######OpenITI# #META# 000.SortField :: Shamela_0001035 #META# 000.BookURI :: #0542.IbnBassamShantarini.Dhakhira #META# 010.AuthorAKA :: NODATA #META# 010.AuthorNAME :: أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني (المتوفى: 542هـ) #META# 011.AuthorBORN :: NOTGIVEN #META# 011.AuthorDIED :: 542 #META# 019.AuthorDIED :: NODATA #META# 020.BookTITLE :: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة #META# 020.BookTITLESUB :: NODATA #META# 021.BookSUBJ :: التراجم والطبقات #META# 022.BookVOLS :: 8 #META# 025.BookLANG :: NODATA #META# 029.BookTITLEalt :: NODATA #META# 030.LibURI :: Shamela_0001035 #META# 030.LibURIextra :: NODATA #META# 031.LibREADONLINE :: http://shamela.ws/browse.php/book-1035 #META# 031.LibURL :: http://shamela.ws/index.php/book/1035 #META# 031.LibURLFILE :: NODATA #META# 031.LibURLextra :: NODATA #META# 040.EdALL :: NODATA #META# 040.EdEDITOR :: إحسان عباس #META# 041.EdNUMBER :: NODATA #META# 041.EdNumber :: NODATA #META# 043.EdPUBLISHER :: الدار العربية للكتاب، ليبيا - تونس #META# 044.EdPLACE :: NODATA #META# 045.EdYEAR :: 1 - الطبعة: 1، 1981 :: 2 - الطبعة: 1، 1978 :: 3 - الطبعة: 1، 1978 :: 4 - الطبعة: 2، 1981 :: 5 - الطبعة: 1، 1981 :: 6 - الطبعة: 2، 1981 :: 7 - الطبعة: 1، 1979 :: 8 - الطبعة: 1، 1979 #META# 049.EdISBN :: NODATA #META# 049.EdPAGES :: NODATA #META# 049.EdPHYSICAL :: NODATA #META# 049.EdVOLUME :: NODATA #META# 090.RecMISC :: NODATA #META# 999.MiscINFO :: NODATA #META#Header#End# # PageV00P000 # مقدمة التحقيق # بين ابن بسام في مقدمة كتاب الذخيرة أنه قد جعله أربعة أقسام، على النحو ~~الآتي: ### | 1 - # القسم الأول: لأهل حضرة قرطبة وما يصاقبها من بلاد موسطة الأندلس. ### | 2 - # القسم الثاني: لأهل الجانب الغربي من الأندلس وذكر أهل حضرة إشبيلية وما ~~اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط. ### | 3 - # القسم الثالث: لأهل الجانب الشرقي من الأندلس. ### | 4 - # القسم الرابع: لمن طرأ على جزيرة الأندلس من شعراء وكتاب، ولبعض مشهوري ~~المعاصرين ممن نجم بإفريقية والشام والعراق. # وبين سنتي 1939 1942 ظهر القسم الأول من الكتاب، في مجلدين، بعناية لجنة ~~من المحققين ولجنة من المشرفين على التحقيق؛ وفي سنة 1945 ظهرت قطعة من ~~القسم الرابع. ثم توقفت اللجنة المضطلعة بتحقيق الكتاب عن متابعة عملها ~~فيما يبدو لظروف وأسباب مختلفة، وكان في ذلك التوقف، خسارة كبيرة لدارسي ~~الأدب الأندلسي وطلابه، لأن الذخيرة أولا من أهم مصادر ذلك الأدب، ولأنه ~~ليس من السهل ثانيا على كل دارس أن يحصل على أصولها الخطية، ثم لأن تلك ~~الأصول ثالثا ليست ميسرة للقراءة على نحو مباشر طيع. # PageV01P001 # لهذا وجدت أن تحقيق الذخيرة على صعوبته أمر ضروري، وأخص منها القسمين ~~الثاني والثالث، وما تبقى من القسم الرابع؛ فهذا هو القدر الذي لم يظهر من ~~الكتاب مطبوعا حتى اليوم؛ وقد بدأت التحقيق بحسب وفرة الأصول الخطية لكل ~~قسم، وكان القسم الثالث أوفرها حظا، ويليه في ذلك القسم الثاني، ولهذا عملت ~~في تحقيقهما بهذا الترتيب، مرجئا النظر في القسم الأول، لأنه قد طبع ~~وتداولته الأيدي منذ زمن؛ ولكن رغبة الدارسين في أن يروا جميع أجزاء ~~الذخيرة محققة بكاملها متناسقة في اكتمالها متجانسة في سماتها العامة ~~المشتركة ألزمتني بإعادة النظر في هذا القسم الأول؛ وهكذا كان. # وأبادر لأقرر مخلصا أن أعضاء اللجنتين اللتين تولتا هذا العم تحقيقا ~~وإشرافا قد بذلوا في إخراجه من العناية ما يستحق كل تقدير؛ أقول هذا وأنا ~~قد اطلعت على أصول الذخيرة ووقفت على مدى ما فيها من صعوبة ناشئة عن حال ~~النسخ نفسها، وعما فيها من كثرة الخلافات في القراءة؛ ومن التفاوت ms0001 الشديد ~~بين ما تثبته نسخة وما تثبته أخرى، ومن تعرض بعض تلك النسخ لتدخل أيد ~~وأقلام أخرى في سياقها غير يد المؤلف وقلمه. فإذا أضيف إلى ذلك أنني على ما ~~بذلت من محاولات ودراسات لم أستطع أن أزيد على الأصول التي اعتمدتها اللجنة ~~السابقة في تحقيق هذا القسم الأول، وجد القارئ أن النص لم يبتعد كثيرا عما ~~جاء عليه في الطبعة السابقة، وإن كنت أقدر أن تفاوت النسخ، سيكون مدعاة في ~~المستقبل إذا تم كشف شيء منها مجالا لزيادات مفيدة ولقراءات جديدة. # ومهما يكن من شيء، فإن عدم توفر أصول جديدة لم يوقف بذل الجهد في اتجاهات ~~أخرى، وأرجو ألا يؤخذ قولي مأخذ الدعوى حين أقول أنني قد منحت هذه الطبعة ~~مميزات كثيرة: فقد صححت عددا غير قليل من أخطاء القراءة، وعرفت بالأعلام ~~والأماكن حيث كان ذلك ضروريا، وشرحت لألفاظ التي تتطلب شرحا وخاصة بعض ~~المصطلحات الأندلسية مثل حنبل # PageV01P002 # وطولق وقلبق وما أشبه ذلك من ألفاظ غير مألوفة أو معرفة لدى المشارقة، إذ ~~قد يستغرق البحث عن معانيها وقتا طويلا لا يتيسر لكل قارئ، كما وفقت إلى ~~تخريج كثير من الشواهد الشعرية التي أدرجها المؤلف في الكتاب، واتبعت نهجا ~~مختلفا في تمييز الأصيل من الدخيل في نص الكتاب، وراجعت النص على المصادر ~~التي استمدت من الذخيرة، وعلى سائر المصادر الأندلسية التي طبعت بعد صدور ~~ما طبع منها. # أما النسخ التي اعتمدتها فهي أيضا تنقسم في فئتين مثلما كانت الحال في ~~أصول القسم الثالث، وتضم الفئة الأولى: ### | 1 - # نسخة الخزانة العامة بالرباط رقم 1324 (ورمزها: ط) ، وعدد أوراقها 167 ~~ورقة، في كل صفحة منها 29 سطران ومسطرتها 23.5 × 16؛ وهي مكتوبة بخط مغربي ~~جميل واضح، ولكنها لا تحمل تاريخا للنسخ، وهي قريبة الشبه بالنسخة (ط) التي ~~وصفتها في مقدمة القسم الثالث، وإن لم يكن الخط فيهما واحدا بالضرورة؛ وهذا ~~الشبه بين النسختين قد يحمل على القول بأن (ط) تنتمي إلى القرن الحادي عشر، ~~وأقدم التملكات المؤرخة المكتوبة على الورقة الأولى منها تحمل تاريخ أوائل ~~شعبان 1019 حين دخلت ms0002 في ملك محمد ابن أحمد بن محمد الشريف الحسني، ثم باعها ~~هذا المالك إلى سيدي محمد بن عبد الملك بن عبد الله في رمضان المعظم سنة ~~1021. ### | 2 - # نسخة دار الكتب الملكية بالقاهرة وعدد أوراقها 197 ورقة، وفي الصفحة ~~الواحدة 25 سطرا، ومسطرتها 25 × 13 وقد تم نسخها سنة 1229. # وهاتان المخطوطتان متشابهتان في حالتي الزيادة والنقص في النص مما يرجح ~~أنهما مأخوذتان عن أصلين متقاربين، وإذا تميزت نسخة دار الكتب القاهرية في ~~بعض القراءات عن (ط) فهذا التميز لا قيمة له في الغالب، وقد تلتقي هذه ~~النسخة مع نسخ الفئة الثانية الآتي وصفها في بعض القراءات، وفي هذا أيضا ما ~~يجعل قيمتها ثانوية، لأنها لا تتمتع بالزيادات التي تتمنع # PageV01P003 # بها نسخ الفئة الثانية إلا في موطن واحد، حيث يفترق عن (ط) على نحو لافت ~~للانتباه وذلك في إيراد أبيات زائدة عما هي في (ط) في ترجمة ابن زيدون، ~~واشتراكها مع نسخ الفئة الثانية في إيراد نص دخيل على الذخيرة هو رسالة ابن ~~زيدون لأبي بكر بن مسلم، بل إنها في هذه الرسالة تنفرد عن نسخ الفئة الأخرى ~~ببعض عبارات أدرجتها بين حاصرتين من هذا النوع مشيرا في الحاشية إلى مصدر ~~الزيادة؛ ولقلة الاعتماد على هذه النسخة لم أضع لها رمزا خاصا. # وأما الفئة الثانية فإنها تضم النسخ الآتية: ### | 1 - # نسخة باريس رقم: 3321 (ورمزها: س) وتقع في 125 ورقة، عدد سطور كل صفحة 23 ~~سطرا، ومسطرتها 22 × 13 وهي مكتوبة بخط مغربي، وفيها أخطاء وأوهام كثيرة، ~~وليس هناك ما يدل على تاريخ نسخها. ### | 2 - # نسخة المكتبة التيمورية ورمزها (م) ، وتتألف من 225 ورقة، في كل صفحة 26 ~~سطرا، ومسطرتها 20 × 13 دون تاريخ أيضا، وخطها مغربي. ### | 3 - # نسخة خاصة كانت في ملك الأستاذ ليفي بروفنسال (ورمزها: ب) ، عدد ورقاتها ~~104، وعد الأسطر في كل صفحة 33، ومسطرتها 24 × 17، وخطها مغربي مزود ببعض ~~الشكل، إلا أن الخروم فيها كثيرة. # وتعد هذه النسخ الثلاث متقاربة لأنها قد تميزت عن الفئة الأولى بزيادات ~~كثيرةن وتجيء هذه الزيادات في ثلاثة أنواع: أولها ورود النصوص المنقولة عن ~~ابن حيان فيها على نحو تفصيلي لا يتوفر في ms0003 الفئة الأولى من النسخ حيث يرد ~~النص موجزا بشكل واضح؛ وثانيها: ورود رسائل وأشعار لا يستبعد أن يكون ابن ~~بسام هو الذي زادها؛ وثالثها: كثرة الدخيل فيها مما قام بإضافته شخص (أو ~~أشخاص) بعد عهد المؤلف، وكان أحد الذين زادوا بعض النصوص مطالعا على مسودات ~~ابن بسام. # PageV01P004 # وقد كان منهجي في التحقيق قبول أوسع الصور في النسخ وأكثرها تفصيلا، ~~ولهذا اعتبرت أن كل نص تنفرد به النسخ (ب س م) فإنه لا يميز بإشارة لأن ذلك ~~يعني إثقال الحواشي في كل صفحة بفروق لا تكاد تحصر، فأما إذا كان النص من ~~زيادات (ط) فإنه يوضع بين معقفين على هذه الصورة [] . والعيب في هذه ~~الطريقة أن القارئ لن يتصور مدى ما ينقص النسخة (ط) أو مدى ما تتمتع به ~~النسخ (ب س م) من زيادات ولكن هذا عيب شكلي خالص، إذ أن إقامة نص سليم هو ~~الهدف الأهم والأكثر جدوى. فأما ما أقطع يقينا بأنه من الدخيل على نص ~~الذخيرة فأني أبقيه في موضعه مميزا له باختيار حرف طباعي أصغر حجما من حرف ~~النص الأصلي؛ ولاختياري هذا المنهج وجدت من الضروري أن أرد الرسائل التي ~~أضيفت إلى ترجمة كل من ابن برد والبزلياني إلى مواضعها بعد أن كانت لجنة ~~التحقيق التي قامت بإصدار هذا القسم من قبل قد انتزعتها من موضعها وجعلتها ~~ملحقا بآخر الكتاب، وقد كان عمل اللجنة في هذه الناحية غير قائم على منهج ~~موحد، فهناك مثلا زيادات دخيلة في ترجمة ابن زيدون تركت في موضعها، ولم ~~تفرد في ملحق خاص. # وقد أهملت لدى مقارنة النسخ قراءات واضحة الخطأ، إذ لا ضرورة لإثقال ~~الحواشي بها؛ وأثبت في المتن أصح القراءات في نظري ووضعت ما يعد في الدرجة ~~الثانية من حيث الصحة أو من حيث احتمال الصحة في الحاشية، وهذا أمر ذاتي ~~اجتهادي لا يمكن تعليله في كل مرة. وكل ما زدته في المتن اجتهادا من عند ~~نفسي أو اعتمادا على المصادر فقد وضعته بين حاصرتين على هذا الشكل دون ms0004 أن ~~أشير إلى ذلك في كل مرة، وذلك تمييزا لهذا النوع من الزيادات عن الزيادات ~~المستمدة من النسخة القاهرية، فإنها مشفوعة دائما بالإشارة إلى مصدرها. # وبما أن الذخيرة عمل ضخم قد يستغرق سنوات فقد وجدت من الخير # PageV01P005 # الإسراع بعمل فهرست خاص بكل قسم، (وكل قسم يقع في جزءين متسلسلي الترقيم) ~~بدلا من إرجاء الفهرسة حتى يتم ظهور الأجزاء جميعا. على أني أرجو أن أخصص ~~جزءا تاسعا للاستدراكات العامة والتعليقات وبعض الفهارس الفنية التي تيسر ~~الإفادة من هذا الكتاب القيم؛ كذلك أرجو أن يكون هذا الجزء الأخير مجالا ~~لدراسة مؤلف الكتاب، ومنزلته الأدبية، وقيمة كتابه من النواحي التاريخية ~~والأدبية والنقدية، وهي دراسة لا يمكن أن تتم على الصورة الشاملة المرضية ~~قبل اكتمال أجزاء الكتاب تحقيقا ونشرا. # وأود في ختام المقدمة أن أتقدم بالشكر إلى الدار العربية للكتاب، التي ~~أخذت على عاتقها بذل كل جهد ممكن لوضع " الذخيرة " في متناول الدارسين ~~والقراء، خدمة منها للتراث العربي بعامة وللتراث المغربي بخاصة، وأن على ~~يقين من أن الدراسات في الأدب الأندلسي ستجد في الذخيرة مجالا خصبا لا ~~يدانيه في غناه واتساعه أي مصدر آخر، وأن وجود الذخيرة في أيدي الدارسين ~~محققة، لن يجعل الإفادة منها أمرا جزئيا محدودا تحول دون اتساع مداه صعوبة ~~النسخ الخطية؛ ولهذا أكاد أسكت صوت الاعتذار عما قد يكون تسرب إلى هذه ~~الطبعة من خطأ أو وهم، بعد أن استفرغت جهد الطاقة. ومن الله أستمد العون، ~~وإليه أبرأ من الزهو والدعوى، وعليه أتوكل وبه أستعين. # بيروت في آب (أغسطس) 1975. # إحسان عباس # PageV01P006 # بسم الله الرحمن الرحيم # قال أبو الحسن علي بن بشام الشنتريني الأندلسي، رحمه الله: # أما بعد حمد الله ولي الحمد وأهله، والصلاة على سيدنا محمد خاتم رسله، ~~فإن ثمرة هذا الأدب، العالي الرتب، رسالة تنثر وترسل، وأبيات تنظم وتفصل؛ ~~تنثال تلك انثيال القطار، على صفحات الأزهار، وتتصل هذه اتصال القلائد، على ~~نحور الخرائد؛ وما زال في أفقنا هذا الأندلسي القصي إلى وقتنا هذا من فرسان ~~الفنين، وأئمة النوعين، قوم ms0005 هم ما هم طيب مكاسر، وصفاء جواهر، وعذوبة موارد ~~ومصادر؛ لعبوا بأطراف الكلام المشقق، لعب الدجى بجفون المؤرق، وحدوا بفنون ~~السحر المنمق، حداء الأعشى ببنات المحلق؛ فصبوا على قوالب النجوم، غرائب ~~المنثور والمنظوم؛ وباهوا غرر الضحى والأصائل، بعجائب الأشعار والرسائل: ~~نثر لو رآه البديع لنسي اسمه، أو اجتلاه ابن هلال لولاه حكمه؛ ونظم لو سمعه # PageV01P011 # كثير ما نسب ولا مدح، أو تتبعه جرول ما عوى ولا نيح؛ إلا أن أهل هذا ~~الأفق، أبوا إلا متابعة أهل الشرق، يرجعون إلى أخبارهم المعتادة، رجوع إلى ~~قتادة؛ حتى لو نعق بتلك الآفاق غراب، أوطن بأقصى الشام والعراق ذباب، لجثوا ~~على هذا صنما، وتلوا ذلك كتابا محكما؛ وأخبارهم الباهرة، وأشعارهم السائرة، ~~مرمى القصية، ومناخ الرذية، لا يعمر بها جنان ولا خلد، ولا يصرف فيها لسان ~~ولا يد. فغاظني منهم ذلك، وأنفت مما هنالك، وأخذت نفسي بجمع ما وجدت من ~~حسنات دهري، وتتبع محاسن أهل بلدي وعصري، غيرة لهذا الأفق الغريب أن تعود ~~بدوره أهلة، وتصبح بحاره ثمادا مضمحلة؛ مع كثرة أدبائه، ووفور علمائه؛ ~~وقديما ضيعوا العلم وأهله، ويا رب محسن مات إحسانه قبله؛ وليت شعري من قصر ~~العلم على بعض الزمان، وخص أهل المشرق بالإحسان - # وقد كتبت لأرباب هذا الشأن، من أهل الوقت والزمان، محاسن تبهر الألباب، ~~وتسحر الشعراء والكتاب. ولم أعرض لشيء من أشعار # PageV01P012 # الدولة المروانية، ولا المدائح العامرية؛ إذ كان ابن فرج الجياني قد رأى ~~رأيي في النصفة، وذهب مذهبي من الأنفة؛ فأملى في محاسن أهل زمانه " كتاب ~~الحدائق " معارضا ل - " كتاب الزهرة " للإصبهاني، فأضربت أنا عما ألف، ولم ~~أعرض لشيء مما صنف. ولا تعديت أهل عصري، ممن شاهدته بعمري، أو لحقه بعض أهل ~~دهري؛ إذ كل مردد ثقيل، وكل متكرر مملول، وقد مجت الأسماع: " يا درا مية ~~بالعلياء فالسند "، وملت الطباع: " لخولة أطلال ببرقة ثهمد "؛ ومحت: " قفا ~~نبك " في يد المتعلمين، ورجعت على ابن حجر بلائمة المتكلفين؛ فأما " أمن أم ~~أوفى "، فعلى آثار من ذهب العفا. أما آن أن يصم صداها ms0006، ويسأنم مداها - وكم ~~من نكتة أغفلتها الخطباء، ورب متردم غادرته الشعراء، والإحسان غير محصور، ~~وليس الفضل # PageV01P013 # على زمن بمقصور؛ وعزيز على الفضل أن ينكر، تقدم به الزمان أو تأخر، ولحى ~~الله قولهم: الفضل للمتقدم، فكم دفن من إحسان، وأخمل من فلان. ولو اقتصر ~~المتأخرون على كتب المتقدمين، لضاع علم كثير، وذهب أدب غزير. # وقد أودعت هذا الديوان الذي سميته ب - " كتاب الذخيرة، في محاسن أهل هذه ~~الجزيرة " من عجائب علمهم، وغرائب نثرهم ونظمهم، ما هو أحلى من مناجاة ~~الأحبة، بين التمنع والرقبة، وأشهى من معاطاة العقار، على نغمات المثالث ~~والأزيار؛ لأن أهل هذه الجزيرة - مذ كانوا - رؤساء خطابة، ورؤوس شعر ~~وكتابة، تدفقوا فأنسوا البحور، وأشرقوا فباروا الشموس والبدور؛ وذهب كلامهم ~~بين رقة الهواء، وجزالة الصخرة الصماء، كما قال صاحبهم عبد الجليل ابن ~~وهبون يصف شعره: # رقيق كما غنت حمامة أيكة ... وجزل كما شق الهواء عقاب على كونهم بهذا ~~الإقليم، ومصاقبهم لطوائف الروم؛ وعلى أن بلادهم آخر الفتوح الإسلامية، ~~وأقصى خطى المآثر العربية؛ ليس وراءهم وأمامهم إلا البحر المحيط، والروم ~~والقوط؛ فحصاة من هذه حاله ثبير، وثمده بحر مسجور؛ وقد حكى أبو علي ~~البغدادي الوافد على الأندلس في زمان بني مروان قال: لما وصلت القيروان ~~وأنا أعتبر من # PageV01P014 # أمر به من أهل الأمصار، فأجدهم درجات في الغباوة وقلة الفهم بحسب تفاوتهم ~~في مواضعهم منها بالقرب والبعد، حتى كأن منازلهم من الطريق هي منازلهم من ~~العلم محاصة ومقايسة. قال أبو علي: فقلت: إن نقص أهل الأندلس عن مقادير من ~~رأيت في أفهامهم، بقدر نقصان هؤلاء عمن قبلهم، فسأحتاج إلى ترجمان، بهذه ~~الأوطان. # قال ابن بسام: فبلغني أنه كان يصل كلامه هذا بالتعجب من أهل هذا الأفق في ~~ذكائهم ويتغطى عنهم عند المباحثة والمفاتشة، ويقول لهم: إن علمي علم رواية، ~~وليس بعلم دراية، فخذوا عني ما نقلت، فلم آل لكم أن صححت. هذا مع إقرار ~~الجميع له يومئذ بسعة العلم وكثرة الروايات، والأخذ عن الثقات؛ ولولا أن كل ~~معنى معترض، يزيح سهمي عن ms0007 ثغرة الغرض، المقصود في هذا الكتاب، لأوردت في ~~هذا الباب، بعض ما وقع لأهل الأندلس من عجب، وسمع لهم من نادر مستغرب. ~~وسيمر منه في تضاعيف هذا التصنيف ما فيه كفاية، ويربي إن شاء الله على ~~الغاية. ولعل بعض من يتصحفه سيقول: إني أغفلت كثيرا، وذكرت خاملا وتركت ~~مشهورا. وعلى رسله، فإنما جمعته بين صعب قد ذل، وغرب قد فل، ونشاط قد قل، ~~وشباب ودع فاستقل؛ من تفاريق كالقرون الخالية، وتعاليق كالأطلال البالية، ~~بخط جهال كخطوط الراح، أو مدارج النمل بين مهاب الرياح؛ ضبطهم تصحيف، ~~ووضعهم تبديل وتحريف؛ أيأس الناس منها طالبها، وأشدهم استرابة بها كاتبها؛ ~~ففتحت أنا # PageV01P015 # أقفالها، وفضضت قيودها وأغلالها؛ فأضحت غايات تبيين وبيان، ووضحت آيات ~~حسن وإحسان. # على أن عامة من ذكرته في هذا الديوان، لم أجد له أخبارا موضوعة، ولا ~~أشعارا مجموعة، تفسح لي في طريق الاختيار منها، إنما انتقدت ما وجدت، ~~وخالست في ذلك الخمول، ومارست هنالك البحث الطويل، والزمان المستحيل، حتى ~~ضمنت كتابي هذا من أخبار أهل هذا الأفق، ما لعلي سأربي به على أهل الشرق. ~~وما قصدت به - علم الله - الطعن على فاضل، ولا التعصب لقائل على قائل؛ لأن ~~من طلب عيبا وجده، وكل يعمل باقتداره، وبجهد اختياره؛ وما أغفل أكثر مما ~~كتب وحصل؛ والأفكار مزن لا تنضب، ونجوم لا تغرب؛ ومن يحصل ما تثيره ~~القرائح، وتتقاذف به الجوانح - وقد قال أبو تمام: # ولو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت ... حياضك منه في العصور الذواهب # ولكنه صوب العقول إذا انجلت ... سحائب منه أعقبت بسحائب وهذا الديوان ~~إنما هو لسان منظوم ومنثور، لا ميدان بيان وتفسير. أورد الأخبار والأشعار ~~لا أفك معماها، في شيء من لفظها ولا معناها؛ لكن ربما ألممت ببعض القول، ~~بين ذكر أجريه، ووجه عذر أريه؛ لا سيما أنواع البديع ذي المحاسن، الذي هو ~~قيم الأشعار وقوامها # PageV01P016 # وبه يعرف تفاضلها وتباينها؛ فلا بد أن نشير إليه، وننبه عليه؛ ونكل الأمر ~~في كل ما نثبته، ونرد الحكم في كل ما نورده، إلى ms0008 نقد النقدة المعرة، وتمييز ~~الكتبة الشعرة، الذين هم رؤساء الكلام، وصيارفة النثار والنظام؛ فأما من ~~رين على قلبه، وطبع بالجهل على لبه، فقد وضعت عنا وعنه، كلفة الاعتذار منه. ~~وقد كان في وقتي من فرسان هذا الشان، من كان أجدر أن يجري بهذا الميدان، ~~ويعرب عما أعربت فيه عن القوم بأفصح لسان، يثير فيه المعاني من مرابضها، ~~وأشد عارضة يظهر بها الأعراض المقصودة في اجمل معارضها؛ لكني بما أقدمت ~~عليه، وتصديت إليه، كالنسيم دل على الصبح، والسهم ناب عن الرمح؛ ولا أقول ~~إني أغربت، لكن ربما بينت وأعربت؛ ولا أدعي أني اخترعت، ولكني لعلي قد ~~أحسنت حيث اتبعت، وأتقنت ما جمعت، وتألفت عنن الشارد، وأغنيت عن الغائب ~~بالشاهد؛ وتغلغلت بقارئه بين النظم والنثر، تغلغل الماء أثناء النور ~~والزهر؛ وانتقلت من الجد إلى الهزل، انتقال الضحيان من الشمس إلى الظل، ~~واستراحة البهير من الحزن إلى السهل؛ وتخللت ما ضممته من الرسائل والأشعار، ~~بما اتصلت به أو قيلت فيه من الوقائع والأخبار؛ واعتمدت المائة الخامسة من ~~الهجرة فشرحت بعض محتها، وجلوت وجوه فتنها، ولخصت القول بين قبيحها وحسنها؛ ~~وأحصيت علل استيلاء طوائف الروم، على هذا الإقليم، وألمعت الأسباب التي دعت ~~ملوكها # PageV01P017 # إلى خلعهم، واجتثاث أصلهم وفرعهم؛ وعبرت عن أكثر ذلك، بلفظ يتتبع الهم ~~بين الجونح، ويحل العصم سهل الأباطح؛ وعولت في معظم ذلك على تاريخ أبي ~~مروان بن حيان، فأوردت فصوله ونقلت جمله وتفاصيله؛ فإذا أعوزني كلامه، ~~وعزني سرده ونظامه، عكفت على طللي البائد، وضربت في حديدي البارد؛ على حفظ ~~قد تشعب وحظ من الدنيا قد ذهب. # ومع أن الشعر لم أرضه مركبا، ولا اتخذته مكسبا، ولا ألفته مثوى ولا ~~منقلبا؛ إنما زرته لماما، ولمحته تهمما لا اهتماما؛ رغبة بعز نفسي عن ذله، ~~وترفيعا لموطئ أخمصي عن محله؛ فإذا شعشعت راحه، ودأبت أقداحه، لم أذقه إلا ~~شميما، ولا كنت إلا على الحديث نديما؛ وما لي وله، وإنما أكثره خدعة محتال، ~~وخلعة مختال؛ جده تمويه وتخييل، وهزله تدليه وتضليل؛ وحقائق العلوم، أولى ~~بنا ms0009 من أباطيل المنثور والمنظوم؛ وعلى ذلك فقد وعدت أن ألمع في هذا ~~المجموع، بلمع من ذكر البديع؛ وأن أمهد جانبا من أسبابه، وأشرح جملا من ~~أسمائه وألقابه؛ وإذا ظفرت بمعنى حسن، أو وقفت على لفظ مستحسن؛ ذكرت من سبق ~~إليه، وأشرت إلى من نقص عنه # PageV01P018 # أو زاد عليه؛ ولست أقول: أخذ هذا من هذا قولا مطلقا، فقد تتوارد الخواطر، ~~ويقع الحافر حيث الحافر؛ إذ الشعر ميدان، والشعراء فرسان. # وعلم الله تعالى أن هذا الكتاب لم يصدر إلا عن صدر مكلوم الأحناء، وفكر ~~خامد الذكاء، بين دهر متلون تلون الحرباء؛ لانتباذي كان من شنترين قاصية ~~الغرب، مفلول الغرب، مروع السرب؛ بعد أن استنفد الطريف والتلاد، وأتى على ~~الظاهر والباطن النفاد، بتواتر طوائف الروم، علينا في عقر ذلك الإقليم؛ وقد ~~كنا غنينا هنالك بكرم الانتساب، عن سوء الاكتساب، واجتزأنا بمذخور العتاد، ~~عن التقلب في البلاد؛ إلى أن نثر علينا الروم ذلك النظام، ولو ترك القطا ~~ليلا لنام؛ وحين اشتد الهول هنالك، اقتحمت بمن معي المسالك؛ على مهامه تكذب ~~فيها العين الأذن، وتستشعر فيها المحن: # مهامه لم تصحب بها الذئب نفسه ... ولا حملت فيها الغراب قوادمه حتى خلصت ~~خلوص الزبرقان من سراره، وفزت فوز القدح عند قماره؛ فوصلت حمص بنفس قد ~~تقطعت شعاعا، وذهب أكثرها التياعا؛ وليتني عشت منها بالذي فضلا! فتغربت بها ~~سنوات أتبوأ منها # PageV01P019 # ظل الغمامة، وأعيا بالتحول عنها عي الحمامة؛ ولا أنس إلا الانفراد، ولا ~~تبلغ إلا بفضلة الزاد؛ والأدب بها أقل من الوفاء، حامله أضيع من قمر ~~الشتاء؛ وقيمة كل أحد ما له، وأسوة كل بلد جهاله؛ حسب المرء أن يسلم وفره، ~~وإن ثلم قدره، وأن تكثر فضته وذهبه، وإن قل دينه وحسبه. وهذا الديوان نية ~~لم يفصح عنها قول ولا عمل، وأمنية لم يكن منها حول ولا حول: كامن بين ~~العيان والخبر، كمون النار في الحجر، وجار بين اللسان والقلب، جري الماء في ~~الغصن الرطب؛ إلى أن طلع على أرضها شهاب سعدها وتمكينها، وهبت لها ريح ~~دنياها ودينها ms0010، ونفخ فيها روح تأميلها وتأمينها، ملك أملاكها، وجذيل ~~حكاكها، وأسعد نجوم أفلاكها؛ " فلان " ثمال المظلوم، ومال السائل والمحروم؛ ~~ومحيي العلم، ومربع ذويه وحامليه، ومستدعي التأليفات الرائقة فيه؛ جعل الله ~~الدهر أقصى أيامه، والنجوم مراكز أعلامه، والأرض نهبة سيوفه وأقلامه؛ فحامت ~~عليه أطيارها، وأهل إليه حجاجها وزوارها، وانتثرت في يديه شموسها وأقمارها؛ ~~من كل شعث ذي طمرين، مشنوء الأثر والعين، محروم محسود، محلأ عن طريق الماء ~~مطرود؛ قد جعلوا بيوتهم قبورا، واتخذوا بنات أفكارهم ولدانا وحورا، وركبوا ~~الحدثان صعبا وذولولا، وعاهدوا الحرمان ليبلونه صبرا جميلا {فمنهم من قضى ~~نحبه # PageV01P020 # ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا} (الأحزاب: 23) . فما هو إلا أن سطع ~~لهم هذا الشهاب، وفتح بينهم وبين روح الله ذلك الباب، حتى نفروا خفافا ~~وثقالا، وابتدروا بطاء وعجالا؛ ينظرون بعيون لم ترو من ماء وجه كريم، ~~ويصغون بآذان لم تأنس بنغمة صديق حميم؛ قد كانوا يئسوا من هذا النشور {كما ~~يئس الكفار من أصحاب القبور} (الممتحنة: 13) فاسألهم أي جانب يمموا، وبأي ~~جناب خيموا، وإلى أي ملك لباب أنجدوا وأتهموا؛ ويا رحمتا لبحور أدب، وصدور ~~رتب، كان نظمني وإياهم ود قديم، ولف هواي بهواهم عهد كريم، لا منسي ولا ~~مذموم؛ قد طال ما عطيتهم أكؤس الخمول، على البكاء والعويل؛ في أيام أوحش من ~~توديع الشباب، وليال انكد من مناقشة الحساب؛ ألا يكونوا قد أخذوا على ~~القضاء عهدا مسؤولا، ومتعوا بالبقاء ولو قليلا؛ حتى يروا حظ الأدب كيف نفق، ~~وعز الإسلام كيف اتفق، وشمل الجور كيف تصدع وتفرق؛ ويا حسرتا ألا ينشق عن ~~حاتم ضريحه، ويعاد في جسمه روحه؛ فيرى أن الكرم بعده علم، وأن علو الهمم ~~بغيره بدئ وختم. # ولما سمعت صوت المهيب، وتنسمت ريح الفرج القريب، ووجدت لسبيل التأمل ~~مدرجا، وجعل الله لي من ربقة الخمول مخرجا؛ طالعت حضرته المقدسة بهذا ~~الكتاب على حكمه، مطرزا بسمته واسمه؛ مستدلا بمجده، متوسلا إليه بكرم عهده؛ ~~ولعلمي أن الأدب ضالة اهتباله، ونتيجة خلاله، وأن أهله على ذكر من إجماله، ~~وبمكان مكين من كماله؛ ولما ms0011 سئلت أيضا انتساخ هذا # PageV01P021 # الديوان، ورأيت شره أهل الزمان، إلى الاقتباس من نوره، بما يلتقطونه من ~~شذوره، أحببت أن يجوب الآفاق، وتسير به الرفاق، وعليه من اسم من له جمع، ~~وإلى جوانبه العلية رفع، طراز به تنفق سوقه، ولا تضيع إن شاء الله حقوقه. # وقسمته أربعة أقسام: # الأول: لأهل حضرة قرطبة وما يصاقبها من بلاد موسطة الأندلس، ويشتمل من ~~الأخبار وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء على جماعة هم: ### | 1 - # المستعين بالله أبو أيوب سليمان بن الحكم، وحربه مع المهدي ابن عمه ~~ومقتله. ### | 2 - # والمستظهر بالله أبو المطرف عبد الرحمن بن عبد الجبار الناصري ومقتله. ### | 3 - # والأديب أبو عمر أحمد بن دراج القسطلي، وإمارة علي ابن حمود ومقتله. ### | 4 - # وأبو حفص بن برد الأكبر ومقتل عيسى بن سعيد القطاع وزير ابن أبي عامر. ### | 5 - # والكاتب أبو المغيرة بن حزم. # والفقيه أبو محمد بن حزم الشافعي وخبر الأمير منذر بن يحيى التجيبي. ### | 7 - # والوزير أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد والوزير أبو # PageV01P022 # الوليد ابن عبدوس، والفقيه أبو العباس بن أبي الربيع، والأديب أبو علي بن ~~عوض، والكاتب أبو بكر بن زياد. ### | 8 - # وذو الوزارتين أبو الوليد بن زيدون وإمارة المستكفي وخبر ولادة. ### | 9 - # والأديب أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحناط المكفوف، ونصب المرتضى ~~الناصري خليفة بشرق الأندلس ومقتله. ### | 1 - # والأديب أبو بكر عبادة بن ماء السماء، وإمارة القاسم بن حمود وتغلب ~~القاضي ابن عباد عليه. ### | 11 - # والوزير أبو حفص بن برد الأصغر. ### | 12 - # والأديب أبو مروان الطبني ومقتله، وأشعار الطبانية حفدته. ### | 13 - # والأديب أبو عبد الله محمد بن مسعود الهذلي وابن مسعود البجاني. ### | 14 - # والشيخ أبو مروان بن حيان، وإمارة بني جهور وخلعهم. ### | 15 - # PageV01P023 ### | 16 - # والوزير الكاتب أبو جعفر بن اللمائي. ### | 17 - # والكاتب أبو عبد الله بن الزلياني. ### | 18 - # والكاتب أبو جعفر بن عباس. ### | 19 - # والكاتب أبو حفص بن الشهيد. ### | 20 - # والأديب أبو عبد الله بن الحداد، وإمارة بني صمادح وخلعهم. ### | 21 - # والأديب أبو محمد ابن مالك القرطبي. ### | 22 - # والشاعر المنفتل، ومقتل ابن نغريلة اليهودي. ### | 23 - # والأديب أبو المطرف عبد الرحمن بن فتوح الإسفيرياني. ### | 24 - # والأديب أبو بكر بن ظهار. ### | 25 - # والأسعد ms0012 بن إبراهيم بن بليطة. ### | 26 - # والأديب أبو عبد الله محمد بن عبادة بن القزاز. ### | 27 - # والأديب أبو عبد الله محمد بن مالك الطغنري من أهل غرناطة؛ وجملة قصائد ~~لغير واحد في تأبين ابن سراج. ### | 28 - # والوزير الكاتب أبو مروان بن شماخ. ### | 29 - # والفقيه أبو عمر أحمد بن عيسى الإلبيري. ### | 30 - # والأديب العالم أبو محمد غانم. ### | 31 - # والأديب أبو عبد الله بن السراج المالقي. ### | 32 - # والأديب أبو القاسم المعروف بالسميسر. ### | 33 - # والأديب أبو العباس أحمد بن قاسم المحدث. ### | 34 - # والأديب أبو طالب عبد الجبار المعروف بالمتنبي من أهل جزيرة شقر. # PageV01P024 # والقسم الثاني: لأهل الجانب الغربي من الأندلس، وذكر أهل حضرة إشبيلية، ~~وما اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط الرومي، وفيه من الأخبار وأسماء ~~الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء جملة موفورة وهي: ### | 1 - # القاضي أبو القاسم بن عباد. ### | 2 - # والمعتضد بالله عباد ابنه. ### | 3 - # والمعتمد على الله محمد بن عباد وكيفية خلعه. ### | 4 - # والوزير الفقيه أبو حفص الهوزني. ### | 5 - # والقاضي أبو الوليد الباجي. ### | 6 - # والوزير أبو عامر بن مسلمة. ### | 7 - # والوزير أبو الوليد بن المعلم. ### | 8 - # والأديب أبو الوليد الملقب بالحبيب. ### | 9 - # والأديب أبو جعفر بن الأبار. ### | 10 - # والأديب أبو الحسن علي بن حصن. ### | 11 - # والوزير الكاتب أبو عمرو الباجي. ### | 12 - # والفقيه الأديب أبو الحسن بن الإستجي. ### | 13 - # وفصل يشتمل على مقطوعات أبيات لجماعة أدباء بعصر المعتضد. ### | 14 - # والوزير الفقيه أبو العلاء بن زهرز ### | 15 - # والوزير أبو عبيد البكري. ### | 16 - # والوزير الخطيب الأديب أبو عمر بن حجاج. ### | 17 - # وذو الوزارتين أبو بكر بن سليمان المعروف بابن القصيرة، وذكر تغلب ابن ذي ~~النون على قرطبة وعودتها إلى المعتمد. # PageV01P025 ### | 18 - # والوزير الفقيه الكاتب أبو القاسم بن الجد. ### | 19 - # والوزير الكاتب أبو محمد بن عبد الغفور وأبوه قبله. ### | 20 - # والوزير الفقيه أبو أيوب بن أبي أمية. ### | 21 - # وذو الوزارتين أبو بكر بن عمار ومقتله. ### | 22 - # والوزير الكاتب أبو الوليد حسان بن المصيصي. ### | 23 - # والوزير الفقيه أبو بكر بن الملح. ### | 24 - # والأديب أبو محمد عبد الجليل بن وهبون المرسي. ### | 25 - ### | 26 - # والوزير الكاتب أبو بكر بن عبد العزيز. ### | 27 - # والوزير الكاتب أبو الحسين بن الجد. ### | 28 - # والأديب أبو الحسين غلام البكري. ### | 29 - # والكاتب أبو الحسين غلام البكري. ### | 30 - # وأبو الحكم وأبو الوليد ابنا حزم. ### | 31 - # والأديب ms0013 أبو بكر بن بقي. ### | 32 - # والأديب أبو الحسن بن هارون الشنتمري، وكيفية إمارة بني الأفطس، والمتوكل ~~على الله منهم. ### | 33 - # والوزير الكاتب أبو عبد الله بن أيمن، والخبر عن فتح مدينة سبتة، ~~والتعريف بأولية أميرها سقوت. ### | 34 - # والوزير الكاتب أبو محمد بن عبدون. ### | 35 - # والأديب أبو جعفر أحمد بن هريرة الأعمى التطيلي. # PageV01P026 ### | 36 - # والوزير الكاتب أبو بكر بن سعيد المعروف بابن القبطورنه. ### | 37 - # والوزير الكاتب أبو بكر بن قزمان. ### | 38 - # والوزير أبو زيد بن مقانا الأشبوني. ### | 39 - # والشيخ أبو الحسن القرشي الأشبوني. ### | 40 - # والأديب أبو عبد الله بن البين. ### | 41 - # وذو الوزارتين أبو محمد بن هود. ### | 42 - # والشيخ الأديب أبو عمر بن فتح البلطيوسي. ### | 43 - # والأديب أبو عمر بن كوثر الشنتريني. ### | 44 - # والأديب أبو الوليد النحلي. ### | 45 - # والوزير الكاتب أبو بكر محمد بن سوار الأشبوني. ### | 46 - # والأديب أبو محمد عبد الله بن سارة الشنتريني. # والقسم الثالث: ذكرت فيه أهل الجانب الشرقي من الأندلس، ومن نجم من كواكب ~~العصر في أفق ذلك الثغر الأعلى، إلى منتهى كلمة الإسلام هنالك، وفيه من ~~القصص وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء طوائف منهم: ### | 1 - # مجاهد ومبارك ومظفر من فتيان ابن أبي عامر. ### | 2 - # والوزير الكاتب أبو عبد الرحمن بن طاهر، وتغلب العدو على بلنسية، وعود ~~المسلمين إليها. # 3 # PageV01P027 ### | 4 - # وذو الوزارتين القائد أبو عيسى بم لبون>. ### | 5 - # وحسام الدولة أبو مروان بن رزين. ### | 6 - # والوزير الكاتب أبو محمد بن عبد البر، ومقتل إسماعيل بن المعتضد عباد، ~~وتغلب العدو على بربشتر وفتحها بعد. ### | 7 - # والوزير الكاتب أبو عامر بن التاكرني، وإمارة عبد العزيز ن عامر وابنه ~~ببلنسية. ### | 8 - # والوزير الكاتب أبو المطرف بن الدباغ. ### | 9 - # والأديب أبو الربيع بن مهران السرقسطي، وذكر ابن الكتاني المتطبب. ### | 10 - # والأديب الأستاذ أبو عبد الله بن خلصة الضرير. ### | 11 - # والأديب أبو مروان بن غصن الحجاري. ### | 12 - # والأديب أبو عبد الله إدريس بن اليماني. ### | 13 - # والوزير الكاتب أبو الأصبغ بن أرقم. ### | 14 - # والوزير الكاتب أبو المطرف بن مثنى. ### | 15 - # والوزير الكاتب أبو عم بن القلاس. ### | 16 - # والوزير الكاتب أبو عبد الله بن مسلم. ### | 17 - # والوزير الكاتب أبو جعفر بن جرج. ### | 18 - # والوزير الكاتب أبو الفضل بن حسداي. ### | 19 - # والأديب أبو الربيع القضاعي، وجملة من أخبار ms0014 هشام المعتد أمير قرطبة ~~يومئذ، ومقتل وزيره الحائك. # PageV01P028 ### | 20 - # والأديب أبو عامر البماري. ### | 21 - # والأديب أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة. ### | 22 - # والأديب أبو حاتم الحجاري. ### | 23 - # والأديب أبو بكر الداني المعروف بابن اللبانة. ### | 24 - # والأديب أبو جعفر بن الدود بن البلنسي، ورسالة ابن غرسية الشعوبية والرد ~~عليه. ### | 25 - # والكاتب أبو جعفر بن أحمد الداني. ### | 26 - # والوزير الكاتب أبو الخطاب بن عطيون الطليطلي. ### | 27 - # والوزير الكاتب أبو عبد الله بن أبي الخصال. ### | 28 - # والأديب أبو بحر بن عبد الصمد، وذكر الشيخ الكاتب عبد الصمد السرقسطي. ### | 29 - # والأديب أبو تمام الملقب بالحجام. ### | 30 - # والأديب أبو إسحاق بن معلي، وخبر وقعة بطرنة. ### | 31 - # والأديب أبو عامر ن الأصيلي. ### | 32 - # والأديب أبو الفضل جعفر بن محمد بن شرف. ### | 33 - # وفصل يشتمل على طوائف مقلين من سكان ذلك الجانب الشرقي. # والقسم الرابع: أفردته لمن طرأ على هذه الجزيرة في المدة المؤرخة من أديب ~~شاعر، وأوى إلى ظلها من كاتب ماهر، واتسع فيها مجاله، وحفظت في ملوكها ~~أقواله؛ ووصلت بهم ذكر طائفة من مشهوري أهل # PageV01P029 # تلك الآفاق، ممن نجم في عصرنا بأفريقية والشام والعراق، فيشتمل منهم على ~~جملة، وهم: ### | 1 - # أبو العلاء صاعد اللغوي، وتلخيص التعريف بدولة ابن أبي عامر، من المبدأ ~~إلى الآخر. ### | 2 - # وأبو الفضل بن عبد الواحد البغدادي. ### | 3 - # وسليمان بن محمد الصقلي. ### | 4 - # وأبو الفتح الجرجاني. ### | 5 - # والأديب عبد العزيز السوسي، ولمع من دولة ابن ذي النون ومآل حفيده، وأخذ ~~طليطلة من يديه، ودوران دائرة السوء بها عليه؛ مع ما اندرج في ذلك من خبر، ~~والتف به من قبيح أثر. ### | 6 - # وأخبار أبي عبد الله بن شرف، وغرر أشعاره، وذكر خراب بلده القيروان. ### | 7 - # وأخبار ابن السقاء مدبر الملك الهوري بقرطبة ومقتله. ### | 8 - # وأبو الحسن المكفوف الحصري، وذكر تغلب ابن هود المقتدر على دانية. ### | 9 - # وأخبار عبد الكريم بن فضال الحلواني ### | 10 - # وأبو العرب الصقلي. ### | 11 - # وأبو عبد الله بن الصباغ الصقلي. ### | 12 - # وأبو محمد ن حمديس الصقلي. # PageV01P030 ### | 13 - # والحكيم أبو محمد المصريز ### | 14 - # وأبو محمد بن الطلاء المهدوي. ### | 15 - # وأبو بكر محمد بن الحسن المرادي. ### | 16 - # والفكيك البغدادي. ### | 17 - # وأبو زكرياء يحى الزيتوني. ### | 18 - # وأبو بكر بن العطار اليابسي. ### | 19 - # وابن القابلة السبتي. # ذكر ms0015 من كان منهم بالمشرق: ### | 20 - # الرضي الشريف. ### | 21 - # أبو القاسم المغربي. ### | 22 - # عبد الوهاب المالكي. ### | 23 - # أبو عبد الله ابن قاضي ميلة. ### | 24 - # أبو الحسن التهامي. ### | 25 - # مهيار الديلمي. ### | 26 - # أبو منصور الثعالبي. ### | 27 - # أبو إسحاق الحصري. ### | 28 - # أبو علي بن رشيق، وذكر انحرافه عن القيروان. ### | 29 - # أبو الفتيان العسقلاني. ### | 30 - # القاضي أبو محمد بن نعمة. ### | 31 - # جلال الدولة ابن عمار. # PageV01P031 ### | 32 - # المجيد بن الشخباء # وإنما ذكرت هؤلاء ائتساء بأبي منصور، في تأليفه المشهور، المترجم ب - " ~~يتيمة الدهر، في محاسن أهل العصر ". # وتحريت في الجملة حر النظام، وتخيرت جيد الكلام، وجردت جملة الفصول ~~والأقسام. وإذا مر معنى غريب وتعلق به خبر مشهور، وأمكنني فيه شعر كثير، ~~مددت أطنابه، ووصلت أسبابه؛ وقد أذكر الشاعر الخامل، وأنشد الشعر النازل، ~~لأرب يتعلق به، أو لخبر أذكره بسببه؛ وقد أذكر الرجل لنباهة ذكره، لا لجودة ~~شعره؛ وأقدم الآخر لاشتهار إحسانه، مع تأخر زمانه. # وبدأت بذكر الكتاب، إذ هم صدور في أهل الآداب، إلا أن يكون له حظ من ~~الرياسة، أو يدعو إلى تقديمه بعض السياسة؛ فأول من ذكرت من أهل قرطبة من ~~كان بها من ملوك قريش في المدة المؤرخة من أهل هذا الشأن ثم من تعلق ~~بسلطانهم، أو دخل في شيء من شانهم؛ وتلوتهم بالكتاب والوزراء، ثم بأعيان ~~الشعراء، ثم بطوائف من المقلين منهم. وكذلك فعلت في كل قسم: بدأت بالملوك، ~~ثم استمر على ما وصفته من الترتيب، وأنتظم على ما شرحت من التبويب، وعلى ~~الله أتوكل، وهو حسبي فيما أقول وأفعل، لا إله سواه. # PageV01P032 # @ذكر الكتاب والوزراء، وأعيان الأدباء والشعراء، بحضرة قرطبة # @وما يصاقبها من بلاد موسطة الأندلس، وتسمية من نشأ من # @فرسان هذا الشان، من آخر دولة بني عامر إلى وقتنا، # @وإيراد ما انتخبته من نظمهم ونثرهم، مع ما يتعلق # @من فنون المعارف المفيدة بذكرهم # قال أبو الحسن بن بسام رحمه الله: # وحضرة قرطبة، منذ استفتحت الجزيرة، هي كانت منتهى الغاية، ومركز الراية، ~~وأم القرى، وقرارة أهل الفضل والتقى، ووطن أولي العلم والنهى، وقلب ~~الإقليم، وينبوع متفجر العلوم، وقبة الإسلام، وحضرة الإمام، ودار صوب ms0016 ~~العقول، وبستان ثمرة الخواطر، وبحر درر القرائح؛ ومن أفقها طلعت نجوم الأرض ~~وأعلام العصر، وفرسان النظم والنثر؛ وبها انتشأت التأليفات الرائقة، وصنفت ~~التصنيفات الفائقة؛ والسبب في ذلك، وتبريز القوم قديما وحديثا هنالك على من ~~سواهم، أن أفقهم القرطبي لم يشتمل قط إلا على أهل البحث والطلب، لأنواع ~~العلم والأدب. وبالجملة فأكثر أهل بلاد هذا الأفق أشراف عرب المشرق ~~افتتحوها، وسادات أجناد الشام والعراق نزلوها؛ فبقي النسل فيها بكل إقليم، ~~على عرق كريم، فلا يكاد بلد منها يخلو من كاتب ماهر، وشاعر قاهر؛ إن مدح ما ~~كثير عنده بكثير، وإن هجا # PageV01P033 # أجر لسان جرير، وعدا عديا عن مدح ذويه، وأنسى جرولا العواء في أثر قوافيه ~~وإن تغزل أربى على الساحرات فنونا، وأزرى بالغانيات مجونا. # وقد وعدت في صدر هذا الكتاب بأن أتخلل أشعار الشعراء، ورسائل الكتاب ~~والوزراء، بما عسى أن يتعلق بأذيالها، ويساير أفياء ظلالها: من أنباء فتن ~~ذلك الزمان البعيد - كان طلقها، المفرق لشمل الأمر في هذه الجزيرة نسقها. ~~ونلمع بنبذ من مشهور وقائعها، ونشير بأسماء طوائف توابعها وزوابعها، الذين ~~استظهروا على شهواتهم بجر ذيولها، وامتروا بطالاتهم من أخلاف أباطيلها، حتى ~~شقوا عصاها، وأداروا بدائرة السوء على الجماعة رحاها؛ ليجمع هذا المجموع ~~بين الشعر والخبر، جمع الروضة بين الماء والزهر، والزمان بين الأصائل ~~والبكر، فإني رأيت أكثر ما ذكر الثعالبي من ذلك في " يتيمته " محذوفا من ~~أخبار قائليه، مبتورا من الأسباب التي وصلت به وقيلت فيه؛ فأمل قارئ كتابه ~~منحاه، وأحوجه إلى طلب ما أغفله من ذلك سواه. # وسينخرط في سلك ما أوشح به هذا التصنيف، من تلخيص التعريف بأخبار ملوك ~~الجزيرة، وسرد قصصهم المأثورة، ووقائعهم المبيرة # PageV01P034 # المشهورة، لابن حيان، فصول من غرائبه، وجمل وتفاصيل من عجائبه؛ لأني إذا ~~وجدت من كلامه فصلا قد أحكمه، أو خبرا قد سرده ونظمه، عولت على ما وصف، ~~ووليته خطة ما سطر وصنف، إقرارا بالفرق، وإعفاء لنفسي من معارضة من أحرز ~~بأفقنا في وقته قصبات السبق، [وأبرز في زمانه على جميع الخلق] . وأكثر ما ms0017 ~~يمر في هذا الكتاب، من هذا الباب، فعل تأريخه الكبير عولت، ومن خط يده أكثر ~~ما نقلت؛ وتحريت جهدي اقتضاب ما طول، وتخفيف ما ثقل، وإجمال ما شرح وفصل؛ ~~على أنه لم يخلص إلي من غمامه إلا قطرة، ولا حصلت في يدي من حسامه إلا ~~إبرة؛ ولذلك ما ارتشفت ثمادي، ونفخت فيما لم أجد من كلامه رمادي، وأنفقت في ~~ذلك من تافه زادي؛ وابتدأت بمن كان في ذلك الأوان، من ملوك بني مروان، من ~~أهل هذا الشان، وارتسم بهذا الفن الذي تصديت لإقامة أوده في هذا الديوان. # @فصل في ذكر المستعين بالله أبي أيوب سليمان بن الحكم والأخذ # @بطرف مستطرف من أخباره وأشعاره، والسبب الموجب # @لقيامه، وما حدث من نادر مستغرب في أيامه. # @ [ونقلت بعضه من لفظ الشيخ المذكور بنصه، # @وأتيت من الحديث بفصة، واعتمدت الإيجار، # @وأتقنت الصدور والإعجاز] . # هو سليمان بن الحكم بن سلميان بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن # PageV01P035 # محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن ~~معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي. بويع بقرطبة منتصف ~~ربيع الأول سنة أربعمائة بعد وقعة كانت له على أميرها قبله محمد بن عبد ~~الجبار الملقب بالمهدي القائم على الدولة العامرية؛ ثم خلعه المهدي بوقعة ~~كانت له عليه، ثم عاد إليها سليمان ثانية في خبر طويل، فملك سليمان قرطبة ~~في دولتيه ست سنين وعشرة أشهر، وكانت كلها - كما وصف ابن حيان شدادا نكدات، ~~صعابا مشئومات، كريهات المبدأ والفاتحة، قبيحة المنتهى والخاتمة؛ لم يعدم ~~فيها حيف، ولا فورق فيها خوف؛ ولا تم سرور، ولا فقد محذور؛ مع تغير السيرة، ~~وخرق الهيبة، واشتعال الفتنة، واعتلاء المعصية، وظعن الأمن، وحلول المخافة: ~~دولة كفاها ذما أن أنشأها شانجه، فقشعها أرمقند، وثبتتها الجلالقة، ومزقتها ~~الإفرنجية؛ ودبرها فاجر شقي، ووزر لها خب دني؛ فتمخضت عن الفاقرة الكبرى، ~~وآلت بمن أتى إلى ما كان أعضل وأدهى، مما طوى بساط الدنيا، وعفى رسمها، ~~وأهلك أهلها. # PageV01P036 # ولما تمت ms0018 بيعته نفذت عنه كتب إلى نواحي الجزيرة بخبر فتحه قرطبة، وكانت ~~موشحة بما توشح به كتب الفتوح الإسلامية على أهل دار الحرب، من وصف حال ~~القهر، وشدة السطوة والاقتدار على الفتك والاستباحة؛ فأفرط في ذلك إرهابا ~~للناس بذكره، وتخويفا لهم من مصثله؛ فكان أجلب لنفار القلوب، وقرف الندوب، ~~وبعث الشرود، ونبش الحقود، لما وتر جميعهم بالحادثة في قرطبتهم؛ فاستشعروا ~~بغضه، وانقادوا لكل من عانده ورد أمره، من عبد أو حر، فزعا إليهم منه، ~~ويأسا من خير يجيئهم من برابرته؛ فكان ذلك سببا في تفريق البلاد وتملك ~~أصحاب الطوائف. # قال ابن حيان: وتسمى لوقته من الألقاب السلطانية بالمستعين بالله، وانتقل ~~إلى مدينة الزهراء بجملة جيشه، رجاء أن يحسم عن أهل قرطبة معرتهم، فضاقت ~~الزهراء عنهم، فنزلوا بما يتصل بها من منازل الناس، ونزل ابنا حمود: علي ~~والقاسم، قائدا فرقة المغاربة، بشقندة؛ وامتحن هشام المؤيد بالله مع سليمان ~~عند خوله القصر؛ فقيل إنه قضي عليه، وقيل إنه فر من يديه. وكان هشام - عند ~~ما رآه من اضطراب أمره، وتيقنه من انصرام دولته، بما مني به قديما وحديثا، ~~من تمالؤ بني عمه آل الناصر عليه، وقيامهم واحدا بعد واحد في خلعه - صير ~~إلى علي بن حمود ولاية عهده، وأوصى إليه بالخلافة من بعده # PageV01P037 # وراسله بذلك إلى سبتة، أيام تردده عليها، بمعنى الاستمداد، وجمعه طوائف ~~البرابرة للجهاد؛ وولاه طلب ذحله، واستكتمه السر فيه إلى أوانه، وبلوغ ~~زمانه؛ هائجا للحفائظ القرشية، ومحركا للطوائل الطالبية؛ فرماهم يومئذ من ~~علي هذا بثالثة الأثافي، طوى كشحه منها على مستكنة أرجأها لوقتها. # ومن الاتفاق الغريب على سليمان أنه لما استوسق له الأمر بعد فراغه من خبر ~~هشام المؤيد، أنفذ عزمه من بين قواد جيوشه في اختيار علي بن حمود المذكور، ~~فقدمه على مدينة سبتة، رأيا ذهل عنه، ونبذها إلى ذد له مكاشح شريك في ~~الدعوى والقرابة؛ فتلقفها علي تلقف الأكياس المقبلين، ودب لمغبونه سليمان ~~من قبلها الضراء دبيب الحنق الموتور، حتى هجم عليه وسلبه ملكه، وحول دولته ~~ومزق عترته ms0019؛ وكانت غلطة سليمان التي لم يستقلها هو ولا من بعده؛ وإذا أراد ~~الله شيئا أمضاه. # قال أبو الحسن بن بسام: وذكرت بما اتفق في هذا الخبر، ما حكاه الرواة في ~~حلول الفاقرة أيضا بالمتوكل جعفر؛ قالوا: لما عزم # PageV01P038 # بغا الصغير على قتل المتوكل جعفر بتدبير ابنه المنتصر، دعا بباغر، وهو ~~غلام تركي، بعد أن اصطنعه بالصلات، وكان مقداما أهوج، فقال له: يا باغر، ~~أنت تعلم تقديمي لك، وأني قد صرت عندك في منزلة من لا يعصى له أمر، وأريد ~~أن آمرك بشيء، فعرفني كيف إقدامك عليه؛ قال: قل ما شئت فإني فاعله؛ فقال: ~~إن ابني قد فسد علي، وصح عندي أنه يحاول سفك دمي، وأريد إذا دخل علي غدا أن ~~أضع القلنسوة من رأسي في الأرض، فإذا أنا وضعتها فاقتله؛ قال: نعم؛ فلما ~~دخل ابنه عليه لم يضع القلنسوة من رأسه، وظن أنه نسي، فغمزه بحاجبه، فلم ير ~~العلامة، وانصرف ابنه. فقال له: إني فكرت في أنه ولد وحدث، وأريد أن ~~أستصلحه. فقال له باغر: فإني قد سمعت وأطعت. ثم أمسك عنه مديدة وقال له: إن ~~أخي قد فسد علي، وهو عزم على أن يقتلني وينفرد مكاني، وأحب أن تبادر غدا ~~إذا دخل علي وتقتله؛ قال: نعم؛ وجعل له علامة، فلما دخل عليه لم ير ~~العلامة، ووقف حتى خرج أخوه. فقال له: يا باغر، هو أخي وعسى أن أستصلحه؛ ~~وههنا امرؤ هو أعظم وأكبر من # PageV01P039 # هذا كله. قال له باغر: من هو - قال: المنتصر، قد صح عندي أنه على الإيقاع ~~بي وقتلي، وأريد قتله، فكيف ترى نفسك في ذلك - ففكر باغر ساعة ونكس رأسه ~~طويلا ثم قال: هذا أمر لا يجيء منه شيء. قال: ولم - قال: لا نقتل الابن ~~والأب باق، إذ لا يستوي لكم شيء ويقتلكم أبوه كلكم. قال: فما الرأي - قال: ~~نبدأ بالأب ويكون أمر الصبي أيسر؛ قال: وتفعل هذا ويحك -! قال: نعم، أفعله ~~وأدخل عليه إلى قتله، وادخل أنت في اثري، فإن قتلته وإلا فاقتلني أنت، وضع ms0020 ~~سيفك علي وقل: أراد أن يقتل مولاه. فعلم بغا حينئذ أنه قاتله، فتمكن له ~~التدبير على المتوكل. # وحدث البحتري الشاعر قال: كنا عند المتوكل مع الندماء، فتذاكرنا أمر ~~السيوف؛ فقال بعض من حضر: يا أمير المؤمنين، وقع عند رجل من أهل البصرة سيف ~~من الهند ليس له نظير. فأمر المتوكل بالكتاب فيه إلى عامل البصرة؛ فاتفق أن ~~اشتري بعشرة آلاف درهم؛ فسر المتوكل بجودته، وانتضي فاستحسنه المتوكل وقال ~~للفتح بن خاقان: اطلب لي غلاما نثق بنجدته وشجاعته، أدفع إليه هذا السيف ~~ليكون واقفا به على رأسي كل يوم ما دمت جالسا؛ قال: فلم يستتم المتوكل ~~الكلام حتى دخل باغر التركي المذكور، فدعا به المتوكل، ودفع إليه ذلك ~~السيف، وأمره بما أراد وتقدم بأن يزاد في مرتبته. قال # PageV01P040 # البحتري: فوالله ما انتضي ذلك السيف ولا أخرج من غمده منذ الوقت الذي دفع ~~إليه إلا في الليلة التي ضربته فيها باغر بذلك السيف. # رجع الحديث: # قال ابن حيان: فلما كانت سنة خمس وأربعمائة طلع النبأ على سليمان أن ~~مجاهدا العامري أقام عليه خليفة رجلا يعرف بالفقيه المعيطي، فاستعظم ذلك ~~إلى أن بلغه نجوم علي بن حمود الفاطمي بسبتة، فسقط في يديه، وتفرقت الظباء ~~عليه؛ وكان على أجل من الحرش، وأخذ في استدفاع ذلك جهده، فلم يغنه شيئا، ~~وجاءه علي في جموعه بعد أن اجتمع بالمرية مع خيران صاحب المرية وغيره من ~~الفتيان؛ فخرج إليهم سليمان واقتتلوا، فانهزم سليمان وقبض عليه وعلى أخيه ~~وأبيه وسيقوا أسارى إلى علي بن حمود. ودخل القصر وخيران يطمع أن يجد هشاما ~~المؤيد حيا، فلم يوجد، وذكر أنه قتل وعرض عليه قبره. فأمر علي بنبشه، فأخرج ~~الشخص، وشهد أنه هشام، وسليمان يتبرأ من دمه، وما كان في جسده شيء من أثر ~~السلاح، فتوهم فيما الخنق، وأمر علي بتجهيزه إلى أهله، وأنذر طبقات الناس ~~للصلاة # PageV01P041 # عليه؛ فدفن لزيق أبيه الحكم. ثم دعا علي بسليمان وذويه فضرب عنقه بيده، ~~وظهر منه جزع شديد عند ملاحظته السيف، خارت منه قواه، فجثا ms0021 على ركبتيه، ثم ~~ضربت عنق الشيخ أبيه وعنق عبد الرحمن ابنه، وجعلت الرؤوس الثلاثة في طست، ~~وأخرجت من القصر إلى المحلة ينادي عليها: هذا جزاء من قتل هشاما المؤيد؛ ثم ~~ردت الرؤوس الثلاثة ونظفت وطيبت؛ وقد كانت جمعت رؤوس رؤساء من البرابرة ~~المقتولين في الوقعة في قفة، وجعل رأس أحمد ابن الدب في أعلاها، وعلقت في ~~آذانهم رقاع بأسمائهم. وكانت في المحلة تحمل من مضرب قائد إلى مضرب سواه. ~~وعجب الناس من اجتماع رؤوس من ضاقت أرض الأندلس برحبها عنها، وشملها شرها ~~وأذاها طرا في قفة ضيقة، والأمر لله. # وحكي أن والد سليمان حين عاين قتل ابنيه بين يديه قال له علي: أهكذا يا ~~شيخ قتلتم هشاما - قال: لا والله ما قتلناه وإنه لحي يرزق! فحينئذ عجل علي ~~بقتل الشيخ؛ وكان رحمه الله تقيا صالحا لم يتشبث بشيء من أمر ابنه. # PageV01P042 # وكان هشام يقول برموز الملاحم وكتب الحدثان، وخامر نفسه من ذكر قائم ~~بسبتة، أول اسمه عين، ما لا شيء يزيله، ولم يزل مرتقبا لظهوره؛ فلذلك ما ~~كاتب علي بن حمود لرفع بيته، وبعد صيته؛ فكان منه في أخذه بثأره بعد موته ~~ما كان. فإن كان كذلك، فهشام - على مشهور عجزه - أحد كائدي الأعداء بغيره ~~من منكوبي الملوك بما لا شيء فوقه، فما أدرك فيه بعد هلاكه بوتره واستقاد ~~بدمه وسطا بعدوه؛ انتهى ما لخصته من خبره مع ابن حمود. # فصل: قال ابن حيان: وأما حربه مع المهدي، فإنه لما استوسق الأمر لسليمان ~~حسبما تقدم، وتابعته الباربرة، اجتمعوا لحرب قرطبة، فنزلوا في سفح الجبل ~~بها وبشرقيها، يوم الخميس الحادي عشر من ربيع الأول سنة أربعمائة؛ وقد كان ~~واضح الفتى وافاها قبلهم بيومين في أجناده من رجال الثغر، فقلده المهدي أمر ~~الحرب، واحتشد الناس من الكور والبادية، فعسكروا في جموع لم يحصها إلا ~~خالقهم، فتداني الزحفان يوم السبي الثالث عشر من ربيع المؤرخ، فتسرع إليهم ~~أهل قرطبة، وخالفوا واضحا في تدبير حربهم، فاستجرتهم البرابرة، حتى إذا ~~تمكنوا منهم عطفوا عليهم، فانكشفوا ms0022 عنهم انكشافا ما سمع بمثله، وانهزموا ~~إلى منازلهم، وتشعبت الطرق بهم، عاد تضيق مسالك كانوا أعدوها لعدوهم سدادا ~~دونهم، فازدحموا وتناشبوا وقتل بعضهم بعضا. ووضع البرابرة والنصارى السيوف ~~عليهم؛ فقتل في هذه الوقعة عالم، وأبادوا أمة. وهي وقعة قنتيش المشهورة ~~بالأندلس التي قطع المقال على أنه قتل فيها عشرة آلاف قتيل وأزيد. والله ~~أعلم. # PageV01P043 # ومال النصارى يومئذ على المنهزمين من المسلمين، فقتلوا منهم في صعيد واحد ~~نيفا على ثلاثة آلاف رجل. وخرج الأمر عن يد واضح، فلم يثبت أحد ممن كان ~~معه، ولا كر في تلك الوقعة عامي ولا خاصي. وكان أمره عجبا. ونادى واضح ~~بشعاره، فاجتمع إليه رجاله، وثبت إلى أن أجنه الليل واتخذه جملا، وسارعن ~~قرطبة هاربا إلى الثغر. وانبسط البربر يومئذ في أرض قرطبة يقتلون ويأسرون. # قال ابن حيان: وأصيب في تلك الوقعة من المؤدبين خاصة نيف على ستين، أعريت ~~سقائفهم في غداة واحدة منهم، وتعطل صبيانهم لعدمهم. وأصيب فيها زربوط ~~الطنبوري، وأقام الطنبوريون أصحابه عليه مأتما مشهودا بعد الحادثة. وهلك في ~~تلك الوقعة أخلاط من الناس. وكان بعض الظرفاء يقول: من كل طبقة أخذت وقعة ~~قنتيش حتى من الباطل؛ فإنها ألصقت بالصميم في قتل قنبوط الملهي، وزربوط ~~المغني ونمطهما، فهيهات أن يخلف الدهر مثلهما. # وكان المهدي، إذ دخل قرطبة منتصف جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ~~وقتل عبد الرحمن بن أبي عامر، أظهر موت هشام المؤيد في رمضان من العام، ~~وورى الشخص الذي موه به وقسم تراثه. فلما كان غداة الأحد ثاني وقعة قنتيش، ~~أظهر المهدي هشاما المؤيد رجاء أن يستميل # PageV01P044 # البرابرة به. لما كانوا يكثرون من الترحم عليه والطلب بدمه؛ فأبرزه للناس ~~وعجبوا من ذلك، فقال له البربر: الله محمود على سلامته، ونحن فلا حاجة لنا ~~في إمامته، ولا نرضى بغير سليمان؛ فلما سمع المهدي ذلك، خرج في الليل عن ~~القصر، وتطمر بقرطبة إلى أن لحق بطليطلة، ودعا الناس إلى القيام بنصرته؛ ~~فجمع له واضح عساكر الإفرنجة وأهل الثغور؛ وجاءهم مع واضح إلى قرطبة، فبرز ms0023 ~~إليه سليمان، والتقى الجمعان يوم الجمعة في شوال من العام؛ فانهزم سليمان؛ ~~فدخل المهدي قرطبة وبويع له بها، وتردد عليه البربر يحاربونه، فشرع في حفر ~~الخندق حول قرطبة، وألزم أهلها القيام بأمره؛ فاشتدت الكلفة عليهم. ودبر ~~واضح مع الموالي العامريين الغدر بالمهدي، وشغبوا عليه في ذي الحجة من ~~العام، وأخرجوا هشاما المؤيد من محبسه بالقصر، وأجلسوه للخلافة بالسطح، ~~ونادوا بشعاره، وضربوا عنق المهدي بين يديه، وألقوا جسده من أعلى السطح، ~~ورفعوا رأسه على قناة طيف بها البلد كله، وقطعت يده ورجله. وعاد هشام ~~المؤيد إلى الخلافة، وجددت له البيعة، واستحجب واضحا الفتى، واستولى على ~~التدبير الأمور، وأرسل برأس المهدي إلى عسكر سليمان على معاودة طاعة هشام، ~~وقد رجا استمالتهم به فأبوا ذلك، وأغلظ سليمان على رسله، وأراد قتلهم # PageV01P045 # وأظهر الجزع على ابن عمه المهدي، وبكى عليه، وأمر بتنظيف الرأس، وأنفذه ~~إلى طليطلة، إلى ولد المهدي عبيد الله، فأعظم قتل أبيه ودفع بيعة هشام. ~~وكان بعسكر سليمان عبد الرحمن بن متيوه، فلما بلغه مهلك المهدي بن عبد ~~الجبار عدوه، كاتب واضحا وتوثق له، فهرب إلى قرطبة، فدبر أمر هشام مدة بعد ~~قتل واضح وعلي بن وداعة، في أخبار طويلة، إلى أن ضعف أمر هشام. ودخل عليه ~~سليمان دولته الأخيرة، ودبر قرطبة، إلى أن وقع له مع علي بن حمود ما ~~وصفناه. انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان. # قال أبو الحسن بن بسام: وكان سليمان ممن مدت له في الأدب غابة، كبا دونها ~~أهل الأدب، ورفعت له في الشعر راية مشى تحتها كثير من الشعراء والكتاب؛ غير ~~أن أيام الفتون ألوت بذكره، وأيدي تلك الحرب الزبون طوت بجملة شعره؛ وهو ~~أحد من شرف الشعر باسمه، وتصرف على حكمه؛ مع قعود همم أهل الأندلس يومئذ عن ~~البحث عن مناقب عظمائهم، وزهدهم في الإشادة بمراتب زعمائهم. ولم أظفر له ~~حين نقل هذه النسخة المقررة من هذا المجموع في وقتي المؤرخ إلا بقطعة # PageV01P046 # عارض بها هارون الرشيد فشعشعت بها الكؤوس، وتهادتها الأنفاس والنفوس. وقد ms0024 ~~أثبت القطعتين معا ليرى الفرق، ويعرف الحق. قال هارون الرشيد: # ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان # ما لي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن، وهن في عصياني # ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... - وبه قوين - أعز من سلطاني فقال سليمان ~~المستعين: # عجبا، يهاب الليث حد سناني ... وأهاب لحظ فواتر الأجفان # فأقارع الأهوال لا متهيبا ... منها سوى الإعراض والهجران # وتملكت نفسي ثلاث كالدمى ... زهر الوجوه نواعم الأبدان # ككواكب الظلماء لحن لناظري ... من فوق أغصان على كثبان # هذي الهلال، وتلك بنت المشتري ... حسنا، وهذي أخت غصن البان # حاكمت فيهن السلو إلى الصبا ... فقضى بسلطان على سلطاني # فأبحن من قلبي الحمى وتركنني ... في عز ملكي كالأسير العاني # لا تعذلوا ملكا تذلل للهوى ... ذل الهوى عز وملك ثاني # PageV01P047 # ما ضر أني عبدهن صبابة ... وبنو الزمان وهن من عبداني # إن لم أطع فيهن سلطان الهوى ... كلفا بهن فلست من مروان @فصل في ذكر ~~المستظهر بالله أبي المطرف عبد الرحمن # @ابن هشام بن عبد الجبار الناصري، وشرح مقتله، # @وإيراد جملة من اشعاره، مع ما يتعلق بها # @وينخرط في سلكها من مستطرف أخباره # قال أبو الحسن: نقلت من خط أبي مروان بن حيان قال: كان عبد الرحمن هذا ~~لبقا ذكيا، وأديبا لوذعيا؛ لم يكن في بيته يومئذ أبرع منه منزلة. وكان قد ~~نقلته المخاوف، وتقاذفت به الأسفار، فتحنك وتخرج وتمرن فيها، وكاد يستولي ~~على الأمر لو أن المنايا أنسأته. وكان عاد إلى قرطبة بعد تجواله؛ فدخلها ~~مستخفيا أيام القاسم بن حمود، وقد اضطرب سلطانه بها؛ فشاهد الفتنة الحادثة ~~بين البرابرة وأهلها، وهم فيها بالوثوب، وبث دعاته إلى أهلها. فلم يصح له ~~شيء مما أراده، وأنكر الوزراء المدبرون قرطبة أمره؛ فتجردوا لطلبه وطلب ~~دعاته، فسجنوا # PageV01P048 # ولم يخرجوا من الحبس إلا يوم جلوس صاحبهم عبد الرحمن للإمارة؛ فبقى ~~مستخفيا، وهو يدب الضراء في الدعاء إلى نفسه، إلى أن أعلقوه بالشوى عند ~~إيقاعها في ذلك الوقت لظهور براعته، وأجمعوا عليه وعلى سليمان بن المرتضى، ~~وعلى محمد بن العراقي. فتقدم ms0025 في إحضار الخاصة والجند والعامة بالمسجد ~~الجامع لمشاهدة بيعة من يختار من هؤلاء الثلاثة الأمراء للخلافة، فغدا ~~الناس لذلك على طبقاتهم. # قال ابن حيان: وكنت في من حضر المقصورة يومئذ، فكان أول من وافى منهم ~~سليمان بن المرتضى، جاء مع عبد الله بن مخامس الوزير في أبهة وشارة دلت على ~~المراد فيه؛ فدخل من باب الوزراء الغربي والسرور باد عليه، فاستقبله أصحابه ~~وقدموه إلى بهو الساباط؛ فأجلس هنالك على مرتبة لا تصلح لأحد سواه، وهو بهج ~~جذلان، لا يشك في تمام الأمر له، وأصحابه يرتقبون مجيء ابني عمه المذكورين ~~- وقد أبطأا - كيما يحصلوهما عنده. فبينما نحن على ذلك، والقلق على القوم ~~باد، إذ غشيتنا ضجة وزعقة هائلة ارتج لها الجامع واضطرب لها من بالمقصورة. ~~فإذا عبد الرحمن بن هشام قد وافى شرقي الجامع، في خلق رجالهما، شاهرين ~~سيفيهما أمامه، لهيجن باسمه؛ فراع الوزراء # PageV01P049 # ذلك وألقوا للوقت بأيديهم وخذلتهم حيلهم، ودخل المقصورة عبد الرحمن فبويع ~~لوقته. واستدعي سليمان بن المرتضى وجيء به مبهوتا فقبل يده وهنأه، فأجلسه ~~إلى جنبه، ثم وافى محمد بن العراقي أيضا فقبل يده وبايعه، ثم عقدت له ~~البيعة، وذلك اليوم الرابع من شهر رمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة. # وكان أحمد بن برد قد تقدم في عقدها باسم سليمان بن المرتضى فبشره وحك ~~اسمه، وكتب اسم عبد الرحمن مكانه فكان ذلك من عجائب الدنيا. # ثم ركب وحمل مع نفسه ابني عمه سليمان وابن العراقي فاحتبسهما عنده ~~وآنسهما؛ وظهرت من عبد الرحمن لوقته عرامة، وكان فتى أي فتى لو أخطأته ~~المتالف. وكان استقل بما طلبه من السلطان جرأة وصرامة، وركب أعناق الخطوب ~~وقد اعتاصت فأردته. وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني ~~مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابة يحل بها الفتاء، ~~ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت ~~دولته سريعا، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته ~~وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب ms0026 الناس تفاوتا ما بين قوله ~~وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو ~~محمد بن حزم، وعبد الوهاب # PageV01P050 # ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهما ومعرفة ونفاذا في العلوم ~~الرفيعة. # وأقر المستظهر يومئذ على مراتب الخدمة طوائف؛ منهم خدمة المدينتين ~~الزهراء والزاهرة، وخدمة كتابة التعقب والمحاسبة، وخدمة الحشم، وخدمة القطع ~~بالناض والطعام، وخدمة مواريث الخاصة، وخدمة الطراز، وخدمة المباني، وخدمة ~~الأسلحة وما يجري مجراها، وخدمة الخزانة للقبض والنفقة، وخدمة الهراية ~~والقبض والدفع، وخدمة الوثائق ورفع كتب المظالم، وخدمة خزانة الطب والحكمة، ~~وخدمة الأنزال والنزائل، وخدمة أحكام السوق. # قال أبو الحسن: ولكل لقب من أصناف هذه الخدمة جماعات سماهم أبو مروان بن ~~حيان في كتابه، ثم قال: وهذا زخرف من التسطير وضع على غير حاصل، ومراتب ~~نصبت لغير طائل، تنافسها طالبوها يومئذ بالأمل فلم يحلوا منها بنائل، ولا ~~قبضوا منها مرتزقا، ولا نالوا بها مرتفقا؛ وغرهم بارق الطمع وسط بلد محصور، ~~وعمل مغصوب، وخراب مستول، ومع سلطان فقير، لا يقع بيده درهم # PageV01P051 # إلا من صبابة مستغل جوف المدينة، أو نهب مغلول ممن تقلقل عنها؛ يقيم منه ~~رمقه، ويفرق جملته على من تكنفه من جنده ودائرته، ويتطرق إلى ما يقبح من ~~ظلم رعيته؛ فلم يلبث الأمر أن تفرى به فسفك دمه، وانحسم الأمل من دولته. ~~وكان قد بادر في الإرسال عن جماعة من وزرائه، فلما حصل جميعهم عنده قبض ~~عليهم وصادرهم على أموال لصدوفهم عنه، وطالبهم نجاح الضاغط يومئذ عنها. ~~وكان قد استرجحه خاصة الناس وذوو الحجى منهم في القبض على هؤلاء الوزراء، ~~واستبطأوا إبادته لهم ورجوا استظهاره على الأمر بإزالتهم، وسلامة تدبيره من ~~اعتراضهم، وكان قد أخرج رسله إلى جماعة الرؤساء بالأندلس يلتمس البيعة، ~~ويستنفر الكافة، ويدعو إلى كرة الدولة؛ فأخفق ما طلبه وعوجل، ولما تقبض ~~الأجوبة رسله، واضمحل أمره، والبقاء لله وحده. # وكان أيضا مما حرك الناس عليه استهدافه إلى أهل بيته من ولد الناصر، ~~ومبادرته لحبس سليمان بن المرتضى وابن العراقي المذكورين، وتجاوزهما إلى ms0027 ~~نفر غيرهما، اعتقل بعضا وطلب بعضا، حتى شملهم الخوف؛ فبعث الله عليه من ~~جرأة صاحبه بكر بن محمد بن المشاط الرعيني أدنته من حمامه، وسعى إلى أن وثب ~~عليه محمد بن عبد الرحمن المستكفي، وأحس المستظهر بشيء من ذلك فطلبه، ~~فأعجزه؛ ولم يزل السعي عليه حتى قتل. # PageV01P052 # @ذكر الخبر عن كيفية مقتله # قال ابن حيان: وكان سبب ذلك أن حسن رأيه في ابن عمران - أحد الرهط الذين ~~كان سجنهم - فأخرجه، فقال له بعض أصحابه: إن مشى ابن عمران في غير سجنك ~~باعا، بتر من عمرك عاما؛ فعصاه المستظهر فيه لغالب هواه، فحاق به في الثالث ~~رداه؛ وكان ورد عليه قبل إطلاقه بيومين فوارس من البربر، فكرم مثواهم ~~وأنزلهم معه في دار الملك، فاهتاج لذلك الدائرة وقالوا للعامة: نحن الذين ~~قهرنا البرابرة وطردناهم عن قرطبة، وهذا الرجل يسعى في ردهم إلينا، ~~وتمكينهم من نواصينا؛ فهاجوا العامة، فوثبوا عليه بالقصر، وقتل البرابرة ~~حيث وجدوا. ولم يشعر عبد الرحمن إلا والرجالة قد انتشروا على سقف القصر، ~~وسمع المسجونون عنده هتاف الناس فاستغاثوهم، فدقوا الأغلاق دونهم، واختلط ~~بالحرم؛ فعلم عبد الرحمن أنه مقتول. وأحيط به من كل جهة؛ فاستغاث الوزراء: ~~ابن جهور ولمته، فلم يجدوا له مناصا ولا خلاصا، ولا يصدقون بنجاة أنفسهم ~~وقد ضهلوا عنه بالحيلة في تخليصهم؛ فأشار عليهم الدائرة الفسقة بتركه، ~~والذهاب عنه؛ فجعل الوزراء يتسللون عنه واحدا بعد واحد إلى أن أفردوه. فنجا ~~عامة من # PageV01P053 # تعجل القرار من الوزراء وأهل الخدمة على باب الحمام من القصر فاهتدى إليه ~~الدائرة، وأحلوا بمن خرج منه الفاقرة؛ منهم أحمد بن بسيل متقلد المدينة، ~~قتل يومئذ. وجاء عبد الرحمن إلى ذلك الباب يطمع في الخروج؛ فقام الدائرة في ~~وجهه وزرقوه وهم يسبونه؛ فارتد على عقبه، وترجل عن فرسه، وتجرد من ثيابه، ~~حتى بقي في قميصه؛ واستخفى في أبزن الحمام، ففقد شخصه؛ واستخفى البرابرة في ~~الحمام وفي أكناف القصر فبحث عنهم وقتلوا. ولاذ منهم طائفة بالجامع فقتلوا ~~فيه؛ وفضح حريم عبد الرحمن وسبى أكثرهن الدائرة ms0028 وحملوهن إلى منازلهم ~~علانية، وجرى عليهن ما لم يجر على حرم سلطان في مدة تلك الفتنة. # قال: ولما فقد شخص عبد الرحمن ظهر ابن عمه محمد بن عبد الرحمن بن عبيد ~~الله بن الناصر الساعي عليه في المكان الذي كان متطمرا فيه فهتف الدائرة ~~باسمه، وانتهوا به إلى دار الملك، فإذا هي بلاقع؛ فأجلسوه في مجلسها القبلي ~~مبهوتا. وقام الدائران الفاسقان محمود وعمير على رأسه بالسيوف مقامها ~~بالأمس على رأس عبد الرحمن ابن عمه وتكاثرت الدائرة والعامة عليه. وافتقد ~~عبد الرحمن المستظهر فوجدوه في ابزن الحمام قد انطوى انطواء الحية في مكان ~~حرج، فأخرج في # PageV01P054 # قميص مسود بحال قبيحة؛ وجيء به إلى محمد بن عبد الرحمن المستكفي وقد بويع ~~يوم السبت الثالث من ذي قعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة؛ فبطش به بعض الرجالة ~~القائمين على رأسه، فتهلل وجه ابن عمه [القائم عليه] ، وأخذ في تدبير ~~سلطانه. فكانت إمارة المستظهر - إلى أن قتل - سبعة وأربعين يوما، لم تنتشر ~~له فيها طاعة، ولا التأمت عليه جماعة، ولا تجاوزت دعوته قرطبة. وكان سنه ~~يوم قتل ثلاثا وعشرين سنة. # وكان على حداثة سنه ذكيا يقظا لبيبا أديبا حسن الكلام جيد القريحة مليح ~~البلاغة يتصرف فيما شاءه من الخطابة بديهة وروية، ويصوغ قطعا من الشعر ~~مستجادة. وقد اقتضب بحضرة الوزراءة في أيامه عدة رسائل وتوقيعات لم يقصر ~~فيها عن الغاية، يزين ذلك بطهارة أثواب وعفة وبراءة من شرب النبيذ سرا ~~وعلانية. وكان في وقته نسيج وحده، ختم به فضلاء أهل بيته الناصريين، فلم ~~يأت بعده مثله. # وهذه جملة ما وجد له من شعره: من ذلك قصيدة كتب بها إلى مشنف زوج سليمان ~~بن الحكم، أيام خطب بنتها من سليمان المسماة حبيبة فلوته؛ وكان بقلبه من ~~هذه الابنة مكان لنشأتهما معا في ذلك الأوان؛ يقول فيها: # PageV01P055 # وجالبة عذرا لتصرف رغبتي ... وتأبى المعالي أن تجيز لها عذرا # يكلفها الأهلون ردي جهالة ... وهل حسن بالشمس أن تمنع البدرا # وماذا على أم الحبيبة إذ رأت ... جلالة قدري أن أكون ms0029 لها صهرا # جعلت لها شرطا علي تعبدي ... وسقت إليها في الهوى مهجتي مهرا # تعلقتها من عبد شمس غريرة ... محدرة من صيد آبائها غرا # حمامة عش العبشميين رفرفت ... فطرت إليها من سراتهم صقرا # لقد طال صوم الحب عنك فما الذي ... يضرك منه أن تكوني له فطرا # وإني لأستشفي بمري بداركم ... هدوءا وأستسقي لساكنها القطرا # وألصق أحشائي ببرد ترابها ... لأطفئ من نار الأسى بكم جمرا # فإن تصرفيني يا ابنة العم تصرفي ... - وعيشك - كفأ مد رغبته سترا # وإني لأرجو أن أطوق مفخري ... بملكي لها وهي التي عظمت فخرا # وإني لطعان إذا الخيل أقبلت ... جرائدها حتى تري جونها شقرا # وإني لأولى الناس من قومها بها ... وأنبههم ذكرا وأرفعهم قدرا # وعندي ما يصبي الحليمة ثيبا ... وينسي الفتاة الخود عذرتها البكرا # جمال وآداب وخلق موطأ ... ولفظ إذا ما شئت أسمعك السحرا وإنه لمحها يوما ~~وأومأ بالسلام، فلم ترده عليه خجلا، فكتب إليها: # سلام على من لم يجد بكلامه ... ولم يرني أهلا لرد سلامه # PageV01P056 # سلام على الرامي الذي كلما رمى ... أصاب فؤادي عامدا بسهامه # بنفسي حبيب لم يجد لمحبه ... بطيف خيال زائر في منامه # ألم تعلمي يا عذبه الإسم أنني ... فتى فيك مخلوع عذار لجامه # وأني وفي حافظ لأذمتي ... إذا لم يقل غيري بحفظ ذمامه # يبشر ذاك الشعر شعري أنه ... سيوصل حبلي بعد طول انصرامه # وما شك طرفي أن طرفك مسعدي ... ومنقذ قلبي من حبال غرامه # عليك سلام الله من ذي تحية ... وإن كان هذا زائدا في اجترامه وله فيها ~~أيضا: # تبسم عن در تنضد في الورس ... وأسفر عن وجه يتيه على الشمس # غزال براه من نور عرشه ... لتقطيع أنفاسي وليس من الإنس # وهبت له ملكي وروحي ومهجتي ... ونفسي ولا شيء أعز من النفس وهو القائل: # طال عمر الليل عندي ... مذ تولعت بصدي # يا غزالا نقض الو ... د ولم يوف بعهدي # أنسيت العهد إذ بت ... نا على مفرش ورد # واجتمعنا في وشاح ... وانتظمنا نظم عقد # PageV01P057 # وتعانقنا كغصني ... ن وقدانا كقد # ونجوم الليل تحكي ... ذهبا في لازورد ورفع ms0030 إليه شاعر ممن هنأه بالخلافة ~~يوم بيعته شعرا له كتبه في رق مبشور، واعتذر من ذلك بهذين البيتين: # الرق مبشور وفيه بشارة ... ببقا الإمام الفاضل المستظهر # ملك أعاد العيش غضا شخصه ... وكذا يكون به طوال الأدهر فأجزل المستظهر ~~بالله صلته، ووقع على ظهر رقعته بهذه الأبيات: # قبلنا العذر في بشر الكتاب ... لما أحكمت من فصل الخطاب # وجدنا بالجزاء بما لدينا ... على قدر الوجود بلا حساب # فنحن المنعمون إذا قدرنا ... ونحن الغافرون أذى الذئاب # ونحن المطلعون بلا امتراء ... شموس المجد من فلك الثواب ومما قاله - ~~زعموا - يوم وثوب البرابرة عليه بالدائرة التي أمرت بقتله: # يا أيها القمر المنير ... كن نحو شبهك لي سفير # بتحية أودعتها ... شوقا بنيات الصدور # PageV01P058 # انتهى ما وجدناه من أشعار بني أمية من أول المائة الخامسة من الهجرة ~~ابتداء من تأريخ هذا الديوان. وشرحنا بعض ما تعلق بذلك من خطب، واندرج ~~أثناءه من ذكر حرب. # ونتلوه بذكر من تقدم زمانه، واشتهر إحسانه، وملأ المسامع والمجامع بيانه ~~وسار في المغارب والمشارق ذكره وشانه، وملأ ظهور السباسب وبطون المهارق ~~سماعه وعيانه. # @فصل في ذكر الأديب أبي عمر أحمد بن دراج القسطلي # @وإثبات جملة من نظمه الفائق الدرر، ونثره المعجز الورد والصدر # @واجتلاب ما يتعلق به ويتصل بسببه من خبر # قال ابن بسام: كان أبو عمر القسطلي وقته لسان الجزيرة شاعرا وأولا حين عد ~~معاصريه من شعرائها المشهور، وآخر حاملي لوائها، وبهجة # PageV01P059 # أرضها وسمائها، وأسوة كتابها وشعرائها؛ له عقد فخرها المحمول وسهم، وبه ~~بدئ ذكرها الجميل وختم؛ حل اسمه من الأماني محل الأنس، وسار نظمه ونثره في ~~الأقاصي والأداني مسير الشمس؛ وأحد من تضاءلت الآفاق عن جلالة قدره، وكانت ~~الشام الشام والعراق أدنى خطى ذكره. # وقد أجرى الثعالبي طرفا من أمره، وأغرب بلمع من شعره، فقال في كتابه ~~المترجم ب - " اليتيمة ": " بلغني أن أبا عمر القسطلي كان عندهم بصقع ~~الأندلس كالمتنبي بصقع الشام؛ وهو أحد شعرائهم الفحول هنالك. وكان يجيد ما ~~ينظم " انتهى كلام الثعالبي. # وإنما ذكرته أنا؛ وكان من شعراء ms0031 ابن أبي عامر، لأنه تراخت أيامه، وأغضى ~~عنه حمامه، حتى أخرجته المحن، وسالت به تلك الفتن، الكائنة صدر المائة ~~الخامسة من الهجرة. # وذكره ابن حيان معجبا من أخباره، معربا عن جلالة مقداره؛ فقال: وأبو عمر ~~القسلطي سباق حلبة الشعراء العامريين، وخاتمة محسني أهل الأندلس أجمعين. ~~وكان ممن طوحت به تلك الفتنة الشنعاء، واضطرته إلى النجعة، فاستقرى ملوكها ~~أجمعين، ما بين الجزيرة الخضراء، فسرقسطة من الثغر الأعلى؛ يهز كلا بمديحه # PageV01P060 # ويستعينهم على نكبته، وليس منهم من يصغي له، ولا يحفظ ما أضيع من حقه، ~~وأرخص من علقه؛ وهو يخبطهم خبط العضاه بمقوله، فيصمون عنه، إلى أن مر بعقوة ~~منذر بن يحيى أمير سرقسطة، فألقى عصا سيره عند من بواه، ورحب به وأوسع ~~قراه؛ فلم يزل عنده، وعند ابنه بعده، مادحا لهما، مثنيا عليهما، رافعا من ~~ذكرهما، غير باغ بدلا بجوارهما، إلى أن مضى بسبيله، بعد أن جرت له، رحمه ~~الله، على إحسانه الباهر، في فتنة البرابر مع أملاك الجزيرة، في طول ~~الاغتراب والنجعة، أخبار شاقة، فيها لذي اللب موعظة بالغة. # وذكره أيضا أبو عامر بن شهيد فقال: والفرق بين أبي عمر وغيره أن أبا عمر ~~مطبوع النظام، شديد أسر الكلام؛ ثم زاد بما في أشعاره من الدليل على العلم ~~بالخبر واللغة والنسب، وما تراه من حوكه للكلام، وملكه لأحرار الألفاظ، ~~وسعة صدره، وجيشة بحره، وصحة قدرته على البديع، وطول طلقه في الوصف، وبغيته ~~للمعنى وترديده، وتلاعبه به وتكريره، وراحته بما يتعب الناس، وسعة نفسه ~~فيما يضيق الأنفاس. انتهى كلام ابن شهيد. # قال ابن بسام: وأنا أقول: إن من ذكره لم يوفه حقه، ولا أعطاه وفقه، ولا ~~استوفى تقدمه وسبقه؛ ولو أوفى الأيام، واستنفد القراطيس # PageV01P061 # والأقلام. وقد أتيت أنا من شعره بما يبهر نيرات الألباب، ويظهر خفيات ~~الأسباب، ومن نثره ما يبهر العقول، ويباهي الغرر والحجول؛ وبسامي التيجان ~~والأكاليل، ويسهل التقليد والتأويل. # @جملة من فصول اقتضبتها من كلامه الطويل، # @فرارا من التطويل # فصل له من رقعة: يا سيدي، ومن أبقاه الله كوكب ms0032 سعد، في سمء مجد، وطائر ~~يمن، في أفناء أمن، مرجوا لدفع الاسواء، مؤملا في اللأواء؛ وكنت قد نشأت في ~~معقل من العفا والوفر، محدقا بسور من الأمن والستر، حتى أرسل إلي سلطان ~~الفقر، رسولا من نوب الدهر، يريد استنزالي إليه، وخضوعي بين يديه، فأبيت من ~~ذلك عليه، فغراني بكتائب من النوائب، تسير تحت ألوية المصائب، تبرق بسيوف ~~الرزايا، وتشهر أسنة المنايا، يرمون عن قسي الأوجال، ويضربون طبول الذعر ~~وسوء الحال، بأيد باطشة لا تكل، وبصائر ثابتة لا تمل، فلم يرعني ذلك منهم ~~أن تلقيتهم بمن معي من جنود الصبر، فافتتح معقلي سلطان الفقر وأخذني أسرا، ~~وطلب مني فداء لا أقوم به قسرا، فأوثقني في قيود الانقياد، وشدني في أغلال ~~الأصفاد، ووكل بل الحيرة والتبلد، وأمرهما ألا يطلقا سبيلي إلا بالفداء، ~~فضاقت بذلك مذاهبي حتى أتى منك رسول يسمى حسن الثناء، فضمن لي عنك فديتي، ~~من # PageV01P062 # يدي أسرتي، وسيدي أولى من وفى بضمانه، وصدق قول رسوله على لسانه. # وله من أخرى إلى سليمان بن الحكم أمير المؤمنين: حاشا لله أن أستشف الحسي ~~قبل جموحه، وأستكره الدر قبل حفوله، أو أتعامى عن سراج المعذرة، وأرغب عن ~~أدب الله في نظرة إلى ميسرة ولكن: # " ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر " # ما أوضح العذر لي لو أنهم عذروا ... وأجمل الصبر بي لو أنهم صبروا # لكنهم صغروا عن أزمة كبرت ... فما اعتذاري عمن عذره الصغر وقد قلبت لهم ~~ظهر الأمور، وميزت بين المعسور والميسور، فما وجدت أحسن بدءا، ولا أحمد ~~عودا، مما أذن الله فيه لعباده الذين أعمرهم أرضه، وسخر لهم بره وبحره، أن ~~يمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه؛ وحيث نتقلب ففي كرمك، وأين نأمن ففي ~~حرمك، [وحيث لا توحشنا دعوتك، ولا تفوتنا نعمتك، من ملكك إلى ملكك] ، ومن ~~يمينك إلى شمالك. # وفي فصل من أخرى: ولعل مقلب القلوب قد قلب قلبك الكريم للأطفال المشردين، ~~الذين دعوك مضطرين، أن تحل عنهم عقل النوى، وتكلهم إلى جبار السما، الذي ~~أمر ms0033 عباده أن ينتشروا في # PageV01P063 # أرضه، ويبتغوا من فضله. # وله من أخرى إلى علي بن حمود: حسبك الله يا ابن رسول الله، [وعلى هدى من ~~الله] ، فيما خفقت إليه راياتك، وصدقت به آياتك، جدير أن يعز بطاعته نصرك، ~~كما شرح بتوفيقه صدرك، ويتمم بتأييده أمرك، بما أوليت أولياءه المؤمنين، ~~وأبليت في عباده الصالحين، المصابين في الأموال والأهلين، أيام تزاحمت ~~إليهم أسباب القضاء بالبأساء والضراء، وأبرقت عليهم آفاق السماء بسيوف ~~الأعداء، تسح بوابل الدماء [وتموج بأسراب السباء] ، فسرعان ما هاموا فلا ~~وزر، وربعوا فلا مستقر، ونادوا ولات حين مناص ولا فوت، إلا من أعفاه الموت؛ ~~فأصبحوا أنفاض الجلاء، وأغراض الفناء، قد جهدوا بالبلاء، وعيوا بالداء ~~العياء، فلئن زلزلت بهم الأرض، لقد سكن بهم عز سلطانك، ولئن تهفت بهم ~~الذعر، لقد اطمأنوا في مهاد أمانك. # وله من أخرى إلى منذر بن يحيى: حياك بتحية الملك، من أحيا بك دعوة الحق، ~~ورداك رداء الإعظام، من أعلى بك لواء الإسلام، مجري الأقدار بإعلاء قدرك، ~~ومصرف الليل والنهار بإعزاز نصرك، ومظهر من أطاعك على من عصاك، ومدمر من ~~عاداك بسيوف من والاك. قد جعل الله أول أسمائك أولى بأعدائك، وأقرب اعتزائك ~~صفوا لأوليائك؛ ثم سما بك حاجب الشمس، نورا وأنسا لهذا الإنس، ونفس حياة ~~لكل نفس. # PageV01P064 # ثم أحييت فجرهم يا ابن يحيى ... بسراجين: نور دين ودنيا # وخلفت السحاب ظلا وجودا ... فوسعت الإسلام سقيا ورعيا # وتحليت من تجيب سناء ... كنت فيه للدين والملك محيا ومن كتاب له: وأكرم ~~بها أعراقا سرت إليك، وأخلاقا نظمت عليك، وأعباء ملك حملت عاتقيك، وأعنة ~~خيل أسلمت في يديك، [فإليك أهل الدليل، وأرزمت الحمول] ، ومن نداك سقي ~~الغليل، وشفي العليل، وفي ذراك برد المقيل، وقصر الليل الطويل، وبعلاك أمن ~~الخائف وعز الذليل، وبسناك هدي ابن السبيل [سواء السبيل] ، إلى الظل ~~الظليل، والأمل المأمول، فحبل الغريب موصول، وعذر المسيء مقبول، وجفاء ~~الضيف محمول، فكيف بضيفك المجتاب، إليك غول القفر اليباب، وهول البحر ذي ~~العباب، يهدي إليك لباب الألباب، ويتحفك بجواهر الآداب، متضائلا في ms0034 أسمال ~~الاغتراب، مكفكفا من عبرات الاكتئاب، يتسلى بسلام الحجاب، واستلام الأبواب، ~~إلى أن اكرمته برفع الحجاب [فيا روح ثنائه بكم الأحساب] ويا فوح رياضه بديم ~~السحاب، ويا طيب طوبى وحسن مآب [لمن نصرت وآويت، ووصلت وأدنيت؛ ما دعاك حتى ~~لبيت، ولا استسقاك حتى سقيت، ثاني عطفه عن الشكوى إليك، ناكص طرفه # PageV01P065 # عن الإدلال عليك، علما بأن الهلال ساع إلى الكمال، وأن البدر مؤد إلى ~~الفجر، وأن انسجام زعيم بابتسام الزهر] . # إلى لاعج في القلب مضطرم ... جاش إليك به بحر من الكلم # ودمع أجفان عين قد شرقن به ... حتى ترقرق بين الرق والقلم # دينا لذي أسرة دنيا وفيت به ... ورحمة وصلت مني بذي رحم # إذا رددت سيوف الهند عن دمه ... فإنما رفعت عن مهجتي ودمي # وإن ضربت رواقا دون حرمته ... فإنها ستري مدت على حرمي # لهفي عليه وقد أهوت له نكب ... لا تستقل لها ساق على قدم # فبات يسعر برد الليل من حرق ... ويستشير دموع الصخر من ألم # وما بعيني عن مثواه من وسن ... وما بأني عن شكواه من صمم قال ابن بسام: ~~ونثر أبي عمر، رحمه الله، دون نظمه الرائق بكثير، فلذلك ما ألمعت منه ~~بالشيء اليسير، وعولت على عارض شعره الهتن العزيز. # PageV01P066 # @ما أخرجته من قصائد السلطانيات # حكى أبو مروان بن حيان قال: لما استوسق الأمر بقرطبة لسليمان حسبما ~~وصفناه، تعرض لمدحه من كان ثوى بقرطبة يومئذ من بقية الشعراء العامريين ~~رجاء في ثمد نواله، فصاغوا في مديحه أشعارا حسنة استذموا فيها إلى الدين ~~والمروءة، وأنشدها أكثرهم في مجلس حفله علانية فأصغى وهش، ثم غل المديح فما ~~بل ولا رش؛ وتم لذلك تقويض الجماعة عن حضرة قرطبة، وتخلى الكثير منهم عن ~~ولايته، فأمحى لذلك رسم الأدب بها، وغلب عليها العجمة، وانقلب أهلها من ~~الإنسانية المتعارفة إلى العامية الصريحة، وفارقوا الحرية. # وكان ممن شهر امتداحه للخليفة سليمان يومئذ، وحفظ كلامه من تلك الطبقة ~~العلية، كبيرها أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي، وقد كان إلى وقته ~~ذلك ثاويا بقرطبة ms0035، يحسب أن سليمان سيجيره من الزمان، وكان النجم أدنى من ~~ذلك إليه. دخل عليه أول مجلس كان له بالقصر فأنشده قصيدته التي أولها: # شهدت لك الأيام أنك عيدها ... لك حن موحشها وآب بعيدها # [وأضاء مظلمها، وأفرخ روعها ... وأطاع عاصيها، ولان شديدها] # PageV01P067 # وصفت بك الدنيا فشب كبيرها ... في إثر ما قد كان شاب وليدها # ما كان أجمد قبل نوئك بحرها ... فالآن فجر بالندى جلمودها # فارتاح بيتك في أباطح مكة ... لمعاد أيام دنا موعودها # لمواكب صهلت إليك خيولها ... وكتائب هفقت عليك بنودها # شغفا بدعوتك التي قد طالما ... عمرت تهائمها بها ونجودها # حتى ارتقت من المنازل رتبة ... عزت بها غر الرجال وصيدها # في قبة الملك التي صنهاجة ... وزناتة أطنابها وعمودها # صدقتك أيام النزال سيوفها ... ضربا وفي يوم النفار عهودها # يا ساعة مقطوعة أرحامها ... لا البر شاهدها ولا مشهودها # يوما أذل كرامه للئامه ... وسطت بأحرار الملوك عبيدها # وتواكلت أبطالها في كربة ... عيت بها ساداتها ومسودها # لا يهتدي سمت النجاة دليلها ... دهشا ولا وجه السداد سديدها # حتى طلعت لهم بأسعد غرة ... طلعت عليهم في السماء سعودها ومنها: # واستودعوا جنبي شرنبة وقعة ... هز الجبال الراسيات رعودها # دلفوا إلى شهابء حان حصادها ... وطلى رؤوس الدارعين حصيدها # PageV01P068 # وشعاب قنتيش وقد حشرت لهم ... أمم بغاة لا يكف عديدها # تركوا بها ظهر الصعيد وقد غدا ... بطنا، وأجساد العداة صعيدها # وكتائب الإفرنج إذ كادتك في ... أشياعها والله عنك بكيدها # بسوابح في لج بحر سوابغ ... فاضت على الأرض الفضاء مدودها # ولقد أضافوا نسرها وغرابها ... وقراهما طاغوتها وعميدها # شلو لأرمنقودها حشدت به ... للزحف ثم إلى الجحيم حشودها # ودنوا لها في آر تحت صوارم ... وريت بعز المسلمين زنودها # من بعدما قصفوا الرماح وأصلتوا ... بيضا يشايع حدها توحيدها # فكأنما رفعت له صلبانها ... في ظل هبوتها فحان سجودها # وبجانب [الغربي] إذ قدمتها ... شعثا يبشر بالفتوح شهيدها # ضربوا على الأخدود هام حماته ... حتى عبرن وجسرهن خدودها # في وقعة قامت بعذر سيوفهم ... لو ذاب من حر الجلاد حديدها # ويضيق فيها العذر عن خطية ... سمراء لم يورق بكفك عودها ms0036 # PageV01P069 # فيها رأيت العز حيث تريده ... وسوابغ النعماء حيث تريدها # فاقبل فقد ساقت إليك مهورها ... أكفاء حمد لا يذم حميدها # بدعا من النظم النفيس تشابهت ... فيها الجواهر درها وفريدها # وليهنها أيام عز كلها ... عيد وأنت لمن أطاعك عيدها ومدحه أيضا بقصيدة ~~أخرى أولها: # هنيئا لهذا الملك روح وريحان ... وللدين والدنيا أمان وإيمان # فإن قعيد الخزي قد ثل عرشه ... وإن أمير المؤمنين سليمان # سمي الذي انقاد الأنام لأمره ... فلم يعصه في الأرض إن ولا جان # وقام فقامت للمعالي معالم ... وللخير أسواق وللعدل ميزان # وجدد للإسلام سور خلافة ... عليها من الرحمن نور وبرهان # قريب النبي المصطفى وابن عمه، ... ووارث ما شادت قريش وعدنان # وما ساقت الشورى وأوجبه التقى ... وأورث ذو النورين عمك عثمان # وما حاكمت فيه السيوف وحازه ... إليك وأبو الأملاك جدك مروان ومنها في ~~صفة رجال حربه، وهو من جيد الكلام وحر النظام: # وقد لمعت حوليك منهم أسنة ... تخيل أن الحزن والسهل نيران # PageV01P070 # أسود هياج ما تزال تراهم ... تطير بهم نحو الكريهة عقبان # وأقمار حرب طالعت كأنما ... عمائمهم في موقف الروع تيجان # وكل زناتي كأن حسامه ... وهامة من لاقاه نار وقربان # وأبيض صنهاج كأن سنانه ... شهاب إذا أهوى لقرن وشيطان ومنها في وصف صلح ~~والندب إليه: # وقلت لعا للعاثرين كأنه ... نشور لقوم حان منهم وقد حانوا # وقد أمن التشريب إخوة يوسف ... وأدركهم لله عفو وغفران # وحنت لداعي الصلح بكر وتغلب ... وشفعت الأرحام عبس وذبيان # وفازت قداح المشتري بسعودها ... وسالم بهرام وأعتب كيوان وله من أخرى في ~~منذر بن يحيى، حين قدم عليه صاعد اللغوي: # علا فحوى ميراث عاد وتبع ... بهمته العليا ونسبته الدينا # فأعرب عن أقوام يعرب واحتبى ... فلم ينس من هود سناء ولا هديا # ومن حمير رد القنا أحمر الذرى ... ومن سبأ قادت كتائبه السبيا # وما نام عنه عرق قحطان إذ فدى ... عروق الثرى من غلة القحط بالسقيا # PageV01P071 # وما أسكنت عنه السكون سيادة ... ولا رضيت طي لراحته طيا # ولا كندت أسيافه ملك كندة ... فيترك في أركان عزتها وهيا # ولا أقعدته عن ms0037 إجابة صارخ ... تجيب ولو حبوا إلى الطعن أو مشيا # وكائن له الأوس من حق أسوة ... بنصب الهدى جهرا وبذل الندى خفيا # هم أورثوه نصر دين محمد ... وحازوا له فخر الندى والقرى وحيا # مناقب أدوها إليه وراثة ... فكان لها صدرا وكانت له حليا # وصوت ثناء أسمع الله ذكره ... ليسمع منه الصم أو يهدي العميا [ومنها في ~~ورد صاعد الغوي] : # وأهدت له بغداد ديوان علمها ... هدية من والى وتحفة من حيا # فكانت كمن حيا الرياض بزهرها ... وأهدى إلى صنعاء من نسجها وشيا # وحسب رواة العلم أن يتدارسوا ... مآثره حفظا وآثاره وعيا # إذا لمعت زرق الأسنة حوله ... كإضرام نيران الهموم حواليا # وقد لاذ أبطال الجلاد بعطفه ... كما لاذ أطفال الجلاء بعطفيا # وقد قصرت عنه رماح عداته ... كما قصرت عنهم رياض جناحا ومنها: # فيالك من ذكرى سناء ورفعة ... إذا وضعوا في الترب أيمن شقيا # PageV01P072 # وفاحت ليالي الدهر مني ميتا ... فأخزين أياما دفنت بها حيا # وكان ضياعي حسرة وتندما ... إذا لم يفد شيئا ولم يغني شيا # وأصبحت في دار الغنى عن ذوي الغنى ... وعوضت فاستقبلت أسد يوميا # سوى حسرتي عرض ووجه تضعضعا ... لقارعة البلوى وكانا عتاديا # فيا عبرتي سحي لعلي مبلل ... بجريك ما أنزفت من ماء خديا # ويا زفرتي هل في وقودك جذوة ... تنير لنا صبحا ثناه الأسى مسيا # ويا خلتي إن سوف الغوث بالمنى ... ويا غلتي إن أبطأ الغيث بالسقيا # فقوما إلى رب السماء فأسعدا ... تقلب وجهي في السماء وقد حيا # ويا أوجه الأحرار لا تتبدلي ... بظل ابن يحيى بعد ظلا ولا فيا وله فيه من ~~أخرى: # لبيك، أسمعنا نداك ودوننا ... نوء الكواكب مخويا أو ممطرا # فسريت في حرم الأهلة مظلما ... ورفلت في خلع السموم مهجرا # ظعن ألفن القفر في غول الدجى ... وتركن مألوف المعاهد مقفرا # يطلبن لج البحر حيث تقاذفت ... أمواجه، والبر حيث تنكرا # هيم وما يبغين دونك موردا ... أبدا ولا عن بحر جودك مصدرا # من كل نضو الآل محبوك المنى ... يزجيه نحوك كل محبوك القرا # PageV01P073 # بدن فدت منا دماء نحورها ... ببقائها في ms0038 كل أفق منحرا # نحرت بنا صدر الدبور فأنبطت ... قلق المضاجع تحت جو أكدرا # خوص نفحن بنا البرى حتى انثنت ... أشلاؤهن كمثل أنصاف البرى # وصبت إلى نحر الصبا فاستخلصت ... سكن الليالي والنهار المبصرا # نذرت لما ألا تلاقي راحة ... مما تلاقي أو تلاقي منذرا # فلئن صفا ماء الحياة لديك لي ... فبما شرقت إليك بالماء الصرى # ولئن خلعت علي بردا أخضرا ... فلقد لبست إليك عيشا أغبرا ومنها: # أبني لا تذهب بنفسك حسرة ... عن غول رحلي منجدا أو مغورا # فلئن تركت الليل فوقي داجيا ... فلقد لقيت الصبح بعدك أزهرا # وحللت أرضا بدلت حصباؤها ... ذهبا يرف لناظري وجوهرا # ولتعلم الأملاك أني بعدها ... ألفيت كل الصيد في جوف الفرا # ورمى علي رداءه من دونهم ... ملك تخير للعلا فتخيرا # ضربوا قداحهم علي ففاز بي ... من كان بالقدح المعلى أجدرا ومنها: # كلا وقد آنست من هود هدى ... ولقيت يعرب في القيول وحميرا # PageV01P074 # وأصبت في سبأ مورث ملكها ... يسبي املوك ولا يدب لها الضرا # فكأنما تابعت تبع رافعا ... أعلامه ملكا يدين له الورى # والحارث الجفني ممنوع الحمى ... بالخيل والآساد مبذول القرى # وحططت رحلي بين ناري حاتم ... أيام يقري، موسرا أو معسرا # ولقيت زيد الخيل تحت عجاجة ... يكسو غلائلها الجياد الضمرا # وعقدت في يمن مواثق ذمة ... مشدودة الأسباب موثقة العرى # وأتيت مجدك وهو يرفع منبرا ... للدين والدنيا ويخفض منبرا # وخططت بين جفانها وجفونها ... حرما أبت حرماته أن تحفرا # تلك البدور تتابعت وخلفتها ... سعيا فكنت الجوهر المتخيرا قال أبو الحسن: ~~أراه احتذى في هذه الأبيات الأخيرة حذو أبي الطيب في ابن العميد حيث يقول: # من مبلغ الأعراب أني بعدها ... جالست رسطا ليس والإسكندرا # ولقيت بطليموس دارس كتبه ... متبديا في ملكه متحضرا # ولقيت كل الفاضلين كأنما ... رد الإله نفوسهم والأعصرا # نسقوا لنا نسق الحساب مقدما ... وأتى " فذلك " إذ أتيت مؤخرا # PageV01P075 # وقوله " خوص نفحن بنا البرى " ... البيت، معنى مشهور، وهو في الشعر كثير، ~~ومنه قول بعض أهل العصر، وهو أبو جعفر بن هريرة التطيلي يصف إبلا: # كأنصاف البرى وتدق عنها ... شواها دقة تسع ms0039 الجلالا وكذلك قوله: " لله أي ~~أهلة " ... البيت، كقول أبي جعفر المذكور: # كل عوجاء كالهلال عليها ... كل ذي تدرإ كبدر الكمال وأنشدت لابن بياع ~~السبتي: # وردت بها التنوفة وهي بدر ... فلم أصدر بها إلا هلالا وقوله: " ورمى علي ~~رداءه من دونهم " أشار إلى لفظ الهذلي دون معناه وهو: # ولم ادر من ألقى عليه رداءه ... سوى أنه قد سل عن ماجد محض وذكر الرواة ~~أنه لا تعرف العرب رجلا مدح من لا يعرفه غير أبي خراش الهذلي هذا، وكان ~~خراش وعمه عروة غزوا فأخذا، وهموا بقتلهما، فنهاهم بنو دارم وأبى بنو هلال ~~إلا قتلهما، فأقبل رجل # PageV01P076 # من بني دارم فألقى على خراش رداءه، وشغل القوم بقتل عروة، وقال الرجل ~~لخراش: انج، فنجا إلى أبيه وأخبره الخبر، فقال الأبيات التي أولها: # حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض فقلت: لا، ~~قال: من قول أبي خراش: " ولم أدر من ألقى عليه رداءه " ... البيت، قلت له: ~~والمعنى مختلف قال: أما ترى حذو الكلام واحدا - # وقال القسطلي يمدح الوزير أبا الأصبغ عيسى بن سعيد القطاع: # أفي مثلها تنبو أياديك عن مثلي ... وهذي الأماني فيك جامعة الشمل # وقد أمن المقدار ما كنت أتقي ... وأرخصت الأيام ما كنت أستغلي # وأذعن صرف الدهر سمعا وطاعة ... لما فهت من قول وأمضيت من فعل # وناديت بالإنعام في الأرض والتقت ... بيمناك أشتات الطرائق والسبل # وهذا مقامي منذ تسع وأربع ... رجائي في قيد وحظي في غل # كأني لم أحلل ذراك ولم أقم ... مناخ المطايا فيه مرتهن الرحل # PageV01P077 # وأغض عن البرق الذي شيم للحيا ... وأعقد بحبل منك بين الورى حبلي # ولم تصفني خلقا أرق من الهوى ... ولم تولني نعمى ألذ من الوصل # ولم تثن عني في مواطن جمة ... سيوفا حدادا قد سللن على قتلي # ولم أطوسن الإكتهال محاكما ... إليك خطوبا شيبت مفرق الطفل # وكنت ومفتاح الرغائب ضائع ... ملاذي فهذا بابها ضائع القفل # وإني في أفياء ظلك أشتكي ... شكية موسى إذ تولى إلى الظل وهذا البيت من ~~لفظ القرآن العزيز ms0040، وقد أقدمت على مثل هذا جماعة من الشعراء من محدثين ~~وقدماء؛ فمن غال متسور، ومن آخذ معتذر؛ قال أبو العلاء المعري: # كنت موسى وافته بنت شعيب ... غير أن ليس فيكما من فقير وأخذه بعض أهل ~~عصرنا، وهو حسان بن المصيصي فقال للمعتمد ابن عباد: # كبنت شعيب إذ زفت لموسى ... ولكن للثراء هنا مزيد ومن آخر من ركب هذا ~~الأسلوب في مكابرة الحقائق، وأضل من ذهب هذا المذهب الغريب، من الاجتراء ~~على الخلق والخالق، المنفتل بقوله: # وقد كان موسى خائفا مترقبا ... فقيرا وآمنت المخافة والفقرا # PageV01P078 # وستأتي قصيدته هذه في موضعها، وتنتظم القصة عنه بأجمعها. وفي هذه القصيدة ~~يقول القسطلي: # ولي الندى أصبحت في دولة الندى ... كأني عدو والبخل في دولة البخل # يقتل أخفى اليأس أحيا مطالبي ... ليالي جل الوعد عن رتبة المطل # وأبدي للسع الدبر وجهي منازعا ... وقد فاز غيري سالما بجنى النحل وهكذا ~~كقول المتنبي: # ولا بد دون الشهد من ابر النحل ... وقال ابتن سارة الشنتريني: # لها قسمة بين الرواة وبينكم ... فمن قسمة ضيزى ومن قسمة عدل # بأفواههم منها جنى النحل كلما ... رووها وفي أستاهكم إبر النحل ومنها: # أواصل آناء الأصائل بالضحى ... وزادي من جهدي، وراحلتي رجلي وهذا مما ~~شرحه وأوضحه أبو الطيب بقوله من المنسرح: # لا ناقتي تقبل سالرديف ولا ... بالسوط يوم الرهان أجهدها # شراكها كورها، ومشرفها ... زمامها، والشسوع مقودها ومنها: # إذا أحفت الفرسان غر جيادهم ... خصفت برجلي ما تمزق من نعلي # PageV01P079 # وإن أقبلوا والمسك يندى عليهم ... أتيت وقد ضمخت مسكا من الوحل # وإن شغلوا لهوا بأنعم كفه ... فخدمته لهوي وطاعته شغلي # أقر عيون الشامتين وليتني ... أبرد ما تطوي الصدور من الغل # أمر بهم ألقلى الثرى وكأنما ... فؤادي من أحداقهن غرض النبل # إذا الأسد الضرغام أنفذ مقتلي ... فما فزعي إلا إلى الأرقم الصل # وإن ذاب حر الوجه من حر نارهم ... فما مستغاثي منه إلا إلى المهل # ومن شيمة الماء القراح - وإن صفا - ... إذا اضطرمت من تحته النار أن يغلي # ولا وزر إلا وزير له يد ... تمل على أيدي الربيع ms0041 فتستملي # أبا الأصبغ المعني هل أنت مصرخي ... وهل أنت لي مغن وهل أنت لي معلي # فأكسولك الأيام من حر ما أشي ... وأملأ سمع الدهر من سحر ما أملي # وحتى متى أعطي الزمان مقادتي ... وقد قبضت كفي على قائم النصل # أيحتقب الركبان شرقا ومغربا ... غرائب أنفاسي وألقاك في الرجل # وينتقل الشرب الندامي بدائعي ... وهيهات لي من لذة الشرب والنقل # وضيف بحيث الطير تدعى إلى القرى ... يضيق به رحب المباءة والنزل # وسيف يقد البيض والزغف مقدما ... يروح بلا غمد ويغدو بلا صقل # وذو غرة معروفة السبق في المدى ... وقد قرح التحجيل من حلق الشكل قوله: " ~~ومن شيمة الماء القراح ".. البيت، هو قول ابن أبي عيينة المهلبي. # ولا بد للماء في مرجل ... على النار موقدة أن يفورا # PageV01P080 # وينظر أيضا معناه - من طرف عليل - إلى بيت عمارة بن عقيل: # وما النفس إلا نطفة بقرارة ... إذا لم تكدر كان صفوا غديرها وأخذه المعري ~~وزاد حتى كاد يخفيه فقال: # والخل كالماء تبدو لي ضمائره ... مع الصفاء ويخفيها مع الكدر وقوله: " ~~وذو غرة " ... البيت، من قول أبي الطيب: # وإن تكن محكمات الشكل تمنعني ... ظهور جري فلي فيهن تصهال وقال أبو ~~العلاء المعري يصف قصيدته من جملة أبيات فقال: # حجلت فلم يرها الذي قيدت له ... وغدت بآفاق البلاد تجول # كالطرف يقلقه المراح صبابة ... بالجري وهو مقيد مشكول وقال أبو الوليد بن ~~زيدون: # ثوى صافنا في مربط الهون يشتكي ... بتصهاله ما ناله من أذى الشكل وكرره ~~ابن زيدون في موضع آخر فقال: # وأن الجواد الفائت الشأو صافن ... تخونه شكل وأزرى به ربط وقال عبد ~~الجليل للمعتمد بن عباد من جملة أبيات هي ثابتة في موضعها مكن هذا المجموع: # PageV01P081 # أتتك على خلائقها جيادي ... وإن كان الضياع لها شكالا وقال القسطلي يمدح ~~المرتضى، آخر ملوك بني مروان، من قصيدة أولها: # جهادك حكم الله من ذا يرده ... وعزمك أمر الله من ذا يصده # وطائرك اليمن الذي أنت يمنه ... وطالعك السعد الذي أنت سعده يقول فيها: # وبيعة رضوان رعى الله حقها ... لمن بيعة ms0042 الرضوان إذ غاب جده # فأصبح في رأس الرياسة ناجه ... ونظم في جيد الخلافة عقده # مسرته مأوى الغريب وستره ... ولذته خير المقل ورفده # وأجناده في موقف الروع روضه ... وأعلامه في مورد الموت ورده # نلاعب آرام الفلا من هباته ... وآرامه غر الطراد وجرده # ونفترش الديباج من جود كفه ... وما فرشه إلا الجواد ولبده # ومن برح البيض الحسان بوجده ... فبالبياض في الهيجاء برح وجده # [وكل إمام ناصر أنت صنوه ... وكل إمام قاهر أنت نده # نموك إلى بيت النبوة وابتنوا ... لك الشرف الفرد الذي أنت فرده # فأفخر بمن قرب النبيين فخره ... وأمجد بمن مجد الخلائف مجده] وله من أخرى ~~في المنصور بن أبي عامر: # ألم تعلمي أن الثواء هو التوى ... وأن بيوت العاجزين قبور # تخوفني طول السفار وإنه ... لتقبيل كف العامري سفير # PageV01P082 # ذريني أرد ماء المفاوز آجنا ... إلى حيث ماء المكرمات نمير # فإن خطيرات المهالك ضمن ... لراكبها أن الجزاء خطير ومنها في وصف وداعه ~~لمن تخلفه، وذكر ابنه الصغير، بما لا شبيه له ولا نظير، ولا مثيل ولا عديل: # ولما تدانت للوداع وقد هفا ... بصبري منها أنة وزفير # [تناشدني في عهد المودة والهوى ... وفي المهد مبغوم النداء صغير] # عيي بمرجوع الخطاب ولفظه ... بموقع أهواء النفوس خبير # تبوأ ممنوع القلوب ومهدت ... له أذرع محفوفة ونحور # فكل مفداة الترائب مرضع ... وكل محية المحاسن ظير # عصيت شفيع النفس فيه وقادني ... رواح بتدآب السرى وبكور # وطار جناح البين بي وهفت بها ... جوانح من ذعر الفراق تطير # لئن ودعت مني غيورا فإنني ... على عزمتي من شجوها لغيور # ولو شهدتني والهواجر تلتظي ... علي ورقراق السراب يمور # أسلط حر الهاجرات إذا سطا ... على حر وجهي والأصيل هجير # وأستنشق النكباء وهي بوارح ... وأستوطئ الرمضاء وهي تفور # وللموت في عين الجبان تلون ... وللذعر في سمع الجريء صفير ومنها: # وقد خيلت طرق المجرة أنها ... على مفرق الليل البهيم قتير # PageV01P083 # ودارت نجوم القطب حتى كأنها ... كؤوس مها وإلى بهن مدير # لقد أيقنت أن المنى طوع همتي ... وأني بعطف العامري جدير ومنها: # ولما توفوا للسلام ورفعت ms0043 ... عن الشمس في أفق السماء ستور # وقد قام من زرق الأسنة دونها ... صفوف ومن بيض السيوف سطور # رأوا طاعة الرحمن كيف اعتزازها ... وآيات صنع الله كيف تنير # وكيف استوى بالبر والبحر مجلس ... وقام بعبء الراسيات سرير # فجاؤوا عجالا والقلوب خوافق ... وولوا بطاء والنواظر صور ومنها: # وضاءل قدري في ذراك عوائق ... جرت لي برحا والقضاء عسير # وما شكر النحعي شكري ولا وفى ... وفائي - إذ عز الوفاء - قصير # أثرني لخطب الدهر والدهر معضل ... وكلني لليث الغاب وهو هصور # وقد تخفض الأسماء وهي سواكن ... ويعمل في الفعل الصحيح ضمير # وتنبو الردينيات والطول وافر ... ويبعد وقع السهم وهو قصير وله من أخرى ~~في ابن أزرق، وهي أيضا من حر كلامه، وسحر نظامه: # أخو ظمأ يمص حشاه سبع ... وأربعة وكلهم ظماء # PageV01P084 # كأنجم يوسف عددا ولكن ... برؤيا هذه برح الخفاء # خطوب خاطبتهم من دواه ... يموت الحزم فيها والدهاء # تراءت بالكواكب وهي ظهر ... وآذن فيه بالشمس العشاء # [فهل نظري تخفى أو بصدري ... وضاق البحر عنها والفضاء] # وكلهم كيوسف إذ فداه ... من القتل التغرب والجلاء # وإن سجن حواه فكم حواهم ... سجون الفلك والقفر القواء # نقائذ فتنة وخلوف ذل ... ألذ من البقاء به الفناء # وإن أقوت مغاني العز منهم ... فكم عمرت بهم بيد خلاء # وإن ضاقت بهم أرض فأرض ... فما بكت لمثلهم السماء # [شموس غالها ذعر وبين ... فهن لكل ضحية هباء] # وكم لبسوا من النعمى برودا ... جلاها عن جسومهم الجلاء # وكم عسفوا إليه لج بحر ... تلاقى الماء فيه والسماء # [فما ظفروا بمثلك نجم سعد ... به لهم إلى الأمل انتهاء] # ولكن عدلوا منه حسابا ... له فيما دعوك له قضاء # كما زجروا من اسم أبيك فألا ... فردت فيه قبل الزاي راء وله من أخرى: # فما تجاوزت قرن الموت معتسفا ... إلا وقرني رخيم الدل بارعه # PageV01P085 # تحيتي منه تقبيل ومعتنق ... يشدني غله عنه وجامعه # لم أخلع الدرع إلا حين شققه ... عن صبح صدري ما تحمي مدارعه # ولا توقيت سهما من لواحظه ... يذيب سيفي وفي قلبي مواقعه # غضن تجرع أنداء الغمام فما ... تطوق الدر ms0044 إلا وهو جارعه # يميس طورا وسكر الدل عاطفه ... وتارة وانثناء الوشي لاذعه # فاستفرغ الخصر كثبانا تباعده ... وأنبت الصدر رمانا يدافعه # فبت تحت رواق الليل ثانيه ... والشوق ثالثنا والوصل رابعه # والسحر يسحر من لفظ ينازعني ... والمسك يعبق من كأس أنازعه # راحا يمد سناها نور راحته ... لولا المها لجرت فيها أصابعه # كأنما ذاب فيها ورد وجنته ... وشجها ريقه المعسول مائعه # فيا ظلام نجوم الليل إذ عدمت ... بدر السماء وفي حجري مضاجعه # [ويا حنين ظباء القفر إذ فقدت ... غزالهن وفي روضي مراتعه # مجال طرفي وما حازت لواحظه ... وحر صدري إذا ما ضمنت أضالعه] # والطرف مرآة عيني أستدل بها ... على الصباح إذا م خيف ساطعه # جونا أزيد به ليل الرقيب دجى ... ويستنير لي الإصباح لامعه # فبات يعجب من ظبي يصارعني ... وقد يرق على ليث أصارعه # PageV01P086 # وما رأى قرنا أعانقه ... إلا وودع نفسا لا تراجعه # حتى بدا الصبح مشمطا ذوائبه ... يطارد الليل موشيا أكارعه # كأن جمع ضلال حان مصرعه ... وأنت بالسيف يا منصور صارعه قال أبو الحسن: ~~قوله " موشيا أكارعه ": جعل ذوائب الصبح مشمطة من ممازجة الليل له، وجعل ~~أكارع الليل موشية من ممازجة الصبح لها، وجعل آخر الليل من مواخره وهي ~~متصلة بأول الصبح، وآخر الصبح من مقادمه وهي المتصلة بآخر الليل، وأصاب في ~~الإشارة إلى التشبيه لأنه أومأ إلى أن الصبح كالثور الوحشي وهو أبيض، ~~والثيران الوحشية كلها بيض، وأكارعها موشية خاصة. وإنما ألم القسطلي في هذا ~~بقول أعرابي يصف ليلة: خرجنا في ليلة حندس قد ألقت على الأرض أكارعها فمحت ~~صور الأبدان، فما كدنا نتعارف إلا بالآذان. وقوله: " فيا ظلام نجوم الليل " ~~... البيت، من مليح المعاني، وقد أخذه إدريس بن اليماني، فقال من جملة ~~أبيات هي ثابتة في موضعها من هذا المجموع: # بدر ألم وبدر الليل ممحق ... والأفق محلو لك الأرجاء من حسد # تحير الليل فيه أين مطلعه ... أما درى الليل أن البدر في عضدي - وله من ~~أخرى في علي بن حمود؛ قال ابن بسام: وهذه القصيدة له طويلة، وهي من ~~الهاشميات ms0045 الغر، بناها من المسك والدر، لا من الجص # PageV01P087 # والآجر، لا بل خلدها حديثا على الدهر، وسر بها مطالع النجوم الزهر؛ لو ~~قرعت سمع دعبل بن علي الخزاعي، والكميت بن زيد الأسدي، لأمسكا عن القول، ~~وبرئا إليها من القوة والحول؛ بل لو رآها السيد الحميري، وكثير الخزاعي، ~~لأقاماها بينة على الدعوى، ولتلقياها بشارة على زعمهما بخروج الخيل من ~~رضوى؛ وقد أثبت أكثرها إعلانا بجلالة قدرها، واستحسانا لعجزها وصدرها، ~~وأولها: # لعلك يا شمس عند الأصيل ... شجيت لشجو الغريب الذليل # فكوني شفيعي إلى ابن الشفيع ... وكوني رسولي إلى ابن الرسول # فإما شهدت فأزكى شهيد ... وإما دللت فأهدى دليل # على سابق في قيود الخطوب ... ونجم سنا في غثاء السيول # [ينادي الثرى لسقام الضياع ... ويشكو إلى الملك داء الخمول] # [وعز على العلم مثواه أرضا ... على حكم دهر ظلوم جهول] # ويعجب كيف دنا من علي ... ولم تنفصم حلقات الكبول # وكيف تنسم آل النبي ... وأبطأ عنه شفاء العليل # وأطواد عزهم ماثلات ... له وهو يرنو بطرف كليل # وأبحرهم زاخرات إليه ... ويرشف في الثمد المستحيل # [تجرأ من جنتي مأرب ... بخمط وأثل وسدر قليل] # PageV01P088 # ومنها: # شريد السيوف وفل الحتوف ... يكيد بأفلاذ قلب مهول # تهاوت بهم مصعقات الرع ... د في مدجنات الضحى والأصيل # بوارق ظلماء ظلم تبيح ... دمى من حمى أو دما من قتيل # فأذهل مرضعة عن رضيع ... وأنسى الحمائم ذكر الهديل # فما تهتدي العين فيها سبيلا ... سوى سبل العبرات الهمول # [ولا يعرف الموت فيها طريقا ... إلى النفس إلا بعضب صقيل] # ركبت لها محملا للنجاة ... وصيرت قصدك فيه عديلي # فردت على عقبيها المنون ... بواق مجير ورأي أصيل # وقد سمتها بنفيس التلاد ... على أنفس ضائعات الذحول # نفوس حنت قوس عطفي عليها ... فكن سهام قسي الخمول ومعنى هذا البيت كقول ~~الرضي مما أنشده الثعالبي: # هن القسي من النحول فإن سما ... طلب فهن من النجاء الأسهم قال الثعالبي: ~~وما أحسن ما جمع بين القسي والأسهم، وما أراه سبق إليه على هذا الترتيب. # قال ابن بسام: وقد قال بعض أهل عصرنا وهو عبد المجيد بن ms0046 عبدون من جملة ~~أبيات هي ثابتة بموضعها من هذا المجموع: # PageV01P089 # جوانح كالقسي رمت ثبيرا ... بفتيان - أقلني - بل نبال وقال أبو العرب ~~الصقلي: # وحط بنا عن ناجيات كأنها ... قسي رمت منا البلاد بأسهم وفي هذه القصيدة ~~يقول القسطلي: # ومن دوننا آنسات الديار ... نهاب الحمى موحشات الطلول # مغاني السرور لبسن الحداد ... على لابسات ثياب الذهول # خطيبات خطب النوى والمهور ... مهارى عليها رحال الرحيل # فمن حرة جليت بالجلاء ... وعذراء نصت بنص الذميل # ولا حلي إلا جمان الدموع ... تسيل على كل خد أسيل # فبدلن من طول خفض النعيم ... بشق الحزون ووعث السهول # ومن قصر الليل تحت الحجال ... بهول السرى تحت ليل طويل # ومن علل الماء تحت الظلال ... صلاء القلوب بحر الغليل # ومن طيب نفح بنور الرياض ... تلظي لفح بنار المقيل # ومن أنسها بين ظئر وترب ... سرى ليلها بين ذئب وغول # ومن كل مرأى محيا جميل ... تلقى الخطوب بصبر جميل # لعل عواقبه أن تتم ... فيهدي الغريب سواء السبيل # إلى الهاشمي، إلى الطالبي، ... إلى الفاطمي العطوف الوصول # PageV01P090 # فسمي جدك عمرو الكرام ... بهشم الثريد زمان المحول # وضيف حتى وحوش الفلاة ... وأهدى القرى لهضاب الوعول # وإن أبا طالب للضيوف ... لأطلب من ضيفه للنزول # يروح عليهم بغر الجفان ... ويغدو لهم بالغريض النشيل # فأنتم هداة حياة ومرت ... وأنتم أئمة فعل وقيل # وسادات من حل جنات عدن ... جميع شبابهم والكهول # وأنتم خلائف دنيا ودين ... بحكم الكتاب وحكم العقول # ووالدكم خاتم الأنبياء ... لكم منه مجد حفي كفيل # تلذ بحملكم عاتقاه ... على حمله كل عب ثقيل # ورحب على ضمكم صدره ... إذا ضاق صدر أب عن سليل # ويطرقه الوحي وهنا وأنتم ... ضجيعاه بين يدي جبرئيل # وزودكم كل هدي زكي ... وأودعكم كل رأي أصيل قوله: " فمن حرة جليت بالجلاء ~~" ... البيت، كقول أبي عبد الله بن شرف القرواني من جملة أبيات: # بات كرسيها الجلاء فأضحت ... في ثياب الجلاء للناس تجلى قال ابن بسام: ~~وانتحى ابن شرف، فيما وصف من فتنة قيروانه # PageV01P091 # منحى القسطلي في شكوى زمانه، والحديث عن الفتن، فكاثر البحر بوشل مشفوه، ~~وجارى الريح بكودن ms0047 لا فضل فيه. وفي القسم الرابع من هذا الديوان جملة من ~~شعره، شاهدة على ما أجريت من ذكره. # وقال أبو عمر في الخليفة خيران العامري صاحب المرية، وهو متوجه إلى ~~سرقسطة سنة سبع وأربعمائة، ورأيت إثبات بعضها لحسنها: # لك الخير قد أوفى بعهدك خيران ... وبشراك قد وافاك عز وسلطان # هو النجم لا يدعى إلى الصبح شاهد ... هو النور لا يبغى على الشمس برهان # إليك شحنا الفلك تهوي كأنها ... وقد ذعرت من مغرب الشمس غربان # على لجج خضر إذا هبت الصبا ... ترامى بنا فيها ثبير وثهلان # مواثل ترعى في ذراها مواثلا ... كما عبدت في الجاهلية أوثان # وفي طي أسمال الغريب غرائب ... سكن شغاف القلب شيب وولدان # يرددن في الأحشاء حر مصائب ... تزيد ظلاما ليلها وهي نيران # إذا غيض ماء البحر منها مددنه ... بدمع عيون تمتريهن أشجان # وإن سكنت عنها الرياح جرى بها ... زفير إلى ذكر الأحبة حنان # PageV01P092 # يقلن وموج البحر والهم والدجى ... تموج بنا فيها عيون وآذان # ألا هل إلى الدنيا معاد وهل لنا ... سوى البحر قبر أوسوى الماء أكفان # وهبنا رأينا معلم الأرض هل لنا ... من الأرض مأوى أو من الإنس عرفان # وصرف الردى من دون أدنى منازل ... تباهى إلينا بالسرور وتزدان # تقسمهن السيف والحيف والبلى ... وشطت بنا عنها عصور وأزمان # كما اقتسمت أخدانهن يد النوى ... فهم للردى والبر والبحر إخدان # ظعائن عمران المعاهد مقفر ... لهن وقعر الأرض منهن عمران # هوت أمهم ماذا هوت برحالهم ... إلى نازح الآفاق سفن وأظعان # كواكب إلا أن أفلاك سيرها ... زمام ورحل أو شراع وسكان # فإن غربت أرض المغارب موئلي ... وأنكرني فيها خليط وخلان # فكم رحبت أرض العراق بمقدمي ... وأجزلت البشرى علي خراسان # وإن بلادا أخرجتني لعطل ... وإن زمانا خان عهدي لخوان # سلام على الإخوان تسليم يائس ... وسقيا لدهر كان لي فيه إخوان # نودعهم شجوا بشجو كمثل ما ... أجابت حفيف السهم عوجاء مرنان # ويصدع ما ضم الوداع تفرق ... كما انشعبت تحت العواصف أغصان # إذا شرق الحادي بهم غربت بنا ... نوى يومها يومان والحين أحيان # فلا ms0048 مؤنس إلا شهيق وزفرة ... ولا مسعد إلا دموع وأشجان # وما كان ذاك البين بين أحبة ... ولكن قلوب فارقتهن أبدان # فيا عجبا للصبر منا كأننا ... لهم غير من كنا وهم غير من كانوا # قضى عيشهم بعدي وعيشي بعدهم ... بأني قد خنت الوفاء وقد خانوا # PageV01P093 # وأفجع بمن آوى صفيح وجلمد ... ووارت رمال بالفلاة وكثبان # وجوه تناءت في البلاد قبورها ... وإنهم في القلب مني لسكان # وما بليت في الترب إلا تجددت ... عليها من القلب الموجع أحزان # هم استخلفوا الأحباب أمواج لجة ... هي الموت أو في الموت عنهن سلوان ~~ومنها: # ولا يأس من روح وفي الله مطمع ... ولا بعد من خير وفي الأرض خيران # متى تلحظوا قصر المرية تنزلوا ... ببحر ندى يمناه در ومرجان # وتستبدلوا من موج بحر شجاكم ... ببحر لكم منه لجين وعقيان # فتى سيفه للدين أمن وإيمان ... ويمناه للآمال روح وريحان # ففضت سيوف حاربته وأيمن ... وشاهت وجوه فاخرته وتيجان # وبالخير فتاح وبالخير عائد ... وبالخيل ظعان وللخيل طعان # لها الكرة الغراء عن كل شارد ... أضاءت لهم منها ديار وأوطان # ورد بها يوم اللقاء زناتة ... كما انقلبت يوم الهباءة ذبيان # بكل كمي عامري يسوقه ... لحر الوغى قلب على الدين حران # حليهم بيض الصوارم والقنا ... لها وحلاهم سابغات وأبدان # فأي صقور قلبت أي أعين ... إلى أي ليث ردها وهي خلدان # عيون بها كادوا العلا ففقأتها ... فهم في شعاب الرشد والغي عميان # PageV01P094 # وما لهم في ظلمة بعد كوكب ... وما لهم في مقلة بعد إنسان # يضيق بهم رحب القصور وودهم ... لو احتازهم عنها كهوف وغيران # وأنسيتهم حمل القنا، فسلاحهم ... عليك - إذا لاقوك - ذل وإذعان # وأنى لفل القبط في مصر موئل ... وقد غيل فرعون وأهلك هامان # حفرت لهم ف يوم قبرة بالقنا ... قبورا هواء الجو منهن ملآن # يطير بها هام ونسر وناعب ... ويعدو بها ذئب وذيخ وسرحان # فلو نشر الأملاك يومك فيهم ... لألقى إليك التاج كسرى وخاقان # ولو رد في المنصور روح حياته ... غداة لقيت الموت والموت غرثان # وناديت للهيجاء أبناء ملكه ... فلباك آساد عبيد وفتيان # جبال إذا ms0049 أرسيتها حومة الوغى ... وإن تدعهم يوما إليها فعقيان # كتائب بل كتب بنصرك سطرت ... ووجهك " بسم الله " والسيف عنوان # هو السيف لا يرتاب أنك سيفه ... إذا نازل الأقران في الحرب أقران # واسمر يسري في بحار من الردى ... بيمناك لكن يغتدي وهو ظمآن # تلألأ نورا من سناك سنانه ... وقد دعت الفرسان للحرب فرسان # فلله ماذا أنجبت منك عامر ... ولله ماذا ناسبت منك قحطان # ولله منا أهل بيت رمتهم ... إلى يدك العليا بحور وبلدان # وكلهم يزهى على الشمس بالضحى ... وبدر الدياجي أنهم لك جيران # وقد زاد أبناء السبيل وسيلة ... وحلوا فزادوا أنهم لك ضيفان # PageV01P095 # فما قصرت بي عن علاك شفاعة ... ولا بك عن مثلي جزاء وإحسان @إيجاز الخبر ~~عن إمارة علي بن حمود الذي ذكر # قال أبو مروان: هو علي بن حمود بن ميمون بن حمود بن علي بن عبيد الله بن ~~عمر بن إدريس بن عبد الله بن حسن [بن حسن] بن علي بن أبي طالب، رضي الله ~~عنهم. د # وذكر ابن قتيبة أن نفرا من ولد إدريس بن عبد الله بن حسن أيام طلبه ~~الرشيد فحبسه عند جعفر بن يحيى فروا إلى المغرب فوقعوا ببلاد أفريقية، ثم ~~رفضتهم آفاقها إلى طرف بلاد البربر فنكحوا إليهم وتبربروا معهم. # قال أبو الحسن: وقد بلغني أن عقبهم إلى اليوم هنالك. وقد قدمت فيما نقلته ~~من كتاب ابن حيان في أخبار الخليفة سليمان السبب الذي أوطأ لعلي ابن حمود ~~ثبجها، وأوضح له منهجها، حتى خرج من عمائها، وعرج إلى شمائها، ونكتب هاهنا ~~ما نصه أيضا أبو مروان من كيفية مقتله وخبره، بقرطبة أوله وآخره، بعد أن ~~نبرأ من التطويل، ونحذف إن احتجنا إلى ذلك بعض الفصول. # PageV01P096 # قال ابن حيان: بويع علي بن حمود في باب السدة من قصر قرطبة يوم الاثنين ~~لسبع بقين لمحرم سنة سبع وأربعمائة، ثاني اليوم الذي أدرك فيه بثأر هشام ~~المؤيد؛ ولم يتخلف أحد عن بيعته، ووصلوا إليه على طبقاتهم، فكرم منازلهم، ~~وأجمل خطابهم، وتسمى ليومه من الألقاب السلطانية بالناصر لدين ms0050 الله: لقب قد ~~سبقه إليه أبو أحمد بن المتوكل العباسي بالمشرق، وتبعه فيه أيضا عبد الرحمن ~~ابن محمد بهذا الأفق. # ولما صارت لعلي بن حمود الخلافة تقدم من القهر للناس بالغلبة والإرهاب ~~لهم بما خامر القلوب من هول سطوته، ولا سيما برابرة العسكر لما أحل بهم من ~~الذل والقتل فدهشوا منه، وقادهم مديدة قود الإبل المخطوطة، وأعدى عليهم ~~الخصوم، حتى صار أقل الرعية يرفع أعتاهم إلى الحكام بما شاء من وجوه ~~الدعاوى فتجري عليهم الأحكام؛ فبرقت للعدل يومئذ بارقة خلب لم تكد تقد حتى ~~خبت، وتبين أن البرابر أطوع خلق الله لمن أخافهم. وجلس علي بنفسه لمظالم ~~الناس، وهو مفتوح الباب، مرفوع الحجاب، للوارد والصادر، يقيم الحدود مباشرا ~~بنفسه، لا يحاشي أحدا من أكابر قومه. فانتشر أهل قرطبة # PageV01P097 # في الأرض ذات الطول والعرض، وسلكت السبل ورخا السعر، وأرقوا الأغذية، ~~وشاموا النساء وطلبوا النسل، وكان أكثرهم يقول بالعزلة، واتخذوا الحلواء ~~على طول عهد بها، ورجوا الإقالة فخانهم الأمل عما قليل، وارتكبوا في ~~المحنة. # ومن بعض ما جرى في مجلس له من مباشرته إقامة الحدود بنفسه، وجلوسه حيث لم ~~يجلس قط خليفة أنه قدم إليه عصابة من البرابر الأكابر في جرائم تجاوزت حد ~~النكال، فأمر بضرب أعناقهم، وعشائرهم ينظرون خفوة لا ينسبون، ولا يجسرون ~~عليه في شفاعة. وبهذا المجلس وشبهه ما فتن أهل قرطبة بابن حمود أشد فتنة. # وخرج يوما على باب عامر فالتقى بفارس من البرابر قدامه حمل عنب، فاستوقفه ~~وقال له: من أين لك هذا العنب - قال: أخذته كما يأخذ الناس؛ فأمر بضرب ~~عنقه، ووضع رأسه وسط الحمل، وطيف به البلد كله. وكل أفعاله كانت حسنة عند ~~الرعية إلى أن أوقعهم في أعظم بلية. # وكان علي بن حمود تلقاعة، شديد الإصابة بعينه، لا يكاد # PageV01P098 # يفتح عينيه على شيء يستحسنه إلا أسرعت الآفة إليه؛ وله في ذلك نوادر ~~عجيبة، ولربما قال للنفيسة من نسائه: واري محاسنك عن عيني ما استطعت، فإني ~~شاح عليك من عيني، وأنا أحب الاستمتاع بك، أو كلاما ms0051 هذا معناه، أخذته عن ~~حظئة له زادتني من عجائبه. # واستمر مع أهل قرطبة نحوا من ثمانية أشهر في أحسن عشرة، ثم آنس منهم ~~الكراهية لدولته، وبلغه أيضا قيام المرتضى بشرقي الأندلس فعزم على إبادة ~~أهل قرطبة وإخلائها، فلا يعود لأئمتهم المروانية سلطان آخر الدهر، ثم يعود ~~إلى ساحله، ويجمع شمل برابرته، فيضرب بهم جميع الأندلس. فانقلب سريعا ظن ~~التجميل الذي كان يظهره لهم وانصرف إلى حزبه البربري فآثره، وأغضى على سوء ~~ما كانوا عليه من الظلم والحيف، فوقع أهل قرطبة وغيرهم في حالتهم مدة ~~سليمان، من استطالتهم عليه. وصب على أهل قرطبة ضروبا من التنكيل والمغارم، ~~وانتزع السلاح منهم، وهدم دورهم، وقبض أيدي الحكام عن إنصافهم، وأغرم ~~عامتهم، وتوصل إلى أعيانهم بأقوام من شرارهم، ففتحوا له أبوابا من البلايا ~~أهلك بها الأمة، وتقربوا إليه بالسعاية، وقرن بجميع الناس الأشراط، ووكل ~~بهم الضغاط، فما شئت من مكشف عن اليمين والشمال، متلول الجبين مذال القذال، ~~قد صار شطر الناس أشراطا على سائرهم، قلما تلقى أحدا منهم إلا بموكل عليه، ~~حتى # PageV01P099 # كأن الكرام الكاتبين بدوا للأبصار، فأخذت على الناس الأقطار، فأظلمت ~~الدنيا وأبلس أهلها وغشيتهم من أمر الله ما غشيهم، فلزموا البيوت، وتطمروا ~~في بطون الأرض، حتى قل بالنهار ظهورهم وخلت أسواقهم، فإذا دنا المساء وكف ~~الطلب عنهم، انتشروا تحت الظلام لبعض حاجتهم. # وامتحن معه جماعة من الأعيان، ممن خدم في مدة سليمان، فاعتقلوا وصودروا ~~بأموال. وامتهن بعضهم بالضرب حتى صانعوا على أنفسهم بجملة من المال ففدوا ~~أنفسهم وأمر بإطلاقهم؛ فلما أحضرت دوابهم للركوب، قبضت جميعها، وانطلق ~~القوم رجلا إلى بيوتهم، فكانت عندهم أعظم آفة جرت عليهم؛ وكان منهم أبو ~~الحزم ابن جهور، وأحمد بن برد الأكبر وغيرهما. فهذه جملة من أخباره، في ~~حالي صلاحه وفساده، ووقتي رضاه وسخطه. # @كيفية مقتله # فلما شنأته القلوب، وأثقلته الأوزار، والتقت عليه الأكف، وخلصت فيخ ~~النجوى، وتوالى عليه الدعاء، نظر الله إلى عباده، وسلط عليه أضعف الخليفة: ~~صبيانا أغمارا من صقالبة بني مروان كانوا أقرب الناس إليه ms0052، وأدناهم من ~~حرمته، وأحقرهم في عينه، جسرهم الله تعالى على الوثوب عليه بموضع أمنه، في ~~حمام قصره، لا عن مواطأة من # PageV01P100 # أحد إلا ما ألقاه الله تعالى في نفوسهم له، وكانوا ثلاثة من الصقلب ~~رفقاء، فيهم وصيف حسن الوجه جدا كان يخف عليه اسمه: منجح ولبيب وعجيب؛ ~~دبروا جميعا عليه فقتلوه ليلا غرة ذي القعدة من سنة ثمان وأربعمائة، وقد ~~دخل الحمام سحرا فابتدره منجح بكوب نحاس ثقيل صبه على رأسه، فشجه فغشي ~~عليه، ونادى صاحبيه فوجدوه بالخناجر حتى برد، وسدوا عليه باب الحمام، ~~وتسللوا وصعدوا إلى سقف بعض القصور، وكمنوا في مخاب هنالك كانوا يعرفونها ~~فلم يحس بهم. ولما استطال نساؤه بقاءه بالحمام دخلن عليه، فلم يرعهن إلا ~~مسيل دمه، وهو قتيل ممزق الإهاب. ولم يستتم النهار حتى صح عند الناس مقتله ~~وخبر الفتك به؛ ففرج عنهم غم عظيم، وابتهلوا بشكر خالقهم. # واجتمعت زناتة ووجهوا من حينهم إلى أخيه القاسم صاحب إشبيلية يومئذ، ~~فوافى قرطبة رسوله ليقف على صحة وفاة أخيه بالمعاينة، وخاف أن تكون حيلة ~~منه عليه هنالك، فكشف له عنه وتحققه، فانكفأ إلى صاحبه، ولحق القاسم فأخرج ~~إليه جسد أخيه، فصلى عليه وأمر بإنفاذه إلى مدينة سبتة فدفن بها. # PageV01P101 # كانت مدة علي بن حمود - من يوم قتل سليمان إلى يوم قتل - واحدا وعشرين ~~شهرا وسبعة أيام؛ فانقضى أمر علي على هذه السبيل، وصار خامسا لمغتالي ~~جبابرة الملوك في الإسلام بأيدي عبيدهم وأتباعهم في الحمام خاصة: أحدهم ~~الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون، ثم أبو سعيد الجنابي صاحب ~~القرامطة، ثم الديلمي المنتزي باصبهان بعد الثلثمائة، ثم ناصر الدولة الحسن ~~بن حمدان المنتزي بالأندلس بعد الأربعمائة، مع مزيته عليهم ببراعة الشرف ~~وحرمة القرابة، فاغتدى علي في ذلك القران بسوء مصارع هؤلاء المبعوثين آية ~~وموعظة. على أن قتل الملوك والأثمة بأيدي الفحول من عبيدهم وأصحابهم - من ~~غير هذا النمط وعلى خلاف هذا - كثير يشق إحصاؤهم والله بأنبائهم البالي ~~سرائرهم. وكان الأغلب على علي بن حمود السخاء والشجاعة على عطوله ms0053 من الفهم ~~والمعرفة، وبراءته من الخير جملة. # PageV01P102 # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي حفص بن برد الأكبر # @وإثبات جملة ما انتخبته من نظمه ونثره، # @مع ما يتعلق بذكره: # قال أبو الحسن: كان أبو حفص في ذلك الأوان واسطة السلك، وقطب رحى الملك؛ ~~استقل ببهائه وجلاله، ورفل في بكره وآصاله، وبرز على نظرائه وأشكاله. وبنو ~~برد ينتمون لبني شهيد بالولاء. # وقلد أبو حفص هذا ديوان الإنشاء بعد ابن الجزيري ثم كتب عن سليمان ~~المستعين وغيره من أمراء الفتنة فأسمع الصم بيانا، واستنزل العصم إبداعا ~~وإحسانا؛ وقد أخرجت من رسائله، ما يعرب عن فضائله، ويوضح مشهور دلائله؛ ~~وكانت وفاته بسرقسطة سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وقد نيف على الثمانين. # PageV01P103 # @ما أخرجته من ديوان رسائله في أوصاف مختلفة # فصول له من العهد المعقود للناصر عبد الرحمن بن أبي عامر: # هذا ما عهد به أمير المؤمنين هشام المؤيد بالله - أطال الله بقاءه - إلى ~~الناس عامة، وعاهد الله عليه من نفسه خاصة، وأعطى به صفقة يمينه، بيعة ~~تامة، بعد أن أمعن النظر، وأطال الاستخارة؛ وأهمه ما جعل الله له من إمامة ~~المسلمين، وعصب به إمرة المؤمنين، واتقى حلول القدر بما لا يؤمن، وخاف نزول ~~القضاء بما لا يصرف، وخشي - إن هجم محتوم ذلك عليه، ونزل مقدوره به، ولم ~~يرفع لهذه الأمة علما تأوي إليه، ولم يوجرها ملجأ تنعطف عليه - أن يكون ~~بلقاء الله تعالى مفرطا إليه، ساهيا عن أداء الحق إليها. وتقصى عند ذلك ~~طبقات الرجال من أحياء قريش وغيرها، ممن يستحق أن يسند الأمر إليه، ويعول ~~في القيام به عليه، ممن يستوجبه بدينه وأمانته وهديه ورعيه، بعد اطراح ~~الهوادة، والتبرؤ من الهوى، والتحري للحق، والتزلف إلى الله تعالى بما ~~يرضيه، وإن قطع الأواصر وأسخط الأقارب، عالما أن لا شفاعة عنده أعلى من ~~العمل الصالح، [وموقنا أن لا وسيلة إليه أزكى من الدين الخالص] ؛ فلم يجد ~~أحدا هو أجدر أن # PageV01P104 # يقلده عهده، ويفوض أمر الخلافة إليه بعده، في فصل نفسه، [وكرم خيمه] ، ~~وشرف مركبه، وعلو منصبه ms0054، مع تقواه وعفافه، ومعرفته وإشرافه، وحزمه وثقافه، ~~من المأمون الغيب، الناصح الجيب، النازح على كل عيب، ناصر الدولة أبي ~~المطرف عبد الرحمن بن المنصور بن أبي عامر، وفقه الله. # وفي فصل منه: مع أن أمير المؤمنين - أيده الله - بما طالعه من مكنون ~~العلم، ووعاه من مخزون الأثر، أمل أن يكون ولي عهده القحطاني الذي حدث عنه ~~عبد الله بن عمرو بن العاص بتحقيق ما أسنده أبو هريرة إلى النبي صلى الله ~~عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ". ~~فلما استوت له به الأخبار، وتقابلت عند فيه الآثار، ولم يجد عنه مذهبا، ولا ~~إلى غيره معدلا، خرج إليه عن تدبير الأمور في حياته، وفوض إليه النظر في ~~أمر الخلافة بعد وفاته. # وله فصل من رقعة كتبها عن المظفر بن أبي عامر يقول فيها: وإن من أعجب ~~العجائب ما يجترئ عليه بعض أهل خدمتنا من نبذ عهودنا إليهم بعد توكيدها، ~~وحل عقودنا عليهم بعد تشديدها، ساهين عما يتعرضون له من النقمة، لا يحذرون ~~وقوع المحذور، ولا # PageV01P105 # يتوقعون حلول التغيير، قد وله أفئدتهم جهل الواجب، وران على قلوبهم ما ~~أضاعوه من الحق، فلم يرجوا لله وقارا، ولا وفوا سلطانه إجلالا وإكبارا. وقد ~~قال بعض السلف الصالح: إن من إجلال الله إجلال السلطان عادلا كان أو جائرا. ~~ولا أحسب الذي غرهم بنا، وجرأهم علينا، إلا ما وهب الله تعالى لنا من الحلم ~~مع المقدرة، والكظم عند الحفيظة. وذلك وإن كان سجية غالبة، وخليقة لازمة، ~~فرب شنع تحت مخيل النعماء، وغصص في شهي الغذاء، وشرق في نمير الماء. وبين ~~أيديكم - معشر الخدمة - ولا أخص بندائي صغيرا ولا كبيرا، ولا أعني بعيدا ~~دون قريب، ولا أنبه غائبا دون شاهد، ونصب أعينكم، وحشوا أسماعكم عهد ~~المنصور، رضي الله عنه، لم يقدم زمانه فينسى، ولا أتت دونه الدهور فيبلى، ~~ثابت على جماعتكم، ولازم لكافتكم، من خاص وعا، ودان وشاحط، صدره التوبيخ ~~باستكتاب الجهلة، واستعانة الضعفة، واستكفاء العجزة، ممن قلت معرفته، ~~واتضعت همته ms0055، فلم يبلغ أن يحكم الخط فيقيم حروفه، ويراعي المداد فيجيد ~~صنعته، ويميز الرق فيحسن اختياره، وعجزه الحزم النافذ والحكم الصادع، بأن ~~تكون صدور كتب الاعتراضات وعنواناتها وتواريخها والأعداد في رؤوس رسومها، ~~بخطوط أيدي القواد والعمال، من كان منهم كاتبا فبيده، ومن لم يكتب # PageV01P106 # فبخط كاتب له معروف، وأن تكون تسمية طبقات الأجناد فيها قائمة الخطوط ~~بينة الحروف، وفي تضاعيفه ألية نحن أولى من أبرها، ووفى بها؛ على أنه إن ~~ورد لأحد من الخدمة بعد وصول ذلك العهد إليه كتاب اعتراض أو عمل في رق ردي، ~~بمداد دني، أو خط خفي، فيه لحن أو كتاب على بشر في عدد أو رأس رسم ما لم ~~يخف أو يقع في حشو الكتاب ويعتذر منه، ليبطلن سعي كاتبه فيما كتب، وليعاجلن ~~بعقوبة العزل وإغرام المال الثابت عدده في القنداق. # وفي فصل منها: وإن قوما من خدمة الحضرة قد عادوا لما نهروا عنه، فكتبوا ~~الخط الدقيق في دني الرقق، دقة من هممهم، ودناءة في اختيارهم، وجهلا بأن ~~الخط جاه الكتاب، وسلك الكلام، به ينظم منثوره، وتفصل شذوره، ونبله من نبل ~~صاحبه، وهجنته لاحقة بكاتبه، ما اقترفوه من العصيان، وأقدموا عليه من خلف ~~السلطان؛ وأنا أعطي الله عهدا لئن ارتفع إلى - بعد بلوغ عهدي هذا أقصى حدود ~~المملكة، وانتهائه أبعد أقطار الطاعة - كتاب على الصفات المذمومة والأحوال ~~المسخوطة، من رق أو مداد أو خط، لأوفين لصاحبه بما قدم إليه من الوعيد إن # PageV01P107 # شاء الله؛ فليحذر من حضر منهم أو غاب أن يخالف ما حددناه، أو يجوز ما ~~شرعناه. # وله عنه إلى هذيل بن رزين: # أما بعد - آتاك الله رشدك، وأجزل من توفيقه قسطك - فإن الله تعالى خلق ~~الخلق غنيا عنهم، وأنساهم بمهل غير مهمل، بل ليحصي آثارهم، وليبلوا ~~أخبارهم؛ وجعلهم أخيافا متباينين، وأطوارا مختلفين؛ فمنهم المختص بالطاعة، ~~ومنهم المبتلى بالمعصية، وبين الفريقين أقوام خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ~~عسى الله أن يتوب عليهم؛ ولو شاء الله لكان الناس أمة واحدة ولا يزالون ~~مختلفين، ولذلك خلقهم. والسعيد ms0056 من خاف ربه، وعرف ذنبه، وبادر بالتوبة قبل ~~فواتها، واستعطى الرحمة قبل منعها. وإن كنت تركت قصدك، وخالفت رشدك، ونكبت ~~عن سبيل سلفك، فلم يوحشك ممن شردت عليه مكروه نالك به، ولم يؤنسك ممن جنحت ~~إليه، أمل لم تطمع فيه إلا لديه، بل كنت من المخاوف، بعيدا من # PageV01P108 # المكاره، قريب المكانة، رفيع الدرجة، مصدرا في أهل النصيحة والثقة؛ خلا ~~أنه حدث بينك وبين الحاجب ما لم يزل يحدث بين القواد والعمال على قديم ~~الزمان مما لم يبلغ أن يخرج ذا الرأي الأصيل عن طبقته، ولا يجاوز أن يزيد ~~المحنق على المحك في خصومته، والله عليم أن أمير المؤمنين لم يبخسك في تلك ~~الهبات حظا، ولا أولاك إعراضا، ولقد اعتنى بمصلحتك، وعزم على إزاحة علتك، ~~حتى يتهيأ من ذلك ما يفي بأملك لو انتظرته، واستقام فيه ما يزيد على طلبتك ~~لو صبرت عليه، ولك في القدر المقدور فسحة، وفي القضاء المحتوم مندوحة؛ ولن ~~تضيق بك السبيل عند أمير المؤمنين، وأنت بين طاعة سالفة، واستقامة موروثة، ~~وبين إنابة منتظرة، وتوبة متقبلة، فإحدى الحالتين تحط الذنوب الكبيرة، ~~وتغطي على العيوب الكثيرة؛ فالآن - عصمك الله - واللبب رخي، والمركب وطي، ~~وبابك إلى رضى أمير المؤمنين مفتوح، وسبيلك إلى حسن رأيه سهل، ولا يذهب بك ~~اللجاج إلى عار الدنيا ونار الآخرة - إياك ومصارع الناكثين، وحذار موارط ~~الغادرين. # وله من أخرى عن سليمان إلى جماعة العبيد: # إن الله تعالى قسم لأهل بيتنا بني أمية من السلطان الموصول لهم بخلافة ~~النبوة ما حازه لهم دون سائر قريش، وسراة رجالها وافرة، وبيوت شرفها عامرة، ~~فكان أول من أجمع عليه خيار الصحابة بالشورى والاختيار عثمان بن عفان أمير ~~المؤمنين ذو النورين، وصهره عليه # PageV01P109 # السلام مرتين، فلم ينكر فضله هاشمي، ولا دافع إمامته قرشي، ولا نازعه ~~الخلافة عربي ولا عجمي؛ ثم غلب الشقاء على أقوام فنالوا منه ما انفتح عليه ~~باب الفتنة، إلى يوم القيامة، فيالها مصيبة صدعت شمل المسلمين، وأوهنت ~~أركان الدين؛ وافترق أهل الإسلام بعده فرقتين، ثم لم تجتمعا ms0057 إلا على رجل ~~منا، لرضاء الله عن سيرتنا، وأنس المسلمين إلى حسن مأخذنا، وفضل سياستنا؛ ~~فكانت الجماعة على معاوية بن أبي سفيان كاتب الوحي وصهره عليه السلام ~~ورديفه؛ فبلغ من ضبط الأمور، ولين الولاية، وجهاد العدو، وجباية الفيء، وبث ~~العدل، وإدرار العطايا، ما لا يجهله ملي ولا ذمي. وورثه ابنه وابن ابنه؛ ثم ~~صير الله تعالى خلافته إلى مروان بن الحكم جدنا الأعلى أمير المؤمنين، دوسر ~~قريش المفتي بتوفيقه، والحاكم في الأمة بتسديده؛ فألقت إليه بالمقاليد ~~الكافة، وتداولها بنوه آباؤنا الخلفاء الراشدون بالمشرق والأندلس إلى يومنا ~~هذا، والله متم نعمته علينا كما أتمها على آبائنا من قبل، إن ربنا حكيم ~~عليم. # وفي فصل منها: ولم تزل الأثمة منا مقبلة على مواليها، مختصة لعبيدها، ~~تقدمهم في الثقة، وتقربهم بالمودة، وتعدهم لحوادث الأمور، وتقذف بهم في ~~معضلات الخطوب، فيتولون من اجتهادهم لهم ما أوجبت لهم منهم المحبة الخالصة، ~~حتى شرف القوم ونبلوا، وسما ذكرهم ونسبوا إلى مشهور أنسابهم، ومذكورين ~~بيوتاتهم؛ فهم الذين تسمعون عنهم وتعرفون رياستهم كآل خالد، وبني أبي عبدة # PageV01P110 # وبني شهيد، وبني بسيل، وبني حدير، وغيرهم من أشراف موالينا. وقد أفضى ~~الأمر إليكم، معشر الموالي؛ فهذا اسمكم إذ قد رفع الله عنكم العبودية به، ~~وأخرجكم من رق الملكة، وصيركم منا، وخلطكم بنا، وأفضى بأنسابكم إلينا، ~~والولاء لحمة، فمولى القوم منهم، وملعون من انتمى إلى غير أبيه، وادعى إلى ~~غير مواليه. هذا حكم الديانة على لسانه عليه السلام؛ وأما حكم الدنيا وسير ~~أهل السداد والصلاح فيها، فلا يخرج أيضا أن يكون ضلعكم معنا، وميلكم إلينا، ~~وتعصبكم لنا، فنحن أحق الناس بكم، وأجدر أن نعمل عمل آبائنا في أمثالكم، من ~~مواليهم الذي أجرينا ذكرهم، فإن نقمتم حالا مزقت الشمل، ونعيتم أمرا صدع ~~الجمع، فتلك الفتنة التي يعق فيها الابن أباه، ويقتل لها المسلم أخاه، ~~أجارنا الله وإياكم منها، وكشف لنا ظلمتها. # وفي فصل منها: ولعلنا فيما ساءكم من تلك الهنات، ونالكم من الفجعات، أوجع ~~قلوبا، وأشد غموما. فسبحان من لو شاء لأطلعكم ms0058 على غيبنا فيكم، وعرفكم ~~إشفاقنا عليكم؛ وكيف لا يكون ذلك وكذلك وما زلتم الشعار والدثار، لا نؤثر ~~عليكم، ولا نثق إلا بكم - فإن يكن الشيطان قد نزغ بما نزغ به بين ابني آدم ~~فمن بعدهما من ذريته، فقد آن أن تثوب الحلوم فتعود السيوف في أغمادها، ~~والنبال في كنائنها # PageV01P111 # ونحن نعاهد الله ألا نؤاخذ أحدا بذنب، ولا نناله بعقوق له ولا بأذى، ولا ~~ننطوي له على إحنة، بل نغفر ونصفح ونزيد في العطاء، ونترككم بمواضعكم التي ~~ارتضيتموها، تدر عليكم جباياتها، وتخصكم منافعها، ولا ننسئ في أموركم إذا ~~سمعتم وأطعتم. # وله عنه إليهم في مثل ذلك من رقعة، يقول في فصل منها: # زعم كاتب صحيفتكم أنه ما دامت خلافة سلفنا إلا بطبقتكم، ولا عزت إلا ~~بدعوتكم، وهذا قول من لا علم له، فلم تظهر طبقتكم إلا حديثا، ولا كثر عددكم ~~إلا قريبا، ولم تزل الخلافة عزيزة، والسلطان قائما بأولياء الحق وأنصار ~~الدين، العارفين بفضل الطاعة وموقعها من رضاه تعالى، وبنقص المعصية وموقعها ~~من سخطه. والمنة عليكم لمن عرفكم - معشر العبدى - بالله، وأدخلكم في دينه، ~~واستنقذكم من الضلالة، وأخرجكم من الكفر، ثم اصطنعكم ونوه بكم بالتصرف في ~~الخدمة، فنلتم بذلك البغية، وهيهات أن تقضوا الحق كله، فأقصروا عن شأوكم، ~~فذلك أولى بكم. # وفي فصل منها: وأقسمتم على أن من حسبناه من رؤسائكم كان أولى بالسياسة، ~~فأني لكم ذلك وما أنتم منه - وإنما مدبرون مسوسون أتباع مربوبون؛ وسر ~~التدبير نازح عنكم، والسياسة القويمة محجوبة # PageV01P112 # دونكم؛ ومتى بلغكم قط عن عبد ثرب على مولاه فأفلح، أو سمعتم بجند شغب على ~~مدبره فأنجح - والحق لا يضره قلة أهله، والباطل لا ينفعه كثرة جمعه، فإن ~~العاقبة للمتقين، وحزب الله هم الغالبون؛ مع أن سفهاء كل طبقة أكثر من ~~حلمائها؛ وقد رأيتم قديما نتيجة آراء السفهاء، وكيف أخنى على أهله بموت ذلك ~~التدبير، وطالما جهدنا في الصلاح، وحاولنا قطع الشغب، ودفت الفنتة، فأبى ~~الله إلا ما أراد على أيدي رؤسائكم، الذين أتيتم على عهدهم. وأما من طلبنا ms0059 ~~من أصحابكم فإنهم قوم خدموا العمالات، تصرفوا في الولايات، وعابوا على ~~الجباة، وخلدت عليهم في الديوان الحسبانات؛ فهم الذين طولبوا في سبيل الحق، ~~ورمي منهم دون الكل بالبعض، وأخذ فيهم وفي أسبابهم بالرفق دون العنف ~~فاعتدوه ظلما، وغلى صلاح مآل أمرهم إذ قوربوا، والجميع على ذلك في خير من ~~العافية، وبحظ من الكافية، وأمد من النظرة، إلى أن يأذن الله ببلوغ ما يشاء ~~من المدى. وليس كل ما يبلغكم من التشنيع ويتصل بكم من الإرجاف يلتفت إليه ~~ذوو العقول، ولا يصغي إليه أهل التحصيل. # وفي فصل منها: وأما ما ألصق بكم كاتب صحيفتكم إذ قال: إن لم يعمل بما ~~أردتم أجبتم دعوة من يناديكم؛ فليت شعري من ذا المنادي الذي إليه تلوى ~~الأعناق عنا، أم إلى تفزعون إن فارقتم عصمتنا - أما إن غركم الشيطان، ~~وأسلمكم الخذلان، لتقرعن من الندم الأسنان، بحيث لا ينفعكم أسف، ولا يجدي ~~عليكم لهف؛ والله تعالى ودينه وخلافته في غنى عمن عند عليه وحاده، وألحد في ~~الإسلام عنه وشاقه، وخرج عن الجماعة، وشق عصا الأمة، واستخف بحقوق # PageV01P113 # الأئمة، ونازع الأمر أهله، واعترض من الرأي فيما ليس من شأنه على من صيره ~~الله اليه، وأسلمه في يديه، واجتباه واصطفاه على علم به. ولولا أن أمير ~~المؤمنين عرف أن ملأكم لم يجتمع على هذا الكتاب، وتيقن أن أهل السداد منكم ~~لم يرضوا هذا الخطاب، لكان له في ذلك نظر يقيم الأود، ويعدل الميل، مع أن ~~الحلم والكظم من أخلاقه، والرفق والأناة من شيمه؛ فاقبلوا أدبه، وانتفعوا ~~بموعظته، فلو كشف لكم الغطاء واجتلى عليكم الغيب، لعلمتم أن أمير المؤمنين ~~لا ينام عن مصالحكم، ويني في منافعكم، ولا يسعى إلا فيما يرد ألفتكم، ويجمع ~~كلمتكم. # وله عنه من أخرى إلى ابن ... # إن العاقبة للتقوى، وإن كلمة الله هي العليا، ولا تبتئس فإن الحق دامغ ~~الباطل، وإن لاحت للكذب بارقة، وهبت له نافحة، فإنما ذلك استدرج لأهله، ~~وإملاء لحزبه؛ ثم يأخذهم بما اجترحوا، ويوبقهم بما اكتسبوا؛ وقد علم الناس ~~أن هذين ms0060 الخارجين علينا، الناكثين بيعتنا، موسومان بإحسانا. أما الطالبي ~~فرفعناه من أوضع ملاحق الجند إلى أعلى مراتب أهل الخطط، ونوهنا بذكره، ~~وأشدنا باسمه، وأشركناه في سلطاننا، وصرفنا إليه طائفة من جندنا # PageV01P114 # ووثقناه هم من أعمالنا. وأما المعيطي فإن البلاد نبت بجده فلفظته إلى ~~جدنا رضي الله عنه، فآواه وواساه؛ وامتثلنا مثل ذلك في هذا الضعيف المتعير، ~~فوهبنا له خطير ما استوهب، ويسرنا عليه عسير ما طلب، وألحقناه بثقاتنا. ~~فاستبقا في ميدان الغدر، وجمحا إلى مدى الغمط والكبر، جاحدين بحقنا، ~~منتحلين لما لم يجعلهما الله له أهلا. وأمير المؤمنين دافع لهما بحقه ~~عليهما، ومستعين بالله ثم بإحسانه إليهما. # وفي فصل منها: وأما ما وصفت به نفسك، وعرضته علينا من مجاهدة المارقين، ~~ومناضلة الناكثين، وضمنته من حشد الأجناد قبلك، واستنفار أهل عملك، وما ~~سمحت به من الإنفاق على جميعهم من مالك، فأنت أهل لكل ذلك، وخليق بالوفاء ~~به، وقد بذلت جهدك، وقضيت حق إمامك، فأرضيت ربك، وزكيت نفسك، ورفعت في ~~الغابرين ذكرك؛ وصدقت ظن أمير المؤمنين، وحققت تفرسه فيك، وهو يرجو أن ~~يجتزئ بمن حوله من أنصاره، ويكتفي بمن في حضرته من الأجناد، فهم على أجمل ~~بصيرة في نصره، وعلى أثبت نية في الذب عن سلطانه، والله يعينه وإياهم ~~ويؤيده معهم، وإن احتاج إليك فما أطيب نفسه عليك، وأوثقه بإجابتك أو دعائك، ~~بارك الله فيك، ومتعه بك، فأنت سيفه الفاصل، وسهمه النافذ. # PageV01P115 # وله عنه إليه أيضا: ويجب أن تزيد في رتبتك، وتهذب جمال جهتك، وتسعى في ~~توفير محاسنك، وتكثير مناقبك؛ وإن كنت بحمد الله ومنه كامل الأدوات، كثير ~~الحسنات؛ ولكن الزيادة من فضل الله محبوبة من النجباء، مطلوبة من النبلاء؛ ~~وأنت صدرهم السابق وهاديهم المبرز؛ وقد نبذنا إليك في كتابنا مع فلان نبذة ~~لم نضعها دون غاية البيان، ولم يسعنا إلا إيضاح الدليل وإقامة البرهان. # وله عنه إلى منذر بن يحيى: وأما أمر علي بن حمود فعلى ما أعلمناك به من ~~الضعف والوهن، وإنما يطمع في من عندنا والله يبطل طمعه، وقد أوحشنا ms0061 بطء ~~أخبارك عنا، وإن كنا لا نشك في أنك على جميع ما تصرفت به، وفي كل ما تقلبت ~~فيه، كما نحبه ونهواه، فذاك حظك منا، وموقعك من ثقتنا، وعلى ذلك فإن بواعث ~~الإشفاق جمة، وعوارض التوقي كثيرة، وقد توالت المحن، وطالت الفتن، ونجم ~~النفاق، وشاع الخلاف أهواء أوليائنا. # وله من أخرى إلى ابن صمادح: وإن للبغي مصارع لا تعدو أهله، وللنكث عواقب ~~لا تخطى معتقده، وقد علمت الكافة ما أولاه أمير المؤمنين فلانا من إحسانه، ~~وأفاضة عليه من معروفه، فرفعه من الحضيض، وانتعشه عند الجريض، ونوه به بعد ~~الخمول، وكثرة وهو قليل، فلم يشكر الله نعمة، ولا وفى له بذمة، وظل يبني ~~الغدرة على غير أس فخر بناؤه، وانتضل في الرميات في غير هدف فصافت سهامه # PageV01P116 # وأصحابه يتساقطون علينا في كل حين أفواجا، ويتتابعون إلينا نزاعا أرسالا، ~~لما يبدو من ضعف آرائه، وخبث مذاهبه، وقبح غدره، وتناكب أمره، حتى اتسع ~~عليه الخرق، وأعضله الفتق، واستنفر له وجه الخلائق، وأسلمه غرور الشيطان، ~~فأصبح نادما سادما، وأمسى حائرا بائرا، ونكال الله تعالى نازل به، وسخطه ~~منزل عليه، وبأسه منصرف إليه. # وفي فصل من أخرى: أنالك في فلتات تحجب حسن الظن بمن أسبغت عليه النعمة، ~~ووجبت لربه الحجة في أداء النصيحة. وقد اندرجت في أثناء هذه الفتنة خطوب ~~استعمل فيها أمير المؤمنين الثقة بمن لم يتق الله في النصيحة له ولرسوله ~~عليه السلام ولخليفته ولجماعة المسلمين، ولم تصدق نيته ولم يصح خبره، ولا ~~رأي لمكذوب. فأوطأه عشوة، وزخرف له كذبة على إثر كذبة، ومنى الأماني، وقرب ~~المواعيد، ونمق الزور، ولبس الأمور، وأمير المسلمين يوجس الخيفة، ويخشى ~~الخديعة، ويرى أعلام الريبة، حتى وضح الفجر، وصرح عن زبدته المحض، وليس هو ~~بأول من أحسن فضاع إحسانه، واصطنع فسقطت صنائعه. وفي فضل الله عوض من كل ~~فائت، وفي جزائه خلف من كل ضائع، وفي إقبال رحمته غنى عن كل مدبر، وللأيام ~~عقب تديل الكره بالرضى، وتنسخ الشدة بالرخا. # وله من أخرى عن علي بن حمود إلى ms0062 منذر بن يحيى: وما أنكرت شيئا مما ذهبت ~~إليه من التأني والتثبت، ولا اعتقدنا إلا رأيك في نظر الاجتماع، وترقب ~~الالتئام، لترتفع الشبهة وينجلي الشك، وإن كان مذهبنا في هذه الأمة مشهورا، ~~واحتسابنا الأجر في صلاحها معروفا # PageV01P117 # وقيامنا لنصرها وسخاؤنا بأنفسنا وأموالنا لاستنقاذها، لا ننوي إلا وجهه ~~تعالى، وإلا فقد علم من عرفنا، وأيقن من أنصفنا، أننا كنا عيش هني، ولبب ~~رخي، وعمل واسع، ومال وافر، وجند مطيع، وحصن منيع؛ وفي دون ذلك ما أقنع من ~~عرف الدنيا بحقيقتها، وأجزأ من أنزلها منزلتها؛ وما كفى من لا يعدل ~~بالسلامة ولا يبيع بالغبن، ولا يركب الأهوال، ولا يقتحم المهالك، مغررا ~~بدمه، مخاطرا بنفسه، لحطام تافه، وظل زائل، ومتاع قليل، وانا لنرجو منه ~~تعالى أنه لم ييسر ما يسر من آمالنا إلا عند اطلاعه على نيتنا فيها، فنحن ~~بعين الله، ونواصينا بيده، والملك والأمر له. # وفي فصل: والشروط التي خططتها بيدك، وأردت معرفة رأينا بإمضائها، فإنها ~~لعمر الله قليلة في استحقاقك، ولو اتسعت البلاد لأضعاف ما تليه، لكنت لذلك ~~عندنا أهلا في كفايتك وضلاعتك وضبطك وحزمك. فأما الاعتماد عليك في الرأي ~~والقصد إليك بالمشورة فهو الذي لا نعدوه بك ولا نجاوزه فيك، ونحن بذلك ~~أحظى، والفائدة لنا فيه أعلى. # وقد أنفذنا كل ما دعوت إليه من تنفيذ سجلاتك على ما في يديك من الأعمال، ~~واعتقدنا لك ولجميع أهل الصغور - حرسهم الله - الأيمان المنعقدة والأقسام ~~المغلظة لا تدخل عليهم داخلة يكرهونها، ولا يكلفون كلفة يستثقلونها؛ ولا ~~يخالف بهم طريقة يرضونها، ما سمعوا وأطاعوا. # وفي فصل: ووصيتك بأهل قرطبة وغيرهم مقبولة، ونصيحتك فيهم متبوعة، ولن ~~يروا منا، ولن تسمع فيهم عنا، إلا كما يعجبك # PageV01P118 # ويسرك، ويجذلك ويبهجك؛ وإنما هدى الله أولهم بأولنا، وأسبغ النعم على ~~سلفهم بسلفنا؛ وهل يؤملون أحنى عليهم وأرأف بهم منا - أم هل لمت آتاه الله ~~رشده، وشرح بالإيمان صدره، رغبة عنا - وهل ينكر فضلنا إلا جاهل مكابر، أو ~~يدافع حقنا إلا معاند خاسر - # وله من أخرى: بلغنا جوابك ناكبا عن ms0063 الحق، بعيدا عن الإنصاف، خلوا من حسن ~~المعاملة، بداية بالامتنان بما كان منك، بما لو اقتنعت فيه بما بذلنا من ~~الشكر لركبت سنن المنصفين، وسلكت سبيل المحسنين، فقد قيل: إن الشكر وإن قل، ~~ثمن لكل نوال وإن جل؛ كما قيل: إن المنة تفسد الصنيعة. ولو نظرت في أخبار ~~الماضين، وكشفت عن سير الأولين، لوجدت ملوك الأمم على قديم الزمان قد ~~تعاملت بالتعاون، وتواصت بالترافد، وإن شحطت ديارها، واختلفت أديانها؛ ~~وجعلت ذلك بينها حقوقا تقضى، وفروضا تؤدى، فالدهر أطور والأيام دول. وقد ~~علمت أن الذي سامحتنا فيه لم تقدم إليه إلا على شروط اشترطتها، وأطماع ~~استدعيتها، فقضيناك كل ما ملكناه، تقدمت، ولا صحبة سلفت، ولو هربت عن هذا ~~الجفاء دهرك، وأنفقت في السلامة من هذا الخطل عمرك، لكنت لنفسك ناظرا، وفي ~~صفقتك تاجرا؛ فإن كنت أردت معرفة العي، كفى بذلك عيا من القول، وزللا من ~~الرأي. وإن قلت إنك لم تعرف مكاننا من الخلافة # PageV01P119 # ووارثتنا الإمامة، عن أسلافنا الماضين، وأجدادنا الأقربين، وجهلت أننا في ~~نصابها وذروتها، وأقعد الناس بها وأقواهم عليها، فقد كابرت العيان، ودافعت ~~البرهان. # [وله عنه في معنى الرعية: إن الله تعالى قلدني من رعاية عباده، وحملني من ~~سياسة خلقه، وعصب بي من تدبير أمورهم وإصلاح شؤونهم، وألزمني من النظر لهم، ~~والعمل بما يصلحهم، ما لا حول لي فيه ولا قوة عليه إلا بمعونه وتأييده، ولا ~~هداية إلا بتوفيقه وتسديده. وإن الرعية من السلطان، بمكان الأشباح من ~~الأرواح، صلاحهما وفسادهما متصلان، ونماؤهما ونقصانهما منتظمان، إذ كانت ~~الرعية عنصر المال، ومادة الجباية، بها قوام الملك، وعز السلطان، ورزق ~~الأجناد، التي بها يقاتل العدو وينصر الدين، وتحمى الحرم، ولما تأملت أحوال ~~أهل عملك من كورة جيان وذواتها، وحصلت ما يلزمهم أداؤه هذا العام من الطعام ~~في العشور الواجبات، تكنفهم من شفقتي، وأحاط بهم من عواطفي، ما أدى إلى رفع ~~مؤونة طعامهم، وإعفائهم مما يلحقهم فيه من العنت، ويرجع عليهم من الدرك، ~~وكلف الحمولة إلى الأهراء، وما يتبع ذلك من الانتقاص ويتصل ms0064 بالكيل من ~~التطفيف، وتسقط التبعات، ويخف الثقل،. فانظر عندما يرد كتابي في توزيع ما ~~يجب على أهل عملك من الناض عن كذا وكذا من القمح والشعير، حساب كل مدي من ~~القمح ستة دنانير، ومن الشعير ثلاثة؛ واشمل بتوزيعها الناس كافة، غير محاش ~~منهم أحدا. وليكن ذلك على العدل، وتحري الحق، واعتماد الصدق، بمشاهدة قاضي ~~الجهة، وموافقة شيوخ الرعية ووجوهها، وأهل المعرفة بمواقع وظائفها، إن شاء ~~الله] . # PageV01P120 # وله من أخرى، عن المظفر بن أبي عامر، حين قتل عيسى بن سعيد القطاع وزيره: ~~أيها الناس - وفقكم الله لعصمته، واستنقذكم برحمته - إن من علم منكم حال ~~الخائن عيسى بن سعيد بالمشاهدة، ورأى مبلغ النعمة عليه بالمحاضرة، فقد ~~اكتفى بما شهد، واجتزأ بما عاين وحضر؛ ومن غاب عنه كنه ذلك من عوامكم ~~بانتزاح منزل أو لاتصال شغل، فليعلم أنا أخذناه من الحضيض الأوهد، ~~وانتشلناه من شظف العيش الأنكد، فرفعنا خسيسته، وأتممنا نقيصته، وخولناه ~~صنوف الأموال، وصيرنا حاله فوق الأحوال؛ فدلله بذلك المنصور مولاي رضي الله ~~تعالى عنه، فاعتمدته ومهدت له فرش الكرامة، وبوأته دار الفخامة، وأسبغت من ~~نعمي عليه، ما أحوج الخاصة والعامة إليه، فلم يقم لله تعالى بحق، ولا قابل ~~إحسانه بصدق، ولا عامل رعيتنا برفق، ولا تناول خدمتنا بحذق؛ بل أعلن ~~بالمعاصي، واستذل الأعزة وذوي الهيئات والمروءات، ونافرهم وأنس بأضدادهم، ~~ونبذ عهودنا، وخالف سبلنا، وكدر على الناس صفونا؛ حتى إذا ملكه الأشر، ~~وتناهى به البطر، وغلت به الأمور، وغره بالله الغرور، حاول شق عصا الأمة، ~~وهد ركن الخلافة والأمانة، بما احتجن من حرام المال، واستمال من طغام ~~الرجال؛ فحجته نعمنا عنده، وخصمته عوارفنا لديه، وكشف لنا سر نيته، حتى ~~صرعه بغيه، وأسلمه غدره، وأخذه الله بما اجترم، وأوبقه بكا اكتسب، فأعجلناه ~~عن تدبيره، وصار إلى نار الله وسعيره. # PageV01P121 # قوله: " فحجته نعمنا عنده، وخصمته عوارفنا لديه " محلول من قول أبي تمام ~~حيث يقول: # أألبس هجر القول من لو هجرته ... إذن لهاجني عنه معروفه عندي وأخذه أبو ~~تمام من قول عمران بن حطان إذ ms0065 ظفر به الحجاج فقال: اضربوا عنق ابن الفاجرة، ~~فقال له عمران: بئسما أدبك أهلك يا حجاج! كيف أمنت أن أجيبك بمثل ما لقيتني ~~به - أبعد الموت منزلة أصانعك عليها - فأطرق الحجاج استحياء وقال: خلوا ~~عنه. فلما رجع إلى أصحابه قالوا: والله ما أطلقك إلا الله فارجع إلى حربه ~~معنا، قال: هيهات! غل يدا مطلقها، واسترق رقبة معتقها، ثم قال الأبيات التي ~~أولها: # تالله لا كدت الأمير بآلة ... وجوارحي وسلاحها آلاته وفي فصل منها: وقد ~~زالت التقية ووجب الصدق. ألا من سمع هذا الكتاب وأخبر عنه من تلك الطبقة ~~فليرد إلينا مالنا، وليخرج لنا عن حقنا؛ وليحذر أن يجعل لنا عليه سبيلا. ~~فإنما هي أشياء غلب عليها إما من صميم مالنا فلم يتورع فيه عن الخيانة، ~~وإما من # PageV01P122 # أموال الله بأيدينا فلم يؤد فيها الأمانة، وما ظهرنا عليه منها فمصروف ~~إلى سبيله من مصالح المسلمين في أرزق أجنادهم، ونفقات ثغورهم. وأنا زعيم ~~لمن سارع بما في يديه، وبادر بما عنده، أن نعرف له طاعته، ونشكر مباردته؛ ~~ومن توانى وتربص، وقعد ونكص، أن نصه بحيث وضع نفسه من الظنة، وأثبت عليها ~~من التهمة، وننتهي به نهاية النكال البالغ؛ فلا ينظرن جارم لدينا إلا في ~~ذمة. # @تلخيص التعريف بخبر الوزير عيسى بن سعيد # @المذكور، من الأول إلى الآخر، ومقتله على # @يدي المظفر عبد الملك ابن أبي عامر # قال ابن بسام: وكان عيسى بن سعيد المعروف بابن القطاع قيم دولة ابن أبي ~~عامر وحامل لوائها، والمستقل بأعبائها، ومالك زمام إعادتها وإبدائها. طلع ~~في فلكها قبل دورانه، ودل على ما أخفاه طي كتابها دون عنوانه؛ وأنا أشرح - ~~حين أفضى بي القول إلى ذكره - كيف كان غروبه وطلوعه، ومن أين اتفق طيرانه ~~ووقعه؛ على ما قدمت والتزمت، وحسبما ضمنت ونظمت. # قال ابن حيان: لم يكن لعيسى بن سعيد مأثرة سلف، ولا بيت تقدم، خلا أنه ~~[كان] عربي النجار، من قوم يعرفون ببني الجزيري من كورة باغه. وكان أبوه ~~معلما، فاختلف عيسى إلى الديوان، وصحب # PageV01P123 # محمد بن ms0066 أبي عامر وقت حركته في دولة الحكم؛ فبلغ به المنازل الجليلة، ~~وكان عنده مشهورا بيمن النقيبة، وأخباره معه كثيرة. # وتبحبح عيسى بعد مهلك المنصور بن أبي عامر في دولة ابنه عبد الملك، ~~فتناهى في الاكتساب بالحضرة وجميع أقطار الأندلس ضياعا ودورا، فات الناس ~~إحصاؤها، واشتمل على الملك هو وولده وصنائعه. وكان لهم مع ذلك في سائر ~~أعمال السلطان نصيب، وعلى كل عامل وظيف، ولم ينفذ توقيع إلا بأمره، ولا تم ~~أمر إلا بمشورته. وكثر أعداء عيسى لوقته؛ فاحترس منهم جهده، وتيقظ في حراسة ~~نفسه، ووالى كثيرا من وجوه أهل الدولة، تصاهر لهم ببنيه وبناته، فسمت ~~جماعته، ثم تصاهر أخيرا إلى ابن أبي عامر، والذكر من عنده، زوج ابنه المكني ~~أبا عامر أخت عبد الملك الصغرى من بنات المنصور، فتمت تلك المصاهرة في سنة ~~ست وتسعين وثلثمائة، وكانت وليمة عظيمة. وتناهت بعد أمور عيسى في الجلالة، ~~وأخذته الألسنة. # واتفق أيضا عليه أن عبد الرحمن بن المنصور انبسط على أخيه عبد الملك في ~~أول دولته بصحبة طائفة تخل به، فعرف عيسى أخاه عبد الملك بذلك؛ فحمله على ~~كف عبد الرحمن عنه، فحقد على عيسى ورصد السعي عليه، واستفسد أيضا السيدة " ~~الذلفاء " أم عبد الملك وأساء إلى صنيعتها " خيال " أم ولده، والغلبة كانت ~~عليه، ومن يتصل بهما بسبب نكاح عبد الملك بنات الجنان مولاته، كانت قد ~~تأدبت بأدب # PageV01P124 # أهله، وأخذت الغناء من محسنات قيانه، فنظرها عبد الملك يوما فراعته، وهان ~~عليه لفرط عفته زواجها، فأنكرت عليه ذلك والدته، فاستراح في الأمر مع عيسى ~~فصوبه له وأمضاه. وبنى عبد الملك بها، فحقدت أمه على عيسى. ثم اتهم آخرا ~~بالعظمى من مداخلته للولد أبي بكر هشام بن عبد الجبار بن الناصر للقيام على ~~عبد الملك وأخذ الملك عنه. وكان عيسى لا يحضر مجلس شراب عبد الملك إلا في ~~الندرة أو الدعوة تقع؛ استعفاه من ذلك لضعف شربه، فأمكن أعداءه القول فيه ~~لغيبته بما شاؤوا، وزاد الأمر حتى تنكر له عبد الملك، ففهم عيسى بعض ذلك ms0067 ~~لقوة حسه، وأهمته نفسه، وأعمل الحيلة في خلاصها؛ فسما عند ذلك إلى الغدر ~~بالعامرية أولياء نعمته، والانقلاب مع المروانية الموتورة بدولته، وإقامة ~~الولد أبي بكر هشام المذكور على الخليفة هشام المؤيد ابن الحكم، وأخذ ~~الخلافة عنه لضعف استقلاله والقطع لدولة ابن أبي عامر قطعا لا بقية معه. ~~وكان عيسى خليطا لهشام بعد المنصور صاحبه، محمولا ما بينهما على السلامة، ~~فدعا هشاما إلى ذلك وراسله سرا ولقيه خفية، وقرب له مأخذه على يده لمنزلته ~~من آل العامرية، وأن جندها لا تخالفه بحيلة. فاستجاب هشام، فيما ذكروا، ~~وأخذ بيعته عليه، وساعده جماعة، وكاد يتم الأمر # PageV01P125 # وأعد رجالا للفتك بعبد الملك، فسار أحدهم إلى نظيف الفتى الكبير مولى ابن ~~أبي عامر، فتنصح له بالقضية فأعلم عبد الملك بها لوقته، فاشتغل باله، وترجح ~~في أمر عيسى وخاف أن السعاية من كياد عدوه، إلى أن أنهى إليه صاحب المظالم ~~أبو حاتم بن ذكوان ما أقلقه، ولم يرتب به لثقته؛ وحدثه أن رجلا يعرف بابن ~~القارح الوزان كان متخصصا من العامة، وله بالولد أبي بكر هشام المذكور ~~اتصال؛ فحكى عن نفسه أنه رأى نزول عيسى عليه ببعض بساتينه، وأنه سمع ابن ~~عبد الجبار يقول له: يا أبا الأصبغ، والله إني لخائف والخطر عظيم؛ فقال له ~~عيسى: ومن تخاف - أو ليس الملك بيدي، والجند طوعي، والناس راضون بفعلي - ثم ~~افترقا، فجاء ابن القارح، فأعلم ابن ذكوان، فطار إلى عبد الملك بالخبر، ~~فبطش عبد املك بعيسى. وكانت صورة قتله واطأ عليه أخاه عبد الرحمن ومن يليه ~~من أصحابه، فشدوا عزيمته، وعقد معهم مجلسا للشرب، وبعث عن أكثر أصحاب عيسى، ~~فجلس للشرب بالمجلس الكبير المشرف على النهر لعشر خلت من ربيع الأول سنة ~~سبع وتسعين. ثم أرسل عن عيسى وقد # PageV01P126 # مضى من الشرب وقت، فجاءه رسوله وهو قد بدأ يشرب أيضا مع نفر من أصحابه ~~فيهم أبو حفص بن برد وغيره. # قال أبو حفص: فلم نرتب بدعائه، وبادر بالركوب نحو عبد الملك، والقضاء قد ~~جد به، فلما وصل إليه ms0068 أظهر الاستبشار به وأقبل عبد الملك عليه بوجهه وأعلى ~~مجلسه وأخذوا في شأنهم. فلما دارت الكؤوس أخذ عبد الملك في معاتبته والتعرض ~~لما قرف به عنده؛ وعيسى ينزعج من ذلك، ويقلد الكأس ملامته هنالك، إلى أن ~~صرح عبد الملك بما في نفسه، وألقى القدح، وأقبل يسبه ويغلظ له؛ فأحس عيسى ~~بالشر، ورابه نظر القوم إلى العيون، وطفق يعتذر ويحتج في إبطال ما قرف به ~~ويشد القسم على فساده، ويناشده في إراقة الدم، وعبد الملك لا يلتفت إليه، ~~إلى أن اعتلى الكلام وكثر اللجب، فقبض عبد الملك على سيفه من جانب الفراش ~~فصبه على عيسى، وقد قام فزعا؛ فاستقبل وجهه بضربة، فسقط عيسى ثم أعاد عليه، ~~وشاركه أصحابه بسيوفهم حتى هبروه، وحز رأسه ووضع جانبا. وأمر عبد الملك ~~أيضا بقتل صاحبيه ابن خليفة وابن فتح فهبرا بالسيوف، واختلط المجلس، ولحق ~~كثيرا من أهله دهشة حملت بعض من كان بقربه من الأعاجم إلى أن رمى بنفسه في ~~النهر هربا من القتل، فطاح في اللجنة. وأمر برفع رأس عيسى بباب # PageV01P127 # الزاهرة، وما زال هنالك إلى أن فتحت الزاهرة على يد ابن عبد الجبار ~~المهدي، وذهبت الدولة العامرية. # وقام عبد الملك من ذلك المجلس، وأمر بتغيير ما وقع، ثم لم يعد إلى الشرب ~~فيه - زعموا - حياته. وأنفذ في الوقت ثقات خدمه إلى منازل عيسى وأصحابه ~~وكتابه، فاستصفى ما فيها وسجن أولاد عيسى الأكابر بمطبق الزاهرة، وأمر ابنه ~~بطلاق أخت عبد الملك فطلقها، ولم تزل خلية إلى أن ذهبت دولة قومها فراجعها. ~~وكان الناس يحسبون مال عيسى التراب كثرة. فما وجد له منه شيء؛ وتعجب الناس ~~من ذلك، حتى إن أولاده إلى آخر أمرهم ما فارقهم الإقلال والمسغبة. وأعظم ~~الناس قتل عيسى لجلالة قدره، وسار منهم إلى الزاهرة خلق عظيم ينظرون إلى ~~رأسه. # قال ابن حيان: وكنت في جملة من نظر إليه، واستبنت الضربة بخده الأيمن. ~~وكان أبو العلاء صاعد بن الحسن اللغوي منقطعا إلى عيسى، فكان أول من أنشد ~~عبد الملك، على سبيله من ms0069 سرعة الانقلاب، شعرا يقول فيه: # فتلك هامته في الجو ناطقة ... تحدث الناس من آياتها عبرا # مكتوبة الوجه بالهندي يقرؤه ... من ليس يقرأ مكتوبا ولا سطرا # PageV01P128 # ومن أغرب ما وردت به الرؤيا بعد قتله أن رجلا من الصلحاء رأى في النوم ~~كأن رأسه ينشد على الخشبة التي كان عليها: # بان الخليط وشفني وجدي ... وبقيت أندب ربعهم وحدي فآذنت الرؤيا ببين آل ~~أبي عامر وصدقت إلى مديدة. انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان في خبره. # ومن شعر أبي حفص بن برد، مما خاطب به أبا العلاء صاعدا بن الحسن اللغوي ~~من أبيات يقول فيها: # أبا العلاء تعريض ذي مقة ... أهدى لك الود محضا غير مقطوب # ناء بغربته والفهم نسبته ... وكم دني قصي في المناسيب # وصار في غربة الآداب مغتربا ... أما كفى الدهر عض دون تغريب # أولاك محمدة من بعد تجربة ... لا يصلح الحمد إلا بعد تجريب # أنت الذي لم يعاشر مثله رجلا ... في العلم والظرف والآداب والطيب # تحصيل فضلك للحساد معجزة ... وكنه عملك شيء غير محسوب # أما اللغات فلا يعقوب يبلغ ما ... وعيت منها ولا أشياخ يعقوب # [وأنت رب القوافي الشاردات به ... تحدى وسيقتها في كل أسلوب # إنا نناديك للجلى وأنت لها ... طب تعالج فيها كل مطلوب] # فهل شعرت ببدر طاف بي غلسا ... رخص البنان كحيل العين مخضوب # PageV01P129 # أهدى إلى أرق - لو حازها - سنة ... لم تعد بي مزج تصديق بتكذيب # حيا تحية ذي أنس بنا وجلا ... قناع وجه طويل الصون محجوب # فقلت: أهلا ورحبا، من هداك لنا ... ليلا - فرد بتأهيل وترحيب # وقال: ماذا ترى - قلت: الغزالة في ... ثوب احمرار من الظلماء غربيب # قال: اتئد! قلت: قد أبصرتها قبلا ... فقال: حلا، فقلت: الحل مطلوبي # [قال: تحر فلا تشطط بنا سرفا ... فقلت: ليس سوى التقصير مرغوبي] # ثم اعلمي أنني من حبكم دنف ... قالت: علمت فلا تخضع لمحبوب # قلت: الوصال، فقالت: مه بلى وعسى ... وفي عسى فرجة ترجى لمكروب # ثمت ولت فأبقت في الحشا ضرما ... يذكو بدمع على الخدين مسكوب # فالآن فازجر أو اسجع ms0070 إن هممت به ... كسجع شق أو الأفعى أو الذيب # هذي عبارتها فالأمر مشترك ... تلقى أفانينه طرا بتهذيب فأجابه أبو العلاء ~~صاعد بأبيات يقول فيها: # لبيك ألفا، أبا حفص، إجابة من ... يد لي إليك بود غير مأشوب # أبعد خمس وسبعين التحفت بها ... حتى قرعت لهذا الدهر ظنبوبي # رمينني بسهام غير طائشة ... حور زرين على صم الأنابيب # يا من يرقع بالآمال ما خرقت ... يدا الليالي، قبيح صبوة الشيب # ناديتني لخيال عز طائفه ... إلا ليوم عصيب إذ تنادي بي # حتى أقيك شذا الأيام عن عضد ... ملدد وحسام غير مخشوب # إياك والموعد الخوان تقبله ... فلا أمانة للعس المخاضب # PageV01P130 # فاكتب على جمد ما قد وأتك به ... وضعه في الشمس يذهب غير مصحوب # ولا تكونن قرحانا نصبن له ... حتى عدون عليه عدوة الذيب # [الله في قلبك المزجور عن دده ... لا تسلمينه لتسهيد وتعذيب] # فقد نجوت وما صدقت فورته ... مهشم القدح مهضوم الأنابيب # شيخ الوزارة جني الكتابة إن ... ركبت منها طريقا غير مركوب # فلا تسومن شيخا طار طائره ... سوم الشبيبة في لهو الخراعيب # وأنت منفرد المضمار منصلت ... غمر البديهة رواض المصاعيب قوله: " ولا ~~أمانة للعس المخاضيب " من قول كثير: # وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين وقوله: " ~~فاكتب على جمد ... البيت، كقول ابن العميد: # متقلب يأتيك أثبت عهده ... كالخط يرقم في بسط الماء # PageV01P131 # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي المغيرة عبد الوهاب بن حزم، # @وإثبات ما تخيرت له من النثؤر والنظم، مع # @ما يتعلق به، ويذكر بسببه # قال ابن بسام: كان أبو المغيرة هذا ظبة الحسام، وواسطة النظام، وفارس ~~ميدان البيان، وذات صدر الزمان، حل من زهر الفضائل، محل السنان من المعامل، ~~والزبرقان من المنازل، وتمت به غرر المحامد، تمام الصلات بالعوائد، ومجهول ~~اللغة بمعلوم الشواهد. ودولة عبد الرحمن بن هشام المستظهر المتقدمة الذكر ~~كانت مهبة الذي منه عصف، ومجاله الأول الذي فيه تصرف، ألقى إليه زمامه، ~~وأخدمه أيامه؛ ثم عتب عليه في بعض الأمر، فلحق ببلاد الثغر، فهناك تسحب على ~~الدول، تسحب الهوى ms0071 على العذل؛ وامتزج بملوك العصر، امتزج الماء بالخمر، ولو ~~طال مداه لم يذكر معه سواه، ولا اعترف بتفضيله أحبته وعداه. # نقلت من خط أبي مروان بن حيان قال: # ولحق أبو المغيرة ببلاد الثغر، وقد اعتلت طبقته في النظم والنثر، وكتب # PageV01P132 # عن عدة من الأمراء، ونال حظا عريضا من دنياهم، إلا إنه اعتبط شابا شابا ~~بعد أن ألف عدة تواليف، وشجر الأمر بينه وبين الفقيه أبي محمد بن حزم ابن ~~عمه، وجرت بينهما هنات ظهر عليه فيها أبو المغيرة، وبكته حتى أسكته، لأنه ~~كان أنبه من أنبه من أبي محمد في حضور شاهده، وذكاء خاطره، وحسن هيئته، ~~وبراعة ظرفه، وجودة أدبه، وهو كان في زمانه في الجد والهزل صاحب اللواء، في ~~مجالس الأمراء، مستنجزا للبيضاء، مقتضا للشقراء، وتصور في قلوب الروساء ~~فأجزلوا أرزاقه فعظمت صلاته وهباته؛ انتهى كلام ابن حيان. # قلت أنا: وقد أخرجت من رسائله العميدية، وقصائده اللبيدية، ومما جرى بينه ~~وبين ابن عمه ما يسحر الألباب، ويبهر الشعراء والكتاب. # @جملة من رسائله في أوصاف شتى # كتب إليه أبو علي بن ربيب القروي رقعة يقول فيها: # إني فكرت في بلدكم أهل الأندلس إذ كان قرارة كل فضل، ومقصد كل طرفة، ~~ومورد كل تحفة، إن بارت تجارة أو صناعة فإليكم تجلب، وإن كسدت بضاعة فعندكم ~~تنفق، مع كثرة علمائه، ووفور أدبائه، وجلالة ملوكه، ومحبتهم للعلم # PageV01P133 # وأهله، ورفعهم من رفعه أدبه، وكذلك سيرتهم في رجال الحرب يقدمون من قدمته ~~شجاعته، وعظمت في الحروب، نكايته؛ فشجع عندكم بذلك الجبان، وأقدم الهيبان، ~~ونبه الخامل، وعلم الجاهل، ونطق العيي، وشعر البكي، واستنسر البغاث، ~~وتنثعبن الحفاث، وتنافس الناس في العلوم. ثم هم مع ذلك في غاية التقصير ~~ونهاية التفريط، من أجل أن علماء الأمصار دونوا فضائل أعيانهم وقلدوا الكتب ~~مآثر أقطارهم، وأخبار الملوك والأمراء، والكتاب والوزراء، والقضاة ~~والعلماء، فأبقوا لهم ذكرا في الغابرين، ولسان صدق في الآخرين؛ وعلماؤكم مع ~~استظهارهم على العلوم، كل امرئ منهم قائم في ظله لا يبرح، وثابت على كعبه ~~لا يتزحزح؛ يخاف ms0072 إن صنف أن يعنف أو تخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان ~~سحيق، لم يتعب نفسا أحد منهم في مفاخر بلده، ولم يستعمل نقسا في فضائل ~~ملوكه، ولا بل قلما بمناقب كتابه ووزراءه، ولا سود قرطاسا بمحاسن قضاته ~~وعلمائه؛ على أنه لو أطلق ما عقل الإغفال من لسانه، وبسط ما قبض الإهمال من ~~بيانه، لوجد للقول مساغا، ولم تضق عليه المسالك هنالك، ولكن هم كل أحد منهم ~~أن يطلب شأو من تقدمه من رؤساء # PageV01P134 # العلماء، ليحوز قصب السبق ويفوز بقدح ابن مقبل، ويأخذ بكظم دعبل، ويصير ~~شجى في حلق أبي العميثل: فإذا أدرك تلك البغية، وجاءته بعد المنية، دفن ~~علمه معه، ومات ذكره، وانقطع خبره. ومن قدمنا ذكره من علماء الأمصار ~~احتالوا لبقاء ذكرهم، فألفوا دواوين يبقى لهم ذكر يتجدد طول الأبد. # فإن قلت: إنه كان ذلك من علمائكم، وألفوا كتبا لكنها لم تصل إلينا، فهذه ~~دعوى لم يصحبها تحقيق، لأنه ليس بيننا وبينكم إلا روحة راكب، أو دلجة قارب، ~~لو نفث ببلدكم مصدور، لأسمع ببلدنا من في القبور، فضلا عمن في الدور ~~والقصور، وتلقوا قوله بالقبول، كما تلقوا ديوان ابن عبد ربه منكم الذي سماه ~~ب - " العقد ". على أنه يلحقه فيه بعض اللوم، إذ لم يجعل فضائل بلده، واسطة ~~عقده، ومناقب ملوكه يتيمة سلكه، لكنه أكثر وطول، وأخطأ المفصل، وأطال الهز ~~بسيف غير مقصل، وقعد به ما قعد بأصحابه من ترك ما يعنيهم، وإغفال ما # PageV01P135 # يهمهم: فأرشد أخاك - أرشدك الله - إن كان عندك في ذلك الجلية، وبيدك فصل ~~القضية، إن شاء الله. # فراجعه أبو المغيرة برقعة حذفت أكثر فصولها لطولها، منها: # أبقاك الله من حميم صريح الود، أهدى تحيته على البعد، فإن الفهم رحم، ~~والأدب ما بين أهله وسائل وذمم؛ وليس عدم الترائي والعيان، بقاطع للأسباب ~~والأقران، ولا تنائي الديار والمنازل، بقادح في الأذمة والوسائل؛ فالكتاب ~~عوض عن الكلام، والتواصل بالنفوس لا بالأجسام، وما زلت أتنسم ذكرك، فأترسم ~~قدرك، وأسمع خبرك فأرى خبرك، حتى أرادت الأيام كشف الر ms0073، ورفع الستر؛ فوقفت ~~على الصحيفة التي ظاهرها ديباج مرقوم، وباطنها لؤلؤ منظوم، ووشي محوك، وذهب ~~مسبوك؛ فرأيت صور الأدب باهرة المرأى والعيان، شاهدة لك بأذلق لسان، وأصدق ~~بيان، أنك أبو عذرتها، ومالك جملتها، وواحد فنونها، ووارد معينها، وقادحة ~~جناحها، وصبا رياحها، فسألت سؤال العالم، وبحثت بحث اليقظان المتغافل، ~~وادعيت الحيرة وأنت أهدى في تلك الفلا، من فارط القطا، لتعلم أين المخطئ ~~والمصيب، وكيف الجواب والمجيب؛ والله يوفق من المراجعة لما يرضيك، ويكون ~~وفق أمانيك، وما أجهل أني على نفسي أبتهل بهذا الدعاء، لمن أسر حسوا في ~~ارتغاء. # PageV01P136 # فأول ما قدمت في كتابك ما يقدمه ذو الفضل والنبل في الثناء على بلدنا ~~وأهله، ووصفت الجميع على اختلاف طبقاتهم، وتباين درجاتهم، من آرائهم التي ~~نحوها، وعلومهم التي وعوها، بأوفر الأقسام، واحتلالهم من ذلك بالغارب ~~والسنام؛ حتى عارض الجبان الأسد، وناطح الجوزاء الجلمد، وناطق الأعجم ~~الفصيح، وبارى الجاهل العالم، وجارى القاعد القائم، تحاسدا على الفضائل. ~~هذا معنى كلامك لم أورد ألفاظه، وإن أصميت أغراضه، إشفاقا من أن أفضح كلامي ~~به، وأدل على قصور آلتي بمجتلبه، فأكون كمن جمع بين الشبه والذهب، وقرن ~~الدر إلى المخشلب؛ ثم قلت: إن ذكر الفتى عمره الثاني، والميت المجهول لا ~~الفاني؛ فكم من هالك آثاره كاشفة عيانه، وواصفة قدره وشانه، وحي أثوابه ~~كفنه، وجهله جننه. وهؤلاء الذي أنضيت في وصفهم جياد مدحك، وهتكت ظلامهم ~~بغرة صبحك، على غير هذا الرأي مقيمون، وبخلاف هذا المذهب قائلون. فوليت في ~~حيز وعزلت، وارتفعت في حال ونزلت، وأتيت بغاية المحال، وهو إثبات الضدين في ~~حال، ثم زدت في التعليل، وبالغت في الاجتماع على التمثيل، باعتمادك تكذيب ~~من قال: إن الذي قاله غيرك لو وقع لكان قرب المسافة التي هي شوط جار، بل ~~غمضة سار، توجب حل الشك، وانجلاء الإفك؛ # PageV01P137 # فعجبت من أمنك مراجعا لا يقصد في أدب المقابلة قصدي، ولا يعقد على سانح ~~أخوتك عقدي؛ يجعل جوابك قول القائل: # لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي وغفرا غفرا لهذا ms0074 ~~العقوق؛ وخذه بإزاء قولك: تخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق. وعلى ~~كل حال فقد نادينا لو أسمعنا، وطرنا لو وقعنا؛ وما أشبهنا بالغريبة التي ~~خبرها يدفن، وشرها يعلن، يتعب أحدنا نفسه، ويرهف حسه، ويعارض السيف بفهمه، ~~والبحر بعلمه، والنار بذكائه، والزمان بمضائه، ونتائج فكره محجوبة، وبنات ~~صدره غير مخطوبة: # [إن يسمعوا ريبة طاروا لها فرحا ... عنه وما سمعوا من صالح دفنوا] وفي ~~فصل منها: ولو لم يعلم لنا خبر، ولا ظهر منا أثر، وبقينا لا يعرف مكاننا، ~~إلا بإخراج قسمة الأقاليم لنا، والحاجة في الجغرافيا إلى ذكر صقعنا، لكان ~~عذرا في التقصير عن اشتهار الفضل لائحا، وإن كان نهجنا إلى أخذه والعلم به ~~واضحا؛ وإن كنت بإطلاق قولك، قد # PageV01P138 # جاهرتنا - وحقك - بالظلم مجاهرة أنا أعجب كيف انقاد كريم طبعك لها، وأعجب ~~أيضا من بخوعي لك، ووقوفي عن الانتصاف منك، وأنا أعلم أن عندكم لنا تواليف ~~تطيرون بها، وأشهد بتقصير أربابها فيها؛ وإن ودا عقل لك لساني، ولم يجر إلا ~~بما تؤثره وتختاره بناني، لود يفضح الروض في حزنه، برائق حسنه، ورضوى في ~~هضبه، بثقل وزنه، ونوء السماك في هتنه، بوابل مزنه؛ وما هي إلا شيمة قديمة ~~فيكم أهل الجهة الظاهرة أعلامها، الباهرة علومها وأفهامها. # قال ابن بسام: وخرج أبو المغيرة في رسالته هذه إلى التطويل، وبالغ في ~~الاحتجاج بفصول، هي عادلة عن هذه السبيل؛ وختمها بذكر جملة من تواليف أهل ~~الأندلس، أضربت عن تسميتها لشهرتها. # وله فصل من رقعة: وعسى أن يكون شراء ذلك الديوان شراء التجار الأكياس، من ~~المدبرين القائلين بارتضاع الكاس؛ وهمك أن يكون أبو الحسين وسيطك، وجماله ~~شفيعك، فهو ممن كان له في الحسن لواء مرفوع، وحلة تزري بالوشي الصنيع، فعفى ~~تلك الآثار ما سال من عذاره، وطمس ليل اللحية ما كان أشرق من نهاره؛ لا جرم ~~لقد بقيت خيلان كالآثار الدالة على الديار، والحلي السقيط، المخبر عن بين ~~الخليط؛ وإذا تأملتها قد اشتمل الشعر عليها، وزحف من كل جانب إليها، ذكرت ~~قول أبي ms0075 الطيب: # PageV01P139 # برسوم كأنهن نجوم ... في عراص كأنهن ليال وله حديث ستستظرفه إذا سهلت له ~~إذنك، وأعرت له أذنك. # وأبو المغيرة في دعابته هذه كما قرأته في فصل كتبه أبو عبد الرحمن ابن ~~طاهر إلى الوزير ابن عبد العزيز مع غلام وسيم، قال فيه: هذا الفتى كما تراه ~~يطلب خدمة، وبه حشمة، ويزعم أنه يحمل حمله، ويؤتي كل حين أكله؛ وقدما عهدتك ~~تحن إلى هذه العصافير، فإنها حمر الحواصل صفر المناقير. # وعرضت على أبي المغيرة رسالة بديع الزمان في الغلام الذي خطب إليه وده ~~بعد أن عذر، وبقل وجهه وأزهر، فعارضها برقعة يقول فيها: ورد كتابك تنشد ~~ضالة ودنا، وترقع خلق عهدنا، وتطلب ما أفاتته جريرتك إلينا، وذهبت به ~~جنايتك علينا، أيام غصنك ناضر، وبدرك زاهر، لا نجد رسولا إليك غير لحظة ~~تخرق حجاب الدموع، أو زفرة تقيم منآد الضلوع؛ فإن رمنا شكوى ينفث بها ~~مصدورنا، أو يستريح إليها مهجورنا، لقينا دونها أمنع سد، وأفدح رد. وقلت: ~~أهذا الطامع في أن يطالع القمر الطالع، والراغب في أن يصاحب النجم الثاقب - ~~لشد ما زاد، وأبعد ما أراد! حاول تألف الظبي الشارد، وهصر الغصن المائد، ~~بدمعة صبها، وزفرة شبها، أما علم أن لحظي سهم: القلوب أغراضه، وأني ظبي: ~~النفوس رياضه - فننصرف عنك كما أتينا، ونقف كما جرينا، ونعود إلى نار الوجد ~~بك نصلاها، ونار البعد عنك لا نبرح مغناها؛ حتى إذا طفئت تلك النيران، ~~وانتصف منك الزمان # PageV01P140 # بشعرات أغضت علالك كسوفا، وقلبت ديباجك صوفا، وأعادت نهارك ليلا، وناحت ~~عليك تلهفا وويلا، وأطار حمامك غرابها، وحجب ضياءك ضبابها؛ فصار عرسك ~~مأتما، وعاد وصلك محرما: # وبت مداما تسر النزيفا ... فأصبحت تجرع خلا ثقيفا # وصرت حجازا جديب المحل ... وقد كنت للطالب الخصب ريفا أقبلت تنسل إلينا ~~لواذا، وتطلب منا عياذا، قد أنساك ذل العزل عز الولاية، وأولاك طمعا ~~نسياننا تلك الجناية، أيام ترشقنا سهام ألحاظك رشقا، وتقتلنا سيوف ألفاظك ~~عشقا؛ وتميس غصنا، فتثير حزنا، وتطلع شمسا، فتغيب نفسا، خدودنا أرض نعالك، ~~وصدورنا حد مجالك، ونفوسنا مهاد ms0076 خبك، وقلوبنا ميدان حربك؛ فالآن نلقاك بدمع ~~قد جف، ووجد قد كف، وعزاء قد أيد، وصبر قد غار وأنجد، وهوى قد أراح رواحله، ~~وأطاع عاذله، وسلو قد قرب ركائبه، واسعد طالبه؛ وننظر منك إلى روض قد صوح، ~~وسار قد أصبح، وأعجم قد أفصح، ومبهم قد صرح؛ فلا شك وقد رفع الغطاء، ولا ~~إفك وقد برح الخفاء، ولا لوم وقد وقع الجزاء؛ فهلا ذكرت المثل الممتهن: ~~الصيف ضيعت اللبن، ونسيت من أحرقت قلبه صدا، وأقلعت خلبه ردا؛ وملأت حوانحه ~~نارا، وتركت نومه غرارا؛ أن يوفيك قرضا، ويجازيك حتى ترضى، حين نكس علمك # PageV01P141 # وعثرت قدمك، وضاقت طرفك، وأظل أفقك، وخوى نجمك، وخاب قدحك، وفل سيفك، وحط ~~رمحك. فاطو ثوب وصلك، فلا حاجة لنا إلى لباسه، وازو طارق شخصك، فلا رغبة ~~لنا في إيناسه، فما نشتهي اليوم زيارة رمس من زهد فينا أمس: # حانت منيته فاسود عارضه ... كما تسود بعد الميت الدار قوله: " وبت مداما ~~تسر النزيفا " ... البيت: أخذه ابن عبادة المعروف بابن القزاز، وأوجزه غاية ~~الإيجاز فقال: # يا عقارا صار خلا ... وملاذا للبعوض # سر فما لي فيك حظ ... كان ذا قبل الحموض # ما أبالي بعد أكل ال ... زبد من طرح المخيض والبيت الذي تمثل به أخيرا ~~لعلي بن بسام البغدادي، من جملة أبيات قالها في أخيه جعفر، منها: # يا من نعته إلى الإخوان لحيته ... أدبرت والناس إقبال وإدبار # قد كنت ممن يهش الناظرون له ... تغض دونك أسماع وأبصار # PageV01P142 # لله در فتى ولت شبيبته ... وكل شيء له حد ومقدار # فيا لدهر مضى ما كان أحسنه ... إذ أنت ممتنع والشرط دينار # أيام وجهك مصقول عوارضه ... وللرياض على خديك أنوار # حانت منيته فاسود عارضه ... كما تسود بعد الميت الدار وكان ابن بسام هذا ~~في أوانه، باقعة زمانه، لم يسلم منه عصره أمير ولا وزير، ولا من أهل بيته ~~صغير ولا كبير؛ وكان أخوه جعفر الذي ذكر من أهل الجمال الفائق، وفيه يقول: # حان المنية يا أبا العباس ... فدع المكاس فلات حين مكاس # ما بال وجهك ms0077 بعد كثرة نوره ... قد سودوه بحالك الأنقاس # أين الدنانير التي عودتها ... هيهات جاء الشعر بالإفلاس # كانت تجد ثيابه ديباجة ... فاستبدلت حلسا من الأحلاس # وكذا البناء فغير مرتفع إذا ... كانت بليته من الآساس وهو القائل في أبيه ~~وقد بنى دارا. # شدت دارا خلتها مكرمة ... سلط الله عليها الغرقا # ورأيناك صريعا وسطها ... ورأيناها صعيدا زلقا واشتهار شعره في أبيه وأخيه ~~وأهل عصره، يمنعني عن ذكره؛ ويذكر الشي بالشيء إذا كان من واديه، أو نظر ~~إلى ألفاظه أو معانيه. # PageV01P143 # ولما اتفق أن يكون علي بن بسام هذا سمي، واجتمعت بالوزير أبي محمد عبد ~~المجيد بن عبدون أول لقائي له بشنترين في جملة أصحاب المتوكل، فأول مجلس ~~اجتمعت معه فيه، وسمع بعض الإخوان يدعونني باسمي، فقال لي: أنت علي ابن ~~بسام حقا - قلت: نعم، قال: أو تهجو حتى الآن أباك أبا جعفر وأخاك جعفرا - ~~قلت له: وأنت أيضا عبد المجيد - قال: أجل، قلت: وحتى الآن فيك ابن مناذر ~~يتغزل - فضحك من حضر لهذا الجواب الحاضر. وخبر ابن مناذر مع عبد الوهاب ~~الثقفي أوضح من أن يشرح. وكان من أجمل فتيان ذلك الأوان، وآدبهم وأظرفهم، ~~فكلف به ابن مناذر وتعشقه، فاعتبط لعشرين سنة، فرثاه بذلك القصيد الفريد، ~~الذي يقول فيه: # فلو إن الأيام أخلدن حيا ... لعلاء أخلدن عبد المجيد وأما صفات المعذرين ~~من الغلمان، فقد جرت خيول فرسان هذا الشان، بهذا الميدان، وتفننوا في ذلك ~~نثرا ونظما، وتطاردوا فيه مدحا وذما. وممن ذمهم من أهل عصرنا عبد الجليل، ~~حيث يقول: # وأمرد يستهيم بكل واد ... وينصب للشجى خلدا صليبا # دعوت دعاء مظلوم عليه ... وكان الله مستمعا مجيبا # PageV01P144 # فطوقه الزمان بما جناه ... وعلق من عذاريه الذنوبا وأخذه أبو بكر الداني ~~فقال: # بدا على خده عذار ... في مثله يعذر الكئيب # وليس ذاك العذار شعرا ... لكنما سره عجيب # لما أرق الدماء ظلما ... بدت على خده الذنوب ولعبد الجليل في هذه الصفات ~~عدة مقطوعات، فتح بها جراب السخف، ولم يستتر فيها من العقل بسجف؛ وقد كتبت ~~من شعره في هذا ms0078 الباب وسواه في القسم الثاني من هذا الكتاب بعض ما اخترناه. # ولم أسمع في ذم من عزل عن ولاية حسنه، أحسن من قول بعض أهل عصرنا وهو أبو ~~الحسن البرقي في أبيات تستندر بجملتها وهي: # ألآن لما روضت وجناته ... شوكا وأضحت سلوة العشاق # واستوحشت منك المحاسن واكتست ... أنوار وجهك واهي الأخلاق # أنشأت تبذل لي الوصال تصنعا ... خلق اللئيم وشيمة المذاق # هلا وصلت إذ الشمائل قهوة ... وإذ المحيا روضة الأحداق # فلكم أطلت غام قلب موجع ... كم ألب إليك بالأشواق # PageV01P145 # ما كنت إلا البدر ليلة تمه ... حتى قضت لك ليلة بمحاق # لاح العذار فقلت: وجه نازح ... حتى قضت لك ليلة بمحاق ولأبي الحسن في هذه ~~أيضا عدة محاسن، إذ كان قد خلع عذاره في صفات المعذرين كقوله: # وأزهر حيا بريحانة ... تضوع من عرفها المندل # وزاد بنفسج أصداغه ... فقلت الزيادة قد تقبل وقال أيضا: # بأبي الذي خط الجما ... ل بوجه لاما ونون # وأظنته جعل المدا ... د سواد أحداق الجفون # خافوا عليه من العيو ... ن فعوذوه بالعيون وهذا كقول عبد الجليل: # معذرين كأنما بخدودهم ... طرق العيون ومنهج الأرواح # وكأنما صقلوا الجمال وأظهروا ... مشي النمال على متون صفاح وممن عني بهذا ~~الوصف المعري، حيث يقول في ذكر السيف: # ودبت فوقه حمر المنايا ... ولكن بعدما مسخت نمالا # PageV01P146 # قوال في موضع آخر: # ولا حسبت صغار النمل يمكنها ... سعي على اللج أو مشي على السعر وقال بعض ~~أهل عصري وهو الوزير أبو محمد ابن عبد الغفور: # تريه المنايا الحمر فيه وجوهها ... مخاتلة الأرواح في صور الذر وقال أيضا ~~بعض أهل أفقنا: # جداول ماء ما تسوغ لوارد ... ترى النمل غرقى فيه غير الأكارع وقد كرر عبد ~~الجليل معنى بيته المتقدم فقال: # ومشت لحاظي في جوانب خده ... حتى أثرن بصفحتيه طريقا وقال أبو محمد بن ~~سارة الشنتريني: # ومعذر رقت حواشي حسنه ... فقلوبنا وجدا عليه رقاق # لم يكس عارضه السواد وإنما ... نثرت عليه سوادها الأحداق وقال أيضا بعض ~~أهل عصري وهو ابن رباح أبو تمام الملقب بالحجام: # PageV01P147 # يا لعبة بذوي الألباب ms0079 لاعبة ... في أصل حسنك معنى غير متفق # خلقت بيضاء كالكافور ناصعة ... فصرت سوداء من مثواك في الحدق وهو أيضا ~~القائل في هذا المعنى: # وسدواء الأديم إذا تبدت ... ترى ماء النعيم جرى عليه # رآها ناظري فصبا إليها ... " وشبه الشيء منجذب إليه " وسمع الوزير أبو ~~جعفر بن جرج من أهل أفقنا قول ابن الجهم: # وعائب للسمر من جهله ... مفضل للبيض ذي محك # قولوا له عني: أما تستحي - ... من جعل الكافور كالمسك - فعارضه بقوله: # وعائب للبيض ذي إفك ... معارض الكافور بالمسك # دع عنك هذا وانقلب خاسئا ... ما النور مثل الظلم الحلك ثم ساعد ابن الجهم ~~فقال: # غصن من الآبنوس أبدى ... من مسك دارين لي ثمارا # ليل نعيم أظل فيه ... للطيب لا أشتهي نهارا # PageV01P148 # ولابن جرج أيضا في مثله: # وسمراء باهى كلفة البدر وجهها ... إذا لاح في ليل من الشعر الجعد # محببة من حبة القلب لونها ... وطينتها للمسك والعنبر الورد وقال أبو علي ~~ابن رشيق: # دعا بك الحسن فاستجيبي ... يا مسك في صبغة وطيب # تيهي على البيض واستطيلي ... تيه شباب على مشيب # ولا يرعك أسوداد لون ... كمقلة الشادن الربيب # فإنما النور عن سواد ... في أعين الناس والقلوب قال ابن بسام: وهذا من ~~الكلام الرائق، المتأخر السابق، في تفضيل السواد على البياض، مع أن ابن ~~الرومي لم يدع فيه لأحد من اعتراض، وقد كان قبله أبو حفص الشطرنجي قال: # أشبهك المسك وأشبهته ... قائمة في لونه قاعده # لا شك إذ لونكما واحد ... أنكما من طينة واحده ولما كانت شدة البياض مما ~~يعاب، وأن أكف بعض السودان مشققة وأطرافهم ليست ناعمة لينة، وأن عرفهم خبيث ~~مع الفلح الملازم لأوساط الشفاه، وسائر ما فيهم من هذه الأشباه، نفى ابن ~~الرومي ذلك كله فقال يصف جارية عبد الملك بن صالح السوداء: # PageV01P149 # سوداء لم تنتسب إلى برص الشقر ولا كلفة ولا بهق ... ليست من العبس الأكف ~~ولا الفلح الشفاه الخبائث العرق ... # وبعض ما فضل السواد به ... والحق ذو سلم وذو نفق # ألا تعيب السواد حلكته ... وقد يعذب البياض بالبهق # أكسبها ms0080 الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق # فانصرفت نحوها الضمائر ال ... أبصار يعنقن أيما عنق ولما سمع ابن الرومي ~~قول أبي نواس، وقد نبه نديما لبلصبوح فأخبر عن حاله، وهو من جيد تشبيهاته: # فقام والليل يجلوه الصباح كما ... جلا التبسم عن غر الثنيات قال ابن ~~الرومي في هذه القصيدة: # يفتر ذاك السواد عن يقق ... من ثغرها كاللآلئ النسق # كأنها والمزاج يضحكها ... ليل تفرى دجاه عن فلق وفضل كلام ابن الرومي على ~~سواه، أنه قدم في التشبيه لمعناه مقدمة أيدته ووطأت له الآذان، وأصغت ~~الأفهام إلى الاستحسان، وهي قوله: " يفتر ذاك السواد عن يقق " وكان سئل أن ~~يستغرق في صفات محاسنها الظاهرة والباطنة فقال: # لها حر يستعير وقدته ... من قلب صب وصدر ذي حنق # PageV01P150 # كأنما حره لذائقه ... ما ألهبت في حشاه من حرق # يزداد ضيقا على المراس كما ... تزداد ضيقا أنشوطة الوهق وفكر ابن الرومي ~~فيما فكر فيه النابغة إذ أمره النعمان بوصف المتجردة فوصف ما يجوز ذكره من ~~ظاهر محاسنها ثم كره أن يذكر من باطنها ما لا يسوغ لمثله أن يذكره منها، ~~فرد الإخبار عن تلك الصفات إلى صاحبها وهو الملك فقال: # زعم الهمام بأن فاها بارد ... عذب مقبله شهي المورد الأبيات، فقال ابن ~~الرومي: # وصفت فيها الذي هويت على ال ... وهم ولم انتبذ ولم أذق # إلا بأخبارك التي وقعت ... منك إلينا عن ظبية البرق # حاشا لسوداء منظر سكنت ... دارك إلا من مخبر يقق ولما سمع الفرزدق يرثي ~~امرأة توفيت حاملا، حيث يقول: # وجفن سلاح قد رزئت فلم أنح ... عليه ولم أبعث عليه البواكيا # وفي بطنه من دارم ذو حفيظة ... لو أن المنايا أنسأته لياليا قال ابن ~~الرومي: # أخلق بها أن تقوم عن ذكر ... كالسيف يفري مضاعف الحلق # PageV01P151 # إن حفون السيوف أكثرها ... أسود، والحق غير مختلق فزاد زيادة بينة، ~~وعبارة واضحة، لم تفتقر إلى تفسير أصحاب المعاني، وبلغ من الإجادة، فوق ~~الإرادة. ومناسبة الشعر في المعنى واللفظ كثيرة. # ونرجع إلى رسائل أبي المغيرة: # فصل من رقعة له: مؤدي كتابي ms0081 هذا قصد حضرة الحاجب الفاضل، ولم يجد بدا من ~~سبب واصل، إلى رجاء حاصل؛ وأنت هنالك في كل مطلب صالح، ومذهب راجح، الدلو ~~والرشاء، والنهاية والابتداء؛ وللقرشيين ألسنة بالثناء فصاح، ومن أولاهم ~~يدا فقد حمل محاسنه أجنحة الرياح، وكبها في غرة الصباح. # فصل من رقعة شفاعة أيضا: # إذا شرب روض الشكر، من حوض البر، أطلع من الزهر، ما يخجل مسك الطرر؛ ~~وتنفس عن نسيم، يشفي حرارة القلوب الهيم، وبحسب القائل يكون المقال، وعلى ~~قدر الجائل يتسع المجال، وأبو الربيع من علم لسانه إن قال، وبيانه قصر أو ~~طال؛ وأنه أشد بناة الكلام حرصا، إذا وجد آجرا وجصا؛ وأعظم جياده تهافتا، ~~إذا وجد ميدانا متفاوتا، فمن أوثقه برا، طوقه شكرا، ومن خلع عليه ثياب ~~الفضل # PageV01P152 # من طراز الإكرام، نزع إليه بجياد الحمد من مربط الكلام؛ ولم يزل يمري خلف ~~الطلب، بيد الأدب، ويسري في ظلام الأمور، بسراج المنظوم والمنثور، حتى إذا ~~رأى تلك الأسباب رثاثا، وعاين مبرم وسائلها أنكاثا، طلق عرس الشعر ثلاثا، ~~وصار لا يرى نجعة الأدب، ولو أوطأته على أرض الذهب؛ فمن سماه أديبا فقد ~~عقه، أو وسمه بشاعر فقد أبطل حقه؛ حتى إذا لقي من كريم صونا، وعلى ما ~~يحاوله عونا، ذكر فشكر، بثناء كالزهر، تحت أنداء السحر، وأمسك من الآداب، ~~على هذا الذناب، ولولا أن يسر بهذا القدر ذا قدر، لصدق الحملة، ومحاها من ~~صدره جملة، ونزع إلى تصوف يحمد فيه رأيه، ويجنيه ثمر العيش منه سعيه؛ فقد ~~سئم تشبهه بالعيال، ودخوله تحت المنن السابغة الأذيال. وغرضه منك - أعزك ~~الله - رأي أصيل، وإرشاد جميل، وتأنيس يسهل به وعر الزمان، ويثني إليه - إن ~~شاء الله - شارد الأمان. # وله من أخرى: أعزك الله - في الاحتماء حسم الداء، ولا عدو للإنسان إلا ~~نفسه، ولا حية ولا عقرب إلا جنسه؛ وليس في الحيوان، أخبث في ذاته من ~~الإنسان؛ فالاحتراس كل الاحتراس، والمعاشرة الجميلة للناس؛ فأبصر بصيرتك، ~~وأحسن سريرتك، ولا تلدغن من جحر مرتين، واذكر المثل السائر في اللاعب بين ~~وتدين؛ # PageV01P153 # والعاقل ms0082 من حمله كل بلد، ونفق عند كل أحد، وأعقل منه من عرف الناس ولم ~~يعرفوه، فاستراح من أجنبي متكلف، أو قريب غير منصف، ولم يفتقر إلا إلى ربه، ~~ولم يأنس إلا بنور لبه. # وله من أخرى: # فالأرض قد نشرت ملاءها، وسحبت رداءها، ولبست جلبابها، وتقلدت سخابها، ~~وبرز الورد من كمامه، واهتز الروض لتغريد حمامه؛ والأشجار قد نشرت شعورها ~~وهزت رؤوسها، والدنيا قد أبدت بشرها وأماطت عبوسها؛ وكأن بها قد أطلعت من ~~كل ثمر ضروبا، وأبدت من جناها منظرا عجيبا؛ وإن كنا لا نشارك في تلك إلا ~~بالعيان لا باللسان، وبالطرف لا بالكف، وننالها بالاختلاس لا بالأضراس؛ ~~وللدهر قسم من أقسام اللذة، وصنف من أصناف الشهوة: # شهدنا إذ رأيناهم فإنا ... على اللذات في الدنيا شهود وحالي حال للسقام ~~بها اتصال، وللصحة عنها انفصال، يعين على ذلك ضعف البنية، وفساد الأهوية، ~~والتخليط في الأغذية؛ وبعض صلاحها بل كله تعجيلك مطالعتي بحالك، لأسكن إلى ~~ما أوثره من ذلك، وشفع لي بخبر فلان، واشرح لي من خبر فلان، وأين بلغ من ~~تكسبه، وحيث انتهى من تطببه، وكيف ظروفه وخزائنه # PageV01P154 # ولعوقاته ومعاجنه، وهل ينفذ طبه، وينفق بختجه وحبه؛ وصف لي ما يقوله على ~~الماء، ويبديه من الأدواء، وأهد إلي ما ينمقه من المقال، على الكبد ~~والطحال، ويرقشه من الكلام، في الفالج والزكام؛ فالحمد لمن قرن له ذلك إلى ~~القيام بشريعة الإسلام، والتمهر في الأحكام، ومعرفة الحلال والحرام، والفلج ~~عند الجدال والخصام. # وله من أخرى: # فكم ليث كامن في غابه، سمعت صريف أنيابه، وقفر أنست في يبابه، إلى عواء ~~ذئابه؛ لا أمر إلا باللص المستلب، ولا ألقى غير الخارب المنتهب؛ وشعاري عند ~~النائبة ألقاها قأتخطاها، والنازلة أراها فاتعداها، قول أبي الطيب: # فإن أسلم فما أبقى ولكن ... سلمت من الحمام إلى الحمام وأنا أرقب من ~~الزمان صنيعه، وأنتظر الحمام وأتخيل وقوعه؛ وهو يذهب بي إلى قبلة الآمال ~~وأنا لا أصدق، ويسوقني إلى محط الرحال وأنا لا أحقق، ويؤم بي البحر الذي لا ~~تحصى فوائده، والغيث الذي لا ms0083 يخيب رائده؛ وهللت إحمادا لما سقطت عليه، ~~وعلمت أني في الحرم الذي لا يوطأ رحابه، ولا يطار غرابه، ولا يخضد شجره # PageV01P155 # ولا يمنع ثمره، ولم ألبث ن نزلت باليفاع الخصيب، وتمكنت من الرشاء ~~والقليب. # وفي فصل: وما أعلم نائبة كفراقك أهد لمتن، ولا نازلة كنأيك أجلب لحزن، ~~وما كنت أريم ربعك لو كان لي الخيار، ولا أبرح منزلك لو ساعدتني الأقدار. # لقد كنت أدركت المنى غير أني ... يعيرني قومي بإدراكها وحدي وله فصل من ~~أخرى: # لم أزل أزجر للقاء سيدي السانح، وأستمطر الغادي والرائح، وأروم اقتناصه ~~ولو بشرك المنام، وأحاول اختلاسه ولو بأيدي الأوهام، وأعاتب الأيام فلا ~~تعتب، وأقودها إليه فلا تحصب. حتى إذا غلب الياس، وشمت الناس، وضربت بي ~~الأمثال، فقيل أكثر الآمال ضلال؛ تنبه الدهر من رقدته، وحل من عقدته، وقبل ~~مني، وأظهر الرضى عني؛ وقال دونك ما جمح، فقد سمح؛ وإليك فقد دنا، ما كان ~~في المنى؛ فطرت بجناح الارتياح، وركبت إلى الغمام كواهل الرياح؛ وقلت فرصة ~~تغتنم، وركن يستلم، وطرقت روضة العلم عميمة الأزاهر، فصيحة الطائر، ريا ~~الجداول، باردة الضحى والأصائل، وطفت بكعبة الفضل مصونة الحبر، ملثومة ~~الحجر، عزيز المقام، معمورة المشعر الحرام، فما شئت من محاضرة تجمع بين ~~الدنيا والآخرة، بين يدي نثر يري الإعجاز، ونظم ما أشبه الصدور بالأعجاز # PageV01P156 # وحديث تقف العقول بإزائه، وتروى بصافي مائه. فحين شمخ بالظفر أنفي، واهتز ~~لنيل الأمل عطفي؛ والدهر يضحك سرا، ويتأبط شرا؛ وقد أذهلني الجذل عن سوء ~~ظني به، وأوهمني نزوعه عن ذميم مذهبه، آلت ألوانه، وفسا ظربانه، ونادى ليقم ~~من قعد، وينتبه من رقد. إنما فترت تلك الفترة، ليكون ما رأيت عليك حسرة ~~وسمحت لك مرة، لتذوق من الأسف عليها كأسا مرة. فرأيت وقد كان غطي على بصري، ~~وعقلت وكنت في عمياء من خبري؛ وقلت: هذا الذي أعهده من لؤمه، وأعرفه من ~~شؤمه، ما وهب إلا سلب، ولا أعطى إلا ساعات كإبهام القطا؛ فيا له من قادر ما ~~ألأم قدرته، وذابح ما أحد شفرته! ولو تسلط ms0084 علينا من يظهر إلينا شخصه، ~~لأدركته رماحنا، وعصفت به رياحنا؛ وطاح بين موتورين منا: قاصد أبوه قحطان، ~~ومقصوده أبوه كسرى أنو شروان. وما ظنك بصريخ يثوب إليه من يعرب ثائبها، ومن ~~بني ساسان كسرى حفت به مرازبها؛ لكنه أمير من وراء سجف، يسعى بلا رجل ويصول ~~بلا كف. # وهذا محلول من قول أبي الطيب حيث يقول: # وما الموت إلا سارق دق شخصه ... يصول بلا كف ويسعى بلا رجل وأخذه المعتمد ~~بن عباد فقال: # PageV01P157 # ولكنها الأيام تردي بلا ظبا ... وتصمي بلا نبل وترمي بلا يد وهو معنى ~~متداول مشهور، وهو في نثرهم ونظمهم كثير. وفي هذه الرسالة لفاظ كثيرة، حلها ~~من معقود الشعراء أبو المغيرة، منها قول محمد بن هانئ الأندلسي: # وركبت شأو مآرب ومطالب ... حتى امتطيت إلى الغمام الريحا وله: قد أغنى ~~الله ما يشاء بتمكن بنياته، وثبات أركانه، عن تعاطي القول في تقريظه ووصفه، ~~ورأيت ما هززت مني في خدمة إرادتك ماضي الحز، لين المهز، لو صادف مضربا ~~ووقع على محز، وإذا احتجت إلى دليل على معتقدي في تأتي أوطارك ومآربك، وحظي ~~في شعب أنحائك ومذاهبك، فالجزء أصغر من الكل. مفتقر إلى البرهان، وكل مقدمة ~~موجودة بالعقل محتاجة إلى الشرح والبيان، وإذا كانت حالنا مبنية على هذا ~~الأبس، وثبتت صورته هذه في النفس، فقد عييت إذا قصرت بي الأقدار، عن موقف ~~الاعتذار. # وله من أخرى: # وأما فلان فالكلام وإن طال فيه قصير، والواصف دون بلوغ مداه حسير، لله ~~أبوه، صحة إخاء، ومحض وفاء، وحسبك أنه في الرعيل # PageV01P158 # الأول من إخواني، وفي الصدر المقدم ممن أثق به من أهل زماني، وإن كان ~~فيهم ذو السرو والفضل، والنباهة والنبل. # وكل له فضله، والحجول ... يوم التفاضل دون الغرر # وليالي الخريف خضر ولكن ... زهدتنا فيها ليالي الربيع وله من أخرى: # وإن رأيت تأنيسي بكتايب أجتلي منه وجوه البدور، وجواهر النحور، ودرر ~~الثغور، وأجتني به ثمر السرور، وارتع منه في رياض العلوم، ما بين منثور ~~ومنظوم، نفست من خناق مشتاق كئيب، وأنست من وحشة ms0085 منفرد غريب، بحيث لا أخ ~~كريم، ولا ولي حميم، فقد صرت، ولا أحيل على الأثر بعد العين، كما قال أحمد ~~بن الحسين: # ما مقامي بأرض نخلة إلا ... كمقام المسيح بين اليهود وعرفني بعلو مكارمك، ~~ووضوح معالمك، في درج كتابك، وطي خطابك، بحالي شقيقي في النسب، وشفيعي في ~~الأدب، أبي فلان وفلان: # هم الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا ولله أيام ~~جلا لي الدهر شخصيهما شجني نور، بقلوب أسد # PageV01P159 # وألحاظ صقور، إذ كنت كالعروس وهما قرطاي، أو كالفلك الدوار وهما قمراي، ~~وأنسنا كالمشتري نازلا ببرج القوس، وسعدنا كسعد محتبيا بين الخزرج والأوس. # وله من أخرى يخاطب بها عن نفسه الفقيه أبا عمر ابن عبد البر: # ولقد بقيت حالي بعدك مريضة، وعين آمالي مغضوضة، وأيدي أنسي مقبوضة، وجيوش ~~صبري عنك مفضوضة؛ فقد كان ذلك البعد الطويل أحدث بعض السلوان، وأتى بما في ~~طبيعة الإنسان من النسيان، وإن كان عذا القول لا يقال على الإطلاق، بل على ~~الإضافة لما في الحال بحديث الافتراق، حتى إذا وقع اللقاء تأجج من ذلك ~~الالتياع خامده، وثار راكده، وسال جامده، وكانت حالنا ما قال أبو الطيب: # افترقنا حولا فلما التقينا ... كان تسليمه علي وداعا وله من أخرى: # بانعكاس الزمان، انعكست أمثال البيان، كما يروى في خبر الفتى المدعي ~~للكتابة عند عمرو بن مسعدة، أنه عاياه بكتاب من عند # PageV01P160 # صاحب البريد بخبر بقرة ولدت غلاما، فأنشأ خطبة مفتتحها: الحمد لله خالق ~~الأنام في بطون الأنعام. فجذب الرقعة من يده، وبالغ في إجزاك صفده. وإذا ~~تأملت انقلاب الزمان، وما وقع لي مع فلان، انقلبت الخطبة فصارت: الحمد لله ~~خالق الأنعام في بطون الأنام. وأبدأ بحديث اليهودي موصل كتابك: دخل الحضرة ~~عقب جولة كانت لي مع ابن مخامس - حشر الله كليهما مع صاحبه - فوالله لا ~~أعلم حال من منهما أضعف وأظلم، أحال اليهودي بمضادة الدين، أم حال هذا ~~المسلك - فوافى وقد كشفت عوراته، وما زالت مكشوفة، وعرفت سوآته، وما زالت ~~معروفة، إخبارا عنه، وتحذيرا منه، وإعلاما بما ms0086 يستره ذيله، ويشتمل عليه ~~ليله، من قبائح يمليها العار، ويكتبها الليل والنهار. # وفي فصل منها: # وجاء في مقدمة صهر يصهر به جنبه، وفي نكاح ينكح الردى منه قلبه، يمشي مشي ~~من جمع بين المشتري والزهرة، لا مشي من سعى لتركيب حر على كمرة، وأي درة ~~حاول إخراجها من صدفة، ما أشبه النكرة هاهنا بالمعرفة، قبح الله زمانا يقرب ~~إلى اللئيم حصانا، وإلى الكريم أتانا. # وله من أخرى، خاطب بها الفقيه أبا محمد بن حزم أثبت منها بعض الفصول ~~فرارا من التطويل، وافتتحها ببيتي أبي نواس: # ألا لا أرى مثل امترائي في رسم ... توهمه عيني ويرفضه وهمي # PageV01P161 # أنت صورة الأشياء بيني وبينه ... فظني كلا ظن وعلمي كلا علم وقفت - كلاك ~~الله - وأنت عين التمام، وعلم الأعلام، على كتاب عنوانه باسمك أسمال، كأنه ~~طلل بال؛ فكلما هززته هوم، أو سألته استعجم؛ معنى كصدى الإنسان، ولفظ ~~كمنهجات الأكفان؛ وأغراض لا يدب فيها سهم مقرطس، وإظلام لا وضح فيه لصبح ~~متنفس، ورطانة تمجها الأسماع، وتجتويها الطباع، فأقمت متبلدا، وعدت على ~~نفسي وقريحتي مترددا، فقالتا: أفق أيها الإنسان، لست بالنبي سليمان، متى ~~وعدناك أن نفهمك كلام الحكل وسرار النمل -! ألم نسلك بك في شعاب الكلام ~~فتغلغلت - ألم تسر في صحرائه بنا فأوغلت - ألم تجر في ميدانه فسبقت - ألم ~~تنر في ظلمائه فأشرقت - هل أحسست بنكول جنان، أو قصور لسان، فيما نظمت ~~كالعقود، على ترائب الفتاة الرود، ونثرت كالنجوم، في صفحة الليل البهيم - ~~قلت: بلى؛ قالتا: فأعرض عن رطانة الزط، وصفير البط، ولا تعج على طلل بائد، ~~ودار قد أتى الله بنيانها من القواعد، فقلت: أسرفتما طاغيتين، إن كاتب ~~الصحيفة لندرة الزمان، ولعلم نوع الإنسان، إلا أنه ربما كذب العنوان، ونحل ~~ذلك الهذيان؛ فأعدت النظر، فإذا بك أبا محمد صاحبه، كتاب مبني على الظلم ~~العبقري، والبهتان الجلي، ومكابرة العيان، ومدافعة البرهان، قد طمس # PageV01P162 # الله أنواره، وأظهر عواره، فجاء كالفلاة العوراء، لا ماء ولا شجر، ~~والليلة الظلماء، لا نجم ولا قمر. # وفي فصل منها: # فاستقصرت من دفع ms0087 إلي كتابك فقلت: من لي بمثل غاشيتك من هذه العصابة، ~~وبأشباه الملمين بك من تلك البابة، ونسيت أبا محمد حاشيتك وشيعتك، التي صرت ~~رئيس مدراسهم، وكبير أحراسهم، تحدثهم عما كان فيهم من العبر، وتخبرهم بما ~~تعاقب عليهم من الصفا والكدر؛ فتارة عن السامري والعجل، وتارة عن القمل ~~والنمل، وطورا تبكيهم بحديث التيه، وطورا تضحكهم بقوم جالوت وذويه؛ حتى كأن ~~التوراة مصحفك، وبيت الحزان معتكفك، وأنا بمعزل، وأنت تحدث وتعزل؛ وتعجبت ~~من حرصي، ونسيت نفسك أبا محمد، حين قطعت البيداء تبلك السماء، وترعدك ~~الجربياء، في وقت تكمن فيه أنواع الحيوان، وأحقها بالكمون نوع الإنسان، ~~لترث حيا قائما على حاله، مالكا لماله، يدعو الله عليك، أن استطلت عمره، ~~ونعيت إليه نفسه. # وفي فصل منها: # ومن ظريف ما في كتابك قولك: أقصرها وأتأخها. ومن أين نفذ # PageV01P163 # أبصرك، حتى همزتها همز عامر بن الطفيل قرنه في سواد الليل، وما ظنك ~~جعلتها إلا تميمة، لتلك القطعة الكريمة، امتثالا لقول القائل: # ما كان أحوج ذا الكمال إلى ... عيب يرقيه من العين ومن ذلك بأن نصبر ~~عليك، ونتأنى بك، وهذا الجواب كما تراه ابن الوقت ونتيجة الساعة، ونفثة من ~~لا يخرج له الكلام عن طاعة، ومن تشغله عن التفاسير كلف السلطان، وتثقله ~~أعباء الزمان، كاد ينتقش في ظهر كتابك قبل حصوله بيدي: # فقل فيما يجن عليه ليل ... ويمضي في صياغته نهار # هنالك تظهر الآيات حتى ... يقال تناثر الفلك المدار فراجعه الفقيه أبو ~~محمد برقعة قال فيها: # سمعت وأطعت لقوله تعالى: {وأ " رض عن الجاهلين} ، وسلمت وانقدت لحديثه ~~عليه السلام: " صل من قطعك، واعف عمن ظلمك "، ورضيت بقول الحكماء: " كفاك ~~انتصارا ممن تعرض لأذاك إعراضك عنه "، وأقول: # تبغ امرءا يبتغي ... سبابك، إن هواك السباب # فإني أبيت طلاب السفاه ... وصنت محلي عما يعاب # وقل ما بدا لك من بعد ذا ... وأكثر فإن سكوتي جواب # PageV01P164 # وأقول: # كفاني ذكر الناس لي ومآثري ... ومالك فيهم يا ابن عمي ذاكر # عدوي وأشياعي كثير كذاك من ... غدا وهو نفاع المساعي وضائر # وما لك فيهم ms0088 من عدو فيتقى ... وما لك فيهم من صديق يكاثر # وقولي مسموع له ومصدق ... وقولك منبت مع الريح طائر # وإني وإن آذيتني وعققتني ... لمحتمل ما جاءني منك صابر فوقع له أبو ~~المغيرة على ظهر رقعته: قرأت هذه الرقعة العاقة فحين استوعبتها أنشدني: # نحنح زيد وسعل ... لما رأى وقع الأسل فأردت قطعها، وترك المراجعة عنها، ~~فقالت لي نفس قد عرفت ذكاءها: تالله لا قطعتها إلا يده! فأثبت على ظهرها، ~~ما يكون سببا لصونها، وقلت: # نعقت ولم تدر كيف الجواب ... وأخطأت حتى أتاك الصواب # وأجريت وحدك في حلبة ... نأت عنك فيها الجياد العراب # وبت من الجهل مستنبحا ... لغير قرى فأتتك الذئاب # لعمرك تبينت عقبى الظلوم ... إذا انتفضت في الخميس العقاب # أنيل المنى والظبا سخط ... وأعطي الرضى والعوالي غضاب # PageV01P165 # وأقول: # وغاصب حق أوبقته المقادر ... " يذكرني حاميم والرمح شاجر " # غدا يستعير الفخر من خيم خصمه ... ويجهل أن الحق أبلج ظاهر # ألم تتعلم يا أخا الظلم أنني ... برغمك ناه منذ عشر وآمر # تذلل لي الأملاك حر نفوسها ... وأركب ظهر النسر والنسر طائر # وأبعث في أهل الزمان شواردا ... تألفهم وهي الصعاب النوافر # فإن أثو في أرض فإني سائر ... وإن أنأ عن قوم فإني حاضر # وحسبك أن الأرض عندك خاتم ... وأنك في سطح السلامة عاثر # إذا كنت في ظهر من العدل منجدا ... فإنك في بطن من الجور غائر # ولا لوم عندي في استراحتك التي ... تنفس عنها والخطوب فواقر # فإني للحلف الذي مر حافظ ... وللنزغة الأولى لحاميم ذاكر # هنيئا لكل ما لديه فإنها ... عطية من تبلى لديه السرائر [قول أبي ~~المغيرة: " فإن أثو في أرض " ... البيت، أخذه من قول البحتري: # وشهرت في شرق البلاد وغربها ... فكأنني في سوسط ناد جالس قال ابن بسام: ~~وكان نقش خاتم أبي محمد: # يا علي بن أحمد ... اتق الله ترشد فقال له أبو المغيرة: " عليك بفحص ~~التيه " ... البيت] . # PageV01P166 # وإذا انتهى بنا القول إلى ذكر أبي محمد بن حزم، فأنا ألمع في هذا الموضع ~~بلمعة من خبره، حتى أدل على عينه بأثره؛ فإنه كان كالبحر ms0089 لا تكف غواربه، ~~ولا يروى شاربه. # وقد وجدت للشيخ أبي مروان بن حيان فصلا أورد فيه ذكره، وجرده - زعم - ~~لشرح أمره، وأنا أثبته بأسره. # قال ابن حيان: كان أبو محمد حامل فنون من حديث وفقه وجدل ونسب، وما يتعلق ~~بأذيال الأدب، مع المشاركة في كثير من أنواع التعاليم القديمة من المنطق ~~والفلسفة. وله في بعض تلك الفنون كتب كثيرة، غير أنه لم يخل فيها من الغلط ~~والسقط، لجرأته في التسور على الفنون لا سيما المنطق، فإنهم زعموا أنه زل ~~هنالك، وضل في سلوك تلك المسالك، وخالف أرسطاطاليس واضعه مخالفة من لم يفهم ~~غرضه، ولا ارتاض في كتبه، ومال به أولا النظر في الفقه إلى رأي أبي عبد ~~الله محمد بن إدريس الشافعي وناضل عن مذهبه، وانحرف عن مذهب غيره، حتى وسم ~~به، ونسب إليه، فاستهدف بذلك لكثير من الفقهاء وعيب بالذوذ، ثم عدل في ~~الآخر # PageV01P167 # إلى قول أصحاب الظاهر، مذهب داود بن علي ومن اتبعه من فقهاء الأمصار، ~~فنقحه ونهجه وجادل عنه، ووضع الكتب في بسطه، وثبت عليه إلى أن مضى لسبيله، ~~رحمه الله. # وكان يحمل علمه هذا ويجادل من خالفه فيه، على استرسال في طباعه، ومذل ~~بأسراره، واستناد إلى العهد الذي أخذه الله على العلماء من عباده، ليبيننه ~~للناس ولا يكتمونه؛ فلم يك يلطف صدعه بما عنده بتعريض، ولا يزفه بتدريج، بل ~~يصك به معارضه صك الجندل، وينشقه متلقيه إنشاق الخردل، فينفر عنه القلوب، ~~ويوقع بها الندوب، حتى استهدف إلى فقهاء وقته، فتمالأوا على بغضه، وردوا ~~قوله، وأجمعوا على تضليله، وشنعوا عليه، وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا ~~عوامهم عن الدنو إليه والأخ عنه، فطفق الملوك يقصونه عن قربهم، ويسيرونه عن ~~بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع أثره بتربة بلده من بادية لبلة، وبها توفي ~~رحمه الله سنة ست وخمسين وأربعمائة، وهو في ذلك غير مرتدع ولا راجع إلى ما ~~أرادوا به، يبث علمه في من ينتابه بباديته تلك، من عامة المقتبسين # PageV01P168 # منه، من أصاغر الطلبة الذين لا يخشون فيه ms0090 الملامة، يحدثهم ويفقههم ~~ويدارسهم ولا يدع المثابرة على العلم، والمواظبة على التأليف، والإكثار من ~~التصنيف، حتى كمل من مصنفاته في فنون العلم وقر بعير، لم يعد أكثرها عتبة ~~بابه لتزهيد الفقهاء طلاب العلم فيها، حتى أحرق بعضها بإشبيلية ومزقت ~~علانية، لا يزيد مؤلفها ذلك إلا بصيرة في نشرها، وجدالا للمعاند فيها، إلى ~~أن مضى لسبيله. # وأكثر معايبه - زعمول - عند المنصف له، جهله بسياسة العلم التي هي أعرض ~~من إيعابه، وتخلفه عن ذلك على قوة سبحه في غماره؛ وعلى ذلك كله فلم يكن ~~بالسليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عنه عند لقائه، إلى أن يحرك ~~بالسؤال فيفجر منه بحر علم لا تكدره الدلاء، ولا يقصر عنه الرشاء، وعلى كل ~~ما ذكرناه دلائل ماثلة، وأخبار مأثورة. # وكان مما يزيد في شنآنه تشيعه لأمراء بني أمية، ماضيهم وباقيهم بالمشرق ~~والأندلس، واعتقاده لصحة إمامتهم، وانحرافه عمن سواهم من قريش، حتى نسب إلى ~~النصب لغيرهم. # PageV01P169 # وقد كان في غرائبه انتماؤه في فارس، واتباع أهل بيته له في ذلك بعد حقبة ~~من الدهر تولى فيها أبوه الوزير المعقل في زمانه، الراجح في ميزانه، أحمد ~~بن سعيد بن حزم لبني أمية أولياء نعمته، لا عن صحة ولاية لهم عليه، فقد ~~عهده الناس خامل الأبوة، مولد الأرومة من عجم لبلة، جده الأدنى حديث عهد ~~بالإسلام، لم يتقدم لسلفه نباهة، فأبوه أحمد على الحقيقة هو الذي بنى بيت ~~نفسه في آخر الدهر برأس رابية، وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة ~~والدهاء والرجولة والرأي، فاغتدى جرثومة شرف لمن نماهم، أغنتهم عن الرسوخ ~~في أولي السابقة، فما من شرف إلا مسبوق عن خارجية، ولم يكن إلا كلا ولا، ~~حتى تخطى علي هذا رابية لبلة، فارتقى قلعة إصطخر من أرض فارس، فالله أعلم ~~كيف ترقاها، إذ لم يكن يؤتى من خطل ولا جهالة، بل وصلة بها وسع علم ووشيجة ~~رحم معقومة بلها بمستأخر الصلة، رحمه الله، فتناهت حاله مع فقهاء عصره إلى ~~ما وصفته، وحسابه وحسابهم على الله الذي لا يظلم ms0091 الناس مثقال ذرة، عزت ~~قدرته. # ولهذا الشيخ أبي محمد مع يهود لعنهمومع غيرهم من أولي المذاهب المرفوضة ~~من أهل الإسلام مجالس محفوظة، وأخبار مكتوبه؛ وله مصنفات في ذلك معروفة، من ~~أشهرها في علل الجدل كتابه المسمى: " الفصل بين أهل الآراء والنحل ". ومن ~~تواليفه " كتاب الصادع والرادع " [في الرد] على من كفر أهل التأويل من فرق ~~المسلمين والرد على من قال بالتقليد. وله كتاب في شرح حديث الموطأ والكلام ~~على مسائله؛ وله " كتاب الجامع " في صحيح الحديث باختصار الأسانيد، ~~والاقتصار على # PageV01P170 # أصحها واجتلاب أكمل ألفاظها وأصح معانيها؛ و " كتاب التلخيص والتخليص " ~~في المسائل النظرية وفروعها التي لا نص عليها في الكتاب ولا في الحديث. و " ~~كتاب منتقى الإجماع وبيانه من جملة ما لا يعرف فيه اختلاف "، وكتاب " ~~الإمامة والسياسة " في قسم سير الخلفاء ومراتبها والندب إلى الواجب منها، و ~~" كتاب أخلاق النفس "، وكتابه الكبير المعروف ب - " الإيصال إلى فهم كتاب ~~الخصال "، وكتاب " كشف الالتباس، ما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس "؛ إلى ~~تواليف غيرها، ورسائل في معان شتى كثير عددها. # ومن شعره يصف ما أحرق له من كتبه ابن عباد قوله: # فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي ... تضمنه القرطاس بل هو في صدري # يسير معي حيث استقلت ركائبي ... وينزل إن أنزل ويدفن في قبري # دعوني من إحراق رق وكاغد ... وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري # وإلا فعودوا في المكاتب بدأة ... فكم دون ما تبغون لله من ستر وله: # من ظل يبغي فروع علم ... بدءا ولم يدر منه أصلا # فكلما ازداد فيه سعيا ... زاد لعمري بذاك جهلا # PageV01P171 # وقال: # كأنك بالزوار لي قدر تبادروا ... وقيل لهم أودى علي بن أحمد # فيا رب مخزون هناك وصحاك ... وكم أدمع تذرى وخد مخدد # عفا الله عني يوم أرحل ظاعنا ... عن الأهل محمولا إلى بطن ملحد # وأترك ما قد كنت مغتبطا به ... وألقى الذي آنست دهرا بمرصد # فوا راحتي إن كان زادي مقدما ... ويا نصبي إن كنت لم أتزود ويا لبدائع ~~هذا الحبر علي لبن حزم وغرره ms0092! ما أوضحها على كثرة الدافنين لها، والطامسين ~~لمحاسنها! وعلى ذلك فليس ببدع فيما أضيع منه، فأزهد الناس في عالم أهله، ~~وقبله أردى العلماء تبريزهم على من يقصر عنهم، والحسد داء لا دواء له؛ ~~انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان في خبره. # قلت أنا: ولعمري ما عقه، ولا بخسه حقه. وأخبرني الفقيه الحافظ أبو بكر ~~ابن الفقيه أبي محمد ابن العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال: كان ~~لشيخنا الفقيه أبي محمد بن حزم في الشعر والأدب نفس واسع، وباع طويل، وما ~~رأيت أسرع بديهة منه؛ وشعره كثير، وقد جمعته على حروف المعجم، ومنه ما كتب ~~عنه: # هل الدهر إلا ما رأينات وأدركنا - ... فجائعه تبقى ولذاته تفنى # إذا أمكنت فيه مسرة ساعة ... تولت كمر الطرف واستخلفت حزنا # إلى تبعات في المعاد وموقف ... نود لديه أننا لم نكن كنا # PageV01P172 # حصلنا على هم وإثم وحسرة ... وفات الذي كنا نلذ به عنا # حنين لما ولى، وشغل بما أتى ... وغم لما يرجى، فعيشك لا يهنا # كأن الذي كنا نسر بكونه ... إذا حققته النفس لفظ بلا معنى قال: وله أيضا ~~من قصيدة خاطب بها قاضي الجماعة بقرطبة عبد الرحمن ابن بشر يفخر فيها ~~بالعلم، ويذكر أصناف ما علم، يقول فيها: # أنا الشمس في جو العلوم منيرة ... ولكن عيبي أن مطلعي الغرب # ولو أنني من جانب الشرق طالع ... لجد على ما ضاع من ذكري النهب # ولي نحو أكناف العراق صبابة ... ولا غرو أن يستوحش الكلف الصب # فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم ... فحينئذ يبدو التأسف والكرب # فكم فائل، أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجيء به الكتب # هنالك يدري أن للبعد قصة ... وأن كساد العلم آفته القرب # فواعجبا من غاب عنهم تشوقوا ... له ودنو المرء من دارهم ذنب # وإن مكانا ضاق عني لضيق ... على أنه فيح مذاهبه سهب # وإن رجالا ضيعوني لضيع ... وإن زمانا لم أنل خصبه سغب ومنها في الاعتذار ~~من مدح نفسه: # ولكن لي في يوسف خير أسوة ... وليس على من بالنبي أئتسى ذنب ms0093 # PageV01P173 # يقول - وقال الحق والصدق - إنني ... حفيظ عليم، ما على صادق عتب وأنشدني ~~لنفسه: # لا يشتمن حاسدي إن نكبة عرضت ... فالدهر ليس على حال بمترك # ذو الفضل كالتبر طورا تحت ميقعة ... وتارة في ذرى تاج على ملك وأنشدني ~~أيضا له: # لئن أصبحت مرتحلا بشخصي ... فروحي عندكم أبدا مقيم # ولكن للعيان لطيف معنى ... له سأل المعاينة الكليم وقد كرر هذا المعنى ~~أيضا فقال: # يقول أخي: شجاك رحيل جسم ... وروحك ما له عنها رحيل # فقلت له: المعاين مطمئن ... لذا طلب المعاينة الخليل قال أبو عبد الله ~~الحميدي: وقلت له يوما: قال أبو نواس: # عرض للذي تحب بحب ... ثم دعه يروضه إبليس فقل أنت في طريق التحقيق فقال: # ابن فول وجه الحق في نفس سامع ... ودعه فنور الحق يسري ويشرق # سيؤنسه رفقا فينسى نفاره ... كما نسي القيد الموثق مطلق انتهى كلام ~~الحميدي. # PageV01P174 # وأنشدت له أيضا يما كان يعقده من المذهب الظاهري من جملة أبيات يقول ~~فيها: # وذي عذل في من سباني حسنه ... يطيل ملامي في الهوى ويقول: # أفي حسن وجه لاح، لم ترغيبه ... ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل - # فقلت له: أسرفت في اللوم ظالما ... وعندي رد - لو أدرت - طويل # ألم تر أني ظاهري، وأنني ... على ما بدا حتى يقوم دليل! @ما أخرجته من ~~شعر أبي المغيره في أوصاف شتى # له من قصيدة أولها: # أحاجيكم: من قلد القمر القرطا - ... وأسألكم: من ألحف الغصن المرطا - # فما جزعي إن جاوزوا الجزع ظاعنا ... ولا ساقط حزني إذا جاوزوا السقطا ~~ومنها: # وليدة سر المجد تبذخ نخوة ... وقد عظمت مجدا وقد كرمت رهطا # ولم ترض بالجوزاء عقدا ودملجا ... ولا قنعت بالنجم شنفا ولا قرطا # تقنصتها والعمر في عنفوانه ... فلا غصني أحنى ولا لمتي شمطا # وليل غطى والنجم في الأفق حائر ... فغطى على الأعلام منه الذي غطى # وليس وشاحي غير عضب مهند ... أبى حده أن يسأم القد والقطا # تشابه عزمي والحسام وهمتي ... ثلاثة أسياف بأمثالها يسطى # PageV01P175 # وهذا كقول أبي تمام: # العيس والبيد والليل التمام معا ... ثلاثة أبدا يقرن في قرن ms0094 وأخمده ~~البحتري فقال: # اطلبا ثالثا سواي فإني ... رابع العيس والدجى والبيد وقال الصنوبري أيضا: # حتى تكون لي الطمرة خلة ... والبيد دارا والحسام رفيقا وقال أبو الحسن ~~السلامي أيضا: # فكنت وعزمي في الظلام وصارمي ... ثلاثة أشباه كما اجتمع النسر وقال بعض ~~أهل عصرنا: # وإلا الثلاث السفع لم يزل الهوى ... لها ابعا في أعين وقلوب ولأبي ~~المغيرة من أخرى أولها: # سرت من لوى خبت إلينا تعسف ... مهامه ذات الجهل والجو أكلف يقول فيها: # تبيت بذي الأرطى وقد بات طيفها ... لنا صنما نحنو عليه ونعكف # PageV01P176 # هبيك سريت الليل فرعك أسحم ... وثغرك بسام، ولحظك أوطف # فأنى أطقت المشي، قدك مائد ... وردفك رجراج، وخصرك أهيف # سقى ربعك المألوف، حيث تصدعت ... لي الكبد الحرى، ربيع وصيف # فكم لي فيه من جناب وطئته ... كريما فلا آسى ولا أتأسف # وقد شققت فيه البروق جيوبها ... وباتت علينا أدمع الغيث تذرف # ليالي بات البان فوق كثيبه ... علي بأنواع الجنى يتعطف # إذا ارتج من ردف كثيب مرجرج ... تأود من قد قضيب مهفهف # يمد علينا للسحاب سرادق ... ويسحب فينا للجنائب مطرف # ولله دري ما أدر مدامعي ... إذا سجعت ورق على الأيك هتف # بدا العلم الفر الذي كنت عالما ... به، وسرى العرف الذي كنت أعرف # يذكرني سعداي بالغور ما تني ... مساعدة إذ لا صدوفي تصدف # ولله سلمى يوم أهدى سلامها ... بذي سلم نحوي البنان المطرف ومنها: # وما ظبية أدماء تعرو أراكها ... وتعطو وقد أوفى برير وعلف # بأحسن منها يوم ريعت لزورتي ... فراغت إلى أترابها تتشوف # وقالت: أما تثنيك رقبة حارس ... وأنياب ليث في العرينة تصرف - # ودون الذي أملت أجرد سابح ... وأسمر عراص وأبيض مرهف # فقلت لها: بعض الذي بك، فانثت ... وأنجز ميعادا بخيل مسوف # PageV01P177 # ونلت سقاطا من حديث وعاقني ... تنزه حر عن خنا وتعفف # مساعدني تحت النقابين منظر ... ويسعدني تحت اللثامين مرشف ومنها: # وركب سروا والليل عليهم ... سيتورا من الظلماء لا تتكشف # خبطت بهم أكنافه ونجومه ... ورائم أظار على البدر عكف # على كل قنعاس كأن لغامه ... - وقد سئم الإرقال - قطن مندف # هدايا خطوب ms0095 بات ينحرها السرى ... ولكنها من باطن الخف ترعف # إلى أن أناف الصبح ينفض عرفه ... وطائره في غرة الفجر يهتف # فما أنشق إلا عن منادي ابن منذر ... نذيرا بصرف عاقهم عنه يصرف ومنها: # يا رب ميدان أتى فيه سابقا ... وغودر منكوتا هجين ومقرف # وما نام حتى لم مفترق العلا ... فها هي عقد في يديه مؤلف # إياس وبسطام بن قيس وحاتم ... وقس ولقمان بن عاد وأحنف # وما هذه الأيام إلا مقاول ... تلت سورا من مجده وهو مصحف # إذا مضر الحمراء أدلت بمجدها ... وجرت ذيول الفخر قيس وخندف # سما لك قحطان ببنيان سؤدد ... ينيف على تلك المباني ويشرف وله من أخرى: # أمن البراق التاح برق ما سرى ... إلا ورد الأفق مرطا أحمرا # أتبعته نظر المشوق بمقلة ... لم تدر مذ عهد الأثيلة ما الكرى # PageV01P178 # عاينته كالصقر طائرا ... فغدت غرابيب الدياجي نفرا ومنها: # وسللت من نار الصبابة صارما ... وجررت من وفد التصابي عسكرا # ومشيت منسابا فقل في أرقم ... وضح النهار له فعاد غضنفرا # بتنا، وبات المسك فينا واشيا ... بمكاننا، والحلي عنا مخبرا # ورنت بألحاظ تدير كؤوسها ... فينا فنشربها حلالا مسكرا # والليل يلحفني سرابيل الدجى ... جهلا وقد عانقت صبحا مسفرا # لو جئتنا لرأيت أعجب منظر ... أسد توسد كف ظبي أعفرا # ولقد رقيت من الحمى أعلامه ... وشككت لما شمته متغيرا ومنها: # إلا ترى المنصور تحت لوائه ... تلق ابنه طلق الجبين مظفرا # أو لا تجد في الحفل عاقد حبوة ... هودا فإنا قد وجدنا حميرا # أو تفتقد صمصام عمرو في الوغى ... فلقد سللنا ذا الفقار مذكرا # لا غرو جئت البحر إذ أجلى الحيا ... ورأيت يحيى حين لم أر منذرا # فإذا دعونا من يجيب لنكبة ... لبت تجيب فخلتها سيلا جرى # شيم غدت قرط الزمان فلم أنم ... حتى نظمت عليه شعري جوهرا # لله درك والرماح شوارع ... والبيض تقطع لأمة وسنورا # ومقامة لك في الأعادي قد حمت ... أيام قوم قبلها أن تذكرا # كان اللسان لها الحسام المنتضى ... والمنبر العالي الأغر الأشقرا # غادرت أحشاء البنود خوافقا ... فيها ومران الوشيج مكسرا # PageV01P179 # أنسيتنا جذل الطعان ms0096 وعامرا ... وعتيبة بن الحارثي ومسهرا # فإذا أتيتك مادحا لك لم يجيء ... شعري ليسأل بل أتاك ليفخرا # غيري الذي اتخذ المدائح مكسبا ... وسواي من جعل القوافي متجرا # أنا ما شعرت لأن أنبه حاملا ... لكن لأمنع شاعرا أن يشعرا وقوله: " أو ~~نفتقد صمصام عمر و " ... البيت، لفظ حبيب ومعناه، نقله أبو المغيرة: # أو نفتقد ذا النون في الهيجا فقد ... جلى الإله لنا عن الصمصام @لمع من ~~أخبار منذر الذي ذكر # قال: ونقلت من خط أبي مروان ابن حيان، قال: كان منذر بن يحيى صاحب سرقسطة ~~رجلا من عرض الجند، وترقى إلى القيادة آخر دولة ابن أبي عامر، وتناهى أمره ~~في الفتنة إلى نيل الإمارة، والانتباذ من العسكر إلى الثغر الأعلى بلده، ~~واقتطاعه لما صير في يده، وكان أبوه يحيى من الفرسان غير النبهاء؛ فأما ~~ابنه منذر فكان فارسا لبق الفروسية، بهي الشارة، مليح التقلب على الدابة، ~~سخيا كريما خارجا عن حد # PageV01P180 # الجهل، يتمسك بطرف من الكتابة الساذجة، وأما غدره فالنار برأس اليفاع، من ~~أفحشه صنعه بهشام المخلوع مولى نعمته ومعلي رتبته، وباعثه إلى الثغر ~~لنصرته، فانقلب ناصرا لعدوه، وغزاه في عقر داره، وأنزله عن سريره، وأسلمه ~~لحتفه، وباع دماء عشيرته أهل قرطبة مجانا باطلا بلا ثمن من البرابرة على ~~غير عذر، ولا ضرورة. وعاد بمثلها بمحمد بن سليمان أثيره عندما استجار به في ~~نكبته، فقتله وهو ضيفه، فجاء بها صلعاء مشهورة لم تغسلها معذرة؛ إلا أنه ~~كان كريما، واتفق على تفضله، وعمرت لذلك حضرته سرقسطة، حتى أشبهن الحضرة ~~الكبرى قرطبة أيام الجماعة، فحسنت أيامه، وهتف المداح بذكره. # وكان مع سموه للمعالي من الإيثار لشهواته، والمسارعة لقضاء لذاته، ~~والانهتاك في طلب راحته، والشغف بزي دنياه، والكلف بزخرفها، والتهالك في ~~حبها، على أضلع ما كان عليه من تفرد بشأنها، فاتخذ الجواري الحسان، وملاح ~~الغلمان، فجلب إليه كل علق خطير، وحصل عنده من كل ما وصفناه كثير. # وكان لأول ولايته قد ساس عظماء الإفرنج وهاداهم حوطا للثغر وأهله، وتأنيا ~~للجماعة حتى تثوب لأهل الإسلام، يناهضون ms0097 بها عدوهم. وكان رؤساء الجلالقة ~~يومئذ ريمند الجليقي وشانجه القشتلي، فسلك معهما سبيل الاسترضاء، والموافقة ~~والاستخذاء، فحفظت أطرافه وكفت المعرة عن عمله، وربما أوقع ببعض أصاغر ~~القوامس في أطرافهم وسبى منهم، وريمند وشانجه باقيان على # PageV01P181 # معاقدته إلى أن مضى بسبيله، والثغر مسدود لا ثغرة فيه ولا وهي في حاله. ~~وبلغ من استمالة الحاجب منذر لهذين الطاغيتين أن أجريا تصاهرهما على يديه، ~~وكتب عقد النكاح بينهما بحضرة سرقسطة في حفل من أهل الملتين، فقرفت الألسنة ~~منذرا لسعيه في نظم سلك الطاغيتين لما فيه من سوء العاقبة. وقد قيل إن رأي ~~منذر كان في ذلك أحصف، من رأي من قدح فيه وقرف، لنظره في شأن وقته، وعلمه ~~بانصداع عصا أهل كلمته؛ فآثر من الموادعة ما ستر به العورة، وشراه بغليظ ~~الكلفة، واختدع به عظيمي الجلالقة ريمند وشانجه المحدثين أنفسهما يومئذ ~~بمناهضة أهل الأندلس، فألهاهما عن الحرب وحبب إليهما الدعة. وأعقب الحاجب ~~منذر أهل الثغر في مغبة ذلك عاجل السلامة، واستظهروا به على العمارة، فحيوا ~~وعاشوا في نعمة ضافية، وعيشة راضية، لم يتغير به عنهما حال، إلى أن ألوت ~~بمنذر المنية، وقد اعترف الناس لرأيه، وأقروا بسياسته، ولم يأت بعده من يسد ~~مسده، ولم ينفع الله الطاغيتين بصهرهما الذي كانا عقداه للتآلف على ~~المسلمين، إذ أعجل عنه شانجه بن غرسية شيطانهم الرجيم، وهوى أميرهم ريمند ~~ظهير المذكور، وابنه بعده؛ فشتت الله شمل تلك الطواغيت يومئذ وكفى المسلمين ~~شرهم برحمته. واشتمل منذر على قواد تلك الثغور، واستوسقت له هنالك الأمور # PageV01P182 # واستكتب عدة كتاب كأبي العباس ابن مروس من تدمير، وكأبي عامر ابن أرزق، ~~وابن واجب وغيرهم. # قال ابن حيان: وأخبرني الكاتب أبو أمية ابن هاشم القرطبي - وكان من وجوه ~~من خرج عنا أيام الفتنة واستوطن ثغر تطيلة، وما رأيت مثله في أولي ~~البيتوتات فضلا - قال: اجتاز القومس شانجه بن غرسية صاحب قشتيلة بباب تطيلة ~~صدر أيام الحاجب منذر، وعلينا يومئذ من قبله سليمان بن هود صاحبه، فسلك ~~مجتازا يريد طرف الثغر الأعلى للاجتماع هنالك ms0098 بالقومس ريمند صاحب برشلونة، ~~لعقد المصاهرة بينهما، والأنثى من عند شانجه، واطئا لأرضنا عن علم من منذر ~~والينا، وضمان منه لكف عادية جيشه عنا؛ فأنكره أهل تطيلة وهم يومئذ بحال ~~عزة وقوة، وذهبوا إلى عصيان أميرهم منذر فيه تفاديا من وصمته؛ فنمي ذلك إلى ~~الطاغية شانجه، فلما شارف البلد أرسل يستدعي قوما من أعيانهم، يكلمهم في ~~سبيله. # قال أبو أمية: فكنت في عدد من مضى، فدخلنا محلته يومئذ # PageV01P183 # فخرصتها خيلا ورجلا زهاء ستة آلاف، ولم يكن احتفل في حشده، ووصلنا إلى ~~مضربه فإذا هو جالس على مرتبته عليه ثياب من ثياب المسلمين، ورأسه مكشوف ~~أصلع كهل، لم يغلب عليه الشيب بعد، أسمر اللون جميل الصورة؛ فكلمنا بكلام ~~لطيف حسن بين فيه وجه سيره، وذكر ما فارق والينا عليه من المحالفة معه، ~~فعرفناه بكره من وراءنا لاجتيازه، وذهابهم إلى التمرس به، فنهانا عن ذلك ~~وذكر الحرب وعدواءها؛ فانصرفنا عنه وأدينا قوله إلى من خلفنا فلم يتقبله ~~عوام الناس، وحملهم الأنف على أن خرجوا إلى عجل أبطأت في ساقته تحمل أزواد ~~عسكره يريدون نهبها عاصين للمشيخة، فأنهي إليه ذلك، فصرف من أصحابه مقدار ~~خمسمائة فارس ثاروا في وجوه الناس، فخرج البلد بأسره لدفاعهم، فحمل من ~~الخمسمائة قطعة، فولى الناس الأدبار حتى اقتحموا باب المدينة. فما رأيت في ~~النصرانية يومئذ رجالا مثل رجاله، ولا في ملوك الطواغيت من أعد له به في ~~ركانة مجلسه ورجوليته ودهبه وكمال أدواته، وصدوع كلماته، إلا ما كان من ~~صهره وسميه شانجه بن غرسية صاحب البشكنش الذي تفرد بالرئاسة بعده فكان ~~مثله، بدد الله شيعتهم. # وكان من أعظم ما حبا الله به الإسلام يومئذ عند منبعث فتنتهم، ومحدث ~~فرقتهم، وتشتيت كلمتهم، بعد الدولة العامرية بأفقنا، تعجيله حتف أملاك ~~النصرانية المترسين بهم، وتلاحقهم في المدة القريبة # PageV01P184 # وإلقاؤه بين من أنظر منهم الشتات والعداوة، حتى صاروا أسوة المسلمين حذو ~~النعل بالنعل، في افتراق الكلمة وزوال أمر المملكة، فإن الفتنة بأفقنا جاءت ~~يومئذ بين المسلمين، وزعماء الطاغية حضور، وفيهم عدو الله ms0099 شانجه بن فرذلند ~~الذي تمرض بالمنصور بن أبي عامر، رحمه الله، ذو العزة والسطوة، فأعيا عليه ~~حتى قمعه، وضرب بعده فريقي الفتنة، ومالأ الخوارج على الجماعة، حتى تمكن من ~~هشم البيضة؛ وطمح أمله إلى الكرة، فقطع الله بهم، وأهلكهم في مدة قريبة. # @ذكر الخبر عن مقتل منذر # قال ابن حيان: وكان ذلك على يدي رجل مارد من بني عمه، يقال له عبد الله ~~بن حكم، وكان مقدما في قواد منذر، أضمر الفتك به دهرا، فدخل عليه يوما في ~~مجلسه غرة ذي الحجة سنة ثلاثين وأربعمائة، وهو غافل في غلالة، ليس عنده إلا ~~نفر من خواص خدمه الصقلب، قد أكب على كتاب يقرؤه، فعلاه بسكين قد أعده، ~~ففرى به أوداجه ولا ما نسع منه، وهرب خدام السر الغلمان الخصيان، الذين ~~كانوا على رأسه، وخلوه في يديه، إلا خادما شهما منهم مشى إليه وهو حاسر، ~~فضربه # PageV01P185 # عبد الله بخنجره فقضى عليه مع مولاه. وأخرج رأس المنذر للوقت من قصره فوق ~~قناة ينادى عليه: هذا جزاء من عصى أمير المؤمنين هشاما ودفع حقه، يريد بذلك ~~الرجل الذي كان يدعى له يومئذ بإشبيلية، تعلقا من هذا المارد لولايته، ~~وتوطئة لقيامه، إذ كان هذا القتيل ممن رد طاعة هشام تأسيا بوالده يحيى ~~وبخاله إسماعيل بن ذي النون؛ فنزلت بسرقسطة يومئذ حادثة عظيمة، وأشرف أهلها ~~على فتنة شديدة، واضطربت لها حالهم، وطمع فيهم أكثر من كان يجاورهم، ~~وأذعنوا لهذا الغوي المتوثب عليهم آنفا، ورهبوه لاستجاشته الغوغاء والسلفة؛ ~~فملك البلد لنفسه. # وكان سليمان بن هود الجذامي صاحب لاردة وقته مقيما بتطيلة بجمعه، فسارع ~~إلى سرقسطة ساعة سمع بخبر منذر رجاء في دخولها، فمنعه هذا الفتى القاتل، ثك ~~جاءه إسماعيل بن ذي النون خال منذر ممتعضا لما جرى على ابن أخته، فامتنع ~~ابن حكم بالقصبة، واتصلت الفتنة، ونال أهل سرقسطة يومئذ جهد شديد وخربت ~~أحوالهم. # قال ابن حيان: وكان ركب ابن حكم القاتل من خطة التغرير # PageV01P186 # مركبا لم يجسر عليه فاتك قبله، لتفرده ووثوبه على الأمير منذر جوف ms0100 قصره ~~في قرارة مجلسه بين غلمانه وأهله وتحت أغلاقه، وبينه وبين الباب الأقصى من ~~قصره ما لا يحصى من حجابه وقهارمته؛ فلم يفكر في شيء من ذلك، وحمل نفسه على ~~التصميم فيه، وهون عليها الموت دونه؛ فلما تم له ذلك لم يكن في الخصيان ~~العبدى الذين حضروا مجلس منذر ساعتئذ فضل للدفاع عنه والوثوب بابن حكم، على ~~كثرتهم وتفرده وسطهم، وأنهم لم يزيدوا على الهرب قدامه، فجاء بفتكة أسقطت ~~كل من فتك في الإسلام قبله؛ ثم لحق طعمه برياسة الملك فملكه، ولم يفكر في ~~ابن ذي النون خال منذر لما دنا إليه. وفعل ذلك بسليمان بن هود، وقد جاء ~~ناشرا أذنيه، فحاربه ودافعه. وكان قصر منذر وقت فتكه به من حاشيته وغلمانه ~~أزيد من مائة رجل سوى نسائه، فطار الرجال على وجوههم فزعا، ولم يكن فيهم من ~~يأخذ على يده، وقام بينهم كالأسد الورد، فحز رأس الفتى منذر للوقت، وأخرجه ~~إلى الناس، فهمتهم أنفسهم وأبلسوا، ولم ينطق منهم أحد بكلمة. # وأرسل من حينه يستدعي قاضي البلد والمشيخة، فدخلوا عليه وهو قاعد على ~~فراش منذر قتيله، ومنذر إلى جانب الفراش مرمل في دمائه، مغطى بثيابه؛ ووصف ~~أنه جرى في سبيل الإصلاح عليهم # PageV01P187 # والشد لسلطانهم، وتقدم إليهم بتسكين من خلفهم من العامة، وأظهر الدعاء ~~أولا لسليمان بن هود، فأروه قبول ما وصفه، وتفرقوا عنه، وكلمتهم مختلفة ~~عليه، إلى أن ثاروا به وقاتلوه، فخرج من باب بظهر القصر، ونجا منه بفاخر ما ~~اشتمل عليه من ذخائر آل منذر، ولحق بحصن روطة اليهود، أحد معاقل سرقسطة ~~المنيعة، وقد كان أعده لنفسه، فأقام به يرصد الفتنة جهده. وكان قد حمل مع ~~نفسه الغلامين أخوي منذر قتيله، وحمل أبا المغيرة بن حزم وزيره وغيرهم من ~~وجوه رجال منذر الذين نكبهم عند قتله مقيدين، فحبسهم عنده، يطالبهم ~~بالأموال. # ونهب العوام قصر سرقسطة إثر خروجه نهبا ما سمع أعظم منه، حتى قلعوا ~~مرمره، وطمسوا أثره، لولا تعجيل ابن هود ملك البلد إثر ذلك في المحرم سنة ~~إحدى وثلاثين ms0101 وأربعمائة. انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وأذكر بهذه الغدرة الصلعاء، والفتكة الشهيرة الشوهاء - إذ ~~الشيء يذكر مع ما جانسه، ويضم إلى ما التف به ولابسه - ما اتفق من مثلها في ~~ملك المناديين الغالبين إلى وقتنا هذا على طرف إفريقية الأدنى إلى الأندلس، ~~المستقرة رياستهم بقلعتهم المنسوبة إلى جدهم # PageV01P188 # حماد؛ وذلك أنه لما أفضى ملكهم إلى بلقين بن محمد منهم، أحد جبابرة ~~الإسلام، المفتاتين على الأنام، من رجل كان لا يملأ يده إلا من لبدة أسد، ~~ولا يسرح لحظه إلا في نهاب بلد مضطهد، ولا يراح إلا وبحر الموت يلتطم، ولا ~~يكلم إلا حين يبتسم قد تجاوز في شذوذ أمنيته، وقهره لرعيته، والإخافة ~~لأقرانه، والاستبداد على زمانه، غاية من سلف من جبابرة الأرض، وسمع به من ~~فراعنة الإبرام والنقض، إلى شهرة آثاره، وتطاوح أسفاره، وما لا يحصى من ~~عجائب أخباره. # حدثت أنه آب مرة من بعض غزواته الأفراد، المقلقلة لأحشاء الأنام والبلاد؛ ~~فكأنه ارتاح إلى ما يرتاح إليه الناس من إراحة نفسه، والخلوة ولو ساعة بوجه ~~أنسه؛ فجلس لذلك مجلسا حشد له شهواته، وتقدم في إحضار ما يصلح له من آلاته ~~وأدواته؛ وأمر قيمة جواربه باستحضار عقيلة أترابها يومئذ جلالة سلطان، وحسن ~~سماع وعيان، إحدى بنات عمه دنيا، لم ير بعدها - زعموا - ولا قبلها أبرع ~~ظرفا، ولا أقتل طرفا منها؛ فجاءت تود الثريا لو تكون نعلها، والشمس لو تصور ~~مثلها، وقد خطرت بنفسه إحدى هناته، وتمثلت له بعض غزواته؛ # PageV01P189 # فأخذ يدبر، وطفق يورد ويصدر. قالت قيمته: وكأني أنظر إلى الكاس في يده، ~~وإلى ابنة عمه قائمة على رأسه، من لدن صليت العصر حتى طلع الفجر، وجانت منه ~~بعد طول ليلته نظرة فرآها، فاعتذر إليها واستدناها، ووعدها ومناها، وقام من ~~حينه فوضع الكأس ملأى في طاق وطبع عليها، وأمر بالركوب من حينه، فغزا غزوته ~~المشهورة إلى المغرب من العدوة، بلغ فيها مدينة فاس، فوطئ الدول، ودوخ ~~السهل والجبل؛ ثم رجع فجلس ذلك المجلس بعينه، واستدعى كأسه تلك وابنة عمه، ~~فخلا ms0102 بأنسه، وقضى وطره من لذة نفسه، بعد أيام كثيرة، وحروب مبيرة. # ولما تناهى أمره، وتجاوز السها ذكره، وظن أن البلاد تحت ختمه، وأن الناس ~~على حكمه، سما إليه في بعض أسفاره ابن عمه الناصر، أصغر خلق الله عنده ~~شانا، وأهونهم عليه سرا وإعلانا، من فتى علمه الخوف كيف يجسر، وهجم به ضيق ~~المسلك على الموت وهو ينظر، لم يشاور إلا الحسام، ولا استصحب إلا الإقدام؛ ~~وقد كان بعض نصحاء بلقين خوفه منه، لكلمة أخذت يومئذ عنه، فجعلها بلقين ~~نقلة ركابه، وسمر أصحابه. وكان قلما يركب إلا دارعا، آخذا بما يأخذ به من ~~ذعر القلوب، ووتر البعيد والقريب؛ وكان مولعا بالإدلاج إذا ارتحل، مؤثرا ~~للانفراد كلما ركب ونزل؛ فأقسم تلك الليلة ألا يدلج إلا حاسرا، وليقتلن ~~الناصر إذا نزل ولو كان أسدا خادرا؛ فأعجله عن الأمر، ولما يبد وضح الفجر؛ ~~لقيه كأنه يسلم عليه، أو يسير بين يديه، فما راجعه الكلام، إلا وقد جلله ~~الحسام، وأراح # PageV01P190 # منه البلاد والأنام؛ ثم قام مقامه، واستظل أعلامه، وأمر برأسه فرفع على ~~بعضها وسير به أمامه، والناس يظنون أن بلقين، قد قتل بعض أتباعه الممتحنين، ~~فهم يتساءلون عمن قتل، ويرجمون الظن فيما فعل، حتى طلعت الشمس، وارتفع ~~اللبس؛ فأمر برفع مضاربه، وحشر زعماء ذويه وأقاربه، فقال: أنتم تعلمون أن ~~بلقين قتل أختي، وفجعتي بأكرم حرمتي؛ وإنما شفيت صدري، وأخذت بوتري، لا أني ~~حدثت نفسي بسلطانكم، ولا رأيتني أهلا للدخول في شيء من شانكم. فردوا عليه ~~جميلا، ورأوا إمهاله قليلا، وظنوا أنه لم يجسر على ما فعل إلا وله أشياع، ~~وأهمه ما هو فيه؛ وأمر لحينه بخزائن بلقين فأنهبها ذؤبان العرب وصقورة ~~زناتة، فاستخلص بذلك غيوبهم، وأمال إليه قلوبهم، ورحل تحت ليلته يطوي ~~المراحل، ويعتسف المجاهل، فسبق الأخبار إلى القلعة فوطئ الحريم، وتملك ~~الظاعن والمقيم. # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي عامر أحمد بن عبد الملك # @ابن شهيد؛ وسياقة جملة وافرة من نظمه ونثره # قال ابن بسام: وكان أبو عامر شيخ الحضرة العظمى وفتاها، ومبدأ # PageV01P191 # الغاية ms0103 القصوى ومنتهاها، وينبوع آياتها، ومادة حياتها، وحقيقة ذاتها، ~~وابن ساستها وأساتها، ومعنى أسمائها ومسمياتها، نادرة الفلك الدوار، ~~وأعجوبة الليل والنهار؛ إن هزل فسجع الحمام، أو جد فزئير الأسد الضرغام؛ ~~نظم كما اتسق الدر على النحور، ونثر كما خلط المسك بالكافور، إلى نوادر ~~كأطراف القنا الأملود، تشق القلوب قبل الجلود، وجواب يجري مجرى النفس، ~~ويسبق رجع الطرف المختلس. # وقد ذكره أبو مروان بن حيان في غير ما موضع من كتابه فقال: كان أبو عامر ~~يبلغ المعنى ولا يطيل سفر الكلام، وإذا تأملته ولسنه، وكيف يجر في البلاغة ~~رسنه، قلت عبد الحميد في أوانه، والجاحظ في زمانه. والعجب منه أنه كان يدعو ~~قريحته إلى ما شاء من نثره ونظمه في بديهته ورويته، فيقود الكلام كما يريد ~~من غير اقتناء للكتب، ولا اعتناء بالطلب، ولا رسوخ في الأدب، فإنه لم يوجد ~~له، رحمه الله - فيما بلغني - بعد موته، كتاب يستعين به على صناعته، ويشحذ ~~من طبعه إلا ما لا قدر له؛ فزاد ذلك في عجائبه، وإعجاز بدائعه. وكان في ~~تنميق الهزل، والنادرة الحارة أقدر منه على سائر ذلك. وشعره حسن عند أهل ~~النقد، تصرف فيه تصرف المطبوعين، فلم يقصر عن غايتهم. # وله رسائل كثيرة في فنون الفكاهة وأنواع التعريض والأهزال، قصار وطوال، ~~برز فيها شأوه، وبقاها في الناس خالدة بعده. وكان في سرعة البديهة وحضور ~~الجواب وحدته، مع رقة حواشي كلامه، وسهولة # PageV01P192 # ألفاظه، وبراعة أوصافه، ونزاهة شمائله وخلائفه، آية من آيات الله خالقه؛ ~~من رجل غلبت عليه البطالة فلم يحفل في آثارها بضياع دين ولا مروءة، فحط في ~~هواه شديدا حتى أسقط شرفه، ووهم نفسه راضيا في ذلك بما يلذه، فلم يقصر عن ~~مصيبة، ولا ارتكاب قبيحة. # وكان مع ذلك من أصح الناس رأيا لمن استشاره، وأضلهم عنه في ذاته، وأشدهم ~~جناية على حاله ونصابه. وكان له في الكرم والجود انهماك، مع شرف وبطالة، ~~حتى شارف الإملاق، فمضى على هذه السبيل رحمه الله، انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وقد أخرجت من ms0104 أشعاره الشاردة، ورسائله الباقية الخالدة؛ ~~ونوادره القصار والطوال، وتعريضاته السائرة سير الأمثال، ما يحل له الوقور ~~حباه، ويحن معه الكبير إلى صباه. # @جملة من كلامه في أوصاف شتى # فصول من رقعة خاطب بها المؤتمن عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن أبي عامر: # لولا أن من العادة بين السادة والمسودين، والمالكة والمتملكين # PageV01P193 # تطارح ادمة، وتدارس لطائف الحرمة، لأكبرته - أيده الله - عما أرغب ذكره، ~~وأكرمته عما أطلب نشره؛ ولولا أن من السياسة وعقد الحزامة تذكير أهل ~~العلياء، بسوالف النعماء، لربأت بما ينته الآباء والأجداد، وضربت بينه وبين ~~افات بالأسداد، عن أن أحرز منه بتذكير، أو أدفع عنه بتقدير. لولا أن ~~التطويل فيما أقصد قصده وأنحو نحوه على زمننا وشاغله، ومجد خطبنا وهازله، ~~موجب للقول وموجد للسبيل إلى الطعن ممن ضعف حجاه، وقصر به مرماه، لرسمت ~~إليه من الورق، أعداد الورق، ولرقمت إليه من المهارق، أشباه النمارق. # وفي فصل أيضا: # وأقل ما أمت به، وأنطق عنه، ممتد عنان الأمل، كارعا في بحر الرجاء لا ~~الوشل، من مواتي بالمنصور جده - رضي الله عنهما - أني نشأت في حجره، وربيت ~~في قصره، وارتضعت ثدي كرائمه، واعتجرت رداء مكارمه؛ واغتذيت من فيه، أكلا ~~زقنيه، وماء علنيه، فصرت من أفراخ نعمائه الحمر الحواصل، ولحقت بأخوة ~~أبنائه الغر العباهل. # ومن مواتي بالمظفر عمه - عمته رحمة الله. إن أبي عبد مننكم لما بعد أمله، ~~وبان خشوعه، وسالت دموعه، نكب عن طريق أهل الدنيا، ورمى مرمى من مرامي أهل ~~الأخرى، فكسر همتي، وحلق لمتي، وسلبني بزي، وعراني من خزي، فكانت أفدح ~~نازلة نزلت بصبوتي، وأقلق حادثة سلبت رونق بهجتي؛ وأنا ذاك ابن ثمان، قد ~~هجنت في مدارع الكتان؛ ولقيني الوزير ابن مسلمة وقد عاد أبي # PageV01P194 # إثر إبلال، وعند نقوه من اعتلال، فسألني عن الحال، وعما شغل البال، فلم ~~يكن جوابي غير النشيج والعجيج، وسوى العويل والضجيج؛ ولقي المظفر على حينه، ~~وأدى إليه ما شاهد مني، فوجه عني، فلما صرت بين يديه، أمر بي فألبست ثياب ~~الحرير، وضمخت بنفاح العبير، وحملت على ms0105 فرس بسرجه ولجامه، ينهل من أعطافه ~~ماء جمامه، وأتبع ذلك ألف دنيار في طبق، كأنها عيون النرجس الصفر الحدق، ~~وعقد لي على الشرطة، وكانت لسني أرفع خطة، فانصرفت وأنا أنظر عطفي عن شوس، ~~وقد ضاق صدري على أبي عن سعة نفس. # ومن مواتي بالناصر أبيه - برد الله مضجعه، ونعم مهجعه - أني صرت بين يدي ~~المنصور، في يوم مطير، وأنا ابن خمس، أذكر ذلك ذكري لما كان بالأمس، وكان ~~من إكرامه لي، ولطيف اهتمامه بي، ما يطول به الكتاب، ولا يحتمله الخطاب؛ ~~وعينه ومحضه، وصريحه وزبده: أنه وهبني يوما تفاحة كانت بين يديه كبيرة، ~~ورآني أنظر إليها نظر الكلف، وأتأملها تأمل الشره، فأمرني بالقبض عليها، ~~والعض فيها، فضاق فمي عن أن أحيط بجزء من أجزاء كرتها، وصغرت كفي عن أن ~~تقبض إلا بمخنق من مخانق أنحائها، فجعل يقطع لي بفمه، ويطعمني على حكمه؛ ~~ودعا الناصر، ومعه فتى سمعتهم يكنونه أبا شاكر، فقال له: احمله إلى أمك، ~~وارفق به في أمك؛ فأخذا بيدي أمامه، وابتدار يسيران بي قدامه، وأنا لا أسمح ~~في القياد لشدة ذلك الوابل، وتتابع قطر ذلك الهاطل، فصاح بهما: # PageV01P195 # أقلاه فاحملاه على أعناقكما، وسوقا به سوقا رفيقا أحسن مساقكما. فلفا ~~أعضاد هما لفا، ووصلا أذرعهما بأعناقهما وصلا، وامتطيت العاتق الكريم، على ~~عين الملك الزعيم، امتطاء امتنان، لا امتطاء امتهان، ومرا بي حتى أنزلاني ~~بين يدي السيدة، وإليها أمر كل قيمة؛ فاستوت بي على سريرها، وعلى مفرقها ~~إكليل من مهابة أميرها؛ فلا أنسى ذلك البهاء في ذلك البهو، وذلك الحسور إلي ~~من قناع الزهو، وطار الخبر بقدومي في مقاصير العقائل، وحجرات الكرائم؛ ~~فأرقلن من تلك المصانع، تطير بهن أجنحة الصنائع، فيا لها من كسى وخلع، ~~وغرائب وبدع! وأمرت السيدة بألف تحمل معي عن نفسها، وثلاثة آلاف عن سيدها، ~~فانصرفت بالغنى، من ذلك الجنى، ولم أصرف إلى المنصور حتى صرت عند أبي، وقد ~~ظننت أنه متجاف عنه لي، أو تارك منه معي؛ وكانت لي فيه آمال، من التوزيع ~~على الخدمة والعمال ms0106، من الصبيان وصبايا الجيران. أمر ففرق منه على بطانته، ~~وأشار بحمل باقيه إلى خزانته، فظللت واجما، وطفقت راغما، أطفئ جمرتي فتذكو، ~~وأخفي من لوعتي فتبدو. وبلغ ذلك المنصور، سفوجه نحوي بخمسمائة دينار، وأقسم ~~على أبي بحياته ألا يمنعني منها، وأن يدعني بحكمي فيها؛ فبادرت بالركب ~~والرجل، وأخذت في العطاء والبذل، وحبوت بأجزل الحباء، والخيل إذا ذاك نخب ~~من قصب، والدرق قشور من خشب، فيومي مذكور في منية المغيرة إلى الآن، إذ كان ~~مسكننا بدار ابن النعمان. # PageV01P196 # وأغربها ماتة، وألطفها وصلة، أن أخي موسى انتزعه المنصور من أبيه، وأحله ~~محل بنيه، فاجتمعت الأفواه على الثدي، والتقت الشفاه على الدر المري؛ وقبضه ~~الله إليه وقد رتع في مراتعكم، وجثم في مضاجعكم، فنحن عمار مقاصركم أحياء، ~~وقطان مقابركم أمواتا، جمعنا بذلك عشرة العاجلة والآجلة، وحصلنا على صحبة ~~الدنيا والآخرة. # هذه - أيده الله - لمعة أبديتها له من وصائلي، وغرة أطلعتها إليه من ~~وسائلي. # وفي فصل: # ومملوكك عاكف على الوطن، فكوع الراهب على الوثن، ولم يبق من النعمة غير ~~مصاصة بلة قد آن لها أن ترتشف، وتفاهة ثمرة حان لها أن تخترف؛ وعرج لمآله، ~~والنظر لعاقبة حاله، على استخراج ما يمكن من أصول نعمتكم، ليصون بها جمة ~~وجنته، ويفر عليها نطفة صفحته، إذ لا سبيل إلى التعريج على غير ذلك قطعا، ~~ولا إلى الالتباس بسواه حتما، ولو لحس التراب، وذاب في الثياب، فإنه يتنفس ~~عن نفس همتها الكوكب، وهمها الغيب؛ فلولا همتها لأظلم الدهر، ولولا همها ~~لأسفر الأمر، وهذا موضع الحدس لا امتراء، وخليفة النفس لا ادعاء. ووعد ~~الوزير عباس بصرف ضيعة لي بجهة تدمير، حالت الفتن دونها، واضطراب الأحوال ~~عن # PageV01P197 # مطالعتها. وأنا أسأل فضلك سؤال المدل في استنجار ما وعد، فإنه يعتاض من ~~شكري له وثنائي عليه، وصدعي في المحافل بفضله، أجل فائدة يصطفيها، وأكرم ~~نفيسة يقتنيها. # وأصل اصطفائنا لتلك الضيعة وسائر أخواتها أن المنصور - رضي الله عنه - ~~استعمل أبي عبده على تلك الجهة الشرقية تسعة أعوام توالف بتدمير وبلنسية، ~~فلما سئم العمل خاطبه ms0107 برقعة يقول فيها: إن كبير حق المولى لا يذهب بصغير حق ~~العبد، ولي حرمة أدل بها، وذمة أنبسط لها، وقد طالت علي الغربة، وسئمت ~~الخدمة، ومللت من النعمة، فالإدالة الإدالة، فأداله - رضي الله عنه - على ~~رضاه، وأشخصه إليه على هواه، فورد قرطبة بأربعمائة ألف دينار نائضة، ومائة ~~ألف من ذهب آنية، ووثائق خمسمائة زوج مكتسبة، ومائتي نسمة من رقيق الصقلب ~~متنتقاة، والسعر إذ ذاك بها سام جدا، ونفقة أبي رأس كل شهر سبعون مديا من ~~قمح، وعلف ثمانين دابة من شعير. فكتب إليه يعرض عليه ما جاءه به، ويحكمه ~~فيه، ويسأله أخذه، أو الأخذ منه، فجاوبه يقول: لو أردنا أخذ ما أعطيناك، ما ~~قد مناك، ونحن نخاف أن تستصفي نفقتك ما استقته، وتأتي على ما اجتلبته، ~~برتفاع ثمن الطعام، وأنك لم ترد منه على ذخيرة، وقد صككنا لك # PageV01P198 # بألفي مدي بشطرين من قمح وشعير تستظهر بهما على زمانك، فاقبضها من أهراء ~~فلانة لقربها من مكانك، إن شاء الله. # مكرمة - أعز الله المؤتمن - لم تعهد لغير عامري، ولا سمع بمثلها لغير ~~معافري. ولما عز الخطاب، ووقع الكتاب، وكان عبدك منسوبا إلى شيء من نظم ~~الكلام، قال على كلة الذهن وفلة الغرب بالحان، وشغل البال، ما علم وفهم: # أما الرياح بجو عاصم ... فحلبن أخلاف الغمائم يقول فيها: # سهر الحيا برياضها ... فأسالها والنور نائم # حتى اغتدت زهراتها ... كالغيد باللج العوائم # من ثيبات لم تبل ... كشف الخدود ولا المعاصم # وصغار أبكار شكت ... خجلا فعاذت بالكمائم # ورد كما خجلت خدو ... د العين من لحظات هائم # وشقيق نعمان شكت ... صفحاته من لطم لاطم # وغصون أشجار حكت ... رقص المآثم للمآثم # بكر الحسان يردنها ... من كل واضحة الملاغم # وضحكن عجبا فالتقت ... فيها المباسم بالمباسم # ضحكت وأومض بارق ... فظللت للبرقين شائم # PageV01P199 # وتشوفت فتطامنت ... أجياد أظبيها الحوائم # ورنت فبادر نرجس ... يشكو عماه إلى حمائم # طاردتهن بقتية ... حرد على حرب المسالم # وكأنني فيهم لقي ... ط قاد من أحياء دارم # وتكاوست فيها الأبا ... رق وهي فاهقة الحلاقم # وكأنها أظب رعف ... ن فثرن ms0108 دامية الخياشم # وجرى بها فلك الصبا ... باللهو، والقضب اللوائم # وكأننا فيها العفا ... رت والكؤوس من الرواجم # وعلا بنا سكر أبى ... إلا الإنابة للمحارم # نرمي قلانسنا له ... ونجر من عذب العمائم # وترنمت فيها القيا ... ن لنا ورجعت البواغم # قمنا نصفق بالأكف ... لها ونرقص بالجماجم # وأعن من سدن الملو ... ك سليل أقيال خضارم # يشكو الرعات تنعما ... ويضج من حمل التمائم # لا تستحيه الراشفا ... ت ولا تباليه اللوائم # يجنينه ثمر النحو ... ر ويعتلين به المحازم # متجاهلات أنه ... يهوى وهن به علائم # PageV01P200 # لازمت باب محله ... والنجح من قنص الملازم # حتى إذا وثقت بنا ... عجز الحواضن والخوادم # القيت من أخذي له ... وتلوت من سور العزائم # واقتدته بشكائمي ... فانقاد في تلك الشكائم # فوردت جمات المنى ... وكرمت عن لوم المآثم # وأغر قد لبس الدجى ... بردا فراقك وهو فاحم # يحكي بغرته هلا ... ل الفطر لاح لعين صائم # فكأنما خاض الصبا ... ح فجاء مبيض القوائم # ويسير في يبس الثرى ... وكأنه في البحر عائم # حتى إذا علم الصبا ... ح أشار من تلك المعالم # وتمايلت أيدي الثريا ... وهي مذهبه الخواتم # ورنت ذكاء بنظاظر ... رمد من الاقذاء سالم # طلع الصوار لحينه ... وكأنه الموج المراكم # أو عسكر ركبوا الخيو ... ل الشهب واحتفروا الاداهم # فاشتد سبقنا له ... يكثرون عن مثل اللهاذم # وكأننا في رميها ... نستل من بيض الصوارم # فحمى أواخره أغر ... معاود تلك الملاحم # PageV01P201 # يهوي بروقي محرب ... طبن بحرب الغضف حازم # وكأنما أرواقها ... مسودة أقلام عالم # فتبادر الفتيان من ... جنباته أشهى المطاعم # شيا ومطبخا على ... جمر زهته الريح جاحم # وبعيدة الأرجاء نا ... زحة على أيدي الرواسم # لا تدعي جوبا لها ... ذات الخوافي والقوادم # من فتنة قد أسبلت ... ظلماتها بيد المظالم # عمهت لها أحلامنا ... وكأنها أضغاث حالم # وتضاءلت أجرامنا ... فيها بموبقة الجرائم # وتحولت فينا الذنا ... بي الرأس، وابن المجد راغم # وأدار كل صغير قد ... ر المنتهى أرحي العظائم # فكأننا عمي نسا ... ق على العمى في ظل عاتم # حتى انتضى عبد العزي - ... ز عزيمة من صدر عازم # فبدت لنا سبل الهدى ... بنواجم غير الهواجم # ضرب الأعاجم ms0109 سودها ... بالسد من بيض الأعاجم # فاستجفلوا فكأنما ... ضرب الثعالب بالضراغم # أبناء ملك حميري ... قام بالغر القماقم # من عامر أهل المصا ... نع والصنائع والكرئم # الكفر عنهم قاعد ... قدما ودين الله قائم # حكم الزمان بظلمهم ... دهرا وصرف الدهر ظالم # PageV01P202 # فارتد بهجة ملكهم ... كر الخبعثنة الضبارم # واشتد ينظم حزمهم ... شيحان طلاع المخارم # ذكر على ذكر يصو ... ل وصارم يسطو بصارم # إيه هيا عبد العزي - ... ز وأنت رجام المرجم # قمر تضيء له الخطو ... ب على دآديها الفواحم # تسري الرياح بمجده ... فنسيمها بالغور فاغم # لم يرو من ماء الشبا ... ب وكل أشيب عنه خائم # رعيا لمؤتمن رعى ... فينا الحدايث والقدايم # بدأت أوائله وعا ... د لكشف غاشية الغياهم # ى تتركن صرم الزما ... ن على ظبا تلك الصوارم # وارم الخطوب بمثلها ... عزما فأنت لها مساهم # وإليكها من ناطق ... يدعوك إذ صمت البهائم وله من جواب على خطاب: # ورد كتابك الكريم، بفضله العميم، يتبلج تبلج البرق، ويتحلب تحلب الودق، ~~متكسرا في المشية، جاليا لليل الشك والمرية، قائدا بأزمة المنى والبغية، ~~كلما اشتق موجا غمره، أو # PageV01P203 # لاعب مرجا بهره، أو جزع واديا أمده من أتيه، ونعم من أنبوب برديه، أو مر ~~بروض شق عليه رداء ورد، وأثار به عجاج ند، أو عارض حمامة حيته بغنائها، أو ~~سامت لقوة نزلت إليه من هوائها، أو مسح بعصم حنت إليه، أو خطر بأسد تهالكت ~~عليه؛ كتاب منع جانبه، وحمي حامله، كلما خبط بطحاء كتبت بالكتائب، أو ركب ~~جرعاء رقمت بالأراقم، كان لهذه مدية، ولتلك رقية؛ وكلما كحل مقلة شوساء ~~خشعت، أو لمس كفا خشناء بخعت؛ أو وقع إلى رئيس وضعه على رأسه، أو دفع إلى ~~ذي بأس أخدمه من بأسه، أو لمحته شقراء حمحمت، أو بصرت به بيضائ ترنمت، هو ~~الحديقة، تساق سوق الرسيقة، أو اللطيمة في ثنيها الغنيمة؛ فثرت إليه قائما، ~~وأرقلت نحوه ساعيا، وكان أول تحيتي له أن قبلته ووضعته على راسي، وحبست ~~عليه أنفاسي، ثم فضضت ختمه، واسترقت شمه، ففتق علي نسيم العبير لخلخ به ~~صدور الحور، وأهدى إلي ms0110 عبق الياسمين، ذر عليه مسك دارين، فأنعمت في نشر ~~طيه، وضربت في مدرج ليه، فإذا ببنات من البر مسلمة علي، وثغور من الإكرام ~~ضاحكة إلي، وفاض اللألاء، وكثر الهتاف والإيماء، فكلت عيني عن ذلك الرونق # PageV01P204 # وحبست أذني عن ذلك المنطق، فلم أتمالك أن عطيت وجهي حياء، وقد تصببت ماء، ~~وتقضبت في ردني، وقد ضاق به عطني. # وفي فصل: فتنفضت تنفض العقاب، وهزتني أريحيات الشباب، وقام بوهمي أني ~~ملأت الأرض بجسمي، فأومأت إلى الجوزاء بكفي أن تأملي، وإلى العواء أن ~~أقبلي، وقلت المجرة في عيني أن تكون لي منديلا، وصغر الزبرقان عندي أن ~~أتخذه إكليلا، فقلت: هكذا يكون الألوك، وبمثل هذا تنفح الملوك. # وفي فصل منها: # ولما طال الكلام - أيد الله المؤتمن - ولم يبلغ مملوكه الغاية التي إليها ~~قصد، ولا استوفى من الإيراد ما إياه اعتمد، خشي أن يصيبه ما يصيب التطويل ~~من السآمة المخصوصة به، والملال الموقوف عليه، ففصله بنظم، فيه عون على ~~الدرس، وتنبيه لشهوة النفس، وهو: # هاتيك دارهم فقف بمعانها ... تجد الدموع تجد في هملانها # [عجنا الركاب بها فهيج وجدنا ... دمن ذعرن السرب من أدمانها] # دار عهدت بها الصبا لي دوحة ... أتفيأ الفرحات من أفنانها # PageV01P205 # أرعي على بقر الأنيس بجوها ... وأحكم الصبوات في غزلانها # وإذا تهادت بالشموس نواعما ... فيها الغصون جنيت من رمانها # قضت النوى بذياد رجح عينهم ... ظلما وكان الدهر من أعوانها # رجروا اغترابا من نعيب غرابها ... وقضوا ببين من مغرد بانها # فبدا لهم وجه الفراق موقحا ... آت على خبر النوى بعيانها # يقذفن در الدمع في يوم النوى ... عن جمة لعب الأسى بجمانها # [ودعتهم وبنات قرح في الحشا ... دون الضلوع تشب من نيرانها # وأسلتها ذوب الجفون كأنها ... أيدي بني المنصور في سيلانها] # يا صاحبي إذا ونى حاديكما ... فتنشقا النفحات من ظيانها # وخذا لمرتبع الحسان فربما ... شفع الشباب فكنت إلف حسانها # عاودت ذكر العيش فيه وما انقضى ... من صبوتي وطويت من أزمانها # فبكيت من زمن قطعت مراحلا ... وشبيبة أخلقت من ريعانها # ورعيت من وجه السماء خميلة ... خضراء لاح ms0111 البدر من غدرانها # وكأن نثر النجم ضأن وسطها ... وكأنما الجوزاء راعي ضانها # وكأنما فيه الثريا جوهر ... نثرت فرائده يدا دبرانها ومنها يفخر: # أنا طودها الراسي إذا ما زلزلت ... أيدي الحوادث من فؤاد جبانها # PageV01P206 # وعلي للصبر الجميل مفاضة ... زغف أفل بها شباة سنانها # والنفس نفسص من شهيد سنخها ... سنخ غذت منه العلا بلبانها # ما أحول نحوي لحظ مقلة ساخط ... إلا وضعت السهم في إنسانها # ولو أنه نطح النجوم بقرنه ... كنت الزعيم له بنحس قرانها # وقضت بعز النفس مني دوحة ... من عامر أصبحت من أغصانها # يا ابن الأبالج من معافر والذي ... أربى يزيد على علا بنيانها # أعلى كتابك في مهمي حرمتي ... وجلا جوابك من دجى حرمانها # فليطلعن إليك من زهر الحجى ... أبكار شكر لحن في إبانها # حر القوافي ماجد في أهلها ... والشعر عبد في بني عبدانها # مدح الملوك وكان أيضا منهم ... ولقد ترى والشعر من ديوانها # أمسى الفرزدق كفؤها في حوكه ... وجرى القضاء لها على صلتانها هذا - أيد ~~الله المؤتمن - جوهر رطب، نظم بلا ثقب، غاية حسنه لو لفظه بحره على قرب، ~~وقد كان أقل حقوق مولاي أن أقف ببابه، وأخيم بفنائه، وأهدي إليه الشكر غضا، ~~وأنثر عليه المدح نضا، ولكني ممنوع، وعن إرادتي مقموع، يملكني سلطان قدير، ~~وأمير ليس كمثله أمير، شيء غلب صبر الأتقياء، واستولى على عزم الأنبياء، ~~وهو العشق، باطل يلعب بالحق، ليبين ضعف البشر # PageV01P207 # وتلوح قدرة مصرف القدر؛ والذي أشكو منه أغرب الغرائب، وأعجب العجائب، بث ~~شاغل، وبرح قاتل، وصبر يغيض، ودمع يفيض، لعجوز بخراء، سهكة درداء، تدعى ~~قرطبة: # عجوز لعمر الصبا فانيه ... لها في الحشا صورة الغانيه # زنت بالرجال على سنها ... فيا حبذا هي من زانيه # تريك العقول على ضعفها ... تدار كما دارت السانيه # فقد عنيت بهواها الحلوم ... فهي براحتها عانيه # تقاصر عن طولها قونكة ... وتبعد عن غنجها دانيه # ترديت من حزن عيشي بها ... غراما فيا طول أحزانيه طاب لي الموت على ~~هواها، ولذ عندي سقي دمي لثراها: # وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الشباب هنالكا # إذ ms0112 ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا ولما استطرد ~~طيب هذا المساق، وارفض كلمه كالماء المهراق، وخفق جناح العشق المذكور، ~~وتدحرج وصفه كاللؤلؤ المنثور، تحركت لي أطراب، واهتز لرداء شوقي أهداب، ~~وتمحضت نفسي فصارت نفسا، وتراكم ذاك النفس فصار كلاما، وانتظم ذلك الكلام ~~فصار عقدا، فقلت متغزلا، وبما صدر في أيام السرور متمثلا: # PageV01P208 # سقيا لطيب زماننا وسروره ... وغرير عيش مسعف بغريره # ... # ... # ... # وتكفري برداء وصل مقرطق ... كتبوا بنقس المسك في كافوره # متلفع بحريره متضمخ ... بعبيره مترنح بفتوره # وسنان ناولني مدامة طرفه ... فشربتها وسمعت من طنبوره # يدعو بلكنة بربري لم يزل ... يستف بالصحراء حب بريره # متقدم بمضائه متلفع ... بردائه متكلم في عيره # مستفتح لبيانه ببنانه ... يهدي السلام إلى رجال عشيره # متنصب كالغصن إلا أنه ... يهتز من أعجازه وصدوره # طارحته كلما وكنت زعيمه ... غردا أحرك منكبي لزميره # فمشى إلي فثرت غير معفر ... كالليث مطردا إلى يعفوره # وملكته بالكف ملكة قادر ... فانصاع مؤتمر لحكم أميره # فقضيت ما لم أقض فيه بريبة ... يأبى العفاف وعصمتي بحضوره # زمن قضى ثم انقضى فكأنه ... حلم قرأت الموت في تفسيره ومنها: # وبراحتي من فكرتي ذو ذكرة ... عهدت تذاكرني بطبع ذكيره # PageV01P209 # فرد إذا بعثت دياجي صرفه ... هولا علي خبطت في ديجوره # حتى بدا عبد العزيز لناظري ... أملي، فمزقت الدجى عن نوره # ملك تبقى المجد ناصره له ... وتقيل العلياء عن منصوره # ورأى الزمان يحيد عن تأميره ... فسقى سهام المجد من تاموره فإن طعن طاعن ~~على نسيب هذا الشعر، وقال: إن الملوك لا تقابل بمثله، والعظماء لا تتلقى ~~بشبهه، قلنا: ذلك لجهله بأخبارهم، وقلة روايته لآثارهم؛ ولو شئت أن أملأ ~~الصحف وأرقم القراطيش بما جرى عند الملوك ومعهم، وما استعمل لهم، وتوصل به ~~إليهم، لفعلت، ولكني اقتصرت من ذلك على قريب معجب، واكتفيت منه بحديث مطرب. # قال ابن بسام: وأنشد أبو عامر إثر هذا قطعة شعر لأبيه، هي ثابتة في القسم ~~الرابع من هذا التصنيف، قال فيها: # قهقه الإبريق مني ضحكا ... ورأى رعشة رجلي فبكى ثم قال: فإن استهل الطاعن ~~صارخا ms0113، وقال: هكذا الشعر، وهكذا الطبع، وهذا الماء رقة وعذوبة، والهواء ~~لطافة وسهولة، لا ما كنا فيه من الشنائع والقعاقع، قلنا له: # أذن الديك فثب أو ثوب ... وانضح القلب بماء العنب # وتأمل آية معجزة ... ما قرأنا مثلها في الكتب # ركع الإبريق من طاعته ... وبكى فابتل ثوب الأكؤب # PageV01P210 # ولول المزهر ينفي كربي ... وتطربت فأعيا طربي # وربيب قام فينا ساقيا ... كالرشا أرضع بين الربوب # ظبية دون الصبايا قصصت ... فأتت غيداء في شكل الصبي # فتح الورد على صفحتها ... وحماه صدغها بالعقرب # فمشت نحوي وقد ملكتها ... مشية العصفور نحو الثعلب ومنها: # وغمام باكرتنا عينه ... تترع الأفق بدمع صيب # مثل بحر جاءنا من فوقنا ... جرمه من لؤلؤ لم يثقب # فدنا حتى حسبنا أنه ... يمسح الأرض بفضل الهيدب # فسألناه، وقد أعجبنا ... حشوه العين بمرأى معجب: # أنت ماذا - قال: مزن علمت ... كفه النفحة كفا درب # سامني بالشرق أن أسقيكم ... رحمة منه بأقصى المغرب # فسألناه: أين ذاك لنا ... قال: هل يخفى ضياء الكوكب - # [ملك ناصب من خالفكم ... عامري المنتمى والمنصب] # فعلمنا أنها نفحة من ... ورث الجود أبا بعد أب ومنها: # لك كف بالثريا فيضها ... ولها بسط الندى من كثب # كقليب دلوها مترعة ... أشرقت بالماء عقد الكرب # تبصر العينان منه إن بدا ... قمر السرج وشمس الموكب # PageV01P211 # أنجبته للمعالي أسرة ... نزلوا للمجد أعلى الرتب # بنفوس من سناء غضة ... في جسوم بضة من حسب # ووجوه مشرقات أومضت ... ضاحكات في وجوه الكرب # لهم أيام حرب كثرت ... في عداهم داعيات الحرب # لم يطق عام قدما مثلها ... لا ولا عمرو بن معد يكرب # سحبوا من ذيل مجد إذ هم ... للوغى في ظل نقع أشهب # يا ابن أم المجد خذها عبرة ... جد قول يشتهى كاللعب # من بنات اللب زانتك كما ... زان صدر المهر حلي اللبب # خمرة من طيبها قد سبيت ... قطعت نحوك عرض السبسب فإن يراجع - أعزك الله - ~~المؤتمن منصفا فهو أولى به وأستر له، لا كقوم عندنا، حظهم من الفهم الحفظ، ~~ومن العلم الذكر، وهذا حظ القصاص، وأعلى منازل النواح، فترى الممخرق منهم ~~إذا قرئ ms0114 عليه الشعر يزوي أنفه، ويكسر طرفه، وإذا عرضت عليه الخطبة يميل ~~شقه، ويلوي شدقه، فإن تناولهما لم يبق ملحة إلا حشدها، ولا أبقى عفصة فجة ~~إلا جلبها. وأصل قلة هذا الشأن، وعدم البيان، فساد الأزمنة، ونبو الأمكنة؛ ~~وإن الفتنة نسخ للأشياء، من العلوم والأهواء، ترى الفهم فيها بائر السلعة، ~~خاسر الصفقة يلمح بأعين الشنآن، ويستثقل بكل مكان. وهذا رأينا، وحربنا # PageV01P212 # أنا طلبنا البيان، فأدركناه بكل لسان، والتمسنا الإبداع فأثبتنا كل معجب، ~~وأتينا على كل مطرب، فما سقطنا على سوقة يهش إلينا، ولا دفعنا إلى ملك يصبو ~~بنا؛ وليت إذ لم يكن غنم، ألا يكون غرم؛ ووددنا أنا برازخ لا حرب ولا سلم، ~~ولا يقظة ولا حلم " كفى بذلك إنحاء على الزمن ". ولولا أن المؤتمن نجم من ~~تلك الأنجم الكريمة، وفرع من تلك الدوحة القديمة، أمسك على الدنيا عينها، ~~وحفظ عليها زينها، لقلت: إنها نسخ، وإن أصلها مسخ، سناؤها للئيم أو غد، ~~وزمامها بيد بوم أو قرد. # وله من أخرى إلى الوزير ابن عباس: ولما أسندت منك إلى هضبة لا انخرام ~~معها، واستمسكت بعروة لا انفصام لها، إذ ورد علي كتاب رسولي إليك، يذكر ~~تغيرك له، وأنكرت ذلك عليك، ثم تذكرت قولهم: ما نزل حتى رحل، وقول الآخر: # كريشة بمهب الريح ساقطة ... لا تستقر على حال من القلق وفي فصل: وقلت: ~~أستنوق الجمل، ويتضح الكوكب، وتخف حصاة الحلم، ويتضعضع جبل العمل والعلم، ~~ويكبو جواد الهمم، وتزل نعل الكرم، وتغلب الدنيا الدين، ويسطو الشك باليقين ~~- ثم تذكرت علمي بك، وقولي فيك: # غير أني مع الوزير أبي القا ... سم حزب محض من الأحزاب # PageV01P213 # التقي التقي كهلا وطفلا ... فارس الجيش راهب المحراب فعلمت أنك صاحب ~~محراب، ومؤمن بآية الكتاب؛ فتللت الأوهام للجباه، وكبحت الظنون كبحة ~~أقعدتها عن الأشباه، ولم تبق إلا بقية من قول القائل: # ولو ترك الناس الملوك لأحسنوا ... ولكن أولاد الزنا كثير فبحثت عمن طرأ ~~عليك من الأنذال، وحل بساحتك من الأعلاج، فقيل لي: ابن فتح، فأنعمت البحث، ~~وأعملت لطائف الكشف، حتى ms0115 صح عندي أنه كدر صفوك علي، وغير شربك لدي، فقلت: ~~من هاهنا أتينا، وعن هذه القوس اللئيمة رمينا؛ وقصصي مع هذا العلج طويل. # وفي فصل منها: ولم يزل يسعى لإفساد تلك النيات حتى فسدت وانتفضت، وزاد في ~~إفساد الضمائر، ورام التدبير من غير طرق الأكابر، حتى تلف وأتلف، وكانت ~~العاقبة ما عاينت، والمغبة ما شاهدت؛ ولقد سألني أبو جعفر أن ينفرد ذات يوم ~~بأكبر وزيرين عندنا، ووجهني فيهما، وحضرا، فنفث هذا الساحر فانصرفا، ~~فخاطبته بأبيات أقول فيها: # PageV01P214 # هلا سترت الشين بالزين ... من قبل إحضار الوزيرين - # قد علما أنهما أحضرا ... لخلوة أثقل من دين # لما تدانت قاب قوسين ... أصابها الحاسد بالعين # فانصرفا مثل انصراف الفتى ... أسلم إلفا ليد البين # صدهما من قردك المصطفى ... نطحة نطاح بروقين # وما رأى الناس على ما مضى ... من قبله قردا بقرنين # أربعة في مجلس جمعوا ... فطار هذان بهذين # قد لزما جنبيك لم يبرحا ... لهفي على ضيعة جنبين # فأنت ما بينهما جالس ... جلوس أبر بين خصبين وما كان هذا القرد أهلا لأن ~~يحمل عليه حر كلام، ولا ليرمى بفضل بيان. وبالحرا أن يرقم على عتبة دكان، ~~أو يصور على باب حمام، وقد غرس في وجعائه رأس نخلة، وحيي في سعفها عش نحلة؛ ~~أو ينقش في خاتم قيمار، وقد علاه خنزير، وعطس مستنجاه بإبرة زنبور، فإنه ~~بقية من بني إسرائيل الذين استحلوا الحرام، واجترحوا السيئات والآثام؛ فلما ~~عتوا عما نهوا عنه، قيل لهم كونوا قردة خاسئين، فجعلت نكالا لما بين يديها ~~وما خلفها وموعظة للمتقين. # ولولا أنه منتسب إلى آل هاشم، إلى عصابة أقلني كرمهم # PageV01P215 # وأظلتني نعمهم، ومسند على العلات من أبي جعفر، إلى وزير كان لي وزرا، ~~رقرق شرابي، وأخصب به جنابي؛ لأدرت بداره دائرة السوء، وسريت إليها في لمة ~~في صعاليك الأحرار، وصميم الرجال، فأحرقتها على نازلها، وجعلت عاليها ~~سافلها، امتثالا لقوله تعالى في ديار قوم لوط؛ فالشائع لدينا أنها قرار ~~لبنات السحق، وبركة لسمكات العشق، يتناكح بها النسوان بعضهن إلى بعض ~~بالصدقات، ويستعملن خرز جلود ms0116 البقر في الكيرنجات. فالله الله في قبول هذا ~~القرد والالتباس به، فإنه قدار من لزمه، وهو والفرضي رضيعا لبان، وفرسا ~~رهان، ولذا لم يؤثر فيه إذ نقره على الرأس، لأن الأفعى لا تقتلها نهشة ~~الأفعى، وأخاف عليك عاديته، وأتقي على أيامك بادرته؛ كان الله خليفتي عليك ~~يا أبا القاسم؛ والله الله في إعادة نفحة من كرائم نفحاتك على قرية أبي ~~الجودي، فلو أنها الجودي كرامة، وقرية النمل عمارة، لقلت في جنب ما أتغنى ~~به من شكرك، وأترنم به من تقريظك ومدحك. والذي أستقبله من ذلك أكثر منى: ~~علي أن أهدي من ذلك لطيمة إلى جارتك القيروان، وأخرى إلى حبيبتك مكة بيت ~~الرحمن، بكلام عذب، ومساق رطب، يبكي الحجيج، ويقدح نار العجيج، تحن له ~~الرباب، وترق له الأعراب. واعلم أن نعمتك فيها، لشهرتها بك، وارتفاعها ~~بارتفاعك، مكتوبة بكف # PageV01P216 # الثريا في مفرق السماء، نونها الهنعة، وعينها الشولة، وميمها النثرة، فإن ~~أعقبتها " لا "، كان الدبران كاتبها عليك، ترمقها الأبصار، على انتزاح ~~الأقطار. # وفي فصل: وبحثت على من تجرد للتنبيه على مثل ذلك وتفرغ للاشتغال به، ~~فوقعت على الكاتب الوزير، اليقظ النحرير، خالد بن يزيد الكيميائي أبي عبد ~~الله الفرضي، فقلت: شنشنة أعرفها من أخزم، لا يصلح للأفعى مراد الروض، ولا ~~ورود الحوض، ولا يدفع لؤم الكلب، كرم الصحب، وإنما الأخلاق جارية على ~~الأعراق، والأفعال مأخوذة عن الأعمام والأخوال؛ وهذا المذكور مشئوم، أدوى ~~من موم، وأشأم من بوم، يسيء لمن أحسن إليه، ومن أجاره تجنى عليه؛ منته نفسه ~~على ضيق نفسها ملك الملوك، وإحياء وقائع اليرموك، فارتبك فيما ارتبك، ولولا ~~القدر لطحنته الرهك، لقد أخطأت استه الحفرة، وما ثبت عند النفرة؛ أولى له! ~~لقد خبث مغرسه عما حاول، ولؤم معطسه عما تناول؛ وهيهات! لا تبصر الشمس ~~العمش، ولا تهتدي السبل الخفش. وإني لأخاف على سعدك نحسه، وأحذر على يومك ~~أمسه، أفقده الله حسه، وأورده الكنيف # PageV01P217 # رمسه، فإنه لو جاور البحر لسده، ولو جاس أبا قبيس لهده. وما أبعد أن ~~تمنيه نفسه الخبيثة الفتك بك ms0117، والوثوب عليك، فإن أمره أسخف، وصفاقة مخه ~~أشف، من ألا يجري هذا المجرى، ولا يرمي هذا المرمى؛ وربما ساعده القدر: هذا ~~حمزة قعصه وحشي، وبسطام صرعه عاصم، وكسرى فتك به مرازبة له. # وكتب الوزير أبو مروان ابن الجزيري إلى الوزير أبي عامر ابن شهيد: # قل للوزير الذي بانت فضائله ... وقام فينا مقام الغيث نائله # إذ بان فضل مساعيه وهمته ... بين لنا شرح معنى سال سائله: # أواخر الورد إذ تجنيه ملتقطا ... أزكى وأعطر نشرا أم أوائله - # وأي حاليه موجودا ومفتقدا ... أولى وأجدر أن ترعى وسائله - # وقد أتاك لتوديع على عجل ... خضرا مقانعه حمرا غلائله # فامنحه منك قبولا واقض نهمته ... من الوداع فقد زمت رواحله فأجابه: # يا سيدا أرجت طيبا شمائله ... وشاكهت شعره حسنا رسائله # وسائلا لي عما ليس يجهله ... ولا الذي كلف التفضيل جاهله # الورد عهدا ونشرا صنو عهدك لا ... تنسي أواخره طيبا أوائله # PageV01P218 # ووصله في كلا الحالين مفترض ... سيان قاطعه جهلا وواصله # فالعود يخفق، والمزمار يتبعه ... وهاجر الراح قد هاجت بلابله # تخبر بمثل الذي أنت العليم به ... أيامنا والصبا تعصى عواذله قال أبو ~~الحسن: وقد ضارع أبو عامر هذا محاسن الطبقة العالية البغدادية المضارعة ~~التي بانت فيها قوته، ولدنت اختراعاته ومقدرته، فصار يتناول المعنى الحسن ~~فيصيره محسا بحسن مساقه، فمنها وصفه للنحل والعسل: واسعة الأكفال والصدور ~~مرهفة. ووصف البرغوث فقال: أسود زنجي. ووصف البعوضة فقال: مليكة لا جيش لها ~~سواها. ووصف الثعلب فقال: أدهى من عمرو. فهذه أوصاف لو رامها غيره لكبا ~~جواد بنانه، ونبا حسام لسانه. وقد عارضه فقال في صفة النحلة: # وطائرة تهوي كأن جناحها ... ضمير خفي لا يحدده وهم # ملازمة للروض حتى كأنما ... لها كل ما تفتر عنه الربى طعم # تمج بفيها الشهد صرفا ويختفي ... لمشتاره ما بين أحشائها سهم # منافرة للإنس تأنس بالفلا ... مفرقة للشهد، من بعضها السم # فإدناؤها رشد وهتك حجابها ... إذا احتجبت في غير أيامها ظلم وقال في صفة ~~البرغوث: # PageV01P219 # ومنفر للنوم مسكنه إذا ... نام المملك بين أثناء الثياب # يسري إلى الأجسام يهتم عدوه ms0118 ... عن كل جسم صيغ بالنعمى حجاب # ويعض أرداف الحسان وماله ... كف ولكن فوه من أعدى الحراب # متحكم في كل جسم ناعم ... متدلل ما بين ألحاظ الكعاب # فإذا هممت بزجره ولى ولا ... يثنيه عما قد تعوده طلاب # وترى مواضع عضه مخضوبة ... بدم القلوب وما تعاوره خضاب # قرم من الليل البهيم مكور ... يمشي البراز وما تواريه ثياب # عظمت رزيته ولكن قدره ... أخزى وأهون من ذباب في تراب رجع. وله: تخلصك ~~الله منه! ثلاثة سموم: أفعى وعقرب ويعسوب نحل. شرب الماء واردا وعنده حشائش ~~استفادها من كيميائه، تكفيه وعثاء عنائه، إذا رام فتكا أو حاول وثبا. وإذ ~~قد اطرد هذا القول، وانثالت هذه الكلمات، فلا بد من تعريف الموفق - وفقه ~~الله - أصل هذا الفاسق وفرعه، وإن كلفته تطويله وسجعه: صحبته منذ أعوام، ~~أيام اختلافنا إلى الزاهرة، وإذ تلك المواطن قائمة غير دائرة، وبالغرر من ~~آل عامر عامرة، وكنا كثيرا ما نتدارس ضروب العلم: من ادب وخبر وفقه وطب ~~وصنعة وحكمة؛ على أنه في أهل الفهم واو عمرو، أو لسان بظر. وكان - ولا أشعر ~~- يدالس يوالس # PageV01P220 # قد استهتر على الفلوس، واستهلك على التدليس، وصار في ذلك وضح النهار، ~~ونفخة المزمار؛ لو لمس البدور لعادت زيوفا، أو تناول الشموس لغشاها كسوفا، ~~وقصدته يوما، على جهل بتلك الخليقة منه، لأستريح إليه، وألقي من شيئي عليه، ~~فألفيته قد خلا بابه، وغاب بوابه، فولجت فثار إلي صبي غرير أصبته هنالك ~~قائلا لي: طال انتظارنا لك! وتقدمني وسرت حتى انتهيت إلى دار ذات أجوان، قد ~~غشيها دخان، كقطع العنان، تعبق منها صنان، من زرنيخ وكبريت، وزنجفور ~~وأنزروت؛ فتذكرت {يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس، هذا عذاب أليم} ~~(الدخان: 10، 11) فاستشعرت الشر، وأردت الفر، ثم التفت فإذا أنا بأكداس ~~جمر، وآلات تبر، وأشخاص سود وصفر؛ ثم أفضيت إلى بيت فيه عدة أشباح، كأنها ~~قباض الأرواح، غرابيب، بأيديهم كلاليب؛ رزادق قد تقلدت مطارق؛ فلما رأونى ~~صاحوا: فضحكم الواغل، فامحقوه من عاجل؛ فلما نظرت إلى امنية، وخشيت فصل ~~القضية، ضحكت إليهم وقلت ms0119: تخطتكم النعمة، ولا هديتم سبيل الحكمة، أهكذا ~~تعجلون، ولا تدرون من تريدون - قالوا: ومن أنت - قلت: من أخذ الطلق، فسحقه ~~بالمدق، وشق بيد الذكاء، عن زهرة الأشياء، فبشر الآباء بالأبناء. فقالوا: ~~بنار أم بماء - قلت: بهما جميعا وبهواه. فأمضوا إلي ضاحكين، واستقبلوني ~~معتذرين، وقالوا: كدت والله أن تلتهم # PageV01P221 # وتكون السواد المخترم! قلت: وأين أبو عبد الله - قالوا: انفرد يرقق ماء ~~بيض، ويصفق دم حيض، وغرضه استخراج دهن الحجر الكريم؛ فقلت: حبس حديث أو ~~قديم - فنادوا: أواه، أواه! على الخبير سقطتم. ثم تلطفت وخرجت، تطير بي ~~رجلاي، وقد حقن الله دني بعطفه، واستنقذني من يدي منيتي بلطفه. ووصفت لمن ~~استوثقته ذلك بعد أن استكتمته، فجاس وخاص، وكأني أودعت سري ريحا؛ فاضطغن ~~ذلك علي، وأكد ذلك أيضا معاملة عاملني بها أيام حرب المدينة، وكانت حبالها ~~إذ ذاك منية، أعقبته وقع السوط على رأسه، وعض الحجل على ساقه؛ وكان الأمير ~~بها أبو أيوب ابن المرتضى رضي الله عنهما، فأعددت شعرا نويت أن أنشده إياه ~~أول بيعته، وكان ما كان، وبلغه الشعر، فزادت نفسه لي خبثا، ومنه: # فلما بدا فيهم سليمان عندها ... وصاح ابن ذكوان فثار رجال # هدى من ضلال الحائرين محمد ... وأذن بالبيت العتيق بلال # وقام أبو عمران يرأب صدعها ... بسعي تجلى عن هداه ضلال # وزير متى يستوزر الملك رأيه ... أمرت له في النائبات حبال # PageV01P222 # وليس كمنحوس من القوم منحس ... تعاظم حتى قيل ليس ينال # أعانته أموال تخون عينها ... وأعلته غثر سوقة وسفال # له كعب نحس لم يصاحب به امرءا ... على الدهر إلا رد وهو خيال # ففي كل عصر من عصور حياته ... تثل عروش أو تدك جبال # هو الداء فاستأصله تلبس جمالها ... وداء كعوب المنحسين عضال ولما قضي ~~ماقضي، ووقعت تلك الهنات، ودرج أبو أيوب وعظم تأسفي، رميته بأبيات بلغته، ~~فاصطكت أجرام عداوته، وأخذ في وجوه مطالبته، منها. # نالت سليمان منه رجل ... من قبل ما أرجلت أباه # فاستدرجا كاشفي دجاه ... يا ويلة المرء؛ ما دهاه - # يا سخط رب العلا عليه ... إذ أدت المرتضى ms0120 يداه # لم يبق من زمرة المعالي ... إلا هشام العلا أخاه # يا رب فاحرسه لي بعين ... تمنعه الدهر من أذاه وفي فصل: وقال فيه أيضا ~~مسلمة بن عبد الملك: # لا تعرضن لإمام ... فبحر نحسك طامي # أصميتهم دون رمي ... والله إنك رامي ثم اشتدت وطأة هذا الخبيث أيام ~~المستظهر، فلم يبق غاية من اهتضامي إلا امتد لها، وأجرى نحوها، وقصرت به ~~الأقدار دونها # PageV01P223 # وظاهر صاحبه أبا الحسن علي، وقاد مضرته إلي، وصنع شعرا حملنيه عنده، وهو: # يا كسرة دهمتنا ليس تنجبر ... وسبة لحقتنا ما لها عذر # باتت قعودا رجال طاب محتدها ... وقام نذلان في سنخيهما بخر # أمسى قدار يسوس الأمر أجمعه ... لقد تأنق فيما ساءنا القدر # وذا أبو اليسر قد أمسى لها وزرا ... إنا إلى الله، يسر جره عسر # نذلان ما حركا إلا فشا ذفر ... نفح الكلاب إذا ما مسها المطر # لو أن أشياخنا كانت لهم همم ... تبقي رياستنا لم ترأس البقر # لكنهم - وقضاء الله محتمل - ... # إذا هم اجتمعوا يوما لمعضلة ... رأيت نار التقالي كيف تستعر # بوم يرى الشؤم باد في صحيفته ... وقرد سوء على صفحاته وبر فأغريا بي، ~~وأرصدا لي، فكفى الله شرهما؛ فشبا حرب البسوس، وتناقرا على الرؤوس، وكانت ~~هامة أحدهما صينية، أو مرآة هندية، فكبا الجد بمن كبا، ونبا المجد عن هامة ~~من نبا، ليبلغ الكتاب أجله، ويقضي الله أمرا كان مفعولا. # فكيف يصغي الموفق - أيده الله - إلى رجل هذه صفته، وبيني وبينه # PageV01P224 # ما قد شرحته وأوضحته - فليجرني من قبول حديث هذا الخبيث في، وإصغائه إلى ~~كذبه علي، وليجر نفسه من عاديته، وينظر من وجه فائدته، يجده أشقى الأشقياء، ~~وأضعف الضعفاء. إنما هو لطبخ إكسير، أو لشد قصدير، أو لنقش في ذكير، أو ~~لادعاء أعمال، لو لتغشية مثقال، أو إقامة طلسمات، وهو خلي من ذلك كله، ~~والحقيقة نائية عنه، والشعوذة غير مستملحة منه، لبرد طباعه، وقصر باعه؛ ~~وإنما هي لأديب ظريف، ذي فهم لطيف. فأما هو فأبرد من ثلجة، وأشد عفوصة من ~~عفصة فجة، إذا تقبض أنفه، وشمخ طرفه ms0121. ولولا أن المولك لا تتهادى بالوضيع، ~~ولا تعتمد في تحفها غير الرفيع، لرأيت أن تهديه إلى البلينة ملكة البحر، ~~والقيمة بالأمر، لينصرف البارد إلى عنصره، وعسى أن يخرجه البحر بعد حين في ~~عنبره، فيكون أحر قليلا، وأهدى إلى ذلك سبيلا؛ ولولا أن وصف هذا الخبيث ~~داخل في معاتبة الموفق، لما ارتضيت سوقه، ولا غشيته من كلامي روقة، فإنما ~~يتعاتب الأكفاء، ويتمازح الأخلاء. # @فصول قصار اقتضبتها من طويل كلامه # فصل: جلا الشكوك بيقينه، واستنبط معرفة الأعمال من شئونه؛ وقسم ليله ~~نصفين: نصفا للتلاوة، ونصفا للسياسة؛ ويومه شطرين: # PageV01P225 # شطرا للميدان، وشطرا للديوان، فاستجم در الخراج، ونزف دماء الأعلاج، من ~~الأوداج. # فصل: لا نعمة للخالق على المخلوق أجمل عاقبة، وأحمد مغبة، وأروق بهاء، ~~وأسبغ رداء، وأبعد مأثرة، وأيسر مكرمة، من تقى يشعرها قلبه، وأدب يزين به ~~عقله، ولسان مبين يفيضه عليه فيعرب به عن نفسه، ويكشف عن حقيقة ذاته، قال ~~الله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: 13) وقال: {هل يستوي ~~الذي يعلمون والذين لا يعلمون} (الزمر: 9) ، وقال {سلقوكم بألسنة حداد} ~~(الأحزاب: 19) ، وقال: {أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين} ~~(الزخرف: 18) وقال علي رضي الله عنه: قيمة كل امرئ ما يحسن، وقال: المرء ~~مخبوء تحت لسانه. ولذلك كانت الملوك تعدل ببنيها عن التنعم إلى شظف العيش، ~~وتدني محالتهم من البادية، وتبوئهم منازل الفصاحة، لتحتد أفئدتهم، ونمتد ~~ألسنتهم، وينسابوا في لصاب الدهاء، ومزاحف النكراء، فيجيدوا الحز، ويطبقوا ~~المفصل، ويسوسوا النوب، ويكبتوا الخصوم، ويخرجوا من الغماء، ويمضوا قدما في ~~الشنعاء، كما قال عمرو لمعاوية: # فإن تعطني مصرا فأربح بصفقة ... أخذت بها شيخا يضر وينفع وإن امرءا يقابل ~~ابن هند بهذا، وهو هو، لفضفاض قميص الأدب، طويل نجاد المعرفة، موقوف على ~~ذروة الفضل. # PageV01P226 # فصل: واصل الجهاد، واستأصل الكفر والعناد، واتخذ ظهر الجواد بيتا، وظل ~~اللواء كنا، واستبدل من نقر الكران قرع الطبول؛ ومن نغم القيان شجا الصهيل، ~~ومن وجبة المعازف لجب الجيوش؛ يمشي في الهجير، ويسري في الزمهرير، ويحن إلى ~~الأذان والتكبير؛ في ms0122 خطة إبليس، ومصدح الناقوس. # فصل: كنت أسمع من هذه المآثر والمكارم مثل نفح الصبا، ويقرع أذني منها ~~جرس ألذ من نغمة الصبا، فلا أكذب، لصدق الشاهد، وأمانة الناقل، وكثرة ~~القائل. والحكيم أبو فلان خادم الشيب، ومصلح العيب، وله جوارشات مؤلفة، ~~حارة مفلفلة، تكاد ترد الخصي فحلا، والثور المسن عجلا. # فصل: أجل ما بيننا ارتضاع الكاس، وشم الآس، والجري في حافات الصبا، ~~والصيد بالسكر في الربى؛ وإن كانت هنات مخلقة، وأوقات موبقة، ذهبت وبقي ~~وزرها، وظعنت وأقام شرها، فإن المرجوع للعليم الحكيم، رب العرش العظيم. # وله من رقعة خاطب بها مجاهدا أمير دانية وقته: قد يحلف الغمام، وتغدر ~~اللئام، وتقطع الأرحام. من عز بز، ومن ريش طار، ومن سارت به الأيام سار، ~~وعلى الجد المدار. جد كبا، وحسام نبا، وآمال # PageV01P227 # تفرقت أيدي سبا. كلمات أنثرها عليك، وآمال أصرفها إليك. كنا قبل أن ترمي ~~بنا النوى مراميها، وتلقي الخطوب علينا مراسيها، وتمخضنا الأيام مخضا، ~~وتركض بنا الليالي ركضا، تر بي صحبة، وحليفي صبوة؛ قد تخلينا عن الأنساب، ~~وانتسبنا إلى الآداب، والدار إذ ذاك صقب، والملتقى كثب؛ فإذا شمخ بأحدنا ~~مارن، وثار به كمد ساكن، بعتب على زمن، وتقصير بإرادة عن سكن، تعاطينا كأس ~~الشكوى، وتجاذبنا حبل البلوى، والزمان غر، وحواصلنا صفر، نترنم ترنم ~~الحمام، على زق الجمام؛ ثم ألقت الأيام علينا بكلكل، وأناخت من فوقنا ~~بجران، فنثرتنا بكل فج عميق، وأفق سحيق، نثر الدرر، شذر مذر؛ ونفحت عليك ~~رياح السعد، وجاءتك المنى من تهامة ونجد، وامتطيت ظهر الجوزاء، وافترشت ~~لبدة العواء؛ وكلما دعيت إلى النزال والعراك، تترست بالثريا وطعنت بالسماك، ~~فزحمت منكب الدهر، وقضيت أربك منه على قهر. فكان أول حيصتك عن الرفاء، ~~وحيدتك عن رعاية قديم الإخاء، أن تركت المخاطبة، وأضربت عن المكاتبة، خشية ~~أن يكون كلنا عليك، ورغبتنا في ما لديك، وهيهات! يأبى ذلك كرم محض، وهمة ~~علياء ما لها خفض. ثم قلت: حمل أحسن الظن أجمل، والقضاء بأكرم العهد قبل، ~~قد تشتغل الرؤساء، وتتجاذب العظماء، وعينه مع ذلك راعية ms0123، وأذنه واعية، ~~وإنما الوصل بالفؤاد لا بالمداد، والالتقاء بالحلوم لا بالجسوم، فانطويت ~~على ود، وثبت على صحة عقد. ثم دارت الدهور، وطلع البشير، أن قيل طالعكم ~~عسكر جرار، فيه لأسد العرين نار، قضي لكم # PageV01P228 # به الأمر، وخفقت عليكم ألوية النصر، فقلت: من زعيم هذا الجيش - قيل لي: ~~أخوك أبو الجيش [قلت: رؤوف عطوف، شقاق للصفوف، وواحد يعدل بألوف. وقلت: رد ~~شهيد في أمتك] من أمم، وجاءتك تسعى على قدم، وضح الصبح لذي عينين، وأمكن ~~البطش ذا يدين؛ هذا حبيبك قائد أعنتها، وذا خليلك مالك أزمتها، هذا أبو ~~الجيش مصعب على مقرب، ومغضب يضرب بمقضب، آن لذهب العلم أن يزف، وحان لجوهر ~~الفهم أن يشف؛ ويل للجهل وبنيه، وعشيرته وأقربيه. # وفي فصل: ولقيت إخوانا لقوك، فو الذي جعل الغدر من شعارهم، والحذر من ~~دثارهم، ما أجروا في ذكرك، فضلا على أن يجروا ذكري لك. وهم يعلمون أن مرماي ~~غير مرماهم، ومغزاي سوى مغزاهم، ويوقنون أن أبعد آمالي في صديق إذا سما، ~~وأرفع رغباتي لديه إذا طمى، انفراج بابه، وانهتاك حجابه، يمتعني بإشراق ~~وجهه، ويوردني غدير بشره، ويزنني بغيري من إخوانه، ويضربني بسواي من أهل ~~زمانه، ولا يقلل حظي من إكرامه، ولا يهجر قسطي من لطيف اهتمامه، بعد أن ~~يعدل القسطاس، ويميز الذهب من النحاس. # وفي فصل: وهذا أخف حمل وأيسر. فأدركني ما يدرك من طاب غرسه، وكرمت عليه ~~نفسه، وأزمعت على المقاطعة، فقلت: الصبر # PageV01P229 # أولى، والإنصاف أحجى، لا بد أن توفى الرجال مقاديرها في أزمانها، ويستحال ~~لها عند استحالة أعيانها؛ وتخشع من أوهد لمن أصعد سداد، وتلين من أتهم لمن ~~أنجد رشاد، فتقلقلت واضطربت، وتجمعت لي وانقبضت، ثم جاشت كما يجيش البحر، ~~له همهمة وزخر، فقالت: ثكلتك المكارم يا ابن المكارم! ألست من أشجع في ~~العلا، ومن شهيد في الذرى، وللخالق في صدرك حكمة، وللرزاق في حجرك نعمة - ~~تقول بهذه فتسمع، وتعنى بتلك فلا تخضع، وساويت امرءا لم تحتج إليه، ووازنته ~~ما لم تطمع فيما لديه - لا أسر إنما أعلن، قيمة ms0124 كل امرئ ما يحسن. قلت لها: ~~فأين اليأس - قالت: هو في القلب والرأس، لئن أصابه غيرك فارسا، إنك لغير ~~بعيد منه راجلا، فقلت: لقد أدركتك عجرفية، واستولت عليك أعرابية، لا بد من ~~قصدي أبا الجيش، قالت: ليهنك العيش، في أبرد من ظل الخيش! وقصدتك من جهتي، ~~فلم أشك ولم أقر، ولم أعرف ولم أنكر، وانصرفت بين الحالتين، لا قرب ولا ~~شحط، ولا رضى ولا سخط. # [وعرضت] فصول من كلامه على الكاتب أبي بكر المعروف باشكمياط فقال: فقر ~~حسان إلا أنه عثر عليها. فوصل كلامه إلى أبي عامر فكتب إليه: ما أغيرك أبا ~~بكر، على نظم ونثر، لو إليك كان العلم، أو بكفك كان # PageV01P230 # الفهم، لم تترك لأرض أعلاما، ولا لغيرك إنعاما؛ أحشا عند رعدتك -! عرضت ~~عليك الدر منظوما، فقلت: نعم ما صنعت لو اخترعت؛ وما أحسن ما أطلت لو ~~ابتدعت. معرضا بالتقصص، ومشيرا إلى التلصص؛ هيهات! لا يزيد الحز من الغرب، ~~ولا يضيء السليط في لأقطعن حبالك هاجرا، ولأتركن ليلك ساهرا. # وله في فصل: وإصابة البيان لا يقوم بها حفظ كثير الغريب، واستيفاء مسائل ~~النحو، وإنما يقوم بها الطبع مع وزنه من هذين: النحو والغريب؛ ومقدار طبع ~~الإنسان إنما يكون على مقدار تركيب نفسه مع جسمه، فمن كانت نفسه في أصل ~~تركيبه مستولية على جسمه، كان مطبوعا روحانيا، يطلع صور الكلام والمعاني في ~~أجمل هيئاتها، وأروق لبساتها؛ ومن كان جسمه مستوليا على نفسه - من أصل ~~تركيبه - والغالب على حسه، كان ما يطلع من تلك الصور ناقصا من الدرجة ~~الأولى في الكمال والتمام # PageV01P231 # وحسن الرونق والنظام. فمن كانت نفسه المستولية على جسمه فقد تأتي منه في ~~حسن النظام، صور رائقة من الكلام، تملأ القلوب، وتشعف النفوس. فإذا فتشت ~~لحسنها أصلا لم تجده، ولجمال تركيبها أسا لم تعرفه؛ وهذه هو الغريب، أن ~~يتركب الحسن من غير حسن، كقول امرئ القيس: # تنورتها من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي فإن هذه ~~الديباجة إذا تطلبت لها أصلا من غريب معنى لم تجده؛ وكقول ms0125 أبي نواس: # طرحتم من الترحال ذكرا فغمنا ... فلو قد شخصتم صبح الموت بعضنا ثم قال ~~فيها: # سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... هواك، لعل الفضل يجمع بيننا فهذا من ~~الكلام الغث، واللفظ الرث، الذي لو رامه حمار الكساح لأدركه، ولكن له من ~~التعلق بالنفس، والاستيلاء على القلب ما ترى. # وفي فصل له: وقول الجاحظ: إنا إذا اكترينا من يعلم صبياننا النحو # PageV01P232 # والغريب قنع منا بعشرين درهما في رأس كل شهر، ولو اكترينا من يعلمهم ~~البيان لما قنع منا بألف درهم. ولم يقل هذا إلا وقد ألف " كتاب البيان ". ~~ولو كشف فيه عن وجه التعليم، وصور كيفية التدريج، لأرى كيف وضع الكلام، ~~وتزيين البيان، وكيف التوصل إلى حسن الابتداء، وتوصيل اللفظ بعد الانتهاء، ~~وأبدى لهم عن تدبير المقاطع والمطالع، فإنها معادن الصنعة، ومواضع مفاتح ~~الطريقة؛ ولكنه استمسك بفائدته، وضن بما عنده، غيرة على العلم، وشحا بثمرة ~~الفهم، وعرف أن النفع كثير، والشاكر قليل، فلم يفد بما أوضح من أمر البيان ~~فائدة غير أهله، ومن كرع في حوضه، واستاف من نده. وأما أن يخلارج مبتدئا، ~~أو يعلم جاهلا فلا ألبتة. # وفي فصل له: قال أبو عمار: وقد كنا أطعمنا من هذا الطعام بعض التلاميذ، ~~فاستطابه وعلم مقداره، ولكن البطالة على الفتيان غالبة، والسآمة عليهم ~~مستولية؛ فمن بنى على تعليم هذا الشان فلا يعلم إلا أهل النجابة والمثابرة ~~على التعليم، لأنه من لم ينجب له تلميذ حمل عليه ذلك النقص، وظن به العجز. # جلس إلي يوما يوسف بن إسحاق الإسرائيلي، وكان أفهم تلميذ مر بي، وأنا ~~أوصي رجلا علي من أهل قرطبة، وأقول له: إن للحروف # PageV01P233 # أنسابا وقرابات تبدو في الكلمات، فإذا جاور النسيب النسيب، ومازج القريب ~~القريب، وطابت الألفة، وحسنت الصحبة؛ وإذا ركبت صور الكلام من تلك، وحسنت ~~المناظر، وطابت المخابر، أفهمت - قال لي: إي والله، قلت له: وللعذوبة إذا ~~طلبت، والفصاحة إذا التمست، قوانين من الكلام، من طلب بها أدرك، ومن نكب ~~عنها قصر، أفهمت - قال: نعم، قلت: وكما تختار ms0126 مليح اللفظ، ورشيق الكلام، ~~فكذلك يجب أن تختار مليح النحو، وفصيح الغريب، وتهرب عن قبيحه، قال: أجل، ~~قلت: أتفهم شيئا من عيون كلام القائل: # لعمرك إني يوم بانوا فلم أمت ... خفاتا على آثارهم لصبور # غداة التقينا إذ رميت بنظرة ... ونحن على متن الطريق نسير # ففاضت دموع العين حتى كأنها ... لناظرها غصن يراح مطير فقال: إي والله، ~~وقعت " خفاتا " موقعا لذيذا، ووضعت " رميت " و " متن الطريق " وضعا مليحا، ~~وسرى " غصن يراح مطير " مسرى لطيفا، فقلت له: أرجو أنك تنسمت شيئا من نسيم ~~الفهم، فاغد علي بشيء تصنعه. قال أبو عامر: وكان ذلك اليهودي ساكتا يعي ما ~~أقول؛ فغدا ذلمك القرطبي فأنشدني: # حلفت برب مكة والجمال ... لقد وزنت كروبي بالجبال # PageV01P234 # في أبيات تشبهه. وجاء اليهودي فأنشدني: # أيمم ركبانهم منعجا ... وقد ضمنوا قلبك الهودجا - واستمر إلى آخر قصيدته، ~~فأتى بكل حسن، فقال لي ذلك القرطبي: شعر اليهودي أحسن من شعري، قلت: ولا ~~بأس بفهمك إذ عرفت هذا. ولم يزل يتدرب باختلافه إلي حتى ندي تربه، وطلع ~~عشبه، ثم تفتح زهره، وضاع عبقه. ورآني أستعمل وحشي الكلام في مواضعه ولم ~~يشعر بحسن الوضع فاستعمل شيئا منه وعرض علي، فقلت: استره، فقال: تبخل علي ~~به. وعرضه على ابن الإفليلي، فقال له: تنكب هذا الكلام، فقال له: إن أبا ~~عامر يستعمله، فقال: يضعه في موضعه، وهو أدرب منك في استعمال. # وفي فصل له: وربما لاذ بنا المستطعم باسم الشعر ممن يخبط العامة والخاصة ~~بسؤاله، فيصادف منا حالة غير ذات فضلة، لا تتسع له في كبيرة مبرة، فنشاركه ~~ونعتذر له؛ وربما أفدناه بأبيات يعتمد بها البقالين ومشيخة القصابين، فإذا ~~قرعت أسماعهم، ومازجت أفهامهم، در حلبهم، وانحلت عقدهم، وجل شخص ذلك البائس ~~في عيونهم، فما شئت إذ ذاك من خبزة وثيرة يحشى بها كمه، ورقبة سمينة تدفن ~~في مخلاته، ومن كوز فقاع يصب في فمه، وتينة رطبة يسد بها حلقومه، وسنبوسقة ~~ودكة تدس تحت لسانه # PageV01P235 # وفالوذجة رطبة يحنك بها حنكه، فلا يكاد البائس يستتم ذلك حتى يأتينا فيكب ms0127 ~~على أيدينا يقبلها، وأطرافنا يلطعها، راغبا في أن نكشف له السر الذي حرك ~~العامة فبذلت ما عندها له، وبادرت بدرها إليه. وتعليمه ذلك النحو من أنحاء ~~السحر لا نستطيعه، لأن هذا الذي يريده منا هو تعليمه البيان، وبين فكره ~~وبينه حجاب؛ ولكل ضرب من الناس ضرب من الكلام، ووجه من البيان؛ والمرء لا ~~يفجر صفاة غيره إلا أن يوفي على معرفة ذلك بفهمه التبيين والتبين، ويكون من ~~المستنبطين بوجوه الحيل على قوانين قائمة، وأصول ثابتة، فتكون النتيجة ما ~~سمعت. # وفي فصل: وأصعب من هذا تحريك البخلاء من الكبراء إلى البذل، لأنهم ~~بعادتهم لا تمكن نقلتهم لعزتهم، ولما اشتملت عليه ثياب مجدهم، فلا ينجع ~~تقريظهم؛ فها هنا يحتاج إلى أثقب ما يكون من الذهن، وأوسع ما يمكن من ~~الحيلة، إلا أن هذه العصابة لا يتمكن لذي التفاهة تحريكها، ولا بد لها من ~~طبقة يكون لها في العين بعض التصويب والتصعيد، ولهذا صار سب الأشراف عسيرا ~~عويصا؛ فإنك تجدهم يتدحرج عنهم قبيح المقال، ولا يضعضعهم خبيث الكلام، لقوة ~~بنيانهم، وثبات أركانهم؛ فهدم بنيان هؤلاء صعب، ولذلك فخرت العرب بمن لا ~~يمكن له ذلك فيهم من أهل الكلام، ولذلك سب # PageV01P236 # الأشراف، واستحسنوا من ذلك قول ابن صفوان في شبيب: ليس له صديق في السر، ~~ولا عدو في العلانية. # وفي فصل له: قال أبو عامر: وكما أن لكل مقام مقالا، فكذلك لكل عصر بيان، ~~ولكل دهر كلام، ولكل طائفة من الأمم المتعاقبة نوع من الخطابة، وضرب من ~~البلاغة، لا يوافقها غيره ولا تهش لسواه. وكما أن للدنيا دولا، فكذلك ~~للكلام نقل وتغاير في العادة. ألا ترى أن الزمان لما دار كيف أحال بعض ~~الرسم الأول في هذا الفن إلى طريقة عبد الحميد وابن المقفع وسهل بن هارون ~~وغيرهم من أهل البيان - فالصنعة معهم أفسح باعا، وأشد ذراعا، وأنور شعاعا، ~~لرجحان تلك العقول، واتساع تلك القرائح في العلوم. ثم دار الزمان دورانا، ~~فكانت إحالة أخرى إلى طريقة إبراهيم بن العباس ومحمد بن الزيات وابني وهب ms0128 ~~ونظرائهم، فرقت الطباع، وخف ثقل النفوس. ثم دار الزمان فاعترى أهله ~~باللطائف صلف، وبرقة الكلام كلف، فكانت إحالة أخرى إلى طريقة البديع وشمس ~~المعالي وأصحابهما. # وكذلك الشعراء انتقلوا عن العادة في الصنعة بانتقال الزمان، وطلب كل ذي ~~عصر ما يجوز فيه، وتهش له قلوب أهله، فكان من صريع الغواني وبشار وأبي نواس ~~وأصحابهم في البديع ما كان، من استعمال أفانينه والزيادة في تفريغ فنونه. ~~ثم جاء أبو تمام فأسرف في التجنيس، وخرج عن العادة، وطاب ذلك منه، وامتثله ~~الناس، فكل شعر لا يكون اليوم # PageV01P237 # تجنيسا أو ما يشبهه تمجه الآذان، والتوسط في الأمر أعدل؛ ولذلك فضل أهل ~~البصرة صريع الغواني على أبي تمام، لأنه لبس ديباجة المحدثين على لأمة ~~العرب، فتركب له من الحسن بينهما ما تركب. # وفي فصل له: قال أبو عمار: أهل صناعة الكلام متباينون في المنزلة، ~~متفاضلون في شرف المرتبة، على مقدار إحسانهم وتصرفهم. # فمنهم الذي ينظم الأوصاف، ويخترع المعاني، ويحرز جيد اللفظ، إلا أنه يصعب ~~عليه الكلام، ويكد قريحته التأليف، حتى إنه ربما قصر في الوصف، وأساء ~~الوضع. فهذا في الأبيات القليلة نافر، وفي القريبة المأخذ سائر، وفي طريقة ~~الجمهور الأعظم ذاهب، حتى إذا ازدحمت عليه، وانحشدت إليه، وطالبته ببهاء ~~البهجة، وشرف المنزلة، وقف وانفل، وتلاشى واضمحل. # ومنهم الكارع في بحر الغزارة، القادح بشعاع البراعة، الذي يمر مر السيل ~~في اندفاعه، والشؤبوب في انصبابه، لا يشكو الفشل، ولا يكل على طول العمل، ~~إذا ازدحمت في الكلام عليه المطالب، وعلقت بحواشي فكره المآرب، وحشرت عليه ~~الصعائب والغرائب، استقل بها كاهله، واضطلع بثقلها غاربه، وأعارها من نظره ~~لمحة، ومن فكره قدحة، ثم رمى بها عن جانبيه، قد رويت بمائها، ولبست شعاع ~~بهائها، وبقي # PageV01P238 # كاللقوة في المرقب، سام نظره، قد ضم حجناحيه، ووقف على مخلبه، لا تتاح له ~~جارحة إلا اقتصها، ولا تنازله طائرة إلا اختطفها، جرأته كشفرته، وبديهته ~~كفكرته، فذلك الألسن يوم حرب الكلام، لا تخطئ ضربته، ولا تصاب غرته. # ومنهم من يتجافى الكلام، ويروغ عن المقال، فإذا ms0129 مني به، أخذ بأطراف ~~المحاسن، وشارك في أنحاء من الصنعة، وجل ما عنده تلفيق وحيلة، وبذلك يصاحب ~~الأيام، ويجاري أبناء الزمان، ما كان له عقل يغطى على نقصانه، وسياسة يسوس ~~بها فحول زمانه. ومن خرج عن هذه الطبقات الثلاث لم يستحق اسم البيان، ولا ~~يدخل في أهل صناعة الكلام. # وفي فصل له: قال أبو عامر: وقوم من المعلمين بقرطبتنا ممن أتى على أجزاء ~~من النحو، وحفظ كلمات من اللغة، يحنون على أكباد غليظة؛ وقلوب كقلوب ~~البعران، ويرجعون إلى فطن حمئة، وأذهان صدئة، لا منفذ لها في شعاع الرقبة، ~~ولا مدب لها في أنوار البيان. سقطت إليهم كتب في البديع والنقد فهموا منها ~~ما يفهمه القرد اليماني من الرقص على الإيقاع، والزمر على الألحان، فهم ~~يصرفون غرائبها فيما يجري عندهم تصريف من لم يرزق آلة الفهم، ومن لم تكن له ~~آلة الصناعة، مما هي مخصوصة بها، لا تقوم تلك الصناعة إلا بتلك الآلة؛ # PageV01P239 # فهو كالحمار لا يمكنه أن يتعلم صناعة ضرب العود والطنبور، لتوتد رسغه، ~~واستدارة حافره، ولا له بنان يجس به على دستبان. ولو جاز أن يكون حمار ~~يغني: # ما بال أنجم هذا الليل حائرة ... أضلت القصد أم ليست على فلك وشبهه، من ~~أجل أن له حنكا ولسانا وقصبة رئة، لما جاز أن يوقع بالمضراب على الأوتار، ~~ويتمم بجس الأنامل، ويرخي الوتر في مجرى السبابة والبنصر، فيبلبل بنشيده، ~~ويولول في ضربه على بسيطه. # فهذه حال العصابة من المعلمين: يدركون بالطبيعة، ويقصرون بالآلة. ~~وتقصيرهم بالآلة هو من طريق العلل الداخلة من فساد الآلة القابلة ~~للروحانية، والخادمة لآلات الفهم، الباعثة لرقيق الدم في الشريانات إلى ~~القلب، وزيادة غلظ أعصاب الدماغ ونقصانها عن المقدار الطبيعي. يعين على ذلك ~~بالحدس وطريق الفراسة فساد الآلة الظاهرة، كفرطحة الرأس وتسفيطه، ونتوء ~~القمحدوة، والتواء الشدق، وخزر العين، وغلظ الأنف، وانزواء الأرنبة. ~~فنستعيذ بالله ألا يشوه خلقة قلوبنا، ولا يجسي أجرام أكبادنا، ويضم أوتارنا ~~وأعصابنا، ولا يعظم أنوفنا، ولا يجعلنا مثلة للعالمين. # PageV01P240 # وفي فصل له: وليس العجب في ms0130 هذه العصابة إلا من أبي القاسم، فإنه زاد ~~عليهم في الصناعة، وبزهم بوفور البضاعة. دخل الشعراء فأخذ لباقتهم، وصار في ~~جملة الكتاب فاستعار صلفهم ورشاقتهم، وباشر أهل الحساب فاستفاد طريقة ~~البراهين، وناظر أهل الجدل فتعلم القوانين، وعرف عناصر الكلام؛ فكل علم ~~يزعمه قبض يده، وكل جد وهزل فإليه منسوب، وعنه مأخوذ؛ وهو مع ما اجتمع له ~~من ذلك كله، وحبي به، أشدهم صبابة بألا يكون بالأندلس محسن سواه، ولا مجيد ~~حاشاه. وكان الرأي عندي له أن يسكن أرض جليقية أو قطرا بعد عن الإسلام، حتى ~~لا يسمع فيه الخطيب ذكرا، ولا يحس لشاعر ركزا، فيكون هناك فردا. # ومن العجب أيضا في أمره أن كل كاتب كتب للسلاطين عندنا، وكل شاعر مدحهم، ~~رويت أشعاره ورسائله غير أبي القاسم وحده. على أنه إنما جلس للتعليم على ~~هذا المعنى. وربما عرض بأن يؤخذ منه شيء من أشعاره ورسائله ولا يجيبه ~~تلميذ؛ والمحروم محروم؛ ولو أنه اشترى # PageV01P241 # الزبيب لصبيان المساجد، وقشور أصل الجوز لصبغ شفاه خراجيات الخانات، وروى ~~الطبقتين ما عنده، لعرضتا رسومه وجعائله، ورويتا أشعاره ورسائله، وغنتا بها ~~على قوارع الطرق ومناقع المياه ومطارح الزبول، كما تغنبان أشعارهما، وتسعان ~~حماقتهما، فيكون ذلك سببا إلى أن تدب وتدرج، وتعتاد الطيران فتطير، ويراها ~~الناس فتعرف. وهو مع هذا كله يسمينا الهمج الهامج، ويسمي البديع والصابئ ~~وشمس المعالي العضاريط. وهو أبخل أهل الأرض لا محالة. ولم يقصر بنا عنده ~~إلا توقيرنا لثغامته. وهو يرى أن بعض صبيانا قد أقلقوه حين قالوا: ليست ~~مشيته مشية أديب، ولا وجهه وجه أريب، ولا جلسته جلسة عالم، ولا أنفه أنف ~~كاتب، ولا نغمته نغمة شاعر. وحكوا أنه إذا مشى الخيزلى، وتقدم قليلا ثم رجع ~~القهقرى، والقصبة في يده، والخرج على عاتقه، أحذق الناس في إخراج لعبة ~~اليهودي، فأقلقوه بما يسمع، فكيف لو عضته أنياب غير مفلولة، وخدشته أظافر ~~غير مقلمة # PageV01P242 # وفي فصل له: ذكر يوما عند أبي القاسم سهل بن هارون والجاحظ، فضرب فيها ~~مثل العامة: بينها ما بين الملائكة ms0131 وصبيان الحرس. هذا من الإنحاء العظيم ~~على سهل. والأولى أن يسميا محسنين، إلا أن سهلا كاتب سلاطين، والجاحظ مؤلف ~~دواوين. وقد يؤدي النظر إلى أنهما في طريقين مختلفين، وكلاهما محسن في ~~بابه؛ إلا أنه لم ير أغبن من الجاحظ لنفسه؛ إن كان واحد البلاغة في عصره، ~~فما باله لم يلتمس بها شرف المنزلة بشرف الصنعة، وقد رأى ابن الزيات ~~وإبراهيم بن العباس بلغا بها ما بلغا، وهو يلتمس فوائدهما والجاه بهما - ~~فلا يخلو في هذا إما أن يكون مقصرا عن الكتاب وجمع أدواتها، أو يكون ساقط ~~الهمة، أو يكون إفراط جحوظ عينيه قعد به عنها، كما قصر بي أنا فيها ثقل ~~سمعي، وبأبي القاسم ورم أنفه. إذ لا بد للملك من كاتب مقبول الصورة تقع ~~الصورة عليها عينه، وأذن ذكية تسمع منه حسه، وأنف نقي لا تذم أنفاسه عند ~~مقاربته له. ولذلك استحسنوا من الكاتب أن يكون طيب الرائحة، سليم آلات ~~الحواس، نقي الثوب، ولا يكون وسخ الضرس، منقلب الشفة، مكحل الاظفور، وضر ~~الطوق. وربما أنكر منكر قولنا في شرط جمع أدوات الكتابة فقال: وأي أداة ~~نقصت الجاحظ - فنقول: أول أدوات الكاتب العقل، ولا يكون كاتب غير عاقل. وقد ~~نجد عالما غير عاقر، وجدليا غير حصيف، وفقيها غير حليم. وقد وجدنا من ينسب ~~العقل إلى سهل أكثر من نسبته إلى الجاحظ. لو شهد الجاحظ # PageV01P243 # سهلا يخادع للرشيد ملكا، ويدبر له حربا، ويعاني له إطفاء جمرة فتنة، ~~مستضلعا في ذلك كله بعقله، وجودة علمه، لرأى أن تلك السياسة غير تسطير ~~المقال، في صفة غراميل البغال، وغير الكلام في الجرذان، وبنات وردان، ولعلم ~~أن بين العالم والكاتب فرقا. # وفي فصل له: ومن دليل تقصير عصابة المعليمن أنهم لا يقدومون أن يجعلوا ما ~~يحملون من المعرفة تصنيفا، ولا تغزر مادتهم أن ينشئوها تأليفا، وإنما تفسو ~~به أنفاسهم فسوا بين تلاميذهم، ولا يقدر أن يزيد في النفخ فيضرط به ضراطا ~~يسمع. فهم في ذلك أمثال الجنادب، وقرناء الخنافس لا توازن الظربان في قوة ~~فسائه ms0132، وإن زادت عليه في نتنه، ولا يبلغون درجة الحمار الوحشي في شدة ~~ضراطه، وإن شاركوه في اسمه، ولا تروى لهم نادرة، ولا تؤثر عنهم في البلاد ~~شاردة. # قال: ومما علم من خلق هذه العصابة إذا لمحتنا أبصارهم قابلونا بالملق، ~~وهم منطوون على حسد وحنق. فإذا جمعتنا المحافل، وضمتنا المجالس، تراهم ~~إلينا مبصبصين، وعن الأخذ في شيء من تلك المعاني زائغين. وإنما يتبين تقصير ~~المقصر، وفضل السابق المبرز، إذا اصطكت الركب، وازدحمت الحلق، واستعجل ~~المقال، ولم توجد فسحة لفكرة، ولا أمكنت نظرة لروية؛ أو في مجالس الملوك ~~عند أنسها وراحتها، فإنه يقع فيها، ويجري لديها، ما لا ينفع له الاستعداد، ~~ولا # PageV01P244 # ينفذ فيه غير الطبع والغريزة المتدفقة. فترى الجواد السابق إذ ذاك متشوفا ~~بأذنه، باحثا لكديد الإحسان بيده، طامح النظر، صهصلق الصهيل، وأهل الصنعة ~~خرس، لا يسمع لهم جرس، ولا شيء عندهم غير حسو الكاس، وشم الآس، وتنفس ~~الصعداء، قد اصفرت ألوانها، وقلصت شفاهم، كأنهم من رجال عذرة. وما أذكر أني ~~فزت من هذا المجلس بخطير غير مرة، بين يدي هشام بن محمد، والمجلس قد غص ~~بالعمائم والطماطم من أهل المصر لجواب بعض الرؤساء عن فصول خبيثة حادة لا ~~جواب فيها ولا عذر عنها. فجرى ما أكره ذكره من أجل أنه متصل بتعجيز أهل ~~البيضة، والغض من الأصحاب، على أنهم جدراء بذلك، لقلة إنصافهم لنا، وتسلطهم ~~علينا، وإسرافهم في ثلبنا. # @فصول من رسالة سماها بالتوابع والزوابع، وإن صدرت عنه # @مصدر هزل، فتشتمل على بدائع روائع # قال في صدرها مخاطبا لأبي بكلار ابن حزم: لله أبا بكر ظن # PageV01P245 # رميته فأصميت، وحدس أملته فما أشويت! أبديت بهما وجه الجلية، وكشفت عن ~~غرة الحقيقة، حين لمحت صاحبك الذي تكسبته، ورأيته قد أخذ بأطراف السماء، ~~فألف بين قمريها، ونظم فرقديها، فكلما رأى ثغرا سده بسهاها، أو لمح خرقا ~~رمه بزباناها، إلى غير ذلك. فقلت: كيف أوتي الحكم صبيا، وهز بجذع نخلة ~~الكلام فاساقط عليه رطبا جنيا - أما إن به شيطانا يهديه، وشيصبانا يأتيه؛ ~~وأقسم أن ms0133 له تابعة تنجده، وزابغة تؤيده، ليس هذا في قدرة الإنس، ولا هذا ~~النفس لهذه النفس. فأما وقد قلتها أبا بكر فأصخ أسمعك العجب العجاب: # كنت أيام كتاب الهجاء، أحن إلى الأدباء، واصبوا إلى تأليف الكلام، فاتبعت ~~الدواوين، وجلست إلى الأساتيذ، فنبض لي عرق الفهم، ودر لي شريان العلم، ~~بمواد روحانية؛ وقليل الالتماح من النظر يزيدني، ويسير المطالعة من الكتب ~~يفيدني، إذ صادف شن العلم طبقة. ولم أكن كالثلج تقتبس منه نارا، ولا ~~كالحمار يحمل أسفارا. [فطعنت ثغرة البيان دراكا، وأعلقت رجل طيره أشراكا، ~~فانثالت لي العجائب، وانهالت على الرغائب] . وكان لي أوائل صبوتي هوى اشتد ~~به كلفى، ثم لحقي لعد ملل في أثناء ذلك الميل. فاتفق أن مات من كنت أهواه ~~مدة # PageV01P246 # ذلك الملل، فجزعت وأخذت في رثائه يوما في الحائر وقد أبهمت علي أبوابه، ~~وانفردت فقلت: # تولى الحمام بظبي الخدور ... وفاز الردى بالغزال الغرير إلى أن انتهت إلى ~~الاعتذار من الملل الذي كان، فقلت: # وكنت مللتك لا عن قلى ... ولا عن فساد جرى في ضميري فأرتج علي القول ~~وأفحمت، فإذا أنا بفارس بباب المجلس على فرس أدهم كما بقل وجهه، قد اتكأ ~~على رمحه، وصاح بي: أعجزا يا فتى الإنس - قلت: لا وأبيك، للكلام حأحيان، ~~وهذا شأن الإنسان؛ قال لي: قل بعده: # كمثل ملال الفتى للنعيم ... إذا دام فيه وحال السرور فأثبت إجازته، وقلت ~~له: بأبي أنت، من أنت - قال أنا زهير بن نمير من أشجع الجن. فقلت: وما الذي ~~حداك إلى التصور لي - فقال: هوى فيك، ورغبة في اصطفائك. قلت أهلا بك أيها ~~الوجه الوضاح، صادفت قلبا إليك مقلوبا، وهوى نحوك مجنوبا. وتحادثنا حينا ثم ~~قال: متى شئت استحضاري فأنشد هذه الأبيات: # PageV01P247 # وآلى زهير الحب يا عز أنه ... إذا ذكرته الذكرات أتاها # إذا جرت الأفواه يوما بذكرها ... يخيل لي أني أقبل فاها # فأغشى ديار الذاكرين وإن نأت ... أجارع من داري هوى لهواها وأوثب الأدهم ~~جدار الحائط ثم غاب عني. # وكنت أبا بكر متى أرتج علي، أو انقطع مسلك ms0134، أو خانني أسلوب، لأنشد ~~الأبيات فيمثل لي صاحبي، فأسير إلى ما أرغب، وأدرك بقريحتي ما أطلب؛ وتأكدت ~~صحبتنا، وجرت قصص لولا أن يطول الكتاب لذكرها أكثرها، لكني ذاكر بعضها. # فصل: تذاكرت يوما مع زهير بن نمير أخبار الخطباء والشعراء، وما كان ~~يألفهم من التوابع وازوابع، وقلت: هل حيلة في لقاء من اتفق منهم - قال: حتى ~~أستأذن شيخنا، وطار عني ثم انصرف كلمح بالبصر، وقد أذن له، فقال: حل على ~~متن الجواد. فصرنا عليه، وسار بنا كالطائر يجتاب الجو فالجو، ويقطع الدو ~~فالدو، حتى التمحت أرضا لا كأرضنا، وشارفت جوا لا كجونا، متفرع الشجر، عطر ~~الزهر، فقال لي: حللت أرض الجن أبا عامر، فبمن تريد أن نبدأ - قلت: الخطباء ~~أولى بالتقديم، لكني إلى الشعراء أشوق. قال: فمن تريد منهم - قلت: صاحب ~~امرئ القيس. فأمال العنان إلى واد من الأودية # PageV01P248 # ذي دوح تتكسر أشجاره، وتترنم أطياره، فصاح: يا عتيبة بن نوفل، بسقط اللوى ~~فحومل، ويم دارة جلجل، إلا ما عرضت علينا وجهك، وأنشدتنا من شعرك، وسمعت من ~~الإنسي، وعرفتنا كيف أجازتك له. فظهر لنا فارس على فرس شقراء كأنها تلتهب، ~~فقال: حياك الله يا زهير، وحيا صاحبك! أهذا فتاهم - قلت: هو هذا، وأي جمرة ~~يا عتيبة! فقال لي: أنشد، فقلت: السيد أولى بالإنشاد، فتطامح طرفه، واهتز ~~عطفه، وقبض عنان الشقراء، وضربها بالسوط، فسمت تحضر طولا عنا، وكر ~~فاستقبلنا بالصعدة هازا لها، ثم ركزها وجعل ينشد: # سما لك شوق بعدما كان أقصرا ... حتى أكملها ثم قال لي: أنشد. فهممت ~~بالحيصة، ثم اشتدت قوى نفسي وأنشدت: # شجته مغان من سليمى وأدؤر ... حتى انتهيت فيها إلى قولي: # ومن قبة لا يدرك الطرف رأسها ... تزل بها ريح الصبا فتحدر # PageV01P249 # تكلفتها والليل قد جاش بحره ... وقد جعلت أمواجه تتكسر # ومن تحت حضي أبيض ذو سفاسق ... وفي الكف من عسالة الخط أسمر # هما صاحباي من لدن كنت يافعا ... مقيلان من جد الفتى حين يعثر # فذا جدول في الغمد تسقى به المنى ... وذا غصن في الكف يجنى فيثمر فلما ms0135 ~~انتهيت تأملني عتيبة ثم قال: اذهب فقد أجزتك. وغاب عنا. # فقال لي زهير: من تريد بعد - قلت: صاحب طرفة. فجزعنا وادي عتيبة، وركضنا ~~حتى انتهينا إلى غيضة شجرها شجران: سام يفوح بهارا، وشحر يعبق هنديا وغارا. ~~فرأينا عينا معينة تسيل، ويدور ماؤها فلكيا ولا يحول. فصاح زهير: يا عنتر ~~بن العجلان، حل بك زهير وصاحبه، فبخولة وما قطعت معها من ليلة، إلا ما عرضت ~~وجهك لنا! فبدا إلينا راكب جميل الوجه، قد توشح السيف، واشتمل عليه كساء ~~خز، وبيده خطي، فقال: مرحبا بكما! واستنشدني فقلت: الزعيم أولى بالإنشاد، ~~فأنشد: # لسعدى بحزان الشريف طلول ... حتى أكملها، فأنشدته من قصيدة: # PageV01P250 # أمن رسم دار بالعقيق محيل ... حتى انتهيت إلى قولي: # ولما هبطنا الغيب نذعر وحشه ... على كل خوار العنان أسيل # وثارت بنات الأعوجيات بالضحى ... أبابيل من أعطاف غير وبيل # مسومة نعتدها من خيارها ... لطرد قنيص أو لطرد رعيل # [إذا ما تغنى الصحب فوق متونها ... ضحيا أجابت تحتهم بصهيل] # ندوس بها أبكار نور كأنه ... رداء عروس أوذنت بحليل # رمينا بها عرض الصوار فأقعصت ... أغن قتلناه بغير قتيل # وبادر أصحابي النزول فأقبلت ... كراديس من غض الشواء نشيل # نمسح بالحوذان منه أكفنا ... إذا ما اقتنصنا منه غير قليل # فقلنا لساقيها أدرها سلافة ... شمولا ومن عينيك صرف شمول # فقام بكأسيه مطيعا لأمرنا ... يميل به الإدلال كل مميل # وشعشع بكأسيه مطيعا لأمرنا ... برأس كريم منهم وتليل # إلى أن ثناهم راكدين لما احتسوا ... خليعين من بطش وفضل عقول # نشاوى على الزهراء صرعى كأنهم ... أساطين قصر أو جذوع نخيل فصاح عنتر: ~~لله أنت، اذهب مجاز. وغاب عنا. # PageV01P251 # ثم ملنا عنه فقال لي زهير: إلى من تتوق نفسك بعد من الجاهلين - قلت: ~~كفاني من رأيت؛ اصرف وجه قصدنا إلى صاحب أبي تمام؛ فركضنا ذات اليمين حينا، ~~ويشتد في أثرنا فارس كأنه الأسد، على فرس كأنها العقاب، وهو في عدوه ذلك ~~ينشد: # طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها فاستربت ~~منه، فقال ي زهير: لا عليك، هذا أبو ms0136 الخطار صاحب قيس بن الخطيم. فاستبى لبي ~~من إنشاده البيت، وازددت خوفا لجرأته وأننا لم نعرج عليه؛ فصرف إليه زهير ~~وجه الأدهم، وقال: حياك الله أبا الخطار، فقال: أهكذا يحاد عن أبي الخطار ~~ولا يخطر عليه. قال: علمناك صاحب قنص، وخفنا أن نشغلك. فقال لي: أنشدنا يا ~~أشجعي، وأقسم أنك إن لم تجد ليكونن يوم شر؛ فأنشدته قولي من قصيدة: # منازلهم تبكي إليك عفاءها ... ومنها: # خليلي عوجا بارك الله فيكما ... بدارتها الأولى نحي فناءها # فلم أر أسرابا كأسرابها الدمى ... ولا ذئب مثلي قد رعى ثم شاءها # PageV01P252 # ولا كالضلال كان أهدى لصبوتي ... ليالي يهديني الغرام خباءها # وما هاج هذا الشوق إلا حمائم ... بكيت لها سمعت بكاءها # عجبت لنفسي كيف ملكها الهوى ... وكيف استفز الغانيات إباءها - # ولو أنني أنحت علي أكارم ... ترضيت بالعرض الكريم جزاءها # ولكن جرذان الثغور رمينني ... فأكرمت نفسي أن تريق دماءها # إليك أبا مروان ألقيت رابيا ... بحاجة نفس ما حربت خزاءها # هززتك في نصري ضحى فكأنني ... هززت - وقد جئت الجبال - حراءها # نقضت عرى عزم الزمان وإن عتا ... بعزمة نفس لا أريد بقاءها فلما انتهيت ~~تبسم وقال: لنعم ما تخلصت! اذهب فقد أجزتك. # ثم انصرفنا وركضنا حتى انتهينا إلى شجرة غيناء، يتفجر من أصلها عين كمقلة ~~حوراء. فصاح زهير: يا عتاب بن حبناء، حل بك زهير وصاحبه، فبعمرو والقمر ~~الطالع، وبالرقعة المكفوفة الطابع، إلا ما أريتنا وجهك! فانفلق ماء العين ~~عن وجه فتى كفلقة القمر، ثم اشتق الهواء صاعدا إلينا من قعرها حتى استوى ~~معنا. فقال حياك الله يا زهير، وحيا صاحبك! فقلت: وما الذي أسكنك قعر هذه ~~العين يا عتاب - قال: حيائي من التحسن باسم الشعر وأنا لا أحسنه. فصحت: ~~ويلي منه، كلام محدث ورب الكعبة؛ واستنشدني فلم أنشده إجلالا له، ثم ~~أنشدته: # [أبكيت إذا ظعن الفريق فراقها ... # PageV01P253 # حتى انتهيت فيها إلى قولي] : # إني امرؤ لعب الزمان بهمتي ... وسقيت من كأس الخطوب دهاقها # وكبوت طرفا في العلا فاستضحكت ... حمر الأنام فما تريم نهاقها # وإذا ارتمت نحوي المنى لأنالها ... وقف ms0137 الزمان لها هناك فعاقها # وإذا أبو يحيى تأخر نفسه ... فمتى أؤمل في الزمان لحاقها - فلما انتهيت ~~قال: أنشدني من رثائك. فأنشدته: # [أعينا امرءا نزحت عينه ... ولا تعجبا من جفون جماد # إذا القلب أحرقه بثه ... فإن المدامع شلو الفؤاد] # يود الفتى منهلا خاليا ... وسعد المنية في كل واد # [ويصرف للكون ما في يديه ... وما الكون إلا نذير الفساد] # لقد عثر الدهر بالسابقي ... ن ولم يعجز الموت ركض الجواد # لعمرك ما رد ريب الردى ... أريب ولا جاهد باجتهاد # PageV01P254 # [سهام المنايا تصيب الفتى ... ولو ضربوا دونه بالسداد] # أصبن على بطشهم جرهما ... وأصمين في دارهم قوم عاد # وأقعصن كلبا على عزه ... فما اعتز بالصافنات الجياد إلى أن انتهيت فيها ~~إلى قولي: # ولكنني خانني معشري ... وردت يفاعا وبيل المراد # وهل ضرب السيف من غير كف - ... وهل ثبت الرأس في غير هاد - فقال: زدني من ~~رثائك وتحريضك، فأنشدته: # أفي كل عام مصرع لعظيم - ... أصاب المنايا حادثي وقديمي # هوى قمرا قيس بن عيلان آنفا ... وأوحش من كلب مكان زعيم # فكيف لقائي الحادثات إذا سطت ... وقد فل سيفي منهم وعزيمي - # وكيف اهتدائي في الخطوب إذا دجت ... وقد فقدت عيناي ضوء نجوم - # مضى السلف الوضاح إلا بقية ... كغرة مسود القميص بهيم # PageV01P255 # ومنها: # رميت بها الآفاق عني غريبة ... نتيجة خفاق الضلوع كظيم # لأبدي إلى أهل الحجى من بواطني ... وأدلي بعذر في ظواهر لوم # أنا السيف لم تتعب به كف ضارب ... صروم إذا صادفت كف صروم # سعيت بأحرار الرجال فخانني ... رجال ولم أنجد بجد عظيم # وضيعني الأملاك بدءا وعودة ... فضعت بدار منهم وحريم فقال: إن كنت ولابد ~~قائلا، فإذا دعتك نفسك إلى القول فلا تكد قريحتك، فإذا أكملت فجمام ثلاثة ~~لا أقل، ونقح بعد ذلك، وتذكر قوله: # وجشمني خوف ابن عفان ردها ... فشقفتها حولا كريتا ومربعا # وقد كان في نفسي عليها زيادة ... فلم أر إلا أن أطيع وأسمعا وما أنت إلا ~~محسن على إساءة زمانك. فقبلت على رأسه، وغاص في العين. # ثم قال لي زهير: من تريد بعده - قلت: صاحب أبي ms0138 نواس، قال: هو بدير حنة ~~منذ أشهر، قد غلبت عليه الخمر، ودير حنة في ذلك الجبل. # PageV01P256 # وعرضه علي، فإذا بيننا وبينه فراسخ، فركضنا ساعة، وجزنا في ركضنا بقصر ~~عظيم قدامه ناورد يتطارد فيه فرسان، فقلت: لمن هذا القصر يا زهير - قال: ~~لطوق بن مالك؛ وأبو الطبع صاحب البحتري في ذلك الناورد فهل لك في أن تراه - ~~قلت: ألف هل، إنه لمن أساتيذي، وقد كنت أنسيته. فصاح: يا أبا الطبع، فخرج ~~إلينا فتى على فرس أشعل، وبيده قناة، [فقال له زهير: إنك مؤتمنا، فقال: لا، ~~صاحبك أشمخ مارنا من ذلك لولا أنه ينقصه؛ قلت: أبا الطبع على رسلك، إن ~~الرجال لا تكال بالقفزان، أنشدنا من شعرك] . فأنشد: # ما على الركب من وقوف الركاب ... حتى أكملها، ثم قال: هات إن كنت قلت ~~شيئا، فأنشدته: # هذه دار زينب والرباب ... حتى انتهيت فيها إلى قولي: # وارتكضنا حتى مضى الليل يسعى ... وأتى الصبح قاطع الأسباب # فكأن النجوم في الليل جيش ... دخلوا للكمون في جوف غاب # وكأن الصباح قانص طير ... قبضت كفه برجل غراب # PageV01P257 # ومنها: # وفتو سروا وقد عكف اللي ... ل وأرخى مغدودن الطناب # وكأن النجوم لما هدتهم ... أشرقت للعيون من آدابي # يتقرون جوز كل فلاة ... جنح ليل جوزاؤه من ركاب # عن ذكري لمدلجيهم فتاهوا ... من حديثي في عرض أمر عجاب # همة في السماء تسحب ذيلا ... من ذيول العلا وجد كابي # ولو أن الدنيا كريمة نجر ... لم تكن طعمة لفرس الكلاب # جيفة أنتنت فطار إليها ... من بني دهرها فراخ الذباب ومنها يفخر: # من شهيد في سرها ثم من أش ... جع في السر من لباب اللباب # خطباء الأنام إن عن خطب ... وأعاريب في متون عراب حتى أكلمتها، فكأنما ~~غشى وجه أبي الطبع قطعة من الليل، وكر راجعا إلى ناورده دون أن يسلم. فصاح ~~به زهير: أأجزته - قال: أجزته، لا بورك فيك من زائر، ولا في صاحبك أبي ~~عامر. # [فضرب زهير الأدهم بالسوط، فسار بنا في قنته] ، وسرنا # PageV01P258 # حتى انتهينا إلى أصل جبل دير حنة، فشق سمعي قرع ms0139 النواقيس، فصحت: من منازل ~~أبي نواس، ورب الكعبة العلياء؛ وسرنا نجتاب أديارا وكنائس وحانات، حتى ~~انتهينا إلى دير عظيم تعبق ورائحه، وتصوك نوافحه. فوقف زهير ببابه وصاح: ~~سلام على أهل دير حنة! فقلت لزهير: أو هل صرنا بذات الأكيراح - قال: نعم. ~~وأقبلت نحونا الرهابين، مشددة بالزنانير، قد قبضت على العكاكيز، بيض ~~الحواجب واللمحى، إذا نظروا إلى المرء استحيا، مكثرين للتسبيح، عليهم هدي ~~المسيح؛ فقالوا: أهلا بك يا زهير من زائر، وبصاحبك أبي عامر، ما بغيتك - ~~قال: حسين الدنان. قالوا: إنه لفي شرب الخمرة، منذ أيام عشرة، وما نراكما ~~منتفعين به. فقال: وعلى ذلك. ونزلنا وجاءوا بنا إلى بيت قد اصطفيت دنانه، ~~وعكفت غزلانه، وفي فرجته شيخ طويل الوجه والسبلة، قد افترش أضغاث زهر، ~~واتكأ على زق خمر، وبيده طرجهارة، وحواليه صبية كأظب تعطو إلى عرارة. فصاح ~~به زهير: حياك الله أبا الإحسان! فجاوب بجواب لا يعقل لغلبة الخمر عليه. ~~فقال لي زهير: اقرع أذن نشوته بإحدى # PageV01P259 # خمرياتك، فإنه ربما تنبه لبعض ذلك، فصحت أنشد من كلمة لي طويلة: # ولرب حان قد أدرت بديره ... خمر الصبا مزجت بصفو خموره # في فتية جعلوا الزقاق تكاءهم ... متصاغرين تخشعا لكبيره # وإلى علي بطرفه وبكفه ... فأمال من رأسي لعب كبيره # وترنم الناقوس عند صلاتهم ... ففتحت من عيني لرجع هديره # يهدي إلينا الراح كل معصفر ... كالخشف خفره التماح خفيره فصاح من حبائل ~~نشوته: أأشجعي - قلت: أنا ذاك، فاستدعى ماء قراحا، فشرب منه وغسل وجهه، ~~فأفاق واعتذر إلي من حاله، فأدركتني مهابته، وأخذت في إجلاله، لمكانه من ~~العلم والشعر. فقال لي: أنشد، أو حتى أنشدك - فقلت: إن ذلك لأشد لتأنيسي، ~~على أنه ما بعدك لمحسن إحسان، فأنشد: # يا دير حنة من ذات الأكيراح ... من يصح عنك فإني لست بالصاحي # يعتاده كل محفوف مفارقه ... من الدهان عليه سحق أمساح # PageV01P260 # لا يدلفون إلى ماء بآنية ... إلا اعترافا من الغدران بالراح فكدت والله ~~أخرج من جلدي طربا. ثم أنشد: # طرحتم من الترحال أمرا فغمنا ... وأنشد أيضا: # لمن دمن تزداد طيب ms0140 نسيم ... على طيب ما أقوت وحسن رسوم # تجافى البلى عنهن حتى كأنما ... لبسن من الإقواء ثوب نعيم واستمر فيها ~~حتى أكملها. ثم قال لي: أنشد. فقلت: وهل أبقيت للإنشاد موضعا - قال: لابد ~~لك، وأوعث بي لا تنجد. فأنشدته: # أصفيح شيم أم برق بدا ... أم سنا المحبوب أورى أزندا # هب من مرقده منكسرا ... مسبلا للكم مرخ للردا # يمسح النعسة من عيني رشا ... صائد في كل يوم أسدا # قلت: هب لي يا حبيبي قبلة ... تشف من عمك تبريح الصدى # PageV01P261 # فانثنى يهتز من منكبه ... قائلا: لا؛ ثم أعطاني اليدا # كلما كلمني قبلته ... فهو إما قال قولا رددا # كاد أن يرجع من لثمي له ... وارتشافي الثغر منه أدردا # قال لي يلعب: خذ لي طائرا ... فتراني الدهر أجري بالكدا # [وإذا استنجزت يوما وعده ... قال لي يمطل: ذكرني غدا] # شربت أعطافه خمر الصبا ... وسقاه الحسن حتى عربدا # وإذا بت به في روضة ... أغيدا يقرو نباتا أغيدا # قام في الليل بجيد أتلع ... ينفض اللمة من دمع الندى # رشأ بل غادة ممكورة ... عممت صبحا بليل أسودا # أححت من عضتي في نهدها ... ثم عضت حر وجهي عمدا # فأنا المجروح من عضتها ... لا شفاني الله منها أبدا فلما انتهيت قال: لله ~~أنت، وإن كان طبعك مخترعا منك. ثم قال لي: أنشدني من رثائك شيئا، فأنشدته ~~من قولي في بنية صغيرة: # PageV01P262 # [أيها المعتد في أهل النهى ... لا تذب إثر فقيد ولها حتى انتهيت إلى ~~قولي] : # وإذا الأسد حمت أغيالها ... لم يضر الخيس صرعات المها # وغريب يا ابن أقمار العلا ... أن يراع البدر من فقد السها فلما انتهيت ~~قال لي: أنشدني من رثائك أشد من هذا وأفصح. فأنشدته من رثائي في ابن ذكوان؛ ~~ثم قال: أنشدني جحدريتك من السجن، فأنشدته: # قريب بمحتل الهوان بعيد ... حتى انتهيت فيها إلى قولي: # فإن طال ذكري بالمجون فإنني ... شقي بمنظوم الكلام سعيد # وهل كنت في العشاق أول عاشق ... هوت بحجاه أعين وخدود # PageV01P263 # وفمن مبلغ الفتيان أني بعدهم ... مقيم بدار الظالمين طريد # لست بذي قيد يرق وإنما ms0141 ... على اللحظ من سخط الإمام قيود فبكى لها طويلا ~~ثم قال: أنشدني قطعة من مجونك، فقد بعد عهدي بمثلك، فأنشدته: # وناظرة تحت طي القناع ... دعاها إلى الله والخير داعي # سعت بابنها تبتغي منزلا ... لوصل التبتل والإنقطاع # فجاءت تهادى كمثل الرؤوم ... تراعي غزالا بأعلى يفاع # أتتنا تبختر في مشيها ... فحلت بواد كثير السباع # وريعت حذارا على طفلها ... فناديت: يا هذه لا تراعي! # فولت وللمسك من ذيلها ... على الأرض خط كظهر الشجاع فلما سمع هذا البيت ~~قام يرقص به ويردده، ثم أفاق، ثم قال: هذا والله شيء لم نلهمه نحن؛ ثم ~~استدناني فدنوت منه فقبل بين عيني، وقال: اذهب فإنك مجاز على بظر أم ~~الكاره. # فانصرفنا عنه وانحدرنا من الجبل، فقال لي زهير: ومن تريد بعد # PageV01P264 # قلت له: خاتمة القوم صاحب أبي الطيب، فقال: اشدد له حيازيمك، وعطر له ~~نسيمك، وانثر عليه نجومك. وأمال عنان الأدهم إلى طريق، فجعل يركض بنا، ~~وزهير يتأمل آثار فرس لمحناها هناك؛ فقلت له: ما تتبعك لهذه الآثار - قال: ~~هي آثار فرس حارثة بن نعمان المغلس صاحب أبي الطيب، وهو صاحب قنص. فلم يزل ~~يتقراها حتى دفعنا إلى فارس على فرس بيضاء كأنه قضيب على كثيب، وبيده قناة ~~قد أسندها إلى عنقه، وعلى رأسه عمامة حمراء، قد أرخى لها عذبة صفراء. فحياه ~~زهير، فأحسن الرد ناظرا من مقلة شوساء، قد ملئت تيها وعجبا. فعرفه زهير ~~قصدي وألقى إليه رغبتي. فقال: بلغني أنه يتناول، قلت: للضرورة الدافعة، ~~وإلا فالقريحة غير صادعة، والشفرة غير قاطعة، قال: فأنشدني، وأكبرته أن ~~أستنشده، فأنشدته قصيدتي التي أولها: # أبرق بدا أن لمع أبيض قاصل ... حتى انتهيت فيها إلى قولي: # تردد فيها البرق حت حسبته ... يشير إلى نجم الربى بالأنامل # ربى نسجت أيدي الغمام للبسها ... غلائك صفرا فوق بيض غلائل # سهرت بها أرعى النجوم وأنجما ... طوالع للراعين غير أوافل # وقد فغرت فاها بها كل زهرة ... إلى كل ضرع للغمامة حافل # PageV01P265 # ومرت جيوش المزن رهوا كأنها ... عساكر زنج مذهبات المناصل # وحلقت الخضراء في غر شهبها ms0142 ... كلجة بحر كللت باليعالل # تخال بها زهر الكواكب نرجسا ... على شط واد للمجرة سائل # وتلمح من جوزائها في غروبها ... تساقط عرش واهن الدعم مائل # وتحسب صقرا وافعا دبرانها ... بعش الثريا فوق حمر الحواصل # وبدر الدجى فيها غديرا وحوله ... نجوم كطلعات الحمام النواهل # كأن الدجى همي ودمعي نجومه ... تحدر إشفاقا لدهر الأراذل # هوت أنجم العلياء إلا أقلها ... وغبن بما يحظى به كل عاقل # وأصبحت في خلف إذا ما لمحتهم ... تبينت أن الجهل إحدى الفضائل # وما طاب في هذي البرية آخر ... إذا هو لم ينجد بطيب الأوائل # أرى حمرا فوق الصواهل جمة ... فأبكي بعيني ذل تلك الصواهل # وربت كتاب إذا قيل: زوروا ... بكت من تأنيهم صدور الرسائل # وناقل فقه لم ير الله قلبه ... يظن بأن الدين حفظ المسائل # وحامل رمح راح فوق مضائه ... به كاعبا في الحي ذات مغازل # حبوا بالمنى دوني وغودرت دونهم ... أرود الأماني في رياض الأباطل # وما هي إلا همة أشجعية ... ونفس أبت لي من طلاب الرذائل # وفهم لو البرجيس جئت بجده ... إذا لتلقاني بنحس المقاتل # PageV01P266 # ولما طما بحر البيان بفكرتي ... وأغرق قرن الشمس جداولي # رحلت إلى خير الورى كل حرة ... من المدح لم تخمل برعي الخمائل # وكدت لفضل القول أبلغ ساكتا ... وإن ساء حسادي مدى كل قائل فلما انتهيت ~~قال: أنشدني أشد من هذا، فأنشدته قصيدتي: # هاتيك دارهم فقف بمعانها ... فلما انتهيت قال لزهير: إن امتد به طلق ~~العمر، فلابد أن ينفث بدرر، وما أراه إلا سيختصر، بين قريحة كالجمر، وهمة ~~تضع أخمصه على مفرق البدر. فقلت: هلا وضعته على صلعة النسر -! فاستضحك إلي ~~وقال: اذهب فقد أجزتك بهذه النكتة. فقلبت على رأسه وانصرفنا. # قال لي زهير: من تريد بعده - فقلت: مل بي إلى الخطباء، فقد قضيت وطرا من ~~الشعراء. فركضنا حينا طاعنين في مطلع الشمس ولقينا فارسا أسر إلى زهير، ~~وانجزع عنا. فقال لي زهير: جمعت لك خطباء الجن بمرج دهمان، وبيننا وبينهم ~~فرسخان، فقد كفيت العناء إليهم على انفرادهم. قلت: لم ذاك - قال: للفرق بين ~~كلامين ms0143 اختلف فيه فتيان الجن. وانتهينا إلى المرج فإذا بناد عظيم، قد جمع ~~كل زعيم، فصاح زهير: السلام على فرسان الكلام، فردوا وأشاروا بالنزول، ~~فأفرجوا حتى صرنا مركز هالة مجلسهم، والكل منهم ناظر إلى شيخ أصلع، جاحظ ~~العين # PageV01P267 # اليمنى. على رأسه قلنسوة بيضاء طويلة. فقلت سرا لزهير: من ذلك - قال: ~~عتبة بن أرقم صاحب الجاحظ، وكنيته أبو عتيبة؛ قلت: بأبي هو! ليس رغبتي ~~سواه، وغير صاحب عبد الحميد. قال لي: إنه ذلك الشيخ الذي إلى جنبه؛ وعرفه ~~صغوي إليه وقولي فيه، فاستدناني وأخذ في الكلام معي، فصمت أهل المجلس، ~~فقال: إنك لخطيب، وحائك للكلام مجيد، لولا أنك مغرى بالسجع، فكلامك نظن لا ~~نثر. فقلت في نفسي: قرعك - بالله - بقارعته، وجاءك بمماثلته. ثم قلت له: ~~ليس هذا - أعزك الله - مني جهلا بأمر السجع، وما في المماثلة والمقابلة من ~~فضل، ولكني عدمت ببلدي فرسان الكلام [ودهيت بغباوة أهل الزمان، وبالحرا أن ~~أحركهم بالازدواج. ولو فرشت للكلام] فيهم طولقا، وتحركت لهم حركة مشولم، ~~لكان أرفع لي عندهم، وأولج في نفوسهم، فقال: أهذا على تلك المناظر، وكبر ~~تلك المحابر، وكمال تلك الطيالس - قلت: نعم، إنها لحاء الشجر، وليس ثم ثمر ~~ولا عبق. قال لي: صدقت، إني أراك قد ماثلت معي. قلت: كما سمعت. قال: فكيف ~~كلامهم بينهم - قلت: ليس # PageV01P268 # لسيبويه فيه عمل، ولا للفراهيدي إليه طريق، ولا للبيان عليه سمة. إنما ~~لكنة أعجمية يؤدون بها المعاني تأدية المجوس والنبط. فصاح: إنا لله، ذهبت ~~العرب وكلامها! ارمهم يا هذا بسجع الكهان، فعسى أن ينفعك عندهم، [ويطير لك ~~ذكرا فيهم، وما أراك مع ذلك إلا ثقيل الوطأة عليهم، كريه المجيء إليهم] ، ~~فقال الشيخ الذي إلى جانبه، وقد علمت أنه صاحب عبد الحميد، ونفسي مرتقبة ~~إلى ما يكون منه: لا يغرنك منه أبا عيينة ما تكلف لك من المماثلة، إن السجع ~~لطبعه، وإن ما أسمعك كلفة، ولو امتد به طلق الكلام، وجرت أفراسه في ميدان ~~البيان، لصلى كودنه، وكل برثنه. وما أراه إلا من اللكن الذين ذكر، وإلا ms0144 فما ~~للفصاحة لا تهدر، وللأعرابية لا تومض - فقلت في نفسي: طبع عبد الحميد ~~ومساقه ورب الكعبة؛ فقلت له: لقد عجلت أبا هبيرة - وقد كان زهير عرفني ~~بكنيته - إن قوسك لنبع، وإن ماء سهمك لسم، أحمارا رميت أم إنسانا، وقعقعة ~~طلبت أم بيانا - وأبيك إن البيان لصعب، وإنك منه لفي عباءة تتكشف عنها ~~أستاه معانيك، تكشف است العنز عن ذنبها. الزمان دفء لا قر، والكلام عراقي ~~لا شامي. إني لأرى من دم اليربوع بكفيك، وألمح من كشى الضب على ما ضغيك. ~~فتبسم إلي وقال: أهكذا يا أطيلس، تركب لكل نهجه، وتعج إليه عجه - فقلت: ~~الذئب # PageV01P269 # أطلس، وإن التيس ما علمت؛ فصاح به أبو عيينة: لا تعرض له، وبالحرا أن ~~تخلص منه. فقلت: الحمد لله خالق الأنام في بطون الأنعام! فقال: إنها كافية ~~لو كان له حجر؛ فبسطاني وسألاني أن أقرأ عليهما من رسائلي، فقرأت رسالتي في ~~صفة البرد والنار والحطب فاستحسناها، ومن رسالتي في الحلواء حيث أقول: # خرجت في لمة من الأصحاب، وثبة من الأتراب، فيهم فقيه ذو لقم، ولم أعرف ~~به، وغريم بطن، ولم أشعر له، رأى الحلوى فاستخفه الشره، واضطرب به الوله، ~~فدار في ثيابه، وأسال من لعابه، حتى وقف بالأكداس، وخالط غمار الناس، ونظر ~~إلى الفالوذج فقال: بأبي هذا اللمص، انظروه كأنه الفص، مجاجة الزنابير، ~~أجريت على شوابير، وخالطها لباب الحبة، فجاءت أعذب من ألسنة الأحبة. # ورأى الخبيص فقال: بأبي هذا الغالي الرخيص، هذا جليد سماء الرحمة، تمخضت ~~به فأبرزت منه زبد النعمة، يجرح باللحظ، ويذوب من اللفظ، بم ابيض - قالوا ~~بماء البيض البض. قال: غض من غض، ما أطيب خلوة الحبيب، لولا حضرة الرقيب. # ولمح القبيطاء فصاح: بأبي نقرة الفضة البيضاء، لا ترد عن # PageV01P270 # العضة. أبنار طبخت أم بنور - فإذا أراها كقطع البلور؛ وبلوز عجنت أم بجوز ~~- فإني أراها عين عجين الموز. ومشى إليها وقد عدل صاحبها أرطال نحاسه. وعلق ~~قسطاسه من أم راسه؛ فقال: رطل بدرهمين، وانتهشها بالنابين، فصاح: القارعة ~~ما القارعة. هيه! ويل للمرء من ms0145 فيه. # ورأى الزلابية فقال: ويل لأمها الزانية، أبأحشائي نسجت، أم من صفاق قلبي ~~ألفت - فإني أجد مكانها من نفسي مكينا، وحبل هواها على كبدي متينا، فمن أين ~~وصلت كف طابخها إلى باطني، فاقتطعتها من دواجني - والعزيز الغفار، لأطلبنها ~~بالثار؛ ومشى إليها، فتلمظ له لسان الميزان، فأجفل يصيح: الثعبان الثعبان! # ورفع له ثمر النشا، غير مهضوم الحشا، فقال: مهيم -! من أين لكم جنى نخلة ~~مريم - ما أنتم إلا السنار، وما جزاءكم إلا السيف والنار؛ وهم أن يأخذ ~~منها، فأثبت في صدره العصا، فجلس القرفصا، يذري الدموع، ويبدي الخشوع. وما ~~منا أحد إلا عن الضحك قد تجلد. فرقت له ضلوعي، وعلمت أن الله فيه غير ~~مضيعي. وقد تجمل الصدقة على ذوي وفر، وفي كل ذي كبد رطبة أجر. فأمرت ~~الحلواني بابتياع أرطال منها تجمع أنواعها التي أنطقته، وتحتوي على ضروبها ~~التي أضرعته. وجاء بها وسرنا إلى مكان خال طيب، كوصف المهلبي: # PageV01P271 # خان تطيب لباغي النسك خلوته، وفيه ستر على الفتاك إن فتكوا فصبها رطبة ~~الوقوع، كراديس كقطع الجذوع؛ فجعل يقطع ويبلع، ويدحو فاه ويدفع، وعيناه ~~تبصان، كأنهما جمرتان، وقد برزتا على وجهه كأنهما خصيتان، وأنا أقول له: ~~على رسلك أبا فلان! البطنة تذهب الفطنة! فلما التقم جملة جماهيرها، وأتى ~~على مآخيرها ووصل خورنقها بسديرها، تجشأ فهبت منه ريح عقيم، أيقنا لها ~~بالعذاب الأليم، فنثرتنا شذر مذر، وفرقتنا شغر بغر، فالتمحنا منه الظربان، ~~وصدق الخبر فيه العيان: نفح ذلك فشرد الأنعام، ونفح هذا فبدد الأنام، فلم ~~نجتمع بعدها والسلام. # فاستحسناها وضحكا عليها، وقالا: إن لسجعك موضعا من القلب، ومكانا من ~~النفس، وقد أعرته من طبعك، وحلاوة لفظك، وملاحة سوقك، ما أزال أفنه، ورفع ~~غينه. وقد بلغنا أنك لا تجازى في أبناء جنسك، ولا يمل من الطعن عليك، ~~والاعتراض # PageV01P272 # لك، فمن أشدهم عليك - قلت: جاران دارهما صقب، وثالث نابته نوب، فامتطى ~~ظهر النوى، وألقت به في سرقسطة العصا. فقالا: إلى أبي محمد تشير، وأب ~~القاسم وأبي بكر - قلت: أجل. قالا: فأين بلغت فيهم - قلت ms0146 أما أبو محمد ~~فانتضى علي لسانه عند المستعين، وساعدته زرافة استهواها من الحاسدين، ~~وبلغني ذلك فأنشدته شعرا، منه: # وبلغت أقواما تجيش صدورهم ... علي، وإني منهم فارغ الصدر # أصاخوا إلى قولي فأسمعت معجزا ... وغاصوا على سري فأعياهم أمري # فقال فريق: ليس ذا الشعر شعره ... وقال فريق: أيمن الله ما ندري # أما علموا أني إلى العلم طامح ... وأني الذي سبقا على عرقه يجري # وما كل من قاد الجياد يسوسها ... ولا كل من أجرى يقال له: مجري # فمن شاء فليخبر فإني حاضر ... ولا شيء أجلى للشكوك من الخير وأما أبو بكر ~~فأقصر واقتصر على قوله: له تابعة تؤيده. وأما أبو القاسم الإفليلي فمكانه ~~من نفسي مكين، وحبه بفؤادي دخيل، على أنه حامل علي، ومنتسب إلي. فصاحا: يا ~~أنف الناقة ابن معمر، من سكان خيبر! فقام إليهما جني أشمط ربعة وارم الأنف، ~~يتظالع # PageV01P273 # في مشيته، كاسرا لطرفه، وزاويا لأنفه، وهو ينشد: # قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا فقالا لي:: ~~هذا صاحب أبي القاسم، ما قولك فيه يا أنف الناقة - قال: فتى لم أعرف على من ~~قرأ. فقلت لنفسي: العصا من العصية1 إن لم تعربي عن ذاتك، وتظهري بعض ~~أدواتك، وأنت بين فرسان الكلام، لم يطر لك بعدما طائر، وكنت غرضا لكل حجر ~~عابر. وأخذت للكلام أهبته، ولبست للبيان بزته؛ فقلت: وأنا أيضا لا أعرف على ~~من قرأت. قال ألمثلي يقال هذا - فقلت: فكان ماذا - قال: فطارحنى كتاب ~~الخليل، قلت: هو عندي في زنبيل، قال: فناظرني على كتاب سيبويه. قلت: خريت ~~الهرة عندي عليه وعلى شرح ابن درستويه؛ فقال لي: دع عنك، أنا أبو البيان، ~~قلت: لاها الله! إنما أنت كمغن وسط، لا يحسن فيطرب، ولا يسيء فيلهي، قال: ~~لقد علمنيه المؤدبون، قلت ليس هو من شأنهم، إنما هو من تعليم الله تعالى ~~حيث قال: {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان} (الرحمن: 3 - 4) ليس ~~من شعر يفسر، ولا أرض تكسر، هيهات حتى يكون المسك من أنفاسك، والعنبر من ~~أنقاسك، وحتى يكون ms0147 مساقك عذبا، وكلامك رطبا، ونفسك من نفسك، وقليبك من ~~قلبك؛ وحتى تتناول الوضيع فترفعه، والرفيع # PageV01P274 # فتضعه، والقبيح فتحسنه -! قال: أسمعني مثالا، قلت: حتى تصف برغوثا فتقول: ~~أسود زنجي، وأهلي وحشي؛ ليس بوان ولا زميل، وكأنه جزء لا يتجزأ من ليل، ~~وشونيزة، أوثبتها غريزة، أو نقطة مداد، أو سويداء قلب قراد؛ شربه عب، ومشيه ~~وثب؛ يكمن نهاره، ويسري ليله؛ يدارك بطعن مؤلم، ويستحل دم كل مسلم، مساور ~~للأساورة، يجر ذيله على الجبابرة؛ يتكفر بأرفع الثياب، ويهتك ستر كل حجاب، ~~ولا يحفل ببواب؛ يرد مناهل العيش العذبة، ويصل إلى الأجراح الرطبة، لا يمنع ~~منه أمير، ولا ينفع فيه غيرة غيور، وهو أصغر كل حقير، شره مبثوث، وعهده ~~منكوث، وكذلك كل برغوث؛ كفى بهذا نقصا للإنسان، ودالا على قدرة الرحمن. # وحتى تصف ثعلبا فتقول: أدهى من عمرو، وأفتك من قائل حذيفة بن بدر؛ كثير ~~الوقائع في المسلمين، مغرى بإراقة دماء المؤذنين؛ إذا رأى الفرصة انتهزها، ~~وإذا طلبته الكماة أعجزها؛ وهو مع ذلك بقراط في إدامه، وجالينوس في اعتدال ~~طعامه؛ غداؤه حمام أو دجاج، وعشاؤه تدرج أو دراج. # قال أبو عامر: وكان فيما يقابلني من ناديهم فتى قد رماني بطرفه # PageV01P275 # واتكأ لي على كفه، فقال: تحيل على الكلام لطيف وأبيك! فقلت: وكيف ذلك - ~~قال: أومأ علمت أن الواصف إذا وصف شيئا لم يتقدم إلى صفته، ولا سلط الكلام ~~على نعته، اكتفى بقليل الإحسان، واجتزا بيسير البيان - لأنه لم يتقدم وصف ~~يقرن بوصفه، ولا جرى مساق يضاف إلى مساقه، وهذه نكتة بغدادية، أنى لك بها ~~يا فتى المغرب - فقلت لزهير: من هذا - قال: زبدة الحقب، صاحب بديع الزمان. ~~فقلت: يا زبدة الحقب، اقترح لي. قال: صف جارية، فوصفتها؛ قال: أحسنت ما شئت ~~أن تحسن؛ قلت: أسمعني وصفك للماء، قال: ذلك من العقم [قلت: بحياتي هاته، ~~قال] : أزرق كعين السنور، صاف كقضيب البلور؛ انتخب من الفرات، واستعمل بعد ~~البيات، فجاء كلسان الشمعة، في صفاء الدمعة. # فقلت: انظره يا سيدي كأنه عصير صياح، أو ذوب قمر لياح ms0148؛ لعه في إناثه، ~~اصباب الكوكب من سمائه؛ العين حانوته، والفم عفريته، كأنه خيط من غزل فلق، ~~أو محضر يضرب به من ورق؛ يرفع عنك فتردى، ويصدع به قلبك فتحيا. # فلما انتهيت في الصفة، ضرب زبدة الحقب الأرض برجله، فانفرجت له عن مثل ~~برهوت، وتدهدى إليها، واجتمعت عليه، وغابت عينه، وانقطع أثره. فاستضحك ~~الأستاذان من فعله، واشتد # PageV01P276 # غيظ أنف الناقة علي فقال: وقعت لك أوصاف في شعرك تظن أني لا أستطيعها - ~~فقلت له: وحتى تصف عارضا فتقول: # ومرتجز ألقى بذي الأثل كلكلا ... وحط بجرعاء الأبارق ما حطا # سعى في قياد الريح يسمح للصبا ... فألقت على غير التلاع به مرطا # وما زال يروي الترب حتى كسا الربى ... درانك، والغيطان من نسجه بسطا # وعنت له ريح تساقط قطره ... كما نثرت حسناء من جيدها سمطا # ولم أر درا بددته يد الصبا ... سواه، فبات النور يلقطه لقطا # وبتنا نراعي الليل لن نطو برده ... ولم يجر شيب الصبح في عرفه وخطا # تراه كملك الزنج في فرط كبره ... إذا رام مشيا في تبختره أبطا # مطلا على الآفاق والبدر تاجه ... وقد علق الجوزاء من أذنه قرطا حتى تصف ~~ذئبا فتقول: # إذا اجتاز علوي الرياح بأفقه ... أجد لعرفان الصبا يتنفس # تذكر روضا ذا شوي وباقر ... تولته أحراس من الذعر تحرس # إذا انتابها من أذؤب القفر طارق ... حثيث إذا ما استشعر اللحظ يهمس # أزل كسا جثمانه متسترا ... طيالس سودا للدجى وهو أطلس # فدل عليه لحظ خب مخادع ... ترى ناره من ماء عينيه تقبس # PageV01P277 # فصاح فتيان الجن عند هذا البيت الأخير: زاه! وعلت أنف الناقة كآبة، وظهرت ~~عليه مهابة، واختلط كلامه، وبدا منه ساعتئذ بواد في خطابه، رحمه لها من ~~حضر، وأشفق عليه من أجلها من نظر. وشمر لي فتى كان إلى جانبه عن ساعد، وقال ~~لي: وهل يضر قريحتك أو ينقص من بديهتك أو تجافت لأنف الناقة وصبرت له - ~~فإنه على علاته زير علم وزنبيل فهم وكنف رواية. فقلت لزهير: من هذا - فقال: ~~هو أبو الآداب صاحب أبي إسحاق بن ms0149 حمام جارك. فقلت: يا أبا الآداب، وزهرة ~~ريحانة الكتاب، رفقا على أخيك بغرب لسانك، وهل كان يضر أنف الناقة، أو ينقص ~~من علمه، أو يفل شفرة فهمه، ان يصبر لي على زلة تمر به في شعر أو خطبة، فلا ~~يهتف بها بين تلاميذه، ويجعلها طرمذة من طراميذه - فقال: إن الشيوخ قد تهفو ~~أحلامهم في الندرة. فقلت: إنها المرة بعد المرة. ثم قال لي الأستاذان عتبة ~~بن أرقم وأبو هبيرة صاحب عبد الحميد: إنا لنخبط منك ببيداء حيرة، وتفتق ~~أسماعنا منك بعبرة، وما ندري أنقول: شاعر أم خطيب - فقلت: الإنصاف أولى، ~~والصدع بالحق أحجى، ولابد من قضاء. فقالا: اذهب فإنك شاعر خطيب. وانفض ~~الجمع والأبصار إلي ناظرة، والأعناق نحوي مائلة. # قال ابن بسام: وامتد بأبي عامر الكلام في هذا الباب، ومد فيه أطناب ~~الإطناب والإسهاب، فلذلك وقفت دون الغاية، وقطعت قبل النهاية. # PageV01P278 # قوله في ما عرض به لصاحب أبي تمام: " بعمرو والقمر الطالع، والرقعة ~~المفكوكة الطابع " أشار إلى قول أبي تمام في غلامه: # يا عمرو قل للقمر الطالع ... اتسع الخرق على الراقع # يا طول فكري فيك من حامل ... لرقعة مفكوكة الطابع # ما أنت إلا رشا خاذل ... حل بمعنى أسد جائع وحكى الصولي في أخباره قال: ~~كان أبو تمام يتعشق غلاما خزريا للحسن بن وهب، وكان الحسن يتعشق غلاما ~~روميا لحبيب. فرآه يعبث بغلامه فقال له: والله لئن سرت إلى الرومي لأسيرن ~~إلى الخزري. فقال الحسن: لو شئت حكمتنا واحتكمت! فقال أبو تمام: أنا أشبهك ~~بداود عليه السلام، وأشبهني أنا بخصمه. فقال الحسن: لو كان هذا منظوما! ~~فقال أبو تمام من جملة أبيات: # أذكرتني أمر داود وكنت فتى ... مصرف القلب في الأهواء والفكر # أعندك الشمس لم يحظ المغيب بها ... وأنت مشتغل الألحاظ بالقمر - # إن أنت لم تترك السير الحثيث إلى ... جآذر الروم أعنقنا إلى الخزر # ورب أمنع منه جانبا وحمى ... أمسى وتكته مني على خطر # PageV01P279 # جردت فيه جنود العزم فانكشفت ... عنه غياهبها عن نيكة هدر # أنت المقيم فما تعدو رواحله ... وأيره أبدا ms0150 منه على سفر وقيل لأبي تمام: ~~غلامك أطوع للحسن من غلامه لك. قال: أجل لأن غلامي يجد عنده مالا، وأنا ~~أعطي غلامه قيلا وقالا. # وكان ابن الزيات قد وقف على ما كان بينهما في غلاميهما، فاتفق أن عزم ~~يوما غلام أبي تمام على الاحتجام، فكتب إلى الحسن يعلمه بذلك، ويستدعيه ~~مطبوخا. فوجه إليه بمائة زق ومائة دينار، وكتب إليه بشعر يقول فيه: # ليت شعري يا أملح الناس عندي ... هل تداويت بالحجامة بعدي - # دفع الله عنك لي كل سوء ... باكر رائح وإن خنت عهدي # قد كتمت الهوى بمبلغ جهدي ... فبدا منه غير ما كنت أبدي # وخلعت العذار إذ علم النا ... س بأني إياك أصفي بودي # فليقولوا بما أحبوا إذ كن ... ت وصولا ولم ترعني بصد واتفق أن وضع الرقعة ~~تحت مصلاه، وبلغ محمد بن الزيات خبرها، فوجه إلى الحسن من شغله بالحديث، ~~وأمر من جاءه بتلك الرقعة، ففكها وقرأها وكتب فيها على لسان أبي تمام: # ليت شعري عن ليت شعرك هذا ... أبهزل تقوله أم بجد # PageV01P280 # فلئن كنت في المقال مجدا ... يا ابن وهب لقد تطرفت بعدي # وتشبهت بي وكنت أرى أن ... ي أنا العاشق المتيم وحدي # لا أحب الذي يلوم وإن كا ... ن حريصا على صلاحي ورشدي # بل أحب الأخ المشارك في الحب ... وإن لم يكن به مثل وجدي # كنديمي أبى علي وحاشا ... لنديمي من مثل شقوة جدي # إن مولاي عندي غيري ولولا ... شؤم جدي لكان مولاي عندي ثم قال: ضعوا ~~الرقعة مكانها. فلما قرأها الحسن قال: إنا لله! افتضحنا والله عند الوزير! ~~وأعلم أبا تمام بما جرى، ووجه إليه بالرقعة. فلقيا محمد بن عبد الملك، ~~فقالا له: إنما جعلنا هذين الغلامين سببا لتكاتبنا بالأشعار، فلا يظن ~~الوزير - أعزه الله - إلا خيرا. فقال: ومن يظن غير هذا بكما - فكان قوله ~~أشد عليهما. # رجع: # قال ابن بسام، قال ابن حيان: وكان أبو القاسم المعروف بابن الإفليلي الذي ~~به عرض، وجعله الغرض، قد بذ أهل زمانه بقرطبة، في علم اللسان العربي، ~~والضبط لغريب ms0151 اللغة، وفي ألفاظ الأشعار الجاهلية والإسلامية، والمشاركة في ~~بعض معانيها، وكان غيورا على ما يحمل من ذلك الفن، كثير الحسد فيه، راكبا ~~في الخطأ البين إذا تقلده # PageV01P281 # أو نشب فيه، يجادل عليه، ولا يصرفه صارف عنه. وعدم علم العروض ومعرفته مع ~~احتياجه إليه، وإكمال صناعته به، فلم يكن له شروع فيه. وكان لحق الفتنة ~~البربرية بقرطبة، ومضى الناس من حائن وظاعن، فازدلف إلى الأمراء المتداولين ~~بقرطبة من آل حمود ومن تلاهم إلى أن نال الجاه. # واستكتبه محمد بن عبد الرحمن المستكفي بعد ابن برد، فوقع كلامه جانبا من ~~البلاغة، لأنه كان على طريقة المعلمين المتكلفين، فلم يجر في أساليب الكتاب ~~المطبوعين فزهد فيه. وما بلغني أنه ألف في شيء من فنون المعرفة إلا كتابه ~~في شعر المتنبي لا غير. ولحقته تهمة في دينه في أيام هشام المرواني في جملة ~~من تتبع من الأطباء في وقته كابن عاصم الشبانسي والحمار وغيرهم. وطلب ابن ~~الفليلي وسجن بالمطبق، ثم أطلق. وفيه يقول موسى بن الطائف من قصيدة: # يا مبصرا عميت نواظر فهمه ... عن كنه عرضي في البديع وطولي # PageV01P282 # لو كنت تعقل ما جهلت مقاومي ... من ضاق فرسخه بخطوة ميل # ولئن ثلبت الشعر وهو أباطل ... فلقد ثلبت حقائق التنزيل # وخلعت ربق الدين عنك منابذا ... ولبست ثوب الزيغ والتعطيل # وأقمت للجهال مثلك في الغبا ... علما مشيت أمامه برعيل # ومن المغائظ أن تكون مقلدا ... علما، ولو مقدار وزن فتيل # تعتل في الأمر الصحيح معاندا ... أبدا وفهمك علة المعلول # وتظن أنك من فنوني موسر ... وكثير شأنك لا يفي بقليلي # سيسل روحك من خبيث قراره ... تأثير هذا الصارم المصقول # وأخص سيف الدولة الملك الرضى ... ليعيد عقد رباطك المحلول # وأريك رأي العين أنك ذرة ... عبثت بها مني قوائم فيل رجع الحديث إلى ~~أخبار ابن شهيد # قال أبو عامر: وحضرت أنا أيضا وزهير مجلسا من مجالس الجن، فتذاكرنا ما ~~تعاورته الشعراء من المعاني، ومن زاد فأحسن الأخذ، ومن قصر، فأنشد قول ~~الأفوه بعض من حضر: # وترى الطير على آثارنا ... رأي ms0152 عين ثقة أن ستمار وأنشد آخر قول النابغة: # PageV01P283 # إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب # تراهن خلف القوم خزرا عيونها ... جلوس الشيوخ في ثياب المرانب # جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجيشان أول غالب وأنشد آخر قول ~~أبي نواس: # تتأيى الطير غدوته ... ثقة بالشبع من جزره وأنشد آخر قول صريع الغواني: # قد عود الطير عادات وثقن بها ... بهن يتبعه في كل مرتحل وأنشد آخر قول ~~أبي تمام: # وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدماء نواهل # أقامت مع الرايات حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل فقال شمردل ~~السحابي: كلهم قصر عن النابغة، لأنه زاد في المعنى، ودل على أن الطير إنما ~~أكلت أعداء الممدوح، وكلامهم كلهم # PageV01P284 # مشترك يحتمل أن يكون ضد ما نواه الشاعر، وإن كان أبو تمام قد زاد في ~~المعنى؛ وإنما المحسن المتخلص المتنبي حيث يقول: # له عسكرا خيل وطير إذا رمى ... بها عسكرا لم تبق إلا جماجمه وكان بالحضرة ~~فتى حسن البزة، فاحتد لقول شمردل، فقال: الأمر على ما ذكرت يا شمردل، ولكن ~~ما تسأل الطير إذا شبعت أي القبيل الغالب. وأما الطير الآخر فلا أدري لأي ~~معنى عافت الطير الجماجم دون عظام السوق والأذرع، والفقارات والعصاعص - ~~ولكن الذي خلص هذا المعنى كله، وزاد فيه، وأحسن التركيب، ودل بلفظة واحدة ~~على ما دل عليه شعر النابغة وبيت المتنبي، من أن القتلى التي أكلتها الطير ~~أعداء الممدوح، فاتك بن الصقعب في قوله: # وتدري سباع الطير أن كماته ... إذا لقيت صيد الكماة سباع # لهن لعاب في الهواء وهزة ... إذا جد بين الدارعين قراع # تطير جياعا فوقه وتردها ... ظباه إلى الأوكار وهي شباع # تملك بالإحسان ربقة رقها ... فهن رقيق يشترى ويباع # PageV01P285 # وألحم من أفراخها فهي طوعه ... لدى كل حرب والملوك تطاع # تماصع جرحاها فيجهز نقرها ... عليهم وللطير العتاق مصاع فاهتز المجلس ~~لقوله، وعلموا صدقه. فقلت لزهير: من فاتك بن الصقعب - قال: يعني نفسه. قلت ~~له: فهلا عرفتني شانه منذ حين -[إني لأرى ms0153 نزعات كريمة] . وقمت فجلست إليه ~~جلسة المعظم له. فاستدار نحوي، مكرما لمكاني، فقلت: جد أرضنا - أعزك الله - ~~بسحابك، وأمطرنا بعيون آدابك؛ قال: سل عما شئت، قلت: أي معنى سبقك إلى ~~الإحسان فيه غيرك، فوجدته حين رمته صعبا عليك إلا أنك نفذت فيه - قال: معنى ~~قول الكندي: # سموت إليها بعدما نام أهلها ... سمو حباب الماء حالا على حال قلت: أعزك ~~الله، هو من العقم. ألا ترى عمر بن أبي ربيعة، وهو من أطبع الناس، حين رام ~~الدنو منه والإلمام به، كيف افتضح في قوله: # ونفضت عني النوم أقبلت مشية ال ... حباب وركني خيفة القوم أزور قال: ~~صدقت، إنه أساء قسمة البيت، وأراد أن يلطف التوصل، فجاء مقبلا بركن كركنه ~~أزور؛ فأعجبني ذلك منه، وما زلت مقدما لهذا المعنى رجلا، ومؤخرا عنه أخرى، ~~حتى مررت بشيخ يعلم بنيا له صناعة # PageV01P286 # الشعر وهو يقول له: إذا اعتمدت معنى قد سبقك إليه غيرك فأحسن تراكيبه ~~وأرق حاشيته، فاضرب عنه جملة، وإن لم يكن بد ففي غير العروض التي تقدم ~~إليها ذلك المحسن، لتنشط طبيعتك، وتقوى منتك، فتذكرت قول الشاعر وقد كنت ~~أنسيته: # لما تسامى النجم في أفقه ... ولاحت الجوزاء والمرزم # أقبلت والوطء خفيف كما ... ينساب من مكمنه الأرقم فعلمت أنه صدق، وابن ~~أبي ربيعة لو ركب غير عروضه لخلص، فقلت أنا في ذلك: # ولما تملأ من سكره ... فنام ونامت عيون العسس # دنوت إليه على بعده ... دنو رفيق درى ما التمس # أدب إليه دبيب الكرى ... وأسمو إليه سمو النفس # وبت به ليلتي ناعما ... إلى أن تبسم ثغر الغلس # أقبل منه بياض الطلا ... وأرشف منه سواد اللعس فقمت وقبلت على رأسه، ~~وقلت: لله در أبيك! # PageV01P287 # قال ابن بسام: وذكر بعض الرواة إن هذين البيتين، [نعني البيتين المتقدمين ~~على شعر أبي عامر] ، غنى بهما في مجلس الواثق مخارق، فطرب واستملح معناهما، ~~وقال الواثق: # قالت إذا الليل دجا فأتنا ... فجئتها حين دجا الليل # خفي وطء الرجل من حارس ... ولو درى حل بي الويل وأنشد بعضهم لأبي دهبل ~~الجمحي ms0154: # قالت: إذا ما جئتنا فأتنا ... ليلا إذا ما هجع السامر # واسقط علينا كسقوط الندى ... ليلة لا ناه ولا زاجر قال أبو عامر: فقال لي ~~فاتك بن الصقعب: فهل جاذبت أنت أحدا من الفحول - قلت نعم، قول أبي الطيب: # أأخلع المجد عن كتفي وأطلبه ... وأترك الغيث في غمدي وأنتجع قال لي: ~~بماذا - قلت بقولي: # PageV01P288 # ومن قبة لا يدرك الطرف رأسها ... تزل بها ريح الصبا فتحدر # إذا زاحمت منها المخارم صوبت ... هويا على بعد المدى وهي تجأر # تكلفتها والليل قد جاش بحره ... وقد جعلت أمواجه تتكسر # ومن تحت حضني أبيض ذو سفاسق ... وفي المف من عسالة الخط أسمر # هما صاحباي من لدن كنت يافعا ... مقيلان من جد الفتى حين يعثر # فذا جدول في الغمد تسقى به المنى ... وذا غصن في الكف يجنى فيثمر فقال: ~~والله لئن كان الغيث أبلغ، فلقد زدت زيادة مليحة طريفة، واخترعت معاني ~~لطيفة. هل غير هذا - فقلت: وقوله أيضا: # وأظمأ فلا أبدي إلى الماء حاجة ... وللشمس فوق اليعملات لعاب قال: بماذا ~~- قلت: بقولي: # ولم أنس بالناووس أيامنا الألى ... بها أيننا محبوبها وحبابها # وفتية ضرب من زناتة ممطر ... بوبل المنايا طعنها وضرابها # وقفنا على جمر من الموت وقفة ... صلي لظاه داب قومي ودابها # إذا الشمس رامت فيه أكل لحومنا ... جرى جشعا فوق الجياد لعابها فصاح صيحة ~~منكرة من صياح الجن كاد ينخب لها فؤادي فزعا والله منه. # PageV01P289 # وكان بنجوة منا جني كأنه هضبة لركانته وتقضبه، يحدق في دونهم، يرميني ~~بسهمين نافذين، وأنا ألوذ بطرفي عنه، وأستعيذ بالله منه، لأنه ملأ عيني ~~ونفسي. فقال لي لما انتهيت، وقد استخفه الحسد: على من أخذت الزمير - قلت: ~~وإنما أنا نفاخ عندك منذ اليوم - قال: أجل! أعطنا كلاما يرعى تلاع الفصاحة، ~~ويستحم بماء العذوبة والبراعة، شديد الأسر جيد النظام، وضعه على أي معنى ~~شئت. قلت: كأي كلام - قال: ككلام أبي الطيب: # نزلنا على الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم به ركبا # نذم السحاب الغر في فعلها به ... ونعرض عنها كلما طلعت ms0155 عتبا وكقوله: # أرأيت أكبر همة من ناقتي ... حملت يدا سرحا وخفا مجمرا # تركت دخان الرمث في أوطانها ... طلبا لقوم يوقدون العنبرا # وترفعت ركباتها عن مبرك ... تقعان فيه، وليس مسكا أذفرا # فأتتك دامية الأظل كأنما ... حذيت قوائمها العقيق الأحمرا وكقوله: # PageV01P290 # على كل طاو تحت طاو كأنما ... من الدم يسقى أو من اللحم يطعم # لها تحتهم زي الفوارس فوقها ... فكل حصان دارع متلثم # وما ذاك بخلا بالنفوس على القنا ... ولكن صدم الشر بالشر أحزم فآدني ~~والله بما قرع به سمعي، وقلت له: أي ماء لو كان من جمامك، واستهلت به عيون ~~غمامك! ثم استقدمت فأنشدته: # ولرب ليل للهموم تهدلت ... أستاره فمحا الصوى بستوره # كالبحر يضرب وجهه في وجهه ... صعب على العبار وجه عبوره # طاولته من عزمتي بمضبر ... أثبت همي في قرارة كوره # وعلي للصبر الجميل مفاضة ... تلقى الردى فتكل دون صبوره # وبراحتي من فكرتي ذو ذكرة ... عهدت تذكرني لطبع ذكيره # فردا إذا بعثت دياجي جنحه ... هولا علي خبطت في ديجوره # حتى بدا عبد العزيز لناظري ... أملي فمزقت الدجى عن نوره [وأنشدته: # الله في أرض غذيت هواءها ... وعصابة لم تتهم إشفاقها # نكزتهم أفعى الخطوب وعوجلوا ... بمثمل منها فكن درياقها # PageV01P291 # وافتح مغالقها بعزمة فيصل ... لو حاولت سوق الثريا ساقها # ولو أنها منه إذا ما استلها ... تتعرض الجوزاء حل نطاقها] وأنشدته: # لا تبكين من الليالي أنها ... حرمتك نغبة شارب من مشرب # فأقل ما لك عندها سيف الردى ... يستل من شعر القذال الأشيب # ورحيل عيشك كل رحلة ساعة ... وفناء طيبك في الزمان الأطيب وأنشدته: # ولم أر مثلي ما له من معاصر ... ولا كمضائي ما له من مضافر # ولو كان لي في الجو كسر أؤمه ... ركبت إليه ظهر فتخاء كاسر # وهمت بإجهاش علي وقد رأت ... مصابي في آثار إحدى الكبائر # فقلت لها: إن تجزعي من مخاطر ... فإنك لن تحظي بغير المخاطر # [تشهت ثمار الوفر مني وإنها ... لدى كل مبيض العنانيز وافر # PageV01P292 # له في بياض اليوم يقظة فاجر ... وتحت سواد الليل هجعة كافر] # رويدك حتى تنظري عم تنجلي ms0156 ... غيابة هذا العارض المتناثر # ودون اعتزامي هضبة كسروية ... من الحزم سلمانية في المكاسر # إذا نحن أسندنا إليها تبلجت ... مواردنا عن نيرات المصادر # وأنت ابن حزم منعش من عثارها ... إذا ما شرقنا بالجدود العواثر # [وما جر أذيال الغنى نحو بيته ... كأروع معرور ظهور الجرائر] # إذا ما تبغى نضرة العيش كرها ... لدى مشرع للموت لمحة ناظر # فسل من التأويل فيها مهندا ... أخو شافعيات كريم العناصر # [لمعتزلي الرأي ناء عن الهدى ... بعيد المرامي مستميت البصائر] # يطالب بالهندي في كل فتكة ... ظهور المذاكي عن ظهور المنابر وأنشدته: # وقالت النفس لما أن خلوت بها ... أشكو إليها الهوى خلوا من النعم: # حتام أنت على الضراء مضطجع ... معرس في ديار الظلم والظلم - # [وفي السرى لك، لو أزمعت مرتحلا ... برء من الشوق أو برء من العدم] # ثم استمرت بفضل القول تنهضني ... فقلت: إني لأستحبي بني الحكم # PageV01P293 # المحلفين رداء الشمس مجدهم ... والمنعلين القريا أخمص القدم # ألممت بالحب حتى لو دنا أجلي ... لما وجدت لطعم الموت من ألم # وذادني كرمي عمن ولهت به ... ويلي من الحب أو ويلي من الكرم # تخونتني رجال طالما شكرت ... عهدي وأثنت بما راعيت من ذمم # لئن وردت سهيلا غب ثالثة ... لتقرعن علي السن من ندم # هناك لا تبتغي غير السناء يدي ... ولا تخف إلى غير العلا قدمي # حتى تراني في أدنى مواكبهم ... على النعامة شلالا من النعم # ريان من زفرات الخيل أوردها ... أمواه نيطة أرعى لحق العلا من سالف الأمم ~~ففتح علي عينين كالماويتين ثم قال لي: من القائل - # طلع البدر علينا ... فحسبناه لبيبا # والتقينا فرأينا ... ه بعيدا وقريبا قلت: أبي، قال: فمن القائل - # [فيا من إذا رام معنى كلامي ... رأى نفسه نصب تلك المعاني] # شكوت إليك صروف الزمان ... فلم تعد أن كنت عون الزمان # PageV01P294 # وتقصر عن همتي قدرتي ... فيا ليتني لسوى من نمائي # ولا غرو للحر عند المضيق ... أن يتمنى وضيع الأماني قلت: أخي، قال: فمن ~~القائل - # صدود وإن كان الحبيب مساعفا ... وبعد وإن كان المزار قريبا # وما فتئت تلك الديار حبائبا ... لنا قبل ms0157 أن نلقى بهن حبيبا # ولو أسعفتنا بالمودة في الهوى ... لأدنين إلفا أو شغلن رقيبا # وما كان يجفو ممرضي، غير أنه ... عدته العوادي أن يكون طبيبا قلت: عمي، ~~قال: فمن القائل - # أتيناك لا عن حاجة عرضت لنا ... إليك ولا قلب إليك مشوق # ولكننا زرنا بفضل حلومنا ... حمارا تلقى برنا بعقوق قلت: جدي، قال: فمن ~~القائل - # ويلي على أحور تياه ... أحسن ما يلهو به اللاهي # أقبل في غيد حكين الظبا ... بيض تراق حمر أفواه # يأمر فيهن وينهى ولا ... يعصينه من آمر ناهي # PageV01P295 # حتى إذا أمكنني أمره ... تركته من خيفة الله قلت: جد أبي، قال: فمن ~~القائل - # ويح الكتابة من شيخ هبنقة ... يلقى العيون برأس مخه رار # ومنتن الريح إن ناحيته أبدا ... كأنما مات في خيشومه فار قلت: أنا، قال: ~~والذي نفس فرعون بيده، لا عرضت لك أبدا، إني أراك عريقا في الكلام، ثم قل ~~واضمحل، حتى إن الخنفساء لتدوسه، فلا يشغل رجليها. فعجبت منه، وقلت لزهير: ~~من هذا الجني - فقال لي: استعذ بالله منه، إنه ضرط في عين رجل فبدرت من ~~قفاه، هذا فرعون بن الجون. فقلت: أعوذ بالله العظيم، من النار ومن الشيطان ~~الرجيم! فتبسم زهير وقال لي: هو تابعة رجل كبير منكم، ففهمتها عنه. # وله فصل في مثل ذلك: قال أبو عامر: ومشيت يوما أنا وزهير بأرض الجن أيضا ~~نتقرى الفوائد، ونعتمد أندية أهل الآداب منهم، إذ أشرفنا على قرارة غناء، ~~تفتر عن بركة ماء، وفيها عانة من حمر # PageV01P296 # الجن وبغالهم، قد أصابتها أولق فهي تصطك بالحوافر، وتنفخ من المناخر، وقد ~~اشتد ضراطها، وعلا شحيجها ونهاقها، فلما بصرت بنا أجفلت إلينا وهي تقول: ~~جاءكم على رجليه، فارتعت لذلك، فتبسم زهير وقد عرف القصد، وقال لي: تهيأ ~~للحكم. فلما لحقت بنا بدأتني بالتفدية، وحيتني بالتكنية، فقلت: ما الخطب، ~~حمي حماك أيتها العانة، وأخصب مرعاك - قالت: شعران لحمار وبغل من عشاقنا ~~أختلفنا فيهما، وقد رضيناك حكما. قلت: حتى أسمع. فتقدمت إلي بغلة شهباء، ~~عليها جلها وبرقعها، لم تدخل فيما دخلت فيه العانة ms0158 من سوء العجلة وسخف ~~الحركة، فقالت: أحد الشعرين لبغل من بغالنا وهو: # على كل صب من هواه دليل ... سقام على حر الجوى ونحول # وما زال هذا الحب داء مبرحا ... إذا ما اعترى بغلا فليس يزول # بنفسي التي أما ملاحظ طرفها ... فسحر، وأما خدها فأسيل # تعبت بما حملت من ثقل حبها ... وإني لبغل للثقال حمول # وما نلت منها نائلا غير أنني ... إذا هي بالت بلت حيث تبول والشعر الآخر ~~لدكين الحمار: # دهيت بهذا الحب منذ هويث ... وراثت إراداتي فلست أريث # كلفت بإلفي منذ عشرين حجة ... يجول هواها في الحشا ويعيث # [وما لي من برح الصبابة مخلص ... ولا لي من فيض السقام مغيث] # PageV01P297 # وغير منها قلبها لي نميمة ... نماها أحم الخصيتين خبيث # وما نلت منها نائلا غير أنني ... إذا هي راثت رثت حيث تروث فضحك زهير، ~~وتماسكت وقلت للمنشدة: ما هو يث - قالت: هو هويت، بلغة الحمير، فقلت: والله ~~إن للروث رائحة كريهة، وقد كان أنف الناقة أجدر أن يحكم في الشعر! فقالت: ~~فهمت عنك، وأشارت إلى العانة أن دكينا مغلوب، ثم انصرفت قانعة راضية. # وقالت لي البغلة: أما تعرفني أبا عامر - قلت: لو كانت ثم علامة! فأماطت ~~لثامها، فإذا هي بغلة أبي عيسى، والخال على خدها، فتباكينا طويلا، وأخذنا ~~في ذكر أيامنا، فقالت: ما أبقت الأيام منك - قلت: ما ترين، قالت: شب عمرو ~~عن الطوق! فما فعل الأحبة بعدي! - أهم على العهد - قلت: شب الغلمان، وشاخ ~~الفتيان، وتنكرت الخلان، ومن إخوانك من بلغ الإمارة، وانتهى إلى الوزارة، ~~فتنفست الصعداء وقالت: سقاهم الله سبل العهد، وإن حالوا عن العهد، ونسوا ~~أيام الود، بحرمة الأدب، إلا ما أقرأتهم مني السلام؛ قلت: كما تأمرين ~~وأكثر. # وكانت في البركة بقربنا إوزة بيضاء شهلاء، في مثل جثمان النعامة، كأنما ~~ذر عليها الكافور، أو لبست غلالة من دمقس الحرير، لم أر أخف من رأسها حركة، ~~ولا أحسن للماء في ظهرها صبا، تثني سالفتها # PageV01P298 # وتكسر حدقتها، وتلولب قمحدوتها، فترى الحسن مستعارا منها، والشكل مأخوذا ~~عنها، فصاحت بالبغلة: لقد ms0159 حكمتم بالهوى، ورضيتم من حاكمكم بغير الرضى؛ فقلت ~~لزهير: ما شأنها - قال: هي تابعة شيخ من مشيختكم، تسمى العاقلة، وتكنى أم ~~خفيف، وهي ذات حظ من الأدب، فاستعد لها، فقلت: أيتها الإوزة الجميلة، ~~العريضة الطويلة، أيحسن بجمال حدقتيك، واعتدال منكبيك، واستقامة جناحيك، ~~وطول جيدك، وصغر أسك، مقابلة الضيف بمثل هذا الكلام، ولقي الطارئ الغريب ~~بشبه هذا المقال - وأنا الذي همت بالإوز صبابة، واحتملت في الكلف بها عض كل ~~مقالة، وأنا الذي استرجعتها إلى الوطن المألوف، وحببتها إلى كل غطريف، ~~فاتخذتها السادة بأرضنا، واستهلك عليها الظرفاء منا، ورضيت بدلا من ~~العصافير، ومكلمات الزرازير، ونسيت لذة الحمام، ونقار الديوك، ونطاح ~~الكباش. فدخلها العجب من كلامي، ثم ترفعت وقد اعترتها خفة شديدة في مائها، ~~فمرة سابحة، ومرة طائرة، تنغمس هنا وتخرج هناك، [قد تقبب جناحاها، وانتصبت ~~ذناباها، وهي تطرب تطريب السرور] ؛ وهذا الفعل معروف من الإوز عند الفرح ~~والمرح، ثم سكنت وأقامت عنقها، وعرضت صدرها، وعملت بمجدافيها، واستقبلتنا ~~جائية كصدر المركب، فقالت: أيها الغار المغرور، كيف تحكم في الفروع وأنت لا ~~تحكم الأصول - ما الذي تحسن - قلت: ارتجال شعر، واقتضاب خطبة، على حكم ~~المقترح # PageV01P299 # والنصبة، قالت: ليس هذا أسألك، قلت: ولا بغير هذا أجاوبك، قالت: حكم ~~الجواب أن يقع على أصل السؤال، وأنا إنما أردت بذلك إحسان النحو والغريب ~~اللذين هما أصل الكلام، ومادة البيان. قلت: لا جواب عندي غير ما سمعت، ~~قالت: أقسم أن هذا منك غير داخل في باب الجدل، قلت: وبالجدل تطلبيننا [وقد ~~عقدنا سلمه، وكفينا حربه] وإن ما رميتك به منه لأنفذ سهامه، وأحد حرابه ~~[وهو من تعاليم الله عز وجل عندنا في الجدل في محكم تنزيله، قالت: أقسم أن ~~الله ما علمك الجدل في كتابه، قلت: محمول عنك أن خفيف، لا يلزم الإوز حفظ ~~أدب القرآن، قال الله عز وجل في محكم كتابه حاكيا عن نبيه إبراهيم عليه ~~السلام: {ربي الذي يحيي ويميت، قال أنا أحيي وأميت} (البقرة: 558) . فكان ~~لهذا الكلام من الكافر جواب، وعلى وجوبه مقال، ولكن ms0160 النبي صلى الله عليه ~~وسلم لما لاحت له الواضحة القاطعة رماه بها وأضرب عن الكلام الأول، قال ~~{فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب؛ فبهت الذي كفر} وأنا ~~لا أحسن غير ارتجال شعر، واقتضاب خطبة، على حكم المقترح والنصبة. فاهتزت من ~~جانبيها، وحال الماء من عينيها، وهمت بالطيران، ثم اعتراها ما يعتري الإوز ~~من الألفة وحسن الرجعة، فقدمت عنقها ورأسها إلينا تمشي نحونا رويدا، وتنطق ~~نطقا متداركا خفيا، وهو فعل الإوز إذا أنست واستراضت وتذللت، على أني أحب ~~الإوز وأستظرف حركاتها وما يعرض من سخافاتها] . # ثم تكلمت بها مبسبسا، ولها مؤنسا، حتى خالطتنا وقد عقدنا # PageV01P300 # سلمها وكفينا حربها، فقلت: يا أم خفيف، بالذي جعل غذاءك ماء. وحشا رأسك ~~هواء، ألا أيما أفضل: الأدب أم العقل - قالت: بل العقل، قلت: فهل تعرفين في ~~الخلائق أحمق من إوزة، ودعيني من مثلهم في الحبارى - قلت: لا، قلت: فتطلبي ~~عقل التجربة، إذ لا سبيل لك إلى عقل الطبيعة، فإذا أحرزت منه وبؤت منه بحظ، ~~فحينئذ ناظري في الأدب، فانصرفت وانصرفنا. # قال أبو عامر: وكنت يوما بحمام لي مع أصحابنا فأتى رسول الحاجب أبي عامر ~~يرغب إخلاءه لبنيان عرض في حمامه منعه من دخوله، وكنت لم أصحبه، فخرجنا له ~~عنه، ورغبوا أن أكتب إليه في ذلك فقلت: # شكرت للدهر حسن ما صنعا ... طائر مجد بجنتي وقعا # نفرت لما أيقنت جيئته ... وطارت النفس عندها قطعا # يا حسن حمامنا وقد غربت ... شمس الضحى فيه بعد ما متعا # أيقن أن الهلال زاكنه ... فضاء للحاضرين واتسعا # فانعم أبا عامر بنعمته ... واعجب لأمرين فيه قد جمعا # نيرانه من زنادكم قدحت ... وماؤه من بنانكم نبعا قال أبو الحسن: وننشد ~~هنا بعض مقطعات تتعلق بذكر الحمام # PageV01P301 # قال المنفتل: # انظر إلى حمامنا قد حكى ... حالين من حال الأحباء # حرارة الأنفاس يوم النوى ... وحرة الأنفاس في الماء # فماؤه من أدمعي سائل ... وناره من حر أحشائي وقال في صفة حمام كانت ~~مضاويه من زجاج أحمر، وفي سمائه حمرة وبياض: # تحيرت من طيب ms0161 حمامنا ... بخيل لي أن فيه الفلق # فمن حمرة فوقنا وابيضاض ... كخد الحبيب إذا ما عرق # رأى الدهر ما شذ من حسنه ... فسد كوى سقفه بالشفق ومما يتعلق أيضا بصفته ~~قول الآخر، ولكنه خلطه بالنسيب، وأشار فيه إلى معنى غريب، فقال: # ولم أدخل الحمام يوم رحيلهم ... طلاب نعيم قد رضيت ببوسي # ولكن لتجري دمعتي مطمئنة ... فأبكي ولا يدري بذاك جليسي ودخل الحمام يوما ~~من أهل عصرنا الأديبان: أبو جعفر ابن هريرة التطيلي، وأبو بكر ابن بقي، ~~فقال أبو جعفر: # يا حسن حمامنا وبهجته ... مرأى من السحر كله حسن # ماء ونار حواهما كنف ... كالقلب فيه السرور والحزن ثم أعجبه هذا المعنى ~~أيضا فقال فيه: # PageV01P302 # ليس على لهونا مزيد ... ولا لحمامنا ضريب # ماء ويه لهيب نار ... كالشمس في ديمة تصوب # وابيض من تحته رخام ... كالثلج حين ابتدا يذوب وقال أبو بكر: # حمامنا فيه فصل القيظ محتدم ... وفيه للبرد سر غير ذي ضرر # ضدان ينعم جسم المرء بينهما ... كالغصن ينعم بين الشمس والمطر وقال أبو ~~جعفر التطيلي، وقد نظر فيه إلى غلام وسيم: # هل استمالك جسم ابن الأمير وقد ... سالت عليه من الحمام أنداء - # كالغصن باشر حر النار من كثب ... فظل يقطر من أعطافه الماء - وفي أبي ~~عامر ابن المظفر الذي ذكر يقول أبو عامر بن شهيد من جملة قصيدة بقول فيها: # جمعت بطاعة حبك الأضداد ... وتألف الأفصاح والأعياد # كتب القضاء بأن جدك صاعد ... والصبح رق والظلام مداد ونقلت من خط أبي ~~مروان ابن حيان قال: سلف لأبي عامر بن المظفر # PageV01P303 # هذا بقرطبة عيشة راضية في سرور وحبور وقتا، إلى أن ساءت الأيام بطامة ~~ففارقها بغصة، وكان من محاسنه أنسه بالأدب، وغلبة أهله على خاصته، ولم يكن ~~في مغدى ولا مراح، فتجملت آثاره بهم، وسارت أقوالهم فيه، وكان من ألهجهم ~~بذكره أبو عامر بن شهيد، له معه أخبار مأثورة مشهور. شاهدتهم ليلة في مجلسه ~~[و] طفيلة صغيرة عجيبة الخلق كانت تسقيهم [تسمى] أسماء عجبوا من مكابدتها ~~السهر معهم، على صغر سنها، وحسن قيامها بخدمتهم ms0162، فسأله ابن المظفر وصفها ~~فقال: # أفدي أسيماء من نديم ... ملازم للكؤوس راتب # قد عجبوا في السهاد منها ... وهي لعمري من العجائب # قالوا: تجافى الرقاد عنها ... فقلت لا ترقد الكواكب قال أبو عامر وابن ~~حيان: واستوحش أبو عامر ابن المظفر هذا من هاشم المعتد ووزيره حكم بن سعيد ~~القزاز، وكانوا قد رموه بذنب سليمان بن هشام الناصري، فلما خاف دبر الفرار، ~~وخرج في لمة من ثقات أصحابه وأعوانه، وحمل معه عيون ذخائره وخاصة حرمه، ~~وقطع أرضا بعيدة، ولم يعلم المعتد بخبره، إلى أن جاء خبر اجتيازه قرطبة ~~راجعا على عقبه من شاطبة، لم يتفق له فيها ما أراد، فكر إلى ابن عبد الله ~~بقرمونة مستجيرا به في ظنه، فأحلف ابن عبد # PageV01P304 # الله ظنه، وخاطب قائده بحصر المرور وبإزعاجه عن قطره، ولا يجتاز على شيء ~~من عمله، فضاقت به الأرض يومئذ، فألقى نفسه على أبي حمامه حرزة اليصدراني، ~~فأجاره وبوأه منزلا في حصنه على نهر قرطبة، أقام به كمد وغصة، والحمام ~~يغازله إلى أن مات عنده. # وحدثني أبو عبد الله ابن هريرة الكاتب قال: قصد أبو عامر ابن المظفر في ~~خروجه من شاطبة إلى مواليه العامريين بعد مراسلة متقدمة، لما وصل ردوه خجلا ~~خائبا، فرغب أن تخرج إليه أخته بنت المظفر الأيم المقيمة - كانت - عندهم ~~وقتهم، فأسعفوه بذلك وخرجت إليه، فخلا بها وأودعها جوهرا نفيسا كان احتمله، ~~وولى ناكصا، والعبدى تطرده عن ناحيتها، وأسلموه غرضا للحتوف، فمات عند حرزة ~~اليصدراني كما وصفناه. وعلم ابن عمه عبد العزيز بمكان ذلك الجوهر، فلما هلك ~~اختدعها ووعدها أن ينكحها، وكانت ضعيفة الرأي، فأسلمته إليه وغدر بها ولم ~~ينكحها، فصارت بقية دهرها تجفوه وتشتمه. # ولما استقر أبو عامر عند حرزة، وأيس المعتد من انصرافه، قبض ما خلفه ~~بداره ونقله إلى القصر، فطلب أسبابه، وتتبع ودائعه وعقاره، فانفتح على أهل ~~قرطبة في هذا الباب بذلك الوقت بلاء عظيم، أجلى بعضهم عن الأوطان، بسبب تلك ~~الودائع العامرية؛ انتهى كلام ابن حيان. # @جملة من شعره في أوصاف شتى # حدث ms0163 عن نفسه قال: لما قدم زهير الصقلبي فتى بني عامر حضرة # PageV01P305 # قرطبة من المرية، وجه أبو جعفر ابن عباس وزيره عن لمة من أصحابنا منهم ~~ابن برد، وأبو بكر المرواني، وابن الحناط، والطبني، فسألهم عني، وقال: ~~وجهوا عنه، فوافاني رسوله مع دابة له بسرج محلى ثقيل، فسرت إليه ودخلت ~~المجلس، وأبو جعفر غائب، فتحرك المجلس لدخولي وقاموا جميعا إلي، حتى طلع ~~أبو جعفر علينا ساحبا لذيل لم ير أحد سحبه قبله، وهو يترنم، فسلمت عليه ~~سلام من يعرف حق الرجال، فرد ردا لطيفا، فعلمت أن في أنفه نعرة لا تخرج إلا ~~بسعوط الكلام، ولا تراض إلا بمستحصد النظام، فرأيت أصحابي يصيخون إلى ترنمه ~~فسألتهم عن ذلك، فقال لي الحناطي، وكان كثير الإنحاء علي، جالبا في المحافل ~~ما يسوء الأولياء إلي: إن الوزير حضره قسيم من شعره، وهو يسألنا إجازته. ~~فعلمت أني المراد، فاستنشدته فأنشده، وهو: # مرض الجفون ولثغة في المنطق ... فقلت لمن حضر: لا تجهدوا أنفسكم فلستم ~~المراد؛ فأخذت القلم وكتبت بديهة: # مرض الجفون ولثغة في المنطق ... سيان جرا عشق من لم يعشق # من لي بألثغ لا يزال حديثه ... يذكي على الأكباد جمرة محرق # يبني فينبو في الكلام لسانه ... فكأنه من خمر عينيه سقي # PageV01P306 # لا ينعش الألفاظ من عشراتها ... ولو إنها كتبت له في مهرق ثم قمت عنهم ~~فلم ألبث أن وردوا علي، وأخبروا أن أبا جعفر لم يرض ما جئنا به من البديهة، ~~وسألوني أن أحمل مكاوي الكلام على حتاره، وذكروا أن إدريس هجاه فأفحش، فلم ~~أستحسن الإفحاش، فقلت فيه معرضا إذ التعريض من محاسن القول: # أبو جعفر رجل كاتب ... مليح شبا الخط حلو الخطابه # تملأ شحما ولحما وما ... يليق تملؤه بالكتابه # وذو عرق ليس ماء الحياء ... ولكنه رشح فضل الجنابه # جرى الماء في سفله جري لين ... فأخذت في العلو منه صلابه [قال ابن بسام: ~~وليت شعري ما التصريح عند أبي عامر إذا سمى هذا تعريضا - ولولا أن الحديث ~~شجون، والتتابع فيه جنون، والكلام إذا لان قياده، سهل اطراده ms0164، وإذا قرب ~~بعضه من بعض، لم يفرق فيه بين سماء وأرض، لما استجزت أن أشين كتابي بهذا ~~الكلام البارد معرضه، البعيد من السداد غرضه، وقد يطغى القلم، وتجمح الكلم. # وقوله: # جرى الماء في سفله جري لين ... يشبه قول الآخر، وضمن بيت النابغة: # PageV01P307 # يا سائلي عن خالد، عهدي به ... رطب العجان وكفه كالجلمد # " كالأقحوان غداة غب سمائه ... جفت أعياله وأسفله ندي " وقوله: # وذو عرق ليس ماء الحياء ... ألم به ابن زيدون فقال من جملة أبيات: # مخضت في أسته الأيور حليبا ... فعلى عينه من الزبد نقطه وتأنق في هذا ~~المعنى أبو الحسين ابن الجد فقال: # وأزرق والأمور لها اشتباه ... وتؤتى العين من قبل العجان # ومما شك أسفله العوالي ... بدا في عينه زرق السنان] قال ابن بسام: قول ~~أبي عامر في صفة الألثغ مما أحسن فيه، لا سيما على البديه. ومن أحسن ما ~~سمعت في صفته قول الرمادي: # لا الراء تطمع في الوصال ولا أنا ... الهجر يجمعنا فنحن سواء # فإذا خلوت كتبتها في راحتي ... فبكيت منتحبا أنا والراء # PageV01P308 # وأخذ لفظ الرمادي هذا أبو القاسم ابن العريف فقال: # أيها الألثغ الذي شف قلبي ... جد ينطق ولو نطقت بسب # هجرك الراء مثل هجري سواء ... فكلانا معذب دون ذنب # فإذا شئت أن أرى لي مثيلا ... في هواني خططت راء بجنبي على أن أبا الطيب ~~قد قال فأحسن: # قشير وبلعجلان فيها خفية ... كراءين في ألفاظ ألثغ ناطق ويشبه قول أبي ~~الطيب قول بعض أهل عصرنا، وهو أبو الوليد ابن حزم الإشبيلي، يصف سكران: # ويروم قول أبي الوليد وربما ... كتمت مكانه لامه الواوان وقال أبو عامر ~~يتغزل: # مر بي في فلك من ربرب ... قمر مبتسم عن شنب # زينوا أعلاه بالدر كما ... ثقلوا أسفله بالكثب # PageV01P309 # فازدهتني أريحيات الصبا ... واستخفتني دواعي طربي # فتعرضت لتسليم له ... فإذا التياه لا يعبأ بي # قال: هذا العبد من دلله ... ما الذي أمنه من غضبي - # يا ظبا لحظي خذي لي رأسه ... فهو لا شك من أهل الريب # فانبرت ألحاظه تطلبني ... وأنا قدامها في الهرب # لو ms0165 تراني وأنا ألطفه ... وأداريه مداراة الصبي # خلته جبار قوم مردوا ... وأنا في لطف الوعظ نبي قال أبو عامر: ومن الواجب ~~على الناقد أن يبحث عن الكلام، ويفتش عن شرف المعاني، وينظر مواقع البيان، ~~ويحترس من حلاوة خدع اللفظ، ويدع تزويق التركيب، ويراطل بين أنحاء البديع، ~~ويمثل أشخاص الصناعة، فقد ترى الشعر فضي البشرة، وهو رصاصي المكسر، ذا ثوب ~~معضد أو مهلهل، وهو مشتمل على بهق أو برص، مبنيا بلبن التماثيل، وصفوان ~~التهاويل، وهو لا يجن صاحبه عن النسيم فضلا عن الحرجف، ولا يقيه رقيق ريق ~~الندى فضلا عن شؤبوب الكنهور، وقد ملحته ملاحة الأسماء، واتقد فيه الهوى، ~~واضطرمت في جانبه نيران الجوى، ولمع فيه البرق، واستن فيه الودق، وسفحت ~~عليه الدموع، وبان فيه الخشوع، وهو # PageV01P310 # {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا} (النور: 39) ~~لا يستحق صاحبه غير أن يكون تلعابة، أو صاحب براعة. وإنما يستحق اسم ~~الصناعة بتقحم بحور البيان، وتعمد كرائم المعاني والكلام، وأن ينطق بالفصل، ~~ويركب أثباج الجد، ويطلب النادرة والسائرة، وينظم من الحكمة ما يبقى بعد ~~موته، ويذكر بعد فوته، ويتصرف تصرف الملح، ويتلون تلون أبي براقش. ونحن ~~نرجو أنا ذهبنا بقولنا هذا مذهبا كريما من الكلام: # ولما رأيت الليل عسكر قره ... وهبت له ريحان تلتطمان # وعمم صلع الهضب من قطر ثلجه ... يدان من الصنبر تبتدران # رفعت لساري الليل نارين فارتأى ... شعاعين تحت النجم يلتقيان # فأقبل مقرور الحشا لم تكن له ... بدفع صروف النائبات يدان # فقلت: إلى ذات الدخان، فقال لي ... وهل عرفت نار بغير دخان - # فملت به أجتره نحو جمرة ... لها بارق للضيف غير يمان # إذا ما حسا ألقمته كل فلذة ... لفرخة طير أو لسخلة ضان # فما زال في أكل وشرب مدارك ... إلى أن تشهى الترك شهوة واني # فألحفته فامتد فوق مهاده ... وخداه بالصهباء تتقدان # وما انفك معشوق الثواء نمده ... ببشر وترحيب وبسط لسان # تغنيه أطيار القيان إذا انتشى ... بصنج وكيشار وعود كران # PageV01P311 # ويسمو دخان المندل الرطب فوقه ... كما احتملت ريح متون ms0166 عثان # إلى أن تشهى البين من ذات نفسه ... وحن إلى الأهلين حنة حاني # فأتبعته ما سد خلة حاله ... وأتبعني ذكرا بكل مكان قوله: " وعمم صلع ~~الهضب " ... البيت، كقول بعض أهل عصرنا يصف الثلج أيضا: # وأترع الوهد من ازباد لجته ... بالبرس ينبت بين القوس والوتر # فالأرض ملساء لا أمت ولا عوج ... كنقطة من سراب القاع لم تمر وقوله: " ~~فأتبعته ما سد خلة حاله " ... البيت، كقول حبيب: # فراح في ثنائي ... ورحت في ثيابه وأخذه بعض أهل عصرنا فقال: # وخذ حمدي بجودك، ذا بهذا ... كلانا اليوم أربح صيرفي # لأصبح من نوالك في رياش ... وتصبح من مقالي في حلي قال أبو عامر: ولما ~~أنشد المعتلي بالله يحيى بن علي بن حمود قول ابن قاضي ميلة يصفف مركبا ~~للروم أوقع به المسلمون وغرقوه وذكر قتل العلج: # PageV01P312 # إذا طفا أبصر الصمصام يرقبه ... أو غاص في الماء من خوف الردى شرقا # وأي عيش لموقوف على تلف ... يراقب الميتتين: السيف والغرقا وكانت إثر ذلك ~~وقعة للمعتلي بالله على السودان بإشبيلية، فأمر أبا عبد الله ابن الحناط ~~بصفة ذلك إذ الوقعتان متشابهتان، ففعل؛ وبلغني أنا ذلك، فكتبت إلى المعتلي ~~بشعر طويل في المعنى أوله: # غناك سعدك في ظل الظبا وسقى ... " فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا " ومنها ~~في صفة الوقعة: # سقيا لأسد تساقى الموت أنفسها ... وتلبس الصبر في يوم الوغى حلقا # قامت بنصرك لما قام مرتجلا ... خطيب جودك فيها ينثر الورقا # سريت تقدم جيش النصر متخذا ... سبل المجرة في إثر العلا طرقا # في ظل ليل من الماذي معتكر ... يجلو إلى الخيل منه وجهك الفلقا # وصفح قرن غداة الروع يكتبه ... من الظبا قلم لا يعرف المشقا # أجريت للزنج فوق النهر نهر دم ... حتى استحال سماء جللت شفقا # وساعد الفلك الأعلى بقتلهم ... حتى غدا الفلك بالناجي به غرقا # من كل أسود لم يدلف على ثلج ... بأن جدك يجلو صفحه يققا # كأن هامته والرمح يحملها ... غراب بين على بان النقا نعقا # PageV01P313 # ومنها: # إذا ولى ثغر ثغرته ... أو عاذ مسلوب القوى غرقا # وأي نهر ms0167 يرجي العبر عابره ... وسفنه طافيات غودرت فلقا قوله: " حتى ~~استحال سماء " ... البيت، إلى قول المعري أراه أشار. # وعلى الأفق من دماء الشهيدي ... ن علي ونجله شاهدان # فهما في أواخر الليل فجرا ... ن وفي أولياته شفقان وقوله: " كأن هامته ~~والرمح " ... البيت، أخذ معناه ابن الحداد فقال من قصيدة في مدائح ابن ~~صمادح، يصف غلبته على وادي آش سنة خمس وخمسين: # بلاد غدت يأجوج فيها فأفسدت ... فكنت كذي القرنين والجحفل السد # وما زال شرقي المرية عاطلا ... إلى أن علاها من رؤوسهم عقد # وقد عوضوا من بائنات جسومهم ... بمصمتة لا عظم فيها ولا جلد # كأنهم فيها غرابيب وقع ... على باسقات لا تروح ولا تغدو ومن مشهور هذا ~~المعنى قول الآخر: # PageV01P314 # وعاد لكنه رأس بلا جسد ... يسري ولكن على ساق بلا قدم # وإذا تراءى على الخطي أسفر في ... حال العبوس لنا عن ثغر مبتسم ولم أسمع ~~في صفة الرأس المصلوب على الرمح أحسن من قول أبي فراس يخبر عن سيف الدولة ~~وقد أنقذ أبا وائل التغلبي من الأسر، وقتل آسره: # وأنقذ من ثقل الحديد ومسه ... أبا وائل والدهر أجدع صاغر # وآب ورأس القرمطي أمامه ... له جسد من أكعب الرمح ضامر وكان هذا المقتول ~~الذي أوقع به سيف الدولة قد ظهر على أطراف الشام والتفت عليه القبائل، وكان ~~يعرف بالمبرقع، فحارب أبا وائل تغلب بن داود وهو خليفة سيف الدولة على حمص، ~~فهزمه وأسره وألزمه شراء نفسه بعدد من الخيل والمال، فخرج سيف الدولة من ~~حلب وأسرى حتى لحق في اليوم الثالث بنواحي دمشق، فأوقع بالمبرقع، وفي ذلك ~~يقول المتنبي: # ولو كنت في أسر غير الهوى ... ضمنت ضمان أبي وائل # فدى نفسه بضمان النضار ... وأعطى صدور القنا الذابل # PageV01P315 # ومناهم الخيل مجنوبة ... فجئن بكل فتى باسل # كأن خلاص أبي وائل ... معادوة القمر الآفل # دعا فسمعت وكم صامت ... على البعد عندك كالقائل قال ابن بسام: وإذ قد ~~أجرى أبو عامر ذكر يحيى بن حمود، فلنشر إليه، ونتلو قصيدة أبي عامر بفصل ~~نجعله منبها عليه، إذ قد مر ms0168 ذكره فيها، ونسقت له قوافيها. وأنا أشرح في هذا ~~الموضع مقتله خاصة، إذ كان خاتمة آثاره، ومميزا من سائر أخباره. وسيمر في ~~أخباره عمه القاسم كيف نجم ملكه، وعلى يدي من نظم سلكه. # @ذكر الخبر عن مقتل يحيى بن حمود الذي ذكر # قال ابن حيان: حكى لي أبو الفتح البرزالي قال: لما كان عيد الأضحى سنة ست ~~وعشرين وأربعمائة، وانغمس يحيى بن حمود في شربه ولهوه، سرت مع لمة من بني ~~عمي إلى اللحاق بإشبيلية، للاجتماع بابن عمنا محمد بن عبد الله والقاضي ابن ~~عباد، فوصلنا وأنبأناهما من خبر ابن حمود يحيى ولهوه ما رأيا أن يوجها إليه ~~بجيش لقتاله. فخرج إسماعيل بن عباد مع ابن عمنا محمد بن عبد الله في المحرم ~~من سنة سبع وعشرين بعدها، وهما في بيعة هشام بن الحكم تلك الأيام، فجئنا ~~إلى باب قرمونة بالجيش كي نغيظ يحيى فيخرج # PageV01P316 # أو يخرج أحد من قبله، وقد قدمنا سرية كمن الجيش ناحية أخرى، وقد كنا ~~وجهنا فوارس ليلا للسامرة بسور قرمونة، فطار الخبر إلى يحيى وهو تلك الليلة ~~على شراب وقد أخذ منه، فنعر نعرة ووثب قائما يقول: وابياض بختي الليلة، ~~وابن عباد ليلا على باب قرمونة، وأصحابه يتلاحقون، فالتأمت عدته في نحو ~~ثلثمائة فارس أكثرهم دغل السريرة، فمضى على وجهه مغترا يضرب إبطي أهجن ~~خيله، معنقا إلى حينه. # قال أبو الفتح: وأقول إنه على ذلك عند انتهائه، لو ضرب مصافا يقيم فيه ~~ويقدم رجاله للحرب طائفة يمدهم بطائفة، وتقف خيلهم ردءا لهم ما فارق ~~الصواب. لكن الحين غطى على بصره فألقى نفسه علينا في أوائل خيله، ولما ~~تستبن الأشباح ظلمة. فانتشب الحرب معنا غلس ذلك اليوم ووالى علينا الشدات ~~الصعاب بنفسه، فعلمنا أنه لا ينجينا إلا الصدق، فاستقبلناه بوجوهنا ثم ~~رددنا عليه الكرة، وطاولنا بالقوة، فحمل علينا حملة ثالثة مع أصيحاب له، ~~وكنا في سند ضروس كؤود، منيع الصعود إلينا، نؤود منه وننال من أصحابه، فإذا ~~رددنا عليهم استعنا بفضل الانحدار من عل، فنخطفهم خطف ms0169 الأجادل، فصدقنا هذه ~~الحملة، فساقنا حتى رمانا على إسماعيل بن عباد ومن معي من الأندلسيين، ~~فثاروا في وجهه، فتواقف الفريقان ساعة، وظهر كمين # PageV01P317 # ابن عباد وجاد صبره، وحرض غلمانه العجم، فشدت الجماعة على يحيى شدة منكة، ~~وحدروا من ذلك التل الذي تسنموه فانكسروا، وصرع في ذلك قوم وتمادى الطلب ~~وراءهم بعد مواقفة عظيمة، فصرع يحيى وحز رأسه، وطير به إلى ابن عباد ~~بإشبيلية فخر ساجدا وسجد من حضر لسجوده، وانطبق البلد فرحا، واستمرت ~~الهزيمة على أصحاب يحيى، حتى ساء ذل محمد بن عبد الله، وبدت عصبيته لقومه، ~~وكلم ابن عباد في رفع السيف عنهم فأطاعه في ذلك، وتم لابن عبد الله ما أراد ~~من حقن دماء قومه، إذ لم يأت الذي أتاه إلا عن ضرورة، ولم يتلعثم أن أسرع ~~الركض إلى قرمونة دون إسماعيل بن عباد، فجاءها لوقته وقد ملك سودان يحيى ~~أبوابها على أهلها، فدنا إلى مكان عورتها من سورها الجوفي وقد عرفه، ففتح ~~له ودخل من ساعته دار يحيى وحاز جميع ما ألفاه من مال ومتاع، واشتمل على ~~نسائه وأباح حرمه لبنيه، واستحل حرامهن، واستوى في مجلسه، ونصر نصرا لا ~~كفاء له، ورد الله عليه ملكه، ثم لم يجده على ذلك شاكرا للنعمة، ولا مقصرا ~~عن ارتكاب المعصية. وسقط الخبر بمقتل يحيى على أهل قرطبة فما صدقوه من ~~الفرح. # قال أبو عامر: ومما يلزم المدعي لصناعة الكلام إذا اعتمد وصف حالة أن ~~يسوفي جميعها، ويكون ما يطلبه من الإبداع والاختراع فيها غير خارج عنها وما ~~هو بسبيلها، فذلك أبهى لكلامه، وأفخم للمتكلم به # PageV01P318 # وأدل على أن الكلام له ومن تأليفه، لا كما شهدته يوما عند ابن حمود وقد ~~قد صدر عن ابن الشرب، ومدحه عدة شعراء صدور أشعارهم لزينب والرباب ولميس ~~وفرتنى، وأعجازها للجود والكرم وبذل اللهى، ولم يلمم أحد منهم بذلك الغرض ~~والمغزى إلا في بيتين أو ثلاثة، فأنشدته أنا يومئذ من جملة قصيدة أولها: # فريق العدا من حد عزمك يفرق ... وبالدهر مما خاف بطشك أولق # عجبت ms0170 لمن يعتد دونك جنة ... وسهمك سعد والقضاء مفوق # ومن يبتني بيتا ليقطع دونه ... ممر رياح النصر وهو الخورنق # وما شرب ابن الشرب قبلك خمرة ... من الذل بالعجز الصريح تصفق # توهم فيه الرعن حصنا فزرته ... بأرعن فيه مرعد الموت مبرق # وحولك أسياف من السعد تنتضى ... وفوقك أعلام من النصر تخفق # بأبيض مسود الدلاص كأنه ... شهاب عليه من دجى الليل يلمق # وأسود مبيض القباء كأنما ... يطير به نحو الكريهة عقعق # وخيل تمشى للوغى ببطونها ... إذا جعلت بالمرتقى الصعب تزلق وهذا البيت ~~مما لم يحسن أبو عامر سرقته، ولا بلغ به طبقته، وهو من قول أبي الطيب: # إذا زلقت مشيتها ببطونها ... كما تتمشى في الصعيد الأراقم # PageV01P319 # وله من أخرى في سليمان المستعين: # بكى اسفا للبين يوم التفرق ... وقد هون التوديع بعض الذي لقي # وما للذي ولى به البين حسرة ... بكيت، ولكن حسرة للذي بقي # وقد شاقني الورق السواجع بالضحى ... ومن يستمع داعي الصبابة يشتق # على فنن من أيكة قد تعلقت ... بحبل النوى من قلبي المتعلق # فصدقتها في البين من غير عبرة ... وكم من كثير الدمع غير مصدق # لعل نسيم الريح تأتي به الصبا ... بنشر الخزامى والكباء المعبق # كأن عليها نفحة عبشمية ... أتت من جناب المستعين الموفق ومنها: # فنلت الذي قد نلت إذ ليس للعلا ... سواك كأن الدهر للناس منتقي قوله: " ~~وما للذي ولى به البين حسرة " ... البيت، يلمح قول محمد بن هانئ: # لا تسلني عن الليالي المواضي ... وأجرني من الليالي البواقي وأوضح منه ~~قول الآخر: # PageV01P320 # ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت مبت الأحياء وقوله: " كأن الدهر ~~للناس منتقي " ... لفظ بيت أبي الطيب: # ولما رأيت الناس دون محله ... تيقنت أن الدهر للناس ناقد ولأبي عامر ~~قصيدة يقول فيها، وقد أزمع على الخروج من قرطبة إلى مالقة لاحقا بيحيى بن ~~علي: # أرى أعينا ترنو إلي كأنما ... تساور منها جانبي أراقم # أدور فلا أعتام غير محارب ... وأسعى فلا ألقى أمرءا لي يسالم # ويجلب لي فهمي ضروبا من الأذى ... وأشقى امرئ في قرية الجهل عالم # وأوجع ms0171 مظلوم لقلب وذي حجى ... فتى عربي تزدريه أعاجم # غنيتم على ما تزعمون عن الورى ... لقد سفهت تلك الحلوم الزواعم # وهل يقدم البازي على الطير في الضحى ... إذا زال عن ريش الجناح القوادم # سلام عليكم لا تحية شاكر ... ولكن شجى تنسد منه الحلاقم # وما قرعت سني عليكم ندامة ... وأوشك غدا أن يقرع السن نادم # عليكم بداري فاهدموها دعائما ... ففي الأرض بناءون لي ودعائم # لئن أخرجتني عنكم شر عصبة ... ففي الأرض إخوان علي أكارم # وإن هضمت حقي أمية عندها ... فهاتا على ظهر المحجة هاشم # ولا غرو من تلك القلانس جاليا ... إذا عرفت حقي هناك العمائم # PageV01P321 # قال أبو الحسن: وقد تقدم القول من تحيل حذاق الصناعة في أخذ المعاني أن ~~تترك القافية والوزن، وكذلك يجب أن يقصد إلى التطويل إذا قصر المتقدم؛ ألا ~~ترى قول أبي عامر حين سمع الرمادي يقول: # ولم أر أحلى من تبسم أعين ... غداة النوى عن لؤلؤ كان كامنا فقال أبو ~~عامر في هذه القصيدة: # ولما فشا بالدمع من سر وجدنا ... إلى كاشحينا ما القلوب كواتم # أمرنا بإمساك الدموع جفوننا ... ليشجى بما تطوي عذول ولائم # [فظلت دموع العين حيرى كأنها ... خلال مآقينا لآل توائم] # أبى دمعنا يجري مخافة شامت ... فنظمه بين المحاجر ناظم # وراق الهوى منا عيون كريمة ... تبسمن حتى ما تروق المباسم فقام بهذا ~~التركيب ما نسيت له حيلة التطويل. # وبيت الرمادي من قول ابن عبد ربه: # وكأنما غاص الأسى بجفونها ... حتى أتاك بلؤلؤ منثور فاحتال الرمادي حتى ~~أتى باللؤلؤ وعوض من الغائص التبسم، ووقعت له استعارة التبسم للعين موقعا ~~لطيفا، وإنما هو للثغور، بسبب توسط اللؤلؤ الذي هو للعيون والثغور، فنسخ ~~المعنى نسخا، وقلبه قلبا. # PageV01P322 # وتشبيه الدموع باللؤلؤ أكثر من أن يحصى، ومن أحسنه قول القائل: # ولما وقفنا للوداع ودمعها ... ودمعي يثيران الصبابة والوجدا # بكت لؤلؤا رطبا وفاضت مدامعي ... عقيقا فصار الكل ف نحرها عقدا ومن أحسن ~~ما جاء من توقع أهل النمائم، والاحتيال لكتمان الدموع السواجم، لا سيما وقد ~~أزف الفراق، وعصت بما فيها من الدمع ms0172 الآماق، قول بعض العرب: # ومما شجاني. أنها يوم ودعت ... تولت ودمع العين في الجفن حائر # فلما أعادت من بعيد بنظرة ... إلي التفاتا أسلمته المحاجر وقال آخر: # ولما أبت عيناي أن تحسبا البكا ... وأن تمنعا در الدموع السواكب # تثاءبت كي ابغي لدمعي علة ... ولكن قليلا ما بقاء التثاؤب # أعرضتماني للهوى ونممتما ... علي، لبئس الصاحبان لصاحب وأنشد ثعلب: # ومستنجد بالحزن دمعا كأنه ... على الخد مما ليس يرقأ حائر # ملا مقلتيه الدمع حتى كأنه ... لما انهل من عينيه في الماء ناظر # نظرت كأني من وراء زجاجة ... إلى الدار من ماء الصبابة أنظر> # فعيناي طورا تغرقان من البكا ... فأعشى وطورا تحسران فأبصر # PageV01P323 # ناقص # PageV01P324 # ناقص # PageV01P325 # فرأى سوابق عبرة مسفوحة ... عمرو فقال: بكى أبو الخطاب! وقال العباس بن ~~الأحنف، ورجع إلى الطريق: # لكن ذهبت لأرتدي ... فطرفت عيني بالرداء وقال ابن فتوح من أهل عصرنا: # وقد تعلق بالأشفار منحدرا ... تعلق القطر بالأغصان والورق وقال أبو جعفر ~~ابن هريرة التطيلي: # يكفكف من تلك الدموع وربما ... جلاها الرداء وامترتها الأصابع وحدث أبو ~~بكر محمد بن أحمد بن جعفر بن عثمان المصحفي قال: دخلت يوما على أبي عامر، ~~وقد ابتدأت علته التي مات منها فتأنس بي، وجرى الحديث إلى أن شكوت إليه ~~تجني بعض إخواني علي، ونفاره عني، فقال لي: سأسعى في إصلاح ذات البين، ~~فخرجت عنه، واتفق لقائي بذلك المتجني مع بعض إخواني، وأعزهم علي، فلما رآني ~~موليا عن ذلك الصديق أنكر علي، وسأله عن السبب الموجب، فأخبره وزادا في ~~مشيهما حتى لحقا بي وعزما علي في مكالمة صاحبي، وتعاتبنا عتابا أرق من ~~الهوى، وأشهى على الظما، حتى جئنا دار أبي عامر، لمما رآني ضحك وقال: من ~~كان الذي تولى إصلاح ما كنا سررنا بفساده - فقلنا: قد كان ما كان، فأطرق ~~قليلا ثم أنشد: # PageV01P326 # من لا أسمي ولا أبوح به ... أصلح بيني وبين من أهوى # أرسلت من كابد الهوى فدرى ... كيف يداوي مواضع البلوى # ولي حقوق في الحب ظاهرة ... لكن إلفي يعدها دعوى # يا رب إن الرسول أحسن بي ms0173 ... يا رب فاحفظني من الأسوا قال ابن المصحفي: ~~ودخلت عليه يوما في تلك العلة ومعي غلام وسيم من إخواننا، وكان أبو عامر ~~قبل ذلك يجب ممازحته فينافره، حتى خاطب أبو عامر بعض إخوانه بشعر مسه فيه ~~بطرف لسانه، فقال له ذلك الغلام: فجوتني يا أبا عامر دون أن تستثبت في ~~أمري، وأن تعلم من سري ما يوجب ذلك، فقال: علي تكفيره بما يمحوه من ~~القراطيس والصدور، وكان ذلك إثر صلاة العشاء الأولى، فطفنا بالجامع ثم ~~انصرفنا إليه وأنشدنا: # ألا بأبي زائري في العتم ... بوجه يجلي سواد الظلم # تكتم بالليل في ظله ... وهل يمكن الصبح أن يكتتم - # أتى يستجير أليفا له ... كما جاور البان رطب العنم # وقد رق ما ورد تلك الخدود ... بما سال من مسك تلك اللمم # وكان يحمحم تحت العذار ... كحمحمة الخيل تحت اللجم # فقلت: من الزائري والدجى ... يسد العيون بثوب أحم # فقال أبو جعفر: لائم ... بما جئت من كذب ينتظم # PageV01P327 # فأيقنت أن أبا خالد ... سرى وخيال حبيبي ألم # فأبصرت وجها حكاه الهلال ... وثغرا حكى الدر لما ابتسم # وإلا فعفو يقيل العثار ... فذو العرش يرحم من قد رحم # فقال: بل العفو يا سيدي ... وقبلني من بعيد وضم # فبت على برد طيب الرضى ... أسر بليلي وإن لم أنم # وقلت: ابن زيدون، لا كنت لي ... بخال ولا كنت لي بابن عم # خبيث سعى بيننا بالنميم ... وقطع خلتنا بالجلم @فصل في ذكر آخر أيام أبي ~~عامر ووفاته، رحمه الله # قال: ولما طال بأبي عامر ألمه، وتزايد سقمه، وغلب عليه الفالج الذي عرض ~~له في مستهل ذيب القعدة من سنة خمس وعشرين وأربعمائة، لم يعدمه حركة ولا ~~تقلبا، وكان يمشي إلى حاجته على عصا مرة، واعتمادا على إنسان مرة، إلى قبل ~~وفاته بعشرين يوما، فإنه صار حجرا لا يبرح ولا يتقلب، ولا يحتمل أن يحرك ~~لعظيم الأوجاع، مع شدة ضغط الأنفاس وعدم الصبر، حتى هم بقتل نفسه، وفي ذلك ~~يقول من قصيدة: # أنوح على نفسي وأندب نبلها ... إذا أنا في الضراء أزمعت قتلها ms0174 # رضيت قضاء الله في كل حالة ... علي وأحكاما تيقنت عدلها # PageV01P328 # أظل قعيد الدار تجنبني العصا ... على ضعف ساق أوهن السقم رجلها # وأنعى خسيسات ابن آدم عاملا ... براحة طفل أحكم الضر نصلها # ألا رب خصم قد كفيت، وكربة ... كشفت، ودار كنت في المحل وبلها # ورب قريض كالجريض بعثته ... إلى خطبة لا ينكر الجمع فصلها # فمن مبلغ الفتيان أن أخاهم ... أخو فتكة شنعاء ما كان شكلها # عليكم سلام من فتى عضه الردى ... ولم ينس عينا أثبتت فيه نبلها # يبين وكف الموت تخلع نفسه ... وداخلها حب يهون ثكلها ونقلت من خط الفقه ~~أبي محمد علي بن حزم الشافعي قال: كتب إلي أبو عامر ابن شهيد في علته التي ~~اعتلها بهذه الأبيات: # ولما رأيت العيش ولى برأسه ... وأيقنت أن الموت لا شك لاحقي # تمنيت أني ساكن في غيابة ... بأعلى مهب الريح في رأس شاهق # أذر سقيط الحب في فضل عيشة ... وحيدا وحسي الماء ثني المفالق # خليلي من ذاق المنية مرة ... فقد ذقتها خمسين قولة صادق # كأني وقد حان ارتحالي لم أفز ... قديما من الدنيا بلمحة بارق # فمن مبلغ عني ابن حزم وكان لي ... يدا في ملماتي وعند مضايقي # عليك سلام الله إني مفارق ... وحسبك زادا من حبيب مفارق # فلا تنس تأبيني إذا ما فقدتني ... وتذكار أيامي وفضل خلائقي # فلي في إدكاري بعد موتي راحة ... فلا تمنعونيها علالة زاهق # وإني لأرجو الله فيما تقدمت ... ذنوبي به مما درى من حقائقي # PageV01P329 # ومن جواب ابن حزم له: # أبا عامر ناديت خلا مصافيا ... يفديك من دهم الخطوب الطوارق # وألفيت قلبا مخلصا لك ممحضا ... بودك موصول العرى والعلائق # شدائد يجلوها الإله بلطفه ... فلا تأس إن الدهر جم المضايق # ورب أسير في يد الدهر مطلق ... ومنطلق والدهر أسوق سائق # سفينة نوح لم تضق بحلولها ... وضاق بهم رحب الفلا المتضايق # فإن تنج قلت الحمد لله مخلصا ... فمن أعظم النعمى بقاء المصادق وسمع في ~~تلك العلة نعي الوزير الكاتب أبي جعفر ابن اللمائي، فقال في قصيدته هذه: # أمن جنابهم النفح الجنوبي ... أسري ms0175 فصاك به في الغور غاري - # أهدي إلي ظلاما ردع نافجة ... أدماء شق بها الدأماء هندي # والليل قد قام في أثواب نادبة ... كأنه فوق ظهر الأرض نوبي # والنجم تحسبه قدام تابعه ... حمامة رامها في الجو بازي # وجدول الأفق يجري في منافسه ... ماء سقى زهرة الخضراء فضي # فقلت والسقم منشور على جسدي ... يحدو الردى ورداء العيش مطوي: # أهدى اللمائي من أزهار فكرته ... نشرا فقال الدجى: مر اللمائي # فقيل مات فقال الليل قارب ذا ... فانهل من مقلتي نوء سماكي # وبت فردا أناجي مقلتي شغفا ... كأنني في نقوب الدار جني # PageV01P330 # لا عشت إن مت لي يا واحدي أبدا ... وموتنا واحد لا شك مرئي # إن الكريم إذا ما مات صاحبه ... أودى به الوجد والثكل الطبيعي # إن مت قبلك لا تعجب فذو أمل ... قد حم من دونه يوما حمامي # أومت قبلي فما منعاك لي عجب ... إن الكريم إلى الأصحاب منعي # زاد البلاء على نفسي فأعدمها ... صبري فصبري عليك اليوم وحشي # حتى أهم بقتلي كل داجية ... يا قوم هل رام هذا قبل إنسي - # إني إلى الله من عقبى بليت بها ... جرى بها الحكم والأمر الإلهي وقال ~~أيضا في علته تلك: # اقر السلام على الأصحاب أجمعهم ... وخص عمراص بأزكى نور تسليم # وقل له: يا أعز الناس كلهم ... شخصا علي وأولاهم بتكريم # الله جارك من ذي منعة ظفرت ... منه الليالي بعلق غير مذموم # ما كان حبك إلا صوب غادية ... طيبا وحاشا لحبي فيك من لوم # إن شاء صرف الردى تقديم أطوعنا ... فقد رضيت - حماك الله - تقديمي # وإن أحب الثرى جسما ليأكله ... أسمح بجسمي له يفديك تعظيمي # عشنا [أليفين] في بر الهوى زمنا ... حتى زقا بنوانا طائر الشئوم # فشتت نوب الأيام ألفتنا ... قسرا ولم يغنها ظني وتنجيمي وكتب أيضا إلى ~~جماعة من إخوانه في علته يومئذ: # هذا كتابي وكف الموت تزعجني ... عن الحياة وفي قلبي لكم ذكر # PageV01P331 # إن أقضكم حقكم من قلة عمري ... إني إلى الله لا حق ولا عمر # لهفي على نيرات ما صدعت بها ... إلا وأظلم من أضوائها ms0176 القمر # فاقر السلام على المنصور أفضل من ... سعى لثأر بني الإسلام فانتصروا # واعطف بها عطفة تهتز من كرم ... على المظفر فهو الفلج والظفر وقال أيضا ~~في علته تلك: # تأملت ما أفنيت من طول مدتي ... فلم أره إلا كلمحة ناظر # وحصلت ما أدركت من طول لذتي ... فلم ألفه إلا كصفقة خاسر # وما أنا إلا رهن ما قدمت يدي ... إذا غادروني بين أهل المقابر # سقى الله فتيانا كأن وجوههم ... وجوه مصابيح النجوم الزواهر # إذا ذكروني والثرى فوق أعظمي ... بكوا بعيون كالسحاب المواطر # يقولون: قد أودى أبو عامر العلا ... أقلوا فقدما مات آباء عامر # هو الموت لم يصرف بإجراس خاطب ... بليغ ولم يعطف بأنفاس شاعر # ولم يجتنب للبطش مهجة قادر ... قوي ولا للضعف مهجة صافر # يحل عرى الجبار في دار ملكه ... ويهفو بنفس الشارب المتساكر # وليس عجيبا أن تدانت منيتي ... يصدق فيها أولي أمر آخري # وليس عجيبا أن بين جوانحي ... هوى كشرار الجمرة المتطاير # يحركني والموت يحفز مهجتي ... ويهتاجني والنفس عند حناجري وبلغني أن آخر ~~شعر قاله يودع إخوانه هذه الأبيات: # PageV01P332 # أستودع الله إخواني وعشرتهم ... وكل خرق إلى العلياء سباق # وفتية كنجوم القذف نيرهم ... يهدي، وصائبهم يودي بإحراق # وكوكبا لي منهم كان مغربه ... قلبي، ومشرقه ما بين أطواقي # الله يعلم أني ما أفارقه ... إلا وفي الصدر مني حر مشتاق # كنا أليفين خان الدهر ألفتنا ... وأي حر على صرف الردى باقي # فإن أعش فلعل الدهر يجمعنا ... وإن أمت فسيسقيه كذا الساقي # لا ضيع الله إلا من يضيعه ... ومن تخلق فيه غير أخلاقي # قد كان بردي إذا ما مسني كلف ... لا يثلم الحب آدابي وأعراقي # حتى رمتنا صروف الدهر عن كثب ... ففرقتنا، وهل من صرفه واقي - # إني لأرمقه والموت يضغطني ... فأقتضي فرجة مرتد أرماقي ثم أوصى أن يدفن ~~بجنب صديقه أبي الوليد الزجالي، ويكتب على قبره في لوح رخام هذا النثر ~~والنظم: # بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون "، هذا قبر ~~أحمد بن عبد الملك بن شهيد المذنب، مات وهو يشهد ms0177 أن لا إله إلا الله، وحده ~~لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث ~~حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. مات في شهر ~~كذا من عام كذا، ويكتب تحت هذا النثر هذا النظم: # PageV01P333 # يا صاحبي قم فقد أطلنا ... أنحن طول المدى هجود - # فقال لي: لن نقوم منها ... ما دام من فوقنا الصعيد # تذكر كم ليلة لهونا ... في ظلها والزمان عيد - # وكم سرور همى علينا ... سحابة ثرة تجود - # كل كأن لم يكن تقضى ... وشؤمه حاضر عتيد # حصله كاتب حفيظ ... وضمه صادق شهيد # يا ويلنا إن تنكبتنا ... رحمة من بطشه شديد # يا رب عفوا فأنت مولى ... قصر في أمرك العبيد ينظر قوله: " لن نقوم منها ~~" ... البيت، إلى قول ابن المعتز يصف أهل القبور: # وسكان دار لا تزاور بينهم ... على قرب بعض في المحلة من بعض # كأن خواتيما من الطين فوقهم ... فليس لها حتى القيامة من فض وما أرى أبا ~~عامر إلا نقله من قول المعري في رثاء أمه حيث يقول: # سألت متى اللقاء - فقيل حتى ... يقوم الهامدون من الرجام قالوا: وكان أبو ~~عامر كثيرا ما كان يخشى صعوبة الموت، وشدة السوق، فيسر الله عليه، وما زال ~~يتكلم ويرغب إلى الله أن يرفق به، ويكثر من ذكره، وقد أيقن بفراق الدنيا، ~~إلى أن ذهبت نفسه رحمه الله # PageV01P334 # يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة ست وعشرين وأربعمائة. لم يشهد ~~على قبر أحد ما شهد على قبره من البكاء والعويل، وأنشد على قبره من المراثي ~~جملة موفورة لطوائف كثيرة، منها قول أبي الأصبغ القرشي من قصيدة يقول فيها: # شهدنا غريبات المكارم والعلا ... تبكي على قبر الشهيدي أحمدا # وما زال أهل الدين والفضل والتقى ... عكوفا به حتى حسبناه مسجدا # أريد بسقيا الغيث إحياء حفرة ... كدرنا بها نجم العلا المتوقدا # ولم أر مثلي بات مستسقي الحيا ... لماء حياء كان يشفي من الصدى # فاي جمال صار في قبضة الثرى ... وأي بهاء قد ms0178 طوته يد الردى # وأي قناة في طلى الأرض غيبت ... وأي حسام في حشا القبر أغمدا # بنفسي الذي أودى وأنشأ للندى ... حماما على دوح العلاء مغردا # أبا عامر، بعدا لسهم مصيبة ... رماك به ريب المنون فأقصدا # لقد فت في نشر الفضائل يافعا ... وبرزت في جمع المكارم أمردا # لشقت عليك المكرمات جيوبها ... وأظهر فيك المجد خدا مخددا ومنه قول أبي ~~حفص ابن برد الأصغر من قصيدة أولها: # بفيك الترب من ناع نعاني ... نعى غيري إلي وما عداني # وكيف ولم يسل طرفي بدمع ... عليه، ولم يجن له جناني # لأية خصلة تبكيك عيني ... ومالي بالحساب لها يدان # أللهمم المنوطة بالثريا ... أم الشيم المهذبة الحسان # PageV01P335 # أم الكرم الذي ما زال يجري ... مع الأنواء في طلق الرهان # أم القلم الذي قد كان يجني ... من القرطاس نوار البيان # أم الرأي الذي ما زال يغني ... عن السيف المهند والسنان # شهدت لقد أصيب بنو شهيد ... بقاطعة السواعد والبنان # به درجوا من الدنيا فبانوا ... وكل ما خلا الرحمن فإني @فصل في ذكر ذي ~~الوزارتين الكاتب أبي الوليد # @ابن زيدون، واجتلاب عيون من أخباره، # @وفصوص من رسائله واشعاره # قال أبو الحسن: كان أبو الوليد صاحب منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء مخزوم، ~~أحد من جر الأيام جرا، وفات الأنام طرا، وصرف السلطان نفعا وضرا، ووسع ~~البيان نظما ونثرا؛ إلى أدب ليس للبحر تدفقه، ولا للبدر تألقه. وشعر ليس ~~للسحر بيانه، وللنجوم الزهر اقترانه. وحظ من النثر غريب المباني، شعري ~~الألفاظ والمعاني. # حدثني غير واحد من وزراء إشبيلية قال: لما خلص ابن عبد البر # PageV01P336 # من يد عباد، خلوص الفرزدق من يد زياد، بقيت حضرته من أهل هذا الشان، أعرى ~~من ظهر الأفعوان، وأخلى من صدر الجبان. فهم يوما باستخلاف أبي عمر الباجي ~~المشهور أمره، الآتي في القسم الثاني من هذا الكتاب ذكره، فكأن أبا الوليد ~~غص بذلك، وواطأ أبا محمد ابن الجد على الإشارة بالاستغناء عما هنالك، فكانت ~~الكتب تنفذ من إنشاء أبي الوليد إلى شرق الأندلس، فيقال: تأتي من إشبيلية ~~كتب هي بالمنظوم ms0179 أشبه منها بالمنثور. # قرأت في كتاب أبي مروان ابن حيان، وقد أجرى ذكر من اصطنع ابن جهور من ~~رجال دولته فقال: ونوه أيضا بفتى الآداب وعمدة الظرف، والشاعر البديع الوصف ~~والرصف، أبي الوليد أحمد بن زيدون ذي الأبوة النبيهة بقرطبة، والوسامة ~~والدراية وحلاوة المنظوم والسلاطة وقوة العارضة والافتتان في المعرفة. ~~وقدمه إلى النظر على أهل الذمة لبعض الأمور المعترضة، وقصره بعد على مكانه ~~من الخاصة والسفارة بينه وبين الرؤساء، فأحسن التصرف في ذلك، وغلب على قلوب ~~الملوك. # قال أبو مروان: وكان أبو الوليد من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة في أيام # PageV01P337 # الجماعة والفتنة، وفرع أدبه، وجاد شعره، وعلا شأنه، وانطلق لسانه، فذهب ~~به العجب كل مذهب، وهون عنده كل مطلب. وكان علقه من عبد الله بن أحمد بن ~~المكوي أحد حكام قرطبة ظفر أحجن أداه إلى السجن فألقى نفسه يومئذ على أبي ~~الوليد ابن جمهور في حياة والده أبي الحزم، فتشفع له وانتشله من نكبته، ~~وصيره في صنائعه. ولما ولي الأمر بعد والده نوه به وأسنى خطته، وقدمه في ~~الذين اصطنعهم لدولته، وأوسع رابته، وجلله كرامة لم تقنعه، زعموا. واتفق أن ~~عن له مطلب بحضرة إدريس بن علي الحسني بمالقة فأطال الثواء هنالك، واقترب ~~من إدريس، وخف على نفسه، وأحضره مجالس أنسه. فعتب عليه ابن جهور، [وصرفه عن ~~ذلك التصرف قبل قفوله، ثم عاد إلى جميل رأيه فيه] ، وصرفه في السفارة بينه ~~وبين رؤساء الأندلس فيما يجري بينهم من التراسل والمداخلة؛ فاستقل بذلك ~~لفضل ما أوتيه من اللسن والعارضة # PageV01P338 # فاكتسب الجاه والرفعة، ولم يبعد في ذلك من التهافت في الترقي لبعد الهمة، ~~فهوى عما قليل إلى عباد صاحب إشبيلية، اجتذبه إلى ذلك فهاجر عن وطنه إليه، ~~ونزل في كنفه، وصار من خواصه وصحابته، يجالسه في خلواته، ويسفر له في معهم ~~رسائله على حال من التوسعة. وكان ذهابه إلى عباد سنة إحدى وأربعين ~~وأربعمائة، [فخلا بالحضرة مكانه، وكثر الأسف عليه انتهى كلام ابن حيان] . # قلت: فأما سعة ذرعه، وتدفق طبعه؛ وغزارة بيانه ms0180، ورقة حاشية لسانه، فالصبح ~~الذي لا ينكر ولا يرد، والرمل الذي لا يحصر ولا يعد. # أخبرني من لا أدفع خبره من وزراء إشبيلية قال: لعهدي بأبي الوليد قائما ~~على جنازة بعض حرمه، والناس يعزونه على اختلاف طبقاتهم، فما سمع يجيب رجلا ~~منهم بما أجاب به آخر، لحضور جنانه، وسعة ميدانه. # وقد أخرجت من أشعاره التي هي حجول وغرر، ونوادر أخباره التي هي مآثر ~~وأثر، ورسائله التي أخرست ألسنة الحفل، [واستوفت أمد المنطق الجزل، ما يسر ~~الآداب ويصورها، ويستخف الألباب ويستطيرها] # PageV01P339 # @جملة من نثره، مع ما ينخرط في سلك ذلك من شعره # [له من رقعة خاطب بها ابن جهور من موضع اعتقاله يقول فيها: # يا مولاي وسيدي الذي ودادي له، واعتدادي به، واعتمادي عليه، أبقاك الله ~~ماضي حد العزم، واري زند الأمل، ثابت عهد النعمة. إن سلبتني - أعزك الله - ~~لباس إنعامك، وعطلتني من حلي إيناسك، وغضضت عني طرف حمايتك، بعد أن الأعمى ~~إلى تأميلي لك، وسمع ثنائي عليك، وأحس الجماد بإسنادي إليك، فلا غرو فقد ~~يغص بالماء شاربه، ويقتل الدواء المستشفي به، ويؤتى الحذر من مأمنه، وإني ~~لأتجلد فأقول: هل أنا إلا يد أدماها سوارها، وجبين عضه إكليله، ومشرفي ~~ألصقه بالأرض صاقله، وسمهري عرضه على النار مثقفة - والعتب محمود عواقبه، ~~والنبوة غمرة ثم تنجلي، والنكبة " سحابة صيف عن قريب تقشع "، وسيدي إن أبطأ ~~معذور. # وإن يكن الفعل الذي ساء واحدا ... فأفعله اللائي سررن ألوف وليت شعري ما ~~الذنب الذي أذنبت ولم يسعه العفو - ولا أخلو من أن أكون برئيا، فأين العدل ~~- أو مسيئا فأين الفضل - وما أراني إلا لو أمرت بالسجود لآدم فأبيت، وعكفت ~~على العجل، واعتديت في السبت، وتعاطيت فعقرت، وشربت من النهر الذي ابتلى به ~~جنود طالوت، وقدت لأبرهة الفيل، وعاهدت قريشا على ما في الصحيفة، وتأولت في ~~بيعة العقبة # PageV01P340 # ونفرت إلى العير ببدر، وانخزلت بثلث الناس يوم أحد، وتخلفت عن صلاتي في ~~بني قريظة، وأنفت من إمارة أسامة، وزعمت أن خلافة الصديق فلتة، " ورويت ~~رمحي من كتيبة خالد ms0181 "، وضحيت بالأشمط الذي عنوان السجود به، لكان فيما جرى ~~علي ما يحتمل أن يسمى نكالا، ويدعى ولو على المجاز عقابا. # وحسبك من حادث بامرئ ... ترى حاسديه له راحيمنا فكيف ولا ذنب إلا نميمة ~~أهداها كاشح، ونبأ جاء به فاسق - والله ما غششتك بعد النصيحة، ولا انحرفت ~~عنك بعد الصغية، ولا نصبت لك بعد التشيع فيك، ففيم عبث الجفاء بأذمتي، وعاث ~~في مودتي، وأني غلبني المغلب، وفخر على الضعيف، ولطمتني غير ذات سوار - ~~ومالك لا تمنع مني قبل أن أفترس، وتدركني ولاما أمزق وقد زانني اسم خدمتك، ~~وأنلت الجميع من سماطك، وقمت المقام المحمود على بساطك - # ألست الموالي فيك نظم قصائد ... هي الأنجم اقتادت مع الليل أنجما # PageV01P341 # وهل لبس الصباح إلا بردا طرزته بمحامدك، وتقلدت الجوزاء إلا عقدا فصلته ~~بمآثرك، وفيت المسك إلا حديثا أذعته بمفاخرك، وما يوم حليمة بسر، وحاش لله ~~أن أعد من العاملة الناصبة، وأكون كالذبالة المنصوبة تضيء للناس وهي تحترق. # وفي فصل منها: # ولعمري ما جهلت أن الرأي في أن أتحول إذا بلغتني الشمس، ونبا بي المنزل، ~~وأضرب عن المطامع التي تقطع أعناق الرجال، ولا أستوطئ العجز فيضرب بي ~~المثل: خامري أم عامر. وإني مع المعرفة بأن الجلاء سباء، والنقلة مثلة، ~~لعارف أن الأدب الوطن الذي لا يخشى فراقه، والخليط الذي لا يتوقع زياله، ~~والنسب الذي لا يجفى؛ أينما توجه ورد أعذب منهل، وحط في جناب قبول، وضوحك ~~قبل # PageV01P342 # إنزال رحله، وأعطي حكم الصبي على أهله، # وقيل له أهلا وسهلا ومرحبا ... فهذا مبيت صالح وصديق غير أن الوطن محبوب، ~~والمنشأ مألوف، واللبيب يحن إلى وطنه، حنين النجيب إلى عطنه، والكريم لا ~~يجفو أرضا بها قوابله، ولا ينسى بلدا فيه مراضعه، قال الأول: # أحب بلاد الله ما بين منعج ... إلي وسلمى أن يصوب سحابها # بلاد بها عق الشباب تمائمي ... وأول أرض مس جلدي ترابها مع مغالاتي بعلو ~~جوارك، ومنافستي، في الحظ من قربك، واعتقادي أن الطمع في غيرك طبع، والغنى ~~من سواك عناء، والبدل منك أعور، والعوض لفاء ms0182: # وإذا نظرت إلى أميري زادني ... ضنا به نظري إلى الأمراء وكل الصيد في جوف ~~الفرا، وفي كل شجر نار واستمجد المرخ # PageV01P343 # والعفار. فما هذه البراءة ممن يتولاك، والميل عمن يميل إليك؛ وهلا كان ~~هواك في من هواه فيك، ورضاك لمن رضاه لك: # يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم أعيذك ونفسي أن ~~أشيم خلبا، وأستمطر جهاما، وأكد غير مكدم، وأشكو " شكوى الجريح إلى العقبان ~~والرخم ". وإنما أبسست بك لتدر، وحركت لك الحوار لتحن، ونبهتك لأنام،، ~~وسريت إليك لأحمد السرى لديك، بعد اليقين أنك إن سنيت عقد أمري تيسر، ومتى ~~أعذرت في فك أسري لم يتعذر، وعلمك محبط بأن المعروف ثمرة النعمة، والشفاعة ~~زكاة المروءة، وفضل الجاه - تعود به - صدقة. # وإذا امرؤ أهدى إليك صنيعة ... من جاهه فكأنها من ماله # PageV01P344 # لعلي ألقي العصا بذراك، وتستقر بي النوى في ظلك، فتستلذ جنى شكري من غرس ~~عارفتك، وتستطيب عرف ثنائي من روض صنيعتك، فأستأنف التأدب بك، والاحتيال ~~على مذهبك، فلا أوجد للحاسد مجال لحظة، ولا أدع للقادح مساغ لفظة، والله ~~شهيدك من إطلابي بهذه الطلبة، وإشكائي من هذه الشكوى، لصنيعة تصيب بها طريق ~~المصنع، وقد تستودعها أحفظ مستودع، [حسبما أنت خليق له، وأنا منك حري به، ~~فذلك بيدك، وهين عليك] . [ولما توالت غرر هذا النثر، واتسقت درره] ، فهز ~~عطف غلوائه، وجر ذيل خيلائه، عارضه النظم مباهيا، بل كايده مداهيا، حين ~~أشفق من أن يعطفك استعطافه، وتميل بنفسك ألطافه، فاستحسن العائدة منه، ~~واعتد بالفائدة له، وما زال يستكره الذهن العليل، والخاطر الكليل، حتى زف ~~إليك منه عروسا مجلوة في أثوابها، منصوصة بحليها وملابها، وهاهي: # الهوى في طلوع تلك النجوم ... والمنى في هبوب ذاك النسيم # سرنا عيشنا الرقيق الحواشي ... لو يدوم السرور للمستديم ومنها: # PageV01P345 # وطر ما انقضى إلى أن تقضى ... زمن ما ذمامه بالذميم # زار مستخفيا وهيهات أن يخ ... فى سرى البدر في الظلام البهيم # فوشى الحلي إذ مشى وهفا الطي ... ب إلى حسن كاشح بالنميم # أيها المؤذني بظلم الليالي ... ليس ms0183 يومي بواحد. من ظلوم # ما ترى البدر إن تأملت والشم ... س هما يكسفان دون النجوم # وهو الدهر ليس ينفك ينحو ... بالمصاب العظيم نحو العظيم # بوأ الله جهورا شرف السؤ ... دد في السر واللباب الصميم # واحد سلم الجميع له الفص ... ل فكان الخصوص فوق العموم # قلد الغمر ذا التجارب فيه ... واكتفى جاهل بعلم عليم ومنها في ذكر ~~اعتقاله: # سقم لا أعاد منه وفي العا ... ئد أنس يفي ببرء السقيم # نار بغي سرت إلى جنةالأر ... ض بياتا فأصبحت كالصريم # [بأبي أنت إن تشأ تك بردا ... وسلاما كنار إبراهيم] # للشفيع الغناء والحمد في صو ... الحيا للرياح لا للغيوم وبعد تمام هذه ~~القصيدة: هاكها - أعزك الله - يبسطها الأمل، ويقبضها الخجل، لها ذنب ~~التقصير، وحرمة الإخلاص، فهب ذنبا لحرمة، واشفع نعمة بنعمة، لتأتي الإحسان ~~من جهاته، وتسلك إلى الفضل طرقاته، إن شاء الله] . # PageV01P346 # وهذا البيت الأخير، إلى معنى بيت البحتري يشير: # حماز حمدي وللرياح اللواتي ... تجلب الغيث مثل حمد الغيوم وأخذه البحتري ~~من قول أبي تمام: # وإذا امرؤ أهدى إليك صنيعة ... من جاهه فكأنها من ماله وقوله: " سقم لا ~~أعاد منه " ... البيت، من قول علي بن الجهم # بيت يجدد للكريم كرامة ... ويزار فيه ولا يزور ويحقد وله أيضا في ابن ~~جهور، وكتب بها [إليه] من السجن: # ما جال بعدك لحظي في سنا القمر ... إلا ذكرتك ذكر العين بالأثر # ولا استطلت ذكاء الليل من أسف ... إلا على ليلة سرت مع القصر # في نشوة من سنات الوصل موهمة ... أن لا مسافة بين الوهن والسحر # يا ليت ذاك السواد الجون متصل ... قد استعار سواد القلب والبصر # أما الضنى فجنته لحظة عنن ... كأنها والردى جاء على قدر # فهمت معنى الهوى من وحي طرفك لي ... إن الحوار لمفهوم من الحور ومنها: # PageV01P347 # من يسأل الناس عن حالي فشاهدها ... محض العيان الذي يغني عن الخبر # لم تطو برد شبابي كبرة وأرى ... برق المشيب اعتلى في عارض الشعر # قبل الثلاثين إذ عهد الصبا كثب ... وللشبيبة غصن غير مهتصر # يا للرزايا لقد شافهت منهلها ms0184 ... غمرا فما أشرب المكروه بالغمر # هل الرياح بنجم الأرض عاصفة ... أم الكسوف لغير الشمس والقمر # إن طال في السجن إيداعي فلا عجب ... قد يودع الجفن حد الصارم الذكر # وإن يثبط أبا الحزم الرضى قدر ... عن كشف ضري فلا عتب على القدر # من لم أزل من تأنيه على ثقة ... ولم أبت من تجنيه على حذر # وزير سلم كفاه يمن طائره ... شؤم الحروب ورأي محصد المرر # أغنت قريحته مغنى تجاربه ... ونابت اللمحة العجلى عن الفكر # كم اشترى بكرى عينيه من سهر ... هدوء عين الهدى في ذلك السهر # في حضرة غاب صرف الدهر خشيته ... عنها، ونام القطا فيها ولم يثر # حرمت منه وحظ الناس كلهم ... لهذه العبرة الكبرى من العبر # وكنت أحسبني والنجم في قرن ... ففيم أصبحت منحطا إلى العفر # أحين رف على الآفاق من أدبي ... غرس له من جناه يانع الثمر # وسيلة سبب إلا تكن نسبا ... فهو الوداد صفا من غير ما كدر # يا زهرة الزهر حيا وهو إن فنيت ... حياته زينة الآثار والسير # لي في اعتمادك في التأميل سابقة ... وهجرة في الهوى أولى من الهجر # PageV01P348 # هل من سبيل، فماء العتب لي أسن ... إلى العذوبة من عتباك والخصر # لا تله عني فلم أسألك معتسفا ... رد الصبا غب إيفاء على الكبر # فاشفع أكن مثل ممطور ببلدته ... جذلان بالوطن المألوف والمطر [قوله: قد ~~استعار سواد القلب والبصر " لفظ المعري حيث يقول: # يود أن ظلام الليل دام له ... وزيد فيه سواد القلب والبصر] وقوله: " هل ~~الرياح بنجم الأرض عاصفة " ... البيت، معنى قد طوي ونشر، ومنه قول أبي ~~تمام: # إن الرياح إذ ما أعصفت قصفت ... عيدان نجد ولم يعبأن بالرتم # بنات نعش ونعش لا كسوف لها ... والشمس والبدر منها الدهر في الرقم وأخذه ~~منه البحتري فقال: # ولست ترى شوك القتادة خائفا ... سموم الرياح الآخذات من الرند # ولا الكلب محموما وإن طال عمره ... ألا إنما الحمى على الأسد الورد وبيت ~~البحتري الأخير من قول حبيب أيضا: # فإن تك قد نالتك أطراف وعكة ... فلا عجب قد يوعك الأسد ms0185 الورد # PageV01P349 # وأخذه الأمير شمس المعالي، وننشد القطعة بجملتها: # [قل للذي بصروف الدهر عيرنا: ... هل عاند الدهر إلا من له خطر # أما ترى البحر تطفو فوقه جيف ... وتستقر بأقصى قعره الدرر] # فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ... ونالنا من تمادي بؤسه ضرر # ففي السماء نجوم ما لها عدد ... وليس يكسف إلا الشمس والقمر ومعنى بيت ~~شمس المعالي الثاني من متداولات المعاني، منها قول ابن الرومي: # دهر علا قدر الوضيع به ... وغدا الشريف يحطه شرفه # كالبحر يرسب فيه لؤلؤه ... سفلا وتطفو فوقه جيفه وقد كرره ابن الرومي في ~~مواضع، منها قوله: # قالت علا الناس إلا أنت قلت لها: ... كذاك يسفل في الميزان ما رجعا وقال ~~المتنبي: # ولو لم يعل إلا ذو محل ... تعالى الجيش وانحط القتام وقول ابن زيدون: " ~~حضرة غاب صرف الدهر خشيته ".. [البيت # PageV01P350 # مع الذي بعده، لم يخله من برد، ولا أقامه على ساق نقد، وخير منهما ما وصف ~~من خبر التاجر] مع أبي دلف وقد مر به في مكان، فوطئ له طرف طيلسان، فقال ~~له: يا أبا دلف، ليس هذا كرجك، هذه حضرة أمير المؤمنين، الشاة والذئب ~~يشربان فيها من إناء واحد. # ومن اللفظ المليح، الطيار الخفيف الروح، في هذا المعنى قول ابن عمار: # وألف بين الظبي والذئب عدله ... فلا تجزعي أن زار ربعك ذيب وله أيضا ~~قصيدة فريدة خاطب بها ابن جهور، وهو تلك الحال من الاعتقال، أولها: # ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي ... ويطلب ثاري البرق منصلت النصل # وهلا أقامت أنجم الليل مأتما ... لتندب في الآفاق ما ضاع من نبلي # فلو أنصفتني وهي أشكال همتي ... لألقت بأيدي الذل لما رأت ذلي # ولافترقت سبع الثريا وغاظها ... بمجمعها ما فرق الدهر من شملي # لعمر الليالي إن يكن طال نزعها ... لقد قرطست بالنبل في مقتل النبل # PageV01P351 # تحلت بآدابي وإن مآربي ... لسانحة في عرض أمنية عطل # أخص لفهمي بالقلى وكأنما ... يبيت لذي الفهم الزمان على ذحل # وأجفى على نظمي لكل قلادة ... مفصلة السمطين بالمنطق الفصل # ولو أنني أسطيع - كي أرضي ms0186 العدا - ... شريت ببعض العلم حظا من الجهل # أمقتولة الأجفان مالك والها ... ألم ترك الأيام نجما هوى قبلي - # أقلي بكاء لست أول حرة ... طوت بالأسى كشحا على مضض الثكل # وفي أن موسى عبرة إذ رمت به ... إلى اليم في التابوت فاعتبري واسلي # ولله فينا علم غيب وحسبنا ... به عند جور الدهر من حكم عدل # وإن رجائي في الهمام ابن جهور ... لمستحكم الأسباب مستحصد الحبل # كريم عريق في الكرام وقلما ... يرى الفرع إلا مستمدا من الأصل # يرف على التأميل لآلاء بشره ... كما رف لآلاء الحسام على الصقل # ويغنى عن المدح اكتفاء بسروه ... غنى المقلة الكحلاء عن زينة الكحل # أبا الحزم إني في عتابك مائل ... على جانب تأوي إليه العلا سهل # حمائم شكري صبحتك هوادلا ... تناديك من أفنان آدابي الهدل # جواد إذا استن الجياد إلى مدى ... تمطر فاستولى على أمد الخصل # ثوى صافنا في مربط الهون يشتكي ... بتصهاله ما ناله من أذى الشكل # أأن زعم الواشون ما ليس مزعما ... تعذر في نصري وتعذر في خذلي - # ولم أستثر حرب الفجار ولم أطع ... مسيلمة إذ قال إني من الرسل # وإني لتنهاني نهاي عن التي ... أشار بها الواشي ويعقلني عقلي # PageV01P352 # أأنفقض فيك المدح من بعد قوة ... فلا قتدي إلا بناقضة الغزل - # هي النعل زلت بي فهل أنت مكذب ... لقيل الأعادي إنها زلة الحسل # ألا إن ظني بين فعليك واقف ... وقوف الهوى بين القطيعة والوصل # وإلا جنيت الأنس من وحشة النوى ... وهول السرى بين المطية والرحل # سيعنى بما ضيعت مني حافظ ... ويلفى لما أرخصت من خطري مغلي # وأين جواب منك ترضى به العلا ... إذا سألتني عنك ألسنة الحفل - ومعنى هذا ~~البيت الأخير كقول الآخر: # فاختر لنفسك ما أقول فإنني ... لابد أخبرهم وإن لم أسال وقوله: " ثوى ~~صافنا في مربط الهون " كقول المتنبي: # وإن تكن محكمات الشكل تمنعني ... ظهور جري فلي فيهن تصهال قال القسطلي: # وذو غرة معروفة السبق في المدى ... وقد قرح التحجيل من ألم الشكل وقوله: ~~" ويغنى عن المدح اكتفاء بسروه " البيت، معنى متداول وينظر إليه ms0187 قول ~~القائل: # PageV01P353 # وأعشق كحلاء المدامع خلقة ... لئلا ترى في عينها منة الكحل وفي بني جهور ~~يقول: # بني جهور أحرقتم بجفائكم ... جناني فما بال المدائح تعبق - # تعدوني كالمندل الرطب إنما ... تطيب لكم أنفاسه حين يحرق وأراه توارد في ~~هذين البيتين مع أبي علي ابن رشيق القيرواني حيث يقول: # أراك اتهمت أخاك الثقه ... وعندك مقت وعندي مقه # وأثني عليك وقد سؤتني ... كما طيب العود من أحرقه وأخذاه معا من قول أبي ~~تمام: # لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود وأنشدني بعض ~~أهل وقتنا وهو أبو مروان ابن شماخ لنفسه: # نوائب غالتني فأبدت فضائلي ... فكانت وكنت النار والعنبر الوردا ولغيره: # إن مست النار جسمي ... أبديت طيب نسيم # كالدهر إن عض يوما ... أبان فضل الكريم # PageV01P354 # وأبو الوليد ابن زيدون على كثير إحسانه كثير الاهتدام، في النثار ~~والنظام. # وكتب إلى الأديب أبي بكر ابن مسلم وهو مختف بقرطبة بعد فراره من السجن ~~فصلا من رقعة [يقول فيها] : # أبدأ أولا بشرح الضرورة الحافزة إلى ما صنعت، إذ بلغني أنك صدر اللائمين ~~لي عليه، ومن أمثالهم: ويل للشجي من الخلي، وهان على الأملس ما لاقى الدبر. ~~وأعاتبك على افنصالك عني، وبراءتك أمد المحنة مني، [عسى أن تتلاقى عودا ما ~~أضعت بدءا، وإن كنت في ذلك كدابغة وقد حلم الأديم، ومنفعة الغوث قبل العطب، ~~وفي علمك أني سجنت مغالبة بالهوى، وهو أخو العمى، وقد نهى عنه تعالى فقال: ~~{ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} (ص: 26) الآية. وشهد علي فلان الناشر ~~أذنيه طمعا، ليأكل بيديه جشعا، قال، وكان القول ما قالت حذام؛ وليت مع قبول ~~من لا تجهل شهادته علي يعذر فيه إلي، ولم يقرن الحشف بسوء الكيلة. وكنت أول ~~حبسي بموضع جرت العادة فيه وضع مستوري الناس وذوي الهيئات منهم، وفي الشر ~~خيار، وبعضه أهون من بعض. ثم نقلت بعد إلى حيث الجناة المفسدون # PageV01P355 # واللصوص المقيدون، ومنع مني عوادي، فشكوت إلى الحاكم الحابس لي، فصم عني، ~~ولو ذات سوار لطمتني: # وإنك لم يفخر ms0188 عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب] فلم استطع صبرا، ~~وعلمت أن العاجز من لا يستبد، والمرء يعجز لا المحالة، ولم أستجز أن أكون ~~ثالث الأذلين: العير والوتد. وذكرت أن الفرار من الظلم، والهرب ممن لا ~~يطاق، من سنن المسلمين، وقد قال تعالى على لسان موسى: {ففررت منكم لما ~~خفتكم} (الشعراء: 21) فنظرت في مفارقة الوطن، إذ قديما ضاع الفاضل في وطنه، ~~وكسد العلق الغبيط في معدنه، كما قال: # أضيع في معشري وكم بلد ... يعود عود الكباء من حطبه واستخرت الله في ~~إنفاذ العزم، وأنا الآن بحيث أمنت بعض الأمن، إلا أن السعي لم يرتفع، ومادة ~~البغي لم تنقطع. وختم رسالته بهذا النظم: # شحطنا وما للدار نأي ولا شحط ... وشط بمن نهوى المزار وما شطوا # أأحبابنا ولت بحادث عهدنا ... حوادث لا عهد عليها ولا شرط # PageV01P356 # لعمركم إن الزمان الذي قضى ... بشت جميع الشمل منا لمشتط # وما شوق مقتول الجوانح بالصدى ... إلى نطفة زرقاء أضمرها وقط # بأبرح من شوقي إليكم ودون ما ... أريد المنى منه القتادة والخرط # وفي الربرب الإنسي أحوى كناسه ... نواحي ضميري لا الكثيب ولا السقط # ألا هل أتى الفتيان أن فتاهم ... فريسة من يعدو ونهزة من يسطو - # وأن الجواد الفائت الشأو صافن ... تخونه شكل وأزرى به ربط - # عليك أبا بكر بكرت بهمة ... لها الخطر العالي، وإن نالها حط # أبي بعد ما هيل التراب على أبي ... ورهطي فذا حين لم يبق لي رهط # لك النعمة الخضراء تندى ظلالها ... علي ولا جحد لدي ولا غمط # ولولاك لم تقدح زناد قريحتي ... فينتهب الظلماء من نارها سقط # هرمت وما للشيب وخط بمفرقي ... ولكن لشيب الهم في كبدي وخط # وطاول سوء الحال نفسي فأذكرت ... من الروضة الغناء طاولها القحط # ولما انتحوني بالتي لست أهلها ... ولم يمن أمثالي بأمثالها قط # فررت فإن قالوا الفرار إرابة ... فقد فر موسى حين هم به القبط # وإني لراج أن تعود كبدئها ... لي الشيمة الزهراء والخلق السبط # فما لك لا تخصني بشفاعة ... يلوح على دهري لميسمها علط - كأن أول هذه ms0189 ~~القصيدة ناظر إلى قول راشد أبي حكيمة حيث يقول: # PageV01P357 # ومستوحش لم يمس في أرض غربة ... ولكنه ممن يحب غريب [وقال الآخر: # فلا تحسبي أن الغريب الذي نأى ... ولكن من تنأين عنه غريب ويناسبه أيضا ~~قول المتنبي: # إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... ألا تفارقهم فالراحلون هم وقوله: " هرمت ~~وما للشيب " ... البيت، ناقص عن قول المتنبي: # إلا يشب فلقد شابت له كبد ... شيبا إذا خضبته سلوة نصلا وقوله: " وإن ~~الجواد "، كقول أبي الطيب أيضا: # وما في طبه أني جواد ... أضر بجشمه طول الجمام وقد كرر هذا المعنى أبو ~~الطيب في مواضع من شعره، وكلف به وشغف، وصرف الكلام فيه فتصرف، وقد تقدم ~~إنشاده. ومنه أيضا قول عبد الجليل، المرسى للمعتمد بن عباد: # أتتك على خلائقها جيادي ... وإن كان الضياع لها شكالا وكتب من سجنه إلى ~~أبي حفص ابن برد: # PageV01P358 # ما على ظني باس ... جرح الدهر وياسو # ربما أشرف بالمر ... ء على الآمال ياس # ولقد ينجيك إغفا ... ل ويرديك احتراس # والمحاضير سهام ... والمقادير قياس # يا أبا حفص وما سا ... واك في فهم إياس # من سنا رأيك لي في ... ظلم الخطب اقتباس # وودادي لك نص ... لم يخالفه القياس # أذؤب هامت بلحمي ... فالتهام وانتهاس # كلهم يسأل عن حا ... لي وللذئب اعتساس # يلبد الورد السبنتى ... وله بعد افتراس # إن أكن أصبحت محبو ... سا فللغيث احتباس # فتأمل كيف يغشى ... مقلة المجد النعاس # ويفت المسك في التر ... ب فيوطا ويداس # لا يكن عهدك وردا ... إن عهدي لك آس # وأدر ذكري كاسا ... ما امتطت كفك كاس # فعسى أن يسمح الده ... ر فقد طال الشماس قوله: " يلبد الورد السنتى " ... ~~البيت، كقول النابغة: # وقلت يا قوم إن الليث منقبض ... على براثنه للوثبة الضاري # PageV01P359 # وأخذه ابن الرومي فقال: # سكنت سكونا كان رهنا بوثبة ... عماس كذاك الليث للوثب يلبد وقوله: " لا ~~يكن عهدك وردا " من قول العباس بن الأحنف: # لا تجعلي وصلنا كالورد حين مضى ... ذا طلعة وأديمي الود كالآس وكرره ~~العباس في موضع آخر فقال: # ولكنني شبهت بالورد عهدها ... وليس يدوم ms0190 الورد دائم @ما أخرجته من شعر ~~ابن زيدون في النسيب وما يناسبه # قال من قصيدة طويلة: # بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا # لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم ... رأيا ولم نتقلد غيره دينا # نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا # حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سودا وكانت بكم بيضا ليالنا # إذ جانب العيش طلق من تألفنا ... ومورد اللهو صاف من تصافينا # وإذ هصرنا غصون الوصل دانية ... قطوفها فجنينا منه ما شينا # PageV01P360 # ليسق عهدكم عهد السرور فما ... كنتم لأيامنا إلا رياحينا # لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا ... أن طالما غير النأي المحبينا # والله ما طلبت أهواؤنا بدلا ... منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا # يا ساري البرق غاد القصر فاسق به ... من كان صرف الهوى والود يسقينا # ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا ... من لو على البعد حيا كان يحيينا # ربيب ملك كأن الله أنشأه ... مسكا وقدر إنشاء الورى طينا # إذا تأود آدته رفاهية ... توم العقود وأدمته البرى لينا # كانت له الشمس ظئرا في أكلته ... بل ما تجلى لها إلا أحايينا # يا روضة طالما أجنت لواحظنا ... وردا جلاه الصبا غضا ونسرينا # ويا حياة تملينا بزهرتها ... منى ضروبا ولذات أفانيننا # يا جنة الخلد أبدلنا بسلسلها ... والكوثر العذب زقوما وغسلينا # كأنن لم نبت الوصل ثالثنا ... والسعد قد غض من أجفان واشينا # سران في خاطر الظلماء يكتمنا ... حتى يكاد لسان الصبح يفشينا # إنا قرأنا الأسى عند النوى سورا ... مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا # أما هواك فلم نعدل بمنهله ... شربا وإن كان يروينا فيظمينا # لم أنجف أفق جمال أنت كوكبه ... سالين عنه ولم نهجره قالينا # ولا اختيارا تجنبناه عن كثب ... لكن عدتنا على كره عوادينا # نأسى عليك وقد حثت مشعشعة ... فينا الشمول وغنانا مغنينا # لا أكؤس الراح تبدي من شمائلنا ... سيما ارتياح ولا الأوتار تلهينا # دومي على الوصل - ما دمنا - محافظة ... فالحر من دان إنصافا كما دينا # PageV01P361 # فما استعدنا خليلا عنك يصرفنا ... ولا استفدنا حبيبا عنك يسلينا # [ولو صبا نحونا من علو مطلعه ... بدر الدجى ms0191 لم يكن - حاشاك - يسبينا] # أبلي وفاء وإن لم تبذلي صلة ... فالذكر يقنعنا والطيف يكفينا # وفي الجواب متاع إن شفعت به ... بيض الأيادي التي ما زلت تولينا # [عليك مني سلام الله ما بقيت ... صبابة بك نخفيها فتخفينا] وهذه القصيدة ~~بجملتها فريدة، وقد عارضه فيها جماعة قصروا عنه، منهم أبو بكر ابن الملح، ~~فإنه نازعه فيها الراية، فقصر عن الغاية، حيث يقول من قصيدة أولها: # هل يسمع الربع شكوانا فيشكينا ... أو يرجع القول مغناه فيغنينا ثم استمر ~~في غزلها واسحنفر فقال: # يا باخلين علينا أن نودعكم ... وقد بعدتم عن اللقيا فحيونا # قفوا نزركم وإن كانت فوائدكم ... نزرا ومنكم بالوصل ممنونا # سترتم الوصل ضنا لا فقدتكم ... فكان بالوهم موجودا ومظنونا # سرى من المسك عن مسراكم خبر ... يعيد عهد هواكم نشره فينا # أيام بدركم يحيي ليالينا ... قربا وظبيكم يرعى بوادينا # مهلا فلم نعتقد دين الهوى تبعا ... ولا قرأنا صحيف الحسن تلقينا # PageV01P362 # ومنها: # قد انصرف القول يغوينا ويرشدنا ... ونترك الدار تشجينا وتسلينا # ونتبع الحي والأشواق محرقة ... نحوم بالماء وارماح تحمينا # كواكب في سماء النقع قد جعلت ... لنا رجوما وما كنا شياطينا قول ابن ~~زيدون: " وإن كان يروينا فيظمينا " معنى متداول، ومن أشهره قول ابن الرومي: # ريق إذا ما ازددت من شربه ... ريا ثناني الري ظمآنا # كالخمر أروى ما يكون الفتى ... من شربها أعطش ما كانا وقال ابن الرومي ~~أيضا فيما يناسبه من بعض الوجوه: # يا رب ريق بات بدر الدجى ... يعله بين ثناياكا # يروي ولا ينهاك عن شربه ... والماء يرويك وينهاكا وأشبه به ما أنشده ~~الثعالبي: # كرضاب الحبيب يشفي عليلا ... ثم ينشي إلى المزيد غليلا وقوله: " سران في ~~خاطر الظلماء " ... البيت [مما زاد فيه # PageV01P363 # لمليح الاستعارة على قول أبي الطيب: # أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي] على أن أبا ~~الطيب أجاد فيه ما أراد، وكرره في مواضع من شعره كقوله: # وكم لظلام الليل عندك من يد ... تخبر أن المانوية تكذب وإنما أخذه من ~~مصراع لابن المعتز حيث يقول: # فالشمس نمامة والليل ms0192 قواد ... وكل من إلى هذا المعنى أشار، فحوالي المثل ~~دار، وهو قولهم: الليل أخفى للويل. # وله من أخرى: في أثر نزهة كانت له بمدينة الزهراء: # غني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ... والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا # وللنسيم اعتلال في أصائله ... كأنه رق لي فاعتل إشفاقا # PageV01P364 # والروض عن مائه الفضي مبتسم ... كما حللت عن اللبات أطواقا # لا سكن الله قلبا عن ذكركم ... فلم يطر بجناح الشوق خفاقا # لو شاء حملي نسيم الريح حين سرى ... وافاكم بفتى أضناه ما لاقى # يا علقي الأخطر الأسنى الحبيب إلى ... قلبي إذا ما اقتنى الأحباب أعلاقا # الآن أحمد ما كنا لعهدكم ... سلوتم وبقينا نحن عشاقا قوله: " وللنسيم ~~اعتلال في أوصائله " ### | .... # البيت، أراه ألم فيه يقول ابن المعتز: # والريح تجذب أطراف الثياب كما ... أفضى الشفيق إلى تنبيه وسنان وقلبه ~~الرضي فقال: # وأمست الريح كالغيرى تجاذبنا ... على الكثيب فضول الربط واللمم وأحسب ~~الفرزدق أبا عذرته، وواسم غرته، بقوله: # وركب كأن الريح تطلب عندهم ... لها ترة من جذبها بالعصائب ومد أطناب ~~المعنى بالبيت الآخر حيث يقول: # سروا يخبطون الريح وهي تلفهم ... إلى شعب الأكوار ذات الحقائب وقوله: " ~~سولتم وبقينا نحن عشاقا " يناسب قول الآخر: # PageV01P365 # أشكو الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا قال ابن ~~بسام: والشيء يذكر بالشيء وإن لم يكن من المنهاج، ولابد مع ذكر المعترضات ~~من المعاج: قرأت في كتاب " أخبار بغداد " لابن طاهر، قال محمد بن عبدوس ~~الفارسي: سرت يوما إلى ابن الجهم فأنشدني لنفسه في العناق: # ألا رب ليل ضمنا بعد هجعة ... وأدنى فؤادا من فؤاد معذب # وبتنا جميعا لو تراق زجاجة ... من الراح فيما بيننا لم تسرب فاقتدح زندي ~~لإبراء مثله، فأطرقت وقلت: # لا والمنازل من نجد وليلتنا ... بفيد إذ جسدانا بيننا جسد # كم رام فينا الكرى في لطف مسلكه ... يوما فما أنفك لا خد ولا عضد # ما أنصفوني دعوني فاستجبت لهم ... حتى إذا قربوني منهم بعدوا أردت هذا ~~البيت. # وقوله: " لو شاء حملي نسيم الريح " ... البيت، كقول المجنون وهو أحسن ما ~~قيل في ms0193 النحافة، على زعم المبرد. # PageV01P366 # إلا إنما غادرت يا أم مالك ... صدى أينما تذهب به الريح يذهب وقال ~~المتنبي: # كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني وقال الخبز ~~أرزي: # أنحلني الحب فلو زج بي ... في مقلة النائم لم ينتبه وله من أخرى، وكتب ~~بها من بطليوس أيام تكرره عليها، وهي من غرر نظامه، وحر كلامه: # يا دمع صب إن شئت أن تصوبا ... ويا فؤادي آن أن تذوبا # إن الرزايا أصبحت ضروبا ... لم أر لي في أهلها ضريبا # قد ملأ الشوق الحشا ندوبا ... في الغرب أن رحت به غريبا # عليل دهر ضامني تعذيبا ... أدنى الضنى إذ أبعد الطبيبا # ليت القبول أحدثت هبوبا ... ريح يروح عهدها قريبا # بالأفق المهدي إلينا طيبا ... تعطرت منه الصبا جيوبا # يبرد حر الكبد المشبوبا ... يا متبعا إساده التأويبا # مشرقا قد سئم التغريبا ... أما سمعت المثل المضروبا: # PageV01P367 # أرسل حليما واستشر لبيبا ... إذا أتيت الوطن الحبيبا # والجانب المستوضح العجيبا ... والحاضر المنفسح الرحيبا # فحي منه ما أرى الجنوبا ... مصانع تجاذب القلوبا # حيث ألفت الرشأ الربيبا ... مخالسا في وصله الرقيبا # كم بات بدري ليله الغربيبا ... لما انثنى في سكره قضيبا # يشدو حمام عقده تطريبا ... هصرته حلو الجنى رطيبا # أرشف منه المبسم الشنيبا ... حتى إذا ما اعتن لي مريبا # شباب أفق هم أن يشيبا ... بادرت سعيا هل رأيت الذيبا - # أهاجري أم موسعي تأنيبا ... من لم أسغ من بعده مشروبا # ما ضره لو قال: لا تثريبا ... فلا ملام لحق المغلوبا # قد طال ما تجرم الذنوبا ... ولم يدع في العذر لي نصيبا # إن قرت العين بأن أؤوبا ... لم آل أن أسترضي الغضوبا قد ينفع المذنب أن ~~يتوبا ... قوله: " هل رأيت الذيبا - " أخذه من قول الراجز يصف، لبنا ~~ممذوقا: # جاءوا بضيح هل رأيت الذئب قط - ... وهذا التشبيه عند أهل النقد نوع من ~~أنواع الإشارة، لأنه أشار إلى تشبيه لونه بالماء الذي غلب على اللبن فصار ~~كلون الذئب. # PageV01P368 # وقال من أخرى: # وضح الحق المبين ... ونفى الشك اليقين # ورأى الواشون ما غر ... تهم منه الظنون ms0194 # أملوا ما ليس يمنى ... ورجوا ما لا يكون # وتمنوا أن يخون ال ... عهد مولى لا يخون # فإذا الغيب سليم ... وإذا الود مصون # قل لمن دان بهجري ... وهواه لي دين: # يا جوادا بي إني ... بك والله ضنين # أرخص الحب فؤادي ... لك والعلق ثمين # يا هلالا تتراءا ... ه نفوس لا عيون # عجبا للقلب يقسو ... منك والقد يلين # ما الذي ضرك لو سر ... بمرآك الحزين - # وتلطفت بصب ... حينه فيك يحين # فوجوه اللفظ شتى ... والمعاذير فنون وقال أيضا: # صحت فصح بها السقيم ... ريح معطرة النسيم # مقبولة هبت قبو ... لا فهي تعبق بالشميم # PageV01P369 # إيها أبا عبد الإل ... ه نداء مغلوب العزيم # إن عيل صبري من فرا ... قك فالعذاب به أليم # الله يعلم أن حب ... ك من فؤادي في الصميم # ولئن تحمل عنك بي ... جسم فعن قلب مقيم # قل لي: بأي خلال سر ... وك قبل أفتن أو أهيم # أبمجدك العمم الذي ... نسق الحديث مع القديم - # أم بالدائع كاللآ ... لي من نثير أو نظيم - # إن أشمست منك الطلا ... قة فالندى عنها مغيم # وبلاغة إن عد أه - ... لوها فأنت لهم زعيم # إن الذي قسم الحظو ... ظ حباك بالحظ العظيم قوله: " ولئن تحمل عنك بي جسم ~~" ... البيت، معنى مشهور أنشدت فيه لبعضهم: # أقول له حين ودعته ... وكل بعبرته ملبس: # لئن رجعت عنك أجسامنا ... لقد سافرت معك الأنفس وفي قريب منه، وإنما ~~أنشدته لحسنه، ولكون هذا المعنى فرعا من غصنه، قول الآخر: # PageV01P370 # حملتك في قلبي فهل أنت عالم ... بأنك محمول وأنت مقيم - # ألا إن شخصا في فؤادي محله ... وأشتاقه شخص علي كريم وقال أيضا: # يا ليل طل لا أشتهي ... إلا كعهد قصرك # لو بات عندي قمري ... ما بت أرعى قمرك وقال أيضا: # ودع الصبر محب ودعك ... ذائع من سره ما استودعك # يقرع السن على أن لم يكن ... زاد في تلك الخطى إذ شيعك # يا أخا البدر سناء وسنا ... حفظ الله زمانا أطلعك # إن يطل بعدك ليلي فلكم ... بت أشكو قصر الليل معك وقال: # بيني وبيمك ما لو شئت لم يضع ms0195 ... سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع # يا بائعا حظه مني ولو بذلت ... لي الحياة بحظي منه لم أبع # يكفيك أنك إن حملت قلبي ما ... لا تستطيع قلوب الناس يستطع # ته أحتمل واستطل أصبر وعز أهن ... وول أقبل وقل أسمع ومر أطع # PageV01P371 # أراه احتذى في هذا البيت مذهب أبي العميثل الأعرابي: # فاصدق وعف وفه وأنصف واحتمل ... واصفح ودار وكاف واحلن واشجع # والطف ولن وتأن واحلم واتئد ... واحزم وجد وحام واحمل وادفع وكقول ديك ~~الجن: # احل وامرر وضر وانفع ولن واخ ... شن ورش وابر وانتدب للمعالي وهذا الباب ~~صنعه المولدون وعدوه تقسيما وتقطيعا وتبعهم المتنبي فقال: # أقل أنل أقطع احمل عل سل أعد ... زدهش بش تفضل أدن سر صل ثم زاد أبو ~~الطيب في هذا وتباعض حتى قال: # عش ابق اسم سد قد جد مر انه رف اسر نل ... بيته المعروف، وأحسن لعمري ابن ~~زيدون في هذا التقسيم، ودفع بالحديث في صدر القديم، ولو قرع سمع أبي منصور، ~~بما في تضاعيف هذا التصنيف من الشذور، لما كان عنده ابن وشمكير بمذكور، ولا # PageV01P372 # أغرب بغرائب الصاحب، ولا ببديع البديع. # ومن شعر ابن زيدون في النسيب السائر الغريب، الطيار المليح، الخفيف ~~الروح، قوله: # أما رضاك فشيء ما له ثمن ... لو كان سامحني في ملكه الزمن # تبكي فراقك عين أنت ناظرها ... قد لج في هجرها عن هجرك الوسن # إن الزمان الذي عهدي به حسن ... قد حال مذ غاب عني وجهك الحسن # والله ما ساءني أني خفيت ضنى ... بل ساءني أن سري في الهوى العلن # لو كان أمري في كتم الهوى بيدي ... ما كان يعلم ما في قلبي البدن وهذا ~~البيت الأخير، إلى معنى صريع الغواني يشير: # فقلت: قلبي مكاتم جسدي ... ولو درى لم يقم به السمن وهذا البيت الرابع ~~منها ناظر إلى قول الآخر: # والله ما جزعي نفسي وإن هلكت ... وإنما جزعي ما سر حسادي وقال من أخرى: # أنت معنى الضنى وسر الضلوع ... وسبيل الهوى وقصد الدموع # PageV01P373 # أنت والشمس ضرتان ولكن ... لك عند الغروب فضل ms0196 الطلوع # ليس بالمؤيسي تكلفك العت ... ب دلالا من الرضى المطبوع # إنما أنت، والحسود معنى ... كوكب يستقيم بعد الرجوع وقال أيضا: # غريب بأرض الشرق يشكر للصبا ... تحملها مني السلام إلى الغرب # وما ضر أنفاس الصبا في احتمالها ... سلام فتى يهديه جسم إلى قلب وهذا ~~منقول من قول العباس بن الأحنف حيث يقول: # تالله ما شطت نوى ظاعن ... سار من العين إلى القلب وقال أيضا: # سأحب أعدائي لأنك منهم ... يا من يصح بمقلتيه ويسقم # أصبحت تسخطني وأمنحك الرضى ... جورا وتظلمني ولا أتظلم # يا من تألف ليله ونهاره ... فالحسن بينهما مضي مظلم # قد كان في شكوى الصبابة راحة ... لو أنني أشكو إلى من يرحم أول مصراع من ~~هذه المقطوعة مقتطع من قول أبي الشيص: # PageV01P374 # أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذ كان حظي منك حظي منهم وكذلك قوله فيها: " ~~يا من تألف ليله ونهاره " ... البيت، مقتضب من قول أبي الطيب: # الحزن يقلق والتجلد يردع ... والدمع بينهما عصبي طيع @ما أخرجته من شعر ~~ابن زيدون في المدائح # @مع ما يتشبث به من سائر الأوصاف # قال من قصيدة: # أما في نسيم الريح عرف معرف ... لنا هل لذات الوقف بالجزع موقف # فتقضني أوطار المنى من زيارة ... لنا كلف منها بما نتكلف # ضمان علينا أن تزار ودونها ... رقاق الظبا والسمهري المثقف # وقوم عدى يبدون عن صفحاتهم ... وأزهرها من ظلمة الحقد أكلف # يودون لو يثني الوعيد زماعنا ... وهيهات ريح الشوق من ذاك أ " صف # وفي السيراء الرقم وسط قبابهم ... بعيد مناط القرط أحور أوطف # وليلة وافينا الكثيب لموعد ... سرى الأيم لم يعلم لمسراه مزحف # تهادى أناة الخطو مرتاعة الحشا ... كما ريع يعفور الفلا المتشوف # PageV01P375 # فما الشمس رق الغيم دون أياتها ... سوى ما أرى ذاك الجبين المنصف # قعيدك أنى زرت، نورك فاضح ... وعطرك نمام، وحليك مرجف # هيبك اغتررت الحي واشيك هاجع ... وفرعك غربيب، وليلك أغضف # فأنى اعتسفت الهول خطوك مدمج ... وردفك رجراج وخصرك مخطف # لجاج تمادي الحب في المعشر العدا ... وأم الهوى الأفق الذي فيه نشنف # كفانا من الوصل التحية خلسة ms0197 ... فيومئ طرف أو بنان مطرف # وإني ليستهويني البرق صبوة ... إلى برق ثغر إن بدا كاد يخطف # وما ولعي بالراح إلا توهم ... لظلم به كالراح لو يترشف # ويذكرني العقد المرن جمانه ... مرنات ورق في ذرى الأيك هتف # فما قبل من أهوى طوى البدر هودج ... ولا ضم رئم القفر خدر مسجف # ولا قبل عباد حوى البحر مجلس ... ولا حمل الطود المعظم رفرف وهذا بيت ~~القسطلي بجملته حيث يقول في ابن أبي عامر: # وكيف استوى بالبر والبحر مجلس ... وقام بعبء الراسيات سرير - وفيها يقول ~~ابن زيدون: # هو الملك الجعد الذي في ظلاله ... تكف صروف الحادثات وتصرف # رويته في الحادث الإد لحظة ... وتوقيعه الجالي دجى الخطب أحرف # طلاقة وجه في مضاء كمثل ما ... يروق فرند السيف والحد مرهف # PageV01P376 # على السيف من تلك الصرامة ميسم ... وفي الروض من تلك اللطافة زخرف # أظن الأعادي أن حزمك نائم - ... لقد تعد الفسل الظنون فتخلف ومنها: # ولما قضينا ما عنانا أداؤه ... وكل بما يرضيك داع فملحف # رأيناك في أعلى المصلى كأنما ... تطلع من محراب داود يوسف # ولما حضرنا الأذن والدهر خادم ... تشير فيمضي والقضاء مصرف # وصلنا فقبلنا الندى منك في يد ... بها يتلف المال الجسيم ويخلف # ولولاك لم يسهل من الدهر جانب ... ولا ذل مقتاد ولا لان معطف # لك الخير أنى لي بشكرك نهضة ... وكيف أؤدي فرض ما أنت مسلف - # أنرت بهيم الحال مني غرة ... يقابلها طرف الحسود فيطرف قوله: " وما ولعي ~~بالراح " ... البيت، أراه قلب قول أبي الطيب: # وما شرقي بالماء إلا تذكرا ... لماء به أهل الحبيب نزول وقوله: " ويذكرني ~~العقد المرن " ... البيت، نسخة من قول أبي تمام ونقص عنه: # وبالحلي إن قامت ترنم فوقها ... حماما إذا لاقى حماما ترنما # PageV01P377 # وقوله: " طلاقة وجه " ... البيت، معنى مشهور، وهو في شعرهم كثير، ومنه ~~قول البحتري: # ويحسن دلها والموت فيه ... كم يستحسن السيف الصقيل وزاد فيه بعض أهل عصري ~~زيادة مليحة فقال: # مضاء كحد السيف لدنا مهزه ... يكفكفه حلم كحاشية البرد وقوله: " ولما ~~حضرنا الإذن " ... البيت، مع الذي بعده، أرى أبا ms0198 الوليد احتذى فيه حذو ~~الوليد في أبيات أنشدها لحسنها، وهي من أحسن ما قيل في الهيبة: # ولما حضرنا سدة الإذن أخرت ... رجال عن الباب الذي أنا داخله # فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة ... أقابل بدر التم حين أقابله # كما انتصب الرمح الرديني ثقفت ... أنابيبه واهتز للطعن عامله # وكالبدر وافته لتم سعوده ... وتم سناه واستهلت منازله # فسلمت فاعتاقت جناني هيبة ... تنازعني القول الذي أنا قائله # فلما تأملت الطلاقة وانثنى ... إلي ببشر آنستني مخايله # دنوت فقبلت الندى من يد امرئ ... كريم محياه سباط أنامله # صفت مثل ما تصفو المدام خلاله ... ورقت كما رق النسيم شمائله وقول ابن ~~زيدون: " وصلنا فقبلنا الندى منك في يد " ... البيت # PageV01P378 # معنى مليح، ولفظ صحيح، إلا أنه كما تراه، لفظ بيت البحتري ومعناه. ويقول ~~بعض أدبائنا إن ابن زيدون بحتري زماننا وصدقوا، لأنه حذا حذو الوليد، إلا ~~أن أبا الوليد في بعض قصائده كابن حميد سعيد. وقال بعض أهل عصرنا وهو أبو ~~محمد ابن سارة الشنتريني من جملة أبيات: # وإن فمي يصافح راحتيه ... فيعرف فيهما عرف السياده وقال بعض أهل العصر: # ولثمت يمناه فأعيا حسدي ... أأنا لثمت العارض المثعنجرا - وقال ابن ~~زيدوزن من جملة قصيدة: # يا أيها الملك الذي تدبيره ... أضحى لمملكة الزمان ملاكا # أعرض عن الخطرات إنك إن تشأ ... تكن النجوم أسنة لقناكا # هصر النعيم بعطف دهرك فانثنى ... وجرى الفرند بصفحتي دنياكا # دنيا لزهرتها شعاع مذهب ... لو كان وصفا كان بعض حلاكا # فتجل في فرش الكرامة ناعما ... واعقد بمرتبة السرور حباكا # وأطل إلى شدو القيان إصاخة ... وتلق مترعة الكؤوس دراكا # لك أريحية ماجد إن تعترض ... في لهو راحك تستهل لهاكا # من كان يعلق في خلال ندامه ... ذم ببعض خلالخ فخلاكا # PageV01P379 # أسبوع أنس محدث لي وحشة ... علما بأني لست فيه أراكا # وأنا المعذب غير أني مشعر ... ثقة بأنك ناعم فهناكا # أنى أقوم بشكر طولك بعد ما ... ملأت من الدنيا يدي يداكا # بردت ظلال ذراك واحلولى جنى ... نعماك لي، وصفت جمام نداكا وله من أخرى ~~في ابن جهور أولها ms0199: # هذا الصباح على سراك رقيبا ... فصلي بفرعك ليلك الغربيبا # ولديك أمثال النجوم قلائد ... ألفت سماءك لبة وتريبا يقول فيها: # لينب عن الجوزاء قرطك كلما ... جنحن بفرعك جناحها تغريبا # وإذا الوشاح تعرضت أثناؤه ... طلعت ثريا لم تكن لتغيبا # ولطالما أبديت إذ حييتنا ... كفا هي الكف الخضيب خضيبا # أظنينة دعوى البراءة شأنها ... أنت العدو فلم دعيت حبيبا - # ما الهجر إلا البين إلا أنه ... لم يشح فاه به الغراب نعيبا ومنها في ~~المدح: # متمرس بالدهر يقعد صرفه ... إن قام في نادي الخطوب خطيبا # لا يوسم الرأي الفطير به ولا ... يعتاد إرسال الكلام قضيبا # PageV01P380 # بسام ثغر السن إن عقد الحبا ... فرأيت وضاحا هناك مهيبا # ملأ النواظر صامتا ولربما ... ملأ المسامع سائلا ومجيبا # إن الجهاورة الملوك تبوأوا ... شرفا جرى معه السماك جنيبا # فإذا دعوت وليدهم لعظيمة ... لباك رقراق السماح أديبا # همم تعاقبها النجوم وقد تلا ... في سؤدد منها العقيب عقيبا # ومحاسن تندى رقائق ذكرها ... فتكاد توهمك المديح نسيبا # كان الوشاة، وقد منيت بإفكهم ... أسباط يعقوب وكنت الذيبا قوله: " فصلي ~~بفرعك ليلك الغربيبا "، من قول أبي الطيب: # كشفت ثلاث ذوائب من شعرها ... في ليلة فأرت ليالي أربعا وقال التهامي: # وتود لو جعلت سواد قلوبها ... وسواد عينيها سواد عذاري ومنه قول المعري ~~وقد تقدم: # يود أن ظلام الليل دام له ... وزيد فيه سواد القلب والبصر وقال محمد بن ~~هانئ: # PageV01P381 # قد أظلموا بالدهم منها فجرهم ... فتكدرت شمس النهار تغضبا # واستأنفوا بشياتها فجرا فلو ... عقدوا نواصيها أعادوا الغيهبا وقوله: " ~~فتكاد توهمك المديح نسيبا " ... البيت، من قول حبيب: # طاب في المديح والتذ حتى ... فاق وصف الديار والتشبيبا وقوله: " ملأ ~~النواظر صامتا " ... البيت، من قوله أيضا: # فاسألنها واجعل بكاك جوابا ... تجد الشوق سائلا ومجيبا وينظر إلى هذا ~~المعنى من بعض الوجوه لفظ أبي الطيب حيث يقول في ابن العميد: # فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا ... ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا # خلفت صفاتك في العيون كلامه ... كالخط يملأ مسمعي من أبصرا ويلمح أيضا ~~هذا المعنى قول أبي نواس، على ما فسره بعض الناس: # ألا فاسقني ms0200 خمرا وقل لي هي الخمر ... # PageV01P382 # وهذا التفسير فيه، أضعف الوجوه. وبيت ابن شرف أشبه من هذا كله ببيت ابن ~~زيدون، وهو قوله يمدح صاحب القيروان: # سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد ... ملء المسامع والأفواه والمقل وقال ~~ابن زيدون من أخرى: # أما وألحاظ مراض صحاح ... وتصبي وأعطاف نشاوى صواح # لفاتن بالحسن في خده ... ورد وأثناء ثناياه راح # لم أنس إذ باتت يدجي ليلة ... وشاحه اللاصق دون الوشاح # لأصفين المرتضى جهورا ... عهدا لروض الحسن عنه افتضاح # بشرت آمالي بتأميله ... فما عداني منه فوز القداح # لم أشيم البرق جهاما ولم ... أقتدح النار بزند شحاح # يا مرشدي جهلا إلى غيره ... أغنى عن المصباح ضوء الصباح # ذو باطن أقبس نور التقى ... وظاهر أشرب ماء السماح # إيه أبا الحزم اهتبل غرة ... ألسنة الدهر عليها فصاح # لا طار لي حظ إلى غاية ... إن لم أكن منك مريش الجناح # عتباك بعد العتب أمنية ... ما لي على الدهر سواها اقتراح # لم يثنني عن أمل ما جرى ... قد يرقع الخرق وتوسى الجراح # PageV01P383 # اشفع فللشافع نعمى بما ... سناه من عقد وثيق النواح # إن سحاب الأفق منها الحيا ... والحمد في تأليفها للرياح قوله: " وشاحه ~~اللاصق " ... البيت، معنى متداول، ومن أقربه عصرا قول النحلي من أهل وقتنا: # إن العزيز علي خصرك إنه ... بالردف حمل منه ما لا يحمل # فخذي له جسمي مكان وشاحه ... إن العليل بشكله يتعلل وقال ابن زيدون من ~~أخرى في بني جهور عند نكبة بني ذكوان: # لولا بنو جهور ما أشرقت هممي ... # هم الملوك ملوك الأرض دونهم> ... كمثل بيض الليالي دونها الدرع # قوم متى تحتفل في وصف سؤددهم ... لا يأخذ الوصف إلا بعض ما يدع # أبو الوليد قد استوفى مناقبهم ... فللتفاريق منها فيه مجتمع # مهذب أخلصته أوليته ... كالسيف بالغ في إخلاصه الصنع # إن السيوف متى ما طاب جوهرها ... في أول الطبع لم يعلق بها الطبع [ومنها ~~في عتابه أيضا] : # قل للوزير الذي تأميله وزري ... إن ضاق مضطرب أو هال مضطلع: # أصخ لهمس عتاب تحته مقة ... تكلف النفس فيه فوق ms0201 ما تسع # PageV01P384 # ما للمتات الذي أحصفت عقدته ... قد خامر القلب من تضييعه جزع - # لا تستجز وضع قدري بعد رفعكه ... فالله لا يرفع القدر الذي تضع # إن الألى كنت من قبل افتضاحهم ... مثل الشجى في لهاهم ليس ينتزع # تلك العرانين لم يصلح لها شمم ... فكان أهون ما نيلت به الجدع # أودعت نعماك منهم شر مغترس ... لن يكرم الغرس حتى تكرم البقع قوله: " إن ~~السيوف إذا ما طاب جوهرها " ... البيت، ينظر من لحظ مريب، إلى قول حبيب: # والسيف ما لم يلف فيه صقيل ... من سنخه لم ينتفع بصقال وله من أخرى يهنئ ~~المعتضد عبادا بهزيمة ابنه إسماعيل لابن الأفطس، وقتل ولد إسحاق بن عبد عبد ~~الله في تلك الحرب: # ليهن الهدى إنجاح سعيك في العدا ... وأن راح صنع الله نحوك أو غدا # وبشرك دنيا غضة العهد طلقة ... كما ابتسم النوار عن أدمع الندى # دعوت فقال النصر لبيك ماثلا ... ولم تك كالداعي يجاوبه الصدى # وأحمدت عقبى الصبر في درك المنى ... كما بلغ الساري الصباح فأحمدا # ولما اعتمدت الله كنت مؤهلا ... لديه بأن تحمى وتكفى وتعضدا # PageV01P385 # وجدناك إن ألقحت سعيا نتجته ... وغيرك شاو حين أنضج رمدا # سل الخائن المغتر كيف احتقابه ... مع الدهر عارا بالفرار مخلدا # رأى أنه أضحى هزبرا مصمما ... فلم يعد أن أمسى ظليما مشردا وهذا منقول من ~~قول أبي الطيب: # فأتيت معتزما ولا أسد ... ومضيت منهزما ولا وعل رجع: # يود إذا ما جنه الليل أنه ... أقام عليه آخر الدهر سرمدا # لبئس الوفاء استن في ابن عقيده ... عشية لم يصدره من حيث أوردا # وأصبح يبكيه المصاب بثكله ... بكاء لبيد حين فارق أربدا ونلمع من أخبار ~~هذه الوقعة بلمعة: # قال أبو مروان: وفي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة أوقع ابن عباد بابن ~~الأفطس إلى جنب يابرة؛ وكان سبب هذه الحرب أن فتح بن يحيى صاحب لبلة يومئذ ~~حليف ابن الأفطس وإلى عبادا لضرورة # PageV01P386 # فكاشفه ابن الأفطس وخانه فيما كان ائتمنه من ماله الصامت، عندما حمله ~~إليه وديعة وقت تورطه في حرب عباد قبل؛ وانبتت ms0202 بينهما العصمة، وأرسل ابن ~~الأفطس في ذلك الوقت خيله للضرب على ابن يحيى فاستغاث عبادا، فأرسل إليه ~~خيلا منتقاة، فلحقت الخيل الأفطسية وهي قد شنت الغارة على لبلة، فكرت عليهم ~~إذ كانوا ضعفهم، واسترسلوا في اتباع العباديين ولا يشعرون، فإذا بعباد ~~بجملته في كيمن قد خرج إثرهم، قد هشوا وولوا الأدبار فركبهم السيف، وبذل ~~عباد المال في رؤوسهم وكانت نقاوة خيل ابن الأفطس وأبطال رجاله، فجز لعباد ~~من رؤوسهم مائة وخمسون رأسا ومن خيلهم مثلها، فقص جناح قرنه، وأفنى حماة ~~رجاله. ثم إن عبادا إثر ذلك جمع خيل حلفائه وخيله وقود عليها ابنه إسماعيل ~~مع وزيره ابن سلام، وخرج نحو بلاد ابن الأفطس يابرة. وقد استدعى أيضا ابن ~~الأفطس حليفه إسحاق بن عبد الله فلحقت به خيله مع ابنه العز بعد أن جمع ابن ~~الأفطس بقايا جيشه من هزيمتهم المتقدمة الذكر، وأخرج كل من قدر على ركوب ~~دابة من البياض ببلده، وحشر من رجال البوادي بعلمه خلقا كثيرا، وأقبل بجمعه ~~هذا المنخوب ليدفع خيل ابن عباد عن بلده يابرة. وقد كان برابرة حليفه إسحاق ~~في عسكره قالوا له: لا تلقهم فلست تعرف قدر من زحف نحوك، ونحن رأيناهم ~~وسمعنا بجمعهم بإشبيلية؛ فلم يسمع منهم ومضى، فالتقى الفريقان من غير نزول ~~مولا تعبئة، فاختلطوا واجتلدوا مليا، فحقق العباديون الضراب # PageV01P387 # وتابعوا الشدات، فغحاد البرابر عنه أصحاب إسحاق، وانهزم ابن الأفطس وحمل ~~السيف على جميع من معه، فاستأصلهم القتل، وقتل ولد إسحاق العز، وحز رأسه ~~وبعث به إلى إشبيلية مع رأس ابن عم لابن الأفطس صاحب يابرة يدعى عبيد الله ~~الخراز، ونجا ابن الأفطس في قطعة من خيله إلى يابرة. # قال أبو مروان: وأقل ما سمعت في إحصاء قتلى هذه الوقيعة من ثلاثة آلاف ~~رجل فأزيد. وأخبرني من أثق به أن بطليوس بقيت مدة خالية الدكاكين والأسواق ~~من استئصال القتل لأهلها في وقعة ابن عباد هذه بفتيان أغمار إلا الشيوخ ~~والكهول الذين أصيبوا يومئذ. فاستدللت بذلك على فشو المصيبة. وجزع إسحاق بن ~~عبد ms0203 الله من مصاب ابنه، ولم يخضع لضده عباد في طلب رأس ابنه، فإن عبادا ~~ضافه رأس جده محمد ابن عبد الله الذي هو مختزن عنده بإشبيلية؛ انتهى كلام ~~ابن حيان. # قال ابن بسام: ولم يزل الرأسان عند آل عباد مع عدة رؤوس أهدتها إليهم ~~الفتنة المبيدة، حتى فتحت إشبيلية على الأمير الأجل سير بن أبي بكر فجيء ~~بجوالق مقفل مطبوع عليه، فأمر بفتحه، لا يشك أنه مال أو ذخيرة، فإذا هو ~~مملوء من رؤوس. فأعظم وهاله، وأمر بدفع كل رأس منها إلى من بقي من عقبه ~~بالحضرة. # PageV01P388 # حدثني من رأى رأس يحيى بن علي الحمودي ثابت الرسم، غير متغير الشكل، فدفع ~~إلى بعض ولده فدفنه. # [رجع] # قال ابن زيدون في ابن جهور من قصيدة أولها: # أجل إن ليلى حيث أحياؤها الأزد ... مهاة حمتها في مراتعها الأسد # يمانية تدنو وينأى مزارها ... فسيان منها في الهوزى القرب والبعد # إذا نحن زرناها تمرد مارد ... وعز فلم نظفر به الأبلق الفرد # هو الملك المشفوع بالنسك ملكه ... فلله ما يخفى ولله ما يبدو # لقد أوسع الإسلام بالأمس حسبة ... نحت غرض الأجر الجزيل فلم تعد # أباح حمى الخمر الخبيثة حائطا ... حمى الدين من أن يستباح له حد # فطوق باستئصالها المصر منة ... يكاد يؤدي شكرها الحجر الصلد # غني فحسن الظن بالله ماله ... عزيز فصنع الله من حوله جند # لنعم حديث البر أوضعت الصبا ... تبث نثاه حيث لا يوضع البرد وكان ابن ~~جهور كسر يومئذ دنان الخمر، وكان مدحه أيضا يومئذ بمثل ذلك عبد الرحمن بن ~~سعيد المصغر بشعر أوله: # PageV01P389 # كسرت لجبر الدين أوعية الخمر ... فأحرزت خصل السبق في الكسر والجبر # عمدت إلى الشر الذي جمعوا له ... ففرقت منه فاسترحنا من الشر في أبيات ~~غير هذه استبردت جملتها. وإنما ذهب إلى عكس قول من تقدم من عباث الشعراء من ~~ذم صب الشراب، ومن أشهره قول بكر ابن خارجة الكوفي، وقد رأى من سلطان وقته ~~مثل ذلك فقال: # يا لقومي مما جنى السلطان ... لا يكن للذي أهان الهوان # سكبوا ms0204 في التراب من حلب الكر ... م عقارا كأنها الزعفران # صبها في مكان سوء لقد صا ... دف سعد السعود ذاك المكان # من كميت يبدي المزاج لها لؤ ... لؤ نظم والفصل فيها جمان # فإذا ما اصطبحتها صغرت في القد ... ر عندي من أمه الخيزران # كيف صبري عن بعض نفسي موهل يص - ... بر عن بعض نفسه الإنسان - وبلغني أن ~~الجاحظ أنشد هذه الأبيات، فقال للمنشد: " من حق الفتوة أن أكتبها قائما، ~~وما أقدر إلا أن تعمدني " لنقرس كان به. قال المحدث: فعمدته وقام فكتبها. # وكان بكر بن خارجة هذا مولى بني أسد، طيب الشعر، خليعا ماجنا، وكان يألف ~~هدهدا في موضع يأتيه كل يوم بقنينة شراب، فلا يزال # PageV01P390 # يشرب على صوته إلى أن يسكر، وكان أيضا يهوى غلاما نصرانيا وهو القائل: # زناره في خصره معقود ... كأنه من كبدي مقدود وبكر القائل: # قلبي إلى ما ضرني داعي ... يكثر أسقامي وأجاعي # كيف احتراسي من عدوي إذا ... كان عدوي بين أضلاعي - ولصالح بن عبيد في ~~مثل ما تقدم: # ليس همي ولا طويل انتحابي ... لمشيب أدال عني شبابي # لا ولا لاغتراب أحباب قلبي ... أو لصد الإخوان والأصحاب # إنما حسرتي وعبرة عيني ... لشراب يصب فوق التراب # سرت الأرض حين صب عليها ... فبكت صبة عيون السحاب رجع: # وقال ابن زيدون يرثي: # PageV01P391 # انظر لحال السرو كيف تحال ... ولدولة العلياء كيف تدال # من سر لما عاش قل متاعه ... فالعيش نوم والسرور خيال # ولى أبو بكر فراع له الورى ... هول تقاصر دونه الأهوال # يا من شأى الأمثال منه واحد ... ضربت به في السؤدد الأمثال # نقصت حياتك حين فضلك كامل ... هلا استضيف إلى الكمال كمال # من للقضاء يعز في أثنائه ... إيضاح مشكلة لها إشكال # من لليتيم تتابعت أرزاؤه - ... هلك الأب الحاني وضاع المال # هيهات لا عهد كعهدك عائد ... إذ أنت في وجه الزمان جمال # حيا الحيا مثواك وامتدت على ... ضاحي ثراك من النعيم ظلال # وإذا النسيم اعتل فاعتامت به ... ساحاتك الغدوات والآصال # ولئن أذالك بعد طول صيانة ... قدر فكل مصونة ستذال وله من ms0205 أخرى مما وجدته ~~بخط ابن حيان يرثي بها أبا الحزم ابن جهور: # ألم تر أن الشمس قد ضمها القبر ... وأن قد كفانا فقدها القمر البدر # وأن الحيا إن كان أقلع صوبه ... فقد فاض للآمال في أثره البحر # إساءة دهر أحسن الفعل بعدها ... وذنب زمان جاء يتبعه العذر # فلا يتهن الكاشحون فما دجا ... لنا الليل إلا ريثما طلع الفجر # وإن يك ولى جهور فمحمد ... خليفته العدل الرضا وابنه البر # لعمري لنعم العلق أتلفه الردى ... فبان ونعم العلق أخلفه الدهر # PageV01P392 # همام جرى يتلو أباه كما جرى ... معاوية يتلو الذي سنه صخر # فقل للحيارى قد بدا علم الهدى ... وللطامع المغرور قد قضي الأمر # أبا الحزم قد ذابت عليك من الأسى ... قلوب ومنها الصبر لو ساعد الصبر # دع الدهر يفجع بالذخائر أهله ... فما لنفيس إذ طواك الردى قدر # مساعيك حلي للزمان مرصع ... وذكرك في أردان أيامها عطر # أمامك من حفظ الإله صنيعة ... وحولك من آلائه عسكر مجر # وما بك من فقر إلى نصر ناصر ... كفتك من الله الكلاءة والنصر # تحامى العدا لما اعتلقتك جانبي ... وقال المناوي: شب عن طوقه عمرو ووجدت ~~له قصيدة أخرى، على رويها ووزنها، رثى بها أم أبي الوليد ابن جهور، وكرر ~~أكثر أبياتها، أولها: # هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر ... فمن شيم الأحرار في مثلها الصبر يقول ~~فيها: # هنيئا الأرض أنس مجدد ... بثاوية حلته فاستوحش الظهر # بطاهرة الأثواب قانتة الضحى ... مسبحة الآناء محرابها الخدر # فإن أنثت فالنفس أنثى نفيسة ... إذ لجسم لا يسمو بتذكيره ذكر # حصان إذا التقوى استبدت بذكرها ... فمن صالح الأعمال يستوضح الجهر # بني جهور أنتم سماء رياسة ... مناقبكم في أفقها أنجم زهر # PageV01P393 # ترى الدهر إن يبطش فمنكم يمينه ... وإن تضحك الدنيا فأنتم لها ثغر إلى ~~أبيات غير هذه من سائر أبيات القصيدة استمر فيها بالتقديم والتأخير، ~~والتأنيث والتذكير، ثم رثى بها آخرا عبادا المعتضد، وجعل أول قصيدته قوله: # هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر ... البيت المتقدم، ثم اتبعه بقوله: # حياة الورى نهج إلى الموت مهيع ... له فيه ms0206 إيضاع كما يوضع السفر # فيا واضح المنهاج جرت فإنما ... هو الفجر يهديك الصراط أو البحر # إذا الموت أضحى قصر كل معمر ... فإن سواء طال أو قصر العمر # ألم تر أن الدين ضيم ذماره ... فلم تغن أنصار عديدهم كثر # بحيث استقل الملك ثاني عطفه ... وجرر في أذياله العسكر المجر # أأنفس نفس في الورى أقصد الردى ... وأخطر علق للهدى أفقد الدهر # أعباد يا أوفى الملوك لقد عدا ... عليك زمان من سجيته الغدر # فهلا عداه أن علياك حليه ... وذكرك في أردان أيامه عطر # PageV01P394 # غشيت فلم تغش الطراد سوابح ... ولا جردت بيض ولا أشرعت سمر # لئن كان بطن الأرض هنئ أنسه ... بأنك ثاويه لقد أوحش الظهر # ولا ثنت المحذور عنك جلالة ... ولا عدد دثر ولا نائل غمر # فهل علم الشلو المقدس أنني ... مسوغ حال ضل في كنهها الفكر - # وأن متاتي لم يضعه محمد ... خليفتك العدل الرضا وأبنك البر - # وأرغم في بري أنوف عصابة ... لقائهم جهم ولحظهم شزر # إذا ما استوى في الدست عاقد حبوة ... وقام سماطا حفله فلي الصدر فتلاعب ~~أبو الوليد كما ترى في هذه القصيدة تلاعب الحطيئة بنسبه، وتصرف تصرف أبي ~~حنيفة في مذهبه، فأنث وذكر، وقدم وأخر [كما] قال أبو العلاء: # رب لحد قد صار لحدا مرارا ... ضاحك من تزاحم الأضداد وبلغني أنه وجد لابن ~~زيدون إثر موت عباد شعر يقول فيه: # لقد سرنا أن النعي موكل ... بطاغية قد حم منه حمام # تجانف صوب المزن عن ذلك الصدى ... ومر عليه الغيث وهو جهام وقال يخاطب ~~الوزير أبا عامر بن عبدوس من قصيدة أولها: # PageV01P395 # أثرت هزبر الشرى إذ ربض ... ونبهته إذ هدا فاغتمض # وما زلت تبسط مسترسلا ... إليه يد البغي لما انقبض # أرى كل مجر أبا عامر ... يسر إذا في خلاء ركض # أعيذك من أن ترى منزعي ... إذا وتري بالمنايا انتفض # أبا عامر أين ذاك الوفاء ... إذ الدهر وسنان والعيش غض - # وأين الذي كنت تعتد من ... مصافاتي الواجب المفترض - # عمدت لشعري ولم تتئد ... تعارض جوهره بالعرض # لعمري لفوقت سهم النضال ... وأرسلته لو ms0207 أصبت الغرض # وشمرت للخوض في لجة ... هي الموت ساحلها لم يخض # وغرك من عهد ولادة ... سراب تراءى وبرق ومض # هي الماء يأبى على قابض ... ويمنع زبدته من مخض [وبعد ما أمسكت عنه. # قوله: " هو الماء يأبى على قابض " ... البيت، أبلغ منه في المعنى قول ~~الوزير أبي محمد بن عبد الغفور: # هي الشمس تأبى على قابض ... إذا الماء نالت نداه اليد] # ونبئتها بعدي استحمدت ... بسير إليك لمعنى غمض # أبا عامر عثرة فاستقل ... لتبرم من ودنا ما انتقض # PageV01P396 # ولا تعتصم ضلة بالحجاج ... وسلم فرب احتجاج دحض # وحسبي أني أطبت الجنى ... لأفنانه وأبحت النفض # ويهنيك أنك يا سيدي ... غدوت مقارن ذاك الربض وكتب إلى المظفر سيف الدولة ~~أبي بكر بن الأفطس من رقعة، وضمنها قصيدة أولها: # لبيض الطلى ولسود اللمم ... بعقلي - مذ بن عني - لمم: لما لبس الحاجب - ~~أعزه الله - رداء المجد معلما، وحمل لواء الحمد معلنا، فاستطار بارق فجره، ~~واستضاع فائح ذكره، وشهرت محاسنه على كل لسان، وسارت مآثره مسير الشمس بكل ~~مكان، لما سوغ من كرمه، وأسبغ من نعمه، ووطأ للآملين من أكنافه، وهز إلى ~~الراغبين من أعطافه، ورفرفت أجنحة الأهواء عليه، واهتزت جوانح الآمال إليه، ~~وكثر التغاير على تفيؤ ظله، والتنافس في الاعتلاق بحبله، وكل استفرغ جهده، ~~وتوسل على حسب ما عنده، ولا غرو أن يستمطر الغمام، ويؤمل الكرام، ويكثر في ~~المشرب العذب الزحام. # PageV01P397 # وما زلت - أبقى الله الحاجب - أتلقى من مساعيه المشكورة، ويقرع سمعي ~~بمآثره المأثورة، ما هو أندى من بلوغ الأمل، وأشهى من اختلاس القبل، وأغض ~~من جني الزهر، وألطف من نسيم السحر، حتى انقادت نفسي في زمام التأميل ~~والمودة، ونازعت إلى الأخذ بحظ من الاعتلاق والممازجة. ونظرت إلى ما دون ~~ذلك من أسباب البعد المانعة، وامتداد البلاد المعترضة، فغضضت طرف الخيبة، ~~وطويت كشحا على اليأس من درك الأمنية، إلى أن ندبني الأديب أبو فلان إلى ~~مخاطبته، وحرضني على مكاتبته، ونبهني على ما في التثاقل عن مداخلته، من ~~التضييع الصريح، والتقصير البين الصحيح، إذ هي أسنى علق غولي ms0208 به، وأنفس ذخر ~~نوفس فيه. فطربت إلى ذلك " كما طرب النشوان مالت به الخمر "، واهتززت له " ~~كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب ". ورأيت من شكر يد العلياء فيما حثني ~~إليه، وحضني عليه، مما فيه حلية الفخر، ومكرمة الدهر، أن أستفتح باب ~~المكاتبة بالشفاعة، وأنهج طريق المخاطبة في العناية به، وبيننا، بعد، من ~~ذمام الطلب، وحرمة الود والأدب، ما أستقصر نفسي معه أن أتقدم في خدمة رغبته ~~بقلمي، وقد تأخرت قدمي، ويعد لاقتصار غيبته كتابي، دون أن أزم لذلك ركابي، ~~وهو فتى نام جده، واستيقظ حده؛ فتنكر الزمان له، واعترت الأيام به، بين ~~ذئاب سعاية عوت عليه، وعقارب وشاية دبت إليه، وأصلي بنار حرب لم يجنها، ~~وأعدته مبارك جرب التبس بها # PageV01P398 # وآل به الأمر إلى فراق أحبته، والبعد عن مسقط رأسه ومعق تمائمه، على ضيق ~~حاله، وضعف إحسانه. وأشهد أن ذلك لم يزده للحاجب لا ولاء، وعليه إلا ثناء، ~~وأنه لا يزال يعيد شكره ويبديه، وينثر حمده ويطويه، والحاجب - أدام الله ~~إعزازه - ولي إعدائه على زمنه الغشوم، وأسلا بإنصافه من دهره الظلوم، ~~بإلباسه من جميل رأيه ما عري منه، وإيراده من شريعة رضاه ما حليء عنه، ~~والتخلية بينه وبين الأفق الذي لم ير كوكب سعد إلا فيه، ولا تلقى نسيم حياة ~~إلا منه، فإنه مما يوليه من إحسانه، ويأتيه من الفضل في شانه، مستجزل شكر ~~من أنهضه لسان، واستقل به بيان، وهو أهل الفضل، والمعهود منه كرم الفعل، ~~والله يبقيه ويعليه، وهو حسبه وحسبي فيه. # ولما اطرد هذا النثر لحسن اتساقه، ولذ مساقه، هزت النظم أريحية جذب لها ~~بعنانه، وعارضه بها في ميدانه؛ وأبت أن ينفرد النثر بلقاء الحاجب ومشافهته، ~~ويستبد بأن يلمح غرته، ويخدم بالحضور حضرته، فأثبت منه ما إن أنعم عند ~~تصفحه بالصفح عن الزلل يعرض فيه، والخلل يبدو منه، وصل النعمة بمثلها، وقرن ~~العارفة بشكلها: # لبيض الطلى ولسود اللمم ... بعقلي، مذ بن عني، لمم # ففي ناظري عن رشاد عمى ... وفي أذني عن ملام صمم # قضت بشماسي على العاذلين ms0209 ... شموس مكللة بالظلم # PageV01P399 # وما سقمت لحظات العيون ... إلا لتغريني بالسقم # يلوم الخلي على أن أحن ... وقد مزج الشوق دمعي بدم # وما ذو التذكر ممن يلام ... ولا كرم العهد مما يذم # وإني أراح إذا ما الجنوب ... راحت بريا جنوب العلم # وأصبو لعرفان عرف الصبا ... وأهدي السلام إلى ذي سلم # ومن طرب عاد نحو البراق ... أجهشت للبرق حين ابتسم # أما وزمان مضى عهده ... حميدا لقد جار لما حكم # قضى بالصبابة لما انقضى ... وما اتصل الود حتى انصرم # ليالي نامت عيون الوشاة ... عنا وعين الرضى لم تنم # ومالت علينا غصون الهوى ... فأجنت ثمار المنى من أمم # وأيامنا مذهبات البرود ... رقاق الحواشي صوافي الأدم # كأن أبا بكر المسلمي ... أجرى عليها فرند الكرم # ووشح زهرة ذاك الزمان ... بما حاز من زهر تلك الشيم # هو الحاجب المعتلي للعلا ... شماريخ كل منيف أشم # مليك إذا سابقته الملوك ... حوى الخصل أو ساهمته سهم # فأطولهم بالأيادي يدا ... وأثبتهم في المعالي قدم # وأروع لا مبتغي رفده ... يخيب ولا جاره يهتضم # ذلول الدماثة صعب الإباء ... ثقيف العزيم إذا ما اعتزم # سما للمجرة في أفقها ... فجر عليها ذيول الهمم # وناصت مساعيه زهر النجوم ... وبارت عطاياه وطف الديم # نهيك إذا جن ليل العجاج ... سرى منه في جنحه بدر تم # PageV01P400 # فشام السيوف بهام الكماة ... وروى القنا في نحور البهم # جواد ذراه مطاف العفاة ... ويمناه ركن الندى المستلم # يهيج النزال به والسؤال ... ليثا هصورا وبحرا خضم # شهدنا لأوتي فصل الخطاب ... وخص بفضل النهى والحكم # وهل فات شيء من المكرمات ... جرى السيف يطلبه والقلم # ومستحمد بكريم الفعال ... عفوا إذا ما اللئيم استذم # شمائل تهجر عنها الشمول ... وتجفى لها مشجيات النغم # على الروض منها رواء يروق ... وفي المسك طيب أريج يشم # أبوه الذي فل غرب الضلال ... ولاءم شعب الهدى فالتأم # ولاذ به الدين مستعصما ... بذمة أبلج وافي الذمم # وجاهد في الله حق الجهاد ... من دان من دونه بالصنم # فلا سامي الطرف إلا أذل ... ولا شامخ الأنف إلا رغم # تقيل في العز من حمير ... مقاول عزوا جميع الأمم ms0210 # هم نعشوا الملك حتى استقل ... وهم ظلموا الخطب حتى اظلم # نجوم هدى والمعالي بروج ... وأسد وغى والعوالي أجم # أبا بكر اسلم على الحادثات ... ولا زلت من ريبها في حرم # أناديك عن مقة عهدها ... كما وشت الروض أيدي الرهم # وإن يعدني عنك شحط النوى ... فحظي أخس ونفسي ظلم # وإني لأصفيك محض الهوى ... وأخفي لبعدك برح الألم # ومستشفع بي بشرته ... على ثقة بالنجاح الأتم # PageV01P401 # وغيرك أخفر عهد الذمام ... إذا حسن ظني عليه أذم # وقدما أقلت مسيء العثار ... وأحسنت بالصفح عما اجترم # وعندي لشكرك نظم العقود ... تناسق فيها اللآلي التوم # تجد لفخرك برد الشباب ... إذا لبس الدهر برد الهرم # فعش معصما بيفاع السعود ... ودم ناعما في ظلال النعم # ولا يزل الدهر أيامه ... لكم حشم والليالي خدم هذا - أعز الله الحاجب - ~~ما اقتضته القريحة من اقتضائها، وأجابتنا به البديهة عن استدعائها، والذهن ~~عليل، والطبع كليل، والروية فاسدة، وسوق الأدب إلا عنده كاسدة. ولو أني ~~أوتيت في النثر غزارة عمرو، وبراعة ابن سهل، وأمددت في النظم بطبع البحتري، ~~وصناعة الطائي، لما رددت إلى الحاجب إلا ما أخذت منه، ولا أوردت عليه غير ~~ما صدر عنه، ولما أنفذت ما أنفذت إلا بين أمل يبسط، وخجل يقبض، فرأيه موفقا ~~في أن يمنح ما بعث الأمل إسعافا، وما أوجب الخجل إغضاء، ليأتي الإحسان من ~~جهاته، ويسلك إلى الفضل طرقاته، ومراجعته لي عن كتابي بعهد كريم، يكون كحلا ~~لعين الرضى بوجنة القبول، أقف به من توالي النعم عليه، وانتظام الأحوال ~~بالصلاح لديه، على ما تبتهج له نفسي، وينتظم معه عقد أنسي، يد عندي جناها ~~شهد، وشذاها عنبر وورد، أرفلها الشكر الجزيل، وأتبعها الثناء الجميل، إن ~~شاء الله. وليبلغ مني سلاما يهدي إليه نفسه، وتحية آخرها عندي وأولها عنده. # PageV01P402 # وكتب من قرطبة إلى ابن مسلمة بإشبيلية قبل تحوله إليها: # يا سيدي، وأرفع عددي، وأول الذخائر في عددي، وأخطر علق ملأت من اقتنائه ~~يدي، ومن أبقاه الله في عيشة باردة الظلال، ونعمة سابغة الأذيال، قد تقاصر ~~الثناء عليك، وتوالى الحديث الحسن ms0211 عنك، حتى حللت محل الأمانة، وكنت موضع ~~تقليد الوطر، وإثبات الطوية، والله يمتعك بما حازه لك من الخير، ووفره عليك ~~من طيب الذكر. # في علمك - أعزك الله - ما تقتضيه العطلة من إظلام الخاطر، وصدأ النفس، ~~ويجنيه طول المقام من إخلاق الديباجة، وإرخاص القدر. وقد آن أن أجتني ثمرة ~~من آداب أطلت الاعتناء بها، وأخلاق أدمت رياضة الأنفس عليها. ولما مخضت ~~الملوك، وجدت عميدهم الذي أنسى السالف قبله، وتقدم الراهن معه، وأتعب ~~الغابر بعده، الحاجب فخر الدولة مولاي، ومن أطال الله بقاءه، وكبت أعداءه، ~~لما خصه الله به من سناء الهمم، وسماحة الشيم، وانتظام أسباب الرياسة، ~~وكمال آلات السياسة، واجتماع المناقب التي أفردته من النظراء، وأعلته عن ~~مراتب الأكفاء، فرأيت قبل أن أحمل لغيره نعمة، أو أوسم ممن سواه بصنيعة، أن ~~أعرض نفسي مملوكة عليه، عرض من لا يؤهلها # PageV01P403 # لإجازته إلا بالاستجارة، ولا يطمع لها في قبوله إلا مع المسامحة، فلو كنت ~~الوليد بن عبيد براعة نظم، وجعفر بن يحيى بلاغة نثر، وإبراهيم بن المهدي ~~طيب مجالسة، وإمتاع مشاهدة، ثم حضرت بساطه العالي، لما كنت مع سعة إحاطته ~~إلا في جانب التقصير، وتحت عهدة النقصان، غير أنه لم يعدم مني نجابة غرس ~~اليد، وإصابة طريق المصنع، من ولاية أخلصها، ونصيحة أمحضها، وشكر أجنيه ~~الغض من زهراته، وثناء أهدي إليه العطر من نفحاته، ففوضت إليك هذه السفارة، ~~واعتمدتك بتكليف النيابة، لوجوه: منها حظوتك لديه، ومواتك إليه، سوغك الله ~~الموهبة في ذلك، وأنهضك بأعباء الشكر لها، ومنها سرو مذهبك، وكرم سجيتك، ~~وصحة مشاركتك، لمن لم يستوجبها استيجابي، ولا استدعاها بمثل أسبابي، من ~~تداني الجدار، وتصافي السلف، والانتماء إلى أسرة الأدب. فإن وافقت السانحة ~~الإرادة، فحظ أقبل، وعبد بلغ من قبول سيده ما أمل، ولم أقل: " عمرك الله " ~~كما قيل في النجمين، بل قلت: " وقد يجمع الله الشتيتين "، وإن عاق حرمان ~~عادته أن يعوق عن الظفر ويعترض دون الأمل، فأعلمه - أيده الله - أني في ~~حالي العطلة مع غيره والتصرف، ويومي الإيطان والتوف، كالمهتدي بالنجم ms0212 حين ~~عدم ذكاء، ومتيمم الصعيد إذ لم يجد الماء: # فإن أغش قوما غيره أو أزرهم ... فكالوحش يدنيه من الأنس المحل # PageV01P404 # والله يتولاه بالفسحة في عمره، والإعلام لأمره، ويصرف الأقدار مع إيثاره، ~~ويصرف وجوه التوفيق إلى اختياره. # ولك يا سيدي في انتدابك لما ندبتك له، ما للساعي المنجح من الشكر، ~~وللمجتهد البالغ من العذر، وملاك الأمر تقديم المراجعة بالإيجاب فأسكن ~~إليها، والجواب فأعتمد عليه، وأهدي إليك ندي الغض الناضر من سلامي، والأرج ~~العاطر من تحيتي. # وكتب إثر ذلك إلى المعتضد رقعة يقول فيها: # أطال الله بقاء الحاجب فخر الدولة مولاي وسيدي، ومولى المناقب الجليلة، ~~والضرائب النفيسة، في أكمل ما تكفل له به من علو القدر، ونفاذ الأمر، وخصه ~~من النعم بأسبغها سربالا، وأبردها ظلالا، وأحمدها مآلا. # كنت - أعز الله الحاجب مولاي - قد كتبت إلى الوزير أبي عامر عبده بما ~~أيقنت أنه انتهى إليه، واشتمل عليه، فكتب الوزير إلى بعض أسبابه بما يقوم ~~مقام المراجعة لي بما يرتفع عن قدري، ولا تتسع له ساحة شكري، لعلمي أنه عن ~~الحاجب - أيده الله - صدر، وبإذنه نفذ، والذي عداني عن أن يكون الكتاب في ~~ذلك إلى الحاجب - أبقاه الله - التأدب بآداب حصفاء العبيد في الإجلال ~~والإعظام، وترك التبسط والإقدام، وقلما استغنت أوائل مطالب الأتباع بحضرة ~~الملوك من وسائط تمهد لها، وتعتمد # PageV01P405 # أوقات الإمكان بها، لا أني اتخذت إلى الحاجب - أدام الله علوه - إلى ~~استطلاع ما قبله شك في كرمه، ولا سوء ظن بسماحة شيمه، بل لزوم الطريقة في ~~التوطئة للمطلب، والتدرج إلى إحراز الأرب، وحسبي أن أملي قد ارتاد الجناب ~~الرحب، والمشرب العذب، ولعل الحظوظ ستكشف، والنوائب ستصرف، إلى أن أبلغ إلى ~~أبعد غايات الأمل من مشاهدة حضرته العلياء، والنظر إلى غرته الزهراء، ~~فوالله ما ينصرف فكري، ولا ينصرم حين من عمري، إلا في الذكر له والشوق ~~إليه، وتصور المثول بين يديه، وأنا أقدم الاعتذار من مهابة تستملك جنابي، ~~وحصر يكاد يقطع في أول المشافهة لساني، فإن حدث فعذري عذر الفضل بن سهل، ~~وقد انقطع ms0213 بين يدي الرشيد فقال له: يا أمير المؤمنين، من فراهة العبد أن ~~تملك قلبه مهابة سيده. # وسيفضي ذلك بمشيئة الله إلى ما يستجيزه الحاجب مولاي من إمتاع ويقبله من ~~شاهد، ويشتطرفه من أدب، ويستلطفه من إجمال طلب، وجمال مذهب، كما أني أعلم ~~أني سأصل إلى ما لم أعهد مثله من بهاء منظر، وسناء مخبر، ورفعة شان، وعظم ~~سلطان، ولعل السعادة تهيء لي من الحظ ما أثبت به ما ادعيته لنفسي من هذه ~~الصفات، وأنجز معه ما قدمت عنها من هذه العدات، فحول الله في ذلك كفيل، وهو ~~حسبي ونعم # PageV01P406 # الوكيل. زاد الله الحاجب مولاي من سني قسمه، وهني نعمه، وبلغه النهاية من ~~آماله، وصرف بعزته غير الزمان عن كماله. # وكتب إليه بعد أن صدر عن حضرته إلى قرطبة رقعة يقول فيها: # أطال الله بقاء مولاي للنعم يطوقها،، والمنن يقلدها، والأحرار يستعبدها. ~~يعلم الذي أسأله إعزاز مولاي، وإعلاء أمره، وصلة تأييده، وتمكين نصره، أني ~~لم أزل منذ فارقت حضرته الجليلة، حضرة المجد والسيادة، ومحل الإقبال ~~والسعادة، لهج اللسان بما أجناني من ثمار الحكمة والنعمة، وأفادني من عقد ~~الأدب والنشب، فمن كبد حاسد تصدعت، وأنفاس منافس تقطعت، وناعم البال كسفت ~~باله، ومتمن لحالي طالما تمنيت حاله، وقل لمن نال أدنى مكانة منه، ورقي أول ~~درجة من الخصوص به، أن تحسده الكواكب في إشرافها، وتنحشد إليه الأماني من ~~أطرافها، والله يبقيه لعبيده الذين أنا آخرهم في الخدمة، وأولهم في شكر ~~النعمة، ويرفع من هممهم ما انخفض، ويبسط من آمالهم ما انقبض، ولا يعدمهم ~~التقلب في نعمه، والاعتلاق بأسباب ذممه، بمجده وكرمه. # وكانت من مولاي - أعزه الله - إشارة بل عبارة أعددتها طليعة لسعود ~~ستتوافى طلقا، ومقدمة لمسرات ستتوالى سبقا؛ فلما لحق الجسم بعد تركه النفس ~~لديه، والبراءة منه إليه، بالوطن الذي # PageV01P407 # أسلاني عنه، وأسنى لي العوض منه، تأتيت من طاعته المقترنة بطاعة الله في ~~نفسي مملوكته، حاولته، ولا عداني تيسر أمر تناولته، ولم تبق علة تسوغ ~~باعتراضها الاعتذار، إلا ما يتراخى ريثما يعاود أمره ms0214، ويتجدد في الحركة ~~إذنه، ولم أستأذن لأن الأذن بعد عهد،. فلمولاي الطول في أمر الواسطة عبده ~~بمراجعة أعتمد عليها، وأجتهد في الانتهاء إليها، والله يبلغني الأمل من ~~وقفة بحضرته ونظرة إلى غرته، وتقبيل لراحته، وتصرف في ساحته، فهو المالك ~~لذلك، والقادر عليه. # وله من رسالة حذف أبو الحسن رحمه الله هنا أكثرها، ولم يذكر منها إلا ~~قطرة من وابل، أو نفثة من سحر بابل، وها أنا مثبتها على تواليها إشادة بحسن ~~معانيها، واستفادة من سني آدابه فيها، وهي: # يا سيدي الذي كنت أراه أعد عددي لأبدي، وأحصن جنني من زمني، ومن أبقاه ~~الله في أصلح الأحوال، وأفسح الآمال؛ أبدأ من كتابي إليك، بشرح الضرورة ~~الحافزة إلى ما صنعت، مما بلغني أنك صدر اللائمين لي عليه، وأول المسفهين ~~لرأيي فيه، ومن أمثالهم: ويل للشجي من الخلي، وهان على الأملس ما لاقى ~~الدبر، وأوسطة بمعاتبتك على ما كان من انفصالك عني، وبراءتك أمد المحنة ~~مني، وأنك لم تكن في ورد ولا صدر من مشاركتي فيها، ولا كانت لك ناقة ولا ~~جمل في مظاهرتك لي # PageV01P408 # عليها، مع القدرة بك على تهوين خطبها، وتذليل صعبها، وتليين شديدها، ~~وتقريب بعيدها: # فأرى صدقك الحديث وماذا ... ك لبخلي عليك بالإغضاء # أنت عيني وليس من حق عيني ... غض أجفانها على الأقذاء وإنما يعاتب الأديم ~~ذو البشرة، والمثل السائر: " ويبقى الود ما بقي العتاب " وقال الأول: # أبلغ أبا مسمع عني مغلغلة ... وفي العتاب حياة بين أقوام وأختمه بتكليفك ~~ما كان سبب الكتاب، والداعي إلى الخطاب، عساك أن تتلاقى عودا ما ضيعت بدءا، ~~وتهتبل آخرا ما أغفلت أولا، فيعود غيثه على ما أفسد، وإن كنت في ذلك كدابغة ~~وقد حلم الأديم، فمنفعة الغوث قبل العطب: # وخير الأمر ما استقلت منه ... وليس بأن تتبعه اتباعا في علمك أني سجنت ~~مغالبة بالهوى، وهو أخو العمى، وقد نهى الله تعالى عن اتباعه، وذكر أنه مضل ~~عن سبيله، إذ يقول: {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} (ص: 26) . وقال ~~الشاعر: # إذا أنت لم تعص ms0215 الهوى قادك الهوى ... إلى بعض ما فيه عليك مقال دون تأن ~~تدرك بعض الحاجة به، أو استثبات تؤمن مواقعة الزلل معه، بل # PageV01P409 # أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل وشهد ابن العطار ~~العشار العاري من الثقة والأمانة، البعيد من الرعية والصيانة الناشر لأذنيه ~~طمعا، الآكل بيديه جشعا، فكان القول ما قالت حذام. ولم يقتصر على أن ألحق ~~بالشهود وهو واو عمرو فيهم، ونون الجمع المضاف معهم، دون أن يلحق بخزيمة ذا ~~الشهادتين، وينوب منفردا عن اثنين، # وليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد وليتني مع من لا يحل ~~قوله علي، أعذر في شهادته إلي، ولم يقترن الحشف مع سوء الكيلة، وتستضف لي ~~الغدة إلى الموت في بيت سلولية. خطتا خسف لم أر النجاء منهما إلا أن ركبت ~~الحولي الأشهب، ورأيت خراسان مكان السوق أو هي أقرب. وكان المتولي سجني بعد ~~شهر من إنفاذه، له مجلس حضره فقهاء الحضرة، ومن أعلم بسيماهم، وجرى في ~~غشيان الحكام مجراهم، فذكر له أنه اتهمني بالمغيب على عهد المتوفى مولاي - ~~كان - نقع الله صداه وبل ثراه - وثبت عنده مع ذلك أني ممن تعلقه التهم، ولا ~~ترتفع عنه الظنن، فكلهم أفتى بالإعذار إلي، فيما شهد به عن ذلك علي، ثم ~~سجني # PageV01P410 # إن لم آت بمدفع، أو أصدع من الحجة بمقنع؛ فاحتاط واجتهد، وتحرى واقتصد، ~~وصالحني من هذه الفتيا على النصف، بتأخير الإعذار، وتقديم السجن، والصلح ~~جائز بين المسلمين؛ ثم أظهرت إليه عقدا كان المتوفي - قدس الله روحه ونور ~~ضريحه - قد أشهد فيه أن لا مال له، وأن جميع ما تحيط به الدار التي توفي ~~بعيد هذا الإشهاد فيها إنما هو للغانية التي في عصمته حاشا دقائق بينها، ~~ومحقرات عينها، ومعلوم أن من أشهد بهذا على نفسه، وتقيد إلى مثله من لفظه، ~~فمحال أن يخلف عهدا، أو يهلك عن وصية. وسألته الشورى فيما أثبته من هذا ~~العقد، فلم يجبني إلى ذلك. ولو لم تكن الشورى من أدب الله إذ يقول: ~~{وشاورهم في ms0216 الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله} (آل عمران: 159) لوجب أن يعلم ~~أنها لقاح العقل، ورائد الصواب، وأن للمشاور إحدى الحسنيين: صوابا يفوز ~~بمحمدته، أو خطأ يشارك في مذمته، قال الشاعر: # ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي عدة للقوادم قد قرعت له ~~العصا، ونبه على الذي دعوته إليه، لا يسوغ لي دفعه عنه، ولا يجوز منعي منه، ~~فحينئذ عللني بمواعيد # كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... إذا قطعن علما بدا علم ... وكان آخرها ~~الذي نسخ به ما قبله أن تدرج الشورى إلى إبقاء الشورى للورثة، فشويت أرقب ~~هذا الحين وأرجو أن يحين، # كما يرجو أخو السنة الربيعا ... كما في بطون الحاملات رجاء ... # فكانت وإياه سحابة ممحل ... رجاها فلما جاوزته استهلت # PageV01P411 # وفي فصل منها: # ولم أقص عليك يا سيدي مما اجتلبته إلا ما شهر شهرة الاسم، وعرف معرفة ~~النسب، و " ما يوم حليمة بسر ". وكنت أول حبسي قد وضعت من السجن في موضع ~~جرت العادة بوضع مستوري الناس وذوي الهيئات منهم فيه، وفي الشر خيار، وبعضه ~~أهون من بعض. فمنيت من مطالبة بعض من يأتمر الناظرون في السجن له ويسمعون ~~منه. بما اقتضى نقلي إلى حيث الجناة المفسدون، واللصوص المقيدون. وشكوت ذلك ~~إلى الحاكم الحابس لي في اليوم الذي مضى ذكره بمشهد من تقدم وصفه، فانتفى ~~من الرضى به، وأظهر الامتعاض منه، وتقدم إلى الموكل بالسجن في اختيار مجلس ~~أباين فيه من لا تليق بي ملابسته، وأنتبد عمن لا ترضى لي مجالسته. ثم لم ~~لبث أن أحضره مجلس نظره، وأمر بتأديبه على امتثاله في ما أمره به، وانتهائه ~~إلى ما حد له، وأستأنف العهد في التضييق علي، ومنع من اعتاد صلتي من الوصول ~~إلي، فأصعدت إلى غرفة في السجن اقنعني بها مع خساستها، وأسلاني عن المصيبة ~~بالكون فيها على مضاضتها، انفرادي من لفيف الأخلاط، ومن ضمه السجن من ~~السلفة والسقاط، فحين استوائي إليها عهد بخطي إليهم وخلطي بهم ووضعني ~~بينهم، فنقلت في نفسي ثلاث نقل على أقبح النصب، وأسوأ الرتب. ودخل إلي ms0217. في ~~هذه الحال من أبلغني عن ابن أخي الحكم رسالة جامعة من السب الفاحش لفنون، ~~مشتملة من الوعيد المرهب على ضروب، فلو ذات سوار لطمتني!! # وإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب فلم أستطع صبرا، ~~وعلمت أني قد أبليت عذرا، ولم يتق إلا أن يعذرني لبيد وكاد ورأيت أن العاجز ~~من لا يستبد، فالمرء يعجز لا المحالة، ولم أستجز أن أكون ثالث الأذلين: ~~العير والوتد. وذكرت أن الفرار من الظلم والهرب مما لا يطاق من سنن ~~المرسلين، قال الله عز وجل على لسان موسى عليه السلام {ففررت منكم لما ~~خفتكم} (الشعراء: # PageV01P412 # لا عار ولا في الفرار فقد ... فر نبي الهدى إلى الغار ونظرت في مفارقة ~~الوطن، والبين عن الأحبة، فتبين لي أن إيحاش نفسي، بإيناس أهلي، وقطعها في ~~صلة وطني، غبن في الرأي، وخور في العزم، ووجدت الحر ينام على الثكل، ولا ~~ينام على الذل، وأذنت إلى قولهم: ليس بينك وبين البلاد نسب فخيرها ما حملك. # وإذا نبابك مبزل فتحول ... # وقال بعض المحدثين: # أرى الناس أحدوثة ... فكوني حديثا حسن # كأن لم يزل ما أتى ... وما قد قضى لم يكن # إذا وطن رابني ... فكل مكان وطن ولم أستغرب أن أسام مثل هذا الخسف في ~~مسقط رأسي، ومعق تمائمي، وأول أرض مس ترابها جلدي، فقديما ضاع المرء الفاضل ~~في وطنه، وكسد العلق الغبيط في معدته؛ قال بعضهم: # أضيع في معشري وكم بلد ... يعد عود الكباء من حطبه فاستخرت الله عز وجل، ~~واضح العذر، ثابت قدم الحجة، عند من غض عين الهوى، وخزن لسان التعسف. والله ~~يصيب غرض الصواب برأيي، ويقرب غاية النجاح على سعيي، حسبما في علمه أني ~~مظلوم مبغي عليه، منسوب ما لم آته إلي، فهو المؤمل بذلك والمرجو له. # ولعمرك يا سيدي إن ساحة العذر لتضيق، وما تكاد تتسع لك في إسلامك لتلميذك ~~وابن جارك وشيخك الذي لم تزل متوفرا عليه، آخذا عنه، مقتبسا منه، مع إكثارك ~~من ذكر هذا، والاعتداد به، وادعاء الحفظ له. وقد رويت ms0218 أن حسن العهد # PageV01P413 # من الإيمان، وسمعت المثل: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فالمرء كثير بأخيه، ~~وألا أقل من استعمال الجد، واستغراق الجهد: # فمبلغ نفس عذرها مثل منجح ... ولا لوم في أمري إذا بلغ العذر ... ولكن من ~~لك بأخيك كله - وأين الشريك في المر أينا وبعد ما مر بي فالقضاء غالب، وما ~~حم واقع، ولا حذر من قدر، وقد سبق السيف العذل، وتقدم من فعلي ما جف به ~~القلم، وأنا الآن بحيث أمنت بعض الأمن، إلا أن رزا من وعيد سقط إلي بأن ~~السعي لم يرتفع، وأن مادة البغي لم تنقطع، وأن البصيرة مستحكمة في استرجاعي ~~من الأفق الذي أحل به، والجناب الذي أحط فيه. وأكد ذلك في ظني ما كان أشار ~~إليه بعض من كنت آوي إلى الثقة بعهده، وأبني على الوثاقة من عقده، من ~~الفقهاء الموسومين بالأثرة عند الحكم المذكور، والمكانة منه؛ وقد عاتبته ~~على تأخيره عن مظافرتي، وتقصيره في مؤازرتي، فاعتذر بأن ذلك لا سبيل إليه، ~~ولا منفذ للحيلة فيه، إذ المحرض علي لا تتأتى معارضته، ولا يتهيأ الاستبداد ~~عليه، وأنه وصفني بالبذاء، وعابني بالتسلط على الأعراض، ووالله ما استجزت ~~هذا بعد أن هتك من ستري ما هتك، وانتهك من حرماتي ما انتهك، إذ كنت أقول ~~معذورا، وأنفث مصدورا، فكيف قبل ذلك إذ لم يحدث سبب، ولا عرض موجب - # وما لي وهذا المجتنى ثم ماليا ... و {ستكتب شهادتهم ويسئلون} (الزخرف: ~~19) وليست هذه ببكر من النمائم التي دخل بها بين العصا ولحائها: # وإني رأيت غواة الرجال ... لا يتركون أديما صحيحا # PageV01P414 # ومن يأذن إلى الواشين تسلق ... مسامعه بألسنة حداد ويا سيدي: # لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري ووالله توعمته ~~أني أوتى ممن زعم أني أتيت منه، مع اتصالي به وانقطاعي إليه، واتسامي ~~بالتأمل له والتعويل عليه، # إن المعارف في أهل النهى ذمم ... ولكن: # إذا كان غير الله للمرء عدة ... أتته الرزايا من وجوه الفوائد لقد كان من ~~محاسن الشيم، وشروط المروءة والكرم، أن يهب لي ما أنكر ms0219 لما عرف، ويغفر ما ~~أسخط لما أرضى، ويدفع بالتي هي أحسن، ويؤثر الذي هو أجمل وأرفق، ويتوقف عند ~~ما نص عليه من سعاية، وزف إليه من وشاية؛ فإن كان باطلا ألغاه، وفضح المخبر ~~المتقرب به وأقصاه، وإن كان حقا صبر صبر الحليم، وأغضى إغضاء الكريم وقبل ~~إنابة المعتب، واقتص في مؤاخذة المنب، فقدم التوقيف قبل التثقيف، والتأنيب ~~قبل التأديب، # فإن الرفق بالجاني عتاب ... والحر يلحى والعصا للعبد ... # ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب - وهو يرى ويسمع ~~أن بالحضرة قوما لا يحصرهم العد، تحتمل سقطاتهم، وتغتفر هفواتهم، وتقال ~~عثراتهم: # PageV01P415 # وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصبحينا وما أعلم أنهم يدلون ~~بوسيلة لا أشاركهم فيها، ولا يمتون بذريعة ينفردون دوني بها # هو الجد حتى تفضل العين أختها ... وحتى يكون اليوم لليوم سيدا فإن كانت ~~مسامحتهم لسابقة سلفت فقد أحرزت منها الحظ الأعلى، أو لكمال أدب فقد ضربت ~~فيه بالقدح المعلى، أو للطف تودد فما قصرت في الاجتهاد، غير أني حرمت ~~التوفيق # والأمر لله، رب مجتهد ... ما خاب إلا لأنه جاهد # فإن كان ذنبي أن أحسن مطلبي ... أساء ففي سوء القضاء لي العذر والله لقد ~~أظهرت مدحه، وأضمرت نصحه، وتممت على الصياغة له، وجريت ملء العنان إلى ~~الاعتلاق به، أسقيه السائغ من مياه ودي، وأكسوه السابغ من برود حمدي، ~~وأجنيه الغض من ثمرات شكري، وأهدي إليه العطر من نفحات ذكري، لا يفيدني ~~التحبب إليه إلا ضياعا لديه، ولا يزيدني التقرب منه إلا بعدا عنه: # كأني أستدني به ابن حنية ... إذا النزع أدناه من الصدر أبعدا والذي أحبه ~~منك، وأثق في المسارعة إليه بك، لقاؤه مجاريا ذكري، مفاوضا في أمري، معلما ~~له بما لا يذهب عنه من أن الذي اخترته لنفسي غاية ما يسيء القرونة، ويساء ~~المولى منه، فالجلاء أخ القتل، والغربة أحد السبائين، قال الله تعالى: {ولو ~~أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل ~~منهم} (النساء: 66) ، وقال الشاعر: # ومن يغترب ms0220 عن داره لا يرى ... مصارع مظلوم مجرا ومسحبا # PageV01P416 # وتدفن منه الصالحات وإن يسئ ... يكن ما أساء النار في رأس كبكبا وقد هجرت ~~الأرض التي هي ظئري، والدار التي كانت مهدي، وغبت عن أم أنا واحدها، تمتد ~~أنفاسها شوقا إلي،، والله يرى بكاءها، ويسمع لي على من ظلمني نداءها، ~~فالاستجابة مضمونة للمخلص والمظلوم؛ وقد حملت السمتين، واستوجبت الصفتين، ~~ولتكن بغيتك التي تدخرها عليها كلمة تأمن، وإشارة إلى تأنيس وتسكين، ~~تراجعني بها فأظهر بحيث أنا آمنا، وألقي العصا مطمئنا، فإن وجدت محز الشفرة ~~فالعوان لا تعلم الخمرة فإن أشبهت الليلة البارحة، أعلمتني بذلك، فطلبت ~~الأمن في مظانه، وتقريت السلامة في مواطنها، وصبرت حتى يحكم الله لي وهو ~~خير الحاكمين. {كل يوم هو في شان} (الرحمن: 29) ، ومع اليوم غد: # ولكل حال معقب ولربما ... أجلى لك المكروه عما تحمد ولك يا سيدي في ~~انتدابك لما اندبتك إليه الفضل، والأيادي قروض، والصنائع ودائع، " لا يذهب ~~العرف بين الله والناس "، والتحية الطيبة والسلام المردد على سيدي. # @ومما يتعلق بذكر وفاة ذي الوزارتين، رحمة الله عليه # فصل من تاريخ الشيخ أبي مروان ابن حيان، رأيت إثباته لنبل مساقه، وحسن ~~اتساقه، يقول فيه: # PageV01P417 # وفي يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وستين ~~وأربعمائة، سار الحاجب سراج الدولة عباد بن محمد إلى إشبيلية - الحضرة ~~الأثيرة - لمطالعتها وتأنيس أهلها من وحشة خامرت عامتهم، من أجل عدوان رجل ~~منهم على يهودي جاء لامرجة السوق عندهم، ماراه في بعض الأمر، فزعم أنه سب ~~الشريعة، فبطش به المسلم وسط السوق وجرحه وحرك عليه العامة، فقبض عليه صاحب ~~المدينة عبد الله بن سلام واعتقله، فكان لعامة الناس في إنكار حبسه كلام ~~وإكثار خشي وباله، فخاطب السلطان بقرطبة ما كان منه ويستأمر في شأنه، فعجل ~~إنفاذ ولده الحاجب سراج الدولة إلى إشبيلية في جيش كثيف من نخبة علمائه ~~ووجوه رجاله، لمشارقة القصة، والاحتياط على العامة، فغدوا معه وسط هذا ~~اليوم، وأنفذ معه ذا الوزارتين أبا الوليد ابن زيدون أحد الثلاثة كابري ms0221 ~~وزرائه المثناة وزارتهم، عمد دولته، النفوذ مع الحاجب على بقية وعك كان ~~متألما منه، ولم يعذره في التوقف من أجله. فمضى لطيته مسوقا إلى منيته، ~~وخلف ولده أبا بكر الفذ الوزارة، المرتسم بالكتابة وراءه، سادا مكانه ~~بالحضرة، فأقر فيها أياما، ثم أمر بالمسير وراء والده لأمر كلفه، أعجل ~~بالانطلاق له؛ فمضى بعينه غداة يوم السبت لثمان خلون من المحرم سنة ثلاث ~~وستين بعدها. فخلت منهم منازلهم وصيرت إلى سواهم، فتحدث الناس بنبو مكان ~~الأديب ابن زيدون لدى السلطان، وأن استساكه بعلى مرتبته، بعد مختصه المعتضد ~~بالله، كان من المعتمد على الله رعاية لخصوصية ابنه # PageV01P418 # به، يغص باستمرارها ثقتاه المختصان به، الحظيان لديه، المستهمان لخاصته: ~~ابن مرتين وابن عمار، إلى أن عملا في إبعاده وإبعاد ابنه الرقيب بعده، ~~فأمضي خلفه، فعندها استساغا غصته، واستهما مكانه، واحتويا على خاصة السلطان ~~وتدبير دولته؛ ولكل دولة رجال، ولكل مكتف أبدال. # ولم يطل الأمد بابن زيدون - رحمه الله - بعد لحاق ابنه به، ووجدانه إياه ~~متزايدا في مرضه، نازحا عن ألافه، على جهده في استدعائها على انتهاء المدة، ~~وانتهاك القوة؛ فاستقر به وجعه إلى أن قضى نحبه، وهلك بدار هجرته إشبيلية ~~صدر رجب سنة ثلاث وستين، فدفن بها مشهودا مفتقدا، واحتوى تربها عليه، فيا ~~بعد ما بين قبره وقبر ابنه لدينا، رحمة الله عليهما؛ فقد تولى من أبي ~~الوليد كهل لن يخلف الدهر مثله جمالا وبيانا وبراعة ولسانا وظرفا، وحلولا ~~من مراتب البلاغة - نظما ونثرا - بمرقبة لم يخلف لها بعده عاطيا، بقرانه ~~بين الكلامين، وبراعته في الفنين، إلا أن يكون عند أولي التحقيق والتحصيل ~~في النظم أمد طلقا، وأحث عنقاص، فلا يلحقه فيه تقصير ولا يخشى رهقا، أشهاده ~~في الفنين عدول مقانع حضور عند أهل المعرفة. # لقد اتصل خبر هلكه بعشيرته أهل قرطبة فتناعوه، وسيئوا لفقده، وحزنوا ~~عليه، إذ كان منهم، متعصبا لهم، هاويا إليهم، حدبا عليهم، وليجة خير بينهم ~~وبين سلطانهم الحديث الولاية، فصار مصابه لديهم كفاء ما اجتث فيه من ~~تأميلهم، والبقاء لمن تفرد ms0222 به وحده، لا رب غيره. # ولا جرم أن عزى الله إخوانه عنه بامتداد بقاء فتاه الندب أبي بكر ولده، ~~سادا ثلمه، ساميا مسماه، غائظا عداه، عاطيا منتهاه، بأنواط صدق، يجذبن إلى ~~العلاء بضبعه، من شماخة ودماثة وحصافة ونزاهة ومعرفة، ووفور حظ من أدب ~~بلاغة وكتابة، وشركة في التعاليم المعلية، واشتداد # PageV01P419 # في رعاية متقادم الذمة، لم يفقد إخوان أبيه معها إلا عينه: خلال حركن ~~حاله عما قليل بعد أبيه عند سلطانه قسطاس السياسة، فاستبصر في إحضاره، ~~وأدناه من اجتبائه، ورقاه في مراتب والده، منقلا له في درجاتها، راضيا ~~بلاءه فيما ناط به منها، حتى فرع ذروتها عما قليل، فأحظاه بالوزارة ووزره ~~بحضرته الأثيرة إشبيلية، وجمع له أعاظم خططها العلية، معاطن التنافس من ~~قوام المملكة: خطة ولاية المدينة مجموعة إلى خطة ولاية السكة - بكل استقل، ~~وعلى كل استظهر، فكفى وعدل، فاغتبط به السلطان، وواتاه الزمان، والله يؤتي ~~فضله من يشاء، له الفضل والامتنان. # وفي فصل: وكان أبو الوليد ممن أنشأته دولة الجهاورة، واصطفته الفرس ~~للأساورة؛ اختص بأبي الوليد اختصاص القرح بالنور، وارتبط بهم ارتباط ~~الإفاضة بالفور. وأبو الحزم ابن جهور إذ ذاك رأس الجماعة، وأصل تلك الإمرة ~~المطاعة، من رجل أدهى من فقيد عمان، وأجرأ من ليث خفان، وأدهى من عمرو بن ~~الجعان. # PageV01P420 # ومان ابن زيدون متصلا بابنه أبي الوليد أطول حقبة، اتصال أبي زبيد ~~بالوليد بن عقبة " وبينهما تألف أحرما بكعبته وطافا، وسقياه من تصافيهما ~~نطاقا، وابن زيدون يعتد ذلك حساما مسلولا، ويرى أنه يرد به صعب الخطوب ~~ذلولا، إلى أن طلب عند ابيه أبي الحزم وتوسل، فاستدفع به تلك الأسنة ~~المشرعة والأسل، فما ثنى إليه عنان عطفه، ولا كف عنه سنان صرفه " مع ~~استعطافه له بكل مقال يحل سخائم الأحقاد، واستلطفه إياه بما يرد الصعب سلس ~~القياد؛ فمن بديع ذلك وأحسنه قوله: # إيه أبا الحزم اهتبل غرة ... ألسنة الشكر عليها فصاح # لا طار لي حظ إلى غاية ... إن لم أكن منك مريش الجناح # عتباك بعد العتب أمنية ... مالي على الدهر ms0223 سواها اقتراح # لم يثنني عن أمل ما جرى ... قد يرقع الخرق وتوسى الجراح # فاشحذ بحسن الرأي عزمي يرع ... منه العدا بكل شاكي السلاح # واشفع فللشافع نعمى بما ... تمر من عقد وثيق النواح # إن سحاب الأفق منها الحيا ... والحمد في تأليفها للرياح وكان القاضي أبو ~~بكر ابن ذكوان، أجل من اشتمل عليه أوان، مجدا وشرفا، وتفننا في العلم ~~وتصرفا، مع دعابة حين خلواته تحل حبى المحتبي، ورقاعة عند نشواته كالتنوخي ~~والمهلبي؛ فإذا أصبحوا بكر أبو بكر إلى مصادرة ما يتجه عليه الحكم ~~ومواجهته، وأنكر ما كان عليه من فكاهته، فكأنما في برديه الأنام، وكأنه ~~وقارا يذبل أو شمام، مع عدله فيقضائه، وإنفاذ الحكم بمقتضى الحق وإمضائه. ~~حتى إذا راح # PageV01P421 # الرواح عادوا إلى القصف، وتجاوزوا في ميدانهم كل وصف. إلى أن اختلس أبو ~~بكر منهما، وتقلص ذيل مؤانسته عنهما، فاعتاضا عنه بسواه، وأفاضا فيما كانا ~~فيه وما تعدياه. # واتفق أن مر بقبره في لمة من أخوانه، وجماعة من عمار ميدانه، فعطفوا عليه ~~مسلمين ووقفوا عليه متألمين، فقال أبو الوليد: # ما أقبح الدنيا خلاف مودع ... غنيت به في حسنها تختال # يا قبره العطر الثرى لا يبعدن ... حلو من الفتيان فيك حلال # ما أنت إلا الجفن أصبح طيه ... نصل عليه من الشباب صقال # يا من شأى الأمثال منه واحد ... ضربت به في السؤدد الأمثال # نقصت حياتك حين فضلك كامل ... هلا استضاف إلى الكمال كمال # زرناك لم تأذن كأنك غافل ... ما كان منك لواجب إغفال # أين الحفاوة روضها غض الجنى ... أين الطلاقة ماؤها سلسال # هيهات لا عهد كعهدك عائد ... إذ أنت في وجه الزمان جمال # فاذهب ذهاب البرء أعقبه الضنى ... والأمن وافت بعده الأوجال # حيا الحيا مثواك وامتدت على ... ضاحي ثراك من النعيم ظلال # وإذا النسيم اعتل فاعتامت به ... ساحاتك الغدوات والآصال # ولئن أذالك بعد طول صيانة ... قدر فكل مصونة ستدال وله: # على دارة الشرقي مني تحية ... زكت وعلى وداي العقيق سلام # ولا زال روض بالرصافة ضاحك ... بأرجائها يبكي عليه غمام # معاهد لهو لم تزل ms0224 في ظلالها ... تدار علينا للسرور مدام # زمان رياض العيش خضر نواعم ... ترف وأمواه النعيم جمام # فإن بان مني عهدها فبلوعة ... يشب لها بين الضلوع ضرام # PageV01P422 # ومن اجلها أدعو لقرطبة المنى ... بسقيا ضعيف الطل وهو رهام # فما لحقت تلك الليالي ملامة ... ولا ذم من ذاك الحبيب ذمام وله: # خليلي لا فطر يسر ولا أضحى ... فما حال من أمسى مشوقا كما أضحى # لئن شاقني شرق العقاب فلم أزل ... أخص بمخصوص الهوى ذلك السفحا # وما انفك جوفي الرصافة مشعري ... دواعي بث تعقب الأسف البرحا # ويهتاج قصر الفارسي صبابة ... لقلبي لا تألو زناد الأسى قدحا # وليس ذميما عهد مجلس ناصح ... فأقبل في فرط الولوع به نصحا # كأني لم أشهد لدى عين شهدة ... نزال عتاب كان آخره الفتحا # وقائع جانيها التجني فإن مشى ... سفير خضوع بيننا أكد الصلحا # وأيام وصل بالعقيق اقتضيتها ... فإن لا يكن ميعاده العيد فالفصحا # معاهد لذات وأوطان صبوة ... أجلت المعلى في الأماني بها قدحا # ألا هل إلى الزهراء أوبة نازح ... تقضت مبانيها مدامعه نزحا! # مقاصر ملك أشرقت جنباتها ... فخلنا العشاء الجون أثناءها صبحا # محل ارتياح يذكر الخلد طيبه ... إذا عز أن يصدى الفتى فيه أو يضحى # هناك الجمام الزرق تندى حفافها ... ظلال عهدت الدهر فيها فتى سمحا # تعوضت من شدو القيان خلالها ... صدى فلوات قد أطار الكرى ضبحا # ومن حملي الكأس المفدى مديرها ... تقحم أهوال حملت لها الرمحا وله يرثي: # PageV01P423 # أعباد يا أوفى الملوك لقد عدا ... عليك زمان من سجيته الغدر # فهلا عداه أن علياك حليه ... وذكراك في أردان أيامه عطر # أأنفس نفس في الورى أقصد الردى ... وأخطر علق للهدى أفقد الدهر # فهل علم الشلو المقدس أنني ... مسوغ حال ضل في كنهها الفكر # وأن متاني لم يضعه محمد ... خليفتك العدل الرضا وابنك البر # وأرغم في بري أنوف عصابة ... لقاؤهم جهم ومنظرهم شزر # إذا ما استوى في الدست عاقد حيوة ... وقام سماطا حفله فلي الصدر ومما ~~أغفل ابن بسام من نسيب أبي الوليد الصحيح الأقسام، النازح عن الأطماع ~~والأوهام، المصدق قول الجعفرية ms0225 فيما ينص من الإلهام، قوله: # لئن قهر اليأس فيك الأمل ... وحال تجنيك دون الحيل # وناجاك بالإفك في الحسود ... فأعطيته جهرة ما سأل # وراقك سحر العدا المفترى ... وغرك زورهم المفتعل # وأقبلتهم في وجه القبول ... وقابلهم بشرك المقتبل # فإن ذمام الهوى لن أزال ... أبقيه حفظا كما لم أزل # فديتك إن تعجلي بالوفاءفقد يهب الريث بعض العجل ... # علام اطبتك دواعي القلى ... وفيم نهتك نواهي العذل # ألم أوثر الصبر كيما أخف ... ألم أكثر الهجر كيلا أمل # ألم أرض منك بغير الرضى ... وأبدي السرور بما لم أنل # ألم أغتفر موبقات الذنو ... ب عمدا أتيت بها أم زلل # وما ساء ظني في أن يسيء ... بي الفعل حسنك حتى فعل # على حين أصبحت حسب الضمير ... ولم تبغ منك الأماني بدل # وصانك مني وفي أبي ... لعلق العلاقة أن يبتذل # سعيت لتكدير عهد صفا ... وحاولت نقض وداد كمل # PageV01P424 # فما عوفيت مقتي من أذى ... ولا أعفيت ثقتي من خجل # ومهما هززت إليك العتا ... ب ظاهرت بين ضروب العلل # كأنك ناظرت أهل الكلام ... وأوتيت فهما بعلم الجدل # ولو شئت راجعت حر الفعال ... وعدت لتلك السجايا الأول # فلم يك حظي منك الأخس ... ولا عد سهمي فيك الأقل # عليك السلام سلام الوداع ... وداع هوىص مات قبل الأجل # وما باختياري تسليت عنك ... ولكنني مكره لا بطل # ولم يدر قلبي كيف النزوع ... إلى أن رأى سيرة فامتثل # وليت الذي قاد عفوا إليك ... أبي الهوى في عنان الغزل # يحيل عذوبة ذاك اللمى ... ويشفي من السقم تلك المقل وقوله أيضا: # فديتك ليس لي قلب فأسلو ... ولا نفس فآنف إن حفيت # فإن يكن الهوى داء مميتا ... لمن يهوى فإني مستميت # أسر عليك عتبا ليس يبقى ... وأضمر فيك غيظا لا يبيت # وما ردي على الواشين إلا ... رضيت بحب قاتلي رضيت وقوله: # أنى أضيع عهدك ... أم كيف أخلف وعدك - # وقد رأتك الأماني ... رضى فلم تتعدك # يا ليت ما لك عندي ... من الهوى ما لي عندك # وطال ليلك بعدي ... كطول ليلي بعدك # سلي حياتي أهبها ... فلست أملك ردك # الدهر عبدي لما ms0226 ... أصبحت في الحب عبدك # PageV01P425 # ولأبي بكر بن عمار يخاطب أبا الوليد ابن زيدون، رحمهما الله: # كيف اعتززت على الدليل ... وقطعت أسباب الوصول - # وقتلتني وزعمت أن ... الذنب منا للقتيل # وعليك جاهدت العدا ... وإليك ملت عن العذول # يا قاتلي ودمي بصف ... حة خده أهدى دليل # ما أليق الفعل الجمي ... ل بذلك الوجه الجميل # أبرزت في خلق الكري ... م وراءه خلق البخيل # ودعوتني حتى أجب ... تك ثم حدت عن السبيل # جد بالقليل فإن نف ... سي منك تقنع بالقليل # واذكر على زمن قطع ... ناه بصافية شمول # إذ نسحب الأذيال ما ... بين الخليج إلى النخيل # ونحل من سيف الغدي ... ر بقبة الظل الظليل # والروض ممطور تنم ... عليه أنفاس القبول # والشمس ترمقنا خلا ... ل الغيم عن طرف كليل # إبان يحدو الرعد من ... ورق السحائب كالحمول # ويهز كف البرق في ال ... آفاق مرهفة النصول # زمن ستبكيه الحما ... م معي وتذهل عن هديل # يا برق أد رسالتي ... تفديك نفسي من رسول # عرج بشلب محييا ... ما شئت من تلك الطلول # والمع على شرفات حم ... ص قرارة الشرف الأثيل # فإذا اجتلاك أبو الولي ... د بناظر اليقظ النبيل # فاقرأه من قلبي سلا ... ما يقتضي حسن القبول # يا غرة الزمن البهي ... م وعزة الأدب الذليل # ومحكم القلم القصي ... ر على شبا الرمح الطويل # PageV01P426 # أعلمت أني خادم ... ذكراك بالشكر الجزيل # لم أستحل عما عهد ... ت مع الزمان المستحيل # أشفع عنايتك الجلي ... لة لي لدى الملك الجليل # ولئن أجبت لراغب ... وأقلت عثرة مستقيل # فلكم أتيت بمثلها ... وهي الصنيعة في مثيلي # يا أنس بدر في الظلا ... م وبرد ظل في المقيل وله يتغزل في ولادة: # يا نازحا وضمير القلب مثواه ... أنستك دنياك عبدا أنت مولاه # ألهتك عنه فكاهات تلذ بها ... فليس يجري ببال منك ذكراه # عل الليالي تبقيني إلى أجل ... الدهر يعلم والأيام معناه وله يتشوق ~~إليها: # غريب بأقصى الشرق يشكر للصبا ... تحملها منه السلام إلى الغرب # وما ضر أنفاس الصبا في احتمالها ... سلام فتى يهديه جسم إلى قلب وله: # أيوحشني الزمان وأنت أنسي ... ويظلم ms0227 لي النهار وأنت شمسي - # وأغرس في محبتك الأماني ... فأجني الموت من ثمرات غرسي - # لقد جازيت هجرا عن وفاء ... وبعت مودتي ظلما ببخس # ولو أن الزمان أطاع حكمي ... فديتك من مكارهه بنفسي # PageV01P427 # وله: # ولقد شكوتك الهوى ... ودعوت من حنق عليك فأمنا # منيت نفسي من هواك بضلة ... ولقد تغر المرء بارقة المنى " وله يتغزل، ~~ويعاتب من يستعطف ويستنزل ": # يا مستخفا بعاشقيه ... ومستغيثا لناصحه # ومن أطاع الوشاة فينا ... حتى أطعنا السلو فيه # الحمد لله إذ أراني ... تكذيب ما كنت تدعيه وكتب عن المعتضد إلى صهره ~~الموفق أبي الجيس بن مجاهد: # عرفت عرف الصبا إذ هب عاطره ... من أفق من أنا فيقلبي أشاطره # أراد تجديد ذكراه على شحط ... وما تيقن أني الدهر ذاكره # نأى المزار به والدار دانية ... يا حبذا الفأل لو صحت زواجره # خلي أبا الجيش هل يقضى اللقاء لنا ... فيشتفي منك قلب أنت هاجره # PageV01P428 # @بعض خبر ولادة # قال ابن بسام: وأما ولادة التي ذكرها أبو الوليد بن زيدون في شعره فإنها ~~بنت محمد بن عبد الرحمن الناصري. وكانت في نساء أهل زمانها، واحدة أقرانها، ~~حضور شاهد، وحرارة أوابد، وحسن منظر ومخبر، وحلاوة مورد ومصدر. وكان مجلسها ~~بقرطبة منتدى لأحرار المصر، وفناؤها ملعبا لجياد النظم والنثر، يعشو أهل ~~الأدب إلى ضوء غرتها، ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها، إلى ~~سهولة حجابها، وكثرة منتابها؛ تخلط ذلك بعلو نصاب، وكرم أنساب، وطهارة ~~أثواب. على أنها - سمح الله لها. وتغمد زللها - اطرحت التحصيل، وأوجدت إلى ~~القول فيها السبيل، بقلة مبالاتها، ومجاهرتها بلذاتها. كتبت - زعموا - على ~~أحد عاتقي ثوبها: # أنا والله أصلح للمعالي ... وأمشي مشيتي وأتيه تيها وكتبت على الآخر: # PageV01P429 # وأمكن عاشقي من صحن خدي ... وأعطي قبلتي من يشتهيها هكذا وجدت هذا الخبر، ~~وأبرأ إلى الله من عهدة ناقليه، وإلى الأدب من غلط النقل إن كان وقع فيه. # ولها مع أبي الوليد بن زيدون أخبار طوال وقصار، يفوت إحصاؤها ويشق ~~استقصاؤها. # قال أبو الوليد: كنت في أيام الشباب، وغمرة التصاب، هائما بغادة، تدعى ~~ولادة، فلما قدر ms0228 اللقاء، وساعد القضاء، كتبت إلي: # ترقب إذا جن الظلام زيارتي ... فإني