: أنا، قال: ~~والذي نفس فرعون بيده، لا عرضت لك أبدا، إني أراك عريقا في الكلام، ثم قل ~~واضمحل، حتى إن الخنفساء لتدوسه، فلا يشغل رجليها. فعجبت منه، وقلت لزهير: ~~من هذا الجني - فقال لي: استعذ بالله منه، إنه ضرط في عين رجل فبدرت من ~~قفاه، هذا فرعون بن الجون. فقلت: أعوذ بالله العظيم، من النار ومن الشيطان ~~الرجيم! فتبسم زهير وقال لي: هو تابعة رجل كبير منكم، ففهمتها عنه. # وله فصل في مثل ذلك: قال أبو عامر: ومشيت يوما أنا وزهير بأرض الجن أيضا ~~نتقرى الفوائد، ونعتمد أندية أهل الآداب منهم، إذ أشرفنا على قرارة غناء، ~~تفتر عن بركة ماء، وفيها عانة من حمر # PageV01P296 # الجن وبغالهم، قد أصابتها أولق فهي تصطك بالحوافر، وتنفخ من المناخر، وقد ~~اشتد ضراطها، وعلا شحيجها ونهاقها، فلما بصرت بنا أجفلت إلينا وهي تقول: ~~جاءكم على رجليه، فارتعت لذلك، فتبسم زهير وقد عرف القصد، وقال لي: تهيأ ~~للحكم. فلما لحقت بنا بدأتني بالتفدية، وحيتني بالتكنية، فقلت: ما الخطب، ~~حمي حماك أيتها العانة، وأخصب مرعاك - قالت: شعران لحمار وبغل من عشاقنا ~~أختلفنا فيهما، وقد رضيناك حكما. قلت: حتى أسمع. فتقدمت إلي بغلة شهباء، ~~عليها جلها وبرقعها، لم تدخل فيما دخلت فيه العانة ms0158 من سوء العجلة وسخف ~~الحركة، فقالت: أحد الشعرين لبغل من بغالنا وهو: # على كل صب من هواه دليل ... سقام على حر الجوى ونحول # وما زال هذا الحب داء مبرحا ... إذا ما اعترى بغلا فليس يزول # بنفسي التي أما ملاحظ طرفها ... فسحر، وأما خدها فأسيل # تعبت بما حملت من ثقل حبها ... وإني لبغل للثقال حمول # وما نلت منها نائلا غير أنني ... إذا هي بالت بلت حيث تبول والشعر الآخر ~~لدكين الحمار: # دهيت بهذا الحب منذ هويث ... وراثت إراداتي فلست أريث # كلفت بإلفي منذ عشرين حجة ... يجول هواها في الحشا ويعيث # [وما لي من برح الصبابة مخلص ... ولا لي من فيض السقام مغيث] # PageV01P297 # وغير منها قلبها لي نميمة ... نماها أحم الخصيتين خبيث # وما نلت منها نائلا غير أنني ... إذا هي راثت رثت حيث تروث فضحك زهير، ~~وتماسكت وقلت للمنشدة: ما هو يث - قالت: هو هويت، بلغة الحمير، فقلت: والله ~~إن للروث رائحة كريهة، وقد كان أنف الناقة أجدر أن يحكم في الشعر! فقالت: ~~فهمت عنك، وأشارت إلى العانة أن دكينا مغلوب، ثم انصرفت قانعة راضية. # وقالت لي البغلة: أما تعرفني أبا عامر - قلت: لو كانت ثم علامة! فأماطت ~~لثامها، فإذا هي بغلة أبي عيسى، والخال على خدها، فتباكينا طويلا، وأخذنا ~~في ذكر أيامنا، فقالت: ما أبقت الأيام منك - قلت: ما ترين، قالت: شب عمرو ~~عن الطوق! فما فعل الأحبة بعدي! - أهم على العهد - قلت: شب الغلمان، وشاخ ~~الفتيان، وتنكرت الخلان، ومن إخوانك من بلغ الإمارة، وانتهى إلى الوزارة، ~~فتنفست الصعداء وقالت: سقاهم الله سبل العهد، وإن حالوا عن العهد، ونسوا ~~أيام الود، بحرمة الأدب، إلا ما أقرأتهم مني السلام؛ قلت: كما تأمرين ~~وأكثر. # وكانت في البركة بقربنا إوزة بيضاء شهلاء، في مثل جثمان النعامة، كأنما ~~ذر عليها الكافور، أو لبست غلالة من دمقس الحرير، لم أر أخف من رأسها حركة، ~~ولا أحسن للماء في ظهرها صبا، تثني سالفتها # PageV01P298 # وتكسر حدقتها، وتلولب قمحدوتها، فترى الحسن مستعارا منها، والشكل مأخوذا ~~عنها، فصاحت بالبغلة: لقد ms0159 حكمتم بالهوى، ورضيتم من حاكمكم بغير الرضى؛ فقلت ~~لزهير: ما شأنها - قال: هي تابعة شيخ من مشيختكم، تسمى العاقلة، وتكنى أم ~~خفيف، وهي ذات حظ من الأدب، فاستعد لها، فقلت: أيتها الإوزة الجميلة، ~~العريضة الطويلة، أيحسن بجمال حدقتيك، واعتدال منكبيك، واستقامة جناحيك، ~~وطول جيدك، وصغر أسك، مقابلة الضيف بمثل هذا الكلام، ولقي الطارئ الغريب ~~بشبه هذا المقال - وأنا الذي همت بالإوز صبابة، واحتملت في الكلف بها عض كل ~~مقالة، وأنا الذي استرجعتها إلى الوطن المألوف، وحببتها إلى كل غطريف، ~~فاتخذتها السادة بأرضنا، واستهلك عليها الظرفاء منا، ورضيت بدلا من ~~العصافير، ومكلمات الزرازير، ونسيت لذة الحمام، ونقار الديوك، ونطاح ~~الكباش. فدخلها العجب من كلامي، ثم ترفعت وقد اعترتها خفة شديدة في مائها، ~~فمرة سابحة، ومرة طائرة، تنغمس هنا وتخرج هناك، [قد تقبب جناحاها، وانتصبت ~~ذناباها، وهي تطرب تطريب السرور] ؛ وهذا الفعل معروف من الإوز عند الفرح ~~والمرح، ثم سكنت وأقامت عنقها، وعرضت صدرها، وعملت بمجدافيها، واستقبلتنا ~~جائية كصدر المركب، فقالت: أيها الغار المغرور، كيف تحكم في الفروع وأنت لا ~~تحكم الأصول - ما الذي تحسن - قلت: ارتجال شعر، واقتضاب خطبة، على حكم ~~المقترح # PageV01P299 # والنصبة، قالت: ليس هذا أسألك، قلت: ولا بغير هذا أجاوبك، قالت: حكم ~~الجواب أن يقع على أصل السؤال، وأنا إنما أردت بذلك إحسان النحو والغريب ~~اللذين هما أصل الكلام، ومادة البيان. قلت: لا جواب عندي غير ما سمعت، ~~قالت: أقسم أن هذا منك غير داخل في باب الجدل، قلت: وبالجدل تطلبيننا [وقد ~~عقدنا سلمه، وكفينا حربه] وإن ما رميتك به منه لأنفذ سهامه، وأحد حرابه ~~[وهو من تعاليم الله عز وجل عندنا في الجدل في محكم تنزيله، قالت: أقسم أن ~~الله ما علمك الجدل في كتابه، قلت: محمول عنك أن خفيف، لا يلزم الإوز حفظ ~~أدب القرآن، قال الله عز وجل في محكم كتابه حاكيا عن نبيه إبراهيم عليه ~~السلام: {ربي الذي يحيي ويميت، قال أنا أحيي وأميت} (البقرة: 558) . فكان ~~لهذا الكلام من الكافر جواب، وعلى وجوبه مقال، ولكن ms0160 النبي صلى الله عليه ~~وسلم لما لاحت له الواضحة القاطعة رماه بها وأضرب عن الكلام الأول، قال ~~{فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب؛ فبهت الذي كفر} وأنا ~~لا أحسن غير ارتجال شعر، واقتضاب خطبة، على حكم المقترح والنصبة. فاهتزت من ~~جانبيها، وحال الماء من عينيها، وهمت بالطيران، ثم اعتراها ما يعتري الإوز ~~من الألفة وحسن الرجعة، فقدمت عنقها ورأسها إلينا تمشي نحونا رويدا، وتنطق ~~نطقا متداركا خفيا، وهو فعل الإوز إذا أنست واستراضت وتذللت، على أني أحب ~~الإوز وأستظرف حركاتها وما يعرض من سخافاتها] . # ثم تكلمت بها مبسبسا، ولها مؤنسا، حتى خالطتنا وقد عقدنا # PageV01P300 # سلمها وكفينا حربها، فقلت: يا أم خفيف، بالذي جعل غذاءك ماء. وحشا رأسك ~~هواء، ألا أيما أفضل: الأدب أم العقل - قالت: بل العقل، قلت: فهل تعرفين في ~~الخلائق أحمق من إوزة، ودعيني من مثلهم في الحبارى - قلت: لا، قلت: فتطلبي ~~عقل التجربة، إذ لا سبيل لك إلى عقل الطبيعة، فإذا أحرزت منه وبؤت منه بحظ، ~~فحينئذ ناظري في الأدب، فانصرفت وانصرفنا. # قال أبو عامر: وكنت يوما بحمام لي مع أصحابنا فأتى رسول الحاجب أبي عامر ~~يرغب إخلاءه لبنيان عرض في حمامه منعه من دخوله، وكنت لم أصحبه، فخرجنا له ~~عنه، ورغبوا أن أكتب إليه في ذلك فقلت: # شكرت للدهر حسن ما صنعا ... طائر مجد بجنتي وقعا # نفرت لما أيقنت جيئته ... وطارت النفس عندها قطعا # يا حسن حمامنا وقد غربت ... شمس الضحى فيه بعد ما متعا # أيقن أن الهلال زاكنه ... فضاء للحاضرين واتسعا # فانعم أبا عامر بنعمته ... واعجب لأمرين فيه قد جمعا # نيرانه من زنادكم قدحت ... وماؤه من بنانكم نبعا قال أبو الحسن: وننشد ~~هنا بعض مقطعات تتعلق بذكر الحمام # PageV01P301 # قال المنفتل: # انظر إلى حمامنا قد حكى ... حالين من حال الأحباء # حرارة الأنفاس يوم النوى ... وحرة الأنفاس في الماء # فماؤه من أدمعي سائل ... وناره من حر أحشائي وقال في صفة حمام كانت ~~مضاويه من زجاج أحمر، وفي سمائه حمرة وبياض: # تحيرت من طيب ms0161 حمامنا ... بخيل لي أن فيه الفلق # فمن حمرة فوقنا وابيضاض ... كخد الحبيب إذا ما عرق # رأى الدهر ما شذ من حسنه ... فسد كوى سقفه بالشفق ومما يتعلق أيضا بصفته ~~قول الآخر، ولكنه خلطه بالنسيب، وأشار فيه إلى معنى غريب، فقال: # ولم أدخل الحمام يوم رحيلهم ... طلاب نعيم قد رضيت ببوسي # ولكن لتجري دمعتي مطمئنة ... فأبكي ولا يدري بذاك جليسي ودخل الحمام يوما ~~من أهل عصرنا الأديبان: أبو جعفر ابن هريرة التطيلي، وأبو بكر ابن بقي، ~~فقال أبو جعفر: # يا حسن حمامنا وبهجته ... مرأى من السحر كله حسن # ماء ونار حواهما كنف ... كالقلب فيه السرور والحزن ثم أعجبه هذا المعنى ~~أيضا فقال فيه: # PageV01P302 # ليس على لهونا مزيد ... ولا لحمامنا ضريب # ماء ويه لهيب نار ... كالشمس في ديمة تصوب # وابيض من تحته رخام ... كالثلج حين ابتدا يذوب وقال أبو بكر: # حمامنا فيه فصل القيظ محتدم ... وفيه للبرد سر غير ذي ضرر # ضدان ينعم جسم المرء بينهما ... كالغصن ينعم بين الشمس والمطر وقال أبو ~~جعفر التطيلي، وقد نظر فيه إلى غلام وسيم: # هل استمالك جسم ابن الأمير وقد ... سالت عليه من الحمام أنداء - # كالغصن باشر حر النار من كثب ... فظل يقطر من أعطافه الماء - وفي أبي ~~عامر ابن المظفر الذي ذكر يقول أبو عامر بن شهيد من جملة قصيدة بقول فيها: # جمعت بطاعة حبك الأضداد ... وتألف الأفصاح والأعياد # كتب القضاء بأن جدك صاعد ... والصبح رق والظلام مداد ونقلت من خط أبي ~~مروان ابن حيان قال: سلف لأبي عامر بن المظفر # PageV01P303 # هذا بقرطبة عيشة راضية في سرور وحبور وقتا، إلى أن ساءت الأيام بطامة ~~ففارقها بغصة، وكان من محاسنه أنسه بالأدب، وغلبة أهله على خاصته، ولم يكن ~~في مغدى ولا مراح، فتجملت آثاره بهم، وسارت أقوالهم فيه، وكان من ألهجهم ~~بذكره أبو عامر بن شهيد، له معه أخبار مأثورة مشهور. شاهدتهم ليلة في مجلسه ~~[و] طفيلة صغيرة عجيبة الخلق كانت تسقيهم [تسمى] أسماء عجبوا من مكابدتها ~~السهر معهم، على صغر سنها، وحسن قيامها بخدمتهم ms0162، فسأله ابن المظفر وصفها ~~فقال: # أفدي أسيماء من نديم ... ملازم للكؤوس راتب # قد عجبوا في السهاد منها ... وهي لعمري من العجائب # قالوا: تجافى الرقاد عنها ... فقلت لا ترقد الكواكب قال أبو عامر وابن ~~حيان: واستوحش أبو عامر ابن المظفر هذا من هاشم المعتد ووزيره حكم بن سعيد ~~القزاز، وكانوا قد رموه بذنب سليمان بن هشام الناصري، فلما خاف دبر الفرار، ~~وخرج في لمة من ثقات أصحابه وأعوانه، وحمل معه عيون ذخائره وخاصة حرمه، ~~وقطع أرضا بعيدة، ولم يعلم المعتد بخبره، إلى أن جاء خبر اجتيازه قرطبة ~~راجعا على عقبه من شاطبة، لم يتفق له فيها ما أراد، فكر إلى ابن عبد الله ~~بقرمونة مستجيرا به في ظنه، فأحلف ابن عبد # PageV01P304 # الله ظنه، وخاطب قائده بحصر المرور وبإزعاجه عن قطره، ولا يجتاز على شيء ~~من عمله، فضاقت به الأرض يومئذ، فألقى نفسه على أبي حمامه حرزة اليصدراني، ~~فأجاره وبوأه منزلا في حصنه على نهر قرطبة، أقام به كمد وغصة، والحمام ~~يغازله إلى أن مات عنده. # وحدثني أبو عبد الله ابن هريرة الكاتب قال: قصد أبو عامر ابن المظفر في ~~خروجه من شاطبة إلى مواليه العامريين بعد مراسلة متقدمة، لما وصل ردوه خجلا ~~خائبا، فرغب أن تخرج إليه أخته بنت المظفر الأيم المقيمة - كانت - عندهم ~~وقتهم، فأسعفوه بذلك وخرجت إليه، فخلا بها وأودعها جوهرا نفيسا كان احتمله، ~~وولى ناكصا، والعبدى تطرده عن ناحيتها، وأسلموه غرضا للحتوف، فمات عند حرزة ~~اليصدراني كما وصفناه. وعلم ابن عمه عبد العزيز بمكان ذلك الجوهر، فلما هلك ~~اختدعها ووعدها أن ينكحها، وكانت ضعيفة الرأي، فأسلمته إليه وغدر بها ولم ~~ينكحها، فصارت بقية دهرها تجفوه وتشتمه. # ولما استقر أبو عامر عند حرزة، وأيس المعتد من انصرافه، قبض ما خلفه ~~بداره ونقله إلى القصر، فطلب أسبابه، وتتبع ودائعه وعقاره، فانفتح على أهل ~~قرطبة في هذا الباب بذلك الوقت بلاء عظيم، أجلى بعضهم عن الأوطان، بسبب تلك ~~الودائع العامرية؛ انتهى كلام ابن حيان. # @جملة من شعره في أوصاف شتى # حدث ms0163 عن نفسه قال: لما قدم زهير الصقلبي فتى بني عامر حضرة # PageV01P305 # قرطبة من المرية، وجه أبو جعفر ابن عباس وزيره عن لمة من أصحابنا منهم ~~ابن برد، وأبو بكر المرواني، وابن الحناط، والطبني، فسألهم عني، وقال: ~~وجهوا عنه، فوافاني رسوله مع دابة له بسرج محلى ثقيل، فسرت إليه ودخلت ~~المجلس، وأبو جعفر غائب، فتحرك المجلس لدخولي وقاموا جميعا إلي، حتى طلع ~~أبو جعفر علينا ساحبا لذيل لم ير أحد سحبه قبله، وهو يترنم، فسلمت عليه ~~سلام من يعرف حق الرجال، فرد ردا لطيفا، فعلمت أن في أنفه نعرة لا تخرج إلا ~~بسعوط الكلام، ولا تراض إلا بمستحصد النظام، فرأيت أصحابي يصيخون إلى ترنمه ~~فسألتهم عن ذلك، فقال لي الحناطي، وكان كثير الإنحاء علي، جالبا في المحافل ~~ما يسوء الأولياء إلي: إن الوزير حضره قسيم من شعره، وهو يسألنا إجازته. ~~فعلمت أني المراد، فاستنشدته فأنشده، وهو: # مرض الجفون ولثغة في المنطق ... فقلت لمن حضر: لا تجهدوا أنفسكم فلستم ~~المراد؛ فأخذت القلم وكتبت بديهة: # مرض الجفون ولثغة في المنطق ... سيان جرا عشق من لم يعشق # من لي بألثغ لا يزال حديثه ... يذكي على الأكباد جمرة محرق # يبني فينبو في الكلام لسانه ... فكأنه من خمر عينيه سقي # PageV01P306 # لا ينعش الألفاظ من عشراتها ... ولو إنها كتبت له في مهرق ثم قمت عنهم ~~فلم ألبث أن وردوا علي، وأخبروا أن أبا جعفر لم يرض ما جئنا به من البديهة، ~~وسألوني أن أحمل مكاوي الكلام على حتاره، وذكروا أن إدريس هجاه فأفحش، فلم ~~أستحسن الإفحاش، فقلت فيه معرضا إذ التعريض من محاسن القول: # أبو جعفر رجل كاتب ... مليح شبا الخط حلو الخطابه # تملأ شحما ولحما وما ... يليق تملؤه بالكتابه # وذو عرق ليس ماء الحياء ... ولكنه رشح فضل الجنابه # جرى الماء في سفله جري لين ... فأخذت في العلو منه صلابه [قال ابن بسام: ~~وليت شعري ما التصريح عند أبي عامر إذا سمى هذا تعريضا - ولولا أن الحديث ~~شجون، والتتابع فيه جنون، والكلام إذا لان قياده، سهل اطراده ms0164، وإذا قرب ~~بعضه من بعض، لم يفرق فيه بين سماء وأرض، لما استجزت أن أشين كتابي بهذا ~~الكلام البارد معرضه، البعيد من السداد غرضه، وقد يطغى القلم، وتجمح الكلم. # وقوله: # جرى الماء في سفله جري لين ... يشبه قول الآخر، وضمن بيت النابغة: # PageV01P307 # يا سائلي عن خالد، عهدي به ... رطب العجان وكفه كالجلمد # " كالأقحوان غداة غب سمائه ... جفت أعياله وأسفله ندي " وقوله: # وذو عرق ليس ماء الحياء ... ألم به ابن زيدون فقال من جملة أبيات: # مخضت في أسته الأيور حليبا ... فعلى عينه من الزبد نقطه وتأنق في هذا ~~المعنى أبو الحسين ابن الجد فقال: # وأزرق والأمور لها اشتباه ... وتؤتى العين من قبل العجان # ومما شك أسفله العوالي ... بدا في عينه زرق السنان] قال ابن بسام: قول ~~أبي عامر في صفة الألثغ مما أحسن فيه، لا سيما على البديه. ومن أحسن ما ~~سمعت في صفته قول الرمادي: # لا الراء تطمع في الوصال ولا أنا ... الهجر يجمعنا فنحن سواء # فإذا خلوت كتبتها في راحتي ... فبكيت منتحبا أنا والراء # PageV01P308 # وأخذ لفظ الرمادي هذا أبو القاسم ابن العريف فقال: # أيها الألثغ الذي شف قلبي ... جد ينطق ولو نطقت بسب # هجرك الراء مثل هجري سواء ... فكلانا معذب دون ذنب # فإذا شئت أن أرى لي مثيلا ... في هواني خططت راء بجنبي على أن أبا الطيب ~~قد قال فأحسن: # قشير وبلعجلان فيها خفية ... كراءين في ألفاظ ألثغ ناطق ويشبه قول أبي ~~الطيب قول بعض أهل عصرنا، وهو أبو الوليد ابن حزم الإشبيلي، يصف سكران: # ويروم قول أبي الوليد وربما ... كتمت مكانه لامه الواوان وقال أبو عامر ~~يتغزل: # مر بي في فلك من ربرب ... قمر مبتسم عن شنب # زينوا أعلاه بالدر كما ... ثقلوا أسفله بالكثب # PageV01P309 # فازدهتني أريحيات الصبا ... واستخفتني دواعي طربي # فتعرضت لتسليم له ... فإذا التياه لا يعبأ بي # قال: هذا العبد من دلله ... ما الذي أمنه من غضبي - # يا ظبا لحظي خذي لي رأسه ... فهو لا شك من أهل الريب # فانبرت ألحاظه تطلبني ... وأنا قدامها في الهرب # لو ms0165 تراني وأنا ألطفه ... وأداريه مداراة الصبي # خلته جبار قوم مردوا ... وأنا في لطف الوعظ نبي قال أبو عامر: ومن الواجب ~~على الناقد أن يبحث عن الكلام، ويفتش عن شرف المعاني، وينظر مواقع البيان، ~~ويحترس من حلاوة خدع اللفظ، ويدع تزويق التركيب، ويراطل بين أنحاء البديع، ~~ويمثل أشخاص الصناعة، فقد ترى الشعر فضي البشرة، وهو رصاصي المكسر، ذا ثوب ~~معضد أو مهلهل، وهو مشتمل على بهق أو برص، مبنيا بلبن التماثيل، وصفوان ~~التهاويل، وهو لا يجن صاحبه عن النسيم فضلا عن الحرجف، ولا يقيه رقيق ريق ~~الندى فضلا عن شؤبوب الكنهور، وقد ملحته ملاحة الأسماء، واتقد فيه الهوى، ~~واضطرمت في جانبه نيران الجوى، ولمع فيه البرق، واستن فيه الودق، وسفحت ~~عليه الدموع، وبان فيه الخشوع، وهو # PageV01P310 # {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا} (النور: 39) ~~لا يستحق صاحبه غير أن يكون تلعابة، أو صاحب براعة. وإنما يستحق اسم ~~الصناعة بتقحم بحور البيان، وتعمد كرائم المعاني والكلام، وأن ينطق بالفصل، ~~ويركب أثباج الجد، ويطلب النادرة والسائرة، وينظم من الحكمة ما يبقى بعد ~~موته، ويذكر بعد فوته، ويتصرف تصرف الملح، ويتلون تلون أبي براقش. ونحن ~~نرجو أنا ذهبنا بقولنا هذا مذهبا كريما من الكلام: # ولما رأيت الليل عسكر قره ... وهبت له ريحان تلتطمان # وعمم صلع الهضب من قطر ثلجه ... يدان من الصنبر تبتدران # رفعت لساري الليل نارين فارتأى ... شعاعين تحت النجم يلتقيان # فأقبل مقرور الحشا لم تكن له ... بدفع صروف النائبات يدان # فقلت: إلى ذات الدخان، فقال لي ... وهل عرفت نار بغير دخان - # فملت به أجتره نحو جمرة ... لها بارق للضيف غير يمان # إذا ما حسا ألقمته كل فلذة ... لفرخة طير أو لسخلة ضان # فما زال في أكل وشرب مدارك ... إلى أن تشهى الترك شهوة واني # فألحفته فامتد فوق مهاده ... وخداه بالصهباء تتقدان # وما انفك معشوق الثواء نمده ... ببشر وترحيب وبسط لسان # تغنيه أطيار القيان إذا انتشى ... بصنج وكيشار وعود كران # PageV01P311 # ويسمو دخان المندل الرطب فوقه ... كما احتملت ريح متون ms0166 عثان # إلى أن تشهى البين من ذات نفسه ... وحن إلى الأهلين حنة حاني # فأتبعته ما سد خلة حاله ... وأتبعني ذكرا بكل مكان قوله: " وعمم صلع ~~الهضب " ... البيت، كقول بعض أهل عصرنا يصف الثلج أيضا: # وأترع الوهد من ازباد لجته ... بالبرس ينبت بين القوس والوتر # فالأرض ملساء لا أمت ولا عوج ... كنقطة من سراب القاع لم تمر وقوله: " ~~فأتبعته ما سد خلة حاله " ... البيت، كقول حبيب: # فراح في ثنائي ... ورحت في ثيابه وأخذه بعض أهل عصرنا فقال: # وخذ حمدي بجودك، ذا بهذا ... كلانا اليوم أربح صيرفي # لأصبح من نوالك في رياش ... وتصبح من مقالي في حلي قال أبو عامر: ولما ~~أنشد المعتلي بالله يحيى بن علي بن حمود قول ابن قاضي ميلة يصفف مركبا ~~للروم أوقع به المسلمون وغرقوه وذكر قتل العلج: # PageV01P312 # إذا طفا أبصر الصمصام يرقبه ... أو غاص في الماء من خوف الردى شرقا # وأي عيش لموقوف على تلف ... يراقب الميتتين: السيف والغرقا وكانت إثر ذلك ~~وقعة للمعتلي بالله على السودان بإشبيلية، فأمر أبا عبد الله ابن الحناط ~~بصفة ذلك إذ الوقعتان متشابهتان، ففعل؛ وبلغني أنا ذلك، فكتبت إلى المعتلي ~~بشعر طويل في المعنى أوله: # غناك سعدك في ظل الظبا وسقى ... " فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا " ومنها ~~في صفة الوقعة: # سقيا لأسد تساقى الموت أنفسها ... وتلبس الصبر في يوم الوغى حلقا # قامت بنصرك لما قام مرتجلا ... خطيب جودك فيها ينثر الورقا # سريت تقدم جيش النصر متخذا ... سبل المجرة في إثر العلا طرقا # في ظل ليل من الماذي معتكر ... يجلو إلى الخيل منه وجهك الفلقا # وصفح قرن غداة الروع يكتبه ... من الظبا قلم لا يعرف المشقا # أجريت للزنج فوق النهر نهر دم ... حتى استحال سماء جللت شفقا # وساعد الفلك الأعلى بقتلهم ... حتى غدا الفلك بالناجي به غرقا # من كل أسود لم يدلف على ثلج ... بأن جدك يجلو صفحه يققا # كأن هامته والرمح يحملها ... غراب بين على بان النقا نعقا # PageV01P313 # ومنها: # إذا ولى ثغر ثغرته ... أو عاذ مسلوب القوى غرقا # وأي نهر ms0167 يرجي العبر عابره ... وسفنه طافيات غودرت فلقا قوله: " حتى ~~استحال سماء " ... البيت، إلى قول المعري أراه أشار. # وعلى الأفق من دماء الشهيدي ... ن علي ونجله شاهدان # فهما في أواخر الليل فجرا ... ن وفي أولياته شفقان وقوله: " كأن هامته ~~والرمح " ... البيت، أخذ معناه ابن الحداد فقال من قصيدة في مدائح ابن ~~صمادح، يصف غلبته على وادي آش سنة خمس وخمسين: # بلاد غدت يأجوج فيها فأفسدت ... فكنت كذي القرنين والجحفل السد # وما زال شرقي المرية عاطلا ... إلى أن علاها من رؤوسهم عقد # وقد عوضوا من بائنات جسومهم ... بمصمتة لا عظم فيها ولا جلد # كأنهم فيها غرابيب وقع ... على باسقات لا تروح ولا تغدو ومن مشهور هذا ~~المعنى قول الآخر: # PageV01P314 # وعاد لكنه رأس بلا جسد ... يسري ولكن على ساق بلا قدم # وإذا تراءى على الخطي أسفر في ... حال العبوس لنا عن ثغر مبتسم ولم أسمع ~~في صفة الرأس المصلوب على الرمح أحسن من قول أبي فراس يخبر عن سيف الدولة ~~وقد أنقذ أبا وائل التغلبي من الأسر، وقتل آسره: # وأنقذ من ثقل الحديد ومسه ... أبا وائل والدهر أجدع صاغر # وآب ورأس القرمطي أمامه ... له جسد من أكعب الرمح ضامر وكان هذا المقتول ~~الذي أوقع به سيف الدولة قد ظهر على أطراف الشام والتفت عليه القبائل، وكان ~~يعرف بالمبرقع، فحارب أبا وائل تغلب بن داود وهو خليفة سيف الدولة على حمص، ~~فهزمه وأسره وألزمه شراء نفسه بعدد من الخيل والمال، فخرج سيف الدولة من ~~حلب وأسرى حتى لحق في اليوم الثالث بنواحي دمشق، فأوقع بالمبرقع، وفي ذلك ~~يقول المتنبي: # ولو كنت في أسر غير الهوى ... ضمنت ضمان أبي وائل # فدى نفسه بضمان النضار ... وأعطى صدور القنا الذابل # PageV01P315 # ومناهم الخيل مجنوبة ... فجئن بكل فتى باسل # كأن خلاص أبي وائل ... معادوة القمر الآفل # دعا فسمعت وكم صامت ... على البعد عندك كالقائل قال ابن بسام: وإذ قد ~~أجرى أبو عامر ذكر يحيى بن حمود، فلنشر إليه، ونتلو قصيدة أبي عامر بفصل ~~نجعله منبها عليه، إذ قد مر ms0168 ذكره فيها، ونسقت له قوافيها. وأنا أشرح في هذا ~~الموضع مقتله خاصة، إذ كان خاتمة آثاره، ومميزا من سائر أخباره. وسيمر في ~~أخباره عمه القاسم كيف نجم ملكه، وعلى يدي من نظم سلكه. # @ذكر الخبر عن مقتل يحيى بن حمود الذي ذكر # قال ابن حيان: حكى لي أبو الفتح البرزالي قال: لما كان عيد الأضحى سنة ست ~~وعشرين وأربعمائة، وانغمس يحيى بن حمود في شربه ولهوه، سرت مع لمة من بني ~~عمي إلى اللحاق بإشبيلية، للاجتماع بابن عمنا محمد بن عبد الله والقاضي ابن ~~عباد، فوصلنا وأنبأناهما من خبر ابن حمود يحيى ولهوه ما رأيا أن يوجها إليه ~~بجيش لقتاله. فخرج إسماعيل بن عباد مع ابن عمنا محمد بن عبد الله في المحرم ~~من سنة سبع وعشرين بعدها، وهما في بيعة هشام بن الحكم تلك الأيام، فجئنا ~~إلى باب قرمونة بالجيش كي نغيظ يحيى فيخرج # PageV01P316 # أو يخرج أحد من قبله، وقد قدمنا سرية كمن الجيش ناحية أخرى، وقد كنا ~~وجهنا فوارس ليلا للسامرة بسور قرمونة، فطار الخبر إلى يحيى وهو تلك الليلة ~~على شراب وقد أخذ منه، فنعر نعرة ووثب قائما يقول: وابياض بختي الليلة، ~~وابن عباد ليلا على باب قرمونة، وأصحابه يتلاحقون، فالتأمت عدته في نحو ~~ثلثمائة فارس أكثرهم دغل السريرة، فمضى على وجهه مغترا يضرب إبطي أهجن ~~خيله، معنقا إلى حينه. # قال أبو الفتح: وأقول إنه على ذلك عند انتهائه، لو ضرب مصافا يقيم فيه ~~ويقدم رجاله للحرب طائفة يمدهم بطائفة، وتقف خيلهم ردءا لهم ما فارق ~~الصواب. لكن الحين غطى على بصره فألقى نفسه علينا في أوائل خيله، ولما ~~تستبن الأشباح ظلمة. فانتشب الحرب معنا غلس ذلك اليوم ووالى علينا الشدات ~~الصعاب بنفسه، فعلمنا أنه لا ينجينا إلا الصدق، فاستقبلناه بوجوهنا ثم ~~رددنا عليه الكرة، وطاولنا بالقوة، فحمل علينا حملة ثالثة مع أصيحاب له، ~~وكنا في سند ضروس كؤود، منيع الصعود إلينا، نؤود منه وننال من أصحابه، فإذا ~~رددنا عليهم استعنا بفضل الانحدار من عل، فنخطفهم خطف ms0169 الأجادل، فصدقنا هذه ~~الحملة، فساقنا حتى رمانا على إسماعيل بن عباد ومن معي من الأندلسيين، ~~فثاروا في وجهه، فتواقف الفريقان ساعة، وظهر كمين # PageV01P317 # ابن عباد وجاد صبره، وحرض غلمانه العجم، فشدت الجماعة على يحيى شدة منكة، ~~وحدروا من ذلك التل الذي تسنموه فانكسروا، وصرع في ذلك قوم وتمادى الطلب ~~وراءهم بعد مواقفة عظيمة، فصرع يحيى وحز رأسه، وطير به إلى ابن عباد ~~بإشبيلية فخر ساجدا وسجد من حضر لسجوده، وانطبق البلد فرحا، واستمرت ~~الهزيمة على أصحاب يحيى، حتى ساء ذل محمد بن عبد الله، وبدت عصبيته لقومه، ~~وكلم ابن عباد في رفع السيف عنهم فأطاعه في ذلك، وتم لابن عبد الله ما أراد ~~من حقن دماء قومه، إذ لم يأت الذي أتاه إلا عن ضرورة، ولم يتلعثم أن أسرع ~~الركض إلى قرمونة دون إسماعيل بن عباد، فجاءها لوقته وقد ملك سودان يحيى ~~أبوابها على أهلها، فدنا إلى مكان عورتها من سورها الجوفي وقد عرفه، ففتح ~~له ودخل من ساعته دار يحيى وحاز جميع ما ألفاه من مال ومتاع، واشتمل على ~~نسائه وأباح حرمه لبنيه، واستحل حرامهن، واستوى في مجلسه، ونصر نصرا لا ~~كفاء له، ورد الله عليه ملكه، ثم لم يجده على ذلك شاكرا للنعمة، ولا مقصرا ~~عن ارتكاب المعصية. وسقط الخبر بمقتل يحيى على أهل قرطبة فما صدقوه من ~~الفرح. # قال أبو عامر: ومما يلزم المدعي لصناعة الكلام إذا اعتمد وصف حالة أن ~~يسوفي جميعها، ويكون ما يطلبه من الإبداع والاختراع فيها غير خارج عنها وما ~~هو بسبيلها، فذلك أبهى لكلامه، وأفخم للمتكلم به # PageV01P318 # وأدل على أن الكلام له ومن تأليفه، لا كما شهدته يوما عند ابن حمود وقد ~~قد صدر عن ابن الشرب، ومدحه عدة شعراء صدور أشعارهم لزينب والرباب ولميس ~~وفرتنى، وأعجازها للجود والكرم وبذل اللهى، ولم يلمم أحد منهم بذلك الغرض ~~والمغزى إلا في بيتين أو ثلاثة، فأنشدته أنا يومئذ من جملة قصيدة أولها: # فريق العدا من حد عزمك يفرق ... وبالدهر مما خاف بطشك أولق # عجبت ms0170 لمن يعتد دونك جنة ... وسهمك سعد والقضاء مفوق # ومن يبتني بيتا ليقطع دونه ... ممر رياح النصر وهو الخورنق # وما شرب ابن الشرب قبلك خمرة ... من الذل بالعجز الصريح تصفق # توهم فيه الرعن حصنا فزرته ... بأرعن فيه مرعد الموت مبرق # وحولك أسياف من السعد تنتضى ... وفوقك أعلام من النصر تخفق # بأبيض مسود الدلاص كأنه ... شهاب عليه من دجى الليل يلمق # وأسود مبيض القباء كأنما ... يطير به نحو الكريهة عقعق # وخيل تمشى للوغى ببطونها ... إذا جعلت بالمرتقى الصعب تزلق وهذا البيت ~~مما لم يحسن أبو عامر سرقته، ولا بلغ به طبقته، وهو من قول أبي الطيب: # إذا زلقت مشيتها ببطونها ... كما تتمشى في الصعيد الأراقم # PageV01P319 # وله من أخرى في سليمان المستعين: # بكى اسفا للبين يوم التفرق ... وقد هون التوديع بعض الذي لقي # وما للذي ولى به البين حسرة ... بكيت، ولكن حسرة للذي بقي # وقد شاقني الورق السواجع بالضحى ... ومن يستمع داعي الصبابة يشتق # على فنن من أيكة قد تعلقت ... بحبل النوى من قلبي المتعلق # فصدقتها في البين من غير عبرة ... وكم من كثير الدمع غير مصدق # لعل نسيم الريح تأتي به الصبا ... بنشر الخزامى والكباء المعبق # كأن عليها نفحة عبشمية ... أتت من جناب المستعين الموفق ومنها: # فنلت الذي قد نلت إذ ليس للعلا ... سواك كأن الدهر للناس منتقي قوله: " ~~وما للذي ولى به البين حسرة " ... البيت، يلمح قول محمد بن هانئ: # لا تسلني عن الليالي المواضي ... وأجرني من الليالي البواقي وأوضح منه ~~قول الآخر: # PageV01P320 # ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت مبت الأحياء وقوله: " كأن الدهر ~~للناس منتقي " ... لفظ بيت أبي الطيب: # ولما رأيت الناس دون محله ... تيقنت أن الدهر للناس ناقد ولأبي عامر ~~قصيدة يقول فيها، وقد أزمع على الخروج من قرطبة إلى مالقة لاحقا بيحيى بن ~~علي: # أرى أعينا ترنو إلي كأنما ... تساور منها جانبي أراقم # أدور فلا أعتام غير محارب ... وأسعى فلا ألقى أمرءا لي يسالم # ويجلب لي فهمي ضروبا من الأذى ... وأشقى امرئ في قرية الجهل عالم # وأوجع ms0171 مظلوم لقلب وذي حجى ... فتى عربي تزدريه أعاجم # غنيتم على ما تزعمون عن الورى ... لقد سفهت تلك الحلوم الزواعم # وهل يقدم البازي على الطير في الضحى ... إذا زال عن ريش الجناح القوادم # سلام عليكم لا تحية شاكر ... ولكن شجى تنسد منه الحلاقم # وما قرعت سني عليكم ندامة ... وأوشك غدا أن يقرع السن نادم # عليكم بداري فاهدموها دعائما ... ففي الأرض بناءون لي ودعائم # لئن أخرجتني عنكم شر عصبة ... ففي الأرض إخوان علي أكارم # وإن هضمت حقي أمية عندها ... فهاتا على ظهر المحجة هاشم # ولا غرو من تلك القلانس جاليا ... إذا عرفت حقي هناك العمائم # PageV01P321 # قال أبو الحسن: وقد تقدم القول من تحيل حذاق الصناعة في أخذ المعاني أن ~~تترك القافية والوزن، وكذلك يجب أن يقصد إلى التطويل إذا قصر المتقدم؛ ألا ~~ترى قول أبي عامر حين سمع الرمادي يقول: # ولم أر أحلى من تبسم أعين ... غداة النوى عن لؤلؤ كان كامنا فقال أبو ~~عامر في هذه القصيدة: # ولما فشا بالدمع من سر وجدنا ... إلى كاشحينا ما القلوب كواتم # أمرنا بإمساك الدموع جفوننا ... ليشجى بما تطوي عذول ولائم # [فظلت دموع العين حيرى كأنها ... خلال مآقينا لآل توائم] # أبى دمعنا يجري مخافة شامت ... فنظمه بين المحاجر ناظم # وراق الهوى منا عيون كريمة ... تبسمن حتى ما تروق المباسم فقام بهذا ~~التركيب ما نسيت له حيلة التطويل. # وبيت الرمادي من قول ابن عبد ربه: # وكأنما غاص الأسى بجفونها ... حتى أتاك بلؤلؤ منثور فاحتال الرمادي حتى ~~أتى باللؤلؤ وعوض من الغائص التبسم، ووقعت له استعارة التبسم للعين موقعا ~~لطيفا، وإنما هو للثغور، بسبب توسط اللؤلؤ الذي هو للعيون والثغور، فنسخ ~~المعنى نسخا، وقلبه قلبا. # PageV01P322 # وتشبيه الدموع باللؤلؤ أكثر من أن يحصى، ومن أحسنه قول القائل: # ولما وقفنا للوداع ودمعها ... ودمعي يثيران الصبابة والوجدا # بكت لؤلؤا رطبا وفاضت مدامعي ... عقيقا فصار الكل ف نحرها عقدا ومن أحسن ~~ما جاء من توقع أهل النمائم، والاحتيال لكتمان الدموع السواجم، لا سيما وقد ~~أزف الفراق، وعصت بما فيها من الدمع ms0172 الآماق، قول بعض العرب: # ومما شجاني. أنها يوم ودعت ... تولت ودمع العين في الجفن حائر # فلما أعادت من بعيد بنظرة ... إلي التفاتا أسلمته المحاجر وقال آخر: # ولما أبت عيناي أن تحسبا البكا ... وأن تمنعا در الدموع السواكب # تثاءبت كي ابغي لدمعي علة ... ولكن قليلا ما بقاء التثاؤب # أعرضتماني للهوى ونممتما ... علي، لبئس الصاحبان لصاحب وأنشد ثعلب: # ومستنجد بالحزن دمعا كأنه ... على الخد مما ليس يرقأ حائر # ملا مقلتيه الدمع حتى كأنه ... لما انهل من عينيه في الماء ناظر # نظرت كأني من وراء زجاجة ... إلى الدار من ماء الصبابة أنظر> # فعيناي طورا تغرقان من البكا ... فأعشى وطورا تحسران فأبصر # PageV01P323 # ناقص # PageV01P324 # ناقص # PageV01P325 # فرأى سوابق عبرة مسفوحة ... عمرو فقال: بكى أبو الخطاب! وقال العباس بن ~~الأحنف، ورجع إلى الطريق: # لكن ذهبت لأرتدي ... فطرفت عيني بالرداء وقال ابن فتوح من أهل عصرنا: # وقد تعلق بالأشفار منحدرا ... تعلق القطر بالأغصان والورق وقال أبو جعفر ~~ابن هريرة التطيلي: # يكفكف من تلك الدموع وربما ... جلاها الرداء وامترتها الأصابع وحدث أبو ~~بكر محمد بن أحمد بن جعفر بن عثمان المصحفي قال: دخلت يوما على أبي عامر، ~~وقد ابتدأت علته التي مات منها فتأنس بي، وجرى الحديث إلى أن شكوت إليه ~~تجني بعض إخواني علي، ونفاره عني، فقال لي: سأسعى في إصلاح ذات البين، ~~فخرجت عنه، واتفق لقائي بذلك المتجني مع بعض إخواني، وأعزهم علي، فلما رآني ~~موليا عن ذلك الصديق أنكر علي، وسأله عن السبب الموجب، فأخبره وزادا في ~~مشيهما حتى لحقا بي وعزما علي في مكالمة صاحبي، وتعاتبنا عتابا أرق من ~~الهوى، وأشهى على الظما، حتى جئنا دار أبي عامر، لمما رآني ضحك وقال: من ~~كان الذي تولى إصلاح ما كنا سررنا بفساده - فقلنا: قد كان ما كان، فأطرق ~~قليلا ثم أنشد: # PageV01P326 # من لا أسمي ولا أبوح به ... أصلح بيني وبين من أهوى # أرسلت من كابد الهوى فدرى ... كيف يداوي مواضع البلوى # ولي حقوق في الحب ظاهرة ... لكن إلفي يعدها دعوى # يا رب إن الرسول أحسن بي ms0173 ... يا رب فاحفظني من الأسوا قال ابن المصحفي: ~~ودخلت عليه يوما في تلك العلة ومعي غلام وسيم من إخواننا، وكان أبو عامر ~~قبل ذلك يجب ممازحته فينافره، حتى خاطب أبو عامر بعض إخوانه بشعر مسه فيه ~~بطرف لسانه، فقال له ذلك الغلام: فجوتني يا أبا عامر دون أن تستثبت في ~~أمري، وأن تعلم من سري ما يوجب ذلك، فقال: علي تكفيره بما يمحوه من ~~القراطيس والصدور، وكان ذلك إثر صلاة العشاء الأولى، فطفنا بالجامع ثم ~~انصرفنا إليه وأنشدنا: # ألا بأبي زائري في العتم ... بوجه يجلي سواد الظلم # تكتم بالليل في ظله ... وهل يمكن الصبح أن يكتتم - # أتى يستجير أليفا له ... كما جاور البان رطب العنم # وقد رق ما ورد تلك الخدود ... بما سال من مسك تلك اللمم # وكان يحمحم تحت العذار ... كحمحمة الخيل تحت اللجم # فقلت: من الزائري والدجى ... يسد العيون بثوب أحم # فقال أبو جعفر: لائم ... بما جئت من كذب ينتظم # PageV01P327 # فأيقنت أن أبا خالد ... سرى وخيال حبيبي ألم # فأبصرت وجها حكاه الهلال ... وثغرا حكى الدر لما ابتسم # وإلا فعفو يقيل العثار ... فذو العرش يرحم من قد رحم # فقال: بل العفو يا سيدي ... وقبلني من بعيد وضم # فبت على برد طيب الرضى ... أسر بليلي وإن لم أنم # وقلت: ابن زيدون، لا كنت لي ... بخال ولا كنت لي بابن عم # خبيث سعى بيننا بالنميم ... وقطع خلتنا بالجلم @فصل في ذكر آخر أيام أبي ~~عامر ووفاته، رحمه الله # قال: ولما طال بأبي عامر ألمه، وتزايد سقمه، وغلب عليه الفالج الذي عرض ~~له في مستهل ذيب القعدة من سنة خمس وعشرين وأربعمائة، لم يعدمه حركة ولا ~~تقلبا، وكان يمشي إلى حاجته على عصا مرة، واعتمادا على إنسان مرة، إلى قبل ~~وفاته بعشرين يوما، فإنه صار حجرا لا يبرح ولا يتقلب، ولا يحتمل أن يحرك ~~لعظيم الأوجاع، مع شدة ضغط الأنفاس وعدم الصبر، حتى هم بقتل نفسه، وفي ذلك ~~يقول من قصيدة: # أنوح على نفسي وأندب نبلها ... إذا أنا في الضراء أزمعت قتلها ms0174 # رضيت قضاء الله في كل حالة ... علي وأحكاما تيقنت عدلها # PageV01P328 # أظل قعيد الدار تجنبني العصا ... على ضعف ساق أوهن السقم رجلها # وأنعى خسيسات ابن آدم عاملا ... براحة طفل أحكم الضر نصلها # ألا رب خصم قد كفيت، وكربة ... كشفت، ودار كنت في المحل وبلها # ورب قريض كالجريض بعثته ... إلى خطبة لا ينكر الجمع فصلها # فمن مبلغ الفتيان أن أخاهم ... أخو فتكة شنعاء ما كان شكلها # عليكم سلام من فتى عضه الردى ... ولم ينس عينا أثبتت فيه نبلها # يبين وكف الموت تخلع نفسه ... وداخلها حب يهون ثكلها ونقلت من خط الفقه ~~أبي محمد علي بن حزم الشافعي قال: كتب إلي أبو عامر ابن شهيد في علته التي ~~اعتلها بهذه الأبيات: # ولما رأيت العيش ولى برأسه ... وأيقنت أن الموت لا شك لاحقي # تمنيت أني ساكن في غيابة ... بأعلى مهب الريح في رأس شاهق # أذر سقيط الحب في فضل عيشة ... وحيدا وحسي الماء ثني المفالق # خليلي من ذاق المنية مرة ... فقد ذقتها خمسين قولة صادق # كأني وقد حان ارتحالي لم أفز ... قديما من الدنيا بلمحة بارق # فمن مبلغ عني ابن حزم وكان لي ... يدا في ملماتي وعند مضايقي # عليك سلام الله إني مفارق ... وحسبك زادا من حبيب مفارق # فلا تنس تأبيني إذا ما فقدتني ... وتذكار أيامي وفضل خلائقي # فلي في إدكاري بعد موتي راحة ... فلا تمنعونيها علالة زاهق # وإني لأرجو الله فيما تقدمت ... ذنوبي به مما درى من حقائقي # PageV01P329 # ومن جواب ابن حزم له: # أبا عامر ناديت خلا مصافيا ... يفديك من دهم الخطوب الطوارق # وألفيت قلبا مخلصا لك ممحضا ... بودك موصول العرى والعلائق # شدائد يجلوها الإله بلطفه ... فلا تأس إن الدهر جم المضايق # ورب أسير في يد الدهر مطلق ... ومنطلق والدهر أسوق سائق # سفينة نوح لم تضق بحلولها ... وضاق بهم رحب الفلا المتضايق # فإن تنج قلت الحمد لله مخلصا ... فمن أعظم النعمى بقاء المصادق وسمع في ~~تلك العلة نعي الوزير الكاتب أبي جعفر ابن اللمائي، فقال في قصيدته هذه: # أمن جنابهم النفح الجنوبي ... أسري ms0175 فصاك به في الغور غاري - # أهدي إلي ظلاما ردع نافجة ... أدماء شق بها الدأماء هندي # والليل قد قام في أثواب نادبة ... كأنه فوق ظهر الأرض نوبي # والنجم تحسبه قدام تابعه ... حمامة رامها في الجو بازي # وجدول الأفق يجري في منافسه ... ماء سقى زهرة الخضراء فضي # فقلت والسقم منشور على جسدي ... يحدو الردى ورداء العيش مطوي: # أهدى اللمائي من أزهار فكرته ... نشرا فقال الدجى: مر اللمائي # فقيل مات فقال الليل قارب ذا ... فانهل من مقلتي نوء سماكي # وبت فردا أناجي مقلتي شغفا ... كأنني في نقوب الدار جني # PageV01P330 # لا عشت إن مت لي يا واحدي أبدا ... وموتنا واحد لا شك مرئي # إن الكريم إذا ما مات صاحبه ... أودى به الوجد والثكل الطبيعي # إن مت قبلك لا تعجب فذو أمل ... قد حم من دونه يوما حمامي # أومت قبلي فما منعاك لي عجب ... إن الكريم إلى الأصحاب منعي # زاد البلاء على نفسي فأعدمها ... صبري فصبري عليك اليوم وحشي # حتى أهم بقتلي كل داجية ... يا قوم هل رام هذا قبل إنسي - # إني إلى الله من عقبى بليت بها ... جرى بها الحكم والأمر الإلهي وقال ~~أيضا في علته تلك: # اقر السلام على الأصحاب أجمعهم ... وخص عمراص بأزكى نور تسليم # وقل له: يا أعز الناس كلهم ... شخصا علي وأولاهم بتكريم # الله جارك من ذي منعة ظفرت ... منه الليالي بعلق غير مذموم # ما كان حبك إلا صوب غادية ... طيبا وحاشا لحبي فيك من لوم # إن شاء صرف الردى تقديم أطوعنا ... فقد رضيت - حماك الله - تقديمي # وإن أحب الثرى جسما ليأكله ... أسمح بجسمي له يفديك تعظيمي # عشنا [أليفين] في بر الهوى زمنا ... حتى زقا بنوانا طائر الشئوم # فشتت نوب الأيام ألفتنا ... قسرا ولم يغنها ظني وتنجيمي وكتب أيضا إلى ~~جماعة من إخوانه في علته يومئذ: # هذا كتابي وكف الموت تزعجني ... عن الحياة وفي قلبي لكم ذكر # PageV01P331 # إن أقضكم حقكم من قلة عمري ... إني إلى الله لا حق ولا عمر # لهفي على نيرات ما صدعت بها ... إلا وأظلم من أضوائها ms0176 القمر # فاقر السلام على المنصور أفضل من ... سعى لثأر بني الإسلام فانتصروا # واعطف بها عطفة تهتز من كرم ... على المظفر فهو الفلج والظفر وقال أيضا ~~في علته تلك: # تأملت ما أفنيت من طول مدتي ... فلم أره إلا كلمحة ناظر # وحصلت ما أدركت من طول لذتي ... فلم ألفه إلا كصفقة خاسر # وما أنا إلا رهن ما قدمت يدي ... إذا غادروني بين أهل المقابر # سقى الله فتيانا كأن وجوههم ... وجوه مصابيح النجوم الزواهر # إذا ذكروني والثرى فوق أعظمي ... بكوا بعيون كالسحاب المواطر # يقولون: قد أودى أبو عامر العلا ... أقلوا فقدما مات آباء عامر # هو الموت لم يصرف بإجراس خاطب ... بليغ ولم يعطف بأنفاس شاعر # ولم يجتنب للبطش مهجة قادر ... قوي ولا للضعف مهجة صافر # يحل عرى الجبار في دار ملكه ... ويهفو بنفس الشارب المتساكر # وليس عجيبا أن تدانت منيتي ... يصدق فيها أولي أمر آخري # وليس عجيبا أن بين جوانحي ... هوى كشرار الجمرة المتطاير # يحركني والموت يحفز مهجتي ... ويهتاجني والنفس عند حناجري وبلغني أن آخر ~~شعر قاله يودع إخوانه هذه الأبيات: # PageV01P332 # أستودع الله إخواني وعشرتهم ... وكل خرق إلى العلياء سباق # وفتية كنجوم القذف نيرهم ... يهدي، وصائبهم يودي بإحراق # وكوكبا لي منهم كان مغربه ... قلبي، ومشرقه ما بين أطواقي # الله يعلم أني ما أفارقه ... إلا وفي الصدر مني حر مشتاق # كنا أليفين خان الدهر ألفتنا ... وأي حر على صرف الردى باقي # فإن أعش فلعل الدهر يجمعنا ... وإن أمت فسيسقيه كذا الساقي # لا ضيع الله إلا من يضيعه ... ومن تخلق فيه غير أخلاقي # قد كان بردي إذا ما مسني كلف ... لا يثلم الحب آدابي وأعراقي # حتى رمتنا صروف الدهر عن كثب ... ففرقتنا، وهل من صرفه واقي - # إني لأرمقه والموت يضغطني ... فأقتضي فرجة مرتد أرماقي ثم أوصى أن يدفن ~~بجنب صديقه أبي الوليد الزجالي، ويكتب على قبره في لوح رخام هذا النثر ~~والنظم: # بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون "، هذا قبر ~~أحمد بن عبد الملك بن شهيد المذنب، مات وهو يشهد ms0177 أن لا إله إلا الله، وحده ~~لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث ~~حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. مات في شهر ~~كذا من عام كذا، ويكتب تحت هذا النثر هذا النظم: # PageV01P333 # يا صاحبي قم فقد أطلنا ... أنحن طول المدى هجود - # فقال لي: لن نقوم منها ... ما دام من فوقنا الصعيد # تذكر كم ليلة لهونا ... في ظلها والزمان عيد - # وكم سرور همى علينا ... سحابة ثرة تجود - # كل كأن لم يكن تقضى ... وشؤمه حاضر عتيد # حصله كاتب حفيظ ... وضمه صادق شهيد # يا ويلنا إن تنكبتنا ... رحمة من بطشه شديد # يا رب عفوا فأنت مولى ... قصر في أمرك العبيد ينظر قوله: " لن نقوم منها ~~" ... البيت، إلى قول ابن المعتز يصف أهل القبور: # وسكان دار لا تزاور بينهم ... على قرب بعض في المحلة من بعض # كأن خواتيما من الطين فوقهم ... فليس لها حتى القيامة من فض وما أرى أبا ~~عامر إلا نقله من قول المعري في رثاء أمه حيث يقول: # سألت متى اللقاء - فقيل حتى ... يقوم الهامدون من الرجام قالوا: وكان أبو ~~عامر كثيرا ما كان يخشى صعوبة الموت، وشدة السوق، فيسر الله عليه، وما زال ~~يتكلم ويرغب إلى الله أن يرفق به، ويكثر من ذكره، وقد أيقن بفراق الدنيا، ~~إلى أن ذهبت نفسه رحمه الله # PageV01P334 # يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة ست وعشرين وأربعمائة. لم يشهد ~~على قبر أحد ما شهد على قبره من البكاء والعويل، وأنشد على قبره من المراثي ~~جملة موفورة لطوائف كثيرة، منها قول أبي الأصبغ القرشي من قصيدة يقول فيها: # شهدنا غريبات المكارم والعلا ... تبكي على قبر الشهيدي أحمدا # وما زال أهل الدين والفضل والتقى ... عكوفا به حتى حسبناه مسجدا # أريد بسقيا الغيث إحياء حفرة ... كدرنا بها نجم العلا المتوقدا # ولم أر مثلي بات مستسقي الحيا ... لماء حياء كان يشفي من الصدى # فاي جمال صار في قبضة الثرى ... وأي بهاء قد ms0178 طوته يد الردى # وأي قناة في طلى الأرض غيبت ... وأي حسام في حشا القبر أغمدا # بنفسي الذي أودى وأنشأ للندى ... حماما على دوح العلاء مغردا # أبا عامر، بعدا لسهم مصيبة ... رماك به ريب المنون فأقصدا # لقد فت في نشر الفضائل يافعا ... وبرزت في جمع المكارم أمردا # لشقت عليك المكرمات جيوبها ... وأظهر فيك المجد خدا مخددا ومنه قول أبي ~~حفص ابن برد الأصغر من قصيدة أولها: # بفيك الترب من ناع نعاني ... نعى غيري إلي وما عداني # وكيف ولم يسل طرفي بدمع ... عليه، ولم يجن له جناني # لأية خصلة تبكيك عيني ... ومالي بالحساب لها يدان # أللهمم المنوطة بالثريا ... أم الشيم المهذبة الحسان # PageV01P335 # أم الكرم الذي ما زال يجري ... مع الأنواء في طلق الرهان # أم القلم الذي قد كان يجني ... من القرطاس نوار البيان # أم الرأي الذي ما زال يغني ... عن السيف المهند والسنان # شهدت لقد أصيب بنو شهيد ... بقاطعة السواعد والبنان # به درجوا من الدنيا فبانوا ... وكل ما خلا الرحمن فإني @فصل في ذكر ذي ~~الوزارتين الكاتب أبي الوليد # @ابن زيدون، واجتلاب عيون من أخباره، # @وفصوص من رسائله واشعاره # قال أبو الحسن: كان أبو الوليد صاحب منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء مخزوم، ~~أحد من جر الأيام جرا، وفات الأنام طرا، وصرف السلطان نفعا وضرا، ووسع ~~البيان نظما ونثرا؛ إلى أدب ليس للبحر تدفقه، ولا للبدر تألقه. وشعر ليس ~~للسحر بيانه، وللنجوم الزهر اقترانه. وحظ من النثر غريب المباني، شعري ~~الألفاظ والمعاني. # حدثني غير واحد من وزراء إشبيلية قال: لما خلص ابن عبد البر # PageV01P336 # من يد عباد، خلوص الفرزدق من يد زياد، بقيت حضرته من أهل هذا الشان، أعرى ~~من ظهر الأفعوان، وأخلى من صدر الجبان. فهم يوما باستخلاف أبي عمر الباجي ~~المشهور أمره، الآتي في القسم الثاني من هذا الكتاب ذكره، فكأن أبا الوليد ~~غص بذلك، وواطأ أبا محمد ابن الجد على الإشارة بالاستغناء عما هنالك، فكانت ~~الكتب تنفذ من إنشاء أبي الوليد إلى شرق الأندلس، فيقال: تأتي من إشبيلية ~~كتب هي بالمنظوم ms0179 أشبه منها بالمنثور. # قرأت في كتاب أبي مروان ابن حيان، وقد أجرى ذكر من اصطنع ابن جهور من ~~رجال دولته فقال: ونوه أيضا بفتى الآداب وعمدة الظرف، والشاعر البديع الوصف ~~والرصف، أبي الوليد أحمد بن زيدون ذي الأبوة النبيهة بقرطبة، والوسامة ~~والدراية وحلاوة المنظوم والسلاطة وقوة العارضة والافتتان في المعرفة. ~~وقدمه إلى النظر على أهل الذمة لبعض الأمور المعترضة، وقصره بعد على مكانه ~~من الخاصة والسفارة بينه وبين الرؤساء، فأحسن التصرف في ذلك، وغلب على قلوب ~~الملوك. # قال أبو مروان: وكان أبو الوليد من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة في أيام # PageV01P337 # الجماعة والفتنة، وفرع أدبه، وجاد شعره، وعلا شأنه، وانطلق لسانه، فذهب ~~به العجب كل مذهب، وهون عنده كل مطلب. وكان علقه من عبد الله بن أحمد بن ~~المكوي أحد حكام قرطبة ظفر أحجن أداه إلى السجن فألقى نفسه يومئذ على أبي ~~الوليد ابن جمهور في حياة والده أبي الحزم، فتشفع له وانتشله من نكبته، ~~وصيره في صنائعه. ولما ولي الأمر بعد والده نوه به وأسنى خطته، وقدمه في ~~الذين اصطنعهم لدولته، وأوسع رابته، وجلله كرامة لم تقنعه، زعموا. واتفق أن ~~عن له مطلب بحضرة إدريس بن علي الحسني بمالقة فأطال الثواء هنالك، واقترب ~~من إدريس، وخف على نفسه، وأحضره مجالس أنسه. فعتب عليه ابن جهور، [وصرفه عن ~~ذلك التصرف قبل قفوله، ثم عاد إلى جميل رأيه فيه] ، وصرفه في السفارة بينه ~~وبين رؤساء الأندلس فيما يجري بينهم من التراسل والمداخلة؛ فاستقل بذلك ~~لفضل ما أوتيه من اللسن والعارضة # PageV01P338 # فاكتسب الجاه والرفعة، ولم يبعد في ذلك من التهافت في الترقي لبعد الهمة، ~~فهوى عما قليل إلى عباد صاحب إشبيلية، اجتذبه إلى ذلك فهاجر عن وطنه إليه، ~~ونزل في كنفه، وصار من خواصه وصحابته، يجالسه في خلواته، ويسفر له في معهم ~~رسائله على حال من التوسعة. وكان ذهابه إلى عباد سنة إحدى وأربعين ~~وأربعمائة، [فخلا بالحضرة مكانه، وكثر الأسف عليه انتهى كلام ابن حيان] . # قلت: فأما سعة ذرعه، وتدفق طبعه؛ وغزارة بيانه ms0180، ورقة حاشية لسانه، فالصبح ~~الذي لا ينكر ولا يرد، والرمل الذي لا يحصر ولا يعد. # أخبرني من لا أدفع خبره من وزراء إشبيلية قال: لعهدي بأبي الوليد قائما ~~على جنازة بعض حرمه، والناس يعزونه على اختلاف طبقاتهم، فما سمع يجيب رجلا ~~منهم بما أجاب به آخر، لحضور جنانه، وسعة ميدانه. # وقد أخرجت من أشعاره التي هي حجول وغرر، ونوادر أخباره التي هي مآثر ~~وأثر، ورسائله التي أخرست ألسنة الحفل، [واستوفت أمد المنطق الجزل، ما يسر ~~الآداب ويصورها، ويستخف الألباب ويستطيرها] # PageV01P339 # @جملة من نثره، مع ما ينخرط في سلك ذلك من شعره # [له من رقعة خاطب بها ابن جهور من موضع اعتقاله يقول فيها: # يا مولاي وسيدي الذي ودادي له، واعتدادي به، واعتمادي عليه، أبقاك الله ~~ماضي حد العزم، واري زند الأمل، ثابت عهد النعمة. إن سلبتني - أعزك الله - ~~لباس إنعامك، وعطلتني من حلي إيناسك، وغضضت عني طرف حمايتك، بعد أن الأعمى ~~إلى تأميلي لك، وسمع ثنائي عليك، وأحس الجماد بإسنادي إليك، فلا غرو فقد ~~يغص بالماء شاربه، ويقتل الدواء المستشفي به، ويؤتى الحذر من مأمنه، وإني ~~لأتجلد فأقول: هل أنا إلا يد أدماها سوارها، وجبين عضه إكليله، ومشرفي ~~ألصقه بالأرض صاقله، وسمهري عرضه على النار مثقفة - والعتب محمود عواقبه، ~~والنبوة غمرة ثم تنجلي، والنكبة " سحابة صيف عن قريب تقشع "، وسيدي إن أبطأ ~~معذور. # وإن يكن الفعل الذي ساء واحدا ... فأفعله اللائي سررن ألوف وليت شعري ما ~~الذنب الذي أذنبت ولم يسعه العفو - ولا أخلو من أن أكون برئيا، فأين العدل ~~- أو مسيئا فأين الفضل - وما أراني إلا لو أمرت بالسجود لآدم فأبيت، وعكفت ~~على العجل، واعتديت في السبت، وتعاطيت فعقرت، وشربت من النهر الذي ابتلى به ~~جنود طالوت، وقدت لأبرهة الفيل، وعاهدت قريشا على ما في الصحيفة، وتأولت في ~~بيعة العقبة # PageV01P340 # ونفرت إلى العير ببدر، وانخزلت بثلث الناس يوم أحد، وتخلفت عن صلاتي في ~~بني قريظة، وأنفت من إمارة أسامة، وزعمت أن خلافة الصديق فلتة، " ورويت ~~رمحي من كتيبة خالد ms0181 "، وضحيت بالأشمط الذي عنوان السجود به، لكان فيما جرى ~~علي ما يحتمل أن يسمى نكالا، ويدعى ولو على المجاز عقابا. # وحسبك من حادث بامرئ ... ترى حاسديه له راحيمنا فكيف ولا ذنب إلا نميمة ~~أهداها كاشح، ونبأ جاء به فاسق - والله ما غششتك بعد النصيحة، ولا انحرفت ~~عنك بعد الصغية، ولا نصبت لك بعد التشيع فيك، ففيم عبث الجفاء بأذمتي، وعاث ~~في مودتي، وأني غلبني المغلب، وفخر على الضعيف، ولطمتني غير ذات سوار - ~~ومالك لا تمنع مني قبل أن أفترس، وتدركني ولاما أمزق وقد زانني اسم خدمتك، ~~وأنلت الجميع من سماطك، وقمت المقام المحمود على بساطك - # ألست الموالي فيك نظم قصائد ... هي الأنجم اقتادت مع الليل أنجما # PageV01P341 # وهل لبس الصباح إلا بردا طرزته بمحامدك، وتقلدت الجوزاء إلا عقدا فصلته ~~بمآثرك، وفيت المسك إلا حديثا أذعته بمفاخرك، وما يوم حليمة بسر، وحاش لله ~~أن أعد من العاملة الناصبة، وأكون كالذبالة المنصوبة تضيء للناس وهي تحترق. # وفي فصل منها: # ولعمري ما جهلت أن الرأي في أن أتحول إذا بلغتني الشمس، ونبا بي المنزل، ~~وأضرب عن المطامع التي تقطع أعناق الرجال، ولا أستوطئ العجز فيضرب بي ~~المثل: خامري أم عامر. وإني مع المعرفة بأن الجلاء سباء، والنقلة مثلة، ~~لعارف أن الأدب الوطن الذي لا يخشى فراقه، والخليط الذي لا يتوقع زياله، ~~والنسب الذي لا يجفى؛ أينما توجه ورد أعذب منهل، وحط في جناب قبول، وضوحك ~~قبل # PageV01P342 # إنزال رحله، وأعطي حكم الصبي على أهله، # وقيل له أهلا وسهلا ومرحبا ... فهذا مبيت صالح وصديق غير أن الوطن محبوب، ~~والمنشأ مألوف، واللبيب يحن إلى وطنه، حنين النجيب إلى عطنه، والكريم لا ~~يجفو أرضا بها قوابله، ولا ينسى بلدا فيه مراضعه، قال الأول: # أحب بلاد الله ما بين منعج ... إلي وسلمى أن يصوب سحابها # بلاد بها عق الشباب تمائمي ... وأول أرض مس جلدي ترابها مع مغالاتي بعلو ~~جوارك، ومنافستي، في الحظ من قربك، واعتقادي أن الطمع في غيرك طبع، والغنى ~~من سواك عناء، والبدل منك أعور، والعوض لفاء ms0182: # وإذا نظرت إلى أميري زادني ... ضنا به نظري إلى الأمراء وكل الصيد في جوف ~~الفرا، وفي كل شجر نار واستمجد المرخ # PageV01P343 # والعفار. فما هذه البراءة ممن يتولاك، والميل عمن يميل إليك؛ وهلا كان ~~هواك في من هواه فيك، ورضاك لمن رضاه لك: # يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم أعيذك ونفسي أن ~~أشيم خلبا، وأستمطر جهاما، وأكد غير مكدم، وأشكو " شكوى الجريح إلى العقبان ~~والرخم ". وإنما أبسست بك لتدر، وحركت لك الحوار لتحن، ونبهتك لأنام،، ~~وسريت إليك لأحمد السرى لديك، بعد اليقين أنك إن سنيت عقد أمري تيسر، ومتى ~~أعذرت في فك أسري لم يتعذر، وعلمك محبط بأن المعروف ثمرة النعمة، والشفاعة ~~زكاة المروءة، وفضل الجاه - تعود به - صدقة. # وإذا امرؤ أهدى إليك صنيعة ... من جاهه فكأنها من ماله # PageV01P344 # لعلي ألقي العصا بذراك، وتستقر بي النوى في ظلك، فتستلذ جنى شكري من غرس ~~عارفتك، وتستطيب عرف ثنائي من روض صنيعتك، فأستأنف التأدب بك، والاحتيال ~~على مذهبك، فلا أوجد للحاسد مجال لحظة، ولا أدع للقادح مساغ لفظة، والله ~~شهيدك من إطلابي بهذه الطلبة، وإشكائي من هذه الشكوى، لصنيعة تصيب بها طريق ~~المصنع، وقد تستودعها أحفظ مستودع، [حسبما أنت خليق له، وأنا منك حري به، ~~فذلك بيدك، وهين عليك] . [ولما توالت غرر هذا النثر، واتسقت درره] ، فهز ~~عطف غلوائه، وجر ذيل خيلائه، عارضه النظم مباهيا، بل كايده مداهيا، حين ~~أشفق من أن يعطفك استعطافه، وتميل بنفسك ألطافه، فاستحسن العائدة منه، ~~واعتد بالفائدة له، وما زال يستكره الذهن العليل، والخاطر الكليل، حتى زف ~~إليك منه عروسا مجلوة في أثوابها، منصوصة بحليها وملابها، وهاهي: # الهوى في طلوع تلك النجوم ... والمنى في هبوب ذاك النسيم # سرنا عيشنا الرقيق الحواشي ... لو يدوم السرور للمستديم ومنها: # PageV01P345 # وطر ما انقضى إلى أن تقضى ... زمن ما ذمامه بالذميم # زار مستخفيا وهيهات أن يخ ... فى سرى البدر في الظلام البهيم # فوشى الحلي إذ مشى وهفا الطي ... ب إلى حسن كاشح بالنميم # أيها المؤذني بظلم الليالي ... ليس ms0183 يومي بواحد. من ظلوم # ما ترى البدر إن تأملت والشم ... س هما يكسفان دون النجوم # وهو الدهر ليس ينفك ينحو ... بالمصاب العظيم نحو العظيم # بوأ الله جهورا شرف السؤ ... دد في السر واللباب الصميم # واحد سلم الجميع له الفص ... ل فكان الخصوص فوق العموم # قلد الغمر ذا التجارب فيه ... واكتفى جاهل بعلم عليم ومنها في ذكر ~~اعتقاله: # سقم لا أعاد منه وفي العا ... ئد أنس يفي ببرء السقيم # نار بغي سرت إلى جنةالأر ... ض بياتا فأصبحت كالصريم # [بأبي أنت إن تشأ تك بردا ... وسلاما كنار إبراهيم] # للشفيع الغناء والحمد في صو ... الحيا للرياح لا للغيوم وبعد تمام هذه ~~القصيدة: هاكها - أعزك الله - يبسطها الأمل، ويقبضها الخجل، لها ذنب ~~التقصير، وحرمة الإخلاص، فهب ذنبا لحرمة، واشفع نعمة بنعمة، لتأتي الإحسان ~~من جهاته، وتسلك إلى الفضل طرقاته، إن شاء الله] . # PageV01P346 # وهذا البيت الأخير، إلى معنى بيت البحتري يشير: # حماز حمدي وللرياح اللواتي ... تجلب الغيث مثل حمد الغيوم وأخذه البحتري ~~من قول أبي تمام: # وإذا امرؤ أهدى إليك صنيعة ... من جاهه فكأنها من ماله وقوله: " سقم لا ~~أعاد منه " ... البيت، من قول علي بن الجهم # بيت يجدد للكريم كرامة ... ويزار فيه ولا يزور ويحقد وله أيضا في ابن ~~جهور، وكتب بها [إليه] من السجن: # ما جال بعدك لحظي في سنا القمر ... إلا ذكرتك ذكر العين بالأثر # ولا استطلت ذكاء الليل من أسف ... إلا على ليلة سرت مع القصر # في نشوة من سنات الوصل موهمة ... أن لا مسافة بين الوهن والسحر # يا ليت ذاك السواد الجون متصل ... قد استعار سواد القلب والبصر # أما الضنى فجنته لحظة عنن ... كأنها والردى جاء على قدر # فهمت معنى الهوى من وحي طرفك لي ... إن الحوار لمفهوم من الحور ومنها: # PageV01P347 # من يسأل الناس عن حالي فشاهدها ... محض العيان الذي يغني عن الخبر # لم تطو برد شبابي كبرة وأرى ... برق المشيب اعتلى في عارض الشعر # قبل الثلاثين إذ عهد الصبا كثب ... وللشبيبة غصن غير مهتصر # يا للرزايا لقد شافهت منهلها ms0184 ... غمرا فما أشرب المكروه بالغمر # هل الرياح بنجم الأرض عاصفة ... أم الكسوف لغير الشمس والقمر # إن طال في السجن إيداعي فلا عجب ... قد يودع الجفن حد الصارم الذكر # وإن يثبط أبا الحزم الرضى قدر ... عن كشف ضري فلا عتب على القدر # من لم أزل من تأنيه على ثقة ... ولم أبت من تجنيه على حذر # وزير سلم كفاه يمن طائره ... شؤم الحروب ورأي محصد المرر # أغنت قريحته مغنى تجاربه ... ونابت اللمحة العجلى عن الفكر # كم اشترى بكرى عينيه من سهر ... هدوء عين الهدى في ذلك السهر # في حضرة غاب صرف الدهر خشيته ... عنها، ونام القطا فيها ولم يثر # حرمت منه وحظ الناس كلهم ... لهذه العبرة الكبرى من العبر # وكنت أحسبني والنجم في قرن ... ففيم أصبحت منحطا إلى العفر # أحين رف على الآفاق من أدبي ... غرس له من جناه يانع الثمر # وسيلة سبب إلا تكن نسبا ... فهو الوداد صفا من غير ما كدر # يا زهرة الزهر حيا وهو إن فنيت ... حياته زينة الآثار والسير # لي في اعتمادك في التأميل سابقة ... وهجرة في الهوى أولى من الهجر # PageV01P348 # هل من سبيل، فماء العتب لي أسن ... إلى العذوبة من عتباك والخصر # لا تله عني فلم أسألك معتسفا ... رد الصبا غب إيفاء على الكبر # فاشفع أكن مثل ممطور ببلدته ... جذلان بالوطن المألوف والمطر [قوله: قد ~~استعار سواد القلب والبصر " لفظ المعري حيث يقول: # يود أن ظلام الليل دام له ... وزيد فيه سواد القلب والبصر] وقوله: " هل ~~الرياح بنجم الأرض عاصفة " ... البيت، معنى قد طوي ونشر، ومنه قول أبي ~~تمام: # إن الرياح إذ ما أعصفت قصفت ... عيدان نجد ولم يعبأن بالرتم # بنات نعش ونعش لا كسوف لها ... والشمس والبدر منها الدهر في الرقم وأخذه ~~منه البحتري فقال: # ولست ترى شوك القتادة خائفا ... سموم الرياح الآخذات من الرند # ولا الكلب محموما وإن طال عمره ... ألا إنما الحمى على الأسد الورد وبيت ~~البحتري الأخير من قول حبيب أيضا: # فإن تك قد نالتك أطراف وعكة ... فلا عجب قد يوعك الأسد ms0185 الورد # PageV01P349 # وأخذه الأمير شمس المعالي، وننشد القطعة بجملتها: # [قل للذي بصروف الدهر عيرنا: ... هل عاند الدهر إلا من له خطر # أما ترى البحر تطفو فوقه جيف ... وتستقر بأقصى قعره الدرر] # فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ... ونالنا من تمادي بؤسه ضرر # ففي السماء نجوم ما لها عدد ... وليس يكسف إلا الشمس والقمر ومعنى بيت ~~شمس المعالي الثاني من متداولات المعاني، منها قول ابن الرومي: # دهر علا قدر الوضيع به ... وغدا الشريف يحطه شرفه # كالبحر يرسب فيه لؤلؤه ... سفلا وتطفو فوقه جيفه وقد كرره ابن الرومي في ~~مواضع، منها قوله: # قالت علا الناس إلا أنت قلت لها: ... كذاك يسفل في الميزان ما رجعا وقال ~~المتنبي: # ولو لم يعل إلا ذو محل ... تعالى الجيش وانحط القتام وقول ابن زيدون: " ~~حضرة غاب صرف الدهر خشيته ".. [البيت # PageV01P350 # مع الذي بعده، لم يخله من برد، ولا أقامه على ساق نقد، وخير منهما ما وصف ~~من خبر التاجر] مع أبي دلف وقد مر به في مكان، فوطئ له طرف طيلسان، فقال ~~له: يا أبا دلف، ليس هذا كرجك، هذه حضرة أمير المؤمنين، الشاة والذئب ~~يشربان فيها من إناء واحد. # ومن اللفظ المليح، الطيار الخفيف الروح، في هذا المعنى قول ابن عمار: # وألف بين الظبي والذئب عدله ... فلا تجزعي أن زار ربعك ذيب وله أيضا ~~قصيدة فريدة خاطب بها ابن جهور، وهو تلك الحال من الاعتقال، أولها: # ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي ... ويطلب ثاري البرق منصلت النصل # وهلا أقامت أنجم الليل مأتما ... لتندب في الآفاق ما ضاع من نبلي # فلو أنصفتني وهي أشكال همتي ... لألقت بأيدي الذل لما رأت ذلي # ولافترقت سبع الثريا وغاظها ... بمجمعها ما فرق الدهر من شملي # لعمر الليالي إن يكن طال نزعها ... لقد قرطست بالنبل في مقتل النبل # PageV01P351 # تحلت بآدابي وإن مآربي ... لسانحة في عرض أمنية عطل # أخص لفهمي بالقلى وكأنما ... يبيت لذي الفهم الزمان على ذحل # وأجفى على نظمي لكل قلادة ... مفصلة السمطين بالمنطق الفصل # ولو أنني أسطيع - كي أرضي ms0186 العدا - ... شريت ببعض العلم حظا من الجهل # أمقتولة الأجفان مالك والها ... ألم ترك الأيام نجما هوى قبلي - # أقلي بكاء لست أول حرة ... طوت بالأسى كشحا على مضض الثكل # وفي أن موسى عبرة إذ رمت به ... إلى اليم في التابوت فاعتبري واسلي # ولله فينا علم غيب وحسبنا ... به عند جور الدهر من حكم عدل # وإن رجائي في الهمام ابن جهور ... لمستحكم الأسباب مستحصد الحبل # كريم عريق في الكرام وقلما ... يرى الفرع إلا مستمدا من الأصل # يرف على التأميل لآلاء بشره ... كما رف لآلاء الحسام على الصقل # ويغنى عن المدح اكتفاء بسروه ... غنى المقلة الكحلاء عن زينة الكحل # أبا الحزم إني في عتابك مائل ... على جانب تأوي إليه العلا سهل # حمائم شكري صبحتك هوادلا ... تناديك من أفنان آدابي الهدل # جواد إذا استن الجياد إلى مدى ... تمطر فاستولى على أمد الخصل # ثوى صافنا في مربط الهون يشتكي ... بتصهاله ما ناله من أذى الشكل # أأن زعم الواشون ما ليس مزعما ... تعذر في نصري وتعذر في خذلي - # ولم أستثر حرب الفجار ولم أطع ... مسيلمة إذ قال إني من الرسل # وإني لتنهاني نهاي عن التي ... أشار بها الواشي ويعقلني عقلي # PageV01P352 # أأنفقض فيك المدح من بعد قوة ... فلا قتدي إلا بناقضة الغزل - # هي النعل زلت بي فهل أنت مكذب ... لقيل الأعادي إنها زلة الحسل # ألا إن ظني بين فعليك واقف ... وقوف الهوى بين القطيعة والوصل # وإلا جنيت الأنس من وحشة النوى ... وهول السرى بين المطية والرحل # سيعنى بما ضيعت مني حافظ ... ويلفى لما أرخصت من خطري مغلي # وأين جواب منك ترضى به العلا ... إذا سألتني عنك ألسنة الحفل - ومعنى هذا ~~البيت الأخير كقول الآخر: # فاختر لنفسك ما أقول فإنني ... لابد أخبرهم وإن لم أسال وقوله: " ثوى ~~صافنا في مربط الهون " كقول المتنبي: # وإن تكن محكمات الشكل تمنعني ... ظهور جري فلي فيهن تصهال قال القسطلي: # وذو غرة معروفة السبق في المدى ... وقد قرح التحجيل من ألم الشكل وقوله: ~~" ويغنى عن المدح اكتفاء بسروه " البيت، معنى متداول وينظر إليه ms0187 قول ~~القائل: # PageV01P353 # وأعشق كحلاء المدامع خلقة ... لئلا ترى في عينها منة الكحل وفي بني جهور ~~يقول: # بني جهور أحرقتم بجفائكم ... جناني فما بال المدائح تعبق - # تعدوني كالمندل الرطب إنما ... تطيب لكم أنفاسه حين يحرق وأراه توارد في ~~هذين البيتين مع أبي علي ابن رشيق القيرواني حيث يقول: # أراك اتهمت أخاك الثقه ... وعندك مقت وعندي مقه # وأثني عليك وقد سؤتني ... كما طيب العود من أحرقه وأخذاه معا من قول أبي ~~تمام: # لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود وأنشدني بعض ~~أهل وقتنا وهو أبو مروان ابن شماخ لنفسه: # نوائب غالتني فأبدت فضائلي ... فكانت وكنت النار والعنبر الوردا ولغيره: # إن مست النار جسمي ... أبديت طيب نسيم # كالدهر إن عض يوما ... أبان فضل الكريم # PageV01P354 # وأبو الوليد ابن زيدون على كثير إحسانه كثير الاهتدام، في النثار ~~والنظام. # وكتب إلى الأديب أبي بكر ابن مسلم وهو مختف بقرطبة بعد فراره من السجن ~~فصلا من رقعة [يقول فيها] : # أبدأ أولا بشرح الضرورة الحافزة إلى ما صنعت، إذ بلغني أنك صدر اللائمين ~~لي عليه، ومن أمثالهم: ويل للشجي من الخلي، وهان على الأملس ما لاقى الدبر. ~~وأعاتبك على افنصالك عني، وبراءتك أمد المحنة مني، [عسى أن تتلاقى عودا ما ~~أضعت بدءا، وإن كنت في ذلك كدابغة وقد حلم الأديم، ومنفعة الغوث قبل العطب، ~~وفي علمك أني سجنت مغالبة بالهوى، وهو أخو العمى، وقد نهى عنه تعالى فقال: ~~{ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} (ص: 26) الآية. وشهد علي فلان الناشر ~~أذنيه طمعا، ليأكل بيديه جشعا، قال، وكان القول ما قالت حذام؛ وليت مع قبول ~~من لا تجهل شهادته علي يعذر فيه إلي، ولم يقرن الحشف بسوء الكيلة. وكنت أول ~~حبسي بموضع جرت العادة فيه وضع مستوري الناس وذوي الهيئات منهم، وفي الشر ~~خيار، وبعضه أهون من بعض. ثم نقلت بعد إلى حيث الجناة المفسدون # PageV01P355 # واللصوص المقيدون، ومنع مني عوادي، فشكوت إلى الحاكم الحابس لي، فصم عني، ~~ولو ذات سوار لطمتني: # وإنك لم يفخر ms0188 عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب] فلم استطع صبرا، ~~وعلمت أن العاجز من لا يستبد، والمرء يعجز لا المحالة، ولم أستجز أن أكون ~~ثالث الأذلين: العير والوتد. وذكرت أن الفرار من الظلم، والهرب ممن لا ~~يطاق، من سنن المسلمين، وقد قال تعالى على لسان موسى: {ففررت منكم لما ~~خفتكم} (الشعراء: 21) فنظرت في مفارقة الوطن، إذ قديما ضاع الفاضل في وطنه، ~~وكسد العلق الغبيط في معدنه، كما قال: # أضيع في معشري وكم بلد ... يعود عود الكباء من حطبه واستخرت الله في ~~إنفاذ العزم، وأنا الآن بحيث أمنت بعض الأمن، إلا أن السعي لم يرتفع، ومادة ~~البغي لم تنقطع. وختم رسالته بهذا النظم: # شحطنا وما للدار نأي ولا شحط ... وشط بمن نهوى المزار وما شطوا # أأحبابنا ولت بحادث عهدنا ... حوادث لا عهد عليها ولا شرط # PageV01P356 # لعمركم إن الزمان الذي قضى ... بشت جميع الشمل منا لمشتط # وما شوق مقتول الجوانح بالصدى ... إلى نطفة زرقاء أضمرها وقط # بأبرح من شوقي إليكم ودون ما ... أريد المنى منه القتادة والخرط # وفي الربرب الإنسي أحوى كناسه ... نواحي ضميري لا الكثيب ولا السقط # ألا هل أتى الفتيان أن فتاهم ... فريسة من يعدو ونهزة من يسطو - # وأن الجواد الفائت الشأو صافن ... تخونه شكل وأزرى به ربط - # عليك أبا بكر بكرت بهمة ... لها الخطر العالي، وإن نالها حط # أبي بعد ما هيل التراب على أبي ... ورهطي فذا حين لم يبق لي رهط # لك النعمة الخضراء تندى ظلالها ... علي ولا جحد لدي ولا غمط # ولولاك لم تقدح زناد قريحتي ... فينتهب الظلماء من نارها سقط # هرمت وما للشيب وخط بمفرقي ... ولكن لشيب الهم في كبدي وخط # وطاول سوء الحال نفسي فأذكرت ... من الروضة الغناء طاولها القحط # ولما انتحوني بالتي لست أهلها ... ولم يمن أمثالي بأمثالها قط # فررت فإن قالوا الفرار إرابة ... فقد فر موسى حين هم به القبط # وإني لراج أن تعود كبدئها ... لي الشيمة الزهراء والخلق السبط # فما لك لا تخصني بشفاعة ... يلوح على دهري لميسمها علط - كأن أول هذه ms0189 ~~القصيدة ناظر إلى قول راشد أبي حكيمة حيث يقول: # PageV01P357 # ومستوحش لم يمس في أرض غربة ... ولكنه ممن يحب غريب [وقال الآخر: # فلا تحسبي أن الغريب الذي نأى ... ولكن من تنأين عنه غريب ويناسبه أيضا ~~قول المتنبي: # إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... ألا تفارقهم فالراحلون هم وقوله: " هرمت ~~وما للشيب " ... البيت، ناقص عن قول المتنبي: # إلا يشب فلقد شابت له كبد ... شيبا إذا خضبته سلوة نصلا وقوله: " وإن ~~الجواد "، كقول أبي الطيب أيضا: # وما في طبه أني جواد ... أضر بجشمه طول الجمام وقد كرر هذا المعنى أبو ~~الطيب في مواضع من شعره، وكلف به وشغف، وصرف الكلام فيه فتصرف، وقد تقدم ~~إنشاده. ومنه أيضا قول عبد الجليل، المرسى للمعتمد بن عباد: # أتتك على خلائقها جيادي ... وإن كان الضياع لها شكالا وكتب من سجنه إلى ~~أبي حفص ابن برد: # PageV01P358 # ما على ظني باس ... جرح الدهر وياسو # ربما أشرف بالمر ... ء على الآمال ياس # ولقد ينجيك إغفا ... ل ويرديك احتراس # والمحاضير سهام ... والمقادير قياس # يا أبا حفص وما سا ... واك في فهم إياس # من سنا رأيك لي في ... ظلم الخطب اقتباس # وودادي لك نص ... لم يخالفه القياس # أذؤب هامت بلحمي ... فالتهام وانتهاس # كلهم يسأل عن حا ... لي وللذئب اعتساس # يلبد الورد السبنتى ... وله بعد افتراس # إن أكن أصبحت محبو ... سا فللغيث احتباس # فتأمل كيف يغشى ... مقلة المجد النعاس # ويفت المسك في التر ... ب فيوطا ويداس # لا يكن عهدك وردا ... إن عهدي لك آس # وأدر ذكري كاسا ... ما امتطت كفك كاس # فعسى أن يسمح الده ... ر فقد طال الشماس قوله: " يلبد الورد السنتى " ... ~~البيت، كقول النابغة: # وقلت يا قوم إن الليث منقبض ... على براثنه للوثبة الضاري # PageV01P359 # وأخذه ابن الرومي فقال: # سكنت سكونا كان رهنا بوثبة ... عماس كذاك الليث للوثب يلبد وقوله: " لا ~~يكن عهدك وردا " من قول العباس بن الأحنف: # لا تجعلي وصلنا كالورد حين مضى ... ذا طلعة وأديمي الود كالآس وكرره ~~العباس في موضع آخر فقال: # ولكنني شبهت بالورد عهدها ... وليس يدوم ms0190 الورد دائم @ما أخرجته من شعر ~~ابن زيدون في النسيب وما يناسبه # قال من قصيدة طويلة: # بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا # لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم ... رأيا ولم نتقلد غيره دينا # نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا # حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سودا وكانت بكم بيضا ليالنا # إذ جانب العيش طلق من تألفنا ... ومورد اللهو صاف من تصافينا # وإذ هصرنا غصون الوصل دانية ... قطوفها فجنينا منه ما شينا # PageV01P360 # ليسق عهدكم عهد السرور فما ... كنتم لأيامنا إلا رياحينا # لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا ... أن طالما غير النأي المحبينا # والله ما طلبت أهواؤنا بدلا ... منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا # يا ساري البرق غاد القصر فاسق به ... من كان صرف الهوى والود يسقينا # ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا ... من لو على البعد حيا كان يحيينا # ربيب ملك كأن الله أنشأه ... مسكا وقدر إنشاء الورى طينا # إذا تأود آدته رفاهية ... توم العقود وأدمته البرى لينا # كانت له الشمس ظئرا في أكلته ... بل ما تجلى لها إلا أحايينا # يا روضة طالما أجنت لواحظنا ... وردا جلاه الصبا غضا ونسرينا # ويا حياة تملينا بزهرتها ... منى ضروبا ولذات أفانيننا # يا جنة الخلد أبدلنا بسلسلها ... والكوثر العذب زقوما وغسلينا # كأنن لم نبت الوصل ثالثنا ... والسعد قد غض من أجفان واشينا # سران في خاطر الظلماء يكتمنا ... حتى يكاد لسان الصبح يفشينا # إنا قرأنا الأسى عند النوى سورا ... مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا # أما هواك فلم نعدل بمنهله ... شربا وإن كان يروينا فيظمينا # لم أنجف أفق جمال أنت كوكبه ... سالين عنه ولم نهجره قالينا # ولا اختيارا تجنبناه عن كثب ... لكن عدتنا على كره عوادينا # نأسى عليك وقد حثت مشعشعة ... فينا الشمول وغنانا مغنينا # لا أكؤس الراح تبدي من شمائلنا ... سيما ارتياح ولا الأوتار تلهينا # دومي على الوصل - ما دمنا - محافظة ... فالحر من دان إنصافا كما دينا # PageV01P361 # فما استعدنا خليلا عنك يصرفنا ... ولا استفدنا حبيبا عنك يسلينا # [ولو صبا نحونا من علو مطلعه ... بدر الدجى ms0191 لم يكن - حاشاك - يسبينا] # أبلي وفاء وإن لم تبذلي صلة ... فالذكر يقنعنا والطيف يكفينا # وفي الجواب متاع إن شفعت به ... بيض الأيادي التي ما زلت تولينا # [عليك مني سلام الله ما بقيت ... صبابة بك نخفيها فتخفينا] وهذه القصيدة ~~بجملتها فريدة، وقد عارضه فيها جماعة قصروا عنه، منهم أبو بكر ابن الملح، ~~فإنه نازعه فيها الراية، فقصر عن الغاية، حيث يقول من قصيدة أولها: # هل يسمع الربع شكوانا فيشكينا ... أو يرجع القول مغناه فيغنينا ثم استمر ~~في غزلها واسحنفر فقال: # يا باخلين علينا أن نودعكم ... وقد بعدتم عن اللقيا فحيونا # قفوا نزركم وإن كانت فوائدكم ... نزرا ومنكم بالوصل ممنونا # سترتم الوصل ضنا لا فقدتكم ... فكان بالوهم موجودا ومظنونا # سرى من المسك عن مسراكم خبر ... يعيد عهد هواكم نشره فينا # أيام بدركم يحيي ليالينا ... قربا وظبيكم يرعى بوادينا # مهلا فلم نعتقد دين الهوى تبعا ... ولا قرأنا صحيف الحسن تلقينا # PageV01P362 # ومنها: # قد انصرف القول يغوينا ويرشدنا ... ونترك الدار تشجينا وتسلينا # ونتبع الحي والأشواق محرقة ... نحوم بالماء وارماح تحمينا # كواكب في سماء النقع قد جعلت ... لنا رجوما وما كنا شياطينا قول ابن ~~زيدون: " وإن كان يروينا فيظمينا " معنى متداول، ومن أشهره قول ابن الرومي: # ريق إذا ما ازددت من شربه ... ريا ثناني الري ظمآنا # كالخمر أروى ما يكون الفتى ... من شربها أعطش ما كانا وقال ابن الرومي ~~أيضا فيما يناسبه من بعض الوجوه: # يا رب ريق بات بدر الدجى ... يعله بين ثناياكا # يروي ولا ينهاك عن شربه ... والماء يرويك وينهاكا وأشبه به ما أنشده ~~الثعالبي: # كرضاب الحبيب يشفي عليلا ... ثم ينشي إلى المزيد غليلا وقوله: " سران في ~~خاطر الظلماء " ... البيت [مما زاد فيه # PageV01P363 # لمليح الاستعارة على قول أبي الطيب: # أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي] على أن أبا ~~الطيب أجاد فيه ما أراد، وكرره في مواضع من شعره كقوله: # وكم لظلام الليل عندك من يد ... تخبر أن المانوية تكذب وإنما أخذه من ~~مصراع لابن المعتز حيث يقول: # فالشمس نمامة والليل ms0192 قواد ... وكل من إلى هذا المعنى أشار، فحوالي المثل ~~دار، وهو قولهم: الليل أخفى للويل. # وله من أخرى: في أثر نزهة كانت له بمدينة الزهراء: # غني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ... والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا # وللنسيم اعتلال في أصائله ... كأنه رق لي فاعتل إشفاقا # PageV01P364 # والروض عن مائه الفضي مبتسم ... كما حللت عن اللبات أطواقا # لا سكن الله قلبا عن ذكركم ... فلم يطر بجناح الشوق خفاقا # لو شاء حملي نسيم الريح حين سرى ... وافاكم بفتى أضناه ما لاقى # يا علقي الأخطر الأسنى الحبيب إلى ... قلبي إذا ما اقتنى الأحباب أعلاقا # الآن أحمد ما كنا لعهدكم ... سلوتم وبقينا نحن عشاقا قوله: " وللنسيم ~~اعتلال في أوصائله " ### | .... # البيت، أراه ألم فيه يقول ابن المعتز: # والريح تجذب أطراف الثياب كما ... أفضى الشفيق إلى تنبيه وسنان وقلبه ~~الرضي فقال: # وأمست الريح كالغيرى تجاذبنا ... على الكثيب فضول الربط واللمم وأحسب ~~الفرزدق أبا عذرته، وواسم غرته، بقوله: # وركب كأن الريح تطلب عندهم ... لها ترة من جذبها بالعصائب ومد أطناب ~~المعنى بالبيت الآخر حيث يقول: # سروا يخبطون الريح وهي تلفهم ... إلى شعب الأكوار ذات الحقائب وقوله: " ~~سولتم وبقينا نحن عشاقا " يناسب قول الآخر: # PageV01P365 # أشكو الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا قال ابن ~~بسام: والشيء يذكر بالشيء وإن لم يكن من المنهاج، ولابد مع ذكر المعترضات ~~من المعاج: قرأت في كتاب " أخبار بغداد " لابن طاهر، قال محمد بن عبدوس ~~الفارسي: سرت يوما إلى ابن الجهم فأنشدني لنفسه في العناق: # ألا رب ليل ضمنا بعد هجعة ... وأدنى فؤادا من فؤاد معذب # وبتنا جميعا لو تراق زجاجة ... من الراح فيما بيننا لم تسرب فاقتدح زندي ~~لإبراء مثله، فأطرقت وقلت: # لا والمنازل من نجد وليلتنا ... بفيد إذ جسدانا بيننا جسد # كم رام فينا الكرى في لطف مسلكه ... يوما فما أنفك لا خد ولا عضد # ما أنصفوني دعوني فاستجبت لهم ... حتى إذا قربوني منهم بعدوا أردت هذا ~~البيت. # وقوله: " لو شاء حملي نسيم الريح " ... البيت، كقول المجنون وهو أحسن ما ~~قيل في ms0193 النحافة، على زعم المبرد. # PageV01P366 # إلا إنما غادرت يا أم مالك ... صدى أينما تذهب به الريح يذهب وقال ~~المتنبي: # كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني وقال الخبز ~~أرزي: # أنحلني الحب فلو زج بي ... في مقلة النائم لم ينتبه وله من أخرى، وكتب ~~بها من بطليوس أيام تكرره عليها، وهي من غرر نظامه، وحر كلامه: # يا دمع صب إن شئت أن تصوبا ... ويا فؤادي آن أن تذوبا # إن الرزايا أصبحت ضروبا ... لم أر لي في أهلها ضريبا # قد ملأ الشوق الحشا ندوبا ... في الغرب أن رحت به غريبا # عليل دهر ضامني تعذيبا ... أدنى الضنى إذ أبعد الطبيبا # ليت القبول أحدثت هبوبا ... ريح يروح عهدها قريبا # بالأفق المهدي إلينا طيبا ... تعطرت منه الصبا جيوبا # يبرد حر الكبد المشبوبا ... يا متبعا إساده التأويبا # مشرقا قد سئم التغريبا ... أما سمعت المثل المضروبا: # PageV01P367 # أرسل حليما واستشر لبيبا ... إذا أتيت الوطن الحبيبا # والجانب المستوضح العجيبا ... والحاضر المنفسح الرحيبا # فحي منه ما أرى الجنوبا ... مصانع تجاذب القلوبا # حيث ألفت الرشأ الربيبا ... مخالسا في وصله الرقيبا # كم بات بدري ليله الغربيبا ... لما انثنى في سكره قضيبا # يشدو حمام عقده تطريبا ... هصرته حلو الجنى رطيبا # أرشف منه المبسم الشنيبا ... حتى إذا ما اعتن لي مريبا # شباب أفق هم أن يشيبا ... بادرت سعيا هل رأيت الذيبا - # أهاجري أم موسعي تأنيبا ... من لم أسغ من بعده مشروبا # ما ضره لو قال: لا تثريبا ... فلا ملام لحق المغلوبا # قد طال ما تجرم الذنوبا ... ولم يدع في العذر لي نصيبا # إن قرت العين بأن أؤوبا ... لم آل أن أسترضي الغضوبا قد ينفع المذنب أن ~~يتوبا ... قوله: " هل رأيت الذيبا - " أخذه من قول الراجز يصف، لبنا ~~ممذوقا: # جاءوا بضيح هل رأيت الذئب قط - ... وهذا التشبيه عند أهل النقد نوع من ~~أنواع الإشارة، لأنه أشار إلى تشبيه لونه بالماء الذي غلب على اللبن فصار ~~كلون الذئب. # PageV01P368 # وقال من أخرى: # وضح الحق المبين ... ونفى الشك اليقين # ورأى الواشون ما غر ... تهم منه الظنون ms0194 # أملوا ما ليس يمنى ... ورجوا ما لا يكون # وتمنوا أن يخون ال ... عهد مولى لا يخون # فإذا الغيب سليم ... وإذا الود مصون # قل لمن دان بهجري ... وهواه لي دين: # يا جوادا بي إني ... بك والله ضنين # أرخص الحب فؤادي ... لك والعلق ثمين # يا هلالا تتراءا ... ه نفوس لا عيون # عجبا للقلب يقسو ... منك والقد يلين # ما الذي ضرك لو سر ... بمرآك الحزين - # وتلطفت بصب ... حينه فيك يحين # فوجوه اللفظ شتى ... والمعاذير فنون وقال أيضا: # صحت فصح بها السقيم ... ريح معطرة النسيم # مقبولة هبت قبو ... لا فهي تعبق بالشميم # PageV01P369 # إيها أبا عبد الإل ... ه نداء مغلوب العزيم # إن عيل صبري من فرا ... قك فالعذاب به أليم # الله يعلم أن حب ... ك من فؤادي في الصميم # ولئن تحمل عنك بي ... جسم فعن قلب مقيم # قل لي: بأي خلال سر ... وك قبل أفتن أو أهيم # أبمجدك العمم الذي ... نسق الحديث مع القديم - # أم بالدائع كاللآ ... لي من نثير أو نظيم - # إن أشمست منك الطلا ... قة فالندى عنها مغيم # وبلاغة إن عد أه - ... لوها فأنت لهم زعيم # إن الذي قسم الحظو ... ظ حباك بالحظ العظيم قوله: " ولئن تحمل عنك بي جسم ~~" ... البيت، معنى مشهور أنشدت فيه لبعضهم: # أقول له حين ودعته ... وكل بعبرته ملبس: # لئن رجعت عنك أجسامنا ... لقد سافرت معك الأنفس وفي قريب منه، وإنما ~~أنشدته لحسنه، ولكون هذا المعنى فرعا من غصنه، قول الآخر: # PageV01P370 # حملتك في قلبي فهل أنت عالم ... بأنك محمول وأنت مقيم - # ألا إن شخصا في فؤادي محله ... وأشتاقه شخص علي كريم وقال أيضا: # يا ليل طل لا أشتهي ... إلا كعهد قصرك # لو بات عندي قمري ... ما بت أرعى قمرك وقال أيضا: # ودع الصبر محب ودعك ... ذائع من سره ما استودعك # يقرع السن على أن لم يكن ... زاد في تلك الخطى إذ شيعك # يا أخا البدر سناء وسنا ... حفظ الله زمانا أطلعك # إن يطل بعدك ليلي فلكم ... بت أشكو قصر الليل معك وقال: # بيني وبيمك ما لو شئت لم يضع ms0195 ... سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع # يا بائعا حظه مني ولو بذلت ... لي الحياة بحظي منه لم أبع # يكفيك أنك إن حملت قلبي ما ... لا تستطيع قلوب الناس يستطع # ته أحتمل واستطل أصبر وعز أهن ... وول أقبل وقل أسمع ومر أطع # PageV01P371 # أراه احتذى في هذا البيت مذهب أبي العميثل الأعرابي: # فاصدق وعف وفه وأنصف واحتمل ... واصفح ودار وكاف واحلن واشجع # والطف ولن وتأن واحلم واتئد ... واحزم وجد وحام واحمل وادفع وكقول ديك ~~الجن: # احل وامرر وضر وانفع ولن واخ ... شن ورش وابر وانتدب للمعالي وهذا الباب ~~صنعه المولدون وعدوه تقسيما وتقطيعا وتبعهم المتنبي فقال: # أقل أنل أقطع احمل عل سل أعد ... زدهش بش تفضل أدن سر صل ثم زاد أبو ~~الطيب في هذا وتباعض حتى قال: # عش ابق اسم سد قد جد مر انه رف اسر نل ... بيته المعروف، وأحسن لعمري ابن ~~زيدون في هذا التقسيم، ودفع بالحديث في صدر القديم، ولو قرع سمع أبي منصور، ~~بما في تضاعيف هذا التصنيف من الشذور، لما كان عنده ابن وشمكير بمذكور، ولا # PageV01P372 # أغرب بغرائب الصاحب، ولا ببديع البديع. # ومن شعر ابن زيدون في النسيب السائر الغريب، الطيار المليح، الخفيف ~~الروح، قوله: # أما رضاك فشيء ما له ثمن ... لو كان سامحني في ملكه الزمن # تبكي فراقك عين أنت ناظرها ... قد لج في هجرها عن هجرك الوسن # إن الزمان الذي عهدي به حسن ... قد حال مذ غاب عني وجهك الحسن # والله ما ساءني أني خفيت ضنى ... بل ساءني أن سري في الهوى العلن # لو كان أمري في كتم الهوى بيدي ... ما كان يعلم ما في قلبي البدن وهذا ~~البيت الأخير، إلى معنى صريع الغواني يشير: # فقلت: قلبي مكاتم جسدي ... ولو درى لم يقم به السمن وهذا البيت الرابع ~~منها ناظر إلى قول الآخر: # والله ما جزعي نفسي وإن هلكت ... وإنما جزعي ما سر حسادي وقال من أخرى: # أنت معنى الضنى وسر الضلوع ... وسبيل الهوى وقصد الدموع # PageV01P373 # أنت والشمس ضرتان ولكن ... لك عند الغروب فضل ms0196 الطلوع # ليس بالمؤيسي تكلفك العت ... ب دلالا من الرضى المطبوع # إنما أنت، والحسود معنى ... كوكب يستقيم بعد الرجوع وقال أيضا: # غريب بأرض الشرق يشكر للصبا ... تحملها مني السلام إلى الغرب # وما ضر أنفاس الصبا في احتمالها ... سلام فتى يهديه جسم إلى قلب وهذا ~~منقول من قول العباس بن الأحنف حيث يقول: # تالله ما شطت نوى ظاعن ... سار من العين إلى القلب وقال أيضا: # سأحب أعدائي لأنك منهم ... يا من يصح بمقلتيه ويسقم # أصبحت تسخطني وأمنحك الرضى ... جورا وتظلمني ولا أتظلم # يا من تألف ليله ونهاره ... فالحسن بينهما مضي مظلم # قد كان في شكوى الصبابة راحة ... لو أنني أشكو إلى من يرحم أول مصراع من ~~هذه المقطوعة مقتطع من قول أبي الشيص: # PageV01P374 # أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذ كان حظي منك حظي منهم وكذلك قوله فيها: " ~~يا من تألف ليله ونهاره " ... البيت، مقتضب من قول أبي الطيب: # الحزن يقلق والتجلد يردع ... والدمع بينهما عصبي طيع @ما أخرجته من شعر ~~ابن زيدون في المدائح # @مع ما يتشبث به من سائر الأوصاف # قال من قصيدة: # أما في نسيم الريح عرف معرف ... لنا هل لذات الوقف بالجزع موقف # فتقضني أوطار المنى من زيارة ... لنا كلف منها بما نتكلف # ضمان علينا أن تزار ودونها ... رقاق الظبا والسمهري المثقف # وقوم عدى يبدون عن صفحاتهم ... وأزهرها من ظلمة الحقد أكلف # يودون لو يثني الوعيد زماعنا ... وهيهات ريح الشوق من ذاك أ " صف # وفي السيراء الرقم وسط قبابهم ... بعيد مناط القرط أحور أوطف # وليلة وافينا الكثيب لموعد ... سرى الأيم لم يعلم لمسراه مزحف # تهادى أناة الخطو مرتاعة الحشا ... كما ريع يعفور الفلا المتشوف # PageV01P375 # فما الشمس رق الغيم دون أياتها ... سوى ما أرى ذاك الجبين المنصف # قعيدك أنى زرت، نورك فاضح ... وعطرك نمام، وحليك مرجف # هيبك اغتررت الحي واشيك هاجع ... وفرعك غربيب، وليلك أغضف # فأنى اعتسفت الهول خطوك مدمج ... وردفك رجراج وخصرك مخطف # لجاج تمادي الحب في المعشر العدا ... وأم الهوى الأفق الذي فيه نشنف # كفانا من الوصل التحية خلسة ms0197 ... فيومئ طرف أو بنان مطرف # وإني ليستهويني البرق صبوة ... إلى برق ثغر إن بدا كاد يخطف # وما ولعي بالراح إلا توهم ... لظلم به كالراح لو يترشف # ويذكرني العقد المرن جمانه ... مرنات ورق في ذرى الأيك هتف # فما قبل من أهوى طوى البدر هودج ... ولا ضم رئم القفر خدر مسجف # ولا قبل عباد حوى البحر مجلس ... ولا حمل الطود المعظم رفرف وهذا بيت ~~القسطلي بجملته حيث يقول في ابن أبي عامر: # وكيف استوى بالبر والبحر مجلس ... وقام بعبء الراسيات سرير - وفيها يقول ~~ابن زيدون: # هو الملك الجعد الذي في ظلاله ... تكف صروف الحادثات وتصرف # رويته في الحادث الإد لحظة ... وتوقيعه الجالي دجى الخطب أحرف # طلاقة وجه في مضاء كمثل ما ... يروق فرند السيف والحد مرهف # PageV01P376 # على السيف من تلك الصرامة ميسم ... وفي الروض من تلك اللطافة زخرف # أظن الأعادي أن حزمك نائم - ... لقد تعد الفسل الظنون فتخلف ومنها: # ولما قضينا ما عنانا أداؤه ... وكل بما يرضيك داع فملحف # رأيناك في أعلى المصلى كأنما ... تطلع من محراب داود يوسف # ولما حضرنا الأذن والدهر خادم ... تشير فيمضي والقضاء مصرف # وصلنا فقبلنا الندى منك في يد ... بها يتلف المال الجسيم ويخلف # ولولاك لم يسهل من الدهر جانب ... ولا ذل مقتاد ولا لان معطف # لك الخير أنى لي بشكرك نهضة ... وكيف أؤدي فرض ما أنت مسلف - # أنرت بهيم الحال مني غرة ... يقابلها طرف الحسود فيطرف قوله: " وما ولعي ~~بالراح " ... البيت، أراه قلب قول أبي الطيب: # وما شرقي بالماء إلا تذكرا ... لماء به أهل الحبيب نزول وقوله: " ويذكرني ~~العقد المرن " ... البيت، نسخة من قول أبي تمام ونقص عنه: # وبالحلي إن قامت ترنم فوقها ... حماما إذا لاقى حماما ترنما # PageV01P377 # وقوله: " طلاقة وجه " ... البيت، معنى مشهور، وهو في شعرهم كثير، ومنه ~~قول البحتري: # ويحسن دلها والموت فيه ... كم يستحسن السيف الصقيل وزاد فيه بعض أهل عصري ~~زيادة مليحة فقال: # مضاء كحد السيف لدنا مهزه ... يكفكفه حلم كحاشية البرد وقوله: " ولما ~~حضرنا الإذن " ... البيت، مع الذي بعده، أرى أبا ms0198 الوليد احتذى فيه حذو ~~الوليد في أبيات أنشدها لحسنها، وهي من أحسن ما قيل في الهيبة: # ولما حضرنا سدة الإذن أخرت ... رجال عن الباب الذي أنا داخله # فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة ... أقابل بدر التم حين أقابله # كما انتصب الرمح الرديني ثقفت ... أنابيبه واهتز للطعن عامله # وكالبدر وافته لتم سعوده ... وتم سناه واستهلت منازله # فسلمت فاعتاقت جناني هيبة ... تنازعني القول الذي أنا قائله # فلما تأملت الطلاقة وانثنى ... إلي ببشر آنستني مخايله # دنوت فقبلت الندى من يد امرئ ... كريم محياه سباط أنامله # صفت مثل ما تصفو المدام خلاله ... ورقت كما رق النسيم شمائله وقول ابن ~~زيدون: " وصلنا فقبلنا الندى منك في يد " ... البيت # PageV01P378 # معنى مليح، ولفظ صحيح، إلا أنه كما تراه، لفظ بيت البحتري ومعناه. ويقول ~~بعض أدبائنا إن ابن زيدون بحتري زماننا وصدقوا، لأنه حذا حذو الوليد، إلا ~~أن أبا الوليد في بعض قصائده كابن حميد سعيد. وقال بعض أهل عصرنا وهو أبو ~~محمد ابن سارة الشنتريني من جملة أبيات: # وإن فمي يصافح راحتيه ... فيعرف فيهما عرف السياده وقال بعض أهل العصر: # ولثمت يمناه فأعيا حسدي ... أأنا لثمت العارض المثعنجرا - وقال ابن ~~زيدوزن من جملة قصيدة: # يا أيها الملك الذي تدبيره ... أضحى لمملكة الزمان ملاكا # أعرض عن الخطرات إنك إن تشأ ... تكن النجوم أسنة لقناكا # هصر النعيم بعطف دهرك فانثنى ... وجرى الفرند بصفحتي دنياكا # دنيا لزهرتها شعاع مذهب ... لو كان وصفا كان بعض حلاكا # فتجل في فرش الكرامة ناعما ... واعقد بمرتبة السرور حباكا # وأطل إلى شدو القيان إصاخة ... وتلق مترعة الكؤوس دراكا # لك أريحية ماجد إن تعترض ... في لهو راحك تستهل لهاكا # من كان يعلق في خلال ندامه ... ذم ببعض خلالخ فخلاكا # PageV01P379 # أسبوع أنس محدث لي وحشة ... علما بأني لست فيه أراكا # وأنا المعذب غير أني مشعر ... ثقة بأنك ناعم فهناكا # أنى أقوم بشكر طولك بعد ما ... ملأت من الدنيا يدي يداكا # بردت ظلال ذراك واحلولى جنى ... نعماك لي، وصفت جمام نداكا وله من أخرى ~~في ابن جهور أولها ms0199: # هذا الصباح على سراك رقيبا ... فصلي بفرعك ليلك الغربيبا # ولديك أمثال النجوم قلائد ... ألفت سماءك لبة وتريبا يقول فيها: # لينب عن الجوزاء قرطك كلما ... جنحن بفرعك جناحها تغريبا # وإذا الوشاح تعرضت أثناؤه ... طلعت ثريا لم تكن لتغيبا # ولطالما أبديت إذ حييتنا ... كفا هي الكف الخضيب خضيبا # أظنينة دعوى البراءة شأنها ... أنت العدو فلم دعيت حبيبا - # ما الهجر إلا البين إلا أنه ... لم يشح فاه به الغراب نعيبا ومنها في ~~المدح: # متمرس بالدهر يقعد صرفه ... إن قام في نادي الخطوب خطيبا # لا يوسم الرأي الفطير به ولا ... يعتاد إرسال الكلام قضيبا # PageV01P380 # بسام ثغر السن إن عقد الحبا ... فرأيت وضاحا هناك مهيبا # ملأ النواظر صامتا ولربما ... ملأ المسامع سائلا ومجيبا # إن الجهاورة الملوك تبوأوا ... شرفا جرى معه السماك جنيبا # فإذا دعوت وليدهم لعظيمة ... لباك رقراق السماح أديبا # همم تعاقبها النجوم وقد تلا ... في سؤدد منها العقيب عقيبا # ومحاسن تندى رقائق ذكرها ... فتكاد توهمك المديح نسيبا # كان الوشاة، وقد منيت بإفكهم ... أسباط يعقوب وكنت الذيبا قوله: " فصلي ~~بفرعك ليلك الغربيبا "، من قول أبي الطيب: # كشفت ثلاث ذوائب من شعرها ... في ليلة فأرت ليالي أربعا وقال التهامي: # وتود لو جعلت سواد قلوبها ... وسواد عينيها سواد عذاري ومنه قول المعري ~~وقد تقدم: # يود أن ظلام الليل دام له ... وزيد فيه سواد القلب والبصر وقال محمد بن ~~هانئ: # PageV01P381 # قد أظلموا بالدهم منها فجرهم ... فتكدرت شمس النهار تغضبا # واستأنفوا بشياتها فجرا فلو ... عقدوا نواصيها أعادوا الغيهبا وقوله: " ~~فتكاد توهمك المديح نسيبا " ... البيت، من قول حبيب: # طاب في المديح والتذ حتى ... فاق وصف الديار والتشبيبا وقوله: " ملأ ~~النواظر صامتا " ... البيت، من قوله أيضا: # فاسألنها واجعل بكاك جوابا ... تجد الشوق سائلا ومجيبا وينظر إلى هذا ~~المعنى من بعض الوجوه لفظ أبي الطيب حيث يقول في ابن العميد: # فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا ... ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا # خلفت صفاتك في العيون كلامه ... كالخط يملأ مسمعي من أبصرا ويلمح أيضا ~~هذا المعنى قول أبي نواس، على ما فسره بعض الناس: # ألا فاسقني ms0200 خمرا وقل لي هي الخمر ... # PageV01P382 # وهذا التفسير فيه، أضعف الوجوه. وبيت ابن شرف أشبه من هذا كله ببيت ابن ~~زيدون، وهو قوله يمدح صاحب القيروان: # سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد ... ملء المسامع والأفواه والمقل وقال ~~ابن زيدون من أخرى: # أما وألحاظ مراض صحاح ... وتصبي وأعطاف نشاوى صواح # لفاتن بالحسن في خده ... ورد وأثناء ثناياه راح # لم أنس إذ باتت يدجي ليلة ... وشاحه اللاصق دون الوشاح # لأصفين المرتضى جهورا ... عهدا لروض الحسن عنه افتضاح # بشرت آمالي بتأميله ... فما عداني منه فوز القداح # لم أشيم البرق جهاما ولم ... أقتدح النار بزند شحاح # يا مرشدي جهلا إلى غيره ... أغنى عن المصباح ضوء الصباح # ذو باطن أقبس نور التقى ... وظاهر أشرب ماء السماح # إيه أبا الحزم اهتبل غرة ... ألسنة الدهر عليها فصاح # لا طار لي حظ إلى غاية ... إن لم أكن منك مريش الجناح # عتباك بعد العتب أمنية ... ما لي على الدهر سواها اقتراح # لم يثنني عن أمل ما جرى ... قد يرقع الخرق وتوسى الجراح # PageV01P383 # اشفع فللشافع نعمى بما ... سناه من عقد وثيق النواح # إن سحاب الأفق منها الحيا ... والحمد في تأليفها للرياح قوله: " وشاحه ~~اللاصق " ... البيت، معنى متداول، ومن أقربه عصرا قول النحلي من أهل وقتنا: # إن العزيز علي خصرك إنه ... بالردف حمل منه ما لا يحمل # فخذي له جسمي مكان وشاحه ... إن العليل بشكله يتعلل وقال ابن زيدون من ~~أخرى في بني جهور عند نكبة بني ذكوان: # لولا بنو جهور ما أشرقت هممي ... # هم الملوك ملوك الأرض دونهم> ... كمثل بيض الليالي دونها الدرع # قوم متى تحتفل في وصف سؤددهم ... لا يأخذ الوصف إلا بعض ما يدع # أبو الوليد قد استوفى مناقبهم ... فللتفاريق منها فيه مجتمع # مهذب أخلصته أوليته ... كالسيف بالغ في إخلاصه الصنع # إن السيوف متى ما طاب جوهرها ... في أول الطبع لم يعلق بها الطبع [ومنها ~~في عتابه أيضا] : # قل للوزير الذي تأميله وزري ... إن ضاق مضطرب أو هال مضطلع: # أصخ لهمس عتاب تحته مقة ... تكلف النفس فيه فوق ms0201 ما تسع # PageV01P384 # ما للمتات الذي أحصفت عقدته ... قد خامر القلب من تضييعه جزع - # لا تستجز وضع قدري بعد رفعكه ... فالله لا يرفع القدر الذي تضع # إن الألى كنت من قبل افتضاحهم ... مثل الشجى في لهاهم ليس ينتزع # تلك العرانين لم يصلح لها شمم ... فكان أهون ما نيلت به الجدع # أودعت نعماك منهم شر مغترس ... لن يكرم الغرس حتى تكرم البقع قوله: " إن ~~السيوف إذا ما طاب جوهرها " ... البيت، ينظر من لحظ مريب، إلى قول حبيب: # والسيف ما لم يلف فيه صقيل ... من سنخه لم ينتفع بصقال وله من أخرى يهنئ ~~المعتضد عبادا بهزيمة ابنه إسماعيل لابن الأفطس، وقتل ولد إسحاق بن عبد عبد ~~الله في تلك الحرب: # ليهن الهدى إنجاح سعيك في العدا ... وأن راح صنع الله نحوك أو غدا # وبشرك دنيا غضة العهد طلقة ... كما ابتسم النوار عن أدمع الندى # دعوت فقال النصر لبيك ماثلا ... ولم تك كالداعي يجاوبه الصدى # وأحمدت عقبى الصبر في درك المنى ... كما بلغ الساري الصباح فأحمدا # ولما اعتمدت الله كنت مؤهلا ... لديه بأن تحمى وتكفى وتعضدا # PageV01P385 # وجدناك إن ألقحت سعيا نتجته ... وغيرك شاو حين أنضج رمدا # سل الخائن المغتر كيف احتقابه ... مع الدهر عارا بالفرار مخلدا # رأى أنه أضحى هزبرا مصمما ... فلم يعد أن أمسى ظليما مشردا وهذا منقول من ~~قول أبي الطيب: # فأتيت معتزما ولا أسد ... ومضيت منهزما ولا وعل رجع: # يود إذا ما جنه الليل أنه ... أقام عليه آخر الدهر سرمدا # لبئس الوفاء استن في ابن عقيده ... عشية لم يصدره من حيث أوردا # وأصبح يبكيه المصاب بثكله ... بكاء لبيد حين فارق أربدا ونلمع من أخبار ~~هذه الوقعة بلمعة: # قال أبو مروان: وفي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة أوقع ابن عباد بابن ~~الأفطس إلى جنب يابرة؛ وكان سبب هذه الحرب أن فتح بن يحيى صاحب لبلة يومئذ ~~حليف ابن الأفطس وإلى عبادا لضرورة # PageV01P386 # فكاشفه ابن الأفطس وخانه فيما كان ائتمنه من ماله الصامت، عندما حمله ~~إليه وديعة وقت تورطه في حرب عباد قبل؛ وانبتت ms0202 بينهما العصمة، وأرسل ابن ~~الأفطس في ذلك الوقت خيله للضرب على ابن يحيى فاستغاث عبادا، فأرسل إليه ~~خيلا منتقاة، فلحقت الخيل الأفطسية وهي قد شنت الغارة على لبلة، فكرت عليهم ~~إذ كانوا ضعفهم، واسترسلوا في اتباع العباديين ولا يشعرون، فإذا بعباد ~~بجملته في كيمن قد خرج إثرهم، قد هشوا وولوا الأدبار فركبهم السيف، وبذل ~~عباد المال في رؤوسهم وكانت نقاوة خيل ابن الأفطس وأبطال رجاله، فجز لعباد ~~من رؤوسهم مائة وخمسون رأسا ومن خيلهم مثلها، فقص جناح قرنه، وأفنى حماة ~~رجاله. ثم إن عبادا إثر ذلك جمع خيل حلفائه وخيله وقود عليها ابنه إسماعيل ~~مع وزيره ابن سلام، وخرج نحو بلاد ابن الأفطس يابرة. وقد استدعى أيضا ابن ~~الأفطس حليفه إسحاق بن عبد الله فلحقت به خيله مع ابنه العز بعد أن جمع ابن ~~الأفطس بقايا جيشه من هزيمتهم المتقدمة الذكر، وأخرج كل من قدر على ركوب ~~دابة من البياض ببلده، وحشر من رجال البوادي بعلمه خلقا كثيرا، وأقبل بجمعه ~~هذا المنخوب ليدفع خيل ابن عباد عن بلده يابرة. وقد كان برابرة حليفه إسحاق ~~في عسكره قالوا له: لا تلقهم فلست تعرف قدر من زحف نحوك، ونحن رأيناهم ~~وسمعنا بجمعهم بإشبيلية؛ فلم يسمع منهم ومضى، فالتقى الفريقان من غير نزول ~~مولا تعبئة، فاختلطوا واجتلدوا مليا، فحقق العباديون الضراب # PageV01P387 # وتابعوا الشدات، فغحاد البرابر عنه أصحاب إسحاق، وانهزم ابن الأفطس وحمل ~~السيف على جميع من معه، فاستأصلهم القتل، وقتل ولد إسحاق العز، وحز رأسه ~~وبعث به إلى إشبيلية مع رأس ابن عم لابن الأفطس صاحب يابرة يدعى عبيد الله ~~الخراز، ونجا ابن الأفطس في قطعة من خيله إلى يابرة. # قال أبو مروان: وأقل ما سمعت في إحصاء قتلى هذه الوقيعة من ثلاثة آلاف ~~رجل فأزيد. وأخبرني من أثق به أن بطليوس بقيت مدة خالية الدكاكين والأسواق ~~من استئصال القتل لأهلها في وقعة ابن عباد هذه بفتيان أغمار إلا الشيوخ ~~والكهول الذين أصيبوا يومئذ. فاستدللت بذلك على فشو المصيبة. وجزع إسحاق بن ~~عبد ms0203 الله من مصاب ابنه، ولم يخضع لضده عباد في طلب رأس ابنه، فإن عبادا ~~ضافه رأس جده محمد ابن عبد الله الذي هو مختزن عنده بإشبيلية؛ انتهى كلام ~~ابن حيان. # قال ابن بسام: ولم يزل الرأسان عند آل عباد مع عدة رؤوس أهدتها إليهم ~~الفتنة المبيدة، حتى فتحت إشبيلية على الأمير الأجل سير بن أبي بكر فجيء ~~بجوالق مقفل مطبوع عليه، فأمر بفتحه، لا يشك أنه مال أو ذخيرة، فإذا هو ~~مملوء من رؤوس. فأعظم وهاله، وأمر بدفع كل رأس منها إلى من بقي من عقبه ~~بالحضرة. # PageV01P388 # حدثني من رأى رأس يحيى بن علي الحمودي ثابت الرسم، غير متغير الشكل، فدفع ~~إلى بعض ولده فدفنه. # [رجع] # قال ابن زيدون في ابن جهور من قصيدة أولها: # أجل إن ليلى حيث أحياؤها الأزد ... مهاة حمتها في مراتعها الأسد # يمانية تدنو وينأى مزارها ... فسيان منها في الهوزى القرب والبعد # إذا نحن زرناها تمرد مارد ... وعز فلم نظفر به الأبلق الفرد # هو الملك المشفوع بالنسك ملكه ... فلله ما يخفى ولله ما يبدو # لقد أوسع الإسلام بالأمس حسبة ... نحت غرض الأجر الجزيل فلم تعد # أباح حمى الخمر الخبيثة حائطا ... حمى الدين من أن يستباح له حد # فطوق باستئصالها المصر منة ... يكاد يؤدي شكرها الحجر الصلد # غني فحسن الظن بالله ماله ... عزيز فصنع الله من حوله جند # لنعم حديث البر أوضعت الصبا ... تبث نثاه حيث لا يوضع البرد وكان ابن ~~جهور كسر يومئذ دنان الخمر، وكان مدحه أيضا يومئذ بمثل ذلك عبد الرحمن بن ~~سعيد المصغر بشعر أوله: # PageV01P389 # كسرت لجبر الدين أوعية الخمر ... فأحرزت خصل السبق في الكسر والجبر # عمدت إلى الشر الذي جمعوا له ... ففرقت منه فاسترحنا من الشر في أبيات ~~غير هذه استبردت جملتها. وإنما ذهب إلى عكس قول من تقدم من عباث الشعراء من ~~ذم صب الشراب، ومن أشهره قول بكر ابن خارجة الكوفي، وقد رأى من سلطان وقته ~~مثل ذلك فقال: # يا لقومي مما جنى السلطان ... لا يكن للذي أهان الهوان # سكبوا ms0204 في التراب من حلب الكر ... م عقارا كأنها الزعفران # صبها في مكان سوء لقد صا ... دف سعد السعود ذاك المكان # من كميت يبدي المزاج لها لؤ ... لؤ نظم والفصل فيها جمان # فإذا ما اصطبحتها صغرت في القد ... ر عندي من أمه الخيزران # كيف صبري عن بعض نفسي موهل يص - ... بر عن بعض نفسه الإنسان - وبلغني أن ~~الجاحظ أنشد هذه الأبيات، فقال للمنشد: " من حق الفتوة أن أكتبها قائما، ~~وما أقدر إلا أن تعمدني " لنقرس كان به. قال المحدث: فعمدته وقام فكتبها. # وكان بكر بن خارجة هذا مولى بني أسد، طيب الشعر، خليعا ماجنا، وكان يألف ~~هدهدا في موضع يأتيه كل يوم بقنينة شراب، فلا يزال # PageV01P390 # يشرب على صوته إلى أن يسكر، وكان أيضا يهوى غلاما نصرانيا وهو القائل: # زناره في خصره معقود ... كأنه من كبدي مقدود وبكر القائل: # قلبي إلى ما ضرني داعي ... يكثر أسقامي وأجاعي # كيف احتراسي من عدوي إذا ... كان عدوي بين أضلاعي - ولصالح بن عبيد في ~~مثل ما تقدم: # ليس همي ولا طويل انتحابي ... لمشيب أدال عني شبابي # لا ولا لاغتراب أحباب قلبي ... أو لصد الإخوان والأصحاب # إنما حسرتي وعبرة عيني ... لشراب يصب فوق التراب # سرت الأرض حين صب عليها ... فبكت صبة عيون السحاب رجع: # وقال ابن زيدون يرثي: # PageV01P391 # انظر لحال السرو كيف تحال ... ولدولة العلياء كيف تدال # من سر لما عاش قل متاعه ... فالعيش نوم والسرور خيال # ولى أبو بكر فراع له الورى ... هول تقاصر دونه الأهوال # يا من شأى الأمثال منه واحد ... ضربت به في السؤدد الأمثال # نقصت حياتك حين فضلك كامل ... هلا استضيف إلى الكمال كمال # من للقضاء يعز في أثنائه ... إيضاح مشكلة لها إشكال # من لليتيم تتابعت أرزاؤه - ... هلك الأب الحاني وضاع المال # هيهات لا عهد كعهدك عائد ... إذ أنت في وجه الزمان جمال # حيا الحيا مثواك وامتدت على ... ضاحي ثراك من النعيم ظلال # وإذا النسيم اعتل فاعتامت به ... ساحاتك الغدوات والآصال # ولئن أذالك بعد طول صيانة ... قدر فكل مصونة ستذال وله من ms0205 أخرى مما وجدته ~~بخط ابن حيان يرثي بها أبا الحزم ابن جهور: # ألم تر أن الشمس قد ضمها القبر ... وأن قد كفانا فقدها