رأيت الليل أكتم للسر # وبي منك ما لو كان بالبدر ما بدا ... وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسر ~~فلما طوى النهار كافوره، ونشر الليل عنبره، أقبلت بقد كالقضيب، وردف ~~كالكثيب، وقد أطبقت نرجس المقل، على ورد الخجل، فملنا إلى روض مدبج، وظل ~~سجسج، قد قامت رايات أشجاره، وفاضت سلاسل أنهاره، ودر الطل منثور، وجيب ~~الراح مزرور، فلما شببنا نارها، وأدركت فينا ثارها، باح كل منا بحبه، وشكا ~~أليم ما بقلبه، وبتنا بليلة أقحوان الثغور، ونقطف رمان الصدور. فلما انفصلت ~~عنها صباحا، أنشدتها ارتياحا: # PageV01P430 # ودع الصبر محب ودعك ... ذائع من سره ما استودعك # يقرع السن على أن لم يكن ... زاد في تلك الخطى إذ شيعك # يا أخا البدر سناء وسنا ... حفظ الله زمانا أطلعك # أن يطل بعدك ليلي فلكم ... بت أشكو قصر الليل معك قال أبو الوليد: وكانت ~~عتبة قد غنتنا: # أحبتنا إني بلغت مؤملي ... وساعدني دهري وواصلني حبي # وجاء يهنيني البشير بقربه ... فأعطيته نفسي وزدت له قلبي فسألتها ~~الإعادة، بغير أمر ولادة، فخبا منها برق التبسم، وبدا عارض التجهم، وعاتبت ~~عتبة، فقلت: # وما ضربت عتبى لذنب أتت به ... ولكنما ولادة تشتهي ضربي # فقامت تجر الذيل عاثرة به ... وتمسح طل الدمع بالعنم الرطب فبتنا على ~~العتاب، في غير اصطحاب، ودم المدام مسفوك، ومأخذ اللهو متروك. فلما قامت ~~خطباء الأطيار، على منابر الأشجار، وأنفت من الاعتراف، وباكرت إلى ~~الانصراف، وشت بمسك الأنقاس، على كافور الأطراس: # لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا ... لم تهو جاريتي ولم تتخير # PageV01P431 # وتركت غصنا مثمرا بجماله ... وجنحت للغصن الذي لم يثمر # [ولقد علمت بأنني بدر السما ... ولكن دهيت لشقوتي بالمشتري] وأما ذكاء ~~خاطرها، وحرارة نوادرها، فآية من آيات فاطرها: مرت بالوزير أبي عامر ابن ~~عبدوس - المتقدم الذكر - وكان بقرطبة أحد أعيان المصر، وبعض من هذى باسمها، ~~وتصرف على حكمها، وأمام داره بركة دائمة تتولد عن كثرة الأمطار، وربما ~~استمدت بشيء مما هنالك من الأقذار، وقد نشر ms0229 أبو عامر كميه، ونظر في عطفيه، ~~وحشر أعوانه إليه، فقالت له: أبا عامر: # أنت الخصيب وهذه مصر ... فتدفقا فكلاكما بحر فتركته لا يحير حرفا، ولا ~~يرد طرفا. # وطال عمرها وعمر أبي عامر حتى أربيا على الثمانين، وهو لا يدع مواصلتها، ~~ولا يغفل مراسلتها. وتحيف هذا الدهر المستطيل حال ولادة، فكان يحمل كلها، ~~ويرقع ظلها، على جدب واديه، وجمود روائحه وغواديه، أثرا جميلا أبقاه، وطلقا ~~من الظرف جرى إليه حتى استوفاه. # وكانت - زعموا - تقرض أبياتا من الشعر، وقد قرأت أشياء منه في بعض ~~التعاليق، أضربت عن ذكره، وطويته بأسره، لأن أكثره هجاء وليس له عندي إعادة ~~ولا إبداء، ولا من كتابي أرض ولا سماء. # PageV01P432 # ونشير هاهنا أيضا إلى شيء من أخبار أبيها المستكفي مدا لأطناب الآداب، ~~ووفاء بشرط الكتاب. # @التعريف بمحمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله الناصري # @والد ولادة # قال أبو حيان: بويع محمد بن عبد الرحمن الناصري، يوم قتل عبد الرحمن ~~المستظهر يوم السبت لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة، ~~فتسمى بالمستكفي بالله، اسما ذكر له فاختاره لنفسه، وحكم به سوء الاتفاق ~~عليه، لمشاكلته لعبد الله المستكفي العباسي - أول من تسمى به - في أفنه ~~ووهنه وتخلفه وضعفه، بل كان هذا زائدا عليه في ذلك، مقصرا عن خلال ملوكية ~~كانت في المستكفي سميه، لم يحسنها محمد هذا لفرط تخلفه، على اشتباههما في ~~سائر ذلك كله: من توثبهما في الفتنة، واستظهارهما بالفسقة، واعتداء كل واحد ~~منهما على ابن عم ذي رحم ماسة، وتوسط كل واحد منهما في شأنه بامرأة خبيثة، ~~فلذلك حسناء الشيرازية، ولهذا بنت سكرى المورورية فأصبحا في ذلك على فرط ~~التنائي عبرة. # وقال صاحب كتاب نقط العروس: ومن العجب اتفاقهما في الأخلاق # PageV01P433 # وفي العمر واللقب، وأن كل واحد منهما خلع عن الأمر، وكل واحد منهما تركه ~~أبوه صغيرا. # قال أبو حيان: ولم يكن هذا المستكفي من هذا الأمر في ورد ولا صدر، إنما ~~أرسله الله تعالى على أهل قرطبة محبة وبلية، إذ كان منذ عرف غفلا ms0230 عطلا ~~منقطعا إلى البطالة، مجبولا على الجهالة، عاطلا من كل خلة تدل على فضيلة، ~~عضته الفتنة فأملق حتى استجاز طلب الصدقة. رأيته أيام الخسف بأهل بيته في ~~الدولة الحمودية، ولم يكن ممن لحقه الاعتقال لتحقير أمره، يقصد أهل الفلاحة ~~أوان ضمهم لغلاتهم يسألهم من زكاتها تكليما ومخاطبة. # وبالجملة في تلخيص التعريف بأمره أن أجمع أهل التحصيل أنه لم يجلس في ~~الإمارة مدة تلك الفتنة أسقط منه ولا أنقض، إذ لم يزل معروفا بالتخلف ~~والركاكة، مشتهرا بالشرب والبطالة، سقيم السر والعلانية، أسير الشهوة، عاهر ~~الخلوة، ضدا لقتيله عبد الرحمن المستظهر في اللب والمعرفة. وكان افتتح هذه ~~السنة المؤرخة القاسم بن حمود بخلافته، واختتمها هذا المستكفي المذكور. ~~وكان بينهما عبد الرحمن المستظهر القتيل، فتصرمت تلك السنة النكدة عن ثلاثة ~~خلفاء، وهذا من غريب الأنباء، ولله البقاء السرمدي. # وقلد هذا المستكفي الأمر ولم يكن من أهله، فتلقى جميع الناس بالإيناس، ~~واستمالهم بالأهوية، ورأى أن المال عزيز، فظن البشر الرخيص يقوم مقامه أو ~~ينوب منابه، فكان يقول للناس أجمعين: ارتعوا # PageV01P434 # كيف شئتم، وتسموا بما أحببتم من الخطط. فتسمى بالوزارة في أيامه مفردة ~~ومثناة أراذل الدائرة، وأخابث النظار، فضلا عن زعانف الكتاب والخدمة. وأما ~~الشرطة العليا وما دونها من رفيع المنازل فحملها كثير من التجار والعامة، ~~وانثال الناس على ابتغاء هذه المنازل عند السلطان بالطماعية في كرة الدولة، ~~فغشوا بابه، وعمروا فناءه، وتعللوا بالمنى. فلما استبانوا ضعفه رفضوا ~~خططهم، وتبرأ كثير منهم منها، وأقسم أنه لم يتقلدها، ولا سيما عند تكرر ~~التقسيط عليهم للغرامة عند إلحاح الإضاف، فجرت لبعضهم عند الانتفاء عن تلك ~~الخطط نوادر ظريفة مضحكة؛ وانتهى هذا التنويه العام، بهذا الملك الهمام، ~~إلى أن فضه أيضا في طبقات أهل العلم، فأسهم منهم الفقهاء، فآثر العلية منهم ~~المشاورين أصحاب الفتوى بالإرقاء إلى خطة الوزارة، خالطا بهم فيها من ~~ذكرناه من زعانف الخدمة، وكبار الدائرة النظار. وجاءوا في ذلك بطامة لم ~~تسمع في الأعصر الخالية، فأخطأوا وألحقوا بالدين وصمة، وطلبوا زيادة ~~المعتلي على العامة، ففتنوا ms0231 بهذه الخطة، وشدوا أيديهم عليها، وهجروا من ~~حطهم في الخطاب عنها، معرضين بما يعاب من ذلك، إلى أن مضوا بسبيلهم. وارتقى ~~المستكفي أيضا بكثير ممن يحمل المحابر، ويدرس مسائل الدفاتر، من أصاغر ~~الطبقة الفقهية، إلى ما بلغت عليتهم من منزلة الشورى، فوسم كافتهم بوسم ~~الفتوى، فأسرف في ذلك حتى # PageV01P435 # بلغ عددهم بقرطبة يومئذ إلى الأربعين، وذلك ما لم يعهد في الغابرين. # وكثر الإرجاف بتغيير رجال الدائرة، فاضطربت قرطبة لكثرة من كان فيها من ~~المردة، فقبض على جماعة من بني عمه وحاشيته، منهم علي بن أحمد بن حزم، وعبد ~~الوهاب ابن عمه المتقدما الذكر، سجنوا بالمطبق، ثم عاجل المستكفي ابن عمه ~~عبد العزيز العراقي، فخنق وأمسى ميتا ونعاه إلى الناس، فلم يخف عليهم ~~اغتياله. # وفي أيام المستكفي هذا استؤصل بقية قصوره جده الناصر بالخراب، وطمست ~~أعلام قصر الزهراء، واقتلع نحاس الأبواب ورصاص القني، وغير ذلك من الآلات. ~~فطوي بخرابها بساط الدنيا، وتغير حسنها، إذ كانت جنة الأرض، فعدا عليها قبل ~~تمام المائة من كان أضعف قوة من فأرة المسك، وأوهن بنية من بعوضة النمرود، ~~والله يسلط جنوده على من يشاء، له العزة والجبروت. # فلما كانت سنة ست عشرة وتحرك يحيى بن حمود إلى قرطبة، وضعف أمر المستكفي، ~~اتفق الملأ على خلعه، فدخلوا عليه وقالوا له: قد علم الله اجتهادنا في ~~تثبيتك، فاعتاص ذلك علينا، واضطررنا إلى مقارعة عدونا، وها نحن خارجون ~~إليه، ولا ندري ما يحدث عليك بعدنا، فإن تك لك الكرة فلا تيأس، فمع اليوم ~~غد. فأجمل الرد، وانقاد للدنية # PageV01P436 # واستشعر الذل، واهتبل الغرة، وعزم على الهروب. فخرج على وجهه وقد لبس ~~ثياب الغانيات منتقبا بين امرأتين لم يميز منهما لمرانته على التخنيث. وخرج ~~عن قرطبة فمات بأقليش، فكانت دولته سبعة عشر شهرا صعابا نكدات، سودا مشوهات ~~مشؤومات؛ انتهى ما لخصته في حديثه من كلام ابن حيان. # @فصل في ذكر الأديب أبي عبد الله محمد بن سليمان بن الحناط # @الكفيف وسياقة جملة من نثره ونظمه # [قال ابن بسام] : وأبو عبد ms0232 الله بن الحناط هذا زعيم من زعماء العصر - كان ~~- ورئيس من رؤساء النظم والنثر في ذلك الأوان، وجمرة فهم لفحت وجوه الأيام، ~~وغمرة علم سالت بأعلام الأنام، فكم له من وقذة لا يبر أميمها، ونكزة لا ~~يسلم سليمها. وكانت بينه وبين أبي عامر بن شهيد بعد تمسكه بأسبابه. ~~وانحاشيه - كان - إلى جنابه، مناقضات في عدة رسائل وقصائد أشرقت أبا عامر ~~بالماء، وأخذت عليه بفروج الهواء، وقد أوردت من ذلك ما يكون أنطق لسان ~~بنباهة ذكره، وأعدل شاهد على براعة قدره. # PageV01P437 # وقد ذكره ابن حيان في فصل من كتابه فقال: وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ~~نعي إلينا أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحناط الشاعر الضرير القرطبي، ~~بقية الأدباء النحارير في الشعر، هلك بالجزيرة الخضراء في كنف الأمير محمد ~~بن القاسم، وهلك إثره ابنه الذي لم يكن له سواه بمالقة فاجتث أصله. وكان من ~~أوسع الناس علما بعلوم الجاهلية والإسلام، بصيرا بالآثار العلوية، عالما ~~بالأفلاك والهيئة، حاذفا بالطب والفلسفة، ماهرا في العربية والآداب ~~الإسلامية، وسائر التعاليم الأوائلية؛ من رجل موهن في دينه، مضطرب في ~~تدبيره، سيء الظن بمعارفه، شديد الحذر على نفسه، فاسد التوهم في ذاته، عجيب ~~الشأن في تفاوت أحواله، ولد أعشى الحملاق، ضعيف البصر، متوقد الخاطر، فقرأ ~~كثيراص في حال عشاه، ثم طفئ نور عينيه بالكلية، فازداد براعة، ونظر في الطب ~~بعد ذلك فأنجح علاجا. وكان ابنه يصف له مياه الناس المستفتين عنده، فيهتدي ~~منها إلى ما لا يهتدي له البصير، ولا يخطئ الصواب في فتواه ببراعة ~~الاستنباط؛ وتطبب عنده الأعيان والملوك والخاصة، فاعترف له بمنافع جسيمة، ~~وله مع ذلك أخبار كثيرة مأثورة. # @جملة من نثره # فصل له من رقعة خاطب بها ابن دري: حنانيك أيها الغيث الهطل، ولبيك أيها ~~الروض الخضل، فإنه طلع علينا من رعين رائد رتع بروضك، وكرع في حوضك؛ هز بك ~~عطف الشعر، فمد إليك طرفه، وثنى إليك عنان الشكر، فحث نحوك طرفه. # PageV01P438 # وكان فلان ذو الخلق العميم، والخلق الكريم - {ذلك فضل الله يؤتيه ms0233 من يشاء ~~والله ذو الفضل العظيم} (الحديد: 21) يتحفنا من ذكرك بنافجة مسك، ويخبرنا ~~بخبرك عن واسطة سلك، وتعرف مواقع الغيث برواده. فعن مقة نزعنا إليك ~~فاجتهدنا، وعن ثقة نبهنا لها عمر ثم نمنا، وما حركنا من أدبك ساكنا، ولا ~~أثرنا من كرمك كامنا، غير أن الجمر يحش على ذكائه، والنصل يهز على مضائه، ~~فدونكها قد حبر الحبر تطريزها، وإليكها قد خلص الفكر إبريزها، تتلفع منها ~~في حلة ثناء، وتتوج منها إكليل بهاء، يخال مدادها من بهيم الليل صنع، ويحسب ~~رقها من أديم الصبح قطع. أرسلناها كافورة بمسك موسومة، وأهديناها درة ~~بياقوت مختومة، وأقدم أولا الإعتراف بالتقصير، وأذعن في الكف عن التعبير، ~~إذ أهديت الدرغلى منظمه، وخلعت الوشي على منمنمه. # وله من أخرى: # الإسهاب كلفة، والإيجاز حكمة، وخواطر الألباب سهام، يصاب بها أغراض ~~الكلام؛ وأخونا أبو عامر يسهب نثرا، ويطول نظما، شامخا بأنفه، ثانيا من ~~عطفه، متخيلا أنه قد أحرز السباق في الآداب، وأوتي # PageV01P439 # فصل الخطاب، فهو يستقصر أساتيذ الأدباء، ويستجهل شيوخ العلماء: # وابن اللبون إذا ما لز في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس وفي فصل ~~منها: في ليلة بتها، والكف الخضب سوارها البدر، والشعرى العبور وشحها ~~النسر، وكأنما سماؤها روضة تفتحت النجوم وسطها زهرا، وتفجرت المجرة خلالها ~~نهرا، واد يسيل بعسجد على رضراض زبرجد. فلما أصبت الغرة، وأقصدت الثغرة، ~~تقلبت عرارا، وتناومت غرارا، حتى أنبهني الفجر ببرده، وسربلني الصباح ~~ببرده، وهببت من النومة، وصحوت من النشوة، فزففتها إليك بنت ليلتها عذراء، ~~وجلوتها عليك كريمة فكرتها حسناء. تتلفع بحبرة حبر، وتتبختر في شعار شعر، ~~مؤتلف بين رقها ومدادها، ومجتمع في بياضها وسوادها: الليلاذا عسعس، والصبح ~~إذا تنفس؛ وقعتها كافور نمنم بمسك، وختامها ياقوت نظم في سلك، فتحسب خطها ~~تيم لفظها فشكا، وتخال القلم رق لما به فبكى، فأنشدها أخاك الشهيدي، وكلفه ~~على العروض والقافية معارضتها، وحمله على اللين والشدة مقارضتها، فستوقد ~~بقلبه قبسا، وتضرب في أذنه جرسا، فيتبين به حظه، ويعرف لغيره فضله، وختم ~~الرقعة بهذه الأبيات: # أقصر عن لومي ms0234 اللائم ... لما درى أنني هائم # PageV01P440 # ما زلت في حبه منصفا ... من لم يزل وهو لي ظالم # أسهر ليلي غراما به ... وهو أخو سلوة نائم # مهفهف ماس في برده ... غصن ثنته الصبا ناعم # شمس ولكنما فرعها ... ليل على صبحها فاحم # إن ابن ذكوان ذو راحة ... كديمة صوبها دائم # لم يأتلق برقها خلبا ... ولا اتقى خلفه الشائم # ومن أبوه أبو حاتم ... قصر عن جوده حاتم # يبني العلا بالندى جاهدا ... وغيره للعلا هادم # محكك حول قلب ... محنك حازم عازم # تبصره دهره قاعدا ... وهو بأعبائه قائم # إذا انتضى سيفه معلما ... لم تدر أيهما الصارم # من لم يكن شاعرا عالما ... فإنني الشاعر العالم # البدر في أخمصي شسعة ... والشمس في خنصري خاتم # الدر لو بلغوه المنى ... نظمه في فمي الناظم قوله: " لم تدر أيهما الصارم ~~"، كقول حسان بن المصيصي: # قوم يمانون إن سلوا يمانية ... لم تعرف السيف في الهيجا من الرجل وقال ~~عبد الجليل: # شبيه ما اعتقلوه من ذوابلهم ... فالحرب جاهلة من منهم الأسل # PageV01P441 # ولابن عبد ربه: # إذا أدارت بنانه قلما ... لم تدر للشبه أيها القلم وقال بعض أهل العصر: # بها نخيل والأبطال والبيض والقنا ... سواء بحكم العين والأذن واللب # فلا فرق إلا أن يهب بها الردى ... فيعرف أن الفضل للرجل الندب وقال أبو ~~الطيب: # همام إذا ما فارق السيف غمده ... وعاينته لم تدر أيهما النصل وكرره في ~~موضع آخر فقال: # قلوبهم في مضاء ما امتشقوا ... قاماتهم في قوام ما اعتقلوا وهو من ~~متداولات المعاني. وإنما نقلوا كلهم بيت الحماني: # ما علق السيف منا بابن عاشرة ... إلا وعزمته أمضى من السيف وكرره أيضا ~~الحماني فقال: # PageV01P442 # والسيف إن قسته يوما بنا شبها ... في الروع لم تدر عزما أينا السيف وله ~~من رقعة طويلة بها المظفر بن الأفطس قال في أولها: # حجب الله عن الحاجب المظفر - مولاي وسيدي - أعين النائبات، وقبض دونه ~~أيدي الحادثات، فإنه مذ كان أنور من الشمس ضياء، وأكمل من البدر بهاء، ~~وأندى من الغيث كفا، وأحمى من الليث أنفا، وأسخى من البحر بنانا، وأمضى ms0235 من ~~النصل لسانا، وأنجبه المنصور فجرى على سننه، وأدبه فأخذ بسننه، وكانت ~~الرياسة عليه موقوفة، والسياسة إليه مصروفة، قصرت الأوهام عن كنه فضله، ~~وعجزت الأقلام عن وصف مثله، غير أن الفضائل لابد من نشرها، والمكارم لا عذر ~~في ترك شكرها: # فالشكر للإنسان أربح متجر ... لم يعدم الخسران من لم يشكر وله في فصل: # وردني كتاب كريم جعلته عوض يده البيضاء فقبلته، ولمحته بدل غرته الغراء ~~فأجللته، كتاب ألقى عليه الحبر حبره، وأهدى إليه السحر فقره، أنذر ببلوغ ~~المنى، وبشر بحصول الغنى، تخير له البيان فطبق مفصله، ورماه البنان فصادف ~~مقتله: معارك آداب، ووقائع ألباب، سال المداد به نجيعا، وجرى الغرض المجرى ~~إليه صريعا، ووصل معه المملوك والمملوكة اللذان سماهما هدية، وتنزه كرما أن ~~يقول # PageV01P443 # عطية؛ همة تزحم السماكين، ونعمة تملأ الأذن والعين. # ومنه: # كتبت على البعد مستجديا ... لعلمي أنك لا تبخل # فجاء الرسول كما أشتهي ... وقد ساق فوق الذي آمل # وما كان وجهك ذاك الجميل ... ليفعل غير الذي يجمل وفي فصل: # وما حرك الحاجب - أيده الله - بكتابه ساكنا بحمده، ولا نبه نائما عن ~~قصده، كيف وقد طلعت الشمس التي صار بها المغرب شرقا، وهبت الريح التي صار ~~بها الحرمان رزقا - صاحب لواء الحمد، وفارس ميدان المجد، طلاع كل ثنية، ~~وفعال كل سنية، يسير صدر الجيش وهو ربه، ويتقلب فيه وهو قلبه، ولواء النصر ~~عليه منشور، وفؤاد الكفر منه مذعور. # وفي رسالته هذه طول تصرف فيها في أنواع البديع، تصرف المطبوع، واندرج له ~~في أثنائها عدة مقطوعات من شعره كقوله: # ومهفهف قلق الوشاح يروعه ... جرس السوار ويشتكي من ضيقه # وسنان خط المسك فوق عذاره ... لاما فهمت الموت في تعريفه # PageV01P444 # مزج المدام بريقه لما سقى ... فسكرت من فمه ومن إبريقه وختم الرقعة ~~بقصيدة هنأه فيها بخروجه من الأسر، منها قوله: # ولما أقال الله عثرتك التي ... قضى الله فيها بالنجاة وقدرا # تهللت الدنيا وأشرق نورها ... وأقبل سعد كان بالأمس أدبرا وسينخرط في سلك ~~أخبار ابن عباد خبر إساره، وكيف خرج بدره من سراره ms0236، إن شاء الله. # @ما أخرجته من قصائد في المدح، وما يتشبث به # @من الأوصاف # له من قصيدة في علي بن حمود، أولها: # راحت تذكر بالنسيم الراحا ... وطفاء تكسر للجنوح جناحا # أخفى مسالكها الظلام فأوقدت ... من برقها كي تهتدي مصباحا # وكأن صوت الرعد خلف سحابها ... حاد إذا ونت السحائب صاحا # جادت على التلعات فاكتست الربى ... حللا أقام لها الربيع وشاحا # روض يحاكي الفاطمي شمائلا ... طيبا ومزن قد حكاه سماحا # أعلي إن تعل الملوك فإنهم ... بهم جعلت أغرها الوضاحا # لما طلعت لها بكل ثنية ... أنسيتها المنصور والسفاحا # PageV01P445 # وله من أخرى [فيه] : # شقي بعدنا بالبعد من نعم نعمان ... وأوحش من لبنى على البعد لبنان # سقى القطر ما بين العقيق وضارج ... معارف فيها للأحبة عرفان # وحيا الحيا عهدا عهدناه باللوى ... لوى ديننا فيه صدود وهجران # ليالي روض الوصل فيهن ممرع ... وغصن الصبا إذ ذاك أخضر فينان # تدير علينا الراح فيها جآذر ... ويسكرنا باللحظ منهن غزلان # ولم أر مثلي كيف صار بقلبه ... من الوجد بركان وفي الجفن طوفان # ولا مثل هذا العدل كيف أعاده ... علي وقد مرت من الظلم أزمان وله من أخرى ~~فيه أيضا: # بكيت لها شجوا وهن الحمائم ... ينحن بلا دمع ودمعك ساجم # ولما علونا الحزن واعتسفت بنا ... رسوم الديار اليعملات الرواسم # لوينا بأعناق المطي إلى اللوى ... وقد علمتنا اللبث تلك المعالم # لئن أوحش الربع الذي كان آنسا ... وأقوت من الحي الرسوم الطواسم # فكم ليلة فيه وصلت نعيمها ... بأخرى وأنف الهجر بالوصل راغم # سقى منبت اللذات منها ابن هاشم ... إذا انهملت من راحتيه الغمائم # إمام أقام الدين حد حسامه ... طريرا ومنه في يد الله قائم # ويزهر في يمناه نور من الظبا ... له من رؤوس الدارعين كمائم وهذا البيت ~~ينظر إلى قول المتنبي: # PageV01P446 # سقاك وحيانا بك الله إنما ... على العيس نور والخدور كمائمه وقال أبو بكر ~~بن عمار: # ندامى وما غير السيوف أزاهر ... لديهم وما غير الغمود كمائم وكذلك البيت ~~الذي قبله كقول المتنبي: # على عاتق الملك الأغر نجاده ... وفي يد جبار السموات قائمه ms0237 وهو من قول ~~حبيب: # لقد حان من يهدي سويداء قلبه ... لحد سنان في يد الله عامله وفي هذه ~~القصيدة يقول ابن الحناط: # سيوف إذا اعتلت جهات ثغورها ... فمنهن في أعناقهن تمائم # بكل خميس طبق الجو نقعه ... وضيق مسراه الجياد الصلادم # كأن مثار النقع إثمد عينه ... وأشفار جفنيه الشفار الصوارم # تعد عليه الطير والوحش قوتها ... إذا سار والتفت عليه القشاعم وهذا ~~المعنى قد تقدم منه جملة في مكانه، وذكرت من استن في ميدانه. # PageV01P447 # وقوله: " سيوف إذا اعتلت " ... البيت، من قول المتنبي: # وكان بها مثل الجنون فأصبحت ... ومن جثث القتلى عليها تمائم وله من أخرى: # لم يخل من نوب الزمان أديب ... كلا فشأن النائبات ينوب # أمسي قرارا للخطوب وأغتدي ... غرضا تفوق نحوه فتصيب # وإذا انتهيت إلى العلوم وجدتها ... شيئا يعد به عليك ذنوب # وغضارة الأيام تأبى أن يرى ... فيها لأبناء الذكاء نصيب # ولذاك من صحب الليالي طالبا ... جدا وفهما فاته المطلوب وهذا أيضا من قول ~~المتنبي: # وما الجمع بين الماء والنار في يدي ... بأصعب من أن أجمع الجد والفهما ~~وقال أبو علي ابن رشيق وولد معنى زائدا مشتظرفا: # أشقى لجدك أن تكون أديبا ... أو أن يرى فيك الورى تهذيبا # ما دمت مستويا ففعلك كله ... عوج وإن أخطأت كنت مصيبا # كالنقش ليس يتم معنى ختمه ... حتى يكون بناؤه مقلوبا # PageV01P448 # ومنها: # أمت أمير المؤمنين مواحلا ... فسقى صداها غيثه الشؤبوب # المعتلي بالله والملك الذي ... تاج الفخار برأسه معصوب # إن كان عدوا حب آل محمد ... ذنبا فإني لست منه أتوب وهذا كقول العباس بن ~~الأحنف: # إن كان ذنبي في الزيارة فاعلمي ... إني على كسب الذنوب لجاهد وله من ~~قصيدة يرثي أبا الحزم بن جهور، ويهنئ ابنه أبا الوليد، وكتب بها من الجزيرة ~~الخضراء، إذ أقصي عن قرطبة، أولها: # إنا إلى الله في الرزء الذي فجعا ... والحمد لله في الحكم الذي وقعا # ولى أبو الحزم عن ملك تقلده ... أبو الوليد فعز الملك وامتنعا # اب كريم غدا الفردوس مسكنه ... وابن نجيب تولى الأمر واضطلعا # لله شمس ضحى في ms0238 اللحد قد غربت ... فأعقبت قمرا بالسعد قد طلعا [ومنها] : # PageV01P449 # يا واحد الدين والدنيا أقل زللا ... يدعوك جانبه أن تقتص أو تدعا # لو أنه أعطي الدنيا بما رحبت ... ولم ينل عفوك المأمول ما قنعا # وما عساك سوى الإحسان تصنعه ... إلى مسيء رجا عتباك فارتجعا # وقد رأيت ابن سعد حين أمكنه ... بشر عفا عنه فادفع بالذي دفعا # ليمحون مديحي فيك من كثب ... محوا حديث ملامي حيثما سمعا وقال من أخرى: # تفرغت من شغل العداوة والظعن ... وصرت إلى دار الإقامة والأمن # أمقتولة الأجفان من دمع حزنها ... أفيقي فإني قد أفقت من الحزن # فلله سيري يوم ودعت صحبتي ... زماعا ولم أقرع على ندم سني # رحلت فكم من جؤذر وغضنفر ... يروي الثرى من فضل أدمعه الهتن # وما عن قلى فارقت تربة أرضكم ... ولكنني أشفقت فيها من الدفن وينظر هذا ~~إلى قول القسلطي: # وفاحت ليالي الدهر مني ميتا ... فأخزين أياما دفنت بها حيا وكذلك قوله: " ~~رحلت فكم من جؤذر " ... البيت، من قول المتنبي: # PageV01P450 # رحلت فكم باك بأجفان شادن ... علي وكم باك بأجفان ضيغم ومنها: # مررت بشوس والنجوم كأنها ... توقد من فكري وتسرج من ذهني # وأسريت من بدر الظلام بألبة ... بصحبة مطفي الجمر أو مكفئ الظعن # لبسنا بها ليلا من الثلج أبيضا ... كسته يد الصنبر ثوبا من القطن # ورحنا على ألبيرة فاستقل بي ... جناح عقاب لا يروح إلى وكن # ولما تنكبنا المنكب لم نجد ... لنا مركبا أهدى سبيلا من السفن # ترامت بنا الأهوال في كل لجة ... تخيلها جوا تجلل بالدجن # ترى السفن فوق الموج فيها كأنها ... تحدر من رعن وتوفي على رعن [ومنها] : # فبوأت رحلي ظل أروع ماجد ... يقول بلا خلف ويعطي بلا من # إمام وصي المصطفى وابن عمه ... أبوه، فتم الفخر بين أب وابن وله من أخرى: # أرقت وقد غنى الحمام الهواتف ... بمنعرج الأجزاع والليل عاكف # أعدن لي الشوق القديم وطاف بي ... على النأي من ذكرى المليحة طائف # وما الجانب الشرقي من رمل عالج ... بحيث استوت غيطانه والنفانف # PageV01P451 # إذا ما تغنى الرعد فوق هضابه ... سقى الروض ms0239 من وبل الغمامة واكف # بأحسن من أطلال علوة منظرا ... وإن درست آياته والمعارف # خليلي هل بالخيف للشمل ألفة ... فيأمن قلب من نوى الخيف خائف # أفي وقفة عند العقيق ملامة ... على دنف شاقته تلك المواقف # سقى عرصات الدار كل ملثة ... من المزن تزجيها البروق الخواطف # كأن نثير القطر منها جواهر ... تفرقها للريح أيد عواصف # كأن ابتسام البرق فيها إذا بدت ... سيوف علي بالدماء رواعف وله من أخرى ~~في القاسم بن حمود، ويصف خيران الصقلبي، وقتل المرتضى المرواني، أولها: # لك الخير خيران مضى لسبيله ... وأصبح ملك الله في ابن رسوله يقول فيها: # وفرق جمع الكفر واجتمع الورى ... إلى ابن حبيب الله بعد خليله # وقام لواء الجمع فوق ممنع ... من النصر جبريل أمام رعيله # وأشرقت الدنيا بنور خليفة ... به لاح بدر الحق بعد أفوله # من الهاشميين الذين بمجدهم ... تعود شخص المجد جر ذيوله # فلا تسل الأيام عما أتت به ... فما زالت الأيام تأتي بسوله # ولما دعا الشيطان في الخيل حزبه ... وأقبل حزب الله فوق خيوله # كتائب من صنهاجة وزناتة ... تضايق في عرض الفضاء وطوله # PageV01P452 # تقدم خيران إليها بزعمه ... ليدرك ما قد فاته من ذحوله # فلما التقى الجمعان عاود رأيه ... فخلى لبعض الهول جل فضوله # وولى وأبقى منذرا من ورائه ... يقيم لأهل الغدر عذر نكوله @ذكر الخبر عن ~~مقتل الأمير المرتضى المذكور # قال ابن حيان: كان عبد الرحمن بن محمد من ولد الناصر لدين الله قد نصب ~~خليفة بشرقي الأندلس، وسمي المرتضى، فزحف بمن تألف معه من الموالي ~~العامريين وغيرهم إلى غزو البرابرة المنتزين بقرطبة وأعمالها، وأميرها ~~يومئذ القاسم بن حمود، وعقدوا مع المرتضى على غزو قرطبة، فخرجوا بجملتهم ~~سنة تسع وأربعمائة، فعرجوا به في طريقهم إلى غرناطة ليبدأوا بحرب ذلك ~~الفريق من صنهاجة لما ارتأوه من الغدر بسلطانهم، فأوبقوا الجماعة وأحلوا ~~بها الفاقرة، على أيدي البرابرة، ورسا بتلك الوقعة ملك الحمودية، وإذا قضى ~~الله أمرا سبب له أسبابا، فجاءوا معهم، في جملتهم منذر التجيبي وخيران ~~الصقلبي وقطعة من خيل الإفرنجة. ولما حلوا غرناطة ms0240 وأميرها يومئذ زاوي بن ~~زيري بن مناد، ارتاعت صنهاجة واعصوصبوا بأميرهم زاوي كبش الحروب، فأحكم لهم ~~التدبير، والدولة تسعده، والمقدار ينجده؛ وحملت عنه في تلك الرحوب حكايات ~~بديعة: منها أن المرتضى لما نازله خاطبه بكتاب يدعوه فيه إلى طاعته، ومسح ~~أعطافه، وأجمل موعده. فلما قرئ على زاوي قال لكاتبه: اكتب على ظهر رقعته: # PageV01P453 # {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون} السورة، لا تزده، فلما بلغت ~~المرتضى أعاد إليه كتاب وعيد، فلما قرئ على زاوي قال: ردوا عليه {ألهاكم ~~التكاثر} إلى آخرها لم يزده حرفا. فازداد المرتضى غيظا، ويئس منه، وناشبه ~~القتال ودنا إليه في تعبئة محكمة، وكراديس منتظمة، فاقتتلوا أياما إلى أن ~~أنهزم الأندلسيون، وطاروا على وجوههم، مسلموهم وإفرنجهم، لا يلوي أحد على ~~أحد، والخيل تطردهم في تلك المضايق، وصرع المرتضى في ضنك ذلك المأزق، ووقع ~~البرابرة من نهب محلة المرتضى على ما كفاء له اتساعا وكثرة - ظل الفارس ~~منهم يجيء من اتباعه المنهزمين، ومعه العشرة الأبغل فما دون ذلك موقرة ~~بفاخر النهب، ورفيع الشارة والحلية، وحيزت فساطيط أولئك الأمراء ومضارب ~~الرؤساء الذين كانوا في جميع ذلك المعسكر المخذول، يتباهون بالقوة والشارة، ~~بجميع ما فيها. وسبق سلطانهم زاوي إلى سرادق الحائن المرتضى، فحازه بما ~~حواه مما كان الأمراء قد جمعوا له وجملوه به. وكان أمراؤه والوجوه من أهله ~~قد تنازعوا بالبشارة، وجاءوا مجيء من لا يشك في الظفر، فساقوا مع أنفسهم ~~رفيع الحلية كي يتباهوا بذلك إذا دخلوا قرطبة، حتى إن كثيرا من جاليتها ~~والتجار المتجهزين منهم ومن سواهم اغتروا بذلك العسكر الخاوي فصحبوه ~~مبادرين ميسرة الفتح، وسعة الربح، فخابوا وحاق البغي بهم، وخسروا أموالهم. # وأول من انهزم من ذلك العسكر منذر بن يحيى وخيران الصقلبي، وكان منذر قد ~~أوقع في نفوس مدده من رجال الإفرنجة الذعر من غدر الموالي العامريين، فشغل ~~بذلك بالهم. فلما انهزم لم يعرفوا السر، وأجفل منذر في أصحابه الثغريين، ~~فمر بسليمان بن هود صاحبه وهو مثبت للإفرنجة لا # PageV01P454 # يريم موقفه. فصاح به: النجاة يا ms0241 ابن الفاعلة، فلست أقف عليك؛ فقال له ~~سليمان: جئت والله بها صلعاء، وفضحت أهل الأندلس! ثم انقلع وراءه ببقية ~~عسكره، وانقلع أيضا خيران برجاله. وصبر الموالي العامريون قليلا حول صاحبهم ~~المرتضى، على أحر من جمر الغضا، وهو مع جبنه حسن الثبات، حتى استحر القتل ~~في أصحابه، وصرع كثير منهم حوله، فانكشفوا عنه، وخاف أن يقبض عليه فولى، ~~فوضع عليه خيران عيونا لئلا يخفى أثره، فلحقوه بقرب وادي آش وقد أمن على ~~نفسه، فهجموا عليه وقتلوه، وجاءوا برأسه إلى خيران ومنذر، وقد لحقا ~~بالمرية، فتحدث الناس أنهما اصطحبا على رأسه سرورا بمهلكه، وتناولاه من ~~الذكر عبثا بما لم يكن له أهلا له، وجعلا يقولان: يا أحيمق قم فاعرض جندك؛ ~~كلمة تحدث بها عنهما جرأة على الله ونكثا لعهوده. ففقد المرتضى على هذه ~~السبيل، ونجا من تلك الملحمة أخوه أبو بكر ابن هشام، ولحق بالموالي ~~العامريين فزهدوا فيه، فاستقر عند ابن القاسم صاحب حصن البونت، وكان شيعة ~~المروانية على سوء ما أسلفوه في سلفه، فأجاره وضيفه، ولم يزل مقيما عنده ~~إلى أن كان من تقديمه للخلافة ما كان. # قال ابن حيان: فحل بهذه الوقعة على جماعة من الأندلس مصيبة سوداء أنست ما ~~قبلها، ولم يجتمع لهم على البربر جمع بعد، وأقروا بالإدبار، وباءوا ~~بالصغار. # وورد على القاسم بقرطبة كتاب زاوي بشرحها مع نصيبه من الغنيمة # PageV01P455 # وفي جملتها سرادق المرتضى. فضربه القاسم على نهر قرطبة وغشيه من النظارة ~~جملة من علية الناس، وقلوبهم تتقطع حسرة منه؛ فركدت ريح المروانية من ذلك ~~الوقت بقتل من نجم منهم في أطراف الأرض، وأيس الناس من دولتهم، وألوى ~~الخمول بجملتهم، فتقطعوا في البلاد ودخلوا في غمار الناس، وامتهنوا ~~واستهينوا. # حدثت بزوائد في شرحها حصرتها تتميما للقصة: # قالوا: لما جاء منذر التجيبي في جيشه مع الإفرنج وغيرهم للاجتماع ~~بالمرتضى بشاطبة لغزو قرطبة، وفي جملته ابن مسوف، اجتاز على بلنسية فأغلق ~~واليها مبارك بابها في وجهه، ومنعه أن يخرجه معهم للغزو فلم يجبه المرتضى ~~لذلك، وأقام عذر مبارك أن ms0242 يخرجه معهم للغزو فلم يجبه المرتضى لذلك، وأقام ~~عذر مبارك، وأقعده خلفه لجمع الأموال وإنفاذها خلفه، فأحقده عليه، فتجمع ~~ابن مسوف وخيران ومنذر، وتظاهروا على الغدر به، فمالوا به إلى غرناطة، ~~وقالوا: لا يصلح أن نسير إلى قرطبة ووراءنا هذا العدو، ثم دسوا إلى زاوي ~~وأسروا عليه الغدر بالمرتضى، فلما أصبحوا للقتال جعل منذر يحرض الموالي ~~العامريين سخرية يبغي توريطهم ويقول: أين أنتم معشر أرباب المملكة المؤثرين ~~على كل طبقة - أين أصحاب الوظائف المرتبة - هذا يومكم، تقدموا. فحمي القوم ~~وخرجت صنهاجة ومغراوة من زناتة فاجتلدوا أياما، فلما حمي الوطيس # PageV01P456 # أشار منذر وخيران بإدناء المحلة إلى قرب حومة القتال. فلما زحزحت صنهاجة ~~من موضعها اضطرب العسكر، وشد البرابر شدة منكرة، فانحاز منذر وخيران لأول ~~وقتهما وانهزما على وجوههما، فلم يك للناس ثبات بعدهما، فاستمرت بهم ~~الهزيمة حسبما تقدم. # وأخبر عن منذر أنه الذي ورط المرتضى وحلفاءه، وأقحمهم أوعارا صعبة حتى ~~أنزلوهم فوق رؤوس صنهاجة في الجبل المطل عليهم. ولما شرع في قتالهم بان ~~لمنذر جد الموالي، ولم يشك في ظهورهم فحسدهم وتحيل لهم بما فل حدهم. وكان ~~بلغه أيضا عن زاوي أنه لا يشك في الغلبة فتداركه بكتاب يثنيه به عن حربه، ~~فتراجعت نفس زاوي وطمع في النجاة فلذلك ما جد في القتال. # ولهول ما عاينه زاوي من اقتدار أهل الأندلس في تلك الحرب وجعجاعهم به، ~~وإشرافهم على التغلب عليه، ما هان سلطانه عنده بالأندلس وعزم على الخروج ~~عنها نظرا في عاقبة أمره، ودعا جماعة قومه مستنصحا فعصوه في ذلك، لظنهم ~~بطيب معيشتهم بالأندلس، فلم يثنه ذلك عن عزمه، وركب هو البحر بماله وأهله ~~فلحق بإفريقية وطنه. فكان من أغرب الأخبار في تلك الدولة الحمودية انزعاج ~~ذلك الشيخ الباقعة زاوي ابن زيري عن سلطانه، ولفظه لما كان يلوكه من فلذة ~~كبد الأندلس # PageV01P457 # أرض ألبيرة، بأثر الفتح العظيم الذي أتيح له على المرتضى ومن كان معه من ~~عساكر أهل الأندلس. فأخذ في عبور البحر حين صفا العيش واخضر عوده، ووقم ~~العدو وفل ms0243 غربه، فصمم في الرحيل بعد أن استأذن صاحب إفريقية يومئذ المعز بن ~~باديس ابن عمه، في ذلك، فأذن له، وحرص جميع بني عمه بالقيروان على رجوعه ~~لهم لحال سنه، وتعريهم يومئذ عن مثيله من مشيختهم لمهلك جميع إخوتهم، ~~وحصوله هو قعدد بني مناد، الغريب شأنه، في ألا يحتجب عنه من نسائهم زهاء ~~ألف امرأة في ذلك الوقت، هن - زعموا - محرم له بنات إخوته وبناتهن وبني ~~بنيهن. فرحل عن الأندلس سنة عشر وأربعمائة، واستقلت به سفنه من مرسى ~~المنكب، وفي شحنتها من ذخائر الأندلس ما يفوت الإحصاء كثرة لعظيم ما خمسه ~~أيام الفتنة. فاجتمع شمله بالقيروان، وأقره المعز في دولته وكنفه. إلا أنه ~~لم يؤثره ولا أناف بمحله ولا قلده ولا واحدا من ولده شيئا من عمله بل وكلهم ~~إلى سحتهم. # قال ابن حيان: وحدثت عن السبب المزعج كان لزاوي يومئذ في ارتحاله، وذلك ~~أنه لما انهزم المرتضى قال زاوي لقومه: كيف رأيتم ما قد خلصنا منه - قالوا: ~~عظيما، قال: فلا تتناسوه وتغالطوا أنفسكم بعده، إن انهزام من رأيتموه لم ~~يكن من قوة منا. إنما جره مع القضاء غدر ملوكهم لسلطانهم ليهلكوه كما ~~فعلوا، فإني عرفت ذلك من يوم نزولهم، ولذلك ما كنت أقوي نفوسكم، وقد نجانا ~~الله منهم برحمته، ومضى # PageV01P458 # القوم ولم يعدموا إلا رئيسهم، واستخلافه هين عليهم، ولست آمن عودهم جملة ~~إليكم فيما بعد، فلا يكون لنا قوام بهم، فالرأي الخروج عن أرضهم، واغتنام ~~السلامة مع إحراز الغنيمة، والرجوع إلى الجملة التي انفصلنا عنها كانفين ~~للعيال والذرية، مباعدين لهم لما وراءنا من أهل جنسنا زناتة، الأعداء في ~~الحقيقة، الذين لا يغفلون عنا وإن غفلت الخليقة، لا سيما وقد قرفنا قرحهم، ~~ونبشنا أحقادهم المدفونة. فإن فرغوا لنا على قلة عددنا، وظاهروا علينا ~~الأندلس وقعنا منهم بين لحيي أسد فاصطلمونا، وها أنا قد أديت لكم النصيحة ~~وأنا راحل عن الأندلس، فمن أطاعني فليرحل معي. فلم يساعده أحد، فرحل كما ~~وصفناه. # ويلغني أن حلالي بن زاوي تلوم بغرناطة، بعد حصول والده بالمنكب ms0244، أياما ~~لتتميم لباناته،. وقد دبر مع الراحلين من بني عمه القبض على قاضي البلد ابن ~~أبي زمنين والمشيخة من أهله إذا رجعوا من تشييع أبيه ليأخذ أموالهم. فاهتدى ~~ابن أبي زمنين لتدبيره ونكب عن المنكب إلى حبوس، وكان متوقفا بحصن آش يرتقب ~~ركوب عمه البحر فيلحق بغرناطة، فكان ذلك كذلك. فركب مع ابن أبي زمنين وقد ~~خوفه بوائق الإبطاء، فلم تشعر صنهاجة حتى أطل عليهم قارعا طبوله، فخرجت ~~صنهاجة تستقبله ووقف ابن عمه حلالي بباب البلد حائرا قد فسد تدبيره على ابن ~~أبي زمنين، ولم يعرج حبوس عليه حتى صعد إلى قصبة غرناطة فضبطها وحط رحله ~~فيها. ثم خرج إلى ابن عمه حلالي ليودعه # PageV01P459 # فعاتبه حلالي في اقتحامه عليهم وقال له: الفوت خفت أبا مسعود في بدارك -! ~~أهذا دخول مكتئب بفراق عشيرته -! هو بدخول شامت أشبه! ! كأنك فتحت بلدا ~~وطردت عدوا -! فاعتذر له حبوس، وقال: ما ذاك إلا لرسم الإمارة، وإرهاب ~~الرعية. ثم استوطن حبوس البلد وأورثه عقبه. # قال ابن حيان: وبلغني أن زاوي استوهب علي بن حمود، يوم قتل سليمان بن ~~الحكم رأسه، حنقا على بني مروان المهدى إليهم رأس زيري والده، وأنه أسعفه ~~بذلك، فصار عنده، ونقله من الأندلس معه في ذلك الوقت مفتخرا به على أهل ~~بيته. فإن يكن ذلك حقا فزاوي أكبر من أدرك الثأر المنيم، ورحض العار ~~المقيم. وأخبار هذا الداهية زاوي كثيرة، ونوادر أفعاله مأثورة. # وكان حبوس هذا أحد نابي برابرة الأندلس اللذين يفترون عنهما لم يبق بعده ~~يومئذ، سوى محمد بن عبد الله نظيره، من ترهب لد شذاة. وكان على قسوته يصغي ~~إلى الأدب، وينتمي في العرب، للأثر المقفو في قومه صنهاجة. وكان يؤثر لذلك ~~" كتاب التيجان " لابن دريد في ذكر مناقبهم، ولا يغب سماعه ومطالعته. وكان ~~وقورا حليما، فظا مهيبا، نزر الكلام، قليل الضحك، كثير الفكر # PageV01P460 # شديد الغضب، غليظ العقاب، شجاعا حسن الفروسية، جبارا متكبرا داهية، واسع ~~الحيلة، كامل الرجولية، له في كل ذلك أخبار مأثورة. # أخبرني أبو الوليد ابن زيدون قال ms0245: سأل حبوس يوما محمد بن عبد الله في بعض ~~التقائمها عن سنه بمعراض فقال: ابن كم كنت يوم قتل ابن الخير - فأجابه ~~مسرعا: كنت يوم قتل زيري بن مناد يفعة، وشهدت وقعته مع قومي ابن كذا. فتبسم ~~حبوس، وعجب من حضر من فطنتهما. وإنما أراد حبوس تعيير ابن عبد الله بمقتل ~~ابن الخير سلطان زناتة المصاب في وقعة صنهاجة، فعارضه ابن عبد الله بذكر ~~وقعتهم بجد حبوس زيري بن مناد. فلو كانا في الرعيل الأول من أذكياء العرب ~~ما زاد على ما أتيا به. # وقد أعاد علي ولد ابن عبد الله أيام لقيته بقرطبة عن والده محمد ابن عبد ~~الله بألطف من هذا التعريض، مكتفيا باسم الموضعين عن ذكر اسم الرجلين، ~~فقال: قال حبوس لوالدي يوما: أشهدت يوم تلمسان - فقال له والدي: لا، مشاهدي ~~يوم كرض؛ ويوم تلمسان يوم الخير وزناتة، ويوك كرض يوم زيري وصنهاجة. فلمي ~~يزد أحدهما # PageV01P461 # على التبسم، وما درى من معهما ما ذهبا إليه؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: ومن مليح التلويح بالمعاريض قول رجل من نمير وقد سايره ابن ~~هبيرة الفزاري فزادت بغلة النميري عليه، فقال له ابن هبيرة: غض من لجامها، ~~فقال: أنها مكتوبة - أعزك الله - فضحك. وإنما أراد ابن هبيرة قول جرير: # فغض الطرف إنك من نمير ... وأراد النميري قول ابن دارة في فزارة: # لا تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار وكانت فزارة ترمى ~~بإتيان الإبل، ولذلك قال الفرزدق يهجو ابن هبيرة: # [أمير المؤمنين وأنت بر ... حليم لست بالجشع الحريص] # أوليت العراق ورافديه ... فزاريا أحذ يد القميص - # ولم يك قبلها راعي مخاض ... ليأمنه على وركي قلوص ومن المعاريض: أن رجلا ~~هلاليا بات مع رجل من محارب على بعض المياه، وقد كثر فيه صياح الضفادع، ~~فقال الهلالي: ما تركنا شيوخ محارب ننام الليلة، فقال له المحاربي: إنها ~~أضلت برقعا فجعلت # PageV01P462 # تطلبه. أراد الهلالي قول القائل: # تجيش بلا شيء شيوخ محارب ... وما خلتها كانت تريش ولا تبري # ضفادع في ظلماء ليل ms0246 تجاوبت ... فدل عليها صوتها حية البحر وأراد المحاربي ~~قول الآخر: # لكل هلالي من اللؤم برقع ... ولابن يزيد برقع وجلال وحضر باب عبد الملك ~~ناس من العرب فيهم تميمي ونميري، فمر عليهم رجل يحمل بازيا، فقال التميمي: ~~ما أحسن هذا البازي! فقال النميري: أجل، وهو يصيد القطا؛ أراد التميمي قول ~~جرير: # أنا البازي المطل على نمير ... أتيح لها من الجو انصبابا وأراد النميري ~~قول الطرماح: # تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت سبل المكارم ضلت ومن ~~المعاريض قول معاوية للأحنف بن قيس: ما الشيء الملفف في البجاد - قال: ~~السخينة يا أمير المؤمنين؛ أراد معاوية قول القائل: # إذا ما مات ميت من تميم ... فسرك أن يعيش فجيء بزاد # بخبز أو بتمر أو بمسن ... أو الشيء الملفف في البجاد # PageV01P463 # وأراد الأحنف أن قريشا كانت تعير بأكل السخينة، وهي حساء من دقيق يتخذ ~~عند غلاء السعر، وفي ذلك يقول شاعر كنانة: # يا شدة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم ومن المعاريض ~~قول النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة مخفيا لشأنه عن قريش، ~~ومعه أبو بكر، فكلما سألهما سائل عن شأنهما قال: نحن باغ وهاد، يريد باغيا ~~وهاد، يريد باغيا للخير، وهاديا إليه. # ومنه: قوله عليه السلام، حين خرج هو وأبو بكر يتحسسان عن العير، وقد سألا ~~بسبسا فأخبرهما على أن يخبراه بأمرهما، فلما أخبرهما وسألهما، قال عليه ~~السلام: نحن من ماء، فقال لهما بسبس: ما رأيت كاليوم عجبا، أمن ماء كذا، أم ~~من ماء كذا - يعدد مياه العرب. وقد قال عليه السلام لأصحابه، حين أرسلهم ~~إلى بني قريظة أيام الأحزاب: إن رأيتموهم على غير ما أحب فالحنوا لي. فلما ~~انصرفوا قالوا له: يا رسول الله، عضل والقارة، وقد كان هذا القبيلان غدرا، ~~فكنى له بهما أصحابه عن غدر بني قريظة. # ومما يتعلق بباب المعاريض: قوله عليه السلام للمرأة: علمي حفصة رقية ~~النملة، وكانت حفصة عليها السلام عندما يريدها صلى الله عليه وسلم ربما ~~تأبت، فأراد أن يلحن ms0247 لها برقية النملة، وكانت العرب ترقيها في # PageV01P464 # الجاهلية، يقول لها: العروس تكتحل وتحتفل، وكل شيء تفتعل، غير تعاصي ~~الرجل. # وشبيه هذا ما فعله معاوية - رحمه الله - حين بلغه أن بعض بناته تمتنع، ~~فدخل عليها، فجعل ينكت بقضيبه وينشد: # من الخفرات البيض أما حرامها ... فصب وأما حلها فذلول ومن المعاريض الخبر ~~المأثور عن كثير وجميل، قال: زار جميل بثينة ورام إيصال شيء إليها فعزه ~~ذلك. فلقي كثيرا وقد ارتحل من عند أبيها، فسأله عن موضع مبيته، فقال: كنت ~~عند أبي بثينة. فقال له: هل إلى إعلامها أني ها هنا سبيل - فقال: هل كان ~~بينكما شيء تعرفه هي - فقال: نعم، آخر عهدي بها بأسفل وادي الدوم، وأصاب ~~عمامتي شيء فغسلته جاريتها. فرجع كثير قبل أن يقوم والد بثينة من مجلسه، ~~فقال: ما رجعك - قال له كثير: أبيات قلتها وأحببت أن تسمعها، قال: هات ما ~~عندك، فأنشده: # وقلت لها: يا عز أرسل صاحبي ... على طول نأي والرسول موكل # [بأن تجعلي بيني وبينك موعدا ... وأن تأمريني فيه أفعل # وآخر عهدي منك يوم لقيتني ... بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل] فقالت ~~بثينة: اخسأ! فقال أبوها: ما لك يا بثينة - قالت: كلب يأتينا # PageV01P465 # إذا هوم الناس من وراء هذه الرابية. # قال: ودخل محمد بن أمية الشاعر مجلسا فيه قينة تغني فأعجبته، فقال لها: ~~جعلت فداك، أتحسنين أن تغني: # خبريني من الرسول إليك ... واجعليه من لا ينم عليك فقال له: لا، وقدمت ~~قبلك، ولكني أغني في طريقته: # أحمد قال لي ولم يدر ما بي ... أتحب الغداة عتبة حقا وأومأت إلى مخنث كان ~~على رأسها اسمه أحمد. # وقد أرخص الفقهاء في هذه المعاريض، وقال بعض السلف: في المعاريض مندوحة ~~عن الكذب. # وكان النخعي إذا خرج من عنده أصحابه يقول لهم: قولوا لمن سألكم عني: لا ~~ندري أين هو، فإنكم لا تدرون أين أتحول من الدار. # ومنها قول شريح، رحمه الله، في شأن عبد الملك، وقد عاده # PageV01P466 # في علته التي مات منها: تركته يأمر وينهى، فلما استفهم قال: يأمر بالوصية ms0248 ~~وينهى عن البكاء. # وأهدي علي بن هشام إلى المأمون جارية اسمها " صرف " حين أحس بتغيره عليه، ~~وأمرخا أن تكتب إليه بما عسى أن تحس به من ذلك إليه؛ فوقف يوما بين يديه ~~فسقطت منه رقعة، فأخذها المأمون فإذا فيها: " يا موسى، يا موسى " ليس شيء ~~غير ذلك. فقال المأمون لجلسائه: أيكم يعلم إيماء هذه الرقعة - فكلهم قال: ~~لا أدري. فقال: هذه كتبت من قصري، تخوف هذا الرجل بادرتي، أراد كاتبها قوله ~~تعالى: {يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك} ثم حذف إخفاء، وكرر توكيدا. ~~فبحث عن أمر الرقعة فإذا هي لصرف. # ومن مليح فطنة المأمون أيضا - وله بهذا الباب بعض تعلق - أنه جلس يوما في ~~بعض مجالس أنسه، وفي المجلس عريب المأمونية، وأحمد ابن محمد بن حمدون الذي ~~كان يهواها، فأومأ إليها بقبلة، فاندفعت تغني بيت النابغة الجعدي: # رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة ... كحاشية البرد اليماني المسهم فقال المأمون: ~~من أومأ إلى عريب بقبلة - فوجم الحاضرون، فعزم عليهم ليخبروه. فقال أبو ~~عيسى أخوه: لا تظلم الناس؛ من يجترئ # PageV01P467 # على هذا إلا هذا الفاسق - وأومأ إلى ابن حمدون، فاستفسر المأمون من أين ~~وقع له ذلك، فقال: هي لا تغني حتى تؤمر واندفعت تغني ارتجالا. # ودخل حارثة بن بدر على زياد وفي وجهه أثر. فقال له زياد: ما هذا الأثر في ~~وجهك - قال: ركبت فرسي الأشقر فجمح بي! فقال: أما إنك لو ركبت فرسك الأشهب ~~ما فعل ذلك! فكنى بالأشقر عن النبيذ، وبالأشهب عن اللبن. # @فصل في ذكر الأديب أبي بكر عبادة بن ماء السماء، وإثبات # @جملة من شعره مع ما يتعلق به من ذكره # قال ابن بسام: [هو عبادة بن عبد الله الأنصاري من ذرية سعد بن عبادة، ~~وقيل له ابنم ماء السماء لجدهم الأول، ولحق بقرطبة الدولة العامرية ~~والحمودية ومدح رجالها] . وكان أبو بكر في ذلك العصر شيخ ؤالصناعة، وإمام # PageV01P468 # الجمعة، سلك إلى الشعر مسلكا سهلا، فقالت له غرائبه مرحبا وأهلا. وكانت ~~صنعة التوشيح التي نهج أهل الأندلس طريقتها، ووضعوا ms0249 حقيقتها، غير مرقومة ~~البرود، ولا منظومة العقود، فأقام عبادة هذا منآدها، وقوم ميلها وسنادها، ~~فكأنها لم تسمع بالأندلس إلا منه، ولا أخذت إلا عنه، واشتهر بها اشتهارا ~~غلب على ذاته، وذهب بكثير من حسناته. # وهي أوزان كثر استعمال أهل الأندلس لها في العزل والنسيب، تشق على سماعها ~~مصونات الجيوب بل القلوب. وأول من صنع أوزان هذه الموشحات بأفقنا واخترع ~~طريقتها - فيثما بلغني - محمد بن محمود القبري الضرير. وكان يصنعها على ~~أشطار الأشعار، غير أن أكثرها على الأعاريض المهملة غير المستعملة، يأخذ ~~اللفظ العامي والعجمي ويسميه المركز، ويضع عليه الموشحة دون تضمين فيها ولا ~~أغصان. وقيل إن ابن عبد ربه صاحب كتاب " العقد " أول من سبق إلى هذا النوع ~~من الموشحات عندنا. ثم نشأ يوسف بن هارون الرمادي فكان أول من أكثر فيها من ~~التضمين في المراكيز، يضمن كل موقف يقف عليه في المركز خاصة. فاستمر على ~~ذلك شعراء عصرنا كمكرم بن سعيد وابني أبي الحسن. ثم نشأ عبادة هذا فأحدث ~~التضفير، وذلك أنه اعتمد مواضع الوقف في الأغصان فيضمنها، كما اعتمد ~~الرمادي مواضع الوقف في المركز. # PageV01P469 # وأوزان هذه الموشحات خارجة عن غرض هذا الديوان إذ أكثرها على غير أعاريض ~~أشعار العرب. # وقد أثبت من شعر عبادة في هذا الفصل ومن سائر كلامه، ما يدل على تقدمه ~~وإقدامه. # @جملة من شعره في أوصاف شتى # أخبرني الفقيه أبو بكر بن العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال، ~~أخبرني الفقيه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم أن أبا بكر عبادة كان حيا في ~~صفر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وكان البرد المشهور خبره في ذلك الوقت الذي ~~لم ير مثله، فقال عبادة: # يا عبرة أهديت لمعتبر ... عشية الأربعاء من صفر # رسل ملء الأكف من برد ... جلامدا تنهمي على البشر # فيا لها آية وموعظة ... فيها نذير لكل مزدجر # كاد يذيب القلوب منظرها ... ولو أعيرت قساوة الحجر قال أبو عبد الله ~~الحميدي: وذكر أبو عامر ابن شهيد أن عبادة هذا مات # PageV01P470 # في شوال سنة ms0250 تسع عشرة بمالقة، ضاعت له مائة مثقال فاغتم عليها وكانت سبب ~~وفاته. فلا أدرى من وهم منهما، وأبو محمد بن حزم أعلم بالتواريخ وأحفظ ~~للتقييد، والله أعلم. # وقال: # لا تشكون إذا عثر ... ت إلى خليط سوء حالك # فيريك ألوانا من ال ... إذلال لم تخطر ببالك # إياك أن تدري يمي ... نك ما يدور على شمالك # واصبر على نوب الزما ... ن وإن رمت بك في المهالك # وإلى الذي أغنى وأق ... نى اضرع وسله صلاح حالك وقال يتغزل: # إذا رمت قطف الورد ساورني الصدغ ... بعقرب سحر في فؤادي له لدغ # غزال بجسمي فترة من جفونه ... وفي أدمعي من لون وجنته صبغ # زيارته أخفى خفاء من السها ... ودون فراغي من محبته الفرغ وقال: # ما مر يوم علي لم أرك ... إلا وجدت الضمير صورك # PageV01P471 # ولا مبيتي وأنت لست معي ... إلا مبيت القطاة في الشرك # أما أنا فالبعاد غيرني ... وأنت خوف الرقيب غيرك # يا لعبة صورت لسفك دمي ... غطي بفضل النقاب محجرك وقد رويت هذه الأبيات ~~لابن القطان. # نقلت من خط الوزير أبي عامر بن مسلمة قال: أنشدني أبو بكر عبادة لنفسه. # اجل المدامة فهي خير عروس ... تجلو كروب النفس بالتنفيس # واستغنك اللذات في عهد الصبا ... وأونه لا عطر بعد عروس قال: وأنشدني ~~أيضا له: # اشرب فعهد الشباب مغتنم ... وفرصة في فواتها ندم # وعاطنيها بكف ذي غيد ... ألحاظه في النفوس تحتكم # كأنها صارم الأمير وقد ... خضب حديه من عداه دم # واحد بتذكاره الكؤوس فما ... يلذ نقلا سوى ثناه فم وقال أيضا: # PageV01P472 # وليلة لسرور كان لها ... بحسن ساق كحسن خلخال # قصيرة أقصر الغرام بها ... كأنها مستهل شوال # ناولني الماس بدرها بيد ... عنابها من طريف أنقال # يعلني ريقة الحياة فم ... قضى بتعطيل كل علال وقال أيضا: # سقى الله أيامي بقرطبة المنى ... سرورا كري المنتشي من شرابه # وكم مزجت لي الراح بالريق من يدي ... أغر يريني الحسن ملء ثيابه # أوان عذاري لم يرع بمشيبه ... شبابي ولم يوحش مطار غرابه # تعللني فيه الأماني بوعدها ... وهيهات أن أروى بورد سرابه # سل ms0251 العنم البادي من السجف دانفا ... لتعذيب قلبي هل دمي من خضابه - وقال ~~أيضا: # فهل ترى أحسن من أكؤس ... يقبل الثغر عليها اليدا - # يقول للساقي: أغثني بها ... وخذ لجينا وأعد عسجدا # أغرق فيها الهم لكن طفا ... حبابها من فوقها مزبدا # كأنما شيبها شارب ... أمسكها في كفه سرمدا # PageV01P473 # وهذا البيت أراه اخترع معناه. # وله من أخرى في القاسم بن حمود: # ما ضيع الله ملكا أنت راعيه ... ولا أباح ذمارا أنت حاميه # لله درك من مولى عوارفه ... لم تبق في الأرض إلا من يواليه # تهديه والناس قد ضلوا كواكب من ... آرائه في سماء من معاليه # مكفلا برضاه همة أنفا ... ترمي إلى الغرض الأقصى فتصميه # كانت خلافتنا في الغرب مظلمة ... كأن أيامنا فيها لياليه # سياسة أبرأت بالرفق في مهل ... داء الخلاف وقد أعيا مداويه # وحكمة خضعت هام الملوك لها ... عزا فلا حر موجود بواديه # مؤيد جاءت الدنيا إلى يده ... عفوا ولبته من قرب أمانيه # جلت أياديه حتى إن أنفسنا ... وما ملكناه جزء من أياديه وقال يتغزل من ~~قصيدة: # مستجبر لا يطيبه بالرضى ... أحد ولا يجري الوفاء بباله # دارت دوائر صدغه فكأنما ... حامت على تقبيل نقظة بباله # رشأ توحش من ملاقاة الورى ... حتى توحش من لقاء خياله # فلذاك صار خياله لي زائرا ... إذ كنت في الهجران من أشكاله # ولقد هممت به ورمت حرامه ... فحماني الإجلال دون حلاله # وحببته حب الأكارم رغبة ... في خلقه لا رغبة في ماله # PageV01P474 # وهذا ينظر إلى قول المتنبي: # وأغيد يهوى نفسه كل عاقل ... عفيف ويهوى جسمه كل فاسق وقال عبادة في ~~الحاجب ابن أبي عامر: # لنا حاجب حاز المعالي بأسرها ... فأصبح في أخلاقه واحد الخلق # فلا يتغرر منه الجهول ببشره ... فمعظم هول الرعد في أثر البرق قال عبادة: ~~أول شعر قلته أني وقفت على هدف الرمي بعدوة النهر بقرطبة، وثم غلمان من ~~أبناء العبيد ينتضلون، فقلت: # وما راعني إلا سهام رواشق ... إلى هدف بنحوه كل يدي ظبي # أقاموه كي يرموا إليه فلم يكن ... لهم غرض حاشا فؤادي في الرمي وهو ~~القائل ms0252 في ميمون بن الغانية وكان وسيما: # قمر المدينة كيف منك خلاص ... أو أين عنك إلى سواك مناص - # ما أنت إلا درة الحسن التي ... قلبي عليها في الهوى غواص # والشادن الأحوى الذي في طرفه ... سحر يصاد بسهمه القناص # أمن جفونك من مغبة ما جنت ... فينا فليس على الملاح قصاص وقال عبادة من ~~قصيدة يمدح ابن حمود: # أبسل عليك الماء حتى يشوبه ... دم والكرى حتى تقض المضاجع # PageV01P475 # أجم جيادا أدمن الغزو نهكها ... فمنها حسير في الجهاد وظالع # وأغمد سيوفا تشتكيك جفونها ... كما تشتكي نجل العيون البراقع # وسكن عجاج الركض شيئا فقلما ... يرى الجو مما هجته وهو ناصع # وآنس قصورا طال إيحاشها به ... فقد أشفقت مما صنعت المصانع # وهل ضرك الباغي بسهم مكيدة ... وأنت بواقي عصمة الله دارع - # وأي يد قراعك بعدما ... رأينا يد الجبار عنك تقارع - وهذه المعاني كلها ~~متداولة، وألفاظها متناقلة، وإن كان قد تشبث بها معان أخر، فهي أشهر من أن ~~تذكر، منها قول المتنبي: # فقد مل ضوء الصبح مما تغيره ... ومل سواد الليل مما تزاحمه # ومل القنا مما تدق صدوره ... ومل حديد الهند مما تلاطمه وقال عبادة فيه ~~من أخرى: # صلى عليك الله يا ابن رسوله ... ووليه المختص بعد خليله ومنها: # وله من السعد المتاح معدل ... يغني أخا التنجيم عن تعديله وهذا كقول ~~المتنبي: # يقر له بالفضل من لا يوده ... ويقضي له بالسعد من لا ينجم # PageV01P476 # وأبين منه قول ابن شرف: # ونجوم آمالي طوالع بالمنى ... والسعد يستغني عن التقويم وفيها يقول ~~عبادة: # كم يبعث الباغون رسلهم إلى ... من كتبه من زرقه ونصوله # وزع الإله ببأسه وعقابه ... ما لم يزع بالنص من تنزيله # هذا علي ناصر الدين الذي ... نظمت له غرر السنا بحجوله وهذا البيت الثالث ~~منها كقول المتنبي: # ولا كتب إلا المشرفية عنده ... ولا رسل إلا الخميس العرمرم وكرره في موضع ~~آخر فقال: # ورب جواب عن كتاب بعثته ... وعنوانه للناظرين قتام # حروف هجاء الناس فيه ثلاثة: ... جواد ورمح ذابل وحسام وقال المعري: # ولا قول إلا الضرب والطعن عندنا ... ولا ms0253 رسل إلا ذابل وحسام ومعنى البيت ~~الرابع منها نظمه من قول الحسن بن أبي الحسن البصري: " يزع الله بالسلطان ~~ما لا يزع بالقرآن ". # PageV01P477 # وكان عبادة يظهر التشيع في شعره، من ذلك قوله في يحيى بن حمود: # فها أنا ذا يا ابن النبوة نافث ... من القول أريا غير ما ينفث الصل # وعندي صريح في ولائك معرق ... تشيعه محض وبيعته بتل # ووالي أبي قيس أباك على العلا ... فخيم في قلب ابن هند له غل وله من أخرى ~~في علي بن حمود الحسني: # أطاعتك القلوب ومن عصي ... وحزب الله حزبك يا علي # فكل من ادعى معك المعالي ... كذوب مثل ما كذب الدعي # أبى لك أن تهاض علاك عهد ... هشامي وجد هاشمي # وما سميت باسم أبيك إلا ... ليحيا بالسمي له السمي # فإن قال الفخور أبي فلان ... فحسبك أن تقول أبي النبي قوله: " عهد هشامي ~~" قد تقدمت الإشارة به، والوجه الذي قاله بسببه، في أخبار الخليفة سليمان، ~~المفتتح باسمه هذا الديوان. # وله من أخرى يرثيه ويهنئ أخاه القاسم بالخلافة: # صلى على الملك الشهيد مليكه ... وسقاه في ظل الجنان الكوثر # مولى دهته عبيده، وغضنفر ... تركته أيدي العفر وهو معفر # كانت تهيبه الأسود فغاله ... في قصره مستضعف مستحقر # لم يثن عز الملك عنه منونه ... فسمت له من حيث لم يك يحذر # PageV01P478 # ختلته سرا والقبائل درع ... تحميه لكن المنايا جسر # ولو إنها رامته جهرا لانثنت ... والبيض تقرع والقنا يتكسر ثم خرج إلى ~~المدح فقال: # ما غاب بدر التم إلا ريثما ... جلى الدجى عنا الصباح الأزهر # إن يهو من أفق الخلافة نير ... يهدي السبيل فقد تلاه نير # بالقاسم المأمون أفرخ روعنا ... فالقسم واف والنصيب موفر قوله: " ختلته ~~سرا " ### | .... # البيت مع الذي يليه، معنى قد طوي ونشر، كسف رواؤه مما ابتذل، وأسن ماؤه ~~مما عل به ونهل، ومنه قول المهلبي يرثى جعفرا المتوكل: # جاءت منيته والعين هادئة ... هلا أتته المنايا والقنا قصد # فخر فوق سرير الملك منجدلا ... لم يحمه ملكه لما انقضى الأمد ومنه قول ~~الأسدي أيضا يرثيه، وألم بهذا ms0254 المعنى فيه: # هكذا فلتكن منايا الكرام ... بين ناي ومزهر ومدام # بين كأسين أردياه جميعا ... كأس لذاته وكأس الحمام # لم يزل نفسه رسول المنايا ... بصنوف الأوجاع والأسقام # هابه معلنا فدب إليه ... في كسور الدجى بحد الحسام وأخذ هذا المعنى عبد ~~الكريم التميمي فقال يرثي صاحب خراج المغرب، وكان تناول فمات بسببه: # PageV01P479 # سنايا سددت الطرق عنها ولم تدع ... لها من ثنايا شاهق متطلعا # فلما رأت سور المهابة دونها ... عليك ولما لم تجد لك مطمعا # ترقت بأسباب لطاف ولم تكد ... تواجه موفور الجلالة أروعا # فجاءتك في سر الدواء خفية ... على حين لم تحذر لداء توقعا وقد أخذ أيضا ~~هذا المعنى أهل وقتنا وهو أبو محمد عبد المجيد بن عبدون، فقال من قصيدة ~~يرثى بها الوزير أبا المطرف ابن الدباغ الكاتب: # ثارت إليه المنايا من مكانها ... سرا على غفلة الحراس والسمر # أولى لهن وأولى لو هممن به ... والمنع ذو راحة والدفع ذو حذر في أبيات ~~غير هذه هي ثابتة في موضعها من هذا المجموع. # ولله در صريع الغواني فإنه أخذ عليهم ثنايا البديع في هذا المعنى، وإن ~~كان بينهم بعد كما ترى، حيث يقول: # ألم تعجب له أن المنايا ... فتكن به وهن له جنود - وقال أبو الطيب: # تخون المنايا عهده في سليله ... وتنصره بين الفوارس والرجل # PageV01P480 # @ذكر الخبر عن ولاية القاسم بن حمود قرطبة إلى انقضاء الأمر # @بانقطاع دولته القاضي ابن عباد عليها # قال ابن حيان: بويع القاسم بن حمود بقرطبة صبيحة يوم الأحد، بعد ست ليال ~~من مقتل أخيه علي بها، وأحسن تلقي الناس وأجمل مواعيدهم، وأخرج النداء في ~~أقطار البلاد بأمان الأحمر والأسود وتخلية الناس لشأنهم، وبراءة الذمة ممن ~~تسور على أحد. وقرر الفتية الثلاثة التي فتكت بأخيه فأقروا بجريمتهم، ونفوا ~~عن جميع الناس المواطأة والتدليس، فقتلهم القاسم لوقته، وأطفأ النائرة ~~بولايته. وتنسم الناس روح الرفق، وباشروا ظل الأمن، وأطمأنت بهم الدار. ~~وأمر بإسقاط رسم التقرية، وأظهر البراءة منها، وأقصى السعاة وطردهم، وأقر ~~القاضي والحكام والخدمة على منازلهم. وزاد كلف القاسم في ms0255 اتخاذ السودان، ~~وقودهم على أعماله، إلى أن ضعف أمره، وتسلط البرابرة عليه حتى احتقروا. ~~فكاتب منذر بن يحيى ابن أخيه علي بالعدوة، وأخوه إدريس بمالقة، فلما قتل ~~أبوهما علي اتفقا لأول وقتهما على ضبط مالقة وشد سلطانها، إلا أنهما أظهرا ~~مبايعة عمهما القاسم، إلى أن انكشف له يحيى من أول سنة عشر وأربعمائة، ~~وانتقل إلى مالقة وجعل أخاه بالعدوة ليقرب هو من أذى عمه القاسم، فحل ~~بالأندلس # PageV01P481 # لأول وقت جواز يحيى شواظ من نار، وأضرمها سعيرا، واستخف بعمه، وضم الرجال ~~وسعى لتبديد شمل عمه. وشكا القاسم أمره إلى البرابرة فتثاقلوا عنه، وأجبوا ~~التضريب بينهما. ولم يزل أمر يحيى يقوى، وأمر القاسم يضعف، فلم يجد مخرجا ~~مما وقع فيه إلا الهرب من دار الخلافة والانقلاب إلى عمله بإشبيلية؛ وكان ~~يكثر الندم على ما دخل فيه من سلطانهم إلى أن عيل صبره، ففر من قرطبة إلى ~~عمله بإشبيلية في خمسة فوارس من خاصته، وذلك ليلة السبت لثمان خلت لربيع ~~الآخر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، اتخذ الليل جملاص ولم يعلم بخبره إلا عند ~~الصباح. فضبط البربر قصر قرطبة إلى أن لحق يحيى ابن أخيه بعد خطوب، فبويع ~~يحيى في التاريخ، واجتمع عليه الفريقان: الأندلس والبرابرة من أهل قرطبة ~~وأعمالها خاصة. وكانت أم يحيى لبونة بنت محمد بن الأمير حسن ابن القاسم ~~الملقب بقنون، فعرف يحيى بكرم الولادة لما جاء هاشمي الأبوين، رابع أربعة ~~من أبناء القرشيات من خلائف الإسلام: أولهم جده الأكبر علي بن أبي طالب، ~~وابنه الحسن بن علي، ثم الأمين محمد بن هارون. فعرف يحيى بهذه الفضيلة، ~~وسلك سبيل والده في التحقيق بالفروسية والحب لركض الخيل والخروج للقنص، ~~وتنكب ما سوى ذلك من مذموم أخلاق أبيه ومكروه سيرته، فجانب العصبية وآثر ~~النصفة وطلب السلامة، فطاب خبره. إلا أن العجب والكبر شانا خصاله هذه، إلى ~~أن خلط وتبلد. وتمرست به عفاريت # PageV01P482 # زناتة، فضيقت عليه التكاليف، حتى أقصر بعدما قصر، وتولى دون أن يعذر، ~~وركب ما عاب مثله على عمه، فصارت عاقبة أمره ms0256 خسرا. # وأقر يحيى أصحاب الخطط على مراتبهم؛ وحسن رأيه في أحمد بن برد وعول عليه ~~في كتابته، واستخلص من الأندلسيين صحبه: جعفر ابن محمد بن فتح والفقيه ~~الأديب أبا عمر بن موسى بن محمد اليماني الوراق صاحب محمد بن عبد الله ~~النبهاني، وولاه خطة الوزارة فكادت الجبال تنهد لهذه العظيمة، وجمح مركبها ~~به وأبدع في الكبر والخنزوانة. وقدم أيضا إلى الوزارة محمد بن الفرضي ~~الكاتب، فكان أعدى من الجرب على دولته، وارتقب عقلاء الناس عند ذلك حلول ~~المحنة، فقديما استعاذوا بالله من وزارة السفلة. ووصل جعفر بن فتح صاحبه ~~الأقدم إبراهيم بن الإفليلي كبير الأدباء بقرطبة بالخليفة يحيى، ورغبه في ~~الإحسان إليه، فذاكره وحدثه ونوه به. وسما في أيامه أبو بكر بن ذكوان وأبو ~~العباس أحمد بن أبي حاتم أخوه، وأنهضهما إلى الوزارة عقب وفاة الشيخ أبي ~~العباس ابن ذكوان. وغرب شأو أبي بكر منهم، فجاء أحوذيا نسيج وحده في فضله ~~وعلمه وعفته. وعدل بروع الظرف بابن عمه أبي العباس إلى الاشتهار بالمجون، ~~فجاء فيه طرفا ليست وراءه غاية، يصور القلوب برقة ظرفه وحرارة # PageV01P483 # نادرته، لا يكاد أحد يمكنه من أذنه إلا أخذ بفؤاده رقة وحلاوة، ويشوبها ~~ببعض الهزل عند انبعاث النادرة، له في ذلك أخبار مشهورة، من أشهرها ما ~~تفاكه الناس به في تلك الدولة من قطعة له مجونية، نبس بها بديهة في بعض ~~خلواته، وقد أكثروا عليه تهنئة بالوزارة فقال: # أنا مشغول بعزفي ... وبضربي للحجاره # إنما يصلح مثلي ... أن يرى راكب جاره # أو يرى في جوف خان ... لابسا نصف غراره # قد نضا عني ثيابي ... حثي الكأس المداره وملحه في الأدب غزيرة شاهدة له ~~بقوة الطبع وخفة الروح. ثم لم يبعد أن أقصر بعد عن الهزل على حين الذكاء، ~~فاعتدلت حاله، وهبت له ريح بعد حين، أحظته عن العلية من نمطه. # قال ابن حيان: ثم فر يحيى بن علي أيضا عن قرطبة إلى مالقة أمام # PageV01P484 # البرابرة، وجيء بعمه القاسم بن حمود إلى قرطبة كرته الأخرى التي أعقب ابن ~~أخيه ms0257 يحيى بن علي، في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، فتكنف سريره أغمار الناس من ~~البرابرة، وخرجوا لقتالهم سنة أربع عشرة على نظام مسرود، فانهزموا وقتلوا ~~قتلا ذريعا، فارتحلوا عن قرطبة وحلوا بقلشانة وشذونة وغيرها من الكور. ~~وانتبذت من الهزيمة طائفة من صعاليك القبائل وألفاف البطون، والتفوا ~~بالقاسم يرجون به كرة الدولة، فدعوه إلى الرجوع إلى إبيلية، وكان خلف بها ~~ولده محمد بن القاسم مع وزيره محمد بن خالص، فسار بجماعته تلك يؤمها، وإذا ~~بخبر هزيمته قد سبقه إليها، فخاف أهلها معرة من معه، فوثبوا على ولده ~~وأصحابه وحصروهم بدار الإمارة، وأحاطوا به، ووقع بينهم قتال شديد. فوافى ~~القاسم باب إشبيلية بمن معه، ولاطفهم في القول، وطمع خديعتهم فلم يصغوا ~~إليه، واشتد الأمر على ولده ورجاله، فرضي القاسم من أهل البلد بإسلامهم ~~جميعا إليه موفورين بماله وأهله، فعاقدوه على ذلك، فخرج ابنه وولده محمد ~~وأهله، ودخل بهم إلى شريش. ولم يدع مع ذلك السعي في الفتنة على ابن أخيه ~~يحيى صاحب الدولة. وكانت آفة القاسم بإشبيلية من قبل ثقته محمد ابن زيري بن ~~دوناس اليفرني، فقدم زعيمهم القاضي محمد بن إسماعيل ابن عباد، وأطعمه في ~~إمارة البلد بعد دفع القاسم عنه، فاغتر بقول ابن عباد وعاقده على ذلك، ~~فأعان أهل إشبيلية على قتال محمد بن القاسم، فلم يك لأصحابه بعد نظام، ~~وخرجوا عن البلد، وملكه أهله. فوثبهم ابن عباد زعيمهم بالغادر محمد بن ~~زيري، فخرج وصفت إشبيلية من البرابرة. وآلت حال القاسم بعد ابن أخيه يحيى ~~إلى أن حاربه بشريش، وحاصره عشرين يوما، كانت بينهم فيها حروب صعاب، قتل ~~الله فيها من الفريقين أمة. وأجلت الحرب عن قهر يحيى لعمه القاسم، وحمله ~~مقيدا إلى مالقة أسيرا، وقبض على حرته، " أميرة " القرشية وسائر حرمه وولده ~~وأسبابه، بعد نهب # PageV01P485 # وامتهان لجماعتهم، لم يقدر يحيى على تخليصهم منه لتلظي الحرب. وكان يحيى ~~أولا في حلف مع محمد ولد عمه القاسم، فدله على إشبيلية حارس لابن عباد، ~~فلما انجلت الحرب وقع يحيى على نكث لعمه ms0258 القاسم، فقبض على ابنه محمد وقيده ~~وبعث به إلى مالقة، وحينئذ صمد إلى شريش لعمه فبلغ فيه ما وصفناه. # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي حفص بن برد الأصغر، # @وإيراد جملة من نظمه ونثره، مع ما يتصل # @من قصة وخبر بذكره # قال ابن بسام: كان أبو حفص ابن برد الأصغر في وقته فلك البلاغة الدائر، ~~ومثلها السائر، نفث فيها بسحره، وأقام من أودها بناصع نظمه وبارع نثره، وله ~~إليها طروق، وفي عروقها الصالحات عروق، إذ كان أبو حفص الأكبر - على ما ~~تقدم ذكره - واسطة السلك، وقطب رحى الملك، بالحضرة العظمى قرطبة، وقد تقدم ~~من أخباره المأثورة ورسائله المشهورة في أخبار سليمان، وغيره من ملوك بني ~~أبي عامر وبني مروان، أول ما يشهد أن آل برد جمهور كتابة، ومحور خطابة، وقد ~~فخر أبو حفص هذا بذلك في كتابه الموسوم ب - (سر الأدب وسبك الذهب " من ~~أرجوزة يقول فيها: # PageV01P486 # يا طالب الدنيا بأقصى الجهد ... إسع بجد منك لا بكد # من شاء خبري فأنا ابن برد ... حد حسامي قطعة من حدي # وأرفع الناس بناء جدي ... من نظم الألفاظ نظم العقد # ونقد الكلام حق النقد ... وكف بالأقلام أيدي الأسد # به استضاء في الخطوب الربد ... كل إمام وولي عهد @فصول مقتبضة من كتابه ~~المذكور # قال في صدره: أما بعد، فإن الله تعالى - وله الحمد - جعلنا أهل بيت أشرب ~~حب ثناعة الكلام نفوسهم، وشغل بطلب البيان والتبيين قلوبهم، فغذانا بالحبث ~~عن الأصول، على حسب ما وهب الله تعالى لنا من المعرفة، وسهل علينا من ~~الحزونة، حتى عرفنا المقسوم لنا منها فتفقنهاه، وفهمنا المنعم به علينا ~~فأحكمناه، ثم انعطفنا على الفروع فذهبنا مع فنونها، واستكثرنا من عيونها. ~~ثم أنا لما رأينا أن الأصول قد اخترناها زاكية المنابت طيبة المغارس، وأن ~~الفروع قد لويناها لدنة الأفنان عذبة، ترامت بنا آمالنا إلى أن نجتبي من ~~زهرتها ونطعم من ثمرتها، فرأينا أن نمد يدا إلى غرس قد أبرناه، حتى بلغ ~~إناه، فنقطف من خياره، ونتأنق في اختياره. وأصبحنا بعد نرمي ms0259 أغراض الكلام ~~بأسهم أزرها التسديد، ونعقل مناظم القول بألسن برئ منها التعقيد، ونذيب من ~~المنثور جداول النطاف، ونجمد # PageV01P487 # من المنظوم جواهر الأصداف. وكان جدي أحمد بن برد - رحمه الله - بطول ~~ممارسته لهذه الصناعة، برخاء اللبب والنهمة في الطلب، ودعة الزمان وإقبال ~~السلطان، ومسافة العمر الممتدة له، قد اقتعد سنامها، ورفع أعلامها، وأصبح ~~إمامها، وزين أيامها، وركب وسط مساقها، وأحرز قصب سباقها. # وفي فصل منه: # فإني وافقت أول معالجتي لهذه الصناعة آخر أيامه، وأوان بتات عمره ~~وانصرامه، خلا أنه - عفا الله عنه - ولما يحل المقدور به، قد كان أقبسني ~~مصابيح من وصاياه فيها، ووطأ لي مراكب من دلائله إليها، وضرب لي صوى من ~~هداياته نحوها، أفاد الله بها نفعا، وأوسع معها إرشاد. ثم إن الأيام إثر ~~مصابه، وبعد ذهابه، باكرتني صروفها، وشغلتني برقع خروقها، ومكابدة ضيقها، ~~وسوق الأدب قد كسدت، وجمرة السلطان قد همدت، والعي أمضى من البيان، ~~والإساءة أحمد من الإحسان؛ وأقلامنا يومئذ في عطلة، ومحابرنا في عقله، ~~وكتبنا تحت موجدة، وحينئذ قلت: # قرعنا بالكتابة باب حظ ... لندخله فزاد لنا انغلاقا # PageV01P488 # فلم تبلغ بلاغتنا مناها ... ولا مد المداد لنا ارتفاقا # ولا راحت تقرطس بالأماني ... قراطيس أجدناها مساقا # وقلمت المطالب من حداها ... لنا أقلامنا ساقا فساقا # فلا هطلت على الآداب مزن ... ولا برحت أهلتها محاقا # وعوضنا بما ندريه جهلا ... لعل السوق مدركة نفاقا فما زلنا مع الخطوب ~~مساجلين، ولصروف الأيام مناضلين فيوم لنا ويوم علينا. حتى إذا أراد الله أن ~~يحيى لهذه الصناعة رسما، ويعيد لها دولة واسما، ويرفع سائر العلوم من ~~التخوم إلى النجوم، وفنون الآداب من التراب إلى السحاب، طرف جفن السعد ~~الباهت، وارتد نفس الحد الخافت، ولقي عثرة العلم مقيلها، ودولة الجهل ~~مديلها، ونخوة الباطل مزيلها، ورسوم الغباوة محيلها، وقداح البلاغة مجيلها؛ ~~ورفعت لي سجوف الأماني، عن الملك اليماني، غرة كندة التي تضحك عنها، وهضبة ~~تجيب التي تأوي إليها، أبي الأحوص معن بن محمد، أيده الله كما أيد الحق، ~~وصدقه وعده كما أحيا الصدق، فوصلت به سببي، ولويت ms0260 بقوى أطنابه طنبي، ورأيت ~~به للحلم جبلا موطودا، وللديانة ظلا ممدودا، وللتقوى حبلا مشدودا، وللعلم ~~بحرا طموحا، وللأدب روضا مجودا # PageV01P489 # مروحا. ولم يزل - لا زالت به النعل - منذ اعتصمت بحرمته، واعتزيت إلى ~~خدمته، يقبل علي في مجالسه المأنوسة باللحظ واللفظ، ويكسبي بمنازعة الأدب ~~شرف المرتبة والحظ، فأتمرن على تثقيفه وتقويمه، وأتضمر عن رياضته وتعليمه، ~~وتلزني هيبة كماله، وروعة جلاله، إلى شخذ سجايا، وجمع قواي، واجتناب الخطل ~~في إيوانه، والزلل في ميدانه، فلا ترى شيئا أشبه في التفضل، وبي في التقبل، ~~من قول حبيب: # نرمي بأشباحنا إلى ملك ... نأخذ من ماله ومن أدبه والبلاغة وإن كانت من ~~فنون العلم أرق ما استرق، وألطف ما غرف، وأيسر ما به حاضر، وأقل ما أمل، ~~وأوهن ما خزن، وأدنى ما اقتنى، فله كلف بانتقادها شديد، وصوت في معرفة ~~نقادها بعيد. وقد خلص بيمينه العالية جوهر الكلام من أخباثه، وممر القول من ~~أنكاثه، في غير ما كتاب منتم إلى البلاغة، معلم في الكتابة، فجاء بالصواب ~~حاسرا، وبيان الحقيقة سائرا، وفي هذا النقد سقط العشاء بمن سقط على ~~السرحان، وفيه أساء من أحسن بنفسه الظن في ألإحسان. # PageV01P490 # ومن هذا الباب تولجت إلى صنعة هذا الكتاب ليرى - أيده الله - كيف نبت ~~كلامي على سقيه، ونما ما أودع تربة قبولي من غرسه. فإني ضمنته، في فنون من ~~البلاغة وفصول من اكتابة، سلطانيات وإخوانيات. وكل ما أوردته مما ولدته، ~~وما وضعته مما صنعته، لم أغله لغيري، ولا خنت فيه أمانة سواي؛ إلا أنني ~~طرزته بأبواب من بيوت الشعر المحتوية على الحكم البوالغ، والجارية مجرى ~~الأمثال السوائر، لشعراء مجيدين، وعلماء مفيدين، قد ركبوا من المعاني ~~أوطأها مركبا، ووردوا للألفاظ أعذبها مشربا، وتخطوا في نظمهم الخشونة إلى ~~اللدونة، والتكلف إلى التلطيف، وخاضوا جسوم الحكم إلى الأرواح، وخرجوا بحسن ~~التخلص من الالتباس إلى الإيضاح، لئلا تباين طبقة منثورة طبقة منظومة، ولا ~~تبعد مرتبة جامدة من مرتبة ذائبة، وليأتي في ازدواج الليل والنهار، وامتزج ~~الماء بالعقار. # @فصول له في التحميدات # فصل: الحمد لله ms0261 الذي علا وقهر، وبطن وظهر، وبحكمته قدر وأمر، وبعدله قدم ~~وأخر. # فصل آخر: الحمد لله الذي علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان، المحجوب ~~عن الأبصار، والفائت إحاطة الأفكار، تعالى في # PageV01P491 # الحجب العلا، واطلع على النجوى، وعلم السر وأخفى، خلق الخلق للفناء، ثم ~~يعيدها للبقاء. # فصل: الحمد لله اللطيف الخبير، العالم بذات الصدور، الذي يطلع على ~~الإصرار، ويعلم خفي الأسرار، ويتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار. # فصل: الحمد لله جالي الكرب السود، وفاتح المبهم المسدود، الذي أقال ~~العشرات، وأدال من الحسرات، وانتاش متن البأساء وأعقب بالنعماء، وأراح من ~~جهد البلاء. # فصل: الحمدل لله واصل الحبل بعد انقطاعه، وملائم الشمل بعد انصداعه، ~~المصبح بنا من ليالي الخطوب، والماحي عنا غياهب الكروب، والناظم لما انتثر ~~من الألفة، والجامع لما انتشر من الكلمة. # فصل: الحمد لله الكائن قبل المكان، والموجود في عدم الزمان، الحي الذي لا ~~يدركه الموت، والدائم الذي لا يلحقه الفوت، والفرد الذي ليس له نظير، ~~والصمد دون ولي ولا ظهير، وارث الأرض ومن قطنها، والسماء ومن سكنها، مميت ~~كل حي وباعثه، ومحيي كل ميت ومنشره. # فصل: الحمد لله خالق العوالم على نتافر في الصفات شديد، وتباين # PageV01P492 # في التركيبات بعيد، فمن صلصال كالفخار، ومن مارج من نار، ومن جواهر ~~روحانية، وأنوار، وكل عالم منها ناطق بأنه خالق، وشاهد بأنه واحد. # فصل: الحمد لله وإن عثرت الجدود، وهوت السعود، المرجو للإدالة، والمدعو ~~في الإقالة، والقادر على تعجيل الانتصار، والآخذ للإسلام بمنيم الثار. # فصل: أما بعد فما أتيت البصائر من تعليل، ولا الأعداد من تقليل، ولا ~~القلوب من خور، ولا السواعد من قصر، ولا السيوف من كهم، ولا الرماح من جذم، ~~ولا الجياد من لؤم أعراق، ولا الصفوف من سوء اتساق. ولكن النصر تعذر، ~~والوقت المقدور حضر، ولم يكن لتمضي سيوف لم يرد الله مضاءها، ولا لتبقى ~~نفوس لم يرد الله بقاءها. وفي قوله تعالى أحسن التأسي وأجمل التعزي {إن ~~يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله؛ وتلك الأيام نداولها بين الناس} (آل ~~عمران ms0262: 139) . # فصل: الحمد لله مؤلف الآراء، وجامع الأهواء، على ما أغمد من # PageV01P493 # سيف الفتنة، وأطفأ من نار الإحنة، وأصلح الفاسد، وألف الشارد، ونشر ~~الأمن، وأحيا الحق، وجمع الشمل، ووصل الحبل، ورجع الكلمة إلى أجمل نظام، ~~وأنعم على المسلمين أتم إنعام. # فصل: الحمد لله الذي صير أعداءنا وأضدادنا من أعضادنا، والسيوف المسلولة ~~علينا مسلولة دوننا، والجيوش المجهزة إلينا مجهزة عنا، حمد من لا يستغرب له ~~صنعا، ولا يرى من آياته بدعا، ولا يطيق لنعمه عدا، ولا يحسد لآلائه حدا. # @وله فصول في شكر النعم # فصل: إن للنعم عيونا إذا كحلن بالشكر أرين المنعم عليه السبيل التي يأتي ~~المزيد منها، وتنحدر المواد عليها، والمناهج التي تفضي بها إلى دار ~~إقامتها، وتبليغها مأمنها وملقى عصاها. # فصل: أما بعد، فإن زهر النعمة إذا تفتح بوابل الشكر رأت فيه قرتها العين، ~~وأخذت منه حاجتها النفس. # فصل: نعم حاضن النعمة الشكر، يغذوها فتنمى، ويحرسها فتحتمي # PageV01P494 # ويلطفها فتلقي عصاها، ويعطفها فتعطي جناها. ولبئس الجار لها الكفر، ~~يطيرها عن موضعها، وينفرها عن مشرعها، ويبقى صاحبها مبلسا من إلباسها، وحشا ~~من إيناسها. # فصل: من ربى النعمة في حجر الشكر، وأرضها ثدي الحمد، وكفلها بأداء الحق، ~~رأى في شخصها النماء، وتعرف من عمرها البقاء، وأمن عليها التحول والالتواء. # فصل: # - الشكر حرم للمنة، وأمان بيد النعمة. # - إذا أقفل باب النعمة فالشكر مفتاحها. # - الشكر عوذة على العرافة، وتميمة في جيد النعمة. # - من شكر النعمة التحف بها، ومن كفرها عري منها. # - الكفر غراب ينعب على منازل النعم. # - الشكر بيد النعمة أمان، وعلى وجه العارفة صوان. # - مهر النعمة الشكر، وطلاقها الكفر. # @فقر في صف القلم والمداد والكتاب # - الكتاب من حلية الملائكة، قال الله تعالى: {كرما كاتبين # PageV01P495 # يعلمون ما تفعلون} (الافطار: 11 و 12) . # - المداد كالبحر، والقلم كالغواص، واللفظ كالجوهر، والقرطاس كالسلك. # - الدواة كالقلب، والقلم كالخاطر، والصحيفة كاللسان. # - العقل أب، والعلم أم، والفكر ابن، والقلم خادم. # - ما أعجب شأن القلم، يشرب ظلمة ويلفظ نورا. # - قد يكون قلم الكاتب، أمضى من سنان المحارب. # - القلم سهم تنفذ به المقاتل، وشفرة ms0263 تطبق بها المفاصل. # - إذا أخذ الكتاب شكتهم للكلام، واخترطوا ظبات الأقلام، فكم من عرش يثل، ~~ودم يطل، وجبار يذل، وجيش يفل. # - لولا القلم ما عبئت كتائب، ولا سريت مقانب، ولا انتضيت سيوف، ولا ازد ~~لفت صفوف. # - على غيث القلم يتفتح زهر الكلم. # - ما أصوغ القلم لحلي الحكم. # - قاتل الله القلم، كيف يفل السنان، وهو يكسر بالأسنان. # - فصاد القلم خدر في أعضاء الخط. # قال ابن بسام: وهذا محلول من قول القائل حيث يقول: # من خط يوما ببرية فسدت ... أصاب أعضاء خطه خدر - رداءة الخط قذى في عين ~~القارئ. # PageV01P496 # @فصول له تنخرط في سلك الأمان # : إن أفضل ما تناجي المسلمون به، ووجهوا بصائرهم إليه، وصححوا نياتهم ~~فيه، ولم يلوهم لاو عنه، ولا لفتهم لافت دونه، ما قرب من رضى الله، وأبعد ~~من سخطه، وعمل فيه بأمره، واحستب فيه خلافة رسوله في أمته، من الإصلاح بين ~~المتحاربين وتحذيرهم في سفك الدماء، وتأريث نار الشحناء، وتوكيد رر الحقود، ~~وإيقاظ عيون الحروب، من فساد الدين، ووهن اليقين، وذهاب الرجال، ونفاذ ~~الأموال، واجتياح النعم، واستنزال النقم. قال تعالى: {لا خير في كثير من ~~نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} (النساء: 114) وقال: ~~{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على ~~الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} (الحجرات: 9) . # فصل: إن الحرب مثكلة للنفوس، متلفة للأموال، للندامة في العواقب، تلذ ~~مباديها للأشرار، وتنجي كلاكل عاقبتها على الأخيار. وقلما يقدح شعلها، ~~ويغلي مرجلها، إلا فراش الشر وذبان الطمع، ممن لا يحفل بعار، ولا يستحيي من ~~فرار، فإن هلك لم يفقد، وإن نجا لم يحمد. ثم ترتكض جماهير الناس وأولو ~~الذكر، والأعاجم أخطارا، والأحاسن آثارا، في لجج تبعد عنها السواحل، ~~وينوءون بفوادح تهد عنها الكواهل، فأصح # PageV01P497 # الناس لبا، وأبعدهم نظرا، وأخيرهم أحسابا، من حض على الصلح، ونسب إلى ~~إبراء الجرح، ولم يأل إرشادا وتبصيرا، ومن سوء العواقب تخويفا وتحذيرا، ~~وبادر نار الفتنة بالإطفاء، وعصب المتحازبين بالإرخاء، وشوكة الحرب بالخضد، ~~فحقن ms0264 الدم، وحمى الحرم، وأوطن النعم. # : أما بعد، فقد آن أن توقظوا سواهي العقول، وأن تريحوا عوازب الأحلام، ~~فتسلوا السخائم، وتغمدوا الصوارم، وتعيدوا السهام في كنائها، وتقفوا الأسنة ~~في مراكزها، وتسلموا الخيول في مرابضها، وتعلموا أن الله القادر عليكم ~~الآخذ بنواصيكم أقلها استئصال آثار النعم عليكم، وسطوات أبرزها تحكم أيدي ~~البلاء فيكم، فكم صال بناركم لم يشرككم في قدحها، وشقي بفتنكم ولم يغمس ~~معكم يدا فيها، وموفور سعيتم لذهاب وفره، ومستور أعنتم على انكشاف ستره، ~~فلا العظة تسمعون، ولا على أنفسكم ترعون؛ أما والله لتجرعن الخطبان، ~~ولتقرعن الأسنان، ولتحاولن الأوبة ولا مآب لكم، والتوبة ولا قبول منكم. # : بايع الإمام عبد الله فلان بانشراح صدر، وطيب نفس، ونصاحة جيب، وسلامة ~~غيب، بيعة رضى واختيار، لا بيعة إكراه وإجبار، على السمع والطاعة، ~~والمؤازرة والنصرة، والوفاء والنصيحة، في السر والعلانية، والجهر والنية، ~~والعمل على موالاة من والاه، ومعاداة من عاداه، من بعيد وقريب، وغريب ~~ونسيب، ويقسم # PageV01P498 # على الوفاء به والقيام بشروط بيعته، بالله الذي لا إله إلا هو الرحمن ~~الرحيم، عالم الغيب والشهادة، والقائم على كل نفس بما كسبت، ويعطيه على ذلك ~~كله ذمة الله وذمة محمد ورسوله، وذمة الأنبياء والمرسلين، والملائكة ~~والمقربين، وعباد الله الصالحين. # ومتى خلعت ربقة بختر أو غدر، أو طويت كشحا على نكث أو حنث، فعليك المشي ~~إلى بيت الله الحرام ببطحاء مكة من مستقرك ثلاثين حجة، نذرا واجبا لا يقبل ~~الله تعالى إلا الوفاء به؛ وكل زوجة لك مهيرة، أو تنكحها إلى ثلاثين سنة، ~~فطالق تحتك طلاق الحرج ثلاثا. وكل أمة أو غرة أو عبد لك أو تملكه فأحرار ~~لوجه الله العظيم. مال لك من صامت أو ناطق أو تملكه إلى ثلاثين سنة غير ~~عشرة دنانير أو قدرها فصدقة على الفقراء والمساكين، وقد برئ الله تعالى منك ~~ورسوله وملائكته. والله بجميع ما انعقد عليك في هذه البيعة شهيد، وكفى به ~~شهيدا، وعلى الأعمال والنيات مثيبا. # : أما بعج، فإن الغلبة لنا والظهور عليك جلباك إلينا على قدمك دون عهد ~~ولا ms0265 عقد يمنعان من إراقة دمك. ولكنا، بما وهب الله تعالى لنا من الإشراف ~~على سرائر الرياسة، والحفظ لشرائع السياسة، تأملنا من ساس جهتك قبلنا، ~~فوجدنا يد سياسته خرقاء، وعين حزامته عوراء، وقدم مداراته شلاء، لأنه مال ~~عن ترغيبك فلم ترجه، وعن ترهيبك فلم تخشه، فأدتك حاجتك إلى طلاب الطعم ~~الدنية، وقلة مهابتك إلى التهالك على المعاصي الوبية. وقد رأينا أن نظهر ~~فضل سيرتنا فيك # PageV01P499 # ونعتبر بالنظر في أمرك، فمهدنا لك الترغيب لتأنس إليه، وظللنا لك الترهيب ~~لتفرق منه، فإن سوت الحالتان طبعك، وداوى الثقاف والنار عودك، فدلك بفضل ~~الله عليك، وبإظهاره حسن السياسة فيك؛ وأمان الله لك مبسوط منا، ومواثيقه ~~بالوفاء لك معقودة علينا، وأنت إلى جهتك مصروف، وبعفونا والعافية منا ~~منكوف، إلا أن تطيش الصنعية عندك، فتخلع الربقة وتمرق من الطاعة، فلسنا ~~بأول من بغى عليه، ولست بأول من بدت لنا مقاتله من أشكالك إن بغيت، وانفتحت ~~لنا أبواب استئصاله من أمثالك إن طلبت. # أمان غريب الصنعة: أما بعد، فإنكم سألتم الأمان أوان تلمظت السيوف إليكم، ~~وحاولت المنايا عليكم، وهمت حظائر الخذلان أن تفرج لنا عنكم، وأيدي العصيان ~~أن تتحفنا بكم. ولو كلنا لكم بصاعكم، ولم نرع فيكم ذمة اصطناعكم، لضاق عنكم ~~ملبس الغفران، ولم ينسدل عليكم ستر الأمان. ولكنا علمنا أن كهولكم الخلوف ~~عنكم، وذوي أسنانكم المعاصين لكم، ممن يهاب وسم الخلعانن ويخاف سطو ~~السلطان، وأنهم لا يراسلونكم في ميدان معصية، ولا يزاحمونكم منهل حيرة، ولا ~~يماشونكم إلى موقف وداع نعمة. ولولا تحرجنا أن نقطع أعضادهم بكم، ورجاؤنا ~~أن يكون العفو على # PageV01P500 # المقدرة تأديبا لكم، لشربت دماءكم سباع الكماة، وأكلت لحومكم ضباع ~~الفلاة. وقد أعطيناكم بتأميننا إياكم عهد الله تعالى وذمته، ونحن لا ~~نخفرهما أيام حياتنا إلا أن تكون لكم كرة، ولغدرتكم ضرة، فيومئذ لا إعذار ~~لكم ولا إقصار عنكم، حتى تحصدك ظباة السيوف، وتقتضي ديون أنفسكم غرماء ~~الحتوف. # وفي العتاب: أظلم لي جو صفائك، وتوعرت علي أرض إخائك، وأراك جلد الضمير ~~على العتاب، غير ناقع الغلة من ms0266 الجفاء. فليت شعري ما الذي أقسى مهجة ذلك ~~الود، وأذوى زهرة ذلك العهد - عهدي بك وصلتنا تفرق من اسم القطيعة، ومودتنا ~~تسمو عن صفة العتاب ونسبة الجفاء؛ واليوم هي آنس بذلك من الرضيع بالثدي، ~~والخليع بالكأس. وهذه ثغرة إن لم تحرسها المراجعة، وتذك فيها عيون ~~الاستبصار، توجهت منها الحيل على هدم ما بنيناه، ونقض ما اقتنينا، وتلك ~~ناعية الصفاء، والصارخة بموت الإخاء. # لا أستبد - أعزك الله - من الكتاب إليك، وإن زعم أنف القلم، وانزوت أحشاء ~~القرطاس، وأخرس فم الفكر، فلم يبق في أحدها إسعاد لي على مكاتبتك، ولا ~~بشاشة عند محاولة مخاطبتك، لقوارص عتابك، وقوارع ملامك، التي قد أكلت ~~أقلامك، وأعضت كتبك، وأضجرت رسلك. وضميري طاو لم يطعم تجنبا عليك، ونفسي ~~وادعة # PageV01P501 # لم تجن ذنبا اليك، وعقدي مستحكم لم يمسسه وهن فيك. وأنا الآن على طرف من ~~إخائك معك، فإما أن تدلي بحجة فأتنصل عندك، وإما أن تنبئ بحقيقة فأستديم ~~خلتك، وإما أن تأزم على فأسك فأقطع حبلي منك، كثيرا ما يكون عتاب ~~المتصافيين حيلة تسبر المودة بها، وتستثار دفائن الأخوة عنها، كما يعرض ~~الذهب على اللهب، وتصفق المدام بالفدام. وقد يخلص الود على العتب خلاص ~~الذهب على السبك. فأما إذا أعيد وأبدي، وردد وولي، فإنه يفسد غرس الإخاء، ~~كما يفسد الزرع توالي الماء. # @فصول في الاستزارة # - اليوم يوم بكت أمطاره، وضحكت أزهاره، وتقنعت شمسه، وتعطر نسيمه، وعندنا ~~بلبل هزج، وساق غنج، وسلافتان: سلافة إخوان، وسلافة دنان؛ قد تشاكلتا في ~~الطباع، وازدوجتا في إثارة السرور؛ فاخرق إلينا سرادق الدجن تجد مرأى لم ~~يحسن إلا لك، ولا يتم إلا بك. # - الزيارة في الليل أخفى، وبالزائر والمزور أحفى، وقد سدل حجابه، ووقع ~~غرابه، وتبرقعت نجومه بغيومه، وتلفعت كواكبه بسحائبه؛ فاهتك إلينا ستره، ~~وخض نحونا بحره؛ ولك الأمان من عين واش تراك، وشخص رقيب يلقاك. # - البدر صنوك، فإن طلعت معه علي ذعر الخافقان، والشمس # PageV01P502 # تربك، فإن صاحبتها إلي استراب الثقلان؛ فاجعل ليالي السرار مواقيت ~~الازديار، وأيام الانكساف ساعات الائتلاف. # - لم نلتق منذ عرينا ms0267 مركب اللهو، وأخلينا ربع الأنس، وقصصنا جناح الطرب، ~~وعبسنا في وجوه اللذات. فإن رأيت أن تخف إلى مجلس نسخت فيه الرياحين ~~بالدواوين، والمجامر بالمحابر، والاطباق بالأوراق، وتنازع المدام بتنازع ~~الكلام، واستماع الأوتار باستماع الأخبار، وسجع البلابل، بسجع الرسائل، كان ~~أشحذ لذهنك، وأصقل لفكرك، وآنس لخاطرك، وأطيب لنفسك، وأفرج لهمك، وأرشد ~~لرأيك. # - نحن من منزل أبي فلان بحيث نلتمس سناك، ونتنسم رياك؛ وقد راعنا اليوم ~~باكفهرار وجهه، وما ذر من كافور ثلجه، فاردعنا له بالستور، وانغمسنا بين ~~جيوب السرور، ورفعنا لبنات الزناد رايات حمراء، وأجرينا لبنات الكروم خيلا ~~شقرا، وأحببنا أن تشهد جيش الشتاء كيف يهزم، وأنفاس البرد كيف تكظم. # @فصل قصار في مدح الإخاء # - بيننا خصائص ودادة، كأنها وشائج ولادة. # PageV01P503 # - رعيت به السعدان، وأخذت من ريب دهري به الأمان. # - جلى من مطلبي ما أظلم علي، وأشعل من همتي ما خمد لدي. # - أمضى لساني، وبل ريقي، وأشاد باسمي، وأعلى قدري. # - ولا والحجر اليماني، والسبع المثاني، لا جعلت سواه قصدي، ولا استكفيت ~~غيره عظم أمري. # - ناصري إذا تكاثرت الخطوب علي، ومجيري إذا أثخنت الأيام جانبي. # - هو ذخري المعد، وركني الأشد، وسلاحي الأحد. # - خزانة سر لا إقليد لها، ولا للصوص حيلة فيها. # - آراؤه كالمرائي إذا جليت، والسيوف إذا انتضيت. # يحسن عشرة الجار، ويسيء عشرة الدرهم والدينار. # وله في ضد ذلك: # - خليت عنه يدي، وخلدت قلاه خلدي. # - بيض الأنوق من رفده أمكن، وصفا المشقر من خده ألين. # - منزور النوال، رث الفعال. # - أحاديث وعده لا تعود بنفع، ولا هي من غرب ولا نبع. # - مطحلب الوجه، مهراق ماء الحياء، مظلم الخلق، دبوري الريح، مقشعر الوجه. # PageV01P504 # - طاشت عنده الصنيعة، وضاعت فيه اليد. # - على وجهه من التعبيس قفل ضاع مفتاحه، وليل مات صباحه. # - غنى من الجهل، مفلس من العقل. # - تتضاءل النعم لديه، وتقبح محاسن الإحسان عليه. # - لم ينظم عليه قط خرز ثناء، ولا استحق أن يلبس بزة مديح. # - غربال حديث، إذا وعى سرا قطر منه. # - أجال قدحا غير قامر، ورمى بسهم غير صائب. # - كبد الزمان عليه قاسية، ونعم ms0268 الله له ناسية. # - شر بقعة لغرس المودة وبذر الإخاء. # - قصير الوفاء للإخوان، عون عليهم مع الزمان. # - هو كدر الدنيا وسقم الحياة. # - رقدت ملء عيني في فرش القلى له، وشربت زلال ماء العزاء عنه. # - مرب لأطفال الإحن، محي لأموات الدمن. # @وهذه جملة أيضا من شعره في أوصاف شتى # @النسيب وما يناسبه # قال: # لما بدا في لازور ... دي الحرير وقد بهر # PageV01P505 # كبرت من فرط الجما ... لو قلت: ما هذا بشر # فأجابني: لا تنكرن ... ثوب السماء على القمر وهذا كقول ابن الرومي: # يا ثوبة الأزرق الذي قد ... فاق العراقي في السناء # كأنه فيه بدر تم ... يشق في زرقه السماء وابن المعتز أيضا القائل: # وبنفسجي الثوب قت - ... ل محبة من رائه # الآن صرت البدر حي - ... ن لبست ثوب سمائه ورأى ابن برد غلاما قد بيض على ~~عادة أهل أفقنا في لباس البياض عند الحزن فقال: # أجل جفونك في ذا المنظر الحسن ... ولم على النأي منه حادث الزمن # واعجب لضدين في مرآه قد جمعا: ... شخص السرور عليه لبسة الحزن وفي لباس ~~أهل أفقنا البياض على المتوفي يقول الحلواني: # لئن كان البياض لباس حزن ... بأندلس فذاك من الصواب # ألم ترني لبست بياض شيبي ... لأني قد حزنت على الشباب # PageV01P506 # وقد أخذ هذا المعنى بعض أهل عصرنا وهو أبو العباس أحمد بن قاسم المحدث ~~بقرطبة فقال: # قالت وقد نظرت فروعها ... شيب على فودي منتشر: # ما شأن تلك البيض - قلت لها: ... مات الشباب فبيض الشعر وقال ابن برد: # أقبل في ثوب لازورد ... قد أفرغ التبر من عليه # كأنه البدر في سماء ... قد طرز البرق جانبيه وقال أيضا: # بأبي طائر حسن ... لاقط حب القلوب # كلما اهتز جناح ال - ... صد هزت بالوجيب # يتغنى بلسان ... معرب فوق قضيب: # أعطي الملك محب ... فاز مني بنصيب وينظر من هذا بعض النظر قول أبي نواس: # وما أنا إن عمرت أرى جنابا ... وإن ضنت بمبخوس النصيب # مقنعة بثوب الحسن ترعى ... بغير تكلف ثمر القلوب # PageV01P507 # وقال ابن برد أيضا: # كيف لا أعشق ظبيا ... سارحا في ظل ملك ms0269 - # إنما السمرة فيه ... مزج كافور بمسك وهذا كقول ابن فتوح: # قد قضيب وبدر ديجور ... وثغر در ولحظ يعفور # نازل صبري وأي مصطبر ... يفي بتلك اللواحظ الحور # كأنما نوره وسمرته ... مسك مشوب بذوب كافور وقال ابن برد: # بأبي أنت وأمي ... لم تطبعت بظلمي - # أبدا تأتي بعتب ... دون أن آتي بجرم # بيننا في الحب قربى ... سقم عينيك وجسمي وهذا كقول ابن الرومي: # يا عليلا جعل العل - ... ة مفتاحا لسقمي # ليس في الأرض عليل ... غير جفنيك وجسمي وأخذه محمد بن هانئ فقال: # المدنفان من البرية كلها: ... جسمي وطرف بابلي أحور # والمشرقات النيرات ثلاثة: ... الشمس والقمر المنير وجعفر # PageV01P508 # وقال ابن برد: # يا كثير الجفاء لي ... ومضيعا وسائلي # طال حبي ولم تفز ... منك نفسي بطائل # أنت لي هاجر وإن ... كنت في ثوب واصل # أنت أمررت منهلا ... كان أحلى مناهلي # سوف أبكيك لا ستحا ... لة تلك الشمائل # بجفون قريحة ... ودموع هوامل وقال أيضا: # يا من بفيه يعبق العنبر ... ومن لماه سكر مسكر # صح الهوى منا ولكنني ... أعجب من بعد لنا يقدر # كأننا في فلك دائر ... فأنت تخفى وأنا أظهر وقال أيضا: # صب ذكت في فؤاده الحرق ... يغرق في دمعه ويحترق # لدده في دجى صبابته ... وجه بماء الشباب مؤتلق # لما رمته العيون ظالمة ... وأثرت في جماله الحدق # ألبس سن نسج شعره زردا ... صيغت له من زمرد حلق وقال في مثله: # PageV01P509 # هو في الحسن كالجوا ... د بريح الصبا حذي # زين إذ جاء سابقا ... بعذاري زمرذ وقال أيضا: # وجه لمصباح السماء مباهي ... يبدي الشباب عليه رشح مياه # رقم العذار غلالتيه بأحرف ... معنى الهوى في طيها متناهي # نادى عليه الحسن حين لقيته: ... هذا المنمنم في طراز الله وهذا كقول ~~المتنبي: # فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا ... ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا # خلفت صفاتك في العيون كلامه ... كالخط يملأ مسمعي من أبصرا وقال ابن برد: # أعنبر في فمه فتتا ... أم صارم من لحظه أصلتا - # يا شاربا ألثمني شاربا ... قد هم فيه الآس أن ينبتا # انظر إلى الذاهب من ليلنا ... وامزج بماء الذهب المنبتا كأنه ms0270 ذهب في ~~البيت الثاني منها إلى معارضة ابن المعتز في قوله: # قد صاد قلبي قمر ... يسحر منه النظر # بوجنة كأنما ... يقدح منها الشرر # PageV01P510 # وشارب قد هم أو ... نم عليه الشعر # ضعيفة أجفانه ... والقلب منه حجر # كأنما مقلته ... من فعله تعتذر # الحسن فيه كامل ... وفي الورى مختصر وليست يد ابن برد فيه عن مرماه ~~بقاصرة، ولا صفقته حين جاراه بخاسرة، بل ساواه وزاد. وأجاد ما أراد. ألا ~~ترى قول ابن المعتز على تقدمه: " قدهم أو نم عليه الشعر " لا يكاد يخرج عن ~~لفظ العامة، وابن برد جمع في بيته بين ما بابين من أبواب البديع: فجانس بين ~~الشارب والشارب، وأنبأ أن محبوبه في آخر درجة من المرودة وأول درجة من ~~اللحية، بإشارة عذبة وعبارة حلوة رطبة، دون تطويل، ولا تثقيل - وقول ابن ~~برد: " وامزج بماء الذهب المنبتا " ### | -[يعنى بذلك الفضة، والمنبت مولد ليس من كلام العرب]- # ينظر إلى قول الصنوبري: # وليلة كالرفرف المعلم ... محفوفة الظلماء بالأنجم # تعلق الفجر بأرجائها ... تعلق الأشقر بالأدهم # عدلت فيها بين خمرين من ... خمر العناقيد وخمر الفم # PageV01P511 # تناول الجام يدي من يد ... موشية الراحة والمعصم # شبهت ذوب الراح في جامها ... بذوب دينار على درهم وإن كان الصنوبري أراد ~~غير ما ذهب إليه ابن برد، لأنه أمر محبوبه ان يمزج له مدامة صفراء بماء ~~زلال، والصنوبري شبه ذوب الراح في كأسها بذوب الذهب [وشبه الكأس بالدرهم، ~~فعلم ابن برد الإشارة، وأن الخمر إذا اصفرت شبهت بالذهب] والمنبت إذا ذوب ~~أشبه الماء، فناسب قول الصنوبري على هذه الإشارة. وقد نحا هذا النحو [بعض ~~أهل أفقنا] وهو أبو علي الحسن بن حسان المعروف بالسناط فقال: # أدر كأسيك يا قمر الندي ... فقد نام الخلي عن الشجي # كفى بك والمدامة لي صباحا ... يفرق عسكر الليل الدجي # فخذ ذهبا ورد له لجينا ... تكن في النقد أربح صيرفي وقول ابن المعتز " ~~والقلب منه حجر " ... البيت، كقول المؤمل المحاربي: # PageV01P512 # فما اكترثت ... يا قلبها أحديد أنت أم حجر - وبعده: # إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فتأتيكم فنعتذر ms0271 وقال ابن برد: # بخداع عللوه ... وبهجر وصلوه # لم يبالوا يوم صد ... أي وجد حملوه # أخرجوه عن محل ... للتسلي دخلوه # بلغوا فيه الأعادي ... كل شيء أملوه # رب ستر للتصابي ... فوقه قد سدلوه # وسنا نار حميا ... في الدجى قد أشعلوه # كلما سقوه كأسا ... إثر كأس قتلوه # وهلال بشري ... بنجوم كللوه # في بهيم من ظلام ... بسناه حجلوه # نشطوه ثم لما ... لان عظفا أخجلوه # عذلوه عن وصالي ... حسدا ثم ولوه # إنما حبي فيكم ... مثل ما قد سألوه # PageV01P513 # وذكرت بهذه القطعة قطعة على وزنها ورويها، ويتعلق بها خبر من سيء الأخبار ~~وشرها. قالوا: كان الأمين محمد بن هارون يوما على بركة ماء وقد عضه ببغداد ~~الحصار، وأخذت عليه الأقطار، إذ دخل عليه غلامه كوثر الخادم الوسيم، وكان ~~له من حبه جزء مقسوم، وقد أصابه سهم خرق حجاب قلبه فخر لحينه، فجزع عليه ~~الأمين جزعا كان دونه الجنون: ثن قال: # قتلوا قرة عيني ... ومن اجلي قتلوه # يا هلال الدجن قل لي ... ما لقومي جهلوه - # طلع البدر نهارا ... فلذا لم يعرفوه # أخذ الله لقلبي ... من أناس خرقوه! وذكر بعض الرواة أن أبا محمد التيمي ~~زاد في هذه الأبيات فقال: # من رأى الناس له فض ... لا عليهم حسدوه # مثلما قد حسد القا ... ئم بالملك أخوه وفي غلامه كوثر يقول، وقد نظر إلى ~~طولع البدر، وهو يشرب على الفسطاط: # PageV01P514 # وصف البدر حسن وجهك حتى ... خلت أني وما أراك أراكا # وإذا تنفس النرجس الغض ... توهمته نسيم شذاكا # خدع للمنى تعللني في ... ك بإشراق ذا ونكهة ذاكا # لأقيمن ما حييت على الشك ... ر لهذا وذاك إذ حكياكا وهو القائل فيه حين ~~يئس من نفسه: # يا كوثري من ملكي إلا الذي ... تراه والجسران والماطر وقال ابن برد: # أسمر في اللون ولكنه ... قد وقف الصبح على الإفتضاح # يا عجبي من شادن أهيف ... يطارد الخيل ويثني الرماح # إذا مشى والجيش قدامه ... صاح عليه حسنه: لا براح وذكرت بهذا المعنى قول ~~محمد بن هانئ وإن لم يكن به فيتطرف المغزى [بنا] إليه: # قمر لهم قد ms0272 قلدوه صارما ... ولو انصفوه قلدوه كوكبا # جاءوا به من بعد أن حشدوا له ... من ردفه جيشا لئلا يغلبا # PageV01P515 # وكأنما طبعوا له من لحظه ... سيفا رقيق الشفرتين مشطبا # خالسته نظرا وكان موردا ... فاحمر حتى كاد أن يتلهبا # هذا طراز ما العيون كتبنه ... لكنه قبل العيون تكتبا # صفة تحير بعضها في بعضها ... حتى غدا التوريد فيها مذهبا وقال ابن برد: # زدتك ذلا فزدت تيها ... واخطة ذل من يليها! # ليتك حملت بعض ما بي ... فذقت ما ذقت منك فيها # يا شاعر الحسن بي ترفق ... لا تقتلني به بديها @ومن شعره في سائر الأوصاف # قال: # ويوم تفنن في طيبه ... وجاءت مواقيته بالعجب # تجلى الصباح به عن حيا ... قد أسقى وعن زهر قد شرب # وما زلت أحسب فيه السحا ... ب ونار بوارقها تلتهب # بخاتي توضع في سيرها ... وقد قرعت بسياط الذهب يناسب معنى البيت الثاني ~~منها قول ابن حمديس الصقلي: # من قبل أن ترشف شمس الضحى ... ريق الغوادي من ثغور القاح وقوله: " بخاتي ~~توضع في سيرها " ... البيت، يشبه قول الآخر من أناشيد أبي علي البغدادي: # PageV01P516 # حتى إذا ما رفع لآل الضحى ... حسبته سلاسلا من الذهب وقد قال بعض أهل ~~عصرنا وهو أبو بكر ابن بقي فذهب به مذهبا عجيبا، وولد معنى غريبا: # يا لك من برق ومن ديمة ... خلتهما في ليلي العاتم # سوطا من العسجد تومي به ... كف النجاشي إلى حاتم وقال ابن برد: # رضابك ري لمن قد عطش ... وقربك أنس لمن قد وحش # وكم ليلة جلتها فانجلت ... إلى مدنف زرته فانتعش # وقد فتح الأفق للناظرين ... عن شهلة الصبح هدب الغبش وينظر هذا إلى قول ~~المعري: # وصبح قد فلينا الليل عنه ... كما يلفى عن النار الرماد وقال ابن برد: # عارض أقبل في جنح الدجى ... يتهادى كتهادي ذي الوجى # أتلفت ريح الصبا لؤلؤه ... فانحنى يوقد عنه السرجا # PageV01P517 # وكأن الرعد حادي مصعب ... كلما صال عليه وسجا # وكأن البرق كاس سكبت ... في لهاة المزن حتى لهجا # وكأن الجو ميدان وغى ... رفعت فيه المذاكي رهجا ومعنى البيت الثاني من ms0273 ~~هذا كقول ابن المعتز، وهو من أحسن ما قيل في الصبح: # والصبح يتلو المشتري فكأنه ... عريان يمشي في الدجى بسراج وقال تميم بن ~~المعتز: # وكأن الصباح في الأفق باز ... والدجى بين مخلبيه غراب وقال البحتري: # والصبح يلمح من خلال سحابه ... كالماء يلمع من خلال الطحلب وقال ابن برد: # سقاني وجفن الليل يغسل كحله ... بماء الصباح والنسيم رقيق # مداما كذوب التبر أما نجارها ... فضخم وأما جرمها فدقيق # PageV01P518 # وقال أيضا: # وكأن الليل حين لوى ... هاربا والصبح قد لاحا # كلة سوداء حرقها ... عامد أسرج مصباحا وقال أيضا: # تأمل فقد شق البهار مغلسا ... كمائمه عن زهره الخضل الندي # مداهن تبر في أنامل فضة ... على أذرع مخروطة من زبرجد وقال: # سقى جوف الرصافة مستهل ... تؤلف شمله أيدي الرياح # محل ما مشيت إليه إلا ... مشى في ابتهاجي وارتياحي # كأن ترنم الأطيار فيه ... أغان فوق أوتار فصاح # كأن تثني الأشجار فيه ... نصل عذارى قد شربن سلاف راح # كأن الجدول المنساب نصل ... صقيل المتن هز إلى كفاح # كأن رياضه أبراد وشي ... تعطف فوق أعطاف ملاح وقال: # يا نعمة من عشي غاب حاسده ... وصح فيه اجتماع دون تشتيت # PageV01P519 # [رحنا إلى النهر والأرواح لاعبة ... بموجه بين إحياء وتمويت] # ولاح في الماء منه منظر حسن ... حبست مني عليه طرف مبهوت # كأنما هو من صافي اللجين وقد ... ذابت على متنه زرق اليواقيت وقال يصف ~~كلف البدر: # والبدر كالمرآة غير صقلها ... عبث العذارى فيه بالأنفاس # والليل ملتبس بضوء صباحه ... مثل التباس النفس بالقرطاس ورأيت ابن برد قد ~~ذكر في كتابه أنه لم يسمع فيه لأحد شيئا، وابن المعتز القائل في وصف ~~الفرند: # جرى فوق متنه الفرند كأنما ... تنفس فيه القين وهو صقيل قال أبو الحسن: ~~وإذ قد انتهينا إلى ذكر البدر فنلمع بشيء مما قبل فيه من مقطوعات وأبيات ~~لها موقع بهذا الموضع، لمحدثين متقدمين ومعاصرين: # قال ابن المعتز: # انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر # PageV01P520 # وسمع ابن الرومي هذا التشبيه فقال: أنا لم أر قط زورقا من فضة، وإنما ms0274 أصف ~~ما شاهدته، وأشبه بما عاينته، قال: # ما أنس لا أنس خبازا مررت به ... يدحو الرقاقة وشك الملح بالبصر # ما بين رؤيتها في كفه كرة ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر # إلا بقدار رؤيتها في كفه كرة ... في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر [وقال ~~المعري: # ولاح هلال مثل نون أجادها ... بذوب النضار الكاتب ابن هلال] وقال: # وكأن الهلال يهوى الثريا ... فهما للوداع معتنقان وقال ابن المعتز: # مثل القلامة قد قدت من الظفر ... # PageV01P521 # وقال أبو المغيرة ابن حزم: # لما رأيت الهلال منطويا ... في غرة الفجر قارن الزهره # شبهته والعيان يشهد لي ... بصولجان أوفى لضرب كره وله: # قلبي وقلبك لا محالة واحد ... شهدت بذلك بيننا الألحاظ # فتعال فلنعظ الحسود بوصلنا ... إن الحسود بمثل ذاك يغاظ وله إلى من ودعه، ~~وأودعه من الجوى ما أودعه: # يا من حرمت وصاله أو ما ترى ... هذي النوى قد صعرت لي خدها - # زود جفوني من جمالك نظرة ... فالله يعلم إن رأيتك بعدما قال ابن برد: ~~ولما مات محمد بن ربيب، صنيعة أبي الأحوص وأبي عتبة، وورد الخبر قرطبة، ~~سألني أبو عامر بن شهيد رثاءه ووصف علته، وكانت العلة الكبرى، فقلت: # سيروح المرء إن لم يغتد ... والمنايا للفتى في مرصد # مات من كنا نراه أبدا ... بارئ النفس عليل الجسد # بحر سقم ماج في أعطافه ... فرمى في جلده بالزبد # كان مثل السيف إلا أنه ... حمل الدهر عليه فصدي # PageV01P522 # وكأن المرء لم يحم الأذى ... لائذ منها بثنيي زرد # ينثني الإخوان عنه جانبا ... ويفل الدهر قصد العود # وترى المشفق عنها ينزوي ... وترى الآنف منها يفتدي ومن بدائعه العقم، ~~المستنزلة للعصم، وما أرى أبا الحسن تجافى عنها غاضا منها، لكن قدر أعجله، ~~أو زمن لم يسمح له، ولأمر ما عطل هذا الورق، وأحال على الأيام أن تستنطق، ~~فالحمد لله الذي لم يثكلنا بها، ويسرنا لاكتتابها. # رسالة في السيف والقلم وكتبها إلى الموفق أبي الجيش مجاهد، يقول فيها: ~~أما بعد حمد الله بجميع محامده وىلائه، والصلاة على خاتم أنبيائه، فإن ~~التسابق من جوادين سبقا في ms0275 حلبة، وقضيبين نسقا في تربة؛ والتحاسد من نجمين ~~أنارا في أفق، وسهمين صارا على نسق؛ والتفاخر من زهرتين تفتحتا من كمامة، ~~وبارقتين توضحتا من غمامة، لأحمد وجوه الحسد، وإن كان مذموما مع الأبد. ~~وربما امتد أحد الجوادين بخطوة، أو خص أحد القضيبين بربوة، أو كان أحد ~~السهمين أنفذ مصيرا، أو راح أحد النجمين ضوأ تنويرا، أو غدت الزهرتين أندى ~~غضارة، أو أمست إحدى البارقتين أسنى إنارة؛ فالمقصر يرتقب تقدما، وتقارب ~~الحالتين في المجانسة يشب نار المنافسة، وإن حال بينهما قدح النقاد، وقبح ~~تحاسد الأضداد. # وإن السيف والقلم لما كانا مصباحين يهديان إلى القصد، من بات يسري إلى ~~المجد، وسلمين يلحقان بالكواكب، من ارتقى لساميات المراتب، وطريقين يشرعان ~~نهج الشرف لمن تقوى إليه، ويجمعان شمل الفخر لمن تأشب عليه، ووسيلتين ~~يرشفان العلى فم عاشقها، ويبسطان في وصال المنى يد وامقها، وشفيعين لا يؤخر ~~تشفيعهما، ومجمعين لا يفرق تجميعهما، جررا أذيال الخيلاء تفاخرا، وأشما ~~بأنف الكبرياء تنافرا، وادعى كل واحد منهما أن الفوز لقدحه، وأن الوري ~~لقدحه، وأن الدر من أصدافه، وأن البكر من زفافه، وأن البناء من تشييده، وأن ~~الملاء من تعضيده، وأن كباء الثناء # PageV01P523 # موقوف على مجامره، وأن خطيب الفخر محبوس على منابره، وأن حلل المآثر من ~~نسيجه، وأن أفراد المفاخر من تزويجه. وحين كشف الجدال قناعه، ومد الخصام ~~ذراعه وهز الإباء من عطفه، وأشم الأنف من أنفه، قاما يتباريان في المقال، ~~ويتساجلان في الخصال، ويصف كل واحد منهما جلال نفسه، ويذكر فضل ما اجتني من ~~غرسه، ويبأى بمنقبة نافرت السها، ومرتبة ريضة خيسها، ورياسة من ذوائب ~~الجوزاء صادها، ونباهة في صهوة العيوق أفادها. # فقال: ها، الله أكبر! أيها المسائل بدءاص يعقل لسانك، ويحير جنانك، ~~وبديهة تملأ سمعك، وتضيق ذرعك. خير الأقوال الحق، وأحمد السجايا الصدق. ~~والأفضل من فضله الله عز وجل في تنزيله، مقسما به لرسوله، فقال: {ن. والقلم ~~وما يسطرون} (القلم: 1) ، وقال: {أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم} ~~(العلق: 4) فجل من مقسم، وعز من قسم، فما تراني، وقد ms0276 حللت بين جفن الإيمان ~~وناظره، وجلت بين قلب الإنسان وخاطره - لقد أخذت الفضل برمته، وقدت الفخر ~~بأزمته. # فقال السيف: عدنا من ذكر الطبيعة إلى ذكر الشريعة، ومن وصف الخصلة إلى ~~وصف الملة، لا أسر ولكن أعلن، قيمة كل امرئ ما يحسن. إن عاتقا حمل نجادي ~~لسعيد، وإن عضدا بات وسادي لسديد، وإن فتى اتخذني دليله لمهدي، وإن امرءا ~~صيرني رسيله لمفدي؛ يشق مني الدجى بمصباح، ويقابل كل باب بمفتاح. أفصح ~~والبطل قد خرس، وأبتسم والأجل قد عبس؛ أقضي فلا أنصف، وأمضي فلا أصرف؛ أزري ~~بالوفاء، وأهتك اللأمة هتك الرداء. # فقال القلم: نعوذ بالله من الحور بعد الكور، وقبحا للتحلي بالجور. وتسود ~~ما بيض الصفاء، وتكدر ما أخلص الإخاء، وتوكد أسباب الفتن، وتضرب بقداح ~~الفتن. الحق أبلج، والباطل لجلج، إن فإنها في قدحها لمأمونة الطائر، محسود ~~الباطن والظاهر. أحكم فأعدل، وأشهد فأقبل؛ وترحل عزماتي شرقا # PageV01P524 # وغربا ولا أرحل؛ أعد فأفي، وأستكفى فأكفي، أحلب الغنى من ضروعه، واجتني ~~الندى من فروعه. وهل أنا إلا قطب تدور عليه الدور، وجواد شأوه يدرك الأمل، ~~شفيع كل ملك إلى مطالبه، ووسيلته إلى مكاسبه؛ وشاهد نجواه قبل كل شاهد، ~~ووارد معناه قبل كل وارد. # فقال السيف: يالله! استنت الفصال حتى القرعى، ورب صلف تحت الراعدة؛ لقد ~~تحاول امتدادا بباع قصيرة، وانتفاضا بجناح كسيرة. أمستعرب والفلس ثمنك، ~~ومستجلب وكل بقعة وطنك - جسم، ودمع بار، تحفى فتنعل بريا، حتى يعود جسمك ~~فيا، إن الملوك لتبارد إلى دركي، ولتتحاسد في ملكي، ولتتوارثني على النسب، ~~ولتغالي في على الحسب؛ فتكللني المرجان، وتنعلني العقيان، وتلحفني بخلل ~~كحلل، وحمائل كخمائل، حتى أبرز براز الهندي يوم الجلاء، والروض غب السماء. # فقال القلم: من ساء سمعا ساء إجابة. أستعيذ بالله من خطل أرعيت فيه ~~سوامك، وزلل افتتحت به كلامك؛ إن ازدراءك بتمكن وجداني، وبخس أثماني، لنقص ~~في طباعك، وقصر في باعك؛ ألا وإن الذهب معدنه في العفر، وهو أنفس الجواهر، ~~[والنار] مكمنها في الحجر، وهي إحدى العناصر، وإن الماء وهو الحياة، أكثر ~~المعايش وجدانا ms0277، وأقلها أثمانا، وقلما تلفى الأعلاق النفيسة، إلا في ~~الأمكنة الخسيسة. وأما التعري، فغنينا بالجمال عن جر الأذيال؛ وهل يصلح ~~الدر حتى يطرح صدفه، أو يبتهج الإغريض حتى يشذب سعفه، أم يتلألأ الصبح حتى ~~تنجلي سدفه - إن الضحاء # PageV01P525 # للرجال معروف. وإن الخفر على النساء موقوف. ولولا جلاء الصياقل صدأك ~~لأسرعت ذهابا، وعدت مع التراب ترابا. # فقال السيف: جعجعة رحى لا يتبعها طحن، وجلجلة رعد لا يليها مزن، في وجه ~~مالك تعرف أمرته؛ وجه لئيم، وجسم سقيم، وغرب يفل، ودم يطل، ودموع سجام، ~~كأنهن سخام، ورأس يتقلقل فيه لب، وجوف لم يتخضخض فيه قلب، أوحش من جوف ~~العير، يشهد عليه كثرة الجور بقلة الخير. فهب من نومك، وأفطر من صومك، ~~وتحكم بطرف نظار، في جسم ماء وحلة نار. إن امتضاني جاهل، أوهمته أني سائل، ~~ففر خوفا أن يغرق، وولي حذرا أن يحترق؛ في بحر زبده الشعل، وبرق سحابه ~~الخلل. لو انتضت والشم كاسفة لم ينظر وقت تجليها، أو السنون مجدبة أيقن ~~بالحيا راعيها. قد خط الفرند في صفحتي أمثال صغار الخيلان، في البيض من ~~صفحات الحسان. أكرع يوم الوغى في لبة البطل، فأعود كالخد كسي صبغ الخجل، ~~كأنما اشتملت بالشقيق، أو شربت ماء العقيق. # فقال القلم: إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا. ما كل بيضاء شحمة ولا كل ~~سوداء تمرة. إن ماءك السائل الجامد، وإن جرمك الملتهب لبارد، ولن يغرق فيه ~~حتى تكرع في السبسب العطاش، ولن يحترق به حتى يقع في نار الحباحب الفراش، ~~فأقصر عن جفنك من العمى رواقا، واحلل من خصرك للجهل نطاقا، يسفر البلاء لك ~~عن قضيب عاج، ولسان سراج، وقدح ورق جلل بالعقيان، وحلة نرجس فوق جسم ~~أقحوان؛ لليل في فوديه لطخ، وللمسك في صدغيه نضخ. أنجلي عن المهارق، انجلاء # PageV01P526 # الغمام عن الحدائق، وأرقم في بطون الصحف، مالا يرقم الربيع في الروضة ~~الأنف، من منمنم يختال بين مسهم، ومعضد فوق مسرد. # ولما كثر تعارضهما، وطال تراوضهما، وقابل كل واحد منهما بجمعه جمعا، وقرع ~~بنبعه نبعا، ولم ينثن ms0278 أحد الصارمين كهاما، ولا ارتد أحد العارضين جهاما، ~~تبادرا إلى السلم يعقدان لواءهما، وإلى المؤالفة يردان ماءها؛ وقالا إن من ~~القبيح أن تتشتت أهواؤنا، وتتفرق آراؤنا، وقد جمعنا الله في المألف الكريم، ~~وأحلنا بمحل غير ذميم، بأعلى يد نالت آمالها، ووافت المطالب في أوطانها، ~~ولم تقابل بابا مغلقا إلا قرعته، ولا حجابا مضلعا إلا رفعته، ولا جدا عاثرا ~~إلا أقالته، ولا أملا غائرا إلا أسالته - تلك يد الموفق أبي الجيش مولى ~~المعالي ومسترقها، ومستوجب المكارم ومستحقها، العاقد لواء المجد بذوائب ~~السماك، والمطل بفخره على الأفلاك، والمقدم إذا أحجمت الأبطال، والضاحك إذا ~~بكت الآجال، والساري إلى العلياء إذا أدلج الكرام، والمسهد في الآراء إذا ~~هجد الأنام، والطالب ثأر العديم بجوده، والمشفع النيل بمزيده، والمسعف ~~لميعاده، والمخلف لإيعاده، والمجري في ذاويات الهمم ماء، والمطلع في ظلمات ~~الآمال سناء. فإذا قد عدل بيننا بكمه، يوم وغاه ويوم سلمه، فجاوز بك حد ~~المسالمة، وجاوز بي حد المشارسة، ولم يثنك حتى بلغ مناه، ولم يثنني حتى ~~وافق، ولم يقصر بي عن غاية بلغك إليها، ولم يقدمك إلى مرتبة أخرني عنها، ~~فأجمل رداء نرتديه، وأفضل حذاء نحتذيه، وأهدى سبيل نقصده، وأصفى منهل نرده، ~~مؤالفة نجرر ذيلها، ونميل ميلها، ومعاشرة نتجانى ثمارها، ونتعاطى عقارها، ~~وذنوب نخلي أوطانها، ونهدم بنيانها، ودمن نعفي دمنها، ونرد في أجفانها ~~وسنها. # ثن ثقال القلم: إن مما نبرم به عقدنا وننظم عقدنا، ويستظهر به بعضنا على ~~بعض، إن حالت حال، كان للدهر انتقال، أن نخط كتابا مصيبا، يكون لنا منابا ~~وعلينا رقيبا، فقد يدب الدهر بعقاربه، بين المرء وأقاربه، ويسعى بالنميمة، ~~بين الفرعين من الأرومة. # فقال السيف: أنت والبيان، وجريا والميدان. فقال القلم: إن النثر في ذلك ~~مثل # PageV01P527 # يسير، وإن الشعر في ذلك ذكر خطير، وإن لشدو الحادي، وزاد الرائح والغادي. ~~وأختاره على النثر، تنويها بالذكر، فقال: # قد آن للسيف ألا يفضل القلما ... مذ سخرا لفتى حاز العلى بهما # إن يجتنى المجد غضا من كمائمه ... فإنما يجتنى من بعض غرسهما # ما جاريا أملا ms0279 فوافيا أمدا ... إلا وكانت خصال السبق بينهما # سقاهما الدهر من تشتيته جرعا ... ولليالي صروف تقطع الرحما # حتى إذا نام طرف الجهل وانتبهت ... عين النهى قرعا سنيهما ندما # راحا بكف أبي الجيش التي خلقت ... غمامة كل حين تمطر النعما # فعاد حلبنهما المنبت منعقدا ... وراح شملهما المنفض ملتئما # يا أيها الملك السامي بهمته ... إلى سماء علا قد أعيت الهمما # لولا طلابي غريب المدح فيك لما ... وصفت قبل علاك السيف والقلما # وإنما كان تعريضا كشفت به ... من البلاغة وجها كان ملتثما: # أما بعد - جعلك الله من المؤثرين على أنفسهم والموقين شحها، والمنجزين ~~لمواعيدهم والمعطين صدقها - فقد علمت ما سلف لنا في العام الفارط من عتابك، ~~ولبسنا شكته من ملامك، لما كتمتنا صرام النخلة التي هي بأرضنا إحدى ~~الغرائب، وفريدة العجائب، هربا من أن نلزمك الإسهام في رطبها، وحرصا على ~~تمام لذة الاستبداد بها، وقلت، وقد سألناك من جناها قليلا، ورجونا أن ~~تنيلنا منها ولو فتيلا: لو علمت أن لكم به هذا الكلف، وإليه هذا النزاع، ~~لأمسكته عليكم وجعلت حكم جداده إليكم؛ ولكنها إن شاء الله في العام الآنف ~~غلتكم، عتاد نفيس لكم، وذخر حبيس عليكم. # فأما نحن فرسمنا تلك العدة في سويداوات قلوبنا، ووكلنا بها حفظة خواطرنا؛ ~~وأما أنت فهلت عليها التراب، وأسلمتها إلى يد البلى. حتى إذا أخذت الأرض ~~زخرفها # PageV01P528 # وأزينت زينتها، وبلغت غايتها، وأشبع صبغها، وأحكمت الشمس نضجها، دببت ~~إليها بصرامك، ومشيت نحوها الجهر بجرامك، على حين نام السمار، وغفلت الجارة ~~والجار، وأبت بها إيابة الأسد بفريسته، وتحكمت فيها تحكمه في عنيزته. # ولما رأينا على ذلك طلائع الرطب في الأسواق، والجني من بكر النخيل على ~~الأطباق، هزت جوانحنا ذكر العدة، وقلقل أحشاءنا حذر الخيبة، فركضنا ~~الهماليج إلى حرمتك، وجعلنا نشتد طمعا في لقائك، فلما غشينا الجهة تلقانا ~~فتى وضاح الجبين، آخذ بالعيون، في وجهه للأدب شاهد، وبين عينيه من الظرف ~~رائد، فقال: بأبي أنتم، وعين الله تكلؤكم حيث كنتم، أراكم ناشدي ضالة أو ~~مستدركي سيب فائت، فاسألوا فربما سقطتم على الخبير ms0280، وشاوروا فالمشورة تفتح ~~غلق الأمور. فقلنا له: بآبائنا أنت، إنا لنرجو بيمن لقياك ظفرا بالمطلب، ~~ونجحا في المذهب. جارك وصديقنا الذي نحن تلقاء منزله، وفي حاشية محله، ~~وعدنا منذ عام بأن يسهم لنا في جنى نخلة لديه، لم تتفقأ تربة هجر عن مثلها، ~~ولا أوت قماري بصرى إلى شكلها، فجئناه لنأكل منها وتطمئن قلوبنا، ونعلم أن ~~قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين. # قال الفتى: يا لإخواني في الخيبة، وشركائي في فوت الأمل؛ أنا ساكن المحلة ~~التي منبت هذه النخلة في ساحتها، وقد صرمها منذ خمسة عشر يوما؛ ولقد كنت ~~قبل صرامها أمنحها نظر العاشق إلى المعشوق، فإذا رأت الطير وهي على سعفها ~~ما أواصل إليها من لحظاتي، وأتابع عليها من زفراتي، رمتني بأفراد من رطبها ~~أحلى من شفاه العذارى. وأنا اليوم أبكي منها ربعا خاليا، وبعد ثالثة أغدو ~~عنها جاليا. # PageV01P529 # فما هذا الخيس أبا عبد الله بعهدك، وما هذه الربدة في وجه عدوك، وما هذا ~~الاستئثار على إخوانك المؤثرين لك - إن كنت لم تحضرنا يوم صرامها لنحتكم ~~على قولك فيها، ونأخذ معك بأجزل الأقسام منها، فالعذر لا يضيق عنك، واللوم ~~لا ينبسط إليك. هات مما ذخرته لساعات تفكهك، أسهم لنا فيما اعتدته ليوم ~~نوروزك. لم يكن جناها بنزر فيقتسمه الإهداء، ولا بدون فتطيب عنه النفس. ولا ~~تخش منا ما أفسد به حين قال لهم: " أكلتم تمري وعصيتم أمري "، إذا نحن ~~أكلنا منها فمرنا نناصب عنك أعداءك برا وبحرا، ولا نعص لك أمرا. # جلعنا الله فداك: نحن عصابة نتحلى بأدب، وننتمي إلى حظ غريب وصياغة قريض. ~~وربما لم تصدق في هذا الطريق مضاءنا، ولا قبلت يقينا غناءنا؛ فأدرنا أن نصف ~~لك شيئا من كلام العرب في النخل وبدء نباته، والتمر حالاته، فإن سرك ما ~~جئنا به، وراقك ما أفضنا فيه، جعلت جوائزنا تمرا، وكان ذلك لنا أجرا. # نعم، تقول العرب لصغار النخل: الجثيث، والودي، والهراء، والفسيل، ~~والأشاء، والكافور، والضمد، والإغريض. فإذا انعقد سمته السياب، فإذا اخضر ~~قبل أن يشتد سمته الجدال ms0281، فإذا عظم فهو البسر، فإذا صارت فيه طرائق فهو ~~المخطم، فإذا تغيرت البسرة إلى الحمرة فهي شقحة، فإذا ظهرت الحمرة فهي ~~الزهو وقد أزهى، فإذا بدت فيه نقطة من الإرطاب قيل وقد وكت، هي بسر موكتة، ~~فإذا أدرك حمل النخلة فهو الإناض، فإذا أتاها التوكيت من قبل ذنبها فهي ~~مذنبة، فإذا بلغ الإرطاب نصفها فهو المجزع والمجرع، لغتان، فإذا بلغ ثلثيها ~~فهي حلقانة، فإذا جرى الإرطاب فيها كلها فهي منسبتة. # PageV01P530 # فيا أبا عبد الله أمجدنا رطبا، نمجدك خطبا. هذا قليل من كثير، وثماد من ~~بحور، وليس يطيب وصفنا نظما ونثرا لمناقب هذه النخلة إلا بعد اختيارنا ~~منها، وفوز قداحنا بها. إذا أنت فعلت فكلفنا فيها خاصة ما تكلفه عمرو بن ~~بحر الجاحظ في نخل الدنيا عامة نأتك به، ونربي فيه عليه. ولعلك تحب أن تسمع ~~شيئا من منظوم الكلام في النخل يذيب من جمودك، ويولد عقيم جودك، فالمنظوم ~~خداع بحسنه، مستميل بطنه. أنشد الأصمعي لأبي الغفار الرياحي: # غدت سلمى تعاتبني وقالت ... رأيتك لا تريغ لنا معاشا # فقلت لها أما تكفيك دهم ... إذا أمحلت كن لنا رياشا # بوارك ما يبالين الليالي ... ضربن لها وللأيام جاشا # إذا ما القاريات طلبن مدت ... بأسباب ننال بها انتعاشا # ترى أمطاءها بالبسر هدلا ... من الألوان ترتعش ارتعاشا هذا وإنا لنخشى ~~أنك أزيد تماديا في أمرك، وأعظم شحا على تمرك، إراغة المعاش ومعالجة ~~الاقتيات. فقال لها: في النخل التي رزقنا الله كفاف من العيش كاف، وبلغة من ~~القوت مقنعة. ثم أعظم من أمرها بدنو طعامها في الجدوب، وصبرها لتصرف ~~الليالي والأيام. وما ترى أرسل هذه الأبيات على ألسنتنا إلا شيطان قد شكا ~~إليك عسرة فأنلته بسرة. فهو يحب إبقاءنا عندك، ودفع متطفلي الإخوان عنك؛ ~~فلعن الله الشيطان وأعاذنا منه، وصلى الله على محمد ولا صدنا عنه، فإنه ~~يقول: " نعمت العمة لكم النخلة "، والخطاب لجميع المسلمين. وأنت قد استوليت ~~على عمة من عماتهم، تستبد بخيرها دونهم، وتمسك معروفها عنهم. ونحن رجال من ~~بني أخيها أتينا نعتقها، فإن أنت ms0282 سويتنا مع نفسك فيما تدر به عليك، وتملأ ~~منه يديك، وإلا نافرناك إلى السلطان، وألبنا عليك أبناء الزمان، ونستغفر ~~الله ونسأله أن يبدلنا من بخلك نوالا، وبمطلك إعجالا. # ورسالة سماها بالبديعة في تفضيل أهب الشاء على ما يفترض من الوطاء، يقول ~~فيها: ألهمك الله مراشد الأمور، ومنحك صواب التدبير، وعرفك # PageV01P531 # من بركة التواضع ما يدخلك في أهله، وقبح إليك من نقيضه الكبر ما يعدل بك ~~عن سبله، وجعل أحب أسباب معايشك إليك، ما عاد قليله بكثير المنفعة عليك. ~~وما دعائي هذا بحق استوجبته بالتسليم لمن إلى الدنيا سبقك، وإلى باكورة ~~التجارب مد يده قبلك، ولكنه عرض لمحاسن الأخلاق عليك، وضراب عن وجه ~~المعاتبة لك، في الهوة التي كانت منك. وإني وإن كان شأو سني أمد، وساعد ~~زمني أشد، وكنت بالأيام أقطن، ولمسائل تجاريبها أفطن، فما احب أن أقتني ~~الخمر بالربا، ولا أن أجزع عن أحمد أخلاق أهل الفتا، فأحتج عليك معنتا، ~~وأرادك القول مجملا، استطالة بأبهة الكبر عليك، وأنسا إلى مساعدة الجاهلين ~~فيك، على ما عليه اليوم أقوام أساءوا تدبيرهم، وجهلوا مقاديرهم، ورأوا ~~لأنفسهم من الحق ما لم يجعلهم الله له أهلا، ولا أسلكهم منه حزنا ولا سهلا. ~~وإن طالت مناقلتنا الكلام، وامتد لنا ميدان الخصام، فلا تحسبني منهم، ولا ~~تنظمني في سلكهم، وانثن من دوحة كلامك على أي غصن شئت، وانعطف من جداول ~~معانيك في أي جزع أحببت. # عبتني - أعزك الله - بارتخاص الأشياء ومقا في الشراء، وقلت: لم تؤثر ذلك ~~إلا اللؤم الخليقة، والهمة الدقيقة، وإلا فالشيء ربما غولي في ثمنه لطول ~~الاستمتاع به، وتعرف نماء فائدته، وربما مالت نفس الحريص إلى الرخيص، فطال ~~بقاؤه معه، وبلغ في التعويض منه أضعاف الذي كان استشنعه، ونامت هناك عين ~~الرأي، واحتجب دونك وجه النظر. وسأفسح للكلام ميدانا، وأنثر عليك من ~~الألفاظ مرجانا، وأعاطيك من سلاف المعاني أكواسا، وأشمك من روض البيان آسا، ~~وأريك صورة الحسنة في جمالها، وأعطيك الحلية بزمامها، فلعلك أن تكون سلس ~~الرجوع إلى الحق، ملوي ثني العنان عن ms0283 التمادي في الباطل، فنروح مشكورين: ~~أنت على الاستماع وأنا على الإفهام. # جل ما له عبت، وفيه قلت ورددت، وبه أبدأت وأعدت، [من] إيثاري في الصيف ~~والشتاء، اهب الشاء، ومراوحتي منها في البرد والحر، بين البطن والظهر. وأي ~~بساط منها أدل عل التواضع وأعرب عن القناعة، وأدفأ في السبرة، وألين في ~~المس، وأخف في المحمل، وأمكن للنقلة، وأوفق لمقدار الحاجة، وأجدر بطول ~~المتعة # PageV01P532 # وأبقى على حدث الدهر، وأغنى عن تكلف التبطين ومراعاة الترفيع، والمحافظ ~~على الطي والنشر - تجد على الابتذال، وتعتق مع الامتهان، ولا تحوجك إلى ~~خياط ينازلك في السوم، ويخجلك أما القوم، تنتح جبينك بعرق الاختلاف إليه، ~~وذل التكرر عليه، وهو تبحبح في دكانه، واشتغل عن سوء مقامك باستطالة محادثة ~~صبيانه. ثم لعل القمل الذي يكون لم يحضرك، فتشمت العدو بنفسك، وتبدي ما كان ~~مستورا من مالك. هذه بأنفسنا مكتفية، وعن سواها مستغنية، مع صيانة المروءة ~~ووقاية ماء الوجنة. إن قلبتها لبطونها شتوت على وثارة، أو صرفتها لظهورها ~~صفت في لدونة. للعيال فيها - فضلا عنك - على تقادم العهد ووقوع الاستبدال، ~~أكبر عون وأكمل انتفاع، في التمهيد للطفل الصغير، واستعمالها في أبي الخمير ~~في سحرة الليلة القرة. فإن دعتك حاجة نفسك إلى البكور بالغداة، فقد وجدت من ~~ذلك نعم المعين، وإن أدلج إليك ضيف يكرم عليك، لم يكن بحضوره لوقته عندك ~~منفس تقيسه به وتقرنه معه. # وبعد، فإنك لا تتكلف شراءها إلا في وقت تتقرب إلى ربك به، وتستجزل من ~~كريم ثوابه عليه، لأنك تستعملها في أضحيتك التي ترجو بركتها، وتأخذ نسيئة ~~إليها فيها، فتنفلك أجر أخراك، وتعجل لك منفعه دنياك. ثم أن جردتها مع ~~الأعوام فتجرد آخر استئناف منفعة، فهي أيمن قعيد لك، وأغبط كائن معك. # وباب الارتخاص الذي نعيت علي هاهنا، باب قد قامت الدلائل على فضله، وكان ~~له ظهري من نفسه. فغال ولو في درانك عبقر، ورفرف تستر، فلن تبلغ من هذه ~~الفضيلة، ولن تحظى بمثل هذه المزية، مع قلة المؤنة ونزارة الكلفة. # ثم أعلن أنها من معاهد ms0284 صالحي السلف ورؤساء الحكمة، الذين كانوا بالدنيا ~~أعرف، وعن زخارفها أعزف، جاءت بذلك الأخبار، ونقله الخيار. ولم يجعل الله ~~عز وجل من هذا الجنس أقرب قربان فدى به ابن خليله، وسماه ذبحا عظيما في ~~تنزيله، إلا لسر من فضله سبق في علمه. # فإن قلت: لا ترى صنفا من الناس أكثر افتراشا لها من المعلمين، وقد قيل إن ~~الثقل لا يرضى عندهم، فكيف تسلم في حسن الاختيار لهم، واختيار المرء قطعة ~~من عقله، وعيار على نقصه أو فضله - قلت لك: الصوف تجمع أنت وكل ذي معرفة ~~على أنه زي # PageV01P533 # النساك، ولباس المنقطعين للتعبد، وعمدة الطراز الأول من السلف. فإن قلت: ~~وهاهو في جزيرتك زي رهبان البيع وأرباب الخانات، وهم أضعف الناس أحلاما ~~وأدناهم طينة، والقائلون بأن الله ثلاثة - تعالى الله عما يقول الظالمون ~~علوا كبيرا. فجملة القول في هذا المعنى أنه لم يحجب الله تعالى وجوه ~~المعاش، التي يصحبها جميل النظر، ويلوح عليها سيما البركة عن جنس من خلفه ~~دون جنس، ولا أبداها إلى صنف وحجبها عن صنف، بل ألهم الكل إلى رشده، وعرفه ~~نهج معرفته، الأشكال والمراتب، واختلفت النحل والمذاهب. كما جعلها لقدرته ~~في سائر الحيوان من الطائر والداخر بين الآنس والشارد في صحصح القفر، كل ~~ختلف مسعاه لنفسه، ووجه تدبيره لشأنه، على ما يسر ما تعود وألهم إليه. ~~والمعلمون نظروا إلى ضعف سبب اكتسابهم، وفكروا في تيسر ما تعود عليهم ~~صناعتهم، فأخذوا بالأقوى والأرفق، واعتمدوا على الأرخص والأوفق، ثم علموا ~~أنهم إن تحاملوا على أنفسهم، وافترشوا ما يزينهم لم يلبث أحدهم أن يقوم عن ~~مجلسه لبعض الأمر أو لقضاء الفرض، فتقوم حرب لعب الصبيان على ساق، وتبلغ ~~بتمزيق ذلك الذي افترشه وغالى فيه بالأيدي والأقدام، والترامي والأزدحام، ~~ما لا تبلغ أنياب كلاب القنص في إهاب العقيرة، فيعود ما يسخن العين، ويوجب ~~الرين. وهذا النوع الذي أنسوا إلى خيره، وآثروه على غيره، لو أقامه الصبيان ~~مقام الطبل، وجعلوه هدفا للنبل، لم يكن أثرهم فيه إلا أثر الندى في صم ~~الصفا ms0285. # وفي اختلاف ألوانه تذكرة للناظر إليه، وعظة لمجيل بصره فيه، فما كان منه ~~أسود ذكر بسواد الشباب، وقميص الفتوة، وطيب زمن الحداثة، فأبكى لفراقه، ~~وقلة المتعة به؛ وما كان أبيض ذكر ببياض المشيب، ونذير الرحلة ورائد الأجل، ~~فجر إلى العبادة وبعث على صالح العمل. # هذه - أبقاك الله - خصال لو قسمت على كل مستعمل لهذا الشأن من رخيص وغال، ~~ودون وعال، لأربت على الكفالة، وجازت مدى الغاية، فعها من ممليها، ودع ~~القوس لباريها، وأسلم أعنة الجياد إلى مجريها. لم آت في معناها بظلمة تحتاج ~~إلى صباحك، ولا جئت بلفظ ذي تهمة يضطر إلى إيضاحك. فإن كنت قد لبست شكة ~~المعارضة، وأوترت قسي المناقضة، ورشت سهام المناقلة، فإلى غيري فاكشف صفحتك # PageV01P534 # في سوى هذا الفن فشمر عن ساعديك، فقد قام بنفسه وأعرب عن ذاته، ولم يترك ~~مقالا لقائل، ولا مجالا لجائل. # وأخاف عليك - شحا بك - أن تستقبل بذم هذه الأهب كل مفترش لها، مغتبط بها، ~~فلا تجده إلا شيخا رائع الوسامة، ابيض الشعرة، أنس إخوانه، وحلس أسطوانه، ~~قد حفظ المسائل، وملأ من إجازات الشيوخ الخزائن، تقصده الفتيات والفتيان، ~~وتفديه الجارات والجيران، وتتنافس في حضوره أيام الزفاف، ويختص بصدور ~~المجالس وطيبات الصحاف، أو معلما ذا سبلة طولى، وجبين أخلى، قد ائتمنته ~~الملوك على ثمار قلوبها، وعماد ظهورها، وقطع أكبادها، يتوسط من صبيته قلب ~~جيش، ويعيش بألطاف أمهاتهم أخصب عيش؛ يقعد عنده الوراقون، ويتحاكم إليه في ~~الخطوط الناسخون، فإذا كانت أيام الأخمسة والجمعات أطال قلنساته، وولى ~~الزيارة منساته، وسار مهينما بتسبيحه وتقديسه، وتهليله وتحميده، يزور ~~الإخوان ويتعاهد المعارف، والكل هش إليه، مقبل عليه. # فإن عارضت هذا الجنس، وناقضت هذا الصنف، دون اتقاء من وراءها من الأصاغر ~~والأكابر، والملوك والسوقة، ضاقت عليك الأرض وكثر عدد الحصى، ولم يستنبت في ~~شانك، ولا رقت كبد لرقة بيانك. وأخوك من صدقك، ومحبك من نصحك؛ وأنا استغفر ~~الله مما كان في ذلك من قول أو عمل، والسلام. # @فصل في ذكر الأديب أبي مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني ms0286 # @واجتلاب جملة من أشعاره مع ما يتشبث بها من أخباره # كان أبو مروان هذا أحد حماة سرح الكلام، وحملة ألوية الأقلام، من أهل بيت ~~اشتهروا بالشعر، اشتهار المنازل بالبدر # PageV01P535 # أراهم طرأوا على قرطبة قبل افتراق الجماعة، وانتشار شمل الطاعة، وأناخوا ~~في ظلها، ولحقوا بسروات أهلها، وأبو مضر أبوه زيادة الله علي التميمي ~~الطبني هو أول من بنى بيت شرفهم، ورفع بالأندلس صوته بنباهة سلفهم. # قالابن حيان: وكان أبو مضر نديم محمد بن أبي عامر، أمتع الناس حديثا ~~ومشاهدة، وأنصعهم ظرفا، وأحذقهم بأبواب الشحذ والملاطفة، وآخذهم بقلوب ~~الملوك والجلة، وأنظمهم لشمل إفادة ونجعة، وأبخلهم بدرهم وكسرة، وأذبهم عن ~~حريم نشب ونعمة، له في كل ذلك أخبار بديعة؛ من رجل شديد الخلابة، طريف ~~الخلوة، يضحك من حضر، ولا يضحك هو إذا ندر، رفيع الطبقة في صنعة الشعر، ~~كثير الإصابة في البديهة والروية؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وشعر أبي مضر ليس من شرط هذا المجموع لتقدم زمانه. # فأما ابنه أبو مروان هذا فكان من أهل الحديث والرواية # PageV01P536 # ورحل إلى المشرق، وسمع من جماعة من المحدثين بمصر والحجاز، وقتل بقرطبة ~~سنة سبع وخمسين وأربعمائة. ولمقتله خبر طن ابن حيان به، ولم يمنعه من سرد ~~قصصه استبشاعه، وحسبك من شر سماعه؛ ونلمع منه بلمعة: # قال ابن حيان: وذلك أنه عدا عليه - زعموا - نساؤه بتدبير ابن سوء خلف له، ~~حملهن على ذلك لشدة تقتيره على نفسه وعليهن في المعيشة، وحبسه لهن مع ذلك ~~عن التماس الحيلة لتوسعة الضيقة. فقد كان في ذلك، مع انسدال الستر عليه، ~~وسعة ريعه بالحضرة، وبعد نجعته لابتغاء الفائدة، إلى استناده لرابت هلالي ~~واسع كان يجريه السلطان عليه [عونا] على صيانته، ويأبى إلا الزيي بالقل ~~والاعتزاء إلى المسغبة، عجبا لمن عرفه أو سمع به، يصدق زعم الجاحظ في نوادر ~~كتابه في البخلاء ويزيد عليها؛ فحمل عنه في ذلك أشياء يكاد النظر يحيلها، ~~حتى لأفضى به تقتيره على أهله أن وكلهن إلى أنفسهن في أكثر مؤنهن، وقاتهن ~~بأمداد من غلث ms0287 الحبتين القمح والشعير، يستدعيها لهن من متقبل غلته مياومة، ~~ويكلفهن استطحانها بأيديهن، وهو قد استوحش منهن واعتزلهن، وانفرد بنفسه ~~ليله ونهاره، لا مؤنس له سوى غلام حزور من ولده، مئوف الخلقة، ضعيف العقل، ~~لا أم له، يدعى عبد الرحمن، آواه إليه من جميع ولده وأقصى سائرهم في قعر ~~داره، وصير بينه وبينهن عدة أبواب موصدةن فأصبح بمكانه ذلك في ربيع الآخر ~~من العام المؤرخ قتيلا فوق فراشه، مضرجا بدمه، مبعوجا بالخناجر في # PageV01P537 # وريده وإلبته وأعالي جسده، مفزعا لمن عاين مصرعه، قد أعلن نساؤه بالنوح ~~عليه، يزعمن أنه طرق بمكانه منفردا عنهن، وأخبرن أن ابنه زيادة الله المسمى ~~باسم جده لم يكن عنده علم حتى جئن إليه وأخبرنه بما جرى على أبيه، فهب ~~مستعملا للروع مغالطا بالدمع، داعيا بويله، سائلا عن أبيه سؤاله بالشيء ~~الذي هو جاهله، بلسان تحيل ينبئ عن دهشه، وعين جمود تدل على صحوه. وقد ~~تكابس الناس عليه توجعا لأبيه. وطلب موضع تسور عليه، أو نقب يولج منه إليه، ~~فلم يقف أحد على عين ولا أثر من ذلك، فعرف ابن جهور بما جرى، فأوقع التهمة ~~به، واستبعد أن يطرق أبوه بتلك الداهية، من يد أعتى المردة، إذ كان من ~~وطاءة الخلق، ودماثة النفس، وخلابة المنطق، واجتلاب المودة، من جميع الخلق، ~~وطلب السلامة منهم، بحيث لا يحقد عليه ذو غائلة منهم ولا يغتاله صاحب فتكة. ~~فأحاق به تهمته وأمر صاحب المدينة بالتوكيل به والكشف على داهية أبيه ~~المصاب، والوقوف على صور محنته، فلم يوقف على أثر امتحان، وبحث عن الأمر ~~فشملت الريبة أهله؛ واستفهم صاحب المدينة الغليم ابنه عبد الرحمن فوصف أنه ~~شاهد المحنة، وأخبر أن امرأته أم ولده زيادة الله وابنتيها، ابنتي القتيل، ~~تولين شأنه بسكينه الذي كان يحاول النسخ حتى برد، ولم يذكر أن ابنه زيادة ~~الله حضر ذلك، ففحشت القصة، واضطر صاحب المدينة إلى هتك حجاب القتيل في ~~نسوانه، وبطش به يضرب أم ولده الفاجر زيادة البشر، فدرأت عن نفسها العذاب ~~بإقرارها بكيفية الحال وصفة المحنة ms0288 المهولة؛ فسجنوا. ودفن # PageV01P538 # أبو مروان اليوم الثاني من مصابه، ولم يتخلف أحد عن جنازته ممن سمع خبره، ~~لاشتهار فضله فيهم، واجتماع صالح الخلال له من الفقه والحديث والرواية ~~والأدب والشعر واللغة والعربية، إلى دماثة الخليقة، واستقامة الطريقة، ~~والتزام الحقائق، واكتمال الإيمان، بقضائه لجميع فرائضه، وعوده في نافلة ~~الحج بعد تأدية فرضه، على وهن بجسده، وتخلف في ناضه، رغبة في الاستكثار من ~~الخير، والترقي في المعرفة، وزيادة لمعاني العلم [وطلبه] ولقاء رجاله. ~~فأكثر الناس من تأنيبه، وأخلصوا الدعاء على قاتليه، واستبطأوا السلطان في ~~إنفاذ الحد عليهم بالشبهة التي ظهرت. وأفتى الفقهاء بتطويل سجنهم بعد الضرب ~~المبرح. وتوقف ابن القطان عن صدع الفتوى في القصة إلا بعد إنعام النظر على ~~عبد الرحمن ابنه، والوقوف على جنس آفته: هل هي في جسمه دون عقله، أو في ~~أحدهما، أو كليهما، فيعمل بحسب ذلك. فإن كان مميزا عاقلا فهو ولي الدم ~~القائم بطلبه دون من تقدم إلى ذلك من بني أخي المقتول وأبناء عمه، وعندها ~~تستقيم له الفتوى في طلبه. فخالفه صاحبه ابن عتاب، وألغى حق الغليم ابنه ~~عبد الرحمن، ونجم الخلاف وبان الإشكال. فأخذ ابن جهور برأي ابن عتاب، ~~وانفصل الحفل عن الأخذ بالقسامة على # PageV01P539 # المتهمين ثلاثتهم، زيادة الله ابن القتيل وأمه ولده الأخرى، وسجن زيادة ~~الشر ابنه زمانا طويلا، ثم سرح فظل خاسئا بين الناس، يخال أنه طليق وهو من ~~شنآنهم ومقتهم، في محابس موصدة. وطاح دم أبي مروان - رحمه الله - فلم يقرع ~~فيه أحد بضغث، ولا حبقت فيه عنز. وبلغت تركته قيمة وافرة في أثمان دفاتر، ~~وأثاث فاخر، ومتاع رفيع، من كسوة وفرش كثر الناس جملته، وأخذوا في مذمته ~~لسوء ما كان يدعيه من القل، ويأخذ نفسه به من شظف المعيشة. وللغرائز ~~المفطورة سلطان على النفوس لا يغالب بصدق نظر ولا قوة معرفة، ومن أدى حق ~~الله في ماله فليس بشحيح فيما قتر من إنفاقه؛ على أن المرء راع مسئول عمن ~~يقوته من أهله، حبانا الله بالتوفيق، وأقامنا على وضح الطريق، بمنه ms0289؛ انتهى ~~ما لخصته في هذه الحادثة من كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: قول أبي مروان فيما تقدم من وصفه لابن القتيل إذ جاء سائلا ~~عن مصيبته " سؤاله بالشيء الذي هو جاهله "، محلول من قول خوات بن جبير، ~~ويتعلق به خبر نورده على العادة من الزيادة في الإفادة: ذكر أهل الأدب أن ~~الأتراك لما تقلوا المتوكل جعفرا بتدبير ابنه المنتصر # PageV01P540 # وكان ذلك ليلا، فلما وقعت الصيحة وارتفعت حضر المنتصر للحين، فجلس على ~~كرسي وحف به بغا الصغير وجميع قتلة أبيه، فجعل المنتصر يسأل ويقول: ما هذا ~~الصياح وما هذا الخبر - سؤال جاهل به، فكان كما قال خوات بن جبير: # وأهل خباء صالح ذات بينهم ... قد احتربوا في عاجل أنا آجله # فأقبلت في الساعين أسأل عنهم ... سؤالك بالشيء الذي أنت جاهله فقال بغا: ~~إن الفتح بن خاقان عدو الله قتل أمير المؤمنين، فقال: وما فعلتم بالفتح - ~~قالوا: قتل وسفك دمه. # وخبر قتل المتوكل جعفر بتدبير ابنه المنتصر أشهر من أن يذكر، وقد ألمعت ~~من ذلك بلمعة في أخبار [الخليفة] سليمان، المفتتح به هذا الديوان. وكان ~~البحتري ليلة قتله حاضرا فاختفى في طي الباب، وهو القائل فيه من قصيدة ~~يرثيه: # وكان ولي العهد أضمر غدرة ... فمن عجب أن ولي العهد غادره # فلا ملي الباقي تراث الذي مضى ... ولا حملت ذاك الدعاء منابره وكان كثيرا ~~ما يرتاح في شعره إلى ذكره الفتح بن خاقان وتأبينهما، وهو القائل فيهما: # PageV01P541 # مضى جعفر والفتح بين موسد ... وبين قتيل في الدماء مضرج # أأطلب أنصارا على الدهر بعدما ... ثوى منهما في الترب أوسي وخزرجي وفيهما ~~أيضا يقول: # تداركني الإحسان منك ونالني ... على فاقة ذاك الندى والتطول # ودافعت عني حين لا الفتح يرتجى ... لدفع الأذى عني ولا المتوكل وقال في ~~غلام له: # عسى آيس من رجعة الوصل يوصل ... ودهر تولى بالأحبة يقبل # أيا ساكنا فات الفراق بنفسه ... وحال التعازي دونه والتزيل # أتعجب لما لم يغل جسمي الضنى ... ولم يخترم نفسي الحمام المعجل - # فقبلك بان الفتح مني مودعا ... وفارقني شفعا ms0290 له المتوكل # فما بلغ الدمع الذي كنت أرتجي ... ولا فعل الوجد الذي خلت يفعل # وما كل نيران الجوى تحرق الحشا ... ولا كل أدواء الصبابة يقتل @جملة ما ~~أخرجته من أشعار بني الطبني # أخبرني الفقيه أبو بكر ابن العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال ~~أخبرني أبو الحسن العائذي أن أبا مروان الطبني لما رجع من بلاد # PageV01P542 # المشرق إلى قرطبة، واجتمع إليه في مجلس الإملاء أنشد: # أني إذا حضرتني ألف محبرة ... تقول أنشدني طورا وأخبرني # يا حبذا ألسن الأقلام ناطقة ... " هذي المكارم لا قعبان من لبن " ووجدت ~~في بعض التعاليق بخط بعض أدباء قرطبة قال: لما عدا أبو عامر أحمد بن محمد ~~بن أبي عامر على الحذلمي في مجلسه وضربه ضربا موجعا وأقر بذلك أعين ~~مطالبيه، قال أبو مروان الطبني فيه: # شكرت للعامري ما صنعا ... ولم أقل للحذيلمي لعا # ليث عرين عدا لعزته ... مفترسا في وجاره ضبعا # [لا برحت كفه ممكنة ... من الأماني فنعم ما صنعا] # وددت لو كنت شاهدا لهما ... حتى ترى العين ذل من خضعا # إن طال منه سجوده فلقد ... طال لغير السجود ما ركعا [وابن رشيق القائل ~~قبله: # كم ركعة الصفعان تحت يدي ... ولم يقل سمع الله لمن حمده] # PageV01P543 # قال ابن بسام: والعرب تقول فلان يخبأ العصا وفلان يركع لغير صلاة إذا ~~كنوا عن عهر الخلوة. ومن مليح الكناية لبعض المتقدمين يخاطب امرأته: # قلت التشيع حب أصلع هاشم ... فترضي إن شئت أو فتشيعي # قالت: أصيلع هاشم! وتنفست ... بأبي وأمي كل شيء أصلع ولما صنت كتابي هذا ~~عن شين الهجاء، وأكبرته أن يكون ميدانا للسفهاء، أجريت هاهنا طرفا من مليح ~~التعريض في إيجاز القريض، مما لا أدب على قائليه، ولا وصمة أعظم على من قيل ~~فيه. والهجاء ينقسم قسمين: قسم يسمونه هجو الأشراف، وهو ما لم يبلغ أن يكون ~~سباباص مقذعا ولا هجرا مستبشعا، وهو طأطأ قديما من الأوائل، وثل عرش ~~القبائل، إنما هو توبيخ وتعيير، وتقديم وتأخير، كقول النجاشي في بني ~~العجلان، وشهرة شعره تغني عن ذكره ms0291، واستعدوا عليه عمر بن الخطاب، وأنشدوه ~~قول النجاشي فيهم فدرأ الحد بالشبهات. وفعل مثل ذلك بالزبرقان حين شكا ~~الحطيئة، وسأله أن ينشد ما قال فيه، فأنشد قوله: # PageV01P544 # دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي فسأل عن ~~ذلك كعب بن زهير فقال: والله ما أود بما قال له حمر النعم. وقال حسن بن ~~ثابت: لم يهجه وإنما عليه بعد أن أكل الشبرم، فهم عمر بعقابه ثم استعطفه ~~بشعره المشهور. # وقد قال عبد الملك بن مروان يوما: احفظوا أحسابكم يا بني أمية، فما أود ~~أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس وأن الأعشى قال في: # تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى بين خمائصا ولما سمع ~~علقمة بن علاثة هذا البيت بكى وقال: أنحن نفعل هذا بجاراتنا - ودعا عليه؛ ~~فما ظنك بشيء يبكي علقمة بن علاثة، وقد كان عندهم لو ضرب بالسيف ما قال حس! ~~- وقد كان الراعي يقول: هجوت جماعة من الشعراء وما قلت فيهم ما تستحي ~~العذراء من إنشاده في خدرها. # ولما قال جرير: # فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا أطفأ مصباحه ونام، ~~وقد كان بات ليلته تململ، لأنه رأى أن قد بلغ حاجته وشفى غيظه. قال الراعي: ~~فخرجنا من البصرة فما وردنا # PageV01P545 # ماء من مياه العرب إلا وسمعنا البيت قد سبقنا إليه، حتى أتينا حاضر بني ~~نمير فخرج إلينا النساء والصبيان يقولون: فبحكم الله وقبح ما جئتمونا به! # والقسم الثاني هو السباب الذي أحدثه جرير وطبقته، وكان يقول: إذا هجوت ~~فأضحكوا. وهذا النوع منه لم يهدم قط بيتا، ولا عيرت به قبيلة، وهو الذي صنا ~~هذا المجموع عنه، وأعفيناه أن يكون فيه شيء منه، فإن أبا منصور الثعالبي ~~كتب منه [في يتيمته] ما شانه وسمه، وبقي عليه إثمه. # ومن مليح التعريض لأهل أفقنا قول بعضهم: # في بني الحيان سر ... فيه للعالم # يفهم القوم بشيء ... نسأل الله الكفايه ومن مليح التعريض لأهل أفقنا ما ~~قال بعضهم في غلام كان يصحب رجلا يعرف بالعبوضة ms0292: # أقول لشادنكم قولة ... ولكنها رمزة غامضه # لزوم البعوض له دائما ... يدل على أنها حامضه وأنشدت في مثله لبعض أهل ~~الوقت: # PageV01P546 # بيني وبينك سر لا أبوح به ... الكل يعلمه والله غافره وحكى أبو عامر بن ~~شهيد عن نفسه قال: عاتبت بعض الإخوان عتابا شديدا عن أمر أوجع فيه قلبي، ~~وكان آخر الشعر الذي خاطبته به هذا البيت: # وإني على ما هاج صدري وغاظني ... ليأمني من كان عندي له سر فكان هذا ~~البيت أشد عليه من عض الحديد، ولم يزل يقلق به حتى بكى إلي منه بالدموع. # وهذا الباب ممتد الأطناب، ويكفي ما مر ويمر منه في أضعاف هذا الكتاب. # ومن شعر أبي الحسن علي بن عبد العزيز بن زيادة الله الطبني، مما أخذته ~~عنه، قوله: # كم بالهوادج يوم البين من رشأ ... يهفو عليه وشاح جائل قلق # وكم برامة من ريم يفارقنا ... لهفان يثنيه عن توديعنا الفرق # ونرجس كفرند السيف ساهرني ... معللا بنسيم عرفه عبق # PageV01P547 # نادمته وشباب الليل مقتبل ... والنجم كف يحيينا بها الأفق # في فتية كنجوم السعد أوجههم ... في أوجه الحادثات الجون تأتلق # نلهو برقراقة صفراء صافية ... يكاد ينجاب من أضوائها الغسق # يعسى بها مرهف كالغصن نعمه ... ماء النعيم عليه النور والورق وأنشدني ~~أيضا له: # يا ساليا عاشقيه ... وعاشقا كل تيه # ومن مدامي ونقلي ... بوجنتيه وفيه # هلا جزيت فؤادي ... ببعض مالك فيه وأنشدني أيضا لنفسه: # عجبا أن يكون ساكن قلبي ... راتعا منه في بساتين حبي # ويجازي على الوفاء بغدر ... حسبي الله ثم حسبي وحسبي # جازني كيف لا أترك الذن - ... ب إذا كان فرط حبك ذنبي وهذا كقول أبي بكر ~~ابن عمار: # لئن كان ذنبي للزمان محبتي ... فذلك شيء لست منه أتوب # PageV01P548 # وقال العباس بن الأحنف: # إن كان ذنبي في الزيارة فاعلمي ... إني على كسب الذنوب لجاهد @فصل في ذكر ~~أبي عبد الله محمد بن مسعود وإثبات # @جملة من أقواله، في جده وأهزاله # وكان - رحمه الله - ظريفا في أمره، كثبير الهزل في نظمه، ونثره، وأراه ~~فيما انتحاه، تقيل منهاج سميه وكنيه محمد ms0293 بن حجاج بالعراق، فضاقت ساحته، ~~وقصرت راحته، وأعياه الصريح فمذق، ولم يحسن الصهيل فنهق. ولما كان هذا ~~المجموع كتاب أدب، وعقدا يجمع الدر والمخشلب، رأيت أن لا أخليه من ذكره، ~~وهذه فصول من نظمه ونثره. # فصل له من رقعة خاطب بها ابنه إذ توجه إلى الغرب، وقد بلغه خلع عذاره في ~~البطالة والشرب، قال فيها: فاز يا بني استشعر البر والتقوى، واستمسك ~~بالعروة الوثقى، واعتصم بحبل القناعة والرضى، وتحصن بالعفاف، وتبلغ ~~بالكفاف، فلم يزاحم الأقدار، ولا غالب الليل والنهار. # ولشد يا بني ما أوغلت في البلاد، واستوطأت في غربتك خشونة المهاد، وتورطت ~~موحش المجاهل، وتوردت آجن المناهل: # PageV01P549 # تجاوزت في هذا وذلك ما به ... أمرت ولم تقنع من البعد بالدون # ولم تتذكر شوق أم حزينة ... عليك وشيخ هائم القلب مخزون # بماذا يفي وذلك لو حوت ... يمينك ما حازت خزائن قارون فأخبرني يا تاجر ~~البحرين، وسمسار العراقين، ودليل الحجازين، وخريت الفلاتين، وابن عظيم ~~القريتين؛ أتعس بك من خراج ولاج، ماض على السرى والإدلاج، جرئ على الليل ~~الداج، كالسراج الوهاج، والعارض الثجاج، وصف لي موقع الشمس في العين ~~الحمئة، وكيف كان مخلصك من تلك البلاد الوبئة، وكيف رأيت مدينة يونس [وجنة ~~إرم] ، والبركان [المؤنس] وجزيرة الغنم، والزاوية وصخرة العقاب، وبئر ~~الهاوية وكنيسة الغراب، وهول العرف، والمعدن وذلك الجرف، ومبيض العنقاء، ~~والفلاة الخرقاء يوم البلقاء، والثنية الخلقاء، ومرسى الزرقاء، وإيوان ~~كسرى، وكفرتوثي، والهرمين والمنار، وجبل اللكام والغار، وغانة السودان، ~~وغرائب البلدان، وفيفاء بني تميم، والكهف والرقيم، وحلق وادي الأشبونة، ~~ومدينة جيبونة؛ وكيف كان دكك على المجوس، بضروب # PageV01P550 # الشعوذة والناموس [واحك لنا من لغاتهم أحسنها، ومن هيئاتهم أتقنها: # لقد اجترأت على الزمان وأهله ... ولقيت كل غريبة شنعاء # " وخرجت منها كالشهاب ولم تزل ... مذ كنت خراجا من الغماء " فقل الحمد ~~لله. # [وعليك يا بني بالشجرة الجامعة واللبان، من عيون ذوي الحسد والشنآن] . ~~فأين منك الحية النضنانض، وسليك بن السلكة والبراض - أو ما سمعت أن السفر ~~الطويل، يرد خشبة البلد إلى عويد قنديل - # صح عندي أن العسل ms0294 في [تلك] الجهة غير غال، ومنحط غير عال، فتناول إقامته ~~وتركيبه، وأتقن صناعته وتربيبه. لقد نسيت يا بني أن أبعث إليك بنسخة في ~~تربيب العسل المشروب، مطابقة للمرغوب، التقطتها [مغتنما] عن فلان اليهودي ~~كان انتخبها المنصور بن أبي عامر وأصحابه كعيسى بن سعيد وعبد الله بن ~~مسلمة. ولست بحمد الله دونهم، فنجابتك قد ظهرت، والدرة # PageV01P551 # قد ندرت، ومخايل السعود طالعة، وآيات الفلاح ساطعة، كما سمي اللديغ ~~سليما، وسمع عن طهر الإوز قديما. كانت تلك النسخة في طيبها يا بني غاية، ~~وفي لذتها نهايةطح ولست تعدم في الجهة عوضا منها، فابحث عنها، فخير المال ~~يا بني ما هبط من الأنبوط، وصفي على القنوط. وقد صح عند عنك بعض ذلك، ~~والألمعي ذو تنجيم. ولا تعدن هذا تعديدا عليك، ولا كرامة، للشيطان الرجيم. # فاشرب على ودي وقف صافنا ... فعل المحب الوامق الذاكر # ولا تكن تشرب إلا على ... حسن أغاني خلفق الزامر # وزد جفاء لا تكن ناسيا ... فهو من المستطرف النادر # وخذ على الريق من اسبابه ... جوارش الأول والآخر # حتى ترى أملس طاوي الحشا ... قرة عين الشامت الساخر والبلد بكثرة الصيد ~~موسوم، والحوت الطري هناك غير معدوم، واللبرجان الذي عليه المدار موافق، ~~والصاحب مشاكل مطابق. # وله من أرجوزة [مزدوجة] خاطب بها الوزير ابن بقنة على لسان # PageV01P552 # جارية كان أهداها إليه، وضاعت بين يديه، وهي طويلة منها: # إني بالله وبالوزير ... أدفع ما حل من المحذور # وهبتني لأوحد منقطع ... في القبح والفقر خفي الموضع # [ولم يبين لي بهذا العيب ... من فقره حتى دهى بالشيب # عيبان في الدرهم نقص وردي ... وواحد قد كان يكفي لو قد] # جعلتني أسيرة مملوكه ... لطلعة حائلة صعلوكه # يعزى على الفال إلى مسعود ... وهو شقي ليس بالمحمود # كما يكنى بأبي البيضاء ... أسود كالسروة في الظلماء # وكنت أرجو معه للراحه ... إذ لم يفز بطائل الملاحه # إذا به أدخلني في شغل ... لفرط الالمام بسوق الغزل # وقال لي إن كنت تهوين التحف ... والأكل والشرب وحلة الطرف # فانتبهي وحكمي الأصابع ... واطرحي عن نفسك المطامع # ألا وهبتني لشخص ms0295 تاجر ... ولم أكن عند فقير فاجر # أو ليتني كنت لبعض الجند ... فربما حاز نفيس المجد # يضرب بالسيف ولا يقاسي ... خطة خسف بسؤال الناس # قد كدت آدابه والشعر ... فما له عند البرايا قدر # ألحن في أشعاره من تيس ... أعجز في البيت من الضريس # ولو تراه سائرا للسوق ... إذا بدا في كسوة الغرنوق # PageV01P553 # مشمرا في الطين عن ساقيه ... مداولا عصاه في كفيه # يأخذ في التعيير والإزهاد ... منكمشا في طلعة الصياد # فمرة يعطى وألفا يمنع ... ومرة يمشي وعشرا يقع # ولو ترى يا ذا الندى مثواه ... لقلت سبحان الذي أبلاه # قطعة لبد دارس الآثار ... قد طرحت حول مكان النار # إلى قدور هي أقصى عقل ... لم يك فيها قط غير البقل # وقدس معلق مقابلي ... أودع فيه في الدجى مغازلي # وطوبة بوضع الرقاد ... كأننا من أعبد العباد # يا شوقنا فيه إلى قنديل ... وتوقنا أيضا إلى منديل! # هذا جميع كل ما في البيت ... بلا دقيق يرتجي وزيت # [وقد شكا منه لبعض بعضي ... إن كان عندي من ثياب الأرض # غير الذي كسوتني بمالقه ... فبنت قبل الليل منه طالقه] # فلا تدعني غرضا للقر ... فقد كفاني عدمي للبر # لا سيما، زيادة في التحفه ... أنني حبلى مقرب ينطفه # وربما جئت له باثنين ... لكي يحوز قرة العينين # بذا وذا تنطبخ الششون ... يا ليته لو أنه قبون # PageV01P554 # كيس الفقير كله في طرفه ... بعد سلطان الهوى من ظرفه وله من أخرى: # ولم أزل في عكاظ ... أصبح في دكان: # هذا الطبيب المداوي ... هذا الحكيم المعاني # فيا لعوقي وكتبي ... وكحلي الأصبهاني # إذا تكحلت منه ... يوما فلست تراني # قم يا غلام فناد: ... علم الدنا علمان # فالعلم في الدين حق ... كالعلم في الأبدان # هذا لهذا قوام ... كالروح للجثمان # أنا أبط بحذق ... نغانغ الصبيان # أنا أشق بلطف ... مني على السرطان # أنا المرجي المسمى ... مشمر الأجفان # عندي سنا حرمي ... وطرف سلك وران # عندي حمامي ولبنى ... في مرود قيرواني # أنا دللت البرايا ... على خفي المعاني # PageV01P555 # أنا تكلفت صيد ال - ... عنقاء بالورشان # أنا بعثت رسولا ... للفرس عن ترجمان # وسست نمرود حتى ... تمت ms0296 له الهرمان # أنا رأيت بعيني ... تسافد الغربان # أنا أدرت يرأيي ... ناعورة الخذلان # لكنها لم تقدر ... للحين بالدوران وله من مقطعات اندرجت في رسائله ~~الهزلية: # طرة مسك وشارب أخضر ... وثغر در ومقلتا جؤذر # ريم إذا رمت أن أكلمه ... كلمني من جفونه خنجر # وإن تعرضت من عوارضه ... لثما تجني علي واستكبر # كأن خيلانه ووجنته ... سماء حسن نجومها تزهر # طرز فيه الجمال مبتدعا ... وشيا بلطف المهيمهن الأكبر # وقام في خده لعاشقه ... عذر بذاك العذار إذ غدر وقال أيضا: # قل للذي دلهني حبه ... أفسدت ما أصلحته أولا # لما بدا وجهك في حسنه ... كالبدر وافى السعد واستكملا # كأنما طرفك من سحره ... من مقل الحور قد استكحلا # PageV01P556 # أطعمتني حتى إذا قلت قد ... آن حرمت الصب ما أملا # والله لولا لحظات الهوى ... لكنت من ذا العالم الأفضلا وقال: # جنبونا سجية العشاق ... ودعونا من الهوى والتلاقي # وأقلوا من البكاء على الرس - ... م ولا تأسفوا غداة الفراق # ما بشخص الحبيب يفرح ذو العق - ... ل ولا بالخدود والأحداق # إنما الملك ثردة من تفايا ... من دجاج مسمناة عتاق # وإذا قيل لي: بمن أنت صب ... وعلام انسكاب دمع ألمآفي - # قلت: بالسكباج والجمليا ... ت ورخص الشوا معا بالرقاق # وجشيش السميذ أعذب عندي ... من رضاب الحبيب عند العناق وقال: # ما زارني طيفك يا هذه ... إلا تمنيت بألا يزور # فتور ألحاظ ذاك الذي ... أعار أعضائي هذا الفتور # وقدك المائس فوق النقا ... قد فؤادي الهائم المستطير # كم قائل: صفها لنا واختصر ... ولا تطول؛ قلت: شمس القدور # PageV01P557 # قيل وزد قلت لهم إنها ... في سعة مثل الدنا والبحور # تستقذر الجيفة أنفاسها ... وتجعل الفسو مكان البخور # للكحل والغمرة في وجهها ... والطيب والزين شهادات زور # نقراء شقراء على سمرة ... فهل ترى يا سيدي من فطور وله من أخرى في سليمان ~~بن الحكم المستعين يقول فيها: # هل لك يا مولاي في طرفة ... تنسيك حسنا طرف المتحفين - # ليس على مرسلها نحوكم ... من حرج إن راح صفر اليمين # قد أبدعت أهزال أشعاره ... في العالم السحر الحلال المبين # لكنها كاسدة ها هنا ... أكسد منها ms0297 في قرى شريون # ليس على عاتقه عقدة ... إلا من البرد، لأجل اليمين # وانتتفت عنفقتي بعدما ... شبت وذا من حرفة المملقين # وكنت ذا هدي وسمت إلى ... أن لفني موج الخنا والمجون # ولا بديع لا ولا منكر ... أن يفسد الدين صلاح البطون # فعلت في آخر عمري كما ... تفعل شاة السوء بالحالبين # أصبت في نسكي وزهدي الذي ... أصابه منذر في ألبيرون # وكان صوتي قبل ذا فتنة ... تستنزل الطير بحسن الرنين # وقد غدا ناعورة خانها ال - ... ماء كذا الدهر مجيح خؤون وله فيه من أخرى ~~يصف اللص الذي أخذه في طريق قرطبة: # PageV01P558 # يا ابن خير الملوك والخلفاء ... وأجل الولاة والأمراء # قيض الله لي من ابنا أبي الر ... يش غليظ الفؤاد ذا كبرياء # لم يكن مثله متن اولاد جالو ... ت ولكن من فراخ الزناء # قال لي قرطبي أنت تحيل ... ت وراقبت غفلة الرقباء - # ما أنا - يافديتكم - قرطبي ... قال دع ذا فليس حين انتماء # وقل الحق والفصاحة خل ... ليس هذا بموضع الفصحاء # الشعير الشعير دعني من الشع - ... ر أنا الآن أشعر الشعراء # هات ذاك النطاق واخلص وإلا ... لم تقلب عينيك نحو السماء # وأراد العدو ذبحي ولكن ... حاط ذو العرش صبيتي ونسائي # فعلاني بالهندواني حتى اس - ... ود ظهري وسال مني دمائي # واعتراني ما لست أذكر لكن ... ظن ما شئت غير كشف الغطاء # يا صبابا خليت في ذلك الفح - ... ص كثيفا مطبق الأرجاء # وهو باق هناك ما خبت الري - ... ح ولاحت كواكب الجوزاء # كيف أحتال بالتخلص من قر ... دي - انبتونا معشر الأولياء # لو يكون الحرمان أقصى خراسا ... ن حداه إلي دون حداء # إن أكن ثاويا بحمص غريبا ... هينا بينكم دميث الثواء # فوق رأسي قبالة عهدها من ... زمن المنذر بن ماء السماء # PageV01P559 # فلقد عشت برهة ناعم البا ... ل لحما خصيب الفناء ومنها: # كنت يممتكم أرجي حياة ... في اتصال بكم فمت بدائي # وخرجنا كما دخلنا بلا شي ... ء ولكن ربحت صفع قفائي # مد في ذا المكان ذا الحرف لما ... مده صفع ظالم باعتداء وقال من أخرى: # لاح على عارضي القتير ms0298 ... فحل ما منه أستجير # وكان ذا الدهر قد كساني ... برد صبا ماؤه نمير # فاعتضت منه رداء شيب ... واسترجع المنحة المعير # أبيض لكنه سواد ... في القلب مستبشع نكير # إنا إلى الله لا ارتداع ... والعمر كالبرق يستطير # وإن تماديت ذا خمار ... فلا خمير ولا فطير # من لم يكن بالمصف يغلي ... برأسه الحر والحرور # لم تغل حين الشتاء منه ... بالبر في بيته القدور # وزارني زائدا لهمي ... من لا يسمى إذا يزور # فاجأني والمحل صفر ... للبرد في جوفه صفير # PageV01P560 # والفأر يدعو وحق صوم ... في فيه إذ خانه السحور # لهفان قد أزمع ارتحالا ... لو يستطيع الشقي يسير # الشعر قوتي وقوت فأري ... إذا سبي قلبه الشعير # فلو ترانا به حيارى ... والهر في قبضنا أسير # أبصرته مثخنا طريحا ... ذا وبر منه يستطير # والشيخ من بين ذا وهذا ... وهذه خاسئ حسير # حيران من دهشة كأني ... قلبق خانه الغدير وله من أخرى: # أمغنى سليمى اسلم سقاك الحيا مثنى ... وإن كان ما أغنى وقوف على مغنى # فكم قد بكى في الدار قيس صبابة ... ولم يقض أن يقضي اللبانة من لبنى ~~ومنها: # أبا القاسم اسمع من عبيدك طرفة ... أبثكها فأذن لها تلج الأذنا # دنت ليلة النيروز منا ولم تكن ... لترضى لنا فيها من العيش بالأدنى # وقالت خجولي سر إلى السوق واحتفل ... ولا تبق فيها من جراديقها منا # PageV01P561 # وقف بابن نصر واحشون ثم قفة ... من اطرف ما يحويه كي تذهب الشجنا # وجز بالفتى الجزار واختره هابلا ... بقد ابن فتوي أبي بكر المضنى # ولابد من أترجة صعترية ... وإياك أن تنسى التوابل والحنا # فقلت وأين النقد يا ابنة عزة ... لقد جئتها بلقاء منتنة نتنا # فقالت: أديب شاعر متفنن ... حوى من حظوظ الظرف في زعمه الأسنى # بلا قطعة - هذه لعمرك هجنة ... فسر راشدا عنا فما لك من معنى # لئن لم تجئ بالتين ألبست شيرة ... وبالزيت أضحى سجنك البيت والدنا # فلا ينكسر بالله جاهي عندها ... وخذ في الذي أحتاج شعري ذا رهنا ووجدت ~~لابن مسعود هذا غير ما قصيدة في مثل هذه الأنحاء، تربي على حصى ms0299 الدهناء، ~~وفيما مر منها كفاية، ولا يتسع هذا المجموع لاستقصاء الغاية. # @محمد بن مسعود آخر # وكان أيضا قبله بحضرة قرطبة بن مسعود آخر يعرف بالبجاني، وينتمي في غسان، ~~وكان شاعرا مجودا جزل المقاطع، حسن المطالع، جيد # PageV01P562 # الابتداع، لطيف الاختراع، كثير الغوص على دقيق المعاني، حسن الاستخراج ~~للألفاظ الرائقة والتصريف لمستعمل الكلام. # وقرف عند المنصور بن أبي عامر بالرهق في دينه، وسجن بالمطبق مع الطليق ~~القرشي لأمر غريب اتفق له، والطليق يومئذ غلام وسيم، وكان ابن مسعود به ~~كلفا، فقال فيه من قصيدة أولها: # غدوت في الجب خدنا لابن يعقوب ... وكنت أحسب هذا في التكاذيب [يقول فيها] ~~: # رأت عداني تعذيبي وما شعرت ... أن الذي فعلته ضد تعذيبي # راموا بعادي عن الدنيا وزخرفها ... فكان ذلك إدنائي وتقريبي # لم يعلموا أن سجني لا أبا لهم ... ق كان غاية آمالي ومرغوبي # يا ابن الخلائف من مروان واحزني ... عل ضياعك يا ابن الصبية الشيب # وفيك ما يتسلى العاشقون به ... من حسن خلق ومن ظرف ومن طيب # بلى لقد فجعت نفسي لمحتجب ... قد كان عن لحظ عيني غير محجوب # PageV01P563 # قد صيغ من فضة بيضاء صافية ... ووشح الحسن خديه بتذهيب # والتف بالياسمين الغض بينهما ... نضير ورد بماء الحسن مهضوب # ما أقبح الصبر عندي بعد فرقته ... يا نفس ذوبي عليه هكذا ذوبي # تعجب القطر من عيني حين همت ... منها الشآبيب في إثر الشآبيب # عندي استقرت جنود الكرب أجمعها ... فلست تسمع من بعدي بمكروب # سجن وقيد وأعداء منيت بهم ... لا يسأمون مع الأيام تثريبي # في منزل مثل ضيق القبر أوسعه ... دخلته فحسبت الأرض تهوي بي # يحن عند مقاساة البلاء به ... قلبي إليك حنين الهيم والنيب # ولو توسد أطباق الثرى جسدي ... ناداك قلبي بترجيع وتثويب وكان ابن مسعود ~~يومئذ بالمطبق مع جماعة من رؤساء الأدباء، فلم يزل الطليق يأخذ عنهم، ~~ويستمد منهم، حتى ثري تربه، وطلع عشبه، وسما ذكره، وطار شعره. وكانت أشعاره ~~تأتي ابن أبي عامر فيتهمه فيها. # وانطلق الطليق من معتقله وبقي ابن مسعود مدة محبوسا إلى أن ms0300 انطلق سنة تسع ~~وسبعين وثلاثمائة بعد مديدة. وليس من طبقة كتابي لتقدم زمانه، وإنما جر ~~حديثه حديث سميه المتقدم الذكر، وكذلك الطليق أيضا متقدم الأوان، وليس من ~~طبقة هذا الديوان. # وابن مسعود هو القائل في سجنه، وقد انطلق الطليق عنه، وقرب ضده منه: # PageV01P564 # ولي جليس قربه مني ... بعد الأماني كلها عني # قد قذيت من لحظه مقلتي ... وقرحت من لفظه أذني # نادمني في السجن من قربه ... أشد في السجن من السجن # لو أن خلقا كان ضدا له ... زاد على يوسف في الحسن # إذا اشتهى قطعي في حجة ... سلط إبطيه على ذهني # كأنه يجلس من ذا وذا ... بين كنيفين من النتن والطليق القائل: # غصن يهتز في دعص نقا ... يجتني منه فؤادي حرقا # أطلع الحسن لنا من وجهه ... قمرا ليس يرى ممحقا # ورنا عن طرف ريم أحور ... لحظه سهم لقلبي فوقا # وتناهى الحسن فيه إنما ... يحسن الغصن إذا ما أورقا # رب كأس قد كست جنح الدجى ... ثوب نور من سناها يققا # ظلت أسقيها رشا في طرفه ... سنة تورث عيني أرقا # فكأن الكأس في أنمله ... صفرة النرجس تعلو الورقا # أصبحت شمسا وفوه مغربا ... ويد الساقي المحيي مشرقا # فإذا ما غربت في فمه ... تركت في الخد منه شفقا # PageV01P565 # وهذا يشبه قول الآخر: # ومدامة صفراء عللني بها ... رشأ كغصن البان في حركاته # صهباء تغرب إن بدت من كفه ... في فيه ثم تلوح في وجناته # وغمام هطل شؤبؤبه ... نادم الروض فغنى وسقى # فكأن الأرض منه مطبق ... وكأن الهضب جان أطبقا # خلع البرق على أرجائه ... ثوب وشي منه لما أبرقا # وكأن العارض الجون به ... أدهم طل عليه بلقا # في ليال ظل ساري نجمها ... حائرالا يستبين الطرقا # وقد البرق لنا مصباحها ... فثنى جنح دجاها مشرقا # وشدا الرعد حنينا فجرت ... أكؤس المزن عليها غدقا # فانتشى شربا وأضحى مائلا ... مثل نشوان وقد خر لقى # وغدت تحنو له الشمس وقد ... ألحفته من سناها نمرقا # وكأن الورد يعلوه الندى ... وجنة المعشوق تندى عرقا وله من أخرى: # قمري الوجه أبدى بضحى ... وجهه خط الغوالي ms0301 غبشا # فأراني سبحا في ذهب ... من عذاريه كما اصفر العشا # ضرجت خداه حتى خلتها ... عض طرفي فيهما أو خدشا # PageV01P566 # وحوت عيناه [خمرا] لم يرح ... صاحيا من سكره صاحي الحشا # فكأن الصبح في وجنته ... قد سقاه طرفه حتى انتشى # عشيت عين امرئ لم تكتحل ... للبكا والسهد فيه بعشا # جد في قتلي حتى خلته ... أنه فيه من الدهر ارتشا # لم يزل يوشى بنا حتى غدا ... سحر عينيه بنا في من وشى ومنها: # أين لي ملجا إذا ما طرفه ... بجيوش السحر نحوي جيشا # ونضت ألحاظه أنصلها ... فثناني بطشها أن أبطشا # رشأ إما مشى تحسبه ... غصنا نيط بهضب فانتشى # ثقل الخصر بردف راجح ... مثلما أثقلت الدلو الرشا # فإذا ما ظل يوما قاعدا ... خلته أوطئ منه فرشا # خمشت ألحاظ عيني خده ... مثلما باللحظ قلبي خمشا # نقشت عيني عليه أسطرا ... أعربت عما بقلبي نقشا # منعت ثم تجلت فدنت ... ربما أرداك ما قد نعشا # أنت كالبدر يرى الليل به ... مؤنسا طورا وطورا موحشا # كن كما شئت فقد شاء الهوى ... إنه ينفذ فينا ما يشا # PageV01P567 # ورد جانب من خطبة الذخيرة في النفح 2: 500، كما نشرها دوزي في النصوص ~~التي جمعها عن تاريخ بني عباد 3: 39 - 56. # ط: ينثال ذلك. # ط: نجوم. # ط: القطر. # ط: الفئتين. # ط: وحذوا ... حذاء. # ط: بغرائب. # ط: المشرق. # النفح: المعادة. # أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي (61 - 117 أو 118) ، كان من حفاظ أهل ~~زمانه، وقد تفاوتت فيه الآراء فيه: كان حاطب ليل، كما قيل فيه: فلما يحد من ~~يتقدمه، وأنه كان من علماء الناس بالقرآن والفقه (انظر تهذيب التهذيب 8: ~~351 - 356) . # ط: لحنوا. # الرذية: الناقة الهزيلة المتروكة التي لا تقدر أن تلحق بالركاب؛ يعني أن ~~أخبارهم وأشعارهم مطروحة منبوذة. # ط: محاسنها. # أبو عمر أحمد بن فرج الجياني (- 360 أو حوالي 366) ؛ عرف بكتابه " ~~الحدائق الذي ألفه للحكم المستنصر، وكان من مقدمي الشعراء في العهد الأموي، ~~وقد سجنه الحكم وصدرت عنه وهو في السجن أشعار كثيرة (انظر الجذوة: 97 ~~والبغية رقم: 331 والمطمح: 79 والمغرب 2: 56 والصلة: 11 واليتيمة 2: 16 ~~والوافي بالوفيات 8: 34 ومعجم الأدباء 4: 236) وله أشعار في كتاب التشبيهات ~~من ms0302 أشعار أهل الأندلس. # ط: رأيا. # الأصبهاني صاحب كتاب الزهرة هو محمد بن داود الظاهري، وكتابه الزهرة صنفه ~~عنفوان شبابه (انظر ابن خلكان 4: 259 والفهرست: 217 وتاريخ بغداد 5: 256 ~~وطبقات الشيرازي: 175 والوافي 3: 58) وقد نشر القسم الأول من كتابه بتحقيق ~~لكل وطوقان، بيروت 1931. # ط: وضجت. # ط: من برد. # ط: الفرع المتكلفين. # من قول زهير (ديوانه: 58) : # تحمل أهلها منها فبانوا ... على آثار من ذهب العفاء ط: بين التمتع ~~والرقة. # ط: فأروا. # ط: كلاهما. # سيترجم له ابن بسام في القسم الثاني. # ط: حظ. # انظر النفح 3: 154. # ط: يمر بي. # س ط: محاصاة. # ط: بلغني. # ط: الزواج. # ففتحت ... وبيان: لم يرد في ط. # ط: أربي. # ديوان أبي تمام 1: 221 - 222. # قرت الحياض: جمعت الماء. # س: أوريه. # ط: التحاسين. # ط: بالحبل (اقرأ: بالخبل) . # ط: به. # ط س: عين. # ط س: ونقلته. # ط: ضمنته. # ط: أو شنات. # من قول المجنون (الأغاني 2: 73) : # وأدنيتني حتى إذا ما سبيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح ط: تشعشعت ~~رائحته. # من قول أبي نواس (ديوانه: 325) : # أيها الرائحان باللوم لوما ... لا أذوق المدام إلا شميما # فاصرفاها إلى سواي فإنني ... لست إلا على الحديث نديما ط: لا نتباذ من. # شنترين (Santarem) تقع في البرتغال على بعد 67 كيلومترا إلى الشمال ~~الشرقي من لشبونه؛ استولى عليها الفونسو الخامس القشتالي سنة 485 فاضطر ابن ~~بسام إلى الفرار عنها (انظر الروض المعطار، الترجمة الفرنسية: 139، ومادة " ~~شنترين " في الموسوعة الإسلامية) . # ط: قمر. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 384 والميداني 2: 82. # من قول المتنبي: بهماء تكذب فيها العين والأذن (ديوانه: 469) . # البيت للمتنبي (ديوانه: 248) والرواية فيه: مهالك. # حمص: اسم يطلقه الأندلسيون على إشبيلية. # من قول المتنبي (ديوانه: 12) : # حتى وصلت بنفس مات أكثرها ... وليتني عشت منها بالذي فضلا ط: أنيس. # كمون: مكررة في ط. # ط: الأرض. # ط: وجديد؛ وهذا من قولهم " هو جذيلها المحكك "، يعني أنه يستشفي برأيه ~~كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك بالجذل، وهو عود ينصب لذلك الغرض. # لم يسمه هنا، ولعله سير بن أبي بكر الذي تولى إشبيلية في فترة تأليف ~~الذخيرة. # ط: أقصر. # ط: ويمنحون. # ط: أبوه من. # س: باله ms0303. # ب س: لحضرة. # والوزير أبو الوليد ... زياد: سقط من ط، وجاء في ب س بعد هذا قوله: " وقع ~~ذكر هؤلاء في المسودة وسقط عند الاتنفاء والنقل "؛ قلت: وليس في نسخ ~~الذخيرة الموجودة بين أيدينا تراجم لهؤلاء. # في النسخ: الطبانية. # ط: الجياني. # ط: والأديب. # زيادة لم ترد في النسخ، لكن الترجمة ثابتة في موضعها من الكتاب، اعتمادا ~~على النسختين ب س، ويبدو أن الترجمة مأخوذة عن " الجذوة " إما إضافة من ابن ~~بسام أو من غيره. # زاد في ط: والأديب أبو أحمد عبد العزيز بن خيرة، وهو المنفتل. # زيادة لم ترد في النسخ، اعتمادا على أن الترجمة وردت في هذا الموضع من ~~الكتاب، ووقع في ط بعد ابن وهبون: " وأبو بكر الخولاني المنجم ". # س ب: صارة. # ط: الثقات. # ط: وقتل. # س ب: وتولى. # ط: الأول. # ط: أدرج. # ط: وأبو الحسن بن فضال. # ط: والشريف المرتضى. # ط: ابن المغربي. # ط: وابن أبي الشخباء. # ط: لأدب. # ط: وصفت. # أجر اللسان: حبسه عن الحركة. # فيه إشارة إلى قول الحطيئة وقد سئل عن أشعر الناس " فحسبك والله بي ### | .... # إذا رفعت أحد رجلي على الأخرى ثم عويت عواء الفصيل في اثر القوافي " ~~(الشعر والشعراء: 242 - 243) . # والوزراء: سقطت من ط. # ط: الآصال. # ط: أغفل. # أنظر أخبار المستعين في الجذوة: 19 والحلة السيراء 2: 5 - 12 وابن عذاري ~~3: 91، 113 وأعمال الاعلام: 114 والمعجب: 90 وابن خلدون 4: 151 والنفح: 428 ~~وبروفنسال 2: 304 وما بعدها، وspanish Islam لدوزي: 547 - 561. # نقل ابن عذاري هذا الوصف في البيان المغرب 3: 118. # ط: نكرات. # ط: تغيير. # ط: العصبية. # شانجة غرسية (Sancho Garcia) صاحب قشتالة؛ وارمنقد Ermengaud أو Armengol ~~أخو ريمند بوريل الثالث صاحب برشلونة، وقد كان لكل منهما دور في الفتنة؛ ~~راجع الجزء الثاني من تاريخ اسبانيا الإسلامية لبروفنسال (صفحات متفرقة) . # س ب: جري. # ط: وآلت من التي. # قرف الندوب: قشرها بعد أن تيبس، والندوب: الجروح؛ وفي هامش ط: أظنه ~~الذنوب، وهو وهم. # شقندة (Secunda) أحد أرباض قرطبة (انظر الروض المعطار: 127 من الترجمة ~~الفرنسية ومادة شقندة في الموسوعة الإسلامية.) . # كان تملك علي بن حمود لسبتة عقب شهر شوال سنة 400 إذ انتزى فيها باسم ~~المستعين ms0304 (البيان المغرب 3: 96) . # ط: دمه. # نقل ابن عذاري هذا النص 3: 114. # البيان: عشيرته. # انظر هذا الخبر في مروج الذهب 7: 262 وما بعدها، وفي نقل ابن بسام تصرف. # ط: على قتله. # ط: بالإحسان. # ط: فقال. # ط: القلنوسة. # من رأسه: سقطت من ط. # ط: فقال له: يا باغر. # ط: إنه حدث ووله؛ وفي المروج: إنه حدث وإنه ولدي. # ط: بمكاني. # ط: ولعلني استصلحه. # ط: يقتل. # النقل مستمر عن مروج الذهب 7: 267. # ط: وسيق وانتضي. # ط: الحديث. # ط: منذ دفعه إلى باغر ... فيها بذلك السيف. # ط: كان. # فيه إشارة إلى قول الشاعر: # تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد من المثل: " هذا أجل ~~من الحرش " انظر فصل المقال: 471، يضرب لمن كان يخشى شيئا ثم وقع فيما هو ~~أشد منه. # ط: خيران وطمع. # ط: لزق. # انظر النص في البيان المغرب 3: 117. # ط: معه ... وجثا. # ط: كان. # ط: تحمل في المحلة. # بعدها في س ب: " ومشورة " ولعلها: ومشورة، أي موضع الشورى، وهو القصر. # البيان: يتلبس. # حسبما تقدم: لم ترد في ط. # ط: أمرها. # ط: واجتمع ... فاتخذه. # س ط: سلائحهم. # ط: بعدهم. # ط: البطل. # ط: فأظهره. # ط: وتطير؛ وتمطر: استخفى. # ط: وجاء بهم. # ط: بها. # ط: به. # ط: وجدد. # وبكى عليه: ليست في ط. # ط: منيره؛ س: مهوه؛ ب: فهوه. # ط: هلاك. # ط: الآخرة. # ط: ما تقدم. # نقل النص في البيان المغرب 3: 118. # ط: مد. # البيان: وقف. # ط: الرشيد هارون؛ انظر أبيات هارون في الحلة 2: 9 والجذوة: 21 والمعجب 92 ~~والأغاني 16: 269 والغيث 2: 326، وقد نسبتها المصادر للرشيد، إلا أنها ~~أدرجت في ديوان العباس بن الأحنف: 279. # انظر الحلة والجذوة والمعجب والغيث في التعليق السابق. # ط: الأبطال. # وقع هذا البيت آخرا في ط. # انظر في أخبار المستظهر: الجذوة: الجذوة: 24 والحلة 2: 12 - 17 وفيه نقل ~~عن ابن حيان، والبيان المغرب 3: 135 والمعجب: 105 وأعمال الأعلام: 134 ~~والنفح 1: 488 وبروفنسال 2: 334 ودوزي (Spanish Is) : 574. # ط: فتجند. # فيها: سقطت من ط والحلة. # ط: أراد. # ط: بعد. # ط: الجماعة. # ط: للمسجد. # ط: فكنت. # كذا يرد في النسخ بالخاء المعجمة " مخامس "، وفي الجذوة (ص: 288) من اسمه ~~عثمان بن مخامس، بالحاء ms0305 المهملة. # ط: لا تصلح بسواه. # ط: شرقي ### | .... # في: سقط من ط. # س ب: هاتفين. # ط: صرامة. # ط: وبراعة ظرفه. # ط: المنهتك. # والطعام: سقطت من ط. # ط: مراتب. # ط: أنواع. # انظر أيضا البيان المغرب 3: 137. # ط: الشيطان. # ط: طالبوه. # ط والبيان: بطائل. # البيان: تعدى عليه؛ ط: تعرى. # ط: طلب. # ط: تقتض. # نقل الخبر في البيان المغرب 3: 138. # ط: ذلك حسن. # ط: سجنه. # ط: يبتر؛ س: نتر. # ط: بالرجالة. # ط: الأغلال. # ط: وأشار. # ط: ونجا. # الابزن (Basin) : الحوض؛ وفي س ب والبيان: أتون، حيث وقعت. # ط: مختفيا. # ط: وقام الدائران؛ وفي بقية النسخ: وقام الفاسقان، البيان: وقام الدائران ~~الفاسقان، كما أثبته. # البيان: وعنبر. # ط: فوجد. # ط: الرهابة. # انظر البيان المغرب 3: 139 وأعمال الإعلام: 134 والحلة السيراء. # الحلة والبيان: حدوث. # الحلة: شنف؛ ط: منتف. # ط: جليبة. # وردت القصيدة في الحلة، وبعض أبياتها في الجذوة. # ط: عزيزة. # البيان، س ب: بيت؛ ط: عيش. # الحلة: لما بي. # ط: جوائدها؛ س ب: جرائرها. # ط: ويسبي. # انظر الحلة 2: 15. # ط: بسلامه. # ط: الظبي. # س ب: الماء. # ط: اخترامه. # الحلة 2: 16. # س ب والحلة: ينوب عن. # الحلة 2: 16 والنفح 1: 436، 489. # الحلة 2: 16 والبيان المغرب 3: 140 والنفح 1: 490. # النفح: الطرس. # النفح: ملكه. # النفح الأعصر. # المستظهر بالله: سقطت من ط. # ط: بما أظهرت. # البيان: لدى الرئاب. # ط: وهو القائل زعموا يوم الوثوب عليه. # ط: مع بعض. # ط: ونصله. # ترجمة ابن دراج في الجذوة: 102 (والبغية رقم: 342) والصلة: 44 والمطرب: ~~145 والمغرب 2: 60 ومواضع متفرقة من النفح؛ واليتيمة 2: 104 وابن خلكان 1: ~~135 والوافي 8: 49 والمسالك 11: 201 وعبر الذهبي 3: 142 والشذرات 3: 217. ~~وقد نشر ديوانه الدكتور محمود مكي (دمشق 1961) وصدره بمقدمة هامة، حشد فيها ~~مزيدا من المصادر التي أوردت له خبرا أو شعرا (المقدمة: 19 - 20) وانظر ~~دراسة عنه في كتابي: تاريخ الأدب الأندلسي، عصر سيادة قرطبة: ط ثانية؛ ~~ودراسة لبلاشير في Hesperis: 99 121 (1933) ، انظر أيضا كتاب التشبيهات. # ط: نظمه ونثره مع ما يتعلق بذلك من خبره. # اليتيمة 2: 104، وليس في اليتيمة " بلغني أن أبا عمر القسطلي ". # اليتيمة: الفحول، وكان ... ينظم ويقول. # ط: قدره. # س ب: ويستغيثهم. # ط: عقله. # ط: أقام. # ط: عند من بره. # بالغة: لم ترد في ms0306 ط. # وأنا أقول ... والأقلام: سقط من ط. # جملة من: لم ترد في ط. # لم يرد هذا الفصل في ط. # ط: فصل له من رقعة. # ط: استشفي ... بعد؛ س: استشفي. # مضمن، وهو للحطيئة (ديوانه: 208) . # لم هذا الفصل في ط. # ط: أخطاه. # ط: أنقاض. # ط: سماك. # ط: فخرهم. # ومن كتاب له: سقط من ط، والكلام متصل بما قبله. # ط: وشفي العليل وسقي الغليل. # ط: على. # ط: لؤد. # الديوان: 516. # في النسخ: مجر؛ والتصحيح عن الديوان. # ط: أسوة. # س ب: وحرمة. # س ب والديوان: رجعت. # الديوان: حزن. # ط: قال ابن حيان. # للخليفة يومئذ: لم يرد في ط. # ط: فمدحه بقصيدته. # الديوان: 60 - 66. # س ب والديوان: الأعياد. # الديوان: بك. # ب س والديوان: لنا. # ط والديوان: يومك. # في النسخ: النوال، وقراءة الديوان أدق. # الديوان: في ساعة. # الديوان: يوم. # في النسخ: جبي شرنبة؛ وشرنبة نهير من فروع تاجه يسمى اليوم Rio Jarama، ~~قاله محقق الديوان: 63. # اسم المعركة التي دارت بين المستعين والمهدي سنة 400. # الديوان: بكت. # الديوان: الغواة. # في النسخ: يعيدها، ورواية الديوان أصح. # هذه هي قراءة الديوان، وفي الأصول: وقوامها، ولا أراه صوابا. # أرمنقود (Ermengaud) قد مر التعريف به ص: 36. وقد قتل في عقبة البقر. # آر (Guadiaro) واد في جنوب الأندلس كانت عنده الوقعة بين المستعين ~~والمهدي في 6 ذي القعدة 400؛ ورواية الديوان: ودنت لها في آر. # الديوان: يشيع. # زيادة من الديوان. # الديوان: رأينا ... توده. # الديوان: ولتهننا. # انظر الديوان: 54 - 59. # الديوان: الشرك. # ط: ميدان. # الديوان: ثوب. # س ب والديوان: سمي. # س ب: حكمت. # س ب: كلامه ... نظامه. # ط: الحرب. # وقع هذا البيت متقدما على الذي قبله في ط؛ ورواية الديوان: بكل زناتي. # في وصف ... إليه: سقط من ط. # س ب: وساعد. # الديوان: 173. # الديوان: إقدام. # ط: واحتوى. # ط: وما استكنت؛ الديوان: ولا أسكنت. # في النسخ: زيادة، وصوبته عن الديوان. # في النسخ: فتترك؛ س ب: عزته. # الديوان: بنصر. # الديوان: ونخبة. # الديوان: بيض الصوارم. # الديوان: عاذ ... كما عاذ. # هذه هي القراءة الصحيحة، لأن الميت يضجع على شقه الأيمن؛ وهي قراءة ط ب؛ ~~وفي الديوان " جنبيا "، وهو بمعناه ms0307. # الديوان: ببحريك. # ثناه الأسى مسيا: أي أن الأسى رد الصباح مساء، وهي قراءة ط ب والديوان، ~~وفي المطبوعة " نساه الأسى نسيا "، ولا أراه صحيحا. # انظر الديوان: 124 - 131. # ط: موج. # الديوان: ببغائها. # الصرى: الماء الذي طال ركوده. # الديوان: وليعلم ... بعدهم. # جار مجرى المثل: انظر فصل المقال: 10 والميداني 2: 54. # الحارث الجفني، أي أحد ملوك بي جفنة الغسانيين. # س ب: تكسو. # هذه هي قراءة ط؛ وب س: بحدك؛ وفي الديوان " بحدل " وهو شيخ الكلبيين ~~الذين نصروا الأموية في معركة مرج راهط. # ط: أرى القسطلي ذهب مذهب أبي الطيب حيث يقول في قصيدة يمدح بها ابن ~~العميد. # ديوان المتنبي: 541. # الديوان: وسمعت. # ط: أهل وقتنا يصف إبلا، وانظر ديوان الأعمى التطيلي: 243 - 245 وهو مكن ~~قصيدة كتب بها إلى ابن بياع السبتي الذي يرد ذكره فيما يلي. # ط: كقول بعض أهل العصر، وانظر ديوان التطيلي: 250 وهو مأخوذ عن الذخيرة ~~إلا أنه يلتئم في موضعه من القصيدة: 38، ص 100 - 105. # ط: هوجاء. # ط: البيت. # ديوان الهذليين: 1230. # ط: من أخرى في الوزير. # سيعرف به ابن بسام في هذا القسم الأول من الذخيرة؛ وقصيدة ابن دراج هذه ~~في ديوانه: 43 - 48. # الديوان: فيك. # بعد هذا البيت وقع خرم في ب ضاعت بسببه أوراق. # ط: آخر. # شروح السقط: 53. # تجيء ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # سيترجم له ابن بسام في هذا القسم من الذخيرة. # ط: وفيها يقول. # في النسخ: أصفى الناس، وآثرت رواية الديوان. # الديوان: ريبة. # ديوان المتنبي: 3. # الديوان: جياده. # س والديوان: بوجهي. # الديوان: الضلوع. # هو أبو عيينة بن محمد بن أبي عيينة، أحد المطبوعين من الشعراء المولدين ~~(انظر ترجمته في الاغاني 19: 20 وطبقات ابن المعتز: 288 ومعجم المرزباني: ~~109 والشعر والشعراء: 750) والبيت من قصيدة له في الشعر والشعراء: 751 ~~والكامل للمبرد 2: 32. # ترجمة عمارة في طبقات ابن المعتز: 316 والأغاني 23: 424 والخزانة 2: 497 ~~وتاريخ بغداد 12: 282 ومعجم المرزباني: 78 والكامل 1: 29، وبيته يرد في ~~القسم الثالث. # شروح السقط: 33. # ديوان المتنبي: 502. # شروح السقط: 186. # ديوان ابن زيدون: 267. # ديوان ابن زيدون: 287. # عبد الجليل بن وهبون: ترد ترجمته في القسم الثاني. # من جملة ... المجموع: سقط من ط. # زاد في ط: من ms0308 أخرى، وسقط قوله: " من قصيدة أولها ". # ديوان ابن دراج: 81 86. # الديوان: بكل. # ديوان ابن دراج: 297 - 304. # الديوان: دعيني. # ط: بما ليس له من شبيه. # ولا مثيل ولا عديل: سقط من ط. # ط: واستمطئ. # ومنها: سقطت من ط. # ط: وآية. # ط: فقد. # وقال من أخرى؛ أما ابن أزرق فكان أحد كتاب منذر بن يحيى التجيبي صاحب ~~سرقسطة. # انظر ديوان ابن دراج: 327 - 331. # البيت غير واضح المعنى، ونقله على حاله محقق الديوان، إذ انفرد به ~~وبالأبيات قبله كتاب الذخيرة؛ وهو مما ورد في ط دون غيرها. # الديوان: حواها الرق. # ط: دعوت. # الديوان: صفح ... تحوي. # س والديوان: النعيم. # س والديوان: يطوق. # ط: ذيب (اقرأ: ديف) . # الديوان: ضلال. # ط: فجال ... وحن؛ والتصويب عن الديوان. # الديوان: ويستثير. # الديوان: يحن. # ط: حاز. # قال أبو الحسن: سقطت من ط. # لم يردا في القسم الثالث من الكتاب: # ط: طويلة، وإنما مرت فيها ألفاظ لو قرعت ... الخ. # ط: في خروج. # وقد أثبت ... وأولها: سقط من ط؛ وانظ القصيدة في ديوان ابن دراج: 75 - ~~81. # الديوان: الندى. # فيه إشارة إلى الآية: 16 من سورة سبأ. # الديوان: الرواعد. # هذا البيت شديد الاضطراب في الأصول، وقد اعتمدت قراءة محقق الديوان، وهي ~~وجه مرجح. # بعد هذا البيت ورد في س ب ومنها، وليس ثمة حذف. # ط: والديوان: نفوسا. # اليتيمة 3: 138. # ستأتي ترجمة أبي العرب في القسم الرابع من الذخيرة؛ وانظر التكملة: 386 ~~والسلفي 68، 138 والمسالك 11: 181 والخريدة 2: 219 وابن خلكان 3: 334، ~~والبيت في الخريدة. # ط: وفيها يقول. # الديوان: يسيل. # الديوان: من بعد. # الديوان: للحلول. # في س: بغض، والتصويب عن الديوان. # ترجمة ابن شرف في القسم الرابع من الذخيرة، انظر المطبوعة 4 / 1: 133 وما ~~بعدها؛ والبيت يقع في ص: 178، وراجع ترجمة ابن شرف في الوافي 3: 97 ومعجم ~~الأدباء 19: 37 والخريدة 2: 224 والمغرب: 230 والصلة: 545 والمطرب: 71 ~~ومسالك الأبصار 11: 43 وبغية الوعاة: 47 والزركشي: 278 وفوات الوفيات 3: ~~359 ومعالم الإيمان 3: 39 وعنوان الأريب 1: 56. # إلى هنا تنتهي ترجمة ابن دراج في النسخ ما عدا س التي تنفرد بما تبقى ~~منها؛ ويبدو إن هذه الزيادة دخيلة لأنها فصلت بين قصيدته عن ابن حمود وبين ~~إيراد الخير عن علي بن حمود نفسه ms0309. # ديوان ابن دراج: 86 - 94. # الديوان: آواك. # الديوان: النجح. # الديوان: عن. # الديوان: حز. # الديوان: عنا ... بنا. # س: إخوان. # الديوان: آيس. # الديوان: المفجع. # قبل هذا البيت في س: ومنها، ولكن لا حذف هنالك. # الديوان: تظفروا. # الديوان: حصى. # س: بموج. # س: وإيمانه للأهل، وهو خطأ. # الديوان: الهدى. # الديوان: شهد. # الديوان: عريان. # الديوان: الندى. # الديوان: في الضحى. # س: زاد ... فرادوا. # ط: إمرة. # ترجمة علي بن حمود وأخباره في جذوة المقتبس: 21 والبيان المغرب 3: 119 - ~~124 والمعجب: 98 وجمهرة ابن حزم: 50 - 51 وأعمال الأعلام: 128 وابن خلدون: ~~4: 152 ونفح الطيب 1: 431، 482 وبروفنسال 2: 326 والصوفي (نهاية الخلافة ~~الأموية) : 256 ودوزي (Spanish Is.) : 562. # س: القتبي. # س: لفظتهم. # س: إلى طرف من بلاد المغرب. # وتبربروا معهم: سقطت من ط. # ط: غمائها. # س: شرح. # قارن البيان المغرب 3: 122. # س: الأسماء الخلافية. # س: وهو اسم. # ط: قبله. # س: صاحب الأندلس. # ط: ولما صارت الخلافة إليه. # ط: بربر. # ط: أطوع البشر. # سقط في ط من هذا النص قوله: " وهو مفتوح الباب "، " للوارد والصادر "، " ~~في الأرض ذات الطول والعرض " مما يشير إلى طبيعة هذه النسخة التي تعتمد ~~الإيجاز كثيرا وبخاصة إن كان النص منقولا عن ابن حيان؛ وعلى هذا سأقلل من ~~الإشارة إلى ما ينقصها في سائر الكتاب، اقتصادا واكتفاء. # ط: مباشرة. # س: رقابهم. # ط: ينتسبون. # ط: بعينيه. # ط: لنفيسة. # س: لأهل الأندلس. # س: أهلكوا. # ط: مزال العدال. # ط: إلا بموكلين. # ط: وأمروا. # ط: قبض. # لم يرد هذا العنوان في ط؛ وقارن بالبيان المغرب 3: 122. # س: جسرهم الله تعالى على مواثبته في قصره وموضع محله وأمنه. # س: بدروا. # س: هامته. # س: فضربوه. # واستطال ### | .... # ودخل عليه فلم يرعهم ... الخ. # ط: إلى إشبيلية عن أخله القاسم. # ط: ليقف على صحة ذلك. # ط: فانكف. # ط: فصلى عليه وأنفذه. # ط: إلى أن. # ط س: الجياني. # هذا الديلمي المنتزي بعد الثلاثمائة هو مرداويج بن زيار - فيما أقدر - ~~وقد استولى على أصبهان وحاول الأتراك قتله في الحمام سنة 315 وظنوا أنهم ~~قضوا عليه؛ ولكنه عاش بعد ذلك (انظر تكملة تاريخ الطبري: 51) . # ط: برازقه. # ط: تعلق. # الأخبار عن أبي حفص أحمد بن برد قليلة إذ ms0310 له ترجمة موجزة في الجذوة: 111 ~~(البغية رقم: 387) وعلى الجذوة اعتمد ابن بشكوال في الصلة: 24 وقد مر ذكره ~~في البيان المغرب لصلته بالكتابة عن عبد الملك المظفر ابن المنصور ثم عن ~~غيره حتى عهد يحيى بن علي بن حمود. # هو عبد الملك بن إدريس الجزيري (- 394) ، كان كاتبا في دولة المنصور بن ~~أبي عامر، ثم حبس في إحدى القلاع الأندلسية، وله رسائل وأشعار كثيرة (انظر ~~ترجمته في الجذوة: 261 (البغية رقم: 1058) والمطمح: 13 والصلة: 350 واعتاب ~~الكتاب 193 والمغرب 1: 321 واليتيمة 2: 102 والنفح؛ وسيذكره ابن بسام في ~~القسم الرابع من الذخيرة. # جاء في النسخة ط: " ولم أجد حين إخراج هذه النسخة من رسائله إلا ما لا ~~يكاد يعرب ولا يوضح مشهور دلائله، وقد أثبت منها على ذلك بعض ما ألفيته ~~هنالك "، ويبدو أن العبارة المثبتة بدلا من رواية ط تمثيل عهدا تاليا، حين ~~أتيح لابن بسام العثور على عدد من رسائله يمثل صورة أوضح عن فنه النثري. # س: فصل: عهد عقد هشام. # ورد هذا العقد في البيان المغرب 3: 44 وتاريخ ابن خلدون 4: 148 وأعمال ~~الأعلام: 91 ونفح الطيب نقلا عن ابن خلدون 1: 424. # ط: القدر. # ط: ونفض، وآثرنا ما جاء في المصادر، وفي البيان: ونظر. # ط: ومن. # ط: ورعته؛ النفح: وصيانته. # النفح: مرتبته. # ط: أمور مكنون. # ط: وله من أخرى. # ط: ومن أعجب العجب. # إشارة إلى الآية: 13 من سورة نوح " ما لكم لا ترجون لله وقارا ". # ط: سلطانهم. # س: القدرة. # ط: سبع ... محيل. # ط: عدة. # القنداق: من الإغريقية (Kontakion) وهو الكتاب الرسمي أو البراءة أو ما ~~أشبه (انظر ملحق دوزي) ؛ وفي س: الكتاب. # ط: وإن قوما منهم. # ط: الرقوق. # ط: قبل. # ط: الصفة. # س: وله من أخرى عن سليمان بن (اقرأ: إلى) هذيل بن رزين، وهذا هو الأشبه ~~بالصواب، أعني أن الرسالة قد تكون موجهة عن سليمان المستعين إلى هذيل لأن ~~هذيلا أبى التخلي عن هشام والدخول مع منذر التجيبي وغيره في تأييد دعوة ~~سليمان، وظل كذلك حتى توفي هشام، فسلك هذيل مسلك منذر، فرضي منه سليمان ~~بذلك وعقد له على ما بيده ms0311، فزاده ذلك بعادا من سليمان (البيان المغرب 3: ~~181) . # ط: ويبلو. # س: أجناسا. # ناظر إلى الآية: 102 من سورة التوبة. # ناظر إلى الآية: 118 من سورة هود. # ط: فالسعيد. # ط: الهناة. # ط: تهيأ. # الدوسر: الأسد الصلب الموثق الخلق، وفي س: ذو سن؛ ولو قرأت " ذي سن " ~~لكان ذلك أنسب للحديث عن مروان بن الحكم. # عد في هذه الفقرة عددا من العائلات الهامة التي كانت تعد موالي لبني ~~أمية، وهي عائلات احتلت مراكز هامة في الإدارة والمجتمع، إذ كان الولاء ~~رابطة سيادة؛ وبعض مؤسسي هذه العائلات دخلوا الأندلس عربا أحرارا أو موالوا ~~بني أمية في المشرق، ثم انتقل ولاؤهم إلى بني أمية بالأندلس (انظر تفصيل ~~ذلك في فجر الأندلس للدكتور حسين مؤنس، وبخاصة ص 408 - 410) . # س: فرقت. # ط: وله من أخرى عنه إليهم. # س: هم العارفون. # سقط جانب من هذه الرسالة في ط. # ط: حسبناه. # مطموس في س؛ ولم يرد في ط. # لعله يعني بالطالبي " علي بن حمود " فقد قدمه واليا على سبتة، ثم كان من ~~خروج علي عليه ما كان. # أغلب الظن أنه عبد الله بن عبيد الله بن الوليد المعيطي، أموي كان بقرطبة ~~في الفتنة وخرج منها إلى شرق الأندلس، وقد دعا له مجاهد العامري بالخلافة ~~سنة 405 (انظر الصلة: 261 والبيان المغرب 3: 116) . # المتغير: الخارج في زي العيارين وسلوكهم. # لم يرد هذا الفصل والذي يليه في ط. # انظر التعليق: 1، ص: 108 إذ كان منذر ممن والوا المستعين ونبذوا خلافة ~~هشام المؤيد. # صاف السهم: حاد عن الهدف. # تبدأ الرسالة في ط من هنا. # ط: قدم. # س: ناصرا. # س: اجترح. # ديوان أبي تمام 2: 115. # قارن بما ورد في أخبار أبي تمام: 203 - 205، وبيت عمران من أبيات في زهر ~~الآداب: 855 والموازنة 1: 72 وتهذيب ابن عساكر 4: 66 حيث ذكر أنها لبعض ~~الخوارج من أصحاب قطري، وذلك أقرب إلى الصواب من نسبة الأبيات والموقف نفسه ~~إلى عمران (انظر شعر الخوارج: 169 الطبعة الثانية) . # بقية هذا الفصل لم ترد في ط. # ط: بنا. # باغه (أو بيغه كما في س) : Rriego تعد ولاية قرطبة وتقع بينها وبين ~~غرناطة (انظر الروض ms0312 المعطار: 76 من الترجمة الفرنسية) . # ط: بأبي. # س: كف يد. # س: فحنقت. # ط: بمداخلته. # ط: وهمة نفسه. # قارن بما في البيان المغرب 3: 30. # س: المذكورة، والتصويب عن البيان. # ط: فصار. # س: بالقصة. # ط: فأخبر. # أبو حاتم محمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان (- 414) كان هو وأخوه أبو ~~العباس أحمد عميدي بيت بني ذكوان منذ أيام المنصور، وكان أبو حاتم صاحب ~~المظالم، حسن السيرة ذا بصر بالفقه (انظر الصلة: 477 والبيان المغرب 3: 32 ~~وترتيب المدارك 4: 667 وديوان ابن شهيد: 89 والنباهي: 86 - 87) . # ذكر في البيان (3: 32) أن اسمه خلف بن سعيد وأنه كان أحد الموالي صنائع ~~ابن أبي عامر الأندلسيين. # ط: جذبه، والبيان: والقضاء يجذبه. # ط: عتابه. # البيان: ويولي. # هما خلف بن خليفة وحسن بن فتح، كما في البيان (3: 33) . # ط: منازل عيسى وأصحابه. # س: وقبض جميع. # س: كالتراب. # ط: وأعظم الناس قتله. # ط: وسار منهم خلق كثير إلى الزاهرة ليروا رأسه. # س: آياته. # قارن بالبيان 3: 35. # البيان: فأولت. # س: عيش غير. # ط: بزور. # س: فالعلم. # ط: الأمر. # س: مخضوب. # البيت في زهر الآداب: 7 والمسالك 14: 71، منسوبا لكثير، وانظر ديوانه: ~~176. # اليتيمة: 3: 176. # اليتيمة: ذي ملة. # ط س: يرسم، وآثرت ما في اليتيمة لأنه أدق. # أبو المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم (- 438) ؛ ~~له ترجمته في الصلة: 361 والجذوة: 273 (البغية رقم: 1110) والمغرب 1: 357 ~~والمطمح: 22 والنفح 1: 616 - 618، 620 (نقلا عن المطمح) 2: 79 - 81. # س: والقمر. # س: تمام الصلة بالعائد. # ط: وحدث. # س: ممتطيا. # انظر النفح 3: 156، وأبو علي ابن الربيب القروي لعله الحسن بن محمد ~~التميمي التاهرتي الأصل، كان عارفا بالأدب وعلم النسب قوي الكلام يتكلفه ~~بعض التكلف، وكان عبد الكريم النهشلي يعده شاعرا متقدما (انظر المسالك 11: ~~319 نقلا عن الانموذج) . # النفح: بلادكم إذ كانت؛ ط: بلادكم. (ويتلو ذلك في النفح: علمائهم، ~~أدبائها ... الخ) . # س: الخارس. # تثعبن الحفاث: اتخذ هيئة الثعبان، والحفاث: حيوان كالثعبان يفح فحيحه ~~ويثب مثل وثبه، ولكنه غير مؤذ (الحيوان 6: 33، 345) . # النفح: وراتب. # زاد في النفح: وإن ألف أن يخالف ولا يوالف. # ناظر إلى الآية: 31 من سورة الحج. # هو الشاعر ابن مقبل، الذي يقول في ms0313 وصف قدح: # غدا وهو مجدول وراح كأنه ... من الصك والتقليب في الكف أفطح # خروج من الغمى إذا صك صكة ... بدا والعيون المستكفة تلمح (انظر ديوانه: ~~28 - 29 وثمار القلوب: 218) وقدح ابن مقبل يضرب في حسن الأثر. # النفح: دغفل، وهو دغفل النسابة من بني ذهل بن ثعلبة وكان عالما بأنساب ~~العرب. (انظر ديوان القطامي: 31، واللسان والتاج: عض) . # أبو العميثل: عبد الله بن خليد (أو خالد أو خويلد) : أعرابي خدم طاهر بن ~~الحسين تجدد؛ وطبقات ابن المعتز: 287 وابن خلكان 3: 89 - 91. # النفح: رحلة. # ط: فالكتب. # فارط القطا: المتقدم منها نحو الورد. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 76 والميداني 2: 251. # س:: ومارى. # ناظر إلى قول المتنبي (ديوانه: 505) : # ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته ... ما فاته وفضول العيش أشغال الجنن: ~~القبر. # باعتمادك ... الإفك: سقط من ط. # هو لكثير في ديوانه: 222 ولعبد الرحمن بن الحكم في الأغاني 15: 117 (ط. ~~دار الكتب) والغيث: 70 ويروى لعمرو بن معد يكرب؛ انظر القسم الثالث: 11. # ط: بآداب. # البيت لقعنب ابن أم صاحب من قصيدة في مختارات العلوي: 7 - 9 والحماسية ~~رقم: 606 (شرح المرزوقي: 1450) ، وعقنب شاعر إسلامي كان موجودا أيام الوليد ~~ابن عبد الملك (86 - 91) . # ط: والأكياس. # ط: وتعمد. # س: أبو الحسن. # ديوان المتنبي: 111. # راجع ترجمة بن طاهر في القسم الثالث من الذخيرة: 24 وكذلك ترجمة ابن عبد ~~العزيز: 40. # انظر رسائل البديع: 84 وزهر الآداب: 732. # وقلت أهذا الطامع ... مغناها: سقط من ط. # س: نسيانك. # ط: فتفيت. # هذه قراءة تقديرية، إذ اللفظة لم ترد في ط، ووردت في س: بنك؛ والخب: ~~الخداع. # انظر فصل المقال: 357 والميداني 2: 10 والفاخر: 90 والضبي: 7. # ط: جوارحه. # س: وهوى. # ستأتي ترجمته في هذا القسم من الذخيرة. # هو علي بن محمد بن منصور بن بسام المعروف بالبسامي (- 302 أو 303) ؛ انظر ~~ترجمته في الفهرسيت: 150 (فلوجل) ومعجم المرزباني: 154 وتاريخ بغداد 12: 63 ~~ومعجم الأدباء 14: 139 ومروج الذهب 4: 297 واعتاب الكتاب: 188 ووفيات ~~الأعيان 3: 363 والفوات 3: 92 واللباب (البسامي) والهدايا والتحف: 139. # س ط: ابنه. # هنا تعود النسخة ب فتشترك مع ط س. # تكررت هذه القصة في القسم الثالث من الذخيرة: 498. # ط: فرثاه بالقصيدة التي يقول فيها. # البيت من قصيدة أوردها المبرد في الكامل 4: 62 وانظر ms0314 طبقات ابن المعتز: ~~122 - 124 ونهاية الأرب 3: 83. # ط: عبد المجيد. # انظر الذخيرة 3: 669. # المطمح: 89 والنفح 7: 55 (نقلا عن المطمح) . # المطمح: ضرجت؛ النفح: صوحت. # النفح والمطمح وب: وجد. # ط: ولأبي الحسن هذا. # ط: ياذا. # شروح السقط: 28. # شروح السقط: 160، باختلاف في الرواية. # سترد ترجمته في القسم الثاني. # نسب البيت في س ب إلى ابن عبد الغفور أيضا. # ترد ترجمته في القسم الثاني. # س ب: نفضت عليه صباغها. # ترجمته في القسم الثالث: 821. # س ب: سمراء. # انظر ترجمته في القسم الثالث: 448. # ديوان ابن الجهم: 162 عن شرح المقامات 1: 131. # ديوانه: 36 والغيث 2: 345 ونهاية الأرب 2: 39 وشرح المقامات 1: 131. # في النسخ: بمقلة. # زهر الآداب: 229 - 232 وابن بسام هنا يتابعه؛ وفي ط: وأبو حفص الشطرنجي ~~قبله القائل. # ط: البصائر. # ديوان أبي نواس: 250. # ب س وزهر الآداب: فضائلها. # زهر الآداب: ولم نختبر ولم نذق. # زهر الآداب: 232 والصناعتين: 206 والموازنة 1: 83 وأخبار أبي تمام: 220. # لم يرد هذا الفصل في ط. # ب س: وللعرسيين. # حرصا: لها وجه من معنى، ولعلها أن تقرأ " ترصا " وهو الأحكام. # ب: ظلم. # ب س: بأديب. # في ط ب س: الاندال، وبهامش ط: الأذيال. # ط: اللعب. # ط: أجنب. # ط: غريب. # وحالي حال ... فلان: سقط من ط، وجاء في موضعه: " وفي فصل منها ". # ط: تلبسه. # البختج: العصير المطبوخ، والحب: وعاء مثل الدن. # ط: والتمهد. # سقط هذا الفصل والذي يليه من ط. # ديوان المتنبي: 478. # س ب: يولي. # ط: أتت. # ط: وهو. # ديوان المتنبي: 271. # ديوان المعتمد: 10. # ط: النثر والنظم. # ديوان ابن هانئ: 30. # سقط هذا الفصل من ط. # الأبس: التحقير؛ وربما كانت " الألس " أي الكذب والغش. # ديوان المتنبي: 14. # البيت للعباس بن الأحنف، ديوانه: 84 (رقم 159) والشعر والشعراء: 476، ~~707، وروايته: أشكو الذين. # أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النميري القرطبي (- 463) ؛ ~~انظر ترجمته في ابن خلكان 7: 66 وترتيب المدارك 4: 808 وتذكرة الحفاظ: 1128 ~~والصلة: 640 والجذوة: 344 (وبغية الملتمس رقم: 1442) والمغرب 2: 407 ~~والديباج المذهب: 357. # ديوان المتنبي: 526. # س ب: أعلام. # ط: كنا نروي. # ط: من مقابح يحليها (اقرأ: يجليها) العار ويكشفها. # ط: يخاطب. # ديوان أبي نواس: 325. # ط: لسهم؛ ولعل الصواب: " لا مدب فيها لسهم ". # ط: ارفق. # ط ms0315: ولعالم. # ط: ومكابدة. # ط: مدارسهم. # الجربياء: الريح التي تهب بين الجنوب والصبا؛ وقيل هي النكباء التي تجري ~~بين الشمال والدبور، وقيل هي ريح شمالية باردة. # ط: وقلت في كتابك " واتأخها ". # انظر نفح الطيب 1: 79. # تمثل به وأبو المغيرة، وهو للأشل البكري الأزرقي كما في البيان 1: 42 ~~والكامل 1: 31 وشعر الخوارج: 130. # من قول قاتل محمد السجاد: # يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم النفح: تلينهم. # ديوان البحتري: 1133. # ترجمة أبي محمد في الجذوة: 290 (البغية رقم 1204) والصلة: 395، وطبقات ~~الأمم: 86 والمطمح: 55 والمغرب 1: 354 والمعجب: 30 وتاريخ الحكماء للقفطي: ~~156 وتذكرة الحفاظ: 1146 ومسالك الأبصار (ج -: 8) ونفح الطيب 1: 77 ومعجم ~~الأدباء 12: 235 وعبر الذهبي 3: 239 والشذرات 3: 299 وابن خلكان 3: 325 وفي ~~طوق الحمامة أخبار كثيرة عنه، وقد كتبت عنه دراسات كثيرة في العصر الحديث. # ط: وله في ذلك عدة تواليف. # هذه التهمة موجودة في طبقات صاعد: 86. # ط: على. # هو داود بن علي بن خلف (- 270) أصبهاني الأصل، نشأ ببغداد، وأوجد القول ~~بالظاهر فاستقل بمذهب بعد أن كان شديد العصبية للشافعي (انظر ابن خلكان 2: ~~255 وتاريخ بغداد 8: 369 والفهرست: 216 وطبقات السبكي 2: 42 وتذكرة الحفاظ: ~~572) . # ط: واستسناده. # ط: يرقه. # ب: متلقنه. # لبلة (Niebla) في الجنوب الغربي من إسبانيا؛ انظر الروض المعطار، الترجمة ~~الفرنسية: 203 والموسوعة الإسلامية؛ وابن حزم من قرية قريبة منها تدعى منت ~~لشم. # ط: العلم. # ط: فيهم. # ط: المناظرة. # ومزقت ... لسبيله: لم يرد في ط. # ط: وبالأندلس. # في بعض هذا جانب من الغرابة، فابن حزم في رسالة في أسماء الخلفاء والولاة ~~يعتقد بإمامة ابن الزبير ويقول في مروان ابن الحكم " وهو أول من شق عصا ~~المسلمين بلا تأويل ولا شبهة وبايعه أهل الأردن وخرج على ابن الزبير " ~~(جوامع السيرة: 359، وانظر نقاشنا في المقدمة: 12 لهذا القول أيضا) ويقول ~~ابن حزم أيضا في المحلى 1: 236 " مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير ~~المؤمنين عبد الله بن الزبير ". # نشر هذا الكتاب في خمسة أجزاء (القاهرة: 1317 - 1321) . # هو رسالة نشرتها مع مجموعة من رسائله (انظر الرد على ابن النغريلة: 137) ~~؛ القاهرة 1960. # أكثر النقل عنه ابن رضوان في كتاب " الشهب اللامعة "، واستخرج الأستاذ ~~إبراهيم الكتاني ما أورده ms0316 ابن رضوان ونشره مستقلا. # هو رسالة في صورة " مذكرات " (انظر رسائل ابن حزم 113 - 173) القاهرة ~~1954. وقد نشرتها السيدة ندى طومش وترجمتها إلى الفرنسية. (بيروت: 1961) . # من هذا الكتاب قطعة بدار الكتب المصرية. # ابن عباد: سقطت من ط. # ط: الراقبين. # جذوة المقتبس: 291 - 293. # هو أبو المطرف عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن بشر بن غرسيه، ويعرف بابن ~~الحصار، كان عالما بارعا متفننا في العلوم، ولاه علي بن حمود قضاء الجماعة ~~صدر سنة 407 وبقي في منصبه حتى سنة 419 حين عزله المعتد، وتوفي سنة 422 ~~(الصلة: 313 والجذوة: 241 والبغية رقم: 993) . # ط: ومن شعره ما أنشد الحميدي في كتابه. # ط: للعبد قصة. # لم يرد هذا في ترجمة ابن حزم من جذوة المقتبس. # ورد البيت في الأغاني 22: 52 والغيث 1: 147 لأبي حفص الشطرنجي. # انظر النفح 2: 82 - 83. # ديوان أبي تمام 3: 338. # ديوان البحتري: 633. # ديوان الصنوبري: 403. # اليتيمة 2: 402 وابن خلكان 4: 52، 407. # يبدو وكأنها معارضة لابن زيدون، انظر ديوانه: 479 - 498. # ط: نبيت. # ط: الليل. # ومنها: سقطت من ط. # العراص: الرمح حين يكون لدن المهزة. # ط: ميعاد الخليل. # القنعاس: الجمل العظيم الضخم. # منكوتا: مطروحا. # ط: فشككت. # ط: وعتيبة وابن الحباب؛ س ب: وعتيبة بن أبي الحباب. # ديوان أبي تمام: 205 وفي الديوان: دفع الإله؛ وفي بعض أصوله " خلى " موضع ~~" جلى ". وذو النون سيف كان لعمرو بن معد يكرب، وروي أنه كان لمالك بن زهير ~~سيف بهذا الاسم. # راجع أخبار منذر بن يحيى التجيبي في البيان المغرب 3: 175 - 181 وأعمال ~~الإعلام: 196 - 201 والمغرب 2: 435 وبروفنسال 2: 321 - 330 ودوزي (Span. ~~Ish Is.) 568 - 569 وقد نقل دوزي هذا الفصل عن الذخيرة في كتابه Recheres ~~(الملحق رقم 14 ص 35 من الملاحق) . # جاء هذا الفصل في ط كثير الحذف؛ وقارن بما في البيان المغرب. # ط: وقرفه. # البيان: وسدها بيسير. # ط: واعتقب. # ط: عقداه بحضرة منذر. # ط: وهوى اثره ريمنده. # ط: مدوش. # ط: وابن أزداق. # ب س: هشام. # ط: فأوطن. # تطيلة (Tudela) على بعد 78 كيلومترا إلى الشمال الغربي من سرقسطة (الروض ~~المعطار، الترجمة الفرنسية: 80 - 81) . # ط: اجتاز بنا. # ط: لعقد مصاهرتهما. # فخرصتها: أي قدرت عددها تخمينا؛ ط: فخرستها. # ط: إلى أن. # ط: الطاغية. # ط: شيعهم. # من هنا حتى آخر الفصل سقط ms0317 من ط. # قارن بالبيان المغرب 3: 178، وما نقله دوزي في Recherches (الملحق رقم: ~~16 ج - 1، ص 39 من الملاحق) ويلاحظ أن البيان يتفق في المحذوف من النص مع ~~النسخة ط. # البيان: عبد الله بن الحكم. # ب س ودوزي والبيان: خدم السوء. # البيان: دفع عنه. # ط: حاسرا. # البيان: عصاه. # ب س ودودزي والبيان: وتوطيدا. # واضطربت لها حالهم: سقطت من ط والبيان. # ط: من جاورهم. # ط: في جمعه. # ط: وسارع إلى سرقسطة إذ فجأه الخبر؛ البيان: حين مجيئه (اقرأ: فجأه) ~~الخبر. # ب س ودوزي: التقدير. # ط: رياسة الملك؛ البيان: لحق طعمه الملك. # ط: للناس. # ط والبيان: عن قاضي. # ط: مرسل؛ ب س: مزمل. # روطة اليهود: (Rueda de Jalon) في ولاية سرقسطة. وهذه التسمية تميزها عن ~~ورطة ثانية في ولاية وشقة وعن روطة ثالثة في ولاية قادش. # ط: يرتصد. # ط والبيان: مع نفسه أخوين لمنذر. # انظر عن الحماديين، تاريخ ابن خلدون 6: 171 - 177 وقد حكم بلقين بن محمد ~~447 - 454 حيث قتل على يد الناصر بن علناس. # من قول الشاعر: # يغضي حياء ويغضى من مهابته ... فلا يكلم إلا حين يبتسم س ب: شرود. # ب س: وتطارح. # ب س: المقلقلة. # ط: راحة. # ط: إلى غرب العدوة. # ط: وليفتكن. # ط: أنه. # ترجمة ابن شهيد في المطمح: 16 والمطرب: 147. واليتيمة 2: 35 والجذوة: 124 ~~(والبغية رقم: 437) ومعجم الأدباء 2: 218 واعتاب الكتاب: 203 وابن خلكان 1: ~~116 والمغرب 1: 78 والخريدة 2: 555 والوافي 7: 144 والمسالك 11: 206 وقد ~~جمع شعره كل من يعقوب زكي (القاهرة: 1969) وشارل بلا (بيروت: 1963) ولشارل ~~بلا محاضرات عنه (عمان: 1966) وانظر فصلا عن ابن شهيد في كتابي " تاريخ ~~الأدب الأندلسي - عصر سيادة قرطبة: 270 الطبعة الثانية. # ط: شيخ قرطبة. # ط: في غير مكان. # ب س: الحادة. # من رجل ... قبيحة: سقط من ط. # ب س: ماله. # يتحدث ابن بسام في القسم الثالث: 249 عن المؤتمن عبد العزيز بن عبد ~~الرحمن ابن أبي عامر الذي كان يلقب أيضا بالمنصور ثم سماه خليفة قرطبة ~~القاسم بن حمود " المؤتمن ذا السابقتين " وقد ظل واليا على بلنسية حتى سنة ~~452 وخلفه ابنه عبد الملك (وانظر أيضا البيان المغرب 3: 164 - 165) . # ب س: برد. # ط: المصفر. # ط: يجزء من أجزائها ms0318. # ب س: يدعونه بشاكر. # ب س: البذل والعطاء. # ط: نجب. # ط: تمكن. # ط: قال. # ط: أدلي. # الزوج من البقر أو البغال المتخذة للحرث، ثم تكون الالة اللفظة على مقدار ~~من المساحة. # ط: ومنتقاه. # ط: جاء. # الديوان (يعقوب زكي) : 155 ويضاف إلى مصادر تخريجها الوافي 7: 146. # الوافي: الغيد. # ب س: والوافي: وأزعج. # ط: فتضامنت. # المسالك: الحماحم. # الوافي: صبر على حرب المسالم؛ ط: حرب على جرد المسالم. # ط: أجياد. # ط: والقصف؛ المسالك: وانقضت اللوائم. # كذا في الأصول والمصادر، وأرجح أنه " الإباية ". # ب س: أيقنت؛ والصواب ما أثبته، والمعنى أنني طرحت له الأخذ وهي جمع أخذة ~~ومعناها رقية تشبه السحر، ومما يقوي هذا قوله بعد ذلك: " وتلوث من سور ~~العزائم ". # ط: حبات؛ المسالك: مأمول. # الوافي: القوادم. # ط: بالسحر. # ط: أغن. # الخبعثنة: الرجل العظيم الخلق؛ الوثيق الخلق، الجرئ. # ب س: زحام المزاحم. # الدآدي: الليالي الثلاث الأخيرة من الشهر. # ط: بالغرو. # ط: مرت. # ط: ويستحلب. # ط: صوجا؛ س: صرما. # ط: موجا؛ ب: قهره. # ب س: شوهاء. # ب س: ورفلت؛ ط: وأرفلت. # ب س ط: وحسبت. # لخلخ: طيب. # ط: تشريطه. # ط: وصوبت. # زاد في ط: منها. # س ب، أريحية كأريحية الشباب. # زاد في ب س: فوادهما أنك من نيله والحقني أنك من نسله. # ط: المملوك. # الديوان: 165. # ط: دعون. # ب س: صلفا. # ب س: غرابهم. # ط: موشحا. # ط: بعمانها. # ب س: هاديكما. # ط: ساقط. # ب س: يدي. # ب: دونهانها؛ ذوبانها. # ب س: مخلوع. # ط: شهم. # انظر الديوان: 168 ولم ترد إلا في الذخيرة. # ب س: عبثت. # ط: ترضيت. # البيتان لابن الرومي في ديوان المعاني 2: 189. # ب س: الشباب. # ديوان ابن شهيد: 116. # في النسخ: وغزير ... بغزيره؛ ولا معنى له؛ وفي اللسان (غرر) عيش غرير: ~~أبله لا يفزع أهله؛ اما " غرير " الثانية فتعني الغلام الحدث السن. # ط: بنقش؛ ب: بحسن. # ط: عن متعرف؛ وأرى صوابه " غير معقر " - بالقاف - أي غير دهش ولا متهيب. # ب س: كالميت مطروحا. # ط: فملكته. # ب: بجدوره؛ س: بحدوره. # ط: تأثيره. # ديوان ابن شهيد: 178. # ب س: النجعة؛ ولا أراه ms0319 صوابا، لأنه بعد ثلاثة أبيات يقول: " فعلمنا أنها ~~نفحة من ورث الجود ... ". # ب س: وأسير. # ط: حشرها. # س: دأبنا. # ط: فإنا. # ب س: على الأستاه. # ارجح أنه هو جعفر بن فتح، قدمه صاحبه محمد بن الفرضي أبو عبد الله وزير ~~يحيى بن علي بن حمود (312 - 313) كما قدم أبا القاسم ابن الأفيلي؛ (البيان ~~المغرب 3: 132) وكان ابن شهيد يعدهم خصوما له؛ وسيأتي الحديث عن ابن الفرضي ~~فيما يلي. # ط: تطول. # الديوان: 164 (عن الذخيرة وحدها) . # ط: حدهما. # كذا ولعل الصواب " وخبئ ". # ب س: قميار. # ناظر إلى الآية: 65 - 66 من سورة البقرة. # ب ط: القلات. # انظر الآية: 82 من سورة هود. # في النسخ: الكرنجات؛ والكيرنجات: أدوات في شكل عضو الرجل (كير بالفارسية: ~~عضو الذكر) ؛ انظر محاضرات الأدباء 3: 272 (وقد صحفت هنالك " كير بيخات ") ~~. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 219 والميداني 1: 344 وجمهرة ابن دريد 1: 154، ~~2: 217. # الموم: البرسام. # ارتبك: نشب ولم يكد يتخلص. # كذا في ب س؛ وفي ط: لصحبته، ولعله أن يقرأ: لصبحته الرمك، أي الخيول؛ ~~والرهك - بتسكين الهاء - الطحن بين حجرين. # انظر الميداني 1: 165 وسرح العيون: 430. # ب س: سره. # ط: وصفاق. # أي أن حمزة بن عبد المطلب عم النبي قتل على يد وحشي، وكان عبدا حبشيا، ~~وبسطام بن قيس سيد بني شيبان قتله عاصم بن خليفة، وكان يعد في البلهاء. # ديوان ابن شهيد: 146 (عن الذخيرة وحدها) . # اليتيمة 2: 46. # اليتيمة 2: 47. # اليتيمة 2: 47. # الديوان: 150 (عن الذخيرة وحدها) . # الديوان: 87 (عن الذخيرة وحدها) . # في النسخ: ولم يثنيه. # وكتب الوزير أبو مروان ... في تراب: سقط كله من ط. # هذا النص متصل في ط بقوله: " وكسرى فتك به مرازبة له "، دون أي فاصل، ~~وكأنه تتمة للحديث عن الفرضي والتحذير منه. # ط: وعندها. # ب س: العلم. # يوالس: يخادع ويداهن. # الرزدق: الصف من الناس. # س ب: فاستحقوه (اقرأ: فاسحقوه) . # ب: بالبرق. # ط: يرقو ... ويصفو. # ط: نفس. # ط: أستوثقه. # ط: حبالنا. # ط: وضع. # ديوان ابن شهيد: 138 (عن الذخيرة وحدها) . # ط: بسعد. # ط: تخرق. # ديوان ابن شهيد: 169 (عن الذخيرة وحدها) . # ط: عبثه. # ط: بدا. # ط: يوما ترى. # ب: صبيحته؛ ط: صبيته. # ط ms0320: وتنافرا. # ط: وليقضي. # س: كذبه وانحائه علي. # س: خلو. # ط: ولذا. # ط: ترى. # البلينة: الحوت. # ط: لتصرف. # س: الأشباه. # ط: على المخلوق أحسن من تقى ... الخ. # س: موف على ذروة العقل. # س ب: كميتا. # الكران: العود وقيل الصنج. # ط: ومصرخ. # سقط هذا الفصل من ط. # ط: الانتساب. # ط: علينا الأيام. # في النسخ: أبو الحبيش، وسوابه ما أثبت، لأنه يتنحدث عن مجاهد، وكنيته " ~~أبو الجيش ". # ط: شهيدي أمتك. # هذا الفصل شديد الإيجاز في ط. # ط: ويستحمل. # في النسخ: إلى الحبيش. # هكذا ورد هذا الاسم في نسخ الذخيرة، وفي المغرب (2: 31) اشكهباط، وفي ~~النفح (2: 95) اشكنهادة؛ واسمه محمد بن قاسم، وكنيته أبو بكر، وهو ممن شهد ~~الفتنة، ثم استقر آخرا في دانية عند مجاهد العامري. # ب س: الأرض. # الحش: أن يريش الرامي سهمه ويلزق به القذذ، استعدادا للرمي؛ ومثل هذا لا ~~بد له من سداد وثبات جنان، أما الرعدة فإنها لا تتفق وهذا الحش لأنها تسبب ~~طيش السهم عند الرمي. # التقصص: التتبع، أي تتبع معاني الآخرين. # هذه قراءة تقديرية، والمعنى أن الغرب بطبعه لا يصلح للسهام، فإذا أعددته ~~ليكون سهما فإن الحز لن يزيد من قيمته؛ كما أن السليط يضيء في قنديل بسيط، ~~ولا يضيء إذا وضع في القصب، وهي أنابيب من الجوهر. # ب: حبلك؛ ب س: أجرا. # س: صناعة الكلام وإصابة ... # ط ب: بل بالطبع. # النحو والغريب: زيادة من س. # زاد في ب س: ألاعم صباحا أيها الطلل البالي، وقوله ### | .... # ؛ وانظر ديوان امرئ القيس: 31. # ديوان أبي نواس: 45. # س: دينارا. # ط: في الشهر. # س: واشتار من ثغره. # ط: يوسف الاسرائيلي. # وردت الأبيات منسوبة لأعرابي في شرح المختار من شعر بشار: 250 وأمالي ~~القالي 2: 271 وحماسة ابن الشجري: 161 وأمالي المرتضى 1: 500. # المختار: المنقى. # س: بكل شيء حسن. # وزاد في ب س: فانصرف إلي وعرفني بما جرى وسألني أن اكشف له السر فقلت ... # ب س: قارعت. # ب س: بجميع. # ب س: أضعف (اقرأ: أصعب) . # أي أن العرب يفتخرون بأولئك الذين لا يستطيع أهل الكلام هدم بنيانهم؛ وفي ~~العبارة بعض ms0321 التواء؛ وانظر حديث الجاحظ (في الحيوان 2: 93 والبيان 4: 41) ~~عن هجو الشعراء للأشراف. # يعني خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة وكانت الحال بينهما قائمة على المناقشة ~~والمحاسدة؛ وكلمة خالد هذه في البيان 1: 47 قال الجاحظ: وتدل كلمة خالد هذه ~~على أنه يحسن أن يسب سب الأشراف. # ط: وسهل بن هارون وأصحابهم. # ب س: ويطيب على قلوب أهله. # ط: عليه. # ط: ويحرر. # س ب: القلائل الأعداد. # س ب: اهتضمها. # ب س: عندنا. # ب س: ينحتون من. # ب س: أفكار. # من أبيات في المختار من شعر بشار: 15 والشعر لمحمد بن قرلمان. # ب س: بالألفة. # ط: وتبسيطه. # يعني ابن الافليلي. # ط: البرهان. # ط: الجدال. # ط: قنص. # ب س: ضنانة. # ط: حيث. # في النسخ: حراجيات، والصواب " خراجيات " بالخاء المعجمة، وقد جاء في ~~رسالته ابن عبدون في الحسبة: 50 " يجب أتن ينهى دور الخراج عن كشف رؤوسهن ~~خارج الفندق " فسماهن " نساء دور الخراج "؛ وقال ابن هشام في كتاب لحن ~~العامة: " ويقولون لمن يسكن في الفنادق من النساء: خرجيرات، والصواب " ~~خراجيات " منسوبات إلى الخراج " (انظر مجلة معهد المخطوطات 3 - 1: 156) . # لعل صوابه: " وتسمعان ". # ومن العجب ... هذا كله: سقط من ط؛ وبدئت العبارة بقوله: " ومن الغرائب ~~أنه يسمينا العلج ويسمي البديع ".. الخ. # ط: لشامته. # ط: أظافير. # ط: كان واحدا في البلاغة. # ط: يلبس. # ط: لسهل. # ب: مما ينسبه. # ب س: ويدير. # ب س: وتجربة. # ب: يحيلوا. # ب س: يقع. # ب س: باعثا. # ط: قد غص بالطماطم؛ ب س: بالجماجم. # ط: مصدرها. # هو أبو بكر يحيى بن حزم شيخ من شيوخ الأدب، قال الحميدي (الجذوة: 351 ~~والبغية رقم: 1466) وهو الذي خاطبه أبو عامر ابن شهيد برسالة التوابع ~~والزوابع التي سماها " شجرة الفكاهة " وهو من بيت خر غير بيت الفقيه أبي ~~محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم " قلت: إن جهل هذه الحقيقية وهي عدم وجود ~~ايه صلة من قرابة بين أبي بكر ابن حزم والفقيه المشهور، أوقع عددا من ~~الدارسين في استنتاجات خاطئة حول رسالة التوابع والزوابع (انظر مثلا: ابن ~~شهيد لشارل بلا س ms0322: 54، 95) . # ط: لما رأيت. # ب س: فتساقطت. # ب س: أولى أن له سلطانا. # ب س: يوقدني. # ط: ثغر. # ب س: إثر. # الحائر أو الحير: المكان المطمئن يجتمع فيه الماء، ثم سموا البستان به. # ب س: على باب. # يعني أنه مكن قبيلة أشجع التي تنتمي إلى الجن مثلما أن صاحبه ابن شهيد من ~~أشجع (الإنس) . # ط: تصورت لك رغبة. # ط: وتذاكرت معه أخبار. # ب س: من اتفق من هذه الطوائف. # ب س: الأدهم. # ط ب: فسرنا. # ط: إلا ما عرضت لنا وسمعت. # الصواب: " قال " - أي زهير. # ديوان امرئ القيس: 56 وعجز البيت: وحلت سليمى بطن قو فعرعرا. # ديوان ابن شهيد: 107. # ب س: تكنفتها. # السفاسق: طرائق السيف وشطيه. # ط: شجرها شجر سام. # ط: وشجر. # ديوان طرفة: 76؛ وفيه " لهند "؛ والحزان: جمع حزيز، وهو الغليظ من الأرض؛ ~~والشريف: واد بنجد؛ وعجز البيت " تلوح وأدنى عهدهن محيل ". # ديوان ابن شهيد: 140. # ب س: الجودان؛ وسقط البيت من ط. والحوذان: نبت ينبت مسطحا في جلد الأرض ~~لازقا بها. # ط: فقلت. # التليل: العنق. # ط: حتى # ب س: اذهب فقد أجرتك. # ط: بعده. # ديوان قيس بن الخطيم: 7. # ط: أنشدني يا شمعني. # ديوان ابن شهيد: 82. # ط: إلينا. # ديوان ابن شهيد: 217. # اليتيمة: خمر. # ديوان ابن شهيد: 97 (اعتمادا على الذخيرة وحدها) . # في الأصل: تلو، والتصحيح عن الديوان. # ناظر إلى المثل: " في كل واد بنو سعد " أو " أينما أوجه ألق سعدا "، انظر ~~الميداني 1: 34 والعسكري 1: 61 (تحقيق الأستاذ أبو الفضل إبراهيم) . # يلاحظ إيراده " الكون " و " الفساد " في هذا السياق، كأنه يومئ إلى ثقافة ~~فلسفية. # ب س: الموت. # ط: ولن. # ب س: المنون. # ب س: حازم. # ب س، أصاب4 وأصمى بدارهم. # ب س: يضرب. # الهادي: العنق. # ديوان ابن شهيد: 147 وهي في رثاء الوزير حسان بن مالك بن أبي عبدة، وكان ~~من الأئمة في اللغة والآداب، روى عن أبي العباس ابن ذكوان مذاكرة، وعمل ~~كتاب سماه " ربيعة وعقيل " في الأسمار، وتوفي قبل العشرين وأربعمائة ~~(الجذوة: 183 والبغية رقم 662) . # المغرب: حين. # المسالك: الرزايا. # ط: بعذري. # ب س: بواطن. # س: عودا وبدأة ms0323. # البيتان لسويد بن كراع، الشعر والشعراء: 23، 530 وانظر الأغاني 12: 345 ~~في ترجمة سويد، والبيان 2: 12. # ب س: ماءورند؛ والناورد هنا بمعنى " الميدان "، وهي من الفارسية ومعناها: ~~معركة، قتال. # ط: على أنه من. # ط: أنيسه. # ديوان البحتري: 83 وعجزه: " في مغاني الصبا ورسم التصابي ". # ديوان ابن شهيد: 85. # المغدودن: المسترخي. # ب س: لبرص. # ب س: على. # ط: أجزت. # ط س: نوافجه. # ب س: أو قد صرنا. # ب س: وأرقلت. # ب س: متشدة. # ب س: شرك. # ب س: وبيمينه. # الطهرجارة: الفنجال أي شيه كأس أو طاس يشرب به. # ط: اقرع أذنيه. # ب س: فصرخت. # ديوان ابن شهيد: 115. # المطمح والنفح: شربت. # المطمح والنفح: يصرف عصيره. # المطمح والنفح: السرور شعارهم. # المطمح والنفح وس: مصفر؛ ب: مصفن. # ب س: لأهدأ تأنيسا؛ ط: لأشد من تأنيسي. # ديوان أبي نواس: 128. # ديوان أبي نواس: 75، وعجز البيت: " فلو قد شخصتم صبح الموت بعضنا ". # ديوان أبي نواس: 88 وانظر الذخيرة 3: 463. # ط: تركت. # ديوان ابن شهيد: 102. # الديوان: أصبيح؛ المطمح: أصباح. # أكثر المصادر: زندا. # النفح: نعسته. # المغرب: متفتلا. # ب س: عن. # في الأصول: غمك. # المطمح: مائلا لطفا وأعطاني اليدا. # ب س: مهما. # الديوان: صد لي. # المغرب: أمشي في الكدى. # المغرب: وثناه. # في الأصول: يعرو. # المغرب: خدي. # ديوان ابن شهيد: 170 (عن الذخيرة وحدها) . # انظر ديوان ابن شهيد: 89 ومطلع هذه القصيدة وارد في ترتيب المدارك 4: 667 ~~(ولم يرد في الديوان) وهو: # إذا لم تجد إلا الأسى لك صاحبا ... فلا تمنعن الدمع ينهل ساكبا # هوت بأبي العباس شمس من التقى ... وأسى شهاب الحق في الغرب غاربا والمرثي ~~في هذه القصيدة هو أبو العباس ابن ذكوان (- 413) ؛ انظر ترجمته في الجذوة: ~~121 (البغية رقم 425) والصلة: 37 والمغرب 1: 210 - 212 وترتيب المدارك 4: ~~662 والنباهي: 84 - 87 والحلة السيراء 1: 27 وصفحات متفرقة من البيان ~~المغرب ج - 3. # ديوان ابن شهيد: 99 وعجز البيت: " يجود ويشكو حزنه فيجيد "؛ وقد كتبها ~~حين سجنه علي بن حمود (انظر المطمح: 20) . # ب س: بعيدهم. # ب س: الظاعنين. # ب س: طربا. # ب س: عيونك. # ديوان ابن شهيد: 124. # ب س: بروض. # ب س: كخط. # ب س: وهو ذو قنص. # ب س: حتى لاح ms0324 لنا. # ب س: حشيت. # ب س: أنك تتناول. # ديوان ابن شهيد: 142 وعجز البيت: " ورجع صدى أم رجع أشقر صاهل ". # ط: زهوا؛ ب س: زهرا. # ط والمغرب: وحلقت؛ ب س: نجمها. # المسالك، حافل. # ب: التمحتهم. # ب س: لم ينجده طيب. # ط: تأتيهم. # ديوان ابن شهيد: 165؛ وانظر ما تقدم ص: 205. # ب س: حتى إذا سمعها. # ط: فلما انتهينا ... إذا. # ط: به. # ط: فقلت. # ط: بجهل (اقرأ: لجهل) مني. # ط: الكلام. # قد حاولت شرح هذه اللفظة " طولق " في القسم الثالث: 653، وفي ظني أن ~~معناها مما جاء في (Vocabulista) لم يتحدد بوضوح: وكلمة " يفرش " هنا قد ~~تفيد أنها حصير أو بساط أو ما أشبه، على أن يقترن ذلك بالشعوذة أو بالدعوة ~~إلى بيع العقاقير أو التكلم ببذاءة، أو غير ذلك من الأمور. # في كلية ودمنة: 31 فارقي بهذه الرقية " شولم، شولم " سبع مرات؛ فلعل حركة ~~مشولم هي حركة الراقي وهو يردد لفظة شولم. # ط: ارقهم. # ب س: لما يأتي منه. # ط: للبيان لعصبا (اقرأ: لعصيانا) . # ب س: العير. # ب س: بفكيك. # ط: رسائلي. # ب س: فبال. # اللمص: الفالوذج. # الشوابير: جمع شابورة، وهي السمكة أو نوع من السمك، ولم يتضح لي ماذا ~~يعني ذلك في السياق. # ط: القبيطي؛ وهو صواب أيضا. # ب س: لا يؤذي على. # ب س: غير. # ب س: فصاح. # ب س: وهل هنا. # ب س: وهل هنا. # في أخبار ابن القوطية أن ابن هذيل لقيه عائدا من ضيعة له بسفح جبل قرطبة، ~~فسأله: # من أين أقبلت من لا شبيه له ... ومن هو الشمس والدنيا له فلك فأجابه: # من منزل يعجب النساك خلوته ... وفيه ستر على الفتاك إن فتكوا (انظر ابن ~~خلكان 4: 369) فلعل ابن القوطية تمثل به، وغير في بعض لفظه. # تبصان: تلمعان؛ ب س: بنصران. # ب س: آخرها؛ ط: مناخيرها. # ب س: النعام. # ب س: مرجعا. # ط: عيبه. # ط: تجاري. # ط: داراهما. # يمكن القول إن أبا بكر هو ابن حزم الذي خاطبه في أول الرسالة، لأنه هو ~~الذي اقتصر على قوله: " له تابعة تؤيده ms0325 " كما سيجسء القول، وأما ابن القاسم ~~فقد صرح بأنه ابن الإفليلي، ويبقى الثالث وهو أبو محمد، وليس لدي ما يعين ~~على التعرف إليه. # ديوان ابن شهيد: 114 والنفح. 3: 439 والمسالك. # النفح والمسالك: فأعجزهم. # البيت للحطيئة، ديوانه: 128. # ط: فقال. # ب س: سكتته (اقرأ: شكته) . # تكسر: تقاس مساحتها وتقدر. # اليتيمة 2: 46. # الشونيزة: الحبة السوداء. # ط: أوثقتها. # اليتيمة: كل كافر ومسلم. # ب س واليتيمة: أحقر. # اليتيمة 2: 47. # قاتل حذيفة هو قيس بن زهير. # ب س: موصوفا. # ب س: سرد (اقرأ: سدد) . # اليتيمة 2: 46. # برهوت: واد أو بئر بحضر موت يرون أنها مقر أرواح الكفار. # ديوان ابن شهيد: 121. # ديوان ابن شهيد: 119. # ط: من. # ب س: الصعب. # ب س: الليل. # ط: خبيث. # ط: مهانة. # ب س: تابعة. # الطرمذة: المفاخرة والتنفج. # ديوان أبي تمام 4: 386. # الديوان: صحيفة. # الديوان: هل أنت. # أخبار أبي تمام: 194 - 199، وانظر الشعر في ديوانه 4: 463. # الصولي: لو كان هذا منظوما خفتاه، أما منثورا فهو عارض لا حقيقة له. # الصولي: والذكر. # الصولي: مضطرب الأحشاء؛ الديوان: مشتغل الأحشاء. # ب والصولي: دن. # الصولي: محقا. # أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكرياء القرشي الزهري المعروف بالإفليلي ~~(352 - 441) ؛ انظر ترجمته في الصلة: 94 وأنباه الرواة 1: 183 والجذوة: 142 ~~والبعية رقم: 485 ومعجم الأدباء 2: 4 وابن خلكان 1: 51. # ط: النياقي (اقرأ: اليناقي) ؛ وفي ب س: السباسي، وفي ابن أبي أصيبعة (2: ~~47) البسباسي؛ والشبانسي هو قاسم بن محمد القرشي المرواني، ذكر ابن حزم أنه ~~قرف وشهد عليه عند القضاة بما يوجب القتل فسجن، ثم تشفع إلى المنصور ابن ~~أبي عامر فاطلقه (الجذوة: 310 والبغية رقم: 1296) . # الحمار هو سعيد فتحون السرقسطي، وقد ذكر أنه امتحن من قبل المنصور وسجن ~~مدة (انظر الجذوة: 216 والبغية رقم: 813 وطبقات صاعد: 68 والذيل والتكملة ~~4: 40 وبغية الوعاة: 256) . # موسى بن الطائف: ذكر الحميدي (الجذوة، 317 والبغية رقم: 1325) أنه كان ~~شاعرا مشهورا أيام المنصور بن أبي عامر، ونسب إليه الأبيات " لا تنسى من ~~سحتك المكسوب " وهي أبيات أوردها ابن بسام في القسم الثالث: 320 - 321 لابن ~~مهروان السرقسطي، وانظر هجائه هذا في الغيث 2: 123. # ب س: تعلم. # بيت الأفوه في ديوانه (الطرائف الأدبية: 13) والخزانة 2: 196 وزهر ~~الآداب: 1000 والصناعتين: 225 والوساطة: 274. # انظر ديوان ms0326 النابغة: 57، وزهر الآداب: 998 والصناعتين: 225 والوساطة: 274 ~~والمطرب: 162. # ديوان أبي النواس: 69 وزهر الآداب: 998 والصناعتين: 226 والوساط: 274 ~~والمطرب: 161. # ديوان صريع الغواني: 12 وزهر الآداب: 998 والصناعتين 226 والمطرب: 162. # ديوان أبي تمام 3: 82 وزهر الآداب: 988 والصناعتين: 226 والوساطة: 274 ~~والمطرب: 162. # ب س: الفرسان. # ديوان المتنبي: 247 والمطرب: 162. # ط: كما. # أورد ابن خلكان (1: 117) بيتين من هذه القصيدة ونسبهما لابن شهيد، ولعله ~~تابع في ذلك صاحب المطرب: 161؛ ونرى ابن شهيد هنا ينسب الأبيات إلى جني ~~اسمه فاتك ابن الصقعب، فهل هو يعني نفسه؛ إن جنيه هو زهير لا فاتك، فهل كان ~~له غير تابع واحد - يبدو ذلك، لأن هذا الجني نفسه هو الذي استطاع أن يأخذ ~~معنى امرئ القيس " سموت إليها ... " البيت، وأن يحله في أبياته " ولما تملأ ~~من سكره "؛ وهذا امرئ القيس من فعل ابن شهيد والأبيات ثابتة له؛ فلماذا ~~اختار ابن شهيد في هذا الموقف أن يكون له تابعان - وقد أدرجت الأبيات ~~العينية في ديوان ابن شهيد: 123. # ط: حولي. # ديوان امرئ القيس: 31. # ديوان عمر: 123 وفيه " خشية القوم ". # ب س: بركن أزور كركن أزوركم ذلك. # ب س: لتنبسط. # البيتان لإسماعيل ابن يسار من قصيدة له في الأغاني 4: 417 وذكر أبو الفرج ~~(418) إن فيهما غناء لابن سرفج، وأنه غنى بهما في حضرة الوليد بن يزيد؛ ~~وانظر أيضا الأغاني 9: 281 - 282، 284 # حتى إذا الليل خبا ضوءه ... وغابت ### | .......... # الأغاني (9: 281) . # الأغاني: خفي. # ب س: فقلت. # ب س: لتخلص. # ب س: وملت. # ب س: دنا فالتمس. # انظر الأغاني 9: 281 - 282. # ب س: به، وأثبت رواية ط والأغاني. # نسب هذا الشعر لوضاح اليمن، انظر الأغاني 6: 203 - 204، وروايته: قالت ~~لقد أعييتنا حجة، فأت ... البيت. وانظر الفوات 2: 272 في ترجمة وضاح اليمن ~~(واسمه عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال) وتهذيب ابن عساكر 7: 295. # ب س: جاريت. # ديوان المتنبي: 302. # انظر ما تقدم ص: 249. # ديوان المتنبي: 479. # ديوان ابن شهيد: 95. # ط ب: أتينا. # ب س: لحومها. # ب س: كان ملء. # ب س: عمن. # ديوان المتنبي: 318. # ديوان المتنبي: 540 - 541. # ديوان المتنبي: 294؛ وفي ط: كل ظام. # الديوان: في الوغى. # ب س: مما. # ط: استعزمت. # انظر ما تقدم ص: 209. # ب س: همتي. # ديوان ابن شهيد ms0327: 137. # ديوان ابن شهيد: 91. # ديوان ابن شهيد: 111 (عن الذخيرة) . # ب س: كصابي ... مظافر. # ب س: ولو أن لي في الجو كسرا. # ب س: لم. # ط: الخطائر. # العناني: جمع عناز؛ جاء في الامتاع والمؤانسة (2: 174) : # أبو العباس قد حج ... وقد عاد وقد غنى # وقد علق عنازا ... فهذا هم كما كنا وشرح المحققان العناز بأنه طبل كان ~~يعلقه المخنثون وأصحاب الغناء في أعناقهم؛ ويقترح محققو هذا القسم من ~~الذخيرة أن تقرأ اللفظة " عثانين ". # استمده من قول الشاعر: # رويدك حتى تنظري عم تنجلي ... عملية هذا العارض المتألق ب س: ببلجة. # ب س: أخا. # ط ب: فكة. # ديوان ابن شهيد: 151. # ط: بفصل. # ط: تقضهني (اقرأ: تعضهني) . # ب س: الهمم. # المطمح: كلفت؛ ولعل صواب القراءة هنا " ألمت ". # نيطة: اسم موضع. # ب س: سائر. # ترجمة عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد ~~والد أبي عامر في الجذوة: 261 (البغية رقم: 1057) . # ذكر ابن سعيد أخا أبي عامر دون أن يسميه وأنشد له ثلاثة من الأبيات ~~السابقة (المغرب 1: 86) . # ذكر ابن سعيد أيضا عم أبي عامر دون أن يسميه وأورد له الأبيات (المغرب 1: ~~85) . # البيتان " أتيناك لا عن حاجة ... " وردا في ترجمة أحمد بن عبد الملك بن ~~عمر، وهو جد أبي عامر، وفي المطمح: 9 (وعنه نفح الطيب 1: 380 - 382) ~~والجذوة: 123 (البغية رقم: 439) والحلة 1: 237. # الجذوة (267) : من خشية. # هو عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد؛ ترجم له الحميدي في ~~الجذوة: 267 (البغية رقم 1072) ، وأورد له ثلاثة أبيات مما نسبه أبو عامر. # ط: تأبى. # ديوان ابن شهيد: 106 (عن الذخيرة وحدها) . # ب س: ناجيته. # ط: عربيا. # س: ففهمت. # ط: ونتعهد. # ب س: الأدب. # ب س: الوحش. # ب س: تميمة. # ب س: فاستضحك. # ط: فانصرفت ... رضية. # ط: الطائر. # ب س: ولا تحكم في الأصول. # ط: ما حكم. # ط: بك. # يريد النبي إبراهيم. # ط: فتكلمت. # هذا الفصل كله حتى قوله: انتهى كلام ابن حيان، لم يرد في النسخة: ط. # ديوان ابن شهيد: 126 (عن الذخيرة وحدها) . # ب س: شكوت. # ستأتي ترجمته ms0328 في هذا القسم من الذخيرة. # بدائع البدائه: 255 ونفح الطيب 3: 348 وديوان التطيلي: 145. # انظر المصادر السابقة. # في النفح 3: 347 أن البيت الثاني للأعمى إجازة. # ورد بهامش ب 13 بيتا لابن دراج في وصف الحمام، وهي قصيدة في ديوان: 252 - ~~253 في مدح يحيى بن منذر، ويستطيع القارئ أن يراجعها هنالك، ولا داعي ~~لاثباتها. # ديوان ابن شهيد: 94 وبدائع البدائه: 353 والنفح 3: 260 وأخطأ ابن ظافر ~~وتابعه المقري، إذ جعل صاحب المجلس هو الحاجب المظفر نفسه لا ابنه. # قال أبو عامر وابن حيان: كذا جاء، ولعل الصواب: قال ابن حيان، وجاءت " ~~أبو عامر " سهوا. # من هنا تعود نسخة ط إلى الاشتراك من ب س. # بدائع البدائه: 83 - 84 والنفح 3: 610 - 611. # في النسخ: جلي، وأثبت ما في البدائع والنفح. # النفح: ولا ترام. # ب س والنفح والبدائع: الدواة. # ط: سماه؛ وإدريس هو ابن اليماني العبدري اليابسي، وقد أثبت ابن ظافر ~~(بدائع البدائه: 84) أبياتا هجا فيها إدريس أبا جعفر ابن عباس. # ديوان ابن زيدون: 593 (نقلا عن الذخيرة) . # ط: جرى. # ط: في الألثغ. # انظر ابن خلكان 6: 9، 7: 227. # أبو القاسم حسين بن وليد بن نصر المعروف بابن العريف (- 395) قرطبي كان ~~عالما بالنحور والعربية، له رحلة إلى المشرق، واستأدبه المنصور لأبنائه، ~~وكان كثير المديح في أشعاره (ابن الفرضي 1: 134) . # ب س: بحرف. # ب س: مثالا. # ب س: قد ملح في قوله؛ وانظر ديوان المتنبي: 388. # ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # ديوان ابن شهيد: 91 (عن الذخيرة وحدها) . # س: يا ظبا الهند. # س: أخذت. # ط: حلاته (اقرأ: خلا به) . # ط: مضيء. # الحرجف: الريح الباردة الشديدة الهبوب. # الكنهور: السحاب المتراكب. # س: يمتطي الفصل. # ديوان ابن شهيد: 163 والنفح 3: 440. # النفح: بنان. # العثان: الدخان. # البيتان للأعمى التطيلي، ديوانه: 52. # ديوان أبي تمام 1: 114. # ترد ترجمته في القسم الرابع من الذخيرة، وهو أبو محمد عبد الله بن محمد ~~التنوخي (انظر ابن خلكان 5: 348، 6: 159) . # س: الضرغام. # س: فأمر ابن الحناط أن يصنع في ذلك شعرا. # ديوان ابن شهيد: 131. # س: مجدك. # شروح السقط: 441. # س: كقول أبي عبد الله ابن الحداد من أهل المرية من قصيدة يمدح بها ابن ~~صمادح يقول فيها؛ وستأتي ترجمة ms0329 ابن الحداد في هذا القسم من الذخيرة. # س: باسلات. # ط: مضمتة. # ورد هذا البيت في اليتيمة 1: 37. # انظر ديوان أبي فراس: 119 واليتيمة 1: 37، وابن بسام ينقل خبر المبرقع عن ~~اليتيمة 1: 36 - 37؛ وانظر خبره: سيف الدولة لكانار ص: 220 نقلا ابن ظافر، ~~إذ يقول: " في سنة 336 ظفر الأمير سيف الدولة بالقرمطي الملقب بالهادي ~~واستنقذ أبا وائل ... الخ ". # ديوان المتنبي: 259 - 260. # انظر الجذوة: 23 والبيان المغرب 3: 188 وأعمال الأعلام: 136. # ط: البرزيلي. # زاد في س: وخامر ناموسه الأمة. # البيان بالكثرة. # البيان: في جبل منيع الصعود. # البيات نذود. # ط: فساقها. # البيان: وعجب. # البيان: إلى مكان عرفه في سورها الجوفي. # س: بنيه. # س: يستوفي ذكره. # ديوان ابن شهيد: 130 (عن الذخيرة وحدها) . # ديوان المتنبي: 379. # ديوان ابن شهيد: 132 (عن الذخيرة) . # س: الهوى. # ط: للهوى. # ديوان ابن هانئ: 95. # البيت من أبيات لابن الرعلاء الغساني، والرعلاء أمه، انظر الخزانة 4: 187 ~~وحماسة ابن الشجري: 51 والسمط: 8، 603. # ديوان المتنبي: 312. # هنا تنتهي ترجمة ابن شهيد في ط. # ديوان ابن شهيد: 153. # كذا ورد. # انظر الجذوة: 348. # س: بجفوننا. # المختار من شعر بشار: 247 والعقد 6: 14 والزهرة: 294. # هو أحمد بن أبي فنن كما في زهر الآداب: 1012 والسمط: 198 والمختار: 220 ~~والزهرة: 320. # السمط: 496 والأمالي 1: 208 وزهر الآداب: 942. # زيادة من زهر الآداب: 942 والأمالي 1: 206. # لم يرد في ديوانه، وهو لبشار عند ابن خلكان 1: 224 والسمط: 197. # لم يرد في ديوانه. # ديوان ابن شهيد: 171 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 152 (عن الذخيرة) . # س: في الدجى. # س: بثوبي أدم. # ورد بيت مضطرب قبل هذا وهو: # فقلت أمر بهم فاشعر ... بضرب فاحذر حان ندم س: لا كنته بحال. # س: أمر. # ديوانه: 145 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 133 (عن الذخيرة) . # تنفرد نسخة دار الكتب ببعض أبيات هذه القصيدة والقصائد التالي، وتخل بها ~~النسخة س. # يذر الحب: يأخذه بأطراف الأصابع. # س: فلا بأس. # س: الملا. # ستأتي ترجمة من اسمه اللمائي في هذا القسم من الذخيرة؛ ولعله شخص آخر. # الديوان: 172. # ديوان ابن شهيد: 149 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 107 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 113. # س ب: أول الأمر. # ديوانه: 129. # س: أصحابي. # ذكره الفتح في القلائد: 153 (وعنه النفح 1: 535 - 636) وكناه " أبا مروان ~~". # ديوانه: 98 والقلائد: 153 والنفح 1: 636. # القلائد والنفح: نعمنا. # القلائد والنفح: شكرك. # ديوان ابن ms0330 المعتز 4: 354 وزهر الآداب: 774. # شروح السقط: 1468. # سترد ترجمته في هذا القسم من الذخيرة. # ب: ونصوص. # ترجمة ابن زيدون في الجذوة: 121، 379 (البغية رقم: 426) والقلائد: 79 ~~والمطرب: 164 والمعجب: 162 والمغرب 1: 63 واعتاب الكتاب: 207 والنفح (في ~~صفحات متفرقة) والخريدة 2: 48 وابن خلكان 1: 139 والوافي 7: 87 ومقدمة سرح ~~العيون، ومقدمة تمام المتون. # ب س: غاية. # ب س: أخبرني. # أبو محمد ابن عبد البر الكاتب، انظر القسم الثالث: 125. # ط: باستجلاب. # في الأصول: أبي محمد؛ وقد جاء في الفهرست العام في مقدمة الذخيرة أبو ~~عمرو، وفي القسم الثاني (نسخة الرباط رقم 1324 الورقة 38ب) أبو عمر، واسمه ~~يوسف ابن جعفر، وكان أبوه جعفر أحد الكتاب صدر الفتنة عند عدد من الملوك، ~~وتوفي جعفر سنة 435. # ب س: الديوان. # ط: تأتي. # ب س: بالنظم الخطير. # هو عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن هشام، أبو محمد ابن المكوي القرطبي، ~~كان أبوه أبو عمر أحمد بن عبد الملك (ترتيب المدارك 4: 635) مولى بني أمية، ~~وكان من أفقه أهل زمانه وأحفظهم لمذهب مالك، وعظم قدره بالأندلس وصار ~~معتمدا لجميع قضاتها وحكامها فيما اختلفوا فيه، توفي منبعث الفتنة البربرية ~~(401) ؛ أما ابنه أبو محمد فقد استقصاه أبو الحزم ابن جمهور سنة 432 ولم ~~يكن من القضاء في ولارد ولا صدر لقلة علمه، ثم صرفه أبو الوليد ابن جمهور، ~~وبقي خاملا حتى أدركته منيته سنة 448 (انظر الصلة: 267 - 268 والمغرب 1: ~~160) . # يتضح من التعليق السابق أن يجن ابن زيدون تم بين 7 محرم 432 و 3 بقين من ~~ربيع الأول 435، وهي الفترة التي تولى فيها ابن المكوي. # ب س: فشفع. # ب س: اصطنع. # هو ادريس بن يحيى بن علي الملقب بالعالي، بويع سنة 434 تم خلعه أهل مالقة ~~سنة 438 (انظر البيان المغرب 3: 217) . # ب س: أمراء. # ب س: والمنفعة. # س: يحصى. # موضع هذه العبارة في ب س: وكيف يصح ذلك وهو منقول عن عمر رضي الله عنه؛ ~~وهي عبارة غريبة في موقعها. # هذه هي الرسالة الجدية، التي شرحها الصفدي في تمام المتون؛ ونصها كما ~~أورده الصفدي ناقلا عن خط ابن ظافر (صاحب ذخائر الذخيرة) يدل على أن ابن ~~بسام يوجز ms0331 كثيرا بالحذف، ويغير بعض التغييرات الطفيفة محافظة على السياق ~~الموجز. # من قول أبي شجرة السلمي وكان من الفتاك (تمام المتون: 186 - 187) . # ورويت رمحي من كتيبة خالد ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا يعني عثمان بن ~~عفان، وفيه إشارة إلى قول حسان (تمام المتون: 191) # ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا البيت للعتبي، ~~انظر تمام المتون: 121. # تمام المتون (264) وعاث العقوق في مواتي. # إشارة إلى قول امرئ القيس: # وانك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب من المثل: " لو غير ~~ذات سوار لطمتني "؛ فصل المقال: 381 والميداني 2: 81 والعسكري 2: 193 ~~(تحقيق أبو الفضل) وفيها: لو ذات سوار. # البيت للبحتري، ديوانه: 1984. # انظر فصل المقال: 127، 486 والميداني 2: 150 والضبي: 79 وتمام المتون: ~~294. # إشارة إلى الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " (الغاشية: 2، 3) . # من قول العباس بن الأحنف: # كنت كأني ذبالة نصبت ... تضيء للناس وهي تحترق من قول أبي تمام: # وإن صريح الرأي والحزم لامرئ ... إذا بلغته الشمس أن يتحولا من قول ~~البعيث (تمام المتون: 313) : # طمعت بليلي أن تريع وإنما ... تقطع أعناق الرجال المطامع فصل المقال: 187 ~~والميداني 1: 160 وتمام المتون: 318. # ب س: زواله. # ب س: يخفى. # ب س والصفدي: ورد منهل بر. # ب س: فنزل. # من قول عمرو بن الاهتم أو حاتم: # أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... ويخصب عندي والزمان جديب ب س والصفدي: ~~ومقيل؛ والبيت لعمرو بن الاهتم من مفضلية له قافية (المفضليات: 249) . # معجم البلدان (منعج) لبعض الأعراب. # ب س: تعلق (اقرأ: بعلق) ؛ وفي تمام المتون: بعقد. # في النسخ: عوز؛ وصوبته عن تمام المتون: 339 إذ فيه إشارة إلى المثل " بدل ~~أعور " انظر الميداني 1: 59 وفصل المقال: 81. # اللفاء: الشيء الخسيس. # البيت لعدي بن الرقاع؛ الشعر والشعراء: 517 وتمام المتون: 340. # فصل المقال: 10 والميداني 2: 54 والعسكري 2: 150 وتمام المتون: 337. # فصل المقال: 202 والميداني 2: 14 وتمام المتون: 341. # البيت للمتنبي، ديوانه: 324. # ب س والصفدي: واكرم غير مكرم؛ وما ثبت هنا فإنما هو من المثل " كدمت غير ~~مكدم "، فصل المقال: 355 والميداني 2: 57. # من قول المتنبي (ديوانه: 513) : # لا تشك إلى خلق فتشتمه ... شكوى ### | ........ # الميداني 1: 191. # من قول بشار: # إذا أيقظتك حروب العدا ... فنبه لها عمرا ms0332 ثم نم ناظر إلى قول بشار: # فبالله ثق إن عز ما تبتغي وقل ... إذا الله سنى عقد أمر تيسرا البيت لأبي ~~تمام، ديوانه 3: 60 وتمام المتون: 366. # الصفدي: ميسرك. # الإشكاء: إزالة الشكوى. # الصفدي: مكان. # الصفدي: أحسن. # الصفدي: بيده ... عليه. # ب س: حتى. # الصفدي: يستكد؛ ب: يستنكر. # ب س: وهي هذه الأبيات، وانظر ديوان ابن زيدون: 278. # ب س: وفق. # ديوان البحتري: 2073. # ديوان أبي تمام 3: 60 وانظر ما سبق: 344. # ديوان ابن الجهم: 45. # ط: من قصيدة. # ديوانه: 250. # في النسخ: إن. # ب: عصر غير محتضر. # ب س: السرى. # ب س: وبات. # أولى مؤنث صفة للفظة " وهجرة "، والهجرة الأولى دليل السابقة؛ وإنما أنبه ~~إلى ذلك لأن محقق الديوان قد وقع في الخطأ لدى شرحه البيت (ص 259) إذ قرأ " ~~أولى " على أنها أفعل تفضيل. # شروح السقط: 119. # س: ومنه قول أبي تمام وقد تقدم إنشاده؛ وانظر ديوانه 3: 280. # ديوان البحتري: 757 - 758 وفيه " عود الأراكة ". # ديوان أبي تمام 2: 99. # اليتيمة 3: 61. # اليتيمة 4: 61. # ديوان ابن الرومي: 563. # ديوان المتنبي: 92. # ط: وإنما أشار إلى. # ب س: ماء. # ب س: عفوه؛ ولم يورده صلاح خالص في مجموع شعره. # ط: وقال من أخرى وهو أيضا بتلك الحال من الاعتقال؛ وانظر ديوان ابن ~~زيدون: 261. # ط: يبكي الحمام على قتلي. # ب س: وغاضها.. بمطلعها. # ط: قرسطت. # ب س: الفتل. # الحسل: ولد الضب؛ ولعله إنما يريد " زلة الحذر " لأن الضب - وهو أبو ~~الحسل - مشهور بالحذر. # ب س: وهذا مأخوذ من قول الآخر. # PageV01P568 # شروح السقط: 976. # ديوانه: 592، ولم يرد البيتان في أصول الديوان، وإنما أوردهما الصفدي في ~~المتون والوافي. # الديوان: 582. # فيه إشارة إلى المثل: " كل مجر في خلاء يسر ". # الديوان: هي البحر. # هكذا قال هنا، ولم يرد من ذلك شيء في الديوان. # الديوان: بسري. # الديوان: لإبانه. # من هنا حتى بداية ولادة سقط كله من ط؛ وهنالك أجزاء من هذا الفصل قد زيدت ~~في الذخيرة بعد ابن بسام، وقد صرح بذلك من زادها؛ ولعل هذا القسم الواقع ~~قبل رسالته إلى أبي بكر ابن مسلم قد زيد لعدم قيامه على الاختيار. # س: مسيرة. # ب س: إليه. # ب ms0333 س: الأمل. # ب س: ما هو ألطف. # ب س: فيه. # س: قلمي؛ وهنا موضع خرم في ب، ضاعت بسببه ورقات. # س: واعتزت. # س: وأبعد. # س: حياء. # ديوان ابن زيدون: 406. # س: ملامي. # المسلمي: نسبة إلى بن مسلمة، وهم بنو الأفطس؛ وفي الديوان: الأسلمي، وهو ~~خطأ. # نهيك: شجاع. # شام: أغمد. # في النسخ: بالظلم. # س: تزل. # ستأتي ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة، وهو: أبو عامر محمد بن عبد ~~الله بن محمد ابن مسلمة الوزير الأديب، مصنف كتاب " الارتياح بوصف الراح "، ~~هاجر من قرطبة إلى إشبيلية ووزر للمعتضد. (انظر المطمح: 23 وعنه النفح 3: ~~544 والمغرب 1: 96 والجذوة: 61 والبغية رقم: 170) . # س: يعتمدك. # س: ومكانتك إليه. # س: السابحة. # أي سهيل والثريا، كما في قول " عمرك الله كيف يلتقيان ". # من قول الشاعر: # وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا س: تكمل. # س: مما ... من. # زيادة من نسخة دار الكتب، ولم يرد في س. # زيادة من نسخة دار الكتب. # س: تتوافى. # في المطبوعة: نسقا، وهي قراءة جيدة. # الضمير في " منه " يعود إلى " الجسم ". # زيادة من نسخة دار الكتب. # واضح أن هذا القسم دخيل على الذخيرة، وقد ورد بعض هذه الرسالة ص: 355 ~~فيما تقدم. # س: يلقى. # س: مورد. # البيتان لابن الرومي، ديوانه: 66. # صدره: إذا ذهب العتاب فليس ود، انظر التمثيل والمحاضرة: 465. # البيت لهمام الرقاشي في البيتان 2: 316، 3: 302، ودون نسبة في التمثيل ~~والمحاضرة: 465. # البيت للقطامي، ديوانه: 35 والتمثيل والمحاضرة: 67. # ورد غير منسوب في البيان 3: 187. # فصل المقال: 347 والميداني 2: 214 والعسكري 1: 93 (أبو الفضل) . # هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه الأنصاري من الأوس، يعرف بذي الشهادتين، لأن ~~الرسول (ص) جعل شهادته بشهادة رجلين (الاستيعاب: 448) . # لأبي نواس، ديوانه 1: 185 (تحقيق فاجنر) وخاص الخاص: 88 والتمثيل ~~والمحاضرة: 80، 434 ونهاية الأرب 30: 80 ورواية الديوان " ليس لله ". # س: قبوله. # إشارة إلى المثل " أحشفا وسوء كيلة " وقد مر ص: 355. # إشارة إلى قول عامر بن الطفيل: " أغدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية ". # نثر قول عبد الله بن الزبير الأسدي: # تخير فأما أن تزور ابن ضابئ ... عميرا وإما أنتزور المهلبا # هما خطتا كره نجاؤك ms0334 منهما ... ركوبك حوليا من الثلج أشهبا تاريخ الطبري ~~2: 872 والشعر والشعراء: 269 والأغاني 13: 432 وطبقات ابن سلام: 176 ~~(الطبعة الثانية) . # س: للغلامة. # لبشار بن برد، ديوانه (جمع العلوي) : 206 وانظر السمط: 932. # صدر بيت لكعب بن زهير؛ وعجزه " وما مواعيدها إلا الأباطيل ". # من قول المكعبر الضبي (أو محرز بن المكعبر) وصدره: وإني لأرجوكم على بطء ~~سعيكم؛ انظر الكامل 1: 80، 81 والحماسة، شرح التبريزي (4: 15 - 16 ط: ~~بولاق) . # لكثير عزة، ديوانه: 103 وروايته " كأني وإياها " وانظر أمالي المرتضى 1: ~~414 ومجموعة المعاني: 142. # من قول أبي خراش الهذلي: # حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض إشارة إلى قول ~~لبيد " ومن يبك حولاص كاملا فقد اعتذر "، أي أنه أدى كل ما في طوقه، ولم ~~يبق إلا أن ينجو فارا من السجن. # عجز بيت؛ وصدره: " احذر محل السوء لا تحلل به "، ينسب إلى عنترة، قال أبو ~~الفرج الأغاني (8: 234) : وهذا البيت لعنترة صحيح لا يشك فيه. # عجز بيت لعروة بن الورد (ديوانه: 40) وصدره: ليبلغ عذرا أو يصيب رغيبة. # من قول الشاعر: # خير إخوانك المشارك في الضر ... وأين الشريك في الضر أينا وتنسب الأبيات ~~لكثير في ترجمته من تاريخ ابن عساكر وفي الذهب المسبوك: 33، انظر ديوانه: ~~492؛ وهي دون نسبة في الصداقة والصديق: 92 وبهجة المجالس 1: 717 والعقد 2: ~~308. # فصل المقال: 67 والميداني 1: 221 والفاخر: 48. # البيت في الكامل 2: 309 والحيوان 5: 181 ولباب الآداب: 240 وعيون الأخبار ~~1: 39 وقال في الكامل إنه لعلي أبي طالب أو إنه كان يكثر التمثل به. # البيت لعدي بن زيد، ديوانه: 93 وهو مثل، انظر فصل المقال: 265، 484 ~~والخزانة 4: 460. # عجز بيت للمتنبي، وصدره: " وبيننا لو رعيتم ذام معرفة ". # البيت لأبي فراس الحمداني، ديوانه: 83. # عجز بيت للمتنبي وصدره: ترفق أيها المولى عليهم. # من أرجوزة لبشار، ديوانه (جمع العلوي) : 85. # ديوان النابغة الذبياني: 78. # يدخل البيت في معلقة عمرو بن كلثوم، انظر الزوزني: 239 وفي رسالة الغفران ~~182 أن البيت لعمرو بن عدي، وانظر الخزانة 3: 162. # ديوان المتنبي: 359. # ديوان أبي تمام 4: 571. # لابن الرومي، ديوانه: 770. # البيتان للأعشى، ديوانه: 80 (برواية مختلفة) وانظر الأول منهما في ~~الحماسة البصرية 2: 61 والثاني في معجم البكري (كبكب) . # زيادة عن نسخة دار الكتب. # من المثل " العوان لا ms0335 تعلم الخمرة "، الميداني 1: 13 والعسكري 2: 38 (أبو ~~الفضل) واللسان (خمر) . # من المثل " ما أشبه الليلة بالبارحة "، فصل المقال: 227 والميداني 2: 152 ~~والعسكري 2: 206 (2: 247 أبو الفضل) والفاخر: 254. # هنا تعود النسخة ب للمشاركة مع س. # عجز بيت للحطيئة وصدره: - " من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ". # ليس من المقطوع به أن يكون هذا الفصل دخيلا، وإن كنت أرجح ذلك، لأن طريقة ~~اثباته لا تشبه طريقة ابن بسام. # ب س: ما أراه. # زيادة من نسخة دار الكتب. # س: أحبائه. # من الواضح أن هذا الفصل اختلط بالنقل من القلائد، وبتكرار شعر مر من قبل، ~~كما أن استئناف الحديث عن علاقة ابن زيدون بالجهاورة بعد أن أشبع المؤلف ~~القول فيه، يدل على أن هذا الفصل دخيل على الذخيرة. # القرح: البياض. # ارتباط الإفاضة بالفور: أي حين يفيض الناس في الحج من عرفات إلى منى، ~~يندفعون بكثرة، والإفاضة سرعة الركض. # هو قيس بن زهير الذي كان يضرب به المثل في الدهاء، وقد جاءته منيته في ~~عمان (انظر الدرة الفاخرة: 201) . # من قول ليلى الأخيلية: # فتى كان أحيا من فتاة حيية ... وأجرأ من ليث بخفان خادر وانظر الدرة ~~الفاخرة: 116. # لم أهتد لمعرفته، وفي تكرير " أدهى " ما يستوقف النظر. # عن أبي زبيد الطائي ومنادمته للوليد بن عقبة انظر الشعر والشعراء: 219 ~~والحاشية. # ما بين أقواس صغيرة موجود نصا في قلائد العقيان: 71. # قد وردت هذه الأبيات فيما تقدم: 383 ولم يكن بابن بسام حاجة لاعادتها. # انظر ما تقدم ص: 391 الحاشية: 3. # إشارة إلى ما قاله الثعالبي في اليتيمة 2: 336 عن القضاة ندماء المهلبي " ~~ويجتمعون عنده في الأسبوع ليلتين على اطراح الحشمة والتبسط في القصف ~~والخلاعة " يغمسون لحاهم في الشراب القطربلي ويرشون به بعضهم بعضا، فإذا ~~أصبحوا عادوا لعادتهم في التزمت والتوقر. # في ب س: وقار يدخل، وصوبته بما يناسب المعنى. # قد مر بعض هذه القصيدة ص: 392. # ديوان ابن زيدون: 152. # الديوان: الشغب الشرقي. # الديوان: نور. # ب س: حمام. # الديوان: 158 وانظر القلائد: 72، ويلاحظ متابعة الرواية كما جاءت في ~~القلائد. # الديوان: بممحوض. # الديوان: ذكرى. # ب س: الفلحا. # الديوان: 564 وقد تكررت أبيات منها في هذه ms0336 الترجمة، وكان من الممكن ~~الاقتصار على ذكرها في موضع واحد، ومن الملاحظ أنها متابعة للقلائد في ~~الأبيات المختار منها. # هذا القول صريح بأن هذا الفصل ليس من صنع بن بسام. # الديوان: 187. # الديوان: قصر. # ب س: أبليه حفظك. # ب س: صروف. # ب س: عهد. # الديوان: 178، والبيتان الأولان لم يردا في أصل الديوان. # الديوان: 165. # شلب (Silves) بلد بالبرتغال في الولاية المعروفة باسم الغرب (Algarve) ~~انظر الروض، الترجمة الفرنسية: 129. # س ب: بدري. # هذا التعيين بأن هذه الأبيات غزل في ولادة مطابق لما في القلائد: 73 ~~وانظر الديوان: 148 فإنها لم ترد في أصول الديوان، وإنما زيدت فيه من ~~المصادر، وانظر المغرب 1: 65. # القلائد: 75 والديوان: 153. # الديوان: هوى. # القلائد: 77 والديوان: 185. # الديوان والقلائد: غدرا. # القلائد: 78 والديوان: 191. # الديوان: وفائك ضلة؛ القلائد: صفائك ضلة. # هذه العبارة وردت نصا في القلائد وبعدها الأبيات: 77؛ وانظر الديوان: ~~190. # انظر القلائد: 78 والديوان: 236ن وهي مثطوعة لم ترد في أصول الديوان، ~~وإنما وردت بذيله منسوبة إلى المعتضد، وقد نسبها صاحب القلائد إلى ابن ~~زيدون، أما ابن بسام فسيوردها للمعتضد في القسم الثاني. # أهم المصادر عن ولادة - إلى جانب الذخيرة - هي الصلة: 657 (وعنها نقل ~~الضبي في البغية رقم: 1595) وما أورده الحجاري في المسهب وعنه نقله صاحب ~~المغرب (وترجمة ولادة قد ضاعت) ، فأما ما جاء من نتف في القلائد فأكثره ~~تخيل أو تخليط؛ وعن هذه المصادر الأربعة نقلت المادة المتوفرة في المطرب: 7 ~~وتمام المتون وسرح العيون: 22 ونزهة الجلساء: 101 ونفح الطيب 4: 205؛ وقد ~~ورد العنوان هذا بهامش ط. # ب س: أوانها. # ط: تختلط. # ط: تختلط. # هذا النص يستوقف النظر، أولا لأنه على لسان ابن زيدون، وثانيا لأنه مصوغ ~~في قالب " مقامة " وأسلوبه لا يشبه أسلوب ابن زيدون أو ابن بسام؛ ومن ~~الغريب أنه ثابت في ط وهي أكثر النسخ اقتصادا. # ط: عبيره. # ديوان ابن زيدون: 377، وتنسب الأبيات في بعض المراجع لولادة. # أثبتهما ناشر ديوانه: 120 على أنهما من شعره، وليس ثمة ما يؤكد ذلك. # ديوانه: 175، وليسا من أصل الديوان. # تمام المتون: 11 وأنيس الجلساء: 102. # ط: وكثرة. # سرح العيون: 23 - 24 والفوات والنفح وأنيس الجلساء. # أثبتت المصادر نماذج ms0337 من هذا الهجاء. # أخبار المستكفي في الجذوة: 25 والبيان المغرب 3: 140 وأعمال الأعلام: 135 ~~والنفح: 1: 432، 437 وبروفنسال 2: 335 ودوزي (Spanish Is) : 583. # ورد نص ابن حيان بصورة موجزة في ط. # ط: الموروية؛ ب س: المرورية؛ البيان: المروزية. # هو أبو محمد ابن حزم. # البيان: والعهر واللعب. # ط: وانثالوا عليه في طلب هذه الخطط وعمروا بابه. # ط: من تلك الخطط. # ب س: قصه. # ط: في طبقات الفقه. # ب س: بعلت. # ط: بلغ أهل الفتوى. # ب س: رجالة. # ط: عبد الرحمن. # قارن بالبيان المغرب 3: 142. # ب س: فلا تسر. # ط: المكفوف. # ترجمة ابن الحناط في الجذوة: 53 (والبغية رقم: 124) والصلة: 640 والتكمة: ~~387 والذيل والتكملة 6: 221 والمغرب 1: 121 والخريدة 2: 297 وطبقات ~~الشافعية 2: 161 والوافي 3: 124 وصفحات متفرقة من نفح الطيب. # ط: وغرة. # الوقذة: الضربة؛ الأميم: المأموم أو المشجوج. # فص ابن حيان شديد الإيجاز في ط. # ط: واهتديناها. # ط: وجعلت. # هذه الرسالة أوردها ابن عبد الملك (6: 224) بتمامها، وهي موجهة إلى ~~الوزير أبي العباس ابن أبي حاتم ابن ذكوان ومعها القصيدة الميمية التالية ~~ليأخذ بمعارضتها أبا عامر ابن شهيد. # ط: تصاب. # الذيل: قصب السبق. # البيت لجرير، ديوانه: 250 والتاج (قنعس) . # الذيل: توسدت. # الذيل: حتى إذا ما أنبهني ... هببت. # ط: في شعر أو شعر. # في النسخ: قصر، والتصويب عن الذيل والتكملة. # الذيل: ديمتها. # الذيل: خلفها. # ديوان المتنبي: 40. # الديوان: الغمد سيفه. # ديوان المتنبي: 127. # الحماني هو أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر العلوي الكوفي، نزل في بني ~~حمان فنسب إليهم، بينه وبين علي بن الجهم مناقضات حول العلويين أو ~~العباسيين، وله مراث في أخيه إسماعيل وفي يحيى بن عمر الثائر العلوي، وكانت ~~وفاته سنة 260 (انظر مروج الذهب 7: 236 - 242 وسمط الآلي: 439 والبصائر 1: ~~236) . # كذا ورد، وهو غير منسجم مع ما قبله وما بعده في التقفية. # ب س: الغرب. # ط: واندرج له في فصول هذه الرسالة عدة مقطعات من شعره، منها قوله. # ب س: فيه. # ب س: بالنجاح. # المغرب 1: 122 والنفح 1: 483 (بيتان) . # المغرب: مرت. # بعض أبياتها في المغرب 1: 123. # ب س: علون. # ب س والمغرب: البث. # ديوان المتنبي: 245. # ديوان المتنبي: 248. # ديوان أبي تمام 3: 27. # المغرب: طبق الأرض؛ ط: طوق. # ط: عليها. # ب ms0338 س: افتن. # ديوان المتنبي: 375. # الذيل والتكملة 6: 222 ومنها أربعة أبيات في الغيث 2: 74. # الذيل: مرادا. # الذيل: انتميت. # الذيل: تعد به علي. # ديوان المتنبي: 162. # ديوان ابن رشيق: 37. # الديوان: ليس يصح. # ب س: مدح. # ديوان ابن الأحنف: 81. # كان أبو الحناط ممن خاف من أبي الحزم ابن جهور بسبب ما شاع عنه من هجائه ~~إياه فلحق ببني حمود (الذيل والتكملة: 222) . # ب س: فاضطلعا. # ب س: في القبر. # ب س: أبقته بدر دجى. # ب س: عن. # ديوان ابن دراج: 180 وقد مر البيت ص: 73. # ط س: الترب؛ ب س: مني عنبرا. # ط: ومعنى البيت الثاني ... الخ. # ديوان المتنبي: 456. # في ط والمقتبس (129) شوش " فاحتل يومه ذلك على نهر شوش "؛ وتحديده إلى ~~الجنوب من قرطبة. # ألبيرة (Elvira) ، انظر الروض المعطار: 39. # المنكب (Almunecar) فرضة صغيرة على البحر تابعة لمركز مطريل (Motril) في ~~منطقة غرناطة، وتبعد مسافة 23 كيلومترا إلى الغرب من مطريل (انظر الروض، ~~الترجمة الفرنسية: 225) . # وقع هذا البيت بعد تاليه في ط. # المغرب 1: 124 والبيان 3: 130. # ط: الرفع؛ المغرب: النصر. # قارن بالبيان المغرب 3: 125 - 129 والإحاطة (ترجمة زاوي بن زيري) ودوزي ~~(Recherches: ج - 1 - الملحق: 15 والملحق: 17) . # البيان: يا حسن؛ ط س ب: يا أحيمر. # ط والبيان: البنت. # البيان: وقتل. # ب: المبارك. # ب: أغراء مبارك على. # ب: المعسكر. # ب س: وحلفاءهم. # حدثت بزوائد في شرحها ... في القتال: لم يرد هذا في ط، ولا وجود له في ~~البيان المغرب. # زاد في س: فتجدد لذلك اثر الفتح عليه، (اقرأ: فتحدث بذلك ... ) . # البيان: حازه؛ ط: قشمه (اقرأ: قسمه أو قمشه) . # س ب: أعماله. # ط: محنهم. # س ط: جنه. # ط: وتلوم ابنه حلالي بغرناطة. # ب س: حاجاته. # ط: بائي؛ ب س: نائبي، وصوبته بحسب المعنى. # ب س: يفترقون عنهما؛ والنابان أحدهما حبوس والثاني هو محمد بن عبد الله ~~البرزالي؛ وافتر عن نابه: كشف عنه. # كذا في ب س دون ط، والمشهور أن التيجان لوهب بن منبه، غير أن هذا لا يمنع ~~أن يكون لابن دريد كتاب بهذا الاسم. # ب س: طويل. # س: الحجاب. # ط: الرجولة. # ب س: مشهورة. # محمد بن الخير بن خرز الزناتي ms0339 خاض حربا ضد صنهاجة بقيادة زيري فقتل زيري، ~~ثم إن يوسف بن زيري أراد الثأر من زناتة وغلب محمد بن الخير وهزمه (سنة ~~360) وحين وجد محمد أن يوسف قد أحاط به انتحر (البيان المغرب 2: 243) . # قارن بما جاء في السمط: 862 - 864 والاقتضاب: 50 والعقد 2: 468 - 469 ~~وفصل المقال: 4 - 6 والخزانة 4: 168 والبيان 2: 181 - 182 وزهر الآداب: 21 ~~وكنايات الثعالبي: 56 - 58 فقد ورد فيها معظم هذه القصص المتصلة بالتعريض. # البيتان للأخطل، ديوانه: 132 وفيه: تنق بلا شيء. # البيان والعقد: وقميص. # ط: ومر على فاس من العرب فيهم نميري وتميمي رجل. # ط: تعير بالسخينة. # ب س: غير منكرة. # لم يرد الخبر في ط؛ وانظر مسند أحمد 6: 372. # انظر الزهرة: 11 - 112 والأغاني 8: 107 والشعر والشعراء: 348. # ط: ومن المعاريض ما حكي عن جميل أنه زار ... # ط: والموكل مرسل، وانظر ديوان كثير: 452. # انظر الأغاني 12: 144. # البيت لمحمد بن أمية، كما ذكر في الأغاني. # لأبي العتاهية، ديوانه: 583. # ط: غلام. # ط: وقيل إن فيها. # قال الميداني (1: 9) إنه من كلام عمران بن حصين؛ وروي عن مطرف بن عبد ~~الله بن الشخير (طبقات ابن سعد 7: 144) ورفعه البكري في السمط: 240 إلى ~~الرسول (ص) ؛ وانظر فصل المقال: 4. # هنا وقع خرم في ب ضاعت بسببه ورقات. # انظر الأغاني 21: 78 - 79. # ديوانه: 143. # س: علي وعلي لئن لم تخبروني لأقتلكم. # في النسخ: زيد، وهو خطأ؛ وحارثة بن بدر الغداني كان جليس زياد (انظر ~~ترجمته في الأغاني 23: 444 - 500 وقد وردت القصة ص: 482) . # ترجمة عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن ماء السماء في الجذوة: 274 ~~(البغية رقم: 1123) والصلة: 426 وأدباء مالقة: 145 (مخطوطة خاصة) وصفحات ~~متفرقة من نفح الطيب، وله مقطعات شعرية في كتاب التشبيهات، وانظر أيضا ~~الفوات 2: 149 وقد أورد له ابن شاكر موشحتين؛ إلا أن الصفدي نسب إحداهما ~~إلى محمد ابن عبادة القزاز (الوافي 3: 189) . وقد كان عبادة أحد تلامذة ~~اللغوي المشهور أبي بكر الزبيدي، وقد ألف كتابا في أخبار شعراء الأندلس ~~(النفح 3: 173) وعن هذا الكتاب ينقل ابن سعيد في المغرب؛ وترجم له ابن ~~خاقان في المطمح: 84 ترجمة موجزة (وعنه النفح 4: 52) وانظر المسالك 11: ~~397. # س: يتعلق بذكره. # الفوات: وأحكم. # قوله: وكانت صنعة التوشيح ... حسناته: النص في ms0340 كتاب أدباء مالقة نقلا عن ~~كتاب الأصبغ. # ط: حمود؛ وهو محمد بن محمود القبري عند الحميدي (الجذوة: 86) . # هذه اللفظة غير واضحة تماما في نسخة الذخيرة س؛ وقد سقط النص كله في ط ~~ابتداء من قوله: ثم نشأ ... في المركز؛ ولهذا أثبت ما جاء في الفوات. # ط: وهي أوزان. # س: كتابنا هذا. # ط: حكى أبو عبد الله الحميدي عن الفقيه أبي محمد ابن حزم؛ وانظر الجذوة: ~~274. # س: التاريخ. # انظر الجذوة، ومنها بيتان في المسالك. # الفوات 2: 149 وفي الغيث 1: 97 منها بيتان. # الفوات: صديقك. # الفوات: أنواعا. # س: إذ لست أنت معي. # س: بالشرك. # س: ببعض. # س: هذه القطعة. # ط: وأنشد له أبو عامر بن مسلمة في كتابه قال أنشدني. # الفوات 2: 150 والمسالك 11: 398. # انظر الفوات والمسالك. # ط: الحسن ساق بحسن خلخال. # س: ظريف. # كري المنتشي من: هذه قراءة تقديرية. # الفوات: 150 والمسالك. # هنا تنتهي النسخة س، والخرم ما يزال مستمرا في ب؛ ولهذا يصبح أكثر ~~الاعتماد على ط م، وستعامل م على أنها أوسع نصا من ط، وتثبت قراءاتها دون ~~إشارة إلى ما تزيد به على ط. # في ط م: اغتبق لي، والتصويب عن الفوات. # نسخة التيمورية: " من معانيه المخترعة وألفاظه المبتدعة ". # ط: تحليل. # ديوان المتنبي: 386. # البيتان في المسالك 11: 398. # ديوان المتنبي: 247 - 248. # ط: أخو. # ديوان المتنبي: 292. # النتف: 112. # ديوان المتنبي: 291. # ديوان المتنبي: 381. # شروح السقط: 612. # منها أربعة أبيات في المسالك 11: 398. # المسالك: ولا عصي. # انظر ما تقدم ص: 43. # هو يزيد بن محمد المهلبي، انظر مروج الذهب 7: 280 والسيوطي: 378. # ترجمته في القسم الثالث: 251. # ديوان مسلم بن الوليد: 149. # ديوان المتنبي: 270. # قارن بالبيان المغرب 3: 124 - 131 وخاصة ص: 130؛ والنص في ط موجز، ولهذا ~~تم اعتماد كثير من زيادات م. # ط: المواطات. # البيان التقوية. # م: واستضم. # م: عليه. # ط: وأمر القاسم يضعف إلى أن فر. # م: الطرفين. # هنا تنتهي الخرم في النسخة ب. # ط: تبدأ هذه الفقرة بقوله " وكتب له أحمد ... الخ ". # ط: وقرب جعفر ... الخ. # م: بهذا الوضيع. # ط: أهل اللب. # ط: فقدما. # ط: إلى الخليفة. # تقدم التعريف بهما. # ط: بعزمي. # م ب: احطته. # ورد الخبر شديد ms0341 الإيجاز في ط، ولذلك أبث رواية م ب في المتن، وهذه رواية ~~ط: " ثم فر يحيى بن علي عن قرطبة أيضا، وجيء بعمه القاسم بن حمود، وصرف إلى ~~الخلافة بها كرة ثانية، فانبعث من ذلك فتنة عاثت في الناس معاثها، فجلس ~~القاسم على سرير الملك بقصر قرطبة كرة أخرى في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة ~~فبان الاختلال، إلى أن اتفق الناس على خلعه في جمادي من العام الداخل، ~~فارتفعت بزواله عن قرطبة دولة آل حمود بعد وقعة للبرابرة على أهلها بالمرج ~~باد فيها جماعة منهم. ثم انصرفت الكرة على البرابرة فقتلوا قتلا ذريعا، ~~وارتحلوا عن قرطبة، وجاء القاسم مفلولا إلى إشبيلية، وكان خلف بها ولده ~~محمد بن القاسم، فوثب أهل إشبيلية عليه. وجاء القاسم بعد والناس يقاتلون ~~ابنه بالقصر، قرضي القاسم منهم بإسلامه مع من معه، فعاقدوه على ذلك. وخرج ~~ابنه وأهله، ورحل بهم إلى شريش. وملك إشبيلية القاضي محمد بن إسماعيل بن ~~عباد، فحارب يحيى عمه القاسم بشريش، وحاصره إلى أن حمله مقيدا أسيرا إلى ~~مالقة في خبر طويل ". # ترجمة ابن برد الأصغر في الجذوة: 107 (البغية رقم: 354) والمغرب 1: 86 ~~والمطمح: 24 ومعجم الأدباء 2: 106 والمسالك 8: 311 ونفح الطيب 3: 545 (عن ~~المطمح) وصفحات أخرى. # من أول الفصل لم يرد في ط؛ وفي موضعه: " فرأينا أن نمد ... ". # ط: ونعقد. # ب م: ومناقبه الغر. # ط: الابلة. # ط: طوا من مداد اية. # ب م: أدهى. # ب م: غفلة. # ب: ثواء. # فما زلنا ... علينا: سقط من ط؛ وموضعه: " وفي فصل منها ". # ط: الأدب. # ب م: ورسم. # ب م: وللآداب. # ب م: بعصمته. # ديوان أبي تمام 1: 276. # ط: عرف. # ب م: ما حضر. # ب م: الإنسان؛ والإشارة إلى قول أبي تمام: # ويسيء بالاحسان ظنا لا كمن ... هو بابنه ويشعره مفتون نقل ابن سعيد بعض ~~هذه التحميدات في المغرب. # ب م: فقهر. # ب م: توارى. # ب والمغرب: الشعب؛ م: الشعث. # ب م والمغرب: ليل. # ب م: العالم. # م: تغاير. # ب م: روحانيات. # المغرب: بالثار؛ في النسخ: النار. # حق لفظة " فصل " أن تسقط ms0342، لأن ما يجيء ليس تحمدا وإنما هو تال للتحميد، ~~وكذلك جاء في المغرب. # ط: أوتيت. # المغرب: لم يشأ. # المغرب: وأخمد. # ب م: وعطف. # اختار في المغرب بعض هذه الفصول. # ب م: السبل. # ب م: يفضي. # ب م: غب وابل. # ب م: فيها ... منها. # ب: يطير بها عن موقعها. # ب م: سليما. # ط: مفتاحه. # ب م: حلى. # المغرب: والطرس. # المغرب: القراءة. # ب م: كتب. # سقط هذا الفصل وثلاثة فصول بعده، من النسخة ط. # ب: المنحازين. # زيادة تقديرية لالتئام السياق. # ب م: حرة. # ب م: تراءت. # ب م: أمان آخر؛ وانظر المغرب: 88 حيث نقل هذا الأمان. # المغرب: تنفرج. # ب: عليكم ملتقى. # ب م: المعالين (اقرأ: المقالين) ؛ المغرب: العاصين. # ط: تحوجنا. # ب م: أعضاءهم. # انظر المغرب: 88. # ب م: أقصى. # ب م: وأذبل. # ب م: دقائق. # ب م والمغرب: نلتمح. # المغرب: ألوية. # انظر المغرب: 89. # ط: خلوت. # المغرب: المقال. # المغرب: در. # الأبيات في الجذوة والمطمح: 3 والنفح: 546. # ديوان ابن الرومي: 137. # ط: ينشق. # ب م: لبسة. # تجيء ترجمته في القسم الرابع. # سيترجم له ابن بسام في هذا القسم ويكرر البيتين وبيتي الحلواني أيضا. # ديوان أبي نواس: 362. # ط: وما لي. # سترد ترجمته والأبيات في هذا القسم. # ب م: الملاحظ. # ديوان ابن هانئ: 362. # أورد ابن ظافر البيتين الثاني والثالث منها في بدائع البدائه: 253 ~~ونسبهما لابن خفاجة. # يستشهد به ابن بسام كثيرا، وانظر ديوان المتنبي: 540. # ب م: كأنه قد ذهب بقوله: " قد هم فيه الآس أن ينبتا ". # الأوراق للصولي: 231. # ط: نم أو هم. # الصولي: ألحاظه. # ب م: نم أو هم. # ط: المردة؛ ب م: المرودية. # ديوان الصنوبري: 487 عن قطب السرور: 691 ومنها بيتان في نثار الأزهار: 70 ~~ونهاية الأرب 1: 145. # الديوان: يدي. # في النسخ: حسان بن الحسن؛ وقد ترجم له الحميدي في الجذوة: 179 (البغية ~~رقم 631) وابن سعيد في المغرب 2: 37 نقلا عن المسهب باسم " الحسن بن حسان " ~~وقد اشتهر في قرطبة أيام عبد الرحمن الناصر وله فيه مدائح، وأصله من وادي ~~الحجارة؛ وقتل نفسه غيظا لأنه وجد امرأته مع رجل. # الأبيات في المغرب 2: 37. # ب ms0343 م والمغرب: نجميك. # المغرب: لنا. # ب م والمغرب: في الناس. # في النسخ: المأمون الحارثي؛ وهو خطأ؛ والمؤمل بن أميل من بني جسر بن ~~محارب، كوفي مدح المهدي، وهو ولي عهد، وتوفي حوالي 190ه - (انظر ترجمته في ~~الأغاني 523) والبيتان من قصيدة له طويلة، انظرهما في معجم المرزباني، ~~والثاني منهما في التمثيل والمحاضرة: 90 وخاص الخاص: 91. # ط ب ك: فقلت لها، والتصويب عن المرزباني. # ط: مرضتم. # ب م: ونعتذر. # ب م: أسدلوه. # ط: فيه. # ب م: مثلا قد أرسلوه. # ب م: بينا الأمين. # انظر الأغاني 19: 324 - 325 وتاريخ الخلفاء للسيوطي: 327، والتيمي ~~المذكور هو عبد الله بن أيوب مولى بني تميم، من أهل الكوفة، من شعراء ~~الدولة العباسية، وكان أحد الخلعاء المجان، صديقا لإبراهيم الموصلي وابنه ~~ثم اتصل بالبرامكة ومدحهم (الأغاني 19: 319) . # ب م: وعلى الفسطاط نرجس؛ السيوطي: وقد سقاه وهو على بساط نرجس؛ والأبيات ~~تنسب أيضا للحسين بن الضحاك الخليع، كما في تاريخ بغداد لطيفور: 325 وزهر ~~الآداب: 702 والديارات: 39؛ وانظر ديوان الخليع: 88. # ب م: أيس. # ط: كوثر. # ب م: والجند. # ديوان ابن هانئ: 193. # ب م: طرفه. # ديوان ابن حمديس: 89 # ط: ومعنى البيت الأخير من قول الآخر. # ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # ب: جبتها. # شروح السقط: 308. # الديوان: وإصباح. # ب: فانتحى. # ب م: سرجا. # ديوان المعاني 1: 358 ومحاضرات الراغب 4: 547. # ديوان تميم: 70. # ديوان البحتري: 80. # الديوان: حتى تجلى الصبح من جنباته؛ ب: يلمع. # الحلة السيراء 2: 49 والنفح 4: 242 والبيان 3: 208 منسوبين للمعتضد، ~~وسيردان في الذخيرة، قسم: 2 كذلك. # انظر النفح 3: 197. # ب م: ذاهبا. # ب م: أحرقها. # انظر الجذوة والمطمح والنفح 3: 293، 546. # ب م: زمرد. # سرور النفس (الورقة: 78) دون نسبة، وحلبة الكميت: 300 والأول وحده في ~~الغيث 2: 153 والذخيرة 3: 874. # ب م: لم ير. # ط: وابن المعتز قال؛ وانظر زهر الآداب: 776. # ديوان ابن المعتز 4: 98 والأوراق: 261 وديوان المعاني 1: 340 وحلبة ~~الكميت: 275. # ب م: إننا لم نر. # مختار الديوان: 341 والشريشي 2: 58 ومجموعة المعاني: 197 وشرح مقصورة ~~حازم 1: 119 والسمط: 442. # شروح السقط: 1197 وروايته: " بجاري النضار ". # شروح السقط: 430. # صدره: ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا؛ انظر الصناعتين: 222 وديوان المعاني 1: ~~340 وحلبة الكميت: 275، وديوان ابن المعتز 3: 50 وفيه " كاد يفضحه "، ~~والأوراق: 187 - 188 وحماسة ms0344 ابن الشجري: 258 - 259 وتشبيهات ابن أبي عون: ~~13. # البيتان في المطمح: 22 والنفح 1: 621. # هنا تنتهي الترجمة في ط. # البيتان لابن برد في الجذوة: 108 والمطمح والنفح 3: 545. # المطمح والنفح 3: 546. # من الواضح أن هذه الرسائل قد أدخلت على نص الذخيرة، ولهذا ميزناها بحرف ~~طباعي مختلف، وقد انفردت بها النسختان ب م. # خيسها: ذللها. # الحور بعد الكور: النقصان بعد الزيادة. # ب م: فإن. # فصل المقال: 402 والعسكري 1: 71. # فصل المقال: 430 والميداني 1: 198 والعسكري 1: 316. # كذا في ب م؛ وزيادة عار مستوحاة مما سيجيء في السياق. # ب م: العنيان. # ب م: الجلاد. # فصل المقال: 48 والميداني 1: 223 والعسكري 1: 14. # فصل المقال: 294 والميداني 2: 11 والعسكري 2: 104؛ وأمرته - بفتح الهمزة ~~وتخفيف الميم - وإمرته - بكسر الهمزة وتثقيل الميم - أي نماره وكثرته. # فيه إشارة إلى قول امرئ القيس: " وواد كجوف العير قفر قطعته ". # ب م: الشقل. # ب م: الجلل. # الميداني 1: 21 والعسكري 1: 31 (أبو الفضل) . # الميداني 2: 156 والعسكري 2: 287 (أبو الفضل) . # ب م: مسهد. # ب م: عابرا. # ب م: لمعاده. # ب م: وجربا. # الجداد - بفتح الجيم وكسرها -: قطف النخل أو الثمار عامة. # ب: حتى إذا أخذت الأرض زينتها وبلغت. # الجرام: صرام النخل؛ وفي ب م: بحرابك. # لعل الصواب: " عقيرته ". # كذا ولعل الصواب: بصرة. # ب م: رأيت. # ب م: حاليا. # وما هذه الربدة في وجه عدوك: عبارة مستقيمة المعنى إلا أن معناها غير ~~ملائم للسياق؛ ولعل الصواب " ما هذه الربدة ... عدك ". # عند البلاذري (الأنساب 5: 194 و 363 وانظر الاشتقاق: 407) أنه قال ذلك ~~لعامله على وادي القرى. ويقال إنه قالها بشيوخ من العراقيين وجههم إليه ~~مصعب. # انظر المخصص 11: 102 وما بعدها والتلخيص: 486. # قال السيرافي (المخصص 11: 122) : بسرة موكت، بغير هاء. # ب م: المخرع؛ ولم تورده المعاجم بهذا المعنى. # ب م: ثلثها. # نهاية الأرب 11: 111. # ب م: تنال. # ب م: إزاغة. # هذه العبارة الواقعة بعد الشعر قلقة في موضعها لأنها فصلت بين الأبيات ~~ونثر الكاتب لها، ابتداء من قوله: فقال لها. # كذا في ب م: ولعلها " أخدع " أو " أنزع ". # قراءة تقديرية. # ب م: وأحذر لطول المنعة. # ب م: تنتج. # ب م: واستقل. # ب م: ظهيري. # زيادة لاكتمال المعنى. # ب م: يزنهم. # زيادة للمعنى ms0345. # ب م: اسطوانه. # ترجمة أبي مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني في الصلة: 343 والمغرب ~~1: 92 والنفح 2: 496 (نقلا عن الذخيرة) والجذوة: 265 (البغية رقم: 1065) ~~وبغية الوعاة: 312 والمسالك 11: 398. # ب م: بالنثر. # ب م: وأراهم. # ب م: وانتثار. # أبو مضر زيادة الله بن علي بن حسين بن محمد بن أسد التميمي الطبني (336 - ~~415) ؛ انظر الصلة: 190؛ وترجم الحميدي في الجذوة: 205 لمن اسمه زيادة الله ~~بن علي ولم يرفع في نسبه، وذكر أنه ألف للمنصور كتاب " الحمام "؛ وقد كان ~~محمد بن حسين أخو أبي مضر ممن دخل الأندلس أيضا سنة 325 واتصل بالعامريين ~~وتولى الشرطة بعهدهم وكانت وفاته سنة 394 (الصلة: 563) . # ط: شحذا وملاطفة. # ط: الملوك الجلة. # ط: الإفادة والنجعة. # ب م: نسب. # م: ظريف؛ ب م: الخلقة. # ط: البديه. # ط: نمط. # ب م: جماعة المحدثين. # ط: دريعه؛ ب م: ربعه بالحاضرة. # ب م: علف ... البر. # ط: ويتكلفهن. # ط: وقد. # ط: وإليتيه. # ب م: لمكان تفرده عنهن. # ب م: جهل. # م: تكاثر. # ط: بانفاذ. # هو أبو عمر أحمد بن محمد بن عيسى بن هلال (390 - 460) ، كان بارعا بمعرفة ~~المسائل واختلاف العلماء والفتاوى والوثائق، قدمه المستظهر للشورى سنة 414 ~~(الصلة: 64 - 65) . # ب م: صريح. # ب م: وعند ذلك. # هو أبو عبد الله محمد بن عتاب (383 - 462) شيخ أهل الشورى في زمانه، قدم ~~إلى تلك الخطة سنة 414 أيضا وكان عليه مدار الفتوى (الصلة: 515) . # ب م: العيشة. # ب م: قدر. # ط: قوله عن ابن القتيل. # ط: حله. # ب م: لما قتل الأتراك المتوكل. # ط: للخبر. # ط: وخبر قتل المنتصر أباه جعفرا. # ب م: المستفتح باسمه. # انظر ما تقدم ص: 38 - 41. # ديوان البحتري: 1048 وروايته " أكان ". # ديوانه: 418 وروايته " بين مرمل وبين صبيغ ". # ديوانه: 1795 وروايته " ومسني على حاجي ذاك الجدا؛ يبتغي لدفع الذي أخشى ~~". # ديوانه: 1892 (مع بعض اختلافات في الرواية) . # الجذوة: 266 وانظر المغرب 1: 93. # الجذوة: العابدي. # الجذوة: احتوشتني. # الجذوة: حدثني. # الجذوة: نادت بعقوتي الأقلام ناطقة؛ المغرب: صاحت بعقوتي الأقلام زاهية. # صدر بيت لأمية بن أبي الصلت، وعجزه " شيبا بماء فعادا بعد أبوالا ". # النفح 2: 497 والمسالك 11: 399. # ط م ب: الخديلمي. # نقل المقري هذه ms0346 القطعة في الهجاء 2: 497 - 500؛ وانظر البيت في ديوان ابن ~~رشيق: 59. # البيان والتبيين 3: 56 وكنايات الجرجاني: 36. # ب م: يسجد. # النفح: طلقا. # النفح: عظمى. # قصة النجاشي وبني العجلان وردت في الشعر والشعراء: 248 - 249، كما وردت ~~قصة الحطيئة والزبرقان في الكتاب نفسه: 244 - 245، والقصتان تترددان كثيرا ~~في المصادر الأدبية، وقد وردتا بشيء من التفصيل في ب م، ولكن شهرتهما تعني ~~عن إثبات النص المطول. # ب م: قوا. # ب م: وما هجوت أحدا منهم. # ب م: أن تنشده. # ب م: هذا الكتاب. # ب م: اسمه. # ب: لبعض أهل وقتنا. # ب م: وأنشدت لأبي الحسن. # ب م: شيء. # ب م: يقول. # ب م: وفيما مر منه كفاية. # ترجمته في المغرب 1: 93 وذكر أن الحجاري جعله أشعر بني الطبني؛ وانظر ~~المسالك 11: 399. # وردت أبيات منها في المسالك. # ب م والمسالك: ساومني. # ب م: به. # ب م: عن. # المسالك: والعذق. # المغرب: سالبا. # المغرب: من وجنتيه. # انظر ما تقدم ص: 449. # ترجمته في المغرب 1: 134 (نقلا عن الذخيرة والمسهب) وانظر المسالك 11: ~~400. # ب م: ولم. # ط: والزواية. # ط: وفلاة يوم البلقاء. # الدك: الشعوذة: وقد قال الجويري في كتابه المختار في كشف الأسرار: 74 ~~اعلم أن أهل هذه الصناعة أكبر ودك وزغل،.. وقال في ص 62: وهم صناع في صوغ ~~الكلام والدك على الناس؛ وقال: إني كشفت لهم ثلاثمائة طريقة في الدك، وقال ~~(ص: 63) ومنهم من يجعل دكه فحمة وينزل ما فيها من الدك إلى البودقة ثم ~~تخترق العقاقير التي وضعها في البودقى ويبقى الدك سبيكة ... وعلى حسب ~~العبارة الأخيرة يكون " الدك " في الأصل بعض المواد المستعملة في علم ~~الصنعة خداعا، ثم أصحبت اللفظة تدل على " العملية " نفسها. وذكر ابن خلكان ~~لابن شهيد كتابا اسمه " كشف الدك وإيضاح الشك " (الوفيات 1: 116) وقال ~~الجويري (ص: 5) إنه رأى الكتاب المذكور وطالعه، وأنه صنف كتابه حاذيا فيه ~~حذو ابن شهيد. # الناموس: وقوعها بعد لفظة " شعوذة " يشير إلى أنها مرادفة لها، يقول ~~الجوبري (ص: 38) : وجعل له ناموسا من بعض النواميس يأكل به أموال النصارى ### | .... # أعظم ناموس لهم قنديل النور؛ ويقول أيضا: (ص: 54 - 46) ثم رأيت مع ms0347 هذا ~~القرد من الناموس ما لا يقدر عليه أحد. # البيت لأبي تمام، ديوانه 1: 19. # ط: اللوبان. # ب م: تربية. # ب م: برزت. # ب م: وحكي. # لم أجد " الانبوط " ولعله آلة التقطير، أما القنوط فهو القصبة أو الانبوب ~~(انظر ملحق دوزي) . # هكذا وردت في ط؛ وصورتها في م: اللرحان، وهي غير معجمة في ب؛ وأقرب الصور ~~إليها لبركة labarca أي القارب، وهو مناسب للمعنى، لأنه يتحدث عن الصيد ~~البحري، فلعل اللبركان (اللبرجان) هو النوتي أو صاحب القارب. # بقنة: غير واضحة الرسم في ب م؛ وربما قرئت " ابن بقية " وقد ورد هذا ~~الاسم عند الحديث عن الهدية التي أهداها ابن شهيد إلى عبد الرحمن الناصر، ~~انظر النفح 1: 359، 360 وأزهار الرياض 2: 264، وهذا المذكور هنا قد يكون ~~ابنا حفيدا له. # ب م: لديه. # ط: قضي. # ب م: بالراحة، ولعل الصواب " وكنت أرضى معه بالراحة ". # ط: التعبير. # أقدر أن يكون صواب القراءة، يأخذ في التعثير والارعاد " أي يعثر في مشيه ~~ويضطرب مهتزا حتى يستدر عطف المحسنين، لما يرون من عجزه. # ط: بلاه. # هكذا ورد في الأصول. # ط: وطربة. # في النسخ: تنطبع؛ والششون هي البقول التي تطبخ (كالسبانخ وغيره) أو تقلى ~~دون تتبيل (انظر: ششن عند دوزي) . # لم أهتد إلى تبين معناها. # غير واضح المعنى. # ط: غطاط. # ط: دكاني. # السنا الحرمي هو نفسه الذي يسمى سنا مكي (شرح أسماء العقار: 29) والسلك ~~هو العفص (منهاج الدكان: 135) والران لم أجده في المصادر؛ فإن كان صورة ~~موجزة لضرورة الشعر من " الرنج " فإن هذا هو التاريخ نفسه (شرح أسماء ~~العقار: 28) وإن كان بالزاي فهو خشب معروف. # الحمامي: نوع من النبات يوجد بالشام ولا يعرف بالمغرب (ابن الحشاء: 35) ~~ولبنى هي الميعة السائلة (انظر منهاج الدكان: 143 وابن الحشاء: 70) . # م: يعني، وربما قرئت في ب: بفني. # ط: أصلحت ما أفسدته. # ب م: فاستكملا. # هذه القطعة لم ترد في ط. # راجع صفحات متفرقة من كتاب الطبيخ في المغرب والأندلس، للاطلاع على أنواع ~~الثردة والتفايا. # انظر ص: 94، 112 من المصدر السابق. # ألوان للطعام الجملي والمثلث والمري والمخلل والمعسل ... الخ ms0348، (ص: 85 من ~~كتاب الطبيخ؛ وانظر ص: 121 حيث يصف إعداد " جملية ". # ب: يحور؛ م: يجوز. # شريون: حصن من حصون بلنسية (انظر أخبار وتراجم أندلسية: 70 ومعجم ياقوت) ~~. # ط: عانته. # ب م: في الطريق؛ ومنها أبيات في المسالك. # ط: عند. # ب م: كثيبا. # هذا البيت وأربعة بعد لم ترد في ط. # صورة اللفظة في ب م تشبه: " فراساي ". # قبالة (CAPELO) ، قلنسوة، وغالبا ما تكون للكاردينال. # المغرب: فلس. # ب م: ذي اعتداء. # ط: واعتضت. # ط: المحنة. # ط: يومه. # ط: السقي: ب م: السعي. # ب م: تدور. # ب م: والقط. # القلبق أو القلابق: السلحفاة المائية. # ب م: حجو. # ط: خداريقنا (دون إعجام للقاف) : ب م: مداريفها؛ والجراديق: الفطائر. # هذه هي قراءة ط؛ وفي ب م: فنا، وهي قراءة جيدة بمعنى " نوعا ". # م: من أطراف. # ب م: بعد ابن بتري. # ب م: مغنى. # الشيرة: الكيس. # لم يرد هذا العنوان في ط م. # أبو عبد الله محمد البجاني، أصله من بجانة وسكن قرطبة فنسب إليها، وكان ~~كثير الشعر (انظر الجذوة: 86 والبغية رقم: 281 والنفح 3: 387 - 389) . # زاد في ب م: ورأيت له عدة أشعار. # الطليق القرشي: هو أبو عبد الملك مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد ~~الرحمن الناسر، مات قريبا من الأربعمائة (انظر ترجمته في الجذوة 321 ~~والبغية: 1343 والحلة السيراء 1: 220 والمغرب 1: 186 والمعجب: 285 والتيمية ~~2: 61 والمسالك 11: 176 ونفح الطيب 3: 586 وكتاب التشبيهات؛ وعنه دراسة في ~~كتابي: تاريخ الأدب الأندلسي، عصر سيادة قرطبة: 223 - 235، الطبعة الثانية) ~~. # ب م: وهو القائل يومئذ فيه. # النفح: السجن، ب م: الحب. # النفح: رامت. # النفح: كذبا. # النفح: راهنني. # النفح: إذا ارتمى فكري في وجهه. # هنا تنتهي الترجمة في ط. # انظر بعض هذه القصيدة في النفح 3: 197، 586 والجذوة: 322 والمغرب 1: 186 ~~وسائر المصادر المذكورة في ترجمة الطليق، وبخاصة الحلة السيراء 1: 222 - ~~224. # هو ابن فتوح، كما سيرد في ترجمته في هذا القسم. # ب م: الورد. # الحلة: خلى. # الحلة: لها مصباحه فانثنى. # PageV01P569 # فصل في ذكر الشيخ الأديب الكامل أبي مروان ابن حيان (1) والاتيان (2) ~~بفصول مقتبسة (3) من كلامه سوى ما مر ويمر منها في أثناء هذا الديوان # ولما تحدث ms0349 بتاريخه في ملوك الطوائف (4) بأفقنا استشرفت طائفة منهم إلى ~~مطالعة غرره، وعدوه من فرص العمر وغرره، واهزوا لقطف زهره، وافتقروا إلى ~~مطالعة فقره، واستهدوه إياه، وأجزلوا على ذلك قراه، وأن تسمع بالمعيدي لا ~~أن تراه، [ليس بعشك فادرجي ولا PageV02P573 # كرامة، لإنه] وإن كان فيما قرع من هذا الباب، قد مرى سحابه فصاب، فإنه ~~أخطأ التوفيق وما أصاب، إذ جاء أكثر كلامه كما قال ابن الرومي: # مهما تقل فسهام منك مرسلة ... وفوك قوسك والأغراض أغراض # وما تكلمت إلا قلت فاحشة ... كأن فكيك للأعراض مقراض ومن علم أن كلامه من ~~عمله، أقل إلا فيما ينفعه، ومن اعتقد أنه مسؤول عما يقول ويكتب عليه ما ~~يكتب، لم يستفرغ المجهود في القول فضلا عن أن يثلب. ولله رد القائل: # فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه ومع ذلك فقد كان سهما ~~لا ينمي رميه، وبحرا لا ينكش آذيه؛ لو ثلب الماء ما نقع، أو تعرض لابن ذكاء ~~ما سطع، يتناول الأحساب قد رسخت في التخوم، وأنافت على النجوم، فيضع ~~منارها، ويطمس أنوارها، بلفظ أحسن من لقاء الحبيب غب الموعد، وأمكن من عذر ~~الطبيب عند العود. فرب شامخ بأنفه، ثان من عطفه، قد مر في كتابه بفصل قد ~~جرده لوضع حسبه، وخلده أحدونة باقية في عقبه وولده، فيرده ورود الظمآن ~~الرنق، ويلبسه لبس العريان الخلق. # وقد أثبت في هذا الاختبار من نثره ما هو شاهد على ما أجريت من ذكره. ~~وكانت وفاة هذا الشيخ [الباقعة] سنة تسع وستين وأربعمائة. # PageV02P574 # @فصول من كلامه في أوصاف شتى # فصل جعله مفتتح تاريخه الكبير، قال في صدره: # الحمد لله الذي علا في سمائه، وتفرد ببقائه، وتسمى الجبار بجبروته ~~[وكبريائه] ، فله أسماء الحسنى، والمثل الأعلى؛ خلق الإنسان علمه البيان، ~~وأجرى بيده فلك القلم العظيم الشان، فعلمه ما لم يعلم، وأشهده ما لم يحضر، ~~وكرر عليه نبأ ما لم يلحق من القرون الماضية، والأمم البائدة؛ وأراه سبيل ~~منقلبهم عن هذه الدنيا الفانية، التي استعمرهم فيها قرنا بعد قرن ms0350 ليبلوهم ~~فيما آتاهم، فتهافتوا في شهدها، وتهالكوا كالأذبة عليها؛ لا الآخر بما ~~انتهى إليه عن الأول معتبر، ولا الغابر بما مر على الماضي مزدجر، حكمة ~~بالغة فما تغني النذر، إذ كل مقدر كائن، وكل مربوب مسخر. # وبعض لفظه في هذا الأصل محلول، من قول القائل حيث يقول: # ترحا لدار إنما ... سكانها رفق مخبه # دار غريب خيرها ... وترى الشرور بها مربه # أدوت وغاب دواؤها ... عن كل نفس مستطبه # وصفت محبة أهلها ... منها لمدغلة مضبه # PageV02P575 # لم يدر فيها حلوها ... من مرها إلا الألبة # فتهافتوا في شهدها ... وتهالكوا مثل الأذبه وله من رقعة: # وبعد، فإني امرؤ يسرت لطلب هذا الخبر، واقتفاء هذا الأثر، أحرس شارده، ~~وأقيد نافره؛ وأبيت بأبوابه، وأنصب لطلابه؛ فشغلت به دهرا، وفجرت منه نهرا، ~~صيرني تربا لعدنان، وزماما على الحدثان، أقص أنباءه، وأضرب أمثاله، وأحصي ~~وقائعه، وأحترز مواعظه. وأنسأتني المدة إلى أن لحقت بيدي منبعث هذه الفتنة ~~البربرية الشنعاء المدلهمة، المفرقة للجماعة، الهادمة للملكة المؤثلة، ~~المغربة الشأو على جميع ما مضى من الفتن الإسلامية، ففاضت أهوالها تعاظما ~~أدلهني منها، نفس الخناق، وبلل الرماق؛ فاستأنفت من يومئذ تقييد ما ~~استقبلته من أحداثها؛ فأنعمت البحث عن ذلك عند من بقي يومئذ من أهل العلم ~~والأدب لدينا، فلم أظفر منه إلا بما لا قدر له، لزهد من قبلنا قديما وحديثا ~~في هذا الفن، ونفيهم له عن أنواع العلم. وانثنيت خائبا خجلا ألوم نفسي على ~~التقصير، وأحدوها بالأمل، وأعذر من قال " هممت ولم أفعل "؛ وشرعت في ~~التقييد غب ذلك التفنيد، غير مخل به # PageV02P576 # ووصلت القول فيما فاتني قبل من ذكر انبعاث تلك الفتنة، وأخبار ملوكها، ~~ومشهور حروبها، مما أصبت به عندي تذكرة، أو أخذته عن ثقة، أو وصلتني به ~~مشاهدة، أو حاشته إلي مذاكرة؛ حتى نظمت أخبارها إلى وقتي مكملة، وجئت بها ~~على وجوهها، وأوردتها على سبوغها؛ ناشرا مطاويها، ومعلنا بخوافيها، غير ~~محاب ولا حائف في الصدق عليها، سالكا سبيل من ائتسيت به من مستأخري أصحاب ~~التاريخ بالمشرق، كأبي محمد الحصني، وأبي بكر ابن ms0351 القواس القاضي، ~~والفرغاني، ونظائرهم من أعلام الفقهاء الذين لحقوا الفتنة الحادثة عندهم ~~بالمشرق بعد الثلاثمائة، من تصريحهم بأخبار أمرائهم المتوثبين على المملكة ~~عند وهن متقلدي الخلافة فيهم. فلأمر ما اعتنوا بذكر أخبار الأعاجم هناك من ~~الديلم والأتراك، مع عدم الفائدة فيها وتفشي العار بوجوهها، وبعدها مما ~~كتبه من قبلهم من أخبار ملوك العرب صدر الإسلام لفظا ومعنى، وعقدا ومبنى؛ ~~حتى توسعوا في ذكرها، وتناعوا في التنقير عنها. وإن ذلك لا محالة كان ~~لاستغرابهم شأنها، وإكبارهم مجيء الزمان بمثلها، وإشارتهم إلى أنها طرقت ~~هادمة لما بنته الدنيا، مغيرة لمحاسنها، مزهدة فيها، مؤذنة بانقطاعها، كي ~~يكون البقاء لمن تفرد بجبروته، ويدوم البهاء لمن لا تتساط الغير على ~~ملكوته. # PageV02P577 # فركبت سنن من تقدمني فيما جمعته من أخبار ملوك هذه الفتنة البربرية، ~~ونظمته وكشفت عنه وأوعيت فيه ذكر دولهم المضطربة، وسياساتهم المنفرة، ~~وأسباب كبار الأمراء المنتزين في البلاد عليهم، وسبب انتقاض دولهم، حال ~~فحال بأيديهم، ومشهور سيرتهم وأخبارهم، وما جرى في مددهم وأعصارهم، من ~~الحروب والطوائل، والوقائع والملاحم؛ إلى ذكر مقاتل الأعلام والفرسان، ~~ووفاة العلماء والأشراف، حسب ما انتهت إليه معرفتي، ونالته طاقتي. # وكنت اعتقدت الاستئثار به لنفسي، وخبأه لولدي، والضن بفوائده الجمة على ~~من تنكب إحمادي به إلى ذمي ومنقضتي، طويت على ذلك كشحا، وأوجبته عزما، إلى ~~أن رأيت زفافه إلى ذي خطبة سنية أتتني على بعد الدار، أكرم خاطب وأسنى ذي ~~همة، الأمير المؤثل الإمارة المأمون ذي المجدين، الكريم الطرفين، يحيى بن ~~ذي النون. # وفي فصل له من أخرى، صدرها: # يا مولاي وسيدي، قحطاني زمانه، وغلاب أقرانه، المتوقي في ملكه من ضر ~~اعتماده عليه، ومن هنأه الله جليل الفتح له، وعلى رعيته به، ولا ألهاه ~~طمحان السرور بجلالته عن تحقيق التواضع لمولاه، وإخلاص الخشوع لوجهه، ~~والعياذ بعصمته، من إقراف ما جر مثله على مقترفه، وسؤاله تسويغه إياه، ~~بالنخل له، والفوز بجميل عافيته، بمنه. # وله من رقعة خاطب بها ابن عباد بظهوره على ابن ذي النون: # لو أن فتحا اعتلى عن تهنئة ممنوحة ms0352 بارتفاع قدر، أو جلالة صنع # PageV02P578 # أو فرط انتقام مستأصل، أو تنزل حكم من الرحمن فاصل، لكان فتحه هذا لك، ~~على عدو أسود الكبد، مظاهر البغي على الحسد، طال الله ما استحييته لا من ~~خجل، وتنكبته لا عن وهل؛ فأبى له رأيه الفائل، وجده العاثر، وحينه المجلوب، ~~وحزبه المكبوب، إلا اكتساب العار، ومماتنة محصد الأقدار؛ فجمع الجيش ذا ~~الألوف، وتجشم الشقة العنوف، ثم لا يرزأ العدو الغائظ له إلا التسلط على ~~ضعفاء رعيته بإفساده لأقواتهم، ونيله من دماء المحاويج منهم، إلى التقاط ~~سقاط سنبلهم؛ فكم نال فساقه الذي أرسلهم عليهم من دم أرملة غرثى، ويتيمة ~~كفرخ الحبارى، إلى من أصيب فوقهم من عابر سبيل وضارب لمعيشة؛ مؤيم نسوة ~~وموتم صبية؛ أضحوا طعم ذئاب. # وفي فصل منها: # حتى ابتعثك امتعاضك تحت صدق العزيمة، ومهل الروية، وصواب التدبير، وتقدم ~~الاستخارة، مستظهرا منهن بعدة ضربت عليه بالأسداد، باعدته عن السداد؛ ~~وابتعثك تعالى للسمو إليه لما دنا منك قبل اكتمالك في الاحتشاد، وانتهائك ~~في الإعداد؛ ويسرك لرميه بأهزع الكنانة # PageV02P579 # ومظنة النجابة، وطليعة السعادة، الحاجب سراج الدولة سيد العرب أنعم الله ~~به عليك في من حضرك من خاصة الغلمان، لله درهم من حماة حقائق، ومدركي ~~أوتار، ورحضة عار، اهتدوا بقمرهم الساري، وليثهم العادي، وحاميهم الواقي ~~العبادي، مقتفيا أثرك في محمود مواقفك؛ طرف الله عيون حسدتك فيه، ومتعك بما ~~منحك من يمن طائره وسعده اللذين بهما انقض على عدوك انقضاض الكوكب الساري، ~~فخسف به وبجمعه، أحفل ما كان في عديده، وأوثق ما هو بجنوده، فطواه طي ~~الرداء، وغل أيدي كماته عن إعمال القنا، وأرغى فوقهم سقب السماء، فاقتسمتهم ~~أيدي الحتوف بين حر الحديد وبرد الماء [أولى لهم فأولى: قبل الله معذرة ~~المستكرهين منهم، وقارض سواهم بطاعتهم لظلوم فر عنهم فرار الظليم، وأسلم ~~بائيا بالعار الذي قدما تحاماه ذوو النهى، ورأوا أن الموت منه أحجى، ولم ~~يقرنوا بمعذرة الحارث بن هشام ما الفرار منه أحرى] . # وله من أخرى يعاتب صاحب الصلاة ابن زياد: # يا سيدي المعتلي بسمو رتبته ms0353، المعتدي باعتداء بصيرته، ومن أصحبه الله ~~التوفيق، وأقامه على سواء الطريق، ونحاه من معتبة الصديق: [من كلامهم] : إن ~~أدهى المكروه ما كان من تلقاء المحبوب، لا سيما إن قارن فادح نكبة، ووافق ~~كارث مصيبة، فزادها حطبا وأشعلها نفخا، وتلك داهيتي العظمى بك، إذ علمت ~~عظيم محنتي بأمتي الفاجرة، التي فلت غربي، وفرت كبدي، ونظمت أشتات المصائب ~~في سلكي، خبلا للبال، وثلما # PageV02P580 # للمال، الذي لا تنام العين على حزازته وتنام على الإثكال. وكان الظن ~~لتشيعي فيك أن تأخذ بحظك من مشاركتي، فتنكبتها، وتجاوزت إلى قطع آصرتي ~~وتذكية لوعتي، بقيامك دون الخبيثتين النطفتين ابنتي قباط الحناط، جارتي ~~جنبي، ومسببتي كربي، اللهجتين سرا وعلانية بأذاتي وإمداد أمتي الفاجرة ~~خليلتهما في غيها لكون بيتهما دبر بيتي في حائط يليهما. فلم تزل تناولها ~~منه ما تسلله في الفلتات والخرجات السيئات حتى استأصلت متاع البيت. # وفي فصل منها: # وقد كان صاحب المدينة ذهب إلى اعتقالهما بما لاح من ظلامتي، فبادرته أنت ~~واستنقذت وزكيت غير مستثبت في مآل من استنقذته، ولا سائل عن باطن من زكيته، ~~وشككت السلطان في صدق تهمته، فهل سبقك إلى مثل هذه العجلة قيم شرعة، أو ~~فارس منبر، أو واعظ أمة - فتعلم الآن أن قد قمعتني قمع المقهور، ودحرتني ~~دحر المليم المأزور، وحركت علي من اعتكار الضمير، وفساد التفكير، ما لم ~~أمتلك معه والله عن عرض اسمك عليه، والنجوى ببثي إليه؛ ورجل الدولة الذي ~~اعتمدته بخطابك، وثنيت غربه عن النظر لي، قد حل يده عن ذلك، وأرسلني مخلى ~~العنان في ميدان الخصام الرحيب الساحة؛ وكنت حسبت أنه منحرف # PageV02P581 # عني فلذلك ما انتحيته بكتابك، وحسبت أيضا لشغل بالي أن سراك تحت الظلام ~~خفي علي إذ تحدث وتغزل، وأنا عنك بمعزل. # وله من أخرى خاطب بها ذا الوزارتين أبا القاسم ابن عبد الغفور: لا أبثك ~~من ذكر حالي لانثلال عرشي، وانفلال غربي، بما أخشى تناسيك له، أو ونيك في ~~المعونة عليه، فأنت طودي من بين هذه الهضاب، ومصدق ظني فيما ينوب من طلاب، ~~الموحي بأشجاني ms0354 إلى جنان الملك اللباب، نهاية الآمال الرغاب، أقرضك الله ~~بغير حساب. # وخاطبه الوزير الأجل أبو بكر ابن زيدون برقعة يقول فيها: وللذي أسكن إليه ~~من حسن قبولك، وجميل تأويلك، أقابل بالحقير، وأواجه بالتافه اليسير. ويعلم ~~الله تعالى لو تاحفتك بهبة عمري، ما رأيت ذلك كفاء لقدرك، ولا وفاء ببرك، ~~فكيف ما دونه - فلك المنزلة التي لا تسامى، والجلالة التي لا توازى، وما ~~شيء وإن جل إلا ومحتقر لك، مستصغر عند محلك. ويصل مع موصل كتابي هذا ما ثبت ~~ذكره في المدرجة طيه، وأنت بمعاليك تتفضل بقبوله، وتصل أجمل صلة بالتغاضي ~~عن وتاحته، والاستجازة لنزارته، مقتضيا بذلك شكري وحمدي، ومستبدا منهما ~~بجميع ما عندي. # فراجعه ابن حيان برقعة يقول فيها: إن لفجآت المسرات الباغتة لآمال النفوس # PageV02P582 # الحائمة صدمات تذهل الجنان، وتعقل اللسان؛ فمن فرح النفس ما يقتل، ومن ~~باهر الصنع ما يذهل، ولا كمثل ما فاجأني من فضلك المبتدر ميقاته، المقتضى ~~المزيد فيه على وفاق من إنفاض الأزودة، وخمود المصابيح المعلة، وعنة من ~~الظنون المخوفة ينكد السنة. لم يشغلك عن جودك شاغل حتى قضيت نذرك في لأول ~~وقته، ولم ترض بعادتك المتكلفة لي بشأن الدهن، حتى تحملت عني ثقل القوت؛ ~~فلم أكد أشم برق الزيت، حتى نلت ودقه، حاشدا لأحمال البر التي استحقبت ~~أعداله [أوطابه] فأسلات غرته. وطرقني قطار هديتك الفاجئة غداة أصبحت فيها ~~منفضا من الزاد، مستوفزا للارتياد؛ فأجلت عيني منها في حديقة مجد لم يصبها ~~مطر، ولا تكممها زهر، أكسبت فرحي دهشا، وأحالت بياني بلها، حتى نوولت كتابك ~~الكريم، ونظرت في لآلئه التوم، فيالي به من اهتزاز لذكرك، وارتياح لطولك. ~~فجوزيت أوفى جزاء المنعمين، وأوفر قرض المحسنين، بما أرحت من فكري بكشفك ~~عنتي في أديم يوم هم عام، فعمت فيه أوعيتي، وأفهقت آنيتي، مع أنك قتلت ~~شكري، فلا فضل فيه لمقابلة # PageV02P583 # معروفك إلا إمحاض الدعاء لك، في حراسة مهجتك، ودوام نعمتك، واستبصار ~~الملك الأعلى عميد الورى مستكفيك، في حسن رأيه فيك. أعاذك الله من عين ~~الكمال، ووقاك طوارق الأيام ms0355 والليال، وحفظ على زماننا ما فيك من كرم ~~الخلال، وأنهضك بما التزمته من إحناث من أقسم أن الجود في عصرنا عدم لا ~~ينال، بمنه ويمنه. # وله من أخرى يهنئ بعض العمال بخلاصه من نكبة: كتابي عن نفس قد أشرق وجه ~~صباحها، وهبت رياح ارتياحها، وسرى نفس السرور فيها، بما طلع علينا من ~~البشائر السارة بخلاصك، وجميل انفكاكك ومناصك، على حين بلغت قلوب الأوداء ~~الحناجر، وكادت موارد الحزن لا تكون لها مصادر، فإن الأيام عمت فيك، ~~بإساءتها إليك، كل منتسب إلى فضل، متسم باسم نبل، وإن كانت قد أصابت فيك ~~سواد ناظرها الذي تضيء به وتتجمل، وسخت منك بحلي جيدها الذي يحق به أن ~~تبخل، فذلك خلق لها لم نزل نصحبها عليه اضطرارا لا اختيارا فالحمد لله الذي ~~كفى ووقى. # فأنت أعلم بمجاري الأمور، ومصاير الدهور، وأهدى إلى التسليم # PageV02P584 # للمقدور، فلم تورد الأيام عليك من حوادثها المجهول النكر، ولا وردت عليك ~~بالفتكة البكر، ولا هاضت منك بما جنته، ولا هدت من ركنك بما أتته، بل صادفت ~~منك الإبريز الذي لا يزيده السبك إلا تخليصا، والمبرز الذي لا يعقبه حؤول ~~الأحوال نكوصا؛ تتلقى الخطوب بصدر وساع، وصبر منفسح الباع؛ وتسبر الدهر ~~بمسباره، وتعرف من مكنونه حقيقة إيراده وإصداره. # PageV02P585 # @وهذه فصول مقتضبة من طويل كلامه في تاريخه، # @وكنيت عن أكثر من به صرح، وأعجمت باسم # @من به أعرب وأفصح، رغبة بكتابي عن الشين، # @وبنفسي عن أن أكون أحد الهاجين، إلا في بعض # @أخبار ملوك الطوائف، لما تعلق بذكرهم من فنون المعارف # وله إلى ابن عبد الغفور، وقد أعاره سفرا من تاريخه: # ليس يخفى عليك مكان هذه الصحف المستملاة من الصدور، المستعراة من النظير، ~~من أنفس مؤلفيها، وقلوب مصنفيها، فأثبك شأن الاهتمام بها. وناولتك يوم ~~التقينا السفير الحقير، ختام تاريخي المهجور، سائلا علاك تصفحه كيما تكذب ~~ما زور فيه علي، ولا محالة أن قد فعلت، ورددت وجهدت. واستأخر صرفه إلي، ~~فحملت ذلك على نسيانك، لتقسم الأشغال لخاطرك، ولمناخ القلق بي: " ويومان من ~~هجر الحبيب ms0356 كثير "؛ ونفسي منطلقة إلى حضوره حذرا من أن يعدوك، فلا أستقبل ~~فيه الحيرة. فنفضل بصرفه غانما حميدي، إن شاء الله. # فصل: # نعي إلينا فلان، وكان في غفلته، وبعد فطنته، وغباوة شاهده # PageV02P586 # وفجاجة شمائله، وشكاسة خلائفه، آية من آيات خالقه، من رجلس نسمة ريب، ~~وقرارة حرب؛ على لسانه نملة تدب على أعراض الناس، لا يراعي لأحد ذمة، فصار ~~مشنوءا إليهم ومرهقا في دينه محروما، لم ترتفع له قط حال، ولا فارقه إقلال، ~~ولا أتيح له مرفق إلا من حيث يرتشيه، لتلقين خصم أو توهين عقد، أو دفع حق ~~بمشاغبة، أو بهت خصم بمعاندة، له في ذلك نوادر محفوظة. وكان مع هذه المساوئ ~~وسخ الثياب، زمر المرؤة، محكل الأظفور، وضر الطوق، داني الغائط من المائدة، ~~لا يتقذر شيئا ألبتة. وهو أول من لاعن زوجة بالأندلس فأرى الناس العمل في ~~اللعان بالعيان. # فصل: # وكان فلان من البخل بالمال، والكلف بالإمساك، والتقتير في الإنفاق، ~~بمنزلة بذ فيها ملوك عصره. لم يرغب قط في صنيعة، ولا سارع إلى حسنة، ولا ~~جاد بمعروف، فما أعلمت إلى حضرته مطية، ولا عرج إليه أديب ولا # PageV02P587 # شاعر، ولا امتدحه ناظم ولا ناثر، ولا حظي أحد منهم بطائل، ولا استخرج منه ~~درهم في حق ولا باطل، فأصبح في اللؤم قريع دهره، وفريد عصره، لا يعد له فيه ~~ملك ولا سوقة. وكان فرط الثوار بصقع الأندلس في إيثار الفرقة، وتشتيت كلمة ~~الجماعة، فاقتطع ناحية، وتفرد في الشقاق، وصار جرثومة الخلاف والنفاق، إذ ~~أمه من بعده، وسلك سننه، فتركه الله في ضلاله ولم يرض له عقوبة الدنيا ~~مثوبة، لما هو أعلم به. من رجل كثرت جبايته، وكثف جمعه، فكلما درت ضروع ~~ورقه وتبره، وغزرت استفادته، زاد حرصه، وتضاعف جشعه: # كالحوت لا يكفيه شيء يلقمه ... يصبح عطشان وفي البحر فمه فصل: # ونعي إلينا عدو نفسه، زاوي بن زيري موقد الفتنة بعد الدولة العامرية. ورد ~~النبأ بمهلكه في القيروان وطنه، بعد منصرفه إليها خاملا مغمورا بين أعاظم ~~قومه، لم يرتفع له ذكر بينهم. مهلكه ms0357 كان - زعموا - من طاعونة أصابته. ~~فالحمد لله المنفرد بإهلاكه، الكفيل بقصاصه؛ فلقد كان في الظلم والجور، ~~والاستحلال للمحارم والقسوة، آية من آيات الله؛ أهان الله مثواه، ولا قدس ~~صداه. # فصل: # وانكدر على أثره من الظلمة المسرفين المترقين من السمسرة إلى شرف ~~المنزلة، فلان الكاتب الضعيف الرأي [والعقل] . وكان قد ركض في حلبة كتاب ~~الرسائل، وقلد جملة من تدبير الأعمال الجلائل، من غير # PageV02P588 # معرفة، ولا قديم أبوة، ولا إحكام صناعة. ومن استخدام مثله في شيء من ~~العمل كانت حذرت حكماء الملل والفلاسفة الأول، لاجتماع الخلال الذميمة فيه. # فصل: # ونعي إلينا فلان صديق فلان، وكانا أخص أخوين، فرق بينهما من عافى ~~الفرقدين. من رجل مرخص في السماع، صب بإنشاد الأغزال المفتنة، مسامح في ~~النبيذ، ظنين الخلوة عهرها، حاط في بعض اللذة، مسف إلى الرشوة، إلى شكاسة ~~خلق وحدة يكدران صفوه، ويبعدانه عن رصانة طبقته. # فصل في بكيء: # وكان فلان مع تحققه بعلم اللسان، في غير ورد ولا صدر من البيان، مقلا من ~~العلم، مقلدا، بريئا من البلاغة، جريئا على الخطابة، بإيراد ما حفظه من قول ~~من قبله، يطيل مع ذلك فيخرج عن الغرض المقصود. وكان أول ما قام بذلك المقام ~~اختصر القول، ليتخلص من مأزق ضنك لم يقمه قبل. ثم استمر على ذلك فازداد مع ~~المرانة عيا وحبسة، ونثر ألفاظه ولم ينسقها، وطمس معانيه ولم يكشفها، وأقل ~~الابتداع، وحذف # PageV02P589 # الحديث، وأدق الكلام، وأحال النظم لما يسرده، فشهد مقامه ألا حر بالواد، ~~ولا فارس للأعواد. # فصل: # وكان فلان غليظ الطبع، خشن الجانب، وخيم الخيم، فدماص جهم اللقاء، يعتريه ~~ضجر يخل به، قلما ينجو الخصم منه من بادرة، له في ذلك أخبار شائعة. وكان ~~فيما زاد من علته خطأ الطبيب لإصابة المقدار، فبان عليه أثر خطأ العلاج. # [قال ابن بسام] : وهذا محلول من قول ابن الرومي: # والناس يلحون الطبيب وإنما ... غلط الطبيب إصابة المقدار فصل: # ونعي إلينا فلان، وكان فظا قاسيا ظنينا جشعا جبارا مستكبرا قليل الرحمة ~~نزر الإسعاف زاهدا في اصطناع المعروف، أحد ms0358 الجبابرة القاسطين على الرعية، ~~المجترين على رد أحكام الشريعة وكان مهلكه - زعموا - من طاعونة طلعت عليه ~~ببعض أطرافه، فتجاسر على قطعها بفرط جهالته، فمات معذبا في الدنيا ولعذاب ~~الآخرة أشد. # PageV02P590 # فصل: # ومات فلان الغني العبام، حجة الله في الرزق وغيظ الأنام، فنهض بريئا من ~~كل خلة جميلة، تدل على فضيلة، إلى عي غالب [عليه] ؛ وكان أخوه مثله في ~~الأفن والجهالة، وكلاهما ممن استهينت به خطة الوزارة بحملهما اسمها الخطير ~~الأثير، من غير تعلق في حديث ولا قديم، ولا معرفة بشيء من التعاليم. # فصل: # وكان فلان من جمع الحطام الدنيوي والكلف بالترقيح، ما حدث عنه فيه كل ~~قبيح، مع انطلاق يده على الأوقاف، وأكل أموال اليتامى والضعاف. أخذ بأوفر ~~حظ من الفلاحة، وضرب بأعلى سهم وأفوز قدح في التجارة. ثم تجاوزهما ثانيا ~~عنانه إلى الاستعمال والعمارة؛ فكم زوج من عوامل البقر مسومة بالاحتراث ~~لسنام الأرضين، محمولة على هام عتاة الجبابرة، إلى عدتها من بساتين ~~ودكاكين، ومنازل مغلة، إلى أعجل جريا منها وأسرع دورانا مع الساعات من ~~مناسج الحرير المرتفعة، يحوكها في طرزه، ويرفع له فيها السوق، فيقبض الربح، ~~ولا يستكف سحت الظلمة بأفحش القبح كل القبح. كل هذا من داء الفتنة المبيرة، ~~ولا يزال مع ذلك مضاع الجار. # PageV02P591 # فصل: # ونعي إلينا فلان، وكان مع ثروته مضاع الجار، ممطول الغريم، عاتب الصديق، ~~مكرها إلى الأنام، معضوضا بأنياب الملام؛ مقدما في صدور الأمثال ببسطة ~~الرزق، على ضيق الباع في العلم والفضل، والاتساع في الجهل، فلا يحفظ من ~~الفقه مسألة، ولا يوثق من الشروط عقدا، ولا يتخلص في التلاوة من سورة، ولا ~~يفيض في الأدب ببيت شعر، ثم يأوي بجهله إلى حرج صدر، وغالب نزق، فلا تلقاه ~~الخصوم أبدا إلا سريع التغضب سيء التناول، ينازق الذباب شراسة. سولت له ~~نفسه الجهول أنه قاض لما ناسب الذكاونة، وأول من ظفر من قلانسهم بطويلة، ~~فنبذ مسحاة الفلاحة، وأعجبته نفسه الغثراء فخال أنه إمام الأمة المستظهر ~~على الإمارة، فارتقى إلى الغي ذرى شاهق زلت منه قدمه، فهوى ms0359 في الحضيض أسرع ~~من رقيه. غره ابن عمه الشهير البطالة، السفيه الماجن، من رجل دد، لم يكن قط ~~من الجد في صدر ولا ورد، دن شراب، وزير قحاب، دفتره الدف، وتسبيحه السخف، ~~وأنسه بكأس وقينة، ودرسه لنميمة وغيبة، وقضمه لحوم الغافلين، ورأيه رأي ~~المستهزئين. إنما أربه بطنه وفرجه، وهمه عيبته وخرجه، وبطانته كل بطال ماجن ~~ماجن ومأفون عائب، يرضون منه بالكسرة والعرق، جزيئين على تمزيق أهب الخلق، ~~يتجسسون # PageV02P592 # له عن أخبارهم، ويهدون إليه معايبهم، بها يعمر مجلسه وينفي ساعات كسله، ~~وبنوادرها يهز مزهره، وترسل النغم عليه رياح ضلوعه. فيالك من شق بلا فصل، ~~وإرهام من غير هطل، يقطع دهره بتعميره الموائد، وتعطيله المساجد. # فصل: # ونعي إلينا فلان الدغل، غازله السل، كالأفعوان الصل؛ وكان أحد أعاجيب ~~الدنيا في الفجور والخبث، والزهو والكبر، والعقوق والجرأة وانكدر إثر مهلك ~~الجبارين المذكورين؛ وكان من أكابر الظلمة المترقين من السمسرة صدور ~~الفتنة، يجوب البلاد ابتغاء المعيشة، ولا يحاشي الترقيح عن ارتكاب كل قبيح. ~~ولم يكن إلا " كلا " حتى فتحت له أبواب الرزق على عاميته وأفنه وأميته. ~~وكان إذا كتب مضطرا يضحك من تأمله، له في ذلك نوادر محفوظة أمسى بها من حجج ~~الله تعالى في الرزق المقسوم: لو كانت الأرزاق مقسومة على الحجى لم يرزق. # وهذا من قول حبيب. # PageV02P593 # فصل: # وفلان أحد من انسدل عليه السرت في هذه الفتنة المبيرة، وكان على نباهة ~~اسمه عاطلا من الفضائل التعاليمية، إلا أنه كان ذرب اللسان، كثير النوادر، ~~ذا جواب حاضر، وكان يقلب بالجني؛ فعاتبه يوما فتى من قريش المروانيين ~~بقرطبة فقال له: ما عندك من خبر السماء - فقال: انقراض سلطان بني مروان؛ ~~فأفحمه. # فصل: # وصدر فلان مع أصحابه الرسل، وقد امتلأت حقائبه مما قمشه من السحت، بضروب ~~الكدية والشحذ، وبخل حتى بالزاد المأدوم في الطريق، وضن به على الرفيق، ~~وأشرج عليه الجوالقات تأميلا في توصيله للبيوت في حمارة القيظ حتى زنخ، ~~فكان أحرص الوفد - زعموا - على قمش ذلك السحت، وأغوصهم على استخراجه، ~~وأشرههم على التعرض بطلبه، فلان ms0360 منهم الولي اللوم العاطل من كل حلية جميلة ~~تدل على فضيلة، فإنه حملت عنه في ذلك أخبار، إلى زيادة مساو فيه غضت ممن ~~أرسله وصرفه. # قال ابن حيان: ولولا أن أكون لهم مغتابا، ولرسل نفذوا عن البيضة ثلابا، ~~لشرحت من مساوئ أخبار هذا الوفد أكثر مما وصفته. # قلت أنا، صاحب الكتاب: حاشاك أبا مروان من الثلب والاغتياب. # PageV02P594 # فصل: # وفلان ساذج الكتابة، بين الجهل والتخلف، طلق اللسان بالحنا والهجر، أحد ~~الأفسال من أولي النباهة، عظيم البطالة والباطل، ومن كل حلية جميلة عاطل، ~~من رجل عي اللسان، مثلوم الجنان، فدم الخلقة، طويل اللحية متهافت، لم يرهف ~~الأدب طباعه، ولا استخرج منه كلمة حكمة. # فصل: # ومن غرائب هذا الدهر الغفل في اعتبار تحول العالم، والتنويه بمضاعي ~~الأسافل، أن هلكت أم عجوز لبني كوثر، فاهتبل بنوها في السعي لها، وإنذار ~~طبقات الناس لشهود جنازتها بأنفسهم والمشي على أعاظم القرية بنعيها، فسارعت ~~طبقاتهم لشهود جنازتها، فجيء بسريرها، وابن جهور الوزير يقدم حضارها ماشيا ~~على قدميه، قد ائتسى به كل ذي منزلة رفيعة، ووقف على جدثها إلى أن ووريت ~~وانفض جمعها، ثم ضرب على قبرها قبة عالية تمهيدا للمبيت عليها طول أسبوعها ~~ومدة زيارة قبرها، حسبما كنت الجبابرة تفعله في الأعصر الخالية على قبور ~~الملوك الأغرة؛ فقضي العجب بمشاهدة هذه النادرة في امرأة من [نساء] حثالة ~~العامة، مرددة في الخمول، لم يكن قط بينها وبين النباهة من كلا طرفيها نسبة # PageV02P595 # في الدولة القريبة ولا البعيدة، ولا ظفرت ببعل مثر ولا ذرية نبيهة؛ عهدي ~~ببعلها الشيخ مطرف ناجل هؤلاء الصبيان من بنيها قرنبى حزقة، أحد سماسرة ~~البر بقرطبة، يروح بها يومه الأطول كميش الإزار، أعظم أفراحه ظفره بقوت ~~يومه. وكان مع ذلك كثيرا ما ينتاب الخانات على قله وقماءة حاله، فيروح ~~نشوان العشيات يمسح الأرض بأسماله. وكان له تقدم في ضرب القرقرة، محكما ~~لأفانين إيقاعها. فسبحان الكبير المتعال، ناقل الأحوال مبدل العسر يسرا. # فصل: وتوفي فلان، وما علم بموته لخموله، وأخنى الدهر على أهل بيته؛ على ~~أنه ms0361 كان خالفة منهم تطبعا، عاطلا من كل خلة تدل على فضيلة وله أولاد سخف ~~قاسموه الجهل شق الأبلمة. # فصل: # وتوفي الوزير الحسيب، أحد أعاظم القرية قرطبة، فسيء عوام الناس بمهلكه. ~~لعفاف كان يبديه، وبشر يشيعه ويستعمله، وينطوي من أمثاله لأهل الدنيا على ~~ضده؛ إذ كان زاهدا في إسداء المعروف، راغبا عن اتخاذ # PageV02P596 # الصنيعة، تاركا للمواساة، شرها إلى الحطام الدنيوي، عطلا من جميع ~~التعاليم المحظية، لا يجيل في شيء منها قدحا، ولا يقيم لسانه لحنا؛ وكان قد ~~عضه صرف الزمان المتقلب بأهل بلده فأقعده إلى الأرض، واضطره إلى التوكل على ~~مساحته، مرقحا معيشته بعمارة بستانه، إلى أنعطف الدهر عليه بصحبة متوثبي ~~السلاطين المنتزين على الأقطار وسط الفتنة، فخاض معهم، وصار أخص من مارسها، ~~وشاطر السلطان خطة المواريث، ولزمه العمل على ذلك فسلخها نيفا على عشرين ~~سنة، مرى فيها درتها من غير تعقب ولا توقع عزلة، إلى أن تولت ذلك منه ~~المنية، وقد اقتعد الثرى مطية. # فصل: # وتوفي الفقيه النبيه، السريالمغفل، المجتمع على كمال خصاله، المتفق على ~~كمال خلاله، بقرطبة، أبو القاسم سوار بن أحمد، ختام رجال المملكة بها، ~~وسوار معصمها لدى أيام الزينة، وكان حليما وقورا ركينا، مطلق البشر، حسن ~~المشاركة، متوددا إلى الناس، وجيها إلى السلطان - على انزوائه عنه، وقد ~~أراده أمراء التصرف فاستعفاهم، فخلوه واختياره، وكسوه أثواب الوزارة ~~فنضاها، ولم يعج عليها ولا ارتضاها، حتى سقط # PageV02P597 # عنه اسمها، وكان على خصاله الجمة من أحفظ الناس لأخبار بلده قرطبة وسير ~~ملوكها المروانية، وأحصاهم لنوادرهم وآثارهم وعيون أخبارهم، بفصاحة لسان، ~~وخلابة منطق، وحسن إيراد، يصور إليه الأفئدة. # فصل: # من رجل غبر دهره، عطلا لا ينظر في شيء من التعاليم،، إلى أن فتح الله ~~عليه درس هذه المسائل الفقهية، فركض في حلبة الفقهاء المشاورين، وقدم لعلو ~~السن لا لعلو الدرجة، وكان في ذاته كريه الطلعة، باذ الهيئة، درن الكسوة، ~~هزيل الدابة، يمتهن نفسه في خدمة أهله، مما يتنزه عنه كثير من العامة، ~~تقتحمه عيون الناس ويحصون نوادره، وكان موصوفا بالنهم، على ضؤولة ms0362 جسمه، ~~وانهداد قوته، وملازمة الذرب لمعدته، وطلبه لعلاجها. # فصل: # من رجل معدن من معادن الجهل والأفن والغباوة، وحجة من حجج الله تعالى في ~~الرزق، واستظهر بما رأى الناس فيه من شدة وطأة المجاعة بما شاء من وفور ~~الزاد وكثرة الطعام ونفاسة البر وسعة الثروة، فاغتدى على فرط الزلزلة في ~~المجاعة بكثرة القوت والطعام أرسى من ثهلان وثبير، بما # PageV02P598 # يفوت التقدير، وولي المظالم صدر اكتهاله أيام التخليط الواقع بمنبعث ~~الفتنة: # ومن المظالم أن ولي ... ت على المظالم يا فزاره فصل: # ومضى فلان فأدرج في جننه غير فقيد، لم تبك عليه غير نفسه، إذ لم يكن ~~لغيره نصيب في خيره؛ لأنه كان جهم المحيا، باسر اللقاء، مشنأ إلى الورى، ~~شكس الجبلة، كز الخلقة، سريع الضجر، شئن الطبيعة، متغمغم المنطق، لا يكاد ~~يبين الكلام، لا طريق للخير من وجه عليه، ولا يتأدى بسبب إليه؛ وكان مع ذلك ~~مصاحبا للظلمة من أمراء الفتنة، خواضا في دولهم المدلمة، معينا على مظالمهم ~~الموبقة، قد رزق الحظ في شأنه. وبعد الصيت في جودة حوكه لأعماله، فاكتسب ~~وثري من المال، محوطا بمنيع الجاه، مغلولا بوثيق من الشح، لا يتسلط عليه حق ~~ولا باطل، ولا يمتريه مجتد ولا سائل، ولا حظي أحد منه بطائل. # فصل: # وكان حجة الله في القسم، ومحنته لذوي الفهم، إذ كان من الأمية والعامية ~~وخمول الأصل، ونذالة الفرع، ولؤم الأطراف، ودخلة الأعراق، على ثبج عظيم، ~~وبمكان مقعد مقيم، وعفو الله لا يبعد عمن جاءه بقلب سليم. # PageV02P599 # فصل: # وانكدر بإثر وفاته ابن باشة المعروف بالأصغر، هدام القصور، ومبور ~~المعمور؛ وكان من التبحبح في اللؤم، والالتحاف للشؤم، مع دناءة الأصل ~~والفرع، وتنكب السداد، وتقيل الفساد، على ثبج عظيم. بيده بادت قصور بني ~~أمية الرفيعة، ودرست آثارهم البديعة، وحطت أعلامهم المنيعة. وصار من البديع ~~أن قدمه ابن السقاء مدبر قرطبة وقت النظر في جميع آلات ما تهدم من القصور ~~المعطلة؛ فاغتدى عليها أعظم آفة، يبيع أشياء جليلة القدر، رفيعة القيمة، في ~~طريق الأمانة، ولم يك مأمونا على باقة ms0363 بقل؛ فعاث فيها عياث النار في يبيس ~~العرفج، وباع آلاتها من رفيع المرمر، ومثمن العمد، ونضار الخشب، وخالص ~~النحاس، وصافي الحديد والرصاص، بيع الإدبار. ولم يزل ينفق ما غل بمرأى ~~ومسمع في أبواب الباطل، حملت عنه في التبذير نوادر تشهد بأن الدار ليست ~~بدار مثوبة ولا جزاء. وكانت رسل أملاك الأندلس تأتيه كثيرا في ابتغاء ما ~~لديه من تلك الآلات بالأثمان النفيسة، فيبذلها هو في أنواع الضلالات إلى أن ~~استنفدها على طول المدة، ثم فقر آخر مدته، واختل واعتل، ووافته منيته # PageV02P600 # وقد اغتدى مثلا لمن عرفه وسمع به. وأغيظ من ذلك لأولي الألباب تسليطه على ~~هدم قصور بني أمية المبتناة على أساس العلا، المسخر فيها أصناف الورى، ~~المكتملة الاستواء في حقب من السنين تترى، حتى اغتدت بجزيرة الأندلس كإرم ~~ذات العماد لا يخشى على أركانها انهدام، فلما أذن تعالى بحط أعلامها، وطمس ~~آثارها، أتاح لها هذا الأنيسيان الضعيف القوى، القصير المدى، كإتاحة الجرذ ~~المهين لسد مأرب ذي الأنباء البديعة، فدكدكها حتى عادت كوم رماد ومصايد ~~ضباب، ولم يقلع عنها حتى أوقع النار على صخورها، وصيرها كلسا لكل مرتاد. ~~فيا لها موعظة لمن بقي على الأرض ممن لحق هذه البقعة السعيدة بدولة ~~أملاكها. فتبارك منزل الآيات ومعجل النقمات، ومصرف الدولات ومبدل البقعات. # قال ابن بسام: إلى هذا المكان انتهى ما أخرجته في هذا الفصل من كلام ابن ~~حيان. وكان عندهم بقرطبة خاتمة المتكلمين وجمهور المحسنين، على ما تراه ركب ~~من إثم، واحتقب من ظلم، وتناول من عرض، وأطبق من سماء على أرض، عجبا ~~بافتنانه، وتعجيبا من بيانه، وتنبيها على مكانه من علو شانه ومشهور إحسانه. ~~وعجائبه أكثر إعلاما، وأشهر أياما. وأكثر ما وجدته من كلام هذا الشيخ ~~الباقعة، ففي هذا الباب - أعني الذم - أحفى شباة قلمه، وخلد أوابد كلمه. ~~ولو وجدت له في سواه شيئا استشهد به على فضله، وأجعله ذريعة إلى الثناء ~~بنبله، لكنت له # PageV02P601 # أجمع، واليه أسرع. وعلى كل حال فقد سلم على لسانه أكير بلده أكبر أهل ~~زمانه ms0364، أبو الحزم ابن جمهور، وابنه بعده، فجرى لهما بأيمن طائر، ولم يعرض ~~لذكرهما إلا بخير، وقد أثبت من ذلك ما دل على الإحسان، ووفى بشرط الديوان. # - فصول من كلامه في إيجاز الخبر عن أولية دولة بني جمهور # قال ابن حيان: وفي منتصف ذي الحجة من سة اثنتين وعشرين وأربعمائة، بعد ~~خلع هشام المعتد ومقتل وزيره حكم الحائك، اجتمع الملأ من أهل قرطبة على ~~تقليد أمرهم وتأميرهم للشيخ أبي الحزم ابن جهور، وعددوا من خصاله ما لم ~~يختلف فيه أحد منهم، وأبى من ذلك، فألحوا عليه، حتى أسعفهم شارطا اشتراك ~~الشيخين: محمد بن عباس وعبد العزيز بن حسن ابني عمه خاصة من بين الجماعة، ~~فرأوا مشورتهما دون تأمير، فرضي الناس بذلك، وخلعوا من دونهم من الرؤساء، ~~ووحدوا له عقد الرياسة، فأعطوا منه قوس السياسة باريها، وولوا من الجماعة ~~أمينها المأمون عليها، فاخترع لهم لأول وقته نوعا من التدبير حملهم عليه، ~~فاقترن صلاحهم به، واقتصر من الجند على أعيانهم، وسد باب البرابر جملة إلا ~~من قد صار في البلد من بني يفرن الموثوق بهم، وأقصى من سواهم من فرق ~~البرابرة من غير إيحاش، فنال منهم الرضى، وملكهم عما قليل، وأصبح في ذلك ~~عجبا. # PageV02P602 # وأجاد السياسة، فانسدل به الستر على أهل قرطبة مدته، وحصل كل ما يرتفع من ~~البلد في جميع أوقاته، بعد إعطاء مقاتلته فارسهم وراحلهم، وصير ذلك بأيدي ~~ثقات من أهل الخدمة، مشارفا لهم بضبطه، فإن فضل شيء تركه بأيديهم مثقفا ~~مشهودا عليه إلى أن يعن وجه تصرفه فيه، لا يلتبس بشيء منه ولا يدخل داره، ~~ومتى سئل قال: " ليس لي عطاء ولا منع، هو للجماعة وأنا أمينهم "؛ وإذا رابه ~~أمر أو عزم على تدبير، أحضرهم وشاورهم فيسرعون إليه، فإذا علموا مراده ~~فوضوا إليه بأمرهم؛ وإذا خوطب بكتاب لا ينظر فيه إلا أن يكون باسم الوزراء. ~~فأعطى السلطان قسطه من النظر، ولم يخل مع ذلك من النظر لنفسه وترقيحه ~~لمعيشته، حتى تضاعفت ثراؤه وصار لا تقع عينه على أغنى منه، حاط ms0365 ذلك كله ~~بالبخل الشديد والمنع الخالص، اللذين لولاهما ما وجد عائبه طعنا، ولكمل لو ~~أن بشرا يكمل. وكان مع براعته ورفعة قدره، وتشييده لقديمه بحديثه، من أشد ~~الناس تواضعا وعفة وصلاحا، وأنقاهم ثوبا، وأشبههم ظاهرا بباطن، وأولا بآخر، ~~لم يختلف به حال من الفتاء إلى الكهولة، ولم يعثر له قط على حال يدل على ~~ريبة؛ جليس كتاب منذ درج، ونجى نظر منذ فهم، مشاهدا للجماعة في مسجده، ~~خليفة الأئمة متى تخلفوا عنه، حافظا لكتاب الله قائما به في سره وجهره، ~~متقنا للتلاوة، متواضعا في رفعته، مشاركا لأهل بلده، يزور مرضاهم ويشاهد ~~جنائزهم. # وفي فصل: # واستمر ابن جهور في تدبير قرطبة، فأنجح سعيه بصلاحها، ولم شعثها # PageV02P603 # في المدة القريبة وأثمر الثمرة الزكية، ودب دبيب الشفاء في السقام، فنعش ~~منها الرفات، وألحفها رداء الأمن، ومانع عنها من كان يطلبها من أمراء ~~البرابرة المتكنفين لها، المتوزعين أسلابها، بخفض الجناح والرفق في ~~المعاملة، حتى حصل على سلمهم، واستدرار مرافق بلادهم،. ودرأ القاسطين عليه ~~من ملوك الفتنة، حتى حفظوا حضرته وأوجبوا لها حرمة، بمكابدته الشدائد حتى ~~ألانها بضروب احتياله؛ فرخت الأسعار، وصاح الرخاء بالناس أن هلموا، فلبوه ~~من كل صقع، فظهر تزيد الناي بقرطبة من أول تدبيره لها حتى ملأوا المساجد ~~والأفنية، وسمت أثمان الدور بها، والابتناء لخرابها الفاشي، أخذا بالهوينا، ~~فاتصل البنيان بها، وغلت الدور، وحركوا الأسواق، فعجب ذو التحصيل للذي أوى ~~إليه في صلاح أحوال الناس من القوة ولما تعتدل حال، أو يهلك عدو، أو تقو ~~جباية، وأمر الله تعالى بين الكاف والنون. # وتوفي أبو الحزم ليلة الجمعة السادس من محرم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، ~~فصار الأمر إلى ابنه أبي الوليد محمد بن جهور بن محمد بن جهور ابن عبيد ~~الله السر من آل عبدة، نهاية الشرف الأثيل بقطربة، على أس الدهر المغرب ~~شأوه في نظم قلادة خمسة ككعوب الرمح أنبوبا # PageV02P604 # على أنبوب، هم ما هم، تناقلوا الوزارة والكتابة ما بينه وبين خامسهم عبيد ~~الله ذي المنقبة الزائدة، خولهم الله الرياسة على تعاقب ms0366 الأزمان واختلاف ~~الأعصار، ولم تنقلها الفتنة إلى أن ورثها تربها هذا الوالي الفاضل أبو ~~الوليد، ولما يعرف البؤس يوما، فأعانه ذلك على الحسب والمروءة، وأقر أبو ~~الوليد لأول ولايته الحكام، وأولي المراتب على حسب ما كانوا عليه أيام ~~أبيه. # قال ابن حيان: وكنت ممن جادته سماء الرئيس الفاضل أبي الوليد الثرة، وكرم ~~في فعله ابتداء من غير مسألة، فأقحمني في زمرة العصابة المبرزة الخصل، مع ~~كلال الحد وضعف الآلة؛ واهتدى لمكان خلتي وقد ارتشف الدهر بلالتي، بأن ~~قلدني [إملاء] الذكر في ديوان السلطان المطابق لصناعتي، اللائق بتحرفي، ~~براتب واسع، لولا ما أخذ على كتم ما أسداه لجهدت في وصفه، وإلى الله تعالى ~~أفزع في إحمال المكافأة عني برحمته. # ثم اقتفى أبو الوليد آثار أبيه أبي الحزم في السياسة من درء الحدود ما ~~وجد إلى ذلك سبيلا، والتأول في تعطيل الإقادة بالحديد ألبتة، لعدم الإمام ~~المجتمع عليه في الوقت، والتربص لإدبار الفتنة؛ فأصبح من العجب العجاب تكاف ~~الناس في الأعم عن التظالم والتسافك، بخلاف ما كانوا عليه تحت الضبط ~~الشديد، وتجاوز الحدود، بأيدي جبابرة أصحاب الشرطة أيام الجماعة، فلا يكاد ~~يسمع لشرارهم من معهود ذلك إلا النادرة الفذة. وبرز أيضا أبو الوليد في فك ~~العقل السلطانية، وأنفذ الحكم # PageV02P605 # في المظالم الديوانية، وعقار الغيب عن قرطبة التس أجلها الفتنة الغماء، ~~أشياء عظيمة القدر توقف والده عنها، فأطلقها وردها على أربابها، وشمل ~~العالم الدعة. # وأما عترة الأشراف الأموية، فتقلب بهم الزمان، وغير أحوالهم الحدثان. ~~وكان بقرطبة منهم طائفة غامضة الشخوص، باذة الهيئة، عارمة الأدب والمروءة، ~~متطبعة بأخلاق العوام الغفل، أكثرهم من ولد الناصر، معصوبين بيعيسيب لهم من ~~أبناء أمرائهم في الفتنة يدعة ابن المرتضى، أبوه كان صاحب البيعة بالثغر ~~يومى إليه بالأصابع؛ فخالطه من ذلك على سكر الشباب وخيلاء الشرب والأفن ~~والغباوة عجب وغطرسة، عقد ناصيته بالثريا، فاصبح من طماح همته في جهد، ~~يراقب الناس منه فتنة عمياء، ويمشي في الناس مختالا، أصعر الخد، أشوس ~~اللحظ، جميل الرواء والشارة، عالي القلنسوة، تلحظه العيون ms0367، وكان له بقايا ~~من شيع المروانية؛ فبلغ ابن جهور عنه ما بعثه على إزعاجه من قرطبة، فاستقر ~~بشرقي الأندلس حيث اضطرب أبوه المرتضى، فبطل الإرجاف بعده. # قال ابن حيان: وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة كثر خوض أهل # PageV02P606 # قرطبة في الذي رأوه من تنافس ولدي أبي الوليد محمد بن جهور في الانتصاب ~~لخلافته: عبد الرحمن كبير جماعتهم، وأخيه عبد الملك أشهمهم فؤادا وأصلبهم ~~عودا، الذي كشف عن وجوهم غمة مركسهم ابن السقاء، كافر نعمتهم، فاستدرك لهم ~~ما كان تولى من سلطانهم، لفتكته به التي أثبتت أوتاد ملكهم، ثم شد يده بطلب ~~حقه من ذلك، ونازع أخاه كبير عبد الرحمن ما ذهب إليه من التفرد به؛ وقد كان ~~أشار على أبيهما بعض حلفائه من رؤساء الأندل بإيثار عبد الرحمن منهما، ~~فتمسك الشيخ بحظه من إرضاء ولده الصغير عبد الملك، فمال إلى قسمة الرياسة ~~بينهما حياته، غير ناصب لأحدهما للأمر، يقضي الله به لمن يشاء بعده، صنيع ~~والده فيه؛ فمتع نفسه بهواها في صغير ولده، وأنشد قول ابن الجزيري: # وإذا الفتى فقد الشباب سما له ... حب البنين ولا كحب الأصغر فأرتع ولديه ~~هذين في دنياه، وبسط أيديهما في سلطانه، فطفقا يستميل كل منهما طائفة من ~~الجند، ويصطنع من الرعية فرقة، ويفتلذ من عقيدة الملك فلذة، فأصبح الأمر ~~مختلطا، والأرباب متفرقين، والمخاوف تطلع من كل ثنية، والهوادي تؤذن ~~بالأعجاز، والله كل يوم في شأن. ثم خاف عليهما، فجعل إلى أكبرهما عبد ~~الرحمن النظر في أمر الجباية، والإشراف على أهل الخدمة ومشاهدتهم في مكان ~~مجتمعهم، والتوقيع في # PageV02P607 # الصكوك السلطانية المتضمنة للحل والعقد، والاطراح والضم، وجميع أبواب ~~النفقات، ألجأ كل ذلك إلى ختمه، وأمضاه تحت حكمه. وجعل إلى عبد الملك النظر ~~في الجند، والتولي لعرضهم، والإشراف على أعطيتهم، والركوب فيهم لدى الروع، ~~وتجريدهم في البعوث، والتقوية لأولادهم، وجميع ما يخصهم؛ فرضيا منه بهذا ~~التقسيم، وأقامها به على الصراط المستقيم. # قال ابن بسام: إلى هذا الموضع انتهى ما وجدته من أخبار الدولة الجهورية ~~من كتاب ابن حيان ms0368 وقت تجردي للفراغ من تتميم هذا الديوان، واستعجلت لإخراج ~~هذه النسخة المقررة منه، وأعياني تتبعه لآثارهم، وشرد علي وجود لفظه ونظمه ~~لبقية أخبارهم، ولم أجد من نظامها، لتجيء أخبارهم بتمامها؛ فرقعت الضحى ~~بالغلس، وجمعت بين حافر العير وجبهة الفرس، على تفاهة علمي، وغب نوب أنستني ~~اسمي، وجرت مجرى الروح في جسمي: # كان عباد قد خامر صدره من شأن ابن السقاء مدبر دولة بني جهور ما لا يسعه ~~بوح ولا كتم، ولا يردعه سفه ولا حلم، شرقا يحسن سيرته # PageV02P608 # وفرقا من استمرار مريرته، وحسدا لآل جهور في من حسم عنهم الأطماع، وجمع ~~دولتهم الشعاع. فقد كان ابن السقاء هذا من الاستقلال بمكانه، والضبط ~~لسلطانه، والاستيلاء على ميدانه، بحيث يخيف الأنداد، ويغيظ الأعداء ~~والحساد. فدس عباد إلى عبد الملك بن جهور من جسره على الفتك، وإلى ابن ~~السقاء من ألقى في روعه حب الملك، وكلاهما راش وبرى، حتى جرى القدر بينهما ~~بما جرى. وسيأتي الخبر عنهما مشروح الأسباب، في القسم الرابع من هذا ~~الكتاب. # وخلا لعبد الملك الجو بعد ابن السقاء؛ فأعرض وأطال، وطلب الطعن وحده ~~والنزال: وأعجبه شأنه وازدهاه، وأمره شيطانه ونهاه؛ ووجد عباد السبيل إلى ~~شيء طالما كان شرد كراه، ونغص عليه كثيرا من لذة دنياه: من افتقار بني جهور ~~إلى نصره، وتصرفهم بين نهيه وأمره. وانقبض عن عبد الملك لأول استبداده ~~بالأمر حماته الذين كان ابن السقاء يرفعهم برفعه، ويصطنعهم بحذقه، ويوردهم ~~ماء سماحته وبذله، ويلحفهم ظلي تواضعه وعدله. وقد خامر نفس يحيى بن ذي ~~النون من الشغف بقرطبة ما هون عليه إنفاق المال، واحتمال الأثقال، وتكلف ~~الحل والترحال؛ فهي مضمار خيله، ومدرج سيله، وحديث نفسه، وهم يومه وأمسه. ~~وخلت السنون، وغالت عبادا المنون؛ وصار الأمر إلى ابنه المعتمد سنة إحدى ~~وستين [حسبما يذكر في القسم الثاني من هذا # PageV02P609 # المجموع، إن شاء الله] . # فلما كان سنة اثنتين بعدها، دلف ابن ذي النون إلى قرطبة، وكان لا يغبها ~~شره، ولا ينام عنها مكره؛ وقد احتاج عبد الملك بن جهور إلى ms0369 استمداد من ~~المعتمد لانفضاض من لديه، وعجزه عما كان أسند من تدبير قرطبة إليه، فأمده ~~المعتمد بجمهور أجناده، على أكابر قواده، قد تقدم إليهم بمرداه، ونهج إليهم ~~سبيل إصداره وإيراده؛ فوافوا قرطبة، ونزلوا بربضها الشرقي، وأقاموا بها ~~أياما يحمون حماها، وأعينهم تزدحم عليه، ويذبون عن جناها، وأفواههم تتحلب ~~إليه. فلما سئم ابن ذي النون سفره واجتواه، وقضى من غزو قرطبة وطره وما ~~قضاه، أخذ في الرحيل عنها، فما انقشعت سدفة ليله، ولا تمزق غبار سنابك ~~خيله، حتى هتك العباديون الحريم، وركبوا الأمر العظيم؛ باتوا متحدثين ~~بالقفول، ثم غلسوا مظهرين للرحيل؛ وعبد الملك متأهب لتشييعهم، عازم على ~~البكور إلى توديعهم، وشكرهم على حسن صنيعهم،؛ فلم يرعه إلا إحداقهم بقصره، ~~وارتفاع أصواتهم بالبراءة من أمره، وإصمات الأفواه عن ذكره؛ وقد تمخضت له ~~ليلته بيوم عقيم، وافتر له ناجذ صبحها عن ليل بهيم، ومشى من أنصاره هنالك ~~بين أسد شتيم، وأسود مسموم: # ومن يجعل الضرغام للصيد بازه ... تصيده الضرغام في من تصيدا # PageV02P610 # وقبض للحين عليه وعلى إخوته، وسائر أهل بيته وأسرته. وبالغوا لوقتهم في ~~انتهاك حرمه، وإزالة نعمه، وإخفار ذممه. وأخرج الشيخ اليفن أبو الوليد - ~~بقية أشراف الأندلس في وقته - مفلوج الشدق، مائل الشق، مغلوب الباطل والحق؛ ~~لم تحفظ له حرمة، ولا رعي فيه إل ولا ذمة. # بلغني أنه لما وسط به قنطرة قرطبة خارجا منها على مركب هجين، وحاله تقر ~~عيون الحاسدين، رفع يديه إلى السماء، وأخذ يبتهل في الدعاء، وكان مما حفظ ~~عنه قوله: اللهم كما أجبت الدعاء علينا فأجبه لنا؛ فمات بعد أربعين يوما من ~~نكبته بجزيرة شلطيش مزال النعمة، [مذال الحرمة] ، فتعالى المنفرد بالبقاء، ~~جبار الأرض والسماء. وأقرت ساقته بها، فأقاموا هنالك أكثر أيام المعتمد، ~~يأخذهم الحدثان ويدعهم، ويخفضهم الزمان أكثر مما يرفعهم. # @فصل له في ذكر رحيل أين ذي النون عن قرطبة يقول فيه: لما نزل ابن ذي ~~النون بسبيله، فكشف الله هممه عن أهل قرطبة، أبدوا الشمات به، وقضوا ~~بالإدبار عليه، وتنقصوا حجاه، واستفالوا رأيه، وأضافوا سمو ms0370 محله إلى حظوة ~~جده، من غير استعانة منه بغريزة لب، أو مادة معرفة، أو اكتساب تجربة، إذ ~~جمع الجيش ذا الألوف المختلفة الألسنة، الناهك الكلفة، فجره على بعد الشقة ~~إلى قرن غفل غبي # PageV02P611 # منخلع من صالح الخصال، مترد في هوة السفال، لا يتحرز منه في حال من ~~الأحوال، راكب للغي، مستميت على الإمارة، مطرح للنظر في العاقبة، شتيت ~~الشمل، قليل الوفر، نزر العدد، حال البلد حاضر أهله، إلى من فارقوا من ~~جاليهم، قد وقذه، ورجاله ورعيته طول ما صحبوا الغلاء وحالفوا المجاعة، يكاد ~~يأسه يستولي على طعمه فيدفعه بالتوطي عن الكريهة، والتحكيم على متقلد خطة ~~البغي في سوء العاقبة، قد مثل منتصبا لحظته، لابسا فؤاد القاسي فوق درعه، ~~يكاثر بحور الحصى من فرط جهله، قد جمع محاشه عند شمرته لحربه، فما إن تتامت ~~عدتهم مائتي فارس، أكثرهم مسوقون حاقدون معوقون مستقصرون، يشتري لهم القوت ~~من السوق، مضيقا على رعيته، ويزدلف بهم في غد أيامهم، ويعدهم ثواب عاجل ~~الطعن نسيئة على مستأخر النصر؛ قد علم ذلك من اختلال أحواله عدوه المتظاهرة ~~قواه وعدده، فنزل بساحته نزول النظير له، المتكافئ العدة، متسنما هضاب جبل ~~البلد المسامتة لباب المدينة الجوفي، مهتضما وأحبشه اللهام، بإنزاله إياهم ~~ساترات تلك الأهضام، كالمتقدم بالاستظهار على مرهوب بيات الليل ومغافصة ~~النهار، قد اقتصر من اللصوص بأهل البلد والموالاة لقتالهم على قفص يده ~~لزروعهم؛ أطال بذلك حصار قرطبة، وأعداؤه يعجبون من طول كنفه لها، ويرونه لا ~~محالة محروم المصال، مع ما يزجي من كتائب لو قادها # PageV02P612 # غشوم مسلط يوفيها حق إقدامها على من قادها إليه، لما قاومه نظير من أملاك ~~أفقه، إذ يقول عدة دارعين ما بين أجناده وأمداده، ذوي ألسنة شتى، وبطارق ~~أعزة تعرب عنهم التراجمة؛ لكنه سلطان الله يؤتيه من يشاء، وينزعه ممن يشاء. ~~وما أحسن ما تمثل به معاوية عندما أفاده جده بحظوة الخلافة دون علي رضي ~~الله عنه الذي نازعه إياها، على بون ما بينهما، إذ قال وقد جرى ذكر علي رضي ~~الله عنه وخيبة ms0371 سعيه: # لئن كان أدلى خاطبا فتعذرت ... عليه وكانت رائدا فتخطت # فما تركته رغبة عن جنابه ... ولكنها لآخر خطت فليت شعري ما الذي يقوله ~~مهنئ ابن ذي النون بقفوله إلى حضرته، ويصوغه ممتدحه في تمجيده، مع ضيق ~~تولجهما، عن معذرة ينحلانها له، واعتياص احتيالهما في تخليصه ن قبيح ما ~~ركبه - إن وجوه التكذب لتخجل دون مقابلته، والله تعالى شهيد عليه، كفيل ~~بجزائه. # فلما تولى ابن ذي النون وقفل لطيته، أصبح فؤاد سلطان قرطبة الرابض إلى ~~جنبه فارغا من همه، مسترجحا لرأيه، حامدا لجده، واثقا بدوام ملكه، يرى أن ~~قد فاز بحظه، بإيقاد نار الفتنة بين ابن ذي النون وابن عباد قرنه، وأنه ~~مخير في التشبث بها، والانفصال عنها، متى شاء وكيف ارتأى. فاشتد جذله، ~~واسترخى لببه، وارتاح إلى منصرف من عنده من رجل ابن عباد الثقال عليه، كيما ~~يخلو بشأنه. فجعل يدس إليهم من يعرض، ويقطع تعدهم، وهم يرونه الحرص على ~~الانطلاق عنه، والاستبطاء لإذن أميرهم لهم وقد كاتبوه، ويأخذون في التأهب ~~لمسيرهم، ويعدون من ذهب إلى السفر معهم بوشك رحيلهم، وسرى القين أولى بهم. ~~وقد سرى بين قوادهم وكبار من جاورهم من أهل البلد # PageV02P613 # من التدبير معهم، في أخذهم لسلطانهم البيعة التي تريهم أمورا غابت عنه، ~~أذهله عن التجسس عليها انهماكه في لذاته، ومقارفته لمدامه، إلى أن انتهت ~~مدتها. فثارت الجماعة بعد مسير ابن ذي النون عنه بسبعة أيام سواء، وكان من ~~خلعه وزوال أمره ما نذكره بعد هذا إن أعاننا الله. # قال ابن بسام: فصح عندي أنه وصف كيفية خلعهم وإخراجهم من قرطبة في جزء ~~كبير سماه " البطشة الكبرى " في مجلد كبير لم يقع إلي وقت هذا التحرير. # @فصل في ذكر الفقيه القاضي أبي الوليد المعروف بابن الفرضي # شاعر مقل، هو في العلماء أدخل منه في الشعراء، ولكنه حسن النظام، مقترن ~~الكلام، رحل ورحل إليه، وأخذ وأخذ عنه. # أخبرني الفقيه أبو بكر ابن الفقيه الوزير أبي محمد ابن العربي عن الفقيه ~~أبي عبد الله الحميدي قال: حدثني الفقيه محمد ms0372 علي بن أحمد بن حزم # PageV02P614 # قال: أخبرني القاضي أبو الوليد ابن الفرضي قال: تعلقت بأستار الكعبة ~~وسألت الله الشهادة، ثم انحرفت وفكرت في هول القتل فندمت، وهممت أن أرجح ~~فأستقيل الله ذلك فاستحييت. فمات مقتولا رحمه الله في الفتنة أيام دخول ~~البرابرة قرطبة سنة أربعمائة. قال أبو محمد ابن حزم: أخبرني من رآه بين ~~القتلى يومئذ وهو في آخر رمق يقول: " لا يكلم أحد في سبيل الله - والله ~~أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون ~~الدم والريح ريح المسك ". # كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك، ثم قضى نحبه هنالك. وهذا ~~الحديث في الصحيح، أخرجه مسلم بن الحجاح مسندا عن النبي صلى الله عليه ~~وسلم. # وأخبرني الفقيه المذكور عن الحميدي قال: أنشدني الفقيه أبو عمر ابن عبد ~~البر، قال: أنشدني أبو الوليد [ابن] الفرضي شعره في طريقه إلى المشرق في ~~طلب العلم، وكان كتب بها إلى أهله، حيث يقول: # مضت لي شهور منذ غبتم ثلاثة ... وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا # وما لي حياة بعدكم أستلذها ... ولو كان لم أكن بعده حرا # سأستعتب الدهر المفرق بيننا ... وهل نافعي أن صرحت أستعتب الدهرا # أعلل نفسي بالمنى في لقائكم ... وأستسهل البر الذي جبت والبحرا # ويؤنسني طي المراحل بعدكم ... أروح على أرض وأغدو على أخرى # PageV02P615 # وتالله فارقتكم عن قلى ... ولكنها الأقدار تجري كما تجرى # رعتكم من الرحمن عين بصيرة ... ولا كشفت أيدي الردى عنكم سترا والبيت ~~الأول من هذا ينظر إلى قول أبي عبد الله ابن شرف القروي: # فارقتهم لا لملال ولا ... قلى ولكن للخطوب الكبار # ستة أعوام وما كان لي ... فر فرقة الأيام عنهم قرار وقال أبو مروان ابن ~~شماخ: # صبرت والبعد أحوال وذا عجب ... ولم أكن صابرا والبعد أميال وقال الحميدي: ~~وأنشدني أيضا الفقيه أبو عمر ابن عبد البر: # إن الذي أصبحت طوع يمينه ... إن لم يكن قمرا فليس بدونه # ذلي له في الحب من سلطانه ... وسقام جسمي من سقام جفونه وبالسند المذكور ms0373 ~~عن أبي عمر بن عبد البر قال: أخبرني أبو الوليد ابن الفرضي بتاريخه في ~~العلماء والرواة للعلم بالأندلس. # PageV02P616 # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي جعفر ابن اللمائي # @وإثبات جملة من نظمه ونثره # وكان أبو جعفر هذا [وقته] أحد أئمة الكتاب، وشهب الآداب، من سخرت له فنون ~~البيان، تسخير الجن لسليمان، وتصرف في محاسن الكلام، تصرف الرياح بالغمام. ~~طلع من ثناياه، واقتعد مطاياه، ولع إنشاءات سرية، في الدولة الحمودية، إذ ~~كان علم أدبائها، والمضطلع بأعبائها، إلا أني لم أجد عند تحريري هذه النسخة ~~من كلامه إلا بعض فصول من منثور، [هي ثماد من بحور] ، وقد أخرجت من براعته ~~ما يشهد له بالفضل في صناعته، والتقدم على أكثر جماعته. # PageV02P617 # فصل له من رقعة خاطب بها أبا جعفر ابن عباس: # غصن ذكرك عندي ناضر، وروض شكرك لدي عاطر، وريح إخلاصي لم صبا، وزمن آمالي ~~فيم صبا، فأنا شارب ماء إخائك، متفيء ظلال وفائك، جان منك ثمر فرع طاب ~~أكله، وأجناني البر قديما أصله، وسقاني إكراما برقه، ورواني إفضالا ودقه؛ ~~وأنت الطالع في فجاجه، السالك لمنهاجه: سهم في كنانة الفضل صائب، وكوكب في ~~سماء المجد ثاقب، إن أتبعت الأعداء نوره أحرق، وإن رميتهم به أصاب الحدق؛ ~~وعلى الحقيقة فلساني يقصر عن جميل أسره، ووصف ود أضمره، " وإنما يبلغ ~~الإنسان طاقته ". # وموصل كتابي هذا اختل ما عهده من أمره، وطغى عليه بحر دهره، فإن سبح غرق، ~~وإن شرب شرق، وله أصل يوصله إلى استقلال بك،. # وله من أخرى يعزيه في أبيه: # إن لم أجد التأبين، فأجد البكاء والحنين؛ وإن لم أحسن التملق والإطراء، ~~فأحسن الإخلاص والدعاء. واتصل بي موت الوزير أبيك # PageV02P618 # لقاه الله غفرانه - وكونك بفضل الله مكانه، فروع جنان الصبر، وأخرس لسان ~~الشكر: بدر أفل، وهلال استقل. أعزيك وأسليك. قدر مصابك قدر ثوابك. صبرا ~~جميلا عليه لتؤجر، وفعلا حميدا بعده لتذكر. أصاب الغرة فأصب، وأتعب أهل ~~زمانه فأتعب. أقول محققا، وستشهد لي مصدقا: أولاني من البر ما لا أدفعه، ~~وألبسني من الإكرام ما لا ms0374 أخلعه: # ستفتح عيني عليه دما ... إذا ما العيون سفحن الدموعا # فقد كان غصني به ناعما ... وروضي أنيقا ودهري ربيعا وله من أخرى إلى ~~القاضي ابن عباد: # روض العلم - أيدك الله - في فنائك مونق، وغصن الأدب بمائك مورق، وقد لفظ ~~بحر العلم درره، وأطلع روض المجد زهره، فأهدى ذلك مع المنشد أبي محمد نفيس ~~أجناسه، وبعث هذا نسيم أنفاسه، فهو لؤلؤ أدب، ونوار طرب، يسقيك جنانه عقار ~~اعتقاده، في كأس وداده؛ يغنيك لسانه أشعار حمده، في مثاني قصده؛ مشيرا إلى ~~ثمر معان من بدائعه لا تجنى، فوق شجر بيان من غرائبه لا ترتقي، فإذا لاحظها ~~الفكر أنس، وإذا رامها أيس. ولم يسر إلا ليحمد سراه # PageV02P619 # ولا قصد إلا ليبلغ مناه؛ ولم يناد بحمدك إلا لتجيبه، ولم يرم بك دهره إلا ~~ليصيبه؛ فأمطر رجاءه بعض طلك، ووسد جوازئه أبردي ظلك، فما ماؤك بوشل، ولا ~~وردك بنهل؛ وفيه أجر، ولديه شكر. # وله من أخرى: وردني في ذلك كتاب كريم بنت البلاغة سماء بيانه، وجادت أرض ~~إحسانه، فنور شمسه يشرق في ليل نقسه، وكوكب نواره يتألق في اسطاره، فأصبحت ~~تختال بخلتك، وتبسم عن مودتك، وقد سرى خيالك فشوق، واستطار برقك فأرق؛ ~~فأجفان الإخلاص ناظرة إليك، ويد القبول مسلمة عليك، فصل ما جعلك الفضل فيه ~~أصلا، ورآك أهلا. وقد حل المنشد أبو محمد من جفن الشكر في سواده، ومن صدر ~~الإحسان في فؤاده، ألبسني حلة إخائك، وسقاني رسل وفائك، وحالي حال من يعدك ~~في عدده، ويعدك من عدده. # PageV02P620 # @ومن شعره # ولم يقع لي من نظم أبي جفعر عند إملائي هذه النسخة من هذا المجموع إلا ما ~~أنشدني الأديب أبو بكر ابن بقي قال: أنشدني أبو الربيع ابن العريف لجده ~~الكاتب أبي جعفر ابن اللمائي: # قد قلت إذ سار السفين بهم ... والبين ينهب مهجتي نهبا # لو أن لي ملكا أصول به ... لأخذت كل سفينة غصبا [أنشد أبو المنصور هذين ~~البيتين للخباز البلدي في اليتيمة] . # وأنشدني أيضا عنه له: # غني وللإيقاع فو ... ق بيان منطقه بيان # وكأنما ms0375 يده فم ... وقضيبه فيها لسان ودخل عليه بعض أصحابه في علته التي ~~مات منها، فجعل يروح عليه، فقال في مقامه: # روحني عائدي فقلت له ... مه، لا تزدني على الذي أجد # أما ترى النار وهي خامدة ... عند هبوب الرياح تتقد # PageV02P621 # ومما قال في هذه العلة، وكانت داء النسمة: # عظم البلاء طبيب يرتجى ... منه الشفاء ولا دواء ينجع # لم يبق شيء لم أعالجها به ... طمع الحياة، وأين من لا يطمع - # " وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع " ومما وجدته ~~أيضا بخطه لنفسه: # طلعت طوالع للربيع فأطلعت ... في الروض وردا قبل حين أوانه # حيا أمير المؤمنين مبشرا ... ومؤملا للنيل من إحسانه # [ظنت سحائبه عليه بمائها ... فأتاه يستسقيه ماء بنانه] # دامت لنا أيامه موصولة ... بالعز والتمكين في سلطانه [وله: # يا كبدي بالبين من أكلمك ... ويا دموع العين من أسجمك - # ويا فؤداي كم تقاسي الهوى ... مكتتما عني، ما أكتمك! # علمتك الكتم أما تستحي ... ويحك أن تكتم من علمك - # كنت أداويك فلا ذنب لي ... لو أنني أعلم من أسقمك] ونقل أيضا من خطه ~~قصيدة من شعره يشكو نوائب دهره، أولها: # أمسى سقامي زاجري ومؤنبي ... وغدا مشيبي واعظي ومؤدبي # PageV02P622 # أوهت خطوب الدهر مني عاتقي ... ثقلا، وزعزع منكباه منكبي # وهمت سحائبه علي فغادرت ... أرضي قرارة كل خطب معجب # فأظل أبصر فيه لم أحتسب ... جورا وأقرأ فيه ما لم أكتب # سن حديث تحت جد شارف ... وسواد رأس فوق قلب أشيب # أغدو على بكر لصرف بناته ... وأروح مبتنيا بأخرى ثيب # أفتض منها كل يوم عذرة ... لا تشتهي وأزف ما لم أخطب # يا سيدي وأخي الوفي وما أخي ... منه إلى قلب الإخاء بأقرب # وإذا غدا العلم المشرف أهله ... نسبا يؤلفنا فنحن بنو أب # هلا اهتديت إلى خطاب مرزإ ... ما بين أضلاع الخطوب مغيب # لم يبق منه الدهر غير مدامع ... سفح وقلب بالسقام معذب # أخفتني الأيام في لهواتها ... وسجنني فيها فكيف شعرت بي - # وكتبت عن ود وقد كتب الإخا ... بين النفوس صحائفا لم تكتب # بأرق من دمع المشوق فؤاده ... وأرق ms0376 من ريق الحبيب وأعذب # فظللت منه في غدير بلاغة ... عذب وملتف الحدائق معشب # كرمت مغارسه فأورق فرعه ... علما وأثمر بالكلام الطيب # صبح تدرع من سواد مداده ... ليلا كفعل الزائر المترقب # خفيت معانيه على أوهامنا ... فالفكر بين مصدق ومكذب # طلعت كواكبه ولما تطلع ... وغربن فيه لنا ولما تغرب # أنا مذنب لا شك إذ لم أستطع ... رد الجواب وأنت غير المذنب # PageV02P623 # حملته من طيب الإخاء محبة ... فيكم وإخلاص لكم فتطيب # وبعثث ماء الورد فيه سائغا ... عذبا لذائقه زلالا فاشرب # أذكى من المسك الفتيق نسيمه ... أرجا وأصفى من لعاب الجندب @فصل في ذكر ~~الوزير الكاتب أبي عبد الله البزلياني # @وإثبات جملة مما نثر، مع ما يتعلق بذلك من خبر # وأبو عبد الله البزلياني كان في ذلك الأوان، أحد شيوخ الكتاب، وجهابذة ~~أهل الآداب، ممن أراد الملوك ودبرها، وطوى الممالك ونشرها. وقد أجرى ابن ~~حيان طرفا من ذكره، وشرح مآل أمره. وقد ألمعت أنا منه بلمعة في أخبار ابن ~~عبد البر في القسم الثالث من هذا المجموع. # وذكره بموضع آخر من كتابه فقال: ولما قبض عابد على البكريين بأونبة ~~وشلطيش وتملكها منهم سنة ثلاث وأربعين، جعل بهما ابنه محمدا، واستكتب ابن ~~البزلياني الكاتب البليغ النحرير. وإلى ابن عباد صارت مصايره بعد طول ~~تقلقله في البلاد. # PageV02P624 # @فصول من نثره # فصول من رقعة عن حبوس إلى ابن عبد الله أمير قرمونة: # من النصح تقريع، ومن الحفاظ تضييع، ولكل مقام مقال، إذا عدي به عنه ~~استحال. ووصل إلي منك كتاب طمست منحاه، وعميت معناه، أومأت فيه إلى النصح، ~~ودللت على سبيل النجح؛ فوقفت على فصوله ومعانيه، وأحطت علما بجميع ما فيه. ~~ولم يكن لمن أوحشت جهته، وتغيرت مودته، أن يدخل مدخل الناصحين، وقد خرج من ~~جملة المشفقين. وكان بالجملة أوله سباب، [وآخره إعجاب] ؛ والسباب لا ينطق ~~به كريم، والإعجاب لا يرضى به حليم. وقد نزهني الله عن المقارضة بهذا ~~ومثله. وما أحسن قول القائل: # وتجهل أيدينا ويحلم رأينا ... ونشتم بالأفعال لا بالتكلم فإن كنت أردت أن ~~تستصلح ms0377 مني بسبك فاسدا، وتستقرب من ودي باستطالتك مباعدا، فما هذه شيم يقضي ~~بها الفضل، ولا سياسة يحكم بها العقل. وإن كنت أردت التخويف والإيعاد، ~~والإبراق والإرعاد، فقد كفني بيت الكميت: # PageV02P625 # أبرق وأرعد يا يزي ... د فما وعيدك لي بضائر وأنا أحد البرابرة: لا أخرج ~~عن جماعتهم، ولا أبعد عن موافقتهم، ولا أرغب بنفسي عن نفوسهم: # وما أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد وفي لزوم ~~الجماعة السداد والرشاد، والغي في الانفراد والاستبداد. # وأما قولك: " فمن كان متبوعا قلما يستقيم أن يكون تابعا، ومن عرف في ~~النادي مطاعا لم ينقلب مطيعا، إلا أن يصادف هدي العمرين، وأجدر بذلك أن ~~يبعد " - فقد أزريت على كل خلافة، وبينت أنك خارج عن كل فرقة، وأن غرضك ~~المحاماة عن غزك، والمرامات دون حرزك، وليس هذا نظر مشفق، ولا قول محقق، إذ ~~لا تتم ديانة إلا بإمامة يدعى إليها، وتجري السنن عليها، إلا في مذهب نافع ~~بن الأرزق وعبد ربه وأشباهها. # وفي فصل منها: وما ذكرته من الذي بين الطائفتين من بني عمنا بالعدوة، فكل ~~أمر بقدر، ولكل نبإ مستقر، والدنيا أحوال، والحرب سجال، وخيرهم وشرهم عنا ~~بعيد، وكل من نصرك وأيدك فهو القريب الودود، وإن تفرقت الآباء والجدود. ومن ~~شذ عن الجماعة وفارقها، ونابذها وشاقها، فهو الجاني على نفسه وعليها، ~~والجار سوء العاقبة إليه وإليها؛ وأكثر # PageV02P626 # الوبال واقع على الظالم، ونازل بالجارم. والله ولي التوفيق، والهادي إلى ~~سواء الطريق. # قال ابن بسام: وذكرت بإنشاده: " وتجهل أيدينا " ... البيت ما حدثت به عن ~~يحيى بن علي الحمودي في أيام محاربته لاشبيلية، وبعض الرجالة يعلن بثلبه، ~~ويصرح أقبح التصريح بسبه، وهو يظن أن قد تحصن منه بالأسوار، واحتجب عنه بما ~~دونه من حماة الذمار، فدب إليه دبيب الكرى، وساوره مساورة ليث الثرى، حتى ~~خالطه سيفه الصقيل، ثم انصرف إلى مركزه وهو يقول: # ونشتم بالأفعال لا بالتكلم ... [وله من أخرى عنه إلى ابن منذر: واتصل بي ~~ما وقع بينك وبين المؤتمن وأبي المنذر والموفق وعضد ms0378 الدولة أبي الحسن، ~~وأنكم اضطررتم إلى إخراج كل فريق منكم النصارى إلى بلاد المسلمين. فنظرت في ~~الأمر بعين التحصيل، وتأولته بحقيقة التأويل؛ فعظم قلقي، وكثر على المسلمين ~~شفقي، في أن يطأ أعداؤهم بلادهم، ويوتموا أولادهم، ويتسع الخرق على الراقع، ~~وينقطع طمع التلاقي على الطامع. ولو لم تكن - يا سيدي - الفتنة إلا بين ~~المسلمين، والتشاجر إلا بين المؤمنين، لكانت القارعة العظمى، والداهية ~~الكبرى. فإذا تأيدنا بالمشركين، واعتضدنا بالكافرين، وأبحناهم حرمتنا، ~~ومنحناهم # PageV02P627 # قوتنا، وقتلنا أنفسنا بأيدينا، وأدتنا إلى الندم مساعينا، كانت الدائرة ~~أمض، والحيرة أرمض، والفتنة أشد، والمحنة أهد، والأعمال أحبط، والأحوال ~~أسقط، والأوزار أثقل، والمضمار أشمل. والله يعيذنا من البوائق، ويسلك بنا ~~أجمل الطرائق. # ولما انتظرت أن يسفر لي ذلك الديجور، وتستقر تلك الأمور، وأبطأ ذلك علي، ~~ولم يعد من قبلك رسول إلي؛ داخلت عميد الدولة جاري في هذه الأنباء، وراوضته ~~في علاج هذه الأدواء؛ وأنت يا سيدي للمسلمين الحصن الحصين، والسبب المتين، ~~والنصيح المأمون، فاجر في جمع كلمتهم، والمراماة دون حوزتهم] . # له من أخرى: يا سيدي الذي قطعت بالاتصال به مدة عمري، ونظمت في أجياد ~~علاه درر حمدي وشكري؛ ومن أبقاه الله للفضل يرسي هضابه، والعلم بذل صعابه، ~~والمجد يؤلف مختلف، والحمد يلبس مفوفه. أنا أحمد حالا آوتني إليك وإن كانت ~~ذميمة، وعلة أصحت أملي وإن كانت مليمة فقد عادت كريمة، فرب صغيرة عادت ~~عظيمة، وهيهات: # PageV02P628 # من رغب عن الفضل فنفسه ظلم، ومن فر من الليل أدركه حيث خيم. ومن لكل ظمآن ~~بعذب زلال، ولكل آمل بنيل الآمال - وما كل مستسق يمطر، ولا كل طالب يظفر. ~~ولولا العلل لم تحمد الصحة، ولولا الترحة لم تطب الفرحة. وما ضاق عذر من ~~وسعه حلمك، ولا خذل دهر من نصره عزمك. وما عشت يا سيدي عمرا لم أقطعه في ~~ذراك، ولا نلت حظا لم يكن بمسعاك، ولا حسن لي عمل خالف هواك، ولا لذ لي أمل ~~لم يكن برضاك. والآن قد أمكنك استرقاق حر رائده، من حريتك، وابتناء مجد ~~دعائمه من سروك ومروءتك ms0379، فالأبي مصحب لمرامك، والعصي مطيع لا عتزامك. وما ~~أحسن العافية ولا كحسنها بعد البلاء، وما ألذ السعادة ولا كلذاتها بعد ~~الشقاء، وما أنقع الورد لغلة الخوامس، وأطيب الظل للضاحي الشامس! ومن عدم ~~الشفعاء قامت أمامه فضائلك، ومن قسا عليه الزمن لانت له شمائلك. والشمس بعد ~~السحاب أبهى، والإمكان بعد التعذر أشهى. ومن يحسد مناوئا، ويغبط مضاهيا، ~~فأنا أحسد على ملاقاتك، وأغبط نفسي على مناجاتك. فإن منعت عنك عيني فقد ~~رأتك في كل حسن تراه، وإن حزنت بالبعد منك فقد سررت بما من لقائك أتمناه. ~~والله يدنيني من حضرة المجد، والتماح غرة السعد. # وله فصل من رقعة: وتوجه فلان إلى ما قبلك يأمل سنا فهداه، ورجاء # PageV02P629 # هب له نسيمه فحياه وأحياه. وإن طائرا أجري بسعدك لسانح، وإن تاجرا افتتح ~~باسمك لرباح، وبعزماتك تنفذ الأسنة فكيف أشحذها، ولمثلك تنفع التذكرة فكيف ~~أنبذها - وقد تهز الصوارم فتقد الدروع، وتهاج الضراغم فتفض الجموع؛ وحماك ~~الإسلام فكيف يباح - وركنك الإيمان فكيف يزاح - وجارك الأدب فكيف يهتضم - ~~وحزبك القرآن فكيف يغلب ويذم - # [وله فصل من أخرى عن حبوس إلى صاحبي شاطبة: # وقد عقد الله بيننا عقودا قادها للاختيار؛ وفي طول الأمد، وتصرم المدد ~~وتباعد الديار، وتقلب الليل والنهار، ما يحيل الأحوال، ويقطع الآمال، ويشفق ~~منه الضنين، وتسوء منه الظنون؛ لا سيما إلى هذه الفتنة التي تبلد الحليم، ~~وتخلط الصحيح بالسقيم. وأنا لكما الصفي الذي لا تقدح الأيام في وده، والوفي ~~الذي لا يخشاه الأنام على عهده. وإذ لا سبيل إلى أن أؤدي معتقدي في ذلك ~~مشافهة، فإني أنبأته مكاتبة، مع من ينطق بلساني، ويشفق بجناني، ألصق أسرتي ~~نسبا، وأفضل خاصتي حسبا، وأصدقهم عني خبرا، وأحمدهم في السفارة أثرا، ~~الوزير أبي فلان] . # وله في فصل: تفديك نفس نفست عنها خناق الكروب، وأنقذتها من أيدي شعوب، ~~وأسأل الذي سنى لك الفضل علي، وجعل من نعمتك أكبري: # PageV02P630 # همتي ولبي، وطبع يشكرك أصغري: لساني وقلبي، أن يجزيك جزاء من أحسن ثم ~~عاد، ووالى فضله وزاد، كالرياض تعاهدتها العهاد؛ وألا يخيلك ms0380 من فعل يكتب ~~الذكر محاسنه على صفحات الدهر، ويصير ثاقبه في سماء الفخر، ثالث الشمس ~~والبدر. # وله في فصل من أخرى: قد قيدني من برك وإيثارك ما أفصح عن طيب نجارك، ~~وأوضح عندي كريم آثارك، وتعركني أرسف في قيود الامتنان، وأنوء بأعباء ~~الإحسان. وأقعدني عن لقائك لسان حسير، وخاطر بهير، وحد كليل، ولحظ من ~~الحياء عليل؛ وشيمة الدهر إذا صفا تكدر، وإذا عافى تنكر، وإذا سر أحزن، ~~وإذا سهل اخشوشن، وإذا سمح بالإنعام، بخل بالتمام. # وله فصل: هذا الوقت الذي كنت أتأياه، والحين الذي ما زلت أتمناه، والزمن ~~الذي قاسيت فيه تعب الانتظار، وقطعت إلى بلوغه مسافة الليل والنهار. وإلى ~~مثلك يتقرب بإخلاص الوداد، ومن فضلك تجتني ثمرة [حسن] # PageV02P631 # الاعتقاد؛ ولا يجتمع رجاؤك واليأس في قلب، ولا تحل محبتك والحرمان في ~~خلب. # وله في فصل: البدر وصوف ولا كصفة الساري به، والبحر معروف ولا كمعرفة ~~الجاري فيه، وقد جلوت بنورك من الظلمات، واجتليت بجنابك من الأمنيات، وما ~~وسم زماني الغفل، وصار لذلك الدهر على سائر الدهور الفضل؛ أيام ناديك محط ~~كل مرتاد، وجارك أمنع من جار أبي دواد، إلى أن ضرب البعد بجرانه، وحكم ~~الدهر بعدوانه، وأعاد العين أثرا، والخبر خبرا، واللقاء توهما، والمناسمة ~~توسما؛ ومع ذلك فما خست بذمم فضائلك، وما أنست إلا بكرم شمائلك؛ أمزج ~~بذكرها خطبان الخطوب فتحلولي، وأسرج بسناها في أجفان الكروب فتنجلي، وأرمي ~~بها إذا هوى سهمي فيصيب، وأتنسم عرفها إذا خوى نجمي فيصوب. # وحاربتني الأيام عليك، فلم توجدني سبيلا إليك؛ إلى أن طلع نجمك في مطلعه، ~~ووقع حزمك في موضعه، وأعطيت القوس باريها، والسهام راميها، والدرر أجيادها، ~~والغرر جيادها، وفي الشمس يقوى السعد، وفي عنق الحسناء يستحسن العقد. # PageV02P632 # [وله من أخرى إلى ابن عبد الرحيم: طيب ثنائك ثنى إليك أنسب، وغريب وفائك ~~أفاء عليك نفسي. والثناء النفيس شرك النفوس؛ وفعل المحبوب مصائد القلوب؛ ~~ومن كان الفضل من أنصاره، اجتمع على إيثاره؛ حين طلعت من سماء فضلك نجومه، ~~ونضر بك من روض رجائي هشيمه. وأنا ms0381 أحمد للأيام هذه الكرة، وأستغرب من ~~أفعالها هذه الندرة. وأحب أن يعلم سيدي أني سابق في مضمار وداده، لاظ ~~بثنايا ارتباطه واعتقاده، أثني عليه خنصري إذا عددت واعتددت، وأبدأ به بعد ~~البسملة إذا كتبت من وددت واعتقدت. وله - أعزه الله - الرأي العالي في قبول ~~من أقبل عليه، والنزاع من نزع إليه. فأقسم لو كتب عني عطارد، أو جعلت لك ~~النجوم قلائد، ما أقنع في وصف ودادي، ولا بلغت الأمل من مرادي] . # وله من أخرى إلى أبي جعفر ابن عباس، وقد زاره فلم يوفه حقه: # كلف المروءة - أبقاك الله - صعبة إلا على الكرام، وطرق الجفاء رحبة لسلوك ~~اللئام، والأحمق يرى البر خسرانا، ويعتقد إكرام الوافدين نقصانا، فيمنح ~~الكثير من عرضه، ويمنع اليسير من عرضه، ويلبس درعا وهو مهتوك بالطعن، ويجعل ~~الكبرياء رداءه وهو مطرز باللعن؛ والكبرياء رداء الله الذي من جاذبه إياه ~~قصمه؛ والتقى حبل الله الذي من تعلق به عصمه، وما يتكبر إلا من جهله، وعجب ~~المرء أحد # PageV02P633 # حساد عقله؛ والمتكبر في النفوس صغير، والمتواضع في الصدور كبير؛ والرفيع ~~من ترفع عن الدناءات، والوضيع من ادعى لنفسه واجبا وضيع الواجبات. وجئتك ~~زائرا، فكأني جئتك آملا، وأردت مصافحتك فما مددت يدا، وطلبت معانقتك فخلتك ~~مقعدا، وبعد أن هممت بالنهوض أقعدك الكسل، كأنك خمصانة أثقلها الكفل؛ وجعلت ~~تشير بالحاجب وتلوي الشفة، وتدعي بالجهل في كل شيء معرفة. فما كان ضرك حين ~~أخللت لو أجللت، وما كان يسوؤك حين ناظرت لو أجملت، وما كان ينقصك حين حكمت ~~لو عدلت - # زعمت أني أخطأت في كتب " سحن الوجه " بالسين، وطمست طرق المخارج لي وهي ~~تستبين، وهذه اللغة كلها قد طلبتها فلم أجد فيها " صحن الوجه " بالصاد، فإن ~~أردت أن تستعير " صحن الدار " للوجه فلا يبعد أن أجعل " السحن " جمع سحنة، ~~وهو أقرب وأعرف؛ وإن قلت إن الأكثر اتفقوا على كتابه بالصاد، فإن لمثلي أن ~~يختار في كلام العرب ما أراد. وما أبرئ نفسي من زله، ولا أعصمها من ظهور ~~خلة؛ فالأدب يجعل للأديب مخرجا، ولا ms0382 يجعل باب العذر له مرتجا. # PageV02P634 # وفي فصل منها: ومن العجب أن تنسبني إلى الشعوذة وهي حصنك إذا غلبت، ~~وتلحنني في النطق وهي عادتك إذا كتبت. ولعمري لقد قلتها ولقد جهلتها، ~~وتركتها وما عرفتها؛ وكما أن بركة الأشجار في الأنوار، فكذلك بركة الأدب في ~~الرسائل والأشعار. فأين رسائلك وأشعارك، ومؤلفاتك وآثارك - هيهات هيهات: ~~غلبك على الحق أهله، ونفاك عنه جهله؛ وكفاك ما طار لك من حسن الذكر، وطيب ~~النشر، ولمثله فاعمل، وعلى ما كسبت منه فتوكل، فتحصد الذي زرعت، وتعلم ~~عاقبة ما صنعت. # " وهذه نبذة من كلامه الواقع من هذا السفر، مكان الواسطة من عقد البكر، ~~جمعها أبو الحسن في مسودة هذا التأليف، ورأيته قد ألمع منها عند التحرير ~~بالنزر اللطيف على عادته من إيثار الاختصار واقتضاب ما يتخلص على الانتقاء ~~والانتخاب. وقد رأيت أن أحبر منها الأوراق التي بقيت بيضا، بما يخجل الروض ~~أريضا، ويزري بالمسك فضيضا، تحفظا بتلك الآثار الكرام أن تعفو، وخوفا على ~~تلك الأنوار الوسام أن تخبوا ". # [ ... ] أفاز الله يا سيدي الأعلى قدحك، وجعل لمرضاته كدحك، وسدد إلى ~~أغراض الصواب سهامك، وأورد على حياض السحاب أعلامك؛ وفتح المبهمات # PageV02P635 # بعزمك، وأوضح المظلمات بنجمك، وأبقى المحاسن ببقاك، وسقى مواطن العلياء ~~بسقياك. # كتابي يا سيدي، وأجل عددي، كتب الله لك السلامة، ووهب لك الكرامة، ولو ~~تقدمني في الاعتراف بمآثرك مطنب، أو أفحمني في أوصاف مفاخرك مسهب، ما شق ~~غباري في ودادك مجار، ولا تعلق باثآري في اعتقادك مبار. وكيف وقد حزت ~~الغايتين من تفضيلك [وإعزازك] ، وأحرزت الفضيلتين من تبجيلك وإحرازك؛ وما ~~انفردت من زماني بفائدة توازيك، ولا استبددت من إخواني بفائدة تساويك؛ ~~وبحسب ذلك ضني بك وشحي، ومحبتي لك ونصحي؛ وما أذكرك ما لا تذكر، ولا أبصرك ~~ما لا تبصر؛ فأي علم إلا سلكت شعابه، وأي حلم إلا ملكت رقابه؛ وإن كنت لا ~~أورد عليك إلا ما يؤثر عنك، ولا أوفد إليك إلا ما يظهر منك، فللساعي مراده، ~~وللداعي اعتقاده، وللمجتهد أجره، وللمقتصد عذره؛ فما أستصبح إلا من قمرك، ~~ولا ms0383 أستوضح إلا بغررك، ولا أعشو إلا لنارك، ولا أمشي إلا بأنوارك. والله ~~يبقيك للأفضلين أسوة، ويحييك للأكرمين قدوة. # واتصل بي يا سيدي ما وسوس به الشيطان من الأمر، حتى عمد له البيان، في ~~الفتق لأثر مسحوب وقدر مكتوب. وأنت الذي نجذته التجارب، وشحذته النوائب، ~~وارتضع أخلاف الحروب، وامتضغ أصناف الخطوب، وعجم قناة الزمن، واقتحم غمرات ~~المحن، بقلب غير منخوب ولا وهل، وعقل غير مسلوب ولا وكل، وذكاء تنكسف له ~~ذكاء، وآراء ينكشف لها الغطاء، وعلم لما تأتي وتذر، وفهم بما تورد وتصدر، ~~ومذاهب مثلها لك التحقيق، ومطالب شرحها التوفيق؛ فهي بعصمة الله محفوفة، ~~وبنعمته مكفوفة، وعلى إرادته متوقفة، وفي طاعته متصرفة؛ فكم لك في المشركين ~~من البلاء الجميل، وعلى المسلمين من الغناء الجزيل؛ فكم علم خلدت # PageV02P636 # وحزم أيدت، وكم فضل أبديت وأعدت، وكم طول بنيت وشيدت، وكم راية للدين ~~رفعت، وغيابة عن المسلمين قشعت. أفالآن يدعى للهوادة، ويسعى العادة، حين ~~أملت للزيادة، واكتهلت في السيادة، وأرج بفخرك كل ناد، ولهج بذكرك كل حاد؛ ~~عديم أتراب وأقران، ونديم آداب وقرآن؛ لم تفتك من الفعال فضيلة، ولا شانك ~~إلى الكمال وسيلة. ولا أعرفك من المعالي ما لا تعرف؛ ولا أصفك من المفاخر ~~بما لا توصف؛ الألسنة عن واجبك حسيرة، والأمكنة بمناقبك معمورة، والله ~~تعالى يزيدك علوا ومجدا، ويقيدك سموا وجدا. وأنت لا تألو المسلمين نصحا، ~~ولا يعدمهم سعيك نجحا، ولا يفقدهم هديك صفحا. فعياذا بالله أن يسفك بك دم، ~~ويهتك بسببك محرم، أو يهلك بطلبك مسلم؛ وأنت العالم بأمر الله، والقائم ~~بسنة رسوله، والحاكم بما يرضاه، والعاصم بتنزيله، والمقتدي بسبيله، ~~والمهتدي بدليله. فلا أتلو عليك من آدابه إلا ما أحكمت تأويله، ولا أجلو لك ~~من تبيانه إلا ما قدمت تحصيله. فما مثلك من أهل الفضل [يذكر] يقول الله عز ~~وجل: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض؛ يأمرون بالمعروف وينهون عن ~~المنكر} (التوبة: 70) . # وله عنه إلى صاحبي شاطبة: كتبت يا سيدي، ومشارب الآمال قد تكدرت، ووجوه ~~المحاسن قد تغيرت، وأيدي التوازر قد قصرت، وسبيل ms0384 التناصر قد توعرت، إلا أن ~~يتلاقى الله الخلل بتسديد نظركما، وينعش الأمل بحميد أثركما؛ فينظم الشمل، ~~ويصل الحبل، ويسد الثلم، ويشد الحزم، ويرقع المنخرق، ويجمع المفترق، ويضع ~~الإصر، ويرفع الوزر، ويعيد الكلمة متفقة، والأمة متسقة، والأيدي متأيدة، ~~والنفوس متوددة، والأهواء متعاضدة، والأنحاء واحدة، والدماء محقونة، ~~والعاقبة مأمونة؛ والله تعالى يعين كلا على الصلاح، ويفضي بنا إلى النجاح، ~~بعزته. # PageV02P637 # واتصل بي ما وقع بينكما وبين المظفر أبي محمد من المتنازع، الذي أخاف أن ~~يفضي بكم إلى التقاطع، وورد علي كتابكما الكريم في ذلك بما ترقبت انصرام ~~أجله، وتنظرت انحسام علله، حتى خشيت أن يتمادى بكم اللجاج، ويتعاصى في ~~أموركم العلاج، وأشفقت من ادلال الشيطان بمخاتله، وإطلال الخذلان بحبائله؛ ~~فيقرع الثكلان سنه من الندم، وينطوي الحران على يده من ألم. وحالي يا سيدي ~~في الأخذ من أحوالكم بأوفر نصيب، والتزع في أموركما بأكبر ذنوب، حال من ~~أعدكما لحوادث الزمن، وكوارث المحن، واعتقد كما العدة الكافية، والعصمة ~~الواقية، فيما استسر وعلن، وظهر وبطن؛ فلم أر نفسي في سعة من إهمال ~~التذكرة، وإغفال التبصرة. والله يعيد الكل من الشتات والشمات، ويعيدكم إلى ~~المواساة والمواتاة. # ولم يخف عليكما ما في صلاح ذات البين، من الفوز بخير الدارين، وأمن ~~العباد، وخصب البلاد، وإعزاز الدين، وإذلال القاسطين، وتوهين المشركين، ~~وقوة العضد، ووفور العدد، ودعة الأجسام، والرعة عن الآثام، وستر العورات، ~~وحفظ الحرمات، والانتهاء إلى حدود الله، والازدجار بزجره، والتأدب بأدبه، ~~والائتمار بأمره؛ فإنه يقول عز من قائل {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ~~وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين} (الأنفال: 1) وقال (واعتصموا بحبل ~~الله جميعا) ... الآية (آل عمران: 103) وقال صلى الله عليه وسلم " لا ~~تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا وعلى طاعته ~~أعوانا ". وقد علمتم أنه لم يهلك من هلك من الأمم الماضية، والقرون الخالية ~~إلا بتقاطعهم وتحاسدهم وتدابرهم وتخاذلهم، وأن اللجاج مطية الجهل، والهوى ~~آفة العقل، والحمية من أسباب الجاهلية، والعصبية من العنجهية، والحرب مشتقة ~~المعنى من الحرب؛ مع ظنك المتغلب وكأنه المتغلب، توتم ms0385 الأطفال، وتلتهم ~~الرجال، سوق # PageV02P638 # لا ينفق حاضروها غير النفوس والأرواح، وشرب يتعاطون المنايا بظبا السيوف ~~وأطراف الرماح؛ مصروعهم دائر وصارعهم خاسر، وماضيهم نادم، وباقيهم واجم. # والذي يحملون من أوزارهم وأوزار مع أوزارهم، ويحتقبون من آصارهم، تسلط ~~النصارى على المسلمين، وعيثهم في بلادهم يقتلون ويأسرون؛ فالأموال مستهلكة، ~~والحرمات منتهكة، والدماء مهراقة، والنساء مستاقة، وعقد الدين مفسوخ، وعهد ~~الإسلام منسوخ، والكفر عال على الإيمان، والسوء غالب على الإحسان. فقد ~~بلغني أن مذهبكم الاستجاشة بالنصارى إلى بلاد المسلمين، يطؤون ديارهم، ~~ويعفون آثارهم، ويجتاحون أموالهم، ويسفكون دماءهم، ويستعبدون أبناءهم، ~~ويستخدمون نساءهم. وإن نفذ هذا - وأعوذ بالله - فهي حال مؤذنة بالذهاب، ~~وجريرة تؤذن بالخراب؛ ولم نأمن أن يظهر لهم من الخلل في بلادنا، والقلة في ~~أعدادنا، ما يجرئهم علينا، ويجرهم إلينا، بما لا نقدر على مكاثرتهم فيه، ~~ولا نقوى على مصابرتهم به، فتلك الوقعة التي لا ينتعش عثورها، والقارعة ~~التي لا ينجبر كسيرها. ولم أجد يا سيدي وعدتي دواء أنجع، ولا سعيا أنفع، من ~~صلة يدي بيد الفتى الكبير فلان، في توسطه هذه الأحوال بينكم، والتأني، ~~لإصلاح ما فسد منها عليكم، ولم نلف سببا إلى كشف هذه الغيايات، وفتح هذه ~~المبهمات، أقوى في النجاح، وأهدى إلى الصلاح، من بعث أعلام بلدنا، ووجوه ~~رجالنا. # وكتب إلى ابن الناصر: سيدي وأعظم عددي، بقيت لمجد تؤسسه، وحمد تلبسه، ~~كتبت - كتب الله لك ما يفوت أملك - عن نفس تعدك أكرم نفائسها، فلا يساويك ~~في هاجسها، وضمير صفا لك منهله، فلا أحد قبلك ينزله، وود أحكمت لك عقده، ~~ونظمت بك عقده؛ حقيقة أدني نظرها إليك، وخليقة وقف سرها عليك؛ فطرف اهتبالي ~~إليك شاخص، وضمير إدلالي عليك خالص؛ والعهد الذي أنت لحرماته لاحظ، ~~ولأماناته حافظ، ينجد لساني في المقال، ويمد عناني في الاسترسال، ويوفد ~~إليك النصح محضا، ويورد عليك الصدق فرضا؛ موازرة لا أرى التخلف عنها # PageV02P639 # ديانة، ومظاهرة لا أعد التبري منها أمانة؛ وأخوك من صدقك، وعدوك من مذقك. # واتصل بي، ما جزعت له، من لزومك مع الموفق أبي الجيش، ومن ms0386 تبعكما من ~~معاقديكما، لمفاتنة المظفر أبي محمد ومنازلته ومقارعته، واستجاشة كل حزب ~~منكم بالنصارى، وطمعكم أن تمنعوا بهم ذمارا، وتقضوا بإخراجهم أوطارا، ~~وتدركوا بأيديهم أوتارا؛ ولم يخف عليك ما يتسبب بالفتن، من البلوى والمحن، ~~وما يكتسب فيها من الحوب، ويحتقب بها من الذنوب، وما ينوب الظالم والمنصف ~~من معرتها، ويصيب البريء والنطف من مضرتها، وما يعم من بأسائها، ويطم من ~~دهيائها، باحترام الرجال، وإيتام الأطفال، وإرمال النساء، وإحلال الدماء، ~~وانتهاب الأموال، واعتساف الأهوال، وإخلاء الأوطان، وجلاء السكان، وانقطاع ~~السبل، واتساع الخلل. هذا إذا كانت الدعوة واحدة، والشرعة معاضدة، فأما إذا ~~انساق العدو إلينا، وتطرق علينا، وضري على أموال المسلمين ودمائهم، وجرؤ ~~على قتل رجالهم وسبي نسائهم، وبانت له العورات، وتحققت عندهم الاختلافات، ~~وأحدوا رحاهم، واستمدوا من وراهم، لم يكن للمسلمين بهم يعد يد، ولا عن ~~إخلاء هذه الجزيرة بد، والله يحميها من الغير، ويكفيها سوء القدر. # وإن أحق من لم شعث المسلمين، وضم منتكث الدين، من أيد الله أولهم بأوليه، ~~ورقع خللهم بمساعيهم ومساعيه؛ وكانت وقائعه في المشركين مشهورة، وصنائعه ~~بالكافرين مذكورة، ومن لا تؤرخ الأيام إلا بغزواته ولا تحلى الأيام إلا ~~بفعلاته. وأنت قاضب من تلك القواضب، وثاقب من تلك الكواكب، وغرة من تلك ~~الأوضاع، وشعلة من ذلك المصباح، ومعلى من تلك القداح، وعامل من تلك الرماح، ~~فحقيق عليك أن تجري إلى غاياتهم، وتعلي راياتهم، وتحمي ذكرهم، وتحيي مجدهم. ~~وقد علمت ألا عدة أعد، ولا نجدة أنجد، من توازر القلوب، وتناصر العيون، ~~وتضامن الأيادي، وتظاهر المساعي؛ فحينئذ يخشن الجانب، ويعن المجانب، ويصحب ~~الأبي، ويطيع العصي. ومن خلا من صالح الأعوان، وضيع الاستظهار بأحباء ~~الإخوان، كان أجذم الرماح، كهام السلاح، مقصوص الجناح، خائب القداح، مفلول ~~الحد، مصلد الزند؛ والمرء كثير بأخيه، والجناح بقوادمه وخاوفيه، والانفراد ~~في الوطن غربة # PageV02P640 # والانقياد للآخر كربة؛ مع أن الغلبة بالتغرير والإخطار، ليست من شيم أولي ~~البصائر والأبصار. # ومن الذي دعاك يا سيدي إلى فتنة تخوض غمارها، وتحمل أوزارها، ولا تغتبط ~~بعقباها غالبا ولا مغلوبا، ولا ms0387 تنتشط من بوساها حارباص ولا محروبا -! فإن ~~كان وفاء لمن عاهدت، وغناء عمن عاقدت، فأدنى المساعي إلى النجح، وأولى ~~المطالب بالكدح، وأبعد المذاهب من العيب والقدح، ما بدء بالمتاركة وختم ~~بالصلح؛ فالله تعالى يقول: " والصلح خير " " والفتنة أشد من القتل ". # والاتفاق يا سيدي أضم للشمل، وأوصل للحبل، وأحمد فاتحة وخاتمة، وأرضى ~~بادئه وعاقبة، وأسلم دنيا وآخرة. ومعاذ الله أن تزل بك قدم، أو يحل بك ندم، ~~أو تزعجك إلى المجاهل لجاجة، وترهج لك في الباطل عجاجةز # وله عن تأييد الدولة أبي جعفر: # كتبت - كتب الله في قلبك ذكرا لا يمحوه نسيان، وأعذب لي من شريك ما ينسي ~~مرارة كل خطبان - ولو أعطبت الأجسام لطافة الأرواح، لطرت إليك بلا جناخح؛ ~~وإلا يمثل الجسم بين يديك، فالقلب مائل لديك، والنفس حائمة عليك، والأمل ~~نزاع إليك. فهل لمولاي عطفة، تميل إلى عبده عطفه، فتقبل الثريا كفه، أم هل ~~له إليه لحظة، تنيله الدنيا بها حظه؛ فقد طال إبعاد الليالي بلإحالة، ~~وأوعاد آمالي بالإدالة، وأنا بينهما كالظفر يوم صفين، والخلافة يوم تحكيم ~~المسلمين. وقد أطلت من عنان أملي ما قصر خطا العوائق، وفسحت من ميدان رجائي ~~ما ضيق مسارح البوائق، فلا عذر لي ولم أفصل به الجوزاء عقودا، وأنل السماء ~~قعودا، فالواعد حري بالوفاء، والله ملي بالعطاء. # وله: الحسب - أعزك الله - في مواطنه، كالذهب في معادنه، والشرف في ~~الأشراف، كالدرر في الأصداف، والمجد في أهله، كالفرع في أصله؛ ومن حازت # PageV02P641 # له آفاق المعالي تجيب؛ ورث السيادة نجيبا عن نجيب، وكان الكرم فيه ~~كالفرند في القواضب، والضياء في الكواكبن والصفاء في الماء، والروح في ~~الأحياء وإن لم يحظ بك العيان، ولا أسعد بقربك الزمان؛ فالرؤية بالقلب لا ~~بالعين، والقرب بالنفس على الدنو والبين؛ ومن كان مثالك نور ناظره، وخيالك ~~سمير خاطره، فقد قاربك مقاربة الارتياح للأرواح، بل مازجك ممازجة الماء ~~للراح. وإذا كان المعتقد من الإخوان أوفاهم ذمة، والمعتمد عليه في الحدثان ~~أعلاهم همة، وأحق الناس بالوفاء وارثوه، وأشبه الأتباع لتبع بنوه، وقد ~~أعلقت ودي ms0388 منك من يزكو وده، وأوثقت عقدي بمن لا ينحل على الأيام عقده، ~~فشاري ودك بنفسه رابح التجارة، ومضيع عهدك في أمسه فاحش الخسارة. وأنا أحمد ~~يوما وصلني بمعرفتك، وأذم دهرا قطعني عن صلتك، واعتقدك أكرم العقد، وأعدك ~~للأهل والولد، ولا وسيلة إلا فهمك، ولا وصيلة إلا همك؛ فما أزور الرياض إلا ~~تشوقا إلى شيمك، ولا ألحظ السحاب إلا تخيلا لكرمك. # وفيما يحكيه فلان [مردد] شكرك، ومطيب ذكرك، من مآثرك الزاهرة، ومفاخرك ~~الباهرة، شائق يحوم طير القلوب عليك، وسائق يحدو بالنفوس إليك؛ وأنت أرق ~~نفسا وطبعا، وأكرم أصلا وفرعا، من أن يجمع علي بعدك وبعد كتابك، وفقدك وفقد ~~خطابك. # وكتب إلى صديق وقد بعث تفاحا: لو لم تكن نفسي لك، لأهديتها إليك، ولولا ~~أنه حقك أثبته لديك، لجلوت وجه مودتي عليك، متوجا بطيب الذكر يرفل في حلل ~~الشكر؛ وما عسى أن يهدي الغريق في بحار برك، والمنقطع في مضمار شكرك! لكن ~~لك الإبداء بالفضل والإعادة، ولي الاقتداء والجري على العادة، في إهداء ~~الحقير إلى الخطير، ومقابلة الجليل بالقليل؛ فما قصرت مقدرته، من أطالت ~~مكارمك معذرته. # ولكلفي بشمائلك الشمولة، وشغفي بخلائقك المعسولة، بعثت بما يحكيها ولا ~~يدانيها، ويخبر برياه وطعمه عن بعض ما فيها، تفاح قطعت حمرته وصفرته من ~~خجلات الخدود # PageV02P642 # ونزعت صورته شبه فوالك النهود، وختم على ألذ من سلوى النحل، وأعذب من جني ~~النخل؛ ناسب الرياض وأفنى عمره عمرها فورثته زهرها، تذكرك أسافله سرر ~~البطون الغلب، وطعمه لذاذة الثغور الشنب. # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي جعفر أحمد بن عباس # وسياقة جملة من نثره، مع ما يتعلق من الأخبار # السلطانية بذكره # كان أبو جعفر هذا قد بذ أهل زمانه في أربعة أشياء: # المال أولا: لم تجتمع - زعموا - عند أحد من نظرائه ما اجتمع عنده من عين ~~وورق، ودفاتر وخرق، وآنية ومتاع، وأثاث وكراع. # والعجب: فلم يكن الفضل بن يحيى، ولا معلمه عمارة بن حمزة، ولا عبيد الله ~~بن ظبيان، ولا مطعم بن جبير، في ذلك إلا بعض قوى سببه، وحثالة ms0389 واطئ عقبه. # والبخل: حتى لو أن الجاحظ رآه ما ضرب في البخل مثلا، ولا ذكر في رسالته ~~رجلا. له في ذلك أخبار تخرق سجف العادة، وتضيق عن قبول الزيادة. حدثت عن ~~الوزير أبي محمد بن الجد، وكان امرأ صدق، أنه سافر أيام شبيبته في معسكر ~~زهير فتى ابن أبي عامر قبل # PageV02P643 # أن يظهر أمره، ويشتهر بصحبة السلطان ذكره؛ فرحلوا في بعض الأيام وقد خلص ~~إلى الأحشاء برد الأجسام، وسوى برس السماء بين الغيطان والآكام، حتى كأن ~~الأرض صفيحة حسام، أو صبير غمام؛ وغب مطر قد غادر الكثبان وعوثا، وصير ~~المسالك تلاعا ميثا؛ فكبت به فرسه وقد تأخر عن صحبه، وساخت رجله في بعض ذلك ~~الخبار فصرع لحينه. وكانت عنده فروة فنك قد أعدها لأيام الوفد، فاستظهر بها ~~يومئذ على شدة ما كان فيه من الجهد، ومخافة من عادية ذلك البرد، فأصابه من ~~الطين ما كاد يشككه في عيانه، وأقام عامة يومه على إصلاح ما فسد من شأن ~~فروته وشانه. فورد العسكر وقد زاحم الليل، وبث الوزير المذكور في طلبه ~~الخيل، فساعة رآه قال له: ما غالك، وأي شيء حبسك لا أبا لك - فطفق يقص عليه ~~أمره وهو يضحك، وكان آخر ما راجعه به أن قال: أو ما عندك غير ذلك الفنك - ~~ثم انتفخ في إهابه، واستدعى في قهرمان ثيابه، وقال له: كم أودعت عيابي، ~~وأدرجت أثناء ثيابي في سفرنا هذا من الأفناك - فجاء منها بعدد، ما ظن أنها ~~تجتمع لأحد، ولا يحيط بها ملك يد. قال أبو محمد: ولم أشك في تحصيل فروته، ~~وجر ذيول كسوته، فوالله ما زاد على أن عدها، وأمر القهرمان فردها؛ ثم قال: ~~يا أبا محمد، هذه ثياب سفري ومهنتي، فكيف # PageV02P644 # لو رأيت ثياب المدينة، وملابس الزينة -! # والكتابة: وهي اقل أربعته، وعلى كل حال فله بها يد، ونفس ممتد، وفيها يوم ~~وغد، وعدة وعدد. # وقد ذكر ابن حيان من أين غرب وطلع، وكيف طار حتى وقع، وأنا مثبت من ذلك ~~في هذا المكان، ما يليق بهذا ms0390 الديوان، بعد إثبات بعض فضائله، واستخراج ما ~~حضرني من رسائله. # @فصول له في أوصاف شتى # من ذلك رقعة [خاطب بها أبا المغيرة ابن حزم] قال فيها: # أنهى إلي كتابك رجل طويل القامة، صقل الهامة، بعينيه ليانة، وعلى أسنانه ~~طرامة، وفي شاشيته وضارة، وفي منطقه لكنة صعبة، وعلى أنفه عقدة كالكبة، وفي ~~أطواقه سعة، يخرج منكباه من أقطارها كأنها ثياب واله، أو شبارق راهب، وفي ~~مشيته تفحج قبيح كأنه عائم في يبس؛ وعليه غفارة شفافة شبكية السيدارة، وأظن # PageV02P645 # العمالقة غزلت صوفها زمن الفطحل، والأكاسرة تولت صباغها عام الصفر؛ كأنها ~~الطيلسان الحربي، أو التبان السعدي. ولقيت الرجل وقد أحاط بي جمع، والتف ~~علي قوم، فوقفت معه موقفا كفاك الله خزيه، ولا وقفك مثله. وقد عهدتك تجري ~~بميدان الفكاهة، وتنخرط في سلك الدعابة؛ فلما أسلم إلي الكتاب ولحظت ~~عنوانه، وحياني بلفظ لم أفهم لسانه، قلت: خبأها [أبو المغيرة] ورب الكعبة، ~~وأهدى إليك بهذا الإنسان لعبة؛ ورماك عن قوس فكاهته بهيئة باذة، ودهاك من ~~تماثيل خياله بطلعة شاذة؛ وسد تطييبك بسداد من ثغره، وطار إلى أفق تنديرك ~~بجناح من هزله. فتماسكت وما كدت، ثم تجلدت؛ ولجأت إلى فض الكتاب، وابتغت ~~نقلة لأستتر [بجملة أسباب] ؛ واعتصمت بعصمة خطه الموشي، ولفظه البالي؛ ~~وصعدت في الكتاب وصوبت لأعمل لنفسي شغلا، حتى رأيت النسب، وسمعت اللقب، ~~فقلت: الرجل - لا محالة - عبري المنتمى، وشاهد الطلعة عدل مزكى، فوحق ~~الطرب، وحرمة الأدب، لقد هممت أن أوفي الشطارة حقها، وأسم الخلاعة وسمها، ~~فأجعل في يده عكاز قصبة خضراء، وفي رأسه قلنسوة بيضاء، وأضع على عاتقه خرجا ~~بنخالة، وأقيم من نفسي ومن حضر # PageV02P646 # عرافة وآلة، وآخذ به من طرق بني مردخاي على قارعة المحجة بين الناس، ~~وأقلده سيف الباجي أبي القاسم، فإنه صفيحة مقشرة لا غرار لها ولا ظبة، كأنه ~~قضيب صاحب اسفيريا، أو عمود نيزكي لم يحدد له زجا؛ وهذا شرط ذلك اللعب، ففي ~~نفوس القوم خور، لا تحمل معه السلاح إلا بخوف وحذر. وتأملت خفية فإذا بهما ~~من كيمخت بال ms0391، مصدران تصدير السندال، قد انهرتت أشداقهما، وتهدلت مشافرهما، ~~وصار عاجهما آبنوسا، ونعلهما خيالا مرسوسا؛ فقلت: لا يزدوج طليسان ابن حرب ~~إلا بخفي حنين، وقد كفينا ارتياد خلعة، توافق هذه الطلعة؛ ثم جمعت جراميز ~~صبري، وأخذت بكظم نفسي، واستعذت بالله من آفة الغفلة، وشغل بالي ذلك المرأى ~~الشنيع، والموقف المهول، وحرمت عامة نهاري من يعلمني، حتى ظفرت بمن أوسعنيه ~~علما، وفسره لي نصا، فلففت رأسي حياء منه، وتمنيت أن تضمرني البلاد عنه؛ ~~وأدركته - لا محالة - خجلة ذلك الملتقى، فحماني زورته، ومنعني عودته، يرجم ~~في الظن السوء؛ وإن يقل فمعذور، وإن يكن مني ما كان فغير ملوم، لأنك رميتني ~~بآيدة الأوابد، وداهية الغبر، ومشكلة لا تنفرج بالبديهة، ولا ينفذ فيها إلا ~~بطول الروية، وما أعجب # PageV02P647 # شأنها إن كان وقع اتفاقا، وأغلب الظن أن تأتيها اعتمادا. # ومن جواب أبي المغيرة عليها: وأرجع من كتابك إلى ما ركض جواد الهزل، وشهر ~~سلاحه، ونشر علمه، وشب زبون حربه، وأوقد وطيس فتنته؛ بل إلى ما مد بساطه، ~~وفرش أنماطه، وأدار كؤوسه، وأماط عبوسه، وحرك أوتاره، ونبه أطياره؛ بل إلى ~~ما أقام لعبه، وحرك لعبه، وأحضر مجونه، واستجر فنونه، وزمر في بوقه، ونقر ~~بطن دفه، ورقص على إيقاع لحنه، فقلنس في أختانه، وطرطر في قرونه، وبربر في ~~رعي ضانه، وترهب في غير خالقه، ولم يدع من الجد طرفا، ولا للهزل سببا، إلا ~~وتمسك به. فهو القائم القاعد، والغوي الراشد، في وصف القارئ بالكتاب عليك، ~~الذي هذبه الزمان، وقاده إليك الخذلان، وحمله إليك من أنزح مكان، ليكون أتم ~~في إلهائك، وأبلغ في إضحاكك. فالغريب من كل حق وباطل نافق، والموجود كاسد. ~~ولم أميز من هييئته غير القامة، وأنكرت سائر ذلك من الهامة؛ فعهدي بجبينه ~~كالصحيفة الصقيلة، وخده كمرآة الغريبة، وعينيه كناظر صقر طاو على مرقب، ~~ضفدع بنظر من خلال طحلب؛ وأنفه كغرار سيف ليس الذي قلدته به، وألقيت حمائله ~~في عنقه، ولسانه كمخراق # PageV02P648 # لاعب، وبصوت شبيب به نئيما، وزجر أبي عروة همسا خفيا؛ وأثوابه تزري على ~~اليمن بشرف ms0392 صنعة صنائعها؛ وخفه لو وطئ لابسه ما أنكر مدخله، ولا تبين خلله. ~~لطف توصل يوهمك أن السحر يمده، وقواه تشده؛ لو شاء أن يجمع بين الجن ~~والإنس، ويضم جميع الأنواع تحت جنس، ما ارتقى صعدا، ولا لقي كبدا. فكيف ~~انقلبت هذه العين، وانسلخت ن ذلم الزين، وصارت آبدة تلهى،، وناردة تجري، ~~لولا ما هيأة سعدك، وسببه جدك - وقد قام النوروز بما وجب عليه، ولم يوجدك ~~السبيل إليه، فارتقب من المهرجان نعتها، وانتظر فيه شكلها. وكنت أسومك ~~مساجلتي بنظيرها، ومقابلتي بمثيلها، لكن من لي بمساعدة الزمان بقسطك، ~~والأخذ فيه بشرطك - # ولابن عباس من رقعة إلى أهل غرناطة يقول في فصل منها: لم أعقر ناقة رضاكم ~~فأسخط، ولا أكلت من شجرة عقوقكم فأشحط؛ وإنما أعطيتكم صفقة الصاغية لأكرم، ~~وانحرفت عنكم على زاوية المقة كي لا أهان، ونمت على مهاد الثقة بكم لئلا ~~أتهم. أفاليوم يقال: جعلتنا قنطرة، وكتبت إلى صديقك كتبا مبطنة -! وكان ابن ~~أبي موسى مواتا نفخ الروح فيه، وعيالا علينا فاستأثرتم به، وجعلتموني مركز ~~دائرتكم # PageV02P649 # في اللفظ، وعين سعايتكم في القصد، فضربتم بي أمثال السوء، إلى معان طوال ~~ألصقتم بي عارها، وطوقتموني شنارها، وانحدارا علي كالسيل بالليل، وتصديا ~~إلي كالسهم، وتولعا بي كأني عندكم ذنب الدهر. تلزومونني في صيد العنقاء في ~~جحوركم، وتشترطون علي بيض الأنوق في بيوتكم؛ فأقروا الطير في وكناتها، ~~واتركوا القطاة بمناها، وكونوا تجافيف الإنس، وصور الحمامات، وخيال الظل، ~~أو {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا} (النور: 39) ~~. # وأما ما عددتموه من الآثار الجميلة عندي ففصل قبيح بكم إيراده، والكريم ~~يتنزه عن مثله، والمن بالصنيعة تكفرها؛ ولقد أجهدت نفسي في خدمة هواكم، ~~واتباع رضاكم، وصرت منقادا لرمز حواجبكم، وتبعا لركابكم؛ على أنني ما أكلت ~~من حلوائكم ما يحطني في أهوائكم، ولا لمظت من دنياكم العريضة بلمظة؛ ولقد ~~خبنا من صفقات أرباحكم، وحصلنا على الحرمان من متاجركم؛ وقنعنا بشم قتاركم، ~~واستنشاق النسيم من تلقائكم. # وله من أخرى إلى أهل قرطبة عن زهير الفتى: أنتم ms0393 - معشر الأعلام، وأكابر ~~الرجال - غرر المصر، وبقايا هذا العصر، وموضع اقتباس النور والرأي # PageV02P650 # والملأ المقتدى به، والمشار إليه، من حاط هذه الملة، وانتدب لصلاح الأمة، ~~ومخض الرأي وهذبه، وألقح عقيمه ونتجه، ورفع عن هذا العالم أسباب الشبهة، ~~وكشف لهم عن غطاء الهداية، فقد طالما خبطوا عشواء، وأخذوا بغتة، وكلب عليهم ~~من بني زمانهم من انتدب لتجويز المحال، ولو أخذنا في عدهم، وبسط أولهم ~~وآخرهم، لخرجنا عن غرض الخطاب إلى التأليف، وجانبنا سير القصد في الأمور ~~إلى التصنيف. وأشد هذه العصابة المشؤومة ابن عباد، الذي سل سيف الفتنة ~~والبغي، من قرابه، وأثار بعير الظلم من مبركه، وانتزى ببطنته أشرا، ومشى في ~~الأرض مرحا، وظن أن يخرق الأرض ويبلغ الجبال طولا؛ فغزا [أهل] الإسلام في ~~عقر دارهم، وأسقط عن نفسه حرمه الله فيهم، وأذهب ذمته، وبنى أمره على دعامة ~~زيت، وأتى لشأنه من ظهر بيت، واستعار اسم الشهيد هشام المؤيد بالله لغير ~~أهله، وعزاه إلى من ليس من شكله؛ فضاعف السيئة، وجاهر بالمعصية، وأتبع ~~الرسم الداثر، وجعل حظ الناس فيه التمثيل في اسم كاذب؛ واعترض على منكريه ~~بكهانة شق وسطيح، وآيات طسم وجديس، واحتج بكتب الجفر، ودان بالتناسخ؛ وأضاف # PageV02P651 # إلى هذه الغرائب قراع أسماع الأغمار بها، يريهم وجدوه الاستبصار، فضلا ~~عمن تدرج في طبقات المعرفة، وجرى على وتيرة الدراية، وسبقت له قدم صدق في ~~الرواية. ثم رفع السوط للسيف، فأوجع قلوب المسلمين باللسان واليد، يحكم كيف ~~شاء في أبشارهم، وصارفهم صرف الدينار بالدراهم في أموالهم؛ لا تتخلل ~~الموعظة قلبه، ولا تقرع التذكرة سمعه، فتارة يأخذ النصارى واليهود بذنب ~~التوراة والإنجيل، وأخرى يقول للمسلمين توبوا مما عسى أن يكون. # [وفي فصل منها: فإن كاذبا فيا لها حسرة، وإن كان صادقا فما أحوج الملك ~~إلى القطرة] ! وكتابي هذا إليكم وقد اتفقت الكلمة في وضع رأس الإمارة على ~~كاهله، ونصل الإمامة في نصابه؛ وأعدنا الحق إلى أهله، وأصفقنا على بيعه رضى ~~واتفاق وطاعة لعبد الله أمير المؤمنين إدريس المتأيد بالله - أيده الله - ~~وطهرنا المنابر من ms0394 دنس تلك الدعوة المستعارة، وهتفنا بها هتف التباشر، ~~وقامت بها الخطباء على المنابر، وانجلت الغياية عن فلق الصبح، وأقلعت ~~الظلمة عن وضح الشمس، وأزاح - بفضله - تعالى غصة الشك، وشجى الإفك. # فاعتبروا بما ألقينا إليكم اعتبارا من يحتاط لدينه وتقواه، ويرغب # PageV02P652 # عن الهضيمة بنفسه في دنياه؛ والرمز يكفيكم، والإيماء يغنيكم. ولم نجهل ~~علمكم بحال الموصوف، لمعرفتنا بمكانكم من التحصيل، إذ أنتم أهل النظر ~~والتأويل. ولما استوثق الأمر على منهاجه، واستتم الرأي على أدراجه، ~~وهززناكم هزة التذكير ورمينا إليكم بنبذ يسير. # وله من أخرى إلى أبي المغيرة ابن حزم: قرأت الرقعة الكريمة التي ~~ناولتنيها اليد العزيزة، فكأن البدر مد إلي كفا تخمت بالنجوم الزاهرة، أو ~~الدهر أعطاني بها أمانا من خطوبه الجائرة؛ وعاينت وشيا منمنما، وأبصرت ريطا ~~مسهما، وطفقت ألتمس المجاراة، وأروم المباراة، فإذا شأوي حسير،وباعي قصير، ~~وفمي ملجم، ولساني مفحم، ولأني تعاطيت أسد العرين وهو مشبل خادر، وموج ~~البحر وهو مزبد زاخر: # وفي تعب من يحسد الشمس نورها ... ويطمع أن يأتي لها بضريب لله أنت من ~~نثرة آداب، وسليل أحساب، وسمام حاسد، وسراج محامد، إن ناضل عن الحريم حماه، ~~وإن رمى الغرض أصماه؛ يفتح مغاليق الأمور بسياسته، ويستنزل الشارد الممتنع ~~بلطافته. # PageV02P653 # وفي فصل منها: ولو جاز أن يقرن مع البدن العجف، وينظم مع الجوهر الصدف، ~~لشفعتها إليك، لكنها ممنوعة ما سألت، وغير مدركة ما طلبت، فالسادة لا تمتزج ~~مع العبيد، والشهد لا يضاف إلى الهبيد. ورأيت ما نحلته الرسالة المعربة عن ~~فنون البراعة، وأعرتها من بدائع الصناعة، التي لو رام نبذا منها بديع ~~الزمان، أو عمرو بن عثمان، لترددا يخبطان عشواء، وأصبحا في خجلة يطلبان ~~النجاء. فدونكها عذبة اللثام، كريمة الأخوال والأعمام، بذل المهج أقل ~~أثمانها، والعنبر الورد يسيل من أرادنها. فإن كنت حضضتني على أن أصونها في ~~تامور الخاطر، وأكتبها على جبهة الأسد الخادر، فأعز من هذا أن أنوطها ~~بذوائب العيوق، وأودعها الجوانح على التحقيق؛ فهي لمن تأمل در نثير، ولمن ~~تنزه روضة وغدير؛ لنسيم الأدب فيها هبوب، ولكل ms0395 قلب منها نصيب؛ وقد وشحت ~~بغرائب الكلم، ورصعت بجواهر الحكم. # ليس فيها عيب يدرك، ولا سبب يفرك، غير صدرها عن صدر فاجر نكس، ومن لسان ~~ملحد رجس، لا يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا يؤاخي إلا كل منافق كافر؛ يسب ~~الصحابة الأبرار، ويكذب بالجنة والنار، ولا يرجو حسابا، ولا يحذر عقابا؛ ~~ادعى خلافة الله فهي منه تضج، وليس أثوابها فهي عليه تعج؛ لو اتعظ بمصرع ~~أبيه، لأقلع عما هو فيه؛ بل أشبهه حقا فما ظلم، وتقليه نسقا فزاد وتمم؛ # PageV02P654 # يأخذ الرشوة على بيت الله الحرام، ه ويستخف بشرائع الإسلام؛ يهتك الحريم ~~ويسفك الدماء، ويستصحب الأوغاد والشطار؛ بئس الشيعة وقود جهنم وحصبها، ~~وعليهم يزداد حنقها وغضبها. # وفي فصل منها: وبقي جزء من الإطالة أسوقه إليك، وأورده عليك: أنا مقر ~~بالمعجز لبيانك، مقبل أنجم الثريا من بنانك، راغب أن تلبسني من عفوك ثوبا ~~أسحب أذياله، وأن تفيئني من صفحك ظلا آمن زياله، إذ أنا سكيت هذه الصناعة ~~التي بيدك لولؤها، ولك يدين رؤساؤها، وإليك، تعزى وتنسب، وباسمك على ~~منابرها يخطب، وتردني لك كتب لو فوجئ بها نقاد الكلام، وجهابذة النثر ~~والنظام، لألقوا إليها السلم، وادعوا عندها البكم. فأنى لي بمقاومتك، مع ~~تقدمك وتخلفي، ومصارعتك، مع قوتك وضعفي -! فالواحد لا يقرن مع الكل، والفرع ~~لا يضاف إلى الأصل. فأسلك وأستعفيك، وأضرع إلى مجدك ومعاليك، ألا ترهقني ~~عسرا، فيظهر عجزي، ولا تحملني إصرا، فيبين نقصي؛ فإنك إمام وأنا مأموم، ~~وأنت حاضر وأنا معدوم، وأنا قف وأنت نهر، وأنا جدول وأنت بحر. # قال ابن بسام: وسائر رسائل أحمد بن عباس ثابتة في القسم الثالث من هذا ~~المجموع في أخبار أبي عامر ابن التاكرني، إذ تنازعا في هذه الصناعة الراية، ~~وجريا من البلاغة فيها إلى غاية. # PageV02P655 # @إيجاز الخبر عن مقتل أحمد بن عباس وزهير فتى بني عامر # وما اتصل به من خبر نادر # قال ابن حيان: كان سبب فساد باديس بن حبوس وجماعة قومه صنهاجة على جارهم ~~وحليفهم القديم الحلف والولاية زهير الصقلي، فتى المنصور بن أبي ms0396 عامر، ~~موالاته لكاشحه محمد بن عبد الله زعيم زناتة. ومضى على ذلك حبوس من عداوته، ~~وخلفها كلمة باقية في عقبه، أضرم زهير بعد نارها بتمادي تمسكه بالمذكور ~~وإيفاده إليه المدد بقرمونة، واستخفافه بحق باديس، وإنزاله إياه منزظلة ~~الأكفاء، وهيهات له من ذلك من فتى غير قليل التجربة؛ فآثر شفاء نفسه عن ~~النظر لعاقبة أمره، وأضمر الغدر، وقدم العذر، وأرسل رسوله إلى زهير ملطفا ~~في العتاب، مستدعيا تجديد المخالفة، فسارع زهير إلى ذلك، وأقبل نحو باديس ~~إقبال المستطيل عليه، المتصور له صورة اليتيم في حجره، المضطر إلى ابتاعه ~~وموافقته، فصار في تضييع الحزم والاغترار بالعجب، والثقة بالكثرة، ~~والانخلاع من فضيلة الرأي وفائدة التجربة، ضدا للقصد الذي قصده، وآية ~~للغابرين بعده، إذ جاء مدلا بجمعه وكثرته، أشبه شيء بمجيء الأمير الضخم إلى ~~العامل من عماله؛ قد ترك رسوم الالتقاء بالنظراء المعهودة له ولمن قبله # PageV02P656 # من التوافق على المكان، والاستظهار بآخر حدود الأعمال، غير ذلك من وجوه ~~الحزم. فأعرض زهير عن ذلك كله، وأقبل ضاربا بسوطه، حتى تجاوز الحد الذي جرت ~~به العادة، من الوقوف عنده من عمل باديس دون إذنه، وصير الأوعار والمضايق ~~خلف ظهره، لا يفكر فيها، واقتحم البلد حتى وصل إلى باب غرناطة، وخرج إليه ~~باديس في جمعه، وقد أنكر اقتحامه عليه، وعده حاصلا في قبضته، فبدأه بالجميل ~~والتكريم، وأوسع عليه وعلى رجاله، في القرى والتعظيم، ما مكن اغترارهم، ~~وثبت طمأنينتهم. # ووقعت المناظرة بين باديس وزهير ومن حضرهما من رجال دولتيهما من أول يوم ~~التقائهم، ففشا بينهما عارض الخلاف لأول وهلة، وحمل زهير أمره كله على ~~التشطط، وخلط التغرير بالدالة، والجفاء بالملاطفة، وزعم في بعض ما يقوله أن ~~الذي جاء به زيارة قبر حليفه وخليله حبوس، وهو قد بخل بالتعزية على ولده ~~إثر موته. واتصلت بينهما المناظرة، والأمرار يزداد، وزهير يأبى ذلك وتهاون ~~كأنه قد اقتدر على خصمه، ووزيره أحمد بن عباس المعجب التياه يفري في تصريح ~~ما يعرض به زهير، إيعاد للقوم، وإغلاظا عليهم. # PageV02P657 # فعزم باديس عند ذلك على ms0397 القتال، ووافقه قومه صنهاجة، فأقام مراتبه، ونصب ~~كتائبه، وأرسل إلى طريق زهير فقطع قنطرة لا محيد لزهير عنها، والحائن زهير ~~لا يشعر، وبات تتمخض له ليلته عن راغية البكر؛ وغاداه باديس صبيحتها على ~~تعبئة محكمة، فلم يرعه إلا رجة القوم راجعين إليه، تخفق طبولهم وهدير ~~رقاصته الأساود، فدهش زهير وأصحابه، فيا لك من أمر شتيت، وهول مفاجئ، قسم ~~بال المرء بين نفسه وماله، ووزع همه بين روحه ورحله! إلا أن أميرهم زهيرا ~~أحسن ابتداء الثبات لو استتمه، وقام ينصب الحرب، فثبت في قلب عسكره، وقدم ~~خليفته هذيلا الصقلي في وجوه أصحابه من الموالي العامريين الفحول وعشيرته ~~الصقلب وغيرهم لاستقبال صنهاجة. فلما رأوهم علموا أنهم حمته وشروكته، وأنهم ~~متى خضدوها لم يثبت لهم من وراءهم، فاختلط الفريقان، واشتد بينهم القتال ~~مليا، فلم يكن إلا كلا، حتى حكم الله بالظهور لأقل الطائفتين عددا ليري ~~الله قدرته، ويجدد في قلوب عباده عبرته، فنكص في الصدمة قائدهم هذيل، ~~والرحى عليه دائرة، إما بطعنة أردته عن متن فرسه، أو بكبوة كانت منه، ~~وابذعر أصحابه عباديد وانهزموا، وقيد هذيل لوقته إلى باديس أسيرا، فأعجل ~~بضرب رقبته. فما كان إلا أن نظر زهير إلى مصرعه، فانثنى عنه وفر على وجهه، ~~فلم يستصحب ثقة، ولا انحاز إلى فئة؛ ولج به الفرار، وانهزم أصحابه # PageV02P658 # خلفه لا يلوون على شيء، وركبت صنهاجة ولفها [ومن تبعها] من أمداد زناته ~~أكتاف القوم، باذلين السيف فيهم بصدق العصبية وإيثار الفناء، فلم يبقوا على ~~أحد قدروا عليه، ولا فرقوا بين أندلسي ولا جندي ولا سوقي، فأساءوا ~~الاعتداء، وأبادوا أمة، حتى إمام فريضة زهير ولد الفقيه ابن نابل. فاستدل ~~بقتلهم على من سواهم؛ وعلم المنهزمون أنه أخذ عليهم المضيق المعترض في ~~طريقهم، فنكبوا وأخذوا في شعاب وعرة وجبال شامخة، ألجأهم إليها السيف، ~~فكانت حتف من فر، وتقطعوا وتمزقت أوصالهم. وفي هذه السبيل أودي أميرهم زهير ~~وصار ذلك سبب مجهل مصرعه واعتصم الرجالة بتلك الأوعار الأشبة. # وأما السودان من رجالة زهير فإنهم غدروه أول وهلة وعمدوا ms0398 إلى خزانة سلاحه ~~فنهبوها، ونادوا بشعار صنهاجة، وانقلبوا معهم، ووضعوا السلاح فيهم، وليست ~~بالبدع من أفعالهم، وكانوا قطعة خشنة يتقاربون، الخمسمائة، وكان زهير يعدهم ~~للنائبة، فكانوا أول من أعان عليه. ولؤم مقام الأندلسيين بهذا المأزق ~~وانهزموا، فاصطلم عسكرهم. فنصر باديس، وغنم رجال باديس من المال والخزائن ~~والأسلحة والحلية والعدد والغلمان والخيام ما لا يحاط به وصفا ولا قيمة. # وظهر باديس في الموقعة على قوم من وجوه رجال زهير، فعجل على # PageV02P659 # الفرسان والقواد بالقتل، فكان ذلك من أكبر ما صنعه لخلاف الوجه في قتال ~~أهل القبلة. واشتمل الأسار على حملة الأقلام جميعا، وفيهم وزيره التياه ~~المستكبر المعجب أبو جعفر أحمد بن عباس، الجار لهذه الحادثة: قيد إلى ~~باديس، وصدره وصدور أصحابه تغلي عليه بما أوقد من هذه النائرة، فأمر بحبسه ~~ليستخرج منه مالا، وشفاؤه الولوغ في دمه، وعجل عليه إلى مديدة، وحلت به ~~الفاقرة بعد دون أصحابه من حملة الأقلام، فإن باديس عف عن دمائهم من بين ~~أصحاب السيوف إلا من أصيب منهم في الحرب، وأما الأسرى كابن حزم وابن الباجي ~~صاحب الرسائل وغيرهم فأطلقهم. # قال ابن حيان: أخبرني القرشي المعروف بالقط عن شيخ من شيوخ صنهاجة يسمى ~~بلقين قال: سرت والله ليلة الوقعة إلى الرفيع ابن عباس مستنزلا له عما كان ~~صاحبه زهير تمادى فيه من قطيعة باديس صاحبنا، وعذلته وألطفت وقلت له: اتق ~~الله فإنما هذا منك، وصاحبك منقاد إليك، وقد تعرفنا البركة في تألفنا، وقد ~~رببنا به مثل هذه النعمة التي كثر عليسها حسادنا، فاستدم بنا ما نحن فيه من ~~الاتفاق، ولا تعنق إلى الفتنة، فيزول أكثر ما تراه. ما الذي غركم من موالاة ~~ابن عبد الله # PageV02P660 # حتى تقاطعونا في رضاه - فأجيبوا هذا الفتى أميرنا فيما دعاكم إليه من ~~الألفة. فجعل يستجهلني، ويجيب جواب المتبوع للتابع، وأنا أرفق به بعد أن ~~قبلت وجهه، واستعبرت رقبة لاستلانته، فلم يزدد بذلك إلا قسوة، وقال: دع ~~القعقاع فليست تهولنا، وكلامي لك الليلة مثل كلامي لك أمس، والله لا نزلتم ~~إلا على ms0399 رضانا، وإلا أعقبكم على ذلك ندامة؛ " فأحفظني كلامه وقلت: يا هذا ~~أرجع إلى الجماعة - قال: نعم وأشد منه. فانصرفت إلى أميرنا باديس ومن معه ~~من المشيخة، وإن دموعي لتتحدر على وجهي غضبا، فلما رأوا ما بي ابتدروا ~~سؤالي، فخبرتهم وقلت: يا صنهاجة، هذه إحدى الكبر، قوموا لدفاعها بقوة وإلا ~~فليست داركم! فالتظت الجماعة، وسعر بلقين ابن حبوس نار أخيه باديس، فحمى ~~الوطيس، وكان أحرص منه على الحرب، فهيأنا لها، وصبحنا القوم على تعبئة ~~محكمة، فما زالت الشمس إلا وهم جزر مذبحة، ومغويهم ابن عباس بدنة مشعرة. # وكان سبب نجاة القائد ابن شبيب من يدي باديس، وقد أسر ذلك اليوم، أن نظر ~~إلى ابن عباس وهو يقاد إلى بادس أسيرا، فلم يمنعه هول، مقامه أن صاح: حاجب! ~~أسألك بالذي نصرك ألا يفلتك هذا المأبون الزاري بالخليفة! فوالله ما جنى كل ~~هذا غيره، فليتني عاينت حتفه ولا أبالي القتل بعده. فتبسم باديس لقومه وعرف ~~صدقه، وأمر بإطلاقه. # وحكى أحمد القيسي متقبل السكة بالمرية أن مهلك زهير وأصحابه كان # PageV02P661 # بقدر الله على يدي أحمد بن عباس وزيره المدبر لسلطانه، إذ كان في باطنه ~~فاسد الضمير عليه، حريصا على إيراطه والحصول على المرية مكانه، إذ كانت ~~داره والده عباس وحوزته، وأهلها صنائعه وخوله، وجندها تربيته، فهو يرى أن ~~مهلكه تراثه، ويحرص على زواله. # وحدثت أن باديس لما تقدم تلك الليلة بحبس الأوعار أشعر بذلك زهير، وقال ~~له بعض أصحابه: أطعني وقلدني عارها، وهون على نفسك هذا الخرق، وخل عنها، ~~وتقدم إلى قوادك الليلة في الارتحال معك سرا، واتخذ الليل جملا، فلعلك ~~تجاوز هذه الأوعار فتخر من الورطة، فإن القوم متى تبعوك فيها دخلوا من ~~التغرير فيما خرجت عنه، وتهيأ لك العطف عليهم بمجال فسيح يمكنك القتال فيه ~~والتعلق ببعض حصونك. وأكثر من ذلك حتى رد عليه أحمد بن عباس قوله وقال: هذا ~~وسواس أدخلك فيه الذعر. فقال له: ألمثل تقول هذا يا أبا جعفر وأنا فارس ~~[ابن فارس] ، نيفت على عشرين وقعة وأنت ما ms0400 قرعتك قط وعوعة! - ستعلم عاقبة ~~أمرك. فأجلت الوقعة عن أسره، وكان مناه الخلاص إلى المرية لينفرد بالإمارة. # وكان من جهله المأثور أن قال يومئذ للذين يحملونه إلى باديس: الله الله ~~في حمولتي! قولوا لأبي مناد باديس يحتاط عليها لا تنخرم، فإن فيها قطعة ~~دفاتر لا كفاء لها! فضحك البرابر من جهله. # PageV02P662 # ولما سقط إلى المرية خبر زهير ملكوا بلدهم، وكاتبوا عبد العزيز بن أبي ~~عامر، فلحق بالمرية ودخلها عفوا إثر الوقعة، وذلك منسلخ ذي القعدة سنة سبع ~~وعشرين وأربعمائة، وظفر من تركه مولاه زهير وأصحابه الصقلب المصابين معه في ~~هذه الوقعة على أموال عظيمة، وأمتعة رفيعة تفوت الإحصاء والقيمة، أمسى فيها ~~عبد العزيز مخرقاء وجدت صوفا، فرط تبذير، إلى مال كثير من العين أصابه ببيت ~~مال زهير من الورق والذهب، ووضع عبد العزيز كل ذلك غير موضعه، فتضاعفت ~~البلية. # @مقتل أحمد بن عباس # قال ابن حيان: وكان باديس قد أرجأ قتله مع جماعة من الأسرى، وكان الرئيس ~~أبو الحزم قد وجه رسولا إلى باديس شافعا في جماعتهم، مؤكدا في شأن أحمد بن ~~عباس، وكان أبعدهم من الخلاص واعتذر في حبسهم ليمين، مغلظة، وشد صفاد أحمد، ~~ورغب عن الرغائب المبذولة فيه، فاشتد البلاء بأحمد لفرط فزعه وثقل حديده، ~~وامتناعه عن استيفاء الغذاء المقيم لجسمه، وتألمه من عقر القيد لظنبوبه. ~~وظل يستعطف باديس ويشهيه بكثرة ما بذل له من الأموال في فكاك نفسه، وباديس ~~يترجح في ذلك وقتا، وتأبى له قوة غضبه عليه إلا شفاء بقتله، فآثر الشفاء # PageV02P663 # منه على عظيم ما كان يعطي في فديته، وتولى قتله بنفسه [مع] أخيه بلقين ~~إغراقا في العداوة وتحققا في الأنفة. فانصرف يوما من بعض ركباته مع أخيه ~~بلقين، فلما توسط الدار التي فيها أحمد بن عباس وقف فيها هو وأخوه بلقين ~~وصاحبه الخاصة علي بن القروي لا رابع لهم، وأمر بإخراج أحمد إليه، فأقبل ~~يرسف في قيوده، حتى أقيم بين يديه، فأقبل على سبه وتبكيته بذنوبه، وأحمد ~~يلطفه ويسأله إراحته مما هو فيه، فقال ms0401 له: اليوم تستريح من هذا الألم ~~وتنتقل إلى ما هو أشد! وجعل يراطن أخاه بلقين بكلامه، فبان لأحمد وجه الموت ~~منه، وجعل يكثر الضراعة لباديس ويضعف له عدد المال، فأثار غضبه وهز مزرقته، ~~فأخرجها من صدره، فاستغاث الله عند ذلك - زعموا - وذكر أولاده، فاعتوره ~~أخوه بلقين بزرقات كثيرة كبته لوجهه، وشركهما ابن القروي فمزقوه. وأمر ~~باديس بحز رأسه، وووري خارج القصر. وزعموا أن القيد الذي بساقه عسر إخراجه ~~بعد موته على خازن باديس فرض قدميه حتى، انتزعه وهما القدمان الدرمان ~~والكعاب التي لم يخشن لها موطئ في سالف الزمان. فمضى ابن عباس [بسبيله] ، ~~رحمه الله، على هذه السبيل، ولم تبك أرض عليه، ولا قطع ذنب عنز فيه. # وكان أحمد بن عباس كاتبا حسن الكتابة، مليح الخط، جيد الخطابة، غزير ~~الأدب، قوي المعرفة، شارعا في الفقه، مشاركا في العلوم، مقتبسا للشعر من ~~غير طبع فيه، حاضر الجواب، ذكي الخاطر، جامعا للأدوات # PageV02P664 # الملوكية، جميل الوجه، حسن الخلقة، كلفا بالأدب، مؤثرا له على سائر ~~لذاته، جماعا للدفاتر، [مقتنيا للجيد منها] ، مغاليا فيها، نفاعا من خصه ~~بشيء منها، لا يستخرج منه شيء للؤمه إلا في سبيلها، أثرى كثير من الوراقين ~~والتجار معه فيها، حتى جمع منها ما لم يكن عند ملك. حكى وراقه أنه حصلها ~~قبل مقتله بسنة، فبلغت المجلدات في التحصيل أربعمائة ألف، وأما الدفاتر ~~المحزومة فلم يقف على عددها لكثرتها. # وكان مع ذلك أغنى ملوك الأندلس، ولا يعلم ابن ورث لأبيه ما ورثه أحمد ~~هذا. زعم بعض من عرف أمره أن ماله العين بلغ خمسمائة ألف مثقال جعفرية، سوى ~~فضة والآنية والحلية. وأما الأمتعة في المخازن والكسوة والطيب والفرش فبحسب ~~ذلك. ثم حاط هو تلك النعمة بالبخل الشديد القبيح، وحماها بالإمساك الصريح، ~~وأثلها بالاكتساب والترقيح، حتى أضعفت أضعافا؛ ولم يوفقه الله فيها لبر ~~مزلف إليه، ولا لصنيعة مشكورة منته، بل كره الخلق فيه بالكبر والعجب، ~~والصلف والتيه، فطمست بذلك محاسنه، ووضحت مقابحه. # وحسبك من جهله وعجبه أن عامل أهل قرطبة الذين فيهم ms0402 منتماه، وهم بقية ~~الناس، أيام دخلها مع زهير صاحبه، بأسوأ ما عنده، فحجب كبيرهم الشيخ أبا ~~عمر ابن أبي عبدة من غير عذر، وما عرف عباس # PageV02P665 # أبوه إلا بخدمة ابن عمه، وتنقص أديبهم أبا عامر بن شهيد ولم يك [يحسن] ~~مستمليا. ثم أجمل وصف جماعتهم، [وقد سئل عنهم] ، فقال: ما رأيت بقرطبة إلا ~~سائلا أو جاهلا. وهو مع تنقصه الخليقة أظهرها نقصا، لم ينافس في مكرمة ولا ~~رغب في إسداء منة، ولا لذ بنعمة شاكر، ولا هش لثناء حامد، ولا استخرج درهم ~~من عنده إلا في سبيل الشهوات؛ فأسمن جسمه، وهزل عرضه، وأشبع بطنه، وأجاع ~~ضيفه، يمسكه على الهون، ولعلله بالأمل. # لكي يقال عظيم القدر مقصود ... من رجل كان يطوف في مقاصيره - زعموا - على ~~خمسمائة من مثمنات القيان، وربما لم يكن حظ الحسناء منهن عنده غير لدغة ~~العضة، ثم لا يعود الدهر إليها، وأتهم على ذلك بعهر الخلوة للذي شهر به من ~~قلة الجماع، إلى بخل لا كفاء له بالخبز فما فوقه، يحمل الناس عنه في ذلك ~~أحاديث شائعة، من أحضرها ما حكاه لي الوزير أبو الوليد بن زيدون، عن ابن ~~الباجي، كاتب الرسائل قالك دعاني ابن عباس يوما مع خواص أصحابه إلى داره، ~~فصرنا في مجلس ناهيك به، متشاكل الحسن في فرشه وستوره وآلته وآنيته، قد ~~صفقت فيه فواكه غريبة وأنقال ملوكية على طوله، ما وقعت عيني قط على أكثرها ~~منها ولا أغرب من أجناسها # PageV02P666 # ولا أنفس من أطباقها، وقد غطي جميعها بمناديل شرب تبين صورها من تحتها ~~فتصور الأعين والقلوب إليها. فأخذ يلاعبنا بالشطرنج التي كانت أغلب الشهوات ~~عليه، فاستغرق فيها ولها عن سائر ما أردنا له، ووصل اللعب نهاره كله وبعض ~~ليلته، لا يرفع رأسه ولا يدعو لنا بطعام ولا غيره، إلى أن جعنا وألححنا ~~عليه في الانصراف إلى منازلنا، فبعد لأي أذن لنا. فانصرفنا ولم نرزأه شيئا ~~مما كان أعد لنا، ولا اعتذر إلينا، ولا منا إلا من رأسي على ما حرمنا من ~~نعيم ما بين ms0403 يديه، وتعجب من قحته وبخله واستخفافه بمن دعاه. # ومن صلف ابن عباس وعجبه الذي صحبه إلى يوم محنته أنه لما قيد إلى باديس ~~أسيرا فوقعت عينه عليه، بدأه أحمد بالابتسام وقال له: أبا مناد! رأيت أي ~~كأس أدرتها لك على هؤلاء الكلاب -! - يشير إلى الموالي العامريين - أريد أن ~~تتقدم إلى حفظ دفاتري فإنها أهم ما علي. فتجهم له باديس وقال: أمكرا عند ~~الموت يا ابن الفاعلة - إياي تغالط! وأمر بتله إلى محبسه. فعند ذلك عرف ما ~~يراد به، ريئس من المغالطة في جرمه. # قال أبو مروان: وبلغني أن عبد العزيز بن أبي عامر سعى على دمه ودماء ~~المأسورين معه من أصحاب زهير عند باديس، لما حصل على المرية، وخاف أن يتخلص ~~فيكدرها عليه. وإن آكد ما أشخص به أبا الأحوص ابن صمادح يومئذ لباديس خبر ~~ابن عباس، فقتله انصراف ابن صمادح عنه. # PageV02P667 # وحكى خادم باديس قال: رأيت جسد ابن عباس ثاني يوم قتل، ثم قال لي باديس: ~~خذ رأسه مع جسده. فنبشت صداه وأضفته إلى جسده بجنب قبر أبي الفتوح قتيل ~~باديس أيضا. وقال لي: ضع عدوا إلى جنب عدو إلى يوم القصاص. # وحكي أن باديس وبلقين أخاه إذ طعنا يومئذ أحمد بن عباس ما وقع إلا عن سبع ~~عشرة طعنة، وإنه لباقي الذماء طلق اللسان طامع في الحياة، فعجبا من قوة ~~نفسه، وكان الظن أن يلفظها لأول طعنة، لفرط ترفهه وغضارة جسمه، فاغتاط ~~باديس عند ذلك وأمر بقطع جسمه. # وحدثت من غير وجه أن ابن عباس كان قد أولع قبل محنته ببيت من الشعر صيره ~~هجيراه أوقات لعبه للشطرنج، أو معنى يسنح له، مستطيلا بجده، ومكافيا بسعده، ~~فيقول: # عيون الحوادث عني نيام ... وهضمي على الدهر شيء حرام وذاع بيته هذا في ~~الناس وغاظهم حتى قلب له مصراع الأخير بعض الأدباء فقال " سوقظنا قدر لا ~~ينام ". فما كان إلا " كلا " حتى تنبهت الحوادث لهضمه انتباهة انتزعت منه ~~نخوته وعزته، وغادرته أسيرا ذليلا يرسف في وزن أربعين من قيده، منزعجا من ms0404 ~~عضه لساقه البضة، التي طالما تألمت من ظغطة جوربه - غب يوم أصبح فيه أميرا # PageV02P668 # مطاعا، أعتى خلق الله على عباده، وآمنهم لمكر ربه؛ فأخذه أخذ مليك مقتدر، ~~وسلبه نعمة لم يكن لها كفؤا، والله غالب على أمره. # وحكي عنه أنه نزل في بعض سفره منزلا، واستدعى ماء لغسل رجليه، إثر خلعه ~~لخفيه، فقدم إليه رب المنزل الماء، وكانت عليه جبة أسماط، فمر أسفلها بقدم ~~أحمد فتألم وتأوه لخروشتها، وكأن شيئا لدغه، [تماجنا] ، وقال: ابعدا يا هذا ~~فقد بردت رجلي بجبتك، إنما هي اسكلفاج وليست بساج! فخجل الرجل وأخذ في طرف ~~من الاعتذار. # وأخباره في الكبر غريبة شائعة جدا. # وكتب إليه أبو عامر ابن التاكرني: يا سيدي، وأجل عددي، وذخيرة الأيام ~~عندي، وفائدتها العظمى بيدي، الذي أستند إلى فضله، وأستظل من هواجر النوائب ~~بظله، ومن أبقاه الله للأيام مقرعا، وللخائفين مفزعا، أحمد مسعاه، من كنت ~~منتهاه، وحمد سراه، من كان ضيائك سناه؛ وقاد النجاح برمته، من سما إليك ~~بهمته، وقرب منالك الجوزاء، على من امتطى إليك الرجاء، وأخصب رائد من وجدك، ~~وأعذب وارد من وردك واعتمدك. وأتت الخيرات شفعا من كان إليك شافعا، ولم ~~يعدم من الصالحات نفعا من كان عندك نافعا، لأن الله أحلك من حوض المجد ~~عقره، وجمع لك بين روض # PageV02P669 # الحمد ومطره؛ وجريت من المكارم في مضمار طالما أحرز أبوك خصله، وأويت من ~~حفظ الذمم إلى جوار شد ما عرف أولوك فضله؛ والله تعالى يزيدك من جزيل نعمه، ~~ولا يخليك من جليل قسمه بحوله. # إلى ذمام النسب ذمام الأدب، وأوى من تأميلك إلى حصن حصين، ومت من صحبة ~~أبيك - رضي الله عنه - بالسبب المتين، وحقيق على مصلك ممن جمع أشتات الفضل، ~~واحتاز مكارم القول والفعل، أن يجمع بين شفاعتي والنجاح، ويؤلف بين حاله ~~والصلاح. وفلان شاكر فضلك، وراحجي طولك، ممن يمت بوسائل، ويدني بوصائل، أنت ~~المعين على رعيها، والمؤيد على حفظها، وحاجته حاجتي وإرادته إرادتي، وشكري ~~لك على ما توليه وتوليني فيه، شكر يتضوع نسيمه، ويأرج شميمه؛ وهذه ms0405 بكر ~~حوائجي فاجعل مهرها القبول، وأول شفاعتي فأوسعها فضلك الجزيل، ورأيك ~~الجميل، ناهجا لأملي فيك السبيل، وموضحا لرجائي لك الدليل، إن شاء الله. # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي حفص عمر بن الشهيد # @وإيراد جملة مما انتخبته من نظمه ونثره # وأبو حفص هذا [في وقتنا] كان فارس النظم والنثر، وأعجوبه القران والعصر، ~~ونهاية الخبر والخبر؛ رقم برود الكلام، ونظم # PageV02P670 # عقود النثر والنظام. وهو إن لم يزر لملك، ولم تدر عليه رحى ملك، فليس ~~بمتأخر عن طبقات المحسنين، ولا بسكيت حلبات الكتاب المجيدين. وقد أخرجت في ~~هذا الفصل من بارع كلامه، في نثره ونظامه، ما يشهد برسوخ أعلامه، وشهرة ~~أيامه. # @جملة من كلامه في أوصاف مختلفة. # من ذلك رقعة خاطب بها بعض إخوانه يقول فيها: أبثك أحدوثة عجب تضحك سنك، ~~وتطبق بالطيب وقتك، فما زالت النوادر مستغربة لا سيما نوادر علية الكتبة: ~~وجهت فلانا إلي بكتاب يخصك ما تضمنه، وكنت - علم الله - حين موافاته منزلي ~~حليف ألم، قد أطلت عليه التململ، وأسهرني ليله الأطوال، وقد انقض عني من ~~كان معي رجاء غفوة أستشفي بها، وأسترد بعض منتي بها. فقرع الباب قرعا منكرا ~~يتبين الحرج فيه، ويظهر الضجر في تتاليه؛ فتداخل الخادم رعب وقالت: هو خطب؛ ~~ثم خرجت على تحامل، بروعة جنان، ولجلجة لسان، ومنطق جبان؛ تنقل قدمها إليه ~~على وجل: # كما يمس بظهر الحية الفرق ... # PageV02P671 # ثم قالت: من الرجل - فأنغض رأسه نحوها وقبض على لحيته بيمنه، وأحد النظر ~~إليها وتنهد وقال: أواه على طموس رسم الأدب! وتمثل: # أني لأفتح عيني ثم أغلقها ... على كثير ولكن لا أرى أحدا ثم أقبل على ~~الخادم وقال: يا لكعاء، كسبت في ترفه العيش معرفة الحلو والمر، والخشن من ~~اللين، وفي كل ذلك لم تحفظي بيتا واحدا من الشعر يحسن به أدابك ويحجرك أن ~~تقولي من الرجل - أين أنت يا لكعاء من قول أبي تمام: # يحميه لألأؤه ولوذعيته ... من أن بذال بمن أو ممن الرجل ولكنك ما علمت، ~~حرجة الصدر، فلبك فارغ إلا من الغفلة، ولحظاته ms0406 بليدة على التفصيل والجملة. ~~أقسم لو أنك امرأة من الأزد، أسد الباس ومقاديم الناس، لرأيت لألأة الأزدية ~~في أسرة وجهي، ولولا تحفزي للأمر الذي وردت له، لكان لي ولك خطب، ولأعطيتك ~~قانونا في الفراسة والزجر، ونبذت إليك بعلم من علوم الدهر، لا يلتبس عليك ~~معه الشريف أيام عمرك. يا هذه قولي لرب المنزل يترمم لإنفاذ هذا الكتاب. ~~فقالت له الخادم: عافاك الله، إنه عليل، ومن صبه ثقيل # PageV02P672 # وقد برح به السهر، ولان لغفوته السمر، ولا بد من التخفيف عنه. فجرجر ~~جرجرة العود الدبر، وتزيد من الحرج والضجر، وقال: بسل علينا معشر الأزد أن ~~نفري ولا نخلق، أو نتوجه في أمر فلا نحقق. يا هذه، ليس هذا إيوان كسرى ~~فنتزود لا ستخراج الحاجة به: المال والصبر والعقل؛ ومن العجب وقوفي معك منذ ~~اليوم أضرب لك الأمثال، وأصرف المقال، وأنت لاهية عني، لا يعنيك أمري. ~~أترين صاحبك شرب من الخمر أقداحا، وسمع نوبات، فلما اعتدل مزاجه، وتوارت ~~وجوه النوائب عنه، قال للدهر أدر دوائرك فإني لا أعبأ بك! - قد علمت علته؛ ~~أقسم لو أن به ألف علة، تكون حياته من جميعها مختلة، لينفذن هذا الكتاب. ~~قالت له الخادم: ويحك ما أجفاك من وافد الأزد! أين منك رقة الحجاز وفصاحة ~~نجد - ما أقبح هذا العقوق، بمن شرب ماء العقيق، وأسوأ هذا الأدب، ممن ينتهي ~~إلى ذؤابة العرب! فقال: يا لكعاء، إنك لتجادلينني عن نسي - وحياة ما نقلته ~~من الخطى، وتجشمته من البيداء، لينفذن هذا الكتاب، أو لأشهدن عليه بالعصيان ~~والتكاسل، والتواني والتثاقل؛ فمثلي لا يرد إلا بحزم، ولا يصدر إلا عن فضل. ~~فقالت له الخادم: ما أسوأ تقديرك للأمور! لئن كان مخمورا خمار وصب، فهؤلاء ~~الشهود معهم شرب، وعندهم طرب، وصاحب المدينة منه بنسب، وعلى صلة سب، فأين ~~تذهب - فشمخ بأنفه # PageV02P673 # وكسر من طرفه، ومدد الزفرة، وردد التلهف والحسرة، ثم قال: أف للدنيا فما ~~تزال تعنينا بمثل هذه الهنات. فلما شد على شعسه للانصراف أقبل على الخادم ~~فقال: # قفي قبل التفرق يا ضباعا ms0407 ... ولا يك موقف منك الوداعا أما إنك لولا أن ~~تكوني باهلية الضئضئ لعرفتك. ولكن سأودع عندك أرجا يدل على موقفي في هذه ~~البحبوحة. أنا العتكي الحسيب والنسب، وذو الهمة والأدب، فمن سألك فقولي ما ~~شهدت، وحدثي عما عاينت، وما أراك تجدين ظاهرا تقيمين به فرض الثناء علي؛ ~~اذهبي لا محفوظة ولا مكلوءة. ثم انحدر فما علمنا ما كان منه. # @وله من مقامة حذفت بعض فصولها لطولها # قال في صدرها: إن صناعة الكتابة محنة من المحن، ومهنة من المهن؛ والسعيد ~~من خدمت دولة إقباله، والشقي من كانت رأس ماله، والعاقل من إذا أخرجها من ~~مثالبه لم يدخلها في مناقبه، لا سيما وقد تناولها [يد] كثير من السوق، ~~وباعوها بيع الخلق؛ فسلوبها تاج بهائها، ورداء كبريائها، وصيروها صناعة ~~يكاد الكريم لا يعيرها لحظه، ولا يفرغ في قالبها لفظه؛ إذ الحظ أن يعثر ~~الكرام إذا ولي الأعلاج، وأن تستنعج الآساد إذا استأسدت النعاج. غير أنه من ~~وسم بسمتها # PageV02P674 # وظهر في وسمتها، فغير مجهول مكانه، ولا مسلم له كتمانه. وما عسى أن يصنع ~~بذي مكانة وحسب، إذا اتفق يوم سرور وطرب؛ ورغب رغبة كريم، أن يؤرخ له ~~بمنثور ومنظوم - أقسم لو كان وجه الإنسان في صفاقة نعله، أو وقاحة حافر ~~بغله، لما وسعه غير الإسعاف، على حكم الإنصاف وإلا لزمه اسم التبريد ~~والجمود. وبهذا السبب دفعنا إلى النصب فيما تسمعه، وربما تستبدعه. ولئن مرت ~~بك كلمات محاليات، تنظمها سلوك هزليات، فإنما هي أوصاف طابقت موصوفاتها، ~~وحلى على أقدار محلياتها. والبليغ كالجوهري واجد التعب، في نظم الدر أو ~~المخشلب، وكالصائغ واجد العناء، في سبك الصفر أو الفضة البيضاء، وكالعقاب ~~واجد الانهواء، على الصقر أو المكاء. والعاقل من برز يوم السرور في زي ~~الأعياد، ويوم الحزن في ثياب الحداد؛ وسيان في الفجاجة والبرد، من جد عند ~~الهزل أو هزل عند الجد. ولا أوضح في القياس، من حركات الناس، كحركات الشموس ~~والأقمار، في الفلك الدوار، كلما انتقلت في المنازل والبروج، عدلت ~~بالأسطرلاب والزيج، ووقف على حقائقها، بثوانيها ms0408 ودقائقها، محصورة بالحدود، ~~في القريب والبعيد، كحركات الفقيه ابن الحديد، فإن أيامه على مناكب الأيام ~~أردية شباب، وفي مفارقها تيجان نخوة وإعجاب. # وفي فصل منها: فدونكها عذراء، محجلة غراء، كما رفع عنها سجف الإبداع، ~~وأبرزت من كناس الاختراع؛ تنظر بعين الغزال روع، وأويس # PageV02P675 # بعدما أطمع. نعم، اتفق من الربيع وقت حلول الشمس في الحمل، وقام وزن ~~الزمان واعتدل، وأخذ آذار على ما اعتاد، فحلى الوهاد والنجاد، وخلع على ~~ظهور المروج، ضروب الدبابيج، وأثقل صدور الأشجار، بحلى النوار، واطبى نفوس ~~الأطيار، بنضارة الثمار، فبعثت أشجانها، ترجع ألحانها، فما شئت من رمان ~~تملأ كف العميد، من أمثال النهود، تحت القلائد والعقود، وتفتق عن أمثال ~~الجمر، إن وصفت فكاللثات الحمر، أو ارتشفت فكالرضاب الخصر أو الخمر. ولما ~~انتظمت للزمان هذه المحاسن، حنت نفس الفقه بسيادتها، إلى كرم عادتها، من ~~الإحسان إلى الأتباع، والتسلية لنفوس الألاف والأشباع؛ فلما صعق الديك ~~وصاح،واستغفر كل عبد منيب ربه وسبح، وهم بشن الغارة كمين الصبح من المشرق، ~~واهتز الفجر اهتزاز الرمح في يمين الأفق، أطلق لسانه الفصيح، بالتهليل ~~والتسبيح، ثم عاد بماء طهور، وأفرغه نورا على نور، فوضا وجها وضاء، يملأ ~~العيون بهجة وسناء. # وفي فصل منها: وملنا إلى منزل بدوي، ذي هيئة وزي: # PageV02P676 # له منزل رحب عريض مزرب ... بأعواد بلوط وطوج مفتل # " ترى بعر الآرام في عرصاته ... وقيعانه كأنه حب فلفل " فهش وبش، وكنس ~~منزله ورش، وصير عياله إلى ناحية، وجمع أطفاله في زاوية، وجعل يدور ~~كالخذروف أما الصفوف، يتلقى الواحد منا بعد الواحد، يأخذ بركابه، ويكشر عن ~~نابه، ويتمثل: # أخذي كذا بركاب الضيف أنزله ... ألذ عندي من الأسفنج بالعسل # أو من رغائف كانون ملهوجة ... أو رائب بقري جيد العمل # أو من خوار عجول في مسارحها ... أو من ركوب الحمير الفره في الكفل ثم مال ~~بنا إلى بيت مكنس، منوع مجنس، قد جلله حصرا بلدية، وغشاه بسطا بدوية، ومد ~~فيه شرائط وحبالا، كأنه يريد أن يخرج خيالا،وعلق منها غلائل وملاءات، ~~وهمايين وسراويلات، وكم شئت من ms0409 خرق معصفرة، وعصائب مزعفرة، حتى المقنعة ~~والخمار، والدلال المستعار؛ وقد اتخذ في الحائط كوة وثانية، وملأها حقاقا ~~وآنية، وأودعها من عتاد العروس فاخره، ومن طيب البادية أوله وآخره، مثل ~~حراقة الورد بالبان، وعصارة العصفر بالزعفران، وشيء من الاثمد والاسفيذاج، ~~ومراود الزجاج، وحبات المصطكي واللبان، وغبار العفص وقشور الرمان، وكثير من ~~سنون ذلك المكان. فقلت: يا صاحب المنزل # PageV02P677 # هنئت وهنيت، لقد أوتيت وأوتيت؛ وجعلت أرقق عن صبوح، وأقول: # متى كان الخيام بذي طلوح ... من أين للبداوة، بهذا الرونق والطلاوة، وكيف ~~حتى أغرت على حانوت العطار، ومتى نقل سوق البز إلى هذه الدار - لقد قرت بك ~~الأعين، وسرت الأنفس. هذا زي العروس فأين العرس - فضحك البدوي ملء فيه، ~~وتوسمت الازدراء فيه، وأنشد # يا أخي نحن على أن ... انتاج بدوي # سادة ناس لنا في ... هذه الدنيا دوي # عندنا إن جاء ضيف ... شبع جم وري # وسرير حشوه ري ... ش الفراريج وطي # وكرامات كثيرا ... ت وهيئات وزي ثم قام من مكانه، ودعا بصبيانه، وأغراهم ~~بديك له هرم، ليذبحه في طاعة الكرم. فأجروه لأمهم الهاوية، من زاوية إلى ~~زاوية، حتى سقط الديك سقوط طليح، جسما بلا روح، فأقبلوا إليه، متهافتين ~~عليه، وهو يضطرب اضطراب المخنوق، ويستغيث بالخالق والمخلوق. # PageV02P678 # واتفق لفرط حنقه، ومؤلم تقلقه، أن عض على أيديهم عضة، وانتفض منهم نفضة، ~~وصعد في بعض الجوائز، وحمد الله حمد الفائز، وتمثل: # إذا غرقت ببحر ... من الردى فياض # فلا يكن بهلاك ... عليك ظنك قاض # فليس في كل وقت ... سيف المنية ماض وحان وقت الظهيرة، فصفق بجناحيه ~~ثنتين، وصرخ صرختين، واقتدى به المؤذنون، وتجمهر المؤذنون، حتى إذا قضيت ~~الصلاة استصرخهم فأصرخوه، وتواثبت إليه السادة والوجوه، فقال لهم الديك ~~أيها السادة الملوك، فيكم الشاب متع بالشباب، والأشيب نور شيبه مع الكواعب ~~والأتراب؛ وقد صحبتكم مدة، وسبحت الله تعالى على رؤوسكم مرارا عدة، أوقظكم ~~بالأسحار، وأؤذن بالليل والنهار؛ وقد أحسنت لدجاجكم سفادا، وربيت لكم من ~~الفراريج أعدادا؛ فالآن حين بلي في خدمتكم تاجي، أنعى إلى دجاجي، وتنحى ~~الشفرة على أوداجي -! وحين ms0410 أدركني الشيخ، يمزق لحمي ويطبخ - يا للكرام، من ~~ذل هذا المقام! وجعلت دموعه تسفح من دمه، والحزن يطبق على فمه؛ ثم غشي ~~عليه، فاجتمعت البداوة من كل ناحية إليه، يضربون وجهه بالماء، ويخلصون له ~~في الدعاء؛ ثم أفاق من غشيته وأنشد: # PageV02P679 # علام يقتل شيخ ... من كل ذنب بري - # محقق متحر ... موحد سني # هل نص هذا كتاب ... أو قال هذا نبي # لا ذنب لي غير أني ... مؤذن بدوي فرقت له أنفس القوم، وأقبلوا على صاحب ~~المنزل باللوم، فقال: ويحكم، إن هذا الديك ذو فخذ وصدرة، وقد أصابتني عليه ~~ضجرة؛ ولي في ذبحه سر، ولابد أن تزين به قدر، وتضرم تحته النيران، ويشبع من ~~لحمه الضيفان؛ أما ترونه قرة العين والقلوب، سبيكة لجين محكمة التذهيب - ~~وتمثل: # ومن شيمتي مهما تزين منزلي ... بضيف أن أقريه بأحسن ما عندي # لو إن دمي خمر لرويته به ... ولو صلحت كبدي شويت له كبدي # بذلك أوصاني أبي مذ عقلته ... وقد كان أوصاه بذا قبله جدي فقال الديك: لا ~~أكذب، الحق طريق مستبين، واتباعه مروءة ودين؛ أما إنه لعلى خلق عظيم، كريم ~~ابن كريم؛ غير أنه لؤم في أمري وأفرط، وغلط ما شاء أن يغلط. أما علم أن ~~هرمات الديوك، ليست من مطاعم الملوك، وأنها بالأدوية، أشبه منها بالأغذية - ~~وأقسم لو اتخذ برمة من فؤاد مهجور، ووضعني من مثله على تنور، لا قضى بي ~~حاجة، ولا عدم مني نيوءا وفجاجة؛ وإن له في بني ما لا يجده # PageV02P680 # في، من طيب الشيم، ولذة المطعم، والتوليد لأحمر ما يكون من الدم. وأنى ~~كالفروج اسفيدباجا، لمن أراد أن يعدل مزاجا - فزكى قوله، كل من حوله، لم ~~يألوه تعظيما، واتخذوه من ذلك اليوم حكيما، وصرف البدوي من ألطافه، ما أحسن ~~به قرى أضيافه؛ وختم نوبة بره، بالرغبة في بسط عذره، فسمعنا منه، ورحلنا ~~سحرا عنه. # وفي فصل منها: ولم تزل الجياد تمعج بكماتها، والشمس تنتقل في درجاتها؛ ~~حتى أشرفنا على عين كالدينار، كأنما هندست بالبركار، ذات ماء ريان من الشنب ~~والخصر، وحصباء ms0411 كالأسنان ذوات الأشر؛ وقد حف بها النبات حفيف الشارب بفم ~~الأمرد، وتزينت بخضرة كالمرآة الصقيلة طوقت بالزبرجد. # ومنها: فأصغيت فإذا بصوت ناقوس، في دير قسيس؛ وقرية آنة، كلها حانة؛ دار ~~البطاريق، وملعب الكاس والإبريق؛ سائمتها الخنازير، وحياضها المعاصير، ~~ومياهها الأنبذة والخمور؛ وشكلها مثلث مسطوح، هندسته حواريو المسيح؛ نباتها ~~غصون من قدود، تهتز في أوراق من برود، وتثمر رمانا من نهود، وتفاحا من ~~خدود، وعقارب من أصداغ، وافاعي من أسورة وعقود؛ وفيها مدام من رضاب، وسقاة ~~من كواعب أتراب، وغيد لمهوى قرط، وارتجاج لكثيب في مرط؛ وجولان لنطاق، وغصص ~~لخلخال في ساق، وخنث في ألفاظ، ومواعيد بألحاظ، وقلوب تكلف وتشغف، ونفوس ~~تنشأ وأخرى # PageV02P681 # تتلف. فلما أكثر محدثنا بحضرة الفقيه، من هذا التشبيه، ومن هذه المحاسن، ~~المحركات لكثير من السواكن، قطبنا له وجوه الاستكراه، وعضضنا له على ~~الشفاه. فبينا نحن كذلك نكثر لغطا، ونرى الحلول بالمسيحيين غلطا، إذ نظرنا ~~إلى اطراد صفوف، من أعطاف خنثة وخصور هيف، وشموس وأقمار، على أفلاك جيوب ~~وأزرار؛ لا سيوف إلا من مقل، ولا درق إلا من خجل، ولا عارض إلا من خلوق، ~~ولا صناعة غير تخليق، ولا اسم غير عاشق ومعشوق؛ فتشفع القسيس بحسن خدودهم، ~~وأقسم بنعمة قدودهم، إلا جزلتم المنة، وثنيتم الأعنة، تعريجا إلينا، وتحكما ~~في المال والولد علينا. فكرمت الشفاعة، وقلنا السمع والطاعة، وجلنا جولان ~~الزنابير، على هيف الخصور، نفص بما بقي من الطريق، غص الدماليج بخدال ~~السوق، حتى وافينا الباب، وأنحنا الركاب، وتولى تولي الحر، ضروبا من البر، ~~غير أنه قنع بالدن وجه مدامه، تقنع الورد بأكمامه، وقضانا من الإكرام نافلة ~~وفرضا، وشددنا الجياد عنه ركضا، وسرنا حتى رفع لنا في طريقنا جدر، فإذا ~~كنيسة عارية الأطلال من الجمال، إلا تعلة المتوسم، للتخيل والتوهم، كالثوب ~~الكريم أخلقه ابتذاله، أو كخد الأمرد تغشاه سباله، فهيج ذكرا، وأجد فكرا، ~~فأنشدت: # وكنيسة أخذ البلى منها كما ... أبصرت فيثا في مغار ينهب # PageV02P682 # نمت علينا في السفارة نفحة ... من ماء كرم كان فيها يسكب # أهوى إليها بالمطي تخيل ms0412 ... منا بريء والأماني تكذب # فتواقف الركبان في عرصاتها ... كل بها متحير متعجب # أنى تأتت لابن آدم قدرة ... حتى استقام وتم ذاك المنصب # ومن أي أرض كان رائع مرمر ... كسواعد الغزلان فيها يجلب # كم صاد إبليس بها من تائب ... بحبائل ألقى بهن ترهب # وكم ابتنى القسيس فيها منبرا ... من جؤذر وبدا عليه يخطب # سقيا لها من دار غي لم يزل ... فيها كريم بالملاح معذب # كلا وما زالت نجوم مدامة ... فيها بأفواه الندامى تغرب # بئس المصلى إن أردت تعبدا ... فيه ولكن كان نعم المشرب ثم أغذذنا سيرا، ~~وكأننا ننفر طيرا؛ حتى نظرنا من السائمة تسرح في مروجها، كالعذارى تميس في ~~دبابيجها؛ كلأ نضير، وماء نمير؛ وما زلت أروى هناك بالرائب والميس، حتى كاد ~~كياني ينقلب إلى كيان التيس. ثم رحلنا وتذكرنا الطراد، فمشت الجياد، ~~وتواثبت آساد، واستعد بباز وكلاب، فإذا بحر من برك، يخرقه سفين من برك، وفي ~~السيور صقور إذا نظرت، وليوث إذا جردت، تنظر من أمثال الدنانير، وتتخطف ~~بأشباه المرهفة الذكور، فأرسلناها إرسال سهام الأحداق، إلى قلوب العشاق، ~~فلم نر إلا ريشا محلوجا، ومنسرا يحسن توديجا؛ # PageV02P683 # ووردنا ماء في رقة النسيم، ولذاذة بنت الكروم، فشربنا وطعمنا، وقرينا ~~سباع الفلاة، مما فضل عن الكماة؛ ونقشت على مرمرة بيضاء، ساعة وردنا ذلك ~~الماء: # يا رب ماء عازب مجه ... مزن هزيم الودق في سبسب # زبرجد جلله مكثه ... غشاء ديباج من الطحلب # إن كان فيما قد مضى موردا ... فللعطاش الأسد والأذؤب # باكرته مع كل ذي همة ... لا يرتضي الأفلاك عن مركب # ولغط الطير بأرجائه ... كلغط الصبية في المكتب # فانقض من أيماننا كوكب ... ذو ناظر أنور من كوكب # مكحل الآماق ذو منسر ... يسترزق الرحمن من مخلب # فاستشعر الطير هروبا وهل ... عن نازل المقدور من مهرب # فصاد ما أوسع صحبي قرى ... وفاض في الأبعد والأقرب # صيد لعمري لم يعبه سوى ... أن لم يكن نقلا على مشرب ثم لم نزل نسري سرى ~~النجوم في الدياجي، إذ تلقانا شاب كما ذهب عقيق خديه، ونم شاربه بالتذكير ~~عليه، متقلد ms0413 حسام كأنما طبع من لحظه لا من لفظه، على جواد ظمآن الأسافل ~~كخصريه، ريان الأعالي كردفيه؛ تستعيذ عيون البررة من النظر إليه، وتزدحم ~~أطماع الفجرة حواليه: # ذو مقلة شهلاء رومية ... وذو لسان عربي مبين # قلت وقد عيب بتثليثه ... مقال ذي رأي وعقل رصين # طلعته الدنيا و [يا] قلما ... يجمع للإنسان دنيا ودين # PageV02P684 # فلما بلغنا، قبل عرف جواده، وعبراته تنسكب على نجاده. قلنا: ما لك لا ~~أبالك - فقال: منفلت من السجن، وآبق من أهل الحصن، وعائذ من ظلمات الغواية، ~~بنور الهداية، ومن ذل عبادة الأوثان، إلى عز عبادة الرحمن؛ ولي خبر أريد أن ~~أقصه، ويمتن الفقيه وفقه الله أن يسمع نصه. فخرج إليه الإذن، وقيل له أدن؛ ~~فقضى فرض التحية ونافلتها، ثم قال: أيها الفقيه، للأشياء غايات تنتهي ~~إليها، ومقادير تجري عليها، أما والخلاق العليم، والفاطر الحكيم، الذي أسعد ~~قوما بالهداية وأثابهم عليها، وأشقى آخرين بالضلالة وعذبهم بها، لقد ~~أنحلتني عبادة الطواغيت فعبدت الصليب وقرعت الناقوس، وفعلت كل ما قرت به ~~عين إبليس؛ قدر لم يكن ليخطئني ولا يتخطاني، إلى أن استنقذني ربي وهداني؛ ~~وأنا أشهد أيها الأشهاد أن الله إله واحد، ليس له ولد ولا والد، كان ولم ~~تكن الأكوان: لا أرض ولا ماء ولا دخان، مخترع الكل ومنشئه، ومعبده ومبدئه، ~~له المثل الأعلى، والأسماء الحسنى. # PageV02P685 # @ومما وجدت له من المدائح في المعتصم بن صمادح # له من قصيدة: # لما دعتك المكرمات أجبتها ... لا وانيا عنها ولا متثاقلا # فهززت من أسد الرجال قوادما ... وهتكت من برد الظلام حبائلا # وسريت في القمر المنير بمثله ... وجها وأعراقا زكت وشمائلا ومنها في ~~اجتماعه بصهره ابن مجاهد: # أبدى علي فرحة بمحمد ... أبدت مسالك في الصفاء جلائلا # فلئن غدا بك للقلوب مباهيا ... فلقد رأى ملكا أغر حلاحلا # سبط اليدين كأن كل غمامة ... قد ركبت في راحتيه أناملا # وأما وحقك إنه الحق الذي ... بذ الحقوق مساميا ومساجلا # لقد احتملنا في مغيبك لاعجا ... أنحى على كبد وأثقل كاهلا ومنها: # تفديك أنفسنا التي ألبستها ... حللا من النعمى وكن عواطلا ms0414 # كانت نواك البحر يزجر موجه ... فالآن صار لنا إيابك ساحلا # لا عيش إلا حيث أنت وإنما ... تمضي ليالي العمر بعدك باطلا # لا عطلت منك الحياة فإنها ... لولاك ما سرت لبيبا عاقلا # PageV02P686 # وله من أخرى: # سقى كل غيث صادق البرق وابل ... منابت نوار الربى والخمائل # فروى غصونا كالقدود تطلعت ... من أوراقها في مثل خضر الغلائل # خليلي عوجا بي على الربع دارسا ... نحي رياضا أحدقت بجداول # ملاعب كاسات ونزهة أعين ... ومسلى لمشتاق وذكرى لغافل # وأحسن من روض تحلى بنوره ... محيا ابن معن في حلي الفضائل # جواد كأن الأرض جمعاء راحة ... له وبحور الأرض خمس أنامل # ليهن تجيبا أنها عندما اغتدت ... قبيلا له سادت جميع القبائل # تكسد سوق الدر فيك قصائدي ... وتزري بعرف المسك عنك رسائلي # جللت فجل القول فيك وإنما ... يقد لقدر السيف قدر الحمائل # يزين شعري أنه فيك سائر ... وزين عنان الطرف يمنى المجاول وله من أخرى ~~وكان المعتصم قد هجر النبيذ زمنا: # عسى دهرنا أن يكف الخطوبا ... ويجعل منك لكأس نصيبا # وشت حادثات الليالي بها ... فأعرضت عنها وكانت حبيبا # وكم من ذمام لها مثله ... يحل الحقود ويثني القلوبا # وأنت ابن معن على خلقة ... تقيل المسيء وتمحو الذنوبا وله في من أخرى: # هجر المدام وكان يألف وصلها ... ملك جليل في الملوك عظيم # فاصفرت الأقداح من جزع ولو ... يسطعن لم يأرج لهن نسيم # وتطلع الساقي يؤمل عودة ... ليعود عهد بالكرام كريم # PageV02P687 # وله من أخرى: # لو خيموا بظلال الضال والسمر ... لم أشك من لهب في القلب مستعر # لكن مقيلهم المرهوب جانبه ... بين السنور والهندية البتر # بحيث لا لبد إلا فوقه لبد ... ترى ولا شارة إلا على شرر # واين موقع شكوى الصب من زرد ... ومن حسام ومن ناب ومن ظفر # دون الظباء ظبا جد الصليل بها ... والرعد والبرق دون الشمس والقمر # وفي الهوادج أبشار كأن لها ... وجوه جدوى أبي يحيى على البشر # ملك له سير في الملك فاضلة ... أعيت على كتب الأخبار والسير # إذا أنامله ضمت على قلم ... يود منهرقه لو قد من بصر ms0415 وقال من أخرى: # ومما شجاني في الغصون حمائم ... تجاوب في جنح الظلام حمائما # يرجعن ألحانا لهن شواجيا ... فيرسلن أسراب الدموع سواجما # سقى الله أيكا ما يزال حمامه ... يهيج مشتاقا ويسعد هائما # وكم ليلة للدهر باهيت نجمها ... بنجم من الصهباء يجلو الغوائما # إلى أن رأيت الشمس في الأفق طالعا ... كوجه ابن معن إذ يجلي المواسما # أمعتصما بالله لقيت عصمة ... كما لم تزل من حادث الدهر عاصما # لك المثل الأعلى إذا ذكر الندى ... ودع هرما فيما سمعت وحاتما وله أيضا: # الخمر موصوفة بالمجد والشرف ... تعوض الخلف الباقي عن السلف # PageV02P688 # انظر وبارك على حاس ومعتصر ... ماذا تولد بين القار والخزف # كأنما كأسها نجم على فلق ... وريحها نفس في روضة أنف # ألقيت في دنها الدنيا بأجمعها ... فليس عن صرفها قلبي بمنصرف # ولا الأمير أبو يحيى بمنتقل ... عن عادة البر والإجمال واللطف # تخالف الناس حتى في معارفهم ... وليس في خلقه خلق بمختلف # كمنت في الكون حتى لحت منه لنا ... فرد الجمال كمون الدر في الصدف # فالدهر تحت صباح غير ملتبس ... وتحت نير سعد غير منكسف # والطول منك به صفو بلا كدر ... والحكم منك به عدل بلا جنف # مكارم لم تزل تجري لغايتها ... كالسهم سدده الرامي إلى الهدف وقال أيضا: # فشربتها كلف الفؤاد عميدا ... راحا وكانت مرة عنقودا # ختمت بطينتها وزمزم حولها ... قس وغادر بابها مسدودا # وتنوسيت فكأن صف دنانها ... في الحان أصحاب الرقيم رقودا # وكأنما الخمار كلبهم وقد ... ألقى ذراعيه وسد وصيدا # وكأن ذا القرنين أفرغ دونها ... سدا جرى قطرا وسال حديدا # صهباء ألبسها التورد مجسدا ... عجبا وقلدها الحباب عقودا # فإذا شممت فمسكة مفتوقة ... وإذا لحظت فبارقا معقودا # وإذا طعمت فريق أشنب واضح ... شف المشوق تجنبا وصدودا # حذيت على خلق ابن معن فاغتدت ... أملا وكنزا للسرور عتيدا # PageV02P689 # أخبرني الفقيه أبو بكر ابن الوزير الفقيه أبي محمد العربي عن الفقيه أبي ~~عبد الله الحميدي قال: كان الوزير أبو حفص عمر بن الشهيد كثير الشعر، ~~متصرفا في القول، مقدما عند أمراء بلده، وشاهدته في حدود الأربعين ~~وأربعمائة ms0416 بالمرية، وكتبت من أشعاره طرفا، ومن شعره مما كتبته: # في صحبة الناس في ذا الدهر معتبر ... لا عين يؤثر منها لا ولا أثر # ليست تشيخ ولا يزري بها هرم ... لكنها في شباب السن تختضر # إذا حبت بينهم أطفال ودهم ... لم يترك البغي حابيهن يثغر # كأنها شرر سام على لهب ... يغدو الخمود عليه حين ينتشر # كأن ميثاقهم ميثاق غانية ... يعطيك منها الرضى ما يسلب الضجر # فلا يغرنك من قول طلاوته ... فإنما هي نوار ولا ثمر # لو ينفق الناس مما في قلوبهم ... في سوق دعواهم للصدق ما تجروا # لكن فيها نقود القول جارية ... على مقادير ما يقضى به وطر # يقضي المحنك أو يقضى لحنكته ... وبين ذاك وهذا ينفد العمر # تسابق الناس إعجابا بأنفسهم ... إلى مدى دونه الغايات تنحسر # فللتسامي ضباب في صدورهم ... وللتكبير في آنافهم نعر # وما عذلتهم لكن عذرتهم ... فالجهل ليس له سمع ولا بصر وبالسند المذكور عن ~~الحميدي، قال: ومما كتبت له أيضا: # PageV02P690 # تعلم لحظك سفك الدماء ... وأنت تعلمت ألا تدي # وليتك إذ كنت لي ممرضا ... رثيت فزرت مع العود # حنانيك إن هلاك العبي ... د مما يعود على السيد # وما بي نفسي ولكنني ... أشح بمثلك أن يعتدي قال أيضا: # يا قوم شدوا المطي واسروا ... فإن روحي بأرض قوم # نام الخليون واستراحوا ... ومن لعين الشجي بنوم # وطيب هذا النسيم ينبي ... أني أراه غداة يومي @فصل في ذكر الأديب أبي عبد ~~الله محمد بن احمد بن الحداد # @وإيراد جملة من أشعاره وما يتشبث بها من مستطرفات أخباره # قال ابن بسام: وكان أبو عبد الله هذا شمس ظهيرة، وبحر خبر # PageV02P691 # وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة؛ وضح في طريق المعارف وضوح الصبح المتهلل، ~~وضرب فيها بقدح ابن مقبل؛ إلى جلالة مقطع، وأصالة منزع، ترى العلم ينم على ~~أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره، وله في العروض تأليف، وتصنيف مشهور ~~معروف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الخليلية، ورد فيه على ~~السرقسطي المنبوز بالحمار، ونقض كلامه فيما تكلم عليه من الأشطار. # وأصل أبي عبد الله من وادي ms0417 آش إلا أنه استوطن المرية أكثر عمره، وفي بني ~~صمادح معظم شعره، ومع ذلك طولب عندهم هنالك؛ ولحق بثغر بني هود، وله فيهم ~~أيضا غير ما قصيد، وهو القائل بعد خروجه من المرية من قطعة فلسفية: # لزمت قناعتي وقعدت عنهم ... فلست أرى الوزير ولا الأميرا # وكنت سمير أشعاري سفاها ... فعدت لفلسفياتي سميرا # PageV02P692 # وكان أبو عبد الله قد مني في صباه بصبية نصرانية، ذهبت بلبه كل مذهب، ~~وركب إليها أصعب مركب، فصرف نحوها وجه رضاه، وحكمها في رأيه وهواه؛ وكان ~~يسميها " نويرة " كما فعله الشعراء الظرفاء قديما في الكناية عمن أحبوه، ~~وتغيير اسم من علقوه. # وقد كتبت في هذا الفصل بعض ما قال فيها من ملحه، ورائق أوصافه ومدحه، ~~وسائر شعره بعد تقديم فصول من نثره، ما يقر بتفضيله، ويشهد له بجملة ~~الإحسان وتفصيله. # @جملة من نثره # فصل له من جواب عن كتاب عتاب استفتحه من قول أبي الطيب: # إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم # وعادى محبيه بقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم لما كان - أعزك ~~الله - العتاب جلاء الأقذاء، وصقال الأصداء، وعقال الأدواء، وسمتني منه ~~بوسوم، ولفحتني بسموم؛ وأسررت حسوا في ارتغاء، فأدرجت ذما في ثناء؛ والحر ~~يأنف من الضيم # PageV02P693 # ويشمئز من الذيم، ولا يقتصر على الاجتراء بغير الجزاء؛ ولو ترك القطا ~~ليلا لنام، " وفي العتاب حياة بين أقوام ". فاصطبر لشرب صبره، وانتدب لتسوغ ~~مقره، فمن الحكم العدل، والقضاء الفصل، أن الدغك بما لدغتني، وأجرعك ما ~~جرعتني، غير آفك في حال، ولا مباهت بمحال، فالتمويه ليس من الخلق النبيه؛ ~~والحر على ما ساء يصر، وكل مجر بالخلاء يسر؛ والفضل لمن حواه، لا لمن زخرف ~~دعواه، وتحقيق البرهان غير تنميق البيان، والسؤدد في محاسن الخلال والفعال، ~~لا في إمكان الزمان وإقبال السلطان، وقيمة كل امرئ ما يحسن: أمثال أضربها ~~لك واضحة المناهج، ومقدمات أنشئها معك صادقة النتائج، وجمل تشتمل على تفصيل ~~حالينا، ونبذ تشير إلى ما فيه جرينا. # وقد دهمني عتابك وإجلابك، بريح تعصف ms0418، ورعد يقصف، واستقبلني خطابك ~~وإطنابك، بوبل يخشف، وسيل ينسف، بلغ الزبى وزاد، وغمر الربى والوهاد؛ لو أم ~~الهلالي لاقتلع أزهاره، وطمس أنواره؛ أو اعتمد الميكالي لطم # PageV02P694 # على قريه، وطما على سريه؛ فما ظنك بغر، على مذهبك غمر، يحتل من الأدب في ~~صبب، لا يرد إلا بقطه، ولا يزود إلا سقطه؛ فهل عندك مرية أنه غريق أتيه، ~~ومحتمل آذيه - تضمن صدره من برك وتقريظك ما ملأ صدري ثلجا، وأفقي أرجا، ~~فحياه حمدي بنواره، وسقاه شكري من عقاره. ثم انتقل من تصفحه إلى صفاح تأنيب ~~لامعة، ورماح تثريب شارعة، وسهام مذام، وأعلام ملام، تروع المقدام، وتدحض ~~الأقدام؛ لكن تلقيتها في لؤم التجمل، وتوقيتها بجنن التحمل؛ وما عسى أن ~~أقول لزعيم من زعماء حضرتي، وعميد من عمد أسرتي، وقمر من أقمار أسلاكي، ~~ووسطى أسلاكي، يسلم له ويستسلم، ويعرض عن زاخر جفائه، ولا يلتفت إلى زبده ~~وجفائه - # تبينت العلة الداعية إلى قعقعة شنانك، وجعجعة لسانك، ومعمعة نيرانك. ولقد ~~أوضحت في المجلس المذكور علاءك، وأخفقت فيه لواءك، وأعقبت فيه أنباءك، غير ~~مواطئ برمز كما أنهي إليك، ولا ملاحن بهمز كما صور لديك؛ فاملك من جماحك، ~~واخفض من طماحك، ولا يجرجر بازلك، ولا يزمجر باسلك، فما نبح # PageV02P695 # كلبي بدرك، ولا ستر غيمي زهرك، ولا بهرج ميزي درك؛ ولا ألحدت في آيتك، ~~ولا حططت من رايتك؛ ووجه المحرش أقبح، وخد المورش أوقح، ورب ملوم لا ذنب ~~له: # ومن وضعت للقول أغراض سمعه ... رمته ولم تخطئ سهام النمائم وكان الأحجى ~~بمكانتك، والأحرى بأصالتك وركانتك، أن تمحص ما أنهي عني إليك، وتخلص ما به ~~شبه عليك؛ ولا يبتز من حلمك هذا الابتزاز، ولا يستفز من جلدك هذا ~~الاستفزاز؛ ولو وليت البحث قسطه، وأعطيت النظر حقهن لذكرت قول الزباء: " ~~عسى الغوير أبؤسا "، ولتبينت أن الخائن المائن، الذي حرق ناب حرجك وحردك، ~~وأعض أنامل ضجرك وضمدك، ولم يذهب - أهذب الله شرواه، وابعد منا نجواه - إلا ~~ليطيش بأناتك، ويجيش من هناتك، والنيق لا يهتز لخريق، والهشيم لا يثبت ~~لنسيم. # وفي فصل: ومطلعنا ms0419 من أفق، ومرجعنا إلى تحقيق؛ وإن كنت # PageV02P696 # أيدي الفتن قد أزعجت أسلافنا عن الوطن، واغتصبت أملاكنا إلا أسماء، ~~واستلبت جماهيرنا إلا اللفاء، فقد أعذرت إذ أبقت بأيدينا ما أبقى مياه ~~الصون بزرقتها وجمامها، وزهرات السرو في غضارتها وكمامها. ولم أمتدح ~~المعتصم طالب جدى، ولا راغب ندى؛ على أن جميعنا رائد في رياض إنعامه، ووارد ~~في حياض إكرامه؛ ولكني منيت بقردة حسدة، أعجزتهم محاكاتي، وأعوزتهم ~~محاذاتي، فوخزوا فضلي بمثل الأشافي، ورموا عرضي بثالثة الأثاقي. # وفي فصل: ولو أني من هذه الفرقة التي مزجني بها ظلمك، وضمني إليها هضمك، ~~وعملت عملهم على حكمك، وسلكت سبلهم على زعمك، لكان لي في تشبثك الداني، ~~وتعلقك المجاهدي، أسنى مؤتسى، وأهدى مقتدى، فللتسامي مناقل، وللترقي منازل؛ ~~وإن جمعتني بهم الصفات، فقد أفردتني منهم الموصوفات، وما كل بيضاء شحمة، ~~ولا كل سوداء تمرة: # قد يبعد الشيء من شيء يشابهه ... إن السماء نظير الماء في الزرق وما كل ~~معنى يضح، ولا كل دعوى تصح، كمثل ما تابعت إيراده، وشفعت ترداده، من أنك ~~غرستني وبنيتني، وأقمتني وقومتني، وكلها عبارة تؤلم الأبي الحمي، واستعارة ~~توهم السامع الشاسع، وإشارة تعجب الحاضر الناظر. ولست بمنكر معاضدتك في شأن ~~الكتابين # PageV02P697 # الكريمين، فهما وسميك ووليك، المتوبان بزعمك على وجه صباحك، والموصولان ~~بأجنحة رياحك. ولن تعدم على ذلك جزيل حمدي هنالك. وحاشا لله [أن] أنكر اليد ~~وأن صغرت، أو أكفر النعمة وإن نزرت؛ ولست بحية صماء كما أشرت، ولا بسلقة ~~طلساء كما عرضت. # ولو غير أعمامي أرادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما وما أفصح ~~تبيانك لفهاهتي، وأوضح برهانك على جهالتي، في تلويحك بل يتصريحك، أني لم ~~أرم ذراي، ولا برحت مثواي، ولا أعملت لي رحلة للعلماء، ولا هجرة للفهماء. ~~فيا للأدب لهذا العجب، ما أكثر إجحافك، وأقل إنصافك! كأنك جهلت أن العلماء ~~بمصري متوافرون، والمشيخة الجلة به متكاثرون، وأن فنون العلم به تلتمس، ومن ~~أنواره تقتبس، واليه كانت أولا وفادتك، ومنه عظمت إفادتك. وأما زعمك أن ~~الدهر لو عضني والخبر لو عجمني، لتبينت أن ms0420 بحري ضحضاح، وأن إصباحي مصباح؛ ~~فليس بأول جنفك، ولا ببدع من سرفك؛ إن التقدم بالأذهان لا بالأسنان، ~~والتفهم بالأفهام # PageV02P698 # لا بتكاثر الأعوام، والمرء بأصغريه، والحسام بغراريه، وةالسقط يحرق ~~الحرجة وهو حقير، والناظر يخترق الفلك وهو صغير. وأما الامتحان فذهني إبريز ~~ناره، ولبي تبريز مضماره، وطالما فوضلت ففضلت، ونوضلت فنضلت، وقد أنصف ~~القارة من راماها، والحلبة من جاراها، وإن قلت المذكية لا تقاس بالجذاع، ~~فإني أقول: في الإجراء من مائة ترك الخداع، وكشفت القناع: # وتخفى السوابق من غيرها ... إذا لم تضم إلى مقبض وإذا شئت فنحك ذكاء لا ~~تخبو ناره، ولا تنبو شفاره، وبهرك مضاء لا تطيش سهامه، ولا تخفق أزلامه، ~~وإن كنت على زعمك عودا لا يقلح، فالحديد بالحديد يفلح. # وفي فصل: فتحقق أني مكدر الشموس التي تكسفها، ومغور # PageV02P699 # البحار التي تنزفها، وأنا أخلع عليك حظي من الفهم الأدبي والعلم الشعري، ~~ولم أجعلها غرضا، فلم ألمحهما، إلا عرضا؛ وكذلك أناقض زهوك، وأخالف بأوك ~~وأعترف لتعديك، لعلي أرضيك. وإني لا أضرب بسهم في فهم، ولا أختص بقسم في ~~علم، ولا آخذ بحظ في لفظ، ولا ألم بمغنى لمعنى، ضيق العطن في الفطن، عالم ~~باضمحلال خيالي، ونضوب أوشالي، منقطع الرجاء عن تثنية واحدتك، وتقفية ~~قافيتك، واعتراض عروضك. ولله أنت! لقد أغربت بعنقائك، [وبرزت] ببلقائك، فلا ~~داحس لغبرائك، ولا مباري لغرائك. إلا أن الحسناء لا تعدم ذاما، وبليق مع ~~جريه لا يفقد ملاما؛ فكم ندي قضى منتدوه، وحكم مشاهدوه، أن يتيمتك هذه ~~منحلة من إحدى بناتي، وحقيقتك منتخلة من بعض خيالاتي. وزعموا أنك في ~~لواحبها سلكت، وعلى قوالبها سبكت، وما زدت على أن مسخت راءها نونا، وصيرت ~~أبكارها عونا. ومن الظلم الجم أن تجعل نصري خذلانا، وعضدي عدوانا؛ وكل سمع ~~قولي: إن بحر الوزير أزخر من أن يستمد بجزري، وعلمه أوفر من أن يستكثر ~~بنزري، وفضله أبرع من أن يختلس من حلاي، وشمسه أرفع من أن تقتبس من سهامي؛ ~~والاتفاق غير نكير، فقد جرى لهمام # PageV02P700 # وجرير، وقبلهما للكندي والبكري. # وفي فصل: وهذه نزغات ms0421 الحاسدين، ونتغات المنافسين، فأعرض عن فندهم، ولا ~~تحفل بعندهم، وقل في قولهم قول الأحنف في مثلهم: # عثيثة تقرض جلدا أملسا ... ومن قال سمع، ومن قرع قرع، ومن جمع كبح، ومن ~~زهي ازدري؛ فلا تسمع ممن يقصد إسماعك، ويعتمد إيجاعك، فلو فحصت لما انتقصت، ~~ولو تحققت لما تدفقت، فرب غيث عاد عيثا، وعجلة تهب ريثا؛ فقد تعاطينا كأس ~~النصف فلنجدع أنف الأنف، ولنطفئ سقط الشنف، ولنمح السالف بالمؤتنف، فقد ~~بردت كبد الإخلاص، وانتهجت سبيل الاستخلاص، وانصقلت ماوية الصفاء، وتوثقت ~~آخية الإخاء، فلا يختلج بهاجسك، ولا يخطر بخاطرك، أن هفوات هذه الهنوات تغص ~~أجفاني عن لحظ سناك، أو تخرس لساني عن إيضاح علاك، وعلى ما خيلت، أن أنفصل ~~من تقديمك، وأن أنفك من تعظيمك. # PageV02P701 # وله من أخرى إلى ابن الحديدي بطليطلة: قد سطع - أعزك الله - من سناك ~~وسنائك، وتضوع من نثاك وثنائك، وانتشر من علاك وحلالك، ما ضمخ مسكه اللوح، ~~وستر نوره يوح؛ فسور سيرك تتلى في منازل الفضائل، وصور غررك تجلى في محافل ~~الأفاضل؛ ولا غرو أن تنزع الأنفس الشاسعة تلقاءك، وتتمنى لقاءك؛ ولا بدع أن ~~تمتد الأعين النازحة إليك، وتود أن تقع عليك، فالفضل موموق، والنفيس مرموق، ~~وحرص الحوباء على مشافهة الأخلاء يقضي عليها باقتداح زند المخاطبة، ~~واستفتاح غلق المكاتبة، وإذا عدم التناطق، فقد وجب التباطق، ولو أن التكاتب ~~لا يقع إلا بعد وقوع طير التعارف، على ماء التآلف، وتفيؤ النفس، ظلال ~~الأنس، لا نسدت أبواب المواصلة، وانبتت أسباب المراسلة. وما زلت مذ تنسمت ~~أرج ذكراك، وتوسمت نهج علياك، أصبو إليك صبو الهائم، وأظمأ ظمأ الحائم، ~~وأرتقب للإمكان صالحة أتوصل بها إلى مجاراتك في ميدان الاستدلال، وأتوسل ~~بها إلى معاطاتك أفنان الالتئام والاتصال، والزمن يأبى إلا اللي، فينهد ~~العوائق إلي، إلى أن دهمني من ضروب خطوبه بعجائب، واستقبلني # PageV02P702 # من صنوف صروفه بغرائب، قذفتني من سمائي، وسقتني غير مائي، فأيدي التغرب ~~تتعاطاني، وأقدام النوب لا تتخطاني. والله يحسن العقبى، ويعقب الحسنى، ~~بمنه. # وله من أخرى: قد كنت خاطبتك في أمر فلان ms0422، وجلوت إليك معه خبري، وشكوت ~~إليك عجري وبجري، لتنظر كيفية حاله، ولعلك تصرفه عن محاله. فما أصرت بنهرك ~~زبدا ولا حببا، ولا أثرت لمهرك عنقا ولا خببا، ولا سلكت لشعبك صعدا ولا ~~صببا، ولا فككت لسعيك وتدا ولا سبا. وعهدتك - أبقاك الله - أنفذ سهامي، ~~وأقتل سمامي، فما الذي عاق بدارك إلى رغباتي، وسكن مثارك في طلباتي - فعودا ~~إلى معترفاتك، وجريا على قديم عاداتك، في أن تعمل حيلك البابلية، وهدايتك ~~اللاهوتية، وألطافك الناموسية، ودقائقك البطليموسية؛ فعساك أن تطلق ربقي، ~~وتعتق رقي. # وله من أخرى إلى أبي بكر الخولاني المنجم: لو أنصفك الزمان الذي أنت غرة ~~أيامه، ودرة نظامه، لكنت أحق بالسرطان من الزبرقان، وأولى بالميزان من ~~كيوان، وأحجى بعلو المراتب من سائر الكواكب، فما زلت لفلك علمها مركزا، ~~ولمدى فهمها محرزا. ولو ميز الزمان ضياء جوهرك، وصفاء عنصرك، لما عداك عن ~~العروج، إلى فلك البروج؛ # PageV02P703 # وأرجو أن هذا زمانه، وقد آن أوانه، فقد ظهرت له دلائل، وشهدت له مخائل. ~~فكأني بك من ذات الصدع، إلى ذات الرجع، على كبد الجزع، فيا ليت شعري هل ~~يتمارى فيك، فيقول من يصافيك: ما رشق ولا مشق، ولكنه شبه وموه. أوردنا الله ~~خير موارد النجاة والهدى، وعصمنا من الضلالة والردى، بمنه. # وله أيضا: يا سيدي الذي هو قسيم ذاتي إن تحققت الذوات والنحائز، وشقيق ~~نفسي إن تبينت الخلائق والغرائز، ومن أبقاه الله بقاء الفرقدين، في تدبير ~~السعدين؛ بيننا - أعزك الله - من التحام المقة واستحكام الثقة، ما أربأ عن ~~تضمين الصحائف، ولو قدت من السوالف، وأنزهه عن اشتمال المداد، ولو كان من ~~دم الفؤاد، فصفاؤنا شمسي النقاء، ووفاؤنا فلكي البقاء، ولا تضمن الطروس، ~~غلا ما لحقه. وكتابي بعد إثر إتحافك لي بكتابين كالنيرين، فإن كان القمر ~~ويوح، لإنارة اللوح، فهذان لجلاء الأذهان. # @وهذه أيضا جملة من شعره في أوصاف شتى # ومن ذلك ملحه في نويرة، قال: # ورأت جفوني من نويرة كاسمها ... نارا تضل وكل نار ترشد # والماء أنت وما يصح لقابض ... والنار وفي الحشا تتوقد # PageV02P704 # وقال ms0423 أيضا: # قلبي في ذات الأثيلات ... رهين لوعات وروعات # فوجها نحوهم إنهم ... وإن بغوا قبلة بغياتي # وعرسا من عقدات اللوى ... بالهضبات الزهريات # وعرجا يا فتيي عامر ... بالفتيات العيويات # فإن بي للروم رومية ... تكنس ما بين الكنيسات # أهيم فيها والهوى ضلة ... بين صواميع وبيعات # وفي ظباء البدو من يزدري ... بالظبيات الحضريات # أفصح وحدي يوم فصح لهم ... بين الأريطى والدويحات # وقد أتوا منه إلى موعد ... واجتمعوا فيه لميقات # بموقف بين يدي أسقف ... ممسك مصباح ومنساة # وكل قس مظهر للتقى ... بآي إنصات وإخبات # وعينه تسرح في عينهم ... كالذئب يبغي فرس نعجات # وأي مرء سالم من هوى ... وقد رأى تلك الظبيات # فمن خدود قمريات ... على قدود غصنيات # وقد تلوا صحف أناجيلهم ... بحسن ألحان وأصوات # يزيد في نفر يعافيرهم ... عني وفي ضغط صباباتي # والشمس شمس الحسن من بينهم ... تحت غمامات اللثامات # وناظري مختلس لمحها ... ولمحها يضرم لوعاتي # PageV02P705 # وفي الحشا نار نويرية ... علقتها منذ سنيات # لا تنطفي وقتاص وكم رمتها ... بل تلتظي في كل أوقاتي # فحي عني رشأ المنحنى ... وإن أبى رجع تحياتي وقال أيضا: # حديثك ما أحلى فزيدي وحدثي ... عن الرشأ الفرد الجمال المثلث # ولا تسأمي ذكراه فالذكر مؤنسي ... وإن بعث الأشواق من كل مبعث # وبالله فارقي خبل نفسي بقوله ... وفي عقد وجدي بالإعادة فانفثي # أحقا وقد صرحت ما بي أنه ... تبسم كاللاهي بنا المتعبث # وأقسم بالإنجيل إني لمائن ... وناهيك دمعي من محق محنث # ولابد من قصي على القس قصتي ... عساه مغيث المدنف المتغوث # فلم يأتيهم عيسى بدين قساوة ... فيقسو على مضنى ويلهو بمكرث # وقلبي من حسن التجلد عاطل ... هوى في غزال الواديين المرعث # سيصبح سري كالصباح مشهرا ... ويمسي حديثي عرضة المتحدث # ويغري بذكري بين كأس وروضة ... وينشد شعري بين مثنى ومثلث وقال أيضا: # صنت اسم إلفي فدأبا لا أسميه ... ولا أزال بإلغازي أعميه # وصاحبي عددي قد رمزت به ... بذكر أعداد ما تحوي مبانيه # PageV02P706 # فجذر أوله ربع لآخره ... وجذر آخره ربع لثانيه # وإن ثانيه خمس لثالثه ... فافهم فقد لاح للأفهام خافيه وقال أيضا: # أما الذي بي ms0424 فإني لا أسميه ... لكن سألقي رموزا جمة فيه # إذا أردت من الأعداد نسبته ... فجذر أوله عشر لثانيه # وإن أضفت إلى ذي الجذر رابعه ... رأيت ثالثه زهرا معانيه # ونصفه أولعت أخت الرشيد به ... فقد تبين ماضيه وباقيه وله فيها أيضا: # عساك بحق عيساك ... مريحة قلبي الشاكي # فإن الحسن قد ولا ... ك إحيائي وإهلاكي # وأولعني بصلبان ... ورهبان ونساك # ولم آت الكنائس عن ... هوى فيهن لولاك # وها أنا منك في بلوى ... ولا فرج لبلواك # ولا أسطيع سلوانا ... فقد أوثقت أشراكي # فكم أبكي عليك دما ... ولا ترثين للباكي # فهل تدرين ما تقضي ... على عيني عيناك # وما يذكيه من نار ... بقلبي نورك الذاكي - # حجبت سناك عن بصري ... وفوق الشمس سيماك # وفي الغصن الرطيب وفي ال ... نقا المرتج عطفاك # PageV02P707 # وعند الروض خداك ... ومن رياه رياك # نويرة إن قليت فإن ... ني أهواك أهواك # وعيناك المنبئتا ... ك أني بعض قتلاك وقال أيضا: # وبين المسيحيات لي سامرية ... بعيد على الصب الحنيفي أن تدنو # مثلثة قد وحد الله حسنها ... فثني في قلبي بها الوجد والحزن # وطي الخمار الجون حسن كأنما ... تجمع فيه البدر والليل والدجن # وفي معقد الزنار عقد صبابتي ... فمن تحته دعص ومن فوقه غصن # وفي ذلك الوادي رشا أضلعي له ... كنائس، وقمري فؤادي له وكن وله فيها ~~أيضا: # رويدك أيها الدمع الهتون ... فدون عيان من أهوى عيون # يظن بظاهري حلم وفهم ... ودخلة باطني فيه جنون # إلى كم أستسر بما ألاقي ... وما أخفيه من شوقي يبين # نويرة بي نويرة لا سواها ... ولا شك فقد وضح اليقين وله فيها من قصيدة: # ومن جرحته مقلتاك نويرة ... فليس يرجي من جراح الأسى أسوا # أرى كل ذي سلوى رآك متيما ... فما أكثر البلوى بحسنك والشكوى # ونار الأسى تخبو بقرب نويرة ... ومن لي بأن آوي إلى جنة المأوى # PageV02P708 # وقال فيها أيضا: # وفي شرعة التثليث فرد محاسن ... تنزل شرع الحب من طرفه وحيا # وأذهل نفسي في هوى عيسوية ... بها ضلت النفس الحنيفية الهديا # فمن لجفوني بالتماح نويرة ... فتاة هي المردى لنفسي والمحيا # سبتني على عهد ms0425 من السلم بيننا ... ولو أنها حرب لكانت هي السبيا واسمها ~~على الحقيقة " جميلة " ولذلك قال فيها: # أتعلم أن لي نفسا عليله ... وأشواقاص مبرحة دخيله - # وفي طي الجميلة ريم إنس ... رمزت بها فلله الخميله فصحف اسمها كما تراه، ~~وجرى في وصفها طلق الجموح فلم يف شرط الكتاب بمداه. # @ما أخرجته من المدائح في أميره ابن صمادح # من ذلك قصيدة أولها: # لعلك بالوادي المقدس شاطئ ... فكالعنبر الهندي ما أنا واطئ # وإني في رياك واجد ريحهم ... فروح الهوى بين الجوانح ناشئ # PageV02P709 # ولي في السرى من نارهم ومنارهم ... هداة حداة والنجوم طوافئ # لذلك ما حنت ركابي وحمحمت ... عرابي وأوحى سيرها المتباطئ # فهل هاجها ما هاجني أو لعلها ... إلى الوخد من نيران وجدي لواجئ # رويدا فذا وادي لبينى وإنه ... لورد لباناتي وإني لظامئ # ميادين تهيامي ومسرح ناظري ... فللشوق غايات به ومبادئ # ولا تحسبوا غيدا حمتها مقاصر ... فتلك قلوب ضمنتها جآجئ # محاملة السلوان مبعث حسنه ... فكل إلى دين الصبابة صابئ # فكيف أرفي كلم طرفك في الحشا ... وليس لتمزيق المهند رافئ # وما لي لا أسمو مرادا وهمة ... وقد كرمت نفس وطابت ضآضئ # وما أخرتني عن تناه مبادئ ... ولا قصرت بي عن تباه مناشئ # ولكنه الدهر المناقض فعله ... فذو الفضل منحط وذو النقص نامئ # كأن زماني إذ رآني جذيله ... قلاني فلي منه عدو ممالئ # فداريت إعتابا ودارأت عاتبا ... ولم يغنني أني مدار مدارئ # فألقيت أعباء الزمان وأهله ... فما أنا إلا بالحقائق عابئ # ولازمت سمت الصمت لا عن فدامة ... فلي منطق للسمع والقلب مالئ # PageV02P710 # ولولا علا الملك ابن معن محمد ... لما برحت أصدافهن الآلئ # لآلئ إلا أن فكري غائص ... وعلمي دأماء ونطقي شاطئ # تجاوز حد الوهم واللحظ والمنى ... وأعشى الحجى لألاؤه المتلالئ # فتنعكس الأبصار وهي حواسر ... وتنقلب الأفكار وهي خواسئ أنشده هذه ~~القصيدة سنة خمس وخمسين، وأخذ عليه أنه همز فيها ما لا يهمز فقال: # عجبت لغمازين علمي بجهلهم ... وإن قناتي لا تلين على الغمز # تجلت لهم آيات فهمي ومنطقي ... مبينة الإعجاز ملزمة العجز # ولاحت لهم همزية أوحدية ... وويل ms0426 بها ويل لذي الهمز واللمز # رموها بنقص بينت فيه نقصهم ... ومن لمس الأفعى شكا ألم النكز # وإن أنكرت أفهامهم بعضها همزها ... فقد عرفت أكبادهم صحة الهمز وقال من ~~أخرى: # أقبلن في الحبرات يقصرن الخطا ... ويرين في حلل الوراشين القطا # سرب الجوى لا الجو عود حسنه ... أن يرتعي حب القلوب ويلقطا # مالت معاطفهن من سكر الصبا ... ميلا يخيف قدودها أن تسقطا # وبمسقط العلمين أوضح معلم ... لمهفهف سكن الحشا والمسقطا # ما أخجل البدر المنير إذا مشى ... يختال والخوط النضير إذا خطا! # PageV02P711 # ومنها: # يا وافدي شرق البلاد وغربها ... أكرمتها خيل الوفادة فاربطا # ورأيتما ملك البرية قاطبا ... ووردتما أرض المرية فاحططا # يرمي نحور الدارعين إذا ارتأى ... ويذل عز العالمين إذا سطا ومنها: # فإليكها تنبيك أني ربها ... نسب القطا متبين مهما قطا ومعنى هذا البيت ~~منقول من قول المعري حيث يقول: # عرفت جدودك إذ نطقت وطالما ... لغط القطا فأبان عن أنسابه وقال النابغة ~~قبله: # تدعو القطا وبه تدعى إذا نسيت ... يا صدقها حين تدعوها فتنتسب وألم بهذا ~~المعنى بعض أهل عصرنا وهو عبد الجليل، من قصيدة يمدح بها المعتمد بن بعاد ~~حيث يقول: # وحين أسمعت ما أسمعت من كلم ... تمثلت لهم الأعراب والحلل ومن أناشيد أهل ~~المعاني لأبي وجزة السعدي في صفة القطا مما يتعلق # PageV02P712 # بهذا المعنى. # ما زلن ينسبن وهنا كل صادقة ... باتت تباكر عرما غير أزواج # حتى سلكن الشوى منهن في مسك ... من نسل جوابة الآفاق مهداج # تنساب منهن فيه أمة خلقت ... جدا مذبحة منه بأوداج وله أيضا: # خليلي من قيس بن عيلان خليا ... ركابي تعرج نحو منعرجاتها # بعيشكما ذات اليمين فإنني ... أراح لشم الروح من عقداتها # PageV02P713 # فقد عقبت ريح النعامى كأنما ... سلام سليمى راح في نفحاتها # وتيماء للقلب المتيم منزل ... فعوجا بتسليم على سلماتها # وإن تسعدا من أسلم الصبر قلبه ... يعرس بدوح البان من عرصاتها # فبانتها الغيناء مألف بانة ... جنيت الغرام البرح من ثمراتها # وروضتها الغناء مسرح روضة ... تبختر في الموشي من حبراتها # هنالك خوط في منابت عزة ... تخال القنا الخطي بعض ms0427 نباتها # مشاعر تهيام وكعبة فتنة ... فؤادي من حجابها ودعاتها # فكم صافحتني في مناها يد المنى ... وكم هب عرف اللهو من عرفاتها # عهدت بها أصنام حسن عهدنني ... هوى عبد عزاها وعبد مناتها # أهل بأشواقي إليها وأتقي ... شرائعها في الحب حق تقاتها # غرام كإقدام ابن معن ومغرم ... كإنعامه والأرض في أزماتها ومنها: # وكم قد رأت رأي الخوارج فرقة ... فكنت عليا في حروب شراتها # بعزم أبي لا يرد مضاؤه ... وهل تملك الأفلاك عن حركاتها - # هو الجاعل الهيجا حشا وسنانه ... هوى فهو لا يعدو قلوب كماتها ومنها: # وكم خطبتني مصر في نيل نيلها ... ورامت بنا بغداد ورد فراتها # ولم أرض أرضا غير مبدإ نشأتي ... ولو لحت شمسا في سماء ولاتها # PageV02P714 # ولي أمل إن يسعد السعد نلته ... ويفهم سر النفس في رمزاتها # وأسنى المنى ما نيل في ميعة الصبا ... وهل تحسن الأشياء بعد فواتها - ~~قوله: " هو الجاعل الهيجا حشا " - البيت، ذهب بمعناه إلى قول أبي الطيب: # كأن الهام في الهيجا عيون ... وقد طبعت سيوفك من رقاد # وقد صغت الأسنة من هموم ... فما يخطون إلا في فؤاد وألم أبو الطيب في ~~بيته بقول مسلم: # لو أن خلقا يخلقون منية ... من بأسهم كانوا بني جبريلا # قوم إذا احتدم الهجير من الوغى ... جعلوا الجماجم للسيوف مقيلا وقول مسلم ~~يشير إلى ما قال النميري: # ذكر برونقه الدماتء كأنما ... يعلو الرجال بأرجوان ناقع # وكأن وقعته بجمجمة الفتى ... خدر المدامة أو نعاس الهاجع وقال ابن الحداد ~~من أخرى: # PageV02P715 # فذر العقيق مجانبا لعقوقه ... وذر العذيب عذيب ذات الضال # أفق محلى بالقواضب والقنا ... للأغيد المعطار لا المعطال # حجوبك إلا من توهم خاطري ... وحموك إلا من تبوء بالي # والقارظان جميل صبري والكرى ... فمتى أرجي منك طيف خيال - والقارظان ~~رجلان ذكرتهما قديما، قال أبو ذؤيب: # وحتى يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في الهلكى كليب لوائل فأحدهما فقد ~~في طلب القرظ؛ نهشته حية، واسمه عامر بن رهم بن هميم من النمر بن قاسط، ولا ~~حديث له. وأما حديث الآخر فسببه كان خروج قضاعة من مكة، وذلك أن ms0428 خزيمة بن ~~مالك بن نهد هوي فاطمة بنت يذكر بن عنزة وخطبها، فرده أبوها عنها، فخرج ذات ~~يوم هو وأبوها يذكر يطلبان القرظ، فمرا بقليب فيه معسل للنحل، فتقارعا ~~للنزول فيها، فوقعت القرعة على يذكر، فنزل واجتنى العسل، ثم قال: أخرجني، ~~فقال له خزيمة: لا أخرجك حتى تزوجني فاطمة، فقال: أخرجني وأفعل؛ فتركه هناك ~~ومات بها. وانصرف إلى الحي، فسئل عنه فقال: أخذت طريقا وأخذ أخرى، واتهموه، ~~وأرادوا قتله فمنعه أهله. وإن خزيمة شهر نفسه بقوله: # PageV02P716 # فتاة كأن رضاب العصير ... يعل بفيها مع الزنجبيل # قتلت أباها على حبها ... فتبخل إن بخلت أو تنيل فاحتربت بكر وقضاعة ~~بسببه، فكان ذلك أول بدء تفرقهم عن تهامة، فلما أخذوا يتفرقون قيل لخزيمة: ~~إن فاطمة قد ذهب بها فلا سبيل إليها، فقال: أما دامت حية فأنا أطمع فيها، ~~وقال: # إذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا # وحالت دون ذلك من همومي ... هموم تخرج الداء الدفينا وقال ابن الحداد ~~أيضا: # فيا عجبا أن ظل قلبي مؤمنا ... بشرع غرام ظل بالوصل كافرا # أرجي لسلواني نشورا وحسنها ... يرى رأي ذي الإلحاد أن ليس ناشرا # وليس على حكم الزمان تحكم ... على حسب الأفعال يجري مصادرا # ومعرفة الأيام تجدي تجاريا ... ومن فهم الأشطار فك الدوائرا # ولولا طلاب الدهر غاية علمها ... لما بسطوا منها بسيطا ووافرا # ولولا أبو يحيى ابن معن محمد ... لما كانت الأيام عندي ذخائرا # فلا تنكروا مني بديعا فمجده ... نوادر قد أوحت إلي النوادرا # PageV02P717 # يحج ذراه الدهر عاف وخائف ... جموعا كما وافى الحجيج المشاعرا # فزر مكة مهما اقترفت مآثما ... وزر أفقه مهما شكوت مفاقرا # تهيم بمرآه العصور جلالة ... وتحسد أولاها عليه الأواخرا وله فيه أيضا: # يا سائلي عما زكنت من الورى ... والسر قد يفضي إلى الإعلان # إبها سقطت على الخبير بحالهم ... عند العروض حقائق الأوزان # هم كالقريض وكسره من وزنه ... يبدو من التحريك والإسكان # هاجوا سكوني فاستدمت هياجهم ... إن الحراك دلالة الحيوان # فإنجاب عن شمسي دجى إجلابهم ... ولرب برء كان في بحران # لما فضلت رموا بكل ms0429 عظيمة ... والفضل موضع أسهم البهتان # شاد ابن معن في تجيب مكارما ... ليست لمعن في بني شيبان # يا من يضيف إليه حاتم طيئ ... مرعى ولكن ليس كالسعدان # أعطته أهواء القلوب سياسة ... خفيت لطائفها على ساسان # وبدت إلينا منه صورة سيرة ... تنبيك عما سنه العمران قوله " هم كالقريض " ~~-. البيت، كقول أبي العلاء: # PageV02P718 # تقارب عالمنا وامتزج ... فرج حياتك في من يزج # فإني رأيت طويل العروض ... من متقاربه والهزج وله فيه في أخرى: # سل البانة الغيناء عن ملعب الجرد ... وروضتها الغناء عن رشأ الأسد # وسجسج ذاك الظل عن مهلب الحشا ... وسلسل ذاك الماء عن مضرم الوجد # فعهدي به في ذلك الدوح كانسا ... ومن لي بالرجعى إلى ذلك العهد # وفي الجنة الألفاف أحور أزهر ... تلاعب قضب الرند فيه قنا الهند ومنها: # فأي جنان لم يدع نهب لوعة ... وقد لاح من تلك المحاسن في جند - # وفي صدغه الليلي نار حباحب ... من القرط يصلاها حباب من العقد # وفي رنده الريان سور تعضه ... فيدمى كما ثار الشرار من الزند # أحاذر أن ينقد لينا فأنثني ... بقلب شفيق من تثنيه منقد # وقد جرحت عيناي صفحة خده ... على خطأ فاختار قتلي على عمد # وآمل من دمعي إلانة قلبه ... ولا أثر للغيث في الحجر الصلد # وإني بذات الأيك أسعد ورقه ... فهل عند ذات الطوق ما للهوى عندي ومنها: # ويا لك من نهر صؤول مجلجل ... كأن الثرى مزن به دائم الرعد # PageV02P719 # إذا صافحته الريح تصقل متنه ... وتصنع فيه صنع داود في السرد # كأن يد الملك ابن معن محمد ... تفجره من منبع الجود والرفد # ويرفل في أزهاره واخضراره ... كما رفلت نعماه في حلل الحمد # وقد وردت في غمره نهل القطا ... كما ازدحمت في كفه قبل الوفد # مفيض الأيادي فوق أدنى وأرفع ... وصوب الغوادي شامل الغور والنجد # فمن جوده ما في الغمامة من حيا ... ومن نوره ما في الغزالة من وقد # تلألأ كالإفرند في صارم النهى ... وكرر كالإبريز في جاحم الوقد # وإن ولهت فيه أذيهان معشر ... فلا فضل للأنوار في مقلة الخلد # ومنك أخذنا القول ms0430 فيك جلالة ... وما طاب ماء الورد إلا من الورد قال ابن ~~بسام: قوله " أذيهان معشر " بالتصغير، يشبه قول عيسى بن عمر: ما كانت إلا ~~أثيابا في أسيفاط قبضها عشاروك. ولعله أراد أن يتبع أبا الطيب في قوله: # ظللت بين أصيحابي أكفكفه ... وظل يسفح بين العذر والعذل وهيهات، ما كل من ~~جرى سبق، ولا كل من ارتاح نطق. # وله من قصيدة أولها: # نوى أجرت الأفلاك وهي النواعج ... وأطلعت الأبراج وهي الهوادج # PageV02P720 # طواويس حسن روعتني ببينها ... غرابيب حزن بالفراق شواحج # موائس قضب فوق كثب كأنما ... تحمل نعمان بهن وعالج # وما حزني ألا تعوج حدوجهم ... لو الهودج المزرور منهن عائج # مضرج برد الوجنتين كأنما ... له من ظبات المقلتين ضوارج # وما الدهر إلا ليلة مدلهمة ... وكون ابن معن صبحها المتبالج # كأنك في الأملاك نقطة دائر ... وأملاكها منها خطوط خوارج # سماح وإقدام وحلم وعفة ... مزجن فأبدى مهجة الفضل مازج # فقد صاك من فضل العوالم طيبه ... وهل يكتم المسك الذكي نوافج # مساع أحلتك العلا فكأنها ... مراق إلى حيث السها ومعارج وله في من أخرى: # لقد سامني هونا وخسفا هواكم ... ولا غرو عز الصب أن يتعبدا # إذا شئت تنكيلا وتنكيد عيشة ... فحسبك أن تهوى سليمى ومهددا # وإن تبغ إحسانا وإحماد مقصد ... فحسبك أن تلقى ابن معن محمدا # حليم وقد خفت حلوم فلو سرى ... بعنصر نار حلمه ما تصعدا # جواد لو إن الجود بارى يمينه ... لكان قرار الحرب في الناس سرمدا # ذكي لو إن الشمس تحوي ذكاءه ... لما وجد الظمآن للماء موردا # ولو في الحداد البيض حدة ذهنه ... لما صاغ داود الدلاص المسدرا واصطبح ~~المعتصم يوما مع ندمائه، وأظهر صبية مهدوية في أنواع # PageV02P721 # من اللعب المطرب، وحضر أيضا لاعب مصري هنالك، فارتجل ابن الحداد يصف ذلك: # كذا فلتلح قمرا زاهرا ... وتجن الهوى ناضرا ناضرا # وسيبك صوب ندى مغدق ... أقام لنا هاملا مامرا # وإن ليومك ذا رونقا ... منيرا لنور الضحى باهرا # صباح اصطباح بإسفاره ... لحظنا محيا العلا سافرا # وأطلعت فيه نجوم الكؤوس ... وما زال كوكبها زاهرا # وأسمعتنا لاحنا فاتنا ms0431 ... وأحضرتنا لاعبا ساحرا # يزفن فوق رؤوس القيان ... فتنظر ما يذهل الناظرا # ويخطفها ذيل سرباله ... فتبصر طالعها غائرا # فظاهرها ينثني باطنا ... وباطنها ينثني ظاهرا # وثناه ثان لألعابه ... دقائق تثني الحجى حائرا # وفي قيم الراح من سحره ... خواطر ولهت الخاطرا # إذا ورد اللحظ أثناءها ... فما الوهم عن وردها صادرا # ومن بدع نعماك إبداعه ... فما أنفك عارضها ماطرا # وسروك يجتذب المغربات ... ويجعل غائبها حاضرا وله فيه أيضا: # والنفس عادمة الكمال وإنما ... بالبحث عن علم الحقائق تكمل # والمرء مثل النصل في إصدائه ... والجهل يصدي والتفهم يصقل # PageV02P722 # ومنها: # متلألئ يثني العيون نواكسا ... كالشمس تعكس لحظ من يتأمل # لا يتقي رمد النوائب ناظر ... يجلى بنير صفحتيك ويكحل # وكأن راحته الذراع إفاضة ... وكأنما الأنواء منها الأنمل # تتصور الأكوان في حوبائه ... فكأن خاطره الصقيل سجنجل ومنها: # وإذا رأتك الشهب مزمع عزوة ... ودت جميعا انها لك جحفل # ولو الأمور جرت على مقدارها ... حمل السلاح لك السماك الأعزل وله فيه من ~~أخرى: # دوين الكثيب الفرد قضب وكثبان ... عليها لورق الوجد سجع وإرنان # وفي ظلل الأفنان خوط على نقا ... منيع الجنى لدن التأود فينان # وفي مكنس الرقم المنمنم أحور ... كأن مصاليت الظبا منه أجفان # وبين دراري القلائد نير ... له الحسن تم والتلثم نقصان # على صدغه الشعرى تلوح وتلتظي ... وفي نحره الجوزاء تزهى وتزدان ومنها: # وما بال طرفي لا يوافيك شاكيا ... وطرفك في كل الأحايين وسنان # PageV02P723 # وفي ثغرك الوضاح ري لبانتي ... فظلمك صدءاء وقلبي صديان # تسح بأهواء الورى منه راحة ... شآبيبها فيها لجين وعقيان # وما كيمينيه الفرات ودجلة ... وإن حكموا أن المرية بغدان # به اعتدلت أزمانها وهواؤها ... فكانون أيلول وتموز نيسان وله من أخرى ~~يعتذر من خروجه عن المرية بعد اعتقال أخيه، وكتب بها من مرسية: # الدهر لا ينفك من حدثانه ... والمرء منقاد لحكم زمانه # فدع الزمان فإنه لم يعتمد ... بجلاله أحدا ولا بهوانه # كالمزن لم يخصص بنافع صوبه ... أفقا ولم يختر أذى طوفانه # لكن لباريه بواطن حكمة ... في ظاهر الأضداد من أكوانه ومنها: # وعلمت أن السعي ليس بمنجح ... ما لا يكون ms0432 السعد من أعوانه # والجد دون الجد ليس بنافع ... والرمح لا يمضي بغير سنانه ومنها: # وسما إلى الملك الرضا ابن صمادح ... فأدالني بالسخط من رضوانه # PageV02P724 # وهوى بنجمي من سماء سنائه ... وقضى بحطي من ذرا سلطانه ومن شعره أيضا في ~~بني هود، ولحق ابن الحداد بسرقسطة سنة إحدى وستين، فأكثر المقتدر بالله من ~~بره، وعلم أنه متشوف إلى شعره، فمدحه بقصيدة أولها: # أسالت غداة البين لؤلؤ أجفان ... وأجرت عقيق الدمع في صحن عقيان # وألقت حلاها من أسى فكأنما ... أطارت شوادي الورق عن فنن البان # وأذهلها داعي النوى عن تنقب ... فحيا محياها بتفاح لبنان # وقد أطبقت فوق الأقاحي بنفسجا ... كما خمشت وردا بعناب سوسان ومنها: # وليل بهيم سرته ونجومه ... أزاهر روض أو سواهر أجفان # كان الثريا فيه كأس مدامة ... وقد مالت الجوزاء ميلة نشوان # وما الدهر إلا ليلة مدلهمة ... وشمس ضحاها أحمد بن سليمان وله فيه من ~~أخرى أولها: # وقفوا غداة النفر ثم تصفحوا ... فرأوا أسارى الدمع كيف تسرح وفيها يقول: # كافأت متجهي بوجهي نحوكم ... ونواظر الأملاك نحوي طمح # أيام روعني الزمان بريبه ... وأجد بي خطب الفرار الأفدح # ولئن أتاني صرفه من مأمني ... فالدهر يجمل تارة ويجلح # PageV02P725 # فكأنما الإظلام أيم أرقط ... وكأنما الإصباح ذئب أضبح # صدع الزمان جميع شملي منحيا ... إن الزمان مملك لا يسجح # فقضى بحطي عن سمائي واقتضى ... رحلا تطيح ركائي وتطلح # يممتها سرقسطة وهي المدى ... والدهر يكبح واعتزامي يجمح # حيث العلا تجلى وآثار المنى ... تجنى وساعية المطالب تنجح # والنفستوقن أن عهدك في الندى ... موف بما طمحت إليه وتطمح # فحيا النفس المنى من بحر جودك يمترى ... وسنا الضحى من زند مجدك يقدح ~~ومنها: # والشعر إن لم أعتقده شريعة ... أمسي إليها بالحفاظ وأصبح # فبسحره مهما دعوت إجابة ... ولفكره مهما اجتليت توضح # فاذخر من الكلم العلي لآلئا ... يبأى بها جيد العلاء ويبجح # واربأ بمجدك عن سواقط سقط ... هي في الحقيقة مقدح لا ممدح # ونظام ملكك رائق متناسب ... فكما جللتم فليجل المدح وكان ابن ردمير ~~الطاغية قد بنى على بعض حصون سرقسطة، فنهد # PageV02P726 # له ms0433 المقتدر، وأسرى إليه، وأناخ عليه، وابن ردمير في جموعه يشرف على ذلك ~~من بعض جباله، ثم عطف المقتدر على بعض حصونه وافتتحه، وانصرف غانما إلى ~~سرقطسة سنة اثنين وستين، فقال يصف ذلك: # مضاؤك مضمون له النصر والفتح ... وسعيك مقرون به اليمن والنجح # إذا كان سعي المرء لله وحده ... تدانت أقاصي ما نحاه وما ينحو # بك اقتدح الإسلام زند انتصاره ... وبيضك نار شبها ذلك القدح # وجلى ظلام الكفر منك بغرة ... هي الشمس والهندي يقدمها الصبح # فهم ذهلوا عن شرعهم وحدوده ... فقد عطل الإنجيل واطرح الفصح وله يهنئ ~~المؤتمن بن المقتدر بن هود بمولود من جملة قصيدة: # فبشر سماء السنا والسناء ... بنجم هدى لاح في آل هود # بمقتبس من شموس النفوس ... ومقتدح من زناد السعود # هلال تألق من بدر سعد ... ومزن تخلق من بحر جود # شهاب من النيرين استطار ... لإرداء كل مريد عنيد # ونصل إذا تم منه انتضاء ... فويح العدا من مبير مبيد # تبين فيه كمون الذكاء ... ويا رب نار بمخضر عود وله أيضا من قصيدة في ~~المقتدر، ويذكر كمال السلم بينه وبين أخيه المظفر، ويصف غزو الحاجب ابنه ~~المؤتمن وبنيانه في نحر العدو حصن المدور: # PageV02P727 # مساعيك في نحر العدو سهام ... ورأيك في هام الضلال حسام # ولمحك يردي القرن وهو مدجج ... وذكرك يثني الجيش وهو لهام # كأنك لا ترضى البسيطة منزلا ... إذا لم يطنبه عليك قتام ومنها: # كأنك خلت الشمس خودا فلم يزل ... يقنعها بالنقع منك لثام # وقد يحسبون السلم منك سلامة ... ورب منام دب فيه حمام ثم عاد ابن الحداد ~~إلى المرية، وحسن بعد بها مثواه، وأكرمه المعتصم وأجزل قراه. # @ومن شعره في النسيب وما يتصل به من الأصواف # آيا شجرات الحي من شاطئ الوادي ... سقاك الحيا سقياك للدنف الصادي # فكانت لنا في ظلكن عشية ... نسيت بها حسنا صبيحة أعيادي # بها ساعدتني من زماني سعادة ... فقابلني أنس الحبيب بإسعادي # فيا شجرات أثمرت كل لذة ... جناك لذيذ لو جنيت على الغادي # فهل لي إلى الظبي الذي كان آنسا ... بظلك من تجديد عهد ms0434 وترداد # وقلبي على أغصان دوحك طائر ... ينوح ويشدو والهوى نائح شاد وقال أيضا: # يا زائرا ملأ النواظر نورا ... والنفس لهوا والضلوع سرورا # PageV02P728 # لو أستطيع فرشت كل مسالكي ... حدقا وبيض سوالف ونحورا # فيك اكتسى جوي سنا وتلألؤا ... وارتد تربي عنبرا وعبيرا وله أيضا: # واصل أخاك وإن أتاك بمنكر ... فخلوص شيء قلما يتمكن # ولكل شيء آفة موجودة ... إن السراج على سناه يدخن وشعر ابن الحداد كثير، ~~ولا يفي بشرط هذا الكتاب إلا ما كتبت منه. # @لمع من أخبار الأمير ابن صمادح المذكور # هو أبو يحيى محمد بن معن بن صمادح التجيبي. وقد ذكر ابن حيان بيته في ~~تجيب، وألمع بلمع من أسباب ملكه المغصوب، وبين كيف تبلج نهاره، ومن أين ~~انصب تياره. وقد كتبت من ذلك ما أمكنني تفسيره، ولاقت بكتابي أعجازه ~~وصدوره. # قال ابن حيان: كان جده محمد بن أحمد بن صمادح المكتني أيضا بأبي يحيى ~~صاحب مدينة وشقة وعملها، طلعت نباهته في أيام المؤيد # PageV02P729 # هشام، ثم كان له بسليمان اتصال فثنى له الوزارة وأمضاه على عمله، وكان ~~أول أمره مجاملا لابن عمه منذر بن يحيى التجيبي، يظهر موافقته، ويكاتمه من ~~حسده إياه ما لا شيء فوقه، حتى خذله تجمله، فلم يلبث أن تفرجت الحال بينهما ~~بعد مضي سليمان، وتحاربا على ملك وشقة، فعجز ابن صمادح عن منذر لكثرة جمعه، ~~وأسلم له البلد وفر بنفسه؛ فلم بق له بالثغر متعلق، وكان أول ساقط من ~~الثوار، لم يتمل سلطانه ولا أورثه من بعده. # وكان أبو يحيى هذا رجل الثغر رأيا ومعرفة، ودهيا ولسانا وعارضة؛ ولم يكن ~~في أصحاب السيوف من يعدله في خلاله هذه - من رجل محروم، يقارنه الشؤم، ~~ويقعد به النكد واللؤم. وكان يحمل قطعة صالحة من الأدب ينال بها حاجاته ~~مخاطبا ومذكرا، وكان لا يزال يسمو إلى طلب الدنيا والحرص عليها في أكثر ~~حركاته، فيقعد به جده، وينكسه زمانه، إلى أن أخنى عليه - حسبما ذكرناه. # وأما معن ابنه ذو الغدرة الصلعاء، فإنه لما قتل زهير فتى ابن أبي عامر ~~صاحب ms0435 المرية، وصارت لعبد العزيز بن أبي عامر واستضافها إلى بلده بلنسية، ~~واستمد بما ورثه من تلاد الفتيان العامريين موالي جده # PageV02P730 # حسده على ذلك مجاهد صاحب دانية، وأظلم الأفق بينهما، فخرج مجاهد غازيا ~~إلى بلاد عبد العزيز، وهو بالمرية مشتغل في تركية زهير، فخرج مبادرا عنها ~~لاستصلاح مجاهد، واستخلف فيها صهره ووزيره معن بن صمادح، فكان شر خليفة ~~استخلف، لم يكد يواري وجهه عبد العزيز عنه حتى عمل بالغدر به والتمهيد ~~لنفسه عند رعيته، فخانه الأمانة، وطرده عن الإمارة، ونصب له الحرب، فغرب في ~~اللؤم ما شاء؛ وتنكب التوفيق ابن أبي عامر لاسترعائه الذئب الأزل على ثلته، ~~ومسترعي الذئب أظلم، وسر الله في خليفته لا يظهر أحدا عليه؛ وكان من العجب ~~أن تملاها ابن صمادح مدته، وخلفها ميراثا في عقبه. # ثم أفضى الأمر من بعده إلى ابنه أبي يحيى محمد بن معن، وصار من العجائب ~~أن ارتقى ذروة الإمارة، وتلقب من الأسماء الخلافية بالمعتصم، والرشيد لم ~~يلده، وهو يعلم أن من الجور أس ملكه الموروث عن أب لم يكرم فيه فعله، ولا ~~طال في طلبه تعبه، ثم لم يكفه تغطيه عن أجنحة النوائب بساحله الذي حال ~~الحوز أمامه واللج وراءه، فرعى خضرته ولبس فروته، وأفنى دجاجه، مستبدا بمال ~~ألفاه، لا يتجاوز به شهواته ومآربه إلى قضاء حق في جهاد عدو أو سد ثغر، أو ~~معونة على بر؛ حتى مل العافية، وبطر الدعة، وطلب الزيادة، فسعى للتوسع في ~~بره # PageV02P731 # فحاول مفاتنة أحق الناس بولايته، ابن خاله عبد الملك بن عبد العزيز بن ~~أبي عامر الفتى المتأمر - كان - ببلنسية بعد أبيه عبد العزيز المنصور، ولم ~~يرع فيه حق صهره يحيى بن ذي النون كبير أمراء الأندلس، وقد كان بادر إلى ~~مفاتنته، وبادر السير إثر خاله عبد العزيز بنفسه، طمعا في مدينة لورقة، فصد ~~عنها خائبا، وانصرف على قطيعة عبد الملك منها وزير صدق، شيخ مجرب للأمور، ~~يلجأ من تدبيره إلى كهف منيع، وهو الوزير ابن عبد العزيز، وعلى ذلك صمد ابن ~~صمادح هذا ms0436 على حصن من عمل تدمير وثب فيه لعامل عبد الملك، وجرت بينهما ~~خطوب، واستعان بحليفه باديس، واستمده على ما ذهب إليه من الفتنة، فوجده ~~مسارعا إلى ذلك، لما كان يعتقده من العصبية البربرية، ويذهب إليه من إيراء ~~الفرقة بين أضداده الأندلسيين، على ذلك كله انقلب ابن معن هذا خائب السعي، ~~قبيح الخجل، ضائع النفقة؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: ولم يكن أبو يحيى هذا من فحولة ملوك الفتنة، أخلد إلى ~~الدعة، واكتفى بالضيق من السعة، واقتصر على قصر يبنيه، وعلق يقتنيه، وميدان ~~من اللذة يستولي عليه ويبرز فيه؛ غير أنه كان # PageV02P732 # رحب الفناء، جزل العطاء، حليما عن الدماء والدهماء؛ طافت به الآمال، ~~واتسع في مدحه المقال، وأعلمت إلى حضرته الرحال، ولزمه جملة من فحول شعراء ~~الوقت كأبي عبد الله بن الحداد وأبي الفضل ابن شرف وابن عبادة وابن الشهيد ~~وغيرهم ممن لم يعلق بسواه سببا، ولا شد إلى غير ذراه كورا ولا قتبا. # وقد كانت بينه وبين حلفائه من ملوك الطوائف في الجزيرة، فتون مبيرة، ~~غلبوه عليها، وأخرجوه من سجيته مكرها إليها، لم يكن مكانه منها بمكين، ولا ~~صحبه فيها بمبين. وقد اندرجت له ولهم في تضاعيف هذا التصنيف قصص تضيق عنها ~~الأيام، وتتبرأ منها القراطيس والأقلام. # ولما أهابوا بأمير المسلمين وناصر الدين أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه ~~الله، دخل ابن صمادح في غمارهم، ومشى على آثارهم، فخرج عن المرية إلى لييط ~~يجر جيشا، لا تتأيى الطير غدوته، ولا يتوقع العدو وطأته: # ولما رأت ركب النميري أعرضت ... وكن من أن يلقينه حذرات فألفى بها أمير ~~المسلمين قد وضع قدمه على صلعته، وضرب أبنيته # PageV02P733 # بين جوزائها وهقعتها، وتمكن من قيادها، وألقت إليه بأفلاذ أكبادها، لولا ~~أجل محتوم، وتخاذل من ملوك الطوائف بالأندلس معلوم؛ فعرض ابن صمادح نفسه ~~عليه، ومثل بين يديه، فتلقاه أمير المسلمين، رحمه الله، بجميل نظره، وبوأه ~~جانبا من معسكره؛ فكان كالقري أفضى إلى البحر، أو الكوكب الدري غرق في لجة ~~الفجر؛ وسيأتي الخبر عن ذلك ms0437 مشروحا في أخبار محمد بن عباد المخلوع، بموضعه ~~من هذا المجموع. # وائتسى ابن صمادح به مجاهرا بالعصيان، وأبدى صفحة الشنآن، فوافيا نكبتهما ~~كفرسي رهان؛ غير أن ابن صمادح كانت بينه وبين الله سريرة، أو سلفت له عند ~~الحمام يد مشكورة، مات وليس بينه وبين حلول الفاقرة به إلا أيام يسيرة، في ~~سلطانه وبلده، وبين أهله وولده. # حدثني من لا أرد خبره عن أروى بعض مسان خطايا أبيه قالت: إني لعنده وهو ~~يوصي بشأنه، وقد غلب على أكثر يده ولسانه، ومعسكر أمير المسلمين يومئذ بحيث ~~نعد خيماتهم، ونسمع اختلاط أصواتهم، إذ سمع وجبة من وجباتهم، فقال: لا إله ~~إلا الله، نغص علينا كل شيء حتى الموت! قالت أروى: فدمعت عيني، فلا أنسى ~~طرفا إلي يرفعه، وإنشاده إياي بصوت لا أكاد أسمعه: # ترفق بدمعك لا تفنه ... فبين يديك بكاء طويل # PageV02P734 # وكنا فيما أوصى به إلى ابنه الذي كان رشحه لسلطانه، وبوأه صدر إيوانه، ~~ولقبه من الألقاب السلطانية بالواثق بالله، أن قال له: يا بني إن ابن عباد ~~معنى السريرة، وشيخ هذه الجزيرة، فساعة يبلغك عنه شيء فأخف صوتك، وانج ~~وليتك. # فلما فار التنور، وبطلت تلك الأساطير، وسقط عليه بخبر ابن عباد الخبير، ~~باع ذروة الملك، بصهوة الفلك، واعتاض من مناسمة الروح والريحان، بمزاحمة ~~الشراع والسكان، ومن سماع نغم المزامير والأوتار، بالتصامم عن صخب تلك ~~الأثباج والغمار. وخلى أهل المرية بينه وبين شأنه رعيا للذمام، ومكافأة عن ~~سالف أياديه الجسام، وسخر له البحر فنجا ولم يعلقه شرك، ولا رجع عليه درك. # ولأبي يحيى بن صمادح: # وتحت الغلائل معنى غريب ... شفاء الغليل وبرء العليل # فهل لي من نيله نائل ... ولابن السبيل إليه سبيل # فما لي إلا الهوى متجر ... فغير الغواني متاع قليل # فيا ربة الحسن في غاية ... وعصر الشباب وظل المقيل # ذريني أعانق منك القضيب ... وأرشف من ثغرك السلسبيل # PageV02P735 # وكتب إليه النحلي: # أيا من لا يضاف إليه ثان ... ومن ورث العلا بابا فبابا # أجلك أن تكون سواد عيني ... وأبصر دون ما أبغي حجابا # ويمشي ms0438 الناس كلهم حماما ... وأمشي بينهم وحدي غرابا فوصله، وراجعه: # وأنت ولليل البهيم مطارف ... عليك وهذي للصباح برود # وأنت لدينا ما بقيت مقرب ... وعيشك سلسال الجمام برود وله في خبر: # لما غدا مفجوعا بأسوده ... وفض كل ختام من عزائمه # ركبت ظهر جوادي كي أعزيه ... وقلت للسيف كن لي من تمائمه وله: # انظر إلى حسن هذا الماء في صببه ... كأنه أرقم قد جد في هربه # PageV02P736 # @أبو يحيى رفيه الدولة بن صمادح # من بيت إمارة، والي عليها السعد طوافه واعتماره، انتجعوا انتجاع الأنواء، ~~واستطعموا في المحل والأواء، وأبو يحيى فجر ذلك الصباح، وضوء ذلك المصباح، ~~التحف بالصون وارتدى، وراح على الانقباض واغتدى، فما تراه إلا سالكا جددا، ~~ولا تلقاه إلا لابسا سؤددا. وله أدب كالروض إذا زهر، والصبح إذا اشتهر، ~~وقفه على النسيب، وصرفه إلى المحبوبة والحبيب: # يا عابد الرحمن كم ليل ... أرقني وجدا ولم تشعر # إذ كنت كالغصن ثنته الصبا ... وصحن ذاك الخد لم يشعر وله: # ما لي وللبدر لم يسمح بزورته ... لعله ترك الإجمال أو هجرا # إن كان ذاك لذنب ما شعرت به ... فأكرم الناس من يعفو إذا قدرا وله: # وأهيف لا يلوي على عتب عاتب ... ويقضي علينا بالظنون الكواذب # يحكم فينا أمره فنطيعه ... ويحسب منه الحكم ضربة لازب وله: # وعلقته حلو الشمائل ماجنا ... خنث الكلام مرنح الأعطاف # ما زلت أنصفه وأوجب حقه ... لكنه يأبى على الإنصاف # PageV02P737 # وله: # حبيب متى ينأى عن القلب شخصه ... يكاد فؤادي أن يطير من البين # ويهدأ ما بين الضلوع إذا بدا ... كأن على قلبي تمائم من عيني وله إلى أبي ~~نصر: # قدمت أبا نصر على حال وحشة ... فجاءت بك الآمال واتصل الأنس # وقرت بك العينان واتصل المنى ... وفازت على يأس لبغيتها النفس # فأهلا وسهلا بالوزارات كلها ... ومن رأيه في كل مظلمة شمس وكتب ابن ~~اللبانة لرفيع الدولة: # يا ذا الذي هز أمداحي بحلبته ... وعزه أن يهز المجد والكرما # واديك لا زرع فيه اليوم تبذله ... فجد عليه لأيام المنى سلما فراجعه: # المجد يخجل من لقياك في زمن ms0439 ... ثناه عن واجب البر الذي علما # فدونك النزر من مصف مودته ... حتى توفر أيام المنى السلما وله: # سلوت أبا نصر وما كنت ساليا ... وأظهرت عن قرب المزار التنائيا # PageV02P738 # فديتك قل كيف اجترأت على النوى ... وخلفت من تهواه بالجزع ثاويا # ظننت بأن يسليك نأي محله ... وهيهات ما تزداد إلا تماديا وله: # عجبت أبا نصر لعيشك آسيا ... بفاس ما فيها مقام لفاضل # وفي حمص الدنيا نعيم وجنة ... وماء وظل وارف غير زائل @فصل في ذكر الأديب ~~أبي محمد بن مالك القرطبي # @وإيراد جملة من نظمه ونثره # وكان فردا من أفراد الشعراء والكتاب، وبحرا من بحور المعارف والآداب، شق ~~كمام الكلام عن أفانين النور والزهر، ورفل من النثر والنظام بين الآصال ~~والبكر؛ ولم يقع إلي من شعره ونثره، إلا نبذة كإيماء المريب بذات صدره، ~~وفيما أثبت منها ما يغرب بذكره، ويعرب عن عجيب أمره. وأقام بالمرية مدة تحت ~~ضنك معيشة مع عدة مدائح، رفعها لأميرها ابن صمادح، فلما كان يوم عيد أنشده ~~شعرا قال فيه: # PageV02P739 # أإخواننا لهفا عليكم وحسرة ... فإنا صحبناكم أبر أصاحب # عليكم سلام من محب يودكم ... فقد قلقت نحو العراق ركائبي # وما هو إلا البين قد جد جده ... فلم يبق منه غير شد الحقائب # حقائب قد ضمن كل لطيفة ... وإن صفرت من منفسات المواهب # أمعتصما بالله يا خير موئل ... وأكرم مأمول وأفضل واهب # مضى الفطر والأضحى ولا نيل يقتضى ... فلم أخفقت وحدي إليك مطالبي # وكم عفت قدما من جزيل مواهب ... وقد خطبتني من جميع الجوانب # سأرحل عنكم دون زاد لبلغة ... وتلك لعمري سبة في العواقب فقال له ذو ~~الوزارتين أبو الاصبغ ابن أرقم: عياذا بالله من ذلك يا أبا محمد. وما زال ~~يعلن باضطراره، ويشكو الفقر في أشعاره، حتى أعياه ذلك، فجعل بعد يصف الغنى ~~واليسار هنالك، تعريضا وتطييبا، فمن ذلك قوله من جملة قصيدة: # وما نذكر الإعدام إلا تخيلا ... لكثرة ما أغنى نداه وما أقنى # وأكثر ما نخشاه طغيان ثروة ... فإنا نرى الإنسان يطغى إذا استغنى فقال له ~~بعض أصحابه ms0440: ومن أين هذا الغنى وقديما تشكو الفقر - ومضوا معه إلى منزله ~~فما وجدوا معه غير قلة فخار وقدح للماء، ونحو ثمانية أرطال دقيق في مخلاة. # PageV02P740 # @فصول له من مقامة تعرب عن حفظ كثير # @خاطب بها ابن صمادح المذكور # @اقتضبها لطولها وسقت بعض فصولها # يقول في فصل منها: # إن تطلع - لا زال طالعا نجم سعوده - إلى نبأ من أنباء عبيده، فإني أنبئه، ~~ولا أنبئ إلا حقا، وأخبره ولا أخبر إلا صدقا؛ أما الأفئدة من بعده فمفؤودة، ~~وأما الأكباد لبعده فمكبودة، والدهر من بعده ليلة ليلاء، والناس جبلة ~~دهماء. # وفي فصل: بشرى لنا ولدولته الغراء، وهنيئا لنا ولحضرته الزهراء، فتح ~~تفتحت له أزاهير النجاح، وبشر تباشرت به تباشير الفلاح، ورواء أشرق منه ~~جبين الصباح، وخبر تضوعت به نوائج الرياح؛ يوم هز له الزمان ثنيي عطفه، ~~وشمخ عزة بأنفه؛ فالآن حين انصدع جون الهزيع، عن جون الصديع، فوجه الزمان ~~ضحيان مشرق # PageV02P741 # وعود الدهر فنيان مورق، والعيش غضة مكاسره، عذبة موارده ومصادره، طاب كما ~~لذت لشاربها الشمول، وتضوع كما خطرت على الروض القبول. # وفي فصل: فلله يومنا بالأمس، ما أجلب لألطاف الأنس، حين طلع علينا من كان ~~طلوعه ألذ إلى الأعين من وسنها، وأوقع في القلوب من سكنها، طلع طلوع الصباح ~~المتهلل، وجاء مجيء العارض المسبل، دلفنا إليه كالقطا الأسراب، فبهرنا ~~الأمر العجاب، وكادت الأفئدة مما وجفت، والألباب مما رجفت، ألا يرجع ~~نافرها، ولا يقع طائرها. # وفي فصل: لا تسمع إلا همهة وصهيلا، وقعقعة وصليلا، فخلت الأرض تميل ~~مميلا، والجبال تكون كثيبا مهيلا، لا تعلم لأصوات تلك الغماغم، وضوضاة تلك ~~الهاهم، من وهواه صهيل، ودرداب طبول، أزئير ليوث بآجام، أم قعقعة رعد في ~~ازدحام غمام - فتزاحم في الأفق الهميم والهديد، وتلاطم في الجو النئيم ~~والوئيد، فكادت الدنيا بنا تميد، لا تبصر غير ململمة جأواء، وموارة شهباء، ~~قد ضعضعت التلال، ودكدكت القلال، إذا فرعت من ذات نيق # PageV02P742 # أو صبت من فج عميق، أو تطالعت من أفق سحيق، حسبتها تجيش على البلاد ~~بحارا، أو تسح على ms0441 الوهاد مدرارا، فقد نسجت فوقها من القتام، ظللا كتراكم ~~الغمام، فكأنها رفعت سماء من عجاج، وأطلعت نجوما من زجاج. # ومنها: حتى لاح لنا ملك الأملاك، وثالث القمرين في الأفلاك، وجه جلى هبوة ~~ذلك العثير، والعجاج الأكدر، فحين جلت غرته الغراء جلابيب الغبار [لم ندر ~~أبدر الليل] أم شمس النهار. فلله ما ضمت أطناب ذلك السرداق، وما أظلت أفياء ~~تلك الخوافق، من مال المسيف وعنبر المستاف، وليث العرين وبحر الاغتراف، ومن ~~نزال الهواجر، وبذال الجواهر، فلما جلت غرة وجهه المتهلل، غياية ذلك ~~القسطل، جعلت أتأمل ضراغم فوق قب صلادم، فمن كمت تسبح بكماة، ومن حم تردي ~~بحماة، قد تحلت بحلي لباتها وألجامها، تحلي الغياهب بأنجمها، يرفلن في ~~العبقري ويحملن جنة عبقر، ويسفرن # PageV02P743 # عن مثل الصبح إذا أسفر، من الجياد اللواتي تضمن أقوات النسور القشاعم، ~~وتقري سراحين الفلاة بالطلى والجماجم، أنجاد كأنها أسنتها، كأنها أعنتها، ~~فما ترى غير محارب يهز حرابا، وأعاريب تركض عرابا. # [وفي فصل] : كل قد أخذ عتاد اليوم للبأس الشديد، يظاهر بالحديد على ~~الحديد، تلبب بالسابرية وتدرع، وتعصب بالصقال وتقنع، حتى اليلامق والدروع ~~سواء، وحتى المقلة النجلاء والحلقة الحوصاء، من كل مسرود الدخارص، متألق ~~دلامص، كأنما جللته بحبكتها السحاب، أو خلع برده عليه الحباب، أو غمس في ~~ماء فجمد عليه الحباب، وكأنما باض على رؤوسهم نعام الدو، وبرقت في أكفهم ~~بوارق الجو، لكنها ما هزت فبوارق، وإذا صبت فصواعق، من كل ذي شطب كأنما ~~[أهل] قرى نمل، علون منه قرا نصل، فإذا أصاب فكل شيء مقتل، وإذا حز فكل عضو ~~مفصل، أمضى في الأشباح، من الأجل المتاح، عضب الحد صقيل، يكاد إذا انتضي ~~يسيل، ويكاد مبصره يغنى عن الورد، إذا اخترط من الغمد، ما لم يخله ريعان ~~سراب، في صحصحان يباب، لاشتباه فرنده بحباب في شراب، أو حباب في # PageV02P744 # سراب؛ فلما رأيت جفنه قد انطوى على جمر الغضا، وماء الأضا، وانضم على ~~خضرة الجنح، ورونق الصبح، قلت: سبحان مكور الليل على النهار، والجامع بين ~~الماء والنار. # وفي فصل: ومن ms0442 كل مثقف الكعوب، أصم الأنبوب، كأنما سلب من الروم زرقتها، ~~واجتلب من العرب سمرتها، وأخذ من الذئب عسلانه، ومن قلب الجبان خفقانه، ومن ~~رقراق السراب لمعانه، أو استعار من العاشق نحوله، ومن العليل ذبوله. # فكررت الطرف خلال تلك اجياد، فرأيت مقربات خيل يتخايلن تخايل العذارى ~~الرود، ويتهادين تهادي المهارى القود، فكأنما يتوجسن عن أطراف أقلام، ~~ويتشاوسن عن مقل آرام: فمن مبيض شطر كابيضاض المهرق، ومسود شطر كاسوداد ~~العوهق، كأنما اختلس نصفه الفلق، واحتبس بنصفه الغسق، " مقابل الخلق بين ~~الشمس والقمر "، ومقسم السربال بين الجنح والفجر؛ إذا توجس عن رقيقتين، ~~كأنما # PageV02P745 # صيغتا من لجين، حسبته من شهامة نفس، ولطافة حس، يحس وطء الرزايا، ويعلم ~~مغيبات الخفايا. ومن ورد كأنما جلل بورد، أو خلعت عليه من الصباح المسفر، ~~حلة فجره المعصفر، أو شقت عنه كمائم شقيق، أو سلت عقيقته من أديم عقيق، أو ~~كسي خدود الغانيات، فرمي بالعيون الرانيات، فاخجلته حياء، وضرجته دماء، ~~واستعار برد الأفق، عند وقت الغسق؛ ومن أصفر كأنما يصفر عن وجنة عليل، ~~ويرفل في حلة أصيل، أو كأنما كسفت في أديمه الشمس، أو ذر على نقبته الورس، ~~حتى ليكاد الجادي يجري من ماء عطفيه، ويجنى الحوذان من روض متنيه، ومن ذي ~~كمتة قد نازع الخمر جريالها، فسلبها سربالها، ومن محجل هملاج، كأنما سور ~~بوقف عاج، أو شكل بشكالين، صيغا له من ناصع لجين، أو من خوافق برق وشيج، ~~تسير بها متون عناجيج، إذا أهوت بها سراعا، ختها سفنا تحمل شراعا، تثني ~~متونها هبات الرياح، كما تثني أعطاف النشاوى نشوة الراح، فكأن أعطافها ~~أعطاف سكارى، وكأن قدودها قدود عذارى. # وفي فصل منها: وعلم - لا زال مؤيدا - أن الداء يبرأ إذا حسم، والخطب ~~يستشري كلما قدم، وأنهم إن تركوا في اليوم كراعا، صاروا في الغد ذراعا، ~~فرماهم ببديهات عزم كالنجوم العواتم، وماضيات # PageV02P746 # رأي كالسيوف الصوارم، وآراء تصدع صفا الجلمود، وعزمات تنقب في الصخرة ~~الصيخود، فغدت أمانيهم نقما وكانت نعما، وعادت أراجيهم هموما وقد كانت ~~همما؛ فقرع السن من الندم، " وزلة ms0443 الرأي تنسي زلة القدم "، وأيقن أن من خطب ~~بنات النصر بالسعد زوج، ومن ألقح الرأي بالعزم أنتج. # ومنها: ولما علم أنه إما شرق وإما غرق، وعاين الموت محمرة أظافره، موفية ~~موارده ومصادره، ووصلت له دؤلول ابنة الرقم، في أعلى تلك القممن فحينئذ ~~انجلت عمايته وغياطله، واستخذى لحق مولاه باطله، وكان حريا أن تئيم حلائله؛ ~~وأوهم أنه لو ظلت بين منازل النجوم نوازله، لرأى أنها عقالاته لا معاقله، ~~فرمى بيده صاغرا إلى السلم ثقة بعفو كظل المزنة الممدود، وكرم كشط اللجة ~~المورود. فلولا حلم كالجبال رصين، وجود كالسحاب هتون، لبادوا خلال تلك ~~الديار، كما بادت جديس في وبار، ولنغلت تلك المنازل نغل الجلد، ومحت كما ~~محت وشائع من برد. وما دلاهم في غدرهم الذي غدروا، وغرهم في خترهم الذي ~~ختروا، إلا العلم بأن سوف يعفو حين يقتدر، فقد اعتصموا # PageV02P747 # بحبل معتصم بخالقه، وتوكلوا على رزق متوكل على رازقه، واستوثقوا من عقد ~~من لا عقاله بأنشوطة، ولا ميثاقه بأغلوطة. # وفي فصل: فيا أيها المغترون بخلقه الفضفاض، وكرمه الفياض، لا يجهلنكم ~~تحمله، ولا يغرنكم تكرمه، فالبحر قد تردي غواربه وليس بطام، والعارض قد ~~تصيب صواعقه وليس بركام، والنصل قد يبري وهو غير مؤلل، وأين نار ليس لها ~~شرار، وأين خمر ليس لها خمار - فهو جدب وربيع معرق، وليل ونهار مشرق، فيه ~~الصاب والعسل، وفي السهل والجبل، له خاطر على خواطر الحوادث مرسل، وطرف ~~بأطراف البلاد موكل. فأنى بعناد من تميد الأرض إذا وجم، ويرق نسيم الهواء ~~إذا ابتسم - فلم يجتمع لملك - حاشاه - خضاب الصوارم، واجتناب المحارم، قسم ~~العدل بين البدو والحضر، كقسمة الغيث بين النبت والشجر، فلا غرو أن يفوق ~~جميع الأنام وهو من الأنام، فإن المسك بعض دم الغزال، وإن معدن الذهب ~~الرغام. فهو الأبلج المتدفق، والأزهر المتألق، من جوهرة المجد وهو ماؤها، ~~ومن مهجة العلياء وهو سويداؤها، ولا يقتدي في سؤدد بغريب، بل # PageV02P748 # يجري على سنن منه وأسلوب، كالغيث شؤبوبا بشؤبوب، والرمح أنبوبا على ~~أنبوب. # وفي فصل: فلله أي مراد ردته ms0444، وأي مورد وردته، لم أكن ممن غره السراب، حين ~~أعوزه الشراب، ولا كنت كمن زجر الطير بالنجم والدبران، ولا ممن سقط العشاء ~~به على سرحان، ولا كمن قال مرعى ولا كالسعدان؛ كلا، إن مملوكك ألقى أرواقه، ~~حيث مد المجد رواقه، بحيث يعتصر الندى من عوده، ويرتشف صرف الجود من ~~ناجوده، فانتقيت الجار قبل المنزل، وبوأت رحلي في المحل المبقل، ورتعت في ~~أثر الغمام المسبل. # وفي فصل: ولولا ذلك لكان لي في الأرض العريضة مسارح، وفي أبناء الكرام ~~منادح، غير أني عن أكثر المراتع عزوف، ولأكثر المشارع عيوف وأني لكالسيف لا ~~يحمد كل من حمله، وكالرمح لا يسر بكل من اعتقله، وما كل عجيب في عيني ~~بعجيب، ولا كل غريب في نفسي # PageV02P749 # بغريب. أنساني الله رشدي يوم أنساه، وأبدلنيه يوم أستبدل سواه، ما وصل أو ~~قطع، ورفض أو اصطنع، وما ضر أو نفع. ولئن أعقب يوما من الدهر بحرمان - ~~وحاشاه - فلقد سبق بمعروف، وإن ساءني منه يوما فعلة - وخلاه - فإن اللواتي ~~قد سررن ألوف. ولقد ألفى وده صدري خلاء من غيره فاستوطن، وصادف قلبي فارغا ~~فتمكن. # وفي فصل: ما رأيت وجها أسمح، ولا حلما أرجح، ولا سجية أسجح، ولا بشرا ~~أبدى، ولا كفا أندى، ولا غرة أجمل، ولا فضيلة أكمل، ولا خلقا أصفى، ولا ~~وعدا أوفى، ولا ثوبا أطهر، ولا سمتا أوقر، ولا أصلا أطيب، ولا رأيا أصوب، ~~ولا لفظا أعذب، ولا عرضا أنقى، ولا ثناء أبقى، مما خص الله به ثالث ~~القمرين، وسراج الخافقين، وعماد الثقلين، المعتصم بالله ذا الرياستين، دامت ~~راياته منصورة، [وآياته] منظورة، ومقاصير ملكه بالسعد معمورة، ما هبت صبا ~~وجنوب، وما أقام يذبل وعسيب. وإني وإن أطنبت فأطيبت، وأسهبت فاعذبت، لخجل ~~أن يكون مثلي يثير غبارا على جبينه، وينظم سوارا عن يمينه. فإن فكري بعد ~~كالسيف الخشيب، والقدح المخشوب، فهذا لم تذلق # PageV02P750 # ظبتاه، وذاك لم يخلق حقواه، فإنه أول استعمال القريحة، ورياضة السجيحة، ~~وأول الضرام سقط ثم يلتهب، " وأول الغيث طل ثم ينسكب ". # وفي فصل: فإني غادرت ms0445 بعدي لحما على وضم، وجرحى بين عقبان ورخم، ستعلم أي ~~خبر أنمنم وأحبر، وأي در أنظم وأنثر، فإني وإن كنت الأخير زمانه، والسكيت ~~أوانه، لدليلة على الدلائل، ومخيلة على المخايل، أني آتي بما لم تستطعه ~~الأوائل [فأفصلها كتفصيل الجواهر في العقد، وأقدر تقدير داود في السرد] . # وفي فصل: ويا لهفي ألا تكون معونتي له إلا باللسان، دون السنان، أطاعن ~~أمامه دراكا، وأزاحم قدامه الأقران لكاكا! ولولا أفرخ كزغب القطا، يدبون في ~~نائله عندي دبيب الكرى، فيستشفون علالتي، ويستنزفون بلالتي، لامتطيت من ~~جدواه السابح اليعبوب، وتقلدت من نداه الصارم الرسوب، واعتقلت من عطائه ~~الصعدة السمراء # PageV02P751 # وادرعت من حبائه الفضفاضة الجدلاء، فيبصر هنالك، مملوكه ابن مالك، يلاعب ~~الأسنة كعامر بن مالك، فينظر أحسن منظر، ويبلو أفضل مخبر، رب القصائد ~~والقنا المتقصد، فطورا طعنا بالمثل، وضربا بالمنصل، وطورا ارتجالا بالخطبة ~~الفيصل، كخطبة قيس بن سنان، في حمالة عبس وذبيان، خطبة تباري الريح في ~~هبوبها، من لدن طلوع الشمس إلى غروبها، حضا على السلم والمحاجرة، ونهيا عن ~~الحرب والمناجزة؛ فلو شهد هنالك لشهد أمرا معجبا، وأبصر خطيبا مسهبا فيرى ~~شقشقة وقرما مصعبا، يجنحهم إلى السلم لما لما وثبا وثبا. # قال ابن بسام: ومد ابن مالك في رسالته هذه أطناب الإطناب، وشن الغارة ~~فيها على عدة شعراء وكتاب، من جاهليين ومخضرمين، ومحدثين معاصرين، ولو ذكرت ~~من أين استلب واختطف، جميع ما وصف، وانصرف إلى كل أحد كلامه، نثره ونظامه، ~~لحصل هو ساكتا، وبقي باهتا. # ومن شعر له من قصيدة في يوسف بن هود أولها: # شرخ الشباب أمن روح وريحان ... عصراك أم جوهر في الوهم روحاني # عهدي بليلك فجرا والهجير ضحى ... ضحيان أزهر رقراق الأصيلان # PageV02P752 # أكان عهدك في دارين ينفح أم ... من أندرين ومن ريا وريان # وكان من غفلات الدهر طيبك أم ... من غفلة خلست من لحظ رضوان # سقيا لعهدك ما أندى نوافحه ... ريا وأنقعها ريا لحران # عصر جنيت جناه الغض من قمر ... وافى به ثمرا غصن من البان # إذ تشرئب لي الأغصان مائة ... مهفهفات على ms0446 رجراج كثبان # فلم أزل ساحبا أذيال بردته ... حتى عثرت بأرداني فأرداني # وابتز رائع ريعان نذير نهى ... فريع روعي لما ابتز ريعاني ومنها: # وإنما العذر لي أن جئت في زمن ... لا الجيل جيلي ولا الأزمان أزماني # والله لولا رجائي أن تهاودني ... إلى ابن هود هوادي كل مذعان # لمت من كمد غيظا على دول ... صروف أزمانها تجري بإزماني # وليس يوسف عندي مثل يوسف بل ... لقيا أبي عمر من عمري الثاني # إذ ما يزال بقسطي باخسا أبدا ... من لم يزني بقسطاس وميزان # وقد حويت قصاب السبق في بدع ... شتى وأحرزتها في كل ميدان # وكم بدائع لي ما باشرت بشرا ... ولا سرى طيبها في وهم إنسان # لكن بصائرهم عمي ولا بصر ... والشمس تشرق إلا عند عميان # لقد أجد فؤادي من محبته ... ما كنت أحسبه وسواس جنان # PageV02P753 # مغنيطس في ذراه الرحب يجذبنا ... أم سحر بابل أم آثار حران - # أم عنصر شاق أجساما وأنفسها ... بجوهر فيه جسماني ونفساني - # براهن هن عن علياك موضحة ... لو أحوجتنا إلى إيضاح برهان # فضائل لك تستدعي فضائلها ... لك الأفاضل من آفاق بلدان # وليس فضلك مطويا ضحيفته ... فيستدل على ضمن بعنوان # فالصبح أبين لألاء لمبصره ... من أن يعان بشرح أو بتيان @فصل في ذكر ~~الاديب أبي احمد عبد العزيز بن خيرة القرطبي المشتهرة # @معرفته بالمنفتل، وسياقة جملة من نظمه ونثره، مع ما يتعلق بذكره # والمنفتل أيضا ممن نثر الدر المفصل، وطبق في بعض ما نظم المفصل، ولم ~~يحضرني في وقت تحرير هذه النسخة من شعره إلا النزر القليل، وقد يعرب عن ~~العتق الصهيل، ويكفي من البياض الغرة والتحجيل. # فصل له من رقعة وقد بعث بأترجة، قال فيه: وقد بعثت إليك # PageV02P754 # من بنات الثمار أجملها، ومن نتائج البستان أفضلها؛ لم تطرفها عين أحد، ~~ولا باشرها بشر بيد؛ قد صيرت من الأغصان خدرا، وأرسلت من الأوراق سترا، ~~فلما تكامل حسنها، وماد بها غصنها، وارتوت من ماء الجمال، وصارت في نصاب ~~الكمال، هتكت سترها، وطرقت خدرها، فإذا هي في حلة الخائف، قد أصفرت وجلا من ms0447 ~~يد القاطف، فشربت على ودها رطلين، وتناولتها بالراحتين، ثم وضعتها في هودج ~~خيزران، وآثرتك بها على جميع الإخوان؛ فبحرمة الكأس التي رضعنا، وأمير ~~الظرف الذي بايعنا، إلا ما رفعت قدرها، وجعلت القبول مهرها، وجلوتها على ~~مجلس المدام، وحجبتها عن عيون اللئام، فخصالها عجيبة، وصفاتها غريبة، إن ~~خزنتها عطرت أثوابك، وإن أمسكتها أذهبت أوصابك، وإن أعلمت فيها غرب السكين، ~~قرنت لك بين النرجس والياسمين، وأرتك وجنة لكئيب، على سالفة الحبيب؛ يا لها ~~من أترجة غضة، قد صورت من ذهب وفضة! قد سرقت من العاشق سيماه، ومن المعشوق ~~طعم ثناياه، وخصت بالحسن أجمع، وأعطيت الطبائع أربع. فصلني - وصل الله ~~آمالك، وقرن بالنمو سعدك وإقبالك - بالأمر بقبولها، وتعريفي بوصولها، إن ~~شاء الله. # PageV02P755 # @جملة من شعره في أوصاف شتى # قال: # سمح الزمان لنا بأسعد ليلة ... والسمح لا يدرى له قبل # أبصرت نفسي بين ظبيي قفرة ... هذي المدام وهذه النقل # وكأن ذا وعد وذا إنجازه ... وكأنني من بينهم مطل وقال أيضا: # بتنا كأن مداد الليل شملتنا ... حتى بدا الصبح في ثوب سحولي # كأن ليلتنا والصبح يتبعها ... زنجية هربت قدام رومي وقال أيضا: # ولما تجلى الليل والبرق لامع ... كما سل زنجي حساما من التبر # وبت سمير النجم وهو كأنه ... على معصم الدنيا جبائر من در وقال يصف الشمس ~~وقد طفلت للغروب: # إني أرى شمس الأصيل عليلة ... ترتاد من بين المغارب مغربا # مالت لتحجب شخصها فكأنها ... مدت على الدنيا بساطا مذهبا # PageV02P756 # وقال أيضا: # من لي بظبي بزني نسكي ... قام من الكافور والمسك # لو أن داود رأى وجهه ... ألقى إليه خاتم الملك # أو أن يعقوب رأى وجهه ... في غيبة الصديق لم يبك وقال أيضا: # لا شيء أعجب من تركي لهم روحي ... يوم الوداع ولم أترك تباريحي # ومن بقائي أمشي في ديارهم ... يا من رأى جسدا يمشي بلا روح - وله أيضا: # ما لي بجور الحبيب من قبل ... هل حاكم عادل فيحكم لي - # حمرة هديه من دمي صبغت ... ويدعي أنها من الخجل وحضر عند القائد ابن دري ~~بجيان مع أبي ms0448 زيد بن مقانا الأشبوني، واستدعاهما إلى عنب أسود قد قطف في ~~غير إبانه، من عريش قد أقيم على أربع قوائم، تحته صهريج، فقال المنفتل: # عنب تطلع في حشا ورق ندى ... صبغت غلائل خده بالإثمد # فكأنه من بينهن كواكب ... كسفت فلاحت في سماء زبرجد # PageV02P757 # وقال في صفة خال: # في خد أحمد خال ... يصبو إليه الخلي # كأنه روض ورد ... جنانه حبشي وقال فيه: # قد فؤادي بحسن قده ... وسد باب الكرى بصده # أردت تقبيله فذابت ... سوداء قلبي بصحن خده وأخذ هذا ابن رباح أبو تمام ~~الحجام فقال في صفة الخال: # يا لابسا للحسن ثوب سمائه ... كالبدر يشرق في دجى ظلمائه # أحرقت قلبي فارتمى بشرارة ... في صحن خدك فانطفا في مائه # ووعد المنفتل بعض أخوانه أن يعمل مرقاسا ويدعوه إليه، وصنع ذلك فلم يدعه ~~فقال: ... # يا أجود الناس بما عنده ... إلا إذا استعمل مرقاسا # فإن ينلها عذره بين ... إذ لم يجد فيهن أنفاسا # PageV02P758 # وقال فيه يهجوه: # لا آكل المرقاس دهري لتأ ... ويل الورى فيه قبيح العيان # كأنما صورته إذ بدت ... أنامل المصلوب بعد الثمان وقال: # إن جفاني الكرى وواصل قوما ... فله العذر في التخلف عني # لم يخل الهوى لجسمي شخصا ... فإذا جاءني الكرى لم يجدني وهذا كقول الآخر: # لم يعش أنه جليد ولكن ... ذاب سقما فلم تجده المنون وقال المنفتل: # بأبي غزال زارني ... فشفا الفؤاد المدنفا # عانقته فكأنني ... يعقوب عانق يوسفا وقال أيضا: # قلت لمن أهوى تصدق على ... معذب حبك أضناه # بقبلة من فيك يا سيدي ... فقال لي: يحفظك الله وقال: # لو تقاسي من الهوى ما أقاسي ... ما تمنيت أن قلبك قاسي # كنت أدعوك للعناق ولكن ... أتقي أن تذوب من أنفاسي # PageV02P759 # وقال في صفة قطرميز وأخبر عنه: # أنا من كل فتنة مخلوق ... جسدي لؤلؤ وروحي عقيق # فإذا ما الكؤوس دارت بريقي ... فاح في الأفق منه مسك فتيق # فكأني بين الكؤوس هلال ... وكأن الكؤوس حولي بروق وقال يهجو الأفوه ~~الشاعر الجزار: # وبارد المنظر والمخبر ... أبرد من ريح الصبا الصرصر # تبدو على أضراسه صفرة ... كأنه من ms0449 فمه قد خري # حديثه أوحش من وجهه ... وشعره يشبه ذاك الطري وله في ميمون بن الفراء: # لابن ميمون قريض ... زمهرير البرد فيه # فإذا بيت بيتا ... نفقت سوق أبيه # PageV02P760 # وقال في جهران بن يحيى صاحب لبلة: # إن ابن يحيى ضحكة فتوسم ... واذكر به خدام نار جهنم # أكل الخبيث فشعره متساقط ... كالكلب أسقط شعره لعق الدم وله من رقعة خاطب ~~بها ابن النغريلي الإسرائيلي: من فهم الزمان وخلقه، ورفل في جديده وخلقه، ~~وعلم أنه يستأصل ريثما يواصل، ويقصم غب ما يقسم، لم يبال بوقع سلاحه، ولا ~~استعد لوقت إصلاحه، ولما أغصني بالريق، وحفزني بالمضيق، ولم يترك هما إلا ~~سنى عقده، ولا نظما إلا نثر عقده؛ ورأيت الاستحالة في الحال، والعيلة في ~~العيال، وجدا قد جد فجاء من المصلين، وساهم فكان من المدحضين، هيأت راحلة ~~وأثاثا، وطلقت ابنة الوطن ثلاثا # PageV02P761 # وقلت إما أن أجد فأظهر، أو أموت فأعذر؛ فكم من حرة سافرة القناع، تندبني ~~موقت الوداع، وباكية يوم الرحيل، بكاء الحمام على الهديل؛ فقد فقأت عين ~~السرى، بأربع كقداح السرا، يتشبثون بالآكام، تشبث الخصوم بالأحكام؛ ~~ويتعلقون بالمطي، تعلق الأيتام بالوصي، إلى أن أخضلت الدموع المحاجر، وبلغت ~~القلوب الحناجر؛ وجعلت أعوذهن بالمثاني، وأبسط لهن في الأماني، وأقول: ~~ستنسين هذا الموقف، إذا اتصلتن بإسماعيل بن يوسف، فتى كرم خالا وعما، وشرح ~~من المجد ما كان معمى، قسا فصاحة، وكعبا سماحة، ولقمان علما، والأحنف حلما. ~~أكرم همة من همام، وأعظم بسطة من بسطام؛ إن خاطب أوجز، وإن غالب أعجز، أو ~~جاد أجاد، أو وعد أعاد؛ يأمر ويمير، ويأجر ويجير؛ مأوى السماح والضيف، ~~ورحلة الشتاء والصيف؛ حامي الذمار، بعيد المضمار؛ لا يظلم نقيرا، ولا يخيب ~~فقيرا: يحافظ على صلاته، حفظه لصلاته، ويحن إلى البذل، حنين الغريب إلى ~~الأهل: # قرن الفضائل والفواضل ... فشأى الأواخر والأوائل # PageV02P762 # سقطوا برفعة فضله ... كالشمس في شرف المناقل # هذا ابن يوسف الذي ... ورث الفضائل عن فواضل # شرف الزمان بمثله ... شرف الأسنة بالعوامل # من لم يلذ بجناحه ... لم يأمن الدهر المخاتل # متقلد سيف العلا ... والمركمات ms0450 له حمائل # قصرت في وصفي له ... ولو أنني سحبان وائل # ما قل ما يرجى الكما ... ل لمن أبوه غير كامل # سكن الندى في كفه ... سكنى الرواجب في الأنامل # وجرى الحياء بوجهه ... جري الفرند على المناصل فحين سمعوا بوصفه، الذي هو ~~طليعة عرفه، وثقوا بمجده، وود عوني مستبشرين، وتركتهم منتظرين. # وله من قصيدة أولها: # أحاجيكم هل يمموا الضال والسدرا ... أبى قلبي المعمود أن يسكن الصدرا # وفي الهودج المزرور جؤذر رملة ... أسيل مجال القرط في حرة الذفرى # كأن الثريا ما بدا من وشاحها ... وقد همت الأرداف أن تسلم الخصرا # يذكرني شكل الهلال سوارها ... وقد أرسلت من دون هودجها سترا # يقولون إن السحر في أرض بابل ... ولو عاينوا أجفانها نظروا السحرا # PageV02P763 # يريك طلوع البدر طرق شعاعها ... وتفجأ من إيضاح غرتها الشعرى # فيا لك من نحر يزين عقدها ... إذا عقد من تشجى بها زين النحرا # فلا هجرت عيني سوابق أدمعي ... كما أن ليلي بعدهم هجر الفجرا # فقل في شج قد بات يمسح دمعه ... بكف وأخرى تحتها كبد حرى # وقد ضرب الليل البهيم رواقه ... وأطلع في الآفاق أنجمه الزهرا # كأن سماء الأرض بحر زبرجد ... وقد نثر الغواص من فوقه درا # لقد طال هذا الليل فالدهر بعضه ... ولم أر ليلا قبله شاكل الدهرا # وما اكتحلت عيني بمثل ابن يوسف ... ولست أحاشي الشمس من ذا ولا البدرا ~~ومنها: # بدور ولكنا أمنا سرارها ... بحور ولكن لا نرى دونها برا # غيوث إذا ما المحل شب ببلدة ... كهوف إذا جاءت بنا أرضه كبرى # يخالون من فرط الحياء أذلة ... وترتج أحشاء الملوك لهم ذعرا # ومن لم يكن للنظم والنثر محسنا ... فإن نداهم علم النظم والنثرا وهذا ~~القصيد اندرج له من الغلو فيه، ما لا أثبته ولا أرويه، وأبعد الله المنفتل، ~~فيما نظم فيه وفصل، وقبحه وقبح ما أمل. # PageV02P764 # وله من قصيدة من الغلو في القول، ما نبرأ منه إلى ذي القوة والحول، وهو ~~قوله: # ومن يك موسى منهم ثم صنوه ... فقل فيهم ما شئت لن تبلغ العشرا # فكم لهم في الأرض ms0451 من آية ترى ... وكم لهم في الناس من نعمة تترى # أجامع شمل المجد وهو مشتت ... ومطلق شخص الجود وهو من الأسرى # فضلت كرام الناس شرقا ومغربا ... كما فضل العقيان بالخطر القطرا # ولو فرقوا بين الضلالة والهدى ... لما قبلوا إلا اناملك العشرا # ولاستلموا كفيك كالركن زلفة ... فيمناك لليمنى ويسراك لليسرى # وقد فزت بالدنيا ونلت بك المنى ... وأطمع أن ألقى بك الفوز في الأخرى # أدين بدين السبت جهرا لديكم ... وإن كنت في قومي أدين به سرا # وقد كان موسى خائفا مترقبا ... فقيرا وأمنت المخافة والفقرا قال ابن ~~بسام: فقبح الله هذا مكسبا، وأبعد من مذهبه مذهبا، تعلق به سببا؛ فما أدري ~~من أي شؤون هذا المدل بذنبه، المجترئ على ربه، أعجب: ألتفضيل هذا اليهودي ~~المأفون، على الأنبياء والمرسلين، أم خلعه إليه الدنيا والدين - حشره الله ~~تحت لوائه، ولا أدخله الجنة إلا بفضل اعتنائه. # PageV02P765 # @فصل في تلخيص التعريف بمقتل ذلك اليهودي # وكان من عجائب ذلك الزمان الواهي النظام، اللاعب بالأنام، ترقي ذلك ~~اليهودي المأفون الرأي، الزاري على كل ذي دين، لم تسلم له يهود في دينها ~~الملعون، ولا أمنته على غيبها الظنين. وكان أبوه يوسف رجلا من عامة اليهود، ~~حسن السيرة فيهم، ميمون النقيبة عندهم، تولى لباديس ولأبيه قبله حبوس ~~بغرناطة جباية المال، وتدبير أكثر الأعمال، ونجم ابنه بعد غلاما وضيا، ~~ومركبا - زعموا - وطيا، وكانت لمن اعتنى يومئذ بالغلمان فتنة، حتى كان يقال ~~إنه وإنه، فقلد أزمة الأعمال، وخلي بينه وبن أثباج الأموال، وأوطئ عقبه ~~جماهير الرجال، وجرى به طلق الجموح، مهونا فيه مأثور القبيح، فنأى بجانبه، ~~وأعرض عن ذكر عواقبه، حتى كان يغسل يده من القبل، ويتمدح بالطعن على الملل؛ ~~ألف كتابا في الرد على الفقيه أبي محمد بن حزم المتقدم