القمر البدر # وأن الحيا إن كان أقلع صوبه ... فقد فاض للآمال في أثره البحر # إساءة دهر أحسن الفعل بعدها ... وذنب زمان جاء يتبعه العذر # فلا يتهن الكاشحون فما دجا ... لنا الليل إلا ريثما طلع الفجر # وإن يك ولى جهور فمحمد ... خليفته العدل الرضا وابنه البر # لعمري لنعم العلق أتلفه الردى ... فبان ونعم العلق أخلفه الدهر # PageV01P392 # همام جرى يتلو أباه كما جرى ... معاوية يتلو الذي سنه صخر # فقل للحيارى قد بدا علم الهدى ... وللطامع المغرور قد قضي الأمر # أبا الحزم قد ذابت عليك من الأسى ... قلوب ومنها الصبر لو ساعد الصبر # دع الدهر يفجع بالذخائر أهله ... فما لنفيس إذ طواك الردى قدر # مساعيك حلي للزمان مرصع ... وذكرك في أردان أيامها عطر # أمامك من حفظ الإله صنيعة ... وحولك من آلائه عسكر مجر # وما بك من فقر إلى نصر ناصر ... كفتك من الله الكلاءة والنصر # تحامى العدا لما اعتلقتك جانبي ... وقال المناوي: شب عن طوقه عمرو ووجدت ~~له قصيدة أخرى، على رويها ووزنها، رثى بها أم أبي الوليد ابن جهور، وكرر ~~أكثر أبياتها، أولها: # هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر ... فمن شيم الأحرار في مثلها الصبر يقول ~~فيها: # هنيئا الأرض أنس مجدد ... بثاوية حلته فاستوحش الظهر # بطاهرة الأثواب قانتة الضحى ... مسبحة الآناء محرابها الخدر # فإن أنثت فالنفس أنثى نفيسة ... إذ لجسم لا يسمو بتذكيره ذكر # حصان إذا التقوى استبدت بذكرها ... فمن صالح الأعمال يستوضح الجهر # بني جهور أنتم سماء رياسة ... مناقبكم في أفقها أنجم زهر # PageV01P393 # ترى الدهر إن يبطش فمنكم يمينه ... وإن تضحك الدنيا فأنتم لها ثغر إلى ~~أبيات غير هذه من سائر أبيات القصيدة استمر فيها بالتقديم والتأخير، ~~والتأنيث والتذكير، ثم رثى بها آخرا عبادا المعتضد، وجعل أول قصيدته قوله: # هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر ... البيت المتقدم، ثم اتبعه بقوله: # حياة الورى نهج إلى الموت مهيع ... له فيه ms0206 إيضاع كما يوضع السفر # فيا واضح المنهاج جرت فإنما ... هو الفجر يهديك الصراط أو البحر # إذا الموت أضحى قصر كل معمر ... فإن سواء طال أو قصر العمر # ألم تر أن الدين ضيم ذماره ... فلم تغن أنصار عديدهم كثر # بحيث استقل الملك ثاني عطفه ... وجرر في أذياله العسكر المجر # أأنفس نفس في الورى أقصد الردى ... وأخطر علق للهدى أفقد الدهر # أعباد يا أوفى الملوك لقد عدا ... عليك زمان من سجيته الغدر # فهلا عداه أن علياك حليه ... وذكرك في أردان أيامه عطر # PageV01P394 # غشيت فلم تغش الطراد سوابح ... ولا جردت بيض ولا أشرعت سمر # لئن كان بطن الأرض هنئ أنسه ... بأنك ثاويه لقد أوحش الظهر # ولا ثنت المحذور عنك جلالة ... ولا عدد دثر ولا نائل غمر # فهل علم الشلو المقدس أنني ... مسوغ حال ضل في كنهها الفكر - # وأن متاتي لم يضعه محمد ... خليفتك العدل الرضا وأبنك البر - # وأرغم في بري أنوف عصابة ... لقائهم جهم ولحظهم شزر # إذا ما استوى في الدست عاقد حبوة ... وقام سماطا حفله فلي الصدر فتلاعب ~~أبو الوليد كما ترى في هذه القصيدة تلاعب الحطيئة بنسبه، وتصرف تصرف أبي ~~حنيفة في مذهبه، فأنث وذكر، وقدم وأخر [كما] قال أبو العلاء: # رب لحد قد صار لحدا مرارا ... ضاحك من تزاحم الأضداد وبلغني أنه وجد لابن ~~زيدون إثر موت عباد شعر يقول فيه: # لقد سرنا أن النعي موكل ... بطاغية قد حم منه حمام # تجانف صوب المزن عن ذلك الصدى ... ومر عليه الغيث وهو جهام وقال يخاطب ~~الوزير أبا عامر بن عبدوس من قصيدة أولها: # PageV01P395 # أثرت هزبر الشرى إذ ربض ... ونبهته إذ هدا فاغتمض # وما زلت تبسط مسترسلا ... إليه يد البغي لما انقبض # أرى كل مجر أبا عامر ... يسر إذا في خلاء ركض # أعيذك من أن ترى منزعي ... إذا وتري بالمنايا انتفض # أبا عامر أين ذاك الوفاء ... إذ الدهر وسنان والعيش غض - # وأين الذي كنت تعتد من ... مصافاتي الواجب المفترض - # عمدت لشعري ولم تتئد ... تعارض جوهره بالعرض # لعمري لفوقت سهم النضال ... وأرسلته لو ms0207 أصبت الغرض # وشمرت للخوض في لجة ... هي الموت ساحلها لم يخض # وغرك من عهد ولادة ... سراب تراءى وبرق ومض # هي الماء يأبى على قابض ... ويمنع زبدته من مخض [وبعد ما أمسكت عنه. # قوله: " هو الماء يأبى على قابض " ... البيت، أبلغ منه في المعنى قول ~~الوزير أبي محمد بن عبد الغفور: # هي الشمس تأبى على قابض ... إذا الماء نالت نداه اليد] # ونبئتها بعدي استحمدت ... بسير إليك لمعنى غمض # أبا عامر عثرة فاستقل ... لتبرم من ودنا ما انتقض # PageV01P396 # ولا تعتصم ضلة بالحجاج ... وسلم فرب احتجاج دحض # وحسبي أني أطبت الجنى ... لأفنانه وأبحت النفض # ويهنيك أنك يا سيدي ... غدوت مقارن ذاك الربض وكتب إلى المظفر سيف الدولة ~~أبي بكر بن الأفطس من رقعة، وضمنها قصيدة أولها: # لبيض الطلى ولسود اللمم ... بعقلي - مذ بن عني - لمم: لما لبس الحاجب - ~~أعزه الله - رداء المجد معلما، وحمل لواء الحمد معلنا، فاستطار بارق فجره، ~~واستضاع فائح ذكره، وشهرت محاسنه على كل لسان، وسارت مآثره مسير الشمس بكل ~~مكان، لما سوغ من كرمه، وأسبغ من نعمه، ووطأ للآملين من أكنافه، وهز إلى ~~الراغبين من أعطافه، ورفرفت أجنحة الأهواء عليه، واهتزت جوانح الآمال إليه، ~~وكثر التغاير على تفيؤ ظله، والتنافس في الاعتلاق بحبله، وكل استفرغ جهده، ~~وتوسل على حسب ما عنده، ولا غرو أن يستمطر الغمام، ويؤمل الكرام، ويكثر في ~~المشرب العذب الزحام. # PageV01P397 # وما زلت - أبقى الله الحاجب - أتلقى من مساعيه المشكورة، ويقرع سمعي ~~بمآثره المأثورة، ما هو أندى من بلوغ الأمل، وأشهى من اختلاس القبل، وأغض ~~من جني الزهر، وألطف من نسيم السحر، حتى انقادت نفسي في زمام التأميل ~~والمودة، ونازعت إلى الأخذ بحظ من الاعتلاق والممازجة. ونظرت إلى ما دون ~~ذلك من أسباب البعد المانعة، وامتداد البلاد المعترضة، فغضضت طرف الخيبة، ~~وطويت كشحا على اليأس من درك الأمنية، إلى أن ندبني الأديب أبو فلان إلى ~~مخاطبته، وحرضني على مكاتبته، ونبهني على ما في التثاقل عن مداخلته، من ~~التضييع الصريح، والتقصير البين الصحيح، إذ هي أسنى علق غولي ms0208 به، وأنفس ذخر ~~نوفس فيه. فطربت إلى ذلك " كما طرب النشوان مالت به الخمر "، واهتززت له " ~~كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب ". ورأيت من شكر يد العلياء فيما حثني ~~إليه، وحضني عليه، مما فيه حلية الفخر، ومكرمة الدهر، أن أستفتح باب ~~المكاتبة بالشفاعة، وأنهج طريق المخاطبة في العناية به، وبيننا، بعد، من ~~ذمام الطلب، وحرمة الود والأدب، ما أستقصر نفسي معه أن أتقدم في خدمة رغبته ~~بقلمي، وقد تأخرت قدمي، ويعد لاقتصار غيبته كتابي، دون أن أزم لذلك ركابي، ~~وهو فتى نام جده، واستيقظ حده؛ فتنكر الزمان له، واعترت الأيام به، بين ~~ذئاب سعاية عوت عليه، وعقارب وشاية دبت إليه، وأصلي بنار حرب لم يجنها، ~~وأعدته مبارك جرب التبس بها # PageV01P398 # وآل به الأمر إلى فراق أحبته، والبعد عن مسقط رأسه ومعق تمائمه، على ضيق ~~حاله، وضعف إحسانه. وأشهد أن ذلك لم يزده للحاجب لا ولاء، وعليه إلا ثناء، ~~وأنه لا يزال يعيد شكره ويبديه، وينثر حمده ويطويه، والحاجب - أدام الله ~~إعزازه - ولي إعدائه على زمنه الغشوم، وأسلا بإنصافه من دهره الظلوم، ~~بإلباسه من جميل رأيه ما عري منه، وإيراده من شريعة رضاه ما حليء عنه، ~~والتخلية بينه وبين الأفق الذي لم ير كوكب سعد إلا فيه، ولا تلقى نسيم حياة ~~إلا منه، فإنه مما يوليه من إحسانه، ويأتيه من الفضل في شانه، مستجزل شكر ~~من أنهضه لسان، واستقل به بيان، وهو أهل الفضل، والمعهود منه كرم الفعل، ~~والله يبقيه ويعليه، وهو حسبه وحسبي فيه. # ولما اطرد هذا النثر لحسن اتساقه، ولذ مساقه، هزت النظم أريحية جذب لها ~~بعنانه، وعارضه بها في ميدانه؛ وأبت أن ينفرد النثر بلقاء الحاجب ومشافهته، ~~ويستبد بأن يلمح غرته، ويخدم بالحضور حضرته، فأثبت منه ما إن أنعم عند ~~تصفحه بالصفح عن الزلل يعرض فيه، والخلل يبدو منه، وصل النعمة بمثلها، وقرن ~~العارفة بشكلها: # لبيض الطلى ولسود اللمم ... بعقلي، مذ بن عني، لمم # ففي ناظري عن رشاد عمى ... وفي أذني عن ملام صمم # قضت بشماسي على العاذلين ms0209 ... شموس مكللة بالظلم # PageV01P399 # وما سقمت لحظات العيون ... إلا لتغريني بالسقم # يلوم الخلي على أن أحن ... وقد مزج الشوق دمعي بدم # وما ذو التذكر ممن يلام ... ولا كرم العهد مما يذم # وإني أراح إذا ما الجنوب ... راحت بريا جنوب العلم # وأصبو لعرفان عرف الصبا ... وأهدي السلام إلى ذي سلم # ومن طرب عاد نحو البراق ... أجهشت للبرق حين ابتسم # أما وزمان مضى عهده ... حميدا لقد جار لما حكم # قضى بالصبابة لما انقضى ... وما اتصل الود حتى انصرم # ليالي نامت عيون الوشاة ... عنا وعين الرضى لم تنم # ومالت علينا غصون الهوى ... فأجنت ثمار المنى من أمم # وأيامنا مذهبات البرود ... رقاق الحواشي صوافي الأدم # كأن أبا بكر المسلمي ... أجرى عليها فرند الكرم # ووشح زهرة ذاك الزمان ... بما حاز من زهر تلك الشيم # هو الحاجب المعتلي للعلا ... شماريخ كل منيف أشم # مليك إذا سابقته الملوك ... حوى الخصل أو ساهمته سهم # فأطولهم بالأيادي يدا ... وأثبتهم في المعالي قدم # وأروع لا مبتغي رفده ... يخيب ولا جاره يهتضم # ذلول الدماثة صعب الإباء ... ثقيف العزيم إذا ما اعتزم # سما للمجرة في أفقها ... فجر عليها ذيول الهمم # وناصت مساعيه زهر النجوم ... وبارت عطاياه وطف الديم # نهيك إذا جن ليل العجاج ... سرى منه في جنحه بدر تم # PageV01P400 # فشام السيوف بهام الكماة ... وروى القنا في نحور البهم # جواد ذراه مطاف العفاة ... ويمناه ركن الندى المستلم # يهيج النزال به والسؤال ... ليثا هصورا وبحرا خضم # شهدنا لأوتي فصل الخطاب ... وخص بفضل النهى والحكم # وهل فات شيء من المكرمات ... جرى السيف يطلبه والقلم # ومستحمد بكريم الفعال ... عفوا إذا ما اللئيم استذم # شمائل تهجر عنها الشمول ... وتجفى لها مشجيات النغم # على الروض منها رواء يروق ... وفي المسك طيب أريج يشم # أبوه الذي فل غرب الضلال ... ولاءم شعب الهدى فالتأم # ولاذ به الدين مستعصما ... بذمة أبلج وافي الذمم # وجاهد في الله حق الجهاد ... من دان من دونه بالصنم # فلا سامي الطرف إلا أذل ... ولا شامخ الأنف إلا رغم # تقيل في العز من حمير ... مقاول عزوا جميع الأمم ms0210 # هم نعشوا الملك حتى استقل ... وهم ظلموا الخطب حتى اظلم # نجوم هدى والمعالي بروج ... وأسد وغى والعوالي أجم # أبا بكر اسلم على الحادثات ... ولا زلت من ريبها في حرم # أناديك عن مقة عهدها ... كما وشت الروض أيدي الرهم # وإن يعدني عنك شحط النوى ... فحظي أخس ونفسي ظلم # وإني لأصفيك محض الهوى ... وأخفي لبعدك برح الألم # ومستشفع بي بشرته ... على ثقة بالنجاح الأتم # PageV01P401 # وغيرك أخفر عهد الذمام ... إذا حسن ظني عليه أذم # وقدما أقلت مسيء العثار ... وأحسنت بالصفح عما اجترم # وعندي لشكرك نظم العقود ... تناسق فيها اللآلي التوم # تجد لفخرك برد الشباب ... إذا لبس الدهر برد الهرم # فعش معصما بيفاع السعود ... ودم ناعما في ظلال النعم # ولا يزل الدهر أيامه ... لكم حشم والليالي خدم هذا - أعز الله الحاجب - ~~ما اقتضته القريحة من اقتضائها، وأجابتنا به البديهة عن استدعائها، والذهن ~~عليل، والطبع كليل، والروية فاسدة، وسوق الأدب إلا عنده كاسدة. ولو أني ~~أوتيت في النثر غزارة عمرو، وبراعة ابن سهل، وأمددت في النظم بطبع البحتري، ~~وصناعة الطائي، لما رددت إلى الحاجب إلا ما أخذت منه، ولا أوردت عليه غير ~~ما صدر عنه، ولما أنفذت ما أنفذت إلا بين أمل يبسط، وخجل يقبض، فرأيه موفقا ~~في أن يمنح ما بعث الأمل إسعافا، وما أوجب الخجل إغضاء، ليأتي الإحسان من ~~جهاته، ويسلك إلى الفضل طرقاته، ومراجعته لي عن كتابي بعهد كريم، يكون كحلا ~~لعين الرضى بوجنة القبول، أقف به من توالي النعم عليه، وانتظام الأحوال ~~بالصلاح لديه، على ما تبتهج له نفسي، وينتظم معه عقد أنسي، يد عندي جناها ~~شهد، وشذاها عنبر وورد، أرفلها الشكر الجزيل، وأتبعها الثناء الجميل، إن ~~شاء الله. وليبلغ مني سلاما يهدي إليه نفسه، وتحية آخرها عندي وأولها عنده. # PageV01P402 # وكتب من قرطبة إلى ابن مسلمة بإشبيلية قبل تحوله إليها: # يا سيدي، وأرفع عددي، وأول الذخائر في عددي، وأخطر علق ملأت من اقتنائه ~~يدي، ومن أبقاه الله في عيشة باردة الظلال، ونعمة سابغة الأذيال، قد تقاصر ~~الثناء عليك، وتوالى الحديث الحسن ms0211 عنك، حتى حللت محل الأمانة، وكنت موضع ~~تقليد الوطر، وإثبات الطوية، والله يمتعك بما حازه لك من الخير، ووفره عليك ~~من طيب الذكر. # في علمك - أعزك الله - ما تقتضيه العطلة من إظلام الخاطر، وصدأ النفس، ~~ويجنيه طول المقام من إخلاق الديباجة، وإرخاص القدر. وقد آن أن أجتني ثمرة ~~من آداب أطلت الاعتناء بها، وأخلاق أدمت رياضة الأنفس عليها. ولما مخضت ~~الملوك، وجدت عميدهم الذي أنسى السالف قبله، وتقدم الراهن معه، وأتعب ~~الغابر بعده، الحاجب فخر الدولة مولاي، ومن أطال الله بقاءه، وكبت أعداءه، ~~لما خصه الله به من سناء الهمم، وسماحة الشيم، وانتظام أسباب الرياسة، ~~وكمال آلات السياسة، واجتماع المناقب التي أفردته من النظراء، وأعلته عن ~~مراتب الأكفاء، فرأيت قبل أن أحمل لغيره نعمة، أو أوسم ممن سواه بصنيعة، أن ~~أعرض نفسي مملوكة عليه، عرض من لا يؤهلها # PageV01P403 # لإجازته إلا بالاستجارة، ولا يطمع لها في قبوله إلا مع المسامحة، فلو كنت ~~الوليد بن عبيد براعة نظم، وجعفر بن يحيى بلاغة نثر، وإبراهيم بن المهدي ~~طيب مجالسة، وإمتاع مشاهدة، ثم حضرت بساطه العالي، لما كنت مع سعة إحاطته ~~إلا في جانب التقصير، وتحت عهدة النقصان، غير أنه لم يعدم مني نجابة غرس ~~اليد، وإصابة طريق المصنع، من ولاية أخلصها، ونصيحة أمحضها، وشكر أجنيه ~~الغض من زهراته، وثناء أهدي إليه العطر من نفحاته، ففوضت إليك هذه السفارة، ~~واعتمدتك بتكليف النيابة، لوجوه: منها حظوتك لديه، ومواتك إليه، سوغك الله ~~الموهبة في ذلك، وأنهضك بأعباء الشكر لها، ومنها سرو مذهبك، وكرم سجيتك، ~~وصحة مشاركتك، لمن لم يستوجبها استيجابي، ولا استدعاها بمثل أسبابي، من ~~تداني الجدار، وتصافي السلف، والانتماء إلى أسرة الأدب. فإن وافقت السانحة ~~الإرادة، فحظ أقبل، وعبد بلغ من قبول سيده ما أمل، ولم أقل: " عمرك الله " ~~كما قيل في النجمين، بل قلت: " وقد يجمع الله الشتيتين "، وإن عاق حرمان ~~عادته أن يعوق عن الظفر ويعترض دون الأمل، فأعلمه - أيده الله - أني في ~~حالي العطلة مع غيره والتصرف، ويومي الإيطان والتوف، كالمهتدي بالنجم ms0212 حين ~~عدم ذكاء، ومتيمم الصعيد إذ لم يجد الماء: # فإن أغش قوما غيره أو أزرهم ... فكالوحش يدنيه من الأنس المحل # PageV01P404 # والله يتولاه بالفسحة في عمره، والإعلام لأمره، ويصرف الأقدار مع إيثاره، ~~ويصرف وجوه التوفيق إلى اختياره. # ولك يا سيدي في انتدابك لما ندبتك له، ما للساعي المنجح من الشكر، ~~وللمجتهد البالغ من العذر، وملاك الأمر تقديم المراجعة بالإيجاب فأسكن ~~إليها، والجواب فأعتمد عليه، وأهدي إليك ندي الغض الناضر من سلامي، والأرج ~~العاطر من تحيتي. # وكتب إثر ذلك إلى المعتضد رقعة يقول فيها: # أطال الله بقاء الحاجب فخر الدولة مولاي وسيدي، ومولى المناقب الجليلة، ~~والضرائب النفيسة، في أكمل ما تكفل له به من علو القدر، ونفاذ الأمر، وخصه ~~من النعم بأسبغها سربالا، وأبردها ظلالا، وأحمدها مآلا. # كنت - أعز الله الحاجب مولاي - قد كتبت إلى الوزير أبي عامر عبده بما ~~أيقنت أنه انتهى إليه، واشتمل عليه، فكتب الوزير إلى بعض أسبابه بما يقوم ~~مقام المراجعة لي بما يرتفع عن قدري، ولا تتسع له ساحة شكري، لعلمي أنه عن ~~الحاجب - أيده الله - صدر، وبإذنه نفذ، والذي عداني عن أن يكون الكتاب في ~~ذلك إلى الحاجب - أبقاه الله - التأدب بآداب حصفاء العبيد في الإجلال ~~والإعظام، وترك التبسط والإقدام، وقلما استغنت أوائل مطالب الأتباع بحضرة ~~الملوك من وسائط تمهد لها، وتعتمد # PageV01P405 # أوقات الإمكان بها، لا أني اتخذت إلى الحاجب - أدام الله علوه - إلى ~~استطلاع ما قبله شك في كرمه، ولا سوء ظن بسماحة شيمه، بل لزوم الطريقة في ~~التوطئة للمطلب، والتدرج إلى إحراز الأرب، وحسبي أن أملي قد ارتاد الجناب ~~الرحب، والمشرب العذب، ولعل الحظوظ ستكشف، والنوائب ستصرف، إلى أن أبلغ إلى ~~أبعد غايات الأمل من مشاهدة حضرته العلياء، والنظر إلى غرته الزهراء، ~~فوالله ما ينصرف فكري، ولا ينصرم حين من عمري، إلا في الذكر له والشوق ~~إليه، وتصور المثول بين يديه، وأنا أقدم الاعتذار من مهابة تستملك جنابي، ~~وحصر يكاد يقطع في أول المشافهة لساني، فإن حدث فعذري عذر الفضل بن سهل، ~~وقد انقطع ms0213 بين يدي الرشيد فقال له: يا أمير المؤمنين، من فراهة العبد أن ~~تملك قلبه مهابة سيده. # وسيفضي ذلك بمشيئة الله إلى ما يستجيزه الحاجب مولاي من إمتاع ويقبله من ~~شاهد، ويشتطرفه من أدب، ويستلطفه من إجمال طلب، وجمال مذهب، كما أني أعلم ~~أني سأصل إلى ما لم أعهد مثله من بهاء منظر، وسناء مخبر، ورفعة شان، وعظم ~~سلطان، ولعل السعادة تهيء لي من الحظ ما أثبت به ما ادعيته لنفسي من هذه ~~الصفات، وأنجز معه ما قدمت عنها من هذه العدات، فحول الله في ذلك كفيل، وهو ~~حسبي ونعم # PageV01P406 # الوكيل. زاد الله الحاجب مولاي من سني قسمه، وهني نعمه، وبلغه النهاية من ~~آماله، وصرف بعزته غير الزمان عن كماله. # وكتب إليه بعد أن صدر عن حضرته إلى قرطبة رقعة يقول فيها: # أطال الله بقاء مولاي للنعم يطوقها،، والمنن يقلدها، والأحرار يستعبدها. ~~يعلم الذي أسأله إعزاز مولاي، وإعلاء أمره، وصلة تأييده، وتمكين نصره، أني ~~لم أزل منذ فارقت حضرته الجليلة، حضرة المجد والسيادة، ومحل الإقبال ~~والسعادة، لهج اللسان بما أجناني من ثمار الحكمة والنعمة، وأفادني من عقد ~~الأدب والنشب، فمن كبد حاسد تصدعت، وأنفاس منافس تقطعت، وناعم البال كسفت ~~باله، ومتمن لحالي طالما تمنيت حاله، وقل لمن نال أدنى مكانة منه، ورقي أول ~~درجة من الخصوص به، أن تحسده الكواكب في إشرافها، وتنحشد إليه الأماني من ~~أطرافها، والله يبقيه لعبيده الذين أنا آخرهم في الخدمة، وأولهم في شكر ~~النعمة، ويرفع من هممهم ما انخفض، ويبسط من آمالهم ما انقبض، ولا يعدمهم ~~التقلب في نعمه، والاعتلاق بأسباب ذممه، بمجده وكرمه. # وكانت من مولاي - أعزه الله - إشارة بل عبارة أعددتها طليعة لسعود ~~ستتوافى طلقا، ومقدمة لمسرات ستتوالى سبقا؛ فلما لحق الجسم بعد تركه النفس ~~لديه، والبراءة منه إليه، بالوطن الذي # PageV01P407 # أسلاني عنه، وأسنى لي العوض منه، تأتيت من طاعته المقترنة بطاعة الله في ~~نفسي مملوكته، حاولته، ولا عداني تيسر أمر تناولته، ولم تبق علة تسوغ ~~باعتراضها الاعتذار، إلا ما يتراخى ريثما يعاود أمره ms0214، ويتجدد في الحركة ~~إذنه، ولم أستأذن لأن الأذن بعد عهد،. فلمولاي الطول في أمر الواسطة عبده ~~بمراجعة أعتمد عليها، وأجتهد في الانتهاء إليها، والله يبلغني الأمل من ~~وقفة بحضرته ونظرة إلى غرته، وتقبيل لراحته، وتصرف في ساحته، فهو المالك ~~لذلك، والقادر عليه. # وله من رسالة حذف أبو الحسن رحمه الله هنا أكثرها، ولم يذكر منها إلا ~~قطرة من وابل، أو نفثة من سحر بابل، وها أنا مثبتها على تواليها إشادة بحسن ~~معانيها، واستفادة من سني آدابه فيها، وهي: # يا سيدي الذي كنت أراه أعد عددي لأبدي، وأحصن جنني من زمني، ومن أبقاه ~~الله في أصلح الأحوال، وأفسح الآمال؛ أبدأ من كتابي إليك، بشرح الضرورة ~~الحافزة إلى ما صنعت، مما بلغني أنك صدر اللائمين لي عليه، وأول المسفهين ~~لرأيي فيه، ومن أمثالهم: ويل للشجي من الخلي، وهان على الأملس ما لاقى ~~الدبر، وأوسطة بمعاتبتك على ما كان من انفصالك عني، وبراءتك أمد المحنة ~~مني، وأنك لم تكن في ورد ولا صدر من مشاركتي فيها، ولا كانت لك ناقة ولا ~~جمل في مظاهرتك لي # PageV01P408 # عليها، مع القدرة بك على تهوين خطبها، وتذليل صعبها، وتليين شديدها، ~~وتقريب بعيدها: # فأرى صدقك الحديث وماذا ... ك لبخلي عليك بالإغضاء # أنت عيني وليس من حق عيني ... غض أجفانها على الأقذاء وإنما يعاتب الأديم ~~ذو البشرة، والمثل السائر: " ويبقى الود ما بقي العتاب " وقال الأول: # أبلغ أبا مسمع عني مغلغلة ... وفي العتاب حياة بين أقوام وأختمه بتكليفك ~~ما كان سبب الكتاب، والداعي إلى الخطاب، عساك أن تتلاقى عودا ما ضيعت بدءا، ~~وتهتبل آخرا ما أغفلت أولا، فيعود غيثه على ما أفسد، وإن كنت في ذلك كدابغة ~~وقد حلم الأديم، فمنفعة الغوث قبل العطب: # وخير الأمر ما استقلت منه ... وليس بأن تتبعه اتباعا في علمك أني سجنت ~~مغالبة بالهوى، وهو أخو العمى، وقد نهى الله تعالى عن اتباعه، وذكر أنه مضل ~~عن سبيله، إذ يقول: {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} (ص: 26) . وقال ~~الشاعر: # إذا أنت لم تعص ms0215 الهوى قادك الهوى ... إلى بعض ما فيه عليك مقال دون تأن ~~تدرك بعض الحاجة به، أو استثبات تؤمن مواقعة الزلل معه، بل # PageV01P409 # أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل وشهد ابن العطار ~~العشار العاري من الثقة والأمانة، البعيد من الرعية والصيانة الناشر لأذنيه ~~طمعا، الآكل بيديه جشعا، فكان القول ما قالت حذام. ولم يقتصر على أن ألحق ~~بالشهود وهو واو عمرو فيهم، ونون الجمع المضاف معهم، دون أن يلحق بخزيمة ذا ~~الشهادتين، وينوب منفردا عن اثنين، # وليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد وليتني مع من لا يحل ~~قوله علي، أعذر في شهادته إلي، ولم يقترن الحشف مع سوء الكيلة، وتستضف لي ~~الغدة إلى الموت في بيت سلولية. خطتا خسف لم أر النجاء منهما إلا أن ركبت ~~الحولي الأشهب، ورأيت خراسان مكان السوق أو هي أقرب. وكان المتولي سجني بعد ~~شهر من إنفاذه، له مجلس حضره فقهاء الحضرة، ومن أعلم بسيماهم، وجرى في ~~غشيان الحكام مجراهم، فذكر له أنه اتهمني بالمغيب على عهد المتوفى مولاي - ~~كان - نقع الله صداه وبل ثراه - وثبت عنده مع ذلك أني ممن تعلقه التهم، ولا ~~ترتفع عنه الظنن، فكلهم أفتى بالإعذار إلي، فيما شهد به عن ذلك علي، ثم ~~سجني # PageV01P410 # إن لم آت بمدفع، أو أصدع من الحجة بمقنع؛ فاحتاط واجتهد، وتحرى واقتصد، ~~وصالحني من هذه الفتيا على النصف، بتأخير الإعذار، وتقديم السجن، والصلح ~~جائز بين المسلمين؛ ثم أظهرت إليه عقدا كان المتوفي - قدس الله روحه ونور ~~ضريحه - قد أشهد فيه أن لا مال له، وأن جميع ما تحيط به الدار التي توفي ~~بعيد هذا الإشهاد فيها إنما هو للغانية التي في عصمته حاشا دقائق بينها، ~~ومحقرات عينها، ومعلوم أن من أشهد بهذا على نفسه، وتقيد إلى مثله من لفظه، ~~فمحال أن يخلف عهدا، أو يهلك عن وصية. وسألته الشورى فيما أثبته من هذا ~~العقد، فلم يجبني إلى ذلك. ولو لم تكن الشورى من أدب الله إذ يقول: ~~{وشاورهم في ms0216 الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله} (آل عمران: 159) لوجب أن يعلم ~~أنها لقاح العقل، ورائد الصواب، وأن للمشاور إحدى الحسنيين: صوابا يفوز ~~بمحمدته، أو خطأ يشارك في مذمته، قال الشاعر: # ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي عدة للقوادم قد قرعت له ~~العصا، ونبه على الذي دعوته إليه، لا يسوغ لي دفعه عنه، ولا يجوز منعي منه، ~~فحينئذ عللني بمواعيد # كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... إذا قطعن علما بدا علم ... وكان آخرها ~~الذي نسخ به ما قبله أن تدرج الشورى إلى إبقاء الشورى للورثة، فشويت أرقب ~~هذا الحين وأرجو أن يحين، # كما يرجو أخو السنة الربيعا ... كما في بطون الحاملات رجاء ... # فكانت وإياه سحابة ممحل ... رجاها فلما جاوزته استهلت # PageV01P411 # وفي فصل منها: # ولم أقص عليك يا سيدي مما اجتلبته إلا ما شهر شهرة الاسم، وعرف معرفة ~~النسب، و " ما يوم حليمة بسر ". وكنت أول حبسي قد وضعت من السجن في موضع ~~جرت العادة بوضع مستوري الناس وذوي الهيئات منهم فيه، وفي الشر خيار، وبعضه ~~أهون من بعض. فمنيت من مطالبة بعض من يأتمر الناظرون في السجن له ويسمعون ~~منه. بما اقتضى نقلي إلى حيث الجناة المفسدون، واللصوص المقيدون. وشكوت ذلك ~~إلى الحاكم الحابس لي في اليوم الذي مضى ذكره بمشهد من تقدم وصفه، فانتفى ~~من الرضى به، وأظهر الامتعاض منه، وتقدم إلى الموكل بالسجن في اختيار مجلس ~~أباين فيه من لا تليق بي ملابسته، وأنتبد عمن لا ترضى لي مجالسته. ثم لم ~~لبث أن أحضره مجلس نظره، وأمر بتأديبه على امتثاله في ما أمره به، وانتهائه ~~إلى ما حد له، وأستأنف العهد في التضييق علي، ومنع من اعتاد صلتي من الوصول ~~إلي، فأصعدت إلى غرفة في السجن اقنعني بها مع خساستها، وأسلاني عن المصيبة ~~بالكون فيها على مضاضتها، انفرادي من لفيف الأخلاط، ومن ضمه السجن من ~~السلفة والسقاط، فحين استوائي إليها عهد بخطي إليهم وخلطي بهم ووضعني ~~بينهم، فنقلت في نفسي ثلاث نقل على أقبح النصب، وأسوأ الرتب. ودخل إلي ms0217. في ~~هذه الحال من أبلغني عن ابن أخي الحكم رسالة جامعة من السب الفاحش لفنون، ~~مشتملة من الوعيد المرهب على ضروب، فلو ذات سوار لطمتني!! # وإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب فلم أستطع صبرا، ~~وعلمت أني قد أبليت عذرا، ولم يتق إلا أن يعذرني لبيد وكاد ورأيت أن العاجز ~~من لا يستبد، فالمرء يعجز لا المحالة، ولم أستجز أن أكون ثالث الأذلين: ~~العير والوتد. وذكرت أن الفرار من الظلم والهرب مما لا يطاق من سنن ~~المرسلين، قال الله عز وجل على لسان موسى عليه السلام {ففررت منكم لما ~~خفتكم} (الشعراء: # PageV01P412 # لا عار ولا في الفرار فقد ... فر نبي الهدى إلى الغار ونظرت في مفارقة ~~الوطن، والبين عن الأحبة، فتبين لي أن إيحاش نفسي، بإيناس أهلي، وقطعها في ~~صلة وطني، غبن في الرأي، وخور في العزم، ووجدت الحر ينام على الثكل، ولا ~~ينام على الذل، وأذنت إلى قولهم: ليس بينك وبين البلاد نسب فخيرها ما حملك. # وإذا نبابك مبزل فتحول ... # وقال بعض المحدثين: # أرى الناس أحدوثة ... فكوني حديثا حسن # كأن لم يزل ما أتى ... وما قد قضى لم يكن # إذا وطن رابني ... فكل مكان وطن ولم أستغرب أن أسام مثل هذا الخسف في ~~مسقط رأسي، ومعق تمائمي، وأول أرض مس ترابها جلدي، فقديما ضاع المرء الفاضل ~~في وطنه، وكسد العلق الغبيط في معدته؛ قال بعضهم: # أضيع في معشري وكم بلد ... يعد عود الكباء من حطبه فاستخرت الله عز وجل، ~~واضح العذر، ثابت قدم الحجة، عند من غض عين الهوى، وخزن لسان التعسف. والله ~~يصيب غرض الصواب برأيي، ويقرب غاية النجاح على سعيي، حسبما في علمه أني ~~مظلوم مبغي عليه، منسوب ما لم آته إلي، فهو المؤمل بذلك والمرجو له. # ولعمرك يا سيدي إن ساحة العذر لتضيق، وما تكاد تتسع لك في إسلامك لتلميذك ~~وابن جارك وشيخك الذي لم تزل متوفرا عليه، آخذا عنه، مقتبسا منه، مع إكثارك ~~من ذكر هذا، والاعتداد به، وادعاء الحفظ له. وقد رويت ms0218 أن حسن العهد # PageV01P413 # من الإيمان، وسمعت المثل: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فالمرء كثير بأخيه، ~~وألا أقل من استعمال الجد، واستغراق الجهد: # فمبلغ نفس عذرها مثل منجح ... ولا لوم في أمري إذا بلغ العذر ... ولكن من ~~لك بأخيك كله - وأين الشريك في المر أينا وبعد ما مر بي فالقضاء غالب، وما ~~حم واقع، ولا حذر من قدر، وقد سبق السيف العذل، وتقدم من فعلي ما جف به ~~القلم، وأنا الآن بحيث أمنت بعض الأمن، إلا أن رزا من وعيد سقط إلي بأن ~~السعي لم يرتفع، وأن مادة البغي لم تنقطع، وأن البصيرة مستحكمة في استرجاعي ~~من الأفق الذي أحل به، والجناب الذي أحط فيه. وأكد ذلك في ظني ما كان أشار ~~إليه بعض من كنت آوي إلى الثقة بعهده، وأبني على الوثاقة من عقده، من ~~الفقهاء الموسومين بالأثرة عند الحكم المذكور، والمكانة منه؛ وقد عاتبته ~~على تأخيره عن مظافرتي، وتقصيره في مؤازرتي، فاعتذر بأن ذلك لا سبيل إليه، ~~ولا منفذ للحيلة فيه، إذ المحرض علي لا تتأتى معارضته، ولا يتهيأ الاستبداد ~~عليه، وأنه وصفني بالبذاء، وعابني بالتسلط على الأعراض، ووالله ما استجزت ~~هذا بعد أن هتك من ستري ما هتك، وانتهك من حرماتي ما انتهك، إذ كنت أقول ~~معذورا، وأنفث مصدورا، فكيف قبل ذلك إذ لم يحدث سبب، ولا عرض موجب - # وما لي وهذا المجتنى ثم ماليا ... و {ستكتب شهادتهم ويسئلون} (الزخرف: ~~19) وليست هذه ببكر من النمائم التي دخل بها بين العصا ولحائها: # وإني رأيت غواة الرجال ... لا يتركون أديما صحيحا # PageV01P414 # ومن يأذن إلى الواشين تسلق ... مسامعه بألسنة حداد ويا سيدي: # لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري ووالله توعمته ~~أني أوتى ممن زعم أني أتيت منه، مع اتصالي به وانقطاعي إليه، واتسامي ~~بالتأمل له والتعويل عليه، # إن المعارف في أهل النهى ذمم ... ولكن: # إذا كان غير الله للمرء عدة ... أتته الرزايا من وجوه الفوائد لقد كان من ~~محاسن الشيم، وشروط المروءة والكرم، أن يهب لي ما أنكر ms0219 لما عرف، ويغفر ما ~~أسخط لما أرضى، ويدفع بالتي هي أحسن، ويؤثر الذي هو أجمل وأرفق، ويتوقف عند ~~ما نص عليه من سعاية، وزف إليه من وشاية؛ فإن كان باطلا ألغاه، وفضح المخبر ~~المتقرب به وأقصاه، وإن كان حقا صبر صبر الحليم، وأغضى إغضاء الكريم وقبل ~~إنابة المعتب، واقتص في مؤاخذة المنب، فقدم التوقيف قبل التثقيف، والتأنيب ~~قبل التأديب، # فإن الرفق بالجاني عتاب ... والحر يلحى والعصا للعبد ... # ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب - وهو يرى ويسمع ~~أن بالحضرة قوما لا يحصرهم العد، تحتمل سقطاتهم، وتغتفر هفواتهم، وتقال ~~عثراتهم: # PageV01P415 # وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصبحينا وما أعلم أنهم يدلون ~~بوسيلة لا أشاركهم فيها، ولا يمتون بذريعة ينفردون دوني بها # هو الجد حتى تفضل العين أختها ... وحتى يكون اليوم لليوم سيدا فإن كانت ~~مسامحتهم لسابقة سلفت فقد أحرزت منها الحظ الأعلى، أو لكمال أدب فقد ضربت ~~فيه بالقدح المعلى، أو للطف تودد فما قصرت في الاجتهاد، غير أني حرمت ~~التوفيق # والأمر لله، رب مجتهد ... ما خاب إلا لأنه جاهد # فإن كان ذنبي أن أحسن مطلبي ... أساء ففي سوء القضاء لي العذر والله لقد ~~أظهرت مدحه، وأضمرت نصحه، وتممت على الصياغة له، وجريت ملء العنان إلى ~~الاعتلاق به، أسقيه السائغ من مياه ودي، وأكسوه السابغ من برود حمدي، ~~وأجنيه الغض من ثمرات شكري، وأهدي إليه العطر من نفحات ذكري، لا يفيدني ~~التحبب إليه إلا ضياعا لديه، ولا يزيدني التقرب منه إلا بعدا عنه: # كأني أستدني به ابن حنية ... إذا النزع أدناه من الصدر أبعدا والذي أحبه ~~منك، وأثق في المسارعة إليه بك، لقاؤه مجاريا ذكري، مفاوضا في أمري، معلما ~~له بما لا يذهب عنه من أن الذي اخترته لنفسي غاية ما يسيء القرونة، ويساء ~~المولى منه، فالجلاء أخ القتل، والغربة أحد السبائين، قال الله تعالى: {ولو ~~أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل ~~منهم} (النساء: 66) ، وقال الشاعر: # ومن يغترب ms0220 عن داره لا يرى ... مصارع مظلوم مجرا ومسحبا # PageV01P416 # وتدفن منه الصالحات وإن يسئ ... يكن ما أساء النار في رأس كبكبا وقد هجرت ~~الأرض التي هي ظئري، والدار التي كانت مهدي، وغبت عن أم أنا واحدها، تمتد ~~أنفاسها شوقا إلي،، والله يرى بكاءها، ويسمع لي على من ظلمني نداءها، ~~فالاستجابة مضمونة للمخلص والمظلوم؛ وقد حملت السمتين، واستوجبت الصفتين، ~~ولتكن بغيتك التي تدخرها عليها كلمة تأمن، وإشارة إلى تأنيس وتسكين، ~~تراجعني بها فأظهر بحيث أنا آمنا، وألقي العصا مطمئنا، فإن وجدت محز الشفرة ~~فالعوان لا تعلم الخمرة فإن أشبهت الليلة البارحة، أعلمتني بذلك، فطلبت ~~الأمن في مظانه، وتقريت السلامة في مواطنها، وصبرت حتى يحكم الله لي وهو ~~خير الحاكمين. {كل يوم هو في شان} (الرحمن: 29) ، ومع اليوم غد: # ولكل حال معقب ولربما ... أجلى لك المكروه عما تحمد ولك يا سيدي في ~~انتدابك لما اندبتك إليه الفضل، والأيادي قروض، والصنائع ودائع، " لا يذهب ~~العرف بين الله والناس "، والتحية الطيبة والسلام المردد على سيدي. # @ومما يتعلق بذكر وفاة ذي الوزارتين، رحمة الله عليه # فصل من تاريخ الشيخ أبي مروان ابن حيان، رأيت إثباته لنبل مساقه، وحسن ~~اتساقه، يقول فيه: # PageV01P417 # وفي يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وستين ~~وأربعمائة، سار الحاجب سراج الدولة عباد بن محمد إلى إشبيلية - الحضرة ~~الأثيرة - لمطالعتها وتأنيس أهلها من وحشة خامرت عامتهم، من أجل عدوان رجل ~~منهم على يهودي جاء لامرجة السوق عندهم، ماراه في بعض الأمر، فزعم أنه سب ~~الشريعة، فبطش به المسلم وسط السوق وجرحه وحرك عليه العامة، فقبض عليه صاحب ~~المدينة عبد الله بن سلام واعتقله، فكان لعامة الناس في إنكار حبسه كلام ~~وإكثار خشي وباله، فخاطب السلطان بقرطبة ما كان منه ويستأمر في شأنه، فعجل ~~إنفاذ ولده الحاجب سراج الدولة إلى إشبيلية في جيش كثيف من نخبة علمائه ~~ووجوه رجاله، لمشارقة القصة، والاحتياط على العامة، فغدوا معه وسط هذا ~~اليوم، وأنفذ معه ذا الوزارتين أبا الوليد ابن زيدون أحد الثلاثة كابري ms0221 ~~وزرائه المثناة وزارتهم، عمد دولته، النفوذ مع الحاجب على بقية وعك كان ~~متألما منه، ولم يعذره في التوقف من أجله. فمضى لطيته مسوقا إلى منيته، ~~وخلف ولده أبا بكر الفذ الوزارة، المرتسم بالكتابة وراءه، سادا مكانه ~~بالحضرة، فأقر فيها أياما، ثم أمر بالمسير وراء والده لأمر كلفه، أعجل ~~بالانطلاق له؛ فمضى بعينه غداة يوم السبت لثمان خلون من المحرم سنة ثلاث ~~وستين بعدها. فخلت منهم منازلهم وصيرت إلى سواهم، فتحدث الناس بنبو مكان ~~الأديب ابن زيدون لدى السلطان، وأن استساكه بعلى مرتبته، بعد مختصه المعتضد ~~بالله، كان من المعتمد على الله رعاية لخصوصية ابنه # PageV01P418 # به، يغص باستمرارها ثقتاه المختصان به، الحظيان لديه، المستهمان لخاصته: ~~ابن مرتين وابن عمار، إلى أن عملا في إبعاده وإبعاد ابنه الرقيب بعده، ~~فأمضي خلفه، فعندها استساغا غصته، واستهما مكانه، واحتويا على خاصة السلطان ~~وتدبير دولته؛ ولكل دولة رجال، ولكل مكتف أبدال. # ولم يطل الأمد بابن زيدون - رحمه الله - بعد لحاق ابنه به، ووجدانه إياه ~~متزايدا في مرضه، نازحا عن ألافه، على جهده في استدعائها على انتهاء المدة، ~~وانتهاك القوة؛ فاستقر به وجعه إلى أن قضى نحبه، وهلك بدار هجرته إشبيلية ~~صدر رجب سنة ثلاث وستين، فدفن بها مشهودا مفتقدا، واحتوى تربها عليه، فيا ~~بعد ما بين قبره وقبر ابنه لدينا، رحمة الله عليهما؛ فقد تولى من أبي ~~الوليد كهل لن يخلف الدهر مثله جمالا وبيانا وبراعة ولسانا وظرفا، وحلولا ~~من مراتب البلاغة - نظما ونثرا - بمرقبة لم يخلف لها بعده عاطيا، بقرانه ~~بين الكلامين، وبراعته في الفنين، إلا أن يكون عند أولي التحقيق والتحصيل ~~في النظم أمد طلقا، وأحث عنقاص، فلا يلحقه فيه تقصير ولا يخشى رهقا، أشهاده ~~في الفنين عدول مقانع حضور عند أهل المعرفة. # لقد اتصل خبر هلكه بعشيرته أهل قرطبة فتناعوه، وسيئوا لفقده، وحزنوا ~~عليه، إذ كان منهم، متعصبا لهم، هاويا إليهم، حدبا عليهم، وليجة خير بينهم ~~وبين سلطانهم الحديث الولاية، فصار مصابه لديهم كفاء ما اجتث فيه من ~~تأميلهم، والبقاء لمن تفرد ms0222 به وحده، لا رب غيره. # ولا جرم أن عزى الله إخوانه عنه بامتداد بقاء فتاه الندب أبي بكر ولده، ~~سادا ثلمه، ساميا مسماه، غائظا عداه، عاطيا منتهاه، بأنواط صدق، يجذبن إلى ~~العلاء بضبعه، من شماخة ودماثة وحصافة ونزاهة ومعرفة، ووفور حظ من أدب ~~بلاغة وكتابة، وشركة في التعاليم المعلية، واشتداد # PageV01P419 # في رعاية متقادم الذمة، لم يفقد إخوان أبيه معها إلا عينه: خلال حركن ~~حاله عما قليل بعد أبيه عند سلطانه قسطاس السياسة، فاستبصر في إحضاره، ~~وأدناه من اجتبائه، ورقاه في مراتب والده، منقلا له في درجاتها، راضيا ~~بلاءه فيما ناط به منها، حتى فرع ذروتها عما قليل، فأحظاه بالوزارة ووزره ~~بحضرته الأثيرة إشبيلية، وجمع له أعاظم خططها العلية، معاطن التنافس من ~~قوام المملكة: خطة ولاية المدينة مجموعة إلى خطة ولاية السكة - بكل استقل، ~~وعلى كل استظهر، فكفى وعدل، فاغتبط به السلطان، وواتاه الزمان، والله يؤتي ~~فضله من يشاء، له الفضل والامتنان. # وفي فصل: وكان أبو الوليد ممن أنشأته دولة الجهاورة، واصطفته الفرس ~~للأساورة؛ اختص بأبي الوليد اختصاص القرح بالنور، وارتبط بهم ارتباط ~~الإفاضة بالفور. وأبو الحزم ابن جهور إذ ذاك رأس الجماعة، وأصل تلك الإمرة ~~المطاعة، من رجل أدهى من فقيد عمان، وأجرأ من ليث خفان، وأدهى من عمرو بن ~~الجعان. # PageV01P420 # ومان ابن زيدون متصلا بابنه أبي الوليد أطول حقبة، اتصال أبي زبيد ~~بالوليد بن عقبة " وبينهما تألف أحرما بكعبته وطافا، وسقياه من تصافيهما ~~نطاقا، وابن زيدون يعتد ذلك حساما مسلولا، ويرى أنه يرد به صعب الخطوب ~~ذلولا، إلى أن طلب عند ابيه أبي الحزم وتوسل، فاستدفع به تلك الأسنة ~~المشرعة والأسل، فما ثنى إليه عنان عطفه، ولا كف عنه سنان صرفه " مع ~~استعطافه له بكل مقال يحل سخائم الأحقاد، واستلطفه إياه بما يرد الصعب سلس ~~القياد؛ فمن بديع ذلك وأحسنه قوله: # إيه أبا الحزم اهتبل غرة ... ألسنة الشكر عليها فصاح # لا طار لي حظ إلى غاية ... إن لم أكن منك مريش الجناح # عتباك بعد العتب أمنية ... مالي على الدهر ms0223 سواها اقتراح # لم يثنني عن أمل ما جرى ... قد يرقع الخرق وتوسى الجراح # فاشحذ بحسن الرأي عزمي يرع ... منه العدا بكل شاكي السلاح # واشفع فللشافع نعمى بما ... تمر من عقد وثيق النواح # إن سحاب الأفق منها الحيا ... والحمد في تأليفها للرياح وكان القاضي أبو ~~بكر ابن ذكوان، أجل من اشتمل عليه أوان، مجدا وشرفا، وتفننا في العلم ~~وتصرفا، مع دعابة حين خلواته تحل حبى المحتبي، ورقاعة عند نشواته كالتنوخي ~~والمهلبي؛ فإذا أصبحوا بكر أبو بكر إلى مصادرة ما يتجه عليه الحكم ~~ومواجهته، وأنكر ما كان عليه من فكاهته، فكأنما في برديه الأنام، وكأنه ~~وقارا يذبل أو شمام، مع عدله فيقضائه، وإنفاذ الحكم بمقتضى الحق وإمضائه. ~~حتى إذا راح # PageV01P421 # الرواح عادوا إلى القصف، وتجاوزوا في ميدانهم كل وصف. إلى أن اختلس أبو ~~بكر منهما، وتقلص ذيل مؤانسته عنهما، فاعتاضا عنه بسواه، وأفاضا فيما كانا ~~فيه وما تعدياه. # واتفق أن مر بقبره في لمة من أخوانه، وجماعة من عمار ميدانه، فعطفوا عليه ~~مسلمين ووقفوا عليه متألمين، فقال أبو الوليد: # ما أقبح الدنيا خلاف مودع ... غنيت به في حسنها تختال # يا قبره العطر الثرى لا يبعدن ... حلو من الفتيان فيك حلال # ما أنت إلا الجفن أصبح طيه ... نصل عليه من الشباب صقال # يا من شأى الأمثال منه واحد ... ضربت به في السؤدد الأمثال # نقصت حياتك حين فضلك كامل ... هلا استضاف إلى الكمال كمال # زرناك لم تأذن كأنك غافل ... ما كان منك لواجب إغفال # أين الحفاوة روضها غض الجنى ... أين الطلاقة ماؤها سلسال # هيهات لا عهد كعهدك عائد ... إذ أنت في وجه الزمان جمال # فاذهب ذهاب البرء أعقبه الضنى ... والأمن وافت بعده الأوجال # حيا الحيا مثواك وامتدت على ... ضاحي ثراك من النعيم ظلال # وإذا النسيم اعتل فاعتامت به ... ساحاتك الغدوات والآصال # ولئن أذالك بعد طول صيانة ... قدر فكل مصونة ستدال وله: # على دارة الشرقي مني تحية ... زكت وعلى وداي العقيق سلام # ولا زال روض بالرصافة ضاحك ... بأرجائها يبكي عليه غمام # معاهد لهو لم تزل ms0224 في ظلالها ... تدار علينا للسرور مدام # زمان رياض العيش خضر نواعم ... ترف وأمواه النعيم جمام # فإن بان مني عهدها فبلوعة ... يشب لها بين الضلوع ضرام # PageV01P422 # ومن اجلها أدعو لقرطبة المنى ... بسقيا ضعيف الطل وهو رهام # فما لحقت تلك الليالي ملامة ... ولا ذم من ذاك الحبيب ذمام وله: # خليلي لا فطر يسر ولا أضحى ... فما حال من أمسى مشوقا كما أضحى # لئن شاقني شرق العقاب فلم أزل ... أخص بمخصوص الهوى ذلك السفحا # وما انفك جوفي الرصافة مشعري ... دواعي بث تعقب الأسف البرحا # ويهتاج قصر الفارسي صبابة ... لقلبي لا تألو زناد الأسى قدحا # وليس ذميما عهد مجلس ناصح ... فأقبل في فرط الولوع به نصحا # كأني لم أشهد لدى عين شهدة ... نزال عتاب كان آخره الفتحا # وقائع جانيها التجني فإن مشى ... سفير خضوع بيننا أكد الصلحا # وأيام وصل بالعقيق اقتضيتها ... فإن لا يكن ميعاده العيد فالفصحا # معاهد لذات وأوطان صبوة ... أجلت المعلى في الأماني بها قدحا # ألا هل إلى الزهراء أوبة نازح ... تقضت مبانيها مدامعه نزحا! # مقاصر ملك أشرقت جنباتها ... فخلنا العشاء الجون أثناءها صبحا # محل ارتياح يذكر الخلد طيبه ... إذا عز أن يصدى الفتى فيه أو يضحى # هناك الجمام الزرق تندى حفافها ... ظلال عهدت الدهر فيها فتى سمحا # تعوضت من شدو القيان خلالها ... صدى فلوات قد أطار الكرى ضبحا # ومن حملي الكأس المفدى مديرها ... تقحم أهوال حملت لها الرمحا وله يرثي: # PageV01P423 # أعباد يا أوفى الملوك لقد عدا ... عليك زمان من سجيته الغدر # فهلا عداه أن علياك حليه ... وذكراك في أردان أيامه عطر # أأنفس نفس في الورى أقصد الردى ... وأخطر علق للهدى أفقد الدهر # فهل علم الشلو المقدس أنني ... مسوغ حال ضل في كنهها الفكر # وأن متاني لم يضعه محمد ... خليفتك العدل الرضا وابنك البر # وأرغم في بري أنوف عصابة ... لقاؤهم جهم ومنظرهم شزر # إذا ما استوى في الدست عاقد حيوة ... وقام سماطا حفله فلي الصدر ومما ~~أغفل ابن بسام من نسيب أبي الوليد الصحيح الأقسام، النازح عن الأطماع ~~والأوهام، المصدق قول الجعفرية ms0225 فيما ينص من الإلهام، قوله: # لئن قهر اليأس فيك الأمل ... وحال تجنيك دون الحيل # وناجاك بالإفك في الحسود ... فأعطيته جهرة ما سأل # وراقك سحر العدا المفترى ... وغرك زورهم المفتعل # وأقبلتهم في وجه القبول ... وقابلهم بشرك المقتبل # فإن ذمام الهوى لن أزال ... أبقيه حفظا كما لم أزل # فديتك إن تعجلي بالوفاءفقد يهب الريث بعض العجل ... # علام اطبتك دواعي القلى ... وفيم نهتك نواهي العذل # ألم أوثر الصبر كيما أخف ... ألم أكثر الهجر كيلا أمل # ألم أرض منك بغير الرضى ... وأبدي السرور بما لم أنل # ألم أغتفر موبقات الذنو ... ب عمدا أتيت بها أم زلل # وما ساء ظني في أن يسيء ... بي الفعل حسنك حتى فعل # على حين أصبحت حسب الضمير ... ولم تبغ منك الأماني بدل # وصانك مني وفي أبي ... لعلق العلاقة أن يبتذل # سعيت لتكدير عهد صفا ... وحاولت نقض وداد كمل # PageV01P424 # فما عوفيت مقتي من أذى ... ولا أعفيت ثقتي من خجل # ومهما هززت إليك العتا ... ب ظاهرت بين ضروب العلل # كأنك ناظرت أهل الكلام ... وأوتيت فهما بعلم الجدل # ولو شئت راجعت حر الفعال ... وعدت لتلك السجايا الأول # فلم يك حظي منك الأخس ... ولا عد سهمي فيك الأقل # عليك السلام سلام الوداع ... وداع هوىص مات قبل الأجل # وما باختياري تسليت عنك ... ولكنني مكره لا بطل # ولم يدر قلبي كيف النزوع ... إلى أن رأى سيرة فامتثل # وليت الذي قاد عفوا إليك ... أبي الهوى في عنان الغزل # يحيل عذوبة ذاك اللمى ... ويشفي من السقم تلك المقل وقوله أيضا: # فديتك ليس لي قلب فأسلو ... ولا نفس فآنف إن حفيت # فإن يكن الهوى داء مميتا ... لمن يهوى فإني مستميت # أسر عليك عتبا ليس يبقى ... وأضمر فيك غيظا لا يبيت # وما ردي على الواشين إلا ... رضيت بحب قاتلي رضيت وقوله: # أنى أضيع عهدك ... أم كيف أخلف وعدك - # وقد رأتك الأماني ... رضى فلم تتعدك # يا ليت ما لك عندي ... من الهوى ما لي عندك # وطال ليلك بعدي ... كطول ليلي بعدك # سلي حياتي أهبها ... فلست أملك ردك # الدهر عبدي لما ms0226 ... أصبحت في الحب عبدك # PageV01P425 # ولأبي بكر بن عمار يخاطب أبا الوليد ابن زيدون، رحمهما الله: # كيف اعتززت على الدليل ... وقطعت أسباب الوصول - # وقتلتني وزعمت أن ... الذنب منا للقتيل # وعليك جاهدت العدا ... وإليك ملت عن العذول # يا قاتلي ودمي بصف ... حة خده أهدى دليل # ما أليق الفعل الجمي ... ل بذلك الوجه الجميل # أبرزت في خلق الكري ... م وراءه خلق البخيل # ودعوتني حتى أجب ... تك ثم حدت عن السبيل # جد بالقليل فإن نف ... سي منك تقنع بالقليل # واذكر على زمن قطع ... ناه بصافية شمول # إذ نسحب الأذيال ما ... بين الخليج إلى النخيل # ونحل من سيف الغدي ... ر بقبة الظل الظليل # والروض ممطور تنم ... عليه أنفاس القبول # والشمس ترمقنا خلا ... ل الغيم عن طرف كليل # إبان يحدو الرعد من ... ورق السحائب كالحمول # ويهز كف البرق في ال ... آفاق مرهفة النصول # زمن ستبكيه الحما ... م معي وتذهل عن هديل # يا برق أد رسالتي ... تفديك نفسي من رسول # عرج بشلب محييا ... ما شئت من تلك الطلول # والمع على شرفات حم ... ص قرارة الشرف الأثيل # فإذا اجتلاك أبو الولي ... د بناظر اليقظ النبيل # فاقرأه من قلبي سلا ... ما يقتضي حسن القبول # يا غرة الزمن البهي ... م وعزة الأدب الذليل # ومحكم القلم القصي ... ر على شبا الرمح الطويل # PageV01P426 # أعلمت أني خادم ... ذكراك بالشكر الجزيل # لم أستحل عما عهد ... ت مع الزمان المستحيل # أشفع عنايتك الجلي ... لة لي لدى الملك الجليل # ولئن أجبت لراغب ... وأقلت عثرة مستقيل # فلكم أتيت بمثلها ... وهي الصنيعة في مثيلي # يا أنس بدر في الظلا ... م وبرد ظل في المقيل وله يتغزل في ولادة: # يا نازحا وضمير القلب مثواه ... أنستك دنياك عبدا أنت مولاه # ألهتك عنه فكاهات تلذ بها ... فليس يجري ببال منك ذكراه # عل الليالي تبقيني إلى أجل ... الدهر يعلم والأيام معناه وله يتشوق ~~إليها: # غريب بأقصى الشرق يشكر للصبا ... تحملها منه السلام إلى الغرب # وما ضر أنفاس الصبا في احتمالها ... سلام فتى يهديه جسم إلى قلب وله: # أيوحشني الزمان وأنت أنسي ... ويظلم ms0227 لي النهار وأنت شمسي - # وأغرس في محبتك الأماني ... فأجني الموت من ثمرات غرسي - # لقد جازيت هجرا عن وفاء ... وبعت مودتي ظلما ببخس # ولو أن الزمان أطاع حكمي ... فديتك من مكارهه بنفسي # PageV01P427 # وله: # ولقد شكوتك الهوى ... ودعوت من حنق عليك فأمنا # منيت نفسي من هواك بضلة ... ولقد تغر المرء بارقة المنى " وله يتغزل، ~~ويعاتب من يستعطف ويستنزل ": # يا مستخفا بعاشقيه ... ومستغيثا لناصحه # ومن أطاع الوشاة فينا ... حتى أطعنا السلو فيه # الحمد لله إذ أراني ... تكذيب ما كنت تدعيه وكتب عن المعتضد إلى صهره ~~الموفق أبي الجيس بن مجاهد: # عرفت عرف الصبا إذ هب عاطره ... من أفق من أنا فيقلبي أشاطره # أراد تجديد ذكراه على شحط ... وما تيقن أني الدهر ذاكره # نأى المزار به والدار دانية ... يا حبذا الفأل لو صحت زواجره # خلي أبا الجيش هل يقضى اللقاء لنا ... فيشتفي منك قلب أنت هاجره # PageV01P428 # @بعض خبر ولادة # قال ابن بسام: وأما ولادة التي ذكرها أبو الوليد بن زيدون في شعره فإنها ~~بنت محمد بن عبد الرحمن الناصري. وكانت في نساء أهل زمانها، واحدة أقرانها، ~~حضور شاهد، وحرارة أوابد، وحسن منظر ومخبر، وحلاوة مورد ومصدر. وكان مجلسها ~~بقرطبة منتدى لأحرار المصر، وفناؤها ملعبا لجياد النظم والنثر، يعشو أهل ~~الأدب إلى ضوء غرتها، ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها، إلى ~~سهولة حجابها، وكثرة منتابها؛ تخلط ذلك بعلو نصاب، وكرم أنساب، وطهارة ~~أثواب. على أنها - سمح الله لها. وتغمد زللها - اطرحت التحصيل، وأوجدت إلى ~~القول فيها السبيل، بقلة مبالاتها، ومجاهرتها بلذاتها. كتبت - زعموا - على ~~أحد عاتقي ثوبها: # أنا والله أصلح للمعالي ... وأمشي مشيتي وأتيه تيها وكتبت على الآخر: # PageV01P429 # وأمكن عاشقي من صحن خدي ... وأعطي قبلتي من يشتهيها هكذا وجدت هذا الخبر، ~~وأبرأ إلى الله من عهدة ناقليه، وإلى الأدب من غلط النقل إن كان وقع فيه. # ولها مع أبي الوليد بن زيدون أخبار طوال وقصار، يفوت إحصاؤها ويشق ~~استقصاؤها. # قال أبو الوليد: كنت في أيام الشباب، وغمرة التصاب، هائما بغادة، تدعى ~~ولادة، فلما قدر ms0228 اللقاء، وساعد القضاء، كتبت إلي: # ترقب إذا جن الظلام زيارتي ... فإني رأيت الليل أكتم للسر # وبي منك ما لو كان بالبدر ما بدا ... وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسر ~~فلما طوى النهار كافوره، ونشر الليل عنبره، أقبلت بقد كالقضيب، وردف ~~كالكثيب، وقد أطبقت نرجس المقل، على ورد الخجل، فملنا إلى روض مدبج، وظل ~~سجسج، قد قامت رايات أشجاره، وفاضت سلاسل أنهاره، ودر الطل منثور، وجيب ~~الراح مزرور، فلما شببنا نارها، وأدركت فينا ثارها، باح كل منا بحبه، وشكا ~~أليم ما بقلبه، وبتنا بليلة أقحوان الثغور، ونقطف رمان الصدور. فلما انفصلت ~~عنها صباحا، أنشدتها ارتياحا: # PageV01P430 # ودع الصبر محب ودعك ... ذائع من سره ما استودعك # يقرع السن على أن لم يكن ... زاد في تلك الخطى إذ شيعك # يا أخا البدر سناء وسنا ... حفظ الله زمانا أطلعك # أن يطل بعدك ليلي فلكم ... بت أشكو قصر الليل معك قال أبو الوليد: وكانت ~~عتبة قد غنتنا: # أحبتنا إني بلغت مؤملي ... وساعدني دهري وواصلني حبي # وجاء يهنيني البشير بقربه ... فأعطيته نفسي وزدت له قلبي فسألتها ~~الإعادة، بغير أمر ولادة، فخبا منها برق التبسم، وبدا عارض التجهم، وعاتبت ~~عتبة، فقلت: # وما ضربت عتبى لذنب أتت به ... ولكنما ولادة تشتهي ضربي # فقامت تجر الذيل عاثرة به ... وتمسح طل الدمع بالعنم الرطب فبتنا على ~~العتاب، في غير اصطحاب، ودم المدام مسفوك، ومأخذ اللهو متروك. فلما قامت ~~خطباء الأطيار، على منابر الأشجار، وأنفت من الاعتراف، وباكرت إلى ~~الانصراف، وشت بمسك الأنقاس، على كافور الأطراس: # لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا ... لم تهو جاريتي ولم تتخير # PageV01P431 # وتركت