الذكر، وجاهر ~~بالكلام، في الطعن على ملة الإسلام، فما دفع عن ذلك بتأنيبن ولا استطيع ~~تغييره عليه إلا بالقلوب؛ قد نصبه مكانه من السلطان غيظا للأحرار، وحمة على ~~الليل والنهار. واليهود مع ذلك تتشاءم باسمه، وتتظلم من جور حكمه، على ما ms0452 ~~كان قد رضخ لهم من الحطام، ووطأ لهم من # PageV02P766 # مراكب الأمور العظام، وهو مع ذلك متماد في غلوائه، غافل عن عادة الله في ~~نظرائه. فغضب يهود أحكامها، وذلل أعلامها، وتسمى من خططهم الشرعية ~~بالناغيد، معناه المدبر بالعربية، خطة تحاماها قدماؤهم، وتطأطأ عنها قديما ~~زعماؤهم، اجترأ هو عليها بوهي أسه، وقلة نظره لنفسه. وأما ما بلغ من ~~المنزلة عند صاحبه وغلبته عليه فما لا شيء فوقه. # أخبرني من رآه يساير صاحبه بساحة قرطبة في بعض قدماته عليها لبعض تلك ~~الشؤون المضلة، والفتن المصمئلة، قال المحدث: فرأيته مع باديس، فلم أفرق ~~بين الرئيس والمرؤوس، فأنشدت: " تشابهت المناكب والرؤوس ". # وحدثت عن ابن السقاء مدبر قرطبة يومئذ أنه قال: لا بأس بإسماعيل لولا أنه ~~نسي اليهودية. # وكان على ذلك قد نظر في الكتب، وشدا أشياء من علم العرب. وكان آخر أمره ~~قد حجب صاحبه عن الناس، وسجنه بين الدن والكاس، ملحدا في أمره، مبرما ~~لأسباب غدره، ووعد جاره ابن صمادح بالمرية أن يقعده مكانه، ويخلع على ~~أعطافه سلطانه، فسرب إليه ابن صمادح # PageV02P767 # صميم الأموال، وجلا عليه وجوه الآمال، وإنما كان أراد أن يثل عرش ~~الباديسي بالصمادحي، لما كان يعلم من كلاله، ويتيقن من قلة استقلاله؛ وقد ~~عزم ساعة يخلو له وجه ابن صمادح بعد باديس أن يتمرس بجانبه، ويلحقه بصاحبه، ~~كأنه نظر خبر عبيد الله بن ظبيان، حين وضع رأس المصعب بين يدي عبد الملك بن ~~مروان، فسجد عبد الملك، قال ابن ظبيان: فقمت في ركابي، وأحس بي ورفع رأسه ~~وقال: ما الذي أردت أن تصنع - قلت: هممت أن أقتلك فأكون قد قتلت ملكي العرب ~~في يوم واحد. فقال: لولا منتك علينا برأ المصعب، لكان عنقك أهون ما يضرب. ~~فأراد هذا اليهودي على انحطاطه عن الرجال، وانخراطه في سلك ربات الحجال، أن ~~يستدرك على ابن ظبيان، بقتل رئيسين من رؤساء ذلك الزمان؛ فلما تم تدبيره، ~~واستوسقت له أموره، لزم سكنى القصر، وأخذ مفاتيح المصر، وأظهر لصاحبه أن ~~الناس قد ملوا سياسته، ونفسوا عليه رياسته ms0453. # وركب ابن صمادح بعسكره، وكمن حيث يسمع صوت المهيب، ويتنسم - بزعمه - روح ~~الفرج القريب. فلما كان اليوم الذي أراد أن يختمه بداهيته الدهياء، ويلبس ~~سواد ليلته لغدرته الشنعاء، نذر به قوم من الرجالة المغاربة؛ وقد كان الناس ~~قبل ذلك استرابوا باختلال الشان، واستوحشوا من احتجاب السلطان، وقد كان ~~اليهودي ملك ابن صمادح أكثر حصون غرناطة باحتجان أموالها، وإفساد رجالها # PageV02P768 # فأضافها ابن صمادح إلى بلده، وباديس لا يشعر بخروجها عن يده، واليهودي ~~أثناء ذلك يريش ويبري، وشفرته في أديم صاحبه تخلق وتفري، فلما كان اليوم ~~الذي أراد الله فيه إزالة نعمته عنه، وإراحة عباده وبلاده منه، نذر به ~~أولئك المغاربة، فأعلنوا بالصياح، وثاروا إلى السلاح؛ وأتى الصريخ بقية ~~الجند وعامة أهل البلد، ونادى مناديهم: غدر اليهودي وخان، وطاح المظفر - ~~يعنون باديس - وحان! فدخلوا القصر من كل باب، وهتكوا حرمة اليهودي دون ~~حجاب، فقتل - زعموا - في بعض خزائن الفحم. وسمع باديس الوجبة فخرج يقول: ~~إسماعيل لا يحفل بسواه، ولا يرتاع لشيء يسمعه من ذلك ولا يراه. # وقد استطال الناس على يهود، وقتل منهم يومئذ نيف على أربعة آلاف، ملحمة ~~من ملاحم بني إسرائيل، باءوا بذلها، وطال عهدهم بمثلها. ورجع ابن صمادح قفد ~~صفرت يداه، وأخلفه ما تمناه، وانقلب اليهودي مذموما مدحورا، لم يمتع ~~بدنياه، ولا خلص إلى ما رجاه. # PageV02P769 # @ذكر الأديب أبي المطرف عبد الرحمن بن فتوح، # @وإثبات جملة من شعره في الغزل والمديح # بلغني أنه كان يعرف بابن صاحب الإسفيريا، من مشاهير الأدباء، وه شعر كثير ~~إلا أن إحسانه نزر يسير. وله تأليف في الأدب ترجمه بكتاب " الإغراب في ~~رقائق الآداب "، ورفعه إلى المأمون يحيى بن ذي النون، وتصنيف آخر سماه ~~بكتاب " الإشارة إلى معرفة الرجال والعبارة "، وكتاب سماه " بستان الملوك ~~"، رفعه إلى ابن جهور أيام إمارته بقرطبة. # وحدث عن نفسه أنه صحب أبا حفص بن برد الأصغر، وجاذبه أذيال المذاكرة، ~~وراكضه أفراس المحاضرة، حتى وقفه - بزعمه - على البديع والبيان على ~~حقيقتهما، ووضحت له جادتهما، وعرفه أنحاءه، وكاشفه أجزاءه؛ قال ابن ms0454 فتوح: ~~فمتى رمنا معنى أطلقنا عليه بزاة البحث، وأخذناه أحسن أخذ، وصدناه دون كلال ~~فهم، ولا نبو لسان، إلا أن أبا حفص يشف علينا جملة في الملح القصار، أضعاف ~~شفوفنا عليه في مطولات الأشعار. # قال ابن بسام: وابن فتوح هذا كثير الاهتدام والاغتصاب، والاختطاف ~~والاستلاب، لأشعار سواه، قبيح الأخذ في كل ما انتحاه، وشعره كثير # PageV02P770 # البرد، وبينه وبين ابن برد من مسافة البعد ما بين القطب الثابت، والقصب ~~النابت. وقد أثبت في هذا المجموع من شعر الرجلين، ما يتبين به الصبح لذي ~~عينين؛ على أني ظلمت ابن برد ولم أعدل، إذ لا يمثل بينهما بأفضل، وأين ~~مواقع السيل، من مطالع سهيل، وهو معه كما يقابل الصباح بمصباح، وتبارى ~~الرياح بجناح. وأكثر شعر ابن برد مليح السرد متمكن القوافي لا تكاد له ~~قافية تخرج من مركزها؛ وقوافي ابن فتوح قلقة موضوعة في غير مكانه، نازلة في ~~غير أوطانها. # @جملة من شعر ابن فتوح في النسيب # قال: # قد قضيب وبدر ديجور ... وثغر در ولحظ يعفور # أزال صبري وأي مصطبرل ... يبقى لتلك الملاحظ الحور # كأنما نوره وسمرته ... مسك مشوب بذوب كافور وقال أيضا: # وقف العذار بخده فحسبته ... ليلا توقف وسط ضوء نهار # وتوردت وجناته فحسبتها ... نارا تلظى فوق ماء جار وقال: # خلع الجمال عليك ثوب بهائه ... فغدوت تسحب ذيله متبخترا # PageV02P771 # فكأن خدك والعذار بصحنه ... صبح جرى فيه دجى فتحيرا وما أقبح هذا الأخذ، ~~فإنه لفظ تميم بن المعز حيث يقول: # ما بان عذري فيه حتى عذرا ... ومشى الدجى في صبحه فتحيرا وقال: # ولما أحس الليل أني منادم ... معذب قلبي بالتجنب والهجر # تولى مغذا لا يقر كأنما ... يعاين إلفا فهو في إثره يجري # فما كان ما بين الطفول وفجره ... كما بين جفن العين في الطول والشفر وما ~~أحسن قول إبراهيم بن العباس في قصر الليل: # وليلة من الليالي الزهر ... قرنت فيها بدرها ببدري # لم تك غير شفق وفجر ... حتى تقضت وهي بكر الدهر ولغيره في هذا المعنى: # يا ليلة كاد من تقاصرها ... يعير منها ms0455 العشاء في السحر # PageV02P772 # وقد أكثر الناس في قصر الليل وطوله، فمنهم من استهدف فيما وصف، ومنهم من ~~عدل وأنصف، كقول بشار: # لم يطل ليلي ولكن لم أنم ... ونفى عني الكرى طيف ألم وإنما أخذه من قول ~~الأعرابي: # ما أقصر الليل على الراقد ... وأهون السقم على العائد وممن بلغ الغاية في ~~الإنصاف، لو سلم له من الاستلاب والاختطاف، قول ابن بسام البغدادي: # لا أظلم الليل ولا أدعي ... أن نجوم الليل ليست تغور # ليلى كما شاءت فإن لم تجد ... طال وإن جادت فليلي قصير وهذا بجملته ~~منقول، من قول علي بن الخليل، حيث يقول: # لا أظلم الليل ولا أدعي ... أن نجوم الليل ليست تزول # ليلى كما شاءت قصير إذا ... جادت وإن ضنت فليلي طويل وهذه السرقة كما قال ~~بديع الزمان في التنبيه على الخوارزمي في بيت أخذ وزنه ومعناه وبعض لفظه: ~~إن كانت قضية القطع تجب في الربع # PageV02P773 # فما أشد شفقي على جوارحه أجمع، ولعمري ما هذه سرقة، إنما هي مكابرة محضة، ~~وأحسب أن قائله لو سمع هذا لقالك هذه بضاعتنا ردت إلينا؛ فحسبت أن ربيعة بن ~~مكدم وعتيبة بن الحارث ما كانا يستحلان من النهب ما استحله، إنما كانا ~~يأخذان جله، وهذا الفاضل قد أخذه كله. # وأخذه علي بن الخليل من قول الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان حيث ~~يقول: # لا أسأل الله تغييرا لما صنعت ... نامت وقد أسهرت عيني عيناها # فالليل أطول شيء حين أفقدها ... والليل أقصر شيء حين ألقاها وابن بسام في ~~هذا كما قال الآخر: # وفتى يقول الشعر إلا أنه ... في كل حال يسرق المسروقا رجع: # وقال ابن فتوح: # وخل كان يألفني قديما ... مواصلة الصوادي للورود # فلما قل وفري صار يلقى ... تحياتي بلحظ من بعيد # برئت إلى البرية من إخاه ... كما بريء المسيح من اليهود # PageV02P774 # وقال: # ريم أروم الدهر منه على ... رغم العدا قربا فما أقدر # كأنما غرته تحتها ... ماء عليه صارم يشهر # كأنما حمرته إذ بدت ... من فوقها نار بها تسعر # كأنها والصدغ قد شابها ms0456 ... ذوب عقيق شابه عنبر # كأنما يهتز من برده ... غصن ببدر ساطع مثمر # كأنما الله لتعذيبنا ... ألبسه الحسن ولا أكثر قال ابن بسام: وتشبيهه ~~صفاء الوجه وحمرته، بصفاء الماء وحمرة النار من مبتذلات الألفاظ، ومتداولات ~~المعاني، وما أملح قول محمد بن هانئ: # افتك بهذا السامري الساحر ... وأذقه طعم المشرفي الباتر # كم قلت إذ نزهت في وجناته ... طرفي فما رجعت إلي محاجري # ذا ويحكم ماء وجمر محرق ... فقد اشتفيت وما تروى ناظري وأخذه ابن هانئ من ~~قول تميم بن المعز: # وبارزة بين أحبارها ... بروز الشموس لإسفارها # وقد فصلت بين ثقل الكثيب ... ولين القضيب بزنارها # ترى الماء والنار في وجهها ... قد امتزجا بين أبشارها # فلا النار تعدو على مائها ... ولا الماء يعدو على نارها # PageV02P775 # وقول ابن فتوح " غصن ببدر مثمر " كقول بعض البصريين: # بأبي قضيب مثمر ... إثماره بدر الدجى # لما بدا لي سافرا ... عنه نقدت له الحجى وقال ابن وكيع: # غصن ظل مثمرا ... ببديع من الثمر # ما رأى الناس قبله ... غصنا أثمر القمر وقال أبو الوليد بن زيدون ~~القرطبي: # عذري إن عذلت في خلع عذري ... غصن أثمرت ذراه ببدر # هز منه الصبا فقوم شطرا ... وتجافى عن الوشاح بشطر وقول ابن فتوح " كأنما ~~الله لتعذيبنا " البيت ### | .... # ينظر إلى بيت من جملة هذه الأبيات لتميم بن المعز حيث يقول: # وساق يملأ العينين حسنا ... رخيم دله يصبو ويصبي # شقائق خده باللحظ تسبي ... ولحظ جفونه بالغنج يسبي # له نبت على الخدين غض ... يصنفه فيتلف كل لب # تبارك من براه بلا شبيه ... وسلطه على قتل المحب # PageV02P776 # وقال ابن فتوح: # ومدامة صفراء عللني بها ... رشأ كغصن البان في حركاته # صهباء تغرب إن بدت من كفه ... في فيه ثم تلوح في وجناته وهذا من قول ~~الآخر: # بدر بدا يشرب شمسا بدت ... وحدها في الحسن من حده # تغرب في فيه ولكنها ... من بعد ذا تطلع في خده وقال الطليق المرواني ~~المتقدم الذكر في شعر تقدم إنشاده: # فإذا ما غربت في فمه ... أطلعت في الخد منه شفقا وقال ابن فتوح: # ناولني الكأس ms0457 على غفلة ... من ملأت ألحاظه الكاسا # ظبي إذا ما شمته شاربا ... ذكرني شاربه الآسا وهذا من قول ابن برد وقد ~~تقدم: # يا شاربا ألثمني شاربا ... قد هم فيه الآس أن ينبتا # PageV02P777 # وكذا بيته الأول من قول الآخر: # يا رب ساق يدير كأسا ... تملؤه في الهوى جفونه # كأنما قده قضيب ... يهفو بلب اللبيب لينه وحدث ابن فتوح هذا عن نفسه قال: ~~ماشيت غلاما معذرا كنت قديم الامتزاج به، والكلف بقربه، فلقيني بعض إخواني ~~معه في جوف المسجد الجامع فسلم علي مضمرا خبرا ثم قال لي: مثالك في عصرنا ~~مثال ذي الرمة في وقته، تقنعك الأطلال، وما شخص من آثار الديار؛ ففهمت عنه، ~~وأنشدته قبل أن يستتم كلامه: # ما ربع معمورا يطيف به ... غيلان أبهى ربا من ربعها الخرب فقال: إلى متى ~~يدوم غرامك بهذا الغلام، وهذه بنود عزله قد رفعت، وعقدت خلعه قد عقدت - ~~فقلت: لا والله ما أرى بنود عزلة، ولا عقدت خلعة، وإنما أرى لامات مسك في ~~صحيفة كافور، وسطور دجى في مهارق نور، فولى عني. # وكتبت إليه: # أيها العاند المفند جهلا ... في هوى من قوام نفسي هواه # PageV02P778 # أنت تلحى على قضيب لجين ... عطفتني عن غيره عطفاه # كان صبحا لعاشقيه فلما ... بقلت صفحتاه أغشي سناه # مثل ضوء الهلال يزداد ضعفا ... نوره إن دجت له أفقاه وقال أيضا: # نشر الغمام رداءه فتقنعت ... خجلا به للناظرين ذكاء # فكأنه ستر تشير بمقلة ... مطروفة من خلفه عذراء # وكأنها إذ مده من تحتها ... سر تضيق بكتمه الظلماء وهذا كقول ابن عبد ~~ربه: # نهار لاح في سربال ليل ... فما عرف الرواح من البكور # وعين الشمس ترنو من بعيد ... رنو البكر من خلف الستور وابن المعتز القائل ~~قبلهما: # تظل الشمس ترمقنا بطرف ... خفي لحظه من خلف ستر # تحاول فتق غيم وهو يأبى ... كعنين يحاول نكح بكر # PageV02P779 # وتابعه ابن الرومي فقال: # واليوم مدجون فجونته ... ما بين مطلع ومحتجب # ظلت تلاحظنا وقد بعثت ... ضوءا يلاحظنا بلا لهب ومحمد بن سيق من غلمان ~~ابن أبي عامر: # فكأن الشمس بكر ms0458 حجبت ... وكأن الغيم ستر قد سدل وقال ابن فتوح يصف الشمع: # ولما دجا الأفق واغرورقت ... بكواكبه وسط لج السحب # نصبنا له قضبا صاغها ... من التبر صائغها للعجب # ودارت نجوم من الراح في ... بروج التصابي بأفق الطرب # وهز نسيم الصبا عطفه ... وقام خطيب الصبا فاختطب # تجهم وجه السما إذ رأى ... سرور الورى بتهادي النخب # كأن السحاب به إذ بدت ... بخات على غيمها ترتكب # تسير ويقرعها رعدها ... لتعدو بسوط له من ذهب # PageV02P780 # وهذا كقول ابن برد وقد تقدم إنشاده: # بخاتي توضع في سيرها ... وقد قرعت بسياط الذهب وقول ابن فتوح في صفة ~~الشمع من قول أبي الفضل الميكالي: # وليل كلون الهجر أو ظلمة الحبر ... نصبنا لداجيه عمودا من التبر # [يشق جلابيب الدجى فكأنما ... نرى بين أيدينا عمودا من الفجر] # تبدى لنا كالغصن قدا وفوقه ... شعاع كأنا منه في ليلة القدر # تحمل نورا حتفه فيه كامن ... وفيه حياة الأنس واللهو لو يدري # تراه يدب الدهر في بري نفسه ... وقد كان أولى أن يريش ولا يبري # إذا ما عرته علة قط رأسه ... فيختال في ثوب جديد من العمر وهذا كقول ابن ~~المعتز: # وصفراء تونس جلاسها ... بقد يقطع أنفاسها # تبيت تقضي لباناتنا ... وتعمل في نفسها باسها # ولم أر من قبلها مثلها ... تعيش إذا قطعوا راسها وهذا المعنى يتطرف قول ~~العباس بن الأحنف: # أحرم منكم بما أقول وقد ... نال به العاشقون من عشقوا # PageV02P781 # صرت كأني ذبالة نصبت ... تضيء للناس وهي تحترق وقال بعض أهل عصرنا وهو ~~أبو القاسم بن مرزقان يصف شمعة أقيمت بجانب مطيب نرجس: # وشمعتين يروق الشرب حسنهما ... نور ونار مجال فيهما البصر # فذي تموت إذا ما نالها بلل ... وذاك يحيا إذا ما عمه المطر ووقفت على رأس ~~ذي الوزارتين ابن خلدون وصيفة في يدها شمعة فقال: # يا شمعة تحملها أخرى ... شبهتها شمسا علت بدرا # امتحنت إحداهما مهجتي ... بمثل ما تمتحن الأخرى وقال أيضا غيره من أهل ~~العصر: # وقد أنهبوا جنح الدجى كل شمعة ... كأن سناها من محياك أو فكري # بآية ما تبكي وفي ms0459 النار صدرها ... وقد جمدت عيناي والنار في صدري # وقد نصبوها رزدقا بعد رزدق ... كما أشرعوها تحت ألوية الخمر # PageV02P782 # وهذا كقول أبي الفضل البغدادي من جملة أبيات تأتي في أخباره من القسم ~~الرابع: # فنارك من جمر وناري من هجر ... وصدرك في نار وناري في صدري وقال أبو ~~الفضل الميكالي: # يا رب غصن نوره ... يزري بنور الشفق # يظل طول عمره ... يبكي بجفن أرق # صفرته تخبر عن ... عشق ولما يعشق # نار المحب في الحشا ... وناره في المفرق # لاح لنا في مغرب ... فردنا في مشرق وقال أيضا فيها: # أعددت لليل إذا الليل غسق ... وقيد الألحاظ من دون الطرق ... قضبان تبر ~~عريت من الورق ... يغني الندامى ضوؤها عن الفلق ... شفاؤها إن مرضت ضرب ~~العنق ... وقال: # وقضيب من بنات النح ... ل في قد الكعاب # PageV02P783 # يشبه العاشق في ... لون ودمع والتهاب # كسي الباطن منه ... وهو عريان الإهاب # فإذا ما أنعم الأبدا ... ن ملبوس الثياب # فهو للشقوة ... في بلاء وكذاب وقال الأسعد بن بليطة: # لنا شمعة نيطت ذراها بشعلة ... كحية تبر نضنضت بلسانها # إذا عثر الساقي بذيل من الدجى ... نحنا له نحر الدجى بسنانها # تموت إذا ما قبلت خد حائط ... فثبت خالا فوقه من دخانها # كأن الجدار امتص جوهر روحها ... ولم يستسغ منها سويدا جنانها وقال أبو ~~العلاء المعري: # وصفراء لون التبر مثلي جليدة ... على نوب الأيام والعيشة الضنك # تريك ابتساما دائما وتجلدا ... وصبرا على ما نالها وهي في الهلك # ولو نطقت يوما لقالت محقة ... تخالون أني من حذار الردى أبكي # فلا تحسبوا دمعي لوجد وجدته ... فقد تدمع العينان من شدة الضحك وقال أبو ~~فتوح وقد استهدي مقصا فبعث بها وكتب معها: # خذها إليك فإنها مخلوقة ... من فطنة مشبوبة وذكاء # تحكيك في دفع الملم لأنها ... ولعت بشق حناجر الأعداء # PageV02P784 # قال ابن بسام: وقد نهى بعض الظرفاء الأدباء عن إهدائها واستهدائها، قال ~~الفقيه ابن قالوص في ذلك: # إعطاء مثلي للمقص نقيصة ... وأرى إعارتها أجل العار # إن المقص حكت بصورة شكلها ... " لا " والجواد ب - " لا " لئيم نجار وهذا ~~من الاختراع ms0460 البديع، والتشبيه المطبوع. وتشبيه ابن فتوح صديقه بالمقص من ~~الوصف القبيح مما مال فيه إلى العقوق، وعدا به سواء الطريق. ومتى كانت ~~المقص تشق الحناجر، وتجر الجرائر، كأنه لم يسمع قول الآخر، وهو ابن الرومي: # وما تكلمت إلا قلت فاحشة ... كأن فكيك للأعراض مقراض وهذا بالمقص أشبه، ~~وعلى تفاهة قدره أنبه. ولم أسمع في المقص أحسن من قول ابن الرومي أيضا يصف ~~قوادة: # تسعى لكي تجمع وسطيهما ... كأنها مسمار مقراض وسميت المقص لملازمتها ~~القصاص، وهو أطراف الشعر. # وقال ابن فتوح في صفة نحلة: # وطائرة تخفى كأن جناحها ... ضمير خفي لا يحدده وهم # منافرة للإنس تأنس بالفلا ... مرقرقة للشهد من بعضها السم # فادناؤها وهتك حجابها ... إذا احتجبت في غير إبانها ظلم # PageV02P785 # وحدث ابن فتوح أيضا عن نفسه قال: كنت ليلة في رمضان أطوف بالمسجد الجامع ~~بالمرية سنة ثلاثين، وإذا فتى حسن المنظر، فسلم علي سلاما ارتاحت له نفسي، ~~وانشرح له صدرين فرددت عليه رد من توسم فيه سمة الفهم، فقال لي: بحرمة ~~الأدب إلا ما أعدت علي البيت، فأعدته، وأنشدته سائر الأبيات، فقال: الشعر؛ ~~ثم قال لي: إنما أخذته من قول العباس بن الأحنف: # وأحسن أيام الهوى يومك الذي ... تروع بالهجران فيه وبالعتب # إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى ... فأين حلاوات الرسائل والكتب! - فقال: ~~وريت بك زنادي، فأخبرني عن السبب الموجب لترديدك البيت، قلت له: منيت بخل ~~مولع بالخلاف، مائل إلى قلة الإنصاف، إن لاينته غضب، وإن استعتبته عتب، وقد ~~علم الله شفقة نفسي لفرقته، فقال: قلب الله لك قلبه، وجنبك عتبه. ثم ولي ~~عني وقد غرس في كبدي ثمرة وده، قبت الليلة مستأنسا بخباله، جذلان بوصاله، ~~حتى رأيت غرة الفجر تلمع في كفل الدجى، فخلته بحرا تسرب في جدول، أو # PageV02P786 # عجاجا سل من تحته منصل؛ فقمت ثابتا على قصده، فلم ألبث أن سمعته ينشد ~~ويطلب منزلي، فقرع الباب وأذنت له فدخل، فرحبت به، وقمت إليه، وأقبلت عليه؛ ~~فقال لي: يا ابن الكرام، إن هذا يوم قد بكى ماء ms0461 غيمه، ونبض عرق برقه، وخفق ~~قلب رعده، واغرورقت مقلة أفقه، ونحن لا نجد الخمر، فبم نقطع تأويبه - فقلت: ~~الرأي إلى سيدي أبقاه الله، فقال لي: كيف ذكرك لرجال مصرك، ووقوفك على ~~شعراء عصرك - قلت: خير ذكر. فقال: من أعذبهم لفظا، وارجحهم وزنا - قلت: ~~الرقيق حاشية الظرف، الأنيق ديباجة اللطف، أبو حفص ابن برد. قال: فمن ~~أقواهم استعارات، وأصحهم تشبيهات - قلت: البحر العجاج، والسراج الوهاج، أبو ~~عامر ابن شهيد. قال: فمن أذكرهم للأشعار، وأنظمهم للأخبار - قلت: الحلو ~~الظريف، البارع اللطيف، أبو الوليد بن زيدون. قال فمن أكلفهم بالبديع، ~~واشغفهم بالتقسيم والتتبيع - قلت: الراتع في روضة الحسب، المستطيل بمرجة ~~الأدب، أبو بكر إبراهيم بن يحيى الطبني، فأنشد: # وخاطب قسا في عكاظ محاورا ... على البعد سحبان فأفحمه قس # PageV02P787 # @فصل في ذكر الأديب أبي بكر بن ظهار وإثبات جملة # @مما وجدت له من الأشعار # وكان أبو بكر هذا من فتيان الأدباء في ذلك الأوان، ثم اعتبط وماء معرفته ~~غير ممتاح، وركن إبداعه غير مراح، في شرخ شبيبته وأوان ظهوره، ولولا ذلك ~~لبز أهل الآفاق، رقة وحسن مساق. وأكثر ما وجدت من شعره ففي مدح أبي المغيرة ~~بن حزم، إذ كان قد ميزه تمييز مثله من صيارفة النثر والنظم. وحدثت عن بعض ~~من جعل الانتجاع بهذا العلق الذي نحن في إقامة أوده [من أجل ذخائره وعدده] ~~، أنه انتجع أبا بكر بن ظهار، وكان من الإقلال في غاية، ومن قلة ذات اليد ~~في نهاية، وقصده في ذلك بخمسة أبيات شعر أنشدتها سقطت من ذكري، فباع ابن ~~ظهار ثوبه ووجه إليه بثمنه، وكتب إلى مستمنحه بهذه الأبيات: # يعز على الآداب أنك ربها ... وأنك في أهل الغنى خامد النار # وخمسة أبيات كأنك قلتها ... بهاء وإشراقا من القمر الساري # طلبت لها كفؤا كريما من القرى ... فقصر باع المال عن نيل أوطاري # سوى فضلة لا تستقل بنفسها ... وأقلل بها لو أنها ألف دينار # بعثت بها لا راضيا لك بالذي ... بعثت به إلا فرارا من العار # PageV02P788 # ومن شعره قوله: # والله ما ms0462 أربي من الدنيا ... إلا المدام ووجه من أهوى # فإذا نظرت إلى صفائهما ... لم يبق لي أمل ولا دعوى وقال: # صبغوا غلالته بحمرة خده ... وكسوه ثوبا من لمى شفتيه # فتخاله في ذا وتلك كأنما ... نثر البنفسج والشقيق عليه وقال: # من لي بداني المحل ناء ... تراه عيني ولا أناله # لا وصل لي منه غير أني ... أقول للناس كيف حاله وقال: # عللاني فإنما أنا حيث ... جاد روض الهوى من الوصل غيث # وكأن الظلام لما تولى ... نمر راعه من الفجر ليث # PageV02P789 # وقال: # أما ترى بدر الدجى مشرقا ... يضحك من نور ضحك - # كأنما ينثر من نوره ... في الأرض كافورا على مسك وقال: # إذا أردت صباحا ... فانظر إلى وجه ساقيك # فقد أطلت سؤالا ... يا قوم هل غرد الديك # ماذا تريد بصبح ... أو أين ترقى أمانيك # وللنجوم مدار ... عليك والبدر يسقيك @ - فصل في ذكر الأسعد بن إبراهيم بن ~~أسعد بن بليطة # " سرد المعاني أحسن السرد، وافترس المعالي كالأسد الورد، فأبرز درر ~~المحاسن من صدفها، وأحرز ما شاء من فخر الإجادة وشرفها ". # PageV02P790 # وأصله كان من حضرة قرطبة، وتردد بأقطار الجزيرة شرقا وغربا، وكان بها في ~~وقته أحد الغرائب، وأعجوبة في عيون العجائب؛ عالم بما يريشه ويبريه، على ~~لوثة - زعموا - كانت فيه؛ وكان بعيد الهمم، بليغا بالسيف والقلم، تردد على ~~ملوك الطوائف بالأندلس، فارس جحفل، وشاعر محفل، فجرى في الميدانين، وارتزق ~~في الديوانين. ولم أظفر من شعره في حين إخراجي هذه النسخة من هذا المجموع ~~إلا بقليله؛ ولا بأس - بحمد الله - من الزيادة فيه؛ وقد أثبت منه ما يعترف ~~بحقه، ويعرف به مقدار سبقه. # @ما أخرجته من شعره في النسيب وما يناسبه من الأوصاف # قال: # لو كنت شاهدنا عشية أمسنا ... والمزن تبكينا بعيني مذنب # والشمس قد مدت أديم شعاعها ... في الأرض تجنح غير أن لم تذهب # خلت الرذاذ برادة من فضة ... قد غربلت من فوق نطع مذهب وقال: # ظلت به والدموع جارية ... أقبل الجيد منه والليتا # تقطر درا حتى إذا وردت ... روضة خديه عدن ياقوتا # PageV02P791 # وهذا من قول الحسن ms0463، وزاد في التشبيه، فأجاد ما أراد فيه، وهو: # وقد غلبتها عبرة فدموعها ... على خدها بيض وفي نحرها صفر وقال: # ليس ليوم البين عندي سوى ... مدامع نجيعها سكب # كأنما فض بأجفانها ... رمانة فانتشر الحب وقال: # عوذت قلبي منه ... بكل ما يتعوذ # كأنما خده وال ... عذار حين تأخذ # تفاحة علقت في ... سلاسل من زمرذ وقال: # قمر لوى من فوقه ... من صدغ غالية حنش # ودنا ليلثم جمرة ... من وجنيته فانكمش وأملح من هذا التشبيه، قول تميم بن ~~المعز فيه: # طمعت تقبله عقارب صدغه ... فاستل ناظره عليها خنجرا # PageV02P792 # وقال محمد بن هانئ: # وكأن صفحة خده وعذاره ... تفاحة رميت لتقتل عقربا وقال الأسعد: # من رأى الورد تحت قطر نداه ... لم يعب فوق وجنتي جدريا # أنا شمس أردت في الأرض مشيا ... فنثرت النجوم حليا عليا وهذا كقول ابن ~~السراج النحوي صاحب كتاب " الأصول ": # لي قمر جدر لما استوى ... فزاده حسنا وزادت همومي # كأنما غنى لشمس الضحى ... فنقطته طربا بالنجوم وقال الأسعد في سمج بين ~~مليحين: # أما ترى الدهر بما قد أتى ... من حسن هذين وهذا السمج # كدرتي عقد على ثغرة ... بينهما واسطة من سبج # PageV02P793 # وقال يصف الخيلان: # تتنفس الصهباء في لهواته ... كتنفس الريحان في الآصال # وكأنما الخيلان في وجناته ... ساعات هجر في زمان وصال قال ابن بسام: ~~وهذان النوعان من وصف الجدري والخيلان غير موجودين في أشعار المحدثين ~~والمولدين والعصريين إلا في النادر، وأنا أنشد في هذا الموضع بعض ما تعلق ~~من ذلك بحفظي، ووقع في شرك صدري. قال الشيخ أبو مروان بن سراج: # جدرت فقالوا بها علة ... ستقبح بعد بآثارها # ألا إنها روضة نورت ... فزادت جمالا بأنوارها وقال أبو عامر ابن عبدوس ~~القرطبي: # أكثر الحاسدون فيك فقالوا ... جدري بدا على وجنته # ويحهم ما دروا بأنك ورد ... نثر الجوهر النفيس عليه # ونجوم السماء أسرى حلاها ... وجمال الوشاح في طرتيه ولأبي زيد بن العاصي: # عابه الحاسد الذي لام فيه ... أن رأى فوق خده جدريا # إنما وجهه هلال تمام ... جعلوا برقعا عليه الثريا # PageV02P794 # ولأبي تمام بن رباح: # [أوقدت ms0464 قلبي فارتمى بشرارة ... في صحن خدك فانطفت في مائه] وله أيضا: # خدك مرآة كل حسن ... تحسن من حسنها الصفات # ما لي أرى فوقه نجوما ... قد كسفت وهي نيرات - وأنشدني أبو محمد بن فرج ~~الجياني لنفسه يصف خالين بخد غلام أحدهما أصغر من الآخر: # إني ضعفت عن الهوى قد صادفني ... عبد القوي بلحظ ريم أحور # أبصرت في الحمام منه محاسنا ... حسن بلوى قلبي المتحير # جسم من البلور يطفو فوقه ... عرق تبدى مثل نظم الجوهر # ونجده خالان أما واحد ... فيلوح والثاني كأن لم يظهر # فكأنه من حسنه بدر الدجى ... كسف السهى في صحنه والمشتري وأنشدني أبو بكر ~~الداني لنفسه: # بدا على خده خال يزينه ... فزادني شغفا فيه إلى شغف # كأن حبة قلبي عند رؤيته ... طارت فقلت لها في الخد منه قفي # PageV02P795 # رجع: # وقال الأسعد يصف النفط: # والنفط مهما افتر فوه فاغرا ... أجرى لسان النار فوق الماء # فكأنه ذهب بدا في صارم ... أو رجع برق في أديم سماء وله: # وتلذ تعذيبي كأنك خلتني ... عودا فليس يطيب ما لم يحرق وهو مأخوذ من قول ~~ابن زيدون: # تظنونني كالعود حقا وإنما ... تلذ لكم أنفاسه حين يحرق وقال في أسود: # يا رب زنجي لهوت به ... الشمس عند سناه ممقوته # محدودب قد غاب كاهله ... في منكبيه فلا ترى ليته # قد حكم التجعيد لمته ... فتراكمت فكأنها توته # وإذا سعى بالكأس تحسبه ... جعلا يدحرج فص ياقوته # وكأنه والكأس في يده ... نجم رمى في الجو عفريته # PageV02P796 # وأخذ هذا التشبيه من قول [بعض أهل أفقنا وهو] ابن زرقون في الكميت ~~الشاعر: # تأملت الكميت وقد علاه ... من الأثواب ثوب ذو احمرار # فقلت لصاحبي جعل تمشى ... لعمري في ثياب الجلنار ومن قديم هذا التشبيه ~~قول الفرزدق في نصيب وقد لبس ثيابا بيضا: # كأنه لما بدا للناس ... أير حمار لف في قرطاس وقال ابن بليطة الأسعد: # وزورق أبصرته عائما ... وقد تمطى ظهر دأماء # كأنه في شكله طائر ... مد جناحيه على الماء وأنشدني أبو بكر الخولاني ~~المنجم قال: أنشدني ابن بلطية الأسعد لنفسه: # رأيت ليوسف ms0465 في بيته ... فخربه الله بين البيوت # PageV02P797 # حصير صلاة علاه الغبار ... وقد نسجت فوقه العنكبوت # فقلت له: كم لذاك الحصير ... وكم لك لم تقر فيه القنوت # فقال: هنالك ألفيته ... وثم يكون إلى أن أموت وأنشدني له أيضا: # أحبب بنور الأقاح نوارا ... عسجده في لجينه حارا # أي عيون صورن من ذهب ... ركب فيها اللجين أشفارا # إذا رأى الناظرون بهجتها ... قالوا نجوم تحف أقمارا # كأن ما أصفر من موسطه ... عليل قوم أتوه زوارا # كأن مبيضه صقالبة ... صاروا مجوسا فاستقبلوا النارا # كأنه ثغر من هويت وقد ... ألقيت فيه بفي دينارا وأنشدني له أيضا من قصيدة ~~أولها: # أرجي عساه في الهوى ولعله ... ولو وصفوا حال العليل لعله # خليلي من نعمان ما أكثر الهوى ... لجاجا وصبري في الهوى ما أقله ومنها: # فلا تضربن حدا بحد فإنه ... إذا السيف لاقى مضرب السيف فله # PageV02P798 # @ومن شعر الأسعد في المديح وما يتصل به # له من قصيدة في ابن صمادح أولها: # برامة ريم زارني بعد ما شطا ... تقنصته في الحلم بالشط فاشتطا # رعى من أناس في الحشا ثمر الهوى ... جينا ولم يرع العرار ولا الخمطا # خيال لمرقوم البنان براعة ... تأوبني بالرقمتين فذي الأرطى # فأنشقني من خده روضة المنى ... وألثمني من صدغه حية رقطا # كأن الدجى جيش من الزنج نافر ... وقد أرسل الإصباح في إثره القبطا [منها ~~في وصف الديك: # كأن أنو شروان أعلاه تاجه ... وناطت عليه كف مارية القرطا: # وطائر حسن بالسقاة موكل ... بحب قلوب الشرب يلقطها لقطا] # توهم عطف الصدغ نونا بخده ... فبات بمسك الخال ينقطه نقطا وهذا كقول ابن ~~المعتز: # غلالة خده صبغت بورد ... ونون الصدغ معجمة بخال # PageV02P799 # محيرة الألحاظ من غير سكرة ... متى شربت ألحاظ عينيك إسفنطا # أرى صفرة المسواك في حوة اللمى ... وشاربك المخضر بالمسك قد خطا # عسى قزح قبلته فإخاله ... على الشفة اللمياء قد جاء مختطا # وسارية خلنا تلألؤ برقها ... سلاسل تبر والظلام قد اشمطا # فبتنا نخال الجو بحرا قد أرسلت ... على متنه كف البروق له نفطا # وباتت نخال الجو بحرا قد أرسلت ... على متنه ms0466 كف البروق له نفطا # وباتت تثير المسك من هجعة الثرى ... رياض ترى للنور في فرعها وخطا # حيا أبا يحيى بن معن أجازها ... فعلمها من كفه الوكف والبسطا # تألف من در وشذر نجاره ... فجاءت به العليا على جيدها سمطا # أقول لركب يمموا مسقط الندى ... وقد جاور الركبان من دونها السقطا # أفي المجد يبغي لابن معن مناقض ... ومن يوقد المصباح في الشمس قد أخطا # ولو قابل الشمس المنيرة أظلمت ... سناها ولو أوما إلى البدر لانحطا وله ~~من أخرى في المعتضد: # عليك عقلت مطي الأمل ... وفيك اعتقلت بزرق الأسل # وفيك تنسمت زهر العلا ... جنيا وروض العلا قد ذبل # كأنا ومجدك يسمو بنا ... ذبال أمدت إليها شعل # أيا ملكا راع سرب العدا ... وأمن سرب الصريح الجلل # أتصبح بحرا معين الجدا ... ويكرع عبدك ذا في وشل # PageV02P800 # فتى سأرتك أمانيه من ... أقاصي الشواهق حتى نهل # أعد لأعدائكم صعدة ... ونصلا جرازا وطرفا رفل # جهاز ابن هيجاء علامة ... بطعن الكلى وبضرب القلل # وشخت الحواشي لمن سامه ... رحاب الخليقة في من يحل # تنسم إذا شئت ريحانة ... وهز إذا شئت عضبا أفل # فمثلي لدى ملك ماجد ... يهان ويقصى لكي يرتحل - # أبثك من بجري بعضها ... فجلدي بكتمانها قد نغل # ولست أريد الذي قد مضى ... فقد سبق السيف فيه العذل # فلا غيض بحرك غيث الورى ... فنحن الرياض وأنت السبل @فصل في ذكر الأديب ~~أبي عبد الله محمد بن عبادة المعروف بابن القزاز # من مشاهير الأدباء الشعراء. وأكثر ما اشتهر اسمه وحفظ نظمه في أوزان ~~الموشحات التي كثر استعمالها عند أهل الأندلس. وقد ذكرت فيما اخترت في هذا ~~القسم من أخبار عبادة بن ماء السماء من برع في هذه الأوزان من الشعراء. ~~وهذا الرجل ابن القزاز، ممن نسج على منوال # PageV02P801 # ذلك الطراز، ورقم ديباجه، ورصع تاجه. وكلامه نازل في المديح، فأما ألفاظه ~~في هذه الأوزان من التوشيح فشاهدة له بالتبريز والشفوف، وتلك الأعاريض ~~خارجة عن غرض هذا التصنيف. # فصل له من رقعة خاطب بها أبا بكر الخولاني المنجم يقول فيه: # إن لم تتقدم ms0467 بيننا مخاطبة، ولا جرت بيننا مكاتبة، فقد علم الله تعالى أن ~~ودادي لك محض لا يشوبه كدر، وأن ثنائي عليك غض يتضوع تضوع الزهر، فحال قدري ~~لوصفك الجليل، مطرزة بذكرك الجميل، وتيجانه على مفارق مجدك الأثيل، مرصعة ~~بلآلئ حمدك الجزيل. وكنت عند حلولك بالمرية، قد باشرت من أفعالك السنية، ~~وشهدت من محاضرك الحسان، ما يكل عن وصفه كل لسان؛ وما زلت مذ غبت عنها - لا ~~غاب نجم سعدك، ولا أصلد واري زندك - أذكر مآثرك، وأنشر مفاخرك، وأبث ما ~~عاينت من مناقبك، كالذي يتعين من واجبك، أعان الله على أدائه، والقيام ~~بأعبائه. ولما بلغنا ما سناه الله من التأييد والتمكين، والظهور على ~~المشركين، بسعد المعتمد على الله، نظمت بعض ما سمعته من ذلك الخبر السار، ~~ووصفت ما حاز فيه من الفخار؛ ولم تطب نفسي - فاديتك - على الإرسال بما قلت ~~إلا لعلمي بجدك فيما يعول فيه عليك، وأشرت إلى ما تراه، وتقف عليه إن شاء ~~الله؛ فلك الفضل في توصيل ذلك إليه، وتقبيل الكريمتين عني يديه؛ فإن نجح ~~السعي وساعد السعد، فمن عندك أرى ذلك، فأنت المشارك المشكور على اهتبالك؛ ~~ولولا جوائح جرت علي، فقصت جناحي وسلبت ما لدي، لأمضيت عزمي، وكنت مكان ~~نظمي. # PageV02P802 # ومن قصيدته التي بعث بها يومئذ قوله في أولها: # ثناؤك ليس تسبقه الرياح ... يطير ومن نداك له جناح # لقد حسنت بك الدنيا وشبت ... فغنت وهي ناعمة رداح # ثناؤك في طلاها حلي در ... وفي أعطافها منه وشاح # تطيب بذكرك الأفواه حتى ... كأن رضابها مسك وراح # ملكت عنان دهرك فهو جار ... كما تهوى فليس له جماح # فداك ملوك هذا العصر طرا ... فإنك ضيغم وهم لقاح # وأنت بكل ما تحوي جواد ... وهم بأقل ما حازوا شحاح # فزندك في العلا والحرب وار ... ولا زند لهم إلا شحاح # جزاك الله خيرا عن بلاد ... محا عنها الفساد بك الصلاح # جنبت إلى الأعادي أسد غاب ... براثنها المهندة الصفاح # وقدتهم فكان لهم ظهور ... ولولا الشمس ما ظهر الصباح # وقفت وموقف الهيجاء ضنك ... وفيه لباعك الرحب انفساح ms0468 # وألسنة الأسنة قائلات ... قفوا هذا المؤيد لا براح # محمد بن عباد هزبر ... لعباد المسيح بدا فطاحوا ومنها: # رأى منه أبو يعقوب فيها ... عقابا لا يهاض له جناح # فقال له لك القدح المعلى ... إذا ضربت بمشهدك القداح # PageV02P803 # في أبيات غير هذه ثابتة في القسم الثاني من هذا المجموع، إذ لها موقع ~~بذلك الموضع: # وله من أخرى: # يا دوحة بظلاها أتفيأ ... بل معقلا آوي إليه وألجأ # رمدت جفوني مذ حللت هنا ولو ... كحلت برؤيتكم لكانت تبرأ # فخبئت عنك وإنما أنا جوهر ... في طي أصداف الحوادث أخبأ # يا من إذا انتسب البرايا للثرى ... فله من الشمس المنيرة ضئضئ # لم أخترع فيك المديح وإنما ... من بحرك الفياض هذا اللؤلؤ # أما بنو عبد الحميد فإنهم ... زهر وأنت هلالها الملالئ # فخر الزمان بنا لأنك حاتم ... في جوده ولأنني المتنبئ وأنشدني أبو بكر ~~الخولاني المنجم، قال أنشدني أبو عبد الله القزاز لنفسه: # أبا عامر ماذا أتيت من العار ... فها أنت من ثوب العلا في الورى عاري # تبدلت شرطيا بصاحب شرطة ... كريم نجار النفس ممتنع الجار # فأصبحت كالطرطور كان لسيد ... فأخلق حتى صار في رأس عيار # PageV02P804 # وله في رجل قراق من أهل جيان: # أوغاد أهل المرية افترسوا ... عرسك يا وغد أهل جيان # قراقهم أنت غير أنهم ... قد بشروا رأس قافك الثاني وقال: # شابت وزارة عصرنا ... فأشبها عبد العزيز # فكأنما هو يوسف ... وكأنها امرأة العزيز وقال: # انظر الفحم قد علاه بياض ... وكسا لون وجهه تتريبا # لون شعر الشباب كان ولكن ... حرق النار أورثته المشيبا @فصل في ذكر ~~الأديب أبي عبد الله محمد بن مالك الطغنري من غرناطة # لم أقف من ذكر هذا الرجل إلا على أبيات من شعره، وفصلين من نثره، ويستدل ~~على الشجر، بالواحدة من الثمر، ومع قلته فإنه يعرف أنه صدر أديب ذو حفظ ~~كثير وأدب غزير. # فصل له من رقعة يصف فيها السوط الذي يجلب لحث الخيل من المغرب: وتوأم هذا ~~الجواب - أعزك الله - البعثة بالمحثة؛ وقد تخيرتها # PageV02P805 # عقيلة أتراب، كريمة أصحاب، تسمو بالنسب البحري، وتتيه ms0469 بالنصاب الملوكي، ~~قد أشبهت سرق الحرير لمسا، واشتق اسمها منه، ودعج الآبنوس لبسا، محكي لونها ~~عنه، كأنما استلت من ظهر حية، أو حلت من أكارع طلا موشية، عنوان عزة، وجمال ~~بزة، ودليل إنافة، وخليفة خيزران الخلافة، أبهى في أيدي الصيد، من طرر ~~الغيد؛ وأحسن على أعناق الجرد، من قطاطي المرد؛ وكأني بالفقيه، يحرك رأسه ~~عند هذا التشبيه، فيقول: الصدق على الألمعي لا يبطئ، وفراسة المؤمن لا ~~تخطئ، كل على شاكلته يفعل ويقول، ومن جرابه يزن ويكيل، ويظن ما يظن، غفر ~~الله له، وبعد رغبة له ورغبة فيه، أقول: # يا معلم العلماء يا زين الندى ... لله درك من فقيه أوحد # أكثرت إطرابي فظني أنني ... أصبحت من وعر العتاب بقردد # ما حق ذاك السوط سوط مدائح ... أصبحت منها بالمكان الأبعد # لما أتى سمعي فخرت شطارة ... وطردت مني منكبي متمرد # فامنن ببسط العذر في تأخيره ... منا أرد منه بأعذب مورد # وانعم بأيام أرق من الهوى ... وألذ من وصل الحبيب المسعد # تا الله إقسام المحب لما حبا ... دهري بأكرم منك علقا في يدي # أنت الوهوب أخو التفضل طالبا ... وأنا إذا قبلت يداك المجتدي # PageV02P806 # وله من أخرى خاطب بها والد غلام تناول بره في الحمام، قال فيها: # ولا ظهير إلا فريخ لي رطيب العظام، لم يقنأ دمه، ولا ثغر فمه، ولا انعقد ~~مخه، ولا دعاه من الشباب شرخه؛ فعلى هذه الحال ما وكل بي النجيب ابنك - ~~دامت به قرة العين - عينا راعية، وبترجيعي على علاة الحال أذنا واعية، ~~فانتشاني من ذلك المقام بيد طالت أيدي المتطاولين إلى ركني، في سماء بعد ~~على أرشية الأذرع هواؤه، وقعد عن القائم ماؤه، فوشكان ما استفرغ لي منه جمة ~~المجهود، وقرب العدم من الوجود؛ وطاف علي منها بأكواب كما رأيت مقلة المشرق ~~في دمعها المغرق، وسمعت بجابية الشيخ العراقي تفهق، وطرف ذلك بنبذ من أدبه ~~البارع، كنبذ الزراع، ولمح من نظمه الساطع كبرقه اللامع. # وأنشدت لبعد الرحمن بن عبد الرزاق وزير عبد الله الأمير -[كان بها - من ~~قصيدة أولها ms0470] : # بخل الظاعنون بالتسليم ... فأعاروا الجفون سهد السليم # PageV02P807 # وطوى كل مطمع فيهم اليأ ... س فإن مت مت غير مليم # ما عليهم لو ودعوا مستهاما ... ذا غرام مغرى به كالغريم # قلت يوما وقد أتت منبت البا ... ن فأزرت بكل خوط قويم # علمي القضب منك حسن التثني ... فبها حاجة إلى التعليم # علمتها سفك الدماء كماة ... لم يرقوا يوم النوى لمقيم # أيأسوا من إسعاد سعدى ومن إن ... عام نعم ورشف ظلم الظلوم وله من أخرى: # صب على قلبي هوى لاعج ... ودب في جسمي ضنى دارج # في شادن أحور مستأنس ... لسان تذكاري به لاهج # ما قدر نعمان إذا ما مشى ... ومن عسى يبلغه عالج - # فقده من رقة مائس ... وردفه من ثقل مائج # كأن ماء الحسن في خده ... مدامة شعشعها المازج # عنوان ما في ثوبه وجهه ... تشابه الداخل والخارج # فلا تقيسوه ببدر الدجى ... ذا معلم الوجه وذا ساذج @فصل في إيراد أشعار ~~رثي بها الوزير الفقيه أبو مروان بن سراج # @رحمه الله بحضرة قرطبة مع ما يتشبث بها ويذكر بسببها # وهي جملة قصائد لغير واحد من أهل العصر، منهم من يأتي ذكره # PageV02P808 # فيما بعد، ومنهم من لم يسمح بإثبات شعره النقد. وقد وجدت الكاتب أبا ~~الوليد بن طريف قد أثبت في جزء لطيف جملة هذه القصائد، ولم يسلك فيها أسلوب ~~ناقد، ضنانة منه بخطها من التسامي بالمؤبن بها، وتثبيتا لذكر اسمه المطرزة ~~به حواشيها، فنشر طي كل نسيجة عن منوالها، وأثبتها بحالها. وقد أثبت أنا ~~منها ما يليق بالكتاب، فرارا من الإطناب؛ وسردت الفصل الذر أدار أبو الوليد ~~عليه رحاه، وقدمه صدقة بين يدي نجواه. # قال أبو الوليد: وكان أبو مروان عبد الملك بن سراج فذ العصر، وعلم الفخر، ~~وبقية حسنات الدهر، ونخبة أهل التقدم في شرف النصاب، وكرم الأحساب، ونسبه ~~في كلاب بن ربيعة؛ أصاب سلفه سباء قديم صيرهم أولا في ولاء بني أمية ~~بالمشرق، فكانوا في عداد مقدمة الموالى المروانيين، وصدروا في عظمائهم، ثم ~~اتصلت نباهتهم بالأندلس يرثها خالف عن سالف، ويخلفها عن تالد ms0471 طارف، مع ~~صيانة وعفة وكرم طعمة، وعلو نفس وشرف همة، وعدول عن خدمة السلطان، وتنزه عن ~~التصرف فيها والامتهان، وانحياش إلى طلب الديانة وانحطاط في شعب طريقة ~~السلف الصالح؛ ويؤثر أن سراج ابن قرة الكلابي صاحب رسول الله صلى الله عليه ~~وسلم هو جدهم الذي # PageV02P809 # إليه ينتمون، وناهيك بذلك شرفا مؤثلا، وفخرا خالدا مؤبدا؛ فتمسكوا ~~بالانقباض عن التكالب على الدنيا، على أنها كانت متصدية لهم لو جنحوا ~~إليها، ومعرضة لهم لو أقبلوا عليها، بل اقتصروا على مكاسبهم الطيبة وترقيح ~~رفيع معايشهم، من فاشي ضياعهم المنتشرة المغلة، مقتعدين غارب الوقار ~~والتجلة، أيام الصلاح وزمان الجماعة؛ ثم استمروا على طريقتهم تلك في مدة ~~الفتنة وأمد المحنة، عند تقلص الأموال، وذهاب الأحوال، وفشو الاختلال، لم ~~يفارقوا مع تزلزل الأقادم، وتقلب الأيام، وذهاب السلطان، وتضعضع الأركان، ~~مركزهم من الصيانة، ولا أخلوا بكريم عادتهم من التحلي بها، والتزيي بباهر ~~رونقها، ولا انحطوا عن رفيع مرتبتهم من نفاسة المأخذ والسيرة التي آثروها، ~~ولا انسلخوا من حلة القناعة، إلى أن درج من درج منهم، وستر التجمل ضاف ~~لديه، وظل الجلالة مكتنف له ومشتمل عليه. # ثم نشأ هذا الشيخ أبو مروان فيهم محيي [رسم] علم اللسان بجزيرة الأندلس ~~ومقيم أوده، ومسدد رزيغه، ومثقف معوج قناته، وموضع معضله، ومجلي غياهب ~~مشكله، وجامع مفترق أدواته، وحاوي قصب السبق في إحراز بعيد غاياته، وتجاوز ~~أقصى نهاياته، وأعلم به من كل من شددت إليه الأقتاب، وأنضيت في طلب ما عنده ~~الركاب؛ ولقد كان في ذلك كله آية من آيات الله معجزة، وندرة من ندرات ~~الأيام معجبة، ونورا ساطعا، وجوادا سابقا، مع متانة الدين، وصحة اليقين، ~~وجلالة المأخذ، وجزالة المقطع، وصلابة القناة في الحقائق، وقلة الإدهان ~~فيها # PageV02P810 # وملازمة الجد في جميع الأحوال، ومشهود الثقة فيما يتقلده، وبراعة الإيجاز ~~فيما يلقيه ويورده، وحسن التأدية، وقرب الإفهام، وتذليله كل صعب المرام، ~~والتبيين في الرد والإقناع في الجواب، وترك الجدال والمراء، والبعد عن ~~العجب والخيلاء؛ لعظيم ما كان يحمله، وجليل ما ينتخله، وخطير ما يشتمل عليه ms0472 ~~صدره، ويجيش به بحره، ويشخو به ذكره، وتفيض به مواد معرفته، وتنهل به ~~أهاضيب علمه، وتسح به شآبيب إحاطته، ثم لا يزال مع ذلك دهره يعترف ~~بالتقصير، وينتسب إلى التعذير، ويعلم أن الإحاطة معجزة، وأن محاولتها ~~معوزة. سبق بهذه الخلال الحميدة من سلف، وأيس بإدراك بعضها من خلف، لم ير ~~قبله مثله، ولا يرى بعده، والله أعلم. وأحيا كثيرا من الدواوين الشهيرة ~~الخطيرة، التي أحالتها الرواة الذين لم تكمل لهم الأداة، ولا استجمعت لديهم ~~تلك المعارف والآلات، واستدرك فيها أشياء من سقط واضعيها، ووهم مؤلفيها، ~~ككتاب البارع لأبي علي البغدادي، وشرح غريب الحديث للخطابي وقاسم بن ثابت ~~السرقسطي، وكتاب أبيات المعاني للقتبي، وكتاب النبات لأبي حنيفة وكتاب ~~الأمثال للأصبهاني وغير ذلك من كتب الحديث وتفسير القرآن مما لم يحضرني ~~ذكره، ولم يمكن حصره، إذ كانت قبل فتحها عليه، وإصلاحها بين يديه، طامسة ~~الأعلام، مختلة النظام، وقد سد التصحيف طرقها، وعور التبديل نسقها، ففتح # PageV02P811 # مستغلقها، ونظم مفترقها، وعانى خللها، وأزاح عللها، وقيد مهملها، وأبرز ~~محاسنها، وأثار كمائنها، وأعتقها من هجنة التعطيل فرغب في استعمالها، ~~وأطلقها من ربقة الخمول فحرص على حملها وانتحالها، فلو رأى ذلك الواضعون ~~لها وشاهدوا لسلموا له وأذعنوا، وصرحوا بفضل شفوفه عليهم وأعلنوا. # ولقد أذهب الله بذهابه خيرا كثيرا، وأطفأ بوفاته سراجا منيرا. وكانت ~~وفاته ليلة الجمعة لثمان خلون لذي الحجة سنة تسع وثمانين وأربعمائة؛ ومولده ~~كان في ربيع الأول لاثنتي عشرة ليلة خلت منه سنة سبع وأربعمائة وكان رحمه ~~الله في اعتلاء سنه حسن البنية، ممتعا بحواسه وتوقد ذهنه وسرعة خاطره، يقرأ ~~دقيق الخط، ويثابر على المطالعة ويدأب عليها، ولا يخل بحظه منها، ويقرأ ~~عليه مستغلق الكتب، وعويص المعاني وغامضها، فينكر وهم القارئ ويحسن الرد ~~عليه؛ ختم الله به علم اللسان، كما ختم به وبأبيه قبله أفاضل أهل الزمان. ~~ودفن عصر السبت التاسع من ذي الحجة المؤرخ، وصلى عليه ابنه الوزير الفقيه ~~أبو الحسين سراج بن عبد الملك، تاليه في الفضل وكرم الخلال مع سري الخصال، ~~وحائز ms0473 ميراث مفاخره الجمة. وكان يومه حافلا مشهودا، والأسف في الخاصة ~~والعامة عليه شديدا، والثناء حميدا، وتناغت لمة أهل الأدب من الآخذين عنه ~~والمقتبسين منه وغيرهم في تأبينه ورثائه # PageV02P812 # فأكثروا وأجادوا، وأبدوا وأعادوا؛ منهم الشيخ الفقيه أبو بكر بن خازم ~~وبقية الأعيان - كان - في ذلك الأوان من أهل قرطبة وذوي السوابق النبيهة ~~فيهم، رثاه بقصيدة أولها: # ألم تر أن الموت نادى فاسمعا ... فأنت جدير أن تشيب وتجزعا ### | .... # ولما فشى بين البرية نعيه ... أصم به الناعي وإن كان اسمعا # ومما شجاني أنني إذ سمعته ... تمنيت أن نسقى كؤوس الردى معا # فقطع قلبي ثم سال بمدمعي ... فيالك دمعا من فؤاد تقطعا! ومعنى هذا البيت ~~الأخير مشهور، وقد اندرج منه في تضاعيف هذا التصنيف كثير، ومنه قول ابن ~~دريد: # قلب تقطع فاستحال نجيعا ... وجرى فصار مع الدموع دموعا رجع: # فيا طالبا للعمل لا تطلبنه ... بطي الثرى قد غادروا العلم أجمعا # أبعد أبي مروان تبصر عالما ... نبيها لأنواع العلوم مجمعا - # إذا ما احتبى في مجلس العلم أنصتوا ... له وأتى بالمعجزات فأبدعا # وما كان إلا الغيث عم بنفعه ال ... أنام فلما هم بالري أقلعا # PageV02P813 # ومنهم الأديب أبو جعفر أحمد بن عبد الله المعروف بابن شانجه الوكيد # الاختصاص به واللزوم له، والأخذ عنه. رثاه يومئذ بقصيدة يقول فيه: # نعى الهدى والعلم ناع ... فأودى ما تضمنه الصدور # سيعلم من نعاه لنا بأنا ... وجدنا الفضل ناعيه كثير # يقول القائلون حواه لحد ... تجسم دونه كرم وخير # ولا والله ما وارتك أرض ... وسروك فوقها أبدا يسير ومنهم الوزير الفقيه ~~النبيه أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب القيسي أحد أعيان ~~وقته ذكاء ونبلا، وسروا كاملا وفضلا، أبنه بقصيدة أولها: # انظر إلى الأطواد كيف تزول ... والحالة العلياء كيف تحول # الموت حتم والنفوس ودائع ... والعيش نوم والمنى تضليل # لا يعصم العصماء منه شاهق ... صعب ولا الورد السبنتي غيل # يرمي فما تشوي الرمية نبله ... فيصاب تنبال بها ونبيل # يهوى الفتى طول البقاء مؤملا ... وله رحيل ليس عنه قفول # يلهو ويلعب ms0474 مطمئنا ذاهلا ... وله رسيم نحوها وذميل # PageV02P814 # ومنها: # أودى سراج المجد وابن سراجه ... فلنور شمس المكرمات أفول # لو كان علم الدين يبكي ميتا ... لبكى الحديث عليه والتنزيل # كم من حديث للنبي أبانه ... فبدت له غرر ترى وحجول # كم مصعب في النحو راض جماحه ... حتى غدا والصعب منه ذلول # أدنى إلى الأفهام نائي علمها ... حتى تساوى عالم وجهول # طب بأدواء الكلام ملقن ... سهم على عوراته مدلول قوله: " انظر إلى ~~الأطواد كيف تزول " معنى منقول، ومنه قول ابن بسام البغدادي: # قد استوى الناس ومات الكمال ... وقال صرف الدهر أين الرجال # هذا أبو القاسم في نعشه ... قوموا انظروا كيف تزول الجبال وقال ابن ~~الرومي: # من لم يعاين سير نعش محمد ... لم يدر كيف تسير الأجبال وقال الرضي يرثي ~~الصاحب: # أكذا المنون تقطر الأبطالا ... وكذا الزمان يضعضع الأجبالا - # جبل تسنمت البلاد هضابه ... حتى إذا ملأ الأقالم زالا # PageV02P815 # وقال أبو محمد الصقلي للمعتمد بن عباد: # ولما رحلتم بالندى في أكفكم ... وقلقل رضوى منكم وثبير # رفعت لساني بالقيامة قد دنت ... فهذي الجبال الراسيات تسير وقوله: " يهوى ~~الفتى طول البقاء " ... البيت مع الذي بعده، من المعاني المتداولة أيضا، ~~وقد تفرقت في أثناء هذا الكتاب. # ومنهم الوزير الكاتب أبو محمد عبد المجيد بن عبدون أحد الزعماء في صناعة ~~الشعر والنثر، وثبوت القدم في الأدب، أبنه أيضا بقصيدة فريدة أولها: # ما منك يا موت لا واق ولا فادي ... الحكم حكمك في القاري وفي البادي # قدم أناسا وأخر آخرين فلا ... عليك يا مورد الحادي على الهادي # يا نائم الفكر في ليل الشباب أفق ... فصبح شيبك في أفق النهى بادي # سلني عن الدهر تسأل غير إمعة ... فألق سمعك واستجمع لإيرادي # نعم هو الدهر ما أبقت غوائله ... على جديس ولا طسم ولا عاد # ألقت عصاها بنادي مأرب ورمت ... بآل مامة من بيضاء سنداد # وأسلمت للمنايا آل مسلمة ... وعبدت للرزايا آل عباد # ما لليالي أقال الله عثرتنا ... منها تصرع أضدادا بأضداد # فلت قنا سمهر شلت أناملها ... بعود طلح وأسيافا بأغماد # PageV02P816 # فعوضت من حسين الخير ms0475 أو حسن ... بالأرقط ابن أبيه أو بعباد # بعدا ليومك يا نور العلاء ولا ... شجا بموت ولا سلى بميلاد # لهفي عليك خبا فيه سناك وما ... خبا ولكنها شكوى على العادي # لا شمس قبلك زادت بالغروب سنا ... واستأنفت نشر أنوار وأوراد # أطلعت ذكرك لما غبت وابنك في ... أفق العلا نيري هدي وإرشاد # لما ملأت دلاء المأثرات إلى ... أكرابها واحتبى في حلمك النادي # وطبقت بك آفاق العلا همم ... زانت مطالع آباء وأجداد # غضت عنانك أيدي الدهر ناسخة ... علما بجهل وإصلاحا بإفساد # لا در در ليال غورتك ولا ... سقى صداها غريض الرائح الغادي # فما سمعنا ببحر غاض في جدث ... وكان ملء الربى يرمي بأزباد # ولا بطود رسا تحت الثرى وسما ... على السها حملوه فوق أعواد # أعجوبة قصرت من خطو كل حجى ... فلم يكن في قوى منها ولا آد # لقد هوت منك خانتها قوادمها ... بكوكب في سماء المجد وقاد # ومقرم كان يحمي شول قرطبة ... أستغفر الله لا بل شول بغداد ومنها: # من للعلوم إذا ما ضل ناشدها ... في ظلمة الشك بعد النير الهادي - # من للحديث إذا ما ضاق حامله ... ذرعا بمتن وإيضاح وإسناد # PageV02P817 # من للتلاوة أو من للرواية أو ... من للبلاغة بعد العاد والبادي - # شق العلوم نظاما والعلا زهرا ... ثبين ما بين رواد ووراد # مضى ما أبقت وما أخذت ... أيدي الليالي من المفدي والفادي! وهذه القصيدة ~~طويلة سلك فيها أبو محمد طريقته في الرثاء، إلى الإشارة والإيماء، بمن ~~أباده الحدثان من ملوك الزمان، وقد نسق ذكرهم على توالي أزمانهم في قصيدة ~~[اندرج له كثير من البديع فيها] ؛ هي ثابتة في أخباره في القسم الثاني من ~~هذا المجموع. واقتفى أبو محمد أثر فحول القدماء، من ضربهم الأمثال في ~~التأبين والرثاء، بالملوك الأعزة، وبالوعول الممتنعة في قلل الجبال، ~~والأسود الخادرة في الغياض، وبالنسور والعقبان والحيات في طول الأعمار، ~~وغير ذلك مما هو في أشعارهم موجود، فأما المحدثون فهم إلى غير ذلك أميل، ~~وربما جروا أيضا على السنن الأول. # وممن رثاه يومئذ الكاتب أبو الوليد أحمد بن عبد ms0476 الله بن طريف أحد كتاب ~~العصر، وفرسان النظم والنثر، رثاه بقصيدة أولها: # يبيح الحمام منيع الحجاب ... ويسري إلى المرء من غير باب # ولم أر أنفذ من سهمه ... وأفوز من قدحه بالغلاب # ألم تره كيف هد الهدى ... وأصمى العلا بأليم المصاب - ومنها: # فمن لخفايا حديث الرسول ... ومن لغوامض علم الكتاب - # ومن ذا يروي ظماء العقول ... ويشحذ البابهن النوابي # PageV02P818 # فلهفي عليه وإن كان لهفي ... قليل العزاء ضعيف المناب # إذا عادني عيد تذكاره ... أجد أسى لم يكن في الحساب # وإن جمد الدمع في ناظري ... مددت قواه بقلب مذاب # فلا شيء أعجب من يومه ... برؤية ثهلان بين الرقاب # عزاء سراج العلا فالجميع ... قليل البقاء سريع الذهاب ومنهم الوزير ~~الكاتب أبو بكر محمد بن ذي الوزارتين الكاتب المشرف أبي مروان بن عبد ~~العزيز المقدم في نبله على تأخر سنه، رثاه أولا بقصيدة أولها: # هل فوجئت بمصاب قبله العرب ... أو أسقطت لملم غير الشهب - ومنها: # ما كنت أحسب أن الموت معترض ... ذاك الجلال ولما ينته الرهب # من لا تمر عليه الشمس طالعة ... إلا وعرنينها من نعله ترب # إذا تطلع في ناديه محتبيا ... لم يأته الدهر إلا وهو منتقب # يا طالب العلم لا ترحل فقد رديت ... بك المهارى وجف الماء والعشب # فيم الذميل وحث السير منتجيا ... وأين يبلغك التقريب والخبب # ضلت سبيلك لا هاد ولا علم ... وغاض شربك لا ورد ولا قرب # يا فاضل الخطة الشنعاء قد عوصت ... تعيا بها الخطباء اللسن والخطب # PageV02P819 # إن الخصوم قد اصطكت مرافقها ... فخل بينهم حكما فقد شغبوا # قلها لدى الحفل تمضي إن مبلغها ... ما ليس تبلغه الهندية القضب # طود العلا زعزعتك النائبات وما ... حذرت أن تترقى نحوك النوب # ما مات من خلدت فينا مآثره ... لكنه سبب أن يرفع الأدب # لولا سراج وفي وجدانه عوض ... لم يدر ما اسم لمعلوم ولا لقب # [فإن تفلل بأيدينا صوارمنا ... لم تعن إلا وأطراف القنا سلب] ومنهم ~~الفقيه الأديب أبو عبد الله محمد بن محمد القرشي المرواني الناصري، عين أهل ~~بيته الخطيرة، وأحد شهبها المنيرة، رثاه ms0477 أيضا بقصيدة أولها: # رمته الرزايا عن قسي خطوبها ... بسهم فأيا فوقت نحوه أيا - # فيا عجبا أنى طواه ضريحه ... وقد كان يطوي الدهر من نشره طيا # فثل ذرا عرش العلا وتناثرت ... نجوم المعالي من مراتبها وهيا # وكم آية للدين بين شرحها ... ولم يعترفها بعد ما كان قد أعيا # وكم من حديث للنبي أبانه ... وألبسه من حسن منطقه وشيا # PageV02P820 # ومنهم الأديب النبيل أبو العباس أحمد بن محمد الكناني أحد تلامذته ~~الآخذين عنه، رثاه أيضا بقصيدة أولها: # رزء تطلبت فيه الصبر فامتنعا ... ورمت دمعي على التسكين فاندفعا قال ~~فيها: # حديث صدق نعى الناعي إلي ضحى ... فزعت فيه إلى التكذيب حين نعى # صبرا سراج فيما يبقي الردى أحدا ... كل سيجرعه من كأسه جرعا # أقول صبرا كأني غير مكترث ... والله يعلم أنا موجعان معا إلى غيرها من ~~قصائد طويلة قليلة الطائل أثبتها أبو الوليد المذكور بجملتها، لم يتسع هذا ~~المجموع لاستيفائها، وفيما مر منها كفاية. # وأكثر من أبنه في ذلك اليوم أطال في مدح ابنه، وليس من عادة أئمة الشعراء ~~المقتدى بهم الإكثار من مدح المعزى في تأبين حميمه المتوفى، وإنما يلمون به ~~إلماما بعد التوفر على ندبة ميته والإشباع في ذكر ما فقد من خصاله، ثم الكر ~~على تسكين جأشه، وحضه على التعزي اتقاء لربه، هذه طريقة فحول الشعراء. # والوزير الفقيه أبو الحسين ابنه المخاطب يومئذ بهذه الأشعار هو سراج # PageV02P821 # ابن عبد الملك بن سراج، اسم وافق مسماه، ولفظ طابق معناه، فإنه سراج علم ~~وأدب، وبحر لغة لسان العرب، وإليه في وقتنا هذا بحضرة قرطبة شد الأقتاب، ~~وإنضاء الركاب، في الاقتباس منه، ثم إنه في هذا الفن الذي نحن في إقامة ~~أوده، زمامه وخطامه في يده، ولنظمه ونثره ديباجة رائقة، وهو القائل: # لما تمكن من فؤادي منزلا ... وغدا يسلط مقلتيه عليه # ناديته مسترحما من عبرة ... أفضت بأسرار الضمير إليه # رفقال بمنزلك الذي تحتله ... يا من يخرب بيته بيديه! وهذا البيت الأخير ~~منها كقول التهامي: # حرق سوى قلبي ودعه فإنني ... أخشى عليك وأنت في سودائه ms0478 وأنشدت أيضا لبعض ~~أهل العصر: # فقلت له لا ترم قلبي فإنه ... مكانك والمرمي أنت ولا تدري وقال أبو ~~الوليد بن حزم: # أذكيت في قلبي بنأيك لوعة ... حتى خشيت على محلك فيه وفي قريب منه قول ~~ابن شرف: # عجبت منه وأحشائي منازله ... كيف استقر بها من كثرة القلق # PageV02P822 # وقلب هذا المعنى بعض فتيان وقتنا وهو الأديب أبو بكر بن بقي فقال: # أبعدته عن أضلع تشاقه ... كي لا ينام على وساد خافق وبلغني أنه خرج مع ~~بعض إخوانه إلى بعض البساتين، فعار فرس أحدهم فاتبعه صاحبه وساعده أبو ~~الحسين، وتخلف عنهما أبو الحسن بن اليسع، وأكب على راحه هنالك، فكتب إليه ~~أبو الحسين ابن سراج: # عمري أبا حسن لقد جئت التي ... عطفت عليك ملامة الإخوان # لما رأيت اليوم ولى عمره ... والليل مقتبل الشبيبة داني # والشمس تنفض زعفرانا في الربى ... وتفت مسكتها على الغيطان # أطلعتها شمسا وأنت عطارد ... وخففتها بكواكب الندمان # فأتيت بدعا في الأنام مخلدا ... فيما قرنت ولات حين قران # ولهيت عن خلي صفاء لم يكن ... يلهيهما عنك اقتبال زمان # غنيا بذكرك عن رحيق سلسل ... وحدائق خضر وعزف قيان # ورضيت في دفع الملامة أن ترى ... متعلقا بالعذر من حسان وهذا رواء ~~الديباج الخسرواني، ورونق العصب اليماني، ولمثله فلتنشرح # PageV02P823 # الصدور، ويتشوف السرور، ويذعن المنظوم والمنثور، ألا ترى ما آنق ~~استعاراته، وأرشق إشاراته، وأقدره على الإتيان بالتشبيه دون أداته، وكذلك ~~طبعه في سائر مقطعاته. # على أن أشعار العلماء على قديم الدهر وحديثه بينه التكلف، وشعرهم الذي ~~روي لهم ضعيف، حاشا طائفة، منهم خلف الأحمر، فإن له ما يستندر، وقطرب له ~~أيضا ما يستغرب، كقوله وقد رويت لغيره: # إن كنت لست معي فالذكر منك معي ... يرعاك قلبي وإن غيبت عن بصري # فالعين تبصر من تهوى وتفقده ... وناظر القلب لا يخلو من النظر والخليل بن ~~احمد، له أيضا بعض ما يحمد، ومؤرج السدوسي، وابن دريد من الشعراء العلماء؛ ~~وكذلك من علماء البصرة أبو محمد اليزيدي وبنوه، وهو القائل في حمويه ابن ~~أخت الحسن الحاجب: # إن فخر ms0479 الناس بآبائهم ... أتيتهم بالعجب العاجب # قلت وأدغمت أبا خاملا ... أنا ابن أخت الحسن الحاجب # PageV02P824 # ومن هذا أخذ دعبل قوله: # سألته من أبوه ... فقال دينار خالي # فقلت دينار من هو ... فقال والي الجبال وابن مناذر أيضا عالم شاعر، وأبو ~~محلم السعدي، وهو الذي يقول: # تصيخ لكسرى حين تسمع ذكره ... بصماء عن ذكر النبي صدوف # وتغرق في إطراء ساسان وابنه ... وما أنت من أعلامهم بشريف ومن العلماء ~~الشعراء أحمد بن أبي كامل وهو القائل: # لا أرى فيما أرى شبها ... لك غير البدر في الظلم # غير أن البدر ليس له ... لحظة تدعو إلى السقم ومن الرواة الأخباريين محمد ~~العتبي وهو القائل: # رأين الغواني الشيب لاح بمفرقي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر # PageV02P825 # الأبيات. # هؤلاء أعيان العلماء الشعراء بالمشرق، ممن علا شعرهم ديباجة ورونق، فأما ~~من سواهم كيونس والأخفش وأبي عمرو بن العلاء وسيبويه والفراء وسائر أصحابهم ~~فأكثر الرواة لم يسمع لهم بشعر، والكسائي الذي يقول: " إنما النحو قياس ~~يتبع " له شعر ضعيف، بين التكليف. فأما أبو عبيدة فله شعر يضحك، لا سيما ~~قوله في ابن أخي يونس النحوي، وكان يسمى خرك، لم أر أن أكون من رواته إذ هو ~~معدود في هناته. # وللأصمعي قصيدة في بني برمك أكثر فيها من الغريب، وما أتى بغريب؛ وكذلك ~~من علماء الكوفة جماعة مثل خالد بن كلثوم، وأبي عمرو الشيباني، وابن ~~الأعرابي وأصحابهم، زعم ابن المنجم أنه لم يسمع لهم بشعر. # وأما العلماء الشعراء بأفقنا هذا الأندلسي من حين استفتحت الجزيرة إلى ~~آخر دولة بني عامر، فقد تقدم المصنفون قبلي إلى تدوين نثرهم ونظمهم، ~~فأغناني عن ذكرهم، وإنما شرطت ذكر أهل عصري ممن شاهدته بعمري، أو لحقه بعض ~~أهل دهري. # PageV02P826 # @فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي مروان عبد الملك بن محمد بن # @شماخ، وإيراد جملة من نظمه ونثره، مع ما يتعلق به ويذكر بسببه # وأبو مروان هذا أحد من شافهته وذاكرته، وأنشدني شعره، وكان باهر الضوء، ~~صادق النوء، ينفث بالسحر، في عقد النظم والنثر، ويوفي على أنواع البديع، ~~إيفاء ms0480 نيسان على محاسن فصل الربيع، إلى علم أعذب من الماء، وأكثر من حصى ~~الدهناء، وفهم أذكى من الشمس، وأجرى من النفس في النفس؛ ولولا أنه اختصر، ~~لبهر الشمس والقمر، كما أعجز من نظم ونثر، وسبق أكثر من تقدم وتأخر، وقد ~~أجريت من نظمه ونثره، ما يشيد باسمه، ويدل على سعة علمه. # فمن ذلك رقعة خاطب بها الفقيه قاضي الجماعة أبا عبد الله بن حمدين، ~~افتتحها متمثلا بهذه الأبيات: # لما وضعت صحيفتي ... في بطن كف رسولها # قبلتها لتمسها ... يمناك عند وصولها # وتود عيني أنها اق ... ترنت ببعض فصولها # حتى ترى من وجهك ال ... ميمون غاية سولها # PageV02P827 # نعم، أدام الله عز الفقيه سامي الرفعة، إني حاسد هذه الرقعة، لأنها تحظى ~~دوني برؤيته، فلو حظيت بمثل ما به حظيت، لبلغ قلبي غاية أمنيته. أمثال ~~أضربها عليك ما لها أمثال، وسلسال أمزجه لديك يحيا به الصلصال، يا أيها ~~الخطى الذي أنبته وشيجه، يا أيها الأعوجي الذي هذبه تخريجه، يا أيها الفرع ~~الذي ثبت أصله فوق السماء، وشمخ سنخه بناصية الجوزاء: # إذا ثبتت فوق السماء أصوله ... فأين أعاليه وأين الذوائب - بعد صيتك في ~~النباهة حتى طبق الغبراء، وصعد سروك في الجلالة حتى آنق الخضراء، لو اقتصرت ~~على ما بنى لك أولك، لسبق جهد السابقين مهلك، بل ينيت على ما بنوا، وسموت ~~كما سموا؛ فلو فضت خواتم الطين، عن بائك الأكرمين، لبصرت بعظامهم تهتز وهي ~~رميم، إعجابا بما أهداه إليها سعيك الكريم: # فقد يضحك الحي سن الفقيد ... فتهتز أعظمه بالعراء خطبت ودك، فان ترني ~~كفوا، بلغت المبالغ الشاسعة عفوا، ظمئت إلى شمول تلك الشمائل، فإن سقيتني ~~منها نغبة، سرت في الأريحية حقبة، ما أرى الفقيه يعلم من أمري، أكثر من ~~معرفته بضئضئي # PageV02P828 # ونجري. سألمع لك في شأني بلمعة واختصر، فقد يروي - وإن قل - الزلال ~~الخصر. كان مدة في يدي زمام بلدي، ثم نقلت إلى حمص، وكانت لخم متى شاءت ~~أمرا لم تعص، فلما رمت بصنهاجة اللجج، وثار لهم ذلك الرهج، في يوم أشرعت ~~فيه الأسنة، وأجهضت ms0481 لشدة خطبه الأجنة، فانتهب مالي كما انتهب مال المصر، ~~وكسد في حمص سوق النظم والنثر، زهدنا فيها فمقتناها، وسكتنا عن الكتابة فما ~~أبناها، ولجأنا إلى غافق، بعلق من الأدب غير نافق، بحيث يتساوى الجهل ~~والعلم، ويصفع البليغ الفدم؛ وإني - أعز الله الفقيه - وإن كان أوطاني الله ~~منها أوطاني، وأعطاني منها أعطاني، وآواني منها إيواني، لعدم الشكل، لغريب ~~فيها بين الأحبة والأهل. فإن تبك عين الفقيه الشفيق، ضياع صديق، فلتبك مني ~~لطائر كريم، رد إلى وكر لئيم، ولترث لدرة سنية، ردت إلى صدفة دنية، وحسبنا ~~الله! أنا المصدور أكثرت نفثا، وشكوت بثا؛ وإن كنت أطلت الخطاب، فان حوار ~~الفقيه لذ لي وطاب، وانتظاري لجوابه انتظار الصائم للفطر، والساري للفجر، ~~وأقرأ عليه من سلامي عدد مناقب الفقيه، بل عدد محاسن أبي الحسن أبيه، فإنها ~~تجاوز الحد، ولا تطاوع العد. # PageV02P829 # قوله " وإني بها لعدم الشكل، لغريب بين الأحبة والأهل " محلول من قول ~~الخطابي حيث يقول: # وإني غريب بين بست وأهلها ... وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي # وما غربة الإنسان في شقة النوى ... ولكنها والله في عدم الشكل وأخذه عمر ~~بن أبي السجزي فقال: # وليس اغترابي في سجستان أنني ... عدمت بها الإخوان والدار والأهلا # ولكنه مالي بها من مشاكل ... وإن الغريب الفرد من يعدم الشكلا وقوله " ~~فتهتز أعظمه بالعراء " كقول أبي تمام: # ولو علم الشيخان أد ويعرب ... لسرت إذا تلك العظام الرمائم وإليه أشار ~~محمد بن هانئ بقوله: # فليت أبا السبطين والترب دونه ... رأى كيف تبدي حكمه وتعيد فأجابه القاضي ~~أبو عبد الله برقعة اقتضبت بعض فصولها لطولها [قال فيها: # كتبت ولو قدرت هوى وشوقا ... إليك لكنت سطرا في كتاب # PageV02P830 # من صحب الآصال والبكر، عرف وأنكر: # ما أحسن العيش لو أن الفتى حجر ... تنبو الحوادث عنه وهو ملموم] عمر ~~بابك، وأخصب جنابك، وطاوعك زمانك، ونعم بك إيوانك: # وسقى بلادك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي فما درج بسبيله، من كنت ~~سلالة سليله، ووراث مجده ومقيله؛ وما خام وضرع، فخر رمى عن وتر قوسك ونزع ms0482، ~~لم يهلك هالك، ترك مثل مالك. # [كالعندواني لا يحزيك مشهده ... وسط الهياج إذا ما تضرب البهم] فركت ~~المهاد، وألفت السهاد، وتقيلت الآباء والأجداد، فأسرجت في ميدان عتاق الجود ~~براقا، مريت له حافرا وساقا، فاحتل من شعاب # PageV02P831 # المجد صقعا، أثار به نقعا، ودوم في جو السماء، تدويم قزع العماء، [كأنه ~~على قمة الرأس ابن ماء محلق] ، فحق لباهر فضلك أن يطول فيقول: # ما بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرت لا بجدودي أو يتنزل، فيتمثل: # لسنا وإن أحسابنا كرمت ... يوما على الأحساب نتكل # نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا كم متعاط شأو طلقك، ~~ومشترط منال أفقك، سولت له نفسه شق غبارك، واقتفاء مناهج آثارك، سلك فما ~~أدراك، وبلج بعيره فبرك: # فهن رذايا بالطريق ودائع ... # وابن اللبون إذا ما لز في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس لو بما ~~تعتز به عشائر نسبوك، وآباء صدق ولدوك فأنجبوك: # أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه # PageV02P832 # وجلباب أدب، شفع الحسب، وكسا الدرة الذهب، فثناك وتر الأبد، كالسيف ~~الفرد، إذ غلت الركاب، وعلقت الأسباب - لتعديت منابج العواء، فهصرت هقعة ~~الجوزاء، واتخذت إكليلها إكليلا، فلم تذممك نزيلا، وقبلت أخمص قدميك ~~تقبيلا. # وفي فصل: بيننا وسائل، أحكمتها الأوائل، ما هي بالأنكاث، والوشائج ~~الرثاث، من دونها ود جناه شهد، ومراده خلد، أنضر من أنيق الخضر، وأعبق من ~~فتيق الزهر، غب المطر، [جمت أعراضه، ونديت حياضه، سرى له النسيم، فوشى به ~~النميم: # ما روضة من رياض الحزن معشبة ... غناء جاد عليها مسبل هطل # يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزر بعميم النبت مكتهل # يوما بأطيب منه نشر رائحة ... ولا بأحسن منه إذ دنا الأصل لو كان بشرا ~~كان حسن البشرة، أنيق الحبرة] ، أرج عرف النسيم، مشرق جبين الأديم، رائق ~~رقعة الجلباب، مقتبل راد الشباب، كالصباح المنجاب، تبرق أساريره، وتلقاك ~~قبل اللقاء تباشيره: # ورثناهن عن آباء صدق ... ونورثها إذا متنا بنينا # PageV02P833 # المقة تبعث الثقة، لا يلهينك وقد لاح البدر، ووضح للساري الفجر، جواب ~~أنيته، ودين ms0483 مطلته ولويته: # فقلت امكثي حتى يسار لعلنا ... نحج معا قالت: أعاما وقابله - إسجاح ~~ومعذرة، إذا لم تكن مقدرة، فنظرة إلى ميسرة، لو بحسب ما أطويه، لبيت داعي ~~مناديه، لبادرت بدار العين، وأوفزت إيفاز لمع اليدين، واقتضبت المدى، فكان ~~الكلام وكنت الصدى، وما بهن خجل التسويف والليان بأرقد من معضوض الأفعوان، ~~ومفترش حسك السعدان: # على الفراش لضوء الصبح مرتقب ... كأنه به الإبر وفي فصل منها: ولا غرو إن ~~استعجم لسان، وحصر بيان، لجنة جنان، وخريدة بيان، ترود روض الآداب، وترد ~~ذوب ماء الألباب، نماها كهلان، ونهد بها سحبان، تدعو نزال، وتتنجز رد ~~السؤال: # بيان لم ترثه تراث دعوى ... ولم تنبطه من حسي بكي أهلا به طائر وداد وقع، ~~وبلبل واد سجع فرجع، وهيج داء دفينا، فذكر بعض ما كنا نسينا: # فضضت ختامه فتبلجت لي ... غرائبه عن الخبر الجلي # فكان أغض في عيني وأندى ... على كبدي من الزهر الجني # PageV02P834 # وأحسن موقعا مني وعندي ... من البشرى أتت بعد النعي # ... صدور الغانيات من الحلي> لله فطنة فطرته، ويد سطرته، وصحيفة ~~احتوته، وأنامل لوته! ما أبدع ما وسق، وأعجب ما نظم ونسق، إن هو إلا سحر ~~يؤثر، ودر ينثر، وأنفاس تعبق، ونفوس تسبى وتسترق، إلى أغراض كقطع الرياض، ~~ومعان كأبكار الغواني لوين قدودا، وكسين من وشي الكلام مجاسدا وبرودا، ~~فمعجبه يهزج بيفاعه، ويرتجل على إيقاعه: # أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم سمير الآذان، ~~وحديث الركبان: # [به تنفض الأحلاس في كل منزل ... وتعقد أطراف الحبال وتوثق نادى شخص طلل ~~حابس، وكلم ربع رسم دارس، من نفس أبداد، وفؤاد فاد، صدي حتى بلي، ودهي حتى ~~فني؛ بمثله وقف جميل، واستعبر يقول: # ألم تسأل الربع القواء فينطق ... وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق # PageV02P835 # فكان حيا جلجل رعده، وأسبل ودقه، بأكناف جوى محل واديه، وأجدبت بواديه، ~~فلأيا ما لان مدره، وانبجس حجره، وطلع نجمه وأشرق زهره: # ... كلا ولا نبت فهو سعدان> {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي ~~خبث لا يخرج إلا نكدا} (الأعراف: 58) شتان ms0484 بين ربوة يفاع، وصفوانة بقاع، ~~وأين من الغمر المعين، وشل ينضج بمثل رشح الجبين - في كل شجر نار، واستمجد ~~المرخ والعفار، وأن تسمع بالمعيدي، وتخبر عن الإياسي، فشاكه أبا يسار، ~~فبدون ما وصفتنيه ينفق الحمار، وتخطب غير ذات النجار؛ ما هي إلا حلى فضائلك ~~خلعتها علي، وخمائل شمائلك أضفتها إلي، وإلا فود تجاوز القدر، فأعمى البصر: # وعين الرضى عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا] والشفق ~~والغسق، ولوامع الفلق، إنك لصاحب الراية ومحرز الغاية، زعيم حلبة البيان، ~~وفارس ذورة الإحسان، [لتعط القوس # PageV02P836 # باريها، وتمنح المنحة ذويها] ، وإن للمتعاطي ذلك المضمار، أن يبايع بيد ~~الصغار، وينبذ بأزمة مقادير الأقدار: # وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار لا عطر بعد ~~عروس، ويا لك من نضو فؤاد هجت به ادكارا، وحركت له حوارا، تجاسر بخمعه، ~~واستن على ظلعه، فدسع بجرة عقير، فانفهق عن فرصة فقير: # نزرا كما استكرهت عابر نفحة ... من فارة المسك التي لم تفتق على حين ذوى ~~روض الأدب، فقاظ مصيف الطرب، [وألفت " قال مالك "، وتركت ما هنالك] ، فما ~~عهدي الآن إلا زورة اللمم، وذكرة الحلم، أذوقه شميما، وأطعمه نسيما، وأغري ~~المحافظ عليه، وأغبط أفئدة من الناس تهوي إليه: # فكأني وما أزين منه ... قعدي يزين التحكيما # لم يطق حمله السلاح إلى الحر ... ب فأوصى المطيق ألا يقيما # PageV02P837 # وإن أنخت بعطنك من أفق غافق، ذا بضاعة أدب غير نافق، أصبحت منها كالمسك ~~ينافح نفسه، أو الفذ يكلم حسه، معاشر معاشر لم تغذهم رقة الآداب، ولا أعربت ~~ألسنتهم عوامل الإعراب: # فهن يغلطن به إلغاطا ... مثل النبيط لاقت الأنباطا وإن نطق زهير، قالوا ~~نهق العير: # أرض الفلاحة أو أتاها جرول ... أعني الحطيئة لاغتدى حراثا # تصدا بها الأفهام بعد صقالها ... وترد ذكران العقول إناثا # أرض خلعت اللهو خلعي خاتمي ... فيها وطلقت السرور ثلاثا فخير أنيس المرء ~~ذكر يشحذ الفكر، وروض كتاب يصقل الألباب: # أعز مكان في الدنا سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتاب ولله ما حويت، ~~ونعم ما اقتنيت، من ms0485 حدائق أدب، في يفاع حسب، سنخ ضرب الأرض بعروقه، وبسق ~~فاستوى على سوقه يونق البقاع، ويعجب الزراع، كرم [مدده فزكا ثمره، وطاب # PageV02P838 # خبره وخبره] ، أكرم نسب وأفضل نشب، ناهيك ما يروق جمالا، ويخف حمالا، لا ~~تبتزكه اللصوص، ولا ترحل به دونك القلوص: # [يزيد بكثرة الإنفاق منه ... وينقص إن به كفا شددتا ولن تراع فلن تضاع، ~~ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، وكفى بربك هاديا ونصيرا؛ وأبلغك ~~سلاما، يكون بنحر عقدك نظاما، ويضرب على روض ودك غماما: # فينبت حوذانا وعوفا منورا ... سأتبعه من خير ما قال قائل قال ابن بسام: ~~والفقيه قاضي الجماعة أبو عبد الله بن حمدين هذا في وقتنا غرة الزمان ~~الزاهرة، وآية الإحسان الباهرة، أحد من تقدم على أهل الفضل، تقدم الاسم على ~~الفعل، واستولى على النبل، استيلاء الشمس على الظل، وله صدر يسع الدهر كله، ~~ولسان يخلق السحر # PageV02P839 # لو استحله، وهو وإن كان اليوم، بالحضرة العظمى قرطبة، يعسوب الإسلام، ~~ومدار الأنام، وجماع النقض والإبرام، فلهذا الشأن الذي تصديت لإقامة أوده ~~بهذا الديوان، من عنايته أوفر نصيب، ولأهله من استقلاله وكفايته حمى غير ~~مقروب، وقد رفعت له على علمه نار، فضربت عليه في حرمه أرواق وأستار، وسارت ~~على ألسنة الركبان من كلمه رسائل وأشعار، أجزل من ذكر أبان، وأحسن من ~~الحديث عن جنان، وأوضح من عذر قريش في حب عثمان، ولم أظفر منها عند تحرير ~~هذه النسخة من هذا الكتاب، إلا بهذا الجواب، وفيه متعة جد كافية، وعلامة من ~~الفضل غير خافية، ويعلمك بجنى الشجرة الواحدة من ثمرتها، ويدلك على خزامى ~~الأرض النفحة من رائحتها. # @جملة من شعر ابن شماخ # من ذلك ما أنشدنيه لنفسه من جملة أبيات اندرجت له في رسالة موشحة عارض ~~بها بديع الزمان في طريقته، وضربها على قالب سبيكته، يقول فيها: # أودت بنخوة أهل حمص بديعة ... ملأت قلوبهم علي حفائظا # فتشت فيهم قارضا يأتي بها ... فكأنما فتشت فيها القارظا # PageV02P840 # وله فيها: # بعثت بها يعنو لها كل ناثر ... ويعيا بما مضنتها كل قارض # جعلت ms0486 حياتي أجر من قال مثلها ... فمن شاء عمرا طائلا فليقارض وأنشدني ~~أيضا لنفسه: # فويح جفوني كيف تطلق لحظها ... وروؤية هذا الخلق تتركها رمدا # نوائب غالتني فأبدت فضائلي ... فكانت وكنت النار والعنبر الوردا وهذا من ~~قول أبي تمام: # لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود ومنها يصف ~~ناقة: # تجد على أن الفيافي برينها ... فتعرفها عتقا وتنكرها جهدا ومنها في ~~المديح: # فلولا علاه عشت دهري كله ... وكيس كلامي لا أحل له عقدا قال ابن بسام: ~~واستعارته كيسا للكلام، من مضحكات الأنام، وقرأت في أخبار الصاحب ابن عباد ~~قال: كنا نتعجب من قول أبي تمام: # PageV02P841 # " لا تسقني ماء الملام "، ونستبشع استعارته له ماء حتى عذبت عندنا ب - " ~~حلو البنين " في قول أبي الطيب: # وقد ذقت حلواء البنين على الصبا ... فلا تحسبني قلت ما قلت عن جهل كيف لو ~~سمع الصاحب استعارات أهل وقتنا، كقول المهدوي بن الطلاء: # بقراط حسنك لا يرثي على عللي ... وقوله: # أفاقت بك الأقطار من برص البلوى ... [وقول ابن الطراوة: # أبا حسن فت الملوك مهابة ... فكلهم فأس المهابة عالك] وقول حسان بن ~~المصيصي: # إذا كانت جفانك من لجين ... فلا شك الغنى فيها ثريد وقد قدح أهل النقد في ~~المتنبي بخروجه في الاستعارة إلى حيز البعد بقوله: # مسرة في قلوب الطيب مفرقها ... وحسرة في قلوب البيض واليلب # PageV02P842 # وفي قوله: # ألا يشب فلقد شابت له كبد ... شيبا إذا خضبته سلوة نصلا وفي قوله: # لم يحك نائلك السحاب وإنما ... حمت به فصبيبها الرحضاء فجعل كما تسمع ~~للطيب واليلب والبيض قلوبا، وللكبد شيبا وللسحاب حمى، [كما جعل أبو تمام ~~الدهر يصرع في قوله: # خطوب كأن الدهر منهن يصرع ... وجعله بشار يموق بقوله: # وما أنا إلا كالزمان إذا صحا ... صحوت وإن ماق الزمان أموق وكذلك] أخذ ~~على المتنبي في قوله: # لويته دملجا على عضد ... لدولة ركنها له والد لما كان الممدوح عضد الدولة ~~أراد أن يصوغ له دملجا فأخطأ الصوغ، لا سيما في بيت ختم به القصيدة، وهو ~~آخر ما يقع ms0487 في السمع؛ وأعجب من الصحاب ابن عباد حين لم يجد من استعارات أبي ~~تمام شيئا ينعاه إلا قوله " ماء الملام " وليس هذا بأعجب من قوله: " هو ~~كوكب الإسلام أية ظلمة ". # PageV02P843 # ولأبي حفص ابن برد من أهل أفقنا شيء مضحك على رشاقته وهو قوله: # يا شاعر الحسن بي ترفق ... لا تقتلني كذا بديها وإن كان أبو بكر بن عمر ~~اتبعه، فلقد صفعه، أو اقتفى أثره، فلقد طوى خبره، بقوله. # روى ليضرب وابتدهت لطعنة ... إن الطعنا بدائه الفرسان ومن شعر ابن شماخ ~~ما أنشدنيه من قصيدة: # بلى قد حلبت الدهر في كل وجهة ... فلم يبق خلف يستدر ولا شطر # [فأصديت حتى ضنت السحب بالحيا ... ورويت حتى انهل بالسبل الصخر] # وكان على الإنسان إنفاد جهده ... فإن يكد بعد الجهد كان له عذر # على العضب أن يفري إذا جرد الصلا ... وليس عليه التاث أو ساعد النصر # وقدر لي استيطان لك وقلما ... يكون لمن كانت له وطنا قدر # مؤهلة من أهلها غير أنها ... من الكرم الموجود في غيرها قفر # فإن كسدت أعلاق علمي لديهم ... فلا غرو أن يكسد لدى النعم الشذر جزم بحرف ~~النصب وأراه وهم فيه. على أن أبا الحسن اللحياني حكى # PageV02P844 # في نوادره أن بني صباح من بني ضبة يجزمون بعوامل النصبن وأنشد لشاعرهم: # وأغضي على أشياء منك لترضني ... وأدعى إلى ما سركم فأجيب وليس العمل به، ~~ولا لمحدث أن يتعلق بسببه. # وفي هذه القصيدة يقول: # فيا لك إن لم تقض لي عنك رحلة ... فلا يقض إن يمتد فيك لي العمر قال ابن ~~بسام: فكأنه والله أجيبت دعوته في هذا البيت، لأنه مات فيما أرى وقد نيف ~~على الثلاثين. # وقرأت في أخبار المتنبي في القصيدة التي ودع فيها عضد الدولة فجرت فيها ~~ألفاظ على لسانه كأنه ينعى فيها نفسه ولم يقصد ذلك، منها: # ولو أني أستطعت خفضت طرفي ... فلم أبصر به حتى أراكا ثم قال: # إذا التوديع أعرض قال قلبي ... عليك الصمت لا صاحبت فاكا وقال في آخرها: # وأياص شئت يا طرقي فكوني ms0488 ... أذاة أو نجاة أو هلاكا # PageV02P845 # فجعل قافية البيت " هلاكا " فهلك، وذلك أنه ارتحل عن شيراز حضرة عضد ~~الدولة بعد أن وصل إليه من صلاته أكثر من مائتي ألف درهم، فخرج عليه في ~~طريقه قوم من بني ضبة الذين كان هجاهم، فحاربهم فأجلت الوقعة عن قتله وقتل ~~ابنه محسد ونفر من غلمانه، وفاز الأعرابي بماله، وذلك سنة أربع وخمسين ~~وثلاثمائة. وأول من جرت على لسانه ألفاظ يتطير منها المؤمل بن أميل في ~~قوله: # شف المؤمل يوم الحيرة النظر ... ليت المؤمل لم يخلق له بصر فعمى. # ومن شعر ابن شماخ من جملة قصيدة وصف فيها ارتحاله عن وطنه، ومثواه ~~باشبيلية على غير رضى، أولها: # يا ليت شعري هل دامت لهم حال ... عهدتها في حفاظ العهد أم حالوا - يقول ~~فيها: # فإن تكن سائلا عمن تركت فقد ... شاب الشباب وقد شب الاطيفال # صبرت والبعد أحوال وذاعجب ... ولم أكن صابرا والبعد أميال # أرجو الإياب لفأل فيه أسمعه ... والدهر يفعل ما لا يخبر الفال # PageV02P846 # وفيها يقول: # فهل لهم سائل عني فيخبرهم ... كما أنا عنهم مذ غبت سآل - # إن كان يسأل عن ثوبي فلا درن ... أو كان يسأل عن حال فلا حال # أضاع مجدي مال ضيعته يدي ... ما ضيع المجد إن لم يرعه مال # وبز حالي ترحالي إلى بلد ... مذ جئته لم يكن لي عنه ترحال # أقمت حولين فيه خاملا خرسا ... كأنني وأنا السلسال صلصال # بل لم أزل معربا عما لدي فلم ... أجد به معربا ينبيه تصهال # أطال شغلي فراغي مذ حللت به ... إن الفراغ من الأشغال أشغال # إن أبق في حمص تبق النار في حجر ... وإن أسر سار في الآفاق سلسال # [وعر من العيش ما لي أرتقيه وفي ... بني أبي لنا بالمصر آمال] ! # ضاءت بسؤددهم أرجاء قرطبة ... وعاد إدبار ذاك العصر إقبال @فصل في ذكر ~~الفقيه أبي عمر أحمد بن عيسى الإلبيري # من أفراد الزهاد - كان - في ذلك الأوان، ومع ما كان أدير عليه يومئذ من ~~الأمور، وجعل إليه من التقديم والتأخير، فإني وجدته خالص # PageV02P847 # الأدب ms0489، [محصد السبب] ، ذهب بفصوصه وعيونه، وتلاعب بمنثوره وموزونه، وتصرف ~~بين مذاله ومصونه؛ إلا أن أكثر ما ألفيت له من المقطوعات والأبيات، في ~~الزهد والعظات، وقد كتبت منها ما هو من شرط هذا المجموع. # أخبرني من لا أرد خبره عن الفقيه أبي المطرف الشعبي عن شيخه هذا الفقيه ~~أبي عمر بن عيسى، قال: خاطبت الوزير أبا العباس بن العريف في أرض تعدى علي ~~فيها برقعة منها: # أما بعد، وفقك الله لما يرضيه منك عملا، ويرضيك منه جزاء؛ فإن للدنيا ~~حرثا والناس زارعون، وكل في معاده، يأكل من حصاده، وذو الجاه يسأل في ~~الآخرة عن جاهه، كما يسأل ذو المال عن ماله. وقد أحوجت الأيام إلى جاهك، ~~وأغنت القناعة عن مالك، فاتخذ عندي اليوم يدا، تجدها عند الله مضاعفة غدا، ~~فالحظ حاجتي بعين يقظتك، ولا تلحظها بعين سنتك، فان لله لوحا ضمنه المقادير ~~كلها، يلحظه في كل يوم وليلة ثلاثمائة وستين لحظة، يحي بكل لحظة ويميت، ~~ويعز ويذل، ويرفع ويضع، ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد؛ واعلم أنك تلحظ بمثل ~~ما به تلحظ. # PageV02P848 # وله من أخرى: خاطب بها بعض إخوانه سنة ست عشرة وأربعمائة: سمت بك سماء ~~العلم إلى سموه، ودنت بك أرض السكينة إلى دنوه، ودار بك فلك المعرفة في ~~ملكوته، وغابت بك نجوم الحكمة في جبروته، وهيأتك يد القدرة هيئة روحانية، ~~وأحياك روح القدس حياة إلهية، وألبستك الشريعة لباس التقوى، وراشتك الطبيعة ~~بريش النهى، حتى تطير مع الروحانيين، في مجال الصديقين، إلى منازل ~~المقربين، فتذوق برد عيش النعيم، وتلذ بالنظر إلى وجه القيوم، وتشتاق إلى ~~لقاء الرب الرحيم. هيهات! كيف ينعم من لا يعلم أين النعيم، من ملك القديم ~~-! إن لله يا أخي عبادا أقام أرواحهم بقيوميته على صراط مستقيم، فمشت ~~بأقدام الصدق إلى الحق، فدنت منه، فنظرت إليه على جلاله، في اتساع كماله، ~~فضعفت لكبر سلطانه؛ ثم أفاقت بالإسلام، ونطقت بالإيمان، وأبصرت بالإحسان، ~~واتصلت بالقرآن، فأمرها فقامت بالخدمة، وعلمها ففازت بالحكمة، فانقطعت إليه ~~بالكلية، ودانت له بالحنيفية، فآواها إلى ms0490 كنفه، ونعمها بطرائف تحفه؛ فملكها ~~أبدا لا يبيد، وعلمها به يزيد؛ حتى أطلع لها السر، وأكمل لها البر، فحييت ~~بقربه، وشربت بكأس حبه، فرفضت الأسباب، وخرقت الحجاب؛ وبيض وجوهها البرهان، ~~وأثلجها البيان، {وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة} (القيامة: 22) ~~فرحمانهم علامهم، وجبارهم رزاقهم، خلاؤهم ملاء، وملاؤهم خلاء، وسماؤهم أرض، ~~وأرضهم سماء، روحانيون جسمانيون إنسيون ملكيون، أولئك الأصفياء الاتقياء، ~~الأولياء النجباء، أتاهم العون، فساعدهم الكون. # PageV02P849 # @ومن شعره # أنشد له الفقيه أبو المطرف الشعبي: # يا خالقا الزمان بقدرة ... في غير حين من أحايين الزمان # يا محدثا للكل كنت ولم تزل ... وكذاك ربي لا يزال بلا مكان # أنت الذي جلت صفات جلاله ... وعلت جلالته من إدراك العيان وأنشد له: # ملك تعالى فوق غايات العلا ... يقضي القضاء على نهايات الثرى # من فوق فوق الفوق ينفذ حكمه ... في تحت تحت التحت تحت الإنتها # قربا وبعدا وهو أبعد من نأى ... من كل شيء وهو أقرب من دنا # جلت صفات جلاله فجلاله ... قد جل عن تحديد كيف ومن وما وأنشد له أيضا: # شربت بكأس الحب من جوهر الحب ... رحيقا بكف العقل في روضة الحب # وخامر ماء الروح فاهتزت القوى ... قوى النفس شوقا وارتياحا إلى الرب # ونادى حثيثا بالأنين حنينها: ... إلهي إلهي من لعبدك بالقرب - # فخاطبه وحيا إليه مليكه: ... سأكشف يا عبدي لعينك عن حجبي # فأعلن بالتسبيح: مثلك لم أجد ... تعاليت عن كفؤ يكافيك أو صحب # PageV02P850 # أحول ببعضي فوق بعضي كأنني ... ببعضي لبعض كالنجائب والركب # فخذ بزمام الشوق مني تعطفا ... إليك ولا تسلم زمامي إلى لبي # لعلي أسقى ثم أسقاه دائما ... رحيقا بكف العقل من جوهر الحب ويجانس هذا ~~رقعة مرت بي في بعض التعاليق لرجل ناسك من أهل سرقسطة كتب بها مداعبا ~~لصديق، كتب إليه: ليت شعري يا أخي ما الشراب الذي تشربه [وتستعمله] ، فتحمر ~~عنه وجناتك، وتنشط إلى سعيك حركاتك؛ بياضك أبدا مشرب بحمرة، كأنك مدمن ~~خمرة، وأنت في كل حال طروب لعوب، غير عبوس ولا قطوب، لا يظهر عليك هم، ولا ~~يخامرك غم؛ فلو وصفت ms0491 لي صفة غدائك وشرابك، رجوت التأهب بإهابك، والتخلق ~~بأخلاقك وآدابك. # فأجابه الزاهد: # خذ كمأة الليل في جام من السهر ... واسكب عليه دموع العين بالسحر # وامزجه بالحوف مزجا ناعما أبدا ... وقم على قدم الإيراد والصدر # واجعل من الشوق مخواصا لساكبه ... ليستوي لك منه الصفو بالكدر # واشربه مصطبرا بالله وأرض بما ... يجري عليك من الأحكام في القدر # واغسل بباقيه وجها لا حياء به ... ألقت عليه المعاصي حمأة الغير # PageV02P851 # لعل قلب أن تصبو معاطنه ... لتستمد مجاري السمع والبصر # فيهتدي كل عضو نحو غايته ... فبين مزدجر عنه ومعتبر # إن الوجوه قلوب إن نظرت إلى ... حقائق الحال أو حددت في النظر إذا امتلأت ~~القلوب من ضروب دواعيها، أظهرت الوجوه بطلان دعاويها، ونم على الأوعية ما ~~جعل فيها، ولذلك قال من قال: الحمد لله الذي ألبس أولياءه حللا من ضمائرهم، ~~وأنار وجوههم بنور إخلاص سرائرهم، وكللهم بالمهابة في العيون، وطهر قلوبهم ~~من اختلاج سوء الظنون، فنفوسهم مستريحة رائحة، ومحاسنهم لأهل العقول لائحة، ~~وثناؤهم عطر الانتسام، فهم بين الأنام كالأعلام، بهم يستمطر الغمام إذا ~~حجب، وفي جملتهم يحشر السعيد إذا نجب، فمن جاراهم نكب، ومن حاربهم غلب، ومن ~~أقلع إليهم بخلاف ريحهم عطب. # ومنها: يا بؤس مقام الظالمين، وندامة العاصين، إذا رأوا العذاب، وتقطعت ~~بهم الأسباب، ويقولون هل إلى مرد من سبيل، ولات حين سبيل {وأنى لهم التناوش ~~من مكان بعيد} (سبأ: 52) ، {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون} ~~(الأنعام: 28) ، كيف يتعلق المنقطع بحبل الاتصال، أو يجد قلبه برد ماء ~~الوصال، وقد خالف أمر الكبير # PageV02P852 # المتعال - ألا ومن خالف خولف به، ومن عدل عن سلوك سبيل الرشاد نكص على ~~عقبه، ومن أبصر واجتهد أدرك غاية مطلوبه، واتصل بمحبوبه، ووصل إلى رياض ~~مرغوبه، وصل والله إلى مقام أمين، في جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق ~~متقابلين: # كم بين من عبر الصراط خفيفا ... وأتى الإله من الذنوب نحيفا # وطوى المراحل بالطوى عن كل ما ... كره الإله وجانب التعنيفا # حتى أناخ ببابه وقبابه ... ضيقا عزيزاص عنده معروفا # فأتى القرى ms0492 بحبائه وجزائه ... حتى ينال من النعيم صنوفا @فصل في ذكر ~~الأديب العالم الناثر الناظم أبي محمد غانم، والأخذ # @بطرف مستظرف من خبره وحميد أثره # قال ابن بسام: وكان أبو محمد غانم بن وليد، ونسبه في بني مخزوم، قد بذ ~~وقته أهل ذلك الإقليم، في أنواع التعاليم؛ فرد عصره ونسيج وحده، في تناهي ~~جده؛ متفننا جرى في ميدان السبق، وفقيها قرطس # PageV02P853 # أغراض الحق؛ وكان في هذا الباب الذي ولجنا فيه من أهل الروية والبديه؛ ~~حدث عنه الفقيه أبو عبد الله بن عميثل وكان من خاصته الملازمين له، ~~والآخذين عنه، أن أبا محمد أنشد هذين البيتين: # وإذا الديار تنكرت عن حالها ... فذر الديار وأسرع التحويلا # ليس المقام عليك حتما واجبا ... في بلدة تدع العزيز ذليلا وسئل الزيادة ~~عليهما فقال: # لا يرتضي حر بمنزل ذلة ... إن لم يجد في الخافقين مقيلا # فارض العلاء لحر نفسك لا تكن ... ترضى المذلة ما حييت سبيلا # واخصص بودك من خبرت وفاءه ... لا تتخذ إلا الوفي خليلا # فلقد خبرت الناس منذ عرفتهم ... فوجدت جنس الأوفياء قليلا # سقيا لأيام الشباب فإنها ... كالإلف حاول أن يجد رحيلا @جملة من نثره # من ذلك خاطب بها بعض إخوانه بغرناطة، قال فيها: # يا سيدي سموا، وسندي علوا، كل جواد من بني جودي سابق # PageV02P854 # وكل سيد من بني سوادة سامق، ولولا أن أجاهر بسر الإطراء، وأناظر في باب ~~الإغراء، لقلت إنك حابس لوائهم، وفارس وفائهم، وحارس ثنائهم؛ ورحم الله من ~~كان لك سميا، فلقد كان سريا، وفي الفضلاء سنيا، وأرجز أن يكون عند ربه ~~مرضيا. # وردني - أعزك الله - كتاب ألذ من مراشف الأحباب، وخطاب أرق من معاني أبي ~~الخطاب، عمر بن أبي ربيعة، فله على علمك معان بديعة، جلوت منها زهر المعاني ~~في رياض الشعر، وعروس الأماني في نثار النثر، وتبسك لي عصر الربيع قبل ~~أوانه، فتقسم ناظري بين شقائقه وحوذانه، وورده وسوسانه، إلى لطائف من أبكار ~~درر، وأنواع غرر، بعضها من بنات الفكر، وبعضها من بنات الذكر، وغير نكير أن ~~يصير روض النهى ms0493، في حلي روض الربى، ودر الأفكار كدر التجار. ولما رتع ناظري ~~في تلك المراتع، وربع خاطري في تلك المرابع، هزتني راح الأريحية، وازدهتني ~~خفة الأمنية، فلو كنت ممن يشرب الراح، لطرت بلا جناح؛ تذكرت بخطابك ونظامك ~~تلك الشمائل، بمالقة، وروح تلك البكر والأصائل، وإن لم يكن إلا في ليال ~~قلائل. # وفي فصل منها: ومما أغفلته بقلة اليقظة، وسألت الله ألأ تكتبه علي ~~الحفظة، تهنئتك بالفارس المولود، والفرع المودود، والنجم السعيد، الذي تطلع ~~في أفق سمائك، وتلفع بلفاع ضيائك، مليته ولدا برا، ووفيا حرا. # تقسمت خطرات القلب ريحان ... هذي ارتياحي وفي هاتيك ريحاني # PageV02P855 # إني على السن والدنيا مولية ... لذو فؤاد إلى الإخوان حنان # أرتاح نحو نسيم ساق عرفهم ... كأنما يعتلي بالجسم روحاني # أمن لبيرة تسري الريح حاملة ... روح النسيم فأحياني وحياني - # مقر ملك الرئيس المستجار به ... باديس فاز بتمكين وإمكان # يا لائح البرق من أعلامها غسقا ... جد بالتحية من حيا فأحياني # طود من العلم والآداب راسية ... أصوله وذراه فوق كيوان # حر الفضائل معسول شمائله ... يخص من زنة العليا برجحان # أحيا أبو الحسن المشهور منصبه ... محاسن الدهر من حسن وإحسان # قد كان عتبي موصلا على زمني ... حتى طلعت به بدرا فأرضاني وله من أخرى ~~خاطب بها أبا الحسن الحصري: ما أفصح لسانك، وأفسح ميدانك، وأوضح بيانك، ~~وأرجح ميزانك، وأنور صباحك، وأزهر مصباحك، أيها السابق المتمهل في ميدان ~~النبل، والسامق المتطول بفضائل الذكاء والفضل، أرحتني من غل الهم، فازدهتني ~~أريحية، وأزحتني عن ظل الغن، فلاحت لي شمس الأمنية، بما أطلعته علي، ~~وأنفذته مكارمك إلي. فقلت: أعصر الشباب رجع، أم كوكب السعد طلع، أم بارق ~~الإقبال لمع - كلا والله، إنها لمكرمة فهرية، أهدتها نفس سنية، وهمة علية. ~~إن قلت الوشي الصنعاني فقد نقصتها # PageV02P856 # أو الديباج الخسرواني فقد بخستها. بلى والله. أرتني زهر الربيع في غير ~~أوانه. وحسن الصنيع على عدمه في أهل زمانه، لمحت منه عقد اللآل، يبقي على ~~أخرى الليال. فأنت واحد البلاغة الذي لا يجارى، وفارس الفصاحة الذي لا ~~يبارى. وقد اعتقدت ms0494 ما به أشرت. وإياه اعتمدت، لو لاح لي في أفق النقلة ~~صباح. أو استقل بي في طرق الرحلة جناح. وكم حاولت مسالمة النوائب بانقباضي. ~~ومداراة الدنيا بتركي لأغراضها وإعراضي. فإذا الانقباض قد حصلني في جملة ~~القبض. والترك للأغراض قد جعلني للنوب كالغرض. ولا سلاح إلا الدعاء إلى ~~الله تعالى في الصلاح، ولا جناح إلا التمني لمن يقول ما عليك جناح. فسبحان ~~من قدر أن أكون لناب النوب حربا. وتكون علي أيام الزمان إلبا. أصلى بنار ~~المصائب السود. كأني مما أنا باك منه محسود. أستغفر الله! فقد حمي صدري حتى ~~غلى مرجله. وضاق مجال فكري حتى اتسع في الشكوى مقوله. ولو أني سلمت لمواقع. ~~وعلمت أنه ليس على القدر اختيار. ورضيت بما يأتي به الليل والنهار. وتيقنت ~~أن خلق الزمان عداوة الأحرار. لأرحت قلبا ينقلب في جمر الأسى. وأذكرت لبا ~~قد نسي الاقتداء بالأسى. # PageV02P857 # @ومن شعره # أنشد له الفقيه [الزاهد] المذكور في الزهد: # صرف بقايا العمر في طاعة ... ولا يغرنك كيد الغرور # وارحل إلى الأخرى بزاد التقى ... فإنما الدنيا متاع الغرور قال: وخرجنا ~~معه إلى ربوة تعرف بالعقاب مشرفة على وادي مالقة، فقال بديهة: # ضحك الزمان بحسنه وبهائه ... كالصب يضحك بعد طول بكائه # وكأن إقبال الربيع بوصله ... وصل الحبيب أتاك بعد جفائه # وكأنما وادي العقاب عشية ... مستمطر دمعي بجرية مائه # وكأن رشح الطل في روض الربى ... رشح الخدود بدا بنار حيائه قال: وهبطنا ~~إلى الوادي فلم نجد ماءا. فحفرنا في الرمل حتى خرج الماء من قاعه، فقال: # أيها الحسي الذي جا ... د بماء دون منع # إن تخف غيضا من ال ... قيظ فهذا فيض دمعي قال: وطبخنا له مرة شراب تفاح ~~فوجد فيه رائحة ثوم، فقال: # دهيت يا قوم بأعجوبة ... لم تك في الزنج ولا الروم # شراب تفاح تخيرته ... فعاد مطبوخا من الثوم # PageV02P858 # وأنشد له: # يا غريبا بحسنه ... قصتي فيك أغرب # أنت في طي ناظري ... والمنى منك تحجب # لا تلم في مداده ... بدم القلب يكتب # إن إدريس ماجد ... للعلا فيه مذهب # جده ms0495 خاتم الهدى ... وعلي له أب # فهو للمجد مطلع ... وهو للمجد مغرب وقال له عتيق المغني [المهدوي] وهو ~~بالقصر: إني أحفظ بيتا فلعلك تذيله، وأدخله في طريقته، والبيت: # يا نائب الوجه عن شمس الضحى غسقا ... والبدر لو كلفوه ذاك لم ينب فقال ~~بديهة: # في غرة الملك العالي ومنظره ... بدر يعطل نور السبعة الشهب # نرى محياه في ليل فيخبرنا ... عن الحقيقة أن الشمس لم تغب ودخل مجلس ~~باديس فوسع له على ضيق كان فيه، فقال: # صير فؤادك للمحبوب منزلة ... سم الخياط مجال للحبيبين # ولا تسامح بغيضا في معاشرة ... فقلما تسع الدنيا بغيضين # PageV02P859 # قال ابن بسام: وهذا من قول الخليل بن أحمد، وقد دخل عليه بعض أوانه وهو ~~على نمرقة صغيرة، فرحب به وأجلسه معه في مكانه، فقال: إنها لاتحملنا، فقال ~~له الخليل: ما تضايق سم الخياط لمحبين، ولا اتسعت الدنيا بمتباغضين. وسمع ~~هذا أيضا ابن عبد ربه فقال هذين البيتين: # صل من هويت وإن أبدى معاتبة ... فأطيب العيش وصل بين خلين # واقطع حبائل خل لا تلائمه ... فربما ضاقت الدنيا بإثنين - @ومن مدائحه # له من قصيد في العالي بالله إدريس بن يحيى بن بن علي بن حمود أولها: # لولا التحرج لم يحجب محياك ... حييت عنا وحيينا بمحياك # هذا اللثام غمام ما يبين هدى ... حطي اللثام ليس البدر إلاك # لما هديت إلى نعمان سافرة ... كانت هدايتنا من بعض نعماك # أيا غزالتنا شمس الضحى طلعت ... على اتفاق فسيماها كسيماك # بدوت في حلة زرقاء وهي هكذا ... فقال قاضي الهوى: هذي ولا ذاك # أظمأتني منك يا ظمياء جائرة ... ما كان ضرك لو أحضى بسقياك # إني أراك بقتل النفس حاذقة ... قولي بفضلك من بالقتل أوصاك # مالي وللبرق أستسقيه من ظمأ ... هيهات لا ري لي إلا ثناياك # إن كان واديك ممنوعا فموعدنا ... وادي الكرى ثم تلقاني وألقاك # PageV02P860 # رق الدجى فتلاقينا على جزع ... وأين مثواي من أقطار مثواك # دمعي ببغداد ممدود بدجلتها ... وأنت من روض نجد نشر رياك # ريح الصبا بلغي أنفاس ذي ظمأ ... وبرديها بما يقضيه مجراك # أو يممي ms0496 حضرة العالي بما احتملت ... مني الضلوع فثم البرء للشاكي وله نثر ~~فيه طويل إذ ولي الخلافة، قال فيه بعد الصدر: ولم يترك المتطول علينا عز ~~وجهه بالهدى أمة محمد عليه السلام سدى؛ بل نضم شملها بإمام عادل تجتمع ~~إليه، وتعول عليه، تتوارثه كابرا عن كابر، وتتلقاه غابرا عن غابر؛ إلى أن ~~أذن الله للإمام الهاشمي، والملك الفاطمي، والفرع العلوي، إدريس العالي ~~بالله بن يحيى المعتلي بالله ابن علي الناصر لدين الله بن حمود بن أبي ~~العيش بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن ~~أبي طالب؛ فقام العالي بالله بخلافة المغربين، واضطلع بملك العدوتين؛ ولما ~~آن أوان إمامته، حان من عدوه حين قيامته. وكان مقتل العبد الغادر - وكافر ~~النعمة كالكافر - في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين، وفي عشرين ليلة خلت من ~~كانون. فانجلت سموم الشتاء بانجلائه، وانقضت أيام الشؤم # PageV02P861 # بانقضائه، وكان عقب الشهر في استقبال شهر رجب الشهر الأصم، سمي بذلك لأن ~~العرب أسقطت فيه قعقعة السلاح؛ وكأن المثل إنما جرى في مضمار، على مفرق ~~الليل والنهار، وأرى الناس مخايل السعد والإيناس، وهو قولهم: عش رجبا تر ~~عجبا؛ وكان هذا العجب آخر يوم من الليالي، وقامت فيه دولة هذا الملك ~~العالي، والشمس تأخذ من قعر الفلك في الصعود، وتؤذن بجري الماء في العود؛ ~~وتترقى بالعالم في درج السعود: # واستقبل الملك إمام الهدى ... في أربع بعد ثلاثينا # خلافة العالي سمت نحوه ... وهو ابن خمس بعد عشرينا # إني لأرجو يا إمام الهدى ... أن تملك الملك ثمانينا # لا رحم الله امرءا لم يقل ... عند دعائي لك آمينا فسفرت الدنيا قناعها ~~فتية، وبلغت النفوس بخلافته الأمنية، وانثالت عليه بيعات الأمصار، وأمت ~~حضرته الرسل من جميع الأقطار، وبدأ بالفضل، وصدع بالعدل، فأحيا مآثر آبائه ~~الطاهرين، وفي وصف دولته يقول من اتسم بسيماء نعمته، ومحبة دعوته: # ضحك الزمان إليك بعد عبوس ... ونفى دجى الإيحاش بالتأنيس # فأدر نجوم الراح في فلك المنى ... وتطوف نحوك من أكف شموس # في ms0497 روضة تحيي النفوس كأنما ... باتت تنفس عن علا إدريس # ملك أقام الله دولة ملكه ... فكبا من الأعداء كل رئيس # من دوحة الوحي التي بسموها ... درست معاني الكفر أي دروس # PageV02P862 # قال: ودخلت يوما على العالي، ووصلت إلى مجلسه العالي، وأنا على بعد منه، ~~وانتزاح عنه، ألحظه بمقلة حائم، وأناجيه بقلب هائم؛ فأنشدته بيتي إسحاق ~~الموصلي في المأمون: # يا سرحة الماء قد سدت موارده ... أما إليك طريق غير مسدود # لحائم حام لا ورود له ... محلأ عن طريق الماء مردود فقرب وأدنى، وسأل عن ~~حالي فأحفى؛ فتغنى بعد هدء محمد بن الحمامي المغني بشعر لعبد الله بن ~~المعتز: # هل يزيل البين محتال ... أن غدت للبين أجمال فأمر العالي بتذييله فقلت: # إنما العالي إمام هدى ... حليت في عصره الحال # ملك إقبال دولته ... لذوي الإفهام إقبال # قل لمن أكدت مطالبه ... راحتاه الجاه والمال # PageV02P863 # ولم أكد استتم إنشاد هذه الأبيات، حتى أنعم علي بالصلات. ولما انفصلت وقد ~~تسربلت أثواب نعمته. قصدت إلى وزيره وثقته أبي عمر بن هاشم فأعلمته، وأثنيت ~~وشكرت، ولو استطعت جعلت الريح لسانا، والزمان ترجمانا. # قال: وحضرت مجلسه أيضا فتغنى الحمامي بشعر محدث أوله: # إذا بلغتني يا نا ... قتي المسمي إدريسا فكأن العالي بالله استحسن الحلة ~~ولم يرض قوله " المسمي "؛ وإنما هو المسمى أو المسمى من سميت أو أسميت، ولا ~~يقال من التسمية سموت ولا سميت، ولو قال " المسمى بإدريسا " لصالح الوزن ~~والكلام؛ فأطرق قليلا - أيده الله - ثم قال للمغني أعد الصوت، قل: # إذا ضاقت بك الدنيا ... فعرج نحو إدريسا # إذا لاقيته تلقى ... رئيسا غير مرؤوسا # ومن عزماته تنفي ... عن الأوطان إبليسا # إمام ماجد ملك ... يزيل الغم والبؤسا فتبادر من بالحضرة إلى حفظها؛ ثم ~~قال لي: أيجوز من طريق النحو " رئيسا غير مرؤوس " - فقلت: للنحويين في هذا ~~مذهبان، وهما في جوازه وامتناعه فرقتان، فأهل البصرة أنكروه، والأخفش ~~والكوفيون # PageV02P864 # جوازه وامتناعه فرقتان، فأهل البصرة أنكروه، والأخفش والكوفيون أجازوه، ~~وأنشد من أجاز ترك صرف المصروف قول عباس بن مرداس: # فما كان قسيس ولا حابس ... يفوقان ms0498 مرداس في مجمع وأنشدوا: # وقائلة ما بال دوسر بعدنا ... صحا قلبه عن آل ليلى وعن هند ومثله: # وممن ولدوا عا ... مر ذو الطول وذو العرض فلم يصرفوا مرداسا ولا دوسرا ~~ولا عامرا وهي منصرفة. وللبصريين في هذه الأبيات تبديل، ومذاهب وتأويل؛ ~~رووا مكان دوسر " ما للقريعي بعدنا " وتأولوا في عامر القبيلة. والذي يعول ~~عليه أن منع الصرف دن علة ضرورة عند سيبويه، وإن كان في اختلافهم مجال، لمن ~~تصرف في سبيل المقال. # ثم أمر بعد أن يبدل مكان " غير " في البيت " ليس مرؤسا "، وقال: السلامة ~~من الاختلاف، أولى في طريق الإنصاف. # PageV02P865 # @ومن مراثيه # أنشد له الفقيه ابن عميثل المذكور يرثي أخويه من جملة قصيدة: # يا دمع لا تخذل وكن مسعدا ... لا تخش من صبري أن يمنعك # أخ غريق وأخ في الثرى ... وترتجي السلوة ما أطمعك! # إن جمود العين خوف العدا ... ورقبة الحساد لن ينفعك # إن جمود العين خوف العدا ... ورقبة الحساد لن ينفعك # يا عمرا أعمرت قلبي أسى ... ودع صبري مثلما ودعك # رزئت في الدنيا يدي نصرتي ... يا دهر تبا لك ما أفجعك وله فيهما: # ما طمعي في العيش من بعدما ... كدره موت شقيقيا # كفان صافحت المنى عنهما ... فكفت الأيام كفيا # هذا فقير طاح في قفرة ... ودا غريق ما أرى حيا وله من قصيدة يرثي الفقيه ~~القاضي أبا علي بن حسون أولها: # الموت أعرب في أصح مساق ... أن المنية شمرت عن ساق # PageV02P866 # [الموت يخبر عن مرارة كأسه ... والكأس ملأى لم يدرها ساق] # هلا تواصينا بصورة حالنا ... والنفس ترقى في لهى وتراق - # يا آمل الدنيا لباقي عمره ... أقصر فما أمل عليها بطلاق # معشوقة الحركات إلا أنها ... أفعى تدب لأعشق العشاق # كم أودت الدنيا بغض شبيبة ... كالغصن ماس بناضر الأوراق # وموقر لبس المشيب جلالة ... بحر لباغي العلم عذب مذاق # طرقته أحداث المنون فأطرقت ... منه الفضائل أيما إطراق # لو كان يبقي الموت حبرا عالما ... لوقى الحمام أبا علي واق # ما أنصفت عقباك يا طلق الردى ... أرديت عالمنا على الإطلاق # ولى حسين والمحامد بعده ms0499 ... كيلا تقاسي جاحم الأشواق # أسفي لرية كنت عقد جمالها ... فابتز ذاك العقد دون وفاق # تزدان منك بحسن ما قد طوقت ... زين الحمام الورق بالأطواق # علم أعين بفضل حلم راجح ... أخذ الأمان له من الإخلاق # وصباحة وسماحة قسمت له ... رزقا تبارك قاسم الأرزاق # ومن الغريب غروب شمس في الثرى ... وضياؤها باق على الآفاق # أبقيت في الدنيا مآثر ثرة ... تبلى حلى الأيام وهي بواق # قد كان مجلسك المبارك موسما ... فأقام أوحش من غداة فراق # PageV02P867 # غيبت عنه مغيب بدر كامل ... والليل أدهم ضارب برواق # ومن العجائب والكسوف مرتب ... قمر توارى في زمان محاق # من ذا أعزي من هذا الورى ... لم يلقني إلا بحزنك لاق # والناس محزونون فيك كأنما ... كان اتفاقهم على إصفاق وله في بلقين بن ~~باديس، من قصيدة أولها: # هو العمر يطوى والأماني رواحل ... هو العيش يفنى والليالي مراحل # إذا كانت الآمال تدعى قواتلا ... على الحكم فالآجل منا مقاتل # نغالب أجناد الردى الدهر بالمنى ... كما غالب الحق المصرح باطل # وأحوالنا بين الحياة وصدها ... تصرف والأقدار فيها العوامل # على ذا تقضى عالم بعد عالم ... ولم تختلف فيه القرون الأوائل ومنها: # مضى ملك العليا ولم يظلم الضحى ... ولا انتقلت عن حالهن المنازل # ولا انهدت الشم الرواسي ولا انثنت ... أعالي ديار الأرض وهي أسافل # فقل لعتاق الخيل تندب يومه ... فقد فجعت فيه القنا والقنابل # وليس صهيل الخيل ما تسمعونه ... ولكن عويل رجعته الصواهل # [ولا تعجبوا من واكف القطر إنه ... دموع هراقتها السحاب الهواطل] # PageV02P868 # فقل للسان المجد أخرست مفحما ... لفقد بلقين، فما أنت قائل - # فيا طالبا للجود لا تتعب المنى ... فقد نصبت في الأرض تلك الأنامل # كأن جميل الصبر راء ومن غدا ... يحاول وصلا من تأتيه واصل ومنها: # وقد كنت أغدو نحو قصرك مادحا ... فها أنا أشدو وحول قبرك ثاكل # وقد كنت في مدحيك سحبان وائل ... فها أنا من فرط التأسف باقل وفيها يقول: # أفق أيها المولى الرئيس فإنما ... بقاؤك عمر للندى متطاول # وإن كان سيف الدولة انجاب ظله ... فأنت لهذا المد كاف وكافل # وإن كان ms0500 شمسا قد تولى ضياؤها ... فيوشع في تمكين نورك حاصل # وإن كان بدرا أنت عنصر نوره ... فأين من الشمس البدور الأوافل - # إذا ثبت الماء المعين بحاله ... فليس نكيرا أن تفيض الجداول # وفي الخيس أشبال ترشح للعدا ... وآراؤك الحسنى مواض فواصل وأنشد له من ~~أشعاره في صباه: # هون عليك فقد مضى من يعقل ... والبس من الأخلاق ما هو أفضل # فلقلما تأتي عليك مسرة ... إلا تتابع بعدها ما يثكل # PageV02P869 # وإذا خبرت الناس لم تلف امرءا ... ذا حالة ترضيك لا يتحول # ما بالهم - بكبت بهم آمالهم - ... كل يعيب ولا يرى ما يفعل # فمساتر ضعفت قوى آرائه ... ومجاهر يرمي ولا يتأمل # ومقلد متعاقل متأدب ... وإذا اختبرت فباقل هو أعقل # ومن الغرائب من يقارع في النهى ... أهل البصائر وهو فيهم أعزل ومنها: # حاولت أن ألقى الزمان بطبعه ... لولا الوفاء وشيمة لا تنقل # في الأرض متسع لنفس حرة ... إن تنب منزلة دعاها منزل وأنشد له: # بعينك هل لي منهما متخلص ... فإن كنت تدريه فكيف يكون - # وإن زمانا ضن عني بوصلكم ... على طول ما قاسيته لضنين وأنشد له: # أمط عنك لومي فالطباع ضروب ... ومن سالم الأيام فهو لبيب # إذا ما تجنى المرء من غير علة ... فليس لداء الود منه طبيب # وإن كان ما قد حال منه لعلة ... فكل مداو بالعتاب مصيب # يقولون لي غمض على غدر من مضى ... ولا تعتبن إن الوفاء غريب # فقلت لهم إني غريب كمثله ... وكل غريب للغريب نسيب @فصل في ذكر الأديب ~~أبي عبد الله بن السراج المالقي # محسن في أهل عصره معدود، وشاعر بني حمود، وله فيهم # PageV02P870 # غير ما قصيد، ومقطوعات في النسيب وجدتها بخط الأديب أبي علي الحسن ابن ~~الغليظ من أفق مالقة أيضا، صاحبه الكثير الاتصال به والمنادمة له، وقد ~~اخترت منها ما يليق بشرط هذا المجموع. # قال أبو علي: أردت يوما الأنس به، فعلمت اتصال شربه، فانفردت مع صديق ~~وكتبت إلى ابن السراج: # يا خليلا صفا وكدر يومي ... هل إلى الطيب في غد من سبيل - # لو تراني أسارق اللحظ خلي ms0501 ... وأسقى من ريقه المعول # لتمنيت أن ترى " حسن الور ... د " تغنيك بالغناء الثقيل # يا خليلا مثاله نصب عيني ... لو خلونا إذن شفيت غليلي فألفاه رسولي سكران ~~فكتب إلي: # يا صديقي شغلت عنك بخطب ... لم يكن لي بتركه من سبيل # وغدا نلتقي عليها سلافا ... مزة في حرارة الزنجبيل # أثقلتني هوى بقد خفيف ... حسن الورد فوق ردف ثقيل # سلبت صبري الجميل وقلبي ... بجفون نجل ووجه جميل # كحلت بالسهاد والدمع طرفي ... يوم أبصرتها بطرف كحيل # هي سؤلي من الملاح كما أن - ... ك من سادة الأخلاء سولي # لا عدتني زيارة منك تذكي ... نور عيني سنا وتشفي غليلي # PageV02P871 # وكنت معه يوما على جرية ماء في موضع حسن يحار فيه الطرف، ويقصر عنه ~~الوصف، وأقمنا هنالك أياما في أطيب عيش وأظرف منظر، وكنت أهيجه للقول فقلت: # شربنا على ماء كأن خريره ... خرير دموعي عند رؤية أزهر # حلفت بعينيها لقد سفكت دمي ... بأطراف فتان وألحاظ جؤذر وقلت: # شربنا على ماء كأن خريره ... فقال مبادرا: # بكاء محب بان عنه حبيب ... # فمن كان مشغوةفا كئيبا بإلفه ... فإني مشغوف به وكئيب وأزهر التي بذكر ~~جارية كانت لبعض إخواننا، وله بها كلف، وفيها يقول: # خليلي في ريح الصبا لو تنسمت ... علسينا شفاء من هوى متسعر # رسول التي في صوتها سوط لحظها ... على هائم مثلي بها غير مقصر # تذكرت بالوادي زمانا لقيتها ... به فيه والمشتاق حلف تذكر # فلو صب في كأسي أذى لشربته ... على شرط أن أسقاه من كف أزهر وورد عليه ~~يوما رسول حسن الورد ومعه قفص فيه طائر يغرد # PageV02P872 # فاقرأه سلامها، ودفع إليه القفص هدية منها إليه، وأخبرني بذلك، واجتمعنا ~~إثر هذا وهجته لذكرها، وبين يدينا كثير نضير معلق من أغصانه، فقال: # ذكرت بالورد حسن الورد شقته ... حسنا وطيبا وعهدا غير مضمون # هيفاء لو بعت أيامي لرؤيتها ... بساعة لم أكن فيها بمغبون # كالبدر ركبه في الغصن خالقه ... فما ترى حين تبدو غير مفتون # فاشرب على ذكرها خمرا كريقتها ... وخصني بهواها حين تسقيني قال: فقلت ~~أنا: # بدا الورد في أغصانه متعرضا ms0502 ... يذكرني من إسمه حسن الورد # يذكر أياما نعمنا بطيبها ... ورشف رضاب طعمه حسن الورد # فدعني ولا تلح على الحب أهله ... فلو كنت تدري لم تلمني على وجدي وقال ~~أبو علي: # ولما تبدى الورد فوق غصونه ... وذكرني بالورد في صفحه الخد # ذكرت به من خده لي روضه ... تهيم بها من حسنها روضة الورد # فقلت لمن عهدي له مثل عهده ... سقاك الحيا من صاحب حافظ العهد # وقلت اسقني كأسا على طيب ذكرها ... فإني مشغوف بها بينكم وحدي وشربنا ~~يوما على ماء يتفجر من أعالي أحجار، وقد أحدقت بنا عدة # PageV02P873 # أشجار، وتردد فيها علينا غناء أطيار، تنسي لحن الأوتار؛ وانكسر لنا الكاس ~~هنالك، وكان بتلك القرية صديق لنا فكتب إليه: # بقينا بلا كأس سوى شقف شربة ... يميت سرور الشارب المترنم # فمن بكأس يا فتى الفتك والذي ... مضى لي زمان وهو فيه معلمي وهبت علينا ~~في ذلك المكان ريح عطرة أتت بأنواع أرواح النبات، فقال: # ألا يا نسيم الريح هل أنت مخبري ... بحال حبيب ليس لي عنده علم - # حبيب رآني أشتفي منه فاتقى ... جفوني بستر تحته القمر التم وقال عند ~~رحيلنا: # عليك سلام الله يا ماء موضع ... شربنا عليه مثله قهوة خمرا # وروى التي من حسنها وجفونها ... سقتني سحرا خمرة تسكر السحرا وكتب إلى ~~صديق له ونحن على ذلك الماء: # هل لك في الشرب يا أبا الحسن ... في منزل طيب الثرى حسن - # أرجاؤه لا تزال دائرة ... بواكف من مياهه هتن # لو كان مما يباع كنت له ... مشتريا بالغلا من الثمن # ما كنت فيه والزق يصحبني ... أبدل كأسي بتاج ذي يزن وقال وقد ارتحلنا من ~~ذلك المكان: # سقى صفحة الصفاح من غيث عبرتي ... سحائب تروي تربها وثراها # PageV02P874 # شربت بها يوما وصحبي ماجد ... له راحة يسقي السحاب نداها # جواد إذا ما استمطرت جود كفه ... ظوامئ آمال همي فسقاها قال: ودعوته إلى ~~النزهة بالبادية ومطلته، وكان بعض خدمتنا قد أعرس ورغب إلي أن أبقى لأحضر ~~العرس، فكتبت إليه: # يا صديقا وداده ما يريم ... وخليلا إخاؤه لي يدوم ms0503 # جاءني راغبا لأحضر عرسا ... من له عندنا ذمام قديم # وهو عرس لا تأته خاوي البط ... ن فإن الغداء فيه نسيم فكتب إلي: # إن كنت تبقي على عرس البواقين ... فأنت عندي مجنون المجانين # دع ذا وسر بي إلى أم الحسان ففي ... صدري لها وصلوعي قلب مفتون # وصاحب العرس بوقون وأنت فتى ... ما زلت تكره أحوال البواقين وخرجنا إلى ~~البادية في أيام الربيع، وأقمنا على روضة ورد وحولها مياه تطرد، وأم الحسن ~~تغرد، فقال ارتجالا: # يا سيدي والذب رضاه رضى ... عليه دون الأنام أعتمد # PageV02P875 # أما ترى الدهر كيف جاد لنا ... بيوم أنس ساعاته جدد # ورد جني وروضة تركت ... بوفرها والمياه تطرد # فقل لأن الحسان تقتلني ... ولا عليها دم ولا قود # واشرب كشربي على محبة من ... في صوتها العذب طائر غرد ومالت الشمس هناك ~~إلى الغروب، وأحدثت شعاعا في تلك الروضة، وعلا خرير الماء ببرد العشي، فقال ~~أيضا: # إذا الشمس مالت للغروب رأيتني ... أميل بأثقال الهوى فأميل # تذكرني أوصاف من عرض الهوى ... علي فلما همت ظل يحول # خليلي وجدي فوق ما تبصرانه ... فهل لي إلى السلوان عنه سبيل # خذا رحمة من بعض ما بي من الهوى ... فإن الهوى حمل علي ثقيل قال: ~~واجتمعنا يوما بمجلس أنس، وكتبنا إلى أبي بكر عبادة، وقد كان تاب عن الشراب ~~ويساعد في النبيذ: # نبيذك المحكم يدعوكا ... مستشعرا شوقا إلى فيكا # فامنن بإقبال وإلا مضى ... جميعنا دمت لنا ديكا فراجعنا بقوله وجاء ~~لوقته: # قصدي بود ليس مشكوكا ... فيه وعهد ليس متروكا # من حق ناديكم على شاكر ... غدا لكم صنوا ومملوكا # وكيف صبري عن ندي أرى ... فيه دم الكرمة مسفوكا # PageV02P876 # وغبت مدة طويلة من الدهر في سفر لقيت فيه نصبا، وصحبت قوما لم يحسن ~~موقعهم من نفسي ولا التذذت بهم، ثم قدمت مشتاقا إلى الأنس به، فكتبت إليه: # يا من أقلب طرفي في محاسنه ... فلا أرى مثله في الناس إنسانا # لو كنت تعلم ما لاقيت بعدك ما ... شربت كأسا ولا استحسنت ريحانا فورد علي ~~من حينه فقال: أردت مجاوبتك ms0504 فخفت أن أبطئ، فصنعت الجواب في الطريق، وهو: # يا من إذا ما سقتني الراح راحته ... أهدت إلي بها روحا وريحانا # من لم يكن في صباح السبت يأخذها ... فليس عند بحكم الظرف إنسانا # فكن على حسن هذا اليوم مصطبحا ... مؤخرا حسنا فيه وحسانا # وفي البساتين إن ضاق المحل بنا ... مندوحة لا عدمنا الدهر بستانا قال: ~~وغبت في غزوة مع يحيى المعتلي بالله، وذلك في سنة أربع وعشرين، فاتصل بي ~~أنه تنزه مع بعض أصحابه في زمان الورد، وفصاحة أم الحسن، وأنه صنع أشعارا ~~في وصفها، منها: # ومسمعة غنت فهاجت لنا هوى ... جنينا به منها ثمار المنى جنيا # دعوت لها سقيا فما استكمل الرضى ... دعائي لها حتى سقاها الحيا سقيا # PageV02P877 # وكنت رفيقا للوزير الكاتب أبي بكر ابن زياد، وسألني مخاطبته ليزيد عليها، ~~فكتبت إليه في ذلك، فزاد فيها: # وكأس على طيب استماعي لصوتها ... شربت ودمع المزن يسعدني جريا # ولو أقلعت أولى عزاليه لانبرت ... رياح النوى تمري دموع الهوى مريا # خليلي هذا اليوم لو بيع طيبه ... بما حوت الدنيا لقلت له الدنيا # ولله أيامي وما خلت أنها ... تعوضي من قربها في الرضى نأيا # تولت حميدات فسقيا لعهدها ... ورعيا ولا سقيا لهذي ولا رعيا # جفتني عيون الغانيات وطالما ... سعت طول أيامي لتبصرني سعيا # وأطلع شيبي عارضا فوق عارضي ... يسح هموما ما علي لها بقيا # مضى عمري والدهر لي غير منصف ... يكلفني أشياء جلت عن الأشيا # فلا جيد من غيداء يشفي عناقها ... غليل صباباتي ولا شفة لميا # كفى حزنا أني أرى الحسن ممكنا ... ولست أرى لي فيه أمرا ولا نهيا # ولو تعدل الأيام في بذل خطة ... لما كنت في السفلى وغيري في العليا وقال ~~في يدك صدح سحرا: # رعى الله ذا صوت أنسنا بصوته ... وقد بان في وجه الظلام شحوب # PageV02P878 # دعا من بعيد صاحبا فأجابه ... يخبرنا أن الصباح قريب # علي له لو كنت أملك أمره ... حياة على طيب الزمان تطيب وقال وقد رأى ~~الغيث ينزل: # تأمل سقوط الغيث ماذا أثار من ... هوى هو في قلب ms0505 المحب كنين # رأى في جفوني دمعها جامد الهوى ... ففاضت على الإسعاد منه جفون وقال ~~أيضا: # ذكرتك بالوادي الذي كنت مرة ... به والهوى ما بيننا أبدا غر # فحرك مني باعث الشوق ساكنا ... وكلفني صبرا ومن أين لي صبر - # فيا نازحا والدار مني قريبة ... إلى كم يطول الصد لي منك والهجر - # إذا الله يوما خص بالقطر ساحة ... " فلا زال منهلا بساحتك القطر " قال ~~أبو علي: وطالت بنا الايام، وسئمنا المدام، فتناومنا لها، فقال ابن السراج: # يا راقدين تنبهوا من رقدة ... منعتكم طيب السرور العاجل # PageV02P879 # وصلوا بعامكم السرور فإنكم ... لا تضمنون سروركم في القابل # لا خلق أغبن متجرا من بائع ... بالبخس عاجل طيبه بالآجل # لله هذا اليوم لو ظفرت يدي ... فيه بحفظ العهد في لقابل وقال أيضا: # رعى الله فتيانا أنست بقربهم ... على جدول للماء فيه خرير # أقمنا به يومين في خفض عيشة ... ولا عيش لا قهوة وغدير # تدور القوافي بيننا نستحثها ... وكأس الحميا بالسرور تدور # وفي الشجرات الخضر منه رقيقة ... لنغمتها بين الضلوع هدير # إذا ما تغنت فوقنا قلت قينة ... تلاها بصوت مثلثان وزير # سبتني بصوت لو يباع اشتريته ... بما مر من عمري وذاك يسير واستعفيناه ~~يوما من الشرب وكان يدمنه على ضعفه، فقال: # رعى الله يوما لم أجد فيه مسعدا ... على شربها والمسعدون قليل # شربت بها وحدي وإني بشربها ... إذا لم أجد لي مسعدا لكفيل وقال أيضا: # خليلي هبا للمدامة واشربا ... سرورا على الطير الذي يترنم # علا صوته حتى حسبناه عاشقا ... يبوح ودمع العين في الخد يسجم # كأنا سألناه مزيدا لما شدا ... به فهو من إلحاحنا يتبرم # PageV02P880 # وقال: # يا حابسا كأس المدامة حثها ... نحوي فلي في شربها تأويل # واطرب على وجه الربيع فقد بدا ... منه لنا وجه أغر جميل # واشرب على ماء الخليج فإنه ... ضيف إقامته لديك قليل # لو كان أمري في يدي ما فارقت ... يوما يدي رامشنة وشمول وقال: # ومسمعة تغنينا ارتجالا ... وتصحبنا بنغمتها دلالا # وبين أكفنا خمر وماء ... إذا ما سال خلت الدر سالا # فإن شاءت سقيناها مداما ... وإن ms0506 شاءت سقيناها زلالا # ولو سقيت دمي ودمي حرام ... لكان لحسن منطقها حلالا قال: وكنا يوما على ~~الوادي في أيام الربيع، فمر به سرب ملاح فيهن جارية حسناء، ظريفة المنطق، ~~وهي تأكل باقلاء، فاعترضها وسألها منه فدفعته إليه، فقال بديهة: # وسرب ملاح مر بي وبصاحبي ... ونحن على ماء يذكرنا عندنا # ويحملن فولا عندهن نظيره ... عوان ولكن نوره عز أن يجنى # فقلت عسى من فولكن بقية ... فقلن: وأي الفول ترغبه منا - # فقلت الذي تحت السراويل قلن لي ... جهلت ولم تفهم مقالتنا عنا # وفيهن نشوى الطرف لم أر قبلها ... من الإنس شمسا تحمل الدعص والغصنا # PageV02P881 # وأقمنا بالبادية في أيام العصير مدة في لهو وطيب، وقفلنا فكتب إلي: # رعى الله عصرا ضمنا في عصيره ... محل وصلنا اللهو فيه لياليا # تدور علينا الراح في أريحية ... من العيش لو دامت زمانا كما هيا # أقول لأصحابي خذوا من حياتكم ... برأيي زادا سوف ينفد فانيا # ومن مل منكم شربها فليردها ... إلي فإني لا أمل التماديا # أرى عمر الإنسان يوما يسره ... فمن نال ذاك اليوم نال الأمانيا # فلا تلق يوما بالخلاف إلى غد ... فلست بما لاقيت بالأمس لاقيا # ولا تخل من كأس يسرك شربها ... على طرب ما دام سرك خاليا # فإن أبك أيام الشباب فواجب ... على من جفته أن يرى الدهر باكيا وقال ~~أيضا: # ألا من منقذي من كرب ليل ... تعرض بين طرفي وارتياحي - # تضاعف طوله واشتد حزني ... به حتى يئست من الصباح @فصل في ذكر الأديب أبي ~~القاسم خلف # @ابن فرج الإلبيري المعروف بالسميسر # وكان باقعة عصره، وأعجوبة دهره، وهو صاحب مزدوج كأنه # PageV02P882 # حذا فيه حذو منصور الفقيه، وله طبع حسن، وتصرف مستحسن في مقطوعات ~~الأبيات، وخاصة إذا هجا وقدح، وأما إذا طول ومدح، فقلما رأيته أفلح ولا ~~أنجح، وقد أثبت من ذلك، بعض ما تخيرته له هنالك. وله مذهب استفرغ فيه مجهود ~~شعره، من القدح في أهل عصره، صنت الكتاب عن ذكره، [ألا تسمع إلى قوله: # ألا قل لأهل القيروان لحاكم ... واستاهكم هانت عليكم فهنتم # فأستاهكم تعطونها ms0507 ولحاكم ... تعفونها بالحلق طرا لعنتم والسميسر في هذا ~~كما قال القائل: # عابني من معايب هي فيه ... خالد فاشتفى بها من هجائي أو كما قال الآخر: # ويأخذ عيب الناس من عيب نفسه ... مراد لعمري ما أراد قريب لكنه ليست ضعة ~~المرء في نفسه بمذهبة جوهرية الأدب المركب في الإنسان، وقد أومأ إلى ما ~~كانت عليه حاله بقوله: # حستي صحيح ولكن ... هواي يوهن حسي # فصح رأيي لغيري ... ولم يصح لنفسي # PageV02P883 # ثم بعد أن لوح، صرح وأوضح في قوله: # إذا تبطنت لذتي فأنا ... نطيس نفسي عسى أداويها # فلا تلم مولعا بلذته ... فإنها علة يعانيها] @ما أخرجته من شعره في أوصاف ~~شتى # [من شعره في الازدواج على كل منهاج، قوله: # لا تغرنك الحيا ... ة فموجودها عدم # ليس في البرق متعة ... لامرئ يخبط الظلم وقال أيضا: # بئس دار المرية اليوم دارا ... ليس فيها لساكن ما يحب # بلدة لا تمار إلا بريح ... ربما قد تهب أو لا تهب وقال: # أقارب السوء داء سوء ... فاحمل أذاهم تعش حميدا # فمن تكن قرحة بفيه ... يصبر على مصه الصديدا # PageV02P884 # وقال: # قالوا المرية فيها ... نظافة قلت إيه # كأنها طست تبر ... ويبصق الدم فيه وقال في ملوك الأندلس: # ناد الملوك وقل لهم ... ماذا الذي أحدثتم # أسلمتم الإسلام في ... أسر العدا وقعدتم # وجب القيام عليكم ... إذ بالنصارى قمتم # لا تنكروا شق العصا ... فعصا النبي شققتم وقال: # رجوناكم فما أنصفتمونا ... وأملناكم فخذلتمونا # سنصير والزمان له انقلاب ... وأنتم بالإشارة تفهمونا وهذا كقول الآخر مما ~~انشده الثعالبي: # سنصبر إن جفوت فكم صبرنا ... لغيرك من أمير أو وزير # ولما لم ننل منهم سرورا ... رأينا فيهم كل السرور # PageV02P885 # وقال: # يا مشفقا من خمول قوم ... ليس لهم عندنا خلاق # ذلوا وقد طلما أذلوا ... دعهم يذوقوا الذي أذاقوا وقال: # إذا رأيت العبد فاحكم على ... مولاه من ظاهر مرآه # دليل حال المرء عبدانه ... والعبد من طينة مولاه وهذا المعنى كثير، ومنه ~~قول أبي الحسن بن مضا القرطبي في غلام وسيم من عبيد المتوكل للمتوكل: # قد جاءكم فاضح الهلال ... يعبق بالمسك والغوالي ms0508 # لا تنكروا نشرها عليه ... فالعبد من طينة الموالي وقال السميسر: # خذ من الدهر ما أتى ... إن نعيما وإن نكد # كن كسكين جازر ... قاطع كل ما وجد وقال: # ليس يخلو المرء من هم ... باكتساب اللحم والدم # حيوان حيوان ... صحفوه فهو أقوم # PageV02P886 # كأن معنى البيت الأول ينظر إلى قول المعري: # يغنى الفتى بالمنايا عن مآربه ... وينفخ الروح في طفل فيفتقر وقال في عبد ~~الله الأمير بغرناطة وقد رآه يحصن على نفسه: # يبني على نفسه سفاها ... كأنه دودة الحرير وهذا المعنى [كثير] مطروق ومنه ~~قول حبيب: # وإن يبن حيطانا عليه فإنما ... أولئك عقالاته لا معاقله وقال ابن الرومي: # انظر إلى الدهر هل فاتته بغيته ... في مطمح النسر أو في مسبح النون # ومن تحصن مسجونا على وجل ... فإنما حصنه سجن لمسجون وقال السميسر: # قالوا أتسكن بلدة ... نفس العزيز بها تهون - # فأجبتهم بتأوه ... كيف الخلاص بما يكون! # غرناطة مثوى الجني ... ن يلذ ظلمته الجنين # PageV02P887 # وقال: # بعوض جعلن دمي قهوة ... وغنينني بضروب الأغان # كأن عروقي أوتارها ... وجسمي رباب وهن القيان ولعمري لقد أصاب في أن جعل ~~جسمه الرباب، وكان تشبيهه البعوض بالفتيان أولى من القيان، فإليهم كان ~~ينزع، وبهم زعموا كان يقول ويسمع، وفيهم لم يزل يسجد ويركع. # وأنشدت لبعضهم في البعوض: # ضاقت بلنسية بي ... وذاد عني غموضي # رقص البراغيث حولي ... على غناء البعوض ولم أمسع في وصفها أحسن من قول ~~ابن المعتز: # بت بليلي كله لم أطرف ... [من قرقس يلبس ثوب السدف ... يلم بالعريان ~~والملفف] ... يلسعنا بشعر مجوف ... غادر جسمي كعشور المصحف ... # PageV02P888 # وقد أخذه الآخر فقال: # ونفطنني بخراطيمهن ... كنقط المصاحف بالحمرة وقال أبو عمر القسطلي: # بت بليلي كله لم أنم ... عن قرقس بليس ثوب الظلم # يشدو على جسمي بصوت أعجم ... كأنما غنى على شرب دمي @ما أخرجته من شعره ~~في الزهد والحكم # جملة الدنيا ذهاب ... مثل ما قالوا سراب # والذي منها مشيد ... فخراب ويباب # وأرى الدهر بخيلا ... أبدا فيه اضطراب # سالب ما هو معط ... فالذي يعطي عذاب # وليوم الحشر إنعا ... م سؤال وجواب # وصراط مستقيم ms0509 ... يوم لا يطوى كتاب # فاتق الله وجنب ... كل ما فيه حساب قال: # ليس لمن ليست له قدرة ... كالأخذ عند الرزء بالصبر # أو لا فما حيلة مستضعف ... ليس له فضل على الذر # PageV02P889 # نسبته منها فهذي وذا ... تحت الذي حد له يجري # من كان مخلوقا من الأرض إذ ... ركب لم يطلع على السر # حتى ترى الجثة مطروحة ... والنفس في عالمها تسري # فعندها يأمن ما يتقي ... وعندها يعلم بالأمر # هذا على مذهبنا ثم قد ... قيلت مقالات ولا أدري # لقد نشبنا في الحياة التي ... توردنا في ظلمة القبر # يا ليتنا لم نك من آدم ... أورطنا في شبه الأسر # إن كان قد أخرجه ذنبه ... فما لنا نشرك في الأمر -! والسميسر في هذا ~~الكلام ممن أخذ الغلو بالتقليد، ونادى الحكمة من مكان بعيد، صرح عن عمى ~~بصيرته، ونشر سريرته، في غير معنى بديع، ولا لفظ مطبوع، ولعله أراد أن يتبع ~~أبا العلاء، [فيما كان ينظمه من سخيف الآراء] ، ويا بعد ما بين النجوم ~~والحصباء، وهبه ساواه في قصر باعه، وضيق ذراعه، أين هو من حسن إبداعه، ولطف ~~اختراعه - # وقال السميسر: # أصاب الزمان بني عامر ... وكان الزمان بهم يفخر # فعاد نهارهم مظلما ... وليلهم بعد لا يقمر # وأيامهم بعد لا تزدهي ... وصبحهم ظل لا يسفر # أماتهم الدهر قبل المنون ... فهم ميتون ولم يقبروا # PageV02P890 # كأنهم أربع دارسات ... فما لهم غير أن يذكروا # فأين السرير وأين السرور ... وأين القصور التي عمروا - # فلا تعجبن بما وقد ترى ... فلا خير في كل ما تبصر # وهون عليك كثير الحياة ... فسكناك في قبرك الأكثر وقال أيضا: # دع عنك جاها ومالا ... لا عيش إلا الكفاف # قوت حلال وأمن ... من الردى وعفاف # وكل ما هو فضل ... فإنه إسراف وقال: # لا توقدن عدوا ... وأطفه بالتودد # فالنار بالفم تطفا ... والنار بالفم توقد وقال: # قد هجرت اللذات إلا قليلا ... بعد وصولي لها زمانا طويلا # فأنا ثابت البناني لكن ... لي قلب عن النواسي أزيلا # وبحق أقول لولا حذاري ... ن كلام الوشاة قالا وقيلا # لبدا للأنام مني عجاب ... ولأوضحت للرواة السبيلا ms0510 # PageV02P891 # وقال: # المال ذل، وذل ... ألا يرى لك مال # فاحرص كأنك باق ... فما لذي الفقر حال # واقنع فإنك فان ... غدا وكل محال @ومن شعره في ذكر الطب والأطباء # كل علم ما خلا الشر ... ع وعلم الطب باطل # غير أن الأول الطب ... على رأي الأوائل # هل تمام الشرع إلا ... أن يكون الجسم عامل - # فإذا كان عليلا ... بطلت تلك العوامل وقال: # العلم علمان علم ال - ... أديان والأبدان # ما الطب للدين إلا ... كالروح للجثمان # هل الشريعة إلا ... بصحة الأبدان - وقال: # يا آكلا كل ما اشتهاه ... وشاتم الطب والطبيب # ثمار ما قد غرست تجنى ... فانتظر السقم عن قريب # يجتمع الداء كل يوم ... أغذية السوء كالذنوب # PageV02P892 # وقال: # لا تسترب من غير ما ... تجنيه كالجاني المريب # وكذا حكوا بل صافيا ... واضرب به وجه الطبيب [والقائل قد تقدم إلى ذلك ~~قبله: # إذا ما كنت ذا بول صحيح ... فقم فاضرب به وجه الطبيب @وفي ذكر الشعر ~~والشعراء # قال: # أنا أحب الشعر لكنني ... أبغض أهل الشعر بالفطره # فلست تلقى رجلا شاعرا ... إلا وفيه خلة تكره # إن لم يكن كفر تكن آفة ... تلازم الظهر أو السره # والعجب والنوك إلى الجهل في ... أكثرهم إلا مع الندره والسميسر في هذا ~~كقول الآخر: # عابني من معايب هي فيه ... حكم فاشتفى بها من هجائي # PageV02P893 # فإنه كان - زعموا - ممن وسع هذه الخلال، وجمع هذه الأحوال، حاشا التي في ~~السرة فإنه انتبذ عنها، وبرئ إلى أصحابه الشعراء منها. وما ينقضي التعجب من ~~السميسر، فإنه لما سمع المتنبي يقول: # أوكم آدم سن المعاصي ... وعلمكم مفارقة الجنان حسده على غلوه فقال بيته ~~المتقدم الذكر: # إن كان قد أخرجه ذنبه ... فما لنا نشرك في الأمر - والسميسر في هذا كما ~~يحكى عن بعض الرواة قال: كان أحد المخنثين قد تسربل المجون، وعبد البطالة ~~والجنون، حتى مح شبابه، وأقصر أترابه، ولم يدع عارا إلا ركبه، ولا أثما إلا ~~ارتكبه، فطاف به طائف اعتلال، بعد طول إملاء من الله وإمهال، فكان يقول: أي ~~رب، بأي ذنب أخذت، وعلى أي جريرة عوقبت -! هذا كان ms0511 استغفاره، حتى محا الموت ~~أخباره. # وقال أيضا: # يا شعراء العصر لا يتحسبوا ... شعركم مذ كان محسوسا # فإنما حيكم ميت ... كأنما محييكم عيسى # إن كان منظومكم عندكم ... سحرا فمنظومي عصا موسى وقال في أبي عبد الله بن ~~الحداد بالمرية: # قالوا ابن حداد فتى شاعر ... قلت وما شعر ابن حداد - # أشعاره مثل فرخ الزنى ... فتش تجد أخبث أولاد # PageV02P894 # @ومن شعره في أوصاف شتى # ضعت في معشر كما ضاع نوح ... بين قوم قد أصبحوا كفاره # ضربوه وما ضربت ولكن ... جعلوني ممن ينافر داره # فتأخرت عن دياري لهوني ... والهوينا لمن يخلي دياره وقال: # رأيت بني آدم ليس في ... جموعهم منه إلا الصور # فلما رأيت جميع الأنام ... كذلك صرت كطير حذر # فمهما بدا منهم واحد ... أقل قل أعوذ برب البشر وقال: # تحفظ من ثيابك صم صنها ... وإلا سوف تلبسها حدادا # وميز عن زمانك كل حين ... ونافر أهله تسد العبادا # وظن بسائر الأجناس خيرا ... وأما جنس آدم فالعبادا # أرادوني بجمعهم فردوا ... على الأعقاب قد نكصوا فرادى # وعادوا بعد ذا إخوان صدق ... كبعض عقارب عادت جرادا # ومن يلمح ذكاء بناظريه ... يظن بياض قرطاس مدادا # PageV02P895 # وقال: # يمنعني من تكسب الولد ... علمي بأن البنين من كبدي # فإن يعيشوا أعش على ظلع ... وإن يموتوا أمت من الكمد # وإن أمت قبلهم تركتهم ... أهون بين الأنام من وتد وقال: # حاسدي لي معذب ... يتلقى من الحسد # وأنا عنه غافل ... لا وجدت الذي يجد # دعه يشقى بدائه ... داؤه علة الكبد # طار ذكرى ولم يطر ... ذكره فهو يتقد وقال: # قصتي يا سادتي مضحكة ... بينكم من حيث يبكي بالمقل # إن أجئكم بغريب قلتم ... عندنا أغرب فاسكت أو فقل # أبصر النصال درا غاليا ... قال عندي منه أغلى وأحل @ومن مقطوعاته ~~الإخوانيات # ورد ابن شرف غرناطة، فتخلف عن قصده، فكتب إليه معتذرا: # كتبت إلى سيدي قبل أن ... أراه ورجلي قد زلت # أيقصد يذبل غرناطة ... وأترك قصديه في زمرتي # PageV02P896 # ويهبط كيوان من برجه ... إلينا ونحن على غفلة # فمعذرة لك حتى أراك ... فأنت الممثل في مهجتي فأجابه ابن شرف: # بدأت ms0512 وللمبتدي الفضل في ... فروض المودة والسنة # وما الرد إلا امتنان وقد ... سبقت سواك إلى المنة # وبالسبق في أول الهجرتين ... تقدم قوم إلى الجنة # وحدثت أنك سمح الطباع ... إذا ما طباعهم ضنت # ونفسك فاضلة حرة ... إذا عاينت فاضلا حنت # خلائق لو مازجتها الجبال ... إذن رقصت لك أو غنت # فلو من أبان ورضوى خلقت ... لما كنت إلا من القنة له في الوزير الكاتب ~~أبي عمر بن الباجي: # يا فاضل الشرطة شرطي على ... شرطك تنويهي ولا أختلف # فاحذف لي السين وسوف التي ... زيدت على الزائد فهو الأخف # " فسوف " سيف قلبت واوها ... كم قطعت أعناق من قد سلف # فردها حالا ففعل مضى ... ماض وما استقبل قد يختلف @ومن شعره في النسيب ~~وما يناسبه # قوله: # بين الأزرة والمآزر ... حسن تحن له الأكابر # فإذا نظرت إلى الخدو ... د رأيت أنواع الأزاهر # PageV02P897 # وإذا تأملت الثغو ... ر وما لناظمهن ناثر # أبصرت درا يغتذي ... خمرا وما للخمر عاصر # وإذا تأملت الما ... جر تحتها دعج المحاجر # خلت المنية أقبلت ... من جيش صقلب والبرابر وذكرت بهذا البيت الأخير وإن ~~لم يكن في معناه قول بعض أهل عصرنا: # بي شادن خده كالصبح منبلج ... وصدغه كسواد الليل يلعب بي # كالزنج حلت بأرض العرب فاصطلحت ... فما بقائي بين الزنج والعرب -! نظر في ~~هذا إلى ما أنشده الثعالبي لبعض أهل عصرنا: # سواد صدغين من كفر يقابله ... بياض خدين من عدل وتوحيد # قد حلت الروم أرض الزنج فاصطلحا ... فويح نفسي بين البيض والسود! وقال ~~السميسر: # لما أبى عن وصالي ... وأضرم القلب نارا # ولم أجد لي عزاء ... دعوت ربي انتصارا # وقلت: يا رب أنبت ... بعارضيه عذارا # فكان ذاك ولكن ... زاد الفؤاد استعارا # إذ صار صبحا وليلا ... وكان قبل نهارا # PageV02P898 # وهذا كقول الآخر إلا أنه قلبه: # حلقوا رأسه ليزداد قبحا ... غيرة منهم عليه وشحا # كان قبل الحلاق صبحا وليلا ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا وقال: # أيها العائب العذا ... ر وذو الجهل عائبه # لا أحب العذار إلا ... إذا شاب صاحبه # فاطرح قول من يقو ... ل كما طر شاربه # هو والطفل ms0513 واحد ... حين يهواه راغبه # أنا أشكوه وهو تل ... هيه عني ملاعبه # وإذا ما اصطفيت كه ... لا صفت لي مشاربه وأين هذا من قول بعض أهل العصر ~~في ضده: # ما أنت والجلواز في خلوة ... إياك ما امتد بها الصوت # الله في نفسك من ظنة ... يهون في جانبها الموت # إن كان فالطفل ولم يحتلم ... من قبل أن يدركه الفوت وقال أيضا يناقضه: # أوصيك حيث النصح معترض ... إياك والمرد وهي متحلمه # الطفل ما أصبحت أويرته ... إذا استشاطت كأنها حلمه # PageV02P899 # واقس عليه إذا شكا وبكى ... لا رحم الله كل من رحمه # لا تخش والقول عنك مرتفع ... عاقبة الظلم فيه من ظلمه # فإن تجاوزت ما حددت فما ... يسوءني أن تعد في القطعه وقال أيضا يناقض ~~السميسر: # بدا لي منك نبل وانطباع ... وظني أن ستكفيك الإشاره # سأجعل بيننا حيث التقينا ... وقوع السوط من كفي أماره # وبين يديك أمر لا تكله ... إلى نظر الغمارة والغراره # ستلقى في غد طفلا بزيعا ... يجرر من بزاعته إزاره # ترى صبحا من الكافور بضا ... كما ندري النقاوة والنضاره # فما استهواك فاتركه ودعه ... وحاصره وإن أبدى حصاره # إذا ارتعد الحسام وراق حسنا ... فذاك الوقت لا تأمن غراره # هو الجد الذي لا هزل فيه ... فدع سمج الفكاهة والشطاره # كبير السن زاد على ثمان ... وعشر كيف تألفه الزياره - # فإن يك صاحبا وأردت زورا ... فحصن ما استطعت من الحصاره # أترضى أن يقال أبو فلان ... يناك ولو حملت بها الإماره - وقال أيضا في ~~مثله يناقض السميسر: # الطفل في عشر فما هو دونه ... حتى يجيء الظن غير مرجم # لا تعذل الإنسان في شهواته ... في الناس من يلتذ أكل الحصرم # PageV02P900 # ومن الإفراط في مدح العذار قول ابن غصن الحجاري: # فديتك لا تخف مني سلوا ... إذا ما غير الشعر الصغارا # أدين بدين خل كان خمرا ... وأهوى لحية كانت عذارا وقال أيضا بعض أهل ~~العصر يناقضه، واستطرد فيه إلى هجوه استطرادا ظريفا: # إن كنت تهوى مليحا ... فلا تقل بمعذر # واهو الصغار ففيهم ... على الحقيقة تعذر # ودع الكبار لقوم ... دانوا بدين السميسر ms0514 وحقيقة الاستطراد عندهم أن يري ~~الشاعر أنه يريد مذهبا، وهو إنما يريد غيره، فإن قطع ورجع إلى ما كان فيه ~~فهو الاستطراد الحقيقي، وإن تمادى فذلك الحروج؛ وأصح الاستطراد قول ~~السموأل: # ونحن أناس لا نرى القتل سبة ... إذا ما رأته عامر وسلول واتبعه الفرزدق ~~فقال: # كأن فقاح الأزد حول ابن مسمع ... إذا اجتمعوا أفواه بكر بن وائل # PageV02P901 # ثم أتى جرير فأربى وزاد بقوله: # لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وعلى البعيث جدعت أنف الأخطل فهجا واحدا ~~واستطرد باثنين، وقال مخارق بن شهاب المازني يصف معزى: # ترى ضيفها فيها يبيت بغبطة ... وضيف ابن قيس جائع يتحوب فوفد ابن قيس على ~~النعمان، فقال له: كيف مخارق بن شهاب فيكم - قال سيد شريفن من رجل يمدح ~~تيسه ويهجو ابن عمه! # ومن جيد الاستطراد قول دعبل، وقيل بشار وهو أصح: # خليلي من كعب أعينا أخاكما ... على دهره إن الكريم معين # ولا تبخلا بخل ابن قزعة إنه ... مخافة أن يرجى نداه حزين # إذ جئته في حاجة سد بابه ... فلم تلقه إلا وأنت كمين وقال أبو تمام في ~~صفة فرس: # ولو تراه مشيحا والحصا زيم ... على السنابك من مثنى ووحدان # أيقنت إن لم تثبت أن حافره ... من صخر تدمر أو من وجه عثمان # PageV02P902 # وأخذه البحتري فقال: # ما إن يعاف قذى ولو أوردته ... يوما خلائق حمدويه الأحول وقد يقع من ~~الاستطراد ما يخرج به من ذم إلى مدح، كقول زهير: # أن البخل ملوك حيث كان ول - ... كن الجواد على علاته هرم ومن مدح إلى ذم، ~~كقول بكر بن النطاح في مالك بن طوق: # فتى شقيت أمواله بعفاته ... كما شقيت بكر بأرماح تغلب وهذا مليح، أوله ~~خروج وآخره استطراد، وملاحته أن مالكا من بني تغلب، فصار الاستطراد زيادة ~~في مدحه. ومما استطرد به أبوه الطبيب قوله: # يموت به غيظا على الدهر أهله ... كما مات غيظا فاتك وشبيب على أن هذا ~~البيت لم يقع موقع غيره من أبيات هذا الباب، إذ ليس المقصد فيه مدحا ولا ~~هجاء للرجلين المذكورين، لكن ms0515 التشبيه والحكاية لا غير. # وأصل الاستطراد أن يريك الفارس أنه فر، وإنما فر ليكر # PageV02P903 # وكذلك الشاعر يريك أنه في شيء فيعرض له شيء لم يقصد إليه فيذكره وإن لم ~~يقصد حقيقة إليه. ومن الاستطراد نوع يسمى الإدماج، كقول ابن طاهر لابن وهب ~~حين وزر للمعتضد: # أبى دهرنا إسعافنا في نفوسنا ... وأسعفنا فيمن نحب ونكرم # فقلت له نعماك فيهم أتمها ... ودع أمرنا إن المهم المقدم ومن مليح ~~الأدماج قول البن مسعدة في فصل من رقعة: # كتابي ومن قبلي من القواد والأجناد، في الطاعة والانقياد، على أحسن ما ~~تكون عليه طاعة جند تأخرت أرزاقهم، واختلت أحوالهم. فقال المأمون: ما أحسن ~~إدماجه المسألة في الأخبار، وإعفاء سلطانه من الإكثار! ! اكتبوا له رزق ~~ثمانية أشهر. وهذا النوع عندهم أغرب من الاستطراد، ومن مليحه أيضا قول بعض ~~الفقهاء: # إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر # الواثبين على القياس تمردا ... والراغبين عن التمسك بالأثر ومما هجي به ~~السميسر قول ابن الحداد، ويدخل في باب الاستطراد: # يا أهل غرناطة نيكوا سميسركم ... ففي رميلينا عنه لنا شغل # PageV02P904 # @فصل في ذكر الأديب الأريب أبي العباس أحمد بن قاسم المحدث # @وجملة مما وقع إلي من نثره، تعرب عن محله من الأدب وفهمه # قال ابن بسام: أبو العباس هذا في وقتنا بحضرة قرطبة، مقلة عين العصر، ~~وصفحة وجه الدهر، تبريزا في النظم والنصر. وقد أثبت من كلامه قطعة تنبئ عما ~~طالعه من علوم، ونظر فيه من أنواع التعاليم، على صغر سنه، ولدانة غصنه. # ولما بلغه جمعي لهذا التصنيف خاطبني برقعة استفتحها بهذه الأبيات: # يا من تكلف جمع المجد في ورق ... أنا أناديك جهرا غير تعريض # ذهبت عصرك يا من شعره ذهب ... بالمذهبات فأتبعنا بتفضيض # فشبه تبرك متلوا بفضتنا ... جمان هود على لباتها البيض يا سيدي وعمادي، ~~طال بقاؤك، ودام علاؤك؛ تكلفت من العناية بتنويهي ما دل على محتدك الكريم، ~~ونصابك السليم، على انتمائك من المجد إلى دوحة ساقها قويم، وطلعها هضيم؛ ~~ولولا ثقتي بتمييزك، وظهورك في هذه ms0516 الصناعة وتبريزك، ما اجترأت على أن أجري ~~بما كتبت إليك به # PageV02P905 # كفا، ولا أن أخط متباهيا بها حرفا، فهي تجري منك على يدي نقاد، وأنا إذ ~~عليك أنشر بزي أضع الثوب في يدي بزاز. # وكتب إلي أيضا في مثله أول ورودي بقرطبة، وقد بلغه ثنائي عليه بمجلس بعض ~~الأعيان فيها: # يا دوحة المجد الكريم ... وسلالة الشرف الصميم # والغرة الغراء في ... وجه النثير وفي النظيم # قد كان نام زماننا ... عن كشف آثار العلوم # حتى أتيت منبها ... جفنيه تنبيه النسيم # فرددته يقظان يمحو ال - ... محو عن تلك الرسوم # إن الصباح إذا انجلى ... جلى المنام عن النؤوم من الواجب كان - أعزك الله ~~- علي وعلى من ينتسب إلى أدب، ويتعلق منه بأدنى سبب، أن يمتطي إليك ظهور ~~العيس المهرية، وصهوات الجياد الأعوجية، حيثما استقر مكانك، وثبت إيوانك؛ ~~فكيف إذا جلاك مصباح بلادنا بضيائه، وسترك ليل عراضنا بظلمائه، فانتظمك ~~معنا هذه الجدران التي جللت عنها قدرا، وسموت رفعة وخطرا. ولكن المهيب لا ~~يجسر عليه. ولا تنقل قدم التقدم بداهة إليه، بل يرتقب منه # PageV02P906 # المتوصل لفظة في عرض ناحيته، أو لحظة تقع على ساحته، تجعل الأولى سبيلا، ~~والأخرى هاديا ودليلا. # ولقيت فلانا فأنهى إلي جملة كلامك في، وأنت ممن لا يجاري خطابا، ولا ~~يباري كتابا وجوابا، وبراعة في لفزظ يتبرج في ملاء الوشي الصنعاني، ويتصدى ~~في أردية العصب اليماني، ونظم ود الربيع لو توشح به تفضيلا، ونثر كنثر ~~العقود، وتفويت البرود، والغرر البيض في الطرر السود. إن نظمت فصريع صريع، ~~والبديع غير بديع، وإن نثرت فالصاحب صاحب، وقابوس ذو بوس؛ وهذا باب لو ~~استقصيته فيك غاية الاستقصاء، واستقريته نهاية الاستقراء، لتغلغل بنا ~~الكلام، إلى نفاذ الأمدة والأقلام. # وفي فصل منها: ولما كنت متى انحرفت إلى النثر، أو انصرفت إلى الشعر، ~~أجريت فيهما بعدك بالخطار، وضربت منهما عقبك بذي الفقار، رأيت أن أتبع بعضه ~~بعضا، حتى أجلو عليك وردهما جنيا غضا؛ فهاك النثر يجلو، والنظم يحلو: # يا ماجدا ينمى إلى بسام ... قد ذبت بين محبة وهيام توقا ms0517 إلى لقياك ... # [ثم كتب قصيدة على روي نسبي قال فيها يصف شعرا خاطبته به] : # لا حشو فيه ولا معاظلة به ... سلس على الأسماع والأفهام # PageV02P907 # ويرى البديع به بغير تكلف ... ما بين منفرد وبين تؤام # متقسم متقابل متطارد ... متجانس متطابق الأقسام # إن رمت تشبيبا أتيت بكل ما ... يجد الشجي من لوعة وغرام # أو رمت تشبيها قرنت مشبها ... بمشبه في غاية الاتمام # أو رمت مدحا لم تكن متطلبا ... ما ليس في الممدوح من أحكام # حذقا بما تأتي ومعرفة به ... وتصرفا في أفق كل كلام وأحسن من هذا التقسيم ~~قول أبي بكر عبادة بن عبد الله بن عبادة من جملة أبيات خاطبني بها أيام ~~مقامه عندنا بالأشبونة، أولها: # يا منيفا على السماكين سام ... حزت فضل السباق من بسام # قد خبرت الورى فلم ألفهم إلا ... ثقال الأفهام والإفهام # وتأملت منك نكتة بغدا ... د لباب العراق معنى الشآم # شك ذهني في أن يرى بصري مث - ... لك حتى لخلتني في المنام # إن تحك مدحة فأنت زهير ... أو نسيبا فعروة بن حزام # أو تباكر صيد المها فابن حجر ... أو تبكي الديار فابن خذام # أو تذم الزمان وهو حقيق ... فأبو الطيب البعيد المرامي في أبيات غير هذه، ~~مع خبر طويل هو ثابت في موضعه من هذا المجموع. # @فصل لأبي العباس من رقعة خاطب بها بعض إخوانه: كتبت وأنا من الحزن في ~~ثوب حداد، ودمع كأكف الأجواد، شوقا ووحشة # PageV02P908 # إلى الأنس بتفيؤ ظلك الوارف، كعهدي السالف، وتوقا ودهشة إلى برد مائك ~~الحصب، كزمان الماضي الخصب: # سقيا لظلك بالعشي وبالضحى ... ولبرد مائك والمياه حميم وإن كنت مقيما على ~~كرم عقد، كهذا الزمان الذي قام وزنه فأصبح غلاما، وأطلع حسنه قمرا تماما، ~~بين فرادي من نوابت أزهار كالرياط، وتؤام من حدائق أنوار كالأنماط، قد ~~تفتحت عيونها، وتكشفت مصونها، وحلت أزرار جيوبها، عن مسكها وطيبها، وابتسمت ~~أفواه ثغورها، عن لؤلؤها وشذورها، وأترعت جداولها فتسلسلت، وتربت أرضها ~~فتصندلت، لعالم أنك لي على أمثالها، ثقة بمجدك الذي هو ضربة لازب، واستنامة ~~إلى أن عقبك ms0518 من الوفاء على الذروة والغارب. # واندرج له فيها شعر قال فيه: # أو حين نور عارضي فتفتحت ... أنواره فكأنها أنوار # أصبحت لا تلوين فارعي حقه ... أو ما لمظلم ليلة إسفار - # يا هذه حرب الزمان شهدتها ... فعلي من ذاك الغبار خمار # PageV02P909 # ومن المديح: # جزل أحطت بخبره فوجدته ... كالخمر لكن ليس فيه خمار # نادت تحالفه العلا فأجابها ... ألا تفرق ما أضاء نهار # آها وإن من التوجع آهة ... لو حم أن يدنو إليك مزار # فأبث من أمري الخفي وراحة ... للنفس في أن تطلق الأسرار # خذها كما اعتدلت أنابيب القنا ... ميزي الثقاف لها وذهني النار قوله " ~~فعلي من ذاك الغبار خمار " في صفة الشيب كقول ابن المعتز: # " هذا غبار وقائع الدهر " وقد تقدم هذا المعنى بما فيه: # وأخذه فقال: # قالت غبار قد علا ... ك فقلت ذا غير الغبار # هذا الذي نقل الملو ... ك إلى القبور من الديار وله من أخرى: ولما ورد ~~كتابه غاية الفصاحة، ومنتهى البلاغة والملاحة، قبلته عشرا، وأقبلته مني ~~رأسا وثغرا؛ وحين فضضت مسكة الخاتم سقط بصري على شكل مشق خطه فاندمج، ووسع ~~بين أسطاره فانفرج. فيا للكتاب من كتاب قصر وطال، وجمد قلم كتابه وسال، ~~نتيجة برهان مقدمتاه الطبع والبراعة، والجزالة والإصابة، جمع بين مبدأ # PageV02P910 # البلاغة وآخرها، في سحاءة طولها فتر، وعرضها ظفر؛ ولا غرو فمن علم الأصول ~~استنبط الفروع، ومن انتقى القليل استغنى عن شغب الجموع؛ ولذلك جعلته إماما ~~أحتذيه، ومثالا أماثله وأقتفيه. ولو أسهبت هكذا أبدا ما بلغت غاية الوصف، ~~ولا أعطيته من حقه النصف. # وله من أخرى فيمن حمل القلنسوة وأنهض إلى الشورى، وخاطب بها قاضي قطره: ~~لم يغب عنك - زاد الله في توفيقك - رحلة أحد القائمين بنشر علاك، المطيبين ~~محاضرهم بطيب ذكراك، الفقيه أبي فلان أبقاه الله، وأنه هجر الوطن على خصبه، ~~ووصل منزل الغربة على جدبه، متكررا إلينا، ومدارسا علينا، باصغرين أكبرين: ~~قلب أصمع، ولسان مصقع، فما مطلته بحمد الله الأيام، ولا سوفته الأعوام، حتى ~~لحق بالمرتبة التي تفصل بها القضية الشنعاء، وتسمع النازلة الصماء؛ وحتى ms0519 ~~أفضى إلى المنزلة التي تقتضي تعصيبه بالشورى، وإلحاقه بعداد أهل الفتيا، ~~تطبيقا للمفصل، وتبيينا للمشكل؛ وعند ذلك ما رأينا إنهاضه إليها، وأن يتزيا ~~بزي أهلها عمن سواه، وحملناه على التزامه دون كل زي عداه، على ما أنت الحري ~~بحمله عليه كما حملناه. ولما كان مثلك في سرورك، وميلك إلى المجد وصغوك، لا ~~يعلم كيف يبني المجد ويشيده، ولا كيف يمهده وينجده، كما لا يعلم الفم ~~التبسم، ولا اللسان التكلم، كان واجما أن يكتفى بيسير العبارة، وقليل ~~الإشارة، ومهما زدته من كريم رعاية # PageV02P911 # وجميل حفاية، فنحن شاكروك شكرا يهز عطفيك، طورا هز المهند وطورا هز ~~القضيب الأملد. # وله من أخرى يعزي بعض الأعيان: قد علم - أطال الله بقاءه وأحسن عزاءه - ~~أن سكان هذه الدار، وإن تراخت بهم الأعمار، ينتقلون منها تنقل الأفياء، كما ~~يتلونون فيها تلون الحرباء؛ فإن من وقع تحت الكون والفساد، وانبعث من ~~الأضداد في مركز الأضداد، غير بديع في طباعه أن ينحل جرمه، إلى ما منه تألف ~~حجمه، وأن تتخلص شعلة نفسه من ذلك الصلصال الذي سقطت لديه، فاحتوى عليها ~~وأوت إليه، ثم ضرب المنشأ، فتعود عند ذلك الطبيعة الترابية إلى أصلها، ~~والشعلة النورية إلى شكلها؛ فإن كان ما قدمت خيرا حمدت الجيئة، وإن كان شرا ~~رغبت - وأنى لها - في الفيئة، ثم لم تترك في حين سلوكها إلى الوقت المعلوم، ~~والأجل المحتوم، سالمة من الضراء، آمنة من البرحاء، بل قرن بها هنات ~~مجحفات، وحبب إليها خطوب متلفات، فلم تنفك من تغيير مجحف، وتعثير متلف. # وإذا كان الوزير - أعزه الله - عالما جملة هذا الخبر وتفصيله، ودقيق هذا ~~الغرض وجليله، فالمتوفاة - قدس الله روحها، وبل بالرحمة ضريحها - وإن كانت ~~منه كالبنان من اليد، والزند من العضد، فإني # PageV02P912 # لأعلم أنه لم يتلق وارد حمامها تلقي الغافل الفارغ، بل سلم للقضاء، وأفضى ~~إلى الدعاء، فلا معنى لتذكيره الصبر ومنه يستفاد، وتبصيره الأجر وعنه ~~يستزاد. ولما كانت التعازي على الأعصر الخالية من العوائد الجارية، كتبت ~~رقعتي هذه، فإن لم تكن تبصيرا، كانت مطالعة ms0520 وتذكيرا. # وله في فصل في صفة وراق: وأما أبو فلان فإنه يقلب من المعاش كفا صفرا، ~~ويستدر من شرعه مقدارا نزرا، بخطوط غير منصرمة، ونقط غير منقسمة، وشكل تشكل ~~الحظ عن الإتيان، وتطلق رجل الفاقة والحرمان، فقبحن من خطوط تحط الحظوظ، ~~ونقط تثير القنط، وشكل تبعث الكسل؛ وقبح من رزق يحرم سلمه بجليل الأفهام، ~~[ويخبط بدقيق الكلام] ويعضد برقيق الأقلام؛ ثم يفضي خايطه لحظ نزر، غير ~~جليل ولا ثر. # @وهذه جملة من شعره # قال في النسيب على مذهب أهل أفقنا في لباس البياض على المتوفى: # قالت وقد نظرت فروعها ... شيب على فودي منتشر # ما شأن تلك البيض، قلت لها ... مات الشباب فبيض الشعر # PageV02P913 # وهذا كقول الحلواني تلميذ أبي علي ابن رشيق: # إذا كان البياض لباس حزن ... بأندلس فذاك من الصواب # ألم ترني لبست بياض شيبي ... لأني قد حزنت على الشباب -[وأراه من هذا ~~نقل، وعليه عول] # وقال ابن فرج صاحب كتاب " الحدائق " مما ينظر إليه بعض النظر: # ونرجس تطرف أجفانه ... كمقلة قد دب فيها الوسن # كأنه من صفرة عاشق ... يلبس للبين ثياب الحزن وقال أبو العباس ابن قاسم: # قالت وقد نظرت شيبي فروعها: ... إن المشيب لسود الشعر أكفان # فقلت: أنكرت كافور الزمان به ... من بعد مسك وطيب الدهر ألوان # قالت: فأين من الكافور نفحته ... قلت: انقضت وتبدى منه جثمان # قالت: فإن كان كافورا فلم ضعفت ... قواك والطيب للأعضاء معوان # فقلت: ما بي من الأيام أثقلني ... قالت: كذلك شيب المرء ثهلان # [فقلت: يا ليتني للنشء منصرف ... كيما تعود إلى الإيراق أغصان] # قالت: وهل عاد أقوام كما نشأوا ... من قبل أن يرجعوا مثل الذي كانوا # PageV02P914 # وذكرت بتشبيهه الشيب بالكافور بيتي الحضرمي، على أنه من المشهور، وهما: # قالت وقد خلطت في عارضي ... مسك الشباب بكافور المشيب # يا ليت ذا المسك لم يخلط فما ... عند الغواني لذا الكافور طيب وهذا ~~العروض معروفة، وإن لم تكن مألوفة، وهي من مجزوء البسيط التي أنشد الخليل ~~في مثالها قول بعض العرب: # يا بنت غيلان ما أصبرني ... على ms0521 خطوب كنحت بالقدوم قال أبو العباس بن ~~قاسم: # لهج الناس بالقبيح وهاموا ... فالزم البيت واسدد الأبوابا # وإذا ما خرجت تطلب رزقا ... فتلين لهم وكن خلابا # وإذا ما جلست يوما إليهم ... فالزم الصمت واضمم الأثوابا # فكثير ممن تجالس تلفي ... من عيوب الورى لديه عيابا # وإذا ما سألتهم عن جميل ... لم تجد فيهم لديه جوابا # لقي الناس قبلنا غرة الده ... ر ولم نلق منه إلا الذنابى # فانقبض والزم التصاون حتى ... يغلق الموت من حياتك بابا # PageV02P915 # @فصل في ذكر الأديب أبي طالب عبد الجبار # من أهل جزير شقر، كان يعرف بالمتنبي، برع أهل وقته أدبا، وأعجبهم مذهبا، ~~وأكثرهم تفننا في العلوم، وأوسعهم ذرعا بالإجادة في المنثور والمنظوم. وكان ~~- بلغني - يعد نفسه بملك، وينخرط للمجون في سلك، ولا يبالي أين وقع، ولا ~~يحفل بشيء صنع، وكان قد استتر ببلغة، واقتصر على طريقة؛ فلم يطرأ على ~~الدول، ولا تجاوز في شعره ملح الأوصاف والغزل. وله أرجوزة في التاريخ أغرب ~~فيها، وأعرب بها عن لطف محله من الفهم، ورسوخ قدمه في مطالعة أنواع العلم؛ ~~وقد أثبتها على طولها، لاشتمال فصولها على علم جليل، وباع في الخبر طويل؛ ~~وقدمت قبلها جملة مما وقع في شرك حفظي من سائر شعره؛ على أنه استفرغ مجهوده ~~في وصف صنت الكتاب عن ذكره. # @جملة من أشعاره في أوصاف شتى # قال يصف مجاري الماء في سواقي أجنة بلنسية: # خرجنا للنزاهة في البقيع ... فنلنا الوصل من رشأ بديع # PageV02P916 # وهب لنا النسيم بكل طيب ... كأنا منه في زمن الربيع # على نهر كأن الماء فيه ... بقايا فوق خد من دموع وقال يصف منزله: # كيف البقاء ببيت لا أنيس به ... ولا وطاء ولا ماء ولا فرش # كأنه كوة في حائط نقبت ... في ظلمة الليل يأوي جوفها حنش وقال: # قل لأبي يوسف المنتقى ... الفاضل الأوحد في عصره # ومن إذا حرك أوتاره ... وظل يبدي السحر من عشره # تخاله إسحاق أو معبدا ... يشدو بألحان على وتره # هل لك أن تسمع مهديكم ... وأن توفي الحق من بره # حتى إذا الأيام ms0522 أبدت له ... ما في ضمير الدهر من سره # وصير التاج على رأسه ... وأقبل الوفد إلى قصره # أعطاك من جدواه ما تشتهي ... فضته البيضاء أو تبره # PageV02P917 # وقال: # وشادن وجهه ذكاء ... فيه حيا الحسن والحياء # لما اغتدى قارئا بحزن ... لذ لي الحزن والبكاء # ثم تذكرت قول ربي ... " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال: # وخمار أنخت به مسيحي ... رخيم الدل ذي وجه صبيح # سقاني ثم غناني بصوت ... فداوى ما بقلبي من جروح # وفض فم الدنان على اقتراحي ... ففاح البيت منها طيب ريح # فقلت له لكم سنة تراها ... فقال أظنها من عهد نوح # فلما أن شدا الناقوس ضربا ... دعاني أن هلم إلى الصبوح # وحياني وفداني بكأس ... وقبلني فرد إلي روحي @فصول من خطبته التي جعلها ~~مقدمة لأرجوزته # قال في صدرها: أما بعد، فإنه لما كانت مخاطبة الرئيس، تنوب عن لقائه الذي ~~هو حياة النفوس، وربيع القلوب، وثلج الصدور، وناظم # PageV02P918 # فرائد الحظوظ والحبور، وكانت حالي قد أناخت بذراه الرحب، وآمالي قد كرعت ~~في مورده العذب، إذ هو سماء تمطر، وبحر لا يكدر وغيث ممرع يحيا به المجدب؛ ~~وما زلت روم لقاءه على تراخي الأيام، فيحول بيني وبينه قدر لا يرام، وعقال ~~تقاضيه غير مطلق، وباب الرجاء به مغلق؛ فأعملت المداد والأقلام؛ برجز ~~صنعته، وكلام وضعته، والغرض فيه امتداحه، والقصد منه استمناحه، وهو في معنى ~~ما تضمنته كتب التواريخ؛ قطفت عيون زهرها، والتقطت مكنون دررها، واقتصرت ~~على أقلها دون أكثرها، مما لا يسع جهله؛ وحذقت كل حديث يتغلغل، وخبر ~~يتسلسل، وما اتصل بذلك من أخبار املاكها الدرس، إلى وقتنا هذا، ومن وليها ~~من بني أمية وغيرهم. وذكرت من ولي الخلافة بالمشرق من بني العباس بعد ~~المطيع لله إلى وقتنا هذا، وهو وقت التاريخ الذي ذكرته في الارجوزة، ~~والإمام الآن فيه القائم بأمر الله ابن القادر بالله، وقصدت إلى معنى ~~الاستذكار به لجوامع التاريخ والأخبار، وسلكت مذهب الاختصار، رجاء أن ~~تطلعني قريحتي على مغزاه، وتنشط منتي إلى قرب مرماه، وقدمت أولا مقدمات من ~~أصول الاعتقادات. # PageV02P919 # @وأول أرجوزته ms0523 # يقول مهدي الورى المنتظر ... ها فاسمعوا ما قلته واعتبروا # أبدأ باسم الله في الترجيز ... رب الأنام الملك العزيز # ثم بذكر المصطفى محمد ... صلى عليه الله طول الأبد # والطيبون آله الكرام ... عليهم الصلاة والسلام # أهدي من القريض ما نمقته ... إلى رئيس سيد أملته # تنفق سوق العلم في ذراه ... مضمنا للبعض من حلاه # في كلم كلؤلؤ العقود ... أنظم ما ضمنه المسعودي # وغيره من سائر الأئمه ... في كل من ولي أمر الأمه # مقتصرا منه على عيونه ... وحاذفا للحشو من فنونه @في التحميد # والحمد للمبتدع السماء ... والأرض ذي الآلاء والنعماء # سبحانه من خالق جبار ... يعلم ما في البر والبحار # وكل شيء عنده معلوم ... فهو الإله الواحد القيوم # رب عظيم أول لم يزل ... باري البرية الكبير المعتلي # أبدعها من بعد أن لم تكن ... بدعة خلاق لها مهيمن # PageV02P920 # وعرشه قد كان فوق الماء ... كذا المقال الحسن الملاء # من قبل أن لم يك عرش لا ولا ... ملا يرى تكوينه ولا خلا # ولم يكن شيء سواه قبل ... تبارك الله المليك العدل # وانفرد الرب بوحدانيته ... فوق النهى والوهم عن بريته # وسبقت كل البرايا قدرته ... والصفة العليا فتلك صفته # جلت صفات الصانع القديم ... عن قول جهم وذوي التجسيم # فافهم مقال جبهذ مميز ... يومي إلى الحق ولما يلغز # إياه فاعبد أيها الإنسان ... فهو اللطيف القادر المنان # ولتعتبر في ملكوت العالم ... كلا وفي نفسك يا ابن آدم # ألم تكن من نطفة مكونا ... ثمت هيا لك صنعا متقنا - # من آلة الإحساس والحياة ... والقوت والرزق إلى الممات # فصرت حيا ناطقا بصيرا ... تعتبر الحكمة والتدبيرا # علمنا بالقلم البيانا ... حتى علمنا قبل ما قد كانا # من أمم بادت بصرف الأدهر ... أشهدنا من ذاك ما لم نحضر # سبحانه من واحد قدير ... مصرف الأزمان والدهور # PageV02P921 # @مقدمات من أدلة المعرفة والاستدلال # @على الصانع تعالى من الصنعة # والجسم ليس فاعلا في الجسم ... قال بهذا القول أهل العلم # أليس ذا أولى برسم العقل ... من ذاك لما استويا في المثل - # أف لقول الفئة البصرية ... أهل الهوى والفرقة يجزي كارث # دانوا معا بقدم ms0524 الحوادث ... سوف يجازون بخري كارث # وأحذر هداك الله يا ذا الفهم ... قولهم وأحذر مقال جهم # وجانب الحيدة والتعمقا ... فإن ذاك نهج من تزندقا # وقل بما يقول أهل الحق ... من مثبتي صفات رب الخلق # وأدوات الحس يا من يفحص ... عن علمها ومن عليها بحرص # السمع والبصر ثم اللمس ... والشم والذوق فتلك خمس # وكل ما تدركه موجود ... مؤلف مبعض محدود # جهاته ست بلا امتراء ... معلومة من غير ما خفاء # أعلاه والتحت وبعد خلف ... ويمنة ويسرة تحف # ثم أمام سادس الجهات ... وهكذا مقترن الصفات # فبعضها يوجب فاعلم بعضا ... فلا تكن بجهل هذا ترضى # فكل ماله قياس يعقل ... من المضاف في المعاني أول # إن له فافهم مقالا آخرا ... فكل ما له طرف لا إمترا # PageV02P922 # إن له فاعقل كلامي وسطا ... كذاك فتش الغطا # في أن ما ظاهره مشهود ... ففيه فاعلم باطن موجود # والخبر الصحيح باتفاق ... سماعنا عن مصر والعراق # وعلمنا البحر وإن لم نره ... علم صحيح ليس فيه شبه # والنقل في تواتر الأخبار ... يغني عن الرؤية بالأبصار # وهو بالجم الغفير كاف ... وبالجماهير بلا خلاف # وكل محسوس فذو ابتداء ... ومدة تفضي إلى انتهاء # والحد قول موجز مطبوع ... مخصص يدرى به الموضوع # والاسم ما دل على الموجود ... فمازه من سائر المعدود # واعلم بأن الجسم والزمانا ... مصطحبان أبدا قرانا # إذ الزمان حركات الجسم ... وذاك أقصى مدرك بالوهم # وكل شيء جوهر أو عرض ... إلا الذي الطوع له مفترض # فإن فحصت قائلا ما الجوهر ... وما هو العرض إذ يفسر # فالجوهر الحامل للأعراض ... وهو الذي ليس بذي أبعاض # والعرض المحمول كالألوان ... وحركات الجوم والإسكان # وقسمة الوجود فضروب ... بثلاثة يدركها اللبيب # ما تجد الخمس من الحواس ... فافهم هداك الله رب الناس # ثم وجود لمثال العقل ... يعرف هذا ذو الحجى والنبل # ثم وجود ثالث رفيع ... فوق العلا علمه البديع # PageV02P923 # برهانه يدرك بالدليل ... مثل دخان النار في التمثيل # وكالبناء وثمار الشجر ... والأثر الكائن عن مؤثر # وحسبنا ما لا يصح جهله ... في الاعتقادات وهذا أصله @في بيان العلم وانظر # أوصيك يا من يطلب العلوما ... أن ms0525 تعرف الموهوم والمعلوما # ولا تقل بالميل للتقليد ... فذاك رأي الكودن البليد # واتخذ العلم لنفس العلم ... لا للمباهاة ولا للخصم # والعلم، عن أردت حد مطلبه ... معرفة الشيء على ما هو به # والعلم علمان أيا من يبحث ... علم قديم ثم علم محدث # إن القديم علم رب العرش ... باري البرية الشيد البطش # ومحدث فذاك علم الخلق ... من ناطق وغير ما ذي نطق # وكل علم محدث علمان ... علم ضروري بلا برهان # كالعلم أن اثنين ضعف واحد ... وأن ليس قائم كقاعد # وبعده فعلم الاستدلال ... والمنطق الباحث عن أحوال # ما فيه ما ينظر من يفكر ... يدرك هذا كل من يعتبر # وصانع العالم فرد صمد ... والصنع لم يشركه فيه أحد # فصنع الاثنين اشتراك منهما ... لا يخلوان من تغايرهما # PageV02P924 # وكل ما زاد على اثنين كذا ... من خالف التوحيد فهو قد هذى # والانفراد غاية في المدح ... والاشتراك من دواعي القدح # وللنصارى القول بالتثليث ... أفظع به من مذهب خبيث # وطابقوا اليهود في التجسيم ... أف له من منطق ذميم # وللبراهمية والمجوس ... مقال سوء ليس للقدوس # جل الإله الفرد عن شريك ... فهو ذو التقديس والتبريك # وليس ذا حد ولا انتهاء ... فهو فوق الفوق ذو اعتلاء # أحاط بالأشياء طرا علمه ... وهم فيما قد براه حكمه # أحصى الكثير منه والقليلا ... وعلم الجملة والتفصيلا # وجاد بالغنى وقدر العدم ... وكان عدلا منه كل ما قسم @التفكر في الملكوت # يا من يجيل فكره للعبره ... في كل مووضوع له بالفكره # انظر إلى الموت والنبات ... والحيوان نظر استثبات # كيف ترى التكوين فيها ماثلا ... ينبيك أن لقواها فاعلا # يؤلف الأربعة العناصرا ... يمنع من أضدادها التنافرا # وجاوز العبرة نحو الفلك ... حيث السموات ذوات الحبك # تبصر هنالك النجوم الخنسا ... سخرها من في العلا تقدسا # والأبرج الثابتة المكان ... نيرة تعلو على كيوان # PageV02P925 # يهدي بها في ظلمات البر ... كلا وفي ظلماء لج البحر # وعدد السنين والحساب ... يعلمه بها ذوو الألباب # وتعلم الأنواء والمنازل ... ذا طالع منها وهذا آفل # شواهد تشهد بالتوحيد ... للواحد المبتدع الحميد # واسم إلى تفكر في النفس ... تبصر قواها في محل القدس ms0526 # بحجم جسم العالم المحيط ... المستدير الشكل ذي التخيطي # وانظر إلى التسخير فيها لازما ... يؤمها كما يؤم العالما # يلحقها النقصان والزياده ... وأنها ليست لها إراده # من ذاتها في حالة التصريف ... فهي تنقاد إلى التكليف # لقوة العقل الذي يحملها ... فهو إلى اختياره ينقلها # إذ هو أعلى رتبة واشرف ... منها إذا حصلته وألطف # لكنه تلحقه الآفات ... من غيره والعجز والعاهات # فدل ذاك أن ربا فوقه ... باين بالذات والاسم خلقه # يملكه وكل ما سواه ... ملك إحاطة قد احتواه # وكم له في خلقه من آيه ... تنبئ أن ليس له نهايه # يبصرها ذو الفطن الصحيحه ... إن أعمل الفكرة والقريحه # واعتبر المقايس المطروده ... فبعضها ببعضها معتضده # بينة في حجج العقول ... شاهدة بالصدق للرسول # PageV02P926 # @بدء الخليقة وذرء البرية # أقول قولا ليس بالمفند ... ولي لسان كشبا المهند # إن مقال المسلمين اتفقا ... أن إله العالمين خلقا # من غير أصل أو مثال شي ... مكون من ميت أو حي # أبدع تكوين المبادي الأول ... بقدرة عظيمة لم تزل # وكان بدء الخلق في يوم الأحد ... وتم في يوم العروبة العدد # فخلق الله السموات العلا ... كما عن الرسول في الذكر تلا # أخرج من ماء دخانا فسما ... ثم دحا الأرض ليبلو الأمما # أسكن فيها الجن قبل آدم ... فأتقن الرحمن خلق العالم # وآدم صور من صلصال ... فكان منه جملة الأنسال # ثم برا لآدم حواء ... فسكنا جنته العلياء # فمكثا مقدار ربع يوم ... وأهبطا منها هبوط لوم # بالهند حيث العود والقرنفل ... والمسك والكافور ثم الصندل # فولدا هابيل ثم قساينا ... ليقضي الخالق أمرا كائنا # كما حكى في قصص القربان ... شأنهما في محكم القرآن # من قتل هابيل ببغي الحسد ... قضاء باري الباريات الأحد # فقال ما يروى من القريض ... آدم قول الأسف المهيض # ثم خلا بزوجه لما سلا ... فحملت حواء منه رجلا # سماه شيثا آدم أبوه ... فكان في سيرته يتلوه # PageV02P927 # فعاش تسع مائة سنينا ... آدم بعد ثم ثلاثينا # ثم تولى الحكم شيث بعده ... فسد في أحكامه مسده # وأن شيث غشي امرأته ... فحملت أنوش فاسمع نعته # فانتقل النور إليه فأضا ... وكان يقفو فعل ms0527 من قبل مضى # فولدت قينان لأنوش ... فصار ذا ملك وذا جيوش # ثم ابنه من بعد مهلاييل ... والعهد مأخوذ فما يقيل # ثم أن مهلاييل يرد ملكا ... والنور موروث يجلي الحلكا # وقام بعده ابنه خنوخ ... ضمن هذا كله التاريخ # ثم متوشلخ ابنه والنور ... في وجهه والشرف المذكور # وقام لمك بعده ذا فضل ... في كائنات واختلاط نسل # وناح نوح والفساد قد ظهر ... وصنع السفينة ذات الدسر # فصار في الفلك وقد عم الغرق ... من جحد الله تعالى وفسق # ثم نجا ومعه أولاده ... سام وحام وهما عتاده # ويافث فالنسل منهم كائن ... تحويهم الآفاق والمدائن @الأنبياء المنصوص ~~على قصصهم في القرآن # ونعمة الله ببعث الرسل ... بحمدها ينطق كل مقول # أولهم آدم الصفي ... وآخر محمد النبي # أرسلهم طرا ليهدوا الناسا ... مؤلفا بالدعوة الأجناسا # PageV02P928 # فأدحضوا كل مقال زائف ... أكرم بهم من صفوة خلائف # تأتيهم الملائك الكرام ... بكل ما يريده العلام # فبينوا الحلال والحراما ... وأنفذوا الأمور والأحكاما # حتى بدا الصبح لذي عينين ... وأسمعوا من كان ذا أذنين # تألفهم صحابة أمجاد ... أسد حروب قادة أنجاد # حتى هدى الله بهم من اهتدى ... لولاهم لأصبح الناس سدى # فاختص كل مرسل بمعجزة ... من آية وكلمات موجزه @الخلفاء الأربعة ومن ~~تلاهم من بني أمية # ثمت خص الخلفاء الأربعة ... فأكمل الله بهم ما صنعه # فاستخلف الصديق ثاني اثنين ... ذاك أبو بكر بغير مين # جرد في جهاد أهل الرده ... ولم يكن يرضى بغير الشده # ثم توفاه الإله راضيا ... وكان في ذات الإله ماضيا # ثم تولى عمر الفاروق ... فالتأمت من بعده الفتوق # واستعمل البعوث والأجنادا ... وألف الحروب والجهادا # حتى أتته محنة الشهاده ... فهيأ الله له السعاده # فصير الشورى إلى أصحابه ... ستتهم وهو يشكو ما به # فآثروا عثمان بالخلافه ... وكان للإله ذا مخافه # فمهد الأمة ذو النورين ... حتى سقاه الله كأس الحين # إذ حصروه في حريم الدار ... مستسلما من غير ما أنصار # طوبى له من أشمط قتيل ... يقوم طول الليل بالتنزيل # بؤسا لقوم قتلوا عثمانا ... إذ نقموا استخلاصه مروانا # PageV02P929 # ثم تولاها أبو السبطين ... ذاك أبو الحسن والحسين # علي ms0528 ذو العلوم والشجاعه ... والزهد في الدنيا وذو البراعه # فسار طلحة مع الزبير ... إلى العراق في أحث سير # وخرجت عائشة للصلح ... فانصرفت والحرب ذات كلح # فشبت الحروب يوم الجمل ... حتى أصيب طلحة في المقتل # وقتل الزبير قبل الملحمه ... منصرفا عنها حليف مندمه # وثارت الحروب بالخوارج ... أصلاهم بالنار ذو المعارج # ثم مضى علي إلى معاويه ... فاضطرب الأمر بعمرو الداهيه # فاجتمعوا للحرب في صفينا ... فأيتموا البنات والبنينا # ودام في حروبه علي ... حتى دهاه حادث وبي # حين أصابته يدا ابن ملجم ... فخضب المفرق منه بالدم # تبا له من خارجي فاسق ... خالف في التنزيل أمر الخالق # فاغتاله وهو ينادى سحرا: ... قوموا إلى الصلاة يدعو منذرا # ثم تولى الحسن الإمامه ... فمنحت بيمنه السلامه # وحقن الله به الدماء ... وأذهب المحنة واللأواء # وسلم الأمر إلى معاويه ... حياته وصار عنها ناحيه # فسار فيها ابن أبي سفيان ... بسيرة للعدل والإحسان # وكان فردا في النهى والحلم ... حتى رماه حينه بسهم # فانتقل الأمر إلى يزيد ... فحاد عن مناهج التسديد # مجترما في قتله الحسينا ... وجاء في الحرة فعلا شينا # PageV02P930 # حتى أتاه الموت حتف أنفه ... فلم تكن له يد في صرفه # ثم أبو ليلى تولى الحكما ... فعاقه حمامه إذ حما # وكان لا بأس به في السيره ... ثم انقضت مدته اليسيره # فاستخلفوا مروان نجل الحكم ... طوبى له من ملك محتزم # فأوقعته زوجه في عطبه ... إذ أنفت من قوله: ابن الرطبه # يقولها لابن يزيد خالد ... سليلها غضبان قول حاقد # وكان ذا بأس وذا دهاء ... وبسطة في العلم والذكاء # يقتحم الحرب بجأش رابط ... كفعله في يوم مرج راهط # ثم تولى الأمر عبد الملك ... وكانت الدما به لم تسفك # لكنه كان شديد الحزم ... أبو الخلائف الرضي الحكم # وكان من عماله الحجاج ... سراجه في خطبه الوهاج # حتى إذا بابن الزبير ظفرا ... وكان في مكة يعلو المنبرا # للحرمين والعراق مالكا ... ومصعب أخ له هنالكا # سقاه كأسا مرة المزاج ... وكان للحروب ذا اهتياج # وثارت الحرب مع ابن الأشعث ... فاغتاله الحجاج لما يلبث # وغلب البغاة عبد الملك ... بالحزم والجد وعزم موشك # حتى ms0529 توفاه مزيل ملكه ... فولي الوليد بعد هلكه # وقد بنى الجامع في دمشق ... مقتصدا في ذاك وفق الصدق # في عهده فتح أندلوسا ... طارق مولى ابن نصير موسى # PageV02P931 # ثم عام تسعين مضت واثنين ... ثم سقاه الدهر كاس الحين # ثم سليمان تولى الملكا ... وساسه حتى تولى هلكا # وكان ذا غزو وذا حروب ... في الروم لا يبقي على الدروب # نعت إليه نفسه جاريته ... يوما كانت أعجبته بزته # وكان ذا حسن وذا جمال ... بين شباب راق واكتمال # فأنشدت بيتين من قريض ... حثا مسيره إلى الجريض # ثم تولى الأمر بعد عمر ... وكان في العدل إماما يؤثر # زهدا وعلما واعتدالا وتقى ... حتى اغتدى في الأمر فردا منتقى # قفا سبيل جده الفاروق ... ودحض الباطل بالحقوق # إلى انتهاء الحتم من مدته ... فصار عند الله في رحمته # ثم تلاه واليا يزيد ... فظل في سيرته يحيد # تصبحه سلامة شرابه ... وربما تغبقه حبابه # حتى أتاه الحين بعد حينها ... وبان عنه الملك عند بينها # فصار في الأمر هشام يحكم ... يسوس في سيرته ويحزم # قتل زيد بن علي إذ خرج ... عليه قتلا لم فيه حرج # فدام في جد إلى أن ماتا ... وزال عنه ملكه وفاتا # فصير الملك إلى الوليد ... فلم يكن في الحكم بالسديد # لما اغتدى مشتغلا بالخمر ... وبالأغاني وسماع الزمر # فأهلك الأمة بخلاعته ... فانخلعوا لذاك عن طاعته # PageV02P932 # حتى ثوى معتنقا حساما ... منصلتا مغتبقا مداما # يا عجبا من ذاك كيف جازا ... وقدموه دون أن يمازا # في العقل والدين بلا مثيل ... وهكذا الأكثر في التحصيل # لأنهم قد كتموا النصوصا ... فأشبهوا السباع واللصوصا # وقدموا ابن عمه يزيدا ... فكان في سيرته سديدا # ذا ورع عدلا رضا صواما ... يتلو كتاب ربه قواما # فدام في الأمر شهورا خمسا ... حتى ثوى فضمنوه الرمسا # فقدموا أخاه إبراهيما ... وخلعوه بعد ذا ذميما # واستخلفوا من بعده مروانا ... في طالع ما إن عدا كيوانا # فبايع الناس له بالأمر ... فصلي القوم به في جمر # وقامت الحرب على ساق به ... إلى حمامه وحين نحبه # إذ سار صالح مع المسوده ... إلى خراسان بجند جنده # فسيق مروان إلى ms0530 الحمام ... طوق طوق الصارم الحسام # وانقرض الأملاك من أميه ... والموت قصرى كل نفس حيه @الدولة العباسية # فصار في الأمر بنو العباس ... فلم يكن في حكمهم من باس # أول أملاكهم السفاح ... خبر منه العدل والصلاح # لكنه كان كثير القتل ... في عبد شمس طالبا بذحل # دعا أبو سلمة الخلال ... إليه فانقادت له الرجال # فكان رأس مظهري دعوته ... فخاف منه القدح في دولته # PageV02P933 # إذ كان قد مال إلى آل علي ... مشايعا من رام منهم أن يلي # فدس من سارره جنح الغبش ... بأسمر أذلق كالصل نهش # كان أبو مسلم السراج ... في عسكر مجر له عجاج # قد سودوا الثياب والرايات ... يبغون من إثارة الثارات # يدعون في بلاد خراسانا ... بطاعة السفاح لا مروانا # فقتلوا مروان في بوصير ... فسجد السفاح للقدير # لما رأى لا يقبل ذا نميمه ... مجانبا للشيم الذميمه # وكان ذا علم وذا أناة ... مقتديا بآله الهداة # حتى حواه بعد قصر جدث ... وصار حتى الحشر فيه يلبث # فصير الأمر إلى المنصور ... فأحكم التدبير للأمور # إذ كان ذا سياسة وحزم ... مسدد الرأي قوي العزم # فخرجت بمكة ويثرب ... طالبة آل أبي طالب # فآلت الحرب إلى اهتياج ... مع أبي مسلم السراج # فاحتال حتى اغتاله المنصور ... لما أتاه القدر المقدور # فخلص الأمر لأبي جعفر ... مهنأ من غير ما تكدر # حتى توفي في طريق مكه ... وبزت الأيام عنه ملكه # فولي الأمر ابنه المهدي ... ذو السيرة الحسنى الرضا السري # وهو ممدوح أبي العتاهيه ... في غير ما قصيدة وقافيه # PageV02P934 # مشببا بعتبة محبوبته ... في كتب التاريخ ذكر قصته # لابنته علية شعر فشا ... وقصة في شأن طل ورشا # وكان يشتد على الزنادقه ... ومن غلا يرضي بذاك خالقه # إذ كان في العدل إماما مقسطا ... حتى أتاه حينه فاعتبطا # فولي الهادي ابنه من بعده ... فسار في سيرته وقصده # عدلا إلى أن ذهبت أيامه ... فعاق عن مأموله حمامه # فصار هارون الرشيد تاليا ... للملك الهادي إماما واليا # فشيد الملك وأعلى كعبه ... حزما وعزما وأذل صعبه # واستوزر البرامك الأمجادا ... فاستوسق الأمر بهم وزادا # حتى دهاهم حادث الأيام ... وكل عيش فإلى ms0531 انصرام # ثم دهى الحين الرشيد فاخترم ... والموت حتم في العباد قد حتم # ثم ولي محمد الأمين ... في طالع حل به التنين # فلم يزل مشتغلا باللهو ... في غرة ومهملة وزهو # ينشده أبو نواس الحسن ... وكان ممن شأنه التمجن # أشعاره في الخمر والغلمان ... فيحتذي ما قاله ابن هاني # حتى أتاه الحتف بالمأمون ... فصار رهنا في يد المنون # أنحى عليه طاهر فاغتاله ... قتلا وعن سلطانه أزاله # ودارت الحروب في بغداد ... وآل أمرها إلى الفساد # فجاءها المأمون عبد الله ... فانزاح عنها كل أمر داه # PageV02P935 # حتى اغتدت في زينة العروس ... وغاب عنها كوكب النحوس # إذ بايع الناس له فسلموا ... وأشرق الدهر وكاد يظلم # وكان في سيرته المأمون ... عدلا رضا له تقى ودين # ذا بصر بالعلم والكلام ... مفوها بالنثر والنظام # وكان في أيامه ابن أكثم ... قاضيه يحيى اللوذعي المفهم # له حديث معه مستطرف ... وكان ذا فقه له تصرف # وثار إبراهيم ابن المهدي ... عليه والطالع غير سعد # فعاقه عما أراد القدر ... فجاءه منهزما يعتذر # واستوزر الحسن نجل سهل ... إذ ناهز الحسن سن الكهل # مصاهرا له ببوران ابنته ... منوها من جاهه وحرمته # فصد عما ينتجه الحسنا ... وشك حمام بدفاع قد دنا # فأصبح المأمون بعد الحسن ... مرزءا يلبس ثوب الحزن # موريا إذ كان قد سقاه ... سما وحيا قاطعا حشاه # وبايع المأمون موسى ألرضا ... ثم قضى الله لموسى ما قضى # فدفن الرضا مع الرشيد ... طوبى لموسى من فتى شهيد # ثم ثوى المأمون في جهاده ... رهنا بما قدمه من زاده # وصير الملك إلى المعتصم ... فأحسن السيرة لما يظلم # فاستفتح المعتصم العموريه ... ثم أراد غزو قسطنطينيه # فعاقه عن ذاك أمر مزعج ... من ثائر قام عليه يخرج # وأن الافشين بدا من كفره ... ما كان قد أجنه في صدره # PageV02P936 # وقتل المعتصم الأفشينا ... إذ كان بالبغي يكيد الدينا # أحرقه بالنار لما أن بغى ... وهكذا يجزي الإله من طغى # ثم دهى بعد الإمام المعتصم ... وهو على دجلة حين فقصم # فبويع الواثق بالإمامه ... وكان ذا عدل وذا استقامه # وإنه كان محبا للنظر ... لكنه بالقول بالخلق أمر # ثم ms0532 عدا الواثق حين نزلا ... فابتز ملكه وما قد خولا # فبايعوا لجعفر التوكل ... وكان عين الفضل والتفضل # حتى دهاه حادث كبير ... فاغتاله بغاء الصغير # مالا عليه ابنه المنتصر ... إذ سامه هونا ومقتا يضجر # فبايعوا محمد المنتصرا ... فلم يدم في الملك إلا أشهرا # فاضطربت أحواله بالترك ... ولم يزل في نكد وضنك # جرعه المعتز من بغي جرع ... فسلم الأمر إليه وانخلع # فتم للمعتز ما قد أمله ... والدهر يفري لو درى أجله # فلم يكن يحسن [في الأتراك ... سيرته فحل في أشراك # من ضغطهم فبايعوا للمهتدي ... فانخلع المعتز يلقى باليد # ومات في المجلس] بعد خلعه ... فقمن يندبن نعاة ربعه # فعرضت للمهتدي أعراض ... كان بها في ملكه انتفاض # PageV02P937 # أظهر زهدا لم يوافق جنده ... وكف عنهم سيبه ورفده # فوجؤوه بشبا الخناجر ... فلم يكن للمهتدي من ناصر # فولي المعتمد الخلافه ... فآثر اللذات والسلافه # وكان في حرب مع الصفار ... وغيره من سائر الثوار # حتى دهاه ما دهى البريه ... فسلبته ملكه المنيه # فولي الخلافة المعتضد ... وكان في حروبه يؤيد # فخرجت في ملكه القرامطه ... بغيا فأبدى فيهم مساخطه # وكان ببدر غلامه كلف ... وكان بدر البدر من غير كلف # ووصلت قطر الندى إليه ... بنت ابن طولون خمارويه # فكان منها في سرور وطرب ... حتى دنا الحمام منه فذهب # فصار منها في سرور وطرب ... حتى دنا الحمام منه فذهب # فصار في الأمر علي المكتفي ... فكان في السيرة عين المنصف # لكنه أذاق بدرا حتفه ... إذ كان على ملكه قد خافه # ثم أتى المكتفي الحمام ... وكان قد ساوره السقام # فصير الأمر إلى المقتدر ... لله نجل المعتضد جعفر # وابن المعتز قد غدا إماما ... فسامه المقتدر الحماما # ولم يسع مراد عبد الله ... لما دهاه بالمنون داه # وأدركته حرفة الآداب ... بالقدر السابق في الكتاب # فدام في الأمر سنين جعفر ... حتى أتاه القدر المقدر # فشبت الحروب في أيامه ... فجرعته المر من حمامه # فولي القاهر نجل المعتضد ... وكان فظ النفس ذا خلق نكد # PageV02P938 # يعيث حتى سلمت عيناه ... إذ كان سهما يتقى شباه # فاستخلف الراضي أبو العباس ... فكان مشغوفا بشرب الكاس # ذا ms0533 أدب وذا قريض حسن ... وكان في العلوم ذا تفنن # ثم تولى بعد ذاك المقتي ... فما بقوا من بعده ولا بقي # وبايعوا من بعده المستكفيا ... ثم انزوى عن أمرهم مستعفيا # فأخلصوا الطاعة للمطيع ... فأحسن السيرة في الجميع # ثم رمى بنفسه كالخالع ... إلى ابنه عبد الكريم الطائع # طاعوا له ثم عدوا عليه ... وقطعوا حاجز منخريه # وخلعوه بعد ذاك صاغرا ... وبايعوا ابن المتقي القادرا # فاستوسق الملك له سنينا ... ثلاثة - قالوا - وأربعينا # حتى سقته أكؤس الحمام ... وكل ملك فإلى انصرام # ثم ابنه القائم بعد قاما ... وسار في سيرته أعواما # ثم انتهى ملك بني العباس ... ودبر الأتراك أمر الناس # [وبعد حين قام في بغدان ... مقدم يدعى بأرسلان # فأسر الخليفة المذكورا ... وكان مرءا بالتقى مشهورا # وجد في الخلع بكل جهد ... وصرف الدعوة للعبيدي # فحرك الرحمن ذو الجلال ... لنصره الملك الميكالي # التغلبكي ملك الأغراز ... فقتل التركي بالأهواز # ونصر القائم خير نصر ... وانفرد الغز بضبط الأمر # PageV02P939 # ثم ثوى القائم بعد مده ... وبايعوا لمقتديهم بعده # ابن ابنه أحمد عبد الله ... وألمر للعادل شاهنشاه # وبايعوا من بعده إذ قبرا ... سليله أحمدا المتسظهرا # ثم تولاه ابنه المسترشد ... الفضل فاعتلوا به وسعدوا # وشد أزر الملك والخلافه ... وهابه عدوه وخافه # فهو إلى الآن إمام الخلق ... والملك لله الإله الحق] @دولة بني أمية ~~بالأندلس # وزمن الوليد كان فتحها ... بحسب ما قدم قبل شرحها # وبعدكم حرب وكم من هول ... ليوسف الفهري والصميل # استوسق الملك بهذي الناحية ... لعابد الرحمن بن معاويه # ثم تولاها ابنه هشام ... حتى أتاه بعده الحمام # فبايعوا ابنه المسمى الحكما ... فأبرم الملك له وأحكما # فاعترض الملك له من اعترض ... فأوقع الصلب على أهل الربض # ثم تولى عابد الرحمن ... سليله أسخى بني مروان # ثم تولاها ابنه محمد ... وكان في السيرة ممن يحمد # ذا بصر بالشعر والآداب ... وراسخا في العلم بالحساب # ثم ابنه المنذر وهو الأكبر ... ثمت عبد الله وهو الأصغر # وبعده الناصر ذو البناء ... خمسين عاما صاحب الزهراء # وبعده المستنصر ابن الناصر ... وبعده هشام آل عامر # ذاك الذي مات مرارا ودفن ... فانتفض الترب ومزق ms0534 الكفن # PageV02P940 # @ذكر الفتنة الأولى بقرطبة # لما انقضت دولة آل عامر ... قام بها المهدي من آل الناصر # وقال عن هشام المؤيد ... بأنه قد صار رهن الملحد # وإنما أخبرهم بباطله ... والمرء لا يسطيع قتل قاتله # فجاءه البربر في حفل الجنود ... مع ابن عمه المسمى بالرشيد # فظفر المهدي بابن عمه ... وكان ذاك زائدا في غمه # في طالع ينظر منه كيوان ... فجاءه البربر مع سليمان # فوقعت بينهم حروب ... لاح له من بينها الهروب # فأظلمت في عصره الآفاق ... وعمها الشقاق والنفاق # فانصرف الملك إلى يديه ... فهجموا من بعد ذا عليه # وطوقوه بشبا المهند ... بين يدي هشام المؤيد # فسلم الأمر لسليمانه ... وهشموا هشام في أكفانه # فلم يزل فيهم سليمان يلي ... حتى انبرى له ابن حمود علي # فاغتاله الصقلب في الحمام ... وجرعوه أكؤس الحمام # ثم انقضى عصر بني حمود ... والحرب والفتنة في مزيد # وظهر المستظهر المرواني ... وشعره من أحسن المعاني # وقتلوه بعد ذاك صبرا ... من بعد ما قد قلدوه الأمرا # فبايعوا للناصر المستكفي ... بعد خطوب طال فيها وصفي # ففر عنها ثم عاد المعتلي ... بالله يحيى نجل حمود علي # ثم أتى من بعده المعتد ... والحرب في أقطارها تشتد # فنقموا استخلاصه للحائك ... وزيره فخر أي هالك # وخلعوا معتدهم هشاما ... وسجنوه عندهم أعواما # PageV02P941 # @ذكر ملوك الطوائف الثوار بالأندلس # @بعد ذهاب دولة ابن أبي عامر وأمراء الجماعة بقرطبة # لما رأى أعلام مصر قرطبه ... أن الأمور عندهم مضطربه # وعدمت شاكلة للطاعه ... واستعملت آراءها الجماعه # فقدموا الشيخ ل جهور ... المكتني بالحزم والتدبر # ثم ابنه أبا الوليد بعده ... وكان يحدو في السداد قصده # فجاهرت في فضلها الجهاوره ... وكل قطر حل فيه الفاقره # من كل منتز بها وثائر ... وعادل عن كل عدل جائر # فالثغر الأعلى ثار فيه منذر ... ثم ابن هود بعد فيما يذكر # وابن يعيش ثار في طليطله ... ثم ابن ذي النون تصفى الملك له # وفي بطليوس انتزى سابور ... وبعده ابن الأفطس المنصور # وثار في حمص بنو عباد ... والحرب والفتون في ازدياد # وشاع عن هشام المؤيد ... بأنه حي ولما يلحد # وأنه جاء من الحجاز ms0535 ... واحتل في حمص على المجاز # وقال عباد به فصدقوا ... بأنه حي لديه يرزق # فنصبوا دعوته طلسما ... وقد محا الممات منه الرسما # فعبدوه مدة أعواما ... إذ عدموا الألباب والأحلاما # PageV02P942 # ثم نعاه بعد ذا عباد ... من بعد ما طاعت له البلاد # وثار في غرناطة حبوس ... ثم ابنه من بعده باديس # وآل معن ملكوا المريه ... بسيرة محمودة مرضية # ذكرهم في غير ما قصيد ... يشرق مثل النحر بالفريد # وثار في شرق البلاد الفتيان ... العامريون ومنهم خيران # ثم زهير والفتى لبيب ... ومنهم مجاهد اللبيب # سلطانه رسا بمرسى دانيه ... ثم غزا حتى إلى سردانيه # ثم أقامت هذه الصقالبه ... لابن أبي عامرهم بشاطبه # وجل ما ملكه بلنسيه ... وثار آل طاهر بمرسيه # وبلد البنت لآل قاسم ... وهو حتى الآن فيه حاكم # وابن رزين جاره بالسهله ... أمهل أيضا ثم كل المهله # ثم تمادت هذه الطوائف ... تخلفهم من آلهم خوالف # دانت بدين الجور والعدول ... إذ سلبت عقائل العقول # فأهملوا البلاد والعبادا ... وعطلوا الثغور والجهادا # واشتغلت أذهانهم بالخمر ... وبالأغاني وسماع الزمر # وزادهم في الجهل والخذلان ... أن ظاهروا عصابة الصلبان # لما طوت صدورهم من غل ... ولاختيار البعض حال الكل # فخسفت [ ... ] بالأرض ... وضيقوا من طولها والعرض # فاستولت الروم على البلاد ... واستعبدوا حرائر العباد # وقتلوا الرجال كيف شاءوا ... وضاع دلو الدين والرشاء # وإذ أطال القوم أسرى القدر ... نحوهم خسفا وما إن شعروا # PageV02P943 # @دولة المرابطين بالأندلس # فإذا أراد الله نصر الدين ... استصرخ الناس ابن تاشفين # فجاءهم كالصبح في إثر غسق ... مستدركا لما تبقى من رمق # وافى أبو يعقوب كالعقاب ... فجرد السيف من القراب # وواصل السير إلى الزلاقه ... وساقه ليومها ما ساقه # لله در مثلها من وقعه ... قامت بنصر الدين يوم الجمعه # وثل للشرك هناك عرشه ... ولم يغن عنه يومه أذفنشه # فوجب الخلع لذي الخلاعه ... وصرحوا ليوسف بالطاعه # واتصل الأمر على نظام ... وامتد ظل الله للإسلام # وانصرفت على العدو الكره ... ورجع الجمع كأولى مره # فتلك خيل الله في العدو ... تعيث في الرواح والغدو # ثم ولى علي بن يوسف ... مهتديا حكم أبيه يقتفي تمت الأرجوزة وبتمامها تم ms0536 ~~القسم الأول # وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم # PageV02P944 # ط: ينهى؛ ونمت الرمية: إذا أصيبت وغايت عن النظر ثم وجدت ميتة، ولذلك ~~قيل: كل ما أصميت ودع ما أنميت. # ينكش: ينزف. # ب م: طلع. # ط: اجتريت. # ب م: كتابه الكبير؛ وهذا التاريخ الكبير هو المسمى بالمتين، وقد ذكر ابن ~~سعيد أنه في نحو ستين مجلدة (النفح 3: 181) . # ب م: مقدور. # ط: ألبة. # انفردت ب م بهذه الرسالة والتي تليها. # من قول ضابئ بن الحارث البرجمي: # هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله كان عبد الله ~~بن أحمد الفرغاني (- 362) مؤرخا، وله كتاب بعد صلة على تاريخ الطبري (انظر ~~ترجمة الطبري عند ياقوت) وكان ابنه أبو منصور أحمد بن عبد الله (- 398) ~~مؤرخا كذلك، وله تاريخ وصل به تاريخ والده، وعنه ينقل ابن خلكان في مواضع ~~(راجع فهرست وفيات الأعيان) وله أيضا سيرة كافور وسيرة جوهر (ابن خلكان 5: ~~416) وسيرة العزيز (معجم الأدباء 3: 105) . # ط: فتح. # ط: طالما. # ط: وعز به المكتوب. # ط: ويتيم. # ب م: حتى حرك العدى امتعاضك. # ط: للسير. # ب م: حسدك. # ط: جاء. # ب م: نباط. # ب م: بأذاي. # ب م: داري. # ب م: تسله. # ب م: أن ذلك كفء. # ط: مع موصله. # ط: والاستجارة؛ ب م: والاستخارة. # ب م: فاجأتني. # ط: ريقه. # ط: واطابه. # ب م: فأدالت عزته. # ط: فيه. # ط: تكسها. # ب م: فنالني. # عام: أي مطبق بالعماء وهو السحاب؛ وإذا قرئ " غام " فكأنه من غمى البيت ~~أي غطاء. # ب م: قبلت. # ب م: بإمحاض. # ط: ريح. # ط: البشارة. # ب م: الحمد. # ب م: تزل تصحبها. # ط: ووفى. # ب م: أعرف. # ط: مكتومه. # انفردت ب م بهذه الرسالة. # م: لمناح القلوب؛ ب: لمنا القلوب. # ط: خرب (اقرأ: حزب) . # ب م: الاظفر. # في أخبار أبي عمر أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمداني المعروف بابن الهندي ~~أنه لاعن زوجته (سنة 388) فلما لاموه في ذلك قال: أردت إحياء سنة (الصلة: ~~19 والمغرب 1: 212 والديباج المذهب: 38) ولا أدري إن كان هذا ms0537 هو الذي يتحدث ~~عنه ابن حيان هنا، فإن ابن الهندي وصف أيضا بأنه كان حافظا للفقه وأخبار ~~أهل الأندلس، بصيرا بعقد الوثائق، ألف فيها ديوانا كبيرا، وكان طويل اللسان ~~بصيرا بالحجة تنتجعه الخصوم فيما يحاولونه ويشاورونه، وكان وسيما حسن الخلق ~~والخلق (توفي سنة 399) . # لم يرد في ط. # ب م: أمحض. # ط: الأغاني الفاتنة. # ب م: ليخلص. # ب م: الانتزاع. # ط: وحرف. # من المثل: لا حر بوادي عوف. # الأعواد: المنابر. # انظر ابن خلكان 3: 361. # ب م: وكان أحد. # ط: الدين. # ب م: لفرط. # ب م: الغبي. # ط: والجهل. # لم يرد في ط. # ط: عانت. # الذكاونة: أسرة بني ذكوان. # ط: حرد. # ب م: ووثن صحاب. # ب م: جرئ. # ب م: ويرسل للتغير (اقرأ: للنقير) عليه ريح ضلوعه. # لم يرد هذا الفصل في ط. # ب م: المسرفين. # يعني قوله: # لو كانت الأقسام تجري على حجى ... هلكن إذن من جهلهن البهائم ط: المبيدة. # ط: السخف. # ب م: رحمة. # ط: تحويل. # ب م: بمناحي. # ط: فاهتبل بنوها في المشي على أعاظم القرية إلى شهود جنازتها. # ب م: فبقي. # ب م: أحد السماسرة. # ب م: فيروح العشيات نشوان. # ط: وتوفي فلان. # ط: لموته. # ب م: لأمثاله من أهل. # ب م حطام الدنيا. # ط: متولي الإمارة. # أبو القاسم وأبو سوار بن محمد بن عبد الله بن مطرف بن سوار بن دحون ~~القرطبي (- 444) كان من أهل الذكاء والفهم حافظا للمسائل عارفا بعقد ~~الشروط، (الصلة: 224) . # ط: دهرا. # ب م: العلوم. # ط: وفلان. # ط: بما شاء من ادخار القوت والطعام. # ط: الزلزلة والمجاعة. # ط: وشمام. # ب م: واندرج. # ب م: اثر وفاته. # ط: باسة. # ط: لجمع آلات. # ب م: على. # ط: فاقة نعل. # ب م: ولا يزال. # ط: وكانت رسل الأملاك تأتيه لشراء تلك الآلات بأغلى الأثمان. # ب م: تسليط الله تعالى له. # ب م: حتى قلع صخام صخورها وأوقد النار عليها. # قارن بالبيان المغرب 3: 233. # ط: وجدت. # ب م: ولم يذكرهما. # ط: على تقديمهم لأبي الحزم. # ط: ما لم يختلفوا فيه ms0538. # ط: وجه تصرفه. # ب م: الطمأنينة. # ط ب م: مكابدته. # ب م: تزايد. # بعدها في ب م: وحركوا الأسواق؛ وسترد بعد قليل. # ط: الناس للتحصيل. # ب م: تعدل. # ط: وولي ابنه أبو؛ وقارن بالبيان المغرب 3: 234. # ط: وأقر لوقته. # ب م: السياسة في درء. # ب م: في العجب. # ط: من. # ط: قد تطبعوا بأخلاق العوام. # ب م: في بلية. # ط: عجباء. # ب م: القلنساة. # ب م: إخراجه من البلد. # قارن بالبيان المغرب 3: 255. # ب م والبيان: الانتصاف. # في النسخ: خلفائه. # يعني عبد الملك بن إدريس الجزيري، والبيت من قصدية له في الآداب والسنة، ~~كتب بها إلى بنيه (الحذوة: 262 واعتاب الكتاب: 194) . # ط: فطفق. # ط: خطه. # ب م: ما لخصته. # ب م: من كلام. # ب م: من إملاء. # ب م: وشرد علي نظامه. # ب م: ليجيء خبرهم بتمامه. # قارن بالبيان المغرب 3: 256. # من قول المتنبي: # وإذا ما خلا الجبان بأرض ... طلب الطعن وحده والنزالا البيان: يرفههم ~~برفقة؛ وهو أصوب. # ط: بخرقه. # ب م: أمر. # ط: لهم. # ب م: بربض الجانب الشرقي منها. # ب م: عن. # البيان: عن يوم. # البيت للمتنبي، ديوانه: 360. # ب م: توسط قنطرة. # ب م: ويضعهم. # لم يرد هذا الفصل في ط. # ب م: لا يتحرا (ى) منه. # قبل " حال " بياض بمقدار كلمة في ب، وفي ب م: حاصر أهله. # لعل الصواب " مسوفون ". # معوقون: شبههم بالمنافقين الذين كانوا يعوقون الناس عن الخروج. # القفص: الجمع؛ وفي النسخ: قبض. # لم يرد هذا الفصل إلا في ب م. # أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي الحافظ المعروف بابن ~~الفرضي: هو صاحب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس الذي ذيل عليه ابن ~~بشكوال بكتاب الصلة. وله من المؤلفات أيضا أخبار شعراء الأندلس، وكتاب في ~~المؤتلف المختلف، وكان فقيها عالما في جميع فنون الحديث، قتل في الفتنة لست ~~خلون من شوال سنة 403 (انظر الصلة: 246 - 250 والجذوة: 237 (والبغية رقم: ~~888) والمغرب 1: 103 والمطمح: 57 والمطرب: 132 ووفيات الأعيان 3: 105 ~~والديباج المذهب: 143 وتذكرة الحفاظ: 1076 والشذرات 3: 168 والنفح 2: 129) ~~. # الجذوة: 238. # ب م: في هذا القيل، والتصويب ms0539 عن الجذوة. # صحيح مسلم: 2: 96، باختلاف يسير. # وردت في الصلة والجذوة والبغية والمغرب والنفح. # سترد ترجمته في هذا القسم من الذخيرة، ويرد البيت نفسه في ترجمته. # الجذوة: 239 وانظر البيتين في المصادر المذكورة. # اسمه أحمد بن أيوب، عمل كاتبا لدى الناصر لدين الله علي بن حمود، وتولى ~~تدبير ملكه، وأحرز لذلك صيتا شهيرا وجلالة عظيمة؛ وعرض له داء النسمة (ضيق ~~النفس) وتمادت علته ولم ينجع شيء في علاجها، ثم لم تفارقه حتى كانت سبب ~~وفاته عام 465 بمالقة، ونقل منها إلى حصن الورد فدفن فيه بعهد منه بذلك، ~~وكتبت على قبره أبيات من نظمه، وحصن الورد عند حصن منت ميور (الذيل ~~والتكملة 1: 73 - 75 والإحاطة 1: 240 - 243 نقلا عن الذيل والذخيرة؛ وانظر ~~المطمح: 25 (وعنه النفح 3: 547) والجذوة: 370 (والبغية رقم: 1520) والمغرب ~~1: 446) . وقد ذكر في ترجمة ابن شهيد فيما تقدم من الجزء الأول أنه رثى ~~اللمائي عندما جاءه نعيه؛ ولابد أن يكون شخصا آخر، أو أن يكون النعي كاذبا، ~~لأن ابن شهيد توفي سنة 426. # ب م: وإيراد جملة مما وجدته من نثره. # ب م: بمحاسن. # سيترجم له ابن بسام في هذا القسم من الذخيرة؛ وهذه الرسالة وردت في ~~المطمح: 25. # ب م: ظل. # المطمح: ابتغت. # زيادة عن المطمح. # ط: الخلوص. # ب م: فأسليك. # ب م: العزة. # ب م: بنسيم. # ط: يجنى. # ب م: يئس. # ط: لتصميه. # ط: بعد. # يشير إلى قول الشماخ (ديوانه: 331) : # إذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازئ بالرمل عين ب م: ولدي. # ط: روض. # ب م: وكوكب نوره يتألق في روض طرسه. # ط: ومن شعره ما أشدني. # وردا منسوبين له في المغرب 1: 447. # المغرب: به. # اليتيمة: 209، والخباز البلدي هو محمد بن أحمد بن حمدان (انظر الوافي 2: ~~57) . # انظر المغرب 1: 447. # النفح 3: 596 والذي والتكملة 1: 73 - 74 والإحاطة 1: 243. # البيت لأبي ذؤيب الهذلي، شرح أشعار الهذليين 1: 8. # ب م: وجدت. # ب م: طلائع. # ب م: أوهت عتاق خطوب دهري عاتقي. # ط: فوق. # ط: بفعل. # ط: رضاب. # أبو عبد الله محمد بن أحمد البزلياني: أصله من مالقة، وكان في خدمة حبوس ~~أولا، ثم انتقل إلى بني عباد، وقد عزا ms0540 إليه ابن حيان دورا في ثورة إسماعيل ~~بن المعتضد على أبيه، وذكر أن المعتضد قتله. # ط: وأبو عبد الله هذا وأيضا من. # ط: حرفا. # ب م: وقد أتيت به مشروحا. # ب م: بموضعه. # انظر القسم الثالث ص: 146 - 147. # هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله البرزالي (البرزيلي) الزناتي، بويع ~~بقرمونة سنة 400، وتوفي سنة 343 (انظر البيان المغرب 3: 311 وقد مر له ذكر ~~في صفحات سابقة من هذا الجزء من الذخيرة) . # البيت من الحماسية رقم: 253 (شرح المرزوقي: 750) لمعبد بن علقمة المشهور ~~باسم معبد بن أخضر المازني (السمط: 343) . # انظر ديوانه 1: 225. # البيت لدريد بن الصمة، الأصمعيات: 112 (وانظر تخريج البيت في المصادر ص ~~110) . # سورة الأنعام: 67. # ب م: وعلينا ... إليه وإلينا. # ب م: يحيى بن علي بن حمود. # المؤتمن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي عامر. # الموفق مجاهد العامري. # عميد الدولة محمد بن عيسى بن محمد بن مزين صاحب شلب، بويع آخر سنة 445 ~~وتلقب بالناصر ولم يزل ملكا حتى سنة 450 (البيان المغرب 3: 297 - 298) ولا ~~يمكن أن يكون هذا جارا لحبوس، فلعل عميد الدولة لقب لشخص آخر، ومما يؤكد ~~ذلك أن حبوس توفي سنة 428؛ والظاهر أن الرسالة ليست على لسان حبوس. # ب م: مسافة. # ب م: للحلم. # ب م: أدنتني، ولعل الصواب " أدتني ". # ب م: سليمة. # ب م: وضعت. # ب م: فخر. # ب م: الزمان. # ب م: أنفاسي. # ب م: متجرا. # وحزبك ... ويذم: زيادة من نسخة دار الكتب. # في النسخ: أكبر. # ط: أعاد. # ب م: وتصير باقية. # ط: ولا أبوء. # ب م: وسمة. # ب م: وإذا أسهل أحزن. # ب م: أتاناه. # ب م: والزمان. # ط: رجاؤه ... محبته. # ط: رجاؤه ... محبته. # م ب: أيامي. # ط: الدهر. # يضرب المثل بمنعة جار أبي دواد، انظر ثمار القلوب: 127. # ط م: والمناسبة. # الخطبان: العلقم. # ط: لاض. # ب م: الزائر. # ب م: رداء. # ط: فكأن. # ب م: وهنانة. # ب م: أكملت. # ب م: كتاب. # ب م: أكثر العرب. # ط: إذ. # ط: ونقلك. # ط: الشكر. # هذه نهاية الترجمة في ط؛ وما جاء بعد ذلك فهو ms0541 زيادة دخيلة أوردها من اطلع ~~على مسودات ابن بسام، وألحقها بترجمة البزلياني، وقد انفردت بها ب م. # بياض بمقدار ثلاث كلمات. # ب م: زمانك. # ب م: أعشى إلا بنارك. # قراءة تقديرية. # ب م: وينهك (أقرأ: وينهتك) . # ب م: بطلب. # هما مظفر ومبارك، وكانا صاحبي بلنسية أيضا (انظر القسم الثالث من ~~الذخيرة: 13) ؛ وقوله: " عنه " لا يعرف إلى من تشير على وجه اليقين. # من قول أبي تمام (ديوانه 1: 70) . # لما رأى الحرب رأي العين توفلس ... والحرب مشتقة المعنى من الحرب ب م: ~~بسوق. # ب م: داير. # ب م: داير. # ب م: بالمشاركة. # ب م: الحيا. # أبو جعفر أحمد بن عباس: ترجم له في المغرب 2: 205 (واعتمد على الذخيرة) ~~والنفح 3: 535 والإحاطة 1: 129 (1: 267 تحقيق عنان) وراجع ترجمة ابن شهيد ~~فيما سبق من هذا القسم. # ب م: قد بذ الناس وقته. # تأتي هذه الفقرة في ب م بعد الحديث عن بخله. # ب م: سافرت؛ وكذلك سائر الخبر بضمير المتكلم. # البرس: القطن، ويعني به هنا الثلح. # ب م: صفحة. # الميث: جمع ميثاء، وهي الأرض السهلة أو الرابية الطيبة. # الخيار: ما تهور من الأرض وساخت فيه القوائم. # ب م: في أثناء. # ب م: فروة ### | .... # كسوة. # ب م: وإخراج. # الطرامة: خضرة تركب الأسنان أو بقية الطعام بينها. # الشاشية: غطاء الرأس من حرير أو جلد أو غيرهما. # الشبارق: الثوب الرقيق أو المقطع. # زيادة من نسخة دار الكتب وحدها. # ب م: يبيس. # السيدارة: القلنسوة بلا أصداغ؛ وفي ب م ط: السداوة، ولعل صوابها " السداة ~~". # الفطحل: زمن نوح، أو دلالة على زمن قديم: " والحجارة رطبة ". # عام الصقر: هو عام يؤرخ به الرومان من عصر قيصر اكتبيان (Octaius) ~~(المغرب 2: 8) # التبان: سراويل صغير يكون للملاحين. # ب م: حيله. # ب م: تدبيرك. # ب م: عربي. # ب م: عنقه. # ب م ط: مردخان. # ب: اسفيرا؛ م: أسعير؛ والاسفيريا: خليط من اللحم والبيض والبصل. # نيزكي: نسبة إلى النيزك، وهو الرمح القصير. # الكميخت: (لفظة فارسية) نوع من الجلد. # ب م: السندان. # ب م: مرموسا؛ مرسوما: قد نسي لتطالول العهد عليه. # ب ms0542 م: العمر؛ ب م: العبر. # ط: غموسه. # ب م: واستمد. # ب م: قروبه. # ب م: لهزل. # ب م: إليك. # ب م: إلعابك. # ب م: وبصرته شبيبا تيميا. # ب م: النمر. # ب م: كمدا. # انظر المغرب 2: 205. # المغرب: مسترة. # المغرب: نفخنا. # ب م: لي. # ب م: وتسديدا. # ب م: تلمظت. # ط: وصرنا. # ط: لقائكم. # ب م: بكم. # ب م: ومحض. # ط: عددهم. # ط: بآخرهم. # ب م: بروكه. # ب م: شأنه. # ب م: وعدا به. # ط: خط. # ط: لهم. # ب م: لما. # ط: فإنما. # ط: المؤيد. # ط: وانقلعت. # ب م: مناهجه. # ط: هززناكم بهذه التذكرة ... يسيرة. # ب م: يدا. # ب م: حصير. # البيت للمتنبي، ديوانه 337. # ط: وسحام (اقرأ: وشجى) . # ب م: مغالق. # ب م: لشفعت لها. # ب م: ومن كل قلب. # هذه الفقرة حتى قوله: " حنقها وغضبها " لم ترد في ط، وهي دخيلة - فيما ~~يبدو - لأنها متقطعة الصلة بما قبلها وما بعدها. # ب م: فيتبين. # ب م: إمامي. # انظر القسم الثالث: 229 - 244. # ط: وتجاربا. # انظر البيان المغرب 3: 169 والإحاطة 1: 268 - 270، 526 - 528 (تحقيق ~~عنان) . # ط: خبر ونادر. # ط: باديس بن حبوس على جاره القديم الحلف. # ب م: ضرم. # وردت العبارة موجزة في ط على النحو الآتي: " تمسكه بالمذكور، فأرسل إليه ~~باديس رسوله معاتبا مستدعيا تجديد المحالفة، فسارع زهير وأقبل نحوه، وضيع ~~الحزم، واغتر بالعجب والثقة بالكثرة، أشبه شيء بمجيء الأمير الضخم إلى ~~العامل من عماله، قد ترك رسوم الالتقاء بالنظراء، وغير ذلك من وجوه الحزم ~~"، وما في البيان المغرب مطابق لنص النسخة ط. # ب م: الحد الذي جرت عادته بالوقوف عنده. # ب م: استكثر. # بقابل هذه العبارة في ط: " ومن حضرهما من رجال دولتيهما، فنشأ بينهما ~~عارض الخلاف لأول وهلة، وحمل زهير أمره كله على التشطط، ووزيره أحمد بن ~~عباس يفري الفري في التصريح بما يعرض به زهير ". # ب م: كمائنه. # ب م: راجفين. # زاد في ب م: بما أسرع القعود عنه. # ب م: حصدوها. # ط: وجهل مصرعه؛ وسودان زهير غدروه. # في ط: وانقلبوا مع صنهاجة، وليست من ms0543 أفعالهم، وكانوا قطعة خشنة يقاربون ~~خمسمائة. # ب م: والعدة. # ب م: بقوم. # ب م: تلظى. # ب م: ط: عف باديس عن ... # ب م: المعركة. # ط: وأطلق ابن حزم والباجي وغيرهما. # ط: عن بلقين الصنهاجي. # ب م: مستنزلا عما أزمع عليه صاحبه ... من قطيعتنا. # ب م: تسخطونا. # ب م: إلى ما دعاكم إليه. # ب م: وبلغني. # ب م: على أسر ابن عباس. # ب م: حمولي. # ب م: فيه. # ب م: بلدتهم. # ب م: تسع وعشرين. # ب م: وظهر. # موضع العبارة في ط: فكان أبعدهم خلاصا، وآثر الشفاء من قتله على عظيم ما ~~كان يعطي في فديته. # ب م: وذكر بأولاده. # ب م: الخطاب. # ب م: مسهما بالأدب. # ط: خصه بها. # ب م: ولا يعلم أب ورث ابنا مثلها. # ب م ط: له. # ط: ومن عجبه أنه دخل قرطبة ومنها منتماه وهم بقية الناس فحجب. # ب م: بقرطبتكم. # صدره: جوعان يأكل من زادي ويمسكني. # ط: لذلك. # ب م: مشاكل الجنس. # ب م: صنفت. # ط: ومن صلفه. # انظر الإحاطة 1: 270. # ب م: عن صداه؛ الإحاطة: فنبشت قبره. # ط: بحيث. # الإحاطة (269) : أربعين رطلا. # ورد هذا الخبر مقدما في ب م على سابقه. # لم ترد هذه الرسالة في ط؛ ويبدو أنها مقحمة، وأن سياق الترجمة ينتهي ~~نهايته الطبيعية قبلها؛ وترجمة أبي عامر التاكرني في القسم الثالث من ~~الذخيرة: 226. # ب: أسند. # ذكره الحميدي (الجذوة: 283 والبغية رقم: 1165) ونسبه إلى تجيب وقال إنه ~~كثير الشعر، مقدم عند أمراء بلده، وكان لقاؤه له بالمرية في حدود سنة 440؛ ~~وانظر نفح الطيب 3: 413؛ وسترد رواية الحميدي هذه في ترجمته (انظر ص: 690) ~~وهي رواية انفردت بها النسختان ب م. # ب م: في حلبات. # ب م: الديوان. # ط: بوضوح ... وشهر. # لعل الصواب: ردنك (وهي قراء نسخة دار الكتب) . # ب م: ليلي. # البيت لدعبل في العقد 1: 281، 2: 295، 3: 214 وشرح الشريشي 1: 351 ~~وديوانه: 57 (تحقيق محمد نجم) وروايته: حين أفتحها. # ط: مؤنة. # ديوان أبي تمام 3: 15، وفيه: أو لوذعيته. # ط: شأن. # نوبات: جمع نوبة وهي الدورة الغنائية. # قال للدهر: سقطت من ط ms0544. # ط: مختلفة. # ط: الندا؛ ب: البدا (اقرأ: البذا) . # ط: عليك. # البيت للقطامي، ديوانه: 31. # ب م: سأدع. # ط: صنعة. # ط: وجهه. # ط: تستبرعه. # ط: وكالصانع. # ب م: البديع. # ب م: الأوهاد والأنجاد. # ب م: الديباج. # ط: تملأ. # صعق: أتى بصوت شديد، والأشهر أن يقال في حال الديك " صقع "؛ وفي ب م: ~~صفق، وهي قراءة جيدة، وسيكرر الكاتب " صفق وصرخ " في المقامة الآتية في ~~حديثه عن الديك. # ط: وصرخ. # مزرب: محاط بزرائب أو أسوجة، الطوج: الحلفاء (Spartum) . # الاسفنج: عجين لدن راب بالتخمير، يلقى في الزيت ويعرك بالبيض ثم يحشى ~~بالجوز أو ما أشبه (شبيه بالقطائف المشرقية) انظر كتاب الطبيخ: 88. # أغلب الظن أن اللفظة هنا تعني " خيال الظل ". # ب م: والاسعيدام. # من المثل: " أعن صبوح ترقق " (فصل المقال: 75 والميداني 1: 315 والعسكري ~~1: 16) يضرب مثلا لمن كنى عن شيء وهو يريد غيره. # صدر بيت، وعجزه: " سقيت الغيث أيتها الخيام "، ديوان جرير: 278. # ب م: وإن كنا. # ب م: واهتز هزة هرم للكرم. # ب م: يتهافتون. # ب م: أحدهم. # الجوائز: جمع جائزة وهي خشبة السقف. # ب م: حين. # ط: والحرر. # ط: الصبيان. # ب م: من. # ب م: مجاجة. # ب م: وأين. # الاسفيدباج: تفايا بيضاء ساذجة، وهي إذا كانت من لحم الضأن تقطع قطعا ~~صغيرة وتخلط ببعض التوابل واللوز المقشر، وتنضج على نار لينة (كتاب الطبيخ: ~~85) . # ب م: غصص الدمالج. # ب م: الأظلال. # ط: التوسم. # ط: وأحد. # ط: تحيل. # الميس (أو الميص) : مصالة اللبن (والميس المطبوخ في Brosat Vocabulista) ~~. # البرك: جمع بركة، طائر مائي صغير أبيض. # التوديج: الفصد. # ط: نسري النجد في الدياميم. # ط: بعز. # ط: ويتمنى. # ط: ولا. # منها بيتان في النفح 3: 413، وذكر أنه استحسنها فقال للشعراء: هل فيكم من ~~يحسن أن يجلب القلوب بمثل هذا - # النفح: البنان. # النفح: كنت. # ب م: تجلى. # ب م: ألحاظا ... سواجيا. # ب م: تعود. # ب م: نشر بها (اقرأ: بشر بها) . # ب م: وشد. # جاء في موضع هذه المقدمة في ط قوله: ومن شعره في الأوصاف، له من قصيدة؛ ~~وانظر الجذوة: 283. # ط: بها. # الجذوة: يغضي ms0545 ... أو يغضى. # ط: تنحصر. # ليست هذه الأبيات من رواية الحميدي، وقد وردت قبل الأبيات الرائية في ب ~~م. # ترجمته في المطمح: 80 والتكملة: 398 والمغرب 2: 143 والذيل والتكملة 6: ~~10 والإحاطة 2: 250 والمحمدون الشعراء: 99 والخريدة 2: 204 والسلفي: 17 ~~والوافي 2: 86 والفوات 3: 283 والمسالك 11: 400 والزركشي: 262، وانظر ابن ~~خلكان 5: 41 - 42 وصفحات متفرقة من نفح الطيب؛ وأورد ابن خلكان نسبه ~~كالآتي: محمد بن أحمد بن خلف بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم، وورد في سائر ~~المصادر محمد بن أحمد بن عثمان؛ ووصفه ابن عبد الملك بأنه كان متقدما في ~~التعاليم والفلسفة، مبرزا في فك المعنى لا يكاد يدرك فيه شأوه، وذكر ابن ~~الأبار أن ديوانه مدون على حروف المعجم؛ وكانت وفاته في حدود 480 بالمرية. # ط: مليح. # ب م: وضح. # تأليفه في العروض هو " المستنبط في علم الأعاريض المهملة عند العرب " وله ~~أيضا " قيد الأوابد وصيد الشوارد " وكتاب ثالث اسمه " الامتعاض للخليل "، ~~وفي هذا الأخير رد على السرقسطي المنبوز بالحمار واسمه سعيد بن فتحون، وقد ~~مر التعريف به (انظر الذيل والتكملة: 10) . # شرح ابن عبد الملك هذه المطالبة، وذلك أن أخا ابن الحداد قتل رجلا فقبض ~~عليه، ونالت الشاعر بسببه مطالبة أخفى من أجلها حينا، ففصل إلى مرسية ونفذ ~~منها إلى سرقسطة سنة 461. # أقام ابن الحداد في كنف المقتدر أحمد بن هود مدة وامتدحه وامتدح ابنه ~~الحاجب المؤتمن ثم عاد إلى المرية سنة 464. # انظر نفح الطيب 3: 502. # ب م: افتتحه بقول. # ديوان المتنبي: 456. # ب م: قطع من الليل. # ط: الكتاب. # ب م: الأوداء. # ب م: فأدمجت. # ط: الأجزاء. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 384 والميداني 2: 82 والعسكري 2: 162. # عجز بيت، وصدره: أبلغ أبا مسمع عني مغلغلة. # ب م: لمسموغ. # مثل، انظر فصل المقال: 203 والميداني 2: 54 والعسكري 2: 133. # ب م: يخسف. # الهلالي: لعله يعني أبا إسحاق الصابي. # القري: مجرى الماء. # السري: النهر. # البقط: تفاريق الأشياء؛ ولعل الصواب هنا " نقطه "، وفي ب م: وخطه. # ب م: يرود. # لؤم: جمع لأمة، وهي آلة الحرب. # ب م: الدافعة. # ب م: بلمز. # ب م: بأثارتك. # ب م: خلدك. # انظر فصل المقال: 424 والميداني 1: 312 والعسكري 2: 73. # ب م: المائن الحائن ms0546. # ط: خرق حجاب خرجك. # ط: وخمدك. # ب م: منك. # النيق: أرفع موضع في الجبل؛ الخريق: الريح الشديدة؛ وفي ب م: لحريق. # ب م ط: واعتصبت. # ب م: سبيلهم. # ط: ونبهتني. # ب م: ولم تعدم. # ب م: المنة. # السلقة: الذئبة. # البيت للمتلمس، انظر الأغاني 23: 569. # ب م: داري. # ب م: للفقهاء. # ب م: أول وفادتك. # ب م: عظمى. # ب م: حنكني. # ب م: للأذهان لا للأسنان. # ب م: يخرق. # انظر فصل المقال: 204 والعسكري 1: 36. # انظر المثل: " مذكية تقاس بالجذاع " في فصل المقال: 413 والميداني 2: 147 ~~والعسكري 2: 217. # انظر المثل: " ترك الخداع من أجرى من مائة " في فصل المقال: 154 والضبي: ~~28 والميداني 1: 81 والعسكري 1: 188. # ب م: مقنص. # ط: أشفاره. # يقال في المثل: " عود يقلح "، يضرب للمسن يؤدب، والقلح: صفرة تركب ~~الأسنان، والتلقيح هو نزعه وتنقيحه؛ انظر العسكري 2: 39 (تحقيق أبو الفضل) ~~والميداني 1: 309. # انظر المثل: " الحديد بالحديد يفلح " في فصل المقال: 134 والميداني 1: 8 ~~والعسكري 1: 229. # ب م: مكور. # ب م: ألمحها. # انظر المثل في فصل المقال: 42 والميداني 2: 109 والعسكري 2: 273. # بليق: اسم فرس، وفي المثل: " يجري بليق ويذم " يضرب للرجل يجتهد ثم ~~يلازم؛ انظر اللسان (بلق) والعسكري 2: 424 والميداني 2: 249. # ب م: منخلة. # اللواحب: جمع لاحب وهي الطريق الواضحة. # ط: أمتن. # همام: الفرزدق بن غالب بن صمصمة، أما الكندي فهو امرؤ القيس، والبكري: ~~طرفة ابن العبدج. # النتغ: العيب؛ وفي النسخ: " تبقات ". # انظر المثل: " عثيثة تقرم جلدا أملسا " في العسكري 2: 54 (تحقيق أبو ~~الفضل) والميداني 1: 320؛ والعثيثة: تصغير عثة وهي دويبة تقع في الجلد ~~فتفسده. # ب م: ازدهى. # انظر فصل المقال: 335 والضبي: 61 والميداني 1: 198 والعسكري 1: 313. # السقط: الشرارة؛ الشنف: البغضاء. # الماوية: المرآة، وقيل حجر البلور. # لعله أبو بكر الحديدي وكان مقدما عند أهل طليطلة ومن أهل العلم والدهاء، ~~حسن المنظر في صلاح بلده، وكانت العامة تعضده، ولهذا كان إسماعيل بن ذي ~~النون ثم ابنه يحيى من بعده يستشيرانه في مهمات الأمور (البيان المغرب 3: ~~277) وسيعقد ابن بسام فصلا في القسم الرابع يتحدث فيه عن مقتل أبي بكر هذا ~~(انظر المطبوعة 4 / 1: 118) . # اللوح: الجو؛ يوح: الشمس. # الحوباء: النفس. # التباطق: التراسل بالبطاقات، وكأنه اشتقه إذ لم ms0547 يرد استعمال الفعل " بطق ~~" في المعاجم. # ط: وتوهمت. # ب م: ما تحته (اقرأ: فاتحة أو سانحة) . # ب م: عليك. # ب م: معترجاتك. # ذكره العماد في الخريدة 2: 584 وقال إنه منجم المعتمد، وسيأتي له ذكر في ~~القسم الثاني من الذخيرة، ويعتمد عليه ابن بسام في رواية بعض الأخبار. # ب م: به. # ذات الصدع: الأرض تتصدع عن النبات؛ وذات الرجع: السماء، ترجع بالمطر؛ ~~والكبد: المعاناة والمشقة؛ الجزع: القطع. # ب م: هذا. # وردت أبيات من هذه القصيدة في الخريدة 2: 267 منسوبة للأسعد بن بليطة. # ب م ط: صوامع. # المنسأة: العصا. # ط: مثنى ويلفو. # ب م: ويشدى لشعري. # ب م: فرأيا. # ب م: وفي. # وردت أبيات منها في المسالك والمغرب وابن خلكان والمطمح ونفح الطيب 3: ~~503 والخريدة. # ط: فكالعنبري. # النفح: فجمر. # ابن خلكان: حداة هداة. # أوحى: أسرع. # النفح: موارد. # ابن خلكان والخريدة: حوتها. # الضآضئ: جمع ضئضئ وهو الأصل والمعدن. # ب م: تناء. # ط: رأى ابن جذيله. # الخريدة: ذهني. # ط: لم. # انظر النفح 3: 503. # ب م: يدمي. # شروح السقط: 725. # ديوان النابغة: 177 والمعاني الكبير: 319. # هو يزيد بن عبيد بن بني سعد بن بكر، كان شاعرا راوية للحديث، وتوفي ~~بالمدينة سنة 130 (انظر ترجمته في الشعر والشعراء: 591 والأغاني 12: 239 ~~والخزانة 2: 150 وابن حيان رقم: 566 والجمهرة للزبير: 268) . # الأبيات من قصيدة له ورد عدد من أبياتها في اللسان والمعاني الكبير: 1052 ~~- 1053، والبيتان الأولان منها في اللسان (هدج) ومحاضرات الراغب 2: 673 ~~والأول وحده في اللسان (زوج، القطا) والحيوان 5: 573 والميداني 1: 278 ~~والمعاني الكبير: 318، والثاني وحده في اللسان (هدج، مسك) والثالث في ~~المعاني الكبير: 640. # المعاني والحيوان: وهن. # في المصادر: تباشر. # أي أن القطا تقول: قطا، قطا حين تفزعها الحمر ليلا فتنسب أنفسها فتصدق في ~~نسبتها. العرم: بيض القطا لأنه منقطا. غير أزواج: لا يكون بيضها إلا فردا. # الشوى: الأطراف؛ المسك: الذبل من العاج كهيئة السوار، جوابة الآفاق يريد ~~الريح. مهداج: ريح حنون. يتحدث عن حمر الوحش في ورودها الماء، وقد شبه ~~الشعر الذي في قوائمها بالمسك، حين وردت الماء (الذي هو من نسل الريح لأن ~~الريح تسوق السحاب وتعصره) . # المعاني الكبير: تنحاز ms0548 ### | .... # منها؛ وفي النسخ: جندا. # يصف الأمة التي تنساب في الماء أو تنحاز فيه، وهي المسك، والجد جمع جداء ~~وهي التي لا لبن لها؛ قال ابن قتيبة: وكان بعض العلماء يزعم أنه أراد القطا ~~ينحاز من الحمر عند الماء؛ مذبحة: أراد الأطواق في أعناق القطا كأنه أثر ~~الذبح، وكان يرويه " حذا " والقطاة حذاء (أي قصيرة الذنب قليلة الريش) . # ب م: أجسام. # كذا في ب م وسقط البيت من ط. # ديوان المتنبي: 79. # ديوان صريع الغواني: 60 وديوان المعاني 2: 51. # ب م: احمر؛ الديوان: حمي. # هو منصور بن سلمة النمري (ترجمته في الأغاني 13: 139 وطبقات ابن المعتز: ~~242 وتاريخ بغداد 13: 65 والشعر والشعراء: 736) . # انظر النفح 3: 503 وقال إنه مما يتغنى به بالأندلس. # ب م: الخال. # ديوان الهذليين: 147، وانظر عن حديث القارظين ديوان بشر ابن أبي خازم: 26 ~~وفصل المقال: 473 والميداني 1: 142 والأزمنة والأمكنة 2: 13 والأغاني 13: ~~75. # الأغاني 13: 76. # الأغاني: بفيها يعل به. # أي طلعت الجوزاء إثر الثريا عند الفجر، ففي ذلك الوقت يرجع أهل البوادي ~~إلى مياهم، فعند ذلك أظن الظنون بآل فاطمة لأني لا أعرف أين ينزلون، معنا ~~أم مع غيرنا. # ط: محاربا، غير معجمة في ب، م: مجاريا. # ط: فهجره (اقرأ: ففخره) . # ط: معاقرا. # انظر الخريدة 2: 281. # ط م: ركنت. # ط: فتى. # اللزوميات: 66 / أ (نسخة ليدن: 206) ، 1: 176 (ط. هندية) . # اللزوميات: غدا الناس كلهم في أذى. # م: خفيف؛ اللزوميات: ألم تر أن طويل القريض. # ط: مئول. # م: ويبرز. # عيسى بن عمر الثقفي النحوي البصري (- 149) كان صاحب تقعير واستعمال ~~للغريب؛ انظر نور القبس: 46 وأنباه الرواة 2: 374 والفهرست: 41 ومعجم ~~الأدباء 16: 374 ووفيات الأعيان 3: 486. # ديوان المتنبي: 328. # م: المزور. # ط م: فأيدى. # ط: وتحيي الهدى ناصرا ناصرا؛ م: وتجني الهدى. # ط: ويحفظها. # م: صفحتيه. # ط: يسمع إرنان. # م: صداء، وكلاهما صحيح. # م: فينا. # انظر نفح الطيب 3: 504 وذكر أن المعتصم بن صمادح حين قرأ الأبيات قال: لا ~~يتهيأ له صلاح عيش إلا بأخيه، فهو منه بمنزلة السنان من الرمح؛ وأمر ~~بإطلاقه. # الأضبح: ما كان لونه على لون الرماد؛ وإذا قرئت بالصاد المهملة دلت على ~~لون فيه حمرة؛ والأول أدق في وصف الذئب ms0549. # م: فلسحره. # بعد هذا البيت تعود النسخة ب لمشاركة ط م وينتهي الخرم. # ب م ط: وينجح. # ط: فنفد. # ط: ومقترع: ب م: زنود. # ب م: وشأنه. # ط: وحصن. # ب م: العادي. # وردا في الخريدة والمغرب والتكملة والذيل وسرور النفس، الورقة: 449 ~~والنفح 3: 504 وأورد المقري معهما قصة. # راجع أخباره في البيان المغرب 3: 167، 173 - 175 والمعجب: 196 والمغرب 2: ~~195 والقلائد: 47 وأعمال الأعلام: 190 والمطرب: 34 والحلة السيراء 2: 78 - ~~88 والخريدة 2: 83 - 89 ووفيات الأعيان 5: 39 والوافي 5: 45 وتاريخ ابن ~~خلدون 4: 162 وعبر الذهبي 3: 306 وصفحات متفرقة من نفح الطيب. # قارن بالبيان المغرب ودوزي (Recherches ج - 1 الملحق: 19) . # ط: حاجب. # البيان: جملة. # البيان: تقبحت؛ وأراه استعمل " تفرجت " بمعنى: انكشفت وتوضح منها ما كان ~~مستورا، أو لعلها: تمرجت " بمعنى فسدت. # ب م: أبوه. # ب م: الشنعاء. # ب م ط: واستضافت. # ب م: لإصلاح. # ط: فيه. # ط: فيه. # ب م والبيان: يده. # ب م: يده. # ب م: معاتبة. # ظ: من ازدراء فرقة الأندلسيين؛ ب م: من ارداء. # نقل ابن الأبار هذا النص في الحلة (2: 82) ونسبه إلى أبي عامر ونقله ابن ~~سعيد ونسبه إلى ابن بسام. # ب م: أبو معن. # ب م: من فحولة الملوك. # ب م والبيان: واكتفى من (البيان: عن) الضيق بالسعة. # في النسخ: لبيط؛ وقد تكتب ألبيط وهي (Aliedo) حصن بين ليورقة ومرسية. # من قول أبي نؤاس: # تتأيى الطير غدوته ... ثقة بالشبع من جزره البيت لمحمد بن عبد الله بن ~~نمير النميري الثقفي وكان من شعراء الدولة الأموية يهوى زينب أخت الحجاج، ~~انظر الأغاني 6: 180 - 197 في أخباره؛ والبيت ص: 183، وفي الأغاني: 153. # ب م ط: واضطرب. # موضعه القسم الثاني من الذخيرة. # ب م: يوصيني. # هو ابنه معز الدولة أحمد، وقد عهد إليه أبوه أن يلحق ببلاد ابن حماد إذا ~~سمع بخلع ابن عباد على يد المرابطين، فلما حدث ذلك، غادر المرية في رمضان ~~وقيل شعبان سنة 484 وقصد بجاية فأنزله المنصور بن الناصر بن علناس في كنفه ~~(الحلة السيراء 2: 89 - 90) . # عند هذا الحد تنتهي الترجمة في ط؛ ويبدو أن ما ألحق بعد ذلك إنما هو دخيل ~~على الذخيرة، فهو مأخوذ عن القلائد والمطمح. # انظر ms0550 الحلة السيراء 2: 88 والقلائد: 48 والمغرب 2: 197 وكانت المناسبة أن ~~دخل النحلي المرية والناس قد لبسوا البياض، أما هو فكان يرتدي أسمالا ~~سوداء؛ وسترد ترجمة النحلي في القسم الثاني. # الحلة والقلائد: أيجمل. # القلائد: 48 والمغرب. # القلائد: 49. # المصدر نفسه؛ والنفح 1: 666، 3: 329 والمغرب 2: 197. # رفيع الدولة: ذكره صاحب سمط الجمان ولم يسمه وكناه أبا يحيى وكذلك فعل ~~السالمي، وكناه صاحب أبا زكريا (وفي النفح 3: 369 أبو زكريا يحيى بن ~~المعتصم) ؛ انظر في ترجمته الحلة 2: 82 والمغرب 2: 199 والمطمح: 30 والنفح ~~3: 369، 387، وفي ج - 7: 43 ترجمة منقولة عن المطمح وهي مخنلفت عن ما جاء ~~في المطمح المطبوع؛ وتعد هذه القطعة دخيلة على الذخيرة ولذلك ميزتها بحرف ~~طباعي أصغر. # المطمح: حجه. # يعني الفتح بن خاقان. # عند ابن الأبار (الحلة 2: 91) أنه كتب بذلك إلى عز الدولة وهو أخو رفيع ~~الدولة؛ وانظر النفح 3: 369، 7: 42 - 43. # الحلة والنفح: بحليته. # الحلة والنفح: من يفديك. # هذه القطعة والتي تليها لم يوردهما المطمح المطبوع. # ترجم الفتح في القلائد (170 - 171) لمن سماه الوزير المشرف أبا محمد بن ~~مالك ونقل المقري بعض تلك الترجمة (1: 674) ويؤخذ مما ذكره ابن خاقان أن ~~منزلة ابن مالك ارتفعت لدى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وأنه بوأه المراتب ~~اللائقة به وجعله مشرفا على صرف أموال خصصت لإصلاح الأحوال بشرق الأندلس؛ ~~وقد التقى به الفتح بطرطوشة، كما لقيه بإشبيلية. # ب م: اخترت ... ما يعرف. # ب م: صواحب. # ط: الفراق. # ط: الوزير. # يعتمد ابن مالك في هذه المقامة حل الأبيات الشعرية، وسأشير إلى نماذج من ~~ذلك في سياق هذه التعليقات، ولكن استقصاء ذلك كله يثقل الحواشي كثيرا. # ب م: أزهار. # ب م: وبشرى. # النوائج: الرياح الشديدة المرور والهبوب؛ ب م: نوائح؛ ط: بوائح. # انصدع جون الهزيع عن جون الصديع: انشق سواد الليل عن بياض الصبح، ~~والصديع: انصداع الصبح؛ ب م: انصدع جون الضريع. # ب م: أجلبه للأنس. # ب م ط: تنافرها. # الهميم: كأنه من الهمهمة وهي الصوت الخفي؛ والهديد: الدوي؛ وفي ب م: ~~البهيم. # النئيم: الصوت الضعيف الخفي؛ الوئيد: الصوت العالي الشديد. # الكتيبة الجأواء: التي يعلوها السواد لكثرة الدروع؛ ط: بأواء. # ب: سواده؛ ط ms0551: مواده. # ب م: صفصفت. # ب م: صرفت. # ب م: من الغبار ... كتراكم الغمار. # ط: وثابت ... الأحلاك. # ط: جلا. # ط: ضمنت. # من قول المعري (شروح السقط: 1264) : # أودى فليت الحادثات كفاف ... مال المسيف وعنبر المستاف والمسيف هو الذي ~~ذهب ماله. والمستاف: الشام، يقال: ساف الطيب يسوفه واستافه يستافه.. # ط: تودي (وهو خطأ) . # ب م: وأنجمها. # ط: جياد تضمن. # الكلام متصل في ب م. # ب م: فظاهر. # الدخرص والدخرصة من الدرع ما يوصل به البدن ليوسعه. والدلامص: البراق ~~الذي يبرق لونه. # ب م: باضت. # ب م: المتن. # من قول المعري: فلولا الغمد يمسكه لسالا. # الأضا: جمع أضاة وهي البركة. # ط: وارتسم. # ط: واستعار. # ب م: الفرق. # العوهق: الخطاف الأسود، وقيل هو الطائر الذي يسمى الأخيل ولونه أخضر أورق ~~وقال ابن خالويه: العوهق الصبغ شبه اللازورد. # ب م: والبدر. # توجس: تسمع. # محلول من قول البحتري (ديوانه: 1745) : # متوجس برقيقتين كأنما ... تريان من ورق موصل ط: ود. # ط: ثنت. # من المثل: إن يعط العبد كراعا يتسع ذراعا؛ في ط: ساروا في الغد ### | .... # الدؤلول: الداهية، والرقم كذلك. # نثر هنا أبياتا لأبي تمام (ديوانه 3: 27، 28) : # وكم ناكث للعهد قد نكثت به ... أمانيه واستخذى لحقك باطله # إذا مارق بالغدر حاول غدرة ... فذاك حري أن تبين حلائله # وإن يبن حيطانا عليه فإنما ... أولئك عقالاته لا معاقله من قول أبي تمام ~~(ديوانه 2: 109) : # شهدت لقد أقوت مغانيكم بعدي ... ومحت كما محت وشائع من برد والوشائع: ~~خيوط الثوب؛ ومحت: أخلقت. # مؤلل: محدد. # ب م: وأي. # ط: السهب. # ط: رجم. # من قول المتنبي (ديوانه: 258) : # فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال من قول المتنبي ~~(ديوانه: 92) : # وما أنا بالعيش فيهم ... ولكن معدن الذهب الرغام نثر قول البحتري ~~(ديوانه: 247 - 248) : # لا يحتذي خلق القصي ولا يرى ... متشبها في سؤدد بغريب # شرف تتابع كابرا عن كابر ... كالرمح أنبوبا على أنبوب انظر فصل المقال: ~~362 والميداني 1: 221 والعسكري 1: 331. # انظر فصل المقالك 199 والضبي: 54 والميداني 2: 152. # نثر قول أبي تمام (ديوانه 3: 49) : # بوأت رحلي في المراد المبقل ... فرتعت في أثر الغمام المسبل # من ms0552 مبلغ أبناء يعرب كلها ... أني ابتنيت الجار قبل المنزل وفي ط: أنزلت ~~رحلي. # ط: كالسيف. # من قول الشاعر: # فان يكن الذي ساء واحدا ... فأفعاله اللائي سررن ألوف وانظر ما تقدم ص: ~~340. # ط: خلدي. # من قول الشاعر: # أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا فارغا فتمكنا السيف ~~الخشيب: الحديث الصنعة أو الذي برد ولم يصقل؛ المخشوب: الذي بري البري ~~الأول. # ط: تذكر. # من قولهم ": وأول الغيث قطر ثم ينهمر. # ب م: غربان. # ب م: أي جيد أقلد. # من قول المعري: # وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل ط: لدلالة. # اللكاك: الزحام. # الرسوب: السيف الماضي الذي يغيب في الضريبة. # الجدلاء: الدرع المحكمة النسج. # هو أبو براء عامر بن مالك شيخ بني عامر، وكان يلقب ملاعب الأسنة، لمهارته ~~في التصرف بالرمح؛ وفي ب م: ملاعب الأسنة. # م: بالنبل؛ ب: بالميل. # المشهور هرم بن سنان الذي قام بالحمالات بين عبس وذبيان. # ب م: واقتطف. # ب م: ريحان. # ط: عامر. # ب م: بقسطاسي. # ط: نصاب. # ب م: ولا سرى وهمها في طيف وسنان. # ط: وأنفسنا. # ذكره الحميدي (الجذوة: 366) في من شره بالكنية ولم يعرف اسمه " أبو احمد ~~المنفتل " (البغية رقم: 1510) وانظر المغرب 2: 99 حيث ذكر أنه من أعلام ~~شعراء البيرة في مدة ملوك الطوائف، وإن صاحب المسهب ذكره، وذكره العمري في ~~المسالك 11: 404 والعماد في الخريدة 2: 165 وسماه أحمد بن شقاق؛ وجمع ان ~~ظافر في بدائع البدائه بين التسميتين فقال: أحمد بن الشقاق (في البدائع: ~~الشفاق) المنعوت بالمنفتل ويقول العمري: " " قام على الغواية برهة ثم أقلع ~~" وانظر النفح 3: 264، 332، 387 - 388. # ب م: عند إملاء. # انظر المسالك 11: 406. # المسالك: تطرقها. # المسالك: الطرب. # ط: الأنام. # المسالك: ثيابك. # المسالك: بالمن. # ب: يرجى. # المسالك 11: 405. # ط: يشملنا. # ورد البيتان في المسالك. # ط: ما. # ط: عادل حاكم. # أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني القبذاقي: له ترجمة في القسم ~~الثاني من الذخيرة، ونسبه الحميدي (الجذوة: 260) إلى بطليوس؛ ورويت القصة ~~والبيتان في النفح 3: 264 وبدائع البدائه: 365 - 366. # انظر البيتين في المسالك والنفح وبدائع البدائه. # وردا في ms0553 المغرب والخريدة. # ب م: يسمو. # ترجمة أبي تمام ابن رباح الحجام في القسم الثالث (ص: 821) والبيتان في ~~المسالك 11: 452 برواية مختلفة. # ط: يستعمل. # المرقاس، أو المركاس كما في كتاب الطبيخ: 21) نوع من النقانق، يدق اللحم ~~ويعرك في قصعة بشيء من الزيت ثم يضاف إليه ثلاثة أرباعه من الشحم ويحشى به ~~المصران ويقلى ثم تصنع له مرقة من خل وزيت. # وردا في المسالك. # ب م: لتمنيت. # القطرميز (Bocal) نوع من الزهرية ضيق عند العنق واسع الفم. # الأبيات في المسالك. # ط: الحرار. # يعرف بالأخفش بن ميمون أو بابن الفراء. أصله من القبذان وتأدب في قرطبة ~~وله أمداح في ابن النغريلي (النغرله) الإسرائيلي وزير صاحب غرناطة (انظر ~~المغرب 2: 182 - 184 والنفح 3: 387؛ وبيتا المنفتل في النفح والثاني منهما ~~فيه 3: 332 ونسمه ابن سعيد 2: 184 لابن زيدون) . # المغرب والنفح: فإذا ما قال شعرا. # ب م: حمدان. # ثار بلبلة أبو العباس أحمد بن يحيى اليحصبي سنة 414 وظل يحكمها حتى سنة ~~433 وتلقب تاج الدولة ثم خلفة أخوه محمد عز الدولة حتى سنة 433 وجاء بعده ~~ابن أخيه فتح بن خلف بن يحيى ناصر الدولة إلى أن قضى المعتضد على دولته سنة ~~445، ولا أدري إلى أي واحد يشير بقوله " جهران " ولعل الصواب: حمدان وهي ~~صورة من صورة " أحمد ". # ب م: لثق. # ابن النغريلي الإسرائيلي: يكتب الاسم على أشكال لعل أصوبها ابن نغدالة أي ~~" المدبر " ويطلق على اثنين مشهورين هما صموئيل بن يوسف (إسماعيل أو اشموال ~~بن يوسف) ويوسف ابنه، وقد كان إسماعيل عالما وزر لصاحب غرناطة، وخلفه ابنه ~~يوسف فاساء اتصرف فيما يبدو، فثار عليه الناس وقتلوا. ولكن ابن بسام ينسب ~~أفعال الابن إلى أبيه، ويتابعه في ذلك ابن سعيد في المغرب، وهذا خطأ على ~~وجه الدقة (انظر مقدمتي على رسالة الرد على ابن النغريله لابن حزم: 9 - 18، ~~القاهرة 1960) . # ب م: لم يألم. # ب م: عقدا. # من قول امرئ القيس: # فقلت له لا تك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا السراء: ضرب من ~~الشجر تتخذ منه القسي، وقال زهير - والكاتب هنا يومئ إلى ما ورد ms0554 عنده: # ثلاث كأقواس السراء وناشط ... قد انحص من لس الغمير جحافله استعمل " أربع ~~" على التأنيث، ثم قال: " يتشبثون، ويتعلقون " ثم عاد إلى التأنيث بقوله " ~~أعوذهن " ### | .... # الخ. # ب م: وأحنف. # ب م ط: المقاتل. # بعد هذا البيت وقع خرم في ب. # ورد منها عشرة أبيات في المسالك 11: 406. # المسالك: قد بدت. # ط: تزين عقودها. # م: كهوف، وسقط البيت من ط. # هذه العبارة التي تنص على عدم إدراج الغلو قد نسخت بما جاء بعدها من ~~إثبات للغلو، وتعليق لابن بسام عليه، وهذا قد يشير إلى مرحلتين من العمل في ~~نص الذخيرة؛ ولم يرد هذا القسم في ط حتى نهاية الفصل. # م: لم. # القطر: النحاس. # م: وإن. # واضح أن القصيدة موجهة إلى إسماعيل، وهذا الفصل يشرح مقتل ابنه يوسف، وقد ~~أشرت إلى اضطراب ابن بسام في ذلك. # ط: المأبون. # م: على كل دين. # م: نصب. # م: وحجة. # ط: بالناغير. # م: عندهم. # م: الذهلة. # من قول أعربي يهجو بني جوين: # إذا ما قلت أيهم لأي ... تشابهت المناكب والرؤوس انظر فصل المقال: 196 - ~~197 وعيون الأخبار 2: 2. # م ط: وشد. # ط م: البادسي. # ط: نجعه. # م: وتنسم. # م: وثابوا. # م: وهتكوا دون اليهودي كل حجاب. # ترجم له ابن الأبار (التكملة رقم: 1552) وذكر أن كنيته أبو الحسن، وقال: ~~روى عن أبي بكر مسلم بن أحمد الأديب بقرطبة، وله كتاب بستان الملوك، ذكره ~~القنطري. ومسلم بن أحمد هو ابن أفلح النحوي الأديب (376 - 433) كان رجلا ~~جيد الدين راوية للشعر وكتب الآداب، وكان لتلاميذه كالأب الشفيق (انظر ~~الصلة: 591 - 592) . # م: بصاحب الاسفيريا؛ والاسفيريا (وتكتب أيضا اسفريا) نوع من الطعام، راجع ~~وصفه في كتاب الطبيخ: 23. # م: الأعراب. # هنا ينتهي الخرم في ب. # وردت هذه الأبيات ص 508 من هذا الجزء. # التيمية 1: 308 ودمية القصر 1: 93 وألحق بديوانه: 464. # الدمية واليتيمة: في خده؛ الدمية: فتبخترا. # ديوان إبراهيم بن العباس: 145 ومعاني العسكري 1: 351 وزهر الآداب: 299 ~~ونهاية الأرب 1: 134 وسرور النفس: 32. # نسبه في سرور النفس: 32 لابن المعتز. # ديوان بشار: 211 (جمع العلوي) وفيه تخريج كثير. # ورد لابن المعتز (الأوراق: 224) . # سرور النفس: 30 ومعاني العسكري 1: 348 وزهر الآداب ms0555: 749 والمختار: 20 ~~ونهاية الأرب 1: 135. # انظر المصادر المذكور في الحاشية السابقة. # زهر الآداب: 749 والمختار: 21 والعكبري 1: 40 وسرور النفس: 30 ونهاية ~~الأدب 1: 135 وديوانه: 20. # ط: بلفظ. # ب م ط: حمرتها. # لم ترد في ديوانه. # ديوان تميم: 239. # ب م: نبذت. # لم يردا في ديوانه. # ديوان ابن زيدون: 230. # لم ترد في ديوانه. # وردا من قبل ص: 565. # ط: كقول. # هما لكشاجم في قطب السرور: 569. # انظر ما تقدم ص: 564. # ط: الكاس، الآس. # انظر ما تقدم ص: 510. # ط: يلهو. # ط: دثر. # البيت لأبي تمام، ديوانه 1: 62. # ط: عزلته ... خلعته. # ط: أعشى. # ديوانه 4: 90 والأوراق: 261 وحلبة الكميت: 329 ونهاية الأرب 1: 46 وشرح ~~الشريشي 1: 72. # الديوان: بلحظ مريض مدنف. # ديوان ابن الرومي: 147. # الديوان: فحرته فيه بمطلع. # الديوان: شمس تساترنا؛ ط: ظلت تلاحظه. # ب م: منيق؛ والقاف غير معجمة في ط؛ ولعل الصواب: " ينق ". # ب م: الليل. # ط: غصنه. # انظر ما تقدم ص: 516. # زهر الآداب: 692 وسرور النفس: 427. # في النسخ: قد، وزهر الآداب: جر (اقرأ: حز) . # لم ترد في ديوان ابن المعتز؛ ونسبها صاحب سرور النفس: 424 للنامي، ولم ~~تدرج في ديوانه المجموع. # ديوان العباس: 197. # ترجمة ابن مرزقان في القسم الثاني من الذخيرة. # ب م: بينهما. # ط: وقال في جارية كان في يدها شمعة؛ وانظر نفح الطيب 3: 264. # ط والنفح: إحداكما. # ب م: وقال أبو جعفر بن هريرة التطيلي؛ ولم ترد الأبيات في ديوانه، وهي ~~تلحق بقصيدته رقم 24 (ص: 70) في رثاء زوجته. # ب م ط: خمدت. # زهر الآداب: 693. # سرور النفس: 434 - 435. # زهر الآداب: 693. # شروح السقط: 1683 وسرور النفس: 428. # ط: المهم. # ب م: وتخر الحرائر. # انظر ما تقدم ص: 574. # هنا تنتهي الترجمة من ط. # أقدر أن هنا سقطا في النص، لا يتم المعنى دونه، كأن يقال " وأنا أردد ~~قولي ... " وأنه لابد من إيراد البيت المقصود، وذلك ينسجم مع قوله من بعد " ~~بحرمة الأدب إلا ما أعدت علي البيت ". # ليس الشعر للعباس بن الأحنف، وإنما ينسب تارة لعلية بنت المهدي (الأغاني ~~10: 185 والفوات 3: 125) وتارة لأبي حفص الشطرنجي (الأغاني 22: 51 والفوات ~~3: 136) وكان الشطرنجي قد نشأ في دار المهدي وكان يقول الأشعار لعليلة ~~فتنتحلها. # ب م: بانيا على قصوره؛ ب ms0556: قصوده. # في ب م: يحيى بن إبراهيم؛ والصواب ما أثبته وهو إبراهيم بن يحيى بن محمد ~~بن حسين ابن أسد التميمي، وكان صديقا للفقيه أبي محمد ابن حزم، توفي سنة ~~461 (الجذوة: 149 والبغية رقم: 531 والصلة: 96) وهو ابن عم عبد الملك بن ~~زيادة الله الذي تقدمت ترجمته، يلتقيان في " حسين ". # ذكره ابن سعيد (المغرب 2: 281) ونسبه إلى لورقة، وكذلك ورد ذكره في ~~المسالك 11: 407، وكلا المصدرين يعتمد على الذخيرة. # ط: لبز أهل عصره. # ط: وكان من ذوي الاقتار. # المغرب 2: 282. # وردا في المغرب. # ب م والمغرب: أملي. # ب م: صفاتهما. # وردا في المغرب والمسالك. # انظر المغرب 2: 283. # وردا في المسالك. # ب م والمغرب: وجه. # المغرب: يبسم. # وردت في المغرب والمسالك. # المسالك: صباحا. # وردت ترجمته في الجذوة: 166 (البغية رقم: 581) والمطمح: 83 والمغرب 2: 17 ~~والمطرب: 126 والخريدة (في ثلاثة مواضع) 2: 90، 262، 585) والمسالك (في ~~موضعين في الثاني منهما ظنه ابنا له) ج - 11: 408، 460 وخلط بعض شعره بشعر ~~ابن الحداد، ونقل المقري (النفح 4: 51 - 52) ترجمته عن المطمح، وانظر النفح ~~أيضا 4: 100. # ما بين حاصرتين من المطمح: 83. # ط: وأظنه. # ط: وتردد ببلاد المغرب. # ب م: في حين تأليفي هذا التصنيف. # ب م: ولا بأس بحول الله من حصوله. # هي في الجذوة والمسالك: 408، ومنها بيتان في المطمح والنفح. # وردا في المسالك: 408. # هو أبو نواس، وهذا البيت في ديوان المعاني 1: 258 وتشبيهات ابن أبي عون: ~~84 ونهاية الأرب 2: 272. # وردا في المسالك. # تقدم هذا البيت من قبل. # ديوان ابن هانئ: 194. # هما في المسالك: 408 والخريدة 2: 90، 270، 587. # هو أبو بكر محمد النحوي (- 316) ؛ انظر ترجمته في إنباه الرواة 3: 145 ~~وفي الحاشية ذكر لمصادر أخرى. # إنباه 3: 148 وذكر أنه قالهما لما حضر ابن يانس المغني. # وردا في الجذوة. # قطعة من ثلاثة أبيات في المطرب؛: 126 والخريدة (90، 269، 587) والمسالك: ~~460 واثنان في المسالك: 408. # سيجيء الحديث عنه في هذا القسم. # تقدم من قبل. # انظر القسم الثالث ص: 669. # هما في المسالك: 408. # هذا البيت والذي يليه لم يردا في ط: وأغلب الظن أنهما دخيلان من المطمح: ~~84 (النفح 4: 50) والبيت الذي للأسعد هذا أحد بيتين في الجذوة: 166؛ وانظر ~~ديوان ابن زيدون: 590 وروايته: تعدونني كالمندل الرطب إنما؛ وقد مر البيت ms0557 ~~في ترجمة ابن زيدون ص: 354. # وردت ثلاثة منها في الخريدة: 588 واثنان في المسالك: 408. # أبو بكر الكميت بن الحسن شاعر وشاح كان من شعراء عماد الدولة أبي جعفر بن ~~المستعين ابن هود بسرقسطة، لقيه الحميدي وقرأ عليه كثيرا من شعره (انظر ~~الجذوة: 314 والبغية رقم: 1315 والمغرب 1: 370 والنفح 3: 354 والتكملة: ~~348؛ وانظر جيش التوشيح: 86 - 96) . # ينسب أيضا لجرير: انظر ديوانه: 1030. # هما في المسالك: 408. # وردت الأبيات في الخريدة: 90 والمسالك: 408. # ط: عليه. # ب م: نموت. # منها أربعة في المغرب. # ب م: كانوا. # ب م: وضعت. # منها ستة عشر بيتا في المطمح (مكررة في النفح 4: 50، وثلاثة في النفح 4: ~~100 و 13 ثم 7 ثم 3 في الخريدة: 585، 266، 90 و 4 في المسالك: 460. # ب م: بالحلم. # المطمح والنفح: برامة. # الأوراق: 199. # ط والخريدة: حمرة. # ب م: أجادها. # ب م: ذبالا أعدت؛ وسقطت جميع الأبيات من ط. # كذا؛ ولعل الصواب: شايرتك، أي ارتفعت ببصرها إليك. # ترجمته في أخبار وتراجم للسلفي: 76 وسماه هناك عبادة بن محمد (وعبادة هو ~~ابن هذا الشاعر المترجم به) والقلائد: 14 والخريدة 2: 182 والمغرب 2: 134 ~~والوافي 3: 189 والنفح 3: 411، 394، 610؛ 4: 13، 103 وترجمته في أزهار ~~الرياض 2: 252 أجود، وهي منقولة عن ابن خاتمة، وانظر مسالك الأبصار 11: 377 ~~ودار الطراز حيث وردت له موشحات؛ ومن الغريب أن لسان الدين لم يذكره في جيش ~~التوشيح. # ط: ذكر. # ب م: وأنشد. # منها 11 بيتا في المغرب و 6 في قلائد العقيان: 14 وأربعة في الخريدو. # ب م: جلبت. # منها 5 أبيات في المسالك وثلاثة في المغرب. # ط: وهو القائل. # ط: العلاء به. # القراق: الذي يصنع الأقراق (نوع من النعال) فهو الإسكاف. # لم أجد أحدا ذكره سوى العمري في المسالك 11: 412 اعتمادا على الذخيرة؛ ~~وفي ب م: الطغيري. # ط: العيد. # ط: بفرقد. # ب م: شوط. # ب م: يصف فيها قدر الحمام، خاطب بها والد غلام، كان له هناك حفظ وإكرام ~~يقول فيها. # ب م: على ذات الحال. # ب م: يد. # ب م: نماؤه. # من قول الأعشى (ديوانه: 150) : # نفى الذم عن آل جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تفهق ط: وظرف؛ ب م: وظعن. # بهامش ظ تصحيحا: لعبد الرحيم. # ليس يتضح علاقة هذه الأبيات بالترجمة، أو علاقة ms0558 المترجم به بعبد الرحمن ~~بن عبد الرزاق؛ والأمير عبد الله هو عبد الله بن بلقين آخر بني زيزي في ~~غرناطة (469 - 483) ولكني لم أجد ذكرا لوزيره في المصادر. # ط: منية. # ط: الظليم. # منها أربعة أبيات في مسالك الأبصار. # ب م: ذا كرر الوجه وذا سامج. # ترجمته في الصلة: 346 والقلائد: 190 والخريدة 2: 374 وترتيب المدارك 4: ~~816 والمغرب 1: 115 والديباج المذهب 157 وبغية الوعاة: 312. # هو أبو الوليد احمد بن عبد الله بن أحمد بن طريف بن سعد، روى عن شيوخ ~~قرطبة ومن بينهم أبو مروان ابن سراج وابن حيان، وكان أديبا نحويا لغويا ~~كاتبا بليغا، وهو أحد شيوخ ابن بشكوال، وكانت وفاته سنة 520 (الصلة: 79 - ~~80) . # ذكر القاضي عياض أنه " قوة " بالواو، وهو سراج بن قوة بن رفعي بن الكاهن ~~(ترتيب المدارك: 816) . # ب م: التهافت. # ب م: ومشهور. # ب م: وأيأس. # ب م: وكتاب المعاني. # ط: وغير ذلك من الكتب. # ط: لثلاث خلون؛ وعند ابن بشكوال: ليلة عرفة. # ب م: سنة خمسمائة. # في الصلة: سنة أربعمائة. # ط: الرابع. # ط: ابن حازم؛ وهو خازم بن محمد بن خازم (410 - 496) قرطبي غلب عليه الأدب ~~وكان له تصرف في اللغة ولكنه لم يكن بالضابط لما رواه (الصلة: 178) . # ط: قال فيها. # ديوان ابن دريد: 39 (ط. تونس) . # صحب أبا مروان ابن سراج مدة أربعين عاما، وكان من أهل المعرفة بالآداب ~~ومعاني الأشعار وكان عسر الأخذ نكد الخلق، وتوفي سنة 514 (الصلة: 77 - 78) ~~. # جده مكي بن أبي طالب هو المقرئ المشهور، أما هو فكان شيخ ابن بشكوال، ~~صحبه خمسة عشر عاما، وكان عالما باللغات والآداب ضابطا، جماعة للكتب في هذا ~~الشأن، وتوفي سنة 535 (الصلة: 129 والمغرب 1: 108 وإنباه الرواة 1: 267 ~~وبغية الملتمس رقم: 617) . # ب م: خلس. # ب م: منه. # ب م: به. # ابن خلكان 3: 214، 5، 31 ونسبها لابن المعتز. # ديوان الرضي 2: 201. # ديوان ابن حميدس: 269. # ط: تصرفت. # ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # ط: وارت. # ط: نشأ، وسقطت من م. # ب م: الملا. # ب م: منه. # ب م: القوى. # ب م: فوق. # نرد ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # ط: المتقدم بنبله. # ب م: اصطفت ms0559 مواقفها. # ط: فيها. # ط: تفنى. # هو محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن حكم بن سليمان ~~بن الناصر الأموي، ويعرف بالأحمر، تتلمذ على أبي مروان ابن سراج وكان حافظا ~~للفقه متفننا في المعارف، توفي سنة 542 (الصلة: 557) . # ب م: أبنه قصيدة يقول فيها. # ب م: وليس هذا المجموع لاستقصائها. # ط: قدماء. # ترجمة أبي الحسين سراج بن عبد الملك في الصلة: 222 والمغرب 1: 116 ~~والقلائد: 202 وأخبار وتراجم أندلسية: 132 والديباج المذهب: 126 وترتيب ~~المدارك 4: 518 والخريدة 2: 484 والمطرب: 132 والمسالك 11: 414 ومعجم ~~الأدباء 11: 181 وبغية الوعاة: 251. # وردت الأبيات في المغرب والخريدة والمسالك والسلفي. # ب م: الدموع. # ديوان التهامي: 89. # ترد ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # من أبيات له سائرة، انظر الخريدة 2: 237 وابن خلكان 6: 203 والمطرب: 198 ~~والمغرب 2: 19 ومعجم الأدباء 19: 21 والنفح 3: 209، 4: 155، 237 وسترد ~~ترجمة ابن بقي والأبيات في القسم الثاني من الذخيرة. # ط: عنه. # أبو الحسن بن اليسع: أخباره في الحلة السيراء 2: 172 - 176 والمغرب 2: ~~87، 248 والقلائد: 167. # ط: فارتجل أبو الحسين؛ وانظر الحلة: 173. # هو أبو علي محمد بن المستنير أحد تلامذة سيبويه (توفي سنة 206) انظر نور ~~القيس: 174 وفيه نماذج من شعره، وإنباه الرواة 3: 219 وفي الحاشية ثبت ~~بمصادر ترجمته. # أبو محمد اليزيدي: يحيى بن المبارك بن المنيرة العدوي (- 202) . ترجم له ~~ابن خلكان 6: 183 (وفي الحاشية بيان بمصادر ترجمته) وانظر مجموعة من شعره ~~في نور القبس: 80 - 87؛ وقد قام الدكتور محسن غياض بجمع شعر اليزيديين ~~(بغداد 1973) . # انظر شعر الزيديين: 34. # ط: جاهلا. # ديوان دعبل: 136. # اسمه محمد بن سعد (ويقال هشام) بن عون السعدي، وكان يسمى بمحمد ومرة ~~بأحمد وكنيه أغلب عليه، وكان أعرابيا يفخم كلامه ويعرب منطقه، توفي سنة 248 ~~(الفهرست 48 وأنباه الرواة 4: 167) . وفي ب م ط: ابن محلم. # هو محمد بن عبيد الله بن عمرو، أموي النسبة، بصري، وكان يروي الأخبار ~~وأيام العرب، وكان مستهترا بالشراب ويقول الشعر في عتبة فعرف بالعتبي، توفي ~~سنة 228. (انظر ابن خلكان 4: 398 وفي الحاشية ذكر لمصادر أخرى) . # في النسخ ابن ليونس ... جرك؛ والتصويب عن نور القبس: 114 وأنباه الرواة ~~3: 282، وورد شعر أبي عبيدة فيهما. # ب م: استفتاح. # لم أجد من ترجم له، وفي الذيل ms0560 والتكملة 5: 33 ذكر لعبد الملك بن محمد بن ~~شماخ الغافقي أبي مروان أخي أبي جعفر وأنه روى عن أبي جعفر البطروجي، ولم ~~يزد على ذلك. # ط: أدركته. # ط: ولولا أنه اختصر لمهر وبهر. # ط: أخرجت. # ط: القاضي. # ط: قال فيها. # ط: دام عز؛ ب م: أعز الله. # ط: أدبه. # ب م: الواسعة. # ب م: سألمح ... بلمحة. # ب م: بإشبيلية. # ب م: زهدنا في حمص. # غافق: من كورة فحص البلوط. # ب م: صرفت. # انظر يتيمة الدهر 4: 335 وعكس ترتيب البيتين. # المصدر السابق نفسه. # ط: والجار. # ديوان أبي تمام 3: 182. # ديوان ابن هانئ: 58. # في النسخ: يبدي ... ويعيد. # ورد بعض هذه الرسالة في القلائد: 193. # البيت لتميم بن أبي بن مقبل، ديوانه: 273 وشرح شواهد المغني: 227 ~~والخصائص 1: 318. # في النسخ: غني، والتصويب عن القلائد. # البيت لطرفة، ديوانه: 93؛ وفي ب م: وسقى ديارك. # القلائد: لسبيله. # القلائد: معرسه. # فيه إشارة إلى المثل: " فتى ولا كمالك ". # في النسخ: وتقبلت، والتصويب عن القلائد. # القلائد: في ميدان الحمد ### | .... # اتخذ له الريح خافية وساقا. # ط: وجه. # من قول ذي الرمة (ديوانه 2: 490) : # وردت اعتسافا والثريا كأنها ... على قمة الرأس ابن ماء محلق انظر ديوان ~~المتنبي: 15. # ب م والقلائد: بسنا وإن كرمت أوائلنا. # ط: وثلج؛ القلائد: وطلح، وهي قراءة جيدة. # هو لجرير (التاج: قنعس) . # البيت لأبي الطمحان القيني (الأغاني 12: 8 - 9) . # ب م: كالمرهف. # ب م: وأعطر. # ط: جفت. # لأعشى الكبير، ديوانه: 43. # ط: منبتل رداء (اقرأ: مسبل رداء) ؛ القلائد: مقتبل رداء. # ط: تشرق؛ القلائد: تروق. # إلى هنا ينتهي ما ورد من الرسالة في القلائد. # في النسخ: وأوعزت إيعاز؛ وصوبته بحسب المعنى. # البيت والأبيات التالية لأبي تمام، ديوانه 3: 355 - 357. # زيادة من الديوان. # ب م: أدرن. # ط: ببقاعه. # انظر ديوان المتنبي: 323. # ب م: باد. # انظر ديوان جميل بثينة: 144. # لم يرد إلا في نسخة دار الكتب؛ وفي البيت إشارة إلى المثلين: ماء ولا ~~كصداء ومرعى ولا كالسعدان؛ انظر فصل المقال: 199 والضبي: 21، 54، والميداني ~~2: 153، 152. # انظر فصل المقال: 202 والميداني 2: 14. # انظر فصل المقال: 135 والضبي: 9 والميداني 1: 86. # انظر فصل المقال: 33 والميداني 1: 242. # البيت لعبد الله بن معاوية بن عبد الله ms0561 بن جعفر، انظر بهجة المجالس 1: ~~814 وعيون الأخبار 3: 76. # البيت للفرزدق وهو من شواهد سيبويه 2: 207 والخزانة 1: 99. # انظر فصل المقال: 427 والميداني 2: 108. # من المثل: حرك لها حوارها تحن (العسكري 1: 100) . # دسع البعير بجرته: دفعها حتى أخرجها من جوفه. # كذا هو، ولعل صوابه " عن غرضة فقير " والغرضة: الحزام، والفقير: الجمل ~~المكسور الفقار؛ وفي ط: قرصة فقير، وهي قراءة جيدة، وهو يومئ إلى القلة، ~~ويفسره البيت التالي. # قال مالك: يريد أنه ترك ميدان الأدب، وتعلق بالفقه، وإلى مثل هذا يشير ~~الأعمى التطيلي بقوله # ويا قال زيد أعرضي أو تعارضي ... فقد حال من دون المنى " قال الملك " ~~الشعر لأبي نواس، ديوانه: 325. # في النسخ: ينافج. # انظر اللسان: (لغط) . # ديوان أبي تمام 1: 325. # ديوان المتنبي: 480. # ب م: بقاع. # زاد في نسخة دار الكتب: # الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرجل ط: سآتيكه. # البيت للنابغة الذبياني، الأغاني 8: 214، وسقط من قصيدة في ديوانه: 113 - ~~120 (شرح ابن السكيت، تحقيق الدكتور شكري فيصل) . # بنو حمدين تغلبيون في نسبتهم، وقد كان لمحمد بن علي منهم ابنان أحدهما ~~أبو القاسم أحمد (الصلة: 81 والمغرب 1: 162) وكان قاضيا للجماعة بقرطبة ~~وتوفي سنة 521؛ والثاني أبو جعفر حمدين تولى قضاء بلده سنة 529 ثم صرف عن ~~القضاء سنة 532 ثم أعيد وبقي حتى انهيار دولة المرابطين، فتسلم زمام قرطبة ~~ودعي له على منابرها وسمى نفسه " أمير المسلمين " المنصور بالله " (وكانت ~~وفاته سنة 548) أما أبو عبد الله المذكور هنا فهو ولد أبي القاسم أحمد. وقد ~~سماه ابن خاقان أيضا (القلائد: 192) قاضي الجماعة، ولا بد أن يكون تولى ~~القضاء بعد وفاة والده (أي بين 521 - 529) . # ب م: الأيام. # ب م: معزوب. # ب م: منه. # ط: البديع. # ب م: وأفرغ فيها ... سكته. # ب م: بسجوة. # في النسخ: ويعنى. # ديوان أبي تمام 1: 402. # انظر رسالة الكشف عن مساوئ المتنبي (مع الابانة للعمدي) : 234 - 235. # ديوان أبي تمام 1: 25. # انظر الوساطة: 429، 180 ورسالة الصاحب: 244، وأبيات المتنبي في ديوانه: ~~424، 11، 119، 572. # ديوانه 2: 324 وصدره: تروح علينا كل يوم وتغتدي. # ديوان بشار: 165 (جمع العلوي) . # ب م: بطعنة. # لعلها يك (Yecla) شمال مرسية؛ وهناك لكة وهي من كورة شذونة حيث كان ms0562 لقاء ~~طارق ورذريق (الروض المعطار: 169) وذكر صاحب الروض (185) لكة في أقصى ~~الشمال، مما يجعل تعيين الموضع الذي قصده ابن شماخ غير متيسر. # بنو صباح: انظر الاشتقاق: 192 - 193، 198. # ديوان المتنبي: 584، 586. # في النسخ: محسن وتفرق غلمانه. # قد مر التعريف به ص: 512 وانظر الأغاني 22: 255 - 256. # ب م: بهم. # ط: بفأل. # ب م: جامدا. # ط: العيش. # أورد ابن بشكوال ترجمة لأبي عمر أحمد بن يحيى بن عيسى الالبيري الذي يروي ~~عنه أبو المطرف الشعبي، وقد لقيه أبو المطرف بغرناطة سنة 428، وكان أبو عمر ~~يعرف قديما بابن المحتسب ثم عرف بابن عيسى، وكان أديبا شاعرا متكلما، له ~~مؤلفات قرأها عليه أبو المطرف؛ وقال ابن خزرج أن ابن عيسى سنة 429 (الصلة: ~~48) وترجم له ابن سعيد (المغرب 2: 95) في قسم البيرة، ولكن جانبا مما ذكره ~~مختلط بترجمة أبي الوليد غانم، وهي الترجمة التالية. # ب م: ما هو شرط للكتاب. # أبو المطرف الشعبي هو عبد الرحمن بن قاسم من أهل مالقة، كان فقيها ذاكرا ~~للمسائل يحفظ المدونة وغيرها، أخذ عن شيوخ مالقة كأبي أيوب الالبيري وحسين ~~بن موسى الفقيه المشاور وغيرهما، وشوور ببلده في الأحكام، توفي سنة 497 ~~(الصلة: 329 وأدباء مالقة: 131) . # ب م: العلم. # ب م: أنى. # ب م: صراطها المستقيم. # في النسخ: وجلت (اقرأ: جلت) . # ط: حنينا. # ط: مشوب. # ب م: كميت (اقرأ: كمنة) . # ب م: دائما. # ط: مخواصا؛ ب: محواضا. # ب م: أبقت. # ب: تصفو معاطفة؛ ب م: لتستمر. # ط: جددت. # ب م ط: سر. # انظر الآية: 44 من سورة الشورى. # ط: الطريق. # ط: وجوابه. # هو غانم بن وليد بن محمد بن عبد الرحمن المخزومي من أهل مالقة (- 470) ؛ ~~انظر الجذوة: 306 (والبغية رقم: 1280) والصلة: 433 وأدباء مالقة: 179 ~~والمطمح: 60 والمغرب 1: 317 والمطرب: 84 ومعجم الأدباء 16: 167 وبغية ~~الوعاة: 371 وصفحات متفرقة من النفح. # ب م: وجميل. # ب م: في مخزوم. # ط: التعليم. # ذكر ابن عسكر في أدباء مالقة: 166 علي بن عميثل وقال: من اشياخ مالقة، ~~ولم يذكر كنيته، وذكر ص: 190 سليمان بن عميثل، ويرجع بنسبه إلى قبيلة ~~عاملة، وكنيته أبو أيوب. # وردا في المغرب 1: 318 ومعهما بيت ثالث. # ب ms0563 م: لو. # ب م: الوفاء. # بنو جودي: ينتسبون إلى بني سعد بن بكر بن هوازن، وقد رأس بعضهم (النفح 1: ~~291) ؛ كان جدهم جودي بن أسباط يلي الشرطة للحكم الربضي، كما ولي قضاء ~~البيرة (الحلة 1: 155) . # ط: بالراح. # وردت هذه الرسالة في أدباء مالقة: 179 - 180. # أدباء مالقة: الفارط. # ب م: والشاهق؛ أدباء مالقة: والسابق. # أدباء مالقة: جوى. # ب م وأدباء مالقة: وأهدته. # ط: أحدثها. # ط: الوصلة. # ط: صاولت. # من قول المتنبي: # ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه ... أني بما أنا باك منه محسود الأبيات في ~~أدباء مالقة: 179. # ط: منه، ب: منذ؛ م: منك. # ب م: حاتم العلا (م: خاتم) # ب م: العليا. # البيتان في أكثر المصادر الموجودة في ترجمته، وفي نفح الطيب 3: 265، 398، ~~447، 596؛ 4: 28. # انظر النفح 3: 265، 398. # انظر النفح3: 447. # ط: بالحب. # كذا، وهو خارج على المقبول من الصيغ، إذ حقه أن يقول " تلقينني ". # ب م: يقضيه مجراك؛ ط: فحواك. # ب م: بإمام ترجع إليه. # في النسخ: الحسين. # ب م: بين إقامته. # الأرجح أن الإشارة هنا إلى السطيفي، وهو رجل من مالقة، تعاون مع نجاء ~~الصقلبي الذي اعتقل إدريس، فلما أخفق في تحقيق أهدافه واغتاله بعض العبيد، ~~ثار العامة على السطيفي وقتلوه، وبايعوا إدريس بعد أن أخرجوه من معتقله ~~(انظر البيان المغرب 3: 291) . # ط: الملك. # ب م: فأنشدت. # انظر الأغاني 5: 350. # الأغاني: لا حيام له ... مطرود؛ ب م: مصدود. # في النسخ: فأجفى. # ط: مبدء. # الخبر في النفح 3: 614 - 615. # ب م: للحي. # ط: أبدت. # في المغرب (1: 425) أبو عمرو بن هاشم، وأورد له بيتين. # ط: بهذا الصوت. # تأمل استشهادات أبي الوليد غانم تجد أن اعتذاره - من جهة النحو - ضعيف ~~متهافت، فإنها شواهد على عدم صرف الاسم العلم. # انظر سيرة ابن هشام 1: 494 والعيني4: 265. # انظر العيني 4: 266،وهو لدوسر بن دهبل القريعي. # البيت لذي الاصبع العدواني، انظر العيني 4: 264. # ب م: أودع ... أودعك. # ب م: بذي نصرتي. # ط: بتا. # ب م: فقيد. # هو الحسن (وفي القصيدة: حسين) بن حسون من علماء مالقة، ويبدو أنه تورط في ~~ثورة نجاء الصقلبي والسطيفي فوبخه العالي لأنه بايع عدوه (النفح 3: 39) ثم ~~ولاه ms0564 العالي قضا مالقة، وقاسى شدة من اختلاف الخلفاء على بلدته (المغرب 1: ~~430 - 431) . # ب م: والمحاسن. # رية: الاسم القديم لمالقة (المغرب 1: 423) . # ط: فازدان منك بحسن ما طوقته. # ب م: بسماحة. # ط: وله من أخرى. # بلقين (ويكتب أيضا بلكين) بن باديس بن حبوس الصنهاجي: جعله والده باديس ~~ولي عهده ولقبه سيف الدولة ولكنه توفي سنة 456، واتهم ابن النغريلة بدس ~~السم له (البيان المغرب 3: 359 والإحاطة 1: 439 - 443) . # ب م: معجما. # ط: يواصل. # البيتان التاليان في النفح 3: 398 والقافية فيهما منصوبة. # ط: تغيض. # هو أبو عبد الله محمد بن السراج المالقي، وقال الحميدي: لم يقع لي اسم ~~أبيه، وقال إن ابن شهيد ذكره (على الأرجح في حانوت عطار) ولم ترد ترجمته في ~~القطعة المتبقية من كتاب أدباء مالقة - وهو يبدأ بالمحمدين، إذ يبدو أنها ~~سقطت فيما سقط من أوراق الكتاب (انظر الجذوة: 56 والبغية رقم: 144 والمغرب ~~1: 434 - 435 والمحمدون: 338 والمسالك 11: 413) . # ترجم له في المغرب 1: 435 وذكره في بدائع البدائه: 81 والنفح 3: 270، ~~398، 610 بما لا يخرج عما ورد في الذخيرة من علاقة بينه وبين ابن السراج. # انظر المغرب 1: 435. # المغرب: بعينك بالجناب الظليل؛ ب م: بالغناء النبيل. # ب م: رضى. # انظر بدائع البدائه: 81 والنفح 3: 270، 610 والمسالك 11: 413 وقد وردت ~~القافية بالباء بعدها هاء " حبيبه، كئيبه " في بدائع البدائه. # ط: وهيجته. # شقته: شقيقته. # ب م: الحي. # ب م: كريم. # لفظة بوقون وجميعها بواقين، وردت كذلك في ب م ط، ويبدو أن الذي أوحى ~~باستعمالها قول ابن الغليظ في الأبيات السابقة " فإن الغداء فيه نسيم " ومن ~~كان يغدي نسيما فإنه بوقون، وترجيح ذلك من Bocinero وهو نافخ البوف أو ~~القرن؛ ولفظة Bocon بالإسبانية تعني أفوه أو " فشار ". # أم الحسن: الطائر الذي يسمى الهزار (المغرب 1: 434) ، وفي درة الحجال أن ~~أم الحسن بلغة المغاربة هي العندليب والشحرور والبلبل (انظر أمثال العواء: ~~1847 ص: 424) . # هو أبو بكر عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن ماء السماء الوشاح، ~~وقد مرت ترجمته ص: # منها أبيات في المغرب 1: 436 والنفح 3: 398 والمسالك. # ط: يظهرها. # هو يحيى بن علي بن حمود أبو زكريا وأبو محمد بويع سنة 412 بقرطبة ثم خلع ms0565 ~~في السنة التالية، ثم أعيدت دولته سنة 416 وخرج في السنة التي تليها إلى ~~مالقة وقتل سنة 426 وقد شرح ابن حيان قصة مقتله في ما تقدم. # أورد خمسة أبيات منها في المغرب 1: 434 - 435. # ط: الهوى. # ط: بها. # ب م والمغرب: العين. # ب م: تجري ... جريا، والتصحيح عن المغرب، ولم يرد البيت في ط. # وقع في ب م قبل البيت الأخير. # ط: الجيد. # ط: صرخ. # ط: كان؛ وما في المغرب يتفق وما أثبته. # ب م والمغرب: عمره. # المغرب: كمين. # المغرب: غير ذائب فذابت. # ب م: لقيتك فيه والهوى بيننا غر. # من قول ذي الرمة: # ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر ط: ~~طول. # ب م: منكم. # ب م: وبصحبتي. # ب م: طمعت. # ب م: وامتد. # ترجمة السميسر وبعض أخباره في المغرب 2: 100 والمطرب: 93 والخريدة 2: 167 ~~والمسالك 11: 167 وأخبار وتراجم أندلسية للسلفي: 28، 83 وفي نفح الطيب ~~مقطعات كثيرة له (انظر الفهرست) ، وبدائع البدائه: 379، 394 ويبدو من ~~أخباره أنه هجا باديس أو بلقين فطلب فهرب إلى المعتصم بن صمادح، الذي لم ~~يسلم فيما يقال من هجائه، وقيل بل وضع ذلك على لسانه (أخبار وتراجم: 83، 84 ~~والنفح 3: 412) وله قطعة يرثي فيها الزهراء (النفح 1: 527) . # ب م: كان أحد بواقع الزمان وعجائب أهل هذا الشان. # هو منصور بن إسماعيل الفقيه الشافعي التميمي الضرير، أصله من رأس العين، ~~وله مصنفات في مذهب الشافعي، وكانت وفاته بمصر سنة 306 (انظر طبقات ~~الشيرازي: 107 والسبكي 1: 317 وابن خلكان 5: 289 ونكت العميان: 297) وأكثر ~~شعره في الأخلاق والحكم؛ وقد أورد عبد البر في كتابه بهجة المجالس وجامع ~~بيان العلم قطعا كثيرة من شعره. # زاد بعده في نسخة دار الكتب: وفي مثل: رمتني بدائها وانسلت. # زاد بعده في النسخة المذكورة: ونقلت هذا من خطه في سفر عرضه علي أبو بكر ~~الخولاني امنجم بإشبيلية سنة ثمانين وأربعمائة، ولكن ليست (له) صفة طبيعية ~~في ذاته، على بدع من أدواته. # وردا في النفح 3: 390. # وردا في المسالك والنفح 4: 20. # النفح: قرابة. # ب م: تكن. # وردا في المسالك والنفح 3: 390. # المسالك: وينزف. # ب: أمراء. # نسبهما ms0566 للسميسر في المسالك. # وردا في الخريدة والنفح 4: 108. # ب م: قول الحسن بن مضا. # ط: وسيم للمتوكل؛ والمتوكل المعني هنا عو عمر بن المظفر صاحب بطليوس (430 ~~- 460) . # وردا في المسالك. # ط: حيران؛ ب م: حتى أن. # اللزوميات 1: 257. # ورد في النفح 3: 412. # ديوان أبي تمام 3: 28. # انظر المسالك. # وردا في المطرب والنفح 3: 329 وبدائع البدائه: 394. # ب م: فيها. # ديوان ابن المعتز 4: 104 والأوراق: 157. # الديوان: قرقسه كالزئبر المنتف. # الديوان: برحن. # الديوان: يلسعننا. # الديوان: حتى غدا فيه كشكل المصحف. # لعله ابن دراج القسطلي، ولكن هذا الرجز ليس في ديوانه. # ب: سخيفا؛ ط: سخيلا (اقرأ: سحيلا) . # ب م: فما. # وردت أربعة أبيات منها في المسالك. # ط: فغادر برقهم؛ م: فعاد زمانهم. # يعني ثابت بن أسلم أبا محمد البناني وكان من الأتقياء الزهاد في العصري ~~الأموي، اختلف في وفاته بين سنتي 123 و 127 (انظر تهذيب التهذيب 2: 2 - 4) ~~. # ب م: فكل. # ط: حامل. # وردت في المغرب والخريدة والنفح 4: 108. # ب م: والطم. # ب م: نكرة. # مر ص 883: وفيه " خالد " موضع " حكم ". ولم يرد البيت في ب م وورد بيت ~~آخر هو الذي مر أيضا وهو: # ويأخذ عيب الناس من عيب نفسه ... البيت. # أما نسخة دار الكتب فقد جاء فيها بيتان آخران زيادة على هذين، وهما: # يا من يعيب وعيبه متشعب ... كم فيك من عيب وأنت تعيب أو كما قال الآخر: # وأجرأ من رأيت بظهر غيب ... هل عيبي الرجال ذوو العيوب ديوان المتنبي: ~~558. # مرت ترجمته ص: 691. # ط: فأصبحوا. # وردت أربعة منها في المغرب وخمسة في النفح 3: 291. # النفح: وناظر. # ط: صادت (اقرأ: صارت) ؛ النفح: رجعت. # ط: حاسد. # كذا في ب م، ولم يرد البيت في ط. # ب م: بديل. # ترجمته في القسم الثاني من الذخيرة. # ب م: جيب. # ط: القلوب. # لم ترد هذه المقطوعة والتي تليها في ط. # هذا الشطر مختلف في وزنه عن سائر الأشطار في المقطوعة. # ب م: الناقمة. # انظر القسم الثالث ص: 335، 339. # ط: الأدب. # هذا الفصل عن الاستطراد متابع للعمدة 2: 39 - 42. # ط: أن يومئ. # ب م: صفة شيء؛ العمدة: وصف شيء. # شرح المرزوقي، الحماسية رقم ms0567: 15 وزهر الآداب: 1016. # البيت له في زهر الآداب: 1015. # هو مالك بن مسمع بن شيبان سيد بكر، انظر عنه صفحات متفرقة في شرح ~~النقائض. # شرح النقائض 1: 213 وروايته: وضغا البعيث، وكذلك ديوان جرير: 940 وزهر ~~الآداب: 1015. # الحيوان 5: 489 - 490 يصف تيس غنمه. # ديوان بشار (جمع العلوي) : 220 وزهر الآداب: 1016. # ديوان أبي تمام 4ك 434 وزهر الآداب: 1014 - 1015 وأخبار أبي تمام: 68. # هو عثمان بن إدريس السامي (الشامي) . # ديوان البحتري: 1745 وزهر الآداب: 1015 وأخبار أبي تمام: 69. # ديوان زهير: 152. # زهر الآداب: 1017 وديوانه: 7 (صنعة حاتم الضامن) . # ديوان المتنبي: 500. # العمدة: وقيل أصل. # العمدة: قواده وأجناده. # ب م: برزق. # هو أبو الهذيل زفر بن الهذيل بن قيس من بني العنبر، سمع الحديث وغلب عليه ~~الرأي (طبقات الشيرازي: 135 والجواهر المضية 1: 343) . # ذكره أبو الوليد ابن خيرة في شيوخه وقال: أدركته وجالسته، وله كتاب مفيد ~~في النفس (انظر التكلمة: 37 والذيل والتكملة 1: 109 والمسالك 11: 415) . # ب م: مجلوا. # من قول المتنبي (ديوانه: 190) : # ملك منشد القريض لديه ... يضع الثوب في يدي بزاز في النسخ: بقرطبة. # ب م: النجر. # ط: عارضنا. # ط: التوصل. # يريد على روي " بسام ". # ب م ط: مغالطة. # ط: الجواد. # الحصب: المفروش بالحصباء، ويكون الماء صافيا، ولذلك قال أبو ذؤيب: # فكرهن في حجرات عذب بارد ... حصب البطاح تغيب فيه الأكرع وقد خصبت الأرض ~~فهي خصبة مثل خصيبة. # من أبيات لأبي القمقام الأسدي (معجم البلدان - وشل) . # ب م: عهد. # ورد هذا البيت في المغرب. # ط: مسك الختام. # ط: الغاية. # ط: شعب. # ب م: الخطبة (اقرأ: الخطة) الصنعاء (اقرأ: الصلعاء) . # ب م: عطفك. # ط: بعيد. # ط: أرضها. # ب م: يجحف ... يتلف. # ب: وعند # PageV02P945 # مقدمة التحقيق # هذا هو القسم الثاني من الذخيرة وهو يشمل تراجم أدباء الجانب الغربي من ~~الأندلس، أي أهل حضرة إشبيلية وما اتصل بها من بلاد ساحل المحيط الرومي، ~~وقد اعتمدت في تحقيقه على أربع مخطوطات (1) يمكن أن تمثل فئتين - تضم الفئة ~~الأولى: # (1) مخطوطة الخزانة العامة بالرباط (رقم: D 1324) وقد رمزت لها بالحرف ~~(ط) ومجموع ورقاتها 157 ورقة، وهي مكتوبة بخط أندلسي جميل محلى بشكل جزئي، ~~وعدد السطور في الصفحة الواحدة ثلاثون سطرا ms0568، ومعدل الكلمات في السطر الواحد ~~اثنتا عشرة كلمة، ومسطرتها 27 × 19.5 وعلى هوامشها قراءات من نسخة أخرى، ~~وتعليقات بعضها بخط الناسخ نفسه، وبعضها بخط متأخر في الزمن مختلف عن خط ~~الناسخ، وقد أثبت من القراءات المقارنة ما رمز إليه الناسخ بالحرف (خ) ، ~~وحذفت ما صرح الناسخ بأنه ليس من أصل الذخيرة، كما حذفت التعليقات ~~والإضافات المتأخرة. # وقد فرغ الناسخ من كتابة هذا القسم من الذخيرة في زوال يوم الأربعاء 24 ~~ذي القعدة عام 1055، وهو الذي قام بنسخ القسم الأول والثالث من هذا الكتاب ~~أيضا، واسمه أحمد بن الحاج علي بن الحاج أبي القاسم بن محمد بن سودة ~~الأندلسي. ولما كانت هذه النسخة هي خير النسخ التي حصلت عليها ضبطا ودقة ~~فقد أثبت أرقام أوراقها في سياق هذه الطبعة. ومع أنها PageV03P001 # - نسبيا - متأخرة في الزمن، فإنها تعد من أقدم النسخ المتيسرة من الذخيرة ~~وهذه مشكلة لم أستطع التغلب عليها، فأنا - حتى اليوم - لم أستطع العثور على ~~نسخ تتمتع بقدم واضح، أو حتى على الأصل الذي أخذت عنه (ط) أيا كان تاريخه. # (2) مخطوطة بغداد، وقد رمزت لها بالحرف (د) وتحتوي 331 صفحة، مكتوبة بخط ~~نسخي مشرقي حديث وعدد السطور في الصفحة الواحدة 29 سطرا ومعدل الكلمات في ~~السطر الواحد إحدى عشرة كلمة، ومسطرتها 25 × 14.5، وقد كتب على الصفحة ~~الأخيرة منها: " نجز ولله الحمد تسويد هذا الجزء من الذخيرة لابن بسام عليه ~~الرحمة على نسخة قديمة بخط مغربي مغلط، وقد اجتهدت بتصحيحها حسب الإمكان، ~~والله المستعان. وقد وافق ذلك اليوم الحادي والعشرين من شهر المحرم سنة ~~أربع وعشرين وثلثمائة وألف هجرية، على يد أفقر الورى للطف ربه المنان: عبد ~~اللطيف ثنيان، في بغداد المحمية، صانها الله عن كل بلية، آمين ". # إذن فهذه النسخة حديثة جدا، وقد صرح ناسخها بأنه نقلها عن أصل مغربي، ولا ~~ندري حتى اليوم من أمر هذا الأصل شيئا، ولكني أستطيع أن أقول إن (د) منقولة ~~عن أصل يشبه (ط) للتماثل الدقيق بين القراءات حتى في الخطأ، وللتطابق التام ~~في طول كل ترجمة، وفيما نقص من ms0569 تراجم كاملة أو أجزاء من تجمات، كما سيأتي ~~بيانه بعد قليل، وكل الفرق بين النسختين أن ناسخ (د) حاول أن يجتهد في بعض ~~القراءات، التي عدها خطأ في الأصل، ولم يسلم من إضافة أخطأ جديدة، مما قد ~~يلحق الناسخ عن طريق السهور. # وتضم الفئة الثانية من المخطوطات: # (3) مخطوطة الخزانة الملكية بالرباط (رقم: 9144) وقد رمزت لها بالحرف (م) ~~وتقع في 245 ورقة، وهي مكتوبة بخط أندلسي، ومسطرتها # PageV03P002 # 19.5 - × 23، وعدد السطور في الصفحة الكاملة 22 سطرا، ولكن هذا لا يطرد ~~لأن الناسخ يراوح كثيرا بين الكتابة بخط ذي حجم عادي والكتابة بخط كبير جدا ~~حتى إن عدد الأسطر في الصفحة الواحدة لا يزيد عن أحد عشر سطرا. وهذه ~~الكتابة بالخط الكبير لا تقتصر على عنوانات الفصول بل تشمل كل ما ظنه ~~الناسخ بداية فقرة جديدة. وتظهر في هذه النسخة آثار الأرضة بكثرة، وفيها ~~خروم ضاعت بسببها أوراق كثيرة كما تنبهم الفوارق فيها بين عدد من الحروف ~~المتقاربة في صورها، وهي لا تشمل كل القسم الثاني، وإنما تنتهي عند أوائل ~~ترجمة ابن عبدون ثم تجيء في خاتمتها صورة تملك على هذا النحو: " الحمد لله: ~~تملك هذا الكتاب عبده تعالى أبي [كذا] بكر بن أحمد بن علي أعانه الله على ~~طاعته ". إلا أنها لا تحمل تاريخا. # ورغم ما في هذه المخطوطة من عيوب فقد كانت ذات دور هام في ما قدمته من ~~عون أثناء تحقيق هذا القسم، لانفرادها عن (ط) واعتمادها على أصل آخر، وهذا ~~ما جعلها تحفل بزيادات غير موجودة في (ط) وقرينتها (د) ومنها زيادة في ~~ترجمة عبد الجليل بن وهبون وأخرى في ترجمة أبي بكر ابن عبد العزيز كما أنها ~~تنفرد إذا قورنت بالنسختين السابقتين بإيراد ترجمة ابن مرزقان. # (4) نسخة المكتبة الوطنية بباريس رقم: 3322 (ورمزها: س) ، وهي منسوخة عن ~~نسخة عدد أوراقها 222 ورقة مثبتة أرقامها على هوامش الصفحات، وتقع (س) في ~~265 ورقة، وعدد السطور في كل صفحة عشرون سطرا، ومعدل الكلمات في السطر ~~الواحد 12 كلمة، وخطها نسخي حديث، ويبدو أن كاتبها أجنبي، يدل على ms0570 ذلك نوع ~~الخط، ومحاولة رسم الكلمات دون إدراك لمعناها، وكثرة الأخطاء في الصفحة ~~الواحدة، وقد تم نسخها في 11 أكتوبر سنة 1884. # PageV03P003 # ولا ريب في أن الأصل الذي نقلت عنه (س) قريب الشبه بالنسخة (م) وقد ~~احتفظت النسخة الباريسية أيضا بالزيادات التي جاءت في نسخة الخزانة الملكية ~~بالرباط؛ وكان لابد من الاعتماد على (س) لأن قرينتها (م) غير كاملة، ~~فاستطاعت نسخة باريس أن تمدنا بترجمة لم ترد في مخطوطات الفئة الأول وأعني ~~بذلك ترجمة الأعمى التطيلي. أما فيما عدا ذلك فإنه ليس في مقدور أي محقق أن ~~يثبت جميع الفروق التي تتمتع بها (س) لأن أكثرها قائم على الخطأ المحض، ~~وإنما كان أكثر الاعتماد عليها استئناسا بطبيعة السياق، وترجيحا إن أمكن ~~الترجيح. # وبعد: فقد كان هذا القسم من الذخيرة معدا للنشر في النصف الأول من سنة ~~1975، وبعد الانتهاء من طبع القسم الثالث ولكن كان يمنعني من دفعه إلى ~~المطبعة إحساسي بأن هناك شيئا ينقصه ويتمثل هذا في مواطن: ### | 1 - # ترجمة أبي الوليد الباجي، فقد كتب ف هامش ط أن الترجمة لا يزال ينقصها ~~ورقة ونصف الورقة، وهو شيء لم أسطتع العثور عليه في (م) أو (س) رغم ~~انتمائهما إلى فئة مختلفة. ### | 2 - # إن ترجمة الوزير أبي عبيد البكري لا يمكن أن تكون كاملة، فإن ابن بسام لم ~~يورد شيئا من نثره أو شعره. ### | 3 - # إن فهرست الذخيرة (في صدر القسم الأول) ينص على وجود ترجمة لمن اسمه " ~~الوزير الخطيب الأديب أبو عمر ابن حجاج " تقع بعد ترجمة أبي عبيد البكري ~~ولا وجود لها في المخطوطات الأربع، أليس من المعقول أن تكون موجودة في ~~مخطوطة أو مخطوطات أخرى - وفي هامش (ط) ما ينبئ بأنها ناقصة، وكاتب هذا ~~التعليق بخط متأخر، ربما فعل ذلك لأنه رآها في مخطوطة أخرى. ### | 4 - # إن الزيادات التي وردت في نسختي (م) و (س) قد تشير # PageV03P004 # إلى أن استكشاف مخطوطات أخرى قد يتيح العثور على زيادات جديدة. # لهذا كله آثرت التريث؛ وغادرت بيروت في سبتمبر (أيلول) 1975 إلى جامعة ~~برنستون، واشتدت وطأة الأحداث المؤسفة ms0571 في أثناء ذلك على لبنان، وكان أن سعى ~~بعض أصدقائي - جزاهم الله خيرا - إلى تصوير مسودة القسم الثاني، كما تركتها ~~محققة، وإرسالها لتودع عند صديقي العلامة يوسف فإن اس، بجامعة توبنجن ~~بألمانيا، ولم أستطع رؤية هذا القسم من الذخيرة إلا بعد عودتي إلى بيروت في ~~حزيران (يونيه) 1977؛ وفي أثناء هذه الغيبة صدر من هذا القسم قطعة تستغرق ~~حتى آخر ترجمة أبي العلاء بن زهر، قام بتحقيقها الدكتور لطفي عبد البديع ~~(1) ، ولما قارنتها بما كنت حققته وجدت مصداق بعض ما قدرته فقد احتوت تلك ~~القطعة (اعتمادا على النسخة الكتانية) ما تفتقده النسخ من ترجمة أبي الوليد ~~الباجي، ولعل هذه النسخة الفريدة (أعني الكتانية) أن تكون قد احتفظت أيضا ~~بكل ما قدرته من نقص في النسخ التي تيسرت لي، أو بمعظمه. # إنني أكتب هذه المقدمة، قد قطع هذا القسم شوطا غير قليل في المطبعة، ~~ولهذا رأيت أن أضيف إليه ما جاء من زيادة في ترجمة الباجي مستمدا من القطعة ~~التي حققها الدكتور عبد البديع، وأن أصنع لترجمة البكري تحشية مما ورد في ~~المصادر من شعره ونثره، أميزها عما عداها لأنها ليست من أصل الذخيرة، راجيا ~~إذا أتيح لي الإطلاع على النسخة الكتانية - وهو شيء لا أظنه سهلا - أو ~~غيرها من النسخ، أن أثبت الزيادات وفروق القراءات في نهاية هذا الجزء. # لقد كنت أظن أن الصعوبات ستصبح مذللة لإخراج هذا القسم على نحو أكثر ~~تحقيقا للرضى، ولكني حين اعتبر هذه الفترة الطويلة التي مضت على ~~PageV03P005 # الذخيرة - ولعلها أن تكون أهم مصدر من مصادر الأدب الأندلسي - دون أن ~~تيسر للقراء والدارسين، أحس أن إخراجها على هذا النحو خير من التمادي في ~~تأخير احتجابها حتى تكتمل جميع الوسائل. # ولقد كان العبء في هذا القسم - كما كان في القسمين: الأول والثالث - ~~يستنزف موفر الطاقة، ومذخور الجهد، فالذخيرة لا يمثل نصا سهلا، يتفق كل ~~الناس على قراءته - وبخاصة للتباعد بين المخطوطات - ولا يمكن الإسراف فيه ~~في ناحية على حساب ناحية أخرى؛ بل لابد من الموازنة بين الشرح ms0572 والتعليق ~~والتخريج وترجيح القراءات، والاقتصار على الضروري، مع مراعاة الربط بين ~~الذخيرة والمصادر الأندلسية (وأحيانا غير الأندلسية) الأخرى. وقد تلقيت ~~العون في تحقيق هذا القسم من اثنين يستحقان كل شكري وتقديري وهما الدكتور ~~وداد القاضي التي لم تأل جهدا في تدقيق الملازم الطباعية، وتوجيه بعض ~~القراءات التي أعياني أمرها، والإشراف على الفهارس المفصلة الدقيقة، ~~والدكتور ألبير مطلق، الذي بذل جهدا طيبا في معاونتي على مقارنة النسخ، ~~والتضحية بوقته في تقديم كل ما يعين على إنجاز القسم. # فإليهما مرة أخرى، تقدير عارف بمدى ما بذلاه من جهد مخلص، والله يوفقنا ~~جميعا إلى ما فيه الخير. # بيروت في أيلول (سبتمبر) 1977 إحسان عباس # PageV03P006 # بسم الله الرحمن الرحيم # صلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله # فصل في ذكر الأعيان المشاهير، من أرباب صناعة المنظوم والمنثور، بحضرة ~~إشبيلية ونواحيها، وما يصاقبها ويدانيها، من بلا ساحل البحر المحيط الرومي، ~~وهو الجانب الغربي من جزيرة الأندلس، وإيراد ما بلغني من غرر أشعارهم، ~~ومستطرف أخبارهم، مع ما يتعلق بها، ويذكر بسببها. # قال ابن بسام: وحضرة إشبيلية على قدم الدهر كانت قاعدة هذا الجانب الغربي ~~من الجزيرة، وقرارة الرياسة ومركز الدول المتداولة، ومنها مهدت البلاد، ~~وانبثت الجياد، عليها الفرسان، كأنها العقبان، وبهذا الأفق نزل جند حمص من ~~المشرق فسميت حمص، ولما كانت دار الأعزة والأكابر، ثابت فيها الخواطر، ~~وصارت مجمعا لصوب العقول وذوب العلوم، وميداني فرسان المنثور والمنظوم، لا ~~سيما من أول المائة الخامسة من الهجرة حين فرح كل حزب بما لديه، وغلب كل ~~رئيس # PageV03P011 # على ما في يديه، بعد الدولة العامرية، فأضحت أقطار الجزيرة يومئذ كبني ~~الأعيان، وأهلها كما قال أخو بني عدوان: # عذير الحي من عدوا ... ن كانوا حية الأرض # بغى بعضهم بعضا ... فلم يبقوا على بعض فاشتمل هذا القطر الغربي لأول تلك ~~المدة على بيتي حسب، وجمهوري أدب، مملكتان من لخم وتجيب، مصرتا بلاده، ~~وأكثرتا رواده، فأتاه العلم من كل فج عميق، وتبادره العلماء من بين سابق ~~ومسبوق، وكلما نشأ من هذين البيتين أمير كان ms0573 إلى العلم أطلب، وفي أهله ~~أرغب، والسلطان سوق يجلب إليه، ما ينفق لديه، حتى اجتمع في الجانب الغربي ~~على ضيق أكنافه، وتحيف العدو قصمه الله لأطرافه، ما باهى الأقاليم ~~العراقية، وأنسى بلغاء الدولة الديلمية، فقلما رأيت فيه ناثرا غير ماهر، ~~ولا شاعرا غير قاهر، دعوا حر الكلام فلبى، وأرادوه فما تأبى، وطريقته في ~~الشعر الطريقة المثلى التي هي طريقة البحتري في السلاسة والمتانة، والعذوبة ~~والرصانة. # وأنا أورد في هذا القسم بعض ما انتهى إلي من حر كلامهم، في نثرهم ~~ونظامهم، مشوبا ذلك كله بفنون فوائد ومعارف من أخبار يحسن الوقوف عليها. ~~على أن الذي بلغني من شعر كل قطر، ثماد من بحر، ونقطة من قطر، ولقد فاتني ~~كثير من الكتاب والوزراء # PageV03P012 # وجملة من أعيان الشعراء، ممن كان في ذلك التاريخ، منهم من لم أسمع بذكره، ~~ومنهم من لم يسمح نقدي بإثبات ما بلغني من شعره، وربما أجريت ذكر أحدهم غير ~~مبوب عليه، ولا مشير إليه، إما لشيء أجاد فيه، وإما أن يتعلق ذكره بذكر من ~~أجريه، وقد أبدأ بذكر الرجل لمكانه من الإحسان، لا لتقدمه من الزمان، أو ~~لبعض ما يدعو إليه القول من نسق خبر، أو موجب نظر، فأول ما ابتدأت به من ~~أهل حمص آل عباد لنباهة ذكرهم، مع جودة شعرهم. # فصل في ذكر القاضي أبي القاسم محمد بن عباد وإيراد # جملة من أخباره، واجتلاب قطعة من أشعاره # قال ابن بسام: كان ذو الوزارتين القاضي أبو القاسم محمد بن إسماعيل ابن ~~عباد المتغلب على إشبيلية ممن له في العلم والأدب باع، ولذوي المعارف عنده ~~بها سوق وارتفاع، وكان يشارك الشعراء والبلغاء في صنعة الشعر وحوك البلاغة، ~~بسطا لهم، وإقامة لهممهم، ولما كان في طبعه من ذلك أيضا، وقد ذكر الوزير ~~أبو رافع الفضل بن علي بن أحمد بن حزم الفارسي # PageV03P013 # في كتابه الموسوم ب - " الهادي إلى معرفة النسب العبادي " كيف طلع نجمه، ~~وثبت في ديوان الملوك اسمه، وقد أثبت من ذلك ما امتد بي إليه سبب، واتصل ~~بينه ms0574 وبين ما أنا بسبيله نسب، ووصلت به ما لم أجد لأبي رافع زيادة على ما ~~بين، وتماما على الذي أحسن. # قال أبو رافع: القاضي ابن عباد هو أبو القاسم محمد بن ذي الوزارتين أبي ~~الوليد إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن ~~عمرو بن عطاف بن نعيم، وعطاف هو الداخل منهم بالأندلس في طالعة بلج بن بشر ~~القشيري، وكان عطاف من أهل حمص من صقع الشام لخمي النسب صريحا، وموضعه من ~~حمص العريش، والعريش في آخر الجفار بين مصر والشام؛ ونزل بالأندلس بقرية ~~يومين من إقليم طشانة من أرض إشبيلية. # قال ابن حيان: وإسماعيل بن عباد قاضيهم القديم الولاية، ورجل الغرب ~~قاطبة، المتصل الرئاسة في الجماعة والفتنة، وكان أيسر مكور بالأندلس وقته، ~~ينفق من ماله وغلاته، لم يجمع درهما قط من مال # PageV03P014 # السلطان ولا خدمه، وكان واسع اليد بالمشاركة، آوى صنوف الجالية من قرطبة ~~عند احتدام الفتنة، وكان معلوما بوفور العقل وسبوغ العلم والركانة، مع ~~الدهاء وبعد النظر وإصابة القرطسة. # فأما ذو الوزارتين أبو القاسم ابنه فأدرك متمهلا، وسما بعد إلى بلوغ ~~الغاية فخلط ما شاء وركب الجراثم الصعبة، وكان القاسم بن حمود قد اصطنعه ~~بعد مهلك أبيه إسماعيل، ورد عليه ميراثه من قضاء بلده بعد بعده عنه مدة، ~~[2ب] وحصل منه بمنزلة الثقة، فخانه تخون الأيام عند إدبارها عنه، إيثارا ~~للحزم وطلبا للعافية، فصده عن إشبيلية بلده لما قصده من قرطبة مفلولا؛ وكان ~~الذي وطد له ذلك نفر من أكابرها المرتسمين بالوزارة، مناغين في ذلك لوزراء ~~قرطبة، على تحميلهم لابن عباد كبر ذلك، لإنافته عليه في الحال وسعة النعمة، ~~وإحسائهم عليه ملك ثلث إشبيلية ضيعة وغلة، يخادعونه بذلك عن نشبه، إبقاء ~~منهم على نعمهم، وهو يشتري بذلك أنفسهم ولا يشعرون، إلى أن وقعوا في الهوة، ~~وكانوا جماعة منهم بنو أبي بكر الزبيدي النحوي وبنو يريم صنائع ابن عاد ~~وغيرهم، راض بهم الأمور واستمال العامة، فلما توطأت له قبض أيدي أصحابه ~~هؤلاء، وسما ms0575 بنفسه فأسقط جماعتهم # PageV03P015 # وجرت له في تدبيرهم أمور يشق إحصاؤها، ركب فيها أحزم طرق طلاب الدول، حتى ~~انفرد بسابقته ومهد لدولته، واجتمع أهل عمله على طاعته، فدانوا له، وسلك ~~سيرة أصحاب الممالك بالأندلس لأول وقته، وقام بأصح عزم وأيقظ جد، واخترع في ~~الرياسة وجوها تقدم فيها كثيرا منهم، وامتثل رسم ابن يعيش صاحب طليطلة من ~~بينهم في تمسكه بخطة القضاء وارتسامه باسمه، وأفعاله على ذلك أفعال ~~الجبابرة، وأقبل لأول وقته يضم الرجال الأحرار من كل صنف، ويشتري العبيد، ~~والجد يساعده والأمور تنقاد له، إلى أن ساوى ملوك الطوائف وزاد على أكثرهم ~~بكثافة سلطانه، وكثرة غلمانه، فنفع الله به كافة رعيته ونجاهم من ملك ~~البرابرة؛ وتدرج في تدبير ذلك أولا أولا، ومارسه شأنا شأنا، إلى أن استولى ~~على أمده، ومهد، قواعد سلطانه، وشد أواخيه. وأخباره مأثورة مشهورة. # قال ابن حيان: ومن أشهر أخباره أنه نظر في شأن من بقي من فتيان بني مروان ~~يومئذ فسقط إليه خبر الدعي المشبه بهشام بن الحكم، وكان قد تحدث أنه أفلت ~~من يدي سليمان قاهره، وإنه غاب ببلاد المشرق # PageV03P016 # مدته الطويلة ثم عاد إلى الأندلس، فقدح ذلك في قلوب الناس لمقدمات سلفت ~~في ذكر هذا الرجل والشك في موته، إذ كان سليمان قاتله قد ترك إبداءه للناس، ~~حسبما فعلته خدمة الملوك قبل فيمن خلعوه، إما استخفافا من سليمان يومئذ بمن ~~ملك نواصيهم بالقهر، أو ما شاء الله من غلط أصاب المقدار قصده، لقضاء سبق ~~في علم أم الكتاب، فلم تزل طائفة من شيعته تنفي موته، وتروي في ذلك روايات ~~تبعد عن الحقيقة، وتصدر عن نسوان وخصيان من أهل القصر بقرطبة، إلى أن علق ~~ذلك بمن فوقهم من شيع المروانية، فشدوا أواخي خلاصه، وقطعوا على حياته، ~~ووصفوا أنه اضطرب بقرطبة في دولة البرابر ممتهنا نفسه في طلب المعيشة، ثم ~~زعموا بعد حين أنه عبر إلى أرض المشرق، وانساح في ذلك الأفق، وقضى كل ~~المناسك هنالك، ووطئ كل بقعة، ثم كر راجعا إلى دياره لأمد محدود ولكرة ms0576 ~~الدولة المروانية، لتحدث على يديه الأنباء البديعة، فدانوا - كما تسمع - ~~بالرجعة دينونة الشيعة، وتاهوا في ذلك تيه تضليل، سخر منهم أهل التحصيل، ~~إلى أن ظهر على زعمهم بالمرية سنة ست وعشرين في أيام زهير الصقلبي. # ولم تزل قصة هذا المشبه بهشام في قلوب الناس دبيب النار في الفحم، فدبر ~~ابن عباد خبره، واهتبل الغرة في ذلك، وأنه أقل ما يجيء له # PageV03P017 # منه دفع مكروه ابن حمود، ونظم الناس على حربه، [3أ] فأخبر أنه حصل هشام ~~عنده، وجمع من بقي بإشبيلية من نساء القصر والحرم، فاعترف به أكثرهم ووقفوا ~~على عينه، وأومأ إلى ثقاتهم عنده بما يريد فيه، فاجتنبوا خلافه وابتغوا ~~موافقته، فوجد ابن عباد بذلك السبيل إلى ما دبره من حرب ابن حمود، وحجبه عن ~~أعين الناس، وبث كتبه بذلك إلى جميع الرؤساء، واستنهضهم إلى الاجتماع على ~~هذا الخليفة المخبوء لفك الرقاب وكرة الأيام، والجهاد دونه، فكثر الخوض ~~بالأندلس في ذلك، ومالت نفوس أهل قرطبة في نصبه إماما للجماعة، وأشخصوا ~~الرسل للوقوف على عين هشام، وتثبيت الشهادة فيه، وزور ابن جهور وغيره في ~~ذلك شهادات، على علم منهم، ابتغاء عرض الدنيا وإذعانا من ابن جهور أيضا لما ~~رآه من دفع ابن حمود الفاغر فاه على حضرة قرطبة، فرجع منه سريعا إلى ~~الاعتراف بالخطأ بقية عمره بعد عظيم ما انبعثت في ذلك من الفتن، وجرت من ~~المحن، وصرع من الجبابرة، ونقل من الدول؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وكان القاضي ابن عباد - كما وصف - زاخر العباب متألق ~~الشهاب، أذكى من قاس وقلد، وأدهى من أتهم وأنجد، يأخذ وكأنه يدع، ويطير ~~فيحسب أنه وقع، فتغلب على إشبيلية وليس له أوان ذلك معقل إلا وله شر راتب، ~~وعليه أمير غالب، فدار الأمر بها عليه لتميزه بخطة القضاء التي لم يجاذب ~~رداءها، ولا سلم لأحد # PageV03P018 # بعد لواءها، إلى أن استوثق الأمر ليحيى بن علي الحمودي - حسبما تقدم - ~~فاضطر أهل إشبيلية إلى الإذعان لطاعته، والدخول فيما دخل فيه الناس من ~~جماعته، وأدارهم لأمور ms0577 جرت على رهون تكون بيده، فضن كل بولده، وبادر القاضي ~~فراهنه ابنه عبادا، فانفرد بالتدبير، واستولى على الأمور، واستظهر على ذلك ~~بهدم البيوتات، وتشتيت ذوي الهيئات، وأول ما بدأ به من ذلك نكبة شيخي المصر ~~يومئذ الزبيدي وابن يريم، طواهما طي السجل، وقبضهما قبض الظل، فأيد القاضي ~~يومئذ بحبيب وزيره، ودارت عليه رحى تدبيره، رجل من أهل بادية إشبيلية لم ~~تكن له نباهة مذكورة، ولا سابقة مشهورة، أوسع أهل زمانه شرا، وأوسعهم خديعة ~~ومكرا، وأيد أيضا بابنه إسماعيل طود أصالة، وجني بسالة، محش تلك النار، ~~وسابق ذلك المضمار، فبين هذين استوسقت له الأمور، وتدفقت تلك البحور؛ وله ~~أخبار مشهورة، وقصص مأثورة، فيها بعض الطول، وهي عادلة عن تلك السبيل، لكني ~~ألمع منها بلمعة. # قال ابن حيان: تعطلت قصبة باجة في ذلك الأوان بسبب فتنة البرابرة وخربت، ~~على قدم بنائها في الجاهلية، واتصال عمرانها في الإسلام، ومكانها من طيب ~~الميرة واتساع الخطة، وكانت آفاتها من اختلاف أهلها قديما، وبقاء شؤم ~~العصبية بين العرب منهم والمولدين إلى آخر الأيام # PageV03P019 # فسما لها ابن عباد وابن مسلمة المعروف بابن الأفطس، وذهبا يومئذ إلى ~~عمارتها، فاستظهر القاضي ابن عباد في ذلك بحليفه محمد بن عد الله البرزيلي ~~صاحب قرمونة، وجرد ابنه إسماعيل لبنائها، فسبقه ولد ان مسلمة إليها الملقب ~~بالمظفر، وجاء مددا لابن طيفور صاحب ميرتلة من أمراء الساحل، فنزل ابن عباد ~~عليه بباجة، وضربت خيلة إلى ناحية يابرة والغرب فهتكت أستارا، وخربت ديارا، ~~واتصل الحصار بابن الافطس بباجة، وانصدع الجمع عن أسره وقتل كبار رجاله، ~~وبعث بالأسرى إلى أبيه، وكان في جملتهم أخ لابن طيفور صلب بإشبيلية، وحبس ~~ولد ابن الأفطس عند [3ب] صاحب قرمونة ابن عبد الله، وبلغت هذه الغارة من ان ~~الأفطس الغاية، وتجاوز البلاء في جهته النهاية، وهيض جناحه بأسر ابنه، ووهن ~~ابن طيفور بقتل أخيه، وكان ابن عبد الله بقرمونة، قطب رحى الفتنة، كثيرا ما ~~يحرض القاضي ابن عباد على الخروج إلى بلد ابن الأفطس، وإلى قرطبة، فيعما ~~الجهات كلها ms0578 تدويخا، كلما آبا من جهة صارا إلى سواها، حتى أثرا آثارا ~~قبيحة، فارتفع طمع وزراء قرطبة المدبرين لها منه، لأنه كان لا يوافقهم على ~~دعوة أموي لفرط # PageV03P020 # شروده عن الجماعة، وإنما كان مذهبه طمس رسم الخلافة من معانها بقرطبة، ~~وتصيرها أسوة إشبيلية في إسنادها إلى رئيس من أهلها، وطرد قريش عن سلطانه، ~~إبطالا للإمامة ورسوخا في الخارجية ودفعا لأمر الله، فقطع سيل قرطبة وشد ~~حصرها، فتمسك الوزراء بحبل بعض البرابر من بني برزيل بجهة شذونة، وكانوا ~~على قديم الأيام جمرة زناتة بأسا وصرامة، واعتضدوا بهم مدة، واعتضد أيضا ~~ابن الأفطس بطائفة أخرى منهم، فكان في كل بلد جملة منها سالت عن أهل البلاد ~~سيول بها، وخلطوا الشر بين رؤسائها، واستخرجوا بذلك ما اطمروه من دنانيرهم ~~وخلعهم، وجاحوا ذات أيديهم، وعلموهم كيف تؤكل الكتف، فطال العجب عندنا ~~بقرطبة وغيرها من صعاليك قليل عددهم، منقطع مددهم، اقتسموا قواعد الأرض في ~~وقت معا، مضربين بين ملوكها، راتعين في كلأها، باقرين عن فلذتها، حلوا محل ~~الملح في الطعام ببأسهم الشديد، وقاموا مقام الفولاذ في الحديد، فلا يقتل ~~الأعداء إلا بهم، ولا تعمر الأرض إلا في جوارهم، فطائفة عند ابن الأفطس ~~تقاوم أصحابها قبل ابن عباد، وطائفة عندنا بقرطبة تحيز أهلها عن الأضداد، ~~فسبحان الذي أظهرهم، ومكن في الأرض لهم، إلى وقت وميعاد. # وكان انطلاق المظفر من يد ابن عبد الله في ربيع الأول من سنة إحدى # PageV03P021 # وعشرين في خبر طويل، وعرض عليه ابن عبد الله يوم أطلقه أن يجتاز على ~~القاضي ابن عباد [ليشركه] في المن عليه بفكه، فأبى من ذلك وقال: مقامي في ~~أسرك أشرف عندي من تحمل منته، فأما انفردت باليد عندي وإلا أبقتني على ~~حالي، فأعجب ابن عبد الله بمقاله، ونافس في إسداء اليد عنده لكمال خصاله، ~~وأكرم تشييعه، فنفذ إلى أبيه يومئذ ببطليوس وقد هذبته محنتهن وتمت أدواته ~~وقويت حنكته، وكان مرجلا معقلا أديبا عالما، فرجع إلى مقاومة ابن عباد. # فلما كان في سنة خمس وعشرين وجه ابن عباد بابنه ms0579 إسماعيل مع عسكر إلى أرض ~~العدو تحت معاقدة بينه وبين ابن الأفطس، فلما أوغل إسماعيل ببلده يريد أرض ~~غليسية، وابن الأفطس مضمر الغدر به، بادر بجميع رجال ثغره، ورصده في شعب ~~ضيق في طريق قفوله، ولم يعلم ابن عباد بشيء من تدبيره حتى حصل في الأنشوطة، ~~فبادر إسماعيل بالنجاة لنفسه، وأسلم جميع عسكره له، وجرت عليه في مهربه مع ~~جملة من أصحابه شدة لجأ فيها إلى ذبح خيله والاغتذاء بلحومها، ونحا بذمائه ~~إلى مدينة أشبونة آخر عمله من ساحل البحر المحيط، فاصطلم ابن الأفطس عسكره ~~اصطلاما لم يسمع بمثله، ووقع سرعان العدو من النصارى على كثير منهم ~~فاقتصوهم اقتناصا، وقتلوا منهم أمة، وكانت حادثة شنيعة بقيت بها عداوتهما ~~إلى آخر وقتهما. # PageV03P022 # قال ابن بسام: ومن شعر ذي الوزارتين قوله: # يا حبذا الياسمين إذ يزهر ... فوق غصون رطيبة نضر # قد امتطى للجبال ذروتها ... فوق بساط من سندس أخضر # كأنه والعيون ترمقه ... زمرذ في خلاله جوهر وقال: # وياسمين حسن المنظر ... يفوق في المرأى وفي المخبر # كأنه من فوق أغصانه ... دراهم في مطرف أخضر وقال: # ترى ناضر الظيان فوق غصونه ... إذا هو من ماء السحائب يغتذي # وحفت به أوراقه في رياضه ... وقد قد بعض مثل بعض وقد حذي # كصفر من الياقوت يلبسن بالضحى ... منضدة من فوق قضب الزمرذ فصل في ذكر ~~المعتضد بالله عباد ابن ذي الوزارتين # القاضي أبي القاسم محمد بن عباد وسياقة مقطوعات # من أشعاره، مع جملة من عجائب أخباره # قال ابن بسام: ثم أفضى الأمر إلى عباد ابنه سنة ثلاث وثلاثين # PageV03P023 # وتسمى أولا بفخر الدولة ثم المعتضد، قطب رحى الفتنة، ومنتهى غاية المحنة، ~~من رجل لم يثبت له قائم ولا حصيد، ولا سلم عليه قريب ولا بعيد، جبار أبرم ~~الأمور وهو متناقض، وأسد فرس الطلى وهو رابض، متهور تتحاماه الدهاة، وجبار ~~لا تأمنه الكماو، متعسف اهتدى، ومنبت قطع فما أبقى، ثار والناس حرب، وكل ~~شيء عليه إلب، فكفى أقرانه وهم غير واحد، وضبط شانه بين قائم وقاعد، حتى ~~طالت يده ms0580، واتسع بلده، وكثر عديده وعدده؛ افتتح أمره بقتل وزير أبيه حبيب ~~المذكور، طعنة في ثغر الأيام، ملك بها كفه، وجبارا من جبابرة الأنام، شرد ~~به من خلفه، فاستمر يفري ويخلق، وأخذ يجمع ويفرق، له في كل ناحية ميدان، ~~وعلى كل رابية خوان، حربه سم لا يبطئ، وسهم لا يخطئ، وسلمه شر غير مأمون، ~~ومتاع إلى أدنى حين. # وذكره ابن حيان فقال: وعشي يوم الأربعاء لست خلت لجمادى الآخرة سنة إحدى ~~وستين، طرق قرطبة نعي المعتضد عباد زعيم جماعة أمراء الأندلس في وقته، أسد ~~الملوك، وشهاب الفتنة، وراحض العار، ومدرك الأوتار، وذو الأنباء البديعة، ~~والحوادث الشنيعة، والوقائع المبيرة، والهمم العلية، والسطوة الأبي، فرماه ~~الله بسهم من مراميه # PageV03P024 # المصمية، أجل ما كان اعتلائه، وأرقى ما كان إلى سمائه، وأطمع ما كان في ~~الاحتواء على الجزيرة، محتفزا لها عند تشميره الذيل بفتنة لا كفاء لها، ~~فتوفاه الله على فراشه من علة ذبحة قصيرة الأمد، وحية الإجهاز، اتفقت ~~الحكايات أنها كانت شبه البغت. وكانت ولايته بعد موت أبيه القاضي يوم ~~الاثنين غرة جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين، وقضى نحبه يوم السبت الثاني من ~~جمادى الآخرة سنة [4ب] إحدى وستين، ودفن عشي يوم الأحد بعده، تغمد الله ~~خطاياه، فلقد حمل عليه على مر الأيام، في باب فرط القسوة وتجاوز الحدود، ~~والإبلاغ في المثلة، والأخذ بالظنة، والإخفار للذمة، حكايات شنيعة لم يبد ~~في أكثرها للعالم بصدقها دليل يقوم عليها، فالقول ينساغ في ذكرها؛ ومهما ~~برئ من مغبتها فلم يبرأ من فظاعة السطوة وشدة القسوة، وسوء الاتهام على ~~الطاعة، سجايا من جبلة لم يحاش فيها ذوي رحم واشجة. # وقد كان تقيل سيرة أحمد بن أبي أحمد بن المتوكل أحد أشداء خلفاء ~~العباسيين الذي ضم نشر المملكة بالمشرق، وسطا بالمنتزين عليها، وبفقده ~~انهدمت الدولة، فحمل عباد سمته المعتضدية، وطالع بفضل # PageV03P025 # نظره أخباره السياسية التي أضحت عند أهل النظر أمثلة هادية إلى الاحتواء ~~على أمد الرياسة، في صلابة العصا وشناعة السطا، فجاء منها بمهولات يذعر من ~~سمع بها فضلا ms0581 عن من عاينها، نسبوا إلى هذا الأمير الشهم عباد امتثالها من ~~غير دلالة، وقد انطوى علم الله فيها وتقرر إرصاده للمكافأة بها؛ ولم يقصر ~~عباد في دولته التي مهدها فوق أطراف الأسنة وصير أكثر شغله فيها شب الحروب، ~~وكياد الملوك وإهراج البلاد، وإحراز التلاد، من توفر حظه الأوفى من الأمور ~~الملوكية، والعدد السلطانية، والآلات الرياسية، فابتنى القصور السامية، ~~واعتمر العمارات المغلة، واكتسب الملابس الفاخرة، وغالى الأعلاق السنية، ~~وارتبط الخيول السابحة، واقتنى الغلمان الروقة، واتخذ الرجال الذادة، ~~تناقهم من كل فرقة، فساس طبقاتهم ما بين إدرار الأعطية وضمان الزيادة على ~~صدق الصيال، والوفاء بالوعيد على النكول عن العدو، سياسة أعيت على أنداده ~~من أملاك الأندلس، فخرج منهم رجالا مساعير حروب، أباد بهم أقتاله. # ومن نادره أخباره المتناهية في الغرابة أن نال بغيته وأهلك تلك الأمم ~~العاتية، وإن لغائب عن مشاهدتها، مترفه عن مكابدتها، مدبر فوق أريكته، منفذ ~~لحيلها من جوف قصره، ما إن مشى إلى عدو أو مغلوب من أقتاله غير مرة أو ~~اثنتين، ثم لزم عريسته يدبر داخلها أموره، جرد نهاره لإبرام التدبير، وأخلص ~~ليله لتملي السرور، فلا يزال تدار عليه مؤوس الراح، ويحيا عليها بقبض ~~الأرواح، التي لأناسيها من # PageV03P026 # أعدائه بباب قصره حديقة تطلع كل وقت ثمرا من رؤوسهم المهداة إليه، مقرطة ~~الآذان برقاع الأسماء المنوهة بخاملها، ترتاح نفسه لمعاينتها، والخلق ~~يذعرون من التماحها، وهو واصل نعيم ليله بإجالة كيده، ومستدع نشاط لهوه ~~بقوة أيده، له في كل شأن شؤين، وعلى كل قلب سمع وعين، ما إن سبر أحد من ~~دهاة رجالة غوره، ولا أدرك قعره، ولا أمن مكره، لم يزل ذلك دبه منذ ابتدائه ~~إلى انتهائه. # وكان محمد بن عبد الجبار الملقب بالمهدي، مفرق الجماعة بقرطبة، ومبتعث ~~تلك الفتنة المبيرة، سبق عبادا إلى اتخاذ مثل هذه الحديقة المطلعة لرؤوس ~~أعدائه، أيام أكثر له واضح الخصي العامري من إرسال برؤوس الخارجين عليه، ~~لأول وقته، وأصلح بهم باب مدينته سالم، فغرس منها فوق الخشب المعلية لها ~~بشط النهر حذاء قصره ms0582 حديقة هول عريضة طويلة الخطة، جمة عدد الصفوف ~~المسطورة، فأضحت شغلا للنظارة، وذكرتها شعراؤه مثل قول صاعد بن الحسين، من ~~قصيدة أولها: # جلاء العين مبهجة النفوس ... حدائق أطلعت ثمر الرؤوس # هناك الله مهدي المساعي ... جنى الهامات من تلك الغروس # فلم أر قبلها وحشا جميلا ... كريه روائه أنس الأنيس # فماذا يملأ الأسماع منها ... إذا ملئت من انباء الطروس وقد كانت لعباد ~~وراء هذه الحديقة المالئة قلوب البشر ذعرا، مباهاة بخزانة بلوى، أكرم لديه ~~من خزانة جوهره، مكنونة جوف قصره # PageV03P027 # أودعها هام الملوك الذين أبادهم بسيفه، منها رأس محمد بن عبد الله ~~البرزيلي شهاب الفتنة، ورؤوس الحجاب ابن خزرون وابن نوح وغيرهم الذين قرن ~~رؤوسهم برأس إمامهم الخليفة يحيى بن علي بن حمود، سابقهم إلى تلك الرفعة، ~~فخص رؤوسهم بالصون بعد إذالة جسومهم الممزقة، وبالغ في تطييبها وتنظيفها ~~للثواء لا للكرامة، وأودعها المصاون الحافظة لها، فبقيت عنده ثاوية تجيب ~~سائلها اعتبارا؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: فلما افتتحت إشبيلية وخلع المعتمد، حدثت أنه وجد جوالق ~~مطبوع عليه، وظن أنه مال أو ذخيرة، فإذا هو مملوء رؤوسا، فأعظم ذلك وهال ~~أمره، فدفع كل رأس منها لمن كان بقي من عقبهم بالحضرة، أخبرني من رأى رأس ~~يحيى بن علي بن حمود يومئذ ثابت الرسم متغير الشكل، فدفع إلى بعض ولده ~~فدفنه. # قال ابن حيان: وكان عباد أوتي أيضا من جمال الصورة، وتمام الخلقة، وفخامة ~~الهيئة، وسباطة البنان، وثقوب الذهن، وحضور الخاطر، وصدق الحس، ما فاق أيضا ~~به على نظرائه. ونظر مع ذلك في الأدب، قبل ميل الهوى به إلى طلب السلطان، ~~أدنى نظر بأذكى طبع، حصل منه لثقوب ذهنه على قطعة وافرة علقها من غير تعهد ~~لها، ولا إمعان في غمارها، ولا إكثار من مطالعتها، ولا منافسة في اقتناء ~~صحائفها، أعطته نتيجتها على ذلك ما شاء من تحبير الكلام، وقرض قطع من الشعر ~~ذات طلاوة، في معان أمدته فيها الطبيعة، وبلغ فيها الإرادة، واكتتبتها # PageV03P028 # الأدباء للبراعة - جمع هذه الخلال الظاهرة والباطنة إلى ms0583 جود كف بارى بها ~~السحاب. وأخبار عباد في جميع أفعاله وضروب أنحائه - عالناته وخافياته - ~~غريبة بعيدة، وكان على تجرده في إحكام التدبير لسلطانه ذا كلف بالنساء، ~~فاستوسع في اتخاذهن، وخلط في أجناسهن، فانتهى في ذلك إلى مدى لم يبلغه أحد ~~من نظرائه، قيل إنه خلف من صنوفهن السريريات خاصة نحوا من سبعين جارية، إلى ~~حرته الحظية لديه الفذة من حلائله بنت مجاهد العامري أخت علي بن مجاهد أمير ~~دانية، ففشا نسل عباد لتوسعه في النكاح وقوته عليه، فذكر أنه كان له من ~~ذكور الولد نحو من عشرين ومن الإناث مثلهم؛ انتهى كلامه. # قال ابن بسام: وكان المعتضد - كما وصف - ينفث بأبيات من الشعر فيما يعن ~~له من أمر، ورأيت ابن أخيه إسماعيل قد جمع شعر عمه هذا في ديوان، وسأجري ~~هاهنا طرفا منه. # جملة من أشعاره # مع ما ينخرط في سلكها من عجائب أخباره # قال: # كأنما ياسميننا الغض ... كواكب في السماء تبيض # والطرق الحمر في جوانبه ... كخد عذراء مسها عض # PageV03P029 # وقال: # إشرب على وجه الصباح ... وانظر إلى نور الأقاح # واعلم بأنك جاهل ... ما لم تقل بالإصطباح # فالدهر شيء بارد ... إن لم تسخنه براح وقال: # أتتك أم الحسن ... تشدو بصوت حسن # تمد في ألحانها ... مد الغناء المدني # تقود مني سلسلا ... كأنني في رسن # أوراقها أستارها ... إذا شدت في فنن [5ب] ومعنى هذا البيت كقول ابن ~~المعتز: # ذرى شجر للطير فيه تشاجر ... كأن سقيط الطل فيها جواهر # كأن القماري والبلابل حولنا ... قيان وأوراق الغصون ستائر وقال بعض أهل ~~عصرنا وهو الوزير أبو محمد بن عبدون: # يا نفحة الزهر من مسراك وافاني ... خلوص رياك في أنفاس آذار # والأرض في حلل قد كاد يحرقها ... توقد النور لولا ماؤها الجاري # والطير في ورق الأشجار شادية ... كأنهن قيان خلف أستار # PageV03P030 # ومعنى بيت ابن عبدون الثاني من متداولات المعاني، منها قول الآخر ونقله ~~إلى الدموع: # لولا الدموع وفيضهن لأحرقت ... أرض الوداع حرارة الأكباد وأشبه منه قول ~~ابن رباح: # نار يغذيها السحاب بمائه ... فلذاك لم تك ترتمي بشرار ms0584 ومن أحسن شعر ~~المعتضد قوله: # شربنا وجفن الليل يغسل كحله ... بماء صباح والنسيم رقيق # معتقة كالتبر أما نجارها ... فضخم وأما جسمها فدقيق وقال يخاطب مجاهدا: # خلي أبا الجيش هل يقضى اللقاء لنا ... فيشتفي منك طرف أنت ناظره # شط المزار بنا والدار دانية ... يا حبذا الفال لو صحت زواجره وقال من ~~جملة قصيدة يخاطب بها أباه القاضي: # أطعتك في سري وجهري جاهدا ... فلم يك لي إلا الملام ثواب # ولما كبا جدي إليك ولم يسغ ... لنفسي على سوء المقام شراب # PageV03P031 # فررت بنفسي أبتغي فرجة لها ... على أن حلو العيش بعدك صاب # وما هزني إلا رسولك داعيا ... فقلت أمير المؤمنين مجاب # فجئت أغذ السير حتى كأنما ... تطير بسرجي في الفلاة عقاب # وما كنت بعد البين إلا موطنا ... بعزمي على أن لا يكون إياب # " ولكنك الدنيا إلي حبيبة ... فما عنك لي إلا إليك ذهاب " # أصب بالرضى عني مسرة مهجتي ... وإن لم يكن في ما أتيت صواب وكان المعتضد ~~كثيرا ما يرتاح في شعره إلى ذكر الطائفة التي كانت يومئذ تحاربه، فمن ذلك ~~قوله: # لقد حصلت يا رنده ... فصرت لملكنا عقده # أفادتناك رماح ... وأسياف لها حده # وأجناد أشداء ... إليهم تنتهي الشده # غدوت يرونني مولى ... لهم وأراهم عده # سأفني مدة الأعدا ... ء إن طالت بي المده # [6أ] فكم من عدة قتل ... ت منهم بعدها عده # نظمت رؤوسهم عقدا ... فحلت لبة السدة وأعجب المعتضد يومئذ بهذه القطعة ~~الرندية، عجب حسان بن ثابت بقصيدته الميمية، وأخذ الناس بحفظها، وحملهم على ~~ضبط معانيها ولفظها. # PageV03P032 # وعلى ذكرها وذكرهم، فلنلمع بشيء من أمرهم. بدأ بغرب إشبيلية وبها عدة ~~رؤساء، وجماعة خلفاء، فكانوا دخان ناره، وزبد تياره، إلا ما كان من ثبوت ~~قدم قريعه المظفر بن الأفطس، فإنه نازعه لبوها، وعاطاه إلى آخر أيامه ~~كؤوسها، ولهما في ذلك غير مجال وميدان، وقد سرد قصصهما أبو مروان ابن حيان، ~~وسألمع بعيونها، وأقلب ظهورها لبطونها. # جملة من حروبه مع المظفر وغيره من أمراء الغرب # قال ابن حيان: وأول ما ظهر من تفاسد عباد والمظفر ms0585 أن ابن يحيى صاحب لبلة ~~عند هجوم عباد عليه استجار بالمظفر بن الأفطس، فأجاره وانزعج له، ووصل يده ~~وعطل ثغره، وجمع جيشه وأقبل إلى لبلة ناصرا لابن يحيى، مضيعا لمن خلفه يوقد ~~نار فتنة كان في غنى عنها، حتى نزل بنفسه على ابن يحيى ودافع ابن عباد عنه، ~~وحرك في ذلك في حلفائه البرابرة جماعة، فسارعوا إليه غير ناظرين في عاقبة ~~أمرهم، وتقدموا في تحريك يعسوبهم محمد بن القاسم فانتظم به أمرهم، وتقدم ~~بهم إلى إشبيلية ورحاهم تدور على قريعهم باديس بن حبوس، مدرههم في الجلى ~~ومفزعهم في النائبة، يسلمون لرأيه ويزحمون بركنه، فأشفق الوزير ابن جهور من ~~حركتهم تلكن على عادته في التقلقل لأمثالها، وجهد جهده في صرفهم، وأرسل ~~ثقات رسله إلى عامتهم، إلا ما كان من الدائلين منهم عباد داعية المروانية ~~ومحمد بن إدريس صاحب مالقة دائل الحمودية، فإنه تنكبها # PageV03P033 # بعادا من الظنة، إذ كان هو وجماعة قرطبة متوقفين على كل دعوة، فلما وصلت ~~رسله إليهم ما زادهم إلا لجاجا. ولم يزل ابن جهور يضرب لهم الأمثال، ~~ويخوفهم من سوء العاقبة والمآل، حتى صار فيهم كمؤمن آل فرعون وعظا وتذكرة، ~~يجد منهم الأطواد الراسية، ويرقي الحيات المتصامة. واستن القوم في ميدان ~~الغي؛ فلما صح عند ابن عباد خروجه للبلة بجشيه دفعا عن ابن يحيى منتظرا ~~لخلطائه، جرد خيلا ضربت على بلد ابن الأفطس، وغارت وأنجدت، وفعلت فعلات ~~تكأن القلوب، وقرفت الندوب، ثم نهض ابن عباد بنفسه إلى لبلة للقائه، فجرت ~~بينهما على بابها وقعة عظيمة صعبة، استهما فيهما النصر في مقام واحد شق على ~~الأبلمة، وكانت أولا على ابن الأفطس، فولى الدبر وخاض واديها دون مخاضة، ~~وقيل قتل من رجاله عدد كثير، ثم رجعت له على ابن عباد كرة فكشف رجاله وأصاب ~~منهم نفرا، ثم افترقوا ولحق بعد باديس بجمعه وخاض وادي قرطبة وجاز إلى ~~الشرف، وتجمع بحلفائه، وعاثوا في نظر إشبيلية، وانقطعت السبل جملة، وكثر ~~القتل والهرج والسلب، وأمسى الناس في مثل عصر الجاهلية، ثم والى ابن ms0586 يحيى ~~بعد ذلك كله المعتضد لضرورة دفعته إلى ذلك، فكاشفه المظفر وخانه فيما كان ~~ائتمنه عليه من ماله وأودعه عنده، [6ب] أيام تورطه في حرب المعتضد، فانبتت # PageV03P034 # بينهم العصمة، وضربت خيل المظفر على صاحب لبلة، فاستغاث المعتضد فلحق به ~~خيله واقتتلت مع خيل المظفر، وكان ابن جهور كثيرا ما يوالي رسله إلى ~~الاصطلاح بينهما، فتصدر عنهما وتخبر أن ابن الأفطس قرب إلى الملام، بامتطاء ~~قعود اللجاج في القطيعة. # ومن النوادر المحفوظة بينهما أن المعتضد والى حربه في شهور سنة اثنتين ~~وأربعين فعبر بلده، وفتح عدة حصون ضمها إلى عمله، وشدها برجاله، ودمر ~~عمارات واسعة أفسد غلاتها، وأوقع رعيته ف امجاعة الطويلة، وعجز المظفر عن ~~دفاعه شبرا واحدا فما دونه، استكانة للحادثة التي هدت ركنه، وأفنت حماة ~~رجاله، فاعتصم بحصنه بطليوس، ولم يخرج من خيله فارسا، وجعل يشكو به إلى ~~حلفائه، فلا يجد ظهيرا ولا نصيرا. # فلما قضى المعتضد من تدويخ بلاده وطره، وكر راجعا إلى إشبيلية في شوال من ~~العام، وردت علينا بقرطبة يومئذ غريبة، وذلك أن رسول المظفر في أثر هذه ~~الوقائع عليه يلتمس شراء وصائف ملهيات يأنس بهن، نافيا بذلك الشماتة عن ~~نفسه، ولم يكن له عادة بمثله، فنقب له رسوله عن ذلك، وكن قد عدمن بقرطبة ~~يومئذ، فوجد له صبيتين ملهيتين عند بعض التجار لا طائل فيهما، فاشتراهما ~~له، وأقام رسوله يلتمس الخروج بهما فلم يستطع، لقطع خيل المعتضد جميع ~~الطرق، فأقام مدة بقرطبة إلى أن شيع بخيل كثيفة ومضى بهما، وأولوا # PageV03P035 # النهى يعجبون ويعجبون مما شهر به نفسه من البطالة، أيام الحروب المحرمة ~~لأطهار النساء على فحول الرجال العاقدة للأزرة، وعلى ما كان يدعيه لنفسه من ~~الأدب والمعرفة، وبحثت على هذه الأعجوبة وما الذي حمله على هذا افن فإذا به ~~ناغى كاشحه المعتضد المرتاح بعد الظفر لاجتلاب قينة عبد الرحيم الوزير من ~~قرطبة، إثر وفاته يومئذ، وقد استدعاها لما وصفت له بالحذق في صنعتها، فوجهت ~~نحوه، فنقيله المظفر في إظهار الفراغ وطلب الملهيات، وقد علم العالم ms0587 أنه ~~لفي شغل عنهن. فامتد شأو هذين الأميرين يومئذ في الغي وتباريا في القطيعة ~~حتى أفنيا العالمين، إلى أن سنى الله بينهما الصلح، في ربيع الأول سنة ثلاث ~~وأربعين، بسعي ابن جمهور أمير قرطبة، كعادته بينهما، بعد كتب ورسل في ذلك، ~~والمظفر يمتطي اللجاجة هنالك. # فلما سكنت الحال بينهما فرغ المعتضد إلى حرب الأمراء الأصاغر بالغرب، ~~كابن يحيى وابن هارون وابن مزين والبكري، وأتيح له من الظفر عليهم ما حاز ~~به أملاكهم وضمها جملة إلى عمله، ثم مد يده بعد إلى القاسم بن حمود صاحب ~~الجزيرة الخضراء، فرضة المجاز من الأندلس # PageV03P036 # إلى أرض العدوة التي كان منها فتحها ومن قبلها ما أتاها على قدم الدهر، ~~وذلك أنه لما وجد هذا الفتى، على نباهته وجلالة عمله، أضعف أمراء البرابرة ~~شوكة وأقلهم رجالا، صمد له وحصره، فاستغاث القاسم حلفاءه بالأندلس وصاحب ~~سبتة سقوت البرغواطي مولى ابن حمود، فأبطأ عليه حتى سقط في يده، ونزل على ~~أمان، وآل أمره إلى أن لحق بقرطبة وأسكنها تحت كنف ابن جهور مع نظرائه من ~~المخلوعين. # فلما كانت سنة إحدى وخمسين، وقد أتيح له من الظفر ما أتيح، اتصلت الأنباء ~~عندنا بقرطبة بصموت منابره في جميع أعماله عن ذكر إمامه هشام بن الحكم، ~~صاحب الرجعة، الذي اتصل الدعاء له على منابره من عهد قيام والده إلى آخر ~~هذه السنة، يومئ إليه بالحياة في غياهب الحجب من غير ظهور لخاصة ولا عامة، ~~ودعوته على ذلك كله [7أ] مرفوعة عند من ائتسى بالمعتضد من أمراء شرق ~~الأندلس، إلى أن قطعها قاطع الأعناق عليها ابن عباد، فذكر أنه دعا وجوه ~~حضرته فنعى لهم إمامهم هشاما، وكشف إليهم تقدم وفاته من علة زمانية، ووصف ~~أن الحال التي كان بسبيلها من اشتداد الفتنة بينه وبين من تظاهر عليه من ~~أمراء الأندلس الدانين منه عاقه يومئذ عن البوح بوفاة هذا الإمام والشهرة ~~لدفنه، إعطاء للحزم بقسطه، فلما سكنت الحال وجب التصريح بالحق، وعطف - ~~زعموا - بكلامه على شحذ بصائرهم في التمسك بحبل الإمامة، والفرار ms0588 عن الميتة ~~الجاهلية. وذكر أنه خاطب من كان تحت دعوة هذا المنعي هشام من أمراء الأندلس ~~ناعيا له، داعيا إلى التعوض منه، فارتفعت الدعوة منذ ذلك الوقت، وصارت هذا ~~الميتة لحامل # PageV03P037 # هذا الاسم الميتة الثالثة، وعساها تكون إن شاء الله الصادقة، فكم قتل وكم ~~مات، ثم انتفض من التراب، ومزق الكفن قبل نفخة الصور ووقعة الواقعة، فقد ~~اكن مات في يد أول خالعيه محمد بن هشام بن عبد الجبار ودفن علانية، ثم نشر ~~بيد واضح الصقلبي فتى بني أبي عامر ودال مديدةن ثم قتله خالعه الثاني ~~سليمان المستعين ودفنه خفية، ثم أبرز صداه علي حمود الحسني المنتزي، يذكي ~~الطلب بثأره على الدولة، ودفنه الدفنة التي خلناها حقيقة، فلم يلبث أن نجم ~~حيا بإشبيلية بعد حقب، فبقي هنالك ملكا ودال قرنا إلى أن وقعت عليه الميتة ~~الثالثة، فما نقول ونعتقد في الفرق بين هذه الميتات المتواليات، إذ كان ~~مائتها واحدا، وليس إلا السيوف عليها أدلة، غير إخلاص الدعاء لكلمة ~~المسلمين في الائتلاف لما فيه الصلاح؛ انتهى ما لخصته من كلامه. # قال ابن بسام: ثم غمس المعتضد يده بعد في من كان يليه من أقتاله البازلة ~~فصدم شرهم بشرهم، وضرب زيدهم بعمرهم؛ وقد كان عندما تسعرت نار الحرب، بينه ~~وبين رؤساء الغرب، هادنهم على دخن، ومتح لهم حتى ضربوا حوله بعطن، ليقتلهم ~~بسيوفهم، ويستدرجهم إلى حتوفهم، فلما استقرت قدمه بشلب، قاصية قواعد الغرب، ~~كان أول ما بدأ به من حربهم هجومه على الحاجب ابن نوح # PageV03P038 # المنتزي منهم - كان - بكورة مورور في غير كتيبة نظمها، ولا مقدمة إليه ~~قدمها، إلا فتيان ينبهان عليه، ويحملان الأموال بين يديه، تجاسرا على ركوب ~~الخطر الذي تحاماه اللبيب، واستنامة لصرف القدر وهو لا يدري أيخطئ أم يصيب، ~~فخلص إلى ابن نوح هذا: من رجل لا يبالي دم من تجرع، ولا يحفل بأي شيء يصنع، ~~فبالغ ابن نوح في بره، وتضاءل لأمره، وحمل ذلك من فعله على آكد أسباب ~~السلامة، وأتم وجوه الاستنامة، وفض المعتضد يومها من صميم ms0589 ماله، في وجوه ~~حماة ابن نوح ورؤوس رجاله، ما استمال به قلوبهم، واسنصح به جيوبهم. # ثم صار إلى ابن أبي قرة برندة فسامه مثلها، وحذا له نعلها، فتلك اعتد ~~عليهم يدا، وجعلها لما أراد من مكروههم أمدا. وقد كان أحد أجنادهم أشار ~~بالرأي في أكره، وأراد أن يطلع عليه من ثنية مكره، فواطأهم يومئذ بغدره، ~~ورمز لهم بالاستراحة من شره، ففهمها المعتضد وجعل تلك الكلمة دبر أذنه، ~~وأثبتها في ديوان إحنه، حتى حلي بطائلها، واستقاد بعد مديدة من قائلها، ~~وجأجأ بالحاجبين المذكورين لأول تمكنه من الغرة، وساعة صدره من مركزه من ~~الحضرة، فتهافتا تهافت الفراش على الجمرة، وجاءا مجيء الحائن إلى الشفرة؛ ~~وتطفل عليهما الحائن ابن خزرون المنتزي - كان - وقته بأركش، فلله أبوه ~~وافدا # PageV03P039 # لم تجزه الوفادة، وواها له قتيلا لم يحل بطائل الشهادة، فجرع الكل [7ب] ~~الحتوف، وحكم في عامتهم السيوف، واستمر بعد ذلك على حرب بقاياهم، وتتبع ~~أخراهم، حتى تغلب على بلادهم، وألوى بطارفهم وتلادهم، في أخبار طويلة ~~استوفاها ابن حيان، هي خارجة عن غرض هذا الديوان؛ وقد ألمعت منها بما فيه ~~كفاية، إذ لا يتسع هذا المجموع لاستقصاء الغاية. # والسبب الذي كان يغربه بطلبهم، ويبعثه على التمرس بهم، أن بعض من نظر ~~بمولده كان أخبره أن انقضاء دولته يكون على أيدي قوم يطرؤون على الجزيرة من ~~غير سكانها، فكان لا يشك أنهم تلك البرازلة الطارئون عليها في عهد ابن أبي ~~عامر، فأعمل في نكالهم وجوه سياسته، وشغل بقتالهم أيام رياسته؛ واتفق أن ~~دخل عليه يوما بعض وزرائه وبين يديه كتاب قد أطال فيه النظر، فإذا كتاب ~~سقوت المنتزي يومئذ بسبتة، يذكر أن القوم الملثمين المدعوين بالمرابطين قد ~~وصلت مقدمتهم رحبة مراكش، فقال له ذلك الوزير المذكور كلاما معناه: وأين ~~رحبة مراكش - دخلوها فكان ماذا - ومات الحجاج فمه -! ودونهم اللجج الخضر، ~~والمهامه الغبر، والليالي والأيام، والجماهير العظام، فقال له المعتضد: هو ~~والله الذي أتوقعه وأخشاه، وإن طالت بك حياة فستراه، اكتب إلى فلان - يعني ~~عامله على الجزيرة - باحتراس ms0590 جبل طارق حتى يأتيه أمري # PageV03P040 # وأخذ يريش في تحصينه، ووضع أرصاده هنالك وعيونه، ويبري، ولله عزائم لا ~~تقيها الحصون، ولا يهتدي إليها الأرصاد والعيون، ولكل شيء أمد مكتوب، ~~وميقات مضروب، ويبلغ الكتاب أجله. # فصل في ذكر المعتمد على الله محمد بن عباد # واجتلاب جملة من شعره، مع ما يتعلق من الأخبار السلطانية بذكره # قال ابن بسام: ثم استوسق الأمر بعد المعتضد لابنه المعتمد، وكان مع ~~اشتغاله بالحرب، وسعة مجاله بين الطعن والضرب، وعلى أن أباه عبادا ما انفك ~~يدير عليه الرحى، ويقرع إليه كلما قرعت عصا عصا، حتى صار أسوة لنجوم ليلها، ~~وحلسا لمتون خيلها: # لا يشرب الماء إلا من قليب دم ... ولا يبيت له جار على وجل فقد كان ~~متمسكا من الأدب بسبب، وضاربا في العلم بسهم، وله شعر كما انشق الكمام عن ~~الزهر، لو صدر مثله عمن جعل الشعر صناعة، واتخذه بضاعة، لكان رائعا معجبا، ~~ونادرا مستغربا، فما ظنك برجل # PageV03P041 # لا يجد إلا راثيا، ولا يجيد إلا عابثا، وهو مع ذلك يرمي فيصيب، ويهمي ~~فيصوب، وشعره يوضح ما شرح ويعبر عما ذكره، مع أنه قد رويت أشعار أولي ~~النباهة والأعيان، على قديم الزمان، لشرف قائلها، مع قلة طائلها، وقد رأيت ~~أبا بكر الصولي أثبت لملوك بني أمية وخلفاء بني العباس، ما لو صدر مثله ~~لصغار الناس لا ستهجن، أو طرأ لضعفاء السوق لا ستصغر، فلنا في الصولي أسوة ~~في إثبات هذا النوع من الشعر إن وقع في كتابنا هذا. [8أ] والعجب من المعتمد ~~أنه مرى سحابه في كلتا حاليه فصاب، ودعا خاطره فأجاب، ولا تراجع له من طبع، ~~ولا بعد الخلع، بل يومه في هذا الشأن دهر، وحسنته في هذا الديوان عشر، فإن ~~أجاد فما أولى، وإن قصر فعذره أوضح وأجلى. # والمبيت المتقدم من جملة قصيد، للمخزومي أبي سعد، وإنما أشار في معناه ~~إلى قول بشار: # فتى لا يبيت على دمنة ... ولا يشرب الماء إلا بدم وقال أبو الطيب: # ولا ترد الغدران إلا وماؤها ... من الدم كالريحان تحت ms0591 الشقائق وقال محمد ~~بن هانئ: # لا يوردون الماء سنبك سابح ... أو يكتسي بدم الفوارس طحلبا # PageV03P042 # جملة من شعر المعتمد في النسيب وما يناسبه # قال: # داري الغرام ورام أن يتكتما ... وأبى لسان دموعه فتكلما # رحلوا وأخفى وجده فأذاعه ... ماء الشؤون مصرحا ومجمجما # سايرتهم والليل غفل ثوبه ... حتى تراءى للنواظر معلما # فوقفت ثم محيرا وتسلبت ... مني يد الإصباح تلك الأنجما وكأن معنى هذا ~~البيت الأخير، إلى قول المجنون بشير: # فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ... مع الصبح في أعقاب نجم مغرب وله في أم ~~الربيع وقد مرضت فلم يعدها: # مرضتم فأمسكت الزيارة عامدا ... وما عن قلى اأمسكتها لا ولا هجر # ولكنني أشفقت من أن أزوركم ... وأبصر آثار الخسوف على البدر # PageV03P043 # وقال المعتمد: # أكثرت هجري غير أنك ربما ... عطفتك أحيانا علي أمور # فكأنما زمن التهاجر بيننا ... ليل وساعات الوصال بدور وهو ينظر إلى قول ~~الأسعد بن بليطة: # تتنفس الصهباء في لهواته ... كتنفس الريحان في الآصال # وكأنما الخيلان في لباته ... ساعات هجر في زمان وصال وقال: # تظن بنا أم الربيع سآمة ... ألا غفر الرحمن ذنبا تواقعه # أأهجر ظبيا في فؤادي كناسه ... وبدر تمام في ضلوعي مطالعه # وروضة حسن أجتنيها وباردا ... من الظلم لم تحظر علي شرائعه # إذن عدمت كفي نوالا تفيضه ... على معتفيها أو عدوا تقارعه وناوله بعض ~~نسائه كأس بلور مترعا خمرا ولمع البرق فارتاعت فقال: # ريعت من البرق وفي كفها ... برق كم القهوة لماع # يا ليت شعري وهي شمس الضحى ... كيف من الأنوار ترتاع وقال: # PageV03P044 # قامت لتحجب قرص الشمس قامتها ... عن ناظري حجبت عن ناظر الغير # [8ب] علما لعمرك منها أنها قمر ... هل تحجب الشمس إلا غرة القمر وقال: # عفا الله عن سحر على كل حالة ... ولا حوسبت عني بما أنا واجد # أسحر ظلمت النفس واخترت فرقتي ... فجمعت أحزاني وهن شوارد # وكانت شجوني باقترابك نزحا ... فها هن لما أن نأيت شواهد وقال: # فإن تستلذي برد مائك بعدنا ... فبعدك ما ندري متى الماء بارد وقال: # يا غرة الشمس التي ... قلبي لها أحد البروج # لولاك ms0592 لم أك مؤثرا ... فرش الحرير على السروج وقال: # PageV03P045 # تم له الحسن بالعذار ... واقترن الليل بالنهار # أخضر في أبيض تبدى ... ذلك آسي وذا بهاري # فقد حوى مجلسي تماما ... إن يك من ريقه عقاري هذا كقول ابن وكيع: # شادن خده وعي ... ناه وردي ونرجسي # إن يجد لي بخمرة ... فلقد تم مجلسي ما أخرجته من مقطوعاته السلطانية التي # أجراها مجرى الإخوانيات # بات الوزير أبو الأصبغ بن أرقم على قرب من إشبيلية، وأعلمه أنه وافد عليه ~~صبيحة غد، فكتب إليه المعتمد: # أهلا بكم صحبتكم نحوي الديم ... إن كان لم يتجنح لي بكم حلم # حلوا المطي ولو ليلا بمجهلة ... فلن تضلوا ومن بشري لكم علم # سأكتم الليل ما ألقاه من بعد ... وأسأل الصبح عنكم حين يبتسم وأدخلت إليه ~~يوما باكورة نرجس، فكتب إلى ابن عمار يستدعيه: # PageV03P046 # قد زارنا النرجس الذكي ... وآن من يومنا العشي # ونحن في مجلس أنيق ... وقد ظمئنا وثم ري # ولي نديم غدا سميي ... يا ليته ساعد السمي فأجابه ابن عمار: # لبيك لبيك من مناد ... له الندى الرحب والندي # ها أنا في الباب عبد قن ... قبلته وجهك السني # شرفه والداه باسم ... شرفته أنت والنبي وسأله الوزير أبو عمرو بن غطمش أن ~~يشرفه بالسير معه إلى منزله، فاجتمع الندماء بالقصر، [9أ] بعد صلاة العصر، ~~لينتقلوا ليلا بانتقالها إلى دار الوزير المذكور، فبدت من ابن عمار حينئذ ~~هنة أوجنت أن رماه المعتمد ببعض الآنية، فافترقوا بعد نومه ووقوع اليأس من ~~سيره، ومضت الجماعة إلى دار الوزير المذكور، فلما استيقظ المعتمد من السكر، ~~أخبر بما وقع من الأمر، فكتب إليهم بهذين البيتين: # لولا عيون من الواشين ترمقني ... وما أحاذره من قول حراس # لزرتكم لأكافيكم بجفوتكم ... مشيا على الوجه أو حبوا على الراس وله ~~يستعطف أباه المعتضد إذ دخل مالقة وأخرج منها، في قصيدة أوله: # PageV03P047 # سكن فؤادك لا تذهب بك الفكر ... ماذا يعيد عليك البث والحذر # وإن يكن قدر قد عاق عن وطر ... فلا مرد لما يأتي به القدر # وإن تكن خيبة في الدهر واحدة ... فكم غزوت ms0593 ومن أشياعك الظفر # إن كنت في حيرة عن جرم محترم ... فإن عذرك في ظلمائها قمر ومنها: # يا ضيغما يقتل الفرسان مفترسا ... لا توهنني فإني الناب والظفر # قد أخلفتني صروف أنت تعلمها ... وعاد مورد آمالي به كدر # وحلت لونا وما بالجسم من سقم ... وشبت رأسا ولم يبلغني الكبر # لم يأت عبدك ذنبا يستحق به ... عتبا وهاهو قد ناداك يعتذر # ما الذنب إلا على قوم ذوي دغل ... وفى لهم عهدك المعهود إذ غدروا ومنها: # لم أوت من زمني شيئا ألذ به ... فلست أعرف ما كأس ولا وتر # ولا تملكني دل ولا خفر ... ولا سبى خلدي غنج ولا حور # رضاك راحة نفسي لا فجعت به ... فهو العتاد الذي للدهر يدخر # وهو المدام التي أسلو بها فإذا ... عدمتها عبثت في قلبي الفكر # PageV03P048 # ذكر الخبر عن حديثه يومئذ بمالقة ودخوله إياها، # وانصرافه مفلولا دون ما تخيل من التخييم في ذراها، # وأمل من الاستباحة لحماها # قال ابن بسام: لما سما باديس بن حبوس إلى قصبة مالقة بعد تقلص الظلال ~~الحمودية عن أرجائها، وأفول النجوم العلوية في سمائها، في خبر خلا منه هذا ~~المجموع حين لم يتعلق بذيله مما وقع إلي نظم ولا نثر، ولا أشرق في ليله مما ~~حصل في يدي للأدب كوكب ولا بدر، فلذلك أضربت [9ب] عنه، وأخليت كتابي منه، ~~وأتيت بخبر المعتمد فيها حين أنبأ به شعر، وجرى له على لسان الأدب ذكر، ~~وفاء بالشرط، وتوفية بالقسط: # كان أهل مالقة إذا جرى ذكر عباد ارتاحوا إليه ارتياح الغصون تحت النسيم، ~~ورفعوا أصواتهم بالصلاة عليه والتسليم، هذا على ما كان يقذي عيونهم من قبح ~~آثاره، ويصك أسماعهم من هو أخباره، ويلفح وجوههم من وهج ناره، تشيعا لم يكن ~~له أصل إلا شؤم الحمية، ولؤم العصبية، فاهتبلوا غرة من باديس أميرهم، ~~وناجوا عبادا بذات صدورهم، وألقوا إليه بأيدي تأميلهم وتأميرهم، فجأجأوا ~~لظمآن لا يروي على طول الشرب، وهزوا سيفا يكاد يهتك الضريبة قبل الضرب، فجد ~~فيها وشمر، ونادى أهلها وحشر، وكان المعتضد إذا طول اختصر ms0594 # PageV03P049 # وإذا تحدث عنه على البعد حضر، ولبى دعاة أهل مالقة بالخيل بين الجلال ~~واللبود، وبالأبطال أثناء الحرير والحديد، وأنفذ إليهم شوكته الوحي سمها، ~~وأطلع عليهم كتيبته البعيد همها، القاسط حكمها، معصبة بابنيه جابر ومحمد، ~~فلأول إطلال عسكره عليها هبت له ريح فتحها، وضحك في وجه بشر صبحها، فحل ~~لأول وقته بحريمها، وتحكم في ظالمها ومظلومها، إلا فرقة من السودان ~~المغاربة لاذوا بذروة قصبتها وهي بحيث ينشأ تحتها الدجن، ويعجز دون مرامها ~~الظن، إنافة مكان، وإطالة بنيان؛ وقد كان أهل مالقة أشاروا على ابني ~~المعتضد، حين خلوا بينهما وبين البلد، بإذكاء العيون، وإساءة الظنون، وضبط ~~ما حولها من المعاقل والحصون، فغفلا، واستصرخ السودان المغاربة أميرهم ~~باديس فلباهم بزخرة من تياره، وأقبسهم شرارة من ناره، فلم يرع ابني عباد، ~~إلا صهيل الجياد، وتداعي الأجناد، بشعار الجلاد، فلم تر إلا أسيرا أو ~~قتيلا، أو فازعا إلى الفرار ما وجد إليه سبيلا، وامتلأت أيدي الباديسيين من ~~السلاح والكراع، ورفلوا بين خيار البز وفاخر المتاع، ولجأ ابنا عباد إلى ~~رندة وقد انغمسا في عارها، وصليا بنارها، ورأيا وجه الموت في لمعان أسنتها ~~وشفارها، ومن ثم خاطب المعتمد أباه بالشعر المتقدم الذكر، وقد أخفر ذممه، ~~ونذر دمه، ولولا أنه استجار - زعموا - يومئذ برجل من العباد كان هنالك لتبت ~~يداه، ولحق إسماعيل أخاه. # PageV03P050 # ورفع إلى المعتمد صدر دولته شعر، عزي إلى بعض الأصحاب، من الوزراء ~~الكتاب، يعرض بأبي الوليد بن زيدون فيه، أوله: # يا أيها الملك العلي الأعظم ... اقطع وريدي كل باغ ينئم # [واحسم بسيفك داء كل منافق ... يبدي الجميل وضد ذلك يكتم] # لا تتركن للناس موضع شبهة ... واحزم فمثلك في العظائم يحزم # قد قال شاعر كندة فيما مضى ... بيتا على مر الليالي يعلم # " لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم " فلما ~~سمعها المعتمد، عرف الغرض الذي إليه قصد، ووقع على ظهر الرقعة، بهذه ~~القطعة، وهي من جيد نظامه، وحر كلامه: # كذبت مناكم صرحوا أو جمجموا ... ألدين أمتن والمروة أكرم # خنتم ورمتم أن ms0595 أخون وإنما ... حاولتم أن يستخف يلملم # وأردتم تضييق صدر لم يضق ... والسمر في ثغر الصدور تحطم # وزحفتم بمحالكم لمجرب ... ما زال يثبت في المحال فيهزم # أنى رجوتم غدر من جربتم ... منه الوفاء وجور من لا يظلم # PageV03P051 # أنا ذاكم لا البغي يثمر غرسه ... عندي ولا مبنى الصنيعة يثلم # كفوا وإلا فارقبوا لي بطشة ... يلقى السفيه بمثلها فيحلم ولأبي الوليد ~~على ذلك جواب شكر من جملة قصيد، قال فيه: # قل للبغاة المنبضين قسيهم ... سترون من تصميه تلك الأسهم # أسررتم فرأى نجي غيوبكم ... شيحان مدلول عليه ملهم # ما كان حلم محمد ليحيله ... عن عهده دغل الضمير مذمم # فرق عوت فزأرت زأرة زاجر ... راع الكليب بها السبنتى الضيغم # لي منك فليذب الحسود تلظيا ... لطف المكانة والمحل الأكرم # لم تلف صاغيتي لديك مضاعفة ... كلا ولا ضاع اصطناعي الأقدم # بل أوسعت حفظا وصدق رعاية ... ذمم موثقة العرى لا تفصم # فليخرقن الأرض شكر منجد ... مني تناقله المحافل متهم ومن كلام المعتمد ~~الجزل، قوله يوم كبل يخاطب الكبل: # إليك فلو كانت قيونك أشعرت ... تصرم منها كل كف ومعصم # مهابة من كان الرجال بسيبه ... ومن سيفه في جنة أو جهنم ومما قاله بعد ~~زوال سلطانه وتضعضع بنيانه، لما دخل عليه البلد يوم الثلاثاء منتصف رجب سنة ~~أربع وثمانين، خرج مدافعا عن ذاته، وذابا عن حرماته، وظهر يومئذ من بأسه، ~~ومن تراميه - زعموا - على الموت # PageV03P052 # بنفسه، ما لا مزيد لبشر عليه، ولا تناهي لخلق إليه، وفي ذلك يقول: # لما تماسكت الدموع ... وتنبه القلب الصديع # قالوا الخضوع سياسة ... فليبد منك لهم خضوع # وألذ من طعم الخضوع ... على فمي السم النقيع # إن تستلب عني الدنا ... ملكي وتسلمني الجموع # فالقلب بين ضلوعه ... لم تسلم القلب الضلوع # لم أستلب شرف الطبا ... ع أيسلب الشرف الرفيع # قد رمت يوم نزالهم ... إلا تحصني الدروع # وبرزت ليس سوى القمي ... ص على الحشا شيء دفوع # وبذلت نفسي كي تسي ... ل إذا يسيل بها النجيع # أجلي تأخر لم يكن ... بهواي ذلي والخضوع # ما سرت قط إلى القتا ... ل وكان ms0596 من أملي الرجوع # شيم الأول أنا منهم ... والأصل تتبعه الفروع [10ب] قوله: " ما سرت قط إلى ~~القتال " ... البيت، كقول قيس بن الخطيم: # وإني في الحرب الضروس موكل ... بتقديم نفس لا أريد بقاءها # PageV03P053 # وروى ابن قتيبة قال، قال أبو دلامة: كنت في عسكر مروان بن محمد أيام زحف ~~إلى شيبان، فلما التقى الزحفان خرج رجل منهم ينادي إلى البراز، فلم يخرج ~~إليه أحد إلا أعجله ولم ينهنهه، فغاظ ذلك مروان، فجعل يندب الناس على ~~خمسمائة، فقتل أصحاب الخمسمائة، فندبهم على الألف، ولم يزل يزيد حتى نادى ~~بخمسة آلاف، قال أبو دلامة: وكان تحتي فرس لا أخاف خونه، فلما سمعت بخمسة ~~آلاف اقتحمت الصف، فلما نظر إلي الخارجي علم أني خرجت للطمع، فبرز إلي وهو ~~يقول: # وخارج أخرجه حب الطمع ... فر من الموت وفي الموت وقع ... من كان ينوي ~~أهله فلا رجع ... فلما وقرت في أذني انصرفت عنه هاربا، فجعل مروان يقول: من ~~هذا الفاضح - إيتوني به، ودخلت في غمار الناس. # وقيل كان أبو دلامة مع أبي مسلم في بعض حروبه مع بني أمية، فدعا رجل إلى ~~البراز فقال له أبو مسلم: أخرج إليه، فأنشأ يقول: # PageV03P054 # ألا لا تلمني إن هربت فإنني ... أخاف على فخارتي أن تحطما # فلو أنني أبتاع في السوق مثلها ... وجدك ما باليت أن أتقدما وحدث أيضا ~~أبو دلامة قال: أتي بي المنصور وأنا سكران، فحلف أن يخرجني في بعث حرب، ~~فأخرجني مع روح بن حاتم المهلبي لقتال الثراة، فلما التقى الجمعان قلت ~~لروح: لو أن تحتي فرسك ومعي سلاحك لأثرت اليوم في عدوك أثرا ترضيه، فنزل عن ~~فرسه ونزع سلاحه، فلما حصل ذلك في يدي وزالت حلاوة الطمع أنشدته: # إني استجرتك أن أقدم في الوغى ... لتطاعن وتنازل وضراب # فهب السيوف رأيتها مشهورة ... فتركتها ومضيت في الهراب # ماذا تقول لما تجيء ولا ترى ... من بادرات الموت بالنشاب قال: دع عنك ~~هذا، وبرز رجل من الخوارج فقال: اخرج إليه، قلت: أنشدك الله في دمي أيها ~~الأمير، إن هذا أول يوم ms0597 من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، وأنا ~~والله جائع ما تنبعث مني جارحة من الجوع، فأمر برغيفين ودجاجة، فأخذت ذلك ~~وبرزت إلى الصف، فلما رآني الخارجي أقبل نحوي وتحدثنا، وقلت: إن معي زادا ~~أحببت أن تأكله معي وما أريد قتالك، فجعلنا نأكل على ظهور دوابنا والناس ~~يضحكون، فلما استوفيناه ودعني، فلما انصرفت قلت لروح: قد كفيتك قرني فقل ~~لغيري يكفيك قرنه. ثم خرج آخر إلى المبارزة فقال: اخرج إليه فقلت: # PageV03P055 # إني أعوذ بروح أن يقدمني ... إلى القتال فتخزى بي بنو أسد # إن البراز إلى الأقران أعلمه ... مما يفرق بين الروح والجسد [11أ] # إن المهلب حب الموت أورثكم ... وما ورثت اختيار الموت من أحد # لو أن لي مهجة أخرى لجدت بها ... لكنها خلقت فردا فلم أجد فضحك وأعفاني. # رجع: ثم التوت بالمعتمد الحال أياما يسيرة، والناس بحضرة إشبيلية قد ~~استولى علهم الفزع، وخامرهم الجزع، يقطعون سبلها سياحة، ويخوضون نهرها ~~سباحة، ويترامون من شرفات الأسوار، ويتولجون مجابي الأقذار، حرصا على ~~الحياة، وحذرا من الوفاة، فلما كان يوم الأحد الموفي عشرين من رجب المؤرخ، ~~دخل البلد على المعتمد بعد أن جد الفريقان في القتال، واجتهدت الفئتان في ~~النزال، وفي أثناء تلك الحال، وما كان يناجي باله من البلبال، خاطب أبا بكر ~~المنجم الخولاني بهذه الأبيات: # أرمدت أم بنجومك الرمد ... قد عاد ضدا كل ما تعد # هل في حسابك ما نؤمله ... أم قد تصرم عندك الأمد # قد كنت تهمس إذ تخاطبني ... وتخط كرها إن عصتك يد # فالآن لا عين ولا أثر ... أتراك غيب شخصك البلد # وتراك بالعذراء في عرس ... أم إذ كذبت سطا بك الأسد # الملك لا يبقى على أحد ... والموت لا يبقى له أحد ثم أخرج المعتمد في ذلك ~~اليوم إلى أن أطلقت إليه جميع أمهات أولاده وبنيه، وكل ما يختص به من ~~أقرابه وذويه، وعمر بهم مركب فركبوا # PageV03P056 # البحر ورزقوا السلامة فيه، إلى أن وصلوا إلى أمير المسلمين وناصر الدين، ~~أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه الله، فبقوا هنالك في ms0598 كمفه وذرى فضله، تحت ~~إحسان عميم، وبذل نائل جسيم، حتى انقرضت هنالك أيامه، ووافاه حمامه، بعد ~~مرض شديد أصابه، وكانت وفاته في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين، وكان مولده ~~في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين. # ومن النادر الغريب أنه نودي في جنازته بالصلاة على الغريب، بعد عظيم ~~سلطانه، وجلالة شانه، فتبارك من له البقاء، والعزة والكبرياء. وبلغني أنه ~~لما أحس بالوفاة، رثى نفسه بهذه الأبيات: # قبر الغريب سقاك الرائح الغادي ... حقا ظفرت بأشلاء ابن عباد # بالطاعن الضارب الرامي إذا اقتتلوا ... بالخصب أجدبوا بالري للصادي # نعم هو الحق وافاني به قدر ... من السماء فوافاني لميعاد [11ب] # ولم أكن قبل ذاك النعش أعلمه ... أن الجبال تهادى فوق أعواد # فلا تزل صلوات الله نازلة ... على دفينك لا تحصى بتعداد ثم وصى بأن تثبت ~~على قبره. # وتنازعت يومئذ لمة من أهل الأدب بأغمات، ورثوه بقصائد مطولات، منهم أبو ~~بحر بن عبد الصمد رثاه بقصيد أوله: # PageV03P057 # ملك الملوك أسامع فأنادي ... أم قد عدتك عن السماع عواد # لما نقلت من القصور فلم تكن ... فيها كما قد كنت في الأعياد # قبلت في هذا الثرى لك خاضعا ... وجعلت قبرك موضع الإنشاد وأنشد على قبره ~~وفعل ما ذكر: قبل الترب ومرغ جبينه وعفر، فأبكى من حضر. # وبلغني أيضا عن بعض بني عباد أنه أنشد في النوم قبل حلول الفاقرة بهم هذه ~~الأبيات: # ما يعلم المرء والدنيا تمر به ... بأن صرف ليالي الدهر محذور # بينا الفتى مترد في مسرته ... وافى عليه من الأيام تغيير # وفر من حوله تلك الجيوش كما ... تفر إن عاينت صقرا عصافير # وخر خسرا فلا الأيام دمن له ... ولا بما وعد الأحرار محبور # من بعد سبع كأحلام تمر وما ... يرقى إلى الله تهليل وتكبير # يحل سوء بقوم لا مرد له ... وما ترد من الله المقادير وكذلك حكي عن رجل ~~أنه رأى في منامه إثر الكائنة عليهم كأن رجلا صعد منبر جامع قرطبة واستقبل ~~الناس ينشدهم: # رب ركب قد أناخوا عيسهم ... في ذرى مجدهم حين بسق # سكت الدهر ms0599 زمانا عنهم ... ثم أبكاهم دما حين نطق # PageV03P058 # فلما سمع المعتمد ذلك أيقن أنه نعي لملكه، وإعلام بما انتثر من سلكه، ~~فقال: # من عزا المجد إلينا قد صدق ... لم يلم من قال مهما قال حق # مجدنا الشمس سناء وسنا ... من يرم ستر سناها لم يطق # أيها الناعي إلينا مجدنا ... هل يضير المجد إن خطب طرق # لا ترع للدمع في آماقنا ... مزجته بدم أيدي الخرق # حنق الدهر علينا فسطا ... وكذا الدهر على الحر حنق # قد مضى منا ملوك شهروا ... شهرة الشمس تجلت في الأفق # نحن أبناء بني ماء السما ... نحونا تطمح ألحاظ الحدق # وإذا ما اجتمع الدين لنا ... فحقير ما من الدنيا افترق قال ابن بسام: ~~والبيتان اللذان أنشدا في المنام رواهما الرواة [12أ] في خبر النعمان بن ~~المنذر، وهو أنه نزل تحت شجرة، ومعه عدي بن زيد فقال له: أتدري ما تقول هذه ~~الشجرة أيها الملك - قال تقول: # رب ركب قد أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال # ثم أضحوا لعب الدهر بهم ... وكذاك الدهر حال بعد حال فتكدر على النعمان ~~نعيم يومه الذي كان فيه. # PageV03P059 # ويتعلق بذيل هذا الخبر الآخر: سل الأرض من غرس أشجارك وشق أنهارك، وجنى ~~ثمارك، فإن لم تجبك حوارا، أجابتك اعتبارا. وقال بعض الحكماء: أشهد أن في ~~السموات والأرض آيات ودلالات، وشواهد قائمات، كل تؤدي عنه الحجة، وتشهد له ~~بالربوبية. # وجلس أبو العتاهية بحانوت وراق فأخذ كتابا وكتب على ظهره: # أيا عجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده جاحد # وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد فلما انصرف اجتاز بالموضع أبو ~~نواس فقال: لمن هذه - لودتها لي بجميع شعري، قيل له: لأبي العتاهية: فكتب ~~تحتها: # سبحان من خلق الخل ... ق من ضعيف مهين # فصاغه في قرار ... إلى قرار مكين # يجول شيئا فشيئا ... في الحجب دون العيون # حتى بدت حركات ... مخلوقة من سكون وإلى هذا المعنى ذهب أبو الطيب بقوله: # PageV03P060 # تنشد أثوابنا مدائحه ... بألسن ما لهن أفواه # إذا مررنا على الأصم بها ... أغنته عن مسمعيه عيناه ms0600 ومنها قول نصيب: # فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ... ولو سكنوا أثنت عليك الحقائب وقال أبو ~~تمام، وله بهذا المعنى بعض الإلمام: # من القلاص اللواتي في حقائبها ... بضاعة غير مزجاة من الكلم وأخذه بعض ~~أهل عصرنا، وهو الوزير أبو محمد بن عبدون، فقال للمتوكل: # فجاءته لم تبصر سوى البشر هاديا ... وسله ولم يسمع سوى الشكر حاديا # هواد على أعجازها قيم الندى ... فأربح بها مشري حمد وشاريا وهذا المعنى ~~الذي افتنوا فيه نظما ونثرا هي النصبة الدالة بذاتها التي وصفها الجاحظ في ~~أقسام البيان. # رجع: وكان أبو بكر الداني مائلا لبني عباد بطبعه، إذ كان المعتمد # PageV03P061 # الذي جذب بضبعه، وله في البكاء على أيامهم، وانتثار نظامهم، عدة مقطوعات، ~~وقصائد مطولات، يشتمل عليها جزء لطيف، صدر عنه في صيغة تأليف، وهيئة تصنيف، ~~ضل فيه وأضل " والذر يعذر في القدر الذي حمل " سماه ب - " نظم السلوك، في ~~وعظ الملوك " ترجمة رائقة بلا معنى،، ليست من الغرض الذي نحاه ولا المغزى؛ ~~على أنه كان شاعرا يتصرف، وقادرا لا يتكلف، فوفد هنالك على المعتمد وفادة ~~وفاء، ولا وفادة استجداء، وانقطع إليه انقطاع وداد، لا انقطاع استرفاد، وله ~~أشعار سائرة، ومعه أخبار نادرة، تدل على كرم طعمته، وبعد همته، وأنا أورد ~~هاهنا منها ما يليق بالديوان، ويروق في السماع والعيان. # حدث الداني عن نفسه قال: لما أردت الانفصال عنه هنالك بعث إلي بعشرين ~~مثقالا وشقة رازي بغدادي، وكتب مع ذلك: # إليك النزر من كف الأسير ... فإن تقبل تكن عين الشكور # تقبل ما يذوب له حياء ... وإن عذرته حالات الفقير # ولا تعجب لخطب غض منه ... أليس الخسف ملتزم البدور # ورج بجبره عقبى نداه ... فكم جبرت يداه من كسير # وكم أعلت علاه من حضيض ... وكم حطت ظباه من أمير # وكم من منبر حنت إليه ... أعالي مرتقاه ومن سرير # زمان ترجعت عن جانبيه ... جياد الخيل بالموت المبير # PageV03P062 # فقد نظرت إليه عيون نحس ... مضت منه بمعدوم النظير # نحوس كن في عقبي سعود ... كذاك تدور أقدار القدير قال الداني: فرددت عليه ~~صلته ms0601 وكتبت إليه مع ذلك: # سقطت من الوفاء على خبير ... فذرني والذي لك في ضميري # تركت هواك وهو شقيق ديني ... لئن شقت برودي عن غدور # ولا كنت الطليق من الرزايا ... لئن أصبحت أجحف بالأسير # أسير ولا أصير إلى اغتنام ... معاذ الله من سوء المصير # أنا أدرى بفضلك منك إني ... لبست الظل منه في الحرور # غني النفس أنت وإن ألحت ... على كفيك حالات الفقير # تصرف في الندى حيل المعالي ... فتسمح من قليل بالكثير # أحدث منك عن نبع غريب ... تفتح عن جنى زهر نضير # جذيمة أنت والزباء خانت ... وما أنا من يقصر عن قصير # وأعجب منك أنك في ظلام ... وترفع للعفاة منار نور # [رويدك سوف توسعني سرورا ... إذا عاد ارتقاؤك للسرير # وسوف تحلني رتب المعالي ... غداة تحل في تلك القصور # تزيد على ابن مروان عطاء ... بها وأزيد ثم على جرير # تأهب أن تعود إلى طلوع ... فليس الخسف ملتزم البدور] # PageV03P063 # قال الداني: فراجعني المعتمد بهذه الأبيات: # رد بري بغيا علي وبرا ... وجفا فاستحق لوما وشكرا # حاط نزري إذ خاف تأكيد ضري ... فاستحق الجفاء إذ حاط نزرا # فإذا ما طويت في الحمد بعضا ... عاد لومي في البعض سرا وجهرا # يا أبا بكر الغريب وفاء ... لا عدمناك في المغارب ذخرا # أي نفع يجدي احتياط شفيق ... مت ضرا فكيف أرهب ضرا [13 أ] وهذا المصراع ~~الأخير، كأنه إلى بيت أبي الطيب يشير: # أنا الغريق فما خوفي من البلل ... قال الداني: فراجعته: # أيها الماجد السميدع قدرا ... صرفي البر إنما كان برا # حاش لله أن أجيح كريما ... يتشكى فقرا وكم سد فقرا # ليت لي قوة أو آوي لركن ... فترى للوفاء مني سرا # أنت علمتني السيادة حتى ... صرت أرقى على الكواكب قدرا # ربحت صفقة أزيل برودا ... عن أديمي بها وألبس فخرا # وكفاني كلامك الرطب نيلا ... كيف ألفي درا وأطلب تبرا # لم تمت إنما المكارم ماتت ... لا سقى الله بعدك الأرض قطرا # PageV03P064 # قال الداني: وبلغت حالي عنده من التقريب والترحيب أن أفرطت في الإدلال، ~~وانبسطت في الاسترسال، وخاطبته في أن يكون زادي ms0602 من نعمائه، وأن يحاول صنعه ~~بعض إمائه، حرصا مني على التشريف، وسعيا إلى الاستزادة من شكر المعروف، ~~فكان ذلك على أحسن وجه، وشكر غاية الشكر ابنساطي، وتحقق به صحة ارتباطي، ~~وكنت خاطبته في ذلك بهذه القطعة: # وداع ولكني أقول سلام ... وللنفس في ذكر الوادع حمام # أخادع نفسا إن تحققت النوى ... فليس لها بين الضلوع مقام # قد ائتلفت أهواؤها بك جملة ... كما ائتلفت في وكرهن حمام # وشقت عن النصح المبين جيوبها ... كما شققت عن زهرهن كمام # أكرر لحظي في محياك إنه ... لنور الهدى فيه عليك قسام # وأحمل من تقبيل كفك سؤددا ... على عاتق الجوزاء منه حسام # أملبسي النعمى قديما ومثلها ... حديثا وأحداث الزمان عظام # لأجلستني حتى اتكأت ولم يزل ... يدل على المولى الكريم غلام # عسى عند حمل العيس رحلي في غد ... يهيأ من زادي لديك طعام # وميلي إلى الطاهي وطيب إرادة ... ليثبت لي في وصف ذاك كلام # وكيف أزيد المجد صحف محاسن ... سهرت لها والعالمون نيام قال: فأجابني ~~بقوله: # كلامك حر والكلام غلام ... وسحر ولكن ليس فيه حرام # ودر ولكن بين جنبيك بحره ... وزهر ولكن الفؤاد كمام # PageV03P065 # وبعد فإن ودعتني بخداعة ... فحقي أن يجني عليك ملام # أعني على نفسي بتزويد نفسها ... بل قول لا شيء علي حرام # فدونكه إذ لم أجد لي حيلة ... وقلبي فاعلم في الطعام طعام # فهنئته زادا وفي الصدر وقدة ... وللصبر من دون الفؤاد مرام # لقد كان فأل من سمائك مؤنس ... وقد عاد ضدا فالعزاء رمام # تحليت بالداني وأنت مباعد ... فيا طيب بدء لو تلاه تمام # ويا عجبا حتى السمات تخونني ... وحتى انتباهي للصديق منام # أضاء لنا أغمات قربك برهة ... وعاودها حين ارتحلت ظلام # تسير إلى أرض بها كنت مضغة ... وفيها اكتست باللحم منك عظام # وأبقى أسام الذل في أرض غربة ... وما كنت لولا الغدر ذاك أسام # فبلغتها في ظل أمن وغبطة ... وسني لي مما يعوق سلام قال ابن بسام: وكان ~~الحصري المكفوف القروي قد طرأ على الأندلس في مدة ملوك طوائفها، فتهادته ~~تهادي الرياض للنسيم، وتنافسوا فيه ms0603 تنافس الديار في الأنس المقيم، ولما ~~خلعوا وأخوت تلك النجوم، وطمست للشعر تلك الرسوم، اشتملت عليه مدينة طنجة ~~وقد ضاق ذرعه، وتراجع طبعه، فتصدى إلى المعتمد في طريقه، وهو في تلك الحال، ~~من الاعتقال، بأشعار له قديمة صدرها في الرباب وفرتنى، وعجزها في الاستجداء ~~وطلب اللهى، خارجة عن الغرض والمغزى، مما كان فيه المعتمد يومئذ، وألح عليه ~~بالوصول بتلك الأشعار إليه، فندبه كرم جبلته إلى مقارضته # PageV03P066 # عند مفاوضته، فطبع على ثلاثين مثقالا لم يمكنه سواها، وأدرج قطعة شعر ~~طيها معتذرا من نزرها، راغبا في قبول أمرها، فلم يجاوبه الحصري عما حصل ~~حينئذ من قبله لديه، فكتب المعتمد بهذه الأبيات إثر ذلك إليه: # قل لمن قد جمع العل ... م ومن أحصى صوابه # كان في الصرة شعر ... فتنظرنا جوابه # قد أثبناك فهلا ... جلب الشعر ثوابه واتصل فعل المعتمد بالحصري إلى جماعة ~~من زعانف الشعراء، وكل طالب حباء، من مشحوذ المدية، في الكدية، فتعرضوا له ~~بكل قارعة طريق، وجاءوه من كل فج عميق، يحسبون الدفلى من حاله نور اجتناء، ~~ويعتقدون السراب في أمره غدير ماء، وطي الحال، كان ما لا مزيد عليه من ~~الاختلال، وعند ذلك قال: # شعراء طنجة كلهم والمغرب ... ذهبوا من الأغراب أبعد مذهب # سألوا العسير من الأسير وإنه ... بسؤالهم لأحق فأعجب وأعجب # لولا الحياء وعزة لخمية ... طي الحشا ناغاهم في المطلب # قد كان أن سئل الندى يجزل وإن ... نادى الصريخ ببابه اركب يركب # PageV03P067 # وعند ذلك قال: # قل لمن يطمع في نائله ... قد أزال اليأس ذاك الطمعا # راح لا يملك إلا دعوة ... رحم الله العفاة الضيعا وسأله رجل يعرف بابن ~~الزنجاري أن يزوده من شعره فكتب إليه [14 أ] : # لو أستطيع على التزويد بالذهب ... فعلت لكن عداني طارق النوب # يا سائل الشعر يجتاب الفلاة به ... تزويدك الشعر لا يغني عن السغب # زاد من الريح لا ري ولا شبع ... غدا له مؤثرا ذو اللب والأدب # أصبحت صفرا يدي مما تجود به ... ما أعجب القدر المقدور في رجب # ذل وفقر أدالا عزة وغنى ... نعمى ms0604 الليالي من البلوى على كثب # قد كان يستلب الجبار مهجته ... بطشي ويحيا قتيل الفقر في طلبي # والملك يحرسه في ظل واهبه ... غلب من العجم أو شم من العرب # فحين شاء الذي آتاه ينزعه ... لم يجد شيئا قراع السمر والقضب # فهاكها قطعة طوى لها حسدا ... " السيف أصدق إنباء من الكتب " ومما قاله ~~في ابنيه، وتعجب من حاليه، قال: # بكت أن رأت إلفين ضمهما وكر ... مساء وقد أخنى على إلفها الدهر # بكت لم ترق دمعا وأسبلت عبرة ... يقصر عنها القطر مهما همى القطر # وناحت وباحت واستراحت بسرها ... وما نطقت حرفا يبوح به سر # PageV03P068 # فما لي لا أبكي أم القلب صخرة ... وكم صخرة في الأرض يجري بها نهر # بكت واحدا لم يشجها غير فقده ... وأبكي لألاف عديدهم كثر # بني صغير أو خليل موافق ... يمزق ذا قفر ويغرق ذا بحر # ونجمان زين للزمان احتواهما ... بقرطبة النكداء أو رندة القبر # غدرت إذن إن ضن جفني بقطرة ... وإن لؤمت نفسي فصاحبها الصبر # فقل للنجوم الزهر تبكيها معي ... لمثلهما فلتحزن الأنجم الزهر قال ابن ~~بسام: وهذه القطعة يشبه أولها قطعة عوف بن محلم، وما أراه إلا بها ألم، ~~وعلى منوالها سدى وألحم، وهي: # وأرقني بالري نوح حمامة ... فنحت وذو الشجو الغريب ينوح # على أنها ناحت ولم تذر عبرة ... ونحت وأسراب الدموع سفوح # وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامه فيح وقال المعتمد ~~أيضا يبكيهما بما يفت الكبد، ويفت العضد: # يقولون صبرا لا سبيل إلى الصبر ... سأبكي وأبكي ما تطاول بي عمري # هوى الكوكبان الفتح ثم شقيقه ... يزيد فهل عند الكواكب من خبر # ترى زهرها في مأتم كل ليلة ... تخمش لهفا وسطه صفحة البدر # ينحن على نجمين، أثكلت ذا وذا ... وأصبر ما للقلب في الصبر من عذر # [14ب] أفتح لقد فتحت لي باب رحمة ... كما بيزيد الله قد زاد في أجري # توليتما والسن بعد صغيرة ... ولم تلبث الأيام أن صغرت قدري # PageV03P069 # توليتما حين انتهت بكما العلا ... إلى غاية، كل إلى غاية يجري # فلو عدتما لاخترتما العود في ms0605 الثرى ... إذا أنتما أبصرتماني في الأسر # يعيد على سمعي الحديد نشيده ... ثقيلا فتبكي العين بالجس والنقر # مع الأخوات الهالكات عليكما ... وأمكما الثكلى المضرمة الصدر # فتبكي بدمع ليس للقطر مثله ... وتزجرها التقوى فتصغي إلى الزجر # أبا خالد أورثتني الحزن خالدا ... أبا النصر مذ ودعت ودعني نصري # وقبلكما قد أودع القلب حسرة ... تجدد طول الدهر ثكل أبي عمرو قوله: " فلو ~~عدتما لاخترتما العود في الثرى.. " البيت، كأنه من أشعار النساء، وأراه ~~ينظر إلى قول الخنساء في صيغة المبنى، وإن خالفه في المعنى، وهو: # فلولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي وأبو عمرو الذي ذكره ~~هو ابنه المقتول بقرطبة على يدي ابن عكاشة، حسبما يأتي شرحه في موضعه من ~~هذا المجموع إن شاء الله. # قال أيضا فيهما يندبهما بما يوقد الضلوع، ويسكب الدموع: # يا عين عيني أقوى منك تهتانا ... أبكي لحزن وما حملت أحزانا # ونار برقك تخبو إثر وقدتها ... ونار قلبي تلفى الدهر بركانا # نار وماء صميم القلب أصلهما ... متى حوى القلب نيرانا وطوفانا # PageV03P070 # ضدان ألف صرف الدهر بينهما ... لقد تلون في الدهر ألوانا # بكيت فتحا فإذ ناديت سلوته ... لقد تلون في الدهر ألوانا # يا فلذتي كبدي يأبى تقطعها ... عن وجدها بكما ما عشت سلوانا # لقد هوى بكما نجمان ما رميا ... إلا من العلو بالألحاظ كيوانا # مخفف عن فؤادي أن ثكلكما ... مثقل لي يوم الحشر ميزانا # يا فتح قد فتحت تلك الشهادة لي ... باب الطماعة في لقياك جذلانا # ويا يزيد لقد زاد الرجا بكما ... أن يشفع الله بالإحسان إحسانا # كما شفعت أخاك الفتح تتبعه ... لقاكما الله غفرانا ورضوانا # مني السلام ومن أم مفجعة ... عليكما أبدا مثنى ووحدانا # أبكي وتبكي ونبكي غيرنا أسفا ... لدى التذكر نسوانا وولدانا واجتاز يوما ~~عليه بموضع ثقافه سرب القطا فهاج وجده، وأثار من لاعج الشوق ما عنده، فقال: # بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي ... سوارح لا سجن يعوق ولا كبل # [15أ] ولم تك والله العليم حسادة ... ولكن حنينا أن شكلي لها شكل # فأسرح لا شملي صديع ولا ms0606 الحشا ... وجيع ولا عيناي يبكيهما ثكل # هنيئا لها أن لم يفرق جميعها ... ولا ذاق منها البعد من أهلها أهل # وأن لم تبت ليلا تطير قلوبها ... إذا اهتز باب السجن أو صلصل القفل # وما ذاك مما يعتريني وإنما ... وصفت الذي في جبلة الخلق من قبل # PageV03P071 # لنفسي إلى لقيا الحمام تشوق ... سواي يحب العيش في ساقه كبل # ألا عصم الله القطا في فراخها ... فإن فراخي خانها الماء والظل ومعنى ~~البيت الخامس منها يشبه قو أبي عامر بن شهيد القرطبي: # وما اهتزت باب السجن إلا تفطرت ... قلوب لنا خوف الردى وكبود # ولست بذي قيد يرن وإنما ... على اللحظ من سخط الإمام قيود وقال السمهري ~~العكلي من شعراء الدولة الأموية بالعراق: # لقد جمع الحداد بين عصابة ... تساءل في الأقياد ماذا ذنوبها # بمنزلة أما اللئيم فسامن ... بها وكرام الناس باد شحوبها # إذا حرسي قعقع اللباب أرعدت ... فرائص أقوام وطارت قلوبها # نرى الباب لا نسطيع شيئا وراءه ... كأنا قنا أسلمتها كعوبها وتجوز ~~المعتمد في قوله: " وما ذاك مما يعتريني " ... البيت، وأجاد فيه ما أراد. # وقال من جملة قصيد، وقد دخل عليه بناته للسلام يوم عيد: # PageV03P072 # في ما مضى كنت بالأعياد مسرورا ... فساءك العيد في أغمات مأسورا # ترى بناتك في الأطمار جائعة ... يغزلن للناس ما يملكن قطميرا # برزن نحوك للتسليم خاشعة ... أبصارهن حسيرات مكاسيرا # يطأن في الطين والأقدام حافية ... كأنها لم تطأ مسكا وكافورا # أفطرت في العيد لا عادت إساءته ... فكان فطرك للأعياد تفطيرا # قد كان دهرك إن تأمره ممتثلا ... فردك الدهر منهيا ومأمورا # من بات بعدك في ملك يسر به ... فإنما بات بالأحلام مغرورا ودخل عليه ابنه ~~أبو هاشم وهو يرسف في قيوده، ويتقلب في حديده، فخنقت الطفل العبرة، وكان ~~أحبهم إليه، وأحظاهم على صغره لديه، وفيه يقول يوم الجمعة المشهور، إذ أبلى ~~في قتال النصارى: # أبا هاشم هشمتني الشفار ... فلله صبري لذاك الأوار # ذكرت شخصيك ما بينها ... فلم يثني حبه للفرار وعند بكائه قال: # [15ب] قيدي أما تعلمني مسلما ... أبيت أن تشفق أو ترحما # دمي ms0607 شراب لك واللحم قد ... أكلته لا تهشم الأعظما # يبصرني فيك أبو هاشم ... فينثني والقلب قد هشما # ارحم طفيلا طائشا لبه ... لم يخش أن يأتيك مسترحما # PageV03P073 # وارحم أخيات له مثله ... جرعتهن السم والعلقما # منهن من يفهم شيئا فقد ... خفنا عليه للبكاء العمى # والغر لا يفهم شيئا فما ... يفتح إلا لرضاع فما وذكرت بقوله: " فكرت ~~شخصيك " ... البيت، بيتين أنشدنيهما الوزير أبو بكر - هما لأخيه أبي الحسن ~~البطليوسي - لنفسه: # ذكرت سليمى وحر الوغى ... كقلبي ساعة فارقتها # وأبصرت بين القنا قدها ... وقد ملن نحوي فعانقتها ومن شعره في الندبة على ~~نفسه قال: # غنتك أغماتية الألحان ... ثقلت على الأرواح والأبدان # قد كان كالثعبان رمحك في الوغى ... فغدا عليك القيد كالثعبان # متمددا يحميك كل تمدد ... متعطفا لا رحمة للعاني # قلبي إلى الرحمن يشكو بثه ... لا خاب من يشكو إلى الرحمن # يا سائلا عن شأنه ومكانه ... ما كان أغنى شأنه عن شاني # هاتيك قينته وذلك قصره ... من بعد أي مقاصر وقيان # من بعد كل غريرة رومية ... تخزي الحمائم في ذرى الأغصان # PageV03P074 # وقال من قصيدة: # تبدلت من عز ظل البنود ... بذل الحديد وثقل القيود # وكان حديدي سنانا ذليقا ... وعضا رقيقا صقيل الحديد # فقد صار ذاك وذا أدهما ... يعض بساقي عض الأسود وقال: # غريب بأرض المغربين أسير ... سيبكي عليه منبر وسرير # وتندبه البيض الصوارم والقنا ... وينهل دمع بينهن غزير # إذا قيل في أغمات قد مات جوده ... فما يرتجى للجود بعد نشور # مضى زمن والملك مستأنس به ... وأصبح عنه اليوم وهو نفور # برأي من الدهر المضلل فاسد ... متى صلحت للصالحين دهور # أذل بني ماء السماء زمانهم ... وذل بني ماء السماء كثير # فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... أمامي وخلفي روضة وغدير # بمنبتة الزيتون مورثة العلا ... تغني قيان أو ترن طيور # [16أ] بزاهرها السامي الذرى جاده الحيا ... تشير الثريا نحونا ونشير # ويلحظنا الزاهي وسعد سعوده ... غيورين والصب المحب غيور # تراه عسيرا أم يسيرا مناله ... ألا كل ما شاء الإله يسير # قضى الله في حمص الحمام وبعثرت ... هنالك عنا للنشور قبور # PageV03P075 # والثريا ms0608 وسعد السعود والزاهي الذي ذكر في هذا الشعر أسماء قباب ومصانع ~~سلطانية كان تأنق في بنيانها من قصور إشبيلية. وعلى هذا الشعر أجابه أبو ~~محمد الصقلي المعروف بابن حمديس بأبيات قال فيها: # تجيء خلافا للأمور أمور ... ويعدل دهر في الورى ويجور # أتيأس من يوم يناقض أمسه ... وزهر الدراري في البروج تدور # وقد تنخي السادات بعد خمولها ... وتخرج من بعد الكسوف القمر ومن هذا ~~الجواب يقول: # ولما رحلتم بالندى في أكفكم ... وقلقل رضوى منكم وثبير # رفعت لساني بالقيامة قد دنت ... فهذي الجبال الراسيات تسير ونعبت غربان ~~بجدار المكان الذي كان فيه، ثم ورد إثر ذلك النبأ بقدوم بعض نسائه عليه ~~فقال: # غربان أغمات لا تعد من طيبة ... من الليالي وأفنانا من الشجر # تظل زغب فراخ تستكن بها ... من الحرور وتكفيها أذى المطر # كما نعبتن لي بالفال يعجبني ... مخبرات به عن أطيب الخبر # أن النجوم التي غابت قد اقتربت ... منا مطالعها تسري إلى القمر # علي إن صدق الرحمن ما زعمت ... ألا يروعن من قوسي ولا وتري # والله والله لا نفرت واقعها ... ولا تطيرت للغربان بالعور # ويا عقاربها لا تعدمي أبدا ... شدخا وعقرا ولا نوعا من الضرر # PageV03P076 # كما ملائن قلبي مذ حللت بها ... مخافة أسلمت عيني إلى السهر # ماذا رمتك به الأيام يا كبدي ... من نبلهن ولا رام سوى القدر # أسر وعسر ولا يسر أؤمله ... أستغفر الله كم لله من نظر وقال أيضا وهو ~~بتلك الحال، من الاعتقال: # لك الحمد من بعد السيوف كبول ... بساقي منها في السجون حجول # وكنا إذا حانت لنحر فريضة ... ونادت بأوقات الصلاة طبول # شهدنا فكبرنا فظلت سيوفنا ... تصلي بهامات العدا فتطيل # سجود على إثر الركوع متابع ... هناك بأرواح الكماة تسيل ومما قيل فيه بعد ~~خلعه من ملكه وانتثار سلكه # من ذلك قصيد لأبي بكر الداني أنشده [16ب] إياه حين فكت عنه القيود، أوله: # تنشق رياحين السلام فإنما ... أفض بها مسكا عليك مختما # وقل لي مجازا إن عدمت حقيقة ... لعلك في نعمى فكم كنت منعما # أفكر في عصر مضى ms0609 لك مشرق ... فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما # وأعجب من أفق المجرة إذ رأى ... كسوفك شمسا كيف أطلع أنجما # لئن عظمت فيك الرزية إننا ... وجدناك منها في البرية أعظما # PageV03P077 # قناة سعت للطعن حتى تقصدت ... وسيف أطال الضرب حتى تثلما # بكى آل عباد ولا كمحمد ... وأبنائه صوب السحائب إذ همى # حبيب إلى قلبي حبيب لقوله ... " عسى طلل يدنو بهم ولعلما " # وكنا رعينا العز حول حماهم ... فقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى # كأن لم يكن في أنيس ولا القتى ... به الوفد جمعا والخميس عرمرما # ولا حلت الآمال فيك ثبا ثبا ... فقامت إليها المكرمات لما لما # ولا اخضر روض في رباها فخلته ... توشح منهم لا من النور أنعما # ولا انعطفت فيه الغصون فعانقت ... وشيجا بأيدي الدارعين مقوما # ولا تخفق الرايات فيها فأشبهت ... قوادم طير في ذرى الجو حوما # ولا جر فيها صعدة الرمح خلفه ... فتاها فقلت الصل أتبع ضيغما وفيها يقول: # مؤيد لخم هل تؤمل رجعة ... فكم أمل أضحى إلى النجح سلما # حكيت وقد فارقت ملكك مالكا ... ومن وله أحكي عليك متمما # تدبتك حتى لم يخل لي الأسى ... دموعا بها أبكي عليك ولا دما # وإني على رسمي مقيم فإن أمت ... سأترك للباكين رسمي مرسما # بكاك الحيا والريح شقت جيوبها ... عليك وباح الرعد باسمك معلما # ومزق ثوب البرق واكتست الدجى ... حدادا وقامت أنجم الليل مأتما # ينجيك من نجى من الجب يوسفا ... ويؤويك من آوى المسيح بن مريما # PageV03P078 # قوله: " ندبتك " ... البيت، أغار فيه على إبراهيم الشاشي وقصر باعه، ~~وضاقت فيه ذراعه، وخلى السبيل له حيث يقول: # لا ترحلن فما أبقيت من جلدي ... وما أستطيع به توديع مرتحل # ولا من الغمض ما أقري الخيال به ... ولا من الدمع ما أبكي على طلل ومن ~~هذه القصيدة: # لله جسمي فما أبقى حشاشته ... على الحوادث والأسقام والعلل # يغدو سقامي على مثل الخيال ضنى ... ويقرع الخطب مني صفحة الجبل # [17أ] ولا يرى في فراشي شبحا ... وأملك السرج في وجه القنا الذبل # ولا يقل ردائيب عاتقي دنفا ... ويحمل الدرع مسلوبا عن البطل ms0610 ورأى أبو بكر ~~الداني حفيد المعتمد، وهو غلام وسيم، قد اتخذ الصياغة صناعة، وكان لقب في ~~دولتهم من الألقاب السلطانية بفخر الدولة، فنظر إليه وهو ينفخ النار بقصبة ~~الصائغ، فقال من جملة قصيدة: # شكاتنا فيك يا فخر العلا عظمت ... والرزء يعظم في من قدره عظما # طوقت من نائبات الدهر مخنقة ... ضاقت عليك وكم طوقتنا نعما # وعاد كونك في دكان قارعة ... من بعد ما كنت في قصر حكى إرما # صرفت في آلة الصواغ أنملة ... لم تدر إلا الندى والسيف والقلما # يد عهدتك للتقبيل تبسطها ... فتستقل الثريا أن تكون فما # يا صائغا كانت العليا تصاغ له ... حليا وكان عليه الحلي منتظما # PageV03P079 # للفنح في الصور هول ما حكاه سوى ... هول رأيتك فيه تنفخ الفحما # وددت إذ نظرت عيني إليك به ... لو أن عيني تشكو قبل ذا عمى # ما حطك الدهر لما حط من شرف ... ولا تحيف من أخلاقك الكرما # لح في العلا كوكبا إن لم تلح قمرا ... وقم بها ربوة إن لم تقم علما # [واصبر فربتما أحمدت عاقبة ... من يلزم الصبر يحمد غب ما لزما] # والله لو أنصفتك الشهب لانكسفت ... ولو وفى لك دمع الغيث لانسجما # بكى حديثك حتى الدار حين غدا ... يحكيك رهطا وألفاظا ومبتسما وله فيهم ~~أيضا من قصيدة يرثيهم أولها: # تبكي السماء بدمع رائح غادي ... على البهاليل من أبناء عباد # على الجبال التي هدت قواعدها ... وكانت الأرض منهم ذات أوتاد # عريسة دخلتها النائبات على ... أساود لهم فيها وآساد # وكعبة كانت الآمال تعمرها ... فاليوم لا عاكف فيها ولا باد # أن يخلعوا فبنو العباس قد خلعوا ... وقد خلت قبل حمص أرض بغداد # نسيت إلا غداة النهر كونهم ... في المنشآت كأموات بألحاد # والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا ... من لؤلؤ طافيات فوق أزباد # PageV03P080 # حط القناع فلم تستر مخدرة ... ومزقت أوجه تمزيق أبراد # حان الوداع فضجت كل صارخة ... وصارخ من مفداة ومن فاد # سارت سفائنهم والنوح يصحبها ... كأنها إبل يحدو بها الحادي # كم سال في الماء من دمع وكم حملت ... تلك القطائع من قطعات أكباد ms0611 ومحاسن ~~الداني كثيرة، وفي القسم الثالث من شعره جملة موفورة، ومحاسن المعتمد أيضا ~~أكثر من أن تعد فقد استوفيتها في كتابي المترجم ب - " الاعتماد على ما ضح ~~من شعر المعتمد بن عباد ". # [17ب] باب يشتمل على طائفة من الوزراء والأعيان، ممن كان # بدولة المعتمد من أرباب هذا الشأن، واجتلاب ملح وطرف # لشعراء كانوا بذلك الأوان، مع ما يتعلق بها، # ويذكر بسببها # فصل في ذكر الوزير الفقيه أبي حفص عمر بن الحسن الهوزني وإثبات # فصول من نثره، مع ما ينخرط في سلكها من شعره، # وإيراد جملة من أخباره، وحميد آثاره # هو أبو حفص عمر بن الحسن بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله أبي # PageV03P081 # سعيد الداخل بجزيرة الأندلس، وهو كان صاحب صلاة الجماعة بقرطبة على عهد ~~عبد الرحمن بن معاوية وهشام الرضي ابنه. وهوزن الذي نسب إليه، وغلب اسمه ~~عليه، بطن من ذي الكلاع الأصغر. # وأفضى أمر إشبيلية إلى عباد، حسبما تقدم به الإيراد، وأبو حفص يومئذ ذات ~~نفسها، وإياة شمسها، وناجذها الذي عنه تبتسم، وواحدها الذي بيده ينقض ~~ويبرم. وكان بينه وبين عباد قبل إفضاء الأمر إليه، ومدار الرياسة عليه، ~~إئتلاف الفرقدين، وتضافر اليدين، واصتال الأذن بالعين. ولما ثبتت قدم ~~المعتضد في الرياسة، ودفع إلى التدبير والسياسة، أوجس منه ذعرا، وضاق ~~بمكانه من الحضرة صدرا، وأحس بها أبو حفص وكان ألمعيا، وذكيا لوذعيا، لو ~~أخطأ الحازم أجله، ونفعت المحتال حيله، فاستأذن المعتضد في الرحلة سنة ~~أربعين وأربعمائة، فصادف غرته، وكفي إلى حين معرته، واحتل صقلية تضيق عن ~~فخره الآفاق، وتهادى عجائب ذكره الشام والعراق، ثم رحل إلى مصر وله هنالك ~~صوت بعيد، ومقام محمود، ووصل إلى مكة، وروى في طريقه كتاب الترمذي في ~~الحديث وعنه أخذه أهل المغرب، ثم رجع إلى الأندلس واستأذن المعتضد في سكنى ~~مرسية: رأيا رآه، وبلدا اختاره وتوخاه، وأميرها يومئذ ابن طاهر؛ فلما غلب ~~الروم على مدينة بربشتر سنة ست وخمسين، وقرف الندب، وتفاقم الخطب، وضاق عن ~~ساكنه # PageV03P082 # الشرق والغرب، خاطب المعتضد برقعة يحضه فيها ms0612 على الجهاد، ويستشيره إلى ~~أين ينتقل من البلاد، فراجعه برسالة من إنشاء الوزير الكاتب أبي الوليد ابن ~~المعلم، وهي ثابتة في أخباره من هذا القسم، يشير عليه فيها بالرجوع إلى ~~بلداه، لا بل استدرجه إلى ملحده، فأذهله عما كان استشعر، وأنساه ما كان ~~حذر، أجل قريب، وحمام مكتوب، ومصرع، لم يكن عنه مدفع؛ فاستقر بإشبيلية سنة ~~ثمان وخمسين، ولقيه المعتضد فأعلى المحل، وفوض إليه في الكثر والقل، وعول ~~عليه في العقد والحل. فلما كان يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة لربيع الأول سنة ~~ستين أحضره القصر، وقد غلب [18أ]- زعموا - عليه السكر، وأمر خادمين من ~~فتيانه بقتله، فكلاهما أشفق من سوء فعله، وفر، لا يبالي سيء عباد أو سر، ~~فقام إليه هو بنفسه وباشر قتله بيده، فلم ينل عباد بعده سولا، ولا متع ~~بدنياه إلا قليلا، وإلى الله الإياب، وعليه الحساب. # فصل من رقعة كان خاطب بها المعتضد من مرسية واستفتحها بهذه الأبيات: # أعباد جل الرزء والقوم هجع ... على حالة من مثلها يتوقع # فلق كتابي من فراغك ساعة ... وإن طال فالموصوف للطول موضع # إذا لم أبث الداء رب دوائه ... أضعت وأهل للملام المضيع # PageV03P083 # وفي فصل منها: وكتابي عن حالة يشيب لشهودها مفرق الوليد، كما غير لورودها ~~وجه الصعيد، بدؤها ينسف الطريف والتالد، ويستأصل الوليد والوالد، تذر ~~النساء أيامى، والأطفال يتامى، فلا أيمة إذا لم تبق أنثى، ولا يتيم ~~والأطفال في قيد الأسرى، بل تعم الجميع جما جما، فلا تخص، وتزدلف إليهم ~~قدما قدما، فلا تنكص، طمت حتى خيف على عروة الإيمان الانقضاض، وسمت حتى ~~توقع على جناح الدين الانهياض. # وفي فصل منها: كأن الجميع في رقدة أهل الكهف، أو على وعد صادق من الصرف ~~والكشف، وأنى لمثلها بالدفاع عن الحريم، ولما نمتثل أدب العزيز الحكيم في ~~قوله: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} (البقرة: 251) وقوله ~~تعالى: {لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، ولينصرن ~~الله من ينصره} (الحج: 40) ومن أين لنا دفعهم بالكفاية أو كيف، ولم ms0613 نمتط ~~إليهم الخوف، ونساجلهم السيف، بل لما يرأب من صدوعهم ثلم، ولا دووي من ~~جراحهم كلم، ولا رد في نحورهم سهم، إن حاربوا موضعا أرسلناه، أو انتسفوا ~~قطرا سوغناه، وإن هذا لأمر له ما بعده، إلا أن يسني الله على يديك دفعه ~~وصده: # PageV03P084 # فكم مثلها جأواء نهنهت فانثنت ... وناظرها من شدة النقع أرمد # فمرت تنادي الويل للقادح الصفا ... لبعض القلوب الصخر أو هي أجلد # وألقت ثناء كاللطائم نشره ... تبيد الليالي وهو غض يجدد وفي فصل منها: ~~والحرب في إجتلائها حسناء عروس تطبي الأغمار بزتها، وفي بنائها شمطاء عبوس ~~تختلي الأعمار غرتها، فالأقل للهبها وارد، والأكثر عن شهبها حائد، فأخلق ~~بمحيد عن مكانها، وعزلة في ميدانها، فوقودها شكة السلاح، وفرندها مساقط ~~الأشباح، وقتارها متصاعد الأرواح، فإن عسعس ليلها مدة من الانصارم، أو ~~انبجس وبلها ساعة لانسجام، فيومها غسق يرد الطرف كليلا، ونبلها صيب يزيد ~~الجوف غليلا: # أعباد ضاق الذرع واتسع الخرق ... ولا غرب للدنيا إذا لم يكن شرق # ودونك قولا طال وهو مقصر ... فللعين معنى لا يعبره النطق # [18ب] إليك انتهت آمالنا فارم ما دهى ... بعزمك، يدمغ هامة الباطل الحق ~~وما أخطأ السبيل من أتى البيوت من أبوابها، ولا أرجى الدليل من ناط الأمور ~~بأربابها، ولرب أمل بين أثناء المحاذير مدمج، ومحبوب في طي المكاره مدرج، ~~فانتهز فرصتها فقد بان من غيرك العجز، وطبق مضاربها فكأن # PageV03P085 # قد أمكنك الحز، ولا غرو أن يستمطر الغمام في الجدب، ويستصحب الحسام في ~~الحرب، فالسهام تطيش فتختلف، والرماح تلين وتنقصف، فإن جعجعت أيها الساعي ~~المخب في بغاء الفرج، وتحققت بالحث على جلاء تلك اللجج، ووجدت في فتح ذلك ~~الباب المرتج: # فناد: أعباد ذا عائذ ... وقدك، على حينها تنصرم # تجبك أسود على ضمر ... معودة ما بغت أن يتم # كأن المقادير حزب له ... فيمضي على رأيه ما حكم # سقته الحمية جريالها ... وصحت مناقبه في الكرم # فصاب لأعدائه ممقر ... وغيث لراجيه حلو الديم # كنوه بما مد في عمره ... وكان نحور العدا يخترم # تقيدنا حر أفعاله ... وكنيته تقتضي ما ms0614 رسم # فمن ذين تفريع أوصافه ... وبالرمز نعني الذكي الفهم وفي فصل منها: وما ~~زلت أعتدك لمثل هذه الجولة وزرا، وأدخرك في ملمها ملجأ وعصرا، لدلائل أوضحت ~~فيك الغيب، وشواهد رفعت من أمرك الريب، فالنهار من الصباح، والنور من ~~المصباح، ولئن كان ليل الفساد مما دهم قد أغدف جلبابه، وصباح الصلاح بما ~~ألم قد قد إهابه، فقد كان ظهر قديما من اختلال الأحوال ما أيأس، وتبين من ~~فساد التدبير ما أبلس، حتى تدارك فتق ذلك سلفك، فرتقه جميل نظرهم ورأبه، ~~وصرفه مشكور أثرهم وشعبه: # PageV03P086 # فعاد الشمل منتظما هنيا ... وآض الصدع ملتئما سويا ثم توليت فكفيت، وخلفت ~~فأربيت، وبرعت فأوريت، فالناس مذ بوأتهم رحب جنابك في عطن يربي على لين ~~الدمقس، وتحت منن تعلو على منى النفس، وفي زمان كالربيع اعتدل هواؤه، ~~وتشاكهت أرضه وسماؤه، واخضر بالنبت أديمها فكأنها الرقيع، وتعميم بالنور ~~جميمها فتقول هو الترصيع، ففضلكم في الأعناق أطواق، ومجدكم للآفاق إشراق، ~~وحيثما حللت: الأرض عراق، فأنا أول من هو إلى تلك الحضرة مشتاق، فلا تحرمني ~~وصلا كنت جاهدا في إنباطه، ولا تصدني عن منهل كنت صدرا في فراطه، فأحق ~~الورى بجزيل تلك الآلاء، وأخلقهم بمنزل تلك السماء، أنصحهم له جيبا، وأصحهم ~~فيه غيبا: # أعباد كلا قد علوت فضائلا ... تقاصر عنها كل أروع ماجد # فأولها جود أرانا أكفهم ... جمودا ككف لم تؤيد بساعد # وسعي لما تبغي يخيل سعيهم ... تلاعب ولدان أطافت بوالد # ونصر لمن واليت يردي عدوه ... ردى أهل جو في وقيعة خالد # [19أ] منعت بني جالوت ما قد أباحهم ... سواك بحرب قيدت كل شارد # فمن شاء فلينظر أسودا بروضة ... تراعي عصا راع وتعنو لرائد # عجائب مجد أعجزت من سواكم ... ومن سرها المشهور صدق المواعد # PageV03P087 # فإن راث أمري فادركني برحلة ... إلى مأمن فالخوف أعجل طارد # وحد مكانا آته فرضاكم ... هواي وإن أغشى كريه الموارد # فقد جد أمر هد شرع محمد ... وما مخبر عن حالة مثل شاهد # لكل يبين الرأي عند وفاته ... وهل من دواء بعد نهش الأساود # أضاعوا وجوه الحزم يوما ms0615 فعزهم ... على أمرهم من ليس عنه بهاجد وفي فصل ~~منها: فالثمرة من ساقها، والجياد على أعراقها، ولئن لذت تلك الثمرة لذائق، ~~وشدخت غرة تلك القرحة لرامق، لما يبين كنه المجتبى قبل تفطر أكمامه، ومما ~~يصحح عتق الجنين قبل أوان فطامه، فلذوي الأبصار أدلة على العتق لائحة، ~~ولأولي الألباب شواهد على الكرم واضحة، وبحق أدركت، فعلى السوابق سلكت، ~~وبمشاعر المعالي نسكت فتنسكت: # " وما يك من خير أتوه فإنما ... توارثه آباء آبائهم قبل " # " وهل ينبت الخطي إلا وشيجه ... وتغرس إلا في منابتها النخل " # وقول رسول الله أعدل شاهد ... فحكمته شرع ومنطقه فصل # يقول: بنو الدنيا معادن، خيرها ... إذا ما زكوا من كان قدما له الفضل # PageV03P088 # وصلى الله على رسوله فقد نبه بتصحيح، ودل دلالة نصيح، فإن المعادن لا ~~تؤتي غير معهود فلزها، كما لا تصح الدوائر إلا على نقطة مركزها، فمن طلب ~~النبل في غير معادنه، واستثار الخير من غير مكانه، أعجزه من مطلبه مرامه، ~~وطاشت في سهمته أقلامه، بل قد ضل قصد السبيل، واعتسف الفلاة بغير دليل، ~~فسقط العشاء به على سرحان، وأفضى القضاء به إلى الطوفان، وإنما هو الفجر أو ~~البحر. # ومن شعره أيضا يحض على الجهاد، # ويستنفر كواف البلاد # قوله: # بيت الثر فلا يستزل ... طرق النوام سمع أزل # فثبوا واخشوشنوا واحزئلوا ... كل ما رزء سوى الدين قل # صرح الشر فلا يستقل ... إن نهلتم جاءكم بعد عل # بدء صعق الأرض نشء وطل ... ورياح ثم غيم أبل # PageV03P089 # قد رجت عاد سحابا يهل ... فإذا ريح دبور محل # نقبوا فالداء يحل ... واغمدوا سيفا عليكم يسل ومنها: # يدنا العليا وهم ويك شل ... فلم استرعى الأعز الأذل # عجب الأيام ليث صمل ... ذعرته نعجة إذ تصل # " خبر ما جاءنا مصمئل ... جل حتى دق فيه الأجل " قوله: " فثبوا واخشوشنوا ~~... " من قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: " اخشوشنوا واخشوشنوا وعليكم ~~باللبسة المعدية "؛ وقوله: " بدء صعق الأرض نشء وطل " ... معنى مبتذل، ومنه ~~المثل " السقط يحرق الحرجة "، وقال الأول: # والشيء تحقره وقد ينمي ... وقال الفرزدق: # PageV03P090 # قوارص تأتيني وتحتقرونها ... وقد ms0616 يملأ القطر الإناء فيفعم [19ب] وقال نصر ~~بن سيار من أبيات كتب بها لمروان: # فإن النار بالعودين تذكى ... وإن الحرب مبدأها الكلام وقال أبو تمام، ~~وعليه عول الفقيه، ولكنه استحقه بما زاد فيه، وهو: # كم من قليل حدا كثيرا ... كم مطر بدؤه مطير وأخذه أبو عبادة فقال: # وأول الغيث طل ثم ينسكب ... وقال ابن الرومي: # ولا تحقرن سبيبا ... قد قاد خيرا سبيب وقال أبو العلاء، وحرفه إلى بعض ~~الأنحاء، ولكنه إليه أشار، وحواليه دار. # فأول ما يكون الليث شبل ... ومبدأ طلعة البدر الهلال وكان له فيه إلمام، ~~بقول أبي تمام: # PageV03P091 # إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيكون بدرا كاملا وقال العباس بن ~~الأحنف وقصد به قصده، وكان ينفق مما عنده: # الحب أول ما يكون لجاجة ... تأتي به وتسوقه الأقدار # حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى ... جاءت أمور لا تطاق كبار وقال الآخر، ~~وكأنه نحا به نحوا غريبا، ولكنه نظر إلى المعنى نظرا مريبا: # فلا تحقرن عدوا رماك ... وإن كان في ساعديه قصر # فإن السيوف تحز الرقاب ... وتعجز عما تنال الإبر ومن كلام المحدثين ما ~~أجروه مجرى الأمثال: " رب عشق جني بلفظة، وصبابة غرست من لحظة ". إلى غير ~~ذلك مما لا يحد شهرة، ولا يحصى كثرة. # وقال الوزير أبو حفص من جملة قصيدة: # أيا أسفا للدين إذ ظل نهبة ... بأعيننا والمسلمون شهود # أفي حرم الرحمن يلحد جهرة ... ويجعل أشراك الإله يهود # ويثلب بيت الله بين بيوتكم ... وقادره عن رد ذاك قعيد # ويوضع للدجال بيت بمكة ... ويخفى عليكم منزع وقصود # PageV03P092 # أعيذك أن تدهنوا فيمسكم ... عقاب كما ذاق العذاب ثمود # وأقبح بذكر يستطير لأرضكم ... يؤم به أقصى البلاد وفود # ولا عجب أن جانس الحوض ضفدع ... وقدما تساوي مطلب وشهود # يقود امرءا طبع إلى علم شكله ... كما انمازت الأرواح وهي جنود وهذا ~~المصراع الأخير، إلى معنى الحديث يشير: " قلوب المؤمنين أجناد مجندة، ما ~~تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف "، وأخذه السحن فقال: # إن القلوب لأجناد مجندة ... لله في الأرض بالأهواء تعترف # فما ms0617 تعارف منها فهو مؤتلف ... وما تناكر منها فهو مختلف [20أ] وقال ~~الوزير أبو حفص من أخرى: # تبارك من تفرد بالبقاء ... وأسلك خلقه سبل الفناء # وشتت شملهم بعد انتظام ... وكدر وردهم إثر الصفاء # ولم يجر الأمور على قياس ... فليست دارنا دار الجزاء # فتبصر محسنا يجزى بقبح ... وذا ضعة يقاد إلى السناء # وقد كنت اعتلقت اجل ملك ... وأعمهم بنقب أو هناء # PageV03P093 # ومن يجهد لدنياه حريصا ... فليس بحائر غير العناء # ومن يثق الزمان يجده خبا ... ويصرعه على حين الرجاء # إذا كان الدواء به اعتلالي ... فأي الخلق أرجو للشفاء وهذا كبيت عدي بن ~~زيد: # لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري وأرى الوزير أبا ~~حفص إنما عول فيه قول أبي بكر رضي الله عنه وقد قيل له: لو سلنا لك الطبيب، ~~فقال: " الطبيب أعلني ". # فصل في ذكر الفقيه القاضي أبي الوليد الباجي، من باجة الأندلس، # والإتيان بلمعة من أخباره التي زاحمت في بيوت شرفها الكواكب، # وقطعة من أشعاره التي ملأت بفوائدها وطرفها المشارق والمغارب # قال ابن بسام: نشأ أبو الوليد هذا وهمته في العلم تأخذ بأعنان السماء # PageV03P094 # ومكانه من النثر والنظم يسامي مناط الجوزاء، وبدأ في الأدب فبرز في ~~ميادينه، واستظهر أكثر دواوينه، وحمل لواء منثوره وموزونه، وجعل الشعر ~~بضاعته فوصل له الأسباب بالأسباب، ونال به مأكل القحم الرغاب، حتى جن ~~الإحسان بذكره، وغنى الزمان بغرائب شعره، واستغنت مصر والقيروان بخبره عن ~~خبره، ولم تزل أقطار تلك الآفاق تواصله، وعجائب الشام والعراق تغازله، حتى ~~أجاب، وشد للركاب، وودع الأوطان والأحباب، فرحل سنة ست وعشرين، فما حل بلدا ~~إلا وجده ملآن بذكره، نشوان من قهوتي نظمه ونثره، ومال إلى علم الديانة، ~~وقد كان قبل رحلته تولى إلى ظله، ودخل في جملة أهله، فمشى بمقياس، وبنى على ~~أساس، فلم يبعد أن أصبح نسيج وحده، في حله وعقده، حتى صار كثير من العلماء ~~يسمعون منه، ويرتاحون إلى الأخذ عنه، وحتى علم العلم أن له أشكالا، وتيقن ~~أهل العراق بالأندلس رجالا، ثم كر، وقد نفع وضر ms0618، وأحلى وأمر، واستقضي ~~بطريقه بحلب، فأقام بها نحوا من عام، ثم نازعه [20ب] هوى نفسه، إلى مسقط ~~رأسه، ومنبت غرسه، من أرض الأندلس، فورد وعشب بلادها ناب وظفر، وصوب عهادها ~~دم هدر، ومالها لا عين ولا أثر، وملوكها أضداد، وأهواء أهلها ضغائن وأحقاد، ~~وعزائمهم في الأرض فساد وإفساد، فأسف على ما ضيعه، وندم لو أجدى عليه ذلك ~~أو نفعه، على أنه لأول قدومه رفع صوته بالاحتساب، ومشى بين ملوك أهل ~~الجزيرة بصلة ما انبت من تلك الأسباب، فقام مقام مؤمن آل فرعون لو صادف ~~أسماعا واعية، بل نفخ في عظام ناخرة # PageV03P095 # وعكف على أطلال دائرة، بيد أنه كلما وفد على مهلك منهم في ظاهر أمره لقيه ~~بالترحيب، وأجزل حظه بالتأنس والتقريب، وهو في الباطن يستجهل نزعته، ~~ويستثقل طلعته، وما كان أفطن الفقيه، رحمه الله، بأمورهم، وأعلمه بتدبيرهم، ~~لكنه كان يرجو حالا تثوب، ومذنبا يتوب، ولم يخل مع ذلك من تأليف الدواوين ~~وتدريسها، وتشييد المكارم وتأسيسها. # بلغني عن الفقيه أبي محمد بن حزم أنه كان يقول: لم يكن لأصحاب المذهب ~~المالكي بعد عبد الوهاب مثل أبي الوليد الباجي، وقد ناظره بميورقة ففل من ~~غربه، وسبب إحراق كتبه، ولكن أبا محمد وإن كان اعتقد خلافه، فلم يطرح ~~إنصافه، أو حاول الرد عليه، فلم ينسب التقصير إليه. # وتوفي أبو الوليد الباجي، رحمه الله، سنة أربع وسبعين، وهو بسبيله من ~~تصنيف الدواوين، في علوم الدين؛ وقد أخرجت ما وجدت من كلامه في هذا الفن ~~الذي أنا في إقامة أوده. # ووجدت للوزير الكاتب أبي محمد بن عبد البر رقعة كتبها عن مجاهد أمير ~~دانية، وقته، إلى المظفر ببطليوس في صفته، يقول في فصل منها: الآفاق - أيدك ~~الله - وإن وارت الأنوار والشهب، والأبعاد وإن كثفت # PageV03P096 # الأستار والحجب، فلن تحجب أنوار الفضل والكرم، ولن تسد مطالع المآثر ~~والهمم، ولن تقطع تعمال التواصل والوداد، وتدآب التضافر والإنجاد، وتلك ~~حالنا فإننا على بعد الدار، وشحط المزار، ننطوي على أنفس متجاورة متلاصقة، ~~ونأوي إلى مذاهب متوافقة، والفقيه الحافظ أبو الوليد ms0619 الباجي غذي نعمتك، ~~ونشأة دولتك، هو من آحاد عصره في علمه، وأفراد دهره في فهمه، وما حصل أحد ~~من علماء الأندلس متفقها على مثل حظه وقسمه، وقد تقدم له بالمشرق صيت وذكر، ~~وحصل بجزيرتنا ولك فيه جمال وفخر، فإنه إليك تنعطف أسبابه، وعليك تلتقي ~~وتلتف آرابه، لكن شددت عليه يدي، وجعلته علم بلدي، يشاور في الأحكام، ~~ويهتدى إليه في الحلال والحرام، فقد ساهمتك به، وشاركتك فيه، كما تساهمنا ~~وتشاركنا في الأحوال السلطانية، والأمور الدنياوية. # PageV03P097 # ما أخرجه من أشعاره في أوصاف شتى # فمن ذلك قوله: # إذا كنت أعلم علما يقينا ... بأن ميع حياتي كساعه # فلم لا أكون ضنينا بها ... وأجعلها في صلاح وطاعه وقوله في صفة قلم: # وأسمر ينطق في مشيه ... ويسكت مهما أمر القدم # على ساحة ليلها مشرق ... منير وأبيضها مدلهم # وشبهتها ببياض المشيب ... يخالط نور سواد اللمم [ودخل بغداد والحرمان قد ~~كساه سرابيل، ورماه بطير أبابيل، وقاضي # PageV03P098 # قضاتها السمناني ناصح الدين تاج الإسلام يباري القطر، ويحلي ديباج الفقر، ~~فقلده معهود تحفيه، وسقاه ماء أمانيه، وأهبه من نوم فاقته، وطبه بجود أسرع ~~في إفاقته، واشتمل عليه اشتمالا مع صون ماء وجهه عن إراقته، أناله ما أحسبه ~~والله وأكسبه، فاقتصر على نداه، واهتصر أفنان جناه. وقال يمدحه: # يا بعد صبرك أتهموا أم أنجدوا ... هيهات منك تصبر وتجلد # يأبى سلوك بارق متألق ... وشميم عرف عرارة ومغرد # في كل أفق لي علاقة خولة ... تهدي الهوى وبكل أرض ثمهد # ما طال عهدي بالديار وإنما ... أنسى معاهدها أسى وتبلد # ولقد مررت على المعاهد بعد ما ... لبس البداوة رسمها المتأبد # فاستنجدت ماء الدموع لبينهم ... فتتابعت حتى توارى المنجد # طفقت تسابقني إلى أمد الصبا ... تلك الربى ومنال شأوي يبعد # لو كنت أنبأت الديار صبابتي ... نحل الصفا بفنائها والجلمد # لله أيام الشباب وحسنها ... وغصونهن المائسات الميد # أيام أنفض للمراح ذؤابتي ... بين اللدات ودرع بردي مجسد # أتقنص الظبيات في سبل الصبا ... فيصيدهن لي العذار الأسود # PageV03P099 # حتى علاني الشيب قبل تحلم ... وأبر ما سبق المشيب المولد # وحجيت سن الحلم في ms0620 زمن الصبا ... وبصرت فالتاح السبيل الأقصد # وسقتني الدنيا زعاق خمارها ... وسعى إلي من الخطوب معربد # ما هالني صعب المرام ولا الذي ... تستبعد الأيام عندي يبعد # استقرب الهدف البعيد بهمة ... أدنى منازلها السها والفرقد # أسري إذا اعتكر الظلام وقادني ... أمل مطالبه العلا والسؤدد ومن مديحه: # حيث التقت ظبة السماحة والعلا ... ورست قواعده وحل المقود # فجنابه لا يستباح وجاره ... لا يستضام ونبعه لا يقصد # حرم المكارم لا [ينال] فناءه ... ذام ولا للفضل عنه مبعد # عالي محل النار في كلب الشتا ... إذ بالحضيض لغيره مستوقد # هذا الشهاب المستضاء بنوره ... علم الهدى هذا الإمام الأوحد # هذا الذي قمع الضلالة بعد ما ... كانت شياطين [الضلال] تمرد وله في ~~المعتضد بالله: # عباد استبعد البرايا ... بأنعم تبلغ النعائم # مديحه خيم كل نفس ... حتى تغنت به الحمائم # PageV03P100 # وله يرثي ابنيه: # رعى الله قلبين استكانا ببلدة ... هما أسكناها في السواد من القلب # لئن غيبا عن ناظري وتبوءا ... فؤادي لقد زاد التباعد في القرب # وأبكي وأبكي ساكنيها لعلني ... سأنجد من صحب وأسعد من سحب # فما ساعدت ورق الحمام أسى ... ولا روحت ريح الصبا عن أخي كرب # ولا استعذبت عيناي بعدهما كرى ... ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب # أحن ويثني نفسي على الأسى ... كما اضطر محمول على المركب الصعب وله يرثي ~~ابنه محمدا: # أمحمد إن كنت بعدك صابرا ... صبر السليم لما به لا يسلم # ورزئت قبلك بالنبي محمد ... ولرزؤه أدهى لدي وأعظم # فلقد علمت بأنني بك لاحق ... من بعد ظني أنني متقدم # لله ذكر لا يزال بخاطري ... متصرف في صفوه متحكم # فإذا نظرت فشخصه متخيل ... وإذا أصخت فصوته متوهم # وبكل أرض لي من أجلك روعة ... وبكل قبر عبرة وترنم # فإذا دعوت سواك حاد عن اسمه ... ودعاه باسمك مقول بك مغرم # PageV03P101 # حكم الردى ومناهج قد سنها ... لأولي النهى والحذق قبل متمم # فلئن جزع فإن ربي عاذر ... ولئن صبرت فإن صبري أكرم وله يمدح الأمير معز ~~الدولة أبا علوان ابن أسد الدولة: # محل الهوى من سر حبك آهل ... وصرف النوى عن شمل شوقي ms0621 غافل # ولله طيف لا يلم كأنما ... له من سهادي في الزيارة عاذل # غدا نافرا لا أستطيع اقتناصه ... ولو أن لي يوم الكثيب حبائل # تبيت جفوني صاديات من الكرى ... ولكنها من ماء دمعي نواهل # لئن أمطرت روض الخدود سحابها ... لقد صديت منا قلوب مواجل # خليلي ها فاستعرضا الركب منهما ... فقد درجت في الريح منها رسائل # أسروا إلى الليل البهيم سراهم ... فنمت عليه في الشمال شمائل # متى نزلوا ثاوين في الخيف من منى ... بدت للهوى بالمأزمين مخايل # فلله ما ضمت منى وشعابها ... وما ضمنت تلك الربى والمنازل # ولما التقينا للجمار وأبرزت ... أكف لتقليب الحصى وأنامل # أسرت إلينا بالغرام محاجر ... وباحت به منا جسوم نواحل # سقى أثلاث الجزع من أم مالك ... عشار سحاب مترعات حوافل # PageV03P102 # وله يمدحه: # لرياهم في عرف ربعك عنوان ... ومن حسنهم في حسن مغناك تبيان # وفيك من الحي الذين تحملوا ... مخايل أغصان تميس وكثبان # وكم ليلة فيها تعسفت حولها ... وكالئها مني مشيح ويقظان # سرينا كما يسري الخيال وغضضت ... على ركبنا من ناظر الليل أجفان # لبسنا برود الليل حتى تشققت ... جيوب تضيء بالصباح وأردان # حويت معز الدولة الملك فاعتزى ... بذكرك في الآفاق ملك وسلطان # فللمجد سلك قد أجيد نظامه ... وأنت لذاك السلك در ومرجان وله: # تجنب بجهدك ما صوروا ... وإن كان في ستر أو [ميثره] # فإن الرسول عليه السلام ... أحق العذاب لمن صوره وله: # تبلغ إلى الدنيا بأيسر زاد ... فإنك عنها راحل لمعاد # وغض عن الدنيا وزخرف أهلها ... جفونك واكحلها بطول سهاد # وجاهد عن اللذات نفسك جاهدا ... فإن جهاد النفس خير جهاد # فما هذه الدنيا بدار إقامة ... فيعتد من أغراضها بعتاد # وما هي إلا دار لهو وفتنة ... وإن قصارى أهلها لنفاد وله: # PageV03P103 # يا قلب إما تلهني كاذبا ... أو صادفا عن الهدى جائرا # تشغلني عن عمل نافع ... في موقف ألقاك لي ضائرا # أحر بأن تسلمني نادما ... إن لم ألق الله لي عاذرا # وحاق بي ما جاء عن ربنا ... (ووجدوا ما عملوا حاضرا) وله في معنى السفر: # إذا كنت ربي في طريقي صاحبا ms0622 ... وتخلفني في الأهل ما دمت غائبا # فسهل سبيلي وزاو عني شرها ... وشر الذي ألقاه في الأهل آبيا وله في معنى ~~الحمد والشكر: # الحمد لله ذي الآلاء والنعم ... ومبدع السمع والأبصار والكلم # من يحمد الله يأتيه المزيد ومن ... يكفر فكم نعم آلت إلى نقم وله: # الحمد لله حمد معترف ... بأنه نعماه ليس نحصيها # وأن ما بالعباد من نعم ... فإن مولى الأنام موليها # وإن شكري لبعض أنعمه ... من خير ما نعمة يواليها وله في قيام الليل: # قد أفلح القانت في جنح الدجى ... يتلو الكتاب العربي النيرا # فقائما وراكعا وساجدا ... مبتهلا مستعبرا مستغفرا # له حنين وشهيق وبكا ... يبل من أدمعه ترب الثرى # PageV03P104 # إنا لسفر نبتغي نيل المدى ... ففي السرى بغيتنا لا في الكرى # من ينصب الليل ينل راحته ... عند الصباح يحمد القوم السرى وله: # وتيقن بأنك الدهر تملي ... في كتاب المستحفظين الكرام # ثم تؤتى يوم الكتاب كتابا ... ناطقا بالفجور والآثام # وأرى عثرة اللسان، وإن لم ... تبد، أنكى من عثرة الأقدام # وأرى القول كالسهام فإن كا ... ن قبيحا عادت علي سهامي # ومن الغي أن أصاب بسهم ... وأنا مالك يمين الرامي] الوزير أبو عامر بم ~~مسلمة: # طائل الدهر، وعلم بردة ذلك العصر، وأحد جهابذة الكلام، وجماهير النثار ~~والنظام، من قوم طالما ملكوا أزمة الأيام، وخصموا بألسنة السيوف والأقلام، ~~لم يزالوا أقمارا في آفاق الكتائب، وصدورا في صدور المراتب، وكان أبو عامر ~~هذا من شرفهم بمنزلة الفص من الخاتم، وبمكان السر من صدر الحازم. ولما ثلت ~~تلك العروش الأموية، واختلت تلك الدولة القرطبية، تحيز إلى المعتضد، لأملاك ~~قديمة كانت له في البلد، فعاش بفضل وفره، وتصون عن الدخول في شيء من أمره، ~~إلا عن زيارة # PageV03P105 # لمام، ومنادمة في بعض الأيام، جذبه إليها، وغلبه مضطرا عليها، ولم يزل ~~يتخادع له عن ذلك استدفاعا لشره، ومداراة على بقية عمره، حتى مات مستورا ~~بماله، مبقي على أشكاله، وله منظوم مطبوع، ونثر بديع، وقد وقع إلي من ~~إملاءاته، وغرائب أداوته، تأليف جمعه للمعتضد سماه على ما اقتضاه مطابقة ~~الزمان، ومذهب ms0623 الأوان " حديقة الارتياح في صفة حقيقة الراح " دل على كثرة ~~روايته [21 أ] وجودة عنايته، إلى غير ذلك من نظمه ونثره، وأوردت منه طرفا ~~شاهدا على ما أجريت من ذكره. # جملة من شعره # نقلت من خطه قال: كتبت يوما بهذه الأبيات إلى الأديبين أبي علي إدريس ~~وأبي جعفر بن الأبار مستدعيا لهما: # أيا شقيقي إخاء ... ويا قسيمي صفاء # ومن هما في ذوي الفه ... م جوهر الأدباء # تفضلا وأجيبا ... إلى ندي نداء # لتأنسا بحديث ... وقهوة وغناء # PageV03P106 # قال، فأجابني إدريس: # يا صنو ماء السماء ... في رقة وصفاء # ويا سراج ضياء ... يجلو دجى الظلماء # بهرت سيما ذكاء ... في بهجة وذكاء # وحزت في العلياء ... قوادم الجوزاء # يا حاتم الكرماء ... وأحمد الشعراء # بادهتنا بلآل ... سواطع اللألاء # قريض حسن كدر ... على طلى الحسناء # يقود في كل معنى ... معنى الغنى والغناء # وقد أجبنا إلى ما ... دعوت من آلاء # [لا زال] نجمك أسمى ... من نجم كل سماء قال الوزير أبو عامر: وبعث إلي ~~أبو الأصبغ بن عبد العزيز باكور بهار وكتب معها: # وبهار ألم قبل الأوان ... في بهاء يروق رأي العيان # أمكن القطف في مدى شهر تشري ... ن على غير عادة الإمكان # سبق الزهر في الفضائل طرا ... وكسا بالجمال فضل الزمان قال، فأجبته: # PageV03P107 # يا إماما في السبق يوم الرهان ... كل حين يؤمني بالأمان # وصل النرجس المكر يحكي ... سبق عباد المليك اليماني # يا بهار الرياض أنت بهار ... باهر الأنوار والريحان قال الوزير أبو عامر: ~~وأعلمت ابن الأبار بخبر البهارة، وكان عليلا وقلت له: إني نادمتها ليلتي، ~~وجعلتها مؤنستي على قهوتي، فكتب إلي: # بالله كيف النديمه ... يا ذا السجايا الكريمه # عذراء تعبق شما ... وأنت تعبق شيمه # أحبب بها بكر نور ... من البهار يتيمه # فتلك عندي والعو ... د لا نديما جذيمه # فاصبب فديت عليها ... من المدامة ديمه # والدهر يمضي فبادر ... من الزمان غنيمه # وانعم بدولة ملك ... ثنى الغيوث لئيمه # عباد المنصف المج ... د باللهى المظلومه وله في وصف مشروب زبيب: # مزة ماتت زمانا ... بحجاب يحتويها # لبثت في بطن أم ... غيبتها عن بنيها ms0624 # ألحدتها الشمس دهرا ... ثم عاد الروح فيها # كان ماء المزن عيسى ... إذ وضعناه بفيها # PageV03P108 # فانبرى منها سراج ... رائق من يجتليها # وبدت منها شموس ... غربت في مطلعيها # عزبت ألبابنا إذ ... غربت في شاربيها والمصحفي قبله القائل: # [21 ب] ولما تولى بابنة الكرم جائر ... عليها فأصلها بزعمكم الشمسا # ولم يبق من جثمانها غير جلدها ... غدت للذي تحويه من روحها رمسا # وصلت بها الماء القراح محافظا ... فراح لها جسما وراحت له نفسا وذكر ~~الوزير أبو عامر أنه ما رآه، ولا نظر إليه، ولا اعتمد عليه، ولا قصده، ولو ~~سمعه لما أورده. # وقال: # ومهفهف غض الشباب منعم ... فيه أطرت إلى الجماح جناحي # قد جاء يسعى بالمدام فقلت لا ... إني هجرت تعاطي الأقداح # لا تسقني راح الكؤوس وسقني ... سحر العيون يقم مقام الراح # فأقام لي من لحظه ورضابه ... راحا وقام الخد بالتفاح # وضللت في ليلي فأبدى غرة ... أغنت عن المصباح والإصباح قال: وبلغني أن ~~ابن الأبار صد عنه يوما من يهواه، وواصل سواه، فكتبت إليه: # PageV03P109 # قد هجر الأنس والسرور ... إذ هجر الشادن النفور # وغيضت غيضة التمني ... فطرف نوارها حسير # وأقفر الربع بعد أنس ... فعمر لهو الفتى قصير قال: فراجعني بهذه الأبيات: # يا من به تزدهي الدهور ... ومن له تخضع البدور # ومن إذا احتل في علاه ... فكل جفن به قرير # قد عوتب الشادن الغرير ... فعاد من وصله اليسير # ومن لي بالجواب تيها ... وهو بما قلته خبير # فافتر عن واضح شنيب ... فيه لميت الهوى نشور # ثم تلاقت لنا عيون ... تخالفت تحتها الصدور # ترجم بالثغر عن معان ... ضن بإعلانها الضمير # ولم نزل نعمل الحميا ... واللحظ ما بيننا سفير # مدامة أفنت الليالي ... وأرضعت ثديها الدهور # تخالها في الكؤوس سرا ... وهي لشرابها سرور # حتى إذا ما الصدود أودى ... تناولت مزجها الثغور # فاهنأ بما قد هنا محب ... خطرك في نفسه خطير # كان لك الله من وفي ... وفى به دهرنا الغرور # إن الورى أصبحوا أجاجا ... وإنك السائغ النمير # PageV03P110 # لطفت ظرفا وطبت حتى ... ترجم عن خلقك العبير # لا زلت بالفضل لي مليا ... فإنني بالثنا ms0625 فقير [122 أ] وقال الوزير أبو ~~عامر: # أهلا وسهلا بوفود الربيع ... وثغره البسام عند الطلوع # كأنما أنواره حلة ... من وشي صنعاء السري الرفيع # أحبب به من زائر زاهر ... دعا إلى اللهو فكنت السميع # بث على الأرض درانيكه ... فكل ما تبصر فيها بديع قال الوزير أبو عامر: ~~وكتبت إلى ابن الأبار يوما بهذه الأبيات: # قل لأبي جعفر المنتقى ... من سر قحطان وخولان # انظر إلى الظبي الأنيق الذي ... يختال في أبراد إحسان # كأنما مقلته بابل ... حفت بسحر الإنس والجان # كأنما شاربه بهجة ... زمرد من فوق مرجان # كأنما أردافه عالج ... وقده غصن من البان قال، فأجابني منها قوله: # وابأبي ذاك الغزال الذي ... يجول في سر وإعلان # مقرطق يبسم عن لؤلؤ ... رصعه الحسن بمرجان # أفديه من أحور أجفانه ... نامت لكي تسهر أجفاني # PageV03P111 # لما بدا لي جيده متلعا ... قلت لمن قد ظل يلحاني # لا فزت منه بجميع المنى ... إن كان هذا عند رضوان # من أين للظبي كأجفانه ... أو مثل ذاك الخوط للبان # ما هو إلا [ ... ] برهان ... وحجة اللوطي على الزاني قال: وكتب إلي ابن ~~الأبار أيضا بهذه الأبيات: # يا مفصح الكف واللسان ... بالطول طورا والبيان # عندي من عنده فؤادي ... ومن تجنيه قد براني # أظنها نومة لقردي ... أو غفلة الغر من زماني # وليس سر السرور إلا ... ضرة أخلاقك الحسان قال فأجبته: # يا مالك السحر والبيان ... وناظم الدر والجمان # أكرم بمولى أجاب عبدا ... فأقبل الدهر بالأمان # وانتزحت دولة التنائي ... واقتربت دولة التداني # وكل شيء يكون عندي ... ملكك يا ناظر الزمان # وقد بعثت المدام تحكي ... جزءا من اخلاقك الحسان الوزير أبو الوليد محمد ~~بن عبد العزيز المعلم: # بديع ذلك الزمان، أحد وزراء المعتضد الكتاب الأعيان، وممن # PageV03P112 # شهر بالإحسان، في صناعة النظم والنثر، ولم أقع له عند نقلي هذه النسخة ~~إلا على التافه النزر، وعلى ذلك فقد كتبت له منهما ما يشهد أنه كان من أهل ~~الرواية والعلم، وذوي الدراية والفهم. # فصول له من مقامة # قال في أولها: سقى عهدك أيتها الدمنة الزهراء كل عهد، وجاد قطرك أيتها ~~الروضة الغناء ms0626 كل قطر، وسال عليك من أدمعي كل ملث هطال، وتناوحت عليك من ~~أضلعي كل جنوب وشمال، منشرة أنوارك، لا معفية آثارك، ومهدية أرجك ونسيمك، ~~لا مغيرة أطلالك ورسومك، فكم لنا في واديك من بلهنية زمان أنيق، وفي مغانيك ~~من رفاهية عيش رقيق، نعل بكأسي عتبا وإعتاب، ونرتع في جنبتي صبا وتصاب، ~~غدونا من عشيق إلى صديق، ورواحنا من صبوح إلى غبوق، وخليلنا مساعد، وعدونا ~~مباعد، ورقيبنا أعمى، وزماننا أعشى؛ حتى إذا استيقظ الدهر من هجعته، وهب من ~~غطيط رقدته وسكرته، ضرب فوقنا بجرانه، وصرف إلينا لهذم سنانه، ولبس لنا ~~جلدة النمر، وقلب لنا ظهر المجن، وألقى علينا بعاعه، وطمس ذوننا شعاعه، ~~مستردا ما وهب وأعطى، ومكدرا ما منح وأصفى: # أبدا تسترد ما تهب الدن ... يا فيا ليت جودها كان بخلا # PageV03P113 # فما لبث أن صدع مروتنا، وفصم عروتنا، وحل عقدنا، ونثر عقدنا. # وفي فصل منها: وكان لي أليف، وعقيد شريف، من صرحاء الإخوان، وصيابة ~~الفتيان، ومصاص أعيان الزمان، وحين سولت لي همتي ما سولت، وخيلت لي أمنيتي ~~ما خيلت، أجلنا قداح الرأي، وأسهمنا بين القرب والنأي، شاور في أمري ~~قريحته، ونخل لي نصيحته، وقال: أرى أن لا تريم بيضتك وأرومتك، وأن توطن ~~أرضك ولا تفارق عشيرتك، وأربأ بك عن مضلات المنى، وأعيذك من ترهات لعل ~~وعسى، فتحسب كل بيضاء شحمة، وتظن كل سوداء تمرة، وربما سقط العشاء بك على ~~سرحان، وكل الناس بكر، وفي كل واد بنو سعد: # والرفق يمن والأناة سعادة ... فاستأن في رفق تلاق نجاحا وإن أبيت إلا ~~التحول، فعليك من الرؤساء، بأحلم الحلماء، ومن القرباء بأشرف الشرفاء، ولا ~~تغرنك المناصب، دون المناسب، ولا المقول # PageV03P114 # دون المعقول، ولا الدراهم دون المكارم، وازهد في أكثر كل عين، واذكر قول ~~[ابن] الحسين: # وما رغبتي في عسجد أستفيده ... ولكنها في مفخر أستجده فلما سمعت ووعيت، ~~ارتكنت وتوليت، ثم أبيت قبولا، ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وناقضت نصحه ~~بقول حبيب: # وإن صريح العزم والرأي لامرئ ... إذا بلغته الشمس أن يتحولا ومغترا بقول ~~الثاني ms0627: # تلقى بكل بلاد أنت نازلها ... أهلا بأهل وجيرانا بجيران وفي فصل منها: ~~وصرح لي الدهر عن أهله، ووجدت الناس اخبر تقله، من أمير لا أسميه، ووزير ~~أقحمت الواو فيه، وكاتب أمي، وقاض جبلي، وأمة مبورة، في قرية مصورة، وإذا ~~اختلفوا أنشدوا: # ومن تكن الحضارة أعجبته ... فأي رجال بادية ترانا # PageV03P115 # [23 أ] فبينا أقرع السنين، وأعض الكفين، وأخضب بلا حناء، وأنشد في ~~الأمراء: # وإذا نظرت إلى أميري زادني ... كلفا به نظري إلى الأمراء إذ قرع البشير ~~بابي، وطرق المستأذن حجابي، فائل: رسول مولاك، وكتابه وافاك، فقمت أتساقط ~~من الجذل، وأعثر في دعاثر العجل، مقبلا فاه، وصائحا: زاه. # وفي فصل منها: وأفضنا في وصف معاليه، واستنشدني فأنشدته ما قلته فيه، ~~فقال: بزاعة الفصحاء، وبراعة الشعراء، دعني من زخرف شعرك، وصفه لي بمنصف ~~نثرك، فللمنظوم رونق، وأنت فيه ذو طولق، فقلت: على الخبير سقطت، وأنا ~~الكفيل بما سألت وشرطت، وأسمعته سجعا لا نظما، ونثرا لا شعرا، فقلت: هو ~~الإمام الطاهر، والكوكب الزاهر، والأسد الخادر، والبحر الزاخر، أوهب الملوك ~~للذخائر، وأعفاهم عن الجرائر، وأرفعهم قدرا، وأوسعهم صدرا، وأطيبهم ذكرا، ~~أعطر من العنبر، في كل منبر، وأفوح من المسك الذكي # PageV03P116 # في كل ندي، الحليم فما يغضب، والجواد وما يرغب، والشجاع وما يرهب، والقوي ~~وما يعنف، واللين وما يضعف، والرفيق إذا ساس، والمصيب إذا قاس، ينبوع كل ~~جذل، ودافع كل وجل، وحسبك بي عنده من جليس رئيس، أكلم منه سحبان، وآخذ عن ~~لقمان، وأستنزل كيوان: # له كبرياء المشتري وسعوده ... وسطوة بهرام وظرف عطارد وقمر إلا أنه بشر، ~~وجبل إلا أنه رجل، بحر علم، وطود حلن، وعالم في عالم؛ الأصمعي عنه ناقل، ~~ولجاحظ عنده باقل، إذا ركب ضاق عنه الأفق، وإذا تبدى وسع الدهر ندى، وإن ~~نطق بين وصدق، وإن كتب أبدع وأغرب، نداه سحائب، وكتبه كتائب، مشرفياته من ~~لسانه وبيانه، وخطياته من أقلامه وبنانه، تمشق فيها جياد فهمه، ويمري درر ~~أشوالها من آدابه وعلمه، ويسحب لها من فكره مضمارا، ويثير من مداده قسطلا ~~وغبارا، ويرتب فيها الحروف ms0628، ترتيب الصفوف، ويمشق بها في المهارق، مشقه في ~~الطلى والمفارق، هذا إلى روحانية ملك، في تجلة ملك. فاستطير فرحا، وازدهي ~~مرحا، وخف فقام إلي، ورف يقبل بين عيني، وكأنه إنما نشر من قبر، أو صحا من ~~سكر، وقال: أصبت والله القرطاس، وبنيت على أساس، وفزت بالقدح المعلى، ~~وتحليت من الجلى، والحديث ذو شجون: متى الحركة - وفيم التلوم # PageV03P117 # والمقام - وكنت شاكيا فقلت: رويد الإبلال، وبعيد الإقلال، قال: فسر في ~~كنف السلامة، إلى وطن الكرامة. # وله من رقعة كتبها عن المعتضد إلى الوزير الفقيه أبي حفص الهوزني، قال ~~فيها: وردني كتابك الأثير المقابل بين النثر البليغ والنظم البديع، تصرفت ~~فيهما تصرف من إذا حاك الكلام طرز، وإذا غشي ميدان البيان برز، وأخذ بآفاق ~~العلوم، وأشرقت خواطره فيها كإشراق النجوم، وإنها لفضيلة بعد فيها شأوك، ~~وفات جهد لمجارين لك عفوك؛ فأما ما صدرته به من بالغ إطراء، وسابغ ثناء، ~~فأمر أعلم أنه صدر عن عهد كريم، ومعتقد سليم، أنا معتقد عليهما بجميل ~~القرض، والمجازاة الحسنة بهما في وكيد الفرض. واقتضيت ما تلا ذلك من وعظك ~~المبرور، واحتسابك المشكور، في الحال التش أشرت إليها فأقنعت، ورمزت بها ~~فأسمعت، بصحة دينك، وبرد يقينك، حتى نظرت إلى ما دهم المسلمين من كلب العدو ~~عليهم: يجوسون البسيط من ديارهم، ويستبيحون المحوط من ذمارهم، ليس إلى ~~الانقياد عن أحكامهم دفاع، ولا سوى الانحياز من أمامهم امتناع، قد تبين لهم ~~أن تخاذلنا لهم علينا ناصر، وتواكلنا مظاهر مؤازر، فلا يعدمون من يتخلى لهم # PageV03P118 # عن بلد، أو يعطيهم الجزية عن يد {ولو شاء الله لانتصر منهم، ولكن ليبلو ~~بعضكم ببعض} (محمد: 47) . # ولقد شرحت من تلك [23 ب] النصب ما يسهر النواظر، ويبلد الخواطر، ولا يدع ~~ركن عز إلا أوهاه، ولا بناء جلد إلا أرداه، ولا عد صبر إلا أغاضه، ولا ثمد ~~دمع إلا أفاضه، وإن الحذر أن تغشى التي لا شوى لها، وتفجأ التي لا لعا ~~منها، فيرام من ذلك استكفاف سيل من التلف قد انحدر، وينظر في أعقاب نجم من ms0629 ~~التلافي قد انكدر، إلا أن يعود الله علينا برحمته، ويهيأ لنا أسباب عصمته. # وأما ما ندبت إليه، وحضضت عليه، من إحفاد السعي فيما يقمع المشركين - ~~بددهم الله - ويجمع عليه كلمة المسلمين، فيعلم الله أني قد ناجيت بذلك ~~وناديت، وراوحت فيه وغاديت، وبثثت رسلي إلى ذلك داعين يصلون التذكرة، ~~ويوكدون التبصرة، ويتلون المواعظ، ويستشيرون الحفائظ، فصمت المسامع، واتفقت ~~في التثاقل المنازع، وخلج بالخذلان، وتجوزت الجمجمة في ذلك الإعلان، ولو ~~شاء الله لجمعهم على الهدى. # وفي فصل منها: وأما إزماعك للتنقل، وأن أرسم لك مكان التحول، فأي مكان ~~يكون ذلك سوى وطنك الذي تعرفت فيه سابغ الأمن # PageV03P119 # وتلقيت فيه طائر اليمن، ولم تعدم المحل الرفيع، والجانب المنيع، والسكون ~~مني إلى من لم يزل يعتمدك بإيثاره، ويشاركك في خاص أسراره، ويرفع قدرك فوق ~~أقدار الأكفاء، ويحط عن منزلتك منازل النظراء، وإن كان قد جرى قدر بمارقة ~~فكانت سليمة لم يتبعها إلا حال لك محوطة محفوظة، وساقة بعين الصيانة مكلوءة ~~ملحوظة. # وهذه أيضا جملة من شعره # له في المعتضد من قصيد أوله: # دون الأحبة بالوعساء أعداء ... وسلم كل بعيد الهم هيجاء # والحب كالمجد لا ينفك من كبد ... فيه يلذ لنا بؤس ونعماء # حفيظة منك عين الله تكلؤها ... وشيمة شيم منها العين والطاء # وهيبة لم تزل تعنو إليك بها ... والدين يخبط منه الليل عشواء # مدوا إليك أكف البغي فانجذمت ... وقد خلت منهم بالسيف أقفاء # وقادة في وجوه القوم أخجلها ... من حد سيفك توبيخ وإدماء # أبناء دأية من مقطوف هامهم ... على الجذوع لها وقع وإقعاء # قوم هم نبذوا الإسلام قاطبة ... عنهم كما نبذ الأموات أحياء ومعنى البيت ~~الثاني منها كقول حبيب: # PageV03P120 # كأنه كان ترب الحب مذ زمن ... فليس يعجزه قلب ولا كبد وأخذه أبو الطيب ~~فقال: # وقد صغت الأسنة من هموم ... فما يخطرن إلا في فؤاد وقال من أخرى: # سحبت على أثر الخيال ذيولا ... وسرت تعود من الصدود عليلا # عللت منك بكل وعد كاذب ... وسرى خيالك بالرضى تخييلا # لو كنت صادقة رحلت إلى الصبا ... وخضبت شيبي ms0630 بالشباب محيلا # سقيا لعهدك والشباب ملاءة ... تثني عيون عني حولا [24 أ] # أيام أمرح في الصبابة خالعا ... رسني وأسحب في المجون ذيولا # وأصيد بين حمائلي وحبائلي ... صيدا وغيدا ما يدين قتيلا ومنها: # يا هذه عني إليك فإن لي ... أملا بأعنان السماء كفيلا # من لم يبت عند ابن عباد فقد ... ضل السبيل وأخطأ التأميلا ومنها في وصف ~~حربه مع صاحب سبتة: # فأرح جيادك فهي أطلاح السرى ... وقد الجيوش إلى العدا أسطولا # أنشأتهن سفائنا ومدائنا ... وجنبتهن كتائب ورعيلا # دهم تخال البيض في أوساطها ... بلقا وفي أطرافها تحجيلا # قرعت بأسواط الرياح فأسرعت ... في الماء تعمل كلكلا وتليلا # PageV03P121 # قوله: " لو كنت صادقة " ... البيت، نقل لفظه من قول أبي الطيب: # خلقت ألوفا لو رددت إلى الصبا ... لفارقت شيبي موجع القلب باكيا وقال ~~محمد بن هانئ: # لخططت شيبا من عذاري كاذبا ... ومحوت محو النقس عنه شبابا # وخضبت مبيض الحداد عليكم ... لو أنني أجد البياض خضابا وله من أخرى في ~~المعتمد: # أشمت البرق بات له ائتلاق ... تضيء به الأماعز والبراق # وبين جوانحي قلب مطار ... جناحاه ادكار واشتياق ومنها: # ولم أنس الكثيب وليلته ... كأنهما اختلاس واستراق # نجوم الراح في أفلاك راح ... مشارقها المطرفة الرقاق # وشدو تطرب الألفاظ عنه ... كما نفضت من الدر الحقاق # وأفصح من أبان النصح عنه ... يد نيطت بها قدم وساق # تذكرت الصبابة والتصابي ... هنالك إذ تروق ولا تراق # ونحن كأننا غصنا أراك ... قد اشتبكا وضمهما اعتناق # ذراعاه على عنقي نجاد ... وساقاه على كشحي نطاق # PageV03P122 # إذا ما الشمس ورسها أصيل ... أدال الإصطباح لها اغتباق # ومن نعم ابن عباد كؤوس ... نعل بها وأقداح تتاق # ومن كف الربيع لنا ربيع ... يصوب حيا ومن حمص عراق وله فيه وقت انصراف ~~قرطبة إليه، وقتل ابن عكاشة على يديه: # صفا لك الشرب كانت فيه أقذاء ... وعاد برء على ما أفسد الداء # ولن يعجل مقدور له أجل ... وللأمور مواقيت وآناء [24 ب] # وقد تباطأ وحي الله آونة ... عن النبي وغابت عنه أنباء # فليهنك الصنع قد راقت عواقبه ... وشفعت عنه بالآلاء آلاء # فتح كما وضح ms0631 الإصباح منه على ... آفاق ملكك إشراق ولألاء ومنها في رثاء ~~ابنه: # الظافر الذفر الذكرى معطرة ... منه المنابر ألقاب وأسماء # رزئته فاحتسبته عند خالقه ... زلفى بذلك تقريب وإدناء # ولو أفاد عليك الحزن فائدة ... لكان صخرا وكل الناس خنساء # تشرفت بك دولات وأزمنة ... وفاخرت بك أموات وأحياء ومن مرثية له في ~~المعتضد: # عليك أبا عمرو سلام مودع ... له كبد بين الضلوع دخيل # عممت الورى بالثكل فيك رزية ... وقبحت وجه الصبر وهو جميل # فمن شاء فلينظر بعين حقيقة ... ففيك لنا وعظ مداه طويل # يرى الأرض فيها الأرض كيف تزلزلت ... بنا ويرى الأطواد كيف تزول # أفلت فعادت حمص بعدك دجنة ... كأنك شمس والزمان أصيل # PageV03P123 # وكتب إلى الوزير أبي عامر بن مسلمة من جملة أبيات: # يا ابن الكرام السادة الخلص ... قولا بلا إفك ولا خرص # ماذا ترى في القصف متكئا ... مع رنة الطنبور والرقص # فلعلني أشفي بريقتها ... من عارض في الصدر كالغصص # وألذ عند سماع مبهجها ... من طيب الأخبار والقصص # أهل العراق على مذاهبها ... لا تلق منهم غير مرتخص فأجابه أبو عامر ~~بأبيات منها: # يا جهبذا قد قال بالرخص ... القصف عندي غاية الفرص # مع ماجد حلو شمائله ... ذي حنكة للهو والقنص # فإذا مضت للفطر ثانية ... أرسلت خيل اللهو للقنص # فجرت لدى الميدان جامحة ... وجريت في لبب من الرخص # في مجلس قد طاب مجلسه ... خال من التكدير والنغص الأديب أبو الوليد ~~إسماعيل بن محمد الملقب بحبيب: # كان سديد سهم المقال، بعيد شأو الروية والارتجال، والأديب # PageV03P124 # أبو جعفر ابن الأبار هو الذي أقام قناته، وصقل - زعموا - مرآته، فأطلعه ~~شهابا ثاقبا، وسلك به إلى فنون الآداب طريقا لاحبا، ولو تحاماه صرف الدهر، ~~وامتد به قليلا طلق العمر، لسد طريق الصباح، وغبر في وجوه الرياح. وتوفي ~~ابن اثنتين وعشرين [25 أ] سنة، فذهب بأكثر ما كان في ذلك الوقت من حسنة، ~~وقد أعرب عن ذلك من أمره بأبيات شعر قرأتها على قبره، وله كتاب سماه ب - " ~~البديع في فصل الربيع " جمع فيه أشعار أهل الأندلس خاصة، أعرب فيه عن أدب ms0632 ~~غزير، وحظ من الحفظ موفور، وقد أخرجت من نثره ونظمه، ما يشهد بغزارة علمه ~~وفهمه. # فصل من نثره # قال في صدر التأليف الموصوف: فصل الربيع آرج وأبهج، وآنس وأنفس، وأبدع ~~وأرفع، من أن أحد حسن ذاته، وأعد بديع صفاته، وهو مع سماته الرائقة، وآلائه ~~الفائقة، لم يعن بتأليفها أحد، وما انفرد بتصنيفها منفرد. # وله فصل من أخرى إلى أبيه: لما خلق الربيع من أخلاقك الغر، وسرق زهره من ~~شيمك الزهر، حسن في كل عين منظره، وطاب في سمع خبره، وتاقت النفوس إلى ~~الراحة فيه، ومالت إلى الإشراف # PageV03P125 # على بعض ما يحتويه، من النور الذي كسا الأرض حللا، لا يرى الناظر في ~~أثنائها خللا، فكأنها نجوم نثرت على الثرى، وقد ملئت مسكا وعنبرا، إن ~~تنسمتها فأرجة، أو توسمتها فبهجة، تروق العيون أجناسها، وتحيي النفوس ~~أنفاسها: # فالأرض في بردة من يانع الزهر ... تزري إذا قستها بالوشي والحبر # قد أحكمتها أكف المزن واكفة ... وطرزتها بما تهمي من الدرر # تبرجت فسبت منا العيون هوى ... وفتنة بعد طول الستر والخفر فأوجدني سبيلا ~~إلى إعمال بصري فيها، لأجلو بصيرتي بمحاسن نواحيها، والفصل على أن يكمل ~~أوانه، وينصرم وقته وزمانه، فلا تخلني من بعض التشفي منه، لأصدر نفسي ~~متيقظة عنه، فالنفوس تصدأ كما يصدأ الحديد، ومن أجمها فهو السديد الرشيد. # وله من أخرى إلى بعض إخوانه: قد علم سيدي أن بمرآه يكمل جذلي، ويدنو ~~أملي، وقد خللت محلا عني الجو بتحسينه، وانفرد الربيع بتحصينه، فكساه حللا ~~من الأنوار، بها ينجلي صدأ البصائر والأبصار، فمن مكتوم يعبق مسكه، ولا ~~يمنعه مسكه، ومن باد يروق مجتلاه، ويفوق مجتناه، في مرآه ورياه، فتفضل ~~بالخفوف نحوي، وتعجيل اللحاق بي، لنجدد من الأنس مغاني درست، ونفك من ~~السرور معاني قد أشكلت وألبست # PageV03P126 # ونشكر للربيع، ما أرانا من البديع. # قال ابن بسام: ووجدت لأبي الوليد هذا رسالة عارض بها أبا حفص ابن برد في ~~رسالته في تقديم الورد على سائر الأزهار، فخرج فيها أبو الوليد - خروج أبي ~~حفص بن برد - على الورد، ودعا ms0633 إلى البهار، وأسمع سائر الأنوار، فنصبه ~~إماما، ولولا اشتهار فضل الورد لكانت لزاما، وقد اقتضبت من الرسالتين قبض ~~فصول، تخفيفا للتثقيل، وجمعا للشمل،، ومقابلة للشكل، وقدمت رسالة ابن برد، ~~على حكم الإحسان ومقتضى النقد، وهي رقعة خاطب بها ابن جهور قال فيها: # أما بعد، يا سيدي ومن أنا أفديه، فإنه ذكر بعض أهل الأدب المتقدمين فيه، ~~وذوي الظرف المعتنين بملح معانيه، أن صنوفا من الرياحين، وأجناسا من أنوار ~~البساتين، جمعها في بعض الأزمنة خاطر خطر بنفوسها، وهاجس هجس في ضمائرها، ~~لم يكن لها بد من التفاوض فيه والتحاور، والتحاكم من أجله والتناصف، وأجمعت ~~على أن ما ثبت في ذلك العهد، ونفذ من الحلف، ماض على من غاب شخصه، ولم يئن ~~منها وقته، فقام منها قائمها فقال: يا معشر الشجر، وعامة الزهر، إن الله ~~تعالى اللطيف الخبير [25 ب] الذي خلق المخلوقات، وذرأ البريات، باين بين ~~أشكالها وصفاتها، وباعد بين منحها وأعطياتها، فجعل عبدا وملكا، وخلق قبيحا # PageV03P127 # وحسنا، فضل بعضا على بعض حتى اعتدل بعدله الكل، واتسق على لطف قدرته ~~الجميع، فجعل لكل واحد منها جمالا في صورته، ورقة في محاسنه، واعتدالا في ~~قده، وعبقا في نسيمه، ومائية في ديباجته، وقد عطفت علينا الأعين، وثنت ~~إلينا الأنفس، وزهت بمحضرنا المجالس، حتى سفرنا بين الأحبة، ووصلنا أسباب ~~القلوب، وتحملنا لطائف الرسائل، وصيغ فينا القريض، وركبت على محاسننا ~~الأعاريض، فطمح بنا العجب، وازدهانا الكبر، وحملنا تفضيل من فضلنا، وإيثار ~~من آثرنا، على أن نسينا الفكر في أمرنا، والتمهيد لعواقبنا، والطيبب ~~لأخبارنا، وادعينا الفضل بأسره، والكمال بأجمعه، ولم نعلم أن فينا من له ~~المزية علينا، ومن هو أولى بالرئاسة منا، وهو الورد الذي إن بذلنا الإنصاف ~~من أنفسنا ولم نسبح في بحر عمانا، ولم نمل مع هوانا، دنا له، ودعونا إليه، ~~فمن لقيه منا حياه بالملك، ومن لم يدرك زمن سلطانه، ودولة أوانه، اعتقد ما ~~عقد عليه، ولبى ما دعي إليه، فهو الأكرم حسبا، والأشرف زمنا، إن فقد عينه ~~لم يفقد أثره، أو غاب شخصه ms0634 لم يغب عرفه، وهو أحمر والحمرة لون الدم، والدم ~~صديق الروح، وهو كالياقوت المنضد، في أطباق الزبرجد، وعليها فرائد العسجد، ~~وأما الأشعار فبمحاسنه حسنت، وباعتدال جماله وزنت. # PageV03P128 # وفي فصل منها: وكان ممن حضر هذا المجلس من رؤساء الأنوال والأزهار، ~~النرجس الأصفر والبهار، والبنفسج والخيري النمام. فقال النرجس الأصفر: ~~والذي مهد لي حجر الثرى، وأرضعني ثدي الحيا، لقد جئت بها أوضح من لبة ~~الصباح، وأسطع من لسان المصباح، ولقد كنت أسر من التعبد له والشغف به، ~~والأسف على تعاقب الموت دون لقائه، ما أنحل جسمي، ومكن سقمي، وإذ قد أمكن ~~البوح بالشكوى، فقد خف ثقل البلوى. # ثم قام البنفسج فقال: على الخبير سقطت، أنا والله المتعبد له، والداعي ~~إليه، المشغوف به، وكفى ما بوجهي من ندوب، ولكن في التأسي بك أنس. # ثم قام البهار فقال: لا تنظرن إلى غضارة منبتي، ونضارة ورقي ورقتي، ~~وانظروا إلي وقد صرت حدقة باهتة تشير إليه، وعينا شاخصة تندى بكاء عليه: # ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي ثم قام الخيري فقال: ~~والذي أعطاه الفضل دوني، ومد له بالبيعة يميني، ما اجترأت قط إجلالا له، ~~واستحياء منه، على أن أتنفس نهارا، أو أساعد في لذة صديقا أو جارا، فلذلك ~~جعلت الليل سترا، واتخذت جوانحه كنا. # PageV03P129 # فلما استوت آراؤها قالت: إن لنا أصحابا، وأشكالا وأترابا، لا نلتقي بها ~~في زمن، ولا نجاورها في وطن، فهلم فلنكتب بذلك عقدا ينفذ على الأقاصي ~~والأداني؛ فكتبوا رقعة نسختها: هذا ما تحالف عليه أصناف الشجر، وضروب ~~الزهر، وسميها وشتويها، وربيعيها وقيظيها، حيث ما نجمت من وهاد أو ربوة، ~~وتفتحت من قرارة أو حديقة، عندما راجعت من بصائرها، وألهمت من مراشدها، ~~[واعترفت بما سلف] من هفواتها، وأعطت للورد قيادها، وملكته أمرها، وعرفت ~~أنه أميرها المقدم لخصاله فيها، والمؤمر لسوابقه عليها، واعتقدت له السمع ~~والطاعة، والتزمت له الرق والعبودية، وبرئت من كل زهر نازعته نفسه المباهاة ~~له، والانتزاء عليه، في كل وطن، ومع كل زمن، فإنه زهرة قضى عليها لسان ~~الأيام هذا ms0635 الحلف، فلتعرف أن إرشادها فيه، وقيام أمرها به. # وأما رسالة أبي الوليد فخاطب [26 أ] بها المعتضد يومئذ [قال] فيها: فأول ~~من رأى ذلك الكتاب، وعاين الخطاب، نواوير فصل الربيع التي هي جيرة الورد في ~~الوطن، وصحابته في الزمن، ولما قرأته أنكرت # PageV03P130 # ما فيه، وبنت على هدم مبانيه، ونقض معانيه، وعرفت الورد بما عليه، فيما ~~نسب إليه، من استحقاقه ما لا يستحقه، واستئهاله ما لا يستأهله، ورأت أن ~~مخاطبة من أخطأ تلك الخطية، وأدنى من نفسه تلك الدنية، تدبير دبري، ورأي ~~غير مرضي، فكتبت إلى الأقحوان والخيري الأصفر كتابا قالت فيه: لو استحق ~~الورد إمامة، واستوجب خلافة، لبادرتها آباؤنا، ولعقدها أوائلنا، التي لم ~~تزل تجاوره في مكانه، وتجيء معه في أوانه؛ ولا ندري لأي شيء أوجبت تقديمه، ~~ورأت تأهيله، بما غيره أشكل له وأحق به، وهو نور البهار، البادي فضله بدو ~~النهار، والذي لم يزل عند علماء الشعراء، وحكماء البلغاء، مشبها بالعيون ~~التي لا يحول نظرها، ولا يحور حورها، وأفضل تشبيه الورد بنضرة الخد عند من ~~تشيع فيه؛ وأشرف الحواس العين، إذ هي كل متول عين، وليس الخد حاسة، فكيف ~~تبلغه رئاسة -: # أين الخدود من العيون نفاسة ... ورئاسة لولا القياس الفاسد وأصح تشبيه ~~الورد وأقربه من الحق قول ابن الرومي في الشعر الطائي ولقد وافق ووفق، وشبه ~~فحقق. # PageV03P131 # وطول أبو الوليد في رسالته هذه، وختمها بمبايعة الأزهار للبهار، فرجعت عن ~~تقديم الورد في خبر طويل. # ومن شعر أبي الوليد في أوصاف شتى # قال يصف وردا بعث به إلى أبيه: # يا من تأزر بالمكارم وارتدى ... بالمجد والفضل الرفيع الفائق # انظر إلى خد الربيع مركبا ... في وجه هذا المهرجان الرائق # ورد تقدم إذ تأخر واغتدى ... في الحسن والإحسان أول سابق # وافاك مشتملا بثوب حيائه ... خجلا لأن حياك آخر لاحق وقال فيه: # إنما الورد في ذرى شجراته ... كأجل الملوك في هيئاته # نفحة المسك من شذا نفحاته ... خجل الخد من سنا خجلاته # مزجت حمرة اليواقيت بالدر ... فجاءت به على حسب ذاته # مثل ما جاء من ms0636 سماح وبأس ... خلق الحميري سم عداته # إن يعد فالوفاء حتم عليه ... فرضه في صلاته كصلاته وقال: # PageV03P132 # أتى الباقلاء الباقل اللون لابسا ... لبرد سماء من سحائبها غذي # ترى نوره يلتاح في ورقاته ... كبلق جياد في جلال زمرذ وقال: # كأن نور الكتان حين بدا ... وقد جلا حسنه صدا الأنفس # أكف فيروزج معاصمها ... قد سترتهن خضرة الملبس [26 ب] # أو لا فزرق الياقوت قد وضعت ... على بساط يروق من سندس وقال: # وقهوة لا يحدها مبصر ... رقت وراقت في أعين النظر # إذا دنت فالسرور مبتسم ... وإن نأت فالسرور مستعبر # كأنها والحباب يحجبها ... بحر من التبر يقذف الجوهر # غنيت عنها فلست أقربها ... بناظر منه يسكر المسكر وبيته الثالث في هذه من ~~التشبيه الذي ما له من شبيه، وأما بيته الأخير منها فمن قول ذي الرمة: # وعينان قال الله كونا فكانتا ... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر وزاد أبو ~~الوليد زيادة حسنة: لم يقنع أن يفعل ناظره فعل الخمر حتى أسكرها منه. وقال: # PageV03P133 # وكأس لها كيس على اللب والعقل ... شمول تريك الأنس مجتمع الشمل # كأن حباب الماء في جنباتها ... دروع لجين قد جلتها يد الصقل # تزيد ذوي الألباب فضلا ولم تزل ... تديل بطبع الجود من طبع البخل # غنيت بمن أهواه عن نشواتها ... فمن طرفه خمري ومن ريقه نقلي وقال: # حمام بلحظك قد حم لي ... فما زال يهدي إلى مقتلي # وإن لم تغثني بمعنى الحياة ... من ريق مبسمك السلسل # فها أنا قاض بداء الهوى ... وقاضي جمالك لم يعدل # فيا ليت قبري حيث الهوى ... فأكرم بذلك من منزل # عسى من تلفت بحبي له ... يرق على ذي بلاء بلي # فإن جاد بالوصل بعد الوفاة ... رجعت إلى عيشي الأول # فيا صاحبي هناك احفرا ... ولا تحفرا لي بقطربل # إذا ما أدرت كؤوس الهوى ... ففي شربها لست بالمؤتلي # مدام تعتق بالناظرين ... وتلك تعتق بالأرجل وهذا البيت مما أغرب به على ~~الألباب، وأعرب فيه عن موضعه من الصواب، وبينه وبين قول أبي الطيب شبه ~~بعيد، ولكن لأبي الوليد فضل التوليد، وحسن من النقل ليس عليه ms0637 مزيد، وهو ~~قوله: # PageV03P134 # انظر إذا اختلف السيفان في رهج ... إلى اختلافهما في الخلق والعمل # هذا أعد لريب الدهر منصلتا ... وعد ذاك لرأس الفارس البطل وقال الآخر وإن ~~لم يكن به: # بالهند تطبع أسياف الحديد وفي ... بغداد تطبع أسياف من الحدق الأديب أبو ~~جعفر أحمد بن الأبار # أحد شعراء المعتضد المحسنين المتقين [27 أ] انتحل الشعر فافتن وتصرف، ~~وعني بالعلم فجمع وصنف، وله في صناعة النظم فضل لا يرد، وإحسان لا يعد، وقد ~~كتبت طرفا مما أبدع، ليكون أعدل شاهد على أنه تقدم وبرع. # ما أخرجته من شعره في أوصاف شتى # قال: # لم تدر ما خلدت عيناك في خلدي ... من الغرام ولا ما كابدت كبدي # PageV03P135 # أفديك من زائر رام الدنو فلم ... يسطعه من غرق في الدمع متقد # خاف العيون فوافاني على عجل ... معطلا جيده إلا من الغيد # عاطيته الكأس فاستحيت مدامتها ... من ذلك الشنب المعسول بالبرد # حتى إذا غازلت أجفانه سنة ... وصيرته كفك يد الصهباء طوع يدي # أردت توسيده خدي وقل له ... فقال كفك عندي أفضل الوسد # فبات في حرم لا غدر يذعره ... وبت ظمآن لم أصدر ولم أرد # بدر ألم وبدر التم ممتحق ... والأفق محلولك الأرجاء من حسد # تحير الليل فيه أين مطلعه ... أما درى الليل أن البدر في عضدي قال ابن ~~بسام: وقد رأيت من يروي هذه القطعة لإدريس بن اليماني، وهو الأشبه بما له ~~من الألفاظ والمعاني، وهي لمن كانت له منهما رائقة، ومتأخرة سابقة، في ~~التزام العفاف مع السلاف؛ وما سمعت بأبدع منها لأحد من أهل هذا الأفق. ~~وإنما أثبت هنا بعض مقطوعات في معناها لأهل المشرق ثم أعود لإيراد ملح أهل ~~أفقنا، وأرجع إليها وأكر بعد عليها، وأقدم أولا الحديث: " من أحب فعف ومات ~~فهو شهيد "، والعفاف مع البذل، كالاستطاعة مع الفعل، ولله در صريع الغواني، ~~فهو صاحب بديع في أكثر المعاني، كقوله: # ألا رب يوم: صادق العيش نلته ... بها ونداماي العفافة والبذل # PageV03P136 # وقال الآخر: # وبتنا فويق الحي لا نحن منهم ... ولا نحن بالأعداء مختلطان # وبات يقينا ms0638 ساقط الطل والندى ... من الليل بردا يمنة عطران # نعدي بذكر الله في ذات بيننا ... إذا كان قلبانا بنا يردان # ونصدر عن ري العفاف وربما ... نقعنا غليل النفس بالرشفات وقال الصمة ~~القشيري: # بنفسي من لو مر برد بنانه ... على كبدي كانت شفاء أنامله # ومن هابني في كل شيء وهبته ... فلا هو يبداني ولا أنا سائله وقال القس ~~المكي: # أهابك أن أقول بذلت نفسي ... ولو أني أطعت القلب قالا [27 ب] # حياء منك حتى سل جسمي ... وشق علي كتماني وطالا وقال العباس بن الأحنف: # أتأذنون لصب في زيارتكم ... فعندكم شهوات السمع والبصر # لا يضمر السوء إن طالت إقامته ... عف الضمير ولكن فاسق النظر # PageV03P137 # ولبعض الطالبيين: # رموني وإياها بشنعاء هم بها ... أحق أدال الله منهم وعجلا # بأمر تركناه ورب محمد ... جميعا فإما عفة أو تجملا وقال سعيد بن حميد: # زائر زارنا على غير وعد ... مخطف الكشح مثقل الأرداف # غالب الخوف حين غالبه الشو ... ق وأخفى الهوى وليس بخاف # غض طرفي عنه تقى الله واختر ... ت على بذله بقاء التصافي # ثم ولى والخوف قد هز عطفي ... ه ولم نخل من لباس العفاف وأنشد الصولي ~~لأبي حاتم السجستاني في أبي العباس المبرد، وكان يلزم حلقته، وهو غلام ~~وسيم: # ماذا لقيت اليوم من ... متمجن خنث الكلام # وقف الجمال بوجهه ... فسمت له حدق الأنام # حركاته وسكونه ... تجنى بها ثمر الأثام # وإذا خلوت بمثله ... وعزمت فيه على اعتزام # لم أعد أفعال العفا ... ف وذاك أكرم للغرام # نفسي فداؤك يا أبا ال ... عباس حل بك اعتصامي # فارحم أخاك فإنه ... نزر الكرى بادي السقام # وأنله ما دون الحرا ... م فليس يطمع في الحرام # PageV03P138 # وكان أبو حاتم يتصدق كل يوم بدينار، ويختم القرآن في كل أسبوع. # واجتمع أبو العباس بن سريج الشافعي وأبو بكر بن داود القياسي في مجلس ~~الوزير ابن الجراح فتناظر في الايلاء، فقال له ابن سريج: أنت بقولك " من ~~كثرت لحظاته دامت حسراته "، أبصر منك بالكلام في الإيلاء؛ فقال أبو بكر: ~~لئن قلت ذلك فإني أقول: # أنزه في روض ms0639 المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما # وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه ... يصب على الصخر الأصم تهدما # وينظر طرفي عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما # رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فلست أرى حبا صحيحا مسلما فقال أبو ~~العباس: لم تفتخر علي، ولو شئت أنا أيضا لقلت: [128 أ] # ومطاعم للشهد من نفثاته ... قد بت أمنعه لذيذ سناته # ضنا بحسن حديثه وكلامه ... وأكرر اللحظات في وجناته # حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته فقال أبو بكر: يحفظ ~~عليه ما قال، حتى يقيم عليه شاهدي عدل أنه ولى بخاتم ربه، قال أبو العباس: ~~يلزمني في ذلك ما يلزمك في قولك: # أنزه في روض المحاسن مقلتي ... البيت. ... # PageV03P139 # فضحك الوزير ابن الجراح، وقال لقد اجتمعنا ظرفا ولطفا وفهما وعلما. # وقال الشريف الرضي: # بتنا ضجيعين في ثوبي هوى وتقى ... يلفنا الشوق من قرن إلى قدم # وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي ... مواقع اللثم في داج من الظلم # وباتت الريح كالغيرى تجاذبنا ... على الكثيب فضول الريط واللمم # يولع الطل بردينا وقد نسمت ... رويحة الفجر بين الضال والسلم # وأكتم الصبح عنها بردا وهي عافلة ... حتى تكلم عصفور على علم # فقمت أنفض بردا ما تعلقه ... غير العفاف وراء الغيب والكرم وقال المتنبي: # وأشنب معسول الثنيات واضح ... سترت فمي عنه فقبل مفرقتي # وأجياد غزلان كجيدك زرنني ... فلم أتبين عاطلا من مطوق وقال: # يرد يدا عن ثوبها وهو قادر ... ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد وهذا ~~المعنى في شعرهم أكثر من أن يحصى. # وأثبت هنا أيضا مقطوعات أبيات ليغر واحد ممن تقدم ابن الأبار في # PageV03P140 # ذكر العفاف، ثم أعود بعد إلى ماله من الأشعار في سائر الأوصاف: # قال الرمادي: # وليلة راقبت فيها الهوى ... على رقيب غير وسنان # والراح ما تنزل من راحتي ... وقتا ومن راحة ندماني # ورب يوم قيظه منضج ... كأنه أحشاء ظمآن # أبرز في خديه لي رشحه ... طلا على ورد وسوسان # وكان في تحليل أزراره ... أقود لي من ألف شيطان # فتحت الجنة من ms0640 جيبه ... فبت في دعوة رضوان # مروة في الحب تنهى بأن ... يجاهر الله بعصيان وقال من أخرى: # ليالي بعت العاذلين إمامتي ... بفتكي ووليت الوشاة أذاني # وإذ لي ندمانان: ساق وقينة ... رشيقان بالأرواح يمتزجان # أمد إلى الطاووس في تارة يدي ... وفي تارة آوي إلى الورشان # وكنت أدير الكأس حتى أراهما ... يميلان من سكر ويعتدلان [28 ب] # فكانا بما في الجسم من رقة الضنى ... يكادان عند الضم يلتقيان # ونفضي إلى نوم فإن كنت جاهلا ... مكاني فوسطى العقد كان مكاني # فلو تبصر المضنى وبداره حوله ... لقلت السها من حوله القمران # وما بي فخر بالفجور وإنما ... نصيب فجوري الرشف والشفتان وقال الحصري ~~الكفيف: # PageV03P141 # قالت وهبتك مهجتي فخذ ... ودع الفراش ونم على فخذي # وثنت إلى مثل الكثيب يدي ... فأجبتها نعم الأريكة ذي # وهممت لكن قال لي أدبي ... بالله من شيطانها استعذ # قالت: عففت فعفت، قلت لها ... مذ شبت باللذات لم ألذ ولابن فرج الجياني: # وطائعة الوصال عففت عنها ... وما الشيطان فيها بالمطاع # بدت في الليل سافرة فباتت ... دياجي الليل سافرة القناع # وما من لحظة إلا وفيها ... إلى فتن القلوب لها دواعي # فملكت الهوى جمحات شوقي ... لأجري في العفاف على طباعي # وبت بها مبيت الطفل يظما ... فيمنعه الفطام عن الرضاع # كذاك الروض ما فيه لمثلي ... سوى نظر وشم من متاع # ولست من السوائم مهملات ... فأتخذ الرياض من المراعي قال ابن بسام: وابن ~~فرج هذا ممن تقدمني في نشر محاسن أهل هذه الجزيرة، وإظهار خبايا فضائلهم ~~المشهورة؛ فعارض كتاب " الزهرة " للأصبهاني بتصنيف رائق ترجمة ب - " كتاب ~~الحدائق "، فإن لا يكن سبق بالزمان، فلقد زاحم بالإحسان، وله شعر مشهور له ~~فيه إحسان كثير كقوله، وهو من مليح الوصف في العفاف عن الطيف: # PageV03P142 # بأيهما أنا في الحب باد ... بشكر الطيف أم شكر الرقاد # سرى فازداد بي أملي ولكن ... عففت فلم أنل منه مرادي # وما في النوم من حرج ولكن ... جريت من العفاف على اعتيادي أخذه من قول ~~المتنبي: # يرد يدا عن ثوبها وهو قادر ... البيت. ... كأنه لما عف في اليقظة جرى ms0641 على ~~عادته في النوم. # ولابن الأبار في هذا عدة أشعار، منها قوله: # ومعرض بالغصن في حركاته ... تسل القلوب العفو من لحظاته # عاطيته كأسا كأن سلافها ... من ريقه المعسول أو وجناته # حتى إذا ما السكر مال بعطفه ... وعنا بحكم الوصل في نشواته # هصرت يدي منه بغصن ناعم ... لم أجن غير الحل من ثمراته [29 أ] # وأطعت سلطان العفاف تكرما ... والمرء مجيول على عاداته وقال: # ومنعم غض القطاف ... عذب الغروب للارتشاف # قد صيغ من در الجما ... ل وصين في صدف العفاف # وسقته أندية الشبا ... ب بمائها حتى أناف # فتروضت عنه الريا ... ض وسلفت منه السلاف # PageV03P143 # مهما أردت وفاقه ... يوما تعرض للخلاف # لما تصدى للصدو ... د ومال نحو الإنحراف # هيأت من شركي له ... فعل اللطاف من الظراف # فسقيته ماء بها ... وأدرت صافية بصاف # حتى ترنح مائلا ... كالغصن مال به انعطاف # فوردت جنة نحره ... ونعيمها داني القطاف # وضممت ناعم عطفه ... ضم المضاف إلى المضاف # فورعت في حين الجنى ... وكففت عن فوق الكفاف # وعصيت سلطان الهوى ... وأطعت سلطان العفاف وما أملح هذه الملح، وما أقبح ~~ما أنشدت في ضدها لعبد الجليل، حيث يقول: # تعرض لي ليسقط في حبالي ... سقوط تعمد شبه اتفاق # وبات على المدامة لي نديما ... وبين جفونه للغنج ساقي # إلى أن مال من سنة الحميا ... وقام الليل ممدود الرواق # وحل معاقد الهميان عنه ... بسبط كان يعقدها رقاق # وصار على كرامته بساطا ... ولفت بيننا ساق بساق وبعده ما أضربت عنه، وصنت ~~كتابي منه. # PageV03P144 # وأنشدني أبو بكر الداني لنفسه: # أتوب لله من هوى رشأ ... غيره بالعطاء من غير # ليس معي خاتم ولا فنك ... ولا شراب إناؤه عنبر # وإنما كان شرطه قدحا ... وكان شرطي عليه أن يسكر وممن رأيته أولع بهذه ~~الأوصاف وشغف، وصرف فيها الكلام فتصرف، الأديب أبو القاسم المعروف بالمنيشي ~~الاشبيلي، أنشدني لنفسه من جملة قصيدة: # وعجزاء حوراء وفق الهوى ... تحيرت فيها وفي أمرها # غلامية ليس في جسمها ... مكان دقيق سوى خصرها # إذا أدبرت أو إذا أقبلت ... ففي فرها الموت أو كرها # ولما خلونا ورق ms0642 الكلام ... دفعت بكفي في صدرها [29 ب] # ومن لا أسميه مثل القناة ... فألقت ذراعا على عشرها # فما زلت أجمع طعنا وضربا ... على زيدها وعلى عمرها # وصارفتها العين هذا بذاك ... وقد شدت السوق من أزرها # فأعطيتها المحض من فضتي ... وأعطتني المحض من تبرها قوله: " ولما خلونا ~~ورق الكلام "، من قول امرئ القيس: # PageV03P145 # وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ... ورضت فذلت صعبة أي إذلال وأخذه الآخر ~~فقال يصف كتابا: # وفيه الوصل يشرق جانباه ... وقد رق التشكي والخطاب وقال ابن الرومي: # كادت لعرفان النوى ألفاظها ... من رقة الشكوى تكون دموعا وقوله: " غلامية ~~" ... البيت، معنى كثر ترداده، وطال منهم تعمده واعتماده، وأرى أيضا أن أول ~~من أشار إليه ونبه عليه الملك الضليل، حيث يقول: # متى ما ترق العين فيه تسهل ... البيت ... غير أنه ورد مقلص الذيل، بهيم ~~الليل، وقد بينه بقوله: # له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... ثم نقله الشعراء بعد كل على مقدار ما أوتي ~~من البيان، ووهب من الإحسان، فقال الأعرابي: # عقيلية أما ملاث إزارها ... فدعص وأما خصرها فبتيل وقال الآخر: # PageV03P146 # تساهم ثوبها ففي الدرع رادة ... وفي المرط لفاوان ردفهما عبل وقال ابن ~~ربيعة: # خود وقير نصفها ... ونصفها مهفهف ونسخه أبو تمام فقال: # تشكى الأين من نصف سريع ... إذا قامت ومن نصف بطي وقال الأخطل: # أسيله مجرى الدمع أما وشاحها ... فيجري وأما القلب منها فلا يجري وهذا ~~كقول خالد بن يزيد: # تجول خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خلخالا يجول ولا قلبا ومدحهم بضمور ~~الكشح، وجولان الوشح، وصموت القلب والخلخال، وامتناع الخدام من الحجال، ~~كثير، ومنه قول النابغة: # على أن حجليها وإن قلت أوسعا ... صموتان من ملء وقلة منطق وقال الطائي: # PageV03P147 # من الهيف لو أن الخلاخيل صيرت ... لها وشحا جالت عليها الخلاخل وقال ابن ~~أبي زرعة: # استكتمت خلخالها ومشت ... تحت الظلام به فما نظقا # حتى إذا ريح الصبا نسمت ... ملأ العبير بنشرها الطرقا وقال المتنبي: # وخصر تثبت الأبصار فيه ... كأن عليه من حدق نطاقا وقلبه الناجم فقال: # مسلولة الكل غير بطن ... مثقل فهي عنكبوت # حجولها الدهر ms0643 في اصطخاب ... ووشحها كظم صموت وما أحسن قول القائل فإنه ~~ترك اللفظ المطروق، واختصر على كافة الشعراء الطريق: # أبت الروادف والثدي لقمصها ... مس البطون وأن تمس ظهورا # وإذا الرياح مع العشي تناوحت ... نبهن حاسدة وهجن غيورا وحسنه بعض أهل ~~أفقنا فقال: # إن العزيز علي خصرك إنه ... بالردف حمل منك ما لا يحمل # PageV03P148 # وإنما أخذه من قول المتنبي: # أعارني سقم عينيه وحملني ... من الهوى ثقل ما تحوي مآزره قال ابن بسام: ~~وهذا الباب واسع الميدان، متلف الأغصان، وإنما ألمع مع كل معنى بيسير، ~~وأثير حصاة من ثبير. # وقول أبي القاسم المذكور: " على زيدها وعلى عمرها " من الكنايات ~~المختارة، والسامع يفهم الإشارة، وإنما نبهته على هذا التعريض، وأرته كيف ~~يأخذ في هذه العروض، إحدى من جاهرت بالصبوة، وتجاوزت طلق الجموح في ميدان ~~الشهوة فقالت: إن ضم قضقض، وإن دسر أغمض، وإن أخل أحمض. # وقال أبو القاسم من أخرى: # وخشفية الألحاظ والجيد والحشا ... ولكن لها فضل القبول على الخشف # ثتنى على مثل العنان إذا التوى ... وقد عقدوها للفسوق على النصف # وليس كما قال الجهول تقسمت ... فبعض إلى غصن وبعض إلى حقف ومنها: # سعت في سبيل الفتك والفتك بيننا ... إشارة لحظ تنسخ النكر بالعرف # PageV03P149 # ومنها: # وما شئت من عض الحلي ورضه ... وما شئت من صك الخلاخل والشنف قوله: " ~~خشيفة الألحاظ " معنى مشهور، ومنه قول مجنون بني عامر: # أيا شبه ليلى لا تراعي فانني ... لك اليوم من وحشية لصديق وقوله: " وما ~~شئت من عض الحلي " ... البيت، كقول الآخر: # باعتناق يذوب منه حصى اليا ... قوت ضما وتطمئن النهود وقال أبو بكر ~~الداني: # ضممتها ضم مشتاق إلى كبدي ... حتى توهمت أن الحلي ينكسر [30ب] وقال ابن ~~عمار: # ضما ولثما يغني الحلي بينهما ... كما تجاوب أطيار بأطيار وقوله: " وما ~~شئت من صك الخلاخل بالشنف " فانه صك به وجه بعض أهل عصرنا حيث يقول: # وجمعت بين القرط والخلخال ... ومن مجون ابن الأبار قوله مما يضارع ما ~~تقدم: # زارني خيفة الرقيب مريبا ... يتشكى القضيب منه الكثيبا # PageV03P150 # رشأ راش لي سهام ms0644 المنايا ... من جفون يصمي بهن القلوبا # قال لي: ما ترى الرقيب مطلا ... قلت ذره أتى الجناب الرحيبا # عاطه أكؤس المدام دراكا ... وأدرها عليه كوبا فكوبا # واسقنيها بخمر عينيك صرفا ... واجعل الكأس منك ثغرا شنيبا # ثم لما أن نام من نتقيه ... وتلقى الكرى سميعا مجيبا # قال لا بد أن تدب إليه ... قلت أبغى رشا وآخذ ذيبا -! # قال فابدأ بنا وثن عليه ... قلت كلا لقد دفعت قريبا # فوثبنا على الغزال ركوبا ... ودببنا إلى الرقيب دبيبا # فهل آبصرت أو سمعت بصب ... محبوبه وناك الرقيبا قال ابن بسام: ولقد ظرف ~~ابن الأبار واستهتر ما شاء وندر، وأظنه لو قدر على إبليس الذي تولى له نظم ~~هذا السلك، وأوطأ له ثبج هذا الملك، لدب إليه، ووثب أيضا عليه، وأبو نواس، ~~سهل هذا السبيل للناس، حيث يقول: # نكنا رسول عنان ... والرأي فيما فعلنا # فكان خبزا بملح ... قبل الشواء أكلنا # PageV03P151 # ومن أناشيد الثعالبي: # لي أبر أراحني الله منه ... صار همي به عريضا طويلا # نام إذ زارني الحبيب عنادا ... ولعهدي به ينك الرسولا # حسبت زورة لشقوة جدي ... فافترقنا وما شفينا غليلا وقرأت في بعض الملح ~~خبرا له بهذا الموضع، بعض موقع؛ قال بعضهم: مشيت فإذا أنا بصديق من أهل ~~اليسار خارجا من دار بغي، فقلت له: أيكون عندك أربع حرائر، وأكثر من ستين ~~سرية، وتأتي مثل هذه الدنية -! فقال: اسكت. مثل الكلب ينابح من طرأ عليه ~~ولا يتعرض لمن اختلط به. # وقد قلت إن الحسن بن هاني، أكثر من هذه المعاني، حتى منعه الأمين محمد بن ~~هارون عن ذلك؛ وله في وصف الشراب، وما يتعلق بهذه الأسباب، شعر كثير، ~~كقوله: # قد هجرت المدام والندمان ... وتمتعت ما كفاني زمانا # ونهاني خليفة الله أن لا ... أقرب الخندريس والغلمانا [31أ] # وخشيت الهلاك إن لم أطعه ... ودعتني نفسي إليهم عيانا # PageV03P152 # وغزال سقيته الراح حتى ... أضعفت منه مقلة ولسانا # قال: لا تسكرنني بحياتي ... قلت: لا بد أن ترى سكرانا # إن لي حاجة إذا نم - ... ت فإن شئت فاقضها يقظانا # فتلكا تلكؤا بانخناث ... ثم ms0645 أصغى لما أردت فكانا واشتهار شعره، يمنعني من ~~ذكره. # وممن سلك أيضا هذه السبيل من الشعراء المجاهرين بالمجون، الناطقين بألسن ~~الشياطين، الفرزدق، بقوله: # هما دلتاني من ثمانين قامة ... كما انقض باز أفتخ الريش كاسره وهو قصيد ~~مشهور، وقد عيره به جرير فقال: # تدلى ليزني من ثمانين قامة ... وقصر عن باع العلا والمكارم ومن محاورات ~~امرئ القيس التي تقدم الناس فيها قوله: # تقوله وقد جردتها من ثيابها ... كما رعت مكحول المدامع أتلعا # وعيشك لو شيء أتانا رسوله ... سواك ولكن لم نجد لك مدفعا وزاد فيه ابن ~~أبي ربيعة فقال: # PageV03P153 # ناهدة الثديين قلت لها اتكي ... على الأرض في ديمومة لم توسد # فقالت على اسم الله أمرك طائع ... وإن كنت قد عودت ما لم أعود وذكرت ~~بقوله: " على اسم الله " ما أنشده ثابت في كتابه " في خلق الإنسان " مما له ~~بهذا بعض تعلق: # تقول إذ أعجبها عتوره ... وغاب في كعثبها جذموره أستقدر الله وأستخيره ~~... وقال أبو نواس أيضا: # فبتنا يرانا الله شر عصابة ... نجرر أذيال الفسوق ولا فخر وهو القائل: # عصابة شر م تر الدهر مثلهم ... وإن كنت منهم لا بريا ولا صفرا # إذا ما أتى وقت الصلاة رأيتهم ... يحثونها حتى تفوتهم سكرا وقال والبة بن ~~الحباب: # PageV03P154 # قلت لندماني على خلوة ... أدن كذا رأسك من رأسي # ونم على جنبك لي ساعة ... إني امرؤ أنكح جلاسي وقال سحيم: # وبتنا وسادانا إلى علجانة ... وحقف تهاداه الرياح تهاديا # توسدني كفا وتثني بمعصم ... علي وتلوي رجلها من ورائيا [31ب] وممن كنى ~~ولم يصرح ابن المعتز بقوله: # وكان ما كان مما لست أذكره ... فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر قال ابن بسام: ~~والباب طويل والاكثار مملول، وتتبع كل معنى يعترض، يخرج بي عن الغرض، فإن ~~سكت فترفيها، وان ألمعت بشيء فدلالة على الأدب وتنبيها. # سائر أشعار ابن الأبار في أوصاف شتى # غني يوما بشعر ابن الرومي حيث يقول: # وحديثها السحر الحلال لو أنه ... لم يجن قتل المسلم المتحرز فسأله الوزير ~~الشيخ أبو الوليد ابن المعلم الزيادة فيها، فقال ms0646: # PageV03P155 # راق الرياض بزهره وبزهوه ... فتحيرت في معجب بل معوز # عاقرت من طرب عليه عقارة ... صفراء تعزى للنحول وأعتزي # لكن تميز في الكؤوس بنورها ... وبهائها، وبقيت غير مميز وقال: # نطق العود فعاتب من نطق ... واصطحبها مزة أو فاغتبق # لا تدعها قهوة كرخية ... لم يدعها نوح إذ خاف الغرق # خلتها في كأسها إذ شعشعت ... شفقا تلبس أثواب الفلق # قهوة رقت وراقت كأبي ... عمرو الرائق خلقا وخلق # حاجب ما إن ثنى أنمله ... بالعطايا والمنايا تندفق # هو والإفضال روض وصبا ... هو والعلياء عقد وعنق # هو والأملاك إن قيسوا به ... مهيع بين بنيات الطرق قوله: " لم يدعها نوح ~~" أشار إلى ما روي في بعض الأحاديث: إن الشجرة التي أكل آدم عليه السلام ~~منها في الجنة المنهي عنها شجرة العنب. وروي أيضا أن نوحت عليه السلام لما ~~نزل عن السفينة نازعه إبليس أصل العنب، فاصطلحا على أن لنوح الثلث، ولإبليس ~~الثلثان، وإلى هذا أشار يوسف بن هارون الرمادي بقوله، وهي من ملحه: # أفي الخمر لامت خلتي مستهامها ... كفرت بكأسي أن أطعت ملامها # لمحمولة في الفلك من جنة المنى ... قد أوصي نوح غرسها وضمامها # فخادعه إبليس عنها لعلمه ... بها فرأى كتمانها واغتنامها # PageV03P156 # ففاز بثلثيها ونوح بثلثها ... ولولا مغيبي عنه لم يك رامها # له حظ أنثى وهو حظ مذكر ... قليل لعيني أن تطيل انسجامها # وإنا لوراث، وقد مات جدنا ... غبينا، وإنا لا نجيز اقتسامها ومن قصائد ~~ابن الأبار الطويلة في المدح # له من قصيدة في إسماعيل [32أ] بن عباد قال فيها: # حييت من برق يجن جنانه ... وجدا إلى أهل الدخول دخيلا # كالأته سهرا وبات مكالئي ... حتى رأيت اللحظ منه كليلا # والصبح يشهر من سناه صوارما ... والليل يرفع من دجاه سدولا # وكأن جنح الليل طرف أدهم ... متضمن من صبحه تحجيلا # وكأن غائرة النجوم بأفقها ... عن وجهه تغضي عيونا حولا # وكأنما الجوزاء إذ بصرت به ... ألقت إليه نطاقها محلولا # عذلوا ولو عدلوا أو اسطاع الهوى ... نطقا لكان العاذل المعذولا # لا تكثروا فالحب في حوبائه ... كالحمد في أسماع اسماعيلا # ملك إذا ms0647 الهبوات أظلم جنحها ... في معرك جعل الحسام دليلا # راعت وقائع بأسه حتى لقد ... ترك الحمام بنفسه مشغولا # إن كانت الأسد الضواري لا تخا ... ف صياله فلم اتخذن الغيلا # PageV03P157 # إن كانت البيض الصوارم لم تهم ... في حبه فلم اكتسبن نحولا # لم يبتسم ثغر الحجابة زاهيا ... حتى غدا لجبينها إكليلا # لو تخفر العشاق بيض سيوفه ... لم يتركوا عند العيون ذحولا وما أحسن قول ~~(أبي الفضل ابن شرف) : # لم يبق للظلم في أيامهم أثر ... إلا الذي في عيون الغيد من حور وقال ~~المتوكل بن الأفطس في صفة سيف وأخبر عنه: # لولا الفتور بألحاظ الظباء إذن ... لقلت إني أمضي من ظبا الحدق ومن قصيدة ~~ابن الأبار: # غضوا الملاحظ إن نور جبينه ... يعشى العيون ويبهر المعقولا # ولقد خشيت على الثرى وعلى الورى ... لما دنوا من كفه تقبيلا # هل كان يعصم منه إلا عفوه ... لو أن أنمله جرين سيولا الأديب أبو الحسن ~~علي بن حصن الاشبيلي # من مشاهير شعراه المعتضد أيضا، أحد من راش سهام الألفاظ بالسحر # PageV03P158 # الحلال، وشق كمائم المعاني عن أبين من محاسن ربات الحجال، بين طبع أرق من ~~الهواء، وأعذب من الماء، وعلم أغزر من القطر، وأوسع من الدهر، إذا ذكر شعرا ~~ظن أنه صانعه، أو ديوانا توهم أنه مؤلفه وجامعه واني لأعجب من قوم من أهل ~~أفقنا لم يعرفوه ولم ينضفوه، فأضربوا عن ذكره، وزهدوا في أعلاق شعره، ~~ولعلهم حاسبوه بخزعبلات كان يعبث بها بين مجونه وسكره، وهيهات فضله أشهر، ~~وإحسانه أكثر، ولو تأملوا قوله من قصيدة في إسماعيل بن عباد: [32ب] # بكرت سحرة قبيل الذهاب ... تنفض المسك عن جناح الغراب وقوله على أنها من ~~عبثاته: # علي أن أتذلل ... له وأن يتدلل # خد كأن الثريا ... عليه قرط مسلسل لعلموا أنه رأس الصناعة، وإمام ~~الجماعة. # ولما هيت المعتضد بأبي الوليد بن زيدون فانحط في حبله، وتولى إلى ظله - ~~حسبما قدمت ذكره في أخباره من القسم الأول - أفرج له عن صدر النادي، وخلى ~~بينه وبين بحبوحة الوادي، وهو يظن أن سيجري بالخلاء، ويستولي على ms0648 حمل ~~اللواء، فانتحاه من ابن حصن هذا شيطان مريد، وطلع عليه منه رقيب عتيد، وطفق ~~ينازعه الراية، ويسابقه إلى # PageV03P159 # الغاية، وإن كان أبو الوليد ربما غمره بمكانه، وتمكنه من سلطانه. وكان ~~المعتضد، لشذوذ مناحيه، وفضل عربدة كانت فيه، ربما أغرى بينهما إذا اجتمعا ~~في مجلسه، فيتمكن لابن حصن التقدم عليه، بسعة ذرعه، ورضاه بالعفو من طبعه؛ ~~وكان ابن زيدون قد جرى من الكلام إلى غاية لا يتعداها، ولا يرضى من نفسه ~~إلا بلوغ أقصاها، ولا يمكنه ذلك منها إلا في مهلة طويلة، وعلى كلفة ثقيلة، ~~فربما كبا جواده، وتأخر مراده، ولم يزل الوليد يطرق ويحلم، ويسدي في أمره ~~ويلحم، وابن حصن يغتر ويقدم، ففاز ابن زيدون بحمله وتوقره، وهوى نجم ابن ~~حصن بين اغتراره وتهوره، فزلت قدمه، وطاح دمه، في خبر مشهور مذكور، " وعند ~~الله تجتمع الخصوم " واليه ينتهي الظالم والمظلوم. # جملة من أشعاره في صفات مختلفة # قال: # ألا قل لبدر الدجى ما عداه ... مما بدا من نوال نوى لي # وهات اشفين غلتي بالمدام ... فإن بنات الدوالي الدوا لي وقال: # PageV03P160 # ورب شعلة نار ... شفيت منها أواري # أليس ذاك عجيبا ... يطفى الغليل بنار -! # كأنما عصرت من ... شقائق الجلنار # إذا بدت لك في قط ... عة من البلار # حسبتها شفقا ص ... ب في زجاج نهار وقال: # قم يا غلام فسقنيها واطرب ... واشرب عتبت عليك إن لم تشرب # من قهوة صفراء ذات أسرة ... في الكأس تأتلق ائتلاق الكوكب # خضبت بنان مديرها بشعاعها ... فعل العرارة في شفاه الربرب وقال: # مالي وللراح وأخلاقها ... ولائمي فيها لإخلاقها # هات اسقنيها الآن تبرية ... تحكي سنا الشمس بإشراقها # راح متى راحت بكفي فقد ... قامت لي الدنيا على ساقها وقال: # ولي نديم راقد ليله ... أعدى من الحين على الأنفس # نادى به مازحنا في الدجى ... والورد مقرون مع النرجس # قلت له: دعه فلا بد من ... نيلوفر في وسط المجلس # PageV03P161 # وقال: # قد شغل الناس بذكري وما ... شغلي إلا الكأس والآس # ماذا على الناس من الناس ما ... أحمق بعض الناس يا ناس [33أ] ومن ms0649 مستظرف ~~مجونه قوله: # بأبي ظبي صغير الس - ... ن حازت ثلث سني # سرني أن ليس يدري ... مذهبي فيه فني # فهو يدعوني عما ... وأنا أدعوه يا ابني # ذاك عندي وأبي أطر ... ف ما مر بأذني # قلت لما أن بدا لي ... وجهه (من) تحت بطني # قال ماذا قلته لي - ... قلت خيرا فيك أعني # أنا صب فيك ميت ... فاتق الله وصلني # لست أخشى الموت إلا ... خوف أن تبعد عني # فاكتست وجنته رو ... ضة ورد فتنتني # لو ترى مجلس لهوي ... قلت ذا جنة عدن # ومدامي خندريس ... لم يشبها ماء مزن # لو تراني قلت هذا ... ملك ماذا ابن حصن # PageV03P162 # ومعي مسمعة تش - ... رب كأسا وتغني # وإذا ما شربت كأ ... سا من الراح سقتني # قهوتي خمر وعين ... بهما قد أسكرتني # قلت للمازج خذ صا ... فية منها ومني # فاسقينها بكبير ... فإن آعيا فبدن # فلقد شاق فؤادي ... رنة العود المرن # فتساقينا إلى أن ... جاز جوز الليل عني # قمت نشوان وقامت ... في تهاد وتثني # ونضت عنها قميصا ... ثم لما ضاجعتني # قلبت بطنا لبطن ... قلت لا ظهرا لبطن # فانثنت في خجل قا ... ئلة عند التثني # أنا حانوت بوجهين ... فلط إن شئت وازن # لم أنل من كل ما فهم - ... ت به غير التمني # إنما الشعر فكاها ... ت وحسبي حسن ظني قوله: " قلت لما أن بدا لي وجهه " ~~... البيت، مما أراد أن يصهل # PageV03P163 # فيه فنهق، وأن يتغزل فزلق، وإنما أراد قول عمر فقصر، وما أورد ولا أصدر، ~~حيث يقول: # قلت يوما لها وحركت العو ... د بمضرابها فغنت وغنى # ليتني كنت ظهر عودك يوما ... فإذا ما احتضنته كنت بطنا # فبكت ثن أعرضت ثم قالت ... من بهذا أتاك في اليوم عنا # قلت لما رأيت ذلك منها ... بأبي ما عليك أم أتنمى وقال ابن حصن: # أمت إليه فما يسعف ... وأشكو جفاه فما ينصف # غزال كحيل له ريقة ... يشاب بها المسك والقرقف # كأن العذار على خده ... نجاد ومقلته مرهف وهذا كقول ابن رشيق القيرواني، ~~وهو من متداولات المعاني: # وهل على عارضيه إلا ... قلائد قلدت حساما وقال في ms0650 الشقر: # وبستان أعدت الطرف عنه ... على شقر كمثل لحى الديوك # كأن حباب ثاوي الطل فيه ... جمان فوق تيجان الملوك # PageV03P164 # وقال: # شربناها كميت اللون حتى ... رأيت الفجر قد وضع النقابا [33ب] # عجوز عتقت حججا ولكن ... تروقك كلما شابت شبابا # وأحسب أنها كانت عقيقا ... جرت أنفاسنا فيه فذابا وقال: # يجحف عنها الدن فاستعبرت ... جريا كما قوس إكليل # كأنها في الكأس مبيضة ... خيط من الفضة مفتول وقال: # طل على خده العذار ... فافتضح الآس والبهار # وابيض هذا واسود هذا ... واجتمع الليل والنهار # وقد جرى للنعيم فيه ... ماء بأحشاي منه نار # أقام من فوقه حباب ... يطير من تحته شرار # أغض جفني عنه لأني ... عليه من مقلتي أغار # رشا أعار الغزال لحظا ... فحسنه منه مستعار # شربت من خمر مقلتيه ... كأسين لي منهما خمار # متى أرم سلوة نهاني ... غنج بعينيه واحورار # PageV03P165 # عذاره قائم بعذري ... فليس لي في الهوى اعتذار # حكى غزال الفلا نفارا ... فشأنه التيه والنفار وكان يوما على وادي قرطبة ~~في مجلس أنس فتذكر اشبيلية، فقال: # ذكرتك يا حمص ذكرى هوى ... أمات الحسود وتعنيته # كأنك والشمس عند الغروب ... عروس من الحسن منحوته # غدا النهر عقدك والطود تاجك ... والشمس (في) أعلاه ياقوته وقال: # اشرب على طيب نسيم السحر ... وانظر إلى غرة ذاك القمر # كأنه ماء غدير صفا ... والمحق فيه مثل ظل الزهر ومنها: # أنشدكم شعري كمن قد قرا ... سورة ياسين على من كفر # في نفر أستغفر الله بل ... في بقر لولا اختلاف الصور ما أخرجته من قصائده ~~المطولة في المدح وما يتشبث به # قال من قصيدة: # وما راعني إلا ابن ورقاء هاتفا ... على فنن بين الجزيرة والنهر # PageV03P166 # مفستق طوق لازوردي كلكل ... موشى الطلى أحوى القوادم والظهر # أدار على الياقوت أجفان لؤلؤ ... وصاغ من العقيان طوقا على الشعر # حديد شبا المنقار داج كأنه ... شبا قلم من فضة مد في حبر # توسد من عود الأراك أريكة ... ومال على طي الجناح مع النحر # ولما رأى دمعي مراقا أرابه ... بكائي فاستولى على الغصن النضر # فحث جناحيه فصفق طائرا ... فطار فؤادي حيث ms0651 طار ولا أدري ومنها في المدح: # جواد يرى أن العلا خير ما اقتنى ... وأن ادخار الحمد من أفضل الذكر # يرى أنه عريان من كل ملبس ... إذا لم يكن يختال في حلل الشكر # طموح إلى العلياء كاس من التقى ... غضيض عن الفحشاء عار من الوزر # يروقك منه خلقة وخليقة ... متى شئت إطراء أرتك بما تطري وهذا مما ذهب به ~~مذهب أبي الطيب وقصر عنه: # وأخلاق كافور إذا شئت مدحه ... وإن لم أشأ تملي علي وأكتب وقال من أخرى: # أقام قناة الدين واقتعد العلا ... وشد عرى الإسلام واخترم الشركا # PageV03P167 # يضيق الفضا عن أن يكون لبانه ... وتدنو الثريا أن تكون له سمكا # أدرت وقد دارت رحى الحرب عزمة ... أبادت ذوي الشحناء صولتها هلكا # فآبوا وسمر الخط سائلة دما ... وأجسامهم ينضحن من صدأ سهكا # قبائل ما انفكت تغادر في العدا ... وقيعة غسان غداة غزت عكا ومنها في ~~الحرباء: # تظل ترى الحرباء فيها مرفعا ... يدي كاتب ما زال يدعو وما انفكا قال ابن ~~بسام: وقد أكثر الناس في وصف الحرباء وانتصابها، وكنوا بكل شيء عن تلونها ~~وانقلابها، فممن أحسن في التشبيه، وذهب بهذا المعنى مذهبا من الحسن لا شك ~~فيه، ابن الرومي بقوله: # ما بالها قد حسنت ورقيبها ... أبدا قبيح، قبح الرقباء # ما ذاك إلا أنها شمس الضحى ... أبدا يكون رقيبها الحرباء وقال ابن بابك ~~في غير هذا المعنى، ولكنه في ذكرها معه التقى: # بغرة كشعاع الشمس لو برزت ... في ظلمة الليل للحرباء لانتصبا ونقله بعض ~~أهل عصرنا فقال في صفة بيداء: # PageV03P168 # يبيت حرباؤها ضحيان منتصبا ... وإن أظل فلم ينظر إلى نور وقال: # بحيث ترى الحرباء بالشمس كافرا ... ولو أنه جاءته من جنتي عدن # ولو يستطيع التف في ظل عوده ... على وشك ما يعني وقلة ما يعني وقال أبو ~~العلاء: # أوفى بها الحرباء عودي منبر ... للظهر إلا أنه لم يخطب # فكأنه رام الكلام ومسه ... عي فأسعده لسان الجندب وقال أيضا: # وساحرة الأقطار يجني سرابها ... فتصلب حرباء بريا على جذع وقال عبد ~~الجليل المرسي: # بقلب كحرباء ms0652 الظهيرة لا يني ... مع الشمس من ذاك الشعاع يدور وأرى أول من ~~ذكرها ذو الرمة في قوله: # غدا أكهب الأعلى وراح كأنه ... من الضح واستقباله الشمس أغبر # PageV03P169 # وقال ابن حصن من قصيدة أولها: # أعاجوا المهارى بالعقيق فمنعج ... وأوضح منهم توضح كل منهج [34 ب] # على نؤي دار الركب عرج فإنه ... حرام علينا السير إن لم نعرج # على نؤي دار قد تبقى كأنه ... وقد مح منه شطره نصف دملج ومنها: # بعيدة مهوى القرط مصمتة البرى ... لطيفة طي الكشح ريا المدملج # تعض على العناب بالبرد الشهي ... وتمسح ماء الطل فوق البنفسج # جلت بعقيق جوهرا فتبسمت ... وذبت عن الورد الندي بصولج ومنها: # فقلت صلي قد ضقت ذرعا بهجركم ... فقالت صه قد ضقت ذرعا بدملجي وهذا ~~المعنى مشهور، هو في شعرهم كثير، إلا أنه غوره وأبعده، وأوعر لفظه وعقده، ~~والذي إليه أشار، وعليه دار، قول أبي تمام: # يعيرني أن ضقت ذرعا ببينه ... ويجزع أن ضاقت عليه خلاخله ومن مدح هذه ~~القصيدة: # جزيل التقى يمشي الهوينا تواضعا ... ويهتز إعظاما له كل خنج # PageV03P170 # وهذا المعنى مما ركب فيه ابن حصن رأسه وحكم هواه، والمعنى مشهور في من ~~وصف بالنسك ومدح بالانسلاخ عن أبهة الملك، ومن ذلك ما قال أبو تمام: # يقول فيسمع ويمشي فيسرع ... ويضرب في ذات الإله فيوجع ورأت عائشة رضي ~~الله تعالى عنها رجلا ناسكا يداني الخطى ويخفض الصوت فقالت: ما بال هذا - ~~قيل: هو ناسك، قالت: عمر والله كان أنسك منه، ولكنه كان إذا مشى أسرع، وإذا ~~تكلم أسمع، وإذا ضرب في ذات الله أوجع، وأبو تمام بهذا الكلام ألم، وبه ~~ترنم. وفي الحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ كأنه ينحدر من ~~صبب. # وقال من أخرى: # خليلي من يضحي إلى البدر شافعي ... فما لي على وجدي به من تبصر # يعز على واديهم أن أزورهم ... فلا يردون الماء غير مكدر # وما شفني واد تضوع عنبرا ... سواه ولا ماء يشاب بسكر # تدرج عطفيه الرياح فينثني ... تثني أعطاف النزيف المخصر # PageV03P171 # وإلا فلي منهم ms0653 بمنعرج اللوى ... علائم لا تخفى على المتبصر # معرس صيدان وأعطان بزل ... ومسرح غزلان وآري ضمر # معاهد لم أعهد بها علل الصبا ... ثمادا وفينان الهوى غير مثمر # وصلت بها عيشا كأني قطعته ... على ظهر خوار الجديلين مجفر # فكم غمرة جلى شكرت لها الدجى ... وعنفت أوضاح الصباح المشهر # وما استيقظت إلا لقرع حجالها ... وجرس جربان الحسام المفقر # وقالت: هو الهيمان ما باله انتهى ... ومن دوننا أهوال بيد ومعشر # إلى كم أناجي كل أبيض صارم ... هوى كل أحوى بالصريمة أحور # وحتام أستدعي الظبا سلما إلى ... لقا كل ظبي بالسماوة أعفر [35 أ] ومنها: # تحامى هداجا بالظبا كل هودج ... له واشتجارا بالقنا كل مشجر # وقائع تغتال النفوس كأنها ... وقائع عباد لدى كل عسكر # فتى كفرند السيف أرهف حده ... يهولك في مرأى نبيل ومخبر # أخو الحرب مشاء إليها ترهوكا ... إذا سهك الأبطال تحت السنور # إذا شهد الهيجا فأول مورد ... حرائبها علا وآخر مصدر # يفاجيك عفوا منه جود بنانه ... بأغدق من صوب الغمام وأغزر # ويغشاك دون الستر نور جبينه ... بأشرق من ضوء الصباح وأنور # PageV03P172 # تكفكفت الأبصار عنه بمؤدم ... أغر طليق الوجه أروع مبشر # مقابل أطراف العمومة مخول ... مقدس أعراق الأروم مطهر # أمستخبري عنه، عن الدهر لا تسل ... فقبلي قد أعيا على كل مخبر # أأرقى إلى السبع الشداد تخرصا ... وأنى بما في قعر سبعة أبحر ومنها في ~~وصف قصيدته: # تذكرت ليلى للقوافي فلم تزل ... تساعدني عفوا ولم تعتذر # فدونك عذراء المعاني ابتدعتها ... عوان القوافي خيرة المتخير # إذا ما الرواة استنشدتها تبرقعت ... لها أوجه من حشمة وتغير ومنها في ~~التعريض بابن زيدون: # وينكل عنها شاعر المصر كله ... ألا فاضحكن من شاعر المصر واسخر # ودونك فاحكم بين نظمي ونظمه ... بذهن ذكي ثم قدم وأخر # ولست بكاسيها مدى الدهر حلة ... بنغمة إنشاد ولا بمكرر # وما أنت ممن يحمد السيف عنده ... بجودة صقل وهو غير مذكر وله من أخرى: # PageV03P173 # أبى أبدا إلا اصطحاب ثلاثة ... أبى كرم الأخلاق إلا اصطحابها # حسام ويعبوب وسمراء لدنة ... أعارت قلوب العاشقين اضطرابها # أجال على الصحراء أجرد سابحا ms0654 ... فباهى به أعرابها وعرابها # طليعة عيني منه أذن حديدة ... أعارته آذان الظباء انتصابها # شكت ظلمه ظلمان كل مفازة ... وعاقب فيها ذيبها وعقابها # وصاغ من الإكليل حليا لنحره ... وأما الثريا فازدادها وعابها # أصرف منه في الأعنة بارقا ... وتحتسب الجوزاء رجلي ركابها ومنها: # أحن إلى البرق اليماني إذا انتحى ... لأن إلى البرق اليماني انتسابها # متى حسب الأملاك من كل أمة ... عقدنا بعباد الحسيب حسابها [35 ب] # به نسخت أيدي الليالي ملوكها ... وكانوا خطاياها فأضحى صوابها وقال من ~~أخرى: # جفا الأبردين الماء والظل وارفا ... وهجر يجتاب البلاد تنائفا # معنى بأحباب يسائل عنهم ... مرابع أقوت بعدهم ومصايفا # ثنى ذكره المثنى مخايل دمعة ... هواتن تمريها الحمام هواتفا # أسى بالتي من أجلها اقتحم القنا ... لفائف واجتاب البلاد نفانفا # محش وغى وراد ما حمت القنا ... ورود كمي لا يهاب المتالفا # تبوأ أفياء القنا وكفى بها ... طرافا ومسرود الحديد مطارفا ومنها: # وأبيض مهو لم تجده إذا انتمى ... إلى الشرف العادي يعدو المشارفا # PageV03P174 # أعارته أنفاسي التهابا ورقرقت ... عليه جفوني موج دمعي ذارفا # وراق العذارى حسنه فأعرنه ... دماج خصور وائتلاف سوالفا # تخال مذاب التبر فوق لجينه ... سواكا بأفواه الكواغب لاصفا ومنها: # يذكرني البرق اليماني إذا انتحى ... لدى الهز برقا من حفافيه خاطفا # على عاتقي ثهلان منه غمامة ... إذا أسدف الليل استهلت سدائفا ومنها: # سقى عهدها بالخيف غاد ورائح ... وأيامنا بالجزع منه السوالفا # فكم ليلة نازعت كف المنى بها ... جنى الوصل حلو الطعم والعيش غاضفا # معاهد أستسقي لها أنجع الحيا ... وفاء وأستصحى الدموع الذوارفا # تحملني ما لا أطيق وطالما ... عرفت صبورا في الملمات عارفا # بما بيننا ما بال قلبك لا يرى ... على عطفك المضني بردفك عاطفا # رويدك بالغصن الخضيد فإنها ... روادف يتركن الجبال رواجفا # وفكي أسيرا من ثقافك إنها ... مضارب ألحاظ بهرن المثاقفا # إذا جن ليل أو ترنم طائر ... حسبت به طيفا من الجن طائفا # طوى نحوك الأجزع يرعى خلالها ... صفائف والأجزع تندى صفاصفا # تبدل من ريح القرنفل بالضحى ... ذواري من أرواحها وذوارفا # ومن فدن غنته شدوا قيانه ... ثقائل من ألحانها وخفائفا ms0655 # PageV03P175 # وبالرمل مرتجا وبالبان مائسا ... روادف يملأن الملا ومعاطفا # وبالنفس النفاح من نحو أرضهم ... غوالي يلقين الرياح غوالفا # وبالأمل [الملقي] بأطرافه على ... أبي عمرو الأعلى تليدا وطارفا # فتى ترد الأملاك سدة بابه ... كما ترد الماء الحمام عوائفا # تخالهم من كل شرق ومغرب ... طوائف بالبيت العتيق طوائفا # يؤمن بحرا يترك البحر جوده ... غريقا، وبدرا يترك البدر خاسفا [26أ] # مكارم تنبي حد ذهني وتغتدي ... مصابيح فكري في دجاها توالفا # نماه إلى العلياء كل مدجج ... يراح إلى المعروف جذلان عارفا # وآساد آجام تهب رياحهم ... غداة الوغى في الناكثين حراجفا # إذا ما انتضوا بيض السيوف حسبتهم ... شموس ضحى تبدي بروقا خواطفا # يهزون بالسمر اللدان أشجعا ... عواري بالطعن التؤام عوارفا # ترى البشر منهم في صحائف أوجه ... قرأنا عليها للنجاح صحائفا # يصونون أحسابا كراما وأوجها ... حسانا وأحلاما حصانا حصائفا # تلافي هضيم المجد فاخضر عوده ... ولولا تلافيه لأصبح تالفا # إذا جمدت كف الكرام عن الندى ... وخلفها مر السنين جلائفا # وجدت أبا عمرو على كل حالة ... جوادا بما يحويه سمحا ملاطفا # PageV03P176 # وأصبحت للدنيا وللدين كالئا ... وللمجد والعليا وللملك كانفا # رمتني صروف الدهر خيفا عيونها ... فأمنتني منهن ما كنت خائفا # وأصلحت أحوالي وكن فواسدا ... وأحييت آمالي وكن توالفا # وأوردتني صداء ودك سلسلا ... وأرعيتني سعدان برك وارفا # وأرضت أطماعي وكن خشاشيا ... وجددت آمالي وكن خشائفا # وإني وإن أحكمت نظم جواهر ... وألقاك منها بالنفيس متاحفا # لملق سبيك العسجد المحض منك في ... يدي صيرفي يسترك الصيارفا # وأنشدك السحر الحلال مخاطرا ... كمن قلد الليث المهيج مواقفا # وأجنيك من شكري بورد مضاعف ... وودي فتعطيني العطاء مضاعفا # وتمنحني بده الكريم وتارة ... تجازي بإطرائي فتعطي مجازفا وله من أخرى ~~أيضا: # عل الظن أني عنك سال ولم أكن ... سلوت ولكن عن صبوح أرقق # ومن فرقي لا تعجبي وتعلمي ... بأني ملدوغ من الحبل أفرق # وإني وإن عاقت عوائق دوننا: ... رقيب عتيد أو فراق مفرق # ليذكرنيك المسي والصبح والدجى ... وجوز الضحى، كل إليك مشوق # مشم ذكي عرفه، ومقبل ... شهي، وصدر ناهد، ومعنق # PageV03P177 # وخد غدا يستغفر الله كلما ... تخلله لحظي يعيث ms0656 ويفسق # يخادعه مكرا فيحسب أنه ... يناجيه سرا وهو يزني ويسرق # وليل زمان الوصل منك لحقته ... بيوم به كل الأماني تلحق # نرقرق من نظم الكلام ونثره ... سلافا تسقاها الجرشى وتغبق # حديثا كعرف العنبر الورد بيننا ... مع المسك مفتوقا يذر ويسحق [36 ب] # جلت وهي عبرى عن محيا نقابها ... كما انحل خيط المزن والشمس تشرق # تكاد بلحظ الوهم تندى غضارة ... وتعقد لينا بالبنان وتطلق # ومما يغيظ الخيزرانة أنها ... بعقدتها فوق الحشا تتمنطق # إذا طفقت تمشي الهوينا تهاديا ... كما انساب مشحونا على الماء زورق # أرتك الهوى رشدا ولم تعد أنها ... أراك على وعساء بالحلي تورق # وإن سفرت تفتر عما بجيدها ... وعن مثل ما تفتر من ذاك تنطق # سمعت قلوب العاشقين كأنها ... بنود أبي عمرو مع الريح تخفق # مليك له مرأى جميل ومخبر ... نبيل وفعل مستطاب ومنطق # تلوذ بحقويه الملوك كأنها ... كواكب بالشمس المنيرة تحدق # إذا صال كاد النجم من شد صوله ... يخرق جلباب الدجى ويمزق # وإن لقي الأعداء ولت كأنها ... بغاث رأت في الجو صقرا يحلق # له من نبيل الرأي سيف وذابل ... ومن حزمه درع حصين ويلمق # ذكي إذا حاك الكلام رأيته ... يصمم في أوصاله ويطبق # PageV03P178 # يشقق أبكار المعاني كأنها ... جيوب بأيدي الثاكلات تشقق # يطيب نسيم الشعر من طيب ذكره ... وتعذب أفواه الرواة وتعبق # متى حكمت فيه الشعر بت وليلتي ... من الروضة الغنا أنم وأعبق # به دمر الرحمن دمر وانطوى ... بنو يفرن أعدى الأعادي وأمرق # ومن آل يرنيان أنكث أمة ... لعهد وميثاق وأغوى وأفسق # ثلاثة رهط بدد الله شملهم ... أثافي كانوا للفساد ففرقوا # وصيرهم قبل انقاضء حديثهم ... حديثا به ظهر الجدالة يخرق # وكل غدا رهنا بما كان عاملا ... وكل على ما خيلت سوف يغلق # فأشكل ملبوس تخيرته لهم ... جوامع أغلال بها يتأنق # وأفضل مركوب عليه حملتهم ... أداهم إلا يعنقوا ليس تعنق # هم وردوا الحوض الذي عنه ذدتهم ... ووارد ذاك الماء لا بد يعلق # هم نقضوا ميثاق عهدك عنوة ... فأوثقهم في بقة الأسر موثق # هم أنضجوا ذاك الشواء فرمدوا ... وهم طبخوا ذاك القديد فأزعقوا ومنها ms0657: # بمعتضد بالله أشرقت الدنا ... وأطلقها من ربقة الجور مطلق # ورقت حواشي الدهر حتى كأنها ... رداء عروس بالعبير مرقرق # PageV03P179 # ومنها: # لأغرقتني من أن أكون بشكرها ... أقوم، على أني أقوم فأغرق # ولو كل عضو في أو كل شعرة ... بجسمي لما أوليت بالشكر تنطق [37 أ] # أتتني يد بيضاء منك كأنها ... سنا الصبح تجلو الهم والصبح مشرق # ومشتاقة عذراء شد خناقها ... ولم أر عذرا مثلها كيف تخنق # عليها من اسم الملك عقد منظم ... ومن خاتم الملك اليماني بخنق # تلاقيتها بشرا ملاقاة شيق ... إليها فقل إلف تلقاه شيق # أقبلها طورا وطورا أضمها ... إلى كبد تحنو عليها وتشفق # إلى أن تشفينا عناقا وخفت أن ... يضر بها ذاك الرباط المخنق # قطعت عليها عقدها فتناثرت ... دنانير أمثال الكواكب تشرق # كحلت بها حولاء عيني فاغتدى ... بها حور يزهي العيون ويونق ومنها في ذكر ~~قصيدته: # وأيقظت أفراخي لها فتطايروا ... سرورا بآباط علي تصفق # فيا لك من لهو وطيب وفرحة ... ويوم سرور حسنه متألق # لو أن جريرا والفرزدق أنشدت ... لأدى جرير حقها والرزدق # وهن وإن كانت قوافي تنتقى ... جبال بإجهاد القرائح تنتق وله فيه من أخرى: # وليل كأكباد العداة وصلته ... بنوم كسا الآفاق منه وصائل # ويوم عماسي بليل ذعرته ... كما فاجأ الرعديد في الحرب باسلا # PageV03P180 # وجرية ماء كالمجرة جللت ... من البرك بدورا كواملا # تشادي به ورق الحمائم بالضحى ... بلابل يبعثن الأسى والبلابلا ومنها: # أحمج شري الخطب جروا ومخطبا ... وألمج بنت الدهر جداء حافلا # وألقى بأمثال الخطوب خطوبها ... من الهمة الطولى تليلا وكاهلا # ومن يشك ما أشكو إلى نصب السرى ... من الراحة استمرى السموم القواتلا # ومن يرج عباد بن عباد الرضا ... رجائي لم يلق الليالي خاملا # فتى تدري الهيجاء أرواقها به ... على نكل حرب لا يرى الدهر ناكلا # وتسفر منه المشكلات نقابها ... إلى فيصل يستشعر القول فاصلا # وما أصعب الأشياء حتى يرومها ... برأي يريه آجل الأمر عاجلا # يذل له الأمر العسير فكاد أن ... يكلفه أن يرجع العام قابلا ومنها: # وطوقني دون السؤال اهتباله ... أيادي حلتني وقد كنت عاطلا # فأينع لي ما جف ms0658 من عود مطلبي ... وعاد أجاجي منه عذبا سلاسلا # تراسل في الجلى أسرة وجهه ... نجيعا وطورا سؤددا وطوائلا # PageV03P181 # يد تسع الدنيا بما وسعت ولا ... أحاشي بهابرا بحرا وسواحلا [37 ب] # يقل أبان أن يرى فص خاتم ... لها والبحور الزاخرات أناملا # أمستوصفي عنه ابن بجدتها أجل ... لقد جل عن وصفي علا وفواضلا # مساع إذا ما الوصف حاول بعضها ... ذهبن به في كل واد محاولا # خلعن على سحبان حلة باقل ... فساوى بها سحبان في العي باقلا # سوى العجز لا يجدي تناول وصفها ... علي وقولي عزت المتناقلا # وإن زمانا جاد فينا بمثله ... جدير بأن يدعى الجواد المناولا # فهذا مكان الوصف إن كنت واصفا ... وهذا مكان القول إن كنت قائلا # فما يهب الآمال إلا حواليا ... إذا وهب الناس العطايا عواطلا # وإن خاتلت أعداؤه أفتا لهم ... بمأقط حرب لم تجده مخاتلا # فما ينظم الآراء إلا دآديا ... ولا يبعث الرايات إلا قوائلا ومنها: # هم القوم طابوا أبطنا وعمائرا ... وطابوا شعوبا قوبلت وقبائلا # ضراغم آجام تهب لدى الوغى ... شمائلهم في المأزقين شمائلا # فما حملوا إلا بنصر حمائلا ... ولا عملوا إلا بنجح عواملا # ولا ادرعوا غير القلوب سوابغا ... ولا سكنوا غير السروج معاقلا ومنها: # ودونكها مصبوحة رسل مقول ... أزف بها بكرا عوانا مراسلا # PageV03P182 # قوافي أمثال الصخور بعثتها ... قديما على أسماع قوم معاولا # حوامل للآمال أجمل من غدت ... مطافيل بالمعنى النفيس حواملا # إذا أنشدت في محفل القوم أعربت ... من الغيظ في أضلاع قوم محافلا # بيان هو السحر الحلال تجودت ... به فكرة أضحت لبابل بابلا وله من أخرى في ~~إسماعيل بن عباد: # هوى بي هوى الغيد الحسان فللجوى ... بكل فؤاد من فؤادي تمكن # وزين عندي حلة السقم أنها ... نحور بها زهر الحلى تتزين # أما وعيون العين يوم النوى لقد ... سبى قلبي الغصان منهن أغصن # أمرضعها كأس الملامة مدمنا ... أقل علي اللوم كم أنت تدمن # نفضت يدي عن كل ورد وسوسن ... لخد به ورد أنيق وسوسن # وأغضيت إلا أن يلوح لناظري ... محيا به أيقنت أني محين # وألعس معسول الثنايا من المنى ... ألذ ومن ms0659 شمس الظهيرة أحسن # حبيب رقيب الحسن فوق جبينه ... يتيه، ومعشوق الملاحة يمجن # حشا كحلا عينيه مسك عذاره ... فلاح به وجه من العذر بين # سأهواه ما اهتز الأراك وأصبحت ... أنامل إسماعيل بالجود تهتن [38 أ] # صقيل فرند السيف يبيض ليله ... إذا اربد من ليل الكريهة موهن # تنبل منه كل مرأى ومخبر ... فقد فتنت فيه قلوب وأعين # تلين له الأيام وهي شدائد ... وتعنو وجوه الحادثات وتذعن # PageV03P183 # فلا تيأسن منه بلين عريكة ... فقد يقطع الصماصم والمتن لين # نماه إلى العلياء آباء عزة ... رأى حسن مسعاهم فما زال يحسن # ميامن أمجاد مآمين لم تكن ... وقائعهم في كل هيجاء تؤمن # ترقرق منهم بالسماحة أوجه ... وتنثال منهم بالفصاحة ألسن # كفاهم بإسماعيل مجدا مؤثلا ... وعزا مكينا لا يني يتمكن # تظن به في المشكلات كهانة ... وليس كذا لكنه يتظنن # توقد ذهن في خمود سكينة ... ذكي كمثل النار في الزند تكمن وله من أخرى: # ما بين البين يوم الخوف مذموم ... إلا إشارة عناب وتسليم # وآية الحب في الأجفان واضحة ... والستر منتهك والصبر معدوم # هي الغزالة لولا ضيق دملجها ... حملتها ضعف ما يلقى بها الريم ومنها: # ساروا وقلبي أسير في القباب وقد ... حداهم كل رهو السير مخطوم # وفي الغبيط الموشى شادن خرق ... أحوى المحاجر طاوي الكشح مهضوم # مخدد الخد بالأوهام ناعمه ... كأنه المحاجر طاوي الكشح مهضوم # بدر بديباجتيه عجمتا سبج ... تحفه طرتا ليل وتعميم # غصن من الورق الماذي يجذبه ... للين حقف من الكافور مركوم # يهدي لك الدر من لفظ ومبتسم ... ضربان منتثر منه ومنظوم # PageV03P184 # يجني الذنوب وأحنو أن أواخذه ... من أجل ذلك قيل الحسن مرحوم # ما هاج برح الهوى إلا مطوقة ... كأنها من نحول شفها جيم # ترنمت ودموع الصب آية أن ... يهل ساجمها بين وترنيم # أيا حمامة ذا الوادي أثرت جوى ... تنقض منقدة منها الحيازيم # إلا يكن واديا حلت ركابهم ... به وإلا فما واديك مأموم # هم أناخوا بجزعيه جمالهم ... وأنهلوا وهن الطلح الهيم # [هلم] نسري اعتسافا حيث عن لنا ... منهن وهنا سنا نار وتخييم # نغشي بهن بنات الوخد سابحة ... تخدي وقد ms0660 هم بالسمار تهويم # ينضي سرى الليل تأويب النهار ولل ... هجير من لهب الرمضاء تضريم # والآل عند هيام القيظ مضطرب ... كأنه في بساط القاع محموم [38 ب] # يزاحم الليل والخرقاء موضعة ... والقفر مثل طراد السيف ديموم # مزقته وثرياه تلوح كما ... لاحت بأنمل زنجي خواتيم # وقد محا سنة البدر الخسوف كما ... محا سنا رونق المرآة تسهيم ومن المدح: # حوى من الفخر ما لم يحوه ملك ... وحاز ما لم يحزه العرب والروم # أغر مبتهج فاح الزمان به ... كأنما دهرنا بالمسط مرثوم # هو الجواد الذي أضحى السماح له ... ريطا كأن العطايا فيه تعليم # PageV03P185 # قد كفل الخلق جدواهم فعمهم ... كأنما الرزق من كفيه مقسوم # إذا نبا حادث للدهر عن له ... عزم ثنى المتن منه وهو مفصوم # يا ها أمية لا تقرب لحمص حمى ... محمد ما تحامى فهو ترخيم # كذاك آباؤه الماضون هم أكما ... ت العز ما ظلموا يوما ولا ضيموا # إذا نظرت فأشكال البدور وإن ... خبرتهم فهم الأسد الضراغيم # نماك للمجد عباد فأنت له ... نجل سمت بكما الصيد اللهاميم # هذي الليالي على حكم وإن رغمت ... زمامها بكلا كفيك مزموم ومنهم اوزير ~~الكاتب أبو عمر بن الباجي # قال ابن بسام: وكان أبو عمر يوسف بن جعفر المعروف بابن الباجي من بلغاء ~~الكتاب، وأغرب شأو جده الباجي في الولادة كل الإغراب، في صلة حبل البلاغة ~~على جميع كتاب الإسلام، لأنه أنسل أربعة من حملة الأقلام وفرسان الكلام، ~~أولهم جده يوسف، وابنه جعفر بن يوسف، وعبد الله ويوسف ابنا ابنه جعفر، ~~ويوسف هذا هو المكني بأبي عمر. فأما أبوه جعفر فكتب صدر الفتنة المؤرخة أول ~~هذا الكتاب لعدة # PageV03P186 # من كبار أملاكها آخرهم يحيى بن إسماعيل بن ذي النون، ولديه توفي بمدينة ~~سالم سنة خمس وثلاثين. وكان أبو عمر هذا إنما تصرف كاتبا، وطلع شهابا ~~ثاقبا، بأفق المشرق، وإنما ذكرته هنا لأن بلده وبلد سلفه باجة، إحدى مدن ~~الجانب الغربي من الأندلس، وقاعدة بلاد ساحل البحر المحيط الرومي. # ونقلت ما أثبت في هذا المجموع من رسائل بني الباجي من قراطيس ms0661 تعاليق، ~~وبطائق وقعت إلي تفاريق، منسوبة لهم في الجملة، وربما اختلطت رسائل الابن ~~والأب لهذا السبب، وهذا الذي أصف وأشرح، مما لا يضر ولا يقدح، لا سيما في ~~رواية حكاية لا يخل بها نسبتها إلى من يحكها، يحكها، وفي نشر نسيجة لا يغض ~~من بهجتها إضافتها إلى من لم يحكها، وإنما هي ملح منثور أو منظوم، وليست ~~بحقائق علوم، فنتكلف في صحة الأسانيد، والفرق بين سعيد وسعيد، والفصل ما ~~بين عبيد وعبيد. وعلى أي حال ورد هذا المجموع، من مجهول أو معلوم، في منثور ~~أو منظوم، فبديع رائق، ومخر إن شاء الله سابق. # جملة من رسائله في أوصاف مختلفة # له من رقعة عن ابن هود إلى المعتضد: # كثرت - أيدك الله - محامدك فصارت زاد الرفاق، وأشرقت # PageV03P187 # محاسنك فرمت بساطع نورها إلى الآفاق، ففي كل سبيل طليعة من ثنائك مرحل، ~~وفي كل أفق بريد من أنبائك يتعلل، [39 أ] ولفضائلك المأثورة حملة يتباينون ~~في القدر، ويتفاضلون في النشر، وكلهم موجز وإن حاول أن يطنب، ومقتصد وإن ~~حاول أن يسهب، والله يصون ما ألبسك من المكرمات، ويزيد فيما خولك من ~~الصالحات، بمنه. # وأنا لا أزال بفضل خلوصي إليك، وصدق انجذابي لك، وشدة اغتباطي بموهبة ~~الله السنية فيك، مصيخا إلى كل داع بشعارك، وحامل لآثارك، مستهديا لطيب ~~أحاديثك ومبهج أخبارك، فإذا ظفرت بمحدث عنك فقد نلت جذلي، وإذا وقفت على ~~خبر من لدنك فذلك من أملي. # وفلان لحق بجهتي، طاعتك، وعنده أوفى بضاعة من رفيع ثنائك، وأحسن إشاعة ~~بجميل أنبائك، وهو الناطق القؤول، والصادق المقبول، فعرض تلك البضاعة ~~الزكية في معرض نفاقها، وقصد بها أقوم أسواقها، وأهدى ذلك العلق السني إلى ~~مستهديه، وأداه إلى يد مقتنيه؛ ولما أن صدر عنها، بعد انقضاء وطره منها، ~~وقد ضمخها بذكرك، وقام فيها بشكرك، تقت إلى مواصلتك معه، وتجديد العهد ~~الكريم على يده، فأصحبته كتابي هذا مخبرا عن مقامه في بث مناقبك، وواصفا ~~لحاله في نشر محامدك، ومحيلا عليه في وصف ودي، والإخبار عما عندي. # وله من تعزية إلى ms0662 ابن أبي عامر في ابنه المعتز: بأي لسان - أيدك الله # PageV03P188 # أخاطبك مذكرا، أو بأي مقال ألاطفك مصبرا، وقد أذهلتني فجأة الخطب، ~~وتركتني طائر القلب واللب، وقد رماني ساعد الزمان حين رماك، وأصماني سهمه ~~كما أصماك، وثارت إلي فجائعه من حيث ثارت إليك، ودارت علي وقائعه من حيث ~~دارت عليك. ولو كان ما طالعني خطرة حلم، لكفى به داعية بث وألم، فكيف إذا ~~كان يقينا يقطع أمل المؤمل، ويبطل رجاء المرتجي المتعلل -! # وورد كتابك الجليل ناطقا بلسان الرزية، مقصدا سهم الفجيعة في المعتز ~~بالله، ابنك، ومعتمدي - كان - فإنا لله! ! أي زرء ما أفظعه في القلوب، وأي ~~خطب ما أشنعه في الخطوب، وأي مصاب ما أحقه بالأسى ونبذ الأسى، لولا أمر ~~الله تعالى. ولا أجد - أيدك الله - لهذه الفادحة قدرا، ولا أقيس بها أمرا، ~~ولا أكاد أقول في مثلها صبرا، فإنها سالبة الأذهان، وجامعة الأحزان، وخبيثة ~~الحدثان، وكبيرة نوائب الزمان. # وفي فصل منها: ونحن مأمور فينا، ومحكوم علينا، يملكنا خير المالكين، ~~ويحكم فينا أعدل الحاكمين، ولو شاء الله لم يخلقنا، فضلا عمن خلق منا ولنا، ~~وقد أنعم عليك بنعمى متعك بها ما شاء، ثم صنع في بعض ما شاء، فإن تقابل ~~بالاحتساب قدره النازل، وبالتفويض # PageV03P189 # قضاءه العادل، فأحر بحزنك أن يعود سرورا، وبصدعك أن يكون بثواب الله ~~مجبورا. # وله من أخرى مثله: كتابي عن نفس مستطارة بلوعتها، وكبد مذابة بروعتها، ~~وعن قلب شعاره برح الجوى، وأعشاره نهب الأسى، تفجعا لما فجعك، واشتراكا في ~~عظيم المصاب معك، وأسفا على من فقدناه فقدان السمع والبصر، ورمينا فيه ~~بأفظع الحوادث والغير، فأنا لله وإنا إليه راجعون، بها يعتصم العارفون، ~~وإلى حقيقتها يرجع المسلمون. # وإن كتابك ورد منبئا عن صورة حالك، وتوفية رزئك حقه من الأسف، وإعطاء ~~مصابك بقدره من اللهف، فسد على نفسي - فاديتك - ثنايا الصبر، ووقع منها ~~موقع الهيثم من الجمر، ولعمر الله إنه الرزء، [فليس كمثله الأرزاء، التي] ~~يحسن فيها العزاء، وإنك بالبث والحزن لحقيق، ثم إنك بالصبر والاحتساب ~~لخليق، ولولا أني أثق ms0663 برجوعك إليه، وتأييد الله تعالى في الاحتمال عليه، ~~لسلكت في الذكرى طريق المحتشد [39 ب] ، وأنفدت فيها وسع المجتهد، على أني ~~باستهدائها # PageV03P190 # جدير، وإلى سماعها فقير. وما اقتباسي إلا منك، ولا اقتدائي إلا بك، جعلك ~~الله في تلقي هذا الزرء، وتحمل هذا العبء، قدرة رشد للجازعين، وأسوة هدى ~~للغافلين. # وله من أخرى إلى ابن هود بعد خروجه عنه: كتب مملوكه الملتحف في نعمائه، ~~المتقلب في الآئه، من فلانة، وما قطع مرحلة، ولا احتل منزلة، إلا ودأبه وصف ~~معاليه، ونشر أياديه؛ وأما مفارقة ذراه فيكاد الإشفاق يصمي الجنان، ويدمي ~~الأجفان، وينفي السلوان، وهو أمر حم واقترب، وقضاء سبق وغلب، وأنا مع ~~انفصالي عن ذلك الكنف الجليل المأمول، والفناء العزيز الموصول، الذي عمرته ~~في ظل الإكرام والتوجيه، ومهاد الإنعام والترفيه، غير خارج من عداد متن ~~يتقلب فيه، وجملة من يراوحه ويغاديه، لأن فضلة بي حيث كنت محيط، وأملي به ~~منوط، وتشيعي له مشهور، واعترافي بعوارفه لدي مأثور، وسيعلم مولاي أني صحبت ~~فاعتدلت، ثم فاقرت وما اختللت، بل أعظمت وأجللت، وأثنيت فاحتفلت، والله ~~الحسيب بالنيات والأعمال، الشهيد على الأقوال والأفعال. # ومن أخرى له: سيدي، ومن أبقاه الله للكرم يتبوأ سطته، والشرف يدرع بردته، ~~والعز يلبس سرباله، والفخر يسحب أذياله، بأي لسان - أعزك الله - أناجيك على ~~بعد الدار، وقد أخرست عن واجب الشكر لساني، وطمست على وجوه بياني، بما ~~أضيفت من حلل برك التي # PageV03P191 # أخجلتني، وطوقتني من مننك التي ألجمتني، بالهدية السنية التي لا يزال ~~الدهر ينثرها، وأيدي الثناء تنشرها، فكم من علق نفيس شافهني منها بلسان إلي ~~نجوم السماء، ودان لها تفويت كل روضة غناء، وتحدث بها الكرم المحض، وأشاد ~~بذكرها الثناء الغض، وحق لهدية أهداتها أناملك المستهلة السحائب، وجادت بها ~~راحتك الثرة المواهب، أن يعنو لها القمران، ويحاسن بها زماننا كل زمان، فلو ~~أن البحر عاينها طاميا لما ساجلك، والغمام شاهدها هاميا لاما طاولك. # وله من جواب على كتاب عتاب: المودات - أعزك الله - إنما تثبت دلائلها، ~~وتصح مخيلها، بمضمرات الفؤاد، لا بمزورات المداد ms0664، وبمعتقدات الحقائق، لا ~~بمعهودات البطائق، وفي علمه تعالى أني من الاعتداد بمجدك، والاعتلاق بحبل ~~ودك، والإسناد إلى كرم عهدك، بمنزلة لا يتعاطى إدراكها أحد، ولا تطول يد ~~صفائي فيها يد، وفي نفسك النفسية من ذلك أعدل شاهد، وأصدق رائد. # وقد ورد كتابك ففضضته عن مثل عقارب لاسبة، وسهام نافذة صائبة، من عتاب ~~صدع قلبي، وفت في عضدي، وتقريع لم أقف ببابه، ولا جذبت بأسبابه، ومعاني ~~العتاب - أعزك الله - إذا وردت على سليم منها، نزيه عنها، متحفظ من وقوعها، ~~متحرز من جميعها، أساءت # PageV03P192 # ظنه، وأطالت فكره، واشغلت سره، ولا سيما على بعيد الدار، نائي المحل، ~~مشتاق إلى الإخوان، متأسف على فقد الخلصان، مستشعر حرمانا لزم، وزمانا جار ~~وظلم. وأما الهنات التي أطلقت عنان العتب عنها في ميدان فسيح، وجريت في ~~إيرادها جري الشفيق النصيح، فليست بهنات مخلقة لعرض، ولا قاطعة عن فرض، ~~وربما غيرت عندك صفتي فتنكرت عليك، ومثلك من حكم الخبر على الخبر، وقنع ~~بالعين دون الأثر. # وله من أخرى عن ابن هود إلى ابن ذي النون [40أ] يشكره باطلاق ابن غصن من ~~السجن: كتابي - أيدك الله - كتاب أعريته من ذكر الوداد، وعدلت فيه عن وصف ~~الاعتقاد، خرقا لعادة المتوددين، وصفحا عن طريق المتصنعين، على أني - علم ~~الله - في الصدر المقدم ممن يواليك، والرعيل الأول ممت يتشيع فيك، وأفردته ~~بشكر يدك البيضاء، وحميد صنيعتك الغراء، التي طوقت بها جيد الأدب، طوقا ~~يبقى على الحقب، ووضعت على نار الذكاء، وقودا يسطع بطيب الثناء، مزاحما ~~بفضل همتك كلكل الزمان، وقد أناخ على الفهم بجران، ومحافظا على حرمة الكرم ~~وقد أعرض عن ثقلها الثقلان، أنفة من أن يضيع حذاء نظرك حق أديب، وتقطع ~~بمرأى عينك نفس لبيب، وأنت عين الآداب، وعمدة ذوي الألباب، فيعود عليك من ~~أهلها ملام، ويقول قائلها ضاع عند أوفى البرية ذمام، فلله همتك التي أبت ~~إلا الحفاظ السليم، وشيمتك التي لم ترض إلا لمقام الكريم، ويدك التي أنتعشت # PageV03P193 # بها الأديب أبا مروان بن غصن من هوة العثار، وفككته من ms0665 قبضة الإسار، ~~فأحييته وهو مشف على البوار، فإنها يد مسيح الكرام، ومبدعة حسنة الأيام، ~~فلو كانت للمكارم صورة لكانت هذه الصنيعة كحل طرفها، أو كانت للجد روضة ~~لكنت المستبد بطيب عرفها، أو لو نطقت ألسن الآداب لفدتك، أو أرسلت نخبة ~~الثناء لما تعدتك، وإن كثير الشكر ليقل في جنب ما أسديت، وبالغه ليقصر عن ~~الغاية التي لها تصديت، لأنك ضمنت حياة نفس، ونشرت دفين رمس، فكأنك أحييت ~~جميع الورى، ونشرت كلب مستودع في الثري، وأنى يقاوم هذا الصنيع، ولو تظاهر ~~على فرضه الجميع، وعند الله كفاء ما أوليت من جميل الفعل، وجزاء ما أتيت في ~~سبيل الفضل. # وله من أخرى على لسان البهار إلى ابن هود: أطال الله بقاء المقتدر بالله، ~~مولاي وسيدي، ومعلي حالي ومقيم أودي، وأعذني من خيبة العناء وعصمني معه من ~~إخفاق الرجاء، ولا اشمت بي عدوا من الرياض يناصبني، وحاسدا من النواوير ~~يراقبني، وقد علم الورد موقع إمارتي، وغنى بلطيف إيمائي عن عبارتي، وإنها ~~تحية الزهر حياك بها، وخبيئة ذخرها لك وأهلك لها، وقد أتيت في أواني، وحضرت ~~وغاب أقراني، ولم أخل من خدمتك رتبتي ومكاني، ولم أعر من الحضور بين يديك ~~نوبتي وزماني، وأنا عبد مطيع مسخر، ومملوك يتصرف مدبر، حقيق بأن يحسن إلي ~~فأدنى، وجدير بأن تهتبل بي ولا أجفى، لأني سابق حلبة النوار، وأول # PageV03P194 # طلائع الأزهار، وأنا ناظر الفضل وعينه، ونضار الروض ولجينه، وقائد الظرف ~~وفارسه، وعاقد مجلس الأنس وحارسه. # وفي فصل منها: فهل لمولاي أن يحسن إلي صنيعا، ويكرم النور جميعا، ويدنيني ~~فأرقى إلى أختي الثريا سريعا، في مجلس قد أخلصته سحائبه، وأفرغت الحسن عليه ~~والطيب ضرائبه، وجهك بدره، وغرتك فجره، وأخلاقك زهره، وثناؤك دره وعطره؛ ~~وتعمل في أمر الدنيا رأيك، وتترك الهموم حيث تركها الناس قبلك، ولو صلح ~~الكمد لأحد لكنت أنا أحق من لزمه، وأثبت عليه قدمه، لأني سريع الذبول، وشيك ~~الأفول، لا يصحبني الظهور إلا قليلا، ولا أمنح من متاع السرور إلا تعليلا، ~~غير أني مغتنم لساعاتي، آخذ من ms0666 الأنس بقدر استطاعاتي، وقديما أكرمني مولاي ~~فلا يهني، ووصلني فلا يصرمني، ومنحني فلا يحرمني: # لا تهني بعدما أكرمتني ... فشديد عادة منتزعه [40ب] ولابن الحناط رقعة في ~~وصف هذه الرسالة، منها فصل قال فيه: بعثت إليك برسالة الوزير الكاتب أبي ~~عمر الباجي في البهار، منقولة بخطي على اختلاله، واختلاف أشكاله، إلا أن ~~حسن الرسالة، وموضعها من البلاغة والجزالة، يغطي على قماءة خطي، ودناءة ~~ضبطي، فاجتلها - أعزك الله - عروس فكر، لحظها حبر، ولفظها سحر، ومعناها ~~بديع، ومنتهاها رفيع، ومرماها سديد، ركب اللفظ الغريب فاعتن له المراد ~~البعيد، يطمع ويؤيس، ويوحش ويؤنس، فأما إطماعها فيما تحرز من لدونة # PageV03P195 # ألفاظها وسهولة أغراضها، وأما إياسها فبما يعجز من امتثالها، ويبعد من ~~منالها، والله يمتعك برياض الآداب تجتني أزهارها، وتنتقي خيارها. # ولأبي عمر في نزول الغيث بعد القحط: إن الله تعالى قضايا واقعة بالعدل، ~~وعطايا جامعة للفضل، ومنحا يبسطها إذا شاء إنعاما وترفيها، ويقبضها إذا ~~أراد إلهاما وتنبيها، ويجعلها لقوم صلاحا وخيرا، ولآخرين فسادا وضيرا، {وهو ~~الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته، وهو الولي الحميد} (الشورى: ~~28) . # وإنه كان من امتساك السقايا، وتوقف الحيا، ما ريع به الآمن، واستطير به ~~الساكن، ورجفت الأكباد فزعا، وذهلت الألباب جزعا، وأذكت ذكاء حرها، ومنعت ~~السماء درها، واكتست الرياض غبرة بعد خضرة، ولبست شحوبا بعد نضرة، وكادت ~~برود الرياض تطوى، ومدود نعم الله تزوى، ثم نشر تعالى رحمته، وبسط نعمته، ~~وأتاح منته، وأزاح محنته، فبعث الرياح لواقح، وأرسل الغمام سوافح، بماء ~~دفق، ورواء غدق، من سماء طبق، استهل جفنها فدمع، وسمح دمعها فهمع، وصاب ~~وبلها فنقع، فاستوفت الأرض ريا # PageV03P196 # واستكملت من نباتها ورئيا، فزينة الأرض مشهورة، وحلة الزهر منشورة، ومنة ~~الرب موفورة، والقلوب ناعمة بعد بوسها، والوجوه ضاحكة بعد عبوسها، وآثار ~~الجزع ممحوة، وسور الشكر متلوة، ونحن نستزيد الواهب نعمة التوفيق، ونستهديه ~~في قضاء الحقوق، إلى سواء الطريق، ونستعيذ به من المنة أن تعود فتنة، ومن ~~المنحة أن تعود محنة. # وإحسان بني الباجي كثير، وترسيلهم مشهور، اندرج لهم ms0667 فيه بديع، ولا يتسع ~~لاستيفائه هذا المجموع. # وهذه أيضا جملة من شعر أبي عمر # قال من قصيدة في المعتمد، وقد طاعت له غافق والمدور أولها: # أنارت لك الدنيا ووجهك أنور ... وجلت عطاياها وقدرك أكبر # ودار كما شئت القضاء مساعدا ... فجاءت ولاء غافق والمدور # أزرتها بحر الكتائب مزبدا ... فألقت عنان الطوع رضوى وصنبر ومنها: # PageV03P197 # يقول مثارو الجن إذ ذعروا به ... هي الأرض تسعى أم هو البحر يزخر # سرى فاستطيروا خيفة من نذيره ... ولم تك ليلا قبله الجن تذعر # فتوح يموت الحاسدون شجى بها ... فليت حليف الغي يحيا فيخبر ومنها: # لئن جهد المداح فيك فأطنبوا ... فإنك أعلى في النفوس وأخطر [41أ] # فدتك مسوك لا ملوك كما ادعوا ... إذا ظفروا يوما زهوا وتجبروا # ولله منك القول والعقد صحة ... إذا سد مسموع وخالف مضمر # وعصر تحلى منك بالأحد الذي ... له في يد السبق اللواء المشهر # وأيام سعد في ظلالك أوطنت ... تراح بها الآمال دأبا وتمطر # نفى حسنها عن ناظري طائف الكرى ... فأنعم ساعاتي بها حين أشهر # وأمتعني جو نضير وسلسل ... نمير وممتد المطارف أخضر # وكم مورد في الأرض يشفى به الصدى ... ولكن نداك الغمر أحلى وأنضر # أهنيك أم هذا الأنام بأنعم ... جميعهم في حليها يتبختر # وهل تلتقي الأجفان إلا على الرضى ... وأنت على الدنيا الإمام المؤمر وله ~~فيه من أخرى أولها: # لا زال عزك يخضع الأطوادا ... ويذل في آجامها الآسادا # لله أيام بقربك أنعمت ... ما ضرها أن لم تكن أعيادا # PageV03P198 # راقت محاسنها وطاب نعيمها ... فأتى الزمان حدائقا وعهادا # أسفي على زمن مضى في غيرها ... يا ليت ذاهبه استعيد فعادا وهذا كقول أبي ~~العلاء: # وأطربني الشباب غداة ولى ... فليت سنيه صوت يستعاد وفيها يقول ابن ~~الباجي: # من مبلغ عني الأحبة إذ نأت ... أوطانهم والمعشر الحسادا # أني وجدت الجو طلقا بعدهم ... والماء مصقول الأديم برادا # فليكبت الأعداء أنك واحد ... رجح الجموع وقلل الأعدادا # لله معتمد عليه مؤيد ... بالنصر منه عفا وجاد وذادا # لا يصرف النصحاء عزم سماحه ... سبحان من طبع الجواد جوادا # جود يفيض البحر منه ms0668 ومنة ... في البأس يدهش ذكرها الأنجادا # وأناة حلم في إباء حفيظة ... كالأرض تطلع سوسنا وقتادا وله من قصيدة في ~~تأبين المقتدر بن هود، أولها: # كأنك ما اتخذت القصر دارا ... ولا أوقدت بالعلياء نارا # ولا غدت الجموع عليك خرسا ... يهابون السكينة والوقارا # سكينة ألمعي في حباها ... شمائل تكسب الأنس النوارا # خلائق يستنير الفضل منها ... رياض الحزن سامرت القطارا [41ب] # PageV03P199 # تعالى الله كيف هوى ثبير ... ووافى البحر مسقطه مغارا # أسر الدهر مقتدر المعالي ... فلم يا بدر فارقت السرارا -! # أباح لهاجم الحدثان منه ... زعيما لم يزل يحمي الذمارا # وطال به الزمان وكان قدما ... يجير على الزمان من استجارا # ربيب وقائع بليت عليه ... حمائله وما حمل العذارا # لتبك الخيل مرسلها رياحا ... تلوث بمفرق الشمس الغبارا # وبيض الطبع مصلتها بروقا ... وصفر النبع مقدحها شرارا في ذكر الأديب أبي ~~الحسن ابن الاستجي # وكان شاعرا مجيدا، وإماما في سائر التعاليم محمودا، وله سبق لا ينكر، وحق ~~لا يؤخر، وإحسان لا يزال يذكر، أنشد له أبو الوليد ابن عامر في كتابه ~~المسمى ب - " البديع في فصل الربيع " قال، أنشدني أبو الحسن ابن الاستجي ~~لنفسه: # قد قلت للروض ونواره ... نوعان تبري وفضي # وعرفه مختلف طيبه ... صنفان خمري ومسكي # ووجه عبد الله قد لاح لي ... وهو من البهجة دري # PageV03P200 # شم غرسك الأرضي إن الذي ... أبصرته غرس سماوي # حسنك نوري بلا مرية ... وحسن عبد الله نوري ومعنى البيت الرابع من هذه ~~ناظر إلى قول الآخر: # لا تقس غرس ربنا ... بالذي يغرس البشر وقال يمدح المعتضد ويصف الشقائق: # إن الشقائق من حم الخدود قد اش ... تقت ومسودها من حالك اللمم # كأنها في المروج الخضر آنية ... حمر قد اضطربت من قانئ الأدم # يا ابن الذي قد حماها في منابتها ... فلم تزل في حمى منه وفي حرم # معروفة باسمه في كل مطلع ... محفوظة المنتمى مرعية الذمم # جدد لها من وكيد العهد حرمتها ... وصل لها محدث الإكرام بالكرم أشار إلى ~~أن جده كان النعمان الذي نسب إليه الشقائق، وروي أنه مشى يوما في بعض شأنه ms0669، ~~فأفضى إلى موضع فيه من هذه الشقائق كثير فقال: احموها، فحميت، فسميت بذلك ~~شقائق النعمان، حكى ذلك أبو حنيفة ورفعه إلى الأعشى، وذكر أنه كان حاضر ~~النعمان يومئذ. # وأذكرها هاهنا قطعا من الشعر، ما ضرها أن لم تكن قطعا من الزهر # PageV03P201 # تعلقت بذكر ابن الاستجي هذا، بارى بالمعارضة فيها صدور الرتب، وأفراد أهل ~~الأدب ممن كان بإشبيلية في ذلك الزمان، أخرجتها من كتاب " البديع في فصل ~~الربيع " لأبي الوليد بن حبيب المذكور. # قال أبو الوليد: أنشدني أبو الحسن ابن الاستجي لنفسه يمدح القاضي ابن ~~عباد من جلة قصيدة: [42أ] # كأنما الورد لما ... وشت يد المزن أرضه # كواكب في سماء ... من الزبرجد غضه # كأن طل الأقاحي ... مدامع من فضه # أو لؤلؤ فوق أرض ... من المها مبيضه # كأنما الورد صدر ... أبقى به اللثم عضه # كأنما النهر نصل ... جلا الصياقل عرضه # كأنما الشمس في الجو ... حين تقطع عرضه # وجه ابن عباد الند ... ب حين تأمل قرضه # حوى بطول يديه ... طول الثناء وعرضه ومن شعر أبي الوليد ابن عامر في ~~معارضته من جملة قصيدة: # PageV03P202 # انظر إلى النهر واعجب ... بحسن مرآه وارضه # قد حل بين رياض ... من النواوير غضه # من نرجس مثل لون ال ... مهجور فارق غمضه # وأقحوان أنيق ... بروده مبيضه # كأنما النهر أفق ال ... سماء عانق أرضه # وقد كسا عدوتيه ... بحومة الزهر مخضه # كما ابن عباد الند ... ب قد كسا الصون عرضه وقال ابن القوطية في ذلك: # بشاطئ النهر نور ... كسا الدرانك أرضه # نمارق وزراب ... من النواوير غضه # فالورد وجنة خود ... غراء بيضاء بضه # كما البنفسج خد ... أبقى به اللثم عضه # والياسمين نجوم ... حازت من الحسن محضه # حكى سجايا ابن عبا ... د الكريم وعرضه وقال ابن الأبار من جملة أبيات: # PageV03P203 # شقائق شق قلبي ... رواؤها وافتضه # كأنما الأرض منها ... خريدة مفتضه # ونرجس متغاض ... كأنما الحزن مضه # يرنو بطرف كليل ... كمن يحاول غمضه # وسوسن إن تشمه ... فكالوذائل بضه # أو ألسن الدر صيغت ... أو الطلى المبيضه # والأقحوان نجوم ... ليس ترى منقضه ثم خرج إلى المدح بأبيات حذفتها ms0670 ~~لطولها. # وقال أبو الاصبغ بن عبد العزيز: # يا من تأمل نورا ... فيه النواوير غضه # وعاين الحسن منها ... قد زين البعض بعضه # فالنرجس الغض تبر ... في صفرة منه محضه # والأقحوان بياضا ... كأنه سمط فضه # والورد ماء ونار ... سالا على وجه بضه # ضدان في صحن خد ... قد ألفا بعد بغضه # PageV03P204 # والمدح حذفته. # وعارضهم القاضي ابن عباد بسطا لأمانيهم، وعجبا بما أوردوا من ألفاظهم ~~ومعانيهم، وكأنه نقد على ابن عبد العزيز هذا شيئا في التشبيه، فقال يعرض به ~~ويعاتبه فيه: # أبلغ شقيقي عني ... مقالة لتمضه # بأن وصف الأقاحي ... الذي وصفت لم ارضه # هلا وصفت الأقاحي ... بأكؤس من فضه # أو النجوم تساقط ... ن في المها المبيضه في أبيات غير هذه. # وقال ابن حصن في ذلك: # نبه جفونك للرو ... ض واهجرن كل غمضه # قد نبه الطل منه ال ... جفن الذي كان غضه # من بين ورد كخد ال ... حبيب حاولت عضه # وسوسن قد حكي لي ... سوالف الغيد بضه # ومن بهار تدلى ... جماجم منه غضه # PageV03P205 # كأنه معرض عن ... محدث لم يرضه [42ب] # ومن أقاح يباهي ... مصفره مبيضه # كأنه نقر التب ... ر في مداهن فضه ولم أسلك في هذه الأشعار طريق ~~الاختيار، إذ ليس فيها حظ لمختار، وإنما أثبتها لما تعلق بها، وذكرت ~~بسببها، ولا أعطل جيد التأليف من مخشلبها. # فصل يشتمل على مقطوعات أبيات لجماعة من الأدباء # كانوا بعصر المعتضد عباد، ولم أجد لهم أشعارا تفسح لي # في طريق الاختيار، إلا ما أثبت لهم الوزير أبو عامر # ابن مسلمة في عرض كتابه المترجم ب - " الحديقة " فكل # ما أثبت لهم في هذا الفصل فمن كتابه نسخت، # ومن خط يده نقلت # فمنهم الوزير أبو الأصبغ بن عبد العزيز أنشد له في قفول الخيري ورحلة ~~البهار: # رحل الربيع عليه بند موال ... وأقيم للخيري راية وال # في شهر كانون أديل وقوضت ... أيام بهجته فهن خوالي # PageV03P206 # فاشكر أوائله فهن نوافج ... واحمد أواخره فهن غوالي # وإذا سررت بخل صدق وافد ... ورضيته فانظر إلى الترحال وأنشد له: # هام قلبي بغزال ... أتمنى منه عطفه # شرب ms0671 الكأس وأبقى ... عامدا في الكأس نطفه # فعلمنا أنه ير ... غب أن يمنح رشفه # كشفت لي لولا الحميا ... ما خصصناك بتحفه # كشفت من سره ما ... لم تكن تأمل كشفه # وبدا في الخد منه ... خجل خالط طرفه # فجني الورد فيه ... وأنا أمنع قطفه قال أبو عامر: وكتب إلي وإلى ابن ~~الأبار وقد رأى معنا غلاما فيما سلف وسيما، ثم عذر وأدبر، بأبيات أولها: # أمفترسي ظبي أغر غرير ... ومقتنصي بدر أنار منير # لئن نلتما بالسحر من كل غرة ... ففي مقل الغزلان كل غرور # وقد رحم الرامي المصيب فريسة ... ويرزقها بالسحر كل سحور # أثرت من الصيد الذي قد عقرتما ... وكم عاقر للصيد غير مثير # وسعد الفتى في عمره جالب المنى ... إليه وفي الحرمان كل عسير # فطيبا جميعا واطربا وتمكنا ... فليس الذي أدركتما بيسير # هل الراح إلا وجهه ورضابه ... فإن جمعت حلت بغير نكير # PageV03P207 # فأجابه ابن الأبار: # لعمرك إن الظبي غير غرير ... وإن محيا البدر غير منير # بدت لحية في وجهه هي لحنة ... أتاحت له موتا بغير نشور [43أ] ومنها: # إذا لم أقل إلا براح وراحة ... فما قدر ذنبي في اغتفار قدير # ساقعد عن ناهي النهى في اجتنابها ... وإن قام في فودي شاهد زور # هل العيش إلا أن أقبل ثغرها ... وأصغي إلى بم أجش وزير # خبرت بني الأيام شرقا ومغربا ... فآثرتها إذ لم أفز بأثير وأنشد له أيضا ~~بما خاطب به ابن الأبار: # أما وخد له معذر ... ومبسم الخاتم المجوهر # وخصره المتعب المعنى ... بثقل ما ضاق عنه مئزر # ولمة أسبلت أثيثا ... كأنه وابل معطر # وورد خديه بعد سكر ... والغنج من حظه المحير # إن لعينيه في فؤادي ... أشد من وقع كل خنجر # إن خلته ضيغما قطوبا ... أو أسدا عابسا غضنفر # فهو من الحسن كل بدر ... وهو من الطيب كل عنبر # ريقته خمرة ولكن ... شيب شذاها بطعم سكر # لو كان في الخلد مثل هذا ... تاه على الحور أو تكبر # في شبهه قال مثل هذا ... من أحسن الوصف ثم ندر # " مظفر كاسمه مظفر ... أخلاق ليث وخلق جؤذر " # PageV03P208 # فأجابه ms0672 ابن الأبار بهذه الأبيات: # لست بصاب إلى معذر ... بل أنا في حبه معذر # لا أعشق الظبي ذا لجام ... لأنه في الظباء منكر # أهواه والخد منه صبح ... حتى إذا ما دجا تغير # أحسن ما فيه أن تراه ... بين مهاة وبين جؤذر # متوجا لمة تبدى ... بتاج كسرى وملك قيصر # إن ماس فالمرط منه مثر ... بما حوى والوشاح معسر # يرفق بالخلق حين يغضي ... وينظر الموت حين ينظر # متى يلم عاذل عليه ... يبدو له وجهه فيعذر # كم علني الراح ثم حيا ... أحوى مريض الجفون أحور # كأنما سحر وجنتيه ... نوم اجفانه لتسهر # ما زلت أشتفها ونقلي ... طلاه والمبسم المجوهر # أمكن من طرة وثغر ... فصرت في جنة وكوثر وأنشد للوزير أبي الاصبغ بن ~~سعيد: # وما أنس لا أنس المدامة بيننا ... يناولنيها وهو بالسحر نافث # ويجعل نقلي ريقه بعد رشفها ... فيا لك من طيب على السكر باعث # فسكران من خمر ومن رشف ريقه ... وبينهما من سحر عينيه ثالث # PageV03P209 # وأنشد له: # يا أيها الساقي الذي بعثت لنا ... يمناه من مزن الغمام رذاذا # لا تسقنيها دون ملء كؤوسها ... وإذا سجدت بها إليك فماذا # إني اتخذت الغي رشدا والهوى ... دينا ولذت عن الرشاد لواذا # فامزج بريقك لي الكؤوس وقل لنا ... خذ، تلقني لكبارها أخاذا وأنشد له: # بالغت في عذلي وفي تأنيبي ... وفي الراح حين وعظتني بمشيبي # هيهات لست بتائب عن شربها ... ما دام شربها أقل ذنوبي # إن كان أكربني المشيب فإنها ... راح تروح بكربة المكروب # فلأشربن لكي أدافع كربها ... عني وأطرب فوق كل طروب وأنشد لأبي إسحاق بن ~~خيرة الصباغ [43ب] # يوم كأن سحابه ... لبست غمامي المصامت # فالغيث يبكي الضحى ... كمثال أجنحة الفواخت # والرعد يخطب مفصحا ... والجو كالمحزون ساكت # والروض يسقيه الحيا ... والنور ينظر مثل باهت # فاطرب ولذ بحسنه ... واشرب فإن العمر فائت # PageV03P210 # صرفا كأن حبابها ... در على العقيان نابت # تحكي خلال الحاجب الز ... اكي المغارس والمنابت # عباد السامي الذرى ... والمجد حيث النجم ثابت # ملك إذا نطقت علا ... ه بمعرك فالخطب صامت # أو طاش عقل معاشر ... في ضنك حرب فهو ms0673 ثابت وأنشد له أيضا: # انبذ مقال النصيح ... ودن بشرب الصبوح # ورح وباكر مداما ... كالشمس وقت الجنوح # خرقاء يلثغ منها ... لسان كل فصيح # إذا تناولت منها ... حسنت كل قبيح # رقت على ظهر كسرى ... وعهد عاد ونوح # فليس توجد إلا ... بنور لون وريح وأنشد له: # رب ليل طال لا صبح له ... ذي نجوم أقسمت أن لا تغور # في دجى ليل بهيم حالك ... يستوي الأكمه فيه والبصير # فتراها حائرات في الدجى ... زاهرات كمصابيح تنير # قد هتكنا جنحه عن فلق ... من خمور ووجوه من بدور # إذ بدت شبهتها في كأسها ... نار إبراهيم في برد ونور # وامتطينا للملاهي مرحا ... خيل راح بمنايانا تدور # صرعتنا إذ علونا ظهرها ... في ميادين التصابي والسرور # PageV03P211 # فنعانا العود في ميتتنا ... بأبح البم إسعافا وزير # فرفعنا من كؤوس نكس ... وفتحنا من عيون بفتور # فكأن حين قمنا معشر ... نشروا بعد ممات من قبور وأنشد لأبي بكر بن نصر ~~الإشبيلي: # أهدت إلي روحي براح يمينها ... راحا أرق من الهواء وأعتقا # فكأن حب حبابها في وجهها ... در على أرض النضار تفرقا # وكأن شخص الكأس شمس وشحت ... قمرا فغاض شعاعها وتمزقا # لله درك من زمان لم يزل ... حلو الحلى رحب الجناب معتقا # زمن هصرنا عيشه فكأنه ... من جود إسماعيل كان منمقا # الحاجب الملك الذي حجب الورى ... عن كل مكروه يخاف ويتقى # وكأنه بيديه صور نفسه ... فأجادها كيف اشتهى وتأنقا وأنشد لمحمد بن ديسم ~~الإشبيلي: # امزح حميا الكؤوس واشرب ... بنفثة من رضاب ألعس # راحا تمطى بطون راح ... لها خلال الضلوع مكنس # يدير منها البنان خمرا ... صبغة ماء اللجين ملبس # ملك زها رفعة ومجدا ... كما زكا محتدا ومغرس [44أ] # PageV03P212 # تطلع أنواره شهابا ... إن عارض للخطوب عسعس # ويذعن الموت حين يسطو ... ويبسم الموت حين يعبس وأنشد له في ترك الشراب: # تجافيت عن شربي لها لا لعفة ... ولم يك إقصائي لها عن تحرج # وإن أك قد عرجت عن حق حبها ... فما أنا عن تفصيلها بمعرج وأنشد له في ~~مثله: # ولم أجتنب شرب المدام لعفة ... ولم ألحق الصهباء ذما ولا ms0674 عذلا # تنافرني أن صرت ضدا لشكلها ... فليست لنا أهلا ولسنا لها أهلا وأنشد ~~لأحمد بن محمد البلمي الإشبيلي: # ولقد رشفت مدامة ... أشهى من الثغر البرود # بكرا ولكن عهدها ... من عهد عاد أو ثمود # لانت لنا لكن لها ... بعقولنا بطش شديد # تبدو وقد نظم المزا ... ج من الحباب لها عقود # وإذا توارت بالحلو ... ق بدا سناها في الخدود # وكأنني مولى الورى ... والناس كلهم عبيد # PageV03P213 # ومدامة ورسية أعملتها ... عرضت علي بشربها أعمالي # فكؤوسها بصفائها كلآلئ ... وشرابها في جوفها كالآل وأنشد له صاحب كتاب " ~~البديع ": # انظر ونزه ناظريك بروضة ... غناء ما زالت تراح وتمطر # لتريك من صنعاء صنعة وشيها ... بمطارف من تستر لا تستر # ألوانها مثنى وطيب نسيمها ... يقصى العبير بها وينسى العنبر وقال: # أما ترى النرجس الغض الذكي بدا ... كأنه عاشق ذابت ذوائبه # أو المحب اشتكى لما أضر به ... فرط السقام فعادته حبابئه وقال: # رب نيلوفر غدا يخجل الرا ... ئي إليه نفاسة وغرابه # كمليك للزنج في قبة بيضا ... ء يدنو الدجى فيغلق بابه # PageV03P214 # وأنشد للوزير أبي بكر بن القوطية في تجنيس القوافي، عارض بها طريقة أبي ~~الفتح البستي: # سقاني كأسه ولها ... دبيب زادني ولها # غزال إن رأى ولهي ... زها عن قصتي ولها وقال: # ومنادم لم أرض من أشري به ... فندمت إذ أصبحت غير شريبه # يا ليت ما ألقاه من أرقي به ... وسهادي انفردا بعين رقيبه وقال: # ومدل بسقيه يتلقى ... ندماه بسطوة واقتدار # فمن أسأل الرجوع لداري ... قال لي: اشرب فلست في وقت دار وقال في ~~المردقوش: # عنبري اللون في الخلقة قد ... فاق طيبا كل مشموم وبذ # ذو جلابيب له قلصها ... فأتت خلقا كآذان الجرذ [44ب] # PageV03P215 # ولذا سموه إذ أشبهها ... مردقوشا باشتقاق يومئذ أشار إلى ما حكاه بعضهم ~~أن المراد بالفارسية: الأذن، والقوش: الفأر. # وقال في الترنجان: # وأخضر فستقي اللون غض ... يروق بحسن منظره العيونا # ذكي العرف مشكور الأيادي ... كريم عرفه يسلي الحزينا # أغار على الترنح وقد حكاه ... فزاد على اسمه ألفا ونونا وأراه سمع قول ~~صاعد اللغوي فيه، حيث يقول: # من طيبه ms0675 سرق الأترج نكهته ... يا قوم حتى من اشجار سراق ولكنه عكسه، إذا ~~اقتبسه، وترك الرائحة ومال إلى الاسم. # وقال في التفاح: # وجلنارية مسكية النفس ... كأنها جذوة في كف مقتبس # قد أشربت من صباغ الله حمرتها ... كأنها غرة أوفت على لعس # كريمة من بنات الفرع ما حضرت ... إلا وحضت على اللذات والأنس # حافت فنكستها لما كلفت بها ... فإن دعوت أجابت باسم منتكس قوله: " حافت " ~~هو " تفاح " مقلوب. # وقال في السفرجل: # PageV03P216 # وزعفرانية في ثوب محزون ... تروق طعما وشما في البساتين # مصفرة من بنات الحسن تحسبها ... في زغبها ميتا في ثوب تكفين # قد رنحت فوق أغصان ترجحها ... وفلكت كثدي الربوب العين وقال في الأترج: # جسم من النور في ثوب من النار ... كأنه ذهب من فوق بلار # فابيض باطنها واصفر ظاهرها ... كأنها درهم من تحت دينار # محفوفة برماح من منابتها ... مشحونة بين أرواح وأمطار # عطرية لم تطيب للقاء ولا ... مدت يميناص إلى حانوت عطار وقال في الخوخ: # وطيب الريق عذب آب في آب ... وزار مشتملا في زي أعراب # مخمل الثوب لم تخمل رئاسته ... بين الفواكه من نقص ولا عاب # خالسته نظري فاحمر من خجل ... خداه ثم انثنى عني كمرتاب # من اسمه فيه مقلوبا ومبتدئا ... أربى على اللوز في تطريز جلباب يريد أن ~~الخوخ يقرأ من طرفيه؛ وفيه يقول: # لم أر كالفرسك جلبابا ... كأنه قد سكن الزابا # من طرفيه يتأتى اسمه ... فإن تفطنت له ثابا وقال في الفستق: [45أ] # صدف أبيض نقي ... ذو بهاء ورونق # متفر عن جوهر ... أخضر فيه مطبق # كل صبغ يعزى إلى ... لونه قيل فستقي # PageV03P217 # وقال في العناب: # أما ترى ثمر العناب موقرة ... بكل أحمر لماع من الخرز # وقد تدلت به الأغصان مائلة ... مثل العثاكيل من صدر إلى عجز # وقد حمتها عن الأيدي أسنتها ... حذار مفترس أو خوف منتهز وقال: # ما طلعت في قوسها ... إلا بدا قوس قزح # نفس وما من نفس ... روح ولكن لا شبح # شرارة تلمحها ... قرارة لمن لمح # ولست من شرابها ... ولا لها بمقترح # ولا أنا مغتبق ... بها ولا ms0676 بمصطبح # لكنني أمدحها ... تظرفا في من مدح الوزير أبو العلاء زهر بن عبد الملك بن ~~زهر الايادي # أحد الأفراد امجاد من إياد، وهو وإن كان في وقتنا البحر الذي لم يبلغ ~~بالتحصيل، والصبح الذي لا يفتقر معه إلى دليل، فإني أجريت ذكره في نفس هذا ~~الديوان نفسا، واجتلبت قطعة من شعره أقمتها للآداب عرسا، وجعلتها لألباب ~~الشعراء والكتاب مدوسا، مع أنه أعلى قدرا، وأبهر ذكرا، من أن يعبر الدهر عن ~~علاه، أو يدعي الشعر أنه من حلاه؛ ولم أظفر عند تحريري هذه النسخة بشيء من ~~نثره، فلذلك اقتصرت على جملة من شعره، جعلتها ذريعة إلى إجراء ذكره، ولولا ~~ترتيب اقتضاه # PageV03P218 # هذا التأليف، وقضى به التصنيف، لحل ذكره من هذا الديوان محل زحل من ~~الفلك، والتاج من مفرق الملك. # وقد قدمت في أخبار القاضي ابن عباد من إظلام أفقه - كان - على الأشكال، ~~واجتماع فرقه من الأغفال، بما أغنى عن إعادة المقال. وكان الفقيه جده محمد ~~بن مروان بن زهر، منشأ تلك الدولة العبادية أول من تثنى عليه الخناصر، ~~وتشير إليه القلوب والنواظر، وتفتقر إلى ما لديه الألباب والبصائر، فضاقت ~~دولته عن مكانه، ضيق صدر العاشق عن كتم أشجانه، واسترابت لجلالة شانه، ~~استرابة المنافق بتلجلج لسانه؛ وأهمه أمره حتى أخرجه عن بلده، واستصفى ذات ~~يده، فلحق بشرق الأندلس، وأقام بها بقية عمره، بين جاهه ووفره، وفي حصن ~~حصين من سلامة سره وجهره. # ونشأ ابنه الوزير أبو مروان عبد الملك بن محمد فما بلغ أشده، حتى سد ~~مسده، بل ما خلع تمائمه، حتى استوفى مناقبه ومكارمه، وورث مباديه وخواتمه، ~~ومال إلى التفنن في أنواع التعاليم من الطب وغيره من العلوم، فجمع شعاعها، ~~واستوفى أجناسها وأنواعها، وجذب بضبعها، وفرق بين غربها ونبعها، ورحل إلى ~~المشرق لأداء حج الفريضة فملأ البلاد جلالة، ورجح الأطواد أصالة، ولم يلق ~~أحدا من زعماء تلك الأقطار إلا عول على ما عنده، وتجاوز في الأخذ عنه عفوه ~~وجهده. # PageV03P219 # ونشأ أبو العلاء زهر بن عبد الملك فاخترع فضلا لم يكن في ms0677 الحساب، وشرع ~~نبلا قصرت عنه نتائج الألباب، وكنا نتوقع الحمام حتى سطا، وننتجع الغمام ~~إلى أن أعطى، لو ساجل البحر لفضحه، أو وازن الدهر لرجحه، نشأ بشرق الأندلس ~~والآفاق تتهادى عجائبه، والشام والعراق تتدارس بدائعه وغرائبه، ومال إلى ~~علم الأبدان، فلولا جلالة قدره، لقلنا جاذب هاروت طرفا من سحره، ولولا أن ~~الغلو آفة المديح، لتجاوزت طلق الجموح، ولكن اكتفيت بالكناية عن التصريح، ~~وصلوات الله على المسيح. [45ب] ولم يزل مقيما بشرق الأندلس إلى أن كان من ~~غزوة أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، في من انضم ~~إليه من ملوك الطوائ إلى حصن لييط ما كان، فشخص الوزير أبو العلاء معهم، ~~فلقيه المعتمد واستماله واستهواه، وكاد يغلب على سره ونجواه، وصرف عليه بعض ~~أملاكه، فحن إلى وطنه، حنين النجيب إلى عطنه، والكريم إلى سننه، ونزع إلى ~~مقر سلفه، نزوع الكوكب إلى بيت شرفه، إلا أنه لم يستقر بإشبيلية إلا بعد ~~خلع المعتمد، ودعا به أمير المسلمين، رحمه الله، فلباه، وحل من نفسه محلا ~~لم يحله الماء من الظمآن، ولا الروح من جسد الجبان، وقد أخرجت من ملح ~~أشعاره ما يعطل شذا الزهر، ويخجل سنا الأنجم الزهر. # PageV03P220 # جملة من مقطوعاته الاخوانيات # كتب إليه حسام الدولة ابن رزين بهذه الأبيات: # عاد اللئيم فأنت من عدائه ... ودع الحسود بغله وبدائه # لا كان إلا من غدت أعداؤه ... مشغولة أفواههم بجفائه # أأبا العلاء لئن حسدت لطالما ... حسد الكريم بجوده ووفائه # فخر العلاء فكنت من آبائه ... ونأى السناء فكنت من أبنائه # كن كيف شئت مشاهدا أو غائبا ... لا كان قلب لست في سودائه # وإليك كأسا من ودود ممحض ... مملوءة من وده وصفائه فأجابه الوزير أبو ~~العلاء بقوله: # يا صارما حسم العلا بمضائه ... وتعبد الأحرار حر وفائه # ما أثر العضب الحسام بذاته ... إلا بأن سميت من أسمائه # ولقد غدا رأي الزمان بمعزل ... حتى استمد الرشد من آرائه # عنت الملوك لفضله وعلائه ... وتبرقعت شمس الضحى لسنائه # شرفت ذا أمل بكأس لو غدت ... سما لما قابلتها بدوائه ms0678 # كيما أكون الدهر مكلوءا به ... وأرى رهين الرمس من شهدائه قال ابن بسام: ~~قول ابن رزين: " فخر العلاء فكنت من آبائه " ... # PageV03P221 # البيت، للشعراء تصرف في اشتقاق المدائح من أسماء الممدوحين، ومنه قول ابن ~~الرومي: # كأن أباه حين سماه صاعدا ... رأى كيف يرقى في المعالي ويصعد ولما سمع ~~البحتري هذا البيت قال: مني أخذه في العلاء بن صاعد: # سماه أسرته العلاء وإنما ... قصدوا بذلك أن تتم علاه وقال ابن البين ~~البطليوسي في الوزير أبي الأصبغ بن المنخر: # شم الأنوف لذاك ما سموا بها ... ومن المسمى تؤخذ الأسماء وقال أبو بكر بن ~~سوار في القاضي ابن حمدين: [46أ] # من معشر حمدوا فأحمد