غصنا مثمرا بجماله ... وجنحت للغصن الذي لم يثمر # [ولقد علمت بأنني بدر السما ... ولكن دهيت لشقوتي بالمشتري] وأما ذكاء ~~خاطرها، وحرارة نوادرها، فآية من آيات فاطرها: مرت بالوزير أبي عامر ابن ~~عبدوس - المتقدم الذكر - وكان بقرطبة أحد أعيان المصر، وبعض من هذى باسمها، ~~وتصرف على حكمها، وأمام داره بركة دائمة تتولد عن كثرة الأمطار، وربما ~~استمدت بشيء مما هنالك من الأقذار، وقد نشر ms0229 أبو عامر كميه، ونظر في عطفيه، ~~وحشر أعوانه إليه، فقالت له: أبا عامر: # أنت الخصيب وهذه مصر ... فتدفقا فكلاكما بحر فتركته لا يحير حرفا، ولا ~~يرد طرفا. # وطال عمرها وعمر أبي عامر حتى أربيا على الثمانين، وهو لا يدع مواصلتها، ~~ولا يغفل مراسلتها. وتحيف هذا الدهر المستطيل حال ولادة، فكان يحمل كلها، ~~ويرقع ظلها، على جدب واديه، وجمود روائحه وغواديه، أثرا جميلا أبقاه، وطلقا ~~من الظرف جرى إليه حتى استوفاه. # وكانت - زعموا - تقرض أبياتا من الشعر، وقد قرأت أشياء منه في بعض ~~التعاليق، أضربت عن ذكره، وطويته بأسره، لأن أكثره هجاء وليس له عندي إعادة ~~ولا إبداء، ولا من كتابي أرض ولا سماء. # PageV01P432 # ونشير هاهنا أيضا إلى شيء من أخبار أبيها المستكفي مدا لأطناب الآداب، ~~ووفاء بشرط الكتاب. # @التعريف بمحمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله الناصري # @والد ولادة # قال أبو حيان: بويع محمد بن عبد الرحمن الناصري، يوم قتل عبد الرحمن ~~المستظهر يوم السبت لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة، ~~فتسمى بالمستكفي بالله، اسما ذكر له فاختاره لنفسه، وحكم به سوء الاتفاق ~~عليه، لمشاكلته لعبد الله المستكفي العباسي - أول من تسمى به - في أفنه ~~ووهنه وتخلفه وضعفه، بل كان هذا زائدا عليه في ذلك، مقصرا عن خلال ملوكية ~~كانت في المستكفي سميه، لم يحسنها محمد هذا لفرط تخلفه، على اشتباههما في ~~سائر ذلك كله: من توثبهما في الفتنة، واستظهارهما بالفسقة، واعتداء كل واحد ~~منهما على ابن عم ذي رحم ماسة، وتوسط كل واحد منهما في شأنه بامرأة خبيثة، ~~فلذلك حسناء الشيرازية، ولهذا بنت سكرى المورورية فأصبحا في ذلك على فرط ~~التنائي عبرة. # وقال صاحب كتاب نقط العروس: ومن العجب اتفاقهما في الأخلاق # PageV01P433 # وفي العمر واللقب، وأن كل واحد منهما خلع عن الأمر، وكل واحد منهما تركه ~~أبوه صغيرا. # قال أبو حيان: ولم يكن هذا المستكفي من هذا الأمر في ورد ولا صدر، إنما ~~أرسله الله تعالى على أهل قرطبة محبة وبلية، إذ كان منذ عرف غفلا ms0230 عطلا ~~منقطعا إلى البطالة، مجبولا على الجهالة، عاطلا من كل خلة تدل على فضيلة، ~~عضته الفتنة فأملق حتى استجاز طلب الصدقة. رأيته أيام الخسف بأهل بيته في ~~الدولة الحمودية، ولم يكن ممن لحقه الاعتقال لتحقير أمره، يقصد أهل الفلاحة ~~أوان ضمهم لغلاتهم يسألهم من زكاتها تكليما ومخاطبة. # وبالجملة في تلخيص التعريف بأمره أن أجمع أهل التحصيل أنه لم يجلس في ~~الإمارة مدة تلك الفتنة أسقط منه ولا أنقض، إذ لم يزل معروفا بالتخلف ~~والركاكة، مشتهرا بالشرب والبطالة، سقيم السر والعلانية، أسير الشهوة، عاهر ~~الخلوة، ضدا لقتيله عبد الرحمن المستظهر في اللب والمعرفة. وكان افتتح هذه ~~السنة المؤرخة القاسم بن حمود بخلافته، واختتمها هذا المستكفي المذكور. ~~وكان بينهما عبد الرحمن المستظهر القتيل، فتصرمت تلك السنة النكدة عن ثلاثة ~~خلفاء، وهذا من غريب الأنباء، ولله البقاء السرمدي. # وقلد هذا المستكفي الأمر ولم يكن من أهله، فتلقى جميع الناس بالإيناس، ~~واستمالهم بالأهوية، ورأى أن المال عزيز، فظن البشر الرخيص يقوم مقامه أو ~~ينوب منابه، فكان يقول للناس أجمعين: ارتعوا # PageV01P434 # كيف شئتم، وتسموا بما أحببتم من الخطط. فتسمى بالوزارة في أيامه مفردة ~~ومثناة أراذل الدائرة، وأخابث النظار، فضلا عن زعانف الكتاب والخدمة. وأما ~~الشرطة العليا وما دونها من رفيع المنازل فحملها كثير من التجار والعامة، ~~وانثال الناس على ابتغاء هذه المنازل عند السلطان بالطماعية في كرة الدولة، ~~فغشوا بابه، وعمروا فناءه، وتعللوا بالمنى. فلما استبانوا ضعفه رفضوا ~~خططهم، وتبرأ كثير منهم منها، وأقسم أنه لم يتقلدها، ولا سيما عند تكرر ~~التقسيط عليهم للغرامة عند إلحاح الإضاف، فجرت لبعضهم عند الانتفاء عن تلك ~~الخطط نوادر ظريفة مضحكة؛ وانتهى هذا التنويه العام، بهذا الملك الهمام، ~~إلى أن فضه أيضا في طبقات أهل العلم، فأسهم منهم الفقهاء، فآثر العلية منهم ~~المشاورين أصحاب الفتوى بالإرقاء إلى خطة الوزارة، خالطا بهم فيها من ~~ذكرناه من زعانف الخدمة، وكبار الدائرة النظار. وجاءوا في ذلك بطامة لم ~~تسمع في الأعصر الخالية، فأخطأوا وألحقوا بالدين وصمة، وطلبوا زيادة ~~المعتلي على العامة، ففتنوا ms0231 بهذه الخطة، وشدوا أيديهم عليها، وهجروا من ~~حطهم في الخطاب عنها، معرضين بما يعاب من ذلك، إلى أن مضوا بسبيلهم. وارتقى ~~المستكفي أيضا بكثير ممن يحمل المحابر، ويدرس مسائل الدفاتر، من أصاغر ~~الطبقة الفقهية، إلى ما بلغت عليتهم من منزلة الشورى، فوسم كافتهم بوسم ~~الفتوى، فأسرف في ذلك حتى # PageV01P435 # بلغ عددهم بقرطبة يومئذ إلى الأربعين، وذلك ما لم يعهد في الغابرين. # وكثر الإرجاف بتغيير رجال الدائرة، فاضطربت قرطبة لكثرة من كان فيها من ~~المردة، فقبض على جماعة من بني عمه وحاشيته، منهم علي بن أحمد بن حزم، وعبد ~~الوهاب ابن عمه المتقدما الذكر، سجنوا بالمطبق، ثم عاجل المستكفي ابن عمه ~~عبد العزيز العراقي، فخنق وأمسى ميتا ونعاه إلى الناس، فلم يخف عليهم ~~اغتياله. # وفي أيام المستكفي هذا استؤصل بقية قصوره جده الناصر بالخراب، وطمست ~~أعلام قصر الزهراء، واقتلع نحاس الأبواب ورصاص القني، وغير ذلك من الآلات. ~~فطوي بخرابها بساط الدنيا، وتغير حسنها، إذ كانت جنة الأرض، فعدا عليها قبل ~~تمام المائة من كان أضعف قوة من فأرة المسك، وأوهن بنية من بعوضة النمرود، ~~والله يسلط جنوده على من يشاء، له العزة والجبروت. # فلما كانت سنة ست عشرة وتحرك يحيى بن حمود إلى قرطبة، وضعف أمر المستكفي، ~~اتفق الملأ على خلعه، فدخلوا عليه وقالوا له: قد علم الله اجتهادنا في ~~تثبيتك، فاعتاص ذلك علينا، واضطررنا إلى مقارعة عدونا، وها نحن خارجون ~~إليه، ولا ندري ما يحدث عليك بعدنا، فإن تك لك الكرة فلا تيأس، فمع اليوم ~~غد. فأجمل الرد، وانقاد للدنية # PageV01P436 # واستشعر الذل، واهتبل الغرة، وعزم على الهروب. فخرج على وجهه وقد لبس ~~ثياب الغانيات منتقبا بين امرأتين لم يميز منهما لمرانته على التخنيث. وخرج ~~عن قرطبة فمات بأقليش، فكانت دولته سبعة عشر شهرا صعابا نكدات، سودا مشوهات ~~مشؤومات؛ انتهى ما لخصته في حديثه من كلام ابن حيان. # @فصل في ذكر الأديب أبي عبد الله محمد بن سليمان بن الحناط # @الكفيف وسياقة جملة من نثره ونظمه # [قال ابن بسام] : وأبو عبد ms0232 الله بن الحناط هذا زعيم من زعماء العصر - كان ~~- ورئيس من رؤساء النظم والنثر في ذلك الأوان، وجمرة فهم لفحت وجوه الأيام، ~~وغمرة علم سالت بأعلام الأنام، فكم له من وقذة لا يبر أميمها، ونكزة لا ~~يسلم سليمها. وكانت بينه وبين أبي عامر بن شهيد بعد تمسكه بأسبابه. ~~وانحاشيه - كان - إلى جنابه، مناقضات في عدة رسائل وقصائد أشرقت أبا عامر ~~بالماء، وأخذت عليه بفروج الهواء، وقد أوردت من ذلك ما يكون أنطق لسان ~~بنباهة ذكره، وأعدل شاهد على براعة قدره. # PageV01P437 # وقد ذكره ابن حيان في فصل من كتابه فقال: وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ~~نعي إلينا أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحناط الشاعر الضرير القرطبي، ~~بقية الأدباء النحارير في الشعر، هلك بالجزيرة الخضراء في كنف الأمير محمد ~~بن القاسم، وهلك إثره ابنه الذي لم يكن له سواه بمالقة فاجتث أصله. وكان من ~~أوسع الناس علما بعلوم الجاهلية والإسلام، بصيرا بالآثار العلوية، عالما ~~بالأفلاك والهيئة، حاذفا بالطب والفلسفة، ماهرا في العربية والآداب ~~الإسلامية، وسائر التعاليم الأوائلية؛ من رجل موهن في دينه، مضطرب في ~~تدبيره، سيء الظن بمعارفه، شديد الحذر على نفسه، فاسد التوهم في ذاته، عجيب ~~الشأن في تفاوت أحواله، ولد أعشى الحملاق، ضعيف البصر، متوقد الخاطر، فقرأ ~~كثيراص في حال عشاه، ثم طفئ نور عينيه بالكلية، فازداد براعة، ونظر في الطب ~~بعد ذلك فأنجح علاجا. وكان ابنه يصف له مياه الناس المستفتين عنده، فيهتدي ~~منها إلى ما لا يهتدي له البصير، ولا يخطئ الصواب في فتواه ببراعة ~~الاستنباط؛ وتطبب عنده الأعيان والملوك والخاصة، فاعترف له بمنافع جسيمة، ~~وله مع ذلك أخبار كثيرة مأثورة. # @جملة من نثره # فصل له من رقعة خاطب بها ابن دري: حنانيك أيها الغيث الهطل، ولبيك أيها ~~الروض الخضل، فإنه طلع علينا من رعين رائد رتع بروضك، وكرع في حوضك؛ هز بك ~~عطف الشعر، فمد إليك طرفه، وثنى إليك عنان الشكر، فحث نحوك طرفه. # PageV01P438 # وكان فلان ذو الخلق العميم، والخلق الكريم - {ذلك فضل الله يؤتيه ms0233 من يشاء ~~والله ذو الفضل العظيم} (الحديد: 21) يتحفنا من ذكرك بنافجة مسك، ويخبرنا ~~بخبرك عن واسطة سلك، وتعرف مواقع الغيث برواده. فعن مقة نزعنا إليك ~~فاجتهدنا، وعن ثقة نبهنا لها عمر ثم نمنا، وما حركنا من أدبك ساكنا، ولا ~~أثرنا من كرمك كامنا، غير أن الجمر يحش على ذكائه، والنصل يهز على مضائه، ~~فدونكها قد حبر الحبر تطريزها، وإليكها قد خلص الفكر إبريزها، تتلفع منها ~~في حلة ثناء، وتتوج منها إكليل بهاء، يخال مدادها من بهيم الليل صنع، ويحسب ~~رقها من أديم الصبح قطع. أرسلناها كافورة بمسك موسومة، وأهديناها درة ~~بياقوت مختومة، وأقدم أولا الإعتراف بالتقصير، وأذعن في الكف عن التعبير، ~~إذ أهديت الدرغلى منظمه، وخلعت الوشي على منمنمه. # وله من أخرى: # الإسهاب كلفة، والإيجاز حكمة، وخواطر الألباب سهام، يصاب بها أغراض ~~الكلام؛ وأخونا أبو عامر يسهب نثرا، ويطول نظما، شامخا بأنفه، ثانيا من ~~عطفه، متخيلا أنه قد أحرز السباق في الآداب، وأوتي # PageV01P439 # فصل الخطاب، فهو يستقصر أساتيذ الأدباء، ويستجهل شيوخ العلماء: # وابن اللبون إذا ما لز في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس وفي فصل ~~منها: في ليلة بتها، والكف الخضب سوارها البدر، والشعرى العبور وشحها ~~النسر، وكأنما سماؤها روضة تفتحت النجوم وسطها زهرا، وتفجرت المجرة خلالها ~~نهرا، واد يسيل بعسجد على رضراض زبرجد. فلما أصبت الغرة، وأقصدت الثغرة، ~~تقلبت عرارا، وتناومت غرارا، حتى أنبهني الفجر ببرده، وسربلني الصباح ~~ببرده، وهببت من النومة، وصحوت من النشوة، فزففتها إليك بنت ليلتها عذراء، ~~وجلوتها عليك كريمة فكرتها حسناء. تتلفع بحبرة حبر، وتتبختر في شعار شعر، ~~مؤتلف بين رقها ومدادها، ومجتمع في بياضها وسوادها: الليلاذا عسعس، والصبح ~~إذا تنفس؛ وقعتها كافور نمنم بمسك، وختامها ياقوت نظم في سلك، فتحسب خطها ~~تيم لفظها فشكا، وتخال القلم رق لما به فبكى، فأنشدها أخاك الشهيدي، وكلفه ~~على العروض والقافية معارضتها، وحمله على اللين والشدة مقارضتها، فستوقد ~~بقلبه قبسا، وتضرب في أذنه جرسا، فيتبين به حظه، ويعرف لغيره فضله، وختم ~~الرقعة بهذه الأبيات: # أقصر عن لومي ms0234 اللائم ... لما درى أنني هائم # PageV01P440 # ما زلت في حبه منصفا ... من لم يزل وهو لي ظالم # أسهر ليلي غراما به ... وهو أخو سلوة نائم # مهفهف ماس في برده ... غصن ثنته الصبا ناعم # شمس ولكنما فرعها ... ليل على صبحها فاحم # إن ابن ذكوان ذو راحة ... كديمة صوبها دائم # لم يأتلق برقها خلبا ... ولا اتقى خلفه الشائم # ومن أبوه أبو حاتم ... قصر عن جوده حاتم # يبني العلا بالندى جاهدا ... وغيره للعلا هادم # محكك حول قلب ... محنك حازم عازم # تبصره دهره قاعدا ... وهو بأعبائه قائم # إذا انتضى سيفه معلما ... لم تدر أيهما الصارم # من لم يكن شاعرا عالما ... فإنني الشاعر العالم # البدر في أخمصي شسعة ... والشمس في خنصري خاتم # الدر لو بلغوه المنى ... نظمه في فمي الناظم قوله: " لم تدر أيهما الصارم ~~"، كقول حسان بن المصيصي: # قوم يمانون إن سلوا يمانية ... لم تعرف السيف في الهيجا من الرجل وقال ~~عبد الجليل: # شبيه ما اعتقلوه من ذوابلهم ... فالحرب جاهلة من منهم الأسل # PageV01P441 # ولابن عبد ربه: # إذا أدارت بنانه قلما ... لم تدر للشبه أيها القلم وقال بعض أهل العصر: # بها نخيل والأبطال والبيض والقنا ... سواء بحكم العين والأذن واللب # فلا فرق إلا أن يهب بها الردى ... فيعرف أن الفضل للرجل الندب وقال أبو ~~الطيب: # همام إذا ما فارق السيف غمده ... وعاينته لم تدر أيهما النصل وكرره في ~~موضع آخر فقال: # قلوبهم في مضاء ما امتشقوا ... قاماتهم في قوام ما اعتقلوا وهو من ~~متداولات المعاني. وإنما نقلوا كلهم بيت الحماني: # ما علق السيف منا بابن عاشرة ... إلا وعزمته أمضى من السيف وكرره أيضا ~~الحماني فقال: # PageV01P442 # والسيف إن قسته يوما بنا شبها ... في الروع لم تدر عزما أينا السيف وله ~~من رقعة طويلة بها المظفر بن الأفطس قال في أولها: # حجب الله عن الحاجب المظفر - مولاي وسيدي - أعين النائبات، وقبض دونه ~~أيدي الحادثات، فإنه مذ كان أنور من الشمس ضياء، وأكمل من البدر بهاء، ~~وأندى من الغيث كفا، وأحمى من الليث أنفا، وأسخى من البحر بنانا، وأمضى ms0235 من ~~النصل لسانا، وأنجبه المنصور فجرى على سننه، وأدبه فأخذ بسننه، وكانت ~~الرياسة عليه موقوفة، والسياسة إليه مصروفة، قصرت الأوهام عن كنه فضله، ~~وعجزت الأقلام عن وصف مثله، غير أن الفضائل لابد من نشرها، والمكارم لا عذر ~~في ترك شكرها: # فالشكر للإنسان أربح متجر ... لم يعدم الخسران من لم يشكر وله في فصل: # وردني كتاب كريم جعلته عوض يده البيضاء فقبلته، ولمحته بدل غرته الغراء ~~فأجللته، كتاب ألقى عليه الحبر حبره، وأهدى إليه السحر فقره، أنذر ببلوغ ~~المنى، وبشر بحصول الغنى، تخير له البيان فطبق مفصله، ورماه البنان فصادف ~~مقتله: معارك آداب، ووقائع ألباب، سال المداد به نجيعا، وجرى الغرض المجرى ~~إليه صريعا، ووصل معه المملوك والمملوكة اللذان سماهما هدية، وتنزه كرما أن ~~يقول # PageV01P443 # عطية؛ همة تزحم السماكين، ونعمة تملأ الأذن والعين. # ومنه: # كتبت على البعد مستجديا ... لعلمي أنك لا تبخل # فجاء الرسول كما أشتهي ... وقد ساق فوق الذي آمل # وما كان وجهك ذاك الجميل ... ليفعل غير الذي يجمل وفي فصل: # وما حرك الحاجب - أيده الله - بكتابه ساكنا بحمده، ولا نبه نائما عن ~~قصده، كيف وقد طلعت الشمس التي صار بها المغرب شرقا، وهبت الريح التي صار ~~بها الحرمان رزقا - صاحب لواء الحمد، وفارس ميدان المجد، طلاع كل ثنية، ~~وفعال كل سنية، يسير صدر الجيش وهو ربه، ويتقلب فيه وهو قلبه، ولواء النصر ~~عليه منشور، وفؤاد الكفر منه مذعور. # وفي رسالته هذه طول تصرف فيها في أنواع البديع، تصرف المطبوع، واندرج له ~~في أثنائها عدة مقطوعات من شعره كقوله: # ومهفهف قلق الوشاح يروعه ... جرس السوار ويشتكي من ضيقه # وسنان خط المسك فوق عذاره ... لاما فهمت الموت في تعريفه # PageV01P444 # مزج المدام بريقه لما سقى ... فسكرت من فمه ومن إبريقه وختم الرقعة ~~بقصيدة هنأه فيها بخروجه من الأسر، منها قوله: # ولما أقال الله عثرتك التي ... قضى الله فيها بالنجاة وقدرا # تهللت الدنيا وأشرق نورها ... وأقبل سعد كان بالأمس أدبرا وسينخرط في سلك ~~أخبار ابن عباد خبر إساره، وكيف خرج بدره من سراره ms0236، إن شاء الله. # @ما أخرجته من قصائد في المدح، وما يتشبث به # @من الأوصاف # له من قصيدة في علي بن حمود، أولها: # راحت تذكر بالنسيم الراحا ... وطفاء تكسر للجنوح جناحا # أخفى مسالكها الظلام فأوقدت ... من برقها كي تهتدي مصباحا # وكأن صوت الرعد خلف سحابها ... حاد إذا ونت السحائب صاحا # جادت على التلعات فاكتست الربى ... حللا أقام لها الربيع وشاحا # روض يحاكي الفاطمي شمائلا ... طيبا ومزن قد حكاه سماحا # أعلي إن تعل الملوك فإنهم ... بهم جعلت أغرها الوضاحا # لما طلعت لها بكل ثنية ... أنسيتها المنصور والسفاحا # PageV01P445 # وله من أخرى [فيه] : # شقي بعدنا بالبعد من نعم نعمان ... وأوحش من لبنى على البعد لبنان # سقى القطر ما بين العقيق وضارج ... معارف فيها للأحبة عرفان # وحيا الحيا عهدا عهدناه باللوى ... لوى ديننا فيه صدود وهجران # ليالي روض الوصل فيهن ممرع ... وغصن الصبا إذ ذاك أخضر فينان # تدير علينا الراح فيها جآذر ... ويسكرنا باللحظ منهن غزلان # ولم أر مثلي كيف صار بقلبه ... من الوجد بركان وفي الجفن طوفان # ولا مثل هذا العدل كيف أعاده ... علي وقد مرت من الظلم أزمان وله من أخرى ~~فيه أيضا: # بكيت لها شجوا وهن الحمائم ... ينحن بلا دمع ودمعك ساجم # ولما علونا الحزن واعتسفت بنا ... رسوم الديار اليعملات الرواسم # لوينا بأعناق المطي إلى اللوى ... وقد علمتنا اللبث تلك المعالم # لئن أوحش الربع الذي كان آنسا ... وأقوت من الحي الرسوم الطواسم # فكم ليلة فيه وصلت نعيمها ... بأخرى وأنف الهجر بالوصل راغم # سقى منبت اللذات منها ابن هاشم ... إذا انهملت من راحتيه الغمائم # إمام أقام الدين حد حسامه ... طريرا ومنه في يد الله قائم # ويزهر في يمناه نور من الظبا ... له من رؤوس الدارعين كمائم وهذا البيت ~~ينظر إلى قول المتنبي: # PageV01P446 # سقاك وحيانا بك الله إنما ... على العيس نور والخدور كمائمه وقال أبو بكر ~~بن عمار: # ندامى وما غير السيوف أزاهر ... لديهم وما غير الغمود كمائم وكذلك البيت ~~الذي قبله كقول المتنبي: # على عاتق الملك الأغر نجاده ... وفي يد جبار السموات قائمه ms0237 وهو من قول ~~حبيب: # لقد حان من يهدي سويداء قلبه ... لحد سنان في يد الله عامله وفي هذه ~~القصيدة يقول ابن الحناط: # سيوف إذا اعتلت جهات ثغورها ... فمنهن في أعناقهن تمائم # بكل خميس طبق الجو نقعه ... وضيق مسراه الجياد الصلادم # كأن مثار النقع إثمد عينه ... وأشفار جفنيه الشفار الصوارم # تعد عليه الطير والوحش قوتها ... إذا سار والتفت عليه القشاعم وهذا ~~المعنى قد تقدم منه جملة في مكانه، وذكرت من استن في ميدانه. # PageV01P447 # وقوله: " سيوف إذا اعتلت " ... البيت، من قول المتنبي: # وكان بها مثل الجنون فأصبحت ... ومن جثث القتلى عليها تمائم وله من أخرى: # لم يخل من نوب الزمان أديب ... كلا فشأن النائبات ينوب # أمسي قرارا للخطوب وأغتدي ... غرضا تفوق نحوه فتصيب # وإذا انتهيت إلى العلوم وجدتها ... شيئا يعد به عليك ذنوب # وغضارة الأيام تأبى أن يرى ... فيها لأبناء الذكاء نصيب # ولذاك من صحب الليالي طالبا ... جدا وفهما فاته المطلوب وهذا أيضا من قول ~~المتنبي: # وما الجمع بين الماء والنار في يدي ... بأصعب من أن أجمع الجد والفهما ~~وقال أبو علي ابن رشيق وولد معنى زائدا مشتظرفا: # أشقى لجدك أن تكون أديبا ... أو أن يرى فيك الورى تهذيبا # ما دمت مستويا ففعلك كله ... عوج وإن أخطأت كنت مصيبا # كالنقش ليس يتم معنى ختمه ... حتى يكون بناؤه مقلوبا # PageV01P448 # ومنها: # أمت أمير المؤمنين مواحلا ... فسقى صداها غيثه الشؤبوب # المعتلي بالله والملك الذي ... تاج الفخار برأسه معصوب # إن كان عدوا حب آل محمد ... ذنبا فإني لست منه أتوب وهذا كقول العباس بن ~~الأحنف: # إن كان ذنبي في الزيارة فاعلمي ... إني على كسب الذنوب لجاهد وله من ~~قصيدة يرثي أبا الحزم بن جهور، ويهنئ ابنه أبا الوليد، وكتب بها من الجزيرة ~~الخضراء، إذ أقصي عن قرطبة، أولها: # إنا إلى الله في الرزء الذي فجعا ... والحمد لله في الحكم الذي وقعا # ولى أبو الحزم عن ملك تقلده ... أبو الوليد فعز الملك وامتنعا # اب كريم غدا الفردوس مسكنه ... وابن نجيب تولى الأمر واضطلعا # لله شمس ضحى في ms0238 اللحد قد غربت ... فأعقبت قمرا بالسعد قد طلعا [ومنها] : # PageV01P449 # يا واحد الدين والدنيا أقل زللا ... يدعوك جانبه أن تقتص أو تدعا # لو أنه أعطي الدنيا بما رحبت ... ولم ينل عفوك المأمول ما قنعا # وما عساك سوى الإحسان تصنعه ... إلى مسيء رجا عتباك فارتجعا # وقد رأيت ابن سعد حين أمكنه ... بشر عفا عنه فادفع بالذي دفعا # ليمحون مديحي فيك من كثب ... محوا حديث ملامي حيثما سمعا وقال من أخرى: # تفرغت من شغل العداوة والظعن ... وصرت إلى دار الإقامة والأمن # أمقتولة الأجفان من دمع حزنها ... أفيقي فإني قد أفقت من الحزن # فلله سيري يوم ودعت صحبتي ... زماعا ولم أقرع على ندم سني # رحلت فكم من جؤذر وغضنفر ... يروي الثرى من فضل أدمعه الهتن # وما عن قلى فارقت تربة أرضكم ... ولكنني أشفقت فيها من الدفن وينظر هذا ~~إلى قول القسلطي: # وفاحت ليالي الدهر مني ميتا ... فأخزين أياما دفنت بها حيا وكذلك قوله: " ~~رحلت فكم من جؤذر " ... البيت، من قول المتنبي: # PageV01P450 # رحلت فكم باك بأجفان شادن ... علي وكم باك بأجفان ضيغم ومنها: # مررت بشوس والنجوم كأنها ... توقد من فكري وتسرج من ذهني # وأسريت من بدر الظلام بألبة ... بصحبة مطفي الجمر أو مكفئ الظعن # لبسنا بها ليلا من الثلج أبيضا ... كسته يد الصنبر ثوبا من القطن # ورحنا على ألبيرة فاستقل بي ... جناح عقاب لا يروح إلى وكن # ولما تنكبنا المنكب لم نجد ... لنا مركبا أهدى سبيلا من السفن # ترامت بنا الأهوال في كل لجة ... تخيلها جوا تجلل بالدجن # ترى السفن فوق الموج فيها كأنها ... تحدر من رعن وتوفي على رعن [ومنها] : # فبوأت رحلي ظل أروع ماجد ... يقول بلا خلف ويعطي بلا من # إمام وصي المصطفى وابن عمه ... أبوه، فتم الفخر بين أب وابن وله من أخرى: # أرقت وقد غنى الحمام الهواتف ... بمنعرج الأجزاع والليل عاكف # أعدن لي الشوق القديم وطاف بي ... على النأي من ذكرى المليحة طائف # وما الجانب الشرقي من رمل عالج ... بحيث استوت غيطانه والنفانف # PageV01P451 # إذا ما تغنى الرعد فوق هضابه ... سقى الروض ms0239 من وبل الغمامة واكف # بأحسن من أطلال علوة منظرا ... وإن درست آياته والمعارف # خليلي هل بالخيف للشمل ألفة ... فيأمن قلب من نوى الخيف خائف # أفي وقفة عند العقيق ملامة ... على دنف شاقته تلك المواقف # سقى عرصات الدار كل ملثة ... من المزن تزجيها البروق الخواطف # كأن نثير القطر منها جواهر ... تفرقها للريح أيد عواصف # كأن ابتسام البرق فيها إذا بدت ... سيوف علي بالدماء رواعف وله من أخرى ~~في القاسم بن حمود، ويصف خيران الصقلبي، وقتل المرتضى المرواني، أولها: # لك الخير خيران مضى لسبيله ... وأصبح ملك الله في ابن رسوله يقول فيها: # وفرق جمع الكفر واجتمع الورى ... إلى ابن حبيب الله بعد خليله # وقام لواء الجمع فوق ممنع ... من النصر جبريل أمام رعيله # وأشرقت الدنيا بنور خليفة ... به لاح بدر الحق بعد أفوله # من الهاشميين الذين بمجدهم ... تعود شخص المجد جر ذيوله # فلا تسل الأيام عما أتت به ... فما زالت الأيام تأتي بسوله # ولما دعا الشيطان في الخيل حزبه ... وأقبل حزب الله فوق خيوله # كتائب من صنهاجة وزناتة ... تضايق في عرض الفضاء وطوله # PageV01P452 # تقدم خيران إليها بزعمه ... ليدرك ما قد فاته من ذحوله # فلما التقى الجمعان عاود رأيه ... فخلى لبعض الهول جل فضوله # وولى وأبقى منذرا من ورائه ... يقيم لأهل الغدر عذر نكوله @ذكر الخبر عن ~~مقتل الأمير المرتضى المذكور # قال ابن حيان: كان عبد الرحمن بن محمد من ولد الناصر لدين الله قد نصب ~~خليفة بشرقي الأندلس، وسمي المرتضى، فزحف بمن تألف معه من الموالي ~~العامريين وغيرهم إلى غزو البرابرة المنتزين بقرطبة وأعمالها، وأميرها ~~يومئذ القاسم بن حمود، وعقدوا مع المرتضى على غزو قرطبة، فخرجوا بجملتهم ~~سنة تسع وأربعمائة، فعرجوا به في طريقهم إلى غرناطة ليبدأوا بحرب ذلك ~~الفريق من صنهاجة لما ارتأوه من الغدر بسلطانهم، فأوبقوا الجماعة وأحلوا ~~بها الفاقرة، على أيدي البرابرة، ورسا بتلك الوقعة ملك الحمودية، وإذا قضى ~~الله أمرا سبب له أسبابا، فجاءوا معهم، في جملتهم منذر التجيبي وخيران ~~الصقلبي وقطعة من خيل الإفرنجة. ولما حلوا غرناطة ms0240 وأميرها يومئذ زاوي بن ~~زيري بن مناد، ارتاعت صنهاجة واعصوصبوا بأميرهم زاوي كبش الحروب، فأحكم لهم ~~التدبير، والدولة تسعده، والمقدار ينجده؛ وحملت عنه في تلك الرحوب حكايات ~~بديعة: منها أن المرتضى لما نازله خاطبه بكتاب يدعوه فيه إلى طاعته، ومسح ~~أعطافه، وأجمل موعده. فلما قرئ على زاوي قال لكاتبه: اكتب على ظهر رقعته: # PageV01P453 # {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون} السورة، لا تزده، فلما بلغت ~~المرتضى أعاد إليه كتاب وعيد، فلما قرئ على زاوي قال: ردوا عليه {ألهاكم ~~التكاثر} إلى آخرها لم يزده حرفا. فازداد المرتضى غيظا، ويئس منه، وناشبه ~~القتال ودنا إليه في تعبئة محكمة، وكراديس منتظمة، فاقتتلوا أياما إلى أن ~~أنهزم الأندلسيون، وطاروا على وجوههم، مسلموهم وإفرنجهم، لا يلوي أحد على ~~أحد، والخيل تطردهم في تلك المضايق، وصرع المرتضى في ضنك ذلك المأزق، ووقع ~~البرابرة من نهب محلة المرتضى على ما كفاء له اتساعا وكثرة - ظل الفارس ~~منهم يجيء من اتباعه المنهزمين، ومعه العشرة الأبغل فما دون ذلك موقرة ~~بفاخر النهب، ورفيع الشارة والحلية، وحيزت فساطيط أولئك الأمراء ومضارب ~~الرؤساء الذين كانوا في جميع ذلك المعسكر المخذول، يتباهون بالقوة والشارة، ~~بجميع ما فيها. وسبق سلطانهم زاوي إلى سرادق الحائن المرتضى، فحازه بما ~~حواه مما كان الأمراء قد جمعوا له وجملوه به. وكان أمراؤه والوجوه من أهله ~~قد تنازعوا بالبشارة، وجاءوا مجيء من لا يشك في الظفر، فساقوا مع أنفسهم ~~رفيع الحلية كي يتباهوا بذلك إذا دخلوا قرطبة، حتى إن كثيرا من جاليتها ~~والتجار المتجهزين منهم ومن سواهم اغتروا بذلك العسكر الخاوي فصحبوه ~~مبادرين ميسرة الفتح، وسعة الربح، فخابوا وحاق البغي بهم، وخسروا أموالهم. # وأول من انهزم من ذلك العسكر منذر بن يحيى وخيران الصقلبي، وكان منذر قد ~~أوقع في نفوس مدده من رجال الإفرنجة الذعر من غدر الموالي العامريين، فشغل ~~بذلك بالهم. فلما انهزم لم يعرفوا السر، وأجفل منذر في أصحابه الثغريين، ~~فمر بسليمان بن هود صاحبه وهو مثبت للإفرنجة لا # PageV01P454 # يريم موقفه. فصاح به: النجاة يا ms0241 ابن الفاعلة، فلست أقف عليك؛ فقال له ~~سليمان: جئت والله بها صلعاء، وفضحت أهل الأندلس! ثم انقلع وراءه ببقية ~~عسكره، وانقلع أيضا خيران برجاله. وصبر الموالي العامريون قليلا حول صاحبهم ~~المرتضى، على أحر من جمر الغضا، وهو مع جبنه حسن الثبات، حتى استحر القتل ~~في أصحابه، وصرع كثير منهم حوله، فانكشفوا عنه، وخاف أن يقبض عليه فولى، ~~فوضع عليه خيران عيونا لئلا يخفى أثره، فلحقوه بقرب وادي آش وقد أمن على ~~نفسه، فهجموا عليه وقتلوه، وجاءوا برأسه إلى خيران ومنذر، وقد لحقا ~~بالمرية، فتحدث الناس أنهما اصطحبا على رأسه سرورا بمهلكه، وتناولاه من ~~الذكر عبثا بما لم يكن له أهلا له، وجعلا يقولان: يا أحيمق قم فاعرض جندك؛ ~~كلمة تحدث بها عنهما جرأة على الله ونكثا لعهوده. ففقد المرتضى على هذه ~~السبيل، ونجا من تلك الملحمة أخوه أبو بكر ابن هشام، ولحق بالموالي ~~العامريين فزهدوا فيه، فاستقر عند ابن القاسم صاحب حصن البونت، وكان شيعة ~~المروانية على سوء ما أسلفوه في سلفه، فأجاره وضيفه، ولم يزل مقيما عنده ~~إلى أن كان من تقديمه للخلافة ما كان. # قال ابن حيان: فحل بهذه الوقعة على جماعة من الأندلس مصيبة سوداء أنست ما ~~قبلها، ولم يجتمع لهم على البربر جمع بعد، وأقروا بالإدبار، وباءوا ~~بالصغار. # وورد على القاسم بقرطبة كتاب زاوي بشرحها مع نصيبه من الغنيمة # PageV01P455 # وفي جملتها سرادق المرتضى. فضربه القاسم على نهر قرطبة وغشيه من النظارة ~~جملة من علية الناس، وقلوبهم تتقطع حسرة منه؛ فركدت ريح المروانية من ذلك ~~الوقت بقتل من نجم منهم في أطراف الأرض، وأيس الناس من دولتهم، وألوى ~~الخمول بجملتهم، فتقطعوا في البلاد ودخلوا في غمار الناس، وامتهنوا ~~واستهينوا. # حدثت بزوائد في شرحها حصرتها تتميما للقصة: # قالوا: لما جاء منذر التجيبي في جيشه مع الإفرنج وغيرهم للاجتماع ~~بالمرتضى بشاطبة لغزو قرطبة، وفي جملته ابن مسوف، اجتاز على بلنسية فأغلق ~~واليها مبارك بابها في وجهه، ومنعه أن يخرجه معهم للغزو فلم يجبه المرتضى ~~لذلك، وأقام عذر مبارك أن ms0242 يخرجه معهم للغزو فلم يجبه المرتضى لذلك، وأقام ~~عذر مبارك، وأقعده خلفه لجمع الأموال وإنفاذها خلفه، فأحقده عليه، فتجمع ~~ابن مسوف وخيران ومنذر، وتظاهروا على الغدر به، فمالوا به إلى غرناطة، ~~وقالوا: لا يصلح أن نسير إلى قرطبة ووراءنا هذا العدو، ثم دسوا إلى زاوي ~~وأسروا عليه الغدر بالمرتضى، فلما أصبحوا للقتال جعل منذر يحرض الموالي ~~العامريين سخرية يبغي توريطهم ويقول: أين أنتم معشر أرباب المملكة المؤثرين ~~على كل طبقة - أين أصحاب الوظائف المرتبة - هذا يومكم، تقدموا. فحمي القوم ~~وخرجت صنهاجة ومغراوة من زناتة فاجتلدوا أياما، فلما حمي الوطيس # PageV01P456 # أشار منذر وخيران بإدناء المحلة إلى قرب حومة القتال. فلما زحزحت صنهاجة ~~من موضعها اضطرب العسكر، وشد البرابر شدة منكرة، فانحاز منذر وخيران لأول ~~وقتهما وانهزما على وجوههما، فلم يك للناس ثبات بعدهما، فاستمرت بهم ~~الهزيمة حسبما تقدم. # وأخبر عن منذر أنه الذي ورط المرتضى وحلفاءه، وأقحمهم أوعارا صعبة حتى ~~أنزلوهم فوق رؤوس صنهاجة في الجبل المطل عليهم. ولما شرع في قتالهم بان ~~لمنذر جد الموالي، ولم يشك في ظهورهم فحسدهم وتحيل لهم بما فل حدهم. وكان ~~بلغه أيضا عن زاوي أنه لا يشك في الغلبة فتداركه بكتاب يثنيه به عن حربه، ~~فتراجعت نفس زاوي وطمع في النجاة فلذلك ما جد في القتال. # ولهول ما عاينه زاوي من اقتدار أهل الأندلس في تلك الحرب وجعجاعهم به، ~~وإشرافهم على التغلب عليه، ما هان سلطانه عنده بالأندلس وعزم على الخروج ~~عنها نظرا في عاقبة أمره، ودعا جماعة قومه مستنصحا فعصوه في ذلك، لظنهم ~~بطيب معيشتهم بالأندلس، فلم يثنه ذلك عن عزمه، وركب هو البحر بماله وأهله ~~فلحق بإفريقية وطنه. فكان من أغرب الأخبار في تلك الدولة الحمودية انزعاج ~~ذلك الشيخ الباقعة زاوي ابن زيري عن سلطانه، ولفظه لما كان يلوكه من فلذة ~~كبد الأندلس # PageV01P457 # أرض ألبيرة، بأثر الفتح العظيم الذي أتيح له على المرتضى ومن كان معه من ~~عساكر أهل الأندلس. فأخذ في عبور البحر حين صفا العيش واخضر عوده، ووقم ~~العدو وفل ms0243 غربه، فصمم في الرحيل بعد أن استأذن صاحب إفريقية يومئذ المعز بن ~~باديس ابن عمه، في ذلك، فأذن له، وحرص جميع بني عمه بالقيروان على رجوعه ~~لهم لحال سنه، وتعريهم يومئذ عن مثيله من مشيختهم لمهلك جميع إخوتهم، ~~وحصوله هو قعدد بني مناد، الغريب شأنه، في ألا يحتجب عنه من نسائهم زهاء ~~ألف امرأة في ذلك الوقت، هن - زعموا - محرم له بنات إخوته وبناتهن وبني ~~بنيهن. فرحل عن الأندلس سنة عشر وأربعمائة، واستقلت به سفنه من مرسى ~~المنكب، وفي شحنتها من ذخائر الأندلس ما يفوت الإحصاء كثرة لعظيم ما خمسه ~~أيام الفتنة. فاجتمع شمله بالقيروان، وأقره المعز في دولته وكنفه. إلا أنه ~~لم يؤثره ولا أناف بمحله ولا قلده ولا واحدا من ولده شيئا من عمله بل وكلهم ~~إلى سحتهم. # قال ابن حيان: وحدثت عن السبب المزعج كان لزاوي يومئذ في ارتحاله، وذلك ~~أنه لما انهزم المرتضى قال زاوي لقومه: كيف رأيتم ما قد خلصنا منه - قالوا: ~~عظيما، قال: فلا تتناسوه وتغالطوا أنفسكم بعده، إن انهزام من رأيتموه لم ~~يكن من قوة منا. إنما جره مع القضاء غدر ملوكهم لسلطانهم ليهلكوه كما ~~فعلوا، فإني عرفت ذلك من يوم نزولهم، ولذلك ما كنت أقوي نفوسكم، وقد نجانا ~~الله منهم برحمته، ومضى # PageV01P458 # القوم ولم يعدموا إلا رئيسهم، واستخلافه هين عليهم، ولست آمن عودهم جملة ~~إليكم فيما بعد، فلا يكون لنا قوام بهم، فالرأي الخروج عن أرضهم، واغتنام ~~السلامة مع إحراز الغنيمة، والرجوع إلى الجملة التي انفصلنا عنها كانفين ~~للعيال والذرية، مباعدين لهم لما وراءنا من أهل جنسنا زناتة، الأعداء في ~~الحقيقة، الذين لا يغفلون عنا وإن غفلت الخليقة، لا سيما وقد قرفنا قرحهم، ~~ونبشنا أحقادهم المدفونة. فإن فرغوا لنا على قلة عددنا، وظاهروا علينا ~~الأندلس وقعنا منهم بين لحيي أسد فاصطلمونا، وها أنا قد أديت لكم النصيحة ~~وأنا راحل عن الأندلس، فمن أطاعني فليرحل معي. فلم يساعده أحد، فرحل كما ~~وصفناه. # ويلغني أن حلالي بن زاوي تلوم بغرناطة، بعد حصول والده بالمنكب ms0244، أياما ~~لتتميم لباناته،. وقد دبر مع الراحلين من بني عمه القبض على قاضي البلد ابن ~~أبي زمنين والمشيخة من أهله إذا رجعوا من تشييع أبيه ليأخذ أموالهم. فاهتدى ~~ابن أبي زمنين لتدبيره ونكب عن المنكب إلى حبوس، وكان متوقفا بحصن آش يرتقب ~~ركوب عمه البحر فيلحق بغرناطة، فكان ذلك كذلك. فركب مع ابن أبي زمنين وقد ~~خوفه بوائق الإبطاء، فلم تشعر صنهاجة حتى أطل عليهم قارعا طبوله، فخرجت ~~صنهاجة تستقبله ووقف ابن عمه حلالي بباب البلد حائرا قد فسد تدبيره على ابن ~~أبي زمنين، ولم يعرج حبوس عليه حتى صعد إلى قصبة غرناطة فضبطها وحط رحله ~~فيها. ثم خرج إلى ابن عمه حلالي ليودعه # PageV01P459 # فعاتبه حلالي في اقتحامه عليهم وقال له: الفوت خفت أبا مسعود في بدارك -! ~~أهذا دخول مكتئب بفراق عشيرته -! هو بدخول شامت أشبه! ! كأنك فتحت بلدا ~~وطردت عدوا -! فاعتذر له حبوس، وقال: ما ذاك إلا لرسم الإمارة، وإرهاب ~~الرعية. ثم استوطن حبوس البلد وأورثه عقبه. # قال ابن حيان: وبلغني أن زاوي استوهب علي بن حمود، يوم قتل سليمان بن ~~الحكم رأسه، حنقا على بني مروان المهدى إليهم رأس زيري والده، وأنه أسعفه ~~بذلك، فصار عنده، ونقله من الأندلس معه في ذلك الوقت مفتخرا به على أهل ~~بيته. فإن يكن ذلك حقا فزاوي أكبر من أدرك الثأر المنيم، ورحض العار ~~المقيم. وأخبار هذا الداهية زاوي كثيرة، ونوادر أفعاله مأثورة. # وكان حبوس هذا أحد نابي برابرة الأندلس اللذين يفترون عنهما لم يبق بعده ~~يومئذ، سوى محمد بن عبد الله نظيره، من ترهب لد شذاة. وكان على قسوته يصغي ~~إلى الأدب، وينتمي في العرب، للأثر المقفو في قومه صنهاجة. وكان يؤثر لذلك ~~" كتاب التيجان " لابن دريد في ذكر مناقبهم، ولا يغب سماعه ومطالعته. وكان ~~وقورا حليما، فظا مهيبا، نزر الكلام، قليل الضحك، كثير الفكر # PageV01P460 # شديد الغضب، غليظ العقاب، شجاعا حسن الفروسية، جبارا متكبرا داهية، واسع ~~الحيلة، كامل الرجولية، له في كل ذلك أخبار مأثورة. # أخبرني أبو الوليد ابن زيدون قال ms0245: سأل حبوس يوما محمد بن عبد الله في بعض ~~التقائمها عن سنه بمعراض فقال: ابن كم كنت يوم قتل ابن الخير - فأجابه ~~مسرعا: كنت يوم قتل زيري بن مناد يفعة، وشهدت وقعته مع قومي ابن كذا. فتبسم ~~حبوس، وعجب من حضر من فطنتهما. وإنما أراد حبوس تعيير ابن عبد الله بمقتل ~~ابن الخير سلطان زناتة المصاب في وقعة صنهاجة، فعارضه ابن عبد الله بذكر ~~وقعتهم بجد حبوس زيري بن مناد. فلو كانا في الرعيل الأول من أذكياء العرب ~~ما زاد على ما أتيا به. # وقد أعاد علي ولد ابن عبد الله أيام لقيته بقرطبة عن والده محمد ابن عبد ~~الله بألطف من هذا التعريض، مكتفيا باسم الموضعين عن ذكر اسم الرجلين، ~~فقال: قال حبوس لوالدي يوما: أشهدت يوم تلمسان - فقال له والدي: لا، مشاهدي ~~يوم كرض؛ ويوم تلمسان يوم الخير وزناتة، ويوك كرض يوم زيري وصنهاجة. فلمي ~~يزد أحدهما # PageV01P461 # على التبسم، وما درى من معهما ما ذهبا إليه؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: ومن مليح التلويح بالمعاريض قول رجل من نمير وقد سايره ابن ~~هبيرة الفزاري فزادت بغلة النميري عليه، فقال له ابن هبيرة: غض من لجامها، ~~فقال: أنها مكتوبة - أعزك الله - فضحك. وإنما أراد ابن هبيرة قول جرير: # فغض الطرف إنك من نمير ... وأراد النميري قول ابن دارة في فزارة: # لا تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار وكانت فزارة ترمى ~~بإتيان الإبل، ولذلك قال الفرزدق يهجو ابن هبيرة: # [أمير المؤمنين وأنت بر ... حليم لست بالجشع الحريص] # أوليت العراق ورافديه ... فزاريا أحذ يد القميص - # ولم يك قبلها راعي مخاض ... ليأمنه على وركي قلوص ومن المعاريض: أن رجلا ~~هلاليا بات مع رجل من محارب على بعض المياه، وقد كثر فيه صياح الضفادع، ~~فقال الهلالي: ما تركنا شيوخ محارب ننام الليلة، فقال له المحاربي: إنها ~~أضلت برقعا فجعلت # PageV01P462 # تطلبه. أراد الهلالي قول القائل: # تجيش بلا شيء شيوخ محارب ... وما خلتها كانت تريش ولا تبري # ضفادع في ظلماء ليل ms0246 تجاوبت ... فدل عليها صوتها حية البحر وأراد المحاربي ~~قول الآخر: # لكل هلالي من اللؤم برقع ... ولابن يزيد برقع وجلال وحضر باب عبد الملك ~~ناس من العرب فيهم تميمي ونميري، فمر عليهم رجل يحمل بازيا، فقال التميمي: ~~ما أحسن هذا البازي! فقال النميري: أجل، وهو يصيد القطا؛ أراد التميمي قول ~~جرير: # أنا البازي المطل على نمير ... أتيح لها من الجو انصبابا وأراد النميري ~~قول الطرماح: # تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت سبل المكارم ضلت ومن ~~المعاريض قول معاوية للأحنف بن قيس: ما الشيء الملفف في البجاد - قال: ~~السخينة يا أمير المؤمنين؛ أراد معاوية قول القائل: # إذا ما مات ميت من تميم ... فسرك أن يعيش فجيء بزاد # بخبز أو بتمر أو بمسن ... أو الشيء الملفف في البجاد # PageV01P463 # وأراد الأحنف أن قريشا كانت تعير بأكل السخينة، وهي حساء من دقيق يتخذ ~~عند غلاء السعر، وفي ذلك يقول شاعر كنانة: # يا شدة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم ومن المعاريض ~~قول النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة مخفيا لشأنه عن قريش، ~~ومعه أبو بكر، فكلما سألهما سائل عن شأنهما قال: نحن باغ وهاد، يريد باغيا ~~وهاد، يريد باغيا للخير، وهاديا إليه. # ومنه: قوله عليه السلام، حين خرج هو وأبو بكر يتحسسان عن العير، وقد سألا ~~بسبسا فأخبرهما على أن يخبراه بأمرهما، فلما أخبرهما وسألهما، قال عليه ~~السلام: نحن من ماء، فقال لهما بسبس: ما رأيت كاليوم عجبا، أمن ماء كذا، أم ~~من ماء كذا - يعدد مياه العرب. وقد قال عليه السلام لأصحابه، حين أرسلهم ~~إلى بني قريظة أيام الأحزاب: إن رأيتموهم على غير ما أحب فالحنوا لي. فلما ~~انصرفوا قالوا له: يا رسول الله، عضل والقارة، وقد كان هذا القبيلان غدرا، ~~فكنى له بهما أصحابه عن غدر بني قريظة. # ومما يتعلق بباب المعاريض: قوله عليه السلام للمرأة: علمي حفصة رقية ~~النملة، وكانت حفصة عليها السلام عندما يريدها صلى الله عليه وسلم ربما ~~تأبت، فأراد أن يلحن ms0247 لها برقية النملة، وكانت العرب ترقيها في # PageV01P464 # الجاهلية، يقول لها: العروس تكتحل وتحتفل، وكل شيء تفتعل، غير تعاصي ~~الرجل. # وشبيه هذا ما فعله معاوية - رحمه الله - حين بلغه أن بعض بناته تمتنع، ~~فدخل عليها، فجعل ينكت بقضيبه وينشد: # من الخفرات البيض أما حرامها ... فصب وأما حلها فذلول ومن المعاريض الخبر ~~المأثور عن كثير وجميل، قال: زار جميل بثينة ورام إيصال شيء إليها فعزه ~~ذلك. فلقي كثيرا وقد ارتحل من عند أبيها، فسأله عن موضع مبيته، فقال: كنت ~~عند أبي بثينة. فقال له: هل إلى إعلامها أني ها هنا سبيل - فقال: هل كان ~~بينكما شيء تعرفه هي - فقال: نعم، آخر عهدي بها بأسفل وادي الدوم، وأصاب ~~عمامتي شيء فغسلته جاريتها. فرجع كثير قبل أن يقوم والد بثينة من مجلسه، ~~فقال: ما رجعك - قال له كثير: أبيات قلتها وأحببت أن تسمعها، قال: هات ما ~~عندك، فأنشده: # وقلت لها: يا عز أرسل صاحبي ... على طول نأي والرسول موكل # [بأن تجعلي بيني وبينك موعدا ... وأن تأمريني فيه أفعل # وآخر عهدي منك يوم لقيتني ... بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل] فقالت ~~بثينة: اخسأ! فقال أبوها: ما لك يا بثينة - قالت: كلب يأتينا # PageV01P465 # إذا هوم الناس من وراء هذه الرابية. # قال: ودخل محمد بن أمية الشاعر مجلسا فيه قينة تغني فأعجبته، فقال لها: ~~جعلت فداك، أتحسنين أن تغني: # خبريني من الرسول إليك ... واجعليه من لا ينم عليك فقال له: لا، وقدمت ~~قبلك، ولكني أغني في طريقته: # أحمد قال لي ولم يدر ما بي ... أتحب الغداة عتبة حقا وأومأت إلى مخنث كان ~~على رأسها اسمه أحمد. # وقد أرخص الفقهاء في هذه المعاريض، وقال بعض السلف: في المعاريض مندوحة ~~عن الكذب. # وكان النخعي إذا خرج من عنده أصحابه يقول لهم: قولوا لمن سألكم عني: لا ~~ندري أين هو، فإنكم لا تدرون أين أتحول من الدار. # ومنها قول شريح، رحمه الله، في شأن عبد الملك، وقد عاده # PageV01P466 # في علته التي مات منها: تركته يأمر وينهى، فلما استفهم قال: يأمر بالوصية ms0248 ~~وينهى عن البكاء. # وأهدي علي بن هشام إلى المأمون جارية اسمها " صرف " حين أحس بتغيره عليه، ~~وأمرخا أن تكتب إليه بما عسى أن تحس به من ذلك إليه؛ فوقف يوما بين يديه ~~فسقطت منه رقعة، فأخذها المأمون فإذا فيها: " يا موسى، يا موسى " ليس شيء ~~غير ذلك. فقال المأمون لجلسائه: أيكم يعلم إيماء هذه الرقعة - فكلهم قال: ~~لا أدري. فقال: هذه كتبت من قصري، تخوف هذا الرجل بادرتي، أراد كاتبها قوله ~~تعالى: {يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك} ثم حذف إخفاء، وكرر توكيدا. ~~فبحث عن أمر الرقعة فإذا هي لصرف. # ومن مليح فطنة المأمون أيضا - وله بهذا الباب بعض تعلق - أنه جلس يوما في ~~بعض مجالس أنسه، وفي المجلس عريب المأمونية، وأحمد ابن محمد بن حمدون الذي ~~كان يهواها، فأومأ إليها بقبلة، فاندفعت تغني بيت النابغة الجعدي: # رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة ... كحاشية البرد اليماني المسهم فقال المأمون: ~~من أومأ إلى عريب بقبلة - فوجم الحاضرون، فعزم عليهم ليخبروه. فقال أبو ~~عيسى أخوه: لا تظلم الناس؛ من يجترئ # PageV01P467 # على هذا إلا هذا الفاسق - وأومأ إلى ابن حمدون، فاستفسر المأمون من أين ~~وقع له ذلك، فقال: هي لا تغني حتى تؤمر واندفعت تغني ارتجالا. # ودخل حارثة بن بدر على زياد وفي وجهه أثر. فقال له زياد: ما هذا الأثر في ~~وجهك - قال: ركبت فرسي الأشقر فجمح بي! فقال: أما إنك لو ركبت فرسك الأشهب ~~ما فعل ذلك! فكنى بالأشقر عن النبيذ، وبالأشهب عن اللبن. # @فصل في ذكر الأديب أبي بكر عبادة بن ماء السماء، وإثبات # @جملة من شعره مع ما يتعلق به من ذكره # قال ابن بسام: [هو عبادة بن عبد الله الأنصاري من ذرية سعد بن عبادة، ~~وقيل له ابنم ماء السماء لجدهم الأول، ولحق بقرطبة الدولة العامرية ~~والحمودية ومدح رجالها] . وكان أبو بكر في ذلك العصر شيخ ؤالصناعة، وإمام # PageV01P468 # الجمعة، سلك إلى الشعر مسلكا سهلا، فقالت له غرائبه مرحبا وأهلا. وكانت ~~صنعة التوشيح التي نهج أهل الأندلس طريقتها، ووضعوا ms0249 حقيقتها، غير مرقومة ~~البرود، ولا منظومة العقود، فأقام عبادة هذا منآدها، وقوم ميلها وسنادها، ~~فكأنها لم تسمع بالأندلس إلا منه، ولا أخذت إلا عنه، واشتهر بها اشتهارا ~~غلب على ذاته، وذهب بكثير من حسناته. # وهي أوزان كثر استعمال أهل الأندلس لها في العزل والنسيب، تشق على سماعها ~~مصونات الجيوب بل القلوب. وأول من صنع أوزان هذه الموشحات بأفقنا واخترع ~~طريقتها - فيثما بلغني - محمد بن محمود القبري الضرير. وكان يصنعها على ~~أشطار الأشعار، غير أن أكثرها على الأعاريض المهملة غير المستعملة، يأخذ ~~اللفظ العامي والعجمي ويسميه المركز، ويضع عليه الموشحة دون تضمين فيها ولا ~~أغصان. وقيل إن ابن عبد ربه صاحب كتاب " العقد " أول من سبق إلى هذا النوع ~~من الموشحات عندنا. ثم نشأ يوسف بن هارون الرمادي فكان أول من أكثر فيها من ~~التضمين في المراكيز، يضمن كل موقف يقف عليه في المركز خاصة. فاستمر على ~~ذلك شعراء عصرنا كمكرم بن سعيد وابني أبي الحسن. ثم نشأ عبادة هذا فأحدث ~~التضفير، وذلك أنه اعتمد مواضع الوقف في الأغصان فيضمنها، كما اعتمد ~~الرمادي مواضع الوقف في المركز. # PageV01P469 # وأوزان هذه الموشحات خارجة عن غرض هذا الديوان إذ أكثرها على غير أعاريض ~~أشعار العرب. # وقد أثبت من شعر عبادة في هذا الفصل ومن سائر كلامه، ما يدل على تقدمه ~~وإقدامه. # @جملة من شعره في أوصاف شتى # أخبرني الفقيه أبو بكر بن العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال، ~~أخبرني الفقيه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم أن أبا بكر عبادة كان حيا في ~~صفر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وكان البرد المشهور خبره في ذلك الوقت الذي ~~لم ير مثله، فقال عبادة: # يا عبرة أهديت لمعتبر ... عشية الأربعاء من صفر # رسل ملء الأكف من برد ... جلامدا تنهمي على البشر # فيا لها آية وموعظة ... فيها نذير لكل مزدجر # كاد يذيب القلوب منظرها ... ولو أعيرت قساوة الحجر قال أبو عبد الله ~~الحميدي: وذكر أبو عامر ابن شهيد أن عبادة هذا مات # PageV01P470 # في شوال سنة ms0250 تسع عشرة بمالقة، ضاعت له مائة مثقال فاغتم عليها وكانت سبب ~~وفاته. فلا أدرى من وهم منهما، وأبو محمد بن حزم أعلم بالتواريخ وأحفظ ~~للتقييد، والله أعلم. # وقال: # لا تشكون إذا عثر ... ت إلى خليط سوء حالك # فيريك ألوانا من ال ... إذلال لم تخطر ببالك # إياك أن تدري يمي ... نك ما يدور على شمالك # واصبر على نوب الزما ... ن وإن رمت بك في المهالك # وإلى الذي أغنى وأق ... نى اضرع وسله صلاح حالك وقال يتغزل: # إذا رمت قطف الورد ساورني الصدغ ... بعقرب سحر في فؤادي له لدغ # غزال بجسمي فترة من جفونه ... وفي أدمعي من لون وجنته صبغ # زيارته أخفى خفاء من السها ... ودون فراغي من محبته الفرغ وقال: # ما مر يوم علي لم أرك ... إلا وجدت الضمير صورك # PageV01P471 # ولا مبيتي وأنت لست معي ... إلا مبيت القطاة في الشرك # أما أنا فالبعاد غيرني ... وأنت خوف الرقيب غيرك # يا لعبة صورت لسفك دمي ... غطي بفضل النقاب محجرك وقد رويت هذه الأبيات ~~لابن القطان. # نقلت من خط الوزير أبي عامر بن مسلمة قال: أنشدني أبو بكر عبادة لنفسه. # اجل المدامة فهي خير عروس ... تجلو كروب النفس بالتنفيس # واستغنك اللذات في عهد الصبا ... وأونه لا عطر بعد عروس قال: وأنشدني ~~أيضا له: # اشرب فعهد الشباب مغتنم ... وفرصة في فواتها ندم # وعاطنيها بكف ذي غيد ... ألحاظه في النفوس تحتكم # كأنها صارم الأمير وقد ... خضب حديه من عداه دم # واحد بتذكاره الكؤوس فما ... يلذ نقلا سوى ثناه فم وقال أيضا: # PageV01P472 # وليلة لسرور كان لها ... بحسن ساق كحسن خلخال # قصيرة أقصر الغرام بها ... كأنها مستهل شوال # ناولني الماس بدرها بيد ... عنابها من طريف أنقال # يعلني ريقة الحياة فم ... قضى بتعطيل كل علال وقال أيضا: # سقى الله أيامي بقرطبة المنى ... سرورا كري المنتشي من شرابه # وكم مزجت لي الراح بالريق من يدي ... أغر يريني الحسن ملء ثيابه # أوان عذاري لم يرع بمشيبه ... شبابي ولم يوحش مطار غرابه # تعللني فيه الأماني بوعدها ... وهيهات أن أروى بورد سرابه # سل ms0251 العنم البادي من السجف دانفا ... لتعذيب قلبي هل دمي من خضابه - وقال ~~أيضا: # فهل ترى أحسن من أكؤس ... يقبل الثغر عليها اليدا - # يقول للساقي: أغثني بها ... وخذ لجينا وأعد عسجدا # أغرق فيها الهم لكن طفا ... حبابها من فوقها مزبدا # كأنما شيبها شارب ... أمسكها في كفه سرمدا # PageV01P473 # وهذا البيت أراه اخترع معناه. # وله من أخرى في القاسم بن حمود: # ما ضيع الله ملكا أنت راعيه ... ولا أباح ذمارا أنت حاميه # لله درك من مولى عوارفه ... لم تبق في الأرض إلا من يواليه # تهديه والناس قد ضلوا كواكب من ... آرائه في سماء من معاليه # مكفلا برضاه همة أنفا ... ترمي إلى الغرض الأقصى فتصميه # كانت خلافتنا في الغرب مظلمة ... كأن أيامنا فيها لياليه # سياسة أبرأت بالرفق في مهل ... داء الخلاف وقد أعيا مداويه # وحكمة خضعت هام الملوك لها ... عزا فلا حر موجود بواديه # مؤيد جاءت الدنيا إلى يده ... عفوا ولبته من قرب أمانيه # جلت أياديه حتى إن أنفسنا ... وما ملكناه جزء من أياديه وقال يتغزل من ~~قصيدة: # مستجبر لا يطيبه بالرضى ... أحد ولا يجري الوفاء بباله # دارت دوائر صدغه فكأنما ... حامت على تقبيل نقظة بباله # رشأ توحش من ملاقاة الورى ... حتى توحش من لقاء خياله # فلذاك صار خياله لي زائرا ... إذ كنت في الهجران من أشكاله # ولقد هممت به ورمت حرامه ... فحماني الإجلال دون حلاله # وحببته حب الأكارم رغبة ... في خلقه لا رغبة في ماله # PageV01P474 # وهذا ينظر إلى قول المتنبي: # وأغيد يهوى نفسه كل عاقل ... عفيف ويهوى جسمه كل فاسق وقال عبادة في ~~الحاجب ابن أبي عامر: # لنا حاجب حاز المعالي بأسرها ... فأصبح في أخلاقه واحد الخلق # فلا يتغرر منه الجهول ببشره ... فمعظم هول الرعد في أثر البرق قال عبادة: ~~أول شعر قلته أني وقفت على هدف الرمي بعدوة النهر بقرطبة، وثم غلمان من ~~أبناء العبيد ينتضلون، فقلت: # وما راعني إلا سهام رواشق ... إلى هدف بنحوه كل يدي ظبي # أقاموه كي يرموا إليه فلم يكن ... لهم غرض حاشا فؤادي في الرمي وهو ~~القائل ms0252 في ميمون بن الغانية وكان وسيما: # قمر المدينة كيف منك خلاص ... أو أين عنك إلى سواك مناص - # ما أنت إلا درة الحسن التي ... قلبي عليها في الهوى غواص # والشادن الأحوى الذي في طرفه ... سحر يصاد بسهمه القناص # أمن جفونك من مغبة ما جنت ... فينا فليس على الملاح قصاص وقال عبادة من ~~قصيدة يمدح ابن حمود: # أبسل عليك الماء حتى يشوبه ... دم والكرى حتى تقض المضاجع # PageV01P475 # أجم جيادا أدمن الغزو نهكها ... فمنها حسير في الجهاد وظالع # وأغمد سيوفا تشتكيك جفونها ... كما تشتكي نجل العيون البراقع # وسكن عجاج الركض شيئا فقلما ... يرى الجو مما هجته وهو ناصع # وآنس قصورا طال إيحاشها به ... فقد أشفقت مما صنعت المصانع # وهل ضرك الباغي بسهم مكيدة ... وأنت بواقي عصمة الله دارع - # وأي يد قراعك بعدما ... رأينا يد الجبار عنك تقارع - وهذه المعاني كلها ~~متداولة، وألفاظها متناقلة، وإن كان قد تشبث بها معان أخر، فهي أشهر من أن ~~تذكر، منها قول المتنبي: # فقد مل ضوء الصبح مما تغيره ... ومل سواد الليل مما تزاحمه # ومل القنا مما تدق صدوره ... ومل حديد الهند مما تلاطمه وقال عبادة فيه ~~من أخرى: # صلى عليك الله يا ابن رسوله ... ووليه المختص بعد خليله ومنها: # وله من السعد المتاح معدل ... يغني أخا التنجيم عن تعديله وهذا كقول ~~المتنبي: # يقر له بالفضل من لا يوده ... ويقضي له بالسعد من لا ينجم # PageV01P476 # وأبين منه قول ابن شرف: # ونجوم آمالي طوالع بالمنى ... والسعد يستغني عن التقويم وفيها يقول ~~عبادة: # كم يبعث الباغون رسلهم إلى ... من كتبه من زرقه ونصوله # وزع الإله ببأسه وعقابه ... ما لم يزع بالنص من تنزيله # هذا علي ناصر الدين الذي ... نظمت له غرر السنا بحجوله وهذا البيت الثالث ~~منها كقول المتنبي: # ولا كتب إلا المشرفية عنده ... ولا رسل إلا الخميس العرمرم وكرره في موضع ~~آخر فقال: # ورب جواب عن كتاب بعثته ... وعنوانه للناظرين قتام # حروف هجاء الناس فيه ثلاثة: ... جواد ورمح ذابل وحسام وقال المعري: # ولا قول إلا الضرب والطعن عندنا ... ولا ms0253 رسل إلا ذابل وحسام ومعنى البيت ~~الرابع منها نظمه من قول الحسن بن أبي الحسن البصري: " يزع الله بالسلطان ~~ما لا يزع بالقرآن ". # PageV01P477 # وكان عبادة يظهر التشيع في شعره، من ذلك قوله في يحيى بن حمود: # فها أنا ذا يا ابن النبوة نافث ... من القول أريا غير ما ينفث الصل # وعندي صريح في ولائك معرق ... تشيعه محض وبيعته بتل # ووالي أبي قيس أباك على العلا ... فخيم في قلب ابن هند له غل وله من أخرى ~~في علي بن حمود الحسني: # أطاعتك القلوب ومن عصي ... وحزب الله حزبك يا علي # فكل من ادعى معك المعالي ... كذوب مثل ما كذب الدعي # أبى لك أن تهاض علاك عهد ... هشامي وجد هاشمي # وما سميت باسم أبيك إلا ... ليحيا بالسمي له السمي # فإن قال الفخور أبي فلان ... فحسبك أن تقول أبي النبي قوله: " عهد هشامي ~~" قد تقدمت الإشارة به، والوجه الذي قاله بسببه، في أخبار الخليفة سليمان، ~~المفتتح باسمه هذا الديوان. # وله من أخرى يرثيه ويهنئ أخاه القاسم بالخلافة: # صلى على الملك الشهيد مليكه ... وسقاه في ظل الجنان الكوثر # مولى دهته عبيده، وغضنفر ... تركته أيدي العفر وهو معفر # كانت تهيبه الأسود فغاله ... في قصره مستضعف مستحقر # لم يثن عز الملك عنه منونه ... فسمت له من حيث لم يك يحذر # PageV01P478 # ختلته سرا والقبائل درع ... تحميه لكن المنايا جسر # ولو إنها رامته جهرا لانثنت ... والبيض تقرع والقنا يتكسر ثم خرج إلى ~~المدح فقال: # ما غاب بدر التم إلا ريثما ... جلى الدجى عنا الصباح الأزهر # إن يهو من أفق الخلافة نير ... يهدي السبيل فقد تلاه نير # بالقاسم المأمون أفرخ روعنا ... فالقسم واف والنصيب موفر قوله: " ختلته ~~سرا " ### | .... # البيت مع الذي يليه، معنى قد طوي ونشر، كسف رواؤه مما ابتذل، وأسن ماؤه ~~مما عل به ونهل، ومنه قول المهلبي يرثى جعفرا المتوكل: # جاءت منيته والعين هادئة ... هلا أتته المنايا والقنا قصد # فخر فوق سرير الملك منجدلا ... لم يحمه ملكه لما انقضى الأمد ومنه قول ~~الأسدي أيضا يرثيه، وألم بهذا ms0254 المعنى فيه: # هكذا فلتكن منايا الكرام ... بين ناي ومزهر ومدام # بين كأسين أردياه جميعا ... كأس لذاته وكأس الحمام # لم يزل نفسه رسول المنايا ... بصنوف الأوجاع والأسقام # هابه معلنا فدب إليه ... في كسور الدجى بحد الحسام وأخذ هذا المعنى عبد ~~الكريم التميمي فقال يرثي صاحب خراج المغرب، وكان تناول فمات بسببه: # PageV01P479 # سنايا سددت الطرق عنها ولم تدع ... لها من ثنايا شاهق متطلعا # فلما رأت سور المهابة دونها ... عليك ولما لم تجد لك مطمعا # ترقت بأسباب لطاف ولم تكد ... تواجه موفور الجلالة أروعا # فجاءتك في سر الدواء خفية ... على حين لم تحذر لداء توقعا وقد أخذ أيضا ~~هذا المعنى أهل وقتنا وهو أبو محمد عبد المجيد بن عبدون، فقال من قصيدة ~~يرثى بها الوزير أبا المطرف ابن الدباغ الكاتب: # ثارت إليه المنايا من مكانها ... سرا على غفلة الحراس والسمر # أولى لهن وأولى لو هممن به ... والمنع ذو راحة والدفع ذو حذر في أبيات ~~غير هذه هي ثابتة في موضعها من هذا المجموع. # ولله در صريع الغواني فإنه أخذ عليهم ثنايا البديع في هذا المعنى، وإن ~~كان بينهم بعد كما ترى، حيث يقول: # ألم تعجب له أن المنايا ... فتكن به وهن له جنود - وقال أبو الطيب: # تخون المنايا عهده في سليله ... وتنصره بين الفوارس والرجل # PageV01P480 # @ذكر الخبر عن ولاية القاسم بن حمود قرطبة إلى انقضاء الأمر # @بانقطاع دولته القاضي ابن عباد عليها # قال ابن حيان: بويع القاسم بن حمود بقرطبة صبيحة يوم الأحد، بعد ست ليال ~~من مقتل أخيه علي بها، وأحسن تلقي الناس وأجمل مواعيدهم، وأخرج النداء في ~~أقطار البلاد بأمان الأحمر والأسود وتخلية الناس لشأنهم، وبراءة الذمة ممن ~~تسور على أحد. وقرر الفتية الثلاثة التي فتكت بأخيه فأقروا بجريمتهم، ونفوا ~~عن جميع الناس المواطأة والتدليس، فقتلهم القاسم لوقته، وأطفأ النائرة ~~بولايته. وتنسم الناس روح الرفق، وباشروا ظل الأمن، وأطمأنت بهم الدار. ~~وأمر بإسقاط رسم التقرية، وأظهر البراءة منها، وأقصى السعاة وطردهم، وأقر ~~القاضي والحكام والخدمة على منازلهم. وزاد كلف القاسم في ms0255 اتخاذ السودان، ~~وقودهم على أعماله، إلى أن ضعف أمره، وتسلط البرابرة عليه حتى احتقروا. ~~فكاتب منذر بن يحيى ابن أخيه علي بالعدوة، وأخوه إدريس بمالقة، فلما قتل ~~أبوهما علي اتفقا لأول وقتهما على ضبط مالقة وشد سلطانها، إلا أنهما أظهرا ~~مبايعة عمهما القاسم، إلى أن انكشف له يحيى من أول سنة عشر وأربعمائة، ~~وانتقل إلى مالقة وجعل أخاه بالعدوة ليقرب هو من أذى عمه القاسم، فحل ~~بالأندلس # PageV01P481 # لأول وقت جواز يحيى شواظ من نار، وأضرمها سعيرا، واستخف بعمه، وضم الرجال ~~وسعى لتبديد شمل عمه. وشكا القاسم أمره إلى البرابرة فتثاقلوا عنه، وأجبوا ~~التضريب بينهما. ولم يزل أمر يحيى يقوى، وأمر القاسم يضعف، فلم يجد مخرجا ~~مما وقع فيه إلا الهرب من دار الخلافة والانقلاب إلى عمله بإشبيلية؛ وكان ~~يكثر الندم على ما دخل فيه من سلطانهم إلى أن عيل صبره، ففر من قرطبة إلى ~~عمله بإشبيلية في خمسة فوارس من خاصته، وذلك ليلة السبت لثمان خلت لربيع ~~الآخر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، اتخذ الليل جملاص ولم يعلم بخبره إلا عند ~~الصباح. فضبط البربر قصر قرطبة إلى أن لحق يحيى ابن أخيه بعد خطوب، فبويع ~~يحيى في التاريخ، واجتمع عليه الفريقان: الأندلس والبرابرة من أهل قرطبة ~~وأعمالها خاصة. وكانت أم يحيى لبونة بنت محمد بن الأمير حسن ابن القاسم ~~الملقب بقنون، فعرف يحيى بكرم الولادة لما جاء هاشمي الأبوين، رابع أربعة ~~من أبناء القرشيات من خلائف الإسلام: أولهم جده الأكبر علي بن أبي طالب، ~~وابنه الحسن بن علي، ثم الأمين محمد بن هارون. فعرف يحيى بهذه الفضيلة، ~~وسلك سبيل والده في التحقيق بالفروسية والحب لركض الخيل والخروج للقنص، ~~وتنكب ما سوى ذلك من مذموم أخلاق أبيه ومكروه سيرته، فجانب العصبية وآثر ~~النصفة وطلب السلامة، فطاب خبره. إلا أن العجب والكبر شانا خصاله هذه، إلى ~~أن خلط وتبلد. وتمرست به عفاريت # PageV01P482 # زناتة، فضيقت عليه التكاليف، حتى أقصر بعدما قصر، وتولى دون أن يعذر، ~~وركب ما عاب مثله على عمه، فصارت عاقبة أمره ms0256 خسرا. # وأقر يحيى أصحاب الخطط على مراتبهم؛ وحسن رأيه في أحمد بن برد وعول عليه ~~في كتابته، واستخلص من الأندلسيين صحبه: جعفر ابن محمد بن فتح والفقيه ~~الأديب أبا عمر بن موسى بن محمد اليماني الوراق صاحب محمد بن عبد الله ~~النبهاني، وولاه خطة الوزارة فكادت الجبال تنهد لهذه العظيمة، وجمح مركبها ~~به وأبدع في الكبر والخنزوانة. وقدم أيضا إلى الوزارة محمد بن الفرضي ~~الكاتب، فكان أعدى من الجرب على دولته، وارتقب عقلاء الناس عند ذلك حلول ~~المحنة، فقديما استعاذوا بالله من وزارة السفلة. ووصل جعفر بن فتح صاحبه ~~الأقدم إبراهيم بن الإفليلي كبير الأدباء بقرطبة بالخليفة يحيى، ورغبه في ~~الإحسان إليه، فذاكره وحدثه ونوه به. وسما في أيامه أبو بكر بن ذكوان وأبو ~~العباس أحمد بن أبي حاتم أخوه، وأنهضهما إلى الوزارة عقب وفاة الشيخ أبي ~~العباس ابن ذكوان. وغرب شأو أبي بكر منهم، فجاء أحوذيا نسيج وحده في فضله ~~وعلمه وعفته. وعدل بروع الظرف بابن عمه أبي العباس إلى الاشتهار بالمجون، ~~فجاء فيه طرفا ليست وراءه غاية، يصور القلوب برقة ظرفه وحرارة # PageV01P483 # نادرته، لا يكاد أحد يمكنه من أذنه إلا أخذ بفؤاده رقة وحلاوة، ويشوبها ~~ببعض الهزل عند انبعاث النادرة، له في ذلك أخبار مشهورة، من أشهرها ما ~~تفاكه الناس به في تلك الدولة من قطعة له مجونية، نبس بها بديهة في بعض ~~خلواته، وقد أكثروا عليه تهنئة بالوزارة فقال: # أنا مشغول بعزفي ... وبضربي للحجاره # إنما يصلح مثلي ... أن يرى راكب جاره # أو يرى في جوف خان ... لابسا نصف غراره # قد نضا عني ثيابي ... حثي الكأس المداره وملحه في الأدب غزيرة شاهدة له ~~بقوة الطبع وخفة الروح. ثم لم يبعد أن أقصر بعد عن الهزل على حين الذكاء، ~~فاعتدلت حاله، وهبت له ريح بعد حين، أحظته عن العلية من نمطه. # قال ابن حيان: ثم فر يحيى بن علي أيضا عن قرطبة إلى مالقة أمام # PageV01P484 # البرابرة، وجيء بعمه القاسم بن حمود إلى قرطبة كرته الأخرى التي أعقب ابن ~~أخيه ms0257 يحيى بن علي، في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، فتكنف سريره أغمار الناس من ~~البرابرة، وخرجوا لقتالهم سنة أربع عشرة على نظام مسرود، فانهزموا وقتلوا ~~قتلا ذريعا، فارتحلوا عن قرطبة وحلوا بقلشانة وشذونة وغيرها من الكور. ~~وانتبذت من الهزيمة طائفة من صعاليك القبائل وألفاف البطون، والتفوا ~~بالقاسم يرجون به كرة الدولة، فدعوه إلى الرجوع إلى إبيلية، وكان خلف بها ~~ولده محمد بن القاسم مع وزيره محمد بن خالص، فسار بجماعته تلك يؤمها، وإذا ~~بخبر هزيمته قد سبقه إليها، فخاف أهلها معرة من معه، فوثبوا على ولده ~~وأصحابه وحصروهم بدار الإمارة، وأحاطوا به، ووقع بينهم قتال شديد. فوافى ~~القاسم باب إشبيلية بمن معه، ولاطفهم في القول، وطمع خديعتهم فلم يصغوا ~~إليه، واشتد الأمر على ولده ورجاله، فرضي القاسم من أهل البلد بإسلامهم ~~جميعا إليه موفورين بماله وأهله، فعاقدوه على ذلك، فخرج ابنه وولده محمد ~~وأهله، ودخل بهم إلى شريش. ولم يدع مع ذلك السعي في الفتنة على ابن أخيه ~~يحيى صاحب الدولة. وكانت آفة القاسم بإشبيلية من قبل ثقته محمد ابن زيري بن ~~دوناس اليفرني، فقدم زعيمهم القاضي محمد بن إسماعيل ابن عباد، وأطعمه في ~~إمارة البلد بعد دفع القاسم عنه، فاغتر بقول ابن عباد وعاقده على ذلك، ~~فأعان أهل إشبيلية على قتال محمد بن القاسم، فلم يك لأصحابه بعد نظام، ~~وخرجوا عن البلد، وملكه أهله. فوثبهم ابن عباد زعيمهم بالغادر محمد بن ~~زيري، فخرج وصفت إشبيلية من البرابرة. وآلت حال القاسم بعد ابن أخيه يحيى ~~إلى أن حاربه بشريش، وحاصره عشرين يوما، كانت بينهم فيها حروب صعاب، قتل ~~الله فيها من الفريقين أمة. وأجلت الحرب عن قهر يحيى لعمه القاسم، وحمله ~~مقيدا إلى مالقة أسيرا، وقبض على حرته، " أميرة " القرشية وسائر حرمه وولده ~~وأسبابه، بعد نهب # PageV01P485 # وامتهان لجماعتهم، لم يقدر يحيى على تخليصهم منه لتلظي الحرب. وكان يحيى ~~أولا في حلف مع محمد ولد عمه القاسم، فدله على إشبيلية حارس لابن عباد، ~~فلما انجلت الحرب وقع يحيى على نكث لعمه ms0258 القاسم، فقبض على ابنه محمد وقيده ~~وبعث به إلى مالقة، وحينئذ صمد إلى شريش لعمه فبلغ فيه ما وصفناه. # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي حفص بن برد الأصغر، # @وإيراد جملة من نظمه ونثره، مع ما يتصل # @من قصة وخبر بذكره # قال ابن بسام: كان أبو حفص ابن برد الأصغر في وقته فلك البلاغة الدائر، ~~ومثلها السائر، نفث فيها بسحره، وأقام من أودها بناصع نظمه وبارع نثره، وله ~~إليها طروق، وفي عروقها الصالحات عروق، إذ كان أبو حفص الأكبر - على ما ~~تقدم ذكره - واسطة السلك، وقطب رحى الملك، بالحضرة العظمى قرطبة، وقد تقدم ~~من أخباره المأثورة ورسائله المشهورة في أخبار سليمان، وغيره من ملوك بني ~~أبي عامر وبني مروان، أول ما يشهد أن آل برد جمهور كتابة، ومحور خطابة، وقد ~~فخر أبو حفص هذا بذلك في كتابه الموسوم ب - (سر الأدب وسبك الذهب " من ~~أرجوزة يقول فيها: # PageV01P486 # يا طالب الدنيا بأقصى الجهد ... إسع بجد منك لا بكد # من شاء خبري فأنا ابن برد ... حد حسامي قطعة من حدي # وأرفع الناس بناء جدي ... من نظم الألفاظ نظم العقد # ونقد الكلام حق النقد ... وكف بالأقلام أيدي الأسد # به استضاء في الخطوب الربد ... كل إمام وولي عهد @فصول مقتبضة من كتابه ~~المذكور # قال في صدره: أما بعد، فإن الله تعالى - وله الحمد - جعلنا أهل بيت أشرب ~~حب ثناعة الكلام نفوسهم، وشغل بطلب البيان والتبيين قلوبهم، فغذانا بالحبث ~~عن الأصول، على حسب ما وهب الله تعالى لنا من المعرفة، وسهل علينا من ~~الحزونة، حتى عرفنا المقسوم لنا منها فتفقنهاه، وفهمنا المنعم به علينا ~~فأحكمناه، ثم انعطفنا على الفروع فذهبنا مع فنونها، واستكثرنا من عيونها. ~~ثم أنا لما رأينا أن الأصول قد اخترناها زاكية المنابت طيبة المغارس، وأن ~~الفروع قد لويناها لدنة الأفنان عذبة، ترامت بنا آمالنا إلى أن نجتبي من ~~زهرتها ونطعم من ثمرتها، فرأينا أن نمد يدا إلى غرس قد أبرناه، حتى بلغ ~~إناه، فنقطف من خياره، ونتأنق في اختياره. وأصبحنا بعد نرمي ms0259 أغراض الكلام ~~بأسهم أزرها التسديد، ونعقل مناظم القول بألسن برئ منها التعقيد، ونذيب من ~~المنثور جداول النطاف، ونجمد # PageV01P487 # من المنظوم جواهر الأصداف. وكان جدي أحمد بن برد - رحمه الله - بطول ~~ممارسته لهذه الصناعة، برخاء اللبب والنهمة في الطلب، ودعة الزمان وإقبال ~~السلطان، ومسافة العمر الممتدة له، قد اقتعد سنامها، ورفع أعلامها، وأصبح ~~إمامها، وزين أيامها، وركب وسط مساقها، وأحرز قصب سباقها. # وفي فصل منه: # فإني وافقت أول معالجتي لهذه الصناعة آخر أيامه، وأوان بتات عمره ~~وانصرامه، خلا أنه - عفا الله عنه - ولما يحل المقدور به، قد كان أقبسني ~~مصابيح من وصاياه فيها، ووطأ لي مراكب من دلائله إليها، وضرب لي صوى من ~~هداياته نحوها، أفاد الله بها نفعا، وأوسع معها إرشاد. ثم إن الأيام إثر ~~مصابه، وبعد ذهابه، باكرتني صروفها، وشغلتني برقع خروقها، ومكابدة ضيقها، ~~وسوق الأدب قد كسدت، وجمرة السلطان قد همدت، والعي أمضى من البيان، ~~والإساءة أحمد من الإحسان؛ وأقلامنا يومئذ في عطلة، ومحابرنا في عقله، ~~وكتبنا تحت موجدة، وحينئذ قلت: # قرعنا بالكتابة باب حظ ... لندخله فزاد لنا انغلاقا # PageV01P488 # فلم تبلغ بلاغتنا مناها ... ولا مد المداد لنا ارتفاقا # ولا راحت تقرطس بالأماني ... قراطيس أجدناها مساقا # وقلمت المطالب من حداها ... لنا أقلامنا ساقا فساقا # فلا هطلت على الآداب مزن ... ولا برحت أهلتها محاقا # وعوضنا بما ندريه جهلا ... لعل السوق مدركة نفاقا فما زلنا مع الخطوب ~~مساجلين، ولصروف الأيام مناضلين فيوم لنا ويوم علينا. حتى إذا أراد الله أن ~~يحيى لهذه الصناعة رسما، ويعيد لها دولة واسما، ويرفع سائر العلوم من ~~التخوم إلى النجوم، وفنون الآداب من التراب إلى السحاب، طرف جفن السعد ~~الباهت، وارتد نفس الحد الخافت، ولقي عثرة العلم مقيلها، ودولة الجهل ~~مديلها، ونخوة الباطل مزيلها، ورسوم الغباوة محيلها، وقداح البلاغة مجيلها؛ ~~ورفعت لي سجوف الأماني، عن الملك اليماني، غرة كندة التي تضحك عنها، وهضبة ~~تجيب التي تأوي إليها، أبي الأحوص معن بن محمد، أيده الله كما أيد الحق، ~~وصدقه وعده كما أحيا الصدق، فوصلت به سببي، ولويت ms0260 بقوى أطنابه طنبي، ورأيت ~~به للحلم جبلا موطودا، وللديانة ظلا ممدودا، وللتقوى حبلا مشدودا، وللعلم ~~بحرا طموحا، وللأدب روضا مجودا # PageV01P489 # مروحا. ولم يزل - لا زالت به النعل - منذ اعتصمت بحرمته، واعتزيت إلى ~~خدمته، يقبل علي في مجالسه المأنوسة باللحظ واللفظ، ويكسبي بمنازعة الأدب ~~شرف المرتبة والحظ، فأتمرن على تثقيفه وتقويمه، وأتضمر عن رياضته وتعليمه، ~~وتلزني هيبة كماله، وروعة جلاله، إلى شخذ سجايا، وجمع قواي، واجتناب الخطل ~~في إيوانه، والزلل في ميدانه، فلا ترى شيئا أشبه في التفضل، وبي في التقبل، ~~من قول حبيب: # نرمي بأشباحنا إلى ملك ... نأخذ من ماله ومن أدبه والبلاغة وإن كانت من ~~فنون العلم أرق ما استرق، وألطف ما غرف، وأيسر ما به حاضر، وأقل ما أمل، ~~وأوهن ما خزن، وأدنى ما اقتنى، فله كلف بانتقادها شديد، وصوت في معرفة ~~نقادها بعيد. وقد خلص بيمينه العالية جوهر الكلام من أخباثه، وممر القول من ~~أنكاثه، في غير ما كتاب منتم إلى البلاغة، معلم في الكتابة، فجاء بالصواب ~~حاسرا، وبيان الحقيقة سائرا، وفي هذا النقد سقط العشاء بمن سقط على ~~السرحان، وفيه أساء من أحسن بنفسه الظن في ألإحسان. # PageV01P490 # ومن هذا الباب تولجت إلى صنعة هذا الكتاب ليرى - أيده الله - كيف نبت ~~كلامي على سقيه، ونما ما أودع تربة قبولي من غرسه. فإني ضمنته، في فنون من ~~البلاغة وفصول من اكتابة، سلطانيات وإخوانيات. وكل ما أوردته مما ولدته، ~~وما وضعته مما صنعته، لم أغله لغيري، ولا خنت فيه أمانة سواي؛ إلا أنني ~~طرزته بأبواب من بيوت الشعر المحتوية على الحكم البوالغ، والجارية مجرى ~~الأمثال السوائر، لشعراء مجيدين، وعلماء مفيدين، قد ركبوا من المعاني ~~أوطأها مركبا، ووردوا للألفاظ أعذبها مشربا، وتخطوا في نظمهم الخشونة إلى ~~اللدونة، والتكلف إلى التلطيف، وخاضوا جسوم الحكم إلى الأرواح، وخرجوا بحسن ~~التخلص من الالتباس إلى الإيضاح، لئلا تباين طبقة منثورة طبقة منظومة، ولا ~~تبعد مرتبة جامدة من مرتبة ذائبة، وليأتي في ازدواج الليل والنهار، وامتزج ~~الماء بالعقار. # @فصول له في التحميدات # فصل: الحمد لله ms0261 الذي علا وقهر، وبطن وظهر، وبحكمته قدر وأمر، وبعدله قدم ~~وأخر. # فصل آخر: الحمد لله الذي علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان، المحجوب ~~عن الأبصار، والفائت إحاطة الأفكار، تعالى في # PageV01P491 # الحجب العلا، واطلع على النجوى، وعلم السر وأخفى، خلق الخلق للفناء، ثم ~~يعيدها للبقاء. # فصل: الحمد لله اللطيف الخبير، العالم بذات الصدور، الذي يطلع على ~~الإصرار، ويعلم خفي الأسرار، ويتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار. # فصل: الحمد لله جالي الكرب السود، وفاتح المبهم المسدود، الذي أقال ~~العشرات، وأدال من الحسرات، وانتاش متن البأساء وأعقب بالنعماء، وأراح من ~~جهد البلاء. # فصل: الحمدل لله واصل الحبل بعد انقطاعه، وملائم الشمل بعد انصداعه، ~~المصبح بنا من ليالي الخطوب، والماحي عنا غياهب الكروب، والناظم لما انتثر ~~من الألفة، والجامع لما انتشر من الكلمة. # فصل: الحمد لله الكائن قبل المكان، والموجود في عدم الزمان، الحي الذي لا ~~يدركه الموت، والدائم الذي لا يلحقه الفوت، والفرد الذي ليس له نظير، ~~والصمد دون ولي ولا ظهير، وارث الأرض ومن قطنها، والسماء ومن سكنها، مميت ~~كل حي وباعثه، ومحيي كل ميت ومنشره. # فصل: الحمد لله خالق العوالم على نتافر في الصفات شديد، وتباين # PageV01P492 # في التركيبات بعيد، فمن صلصال كالفخار، ومن مارج من نار، ومن جواهر ~~روحانية، وأنوار، وكل عالم منها ناطق بأنه خالق، وشاهد بأنه واحد. # فصل: الحمد لله وإن عثرت الجدود، وهوت السعود، المرجو للإدالة، والمدعو ~~في الإقالة، والقادر على تعجيل الانتصار، والآخذ للإسلام بمنيم الثار. # فصل: أما بعد فما أتيت البصائر من تعليل، ولا الأعداد من تقليل، ولا ~~القلوب من خور، ولا السواعد من قصر، ولا السيوف من كهم، ولا الرماح من جذم، ~~ولا الجياد من لؤم أعراق، ولا الصفوف من سوء اتساق. ولكن النصر تعذر، ~~والوقت المقدور حضر، ولم يكن لتمضي سيوف لم يرد الله مضاءها، ولا لتبقى ~~نفوس لم يرد الله بقاءها. وفي قوله تعالى أحسن التأسي وأجمل التعزي {إن ~~يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله؛ وتلك الأيام نداولها بين الناس} (آل ~~عمران ms0262: 139) . # فصل: الحمد لله مؤلف الآراء، وجامع الأهواء، على ما أغمد من # PageV01P493 # سيف الفتنة، وأطفأ من نار الإحنة، وأصلح الفاسد، وألف الشارد، ونشر ~~الأمن، وأحيا الحق، وجمع الشمل، ووصل الحبل، ورجع الكلمة إلى أجمل نظام، ~~وأنعم على المسلمين أتم إنعام. # فصل: الحمد لله الذي صير أعداءنا وأضدادنا من أعضادنا، والسيوف المسلولة ~~علينا مسلولة دوننا، والجيوش المجهزة إلينا مجهزة عنا، حمد من لا يستغرب له ~~صنعا، ولا يرى من آياته بدعا، ولا يطيق لنعمه عدا، ولا يحسد لآلائه حدا. # @وله فصول في شكر النعم # فصل: إن للنعم عيونا إذا كحلن بالشكر أرين المنعم عليه السبيل التي يأتي ~~المزيد منها، وتنحدر المواد عليها، والمناهج التي تفضي بها إلى دار ~~إقامتها، وتبليغها مأمنها وملقى عصاها. # فصل: أما بعد، فإن زهر النعمة إذا تفتح بوابل الشكر رأت فيه قرتها العين، ~~وأخذت منه حاجتها النفس. # فصل: نعم حاضن النعمة الشكر، يغذوها فتنمى، ويحرسها فتحتمي # PageV01P494 # ويلطفها فتلقي عصاها، ويعطفها فتعطي جناها. ولبئس الجار لها الكفر، ~~يطيرها عن موضعها، وينفرها عن مشرعها، ويبقى صاحبها مبلسا من إلباسها، وحشا ~~من إيناسها. # فصل: من ربى النعمة في حجر الشكر، وأرضها ثدي الحمد، وكفلها بأداء الحق، ~~رأى في شخصها النماء، وتعرف من عمرها البقاء، وأمن عليها التحول والالتواء. # فصل: # - الشكر حرم للمنة، وأمان بيد النعمة. # - إذا أقفل باب النعمة فالشكر مفتاحها. # - الشكر عوذة على العرافة، وتميمة في جيد النعمة. # - من شكر النعمة التحف بها، ومن كفرها عري منها. # - الكفر غراب ينعب على منازل النعم. # - الشكر بيد النعمة أمان، وعلى وجه العارفة صوان. # - مهر النعمة الشكر، وطلاقها الكفر. # @فقر في صف القلم والمداد والكتاب # - الكتاب من حلية الملائكة، قال الله تعالى: {كرما كاتبين # PageV01P495 # يعلمون ما تفعلون} (الافطار: 11 و 12) . # - المداد كالبحر، والقلم كالغواص، واللفظ كالجوهر، والقرطاس كالسلك. # - الدواة كالقلب، والقلم كالخاطر، والصحيفة كاللسان. # - العقل أب، والعلم أم، والفكر ابن، والقلم خادم. # - ما أعجب شأن القلم، يشرب ظلمة ويلفظ نورا. # - قد يكون قلم الكاتب، أمضى من سنان المحارب. # - القلم سهم تنفذ به المقاتل، وشفرة ms0263 تطبق بها المفاصل. # - إذا أخذ الكتاب شكتهم للكلام، واخترطوا ظبات الأقلام، فكم من عرش يثل، ~~ودم يطل، وجبار يذل، وجيش يفل. # - لولا القلم ما عبئت كتائب، ولا سريت مقانب، ولا انتضيت سيوف، ولا ازد ~~لفت صفوف. # - على غيث القلم يتفتح زهر الكلم. # - ما أصوغ القلم لحلي الحكم. # - قاتل الله القلم، كيف يفل السنان، وهو يكسر بالأسنان. # - فصاد القلم خدر في أعضاء الخط. # قال ابن بسام: وهذا محلول من قول القائل حيث يقول: # من خط يوما ببرية فسدت ... أصاب أعضاء خطه خدر - رداءة الخط قذى في عين ~~القارئ. # PageV01P496 # @فصول له تنخرط في سلك الأمان # : إن أفضل ما تناجي المسلمون به، ووجهوا بصائرهم إليه، وصححوا نياتهم ~~فيه، ولم يلوهم لاو عنه، ولا لفتهم لافت دونه، ما قرب من رضى الله، وأبعد ~~من سخطه، وعمل فيه بأمره، واحستب فيه خلافة رسوله في أمته، من الإصلاح بين ~~المتحاربين وتحذيرهم في سفك الدماء، وتأريث نار الشحناء، وتوكيد رر الحقود، ~~وإيقاظ عيون الحروب، من فساد الدين، ووهن اليقين، وذهاب الرجال، ونفاذ ~~الأموال، واجتياح النعم، واستنزال النقم. قال تعالى: {لا خير في كثير من ~~نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} (النساء: 114) وقال: ~~{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على ~~الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} (الحجرات: 9) . # فصل: إن الحرب مثكلة للنفوس، متلفة للأموال، للندامة في العواقب، تلذ ~~مباديها للأشرار، وتنجي كلاكل عاقبتها على الأخيار. وقلما يقدح شعلها، ~~ويغلي مرجلها، إلا فراش الشر وذبان الطمع، ممن لا يحفل بعار، ولا يستحيي من ~~فرار، فإن هلك لم يفقد، وإن نجا لم يحمد. ثم ترتكض جماهير الناس وأولو ~~الذكر، والأعاجم أخطارا، والأحاسن آثارا، في لجج تبعد عنها السواحل، ~~وينوءون بفوادح تهد عنها الكواهل، فأصح # PageV01P497 # الناس لبا، وأبعدهم نظرا، وأخيرهم أحسابا، من حض على الصلح، ونسب إلى ~~إبراء الجرح، ولم يأل إرشادا وتبصيرا، ومن سوء العواقب تخويفا وتحذيرا، ~~وبادر نار الفتنة بالإطفاء، وعصب المتحازبين بالإرخاء، وشوكة الحرب بالخضد، ~~فحقن ms0264 الدم، وحمى الحرم، وأوطن النعم. # : أما بعد، فقد آن أن توقظوا سواهي العقول، وأن تريحوا عوازب الأحلام، ~~فتسلوا السخائم، وتغمدوا الصوارم، وتعيدوا السهام في كنائها، وتقفوا الأسنة ~~في مراكزها، وتسلموا الخيول في مرابضها، وتعلموا أن الله القادر عليكم ~~الآخذ بنواصيكم أقلها استئصال آثار النعم عليكم، وسطوات أبرزها تحكم أيدي ~~البلاء فيكم، فكم صال بناركم لم يشرككم في قدحها، وشقي بفتنكم ولم يغمس ~~معكم يدا فيها، وموفور سعيتم لذهاب وفره، ومستور أعنتم على انكشاف ستره، ~~فلا العظة تسمعون، ولا على أنفسكم ترعون؛ أما والله لتجرعن الخطبان، ~~ولتقرعن الأسنان، ولتحاولن الأوبة ولا مآب لكم، والتوبة ولا قبول منكم. # : بايع الإمام عبد الله فلان بانشراح صدر، وطيب نفس، ونصاحة جيب، وسلامة ~~غيب، بيعة رضى واختيار، لا بيعة إكراه وإجبار، على السمع والطاعة، ~~والمؤازرة والنصرة، والوفاء والنصيحة، في السر والعلانية، والجهر والنية، ~~والعمل على موالاة من والاه، ومعاداة من عاداه، من بعيد وقريب، وغريب ~~ونسيب، ويقسم # PageV01P498 # على الوفاء به والقيام بشروط بيعته، بالله الذي لا إله إلا هو الرحمن ~~الرحيم، عالم الغيب والشهادة، والقائم على كل نفس بما كسبت، ويعطيه على ذلك ~~كله ذمة الله وذمة محمد ورسوله، وذمة الأنبياء والمرسلين، والملائكة ~~والمقربين، وعباد الله الصالحين. # ومتى خلعت ربقة بختر أو غدر، أو طويت كشحا على نكث أو حنث، فعليك المشي ~~إلى بيت الله الحرام ببطحاء مكة من مستقرك ثلاثين حجة، نذرا واجبا لا يقبل ~~الله تعالى إلا الوفاء به؛ وكل زوجة لك مهيرة، أو تنكحها إلى ثلاثين سنة، ~~فطالق تحتك طلاق الحرج ثلاثا. وكل أمة أو غرة أو عبد لك أو تملكه فأحرار ~~لوجه الله العظيم. مال لك من صامت أو ناطق أو تملكه إلى ثلاثين سنة غير ~~عشرة دنانير أو قدرها فصدقة على الفقراء والمساكين، وقد برئ الله تعالى منك ~~ورسوله وملائكته. والله بجميع ما انعقد عليك في هذه البيعة شهيد، وكفى به ~~شهيدا، وعلى الأعمال والنيات مثيبا. # : أما بعج، فإن الغلبة لنا والظهور عليك جلباك إلينا على قدمك دون عهد ~~ولا ms0265 عقد يمنعان من إراقة دمك. ولكنا، بما وهب الله تعالى لنا من الإشراف ~~على سرائر الرياسة، والحفظ لشرائع السياسة، تأملنا من ساس جهتك قبلنا، ~~فوجدنا يد سياسته خرقاء، وعين حزامته عوراء، وقدم مداراته شلاء، لأنه مال ~~عن ترغيبك فلم ترجه، وعن ترهيبك فلم تخشه، فأدتك حاجتك إلى طلاب الطعم ~~الدنية، وقلة مهابتك إلى التهالك على المعاصي الوبية. وقد رأينا أن نظهر ~~فضل سيرتنا فيك # PageV01P499 # ونعتبر بالنظر في أمرك، فمهدنا لك الترغيب لتأنس إليه، وظللنا لك الترهيب ~~لتفرق منه، فإن سوت الحالتان طبعك، وداوى الثقاف والنار عودك، فدلك بفضل ~~الله عليك، وبإظهاره حسن السياسة فيك؛ وأمان الله لك مبسوط منا، ومواثيقه ~~بالوفاء لك معقودة علينا، وأنت إلى جهتك مصروف، وبعفونا والعافية منا ~~منكوف، إلا أن تطيش الصنعية عندك، فتخلع الربقة وتمرق من الطاعة، فلسنا ~~بأول من بغى عليه، ولست بأول من بدت لنا مقاتله من أشكالك إن بغيت، وانفتحت ~~لنا أبواب استئصاله من أمثالك إن طلبت. # أمان غريب الصنعة: أما بعد، فإنكم سألتم الأمان أوان تلمظت السيوف إليكم، ~~وحاولت المنايا عليكم، وهمت حظائر الخذلان أن تفرج لنا عنكم، وأيدي العصيان ~~أن تتحفنا بكم. ولو كلنا لكم بصاعكم، ولم نرع فيكم ذمة اصطناعكم، لضاق عنكم ~~ملبس الغفران، ولم ينسدل عليكم ستر الأمان. ولكنا علمنا أن كهولكم الخلوف ~~عنكم، وذوي أسنانكم المعاصين لكم، ممن يهاب وسم الخلعانن ويخاف سطو ~~السلطان، وأنهم لا يراسلونكم في ميدان معصية، ولا يزاحمونكم منهل حيرة، ولا ~~يماشونكم إلى موقف وداع نعمة. ولولا تحرجنا أن نقطع أعضادهم بكم، ورجاؤنا ~~أن يكون العفو على # PageV01P500 # المقدرة تأديبا لكم، لشربت دماءكم سباع الكماة، وأكلت لحومكم ضباع ~~الفلاة. وقد أعطيناكم بتأميننا إياكم عهد الله تعالى وذمته، ونحن لا ~~نخفرهما أيام حياتنا إلا أن تكون لكم كرة، ولغدرتكم ضرة، فيومئذ لا إعذار ~~لكم ولا إقصار عنكم، حتى تحصدك ظباة السيوف، وتقتضي ديون أنفسكم غرماء ~~الحتوف. # وفي العتاب: أظلم لي جو صفائك، وتوعرت علي أرض إخائك، وأراك جلد الضمير ~~على العتاب، غير ناقع الغلة من ms0266 الجفاء. فليت شعري ما الذي أقسى مهجة ذلك ~~الود، وأذوى زهرة ذلك العهد - عهدي بك وصلتنا تفرق من اسم القطيعة، ومودتنا ~~تسمو عن صفة العتاب ونسبة الجفاء؛ واليوم هي آنس بذلك من الرضيع بالثدي، ~~والخليع بالكأس. وهذه ثغرة إن لم تحرسها المراجعة، وتذك فيها عيون ~~الاستبصار، توجهت منها الحيل على هدم ما بنيناه، ونقض ما اقتنينا، وتلك ~~ناعية الصفاء، والصارخة بموت الإخاء. # لا أستبد - أعزك الله - من الكتاب إليك، وإن زعم أنف القلم، وانزوت أحشاء ~~القرطاس، وأخرس فم الفكر، فلم يبق في أحدها إسعاد لي على مكاتبتك، ولا ~~بشاشة عند محاولة مخاطبتك، لقوارص عتابك، وقوارع ملامك، التي قد أكلت ~~أقلامك، وأعضت كتبك، وأضجرت رسلك. وضميري طاو لم يطعم تجنبا عليك، ونفسي ~~وادعة # PageV01P501 # لم تجن ذنبا اليك، وعقدي مستحكم لم يمسسه وهن فيك. وأنا الآن على طرف من ~~إخائك معك، فإما أن تدلي بحجة فأتنصل عندك، وإما أن تنبئ بحقيقة فأستديم ~~خلتك، وإما أن تأزم على فأسك فأقطع حبلي منك، كثيرا ما يكون عتاب ~~المتصافيين حيلة تسبر المودة بها، وتستثار دفائن الأخوة عنها، كما يعرض ~~الذهب على اللهب، وتصفق المدام بالفدام. وقد يخلص الود على العتب خلاص ~~الذهب على السبك. فأما إذا أعيد وأبدي، وردد وولي، فإنه يفسد غرس الإخاء، ~~كما يفسد الزرع توالي الماء. # @فصول في الاستزارة # - اليوم يوم بكت أمطاره، وضحكت أزهاره، وتقنعت شمسه، وتعطر نسيمه، وعندنا ~~بلبل هزج، وساق غنج، وسلافتان: سلافة إخوان، وسلافة دنان؛ قد تشاكلتا في ~~الطباع، وازدوجتا في إثارة السرور؛ فاخرق إلينا سرادق الدجن تجد مرأى لم ~~يحسن إلا لك، ولا يتم إلا بك. # - الزيارة في الليل أخفى، وبالزائر والمزور أحفى، وقد سدل حجابه، ووقع ~~غرابه، وتبرقعت نجومه بغيومه، وتلفعت كواكبه بسحائبه؛ فاهتك إلينا ستره، ~~وخض نحونا بحره؛ ولك الأمان من عين واش تراك، وشخص رقيب يلقاك. # - البدر صنوك، فإن طلعت معه علي ذعر الخافقان، والشمس # PageV01P502 # تربك، فإن صاحبتها إلي استراب الثقلان؛ فاجعل ليالي السرار مواقيت ~~الازديار، وأيام الانكساف ساعات الائتلاف. # - لم نلتق منذ عرينا ms0267 مركب اللهو، وأخلينا ربع الأنس، وقصصنا جناح الطرب، ~~وعبسنا في وجوه اللذات. فإن رأيت أن تخف إلى مجلس نسخت فيه الرياحين ~~بالدواوين، والمجامر بالمحابر، والاطباق بالأوراق، وتنازع المدام بتنازع ~~الكلام، واستماع الأوتار باستماع الأخبار، وسجع البلابل، بسجع الرسائل، كان ~~أشحذ لذهنك، وأصقل لفكرك، وآنس لخاطرك، وأطيب لنفسك، وأفرج لهمك، وأرشد ~~لرأيك. # - نحن من منزل أبي فلان بحيث نلتمس سناك، ونتنسم رياك؛ وقد راعنا اليوم ~~باكفهرار وجهه، وما ذر من كافور ثلجه، فاردعنا له بالستور، وانغمسنا بين ~~جيوب السرور، ورفعنا لبنات الزناد رايات حمراء، وأجرينا لبنات الكروم خيلا ~~شقرا، وأحببنا أن تشهد جيش الشتاء كيف يهزم، وأنفاس البرد كيف تكظم. # @فصل قصار في مدح الإخاء # - بيننا خصائص ودادة، كأنها وشائج ولادة. # PageV01P503 # - رعيت به السعدان، وأخذت من ريب دهري به الأمان. # - جلى من مطلبي ما أظلم علي، وأشعل من همتي ما خمد لدي. # - أمضى لساني، وبل ريقي، وأشاد باسمي، وأعلى قدري. # - ولا والحجر اليماني، والسبع المثاني، لا جعلت سواه قصدي، ولا استكفيت ~~غيره عظم أمري. # - ناصري إذا تكاثرت الخطوب علي، ومجيري إذا أثخنت الأيام جانبي. # - هو ذخري المعد، وركني الأشد، وسلاحي الأحد. # - خزانة سر لا إقليد لها، ولا للصوص حيلة فيها. # - آراؤه كالمرائي إذا جليت، والسيوف إذا انتضيت. # يحسن عشرة الجار، ويسيء عشرة الدرهم والدينار. # وله في ضد ذلك: # - خليت عنه يدي، وخلدت قلاه خلدي. # - بيض الأنوق من رفده أمكن، وصفا المشقر من خده ألين. # - منزور النوال، رث الفعال. # - أحاديث وعده لا تعود بنفع، ولا هي من غرب ولا نبع. # - مطحلب الوجه، مهراق ماء الحياء، مظلم الخلق، دبوري الريح، مقشعر الوجه. # PageV01P504 # - طاشت عنده الصنيعة، وضاعت فيه اليد. # - على وجهه من التعبيس قفل ضاع مفتاحه، وليل مات صباحه. # - غنى من الجهل، مفلس من العقل. # - تتضاءل النعم لديه، وتقبح محاسن الإحسان عليه. # - لم ينظم عليه قط خرز ثناء، ولا استحق أن يلبس بزة مديح. # - غربال حديث، إذا وعى سرا قطر منه. # - أجال قدحا غير قامر، ورمى بسهم غير صائب. # - كبد الزمان عليه قاسية، ونعم ms0268 الله له ناسية. # - شر بقعة لغرس المودة وبذر الإخاء. # - قصير الوفاء للإخوان، عون عليهم مع الزمان. # - هو كدر الدنيا وسقم الحياة. # - رقدت ملء عيني في فرش القلى له، وشربت زلال ماء العزاء عنه. # - مرب لأطفال الإحن، محي لأموات الدمن. # @وهذه جملة أيضا من شعره في أوصاف شتى # @النسيب وما يناسبه # قال: # لما بدا في لازور ... دي الحرير وقد بهر # PageV01P505 # كبرت من فرط الجما ... لو قلت: ما هذا بشر # فأجابني: لا تنكرن ... ثوب السماء على القمر وهذا كقول ابن الرومي: # يا ثوبة الأزرق الذي قد ... فاق العراقي في السناء # كأنه فيه بدر تم ... يشق في زرقه السماء وابن المعتز أيضا القائل: # وبنفسجي الثوب قت - ... ل محبة من رائه # الآن صرت البدر حي - ... ن لبست ثوب سمائه ورأى ابن برد غلاما قد بيض على ~~عادة أهل أفقنا في لباس البياض عند الحزن فقال: # أجل جفونك في ذا المنظر الحسن ... ولم على النأي منه حادث الزمن # واعجب لضدين في مرآه قد جمعا: ... شخص السرور عليه لبسة الحزن وفي لباس ~~أهل أفقنا البياض على المتوفي يقول الحلواني: # لئن كان البياض لباس حزن ... بأندلس فذاك من الصواب # ألم ترني لبست بياض شيبي ... لأني قد حزنت على الشباب # PageV01P506 # وقد أخذ هذا المعنى بعض أهل عصرنا وهو أبو العباس أحمد بن قاسم المحدث ~~بقرطبة فقال: # قالت وقد نظرت فروعها ... شيب على فودي منتشر: # ما شأن تلك البيض - قلت لها: ... مات الشباب فبيض الشعر وقال ابن برد: # أقبل في ثوب لازورد ... قد أفرغ التبر من عليه # كأنه البدر في سماء ... قد طرز البرق جانبيه وقال أيضا: # بأبي طائر حسن ... لاقط حب القلوب # كلما اهتز جناح ال - ... صد هزت بالوجيب # يتغنى بلسان ... معرب فوق قضيب: # أعطي الملك محب ... فاز مني بنصيب وينظر من هذا بعض النظر قول أبي نواس: # وما أنا إن عمرت أرى جنابا ... وإن ضنت بمبخوس النصيب # مقنعة بثوب الحسن ترعى ... بغير تكلف ثمر القلوب # PageV01P507 # وقال ابن برد أيضا: # كيف لا أعشق ظبيا ... سارحا في ظل ملك ms0269 - # إنما السمرة فيه ... مزج كافور بمسك وهذا كقول ابن فتوح: # قد قضيب وبدر ديجور ... وثغر در ولحظ يعفور # نازل صبري وأي مصطبر ... يفي بتلك اللواحظ الحور # كأنما نوره وسمرته ... مسك مشوب بذوب كافور وقال ابن برد: # بأبي أنت وأمي ... لم تطبعت بظلمي - # أبدا تأتي بعتب ... دون أن آتي بجرم # بيننا في الحب قربى ... سقم عينيك وجسمي وهذا كقول ابن الرومي: # يا عليلا جعل العل - ... ة مفتاحا لسقمي # ليس في الأرض عليل ... غير جفنيك وجسمي وأخذه محمد بن هانئ فقال: # المدنفان من البرية كلها: ... جسمي وطرف بابلي أحور # والمشرقات النيرات ثلاثة: ... الشمس والقمر المنير وجعفر # PageV01P508 # وقال ابن برد: # يا كثير الجفاء لي ... ومضيعا وسائلي # طال حبي ولم تفز ... منك نفسي بطائل # أنت لي هاجر وإن ... كنت في ثوب واصل # أنت أمررت منهلا ... كان أحلى مناهلي # سوف أبكيك لا ستحا ... لة تلك الشمائل # بجفون قريحة ... ودموع هوامل وقال أيضا: # يا من بفيه يعبق العنبر ... ومن لماه سكر مسكر # صح الهوى منا ولكنني ... أعجب من بعد لنا يقدر # كأننا في فلك دائر ... فأنت تخفى وأنا أظهر وقال أيضا: # صب ذكت في فؤاده الحرق ... يغرق في دمعه ويحترق # لدده في دجى صبابته ... وجه بماء الشباب مؤتلق # لما رمته العيون ظالمة ... وأثرت في جماله الحدق # ألبس سن نسج شعره زردا ... صيغت له من زمرد حلق وقال في مثله: # PageV01P509 # هو في الحسن كالجوا ... د بريح الصبا حذي # زين إذ جاء سابقا ... بعذاري زمرذ وقال أيضا: # وجه لمصباح السماء مباهي ... يبدي الشباب عليه رشح مياه # رقم العذار غلالتيه بأحرف ... معنى الهوى في طيها متناهي # نادى عليه الحسن حين لقيته: ... هذا المنمنم في طراز الله وهذا كقول ~~المتنبي: # فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا ... ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا # خلفت صفاتك في العيون كلامه ... كالخط يملأ مسمعي من أبصرا وقال ابن برد: # أعنبر في فمه فتتا ... أم صارم من لحظه أصلتا - # يا شاربا ألثمني شاربا ... قد هم فيه الآس أن ينبتا # انظر إلى الذاهب من ليلنا ... وامزج بماء الذهب المنبتا كأنه ms0270 ذهب في ~~البيت الثاني منها إلى معارضة ابن المعتز في قوله: # قد صاد قلبي قمر ... يسحر منه النظر # بوجنة كأنما ... يقدح منها الشرر # PageV01P510 # وشارب قد هم أو ... نم عليه الشعر # ضعيفة أجفانه ... والقلب منه حجر # كأنما مقلته ... من فعله تعتذر # الحسن فيه كامل ... وفي الورى مختصر وليست يد ابن برد فيه عن مرماه ~~بقاصرة، ولا صفقته حين جاراه بخاسرة، بل ساواه وزاد. وأجاد ما أراد. ألا ~~ترى قول ابن المعتز على تقدمه: " قدهم أو نم عليه الشعر " لا يكاد يخرج عن ~~لفظ العامة، وابن برد جمع في بيته بين ما بابين من أبواب البديع: فجانس بين ~~الشارب والشارب، وأنبأ أن محبوبه في آخر درجة من المرودة وأول درجة من ~~اللحية، بإشارة عذبة وعبارة حلوة رطبة، دون تطويل، ولا تثقيل - وقول ابن ~~برد: " وامزج بماء الذهب المنبتا " ### | -[يعنى بذلك الفضة، والمنبت مولد ليس من كلام العرب]- # ينظر إلى قول الصنوبري: # وليلة كالرفرف المعلم ... محفوفة الظلماء بالأنجم # تعلق الفجر بأرجائها ... تعلق الأشقر بالأدهم # عدلت فيها بين خمرين من ... خمر العناقيد وخمر الفم # PageV01P511 # تناول الجام يدي من يد ... موشية الراحة والمعصم # شبهت ذوب الراح في جامها ... بذوب دينار على درهم وإن كان الصنوبري أراد ~~غير ما ذهب إليه ابن برد، لأنه أمر محبوبه ان يمزج له مدامة صفراء بماء ~~زلال، والصنوبري شبه ذوب الراح في كأسها بذوب الذهب [وشبه الكأس بالدرهم، ~~فعلم ابن برد الإشارة، وأن الخمر إذا اصفرت شبهت بالذهب] والمنبت إذا ذوب ~~أشبه الماء، فناسب قول الصنوبري على هذه الإشارة. وقد نحا هذا النحو [بعض ~~أهل أفقنا] وهو أبو علي الحسن بن حسان المعروف بالسناط فقال: # أدر كأسيك يا قمر الندي ... فقد نام الخلي عن الشجي # كفى بك والمدامة لي صباحا ... يفرق عسكر الليل الدجي # فخذ ذهبا ورد له لجينا ... تكن في النقد أربح صيرفي وقول ابن المعتز " ~~والقلب منه حجر " ... البيت، كقول المؤمل المحاربي: # PageV01P512 # فما اكترثت ... يا قلبها أحديد أنت أم حجر - وبعده: # إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فتأتيكم فنعتذر ms0271 وقال ابن برد: # بخداع عللوه ... وبهجر وصلوه # لم يبالوا يوم صد ... أي وجد حملوه # أخرجوه عن محل ... للتسلي دخلوه # بلغوا فيه الأعادي ... كل شيء أملوه # رب ستر للتصابي ... فوقه قد سدلوه # وسنا نار حميا ... في الدجى قد أشعلوه # كلما سقوه كأسا ... إثر كأس قتلوه # وهلال بشري ... بنجوم كللوه # في بهيم من ظلام ... بسناه حجلوه # نشطوه ثم لما ... لان عظفا أخجلوه # عذلوه عن وصالي ... حسدا ثم ولوه # إنما حبي فيكم ... مثل ما قد سألوه # PageV01P513 # وذكرت بهذه القطعة قطعة على وزنها ورويها، ويتعلق بها خبر من سيء الأخبار ~~وشرها. قالوا: كان الأمين محمد بن هارون يوما على بركة ماء وقد عضه ببغداد ~~الحصار، وأخذت عليه الأقطار، إذ دخل عليه غلامه كوثر الخادم الوسيم، وكان ~~له من حبه جزء مقسوم، وقد أصابه سهم خرق حجاب قلبه فخر لحينه، فجزع عليه ~~الأمين جزعا كان دونه الجنون: ثن قال: # قتلوا قرة عيني ... ومن اجلي قتلوه # يا هلال الدجن قل لي ... ما لقومي جهلوه - # طلع البدر نهارا ... فلذا لم يعرفوه # أخذ الله لقلبي ... من أناس خرقوه! وذكر بعض الرواة أن أبا محمد التيمي ~~زاد في هذه الأبيات فقال: # من رأى الناس له فض ... لا عليهم حسدوه # مثلما قد حسد القا ... ئم بالملك أخوه وفي غلامه كوثر يقول، وقد نظر إلى ~~طولع البدر، وهو يشرب على الفسطاط: # PageV01P514 # وصف البدر حسن وجهك حتى ... خلت أني وما أراك أراكا # وإذا تنفس النرجس الغض ... توهمته نسيم شذاكا # خدع للمنى تعللني في ... ك بإشراق ذا ونكهة ذاكا # لأقيمن ما حييت على الشك ... ر لهذا وذاك إذ حكياكا وهو القائل فيه حين ~~يئس من نفسه: # يا كوثري من ملكي إلا الذي ... تراه والجسران والماطر وقال ابن برد: # أسمر في اللون ولكنه ... قد وقف الصبح على الإفتضاح # يا عجبي من شادن أهيف ... يطارد الخيل ويثني الرماح # إذا مشى والجيش قدامه ... صاح عليه حسنه: لا براح وذكرت بهذا المعنى قول ~~محمد بن هانئ وإن لم يكن به فيتطرف المغزى [بنا] إليه: # قمر لهم قد ms0272 قلدوه صارما ... ولو انصفوه قلدوه كوكبا # جاءوا به من بعد أن حشدوا له ... من ردفه جيشا لئلا يغلبا # PageV01P515 # وكأنما طبعوا له من لحظه ... سيفا رقيق الشفرتين مشطبا # خالسته نظرا وكان موردا ... فاحمر حتى كاد أن يتلهبا # هذا طراز ما العيون كتبنه ... لكنه قبل العيون تكتبا # صفة تحير بعضها في بعضها ... حتى غدا التوريد فيها مذهبا وقال ابن برد: # زدتك ذلا فزدت تيها ... واخطة ذل من يليها! # ليتك حملت بعض ما بي ... فذقت ما ذقت منك فيها # يا شاعر الحسن بي ترفق ... لا تقتلني به بديها @ومن شعره في سائر الأوصاف # قال: # ويوم تفنن في طيبه ... وجاءت مواقيته بالعجب # تجلى الصباح به عن حيا ... قد أسقى وعن زهر قد شرب # وما زلت أحسب فيه السحا ... ب ونار بوارقها تلتهب # بخاتي توضع في سيرها ... وقد قرعت بسياط الذهب يناسب معنى البيت الثاني ~~منها قول ابن حمديس الصقلي: # من قبل أن ترشف شمس الضحى ... ريق الغوادي من ثغور القاح وقوله: " بخاتي ~~توضع في سيرها " ... البيت، يشبه قول الآخر من أناشيد أبي علي البغدادي: # PageV01P516 # حتى إذا ما رفع لآل الضحى ... حسبته سلاسلا من الذهب وقد قال بعض أهل ~~عصرنا وهو أبو بكر ابن بقي فذهب به مذهبا عجيبا، وولد معنى غريبا: # يا لك من برق ومن ديمة ... خلتهما في ليلي العاتم # سوطا من العسجد تومي به ... كف النجاشي إلى حاتم وقال ابن برد: # رضابك ري لمن قد عطش ... وقربك أنس لمن قد وحش # وكم ليلة جلتها فانجلت ... إلى مدنف زرته فانتعش # وقد فتح الأفق للناظرين ... عن شهلة الصبح هدب الغبش وينظر هذا إلى قول ~~المعري: # وصبح قد فلينا الليل عنه ... كما يلفى عن النار الرماد وقال ابن برد: # عارض أقبل في جنح الدجى ... يتهادى كتهادي ذي الوجى # أتلفت ريح الصبا لؤلؤه ... فانحنى يوقد عنه السرجا # PageV01P517 # وكأن الرعد حادي مصعب ... كلما صال عليه وسجا # وكأن البرق كاس سكبت ... في لهاة المزن حتى لهجا # وكأن الجو ميدان وغى ... رفعت فيه المذاكي رهجا ومعنى البيت الثاني من ms0273 ~~هذا كقول ابن المعتز، وهو من أحسن ما قيل في الصبح: # والصبح يتلو المشتري فكأنه ... عريان يمشي في الدجى بسراج وقال تميم بن ~~المعتز: # وكأن الصباح في الأفق باز ... والدجى بين مخلبيه غراب وقال البحتري: # والصبح يلمح من خلال سحابه ... كالماء يلمع من خلال الطحلب وقال ابن برد: # سقاني وجفن الليل يغسل كحله ... بماء الصباح والنسيم رقيق # مداما كذوب التبر أما نجارها ... فضخم وأما جرمها فدقيق # PageV01P518 # وقال أيضا: # وكأن الليل حين لوى ... هاربا والصبح قد لاحا # كلة سوداء حرقها ... عامد أسرج مصباحا وقال أيضا: # تأمل فقد شق البهار مغلسا ... كمائمه عن زهره الخضل الندي # مداهن تبر في أنامل فضة ... على أذرع مخروطة من زبرجد وقال: # سقى جوف الرصافة مستهل ... تؤلف شمله أيدي الرياح # محل ما مشيت إليه إلا ... مشى في ابتهاجي وارتياحي # كأن ترنم الأطيار فيه ... أغان فوق أوتار فصاح # كأن تثني الأشجار فيه ... نصل عذارى قد شربن سلاف راح # كأن الجدول المنساب نصل ... صقيل المتن هز إلى كفاح # كأن رياضه أبراد وشي ... تعطف فوق أعطاف ملاح وقال: # يا نعمة من عشي غاب حاسده ... وصح فيه اجتماع دون تشتيت # PageV01P519 # [رحنا إلى النهر والأرواح لاعبة ... بموجه بين إحياء وتمويت] # ولاح في الماء منه منظر حسن ... حبست مني عليه طرف مبهوت # كأنما هو من صافي اللجين وقد ... ذابت على متنه زرق اليواقيت وقال يصف ~~كلف البدر: # والبدر كالمرآة غير صقلها ... عبث العذارى فيه بالأنفاس # والليل ملتبس بضوء صباحه ... مثل التباس النفس بالقرطاس ورأيت ابن برد قد ~~ذكر في كتابه أنه لم يسمع فيه لأحد شيئا، وابن المعتز القائل في وصف ~~الفرند: # جرى فوق متنه الفرند كأنما ... تنفس فيه القين وهو صقيل قال أبو الحسن: ~~وإذ قد انتهينا إلى ذكر البدر فنلمع بشيء مما قبل فيه من مقطوعات وأبيات ~~لها موقع بهذا الموضع، لمحدثين متقدمين ومعاصرين: # قال ابن المعتز: # انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر # PageV01P520 # وسمع ابن الرومي هذا التشبيه فقال: أنا لم أر قط زورقا من فضة، وإنما ms0274 أصف ~~ما شاهدته، وأشبه بما عاينته، قال: # ما أنس لا أنس خبازا مررت به ... يدحو الرقاقة وشك الملح بالبصر # ما بين رؤيتها في كفه كرة ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر # إلا بقدار رؤيتها في كفه كرة ... في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر [وقال ~~المعري: # ولاح هلال مثل نون أجادها ... بذوب النضار الكاتب ابن هلال] وقال: # وكأن الهلال يهوى الثريا ... فهما للوداع معتنقان وقال ابن المعتز: # مثل القلامة قد قدت من الظفر ... # PageV01P521 # وقال أبو المغيرة ابن حزم: # لما رأيت الهلال منطويا ... في غرة الفجر قارن الزهره # شبهته والعيان يشهد لي ... بصولجان أوفى لضرب كره وله: # قلبي وقلبك لا محالة واحد ... شهدت بذلك بيننا الألحاظ # فتعال فلنعظ الحسود بوصلنا ... إن الحسود بمثل ذاك يغاظ وله إلى من ودعه، ~~وأودعه من الجوى ما أودعه: # يا من حرمت وصاله أو ما ترى ... هذي النوى قد صعرت لي خدها - # زود جفوني من جمالك نظرة ... فالله يعلم إن رأيتك بعدما قال ابن برد: ~~ولما مات محمد بن ربيب، صنيعة أبي الأحوص وأبي عتبة، وورد الخبر قرطبة، ~~سألني أبو عامر بن شهيد رثاءه ووصف علته، وكانت العلة الكبرى، فقلت: # سيروح المرء إن لم يغتد ... والمنايا للفتى في مرصد # مات من كنا نراه أبدا ... بارئ النفس عليل الجسد # بحر سقم ماج في أعطافه ... فرمى في جلده بالزبد # كان مثل السيف إلا أنه ... حمل الدهر عليه فصدي # PageV01P522 # وكأن المرء لم يحم الأذى ... لائذ منها بثنيي زرد # ينثني الإخوان عنه جانبا ... ويفل الدهر قصد العود # وترى المشفق عنها ينزوي ... وترى الآنف منها يفتدي ومن بدائعه العقم، ~~المستنزلة للعصم، وما أرى أبا الحسن تجافى عنها غاضا منها، لكن قدر أعجله، ~~أو زمن لم يسمح له، ولأمر ما عطل هذا الورق، وأحال على الأيام أن تستنطق، ~~فالحمد لله الذي لم يثكلنا بها، ويسرنا لاكتتابها. # رسالة في السيف والقلم وكتبها إلى الموفق أبي الجيش مجاهد، يقول فيها: ~~أما بعد حمد الله بجميع محامده وىلائه، والصلاة على خاتم أنبيائه، فإن ~~التسابق من جوادين سبقا في ms0275 حلبة، وقضيبين نسقا في تربة؛ والتحاسد من نجمين ~~أنارا في أفق، وسهمين صارا على نسق؛ والتفاخر من زهرتين تفتحتا من كمامة، ~~وبارقتين توضحتا من غمامة، لأحمد وجوه الحسد، وإن كان مذموما مع الأبد. ~~وربما امتد أحد الجوادين بخطوة، أو خص أحد القضيبين بربوة، أو كان أحد ~~السهمين أنفذ مصيرا، أو راح أحد النجمين ضوأ تنويرا، أو غدت الزهرتين أندى ~~غضارة، أو أمست إحدى البارقتين أسنى إنارة؛ فالمقصر يرتقب تقدما، وتقارب ~~الحالتين في المجانسة يشب نار المنافسة، وإن حال بينهما قدح النقاد، وقبح ~~تحاسد الأضداد. # وإن السيف والقلم لما كانا مصباحين يهديان إلى القصد، من بات يسري إلى ~~المجد، وسلمين يلحقان بالكواكب، من ارتقى لساميات المراتب، وطريقين يشرعان ~~نهج الشرف لمن تقوى إليه، ويجمعان شمل الفخر لمن تأشب عليه، ووسيلتين ~~يرشفان العلى فم عاشقها، ويبسطان في وصال المنى يد وامقها، وشفيعين لا يؤخر ~~تشفيعهما، ومجمعين لا يفرق تجميعهما، جررا أذيال الخيلاء تفاخرا، وأشما ~~بأنف الكبرياء تنافرا، وادعى كل واحد منهما أن الفوز لقدحه، وأن الوري ~~لقدحه، وأن الدر من أصدافه، وأن البكر من زفافه، وأن البناء من تشييده، وأن ~~الملاء من تعضيده، وأن كباء الثناء # PageV01P523 # موقوف على مجامره، وأن خطيب الفخر محبوس على منابره، وأن حلل المآثر من ~~نسيجه، وأن أفراد المفاخر من تزويجه. وحين كشف الجدال قناعه، ومد الخصام ~~ذراعه وهز الإباء من عطفه، وأشم الأنف من أنفه، قاما يتباريان في المقال، ~~ويتساجلان في الخصال، ويصف