سعيهم ... فلذاك ما سموا بني حمدين وقال الصاحب بن ~~عباد: وقد قتل المتنبي من هذا حبلا اختنق به، فقال: # في رتبة حجب الورى عن نيلها ... وعلا فسموه علي الحاجبا وقال أبو الوليد ~~بن حزم في الوزير أبي العلاء المذكور: # PageV03P222 # أما العلاء فلن تزاحمك العدا ... فيه وحسبك أن دعيت له أبا ومن جواب ~~الوزير أبي العلاء له: # أجريت طرفك في العتاب وربما ... - وقيت - من أجرى بلا قصد كبا # عتبي ولا عتب لدي، وإن بنا ... استبدلت برقا شام لحظك خلبا # لخبا وضمن من سجايا ذاته ... نفحات غدر ضمن هبات الصبا # ولطالما فيه انخدعت إخاله ... نصلا فلما أن ضربت به نبا # ما كل ناضر دوحة روضا ولا ... كل ضياء راق حسنا كوكبا وقول الوزير أبي ~~العلاء: " وربما وقيت "، من مليح الالتفات، وهو عند بعض أهل النقد تتميم، ~~والالتفات أول به وأشك بمعناه، ومنه قول كثير: # لو أن الباخلين وأنت منهم ... رأوك تعلموا منك المطالا وقوله: " وأنت ~~منهم " التفات، وقد سماه ابن المعتز: " اعتراضا " وجعله بابا على حدته بعد ~~الالتفات، وغيره جمع بينهما. وقال النابغة: # ألا زعمت بنو عبس بأني، ... ألا كذبوا، كبير السن فان # PageV03P223 # فقوله: " ألا كذبوا " اعتراض؛ وقال بعض العرب: # فظلوا بيوم دع أخاك بمثله ... على مشرع يروي ولما يصرد فقوله: " دع أخاك ~~بمثله " التفات مليح؛ وقال عوف بن محلم: # إن الثمانين ms0679، وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان وقال إسحاق الموصلي: ~~سألني الأصمعي وقال: أتعرف التفاتات جرير - قلت: وما هي - فأنشدني: # أتنسى إذ تودعنا سليمى ... بفرع بشامة سقي البشام وقال لي: أما تراه ~~مقبلا على شعره ثم التفت إلى البشام فدعا له - وأنشد له ابن المعتز: # متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام وأحسن ابن المعتز ~~في العبارة عن الالتفات، حيث قال: هو انصراف المتكلم عن الإخبار إلى ~~المخاطبة، وعن المخاطبة إلى الإخبار وتلا قوله تعالى: {حتى إذا كنتم في ~~الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف} (يونس: 22) وأنشد ~~لأبي عطاء السندي يرثي عمر بن هبيرة: # PageV03P224 # وإنك لم تبعد على متعمد ... بل كل من تحت التراب بعيد وهو عندهم استدراك؛ ~~وأنشد ابن المعتز في هذا النوع لبشار: [46ب] # نبئت فاضح أمه يغتابني ... عند الأمير، وهل علي أمير - وما أملح قول ~~نصيب: # وكدت ولم أخلق من الطير إن بدا ... سنا بارق نحو الحجاز أطير فقوله: " ~~ولم أخلق من الطير " عجب. ولما سمعت التي قيل فيها هذا البيت تنفست تنفسا ~~شديدا، فصاح ابن أبي عتيق: أواه، زاه!! قد والله أجابته بأحسن من شعره، ~~والله لو سمعك لنعق وطار، فجعله ابن أبي عتيق غرابا لسواده، وأنشدوا للعباس ~~بن الأحنف: # إن تم ذا الهجر يا ظلوم، ولا ... تم، فما لي في العيش من أرب وقال عدي بن ~~زيد، وهو في حبس النعمان: # فلو كنت الأسير، ولا تكنه، ... إذا علمت معد ما أقول واستقصاء ذكر هذا ~~الباب، مما يضخم حجم الكتاب. # PageV03P225 # وقول الوزير أبي العلاء: " ما أثر العضب الحسام بذاته " ... البيت، من ~~مليح المدح في حسن التعرف بجنس السيفية؛ وأبو الطيب ممن اتخذ سببا إلى ~~سمائها وعرج، وقرع بابها حتى دخل كيف شاء وخرج، كقوله: # لقد رفع الله من دولة ... لها منك يا سيفها منصل وكقوله: # لولا سمي سيوفه ومضاؤه ... لما سللن لكن كالأجفان وكقوله: # تسمى الحسام وليست من مشابهة ... وكيف يشتبه المخدوم والخدم وقال: # قلد الله دولة سيفها أن ... ت حساما ms0680 بالمكرمات محلى # فإذا اهتز للندى كان بحرا ... وإذا اهتز للوغى كان نصلا وقال: # وإن الذي سمى عليا لمنصف ... وإن الذي سماه سيفا لظالمه # وما كل سيف يقطع الهام حده ... وتقطع لزبات الزمان مكارمه وقال: # إن الخليفة لم يسمك سيفه ... حتى بلاك فكنت عين الصارم # وإذا تتوج كنت درة تاجه ... وإذا تختم كنت فص الخاتم # PageV03P226 # وقال: # من للسيوف بأن يكون سميها ... في أصله وفرنده ومضائه # طبع الحديد فكان من أجناسه ... وعلي المطبوع من آبائه ولما أفضت الحال، ~~بالمعتمد إلى الاعتقال، وحبس بأغمات، اعتلت بعض كرائمه في أثناء ذلك، ~~والوزير أبو العلاء هنالك، فبادر إلى مرغوبه، وسارع إلى تأتي مطلوبه، ولم ~~يلتفت إلى ما كان سلف بين سلفيهما من معان، قضتها صروف الزمان، واقتضتها ~~حماية السلطان، فلاطف علاجها ورفع قدر المعتمد بالتبجيل، ودعا له بالبقاء ~~الطويل، وكتب إليه المعتمد إثر ذلك بهذه الأبيات، وذكر قصة غريبة وهي: أن ~~أكرم بناته ألجأها الحين إلى استدعاء غزل بأجرة تسد بعض خلتها، فأدخل إليها ~~في جملة ما أخرج غزل لبنت عريف شرطته المنتقل إليه من دولة غرناطة، وعلم ~~الأمر بعد ذلك فتعجب من تقلب الدهر، وفي ذلك يقول للوزير المذكور: [47أ] # دعا لي بالبقاء وكيف يهوى ... أسير أن يطول به البقاء # أليس الموت أروح من حياة ... يطول على الشقي بها الشقاء # [أأرغب أن أعيش أرى بناتي ... عواري قد أضر بها الحفاء] # خوادم بنت من قد كان أعلى ... مراتبه - إذا أبدو - النداء # وطرد الناس بين يدي مروري ... وكفهم إذا غص الفناء # PageV03P227 # وركض عن يمين أو شمال ... إذا اختل الأمام أو الوراء # ولكن الدعاء إذا دعاه ... ضمير خالص نفع الدعاء # جزيت أبا العلاء جزاء بر ... نوى برا وصاحبك العلاء # سيسلي الكل عما فات علمي ... بأن الكل يدركه الفناء فأجابه الوزير أبو ~~العلاء بأبيات، قال فيها: # تنافست المراتب فيك حتى ... حللت العسر إذ نحب الشقاء # عزيز أن ينال البحر نهي ... وتسقي الكوثر العذب الرشاء # ويلقى في متون الرمل ماء ... وتشكو غاية المحل السماء # ولكن الزمان بلؤم طبع ... على ms0681 الحر الشريف له اعتداء # ومجدك إنه قسم عظيم ... به وجد السنا وله السناء # لكنت الغيث إن محل تبدى ... وكنت الليث إن عن اللقاء # ومثلك، عز قدرك عن مثيل ... يؤمل أن يطول له البقاء # لأنك في سماء المجد نجم ... به لنواظر الدنيا جلاء # وغاية كل شيء لانتهاء ... وأنت لغاية المجد انتهاء وخاطبه الوزير أبو ~~محمد بن عبدون برقعة خطب فيها وده، فتخلف عن جوابه لشغل عرض، فأعاد عليه ~~ثانية بهذه الأبيات: # نصيبي من الدنيا مودة ماجد ... أهيم به سرا وأخدمه جهرا # PageV03P228 # له الخير إن يأذن أقل غير عاذل ... وإن يأب اسكت عنه لا طالبا عذرا # خطبت إليه من هواه عقيلة ... وأعطيت من شكري وأغل به مهرا # فأطرق لم ينبس بحرف ولم يعد ... إلي جوابا منه نظما ولا نثرا # وما الصمت في هذا المكان لسنة ... فإني لم أخطب مودته بكرا # فإن زفها دوني إلى كل خاطب ... فلم ير مثلي لا وفاء ولا برا # وإن حدثت منه إلي إجابة ... عذرت عن الأولى ولم أكفر الأخرى فأجابه ~~الوزير أبو العلاء: # وفاؤك ما أسنى وفضلك ما أسرى ... ومجدك ما أسمى وزندك ما أورى # إذا رمت نثرا جئت بالسحر ناثرا ... وإن حكت شعرا جئت بالآية الكبرى # بسطت بعفو القول يمنى ولمت أن ... قبضت ولم أمدد إليها يدا يسرى # ولو نهضت بي نحو سؤلي قدرة ... إذن لم أدع في الشكر نظما ولا نثرا # عقيلة نظم عن يسار زففتها ... لكفؤ وداد ولم تجد كفؤه مهرا # فما لجميل الظن يحسب أنني ... صمت لكبر حين عدت به سرا # أنزه ذاك الفضل عن كشف سوءة ... لجأت إليها حين أرهقني عسرا ما وجدته من ~~شعر أبي العلاء في النسيب # كلفه حسام وصف غلام قائم على رأسه. فقال: # PageV03P229 # تضاعف وجدي إذ تبدى عذاره ... وتم فخان القلب مني اصطباره [47ب] # وقد كان ظني أن سيمحق ليله ... بدائع حسن هام فيها نهاره # فأظهر ضد ضده فيه إذ وشت ... بعنبر صدغيه على الخد ناره وقال فيه: # محيت آية النهار فأضحى ... بدر تم وكان شمس نهار # كان ms0682 يعشي العيون نورا إلى أن ... شغل الله خده بالعذار كأنه ألم في هذا ~~بقول الآخر: # حلقوا رأسه ليزداد قبحا ... حذرا منهم عليه وشحا # كان قبل الحلاق ليلا وصبحا ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا وقال فيه: # عذار ألم فأبدى لنا ... بدائع كنا لها في عمى # ولو لم يجن النهار الظلام ... لم يستبن كوكب في سما وقال فيه: # تمت محاسن وجهه وتكاملت ... لما استدار عليه صبح مونق # وكذلك البدر المنير جماله ... في أن تكنفه جمال أزرق # PageV03P230 # وهذا كقول ابن برد وقد تقدم: # يا ثوبه الأزرق الذي قد ... فاق العراقي في السناء # كأنه فيه بدر تم ... يشق في زرقة السماء وإنما أخذه من قول ابن المعتز: # الآن صرت البدر حي ... ن لبست ثوب سمائه وله وهو مما طبق المفصل في الغرض ~~واستوفى معنى لم أر أحدا يستوفيه، وجمعه من ألفاظ أدبية، ومعان فلسفية، ~~وأبرزه في صورة من الحسن يوسفية: # يا راشقي بسهام ما لها غرض ... إلا فؤادي وما منها له غرض # وممرضي بجفون لحظها غنج ... صحت وفي صنعها التمريض والمرض # امنن ولو بخيال منك يؤنسني ... فقد يسد مسد الجوهر العرض # PageV03P231 # ومنهم الوزير الفقيه أوبع عبيد البكري # وكان بأفقنا آخر علماء الجزيرة بالزمان، وأولهم بالبراعة والإحسان، ~~وأبعدهم في العلوم طلقا، وأنصعهم في المنثور والمنظوم أفقا، كأن العرب ~~استخلفته على لسانه، أو الأيام ولته زمام حدثانها، ولولا تأخر ولادته، ~~وعهدة في زيادته، لأنسى ذكر كنيه المتقدم الأوان، ذرب لسان، وبراعة إتقان، ~~ولا يجمع الزمان حبه، إلا كما يؤلف كتبه، ولا يهز البرق حسامه، إلا كما ~~يصرف أقلامه، ولا يتدفق البحر إلا كما يجيش صدره، ولا يكون السحر إلا كما ~~يروق نظمه ونثره، وله تقدم سبق. وسلف صدق. وقد كان لسلفه بغربي جزيرة ~~الأندلس إمرة قعدوا منها مقعد أكابر الأمراء من الخروج عن الطاعة، ~~والاستبداد عن الجماعة، ولهم في ذلك، وللمعتضد قريع أقرانهم، الذي طم واديه ~~على # PageV03P232 # قريانهم، أخبار ذكرها ابن حيان، وقد ألمعت منها بلمع ليتصل الكلام، ~~ويستقيم النظام. # - فصل في أخبار البكريين من أمراء الغرب ms0683 # [48أ] قال ابن حيان: لما تولى الوزير أبو الوليد بن جهور الإصلاح بين ابن ~~الأفطس والمعتضد، بعد امتداد شأوهما في الفتنة، وسنى الله السلم بينهما في ~~ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين، اعتدى بعد ذلك المعتضد على جاريه ابن يحيى ~~أمير لبلة، وأبي زيد البكري أمير شلطيش وأنبة فأخرجهما عن سلطانهما ~~الموروث، وحصل له عملهما بلا كبير مؤنة، وضمه إلى سائر عمله العريض، وازداد ~~بذلك المعتضد سلطانا وقوة، وذلك أنه لما خلا وجهه من المظفر بن الأفطس فرغ ~~لابن يحيى بلبلة وصمم في قصده بنفسه، فنزل ابن يحيى له عن لبلة وخرج عن ~~البلد، وانزعج إلى قرطبة: وردها مسلوب الإمارة، لائذا بكنف ابن جهور ساد ~~الخلة # PageV03P233 # ومأوى الطريد. وكان من الغريب النادر أن شاركه المعتضد بقطعة من خيله ~~أوصلته إلى مأمنه بقرطبة. # ثم سقط إلينا النبأ بعد امتداد يده إلى البكري بولبة وشلطيش؛ وكان هذا ~~الفتى أبو زيد البكري وارث ذلك العمل لأبيه، وكان أبوه من بيت الشرف والحسب ~~والجاه والنعمة، والاتصال القديم بسلطان الجماعة، وكان له ولسلفه قبل ~~إسماعيل بن عباد جد المعتضد وسائل وأذمة خلفاها في الأعقاب اغتر بها عبد ~~العزيز البكري، فبادر البعثة إلى المعتضد ساعة دخل لبلة يهنئه بما تهيأ له ~~منها، وذكره بالذمام الموصول بينهما، واعترف بطاعته، وعرض عليه التخلي عن ~~ولبة، وإقراره بشلطيش إن شاء، فوقع له ذلك من المعتضد موقع إرادة، ورد ~~الأمر إليه فيما يعزم عليه، وأظهر الرغبة في لقائه، وخرج نحوه يبغي ذلك، ~~فلم يطمئن عبد العزيز إلى لقائه، وتحمل بسفنه بجميع ماله إلى جزيرة شلطيش، ~~وتخلى للمعتضد عن ولبة، فحازها حوزه للبلة، وبسط الأمان لأهلها، واستعمل ~~عليها ثقة من رجاله، ورسم له القطع بالبكري، ومنع الناس طرا من الدخول ~~إليه، فتركه محصورا وسط الماء إلى أن ألقى بيده من قرب ولم يغرب عنه الحزم، ~~فسأل المعتضد أن ينطلق انطلاق صاحبه، فأمنه، ولحق بقرطبة، وبوشر منه رجلا ~~سريا عاقلا عفيفا أديبا يفوت صاحبه ابن يحيى خلالا وخصالا إلى زيادة عليه ~~ببيت السرو ms0684 والشرف، وبابن له من الفتيان بز الأقران جمالا وبهاء وسروا ~~وأدبا ومعرفة، يكنى أبا عبيد. وتحدث الناس من حزم عبد العزيز يومئذ أنه لما ~~احتل بشلطيش علم أنه لا # PageV03P234 # يقارع عبادا، فأخذ بالحزم أولا، وتخلى له عنها بشروط وفى له بها، فباع ~~منه سفنه وأثقاله بعشرة آلاف مثقال، واحتل قرطبة في كنف ابن جهور المأمون ~~على الأموال والأنفس، وصفت لعباد تلك البلاد، لو أن شيئا يدوم صفاؤه، ~~والملك لله وحده. # [فصل من نثره # له من كتاب يهنئ فيه المعتمد بالفتح الذي كان سنة تسع وسبعين وأربعمائة: ~~أطال الله بقاء سيدي ومولاي الجليل القدر، الجميل الذكر، ذي الأيادي الغر، ~~والنعم الزهر، وهنأ ما منحه من فتح ونصر، واعتلاء وقهر؛ بالطالع السعد يا ~~مولاي أبت، وبسانح اليمن عدت، وبكنف الحرز عذت، وفي سبيل الظفر سرت، وبقدم ~~البر سعيت، وبجنة العصمة أتيت، وبسهم السداد رميت فأصميت، صدر عن أكرم ~~المقاصد، وأشرف المشاهد، وعود بأجل ما ناله عائد، وآب به وارد، فتوح أضحكت ~~مبسم الدهر، وسفرت عن صفحة البشر، وردت ماضي العمر، وأكبت واري الكفر، وهزت ~~أعطاف الأيام طربا، وسقت أقداح السرور نخبا، وثنت آمال الشرك # PageV03P235 # كذبا، وطوت أحشاء الطاغية رهبا، فذكرها زاد الراكب، وراحة اللاغب، ومتعة ~~الحاضر ونقلة المسافر: # بها تنهض الأحلاس في كل منزل ... وتعقد أطراف الحبال وتطلق شملت النعمة، ~~وجبرت الأمة، وجلت الغمة، وشفت الملة، وبردت الغلة وكشفت العلة. # كان داء الإشراك سيفك واشت ... دت شكاة الهدى وكان طبيبا فغدا الدين ~~جديدا، والإسلام سعيدا، والزمان حميدا، وعمود الدين قائما، وكتاب الله ~~حاكما، ودعوة الإيمان منصورة، وعين الملك قريرة، فهنأ الله مولانا وهنأنا ~~هذه المنح البهية مطالعها، الشهية مواقعها، المشهورة آثارها، المأثورة ~~أخبارها، ونصر الله أعلامه ففي البر تحل وتعقد، وعضد حسامه فبالقسط يسل ~~ويغمد، وأيد مذاهبه فبالتحزم تسدى وتلحم، وأمد كتائبه ففي الله تسرج وتلجم، ~~فكم فادح خطب كفاه، وظلام كرب جلاه، وميت حق أحياه، وحي باطل أرداه، وكم ~~جاحم ضلالة أطفأ ناره، وناجم فتنة قلم أظفاره، ومغلول أسنة أرهف شفاره ms0685، ~~ومستباح حرمة حمى ذماره. # فلله هذه المساعي الكريمة، والمنازع القويمة، المتبلجة عن ميمون النقيبة ~~ومحمود العزيمة، فقد تمثل بها العهد الأول والقرن الأفضل الذي أخرج للناس ~~يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، والذي سطع هذا السراج، وانتهج هذا ~~المنهاج، فلا زالت الفتوح تتوالى عليه، وصنائع الله تتصل لديه، إدالة من ~~مشاقيه، وإذالة لمحاربيه، وإبادة لمناوئيه، وإن أجل هذه النعم في الصدور، ~~وأحقها بالشكر الموفور، ما من الله به من سلامة مولاي التي هي # PageV03P236 # جامعة لعز الدين، وصلاح كافة المسلمين، بعد أن صلي من الحرب نيرانها، ~~فكان أصبت أركانها، وأصبر أقرانها: # وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم # تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضاح وثغرك باسم فلله الحمد ~~والإبداع والإلهام، وله المنة وعلينا متابعة الشكر والدوام، وفازت الكف ~~الكليم، بأعلى قداح المكلوم لدى المقام الكريم، وإنها لهي التالية للأصبغ ~~الدامية، في المنزلة العالية: # بصرت بالراحة العليا فلم ترها ... تنال إلا جسر من التعب جملة من شعر أبي ~~عبيد البكري # قال يخاطب أبا الحسن إبراهيم بن محمد المعروف بابن السقاء وزير ابن جهور، ~~وقد خرج رسولا إلى اديس بن حبوس بغرناطة: # كذا في بروج السعد ينتقل البدر ... ويحسن حيث احتل آثاره القطر # وتقتسم الأرض الخطوط فبقعة ... لها وافر منها وأخرى لها نزر # لذل مكان غاب عنه مملكي ... وعز مكان حله ذلك البدر # فلو نقلت أرض خطاها لأقبلت ... تهنيه بغداد بقربك أو مصر وله في المعتمد ~~عندما أجاز البحر مستجيرا بأمير المسلمين وناصر الدين: # PageV03P237 # يهون علينا مركب الفلك أن يرى ... محيا العلا لما نبا مركب الجرد # فجزنا أجاج البحر نبغي زلاله ... وذقنا جنى الشريان نبغي جنى الشهد # يذكرنا ذاك العباب إذا طمى ... ندى كفك الهامي على القرب والبعد ومنها: # محمد يا ابن الأكرمين أرومة ... ليهنك تشييد المكارم والمجد # فلو خلد الإنسان بالمجد والتقى ... وآلائه الحسنى لهنئت بالخلد وله: # أجد هوى لم يأل شوقا تجددا ... ووجدا إذا أتهم الحب أنجدا # وما زال هذا الدهر يلحن في الورى ... فيرفع مجرورا ms0686 ويخفض مبتدا # ومن لم يحط بالناس علما فإنني ... بلوتهم شتى مسودا وسيدا وله، وكان ~~مولعا بالخمر: # خليلي إني قد طربت إلى الكاس ... وتقت إلى شم البنفسج والآس # فقوما بنا نلهو ونستمع الغنا ... ونسرق هذا اليوم سرا من الناس # فليس علينا، في التعلل ساعة ... وإن وقعت في عقب شعبان من باس] # PageV03P238 # في ذكر ذي الوزارتين الفقيه الكاتب أبي بكر محمد بن سليمان # المعروف بابن القيصرة # وهو في وقتنا جمهور البراعة، وبقية أئمة الصناعة، وعذبة اللسان العربي، ~~وسويداء قلب هذا الإقليم الغربي، بحر علم لا ينزح، وجبل حلم لا يزحزح، من ~~بعض كور إشبيلية، نشأ في دولة المعتضد، شهر بالعفاف فلزمه، ويسر للعلم ~~فتعلمه وعلمه، وكانت له نفس تأبى إلا مزاحمة الأعلام، والخروج على الأيام، ~~وهو دائبا يغض عنانها فتجمح، ويطأطئ من غلوائها فتتطاول وتطمح، ممتنعا من ~~خدمة السلطان، قاعدا بنفسه عن مرتبة نظرائه من الأعيان، بين عفة تزهده، ~~وهيبة من المعتضد تقعده، حتى فطن له ذو الوزارتين ابن زيدون، فلم يزل يضرح ~~قذى العطله عن مائه، ويعلي رماد تلك الهيبة عن نار ذكائه، إلى أن نبه عليه ~~المعتضد [48ب] آخر دولته، فتصرف فيها قليلا على تقية من تلك البقية # PageV03P239 # وتقشف من ذلك التعفف، إلى أن أفضى الأمر إلى المعتمد، وأحسبه قد كان في ~~أيام أبيه، من بعض من يداخله ويصافيه، فحباه من علاه بنصيب، وسقاه من نداه ~~ببحر لا بذنوب، وأنهضه إلى مثنى الوزارة، وأكثر ما عول عليه في السفارة، ~~فسفر غير ما مرة بينه وبين حلفائه من ملوك الطوائف بأفقنا، حتى انصرفت وجوه ~~آمالهم إلى أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه ~~الله، فسفر ذو الوزارتين بينهما مرارا فكثر صوابه، واشتهر في ذات الله ~~مجيئه وذهابه، واضطر المعتمد إليه قريبا من آخر دولته، فعظمت حاله، واتسع ~~مجاله، واستولى على الدولة استيلاء قصر عنه أشكاله، إلى أن كان من خلعه ما ~~كان، فكان ذو الوزارتين أحد من حرب، وفي جملة من نكب. وأقام على تلك الحال، ~~نحوا من ms0687 ثلاثة أحوال، حتى تذكره أمير المسلمين بما كان عهد من حسن خليقته، ~~وسداد طريقته؛ وقد حدثت أن سبب ذلك الذكر، كتاب كان ورد من صاحب مصر، لم ~~يكن بد من الجواب عليه والإنصاف منه، وتفقد يومئذ أعلام المشاهير، فكان ذو ~~الوزارتين أقرب مذكور، فاستدعاه لحينه، وولاه كتبة دواوينه، ورفع شانه، حتى ~~أنساه زمانه، وقد أثبت من كلامه مما أنشأه في الدولتين، ما يملأ ذكره ~~الخافقين. # PageV03P240 # جملة من إنشاءاته السلطانيات مع ما يتعلق بها # ويذكر بسببها # له من رقعة وردت على الجناح بهزيمة الطاغية اذفونش، قصمه الله، يوم ~~الجمعة المشهور، الذي أباد الله فيه عبدة الطواغيت على يدي أمير المسلمين ~~وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه الله، قال فيها: # كتبت صبيحة يوم السبت الثالث عشر من رجب، وقد أعز الله الدين، وأظهر ~~المسلمين، وفتح لهم بفضله على يدي مسعانا الفتح المبين، بما يسر الله في ~~أمسه وسناه، وقدره سبحانه وقضاه، من هزيمة أذفونش بن فرذلند، أصلاه الله - ~~إن كان طاح - الجحيم، ولا أعدمه - إن كان أمهل - العيش الذميم، كما قنعه ~~الخزي العظيم، وإتيان القتل على أكابر رجاله وحماته، وأخذ النهب في سائر ~~اليوم والليلة المتصلة به إلى جميع محلاته، وحضور العدد الوافر بين يدي من ~~رؤوسهم، ولم يحتز منها إلا ما قرب، وامتلاء الأيدي مما قبض ونهب، واتخذ ~~الناس هاماتهم صوامع يؤذنون عليها، ويشكرون الله تعالى على ما صنع فيها، ~~والتتبع بعد في آثارهم، وتمادي الطلب من وراء فرارهم؛ والذي لا مرية فيه أن ~~الناجي منهم قليل، والمفلت # PageV03P241 # من سيوف الهند بسيوف الجوه والبعد مقتول، ولم يصبني بحمد الله إلا جرح ~~أشوى، وعنت رغب حسن المآل عندي وزكى، فلا يشتغل لك بذلك بال، ولا تتوهم فيه ~~غير ما أشرت إليه، والحمد لله على ما صنع حق حمده، وهو أهل المزيد الذي لا ~~يرجى إلا من عنده. # قال ابن بسام: وشهر رجب الذي ذكره كان سنة تسع وسبعين. # ثم ورد بعد كتاب من إنشائه يشرح جمل هذا الفتح وتفصيله، قال ms0688 في بعض ~~فصوله: وقد علم ما كنا قبل مع عدو الله اذفونش بن فرذلند، قصمه الله، من ~~تطأطؤنا واستعلائه، وتقامئنا وإنتخائه، وأنا لم نجد لدائه دواء، ولا لبلائه ~~انقضاء، ولا لمدة الامتحان به فناء، إلى أن سنى اتلله تعالى من استصراخ ~~أمير المسليمن وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، معقلي الأحمى - أيده ~~الله - ما سنى، وأدنى من نأي دياره وشحط مزاره ما أدنى، فلم أزل أصل بيني ~~وبينه الأسباب، وأستفتح إلى ما كنت أتخيل من نصره الأبواب، إلى أن ارتفعت ~~الموانع قبله، وانتهجت السبل القصية له؛ ثم أجاز - على بركة الله وعونه - ~~يريش ويبري، وصار بعد قدما يخلق ويفري، ويتتبع وجوه الحزامة [49أ] كيفما ~~اتجهت ويستقري، وأنا أنجده بوسعي، وأسعده على حسب ما يطيقه ذرعي، إلى أن ~~صرنا معشر الحلفاء # PageV03P242 # ببطليوس - حرسها الله - واتفق رأينا بعد تشاور على قصد قورية - حرسها ~~الله - وسمع العدو - لعنه الله - بذلك، فصمد من محتشده إليها في جيوش تملأ ~~الفضاء، وتسد الهواء، وتمنع أن تقع على ما تحت راياته ذكاء، قد تحصنوا ~~بالحديد من قرونهم إلى أقدامهم، واتخذوا السلاح ما يزيد في جرأتهم ~~وإقدامهم، ولما أشرف على جنابها، ولسنا بها، ودنا من أعلامها، ولم يتجه لنا ~~بعد ما أردنا من إلمامها، دعاه تعاظمه إلى مواجهة سبيلنا، وحمله نفجه ~~وتهوره على السلوك في مدرج سيولنا. # وفي فصل منها: فدنونا إليه بمحلاتنا - نصرها الله - ثم اضطربناها بازائه، ~~وأطللنا عليه براياتنا حتى كدنا نركزها بفنائه، ورأى - لعنه الله - ما ~~اعتمدناه من إصغاره وإخزائه، فأجمع مضطرا على اللقاء، وقدم بعض أخبيته دهشا ~~في الرقعة التي كانت بيننا على صغرها من بساط الفضاء، وقد تيقن أنه إن أخذ ~~المسلمون مصافهم، ورتبوا في مواقعهم كوافهم، اصطلم عن آخره جمعه، واجتث ~~أصله وفرعه، فاهتبل فيما قدر غرة، وحمل ولم يكن - بحمد الله - ما استشعره ~~مرة، فتنادى المسلمون بشعارهم المنصور، وقبلوا عليه وعلى من معه في حال ~~مؤذنة بالظهور والوفور، فتواقف قليلا الجمعان، وتجاول مليا الفريقان، ~~وللسيوف حكمها، ومن الحتوف حدها المفهوم ms0689 ورسمها، ثم صدق أمير المسلمين ~~وناصر # PageV03P243 # الدين - أيده الله - الحملة، وصدم في جمع لم يكثر عدد الجملة، فلم يلبث ~~أعداء الله أن ولوا الأدبار، واستصرخوا الفرار، واتبعهم خيل المسلمين - ~~نصرهم الله - بقية اليوم والليلة، تقتلهم في كل غور ونجد، وتقتضي أرواحهم ~~على حالين من كالئ ونقد، ولم يخلص منهم على أيدي المتبعين - آجرهم الله - ~~إلا من سيلتهمه البعد، ويأتي على حشاشته الجهد، وأما محلتهم فانتهبت في أول ~~وهلة، وشربت بأسرها في نهلة. # وفي فصل منها: # ولم يصب بحمد الله من المسلمين - وفرهم الله - على هول المقام، وشدة ~~الاقتحام، كثير، ولا مات من أعلامهم تحت تلك الجولة إلا عدد يسير، فإن كان ~~اذفونش - لعنه الله - لم يمت تحت السيوف بددا، فسيموت لا محالة أسفا وكمدا، ~~ونحمد الله على ما يسره من هذا الفتح الجليل وسناه، ومنحه من هذا الصنع ~~الجميل وأولاه. # قول أبي بكر فيما كتب به عن المعتمد يومئذ: " ولم يصبني إلا جرح أشوى " ~~تواتر النبأ أنه جرحت يده في ضنك ذلك المأزق. # وقيل في يوم الجمعة أشعار سارت بالمغارب والمشارق؛ # أخبرني أبو بكر الخولاني المنجم قال: كتب إلي أبو عبد الله بن عبادة # PageV03P244 # من المرية بقصيدته في صفة يوم اجمعة، فارتفعت إلى المعتمد على يدي، وهي ~~التي يقول فيها: # وقالوا كفه جرحت فقلنا ... أعاديه تواقعها الجراح # وما أثر الجراحة ما رأيتم ... فترهبها المناصل والرماح # ولكن فاض سيل البأس منها ... ففيها من مجاريه انسياح # وقد صحت وسحت بالأماني ... وفاض الجود منها والسماح # رأى منه أبو يعقوب فيها ... عقابا لا يهاض لها جناح # فقال له لك القدح المعلى ... إذا ضربت بمشهدك القداح [49ب] وفي ذلك اليوم ~~يقول عبد الجليل، ويمدح أمير المسلمين وناصر الدين، رحمه الله تعالى: # فثار إلى الطعان حليف صدق ... تثور به الحفيظة والذمام # نمي في حمير ونمتك لخم ... وتلك وشائج فيها التحام # فيوسف يوسف إذ أنت منه ... كيامن، لا وهي لكما نظام # نهجت لسيله نهجا فوافى ... وفي آذيه الطامي عرام # PageV03P245 # فهيل به كثيب الكفر هيلا ... وكل رفيغة منه ms0690 ركام # وصاروا فوق ظهر الأرض أرضا ... كأن وهادها منهم اكام # عديد لا يشارفه حساب ... ولا يحوي جماعته زمام # تألفت الوحوش عليه شتى ... فما نقص الشراب ولا الطعام # فإن ينج اللعين فلا كحر ... ولكن مثلما ينجو اللئام وكان اذفونش قد اضطره ~~الخور يومئذ للفرار، فتسنم قنن الجبال الشاهقة والأوعار، إلى أن جنة ثوب ~~الظلام، فنجا منجى الحارث بن هشام، برأس طمرة ولجام، ودخل طليطلة - أعادها ~~الله - مع شرذمة من أتباعه قليلة، وبقية من طائفة لخ مخذولة مغلولة، فوصف ~~ذلك كله عبد الجليل في هذه القصيدة، فقال: # فأين العجب يا أذفونش هلا ... تجنبت المشيخة يا غلام # ستسألك النساء ولا رجال ... فتخير ما وراءك يا عصام وهذا لفظ أبي فراس في ~~سيف الدولة، وننشد ما قبله لاتصال المعنى به: # سلي عني سراة بني كلاب ... ببالس عند مشتجر العوالي # PageV03P246 # لقيناهم بأسياف قصار ... كفين مؤونة الأسل الطوال # تدور به نساء بني قريظ ... وتسأله النساء عن الرجال وفي هذه القصيدة يقول ~~كأنه يخاطب أذفونش: # أقمت لدى الوغى سوقا فخذها ... مناجزة، وهون ما تسام # فإن شئت اللجين فثم سام ... وإن شئت النضار فثم حام # رأيت الضرب تصليبا فصلب ... فأنت على صليبك لا تلام # أنام رجالك الأشقون - كلا ... وهل يحلو بلا رأس منام # رفعنا هامهم في كل جذع ... كما ارتفعت على الأيك الحمام # سيعبد بعدها الظلماء لما ... أتيح له بجانبها اكتتام # ولا ينفك كالخفاش يغضي ... إذا ما لم يباشره الظلام # نضا أدراعه واجتاب ليلا ... يود لو أن طول الليل عام # وليس أوان للأيم انسلاخ ... ولكن في ضمائره احتدام وقوله: " سيعبد بعدها ~~الظلماء " ... البيت، كقول المتنبي: [150أ] # وكم لظلام الليل عندك من يد ... تخبر أن المانوية تكذب وكقول أبي تمام: # PageV03P247 # جفا الشرق حتى ظن من كان جاهلا ... بدين النصارى أن قبلته الغرب وقوله: " ~~يود لو ان طول الليل عام "؛ من قول المعري، وقصر عنه: # يود أن ظلام الليل دام له ... البيت؛ ونقله التهامي نقلا مليحا فقال: # وتود وجعلت سواد قلوبها ... وسواد عينيها سواد عذار وكانت طوائف الروم، ~~مدة ملوك ms0691 الطوائف بأفقنا قد كلب داؤهم بكل إقليم، فلاطفوهم بالاحتيال، ~~واستنزلوهم بالأموال، فلم يزل دأبهم الإذعان والانقياد، ودأب النصارى ~~التسلط والعناد، حتى استصفوا الطريف والتلاد، وأتى على الظاهر والباطن ~~النفاد، بما كانوا ضربوا على أنفسهم من الضريبة، إلى ما يتبعها من هديات ~~ونفقات، وشعر العصر، شاهد بالأمر، كقول حسان بن المصيصي يمدح المعتمد ويهون ~~عليه تلك الإتاوات، من جملة أبيات: # ولم تطو دون المسلمين ذخيرة ... تهين كرام المنفسات لتكرما # تحيل في فك الأسارى وإنما ... تعاقد كفارا لتطلق مسلما # ما كنت ممن شح بالمال والقنا ... فتكنز دينارا وتركز لهذما # فترسله للصفر أصفر عسجدا ... وإن خالقوا أرسلت أبيض مخذما # PageV03P248 # وفي ذلك يقول أبو بكر الداني من جملة قصيدة: # في نصرة الدين لا أعدمت نصرته ... تلقى النصارى بما تلقى فتنخدع # تنيلهم نعما في طيها نقم ... سينضر بها من كان ينتفع # وقل ما تسلم الأجسام من عرض ... إذا توالى عليها الري والشبع # لا يخبط الناس عشوا عند مشكلة ... فأنت أدرى بما تأتي وما تدع وهذا مدح ~~غرور، وشاهد زور، وملق معتف سائل، وخديعة طالب نائل، وهيهات!! بل حلت ~~الفاقرة بعد بجماعتهم " حين أيقن النصارى بضعف المنن، وقويت أطماعهم ~~بافتتاح المدن، واضطرمت في كل جهة نارهم، ورويت من دماء المسلمين أسنتهم ~~وشفارهم، ومن أخطأه القتل منهم فإنما هو بأيديهم سبايا، يمتحنونهم بأنواع ~~المحن والبلايا، حتى دنوا مما أرادوه من التوثب، وأشرفوا على ما أملوه من ~~التغلب ". وحصلت مدينة قورية وسرتة أولا في يد العدو، إلى عدة حصون وقلاع، ~~كلها في غاية من الحصانة والامتناع، ثم لم يزل التخاذل يتزايد، والتدابر ~~يتساند، حتى حلت الفاقرة، وقضيت القضية، وتعجلت البلية، بحصول مدينة طليطلة ~~في أيدي النصارى، وذلك في سنة ثمان وسبعين، وهي من الجزيرة كنقطة الدائرة، ~~وواسطة القلادة، تدركها من جميع نواحيها، ويستوي في الأضرار بها قاصيا ~~ودانيها. وفي ذلك يقول # PageV03P249 # بعض الشعراء: # حثوا مطاياكم عن أرض أندلس ... فما المقام بها إلا من الغلط [50ب] # فالثوب ينسل من أطرافه وأرى ... ثوب الجزيرة منسولا من الوسط ولعمري لو ~~قضى ms0692 بالسماع على العيان، واستغنى بالإقناع عن البرهان، واطمأن قلبه إلى ~~التمويه، وقد رآه محضا لا شك فيه؛ لكان كلام الداني أبي بكر، في ذلك المعنى ~~المتقدم الذكر، برتبة ذلك أليق، وفي حلبته أجمح وأسبق، حتى لو سمعه الحارث ~~بن هشام، لعلم أنه ثد ترك في حمد المذموم، ومعارضة الصحيح بالسقيم، طلقا ~~شاسعا، ومجالا واسعا. # وأول من حسن الفرار، فما وقع ولا طار، الملك الضليل حيث يقول: # وما جبنت خيلي ولكن تذكرت ... مرابطها من بربعيص وميسرا ثم تتابع الشعراء ~~في خدع العقول، بالتمويه المستحيل، فمن محسن برز، ومن مقصر عجز، ومن أحسن ~~ما ورد في ذلك قول حسان: # PageV03P250 # نوليها الملامة إن ألمنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء # ونشربها فتتركنا ملوكا ... واسدا ما ينهنهنا اللقاء الأبيات، حتى قال ~~الحارث بن هشلام قطعته في حسن الفرار، التي صارت نهاية في العجب، وشهادة في ~~تحسين نتائج الهرب، وهي قوله: # الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسي بأشقر مزبد # ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... في مأزق والخيل لم تتبدد # وعلمت أني إن أقاتل واحدا ... أقتل، ولا يضرر عدوي مشهدي # فصددت عنهم والأحبة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم سرمد وسمعها بعض العجم ~~فقال: قاتلكم الله معشر العرب، حسنتم كل شيء حتى الفرار. # ومن أسحر ما ورد في ذلك للألباب، وأخدعه عن الصواب، قول ابن الرومي في ~~سوداء، وقد تقدم في ما مر من الكتاب: # أكسبها الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق إلى ما لا يحصى عدده، ~~ولا يستقصى أمده. # PageV03P251 # ومن المشاهد أيضا على ما تقدم من الأوصاف رقاع رأيتها تكتب يومئذ بأحد ~~بيوت الأشراف، خوطب بها العمال، في استعجال قبض تلك الأموال، منها رقعة عن ~~المعتمد قيل فيها: # الحال مع العدو - قصمه الله - بينة لا تخفى، ومداراته - ما لم تمكن ~~مضاهاته - أولى وأحرى، والتزم له في الصلح المتفق عليه جملة مال رسم عليك ~~منه - بعد النظر لحالك، والتحاشي من الإجحاف بمالك - كذا؛ فعجل النظ فيه، ~~وابعثه بكتاب تجاوب على ظهره بوصوله، وبحسب تعجيلك ms0693 أو تأخيرك يكون ~~الاستدلال على طيب نفسك، وصدق ضميرك، فتدارك بالمشاركة في هذا الخطب الملم ~~المهم الذي لا محيد عنه، ولا بد منه. # وأخرى خوطب عنه بها قواد البلاد في هذا المعنى: الحال مع العدو - قصمه ~~الله - بينه لا تحتاج إلى جلاء ولا كشف، معروفة لا تفتقر إلى نعت ولا وصف، ~~ومن لا يمكن مقاواته ومخاشنته، فليس إلا مداراته وملاينته. وكان - فل الله ~~حده، وفض جنده - قد اعتقد الخروج في هذا العام إلى بلادنا - عصمها الله - ~~بأكثف من جموعه في العام الفارط وأحفل، وأبلغ في استعداده وأكمل، إلا أن ~~الله تعالى يسر من إنابته إلى السلم ما يسر، ونظر لنا من حيث لا نستطيع أن ~~ننظر، ووقع [51أ] الاتفاق معه على جملة من المال تقدم إليه، ونستكف بها ~~الشر # PageV03P252 # المرهوب لديه، فكم حال كانت بخروجه تتلف، ونعمة بأيدي طاغيته تنتسف؛ ~~والرعية - حاطها الله - في هذا العام على ما يقتضيه ما عم البلاد من ~~الفساد، وشملها من جائحة القحط والجراد، وتكليفها أداء شيء من المال الذي ~~التزم مرتفع، وأخذها بالمعونة على ما ناب ممتنع، فلم يبق إلا أن نميل بهذه ~~الكلفة على الخدمة ميل العموم، ونجريهم فيها على أحسن مجاري التحرير ~~والتقويم، وهي حال تقتضي من كل من أحسن التأمل المعونة فيها، والمبادرة ~~بحسب طاقته إليها، وقد أدرجت طي رقعتي هذه قنداقا تسمى الخدمة قبلك فيه، ~~ورسم على كل واحد منهم ما توجبه حاله وتقتضيه، فتقدم في ما نصصته من الحال ~~إليهم، وكلمهم بما يخفف الحال عندهم ويسهلها لديهم، ولتقبض ذلك كله في أعجل ~~ما يمكن، فالحاجة إليه وكيدة، والضرورة حافزة شديدة. # قال: ولما كلب العدو - قصمه الله - في ذلك التاريخ، وأعضل داؤه، وجعل يطأ ~~بلاد المسلمين، آمنا لا يخاف، وآنسا لا يستوحش، مقدما لا يكع، ومجترئا لا ~~يرتدع، ينزل بساحات القواعد الرفيعة، والقلاع المنيعة، فيعفي الآثار، ~~ويستبيح الدمار، ويهتك مصون الأستار، ورمت # PageV03P253 # لها الأنوف، واستعذبت معها الحتوف، وحميت منها النفوس الأبية، والعدو في ~~كل ذلك ثلج الفؤاد، رابط الجأش، لا ms0694 يرقب سنان دافع، ولا يبدو له وضح سيف ~~مدافع، لأن أكثر ملوك هذا الإقليم، كانوا يداخلون طوائف الروم، ويكتري كل ~~واحد منهم عسكرا بجملة من المال، يخرجه إلى بلد كاشحه، ويسلطه على معانده ~~ممن يجاوره من البلاد، حسدا له وطمعا في بلده أن يصير طوع يده، فكانت نيران ~~الفتنة بينهم مشتعلة، والرعية مهملة، لأن جملة غلاتهم، وجميع اعتمالاتهم، ~~كانت تتلف بأيدي تلك الطواغيت، الخارجة إليهم في أكثر المواقيت؛ وما كان ~~يفلت من الخراب يغرمونهفي المغارم، وما يجشمونه من المجاشم، فقطعوا أيامهم ~~بقرع الظنابيب، وشرع الأنابيب، نكايات قعدة، لا نكايات مردة، إذ كان كل ~~واحد منهم يختفي عن قرنه بقصره، ويطيل الهز لسيف غيره، ويسله على جاره، ~~حتىغدا ذلك السيف مسلولا عليه، كما قال أبو تمام: # عبأ الكمين له فظل لحينه ... وكمينه الملقى عليه كمين لأن النصارى لما ~~اطلعوا على عوراتهم، زحفوا بطوائفهم إليهم، ولما لم يبق إلا نفس خافت ورمق ~~زاهق، ورأى المسلمون أنهم بالجزيرة على طرف، وفي سبيل تمام وتلف، استصرخوا ~~أمير المسلمين وناصر # PageV03P254 # الدين، أبا يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه الله، فأجاز إلى جزيرة الأندلس في ~~صدر سنة تسع وسبعين، وبادر بنفسه وجماعته عجالا، وتداركوها ركبانا ورجالا، ~~ونفروا نحوها خفافا وثقالا، والنجح يقدمهم، والفلج يصحبهم، فكان من الفتح ~~يوم الجمعة المؤرخ ما كان: صرع الله فيه عبدة الطواغيت، ووفد عليه عوضا من ~~آلاف دنانير الأموال، ضعفهم من الفرسان الأبطال، ففي ذلك يقول عبد الجليل ~~من جملة قصيدة: # أتنكر العجم أن العرب سادتها ... وتشهد البيض والخطية السمر # لما تعارض دون الشكر كفرهم ... عادت بوادر فيهم تلكم البدر # وهب عن كل دينار لهم بطل ... كالخالص التبر مسبوك ومختبر # فليقلبوها ألوفا من أسود وغى ... تزكو على السبك لا جبن ولا خور # وليرقبوا من أمير المسلمين ومن ... مؤيد الدين ليلا ما له سحر [51ب] # لم يهشموا الثغر إذ عاثت أكفهم ... لو يعقلون ولكن تلكم الثغر # وليس ما غيروا إلا لأنفسهم ... كأنما نبهوا إذ نامت الغير قوله: " وهب عن ~~كل دينار لهم بطل ms0695 " ... البيت، نبهه على هذا المعنى المتنبي بقوله: # ولو كنت في أسر غير الهوى ... ضمنت ضمان أبي وائل # فدى نفسه بضمان النضار ... وأعطى صدور القنا الذابل # ومناهم الخيل مجنونة ... فجئن بكل فتى باسل # PageV03P255 # وفي يوم الجمعة يقول أيضا ابن جمهور من جملة قصيدة: # لم تعرف العجم إذ جاءت مصممة ... يوم العروبة أن اليوم للعرب وهذا ينظر ~~إلى قول أبي تمام: # لئن كان نصرانيا النهر آلس ... لقد وجدوا وادي عقرقس مسلما وفي ملوك ~~الأندلس يقول أبو الحسن ابن الجد يمدح أمير المسلمين وناصر الدين، رحمه ~~الله: # في كل يوم غريب فيه معتبر ... نلقاه أو يتلقانا به خبر # أرى الملوك أصابتهم بأندلس ... دوائر السوء لا تبقي ولا تذر # قد كنت أنظرها والشمس طالعة ... لو صح للقوم في أمثالها النظر # ناموا وأسرى لهم تحت الدجى قدر ... هوى بأنجمهم خسفا وما شعروا # وكيف يشعر من في كفه قدح ... تحدو به مذهلات الناي والوتر # PageV03P256 # صمت مسامعه عن غير نغمته ... فما تمر به الآيات والسور # تلقاه كالعجل معبودا بمجلسه ... له خوار ولكن حشوه خور # وحوله كل مغتر وما علموا ... أن الذي زخرفت دنياهم غرر # فقل لمن نام أصبحت، انتبه، فلقد ... مضى لك الليل بحتا وانقضى السحر # وانظر إلى الصبح سيفا في يدي ملك ... في الله من جنده التأييد والظفر # يرعى الرعايا بطرف ساهر يقظ ... كما رعاها بطرف ساهر عمر # ردوا موارد قد أوردتم حنقا ... بها الأنام ولكن ما لكم صدر # كأنني بكم قد صرتم سمرا ... وما لكم في الورى عين ولا أثر # أمانكم قبل موت سوء فعلكم ... وكيف بالذكر إذ لم تحسن السير رجعت إلى ~~إيراد فصول من ترسيل ذي الوزارتين المذكور # فصول من رقعة كتبها عنه إلى صاحب القلعة، قال فيها: # ورد كتابك الذي أنقذته من وادي منى منصرفك من الوجهة التي استظهرت عليها ~~[52أ] بأضدادك، وأجحفت فيها بطارفك وتلادك، واخفقت من مطلبك ومرادك، فوقفنا ~~على معانيه، وعرفنا المصرح به والمشار إليه فيه، ووجدناك تتجني وتثرب على ~~من لم يستوجب التثريب # PageV03P257 # وتجعل سيئك حسنا، ومنكرك معروفا ms0696، وخطأك صوابا بينا، وتقضي لنفسك بفلج ~~الخصام، وتوليها الحجة البالغة في جميع الأحكام، ولم تنأول أن وراء كل حجة ~~أدليتها ما يدحضها، وإزاء كل دعوى أبرمتها ما ينقضها، وتلقاء كل شكوى ~~صححتها ما يمرضها، ولولا استنكاف الجدال، واجتناب تردد القيل والقال، ~~لنصصنا فصول كتابك أولا فأولا، وتقريناها تفاصيل وجملا، وأضفنا إلى كل فصل ~~ما يبطله، ويخجل من ينتحله، حتى لا يدفع لصحته دافع، ولا ينبو عن قبول ~~أدلته راء ولا سامع، ولا يختلف اعترافا به دان ولا شاسع. # وفي فصل منها: وننشدك الله الذي ما تقوم السماء والأرض إلا بأمره، ألم ~~نكن عندما نزغ الشيطان بينك وبين أبي عبد الله محمد بن يوسف، رحمه الله، ~~وفاقم الشنآن، قد توفرنا على ما كان بالحال من إقلاق، وتأخرنا عما كانت ~~النصبة تستقدم إليه من بدار أو سباق، ولم نمد الجهة حق إمدادها، ولا كثرنا ~~فوق ما كان يلزم من جماهير أعدادها، ولا عدلنا # PageV03P258 # عن جهاد المشركين، ولا أقبلنا إلا على ما يحوط حريم المسلمين، رجاء أن ~~يثوب استبصار، أو يقع إقصار، وأنت خلال ذلك تحتفل وتحشد، وتقوم بحمية ~~وتقعد، وتبرق غضبا وترعد، وتستدعي ذؤبان العرب وصعاليكهم من مبتعد ومقترب، ~~فتعطيهم ما في خزائنك جزافا، وتنفق عليهم ما كنزه أوائلك إسرافا، وتمنح أهل ~~العشرات مئين وأهل المئين آلافا، كل ذلك تعتضد بهم، وتعتمد على تعصبهم لك ~~وتألبهم، وتعتقد أنهم جنتك من المحاذير، وحماك دون المقادير، وتذهل عما في ~~الغيب من أحكام العزيز القدير. # ونحن أثناء ما فعلت، وخلال ما عقدت وحللت، نؤم العدو - قصمه الله - ~~فنجبهه ونكافحه، فنقدعه ونناطحه، ونتحفه من أقطاره، ونغزوه بدءا وتعقيبا في ~~عقر داره، إلى أن استجمعت أخيرا واستجشت، وترجعت إلى عرفانك وأجهشت، ولولا ~~ماؤك الذي ثمدوه، وشارفوا إلى أن يستنفدوه، ما أووا لشكواك، ولزادوك ضغثا ~~على إبالة بلواك، وإنك لمتداو منهم بسم، ومستريح إلى غم، فبلغت معهم ما ~~بلغت، وأرغت بهم ما أرغت، واستقبلتنا بما أثبت عن العدو ولقد أخذناه ~~بمخنقه، وأضفنا # PageV03P259 # أنشوطة وهق الخزي على عنقه، وأشفى ms0697 على انقطاع ذمائه ورمقه، ففرجت عنه ~~كربة لم يظنها تنفرج، ونهجت له منها وجه مخلص لم يحسبه ينتهج، وأخليت وجهه ~~لأذى المسلمين يبدئه ويعيده، وبسطت فيهم يده وكانت في جامعة تقصره عما ~~يريده، ولو أن صاحب رومة المشتمل معه بعباءة الكفر والشرك، المنتحل ما ~~ينتحله من كلمة الزور والإفك، يكون مكانك من جوارنا، ويصاقب كما صاقبت ~~قاصية دارنا، ما أتى من نصره فوق ما أتيت، ولا تولى من انتشاله، والسعي ف ~~استقلاله، إلا بعض ما توليت، ولا أنحى على المسلمين من مضاره إلا بدون ما ~~أنحيت، ولا بغاهم خبالا بأكثر مما بغيت. # وما في تلك الجزيرة - عصمها الله - من صالح ولا طالح إلا ما يعرضك على ~~الله تعالى، ويرفع إليه فيك عقيرته بالشكوى، وكل ما سفك من دم، وانتهك من ~~محرم، واستهلك من ذمم، فإليك منسوب، وعليك محسوب، وفي صحيفتك مكتوب، وموعد ~~الجزاء غدا وإنه لقريب، فانظر ما أنجح أثرك، وأربح متجرك، وأصلح موردك ~~ومصدرك. # وله من أخرى عنه إلى الفقيه قاضي الجماعة [52ب] بقرطبة أبي عبد الله بن ~~حمدين: وصل كتابك فوقفنا على معانيه، وأحصينا المجمل والمفضل # PageV03P260 # مما ذكرته فيه، والذي أومأت إليه من أن الأمر الذي وليته ذو شغوب مشغبة، ~~واشغال على محاولها صعبة، حق لا امتراء فيه، ولا غطاء عليه من محصليه، ~~ولذلك ما اختير له، على وجه الزمان، أهل المنن من أولي الديانة والصيانة، ~~الذين نرجو أن تكون منهم محسوبا، وفي صدر ديوانهم مكتوبا، فاستهد الله ~~يهدك، واستعن بالله يعنك في صدرك ووردك، وتول القضاء القضاء الذي ولاكه ~~الله بجد وحزم، وجلد وعزم، وأمض القضايا على ما أمضاها الله تعالى في كتابه ~~وسنة نبيه، ولا تبال برغم راغم، ولا تشفق من ملامة لائم، وآس بين الناس في ~~وجهك وعدلك ومجلسك، حتى لا يطمع قوي في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك، ولا ~~يكن عندك أقوى من الضعيف حتى تأخذ الحق له، ولا أضعف من القوي حتى تأخذ ~~الحق منه، وانصح لله تعالى ولرسوله عليه السلام، ولنا ms0698 ولجماعة المسلمين. # وقد عهدنا إلى جماعة المرابطين أن يسلموا لك في كل حق تمضيه، ولا يعترضوا ~~عليك في قضاء تقضيه، ونحن أولا وكلهم آخرا مذ صرت قاضيا، سامعون منك، غير ~~معترضين في حق عليك، والعمال والعرية كافة سواء في الحق، فإن شكت إليك ~~بعامل وصح عندك ظلمه لها، ولا يتجه في ذلك عمل غير عزله، فاعزله، وإن شكا ~~العامل من رعية خلافا # PageV03P261 # في الواجب فأشكه منها وقومها له، ومن استحق من كلا الفريقين الضرب والسجن ~~فاضربه واسجنه، وإن استوجب الغرم في ما استهل فأغرمه، واسترجع الحق شاء أو ~~أبى من لدنه، والأمر في استكفاء من يكفيك، ويغني في بعض الأمور عنك، إليك، ~~ولا نشير بشيء عليك، وتصرفك أحيانا في إصلاح صنعتك وترقيح معاشك، غير مضيق ~~عليك فيه، فاعلمه. # وله من أخرى عن المعتمد إلى ابن صمادح: إنما أشاركك - أيدك الله - في ~~النعمة بأسوغها، وأطالعك في الهمة بأبلغها، لما أعلمه علم اليقين، وأتوسمه ~~توسم الصبح المبين، إنك بكريم عهدك، وسليم ودك، تأخذ من ذلك بالحظ الأوفى، ~~وتضرب في الارتياح له بالقدح المعلى، وأنفذته من حصن لييط - سها الله ~~مرامه، وأعاد إلى يد المسلمين زمامه - وقد جرى بين فرسان من النصارى وبين ~~سرعان من الجند - نصرهم الله - عند إطلالي عليه تناوش أطمع فيهم، ودل بأنه ~~قد سقط في أيديهم، ثم صوبحوا يوم كذا بالحرب، وكوفحوا إلى أخرة بالغرب، ~~بالطعن والضرب، وانصرفوا ولاذوا بالانجحار، واحتجزوا بالجدران والأسوار، ~~ولم يكن واحد منهم يثور إلا إلى حمام، ولا يبدي جارحة إلا إلى سهم # PageV03P262 # رام، وفي خلال ذلك ما أمرت بشربهم فغورت منابعه، وقطعت مشارعه، وحصلوا ~~منا ومن العطش تحت محاربين: ظاهر وباطن، وعرضة لمجاولين: مستتر وعالن. # وغير ذاهب على أحد ما تقتضيه هذه الحال المبهجة بما يخالفها على علو كعب ~~الإسلام، وينصب على الشرك وأهله من سوء الانتقام، بعد البلوغ من الشكر لله ~~تعالى إلى الغاية القصوى، من اختصاص أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب ~~حليفنا الأعز - أيده الله - بقسم من الشكر وافر، وحظ من ms0699 الثناء والنثر ~~ظاهر، فإنه الذي نهج بنفسه الكريمة - سناها الله - هذه السبيل، وتجشم فيها ~~المجاشم حتى أذل من المشركين العزيز وأعز من المسلمين الذليل، ثم لم يشغله ~~- دام تأييده - عن صلة أيدينا بعد ذلك أمر، ولا ثناه عن النظر لنا عذر. # وفي فصل منها: وكان نفوذي إليها من لورقة بعد أن تملكت قصابها، وتولجت ~~على ما اقترحت أبوابها، وكان تخلي سعد الدولة أبي الأصبغ ابن لبون عنها على ~~أفضل حال وأجمعها، بما [53أ] شئت من إلطاف # PageV03P263 # وإجمال: ياسر وتساهل، وتقاصر حيث كان له أن يتطاول، رأيا أدرك منه على ~~صغره، وقصر ما قطعه من مسافة عمره، ما يعجز عنه الكهل المجرب، ويقصر دونه ~~الحول القلب. وتأملت ذلك منه - أبقاه الله - حق التأمل، ونظرت إليه بعين ~~الملتفت المحصل، فوفيته الجزاء، وسرت معه حسبما سار معي إلى ما شاء، فحصل ~~لي من الناحية ما لا يضاهى معقلا وبسيطا، وعاد الشمل محوطا والأمر مبسوطا، ~~والعاجز الكاسل حازما نشيطا، ورجع الضيق بها سعة، والهرج بحمد الله دعة. # ومن جواب ابن صمادح، من إنشاء ابن الوكيل كاتبه: إلى مخاطبتك - أيدك الله ~~- تسكن النفس، وبمطالعتك يتمكن الأنس. فما تزال - والله يعلي كعبك، ويجعل ~~الأيام والليالي أنصارك وحزبك - تطلع من الاهتبال، في وفق الإجمال، ما يبدو ~~ويتبين مع البكر والآصال - لا أعدمك الله معلوة تبديها، ومنقبة تنافس همم ~~الكرام فيها -. # وورد كتابك مفتتحا بما كان من صنعه تعالى الكفيل، وبلائه الجميل، ومنه ~~المتتابع الموصول، في احتلالك بلييط - يسره الله، وأحل الهلاك بمن احتواه - ~~وما كان من ذلك التناوش الذي أبدى مخايل الاعتلاء، وأذن بالملك والاستيلاء، ~~ولا شك أن من سعى لله وحده، ولم يرد الظفر والظهور # PageV03P264 # إلا بما عنده، أن حزبه منصور، وماله موصول بها التسهيل والتيسير، والحمد ~~لله تعالى على ما منح متعين، وموضع الضراعة إليه في الازدياد ظاهر بين، على ~~ما أولى من نعم، أظهرت الإسلام بعد خمول، والشكر له على قسم، أعزت الدين ~~وقد كان جد ذليل. # وتوجه على ما ذكرت شكر أمير المسلمين ms0700 وناصر الدين أبي يعقوب، حليفنا ~~الأعز - أيده الله - على ما أجرى إليه بدءا من الخفوف بنفسه النفيسة - ~~نسأها الله - وما اعتمده عودا من الاهتبال الذي توخاه، فهو الذي نهج ~~السبيل، وبرد اللوعة والغليل، وأعاد الحزب اللعين بعد عزته الحقير الذليل. # ورأيت - أراك الله مناك - أن حركتك الميمونة كانت إلى هناك من لورقة بعد ~~أن تملكت قصابها، وتولجت على اختيارك أبوابها، على الصورة التي وصفتها، من ~~متابعة أهلها، وانطياع من فيها، نعمة يعلم الله تعالى أن نصيبي منها النصيب ~~الأوفر، وذنوبي منها الذنوب الأكبر، وكل نعمة أناخت بجنابك، وحطت رحلها ~~ببابك، فإني فيها الخليط المساهم، والمشارك المقاسم، على ما يقتضيه الإخاء، ~~ويستدعيه الانتظام والصفاء. # PageV03P265 # وله من أخرى عنه: قل ما ينفع صلاح الظاهر إذا فسدت الدخلة، ولا يغني ~~اندمال الخارج ما كانت العلة، وكتابي هذا يوم كذا وفي ليلة طلع علي الخبر ~~بما يستغربه من غدر أهل فلانة لي، وعقد السلم بيننا لم يجف مداده، وعهد ~~التواثق لم يكد ينفصل أشهاده، فانظر فعلهم ما أقبحه، وتأمله فما أفضحه، ~~واعلم أن غائلتهم لا تطفأ أبدا نائرتها، ولا يؤمن على حال ثائرتها. # وله عنه من أخرى، إثر دخول ابن عكاشة قرطبة، وقتله لابنه عباد، وقد وجدت ~~هذه الرقعة في بعض التعاليق منسوبة لابن الباجي: كتبت على أثر النازل ~~الشنيع، والرزء الفظيع، الذي صدع كبدي، وفت في عضدي، وأثكلني من كان القرة ~~لعيني، ما جرى على الفقيد الشهيد عباد ابني مجلك - كان - رحم الله مصرعه، ~~وبرد مضجعه، وقتل قاتليه، ووفر لي أجر المصاب فيه. # وشرح هذه الفاجعة، والقاصمة الهاجمة: تسببت من مثابرة العدو المبين ~~المفتون، جاري الذميم الجوار القبيح الآثار، ومجاهرة الفاسق المعروف بابن ~~عكاشة، دليله في سبيل التسلط والعدوان، وسهمه إلى أغراض # PageV03P266 # التمرد والطغيان، على السعي الخبيث الذي لا يصر على مثله إلا منحرف عن ~~الملة، منسلخ عن [53أ] الخبر بالجملة، طلب الغرة في قرطبة حتى أصابها، ~~وارتقب الفرصة حتى ولج بابها، ليلا في زمرة من أخابيث أصحابه، بعد أن هيئ ~~له فتحه ms0701، ودخل المدينة، وصادف السرب آمنا غريرا، والعدد قليلا نثيرا، ويمم ~~موضع المطهر بالشهادة، فنذر بهم وخرج مطالعا للأمر، فلم يبعد أن غشيه ~~المردة فثبت لها مدافعا عن نفسه حتى أفيظت - رحم الله موقعه فريدا مسلما، ~~وأقره في جواره العزيز سعيدا مكرما. # ثم عاث المذكور في البلد، واستثار أشباهه من السفلة الأراذل، في استباحه ~~المنازل، فأجابوه وانضمو إليه، وصار جمعه منهم وبتوت أمره بهم، وأما سائر ~~الأعلام والأسواط فرءاء من هذه القصة، ناؤون عن المشاركة في هذه الدنية، ~~بغتهم من الحال ما لم يعلموا، ففوضوا وسلموا؛ وبادرت إلى عرض ما وقع على ~~فضل تأملك، لترى جد هذا العدو المطالب، المشاق المناصب، وإكبابه على التسلط ~~والتمرد، إلى أن انتهك الحرمة # PageV03P267 # ووتر في الولد، غير مبال ببعيد ولا قريب، ولا ممسك مخافة إنكار، ولا ~~تثريب، والرب لبغيه بالمرصاد، والقاطع بأمله في الانبساط والازدياد. # ذكر الخبر عما دار به نجم قرطبة يومئذ، # من ثعلب ابن ذي النون عليها، # وعودة المعتمد بعد إليها # قال ابن بسام: قد قدمت من عجب المعتمد بذاته، وتوفره - كان - على لذاته، ~~وتقديره أنه يضبط أزمة البلاد، ويملك رقاب العباد، وخيله في الأجلال،وكأسه ~~في يد الساقي المختال، على مكانه من العلم، ووفور حظه من الحلم، ما فيه ~~كفاية لمن استغنى، وآية لمن تدبر واجتلى. وعندما أخرج قرطبة من أيدي بني ~~جهور، في خبر قد شرح في القسم الأول وفسر، ولاها ابنه عبادا، وكان محش حرب، ~~ونشأة طعن وضرب، فتى لا يبالي من لقي، ولا إلى أي شيء دعي، عاجم ابن ذي ~~النون في بعض نهداته إلى قرطبة، وجيشه قد ملأ الفضاء، وفات الإحصاء، ففل ~~أجناده، واستباح طارفه وتلاده، ونجا ابن ذي النون منجى أبي نصر، بعد ما ~~أعطى على القسر، وترجح بين القتل والأسر، لا يحفل بما أخر، ولا يلوي على من ~~تعذر. # PageV03P268 # غير أن المعتمد لما تهيأت له على ابن ذي النون الجسرة، وأمكنته منه تلك ~~الغرة، أدار أمر قرطبة، وأميرها ابنه، على أحد عبيده المتجندين، محمد بن ~~مرتين ms0702، وكان شهابا لا يصطلي بناره، وأسدا لا يستقر على زاره، إلا أنه كان ~~من الإدلال ببأسه، والإهمال لنفسه، والإقبال على كيسه وكأسه، والغفلة عن ~~عادة الله في جنسه، آية من آيات الله الذي وكله إلى سوء القدر، وقتله بيد ~~أضعف البشر، أحد الرجالة المتلصصين، والدائرة المتمردين، المتصرفين في صغار ~~المهن، النابتين في مدارج سيول الفتن، رجل كان يعرف بابن عكاشة، لم تكن له ~~سابقة قديمة، ولا نباهة معلومة، فراشة طارت حول نار الفتنة المبيرة، ~~المهتكة لمحارم هذه الجزيرة، فترقى من سكنى الشعاب، والسكون إلى الذئاب، ~~وانتهاز الفرصة إن أمكنته في الطارق المنتاب، إلى تسنم المعاقل، وتدبير ~~الأمور الجلائل، وأذكاه ابن ذي النون عينا على قرطبة، في أحد الحصون ~~المصاقبة لها، وأبعد آماله كانت إخافة سبلها، وتحيف عملها؛ وكان إحدى ~~الأعاجيب ذكاء لب، وصرامة قلب، وتقدما إلى ضرب، لا يحل إلا ريثما يرحل، ولا ~~يقول إلا بعد ما يفعل، وابن مرتين في خلال ذلك خال بشيطانه، ساع في شانه، ~~بين بطالته وطغيانه، كلما حدث عن ابن عكاشة بغرة اهتبلها، وأشير عليه في ~~أمره بنصيحة كي # PageV03P269 # يقبلها [54أ] أعرض عن الصادق الخبير، ودفع في صدر الناصح المشير. # حدثني من أثق بخبره، ممن كان بعض أبواب قرطبة يومئذ إلى نظره، أن ابن ~~عكاشة كان يسري تحت الليل إلى أحد حراسها فيخرج إليه بعض مردتها، فيطعمهم ~~ويسقيهم، ويدبر كيف يفتح البلد على أيديهم، ويوليهم الأعمال ويقطعهم النفوس ~~والأموال، فأخبر بذلك عباد بن المعتمد، فقال له: الق ذا الوزارتين الأعلى ~~ابن مرتين، وكان لا يستبد عليه، ولا يقطع أمرا إلا بين يديه، فأدى ما كان ~~عنده من ذلك إليه، فأظهر السرور، ووعد الجد والتشمير، وقال له: تقدم إلى ~~فلان وفلان، جماعة كانت بالحضرة من الأعيان، فليكونوا عندك في العدد ~~الوافر، والسلاح الظاهر، فأمرهم عنه فأتمروا، وتقدم إليهم بالحضور فحضروا: # في ليلة من جمادي ذات أندية ... لا يبصر الكلب في ظلمائها الطنبا وأقاموا ~~منتظرين لأمره حتى بدا النور، وتكلم العصفور، وهو مشغول بجر ذيوله، وعصيان ~~عذوله ms0703، فيئسوا من نصره، وجعلوا بعد يلحدون في أمره، وتم لابن عكاشه تدبيره، ~~واستوسق له عبيره ونفيره، فانتهك حرمة قرطبة، سنة سبع وستين، في شرذمة ~~قليلة، وشباة كليلة، معلنين بشعارهم، متلبثين بين تغريرهم واغترارهم، لم ~~تكن لهم همة # PageV03P270 # إلا دار عباد، فثار إليهم عندما أحس بهم ولا أهبة إلا إقدامه، ولا صاحب ~~إلا حسامه، فجادلهم بالسيف صلتا، حتى أذاقوه الموت بحتا؛ ثم نهدوا إلى دار ~~ابن مرتين وهو في منزل راحته، غافلا عما نزل بساحته. ذكر أنه كان ساعتئذ ~~يلعب بين يديه بالكرج، فعول على الفرار، واستتر مديدة في بعض الأقطار، حتى ~~انفضت أيامه، وعثر عليه حمامه، أخرج من قرطبة كأنه يحمل إلى ابن ذي النون، ~~وقد تقدم إلى حملته، فطووا خبره، ومحوا أثره. # وبات ابن عكاشة ليلته يطرق دور الأعيان من أهل قرطبة، يتودد إليهم، ويعرض ~~نفسه عليهم، فمن أجابه قبله، ومن أبى عليه لم يعرض له؛ وأصبح قد انضاف إليه ~~من بني المحن، وطغام الفتن، من منع منه، وحسم الأطماع عنه. ودعا الكافة إلى ~~المسجد الجامع فأتوه خفافا وثقالا، وبايعوه بطاء وعجالا، وانثالت إليه ~~طوائف الأمداد، وقواد الأجناد، فانتظم له الأمر، واستوسق له المصر، ولحق ~~ابن ذي النون بعد ذلك وهو يرى أنه قد وطئ صلعة النسر، وأخذ بمخنق الدهر، ~~أملا طالما عللته به المطامع، وهزته إليه المضاجع، ولم يزل في يوم دخوله ~~قرطبة يعمل الحيلة في إقصاء ابن عكاشة من دولته، وإخراجه عن جملته. # بلغني أنه دخل على ابن ذي النون يوما، وقد رفل في الشارة، وتقلد مثنى ~~الوزارة، فرحب به وأدناه، وهش إليه وناجاه، فلما خرج تنفس الصعداء، وأتبعه ~~نظرة شوهاء، وهينم بكلمة عوراء # PageV03P271 # فكأن بعض الحاضرين أنكر عليه وجعل يطري ابن عكاشة، ويذكر حسن بلائه، ~~وينبه على مكانه من الدولة وغنائه، فلما أكثر قال له ابن ذي النون: دع عنك، ~~من أجترأ على الملوك لم يصلح للملوك. # ثم لم يلبث ابن ذي النون إلا شهرا لم تتعب كف العاقد، ولا أطالت غم ~~الحاسد، حتى أتي من ms0704 مأمنه، أغبط ما كان بسيئه وحسنه، وسقاه السم الوحي - ~~زعموا - بعض ثقاته، فاستقل بجسده تابوته، وطار به إلى طليطلة جنه وعفاريته، ~~وخلا وجه قرطبة بعد ذلك للمعتمد وعاد إليه ملكها، وانتظم في يديه سلكها، ~~وأخذ بثار ابنه عباد بقتله لابن عكاشة فلم يكن كما قال دريد بن الصمة: # قتلنا بعبد الله خير لداته ... ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب ومما كتب عن ~~المعتمد بعود قرطبة إليه، وقتل ابن عكاشة على يديه رقعة منها: وأنفذته ~~عندما عادت الحضرة إلى يدي، وانتظمت ببلدي، على صورة من التيسير ضاعفت ~~[54ب] حسن مواقع العارفة بها، وبشرت بلواحق النصر المترادف بعقبها، وذلك أن ~~أهلها الصادقة في محبتنا أهواؤهم، المتفقة على طاعتنا آراؤهم، لم يزالوا ~~على مثل الجمر تقلبا مما جرى قبل على غير اختيارهم، وتوجعا لما كان انقضى ~~علينا في جوارهم، نابين عمن ولي أمرهم بعدنا، مستقصرين لشانه عندنا، إلا ~~النفر اليسير، والتافه الحقير، من سفهائهم الذين سببوا تلك الوهلة، وظاهروا ~~على تلك الغفلة # PageV03P272 # ولم يكن لهم أولا علم بما سدوه وألحموا، ولا ضوا آخرا بما جنوه وارتكبوا ~~فتحركت من وقتي، ولم أكد أطل على أفقهم إلا والإشارة علينا، بأثوابهم ~~إلينا: أن أقدموا وصمموا، فاقتحمت من النهر مخاضة توازي الربض الشرقي منها، ~~وثار أهلها معي، داعين بشعاري، معلنين بانتصاري، وكلمة ثاري، يكسرون بين ~~يدي كل غلق يعترضني، ويفتحون كل مرتج يتنصب دوني، وأحس ابن عكاشة ومن معه ~~من الشيعة المفلوجة بمكاني ففروا بأرواحهم، وألقوا ما كان معهم من سلاحهم. ~~وقد كنت أحطت بنواحي الحضرة خيلا ترصدهم، وتقطع من النجاة سببهم، فوقعوا ~~فيها وأتى على آخرهم، وسبق إلي رأس ابن عكاشة؛ وكان الحبيب إلي، أن يمثل ~~بين يدي، فأبسط له من العذاب ما كان أشفى لنفسي، وأثلج لصدري. # وفي هذا الفتح أنشده حسان بن المصيصي قصيدته التي يقول فيها، ووصف إشارة ~~الناس يومئذ من سور المدينة: # وليسوا بغرقي قد أشاروا لساحل ... ولكنهم غرقى أشاروا إلى بحر وله عنه من ~~أخرى إثر فتح مرسية على يدي ms0705 ابن عمار، وإخراج بني طاهر منها: لم يغب عنك من ~~مجرى الحال بمرسية وجه أجلوه، ولا انطوى من فحواه أمر أنشره وأبديه، وها ~~أنا أعرض عليك من باطنها ما ربما خفي، وأنهي إليك من نجواه ما لعله لم ينم ~~على وجهه ولا أنهي # PageV03P273 # وذلك أن الإفرنج أيام تلومهم على صاحبها، وإحداقهم بجانبها، أشخصوا إلي ~~من أعيانهم من قرب علي وجه مرامها، فاستجبت لندائهم، ولم يكد يختلج ببالي ~~شك في صدق أنبائهم، وإذا الأمر بخلاف ما ذكروه، وعلى غير ما سهلوه، ووقع من ~~المطاولة ما وقع، وآلت الحال معهم إلى ما قد فشا وسمع، فأعدت إليها الخيل ~~مع فلان لإطالة حصرها، والإناخة بعقرها، وصاحبها مع ذلك عم عن رشده، يقدم ~~رجلا ويؤخر أخرى في إعطاء صفقة يده، ليقضي الله تعالى قدره، ويبلغ أمره، ~~فلما رأى أهلها الممتحنون بسوء نظره، المصابون من خطل تدبره، أن غماءهم لا ~~تقرح، وظلماءهم لا تنجلي ولا تليح، أبدو إليه، ما كانوا ينطوون له عليه، ~~فتألبةوا وثاروا وطيروا بالخبر من كان فيها من الأولياء إلى فلان، وكان على ~~مقربة منها، غير متراخ عنها، فانصب إليها كالشؤبوب الماطر، وانقض عليها ~~كالعقاب الكاسر، ووافاها وقد بولغ في حصاره، وانبسطت أيدي النهب في دياره، ~~فكشفهم عن مكانه، ونفس عنه فانتشى ريح أمانه. ثم نقله وابن أخيه إلى أدنى ~~معقل إليهما، وآمنه عليهما # PageV03P274 # وأخذ في ضبط الحصون، وما يغني به الحزم من وجوه التحصين، وأظهر أهل البلد ~~[من] الاغتباط بمآلهم، والاستبشار بمفاتحة حالهم، ما يظهر من خرج من ضيق ~~إلى سعة، وانتقل من هرج إلى دعة. # ومن أخرى له عنه: ومن أحدث نعم الله الممنوحة عهدا، وأبعدها في التمام ~~والوفور حدا، ما أتاحه الله في المغالط المعجب، القوي المجيء والذهب، فلان ~~- ضاعف الله إذلاله وإخزاءه، ووفاه على ذميم السعي جزاءه - فإن حاله جرت ~~على ما أصفه: سلف من ضلالته في موالاة التعريض للحضرة وسائر أعمالها، ما ~~أثاره الحسد المدوي لصدره، والقلق الغالب على صبره، واتفق له من [55أ] ~~إمهال الله تعالى ms0706 إياه، وتنكيب الحوادث عن ذراه، مدة عنه، اتفاق أجره رسنه، ~~وأسلكه في الغواية سننه، حتى ظن أن الحوادث لا تريبه، والنوائب لا تنويه، ~~وحسب أن الأيدي لا تمد إلى مطالبته، والآمال لا تطمح إلى معارضته، وقديما ~~خان هذا المعتقد أهله، وأبان لمن سكن إليه جهله. # وفي فصل منها: ولم يبعد أن خرج في شهر رمضان على عادته من الاستخفاف ~~بعظيم حرمته، وترك المراقبة لأهل الإسلام وذمته، بعد أن تأهب، واستنجد ~~واستمد، والعجب قد أطغاه وأبطره، والشره قد غطى سمعه وبصره، والمطامع قد ~~تشغبت عليه، وبسطت في # PageV03P275 # انتهاز الفرصة يديه، فأخرجت ابني الظافر مستعينا بالله معولا عليه، ~~متبرئا من الحول والقوة إليه، فلما دنا من المحلة الذميمة واصطفوا إزاءها، ~~اقتحم سرعان رجالنا نهرا كان بينهم، مبادرين غير هابين، ونشأت بين الفريقين ~~حرب أجلت عن أعداد صرعى من أصحاب المخذول، ثم تلا ذلك عيون كافة العسكر ~~وصدقت الحملة على الخائنين، فلم يلبثوا أن ولوا مدبرين، وألقوا بأيديهم ~~منهزمين، والأسنة تحفزهم، والجلاد يزعجهم، فانحجزوا بالحصن وأسلموا محلتهم، ~~فحيز جميعها، وغنم من كراعهم وسلاحهم وسائر أسلابهم جمل تفوت الحصر، وتعجز ~~الوصف، وبقي المخاذيل إلى آخر النهار، ثم خرجوا مع المغيب، وشعر بفعلهم، ~~فاتبعتهم الخيل إلى النهر، فتهافتوا فيه تهافت الفراش في النار، وفروا على ~~عاجل البوار، وكان الشاذ منهم من سليم، والجم الغفير من غرق وتلف، والله ~~حسيب من أورطهم وأغراهم، والمنتقم ممن قادهم إلى مناياهم. وأما المخذول ~~المعهود خوره، والشديد تهوره، فإنه سقط عن مركبه في تلك الصدمة سقوطا أوهنه ~~وكلمه، ولولا من كر عليه حتى أقل واحتمل لحصل في ربقة الأسر، ولغلق رهنه ~~إلى آخر الدهر. # وله من أخرى: وقد كانت نشأت بيننا وبين فلان، النطف الود، السيء العهد - ~~جزاه الله جزاء من خاس بذمامه، ونثر عقد الوفاء بعد انتظامه - مداخلة ~~توسطها رؤساء، وتقلد وزراء، طالت زمنا لا ينتهج فيها # PageV03P276 # إلى السلم سبيل، ولا يبدو من الوفاق دليل، ولا يلوح للنجاح وجه مقبول، ~~بما كان السفراء يلقونه من تشطط في غير كنهه ms0707، ومقابلتي بما كان يأتي من ~~شبهه، إلى أن تطأطأ من سموه، وتقاصر من علوه، ونضا عنه ثوب الرياء، وأبدى ~~وجه حاجته إلى الانقياد والاستبقاء، فأنبت إنابة من يؤثر الهدنة على ~~الفتنة، وتأتيت إرادة من يريد إدالة المودة من الإحنة، وأنا أعتقد أنه مصحح ~~فيما أراه، صادق في الذي أعطاه، أقضي على الظاهر، ولا أتجاوز تصفح الحاضر، ~~وإذا ما هو مصر غدرة شوهاء، لو تهيأ مراده منها لأغصت بالريق، وللفت السوق ~~بالسوق، ولكن الله بما عودنا من فضلة نبه على الغامض، وأبان عن برق الخلب ~~الوامض، فرأيت مكنون الضمير، بعين التفكير، ونشرت مطوي الجوانح بيد ~~التدبير، فإذا كل ما عقد منحل، وما أبرم مضمحل، فرددت عندما خلج عقده إليه، ~~وقلبت غير مليم ظهر المجن إليه. # ومن أخرى عنه: كنت قد هادنت أهل غرناطة - لا زالوا في أذيال مكرهم ~~عاثرين، وفي أيدي غوائلهم مستأسرين - مهادنة دعوني إليها فأجبت، واستدنوني ~~نحوها فدنوت، فلما أشرقت على التمام، وآذنت بالانصرام، راسلوني في تماديها ~~فساعدت، وأرادوني على اتصالها فانفعلت وأنفذت، وانعقد بيننا عقد بولغ في ~~تأكيده، وتنوهي في إحكام مواثيقه وعقوده # PageV03P277 # ولم تكد صحيفته تطوى، ولا شهيده يتولى، حتى غدروني في الحصن الفلاني ~~باستنامة من كان فيه من قبل إلى السلم، وإضاعته استشعار الحزم، فلم أعجل ~~بالتنكر، ولا سارعت بالتنمر، ورأيت الاستيناء، وآثرت الاستبقاء، رجاء أن ~~يفكروا في العواقب، فيفيئوا إلى الواجب، ويعطفوا [55ب] إلى الرأي الصائب، ~~وأعدت إليهم من أمكنني إعادته من السفراء، فلقوا منهم بدهة وإباء، والتواء ~~وانزواء، ولما رأيت ذاهب رشادهم لا يرجع، ودواء استصلاحهم لا ينجع، وثأي ~~نصفتهم لا يرأب، وغائب فيأتهم لا يرتقب، عملت على الإيثار، واستجمعت لذي ~~الانتصار، وسقيتهم بمثل كاسهم، ورميتهم عن نظائر قياسهم، فلم يطل أمد، ولا ~~كثر من ماضي الأيام عدد، حتى حصل من وجوه قوادهم، ورؤوس أجنادهم، فلان ~~وفلان، إلى ستة وعشرين رجلا أحيط بهم أسرا، وتقبض عليهم طرا، وجعلوا قراهم ~~البث واللهف، وأبا مثواهم الهون والخسف. # وله من أخرى عنه: شر الناس لنفسه من جهل ms0708 مقدارها، ولم يتهم اختيارها، ~~وقفا إذا شرهت وعميت آثارها، وطار بجناح طمعها، إلى # PageV03P278 # ذميم طبعها، واتبع رائد جشعها، إلى وخيم مرتعها، وعاد إلى الصالح من ~~خلطائه فاستفسده، وإلى الصفي فأحقده، وإلى المستنيم فأوحشه وشرده، ولا سيما ~~في حال تحض على استدناء البعداء، وتبعث على مصادفة الأعداء، ومع نصبة قد ~~أنذرت بمآلها، وحذت من بغتة اغتيالها، بل والله قد نفحت رجومها، ولفحت ~~سمومها، وصرح بالبأساء شومها. # وليس يذهب عنك أني، بما أشرت إليه وردت حواليه، إلى صاحب طليطلة ناظر، ~~وإلى قبح ما عاملني به شاهر، وذلك أنه منذ زمن يتمرس بجانبي، ويقوم في وجه ~~ما لا يريبه من مذاهبي؛ فمن ذلك ما نعلمه من خفوفه إلى بسطة للقاء فلان - ~~أخذه الله بما ألبسته من حرمة فجر دها، وأوليته من نعمة فغمطها وجحدها - ~~وبقائه هنالك يشجعه على غدري، ويشيعه من مخالفة أمري، وتوثق له أنه إذا ~~انصرم مني، وانخزل ببعض عمله عني، كان له إن هممت به سندا، ووصل به إن وصلت ~~يدا، فحينئذ صنع فلان ما صنع، وحاول أن يطير فوقع، من تلك الجهة التي كانت ~~انخرطت في سلك بلدي وعملي، واطردت في منابرها الخطبة # PageV03P279 # لي، حتى انصات فيها فواق بكية حكمه، وذكر على أعوادها اسمه، " ولكن قليلا ~~ما بقاء التثاؤب " ووسمه، إلى غير ذلك من قوارص القول والفعل، وستصل إليك ~~على ألسنة الرسل، وأنا في كل ذلك أحتمل الأذى، وأغضى على القذى، وأقبض يد ~~الأنتصار، طمعا في الاقتصار والاستبصار، وذهابا مع عادة الأناة والإنظار. ~~وربما ألمحت في بعض الأحايين بعتاب، وتكلمت بكلمات غضاب، فظن أن ذلك قصاري ~~في إنكاري، ومنتهى وسعي واقتداري، فزاد الاعتداء والاستهداف، وعظم الازدراء ~~والاستحفاف، ولولا نظري من هذه الجزيرة - عصمها الله - إلى ما ينظر إليه، ~~وإشفاقي منها على ما لا يشفق عليه، لأسكنت أول انبعاثه ذلك النزوان، وردعت ~~قبل احتفاله ذلك الاستنان. # وفي فصل منها: ثم ختم تلك الهنات، وتلا تلك السيئات، بخبر صاحب فلانة، ~~كنت أوطاته، على علمك رقاب أهلها، وجعلت إليه القبض والبسط فيها ms0709، ولم أشرك ~~معه أحدا في معنى، فخان بما ائتمن، وفرط في ما احتجن، وخاف عاقبة ذلك فنغل ~~واضطغن، وأراد أن يفوز ببطنته # PageV03P280 # وما جمع، وينجو مما حذر عليه وتوقع، فأزمع على الانحراف والانزواء، ~~واستجمع للخلاف والانتزاء، وداخل فلانا يعرض عليه مما ذهب إليه، ليؤيده على ~~قبوله بما في يديه، فنأى عنه بجانب النزيه الكريم، وأعرض إعراض الحر ~~الصميم، فانصرف إلى المذكور وهو لمناها مستمطر متوكف، وإلى مثلها مستوقف ~~مستشرف، فما دعاه حتى لباه، ولا أومي إليه حتى تهافت عليه، لا يتهيب حالا، ~~ولا يتوقع مآلا، وبلغني الخبر وكفى به مزعجا، ولا كمثله مبرما محرجا، فصبرت ~~حتى أعذرت، وتأنيت حتى أبليت، ثم اعتزمت على الانتصار، وتقدمت لطلب، الثار، ~~مستخيرا وعد الله لمن بغي عليه، مقتضيا حكمه العدل فيمن تسبب إليه، فتقدمت ~~في معسكر ألفته يد الإعجال، [56أ] وحالت البديهة بينه وبين الاحتفال، فأنخت ~~به على بلده أياما، قطعت فيها دونه كل الرفاق، ولم أبق حوله سقفا على جدار ~~ولا قائمة على ساق، ثم مررت إلى جهة فلانة أجوس خلالها، وأتقرى بالنهب ~~والإحراق أعمالها، وأتسنم معاقلها، وأجعل أعاليها أسافلها، إلى أن وقفت ~~بجانبها منازلا، وزحفت إلى بابها مقاتلا، وصاحبها يرى الخوي ملء عينيه، ~~ويقلب على خسارة صفقته كفيه، ولا يعاين إلا نارا تضطرم عليها، وتصطلم ~~حواليها، فلو أصغينا لسمعنا قعقعة أضراسه، واستشعرنا لوجدنا حر أنفاسه؛ وكل ~~كمي عنده - وكانوا عددا لفيفا، وجمعا كثيفا - فد نسخ جبانا، ومسخ هدانا، لا ~~يكاد يقبل حتى يدبر، ولا يبرز حتى ينجحر: # PageV03P281 # تلقى الحسام على جراءة حده ... مثل الجبان بكف كل جبان ثم انكفأت، على ~~غير الطريق التي كنت أنشأت، عائدا بمثل ما بدأت، واطئا ما لم أكن قبل وطئت، ~~فتخيل سبيلي، في وجهتي وقفولي، وتمثل أثري، في وردي وصدري. وكنت قد وجهت ~~أسطولا بلغ في ساحل بلده أقصى المبالغ من الإفساد والتدمير، والتغيير ~~والتأثير، ثم انصرف بحمد الله كما انصرفت على غاية الوفور والظهور. # وله عنه من أخرى: وإن فلانا جارنا - لا أجاره الله من ريب ms0710 الزمان، ولا ~~صرف عنه صروف الحدثان - يأبى الله أن يراه حائدا عن فساد، وعائدا إلى رشاد، ~~ومقلعا عن قبيح، ومستمعا من نصيح، فهو - والأيام قد وعظته لو اتعظ، ~~والأحوال قد نبهته لو انتبه واستيقظ، وحجة علو السن قد قامت عليه، ووجهوه ~~غير الدهر قد سفرت إليه، بمنزلة الغر العابث، في مسلاخ السفيه العائث، ولا ~~يقصر ولا يبصر، ولا يرعوي ولا بفكر. # واتفق الآن، بمساعيه الخبيثة، ومحاولاته الذميمة، أن تسبب إلى مداخلة ~~الحصن الفلاني، على يدي خبيث من أهلها، قد دبر الحيلة حتى اتجهت في مثلها، ~~وأنفذ إليه قائدا من وجوه عبيده، واتصل بي الخبر، فطيرت من ناشبهم الحرب، ~~فوهب الله لأوليائي الظهور، ووقى الله المحذور، من مضرة # PageV03P282 # كان الجاهل المطاول قرع بابها، وأحصد في ظنه أسبابها، فتأمل كيف دؤوب هذا ~~الموصوف بحقائق صفاته، المتابع لقبائح هناته، على إضرام نار الفتن، ~~باستثارة دواعي الإحن، وتعريض المسلمين - عصمهم الله - للحوادث والمحن، ~~وكيف لا يزداد على الأيام إلا جماعا في ميدانه، وانقيادا لشيطانه، ~~واستكثارا من سوء عمله، على قريب أجله؛ وليشكر الله حق شكره من لم يضعه هذه ~~الضيعة الورهاء الشوهاء، ويشعره هذه البصيرة العمياء الصماء، ومن طبع على ~~قلبه، بمجاهرة عصيان ربه، فشره أبدا عتيد، وشيطانه مريد. # وفي فصل من أخرى: ورد كتابك مبينا عن ود كماء المزن، وعهد كروض الحزن، مع ~~بر حافل وفيته، إلطاف بالغ أحفيته، مجلوين في معرض سيادة لاحظت ضميري لها ~~عيون حور، وجاذبته منها ألفاظ أو انس نور، أرتني البيان كيف يدب سحره، ~~والافتنان كيف يطم بحره، وزهر الآداب كيف يطلع من كمامه، ولؤلؤ الكلام كيف ~~يتسق من نظامه، كل ذلك سافر عن وجهه طوية سائلة غرة الإمحاض، سليمة جوهر ~~الصفاء، مع علوق مستحيلة الأعراض. # وله عنه منه أخرى إلى صاحب المهدية: إنني - أيدك الله - على ما بيننا من ~~لجج خضر، وفياف غير، لمستكثر من إخائك، مستظهر بوفائك # PageV03P283 # متوفر على إجمال ذكرك وثنائك، وقياما بما يتعين من مجدك وسنائك، ويعلم ~~الله انه ما أملي الأبعد، وعملي الأحمد ms0711، إلا أنه يؤم أفقك الطلق - صان الله ~~بهاءه، وحسن أرجاءه - من الخواص النبلاء، والأعيان الفضلاء، من يبلغك ~~كتابي، وينوب في إنهاء طاعتي إليك منابي. # وكان فلان [56ب] قد ألم بي زائرا، وتلوم لدي مجاورا، فأقبلته وجه البشر، ~~وألحفته جناح البر، وبخلال رائعة، وخصال بارعة، لنفائس المحاسن جامعة، منها ~~- وهي أحظى وسائله لدي، وأدنى فضائله إلي - إدمانه نشر نشر معاليك، وإعلانه ~~بث أياديك، وكنت متى تشوف لمعاودة وطنه، واستشرف لمطالعة سكنه، أقوم في وجه ~~زماعه، وأغض من طرف نزاعه، استمناحا بما يثيره من ميامنك، واستدامة لما ~~يتلوه من آيات محاسنك، إلى أن جد به التوق، واستولى على مقادته الشوق، ولم ~~يكن في صده عمل، ولا برده قبل، فأصبحته كتابي هذا إليك مجددا رسم الوداد، ~~وعامرا سبيل حسن الاعتقاد، ومعلمابما بلوت من صدق تشيعه لمجدك، وخفة لسانه ~~بحمدك، ومشيرا إلى ما عنده من كنه إجلال لك، وحقيقة استكثار منك، ثقة بأنه ~~يحسن إنهاءه، ويوفي أداءه إن شاء الله. # قال ابن بسام: ومحاسن ذي الوزارتين أبي بكر أكثر من أن تحصى، وآياته أبين ~~وأبهر من أن نستقصي، وإنما ظفرت منها بطرف، وحصلت # PageV03P284 # منها على نتف، ولم يقع إلي من شعره ما أوشح هذا المجموع بذكره، ولا بأس ~~باثباته إن حصل، وبالله أستعين وعليه أتوكل. # ومنهم الوزير الفقيه الكاتب أبو القاسم # محمد بن عبد الله بن الجد # قريع وقتنا، وواحد عصرنا، ممن استمرى أخلاف النظم والنثر، فدرت له ~~بالبيان أو بالسحر، فإن تكلم فأبو بحر، أو نظم فكلثوم بن عمرو، حتى إذا أخذ ~~في الجدال، أو تفقه في علم الحرام والحلال، فرويدك حتى ترى الصبح كيف يسفر، ~~وثبج البحر كيف يزخر وهو على نباهة الذكر، وعلو القدر وشرف المحل من فهر، ~~قد لزم داره، وطوى أخباره، واقتصر على عفة من المعيشة رزقها، فهو يتبرض ~~جميعها، لا بل يتزود نسيمها، والشمس، وأن سترها الضباب فغير خفية السناء، ~~ولا مجهولة الغناء. وكان على عهد المعتمد قد تقلد وزارة ابنه يزيد، فلم # PageV03P285 # يزل معه علي الشان، نابه ms0712 المكان، حتى كان من أمره ما كان. وهو اليوم في ~~وقتنا قد اضطر إليه أهل قاعدة لبلة فولوه خطة الشورى، وألقوا إليه مقاليد ~~الفتوى، فمهد لذلك جانبا متن كفايته، واحتسب فيه جزءا من عنايته، على كره ~~منه شديد، ومرام في التزايد من العلم بعيد. وعلى ذلك فلم يدع مساجلة ~~الإخوان، ومراسلة من يرتسم بهذا الديوان، من بني الأوان، بما يشهد له أنه ~~بديع الزمان، وفارس الميدان، وقد أثبت له بهذا الديوان، ما يقيم له أوضح ~~برهان. # جملة من رسائله في أوصاف شتى # فصول له من رقعة أنشأها على لسان من صدر من بيت الله الحرام وزيارة قبر ~~نبيه عليه السلام: صلوات الله على خاتم الرسل، وناهج السبل، وناسخ جميع ~~الملل، ومجلي الظلم والظلم، ومحيي القلوب بنور الهدى والحكم، ومقلد النذارة ~~والسفارة إلى كواف الأمم، وعليه من لطائف التسليم، ما يربى على عدد النجوم، ~~ويزري بالمسك المختوم، ويقتضي باتصاله واحتفاله رضى الحي القيوم. # كتبت يا أكرام الأنبياء وسائل، وأعظمهم فضائل، وأعمهم فواضل، وأتمهم ~~فرائض ونوافل، وقلبي بحبك معمور ومأهول، وعلى الإيمان بك مفطور ومجبول، ~~ويتمثل ما عاينته من عظيم آثارك مهول مشغول # PageV03P286 # ومن لي بمقول [57أ] لا يتخلله خلل، ولا يدركه في الصلاة عليك والدعاء لك ~~ملل، ولا يشغله عن ذكر الله تعالى وذكرك سهو ولا خطل، حتى أقطع بذلك آناء ~~ليلي ونهاري، وآصالي وأسحاري، وأجعله شعاري ودثاري، وهجيراي في إعلاني ~~وغسراري؛ اللهم ألهمني من تحميدك وتسبيحك، والصلاة على رسولك الأمين ~~ونصيحك، ما يشغل لساني، ويثقل ميزاني، ويبسط يوم الفزع الأكبر من أماني؛ ~~اللهم وفر حظي من شفاعته، وأحسن عوني على طاعتك وطاعتهن واحشرني في عداد ~~زمرته وجماعته. # ولما صدرت يا رسول الله عن زيارتك الكريمة، وقد ملأت هيبتك ومحبتك أرجاء ~~فكري، وفضاء صدري، وغشيني من نور برهانك ما بهر لبي، وعمر قلبي، لحقني من ~~الأسف لبعد مزارك، والحنين إلى شرف جوارك، ما أودع جوانحي التهابا، وأوسع ~~جوارحي اضطرابا، وأشعر أملي عودا إلى محلك المعظم وإيابا، وكيف لا أحن إلى ~~قربك ms0713، وأتهالك في حبك، وأعفر خدي في مقدس تربك، وبك اقتديت فاهتديت، ولولاك ~~ما صمت ولا صليت، ولا سعيت ولا طفت، بل كيف لا يتحرك نحوك نزاعي، ويتأكد ~~انقطاعي، وبك استشفاعي، واليك مفزعي يوم الداعي. فلا تنس لي يا رسول الله ~~عياذي بك ولياذي، وإسراعي إلى زيارتك وإغذاذي، واذكرني في اليوم العظيم ~~المشهور، عند حوضك المورود، وظلك الممدود، ومقامك المحمود. # PageV03P287 # اللهم كما أعنتني على حج بيتك المحرم، وزور نبيك المكرم، فاجعله لي ~~شفيعا، وتوفني على ملته مطيعا، ويسر لي كرة إلى مواطنه المقدسة ورجوعا، إنك ~~على ذلك قدير، وبحقيقة دعائي عليم خبير، والسلام المردد والمؤكد على نبي ~~الرضوان، وصفي الرحمن، ما تعاقب الملوان، وتناوب العصران. # وله من أخرى خاطب بها بعض من قدم من الحجاز: كتبت وقد هزني وافد البشرى، ~~واستخفي رائد المسرة الكبرى، بما سناه الله من قدومك محوط الجوانب ~~والأرجاء، منوط الفخار بذوائب الجوزاء، محطوط الآثار في مواطن الرسل ومواطئ ~~الأنبياء، فيا لها حجة مبرورة ما أتم مناسكها، وأوضح في مناهج البر ~~مسالكها، لقد شهد فيه الميقات بخلوص إهلالك وإحرامك، واهتز البيت العتيق ~~لطوافك واستلامك، ورضيت المروة والصفا عن كمال أشواطك، وتهلل بطن المسيل ~~لسعيك فيه وانحطاطك ثم بالموقف الأعظم من عرفة سطع عرف تخشعك ودعائك، ~~وارتفع خفض تضرعك واستخذائك، وفي البيت الأكرم من المزدلفة حظي تقربك ~~وتزلفك، وزكا تهجدك وتنفلك، وعند الإفاضة فاضت الرحمة عليك، وكملت النعمة ~~لديك؛ وأما منى ففيها قضيت مناك وأوطارك، وقبلت هداياك وجمارك، وحطت خطاياك ~~وأوزارك، فما صدرت عن تلك المعالم المكرمة، والشعائر المعظمة، وإلا وهي ~~راضية عن عجك وثجك # PageV03P288 # شاهدة لك بكمال حجك، مشفقة من فراقك وبعدك، متعلقة لو أمكنها ببردك، وقبل ~~أو بعدما تأنست بك يثرب، ورفع لك جناحها مضرب، فشافهن منازل التنزيل، ~~وطالعت معاهد الرسول، وقضيت من زيارة القبر الكريم واجبا، وقمت بينه وبين ~~المنبر ضارعا راغبا، فما حجب عنه عليه السلام زورك وإلمامك، وقصدك ~~وائتمامك، وصلاتك وسلامك، بل كان لكل ذلك راعيا سامعا، ويكون لك بحول الله ~~شاهدا شافعا، فهنأك ms0714 الله ما منحك من جزيل الأجر في مواقف الحرمين، وأطار لك ~~من جميل الذكر في الخافقين. # ولما قعد عن قصدك ما قعد، ولم يمكني الوفود عليك في جملة من وفد، استنبت ~~كتابي منابي [75ب] . # وله من أخرى في صفة مطر بعد قحط: لله تعالى في عباده أسرار، لا تدركها ~~الأفكار، وأحكام، لا تنالها الأوهام، تختلف والعدل متفق، وتفترق والفضل ~~مجتمع متسق، ففي متحها نفائس المأمول، وفي منحها مداوس العقول، وفي أثناء ~~فوائدها حدائق الإنعام رائقة، وبين أرجاء شدائدها بوارق الإنذار والأعذار ~~خافقة، وربما تفتحت كمائم النوائب، عن زهرات المواهب، وانسكبت غمائم ~~الرزايا، بنفخات العطايا، وصدع ليل اليأس صبح الرجاء، وخلع عامل البأس والي ~~الرخاء، ذلك تدبير اللطيف الخبير، وتقدير العزيز القدير. # ولما ساءت بتثبط الغيث الظنون، وانقبض بتبسط الشك اليقين # PageV03P289 # واسترابت حياض الوهاد، بعهود العهاد، وتأهبت رياض النجاد، لبرود الحداد، ~~واكتحلت أجفان الأزهار، بإثمد النقع المثار، وتعطلت الأنوار، من حلي الديمة ~~المدرار، أرسل الله تعالى بين يدي رحمته ريحا بليلة النجاح، سريعة الإلقاح، ~~فنظمت عقود السحاب، نظم السخاب، وأحكمت برود الغمام، رائقة الأعلام؛ وحين ~~ضربت تلك المخيلة في الأفق قبابها، ومدت على الأرض أطنابها، لم تلبث أن ~~انهتك رواقها، وانبتك وشيكا نطاقها، وانبرت مدامعها تبكي بأجفان المشتاق، ~~غداة الفراق، وتحكي بنان الكرام، عند أريحية المدام، فاستغربت الرياض ضحكا ~~ببكائها، واهتزت رفات النبات طربا لتغريد مكائها، فكأن صنعاء قد نشرت على ~~بسيطها بساطا مفوفا، وأهدت إليها من زخارف بزها ومطارف وشيها ألطافا وتحفا، ~~وخيل للعيون أن زواهر النجوم، قد طلعت من مواقع التخوم، ومباسم الحسان، قد ~~وصلت بافترار الغيطان، فيا برد موقعها على القلوب والأكباد، ويا خلوص ريها ~~إلى غلل النفوس الصواد؛ كأنما استعارت أنفاس الأحباب، أو ترشفت شنبا من ~~الثنايا العذاب، أو تحملت ماء الوصال، إلى نار البلبال، أو سرت على أنداء ~~الأسحار وريحان الآصال. لقد تبين للصنع الجميل # PageV03P290 # من خلال ديمها تنفس ونصول، وتمكن للشكر الجزيل في ظلال نعمها معرس ومقيل؛ ~~فالحمد لله على ذلك ما انسكب قطر، وانصدع ms0715 فجر، وتوقد قبس، وتردد نفس، وهو ~~الكفيل تعالى باتمام النعمى، وصلة أسباب الحياة، بعزته. # وله من رقعة خاطب بها الوزير الفقيه أبا القاسم الهوزني إثر قدومه من ~~حضرة أمير المسلمين، رحمه الله تعالى، غب نبوة خلصت إلى غربه، وروعة كادت ~~تطير بسربه: # وكم نعمة لا يستقل بشكرها ... إلى الله في طي المكاره كامنه قد يجتنى - ~~أغرك الله - من شجر المساءة ثمر المسرة، ويجتلى وجه المحبوب غب المكروه ~~مشرق الأسرة، وربما تجهم القدر وضميره مبتسم، وتصلب الزمن وعقده محتشم، ~~وإنما ينظر إلى موقع الأقدار في الإصدار، وتحمد مجاري الأعمال عند المآل؛ ~~وفي هذه المقدمة دلالة على النبوة التي ما اعتكر جنحها، إلا ريثما وضح ~~صبحها، ولا نعب بالبعد غرابها، حتى التفت إلى سانح السعد ركابها، ولا ~~استطار لها في قلب الولي صدع، حتى اشتمل منها على أنف العدو جدع؛ وما ذاك # PageV03P291 # إلا لأن سلطان الحق أنجدك وأيدك، وبرهان الفضل قام معك وأطال يدك، وحاشا ~~للعلم أن يلبس حامله خمولا، أو يحث له نحو الاذالة حمولا، فوشكان ما استقلت ~~بك يدي الآثار، في صدر العثار، وخاصمت عنك ألسن السنن، عوارض المحن، وما ~~سرت إلا وظل الكرامة عنك ظليل، وصنع الله لك رسيل وبك كفيل، فلئن أوحش ~~مسيرك، لقد آنس ظهورك، ولئن حسن اقترابك، لقد سمج اغترابك، ولئن سخنت العين ~~بعدك، لقد بين البين فقدك؛ فالحمد لله الذي أوشك مقدمك، وأعلى قدمك، ورفع ~~في كل مكرمة ومأثورة علمك، [58أ] وإياه تعالى أسأل أن يهنيك ويهنئ فيك ~~عارفة السلامة، ويبقيك بعيد الصيت رفيع القدر في الظعن والإقامة، ولولا ~~ترددي في عقابل ربع لزمت جسمي شهورا، واتخذته ربعا معمورا، لما استنبت في ~~التهنئة خطابا، ولحثثت نحوك ركابا، وأنت بسروك توسع العذر قبولا، وتقبله ~~وجها جميلا. # وله من أخرى يهنئ بمولود: إن أحق ما انبسط فيه للتهنئة لسان، وتشرف في ~~ميادين معانيه بيان وبنان، أمل رجي فتأبى زمانا، واستدعي فلوى عنانا، ~~وطاردته المنى فأتعبها حينا، وغازلته الهمم فأسعرها حنينا، ثم طلع غير ~~مرتقب، وورد من صحبة ms0716 المباهج في عسكر لجب، فكان كالمشير إلى ما يعده من ~~مواكب الآمال، والدليل على ما وراءه # PageV03P292 # من كواكب الإقبال، أو كالصبح افترت عن أنوار الشمس مباسمه والبرق تتابعت ~~إثر وميضه غمائمه، وفي هذه الجملة ما دل على المولود المجدود، المؤذن ~~بترادف الحظوظ وتضاعف السعود. فيا له نجم سعادة، تطلع في أفق سيادة، وغصن ~~سناء، تفرع من دوحة علاء، لقد تهللت وجوه المحاسن باستهلاله، وأقبلت وفود ~~الميامن باستقباله، ونظمت له قلائد التمائم، من جوهر المكارم، وخص بالثدي ~~الحوافل، بلبان الفضائل. وما كان منبت الشرف بانفراد تلك الأرومة الكريمة ~~إلا مقشعر الربى، مغبر الثرى، متهافت أغصان الرضى، فأما وقد اهتز في أيكة ~~السيادة قضيب، ونشأ من بيتة النجابة نجيب، فأخلق بذلك المنبت أن تعاوده ~~نضرته، وترف عليه حبرته، ويراجعه رونقه وبهاؤه، وتضاحكه أرضه وسماؤه، ~~فالحمد لله على ما أتاحه من انثناء الأمل بعد جماحه، واختيال الجذل في حلية ~~غرره وأوضاحه، وهو المسؤول أن يهنيك منه صنعا يحسن في مثله الحسد، ويتمنى ~~لفضله النسل والولد. # وله من أخرى خاطب بها ذا الوزارتين الكاتب أبا بكر بن القصيرة وقد قربت ~~بينهما المسافة، حسبما ذكر، ولم يتفق التقاؤهما: # لم أزل - أعزك الله - أستنزل قربك براحة الوهم، عن ساحة النجم، وأنصب لك ~~شرك المنى، في خلس الكرى، وأعللك فيه نفس الأمل، بضرب سايق المثل: # PageV03P293 # ما أقدر الله أن يدني على شحط ... من داره الحزن ممن داره صول فما ظنك بي ~~وقد نزل عىل مسافة يوم، وطالما نفر عن خياله نوم، ودنا حتى هم بالسلام، وقد ~~كان من خدع الأحلام، وناهيك من ظمأي وقد حمت حول الورد الخصر، وذمت الرشاء ~~بالقصر، ووقف ب ناهض القدر، وقفة العير بين الورد والصدر، فهلا وصل ذلك ~~الأمل بباع، وسمح الزمان باجتماع، وطيت بيننا رقعة أميال، كما زويت مراحل ~~أيام وليال، وما كان على الأيام لو غفلت قليلا، حتى أشفي بلقائك غليلا، ~~وأتنسم من روح مشاهدتك نفسا بليلا؛ ولئن أقعدتني بعوائقها عن لقاء حر، ~~وقضاء بر، وسفر قريب، وظفر غريب، فما ms0717 تحيفت ودادي، ولا ارتشفت مدادي، ولا ~~غاضت كلامي، ولا أحفت أقلاني، وحسبي بلسان النبل رسولا، وكفى بوصوله أملا ~~وسولا، ففي الكتاب بلغة الوطر، ويستدل على العين بالأثر. # PageV03P294 # على أني إنما وحيت وحي المشير باليسير، وأحلت فهمك على المسطور في ~~الضمير، وإن فرغت للمراجعة ولو بحرف، أو لمحة طرف، وصلت صديقا، وبللت ريقا، ~~وأسديت يدا، وشفيت صدى، لا زالت أياديك بيضا، وجاهك عريضا، ولياليك أسحارا، ~~ومساعيك أنوارا. # ثم ختم رقعته بهذه الأبيات: # هو الدهر لا يفتا يمر ويحلو لي ... وسيان عندي ما يجد وما يبلي [58ب] # إذا أشكلت يوما عليه ملمة ... فمن ظهر قلبي يستمد ويستملي # سألقى بحد الصبر صم خطابه ... وإن صيغ فيها الشيب من حدق النبل # وأعرض عن شكواه إلا شكية ... بها من هو مرآك ضرب من الخبل # روى لي أحاديث المنى فيه غضة ... ولكنها لم تخل من غلط النقل # وجاد بقرب الدار غير متمم ... ويا رب جود قد من شيم البخل # تراءى لي العذب النمير فليتني ... بردت لهاتي منه في نغبة النهل # أتحجب شمس العلم بردة ليلة ... ولو وصلت أردانها ظلمة الجهل # ويخشن مسراها لموطئ أخمصي ... ولو نبتت في جنحها إبر النحل # أجل قيد هذا الدهر أضيق حلقة ... وأقصر للخطو الوساع من الكبل # سأبعث طيفي كل حين لعله ... يصادف من نجوى خيالك ما يسلي # ودونك من روض السلام تحية ... تنسيك غض الورد في راحة الطل # PageV03P295 # قوله: " ويا رب جود قد من شيم البخل " يشبه قول الآخر: # الدهر ليس له صنيع يشكر ... شرب له يصفو وشرب يكدر # يهب القليل وقد نوى استرجاعه ... هبة البخيل أقل منه وأنزر وكأن هذا من ~~قول بشار: # أما البخيل فلست أعذله ... كل امرئ يعطي على قدره فراجعه ذو الوزارتين ~~برقعة نسختها: كتبت ولسان القلم يتلعثم، وقدم الكلم يتأخر أكثر مما يتقدم، ~~هيبة لانتقادك، وعجزا عن مواقع إصدارك وإيرادك، وإن متعاطي جرائك، ومناهض ~~إعادتك أو إبدائك، لجدير بالتقصير، وخليق بحرمان حظ البسوق والظهور، والله ~~يزيدك فضلا، ويجعلك لكل جليلة من الخصال ونبيلة من الأحوال أهلا ms0718، بمنه. # ووصل إلي - وصل الله اعتلاءك، وأثل مجدك وسناءك - خطابك الكريم نظما ~~ونثرا، فأهدى برا، واقتضى ما لا يستطاع شكرا، ويعلم الله الذي لا ينطوي ~~دونه سر، ولا يفوت إحصاءه أمر، أني أجد من الشوق إليك، مثل ما أخبرت به ~~لديك، وأحس من التشوق إلى لقائك، بنحو ما أطلعته من تلقائك، والله وليك حيث ~~كنت، وكلئك وكالئي # PageV03P296 # فيك أقمت أو ظعنت، وإياه أسأل أن يبلغك أوطارك، ويؤتيك من كل أمل وفي كل ~~مورد ومصدر اختيارك، بعزته. # وأنا أعتذر من الاقتضاب، وأن لا ألم في النظم بجواب، بما لا يذهب عليك من ~~الأعذار ولا يستتر دونك من الأسباب، وأنت بمعاليك تقبل العذر، وتتأول أجمل ~~تأول الأمر. # وله من أخرى: لم أزل مذ جد اغترابك، ونعب غرابك، أتعجب من تحولك، وأتشوف ~~إلى ما يراد من قبلك، فلم أظفر من خبرك بيقين، ولا حصلت من كيفية مقرك على ~~ثلج مبين، إلى أن ورد جهينة أخبارك، وعيبة أسرارك، فلان، فكشف من صورة أمرك ~~ما التبس، ووصف من جملة حالك ما سر وأنس، وذكر أن ذلك القطر - حرسه الله - ~~رحبت بك معاهده، وعذبت لك موارده [59أ] واشتملت عليك أفياؤه، وتهللت إليك ~~أرجاؤه، ولا غرو من نفاقك حيث احتللت، وقبولك أيما انتقلت، فمن تحلى بمثل ~~حلاك، لم يضع كيف تصرف، ولا عدم اللطف أينما انحرف؛ والله تعالى يصنع لك ~~جميلا، وينيلك حيثما كنت أملا وسولا. # ووصل خطابك الخطير فجلا وجه برك وسيما، وشخص عهدك عميما، وأهدى إلي من ~~رياض ودك نسيما، ومن عرار حمدك شميما، فيا حسن موقعه من الضمير، ويا نبل ~~منزعه الجميل المشكور. # وله من أخرى: قد يرد من تحف الإخوان ما لم يراقب له مورد، ولا # PageV03P297 # ضرب فيه موعد، ولا غازله ضمير، ولا تقدم فيه بشير، فيكون لجامع الأنس ~~أجلب، ولمجامع النفس أذهب، وعلى صفحات الفؤاد أندى وأبرد، وإلى تلعات ~~الوداد أهدى وأقصد، لا سيما إذا ورد وللوحشة جثوم، وبين الجوانح كلوم، ~~كمورد خطابك، فإنه هجم ولا تأهب له خلد، ونجم وفي جفن ms0719 الأنس رمد، فأذكرني ~~حسنه زمن الصبا، ونفس الصبا، وأنساني عهده زهر الربى، وثمر المنى، وجدد من ~~رسم الصبابة والمقة قديما، وأحيا من شخص القرابة رفاتا رميما، ونشر من ~~واشجها ما دفنته الأيام خمولا، ووصل من مقطوع أسبابها ما لم يكن قبل ~~موصولا، فلله در عهدك ما أجمل محياه، وأنم في روض الوفاء رياه، وسقيا لمغرس ~~مجدك فما أذكى ثراه، وأطيب جناه، وصل الله ما بيننا يوم تقطع الأسباب ~~والأنساب، وجعله ميراثا في الأخلاف والأعقاب، وأبقاك أنسا لذوي الألباب، ~~ومعدنا للكرم اللباب، بمنه. # وتلقيت المنزع الجميل في جهة فلان، المسند إلى مجدك بأحسن وجوه الإجمال، ~~وأتم معاني البر المتوال، وأقبلت عليه، إقبال المصغي إليه، المستوفي ما ~~لديه، فنشر من أياديك الجميلة مآثر، وشب بمندل ذكرك الطيب مجامر، وعمر ~~بأوصاف معاليك مشاهد ومحاضر، وجعلت أهتز لسماعها طربا، وأستعيد من أغانيها ~~نوبا، وأستزيده من محاسنها عجبا وعجبا، فأمتع بشهيها أذني، وأذكر بلذيذها ~~معسف زمني، ورأيته حسن الأداء، لمعاني الثناء، متصرف اللسان، في شكر ~~الإحسان، والله يعمر بوفود الأمل جنابك، ويمد في ساحة الكرم أطنابك، بعزته. # PageV03P298 # وله من أخرى: قد كنت - أدام الله عزك - بتواتر السماع، وتظاهر الإجماع، ~~أتقلد فضلك، وأشهد بالسبق لك، وأود أن يسفر بيننا خطاب، ويتفق للمفاتحة ~~أسباب، رغبة في الانتظام، ولو بسفارة الأقلام، واجتلاء بالإخاء، ولو بالرقم ~~صفح الماء، إلى أن وافاني خطابك ففتح للمداخلة بابا، وأوضح في المواصلة ~~شعابا، وتضمن من أدلة الود ما لا يكذب رائده، ولا يحرج شاهده، بل يقضى ~~بشهادته ويحكم، ويقطع على عدالته ويختم. # فأما ما نحلتنيه من الوصف الجميل، ومنحتنيه من الغرر والحجول، فإنما هي ~~حلاك، أعرتها أخاك، وأوصافك تبرع، بها إنصافك، وسماتك، تجافت عنها مكرماتك، ~~وقد تقلدتها حلية جمال، ورفلت منها في حلة أجمال، واعتقدتها ذخيرة أيام ~~وليال. والله تعالى يؤكد بيننا دواعي الوداد، ويجعل خلتنا من عدد المعاد، ~~ويعين على شكر برك المبدأ المعاد. # واجتليت منه افشارة الكريمة في جهة فلان، فمهدت له عندي كنفا رحيبا، ~~وبوأته لدي محلا قريبا، وشغلت لحظي ms0720 برعاية أمره، وبسطت يدي في شد أزره؛ ~~ومما أكد حقوقه علي تشيعه في علائك، وتحدثه بآلائك، وتقلبه برهة من الزمن ~~في ظل حرمك وفنائك، والله تعالى يبقيك مؤثرا للحسنة، محمودا بجميع الألسنة، ~~ولا يخليك من الشيمة الدمثة والكلمة اللينة. # وله من أخرى: إذا عددت [59ب] أعزك الله - أعيان الزمان، وأفاضل # PageV03P299 # الإخوان، ثنيت عليك خنصري، وطمحت إليك ببصري، وطرت في جوك ووقعت، وانحططت ~~في شعبك وربعت، لأنك - والله يبقيك - حامل آداب ومعارف، ولابس من خلع الفضل ~~مطارف، ومتميز بفضول محاسن منحت جمالها، ومتفرد بخواص فضائل جمعت كمالها، ~~لا أعدمني الله منك جملة فضل، وزهرة نبل، وذخر وفاء، وعلق سناء، بمنه. # وطلع علي خطابك مع فلان عبدك، ولسان حمدك، فأهب من روح الأنس بك نسيما، ~~وجدد عهود سلفت ورسوما، وأجناني من رياض برك نورا عطرا، وسقاني من حياض ودك ~~عذبا خصرا. # فيا شبعي برونقه وريي ... وأنهى إلي المذكور ما تنسمه من أرج ثنائك، ~~واجتلاه من تبلج إخائك، فاتصل البر واتسق، وتتابع الفضل على نسق، ثم استطرد ~~إلى شكر ما أوليته من غر أياد، وإجمال متماد، واستنفد في ذلك جهد لسانه، ~~وجرى في ميدانه ملء عنانه، فأحمدت مقطعه ومنزعه، ووجدت العرف واقعا فيه ~~موقعه، وأنت بسروك تؤكد فضلك عنده، وتصل إجمالك معه، لا أخلاك الله من بث ~~صنائع، في أصناف مواقع، وأشتات مواضع. # ومن أخرى له: كتبت وأنا في عقابل شكوى سدكت بي منذ أشهر # PageV03P300 # سدك الغريم، وعركتني بأكف آلامها وأيدي سقامها عرك الأديم، حتى لقد فغرت ~~علي فاها المنون، واستوت في اليأس مني الظنون، إلا أنه تعالى بلطفه من ~~بالإقالة والإرجاء، ونقلني عن جهة اليأس إلى جانب الرجاء، له الحمد ~~متواترا، والشكر أولا وآخرا، وهو المسؤول، عز وجهه، أن يمليك أطول الأعمار، ~~ويزوي عنك مكروه الأقدار، بمنه. # وكان خطابك قد وافى في عنفوانها، وصد رنزوانها، فخفف من أوصابها، وخلع ~~بعض أثوابها، وكأنما ورد عائدا ملطفا، أو وفد زائرا متحفا، ورمت المراجعة ~~فلم تساعدني يد، ولا نهض بي جلد، ولما نضوت برد الاعتلال ms0721، وشمت برق ~~الإبلال، وجب إنهاء العذر المعترض، وتعين قضاء الحق المفترض. وأما شكري لما ~~تضمنه الكتاب الكريم من لطائف البر والثناء، ونتائج الفضل والسناء، فمسحوب ~~الأذيال، في طريق الاحتفال، مأخوذ الأنفاس، من زهر الرملة الميعاس، ويعلم ~~الله تعالى المطلع على خواطر الضمير، وهواجس الصدور، استنامتي إلى كرم ~~نواحيك، وثقتي بشرف مناحيك، واغتباطي بما أحكم بيننا من نظام التآلف، ورفع ~~لنا من أعلام التعارف؛ واجتليت من مختم الكتاب سلام الوزير الكاتب ناثر ~~درره # PageV03P301 # وراقم حبره، ولك الفضل في إبلاغه من تحيتي ما يضاهي تنفس الأزهار، في ~~وجوه الأسحار. # وكتب كعتنيا بأحد الأدباء الشعراء: لئن كانت الأيام - أعزك الله - قد ~~قلصت أذيال أحوالك، وسلطت هجيرها على برد ظلالك، وكدرت بأقذاء صروفها صفو ~~زلالك، فما استلانت نبعك، ولا أحالت عن عادة الجميل طبعك، ولا عفت في منازل ~~السناء والثناء ربعك، فقد يجري الجواد وهو منكوب، ويتجمل الحر وبه ندوب، ~~والله تعالى يجبر الصدع، ويجمل الصنع، بعزته. # ويتأدى من يد فلان، وفي علمك ما دهي به وطني من خطوب الزمن، وضروب المحن، ~~وتقلب عباد الوثن، ودفعته الضرورة إلى استرفاد الأحرار، والتكسب بالأشعار، ~~وهو ممن يتصرف في الصناعة بلسان صنع، ويأوي فيها إلى طبع غير طبع، وله في ~~قبول عفو المنيل إجمال، وعنده في شكر العرف المختصر احتفال. # ولما عرف ما بيننا من عهد لا يفارق نصابه كرم، ولا يلحق شبابه هرم، اتخذ ~~خطابي هذا عنوان شعره، ولسان أمره، ودليلا على موضعه، ومشيرا إلى مقصده ~~ومنزعه، وأنت بسروك تصدق أمله، وتبيض وجه [60أ] الصنيعة قبله. # وله من أخرى في مثله: العهد وإن قدمت أحكامه، وسلفت أيامه # PageV03P302 # إذا استجد عاد جديدا، ونشأ حميدا، لا سيما إذا غرس في تربة وفاء، وسقي ~~بنطفة صفاء، وتردد في نصاب كرم، وتشبث بأطناب ذمم؛ وكان بين سلفنا ما لا ~~ينسى ماضيه، وإن خلت لياليه، ولا يهجر حسنه، وإن بعد زمنه، وإنه لمسطور في ~~صحيفة تذكري، وملحوظ بعين تصوري، ولئن لم يجمعنا مكان، ولا سلف للمداخلة ~~عنوان، فإن ذلك غير قادح ms0722 في الضمير، ولا مكدر من العذب النمير. # وموصله فلان، ونشأة نعمتك، توسم رعايتك لها فسألها، وتخيل تحفيك بنواحيها ~~فرغب فيها، وما أجبته إليها إلا وقد علمت أنك تشفع شفيعها، وتؤثر ترفيعها، ~~وبوروده، عليك تجتلي وجه منزعه ومذهبه، وتقف على جليه أمله ومطلبه، وأنت ~~بفضلك تصدق مخيلته، وتراعي وسيلته، وتتجمل معه، وتضع العرف موضعه، مقتضيا ~~بذلك من شكري أبرعه، ومن ذكري أطيبه وأضوعه. # ومن أخرى في مثله: أما وكنفك وساع، وشرفك يفاع، والتحدث يتدفق أدبك ونشبك ~~إجماع، فلا غرو أن تقصد بتحف القصيد، وتطوى نحوك صحف البيد، ويجري من ~~يعتمدك في مضمار تأميلك إلى الأمر البعيد، لا سيما من قد اعتمدك، فأحمدك ~~وانتقدك، كفلان، فإنه رتع في برك، واكتحل برهة ببشرك، واشتمل بضافي عطافك، ~~وكرع في صافي نطافك، فهو إذا عد غرر العصر ولمع الدهر، بدأ بذكرك وختم، ~~وطار في جوك وجثم، وله في نشر المحاسن والفضائل لسان ذرب، وعنده شكر ~~الصنائع والودائع مقام درب، ولما عضه العسر # PageV03P303 # ومسه الضر، وجب أن ينتجع جنابك، ويستمطر سحابك، ويؤم فناءك، ويجبر ثناءك، ~~وهو بانتحائك مسرور، وبين يديه من رجائك نور، وقد سفر له قناع السفر، عن ~~أسرة الظفر، وجليت عليه صورة الأمل، في معارض النص والزمل، فما أجدره بأن ~~يجد ظلك سجسجا، ومحلك منبجا، ويجتني رباك غضة النور والزهر، وينثني عن مشرب ~~نداك حامد الورد والصدر؛ لا زال مقرك معتمد الزوار، ومنزع الأحرار، ومحصب ~~جمار الأشعار. # وله من أخرى في مثل ذلك: كتبت عن كلال ذهن، واتصال وهن، وركود خلد، وفتور ~~جلد، لترددي في أذيال العلة التي عرفت صفتها، واجتليت من خطابي المتقدم ~~صورتها، ولا مزيد عى ما عندي من الإجمال لذكرك، والاحتفال في شكرك، والتسحب ~~على حواشي مجدك، والانحطاط في غورك ونجدك. # وموصله فلان، لم يتفق له في غير الجهة الحالية بك أمل، ولا اعتلق به في ~~سواها عمل، فحن إلى ما عهده فيها من حسن رائك، وكريم اعتنائك، ورحب جنابك ~~وخصب فنائك، واستنهض مخاطبتي لتبوئه تحت ظلك كنفا، وتؤكد له سببا ms0723 مؤتنفا. # PageV03P304 # وله من أخرى: كتبت وريحان العهد بمائه، ويتأود في غلوائه، لم يلم به مع ~~القدم ذبول، ولا انسحب عليه للزمن ذيول، وكيف لا يرف ورقه، وينم عبقه، وفي ~~روض وفائك يرتع أسحار وأصلا، ومن ثغب صفائك يشرب عللا ونهلا، ولذلك ما يقع ~~الإعتاب بالخطاب، ويجتزى بتناجي القلوب وتصافي الغيوب عن الكتاب؛ والله ~~يبقي ما بيننا معقودا بذوائب النجوم، محجوبا عن كلفة العبوس والوجوم. # وفلان لم يجد من ذلك الأفق بدلا، ولا غرس في سواه أملا، ولا ألفى في تربة ~~غيره ترى ولا بللا، فعاد إليه يحمد عهده، ويذم ما لقي بعده، وسألني مخاطبتك ~~بهذه الحروف، ليتزيد بها من رأيك الشريف وفضلك المعروف. # وله في مثله إلى الفقيه أبي القاسم ابن المناصف بقرطبة: أما وأحاديث فضلك ~~صحيحة الإسناد، وأدلة سروك مزلة العناد، ومطالب علمك وفهمك ساطعة الأنوار ~~[60 أ] ومناهج هديك وسعيك واضحة الصوى والمنار، فلا عجب أن تحوم على شرعة ~~مداخلتك حوائم الألباب، وتنتهز في التماس مواصلتك فرص الدواعي والأسباب. ~~ولم أزل أولع برائق صفاتك، وألتمس سبب معرفتك، حرصا على التجمل بختلك، ~~ورغبة في التيمن بصلتك، لأنك - والله يبقيك - أحق من احتذي على # PageV03P305 # مثاله، واقتدى بصالح أعماله، واستقريت آثار البر من مواقع خطاه، وانتسخت ~~أخبار الزهد والقصد من صحائف هداه، وأحر بمن اتخذك صاحبا، وسلك من سبلك ~~أثرا لاحبا، أن يأمن في جدد مسالك العثار، ويعدم في جوارك نقع الفتن ~~المثار، والله يبقيك لأشتات الفضائل نظاما، وفي كل صالحة إماما، ويوسع ~~النعمة بك وفيك سبوغا وتماما. # ولما اتفق شخوص فلان إلى الحضرة، وعلمت أن انجذابه إلى جنباتك، ووعيت عنه ~~جملا حسانا من صفاتك، رأيت أن أصحبه خطابا، وأمد في ساحة الانتظام بك ~~أطنابا، حرصا على أن يتأكد في ذات الله إخاؤنا، وتتفق في سبل مرضاته وطرق ~~طاعته أنحاؤنا؛ وحملته مع ذلك من لطائم الحمد، ونخائل الود، ما إذا أعرته ~~ناظري تأملك، وصادق تخيلك، علمت به خلوص ضميري، وصفاء نميري، وسلامة عهودي، ~~ودماثة تهائمي ونجودي. # وهذا الرجل يشكر إجمالك معه شكر ms0724 روض الحزن، لعارفة المزن، ويود أن يستظهر ~~على ذلك بكل لسان، ويستنجز فيه كل ناء ودان، وقد جاريته في مضمار شكرك ~~طلقا، وسعيت معه في ميدان الثناء عليك خببا وعنقا، فبيني وبينه من شابك ~~القربى، ما يقتضي أن آخذ من مشاركتك له بالقسم الأوفى والسهم الأعلى؛ وقد ~~عرفت ما مني به من عض الزمان، ومس الحرمان، ورأى أن يصرف وجه همته إلى تلك ~~الحضرة ليدرك بها أملا، ويعلق من أعمالها عملا، ومعوله في موارده ومصادر ~~عليك # PageV03P306 # ونظره في مطامح أغراضه وألحاظه إليك، وأنت بمجدك تسدد سهمه، وتؤيد عزمه، ~~متمما يدك البيضاء، ومتبعا دلوك الرشاء. # وله في مثله إلى الفقيه القاضي بها: إن كانت المداخلة بيننا لم يفتح لها ~~باب، ولا علقت بها أسباب، ولا رمي لنا في محصبها جمار، ولا عطف بنا نحو ~~كعبتها اعتمار، فقد جمعتنا في معرف المعروفة مواقف، وضمتنا من معالم العلم ~~معاهد ومآلف، ووشجت بيننا من أواصر الأدب أنساب، وضربت علينا في مدارج ~~الطلب قباب، ولا غرو من تداني القلوب على تنائي الديار، وإئتلاف النفوس مع ~~اختلاف النجار، فقد يتعارف الأنداد على البعاد، ويتناكر الأضداد مع قرب ~~السواد والوساد، وربما ألف تشاكل الشيم والأخلاق، بين مستوطن الش وساكن ~~العراق، ودأبا حن زهر الغور إلى نسيم نجد، وامتزج عبر الشحر بمسك الهند. ~~على أني لا أدعي رتبتك في فنون العلم والآداب، ولا أتعاطى صحبتك إلا بشرط ~~الانقياد والإصحاب، ومن يضاهي محل الفرقد، بمنبت الغرقد، أو يشبه رتبة ~~التقليد، بدرجة النظر والوليد، أو يقرن بين الالتباس والبيان، ويعارض قوة ~~القياس بضعف الاستحسان -! لكني وإن لم أعد في رعيلك، ولا أضيف مبرمي إلى ~~سحليك، فعندي من بضائع الكلم ما نفق في # PageV03P307 # سوقك، ولدي من سوامي الهمم ما يعبق ببسوقك، وعل بعض كلامي يسجد في ذراك، ~~ويحظى برضاك، ويادف عندك رأيا جميلا، ويستوقف لحظك لو قليلا، بقيت حلية ~~للدهر فائقة، وغرة في وجه الزهر رائقة. # ولما علم فلان، أن القيم عندك بحسب الإنسان، وعلى قدر تصرف اليد واللسان، ~~وأن أحظى ms0725 ما قرع به بابك، ورفع له حجابك، رقعة تشير بها إلى علم وأدب، ولا ~~يخل بوجهها وشم ندب، استنهضني شفيعا، فأجبته سريعا، حرصا على المداخلة أسم ~~غفلها، والمواصلة أفتح قفلها، ورغبة في مشاركة الرجل المذكور ول بشفعة ~~الكلام، وسفارة الأقلام، فبيني وبينه نسب موصول، وثرى مبلول، وآصرة رحم، ~~وعاطفة سهم. # وكان له بتلك الحضرة النيرة بعدلك فيما سلف ظهور، وتصرف [61أ] مشهور، ثم ~~ألقت عليه العطلة ثقل جرانها، وجرت به ملء عنانها حتى انسفت ما كان بيده، ~~وحلت جميع عقده؛ وقد دفعته الأيام إلى جميل نظرك، وطيب مكسرك؛ وهو بكرم ~~الصنيعة خليق، ولحمل المنن مطيق، وغرضه ن يصرف في بعض وجوه العمل، ويختبر ~~حاله في الشد والزمل، وأنت بمجدك تفرص له من شرف عنايتك نصيبا، وتوليه من ~~رعايتك وجها خصيبا؛ وما أسديت إليه فلي فيه مفخر، وهو عند الله مدخر، والله ~~يبقيك للحسنات تعرس بأبكارها، والمآثرات تخلد كرم آثارها، منه. # وله من أخرى يشفع لبعض الشعراء: لا غرو أن يقصدك - أثل الله # PageV03P308 # سؤددك - مهدي حمد، ومقتضي رفد، ويلم بك مستوجب معروف، ومعاني صروف، ~~فقديما غشيت منازل الكرماء، وثبيت فضائل العلماء، وهزت أعطاف الكبراء، بنغم ~~الثناء والإطراء، وقد أصغى إلى الأشعار، جلة الأخيار، وأثاب على المديح، من ~~بعد عن التجريح، ومثلك سلك تلك السبيل، وآثر الجميل، وراعى التأميل. # وموصله - وصل الله اعتلاءك، وحرس أرجاءك - فلان، وهو ممن اضطره كلب ~~الحرمان، ونوب الزمان، إلى اعتماد الكرام واستفرفاد الأعيان، وه من صناعة ~~القريض، وبضعة التفريض، حظ موفور، ونده لأوجه الصنائع إذ برقعها الكفور، ~~ظهور وسفور، وقد قصد تلك الجهة فيما سلف منتجعا، وارتضع من أفاويق درها ~~جرعا، وما عدم منك تنويلا، ورأيا جميلا، لكن العود أحمد، ورب العرف أوجب ~~وأوكد، ولا يذهب العرف بين الله والناس، وليس ممن يسأل شططا، ويتعسف غلطا، ~~وإنه ليتبلغ بالنسيم، ويستنجز الوعد بالتسليم، وحسبه ما يرقع جانب خلته، ~~وينقع بعض غلته، وأنت بفضلك تشفق لما مني به من الاغتراب والاضطراب، وتحافظ ~~على ما قبله من الوسائل والأسباب. # PageV03P309 # وله ms0726 من أخرى إلى الفقيه أبي الحسن ابن الأخضر: إذا كان عهد الإخاء مما ~~رقمته يد الطلب، في صفحة الأدب، لم يسنخ له الدهر حكما، ولا أحال الزمن منه ~~رسما، بل يتجدد على تقادم الأحقاب، ويتردد أبدا في عصر الشباب، وإنما هو في ~~الحقيقة نسب لا يخفى، ورحم لا يجف له ثرى، وذمام تثنى عليه الخناصر، ~~والتحام تشير إليه الأوار، فالأديب صنو الأديب، وكفى بتمازج القلوب، وفي ~~علمك ما سلف بيننا من العهد، المزري حسنه بزمن الورد، سقاه الله صوب ~~العهاد، ولا زال مخضر الماد، فما كان إلا غرة انتهزت من تهاتف البيض ~~الغرائر، ولمعة كأنما اقتبست في تضاحك الترائب تحت سود الغدائر. # ولما علم فلان، حليف شكرك، وأليف برك، ما بيننا من المناسب الروحانية، ~~والمذهب الأدبي، استنهضني لشكر ما خصصته له من تقريب محل، وتخفيف كل، فنهضت ~~في ذلك نهوض المبدي المعيد، واحتبيت برداء الثناء عليك في المحفل الشهود، ~~وسرني كون هذا الفتى الدميث الخليقة، السديد الطريقة، من إنشاء تخريجك ~~وتفهيمك، وأغصان تثقيفك وتقويمك، فإنه ممن ستصور مقدار ما تسدي إليه، ويفي ~~بصون ما تودعه لديه، وليس كل من أولي جميلا يشكر، ولا كل شجر وإن سقي يثمر، ~~وأنت بسروك توسع قريحته ذكاء، وصحيفته جلاء،، حتى يخلص خلوص # PageV03P310 # الذهب، ويتخصص بحلية الأدب، محرزا في ذلك ذكرا يشيع خبره، ويفوح عنبره، ~~والله يبقيك لهذا الشان تذيع أسراره، وترفع مناره، بعزته. # وله من أخرى عناية بأحد الأدباء الشعراء: من دفعته الأيام - أعزك الله - ~~إلى التقلب في الأقطار، والتكسب بالأشعار، لم يخف عليه مواضع الأحرار، في ~~النجود والأغوار، على أن رسم الشعر قد درس أو كاد، ومرتاد البر قد عدم ~~المراد والمراد، إلا أن صاحب هذا الشأن لابد أن يتصرف، أنجح أو أخفق، ~~ويتسوق كسد أو نفق. # وممن دخل ذلك الصقع فأحمده، وتخيل بمن معاودته [61ب] فاعتمده، فلان، وله ~~في صنعة القريض باع، وبشكر ما يوالاه اضطلاع، وبين فكيه لسان كشقة مبرد، أو ~~ظبة حسام فرد، ولما كنت - أعزك الله - مقدما في أعلام ms0727 مصرك، وأعيان عصرك، ~~وعلم ما بيننا من سهم الوداد، وكرم الاعتداد، سألني مخاطبتك راغبا في أن ~~تسدد له هنالك غرضا، وتسهل من حياض أمله فرضا، وترفع له في سبيل التزكية ~~منارا، وتقلده من صوغ التحلية طوقا وسوارا، فأجبته لما يمت به إلي من وكيد ~~ذمام # PageV03P311 # وحميد إلمام، والثقة بنزول رغبتي لديك على طرف ثمام، وشرف اهتمام، وأنت ~~بسروك تدنيه من كنفي قبولك وإقبالك، ولا تخليه من الأنس بتهممك واهتبالك، ~~حتى يصدر وهجيراه شكر إجمالك، ونشر صنيعة من جاهك أو مالك، إن شاء الله. # وله من أخرى في مثله: من عهد - أعزك الله - أنس فنائك، وحسن اعتنائك، ~~وألف برد أفيائك، ولين أرجائك، لم يحبسه عنك سكن ولا وطن، ولا لذ له في غير ~~حجرك وظلك وسن، فمولي الجميل محبوب، ومكان الأنس مطلوب، والنفوس على علمك ~~تلتمس الرجحان، وتعتمد الفضل حيث كان. # وفلان، ممن قيده إحسانك، واستعبده امتنانك، فهو لا يعدل بك أحدا، ولا يحل ~~عن عصمة تأميلك يدا، فإذا بعد عن جنابك لم يسغ له قرار، ولا اطمأنت به دار، ~~وقد بعثه صدق الانقطاع إليك على حسم العلق الموجبة لبعده عن ظل جناحك، وأنس ~~التماحك، ولم يبق له في غير مكانك سيب يجذمه، ولا أمل يصدقه أو يكذبه، وأنت ~~بمجدك توالي اصطناعه، وتراعي انقطاعه، وتلحظ بعين تهممك ضياعه. # PageV03P312 # وله فصل من جواب خاطب به بعض الأدباء الشعراء: وردتني لك قطعتان من ~~القريض، كقطع الروض الأريض، أو نغم معبد والغريض، تبسمتا عن ثغر وفاء، ~~وأهتدتا إلي روح شفاء، فأشعلت بذكر تهممك مجمرا، ووضعت عليه من ثنائي ندا ~~وعنبرا، ورأيت ما ذكرته من إزماعك على الرحيل، واستجماعك لركوب ظهر السبيل، ~~فاسترجعت بذكر البين، ما وهبت من أنس السعدين، والله يرد ذلك الصعب ذلولا، ~~والحزن سهولا، ولا يعدمك ممن ترجوه ترحيبا وتسهيلا. # وله أيضا من جواب على كتاب في مثله: تكلفت المراجعة وحسي القريحة مثمود، ~~وفي جو الذهن ركود وجمود، وبين أثناء الضمائر خطوب مثول، وفي صفائح الخواطر ~~ثلوم وفلول، وما قصدت معارضة التبريز ms0728 بالتقصير، ولا حاولت مناهضة الخطو ~~الوساع بالباع القصير، وإني لممن ينصف ويعترف، ويرى مدى السابق فيقف، ولست ~~ممن يجهل فضل ما بين النبع والغرب، ويذهل عن فرق ما بين الشبه والذهب، على ~~أن عذري في الصناعة مقبول، ونبي في ساحة القريض محمول، فإني لم أقرع له ~~بابا، ولا شددت به عصابا، وإنما يعد من أهله، من سلك مضايق سبله، ويكتب في ~~فرسانه، من تصرف في ميدانه. # PageV03P313 # ومن رسائله في التعزيات # نسخة رقعة كتب بها إلى الوزير الفقيه أبي القاسم الهوزني يعزيه عن أخيه: # لا بد من فقد ومن فاقد ... هيهات ما في الناس من خالد # كن المعزى لا المعزى به ... إن كان لا بد من الواحد إذا لم يكن بد من ~~تجرع الحمام، وتشتت النظام، وانصداع شمل الكرام، فمن الاتفاق السعيد، ~~والقدر الحميد، أن يرث أعمار البيتة الكريمة مشيد علاها، وتسلم من القلادة ~~وسطاها، فمدار الكفاية على معلاها، وفخار الحلبة بمحرز مداها. وفي هذه ~~النبذة إشارة إلى من فرط من الإخوة الفضلاء، ودرج من السادة النجباء، فإنهم ~~وإن كانوا في رتبة الفضل صدورا، وغدوا في سماء النبل بدورا، فإن شمس علائك ~~أبهر أضواء وأزهر أنوارا، وظل جنابك على بنيهم ومخلفيهم أندى آصالا وأبرد ~~أسحارا [62أ] . # ونعي إلي - أوشك الله سلوانك، ولا أخلى من شخصك الكريم مكانك - الوزير ~~أبو فلان - برد الله ثراه وأكرم مثواه - فكأنما طعن ناعيه في كبدي، وظعن ~~باكيه بذخيرة خلدي، لا جرم أني دفعت إلى غمرة من # PageV03P314 # التلدد لو صدم بها النجم لحار، أو دهم بمثلها الحزم لخار، ثم ثابت إلي ~~نفسي وقد قذها الجزع، وعضها الوجع، فأطلت الاسترجاع، وجمعت الجلد الشعاع؛ ~~وها أنا عند الله أحتسيه جماع فضائل، وجمال محافل، وحديقة مكارم صوجت، ~~وصحيفة محاسن درست وامحت، وما اقتصرت من رسم التعزية المألوفة، على القليل ~~المحذوف، إلا لعلمي، بأن المعزي لا يورد عليك غريبا، ولا يسمعك من موعظة ~~عجيبا، فبك يقتدي اللبيب، وعلى مثلك يحتذي الأديب، وإلى غرضك في كل موطن ~~يرمي المصيب، وفي تجافي الأقدار ms0729 عن حوبائك، وسقوطها دون فنائك، ما يدعو إلى ~~حسن العزاء، ويهون جلائل الأرزاء، لا صدع الله جمعك، ولا قرع بنبأة المكروه ~~سمعك، بعزته. # وله من أخرى في مثله: وردني - أعزك الله، وأشعرك الصبر لما قضاه - خطابك ~~الخطير، فاستقبلني، أوله ببشر وسيم، وبر جسيم، وتلقاني آخره بوجه شتيم، ~~ورزء أليم، فيا قرب ما انصرفت عن نهج الاستبشار، إلى سمت الاعتبار ~~والاستعبار، وانقلبت من مطالعة صفحة العهد الواضحة، إلى ملاحظة صورة الوجد ~~الكالحة، فما وقع سانح البشرى، حتى أطاره بارح المنعى، ولا افتر صغر ~~النعمى، حتى اكفهر وجه البوسي، بما ختمت به الكتاب الكريم، وكان أحق ~~بالتقدم، من ذكر وفاة الحسيب الأديب، أخيك، ومحل صنوي، كان - رحمه الله، ~~وألحفه رضاه - فيا له رزءا، حملني عبئا، ومصابا، جرعني صابا، وعند الله ~~أحتسبه جملة عفاف، وبقية أشراف. # ومما أوقد لوعتي، وأكد روعتي، أن درج وللشباب عليه سربال # PageV03P315 # وللأمل في تراخي مدته مجال، فاغتبط النفوس أفجع، وبغت المقادير أوجع ~~وأشنع، وهي الآجال: فمعمر إلى أقصاها، ومختضر دون مداها، ولا يزال المؤجل ~~تتحيف نواحيه، وتختطف أدانيه، ويفجع بأحبائه، ويروع بأترابه، حتى يكون هو ~~الغرض المصاب، والمحل المنتاب، والسواد المخترم، والخيال المستقدم. فمن ~~تصور الدنيا تصورك، وأوسعها تدبرك، لم يرعه هاجم كرب وإن كلح وجلح، ولا هزه ~~واقع خطب وإن طمح وجمح، ولعلمي بمضاء جنانك، على مصادرة زمانك، واتساع ~~صدرك، لمضايقة دهرك، سلكت في التعزية مسلك التخفيف، واقتصرت من معاني ~~التسلية على اليسير اللطيف، ولو شهدت لحملت عنك بعض الأتراح، وشاركت في ~~زيارة الغدو والرواح، والله يعوضك العزاء الجميل، ويضفي على ساقته - جبرها ~~الله - ظلك الظليل، ويديم إمتاعك بمن بقي معك من أخ كريم، وقريب حميم، ~~بعزته. # وله من أخرى في مثله: محن الدنيا - وسع الله لاحتمالها ذرعك، وأنس في ~~إيحاشها ربعك - ضروب، ولسان العبر بها خطيب، ونوائبها أطوار وفنون، ~~ومصائبها أبكار وعون، والمرء غرض لأخياف سهامها، ومعرض لاختلاف أحكامها، ~~فإن أخطأه منها صائب الحمام، وتخطاه واثب الاخترام، رشقته بنبل أرزائها، ~~وطرقته بمضل أدائها # PageV03P316 # وعرقته بعصل أنيابها ms0730، وأشرقته بمر شرابها، وأودعته من صنوف التصاريف، ~~آلاما وأوصابا، وجرعته من فراق الأحبة صبرا وصابا؛ فمن فهم معاني صروفها ~~فهمك، وعجم عود خطوبها عجمك، لم يتضعضع منه لصدمتها جلد، ولا تروع له عند ~~ظلمتها خلد، ولا شقت لصبره في مآتها جيوب، ولا طار بقلبه في ملامحها وجيب، ~~بل وجدته مشيع الجنان، ثابت الأركان، متهلل الجبين، مشرق اليقين، متسع ~~الجوانب، لزحام النوائب، مستقل الكاهل، بأعباء النوازل. # فلئن نفذ القدر بوفاة من كنت تأنس بحياتها، وتتيمن على القرب والبعد بيمن ~~صلاتها وصلاتها، وتضاعف الوجد بما افترق من فرقة المنون، وحرقة [62ب] النوى ~~الشطون، وانتظم من شحط المزار، ونفوذ حتم المقدار، ففي تجلدك لتحامل ~~الخطبين محتمل، ولتصبرك في سوم الخطتين تصرف وعمل، وبجسيم عظيم المصاب، ~~وكرم الاحتساب، يكون حسن الثواب، ويمن المآب، فللرزايا قيم وأثمان، ~~وللحسنات في موازنتها خفوف ورجحان، فلا تمكن من يد الجزع مقادك، ولا تسكن ~~زفرة الأسف فؤادك، واعتصم عند الصدمة الأولى بعروة الصبر # PageV03P317 # الوثقى، وتجنب ما يقدح في كرم النصاب، ويقبح عند ذوي الألباب، واحتسب ~~فقيدتك - قدس الله روحها، وأنس ضريحها - حديقة أنس، نقلت إلى جنة قدس، ~~وذخيرة إيمان، ضمنت أكرم صوان، ولا تذهب نفسك حسرات، ولا يتدارك نفسك ~~زفرات: # فقد فارق الناس الأحبة قبلنا ... وأعيا دواء الموت كل طبيب وإذا كنا ~~أهداف المنايا، وأخلاف الرزايا، وأبناء الأحلام، وأنداء الغمام، فاي معنى ~~في الجزع على من فرط، والتوجع لمن شحط، ونحن عن قريب نقدم على من تقدم ~~ونلحق بمن سبق. # وهذه جملة من شعره # خاطبه بعض الأدباء والشعراء بنظم ونثر، فراجعه بقوله من جملة أبيات: # لئن راق مرأى للحسان ومسمع ... لحناؤك الغراء أبهى وأمتع # عروس جلاها مطلع الفكر فانثنت ... إليها النجوم الزاهرات تطلع # زففت بها بكرا تأرج طيبها ... وما طيبها إلا الثناء المضوع # PageV03P318 # لها من طراز الحسن وشي مهلهل ... ومن صيغة الإحسان تاج مرصع # تبغيت منها متعة اللحظ فانزوت ... وقالت أدون المهر يبغى تمتع # لئن لم تجد نقدا لمثلي عاجلا ... فما لكم عن قيمة البضع منزع # فدونك ذاك الحكم ms0731 منها فانه ... تضاء لعمري عادل ليس يدفع # ولي همة لو طاوع الدهر حكمها ... لكنت بفتوى الجود في ذاك أقطع وخاطبه ~~أيضا بعض أدباء العصر بشعر، فراجعه بقوله: # سلام كعرف المسك أو عبق الند ... على من عدا بالفضل فذا بلا ند # سلام كأنفاس الأحبة موهنا ... سرت بشذاها العنبري صبا نجد # سلام كإيماض الغزالة بالضحى ... إلى الروضة الغناء غب الحيا العد # على من تحداني بمعجز شعره ... فأعجز أدنى عفوه منتهى جهدي # غزاني من حوك اللسان بلأمة ... مضاعفة التأليف محكمة السرد # دلاص من النظم البديع حصينة ... ترد سنان النقد منثلم الحد # عليها من الإحسان والحسن رونق ... كما ديس متن السيف من صدأ الغمد # وفيها على الطبع الكريم دلالة ... كما افتر ضوء السقط من كرم الزند # إذا خف منها جانب الهزل كفه ... ووقر من أعطافه ثقل الجد # أبا عامر لا زال ربعك عامرا ... بوفد الثناء الحر والسؤدد الرغد # PageV03P319 # لقد سمتني في حومة القول خطة ... " لففت لها رأسي حياء من المجد " [63أ] # زففت هديا من ثنائك حرة ... يقصر ملك الأرض عن مهرها عندي # عقيلة مجد أتلع الفخر جيدها ... فأغناه ذاك الحلي عن حلية العقد # وكلفتني أن أستقل بحقها ... وهيهات من إدراك أيسره وحدي # فلم أر برا أرتضيه لقدرها ... سوى الود محمولا على كاهل الحمد # فعذرا فما عذري بمحتجب السنا ... ولا وجهه عند الجلاء بمسود # فإن كنت قد أحجمت عنك مقصرا ... فلا غرو في الإحجام عن أسد ورد وكتب إليه ~~أيضا الأديب أبو عامر الذي ذكره بشعر أوله: # أعدها علينا أيها الناس الحبر ... هدي قواف مسك صفحتها الحبر فأجابه ~~الوزير أبو القاسم بقوله: # أما ونسيم الروض طاب به فجر ... وهب له من كل زاهرة نشر # تجافي له عن سره زهر الربى ... ولم يدر أن السر في طيه جهر # ففي كل سهب من أحاديث طيبه ... نمائم لم يعلق بحاملها وزر # PageV03P320 # لقد فغمتني من ثنائك نفحة ... ينافسني في طيب أنفاسها العطر # تضوع منها العنبر الورد فانثنت ... وقد أوهمتني أن منزلي الشحر # سرى الكبر في نفسي بها ولربما ... تجانف ms0732 عن مسرى ضرائبي الكبر # وشيب بها معنى من الراح مطرب ... فخيل لي أن ارتياحي لها سكر # أبا عامر أنصف أخاك فإنه ... وإياك في محض الهوى الماء والخمر # أمثلك يبغي في سمائي كوكبا ... وفي جوك الشمس المنيرة والبدر # ويلتمس الحصباء في ثغب الحصى ... ومن بحرك الفياض يستخرج الدر # عجبت لمن يهوى من الصفر تومة ... وقد سال في أرجاء معدنه التبر # تطلبتها مردودة اللحظ برزة ... تردد في أسمال أثوابها الدهر # هي الثيب استعصت علي وإنما ... تطوع لمن يحوي ولايتها البكر # فدونكها عذراء لم يعد وجهها ... حجاب ولم يهتك لحرمتها ستر # بذلت لها نقدا من الدر غاليا ... فلم يجزها مهر ولم يخزها صهر # وإني لصب بالتلاقي وإنما ... يصد ركابي عن معاهدك العسر # أذوب حياء من زيارة صاحب ... إذا لم يساعدني على بره الوفر قوله: " ففي ~~كل سهب من أحاديث طيبه " كقول أبي المغيرة ابن حزم: # PageV03P321 # ورنت بألحاظ تدبر كؤوسها ... فينا فنشربها حلالا مسكرا وقوله: " أمثلك ~~يبغي " ... البيت، كقول الآخر: # أعندك الشمس تسري في مطالعها ... وأنت مشتغل الألحاظ بالقمر [63ب] واراه ~~عكس قول حبيب: # إذا الشمس لم تغرب فلا طلع البدر ... وقال أبو الطيب: # خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل انتهى ما ~~أثبته من كلام الوزير أبي القاسم، وهو أبهى من النجوم وأبهر، وأسرى من ~~النسيم وأسير، وكنت جديرا باستقصاء أخباره، وحميد آثاره، لا سيما ومزاره ~~كثب، وبيني وبينه من ذمام الأدب، والتزام الطلب، سبب ونسب، ولكن النوائب ~~زاحمت ضائري، وضربت وجوه خواطري، فما دفع إلي عفوا تلقيته ووعيته، وما كانت ~~فيه أدنى كلفة رجوته وأرجيته، ولا بأس من الزيادة إن انتهجت سبيل، ولله نظر ~~جميل، وفيه مطمع وتأميل. # PageV03P322 # فصل في ذكر ذي الوزارتين الكاتب أبي القاسم # محمد بن عبد الغفور صاحب المعتمد # وكانا قبل تمكن السلطان، رضيعي لبان، أمهما الكأس، وفرسي رهان، ميدانهما ~~الأنس؛ فلما أفضى الأمر إليه، وأديرت رحى التدبير عليه، أرعاه تلاعه، وعصب ~~به خلافه وإجماعه. وتوفي ذو الوزارتين في عنفوان شباب ذلك ms0733 الملك، وهو منه ~~بمكان الواسطة من السلك، فقال المعتمد فيه من جملة أبيات يرثيه: # أبا قاسم قد كنت دنيا صحبتها ... قليلا، كذا الدنيا قليل متاعها وقد وجدت ~~لأبي القاسم شعرا إن لا يكن شديد المتن، أزور الركن، فإنه مليح الاطراد، ~~سلس القياد، يقرب من متناوله، ويدل على قائله، ولم يقع إلي وقت تحريري هذه ~~النسخة شيء من نثره؛ وفيما # PageV03P323 # أثبت هنا من مقطوعات شعره، شاهد صادق على ما أجريت من ذكره. # فمن شعره يخاطب أحد أعبان بني الدب: # يا وزيرا تعنو له الوزراء ... ضاق ذرعي وبان مني العزاء # أمن الحق أن أكون سقيما ... لست أرجى وفي يديك الشفاء # يا كبيري وسيدي وظهيري ... كن نصيري على أناس أساءوا # قد توقفت في الشهادة حتى ... حرم اليأس ما أحل الرجاء # ولقد تعلمن محض ودادي ... وثنائي، وقل فيك الثناء # ولكم سائل أطال سؤالي ... هل على الأرض من لديه وفاء # فجعلت الجواب منه مقالي ... ليس يخفى على العيون ذكاء # إن جهلت الوفاء في أهل حمص ... فبنو الدب سادة زعماء # فيهم عفة وفيهم وفاء ... ولهم ذمة وفيهم حياء # وزراء أكابر كرماء ... علماء أفاضل حلماء # أي قوم وأي أعلام مجد ... أنجبتهم إلى العلا آباء # يفخر الدهر منهم بأناس ... ليس إلا لهم يد بيضاء [64أ] # من يجار الوزير أعني أبا مر ... وان في الفضل طال منه العناء # من يجاريه فغي متانة دين ... وعليه من الحياء رداء # أورث المجد والمكارم نجلا ... منه هامت بمثله العلياء # PageV03P324 # فات أهل الزمان فضلا ومجدا ... وذكاء وأين منه الذكاء # ألمعيا مهذبا لوذعيا ... للمروءات في يديه لواء # وإذا ما اعتزى لأكرم خال ... وقف الفضل عنده والسناء # ولعمر العلا وسمر العوالي ... إنه خير من تظل السماء # يا عمادي ومن عليه اعتمادي ... عش كما شئت مدركا ما تشاء # ولئن كانت النفوس فدائي ... إن نفسي لمثلكم لفداء في ذكر الوزير الكاتب ~~أبي محمد عبد الغفور، # ابن ذي الوزارتين أبي القاسم المذكور، # واجتلاب قطع من شعره، ولمع من نثره # وأبو محمد هذا في وقتنا عارض إذا همع استوشلت البحار ms0734، ونجم إذا طلع ~~تضاءلت الشموس والأقمار، وهو أحد من آوى من الحسب باشبيلية إلى ثبج عظيم، ~~ومشى من الأدب على منهج قويم، سابق # PageV03P325 # لا يسمح وجهه إلا بهيادب الغيوم، وصارم لا يحلى غمده إلا بأفراد النجوم؛ ~~وكان نشأ بين يدي أبيه من دولة المعتمد، بحيث يفيء عليه ظلالها، ويتشوف ~~إليه قبولها وإقبالها، وانشفت تلك السماء قبل أن ينوب مناب سلفه في سرجها، ~~ويحل بيت شرفه من أبرجها، ولله هو، فلئن كان نبا به الأوان، وضاق عنه ~~السلطان، فلقد نهض به جنان يتدفق بالغرائب، ولسان يفري شبا النوائب، وإحسان ~~يملأ أقاصي المشارق والمغارب. وقد أخرجت من غرائب نظمه ونثره ما يخجل ~~الخدود، ويعطل السوالف الغيد. # فصول من كلامه في أوصاف شتى # له من رقعة خاطب بها بعض أهل عصره، وافتتحها بهذين البيتين: # لولا عدى غاظوا الصدي - ... ق بنفيهم عني الكتابه # لم أوذ سمعك بالهرا ... ء ولا انحرفت عن المهابه لعمري - وإن كان نفى ~~منفيا، وتقرع صديقا حفيا - لرب أعجم ضجر فأفصح، وأجذم عير فقدح؛ وإن لم ~~يستألفا بعد # PageV03P326 # الإفصاح، وما شق من كلفة التحامل في الاقتداح، لم يؤمنا على ذكر ميت، ~~وإحراق بيت؛ فلله من احتال لتخلصه، ولم يعجب بتخصصه، ودفع بيد جلده، في صدر ~~حسده. وفي هذه الجملة بلاغ لو ارتضيت بها متنقصا، ولم يرني بالاقتصار عليها ~~متخرصا، في الكتابة متلصصا، إذ لعله ممن يظن الإيجاز حصرا وانقطاعا، ولا ~~يعتقد الإجادة مع الاسهاب شيئا موجودا ولا مستطاعا. لا جرم أني بحكم هذه ~~التقية سأطيل قصصا، وأتطلب فيما لم يطرق من القول قنصا، ليعلم من ناف، ومن ~~جلف جاف، بل من نزر حقير خاف، أنني من كتابه وقته، وإن زعم أنف مقته، والله ~~ما عرفته إلى اليوم، ولعلي سأعثر عليه في النوم، فأعرفه: من أرعن ناقص ~~الوزن والصرف فأصرفه، بسمة من الهون تشغله بنفسه، وتخجله في رمسه، والله ~~يفنيه، [64ب] ولا يعرفنيه، وينزه عن شخصه الوضر الدنس عائر سهامي، ومن عرضه ~~القذر النجس طاهر كلامي. # وكأني بفارس هذه الصناعة، ومالك أزمة ms0735 البلاغة والبراعة، قد سمع هذري، ~~وضحك من ضجري، وعجب كريمة وده # PageV03P327 # وعقيلة عهده، من خاطب، بسخف مخاطب، في ليل من الجهل حاطب، لم يأت خطبتها ~~من بابها، ولا رفق في طلابها، وهيهات لمرتقب الشعرى، من ملابسة الكرى، ~~ولمثل أملي في ذلك السماء، من تقصير في الاحتفاء، ولكن صدر التحبير، بما ~~يشتمل على الضمير، فمتى سمح لغيره بمكانه، فقد صرم فجاء قبل أوانه، وكلف ~~نضجا ولات حين أبانه وسأمهرها من جميل الثناء مهرا تشمه زهرا، وتختمه نجوما ~~زهرا، وترده كوثرا، وتحمده عينا وأثرا، وتحمل من بهائه تاجا تعنو الشمس ~~لضيائه، وتغرق في لجة لألائه، فيكون بدعا من المهور، ويفخر دهره على سائر ~~الدهور، بمقتضى ما التزمت شروط الوفاء فيه، وحرمت من غدر بني الأيام صحة ~~مبانيه، ولو اكتفيت بما مضى عليه سلفنا الكريم، وتبعت ولم ترم مركزها منه ~~أعظمهم البالية الرميم، من صفاء ود يعدي الجار فضلا عن البنين، ووفاء عقد ~~يثني النار عن أن تحرق بالطبع أو بالمماسة عدد سنين، أحرزت من الفضل نصابا ~~تجب فيه الزكاة، وحويت من الفصل قصابا لا تدركها الكفاة، ولا تبلغها ~~العفاة؛ على أنه لا شيء أغرب من عقل يمتار ما في يديه، ولا يحتاج إلى صدقة ~~عليه، ولا من فضل يتجاوز غلوة سهم، فضلا عن غاية شهم. # وكنت قد استغنيت بما أصلوا، ولم أقطع بهذا الاستئناف ما وصلوا، إلا أني ~~وجدت نسب أدبه قد كل، ورسم سببه قد اضمحل، والكلالة # PageV03P328 # في الآداب، أمس منها في الأنساب، فاعتمدت بهذه النأمة سداد خلل، وعمارة ~~طلل؛ وشائع مجده كان أولى بهذه الرتبة من التهمم، وأهدى إلى سنن التفضل ~~والتكرم، إذ كان أفسح في القول طلقا، وأحسن في در كلمه العذب سردا ونسقا، ~~فكيف تزل لي عن صهوة الانتداب، وتوفر علي خطة الاقتداء، هذا إذا قدرت، وما ~~أراها إلا كأختها قد تعذرت، ليس إلا لمكاني من الحرمان والخمول، وكل عذر ~~يدفع به في نحر هذا الصدق فغير مقبول. # وقد حطبت وخطبت، وسببت بل ضربت، وتكاتبت حتى كتبت، ولو ms0736 خططت في صفحة ~~البدر، بأنملي العشر، أو في الشمس، بالمعهودة الخمس، وصغت لفظا للرقعتين، ~~محاسن الجديدين، لقيل رمى الغرض فكاد، ولو نسج على منوال فلان وفلان لأجاد، ~~وفلان إذا نقل الأقاويل توسط، وإذا رفع إلى فطرته الفطيرة تورط، فإن رأى أن ~~يراجع بالقبول، وبما لديه من الرأي الحسن الجميل، بشرط العدول عن التفريط ~~المخجل، واللفظ المشترك المحتمل، واعتقاد تجريحي في الصناعة بمجرد التبصير، ~~وتنزيه خطوه الوساع فيها عن معارضة خطوي القصير، دل على موضعي من إيثاره، ~~وطار اسمي الواقع بيمن جواره، عمر الله ربعه بالتأمل # PageV03P329 # وسمعه بالتكريم والتبجيل، وصدأ هذا الزمان معد كل عقل، وفي ما أتوكف من ~~جواب كريم مدوس إمهاء وصقل، وأزال جاهل شبحي لما عليه من الأقذاء، حتى ~~أجتلي صورة حقيقته في رونق الجلاء، وحبذا تعجيله قبل استيلاء العجب القبيح، ~~وتكاتف حجب الغي على متن الصفيح، فيعز صقاله، ويعجز انتقاله، فرأيك ~~انتقاله، فرأيك في ذلك مسددا إن شاء الله. # فتخلف المخاطب عن المجاوبة، فأعاد عليه ثانية بخطاب قال فيه: # وكنت أعتقد أنه - أعزه الله - بجوابه لا يبخل علي، وقد بسطت لنيلي به ~~الأمل يدي، ومددت لاجتلاء السرور عيني، وحتى الآن فلم يرتد طرفي الشيق إلي، ~~بل قيد بشطور، تشوفا إلى بهجة تلك السطور، فما ظنه بصفر اليدين من الأمل، ~~ناظر إلى [65أ] أحد الشقين كالمختبل، بل ما ظنه بقوم يكثرون عنه السؤال، ~~ويضربون فيه الأمثال، يودون لو قعد تحت الريبة من تأخر الجواب، وأطاع داعي ~~الظنة في قطع رحم الآداب، لشد ما قدحوا زند الوحشة فصادفوه - والحمد لله - ~~جد شحاح، وأكبوا لنار الفرقة فلم يستضيئوا منها بمصباح، وظنوا أنه قد # PageV03P330 # ورد من جواب كريم فكتمته كتم الأرض، ولم أهش لنافلة الشكر عليه فضلا عن ~~الفرض، وهيهات لوجه الصبح المتبرج من كتم، ولنسيم زهره المتأرج من ختم؛ غير ~~كلمه العذب، بل لؤلؤه الرطب، يجهل للخمول سراه، فلا يفضل عن ستر الراح ~~سناه، ولا يحمل مثقلات الرياح من طيب شذاه، فليحينا منه بقطف يجنينا ثمر ~~السرور، ويعفينا من وصمة ms0737 التقصير بنا والقصور، فما زلت - أراه الله ما ~~تمناه - أكرم بني الأيام عهدا، وأحكمهم عقدا، وأبعدهم من الآفات ودا، ~~وأحمدهم قربا حميدا وبعدا، وأصبعهم على الزمان الغادر مراما، وأشدهم أنفه ~~وعراما، من أن ينقاد طوع زمامه، ويتصرف - وقد جئت خاطب وده في تضريح أنفي ~~بدم - على أحكامه، لا هم إلا أن يكون ذلك منه - صرف الله صروف الليالي ~~والأيام عنه - سترا على ما عهده من تأخر كلمي، وتعثر قلمي، واستعجام بناني، ~~وقيام بناني، وقيام ظل البلادة دون إحساني؛ فهل شعر أنه قد نبل الناس، وظهر ~~النسناس، وكلم الرمل الهزج، وسيط غير ما شيء فامتزج! ! ولذلك ما أقدم بي ~~قدم الاعجاب، واستؤذن لي على دولة الكتابة بعد طول حجاب، فافتتحت مطالعة ~~حضرته البهية، أراني بنيل هذه الرتبة العلية للنجم راكبا، وللسعد مواكبا، ~~وإن كنت متكاتبا لا كاتبا، وقاعدا حين تطارد فرسان الكتابة لا جائيا معهم ~~ولا ذاهبا؛ ما ضره لو قارضني على الجد ولو هازلا، وسابقني إلى غاية الود ~~وأنا الراكب المنبت فيسبق مستريحا نازلا، بل ما ضره لو فتق لهاتي وقد همت، ~~وسدد سهام كلماتي وقد ألمت، بمكنون الدر، من ألفاظه الغر، ومخجل الزهر، من ~~حكمه الزهر، فيدني من ذي حرص عليه # PageV03P331 # أمله، ويبعث جذله، ويكون جمال إصابته له؛ فلم حرمني جوابه، وتغافل عني ~~وقد قرعت بيد الثقة بابه، ألا سلم للأيام، في إحالتها طباع الكرام، وأنشد: # ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت ... على عينه حتى يرى صدقها كذبا كلا، لا ~~أسلم لها فيه، ولا أوجدها السبيل إلى شين معاليه، ولو ضاعت هذه الثانية ~~ضياع سراج في شمس، ولقيت من إعراضه عنها ما لقيت أختها بالأمس، فليصل من ~~وصله، وليعذر في الاقتضاء من مطله، ولو غيره عاملني مثل هذا الانزواء، ~~وقابلني بأيسر كبر وجفاء لنظرت إلى كلمة أبي الطيب: # لا تحسبوا ربعكم ولا طلله ... أول حي فراقكم قتله فكنت أقول: # لا تحسبوا قولكم ولا عممه ... أول ركن بناصل هدمه ورب كاتب أثقف مبان، ~~وأشرف أبيات معان؛ ولكنه عيني التي بها أبصر ms0738، وعضدي التي بها أنتصر، فمن ذا ~~الذي يعتمد بسوء بصره # PageV03P332 # ويقلع نابه حين يجني عليه أو ظفره. # وله من رقعة: توفي الصبر فهششت لإقامة رسم العزاء، ثم تذكرت فتأخرت، وأن ~~نفسي - فاديته - عيرتني ترك المقال، وقالت: أين ما ذخرت لهذه الحال - فقلت: ~~أحسن الله عزاء من بكاه، وأرضى بقبض ذلك الظل من اشتكاه، حتى يهدي إليه ~~غفرانا، يلحقه رضوانا، ويحفه روحا شهيا وريحانا، ليعلم الهالك - رحمه الله ~~- حيث تصفو العقول، وتنسى الحسائف السالفة والذحول، أن الباقي بعده قد عطف ~~على الأول، وإلى ما يقربه إلى الله زلفى، فأهدى سنا المغفرة، إلى عظامه ~~النخرة، وكره الشمات، ولم يحقد على من مات، وإن كانت العرب قد هجت قتلاها، ~~وشمتت على مر الدهور بموت عداها. قال الحصين يهجو من قلته. # [65ب] فلما علمت أنني قد قتلته ... وقال غيره يشمت: # وإن بقاء المرء بعد عدوه ... ولو ساعة من عمره لكثير # PageV03P333 # وقال حبيب: # يا أسد الموت تخلصته ... من بين لحيي أسد القاصره وقال أبو الطيب: # قالوا لنا: مات اسحق فقلت لهم: ... هذا الدواء الذي يشفي من الحمق والله ~~يعمر السيد حتى يرث أولياءه وأعداءه، ويقتضي على الأيام علاءه وسناءه، فليس ~~لهذه المدة منتهى، ولا يبلغ منها مدى. # ومن أخرى: وإنما هو دأب فلكي، وجري سليكي، يتأكد ويتصل، وتتولد أسبابه ~~فلا تفني ولا تنفصل؛ قال الأول: # فيوما على سرب نقي جلوده ... ويوما على بيدانة أم تولب وتلك المنى لو ~~أننا نستطيعها ... وأنا أقول: فيوما في سوق فليق، ويوما في طحن دقيق، ويوما ~~أقتات فيه بسخت السويق، ويوما أقطعه على الريق، ويوما في شهيق، ويوما # PageV03P334 # بالجامدة ويوما بالسليق، سبعة ألقاب، لسبعة تأكل شلو الأحقاب، تسع جميع ~~الشهر، وتجري كالروح في هذا الدهر، فأنا آلم من السليم بوجعه، وأشغل بهذا ~~الكد منه بأشجعه، حتى آوي إلى عجوز، لنوبها المترادفة من يجوز، آونة تطلب ~~بمبيت سور، وآونة ببنيان جسور، وما في إناء رزقها المكسور، منت بلالة سور، ~~ولم يبق على هذا القياس بعد مغرم الثغور والدروب، إلا أن تشمر ms0739 عن ساق ~~للحروب، وإنما عليهن جر الذيول، وعلينا إجراء الخيول، فإن رأى - أعزه الله ~~- أن يعفيها ويكفيها، فلها أمثال، في ربات الحجال، وفي ذوي اليسار من ~~الرجال، وقد تقدم أمر الأمير بإعفاء النساء، بيمن فالقوادم فالحساء، فما ~~شأن هذه المرأة تخص بالغرامة، وتستثنى بهذه الحضرة من الكرمة - أفتراها ~~التي دلت على ضيف لوط، فتسعط من قاتل الظلم هذا السعوط -! كلا ولكنها أم ~~كاتب هذه الرقعة التي لو فسرت لفصحاء يونان، لعضوا من حسرة التقصير عنها ~~البنان. # وله من أخرى: جعلت فداك، هل ظفرت بمطلوب يداك - كلا ولكنك رأيت سرابا، ~~فحسبته شرابا، وغرتك دمائة، تحتها غثاثة # PageV03P335 # وسكون، لا يصلح إلى جانبه ركون، وبحكم الرغبة والحرص، كانت فراستك في ذلك ~~اللص، وإلا فصموت عيي، لا يذهب على ألمعي، ودمع فاجر، لا تروى منه المحاجر: ~~وإذ قد نبا حد عتابك من قرع ذلك الحجر الصلد، كما أعيا قبل ذلك على ذي مرة ~~جلد، فمن العناء معاناته، ومن الدناءة قربه ومداناته، فاستشعر اليأس منه، ~~واصرف عنان التثريب والعذل عنه، فإنما هو كذئب في ثلة، بأرض مذلة، في ليلة ~~بعيدة مسافة الصباح، قعيدة روعات الصراخ والنباح، يتملأ من دمائها، ويهزأ ~~هذا الخبيث من ثغائها، بل هو أعق من ضب حرب، في حجر خرب، يخاف على حرشائه ~~من الحرش، ولا يعتصم من أعدائه كعقرب الخرش، فهو إلى عقوقه أنزق من ذي خرق، ~~وقع في حبالة ثم أبق، أحسن الله فيه العزاء حيا، وطوى بيد السلو لهجي ~~بشكياته طيا # PageV03P336 # حتى أنساه، ولا أعرفه حين أراه، وفراستي في سواه أصدق من نار الفرس في ~~الصدق، وأبصر في ظلمة الاشتباه من طالع الأفق. # وله من أخرى: وصل جوابك فشفى عليلا، وبرد غليلا، ونسم من روح الظفر ~~بالأمل نفسا بليلا، وما كان لشرب ودادك العذب أن يستحيل صابا، ولا لمحل ~~مجدك الموفي على الشهب أن ينحط نصابا، ولا لوفاء منك رسا ثبيرا، أن يذهب مع ~~الرياح هباء مستطيرا؛ عقدة ودك أحصف، وحجاب مجدك أضفى من أن يسترق وأكثف، ~~بقيت لغماء ms0740 تجليها، ونعماء توليها، وعلياء تنافس فيها، وإن أتبع سيدي فرس ~~البر بي لجامها، وقرع عارض المسرة تكاتفها والتئامها، فقد أمكن من الإحضار، ~~وروى ظماء آمالي بمنهل القطار [66أ] . # وله من أخرى: من الأمور الشائعة، والمعاني المتفقة الواقعة، ما يعدل له ~~في الكتب عن قصد السبيل، ويؤخذ في أساليب التطويل، وشعاب التمثيل أو ~~التعليل، فيقوم عذر الكاتب، ويرجى الفلاح للمكاتب؛ كالرأي المستحكم مني في ~~جانبك - أعزك الله - دون سبب أحكمه، وأرب قضى لما عن فأبرمه، ولكن فطرة في ~~الميلاد، وحكمة من خلاق العباد، خفيت عن أذهان منا حداد، وضرب بيننا وبين ~~سرها المكتوم بسد بل بعدة أسداد، فمنا - معشر الإنس - من يجيب المار ~~الأجنبي لسلامه، ويبغض البار الحفي من أخواله وأعمامه، وربما زاد سوء ~~المقدار، في # PageV03P337 # ذميم هذا الاختيار، فهجر أحد أبويه أو كليهما، وقد علم أن طلب الجنة تحت ~~قدميها، ففضله النوع البهيمي بقفو أثر مرضعه، وقد غني عن رضاعها، وزاد على ~~خطوة باعها، وتبرأ منه الجنس الإنسي بموجب عقله، ومقتضى دليلي برهانه عن ~~الله تعالى ونقله، فلا هو من البشر في شكر المحسن إليه، ولا من البقر في ~~إلف القائم ولا من الشجر، بل هو أقسى من الحجر، {وإن منها لما يشقق فيخرج ~~منه الماء} (البقرة: 74) فيكون بإذن الله موردا، وتلطف منه الأجزاء فيكحل ~~إثمدا. # وقد لعمري منيت بهذا النوع من الولد، وكمدت به أبرح كمد، واشتغال نفسي ~~بقسوه، بعد حنوه، وببعده بعد طول دنوه، مزج شكيتي، بالبسط لأمنيتي، حتى ~~هرفت بما لم أعقد عليه نيتي، ولا قصدته في هذا المقام برويتي: كالهارف: " ~~اصبحوا الركب أغبقوا الركب "، والهارفة: " زوجوني زوجوني ". # إن اللسان على الفؤاد دليل ... والله يحسن فيه العزاء حيا، ويطوي بيد ~~السلو نهجي بهذه الشكاية طيا، حتى أنساه، ولا أعرفه حين أراه، وفراستي في ~~سواه، أصدق من نار الفرس في الصدق، وأبصر في ظلمة الاشتباه من طالع الأفق. # PageV03P338 # وفي فصل منها: وإذا اتفق من المشاكلة ما صدرنا الكتاب به، المماثلة ما قد ~~ائتلفت نفوسنا بسببه - وهي كما قال ms0741 عليه السلام: " أجناد مجندة " - فمن ~~حقنا أن نأتلف ولا نختلف، ونتعاون أعضاء وآراء، وأقوالا وأفعالا، ونطيب ~~نفوسنا، ونستوي في حسن العشرة أقداما ورؤوسا، فنصرف على الأيام جمال ~~أنبائها، ونرتسم في جريدة وفائها، ونتسربل من الحمد لبوسا، ونقمع من ~~استيلاء الذم معرة وبوسا. # ومن أخرى: من طال - أعزك الله - أمد ارتياده، ودوم به جناح جده واجتهاده، ~~في طلب كريم الأخلاق، ثم قدر له به تلاق، فما أحراه وقد وجده، أن يشد على ~~علق منه يده، حتى إذا اعتمد اختياره، وأحمد في كل الضرائب آثاره، شد عليه ~~بالعشر، وسجد له سجدة الشكر، وصان منه بعد تميمة تاج، وفارج رتاج، فأسكنه ~~في جفن ناظر كريم، وربأ به عن جفن متحذ من الأديم. # وأنت حقيقة ذلك العلق الشريف المشدود عليه، ومجازا شبه العضب المشرفي ~~المشار إليه، من أحرزك أغنيته، أو هزك شفيته، أو استكفاك خطبا مستليما ~~كفيته، ولتناهي ودادي فيك، وتشيعي الشائع لمعاليك، أقتصر معك على لقية في ~~العام، وأعتمدها في سني الإنعام. # PageV03P339 # وفي فصل منها: وإنما يثابر على عمارة ما غرس، ويترجح في الإقامة على ما ~~أسس، من استراب بخبث التربة التي احتلها بغرسه، واختطها لوقاية نفسه، وأما ~~من أحمد ثراه، فقد طابت يقظته وكراه؛ على أن لقاء سيدي ومشافهته، ومحادثته ~~ومفاكهته، كان أحب إلي، وأمتع لمسمعي، وأجلب لقرة عيني، ولكني مشغول بيومي، ~~مدفوع إلى تقويت قومي: # " أحارب خيلا من فوارسها الدهر " ... ولا عدة إلا التجلد والصبر قد عدت ~~أعرى من نواة، وكنت أكسى من قطاة، فإذا لقيت ذا هيئة خجلت خجل بخراء [66 ب] ~~اضطرت إلى سرار، وفوهاء همت بافترار، ووزير بل أمير دفع بعد ركوب الفاره ~~إلى ركوب حمار. # ومن أخرى: ربما كان من الالطاف ما لا سبب له، إلا تنفيق كتب كاسدة، ~~وتسويق سلع فاسدة، لا أن الملطف أحوج بسوء عشرة إلى تقويم، أو غلظ قشرة إلى ~~ترقيق أديم، ولا أن الشيء المهدى يسمن ولا يغني من جوع، فيمنع بالفرح له أو ~~الترح عليه عينا من الهجوع # PageV03P340 # لا هم إلا أن ms0742 يكون طلوع ذلك الشيء النزر، من ودود بر، أو مودود رفيع ~~القدر، فهو أوفر ما يقني، وأبعد ما يتمنى. # وفي فصل منها: فالمودات، ما خلت من تهاد مكررة، كطبيخ خلا من اللحم يدعى ~~مزورة، والمهدى بين يدي هذه الأحرف عدد كذا من سفرجل، وتصحيفه عندي سفرجل، ~~وإذا سفر عن ثغره جل، فالظفر بطارق الهم مجل، يشبه صور العذارى ضمخت ~~بالعبير، وثديهن بالتقييس والتقدير، كأنما لبست من الحرير سرقا، أو شكت ~~بألوانها وجدا قد برح بها وأرقا، بل كأنما سرقت الثدي طوابع مسك أحم، ضمت ~~عليه جوانحها إذ خافت الذم، أقداح غرب، علت بماء ذهب، طبع من العنبر نواها، ~~وناب عن شذاها الفائح للشرب ساطع شذاها، وربما # PageV03P341 # فضلت شهي التفاح، وفتكت بأدواء المعد فتكة السفاح، وإن فاكهة تشبه الثدي، ~~وتشرك في بعض صفاتها الهدي، لجديرة بأن يحفظها عناقا، ولا يعدل بالواحدة ~~منها عناقا، بل يجعل فدية قضمها أن تشد وثاقا، وتضرب أعناقا. وإن محلك من ~~نفسي لخصيب جناب الصفاء، نقي جلباب الوفاء، فصيح طير الثناء، نصيح جيب ~~الصناعة والولاء، ودادا لا يبلغ مداه، ولا توبس هواجر البعد ثراه، والله ~~يلحفه من التمهيد ظلالا، ويزيد يانع روضة نضرة وجمالا، حتى لا تكرى عيون ~~أزهاره، ولا تعيا ألسنة أطياره، ولا يعرى من ورق عوده، ولا تخشى من حل نظام ~~عقوده. # وفي فصل: وعذب شيم، لو أنطقها الله لقالت: معشر الأنيس على شفا، لن تجدوا ~~في غيري مرتشفا، فردوا نميرا سائغا، وتفيأوا ظلا سابغا. # وغرضت عليه رسالة أبي عمر الباجي وأبي القاسم بن الجد المتقدمين في صفة ~~المطر بعد القحط، فعارضهما برقعة قال فيها: # ولله جلت عظمته أوامر تحيل المنيرة عن طابعها، وتسلب من حصى المعزاء فضل ~~شعاعها، وترد في خلف تمريه حلب ارضاعها، لا # PageV03P342 # تلحق بسوابق الرهان، في ميادين الأذهان، ولا تدرك بقداح القمار، من ~~معليات الأبصار، تطلع المنح من ثنيات المحن، وتخول العاجز الزمن، منفسات ~~الزمن، وقد تذهب بما تهب، وتغير على ما به تغير، حكمة بهرت حقيقتها زواهر ~~الأفكار، وغمرت دقيقتها ms0743 زواخر بحار الاعتبار، له الخلق والأمر، وبيده النفع ~~والضر؛ وإن أحق النعم بشكر لا تنضب مدوده، وحمد تتجاوز حد المعهود حدوده، ~~نعمى أحيت بالسقيا أرضا مواتا، وأنشرت بدر الحيا أملا رفاتا؛ وقد غبط طير ~~الماء ضباب اليهماء، وحجب كاسف الرجاء نيرات النعماء، وشابت مفارق الرياض، ~~وغاضت مفعمات الحياض، واقشعرت الربى، وحل نبت الحاجر عقد الحبا، وباتت ~~أزهار الغيطان، عليلات الأجفان، تستقي نجوم السماء، وتتوسل بالشبه إلى ذوات ~~الأنواء، فعندما أمست البسيطة على شفا، وأجبل المحتفر ولم يجد مرتشفا، أرسل ~~الله تلك النعمة، بين يدي الرحمة، ريحا لينة هبوب النسيم، في الروض الهشيم، ~~شديدة حفز الغمائم، لتدارك ما في الكمائم، فنسجت بإذنه ملاءها، ورمت ~~أمراسها ودلاءها، فلما لمت قزعها، ووصلت بقدرة الخلاق قطعها، سفحت عيون تلك ~~النجوم، بمكفهر الغيوم، رحمة لعليل النبات، ورقة لأليل المهجات، فنمنم وشي ~~التلاع، بيد لطيفة [67 أ] صناع، ورصع # PageV03P343 # تيجان الأكام، بنطف الغمائم السجام، فاهتزت القطارية لذلك القطار، ~~واشتملت على محسنها من الأوطار، وضحك ثغر الروض بعد عبوس، ونقل إلى سعة ~~الرحمة من ضنك البوس، وسحبت فواهق الأنهار مذانبها، ونشرت عرائس الأزهار ~~ذوائبها، ناظمة من لآلئ الطل عقودها، مالئة لبتها من جوهره الرائق وجيدها، ~~تفوح مجامر أزهارها، وتلوح خفيات خفيات أسرارها، في مرائي أنوارها، فترمي ~~الذاهل برياها، وتحيي النائم وما حياها، مؤذنة بادراكها، على لسان مسكها في ~~ساحة مداكها، وقام من مترنم الأطيار، على منابر الأشجار، خطيب يتلو ما جر ~~من الثناء، على سابغ النعماء، وسائغ رحيق الآلاء. فيا لها نعمة ما أحسن ~~موقعها، ورحمة ما ألطف محلها، من النفوس وموضعها، لقد بردت حر الأكباد، ~~وشفت غليل القلوب الصواد، وفديت بنفائس النفوس والأولاد، نفست خناق الآمال، ~~وحلت عقال الإقبال، وكادت تجري الأرواح في الرمم البوالي والحمد كما لله حض ~~عليه منتهى الحمد، ومبلغ الوسع والجهد، وما لا يحصره العد، وما شاء تعالى ~~من شيء بعد. # PageV03P344 # ووصف له أحد إخوانه امرأة ومدحها وحضه على أن ينكحها، وكان لذلك الصديق ~~امرأة سوادء، فكتب إليه ابن عبد الغفور: # بينما كنت ms0744 ناظرا في المرآة من شعر أحم، ورأس أجم، لا أخاف معه الذم، إذ ~~تقدم رسولك إلي، يخطب بنت فلان علي، ويرغب منها في سعة مال، وبراعة جمال، ~~ويقسم أنها لبرة بالزوج بالزوج بريكة، لا تحوجه عند النوم إلى أريكة، ولو ~~يسرت - وعياذا بالله - لهذا النكاح، لرزقت قبل الولد منها آلة النطاح، ولا ~~حاجة لي بعد الدعة والسكون، إلى حرب زبون، وقراع بالقرون، ولو حملت إلي تاج ~~كسرى وكنوز قارون. فاطلب لهذه السلعة المباركة مشتريا غيري، ولا تسوقها ولا ~~في النوم على أيري، وابتعها ولو بأرفع الأثمان لنفسك، وأضف عاجها النفيس ~~إلى أبنوس عرسك، ولا عذر لها في النشوز والإعراض، فإنما حسن السواد الحالك ~~بالبياض، والله يمدك بقرنين قبل الحين، ويصنع لك صنعين وبيلين، فيسقطك بهذا ~~النكاح الثاني كما أسقطك بالأول لليدين. # PageV03P345 # ومن أخرى: بلغني من ثناء الوزير الجليل، النقاب العلامة النبيل، سيدي ~~وسيد أهل مصره، بل وقته وأعصار خالية قبل عصره، ما فغم أنوف النجوم، وأرغم ~~معطس حاسدي بمذلة الوجوم، وإنما يثني من رهين شكره، ومعظم شأنه الرفيع ~~وقدره، على سهم ذربه، أو شهم قد دربه، أو تلميذ أدبه وعلمه، فكان له الفضل ~~الأكمل بأن كلمه، فكأنه - أعزه الله، بحكم جلاله - أمير شهد لنفسه فتوقف ~~بين حد القبول، وبين ما في رد شهادته من خوف الخبول، وهبه من كلم مكلوم ~~الهاجس، مكدوم السيات والمعاجس، قد صحت فيه الدعوى لصاحب، ومحت الشبهة في ~~سبقه بأوضح لاحب، أي خلل سد، وأي سلب استرد، لا بل أي خطب درأ، ووطب ملأ -! ~~فإذ قد اعترض على ما قد انحل من الإحسان، مقدور الحرمان، فإذا في حيرتي به ~~حسرتي، وفي الفقرة الطالعة فاقرتي، وفي حطي لها حظي، ولا فائدة لهذه ~~الأسجاع، سوى تحيرك أشجان وتوليد أوجاع، فإن رأى - أعزه الله - أن أنبذها ~~بالعراء، وأطلق منها داعية الضراء، فقد وافق إرادتي، واختار لي أجدى من ~~مكذوب إجادتي، والله يقدر الوزير الجليل - سيدي وسيد أهل عصره - حتى يشكي ~~من شكا، كما لم يزل يرق لمن بكى، ويصيخ ms0745 للمكروب إذا شكا، بعزته. # PageV03P346 # وكان الوزير أبو الحسين بن سراج قد خاطب بعض أهل العصر برقعة يشفع لرجل ~~يعرف بالزريزير يقول في فصل منها: # كتبت أحرفي هذه، والود صقيل الوذائل، مطلول الخمائل، جميل البكر [67 ب] ~~والأصائل، والله تعالى يزيد أزهاره وضوحا وأطياره صدوحا، وظباءه تيامنا ~~وسنوحا، بمنه. # ويصل به - وصل الله علوك، وكبت عدوك - شخص من الطيور يعرف بالزريزير، ~~أقام لدينا أيام التحسير، وزمان التبلغ بالشكير، فلما وافى ريشه، ونبت ~~بأفراخه عشوشه، أزمع عنا فطوعا، وعلى ذلك الأفق اللدن تدليا ووقوعا، رجاء ~~أن يلقى في تلك البساتين معمرا، وعلى تلك الغصون حبا وثمرا، وأنت بجميل ~~تأتيك، وكرم معاليك تصنع له هنالك وكونا، وتستمع من نغم شكره على ذلك ~~أغاريد ولحونا، دون أن يلتقط في فنائك حبة، أو يسترط من مائك غبة: # وإذا امرؤ أهدى إليك صنيعة ... من جاهه فكأنها من ماله وانتهت هذه الرقعة ~~إلى الوزير أبي القاسم ابن الجد فعارضها برسالة قال فيها: # PageV03P347 # حسنت لك يا سيدي أبا الحسين ضرائب الأيام، وتشوفت نحوك غرائب الكلام، ~~واهتزت لمكاتبتك أعطاف الأقلام، وجادت على محلك ألطاف الغمام، وأشادت بفضلك ~~ونبلك أصناف الأنام، فإن كان روض العهد - أعزك الله - لم يصبه من تعهدنا طل ~~ولا وابل، ولا سجعت على أيكه ورق الوفاء ولا بلابل، فإن أزهاره على شرب ~~الصفاء نابتة، وأشجاره في ترب الوفاء راسخة ثابتة، وقد آن الآن لعقم شجره ~~أن تطلع من الثمر ألونا، ولعجم طيره أن تسمع من النغم ألحانا، بما سقط إلي، ~~ووقع علي، من طائر شهي الصفير، مبني الاسم على التصغير، فإنه رجع بذكرك ~~حنينا، وابتدع في نوبة شكرك تلحينا، وحرك من شوقي إليك سكونا، ودمث في قلبي ~~لودك وكونا، ثم أسمعني أثناء ترنمه كلاما وصف به نفسه، لو تغنت به الورقاء، ~~لأذنت له العنقاء، أو ناح بمثله الحمام، لبكى لشجوه الغمام، أو سمعه قيس بن ~~عاصم في ناديه، وبين أعاديه، لحل الزمع حباه، واسترد الطرب صباه، فتلقيت ~~فضل صاحبه بالتسليم، واعترفت بسبقه اعتراف الخبير العليم. # وبعد فإني ms0746 أعود إلى ذكر ذلك الحيوان الغريد، والشطيان المريد فأقول: لئن ~~سمي بالزريزير، لقد صغر للتكبير، كما قيل " حريقيص "، وسقطه # PageV03P348 # يحرق الحرج، و " دويهية " وهي تلتهم الأرواح والمهج؛ ومعلوم أن هذا ~~الطائر الصافر يفوق جميع الطيور في فهم التلقين، وحسن اليقين، فإذا علم ~~الكلام لهج بالتسبيح، ولم ينطلق لسانه بالقبيح، ثم تراه يقوم كالنصيح، ~~ويدعو إلى الخير بلسان فصيح، فمن أحب الاتعاظ، لقي منه قس إياد بعكاظ، أو ~~مال إلى سماع البسيط والنشيد، وجد عنده نخب الموصلي للرشيد، فطورا يبكيك ~~بأشجى من مراثي أربد، وحينا يسليك بأحلى من أغاني معبد، فسبحان من جعله ~~هاديا خطيبا، وشاديا مطربا مطيبا. # ولما طار ببلاد الغرب ووقع، وزقا في أكنافها وصقع، وعاين ما اتفق فيها ~~هذا العام من عدم الزيتون، في تلك البطون والمتون، أزمع عنها فرارا، ولم ~~يجد بها قرارا، لأن هذا الثمر بهذا الأفق هو قوام معاشه، وملاك انتعاشه، ~~إليه يقطع، وعليه يقع، كما يقع على العسل الذباب، وتقطع إلى العراد الضباب، ~~فاستخفه هائج التذكار، نحو تلك الأوكار، حيث يكتسي ريشه حريرا، ويحتشي جوفه ~~بريرا، ويحتسي قراحا # PageV03P349 # نميرا، ويغتدي على رهطه أميرا. فخذه إليك، نازلا لديك، ماثلا بين يديك، ~~يترنم بالثناء، ترنم الذباب في الروضة الغناء، وقد هز قوادم الجناح، لعادة ~~الاستمناح، وحبر من لمع الأسجاع، ما يصلح للانتجاع، واثقا بأن ذلك القطر ~~الناضر ستنفحه حدائقه، ولا تلفحه ودائقه، لا سيما وفضلك دليله إلى ترع ~~رياضه، وفرض حياضه، مع أنه لا يعدم في جنابك حبا نثيرا، وخصبا كثيرا، وعشا ~~وثيرا: [68 أ] : # فإذا ما أراد كنت رشاء ... وإذا ما أراد كنت قليبا والله تعالى يكفيه، ~~فيما ينويه، شر الجوارح، ويقيه شؤم الجابه والبارح، بمنه. # وبعد هذا الهزل العجاب، جد كالظلام المنجاب، وبروز صفحة الشمس من الحجاب، ~~أخطب به من رسائلك بكرا، أجعل نقدها شكرا، وأبذل بها لها من ودي مهرا، ~~وأمتع بها لحظي دهرا، فإن فرجت لحظتي بابا، ووصلت في مواصلتي أسبابا، جددت ~~للعهد شبابا، واستوجب من الحمد محضا لبابا. واقرأ على سيدي سلاما ms0747 أعطر من ~~مسك دارين، وأكثر من رمل يبرين، يحييه مع العشي شروقا، ومع النجم طروقا، ~~والسلام المعاد الموصول، ما عضدت الفروع الأصول، وألفت الجفون النصول، على ~~سيدي، ورحمة الله. # PageV03P350 # وله من أخرى: إن عجبا بر الوزير بالزعانف والزرازير، وحظره على قلب يكاد ~~من الشوق إليه يطير، ومن الظمأ يتشكى قطعا ويستطير، وإنه مع عرضه على نار ~~الجفاء غدوا، ونبو مضجع الاحتفاء به هدوا، ووصمة التقصير في جزائه، ~~وممارسة، جرع أرزائه واختزائه، إن لهج فبذكره، أو هزج فبأفانين شكره؛ فكيف ~~به لو ضاحك من خفي بره فرض شؤبوب شنان، غمر بذوب عزاليه نوع الإنسان -! # ثم نبدأ من شأن الحيوان بزرزور، لا يعرف حقا من زور، مشهور في الطير ~~بالضرع، كثير العادية قليل الورع، كأنما رهطه عبيد للبلابل، ولغطه وقع ~~الحصى المتقابل، وفي غيره من ذوات الريش، النازحة بكل ضراء وعريش، أنجب منه ~~على اللغن، وأحسن تصريف لسان وذقن، كببغا لا تلعثم في عويص اللغى، وشفنين، ~~يثير اللوعة بالرنين، كأنما عاسرته عند التلقين الراء، وداخله بعد الظفر ~~بها امتراء، فاستظهرها بالنكير، استظهار قين بكير، وبهمة في المصاع بكرير؛ ~~وورق كالقيان، خضبت أرجلها بالعقيان، فوارت لآلئ في الأجياد، وزبرجدا أنعلت ~~به حوافر الأجياد، تستتر بورق الغصون، وتشهر بحرق الوجد # PageV03P351 # المصون، ويصقع مشتاقها كالخطيب، ويقع على قاس من الأيك ورطيب، فيلين ~~لشجوه ويميد، ويكاد يذوب له العميد؛ ورب عصفور، صفر لذات سفور، فحكت نقر ~~الزير، وبعثت العين على الدمع الغزير، وبلبل حرك بلابل واقدات، وشك القلوب ~~بمعابل نافذات، وكائن من غرد، حران قلب أو صرد، يفوت مدى العد، ويملأ ديار ~~معد، ولو تقصينا لما أحصينا، ونضب عد الكلام على ثرارته، وعصب ريق الأقلام ~~على غزارته، فلتسهب بما تشهد لفضله رجاح الألباب، ولتغرب من مدارك ثمره ~~بلباب اللباب، حتى تبر على الغريض، بنسق كالاغريض، وتدل بسر التعريض، على ~~سر الأضرب والأعاريض، على أني قد تحوميت وما نوغيت، أي كأني من الحقارة ~~ألغيت، ولا نعيم لعين الوهم وقد وضحت شاكلة اليقين للمتوهم، وسأطفل على ~~السمع، وأبذل ms0748 مذخور الدمع، فأبث شجونا، وأنبذ النواة مجونا، فلا أرق ~~البهارة، ولا أخفض الجهارة، ولا أصف أزاهر، ولا أنعت القمر الزاهر، بل أندب ~~ربوعا، وأحرز العمر أسبوعا: # PageV03P352 # وأبكي على فقد الدراهم إذ لها ... أبا قاسم غيري من الناس يكرم وما سلف ~~للأدب مع الذهب إخاء، ولا هاله منه انتخاء، هذا خالد موجود، لا يلحق جوهره ~~بيود، وذلك قد راب منه الشحوب، وأخلق ذيل عمره المسحوب، فيا لمياه أسجاع ~~هذا النقاب تطرد لغير حائم، ولأجناء ثمر منها مع ذوات الثقاب تتهدل على غير ~~طاعم، ولعرائس نورها تضاحك ثغرا عابسا، وتستدر جلمدا يابسا، تبرج وليس من ~~فعل النوار، وتأرج لأنف لا يعرف فضل الصوار، وتعاظم على أكفائها، وتسرع إلى ~~ما دون الحضيض لانكفائها، وحسبك من نهودها ليهودها، وشرودها تعثر في أذيال ~~برودها، فعلة والله ينكرها الشرف، وينبل عنها المنصرف، فلتحدث العلياء منها ~~متابا، ولتكتف بقرع هذه العصا عتابا. فشد ما منحت البر عقوقا، ومنعت التشيع ~~لها حقوقا. # طالعت - أعزك الله - بهذه الشكاية مستريحا، ومثلت لها قلبا قريحا، وهو ~~بحكم جلالها يودعها من الكتمان ضريحا، ويرضعها من أخلاف التجاوز محضا ~~صريحا، فيسره الله لبر حر، وجعله بنجوة من كل ضر. # وله من رقعة شفاعة للزريزير المذكور: لله قطر باهي بك على الأقطار، ~~واستغنى بخضل ظلك عن صوب القطار، أذكر نعيم الجنان بنضرته، وسكن نافر ~~الجنان، بلألاء زهرته، أي محسب أنيس وطير، ومائح # PageV03P353 # من النعم زخار من الخير، وآها لقاطع، قطع به مع الفجر الساطع، وبحي خلص ~~من بحر لجي، فاهتاج طرب الجذل النجي، لهفا يعثر في البيت على الجني، سبح ~~فقبح للشرب الصبح، وصدح فقدح لهم من نار الغي ما قدح، ولربما نطق بالتوحيد، ~~ويحيد عن سجدة الشكر كل محيد، ويهزج ويسنح، وإلى رهطين من الطير يجنح، ~~مرهوب الصقع في الديار، ومحبوب السجع بأعالي الأشجار، يمتع بشتى أفانين، ~~ويخجل البلابل والشفانين. # وفي فصل منها: حتى اشتد منه الفقار، واسود فرعه والمنقار، ولم يكن به ~~العول افتقار، فنهض وكسب، وأعرب عن نجرته وانتسب، وأخذ بالطباع ms0749 في التوليد، ~~وصدح غردا ببيت الوليد، إلا ما غير منه وأحال، ولا يعرف الممكن ولا المحال: # لك الله عشا ليلا بأفرخ ... بعلياء فرع الأثلة المتهدل فيا للعجب العجيب، ~~ولسان هذا الزرزور النجيب، أنطقه فضل الوزير بلسان، نقله من نوع الزرازير ~~إلى نوع الانسان، فشكر وشعر # PageV03P354 # حتى غلا مرجل أشره استعر، وأخذ عن وكنه في الرحيل، وباع مبرما من العيش ~~بسحيل، فرشق السماح من جسمه بسهم، وسبق الرياح عن عزمه بمثل الوهم، فما ~~احتل من الجانب الغربي شرقا، حتى اعتقد إلى الجناب المرضي منصرفا، وشغل عن ~~النظر في عطفيه، بالنظر في أسرار كفيه، يا له من عازم، خوافي عادت باللائمة ~~على القوادم، يتمنى لغرغرته بالندم، أن يخضب من أوداجه بدم، لأنه سقط من ~~شجر زيتونه، بعقم بطونه، في هذا العام ومنونه، على خاليات من المير، موحشات ~~مثل جوف العير. ولما نشر جناحا للإياب وخفت، وتنفس الصعداء والتفت، أشفقت ~~منه لغريب غربيب، وصعدت فيه وصوبت نظر المستثيب، فشفعت له بهذا الكتاب، ~~يقيه من السيد الأوحد حر العتاب، وقد تقلده تميمة تكفيه اختطاف الجوارح في ~~الهواء، وتثنيه عن إطاعة البوارح في الالتواء، وهو بمجده الصميم، وبره ~~العميم، يشفع ويرفع ويسوغه قراحا وقرواحا، ليمرح في هذه مراحا، وينال من ~~هذه الربى مغدى ومراحا، ولو اقتصر من مذنب على مقتضى المتاب، لغني عند سيده ~~عن شفاعة الكتاب. # وفي فصل منها: ولو صرفت فيها الأنفاس كلاما، والأشجار أقلاما # PageV03P355 # والبسيطة قرطاسا، والدجنة أنفاسا، لرأيتني مقصرا لم أبلغ ما أريد، وكنت ~~أسأل عونا واستزيد، وبودي لتناهي المحبة والولاء، واعترافي بالأيادي ~~الجسيمة والآلاء، لو أضحي مكان كتابي، فاسعد بالوفود عليه، وأخترم من حيف ~~الزمن الغشوم بالمثول بين يديه، ولكنه قد حيل بين عبده لبائس وبين مراده، ~~وشغل بقوت يومه لنفسه الشقية وأولاده، فتأخر عن حضرته السنية تأخر الكسير، ~~ونظر إلى سنا حوزته البهية نظر الأسير. # وله من أخرى: مثلك من لم يعدل [به] شح التجارة، عن كرم الوزارة، ولا شره ~~المكسب، عن شرف المنتسب، فرأى الخطير بعين نزاهة نفسه ms0750 حقيرا، والجليل [69 ~~أ] بحكم جلالة منتسبه فتيلا؛ ولم أوقظك بهذا التنبيه من سنة، ولا نفسي عن ~~إباء المنية بالعاجزة الزمنة، وقد أوفيت رسولك الميزان حتى رضي، وإنه لمحض ~~النصيحة فليحظ عندك فيمن حظي، بصرنا الله الرشد فيمن بصره، وحبب إلينا تجنب ~~ما مقته من الشح وحظره. # وفي فصل من أخرى: ورد لسيدي أي كتاب، بل أي قطف من ثمرات الألباب، حيا به ~~على البعاد، وبرد غلة قلوب صواد، فهجرنا له الزلال، وحسبناه السلسبيل ~~الحلال، ودر دره من كاتب أقسم بالطور، لقيد عيني بشطور، تشوقا إلى بهجة تلك ~~السطور، وفيها من شغف بها أقول: # PageV03P356 # سطور أفادت كل خال بوجنة ... كما خطفت منها لماها المباسم سحبت ذيلا على ~~بلاغة سحبان، وسرت ليلا فيا فوح ما بين قرطبة وبينه أن ييبس، لما ناضلت ~~فائز كلمه بمعراض، ولا ضاهيت جواهره الخالدة بأعراض، والله يصله في ~~الأحفاد، ويحرسه في حوادث الآباد، ويعمر ببشره بشرة الجماد، ويعلم به مجاهل ~~الأجياد. # وفي فصل منها: شفع الله تلك الغزوة الميمونة بغزوات، وكتب لنا في ساحات ~~أعدائه عدة مواطئ وعدوات، حتى يحرز أسيرا ذا التاج، ويفرج عن شخصه مغلق ~~الرتاج، ونؤوب بغير رضى الكندي، بل على وصف النابغة سمي الجعدي، راضين عن ~~كل عقيلة، نيرة أسرة القسمات صقيلة، كريمة مثل الديمة، تذري دمعا على ~~الأجفان، وتخفي ترائب كترائب الجفان، صقلت بالنعيم، وصافح عنهن الصفيح كل ~~بطريق زعيم، إن اصطفيت لم تجئ بفسل، وتنجب بإذن الله النسل، كعلي بن الحسين ~~وسالم، والمعتصم المشهور العين في المكارم، وغيرهم # PageV03P357 # من أمير وخليفة، وذي منزلة في الفضل منيفة، ورب فخور مختال، يدفع في هذا ~~ببيت القتال: # - أما الإماء فلا يدعونني ولدا ... إذ ترامى بنو الإموان بالعار وليس كما ~~زعم، من عار، لابس ثوب الكبر المستعار: # لا تزرين بفتى من أن تكون له ... أم من الروم أو سوداء دعجاء # فإنما أمهات الناس أوعية ... مستودعات وللأبناء آباء ما كل الحرائر، ~~ببريات من الجرائر، ولا كل الإماء بمخلات في الانتماء، وإني مع ذلك لأتوفر ~~على الرهط ms0751، ولا أرغب في رقي عنه ولا هبط، وأنشد: # إني على شغفي بما في خمرها ... لأعف عما في سراويلاتها والله يصرف ~~المعترضات دون الواجبات، ويسمع عنا الخير في المحيا والممات. # PageV03P358 # وفي فصل: وما زلت معتزيا إلى أدبه ونسبه، منفقا من غرب كلمه الرائق ~~وذهبه، مقرا بفضله، معترفا بتبريز خصله، مرتسما في جريدة من أدبه ودربه، ~~وأرهفه وذربه، ولقنه وعلمه، وكان له الفضل الأكمل بأن كلمه: فليصل مني ولدا ~~ثانيا " وليجبر كسيرا وانيا، وليأس بالكلام العذب، بل اللؤلؤ الرطب، كلما ~~داميا، أصاب والعذار مبقل، وما أجلب والشيب علي مشتمل. وليمن على وليه، ~~وغذي وسميه، برقعة يضمنها وجه الحيلة، في مداخلة تلك الدولة الجليلة، أيد ~~الله سلطانها، ووطد أركانها، ليبني على ما أسس، ويجتني من ثمر النجاح ما ~~رشح وغرس. # وله من أخرى: ما ظنه بعليل ذلة وقلة، وهما أشد مرض وعلة، علم داؤه ~~ودواؤه، وتعذر برؤه وشفاؤه، وقد أوجب النظر الطبي والقياس الصناعي إذا علم ~~الداء ووجد الدواء، ولم تعترض منية أن يكون الشفاء، فهو بحكم وصبه، وتقطع ~~أسباب الفرج به، أنزق من فحل مخفور، أو ذئب محصور، قد ثقل على ذويه، وأبغضه ~~محبه # PageV03P359 # فضلا عن مجتويه، ولم ألهج بذكر قلة على الإطلاق، ولا خشيت مع القنوع من ~~إملاق، فأنا رأس الأغنياء، وعندي من كيميائه فوق الكيمياء، وفي ذلك قلت: ~~[69ب] # عيرتني بفقار عاطل ... حليت جدا بدمع سجما # بفمي عزة نفس لكتها ... ملأت مني بطنا وفما وجعلت مدة باب صلت بكتبه، ضرا ~~من النظر لقلبه، ولقلبي المنقطع القرين، في حبه، إذ كنت لا أخلي أجوبتها من ~~صحيح الشكاة، ولا أقتصر على ما عنده من سقيم الحكاة، فأكون قد صدعت صميمه ~~بتعديد ألقاه، وبت غريمه بما عسى أن يتكلفه من السعي ويتولاه. # وله من أخرى: جائز ف حكم الثقة بقدر الله أن ترجى الممتنعات، وتترقب ~~بطلوعها الساعات، مع استيلاء اليأس على انفس، كعقد هذا البيع، الذي عقد ~~الصيف بالربيع، فكأنما وقف الزمان فلا جزؤه الواقع وقع، وماضيه انقطع، ~~ومنتظره اطلع، وإنما هو جزء ms0752 دائم، ونفوس على الورد حوائم، وعهدي بعزة ~~الفقيه مطلع بشائر، فلا يذكر المثل السائر: # وحتى يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في الموتى كليب لوائل # PageV03P360 # وفي فصل من أخرى: سألت الفقيه - أعزه الله - حاجة منذ عامين، وأخرى مذ ~~شهرين، ولم تكونا بكبيرتين، وفي كليهما نفض من ودي اليدين، فليت شعري على ~~أي ود بعد ودي يشدهما، أو إلى أي عقد مثل وثيق عقدي مدهما، تالله ليدفعن من ~~بني الأيام، إلى لئام غر كرام، أغر من السراب، وأغدر من الذئاب، وأعق من ~~الضباب، وأوهى حبلا من مضمحل الضباب، وسأسأله ثالثة والثالثة الصادقة، فإن ~~قضاها شكرته ما ذرت شارقة، وإن أباها فخيل عتابي إليه سارية طارقة. # وفي فصل من أخرى: أنا في فرط بري بالوزير الجليل - صنع الله له كل صنع ~~جميل - إذا رماني ببهي شخصه الطريق، عصب من استحيائه بفي الريق، فلم أكد في ~~التسليم عليه أبين، وجعلت معترضات حاجاتي إليه تفرق وتبين، حتى كأني ما بت ~~لها أرقا، ولا طويت بها كشحا محترفا. وكيف لا أستحييه - أعزه الله - وإنما ~~ألقاه باسط راحة، أو سائل إراحة - ولولا بشر له يؤنس، وتهلل من وصمة الود ~~يعصم ويؤيس، لما انبسطت عليه في أمر، ولو مسني مهمه بألذع من جمر، وكنت قد ~~أعددت لسعة كرمه أربع حوائج، ولعلها عند حرصه على الفضل أربع نتائج، سلاهيب ~~او مرابيع، أشباهها للجري ينابيع، ونأمت بعد بهذا المنظوم وجعا، وإن كنت ~~متصرفا لا مضطجعا، ولو سريت من # PageV03P361 # الصحة بدليل، لاهتديت إلى ما يليق بقدره السامي الجليل. # ومن أخرى: فما ظنه بأمد يوم يشيب الوليد، ويستخف الحليم الجليد، ولعمري ~~لئن الوالدان من جهة شيبا، ليردن الشيخ اليفن من أخرى قشيبا. # ومن المنظوم الذي ذكر فيها: # يا حبذا قصد الوزي ... ر وإن تكلف في الهجير # ذكري له ظل يرف ... وبشره ماء نمير # نفسي الفداء لنفسه ... من كل دائرة تدور # شهم حوى قصب العلا ... دون الورى ببها وخير # وأقامها بيراعة ... أمضى من السيف الطرير # يهني الأمير حصوله ... منه على العلق الخطير # فعليه واقية ms0753 ترد ... قنا اللهاذم تستطير # يا ساميا وهو الصغي ... ر بعزمة الرجل الكبير # مهلا فضحت معاشرا ... خانوا الأمانة في الدهور # وبنيت ما هدموا فهل ... خجلوا لذلك في القبور # PageV03P362 # وعليك من كلف بما ... يسديه رأيك أو ينير # عدد النجوم تحية ... ولربما قل الكثير وله من أخرى: يا سيدي الذي به ~~أفاخر الشرفاء، وأكاثر منهم العدد الجم واللفاء، فمن أنوف تسعط بالرغام، ~~ومن ألوف تسقط كحروف الإدغام، بلغني من ثنائك علي ما به أهرف، وبالتقصير في ~~جميعه أعترف، ما يزيد منه [70أ] النشر على مسك دارين، ويقل عليه الشكر عدد ~~رمل يبرين. لله فضل نزه ذلك المنطق الشرف عن القدح، واستعمله فيما استولى ~~عليه الشح، من التقريظ والمدح، لقد ألبسني من السرور بتكرمه أضفي جلباب، ~~وكاد يطفئ المشيب في تضرمه بكرماء الشباب، لم تدنه الفضائل من الحسد، ~~فشهدنا له فيها بقوة المسد، ولولا أن أكون مادح نفسه لقلت: شتان بين منصف ~~ومتعسف، وطالع من بين الكلام ومنكسف؛ وقد لعمري كنت مضطرا، وكدت أحكم لنفسي ~~على معاصريها طرا، وذلك بحكم معاشرة قوم، يستعذبون في جنب الغص من كلمي مر ~~عض اللوم، أيقاظ هم أم رقود - أم ليس بين الشبه والذهب نقود - فيا مطلعي ~~بقرة عين، لا منصفي لتعين دين، در در علائك حتى تصبح لك الجوزاء دارا، ~~وتسحب بها البدر إزارا، وتعقد # PageV03P363 # عليك الشمس أزرارا، فتفوق محلا وتهول مقدارا. # وأنفذته من كتاب، غب قصد الخجل المرتاب، بنفسي فاديته، لينظر حين ~~مشافهته، كيف عمل آلاتها، في شكر موالاتها، فكان من الشقاء، ما تعذر من ~~محبوب اللقاء؛ وحملته المتطبب أبا فلان، كريمة رهطه، النابه الذكر في أعلام ~~سبطه، زعيم يهود، المسود فيهم المسود، بحكم التوقف عن الملة الحنيفية، ~~والتردد في المذاهب الأحبارية، وطويته على كلم جاش به صدر مكلوم، وهاجس ~~بمقارعة أقران الهموم، مصدوع مثلوم، وأريد تحقق كيفية حسنه، بالنظر في مرآة ~~ذهنه الصقيلة، وتعلم كمية وزنه، بسجية إربه الراجحة الثقيلة، فإن كلفت بعد ~~هذا به العيون، ولم يشل منه الجرم الموزون، فبيمن الاقتداء به، والاهتداء ms0754 ~~بنجم أدبه، لا زال علما نهتدي بمناره، ونعشو إلى ضوء ناره، والسلام عليه ما ~~تلألأت الفور، وصر العصفور، تحية تزاحمها في سمعه تحيات السعود، وتملأ رحب ~~ربعه بإنجاز مودود منها وموعد. # وله من أخرى: أطال الله بقاء الفقيه الجليل ما زخرت أودية الكلام، ~~وانتشرت أردية الغمام، وصرت في القراطيس الأقلام، وسرت إلى النائمين ~~الأحلام، ولو علمت مزيدا له في البقاء، ومحلا فوق أرفع الكواكب # PageV03P364 # في الارتقاء، سألته ضارعا إلى الخالق، ولو قرنت الإجابة فيه بالتردي من ~~حالق، بادرت ذلك غير رعديد، وأقدمت منه على الخطب الشديد، والله ينير منار ~~الأيام، وينسخ بإثبات عينه آثار اللثام. وإن العاقل والمتعاقل لينضج بصبابة ~~صبره، حر لاعج الهم المعترض في صدره، فربما أدنى له ذلك نازح منى، وأثمر ~~أحلى من ضرب العسل جنى؛ وقد آثرت هذا النوع من المعاشرة، وانتبذت بحمد الله ~~من كل نزق ومعاسرة، مشبها بهما وإن كنت عن توقيهما بمعزل، كما ألفيت ~~الجمجمة البيضاء ثالثة أثافي المنزل، فدعيت أثفية، وكم باتت بطارقها ~~المستطعم حفية، فصبرت عن اقتضائه موعوده، وحميت لإرضائه كاذب طيفي المشفق ~~أن يعوده، مبالغة في أدب لا تنصفه الأيام، ولا تسعفه في أرب وقد جد به ~~الهيام؛ وإني إلى لقائه - أعزه الله - لأشوق من الساجعة، ومن لذات الأرق ~~براحة الهاجعة -! ولو شاء لأغنى بيسر إيماء، وأدال من غلظة الحرة برقة ~~الإماء؛ والآن حين فعم الماء الحوض # PageV03P365 # وغمر الترعة وشمل الروض، ومشيت على قدمي الأميال، ودست والله بهما ماء ~~المنى السيال، وليت ببيعي صيدح، قضى عني دينا فدح، ولكن شفع خمول العطلة، ~~بخجل الرحلة، فقبض لي إصران، وخصصت بالشقوة من بين الأقران، وقد كان وعد في ~~حالي بجميل نظر، ولما طال علي أمد ذلك الوعد المنتظر، رأيت أن أذكر: # وإني لأدري كيف أرضى وأقتضي ... ولكنه الحرمان يقضي بأن ألحى [70ب] # وأصرف عن ورد قد غمر الندى ... خفيف عذار والهبنقة الألحى # ومن عجب أن يقطعا كل نخة ... وأمنع للقرص الذي فاتني الملحا وليس - أعزه ~~الله - قرص بر ولا شعير، فإنه قد ms0755 يكون مرتع بعير، ومستوقد سعير، إنما عنيت ~~أريضة ضيقة الساحة، تكاد تشتمل بظل الراحة، وتلغى في كسور المساحة، ضعفت عن ~~عمارتها، وطمس الكلأ عين إمارتها، فلولا ضدها من جنة جار، خبيث الطعمة لئيم ~~النجار، جرى له بالجرأة قدر جار، فمتى صدئت له صفة أرض صقلها، ول اشتكت ~~إليه نبو المنزل لنقلها، لأصبحت هذه اليابسة ضالة أنشدها في القرى، ولو وقع ~~منها اليأس لانقطع مني القرا. # PageV03P366 # كتبت وإنما يكتب الخلي، ولا يحس غير عويله الشجي، ومن لا يملك لجده ~~زماما، فأحرى بأن تصير يداه الباطشتان أكماما، وكأني به - أعزه الله - قد ~~قال: بل تنفع الأكمام وتضر، ويطرد بها الحر والقر، وإنما أردت الأهم ~~والأعم، وما ينفي الغم، ويحرز المعنى الأتم، لا قرا صابرته حتى انصرم ~~وتولى، ولا حرا ما أرم عندي ذبابه ولا تغنى، لأنه إنما يألف منازل أهل ~~الترف، ويحوم على ما فيها من صنوف مآكل وضروب طرف، وإما لائك بسباس وحشيش، ~~مؤتدم بزيت مبارك وملح جريش، فما ضجر منها لغددة، ولا جاء نطاسيا شاكيا ~~بردة، فمن حيث صح اعتراضه، لم يحل بإصابة الشاكلة مقراضه؛ وكنت أجدع هذا ~~الماقل لو لم أخف عليه تطويلا، وإن تطارد لي ما أمل منه شيئا قليلا، فسوف ~~أعد في البلغاء، وأحسن سجع ذوات الأطواق بعد الرغاء. # وله من أخرى: بيني وبين الفقيه النبيه - صنع الله له كل ما يشتهيه - ما ~~لا زيادة لتنميق البيان فيه، من ود مضى عليه الأسلاف، ولم يعترض فيه على من ~~تخلفوا بنوع من أنواع التداني خلاف، إذ السبب في فساد أكثر الأشياء دنو ~~وامتزاج، ولم يجن على الصعدة أن تبيت طعمة للنار إلا الزجاج، كبكر الراح، ~~أمنت حولا مجرما من عاب التخليل، حتى منيت من الماء الفراح بأشأم خليل، ~~فجرى لها مقدور التلاق، بكراهة # PageV03P367 # مذاق، وشراسة أخلاق، وإنهما بلا مين، لمن عنصرين كريمين، سلالة غمام، ~~وسلافة مدام، وأي شيء اصطحب إلا انتخب -! الراحة - أعزك الله - في ~~الانفراد، ولابد من الإصدار لذوي الإيراد، فاحمد الله على نوع من الوداد، ~~غريب ms0756 الميلاد، كأنما أصبح حبيسا على الأبناء، واستمر من الوفاء به على مثال ~~حال البناء، فما تغيرت له حركة قط، وأنى ذلك ولا يرفع ولا يحط، بل تجدد ~~نضارته، وتؤكد - وقد أجدب ثرى كل ود - غضارته، فما شئت لروح ذلك العلاء من ~~شذا ذكي، وعرف من زهر الثناء مسكي، تندى بذكره ألذ الشفاه، وتحترم من ~~الخلوف الأفواه. # ومنهم ذو الوزارتين أبو بكر محمد بن عمار # وكان غربي المطلع، شلبي المقطع، شنبوسي المصيف والمربع، إلا أن # PageV03P368 # شعره غرب وشرق، وأشأم في نغم الحداة وعلى ألسنة الرواة وأعرق؛ لا جرم ~~فإنه كان شاعرا لا يجارى، وساحرا لا يبارى، إذا مدح استنزل العصم، وإن هجا ~~أسمع الصم، وإن تغزل، ولا سيما في المعذرين من الغلمان، أسمع سحرا لا يعرفه ~~البيان، وكيف لا يرغب في شعره، ويتنافس فيما ينفث به من سحره، وهو يضرب في ~~انواع الإبداع بأعلى السهام، ويأخذ من التوليد والاختراع بأوفر الأقسام، ~~وقد أثبت منه في هذا الديوان، ما يشتمل على غرائب الحسن والإحسان، وأدرجت ~~في أثناء مقطوعات أشعاره، نكثا ولمعا من نوادر أخباره، وذكرت آخر أمره مع ~~المعتمد ومباشرة قتله [71أ] له بيده، وأجريت شرح صفة الحال، من المبدأ إلى ~~المآل. # وكان قد نشأ والشعر بأفقنا أنفق ما عهدت سوقه، وأعمر ما كانت إلى الجاه ~~والمال طريقه، فاتخذه مدة صناعته، ثم خلع بعد طاعته، رغبة عن نحلة سؤددها ~~سؤال، وأجودها كذب ومحال، وكان أبو بكر من نقائذ البوس، ونوافض الجد ~~اليبيس، أحد من امترى أخلاف الحرمان، وقاسى شدائد الزمان، وبات بين الدكة ~~والدكان، واستحلس دهليز فلان وأبي فلان، جرت على رأسه من ذلك أحوال، دلت ~~على أن الدنيا إدبار وإقبال، وأن عيش المرء فيها تهاويل وأهوال. # بلغني عنه أنه لزته إحدى لياليه النكرات، في أيامه المنكرات، إلى انتجاع ~~بعض أعيان شلب، أحد من طرفت عنه أعين النوب # PageV03P369 # وسعد بما كان ابن عمار شقي به من الأدب، فاعتمده بأبيات عملها على سبيل ~~قد تنكرت له وتنكر لها، وبنفس لولا نفاستها لقتلها، واتفق ms0757 أن قصده بها ~~يومئذ حين جنحت ذكاء، وصبغت الغيطان لونها السماء، ولم يبق من النهار إلا ~~تعلة عليل، وبلغة ابن سبيل، أضيق من عذر الجبان في الفرار، وأقصر مما بين ~~اللحية والعذار، فلما أنشده قطعة شعلاره، وهتك له الحجاب ساعتئذ عن وجه ~~عذره، أسر إلى غلامه بكلام قصير، فغاب عنه غير كبير، ثم خرج عليه وفي يده ~~مخلاة شعير،وقال له: خذ ما حضر، وأنت أحق من عذر. فجاشت نفس ابن عمار جيشة ~~أذهلته عن اسمه، وكادت تسيل عرقا على جسمه، وهم بصرف نائله النزر إليه، ~~ففكر في مهير كان يركب عليه، فاحتمل الغضاضة في قبول ذلك النيل، راجعا ~~بالملامة على هجوم الليل، محتجا بكل بيت كان حفظه في إيثار الخيل، وقام يخد ~~الأرض برجليه، ويدمي بالعض يديه. فلما صار ابن عمار إلى الحال التي وسوست ~~للعصفور بصيد العقاب، وسولت للكبير ارتجاع الشباب، هجم على منزل ذلك الرجل، ~~وقد صارت إليه أعناق الدول، وغصت الأرض حواليه بالخيل والخول، فقام يفديه ~~بماله، ويحسبه يومئذ خطرة بباله، أو خلوة بطيف خياله، فذكره ذلك الزمان، ~~وقرره على ما كان، والرجل يتلاشى بين الوجل والحياء، ويتمنى لو ابتغى نفقا ~~في الأرض أو سلما في السماء، ولم يرمه أبو بكر، حتى أخرج إليه قطعة الشعر، ~~فبرئ إليه ابن عمار من تلك الدنية، وأعطاه مخلاة مملوءة بدراهم قاسمية، ~~وقال له: لولا حرمتك # PageV03P370 # لأوجعتك أدبا، ولو ملأت تلك أمس برا، لملأت لك اليوم هذه تبرا. فسبحان من ~~لا منازع له في خلقه، ولا اعتراض عليه في قسمة رزقه، له النعمة السابغة، ~~والحجة البالغة. # ثم لحظ ابن عمار الإقبال، وحالت به الحال، وقلد الأعمال السلطانية فأتهم ~~فيها وأنجد، وقام بأعبائها وقعد، ثم لحق آخر عمره، وبين يدي إدبار أمره، ~~بثغر سرقسطة بعد خروجه من مرسية - في خبر سيأتي ذكره - ولم يزل بذلك الثغر ~~يتردد، وفساد حاله عند المعتمد يتزيد، إلى أن كان من خبره ما كان، حسبما ~~يأتي الشرح والتبيان. # وأول تعلقه بالمعتمد كان حين وجهه لحرب شلب ms0758 أبو المعتضد فنزع ابن عمار ~~إليه، وبلغ من المنزلة لديه، أن غلب عليه؛ وبعد انتباذه شلب، وفراغه من تلك ~~الحرب، صحبه بحضرة إشبيلية، وأحضره معه مجالس أنسه، إلى أن أوجس خيفة في ~~نفسه من أبيه المعتضد، ففر عن البلد، ولحق بشرق الأندلس، وتمكن بها من ~~المؤتمن يوسف بن أحمد بن هود، فخاطب المعتمد بهذا القصيد الفريد، وقد أثبت ~~أكثره لاشتماله على البدائع، فإنه من كلامه الرائق الرائع، وأوله: # PageV03P371 # علي وإلا ما نياح الحمائم ... وفي وإلا ما بكاء الغمائم # وعني أثار الرعد صرخة طالب ... لثار وهز البرق صفحة صارم # وما لبست زهر النجوم حدادها ... لغيري ولا قامت له في مآثم [71ب] # وهل شققت هوج الرياح جيوبها ... لغيري أو حنت حنين الروائم # خذوا بي إن لم تهدأوا كل سابح ... لريح الصبا في إثره أنف راغم # من العابسات الدهم إلا التفاتة ... إلى غرة أهدت له ثغر باسم # طوى بي عرض البيد فوق قوائم ... توهمتني منهن فوق قوادم # وخاض بي الظلماء حتى حسبته ... له مربط بين النجوم العواتم # ألا قاتل الله الجياد فإنها ... نأت بي عن أرض العلا والمكارم # أشلب ولا تنساب عبرة مشفق ... وحمص ولا تعتاد زفرة نادم # كساها الحيا برد الشباب فإنها ... " بلاد بها عق الشباب تمائمي " # ذكرت بها عهد الصبا فكأنما ... قدحت بنار الشوق بين الحيازم # ليالي لا ألوي على رشد لائم ... عناني، ولا أثنيه عن غي هائم # أنال سهادي عن جفون نواعس ... وأجني عذابي من غصون نواعم # وليل لنا بالسد بين معاطف ... من النهر ينساب انسياب الأراقم # PageV03P372 # بحيث اتخذنا الروض جارا تزورنا ... هداياه في أيدي الرياح النواسم # يبلغنا أنفاسه فنردها ... بأعطر أنفاس وأذكى لناسم # تسير إلينا ثم عنا كأنها ... حواسد تمشي بيننا بالنمائم # سقتنا بها الشمس النجوم ومن بدت ... له الشمس في قطع من الليل فاحم # وبتنا بلا واش يحس كأنما ... حللنا مكان السر من صدر كاتم # هو العيش لا ما أشتكيه من السرى ... إلى كل ثغر آهل مثل طاسم # وصحبة قوم لم يهذب طباعهم ... لقاء أديب أو نوادر عالم ms0759 # صعاليك هاموا بالفلا فتدرعوا ... جلود الأفاعي تحت بيض النعائم # ندامى وما غير السيوف أزاهري ... لديهم وما غير الغمود كمائمي يجري ابن ~~عمار في أكثر ما له من الأشعار جري الجموح، ولا يقنع بالكناية عن مذهبه إلا ~~بالتصريح، لأنه كان - سمح الله له - مع مكن في دهره من تدبير الإقليم، أو ~~انبسطت بنانه في التأخير والتقديم، واجترأ على الأيام، واقتاد من الجماهير ~~العظام، زير قيان وغلمان، وصريع راح وريحان، أمله - زعموا - كان بين شرب ~~كاس، وشم آس، وجذله في نصب حبالة، لغزال أو غزالة، ترى ذلك كثيرا في ~~أشعاره، وتسمعه أثناء أخباره، حتى ثل ذلك عرشه، وأوهن بطشه، وطأطأ من سموه، ~~وساقه صاغرا إلى يد عدوه، ألا تراه كلما نظم أو نثر، بالناي # PageV03P373 # والوتر، وتحلى بالحسن والحور، وعاب على أهل سرقسطة وأنكر، من هيئات ~~الثغور ما عرف، ووصفهم بما وصف، كأنه لم يسمع قول الأول: # ومن تكن الحضارة أعجبته ... فأي رجال بادية ترانا ولا قول أبي العلاء: # من كل أروع لم تأشر ضمائره ... للثم خد ولا تقبيل ذي أشر [72أ] # لكن يقبل فوه مسمعي فرس ... مقابل الخلق بين الشمس والقمر إلى غير ذلك ~~مما هو أوضح، من أن يشرح، في أكثر الأشعار؛ وما ينقضي عجبي من ابن عمار أن ~~ينكر تلك الهيئة، على أهل ثغر، أبناء قتلى وبقايا أسر، قلما خلوا من هيعة ~~من النصارى، إذ مسافة ما بينهم أقصر من إبهام الحبارى، وبلدهم مجر عواليهم، ~~وموقد صاليهم، ومخفق أعلامهم، ودرية سهامهم. # وفي هذه القصيدة يقول: # وما حال من خلى بلاد أعارب ... وألقت به الأقدار أرض أعاجم # PageV03P374 # يقبح لي قوم مقامي عندهم ... وقد رسفت رجل السرى في الأداهم # يقولون لي دع أيدي العيس إنها ... تؤدي إلى أيدي الملوك الخضارم # فديتهم لم يبعثوا حرص عاجز ... ولا نبهوا إذ نبهوا طرف نائم # ولكنها الأيام غير حوافل ... بإرب أريب أو حزامة حازم # وإني لأدعو لو دعوت لسامع ... مجيب وأشكو لو شكوت لراحم # أريد حياة البين، والبين قاتلي ... وأرجو انتصار الدهر، والدهر ظالمي # ونبئت إخوان ms0760 الصفاء تغيروا ... وذموا الرضى من عهدي المتقادم # لقد عبتاو ظلما على غير عاتب ... عليهم ولاموا ضلة غير لائم # ولو أن عفوا من هنالك زارني ... لزرت وما عدو الزمان بدائم # أجر ذيول الليل سابغة الدجى ... وأركب ظهر العزم صعب الشكائم # فأورد ودي صافيا كل شامت ... وألبس حمدي ضافيا كل شائم # وأغضي لمن يلقى بوجه مكاره ... حياء فألقاه بوجه مكارم # وما هو إلا لثم كف محمد ... وتمكين كفي من نواصي المظالم # إن اتفقت لي فالعدو مساعدي ... على كل حال والزمان مسالمي # وأي حياء طيه أي سورة ... كما كمنت في الروض دهم الأرقم وفيها يقول: # PageV03P375 # له هزة في الجود معتضدية ... تهز إلى التشتيت شمل الدراهم # إذا نشرت لخم بذكراه فخرها ... طوت طيء من خجلة ذكر حاتم # أبى أن يراه الله غير مقلد ... حمالة سيف أو حمالة غارم # ومن مثل عباد ومن مثل قومه ... ليوث حروب أو بدور مواسم # ألكني بالتسليم منهم إلى فتى ... تهادى به جرد العتاق الصلادم # إذا ركبوا فانظره أول طاعن ... وإن نزلوا فارصده آخر طاعم # أغر مكين في القلوب محبب ... إليها عظيم في نفوس الأعاظم # تبوأ من لخم وناهيك مقعدا ... مكان رسول الله من آل هاشم # أبا القاسم أقبلها إليك فإنما ... ثناؤك مسكي والقوافي لطائمي # محملة عذرا فإنك جملة ... من الفضل لم أستوفها بتراجم [72ب] # أنا العبد في ثوب الخضوع لو أنني ... أرى البدر تاجي والنجوم خواتمي # وما عز في الدنيا مراد لمجدب ... ولا اعتاص في الآفاق ورد لحائم # ولكن ذاك الظل أندى غضارة ... لضاح وذاك البرق أشفى لشائم # وإني إذا أنصفت بعدك خادم ... لدهري وكان الدهر عندك خادمي # لعمري لقد أفحمت كل مفاخر ... لما فيك من تلك السجايا الكرائم # نازعه فيك الثناء فينثني ... كأني نازعت الكؤوس منادمي # تراك تنسمت الذي قد أذعته ... فأرضاك أم غابت عليك مقادمي # PageV03P376 # ولا غرو أن حيتك بالطيب روضة ... سمحت لها بالعارض المتراكم قال ابن ~~بسام: أما معاني هذه القصيدة فمحجة مسلوكة، ومضغة ملوكة، قد كثر تجاذب ~~الشعراء أهدابها، وقرعوا بابها، حتى صارت كالجمل المذلل ms0761، والمهيع من السبل. ~~فممن سلك من أهل أفقنا هذا السنن، أبو الاصبغ عيسى بن الحسن، من شعر كتب به ~~من سجن ابن أبي عامر، يقول فيه: # وإن سمعت أذناك للورق رنة ... فحزني يبكيها وفرط تفجعي # وإن هطلت يوما على الأرض مزنة ... فلي سمحت بالدمع في كل مربع وهو شعر ~~ضعيف، بين التكليف. # وقال يوسف بن هارون الرمادي: # على كمدي تهمي السحاب وتذرف ... ومن شجني تبكي الحمام وتهتف # PageV03P377 # وما أحسن قول أبي الوليد بن زيدون من قصيدة قد تقدمت، أولها: # ألم يأن أن تبكي الغمام على مثلي ... ويطلب ثأري البرق منصلت النصل ولما ~~قتل الوزير الفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بمدينة الأشبونة، رفع الله ~~منازله، وقتل قاتله، قال بعض أهل العصر فيه يرثيه: # عليك ابن إبراهيم تبكي الغمائم ... وفيك إذا ناحت تنوح الحمائم # فلا يأمنوا رعد السماء وبرقه ... فما هي إلا أنصل وغماغم # وقل لنعش سار شلوك فيه أن ... يرى لبني نعش عليك مآتم # وأن تلبس الزهر النجوم حدادها ... عليك وتبكيك العلا والمكارم # وتنثر الجوزاء من نظم عقدها ... وتسقط من كف الثريا الخواتم وقول ابن ~~عمار: " لريح الصبا في إثره أنف راغم " هو أيضا من متداولات المعاني، منها ~~قول محمد بن هاني: # وأجل علم البرق فيها أنها ... مرت بحاشيته وهي ظنون وقال المعري: # ولما لم يسابقهن شيء ... من الأشياء سابقن الظلالا # PageV03P378 # وقوله: " من العابسات الدهم ... " كقول ابن نباتة يصف فرسا أغر محجل ~~الأربع: # وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه على أن ابن الرومي ~~قرب له مرماه، وإن كان في غيره معناه، حيث يقول في صفة الشمول: [73أ] # أخذت من رؤوس قوم كرام ... ثارها عند أرجل الأعلاج وقوله: " تسير إلينا ~~ثم عنا " ... البيت، ينظر من طرف خفي، إلى قول الرضي: # وأمست الريح كالغيرى تجاذبنا ... على الكثيب فضول الريط واللمم والذي عول ~~عليه الرض ي قول ابن المعتز: # والريح تجذب أطراف الرداء كما ... أفضى الشفيق إلى تنبيه وسنان وبهذا ألم ~~ابن نباتة في قوله: # إذا ما الصبح أسفر ms0762 نبهتني ... جنوب مسها مس الشفيق # PageV03P379 # وقوله: " تمكين كفي من نواصي المظالم " مغتصب من قول أبي الطيب: # كأن رحيلي كان من كف طاهر ... فأثبت كوري في ظهور المواهب # لا تغرنك هذه الأوجه الغر ... فيا رب حية في رياض وقوله: " إذا ركبوا ~~فانظره أول طاعن " ... البيت، معنى قديم، وأول من أثاره، ورفع مناره، عنترة ~~بقوله: # يخبرك من شهد الوقائع أنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم ولما قتل علي ~~بن أبي طالب، رضي الله عنه، عمرو بن ود يوم الأحزاب وسقط وانكشف، قال: # وعففت عن أثوابه ولو أنني ... كنت المقطر بزني أثوابي وقال أبو تمام: # PageV03P380 # إن الأسود أسود الغاب همتها ... يوم الكريهة في المسلوب لا السلب وقال ~~المعري: # أدنى الفوارس من يغير لمغنم ... فاجعل مغارك للمكارم تكرم والتناسب في ~~الألفاظ والمعاني حبل يتصل ولا ينفصل، وإنما نلمع منها باليسير اللطيف، وقد ~~اندرج منها جملة وافرة في تضاعيف هذا التصنيف. # وقال ابن عمار من قصيدة في المعتضد عباد أولها: # حبيب برق أم جفاك حبيب ... فليلك فضفاض الرداء رحيب يقول فيها: # إلى الله أشكو أن مالك في دمي ... شريك وما لي في هواك نصيب # أتدرين من كلفت عينيك قتله ... وقلت: فتى لا يستفيد غريب # ستنصره من مهرة الخيل ترتمي ... بأعلام نصر في الوغى وتؤوب # تساموا بلخم فاستهلت سماؤهم ... بغيمين منها ذائب ومذيب # بدور ولكن السماء محارب ... وأسد ولكن العرين حروب # مزحت فإنني يا ابنة القيل لم أكن ... لأفشي سرا ضمنته قلوب # سأشهد قومي أن طرفك من دمي ... بريء وإن كان الفتور يريب # PageV03P381 # وكيف أرى في الغدر نهجا لسالك ... وعهدي باللك الوفي قريب # فتى نسخ العذر اقتضاء وفائه ... فلا تحكمي أن الوفاء غريب # أغر ينير الملك منه بكوكب ... له في سماء المشكلات ثقوب [73ب] وله فيه من ~~أخرى: # أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى ... والنجم قد صرف العنان عن السرى # والصبح قد أهدى لنا كافوره ... لما استرد الليل منا العنبرا # والروض كالحسنا كساه زهره ... وشيا وقلده نداه جوهرا # أو كالغلام زها بورد رياضه ... خجلا وتاه بآسهن معذرا ms0763 # روض كأن النهر فيه معصم ... صاف أطل على رداء أخضرا # وتهزه ريح الصبا فتظنه ... سيف ابن عباد يبدد عسكرا # عباد المخضر نائل كفه ... والجو قد لبس الرداء الأغبرا # قداح زند المجد لا ينفك من ... نار الوغى إلا إلى نار القرى # يختال أني من ذراه بجنة ... لما سقاني من نداه الكوثرا # وعلمت حقا أن ربعي مخصب ... لما سألت به الغمام الممطرا # من لا توازنه الجبال إذا احتبى ... من لا تسابقه الرياح إذا جرى # PageV03P382 # ماض وصدر الرمح يكسهم والظبا ... تنبو، وأيدي الخيل تعثر في البرى # لا خلق أقرأ من شفار حسامه ... إن كنت شبهت المواكب أسطرا # السيف أصدق من زياد خطبة ... في الحرب إن كانت يمينك منبرا # وإليكها كالروض زارته الصبا ... وحنا عليها الطل حتى نورا # تمقتها وشيا بذكرك مذهبا ... وفتقتها مسكا بحمدك أذفرا # من ذا ينافحني وذكرك مندل ... أوردته من نار فكري مجمرا # فلئن وجدت نسيم حمدي عاطرا ... فلقد وجدت نسيم برك أعطرا قوله: " لا خلق ~~أقرأ من شفار حسامه " ... البيت، كأنه من قول محمد بن هانئ: # ولم أر أنفذ من كتبه ... إذا جعل السيف حيث القلم وذكر أن المعتمد أقام ~~برهة بقرطبة يرفع بعض الأمور السلطانية فسئم طلقه، وتذكر على عادته خلقه، ~~ودعته دواعي نفسه، إلى قينته وكأسه، فاستشار يومئذ ابن عمار، وكان خاطبه في ~~ذلك بشعر، وطن عنده أهبة # PageV03P383 # إذا كانت عليه منه بعض الرقبة، فوجده أهتك سترا، وأقل عن اللذات صبرا، ~~وأشار عليه بتعطيل الثغر، وإضاعة الأمر، وجاوبه على ذلك بهذه الشعر: # مولاي عندي لما تهوى مساعدة ... كما تتابع خطف البارق الساري # إن شئت في البحر فاركب ظهر سابحة ... أو شئت في البر فاركب ظهر طيار # حتى تحل وحفظ الله يكلؤنا ... رحاب قصرك واتركني إلى داري # وقبل خلع نجاد السيف فاسع إلى ... ذات الوشاح وخذ للحب بالثار # ضما ولثما يغني الحلي بينكما ... كما تجاوب أطيار بسحار [74أ] ومعنى ~~البيت الرابع من هذه القطعة ينظر إلى قول عبد المحسن الصوري وأنشد الأبيات ~~لحسنها: # أفدي الذي زارني بالسيف مشتملا ... ولحظ ms0764 عينيه أمضى من مضاربه # فما خلعت نجادي في العناق له ... حتى كساني نجادا من ذوائبه # وكان أسعدنا في نيل بغيته ... من كان في الحب أشقانا بصاحبه وقال ابن ~~عمار للمعتضد: # الكأس ظامئة إلى يمناكا ... والروض مرتاح إلى لقياكا # والده جار في عنانك لم تقل ... هات المنى إلا أجاب يهاكا # فأدر بآفاق الزجاج كواكبا ... تخذت أكف سقاتها أفلاكا # PageV03P384 # راحا إذا هب النسيم حسبتها ... مسروقة الأنفاس من رياكا # في مجلس بسط الربيع بساطه ... زهرا ورقرقه عليك أراكا # سقط الندى فيه سقوط نداكما ... وجلت عليه الشمس مثل سناكا # يسري على ريحانه نفس الصبا ... سحرا فيوهم أنه ذكراكا # رد مورد اللذات عذبا صافيا ... فلقد وردت المجد قبل كذاكا قال ابن بسام ~~وأخبرني الحكيم النديم أبو بكر ابن الاشبيلي، قال: حضرت مجلس أنس مع أبي ~~بكر بن عمار بقصر الرشيد بن المعتمد، فلما دارت الكأس، وتمكن الأنس، وغنيته ~~أصواتا، وذهب به الطرب كل مذهب، قال ابن عمار ارتجالا: # ما ضر أن قيل إسحاق وموصله ... ها أنت أنت وذي حمص وإسحاق # أنت الرشيد ودع من قد سمعت به ... وإن تشابه أخلاق وأعراق # لله درك داركها مشعشعة ... واحفز بساقيك ما قامت بنا ساق وقال في المعتمد ~~في حين نزوله بعض الحصون: # على اليمن والطائر السانح ... نزلت وغيرك للبارح # وما اهتجت إلا وقد هيجتك ... دواع إلى البلد النازح # وإلا فكم خف من خف جهلا ... فما هز من حلمك الراجح # PageV03P385 # تطلب حقوقك لا لائم ... فقد بين الصبح للامح # ومن يعترضك بأوداجه ... فكله إلى سعدك الذابح # وكم يزجرون وكم ينصحون ... فما يقبلون من الناصح # وما كان أنصفهم لو رموا ... زناد الوغى ليد القادح # ولا عجب لثبوت القلاع ... على بأسك الهادم الناطح # فلولا امتناع الفتاة الكعاب ... لما كملت لذة الناكح [74ب] # خلعت الكرى في طلاب العلا ... على نائم دونها طافح # هنيئا فأنت مليك الملوك ... فقد صرح الجد للمازج # وما أخرتني عنك النجوم ... يا غرة القمر اللائح # ولا النهر لم يثني عن ورود ... ندى بحرك الزاخر الطافح وهذا البيت ~~الأخير، كأنه إلى ms0765 بيت المتنبي يشير: # قواصد كافور توارك غيره ... ومن قصد البحر استقل السواقيا وقوله: " ومن ~~يعترضك بأوداجه " من قول الآخر في سعد، حاجب ابن خاقان: # يا حاجب الوزراء إنك عندهم ... سعد ولكن أنت سعد الذابح # PageV03P386 # وفيه أيضا يقول البحتري: # سماه سعدا للتفاؤل باسمه ... حقا لقد ألفاه سعد الذابح والمعري القائل ما ~~هو شبيه به، وإن كان في غير مذهبه: # يا سعد أخبية الذين تحملوا ... لما ركبت دعيت سعد المركب وقوله: " زناد ~~الوغى ليد القادح، وقد بين الصبح، للامح " من المثلين المضروبين وهو قولهم: ~~" قد بين الصبح لذي عينين " و " أعط القوس باريها ". # وقوله: " فلولا امتناع الفتاة الكعاب " ... البيت، كقول كشاجم: # لولا اطراد الصيد لم تك لذة ... فتطاردي لي بالوصال قليلا وأصل هذا ~~المعنى المثل السائر: " تمنعي أشهى لك ". # PageV03P387 # ما وجد من شعره في النسيب وما يناسبه # قال في غلام من عبيد ابن هود: # وأحور من ظباء الروم عاط ... بسالفتيه من دمعي فريد # نبيل الخلق جافي الخلق عبد ... هو المولى ونحن له عبيد # بكيت وقد دنا ونأى رضاه ... " قد يبكي من الطرب الجليد " # قسا قلبا وسن عليه درعا ... فباطنه وظاهره حديد # وإن فتى تملكه بنقد ... وأحرز رقه لفتى سعيد وسجن المؤتمن يوما هذا ~~الغلام لبعض الأمر فتخلف ابن عمار عن الركوب للقصر، وكتب إليه: # أنا المطبق المسجون لا من سجنته ... وأطبقته فانظر لعبدك أو دع # حرام حرام أن تراني عين من ... تراه فان شئت ارتجاعي فارجع # ويا حسن حال الود إن سمحت يد ... ولقبت فيها بالشفيع المشفع فضحك المؤتمن ~~وأخرج ذلك الغلام. # PageV03P388 # وساير ابن عمار في بعض الأسفار غلامين من بني جهور، أحدهما أشقر والآخر ~~عذاره أخضر، فكان يميل بحديث من ظهر دابته إلى الذي وصف منهما في هذه ~~القطعة، وهي من ملحه النادرة، وغرائبه السائرة: # تعلقته جهوري النجار ... حلو اللمى جوهري الثنايا # من النفر البيض جروا الزمان ... رقاق الحواشي كرام السجايا [75أ] # ولا غرو أن تغرب الشارقات ... وتبقى محاسنها بالعشايا # ولا وصل إلا جمان الحديث ... نساقطه من ظهور المطايا # شنئت المثلث ms0766 للزعفران ... وملت إلى خضرة في التفايا ومعنى البيت الثالث ~~منها من مشهور المعاني، ومنها قول الطليق المرواني: # وإذا ما غربت في فمه ... تركت في الخد منه شفقا ومعنى البيت الرابع يشبه ~~قول البحتري، ويتعلق به خبر حكاه الصولي # PageV03P389 # عن يحيى ابنه، قال: لما ابتدأ أبي بعمل قصيدته في أبي الصقر ويهجو أحمد ~~ابن صالح، التي أولها: # أمن أجل أن أقوى الغوير فواسطه ... قلت له: لم ركب هذه القافية الصعبة مع ~~رجل لا حظ لك معه - اركب قافية سهلة، فقال: لعمري إن الكلام في القوافي ~~السهلة أمكن، إلا أن الحاذق لا يعمل إلا جيدا في أي شيء أخذ، ثم رأيته قال ~~في نسيبها: # ولما التقينا واللوى موعد لنا ... تعجب رائي الدر حسنا ولاقطه # فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامها ... ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه فطابت نفسي ~~وقلت: ليقل بعد هذا ما أراد، فقد أجاد وزاد. # وشبيه بهذا قول بعضهم: # كلمتني فقلت: در سقيط ... فتأملت عقدها هل تناثر # وازدهاها تبسم فأرتني ... نظم در من التبسم آخر وقال ابن عمار في مثل ما ~~تقدم من صفته لأهل العذار: # PageV03P390 # وهويته يسقي المدام كأنه ... قمر يدور بكوكب في مجلس # متأرج الحركات تندى ريحه ... كالغصن هزته الصبا بتنفس # يسقي بكأس في أنامل سوسن ... ويدير أخرى من محاجر نرجس # عنا بكأسك قد كفتنا مقلة ... حوراء قائمة بسكر المجلس # يا حامل السيف الطويل المرتدى ... ومصرف الفرس القصير المحبس # إياك إياك الوغى من فارس ... خشن القناع على عذار أملس # جهم وإن حسر اللثام فإنما ... رفع الظلام عن النهار المشمس # سلم فقد قصف القنا غصن النقا ... وسطا بليث الغاب ظبي المكنس ومعنى البيت ~~الرابع منها كقول ذي الوزارتين ابن الحضرمي، في رثاء غلام وسيم وكان اسمه ~~فعال، كان المتوكل يهواه، ومات الغلام فرثاه، فقال: # أودى فعال فلهفي ... له ولهفي عليه # غالته أيدي المنايا ... وكن في مقلتيه # وكان يسقي الندامى ... بطرفه ويديه # غصن ذوى وهلال ... جار الكسوف عليه # PageV03P391 # وقال ابن عمار: # غزا القلوب غزال ... حجت إليه العيون # قد خط في الخد نون ms0767 ... وآخر الحسن نون وكان له غلام وسيم إليه يميل إليه، ~~فعتب في بعض الأمر عليه، وزال عنه إلى دار الوزير أبي المطرف ابن الدباغ، ~~فشفع له أبو المطرف برقعة وصلها ذلك الغلام، فكتب ابن عمار إلى الوزير ~~المذكور: [75ب] # قرأت كتابك مستشفعا ... لوجه أبي الحسن من رده # ومن قبل فضي ختم الكتاب ... قرأت الشفاعة في خده وقال من قصيدة: # قالوا: أضر بك الهوى فأجبتهم ... يا حبذاه وحبذا إضراره # قلبي هو اختار السقام لجسمه ... زيا فخلوه وما يختاره # من قد قلبي إذ تثنى قده ... وأقام عذري إذ أطل عذاره # أم من طوى الصبح المنير نقابه ... وأحاط بالليل البهيم خماره منها: # PageV03P392 # عيرتموني بالنحول وإنما ... شرف المهند أن ترق شفاره # فوحسنه لقد ابتديت لوصفه ... بالبخل لولا أن حمصا داره # بلد متى أذكره تهتج لوعتي ... وإذا قدحت الزند طار شراره ومن مقطوعاته ~~الإخوانيات # اجتاز على بني عبد العزيز ببلنسية، وكانوا يضمرون عداوته، فأخرجوا إليه ~~ضيافات، وتخلفوا عن لقائه، وناب في ذلك عنهم أقوام عوام، فكتب إليهم: # تناهيتم في برنا لو سمحتم ... بوجه صديق في اللقاء وسيم # وسلسلتم راح البشاشة بيننا ... فما ضر لو ساعدتم بنديم # سألتمس العذر الجميل عن العلا ... وأحتال للمجد احتيال كريم # وأثني على روض الطلاقة بالجنى ... وإن لم أفز من طيبه بنسيم # ضننتم بأعلاق الرجال على النوى ... فلم تصلونا منهم بزعيم # PageV03P393 # واستهدى منه بعض إخوانه خمرا، فبعث بها مع تفاحتين ورمانتين وكتب مع ذلك: # خذوها مثل ما استهديتموها ... عروسا لا تزف، إلى اللثام # ودونكم بها ثديي فتاة ... أضفت إليهما خدي غلام وأهدى إلى ذي الوزارتين ~~ابن لبون تفاحا وإجاصا، وكتب معهما: # خذها كما سفرت إليك خدود ... أو أوجست في راحتيك نهود # حذرا من التفاح نشرا بينها ... ولها بأغصان الجنان عقود # وشفعت بالإجاص قصدا إنه ... شكل الجمال وحده المحدود # عذرا إليك فإنما هي أوجه ... بيض تقابلها عيون سود # إيه وعندي من فراقك لوعة ... يعزى إليها ثابت ويزيد # أفطرت من صومي بغرتك التي ... كانت هلالا كان عنه العيد # لله ليلتنا التي من أجلها ms0768 ... هذا الزمان بمثله محسود وكتب إليه ابن لبون ~~بهذه الأبيات: # ختمت بعصرك أعصر الأجواد ... وعنت لذكرك ألسن الوراد # وسبقت أملاك الزمان إلى مدى ... ضلوه حتى كنت أنت الهادي # PageV03P394 # وغدوت أكثرهم حسودا في العلا ... إن الكريم طليبة الحساد [76أ] # وبدا بفضلك نقص كل معاند ... تتبين الأشياء بالأضداد # وأتتك بمغناك العيون فقابلت ... أسد العرين به وبدر النادي # وأتتك وافدة الركاب فقابلت ... أمل الحريص ومنية المرتاد # وصدرن قد حملن عنك عوارفا ... أصبحن كالأطواق في الأجياد # فضل أرانا جود حاتم طيئ ... وفخار كعب في قبيل إياد # إيه أبا بكر أتظلم ساحتي ... ظلما وصبح العدل عندك بادي # عجبا لوعدك كيف تمسكه يد ... موصولة الأفعال بالأوعاد # ولسيب جودك كيف لم تسمح به ... لصحيح ظني أو صريح ودادي # إني لمعتقد إخاءك موئلي ... وأرى وفاءك معقلي وسنادي # وأصول منك على الزمان بمنصل ... جعل الطلى بدلا من الأغماد # فسقى ديارك نائيا أو دانيا ... صوب الغمام المستهل الغادي # ولئن رحلت لقد حللت بمنزل ... من نور عيني أو سواد فؤادي فأجابه ابن عمار ~~بهذه القصيدة الفريدة التي برز فيها، وأحسن ما شاء في ألفاظها ومعانيها، ~~وأولها: # عطلت من حلي السروج جيادي ... وسلبت أعناق الرجال صعادي # وثنيت عزمي عن مسير هزني ... سعدي إليه وحثني إسعادي # PageV03P395 # وسللت من ثوب المروة والوفا ... ثوبي وحلت على بني عباد # إن لم أحللك من فؤادي منزلا ... ينبيك أنك مالك لقيادي # وأخص جانبك الرفيع بخدمة ... أسقيك صفو أحبة وأعاد # وأرد بذكرك من ثاني روضة ... غناء حالية بنور ودادي # حتى تبين أن غرسك قد دنا ... بجنى وزرعك قد أنى لحصاد قال ابن بسام: وكأن ~~هذه الأقسام التي جرت على لسانه وحلف بها أجيبت عنه، فإنه لم يرجع إلى ~~إشبيلية بعد سفرته تلك لشيء صفا له، ولا رفا لابن عباد ولا وفى له. # وذكرت بهذه الفسام - إذ الشيء بالشيء يذكر، إذا كان من واديه، أو تعلق ~~بألفاظه ومعانيه - خيرا نقلته من خط الوزير أبي عامر ابن مسلمة، في كتابه ~~المترجم ب - " الحديقة " قال: كنا يوما في مجلس أنس مع أبي ms0769 جعفر ابن ~~الأبار، فغني بشعر الأشتر في التحريض على معاوية، حيث يقول: # بقيت وفري وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس # إن لم أشن على ابن هند غارة ... لم تخل يوما من نهاب نفوس # PageV03P396 # قال أبو عامر: فسألت ابن الأبار الرد عليه، والإنضمام على السلامة من ذكر ~~أحد، حمية للأموة وولاء إلى الحربية، فقال على الارتجال، وقد أخذت منه ~~الجريال: # غادرت عرضي عرضة وأبحته ... وتركت نهب نفائس ونفوس # وقذفت أم المؤمنين تمردا ... وكفرت من حرب بكل رئيس # إن لم نصبحكم بكل مصمم ... وبكل ذمر في اللبوس عبوس # خيل كأمثال الأجادل فوقها ... ليس غطارف غامدون لليس [76ب] # فإذا كسوناكم حداد مآتم ... أبنا بصافية الأديم عروس # نسقيكم خمر الردى بصوارم ... ونعل من خمر المنى بكؤوس قال أبو عامر: وقد ~~سلم ابن الأبار لتلك الطائفة المردود عليها، وتخلص ألطف تخلص، على أن ~~الاشتر ما سلم ولا كرم. # قال ابن بسام: والذي وصف الوزير أبو عامر من الحمية للأموية، وولائه لآل ~~الحربية صحيح، لأن جدهم الأول أبان بن عبيد المعروف بالشرخ مولى لمعاوية بن ~~أبي سفيان، أهدي إليه من سبي البربر، وأبان بن عبيد هو الداخل مع عبد ~~الرحمن بن معاوية، فأنزله بربض الرصافة من حضرة قرطبة، وتلك النزل دور ~~يتوارثها بنو مسلمة من تاريخ دخول عبد الرحمن إلى وقتنا هذا، لها بأيديهم ~~نيف على أربعمائة سنة. # PageV03P397 # وفي هذه القصيدة يقول ابن عمار: # يا سيدي وأنا الذي ناديته ... لرضى فلبى منك خير منادي # أعطاك فضل الإبتداء ولو جرى ... ظلم لأنكر أن تكون البادي # لله در عقيلة أبرزتها ... من خدر فكرك في حلى الإنشاد # فرعاء عاطرة الذوائب واللمى ... غيداء حالية الطلى والهادي # وصلت إلي مع المساء فعارضت ... صلى الحبيب أتى بلا ميعاد # خط من النظم البديع أفادني ... حظ الكرام وخطة الأمجاد # يفدي الصحيفة ناظري فبياضها ... ببياضه وسوادها بسواد # أهدى تحيتك الزكية طيبها ... كافور قرطاس ومسك مداد # وشي سخت يدك الصناع برقمه ... فكسوتنيه مذهبا بأيادي # ولقد تعين لو أعانت قدرة ... حسن الجزاء بها وهز النادي # لكن ms0770 عجزت فما استقل بنشأتي ... ماء الفرات ولا ثرى بغداد # عذرا ففيك لكل طالب حجة ... خصم ألد ووجه عذر بادي # بك فاخر القلم القصير فطاول ال ... رمح الطويل كتابة بطراد # فلك الفصاحة أو لسيفك كلما ... استمطيت متني منبر وجواد # ثنيت عليك حلى الوزارة مثلما ... حمل الحسام عليه ثني نجاد # وتتوجت منك القيادة بالذي ... ترك الرياسة مهنة القواد # أنت الحلال الحلو رق طبيعة ... وصفا مزاجا كالسحاب الغادي # PageV03P398 # امن معشر تتشرف الأذوا بهم ... كتشرف الأيام بالأعياد # جلوا فحلوا في الأنام مكانة ... كمكانة الآلاف في الأعداد # أفديك من حر تعبد بره ... شكري وقل له الفدا والفادي # ولقد ظفرت من اقتبالك بالمنى ... وبلغت أقصى غايتي ومرادي # وأرحت من تعبي بعهدك في ندى ... ظل ونمت على وثير مهاد # وشددت منك يدي بعلق مضنة ... ونفضتها بزعانف أنكاد # يتعللون من الوفاء بعلة ... ضحك الطبيب لها مع العواد # جمحوا إلى ظلمي فسست جماحهم ... ولقيت شدته بلين قياد # واستبطنوا حقدا وبين جوانحي ... طبع يسل سخائم الأحقاد # ولكم دعي في الإخاء أعرته ... جذب ابن سفيان بضبع زياد # حتى إذا رفض الوفاء رفضته ... واعتضت منه بطيب الميلاد # لا ذنب لي في طر سائمة الهوى ... منه على السرح الوبيل الصادي # أنا قد رضيتك فارضني وأعدني ... إن كنت محتاجا إلى الإعداد # إني لممن إن دعوت لنصرة ... يوما بساطي حجة وجلاد [77أ] # أذكيت دونك للعدا حدق القنا ... وخصمت عنك بألسن الأغماد # صلني أصلك وصل فديتك بي أصل ... بك واعتمدني اتخذك عمادي # ولئن بدرت إلى رضاي فربما ... وافيتني لرضاك بالمرصاد # وعلى تظاهرنا الضمان بقلة ال ... أعداء ثم بكثرة الحساد # PageV03P399 # إيه وقلت إلى الوفاء محركا ... إيه فما خطرت بعطف جماد # وزعمت تظلم ساحة ما بيننا ... ظلما وصبح العدل عندي بادي # كلا فما التسويف من خلقي ولا ... لي الجميل بعادة من عادي # وهل التوت بهواك إلا لقية ... أحلى لعيني من لذيذ رقاد # أخطرتها وأكر بعد إلى التي ... يدعو المطي لها ويشدو الحادي # لابد من ذاك السفار وإن عدت ... عنه الليالي إنهن عوادي # سفر إذا استبعدته فسأمتطي ... حرصي، وأجعل ms0771 من ثنائك زادي # خذها نتيجة منكر لودادها ... برم بها قال لها متفادي # حذرا من الرد المخل فإنها ... بعث الزيوف إلى بدي نقاد وكان بينه وبين ~~حسام الدولة أبي مروان بن رزين تمكن أنس، فاتفق أن اجتاز على مقربة من ~~بلده، ولم يلتقيا، فعتب ابن رزين عليه، فكتب ابن عمار إليه: # لقاؤك النجح لو أعقبته سفري ... ووجهك الصبح لو أقبلته نظري # وقصرك البيت لو أني قصدت به ... حجمي ويمناك منه موضع الحجر # لم تثن عنك عناني سلوة خطرت ... على فؤادي ولا سمعي ولا بصري # PageV03P400 # لكن عدتني عنكم خجلة عرضت ... كفاني العذر فيها بيت معتذر # " لو اختصرتم من الإحسان زرتكم ... والعذب يهجر للإفراط في الخصر " وما ~~قيل في العجز عن الشكر، بكثرة البر، أحسن من بيت المعري هذا، وقد تضمنه ابن ~~عمار أحسن تضمين. # ونزل ابن عمار في بعض حركاته بحصن شقورة، وانقبضوا عن لقائه استيحاشا ~~منه، فكتب إليهم: # أإخواننا هل حال من دوننا أمر ... تراءى لكم أم وحشة جرها الدهر # بخلتم بلقيانا وكان نزولنا ... على جفوة منكم وإن عظم البر # وما هو إلا مقطع كهوائكم ... عصيب وخلق مثل منزلكم وعر # ثقوا بي إذا عن اللقاء فما اعتزى ... إلى شيمتي غدر ولا بيدي سحر وكتب ~~منه إلى أبي الفضل بن حسداي يصف حصن شقورة وحصانته: # أدرك أخاك ولو بقافية ... كالطل يوقظ نائم الزهر # فلقد تقاذفت الركاب به ... في غير موماة ولا بحر # طفحت صحابته بلا سنة ... وتمايلت سكرا بلا خمر [77 ب] # PageV03P401 # ومنها في صفة الحصن: # وحش تناكرت الوجوه به ... حتى استربت بصفحة البدر # متجبر سال الوقار على ... عطفيه من كبر ومن كبر # عال كأن الجن إذ مردت ... جعلته مرقاة إلى السر وكتب في ذلك إلى ابن ~~المطرز: # تراء لعيني إن أردت مبرتي ... وسبب إلى الحسنى ولو بقسيم # فما شم عرف المسك دون تنشق ... ولا اهتز عطف الغصن دون نسيم وكان في ~~ضيافة المعتصم صاحب المرية، بالمنية الصمادحية، فلما أزمع على الرحيل ~~استسرحه بهذه الأبيات: # يا واثقا وصل السماح الجود في فضل السماح ms0772 ... ومطابقا يأتي وجوه الجد من ~~طرق المزاح ... أسرفت في بر الضياف فجد قليلا بالسراح ... فأجابه المعتصم: # يا فاضلا في شكره ... أصل المساء مع الصباح # هلا رفقت بمهجتي ... عند التكلم بالسراح # إن السماح بمثلكم ... والله ليس من السماح # PageV03P402 # فلما أزمع على الرحيل، وشرع في سلوك السبيل، وحضر المعتصم لوداعه، أنشده ~~عمار جوابا على أبياته الثلاثة: # ألفظك أم كأس الرحيق المعتق ... وخطك أم روض الربيع المنمق # ونظمك أم سلك من الدر ناصع ... يروق على جيد العروس المطوق # بعثت بها يا قطعة الروض قطعة ... شممت بها عرف النسيم المخلق # ثلاثة أبيات وهيهات إنما ... بعثت بها الجوزاء في صفح مهرق # هي السحر أسرى في النفوس من الهوى ... وكيف يكون السحر في لفظ متق # أمعتصما بالله والحرب ترتمي ... بأبطالها والخيل بالخيل تلتقي # دعتني المطايا للرحيل وإنني ... لأفرق من ذكر النوى والتفرق # وإني إذا غربت عنك فإنما ... جبينك شمسي والمرية مشرقي وكتب إليه المعتصم ~~يوما بنثر وشعر يقول فيه: # وزهدني في الناس معرفتي بهم ... وطول اختباري صاحبا بعد صاحب # فلم ترني الأيام خلا تسرني ... مباديه إلا ساءني في العواقب # ولا قلت أرجوه لدفع ملمة ... من الدهر إلا كان إحدى المصائب فأجابه ابن ~~عمار بقوله: # PageV03P403 # فديتك لا تزهد وثم بقية ... سترغب فيها عند وقع التجارب [78 أ] # وأبق على الخلصان إن لديهم ... على البدء كرات بحسن العواقب # تكنفتني بالنثر عاتبا ... وسقت علي القول من كل جانب # وقد كان لي لو شئت رد وإنما ... أجر لساني ذكر تلك المواهب # ولا بد من شكوى ولو بتنفس ... يسكن من حر الحشا والترائب # كتبت على رسمي وبعد نسيئة ... قرأت جوابي من سطور المواكب # ثلاثة أبيات وهيهات إنما ... بعثت إلى حربي ثلاث كتائب # وكيف يلذ العيش من عتب سيد ... وما لذتي يوما على عتب صاحب # وقبل جرت عن بعض كتبي جفوة ... ألحت على وجهي بغمز الحواجب # سلكت سبيلي للزيارة إثرها ... فقابلت دفعا في صدور الركائب # وما كنت مرتادا ولكن لنفحة ... تعودت من ريحان تلك الضرائب # ولو لمعت لي من سمائك برقة ... ركبت إلى ms0773 مغناك هوج الجنائب # فقبلت من يمناك أعذب مورد ... وقضيت من لقياك أوكد واجب # وأبت خفيف الظهر إلا من النوى ... وخليت للعافي ثقال الحقائب # سواك يعي قول الوشاة من العدا ... وغيرك يقضي بالظنون الكواذب # PageV03P404 # تلخيص التعريف بآخر أمره وكيفية مقتله # كان حب الرياسة في رأسه يدور، وأما انتزاؤه بمريسة فمشهور، وأفضت الحال ~~بالرشيد هنالك إلى الاعتقال، بأيدي نصارى الإفرنجة، في جملة من المال كانوا ~~أكثروا بها، فحبسوا الرشيد بسببها، إلى أن افتكه أبوه المعتمد في خبر طويل، ~~وابن عمار صاحب ذلك الرعيل، والملوم في المعلوم من أمره والمجهول، وفساد ~~حاله عند المعتمد يتزايد، وتدابره يتساند. وفي أثناء ما وقع من تدبير تلك ~~الأمور، ونجوم ذلك الاستيحاش والتغيير، خاطبه المعتمد عاتبا متمثلا بهذين ~~البيتين، وكان قد خرج عنه: # تغير لي في من تغير حارث ... وكل خليل غيرته الحوادث # أحارث إن شوركت فيك فطالما ... نعمنا وما بيني وبينك ثالث فأجابه ابن ~~عمار بقوله: # PageV03P405 # لك المثل الأعلى وما أنا حارث ... ولا أنا ممن غيرته الحوادث # ولا شاركت الشمس في وإنه ... لينأى بخطتي منك ثان وثالث # فديتك ما للبشر لم يسر برقه ... ولا نفحت تلك السجايا الدمائث # أظن الذي بيني وبينك أذهبت ... حلاوته عني الرجال الأخابث # تنكرت لا أني لفضلك ناكر ... لدي ولا أني لعهدك ناكث # ولكن ظنون ساعدتها نمائم ... كما ساعدت مثنى المثاني المثالث # أبعد مضت خمس وعشرون حجة ... تجافت بنا تلك الخطوب الكواررث [78 ب] # مضت لم ترب مني أمور شوائب ... ولا تليت مني مساع خبائث # حللت يدا بي هكذا وتركتني ... نهابا وللأيام أيد عوابث # وهل أنا إلا عبد طاعتك التي ... إذا مت عنها قام بعدي وارث # أعد نظرا لا توهن الرأي إنه ... قديما نبا هاف وأدرك رائث # ستذكرني إن بان حبلي وأصبحت ... تئن بكفيك الحبال الرثائث # وتطلبني إن غاب للرأي حاضر ... وقد غاب مني للخواطر باعث # أعوذ بعهد نطته بك أن ترى ... تحل عراه العاقدات النوافث قوله: " قديما ~~نبا هاف وأدرك رائث " معنى مشهور، القول فيه كثير، ومن أشهره قول عبيد: # PageV03P406 # قد يدرك ms0774 المبطئ من حظه ... والخير قد يسبق جهد الحريص وقال القطامي: # قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل ولما سمعه ~~أعرابي قال: هذا ضبط الناس، هلا قال بعد هذا: # وربما ضر بعض الناس بطئهم ... وكان خيرا لهم لو أنهم عجلوا وفي ثناء تلك ~~الحال، التي أفضت بالرشيد إلى الاعتقال، كتب إلى المعتمد بهذه الأبيات: # أصدق ظني أم أصيخ إلى صبحي ... وأمضي عزيمي أم أعوج مع الركب # إذا انقدت في رأيي مشيت مع الهوى ... وإن أتعقبه نكصت على عقبي # وإني لتثنيني إليك مودة ... يغيرها ما قد تعرض من ذنب # فما أعجب الأيام في ما قضت به ... تريني بعدي عنك آنس من قربي # أخافك للحق الذي لك في دمي ... وأرجوك للحب الذي لك في قلبي وهذا البيت ~~على سهولة مبناه، من أحسن ما قيل في معناه، وبمثله # PageV03P407 # فلتنخدع الألباب، وتستعطف الأعداء للأحباب، إلا أن المصراع الأول كأنه ~~شيء تكهنه من شأنه، وطيرة ألقاها الله تعالى على لسانه، وصدق كان له في ~~عنقه ربق، وفي دمه حق، احتال له فناله، والمرء يعجز لا المحالة. وفيها ~~يقول: # وكم قد فرت يمناك بي من ضريبة ... ولا بد يوما أن يفلل من غربي # ولا بد ما بيني وبينك من ثنا ... يطبقها ما بين شرق إلى غرب # وأعلم أن العفو منك سجية ... فلم يبق إلا أن تخفف من عتب # فلي حسنات لو أمت ببعضها ... إلى الدهر لم يرتع لنائبة سربي فأجابه ~~المعتمد بقوله: # تقدم إلى ما اعتدت عندي من الرحب ... ورد تلقك العتبى حجابا العتب # متى تلقيني تلق الذي قد بلوته ... صفوحا عن الجاني رؤوفا على الصحب # سأوليك مني ما عهدت من الرضى ... وأصفح عما كان إن كان من ذنب # فما أشعر الرحمن قلبي قسوة ... ولا صار نسيان الأذمة من شعبي [79 أ] # تكلفته أبغي به لك سلوة ... فليس يجيد الشعر مشترك اللب # PageV03P408 # فلم يزده جواب المعتمد هذا إلا توحشا ونفارا، وتوقفا عن اللحاق به ~~وازورار، ولله در أبي الطيب في قوله: # إذا ساء فعل المرء ms0775 ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم # وعادى محبيه لقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم ونقله المتنبي من ~~قول أعرابي: # أسأت إلي فاستوحشت مني ... ولو أحسنت ما استبعدت عني # أسأت فساء ظنك بي لجاجا ... وما أولى المسيء بسوء ظن وقول المعتمد: " ~~تكلفته أبغي به لك سلوة "، صدق فيما وصف، وزاد على التكلف. # وقول ابن عمار: " فلي حسنات لو أمت ببعضها، إلى الدهر " مما ردد لفظه ~~ومعناه، وأصله فيما أراه من قول الفيلسوف: " قد تكلمت بكلام لو مدح به ~~الدهر لما دارت علي صروفه "، وأخذه الناجم فقال: # ولي في أحمد أمل بعيد ... ومعنى حين أنشده ظريف # مدائح لو مدحت بها الليالي ... لما دارت علي لها صروف وقال المتنبي: # PageV03P409 # في فيلق من حديد لو رميت به ... صرف الزمان لما دارت دوائره وكانت حال ~~ابن عمار، حين تردد بتلك الأقطار من بلد بني هود، قد تمكن منهم بالمؤتمن، ~~إلا أن بني عبد العزيز كانوا يشرقونه بريقه، ويوعرون عليه السهل من طريقه، ~~ويبلغه عنهم ما تتوقد له ضلوعه، وتنسكب منه دموعه. بلغه عنه وعن ابن طاهر ~~أنهما ندرا فيه بسبب خاتمين كان المؤتمن ختمه بأحدهما، والآخر اذفونش بن ~~فرذلند، فكتب ابن عمار إلى ابن عبد العزيز: # قل للوزير وليس رأي وزير ... أن يتبع التندير بالتندير # إن الوزارة مذ لبست رداءها ... وقف على التغيير والتزوير # وأرى الفكاهة جل ما تأتي به ... رحماك في التعجيز والتصدير # بلغت دعابتك التي أهديتها ... في خاتم التأمين والتأمير # وأظنها للطاهري فإن تكن ... فجديرة التقديس والتطهير # PageV03P410 # فرسا رهان أنتما فتجاريا ... بالقول في التقديم والتأخير # وإذا سلكت سبيله فحقيقة ... كي تتبع التصفير بالتصفير # وأرى بلنسية وأنت قدارها ... سينالها التدمير من تدمير وفي بني عبد ~~العزيز أيضا يقول مغريا بهم، خاطبا لنفسه، ونحلها ابن المطرز الشاعر: # بشر بلنسية وكانت جنة ... أن قد تدلت في سواء النار # جازوا بني عبد العزيز فإنهم ... جروا إليكم أسوأ الأقدار # ثوروا بهم متأولين وقلدوا ... ملكا يقوم على العدو بثار # هذا محمد أو فهذا أحمد ... وكلاهما أهل ms0776 لتلك الدار [79 ب] # جاء الوزير بها يكشف ذيله ... عن سوءة سوأى وعار عار # وأوى لينصر من نبا المثوى به ... ودهاه خذلان من الأنصار # PageV03P411 # نكث اليمين وحاد عن سنن التقى ... وقضى على الإقبال بالادبار # ما كنتم إلا كأمة صالح ... فرماكم من طاهر بقدار # هذا وخصكم بأشأم طائر ... ورمى دياركم بألأم جار # بر اليمين ولم يعرض نفسه ... ونفوسكم بمصارع الفجار # لا بد من مسح الجبين فإنما ... لطمته غدرا غير ذات سوار # هيهات يطمع بالنجاة لطالب ... ساع إذا ونت الكواكب سار # كيف التفلت بالخديعة من يدي ... رجل الحقيقة من بني عمار # رجل تطعمه الزمان فجاءه ... طرفين في الإحلاء والامرار # سلس القياد إلى الجميل وإن يهج ... فدع العنان لهبة التيار # طبن بأعراض الأمور مجرب ... فطن لأسرار المكايد دار # ماض إذا برزت إليه مصمم ... حول إذا التفت عليه مدار # ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... فسما فأدرك خمسة الأشبار # كشاف مظلمة وسائس أمة ... نفاع أهل زمانه ضرار # عجبا لأشمط راضع ثدي الوغى ... منه، وطود في القنا الخطار # شارب أكواس المدام وتارة ... شراب أكواس الدم الموار # جرار أذيال القنا، ظنوا به ... قد زاركم في الجحفل الجرار # وكأنكم بنجومه ورجومه ... تهوي إليكم من سماء غبار # وأنا النصيح فإن قبلتم فاتركوا ... آثارها خبرا من الأخبار # قوموا إلى الدار الخبيثة فانهبوا ... تلك الذخائر من خبايا الدار # PageV03P412 # وتعوضوا من صفرة خبيثة ... بأغر وضاح الجبين نضار ولما سمع العتمد هذا ~~القصيد، وقرع سمعه فخار ابن عمار، قال هذه الأبيات، وهي من مليح التعريض، ~~ومقلوب التقريض، وأضافها إلى بيت ابن عمار حيث قال عن نفسه: # كيف التفلت بالخديعة من يدي ... رجل الحقيقة من بني عمار فقال المعتمد: # الأكثرين مسودا ومملكا ... ومتوجا في سالف الأعصار # المكثرين من الكباء لنارهم ... لا يوقدون بغيره للساري # والمؤثرين على العيال بزادهم ... والضاربين لهامة الجبار # الناهضين من المهود إلى العلا ... والمنهضين الغار بعد الغار # إن كوثروا كانوا الحصى أو فوخروا ... فمن الأكاسر من بني الأحرار # يضحي مؤملهم يؤمل سيبه ... ويبيت جارهم عزيز الجار # تبكي عليهم شنبوس بعبرة ... كأتيها ms0777 المتدافع التيار # يبكي بها القصر المنيف تلألأت ... شرفاته في خضرة الأشجار # ما ضاحكته الشمس إلا خلته ... نضحت جوانبه بماء نضار # يا شمس ذاك القصر كيف تخلصت ... فيه اليك طوارق الأقدار [80أ] # لما تنلك شعوب حتى جاوزت ... غلب الرجال وسامي الأسوار # كم كان من أسد هنالك خادر ... لك حارس بأسنة وشفار # PageV03P413 # من قومك الزهر الوجوه إذا الوغى ... كست الوجوه الغر ثوب القار # من كل أشوس خائض في لجة ... نحو الكماة بشعلة من نار # لما نماهم للعلا عمارهم ... تركوا العداة قصيرة الأعمار وشنبوس التي ذكر ~~هي اسم قرية ببادية شلب، كانت مقر سلف ابن عمار. # وقوله: " يا شمس ذاك القصر " كانت والدة ابن عمار - زعموا - تدعى بشمس ~~مصغرة. # فلما بلغ ابن عمار شعر المعتمد هذا، وقد بلغ من التندير فيه الغاية، ~~وتجاوز من الطنز عليه النهاية، فل حد صبره، ولم يشك أنه من شعره، فشاعت في ~~اناس أشعار، عزيت إلى ان عمار، في القدح في المعتمد وآله وذويه وعياله، ~~منها قصيدة أولها: # ألا حي بالغرب حيا حلالا ... أناخوا جمالا وحازوا جالا # وعرج بيومين أم القرى ... ونم فعسى أن تراها خيالا # لتسأل عن ساكنيها الرماد ... ولم تر للنار فيها اشتعالا وبعده ما أضربت ~~عنه، رغبة بكتابي عن الشين، وبنفسي أن # PageV03P414 # أون أحد الهاجيين، فقد قالوا: الراوية أحد الشاتمين. # وقوله: " وعرج بيومين " هي أيضا اسم قرية بقطر إشبيلية كانت أولية بني ~~عباد منها. # فلم قرعت الأسماع تلك الأشعار، ونسبت لابن عمار، اشتد حنق المعتمد عليه، ~~ونفوذ المقدور يتسبب لموته على يديه، فلم يزل المعتمد يرتصد فيه الغوائل، ~~وينصب له الحبائل، إلى أن لاح لابن عمار عند صاحب شقورة برق خلب، وكان قد ~~تجاوز بطمعه في الرئاسة طمع أشعب، فول للمؤتمن ابن هود امتطاء صهوتها، وسهل ~~له تسم ذروتها، وإنما أراد أن يخدعه كما خدع ان عباد، فدفع في صدره، وحاق ~~به سيء مكره؛ فلما طرق إليه ولحق بحصنه، لم يلبث أن حصل في سجنه، غدرا به، ~~فجعل ابن عمار لاطفه ويسترحم، وينشده الله في ms0778 حقن الدم، ووعده في نفسه وضمن ~~له أموالا، فلم يصغ إليه وشد صفاده اعتقالا، وطير إلى المعتمد بالخبر، ~~واتفق أن اجتاز الوزير أبو جعفر ابن جرج بذلك الأفق، وابن عمار في المطبق، ~~فخاطبه بهذه الأبيات: # كأني أراك أبا جعفر ... تقول وتبسم نحوي مشيرا # سفرت ليرجع هذا معي ... وزيرا فلم أر إلا أسيرا # PageV03P415 # وهل يملك المرء من أمره ... قبيلا فينفذه أم دبيرا # هو القدر الحتم يعمي الفتى ... وإن كان بالدهر طبا بصيرا واتفق أيضا وقت ~~القبض عليه يومئذ دخول المعتمد حصن بياسة، وتطارح أهلها عليه، وحصول تلك ~~الجهة في يديه، ورأيت رقعة صدرت عنه في ذلك إلى أحد بينه، وذكر الخائن ابن ~~عمار في فصل منها قال فيه: # كتابي يوم كذا، وفي أمسه ورد كتاب المأمون أخيك من داخل حصن بياسة، وأن ~~أهلها لما بلغهم تأهبي لمحاصرتهم، واحتفالي لمنازلتهم، وعلموا أن تدبيرهم ~~قد اضمحل في أيديهم، وأن صريخهم قد خرس عن إجابة داعيهم، وتيقنوا أني إذا ~~نويت مضيت، وإذا لججت حججت، خامرهم الفزع، وضاق بهم المتسع، ومشى بعضهم إلى ~~بعض يتشاورون كيف المصنع، وأين المنزع، فلم يروا لأنفسهم طريقا أنجى، ولا ~~مهربا أجدى [80ب] بالخلاص وأحجى، من الترامي علي، والاستسلام إلي، فبادروا ~~نحوي رجالا وركبانا، وتسربوا قبلي زرافات ووحدانا، ولم أرد حضرة قرطبة إلا ~~وقد لحق بها منهم أفواج، وسالت بمن وراءهم أباطح وفجاج، كل يستعطف ويستنزل، ~~ويسأل لمن وراءه عفوا يعم ويشمل، فأقبلت وقبلت، وعذرت واغتفرت، وبالغت في ~~تأنيسهم، وتطبيب نفوسهم، والحمد لله على ما من وتطول، وأنعم وأفضل. # ووافى هذا الصنع الجميل، والفتح الجليل، آخر تقدمه خطا # PageV03P416 # وكان له - ونعم ما كان - فرطا، وذلك بقبض عتاد الدولة ابي محمد ابن سهيل ~~على الغادر الملحد ابن عمار، قطع الله به وبمن أوى إليه وآل بكل من سعى ~~سعيه او نزع منزعه مآله، بحبائل نصبناها له هنالك حتى علقته، وغوائل ~~أرصدناها حتى أوبقته، وتلك عادة الله الحسنى عندنا، في من غمط نعمتنا ونكث ~~عهدنا، فله الحمد دائبا، والشكر واصبا. # قال ابن ms0779 بسام: وكان القبض على ابن عمار بشقورة يوم الجمعة لست بقيت لربيع ~~الآخر سنة سبع وسبعين، وورد على المعتمد غير ما خطاب في معناه ووجه الشفاعة ~~فيه، وجبر صدعه وتلافيه، فسد بابا الشفاعة في ذلك، وشد صفاده هنالك. وممن ~~كان شفع له يومئذ ذو الوزارتين ابن محقور صاحب شاطبة، بخطاب مشهور معروف، ~~ورأيت عليه الجواب من إنشاء ابي الوليد ابن طريف، قال فيه: # وقفت على الإشارة الموضوعة من قبلك على أخلص وجوه السلامة، المستنام فيها ~~شرف محتدك وصفاء معتقدك أكرم # PageV03P417 # استنامة، في الشفاعة في من أساء لنفسه حظ الاختيار، وسبب لها سبب النكبة ~~والعثار، بغمطه لعظيم النعمة، وقطعه لعلائق العصمة، وتخبطه في سنن غيه ~~واستهدافه، وتجاوزه في ارتكاب الجرائم وإسرافه، حتى لم يدع للصلح موضعا، ~~وخرق ستر الإبقاء بينه وبين مولى النعمة عنده فلم يترك مرقعا، وقد كان قبل ~~استشراء دائه، وكشفه لصفحة المعاندة وإبدائه، عذره في جميع جناياته مقبول، ~~وجانب الصفح له معرض مبذول، لكن غيرته الغواية، عن طريق الهداية، فاستمر ~~على ضلاله، وزاغ عن سنن اعتداله، وأظهر المناقضة، وتعرض - بزعمه - إلى ~~المساورة والمعارضة، فلم يزل يريغ الغوائل، وينصب الحبائل، ويركب في العناد ~~أصعب المراكب، ويذهب منه في أوعر المذاهب، حتى علقته تلك الأشراك الني ~~نصبها، وتشبث به مساوئ المقدمات التي جرها وسببها، فذاق وبال فعله {ولا ~~يحيق المكر السيء إلا بأهله} (فاطر: 43) ولم يحصل في الأنشوطة التي تورطها، ~~والمنحسة التي اشتملت عليه وتوسطها، إلا ووجه العفو له قد أظلم، وباب ~~الشفاعة فيه قد أبهم، ومن تأمل أفعاله الذميمة، ومذاهبه اللئيمة، رأى أن ~~الصفح عنه بعيد، والإبقاء عليه داء حاضر عتيد؛ ومثلك في رجاحة ميزانه، ~~ومعرفته بأبناء زمانه، لم يجهل بدأة حاله من القل والضعة، وارتقاءه منها ~~إلى الرفعة والسعة، وإنشائه من ذل الخمول، إلى العز العريض الطويل، وتسويغه ~~عقائل الأموال، وجلائل الأحوال. # وفي فصل منها: ففوق لمناضله الجولة نباله، وأعمال في مكايدتها # PageV03P418 # جهده واحتياله، ثم لم يقتصر على ذلك، بل تجاوزه إلى إطلاق لسانه بالذم ~~الذي صدر عن ms0780 لؤم نجاره، والطعن الشاهد بخبث طويته وإضماره، ومن جهل مقدار ~~تلك النعمة التي كان سوغها أولا، أخلق به أن لا يعرف مقدار العفو عنه آخرا، ~~ومن فسد هذا الفساد كيف يرجى استصلاحه - ومن استبطن مثل غله كيف يؤمل ~~فلاحه، ومن لك بسلامة الأديم النغل، وصفاء القلب الدغل -! وعلى ذلك فلا ~~أعتقد عليك [81أ] فيما عرضت به من وجه الشفاعة غير الجميل، ولا أتعدى فيه ~~حسن التأويل، ولو وفدت شفاعتك في غير هذا الأمر الذي سبق فيه السيف العذل، ~~وأبطل غافل الأقدار فيه الألطاف والحيل، لتلقيت بالإجمال، وقوبلت ببالغ ~~المبرة والاهتبال. # ما أخرجته من سري نظمه وجزل مقاله مدة اعتقاله # من ذلك أبيات خاطب بها صاحب المرية يقول فيها: # أصبحت في السوق ينادى على ... رأسي بأنواع من المال # فهل فتى يبتاعني ماجد ... أخدمه مدة إمهالي # تالله لا جار على نقده ... من ضمني بالثمن الغالي # PageV03P419 # أربح بها مولاي من صفقة ... في سلعة من برك العالي وكتب أيضا إلى ~~المعتمد: # نفسي نحن إلى فداء ... تفديك نفسي من شراء # فاسبق بنقدك وعدهم ... مسترخصا لي بالغلاء # ثم امض في على اختيا ... رك من فناء او بقاء # والله ما أدري إذا ... قالوا: غدا يوم اللقاء # ما أقتل الحالين لي ... إن كان خوفي أو حيائي وكتب إليه أيضا: # سجاياك إن عافيت أندى وأسمح ... وعذرك إن عاقبت أجلى وأوضح # وإن كان بين الخطتين مزية ... فأنت إلى الأدنى من الله أجنح # حنانيك في أخذي برأيك لا تطع ... عداي ولو أثنوا علي وأفصحوا # فإن رجائي أن عندك غير ما ... يخوض عدوي اليوم فيه ويمرح # ولم لا وقد أسلفت ودا وخدمة ... يكران في ليل الخطايا فيصبح # وهبني قد أعقبت أعمال مفسد ... أما تفسد الأعمال ثمت تصلح # PageV03P420 # أقلني لما بيني وبينك من رضى ... له نحو روح الله باب مفتح # وعف على آثار جرم سلكته ... بهبة رحمى منك تمحو وتصفح # ولا تلتفت رأي الوشاة وقولهم ... فكل إناء بالذي فيه يرشح # سيأتيك في أمري حديث وقد أتى ... برأي بني عبد العزيز موشح # تخيلتهم لا ms0781 در لله درهم ... أشاروا تجاهي بالشمات وصرحوا # وقالوا: سيجزيه فلان بذنبه ... فقلت: وقد يعفو فلان ويصفح # ألا إن بطشا للمؤيد يرتمي ... ولكن حلما للمؤيد يرجح # وماذا عسى الواشون أن يتزيدوا ... سوى أن ذنبي ثابت متصحح # نعم لي ذنب غير أن لحلمه ... صفاة يزل الذنب عنها فيسفح # سلام عليه كيف دار به الهوى ... إلي فيدنو أو علي فينزح # ويهنيه إن مت السلو فإنني ... أموت ولي شوق إليه مبرح # وبين ضلوعي من هواه تميمة ... ستنفع لو أن الحمام يجلح # PageV03P421 # قال ابن بسام: بلغني أنه لما وصلت هذه القصيدة إلى المعتمد جعل من بحضرته ~~[81ب] من أعداء ابن عمار ينتقدونه، ويطلبون به عيبا لو يجدونه، فجعلوا ~~يقولون: أي معنى أراد، ما قال شيئا ولا كاد، فقال لهم المعتمد: مهما سلبه ~~الله من المروة والوفاء، فلم يسلبه الشعر، إنما قلب بيت الهذلي فأحسن، وهو ~~قوله: # وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع فسكت القوم في ~~ناديهم، وسقط في أيديهم. فير أن أبا سالم العراقي جعل يتمضغ بقوله: " يكران ~~في ليل الخطايا " وقال: ما معناه - وهلا بدل هذا اللفظ بسواه - فقال له ~~المعتمد، وأراه طنز عليه، وأشار بالتقصير إليه: أبا سالم، أنزله، وإن ~~استطعت بفضلك فأبد له! فأحجم وتلعثم، ولم يتأخر ولا تقدم. وكذلك قوله: " ~~فماذا عسى الواشون أن يتزيدوا "، وهو لفظ المجنون: # وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشق وإن كان ~~المعنى مختلفا فحذو اللفظ واحد. # ولحق بشقورة بعد القبض على ابن عمار يزيد بن المعتمد الملقب بالراضي # PageV03P422 # فكتب إليه ابن عمار: # قالوا أتى الراضي فقلت لعلها ... خلعت عليه من سمات أبيه # فأل جرى فعسى المؤيد واهب ... لي من رضاه ومن أمان أخيه # قالوا نعم، فوضعت خدي في الثرى ... شكرا له وتيمنا ببنيه # يا أيها الراضي وإن لم يلقني ... من صفحة الراضي بما أدريه # هبك احتجبت لوجه عذر بين ... بذل الشفاعة أي عذر فيه # خفف على يدك الكريمة أسطرا ... في من أسرت فتنثني تفديه ثم صدر عن شقورة ms0782، ~~وجاء به إلى قرطبة يوم الجمعة السادس من رجب من العام، وقد برز الناس لدخول ~~الراضي، وابن عمار في ذلك الحفل، في قيوده، على دابى هجينة، حاسرا في ثوب ~~خلق بين عدلي تبن، عظة لمن اعتبر مجاري الليالي والأيام، ولعبها بالأنام، ~~فكم دخل قرطبة قبل في أبهة الرؤساء، يسحب ذيل الكبرياء، فسبحان من يبسط ~~للمحسن والمسيء عدله، ولا تدوم العزة إلا له. # حدثني الوزير أبو عمر الفرضي كاتب حشم المتوكل أنه شهد دخول ابن عمار ~~يومئذ قرطبة، فلم ير زعيما من زعماء البلد، ولا عظيما من أهل دولة المعتمد، ~~إلا وهو يمسح عطفه، ويمشي بين يديه أو خلفه، توقعا # PageV03P423 # لكرته، واستدفاعا لمضرته، فقد كان أكثرهم لا يشك أن غضب المعتمد عليه، ~~نار يطفئها نظره إليه، وتيار يكفه مثوله بين يديه، فقد كان من قلبه بمكان، ~~ومن إيثار قربه في شان. # وأخبرني الوزير المذكور أن ابن عمار كان يباهي يومئذ بذلته وقلته، عدد ~~آسره الراضي وعدته، ويقاوم بهوانه وامتهانه بأسه وشدته، حتى كأنه أحد خدمه، ~~أو بعض حشمه. قال: وكتب في أثناء ذلك إلى المأمون بهذه القصيدة الفريدة، ~~وهي من حر النظام، وجزل الكلام، وأولها: # هلا سألت شفاعة المأمون ... أو قلت ما في نفسه يكفيني # ما ضر لو نبهته بتحية ... يسري النسيم بها على دارين # وهززت منه فقد يقلب سيفه ... يوم الجلاد الحين بعد الحين [82أ] # ما لي أنبه ناظرا لم يغف عن ... حظيه من دنيا ولا من دين # وأهز من عطف ثناه عطفه ... حتى خشيت عليه فرط اللين # بيدي من المأمون أوثق عصمة ... لو أن أمري في يد المأمون # أمري إلى مولى إليه أمره ... وكفاك من فوق كفاك ودون # حيث استوى الخصمان حقا والتقى ... عز الغني بذلة المسكين # ملك طوى سر المهابة شخصه ... لولا أسرة وجهه الميمون # PageV03P424 # جبل سما بذوائبه إلى العلا ... ورسا بهضبته على التمكين # متوقد الجنبات كلل دوحه ... بجنى وفجر صفحه بعيون # ذلت لأيدي المجتنين قطوفه ... ودنا إليهم من ظلال غصون # ونأى لأبصار العصاة فإنما ... يتوهمون نعيمه بظنون ms0783 # بحر إذا ركب العفاة سكونه ... وهب الغنى في عزة وسكون # وإذا طمى للذنب لم يسمع به ... إلا الدعاء يعان بالتأمين # كم أسكب العذب الفرات على فمي ... ورمى يدي باللؤلؤ المكنون # واليوم قد أصبحت في غمراته ... إن لم تغثني رحمة تنجيني # بعدت سواحله علي وأدركت ... أمواجه فتلاعبت بسفيني # لا شك في أني غريق عبابه ... إن لم يمد الفتح لي بيمين # يا فتح جردها عناية فارس ... بطل على حرب الولي أمين # متقدم من جده بكتيبة ... مستظهر من لفظه بمكين # واقرن شفاعتك الكريمة عنده ... بتواضع عن عزة لا هون # في شكة من هيبة وسكينة ... وبضجة من رحمة وحنين # فأبوك من تغشى الملوك بساطه ... شوسا فما يرمونه بعيون # ما يعرض الجبار منه لحاجة ... إلا برفع يد ووضع جبين # يا فتح إن نازلته مستنزلا ... فاهنأ بفتح من رضاه مبين # PageV03P425 # وليخلصن إليك من أعلاقه ... علق يشد عليك كف ضنين وكان قد كتب أيضا يومئذ ~~إلى الرشيد بهذا القصيد، وهو من قصائده الحرة وقلائده المبرة: # قل لبرق الغمام مطو البريد ... قاصدا بالسلام قصر الرشيد # فتقلب في جوه كفؤادي ... وتناثر في صحنه كالفريد # وانجذب في صلاصل الرعد تحكي ... ضجتي في سلاسلي وقيودي # فجزاك الإله من ملك حر ... بقاء التمكين والتمهيد # من مطيع عهد الوفاء مطاع ... وودود على النوى مودود [82ب] # كنت أشدو عليك يا دوحة المج ... د ويا روضة الندى والجود # إذ جناحي ند بظلك طلق ... ولساني رطب على التغريد # وأنا اليوم تحت ظل عقاب ... لقوة مخوت الجناح صيود # PageV03P426 # أتقيها بناظر خافق اللح ... ظ مروع وخاطر مزؤود # غير أني سأصطفي لم جهدي ... من ثنا طيب وذكر حميد # في قليل من القوافي كثير ... وذلول من المعاني شرود # كلمات كأنها الدر نظما ... طوقت منك أي طوق وجيد # أنت بدر النجوم تحت سنا الشم ... س أتتكم على سماء السعود # أنت ريحانة العلا لبني عبا ... د السادة الكرام الصيد # أنت إما اعترضتم درة التا ... ج فرند الحسام وسطى الفريد # وإذا ما مدحتم نكتة الخط ... بة فص الحديث بيت القصيد # وإذا ما ركبتم ms0784 الخيل صدر الجي ... ش عين اللواء قلب الحديد # أنت فيهم إن يعتموا ليلة القدر ... وإذ يصبحون يوم العيد # فهنيئا أبا الحسين خلال ... وصفات جلت عن التحديد # وشفوف على الجميع بسن ... وسناء إلى سنا ممدود # وهنيئا من المؤيد حظ ... لا مزيد عليه للمستزيد # لك في نفسه العزيزة حب ... شاب فيه حلاوة التوحيد # وعلى لحظه النزيه طلوع ... كطلوع البشير بالتأييد # وإذا ما شدا بذكرك شاد ... قال أحسنت هزة المستعيد # فعلام السرى بصبح رضاه ... مع سنا وجهك الأغر السعيد # وإلى أين في الشفيع إذا ما ... لم ألذ منك عنده بالرشيد # بفتى نازح المكان مطل ... غائب الشخص ذي اعتناء عتيد # PageV03P427 # مشفق يستجيب لي من قريب ... وأنا أستغيثه من بعيد # لو أطلت علي رحمة عيني ... ه انجلت شدتي وذاب حديدي قال ابن بسام: فصدرت ~~هذه الأشعار، يومئذ عن ابن عمار، وهو في قيود الحديد، وقالها على البديه ~~والارتجال، في تلك الحال، من شدة الاعتقال، وبال يناجيه البلبال، قد تيقن ~~أنه لا يفلت، ولا ينظر إلا إلى عدو يشمت، والموت يلاحظه من حيث لا يلتفت، ~~إذ كان المعتمد قد أحضره في تلك الحال غير ما مرة بين يديه، ويعدد ذنوبه ~~عليه، ولو قال كل قصيد ورواه حولا كاملا، في أكن ودعة، وفرط شهوة أو شدة ~~حمية وعصبية، لما زاد على ما أجاد، فكانت هذه القصائد القلائد، مع ما تشتمل ~~من البدائع الروائع، رقى لم تنفع، ووسائل لم تنجع، وإذا سبق القدر، فلا ورد ~~ولا صدر. [83أ] . # أخبرت عمن صحب الراضي في وجهته يومئذ من شقورة وكان ممن رقب على ابن ~~عمار، فجعل يكلأوه في طريقه، خوفا على نفسه ومراعاة أيضا لسالف حقوقه، فلما ~~انتهى إلى قرطبة وسلم للقصر، دعي ذلك الرجل مع أصحابه بعد العصر، في سلاح ~~شاك وتعبئة ظاهرة ليصحبوه إلى إشبيلية، فبينما هم عند باب السدة ينتظرون ~~إلى أن يسلم إليهم ابن عمار، وقد انسلخ النهار، إذ أوجسوا نبأة، فإذا ~~المعتمد قد خرج والشمع بين يديه # PageV03P428 # وخدمه حواليه، وابن عمار بينهن على بغل يهزأن ms0785 به ويتضاحكن، فأعربت حاله ~~يومئذ بمباديها، على سوء العاقبة فيها. # وحدثني أبو بكر الخولاني المنجم قال: لما وصل المعتمد إلى إشبيلية من ~~وجهته تلك، سجن ابن عمار داخل القصر على قرب منه، وأحضره مرارا بين يديه، ~~يعدد ذنوبه عليه، فبقي مدة كذلك، في سجنه هنالك، لا يتنفس ولا يتحرك إلا ~~تحت سمع وعين، فاستدعى يوما سحاءة ودواة فبعث إليه بزوج كاغد، فكتب إلى ~~المعتمد شعرا استرحمه فيه، فعطف عليه، وأحضره ليلته تلك، ووعده بالعفو عنه، ~~فخاطب ابن عمار من حينه الرشيد بذلك، فلمح تلك المخاطبة عيسى بن الأعلم ~~وزيره يومئذ، فتحدث بالأمر، وذاع السر، وانتهى الخبر إلى الوزير أبي بكر بن ~~زيدون صاحب الدولة وقته، وعداوته لابن عمار أوضح من أن تشرح، فدمغته من ذلك ~~دامغة، وبات بليلة النابغة، وتخلف عن الركوب إلى القصر صبيحة الغد، حتى ~~ورده رسول المعتمد، وحدس أن مجلس سره مع ابن عمار وصل إليه، واستفهمه فوجد ~~نص المجلس عنده # PageV03P429 # فازداد حنقا على ابن عمار الحائن، وحرك ضغنه الساكن، فقال لأحد الصقالب: ~~سل ابن عمار كيف وجد السبيل، مع عظيم الترقيب، إلى إفشاء ما أخذت معه فيه، ~~فلما سأله أنكر، قال المعتمد: فما أراد بالكاغد الذي طلب - قال: إنه أخبر ~~أنه كتب إليك فيه بشعر، قال: هو في ورقة مفردة، فما فعل بالأخرى من الزوج ~~الكاغد المبعوث به إليه - قال: كتب مسودة ذلك الشعر، قال المعتمد: خذها منه ~~لأقف على ذلك؛ فلما لم يجد بدا من النطق بالصدق، رجع إلى الحق، وقال: إني ~~خاطبت الرشيد بما وعدني به مولانا من العفو، فاتقد المعتمد، وقام من فوره ~~كما كان، وأخذ طبرزينا، وجاء إلى موضع ابن عمار الذي كان فيه مسجونا، ودخل ~~إليه، ففزع - كما كان في قيوده - إلى تقبيل رجليه، فضربه به، ثم أمر بأن يم ~~عليه، وأخرج ووري في قيوده، خارج باب القصر المبارك المعروف في إشبيلية ~~بباب النخيل، فمضى رحمه الله على هذا السبيل. واتفق بأن وقع حفر بموضع رمسه ~~من ذلك المكان، لبنيان عرض ms0786 فيه بعد نيف على عشرين سنة من مقتله، فأخبرني من ~~شهد إخراج جمجمته وأعظم ساقيه بكبله وهي رميم، " وعند الله تجتمع الخصوم ". ~~وما وقفت في # PageV03P430 # تأبين ابن عمار على شعر لأحد من أهل العصر، غير بيت مفرد شهد أن المعتمد ~~باشر قتله بيده، وهو لعبد الجليل حيث يقول: # عجبا لمن أبكيه ملء مدامعي ... وأقول لا شلت يمين القاتل وكان عبد الجليل ~~متعصبا لابن عمار، مائلا إليه بطبعه، إذ كان الذي جذب بضبعه، ونوه بذكره، ~~ونفق من شعره، وعرفه بالمعتمد حتى استخلصه لنفسه، وأحضره مجالس أنسه. # ويتعلق بهذا القتل الشنيع، خبر غيب المسموع، في ذلك الأوان، وحديث ظريف ~~من الحدثان، أخبرت به عن غير واحد من وزراء المعتمد، وذلك أنه لما مضت لقتل ~~ابن عمار أيام،، حضروا مع المعتمد في مجلس أنس، فلما طابت الأنفس، وأخذت ~~[83ب] منهم حميا الأكؤس، وارتاح المعتمد وهز عطفه، وبدا على قسماته عطفه، ~~سئل عن هذا الخبر المستظرف، الذي كانوا سمعوه من بعض السلف، وأقسموا عليه ~~بتخليد ملكه في أن يحدثهم بحديث كان إليه ينسب، وقالوا: هو من فم مولانا ~~أطيب، فقال لهم كلاما معناه لعل هذا الاستخبار عن شأن ابن عمار، قالوا: ~~أجل، وطفقوا يفدونه بالأنس، وأكثروا في وداده من شرب الأكؤس، فأخبرهم أنه ~~كان أيام مقامه بشلب، قد غلب ابن عمار على نفسه، وأخذ بمجامع أنسه، فأمره ~~وأخذ عليه - إذا دعا أصحابه - أن يكون أول داخل وآخر خارج، ليانس به ويتمتع ~~بأدبه، فيجده ينفر # PageV03P431 # نفار الشارد، ويتسلل من مجلسه تسلل الطريدة من يد الصائد؛ فلما أبى إلا ~~اطرادا عن أصله، وطال ذلك عليه من فعله، تقدم إلى أصحاب سدته ليلة في ترقبه ~~من مذهبه، وأنذر وتهدد، وأقام في ذلك وأقعد، وقام ابن عمار كعادته، فلم ~~يحفل المعتمد ليلته بمكانه، لما كان قدم في شانه؛ فلما انفض من كان عنده، ~~التمسه ففقده، وطلبه منتهى جهده فما وجده، وأحضر من كان أوصى فيه إليه، ~~فأخبر أنه لم تقع له عين عليه، فرابه أمره، وخفي عنه سره ms0787، فشهر فيما بلغني ~~سيفه وأخذ الشمع بين يديه وجعل يطلبه حيث يحسبه ولا يحسبه، فلما انتهى إلى ~~بعض الدهاليز إذا بحصير مطوي، وابن عمار فيه أغمض من سر خفي، عريان ~~كالأفعوان، فأمر بحمله، وهو قد تعجب من فعله، فلما استقر بالمعتمد المجلس، ~~جعل يبسط جانب ابن عمار ويؤنس، وابن عمار يبكي فيضحك، ويشكو فيشكك، فلما ~~سكن قليلا، وأفرخ روعه، ورقأ دمعه، سأله عن شأنه فأخبر أنه كلما كانت تأخذ ~~منه الشمول سمع كأن قائلا يقول: يا مسكين، هذا يقتلك ولو بعد حين، كلاما ~~هذا معناه، فلا يزال يطلب الأنس بوسعه فيبعد عليه ذلك ويمتنع، حتى يصنع ما ~~يصنع، إلى أن كان له معه الذي قدر. # ومن مقاله في أثناء اعتقاله هذه القطعة البديعة: # يقول قوم إن المؤيد قد ... أحال في فديتي على نقده # PageV03P432 # يا قوم ماذا الشراء ثانية ... ترى لمعنى يريب من عنده -! # أوحشني والسماح عادته ... سماحه بالغلاء في عبده # الحمد لله إن يكن حرجا ... فليس في مثله سوى حمده # وحيلة إن وصلت حضرته ... جعلتها رغبة إلى جنده # لو سامحوا في الفرند أرمقه ... من طرفه لم أخفه من غمده # يا رب بشر برحمة وحيا ... يؤنس من برقه ومن رعده ومنهم الوزير الكاتب أبو ~~الوليد حسان بن المصيصي # وهو أيضا من شلب، ومن ذلك الأفق طلعت نجوم الكلام، فأضاءت البلاد، ونشأت ~~غيوم النثار والنظام، فطبقت الهضاب والوهاد؛ إلا أن حسانا هذا وصاحبيه أبوي ~~بكر: ابن عمار وابن الملح كانوا هنالك رؤساء الأمة، ورؤوس إجماع الأئمة، ~~ونجمت دولة المعتمد ابن عباد بتلك البلاد وهم أغصان دوحة، وأخدان غدوة إلى ~~طلب العلم وروحة، يتدارسون # PageV03P433 # آياته، ويتبارون إلى أبعد غاياته، ولكل دليل في السنا مشتهر، وسبيل إلى ~~العلياء مختصر. ونهض تصريف المقدار منهم بابن عمار، فشب عن طوفه، بالحمل ~~وأوقه، وبلغ المبلغ الذي استغنى باشتهاره عن تكراره، وتبعه هذان في ~~الانقطاع إلى الدولة، يحسبان كل بيضاء شحمة، ويتخيلان كل ضوء نجمة، ولله في ~~بريته أقدار يمضيها، ومن مشيئته أسرار يتفرد بها فيخفيها؛ فلم يحصلا ms0788 إلا ~~على لبس ما خلع [84أ] والارتسام حيث أشار ووضع؛ فأما ابن الملح فإنه نفر ~~نفرة الأنف، وفر فرار الحنق الأسف، مؤثرا للانزواء، على الاستخذاء، مكتفيا ~~بالدون، من التصرف على الهون، وكانت له خلال ذلك مدائح يهديها، ورحل إلى ~~الحضرة يحمل على نفسه الأبية فيها، فيطرأ جديدا، ويصادف عهدا بها بعيدا، ~~فيؤوب ضخم العياب، محمود المقام والإياب. وأما حسان هذا فصدق الحملة، ولزم ~~الجملة، مغتبطا بما خول، جاعلا نفسه حيث جعل، ورضي من ابن عمار بوطء عقبه، ~~ولزوم مركبه، وابن عمار يرعاه لمكانه، ويخاف انتباه المعتمد لشانه، حتى ~~زاحمه أخيرا بالأديب أبي محمد عبد الجليل، فأقرا له بالفرق، وأخذ منهما ~~جميعا قصبات السبق. وكان ابن عمار بعد ذلك كله # PageV03P434 # كلما مر ذكر عبد الجليل ألقى بيديه، وشهد له بالفضل عليه، وليست الحظوظ ~~بالأقدار، ولا الأمور على الاختيار، ولما أنشأ المعتمد لابنه الفتح، دولته ~~بقرطبة المتقدمة الشرح، أصحبه حسانا هذا كاتب سره، وصاحب أكثر أمره. وقد ~~أخذت من شعره أعدل شاهد على ما أجريت من ذكره. # جملة من شعره في المدح وما يتصل به # له من قصيدة أولها: # أضاء بك الأفق الذي كان أظلما ... وقد لحت في الإكليل بدرا متمما # على أي وجه لم يشعشع طلاقة ... وفي أي ثغر لم ينور تبسما # وقد صغت من ذاك المحيا وحسنه ... صباحا ومن تلك الخلائق أنجما # إذا غبت عن ارض تمثل أهلها ... " عسى وطن يدنو بهم ولعلما " ومنها: # ألا قل لأرباب المخائض أهملوا ... فظل ابن عباد عليهن أينما # فهل تقتدي الأعلام فيك بحارها ... لتحظى بعقد السلم منك فتسلما # مع الله يمضو إن مضوا مع غيره ... ولله أحرى أن يفل ويغنما # ولدت مع الإقدام في ساعة معا ... ففداك في الهيجاء كونك توأما # PageV03P435 # ولله عادات لديك جميلة ... يفيدك أريا حيث تحسب علقما # ولو جبلي طي رميت بفرقة ... لجاء أجا سلمى إليك مسلما # لذاك ابن عمار ثنى اذفونش طائعا ... بسعدك حتى لو أمرت لأسلما # ولم يبق روميا بفضلك مشركا ... وإن أشركوا بالله عيسى بن مريما # تفاءلت باسم ms0789 الفتح لما لقيته ... لتفتح أمرا خاله الناس مبهما # تلاقيتما للسعد بدرا وكوكبا ... أبا لا يبارى في المكارم وابنما ومنها: # أراه وأرجوه وأنشر فضله ... فيملأ مني العين والكف والفما ومعنى هذا ~~البيت الأخير كقول ابن شرف: # سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد ... ملء المسامع والأفواه والمقل وغلى ~~هذا المعنى أيضا ينظر قول الحسن على رأي بعض من فسر وهو: # ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر ... وقوله: " ولم يبق روميا بفضلك مشركا ~~" كقول محمد بن هانئ: # PageV03P436 # لم يشركوا في أنه خير الورى ... ولذي البرية عندهم شركاء [84ب] وله من ~~أخرى فيه، أولها: # من استطال بغير السيف لم يطل ... ولم يخب من نجاح سائل الأسل # أعدتك صحبتك الأرماح شيمتها ... فانفذ نفوذ القنا في الأمر واعتدل # وإن أتتك أمور لم تعد لها ... فانهض برأيك بين الريث والعجل # أقدم على عجل وارغب على زهد ... واغلظ على رقة واسفر على خجل # حاز المؤيد مما قلت أفضله ... وزاد للفرق بين القول والعمل وهذا البيت ~~الأخير مما بعد شأوه، وفات سروره، وتجاوز أكثر الحد عفوه. # ملك تواصله الدنيا ويهجرها ... سرا ويلبس تقوى الله في الحلل # لا تحمدن زهد من لم يعط رغبته ... لعلة غض من جفنيه ذو الحول # وكم له سنة ضاء الزمان بها ... ضوءا بلا لهب كالشمس في الطفل # تعطي الهواء ومتن الأرض غرته ... نورا ونورا عطاء الشمس في الحمل وهذا ~~البيت لحسان من حسنات شعره، وأبين آيات ذكره، فيه توليد، شهد أنه شاعر ~~مجيد: # PageV03P437 # تنهاه عفته عن أمر بطشته ... فالمشرتي عنده قاض على زحل وهذا البيت أيضا ~~من مليح المنظوم، وله اختصاص حسن بأحكام النجوم؛ ومنها: # يطوي على نور إيمان جوانحه ... فالنفس من كوكب والجسم من رجل # لم يعق يوما ولا احلولى لمسترط ... وإنما هو بين الصاب والعسل # جر الذيول ولكن من جحافله ... على القتاد ولكن من شبا الأسل وهذا البيت ~~أيضا مما برز في لفظه ومعناه، وأراده كثير من الشعراء فأعياه: # فلم يطأ غير ما تحكي شمائله ... مع الجزالة من سهل ومن جبل ms0790 # جلالة أدخلت أملاك أندلس ... تحت الخناعة والإحجام والفشل # كأن ملكك أسنى من ممالكهم ... وأن دولتك العليا على الدول # لما دعا الغادر المضعوف قال له ... أخوه عنك: أخي لا تبك في طلل # صفحت عنه لآمال له سلفت ... وربما كره التفصيل للجمل # قد يدخل المسلم المخطي الجنان غدا ... بنيتي أرتجي الغفران لا عملي وهذا ~~البيت مما خلص فيه يقينه، وحسنت بخالقه ظنونه، وعسى الله أن يلقيه مآلها، ~~فرب مرحوم بكلمة قالها. # وما أحسن أيضا ما أنشدته للحسن بن رشيق، وقد منح من التوفيق # PageV03P438 # لسلوك هذا الطريق: # إذ أتى الله يوم الحشر في ظلل ... وجيء بالأمم الماضين والرسل # وحاسب الخلق من أحصى بقدرته ... أنفاسهم وتوفاهم إلى أجل # ولم أجد في كتابي غير سيئة ... تسوءني وعسى الإسلام يسلم لي # رجوت رحمة ربي وهي واسعة ... ورحمة الله لي أرجى من العمل [85أ] وفي هذه ~~القصيدة يقول حسان: # لولا الكتائب لم تنظم مواكبها ... نظم العقود لكان الدهر ذا عطل # من كل معتقل بالبأس مخترط ... للعزم، مدرع للحزم مشتمل # يقودهم من بني قحطان ذو بدع ... من الندى والمعالي لا من النحل # ينبيك سؤدده عن صيد معشره ... فليس يزري أخير المجد بالأول # لا تعجبنك عليا لا قديم لها ... ولا تخل غرة ما ابيض بالكفل # بيض يمانون إن سلوا يمانية ... لم يعرف السيف في الهيجا من الرجل # وكم جلوا بالندى من ليل مفتقر ... كأنه دمعة في جفن مكتحل # إذ كل نابتة شوك بلا ثمر ... وكل طائرة شور بلا عسل # طلبت مثلهم في غير حيهم ... فلم أجد غرر الأفراس في الإبل # ما زال يندى على كفي بنائله ... حتى مسحت عللا عيني من بلل # من مبلغ يده أني نظمت لها ... شكرا جعلت قوافيه من القبل # شكرا ذكرت به من جوده سرفا ... كأنه مفرغ في قالب العذل # PageV03P439 # لعل عذري في ذا الغزو قد عرفت ... أسراره بلسان صادق مذل # وما الحروب ومثلي أن يشاهدها ... وإنما أنا حسان وأنت علي قال ابن بسام: ~~وأظن حسانا هذا لم يكن له علم بالسير، ولا تصرف بعلم ms0791 الخبر، وقد رأيت جماعة ~~من أهل الأدب ينسبون حسان ابن ثابت رحمه الله إلى الجبن، ويخرجونه من أهل ~~الضرب والطعن، يحتجون في ذلك بقعوده عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في ~~مغازيه وسراياه، وينشدون له في ذلك شعرا أظنهم نحلوه إياه، وهي هذه الأبيات ~~على رواية بعض الرواة: # أيها الفارس المشيح المطير ... إن قلبي من السلاح يطير # ليس لي قوة على رهج الخي ... ل إذا ثور الغبار مثير # أنا في ذا وعند ذاك بليد ... ولبيب في غيره نحرير ولا أمتري أنها منحولة ~~إليه، ومفتعلة عليه؛ وبلغ من حججهم على ذلك حديثه في شأن اليهودي يوم ~~الأحزاب المطيف بالأطم الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم، أحرز فيه النساء ~~والأبناء، وإن حسانا حض صفية بنت عبد المطلب على قتله وأخذ سلاحه، ويقولون ~~لم تكن به قوة على سلبه، فضلا عن حربه، وذهب عليهم أن حسانا، رحمه الله، ~~كان # PageV03P440 # قد أصيب في بعض حروبهم في الجاهلية، فقطع أكحله، وفي ذلك يقول: # وخان قراع يدي الأكحل ... ومن أدل شيء على ذلك أنه هاجى في الجاهلية ~~والإسلام أكثر من ثمانين شاعرا، لم يصفه أحد بالجبن ولا عيره به، ولم يكن ~~شيء يتعايرون به أشد. ولحسان أيام مشهورة، ومواطن في الحروب مذكورة، وكان ~~ممن له كنيتان في السلم والحرب، كما كان الأبطال تفعل على عهده، كان يكنى ~~في السلم بأبي الوليد، وفي الحرب بأبي نعامة. # وقد أولع ابن المصيصي [85ب] بهذا المعنى فأعاده وأبداه، وألحمه وأسداه، ~~وأعجبه ما اتفق له منه، حتى أخرجه إلى ما كان في مندوحة عنه، والشعر ميدان ~~ربما دعا الأرن إلى المراح، وأخرج السابق إلى الجماح، فقال من قصيدة يمدح ~~بها المعتمد، وذكر نفسه وابن عمار: # كأن أبا بكر أبو بكر الرضى ... وحسان حسان وأنت محمد فأراد أن يعرب ~~فأعجم، وأحب أن يضيء فأظلم، ونعوذ بالله من الخطل في القول، ونبرأ إليه من ~~القوة والحول. # PageV03P441 # وقول ابن المصيصي: " من مبلغ يده " ... البيت كقول ابن عبدون: # بلغ سلام فمي يدي ملك ms0792 ... غاب الملوك عن العلا وشهد وكرره ابن عبدون في ~~موضع آخر، فقال: # وبلغ عن فمي يده سلاما ... كما أدنى الأزاهير الرباب وقول حسان: " ويلبس ~~تقوى الله في الحلل " لفظ أبي الطيب: # وكساني الدرع في الحلل ... وقوله: " لا تحمدن زهد من لم يعط رغبه " ... ~~البيت، معنى قد أكثر الناس فيه، وإن كان لحسان فضل بزيادة التشبيه؛ ومن ~~شهوره قول حبيب: # إذا المرء لم يزهد وقد صبغت له ... بعصفرها الدنيا فليس بزاهد وقد أحسن ~~فيه أبو الطيب بقوله: # والظلم في خلق النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم وقال بعض أهل ~~عصري: # تورعوا بين لا عز ولا ظفر ... وأكثر الضعف محسوب على الورع # PageV03P442 # وقوله: " كالشمس في الطفل " معنى بين النقصان، قصير الباع في مدى ~~الإحسان، وفيه نقد أعرب عنه بعض أهل زماننا، ومن في طبقة ديواننا، وهو أبو ~~حاتم الحجازي، وزاد فيه بقوله: # فكفى من الدينار صفرة وجهه ... الشمس صفرتها من اجل زوالها وقد نقله بعض ~~أهل عصري إلى النسيب، فقال: # يعيبونها عندي لصفرة وجهها ... فقلت الهرقليات أوجهها صفر وقوله للمعتمد: ~~" فلم يطأ غير ما تحكي شمائله ". البيت، أرى حسانا مما بلح فيه سيره، ووقع ~~طيره، هذا يطأ المعتمد فليت شعري ما يطأ غيره -! # وقوله: " من كل معتقل بالبأس مخترط " ... البيت من التقسيم المليح في ~~القريض، الذي كثيرا ما يتفق في هذه العروض، وهو شبيه بقول أبي سعد ~~المخزومي: # ما يريدون لولا الحين من رجل ... بالليل مدرع بالجمر مكتحل وشبيه أيضا ~~بقول أبي تمام: # PageV03P443 # تدبير معتصم، بالله منتقم ... في الله مرتغب، لله مرتقب إلى غير ذلك مما ~~لا يحصى، والإحاطة لله تعالى. # وقال حسان من قصيدة أولها: # بياض أياديك تحكي الصفاح ... ومثل نفاذك تحذو الرماح [86أ] # وأنبتت الحرب شوك القتاد ... وفتحت الورد فيها الجراح # وكم لك في السلم وجه حيي ... وكم لك في الحرب وجه وقاح # فما غير أصلك عود نضار ... ولا غير لخمك حي لقاح # فجودك صرف عداه المزاج ... وطبعك جد عداه المزاح # فلو كان خيمك من ماء كرم ... لما ms0793 شابه فيك ماء قراح # ألم تر غادر اسطبة ... حوى الخسر صفقته لا الرباح # سيدعى براقش أصحابه ... فقد دل منه عليهم نباح # فداسوا على قصد الذابلات ... تبكي دماء عليها الصفاح # وغنى الحمام برقص الرؤوس ... ولذ اغتباق وطاب اصطباح # أيخفى علاك على ذي جفون ... ويطمع يبدو