كل واحد منهما جلال نفسه، ويذكر فضل ما اجتني من ~~غرسه، ويبأى بمنقبة نافرت السها، ومرتبة ريضة خيسها، ورياسة من ذوائب ~~الجوزاء صادها، ونباهة في صهوة العيوق أفادها. # فقال: ها، الله أكبر! أيها المسائل بدءاص يعقل لسانك، ويحير جنانك، ~~وبديهة تملأ سمعك، وتضيق ذرعك. خير الأقوال الحق، وأحمد السجايا الصدق. ~~والأفضل من فضله الله عز وجل في تنزيله، مقسما به لرسوله، فقال: {ن. والقلم ~~وما يسطرون} (القلم: 1) ، وقال: {أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم} ~~(العلق: 4) فجل من مقسم، وعز من قسم، فما تراني، وقد ms0276 حللت بين جفن الإيمان ~~وناظره، وجلت بين قلب الإنسان وخاطره - لقد أخذت الفضل برمته، وقدت الفخر ~~بأزمته. # فقال السيف: عدنا من ذكر الطبيعة إلى ذكر الشريعة، ومن وصف الخصلة إلى ~~وصف الملة، لا أسر ولكن أعلن، قيمة كل امرئ ما يحسن. إن عاتقا حمل نجادي ~~لسعيد، وإن عضدا بات وسادي لسديد، وإن فتى اتخذني دليله لمهدي، وإن امرءا ~~صيرني رسيله لمفدي؛ يشق مني الدجى بمصباح، ويقابل كل باب بمفتاح. أفصح ~~والبطل قد خرس، وأبتسم والأجل قد عبس؛ أقضي فلا أنصف، وأمضي فلا أصرف؛ أزري ~~بالوفاء، وأهتك اللأمة هتك الرداء. # فقال القلم: نعوذ بالله من الحور بعد الكور، وقبحا للتحلي بالجور. وتسود ~~ما بيض الصفاء، وتكدر ما أخلص الإخاء، وتوكد أسباب الفتن، وتضرب بقداح ~~الفتن. الحق أبلج، والباطل لجلج، إن فإنها في قدحها لمأمونة الطائر، محسود ~~الباطن والظاهر. أحكم فأعدل، وأشهد فأقبل؛ وترحل عزماتي شرقا # PageV01P524 # وغربا ولا أرحل؛ أعد فأفي، وأستكفى فأكفي، أحلب الغنى من ضروعه، واجتني ~~الندى من فروعه. وهل أنا إلا قطب تدور عليه الدور، وجواد شأوه يدرك الأمل، ~~شفيع كل ملك إلى مطالبه، ووسيلته إلى مكاسبه؛ وشاهد نجواه قبل كل شاهد، ~~ووارد معناه قبل كل وارد. # فقال السيف: يالله! استنت الفصال حتى القرعى، ورب صلف تحت الراعدة؛ لقد ~~تحاول امتدادا بباع قصيرة، وانتفاضا بجناح كسيرة. أمستعرب والفلس ثمنك، ~~ومستجلب وكل بقعة وطنك - جسم، ودمع بار، تحفى فتنعل بريا، حتى يعود جسمك ~~فيا، إن الملوك لتبارد إلى دركي، ولتتحاسد في ملكي، ولتتوارثني على النسب، ~~ولتغالي في على الحسب؛ فتكللني المرجان، وتنعلني العقيان، وتلحفني بخلل ~~كحلل، وحمائل كخمائل، حتى أبرز براز الهندي يوم الجلاء، والروض غب السماء. # فقال القلم: من ساء سمعا ساء إجابة. أستعيذ بالله من خطل أرعيت فيه ~~سوامك، وزلل افتتحت به كلامك؛ إن ازدراءك بتمكن وجداني، وبخس أثماني، لنقص ~~في طباعك، وقصر في باعك؛ ألا وإن الذهب معدنه في العفر، وهو أنفس الجواهر، ~~[والنار] مكمنها في الحجر، وهي إحدى العناصر، وإن الماء وهو الحياة، أكثر ~~المعايش وجدانا ms0277، وأقلها أثمانا، وقلما تلفى الأعلاق النفيسة، إلا في ~~الأمكنة الخسيسة. وأما التعري، فغنينا بالجمال عن جر الأذيال؛ وهل يصلح ~~الدر حتى يطرح صدفه، أو يبتهج الإغريض حتى يشذب سعفه، أم يتلألأ الصبح حتى ~~تنجلي سدفه - إن الضحاء # PageV01P525 # للرجال معروف. وإن الخفر على النساء موقوف. ولولا جلاء الصياقل صدأك ~~لأسرعت ذهابا، وعدت مع التراب ترابا. # فقال السيف: جعجعة رحى لا يتبعها طحن، وجلجلة رعد لا يليها مزن، في وجه ~~مالك تعرف أمرته؛ وجه لئيم، وجسم سقيم، وغرب يفل، ودم يطل، ودموع سجام، ~~كأنهن سخام، ورأس يتقلقل فيه لب، وجوف لم يتخضخض فيه قلب، أوحش من جوف ~~العير، يشهد عليه كثرة الجور بقلة الخير. فهب من نومك، وأفطر من صومك، ~~وتحكم بطرف نظار، في جسم ماء وحلة نار. إن امتضاني جاهل، أوهمته أني سائل، ~~ففر خوفا أن يغرق، وولي حذرا أن يحترق؛ في بحر زبده الشعل، وبرق سحابه ~~الخلل. لو انتضت والشم كاسفة لم ينظر وقت تجليها، أو السنون مجدبة أيقن ~~بالحيا راعيها. قد خط الفرند في صفحتي أمثال صغار الخيلان، في البيض من ~~صفحات الحسان. أكرع يوم الوغى في لبة البطل، فأعود كالخد كسي صبغ الخجل، ~~كأنما اشتملت بالشقيق، أو شربت ماء العقيق. # فقال القلم: إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا. ما كل بيضاء شحمة ولا كل ~~سوداء تمرة. إن ماءك السائل الجامد، وإن جرمك الملتهب لبارد، ولن يغرق فيه ~~حتى تكرع في السبسب العطاش، ولن يحترق به حتى يقع في نار الحباحب الفراش، ~~فأقصر عن جفنك من العمى رواقا، واحلل من خصرك للجهل نطاقا، يسفر البلاء لك ~~عن قضيب عاج، ولسان سراج، وقدح ورق جلل بالعقيان، وحلة نرجس فوق جسم ~~أقحوان؛ لليل في فوديه لطخ، وللمسك في صدغيه نضخ. أنجلي عن المهارق، انجلاء # PageV01P526 # الغمام عن الحدائق، وأرقم في بطون الصحف، مالا يرقم الربيع في الروضة ~~الأنف، من منمنم يختال بين مسهم، ومعضد فوق مسرد. # ولما كثر تعارضهما، وطال تراوضهما، وقابل كل واحد منهما بجمعه جمعا، وقرع ~~بنبعه نبعا، ولم ينثن ms0278 أحد الصارمين كهاما، ولا ارتد أحد العارضين جهاما، ~~تبادرا إلى السلم يعقدان لواءهما، وإلى المؤالفة يردان ماءها؛ وقالا إن من ~~القبيح أن تتشتت أهواؤنا، وتتفرق آراؤنا، وقد جمعنا الله في المألف الكريم، ~~وأحلنا بمحل غير ذميم، بأعلى يد نالت آمالها، ووافت المطالب في أوطانها، ~~ولم تقابل بابا مغلقا إلا قرعته، ولا حجابا مضلعا إلا رفعته، ولا جدا عاثرا ~~إلا أقالته، ولا أملا غائرا إلا أسالته - تلك يد الموفق أبي الجيش مولى ~~المعالي ومسترقها، ومستوجب المكارم ومستحقها، العاقد لواء المجد بذوائب ~~السماك، والمطل بفخره على الأفلاك، والمقدم إذا أحجمت الأبطال، والضاحك إذا ~~بكت الآجال، والساري إلى العلياء إذا أدلج الكرام، والمسهد في الآراء إذا ~~هجد الأنام، والطالب ثأر العديم بجوده، والمشفع النيل بمزيده، والمسعف ~~لميعاده، والمخلف لإيعاده، والمجري في ذاويات الهمم ماء، والمطلع في ظلمات ~~الآمال سناء. فإذا قد عدل بيننا بكمه، يوم وغاه ويوم سلمه، فجاوز بك حد ~~المسالمة، وجاوز بي حد المشارسة، ولم يثنك حتى بلغ مناه، ولم يثنني حتى ~~وافق، ولم يقصر بي عن غاية بلغك إليها، ولم يقدمك إلى مرتبة أخرني عنها، ~~فأجمل رداء نرتديه، وأفضل حذاء نحتذيه، وأهدى سبيل نقصده، وأصفى منهل نرده، ~~مؤالفة نجرر ذيلها، ونميل ميلها، ومعاشرة نتجانى ثمارها، ونتعاطى عقارها، ~~وذنوب نخلي أوطانها، ونهدم بنيانها، ودمن نعفي دمنها، ونرد في أجفانها ~~وسنها. # ثن ثقال القلم: إن مما نبرم به عقدنا وننظم عقدنا، ويستظهر به بعضنا على ~~بعض، إن حالت حال، كان للدهر انتقال، أن نخط كتابا مصيبا، يكون لنا منابا ~~وعلينا رقيبا، فقد يدب الدهر بعقاربه، بين المرء وأقاربه، ويسعى بالنميمة، ~~بين الفرعين من الأرومة. # فقال السيف: أنت والبيان، وجريا والميدان. فقال القلم: إن النثر في ذلك ~~مثل # PageV01P527 # يسير، وإن الشعر في ذلك ذكر خطير، وإن لشدو الحادي، وزاد الرائح والغادي. ~~وأختاره على النثر، تنويها بالذكر، فقال: # قد آن للسيف ألا يفضل القلما ... مذ سخرا لفتى حاز العلى بهما # إن يجتنى المجد غضا من كمائمه ... فإنما يجتنى من بعض غرسهما # ما جاريا أملا ms0279 فوافيا أمدا ... إلا وكانت خصال السبق بينهما # سقاهما الدهر من تشتيته جرعا ... ولليالي صروف تقطع الرحما # حتى إذا نام طرف الجهل وانتبهت ... عين النهى قرعا سنيهما ندما # راحا بكف أبي الجيش التي خلقت ... غمامة كل حين تمطر النعما # فعاد حلبنهما المنبت منعقدا ... وراح شملهما المنفض ملتئما # يا أيها الملك السامي بهمته ... إلى سماء علا قد أعيت الهمما # لولا طلابي غريب المدح فيك لما ... وصفت قبل علاك السيف والقلما # وإنما كان تعريضا كشفت به ... من البلاغة وجها كان ملتثما: # أما بعد - جعلك الله من المؤثرين على أنفسهم والموقين شحها، والمنجزين ~~لمواعيدهم والمعطين صدقها - فقد علمت ما سلف لنا في العام الفارط من عتابك، ~~ولبسنا شكته من ملامك، لما كتمتنا صرام النخلة التي هي بأرضنا إحدى ~~الغرائب، وفريدة العجائب، هربا من أن نلزمك الإسهام في رطبها، وحرصا على ~~تمام لذة الاستبداد بها، وقلت، وقد سألناك من جناها قليلا، ورجونا أن ~~تنيلنا منها ولو فتيلا: لو علمت أن لكم به هذا الكلف، وإليه هذا النزاع، ~~لأمسكته عليكم وجعلت حكم جداده إليكم؛ ولكنها إن شاء الله في العام الآنف ~~غلتكم، عتاد نفيس لكم، وذخر حبيس عليكم. # فأما نحن فرسمنا تلك العدة في سويداوات قلوبنا، ووكلنا بها حفظة خواطرنا؛ ~~وأما أنت فهلت عليها التراب، وأسلمتها إلى يد البلى. حتى إذا أخذت الأرض ~~زخرفها # PageV01P528 # وأزينت زينتها، وبلغت غايتها، وأشبع صبغها، وأحكمت الشمس نضجها، دببت ~~إليها بصرامك، ومشيت نحوها الجهر بجرامك، على حين نام السمار، وغفلت الجارة ~~والجار، وأبت بها إيابة الأسد بفريسته، وتحكمت فيها تحكمه في عنيزته. # ولما رأينا على ذلك طلائع الرطب في الأسواق، والجني من بكر النخيل على ~~الأطباق، هزت جوانحنا ذكر العدة، وقلقل أحشاءنا حذر الخيبة، فركضنا ~~الهماليج إلى حرمتك، وجعلنا نشتد طمعا في لقائك، فلما غشينا الجهة تلقانا ~~فتى وضاح الجبين، آخذ بالعيون، في وجهه للأدب شاهد، وبين عينيه من الظرف ~~رائد، فقال: بأبي أنتم، وعين الله تكلؤكم حيث كنتم، أراكم ناشدي ضالة أو ~~مستدركي سيب فائت، فاسألوا فربما سقطتم على الخبير ms0280، وشاوروا فالمشورة تفتح ~~غلق الأمور. فقلنا له: بآبائنا أنت، إنا لنرجو بيمن لقياك ظفرا بالمطلب، ~~ونجحا في المذهب. جارك وصديقنا الذي نحن تلقاء منزله، وفي حاشية محله، ~~وعدنا منذ عام بأن يسهم لنا في جنى نخلة لديه، لم تتفقأ تربة هجر عن مثلها، ~~ولا أوت قماري بصرى إلى شكلها، فجئناه لنأكل منها وتطمئن قلوبنا، ونعلم أن ~~قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين. # قال الفتى: يا لإخواني في الخيبة، وشركائي في فوت الأمل؛ أنا ساكن المحلة ~~التي منبت هذه النخلة في ساحتها، وقد صرمها منذ خمسة عشر يوما؛ ولقد كنت ~~قبل صرامها أمنحها نظر العاشق إلى المعشوق، فإذا رأت الطير وهي على سعفها ~~ما أواصل إليها من لحظاتي، وأتابع عليها من زفراتي، رمتني بأفراد من رطبها ~~أحلى من شفاه العذارى. وأنا اليوم أبكي منها ربعا خاليا، وبعد ثالثة أغدو ~~عنها جاليا. # PageV01P529 # فما هذا الخيس أبا عبد الله بعهدك، وما هذه الربدة في وجه عدوك، وما هذا ~~الاستئثار على إخوانك المؤثرين لك - إن كنت لم تحضرنا يوم صرامها لنحتكم ~~على قولك فيها، ونأخذ معك بأجزل الأقسام منها، فالعذر لا يضيق عنك، واللوم ~~لا ينبسط إليك. هات مما ذخرته لساعات تفكهك، أسهم لنا فيما اعتدته ليوم ~~نوروزك. لم يكن جناها بنزر فيقتسمه الإهداء، ولا بدون فتطيب عنه النفس. ولا ~~تخش منا ما أفسد به حين قال لهم: " أكلتم تمري وعصيتم أمري "، إذا نحن ~~أكلنا منها فمرنا نناصب عنك أعداءك برا وبحرا، ولا نعص لك أمرا. # جلعنا الله فداك: نحن عصابة نتحلى بأدب، وننتمي إلى حظ غريب وصياغة قريض. ~~وربما لم تصدق في هذا الطريق مضاءنا، ولا قبلت يقينا غناءنا؛ فأدرنا أن نصف ~~لك شيئا من كلام العرب في النخل وبدء نباته، والتمر حالاته، فإن سرك ما ~~جئنا به، وراقك ما أفضنا فيه، جعلت جوائزنا تمرا، وكان ذلك لنا أجرا. # نعم، تقول العرب لصغار النخل: الجثيث، والودي، والهراء، والفسيل، ~~والأشاء، والكافور، والضمد، والإغريض. فإذا انعقد سمته السياب، فإذا اخضر ~~قبل أن يشتد سمته الجدال ms0281، فإذا عظم فهو البسر، فإذا صارت فيه طرائق فهو ~~المخطم، فإذا تغيرت البسرة إلى الحمرة فهي شقحة، فإذا ظهرت الحمرة فهي ~~الزهو وقد أزهى، فإذا بدت فيه نقطة من الإرطاب قيل وقد وكت، هي بسر موكتة، ~~فإذا أدرك حمل النخلة فهو الإناض، فإذا أتاها التوكيت من قبل ذنبها فهي ~~مذنبة، فإذا بلغ الإرطاب نصفها فهو المجزع والمجرع، لغتان، فإذا بلغ ثلثيها ~~فهي حلقانة، فإذا جرى الإرطاب فيها كلها فهي منسبتة. # PageV01P530 # فيا أبا عبد الله أمجدنا رطبا، نمجدك خطبا. هذا قليل من كثير، وثماد من ~~بحور، وليس يطيب وصفنا نظما ونثرا لمناقب هذه النخلة إلا بعد اختيارنا ~~منها، وفوز قداحنا بها. إذا أنت فعلت فكلفنا فيها خاصة ما تكلفه عمرو بن ~~بحر الجاحظ في نخل الدنيا عامة نأتك به، ونربي فيه عليه. ولعلك تحب أن تسمع ~~شيئا من منظوم الكلام في النخل يذيب من جمودك، ويولد عقيم جودك، فالمنظوم ~~خداع بحسنه، مستميل بطنه. أنشد الأصمعي لأبي الغفار الرياحي: # غدت سلمى تعاتبني وقالت ... رأيتك لا تريغ لنا معاشا # فقلت لها أما تكفيك دهم ... إذا أمحلت كن لنا رياشا # بوارك ما يبالين الليالي ... ضربن لها وللأيام جاشا # إذا ما القاريات طلبن مدت ... بأسباب ننال بها انتعاشا # ترى أمطاءها بالبسر هدلا ... من الألوان ترتعش ارتعاشا هذا وإنا لنخشى ~~أنك أزيد تماديا في أمرك، وأعظم شحا على تمرك، إراغة المعاش ومعالجة ~~الاقتيات. فقال لها: في النخل التي رزقنا الله كفاف من العيش كاف، وبلغة من ~~القوت مقنعة. ثم أعظم من أمرها بدنو طعامها في الجدوب، وصبرها لتصرف ~~الليالي والأيام. وما ترى أرسل هذه الأبيات على ألسنتنا إلا شيطان قد شكا ~~إليك عسرة فأنلته بسرة. فهو يحب إبقاءنا عندك، ودفع متطفلي الإخوان عنك؛ ~~فلعن الله الشيطان وأعاذنا منه، وصلى الله على محمد ولا صدنا عنه، فإنه ~~يقول: " نعمت العمة لكم النخلة "، والخطاب لجميع المسلمين. وأنت قد استوليت ~~على عمة من عماتهم، تستبد بخيرها دونهم، وتمسك معروفها عنهم. ونحن رجال من ~~بني أخيها أتينا نعتقها، فإن أنت ms0282 سويتنا مع نفسك فيما تدر به عليك، وتملأ ~~منه يديك، وإلا نافرناك إلى السلطان، وألبنا عليك أبناء الزمان، ونستغفر ~~الله ونسأله أن يبدلنا من بخلك نوالا، وبمطلك إعجالا. # ورسالة سماها بالبديعة في تفضيل أهب الشاء على ما يفترض من الوطاء، يقول ~~فيها: ألهمك الله مراشد الأمور، ومنحك صواب التدبير، وعرفك # PageV01P531 # من بركة التواضع ما يدخلك في أهله، وقبح إليك من نقيضه الكبر ما يعدل بك ~~عن سبله، وجعل أحب أسباب معايشك إليك، ما عاد قليله بكثير المنفعة عليك. ~~وما دعائي هذا بحق استوجبته بالتسليم لمن إلى الدنيا سبقك، وإلى باكورة ~~التجارب مد يده قبلك، ولكنه عرض لمحاسن الأخلاق عليك، وضراب عن وجه ~~المعاتبة لك، في الهوة التي كانت منك. وإني وإن كان شأو سني أمد، وساعد ~~زمني أشد، وكنت بالأيام أقطن، ولمسائل تجاريبها أفطن، فما احب أن أقتني ~~الخمر بالربا، ولا أن أجزع عن أحمد أخلاق أهل الفتا، فأحتج عليك معنتا، ~~وأرادك القول مجملا، استطالة بأبهة الكبر عليك، وأنسا إلى مساعدة الجاهلين ~~فيك، على ما عليه اليوم أقوام أساءوا تدبيرهم، وجهلوا مقاديرهم، ورأوا ~~لأنفسهم من الحق ما لم يجعلهم الله له أهلا، ولا أسلكهم منه حزنا ولا سهلا. ~~وإن طالت مناقلتنا الكلام، وامتد لنا ميدان الخصام، فلا تحسبني منهم، ولا ~~تنظمني في سلكهم، وانثن من دوحة كلامك على أي غصن شئت، وانعطف من جداول ~~معانيك في أي جزع أحببت. # عبتني - أعزك الله - بارتخاص الأشياء ومقا في الشراء، وقلت: لم تؤثر ذلك ~~إلا اللؤم الخليقة، والهمة الدقيقة، وإلا فالشيء ربما غولي في ثمنه لطول ~~الاستمتاع به، وتعرف نماء فائدته، وربما مالت نفس الحريص إلى الرخيص، فطال ~~بقاؤه معه، وبلغ في التعويض منه أضعاف الذي كان استشنعه، ونامت هناك عين ~~الرأي، واحتجب دونك وجه النظر. وسأفسح للكلام ميدانا، وأنثر عليك من ~~الألفاظ مرجانا، وأعاطيك من سلاف المعاني أكواسا، وأشمك من روض البيان آسا، ~~وأريك صورة الحسنة في جمالها، وأعطيك الحلية بزمامها، فلعلك أن تكون سلس ~~الرجوع إلى الحق، ملوي ثني العنان عن ms0283 التمادي في الباطل، فنروح مشكورين: ~~أنت على الاستماع وأنا على الإفهام. # جل ما له عبت، وفيه قلت ورددت، وبه أبدأت وأعدت، [من] إيثاري في الصيف ~~والشتاء، اهب الشاء، ومراوحتي منها في البرد والحر، بين البطن والظهر. وأي ~~بساط منها أدل عل التواضع وأعرب عن القناعة، وأدفأ في السبرة، وألين في ~~المس، وأخف في المحمل، وأمكن للنقلة، وأوفق لمقدار الحاجة، وأجدر بطول ~~المتعة # PageV01P532 # وأبقى على حدث الدهر، وأغنى عن تكلف التبطين ومراعاة الترفيع، والمحافظ ~~على الطي والنشر - تجد على الابتذال، وتعتق مع الامتهان، ولا تحوجك إلى ~~خياط ينازلك في السوم، ويخجلك أما القوم، تنتح جبينك بعرق الاختلاف إليه، ~~وذل التكرر عليه، وهو تبحبح في دكانه، واشتغل عن سوء مقامك باستطالة محادثة ~~صبيانه. ثم لعل القمل الذي يكون لم يحضرك، فتشمت العدو بنفسك، وتبدي ما كان ~~مستورا من مالك. هذه بأنفسنا مكتفية، وعن سواها مستغنية، مع صيانة المروءة ~~ووقاية ماء الوجنة. إن قلبتها لبطونها شتوت على وثارة، أو صرفتها لظهورها ~~صفت في لدونة. للعيال فيها - فضلا عنك - على تقادم العهد ووقوع الاستبدال، ~~أكبر عون وأكمل انتفاع، في التمهيد للطفل الصغير، واستعمالها في أبي الخمير ~~في سحرة الليلة القرة. فإن دعتك حاجة نفسك إلى البكور بالغداة، فقد وجدت من ~~ذلك نعم المعين، وإن أدلج إليك ضيف يكرم عليك، لم يكن بحضوره لوقته عندك ~~منفس تقيسه به وتقرنه معه. # وبعد، فإنك لا تتكلف شراءها إلا في وقت تتقرب إلى ربك به، وتستجزل من ~~كريم ثوابه عليه، لأنك تستعملها في أضحيتك التي ترجو بركتها، وتأخذ نسيئة ~~إليها فيها، فتنفلك أجر أخراك، وتعجل لك منفعه دنياك. ثم أن جردتها مع ~~الأعوام فتجرد آخر استئناف منفعة، فهي أيمن قعيد لك، وأغبط كائن معك. # وباب الارتخاص الذي نعيت علي هاهنا، باب قد قامت الدلائل على فضله، وكان ~~له ظهري من نفسه. فغال ولو في درانك عبقر، ورفرف تستر، فلن تبلغ من هذه ~~الفضيلة، ولن تحظى بمثل هذه المزية، مع قلة المؤنة ونزارة الكلفة. # ثم أعلن أنها من معاهد ms0284 صالحي السلف ورؤساء الحكمة، الذين كانوا بالدنيا ~~أعرف، وعن زخارفها أعزف، جاءت بذلك الأخبار، ونقله الخيار. ولم يجعل الله ~~عز وجل من هذا الجنس أقرب قربان فدى به ابن خليله، وسماه ذبحا عظيما في ~~تنزيله، إلا لسر من فضله سبق في علمه. # فإن قلت: لا ترى صنفا من الناس أكثر افتراشا لها من المعلمين، وقد قيل إن ~~الثقل لا يرضى عندهم، فكيف تسلم في حسن الاختيار لهم، واختيار المرء قطعة ~~من عقله، وعيار على نقصه أو فضله - قلت لك: الصوف تجمع أنت وكل ذي معرفة ~~على أنه زي # PageV01P533 # النساك، ولباس المنقطعين للتعبد، وعمدة الطراز الأول من السلف. فإن قلت: ~~وهاهو في جزيرتك زي رهبان البيع وأرباب الخانات، وهم أضعف الناس أحلاما ~~وأدناهم طينة، والقائلون بأن الله ثلاثة - تعالى الله عما يقول الظالمون ~~علوا كبيرا. فجملة القول في هذا المعنى أنه لم يحجب الله تعالى وجوه ~~المعاش، التي يصحبها جميل النظر، ويلوح عليها سيما البركة عن جنس من خلفه ~~دون جنس، ولا أبداها إلى صنف وحجبها عن صنف، بل ألهم الكل إلى رشده، وعرفه ~~نهج معرفته، الأشكال والمراتب، واختلفت النحل والمذاهب. كما جعلها لقدرته ~~في سائر الحيوان من الطائر والداخر بين الآنس والشارد في صحصح القفر، كل ~~ختلف مسعاه لنفسه، ووجه تدبيره لشأنه، على ما يسر ما تعود وألهم إليه. ~~والمعلمون نظروا إلى ضعف سبب اكتسابهم، وفكروا في تيسر ما تعود عليهم ~~صناعتهم، فأخذوا بالأقوى والأرفق، واعتمدوا على الأرخص والأوفق، ثم علموا ~~أنهم إن تحاملوا على أنفسهم، وافترشوا ما يزينهم لم يلبث أحدهم أن يقوم عن ~~مجلسه لبعض الأمر أو لقضاء الفرض، فتقوم حرب لعب الصبيان على ساق، وتبلغ ~~بتمزيق ذلك الذي افترشه وغالى فيه بالأيدي والأقدام، والترامي والأزدحام، ~~ما لا تبلغ أنياب كلاب القنص في إهاب العقيرة، فيعود ما يسخن العين، ويوجب ~~الرين. وهذا النوع الذي أنسوا إلى خيره، وآثروه على غيره، لو أقامه الصبيان ~~مقام الطبل، وجعلوه هدفا للنبل، لم يكن أثرهم فيه إلا أثر الندى في صم ~~الصفا ms0285. # وفي اختلاف ألوانه تذكرة للناظر إليه، وعظة لمجيل بصره فيه، فما كان منه ~~أسود ذكر بسواد الشباب، وقميص الفتوة، وطيب زمن الحداثة، فأبكى لفراقه، ~~وقلة المتعة به؛ وما كان أبيض ذكر ببياض المشيب، ونذير الرحلة ورائد الأجل، ~~فجر إلى العبادة وبعث على صالح العمل. # هذه - أبقاك الله - خصال لو قسمت على كل مستعمل لهذا الشأن من رخيص وغال، ~~ودون وعال، لأربت على الكفالة، وجازت مدى الغاية، فعها من ممليها، ودع ~~القوس لباريها، وأسلم أعنة الجياد إلى مجريها. لم آت في معناها بظلمة تحتاج ~~إلى صباحك، ولا جئت بلفظ ذي تهمة يضطر إلى إيضاحك. فإن كنت قد لبست شكة ~~المعارضة، وأوترت قسي المناقضة، ورشت سهام المناقلة، فإلى غيري فاكشف صفحتك # PageV01P534 # في سوى هذا الفن فشمر عن ساعديك، فقد قام بنفسه وأعرب عن ذاته، ولم يترك ~~مقالا لقائل، ولا مجالا لجائل. # وأخاف عليك - شحا بك - أن تستقبل بذم هذه الأهب كل مفترش لها، مغتبط بها، ~~فلا تجده إلا شيخا رائع الوسامة، ابيض الشعرة، أنس إخوانه، وحلس أسطوانه، ~~قد حفظ المسائل، وملأ من إجازات الشيوخ الخزائن، تقصده الفتيات والفتيان، ~~وتفديه الجارات والجيران، وتتنافس في حضوره أيام الزفاف، ويختص بصدور ~~المجالس وطيبات الصحاف، أو معلما ذا سبلة طولى، وجبين أخلى، قد ائتمنته ~~الملوك على ثمار قلوبها، وعماد ظهورها، وقطع أكبادها، يتوسط من صبيته قلب ~~جيش، ويعيش بألطاف أمهاتهم أخصب عيش؛ يقعد عنده الوراقون، ويتحاكم إليه في ~~الخطوط الناسخون، فإذا كانت أيام الأخمسة والجمعات أطال قلنساته، وولى ~~الزيارة منساته، وسار مهينما بتسبيحه وتقديسه، وتهليله وتحميده، يزور ~~الإخوان ويتعاهد المعارف، والكل هش إليه، مقبل عليه. # فإن عارضت هذا الجنس، وناقضت هذا الصنف، دون اتقاء من وراءها من الأصاغر ~~والأكابر، والملوك والسوقة، ضاقت عليك الأرض وكثر عدد الحصى، ولم يستنبت في ~~شانك، ولا رقت كبد لرقة بيانك. وأخوك من صدقك، ومحبك من نصحك؛ وأنا استغفر ~~الله مما كان في ذلك من قول أو عمل، والسلام. # @فصل في ذكر الأديب أبي مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني ms0286 # @واجتلاب جملة من أشعاره مع ما يتشبث بها من أخباره # كان أبو مروان هذا أحد حماة سرح الكلام، وحملة ألوية الأقلام، من أهل بيت ~~اشتهروا بالشعر، اشتهار المنازل بالبدر # PageV01P535 # أراهم طرأوا على قرطبة قبل افتراق الجماعة، وانتشار شمل الطاعة، وأناخوا ~~في ظلها، ولحقوا بسروات أهلها، وأبو مضر أبوه زيادة الله علي التميمي ~~الطبني هو أول من بنى بيت شرفهم، ورفع بالأندلس صوته بنباهة سلفهم. # قالابن حيان: وكان أبو مضر نديم محمد بن أبي عامر، أمتع الناس حديثا ~~ومشاهدة، وأنصعهم ظرفا، وأحذقهم بأبواب الشحذ والملاطفة، وآخذهم بقلوب ~~الملوك والجلة، وأنظمهم لشمل إفادة ونجعة، وأبخلهم بدرهم وكسرة، وأذبهم عن ~~حريم نشب ونعمة، له في كل ذلك أخبار بديعة؛ من رجل شديد الخلابة، طريف ~~الخلوة، يضحك من حضر، ولا يضحك هو إذا ندر، رفيع الطبقة في صنعة الشعر، ~~كثير الإصابة في البديهة والروية؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وشعر أبي مضر ليس من شرط هذا المجموع لتقدم زمانه. # فأما ابنه أبو مروان هذا فكان من أهل الحديث والرواية # PageV01P536 # ورحل إلى المشرق، وسمع من جماعة من المحدثين بمصر والحجاز، وقتل بقرطبة ~~سنة سبع وخمسين وأربعمائة. ولمقتله خبر طن ابن حيان به، ولم يمنعه من سرد ~~قصصه استبشاعه، وحسبك من شر سماعه؛ ونلمع منه بلمعة: # قال ابن حيان: وذلك أنه عدا عليه - زعموا - نساؤه بتدبير ابن سوء خلف له، ~~حملهن على ذلك لشدة تقتيره على نفسه وعليهن في المعيشة، وحبسه لهن مع ذلك ~~عن التماس الحيلة لتوسعة الضيقة. فقد كان في ذلك، مع انسدال الستر عليه، ~~وسعة ريعه بالحضرة، وبعد نجعته لابتغاء الفائدة، إلى استناده لرابت هلالي ~~واسع كان يجريه السلطان عليه [عونا] على صيانته، ويأبى إلا الزيي بالقل ~~والاعتزاء إلى المسغبة، عجبا لمن عرفه أو سمع به، يصدق زعم الجاحظ في نوادر ~~كتابه في البخلاء ويزيد عليها؛ فحمل عنه في ذلك أشياء يكاد النظر يحيلها، ~~حتى لأفضى به تقتيره على أهله أن وكلهن إلى أنفسهن في أكثر مؤنهن، وقاتهن ~~بأمداد من غلث ms0287 الحبتين القمح والشعير، يستدعيها لهن من متقبل غلته مياومة، ~~ويكلفهن استطحانها بأيديهن، وهو قد استوحش منهن واعتزلهن، وانفرد بنفسه ~~ليله ونهاره، لا مؤنس له سوى غلام حزور من ولده، مئوف الخلقة، ضعيف العقل، ~~لا أم له، يدعى عبد الرحمن، آواه إليه من جميع ولده وأقصى سائرهم في قعر ~~داره، وصير بينه وبينهن عدة أبواب موصدةن فأصبح بمكانه ذلك في ربيع الآخر ~~من العام المؤرخ قتيلا فوق فراشه، مضرجا بدمه، مبعوجا بالخناجر في # PageV01P537 # وريده وإلبته وأعالي جسده، مفزعا لمن عاين مصرعه، قد أعلن نساؤه بالنوح ~~عليه، يزعمن أنه طرق بمكانه منفردا عنهن، وأخبرن أن ابنه زيادة الله المسمى ~~باسم جده لم يكن عنده علم حتى جئن إليه وأخبرنه بما جرى على أبيه، فهب ~~مستعملا للروع مغالطا بالدمع، داعيا بويله، سائلا عن أبيه سؤاله بالشيء ~~الذي هو جاهله، بلسان تحيل ينبئ عن دهشه، وعين جمود تدل على صحوه. وقد ~~تكابس الناس عليه توجعا لأبيه. وطلب موضع تسور عليه، أو نقب يولج منه إليه، ~~فلم يقف أحد على عين ولا أثر من ذلك، فعرف ابن جهور بما جرى، فأوقع التهمة ~~به، واستبعد أن يطرق أبوه بتلك الداهية، من يد أعتى المردة، إذ كان من ~~وطاءة الخلق، ودماثة النفس، وخلابة المنطق، واجتلاب المودة، من جميع الخلق، ~~وطلب السلامة منهم، بحيث لا يحقد عليه ذو غائلة منهم ولا يغتاله صاحب فتكة. ~~فأحاق به تهمته وأمر صاحب المدينة بالتوكيل به والكشف على داهية أبيه ~~المصاب، والوقوف على صور محنته، فلم يوقف على أثر امتحان، وبحث عن الأمر ~~فشملت الريبة أهله؛ واستفهم صاحب المدينة الغليم ابنه عبد الرحمن فوصف أنه ~~شاهد المحنة، وأخبر أن امرأته أم ولده زيادة الله وابنتيها، ابنتي القتيل، ~~تولين شأنه بسكينه الذي كان يحاول النسخ حتى برد، ولم يذكر أن ابنه زيادة ~~الله حضر ذلك، ففحشت القصة، واضطر صاحب المدينة إلى هتك حجاب القتيل في ~~نسوانه، وبطش به يضرب أم ولده الفاجر زيادة البشر، فدرأت عن نفسها العذاب ~~بإقرارها بكيفية الحال وصفة المحنة ms0288 المهولة؛ فسجنوا. ودفن # PageV01P538 # أبو مروان اليوم الثاني من مصابه، ولم يتخلف أحد عن جنازته ممن سمع خبره، ~~لاشتهار فضله فيهم، واجتماع صالح الخلال له من الفقه والحديث والرواية ~~والأدب والشعر واللغة والعربية، إلى دماثة الخليقة، واستقامة الطريقة، ~~والتزام الحقائق، واكتمال الإيمان، بقضائه لجميع فرائضه، وعوده في نافلة ~~الحج بعد تأدية فرضه، على وهن بجسده، وتخلف في ناضه، رغبة في الاستكثار من ~~الخير، والترقي في المعرفة، وزيادة لمعاني العلم [وطلبه] ولقاء رجاله. ~~فأكثر الناس من تأنيبه، وأخلصوا الدعاء على قاتليه، واستبطأوا السلطان في ~~إنفاذ الحد عليهم بالشبهة التي ظهرت. وأفتى الفقهاء بتطويل سجنهم بعد الضرب ~~المبرح. وتوقف ابن القطان عن صدع الفتوى في القصة إلا بعد إنعام النظر على ~~عبد الرحمن ابنه، والوقوف على جنس آفته: هل هي في جسمه دون عقله، أو في ~~أحدهما، أو كليهما، فيعمل بحسب ذلك. فإن كان مميزا عاقلا فهو ولي الدم ~~القائم بطلبه دون من تقدم إلى ذلك من بني أخي المقتول وأبناء عمه، وعندها ~~تستقيم له الفتوى في طلبه. فخالفه صاحبه ابن عتاب، وألغى حق الغليم ابنه ~~عبد الرحمن، ونجم الخلاف وبان الإشكال. فأخذ ابن جهور برأي ابن عتاب، ~~وانفصل الحفل عن الأخذ بالقسامة على # PageV01P539 # المتهمين ثلاثتهم، زيادة الله ابن القتيل وأمه ولده الأخرى، وسجن زيادة ~~الشر ابنه زمانا طويلا، ثم سرح فظل خاسئا بين الناس، يخال أنه طليق وهو من ~~شنآنهم ومقتهم، في محابس موصدة. وطاح دم أبي مروان - رحمه الله - فلم يقرع ~~فيه أحد بضغث، ولا حبقت فيه عنز. وبلغت تركته قيمة وافرة في أثمان دفاتر، ~~وأثاث فاخر، ومتاع رفيع، من كسوة وفرش كثر الناس جملته، وأخذوا في مذمته ~~لسوء ما كان يدعيه من القل، ويأخذ نفسه به من شظف المعيشة. وللغرائز ~~المفطورة سلطان على النفوس لا يغالب بصدق نظر ولا قوة معرفة، ومن أدى حق ~~الله في ماله فليس بشحيح فيما قتر من إنفاقه؛ على أن المرء راع مسئول عمن ~~يقوته من أهله، حبانا الله بالتوفيق، وأقامنا على وضح الطريق، بمنه ms0289؛ انتهى ~~ما لخصته في هذه الحادثة من كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: قول أبي مروان فيما تقدم من وصفه لابن القتيل إذ جاء سائلا ~~عن مصيبته " سؤاله بالشيء الذي هو جاهله "، محلول من قول خوات بن جبير، ~~ويتعلق به خبر نورده على العادة من الزيادة في الإفادة: ذكر أهل الأدب أن ~~الأتراك لما تقلوا المتوكل جعفرا بتدبير ابنه المنتصر # PageV01P540 # وكان ذلك ليلا، فلما وقعت الصيحة وارتفعت حضر المنتصر للحين، فجلس على ~~كرسي وحف به بغا الصغير وجميع قتلة أبيه، فجعل المنتصر يسأل ويقول: ما هذا ~~الصياح وما هذا الخبر - سؤال جاهل به، فكان كما قال خوات بن جبير: # وأهل خباء صالح ذات بينهم ... قد احتربوا في عاجل أنا آجله # فأقبلت في الساعين أسأل عنهم ... سؤالك بالشيء الذي أنت جاهله فقال بغا: ~~إن الفتح بن خاقان عدو الله قتل أمير المؤمنين، فقال: وما فعلتم بالفتح - ~~قالوا: قتل وسفك دمه. # وخبر قتل المتوكل جعفر بتدبير ابنه المنتصر أشهر من أن يذكر، وقد ألمعت ~~من ذلك بلمعة في أخبار [الخليفة] سليمان، المفتتح به هذا الديوان. وكان ~~البحتري ليلة قتله حاضرا فاختفى في طي الباب، وهو القائل فيه من قصيدة ~~يرثيه: # وكان ولي العهد أضمر غدرة ... فمن عجب أن ولي العهد غادره # فلا ملي الباقي تراث الذي مضى ... ولا حملت ذاك الدعاء منابره وكان كثيرا ~~ما يرتاح في شعره إلى ذكره الفتح بن خاقان وتأبينهما، وهو القائل فيهما: # PageV01P541 # مضى جعفر والفتح بين موسد ... وبين قتيل في الدماء مضرج # أأطلب أنصارا على الدهر بعدما ... ثوى منهما في الترب أوسي وخزرجي وفيهما ~~أيضا يقول: # تداركني الإحسان منك ونالني ... على فاقة ذاك الندى والتطول # ودافعت عني حين لا الفتح يرتجى ... لدفع الأذى عني ولا المتوكل وقال في ~~غلام له: # عسى آيس من رجعة الوصل يوصل ... ودهر تولى بالأحبة يقبل # أيا ساكنا فات الفراق بنفسه ... وحال التعازي دونه والتزيل # أتعجب لما لم يغل جسمي الضنى ... ولم يخترم نفسي الحمام المعجل - # فقبلك بان الفتح مني مودعا ... وفارقني شفعا ms0290 له المتوكل # فما بلغ الدمع الذي كنت أرتجي ... ولا فعل الوجد الذي خلت يفعل # وما كل نيران الجوى تحرق الحشا ... ولا كل أدواء الصبابة يقتل @جملة ما ~~أخرجته من أشعار بني الطبني # أخبرني الفقيه أبو بكر ابن العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال ~~أخبرني أبو الحسن العائذي أن أبا مروان الطبني لما رجع من بلاد # PageV01P542 # المشرق إلى قرطبة، واجتمع إليه في مجلس الإملاء أنشد: # أني إذا حضرتني ألف محبرة ... تقول أنشدني طورا وأخبرني # يا حبذا ألسن الأقلام ناطقة ... " هذي المكارم لا قعبان من لبن " ووجدت ~~في بعض التعاليق بخط بعض أدباء قرطبة قال: لما عدا أبو عامر أحمد بن محمد ~~بن أبي عامر على الحذلمي في مجلسه وضربه ضربا موجعا وأقر بذلك أعين ~~مطالبيه، قال أبو مروان الطبني فيه: # شكرت للعامري ما صنعا ... ولم أقل للحذيلمي لعا # ليث عرين عدا لعزته ... مفترسا في وجاره ضبعا # [لا برحت كفه ممكنة ... من الأماني فنعم ما صنعا] # وددت لو كنت شاهدا لهما ... حتى ترى العين ذل من خضعا # إن طال منه سجوده فلقد ... طال لغير السجود ما ركعا [وابن رشيق القائل ~~قبله: # كم ركعة الصفعان تحت يدي ... ولم يقل سمع الله لمن حمده] # PageV01P543 # قال ابن بسام: والعرب تقول فلان يخبأ العصا وفلان يركع لغير صلاة إذا ~~كنوا عن عهر الخلوة. ومن مليح الكناية لبعض المتقدمين يخاطب امرأته: # قلت التشيع حب أصلع هاشم ... فترضي إن شئت أو فتشيعي # قالت: أصيلع هاشم! وتنفست ... بأبي وأمي كل شيء أصلع ولما صنت كتابي هذا ~~عن شين الهجاء، وأكبرته أن يكون ميدانا للسفهاء، أجريت هاهنا طرفا من مليح ~~التعريض في إيجاز القريض، مما لا أدب على قائليه، ولا وصمة أعظم على من قيل ~~فيه. والهجاء ينقسم قسمين: قسم يسمونه هجو الأشراف، وهو ما لم يبلغ أن يكون ~~سباباص مقذعا ولا هجرا مستبشعا، وهو طأطأ قديما من الأوائل، وثل عرش ~~القبائل، إنما هو توبيخ وتعيير، وتقديم وتأخير، كقول النجاشي في بني ~~العجلان، وشهرة شعره تغني عن ذكره ms0291، واستعدوا عليه عمر بن الخطاب، وأنشدوه ~~قول النجاشي فيهم فدرأ الحد بالشبهات. وفعل مثل ذلك بالزبرقان حين شكا ~~الحطيئة، وسأله أن ينشد ما قال فيه، فأنشد قوله: # PageV01P544 # دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي فسأل عن ~~ذلك كعب بن زهير فقال: والله ما أود بما قال له حمر النعم. وقال حسن بن ~~ثابت: لم يهجه وإنما عليه بعد أن أكل الشبرم، فهم عمر بعقابه ثم استعطفه ~~بشعره المشهور. # وقد قال عبد الملك بن مروان يوما: احفظوا أحسابكم يا بني أمية، فما أود ~~أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس وأن الأعشى قال في: # تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى بين خمائصا ولما سمع ~~علقمة بن علاثة هذا البيت بكى وقال: أنحن نفعل هذا بجاراتنا - ودعا عليه؛ ~~فما ظنك بشيء يبكي علقمة بن علاثة، وقد كان عندهم لو ضرب بالسيف ما قال حس! ~~- وقد كان الراعي يقول: هجوت جماعة من الشعراء وما قلت فيهم ما تستحي ~~العذراء من إنشاده في خدرها. # ولما قال جرير: # فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا أطفأ مصباحه ونام، ~~وقد كان بات ليلته تململ، لأنه رأى أن قد بلغ حاجته وشفى غيظه. قال الراعي: ~~فخرجنا من البصرة فما وردنا # PageV01P545 # ماء من مياه العرب إلا وسمعنا البيت قد سبقنا إليه، حتى أتينا حاضر بني ~~نمير فخرج إلينا النساء والصبيان يقولون: فبحكم الله وقبح ما جئتمونا به! # والقسم الثاني هو السباب الذي أحدثه جرير وطبقته، وكان يقول: إذا هجوت ~~فأضحكوا. وهذا النوع منه لم يهدم قط بيتا، ولا عيرت به قبيلة، وهو الذي صنا ~~هذا المجموع عنه، وأعفيناه أن يكون فيه شيء منه، فإن أبا منصور الثعالبي ~~كتب منه [في يتيمته] ما شانه وسمه، وبقي عليه إثمه. # ومن مليح التعريض لأهل أفقنا قول بعضهم: # في بني الحيان سر ... فيه للعالم # يفهم القوم بشيء ... نسأل الله الكفايه ومن مليح التعريض لأهل أفقنا ما ~~قال بعضهم في غلام كان يصحب رجلا يعرف بالعبوضة ms0292: # أقول لشادنكم قولة ... ولكنها رمزة غامضه # لزوم البعوض له دائما ... يدل على أنها حامضه وأنشدت في مثله لبعض أهل ~~الوقت: # PageV01P546 # بيني وبينك سر لا أبوح به ... الكل يعلمه والله غافره وحكى أبو عامر بن ~~شهيد عن نفسه قال: عاتبت بعض الإخوان عتابا شديدا عن أمر أوجع فيه قلبي، ~~وكان آخر الشعر الذي خاطبته به هذا البيت: # وإني على ما هاج صدري وغاظني ... ليأمني من كان عندي له سر فكان هذا ~~البيت أشد عليه من عض الحديد، ولم يزل يقلق به حتى بكى إلي منه بالدموع. # وهذا الباب ممتد الأطناب، ويكفي ما مر ويمر منه في أضعاف هذا الكتاب. # ومن شعر أبي الحسن علي بن عبد العزيز بن زيادة الله الطبني، مما أخذته ~~عنه، قوله: # كم بالهوادج يوم البين من رشأ ... يهفو عليه وشاح جائل قلق # وكم برامة من ريم يفارقنا ... لهفان يثنيه عن توديعنا الفرق # ونرجس كفرند السيف ساهرني ... معللا بنسيم عرفه عبق # PageV01P547 # نادمته وشباب الليل مقتبل ... والنجم كف يحيينا بها الأفق # في فتية كنجوم السعد أوجههم ... في أوجه الحادثات الجون تأتلق # نلهو برقراقة صفراء صافية ... يكاد ينجاب من أضوائها الغسق # يعسى بها مرهف كالغصن نعمه ... ماء النعيم عليه النور والورق وأنشدني ~~أيضا له: # يا ساليا عاشقيه ... وعاشقا كل تيه # ومن مدامي ونقلي ... بوجنتيه وفيه # هلا جزيت فؤادي ... ببعض مالك فيه وأنشدني أيضا لنفسه: # عجبا أن يكون ساكن قلبي ... راتعا منه في بساتين حبي # ويجازي على الوفاء بغدر ... حسبي الله ثم حسبي وحسبي # جازني كيف لا أترك الذن - ... ب إذا كان فرط حبك ذنبي وهذا كقول أبي بكر ~~ابن عمار: # لئن كان ذنبي للزمان محبتي ... فذلك شيء لست منه أتوب # PageV01P548 # وقال العباس بن الأحنف: # إن كان ذنبي في الزيارة فاعلمي ... إني على كسب الذنوب لجاهد @فصل في ذكر ~~أبي عبد الله محمد بن مسعود وإثبات # @جملة من أقواله، في جده وأهزاله # وكان - رحمه الله - ظريفا في أمره، كثبير الهزل في نظمه، ونثره، وأراه ~~فيما انتحاه، تقيل منهاج سميه وكنيه محمد ms0293 بن حجاج بالعراق، فضاقت ساحته، ~~وقصرت راحته، وأعياه الصريح فمذق، ولم يحسن الصهيل فنهق. ولما كان هذا ~~المجموع كتاب أدب، وعقدا يجمع الدر والمخشلب، رأيت أن لا أخليه من ذكره، ~~وهذه فصول من نظمه ونثره. # فصل له من رقعة خاطب بها ابنه إذ توجه إلى الغرب، وقد بلغه خلع عذاره في ~~البطالة والشرب، قال فيها: فاز يا بني استشعر البر والتقوى، واستمسك ~~بالعروة الوثقى، واعتصم بحبل القناعة والرضى، وتحصن بالعفاف، وتبلغ ~~بالكفاف، فلم يزاحم الأقدار، ولا غالب الليل والنهار. # ولشد يا بني ما أوغلت في البلاد، واستوطأت في غربتك خشونة المهاد، وتورطت ~~موحش المجاهل، وتوردت آجن المناهل: # PageV01P549 # تجاوزت في هذا وذلك ما به ... أمرت ولم تقنع من البعد بالدون # ولم تتذكر شوق أم حزينة ... عليك وشيخ هائم القلب مخزون # بماذا يفي وذلك لو حوت ... يمينك ما حازت خزائن قارون فأخبرني يا تاجر ~~البحرين، وسمسار العراقين، ودليل الحجازين، وخريت الفلاتين، وابن عظيم ~~القريتين؛ أتعس بك من خراج ولاج، ماض على السرى والإدلاج، جرئ على الليل ~~الداج، كالسراج الوهاج، والعارض الثجاج، وصف لي موقع الشمس في العين ~~الحمئة، وكيف كان مخلصك من تلك البلاد الوبئة، وكيف رأيت مدينة يونس [وجنة ~~إرم] ، والبركان [المؤنس] وجزيرة الغنم، والزاوية وصخرة العقاب، وبئر ~~الهاوية وكنيسة الغراب، وهول العرف، والمعدن وذلك الجرف، ومبيض العنقاء، ~~والفلاة الخرقاء يوم البلقاء، والثنية الخلقاء، ومرسى الزرقاء، وإيوان ~~كسرى، وكفرتوثي، والهرمين والمنار، وجبل اللكام والغار، وغانة السودان، ~~وغرائب البلدان، وفيفاء بني تميم، والكهف والرقيم، وحلق وادي الأشبونة، ~~ومدينة جيبونة؛ وكيف كان دكك على المجوس، بضروب # PageV01P550 # الشعوذة والناموس [واحك لنا من لغاتهم أحسنها، ومن هيئاتهم أتقنها: # لقد اجترأت على الزمان وأهله ... ولقيت كل غريبة شنعاء # " وخرجت منها كالشهاب ولم تزل ... مذ كنت خراجا من الغماء " فقل الحمد ~~لله. # [وعليك يا بني بالشجرة الجامعة واللبان، من عيون ذوي الحسد والشنآن] . ~~فأين منك الحية النضنانض، وسليك بن السلكة والبراض - أو ما سمعت أن السفر ~~الطويل، يرد خشبة البلد إلى عويد قنديل - # صح عندي أن العسل ms0294 في [تلك] الجهة غير غال، ومنحط غير عال، فتناول إقامته ~~وتركيبه، وأتقن صناعته وتربيبه. لقد نسيت يا بني أن أبعث إليك بنسخة في ~~تربيب العسل المشروب، مطابقة للمرغوب، التقطتها [مغتنما] عن فلان اليهودي ~~كان انتخبها المنصور بن أبي عامر وأصحابه كعيسى بن سعيد وعبد الله بن ~~مسلمة. ولست بحمد الله دونهم، فنجابتك قد ظهرت، والدرة # PageV01P551 # قد ندرت، ومخايل السعود طالعة، وآيات الفلاح ساطعة، كما سمي اللديغ ~~سليما، وسمع عن طهر الإوز قديما. كانت تلك النسخة في طيبها يا بني غاية، ~~وفي لذتها نهايةطح ولست تعدم في الجهة عوضا منها، فابحث عنها، فخير المال ~~يا بني ما هبط من الأنبوط، وصفي على القنوط. وقد صح عند عنك بعض ذلك، ~~والألمعي ذو تنجيم. ولا تعدن هذا تعديدا عليك، ولا كرامة، للشيطان الرجيم. # فاشرب على ودي وقف صافنا ... فعل المحب الوامق الذاكر # ولا تكن تشرب إلا على ... حسن أغاني خلفق الزامر # وزد جفاء لا تكن ناسيا ... فهو من المستطرف النادر # وخذ على الريق من اسبابه ... جوارش الأول والآخر # حتى ترى أملس طاوي الحشا ... قرة عين الشامت الساخر والبلد بكثرة الصيد ~~موسوم، والحوت الطري هناك غير معدوم، واللبرجان الذي عليه المدار موافق، ~~والصاحب مشاكل مطابق. # وله من أرجوزة [مزدوجة] خاطب بها الوزير ابن بقنة على لسان # PageV01P552 # جارية كان أهداها إليه، وضاعت بين يديه، وهي طويلة منها: # إني بالله وبالوزير ... أدفع ما حل من المحذور # وهبتني لأوحد منقطع ... في القبح والفقر خفي الموضع # [ولم يبين لي بهذا العيب ... من فقره حتى دهى بالشيب # عيبان في الدرهم نقص وردي ... وواحد قد كان يكفي لو قد] # جعلتني أسيرة مملوكه ... لطلعة حائلة صعلوكه # يعزى على الفال إلى مسعود ... وهو شقي ليس بالمحمود # كما يكنى بأبي البيضاء ... أسود كالسروة في الظلماء # وكنت أرجو معه للراحه ... إذ لم يفز بطائل الملاحه # إذا به أدخلني في شغل ... لفرط الالمام بسوق الغزل # وقال لي إن كنت تهوين التحف ... والأكل والشرب وحلة الطرف # فانتبهي وحكمي الأصابع ... واطرحي عن نفسك المطامع # ألا وهبتني لشخص ms0295 تاجر ... ولم أكن عند فقير فاجر # أو ليتني كنت لبعض الجند ... فربما حاز نفيس المجد # يضرب بالسيف ولا يقاسي ... خطة خسف بسؤال الناس # قد كدت آدابه والشعر ... فما له عند البرايا قدر # ألحن في أشعاره من تيس ... أعجز في البيت من الضريس # ولو تراه سائرا للسوق ... إذا بدا في كسوة الغرنوق # PageV01P553 # مشمرا في الطين عن ساقيه ... مداولا عصاه في كفيه # يأخذ في التعيير والإزهاد ... منكمشا في طلعة الصياد # فمرة يعطى وألفا يمنع ... ومرة يمشي وعشرا يقع # ولو ترى يا ذا الندى مثواه ... لقلت سبحان الذي أبلاه # قطعة لبد دارس الآثار ... قد طرحت حول مكان النار # إلى قدور هي أقصى عقل ... لم يك فيها قط غير البقل # وقدس معلق مقابلي ... أودع فيه في الدجى مغازلي # وطوبة بوضع الرقاد ... كأننا من أعبد العباد # يا شوقنا فيه إلى قنديل ... وتوقنا أيضا إلى منديل! # هذا جميع كل ما في البيت ... بلا دقيق يرتجي وزيت # [وقد شكا منه لبعض بعضي ... إن كان عندي من ثياب الأرض # غير الذي كسوتني بمالقه ... فبنت قبل الليل منه طالقه] # فلا تدعني غرضا للقر ... فقد كفاني عدمي للبر # لا سيما، زيادة في التحفه ... أنني حبلى مقرب ينطفه # وربما جئت له باثنين ... لكي يحوز قرة العينين # بذا وذا تنطبخ الششون ... يا ليته لو أنه قبون # PageV01P554 # كيس الفقير كله في طرفه ... بعد سلطان الهوى من ظرفه وله من أخرى: # ولم أزل في عكاظ ... أصبح في دكان: # هذا الطبيب المداوي ... هذا الحكيم المعاني # فيا لعوقي وكتبي ... وكحلي الأصبهاني # إذا تكحلت منه ... يوما فلست تراني # قم يا غلام فناد: ... علم الدنا علمان # فالعلم في الدين حق ... كالعلم في الأبدان # هذا لهذا قوام ... كالروح للجثمان # أنا أبط بحذق ... نغانغ الصبيان # أنا أشق بلطف ... مني على السرطان # أنا المرجي المسمى ... مشمر الأجفان # عندي سنا حرمي ... وطرف سلك وران # عندي حمامي ولبنى ... في مرود قيرواني # أنا دللت البرايا ... على خفي المعاني # PageV01P555 # أنا تكلفت صيد ال - ... عنقاء بالورشان # أنا بعثت رسولا ... للفرس عن ترجمان # وسست نمرود حتى ... تمت ms0296 له الهرمان # أنا رأيت بعيني ... تسافد الغربان # أنا أدرت يرأيي ... ناعورة الخذلان # لكنها لم تقدر ... للحين بالدوران وله من مقطعات اندرجت في رسائله ~~الهزلية: # طرة مسك وشارب أخضر ... وثغر در ومقلتا جؤذر # ريم إذا رمت أن أكلمه ... كلمني من جفونه خنجر # وإن تعرضت من عوارضه ... لثما تجني علي واستكبر # كأن خيلانه ووجنته ... سماء حسن نجومها تزهر # طرز فيه الجمال مبتدعا ... وشيا بلطف المهيمهن الأكبر # وقام في خده لعاشقه ... عذر بذاك العذار إذ غدر وقال أيضا: # قل للذي دلهني حبه ... أفسدت ما أصلحته أولا # لما بدا وجهك في حسنه ... كالبدر وافى السعد واستكملا # كأنما طرفك من سحره ... من مقل الحور قد استكحلا # PageV01P556 # أطعمتني حتى إذا قلت قد ... آن حرمت الصب ما أملا # والله لولا لحظات الهوى ... لكنت من ذا العالم الأفضلا وقال: # جنبونا سجية العشاق ... ودعونا من الهوى والتلاقي # وأقلوا من البكاء على الرس - ... م ولا تأسفوا غداة الفراق # ما بشخص الحبيب يفرح ذو العق - ... ل ولا بالخدود والأحداق # إنما الملك ثردة من تفايا ... من دجاج مسمناة عتاق # وإذا قيل لي: بمن أنت صب ... وعلام انسكاب دمع ألمآفي - # قلت: بالسكباج والجمليا ... ت ورخص الشوا معا بالرقاق # وجشيش السميذ أعذب عندي ... من رضاب الحبيب عند العناق وقال: # ما زارني طيفك يا هذه ... إلا تمنيت بألا يزور # فتور ألحاظ ذاك الذي ... أعار أعضائي هذا الفتور # وقدك المائس فوق النقا ... قد فؤادي الهائم المستطير # كم قائل: صفها لنا واختصر ... ولا تطول؛ قلت: شمس القدور # PageV01P557 # قيل وزد قلت لهم إنها ... في سعة مثل الدنا والبحور # تستقذر الجيفة أنفاسها ... وتجعل الفسو مكان البخور # للكحل والغمرة في وجهها ... والطيب والزين شهادات زور # نقراء شقراء على سمرة ... فهل ترى يا سيدي من فطور وله من أخرى في سليمان ~~بن الحكم المستعين يقول فيها: # هل لك يا مولاي في طرفة ... تنسيك حسنا طرف المتحفين - # ليس على مرسلها نحوكم ... من حرج إن راح صفر اليمين # قد أبدعت أهزال أشعاره ... في العالم السحر الحلال المبين # لكنها كاسدة ها هنا ... أكسد منها ms0297 في قرى شريون # ليس على عاتقه عقدة ... إلا من البرد، لأجل اليمين # وانتتفت عنفقتي بعدما ... شبت وذا من حرفة المملقين # وكنت ذا هدي وسمت إلى ... أن لفني موج الخنا والمجون # ولا بديع لا ولا منكر ... أن يفسد الدين صلاح البطون # فعلت في آخر عمري كما ... تفعل شاة السوء بالحالبين # أصبت في نسكي وزهدي الذي ... أصابه منذر في ألبيرون # وكان صوتي قبل ذا فتنة ... تستنزل الطير بحسن الرنين # وقد غدا ناعورة خانها ال - ... ماء كذا الدهر مجيح خؤون وله فيه من أخرى ~~يصف اللص الذي أخذه في طريق قرطبة: # PageV01P558 # يا ابن خير الملوك والخلفاء ... وأجل الولاة والأمراء # قيض الله لي من ابنا أبي الر ... يش غليظ الفؤاد ذا كبرياء # لم يكن مثله متن اولاد جالو ... ت ولكن من فراخ الزناء # قال لي قرطبي أنت تحيل ... ت وراقبت غفلة الرقباء - # ما أنا - يافديتكم - قرطبي ... قال دع ذا فليس حين انتماء # وقل الحق والفصاحة خل ... ليس هذا بموضع الفصحاء # الشعير الشعير دعني من الشع - ... ر أنا الآن أشعر الشعراء # هات ذاك النطاق واخلص وإلا ... لم تقلب عينيك نحو السماء # وأراد العدو ذبحي ولكن ... حاط ذو العرش صبيتي ونسائي # فعلاني بالهندواني حتى اس - ... ود ظهري وسال مني دمائي # واعتراني ما لست أذكر لكن ... ظن ما شئت غير كشف الغطاء # يا صبابا خليت في ذلك الفح - ... ص كثيفا مطبق الأرجاء # وهو باق هناك ما خبت الري - ... ح ولاحت كواكب الجوزاء # كيف أحتال بالتخلص من قر ... دي - انبتونا معشر الأولياء # لو يكون الحرمان أقصى خراسا ... ن حداه إلي دون حداء # إن أكن ثاويا بحمص غريبا ... هينا بينكم دميث الثواء # فوق رأسي قبالة عهدها من ... زمن المنذر بن ماء السماء # PageV01P559 # فلقد عشت برهة ناعم البا ... ل لحما خصيب الفناء ومنها: # كنت يممتكم أرجي حياة ... في اتصال بكم فمت بدائي # وخرجنا كما دخلنا بلا شي ... ء ولكن ربحت صفع قفائي # مد في ذا المكان ذا الحرف لما ... مده صفع ظالم باعتداء وقال من أخرى: # لاح على عارضي القتير ms0298 ... فحل ما منه أستجير # وكان ذا الدهر قد كساني ... برد صبا ماؤه نمير # فاعتضت منه رداء شيب ... واسترجع المنحة المعير # أبيض لكنه سواد ... في القلب مستبشع نكير # إنا إلى الله لا ارتداع ... والعمر كالبرق يستطير # وإن تماديت ذا خمار ... فلا خمير ولا فطير # من لم يكن بالمصف يغلي ... برأسه الحر والحرور # لم تغل حين الشتاء منه ... بالبر في بيته القدور # وزارني زائدا لهمي ... من لا يسمى إذا يزور # فاجأني والمحل صفر ... للبرد في جوفه صفير # PageV01P560 # والفأر يدعو وحق صوم ... في فيه إذ خانه السحور # لهفان قد أزمع ارتحالا ... لو يستطيع الشقي يسير # الشعر قوتي وقوت فأري ... إذا سبي قلبه الشعير # فلو ترانا به حيارى ... والهر في قبضنا أسير # أبصرته مثخنا طريحا ... ذا وبر منه يستطير # والشيخ من بين ذا وهذا ... وهذه خاسئ حسير # حيران من دهشة كأني ... قلبق خانه الغدير وله من أخرى: # أمغنى سليمى اسلم سقاك الحيا مثنى ... وإن كان ما أغنى وقوف على مغنى # فكم قد بكى في الدار قيس صبابة ... ولم يقض أن يقضي اللبانة من لبنى ~~ومنها: # أبا القاسم اسمع من عبيدك طرفة ... أبثكها فأذن لها تلج الأذنا # دنت ليلة النيروز منا ولم تكن ... لترضى لنا فيها من العيش بالأدنى # وقالت خجولي سر إلى السوق واحتفل ... ولا تبق فيها من جراديقها منا # PageV01P561 # وقف بابن نصر واحشون ثم قفة ... من اطرف ما يحويه كي تذهب الشجنا # وجز بالفتى الجزار واختره هابلا ... بقد ابن فتوي أبي بكر المضنى # ولابد من أترجة صعترية ... وإياك أن تنسى التوابل والحنا # فقلت وأين النقد يا ابنة عزة ... لقد جئتها بلقاء منتنة نتنا # فقالت: أديب شاعر متفنن ... حوى من حظوظ الظرف في زعمه الأسنى # بلا قطعة - هذه لعمرك هجنة ... فسر راشدا عنا فما لك من معنى # لئن لم تجئ بالتين ألبست شيرة ... وبالزيت أضحى سجنك البيت والدنا # فلا ينكسر بالله جاهي عندها ... وخذ في الذي أحتاج شعري ذا رهنا ووجدت ~~لابن مسعود هذا غير ما قصيدة في مثل هذه الأنحاء، تربي على حصى ms0299 الدهناء، ~~وفيما مر منها كفاية، ولا يتسع هذا المجموع لاستقصاء الغاية. # @محمد بن مسعود آخر # وكان أيضا قبله بحضرة قرطبة بن مسعود آخر يعرف بالبجاني، وينتمي في غسان، ~~وكان شاعرا مجودا جزل المقاطع، حسن المطالع، جيد # PageV01P562 # الابتداع، لطيف الاختراع، كثير الغوص على دقيق المعاني، حسن الاستخراج ~~للألفاظ الرائقة والتصريف لمستعمل الكلام. # وقرف عند المنصور بن أبي عامر بالرهق في دينه، وسجن بالمطبق مع الطليق ~~القرشي لأمر غريب اتفق له، والطليق يومئذ غلام وسيم، وكان ابن مسعود به ~~كلفا، فقال فيه من قصيدة أولها: # غدوت في الجب خدنا لابن يعقوب ... وكنت أحسب هذا في التكاذيب [يقول فيها] ~~: # رأت عداني تعذيبي وما شعرت ... أن الذي فعلته ضد تعذيبي # راموا بعادي عن الدنيا وزخرفها ... فكان ذلك إدنائي وتقريبي # لم يعلموا أن سجني لا أبا لهم ... ق كان غاية آمالي ومرغوبي # يا ابن الخلائف من مروان واحزني ... عل ضياعك يا ابن الصبية الشيب # وفيك ما يتسلى العاشقون به ... من حسن خلق ومن ظرف ومن طيب # بلى لقد فجعت نفسي لمحتجب ... قد كان عن لحظ عيني غير محجوب # PageV01P563 # قد صيغ من فضة بيضاء صافية ... ووشح الحسن خديه بتذهيب # والتف بالياسمين الغض بينهما ... نضير ورد بماء الحسن مهضوب # ما أقبح الصبر عندي بعد فرقته ... يا نفس ذوبي عليه هكذا ذوبي # تعجب القطر من عيني حين همت ... منها الشآبيب في إثر الشآبيب # عندي استقرت جنود الكرب أجمعها ... فلست تسمع من بعدي بمكروب # سجن وقيد وأعداء منيت بهم ... لا يسأمون مع الأيام تثريبي # في منزل مثل ضيق القبر أوسعه ... دخلته فحسبت الأرض تهوي بي # يحن عند مقاساة البلاء به ... قلبي إليك حنين الهيم والنيب # ولو توسد أطباق الثرى جسدي ... ناداك قلبي بترجيع وتثويب وكان ابن مسعود ~~يومئذ بالمطبق مع جماعة من رؤساء الأدباء، فلم يزل الطليق يأخذ عنهم، ~~ويستمد منهم، حتى ثري تربه، وطلع عشبه، وسما ذكره، وطار شعره. وكانت أشعاره ~~تأتي ابن أبي عامر فيتهمه فيها. # وانطلق الطليق من معتقله وبقي ابن مسعود مدة محبوسا إلى أن ms0300 انطلق سنة تسع ~~وسبعين وثلاثمائة بعد مديدة. وليس من طبقة كتابي لتقدم زمانه، وإنما جر ~~حديثه حديث سميه المتقدم الذكر، وكذلك الطليق أيضا متقدم الأوان، وليس من ~~طبقة هذا الديوان. # وابن مسعود هو القائل في سجنه، وقد انطلق الطليق عنه، وقرب ضده منه: # PageV01P564 # ولي جليس قربه مني ... بعد الأماني كلها عني # قد قذيت من لحظه مقلتي ... وقرحت من لفظه أذني # نادمني في السجن من قربه ... أشد في السجن من السجن # لو أن خلقا كان ضدا له ... زاد على يوسف في الحسن # إذا اشتهى قطعي في حجة ... سلط إبطيه على ذهني # كأنه يجلس من ذا وذا ... بين كنيفين من النتن والطليق القائل: # غصن يهتز في دعص نقا ... يجتني منه فؤادي حرقا # أطلع الحسن لنا من وجهه ... قمرا ليس يرى ممحقا # ورنا عن طرف ريم أحور ... لحظه سهم لقلبي فوقا # وتناهى الحسن فيه إنما ... يحسن الغصن إذا ما أورقا # رب كأس قد كست جنح الدجى ... ثوب نور من سناها يققا # ظلت أسقيها رشا في طرفه ... سنة تورث عيني أرقا # فكأن الكأس في أنمله ... صفرة النرجس تعلو الورقا # أصبحت شمسا وفوه مغربا ... ويد الساقي المحيي مشرقا # فإذا ما غربت في فمه ... تركت في الخد منه شفقا # PageV01P565 # وهذا يشبه قول الآخر: # ومدامة صفراء عللني بها ... رشأ كغصن البان في حركاته # صهباء تغرب إن بدت من كفه ... في فيه ثم تلوح في وجناته # وغمام هطل شؤبؤبه ... نادم الروض فغنى وسقى # فكأن الأرض منه مطبق ... وكأن الهضب جان أطبقا # خلع البرق على أرجائه ... ثوب وشي منه لما أبرقا # وكأن العارض الجون به ... أدهم طل عليه بلقا # في ليال ظل ساري نجمها ... حائرالا يستبين الطرقا # وقد البرق لنا مصباحها ... فثنى جنح دجاها مشرقا # وشدا الرعد حنينا فجرت ... أكؤس المزن عليها غدقا # فانتشى شربا وأضحى مائلا ... مثل نشوان وقد خر لقى # وغدت تحنو له الشمس وقد ... ألحفته من سناها نمرقا # وكأن الورد يعلوه الندى ... وجنة المعشوق تندى عرقا وله من أخرى: # قمري الوجه أبدى بضحى ... وجهه خط الغوالي ms0301 غبشا # فأراني سبحا في ذهب ... من عذاريه كما اصفر العشا # ضرجت خداه حتى خلتها ... عض طرفي فيهما أو خدشا # PageV01P566 # وحوت عيناه [خمرا] لم يرح ... صاحيا من سكره صاحي الحشا # فكأن الصبح في وجنته ... قد سقاه طرفه حتى انتشى # عشيت عين امرئ لم تكتحل ... للبكا والسهد فيه بعشا # جد في قتلي حتى خلته ... أنه فيه من الدهر ارتشا # لم يزل يوشى بنا حتى غدا ... سحر عينيه بنا في من وشى ومنها: # أين لي ملجا إذا ما طرفه ... بجيوش السحر نحوي جيشا # ونضت ألحاظه أنصلها ... فثناني بطشها أن أبطشا # رشأ إما مشى تحسبه ... غصنا نيط بهضب فانتشى # ثقل الخصر بردف راجح ... مثلما أثقلت الدلو الرشا # فإذا ما ظل يوما قاعدا ... خلته أوطئ منه فرشا # خمشت ألحاظ عيني خده ... مثلما باللحظ قلبي خمشا # نقشت عيني عليه أسطرا ... أعربت عما بقلبي نقشا # منعت ثم تجلت فدنت ... ربما أرداك ما قد نعشا # أنت كالبدر يرى الليل به ... مؤنسا طورا وطورا موحشا # كن كما شئت فقد شاء الهوى ... إنه ينفذ فينا ما يشا # PageV01P567 # ورد جانب من خطبة الذخيرة في النفح 2: 500، كما نشرها دوزي في النصوص ~~التي جمعها عن تاريخ بني عباد 3: 39 - 56. # ط: ينثال ذلك. # ط: نجوم. # ط: القطر. # ط: الفئتين. # ط: وحذوا ... حذاء. # ط: بغرائب. # ط: المشرق. # النفح: المعادة. # أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي (61 - 117 أو 118) ، كان من حفاظ أهل ~~زمانه، وقد تفاوتت فيه الآراء فيه: كان حاطب ليل، كما قيل فيه: فلما يحد من ~~يتقدمه، وأنه كان من علماء الناس بالقرآن والفقه (انظر تهذيب التهذيب 8: ~~351 - 356) . # ط: لحنوا. # الرذية: الناقة الهزيلة المتروكة التي لا تقدر أن تلحق بالركاب؛ يعني أن ~~أخبارهم وأشعارهم مطروحة منبوذة. # ط: محاسنها. # أبو عمر أحمد بن فرج الجياني (- 360 أو حوالي 366) ؛ عرف بكتابه " ~~الحدائق الذي ألفه للحكم المستنصر، وكان من مقدمي الشعراء في العهد الأموي، ~~وقد سجنه الحكم وصدرت عنه وهو في السجن أشعار كثيرة (انظر الجذوة: 97 ~~والبغية رقم: 331 والمطمح: 79 والمغرب 2: 56 والصلة: 11 واليتيمة 2: 16 ~~والوافي بالوفيات 8: 34 ومعجم الأدباء 4: 236) وله أشعار في كتاب التشبيهات ~~من ms0302 أشعار أهل الأندلس. # ط: رأيا. # الأصبهاني صاحب كتاب الزهرة هو محمد بن داود الظاهري، وكتابه الزهرة صنفه ~~عنفوان شبابه (انظر ابن خلكان 4: 259 والفهرست: 217 وتاريخ بغداد 5: 256 ~~وطبقات الشيرازي: 175 والوافي 3: 58) وقد نشر القسم الأول من كتابه بتحقيق ~~لكل وطوقان، بيروت 1931. # ط: وضجت. # ط: من برد. # ط: الفرع المتكلفين. # من قول زهير (ديوانه: 58) : # تحمل أهلها منها فبانوا ... على آثار من ذهب العفاء ط: بين التمتع ~~والرقة. # ط: فأروا. # ط: كلاهما. # سيترجم له ابن بسام في القسم الثاني. # ط: حظ. # انظر النفح 3: 154. # ط: يمر بي. # س ط: محاصاة. # ط: بلغني. # ط: الزواج. # ففتحت ... وبيان: لم يرد في ط. # ط: أربي. # ديوان أبي تمام 1: 221 - 222. # قرت الحياض: جمعت الماء. # س: أوريه. # ط: التحاسين. # ط: بالحبل (اقرأ: بالخبل) . # ط: به. # ط س: عين. # ط س: ونقلته. # ط: ضمنته. # ط: أو شنات. # من قول المجنون (الأغاني 2: 73) : # وأدنيتني حتى إذا ما سبيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح ط: تشعشعت ~~رائحته. # من قول أبي نواس (ديوانه: 325) : # أيها الرائحان باللوم لوما ... لا أذوق المدام إلا شميما # فاصرفاها إلى سواي فإنني ... لست إلا على الحديث نديما ط: لا نتباذ من. # شنترين (Santarem) تقع في البرتغال على بعد 67 كيلومترا إلى الشمال ~~الشرقي من لشبونه؛ استولى عليها الفونسو الخامس القشتالي سنة 485 فاضطر ابن ~~بسام إلى الفرار عنها (انظر الروض المعطار، الترجمة الفرنسية: 139، ومادة " ~~شنترين " في الموسوعة الإسلامية) . # ط: قمر. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 384 والميداني 2: 82. # من قول المتنبي: بهماء تكذب فيها العين والأذن (ديوانه: 469) . # البيت للمتنبي (ديوانه: 248) والرواية فيه: مهالك. # حمص: اسم يطلقه الأندلسيون على إشبيلية. # من قول المتنبي (ديوانه: 12) : # حتى وصلت بنفس مات أكثرها ... وليتني عشت منها بالذي فضلا ط: أنيس. # كمون: مكررة في ط. # ط: الأرض. # ط: وجديد؛ وهذا من قولهم " هو جذيلها المحكك "، يعني أنه يستشفي برأيه ~~كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك بالجذل، وهو عود ينصب لذلك الغرض. # لم يسمه هنا، ولعله سير بن أبي بكر الذي تولى إشبيلية في فترة تأليف ~~الذخيرة. # ط: أقصر. # ط: ويمنحون. # ط: أبوه من. # س: باله ms0303. # ب س: لحضرة. # والوزير أبو الوليد ... زياد: سقط من ط، وجاء في ب س بعد هذا قوله: " وقع ~~ذكر هؤلاء في المسودة وسقط عند الاتنفاء والنقل "؛ قلت: وليس في نسخ ~~الذخيرة الموجودة بين أيدينا تراجم لهؤلاء. # في النسخ: الطبانية. # ط: الجياني. # ط: والأديب. # زيادة لم ترد في النسخ، لكن الترجمة ثابتة في موضعها من الكتاب، اعتمادا ~~على النسختين ب س، ويبدو أن الترجمة مأخوذة عن " الجذوة " إما إضافة من ابن ~~بسام أو من غيره. # زاد في ط: والأديب أبو أحمد عبد العزيز بن خيرة، وهو المنفتل. # زيادة لم ترد في النسخ، اعتمادا على أن الترجمة وردت في هذا الموضع من ~~الكتاب، ووقع في ط بعد ابن وهبون: " وأبو بكر الخولاني المنجم ". # س ب: صارة. # ط: الثقات. # ط: وقتل. # س ب: وتولى. # ط: الأول. # ط: أدرج. # ط: وأبو الحسن بن فضال. # ط: والشريف المرتضى. # ط: ابن المغربي. # ط: وابن أبي الشخباء. # ط: لأدب. # ط: وصفت. # أجر اللسان: حبسه عن الحركة. # فيه إشارة إلى قول الحطيئة وقد سئل عن أشعر الناس " فحسبك والله بي ### | .... # إذا رفعت أحد رجلي على الأخرى ثم عويت عواء الفصيل في اثر القوافي " ~~(الشعر والشعراء: 242 - 243) . # والوزراء: سقطت من ط. # ط: الآصال. # ط: أغفل. # أنظر أخبار المستعين في الجذوة: 19 والحلة السيراء 2: 5 - 12 وابن عذاري ~~3: 91، 113 وأعمال الاعلام: 114 والمعجب: 90 وابن خلدون 4: 151 والنفح: 428 ~~وبروفنسال 2: 304 وما بعدها، وspanish Islam لدوزي: 547 - 561. # نقل ابن عذاري هذا الوصف في البيان المغرب 3: 118. # ط: نكرات. # ط: تغيير. # ط: العصبية. # شانجة غرسية (Sancho Garcia) صاحب قشتالة؛ وارمنقد Ermengaud أو Armengol ~~أخو ريمند بوريل الثالث صاحب برشلونة، وقد كان لكل منهما دور في الفتنة؛ ~~راجع الجزء الثاني من تاريخ اسبانيا الإسلامية لبروفنسال (صفحات متفرقة) . # س ب: جري. # ط: وآلت من التي. # قرف الندوب: قشرها بعد أن تيبس، والندوب: الجروح؛ وفي هامش ط: أظنه ~~الذنوب، وهو وهم. # شقندة (Secunda) أحد أرباض قرطبة (انظر الروض المعطار: 127 من الترجمة ~~الفرنسية ومادة شقندة في الموسوعة الإسلامية.) . # كان تملك علي بن حمود لسبتة عقب شهر شوال سنة 400 إذ انتزى فيها باسم ~~المستعين ms0304 (البيان المغرب 3: 96) . # ط: دمه. # نقل ابن عذاري هذا النص 3: 114. # البيان: عشيرته. # انظر هذا الخبر في مروج الذهب 7: 262 وما بعدها، وفي نقل ابن بسام تصرف. # ط: على قتله. # ط: بالإحسان. # ط: فقال. # ط: القلنوسة. # من رأسه: سقطت من ط. # ط: فقال له: يا باغر. # ط: إنه حدث ووله؛ وفي المروج: إنه حدث وإنه ولدي. # ط: بمكاني. # ط: ولعلني استصلحه. # ط: يقتل. # النقل مستمر عن مروج الذهب 7: 267. # ط: وسيق وانتضي. # ط: الحديث. # ط: منذ دفعه إلى باغر ... فيها بذلك السيف. # ط: كان. # فيه إشارة إلى قول الشاعر: # تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد من المثل: " هذا أجل ~~من الحرش " انظر فصل المقال: 471، يضرب لمن كان يخشى شيئا ثم وقع فيما هو ~~أشد منه. # ط: خيران وطمع. # ط: لزق. # انظر النص في البيان المغرب 3: 117. # ط: معه ... وجثا. # ط: كان. # ط: تحمل في المحلة. # بعدها في س ب: " ومشورة " ولعلها: ومشورة، أي موضع الشورى، وهو القصر. # البيان: يتلبس. # حسبما تقدم: لم ترد في ط. # ط: أمرها. # ط: واجتمع ... فاتخذه. # س ط: سلائحهم. # ط: بعدهم. # ط: البطل. # ط: فأظهره. # ط: وتطير؛ وتمطر: استخفى. # ط: وجاء بهم. # ط: بها. # ط: به. # ط: وجدد. # وبكى عليه: ليست في ط. # ط: منيره؛ س: مهوه؛ ب: فهوه. # ط: هلاك. # ط: الآخرة. # ط: ما تقدم. # نقل النص في البيان المغرب 3: 118. # ط: مد. # البيان: وقف. # ط: الرشيد هارون؛ انظر أبيات هارون في الحلة 2: 9 والجذوة: 21 والمعجب 92 ~~والأغاني 16: 269 والغيث 2: 326، وقد نسبتها المصادر للرشيد، إلا أنها ~~أدرجت في ديوان العباس بن الأحنف: 279. # انظر الحلة والجذوة والمعجب والغيث في التعليق السابق. # ط: الأبطال. # وقع هذا البيت آخرا في ط. # انظر في أخبار المستظهر: الجذوة: الجذوة: 24 والحلة 2: 12 - 17 وفيه نقل ~~عن ابن حيان، والبيان المغرب 3: 135 والمعجب: 105 وأعمال الأعلام: 134 ~~والنفح 1: 488 وبروفنسال 2: 334 ودوزي (Spanish Is) : 574. # ط: فتجند. # فيها: سقطت من ط والحلة. # ط: أراد. # ط: بعد. # ط: الجماعة. # ط: للمسجد. # ط: فكنت. # كذا يرد في النسخ بالخاء المعجمة " مخامس "، وفي الجذوة (ص: 288) من اسمه ~~عثمان بن مخامس، بالحاء ms0305 المهملة. # ط: لا تصلح بسواه. # ط: شرقي ### | .... # في: سقط من ط. # س ب: هاتفين. # ط: صرامة. # ط: وبراعة ظرفه. # ط: المنهتك. # والطعام: سقطت من ط. # ط: مراتب. # ط: أنواع. # انظر أيضا البيان المغرب 3: 137. # ط: الشيطان. # ط: طالبوه. # ط والبيان: بطائل. # البيان: تعدى عليه؛ ط: تعرى. # ط: طلب. # ط: تقتض. # نقل الخبر في البيان المغرب 3: 138. # ط: ذلك حسن. # ط: سجنه. # ط: يبتر؛ س: نتر. # ط: بالرجالة. # ط: الأغلال. # ط: وأشار. # ط: ونجا. # الابزن (Basin) : الحوض؛ وفي س ب والبيان: أتون، حيث وقعت. # ط: مختفيا. # ط: وقام الدائران؛ وفي بقية النسخ: وقام الفاسقان، البيان: وقام الدائران ~~الفاسقان، كما أثبته. # البيان: وعنبر. # ط: فوجد. # ط: الرهابة. # انظر البيان المغرب 3: 139 وأعمال الإعلام: 134 والحلة السيراء. # الحلة والبيان: حدوث. # الحلة: شنف؛ ط: منتف. # ط: جليبة. # وردت القصيدة في الحلة، وبعض أبياتها في الجذوة. # ط: عزيزة. # البيان، س ب: بيت؛ ط: عيش. # الحلة: لما بي. # ط: جوائدها؛ س ب: جرائرها. # ط: ويسبي. # انظر الحلة 2: 15. # ط: بسلامه. # ط: الظبي. # س ب: الماء. # ط: اخترامه. # الحلة 2: 16. # س ب والحلة: ينوب عن. # الحلة 2: 16 والنفح 1: 436، 489. # الحلة 2: 16 والبيان المغرب 3: 140 والنفح 1: 490. # النفح: الطرس. # النفح: ملكه. # النفح الأعصر. # المستظهر بالله: سقطت من ط. # ط: بما أظهرت. # البيان: لدى الرئاب. # ط: وهو القائل زعموا يوم الوثوب عليه. # ط: مع بعض. # ط: ونصله. # ترجمة ابن دراج في الجذوة: 102 (والبغية رقم: 342) والصلة: 44 والمطرب: ~~145 والمغرب 2: 60 ومواضع متفرقة من النفح؛ واليتيمة 2: 104 وابن خلكان 1: ~~135 والوافي 8: 49 والمسالك 11: 201 وعبر الذهبي 3: 142 والشذرات 3: 217. ~~وقد نشر ديوانه الدكتور محمود مكي (دمشق 1961) وصدره بمقدمة هامة، حشد فيها ~~مزيدا من المصادر التي أوردت له خبرا أو شعرا (المقدمة: 19 - 20) وانظر ~~دراسة عنه في كتابي: تاريخ الأدب الأندلسي، عصر سيادة قرطبة: ط ثانية؛ ~~ودراسة لبلاشير في Hesperis: 99 121 (1933) ، انظر أيضا كتاب التشبيهات. # ط: نظمه ونثره مع ما يتعلق بذلك من خبره. # اليتيمة 2: 104، وليس في اليتيمة " بلغني أن أبا عمر القسطلي ". # اليتيمة: الفحول، وكان ... ينظم ويقول. # ط: قدره. # س ب: ويستغيثهم. # ط: عقله. # ط: أقام. # ط: عند من بره. # بالغة: لم ترد في ms0306 ط. # وأنا أقول ... والأقلام: سقط من ط. # جملة من: لم ترد في ط. # لم يرد هذا الفصل في ط. # ط: فصل له من رقعة. # ط: استشفي ... بعد؛ س: استشفي. # مضمن، وهو للحطيئة (ديوانه: 208) . # لم هذا الفصل في ط. # ط: أخطاه. # ط: أنقاض. # ط: سماك. # ط: فخرهم. # ومن كتاب له: سقط من ط، والكلام متصل بما قبله. # ط: وشفي العليل وسقي الغليل. # ط: على. # ط: لؤد. # الديوان: 516. # في النسخ: مجر؛ والتصحيح عن الديوان. # ط: أسوة. # س ب: وحرمة. # س ب والديوان: رجعت. # الديوان: حزن. # ط: قال ابن حيان. # للخليفة يومئذ: لم يرد في ط. # ط: فمدحه بقصيدته. # الديوان: 60 - 66. # س ب والديوان: الأعياد. # الديوان: بك. # ب س والديوان: لنا. # ط والديوان: يومك. # في النسخ: النوال، وقراءة الديوان أدق. # الديوان: في ساعة. # الديوان: يوم. # في النسخ: جبي شرنبة؛ وشرنبة نهير من فروع تاجه يسمى اليوم Rio Jarama، ~~قاله محقق الديوان: 63. # اسم المعركة التي دارت بين المستعين والمهدي سنة 400. # الديوان: بكت. # الديوان: الغواة. # في النسخ: يعيدها، ورواية الديوان أصح. # هذه هي قراءة الديوان، وفي الأصول: وقوامها، ولا أراه صوابا. # أرمنقود (Ermengaud) قد مر التعريف به ص: 36. وقد قتل في عقبة البقر. # آر (Guadiaro) واد في جنوب الأندلس كانت عنده الوقعة بين المستعين ~~والمهدي في 6 ذي القعدة 400؛ ورواية الديوان: ودنت لها في آر. # الديوان: يشيع. # زيادة من الديوان. # الديوان: رأينا ... توده. # الديوان: ولتهننا. # انظر الديوان: 54 - 59. # الديوان: الشرك. # ط: ميدان. # الديوان: ثوب. # س ب والديوان: سمي. # س ب: حكمت. # س ب: كلامه ... نظامه. # ط: الحرب. # وقع هذا البيت متقدما على الذي قبله في ط؛ ورواية الديوان: بكل زناتي. # في وصف ... إليه: سقط من ط. # س ب: وساعد. # الديوان: 173. # الديوان: إقدام. # ط: واحتوى. # ط: وما استكنت؛ الديوان: ولا أسكنت. # في النسخ: زيادة، وصوبته عن الديوان. # في النسخ: فتترك؛ س ب: عزته. # الديوان: بنصر. # الديوان: ونخبة. # الديوان: بيض الصوارم. # الديوان: عاذ ... كما عاذ. # هذه هي القراءة الصحيحة، لأن الميت يضجع على شقه الأيمن؛ وهي قراءة ط ب؛ ~~وفي الديوان " جنبيا "، وهو بمعناه ms0307. # الديوان: ببحريك. # ثناه الأسى مسيا: أي أن الأسى رد الصباح مساء، وهي قراءة ط ب والديوان، ~~وفي المطبوعة " نساه الأسى نسيا "، ولا أراه صحيحا. # انظر الديوان: 124 - 131. # ط: موج. # الديوان: ببغائها. # الصرى: الماء الذي طال ركوده. # الديوان: وليعلم ... بعدهم. # جار مجرى المثل: انظر فصل المقال: 10 والميداني 2: 54. # الحارث الجفني، أي أحد ملوك بي جفنة الغسانيين. # س ب: تكسو. # هذه هي قراءة ط؛ وب س: بحدك؛ وفي الديوان " بحدل " وهو شيخ الكلبيين ~~الذين نصروا الأموية في معركة مرج راهط. # ط: أرى القسطلي ذهب مذهب أبي الطيب حيث يقول في قصيدة يمدح بها ابن ~~العميد. # ديوان المتنبي: 541. # الديوان: وسمعت. # ط: أهل وقتنا يصف إبلا، وانظر ديوان الأعمى التطيلي: 243 - 245 وهو مكن ~~قصيدة كتب بها إلى ابن بياع السبتي الذي يرد ذكره فيما يلي. # ط: كقول بعض أهل العصر، وانظر ديوان التطيلي: 250 وهو مأخوذ عن الذخيرة ~~إلا أنه يلتئم في موضعه من القصيدة: 38، ص 100 - 105. # ط: هوجاء. # ط: البيت. # ديوان الهذليين: 1230. # ط: من أخرى في الوزير. # سيعرف به ابن بسام في هذا القسم الأول من الذخيرة؛ وقصيدة ابن دراج هذه ~~في ديوانه: 43 - 48. # الديوان: فيك. # بعد هذا البيت وقع خرم في ب ضاعت بسببه أوراق. # ط: آخر. # شروح السقط: 53. # تجيء ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # سيترجم له ابن بسام في هذا القسم من الذخيرة. # ط: وفيها يقول. # في النسخ: أصفى الناس، وآثرت رواية الديوان. # الديوان: ريبة. # ديوان المتنبي: 3. # الديوان: جياده. # س والديوان: بوجهي. # الديوان: الضلوع. # هو أبو عيينة بن محمد بن أبي عيينة، أحد المطبوعين من الشعراء المولدين ~~(انظر ترجمته في الاغاني 19: 20 وطبقات ابن المعتز: 288 ومعجم المرزباني: ~~109 والشعر والشعراء: 750) والبيت من قصيدة له في الشعر والشعراء: 751 ~~والكامل للمبرد 2: 32. # ترجمة عمارة في طبقات ابن المعتز: 316 والأغاني 23: 424 والخزانة 2: 497 ~~وتاريخ بغداد 12: 282 ومعجم المرزباني: 78 والكامل 1: 29، وبيته يرد في ~~القسم الثالث. # شروح السقط: 33. # ديوان المتنبي: 502. # شروح السقط: 186. # ديوان ابن زيدون: 267. # ديوان ابن زيدون: 287. # عبد الجليل بن وهبون: ترد ترجمته في القسم الثاني. # من جملة ... المجموع: سقط من ط. # زاد في ط: من ms0308 أخرى، وسقط قوله: " من قصيدة أولها ". # ديوان ابن دراج: 81 86. # الديوان: بكل. # ديوان ابن دراج: 297 - 304. # الديوان: دعيني. # ط: بما ليس له من شبيه. # ولا مثيل ولا عديل: سقط من ط. # ط: واستمطئ. # ومنها: سقطت من ط. # ط: وآية. # ط: فقد. # وقال من أخرى؛ أما ابن أزرق فكان أحد كتاب منذر بن يحيى التجيبي صاحب ~~سرقسطة. # انظر ديوان ابن دراج: 327 - 331. # البيت غير واضح المعنى، ونقله على حاله محقق الديوان، إذ انفرد به ~~وبالأبيات قبله كتاب الذخيرة؛ وهو مما ورد في ط دون غيرها. # الديوان: حواها الرق. # ط: دعوت. # الديوان: صفح ... تحوي. # س والديوان: النعيم. # س والديوان: يطوق. # ط: ذيب (اقرأ: ديف) . # الديوان: ضلال. # ط: فجال ... وحن؛ والتصويب عن الديوان. # الديوان: ويستثير. # الديوان: يحن. # ط: حاز. # قال أبو الحسن: سقطت من ط. # لم يردا في القسم الثالث من الكتاب: # ط: طويلة، وإنما مرت فيها ألفاظ لو قرعت ... الخ. # ط: في خروج. # وقد أثبت ... وأولها: سقط من ط؛ وانظ القصيدة في ديوان ابن دراج: 75 - ~~81. # الديوان: الندى. # فيه إشارة إلى الآية: 16 من سورة سبأ. # الديوان: الرواعد. # هذا البيت شديد الاضطراب في الأصول، وقد اعتمدت قراءة محقق الديوان، وهي ~~وجه مرجح. # بعد هذا البيت ورد في س ب ومنها، وليس ثمة حذف. # ط: والديوان: نفوسا. # اليتيمة 3: 138. # ستأتي ترجمة أبي العرب في القسم الرابع من الذخيرة؛ وانظر التكملة: 386 ~~والسلفي 68، 138 والمسالك 11: 181 والخريدة 2: 219 وابن خلكان 3: 334، ~~والبيت في الخريدة. # ط: وفيها يقول. # الديوان: يسيل. # الديوان: من بعد. # الديوان: للحلول. # في س: بغض، والتصويب عن الديوان. # ترجمة ابن شرف في القسم الرابع من الذخيرة، انظر المطبوعة 4 / 1: 133 وما ~~بعدها؛ والبيت يقع في ص: 178، وراجع ترجمة ابن شرف في الوافي 3: 97 ومعجم ~~الأدباء 19: 37 والخريدة 2: 224 والمغرب: 230 والصلة: 545 والمطرب: 71 ~~ومسالك الأبصار 11: 43 وبغية الوعاة: 47 والزركشي: 278 وفوات الوفيات 3: ~~359 ومعالم الإيمان 3: 39 وعنوان الأريب 1: 56. # إلى هنا تنتهي ترجمة ابن دراج في النسخ ما عدا س التي تنفرد بما تبقى ~~منها؛ ويبدو إن هذه الزيادة دخيلة لأنها فصلت بين قصيدته عن ابن حمود وبين ~~إيراد الخير عن علي بن حمود نفسه ms0309. # ديوان ابن دراج: 86 - 94. # الديوان: آواك. # الديوان: النجح. # الديوان: عن. # الديوان: حز. # الديوان: عنا ... بنا. # س: إخوان. # الديوان: آيس. # الديوان: المفجع. # قبل هذا البيت في س: ومنها، ولكن لا حذف هنالك. # الديوان: تظفروا. # الديوان: حصى. # س: بموج. # س: وإيمانه للأهل، وهو خطأ. # الديوان: الهدى. # الديوان: شهد. # الديوان: عريان. # الديوان: الندى. # الديوان: في الضحى. # س: زاد ... فرادوا. # ط: إمرة. # ترجمة علي بن حمود وأخباره في جذوة المقتبس: 21 والبيان المغرب 3: 119 - ~~124 والمعجب: 98 وجمهرة ابن حزم: 50 - 51 وأعمال الأعلام: 128 وابن خلدون: ~~4: 152 ونفح الطيب 1: 431، 482 وبروفنسال 2: 326 والصوفي (نهاية الخلافة ~~الأموية) : 256 ودوزي (Spanish Is.) : 562. # س: القتبي. # س: لفظتهم. # س: إلى طرف من بلاد المغرب. # وتبربروا معهم: سقطت من ط. # ط: غمائها. # س: شرح. # قارن البيان المغرب 3: 122. # س: الأسماء الخلافية. # س: وهو اسم. # ط: قبله. # س: صاحب الأندلس. # ط: ولما صارت الخلافة إليه. # ط: بربر. # ط: أطوع البشر. # سقط في ط من هذا النص قوله: " وهو مفتوح الباب "، " للوارد والصادر "، " ~~في الأرض ذات الطول والعرض " مما يشير إلى طبيعة هذه النسخة التي تعتمد ~~الإيجاز كثيرا وبخاصة إن كان النص منقولا عن ابن حيان؛ وعلى هذا سأقلل من ~~الإشارة إلى ما ينقصها في سائر الكتاب، اقتصادا واكتفاء. # ط: مباشرة. # س: رقابهم. # ط: ينتسبون. # ط: بعينيه. # ط: لنفيسة. # س: لأهل الأندلس. # س: أهلكوا. # ط: مزال العدال. # ط: إلا بموكلين. # ط: وأمروا. # ط: قبض. # لم يرد هذا العنوان في ط؛ وقارن بالبيان المغرب 3: 122. # س: جسرهم الله تعالى على مواثبته في قصره وموضع محله وأمنه. # س: بدروا. # س: هامته. # س: فضربوه. # واستطال ### | .... # ودخل عليه فلم يرعهم ... الخ. # ط: إلى إشبيلية عن أخله القاسم. # ط: ليقف على صحة ذلك. # ط: فانكف. # ط: فصلى عليه وأنفذه. # ط: إلى أن. # ط س: الجياني. # هذا الديلمي المنتزي بعد الثلاثمائة هو مرداويج بن زيار - فيما أقدر - ~~وقد استولى على أصبهان وحاول الأتراك قتله في الحمام سنة 315 وظنوا أنهم ~~قضوا عليه؛ ولكنه عاش بعد ذلك (انظر تكملة تاريخ الطبري: 51) . # ط: برازقه. # ط: تعلق. # الأخبار عن أبي حفص أحمد بن برد قليلة إذ ms0310 له ترجمة موجزة في الجذوة: 111 ~~(البغية رقم: 387) وعلى الجذوة اعتمد ابن بشكوال في الصلة: 24 وقد مر ذكره ~~في البيان المغرب لصلته بالكتابة عن عبد الملك المظفر ابن المنصور ثم عن ~~غيره حتى عهد يحيى بن علي بن حمود. # هو عبد الملك بن إدريس الجزيري (- 394) ، كان كاتبا في دولة المنصور بن ~~أبي عامر، ثم حبس في إحدى القلاع الأندلسية، وله رسائل وأشعار كثيرة (انظر ~~ترجمته في الجذوة: 261 (البغية رقم: 1058) والمطمح: 13 والصلة: 350 واعتاب ~~الكتاب 193 والمغرب 1: 321 واليتيمة 2: 102 والنفح؛ وسيذكره ابن بسام في ~~القسم الرابع من الذخيرة. # جاء في النسخة ط: " ولم أجد حين إخراج هذه النسخة من رسائله إلا ما لا ~~يكاد يعرب ولا يوضح مشهور دلائله، وقد أثبت منها على ذلك بعض ما ألفيته ~~هنالك "، ويبدو أن العبارة المثبتة بدلا من رواية ط تمثيل عهدا تاليا، حين ~~أتيح لابن بسام العثور على عدد من رسائله يمثل صورة أوضح عن فنه النثري. # س: فصل: عهد عقد هشام. # ورد هذا العقد في البيان المغرب 3: 44 وتاريخ ابن خلدون 4: 148 وأعمال ~~الأعلام: 91 ونفح الطيب نقلا عن ابن خلدون 1: 424. # ط: القدر. # ط: ونفض، وآثرنا ما جاء في المصادر، وفي البيان: ونظر. # ط: ومن. # ط: ورعته؛ النفح: وصيانته. # النفح: مرتبته. # ط: أمور مكنون. # ط: وله من أخرى. # ط: ومن أعجب العجب. # إشارة إلى الآية: 13 من سورة نوح " ما لكم لا ترجون لله وقارا ". # ط: سلطانهم. # س: القدرة. # ط: سبع ... محيل. # ط: عدة. # القنداق: من الإغريقية (Kontakion) وهو الكتاب الرسمي أو البراءة أو ما ~~أشبه (انظر ملحق دوزي) ؛ وفي س: الكتاب. # ط: وإن قوما منهم. # ط: الرقوق. # ط: قبل. # ط: الصفة. # س: وله من أخرى عن سليمان بن (اقرأ: إلى) هذيل بن رزين، وهذا هو الأشبه ~~بالصواب، أعني أن الرسالة قد تكون موجهة عن سليمان المستعين إلى هذيل لأن ~~هذيلا أبى التخلي عن هشام والدخول مع منذر التجيبي وغيره في تأييد دعوة ~~سليمان، وظل كذلك حتى توفي هشام، فسلك هذيل مسلك منذر، فرضي منه سليمان ~~بذلك وعقد له على ما بيده ms0311، فزاده ذلك بعادا من سليمان (البيان المغرب 3: ~~181) . # ط: ويبلو. # س: أجناسا. # ناظر إلى الآية: 102 من سورة التوبة. # ناظر إلى الآية: 118 من سورة هود. # ط: فالسعيد. # ط: الهناة. # ط: تهيأ. # الدوسر: الأسد الصلب الموثق الخلق، وفي س: ذو سن؛ ولو قرأت " ذي سن " ~~لكان ذلك أنسب للحديث عن مروان بن الحكم. # عد في هذه الفقرة عددا من العائلات الهامة التي كانت تعد موالي لبني ~~أمية، وهي عائلات احتلت مراكز هامة في الإدارة والمجتمع، إذ كان الولاء ~~رابطة سيادة؛ وبعض مؤسسي هذه العائلات دخلوا الأندلس عربا أحرارا أو موالوا ~~بني أمية في المشرق، ثم انتقل ولاؤهم إلى بني أمية بالأندلس (انظر تفصيل ~~ذلك في فجر الأندلس للدكتور حسين مؤنس، وبخاصة ص 408 - 410) . # س: فرقت. # ط: وله من أخرى عنه إليهم. # س: هم العارفون. # سقط جانب من هذه الرسالة في ط. # ط: حسبناه. # مطموس في س؛ ولم يرد في ط. # لعله يعني بالطالبي " علي بن حمود " فقد قدمه واليا على سبتة، ثم كان من ~~خروج علي عليه ما كان. # أغلب الظن أنه عبد الله بن عبيد الله بن الوليد المعيطي، أموي كان بقرطبة ~~في الفتنة وخرج منها إلى شرق الأندلس، وقد دعا له مجاهد العامري بالخلافة ~~سنة 405 (انظر الصلة: 261 والبيان المغرب 3: 116) . # المتغير: الخارج في زي العيارين وسلوكهم. # لم يرد هذا الفصل والذي يليه في ط. # انظر التعليق: 1، ص: 108 إذ كان منذر ممن والوا المستعين ونبذوا خلافة ~~هشام المؤيد. # صاف السهم: حاد عن الهدف. # تبدأ الرسالة في ط من هنا. # ط: قدم. # س: ناصرا. # س: اجترح. # ديوان أبي تمام 2: 115. # قارن بما ورد في أخبار أبي تمام: 203 - 205، وبيت عمران من أبيات في زهر ~~الآداب: 855 والموازنة 1: 72 وتهذيب ابن عساكر 4: 66 حيث ذكر أنها لبعض ~~الخوارج من أصحاب قطري، وذلك أقرب إلى الصواب من نسبة الأبيات والموقف نفسه ~~إلى عمران (انظر شعر الخوارج: 169 الطبعة الثانية) . # بقية هذا الفصل لم ترد في ط. # ط: بنا. # باغه (أو بيغه كما في س) : Rriego تعد ولاية قرطبة وتقع بينها وبين ~~غرناطة (انظر الروض ms0312 المعطار: 76 من الترجمة الفرنسية) . # ط: بأبي. # س: كف يد. # س: فحنقت. # ط: بمداخلته. # ط: وهمة نفسه. # قارن بما في البيان المغرب 3: 30. # س: المذكورة، والتصويب عن البيان. # ط: فصار. # س: بالقصة. # ط: فأخبر. # أبو حاتم محمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان (- 414) كان هو وأخوه أبو ~~العباس أحمد عميدي بيت بني ذكوان منذ أيام المنصور، وكان أبو حاتم صاحب ~~المظالم، حسن السيرة ذا بصر بالفقه (انظر الصلة: 477 والبيان المغرب 3: 32 ~~وترتيب المدارك 4: 667 وديوان ابن شهيد: 89 والنباهي: 86 - 87) . # ذكر في البيان (3: 32) أن اسمه خلف بن سعيد وأنه كان أحد الموالي صنائع ~~ابن أبي عامر الأندلسيين. # ط: جذبه، والبيان: والقضاء يجذبه. # ط: عتابه. # البيان: ويولي. # هما خلف بن خليفة وحسن بن فتح، كما في البيان (3: 33) . # ط: منازل عيسى وأصحابه. # س: وقبض جميع. # س: كالتراب. # ط: وأعظم الناس قتله. # ط: وسار منهم خلق كثير إلى الزاهرة ليروا رأسه. # س: آياته. # قارن بالبيان 3: 35. # البيان: فأولت. # س: عيش غير. # ط: بزور. # س: فالعلم. # ط: الأمر. # س: مخضوب. # البيت في زهر الآداب: 7 والمسالك 14: 71، منسوبا لكثير، وانظر ديوانه: ~~176. # اليتيمة: 3: 176. # اليتيمة: ذي ملة. # ط س: يرسم، وآثرت ما في اليتيمة لأنه أدق. # أبو المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم (- 438) ؛ ~~له ترجمته في الصلة: 361 والجذوة: 273 (البغية رقم: 1110) والمغرب 1: 357 ~~والمطمح: 22 والنفح 1: 616 - 618، 620 (نقلا عن المطمح) 2: 79 - 81. # س: والقمر. # س: تمام الصلة بالعائد. # ط: وحدث. # س: ممتطيا. # انظر النفح 3: 156، وأبو علي ابن الربيب القروي لعله الحسن بن محمد ~~التميمي التاهرتي الأصل، كان عارفا بالأدب وعلم النسب قوي الكلام يتكلفه ~~بعض التكلف، وكان عبد الكريم النهشلي يعده شاعرا متقدما (انظر المسالك 11: ~~319 نقلا عن الانموذج) . # النفح: بلادكم إذ كانت؛ ط: بلادكم. (ويتلو ذلك في النفح: علمائهم، ~~أدبائها ... الخ) . # س: الخارس. # تثعبن الحفاث: اتخذ هيئة الثعبان، والحفاث: حيوان كالثعبان يفح فحيحه ~~ويثب مثل وثبه، ولكنه غير مؤذ (الحيوان 6: 33، 345) . # النفح: وراتب. # زاد في النفح: وإن ألف أن يخالف ولا يوالف. # ناظر إلى الآية: 31 من سورة الحج. # هو الشاعر ابن مقبل، الذي يقول في ms0313 وصف قدح: # غدا وهو مجدول وراح كأنه ... من الصك والتقليب في الكف أفطح # خروج من الغمى إذا صك صكة ... بدا والعيون المستكفة تلمح (انظر ديوانه: ~~28 - 29 وثمار القلوب: 218) وقدح ابن مقبل يضرب في حسن الأثر. # النفح: دغفل، وهو دغفل النسابة من بني ذهل بن ثعلبة وكان عالما بأنساب ~~العرب. (انظر ديوان القطامي: 31، واللسان والتاج: عض) . # أبو العميثل: عبد الله بن خليد (أو خالد أو خويلد) : أعرابي خدم طاهر بن ~~الحسين تجدد؛ وطبقات ابن المعتز: 287 وابن خلكان 3: 89 - 91. # النفح: رحلة. # ط: فالكتب. # فارط القطا: المتقدم منها نحو الورد. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 76 والميداني 2: 251. # س:: ومارى. # ناظر إلى قول المتنبي (ديوانه: 505) : # ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته ... ما فاته وفضول العيش أشغال الجنن: ~~القبر. # باعتمادك ... الإفك: سقط من ط. # هو لكثير في ديوانه: 222 ولعبد الرحمن بن الحكم في الأغاني 15: 117 (ط. ~~دار الكتب) والغيث: 70 ويروى لعمرو بن معد يكرب؛ انظر القسم الثالث: 11. # ط: بآداب. # البيت لقعنب ابن أم صاحب من قصيدة في مختارات العلوي: 7 - 9 والحماسية ~~رقم: 606 (شرح المرزوقي: 1450) ، وعقنب شاعر إسلامي كان موجودا أيام الوليد ~~ابن عبد الملك (86 - 91) . # ط: والأكياس. # ط: وتعمد. # س: أبو الحسن. # ديوان المتنبي: 111. # راجع ترجمة بن طاهر في القسم الثالث من الذخيرة: 24 وكذلك ترجمة ابن عبد ~~العزيز: 40. # انظر رسائل البديع: 84 وزهر الآداب: 732. # وقلت أهذا الطامع ... مغناها: سقط من ط. # س: نسيانك. # ط: فتفيت. # هذه قراءة تقديرية، إذ اللفظة لم ترد في ط، ووردت في س: بنك؛ والخب: ~~الخداع. # انظر فصل المقال: 357 والميداني 2: 10 والفاخر: 90 والضبي: 7. # ط: جوارحه. # س: وهوى. # ستأتي ترجمته في هذا القسم من الذخيرة. # هو علي بن محمد بن منصور بن بسام المعروف بالبسامي (- 302 أو 303) ؛ انظر ~~ترجمته في الفهرسيت: 150 (فلوجل) ومعجم المرزباني: 154 وتاريخ بغداد 12: 63 ~~ومعجم الأدباء 14: 139 ومروج الذهب 4: 297 واعتاب الكتاب: 188 ووفيات ~~الأعيان 3: 363 والفوات 3: 92 واللباب (البسامي) والهدايا والتحف: 139. # س ط: ابنه. # هنا تعود النسخة ب فتشترك مع ط س. # تكررت هذه القصة في القسم الثالث من الذخيرة: 498. # ط: فرثاه بالقصيدة التي يقول فيها. # البيت من قصيدة أوردها المبرد في الكامل 4: 62 وانظر ms0314 طبقات ابن المعتز: ~~122 - 124 ونهاية الأرب 3: 83. # ط: عبد المجيد. # انظر الذخيرة 3: 669. # المطمح: 89 والنفح 7: 55 (نقلا عن المطمح) . # المطمح: ضرجت؛ النفح: صوحت. # النفح والمطمح وب: وجد. # ط: ولأبي الحسن هذا. # ط: ياذا. # شروح السقط: 28. # شروح السقط: 160، باختلاف في الرواية. # سترد ترجمته في القسم الثاني. # نسب البيت في س ب إلى ابن عبد الغفور أيضا. # ترد ترجمته في القسم الثاني. # س ب: نفضت عليه صباغها. # ترجمته في القسم الثالث: 821. # س ب: سمراء. # انظر ترجمته في القسم الثالث: 448. # ديوان ابن الجهم: 162 عن شرح المقامات 1: 131. # ديوانه: 36 والغيث 2: 345 ونهاية الأرب 2: 39 وشرح المقامات 1: 131. # في النسخ: بمقلة. # زهر الآداب: 229 - 232 وابن بسام هنا يتابعه؛ وفي ط: وأبو حفص الشطرنجي ~~قبله القائل. # ط: البصائر. # ديوان أبي نواس: 250. # ب س وزهر الآداب: فضائلها. # زهر الآداب: ولم نختبر ولم نذق. # زهر الآداب: 232 والصناعتين: 206 والموازنة 1: 83 وأخبار أبي تمام: 220. # لم يرد هذا الفصل في ط. # ب س: وللعرسيين. # حرصا: لها وجه من معنى، ولعلها أن تقرأ " ترصا " وهو الأحكام. # ب: ظلم. # ب س: بأديب. # في ط ب س: الاندال، وبهامش ط: الأذيال. # ط: اللعب. # ط: أجنب. # ط: غريب. # وحالي حال ... فلان: سقط من ط، وجاء في موضعه: " وفي فصل منها ". # ط: تلبسه. # البختج: العصير المطبوخ، والحب: وعاء مثل الدن. # ط: والتمهد. # سقط هذا الفصل والذي يليه من ط. # ديوان المتنبي: 478. # س ب: يولي. # ط: أتت. # ط: وهو. # ديوان المتنبي: 271. # ديوان المعتمد: 10. # ط: النثر والنظم. # ديوان ابن هانئ: 30. # سقط هذا الفصل من ط. # الأبس: التحقير؛ وربما كانت " الألس " أي الكذب والغش. # ديوان المتنبي: 14. # البيت للعباس بن الأحنف، ديوانه: 84 (رقم 159) والشعر والشعراء: 476، ~~707، وروايته: أشكو الذين. # أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النميري القرطبي (- 463) ؛ ~~انظر ترجمته في ابن خلكان 7: 66 وترتيب المدارك 4: 808 وتذكرة الحفاظ: 1128 ~~والصلة: 640 والجذوة: 344 (وبغية الملتمس رقم: 1442) والمغرب 2: 407 ~~والديباج المذهب: 357. # ديوان المتنبي: 526. # س ب: أعلام. # ط: كنا نروي. # ط: من مقابح يحليها (اقرأ: يجليها) العار ويكشفها. # ط: يخاطب. # ديوان أبي نواس: 325. # ط: لسهم؛ ولعل الصواب: " لا مدب فيها لسهم ". # ط: ارفق. # ط ms0315: ولعالم. # ط: ومكابدة. # ط: مدارسهم. # الجربياء: الريح التي تهب بين الجنوب والصبا؛ وقيل هي النكباء التي تجري ~~بين الشمال والدبور، وقيل هي ريح شمالية باردة. # ط: وقلت في كتابك " واتأخها ". # انظر نفح الطيب 1: 79. # تمثل به وأبو المغيرة، وهو للأشل البكري الأزرقي كما في البيان 1: 42 ~~والكامل 1: 31 وشعر الخوارج: 130. # من قول قاتل محمد السجاد: # يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم النفح: تلينهم. # ديوان البحتري: 1133. # ترجمة أبي محمد في الجذوة: 290 (البغية رقم 1204) والصلة: 395، وطبقات ~~الأمم: 86 والمطمح: 55 والمغرب 1: 354 والمعجب: 30 وتاريخ الحكماء للقفطي: ~~156 وتذكرة الحفاظ: 1146 ومسالك الأبصار (ج -: 8) ونفح الطيب 1: 77 ومعجم ~~الأدباء 12: 235 وعبر الذهبي 3: 239 والشذرات 3: 299 وابن خلكان 3: 325 وفي ~~طوق الحمامة أخبار كثيرة عنه، وقد كتبت عنه دراسات كثيرة في العصر الحديث. # ط: وله في ذلك عدة تواليف. # هذه التهمة موجودة في طبقات صاعد: 86. # ط: على. # هو داود بن علي بن خلف (- 270) أصبهاني الأصل، نشأ ببغداد، وأوجد القول ~~بالظاهر فاستقل بمذهب بعد أن كان شديد العصبية للشافعي (انظر ابن خلكان 2: ~~255 وتاريخ بغداد 8: 369 والفهرست: 216 وطبقات السبكي 2: 42 وتذكرة الحفاظ: ~~572) . # ط: واستسناده. # ط: يرقه. # ب: متلقنه. # لبلة (Niebla) في الجنوب الغربي من إسبانيا؛ انظر الروض المعطار، الترجمة ~~الفرنسية: 203 والموسوعة الإسلامية؛ وابن حزم من قرية قريبة منها تدعى منت ~~لشم. # ط: العلم. # ط: فيهم. # ط: المناظرة. # ومزقت ... لسبيله: لم يرد في ط. # ط: وبالأندلس. # في بعض هذا جانب من الغرابة، فابن حزم في رسالة في أسماء الخلفاء والولاة ~~يعتقد بإمامة ابن الزبير ويقول في مروان ابن الحكم " وهو أول من شق عصا ~~المسلمين بلا تأويل ولا شبهة وبايعه أهل الأردن وخرج على ابن الزبير " ~~(جوامع السيرة: 359، وانظر نقاشنا في المقدمة: 12 لهذا القول أيضا) ويقول ~~ابن حزم أيضا في المحلى 1: 236 " مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير ~~المؤمنين عبد الله بن الزبير ". # نشر هذا الكتاب في خمسة أجزاء (القاهرة: 1317 - 1321) . # هو رسالة نشرتها مع مجموعة من رسائله (انظر الرد على ابن النغريلة: 137) ~~؛ القاهرة 1960. # أكثر النقل عنه ابن رضوان في كتاب " الشهب اللامعة "، واستخرج الأستاذ ~~إبراهيم الكتاني ما أورده ms0316 ابن رضوان ونشره مستقلا. # هو رسالة في صورة " مذكرات " (انظر رسائل ابن حزم 113 - 173) القاهرة ~~1954. وقد نشرتها السيدة ندى طومش وترجمتها إلى الفرنسية. (بيروت: 1961) . # من هذا الكتاب قطعة بدار الكتب المصرية. # ابن عباد: سقطت من ط. # ط: الراقبين. # جذوة المقتبس: 291 - 293. # هو أبو المطرف عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن بشر بن غرسيه، ويعرف بابن ~~الحصار، كان عالما بارعا متفننا في العلوم، ولاه علي بن حمود قضاء الجماعة ~~صدر سنة 407 وبقي في منصبه حتى سنة 419 حين عزله المعتد، وتوفي سنة 422 ~~(الصلة: 313 والجذوة: 241 والبغية رقم: 993) . # ط: ومن شعره ما أنشد الحميدي في كتابه. # ط: للعبد قصة. # لم يرد هذا في ترجمة ابن حزم من جذوة المقتبس. # ورد البيت في الأغاني 22: 52 والغيث 1: 147 لأبي حفص الشطرنجي. # انظر النفح 2: 82 - 83. # ديوان أبي تمام 3: 338. # ديوان البحتري: 633. # ديوان الصنوبري: 403. # اليتيمة 2: 402 وابن خلكان 4: 52، 407. # يبدو وكأنها معارضة لابن زيدون، انظر ديوانه: 479 - 498. # ط: نبيت. # ط: الليل. # ومنها: سقطت من ط. # العراص: الرمح حين يكون لدن المهزة. # ط: ميعاد الخليل. # القنعاس: الجمل العظيم الضخم. # منكوتا: مطروحا. # ط: فشككت. # ط: وعتيبة وابن الحباب؛ س ب: وعتيبة بن أبي الحباب. # ديوان أبي تمام: 205 وفي الديوان: دفع الإله؛ وفي بعض أصوله " خلى " موضع ~~" جلى ". وذو النون سيف كان لعمرو بن معد يكرب، وروي أنه كان لمالك بن زهير ~~سيف بهذا الاسم. # راجع أخبار منذر بن يحيى التجيبي في البيان المغرب 3: 175 - 181 وأعمال ~~الإعلام: 196 - 201 والمغرب 2: 435 وبروفنسال 2: 321 - 330 ودوزي (Span. ~~Ish Is.) 568 - 569 وقد نقل دوزي هذا الفصل عن الذخيرة في كتابه Recheres ~~(الملحق رقم 14 ص 35 من الملاحق) . # جاء هذا الفصل في ط كثير الحذف؛ وقارن بما في البيان المغرب. # ط: وقرفه. # البيان: وسدها بيسير. # ط: واعتقب. # ط: عقداه بحضرة منذر. # ط: وهوى اثره ريمنده. # ط: مدوش. # ط: وابن أزداق. # ب س: هشام. # ط: فأوطن. # تطيلة (Tudela) على بعد 78 كيلومترا إلى الشمال الغربي من سرقسطة (الروض ~~المعطار، الترجمة الفرنسية: 80 - 81) . # ط: اجتاز بنا. # ط: لعقد مصاهرتهما. # فخرصتها: أي قدرت عددها تخمينا؛ ط: فخرستها. # ط: إلى أن. # ط: الطاغية. # ط: شيعهم. # من هنا حتى آخر الفصل سقط ms0317 من ط. # قارن بالبيان المغرب 3: 178، وما نقله دوزي في Recherches (الملحق رقم: ~~16 ج - 1، ص 39 من الملاحق) ويلاحظ أن البيان يتفق في المحذوف من النص مع ~~النسخة ط. # البيان: عبد الله بن الحكم. # ب س ودوزي والبيان: خدم السوء. # البيان: دفع عنه. # ط: حاسرا. # البيان: عصاه. # ب س ودودزي والبيان: وتوطيدا. # واضطربت لها حالهم: سقطت من ط والبيان. # ط: من جاورهم. # ط: في جمعه. # ط: وسارع إلى سرقسطة إذ فجأه الخبر؛ البيان: حين مجيئه (اقرأ: فجأه) ~~الخبر. # ب س ودوزي: التقدير. # ط: رياسة الملك؛ البيان: لحق طعمه الملك. # ط: للناس. # ط والبيان: عن قاضي. # ط: مرسل؛ ب س: مزمل. # روطة اليهود: (Rueda de Jalon) في ولاية سرقسطة. وهذه التسمية تميزها عن ~~ورطة ثانية في ولاية وشقة وعن روطة ثالثة في ولاية قادش. # ط: يرتصد. # ط والبيان: مع نفسه أخوين لمنذر. # انظر عن الحماديين، تاريخ ابن خلدون 6: 171 - 177 وقد حكم بلقين بن محمد ~~447 - 454 حيث قتل على يد الناصر بن علناس. # من قول الشاعر: # يغضي حياء ويغضى من مهابته ... فلا يكلم إلا حين يبتسم س ب: شرود. # ب س: وتطارح. # ب س: المقلقلة. # ط: راحة. # ط: إلى غرب العدوة. # ط: وليفتكن. # ط: أنه. # ترجمة ابن شهيد في المطمح: 16 والمطرب: 147. واليتيمة 2: 35 والجذوة: 124 ~~(والبغية رقم: 437) ومعجم الأدباء 2: 218 واعتاب الكتاب: 203 وابن خلكان 1: ~~116 والمغرب 1: 78 والخريدة 2: 555 والوافي 7: 144 والمسالك 11: 206 وقد ~~جمع شعره كل من يعقوب زكي (القاهرة: 1969) وشارل بلا (بيروت: 1963) ولشارل ~~بلا محاضرات عنه (عمان: 1966) وانظر فصلا عن ابن شهيد في كتابي " تاريخ ~~الأدب الأندلسي - عصر سيادة قرطبة: 270 الطبعة الثانية. # ط: شيخ قرطبة. # ط: في غير مكان. # ب س: الحادة. # من رجل ... قبيحة: سقط من ط. # ب س: ماله. # يتحدث ابن بسام في القسم الثالث: 249 عن المؤتمن عبد العزيز بن عبد ~~الرحمن ابن أبي عامر الذي كان يلقب أيضا بالمنصور ثم سماه خليفة قرطبة ~~القاسم بن حمود " المؤتمن ذا السابقتين " وقد ظل واليا على بلنسية حتى سنة ~~452 وخلفه ابنه عبد الملك (وانظر أيضا البيان المغرب 3: 164 - 165) . # ب س: برد. # ط: المصفر. # ط: يجزء من أجزائها ms0318. # ب س: يدعونه بشاكر. # ب س: البذل والعطاء. # ط: نجب. # ط: تمكن. # ط: قال. # ط: أدلي. # الزوج من البقر أو البغال المتخذة للحرث، ثم تكون الالة اللفظة على مقدار ~~من المساحة. # ط: ومنتقاه. # ط: جاء. # الديوان (يعقوب زكي) : 155 ويضاف إلى مصادر تخريجها الوافي 7: 146. # الوافي: الغيد. # ب س: والوافي: وأزعج. # ط: فتضامنت. # المسالك: الحماحم. # الوافي: صبر على حرب المسالم؛ ط: حرب على جرد المسالم. # ط: أجياد. # ط: والقصف؛ المسالك: وانقضت اللوائم. # كذا في الأصول والمصادر، وأرجح أنه " الإباية ". # ب س: أيقنت؛ والصواب ما أثبته، والمعنى أنني طرحت له الأخذ وهي جمع أخذة ~~ومعناها رقية تشبه السحر، ومما يقوي هذا قوله بعد ذلك: " وتلوث من سور ~~العزائم ". # ط: حبات؛ المسالك: مأمول. # الوافي: القوادم. # ط: بالسحر. # ط: أغن. # الخبعثنة: الرجل العظيم الخلق؛ الوثيق الخلق، الجرئ. # ب س: زحام المزاحم. # الدآدي: الليالي الثلاث الأخيرة من الشهر. # ط: بالغرو. # ط: مرت. # ط: ويستحلب. # ط: صوجا؛ س: صرما. # ط: موجا؛ ب: قهره. # ب س: شوهاء. # ب س: ورفلت؛ ط: وأرفلت. # ب س ط: وحسبت. # لخلخ: طيب. # ط: تشريطه. # ط: وصوبت. # زاد في ط: منها. # س ب، أريحية كأريحية الشباب. # زاد في ب س: فوادهما أنك من نيله والحقني أنك من نسله. # ط: المملوك. # الديوان: 165. # ط: دعون. # ب س: صلفا. # ب س: غرابهم. # ط: موشحا. # ط: بعمانها. # ب س: هاديكما. # ط: ساقط. # ب س: يدي. # ب: دونهانها؛ ذوبانها. # ب س: مخلوع. # ط: شهم. # انظر الديوان: 168 ولم ترد إلا في الذخيرة. # ب س: عبثت. # ط: ترضيت. # البيتان لابن الرومي في ديوان المعاني 2: 189. # ب س: الشباب. # ديوان ابن شهيد: 116. # في النسخ: وغزير ... بغزيره؛ ولا معنى له؛ وفي اللسان (غرر) عيش غرير: ~~أبله لا يفزع أهله؛ اما " غرير " الثانية فتعني الغلام الحدث السن. # ط: بنقش؛ ب: بحسن. # ط: عن متعرف؛ وأرى صوابه " غير معقر " - بالقاف - أي غير دهش ولا متهيب. # ب س: كالميت مطروحا. # ط: فملكته. # ب: بجدوره؛ س: بحدوره. # ط: تأثيره. # ديوان ابن شهيد: 178. # ب س: النجعة؛ ولا أراه ms0319 صوابا، لأنه بعد ثلاثة أبيات يقول: " فعلمنا أنها ~~نفحة من ورث الجود ... ". # ب س: وأسير. # ط: حشرها. # س: دأبنا. # ط: فإنا. # ب س: على الأستاه. # ارجح أنه هو جعفر بن فتح، قدمه صاحبه محمد بن الفرضي أبو عبد الله وزير ~~يحيى بن علي بن حمود (312 - 313) كما قدم أبا القاسم ابن الأفيلي؛ (البيان ~~المغرب 3: 132) وكان ابن شهيد يعدهم خصوما له؛ وسيأتي الحديث عن ابن الفرضي ~~فيما يلي. # ط: تطول. # الديوان: 164 (عن الذخيرة وحدها) . # ط: حدهما. # كذا ولعل الصواب " وخبئ ". # ب س: قميار. # ناظر إلى الآية: 65 - 66 من سورة البقرة. # ب ط: القلات. # انظر الآية: 82 من سورة هود. # في النسخ: الكرنجات؛ والكيرنجات: أدوات في شكل عضو الرجل (كير بالفارسية: ~~عضو الذكر) ؛ انظر محاضرات الأدباء 3: 272 (وقد صحفت هنالك " كير بيخات ") ~~. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 219 والميداني 1: 344 وجمهرة ابن دريد 1: 154، ~~2: 217. # الموم: البرسام. # ارتبك: نشب ولم يكد يتخلص. # كذا في ب س؛ وفي ط: لصحبته، ولعله أن يقرأ: لصبحته الرمك، أي الخيول؛ ~~والرهك - بتسكين الهاء - الطحن بين حجرين. # انظر الميداني 1: 165 وسرح العيون: 430. # ب س: سره. # ط: وصفاق. # أي أن حمزة بن عبد المطلب عم النبي قتل على يد وحشي، وكان عبدا حبشيا، ~~وبسطام بن قيس سيد بني شيبان قتله عاصم بن خليفة، وكان يعد في البلهاء. # ديوان ابن شهيد: 146 (عن الذخيرة وحدها) . # اليتيمة 2: 46. # اليتيمة 2: 47. # اليتيمة 2: 47. # الديوان: 150 (عن الذخيرة وحدها) . # الديوان: 87 (عن الذخيرة وحدها) . # في النسخ: ولم يثنيه. # وكتب الوزير أبو مروان ... في تراب: سقط كله من ط. # هذا النص متصل في ط بقوله: " وكسرى فتك به مرازبة له "، دون أي فاصل، ~~وكأنه تتمة للحديث عن الفرضي والتحذير منه. # ط: وعندها. # ب س: العلم. # يوالس: يخادع ويداهن. # الرزدق: الصف من الناس. # س ب: فاستحقوه (اقرأ: فاسحقوه) . # ب: بالبرق. # ط: يرقو ... ويصفو. # ط: نفس. # ط: أستوثقه. # ط: حبالنا. # ط: وضع. # ديوان ابن شهيد: 138 (عن الذخيرة وحدها) . # ط: بسعد. # ط: تخرق. # ديوان ابن شهيد: 169 (عن الذخيرة وحدها) . # ط: عبثه. # ط: بدا. # ط: يوما ترى. # ب: صبيحته؛ ط: صبيته. # ط ms0320: وتنافرا. # ط: وليقضي. # س: كذبه وانحائه علي. # س: خلو. # ط: ولذا. # ط: ترى. # البلينة: الحوت. # ط: لتصرف. # س: الأشباه. # ط: على المخلوق أحسن من تقى ... الخ. # س: موف على ذروة العقل. # س ب: كميتا. # الكران: العود وقيل الصنج. # ط: ومصرخ. # سقط هذا الفصل من ط. # ط: الانتساب. # ط: علينا الأيام. # في النسخ: أبو الحبيش، وسوابه ما أثبت، لأنه يتنحدث عن مجاهد، وكنيته " ~~أبو الجيش ". # ط: شهيدي أمتك. # هذا الفصل شديد الإيجاز في ط. # ط: ويستحمل. # في النسخ: إلى الحبيش. # هكذا ورد هذا الاسم في نسخ الذخيرة، وفي المغرب (2: 31) اشكهباط، وفي ~~النفح (2: 95) اشكنهادة؛ واسمه محمد بن قاسم، وكنيته أبو بكر، وهو ممن شهد ~~الفتنة، ثم استقر آخرا في دانية عند مجاهد العامري. # ب س: الأرض. # الحش: أن يريش الرامي سهمه ويلزق به القذذ، استعدادا للرمي؛ ومثل هذا لا ~~بد له من سداد وثبات جنان، أما الرعدة فإنها لا تتفق وهذا الحش لأنها تسبب ~~طيش السهم عند الرمي. # التقصص: التتبع، أي تتبع معاني الآخرين. # هذه قراءة تقديرية، والمعنى أن الغرب بطبعه لا يصلح للسهام، فإذا أعددته ~~ليكون سهما فإن الحز لن يزيد من قيمته؛ كما أن السليط يضيء في قنديل بسيط، ~~ولا يضيء إذا وضع في القصب، وهي أنابيب من الجوهر. # ب: حبلك؛ ب س: أجرا. # س: صناعة الكلام وإصابة ... # ط ب: بل بالطبع. # النحو والغريب: زيادة من س. # زاد في ب س: ألاعم صباحا أيها الطلل البالي، وقوله ### | .... # ؛ وانظر ديوان امرئ القيس: 31. # ديوان أبي نواس: 45. # س: دينارا. # ط: في الشهر. # س: واشتار من ثغره. # ط: يوسف الاسرائيلي. # وردت الأبيات منسوبة لأعرابي في شرح المختار من شعر بشار: 250 وأمالي ~~القالي 2: 271 وحماسة ابن الشجري: 161 وأمالي المرتضى 1: 500. # المختار: المنقى. # س: بكل شيء حسن. # وزاد في ب س: فانصرف إلي وعرفني بما جرى وسألني أن اكشف له السر فقلت ... # ب س: قارعت. # ب س: بجميع. # ب س: أضعف (اقرأ: أصعب) . # أي أن العرب يفتخرون بأولئك الذين لا يستطيع أهل الكلام هدم بنيانهم؛ وفي ~~العبارة بعض ms0321 التواء؛ وانظر حديث الجاحظ (في الحيوان 2: 93 والبيان 4: 41) ~~عن هجو الشعراء للأشراف. # يعني خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة وكانت الحال بينهما قائمة على المناقشة ~~والمحاسدة؛ وكلمة خالد هذه في البيان 1: 47 قال الجاحظ: وتدل كلمة خالد هذه ~~على أنه يحسن أن يسب سب الأشراف. # ط: وسهل بن هارون وأصحابهم. # ب س: ويطيب على قلوب أهله. # ط: عليه. # ط: ويحرر. # س ب: القلائل الأعداد. # س ب: اهتضمها. # ب س: عندنا. # ب س: ينحتون من. # ب س: أفكار. # من أبيات في المختار من شعر بشار: 15 والشعر لمحمد بن قرلمان. # ب س: بالألفة. # ط: وتبسيطه. # يعني ابن الافليلي. # ط: البرهان. # ط: الجدال. # ط: قنص. # ب س: ضنانة. # ط: حيث. # في النسخ: حراجيات، والصواب " خراجيات " بالخاء المعجمة، وقد جاء في ~~رسالته ابن عبدون في الحسبة: 50 " يجب أتن ينهى دور الخراج عن كشف رؤوسهن ~~خارج الفندق " فسماهن " نساء دور الخراج "؛ وقال ابن هشام في كتاب لحن ~~العامة: " ويقولون لمن يسكن في الفنادق من النساء: خرجيرات، والصواب " ~~خراجيات " منسوبات إلى الخراج " (انظر مجلة معهد المخطوطات 3 - 1: 156) . # لعل صوابه: " وتسمعان ". # ومن العجب ... هذا كله: سقط من ط؛ وبدئت العبارة بقوله: " ومن الغرائب ~~أنه يسمينا العلج ويسمي البديع ".. الخ. # ط: لشامته. # ط: أظافير. # ط: كان واحدا في البلاغة. # ط: يلبس. # ط: لسهل. # ب: مما ينسبه. # ب س: ويدير. # ب س: وتجربة. # ب: يحيلوا. # ب س: يقع. # ب س: باعثا. # ط: قد غص بالطماطم؛ ب س: بالجماجم. # ط: مصدرها. # هو أبو بكر يحيى بن حزم شيخ من شيوخ الأدب، قال الحميدي (الجذوة: 351 ~~والبغية رقم: 1466) وهو الذي خاطبه أبو عامر ابن شهيد برسالة التوابع ~~والزوابع التي سماها " شجرة الفكاهة " وهو من بيت خر غير بيت الفقيه أبي ~~محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم " قلت: إن جهل هذه الحقيقية وهي عدم وجود ~~ايه صلة من قرابة بين أبي بكر ابن حزم والفقيه المشهور، أوقع عددا من ~~الدارسين في استنتاجات خاطئة حول رسالة التوابع والزوابع (انظر مثلا: ابن ~~شهيد لشارل بلا س ms0322: 54، 95) . # ط: لما رأيت. # ب س: فتساقطت. # ب س: أولى أن له سلطانا. # ب س: يوقدني. # ط: ثغر. # ب س: إثر. # الحائر أو الحير: المكان المطمئن يجتمع فيه الماء، ثم سموا البستان به. # ب س: على باب. # يعني أنه مكن قبيلة أشجع التي تنتمي إلى الجن مثلما أن صاحبه ابن شهيد من ~~أشجع (الإنس) . # ط: تصورت لك رغبة. # ط: وتذاكرت معه أخبار. # ب س: من اتفق من هذه الطوائف. # ب س: الأدهم. # ط ب: فسرنا. # ط: إلا ما عرضت لنا وسمعت. # الصواب: " قال " - أي زهير. # ديوان امرئ القيس: 56 وعجز البيت: وحلت سليمى بطن قو فعرعرا. # ديوان ابن شهيد: 107. # ب س: تكنفتها. # السفاسق: طرائق السيف وشطيه. # ط: شجرها شجر سام. # ط: وشجر. # ديوان طرفة: 76؛ وفيه " لهند "؛ والحزان: جمع حزيز، وهو الغليظ من الأرض؛ ~~والشريف: واد بنجد؛ وعجز البيت " تلوح وأدنى عهدهن محيل ". # ديوان ابن شهيد: 140. # ب س: الجودان؛ وسقط البيت من ط. والحوذان: نبت ينبت مسطحا في جلد الأرض ~~لازقا بها. # ط: فقلت. # التليل: العنق. # ط: حتى # ب س: اذهب فقد أجرتك. # ط: بعده. # ديوان قيس بن الخطيم: 7. # ط: أنشدني يا شمعني. # ديوان ابن شهيد: 82. # ط: إلينا. # ديوان ابن شهيد: 217. # اليتيمة: خمر. # ديوان ابن شهيد: 97 (اعتمادا على الذخيرة وحدها) . # في الأصل: تلو، والتصحيح عن الديوان. # ناظر إلى المثل: " في كل واد بنو سعد " أو " أينما أوجه ألق سعدا "، انظر ~~الميداني 1: 34 والعسكري 1: 61 (تحقيق الأستاذ أبو الفضل إبراهيم) . # يلاحظ إيراده " الكون " و " الفساد " في هذا السياق، كأنه يومئ إلى ثقافة ~~فلسفية. # ب س: الموت. # ط: ولن. # ب س: المنون. # ب س: حازم. # ب س، أصاب4 وأصمى بدارهم. # ب س: يضرب. # الهادي: العنق. # ديوان ابن شهيد: 147 وهي في رثاء الوزير حسان بن مالك بن أبي عبدة، وكان ~~من الأئمة في اللغة والآداب، روى عن أبي العباس ابن ذكوان مذاكرة، وعمل ~~كتاب سماه " ربيعة وعقيل " في الأسمار، وتوفي قبل العشرين وأربعمائة ~~(الجذوة: 183 والبغية رقم 662) . # المغرب: حين. # المسالك: الرزايا. # ط: بعذري. # ب س: بواطن. # س: عودا وبدأة ms0323. # البيتان لسويد بن كراع، الشعر والشعراء: 23، 530 وانظر الأغاني 12: 345 ~~في ترجمة سويد، والبيان 2: 12. # ب س: ماءورند؛ والناورد هنا بمعنى " الميدان "، وهي من الفارسية ومعناها: ~~معركة، قتال. # ط: على أنه من. # ط: أنيسه. # ديوان البحتري: 83 وعجزه: " في مغاني الصبا ورسم التصابي ". # ديوان ابن شهيد: 85. # المغدودن: المسترخي. # ب س: لبرص. # ب س: على. # ط: أجزت. # ط س: نوافجه. # ب س: أو قد صرنا. # ب س: وأرقلت. # ب س: متشدة. # ب س: شرك. # ب س: وبيمينه. # الطهرجارة: الفنجال أي شيه كأس أو طاس يشرب به. # ط: اقرع أذنيه. # ب س: فصرخت. # ديوان ابن شهيد: 115. # المطمح والنفح: شربت. # المطمح والنفح: يصرف عصيره. # المطمح والنفح: السرور شعارهم. # المطمح والنفح وس: مصفر؛ ب: مصفن. # ب س: لأهدأ تأنيسا؛ ط: لأشد من تأنيسي. # ديوان أبي نواس: 128. # ديوان أبي نواس: 75، وعجز البيت: " فلو قد شخصتم صبح الموت بعضنا ". # ديوان أبي نواس: 88 وانظر الذخيرة 3: 463. # ط: تركت. # ديوان ابن شهيد: 102. # الديوان: أصبيح؛ المطمح: أصباح. # أكثر المصادر: زندا. # النفح: نعسته. # المغرب: متفتلا. # ب س: عن. # في الأصول: غمك. # المطمح: مائلا لطفا وأعطاني اليدا. # ب س: مهما. # الديوان: صد لي. # المغرب: أمشي في الكدى. # المغرب: وثناه. # في الأصول: يعرو. # المغرب: خدي. # ديوان ابن شهيد: 170 (عن الذخيرة وحدها) . # انظر ديوان ابن شهيد: 89 ومطلع هذه القصيدة وارد في ترتيب المدارك 4: 667 ~~(ولم يرد في الديوان) وهو: # إذا لم تجد إلا الأسى لك صاحبا ... فلا تمنعن الدمع ينهل ساكبا # هوت بأبي العباس شمس من التقى ... وأسى شهاب الحق في الغرب غاربا والمرثي ~~في هذه القصيدة هو أبو العباس ابن ذكوان (- 413) ؛ انظر ترجمته في الجذوة: ~~121 (البغية رقم 425) والصلة: 37 والمغرب 1: 210 - 212 وترتيب المدارك 4: ~~662 والنباهي: 84 - 87 والحلة السيراء 1: 27 وصفحات متفرقة من البيان ~~المغرب ج - 3. # ديوان ابن شهيد: 99 وعجز البيت: " يجود ويشكو حزنه فيجيد "؛ وقد كتبها ~~حين سجنه علي بن حمود (انظر المطمح: 20) . # ب س: بعيدهم. # ب س: الظاعنين. # ب س: طربا. # ب س: عيونك. # ديوان ابن شهيد: 124. # ب س: بروض. # ب س: كخط. # ب س: وهو ذو قنص. # ب س: حتى لاح ms0324 لنا. # ب س: حشيت. # ب س: أنك تتناول. # ديوان ابن شهيد: 142 وعجز البيت: " ورجع صدى أم رجع أشقر صاهل ". # ط: زهوا؛ ب س: زهرا. # ط والمغرب: وحلقت؛ ب س: نجمها. # المسالك، حافل. # ب: التمحتهم. # ب س: لم ينجده طيب. # ط: تأتيهم. # ديوان ابن شهيد: 165؛ وانظر ما تقدم ص: 205. # ب س: حتى إذا سمعها. # ط: فلما انتهينا ... إذا. # ط: به. # ط: فقلت. # ط: بجهل (اقرأ: لجهل) مني. # ط: الكلام. # قد حاولت شرح هذه اللفظة " طولق " في القسم الثالث: 653، وفي ظني أن ~~معناها مما جاء في (Vocabulista) لم يتحدد بوضوح: وكلمة " يفرش " هنا قد ~~تفيد أنها حصير أو بساط أو ما أشبه، على أن يقترن ذلك بالشعوذة أو بالدعوة ~~إلى بيع العقاقير أو التكلم ببذاءة، أو غير ذلك من الأمور. # في كلية ودمنة: 31 فارقي بهذه الرقية " شولم، شولم " سبع مرات؛ فلعل حركة ~~مشولم هي حركة الراقي وهو يردد لفظة شولم. # ط: ارقهم. # ب س: لما يأتي منه. # ط: للبيان لعصبا (اقرأ: لعصيانا) . # ب س: العير. # ب س: بفكيك. # ط: رسائلي. # ب س: فبال. # اللمص: الفالوذج. # الشوابير: جمع شابورة، وهي السمكة أو نوع من السمك، ولم يتضح لي ماذا ~~يعني ذلك في السياق. # ط: القبيطي؛ وهو صواب أيضا. # ب س: لا يؤذي على. # ب س: غير. # ب س: فصاح. # ب س: وهل هنا. # ب س: وهل هنا. # في أخبار ابن القوطية أن ابن هذيل لقيه عائدا من ضيعة له بسفح جبل قرطبة، ~~فسأله: # من أين أقبلت من لا شبيه له ... ومن هو الشمس والدنيا له فلك فأجابه: # من منزل يعجب النساك خلوته ... وفيه ستر على الفتاك إن فتكوا (انظر ابن ~~خلكان 4: 369) فلعل ابن القوطية تمثل به، وغير في بعض لفظه. # تبصان: تلمعان؛ ب س: بنصران. # ب س: آخرها؛ ط: مناخيرها. # ب س: النعام. # ب س: مرجعا. # ط: عيبه. # ط: تجاري. # ط: داراهما. # يمكن القول إن أبا بكر هو ابن حزم الذي خاطبه في أول الرسالة، لأنه هو ~~الذي اقتصر على قوله: " له تابعة تؤيده ms0325 " كما سيجسء القول، وأما ابن القاسم ~~فقد صرح بأنه ابن الإفليلي، ويبقى الثالث وهو أبو محمد، وليس لدي ما يعين ~~على التعرف إليه. # ديوان ابن شهيد: 114 والنفح. 3: 439 والمسالك. # النفح والمسالك: فأعجزهم. # البيت للحطيئة، ديوانه: 128. # ط: فقال. # ب س: سكتته (اقرأ: شكته) . # تكسر: تقاس مساحتها وتقدر. # اليتيمة 2: 46. # الشونيزة: الحبة السوداء. # ط: أوثقتها. # اليتيمة: كل كافر ومسلم. # ب س واليتيمة: أحقر. # اليتيمة 2: 47. # قاتل حذيفة هو قيس بن زهير. # ب س: موصوفا. # ب س: سرد (اقرأ: سدد) . # اليتيمة 2: 46. # برهوت: واد أو بئر بحضر موت يرون أنها مقر أرواح الكفار. # ديوان ابن شهيد: 121. # ديوان ابن شهيد: 119. # ط: من. # ب س: الصعب. # ب س: الليل. # ط: خبيث. # ط: مهانة. # ب س: تابعة. # الطرمذة: المفاخرة والتنفج. # ديوان أبي تمام 4: 386. # الديوان: صحيفة. # الديوان: هل أنت. # أخبار أبي تمام: 194 - 199، وانظر الشعر في ديوانه 4: 463. # الصولي: لو كان هذا منظوما خفتاه، أما منثورا فهو عارض لا حقيقة له. # الصولي: والذكر. # الصولي: مضطرب الأحشاء؛ الديوان: مشتغل الأحشاء. # ب والصولي: دن. # الصولي: محقا. # أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكرياء القرشي الزهري المعروف بالإفليلي ~~(352 - 441) ؛ انظر ترجمته في الصلة: 94 وأنباه الرواة 1: 183 والجذوة: 142 ~~والبعية رقم: 485 ومعجم الأدباء 2: 4 وابن خلكان 1: 51. # ط: النياقي (اقرأ: اليناقي) ؛ وفي ب س: السباسي، وفي ابن أبي أصيبعة (2: ~~47) البسباسي؛ والشبانسي هو قاسم بن محمد القرشي المرواني، ذكر ابن حزم أنه ~~قرف وشهد عليه عند القضاة بما يوجب القتل فسجن، ثم تشفع إلى المنصور ابن ~~أبي عامر فاطلقه (الجذوة: 310 والبغية رقم: 1296) . # الحمار هو سعيد فتحون السرقسطي، وقد ذكر أنه امتحن من قبل المنصور وسجن ~~مدة (انظر الجذوة: 216 والبغية رقم: 813 وطبقات صاعد: 68 والذيل والتكملة ~~4: 40 وبغية الوعاة: 256) . # موسى بن الطائف: ذكر الحميدي (الجذوة، 317 والبغية رقم: 1325) أنه كان ~~شاعرا مشهورا أيام المنصور بن أبي عامر، ونسب إليه الأبيات " لا تنسى من ~~سحتك المكسوب " وهي أبيات أوردها ابن بسام في القسم الثالث: 320 - 321 لابن ~~مهروان السرقسطي، وانظر هجائه هذا في الغيث 2: 123. # ب س: تعلم. # بيت الأفوه في ديوانه (الطرائف الأدبية: 13) والخزانة 2: 196 وزهر ~~الآداب: 1000 والصناعتين: 225 والوساطة: 274. # انظر ديوان ms0326 النابغة: 57، وزهر الآداب: 998 والصناعتين: 225 والوساطة: 274 ~~والمطرب: 162. # ديوان أبي النواس: 69 وزهر الآداب: 998 والصناعتين: 226 والوساط: 274 ~~والمطرب: 161. # ديوان صريع الغواني: 12 وزهر الآداب: 998 والصناعتين 226 والمطرب: 162. # ديوان أبي تمام 3: 82 وزهر الآداب: 988 والصناعتين: 226 والوساطة: 274 ~~والمطرب: 162. # ب س: الفرسان. # ديوان المتنبي: 247 والمطرب: 162. # ط: كما. # أورد ابن خلكان (1: 117) بيتين من هذه القصيدة ونسبهما لابن شهيد، ولعله ~~تابع في ذلك صاحب المطرب: 161؛ ونرى ابن شهيد هنا ينسب الأبيات إلى جني ~~اسمه فاتك ابن الصقعب، فهل هو يعني نفسه؛ إن جنيه هو زهير لا فاتك، فهل كان ~~له غير تابع واحد - يبدو ذلك، لأن هذا الجني نفسه هو الذي استطاع أن يأخذ ~~معنى امرئ القيس " سموت إليها ... " البيت، وأن يحله في أبياته " ولما تملأ ~~من سكره "؛ وهذا امرئ القيس من فعل ابن شهيد والأبيات ثابتة له؛ فلماذا ~~اختار ابن شهيد في هذا الموقف أن يكون له تابعان - وقد أدرجت الأبيات ~~العينية في ديوان ابن شهيد: 123. # ط: حولي. # ديوان امرئ القيس: 31. # ديوان عمر: 123 وفيه " خشية القوم ". # ب س: بركن أزور كركن أزوركم ذلك. # ب س: لتنبسط. # البيتان لإسماعيل ابن يسار من قصيدة له في الأغاني 4: 417 وذكر أبو الفرج ~~(418) إن فيهما غناء لابن سرفج، وأنه غنى بهما في حضرة الوليد بن يزيد؛ ~~وانظر أيضا الأغاني 9: 281 - 282، 284 # حتى إذا الليل خبا ضوءه ... وغابت ### | .......... # الأغاني (9: 281) . # الأغاني: خفي. # ب س: فقلت. # ب س: لتخلص. # ب س: وملت. # ب س: دنا فالتمس. # انظر الأغاني 9: 281 - 282. # ب س: به، وأثبت رواية ط والأغاني. # نسب هذا الشعر لوضاح اليمن، انظر الأغاني 6: 203 - 204، وروايته: قالت ~~لقد أعييتنا حجة، فأت ... البيت. وانظر الفوات 2: 272 في ترجمة وضاح اليمن ~~(واسمه عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال) وتهذيب ابن عساكر 7: 295. # ب س: جاريت. # ديوان المتنبي: 302. # انظر ما تقدم ص: 249. # ديوان المتنبي: 479. # ديوان ابن شهيد: 95. # ط ب: أتينا. # ب س: لحومها. # ب س: كان ملء. # ب س: عمن. # ديوان المتنبي: 318. # ديوان المتنبي: 540 - 541. # ديوان المتنبي: 294؛ وفي ط: كل ظام. # الديوان: في الوغى. # ب س: مما. # ط: استعزمت. # انظر ما تقدم ص: 209. # ب س: همتي. # ديوان ابن شهيد ms0327: 137. # ديوان ابن شهيد: 91. # ديوان ابن شهيد: 111 (عن الذخيرة) . # ب س: كصابي ... مظافر. # ب س: ولو أن لي في الجو كسرا. # ب س: لم. # ط: الخطائر. # العناني: جمع عناز؛ جاء في الامتاع والمؤانسة (2: 174) : # أبو العباس قد حج ... وقد عاد وقد غنى # وقد علق عنازا ... فهذا هم كما كنا وشرح المحققان العناز بأنه طبل كان ~~يعلقه المخنثون وأصحاب الغناء في أعناقهم؛ ويقترح محققو هذا القسم من ~~الذخيرة أن تقرأ اللفظة " عثانين ". # استمده من قول الشاعر: # رويدك حتى تنظري عم تنجلي ... عملية هذا العارض المتألق ب س: ببلجة. # ب س: أخا. # ط ب: فكة. # ديوان ابن شهيد: 151. # ط: بفصل. # ط: تقضهني (اقرأ: تعضهني) . # ب س: الهمم. # المطمح: كلفت؛ ولعل صواب القراءة هنا " ألمت ". # نيطة: اسم موضع. # ب س: سائر. # ترجمة عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد ~~والد أبي عامر في الجذوة: 261 (البغية رقم: 1057) . # ذكر ابن سعيد أخا أبي عامر دون أن يسميه وأنشد له ثلاثة من الأبيات ~~السابقة (المغرب 1: 86) . # ذكر ابن سعيد أيضا عم أبي عامر دون أن يسميه وأورد له الأبيات (المغرب 1: ~~85) . # البيتان " أتيناك لا عن حاجة ... " وردا في ترجمة أحمد بن عبد الملك بن ~~عمر، وهو جد أبي عامر، وفي المطمح: 9 (وعنه نفح الطيب 1: 380 - 382) ~~والجذوة: 123 (البغية رقم: 439) والحلة 1: 237. # الجذوة (267) : من خشية. # هو عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد؛ ترجم له الحميدي في ~~الجذوة: 267 (البغية رقم 1072) ، وأورد له ثلاثة أبيات مما نسبه أبو عامر. # ط: تأبى. # ديوان ابن شهيد: 106 (عن الذخيرة وحدها) . # ب س: ناجيته. # ط: عربيا. # س: ففهمت. # ط: ونتعهد. # ب س: الأدب. # ب س: الوحش. # ب س: تميمة. # ب س: فاستضحك. # ط: فانصرفت ... رضية. # ط: الطائر. # ب س: ولا تحكم في الأصول. # ط: ما حكم. # ط: بك. # يريد النبي إبراهيم. # ط: فتكلمت. # هذا الفصل كله حتى قوله: انتهى كلام ابن حيان، لم يرد في النسخة: ط. # ديوان ابن شهيد: 126 (عن الذخيرة وحدها) . # ب س: شكوت. # ستأتي ترجمته ms0328 في هذا القسم من الذخيرة. # بدائع البدائه: 255 ونفح الطيب 3: 348 وديوان التطيلي: 145. # انظر المصادر السابقة. # في النفح 3: 347 أن البيت الثاني للأعمى إجازة. # ورد بهامش ب 13 بيتا لابن دراج في وصف الحمام، وهي قصيدة في ديوان: 252 - ~~253 في مدح يحيى بن منذر، ويستطيع القارئ أن يراجعها هنالك، ولا داعي ~~لاثباتها. # ديوان ابن شهيد: 94 وبدائع البدائه: 353 والنفح 3: 260 وأخطأ ابن ظافر ~~وتابعه المقري، إذ جعل صاحب المجلس هو الحاجب المظفر نفسه لا ابنه. # قال أبو عامر وابن حيان: كذا جاء، ولعل الصواب: قال ابن حيان، وجاءت " ~~أبو عامر " سهوا. # من هنا تعود نسخة ط إلى الاشتراك من ب س. # بدائع البدائه: 83 - 84 والنفح 3: 610 - 611. # في النسخ: جلي، وأثبت ما في البدائع والنفح. # النفح: ولا ترام. # ب س والنفح والبدائع: الدواة. # ط: سماه؛ وإدريس هو ابن اليماني العبدري اليابسي، وقد أثبت ابن ظافر ~~(بدائع البدائه: 84) أبياتا هجا فيها إدريس أبا جعفر ابن عباس. # ديوان ابن زيدون: 593 (نقلا عن الذخيرة) . # ط: جرى. # ط: في الألثغ. # انظر ابن خلكان 6: 9، 7: 227. # أبو القاسم حسين بن وليد بن نصر المعروف بابن العريف (- 395) قرطبي كان ~~عالما بالنحور والعربية، له رحلة إلى المشرق، واستأدبه المنصور لأبنائه، ~~وكان كثير المديح في أشعاره (ابن الفرضي 1: 134) . # ب س: بحرف. # ب س: مثالا. # ب س: قد ملح في قوله؛ وانظر ديوان المتنبي: 388. # ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # ديوان ابن شهيد: 91 (عن الذخيرة وحدها) . # س: يا ظبا الهند. # س: أخذت. # ط: حلاته (اقرأ: خلا به) . # ط: مضيء. # الحرجف: الريح الباردة الشديدة الهبوب. # الكنهور: السحاب المتراكب. # س: يمتطي الفصل. # ديوان ابن شهيد: 163 والنفح 3: 440. # النفح: بنان. # العثان: الدخان. # البيتان للأعمى التطيلي، ديوانه: 52. # ديوان أبي تمام 1: 114. # ترد ترجمته في القسم الرابع من الذخيرة، وهو أبو محمد عبد الله بن محمد ~~التنوخي (انظر ابن خلكان 5: 348، 6: 159) . # س: الضرغام. # س: فأمر ابن الحناط أن يصنع في ذلك شعرا. # ديوان ابن شهيد: 131. # س: مجدك. # شروح السقط: 441. # س: كقول أبي عبد الله ابن الحداد من أهل المرية من قصيدة يمدح بها ابن ~~صمادح يقول فيها؛ وستأتي ترجمة ms0329 ابن الحداد في هذا القسم من الذخيرة. # س: باسلات. # ط: مضمتة. # ورد هذا البيت في اليتيمة 1: 37. # انظر ديوان أبي فراس: 119 واليتيمة 1: 37، وابن بسام ينقل خبر المبرقع عن ~~اليتيمة 1: 36 - 37؛ وانظر خبره: سيف الدولة لكانار ص: 220 نقلا ابن ظافر، ~~إذ يقول: " في سنة 336 ظفر الأمير سيف الدولة بالقرمطي الملقب بالهادي ~~واستنقذ أبا وائل ... الخ ". # ديوان المتنبي: 259 - 260. # انظر الجذوة: 23 والبيان المغرب 3: 188 وأعمال الأعلام: 136. # ط: البرزيلي. # زاد في س: وخامر ناموسه الأمة. # البيان بالكثرة. # البيان: في جبل منيع الصعود. # البيات نذود. # ط: فساقها. # البيان: وعجب. # البيان: إلى مكان عرفه في سورها الجوفي. # س: بنيه. # س: يستوفي ذكره. # ديوان ابن شهيد: 130 (عن الذخيرة وحدها) . # ديوان المتنبي: 379. # ديوان ابن شهيد: 132 (عن الذخيرة) . # س: الهوى. # ط: للهوى. # ديوان ابن هانئ: 95. # البيت من أبيات لابن الرعلاء الغساني، والرعلاء أمه، انظر الخزانة 4: 187 ~~وحماسة ابن الشجري: 51 والسمط: 8، 603. # ديوان المتنبي: 312. # هنا تنتهي ترجمة ابن شهيد في ط. # ديوان ابن شهيد: 153. # كذا ورد. # انظر الجذوة: 348. # س: بجفوننا. # المختار من شعر بشار: 247 والعقد 6: 14 والزهرة: 294. # هو أحمد بن أبي فنن كما في زهر الآداب: 1012 والسمط: 198 والمختار: 220 ~~والزهرة: 320. # السمط: 496 والأمالي 1: 208 وزهر الآداب: 942. # زيادة من زهر الآداب: 942 والأمالي 1: 206. # لم يرد في ديوانه، وهو لبشار عند ابن خلكان 1: 224 والسمط: 197. # لم يرد في ديوانه. # ديوان ابن شهيد: 171 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 152 (عن الذخيرة) . # س: في الدجى. # س: بثوبي أدم. # ورد بيت مضطرب قبل هذا وهو: # فقلت أمر بهم فاشعر ... بضرب فاحذر حان ندم س: لا كنته بحال. # س: أمر. # ديوانه: 145 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 133 (عن الذخيرة) . # تنفرد نسخة دار الكتب ببعض أبيات هذه القصيدة والقصائد التالي، وتخل بها ~~النسخة س. # يذر الحب: يأخذه بأطراف الأصابع. # س: فلا بأس. # س: الملا. # ستأتي ترجمة من اسمه اللمائي في هذا القسم من الذخيرة؛ ولعله شخص آخر. # الديوان: 172. # ديوان ابن شهيد: 149 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 107 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 113. # س ب: أول الأمر. # ديوانه: 129. # س: أصحابي. # ذكره الفتح في القلائد: 153 (وعنه النفح 1: 535 - 636) وكناه " أبا مروان ~~". # ديوانه: 98 والقلائد: 153 والنفح 1: 636. # القلائد والنفح: نعمنا. # القلائد والنفح: شكرك. # ديوان ابن ms0330 المعتز 4: 354 وزهر الآداب: 774. # شروح السقط: 1468. # سترد ترجمته في هذا القسم من الذخيرة. # ب: ونصوص. # ترجمة ابن زيدون في الجذوة: 121، 379 (البغية رقم: 426) والقلائد: 79 ~~والمطرب: 164 والمعجب: 162 والمغرب 1: 63 واعتاب الكتاب: 207 والنفح (في ~~صفحات متفرقة) والخريدة 2: 48 وابن خلكان 1: 139 والوافي 7: 87 ومقدمة سرح ~~العيون، ومقدمة تمام المتون. # ب س: غاية. # ب س: أخبرني. # أبو محمد ابن عبد البر الكاتب، انظر القسم الثالث: 125. # ط: باستجلاب. # في الأصول: أبي محمد؛ وقد جاء في الفهرست العام في مقدمة الذخيرة أبو ~~عمرو، وفي القسم الثاني (نسخة الرباط رقم 1324 الورقة 38ب) أبو عمر، واسمه ~~يوسف ابن جعفر، وكان أبوه جعفر أحد الكتاب صدر الفتنة عند عدد من الملوك، ~~وتوفي جعفر سنة 435. # ب س: الديوان. # ط: تأتي. # ب س: بالنظم الخطير. # هو عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن هشام، أبو محمد ابن المكوي القرطبي، ~~كان أبوه أبو عمر أحمد بن عبد الملك (ترتيب المدارك 4: 635) مولى بني أمية، ~~وكان من أفقه أهل زمانه وأحفظهم لمذهب مالك، وعظم قدره بالأندلس وصار ~~معتمدا لجميع قضاتها وحكامها فيما اختلفوا فيه، توفي منبعث الفتنة البربرية ~~(401) ؛ أما ابنه أبو محمد فقد استقصاه أبو الحزم ابن جمهور سنة 432 ولم ~~يكن من القضاء في ولارد ولا صدر لقلة علمه، ثم صرفه أبو الوليد ابن جمهور، ~~وبقي خاملا حتى أدركته منيته سنة 448 (انظر الصلة: 267 - 268 والمغرب 1: ~~160) . # يتضح من التعليق السابق أن يجن ابن زيدون تم بين 7 محرم 432 و 3 بقين من ~~ربيع الأول 435، وهي الفترة التي تولى فيها ابن المكوي. # ب س: فشفع. # ب س: اصطنع. # هو ادريس بن يحيى بن علي الملقب بالعالي، بويع سنة 434 تم خلعه أهل مالقة ~~سنة 438 (انظر البيان المغرب 3: 217) . # ب س: أمراء. # ب س: والمنفعة. # س: يحصى. # موضع هذه العبارة في ب س: وكيف يصح ذلك وهو منقول عن عمر رضي الله عنه؛ ~~وهي عبارة غريبة في موقعها. # هذه هي الرسالة الجدية، التي شرحها الصفدي في تمام المتون؛ ونصها كما ~~أورده الصفدي ناقلا عن خط ابن ظافر (صاحب ذخائر الذخيرة) يدل على أن ابن ~~بسام يوجز ms0331 كثيرا بالحذف، ويغير بعض التغييرات الطفيفة محافظة على السياق ~~الموجز. # من قول أبي شجرة السلمي وكان من الفتاك (تمام المتون: 186 - 187) . # ورويت رمحي من كتيبة خالد ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا يعني عثمان بن ~~عفان، وفيه إشارة إلى قول حسان (تمام المتون: 191) # ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا البيت للعتبي، ~~انظر تمام المتون: 121. # تمام المتون (264) وعاث العقوق في مواتي. # إشارة إلى قول امرئ القيس: # وانك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب من المثل: " لو غير ~~ذات سوار لطمتني "؛ فصل المقال: 381 والميداني 2: 81 والعسكري 2: 193 ~~(تحقيق أبو الفضل) وفيها: لو ذات سوار. # البيت للبحتري، ديوانه: 1984. # انظر فصل المقال: 127، 486 والميداني 2: 150 والضبي: 79 وتمام المتون: ~~294. # إشارة إلى الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " (الغاشية: 2، 3) . # من قول العباس بن الأحنف: # كنت كأني ذبالة نصبت ... تضيء للناس وهي تحترق من قول أبي تمام: # وإن صريح الرأي والحزم لامرئ ... إذا بلغته الشمس أن يتحولا من قول ~~البعيث (تمام المتون: 313) : # طمعت بليلي أن تريع وإنما ... تقطع أعناق الرجال المطامع فصل المقال: 187 ~~والميداني 1: 160 وتمام المتون: 318. # ب س: زواله. # ب س: يخفى. # ب س والصفدي: ورد منهل بر. # ب س: فنزل. # من قول عمرو بن الاهتم أو حاتم: # أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... ويخصب عندي والزمان جديب ب س والصفدي: ~~ومقيل؛ والبيت لعمرو بن الاهتم من مفضلية له قافية (المفضليات: 249) . # معجم البلدان (منعج) لبعض الأعراب. # ب س: تعلق (اقرأ: بعلق) ؛ وفي تمام المتون: بعقد. # في النسخ: عوز؛ وصوبته عن تمام المتون: 339 إذ فيه إشارة إلى المثل " بدل ~~أعور " انظر الميداني 1: 59 وفصل المقال: 81. # اللفاء: الشيء الخسيس. # البيت لعدي بن الرقاع؛ الشعر والشعراء: 517 وتمام المتون: 340. # فصل المقال: 10 والميداني 2: 54 والعسكري 2: 150 وتمام المتون: 337. # فصل المقال: 202 والميداني 2: 14 وتمام المتون: 341. # البيت للمتنبي، ديوانه: 324. # ب س والصفدي: واكرم غير مكرم؛ وما ثبت هنا فإنما هو من المثل " كدمت غير ~~مكدم "، فصل المقال: 355 والميداني 2: 57. # من قول المتنبي (ديوانه: 513) : # لا تشك إلى خلق فتشتمه ... شكوى ### | ........ # الميداني 1: 191. # من قول بشار: # إذا أيقظتك حروب العدا ... فنبه لها عمرا ms0332 ثم نم ناظر إلى قول بشار: # فبالله ثق إن عز ما تبتغي وقل ... إذا الله سنى عقد أمر تيسرا البيت لأبي ~~تمام، ديوانه 3: 60 وتمام المتون: 366. # الصفدي: ميسرك. # الإشكاء: إزالة الشكوى. # الصفدي: مكان. # الصفدي: أحسن. # الصفدي: بيده ... عليه. # ب س: حتى. # الصفدي: يستكد؛ ب: يستنكر. # ب س: وهي هذه الأبيات، وانظر ديوان ابن زيدون: 278. # ب س: وفق. # ديوان البحتري: 2073. # ديوان أبي تمام 3: 60 وانظر ما سبق: 344. # ديوان ابن الجهم: 45. # ط: من قصيدة. # ديوانه: 250. # في النسخ: إن. # ب: عصر غير محتضر. # ب س: السرى. # ب س: وبات. # أولى مؤنث صفة للفظة " وهجرة "، والهجرة الأولى دليل السابقة؛ وإنما أنبه ~~إلى ذلك لأن محقق الديوان قد وقع في الخطأ لدى شرحه البيت (ص 259) إذ قرأ " ~~أولى " على أنها أفعل تفضيل. # شروح السقط: 119. # س: ومنه قول أبي تمام وقد تقدم إنشاده؛ وانظر ديوانه 3: 280. # ديوان البحتري: 757 - 758 وفيه " عود الأراكة ". # ديوان أبي تمام 2: 99. # اليتيمة 3: 61. # اليتيمة 4: 61. # ديوان ابن الرومي: 563. # ديوان المتنبي: 92. # ط: وإنما أشار إلى. # ب س: ماء. # ب س: عفوه؛ ولم يورده صلاح خالص في مجموع شعره. # ط: وقال من أخرى وهو أيضا بتلك الحال من الاعتقال؛ وانظر ديوان ابن ~~زيدون: 261. # ط: يبكي الحمام على قتلي. # ب س: وغاضها.. بمطلعها. # ط: قرسطت. # ب س: الفتل. # الحسل: ولد الضب؛ ولعله إنما يريد " زلة الحذر " لأن الضب - وهو أبو ~~الحسل - مشهور بالحذر. # ب س: وهذا مأخوذ من قول الآخر. # PageV01P568 # شروح السقط: 976. # ديوانه: 592، ولم يرد البيتان في أصول الديوان، وإنما أوردهما الصفدي في ~~المتون والوافي. # الديوان: 582. # فيه إشارة إلى المثل: " كل مجر في خلاء يسر ". # الديوان: هي البحر. # هكذا قال هنا، ولم يرد من ذلك شيء في الديوان. # الديوان: بسري. # الديوان: لإبانه. # من هنا حتى بداية ولادة سقط كله من ط؛ وهنالك أجزاء من هذا الفصل قد زيدت ~~في الذخيرة بعد ابن بسام، وقد صرح بذلك من زادها؛ ولعل هذا القسم الواقع ~~قبل رسالته إلى أبي بكر ابن مسلم قد زيد لعدم قيامه على الاختيار. # س: مسيرة. # ب س: إليه. # ب ms0333 س: الأمل. # ب س: ما هو ألطف. # ب س: فيه. # س: قلمي؛ وهنا موضع خرم في ب، ضاعت بسببه ورقات. # س: واعتزت. # س: وأبعد. # س: حياء. # ديوان ابن زيدون: 406. # س: ملامي. # المسلمي: نسبة إلى بن مسلمة، وهم بنو الأفطس؛ وفي الديوان: الأسلمي، وهو ~~خطأ. # نهيك: شجاع. # شام: أغمد. # في النسخ: بالظلم. # س: تزل. # ستأتي ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة، وهو: أبو عامر محمد بن عبد ~~الله بن محمد ابن مسلمة الوزير الأديب، مصنف كتاب " الارتياح بوصف الراح "، ~~هاجر من قرطبة إلى إشبيلية ووزر للمعتضد. (انظر المطمح: 23 وعنه النفح 3: ~~544 والمغرب 1: 96 والجذوة: 61 والبغية رقم: 170) . # س: يعتمدك. # س: ومكانتك إليه. # س: السابحة. # أي سهيل والثريا، كما في قول " عمرك الله كيف يلتقيان ". # من قول الشاعر: # وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا س: تكمل. # س: مما ... من. # زيادة من نسخة دار الكتب، ولم يرد في س. # زيادة من نسخة دار الكتب. # س: تتوافى. # في المطبوعة: نسقا، وهي قراءة جيدة. # الضمير في " منه " يعود إلى " الجسم ". # زيادة من نسخة دار الكتب. # واضح أن هذا القسم دخيل على الذخيرة، وقد ورد بعض هذه الرسالة ص: 355 ~~فيما تقدم. # س: يلقى. # س: مورد. # البيتان لابن الرومي، ديوانه: 66. # صدره: إذا ذهب العتاب فليس ود، انظر التمثيل والمحاضرة: 465. # البيت لهمام الرقاشي في البيتان 2: 316، 3: 302، ودون نسبة في التمثيل ~~والمحاضرة: 465. # البيت للقطامي، ديوانه: 35 والتمثيل والمحاضرة: 67. # ورد غير منسوب في البيان 3: 187. # فصل المقال: 347 والميداني 2: 214 والعسكري 1: 93 (أبو الفضل) . # هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه الأنصاري من الأوس، يعرف بذي الشهادتين، لأن ~~الرسول (ص) جعل شهادته بشهادة رجلين (الاستيعاب: 448) . # لأبي نواس، ديوانه 1: 185 (تحقيق فاجنر) وخاص الخاص: 88 والتمثيل ~~والمحاضرة: 80، 434 ونهاية الأرب 30: 80 ورواية الديوان " ليس لله ". # س: قبوله. # إشارة إلى المثل " أحشفا وسوء كيلة " وقد مر ص: 355. # إشارة إلى قول عامر بن الطفيل: " أغدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية ". # نثر قول عبد الله بن الزبير الأسدي: # تخير فأما أن تزور ابن ضابئ ... عميرا وإما أنتزور المهلبا # هما خطتا كره نجاؤك ms0334 منهما ... ركوبك حوليا من الثلج أشهبا تاريخ الطبري ~~2: 872 والشعر والشعراء: 269 والأغاني 13: 432 وطبقات ابن سلام: 176 ~~(الطبعة الثانية) . # س: للغلامة. # لبشار بن برد، ديوانه (جمع العلوي) : 206 وانظر السمط: 932. # صدر بيت لكعب بن زهير؛ وعجزه " وما مواعيدها إلا الأباطيل ". # من قول المكعبر الضبي (أو محرز بن المكعبر) وصدره: وإني لأرجوكم على بطء ~~سعيكم؛ انظر الكامل 1: 80، 81 والحماسة، شرح التبريزي (4: 15 - 16 ط: ~~بولاق) . # لكثير عزة، ديوانه: 103 وروايته " كأني وإياها " وانظر أمالي المرتضى 1: ~~414 ومجموعة المعاني: 142. # من قول أبي خراش الهذلي: # حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض إشارة إلى قول ~~لبيد " ومن يبك حولاص كاملا فقد اعتذر "، أي أنه أدى كل ما في طوقه، ولم ~~يبق إلا أن ينجو فارا من السجن. # عجز بيت؛ وصدره: " احذر محل السوء لا تحلل به "، ينسب إلى عنترة، قال أبو ~~الفرج الأغاني (8: 234) : وهذا البيت لعنترة صحيح لا يشك فيه. # عجز بيت لعروة بن الورد (ديوانه: 40) وصدره: ليبلغ عذرا أو يصيب رغيبة. # من قول الشاعر: # خير إخوانك المشارك في الضر ... وأين الشريك في الضر أينا وتنسب الأبيات ~~لكثير في ترجمته من تاريخ ابن عساكر وفي الذهب المسبوك: 33، انظر ديوانه: ~~492؛ وهي دون نسبة في الصداقة والصديق: 92 وبهجة المجالس 1: 717 والعقد 2: ~~308. # فصل المقال: 67 والميداني 1: 221 والفاخر: 48. # البيت في الكامل 2: 309 والحيوان 5: 181 ولباب الآداب: 240 وعيون الأخبار ~~1: 39 وقال في الكامل إنه لعلي أبي طالب أو إنه كان يكثر التمثل به. # البيت لعدي بن زيد، ديوانه: 93 وهو مثل، انظر فصل المقال: 265، 484 ~~والخزانة 4: 460. # عجز بيت للمتنبي، وصدره: " وبيننا لو رعيتم ذام معرفة ". # البيت لأبي فراس الحمداني، ديوانه: 83. # عجز بيت للمتنبي وصدره: ترفق أيها المولى عليهم. # من أرجوزة لبشار، ديوانه (جمع العلوي) : 85. # ديوان النابغة الذبياني: 78. # يدخل البيت في معلقة عمرو بن كلثوم، انظر الزوزني: 239 وفي رسالة الغفران ~~182 أن البيت لعمرو بن عدي، وانظر الخزانة 3: 162. # ديوان المتنبي: 359. # ديوان أبي تمام 4: 571. # لابن الرومي، ديوانه: 770. # البيتان للأعشى، ديوانه: 80 (برواية مختلفة) وانظر الأول منهما في ~~الحماسة البصرية 2: 61 والثاني في معجم البكري (كبكب) . # زيادة عن نسخة دار الكتب. # من المثل " العوان لا ms0335 تعلم الخمرة "، الميداني 1: 13 والعسكري 2: 38 (أبو ~~الفضل) واللسان (خمر) . # من المثل " ما أشبه الليلة بالبارحة "، فصل المقال: 227 والميداني 2: 152 ~~والعسكري 2: 206 (2: 247 أبو الفضل) والفاخر: 254. # هنا تعود النسخة ب للمشاركة مع س. # عجز بيت للحطيئة وصدره: - " من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ". # ليس من المقطوع به أن يكون هذا الفصل دخيلا، وإن كنت أرجح ذلك، لأن طريقة ~~اثباته لا تشبه طريقة ابن بسام. # ب س: ما أراه. # زيادة من نسخة دار الكتب. # س: أحبائه. # من الواضح أن هذا الفصل اختلط بالنقل من القلائد، وبتكرار شعر مر من قبل، ~~كما أن استئناف الحديث عن علاقة ابن زيدون بالجهاورة بعد أن أشبع المؤلف ~~القول فيه، يدل على أن هذا الفصل دخيل على الذخيرة. # القرح: البياض. # ارتباط الإفاضة بالفور: أي حين يفيض الناس في الحج من عرفات إلى منى، ~~يندفعون بكثرة، والإفاضة سرعة الركض. # هو قيس بن زهير الذي كان يضرب به المثل في الدهاء، وقد جاءته منيته في ~~عمان (انظر الدرة الفاخرة: 201) . # من قول ليلى الأخيلية: # فتى كان أحيا من فتاة حيية ... وأجرأ من ليث بخفان خادر وانظر الدرة ~~الفاخرة: 116. # لم أهتد لمعرفته، وفي تكرير " أدهى " ما يستوقف النظر. # عن أبي زبيد الطائي ومنادمته للوليد بن عقبة انظر الشعر والشعراء: 219 ~~والحاشية. # ما بين أقواس صغيرة موجود نصا في قلائد العقيان: 71. # قد وردت هذه الأبيات فيما تقدم: 383 ولم يكن بابن بسام حاجة لاعادتها. # انظر ما تقدم ص: 391 الحاشية: 3. # إشارة إلى ما قاله الثعالبي في اليتيمة 2: 336 عن القضاة ندماء المهلبي " ~~ويجتمعون عنده في الأسبوع ليلتين على اطراح الحشمة والتبسط في القصف ~~والخلاعة " يغمسون لحاهم في الشراب القطربلي ويرشون به بعضهم بعضا، فإذا ~~أصبحوا عادوا لعادتهم في التزمت والتوقر. # في ب س: وقار يدخل، وصوبته بما يناسب المعنى. # قد مر بعض هذه القصيدة ص: 392. # ديوان ابن زيدون: 152. # الديوان: الشغب الشرقي. # الديوان: نور. # ب س: حمام. # الديوان: 158 وانظر القلائد: 72، ويلاحظ متابعة الرواية كما جاءت في ~~القلائد. # الديوان: بممحوض. # الديوان: ذكرى. # ب س: الفلحا. # الديوان: 564 وقد تكررت أبيات منها في هذه ms0336 الترجمة، وكان من الممكن ~~الاقتصار على ذكرها في موضع واحد، ومن الملاحظ أنها متابعة للقلائد في ~~الأبيات المختار منها. # هذا القول صريح بأن هذا الفصل ليس من صنع بن بسام. # الديوان: 187. # الديوان: قصر. # ب س: أبليه حفظك. # ب س: صروف. # ب س: عهد. # الديوان: 178، والبيتان الأولان لم يردا في أصل الديوان. # الديوان: 165. # شلب (Silves) بلد بالبرتغال في الولاية المعروفة باسم الغرب (Algarve) ~~انظر الروض، الترجمة الفرنسية: 129. # س ب: بدري. # هذا التعيين بأن هذه الأبيات غزل في ولادة مطابق لما في القلائد: 73 ~~وانظر الديوان: 148 فإنها لم ترد في أصول الديوان، وإنما زيدت فيه من ~~المصادر، وانظر المغرب 1: 65. # القلائد: 75 والديوان: 153. # الديوان: هوى. # القلائد: 77 والديوان: 185. # الديوان والقلائد: غدرا. # القلائد: 78 والديوان: 191. # الديوان: وفائك ضلة؛ القلائد: صفائك ضلة. # هذه العبارة وردت نصا في القلائد وبعدها الأبيات: 77؛ وانظر الديوان: ~~190. # انظر القلائد: 78 والديوان: 236ن وهي مثطوعة لم ترد في أصول الديوان، ~~وإنما وردت بذيله منسوبة إلى المعتضد، وقد نسبها صاحب القلائد إلى ابن ~~زيدون، أما ابن بسام فسيوردها للمعتضد في القسم الثاني. # أهم المصادر عن ولادة - إلى جانب الذخيرة - هي الصلة: 657 (وعنها نقل ~~الضبي في البغية رقم: 1595) وما أورده الحجاري في المسهب وعنه نقله صاحب ~~المغرب (وترجمة ولادة قد ضاعت) ، فأما ما جاء من نتف في القلائد فأكثره ~~تخيل أو تخليط؛ وعن هذه المصادر الأربعة نقلت المادة المتوفرة في المطرب: 7 ~~وتمام المتون وسرح العيون: 22 ونزهة الجلساء: 101 ونفح الطيب 4: 205؛ وقد ~~ورد العنوان هذا بهامش ط. # ب س: أوانها. # ط: تختلط. # ط: تختلط. # هذا النص يستوقف النظر، أولا لأنه على لسان ابن زيدون، وثانيا لأنه مصوغ ~~في قالب " مقامة " وأسلوبه لا يشبه أسلوب ابن زيدون أو ابن بسام؛ ومن ~~الغريب أنه ثابت في ط وهي أكثر النسخ اقتصادا. # ط: عبيره. # ديوان ابن زيدون: 377، وتنسب الأبيات في بعض المراجع لولادة. # أثبتهما ناشر ديوانه: 120 على أنهما من شعره، وليس ثمة ما يؤكد ذلك. # ديوانه: 175، وليسا من أصل الديوان. # تمام المتون: 11 وأنيس الجلساء: 102. # ط: وكثرة. # سرح العيون: 23 - 24 والفوات والنفح وأنيس الجلساء. # أثبتت المصادر نماذج ms0337 من هذا الهجاء. # أخبار المستكفي في الجذوة: 25 والبيان المغرب 3: 140 وأعمال الأعلام: 135 ~~والنفح: 1: 432، 437 وبروفنسال 2: 335 ودوزي (Spanish Is) : 583. # ورد نص ابن حيان بصورة موجزة في ط. # ط: الموروية؛ ب س: المرورية؛ البيان: المروزية. # هو أبو محمد ابن حزم. # البيان: والعهر واللعب. # ط: وانثالوا عليه في طلب هذه الخطط وعمروا بابه. # ط: من تلك الخطط. # ب س: قصه. # ط: في طبقات الفقه. # ب س: بعلت. # ط: بلغ أهل الفتوى. # ب س: رجالة. # ط: عبد الرحمن. # قارن بالبيان المغرب 3: 142. # ب س: فلا تسر. # ط: المكفوف. # ترجمة ابن الحناط في الجذوة: 53 (والبغية رقم: 124) والصلة: 640 والتكمة: ~~387 والذيل والتكملة 6: 221 والمغرب 1: 121 والخريدة 2: 297 وطبقات ~~الشافعية 2: 161 والوافي 3: 124 وصفحات متفرقة من نفح الطيب. # ط: وغرة. # الوقذة: الضربة؛ الأميم: المأموم أو المشجوج. # فص ابن حيان شديد الإيجاز في ط. # ط: واهتديناها. # ط: وجعلت. # هذه الرسالة أوردها ابن عبد الملك (6: 224) بتمامها، وهي موجهة إلى ~~الوزير أبي العباس ابن أبي حاتم ابن ذكوان ومعها القصيدة الميمية التالية ~~ليأخذ بمعارضتها أبا عامر ابن شهيد. # ط: تصاب. # الذيل: قصب السبق. # البيت لجرير، ديوانه: 250 والتاج (قنعس) . # الذيل: توسدت. # الذيل: حتى إذا ما أنبهني ... هببت. # ط: في شعر أو شعر. # في النسخ: قصر، والتصويب عن الذيل والتكملة. # الذيل: ديمتها. # الذيل: خلفها. # ديوان المتنبي: 40. # الديوان: الغمد سيفه. # ديوان المتنبي: 127. # الحماني هو أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر العلوي الكوفي، نزل في بني ~~حمان فنسب إليهم، بينه وبين علي بن الجهم مناقضات حول العلويين أو ~~العباسيين، وله مراث في أخيه إسماعيل وفي يحيى بن عمر الثائر العلوي، وكانت ~~وفاته سنة 260 (انظر مروج الذهب 7: 236 - 242 وسمط الآلي: 439 والبصائر 1: ~~236) . # كذا ورد، وهو غير منسجم مع ما قبله وما بعده في التقفية. # ب س: الغرب. # ط: واندرج له في فصول هذه الرسالة عدة مقطعات من شعره، منها قوله. # ب س: فيه. # ب س: بالنجاح. # المغرب 1: 122 والنفح 1: 483 (بيتان) . # المغرب: مرت. # بعض أبياتها في المغرب 1: 123. # ب س: علون. # ب س والمغرب: البث. # ديوان المتنبي: 245. # ديوان المتنبي: 248. # ديوان أبي تمام 3: 27. # المغرب: طبق الأرض؛ ط: طوق. # ط: عليها. # ب ms0338 س: افتن. # ديوان المتنبي: 375. # الذيل والتكملة 6: 222 ومنها أربعة أبيات في الغيث 2: 74. # الذيل: مرادا. # الذيل: انتميت. # الذيل: تعد به علي. # ديوان المتنبي: 162. # ديوان ابن رشيق: 37. # الديوان: ليس يصح. # ب س: مدح. # ديوان ابن الأحنف: 81. # كان أبو الحناط ممن خاف من أبي الحزم ابن جهور بسبب ما شاع عنه من هجائه ~~إياه فلحق ببني حمود (الذيل والتكملة: 222) . # ب س: فاضطلعا. # ب س: في القبر. # ب س: أبقته بدر دجى. # ب س: عن. # ديوان ابن دراج: 180 وقد مر البيت ص: 73. # ط س: الترب؛ ب س: مني عنبرا. # ط: ومعنى البيت الثاني ... الخ. # ديوان المتنبي: 456. # في ط والمقتبس (129) شوش " فاحتل يومه ذلك على نهر شوش "؛ وتحديده إلى ~~الجنوب من قرطبة. # ألبيرة (Elvira) ، انظر الروض المعطار: 39. # المنكب (Almunecar) فرضة صغيرة على البحر تابعة لمركز مطريل (Motril) في ~~منطقة غرناطة، وتبعد مسافة 23 كيلومترا إلى الغرب من مطريل (انظر الروض، ~~الترجمة الفرنسية: 225) . # وقع هذا البيت بعد تاليه في ط. # المغرب 1: 124 والبيان 3: 130. # ط: الرفع؛ المغرب: النصر. # قارن بالبيان المغرب 3: 125 - 129 والإحاطة (ترجمة زاوي بن زيري) ودوزي ~~(Recherches: ج - 1 - الملحق: 15 والملحق: 17) . # البيان: يا حسن؛ ط س ب: يا أحيمر. # ط والبيان: البنت. # البيان: وقتل. # ب: المبارك. # ب: أغراء مبارك على. # ب: المعسكر. # ب س: وحلفاءهم. # حدثت بزوائد في شرحها ... في القتال: لم يرد هذا في ط، ولا وجود له في ~~البيان المغرب. # زاد في س: فتجدد لذلك اثر الفتح عليه، (اقرأ: فتحدث بذلك ... ) . # البيان: حازه؛ ط: قشمه (اقرأ: قسمه أو قمشه) . # س ب: أعماله. # ط: محنهم. # س ط: جنه. # ط: وتلوم ابنه حلالي بغرناطة. # ب س: حاجاته. # ط: بائي؛ ب س: نائبي، وصوبته بحسب المعنى. # ب س: يفترقون عنهما؛ والنابان أحدهما حبوس والثاني هو محمد بن عبد الله ~~البرزالي؛ وافتر عن نابه: كشف عنه. # كذا في ب س دون ط، والمشهور أن التيجان لوهب بن منبه، غير أن هذا لا يمنع ~~أن يكون لابن دريد كتاب بهذا الاسم. # ب س: طويل. # س: الحجاب. # ط: الرجولة. # ب س: مشهورة. # محمد بن الخير بن خرز الزناتي ms0339 خاض حربا ضد صنهاجة بقيادة زيري فقتل زيري، ~~ثم إن يوسف بن زيري أراد الثأر من زناتة وغلب محمد بن الخير وهزمه (سنة ~~360) وحين وجد محمد أن يوسف قد أحاط به انتحر (البيان المغرب 2: 243) . # قارن بما جاء في السمط: 862 - 864 والاقتضاب: 50 والعقد 2: 468 - 469 ~~وفصل المقال: 4 - 6 والخزانة 4: 168 والبيان 2: 181 - 182 وزهر الآداب: 21 ~~وكنايات الثعالبي: 56 - 58 فقد ورد فيها معظم هذه القصص المتصلة بالتعريض. # البيتان للأخطل، ديوانه: 132 وفيه: تنق بلا شيء. # البيان والعقد: وقميص. # ط: ومر على فاس من العرب فيهم نميري وتميمي رجل. # ط: تعير بالسخينة. # ب س: غير منكرة. # لم يرد الخبر في ط؛ وانظر مسند أحمد 6: 372. # انظر الزهرة: 11 - 112 والأغاني 8: 107 والشعر والشعراء: 348. # ط: ومن المعاريض ما حكي عن جميل أنه زار ... # ط: والموكل مرسل، وانظر ديوان كثير: 452. # انظر الأغاني 12: 144. # البيت لمحمد بن أمية، كما ذكر في الأغاني. # لأبي العتاهية، ديوانه: 583. # ط: غلام. # ط: وقيل إن فيها. # قال الميداني (1: 9) إنه من كلام عمران بن حصين؛ وروي عن مطرف بن عبد ~~الله بن الشخير (طبقات ابن سعد 7: 144) ورفعه البكري في السمط: 240 إلى ~~الرسول (ص) ؛ وانظر فصل المقال: 4. # هنا وقع خرم في ب ضاعت بسببه ورقات. # انظر الأغاني 21: 78 - 79. # ديوانه: 143. # س: علي وعلي لئن لم تخبروني لأقتلكم. # في النسخ: زيد، وهو خطأ؛ وحارثة بن بدر الغداني كان جليس زياد (انظر ~~ترجمته في الأغاني 23: 444 - 500 وقد وردت القصة ص: 482) . # ترجمة عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن ماء السماء في الجذوة: 274 ~~(البغية رقم: 1123) والصلة: 426 وأدباء مالقة: 145 (مخطوطة خاصة) وصفحات ~~متفرقة من نفح الطيب، وله مقطعات شعرية في كتاب التشبيهات، وانظر أيضا ~~الفوات 2: 149 وقد أورد له ابن شاكر موشحتين؛ إلا أن الصفدي نسب إحداهما ~~إلى محمد ابن عبادة القزاز (الوافي 3: 189) . وقد كان عبادة أحد تلامذة ~~اللغوي المشهور أبي بكر الزبيدي، وقد ألف كتابا في أخبار شعراء الأندلس ~~(النفح 3: 173) وعن هذا الكتاب ينقل ابن سعيد في المغرب؛ وترجم له ابن ~~خاقان في المطمح: 84 ترجمة موجزة (وعنه النفح 4: 52) وانظر المسالك 11: ~~397. # س: يتعلق بذكره. # الفوات: وأحكم. # قوله: وكانت صنعة التوشيح ... حسناته: النص في ms0340 كتاب أدباء مالقة نقلا عن ~~كتاب الأصبغ. # ط: حمود؛ وهو محمد بن محمود القبري عند الحميدي (الجذوة: 86) . # هذه اللفظة غير واضحة تماما في نسخة الذخيرة س؛ وقد سقط النص كله في ط ~~ابتداء من قوله: ثم نشأ ... في المركز؛ ولهذا أثبت ما جاء في الفوات. # ط: وهي أوزان. # س: كتابنا هذا. # ط: حكى أبو عبد الله الحميدي عن الفقيه أبي محمد ابن حزم؛ وانظر الجذوة: ~~274. # س: التاريخ. # انظر الجذوة، ومنها بيتان في المسالك. # الفوات 2: 149 وفي الغيث 1: 97 منها بيتان. # الفوات: صديقك. # الفوات: أنواعا. # س: إذ لست أنت معي. # س: بالشرك. # س: ببعض. # س: هذه القطعة. # ط: وأنشد له أبو عامر بن مسلمة في كتابه قال أنشدني. # الفوات 2: 150 والمسالك 11: 398. # انظر الفوات والمسالك. # ط: الحسن ساق بحسن خلخال. # س: ظريف. # كري المنتشي من: هذه قراءة تقديرية. # الفوات: 150 والمسالك. # هنا تنتهي النسخة س، والخرم ما يزال مستمرا في ب؛ ولهذا يصبح أكثر ~~الاعتماد على ط م، وستعامل م على أنها أوسع نصا من ط، وتثبت قراءاتها دون ~~إشارة إلى ما تزيد به على ط. # في ط م: اغتبق لي، والتصويب عن الفوات. # نسخة التيمورية: " من معانيه المخترعة وألفاظه المبتدعة ". # ط: تحليل. # ديوان المتنبي: 386. # البيتان في المسالك 11: 398. # ديوان المتنبي: 247 - 248. # ط: أخو. # ديوان المتنبي: 292. # النتف: 112. # ديوان المتنبي: 291. # ديوان المتنبي: 381. # شروح السقط: 612. # منها أربعة أبيات في المسالك 11: 398. # المسالك: ولا عصي. # انظر ما تقدم ص: 43. # هو يزيد بن محمد المهلبي، انظر مروج الذهب 7: 280 والسيوطي: 378. # ترجمته في القسم الثالث: 251. # ديوان مسلم بن الوليد: 149. # ديوان المتنبي: 270. # قارن بالبيان المغرب 3: 124 - 131 وخاصة ص: 130؛ والنص في ط موجز، ولهذا ~~تم اعتماد كثير من زيادات م. # ط: المواطات. # البيان التقوية. # م: واستضم. # م: عليه. # ط: وأمر القاسم يضعف إلى أن فر. # م: الطرفين. # هنا تنتهي الخرم في النسخة ب. # ط: تبدأ هذه الفقرة بقوله " وكتب له أحمد ... الخ ". # ط: وقرب جعفر ... الخ. # م: بهذا الوضيع. # ط: أهل اللب. # ط: فقدما. # ط: إلى الخليفة. # تقدم التعريف بهما. # ط: بعزمي. # م ب: احطته. # ورد الخبر شديد ms0341 الإيجاز في ط، ولذلك أبث رواية م ب في المتن، وهذه رواية ~~ط: " ثم فر يحيى بن علي عن قرطبة أيضا، وجيء بعمه القاسم بن حمود، وصرف إلى ~~الخلافة بها كرة ثانية، فانبعث من ذلك فتنة عاثت في الناس معاثها، فجلس ~~القاسم على سرير الملك بقصر قرطبة كرة أخرى في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة ~~فبان الاختلال، إلى أن اتفق الناس على خلعه في جمادي من العام الداخل، ~~فارتفعت بزواله عن قرطبة دولة آل حمود بعد وقعة للبرابرة على أهلها بالمرج ~~باد فيها جماعة منهم. ثم انصرفت الكرة على البرابرة فقتلوا قتلا ذريعا، ~~وارتحلوا عن قرطبة، وجاء القاسم مفلولا إلى إشبيلية، وكان خلف بها ولده ~~محمد بن القاسم، فوثب أهل إشبيلية عليه. وجاء القاسم بعد والناس يقاتلون ~~ابنه بالقصر، قرضي القاسم منهم بإسلامه مع من معه، فعاقدوه على ذلك. وخرج ~~ابنه وأهله، ورحل بهم إلى شريش. وملك إشبيلية القاضي محمد بن إسماعيل بن ~~عباد، فحارب يحيى عمه القاسم بشريش، وحاصره إلى أن حمله مقيدا أسيرا إلى ~~مالقة في خبر طويل ". # ترجمة ابن برد الأصغر في الجذوة: 107 (البغية رقم: 354) والمغرب 1: 86 ~~والمطمح: 24 ومعجم الأدباء 2: 106 والمسالك 8: 311 ونفح الطيب 3: 545 (عن ~~المطمح) وصفحات أخرى. # من أول الفصل لم يرد في ط؛ وفي موضعه: " فرأينا أن نمد ... ". # ط: ونعقد. # ب م: ومناقبه الغر. # ط: الابلة. # ط: طوا من مداد اية. # ب م: أدهى. # ب م: غفلة. # ب: ثواء. # فما زلنا ... علينا: سقط من ط؛ وموضعه: " وفي فصل منها ". # ط: الأدب. # ب م: ورسم. # ب م: وللآداب. # ب م: بعصمته. # ديوان أبي تمام 1: 276. # ط: عرف. # ب م: ما حضر. # ب م: الإنسان؛ والإشارة إلى قول أبي تمام: # ويسيء بالاحسان ظنا لا كمن ... هو بابنه ويشعره مفتون نقل ابن سعيد بعض ~~هذه التحميدات في المغرب. # ب م: فقهر. # ب م: توارى. # ب والمغرب: الشعب؛ م: الشعث. # ب م والمغرب: ليل. # ب م: العالم. # م: تغاير. # ب م: روحانيات. # المغرب: بالثار؛ في النسخ: النار. # حق لفظة " فصل " أن تسقط ms0342، لأن ما يجيء ليس تحمدا وإنما هو تال للتحميد، ~~وكذلك جاء في المغرب. # ط: أوتيت. # المغرب: لم يشأ. # المغرب: وأخمد. # ب م: وعطف. # اختار في المغرب بعض هذه الفصول. # ب م: السبل. # ب م: يفضي. # ب م: غب وابل. # ب م: فيها ... منها. # ب: يطير بها عن موقعها. # ب م: سليما. # ط: مفتاحه. # ب م: حلى. # المغرب: والطرس. # المغرب: القراءة. # ب م: كتب. # سقط هذا الفصل وثلاثة فصول بعده، من النسخة ط. # ب: المنحازين. # زيادة تقديرية لالتئام السياق. # ب م: حرة. # ب م: تراءت. # ب م: أمان آخر؛ وانظر المغرب: 88 حيث نقل هذا الأمان. # المغرب: تنفرج. # ب: عليكم ملتقى. # ب م: المعالين (اقرأ: المقالين) ؛ المغرب: العاصين. # ط: تحوجنا. # ب م: أعضاءهم. # انظر المغرب: 88. # ب م: أقصى. # ب م: وأذبل. # ب م: دقائق. # ب م والمغرب: نلتمح. # المغرب: ألوية. # انظر المغرب: 89. # ط: خلوت. # المغرب: المقال. # المغرب: در. # الأبيات في الجذوة والمطمح: 3 والنفح: 546. # ديوان ابن الرومي: 137. # ط: ينشق. # ب م: لبسة. # تجيء ترجمته في القسم الرابع. # سيترجم له ابن بسام في هذا القسم ويكرر البيتين وبيتي الحلواني أيضا. # ديوان أبي نواس: 362. # ط: وما لي. # سترد ترجمته والأبيات في هذا القسم. # ب م: الملاحظ. # ديوان ابن هانئ: 362. # أورد ابن ظافر البيتين الثاني والثالث منها في بدائع البدائه: 253 ~~ونسبهما لابن خفاجة. # يستشهد به ابن بسام كثيرا، وانظر ديوان المتنبي: 540. # ب م: كأنه قد ذهب بقوله: " قد هم فيه الآس أن ينبتا ". # الأوراق للصولي: 231. # ط: نم أو هم. # الصولي: ألحاظه. # ب م: نم أو هم