إليه الصباح # ولما زجرت بذكرك شعري ... تبين ينثال فيها المراح # PageV03P444 # ولولا أياديك خابت يدي ... ولم يور من زند فكري اقتداح # برقة معناه يسري كلامي ... إذا الخصر رق يجول الوشاح # وجدت معاليك أصلا لشعري ... وهل نظم الدر لولا النصاح # لك الفضل أن طاب شكري ونشري ... بطيب الرياض تفوح الرياح وله فيه أيضا من ~~قصيدة: # ليس العلا إلا على كرم ... أيقوم خط ما له سطح # من لخم أصلك يا مملك أم ... في الخط نبتك أيها الرمح # كأس المسرة قد سكرت بها ... والحد يلزمني متى أصحو # شد في الوغى لك منزلا خشنا ... لا يهلك الديباج والصرح # ودع الرياض لمن يلذ بها ... ما إن لغير مكارم نفح # أذكى من الآس النضير قنا ... وأنم من ورد الربى جرح # إن النصاح من الورى خلق ... حتى الكواكب بينها النطح قال أبو الحسن: وهذه ~~المقطوعة له من التحريض الحسن، لولا اعتراض المقادير أن تمر بأذن. # PageV03P445 # وقال فيه من أخرى: # غنى الحمام ولو رآني ناحا ... وأعارني نحو الحبيب جناحا # ونعم كلانا فاقد محبوبه ... قلق، ولكني كتمت وباحا ومنها: # ثم انثنى ليعلمني ريقا ومن ... قدمات سكرا كيف يشرب راحا # فعففت عن رشفي مدام رضابه ... وجنيت من وجناته التفاحا # وثلاثة خالطتها بثلاثة ... ما ينتشق منه المتيم فاحا # المسك والشعر الملخلخ والدجى ... والوجه والكافور والإصباحا [86ب] # ليس الملاحة في الوجوه تروقني ... يوما إذا الأخلاق كن قباحا # سبحان من خص المؤيد بالعلا ... كملا وعم بحبه الأرواحا # ملأت بطاعته القلوب أناته ... أضعاف ما ملأت لهاه الراحا # يا أهل قرطبة اغرفوا من بحره ... فطالما خضضتم الضحضاحا # هل لي إلى الشعراء من ذنب سوى ... سبقي إلى عليائك المداحا # ومنابذ ناء حذرت أناته ... ما غرني لما أتى وانزاحا # لا تأمنن مكر العدو لبعده ms0794 ... إن امرأ القيس اشتكى الطماحا قال ابن بسام: ~~وخبر الطماح على ما ذكر الرواة: رجل من بني # PageV03P446 # أسد كان امرؤ القيس قتل أخاه، فلما توجه إلى أرض الروم مع صاحبه عمرو بن ~~قيثمة الذي يقول: # بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... ووصل إلى قيصر وأكرمه، ووجه معه جيشا ~~فيه أبناء الملوك، فلما فصل أتى الطماح فوشى بع إلى قيصر، وقال: إنه أعرابي ~~عاهر يشبب بابنتك في شعره، ويشهرها عند العرب، فبعث إليه قيصر بحلة منسوجة ~~بالذهب مسمومة، وقال: إني أرسلت إليك بحلتي تكرمة، فالبسها باليمن والبركة، ~~فسر بذلك ولبسها، فأسرع إليه السم، وسقط جلده، ولذلك سمي ذا القروح، وقال ~~في ذلك: # لقد طمح الطماح من بعد أرضه ... ليلبسني من دائه ما تلبسا # ولو أنها نفسي تموت جميعة ... ولكنها نفس تساقط أنفسا وقد كرر معنى هذا ~~البيت وأوجزه بقوله: # وإن كنت قد أزمعت قتلي فأجملي ... أي اقتليني جملة ولا تنوعيه. وإلى هذا ~~المعنى ينظر من طرف مريب # PageV03P447 # قول عبدة بن الطيب: # فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما هذا على تفسير من ~~جعل هلكه هلك جميع من اتبعه وعاش في رفده، كما قال الآخر: # ولكن الرزية فقد قرم ... يموت لموته خلق كثير وأبين منه وأولى بقول امرئ ~~القيس قول المجنون: # وعروة مات موتا مستريحا ... وها أنا ميت في كل يوم لا بل أشبههم عندي ~~بقول امرئ القيس ذي القروح، قول قيس ابن الذريح: # تساقط نفسي حين ألقاك أنفسا ... يردن فما يصدرن إلا صوايا وتمام الحديث ~~عن امرئ القيس أنه رأى هنالك حين احتضر قبر امرأة من بنات الملوك، في سفح ~~جبل يقال له عسيب، وأخبر بقصتها فقال: # PageV03P448 # أجارتنا إنا غريبان ها هنا ... وكل غريب للغريب نسيب ومات فدفن إلى جنب ~~تلك المرأة. وروي أن امرأ القيس دفن بأنقرة الروم، وأنهم اتخذوا صورته كما ~~يفعلون بمن يعظمونه. وحدث المأمون أنه مر بأنقرة ورأى صورة أمرئ القيس قال: ~~فإذا رجل مكلثم الوجه، يريد مستديره؛ وقيل المدفون بعسيب صخر أخو الخنساء ms0795، ~~وهو القائل: # وإني مقيم ما أقام عسيب ... رجع: # وقال حسان بن المصيصي: # روض الشباب تناوبت أزهاره ... ولي بنفسه وجاء بهاره [87أ] # ود المها لو أن أسود لحظه ... أضحى خضابا حين شاب عذاره # قد كان يعجبهن خفة حلمه ... فالآن ساء الغانيات وقاره # ترك الذي اشتمل الكثيب إزارها ... منه الذي اشتمل العفاف إزاره ومنها: # إني على هذا لأسمع بالصبا ... فيسرني ممن صبا أخباره # PageV03P449 # ومنها في المدح: # هو أعرف الكرماء، إن سميتهم ... جهلوا، ودل على اسمه إضماره # لا تعذلنه على إهالته اللهى ... في كيمياء المجد بان نضاره # لا تغترر بالبشر من سطواته ... فالسيف فيه فرنده وغراره # يأبى لمولاي الهوان وظلمه ... كأبي عرار إذ أهين عراره # لا يستطيع النكس ينطق باسمه ... وانظر كما حمل اسمه ديناره # قل للمؤيد إذ تقليه ابنه ... إن الدجى متشابه أقماره # يحكيك في شأو العلاء وإنما ... تجري إلى أمد الجواد مهاره # إن تمضه رمحا فأنت وشيجه ... أو توره قبسا فأنت عفاره وقال يداعب ابن ~~جمهور: # شكوت إليه بفرط الدنف ... فأنكر من علتي ما عرف # وقال الشهود على المدعي ... وأما أنا فعلي الحلف # PageV03P450 # فجئنا ابن جمهور المرتضى ... فقيه الملاح وقاضي الكلف # وكان بصيرا بحكم الملاح ... ويعلم من أين أكل الكتف # فأومى إلى الخد أن يجتنى ... وأومى إلى الريق أن يرتشف # وقال له جاهدا في انتصافي ... دعوا يا مخنيث هذا الصلف # كذا تقتلون مشاهيرنا ... إذا مات هذا فأين الخلف -! وأرى حسانا أراد أن ~~يسلك من هذه السبيل، مسلك ابن معمر جميل، في قصيدته حيث يقول: # وقلت لها: اعتديت بغير جرم ... وغب الظلم مرتعه وبيل فجاء بين الشعرين ما ~~بين الشاعرين، وبين القطعتين ما بين الزمانين؛ على أن محاسن حسان كثيرة، ~~وحسناته مشهورة، وإنما ألمعت منها بقليل، لزهدي في التطويل. # PageV03P451 # ومنهم الوزير الفقيه أبو بكر بن الملح # قال ابن بسام: وأبو بكر، فرد من أفراد العصر، وهو من بيت أصالة، وبحبوحة ~~جلالة، وفارس ميداني الزهد والبطالة، وشاعر ناد، وخطيب أعواد، غبر صدرا من ~~زمانه لا يحفل بعاذل، ولا يصغي في الفتوة إلى قول ms0796 قائل، وكان في ذلك أحسن ~~من التوريد في الخد، وبمكان الحلمة من النهد، والدين في أثناء [87ب] تلك ~~الوهلة، وبين خصاصات تلك الغفلة، يستطيل غيبته، وينتظر أوربته، فلما أقصر ~~باطله، وأسمعه عذاله وعواذله، تلقاه باليمين، واشتراه بالثمن الثمين، فأصبح ~~سجير عنزة ومنبر، وأمسى سمير مصحف ودفتر؛ وفي ذلك يقول من أبيات: # وكنت فتى الكاس عهد الشباب ... فصيرني الشيب شيخ الدعاء ومد لأبي بكر هذا ~~العمر وعاش إلى وقت تحريري هذا المجموع سنة خمسمائة، وتوفي رحمه الله في ~~شهر رمضان منها؛ وقد أثبت من شعره ما يملأ الأسماع بيانا، ويبهر الطباع ~~حسنا وإحسانا. # PageV03P452 # ما أخرجته من شعره في النسيب وما يناسبه # قال: # حسب القوم أنني عنك سالي ... أنت تدري سريرتي ما أبالي # قمري أنت كل حين وبدري ... فمتى كنت قبل هذا هلالي # أنت كالشمس لم تغير ولكن ... حجبت ليلها حذار الملال # ما مللنا فكان ذا غير أنا ... قد حسبناه من صروف الليالي وقال: # ظبي يموج الهوى بناظره ... حتى إذا ما رنا به انبعثا # مبتدع البخل لا كفاء له ... يعد شكوى صبابتي رفثا # أنكر سقمي وما قصدت له ... وما تعرضت للهوى عبثا # أقسم في الحب أن أموت به ... فما قضى بره ولا حثا وقال: # حبيب إلينا أن نراك على طيب ... حراما بشرب الراح من كل تأنيب # تكسبك الصهباء فضل خلائق ... وعندك فضل آخر غير مكسوب # PageV03P453 # ومن قصائد ابن الملح المطولات في المدح # قال من قصيدة في المعتمد أولها: # سكن اشتياقك ما عدا عما بدا ... أرويت أم حمت الخطوب الوردا # لم يطف وجدك إنما هي شعلة ... كالسيف جرده المقام وأغمدا # والعضب يستره القراب وربما ... خشنت مضاربه الرقاق من الصدا # والروض يبعث بالنسيم كأنما ... أهداه يضرب لاصطحابك موعدا # سكران من ماء النعيم وكلما ... غناه طائره وأطرب رددا # يأوي إلى زهر كأن عيونه ... رقباء تقعد للأحبة مرصدا # زهر يفوح به اخضرار نباته ... كالزهر أسرجها الظلام وأوقدا # ويبيت في فنن توهم ظله ... بالصبح في عين القرارة مرودا # قد خف موقعه لديه وربما ... سمح النسيم بعطفه فتأودا ms0797 # أعلى محل الشعر أن قصائدي ... جعلت مديحك بالمعاني مقصدا [88أ] # خطبته تركب بطن كفي منبرا ... ودعتك تعمر ظهر كفك مسجدا # أثقلت أعناق المآرب لؤلؤا ... وملأت آماق البصائر إثمدا # PageV03P454 # كم قد ركبت إليك كاهل همة ... كادت تغالط في أخيه الفرقدا # أبغي لديك العيش أخضر يانعا ... فأجوب جنح الليل أسفع أسودا # يقظان تحسبني الكواكب ناظرا ... فيها يراقب للغزالة مولدا # وإذا تكنفني النهار لبسته ... وهجا لفوحا أو سرابا مزبدا # رطب الجوانح في اليباب كأنما اس ... تهديت في الماء الخفي الهدهدا قال ~~ابن بسام: لو قطع المفازة التي اهتدى فيها أصحاب رسول الله، صلى الله عليه ~~وسلم، ببيت الضليل حيث يقول: # تيممت العين التي عند ضارج ... يفيء عليها الظل عرمضها طامي ما زاد على ~~ما وصف، فكيف في رقعة من الأرض مساحتها يومان، لراكب أتان، أكثر بلاد الله ~~ماء، وأرطبها هواء، إلا أنه والله قال فأجاد، وخيل فسحر وزاد. ولبس هذا ~~البيت في شعر امرئ القيس في أكثر الروايات. وفي العرب عشرة رجال يسمون كلهم ~~بامرئ القيس. # وروى ابن الكلبي قال: جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فضلوا في ~~طريقهم ووقفوا على غير ماء، فمكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء، فجعل رجل ~~منهم يستذري فروع السمر والطلح، فبينما هم كذلك إذ أقبل رجل راكب على بعير، ~~فأنشد بعض القوم بيت امرئ القيس المتقدم الذكر، فقال الراكب: ما كذب، هذا ~~والله ضارج عندكم، وأشار إليه، فأتوه # PageV03P455 # فإذا ماء غدق غطاه العرمض، والظل يفيء عليه، فشربوا منه وارتووا، فلما ~~بلغوا النبي، صلى الله عليه وسلم، وأخبروه القصة، قال لهم: ذلك رجل مذكور ~~في الدنيا شريف فيها، خامل في الأخرى منسي فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء ~~الشعراء إلى النار. # وقال ابن الملح من أخرى في المعتضد بالله: # نشرت للحمد طيبا عن شذا نفس ... بعثته عن ضمير غير متهم # فنورت بالقوافي روضة أنف ... في تربة العقل تسقى وابل النعم # لي الثواب فلم أرجع لمشكلة ... عن اليقين ولم أعكف على صنم # لي همة ما يزال الدهر ms0798 يطلبها ... وما تزال من التأميل في حرم # وما تحملتها في ظهر فاحشة ... ولا وقفت بها في برزخ التهم # ما لي وللناس عمت لي منابتهم ... تباين اللمس ولم تضغط بمزدحم # تمزقت بردة الإنصاف بينهم ... في منكبي ولم تضغط بمزدحم # ليقصر الدهر خصمي لست مكترثا ... من الخصوم وفي بيت الندى حكمى وله فيه ~~من أخرى: # قد صرت في أخرى المقاصد فانصرف ... وشرعت في شتى الموارد فاصدر [88ب] # واختر لهذا الدر أجياد العلا ... يزدن فحسن الجيد زين الجوهر # واشهد صروف الدهر تظفر عندها ... بالظافر ابن أبي الكرام وتنصر # فصغير مرأى العين عن بعد المدى ... كالنجم أصغره تنائي المنظر # PageV03P456 # وهذا كقول المعري: # والنجم تستصغر الأبصار صورته ... والذنب للطرف لا للنجم في الصغر وقال ~~منها: # حاز السناء وما أسن وإنما ... نمت الفروع بطيب ماء العنصر # من معشر يمسي ويصبح طفلهم ... من حب [ ... ] العلا في معشر # ألفوا مضاجعة الظبا بمهودهم ... وولوا مطاولة الوشيج الأسمر # فلتحفظ الأيام منهم عصبة ... سكنت بأرجاء الوغى والمنبر # ثبتوا على الأصل القديم فأثبتوا ... نسب الكواكب في قبائل حمير # وبنوا على السعي الجميل فبينوا ... أن المكارم في تراث المئزر # ولتحفظ الأيام سالف أمة ... ملأت مفاخرهم فروج الأعصر # بقي الثناء عليهم فكأنما ... ركبوا المنابر في بطون المقبر ومنها: # أهدى إليك الود عبد يدعي ... شرفا بصهر في بنات المحبر # طابت موارده لديك كأنما ... وقفت ركائبه بريف الكوثر # وسما يبلغه إليك كأنما ... قطع المراحل في بروج المشتري # PageV03P457 # نقل الوداد على قطار قصائد ... رتعت زمانا في جناب الدفتر # يحملن طيب الحمد فيك كأنما ... ينشرن بالفلوات طيب العنبر وله فيه من ~~أخرى: # ضمانك ملء الأرض كالأخذ باليد ... لذلك هول الأمر بالغد في الغد # لذلك يبدو الموت نارا ولجة ... على صفحتي صمصامك الواقد الندي # لذلك مادت بالرماح صعادها ... وليست لوهي في الكعوب بميد # يهز بها أعطافه كل باسل ... رحيب ذراع أو طويل مقلد # على شزب لو سايرتها خطوبها ... عرضن عليها من وجوه التجلد # يصلن السرى والماء غور كأنما ... حملن عصا موصى على كل جلمد ومنها: # له جدول من صارم ms0799 متسلل ... إلى غصن من ذابل متأود # هناك ربيع للسيوف مرجس ... قريب أوان من ربيع مورد وهذا كقول أبي العلاء: # روض المنايا على أن الدماء بها ... وإن تخالفن أبدال من الزهر وقال ابن ~~شهيد من شعر قد تقدم: [89أ] : # PageV03P458 # فذا جدول في الغمد تسقى به المنى ... وذا غصن في الكف يجنى فيثمر وقال ~~المتنبي: # أأخلع المجد عن كتفي وأطلبه ... وأترك الغيث في غمدي وأنتجع وقال ابن ~~الملح من أخرى: # أوطأن في ظبة الحسام توسدي ... ومزجن كأسي في لهاة الأرقم # وإليك من نار الحياء بوجنتي ... وهجا تحف به عيون المرزم # ولكم لقيت الهم يملأ أرضه ... بأحم طامي اللجتين عرمرم # وتركت ذاك الجيش نهبا للظبا ... متخاذل الأنصار مطلول الدم # حتى إذا رمت الليالي جانبي ... من كل ناحية بكل الأسهم # خطمت بحبل الشيب أنف شبيبة ... قد كان قبل صروفها لم يخطم # لو كنت أقدر قادر لم أجزها ... إني لأزهد في عقاب المجرم # إني لأقبض في مراجعها يدي ... ولو احتديت بها فروع الأنجم # وأرد عزمي والحقيقة مطلبي ... وأبيح حظي والكريمة مغنمي # أنا ضاحك للدهر ضحكة شامت ... إن كان يعبس للندى المتبسم # قصد الزمان الآملين بحربه ... وأتيت في الغمرات أول مقدم # وعلمت أني إن أصل بمحمد ... أنفذ على ضيق المكر وأسلم # الله أكبر لو قضى لخليفة ... بمزية العلم الذي لم يعلم # PageV03P459 # لرووا حديث النفس غير مرجم ... وتيقنوا التنزيل غير مترجم # يا أيها البشر المنزه جملة ... للمجد قبل إشارة المتكلم # خذ بالندى والبأس أعدل وجهة ... وافرض ليومك بالمآثر واقسم # واحطم عداك مكايدا ومكابدا ... واثأر بسيفك للقنا المتحطم # واقنع بعذر من قناك فإنه ... نبأ لرمح ربيعة بن مكدم # بيديك صعدته، وكل قبيلة ... جثم وكل الأرض وادي الأخرم وله من أخرى في ~~المعتضد بالله: # سروا تحت ليل في الظلام بهيم ... مكلل آفاق كليل نجوم # تواصوا بأعمال الشقاوة بينهم ... وعاذروا بشيطان هناك رجيم # مقامة شرب ما قضوا حق مجلس ... ولا فرحوا في سكرهم بنديم # ولا وجدوا برد السرور كأنما ... أديرت على الأقوام كأس حميم # مذاهب سوء غيرت من معاشر ... نفوسا ms0800 فلم تسلم لها بجسوم # تحاموا بلادا مزقتهم كأنما ... مضت في رباها عاصف بهشيم [89ب] # سروا تحت أطراف الرماح كأنها ... شياطين ضلت تحت رصد نجوم # ومالوا على حد السيوف كأنما ... تميل إلى آذانهم بنميم # كأن المنايا دانت نفوسهم ... فحلت على عسر حلول غريم # PageV03P460 # ومنها: # ألا فخاطبوا للعقول فإنها ... وإن رخصت يوما بنات كريم # ولا تبخسوها في المهور فإنها ... إباء سني في الملوك عظيم وقال من أخرى ~~أيضا: # كم قصر أنس لهونا في مطالعه ... قد عاد والعهد دان موحش الطلل # فمن مغن بألحان المنى غرد ... وشارب بين طاسات الهوى ثمل # وغافل بالصبا عن قطع مدته ... قد راش أجنحة الأيام بالجذل # حتى إذا جئت آمالي تحرف لي ... خطب دفعت به في غرة الأمل # إذا الهوى فاض طوفانا ركبت له ... فلك العزاء ولم آوي إلى جبل # لولا الحياء وقد شبت معاركه ... لقد كشفت لثام الصبر عن بطل ومنها: # ضاق الزمان بما حطت من قضب ... في رعيهن وما قصدت من أسل # لا تغمد البيض إلا في ضرائبها ... حتى لقد عادت الأغماد للقلل # رواق ملكك بالأسياف ذو طنب ... وبرد مجدك بالأرماح ذو خمل # وباب حربك مفتوح لقارعه ... عن قسور أهرت الشدقين ذي عصل # كأنه بكم والله يكلؤكم ... يقضي على الدهر أو يختار للدول # لو كانت الشمس من خدام دولتكم ... والعدل ما العدل لم تبرح من الحمل # PageV03P461 # قال ابن بسام: ولم أسمع بمثل هذا البيت لمن سبق، فإن كان اتباعا فما أحسن ~~ما أرق، وإن يكن اختراعا فما أولى وأخلق. # وفي هذه القصيدة يقول: # كم حطتم من ضياع في الأنام وكم ... وصلتم من شتيت غير متصل # بسنة كسنان الرمح ماضية ... ومذهب كقناة الرمح معتدل # مدحتكم حيث لا فخر أزيدكم ... فقد كحلت عيونا جمة الكحل كما أن هذا البيت ~~أشار فيه أبو بكر إلى التقصير، فلعله أراد أن يجعله في شعره تميمة من ~~الفتور، وأحسن مما انتحاه، قول بعضهم في معناه: # لم أفدك المديح إلا لنفسي ... ليس للسيف إربة في الصقال وقال ابن الملح: # لا حد للوجد إلا ms0801 أنت عارفه ... كأن قلبك للأشواق ميزان # ولا صبابة إلا أنت واسعها ... كأن صدرك للأشجان ميدان [90أ] ومنها: # سرنا نراقب إعلان الصباح بنا ... كأننا في ضمير الليل كتمان وهذا كقول ~~الصاحب بن عباد: # كأني سر والظلام ضمير ... # PageV03P462 # وقال أبو الطيب: # سريت وكنت السر والليل كاتمه ... وقال أبو الوليد بن زيدون: # سران في خاطر الظلماء يكتمنا ... حتى يكاد لسان الصبح يفشينا وفيها يقول ~~ابن الملح في المدح: # هو المقر العلا والخيل سارحة ... واللابس الحمد والصمصام عريان # والمبصر الرشد في أقصى مطالبه ... والناس من فتنة الأهواء عميان # تاهت بمجدك قحطان وعدنان ... وقد تخاضع يونان وساسان # وسار ذكرك والأفواه تنقله ... حتى تطارح فيه الإنس والجان # وشك في العصر أقوام فقلت لهم ... فلان في ثقليها لا سليمان # ذكيت جودك حربا والعدا جزر ... وسيفك النار والأطيار ضيفان # همى عليها من الموت الزعاف حيا ... مجلجل بصليل البيض حنان # وماج فيه وريح البأس تنسجه ... جيش هو اليم والأسياف خلجان # وللدماء غدير فوق ضفته ... للجيش دوح وسمر الخط أغصان وله من أخرى يصف ~~حلبة الخيل: # خوافق قد ريشت بأجنحة الهدى ... فطارت ببحر الروم كل مطار # فهن بشد الجري عقبان شاهق ... وهن بألحان الصهيل قماري # PageV03P463 # بكل مباه بالسلاح كأنما ... يجر من الخطي فضل إزار # مهين لدنياه يظن حياته ... إذا لم يمت في الله دار بوار # تسنم جدران المكاره فانتهى ... مآثر لم تحجب له بجدار # سقى من قليب الحرب أشجار مفخر ... تدلت له من ساعة بثمار ومنها: # فمن سابح ورد تجلبب خلقة ... بنسج دم قبل النتاج ممار # وأبلق كالريم المدمى مفضض ... تخال بشقيه مسال نضار # وأشهب تجلوه المعاني كأنما ... تزين منه زندها بسوار # وأشقر نوري يهب كأنه ... وقد قدحته الحرب مقبس نار # وأدهم كالليل البهيم تعلقت ... به تحت كم الفجر كف نهار # إذا ما علاه راكب فكأنه ... بغرته تحت المطالب سار # بلبته خيط المجرة فصلت ... له موهنا أوساطه بدراري # سفينة بر سخرت غير أنها ... تجوب من الإلهاب لج غبار [90 ب] # تطأطأ من عون الطباع بحاذف ... وتهنأ من لون الأديم بقار # له ms0802 خلق لولا توارد غيره ... على عتقه لم ينحرف لنفار ومن الحسن في تشبيه ~~الخيل بالبحر، قول بعض أهل العصر، وهو الأديب أبو بكر ابن العطار اليابسي، ~~من شعر أنشدنيه لنفسه ببطليوس # PageV03P464 # سنة ست وثمانين: # والجيش قد جعلت أبطاله مرحا ... تختال عن خيلاء السبق العتق # إذا تسعرت الهيجاء أخمدها ... ما في معاطفها من ندوة العرق # هي البحور ولكن في كواثبها ... عند الكريهة منجاة من الغرق والشيء يذكر ~~بالشيء إذا ناسبه أو قاربه؛ كان للمتوكل فرس أخضر أغر محجل، وعلى كفله ست ~~نقط بيض، فتناغت لمة من الشعراء يومئذ ببطليوس في صفته، فكل جهد جهده، ~~وبذلك ما عنده، فما سبق إلى الغاية، ولا أخذ الراية إلا النحلي، على أنه ~~مزجى البضاعة، في هذه الصناعة، فقال: # حمل البدر جواد سابح ... تقف الريح لأدنى مهله # لبس الليل قميصا سابغا ... فالثريا نقط في كفله # وكأن الصبح قد خاض به ... فبدا تحجيله من بلله # كل مطلوب وإن طالت به ... رجله، من أجله في أجله بيته الثاني أراه أخذ من ~~قول ابن صاحب الاسفيريا معناه: # PageV03P465 # لبس الظلام أديمه فبدا لنا ... من بين عينيه سنا جوزائه والثالث نبه عليه ~~ابن نباتة ببيته: # وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه وما أراه نقل إلا ~~لفظ ابن شهيد ومعناه، من جملة قصيد له قد أنشدناه، وهو قوله: # وكأنما خاض الصباح فجاء مبيض القوائم ... وقال فيه أبو بكر الداني: # لله طرف جال بابن محمد ... فحوت به حوباؤه التأميلا # لما رأى أن الظلام أديمه ... أهدى لأربعة الهدى تحجيلا # وكأنما في الردف منه مباسم ... تبغي هناك لوجهه تقبيلا ولأبي عبد الله بن ~~عبد البر الشنتريني فيه جملة أبيات: # فعلى المحيا كوكب متلألئ ... وعلى القطاة بنات نعش تسطح # وكأنما عمر على صهواته ... قمر تسير به الرياح الأربع # PageV03P466 # ولم يحضرني من شعر أهل العصر في وصف هذا الطرف إلا ما أثبت، وكانت لهم ~~عندي في صفته عدة مقطوعات وجملة أبيات، سقطت من ذكري، وطارت من شرك صدري، ~~وتعلق بحفظي أشعار لمن تقدمهم من ms0803 أهل هذا الأفق، ممن تقدم زمانه، وشهر ~~إحسانه بالقول، في صفة الخيل، رأيت إثباتها، إذ لها موقع بهذا الموضع. # قال يوسف بن هارون الرمادي: [91 أ] . # وأبلق من شرط الطراد لزينة ... وأخوان ميدان ويوم قتال # فخضرته ثلث وثلثاه شهبة ... فأخضر قدام وأشهب تال # له لهب من دهمة فيه شبهة ... كعام صدود فيه يوم وصال # تدرع بدر التم حسنا وبهجة ... فألزم في حيزومه بهلال وقال أبو عامر بن ~~عبدوس في صفة أشهب، حاشا عرفه كان أحمر: # يا حسن هذا الجواد حين بدا ... في شية لم تكن لذي بلق # قام عليه النهار مدعيا ... فاعترفت عرفه يد الشفق # PageV03P467 # وقال أبو بكر بن حجاج: # وأشهب صافي بياض الأديم ... له شية زانها عرفه # كبدر سماء بدا زاهرا ... وقد مس في شفق طرفه وقال ابن فتوح: # طرف يفوت الطرف شأوا عدوه ... ويضيق وسع الأرض عند مجاله # بيدي سواد الليل في إدباره ... ويريك وجه الصبح في إقباله # متبخرا تيها كأن لجامه ... إكليل كسرى لاح فوق قذاله # عقد الجياد بشأوه وجرى على ... عرق نماه علا إلى عقاله # ذرعت متن الأرض منه بذراع ... كادت تكون الأرض من أمياله # تعيا الرياح وراءه في لأيه ... ويكل شأو الدهر دون كلاله وقال الرمادي: # ومعارض للريح في حركاته ... لولا اللجام لجال كل مجال # ذو منظر حسن تضمن مخبرا ... حسنا وكان لزينة وقتال # حسنت به الحركات والمعشوق لا ... يصبي لغير براعة ودلال # حطمت حوافره السلام صلابة ... فكأنه من أوجه البخال # PageV03P468 # وهذا كقول حبيب: # أيقنت إن لم تثبت أن حافره ... من صخر تدمر أو من وجه عثمان وأخذه ~~البحتري فقال: # ما إن يعاف قذى ولو أوردته ... يوما خلائق حموديه الأحوال وقال القسطلي: # سامي التليل كأن عقد عذاره ... في رأس غصن البانة المياد # يهدي بمثل الفرقدين وناب عن ... رعي السماك بقلبه الوقاد # فكأنما أطأ الأباطح والربى ... بعقاب شاهقة وحية وادي [91 ب] # وكأنه من تحت سوطي خارجا ... في الروع شعلة قادح بزناد وقال يحيى بن ~~هذيل: # في خضرة مفترة في غرة ... كالصبح كشف عنه ليل أليل # يمشي العرضنة ms0804 فهو يحكي بالطلى ... كيف الصدود عن الحبيب فيقبل # PageV03P469 # وقال أبو تمام بن رباح من أهل عصرنا: # وأقب تنقد البروق إذا جرى ... من غيظها حسدا بأن لم تلحق # ملك الرياح قوائما فجرى بها ... فيكاد يأخذ مغربا في مشرق وقال فيه: # وتحتي ريح تسبق الريح إن جرت ... وما خلت أن الريح ذات قوائم # لها في المدى سبق إلى كل غاية ... كأن لها فيه نفوذ عزائم # وهمة نفس نزهتها عن الوجى ... فيا عجبا حتى العلا في البهائم رجع: # بقية ملح ابن الملح: # له من قصيدة عتاب قال فيها: # لقد ظلمتني أمة ما خمشتها ... بلحظ وقد عمت حشاي ندوبا # توهمتهم سلما فسولمت ظاهرا ... وشبوا على ظهر المغيب حروبا # وثقت بهم في النائبات فأخلوا ... وكانوا إلى جنب الخطوب خطوبا # فكم صاحب منهم يبيت بقلبه ... بعيدا ويغدو باللسان قريبا # إذا لاح خير ذادني عن حياضه ... كما ذادت الزجر العرامس نيبا # وإن عن شر قادني نحو ضنكة ... جنيبا وأنى لي أقاد جنيبا # PageV03P470 # وآخر قد فاجأته الود أولا ... بديهة ساع ماجد وأديبا # سريت له من حسن ظني بطالع ... أمنت له حتى الممات غروبا # وكنت أذا بل الوداد بلفظة ... أدرت عليه بالمحبة كوبا # جفاني ولكني أهب بعشرتي ... شمالا إذا هب الصديق جنوبا # وآخر لم أسأل به من ولا ابن من ... فلست لما يرتاب منه طلوبا # نشرت له برد الإخاء كأنما ... خضبت بها في العارضين مشيبا # وكنت إذا رثت من الود بردة ... عليه صرفت الاهتبال قشيبا # سقى كأس حقد فوق لحق نميمة ... تشق قلوبا لا تشق جيوبا # فماذا يرى العبدان في ذنب أمة ... رأت حسناتي في الوفاء ذنوبا # ومن ينكر الشكوى إلى الله منهم ... وقد ملأوا الصدر الرحيب وجيبا # سأغفر لا عجزا ولكن سجية ... نمتني نجيبا أو ورثت نجيبا ومن شعره في ~~الأوصاف # قال يصف سوار فضة مذهبا، وأخبر عنه: # أنا من الفضة البيضاء خالصة ... لكن دهتني خطوب غيرت جسدي [92أ] # علمت عضي بما أحوي فأحسدني ... جري الوشاح فهذي صفرة الحسد وقال في شمامة ~~فضة منيلة: # PageV03P471 # أنا المدارة بين الكأس ms0805 والطبق ... والمستعارة للآناف والحدق # أكون للورد والخيري آونة ... وتارة لغصون الآس والحبق # لولا صيانة جسمي عن مجاذبة ... لثارت الحرب بين النور والورق # خفت الزمان على تغيير عهدتها ... ففي إهابي آثار من الحرق # كأنني نقطة في الصحو صافية ... قد غيرت بعض لوني خضرة الورق وكان في بعض ~~قصور المعتمد باشبيلية في من جملة التصاوير صورة من خالص اللجين على صورة ~~الفيل، وهو الذي يقول فيه عبد الجليل: # ويفرغ فيه مثل النصل بدع ... من الأفيال لا يشكو ملالا # رعى رطب اللجين فجاء صلدا ... وقاحا قلما يخشى هزالا فجلس المعتمد يوما ~~على البحيرة والماء يسيل، من فم ذلك الفيل، وقد أوقدت شمعتان من جانبيه، ~~ومعه ابن الملح، فقال في ذلك عدة مقطوعات منها قوله: # كأنما النار عند الشمعتين سنا ... والماء من نفذ الأنبوب ينسكب # غمامة تحت جنح الليل هامعة ... في جانبيها جناح البرق يضطرب # PageV03P472 # وقال في ذلك: # ومشعلين من الأضواء قد قرنا ... بالماء والماء بالدولاب منزوف # لاحا لعيني كالنجمين بينهما ... خط المجرة ممدود ومعطوف وقال فيه: # وأنبوب ماء بين نارين ضمنا ... هوى لكؤوس الراح تحت الغياهب # كأن اندفاع الماء بالماء حية ... يحركها بالليل لمع الحباحب وقال فيه: # كأن سراجي شربهم في التظاهما ... وأنبوب ماء الحوض في سيلانه # كريم تولى كبره من كليهما ... لئيمان في إنفاقه يعذلانه # إذا هزه للجود برد سماحة ... أصرا على تثريبه يحرقانه في ذكر الأديب أبي ~~محمد عبد الجليل بن هبون المرسي # شمس الزمان وبدره، وسر الإحسان وجهره، ومستودع البيان ومستقره # PageV03P473 # آخر من أفرغ في وقتنا فنون المقال، في قوالب السحر الحلال، وقيد شوارد ~~الألباب، بأرق من ملح العتاب، وأرق من غفلات الشباب؛ وكورة تدمير أفقه الذي ~~منه طلع، وعارضه الذي فيه لمع، وإنما ذكرته في هذا القسم الغربي مع أهل ~~إشبيلية لأنها بيت شرفه المشهور، ومسقط عيشه المشكور، طرأ عليها منتحلا ~~للطلب، وقد شدا طرفا من الأدب، وكان الأستاذ أبو الحجاج الأعلم يومئذ زعيم ~~البلد، وأستاذ ولد المعتمد فعول عليه من رحلته، وانقطع إليه بتفصيله ~~وجملته، وكانت له في ms0806 أثناء ذلك همة تترامى به إلى العلا، ترامي السيل من ~~أعالي الربى، وكان بين الأستاذين أبي الحجاج وأبي مروان بن سراج ما يكون ~~بين فحلين في هجمة، وزعمين [92ب] من أمة، فاتفق أن كتب ابن سراج إلى ~~المعتمد بشعر بائي من شطر الوافر يمدحه فيه، وكأنه - زعموا - عرض بقرنه ~~ومباريه، وأعلم بذلك الأعلم، فصمت عن جوابه وأحجم، وولاها عبد الجليل ~~فأطلعه في أفقها قمرا، ونبه منه لحربها عمرا، فقال قصيدته البائية التي ~~أولها: # PageV03P474 # هوى بين النجوم له قباب ... ومع أنها ليست لاحقة بعيون شعره، لما سعها ~~ابن عمار خادم الدولة يومئذ طار بذكره، وأجناه ثمارها، وباهى به أقمارها، ~~وخلع عليه أصائلها وأسحارها، ووافق من المعتمد ناقدا بصيرا، وعاشقا قديرا، ~~فأغلى بتلك الأعلاق، وأقام له الدنيا على ساق، وقصر عبد الجليل على هواه، ~~فلم يرحل إلى ملك سواه. # وكانت له كل عام رحلة، يتعهد فيها بلده وأهله، فحدثني غير واحد أنه اجتاز ~~بالمرية، في بعض رحله الشرقية، وملكها يومئذ قبلة الأمال، وقطب رحى الآمال، ~~ومرمى جمار المدائح، أبو ابن صمادح، فاهتز لعبد الجليل واستدعاه، وعرض له ~~بجملة وافرة من عرض دنياه، فلم يعرج على صفده، وبادر العيد - وكان قريبا - ~~بالارتحال عن بلده، وقال في ارتجال: # دنا العيد لو تدنو لنا كعبة المنى ... وركن المعالي من ذؤابة يعرب # فيا أسفا للشعر ترمى جماره ... ويا بعد ما بيني وبين المحصب ولما ابتدأت ~~الفتنة بالمعتمد، بادر الخروج عن البلد، فلم يغن عنه نفاره وأدركه مقداره، ~~على قرب من مرسية، لقي قطعة من خيل النصارى فتورط فيهم، وقضى الله له ~~بالشهادة على أيديهم. # PageV03P475 # وذكرت بمقتل عبد الجليل - رحمه الله - ومفره أعجوبة من الزمان وحديثا ~~ظريفا من الحدثان: كان بحضرة إشبيلية أيام ماجت بها على المعتمد الفتنة، ~~ودارت عليه رحى المحنة، أبو القاسم ابن مرزقان، من شعراء الدولة، ونبهاء ~~أهل الحضرة، ممن مت إليها بقديم جوار، لا ببارع أشعار، وأدل عليها باسم ~~مرزقانه، لا بفضل بيانه، وكان في بني عباد عجب بكثرة عددهم، وعصبية لأهل ~~بلدهم ms0807، وكان أبو القاسم هذا حلو الحوار، نادر الأخبار، وكان به على ذلك ~~توهم يخرجه إلى حين الفرار السلمي، وغفلة تشهد عليه بلوثة أبي حية النمري، ~~وكان هو وعبد الجليل من بين سائر أهل القريض، في طرفي نقيض، هذا يتعصب ~~لسلطانه بهواه، وعبد الجليل يقفو الصواب يزعمه ويتحراه، فكانا ربما اجتمعا ~~فيكون بينهما بون بعيد، وشقاق شديد: فأما عبد الجليل فقد ذكرت الخبر عما ~~فعل، وشرحت كيف قتل، وأما أبو القاسم هذا فإنه غرة القتال فأقدم عليه، وهيت ~~له القتل فبرز إليه، على حال لو تخيل بها المجد لجحده، وفي يوم لو رآه دون ~~الماء لما ورده، فأدركه سوعان الرجالة # PageV03P476 # فهبروه بالسيوف، وجرعوه أكره ما كان له من الحتوف، فصار حديثهما عجبا من ~~الخبر عجيبا، ومثلا في تصرف القدر مضروبا، وكلاهما أنهب نفسه الأقتال، وذاق ~~منيته على يدي من خال. # ولابن مرزقان هذا أخبار طريفة، ونوادر في الشعر معروفة، ونأخذ فيما بعد ~~بطرف مستطرف منها، إن شاء الله. # وقد أثبت هنا من شعر عبد الجليل في مدحه الفائقة، وأوصافه الرائقة، ما ~~يشهد أنه سابق الحلبة، وصدر الرتبة، وضاق ذرع هذا المجموع، عن تضمين ما له ~~من البديع، فجمعت شعره على حروف المعجم في تصنيف ترجمته ب - " كتاب الإكليل ~~المشتمل على شعر عبد الجليل " وكذلك فعلت في سائر أعيان الوزراء الكتاب، لم ~~يتسع لاستيفاء محاسنهم هذا الكتاب، فجمعت في تأليف ترجمته ب - " سلك ~~الجواهر [93 أ] من نوادر ترسيل ابن طاهر " وفي تصنيف رابع وسمته ب - " كتاب ~~الاعتماد على ما صح من أشعار المعتمد بن عباد " وفي كتاب خامس ترجمته ب - " ~~نخبة الاختيار من أشعار ذي الوزارتين أبي بكر بن عامر ". ولبعض الناس إلى ~~كلام بعض صغو، وذلك الكلام عند آخرين - على جودته - لغو، وإنما كان ذلك ~~لتباين النحائز، واختلاف الغرائز، فاستوفيت في هذه التواليف لكل فرقة ~~مرادها، وخلصت لها موادها، إن شاء الله. # PageV03P477 # ما أخرجته من شعر عبد الجليل في شتى الفنون # من ذلك ما له في الرثاء والتأبين # من ذلك قصيدته ms0808 في الأستاذ أبي الحجاج يوسف بن عيسى المعروف بالأعلم، ~~أولها: # سبق الفناء فما يدوم بقاء ... تفنى النجوم وتسقط البيضاء يقول فيها: # نفسي وحسي إن وصفتهما معا ... آل يذوب وصخرة خلقاء # لو تعلم الأجبال كيف مآلها ... علمي لما امتسكت لها أرجاء # إنا لنعلم ما يراد بنا فلم ... تعيا القلوب وتغلب الأهواء # طيف المنايا في أساليب المنى ... وعلى طريق الصحة الأدواء # بتعاقب الأضداد مما قد ترى ... جلبت عليك الحكمة الشنعاء # ماذا على ابن الموت من إبصاره ... ولقائه هل عقت الأبناء # أيغرني أن يستطيل بي المدى ... وأبي بحيث تواصت الغبراء # PageV03P478 # لم ينكر الإنسان ما هو ثابت ... في طبعه لو صحت الآراء # ونظبر موت المرء بعد حياته ... أن تستوي من جنه الأعضاء # دنف يبكي للصحيح وإنما ... أمواتنا لو تشعر الأحياء # وسواء أن تجلى اللحاظ من القذى ... أو تنتضى من شخصها الحوباء # ما النفس إلا شعلة سقطت إلى ... حيث استقل بها الثرى والماء # حتى إذا خلصت تعود كما بدت ... ومن الخلاص مشقة وعناء قال ابن بسام: لعل ~~عبد الجليل اكتسب في هذا البيت والذي قبله العمل بحقيقة النفس ما جهله في ~~وصفه لها قبل أنها " آل يذوب " وما أعجب أيضا قوله عن جسمه بأنه صخرة ~~خلقاء، اللهم إلا إن كان عنى بذلك رأسه كان يلقب بالمدمغة. وذهب هنا من صفة ~~النفس إلى مذهب كلامي، كقول بعض أهل بلدنا، وهو أبو عامر ابن سوار ~~الشنتريني، من جمة أبيات: # يا لقومي دفنوني ومضوا ... وبنوا في الطين فوقي ما بنوا # ليت شعري إذ رأوني ميتا ... وبكوني أي جزأي بكوا # أنعوا جسمي فقد صار إلى ... مركز التعفين أم نفسي نعوا # كيف ينعون نفوسا لم تزل ... قائمات بحضيض وبجو # ما أراهم ندبوا في سوى ... فرقة التأليف إن كانوا دروا # PageV03P479 # وهذا معنى فلسفي، قلما عرج عليه عربي، وإنما فزع إليه المحدثون من ~~الشعراء، حين [93ب] ضاق عنهم منهج الصواب، وعدموا رونق كلام الأعراب، ~~فاسترحوا إلى هذا الهذيان استراح الجبان إلى تنقص أقرانه، واستجادة سيفه ~~وسنانه؛ وقد قال بعض أهل النقد إنه ms0809 عيب في الشعر والنثر أن يأتي الشاعر أو ~~الكاتب بكلمة من كلام الأطباء، أو بألفاظ الفلاسفة القدماء؛ وإني لأعجب من ~~أبي الطيب، على سعة نفسه، وذكاء قبسه، فإنه أطال قرع هذا الباب، والتمرس ~~بهذه الأسباب، وذكاء المعري: كثر به انتزاعه، وطال إليه إيضاعه، حتى قال ~~فيه أعداؤه وأشياعه، وحسبك من شر سماعه، وإلى الله مآله، وعليه سؤاله. # وإنما سلك عبد الجليل في هذا المعنى سبيل القائل حيث يقول: # يا سالكا موئلا يكلمنا ... عرج أخبرك خالص الفائد # حسمك والنفس خلتا عرض ... وكل خل لخله قائد # والنفس تلقى الخلود إن خلصت ... والجسم لا باقيا ولا خالد وقال المتنبي: # تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم ... إلا على شجب والخلف في الشجب # فقيل تخلص نفس المرء سالمة ... وقيل تشرك جسم المرء في العطب وقال: # PageV03P480 # إلف هذا الهواء أوقع في الأن ... فس أن الحمام مر المذاق # والأسى قبل فرقة الروح عجز ... والأسى لا يكون بعد الفراق وقال: # تمتع من سهاد أو رقاد ... ولا تأمل كرى تحت الرجام # فإن لثالث الحلين معنى ... سوى معنى انتباهك والمنام وقال: # تبخل أيدينا بأرواحنا ... على زمان هن من كسبه # فهذه الأرواح من جوه ... وهذه الأجسام من تربه # يموت راعي الضأن في جهله ... ميتة جالينوس في طبه # وربما زاد على عمره ... وزاد في الأمن على سربه وإنما نقل أبو الطيب هذا ~~المعنى من قول أبي غسان المتطبب: # حكم كأس المنون أن يتساوى ... في حماها الغبي والألمعي # ويحل البليد تحت ثرى الأر ... ض كما حل تحتها اللوذعي # أصبحا رمة تزايل عنها ... فصلها الجوهري والعرضي # PageV03P481 # وتلاشى كيانها الحيواني ... وأدى تقويمها المنطقي وهذا كلام من الإلحاد، ~~على غاية الإضمحلال والفساد، فليس تساوي الناس في الموت والفناء، حجة في ~~عدم البقاء، والمراتب في دار الجزاء. # ومن شعر أبي العلاء، في هذه الأنحاء، التي ولع بها أيضا وشغف، وصرف كلامه ~~فيها فتصرف، قوله: # والنفس أرضية في قول طائفة ... وعند قوم ترقى في السموات # وكونها في طريح الجسم أحوجها ... إلى ملابس عنتها وأقوات وقال: # وأوصال جسم للتراب ms0810 مآلها ... ولم يدر دار أين تذهب روحها وقال: # والروح تنأى ولا يدري بموضعها ... وفي التراب لعمري يرفت الجسد [وقال] : # PageV03P482 # والعيش كالماء يغشاه حوائمنا ... فصادرون وقوم إثرهم وردوا [94أ] # ومد وقتي مثل القصر غايته ... وفي الهلاك تساوى الدر والبرد وقال: # أما الصحاب فقد مروا وما عادوا ... وبيننا في لقاء الموت ميعاد # سيران ضدان من روح ومن جسد ... هذا هبوط وهذا فيه إصعاد وقال: # وفكري سل حب المال مني ... ووجدي بالحياة أطال شعفي # ستضربني الحوادث في نظري ... فتمحقني ولا يزداد ضعفي رجعت إلى ما قطعت من ~~قصيدة عبد الجليل. # وفيها يقول: # كذبت حياة المرء عند وجودها ... وجد الحمام ومنه كان الداء # لله أي غنيمة غنم الردى ... ومن الفجائع غارة شعواء # من كان غرة جنسه حتى أمحت ... فإذا البرية كلها دهماء # جبل تقوض لو تشخص عظمه ... لتواصت الغبراء والخضراء # ومغيض ما قد غاض منه شاهد ... أن لا يدوم بحاله الدأماء # PageV03P483 # أكبرت نعي جلاله فنفيته ... وهو الجلية ما عليه خفاء # مات ابن عيسى من يقول به عسى ... شفقا وليس مع الحمام رجاء ومنها: # أفلا حمته فضائل موفورة ... وجلالة تعنو لها العظماء # وأذمة في سر لخم طالما ... خدمت رعاية حقها الأمراء # شهروا سلاح الدمع خلف سريره ... إذ لم يكن للباترات غناء # رحنا به بل بالسيادة والعلا ... والشمس نجم والنهار مساء # نطأ القلوب على سواء سبيله ... فالسير مهل والعثار ولاء # أخذ الأسى فيه البرود بثاره ... مما جناه الزهو والخيلاء # حتى إذا بلغوا به ملحوده ... قمنا به لو أنه الجوزاء # ضرب الهدى في لحده بيمينه ... فتناولته عرصة فيحاء # وأظله التنزيل يتلو نفسه ... بتلاوة لم يؤتها القراء # مستصحبا أعماله متأنسا ... بزواهر هي والنجوم سواء # ولربما استخلصت منا أنفسا ... ملأت ضريحك والصدور جلاء # وهناك لو كشف الغطاء لناظر ... حول القليب حديقة غناء # في الجب إذ يحوي سميك أسوة ... لو حم منك وقد حجبت لقاء # يا تربة استبقى سناه، ويا فلا ... لا تلحقنك جريمة شنعاء # الله في وفي جوانح رطبة ... لم تخل من شفقاتها الأعداء # أبنيه نحن وأنتم شرع به ms0811 ... وعلى المصاب بفقده شركاء # PageV03P484 # هزوا قوادمكم إلى عليائه ... قد رشحت أبناءها الفتخاء [94ب] # أما وقد شبهت ماثل رسمه ... سطرا فثم الحكمة الغراء # واعجب لذاك الخطك في صفح الثرى ... أن حاز علما ما له إحصاء # أنى وسعت وأنت مضجع واحد ... من هذه الآفاق منه ملاء # يا زائريه تكلحوا بصعيده ... كحل البصائر تلكم البوغاء # فغرت له فاها الجدالة فانطوى ... في طيها الإسهاب والإيماء # قسم الأنام تراث علمك فاستوى ... في نيله البعداء والقرباء # كنا عبيدك في اعتقاد نفوسنا ... إذ في اعتقادك أننا أبناء # يا ملبس النعمى يجر ذيولها ... لبست ثراك غمامة وطفاء # وبكت عليك الشمس حق بكائها ... أن كان قد تتفاقد النظراء # خذها علالة خاطر دلهته ... من حيث ينشط جاءه الإعياء # قامت تناوح فيك كل قصيدة ... ثقفتها وقناتها زوراء أنشدتها على توالي ~~الانتخاب، حسبما صنعته في أكثر أشعار هذا الكتاب. # قوله: " أيغرني أن يستطيل بي المدى " ... البيت، يلمح من بعض الوجوه، وإن ~~لم يشبهه كل التشبيه، قول أبي العلاء: # وقبيح بنا وإن قدم العه - ... د هوان الآباء والأجداد # PageV03P485 # وأبو العلاء إنما ذهب إلى قول أبي الطيب: # يدفن بعضنا بعضا ويمشي ... أواخرنا على هام الأوالي وقوله: " وسواء آن ~~تجلى اللحاظ " ... البيت، كقول التهامي: # واستل من أترابه ولداته ... كالمقلة استلت من الأشفار إلا أن عبد الجليل ~~قد نفخ فيه روحا، وسلك به مسلكا مليحا، وولد له إحسانا صريحا. # وأما قوله: " أكبرت نعي جلاله " ... البيت، فقل أحد من الشعراء قال بيتا ~~في الرثاء، إلا ولهذا المعنى أشار، وحواليه دار، لأنه من متداولات المعاني، ~~قال صريع الغواني: # تأمل أيها الناعي المشيد ... أحق أنه أودى يزيد # أتدري من نعيت وكيف فاهت ... به شفتاك كان بها الصعيد وقال أبو الطيب: # طوى الجزيرة حتى جاءني خبر ... فزعت فيه بآمالي إلى الكذب # PageV03P486 # وقال أبو إسحاق بن معلى من أهل عصرنا: # وتلجلج الناعي به فسألته ... عن ذا الحديث لعله يرتاب وقال أبو الحسن ابن ~~الجد: # تصاممت عنها مستريحا إلى المنى ... وقلت عساها في الأحاديث بهتان وقال ~~أيضا بعض أهل عصرنا: # ونبهني ناع ms0812 مع الصبح كلما ... تشاغلت عنه عن لي وغناني [95 أ] # أغمض أجفاني كأني نائم ... وقد لجت الأحشاء في الخفقان ولبعضهم أيضا في ~~قريب منه وإن لم يكن به: # أيحيى وما أدعوك إلا تعلة ... نغالط فيك النفس حينا من الدهر # وإنا لندري أنه لا يجيبنا ... ولكن تخلينا فما ندري وقوله: " شهروا سلاح ~~الدمع " ... البيت، كقول أبي الطيب: # يبكي ومن شر السلاح الأدمع ... # PageV03P487 # وقوله: " والشمس نجم " ... البيت، معنى أحسن فيه وإن لم يكن اخترع، فقد ~~أحسن وأبدع اتبع. # وقوله: " نطأ القلوب " ... البيت، من قول التهامي: # كأن وخد مطاياهم إذا وخدت ... يطأن في حر وجهي أو على بصري وقوله: " أخذ ~~الأسى فيه البرود " ... البيت، نبهه عليه ابن الرومي بقوله: # أخذت من رؤوس قوم كرام ... ثارها عند أرجل الأعلاج وقوله: " يا تربة ~~استبقي " ... البيت، من قول المعري: # فيا قبر واه من ترابك لينا ... عليه وآه من جنادلك الخشن # لأطبقت إطباق المحارة فاحتفظ ... بلؤلؤة المجد الحقيقة بالخزن وقوله: " ~~أنى وسعت وأنت مضجع واحد " ... البيت، كقول أشجع السلمي: # PageV03P488 # فأصبح في لحد من الأرض ميتا ... وكان به حيا تضيق الصحاصح وأجمع أثمة ~~الأدباء، أنه لا فرق بين المدح والرثاء، إلا أن يقال: # أودى وعدم به كيت وكيت وشبهه، مما يعلم أن الممدوح ميت، هذا إذا كان ~~المؤبن ملكا أو ذا صيت وقدر، كقول النابغة في حصن بن حذيفة بن بدر: # يقولون حصن ثم تأبى نفوسهم ... فكيف بحصن والجبال جنوح وألفاظ النساء، ~~أشجى في باب الرثاء، من كثير من الشعراء، لما ركب في طباعهن من الخور ~~والهلع، وألفاظ الناس مبنية على كثرة التفجع كما قال حبيب: # لولا التفجع لادعى هضب الحمى ... وصفا المشقر أنه محزون ولذلك عروا ~~المراثي من ألفاظ النسيب، وجرت بذلك سنة البعيد والقريب، على قديم الزمان، ~~إلا ابن مقبل فإنه قال في رثائه لعثمان بن عفان رضي الله عنه: # PageV03P489 # لم تنسي قتلي قريش ظعائنا ... تحملن حتى كادت الشمس تغرب ودريد في تأبين ~~أخيه، تغزل أيضا فيه، والشاذ لا يلتفت إليه، ولا يعول عليه. # ومن أشد الرثاء ms0813 صعوبة على الشعراء، تأبين الأطفال والنساء، ألا ترى أبا ~~الطيب - وهو الذي قال، فأصاخت الأيام والليال، قد عابوا قوله في رثائه أم ~~سيف الدولة: # سلام الله خالقنا حنوط ... على الوجه المكفن بالجمال وقالوا: ما له هذه ~~العجوز يصف جمالها - وتعصب له بعضهم وقال: إنها استعارة، فقيل: إنها ~~استعارة حداد في عرس، وكذلك قوله في أخته: # ولا ذكرت جميلا من فعائلها ... إلا بكيت ولا ود بلا سبب [95ب] ولولا ~~الإطالة، وأنها تفضي إلى الملالة، لزدنا، فلنرجع إلى ما وعدنا # PageV03P490 # من شعر عبد الجليل في المدح، وهو فيه فائز القدح # قال من قصيدة في المعتمد بالله، أولها: # بيني وبين الليالي همة جلل ... لو نالها البدر لاستخذى له زحل # سراب كل يباب عندها شنب ... وهول كل ظلام عندها كحل # من أين أبخس لا في ساعدي قصر ... عن المساعي ولا في مقولي خطل # ذنبي إلى الدهر إن أبدى تعنته ... ذنب الحسام إذا ما أحجم البطل # يا طالب الوفر إني قمت أطلبها ... عليها تغنى بها الأسماع والمقل # لا كان للعيش فضل لا يجود به ... يكفي المهند من أسلابه الخلل # لكن بخلت بأنفاس مهذبة ... تروي العقول وهن الجمر والشعل # إذا مدحت ففي لخم وسيدها ... عن الأنام وعما زخرفوا شغل # وإن وصفت فكاليوم الذي عرفت ... بك الفرنجة فيه كنه ما جهلوا # وقد دلفت إليهم تحت خافقة ... قلب الضلالة منها خائف وجل # فراعهم منك وضاح الجبين وعن ... نشر الحسام يكون الرعب والوهل # وحين أسمعت ما أسمعت من كلم ... تمثلت لهم الأعراب والرعل # وكلما نفحت ريح الهوى خمدت ... ذماؤهم وسيوف الهند تشتعل # PageV03P491 # جيش فوارسه بيض كأنصله ... وخيله كالقنا عسالة ذبل # يمشي على الأرض منهم كل ذي مرح ... كأنما التيه في أعطافه كسل ومنها: # أشباه ما اعتقلوه من ذوابلهم ... فالحرب جاهلة من منهم الأسل # لولا اعتراضك سدا بين أعينهم ... لكان يغرق فيها السل والجبل # أنسيتها النظر الشزر الذي عهدت ... فكل عين بها من دهشة قبل # ترسلوا آل عباد فربتما ... لم يدرك الوصف ما تأتون والمثل # إذا أسرتم فما في أسركم ms0814 قنط ... وإن عفوتم فما في عفوكم خلل # يقبل الغل مرتاحا أسيركم ... فهو البشير له أن تسحب الحلل قوله: " ذنب ~~الحسام إذا ما أحجم البطل "، أشار إلى قول حبيب: # وقد يكهم السيف المسمى منية ... وقد يرجع المرء المظفر خائبا # فآقة ذا أن لا يصادف مضربا ... وآفة ذا أن لا يصادف ضاربا وأخذه البحتري ~~فقال: # وعذرت سيفي في تبو غراره ... إني ضربت فلم أقع بالمضرب ونعم ما نقله بعض ~~أهل عصرنا، وهو أبو الفضل ابن شرف، وزاد # PageV03P492 # فيه حسن النقل وبراعة التشبيه فقال: # تقلدني الليالي وهي مدبرة ... كأنني صارم في كف منهزم وقال ابن عبد الصمد ~~السرقسطسي: [96أ] # ذل في ذا الزمان نظمي ونثري ... ذلة السيف في يمين الجبان وإن كان أبو ~~الطيب سلك سبيلها، وكان في حسن مذهبه دليلها، حيث يقول: # أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم وقال أبو تمام: # نظرت في السير اللائي مضت فإذا ... وجدتها أكلت باكورة الأمم فجمع ابن ~~شرف المعنيين، واتخذ طريقا معلما بين الطريقين، وأجاد المعري في هذا المعنى ~~ما أراد وزاد، حيث يقول: # تمتع أبكار الزمان بأيده ... وجئنا بوهن بعدما خرف الدهر # PageV03P493 # فليت الفتى كالبدر جدد عمره ... يعود هلالا كلما فني الشهر وقال: # كأنما الخير ماء كان وارده ... أهل العصور وما أبقوا سوى العكر وقال ابن ~~شماخ من أهل عصرنا: # صفا للألى قبلي أتوا در دهرهم ... فلم يصف لي مذ جئت بعدهم عمر # فجاءوا إلى الدنيا وعصرهم ضحى ... وجئت وعصري من تأخره عصر وقال أبو جعفر ~~المحدث من أهل عصرنا: # لقي الناس قبلنا غرة الدهر ولم نلق منه إلا الذنابى ... وقال عبد الجليل ~~من قصيدة في ابن عمار: # قتلت بني الأيام خبرا فباطني ... مشيب وما يبدو علي شباب # ولما رأيت الزور في الناس فاشيا ... تخيل لي أن الشباب خضاب # وآليت لولا ملك لخم محمد ... لما كان ملك في الأنام لباب # ولولا ابن عمار وفاضل سعيه ... لأصبح ربع المجد وهو خراب # وما كان يؤتى المجد من حيث يبتغى ... ولا كان يدري للحوادث باب ms0815 # PageV03P494 # ولا أحرقت أرض العدو صواعق ... ولا مطرت أرض العفاة سحاب # وما كان هارون أصح وزارة ... لموسى، وهل دون السحاب حجاب # بعيد الرضى في النصح ما كان راضيا ... لو أن له السبع الشداد قباب # نهوض ولو أن الأسنة مركب ... ورود ولو أن الحمام شراب # مضى مثلما يمضي القضاء وهزه ... همام يهز الجيش وهو هضاب # كما اقترنت بالبدر شمس منيرة ... له عن سناها في الخطوب مناب # فكايله صاع المودة وافيا ... وكل مثيب بالوفاء مئاب # ومن كأبي بكر السماكين همة ... أناف عليها عنصر ونصاب # فلفظته يوم المهابة خطبة ... ولحظته يوم اللقاء ضراب [96ب] # له سنة في الجد والهزل مثلما ... تدار كؤوس أو تدق حراب ومنها في وصف ~~كلامه: # رقيق كما غنت حمامة أيكة ... وجزل كما شق الهواء عقاب وله من أخرى: # أطلت في الدهر تصعيدي وتصويبي ... ودهر ذي اللب مضمار التجاريب # ورب أخرق لا يهدى إلى فمه ... أصاب غرة مأمول ومرغوب # وآفتي أدب باد فضيلته ... من حيث يشفع لي قد صار يغري بي # كفى من اللحظ أني لا أنافس في ... حظ ومخبرتي تكفي وتجريبي # وقد أرى صورا في الناس مائلة ... أشيمها بين تحقيق وتكذيب # PageV03P495 # لما ملأت يدي منهم لأخبرهم ... نفضت كفي بأشباه اليعاسيب # بيض وجوههم، سود ضمائرهم ... فما حصلت على عرب ولا نوب # الصدق أولى بمن يبدي ضغينته ... لا تجعل الصدق في نعت الأصاحيب ومن ~~المدح: # في حسن رأي عبيد الله لي عوض ... وفضله بدل من كل مطلوب # وإن صحبت فتأميلي لغرته ... وذكره خير مألوف ومصحوب # بذلك الوجه تجلى كل غاشية ... عن ناظر بوجوه اللوم محصوب # عاد المصلى بوضاح أسرته ... تنبيك عن خلد بالفهم مشبوب # فاستقبلت قبلة الإسلام بدر علا ... يمسي له البدر نجما غير محسوب # وغرة تطلب الآمال قبلتها ... بين المحارب طرا والمحاريب # أدنى المؤيد إذ شطت منازله ... فضلا بفضل وتهذيبا بتهذيب # كالطرف والقلب فيما بين ذاك وذا ... مسرى الضمير وتبعيد كتقريب يتطرف ~~هذا، وإن لم يكن به، قول ابن الرومي: # كضمير الفؤاد يلتهم الدنيا وتحويه دفتا حيزوم ... ومنها: # فبت من وصفه ms0816 في غاية قذف ... والطبع ينجدني والفكر يسري بي # كأنني واجد من عرف سؤدده ... ريح القميص سرت في نفس يعقوب # PageV03P496 # وله من أخرى: # يعز على العلياء أني خامل ... وإن أبصرت مني خمود شهاب # وحيث يرى زند النجابة واريا ... فثم يرى زند السعادة كابي ألم في هذا ~~بقول أبي الطيب: # وما الجمع بين الماء والنار في يدي ... بأصعب من أن أجمع الوفر والفهما ~~بل إلى قول الآخر أشار، وحواليه دار، وهو: # إذا جمعت بين امرأين صناعة ... فأحببت أن تدري الذي هو أحذق # فحيث يكون الجهل فالرزق واسع ... وحيث يكون النبل فالرزق ضيق وفي هذه ~~القصيدة يقول عبد الجليل: [97أ] # وإني لفي دهر فرائس أسده ... سدى عبثت فيه نيوب كلاب # أتخفى على الأيام غر مناقبي ... وقد بذ شأوي شأو كل نقاب # ويركبني رسم الخمول وقد غدت ... خصال العلا والمجد طوع ركابي # PageV03P497 # سأرقى بهماتي قصارى مراتبي ... وإن كان أدناها يطيل طلابي # لتعلم أطراف الأسنة أنني ... كفيل بها عند الصدا بشراب # وتشهد أطراف اليراعات أنني ... بهن مصيب فصل كل خطاب # وليس نديمي غير أبيض صارم ... وليس سيميري غير شخص كتاب # مضمخة لا بالخلوق أناملي ... مزعفرة لا بالعبير حرابي # ولكن بنفح يخجل الروض زاهرا ... ولكن بدعس في كلى ورقاب ومنها: # ومن لم يخضب رمحه ي عداته ... تساوت به في الحي ذات خضاب # ومن لم يخضب رمحه في عداته ... تساوت به في الحي ذات خضاب # ومن لم يحل السيف من بهم العدا ... تحلى بخزي في الحياة وعاب # إذا ورق الفولاذ هز تساقطت ... ثمار حتوف أو ثمار رغاب # ومن يتخذ غير الحسام مخالبا ... فما هو إلا وارد بسراب # ومن غره من ذا الأنام تبسم ... فبالعقل قد أضحى أحق مصاب وله من أخرى ~~أولها: # لولا تبسم ذاك الظلم والبرد ... قبلت نصحك إلا في هوى الغيد # بل لا أطيعك في غصن أهيم به ... كأنه نابت في طي معتقدي # وأين بي وبصبري عن حفون رشا ... غوامض السحر لا ينفثن في العقد # يعدي على اللوم قلبي وهي تؤلمه ... كما تضر كميا شكة ms0817 الزرد # PageV03P498 # وهذا من قول أبي الطيب: # بنو كعب وما أثرت فيها ... يد لم يدمها إلا السوار # لها من قطعه ألم ونقص ... وفيها من جلالته افتخار ومن قصيدة عبد الجليل ~~حيث يقول: # قل للرشيد وقد هبت نوافحها ... أسرفت يا ديمة المعروف فاقتصد # أشكو إليك الندى من حيث أحمده ... لو فاض فيضا علي البحر لم يزد قال ابن ~~بسام: وأخبرني من لا أرد خبره أنه دخل على عبد الجليل يوما وقد تطاول حتى ~~كاد يمس رأسه السماء، فقال له: قد أتيت [ببيت] فلم أزد، وما أحسب حسنه ~~لأحد، وأنشد هذا البيت؛ قال الحاكي، فقلت له: فأين أنت من قول أبي عبادة: # تنصب البرق مختالا فقلت له ... لو جدت جود بني يزداد لم تزد قال: فبدا ~~عبوسه، وتضاءل حتى كدت أدوسه، وقال: كسرتني والله، لو خطر هذا على بالي ما ~~قلت [97ب] ذلك. # وفيها يقول: # PageV03P499 # يا قاتل الشكر بالإحسان يعمره ... مهلا أما لقتيل الجود من قود # عجبت من كرم في راحتيك بدا ... إشراقه كيف لم يعز إلى الفند # جادت سحابك إذ جادت على أملي ... فقال أشياعها جادت على بلد # أثريت عندك من جاه ومن نشب ... حتى وجدت الغنى في همتي ويدي # يا واحدا تقتضي آلاؤه جملا ... برحت بي وبنظم الشكل فاتئد # للناس بعدك في العليا منازلهم ... والواحد الفرد يحوي مبدأ العدد # يدعى الرشيد ولم تعدم به صفة ... يا من هو الفصل بين الغي والرشد # لك الرشادة أخلاقا وتسمية ... مثل البسالة إذ تعزى إلى الأسد # أي الفضائل تستوفيه مكتهلا ... وذا شبابك قد ربى على الأمد # بادهتني بأياد لا يقوم بها ... ما في لساني من قصد ومن لدد # عاد الزمان بما أوليتني غصنا ... غضا فقمت مقام الطائر الغرد # ما عذر طبعي أن ينبو وما تركت ... به أياديك من أمت ومن أود وله من أخرى ~~في المعتمد أولها: # قالوا صحا وأدال الغي بالرشد ... من لي بذاك الصبا في ذلك الفند # لئن صحوت فعن كره وقد علموا ... بأي علق من الدنيا فتحت يدي # لم يقصد الدهر إصلاحي ms0818 ولي مثل ... في الغصن تذهب عنه صورة الغيد # PageV03P500 # ومنها: # طوى الزمان لييلات نعمت بها ... رنا بعين الرضى منها ولم يكد # وقاتل الله أدوار السنين فكم ... مزجن بالسم ما أحلولى من الشهد # لم يرسم الشيب في فودي خطته ... إلا ترحلت اللذات من خلدي # ضيف الوقار أفدنا منه تكرمة ... بما تثقف من أمت ومن أود # وأسمر الخط لا تبدو فضيلته ... بغير أزرق كالنبراس متقد # للدهر عندي بنات من تجاربه ... أولى وأجدر بي من بيضها الخرد # الحر يزرأ إلا فضل شيمته ... وإن تقلب بين البؤس والنكد # وما الغنى في يد مملوءة عرضا ... لكنه في وفور العزم والجلد # أو في رجاء ابن عباد وقد رغبت ... أيدي الملوك عن الإفضال والصفد # استوثق الناس مما في أكفهم ... وربما نفثوا بخلا على العقد # ولا يرى العقد إلا في أذمته ... وما حوته يداه غير منعقد # بقية الفضل في دنيا قد ارتضعت ... ورحمة الله في سلطانه النكد # مستجمع الفكر لا ينحو معانده ... على بوائد من آرائه بدد [98أ] # إذا استخفت حلوم القوم وقرها ... يقظان يسعى إليهم سعي متئد # يكفي المؤيد في الأعداء أن له ... عينا من الله لا تغفى من الرصد # PageV03P501 # تلقى به صل أصلال وآيته ... أن تستبين عليه قشرة الزرد # وما تمر بأدهى من ليوث وغى ... يتبعن منه أبانا وافر اللبد # يجر من شجر الخطي غابته ... وذاك ما لم تسعه عزمة الأسد ومنها: # جاريتم الدهر في مضمار حلبتها ... جريا سواء إلى أقصى من الأمد # لكن تحيتها قدما وقد شهدت ... " يا دار مية بالعلياء فالسند " # لخم ابن يعرب أولى أن يضاف إلى ... سناء معتضد فيكم ومعتمد # أنت الجميع وأنت الفرد قد علموا ... سريرة لم تكن في واحد العدد ومنها: # يا أشبه الناس آدابا بما لك من ... جمال وجه تحدتني وفضل يد # من أين لي قدم في الفضل سابقة ... لو أن طبعي في واديك لم يرد # هذا الأتي لذاك المزن منتسب ... عاري الأديم من الأقذاء والزبد # أرسلتها في سماء المجد طائرة ... عن غير جهد وفيها متعة الأبد # تصحي النهى أبدا ms0819 من حيث تسكرها ... وتسمع اللحظ صوت البلبل الغرد # لو أن لقمان يعطى عمرها بك لم ... يخن عليها الذي أخنى على لبد # طبعتها ولك التبر الذي طبعت ... منه فأسلمتها في كف منتقد وله وقد توقف ~~مرتبه عند العامل: # PageV03P502 # ألستم معشر الأملاك طائفة ... تقضي بتخليدها هذي الأناشيد # فإن نقضتم أناسا من نوالكم ... فحق منكم لأهل الشعر تزييد # لكم خلقنا ولم نخلق لأنفسنا ... فإنما نحن تحميد وتمجيد # يا صاحب المجد إن المجد سائمة ... تضل إن لم يكن بالشعر تقييد # خذني بما شئت من غراء شاردة ... يصغي الأصم إليها وهو مفؤود # واعذر بتقصيره من لا يزال له ... في ساقة الرزق إرقال وتوخيد # لا يدرك القوت مما أنت واهبه ... حتى يطول من العمال تنكيد # وليس للشعر إلا خاطر يقظ ... يهزه منك ترفيه وتأييد # وما المدائح إلا بالملوك وهل ... يبدي سنا العقد إلا النحر والجيد وهذا ~~كقول أبي الطيب: # وفي عنق الحسناء يستحسن العقد ... وله من أخرى إذ جاز المعتمد البحر إلى ~~أمير المسلمين وناصر الدين، أولها: # عزم تجرد فيه النصر والظفر ... وفكرة خمدت من تحتها الفكر وقال فيها: # PageV03P503 # ركبت في الله حتى البحر حين طما ... آذيه وبسوط الريح ينحصر [98ب] # طرف يزل عليه سرج فارسه ... وليس مما تضم الحزم والعذر # كأن راكبه في متن ذي لبد ... غضبان تقدح من أنفاسه الشرر # حملت نفسك فيه فوق داهية ... دهياء لا ملجأ منها ولا وزر # عذرت لو أنه ميدان معركة ... يسمو له رهج في الجو منتشر # في حيث للكر والإقدام مضطرب ... وحيث تملك ما تأتي وما تذر # عساك خلت حباب الماء من زرد ... تعود الخوض فيه طرفك الأثر # أو قلت في الموج خرصان معرضة ... تحارب الجيش أو مصقولة بتر # هي البسالة إلا أنها سرف ... تنفي الحذار، ومما يؤثر الحذر # لا تحمل الدين والدنيا على خطر ... وليس يحمد في أمثالك الغرر # إن كان ثوبك مختصا بلابسه ... فقد تعلق من أذياله البشر # هلا رحمت نفوسا حام حائمها ... عليك واستولت الأشواق والذكر # وعاد أجبنها من كان أشجعها ... شحا عليك وأحيا ليله ms0820 السهر # إنا لفي حمص نستقري محاضرها ... وللقلوب بذاك اللج محتضر # لا نحسن الظن إشفاقا وقد ضمنت ... لنا مساعيك أن يعنو لك القدر # كأنما النهر لما سرت سار إلى ... ذاك المجاز فأجرى فلكك النهر # كأنما قمت بالجدوى تساجله ... فناله دهش أو نابه حصر # PageV03P504 # أحاط جودك بالدنيا فليس له ... إلا المحيط مثال حين يعتبر # وما حسبت بأن الكل يحمله ... بعض، ولا كاملا يحويه مختصر # لم تثن عنك يدا أرجاء ضفته ... إلا ومدت يدا أرجاؤه الأخر # تواصل اللحظ حسرى من هنا وهنا ... وليس غير ادعاء الجص والحجر # فصرت فوق دفاع الله تهصره ... براحة البر والتقوى فينصهر # كأنما كان عينا أنت ناظرها ... وكل شط بأشخاص الورى شفر وهذا قول أبي ~~الحسن السلامي، وقد دخل مع بعض إخوانه دجلة، فقال: # وميدان تجول به خيول ... تقود الدارعين وما تقاد # ركبت به إلى اللذات طرفا ... له جسم وليس له فؤاد # جرى فظننت أن الأرض وجه ... ودجلة ناظر وهو السواد وعبد الجليل أيضا الذي ~~يقول في صفة الأسطول: # يا حسنة يوما شهدت زفافها ... بنت الفضاء إلى الخليج الأزرق # ورقاء كانت أيكة فتصورت ... لك كيف شئت من الحمام الأورق # PageV03P505 # حيث الغراب يجر شملة عجبه ... وكأنه من عزة لم ينعق [99أ] # من كل لابسة الشباب ملاءة ... حسب اقتدار الصانع المتأنق # شهدت لهن العين أن شواهنا ... أسماؤها فتصحفت في المنطق # من كل ناشرة قوادم أفتخ ... وعلى معاطفها فراهة شوذق # زأرت زئير الأسد وهي صوامت ... وزحفن زحف مراكب في مأزق # ومجادف تحكي أراقم ربوة ... نزلت لتكرع في غدير متأق # والماء في شكل الهواء فلا ترى ... في شكلها إلا جوارح تلتقي ومن البديع ~~في وصف الأسطول قول محمد بن هانئ الأندلسي من جملة قصيد، قال فيه: # قباب كما ترخى القباب على المها ... ولكن من ضمت عليه أسود # أنافت بها آطامها وسما بها ... بناء على غير العراء مشيد # من الطير إلا أنهن جوارح ... وليس لها إلا النفوس مصيد # إذا زفرت غيظا ترامت بمارج ... كما شب من نار الجحيم وقود # PageV03P506 # وقال علي بن محمد الإبادي ms0821 يصف أسطول القائم من كلمة يقول فيها: # يتنزل الملاح منه ذؤابة ... لو رام يركبها القطا لم يركب # وكأنما رام استراقة مقعد ... للسمع إلا أنه لم يشهب # وكأنما جن ابن داود هم ... ركبوا جوانبها بأعنف مركب # من كل مسجور الحريق إذا انبرى ... من سجنه انصلت انصلات الكوكب # عريان يقدمه الدخان كأنه ... صبح يكر على ظلام غيهب # ولواحق مثل الأهلة جنح ... لحق المطالب فائتات المهرب # يذهبن فيما بينهن لطاقة ... ويجئن فعل الطائر المتقلب # كنضانض الحيات رحن لواغبا ... حتى نقعن ببرد ماء المشرب # شرعوا جوانبها مجادف أتعبت ... شأو الرياح لها ولما تتعب # تتضاع من كئب كما نفر القطا ... طورا وتجمتع اجتماع الربوب # والبحر يجمع بينها فكأنه ... ليل يقرب عقربا من عقرب رجع: # PageV03P507 # وقال عبد الجليل من قصيدة أولها: # محل ألبس الدنيا جمالا ... وإن فضح المقاصر والخلالا # بناه كما بنى العلياء بان ... يشيد مآثرا ويبيد مالا ومنها في وصف القصر: # وللزاهي الكمال سنا وحسنا ... كما وسع الجلالة والكمالا # يحاط بشكله عرضا وطولا ... ولكن لا يحاط به جمالا # تواصلت المحاسن فيه شتى ... فوفد اللحظ ينتقل انتقالا [99ب] # وقور مثل ركن الطود ثبت ... ومختال من الحسن اختيالا # تدافع من جوانبه ائتلافا ... فكاد المستبين يقول مالا # فلو أدنوا حرام السحر منه ... لأضحى يعبد السحر الحلالا # سماء ترتمي بعباب بحر ... كأن بها إكاما أو تلالا # فقد كاد اللبيب يهال منه ... ويحسب أن بحر الجو سالا # فما أبقى شهابا لم يصوب ... ولا شمسا تنير ولا هلالا # وللبهور البهي سماء نور ... تمثل شكلها حلقا دخالا # مزخرفة كأن الوشي ألقى ... عليها من طرائفه خيالا # PageV03P508 # وما خلت الهواء يكون روضا ... ولا سقفا يكون كذاك آلا # بلى حققت أن النار كانت ... له ظئرا وعنصره زلالا # فلم أعدل بجامده مذابا ... ولم أنكر لندوته اشتعالا # وكل مصور حي جماد ... تبين فيه زهوا أو دلالا # له عمل وليس له حراك ... وإفهام وما أدى مقالا ومنها: # ويفرغ فيه مثل النصل بدع ... من الأفيال لا شكو ملالا # رعى رطب اللجين فجاء صلدا ... وقاحا قلما يخشى هزالا # كأن به ms0822 على الحيوان عتبا ... فلم يرفع لرؤيتها قذالا # وأوصى بالرياحين اغتراسا ... همام طالما اغترس الرجالا # وكان الغرس والإثمار وقفا ... لمن جعل الندى والوعد حالا # وقامت يوم قمنا منشدات ... فغضت من رويتنا ارتجالا ومنها: # براعة مصنع جلبت فاضحت ... براعة منطقي منها مثالا # فكم طلب العويص فما تأبى ... وكم قلب العيان فما استحالا # ولكن المؤيد عز وصفا ... وأعيتني حقيقته منالا # PageV03P509 # إذا استوضحته أبصرت دهرا ... لو أن الدهر لم ينسخ فعالا # أقام لها معاليها شموسا ... ومد لنا مساعيه ظلالا # وآراء ينتجها رزانا ... فيرسلهن أقدارا عجالا # وفيه أناة مقتدر حليم ... تكاد تغر بالأسد النمالا # ويبطش بطشة تنبي الأعادي ... أكفهم وما حملوا اعتقالا # من البيض الذين إذا تولوا ... صنيعا لم تجد فيهم شمالا # وبينا نجتلي منهم بدورا ... إذا بهم قد اعتضروا جبالا # تألق وجهه وزكت نهاه ... فقلت مثاله محق الضلالا [100أ] # وما يوم العروبة يوم سر ... لقد نطق الزمان به فقالا # عجزنا أن نحقق منه وصفا ... وما عجز الرشيد له امتثالا # يعارضه بكل سبيل مجد ... فتحسبه ينافسه خلالا # ولما لم يطق يثني صباه ... أحال على شمائله اكتهالا # وكاد يكونه حتى تراه ... بجاذبه ولا يقوى انفصالا # وأبهجنا طولعهما بدست ... طلوع الأصل والفرع اتصالا # فلم أر قبله بدرا كساه ... جوار الشمس تما واكتمالا # PageV03P510 # وفي يقول: # أتتك على خلاقها جيادي ... وإن كان الضياع لها شكالا # وما يبليك ذهن أحوذي ... إذا أصبحته جدا تفالى # تزاحمت الهموم خلال صدري ... فما تركت لأنفاسي مجالا # وما خلت النسيم يكون ثقلا ... ولا نفحاته تأتي وبالا # كأني كلما استنشقت منه ... أرد به إلى كبدي نصالا # وكيف يصح ذو قلب أبي ... إذا كان الإباء له نكالا # مضى ماء الشبيبة في الأماني ... ومن ولى فما يرجو اقتبالا # وكنتم خير من يرجى فما لي ... وجدت يقين آمالي محالا # ولم أحمل ودادكم ادعاء ... ولا أظهرت مدحكم انتحالا احتذى عبد الجليل ~~فيما وصف به الرشيد من تقيله لمذهب أبيه قول الخنساء، وقد قيل لها مدحت ~~أخاك حتى هجرت أباك، فقالت: # PageV03P511 # جارى أباه فأقبلا وهما ... يتعاوران ملاءة الحضر # حتى إذا جد ms0823 الجراء وقد ... ساوى هناك العذر بالعذر # وعلا هتاف الناس أيهما ... قال المجيب هناك لا أدري # برقت صحيفة وجه والده ... ومضى عل غلوائه يجري # أولى فأولى أن يساويه ... لولا جلال السن والكبر # وهما كأنهما وقد برزا ... صقران قد حطا إلى وكر وقيل لأبي عبيدة: ليس هذا ~~في مجموع شعر الخنساء، فقال: العامة أسقط من أن يجاد عليها بمثل هذا. # وقد أحسن البحتري حيث يقول: # جد كجد أبي سعيد إنه ... ترك السماك كأنه لم يشرف # قاسمته أخلاقه وهي الردى ... للمعتدي، وهي الندى للمعتفي # فإذا جرى في غاية وجريت في ... أخرى التقى شأوا كما في المنصف وقول ~~الخنساء: " يتعاوران ملاءة الحضر " أبدع استعارة، وأنصع عبارة. وقال عدي بن ~~الرقاع: [100ب] # PageV03P512 # يتعاوران من الغبار ملاءة ... غبراء محكمة هما نسجاها # تطوى إذا وردا مكانا جاسيا ... وإذا السنابك أسهلت نشراها وإلى هذا أشار ~~حبيب بقوله: # يثير عجاجة في كل ثغر ... يهيم بها عدي بن الرقاع وأول من نظر إلى هذا ~~المعنى شاعر من بني عقيل فقال من جملة أبيات: # قفار مرورات يحار بها القطا ... ويمشي بها الجأبان يقتريان # يثيران من نسج الغبار عليهما ... قميصين أسمالا ويرتديان وقول عبد ~~الجليل: " يثير مآثرا ويبيد مالا "، سماه بعض أهل النقد معاقدة، وهو أن ~~يشترط الشاعر شروطا في معان يريد التوفيق بينها، فيعقد لكل صف منها ما ~~يشاكله ويماثله، ومن عجيب ذلك قول جنوب أخت عمرو ذي الكلب: # فأقسمت يا عمرو لو نبهاك ... إذا نبها منك داء عضالا # PageV03P513 # إذا نبها ليث عريسة ... مفيتا مفيدا نفوسا ومالا فعاقدت بين مفيت ومفيد. # وقال المجنون: # وأذنيتني حتى إذا ما سبيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح # تجافيت عني حين لا حاجة لي حيلة ... وخليت ما خليت بين الجوانح فعاقد بين ~~قوله: " أدنيتني " و " تجافيت عني " حيث تشابها رسما وشكلا، وعاقد أيضا ~~بقوله: " وخليت ما خليت " وبقوله: " يحل العصم سهل الاباطح ". # وإلى هذا أشار العباس بن الأحنف بقوله: # أشكو الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا ومن مليح ~~هذا لبعض أهل أفقنا قول ms0824 يحيى بن هذيل القرطبي: # لما وضعت على قلبي يدي بيدي ... وصحت في الليل الظلماء واكبدي # ضجت كواكب ليلي في مطالعها ... وذابت الصخرة السماء من جلدي # PageV03P514 # فعاقد بين قوله: " يدي بيدي " و " ذابت الصخرة الصماء من جلدي "؛ وذكر أن ~~المتنبي أنشد من شعر أهل الأندلس، حتى أنشد هذين البيتين، فقال: هذا أشعر ~~القوم. # ولما سمع المعتمد بن عباد قصيدة عبد الجليل هذه ووعاها، سرت في نفسه ~~حمياها، وكانت سببا لصلة من كان ببابه من الشعراء، غير أنه وفى لبعد الجليل ~~في الحباء. # وكانت يوما بدار أبي بكر الخولاني المنجم، فاتفق أن دخل علينا عبد الجليل ~~وفي كمه صلة المعتمد من ضرب السكة لديه، قيمتها ثلاثة آلاف درهم، فرفع إليه ~~إثر ذلك قصيدته التي أولها: # ما الشعر مرتجلا أو غير مرتجل ... ببالغ كنه ذاك السؤدد الجلل # بأي لفظ أحلي منك ذا شيم ... لولا حلاها لكان الدهر ذا عطل # لا حلة الشمس مما قد أحاوله ... ولا نظام النجوم الزهر من عملي # وسائلين أجدا في مباحثتي ... خذا حديثي عن الأملاك والدول [101أ] # جيش المؤيد يقضي من خلائقه ... أن الملوك له ضرب من الخول # فالفرق بينهما في كل معلوة ... كالفرق يوجد بين النقص والكمل # سل المكارم عنه كيف تعلمه ... أو لا فسل شفرات البيض والأسل # PageV03P515 # أحد من ذهنه في كل معضلة ... إذا تعثر في العسالة الذبل # واري البصيرة لا تزري الأناة به ... ولا تعود عليه آفة العجل # لذلك الحلم في الأعداء قد علموا ... فتك يسد طريق الأمن بالوجل # صاحي النهى عربدت فيهم مكايده ... فطار عنهم خمار السكر والثمل # يجيزنا كلما حكنا مدائحه ... والصبح عريان مستغن عن الحلل # لله آذار من شهر سموت به ... حتى لقيت عليه الشمس في الحمل # ما بين نور جبين منك مؤتلق ... وبين فضل طباع منه معتدل # ونائل أسدي النوء طوع يدي ... يسطو على القرن أو يسطو على البخل # فديت موسومة باليمن مد بها ... فكان تقبيلها أسنى النهى قبلى # لثمتها فرشفت العز ممتزجا ... فيه الغنى وأخذت الري في النهل وقال عبد ~~الجليل ms0825 أيضاص من قصيدة في المعتمد، أولها: # أربع [الندى] تهمي [به] وتصوب ... ومغنى العلا نأوي له ونثوب # بحيث استقل المجد فوق سريره ... وقام لسان المجد وهو خطيب # سقاك غمام مثل ودي ضاحك ... كأن سماء الصحو منه تذوب # PageV03P516 # ولا فاء ظل العيش وهو مقلص ... عليك ولا صافيه وهو مشرب # ولا آل مزورا عليك غدية ... زمان يمسي الصفحتين طروب # ولا انفك للخطي حولك هزة ... وللأعوجيات الجياد دبيب # لقد رقت حتى قيل إنك رحمة ... وإن أكف الضارعين قلوب # كأنك بيت نادر وأكفهم ... خواطر أورى زندهن حبيب # طلعت كريعان الشبيب روقة ... فكذب في دعوى البياض مشيب ومنها يخاطب ~~الربع: # أراق على عطفيه منه طلاوة ... مدى الدهر ملتاح الجبين مهيب # إذا رسبت يوما حلاه فإنما ... سماك العلا في منتداك رسوب ومنها: # فيا أيها القصر المبارك لا تزل ... وأنت جديد الحلتين قشيب # ويا أيها الملك المؤيد دم به ... ليترع كوب أو يثار عكوب # أسم فيه سرح اللحظ من طرف باسل ... مراد الوغى في ناظريه عشيب # ستظأره أم النجوم تحله ... لها كوكب لا حان منه غروب # PageV03P517 # محيط بما أحببت من كل صورة ... تروقك حتى شكلهن قريب # ومن حبك دون السموك كأنها ... أفاريد روض الحزن وهو هضيب # إلى طرر تحكي أصائل ملكه ... تكاد بأنداد النضار تصوب # ومن مرمر أحذاه رونقه المها ... فأخطأ فيه اللحظ وهو مصيب # وبحر عليه للرياحين فيئة ... كيمناك مخضر البرود لحوب # لئن كان مكظوما كغيظك إنه ... كعرضك مصقول الأديم خشيب # أرى حور الأحداق أو رونق الطلى ... طلاه ففيه للعقول خلوب # أجل إنما يجتاب منك بشاشة ... لها جيئة من فوقه وذهوب # وإلا فمن آدابك الزهر يجتلي ... فرندا له در عليه رطيب # كما ضاع من أهداب ثوبك نشره ... وكل صعيد مس وطؤك طيب # وكل هواء تحت ظلك سجسج ... وكل مكان في ذراك خصيب # إليك أشارت أعين وأنامل ... وفيك أجيلت ألسن وقلوب # كأنك من طبع الحياة مركب ... فأنت إلى كل النفوس حبيب # مليك كما تهواه أما دلاصه ... فغاو، وأما برده فمنيب # موفر أعطاف السيادة لم يزل ... بأفئدة الأعداء منه ms0826 وجيب # إذا ضاق في الهيجا مجر سنانه ... فإن مناط السيف منه رحيب ومنها: # PageV03P518 # لهم حارك للملك ثم حنيفه ... سما كاهل منه وسال سبيب # وكانوا عليه في الزمان فوارسا ... علته وشبان تروق وشيب # وسنة مجد من نعيم وشدة ... على الدهر منها محكة وقطوب # ليخضب منها اليوم والأفق أشيب ... وينصل ثوب الليل وهو خضيب ومنها في صفة ~~بنية: # ثغور على المجد التليد ضواحك ... وأيد إلى المجد التليد تصوب # ترقرق عنه الملك واهتز عطفه ... كما اهتز مخشوب الغرار قضيب # مشابه لا تخطي علاك سهامها ... فتهوي إلى أغراضها فتصيب # تملأ أثناء النداء مهابة ... وتبسم عنها الحرب وهو قطوب # ويهنيك عيد للصيام ذخرته ... كفيل بأن الله عنه مثيب # وعيد عليه منك رسم طلاقة ... كأوب حبيب طال منه مغيب # خلعت عليه من بهائك حلة ... كما عصفرت فوق العروس جيوب # ونمت عليه من مديحك فوحة ... كما مسحت فوق الرياض جنوب # PageV03P519 # الوزير الأديب أبو القاسم بن مرزقان # هو أكثر القوم قولا وإصابة، فإنه يوفق في إصابة الأغراض، وكلامه سهل ~~قريب، فمما أخرجت من شعره في أصناف شتى قوله في وصف شمعة، محكمة الصنعة، ~~على صورة مدينة، أهديت إلى المعتمد على الله بالمحددة: # مدينة في شمعة صورت ... قامت حماة فوق أسوارها # وما رأينا قبلها روضة ... تتقد النار بنوارها # تصير الليل نهارا إذا ... ما أقبلت ترفل في نارها # كأنها بعض الأيادي التي ... تحت الدجى تسري بأنوارها # من ملك معتمد ماجد ... بلاده أوطان زوارها # أكف ذات الشعر تغنى به ... وشعره حلي لأشعارها وأصبح المعتمد على الله ~~على حال راحته في القصر المبارك، ودخل إليه # PageV03P520 # الرشيد ابنه، فتبادل الأنس معه، ثم أمر بإحضار من جرت عادته بمشاهدة ~~المجلس الكريم من الأصحاب، فحضروا، فقال لهم المعتمد بعد كلام حذفناه ~~للاختصار طلبا للمعنى: قلت البارحة بيت شعر وهو: # بعثنا بالغزال إلى الغزال ... وبالشمس المنيرة للهلال وذلك أن المعتمد ~~على الله قد أمر بصناعة غزالين من ذهب، فصنعا معا من سبعمائة مثقال خالصة، ~~فأهدى أحدهما إلى الرشيد ابنه، والآخر إلى السيدة العروس بنت ابن مجاهد ms0827، ~~فقال في ذلك البيت المذكور، وأحب أن يذيل، فذيل هذا البيت ممن هذا المجلس ~~ذلك اليوم وممن لم حضره، منهم أبو القاسم ابن مرزقان، وأصاب الغرض، فقال: # بعثنا بالغزال إلى الغزال ... وبالشمس المنيرة للهلال # فذا سكني أسكنه فؤادي ... وذا نجلي أقلده المعالي # شغلت بذا وذا خلدي ونفسي ... ولكني بذاك رخي بال # زففت إلى يديه زمام ملك ... محلى بالصوارم والعوالي # فقام يقر عيني في مضاء ... ويسلك مسلكي في كل حال # فدمنا للعلاء ودام فينا ... فإنا للكفاح وللنزال ورفع أبو القاسم ابن ~~مرزقان قطعة شعر في ذلك أيضا وهي: # عاطني القهوة مثل الجلنار ... حملتها أكؤس مثل البهار # PageV03P521 # وأدرها بين زهر عبق ... واسقني ود كبير بكبار # ملك إن قلت من رب العلا ... فإليه كل مخلوق أشار # لخمي ماجد معتمد ... كل عسر حين تلقاه يسار # ما دجا ليل على آمله ... كل ليل بأياديه نهار # بين كفيه وفي ناديه ... ظبية ريقتها صرف العقار # عجبي منها وهذا أسد ... كيف لا تبعد عنه بنفار # أنست من أنها مرسلة ... باتصال الوصل من أشرف دار # ولها عد إلى غرتها ... أنهم قد صوروها من نضار # في قدود تتهادى بها ... سترى في حرم ذات الفقار # لا عدت موضع لهو ودد ... فلقد تنهض في خير سفار # PageV03P522 # نشر دوزي هذا الفصل من الذخيرة الخاص ببني عباد، في المجموع الذي ضم ما ~~جاء من هذه الأسرة في المصادر العربية، وذلك في الجزء الأول ص 201 - 223. # هو ذو الإصبع العدواني، انظر الأغاني 3: 85. # ط س: بكى. # ط س: الذي. # س: يسمع نفسي. # لا مجال لحصر المصادر المعتمدة في أخبار بني عباد، فقد جمع منها دوزي في ~~كتابه: # Historia Abbadidorum (Leiden، 1846) . # قسطا وافرا، وإنما نذكر هنا بأهم المصادر مثل البيان المغرب والقلائد ~~والصلة والمغرب والمعجب والمطرب والإحاطة والروض المعطار ونفح الطيب وبدائع ~~البدائه وتاريخ ابن خلدون وتاريخ ابن الأثير والخريدة وابن خلكان والنويري، ~~وتعد مقارنة هذا النص بما ورد في الحلة السيراء والبيان المغرب أمرا ~~ضروريا، لاعتماد المصدرين على كتاب ابن بسام. # هو ولد الحافظ الفقيه أبي محمد ابن حزم، روى ms0828 عن أبيه وأبي عمر ابن عبد ~~البر وغيرهما، وكتب بخطه علما كثيرا، وكان عنده أدب ونباهة وذكاء، وتوفي ~~بالزلاقة سنة 479 (الصلة: 440) . # انظر الحلة 2: 34 والبيان المغرب 3: 194. # بكسر العين وتخفيف الطاء (الحلة) . # ط د م س ودوزي: طاعة. # صوابه " الشام ". # طشانة (Tocina) تقع في كورة إشبيلية. # الحلة 2: 35. # ط د س: قديم. # المكور: المعمم. # واضح من هذا القول أنه لم يعد توليه القضاء من الخدم السلطانية. # د والحلة: والزكانة. # هذه هي قراءة م؛ والجرثومة: أصل الشجرة، وقد يفهم من ذلك أنه تجشم صعاب ~~الأمور وفي ط د والحلة: الجرائم؛ س: الجراثيم. # ط د م س: بخون. # ط س: بريم؛ م: ابريم، د: ابرم، البيان: مريم. # ط م د: توطدت (وهي قراءة جيدة أيضا) ؛ س: اتواطأت. # ط د م س: واجمع. # الحلة ودوزي: الذين بالأندلس. # هو يعيش بن محمد بن يعيش أحد رؤساء طليطلة عند نشوب الفتنة، وقد استطاع ~~أول الأمر إبعاد منافسيه من رؤساء المدينة ولكن مدته في الحكم لم تطل، ~~فأخرجه أهلها، وخاطبوا إسماعيل بن ذي النون لتسلم البلد، وقد ترجم له ابن ~~بشكوال (الصلة: 650) وقال إنه بعد خروجه من بلده صار إلى قلعة أيوب وتوفي ~~بها سنة 418 أو أوائل 419 (انظر الحلة 2: 37 - 38 التعليق رقم: 5) . # البيان المغرب 3: 197. # البيان: حزمة. # قد تقرأ في ط: وارتاح؛ البيان: وساح. # ط د س والبيان: وقصر. # ط: على يده. # ط: بطل؛ دوزي: تقليد؛ البيان: بتضليل؛ س: تغليل. # ط م: ابن عباد، وبياض في د. # ط س ودوزي: وثبتت. # س م: مما. # هو محمد بن أحمد بن عامر الحميري الملقب بحبيب والد إسماعيل مؤلف كتاب " ~~البديع في وصف الربيع " (وسيترجم ابن بسام لابنه في ما يلي من هذا القسم) . # دوزي: وجبير؛ س: وجنبي. # زاد هنا في م: وكان القاضي ابن عباد زاخر العباب متألق الشهاب، وقد مرت ~~آنفا. # عمارتها: موضعها بياض في د س وعند دوزي، ويكثر البياض في هذه القطعة، إلا ~~أنه في م ط محشى بخط مختلف عن خط الأصل. # تكتب أيضا: البرزلي والبرزالي. وقد بويع البرزالي هذا ms0829 بقرمونة سنة 404 ~~فعمرت، وكان فارسا مهيبا ثم بايعته استجه والمدور وأشونة ولم يزل يتولى ~~أمورها حتى سنة 434 (البيان 3: 211 - 312) . # ميرتلة: مدينة تقع إلى الشرق من باجة (الروض المعطار: 193) . # ورد النص على الأفراد في م س: فيعم ... كلما آب ... الخ. # س ودوزي: شذوذه. # المعان: المنزل؛ ط: مغانها؛ م س: مغانيها؛ د: مكانها. # ط: قدم. # من طمر بمعنى تحت الأرض؛ س: أظهروه. # تقاوم أصحابها: سقطت من ط. # انظر البيان المغرب 3: 203. # زيادة من البيان. # ط د م س: مصر. # ط د م س: تعده. # وردت هذه المقطعات في الحلة 2: 38 - 39، والأولى منه في النفح 4: 242. # الحلة ودوزي: يلمعن. # انظر الحلة 2: 39 # ط د م ودوزي: وجبان. # البيان المغرب 3: 204 والحلة 2: 40. # الحلة: الأحد؛ والسبب في هذا الخلاف أنه توفي السبت ودفن يوم الأحد (كما ~~سيبين في ما يلي) ولكن الخبر لم يطرق قرطبة إلا يوم الأربعاء. # ط د م س: وداحض. # الحلة: والجرائر. # س ط د والبيان: أجد، الحلة: أمد. # م: المتل (دون إعجام للتاء) ؛ س: الأمل. # ط د س ودوزي: مغيبها. # ط د م س: فلم يبرأ من شدة القسوة. # الحلة: جبلته. # دوزي والحلة: فيهن. # هو الملقب بالمعتضد (279 - 289) . # دوزي والحلة: خلائف. # ط د م س: الشظا. # دوزي: مرتين. # ط د: عريشته؛ س: عن بيته. # ط د م س: ةومبتدع، والتصويب عن البيان. # ط د س: وقعه. # البيان: الوقعة؛ وقد تقرأ في ط كذلك. # س: تطبيقها. # نقل لسان الدين بعض هذا النص في أعمال الأعلام: 155. # قد تقرأ في م: يعتن. # انظر البديع في وصف الربيع: 91 والحلة 2: 49 وأعمال الأعلام: 157. # البديع: ناله؛ الحلة: مسه. # نفح الطيب 4: 243. # نفح الطيب 4: 242. # النفح: ساكنا. # ط د م س: شوال. # الحلة 2: 49 والنفح 4: 242 وأعمال الأعلام: 157 والبيان 3: 208 وقد وردا ~~في الذخيرة 1: 18 منسوبين لابن برد الأصغر. # ط: الصباح. # الحلة 2: 47 والبيان 3: 208. # دانية بمعنى قريبة كما إنها اسم البلد حيث مجاهد العامري أبوء الجيش. # الحلة 2: 46. # بيت مضمن وهو للمتنبي، انظر ديوانه: 482. # البيان 3: 208 والنفح 4: 243 والحلة 2: 49. # رندة: (Ronda) مدينة قديمة من مدن تاكرنا (الروض: 79) . # لعله يعني قصيدته التي يقول فيها: # لنا الجفنات الغر يلمعن ms0830 بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما البيان: ~~وجرية. # البيان 3: 209. # ط: متوقعين؛ البيان: مترفعين؛ س: متوفقين. # ط: يحدو؛ د: يحذر؛ س: يجدوا. # ط د م س: الذنوب؛ وقرفت الندوب: قشرت الجروح. # عظيمة: سقطت من ط د والبيان. # زيادة من دوزي. # ط: فكشفه. # في النسخ: بغير. # ط م: عمرات؛ س: غمرات. # زيادة من البيان المغرب. # ويعجبون: من م وحدها. # البيان: قينة ابن الرميمي. # ط د م س: بينهم. # ابن يحيى صاحب ليلة، وقد مر من خبره ما يكفي، وابن هارون هو سعيد بن ~~هارون صاحب اكشونبة، توفي سنة 434 وخلفه ابنه ومن يده أخذ المعتضد اكشونية ~~سنة 449؛ وابن مزين هو عيسى بن محمد بن مزين صاحب شلب، حكم فيها سنة 440 ~~ووالى عباد الحروب ضده وقتله سنة 445 وانتزع مدينة شلب منه، وأما البكري ~~صاحب شلطيش وأونبة فسيورد ابن بسام خبره مع بني عباد في ما يلي. # سيأتي خبر سقوت في هذا القسم من الذخيرة. # البيان المغرب 3: 214. # س ودوزي: فضرب. # هو محمد بن نوح الدمري الملقب بعز الدولة ثار بمورور سنة 433 إلى أن أنهى ~~المعتضد حكمه سنة 445، وسجنه وتوفي في سجنه 449. # مورور (Moron) : مدينة صغيرة إلى الجنوب الغربي من قرمونة، بولاية ~~إشبيلية (الروض المعطار رقم: 181) . # م س والبيان ودوزي: الاستقامة. # في النسخ: يوما. # هو أبو النور هلال ابن أبي قرة اليفرني. # س ط: فواطنهم (لعلها: فراطنهم؛ وهي قراءة توفق قوله " ورمز ") . # انظر الحلة 2: 50. # ط د س: المتلثمين. # ط م س: وجلوها (اقرأ: وحلوها) . # ويبري معطوقة على " يريش ". # يقرع (من الثلاثي) فيه معنى المشاورة، وإذا كان مضارعا للرباعي (أقرع) : ~~ففيه معنى الرجوع تقول: أقرع إلى الحق أي رجع؛ ولولا شخصية المعتضد وما ~~تنطوي عليه من الاعتداد لصح أن تكون القراءة " ويفزع إليه ". # البيت لأبي سعد المخزومي واسمه عند المرزباني (معجم الشعراء: 98) عيسى بن ~~خالد بن الوليد وقيل إنه دعي في مخزوم (طبقات ابن المعتز: 295 - 298) وكان ~~يهاجي دعبل بن علي الخزاعي؛ وقد ورد بيته في معجم المرزباني وديوانه: 53. # ط: المقدم. # ط د م س: أبي سعيد. # ديوان بشار ms0831: 217 (جمع العلوي) . # دوزي: هدنة. # ديوان المتنبي: 390. # ديوان ابن هانئ: 189. # تتردد أشعار المعتمد في كثير من المصادر التي ترجمت له، وقد جمع ديوانه ~~الأستاذان: أحمد أحمد بدوي وحامد عبد المجيد (القاهرة 1951) وأرى أن أكتفي ~~بمراجعة ما جاء في الذخيرة على هذا الديوان، إلا استثناءات قليلة. # الديوان: 26. # ديوان المجنون: 79. # هذه العبارة والبيتان التاليان من هامش ط، وهما مكتوبان بخط الأصل، وأمام ~~العبارة لفظة: " طرة "؛ وهما معهما بيت ثالث في المقتطف من أزاهر الطرف ~~لابن سعيد الورقة: 44، ولم ترد هذه الأبيات في الديوان أو في النسخ الأخرى. # ديوان المعتمد: 13 ومختارات الصيرفي: 111. # ترجمته في القسم الأول من الذخيرة ص: 790. # ديوان المعتمد: 20 ومختارات الصيرفي: 111. # الديوان: جفوني (عن المطرب والخريدة) . # الديوان: 21 ومعاهد التنصيص 2: 114 والمعجب: 161 ومختارات الصيرفي: 111. # الديوان: 15 ورايات المبرزين: 37 (10 غرسيه غومس غ) والمعجب: 161. # الديوان: ضوء الشمس. # الديوان: 8. # عد هذا البيت في الديوان لاحقا بالأبيات السابقة. # الديوان: 5. # الديوان: 17. # لم يردا في ديوانه المجموع. # انظر ترجمته في الذخيرة 3: 360. # الديوان: 60. # هذه هي قراءة م، وفي ط د: يتنحنح؛ الديوان: يتبحح؛ س: يتحتح. # الديوان: 64 وقد أثبت هنالك جواب ابن عمار أيضا؛ ومختارات الصيرفي: 110. # كنيته في ط د: أبو عمر؛ وقد مر ذكره عند المقري (النفح 4: 77) في رسالة ~~كتبها المعتمد نفسه إلى الأعلم الشنتمري يقول له فيها " سألك الوزير الكاتب ~~أبو عمرو ابن غطمش سلمه الله عن المسهب وزعم أنك تقول بالفتح والكسر ... ~~الخ ". # الديوان: 587 والمسالك: 397 وابن خلكان 5: 26. # الديوان: 36 وابن خلكان 5: 24 والحلة 2: 56 والقلائد: 19 ومنها بيت واحد ~~في رايات المبرزين: 10 (غ) . # ط والديوان: أخلقتني. # الحلة: ولا تمرس بي (ولم تثبت هذه القراءة في الديوان) . # ط م س: الذي. # انظر البيان المغرب 3: 273. # ط د م س: فحاجوا الظمآن. # س ودوزي: الغائظ. # ط د: وجه. # دوزي: اتقان. # انظر ديوان ابن زيدون: 306 والقلائد: 14 والإعلام 2: 315. # زيادة من دوزي. # ديوان المتنبي: 218. # ديوان المعتمد: 67 والقلائد: 15 والإعلام 2: 316. # الديوان: النحور (عن القلائد) . # ط د م س: ورجعتم لمحالكم، وبهامش ط " وزحفتم ". # دوزي والقلائد: وظلم. # د والديوان ودوزي: تهدم (عن القلائد) . # ديوان ابن زيدون: 314 والقلائد: 16. # ط م: غوت. # ديوان المعتمد: 112. # ديوانه ms0832: 88 وبعضها في القلائد: 22 والمعجب: 202 والإعلام 2: 314 ومختارات ~~الصيرفي: 120. # الديوان والقلائد: إن يسلب القوم العدا. # ديوان قيس بن الخطيم: 10. # ديوان قيس: باقدام. # انظر الشعر والشعرا: 661 والأغاني 10: 256 - 257. # ثار في زمن مروان اثنان كل منهما يعرف بشيبان وهما شيبان بن عبد العزيز ~~اليشكري وشيبان بن سلمة (المعروف بشيبان الأصغر) ، وفي م س والأغاني: سنان؛ ~~د: سنار؛ ط: سناس. # انظر شعر الخوارج: 221 (الطبعة الثانية) . # ط د م س: يهوى. # الأغاني 10: 280. # الأغاني: فررت. # الأغاني 10: 255. # الأغاني: واردات؛ ط م س: باردات. # ديوان المعتمد: 87. # ديوانه: 96 والمعجب: 222 والأعلام 2: 320 - 321. # ترجمته في القسم الثالث: 809. # أبياته في القلائد: 31 والنفح 4: 224، 259 والإعلام 2: 321. # قارن بقوله في القلائد: ".. وقال بعد أن طاف بقبره والتزمه، وخر على تربه ~~ولثمه، فانحشر الناس إليه وانجلفوا، وبكوا لبكائه وأعولوا ". # الحلة: 2: 63. # الحلة 2: 64 والمعجب: 217. # المصدر نفسه. # ط م س: الذي. # ط م د س: علي. # عيون الأخبار 2: 182 وكتاب الصناعتين: 14 وزهر الآداب: 333. # زهر الآداب: 332. # ديوانه: 104 وزهر الآداب: 332. # زهر الآداب: 332 - 333. # ط م د س: فصاغها. # ط د س: تجول. # ديوان المتنبي: 239. # ديوان نصيب: 59. # ديوان أبي تمام 3: 186. # ترد ترجمته في ما يلي من هذا القسم وفيها البيتان. # في النسخ: هاديا، وصوبناه ما سيجيء ترجمة ابن عبدون. # ط د: نثرا ونظما. # النصبة هي الحال الدالة التي تقوم مقام الدلالات الأخرى من لفظ وإشارة ~~وعقد وخط (البيان 1: 76) ، وفي ط د س م: النسبة. # ديوان المعتمد: 102 والمعجب: 219 والإعلام 2: 322. # ط د م س: عض. # ط د م س: يداه. # دوزي: تزاحفت. # انظر ديوان المعتمد: 103 والمعجب: 220 والخريدة 2: 41 والنفح 4: 96 - 97 ~~والإعلام 2: 322 ومختارات الصير في: 120 - 121. # يشير هنا إلى أن جرير مدح الأمويين بأنهم أعطوا " هنيدة " وهي مائة من ~~الإبل. # هذه الأبيات زيادة من دوزي. # ديوان المعتمد: 104 والمعجب: 221. # م والديوان: عاف؛ س: خاف. # م ط د س: بت. # ديوانه: 328، وصدر البيت: " والهجر أقتل لي مما أراقبه ". # ديوان المعتمد: 104 والمعجب: 221 وبعضها في النفح 4: 97. # الديوان ودوزي: ناهضت همتي. # هامش ط: في أخرى: محيا لنور الهدي فيه قسام. # خ بهامش ط: من كفيك مجدا وسؤددا. # ديوان المعتمد: 113. # ط م: أن يحنى عليه. # ط: أعين. # ط م د ms0833 س: وقول. # ديوان المعتمد: 91 والمعجب: 206 والإعلام 2: 315. # ديوان المعتمد: 91 والمعجب: 206 والحلة 2: 67 ومختارات الصيرفي: 119. # الديوان: لحكاهم. # ط د م س: الغنى. # من أبيات في ديوانه: 108. # الديوان: جبر. # ديوانه: 92. # ديوانه: 68 والقلائد: 21. # طبقات ابن المعتز: 187 وابن خلكان 3: 86. # ديوان المعتمد: 105 ومختارات الصيرفي: 120. # ط م د: صبر؛ س: صهر. # أبو عمرو ابنه الملقب سراج الدولة، وسيأتي الحديث عنه في ما يلي. # انظر السمط: 145. # ديوان المعتمد: 69 ومختارات الصيرفي: 120. # العين: مطر أيام لا يقلع. # ط م د س: يلقى. # الديوان: فإذ ما رمت. # ديوان المعتمد: 110 والقلائد: 28. # ط م د س: الأهل. # م س: الحبيب. # ديوان ابن شهيد: 100 - 101. # هو السمهري بن بشر بن أويس العكلي ويكنى أبا الديلم (الأغاني 21: 257) . # الأبيات في الأغاني 21: 264. # الأغاني: فشامت؛ وهو خطأ: والسامن: الذي يكتسب سمنة. # ط م د س: قسي أسلمتها؛ وقد غيرته اعتمادا على الأغاني. # ديوان المعتمد: 100 والقلائد: 25 ومختارات الصيرفي: 119. # ديوان المعتمد: 48. # ديوانه: 112 وانظر الإعلام 2: 324. # ترد ترجمتهما في ما يلي من هذا القسم، وكذلك البيتان وانظر الغيث 2: 19. # هذه القطع الثلاث المتوالية ترد في الديوان: 115، 94، 98 وانظر الإعلام ~~2: 324. # في هامش ط أبيات مطلعها: # تؤمن للنفس الشجية فرجة ... وتأبى الخطوب السود إلا تماديا وبعدها قطعة ~~قافية، وهي بخط الناسخ نفسه، ولكنه كتب عليها: " من غير الأصل " فلذا لم ~~أثبتها. # ديوان ابن حمديس: 268. # ديوان المعتمد: 100. # ديوان المعتمد: 111. # ط م س: وفود. # في هامش ط قطعتان بخط الناسخ ولكنهما من غير الأصل. # انظر نفح الطيب 4: 257 ومختارات الصيرفي: 121. # مضمن من قول حبيب أبي تمام (ديوانه 3: 232) : # عسى وطن يدنو بهم ولعلما ... وأن تعتب الأيام فيهم فربما ط س: الشاسي. # المعجب: 223 والنفح 4: 97 - 98 والإعلام 2: 322 ومنها أبيات في معاهد ~~التنصيص 3: 20 ومختارات الصيرفي: 124. # في أصل ط: توقد، وخ بهامشها: تنفخ. # خ بهامش ط: شكت [من] . # زيادة من دوزي. # القلائد: 23 والنفح 4: 214 والمعجب: 209 ومختارات الصيرفي: 122. # القلائد والنفح: بمزن. # فوقها في ط: منهم. # القلائد والنفح: تخدمها. # انظر الذخيرة 3: 666 وما بعدها. # أبو حفص عمر بن الحسن الهوزني (392 - 460) طلب العلم على شيوخ الأندلس ثم ~~ارتحل سنة 444 (وابن بسام يقول سنة 440) وأخذ عن علماء المشرق، وأصبح ~~متفننا في العلوم؛ ولما ms0834 قتله عباد بيده أمر بدفنه بثيابه وقلنسوته وهيل ~~عليه التراب داخل القصر من غير غسل ولا صلاة (انظر الصلة: 381 والنفح 2: 93 ~~ومسالك الأبصار 11: 416 والمغرب 1: 234 وفيه نقل عن الذخيرة، وترتيب ~~المدارك 4: 825) . # المغرب: وتناصر. # انظر التعليق رقم: 2 على الصفحة السابقة. # م: مدينة ابن بشتر، وانظر الكائنة على مدينة بربشتر في الذخيرة 3: 179. # في الصلة: لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر. # الأبيات في المغرب وترتيب المدارك وهي وبعض الرسالة في النفح 2: 93. # ترتيب المدارك: يتقنع. # المغرب: نجادة؛ النفح: شكاية. # د: والتليد ... الوالد والوليد. # دفعهم: سقطت من ط س. # م د س: الأمر. # الجأواء: الكتيبة التي يعلوها لون السواد لكثرة الدروع، ط س: شهواء. # م: مجدد. # ط: قول. # س م: يعترها. # بهامش ط بخط مغاير: مفاصلها، وكذلك هي في بعض أصول النفح. # م س: تخترم؛ أصل ط: تتخرم. # س م: ألبس. # م: بالروض. # د: من هوى؛ وسقط من م س، وموضعه في ط كلمة غير واضحة. # د: تصرفني. # جو: اليمامة، ووقيعة خالد فيهم في حروب الردة مشهورة. # بعد هذا البيت في م س: ومنها. # في النسخ: فغرهم. # ط م: لما تبين؛ س: لما يبين؛ وسقطت من د، وأثبتنا ما في هامش ط. # م س وهامش ط: المجتنى. # م ط س: وبمعاشر. # البيتان الأولان لزهير بن أبي سلمى، ديوانه: 115. # ط م د س: واستشار. # المثل في فصل المقال: 362 والميداني 1: 221 والعسكري 1: 415 (تحقيق أبو ~~الفضل) والمستقصى: 226 واللسان (سرح) وجمهرة ابن دريد 2: 132. # من كلام أبي بكر الصديق، يقول: إن انتظرت حتى يضيء لك الفجر أبصرت قصدك ~~وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجما بك على المكروه، يضرب الفجر والبحر ~~مثلا لغمرات الدنيا (اللسان - فجر) وانظر الذخيرة 1: 394. # ط م: آل البلاد؛ س د: إلى البلاد. # النفح: رش: ط ك د س: نشو. # النفح: خفضوا فالداء رزء أجل. # م ط: بك. # في النسخ: استوى. # ط د: عجبوا. # مضمن من الحماسية رقم: 273 في شرح المرزوقي. # فثبوا: سقطت من م ط. # ط د: نشو؛ م: نشى. # صدره: إن يأبروا نخلا لغيرهم، الحماسية رقم: 54 للحارث بن ms0835 وعلة الجرمي. # حماسة البحتري: 136 والمختار: 172. # مروج الذهب 6: 62 وفصل المقال: 69، 233. # المختار: 172 وزهر الآداب: 573. # صدره: وأزرق الفجر يبدو قبل أشهبه، ديوان البحتري: 171 والمختار: 172. # ديوان ابن الرومي: 146 وزهر الآداب: 573 وروايته: كم جر (كم قاد) . # شروح السقط: 1718. # ديوان أبي تمام 4: 115. # ديوان العباس: 116. # النفح 3: 231، وردا غير منسوبين، وهما في التمثيل والمحاضرة: 115 لابن ~~نباتة السعدي وانظر نهاية الأرب 3: 104 واليتيمة 2: 396. # في الميداني (1: 214) رب صبابة غرست من لحظة، رب حرب شبت من لفظة. # في النسخ: شهود. # م: البيت. # في صحيح مسلم 2: 295 - 296 الأرواح جنود مجندة ما تعارف ... الخ الحديث. # ديوان أبي نواس: 428. # في النسخ: تختلف. # في النسخ: اعتقلت، وما أثبته من هامش ط. # يشير إلى المثل: " يضع الهناء مواضع النقب " والهناء: القطران، والنقب: ~~الجرب، يضرب مثلا للحاذق البصير في الأمور، هو من شعر دريد بن الصمة في ~~الخنساء، وصدر البيت " متبذلا تبدو محاسنه ". # في النسخ، لدى، وما أثبته من هامش ط. # ديوان عدي: 93. # أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد (أو سعدون) بن أيوب التجيبي، أحد أقطاب ~~المذهب المالكي، وصاحب المؤلفات الفقهية القيمة، منها المنتقى وإحكام ~~الفصول في أحكام الأصول وغيرهما، توفي بالمرية سنة 474 (انظر ترتيب المدارك ~~4: 802 والديباج المذهب: 120 والمرقبة العليا: 95 وبغية الملتمس رقم: 777 ~~والصلة: 197 والقلائد: 188 والمغرب 1: 404 وتهذيب ابن عساكر 6: 248 ومعجم ~~الأدباء 11: 246 والإكمال 1: 486 وتذكرة الحفاظ: 1178 وابن خلكان 2: 408 ~~والشذرات 3: 334 ونفح الطيب 2: 67 ومرآة الجنان 3: 108 وفوات الوفيات 2: 64 ~~وعبر الذهبي 3: 280 والروض المعطار: 75. # باجة الأندلس (Beja) : تقع في البرتغال على بعد 140 كم إلى الجنوب الشرقي ~~من لشبونة. # م ط س: ومال. # هو أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر القاضي (- 422) (انظر في ترجمته ~~ترتيب المدارك 4: 691 وطبقات الشيرازي: 168 وتبيين كذب المفتري: 249 وتاريخ ~~بغداد 11: 31 والديباج المذهب: 159 وابن خلكان 3: 219 والمرقبة العليا: 40 ~~والفوات: 2 419 وستأتي ترجمته في القسم الرابع من الذخيرة؛ وانظر كذلك ~~مصادر أخرى ذكرت في حاشيتي الوفيات والفوات) . # في النسخ: كشفت. # د: التظافر. # في النسخ: فإنك ### | .... # تنطوي ... وتأوي. # د: وغرس. # د: بحوزتنا. # بهامش ط: جملة من شعر أبي الوليد، وليس في النسخ شعر أو نثر له؛ وقد جاء ~~في هامش ط المقطوعتان الأوليان الثابتتان هنا، وهنالك ما ms0836 يفيد أنهما نقلتا ~~من نسخة عتيقة؛ ثم كتب بهامش النسخة نفسها بخط مغاير كثيرا لخط الأصل: " بل ~~بقي نحو الورقة ونصف " وكتب عند نهاية الترجمة، " بقيت خمسة أبيات "، وهذا ~~الذي أثبته هنا إنما جاء في الطبعة المصرية (1975) اعتمادا على النسخة ~~الكتانية؛ وقوله " ما أخرجه " - بضمير الغائب - دليل على أنه ملحق بجهد رجل ~~آخر عدا ابن بسام، لعله وجده في مسودات ابن بسام نفسه، أو لعله أضافه ~~مشاكها عمل ابن بسام في المقدمات المسجوعة، وما جاء به مسجوعا هنا يقارب ~~طريقة ابن بسام، ولكنه لا يطابقها تماما. هذا وقد خالفت قراءة الطبعة ~~المصرية في عدة مواضع، دون أن أشير إلى ذلك. # وردت القطعة في ابن عساكر والقلائد والمغرب والفوات وبغية الملتمس والصلة ~~والمرقبة العليا وابن خلكان ومعجم الأدباء والنفح وترتيب المدارك والديباج ~~المذهب والروض المعطار. # هو القاضي أبو جعفر بن أحمد بن محمد السنماني - سمنان العراق - كان فقيها ~~متكلما على مذهب الأشعري وقد أخذ عنه الباجي علم الكلام بالموصل لا ببغداد، ~~وتوفي سنة 444 (اللباب والمنتظم 8: 156) . # منها بيتان في معجم الأدباء 11: 249 والنفح 2: 76. # في البيت إشارة إلى مطلع معلقة طرفة. # النفح ومعجم الأدباء: رق. # حجيت: لزمت وتمكست ب -. # هذا البيت قلق القراءة. # معجم الأدباء 11: 259 والنفح 2: 76. # النعائم: منزلة من منازل القمر. # معجم الأدباء والنفح: ضمن؛ والخيم: الخليفة والطبع. # المغرب 1: 405 والقلائد: 189 ومعجم الأدباء 11: 250 - 251 وترتيب المدارك ~~4: 807 ومنها بيتان في ابن خلكان 2: 408. # ترتيب المدارك: وأمطر. # القلائد: 189 والنفح 2: 75. # القلائد والنفح: لوعة ... وقفة وتلوم. # القلائد والنفح: والحزن. # منها أبيات في نفح الطيب 2: 84؛ وممدوح الباجي هذا هو ثمال بن صالح ~~المرداسي صاحب حلب، فهذه القصيدة مما قاله بالمشرق. # النفح: بالخيف. # النفح: لتقبيل (وما هنا أصوب) . # النفح: أشارت (وما هنا أصوب) . # انظر النهي عن التصاوير في الستر في سنن النسائي 8: 212. والميثرة كهيئة ~~المرفقة أو الثوب تجلل به الثياب؛ وهذه القراءة تقديرية. # الأبيات في ابن عساكر 6: 250 (ما عدا الثاني) . # انظر المثل في فصل المقال: 254، 334 والميداني 1: 303 والفاخر: 158 ~~والعسكري (بهامش الميداني) 2: 64. # ترجمته في الجذوة: 61 (والبغية رقم: 107) والمطمح: 23 والمغرب 1: 96. # م س: على ما أخرجت. # أبو ms0837 علي إدريس بن اليماني ترد ترجمته في الذخيرة 3: 336 وابن الأبار سترد ~~ترجمته في هذا القسم: 135. # م ط س: بحقك. # سيأتي طرف من خبره في هذا القسم: 206. # م ط د س: الدهر. # كذا في م ط د س، وهو مختل، ولعل صوابه " باهري الأنوار ". # م ط س: فيها. # هو الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي، منافس المنصور بن أبي عامر، وقد قضى ~~عليه المنصور سنة 367 (وأخباره في المصادر التاريخية المتعلقة بتلك الحقبة، ~~وانظر المطمح: 4 - 8) . # يسعى: سقطن من ط م س. # موضع هذا الشطر بياض في ط د س وقد جاء في م بخط مختلف عن خط الأصل. # س م: السرور. # منها ثلاثة أبيات في المغرب 1: 97. # المغرب: أزهاره. # الدرانيك: البسط. # ذكره صاحب الجذوة مرتين: 65، 283 (البغية رقم: 383، 1572) فقال في الموضع ~~الأول إنه أديب شاعر يروي عنه ابنه عبد العزيز، وأن ابن حزم ذكره، وأورد له ~~في الموضع الثاني أبياتا من قصيدة طويلة قالها في القاضي أبي الفرج ابن ~~العطار. # م س: جنبي. # ط د: لنا. # البيت للمتنبي، ديوانه: 400. # ط د س: ببيضتك. # انظر المثل " ما كل بيضاء شحمة " و " ما كل سوداء تمرة " في العسكري 2: ~~287 (تحقيق أبو الفضل) والميداني 2: 169. # انظر فصل المقال: 362 والميداني 1: 223 والعسكري 1: (أبو الفضل) والفاخر: ~~206 وقد مر تخريجه ص: 83. # انظر العسكري 1: 61 والميداني 1: 36. # بيت شعر للنابغة الذبياني (انظر اللسان والأساس: أنى؛ وفصل المقال: 328) ~~. # ديوان المتنبي: 454. # م ط س: ارتكبت. # ديوان أبي تمام 3: 106. # م ط س: ومعنى القول الثالث. # هذا من الحديث، والهاء في " تقله " هاء السكت: ولفظ الحديث لفظ الأمر، ~~ومعناه الخبر، أي من خبرهم أبغضهم (التاج: قلى) . # جبلي نسبة إلى جبل وقاضيها يضرب به المثل في الجهل (ثمار القلوب: 236) . # وفي النسخ: حني. # البيت للقطامي، ديوانه: 76. # ط: فيها. # م ط: وأنشدوا. # البيت لعدي بن الرقاع العاملي، انظر الشعر والشعراء: 517 وتمام المتون: ~~339 - 340. # طولوق: انظر في شرح هذه اللفظة 1: 268، 3: 653 من الذخيرة، وهو هناك شرح ~~استنتاجي، وقد جاء في شرح القصيدة الساسانية لصفي الدين الحلي أن الطولوق ~~درج فيه تصاوير وتماثيل، انظر: C. E. Bosworth: The Mediaeval Islamic ~~Underworld part II p. 73 (Arabic Part) ، p. 329 (Eng. Trans) . # ط: قدرا. # د: أطيب ms0838. # س ط د م: والرقيق. # م ط س: عندهم. # ديوان أبي تمام 2: 71. # م ط س: وخاف. # رويد الابلال: الإقلال: بياض في م د س: وثبت في ط بخط مغاير لخط الأصل. # في النسخ: وإحسانك، وأثبت ما في هامش ط. # ط د: وزمرت. # م ط د س: ويحرمون. # د: ويستحيون؛ م ط س: ويستحبون. # خ بهامش ط: مضافر. # د: بحر. # م: تمشي. # في النسخ: إجهاد؛ والاحفاد: الإسراع. # م: وجلح؛ س: وحلج. # هذا يعني أن الهوزني قد خلف له أقرباء في اشبيلية حين ارتحل عنها. # ط س: معطوف. # ديوان أبي تمام 2: 18. # ديوان المتنبي: 79. # وقع هنا خرم في م. # ديوان المتنبي: 440. # ديوان ابن هانئ: 199. # الديوان: مسود. # في المعتمد: لم ترد في ط س. # س ط: السحر. # س ط: وأحداق نشاق؛ وتتاق: مخففة من تتأق أي تملأ. # م: باللهو. # أبو الوليد إسماعيل بن محمد بن عامر بن حبيب، الملقب بحبيب، وقال ابن ~~الأبار إن أباه كان يلقب بذلك، توفي في حدود 440 وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ~~(وقال ابن سعيد: ابن تسع وعشرين سنة) ؛ وذهب ابن سعيد إلى أن المعتضد هو ~~الذي قتله، وكان له أخ اسمه محمد بن محمد بن عامر وهو شيخ أبي بكر ابن ~~العربي؛ وكانت لأبيه قدم في الرياسة عند المعتضد كما أشار ابن بسام في هذا ~~الجزء. (انظر الجذوة: 152 والبغية رقم: 534 والتكملة: 180 والمغرب 1: 245 ~~والنفح: 3: 427 والمسالك 11: 215) ؛ وكتابه " البديع في فصل الربيع " نشر ~~بتحقيق هنري بيريس، الرباط: 1940. # البديع: 1. # البديع: بتأليفه ... بتصنيفه. # البديع: 28 - 29 والنفح 3: 427 والعطاء الجزيل في كشف غطاء الترسيل ص: 4. # البديع والعطاء: لكل. # البديع: 29. # البديع: 30 والعطاء الجزيل: 4. # البديع: مكموم. # في النسخ: وأبلست. # ط م د س: الربيع. # هو أبو الوليد ابن جهور، وفي العطاء الجزيل: ابن جمهور. # البديع: 52 (وابن بسام يوجز في النقل) وانظر أيضا العطاء الجزيل: 126 - ~~127 ونهاية الأرب 11: 196. # العطاء: إن اللطيف الخبير. # البديع والعطاء: فضل على بعض بعضا. # البديع والعطاء: منا. # البديع: نرتكض. # العطاء: عليها. # العطاء: وهو النمام. # د: رونقي. # للخنساء، ديوانها: 152. # العطاء: الخيري النمام. # ط م: زمنا في زمن. # العطاء ms0839: تلعة. # زيادة من البديع والعطاء الجزيل. # العطاء: بخالصه. # العطاء: بسوابقه. # ط م د س: نازعه المباهاة. # البديع: 58 والعطاء الجزيل: 127. # البديع: أكبرت. # العطاء: لا يجول ... ولا يحول. # البديع: منول؛ وفي النسخ: مثول عون، وآثرت قراءة العطاء الجزيل. # البيت لابن الرومي، انظر ديوانه 2: 644 وتشبيهات ابن أبي عون: 193 وديوان ~~المعاني 2: 21 وحلبة الكميت: 202؛ وعند هذا البيت ينتهي ما جاء من هذه ~~الرسالة في العطاء الجزيل. # يشير إلى قول ابن الرومي في هجاء الورد (حلبة الكميت: 211) : # وقائل لم هجوت الورد معتمدا ... فقلت من قبحه عندي ومن سخطه # كأنه سرم بغل حين يخرجه ... البراز وباقي الروث في وسطه البديع: 128 ونفح ~~الطيب 3: 428. # البديع: 129. # البديع: 105 والمسالك 11: 215 والنفح 3: 428. # البديع: أرى. # البديع: برود. # البديع: 157 والمسالك نفسه. # منها بيتان في المسالك. # ديوان ذي الرمة: 478. # د: أردت؛ ط س: رأيت. # هذا البيت والذي يليه في المغرب 1: 245 ورايات المبرزين: 39 (11 غ) ~~والنفح والمسالك. # ديوان المتنبي: 330. # الديوان: هذا المعد. # الديوان: أعد هذا. # هو أحمد بن محمد الخولاني الاشبيلي (- 433) ، كان كثير الشعر (انظر ~~ترجمته في ابن خلكان 1: 141 والجذوة: 107 وبغية الملتمس رقم: 364 والمغرب ~~1: 243 والمسالك 11: 418 والوافي 8: 137 وله أشعار في النفح والبديع في فصل ~~الربيع) . # انظر الوافي 8: 137 ومنها بيتان في المسالك. # الوافي: أفديه. # الوافي: الجيد. # الوافي: والبرد. # روى بن بسام منها بيتين لإدريس في الذخيرة 1: 87. # زهر الآداب: 272 وديوان صريع الغواني: 91. # انظر الزهرة: 66. # ط د: ديمة. # هما ليزيد الطثرية في ابن خلكان 6: 369 والأغاني 8: 164. # الأغاني 8: 337. # ط د م س: بذات. # زهر الآداب: 727 والزهرة: 67 وديوانه: 147. # زهر الآداب: 727 والروض المعطار (بيروت 1975) : 194. # زهر الآداب: 727. # متابع لزهر الآداب: 727. # متابع لزهر الآداب: 728 وانظر ابن خلكان 4: 260 والوافي 3: 58 ومصارع ~~العشاق 2: 137. # ط: تفخر. # وبراته: مخفف من " وبراءته ". # ديوان الرضي 2: 274. # ديوان المتنبي: 335، 310. # أبيات الرمادي في المطرب: 3 - 4. # هو أبو أحمد بن فرج الجياني صاحب كتاب الحدائق، وأبياته في الجذوة: 97 ~~والمطمح: 80 والشريشي 1: 211 والمغرب 2: 56 والنفح 3: 191، 437 واليتيمة 2: ~~17. # في أصل ط: غدوت. # في أصل ط: السقم؛ وفي الحاشية: السقب. # م ط: أمتي. # انظر هذه القطعة في المصادر المذكورة سابقا. # تسل: مخفف من " تسأل ". # انظر المسالك 11: 418 - 419. # المسالك: أيام. # د: قده. # المسالك: خده. # المسالك: حتى في الخنا ms0840 (اقرأ: الجنى) . # هو ابن اللبانة، وترجمته في القسم الثالث: 666. # هو المعروف بعصا الأعمى لأنه كان يقود الأعمى التطيلي (انظر ترجمته في ~~المطمح: 88 والمغرب 1: 289 والرايات: 23 غ) وأبياته قد وردت في المغرب 1: ~~290. # عند هذا الحد ينتهي الحرم في النسخة م. # المغرب: لفاء. # ديوان امرئ القيس: 22. # فقال: سقطت من م. # البيت من قصيدة لابن الطثرية في وفيات الأعيان 6: 368 والحماسية رقم: 541 ~~وزهر الآداب: 854 وقيل لأبي كبير الهذلي، وأدرجت في ديوان ابن الدمينة: 186 ~~وخرجها محقق الديوان ص: 256. # هو الحكم الحضرمي، انظر الأغاني 2: 250. # ديوان ابن أبي ربيعة: 252. # ديوان أبي تمام 3: 352. # ديوان الأخطل: 129. # الديوان: الحجل. # زهر الآداب: 393 ووفيات الأعيان 2: 224. # زهر الآداب: 393 وديوان النابغة: 184. # زهر الآداب: 393 وديوان أبي تمام 3: 115. # زهر الآداب: 393 والمختار: 98. # زهر الآداب: 394 وديوان المتنبي: 279. # زهر الآداب: 394. # أمالي القالي 1: 23. # هو النحلي، الذخيرة 1: 384. # ديوان المتنبي: 36. # انظر المغرب 1: 290. # المغرب: إذا انثنى. # المغرب: الهتك. # ديوان المجنون: 206. # هو صالح الشنتمري، كما سيجيء في ترجمته. # انظر المسالك: 419 والفوات 3: 406 والنفح 3: 47 ومعاهد التنصيص 1: 95 - ~~96. # الفوات: المكان. # النفح: من خمر. # المسالك: ثم لما نام الرقيب سريعا، الفوات: نام من بعد نعس. # ط: وأحذر؛ م: وأخاف؛ س: وأخشى. # م: واستشر؛ ط د س: واشتهر، والتصويب عن المسالك. # المسالك 11: 420 وديوان أبي نواس 1: 84 (تحقيق فاجنر) . # الأبيات للمفجع البصري، انظر اليتيمة 2: 363 ومعجم الأدباء 17: 182 ~~والمسالك 11: 420. # نقل العمري هذه الحكاية 11: 420. # م: من ذلك قوله؛ وانظر ديوانه: 354، وما هنا أتم. # الديوان: وتفتيت. # م ط س: ونهانا. # الديوان: عاطيته الكأس. # الديوان: فترت. # ديوان الفرزدق: 212. # ديوان جرير: 1001. # الديوان: تدليت تزني ... وقصرت. # ديوان امرئ القيس: 241 وقراضة الذهب: 42. # ديوان ابن أبي ربيعة: 113 وقراضة الذهب: 42. # انظر كتاب ثابت: 287 واللسان (عتر) . # عتر الذكر: إذا اشتد إنعاظه واهتز. # ثابت: فقرتها. # ديوانه: 273. # الديوان: فقمنا إليه واحدا بعد واحد. # ديوانه: 274. # انظر ترجمة والبة في الأغاني 18: 43 وتاريخ بغداد 13: 518 وطبقات ابن ~~المعتز 87 والفوات 4: 247 وقد ورد بيتاه في معظم المصادر المذكورة. # ديوان سحيم: 19 - 20. # الديوان: وتحوي. # ديوان ابن المعتز 3: 50. # المختار: 41 وزهر الآداب: 9. # انظر الشريشي 2: 21 - 22. # م: فأوصى؛ الشريشي: قد أوحى لنوح. # المسالك: 419 وفي المغرب منها أبيات. # المسالك: تسهد ليله. # المغرب: جعل الحسام إلى الحمام. # المغرب: لم اتخف ms0841 من بأسه. # م: سيوفهم. # انظر المغرب 2: 232 والنفح 4: 67. # له ترجمة في الجذوة: 296، 371 (البغية رقم: 1232، 1523) والمغرب 1: 245، ~~وذكره في رايات المبرزين 11 (غ) ؛ ونقل ابن سعيد عن الحجاري قوله إن ابن ~~حصن نشأ مع المعتضد فاستوزره إلا أنه كان فيه طيش أداه إلى حتفه؛ وانظر ~~أيضا النفح 3: 266، 429 وبدائع البدائه: 367 والمسلك 11: 217. # المسالك: أفتن. # المغرب: تنفض الماء، د: غراب، والبيت في المسالك. # انظر النفح 3: 429. # فيه إشارة إلى المثل: كل مجر في خلاء يسر. # عجز بيت من الشعر، وصدره " إلى ديان يوم الذين نمضي " والبيت لأبي ~~العتاهية في ديوانه: 353 والأغاني 4: 53 وهو دون نسبة في ابن خلكان 6: 229. # س م: نوال. # المسالك 11: 217. # ط: أليس ذا عجبا أن. # وردت في المغرب 1: 246 والمسالك، والأخير منها في رايات المبرزين: 40 (11 ~~غ) . # ط: تحوي. # سقط هذا البيت من م. # وردت أبيات منها في المغرب 1: 246 وتحفة العروس: 168. # كذا في النسخ، على التأنيث، ولعله " حاذي ". # ط م د س: تنأ. # ط: مالك. # المغرب: بتهاد. # م: ضجعتني. # المغرب: لظهر. # أصبح هذا مثلا عند الأندلسيين، انظر المثل رقم: 836 من أمثال الزجالي (2: ~~190) . # م س: ظن. # أود البيت كاملا في النسخ، وذلك لا يلتئم مع إثباته لفظة: " البيت " التي ~~تشير إلى حذف. # ديوان عمر: 439. # الديوان: احتضنتني. # ط د: النوم. # منها بيتان في المسالك ومعاهد التنصيص 3: 82. # ديوانه: 169 ووفيات الأعيان 2: 366 - 367. # الوفيات: وهل ترى ... حمائلا. # الشقر: شقائق النعمان. # وردت في المسالك 11: 218. # وردا في المسالك. # ط م د س: يحجب؛ المسالك، حجب؛ ويجحف: يقشر. # المغرب: من صبها؛ المسالك: منصبة (وهي قراءة جيدة) . # وقد جرى: سقطت من م س ط. # عنه لأني: موضعها بياض في م ط س. # البيتان في المغرب 1: 246 والمسالك. # انظر المغرب 1: 247 والمسالك 11: 219 وسرور النفس: 102 وعنوان المرقصات: ~~26 ونهاية الأرب 10: 267 وحلبة الكميت: 286 ورايات المبرزين: 39 (11 غ) . # خ بهامش ط: هاجني، وكذلك هو في سرور النفس. # ط: التبر. # خ بهامش ط: فرع، وكذلك هو في سرور النفس. # سرور النفس: تؤاما. # ديوان المتنبي: 465. # م ط س: واعتزم. # ط د: ويدنو. # يريد قبيلة عك. # ديوان ابن الرومي 1: 63 والتشبيهات لابن أبي عون: 21 والشريشي 2: 180. # اليتيمة 3: 379. # اليتيمة: ذو غرة ... لو برقت ms0842 ... في صفحة. # م: أطل. # شروح السقط: 1133. # شروح السقط: 1351. # ط م د س: وساجرة. # ديوان ذي الرمة 2: 633. # الديوان: أخضر. # منها أربعة أبيات في المسالك. # ديوان أبي تمام 3: 24. # الديوان: يعنفني. # الخنج: الضخم؛ وفي ط: خنج. # ديوان أبي تمام: 326. # ورد في طبقات ابن سعد 3: 29 منسوبا للشفاء ابنه عبد الله. # انظر مسند أحمد 1: 89، 96، 101؛ 3: 228، 270. # منها خمسة أبيات في المسالك. # المسالك: أزوره. # د: الغزال المخصر، م: المحصر. # د ط س: جريان؛ وجربان السبف: غمده أو هو قراب ضخم يضع المرء فيه السيف ~~وأدوات أخرى، والمفقر: السيف الذي فيه حزوز مطمئنة عن متنه. # د: بالصرائم. # المسالك: تختار. # م ط س: تركوها؛ الترهوك: مشي الذي كأنه يموج في مشيته. # هو مؤدم مبشر: وصف للرجل الكامل أي جمع لين الأدمة ونعومتها وهي باطن ~~الجلد وشدة البشرة وخشونتها وهي ظاهر الجلد؛ ويقولون امرأة مؤدمة مبشرة إذا ~~حسن منظرها وصح مخبرها. # ط: وإنما؛ س د: وأنا. # ومنها ... قصيدته: وقع في د قبل قوله " أأرقى إلى السبع ... ". # د: خودا للمعاني. # المهو من السيوف: الرقيق، وقيل هو الكثير الفرند. # لصف: برق وتلألأ. # الغاضف: الناعم البال. # د: صفاصف؛ وأرجح أن تكون القراءة " فصافص ". # ط م س: عوالفا. # د: وبالأمن. # تنبي: تسبب فيه نبوة. # الحرجف: الريح الباردة. # ط د س: قرانا. # م: حصافا؛ م ط: حضائفا. # جلائف: مقطوعة مستأصلة. # س ط: سراد. # فيه إشارة إلى المثل: " ماء ولا كصداء ومرعى ولا كالسعدان ". # ط: أبرضت؛ وأرضت: جعلتها أريضة ممرعة، والخشاشي: الأرض الصلبة ذات الحصى، ~~والخشائف: اليابسة. # من المثل: " أعن صبوح ترقق " يضرب لمن يعرض بشيء وهو يريد غيره. انظر فصل ~~المقال: 75 والضبي: 53. # في النسخ، جرشى، ولا وجه لإسقاط " ال " التعريف فيه. # م ط د: ترقرق ... ونعبق، والبيت متصل بما بعده. # ط د م س: الحيا. # ط م: اطفقت. # بنور يفرن من زناتة، استولوا بعد الفتنة على تاكرنا وكانت قلعتهم رندة، ~~وكان زعيمهم أبو نور بن أبي قرة حليفا لعباد، ثم غدر بهم عباد في حديث ~~طويل، (انظر البيان المغرب 3: 270 وما بعدها) وقوله: " دمر " هي أحد فروع ms0843 ~~اليفرنيين، وفي النسخ: تدمر. # وردت في النسخ: يرقيان، وعند ابن عذارى (3: 271) يرنيان، وكان أميرهم ~~عبدون بن خزرون صاحب أركش وشذونة، وقد قام عباد بالقضاء عليهم أيضا وأباد ~~أكثرهم سنة 458. # الجدالة: الأرض. # موضع هذه العبارة بياض في م ط س. # في د ط: جدوا؛ ويحمج: يحدق النظر، (وفي النسخ: يجمح) والشري: الحنظل، ~~والجرو: الحنظل حين يكون صغيرا، والمخطب: الحنظل حين يصفر. # في النسخ: ألمح؛ وألمج: أرضع؛ الجداء: القليلة اللبن، والحافل: الضرع ~~الممتلئ باللبن. # في النسخ: تزدري؛ ولا معنى له. # نكل حرب: قوي عليها، وفي النسخ: حزب. # م ط: ابتهاله؛ س: اهتبالها. # أبان: اسم جبل. # س م: أفة. # المأقط: المعترك. # م: أحمل. # ساقط في ط م س؛ وفي د: بكل فؤاد من فؤادي؛ ولا أراه دقيقا، ولعل الصواب " ~~بكل قسيم من فؤادي " أو " بكل فؤادي علقة وتمكن " أو ما أشبه من قراءة. # لعل الصواب: " ذكاء ". # س ط: حدا بهم. # العجمة: الثقطة؛ السبج: الخرز الأسود. # س م ط: أفة أن. # بياض في م د س؛ وفي ط كلمة لعلها مزيدة بخط غير خط الأصل. # ط م س: يضني؛ د: يقي. # مرثوم: مخلق ملطخ بالطيب. # التعليم: جعله معلما أي مخططا. # ط د م: وما. # ذكر ابن سعيد (المغرب 1: 405) أن يوسف بن جعفر الباجي كان فقيها جليل ~~القدر رحل إلى المشرق وحج وولي قضاء حلب، وعاد إلى الأندلس فجل قدره عند ~~المقتدر بن هود ملك سرقسطة، وقد ذكره ابن بشرون الصقلي وعنه ينقل العماد ~~(الخريدة 2: 313) وذكر أن له مؤلفات وتصانيف شرعية؛ وعاد العماد فذكره (2: ~~380) نقلا عن القلائد: 102 وفيها أن كنيته " أبو عمرو "، وانظر المسالك 11: ~~420. # هكذا يقول ابن بسام، ولكن هذا من التجوز الذي يلحق ضررا بالدراسة ~~الدقيقة، والمؤلف إنما ينتحل لنفسه عذرا، وقد علق العمري على هذا بقوله: " ~~وهبهم أهل بيت واحد، أليس يفرق بينهم التفاوت -! ". # كذا في النسخ. # يد: سقطت من ط. # وردت هذه الرسالة في العطاء الجزيل: 62. # العطاء الجزيل: بطول الأسى. # في النسخ: وكثيرة. # في النسخ: منحك، والتصويب عن العطاء الجزيل، وزاد فيه ms0844 بعد اللفظة " الله ~~". # وردت في العطاء الجزيل: 63. # العطاء الجزيل: في توفية. # ط م س: فشد. # في النسخ: الحبر. # ط م د س: لرزء يسهل فيها، وأثبت ما في العطاء الجزيل. # ط م د س: للبث. # ط م د س: في الاحتساب. # م س: باستدانها، ط: باستمدانها. # في النسخ: هاد للعاقلين، والتصويب عن العطاء الجزيل. # م ط: أفحمتني، س: أفجعتني. # م ط س: وفضضته. # ط: الكتاب. # كان المأمون بن ذي النون قد سجن أبا مروان ابن غصن الحجاري، انظر أخباره ~~فقي القسم الثالث: 331 وما بعدها. # ط د: صبيح. # تقع هذه الرسالة في سلسلة الرسائل " الزهرية " التي مرت منها نماذج في ~~ترجمة أبي الوليد إسماعيل الملقب بحبيب: 127. # هو محمد بن سليمان الرعيني أبو عبد الله، راجع ترجمته في القسم الأول: ~~437. # ط د م س: فاعتزله. # قارن بالقلائد: 103 والخريدة 2: 382، ووردت أيضا في العطاء الجزيل: 129. # القلائد والخريدة: ترفيها وإنعاما ... تنبيها وإلهاما. # القلائد والخريدة: وعلى آخرين. # العطاء الجزيل: له. # م: أنعم. # م د س ط: فقنع. # العطاء الجزيل: إثر. # القلائد والخريدة: الحمد. # غافق: حصن حصين كان بقرب حصن بطروش (الروض: 139) والمدور حصن آخر ~~(Almodovar del Ria) قريب من قرطبة، وانظر الحديث عن المدور في المغرب 1: ~~222. # صنبر: اسم جبل، ذكره البحتري " أعلام رضوى أو شواهق صنبر "، وفي المسالك: ~~وألقت عنان الطوع وهي تحسر. # المسالك: تطوى. # المسالك: الأمير. # منها أربعة أبيات في المسالك. # شروح السقط: 284. # م د ط س: صوب. # منها أربعة أبيات في المسالك. # ط م د س: حام. # هو علي بن عبد الله بن علي المعروف بابن الاستجي؛ ذكره الحميدي مرتين ~~(الجذوة: 295، 370) وتصحف اسمه في الموضع الثاني إلى " الاشجعي " وكان ~~فقيها نحويا من أهل قرطبة، سكن إشبيلية (انظر البغية رقم: 1221، 1522 ~~والمسالك 11: 42) . # انظر البديع: 18 والجذوة: 371 والمسالك والبغية. # البديع: 151. # م: الشعر. # البديع: أبنية ... اصطلمت. # س د م ط: جرد، والتصويب عن البديع. # يعني أبا حنيفة الدينوري صاحب كتاب النبات. # البديع: 40 - 41. # البديع: الروض. # البديع: محضه. # البديع: مرفضه. # سقط البيت من م. # م ط د: يأمل؛ ط د: فرضه. # البديع: 41 - 42. # ط د ms0845 م س: عضه؛ خ بهامش ط: مخضه؛ البديع: من الأزاهر مخضه. # البديع: 43. # م ط س: كما (كمى) . # البديع: بيضاء غراء. # البديع: الهشم. # بعد هذا حدث سقط في م. # البديع: 43. # البديع: واقتضه. # ط د س: الحسن. # في النسخ: يشمه. # هنا ينتهي السقط في م. # البديع: 46. # ط د م س: سلا. # س ط: بعض. # البديع: 47. # ورد البيت في م: # بأن وصف الأقاحي ... بأكؤس من فضه البديع: 48. # هذا البيت والذي يليه سقطا من م. # س ط م د: نقد. # ذكره الحميدي (الجذوة: 367 والبغية رقم: 1513) في من ذكروا بالكنية ولم ~~يتحقق من أسمائهم، والحميدي يعتمد أيضا كتاب الحديقة لأبي عامر ابن مسلمة. # د: فريضة. # ط: سأبعد. # انظر الجذوة: 367 (البغية رقم: 1512) ووصفه بأنه رئيس أديب شاعر؛ وانظر ~~النفح 3: 485؛ وذكر الحميدي: 164 الأصبغ بن سيد وكناه أبا الحسن، وقال إنه، ~~شاعر إشبيلي رآه قبل 450، ولعل الشخصين شخص واحد، وإنما الخطأ واقع بين ~~الاسم والكنية. # م ط س: ريقها. # هو إبراهيم بن خيرة أبو إسحاق يعرف بابن الصباغ، من شعراء إشبيلية ~~(الجذوة: 145 والبغية رقم: 501 والغرب 1: 260 والنفح 3: 485) وفي المصادر ~~بعض أبياته التائية؛ وقد نسبت الأبيات في المطمح: 23 لأبي عامر ابن مسلمة ~~نفسه. # س والجذوة: بمثال. # س: طال. # أبو بكر ابن نصر الإشبيلي، ذكره الحميدي في الكنى اعتمادا على ابن مسلمة ~~(الجذوة: 369 والبغية رقم: 1519) . # ذكره ابن سعيد نقلا عن الحجاري وإنه من شعراء الدولة المعتضدية، معتمدا ~~على أبي عامر ابن مسلمة (المغرب 1: 259) . # وردا في المغرب 1: 259. # م ط د س: ولم. # انظر ترجمته في المغرب 1: 259 والنفح 3: 484. # البديع: 29. # م ط س: يقضي العبور. # هما في المغرب والنفح؛ وقال ابن سعيد أن صاحب البديع انشدهما له، ولكنهما ~~لم يردا في المصدر المذكور. # البديع: 146 والمغرب والنفح. # البديع: الأحبوش. # المشهور بهذا الاسم أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن ~~القوطية صاحب كتاب الأفعال وكتاب افتتاح الأندلس، أصله من إشبيلية وسكن ~~قرطبة، وكان عالما بالنحو حافظا للغة وأخبار الأندلس وأحوال فقائها ~~وشعرائها، وطال عمره، وكانت وفاته سنة 367، ولا يمكن أن يكون هو المذكور ms0846 ~~هنا، فلعل هذا حفيد له، ولهذا وضعه الحميدي في باب الكنى (الجذوة: 369 ~~والبغية رقم: 1518) ، وقد كان أبو بكر هذا هو صاحب الشرطة وذكر أنه شاعر ~~متأخر (بالنسبة لزمان الحميدي) ، وقد أكثر له صاحب البديع من المختاات ~~الشعرية. # يسمى أيضا المرزنجوش والمرزجوش، وهو بنات كثير الأغصان ينبسط على الأرض، ~~وله ورق مستدير عليه زغب، وهو طيب الرائحة جدا. # البيت في الذخيرة 4، الورقة: 34. # في النسخ: مدرسا. # توفي الفقيه محمد بن مروان بن زهر سنة 422 (انظر المطرب: 293 والصلة: 487 ~~والبغية ص: 120 والوافي 5: 16 وعبر الذهبي 3: 150) . # راجع ترجمة أبي مروان عبد الملك في الذيل والتكملة 5: 37 والتكملة رقم: ~~1691 وطبقات صاعد: 84 وابن أبي أصيبعة: 64 والمغرب 1: 265. # انظر في أخبار زهر بن عبد الملك كتاب التكملة: 334 والمطرب: 203 والنفح ~~3: 246، 432 (نقلا عن الذخيرة) . وبدائع البدائه: 310 وابن أبي أصيبعة 2: ~~64 - 66. وكانت وفاته 525 ودفن بإشبيلية باب الفتح. # انظر النفح 3: 432 - 433. # النفح: حسن. # ديوان ابن الرومي 2: 591 ورسالة الصاحب: 242. # ديوان البحتري: 2405. # ستجيء ترجمته في هذا القسم: 799. # ستجيء ترجمته في هذا القسم: 811. # رسالة الصاحب: 242. # ديوان المتنبي: 101. # ترجمته في ما يلي من هذا القسم. # ديوان كثير: 507 ومعه مصادر تخريجه، ويضاف إليها: بديع أسامة: 130 وبديع ~~ابن المعتز: 60 وإعجاز الباقلاني: 150 ومعاهد التنصيص 1: 125 وشرح النهج 2: ~~407. # بديع ابن المعتز: 59. # يريد ابن رشيق في العمدة 2: 54، وهو يتابعه في أمثلته. # لم يرد في ديوان النابغة الذبياني وقال صاحب العمدة: ورواه آخرون للجعدي، ~~وهو في ديوانه: 162 وروايته، ألا زعمت بنو كعب. # العمدة 2: 45، وكذلك سائر هذا الفصل عن الالتفات. # س م ط د: يوفي. # طبقات أبن المعتز: 188. # ديوان جرير: 279، 278. # بديع ابن المعتز: 59. # هذا كلام ابن رشيق، وانظر ابن المعتز: 58. # ديوان بشار: 111 (جمع العلوي) . # ديوان نصيب: 91. # انظر الأغاني 1: 213. # ديوان العباس: 33. # م د: السحر. # لم يرد في ديوانه. # هنا آخر النقل عن العمدة لابن رشيق. # انظر في هذه الأبيات ديوان المتنبي: 297، 413، 355، 401، 249، 278، 344 ~~على التوالي. # م ط س: شرطه. # ديوان المعتمد: 90 والمعجب: 218. # زيادة من الديوان لاستيفاء المعنى. # في المعجب: # وركض عن يمين أو شمال ... لنظم الجيش أن رفع اللواء # يعنيه أمام أو وراء ... إذا اختل الإمام أو الوراء م ط د: سيبلي ms0847؛ س: ~~سنبلي؛ المعجب: سيبلي النفس. # د: أعقبني. # بدائع البدائه: 310 - 311. # م ط د س: يغشى. # ط م د س: يستبق، والتصويب عن بدائع البدائه. # بدائع البدائه: لما استدار به عذار مونق. # بدائع البدائه: استنار. # أورد ابن بسام هذين البيتين في القسم الأول: 506 وهما هنالك منسوبان لابن ~~الرومي، وانظر ديوانه: 137. # م: الأزرق. # الفقيه: زيادة من ط. # أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري (- 487) صاحب المؤلفات اللغوية ~~البارعة مثل شرح الأمالي وفصل المقال، والكتب الجغرافية مثل: المسالك ~~والممالك ومعجم ما استعجم؛ انظر مقدمة السمط التي جميع فيها الأستاذ ~~الميمني ما ورد عنه في الصلة والقلائد وبغية والحلة والوافي وعد مؤلفاته، ~~وانظر دراسة عنه في الجغرافيين في الأندلس: 107 - 148؛ وقد نقل الأستاذ ~~الميمني نص الذخيرة هذا أيضا في مقدمة السمط. # بأفقنا: سقطت من م ط س. # ط م س: وأبدعهم؛ الميمني: وأبرعهم. # يعني أبا عبيد القاسم بن سلام. # ونثره: سقطت من م س. # م ط: أميرة. # نقل دوزي هذا الفصل عن الذخيرة في مجموعه عن بني عباد 1: 252 وانظر ~~البيان المغرب 3: 240 والحلة السيراء 2: 180 - 182. # أونبة اسم آخر لمدينة ولبة (Huelva) وهي وشلطيش (Saltes) في كورة اكشونبة ~~في الركن الجنوبي الغربي من شبه جزيرة ايبرية، وتسمى المديرية اليوم مديرية ~~ولبة. وفي ساحلهما جزر صغيرة أكبرها جزيرة شلطيش (انظر الروض المعطار، ~~الترجمة الفرنسية: 44، 135. # لبلة (Niebla) تقع شمال اقليم اكشونبة وتبعد عن اشبيلية إلى الغرب مسافة ~~خمسين كيلومترا (الروض: 203) . # م س: وردها. # دوزي: جلالا وخلالا. # بهامش ط الأيسر بخط غير خط الأصل: " بقي منها نحو نصف ورقة " وعلى الهامش ~~الأيمن " هنا ترجمة للوزير الفقيه أبي عمر أحمد بن محمد بن حجاج ". ولكن ~~مما يلفت النظر أن النسخ المعتمدة لم تورد ترجمة ابن حجاج كما أنها لم تورد ~~للبكري شعرا أو نثرا، وهي في الأرجح ناقصة عما رسمه ابن بسام نفسه، لهذا ~~أثبت هنا بعض نثر البكري وشعره ليكون ذلك في نسق مع طبيعة كتاب الذخيرة. # نهاية الأرب 5: 145 ونقله الميمني في مقدمة السمط. # للأعشى: ديوانه: 149 والذخيرة 1: 835. # ديوان أبي تمام 1: 78. # انظر الحلة السيراء 2: 186 وما ms0848 بعدها، ومقدمة السمط. # هنا تقع ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن حجاج، وقد نقل ابن سعيد شيئا منها ~~عن الذخيرة (المغرب 1: 251) وفيها يقول: " كان بحر علوم، وسابق ميدان منثور ~~ومنظوم " وأورد له ابن سعيد رسالة أو قطعة من رسالة، أثبتها البلوي أيضا ~~على نحو أتم في العطاء الجزيل (ص: 5؛ وأرجو أن أوفق إلى العثور على الترجمة ~~كاملة وإلحاقها بها القسم من الذخيرة) . # أبو بكر محمد بن سليمان الكلاعي الاشبيلي (- 508) كان من أهل التفنن في ~~العلوم كاتبا بارع الخط، وسافر رسولا عن المعتمد بن عباد إلى الملوك غير ~~مرة، وقبيل وفاته أدركه الخرف؛ انظر ترجمته في الصلة: 104 والمغرب 1: 350 ~~والمطرب: 81 واعتاب الكتاب: 222 والمعجب: 227 والوافي 3: 128 والمحمدون من ~~الشعراء: 358 والخريدة 3: 383 والذيل والتكملة 6: 227 والنفح 4: 361، 365، ~~366 والإحاطة 2: 516. # من هنا نقل ابن الأبار نص ابن بسام في ترجمة ابن القصيرة (أعتاب الكتاب: ~~222) حتى قوله: تقعده؛ ثم لخص بعد ذلك حتى آخر الترجمة. # الأعتاب: فعلمه. # ذكر مؤلف المعجب: 228 أن ابن القصيرة كان على طريقة قدماء الكتاب من ~~إيثار جزل الألفاظ وصحيح المعاني من غير التفات إلى الأسجاع التي أحدثها ~~متأخرو الكتاب، اللهم إلا ما جاء في رسائله من ذلك عفوا من غير استدعاء. # فيه مشابه مما أورده صاحب الروض المعطار (مادة: الزلاقة) ونقله المقري في ~~النفح 4: 369، وانظر أيضا القسم الثالث من كتاب أعمال الإعلام: 245. # م: وقدره ممتنا وقضاه، س: وسناه ممتنا وقضاه. # أعلام: إن كان قد أمهله. # أشوى: أصاب الشوى أي الأطراف، ولم يكن قاتلا. # هذه العبارة قلقة هنا، وكذلك هي في الروض والنفح وأعمال الإعلام. # ط د م: القيمة (ولعل الصواب: العصية) . # م س: الخلفاء. # قورية (Coria) قريبة من ماردة (الروض المعطار رقم: 153) وفي س م: مورية. # م ط: تعاطيه. # م د: أخطرناها. # م: برايتنا. # الكالئ: النسيئة والسلفة، والنقد: الدفع المعجل. # م: أعاليهم. # يعني أبا عبد الله محمد بن عبادة المعروف بابن القزاز. # انظر أبياتا منها في القسم الثالث من أعمال الإعلام: 249 وفي القلائد: 13 ~~والمغرب والخريدة وهي من قصيدة وردت في ترجمة ابن عبادة القزاز في القسم ~~الأول ms0849 من الذخيرة: 308. # م س: تواقعه. # منها أبيات في المسالك 11: 221 والخريدة 2: الورقة: 99 (في ترجمة عبد ~~الجليل ابن وهبون) والمطرب: 120 - 121 والقسم الثالث من أعمال الإعلام: 247 ~~- 248 والقلائد: 13. # كيامن: مثل يامن (يعني بنيامين أخا يوسف الصديق) وفي أعمال الإعلام: كبا ~~بزلا وما لكما نظام (وهو غريب) . # ط: رفيقة؛ م: رقيقة؛ والرفيغة: التراب اللين. # فيه إشارة إلى قول حسان بن ثابت يعير الحارث بن هشام بالفرار: # إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... ننجوت منجى الحارث بن هشام # ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ... ونجا برأسي طمرة ولجام هو مثلن انظر جمهرة ~~العسكري 2: 255 (تحقيق أبو الفضل) والميداني 2: 143 واللسان (عصم) . # ديوان أبي فراس: 306. # الديوان: إماء من قريظ. # م س: لليل. # ديوان المتنبي: 464 والخريدة 2: 100. # ديوان أبي تمام 1: 199. # تمامه: وزيد فيه سواد القلب والبصر (شروح السقط: 119) . # ديوان التهامي: 55. # م: التصليط. # ستأتي ترجمته في هذا القسم: 433. # ط م س: تسام. # ط د: المتن. # وضعنا هذا النص بين أقواس، لأنه سيرد من بعد في رسالة لمحمد بن أيمن، فهو ~~ليس من كلام ابن بسام، وإنما أورده مقتبسا. # هو ابن العسال الزاهد عبد الله بن فرج اليحصبي، انظر النفح 4: 352. # في النسخ: لقد. # م: عار. # ديوان امرئ القيس: 70. # قيل إن بربعيص بنواحي حلب؛ وفيها وفي ميسر كانت وقعة فيما يبدو. # ديوان حسان 1: 17. # المغث: القتال؛ اللحاء: السباب؛ ألمنا: فعلنا ما نلام عليه. # م: أبهر. # انظر زهر الآداب: 230 وتشبيهات ابن أبي عون: 236 والقسم الأول من ~~الذخيرة: 150 والغيث 2: 160. # ط م د: تكن. # م: وأجدى. # ط: الموهوب. # ط: متداما؛ م س: قنداما؛ وبياض في د؛ والقنداق لفظة يونانية تعني " بيان ~~" أو " براءة " مدرجة ضمن رسالة أو رقعة، كما يفهم من النص أعلاه. # قال: سقطت من م د س. # في النسخ: كمل. # ط: ومجرما. # كذا ولعلها " الديار "، وهي غير واضحة في م. # قرع للأمر ظنبوبه (وهو عظم الساق) : استعد له وتهيأ. # ديوان أبي تمام 3: 320. # الديوان: المخفى. # ط: نافق؛ س م: راهق. # م د: سيل. # د: تعرض. # ديوان المتنبي: 259. # م ط: غير أسر، وهي رواية أخرى. # في النسخ ابن جهور، والتصويب ms0850 عن الحلة 2: 101 حيث ذكر أنه أحد أدباء ~~إشبيلية. وابن جهور ليس من إشبيلية، وقد عرف محقق الحلة بمن اسمه عبد الله ~~بن أحمد بن جمهور ومن المستعبد أن يكون هو الشاعر المقصود هنا، لأن عبد ~~الله ولد سنة 516 أي بعد الزلاقة بثماني وثلاثين سنة. # ديوان أبي تمام 3: 242. # نهر آلس ووادي عقرقس ببلاد الروم، وكان عند الأول نصر للروم وعند الثاني ~~نصر للمسلمين. # ترجم ابن سعيد (المغرب 1: 6340) لبي الحسن محمد بن محمد بن الجد، الذي ~~سيترجم له ابن بسام في هذا الجزء ويكنيه بأبي احسين (والكنيتان تتبادلان في ~~المخطوطات) فلعله هو المعني هنا. # سقط البيت من م. # م ط: صوت. # هذه الرسالة موجهة إلى صاحب قلعة بني حماد على لسان يوسف بن تاشفين؛ كذا ~~قال في القلائد: 105 والخريدة 3: 285. # القلائد والخريدة: ونكرك. # القلائد والخريدة: وخلافك. # م ط س: بصلح. # القلائد: لقصصنا؛ الخريدة: لفضضنا. # ط: ويخجل من حجته. # القلائد والخريدة: حجته. # د والقلائد: لا. # د: القصة. # م ط: امتدادها. # القلائد: ولا عنانا غير. # القلائد والخريدة: غيظا. # القلائد والخريدة: وحماتك. # م ط س: القادر. # س د: فنندهه (اقرأ: فنبدهه) . # م س ج وخ بهامش ط: مالك. # ظ: وشاربوا. # ط م: وأجليت. # س م ط: ولولا صاحب رومة. # هو محمد بن علي بن عبد العزيز بن حمدين التغلبي، أبو عبد الله، كان من ~~أهل التفنن في العلوم، حافظا ذكيا تولى القضاء بقرطبة سنة 490 وبقي في ~~منصبه إلى أن توفي سنة 508 (الصلة: 439 - 540) وانظر القسم الأول: 839 ~~(الحاشية: 4) وفي ما جاء هنا تصحيح لما ورد هنالك حول أبي عبد الله قاضي ~~الجماعة. # س ط د: وتولى. # وجلد وعزم: سقطت من م. # ط د م س: تبالي. # م: وعالك. # س: لديك. # م ط س: إشارتك: خ بهامش ط: أشاركك. # د: وأطلعك. # خ بهامش ط: المستبين. # م ط س: سط؛ د: لبيط (وهذا الوجه الأخير يكثر وروده) . # ط: بالضرب. # م د: فعورت. # ط د: خليفنا. # كذا ورد في م ط د. # لورقة (Lorca) من أكبر مدن ولاية مرسية (الروض رقم: 162) . # ط ms0851: ليون؛ وأبو الأصبغ سعد الدولة هذا ذكره ابن سعيد في المغرب (2: 275) ~~وذكر أنه ولي لورقة بعد أخيه أبي عيسى ابن لبون (الذي ترجم له ابن الأبار ~~في الحلة 2: 167) ثم صارت للمعتمد كما يذكر ابن القصيرة في هذه الرسالة. # د: والأمل. # ط: والحرج (وهي قراءة مقبولة) . # لعل المعنى هنا هو أبو بكر عيسى بن الوكيل اليابري الذي عاش إلى أيام ~~دولة المرابطين واستعمل على الكتابة بغرناطة (أعتاب الكتاب: 224) . # د: أفق. # د: بلبيط؛ ط س م: بليط. # س ط م د: الحتوف. # كذا في النسخ، ولعلها: مشايعة. # ط م د س: وانطباع. # ط م د س: الداخلة. # قص الفتح في القلائد: 10 - 12 كيف استولى المعتمد على قرطبة بمداخلة ~~أهلها وولاها ابنه الملقب بالظافر " ولم يزل فيها آمرا وناهيا، غافلا من ~~المكر ساهيا ... إلى أن ثار فيها ابن عكاشة ليلا وجر إليها حربا وويلا " ~~وقتل الظافر؛ وانظر أيضا النفح 1: 623 - 627 وأعمال الأعلام: 151، 158 واسم ~~ابن عكاشة " حكم " وانظر ما يلي: 268. # م ط س: تم. # يشير بهذا إلى ابن ذي النون، كما سيذكر ابن بسام في ما يلي. # قد تقرأ في م: " سني ". # م: غشيته. # ط: أفيضت. # ط د س: واستشار. # م: ومتون؛ س: وتيمور. # زاد في د: معهم. # د: إلا أنهم بغتهم. # قد تقرأ في م: والبابه؛ د: والبائه؛ وفي ط: واكبابه والبابه. # د: البلد. # نقل دوزي مهذا الفصل في ما جمعه من أخبار بني عباد 1: 322 وانظر أعمال ~~الإعلام: 149 - 152. # م ط ودوزي: الآجال. # أنظر القسم الأول: 610 - 614. # أبو بكر محمد بن مرتين: ذكره الحجاري وقال إنه كان ينادم ابن افتتاح ~~(المغرب 1: 243) وقد ذكر في النفح 3: 406 ولقب بالقائد، وانظر 3: 474، ~~وذكره ابن الخطيب في أعمال الأعلام: 151، 158 وأشار إلى أنه وزر للظافر ~~أثناء توليه قرطبة، وهو ما يتحدث عنه ابن بسام في هذا الفصل. # دوزي: أمكنت. # م: أحد. # بعد هذه اللفظة بياض عند دوزي، ولا وجود له في النسخ المعتمدة. # من جمادي: سقطت من ط م س. # البيت لمرة بن محكان التميمي، شاعر مقل اسلامي، انظر الحماسية رقم: 675. # س م ms0852 ط د ودوزي: وشناة. # م ط: وهدته؛ خ بهامش ط: وهزته. # م ط د س: وحسنته. # البيت من قصيدة في الأصمعيات (رقم: 29) : 117 - 119، وانظر حماسة ابن ~~الشجري: 13 والسمط: 690 والخزانة 3: 166. # م: ويقتحمون. # د: البحر. # ط: نهي. # ط م د س: والإباحة. # م: غماتهم. # م س: تنقدح؛ ط: تتفدح: تصبح قرحاء أي ذات غرة، والأقرح: الصبح لأنه بياض ~~في سواد. # الياء غير معجمة في النسخ؛ وهي من ألاح بمعنى أضاء وبدا وتلألأ؛ ويمكن أن ~~تكون قراءة هذه العبارة على النحو الآتي: " أن غماءهم لا تتفرج، وظلماءهم ~~لا تنجلي ولا تتبلج "، ولكن آثرت ما هو أقرب إلى الأصل. # د: عنهم. # هذه القراءة من هامش ط؛ وفي النسخ: فانثنى. # م: حرج (واللفظتان تتبادلان في النسخ) . # د: التعرض. # م: المظفر. # م: ومعولا. # م ط س: تبدو عن. # د: والاستيفاء. # م ط س: الأحة. # د: الخاطر. # م: شهراء. # ط: فيعسوا. # البدهة: المباغتة والمفاجأة؛ س ط د: بديهة. # م ط د س: وثاني؛ ط: نصيفتهم. # خ بهامش ط: تتمة عشرين. # م ط: أسرى. # ط: الجهون وفوقها " كذا "، وشكلها قريب من ذلك في م س. # س م ط د: خشعها. # د: نعلم. # بسطة (Basa) واسمها في القديم (Basti) ، وهي اليوم أكبر مدينة في ولاية ~~غرناطة وتبعد 123 كم إلى الشمال الشرقي من غرناطة نفسها (الروض رقم: 46) . # من حرمة: سقطت من م. # م: عن مخالفته؛ س: عن مخالفة. # س م ط: ذلك. # انصات: استقام؛ س م: اقضات؛ د: اتصلت. # عجز لأحمد بن أبي فتن، وصدره: " تثاءبت كي لا ينكر الدمع منكر " (زهر ~~الآداب: 1012 وقد مر تخريجه في القسم الأول: 323 وورد هنالك برواية مختلفة) ~~. # ط م س: التشاوب اسمه استقال؛ د: في اسمه. # ط م د س: قوارض. # د: الاقصار. # م ط د: والاستهراف. # كذا في النسخ. # م ط: اسق ... مقفا. # أجوس ... وقفت: سقط من م س. # م ط: بجانبها. # البيت للمتنبي، ديوانه: 416. # م س: السيف. # م: فتطيرت. # س د م: وأحصل. # زاد في م: شاء. # لقبائح: موضعها بياض في م. # ط م د ms0853: باستثارة. # النشر: الرائحة؛ وقد انفردت بها ط ولعلها مكررة إذ المعنى يتم دونها. # م: واستولى مقادة. # محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرح بن الجد الفهري: شلبي الأصل سكن ~~اشبيلية، ويعرف بالأحدب، أخو الحافظ أبي بكر ابن الجد، كان من أهل التفنن ~~في المعارف والآداب والبلاغة ذا حظ جيد من الفقه والتكلم في الحديث، وكان ~~يفتي ببلده لبلة وتوفي سنة 415 (الصلة: 544 والذيل والتكملة 6: 326 ~~والمطرب: 190 والمعجب: 237 والقلائد: 109 والخريدة 3: 393 والمغرب 1: 341 ~~وإحكام صنعة الكلام: 185 - 186) . # العفة: بقية اللبن في الضرع، ولعلها أن تقرأ " غفة " - بالغين المعجمة - ~~وهي البلغة من العيش. # د: غير. # هو اللقب بالراضي أبي خالد، ولاه أبوه أولا الجزيرة الخضراء ثم رندة، ~~ومنها استنزل وقتل سنة 484 (انظر الحلة 2: 70) . # د: فصل. # قبر: سقطت من م ط س. # م: قلبك. # ولا طفت: لم ترد في د. # في النسخ: بقربك. # في النسخ ما عدا س: يتهجدك. # العج: العجيج في الدعاء. النفح: سفك دماء البدن وغيرها؛ وفي الحديث: تمام ~~الحج العج والثج؛ د: وشجك. # م: منحها؛ س: فتحها. # م: الجناح. # م ط س: انتهك. # انبتك: انقطع. # ط م: تشرفت. # م ط س: ثار. # م ط: للطبع. # أبو القاسم واسمه الحسن هو ولد أبي حفص عمر بن الحسن الهوزني الذي ترجم ~~له ابن بسام في هذا القسم من الذخيرة (انظر ص: 81 فيما تقدم) وأبو القاسم ~~هو الذي سعى في فساد دولة بني عباد عند أمير المسلمين يوسف بن تاشفين أخذا ~~بثار أبيه، وكان فقيها مشاورا ببلده، توفي سنة 512 (الصلة: 137 والمغرب 1: ~~235 وترتيب المدارك 4: 826) . # تعالى: زيادة من م. # م: يتجنى. # يريد حمى الربع. # س م ط: فاتبعها. # في النسخ: فأشعرها. # د: الوليد. # ط: في أوفق. # ط: انثنائه، م: انشاء. # البيت لحمدج المري (البلدان: صول) ؛ وصول: مدينة في بلاد الخزر من نواحي ~~باب الأبواب. # س ط م: عن حباله؛ وسقطت " نوم " من م ط س. # من قول أبي العلاء المعري (شروح السقط: 153) # هموا فأموا فلما شارفوا وقفوا ... كوقفة العير بين الورد والصدر فهلا: ~~سقطت من م ط س. # م ms0854 س: مرادي. # م س: حاصت. # س: أجفت. # د: أمدا. # ط م س د: يبقي. # كذا في النسخ، ولعلها: خطوبه. # ط م د س: غصة. # ط م د س: وجاء. # د س: الظل. # لم يرد في ديوانه (جمع العلوي) ، وهناك بيت على شاكلته وهو (ص: 140) : # أعطى البخيل فما انتفعت به ... وكذاك من يعيطك من كدره م ط س: جوابك؛ ~~والجراء: بمعنى المجاراة والمباراة. # د: وإبدائك. # أجمل تأول: سقطت من م ط س. # م: وصولا. # كذا في م ط د س؛ ولعل الصواب " متغيف " أي مائل الأغصان (أو مسعف) . # د: يموج، س: يخرج. # م ط: سعيك. # عجز بيت لأبي تمام، وصدره (الديوان 3: 356) : # فيا ثلج الفؤاد وكان رضفا ... # م: ويحتمل. # م: واسلفت؛ س: واستلفت. # في النسخ: يجتلي ... ويقف. # مقام: سقطت من م. # إشارة إلى قول البحتري (ديوانه: 405) : # لا أنسين زمنا لديك مهذبا ... وظلال عيش كان عندك سجسج # في نعمة أوطنتها وأقمت في ... أفيائها فكأنني في منبج م ط س: والشحب؛ د: ~~والشخب. # الثغب: الغدير. # ط م د: ألقى. # بنو المناصف كثيرون ترجم لبعضهم ابن الأبار في التكملة وابن سعيد في ~~المغرب، ولم أجد من بينهم من كنيته أبو القاسم. # د: واستنسخت. # خ: بهامش ط: جوادك. # م: وذان. # من قول قيس بن الخطيم: (الديوان: 4) : # إذا ما اصطحبت أربعا خط مئزري ... واتبعت دلوي في السماح رشاءها م ط: ~~يفرج، س: يبوح. # السواد - بكسر السين - السرار؛ وقيل لابنة الخس: ما أغراك بعبدك - قالت: ~~طول السواد وقرب الوساد (الحيوان 1: 169) . # م ط د س: يفرق. # م: بمرضاك. # الزمل: نوع من العدو؛ وفي ط: الرمل، وهو أيضا نوع من العدو. # م ط س: إلى بعض. # من قول بشار (ديوانه: 15) : # يسقط الطير حيث ينتثر الحب وتغشى منازل الكرماء ... ثبيت: مدحت ونالها ~~الثناء. # من قول الحطيئة: # من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس # ط م د: يرفع. # هو علي بن عبد الرحمن بن مهدي التنوخي من أهل إشبيلية (- 514) ، كان من ~~أهل المعرفة بالآداب واللغة حافظا لهما ms0855 (الصلة: 404) . # م: رمقته. # م ط: تهايف؛ س: تهالف، وهي غير واضحة تماما في م. # لع الصواب: وصفحته. # د: المرام. # م س: وتسوق؛ ط: وسوق. # م ط: الصنع. # د: شدقيه. # فرضا: سقطت من ط ك س. # العرب تقول للشيء: الذي لا يعسر تناوله هو على طرف الثمام، والثمام نبت ~~لا يطول ولهذا لا يشق تناوله؛ وفي النسخ: تمام. # م: الرهان. # د: سبب. # ط م: ثلم. # هو الحسن بن عمر الهوزني الاشبيلي (435 - 512) وقد مر التعريف به فيما ~~تقدم ص: 291. # البيتان لأبي فراس الحمداني، ديوانه: 71 واليتيمة 1: 523 في تعزية سيف ~~الدولة، وقد وردا في القسم الثالث: 225 ونسبا في محاضرات الأدباء لأبي ~~نواس، وذلك تصحيف. # م س د ط: أهجع. # د ط: أبشع، س: أشنع وأوجع. # ط م د س: ومختصر. # الساقة: مؤخرة الجيش، والمقصود هنا - فيما يبدو - من خلفهم الفقيد بعد ~~موته من أبناء يحتاجون إلى رعاية، وانظر ما تقدم ص: 120. # ط س: آمالا. # م: خطبها. # م ط س: لصدمها. # م: لعبرة نمائها، س: مأتمها. # المشيع: الشجاع لأن قلبه لا يخذله. # زاد في ط د: به. # ط م س: موازنها. # البيت للمتنبي، ديوانه: 315. # انظر القلائد: 111 والخريدة 3: 394 - 395 والمطرب: 190. # ط م: معنى. # القلائد والخريدة: تضوع. # د والقلائد والخريدة والمطرب: مهلل. # انظر القلائد: 111 والخريدة 3: 395. # د م س وأصل ط: جدي. # الخريدة: حباني. # مضمن من شعر أبي تمام، وصدر البيت، أتاني مع الركبان ظن ظننته (ديوان أبي ~~تمام 2: 115) ، وعند هذا البيت ينتهي ما ورد من القصيدة في القلائد ~~والخريدة. # د: المجد. # القلائد: 112 والخريدة 3: 296 والمغرب 1: 341 والمطرب: يحامي. # المطرب: طاب له نشر. # المغرب والقلائد والخريدة: تحامي، المطرب: يحامي. # المغرب والقلائد الخريدة والمطرب: نشر. # المطرب: سر. # المطرب: الند. # المطرب: صرامتي؛ المغرب: ضرائبها. # ط: وشتت؛ د: وشمت؛ م والقلائد والخريدة: وشبت ... مطربا. # الثغب: ما بقي من الماء في بطن الوادي؛ المطرب والقلائد والخريدة: ثعب. # هذا البيت نهاية القصيدة في المصادر المذكورة. # ط م س: ولا. # القسم الأول: 179. # هو أبو تمام، ديوانه 4: 464. # الديوان: الاحشاء. # ديوان أبي تمام 4: 568 وصدر البيت: " وقالت أتنسى البدر قلت ms0856 تجلدا ". # د: تشرق. # ديوان المتنبي: 330. # له ترجمة في المطمح: 29 والمغرب 1: 236 والخريدة 3: 437 والنفح 3: 552 ~~(نقلا عن المطمح) . وهو جد صاحب " إحكام صنعة الكلام " (تحقيق د. رضوان ~~الداية، بيروت) . # قد أشار صاحب إحكام صنعة الكلام إلى جانب من هذه العلاقة (ص 197) وأورد ~~لجده بيتين طيرهما للمعتمد حين كان المعتمد ما يزال يلقب بالظافر، وهما: # ظفرت بالأعداء يا ظافر ... ونلت مجدا نوره باهر # فمنك للباغي وللمبتغي ... عضب جراز وندى غامر ففك المعتمد المعمى. # انظر إحكام صنعة الكلام: 198. # هذا المخاطب هو الوزير أبو مروان ابن الدب كانت له منية بعدوة اشبيلية، ~~وكان صهره هو الوزير الفقيه أبو أيوب ابن أبي أمية (انظر المطمح: 28 - 29 ~~والنفح 3: 550) . # م: العليل وهن. # قال صاحب المغرب (1: 236) " ذكره الحجاري فقال: قطع الله لسان الفتح صاحب ~~القلائد، فانه شرع في ذمه، بما ليس هو من أهله، والله ما أبصرت عيني شخصا ~~أحق بفضله منه ... " ومما قاله الفتح فيه (القلائد: 60) : فانه بادي الهوج، ~~وعر المنهج، له ألفاظ متعقدة، وأغراض غير متوقدة ... وربما ندرت في نثره ~~ألفاظ سهلة الفرض، مستنبلة الغرض " وهذا الذي يقوله ابن خاقان ذو حظ كبير ~~من الحقيقة، ويتبين ذلك من قراءة رسائله فإن الغموض - بسبب التقمر - يرين ~~على صفحتها؛ وانظر أيضا في ترجمته: الخريدة 3: 429 ونقل عن اليسع قوله إن ~~ابن عبد الغفور كان كاتبا بمراكش سنة 531. # ونجم ... عظيم: سقط من م س. # وردت الرسالة في العطاء الجزيل: 32. # د: وإن كان لعمري بقي. # ط م: وتفرع. # د: غير؛ ط م س: عمر. # العطاء الجزيل: كلمة. # د: بتخلصه. # العطاء الجزيل: أرضيت. # م: ترني. # العطاء الجزيل: عليه. # أي الذي نفى عنه القدرة على الكتابة. # م: وتحجبه. # العطاء الجزيل: من خاطب سخف. # ط م د س: إبايه. # العطاء الجزيل: وتجمل. # العطاء الجزيل: أفصح. # م: غدرت. # العطاء الجزيل: بمكاني. # العطاء الجزيل: أو فلان. # العطاء الجزيل: ولي على موضوعين. # العطاء الجزيل: وصار. # د ولا زال؛ م ط: ولا أزال. # كذا ويمكن أن تقرأ في العطاء الجزيل. وفي ط: يستحي. # ط م د س: الاستيلاء. # ط م د ms0857 س: عن. # ط س: الصفح. # ط م س: المخاطبة. # لا كاتبا: سقط في م س. # البيت للمتنبي، ديوانه: 218. # س: أوجد لها. # ديوان المتنبي: 234. # س د ط: عمله. # م ط: ويقتلع، والتاء غير معجمة. # ط: نظفر، وفوقها " كذا ". # الحصين بن الحمام المري، هو الذي يقول لما اكثر القتل في بني صرمة بن مرة ~~وحلفائهم يوم دارة موضوع: # نفلق هاما من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما أما قوله " فلما ~~علمت أنني قتلته " فانه صدر بيت للقتال الكلابي، وعجزه " ندمت عليه أي ساعة ~~مندم " (ديوان القتال: 89) . # ديوانه 4: 362 في هجاء عياش بن لهيعة. # القاصرة: موضع على الطريق بين مكة ومصر. # ديوان المتنبي: 221. # هو امرؤ القيس، انظر ديوانه: 49. # البيدانة: الاتان التي تعيش في البيد ولا تقرب الناس، التولب: الولد ~~الصغير. # فيه إشارة إلى قول البحتري: " منى النفس في أسماء لو تستطيعها " ~~(الديوان: 1296) . # السخت والسختيت: دقاق السويق؛ ط د: بسحت؛ م س: بحت. # ط د س: تجوز. # م: مبيت. # ط: بلقيان حبور. # سور: مخففة من سؤر أي بقية. # د: امتثال. # من قول زهير (ديوانه: 56) : # عفت من آل فاطمة الجواء ... فيمن فالقوادم فالحساء ط د: قراع. # م س: المعنى. # في النسخ: لمسافة. # في النسخ: يتملأ. # في النسخ: الحبيب. # م: بكائها؛ س: بقائها؛ ط د: بغائها. # الخرشاء: النقبة من الحرب، ولعلها " الخرشاء " أي الجلد، الحرش: الحك ~~والقشر، والحرش أيضا صيد الضب. # د: بعقرب؛ ط م س: لعقرب. # الخرش: العض والخدش. # م: عقوبة. # م: حبالة أبق. # ط: بغيت؛ د: بقية، وسقطت اللفظة من م س. # ط: فيه. # فيه إشارة إلى النمر بن تولب، فقد كبر حتى خرف وأهتر فجعل يقول: اصبحوا ~~الراكب (الشعر والشعراء: 227 والخزانة 1: 156) . # فيه أيضا إشارة إلى قصة امرأة جعلت تردد هذا القول عندما خرفت وأهترت. # من هنا حتى آخر هذا الفصل مكرر، انظر ما سبق ص: 336 - 337. # له: لم ترد في ط م. # د: وصان منه بيمينه؛ ط د: بعد تتمة؛ س: تتميمه، وفوقها " كذا " في النسخ. # في النسخ: أشبه العضب المشرف. # د: واعتقدها من ms0858. # س م: تقوية. # صدر بيت للمتنبي، وعجزه: " وحيدا وما قولي كذا ومعي الصبر ". # وردت في العطاء الجزيل: 5 وتكرر بعضها فيه ص: 97. # م ط س: أهل الالطاف. # س م ط والعطاء الجزيل: كتبة. # م س ط والعطاء الجزيل: شعرة. # الشيء: سقطت من العطاء الجزيل. # العطاء الجزيل: فيمتع. # ط: سيبا. # م ط س: مما ينقى؛ د: يعني؛ والتصويب عن العطاء الجزيل. # د: مكدرة. # العطاء الجزيل: خلاء. # المزورة: نوع من الحساء دون لحم. # العطاء الجزيل: عدة. # ط د: خل. # ط د: مخل. # م ط: بالعنبر. # د: بالتعنيس؛ ط م س: بالتعيين # العطاء الجزيل: ثم. # م ط: الدم. # ط: أفراح عرب. # العطاء الجزيل: العبير. # العطاء الجزيل: ولربما. # العطاء الجزيل: نحفظها ... تعدل ... م ط: عماقا. # وردت في العطاء الجزيل: 97، 129؛ وانظر ما تقدم: 289. # العطاء الجزيل: وتستلب. # في النسخ: من خلف الممرية جلب؛ م: بجلب. # العطاء الجزيل: من منفسات. # في النسخ: تعير؛ تغير: تفيد وتمنح. # ط م د: رقيقتها. # العطاء الجزيل: الدجى. # ط م د س: وأخيل. # م ط س: ألمت قرعها؛ د: فرعها. # ط م: مائلة. # العطاء الجزيل: ليتها. # ط: وتجيدها، س: ونخيدها. # ط م د س: اسئارها. # ط م د س: سر # العطاء الجزيل: ومحببي. # العطاء الجزيل: عقل. # شيء: سقطت من العطاء الجزيل. # وردت في العطاء الجزيل: 112. # العطاء: ورغب. # م ط س: ولو رزقت. # العطاء: منها قبل الولد. # ط والعطاء: تشوقها. # م: وأضعف. # في النسخ: باليدين. # م: رهون. # ط: اكمله. # م ط: الحبول. # كما: سقطت من ط. # قد مر التعريف به في القسم الأول ص: 821. # التحسير: إلقاء الريش العتيق؛ الشكير: صغار الريش. # ط: اللدين. # المعمر: المنزل، وقيل هو اسم موضع في قول الراجز " يا لك من قبرة بمعمر ~~". # البيت لأبي تمام من أبيات كتب بها إلى إسحاق بن أبي ربعي كاتب أبي دلف، ~~ديوانه 3: 60 وتمام المتون 364، 366. # مرت ترجمته في هذا القسم، ص 285. # م ط س: تيقنت. # ط: لأدانت. # الزمع: القلق. # فيه إشارة إلى قصة أوردها في أماليه (1: 65) وهي أن الأصمعي وقف على غلام ~~من بني ms0859 أسد اسمه حريقيص فقال له: أما كفى أهلك أن يسموك حرقوصا حتى حقروا ~~اسمك - فقال: إن السقط ليحرق الحرجة. # وردت دويهية مصغرة للتعظيم في قول لبيد: # وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل يعني مراثي لبيد ~~في أربد أخيه. # مطيبا: سقطت من م س. # م ط د س: ورقا (ورقى) . # فيه إشارة إلى قول الراجز في الضب: # لا يشتهي أن يردا ... إلا عرادا عردا ... ط س: وصلت. # الضمير هنا يعود - على الأرجح - إلى ابن عبد الغفور لا إلى ابن الجد صاحب ~~الرسالة السابقة وعلى ذلك تعد الرسائل التالية حتى آخر الترجمة لابن عبد ~~الغفور. # د م ط س: وخطره. # القطع: انقطاع ما البئر في القيظ، وأقطعت السماء إذا انقطع مطرها. # الشنان: البارد؛ ط م د س: شان. # ط م د س: عمر. # اللغن: أن يتكلم المرء بكلام خاص. # ط: يدب. # نافذات: سقطت في م س. # ونضب: سقطت من ط س. # ط م د س: والمغرب. # نعيم عين: كرامتها وقرتها؛ س ط: نقيم؛ م د: نغيم. # م د: شاغلة؛ ط: شاغلت. # PageV03P523 # بعض هذا النص في الحلة 2: 132. # قال ابن الأبار (الحلة 2: 132) : وسرى إلى ابن عمار أن المعتمد كتب من ~~قرطبة إلى بعض كرائمه شعرا يعتذر فيه من اللحاق بها، آخره: إن شاء ربي أو ~~شاء ابن عمار؛ فأجابه ابن عمار بهذه الأبيات: " مولاي عندي لما تهوى ### | .... # "، وذلك ما حكاه أبو الطاهر التميمي السرقسطي في ديوان شعر ابن عمار من ~~جمعه؛ وانظر خالص: 236. # خ بهامش ط: للمعتمد: وانظر الخريدة 2: 77 وخالص: 201. # الخريدة: بآفاق السرور. # نداكما: لا وجه للتثنية هنا، ولعل الصواب " نداكا ". # خالص: 233. # خالص: 225. # اضطرب هذا الشطر في م فجاء: " وإلا فكم خف جهلا من خف ". # ط د م س: فيا. # ديوان المتنبي: 440. # د: ركب. # هو البحتري، انظر ديوانه: 462. # بعد هذا البيت يبدأ خرم في م س. # ديوان البحتري: 4763. # الديوان: ظن أن يحي به، عمري. # شروح السقط: 1126. # المثل في فصل المقال: 61 والميداني 2: 31 والعسكري 2: 125. # فصل المقال: 298 والميداني 1: 313 والعسكري 1: 50 والفاخر: 246. # انظر جمع الجواهر: 65 وزهر ms0860 الآداب: 11 وتمام المتون: 399. # الميداني 1: 74. # انظر قلائد العقيان: 94 والمطرب: 172 وخالص: 229 والنفح 3: 328 والوافي ~~للرندي: 76 والمسلك السهل: 436. # خ بهامش ط: وأغيد. # مضمن وصدره: " فقالوا قد جزعت فقلت كلا " (أمالي القالي 1: 49 وروايته: ~~وهل يبكي) وانظر الذخيرة 1: 325. # النفح: وأحرز حسنه. # خالص: 300. # نفح الطيب 3: 326 وخالص: 254، والقصة والأبيات في القسم الرابع من ~~الذخيرة (الورقة: 40) . # ط د: جوهري. # المثلث: عند الأندلسيين أنواع من الأطعمة يطلق عليها هذا الاسم منها ~~المجنة المثلثة، والمثلث من رؤوس الخس (كتاب الطبيخ: 201، 222 ومعجم دوزي) ~~وألوانها تضرب للصفرة لأن الزعفران يدخل في تركيبها؛ والتفايا: من بسائط ~~الأطعمة، تحضر من لحم الضآن الفتي مضافا إليه ملح وفلفل وكزبرة يابسة ... ~~(كتاب الطبيخ: 85 - 88) والخضراء منها يضاف إليها ماء الكزبرة الرطبة. # انظر نفح الطيب 3: 197 وقد وردت أبيات الطليق في القسم الأول من الذخيرة: ~~565. # أخبار البحتري: 121 - 122 وديوان البحتري: 1229. # ورد البيتان في الحلة السيراء: 260 وكتاب التشبيهات: 144 والمسالك 11: ~~174 والمرقص والمطرب: 16 والدرة المضيئة 6: 576 ورفع الحجب 1: 124. وينسبان ~~للمصحفي أو لابن فرج، وقال المقري في النفح 1: 64 إن صاحب المطمح نسبهما ~~للمصحفي، ولكنها لم يردا في المطمح. # قلائد العقيان: 96 والنفح 1: 653، 3: 328 وخالص: 297 وبدائع البدائه: 372 ~~والريحان 1: 156 ب. # النفح: متناوح ... يندى عطفه. # خ بهامش ط: نجاده (بخط مغاير لخط الأصل) . # النفح: إياك بادرة الوغى. # هو أبو الوليد ابن الحضرمي، وزر للمتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس، فداخله ~~تيه وعجب وتجبر، كرهه من أجلها أصحاب الدولة فعزله المتوكل (المغرب 1: 365 ~~والنفح 3: 450 والشريشي 4: 124. وفيه ثلاثة من الأبيات التي وردت هنا) . # خ بهامش ط: وشوقي إليه. # وردت ترجمته ف القسم الثالث: 251. # النفح 4: 73، 306 وخالص: 244. # هنا ينتهي السقط في م س. # المعجب: 171 والقلائد: 86 وخالص: 220. # القلائد: انتدبت. # القلائد: هيج. # القلائد: 90 والخريدة 2: 81 والحلة 2: 145 وخالص: 278. # القلائد والخريدة والحلة: للفضل. # م: بالحيا ... القلائد والخريدة والحلة: من نشره. # الحلة: بخلتم بأعيان. # ط م: ولم. # خالص: 264. # خالص: 263. # م ط س: نثرا. # وقع البيت في م س وهامش ط. # القلائد: 93. # القلائد: فلاحظت. # خ بهامش ط: ولاح بدر # القلائد وخ بهامش ط: ونجعة. # القلائد: دانيا أو نائيا. # القلائد: 93 وخالص: 272. # د: وصلت. # القلائد: نفسي. # هذا البيت واللذان بعده من هامش ط. # رفا: مخفف من ms0861 رفأ بمعنى حاباه، ورفق به؛ ط م د س: وفا. # انظر البيتين في الإصابة 6: 162 والحماسية رقم: 25 (شروح المرزوقي: 149) ~~. # الحماسة: ابن حرب. # ط د م: ولواء. # الليس: جمع أليس وهو الشجاع الذي لا يبالي الحرب. # د: بالشرح؛ م: بالشرج. # نقل ابن سعيد هذا في المغرب 1: 97. # خ بهامش ط: خلصت. # ورد في الرايات: 56. # هذا البيت والذي قبله من هامش ط. # هذا البيت وخمسة أبيات بعده من هامش ط. # هذا البيت من هامش ط. # خالص: متعللين. # م س: شدتهم (وكذلك عند خالص) . # مم ط س: دعاك. # هذا البيت مقدم عن موضعه عند خالص. # خالص: فإنما أهدي. # خالص: 262. # ط د س م: أعفيته. # س: وقصدك. # انظر شروح السقط: 120. # خالص: 295. # ترجمته في القسم الثالث: 459. # القلائد: 92 وخالص: 302. # م ط س: طفقت. # ط م س: إلى المطرز؛ وسيرد " ابن المطرز " ص: 411؛ وانظر خالص: 304. # القلائد: 50 وخالص: 265 والحلة 2: 85 والمغرب 2: 198. # المغرب والحلة: فضح السحاب؛ المغرب: الجون. # القلائد: 51 والحلة 2: 85 والمغرب 2: 198. # القلائد: 86 والمطرب: 173 وخالص: 297. # م ط: بعثت. # ط والقلائد: منطق. # القلائد: وإن. # القلائد: 49 والخريدة 2: 83 وابن خلكان 5: 40 والحلة 2: 84 والمغرب 2: ~~197. # القلائد: 50 والخريدة 2: 84 وخالص: 269. # القلائد وخ بهامش ط: جاهدا (بغير خط الأصل) . # القلائد وخ بهامش ط: بعض (بخط مختلف) . # الخريدة: يخفف؛ القلائد: يبرد. # ط م س: لغمز. # القلائد: قبلها. # الخريدة: فصادفت. # نقله ابن الأبار في الحلة 2: 144. # الحلية (2: 144) : الرحيل، وذلك تغيير من المحقق، ليطابق ما اقترحه ابن ~~عمار من خروج إلى شرق الأندلس مع الرشيد بجيش اشبيلي للاستيلاء على مرسية ~~(وفي أصل الحلة: الرعيل) . # هما لإبراهيم بن العباس الصولي قالهما لما انحرف عنه ابن الزيات، وكان ~~الحارث بن بسختر صديقا له، فهجره فيمن هجره من إخوانه (الأغاني 10: 45 ~~وديوان العباس: 182) وقيل إن البيتين لإسحاق بن إبراهيم الموصلي. # الحلة 2: 143 وخالص: 284 وتمام المتون: 308. # الحلة: صوت. # الحلة: أبعد انقضا خمس وعشرين. # الحلة: كبا؛ ط م د س: بنا. # د: تمر. # ليس لعبيد، وإنما هو لعدي بن زيد، ديوانه: 70. # ديوان القطامي: 25 وتمام المتون: 56. # الحلة 2: 135 وديوان المعتمد: 51؛ وعند الفتح في القلائد: 90 - 91 أبيات ~~اختلطت بها بعض هذه، كتبها ابن عمار إلى المعتمد، وانظر ms0862 خالص: 279. # الحلة: أغرب. # نقل التعليق في الحلة 2: 136. # د: مبتناه؛ ط: معناه. # د: للأصحاب. # الحلة: ولا غرو. # هذا البيت ورد في ط م س، وذكر ابن الأبار (الحلة 2: 137) أن أبا الطاهر ~~التميمي أورد هذا البيت زيادة على ما أورده ابن بسام في روايته. # الحلة 2: 136 وديوان المعتمد: 52؛ والرد الذي أورده الفتح في القلائد ~~يتضمن أبياتا على الروي نفسه، لكنها غير هذه. # ديوان المتنبي: 456. # م ط س: الناظم. # زهر الآداب: 633 وذهب الحصري إلى أن الناجم أخذه من قول بشار في المهدي: ~~" لقد مدحته بشعر لو قلت مثله في الدهر لما خيف صرفه على حر ". # ديوان المتنبي: 37. # الديوان: لو قضفت به. # يعني ابن عبد العزيز، ولم يصرح بذكره فيما سبق. # الحلة 2: 141 والقلائد: 64 وخالص: 293. # القلائد: التنزير بالتبذير. # الحلة: لو سلكت سبيلها. # د: والتدوير؛ الحلة والقلائد: التعزيز والتوقير. # يعني أبا عبد الرحمن ابن طاهر، وكان مشهورا بنوادره، كما وضح ابن بسام في ~~ترجمته في القسم الثالث: 26 - 27. # في الحلة: # ولعل يوما أن يصير نعته ... في طينه التقديم والتأخير وفي القلائد: أن ~~يصير نقشه. # قدار: عاقر الناقة؛ وفي د: مدارها. # كان ابن عمار شديد التنقص للوزير أبي بكر احمد بن محمد بن عبد العزيز، ~~ويقال إنه نظم هذه الأبيات حين غدره ابن عبد العزيز في حصن جملة (Jumilla) ~~من أعمال مرسية (انظر الحلة 2: 155 وديوان المعتمد: 71) . # الحلة: خبر. # د: سواد القار. # ط د س: جاروا. # ط م د س: ذيلها. # البيت من هامش ط، وهو والأبيات هنا من تقييد معلق آخر عدا الناسخ. # هذا البيت والذي يليه من هامش ط. # هذا البيت والذي بدعه ما هامش ط. # زيادة من هامش ط. # ط د: التقريظ. # الحلة 2: 156 وديوان المعتمد: 72. # ط م د: وشنبوس. # ط م س: التدبير. # الحلة 2: 1576 والخريدة 2: 71 والريحان 1: 156 ب والوفيات 4: 428 والوافي ~~4: 230. # د: أضرب. # ذكر ابن الأبار (الحلة 2: 157) أن ابن عبد العزيز دس إلى مرسية نبيلا من ~~يهود الشرق ليلابس ابن عمار ويروي ما يقوه من أشعار، وأن هذا اليهودي هو ~~الذي حصل على هذه القصيدة وطار بها إلى ابن عبد ms0863 العزيز، فطيرها هذا مدرجة ~~طي كتابه إلى المعتمد. # ترجمته في القسم الثالث: 448. # خالص: 301. # ط: الخيان. # د: الصنع. # لم أجد تعريفا به، ولكن يبدو من سياق الأحداث أنه كان صاحب حصن شقورة، ~~حيث تم القبض على ابن عمار. وقد قص لسان الدين كيف احتال صاحب هذا الحصن ~~على ابن عمار وجعل البلد بيده باللسان، وطلب منه الصعود بنفسه لمباشرة ~~قصبته، فأسرع لذلك في طائفة يسيرة من الرجال فلما تحصل في القصبة وثب به ~~صاحب الحصن وكلبه وأودعه المطبق (أعمال الأعلام: 160) . # د: أووا. # ذكره في النفح 3: 429 وأورد له أبياتا في زوال دولة المعتمد، وانظر ~~الذخيرة 1: 818 - 821. # ط د س: رائه. # ط د م س: ولقد. # القلائد: 92 والمعجب: 183 وخالص: 305. # ط د م س: ترك؛ د: المال. # الحلة 2: 154 وخالص: 306. # الحلة 2: 153 - 154 والقلائد: 98 والمعجب: 185 وأعمال الأعلام: 161 ~~والنفح 5: 182 وخالص: 319 والريحان 1: 157 أوتمام المتون: 92. # المعجب: وأسجح. # القلائد: عدائي؛ الحلة: وشلي. # س والحلة: وتمصح. # الحلة والقلائد والمعجب: بزور. # القلائد والمعجب: بفعله. # القلائد: يتقى. # ط: أرجح. # المعجب وخ بهامش ط: واضح. # الحلة: فيفصح؛ م ط س: فيمرح. # م ط س: علي. # النفح: ستشفع. # القلائد: مجلح. # انظر المعجب: 186. # يعني أبا ذؤيب الهذلي، ديوان الهذليين 1: 8. # ط س: أزله. # ديوان المجنون: 203. # القلائد: 86 والحلة 2: 151 وخالص: 308 والريحان 1: 157أ. # القلائد والحلة: واهبا. # القلائد والحلة: سهل - أحرفا. # قارن بالحلة 2: 158 وأعمال الأعلام: 161. # الحلة 2: 151 وتمام المتون: 363 وخالص: 313. # الحلة: ملك. # الحلة: وكفاه ... كفاه. # د: التقى. # د: سفحه. # م ط: غرة. # الحلة: درب على نصر الولي. # د: حده. # ط م: لدفع. # الحلة: أنفاله. # الحلة: عليه. # يومئذ: سقطت من م. # د: المنيرة؛ ط س: المنبرة؛ م: المثبرة؛ وانظر أبياتا من القصيدة في الحلة ~~2: 152 وهي عند خالص: 309. # مطو البريد: صاحبه؛ وفي م ط: مظهر البريد؛ الحلة: ظاهر بريدي. # الحلة: وانتخب، وفوق اللفظة في م: كذا، ولعل الصواب: وانحدر. # بعده في الحلة بيتان متصلان به وهما: # - فإذا ما اجتلاك أو قال ماذا ... قلت إني رسول بعض العبيد # بعض من أبعدته عنك الليالي ... فاجتني طاعة المحب البعيد ط: عبد. # في النسخ: محوة؛ والمخوت التي إذا خاتت أي ms0864 انقضت سمع لجناحها دوي. # مزؤود: مذعور. # د: بمن. # في النسخ: يلتفت، وإنما نثر قول تميم بن جميل السدوسي (الوافي للرندي: ~~20) : # أرى الموت بين السيف والنطع كامنا ... يلاحظني من حيث ما أتلفت قارن ~~بالحلة 2: 158. # الحلة: وحرمه. # الحلة: عن. # انظر الحلة 2: 159. # هو عيسى بن يوسف بن سليمان الشنتمري، ولد أبي الحجاج الأعلم اللغوي ~~المشهور، روى عن أبيه واختص بعبيد الله بن المعتمد حتى استوزره ونال معه ~~دنيا عريضة (الذيل والتكملة 5: 515 والتكملة: 409) . # د: في وقته. # ط: وحدس إليه. # الحلة: معه البارحة فيه. # ط: فالتقد؛ د: فانفد. # اضطربت كتابة اللفظة في ط م س (ط: طبر بزيرا، وفوقها: كذا) . # بحاشية ط شعر بخط الأصل وهو: # أما والله إن الظلم لوم ... وما زال المسيء هو الظلوم # إلى ديان رب العرش نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم قلت: والبيتان لأبي ~~العتاهية وقد مر تخريج الثاني منهما. # الحلة 2: 160. # انظر الحلة 2: 161. # د: يسمع. # ذكر ابن قاسم الشلبي الذي أخذت عنه أكثر أخبار ابن عمار أن هذه القصيدة ~~وجدت في قراب ابن عمار بعد قتله (الحلة 2: 160) ؛ وانظر الأبيات عند خالص: ~~317. # الحلة: فقلت. # الحلة: مثلها. # انظر المغرب 2: 385 والمسالك 11: 428 (وفيه نقل عن الذخيرة) ورايات ~~المبرزين: 27 (غ) والخريدة 2: 191، 3: 588 (ط. تونس) والنفح 4: 307؛ ولفظة ~~" حسان " سقطت من م س ط. # في الأصول: حسان؛ وقد اضطرب الاسم فجاء حينا مصروفا وحينا ممنوعا من ~~الصرف، وهذا جائز فيه، لأنه إن كان من " حسن " كان مصروفا لأصالة النون ~~فيه، وإن كان من حس " كان ممنوعا من الصرف، لأن النون فيه زائدة؛ ولكني ~~أجريت ما جاء في هذا النص على سياق واحد، أي اعتبرته مصروفا. # م: ويتبادرون. # الأوق: الثقل. # انظر إلى قول الشاعر: # وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ... عشية لاقينا جذام وحميرا وهو من المثل: ما ~~كل بيضاء شحمة (الميداني 2: 169والعسكري 2: 287 تحقيق أبو الفضل، وانظر ما ~~تقدم ص: 114) . # مغتبطا: سقطت من م. # م: بيده. # صدر بيت لأبي تمام (ديوان 3: 232) وعجزه: وأن تعتب الأيام فيهم فربما. # يقال في مضارع مضى: يمضي ويمضو. # ط م د س: تفاءلت بالفتح اسم الفتح ms0865. # ط د: داله؛ م س: دله. # يرد مع أبيات أخرى له في القسم الرابع من الذخيرة (الورقة: 90) . # يعني أبا نواس، ديوانه: 273، وعجز البيت: " ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر ~~". # ديوان ابن هانئ: 17. # منها أبيات في المغرب والمسالك والرايات. # ط م د: أغرتك؛ س: أعزتك. # في الأصول: واغلظ على رقة وارغب على زهد، والتصويب عن المغرب. # الرايات: قدرته. # ديوانه: 153. # م: يقول فيها. # س: وكان. # لم ترد هذه الأبيات في ديوان حسان. # انظر هذا الخبر في السيرة 2: 228 والإصابة 2: 8 وفيه قول حسان عندما حضته ~~صفية على قتل اليهودي: " يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب، والله لقد عرفت ~~ما أنا بصاحب هذا " وقوله بعد أن قتلته على سلبه: " ما لي بسلبه من حاجة ~~... ". # ديوانه 1: 432 وصدر البيت: " أضر بجسمي مر الدهور ". # كان حسان يكنى أبا الوليد - وهي الأشهر - وأبا المضرب وأبا الحسام وأبا ~~عبد الرحمن؛ ولم أجد أحدا ذكر له كنية في الحرب؛ وأبو نعامة كنة قطري بن ~~الفجاءة، ولا مانع من أن يتكنى بها غير واحد من الناس. # إزاء البيت بهامش ط تعليق بخط الأصل، وهو: يا مصيصي لقد أفرطت، وفي قبيح ~~القول تورطت، وفي التأديب فرطت. # ديوان المتنبي: 329 وأول البيت: جاد الأمير به لي في مواهبه، فزانها ### | .... # ديوان أبي تمام 2: 73. # ديوان المتنبي: 219. # د: لا عزوا ولا ظفروا؛ م س ط: ولا ظفروا. # ترجمته في القسم الثالث: 652. # الهرقليات: الدنانير. # المعتمد ... التقسيم: سقط من م. # السمط: 766 وزهر الآداب: 330 والمختار: 80، وديوان أبي سعد: 52. # في النسخ: الجبن، وهو ما في زهر الآداب أيضا. # ديوان أبي تمام 1: 63. # الديوان: لله مرتقب في الله مرتغب. # منها أبيات في المسالك وبيتان في تمام المتون: 290. # م س ط: فانبتت. # اسطبة أو اصطبة (Estepa) على بعد 23 كم إلى الشرق من أشبونة (Osuna) وتقع ~~ضمن ولاية إشبيلية (الروض رقم: 18) . # فيه إشارة إلى المثل: " على أهلها دلت براقش ". # النصاح: السلك يخاط به. # فيه: سقطت من م س. # وردت الأبيات في المسالك، وانظر الغيث 2: 60. # م: المضرة. # المسالك: حسنا. # م ط: ثم. # منها أبيات في المسالك 11: 430. # المسالك: نحو ms0866 الديار. # ورد هذا البيت في النفح 4: 307. # م س: ذكره. # ديوان امرئ القيس: 65، وعجز البيت " وأيقن أنا لاحقان بقيصرا ". # في النسخ: يوشي. # ديوان امرئ القيس: 108، 107. # ديوانه: 12 وصدر البيت: " أفاطم مهلا بعض هذا التدلل ". # انظر البيان والتبيين 2: 353، 3: 188 وعيون الأخبار 1: 287 والحماسية ~~رقم: 263 والأغاني 10: 20. # ورد البيت لمليل بن الدهقانة التغلبي في الحماسة البصرية 1: 212 ومعجم ~~المرزباني: 445 ونسب في الأمالي 1: 272 لأعرابية، وفي البيان والتبيين 2: ~~353 ورد البيت التالي دون نسبة: # إذا ما مات مثلي شيء ... يموت بموته بشر كثير ديوان المجنون: 256. # الأغاني 9: 200. # ديوان امرئ القيس: 357 ومادة " عسيب " في معجم ياقوت. # م: جانب. # انظر هذا الخبر في معجم ما استعجم 1: 204 (مادة: أنقرة) . # معجم ما استعجم 3: 943 وابن خلكان 6: 34. # المسالك 11: 430 - 431. # د: امرؤ. # ط م: لحظها. # المسالك: فيسرني متعللا. # لم يرد البيت في م ط س، وقصة عرار الذي أردت زوج أبيه إهانته فامتعض أبوه ~~لذلك، تتحدث عنها الحماسية: # أرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم انظر ~~الخريدة 3: 588 والمسلك السهل: 435 ووردت الأبيات في زاد المسافر: 141 ~~والوافي للرندي: 30 والنفح 3: 382 منسوبة لأبي عبد الله محمد بن الفراء ~~الأعمى، وفيها زيادة على ما هنا، واختلاف في الختام. # روايته في زاد المسافر والوافي والنفح: فجئنا إلى الحكم الألمعي شيخ ~~المجون وقاضي الظرف. # م س: يعلم. # ديوان جميل: 164. # الديوان: فقلت له قتلت. # د: وخيم. # هو أبو بكر محمد بن إسحاق اللخمي من أهل شلب يعرف بابن الملح وابن ~~الملاح، كان له ابنان هما أبو القاسم أحمد وأبو محمد بن عبد الملك وقد رويا ~~عنه. (انظر ترجمته في الذيل والتكملة 6: 118 والتكملة: 414 والمغرب 1: 383 ~~والرايات: 27 (غ) والقلائد: 187 والنفح 4: 70، 148، 263، 3: 466) ؛ وفي ~~ترجمة ابنه عبد الملك انظر الذيل والتكملة 5: 32 والتكملة رقم: 1705 وأما ~~في ترجمته ابنه أحمد فانظر الذيل والتكملة 1: 400 والتكملة: 51، وكان أحمد ~~هذا ريان من الأدب شاعرا، ولي الصلاة والخطبة بجامع بلده زمانا، وعن أحمد ~~وعبد الملك يروي أبو بكر ابن خير، وقد مر لأحمد هذا شعر في النفح 4: 71 ~~والمغرب 1: 384 وفي أخباره ما يشير إلى أنه انقلب بعد العفة إلى الانخلاع ~~وتزوج امرأة كانت ترقص في الأعراس باشبيلية. # منها ms0867 ثلاثة أبيات في الخريدة 3: 467 والقلائد: 188 (وبيتان في المغرب 1: ~~384) . # أصل ط والقلائد: صبابتي؛ الخريدة والمغرب: قضيتي. # المغرب: كل يوم. # القلائد: لم تغب لي. # انظر القلائد والخريدة. # القلائد والخريدة: رمى. # القلائد والخريدة: الخلق. # د ط: المطولة. # منها ستة أبيات في كل من الخريدة والقلائد والريحان 1: 157 / أوأربعة في ~~المغرب. # المغرب: بنانه. # ط د: فتن. # القلائد والخريدة: يمسي ويصبح في القرارة. # ط د س: حف. # انظر مادة " ضارج " في معجم ما استعجم والروض المعطار. # م: يستذر؛ ط: يستدير؛ د: يستدر. # د: حروب؛ ط م س: ضروب. # م ط د س: يظفر. # شروح السقط: 163. # د: رؤيته، وهي رواية البطليوسي. # م ط س: حان النساء؛ د: حاق. # بياض في ط م س؛ وفي د: أنهار، ولا معنى له. # د م: الوافر. # ط: غرو؛ س: غرق. # شروح السقط: 158. # ديوان ابن شهيد: 108 والذخيرة 1: 289. # ديوان المتنبي: 302 والذخيرة 1: 288. # الديوان: أأطرح. # ط: وأورد (أقرأ: وأذود) . # ط د: فتاك. # في يوم الكديد بارز ربيعة بن مكدم عددا من الفرسان تواتروا لمبارزته، ~~وحمى الظعينة، فلما ذهب دريد بن الصمة ليرى ما حدث ووجد ربيعة حديث السن، ~~أعطاه رمحا وعاد عنه دريد وادعى أن ربيعة انتزع منه الرمح؛ وفي ذلك اليوم ~~يقول ربيعة: # إن كان ينفعك اليقين فسائلي ... مني الظعينة يوم وادي الأخرم (انظر العقد ~~5: 171) . # ط: نبات. # ومنها: سقطت من م س. # ديوان المتنبي: 248 وصدر البيت: " وكنت إذا يممت أرضا بعيدة ". # ديوان ابن زيدون: 146 والذخيرة 1: 361. # م ط د س: يظل. # بنسج: سقطت من م س. # هو محمد بن العطار اليابسي نسبة إلى جزيرة يابسة، انظر المغرب، 2: 470 ~~والمسالك 11: 458 والنفح 4: 10 وله ترجمة في القسم الرابع من الذخيرة. # منها بيتان في المغرب 2: 470. # ط: كوثبها؛ د: كواتبها. # بدائع البدائه: 269 والنفح 3: 333 والشريشي 3: 154. # البدائه والنفح: ركب البدر جوادا سابحا. # البدائع والنفح: خيض. # ط م د س: أخذه. # هو أبو المطرف عبد الرحمن بن فتوح، وقد وردت ترجمته في القسم الأول: 770. # قد مر البيت ص: 379 من هذا القسم. # مر في القسم الأول: 201 وانظر من هذا القسم. # بدائع البدائه: 270 والنفح 3: 333. # البدائع والنفح ms0868: يا ابن محمد. # ورد البيت الثاني في البدائع والنفح. # كتاب التشبيهات: 193. # التشبيهات: الكمي. # التشبيهات: وإحراز. # التشبيهات: لبب من شهبة بين دهمة. # التشبيهات: نورا وظلمة. # التشبيهات: ولبب. # هو أبو بكر عبد الله بن حجاج الغافقي، من شعراء المعتضد، هجر إشبيلية إلى ~~الجزيرة الخضراء ومدح صاحبها محمد بن القاسم بن حمود، وقد لقيه الحميدي في ~~حدود 430 (انظر الجذوة: 243 والبغية رقم: 919 والمغرب 1: 260 والنفح 3: ~~385) . # د: بأذرع. # ديوان أبي تمام 4: 434 وأخبار أبي تمام: 68. # الديوان: حلفت. # هو عثمان بن إدريس الشامي (أو السامي) . # ديوان البحتري: 1745 وأخبار أبي تمام: 70. # من ملحقات الديوان: 543 عن الذخيرة، وانظر الشريشي 3: 154. # عن يحيى بن هذيل (- 389) انظر كتاب التشبيهات ص 336 - 338 حيث ورد ذكر ~~القطع الكثيرة التي ضمها ذلك الكتاب من شعره مع نبذة عن حياته وذكر لمصادر ~~ترجمته. # ترجمته في القسم الثالث: 821 والبيتان في الشريشي 3: 154. # انظر الشريشي. # م: مثيلة؛ أما المنبلة فقد شرحت في القسم الثالث: 432 (حاشية: 3) ومعناها ~~مرصع أو مزخرف. # ط م د س: صبابة. # الورق: موضعها بياض في ط م س. # انظر نفح الطيب 4: 263 وبدائع البدائه: 373. # النفح والبدائع: يجري. # النفح والبدائع: منسكب. # النفح والبدائع: حفاف. # النفح والبدائع: في الماء. # النفح والبدائع: الفيل. # ترجمته في بغية الملتمس رقم: 1101 والمطرب: 118 والقلائد: 242 والخريدة ~~2: 95 والمعجب: 159 والنفح 1: 657 (نقلا عن القلائد) ومواطن أخرى متفرقة. ~~والمسالك 11: 219 والسلفي: 19 ومواطن مختلفة في بدائع البدائه، ورايات ~~المبرزين 77 (غ) . # م د س: المال. # أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى المعروف بالأعلم الشنتمري (410 - 476) ~~كان عالما بالعربية واللغة ومعاني الأشعار، وكف بصره آخر عمره (انظر ابن ~~خلكان 7: 81 والصلة: 643 ومعجم الأدباء 20: 60 ونكت الهميان: 313) . # أبو مروان ابن سراج: له ترجمة في القسم الأول من الذخيرة: 808 وفيه فصل ~~من أشعار رثي بها، وانظر صورة من هذه الخصومة بينه وبين الأعلم حول الرسالة ~~الرشيدية في إحكام صنعة الكلام: 86. # فيه إشارة إلى قول بشار (ديوانه: 217 جمع العلوي) : # إذا أيقظك حروب العدا ... فنبه لها عمرا ثم نم القلائد: 244 والمطرب: 121 ~~والخريدة 2: 102. # الخريدة: فيا ويلتا. # م: عليهم. # ترد ترجمته في ما يلي من هذا القسم ص: 520. # هو حيان بن الحكم السلمي ms0869 (انظر حماسة البحتري: 65 وحماسة الخالديين 1: ~~142 والعيون 1: 164 والحيوان 4: 185) . # اسمه الهيثم بن الربيع (ترجمته في الشعر والشعراء: 658 والأغاني 16: 236 ~~وطبقات ابن المعتز: 143 والخزانة 4: 283 والسمط: 244 وقد جمع شعره رحيم صخي ~~التويلي - مجلة المورد (1975) المجلد الرابع - العدد الأول: 131 - 152) . # م: على الصواب (اقرأ: يقف على الصواب) . # م: وجروه. # على حروف ... شعر: سقط من م. # كذا، وهو ثالث بحسب ما عده في هذه الفقرة، إلا أن يكون قد عد الذخيرة ~~ضمنا. # م: قصيدة. # يقول فيها: سقط من م. # خلقاء: مصمتة ملساء. # م: لما أمست. # د: عفت الأنباء. # كذا في النسخ، وأظن صوابه: " العلم ". # لعل لهذا اللقب صلة بقولهم: " الدامغة " وهي الشجة التي تبلغ الدماغ، وإن ~~كنت أرجح أن اللقب يشير إلى ضخامة رأس عبد الجليل وأنه لذلك نبز عامي. # ط د: نوار. # د: التعيين. # ط م س: كان. # ط م: منزلا (دون إعجام) . # ط د م س: فائد. # هذه القطع في ديوان المتنبي: 426، 226، 478، 573 - 574. # لعل الصواب ابن غسان؛ وقد سماه الثعالبي (اليتيمة 3: 428) أبا الحسن ابن ~~غسان البصري الشاعر الطبيب، وذكر أنه ورد الأهواز مع الشعراء ومدح عاملها، ~~وذكره التوحيدي باسم " ابن غسان " في الامتاع 2: 169 وحكى أنه غرق نفسه ~~لأسباب تجمعت عليه من فقر وجرب وعشق؛ وترجم له القفطي (تاريخ الحكماء: 402) ~~وذكر أنه كان يخدم بصناعته ملوك بني بويه. # م ط: أصحا ... يزايل. # ط م د س: وأردى. # اللزوميات: 55 ب (نسخة ليدن رقم: 906) ؛ 1: 148 - 149 (ط. هندية) . # اللزوميات: والروح ... في رأي. # اللزوميات: 66 ب، 1: 178. # اللزوميات: 87 أ، 1: 197. # اللزوميات: 90 أ، 1: 200. # اللزوميات: 91 أ، 1: 203 - 204. # ط م د س: شيئان. # اللزوميات: 189 ب، 2: 97. # اللزوميات: ولا أزداد. # بثاره: سقطت من م س. # ط م س: مناه (دون اعجام في ط وفوقها كذا) ويا فلى؛ د: لا تخلقنك. # البوغاء: التراب عامة، أو التراب الهابي في الهواء. # الجدالة: الأرض. # د: القرناء. # شروح السقط: 975. # ديوان المتنبي: 257. # ديوان التهامي: 53. # ديوان مسلم بن الوليد: 147 ورجح ابن خلكان 6: 338 أن الشعر لعبد الله بن ~~أيوب التيمي. # الديوان: تأمل. # ديوان المتنبي: 423. # ترجمته في القسم الثالث: 840 وانظر البيت: 844. # سيرد البيت في هذا القسم: وانظر الثالث: 849. # هو الأعمى التطيلي ms0870، انظر ديوانه: 228 وستأتي ترجمته في هذا القسم: 728. # ط م: لعلة. # ديوان المتنبي: 508 وصدره: بأبي الوحيد وجيشه متكاثر. # ط د م س: أبكي. # وقوله: سقطت من م ط. # لم يرد في ديوانه. # مر قبلا ص: 379 مع تخريجه. # شروح السقط: 938 - 939. # ط م د: واها ... وآها. # أمالي القالي 2: 115 والحماسية رقم: 280 (شرح المرزوقي) وزهر الآداب: 794 ~~والسمط: 745 ووفيات الأعيان 4: 89. # الأمالي: وكانت له حيا. # متابع للعمدة 2: 147. # ديوان النابغة: 213 والعمدة؛ ط د: حصن بن بدر؛ م: حصن والفاظه بدر. # قارن بالعمدة 2: 153. # ديوان أبي تمام 3: 324 والعمدة. # ط د م: حصب. # ديوان تميم بن أبي مقبل: 11 ومطلع القصيدة: # عفا بطحان من قريش فيثرب ... فملقى الرحال من منى فالمحصف وهذا الذي ~~أورده ابن بسام هو ما جاء به ابن رشيق في العمدة 2: 252. # مطلع قصيدة دريد في رثاء أخيه: # أرث جديد الحبل من أم معبد ... بعاقبة وأخلفت كل موعد العمدة 2: 154. # هو قول الصاحب بن عباد في رسالته: 233. # الديوان: صنائعها. # بعض أبياتها في القلائد والخريدة والبغية والمسالك والرايات. # الرايات: ودجن. # الرايات: والخريدة فلتكره سجيته. # م ط د: والوهل. # م ط س: دماؤهم. # جيش فوارسه: موضعها بياض في ط س. # ديوان أبي تمام 1: 148. # ديوان البحتري: 283. # الذخيرة 3: 812. # الذخيرة 3: 812. # ديوان المتنبي: 513. # ديوان أبي تمام 3: 192. # الديوان: أيامه. # اللزوميات: 109 / أ؛ 1: 247. # ط م د س: كالفجر. # اللزوميات 137 / أ؛ 1: 315. # أبو مروان عبد الملك بن شماخ، وردت ترجمته في القسم الأول: 827. # ترجمة ابي جعفر المحدث في القسم الأول ص: 905 وقد ورد البيت هنالك. # انظر الذخيرة، القسم الأول: 14. # م: عرض؛ وسقطت " لي " منها ومن ط. # زهر الآداب: 392 وتشبيهات ابن أبي عون: 347. # م ط د: دنفا. # انظر الغيث 2: 74 والشريشي 2: 139. # ديوان المتنبي: 162. # الديوان: الجد. # الشعر لأبي إسحاق الصابي، انظر اليتيمة 2: 293 ومعجم الأدباء 2: 85 - 86 ~~وبهجة المجالس 1: 194. # اليتيمة والمعجم: النقص؛ بهجة المجالس: النول. # اليتيمة والمعجم: الفضل؛ بهجة المجالس: الحذق. # د: كتابي. # ومنها: سقطت من م. # م د: الفلاذ. # ديوان المتنبي: 397. # الديوان: فيهم. # الديوان: بها. # م س: هل أتيت فلم يزد. # ديوان البحتري: 659. # س: يغمره. # ط د: عيدك. # م س: تدعو. # د: فقمت فيه. # وقعت لفظة " ومنها ms0871 " في ط بعد هذا البيت. # م س: سورة. # م: قطعته. # ط د: فما تثقف. # ط د: نبات. # سقط هذا البيت واثنان بعده من م. # ط س: ينجو. # م: لا تخفى. # لم يرد هذا البيت في م س. # ط د: يزد. # م س: وتشبع. # م: يحق. # ديوانه: 194، وصدر البيت: وأصبح شعري منهما في مكانه. # منها سبعة أبيات في المطرب: 119، وبيت في الخريدة 2: 95 وسبعة في الخريدة ~~2: 101 وثلاثة عشر بيتا في المسالك 11: 221. # م: تجدد. # وقال فيها: لم يرد في م. # م: حيث. # لعلها: ينحسر. # ط د: المدح - معوضة؛ م: قرصان. # ط: محاظرنا. # ط: الدهر. # ط د: وارتابه (اقرأ: وانتابه) . # م: وجدت بها؛ س: وهدت بها؛ ط د والمسالك: ومدت به، والتصويب عن المطرب ~~والخريدة. # هذا البيت والذي يليه في الغيث 2: 160، والأخير في مختارات ابن الصيرفي: ~~124. # المطرب والخريدة والصيرفي: كأنما البحر عين. # اليتيمة 2: 6 قال: وركب في صباه سمارية، ولم يكن رأى دجلة قبل ذلك؛ وابن ~~خلكان 4: 404. # الذي: زيادة من م س. # نفح الطيب 4: 59 - 60 والمسالك 11: 22. # ط د: يعنق. # النفح: لها الأعيان. # ط د: فتفصحت. # الشوذق والسوذق - بالشين والسين - الشاهين، و " قراهة " في النسخ قد وردت ~~" وهادة "، وتصحيحها على التقدير، لا أنها قراءة دقيقة. # لم يرد البيت في م س. # م س: قصيدة قال فيها؛ وانظر ديوان ابن هانئ: 52 وزهر الآداب: 1001. # الديوان: أعلامها، وما هنا موافق لزهر الآداب. # من هذه القصيدة ثمانية وعشرون بيتا في زهر الآداب: 1003 ورفع الحجب 1: ~~141. وثمانية عشر بيتا في النفح 4: 57 - 58 وبعضها في المقتضب من تحفة ~~القادم: 122 ومنها بيتان في الحلة 1: 285. # النفح: مسجون؛ م س: مزجور. # زهر: الظلام الغيهب. # زهر: لواعبا. # زهر: يبرك ماء الميزب. # ط: نوائبها. # منها أبيات في المسالك 11: 222 - 223 والنفح 4: 263 وانظر ما مر منها في ~~القمم الثالث 766 - 767. # م: يحيط. # المسالك: من الأنس. # م س والمسالك: تبر. # س م: يهاب. # م س: خلقا دبالا؛ المسالك: خلقا وحالا. # م: لذوبته؛ س: لدويته. # ط د: فما. # انظر ما تقدم ص: 472. # المسالك: فلم ترفع لرؤيته. # ط د س: رويتها. # المسالك: مقالا. # م س: لنا معاليه ms0872. # م: تغرب الأسد. # م س: وذكت بهاه. # د: عز، ط: عن؛ م: عق، والتصويب عن المسالك. # م س: بها. # م س: واكتهالا. # م س: خلائفها جياد. # مر البيت في الذخيرة 1: 82. # م: حدا نفالا؛ س: حدا ثقالا. # المسالك: أردد منه للكبد النصالا. # س م د: تقبله. # أبيات الخنساء في زهر الآداب: 925 وأمالي المرتضى 1: 98 وحماسة ابن ~~الشجري: 104 والأول في الخزانة 3: 277 وأنيس الجلساء: 43. # أمالي المرتضى: هجنت. # ط د: سارت؛ م س: صارت؛ أمالي المرتضى: لزت هناك. # أمالي المرتضى: برزت. # س م: لأبي عبيد الله. # متابع لزهر الآداب: 926 وانظر ديوان البحتري: 1421 وأنيس الجلساء: 43. # زهر الآداب: 926 والمختار: 263 والطرائف الأدبية: 96 وديوان أبي تمام 2: ~~337. # زهر الآداب: 926 وديوان أبي تمام: 337. # زهر الآداب: 926 - 927 وأنيس الجلساء: 43. # زهر الآداب: يقتربان. # ديوان الهذليين 2: 583 وحماسة ابن الشجري: 83 والحماسة البصرية 1: 225 ~~وزهر الآداب: 795 والخزانة 4: 353 وبلاغات النساء: 173 وحماسة البحتري: 273 ~~وأمالي المرتضى 2: 243 وكتاب الصناعتين: 142؛ وقد أورد ابن رشيق هذا الشعر ~~في العمدة 2: 31 (تحقيق محيي الدين عبد الحميد) في باب التسهيم أو ما يسميه ~~قدامة " التوشيح " ويسميه ابن وكيع " المطمع " ولم أعثر على من سماه " ~~معاقدة ". # م: عرينة ... مبيدا. # م: ومبيد. # ديوان المجنون: 94 والزهرة: 47 والعقد 5: 378. # ديوان العباس: 84 والعقد 5: 378. # الذخيرة 3: 347. # انظر المسالك 11: 224 - 225. # ط: أحيي. # م س: والفرق. # ط د: المكاره. # ط م: يحيرنا؛ د: فخيرنا؛ المسالك: يجيرنا. # ط م د س: منه. # ط م د س: مرسومة. # إلى هنا تنتهي الترجمة في ط د، وما تبقى تنفرد به م س؛ ولهذا سيجد القارئ ~~أن النص قد يجيء قلقا في بعض المواضع. # منها أبيات في المسالك: 224. # ما بين معقفين زيادة من المسالك. # هذه هي قراءة س والمسالك؛ وفي ك: سمى. # ص: ضافيه. # صورة اللفظة في م: مويه، وسقطت من س. # س: حكمة. # يريد بحبيب الشاعر أبا تمام. # العكوب: الغبار. # س: تخاله. # المسالك: مريب. # المسالك: سلكه. # خشيب: صقيل كالسيف. # المسالك: من كل القلوب. # يعني أصلح مائله؛ وهذه قراءة محتملة لهذا الشطر لا نقطع بصحتها. # فليخطب؛ س: فليخضب. # م: مصيب. # ذكره في المغرب 1: 261 والنفح 3: 264، 614، 4: 124 وبدائع البدائه: 114، ~~366 وانظر قصة له فيما تقدم ص ms0873: 476 - 477 وهذه الترجمة لا تفي بما وعد به ~~ابن بسام من نوادره، ولعلها زيدت من بعده، وقد سقطت من ط د. # الأبيات في المغرب والنفح 4: 124 ما عدا الأخير. # هذه هي القراءة في المغرب والنفح؛ وأما في م فقد تقرأ " بفؤادها " وفي س: ~~بعوادها، وهو غير منسجم مع القافية. # المغرب: تضحك. # المغرب: أصبحت. # انظر النفح 3: 614 وبدائع البدائه: 114. # النفح والبدائع: وللشمس ... بالهلال. # النفح والبدائع: للسماح. # م س: تلقاهم. # م س: خدود. # س: شفار. # PageV03P524 # فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي بكر محمد بن ذي الوزارتين # المشرف أبي مروان بن عبد العزيز (1) وإثبات جملة من نظمه ونثره # وبنو عبد العزيز يعرفون ببني المرخي (2) ، نسبهم في لخم، وهم جملة فضل، ~~وبيتة (3) نبل، وعلم وفهم، وفيهم يقول الوزير أبو محمد بن عبدون ~~PageV04P533 # من جملة أبيات خاطبهم بها بقرطبة (1) : # بني عبد العزيز لئن سلوتم ... فما أنا عن علائكم (2) بسال # وما عهدي بناس أي ناس ... تواصوا بالمكارم والمعالي # وإيثار الغريب على سواه ... وإن لم يثر (3) من جاه ومال # بحور بلاغة ونجوم عز ... وأطواد وراس من جلال # سلام يملأ الملوين طيبا ... على تلك السجايا والكمال # فكم كافور أيام خلطنا ... ولم تظلم، بمسك من ليال ومن جواب أبي بكر له: # أمالك رق أبكار المعاني ... ورب السبق في يوم الرهان # وفائت كل منطيق بليغ ... بطول الباع واليد واللسان # بدأت وكان منك الفضل عودا ... فمن عذراء تردف بالعوان # فجاء الشعر متسقا حداه ... كما اتسقت حلي السيف اليماني # تقاصر دونك البلغاء حظا ... كما قصر السماع عن (4) العيان # لئن أهدت بدائع كل حسن ... فمهديها غريب في الزمان # غريب سيادة غربي أفق ... وقد عرضت إليه المشرقان (5) [101 ب] PageV04P534 # وأبو بكر في وقتنا هذا مهب البراعة وجنوبها، ومنتهى بعيد هذه الصناعة ~~وقريبها، وكان جده (1) صدر الفتنة الناشئة في آخر دولة بني عامر قد انزوى ~~بضيعة له بمدينة شذونة (2) أحد أقاليم القطر الغربي من الأندلس حيث ظن أنه ~~يخفى على الديلي مناره، وتتلفع برماد الخمول ناره، وتأبى الزهرة إلا مروقا ~~من الكمامة، والشمس إلا شورقا تحت الغمامة، فاهتدى له ms0874 أحد أمراء البرابرة ~~(3) المتغلب - كان يومئذ - على مدينة قرمونة وذواتها من أقطار الجزيرة، ~~فاستخلصه لنفسه، وغلب عليه أهل جنسه، فلم يزل يقتدح بزنده، ويلقي إليه ~~بمقاليد حله وعقده (4) . ونشأ ابنه أبو (5) مروان المذكور في حجر دولتهم، ~~فحمى حماها، ودارت عليه رحاها، إلى أن انتحاها من قدر الله تعالى على يدي ~~عباد (6) ما انتحاها، فلم يجد أبو مروان بدا من لزوم طاعته، والدخول في ~~جماعته، فأقام باشبيلية بقية أيام المعتضد وصدرا من دولة المعتمد، يتبرض ~~جميعها، ويتزود نسيمها، إلى أن أنشأ المعتمد لابنه الفتح دولته بقرطبة - ~~حسبما نومئ (7) إلى خبرها بالشرح - PageV04P535 # فانتقى لها (1) من حملة السيوف والأقلام، من وقع عليه ظنه من الأعيان ~~والأعلام، فكان أبو مروان علم بردها، ووسطى عقدها، ومالك زمامي عفوها ~~وجهدها. # ونشأ ابنه أبو بكر هذا في حجرها، وبين سماكها ونسرها، طفل دفع في صدر ~~الكهول، وغر بهر ألباب ذوي التجربة والتحصل. وبخل المأمون به بخل الحازم ~~بسره، وشد عليه شد يد الضنين (2) على وفره؛ فلما انقضت تلك الدولة، أخلد ~~إلى العطلة، وتميز من الجملة، متلفعا بالحياء، مستحلما للوفاء، وقد لحظته ~~اليوم هذه الدولة (3) في وقتنا، فأخذ من حبلها بطرف، وتولى من ظلها إلى ~~كنف، ولم يحضرني وقت (4) تحريري هذه النسخة من نظمه الفائقة درره، ولا من ~~نثره الرائقة أحجاله وغرره، لما أجريت من ذكره، إلا ما لا يكاد يفي بقدره، ~~وفيما أثبت من ذلك دليل وبرهان يريك الفرق بينه وبين سواه، إن شاء الله. # جملة ما وقع إلي من نثر # مع ما ينخرط في سلك ذلك من شعره # كنت بحضرة قرطبة أول سفري إليها سنة أربع وتسعين، فدخل عندي هلال بن ~~الأديب، وقرع سمعي من شعر أبي بكر هذا بكل حسن غريب، PageV04P536 # فكتبت معه رقعة أخطب فيها وده، وأستجلب ما عنده، أقول في فصل منها: # كل يبلغ (1) - أعزك الله - من حسنات نبلك وفضلك، ومعلوات حسبك ونسبك، ما ~~يحدث إليك طربا في الموتان، فضلا عن الحيوان، وما زلت أسمع فأتطلع، واستشعر ~~فأستبصر، وأحن إلى مفاتحته الخطاب، وقلما ms0875 يقع إلا بأسباب، إذ الدخول لا ~~يكون إلا على باب، وعندهم - على علمك - أن الهجوم عليه، دون سبب يدعو إليه، ~~نوع من الجفاء، وضرب من مفارقة الحياء، ولا يستجيزه إلا من كان عن الأدب ~~بمعزل، وللأمور غير محصل، ومع هذا فإن الزمان شأنه البخل إذا استعطي، ~~والمطل إذا اقتضي، ورب مرغوب فيه لا ينفق، ومحروص عليه (2) قد سدت دونه ~~الطرق، ومذ (3) دخلت الحضرة، في هذه السفرة، تحدثت بلقائك، لأكتب اسمي في ~~ديوان أوليائك، فارتقبت ذلك ارتقاب الصائم للهلال، إلى أن كتبت هذه الأحرف ~~مع صديقنا أبي الحسن الفاضل هلال، فلك الفضل بما لك من شرف خيم، ومحتد ~~كريم، في الغض على ما تراه من زيوف، والمراجعة إن تأتت (4) عنها ولو بقليل ~~حروف. فهذا الخطاب، الذي قرعت به هذا الباب من مواصلتك، وجعلته سلما إلى ~~مخاطبتك، أس يقوم (5) عليه PageV04P537 # بنيان، وغرس ستلتف فوقه أفنان، وهمس سيكون بعده إعلان. ثم ختمت الرقعة ~~بهذه الأبيات (1) : # أبا بكر المجتبى للأدب ... رفيع العماد قريع الحسب # أيلحن فيك الزمان الخؤون ... ويعرب عنك لسان العرب [102أ] # وتعدل في (2) الفهم بالحاضرين ... لديهم وما النبع مثل الغرب # أراك بعين أراهم بها ... إذا فأرى الدر كالمخشلب # لقد كان (3) جيل الورى أدهما ... (4) بقرطبة عجمها والعرب # إلى أن تبسم عنك الزمان ... فأسفر عن واضح ذي شنب # فجئت كما شئت ذا مقول ... يفلل حداه بيض القضب # فوا حزنا لزناد (5) كبا ... وروض ذوي وزلال نضب # وما كان جيلك هذا الأنام ... ولا لك في أفقهم من أرب # وطبعك (6) ينفث عن لؤلؤ ... تنظمه في نحور الكتب # فأين (7) العميد وعبد الحميد ... وما حويا من خطير الخطب # وأين البديع وشمس المعالي ... بديعك مد عليهم طنب # ولما سمعت هلالا يعيد ... قوافي لؤلؤك المنتخب PageV04P538 # شفعت بها لو وفت ذمتي ... بواجبها إذ عليها وجب # وخامرني حب سمعي لها ... كأني خلوت ببنت العنب # فقلت جرير يجيد القريض ... والآن جاد بحوك الخطب # وقرطبة بدلت بالعراق ... أم الأرض تحملنا من كثب # فجئتك خاطب ود فلا ... ترد أبا بكر من قد خطب # وإن لم يكن ms0876 أفقنا واحدا ... فينظمنا شمل هذا الأدب فراجعني أبو بكر برقعة ~~(1) قال فيها (2) : وقفت - أعزك الله - من كتابك الكريم، المضمن (3) من ~~البر العميم، ما أيسره يثقل الظهر، ويستنفد الشكر، ويستعبد الحر، ورأيتك - ~~رأيت أملك - تخطب من مودتي ما ليس بكفؤ لخطبتك، ولا بازاء جلالة رتبتك (4) ~~، لكنه فضل ملكت زمامه، وأعطيت مقوده وخطامه، ولا شك أن صديقنا أبا الحسن - ~~أعزكما الله - أنطقه هواه، ونامت عن الخبرة (5) عين رضاه، فسماع بالمعيدي ~~لا أن تراه، ولعمري لقد أخرت الجواب فرقا من كشف السر، وإرادة التمادي (6) ~~في تدليس الأمر، ثم علمت أن فضلا وضع في يديك (7) ، وقصر PageV04P539 # عليك، يوسعني في النقد طولا، كما شرفتني (1) في البدء قولا، وعند اللقاء ~~أنهي عذري، وأعرفك حقيقة قدري، إن شاء الله. # ثم أتبع النثر بهذا النظم: # أمحيي معاهد رسم الأدب ... ومبقي مشاهد فخر العرب # ومن نظم الفضل نظم الجمان ... ومن سبك الشعر سبك الذهب # بدأت فلبيك من خاطب ... وأين الكفي له إن خطب # أتحتل يا بدر في أفقنا ... ولما تحييك (2) زهر الشهب # ويهتز نصلك في غمدهم ... ولما تحجبك بيض القضب # فمن تلك جلاسك الواصلون ... ومن هذه لك غيل أشب # تناءت علينا مساعي العلا ... ورقيت منها قصي الرتب # لك الفضل حركتني للنهوض ... نحوك (3) وهو بعيد الطلب # وحدثت عني وهذا الحديث ... يدخله صدقه والكذب # فمعذرة إن بعض (4) المقال ... محض وأكثره مؤتشب # برئت إليك من الزائفين ... نظم القريض ونثر الخطب # وعمدا تأخر عنك الجواب ... أن لم يكن قاضيا ما يجب # تعرضت شأوك يوم الجزاء ... فإذ لم أجب نهجه (5) لم أجب # وأقدمني العذر والإعتراف ... فجاءتك تسجد أو تقترب PageV04P540 # ولولا الحياء لقد كنت قبل ... أرغب من سيدي ما رغب [102ب] # لأبقيت ذكري بما صغته ... بخطه على صفحات الكتب # قواف تعطل في وزنها ... (1) " قرأت الكتاب أبر الكتب # وإن تك أحمد هذا الزمان ... فأين علي لنا أو حلب وقال يخاطب الوزير (2) ~~أبا محمد بن عبدون معتذرا من تخلفه عن تشييعه (3) : # في ذمة (4) الفضل والعلياء مرتحل ... فارقت صبري إذ فارقت موضعه # ضاءت به برهة أرجاء قرطبة ... ثم ms0877 استقل فسد البين مطلعه # يا قاطعا أملا قد كان واصله ... وناثرا حذلا قد كان جمعه # عذرا إلى المجد عني حين فارقني ... ذاك الجلال وأعيا أن أشيعه # قد كنت أصحبته قلبي فأقعدني ... ما كان أودعه عن أن أودعه # صب أيها القطر مورودا شرائعه ... فقد ظمئت وعم الري موقعه # إني لأحسد هذا الطرس تلمسه ... كفاه أو تجلي عيناه مودعه # والشمس تحسد والخضراء موضعها ... للفضل تعرف في الغبراء موضعه # لا زعزعتك الليالي النكد يا جبلا ... لم ترج غير الليالي أن تزعزعه وله ~~فصل (5) من رقعة شفاعة: أحسن الصلة - أعزك الله - بين (6) الأخوان ~~PageV04P541 # ما كان الفضل موجبها، والمجد مسببها، وطيب الخبر منشيها، وحسن الثناء ~~مهدها وممطيها (1) ؛ والوزير أبو فلان - أبقاه الله - ممن يفتن في شكرك ~~فيسحر المسامع، ويوقع ذكرك في القلوب أكرم المواقع، حتى يستميل إلى مودتك ~~النفوس فتنقاد سمحة القياد، ويهتف بالثناء عليك في المحافل فلا يخاف ~~المعارضة والعناد، وكان له من رأيك الجميل في سالف المدة (2) ، أشرف ذخيرة ~~وعدة، فلما ملكك الفضل أزمة النقض والإمرار، ورتبك في ديوان الإيراد ~~والإصدار، علم (3) أنه لا يسقط نجمه مع علو نجمك، ولا تلدغه عقارب الدهر ~~وهو يرقيها باسمك، وأنت - دام عزك - تسمعه بميسم إيجابك (4) ، وتقيده ~~بالإحسان في كنابك، وتطيع الكرم (5) في رعاية نزاعه، ومحافظة تأميله ~~وانقطاعه، ومهما تعتمده به من مبرة، وتسديه إليه من عادة مستمرة، فإنما ~~تسقي غرسك، وتبني أسك. # وله من أخرى: أما الود - أعزك الله - فمقيم، والعهد كريم، والإخاء مخيم ~~لا يريم؛ لكني أخبرك عن حال مختلة، ونفس معتلة، وشغل بك قد ضيق الصدر، ~~وأظلم منير الفكر، بما وقفت عليه من كتابك، واستطلعته من خطابك، فتجرعت ~~الكمد - علم الله - مر المذاق (6) ، وشربت من كأسه المترع الدهاق. وعلمت ~~أنه جنس ذليل، ورهط مخذول PageV04P542 # وحزب مفلول بل مقتول، حيث لا ناصر فيستصرخ، ولا فحم لقيت فينفخ، ولا وزر ~~إلا العبرات تستنجد، والزفرات (1) تستحث فتوقد. وقل غناء عنك دمع تجريه، أو ~~حزن تبديه، أو صديق (2) لا يملك إلا التفجع، ولا يستطيع إلا التلهف ~~والتوجع، لكنه ms0878 في الشر خيار، وفي الأرض قرار، وفي الناس منتجع مزدار، وإلى ~~الله انقطاع وفرار؛ وصاحب الشرع عليه السلام قال (3) : " لا تلثوا بدار ~~معجرة " (4) ، وقال الأول: " إذا نبا بك منزل فتحول " (5) ؛ وأنت - ولا عتب ~~- تقيم بذلك (6) الإقليم؛ مقام عير الحي والوتد (7) ، ولا تتعوض منه ببلد، ~~ولا من أهله (8) بأحد، حتى كأنك إنما تشفق من خراب عامر ضيعك، ودروس جديد ~~أربعك، ومعذرة إليك من هذا الجفاء، فيما بعث إليه إلا حنق يقوده شفق، وقلق ~~تذكيه حرق. [103أ] وقد عرضت على عدة من إخواننا - أعزهم الله - شخص كتابك، ~~فكلهم تألم بمصابك (9) ، وتوجع PageV04P543 # لأوصابك، وارتمض لعثرة الأحرار التي لا يقال، ودولة لذل التي لا تزال (1) ~~، جبر الله الكسر، وحكم على الدهر، وكشف الضر، ورزق فيما بقي حسن التسليم ~~والصبر. # قال ابن بسام: وإنما امتعض أبو بكر في هذا الجواب على خطاب كان شرح له ~~فيه الأديب أبو جعفر الكفيف (2) محنته مع مقاتل، غلام كان لابن مطري أولا، ~~ثم لابن (3) الأفطس، لتنازع وقع بينهما على بيت شعر ظهر عليه فيه أبو جعفر، ~~فحقد ذلك له، فبينما هو (4) ماشيا فارغ القلب، آمن السرب، إذ اعترضه مقاتل ~~في الطريق، على مقربة من السوق، على هملاجه، بين طوقه وتاجه، فجرى شوطه، ~~وأخرج سوطه، الذي كان يحث به فرسه، وأمر سائسه (5) بحبس يديه، وانحنى به ~~عليه، قائلا: لم تعرضت بطشتي، ولم تخف سطوتي -! فلا النعمان بن البشير يوم ~~الأخطل، ولا الزبرقان بن بدر في مسألة جرول، ولا المأمون يسطو بدعبل، ~~وتالله لو كان مقاتل كليب وائل، أو قيس بن عاصم، أو معرقا في بني هاشم، ~~لثنى من عنانهن وقصر من يده ولسانه، فكيف وهو مقسوم الولاء، معدوم الآباء! ~~! وإنما أقدره يومئذ الكبر، وأبطره الوفر، بعد الكدية في الرفاق (6) ، ~~والقصص في الأسواق، ونقل اللحم بالأشبونة من الدور PageV04P544 # إلى (1) الوضم، فكيف لا (2) يتربص خروج الدجال، أو ينزل المطر على هذه ~~الحال، أو تتأخر القيامة، ومقاتل قد صار (3) قدامه، يقتل الأحرار، ولا قود ~~ولا ثار!! ألا مغيثا، ألا مشيا إلى الموت (4) حثيثا ms0879، ألا دعوة نوح، من قلب ~~قريح!! # ولأبي بكر أيضا فصول من جواب عن أهل قرطبة على خطاب ورد من قبل المستعين ~~بن هود قال فيه: وصل كتابك، فوقفنا على جميع معانيه، وأحطنا علما بما فيه، ~~ورأينا ما تضمنه من المقال الذي لم يوفه أعزه الله - حق النظر، ولا تدبره ~~أحسن التدبر، بل أطاع فيه سلطان هواه، ودعاه الحرج (5) إليه فاستهواه، ولو ~~حكم عادل النصفة، وعصى أمر الأنفة، لخاصم نفسه قبل أن يخاصم عنها، وكان قبل ~~أن يأخذ لها آخذا منها، ولعلم أن الحق ليس بأقوال تسطر، ولا حجج (6) تصرف ~~عن طريقها وتغير؛ والشيطان قد ينصب للعاقل أشراك الخدع، ويروم أن يستنزل ~~الحليم بأصناف الطمع، فمن صرفته عصمة الله انصرف (7) ، ومن وقفته خشيته ~~أحجم ووقف. # وفي فصل منها: وقد كنت (8) خاطبتنا المرة بعد المرة، وكاتبتنا الكرة بعد ~~PageV04P545 # الكرة، تذكر أنك (1) قد حللت عن تلك البلاد يدك، وأصفيت (2) في طاعة أمير ~~المسلمين وناصر الدين - أيده الله - معتقدك، ورأيت أنها (3) أمانة تؤديها، ~~إلى حافظها وراعيها، وتسلمها إلى من يقوم بحق الله - عز اسمه - فيها، إلا ~~مواضع يسيرة استثنيتها، وأماكن قليلة سميتها، فما الذي نقلك عن هذا الرأي ~~الحميد، والمذهب السديد، إلى التمسك بما قد بان لك وجه الحيرة في تركه، ~~وإرادة التملك بما لا قدرة لك على ملكه -! ولو كنت - أحسن الله توفيقك - ~~مليا (4) بالدفاع، قديرا على التحصن من أعداء [الله] الكفرة (5) والامتناع، ~~لكنت معذورا فيما ترغبه، وجديرا أن يخلى بينك وبين ما تطلبه، لكن العجب كل ~~العجب أن يكون سعيك للكفار، وتوفيرك للدمار، وكيف يسوغ لك أن تحذر من الله ~~وأنت لا تحذره (6) ، وتذكر به تعالى ثم لا تذكره -! ألست تعلم أن النصارى - ~~لعنهم الله - قد استولوا على ثغور المسلمين التي كانت بنظرك منوطة، وبمستقر ~~قدميك (7) مخلوطة - فهل كانت لك طاقة بمحاربتهم، أو قوة على مقارعتهم، أو ~~إصراخ لمن استرخصك من قتيل مستشهد، أو أسير مضطهد -! # وفي فصل منها: فحين وصلت دعوتهم لسامعها، واتصلت مظلمتهم PageV04P546 # برافعها، وتعلقوا من أمير المسلمين وناصر الدين ms0880 - أيده الله (1) - بالسبب ~~المتين، وأووا منه إلى الحصن الحصين، أردت - والله يقيدك (2) - أن تقطع منه ~~(3) حبالهم، [103ب] وتفرق اتصالهم، وتذرهم بين أيدي (4) الأسر والقتل ~~نهابا، ولا ترجو فيهم ثوابا، ولا تخاف (5) عقابا. وهو - أيده الله - لم ~~يبلغ بلادك ولا غيرها لمال (6) يبتزه، ولا لتملك يستفزه، وإنما بغيته (7) ~~أن يقمع شيطان الشرك، ويستنقذ المسلمين من الهلك، ولما (8) نرجوه من حسن ~~إنابتك، وإسراعك إلى داعي الحق وإجابتك، خاطبنا أمير المسلمين - أيده الله ~~- محيلين على ما تضمنه خطابك، ووعاه كتابك، ممهدين عنده عذرك فيما تضمنه من ~~القول الذي لا تصح شواهده، ولا ترتبط (9) لمتأمل معاقده، وإنا لنخشى أن ~~ينفض (10) عن ذلك الثغر يده، ويحل من عزمه (11) فيه ما كان عقده، فحينئذ لا ~~ينفع النادم قرع سنه ولو هتمها، والعاض يده ولو كلمها، وقد كان لك مندوحة ~~PageV04P547 # في القول اللين، والاحتجاج المبين، عن (1) الموافقة والمخالفة، والمدافعة ~~بغير الحق والمكاشفة، حتى انتهيت (2) إلى أن تقول إنه لك في من سلف واعظ ~~يزعك، أو زاجر يردعك، والله يعصمك من أن تختار اختيارهم، وتؤثر إيثارهم. # وفي فصل منها: وقبيح بمن علم بما (3) عند الله علمك، وفهم بما لديه فهمك، ~~أن يزهد في الدنيا وهو يطمع منها في غير حاصل، أو يذم العاجلة وهو يعتد ~~بعرض من أعراضها غير طائل، ونرجو أن يكون وراء هذا من ركوبك المثلى، ورجوعك ~~إلى التي هي أولى، وتكذيب ما تلقيه (4) الوساوس، وتمنيه (5) خادعات ~~الهواجس، ما يبقي به دينك نقيا لا يتدنس (6) إزاره، وذكرك جميلا لا تقبح ~~آثاره، وهو الذي يشبه مذهبك الكريم، وآراء سلفك القديم، الذي أنت متقيل ~~حميد آثارهم، مستضيءبأنوارهم، مشيد على (7) ما أسسوه من الأثر الصالح، ~~والعمل الراجح. وما كان في هذا الكتاب من (8) مراجعة، فيها موافقة ومنازعة، ~~فإنما دعا إليها ما ننوي من النصيحة، والموالاة الصحيحة، وقد يعاتب ~~PageV04P548 # الشفيق فلا يحجم، ويقول الصديق فلا يكتم، وأنت تحمل ذلك على سبله (1) ~~الواضحة، وطرائقه اللائحة، وتعلم أن أخاك من أرضاك باطنه، وإن عصاك ظاهره ~~وعالنه (2) . # وله من قصيدة (3) في القاضي (4) : # وكيف ms0881 أجزوت الحي جيبك عاطر ... وردفك فضفاض وعقدك صائح # تجاوب أفرد الحلي وساوسا ... عليك كما غنى الحمام النوائح # وكيف شققت الليل خدك زاهر ... وجيدك براق وثغرك واضح # وكيف استطعت السير حجلك مفعم ... وردفك رجراج وحليك قادح # ومنعرج الوادي ظبأ وأسنه ... ومنقطع البيداء خب وكاشح # وقد (5) نصت الجوزاء (6) جيدا كأنه ... عيون إلى تلك الطروق لوامح # تأرجت الموماة أن سرت وسطها ... فكل سبيل جزت بالطيب فائح # أقبل ترب الأرض حتى كأنما ... تضم ثناياك العذاب (7) الأباطح # فما سجد (8) الرهبان في كل بيعة ... كما أسجدتني أرضها والصحاصح ~~PageV04P549 # ومنها في المدح: # فإن أك في ميدان لهوي راكضا ... فإني للقاضي الأجل لمادح # هو السبب المدني إلى كل سلوة ... وكفارة الآثام وهي فوادح # به تنهض الأيام وهي عواثر ... وتستدرك الآمال وهي نوازح [104أ] قال ابن ~~بسام (1) : قول أبي بكر: " أقبل ترب الأرض " ... البيت مع الذي بعده، من ~~الوصف الغريب، في توفية إكرام ربع الحبيب؛ وأول من بكى بالربع ووقف ~~واستوقف، الملك الضليل، حيث يقول: # قفا نبك من ذكرة حبيب ومنزل ... ثم جاء أبو الطيب فنزل وترجل ومشى في ~~آثار الديار وقال (2) : # نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم بها راكبا ثم جاء ~~المعري فلم يقنع بهذه التوفية من الكرامة حتى خنع وسجد، وقال (3) : # تحية كسرى في السناء وتبع ... لربعك لا أرضى تحية أربع وأبو بكر إنما ألم ~~بهذا المعنى. # ومحاسنه أكثر من أن تحصى، ولم أحاضر وقتي هذا إلا بقليلها (4) ، ولا ~~PageV04P550 # بأس من الزيادة - إن شاء الله - عند حصولها. # ومما سمحت (1) به الأيام، وفازت به الأزلام، من نثر أبي بكر المتدفق عن ~~بحر (2) ، المزري بدر انتظم في لبات الزهر، رقعة يقول فيها: # مولاي وسيدي الأجل لا يزال بمعونة الله تخمه الأوطار، وتطيعه الأنصار، ~~وتتنافس فيه الأقطار، وتستأذنه في صوبها القطار، فدعاؤه متقبل مستجاب، ~~والغيم عند استصحابه منجاب، وقد كان الغمام أسف ودقه، ورجي صدقه، فصعد ~~وتعلى، ثم دنا فتدلى، فكاد من قام بالراح (3) يدفعه، وانتظرت شآبيبه ودفعه، ~~إلا أن تلك الدعوة ردت مخيلته جهاما، وفرقت ms0882 جمعه وكان لماما، وعاد المحل ~~يلتهم التهاما، فرفقا - رفق الله بك - فإن الناس مسنتون، ولما لا يرضى من ~~القول بسوء الظم مبيتون، وماذا عليه - أعزه الله - في أن يخصب محله، سقى ~~الغيث بلدا يحله، وتشيعه حيث ارتحل ديمة مدرار (4) ، وينزل حيث ينزل ~~النوار، وننال من بركة دعائه نصيبا، ولا نلقى منه يوما عصيبا، وإن دام ~~دعاؤه في استصحاب الشمس، فسيتركها خاوية كأن لم تغرب بالأمس. PageV04P551 # وأخرى يقول فيها: # سقى بلدا أمست تحله ... من المزن ما تروى به وتسيم (1) كيف لا استسقي ~~لمثواه - أدام الله نعماه - عزالي (2) الغمام، وأنتقي لعلياه حر الكلام، ~~وأعيذ (3) النفس بمقدار سعده، وأنفي الأنس جملة من بعده، وهو - أعزه الله - ~~سر الضمير ونجواه، وذكر اللسان ودعواه، وشغل القلب والصدر، والصديق الوفي ~~بعدت أخلاقه عن الغدر (4) ، والواحد الذي يعدل ألوفا في جلالة القدر، ويزيد ~~على الأ [نام] كما زادت على الليالي ليلة القدر؛ ما هذا الإطراء، والقول ~~بالآراء (5) -! تكفي شهادة الضمائر، وتناجي السرائر. ما أولاني بالنجه، ~~وحثو التراب (في) الوجه! ! كيف وجد - أعزه الله - تلك البلاد الكريمة - ~~أظنه أكرم فارتبط، وانتاب (6) فاغتبط، وحط الرجل عند الملك الظاهر، المكنى ~~بأبي الطاهر، فأنشد قول أبي تمام في عبد الله بن طاهر (7) : # إذا ما امرؤ ألقى إليك برحله (8) ... فقد طالبته بالنجاح مطالبه ~~PageV04P552 # وفي فصل منها: وماذا عليه لو عرف من شأنه بقضه (1) ، من عدة النسيم اجتاز ~~على أرضه، فتنشق عرفه، وتقبل عرفه: # يقبل الريح من صبابته ... ما قبل الريح قبله أحد ومنها: ولما علم أن تلك ~~الحضرة مجر العوالي (2) ، بل مستقر المعالي، ومجرى السوابق، بل مسرى ~~البواشق، أملها فأمها، وقدم أرجاءها فجاءها، وغرضه أن يكون هنالك خادم ~~قائد، أو جامع فائد، وإذا ظفرت يداه بجواد، يحمله على جواد، فقد أخصب ~~مراده، وأكثب مراده. # ومنها: وإن خفت بالمراجعة بالحال العلية وصلة الإجمال، وختمت بالحسنة ~~الأعمال، أسمعني الله عنك أنباء طيبة، وأمطرك من المعروف ديمة صيبة، ~~برحمته. # وأخرى يقول فيها: # وإني وإسماعيل يوم وداعه ... لكالغمد يوم الروع فارقه النصل (3) لا بل ~~كالجفن فارقه ms0883 السواد، والصدر بان عنه الفؤاد، هذا تعداد يطول، ودهر بأحداثه ~~يصول، وعلى ما جر من خطوبه، وأعقبنا من PageV04P553 # عبوسه وقطوبه، لنقرينه صبرا يرده، وجلدا يهده (1) ، وتحملا يردعه ويصده، ~~فلا يجد لسهامه منفذا، ولا يعرف للقدح فيها مأخذا، وإنا لنرضى بالقدر، ~~ونشرب على القذاة (2) الكدر، ولا تؤثر فينا لأواء، ولا تبلغ منا عزاء؛ أما ~~وقد ذقنا طعميه، وحلبنا شطريه، وخطرنا قطريه، وجربنا حاليه، فما يحدث ~~جديدا، ولا ينشئ شديدا، وإن الله سبحانه ليختار للعبد، ويهديه إذا استهداه ~~للرشد، إذا انتهى به العسر، طالعه اليسر، ووافاه النصر. # ومنها: فذكرنا (3) - أعزك الله - وطالعنا بأنبائك - أطابها الله - فأنا ~~نرتقب أخبارك، ونستوضح آثارك، ونلحظ على البعد ديارك: # كما نظر الأسير إلى طليق ... يؤم بلاده لشهود عيد ومن الحق أن تشد يد ~~اغتباطك، وحبل ارتباطك، بفلان، فهو للصحبة ذاكر، وبعهدك مكاثر، ومن أعبائك ~~في تلك الرحلة متنصل، ووده وكيد متأصب. وستفرح معه أياما، وترى الفضل ~~إماما، والزمان غلاما، إن شاء الله. # وأخرى افتتحها بهذين البيتين: # أخاطب ود من أخ لك عنده ... إنابة مخلوع العنان إذا لبى # تفيأ إذا ما شئت ظل ضلوعه ... ظليلا ورد من وده شبما (4) عذبا ~~PageV04P554 # وصل لسيدي - وصله الله - تحية أهداها، مقترنة ببغية اهتداها، فلولا أن ~~تموج الهواء. لا ينقل (1) الأهواء، لوافاه يحمل من رجع السلام أحفاه، ولوصف ~~ما نشأ له من الولوع، (و) انتهى (حتى) هد الضلوع. فما غريب أو حشه سلطانه، ~~وجفت أوطانه، فبات يستهدي البوارح نسيمها، شوقا إلى وسيمها، ويستكشف الركب ~~عن أنبائها، كلفا بأحبائها: # بأشوق مني إلى حضرة ... تخذت بساحتها موطنا وأتمثل بما بين يدي من ~~الأشواق، إلى تلك الأخلاق، فأقول: ما غريب، نأى عنه هوى قريب، فكلما أم ~~بابه قطع (أسبابه) ،أو هم أن يثني إليه عنانه، شغلت الأيام بنانه، فبات ~~مراق كأس الوسن، فضفاض رداء الحزن، بأشواق مني إلى ذلك الخلق الكريم، فهل ~~يسمح به صرف الزمان اللئيم، وله الذم: ما وهب إلا خلال ما انتهب، ولا أباح ~~إلا ريثما استباح. وإن تكن الأيام أتت لقائك، فأنا ms0884 أسأل الله طول بقائك، ~~عسى أن يدنو بك دارا، أو يدور بنا عليك مزارا. # وله (2) : # قد هززناك في المكارم غصنا ... واستلمناك في النوائب ركنا # فوجدنا الزمان قد (3) مال عطفا ... وتأتى علا وأشرق حسنا PageV04P555 # فإذا ما سألته كان سمحا ... وإذا ما هززته كان لدنا # مؤثرا أحسن الخلائق لا يع - ... رف ضنا ولا يكذب ظنا # أنت ماء الزمان أخصب وادي - ... - ه ورفت رياضه وانتجعنا # نزعت (1) بي إلى ودادك نفس ... قلما استصحبت سوى الفضل (خدنا) في ذكر ~~الوزير الكاتب أبي الحسين يوسف بن محمد بن الجد (2) # واجتلاب قطعة من نظمه ونثره (3) # قد قدمت ذكر بني الجد (4) ، وذكرت أنهم كانوا صدور رتب، وبحور أدب، ~~توارثوه نجيبا عن نجيب، كالرمح أنبوبا على أنبوب، مع اشتهار بصحبة السلطان، ~~وشرفهم على وجه الزمان. وأبو الحسين هذا كان من أسنى نجوم سعدهم، وأسمى ~~هضاب مجدهم، ولولا ما خلا به من معاقرة العقار، وتمسك بأسبابه من قضاء ~~الأوطار، لملأ ذكره البلاد، وطبق نظمه ونثره الهضاب والوهاد. وقد استكتبه ~~ذو الوزارتين أبو بكر ابن عمار أيام حربه بمرسيه، وله معه أخبار مذكورة، ~~وعنه رسائل مشهورة، PageV04P556 # ولم أقع من كلامه وقت تحريري هذا التصنيف، إلا على اليسير الطفيف، وفيما ~~أثبت منه ما يقر له بالفضل، ويرفع لواءه في النبل. # جملة من نثره مع ما يتشبث به من شعره # له من رقعة خاطب بها من استنهضه إلى معارضة الحصري في قصائده المعشرات ~~(1) قال فيها: # يا سيدي (2) - أبقاك الله شاحذ فكر، نافذ ذكر؛ من حق ذمتك، الذهاب مع وفق ~~همتك، ولما أكملت رغبتك من كتب معشرات (3) الحصري، هب من خاطري النائم ~~البكي، فنظمت في معناها، ما لا يغني من الصناعة مغناها، فالدر لا يعارض ~~بالمخشلب، والبحر لا يناهض بالمذنب، وإنما ذلك لما في طباع الإنسان، من ~~اتباع الإحسان؛ مع أني أردت أن أملأ سمعك، بصورة حالي معك، وأنت تعلم أني ~~حين تعرضت، وأوان تربصت (4) ، غريب حريب، قليل فليل، مريض الجنان، مقروض ~~اللسان؛ فالشعر إذا لم يحكه قلب فارغ، ولم يسبكه PageV04P557 # لب من ظلماء ms0885 الشغل بازغ، لم يكمل خلقه، ولم يرو الصدور وقده، وجاء خداج ~~النتاج، أجاج المزاج. فإن نظر في هذي إليك ناظر، وعطف من عنان المناظرة ~~بينها وبين تلك - على تباعدها - مناظر، فأطلعه على غيب حالي، قبل أن تطلعه ~~على عيب مقالي، ليعلم أنها زبدة الماء، وعصارة الصخرة الصماء. والله المرجو ~~للإدالة، والمدعو في الإقالة. # وله من أخرى خاطب بها عمه من ميورقه، عند تناثر عقد (1) رؤساء الجزيرة: # يا مولاي وسيدي الذي أفترض بره، وألتزم شكره (2) ، ومن لا زال في أمان من ~~الزمان، وسلام من الليالي والأيام: # طوى الجزيرة حتى جاءني خبر ... فزعت فيه بآمالي إلى الكذب (3) [104ب] # حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا ... شرقت بالدمع حتى يكاد يشرق بي وإن عينا ~~لم تصب بدم (4) بعد دم لبخيلة، وإن نفسا لم تذب على تلك النازلة العظمى ~~لجلدة حمولة، لله تعالى التسليم فيما حل وجل، وفجع وأوجع، وأن تكن تجافت عن ~~النفوس، ورتعت (5) في العرض الخسيس، فخطبها حقير، وكسرها مجبور (6) . على ~~أنها كيف تصرفت مشكلة، PageV04P558 # وعلى ما تخيلت (1) مذهلة، وصفاتك - أعزك الله (2) - أصلب من أن تؤثر فيها ~~النوازل، وأثبت من أن تضعضع فيها الرواجف والزلازل؛ وأنا حين خططت هذه ~~الأحرف على جمر الأسى متقلب، وبارتقاب ما خصكم (3) - لا زال خيرا - معذب، ~~وقد أودعت مناولها من خبري، وحملته من عجري وبجري، ما لك الطول في الإصغاء ~~إليه، واستيفاء ما لديه، ثم في مراجعتي بما تقررت الحال عليه. # وختمها بهذه الأبيات (4) : # كتبت وقد غالت عزائي (5) أشجان ... وقد شرقت بالدمع والدم أجفان # وقد وقذتني نبأه الخطب لم تصخ ... (6) إلى مثلها في سالف الدهر آذان # تصاممت عنها مستريحا إلى المنى ... (7) وقلت عساها في الأحاديث بهتان # إلى أن جلاها الصدق عندي فهدني ... وإن قليلا أن تضعضع أركان # كذا فارقبوا يوم القيامة بغتة ... فيهلك شيطان ويهتك سلطان # عزاء وأني بالعزاء وقد هوت ... كما قد ذوت فيكم نجوم وأغصان # وغاضت بحور (8) للندى وتقلصت ... ظلال العلا وانهد للمجد بنيان ~~PageV04P559 # لبان بما قد بان (1) أمن وإيمان ... وما الدهر إلا ناقض (2) العهد ms0886 خوان # ولولا الأسى لم يبد في العيش عذره ... وحبسي ولم أبعد علي وعثمان # وكم قبلها من مثلها ثم بعدها ... وليس على دهر جنى (3) ذاك عدوان # وبين ضلوعي والجفون تنازع ... على الرسم من جسمي فسحب ونيران # ولا شك أني بين هاتين طائح ... فيغرق طوفان ويحرق بركان # تقسم صبري والحوادث جمة ... ملوك وجيران وقوم وأوطان # لعل الليالي، والليالي لواعب ... ستأتي التي فيها عن الغم سلوان # وفي الفم ماء مانع من (4) زيادة ... وعند الذي يهدي كتابي تبيان # فطولك في إرعاء سمعك ساعة ... لتسمع ما شطت به عنك أزمان # وراجع ولو في صفحة الماء راقما ... وطالع فيكفيني من الطرس عنوان وله من ~~أخرى: يا سيدي الأجل، وغمامي المستهل، وكوكبي النير المطل، ومن أبقاه الله ~~في الشمل الأجمع، والأمل الأمتع، أو ذنت بمقدمك الميمون، المقر للنفوس ~~والعيون، فارتحت ارتياح من أنشدت ضالته، وأعيدت عليه بعد السقم صحته، وقد ~~كان من ورد اشتياقي إليك، أن أقع بين يديك، غير أن الوجل (5) قيد القدم، ~~فلم أجد بدا من أن أستنيب القلم، ومثلك - دام عزك - شرح لعذر وله صدرا، ~~PageV04P560 # ولم يظن بصفيه فيما يقع من إخلاله بخلاله وجلاله (1) غدرا. ومع هذا فلو ~~كنت على ثقة من وجدانك بمكانك، لمشيت ولو على شوك [105أ] القتاد، مجتنيا من ~~تلك الخلائق الناضرة (2) العاطرة زهر الربى والوهاد، وناقعا من تلك السجايا ~~الباهرة حرارة الجوانح والأكباد - لا زلت لأودائك أملا، ولأوليائك فضلا من ~~الزمان كملا (3) . # ومن شعره (4) # أهدى الزمرد (5) مورقا ومنورا ... عجبا تطلع كل لحظ أبصرا # فحسبته من قلبه ومودتي ... حجرا وريحانا يرف معطرا # وزجرت منه بأن قسوته انثنت ... لينا كخد منه رق وعذرا # قد كان سري فيه ممنوع الحمى ... فاليوم هتك كل سر سترا # فلأخلعن ثوب الوقار عن (6) الصبا ... ولألبسن ثوب الهوى متبخترا # ولأشربن كأس الصبابة علقما ... حتى أعاطي كأس وصل سكرا # ولئن كتمت الحب فيه صيانة ... وضنانة فكفى بجسمي مخبرا # وإذا سما بسمائه بدر الدجى ... فعليه من قلبي السلام مكررا PageV04P561 # واستكتبه العامل ابن القروي (1) الإسلامي، فغاب عنه أياما يشرب النبيذ ~~فلامه ms0887 على خلع عذاره، في استهتاره، وترك خدمته، فكتب إليه أبو الحسين: # أمسك (2) عنانك إن ركبت قليلا ... واسمع وإن كان الحديث طويلا # إعزل وول ففي حديثك آية ... لو أن قومك أحسنوا التأويلا # هلا عذرت على البطالة أهلها ... ورأيت رأيا في المدام أصيلا # هي ما علمت فإن عرتك (3) جهالة ... فاستفسرن من سراها الانجيلا وقال (4) ~~: # تحكمت اليهود على الفروج ... وتاهت بالبغال وبالسروج # وقامت دولة الأنذال فينا ... وصار الحكم فينا للعلوج # فقل للأعور الدجال هذا ... زمانك إن عزمت على الخروج وله يخاطب بعض من ~~نهض به زمانه لا إحسانه، وكانت لداره بابان إذا انتظر من الواحد طلوعه، خرج ~~به من الثاني عدو له عن الفضل ونزوعه، وفي ذلك يقول أبو الحسين وقد اختلف ~~إليه فلم يلقه، ولا شام يوما برقه: # يا ماجدا والزمان عدل ... طال اختلافي لساحتيك # لقد رأيت الغريب حتى ... رأيت شعرا (5) براحتيك PageV04P562 # في ذكر الأديب أبي الحسن [غلام] البكري (1) # وإثبات جملة من محاسن شعره # وأبو الحسن في وقتنا بحر من بحور الكلام، قذف بدر النظام، فقلده أعناق ~~الأيام (2) ، أسحر من أطواق الحمائم، وأبهر من النجوم العواتم؛ من شعراء ~~الدولة العبادية، لم تكن له رحلة لسواها (3) ، ولا قدم في غير ذراها، وكان ~~أخيرا هو وعبد الجليل وأبو بكر الداني هقعة جوزائها، ونسر سمائها، وطبقتها ~~التي قال بتفضيلها الإجماع، وشهد لها [105ب] العيان والسماع. ولما انجابت ~~غيومها، وامحت نجومها، بخلع صاحبها، خلع أبو الحسن صنعة الشعر خلع النجاد، ~~وتبرأ منها تبرؤ العبادية (4) من دعوة زياد، إلا إلمام الطيف بعين الفرق، ~~والتفات الدليل، ببنيات الطرق، واشتمل عليه البكريون لكونه إحدى ذرى ~~بنيانهم، وأحد (5) دعائم أركانهم، ولتعويله عليهم، وأنقطاعه بالولاء إليهم، ~~فألحفوه نعماهم، وأغنوه عن سواهم. # وقد أثبت من شعره ما يقضي به بالفوق (6) ، ويخصه بقصبات السبق. ~~PageV04P563 # جملة من شعره # له من قصيدة أولها (1) : # ألاحت وللظلماء من دونها سدل ... عقيقة برق مثلما انتضي النصل يقول فيها ~~(2) : # نكرت الدنا (3) والأهل فيها فليس لي ... بها عقوة آوي إليها ولا أهل # وأفردني صرف الزمان كأنني ... طرير من الهندي أخلصه ms0888 الصقل # فيا ليت شعري هل مقامي لنية ... (5) تصيخ (4) لنجواها المطية والرحل # وسير يخلي المرء منه (6) قرينه ... فريدا كما خلى تريكته الرأل # فمن من حبيب كان روضة (7) ناظري ... يرف ويندى بين أفنانها الوصل # ضحى ظله إذ كورت لي شمسه ... فشخص نعيمي لا يقوم له ظل # غبرت وبادوا غير أن تلبثي ... وراءهم عيش يلذ له القتل # إذا كان عيش المرء أدهى من الردى ... (8) فعائدة الأيام داهية خبل ~~PageV04P564 # وللناس هممات تبحبح (1) بالغنى ... وإن كان جمعا ضمه اللؤم والبخل # إذا قنع المضطر كانت بكفه ... مقاليد (2) لم يبهم لها أبدا قفل # ومن (3) راد لم يعدم من الله (4) نجعة ... ففي كل محل من غمامته وبل # رأيت النهى في المرء فضلا يشفه (5) ... ولكن من يحويه ليس له فضل # ومن ميز الدنيا بتمييز أهلها ... تبين أن العقل مثل اسمه عقل # فيا ليت (6) علمي فيهم أنه عمى ... وحلمي الذي أشقى به أنه جهل # وطئت من الأيام أخشن جانب ... فهل لي منها جانب دمث سهل # ولكت من الأعداء شري (7) ضغينة ... لبست بها ماذية مجها النحل # وقارعتهم حتى فللت شباتهم ... بسورة عز لا يكفكفها الذل # ولكن صرف الدهر قرن إذ سطا ... يخر حفافيه (8) الفوارس والرجل ومنها (9) ~~: # حبست كما ضم المهند غمده ... وقيدت مثل القرم يضغطه العقل # وعريت من مالي وما ملكت يدي ... كأني منه محرم ما له حل PageV04P565 # أري أعين الأعداء بشر طلاقة ... وأوجه آمالي مقطبة طحل # فمن لي بأني في جناح غمامة ... لها بارق نحو الأحبة منهل وله من قصيدة ~~(1) في المعتمد (2) : # مضيت كما يمضي الحسام المصمم ... وأبت كما آب الحيا المبتسم (3) [106أ] # وأسفر من مرآك صبح مسرة ... تجلى به قطع من الليل مظلم # تحف به (4) الأجناد تخطر بالقنا ... فخلناك بدر التم حفته أنجم # لك العزمات النافذات التي بها ... رأينا قناة الدين كيف تقوم # سيعلم من ناواك أنك لا الذي ... يخيم عن الحرب العوان ويحجم # دع السيف يوهي ما بناه فإنما ... (5) على السيف أن يبنى بما هو يهدم # لكيما يقر الشامخون أنوفهم ... بأن علاكم للمعاطس مرغم # أحلك ربع (6) الملك مجد ms0889 مؤثل ... وسرو على مر الجديدين قشعم # لتربأ (7) بك الأيام عن حدثانها ... فإنك في يهماء دهرك معلم # لربعك يخدي كل نضو كأنها ... (8) قسي عليها من عفاتك أسهم # ويوم كريعان الشباب شهدته ... يقينا ولم يطمح إليه التوهم PageV04P566 # فما خلت أن البحر يحويه مجلس ... ولا يحتبي وسط الندي يلملم # لقد طرزت نعماك يمنه منطقي ... فراق بها وشي القريض المسهم # لك الخير إن القلب واع وإنما ... يبوح بما فيه اللسان المترجم # ولولا (1) الأسى ما رق شعر مهلهل ... ولا حاز سبقا في الرثاء متمم وله من ~~أخرى (2) : # إذا أنت عاينت الأنام ودهرهم ... ترى نقدا يأدو لغرتها سمع # تأهل قلبي وحشة حشت الحشا ... وأقفر من أنس كما أقفر الربع # فلا جبرة (3) إلا إراقة عبرة ... وزفره منجود يقوم لها الضلع # هما نصرتا من لم تؤيده قدرة ... وبئس النصيران التنفس والدمع # تدرعت قلبي جرأة وحزامة ... ومن يدرع قلبا يهن عنده الدرع # فإن خدعت دنياي مني منجدا ... فإن سراب القاع شيمته الخدع # وإن افتقد عزمي فقد أطأ العدا ... بأخمص ضيمي مثلما يوطأ الفقع # هببت عليهم بالردى فأطرتهم ... (4) كما نفحت عصفا مؤوبة مسع # علوا وهووا من غير نفع كأنهم ... سماء ولا رجع وأرض ولا صدع # أرى النقص عارا في الجوارح والنهى ... فما لفمي أخذ ولا ليدي منع ~~PageV04P567 # أصون ببذل الجهد عرضي وإنني ... لأحفظ أسراري كما يحفظ الشرع # وأفتش أعضائي مخافة أن يرى ... بها وصمة تشني فيخطفها السمع # وأصمت أفواه الرواة بمقول ... لورقائه في ايكة المنتدى سجع وله من أخرى ~~في المعتمد: # قرعت الصياصي بشعت النواصي ... وسمر العوالي وبيض القضيب [106ب] # خميس يضاهي الحيا المكفهر ... إذا اختال في الهيدبي المنسحب # ودانيت حتى ثغور الظبا ... تبسم عن فلج (1) ذي شنب # وخلفت قتلك لما عتا ... فليل (2) المضارب دامي (3) الندب # (5) تحاجز عنه (4) العلا فركا ... وأبت بها آنسات عرب # يراعيك مرتقبا مثل (6) ما ... رعى الشمس حرباؤها المنتصب # فخضت من طرفه إذ سما ... وأصمته بعد طول الصخب # وعاودت قرطبة عندما ... عبأت الهناء لذاك الجرب ومنها (7) : # فلو أن جدي كودي لكم ... لبوأني الجد أعلى الرتب # أليس ثنائي ms0890 وسط الندي ... يجر المقاول أن تخطب PageV04P568 # ألظ الرواة به فازدهت ... قلائده في نحور الكتب وله في القاضي أبي عبد ~~الله بن حمدين يشفع لبني البكري: # بعدلك رشت جناح القضاء ... وسربلت حكمك ثوب الضياء # وصارت خطاك على منهج ... من القصد بين السنا والسناء # ومدت ظلالك نار الهجير ... ودرت سماؤك بالجربياء # وقد كمنت فيك سيما التقى ... كما كمن العود تحت اللحاء # وما يحمد الرعي في كل واد ... ولا يوجد الري في كل ماء # ختمت القضاء بحكم الإله ... (1) كختمة أحمد للأنبياء # دعيت بكنيته واسمه ... فنور الهدى طي ذاك الدعاء # أهنيك لا بل أهني الورى ... بأن فاز نقبهم بالهناء # طلعت لهم وسط عمياء لا ... ترى العين فيها سبيل اهتداء # ولحت منار هدى ناره ... يؤرثها ملكوت السماء # فهديك شمس يطير الضلال ... شعاعا بأرجائها كالهباء # وسعيك في ذاته لم يزل ... يبيح الجنى في جذوع الأشاء # فحط أفرخا ضمهم في يديك ... حميم ثوى في ربوع الفناء # أغاض الردى منه ماء الندى ... وأخمد منه شهاب الذكاء # يضمكما منتمى وائل ... وقرب النفوس أجل انتماء # وأكرم حي وفي رعى ... أذمة ميت كريم الإخاء PageV04P569 # ناقص # PageV04P570 # ناقص # PageV04P571 # وله من أخرى، أولها: # شكري لنعماك شكر الروض للديم ... فاقطف بأيدي الأيادي روضة الكلم # أبت خلالك إلا كل مكرمة ... بثت (1) لك الحمد في عرب وفي عجم # سجية في العلا شابت ذوائبها ... وهمة نشأت في تربة الكرم [107ب] # جيش أياديك الحسنى تقد لجبا ... واجعل سلاحك ما تسديه من نعم # تهزم أعاديك اللائي إذا فحصت ... عنها المكارم لم توجد من الأمم # والق انتعاشك عند (2) العثر منفردا ... بلا أخ كانفراد الصارم الخذم # والفظ (3) جناه وإن لذت مذاقته ... (4) فربما شرق الغصان بالشبم # كم من سريرة عليا بث (5) أثرتها ... لك المهيمن بين اللوح والقلم # ومن أفانين صنع كلها نعم ... لديك ترمي القذى في أعين النقم # من أي (6) قطر يكر الخطب (7) تصدمه ... وإن عرتك (8) المنايا الحمر لم ~~تخم ومنها (9) : # لولاك لم تنظم في السلك لؤلؤة ... ولا غدا الشعب منه جد ملتئم ~~PageV04P572 # واليت (1) سعيك بالتقوى (2) فشافهه ... بين الملمات نجح الله من أمم ms0891 # فمجتبيك كمرتاح (3) رمى نظرا ... في ناضر من رياض الحزن مبتسم # ومجتويك كمغرور أجال يدا ... في مزبد من عباب البحر (4) ملتطم # دلائل الفضل في السادات واضحة ... منها الوفاء ومنها الرعي للذمم # تبلى الليالي ولا تبلى عرائكها ... وربما جددتها لبسة الكرم # همى حياك فأحيا ميت كل ثرى ... ولاح برقك وضاحا لكل عم # من لي (5) بتأدية الشكر التي كتبت ... جدواك أسطره في صفحتي عدمي # حملتني منه ما لو حل في جبل ... لرض رضوى وآد الركن من إضم # ما لي سوى العجز (6) والتقصير من وزر ... فاعذر سكورك بعض العذر أو فلم ~~PageV04P573 # في ذكر الكاتب أبي الحسن صالح بن صالح الشنتمري (1) # وإثبات جملة من نظمه ونثره (2) # وابو الحسن غربي (3) النشأة، شنتمري الأفق، شاعر ناثر، وله من المعرفة ~~بلسان العرب حظ وافر، وكلامه في المماثلة والسجع، جار على الطبع، ذاهب بين ~~الجزالة والحلاوة؛ من رجل شديد الحياء، كثير الانقباض والانزواء، يرى ~~الكتابة عليه من أشق الأشياء، ولا لنبو طبع وقلة أدب، بل لضعف عصب، فكان لا ~~يكتب الرقعة إلا في مدة، وكثير من الكتاب، يشق عليه الكتاب، لزمانة تكون في ~~يده، أو إفراط ضعف في خطه. وفيما (4) أثبت هنا من نوعي كلامه، في نثره ~~ونظامه، شاهد على ما وصفته به، ومنبه على فهمه وأدبه. PageV04P574 # جملة من نثره # له من رقعة في استدعاء خلطة: المحاسن - أعزك الله - على رتب وأحوال، وصور ~~وأشكال، فأحقها بالإعظام والإجلال، ما كان منها في الخصال والخلال، وما ~~يتلى من آيات براعتك ونبلك، ومعلومات حسبك ونسبك، بعث على التطارح عليك، ~~والحنين إليك، وكم حننت إلى المخاطبة فملكني عنها ارتيادي لها سببا (1) ~~يوطئ لها كنف [108أ] القبول والارتضاء، إذ الهجوم عليها عندهم ضرب من ~~الجفاء (2) ، والحنين في خلال ذلك يتزايد ويتصاعد (3) ، إلى أن بلغ بي غاية ~~ملكتني عن التملك، وأمسكتني عن التماسك. # وفي فصل من أخرى: لو كان البدار (4) إلى المخاطبة بحكم الاعتقاد، وعلى ~~حسب المحبة الوداد، لكنت أول من أعمل كلمه في مكاتبتك، وأرسل قلمه لمخاطبتك ~~(5) ، لكن المخاطبات بين الناس تقع إلا بعلل ms0892 وأسباب، كالدخول قلما يكون إلا ~~على باب (6) . PageV04P575 # ومن أخرى له (1) إلى الوزير الفقيه أبي الحسين ابن سراج: مثلك - أعزك ~~الله - لا يغرب عليه بمقال (2) ، ولا يقعقع له باحتفال (3) ، فإن العلوم ~~الشريفة بأصلها، والآداب الرفيعة بجملتها، مشهورة بروايتك، محصورة بداريتك، ~~محظوظة بحفظك لها (4) ، محوطة بإحاطتك بها، والبلاغة التي هي أفضل ثمراتها، ~~وأطيب طيباتها، لا تعزى حقائقها إلا إليك، ولا تلفى (5) معجزاتها إلا لديك، ~~ولا يقتدي في سننها إلا بك، ولا يعترف فيها بالعجز والتقصير إلا لك، ولذلك ~~(6) أو جزت في كتابي هذا، وتركت طريق (7) السجع حياء من التعرض لصناعة قد ~~انفردت أنت بفضلها، وسبقت أهل الزمان في ميدانها، وأخذت عليهم مسالكهم، ~~وأحرزت شرف الدلالة (8) في مجاهلها. # وله من أخرى: كل فعال يقصر عن فعالك، وكل إجمال ينزر عند (9) إجمالك، ~~وإنك فاضل أهل زمانك، ومقلة عين أوانك، فلو خاطبتك بلسان الوائلي والإيادي ~~(10) مخاطبة جريت معها طلق الجموح، PageV04P576 # وهببت لها هبوب اليمانية النفوح (1) ، وشحنتها بفصول الإعظام والإجلال، ~~وبلغت بها غاية (2) الاحتفال، سعاية في الوصول إلى قضاء حقك، وعناية بأداء ~~الواجب المتعين لك، لكنت في ذلك كمن جال في مناكب الأرض يروم الإحاطة ~~بساحتها، والوقوف على حقيقة مساحتها. # وإذا كان التطويل، لا يبلغ معه المأمول، فالإضطراب (3) أجمل، والخطاب ~~دونه اسهل؛ بهذه العين نظرت، بعد ما صدرت، ولذلك ما قصرت واختصرت، فحبست ~~العنان في أول الطلق، وصرفت العناية لها إلى الأحق بها والأخلق، وصرفتها ~~إلى أن جمعت بين الاختصار والاعتذار، وتشفعت بالاقرار إلى الاغتفار (4) ، ~~وإن ذلك لما يجعل المعذرة في حيز الاعتذار، لا سيما عند من أصله أصلك، ~~وفضله فضلك، ممن إذا تشفع إليه، ورغب فيما لديه، جاءت الشفاعة بين قرينتين: ~~من شرف قديم (5) ، وسلم كريم، ومعونتين: من سريرة جميلة، ونحيزة نبيلة. # وفي فصل له من أخرى: ومن الحقائق التي برح فيها (6) الخفاء، واستوى في ~~علمها العلماء والجهلاء، وأقر لها الأعداء والأولياء (7) ، أني مت أهبت بك ~~إلى الإخاء، وهززتك بوصف ما أنا عليه في الخلوص والصفاء، فإنما PageV04P577 # أهبت بمن له في الكرم، شهرة العلم، وفي ms0893 السؤدد، منزلة الفرقد، ويأبى - لا ~~محالة (1) - ذلك الكرم الراسخ، والشرف المنيف الباذخ، إلا أن يبلغني من ودك ~~أملي، ويعطياني من جميل اعتقادك حتى أقول: بجلي، وينقلاني من الوقوف على ~~فضلك بالأخبار، إلى الوقوف عليه بالاختبار، فيصير علمي بك علمين، ويقيني بك ~~يقينين، لا زال الزمان يبدي من أسرار فضائلك، ويهدي من أزهار شمائلك، ما ~~يصور (2) القلوب (3) إليك، ويطالب الألسنة بالدعاء لك والثناء عليك. # وله من رقعة عتاب: إنا لله، لقد غرقت من غشك في بحر عميق (4) ، وامتحنت ~~منك بعدو في ثياب صديق (5) : # ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... (6) عدوا له ما من صداقته بد وقد كنت ~~خاطبتك - لا مسك خطب، ولا فل لك غرب، جاريا - علم الله - إلى التحقيق، آخذا ~~بما يلتزمه الصديق للصديق، [108ب] غير ملتفت إلى تلك البوادر التي كانت ~~الدعابة تجريها، وإدلال الوداد السبب فيها، وما كان في كتابي شيء يتهمه من ~~أخلص نية، وأوى إلى حسن PageV04P578 # طوية، اللهم إلا إن كان ما صمنته من التبجيل، قد حرفته عن الوجه الجميل، ~~وتأولته أقبح التأويل. # قال ابن بسام: ومما لوح فيه بالعتاب، وزخرف بالتصنع ظاهر الخطاب، رقعة ~~خاطب بها من أحوجته الأيام إلى مصانعته، وقد بدت منه بواد (1) صوب فيها ~~وصعد، وقام وقعد، قال (2) فيها: # معلوم - أعزك الله - أن لكل مقام مقالا، ولكل (3) حال تناولا وحوالا (4) ~~، وكما لا يصلح الإكثار في كل خطاب، فكذلك الاختصار لا يسوغ في كل كتاب، ~~وفي النفس كوامن لا يمكن تبيينها عليك، وتقريرها لديك، إلا بالتطويل، وإن ~~أصار إلى التثقيل، وأنت بعلاك تصرف إليها بالك. لما وهب لنا أيها العماد من ~~عرفانك ما وهب، وسبب من التعلق بك ما سبب، رايتني قد رقيت إلى جوار ~~الأفلاك، وجعلت الأخمص على ذروة السماك، لما رجوت من الاعتزاز بجانبك ~~العزيز. # وفي فصل منها: وإني بحمد الله لممن إذا علم أكرم، وإذا جرب قرب، وإذا خبر ~~(5) أدخر، أما الإكرام فلما من الأدب، الذي به يرتقي إلى عليات الرتب، وأما ~~الادخار فلا عتدالي في أحوالي، وثقة جعلها ms0894 الله من خلالي، وعندي من الآلات ~~التي تبعث على اتخاذي واستعمالي: PageV04P579 # أني أقول من الشعر أبدعه، ومن النثر أرفعه (1) ، وأنقد النقد الذي قل من ~~يجاريني فيه، ويباريني (2) في التكلم على معانيه، وإن كان خطي لا يلحق ~~بالخطوط القوية الكتابية فإن ضعفه لتميمة على جيد لفظي، ونميمة على ذكاء ~~فهمي واتساع حفظي؛ فمن المعلوم المعروف، أن العلماء مخصوصون بضؤولة الخطوط ~~ولطافة الحروف، فكل (3) يشهد أني أنهض إلى المطولاته، وأقتدر على المخاطبات ~~السلطانية، وما أنا ممن يفتخر بخدمة الزمام، ويجعلها ذريعة (4) إلى ~~الإكرام: # معاذ إلهي إنني وعشيرتي ... بنفسي عن ذاك المقام لراغب ولكنني أفتخر - ~~عند الاضطرار إلى الافتخار - أني حامل روايات، وحافظ لغات، وذو شمائل تنسب ~~إلى مكرمات، وما تطارحت قط على زاهد في، ولا أظهرت حرصا على غير حريص علي، ~~بل كنت أقابل الإباء بنظيره، وأظهر الاستغناء بظهيره، وأنشد: # ولست بساقط في قدر قوم ... وإن كرموا، كما يقع الذباب # ورائي مذهب عن كل ناء ... بجانيه إذا عز الذاب ولست أضرب المثل في سقوطي ~~عليك، وانجذابي إليك، ولكني أقول: PageV04P580 # إني أسقط (1) سقوط الطل على الرياض، وأتزين بخدمتك تزين الجمال بالبياض: # وله فصل في صفة القلم: بخط اليراعة، ينال حظ البراعة، وأفضل أقلام ~~الكتاب، المنتخبة للكتاب، ما لم يكن في طوله تعوج، ولا في صلابته ترجج، ~~وكانت خصوصية العنصر الذي نماه، وسجية المنبت الذي إليه منتماه، قد أخذت به ~~ما بين الدقة المتناهية التي لا تستحسن، والغلظ المفرط الذي يستخشن، وأقرته ~~(2) على المقدار الذي لا يقع اختيار الكاتب على سواه، ولا يتعداه اقتراحه ~~ولا يتخطاه، ثم انتحى بريه ذو يمين رفيقة، وسكين رقيقة، فأجاد الشق وأحكم ~~القط، وجاء به غير شاق ولا عاق (3) ، سلس الجريان إذا أرسل، موافقا للبنان ~~إذا أعمل، معطيا (4) لقيادة، غير بخيل بمداده، تتبناه الأنامل فترأمه، ~~[109أ] وتواصل العمل به فلا تسأمه. # قال ابن بسام: ومن البدايع في وصف القلم ما حكاه العتابي عن نفسه قال (5) ~~: سألني الأصمعي فقال: أي الأنابيب أصلح للكتابة وعليها أصبر - قلت: ما نشف ~~بالهجير (6) ماؤه ms0895، وستر (7) عن تلويحه غشاؤه، من التبرية PageV04P581 # القشور، الدرية الظهور، الفضية الكسور؛ قال: فأي نوع من البري أكتب وأصوب ~~- قلت: البرية المستوية القط، عن يمين سنها برية تأمن معها المجة عن المط، ~~الهواء في مشقها فتيق، والريح في جوفها خريق، والمداد في خرطومها رقيق. ~~قال: فبقي الأصمعي شاخصا إلي ضاحكا لا يحير مسألة ولا جوابا (1) : # وهذه أيضا (2) قطعة من شعره # قال يتغزل (3) : # أملي من الدنيا تيسر خلوة ... أبكي بها وأبث سر هواك # حولي وحولك أعين ومسامع ... (4) أخفي الهوى عنهن عند لقاك # حذرا عليك فديت بي ومخافة ... أن يقصروك (5) ويحجبوا مرآك (6) # لولا الحياء وأن تشيع سريرتي ... لنثرت (7) شمل الدمع حين أراك ومن شعره ~~الطيار المليح، المتناهي في خفة الروح، قوله (8) : PageV04P582 # أسنى ليالي الدهر عندي ليلة ... لم أخل فيها الكأس من إعمال # فرقت فيها بين جفني والكرى ... وجمعت بين القرط والخلخال وقوله: # للحسن في خلق من أهوى خلائقه ... روض بهي بسيف اللحظ محمي # فالجيد سوسنة والعين نرجسة ... والخد ورد وذاك الخال خيري وقال: # لله ما صنع الحياء بصفحة ... لم تبق عندي للتجلد مذهبا # كان البياض بها لجينا خالصا ... فأحاله فغدا (1) لجينا مذهبا وقال: # أبدي الحبيب تعجبا من طول مك - ... ث الورد عندي عندما أهداه # لم يدر أن دوامه في منزلي ... من أجل أن مدامعي سقياه وقال: # وصافية كمعتقد الصديق ... لها في الكأس إيماض البروق # كأن بكأسها ما (2) تشتكيه ... قلوب العاشقين من الحريق # إذا قبضت يد الساقي عليها ... (3) رأيت له أنامل من عقيق # شربت وصاحبي عذب الثنايا ... يعللني لماه على الرحيق PageV04P583 # وقال: # وصهباء لم تمسس بنار ولم تذل ... بعصر ولم (1) توهن قواها (2) بماء # لحاني عليها من لحا فزجرته ... وقلت له: مه لست من قرنائي # سأشربها ما سوغ الدهر شربها ... وعفو إله العالمين ورائي ومما أبهم فيه، ~~وإنما يكنى عن قدح فخار مزفت (3) قد اتخذ للمشروب: # خل إذا قل المجيبون لم يزل ... إلى كل ما أدعو إليه مجيبي # غدوت أخا التوفيق لما اتخذته ... أديب السجايا وفق كل أديب # تخيرته من نجر آدم خالصا ... فكان أخي ms0896 في نجره ونسيبي [109ب] وله يمازح ~~بعض إخوانه: # خذ ما أتاك من الزمان ولا تطل ... في إثر ما قد فاتك البرحاء # ماذا ترى في فلذة (4) رشراشة ... ورقاقة ورقيقة (5) صفراء # إن كان عندك ما ذكرنا كله ... وبعث فينا لم تخف إبطاء وقال: # ألا يا خير من يبغى نداه ... ويسعى نحو منزله ويمشي # تحن إلى بنات البحر نفسي ... وأكره أن تموت لدي عطشى PageV04P584 # وله يفتخر من كلمة طويلة (1) : # خليلي ليس المجد إلا لعالم ... على كل مجهول من العلم قائم # أخو العلم حيث احتل أضحى مكرما ... ولا سيما إن حل بين الأكارم # وذو الجهل معدود (2) ، وإن كان سيدا ... طرير الكسا، في مهملات البهائم # وإني لممن فاز بالعلم قدحه ... وممن له فيه اشتهار المعالم # ولي قلم قد شرف الله شأنه ... بصنعة وشاء على الماء راقم # خليلي ليس الخط ما قد عنيته ... وإن كنت مشغوفا به (3) جد هائم # ولكنه لفظ إذا ما وشيته ... تحير فيه كل واش وواشيم # بلى إن خطي فيه ضعف وإنما ... أقامته ألفاظي مقام التمائم # إذا شئت نثرا كنت أنثر ناثر ... وإن شئت نظما كنت أنظم ناظم ومنها: # تكلفني الحوباء لا در (4) درهما ... سماح البهاليل الكرام الخضارم # تقول أحب ذا قربى وصل ذا وسيلة ... وقم بالحقوق الواجبات اللوازم # أما إنني لو نلت أيسر (5) نزرة ... لكانت لكفي بسطة في المكارم # فآه (6) لعصر مثل أهليه جاهل ... ودهر لأبناء المروءة (7) ظالم ~~PageV04P585 # وله من أخرى يصف شروط المروءة ومكارم الأخلاق (1) : # أحب من الأقوام كل (2) نجيب ... شريف زكي الوالدين حسيب # وإني لذو علم صحيح يقينه ... بأن صديق الصدق غير غريب # ومن خلقي أني إذا ما وجدته ... شددت عليه منه كف رغيب # وإن نصيب الجار عند احتياجه ... إلى العون في مالي لمثل (3) نصيبي # وإن بعيد القوم ينزل ساحتي ... ويأوي إلى ركني لمثل قريب # أهين له مالي وأحفظ ماله ... وآتيه من بري (4) بكل عجيب # وألقى الخطوب السود في الذب دونه ... لقاء أخي صدر لهن رحيب # وجدك لو كان الزمان مساعدي ... وكان الذي في راحتي يفي بي # لألفيتني جم الفضائل ms0897 منعما ... كثيرا إلى الفعل الجميل هبوبي [110أ] # تجود يدي قبل السؤال وتمتري ... طلوب الندى جدواي غير طلوب # لحا الله وهابا بطيئا حباؤه ... يجيء الذي يعطيه بعد لغوب # ولكن وهابا يهب إلى الندى ... كما هب عضب في يمين ضروب # يحاذر (5) أحداث الليالي وقلما ... خلا من توقيهن قلب لبيب # ويرتاب (6) بالأيام عند سكونها ... وما ارتاب بالأيام غير أريب # وما الدهر في حال السكون بساكن ... ولكنه مستجمع لوثوب # لقد عاين الأيام من خاف غدرها ... بعيني بصير بالأموال طبيب PageV04P586 # وقال في مثل ذلك: # حبيب إلى الدهر إعطاء سائلي ... وإكرام قصادي وعون خليلي # أهز طباعي بل طباعي تهزني ... إلى الجود لا أرضى طباع بخيل # وراح كما افتر الصباح سبأتها ... لطارق ليل ما علي جليل # نضوتبها عنه جلابيب ليله ... فعوض من تعريسه بمقيل # وما زلت أسقيه وأشرب فضله ... وكأس الكريم الفضل ذات فضول # إلى أن تناهى طيبه ونعيمه ... ومالت به الصهباء كل مميل # فوطأت مثوى جنبه وكننته ... بضاف لصنبر الشتاء قتول # وقلت له لما تعاظم عنده ... صنيعي به، هذا أقل قليل # حللت بنا ليلا وقد قسم القرى ... فلم يبق منه مقنع لأكيل # أقم عندنا تستوف ما أنت أهله ... فأنت لدينا أهل كل جميل # وإني لممن تعتريه كآبة ... إذا آذنت أضيافه برحيل وهذا من حر الكلام، ~~وجزل النظام، وسجية حاتمية، وشنشنة أعرابية، وإنما احتذى أبو الحسن في هذا ~~قول أبي عامر بن شهيد القرطبي في أبيات، وقد تقدم إنشادها، أولها (1) : # ولما رأيت الليل عسكر قره ... وهبت له ريحان تلتطمان PageV04P587 # فصل في ذكر الوزير أبي الحكم عمرو بن مذحج # وأبي الوليد ابن عمه، ابني حزم، وإيراد بعض ما لهما من ملح النظم # وأبو الحكم (1) منهما في وقتنا شقيق الوفاء، وخاتمة من حمل هذا الاسم من ~~النجباء، وكان نادرة الوقت لمن اتخذ قبلة، وحجة على من جعل النقصان جبلة، ~~إذ عن كل قوس من الفخر نزع (2) ، وفي كل أفق من علو القدر طلع، أول ما نشأ ~~بدر فلك، ومسحة ملك، وإكليلا على جبين ملك، قلما عن لنظر إلا راقه ms0898، ولا ~~اختلج ذكره في قلب بشر إلا شاقه؛ وإياه يعني الوزير أبو الحسن بن سعيد ~~البطليوسي [110 ب] وقد غلب على لبه، وأخذ بمجامع قلبه، عجبا منه أو عجبا به ~~(3) : # رأى صاحبي عمرا فكلف وصفه ... وحملني من ذاك ما ليس في الطوق # فقلت له عمرو كعمرو فقال لي ... صدقت ولكن ذاك شب عن الطوق وفيه أيضا ~~يقول الوزير أبو محمد بن عبدون من جملة أبيات (4) : PageV04P588 # يا عمرو رد على الصدور قلوبها ... من غير تقطيع ولا تحريق # وزر الثريا وهي نحن بكوكب ... لولا العقوق لقلت بالعيوق # وأدر علينا من خلالك أوكؤسا ... لم تأل تسكرنا بغير رحيق فيه أيضا يقول ~~أحدهما (1) : # قل لعمرو بن مذحج ... خاب ما كنت أرتجي # شارب من زبرجد ... ولمى من بنفسج فلما هم ليله بنهاره، ودب على سيف وجنته ~~فرند عذاره، راع المجد بحزم وكرم (2) ، ونبوة (3) وسيف وقلم، ممن سارى نجوم ~~الليل. واحتل (4) صهوات الخيل، وعلى ذلك كله فلم ينس مكارم الأخلاق. ولا ~~خلا ذكره من قلوب العشاق؛ وله في الأدب سبق سلف. ومنه بيت شرف، وله شعر ~~مطبوع قلما يغبه البديع، وقد أتيت منه بفصول، تشهد له بالتفصيل (5) . ~~PageV04P589 # جملة من شعره في أوصاف شتى # كتب إليه الوزير أبو محمد عبدون بأبيات قال فيها (1) : # سلام كما هبت من الحزن نفحة ... تنفس قبل (2) الفجر في وجهها الزهر # من (3) الوارف الفينان وشت بروده ... (4) ذراع من الليث. الثريا له شبر # وإلا يد حزمية مذحجية ... تقشع عنها مذحج فانهمى عمرو # فجاد على تلك الأجارع والربى ... رواعده وعد وبارقه بشر # أبا حكم أبلغ سلام فمي يدي ... أبي حسن وارفق (5) فكلتاهما بحر # ولا تنس يمناك التي (6) هي والندى ... رضيعا لبان لا اللجين ولا التبر ~~فراجعه أبو الحكم بأبيات منها (7) : # أتى النظم كالنظم الذي تزدهي به ... عروس من الجوزاء إكليلها البدر # تحلت (8) لنا منه بخطك رقعة ... هي الروضة الغناء كللها الزهر ~~PageV04P590 # تحير ذهني في مجاري صفاته ... فلم أدر شعر ما به فهت أم سحر # فإن قلت شعر فالقلوب شعاره ... وإن قلت سحر فهو سحر ولا كفر ms0899 # أرى الدهر أعطاك التقدم في العلا ... وإن كان قد أوفى أخيرا بك الدهر # لئن حازت الدنيا بك الفضل آخرا ... ففي أخريات الليل ينبلج الفجر قول أبي ~~محمد: " ... أبلغ سلام فمي يدي " ... معنى قدر كرره في مواضع من شعره كقوله ~~في المتوكل: # إن كنت من أصلي ومن عصبي ... أو كنت من فرع نأى ومجد # بلغ سلام فمي يدي ملك ... (1) غاب الملوك عن العلا وشهد وحسان بن المصيصي ~~القائل من شعره قد تقدم إنشاده (2) : [111أ] # ومن بلغ يده أني نظمت لها ... شكرا جعلت قوافيه من القبل وقال أبو الحكم ~~في صديق كان له به هوى يسمى باسمه: # يا من شكا فشكا جسمي بشكواه ... الله يكلأني فيه ويرعاه # ويا ضنى جسدي بالله صل جسدي ... وخل عنه ولا تلمم بمثواه # عمرو بعمرو ولكن في محتمل ... لما تجشمه من برح بلواه # الحمد لله حتى السقن نافسني ... فيه فأضحى كما أهواه يهواه # عين الكمال أصابتني ولي كبد ... مصدوعة فيه إن لم يدفع الله PageV04P591 # وله فيه وقد سقط عن دابته ووثئت رجله (1) : # لقد أسرعت فيك العيون وإنما ... جميل دفاع الله عنك التمائم # وما أنت إلا البدر طارت بسرجه ... عقاب لها الريح (2) الخريق قوادم # ولا غرو أن طافت برجلك وثأة ... (3) لها المجد خفاق الجناحين حائم # فقد ترجف الأفلاك في دورانها ... وتنقض أعلام النجوم العواتم وكتب إلى ~~الوزير أبي محمد بن عبدون (4) : # زرني فديتك يا زعيم الناس ... لترى بدورا من كبار أناس # أنت الهزبر وهم جآذر جاسم ... قد خيموا من منزلي بكناس # من كل من أثوابه مزرورة ... منه بغصن البانة المياس # يا راضعا در المكارم قف بنا ... " ما في وقوفك ساعة من باس (5) وله في ~~عمرو المتقدم الذكر: # يا عمرو إنك لعبة (6) من سكر ... فإذا مررت بسكر فتذكر # ما شان وجهك نمشة في صفحة ... فبذاك يوصف كل بدر أزهر # يحمر أحيانا فأحسب أنه ... ورد ينقط صفحه بالعنبر PageV04P592 # أضمرت فيك صبابتي فوشى بها ... دمع فككت به صحيفة مضمر # من ذا يفرق بيننا وجلالنا ... متكافئ في المنتمى والعنصر وكتب إلى الوزير ms0900 ~~أبي العلاء بن زهر: # يا من نضا العزم منه صارما خذ ما ... توشح المرعفين السيف والقلما # افرش (1) بمغدى ومسرى حر أوجهنا ... وبعدها فانتعل أبصارنا أدما # وما بأنفسنا بخل عليك فقد ... سارت أمامك تعدو البعد والأمما # أبا العلاء ابن للعليا تشيد ما ... (2) أضاع منه بنو التضييع فانهدما # لا زال شملك في ورد وفي صدر ... على اقتراح المعالي فيك منتظما وله فيه ~~(3) : # ضع الرحل في حمص بأيمن طائر ... ووال اصطناع الخير فيها وظاهر # فما هو إلا السرو بين موارد ... تصاحبه طول المدى ومصادر [111ب] # لعمر العلا لولا (4) أبوها وذكره ... لما شاقني برق ببرقة صادر # ولا بت والظلماء إثمد مقلتي ... يؤرقها بيض النجوم الزواهر # وهبت فؤادي للبشير بأوبه ... سليما ولم أنجل عليه بناظري # وأصغر بموهوب وإن جل قدره ... يقضي به الأحرار حق الأكابر # وإني وإعظامي لسؤدده الذي ... يعظمه أهل النهى والبصائر # لألحى الليالي إنهن قعدن بي ... وألحقن جدي بالجدود العواثر PageV04P593 # فلو نهضت بي قدرة لهززت في ... نهوضي إلى العليا قوادم طائر # وما لي مركوب سوى رجلي التي ... تقيدها أيدي السحاب المواطر # غمام عداني عن غمام كلاهما ... ثناني غريقا في البحور الزواخر وله فيه: # متى تجلى ابن زهر نواضري ... (1) محيا مصوغا من حيا وحياء # فقد دويت شوقا إليك جوانحي ... وفي يد لقياه مسيح شفاء # وأعجب مني كيف أصبحت جار من ... حياتي بكفيه ومت بدائي وله (2) : # قدمت علينا والزمان جديد ... وما زلت تبدي في الندى وتعيد # وعيش (3) العلا لولا مراتبك العلى ... لما اخضر في أفق المكارم عود # فيا ناهضا والجد والجد صحبه ... بحيث كبا للمنخرين حسود # لقيت أمير المسلمين وظله ... عليك بما تهوى لديه يزيد # فقم بالمعالي واستقل بملكها ... فأنت بملك العالمين قعيد # ولو حوا بني زخر فإن وجوهكم ... نجوم بأفلاك العلا وسعود وله فيه (4) : ~~PageV04P594 # يا جاليا وجه (1) السعادة واضحا ... ومقلبا طرف النباهة طامحا # صير مجنك صفحتي قمر الدجى ... وسنان رايتك السماك الرامحا # الله يعلم أن بين جوانحي ... قلبا إليك مدى الليالي جانحا # دم للعلاء أبا العلاء مصاحبا ... واقتد زمانك سامحا لا مجامحا وله فيه ms0901 ~~وقد جاز البحر معه، فقال (2) : # يا ابن زهر طأ الثريا عبيرا ... وحصى البيد لؤلؤا وعقيقا # وتلق الهواء وهو طليق ... كمحياك حين تلقى الصديقا # وما ترى الريح كيف هبت رخاء ... لك بعد الهبوب ريحا خريقا # وضحى البحر هيبة لك لما ... جئته سالكا عليه طريقا # غمرته من راحتيك بحار ... صاح من موجها (3) الغريق الغريقا # فرق اللج منك حتى استطارت ... منه أحشاؤه فريقا فريقا # جزه يا ابن الكرام أرضا ذلولا ... أو فقده إن شئت طرفا عتيقا [112أ] # وانتض الحزم حيث كنت حساما ... واصحب النجح حيث كنت رفيقا # وتفيأ علاك ظلا ظليلا ... وتنشق ذكراك مسكا فيتقا وكتب إلى أبي الوليد ~~ابن عمه، فقال (4) : # إني لأعجب أن يدنو بنا وطن ... ولا يقضى من اللقيا لنا وطر PageV04P595 # لا غرو أن بعدت دار مصاقبة ... بنا وجد بنا في الحضرة (1) السفر # فمحجر العين لا يلقاه ناظرها ... وقد توسع في الدنيا به النظر # صبرا جميلا وإن أبدى الزمان لنا ... غير الجميل فإنا معشر صبر # وبيننا فقر يجري المزاح بها ... كالغنج في أعين مرضى بها حور # نثرا ونظما من الآداب بينهما ... سحر البلاغة منظوم ومنثر بيته الثالث من ~~هذه يتطرف قول الآخر: # كم والد يحرم أولاده ... وخيره يحظى به الأبعد # كالعين لا تبصر ما حولها ... ولحظها يدرك ما يبعد وكقول الآخر أيضا: # كتجاور العينين لا يتلاقيا ... أبدا وبينهما قصير جدار (2) ومن جواب أبي ~~الوليد له (3) : # لبيك لبيك أنت السمع والبصر ... وإن أتت دونك الأحداث والغير # إيه أبا حكم فالود مقترب ... وإن تباعدت الأشخاص والصور # لا عتب فالود يمحو ما أتيت به ... حسبي من الذنب تجنيه وأعتذر # ينبو لساني عن عتب الصديق وما ... أزرى بغربيه لا عي ولا حصر PageV04P596 # ضنانة (1) بخليل أن أفارقه ... ما القوس إن لك يكن يوما لها وتر # أراع سربك يا ابن العم أن درست ... سبل الوفاء فلا عين ولا أثر # إن يرفع الدهر يوما من خسيستهم ... وحط منا ونحن الأنجم الزهر # فالدهر كالبحر تطفو فوقه جيف ... وتستقر بأقصى قعره الدرر وقدم أبو الحكم ~~من بعض أسفاره. فكتبت ms0902 إليه أنا بأبيات منها (2) : # يهني قدومك كلا يا أبا الحكم ... يا دوحة العلم والآداب والحكم # مذ غبت ما رنقت عيني إلى سنة ... يا عمرو إلا لكي ألقاك في الحلم # إن كنت من تغلب في بيت سؤددها ... وكنت من مذحج في السؤدد العمم # فلم يضرنا تنائي النسبتين وقد ... رحنا نسيبين في علم وفي فهم # والعذر في زمن أن جئت في أمم ... لا الجليل جيلك فاعذرهم ولا تلم في ~~أبيات غيره هذه. وعاتبت فيها بعض إخوانه. فراجعني بأبيات منها قوله (3) : ~~[112ب] # يا من تناول حر اللفظ من أمم ... بذي غرارين مثل الصارم الخذم # لو أن لفظك تهديه إلى حجر ... لما استجيز عليه الوصف بالصمم # هذي جوارح جسمي كلها أذن ... مذ جاء (4) منك بأني لؤلؤ الكلم # حاشا لنبلك أن تخفى معالمه ... وهن أشهر من نار على علم PageV04P597 # إن كان للنبل عرنين تدل به ... حسنا فأنت به أبهى من الشمم # اردد أنوف الليالي وهي راغمة ... ما لم تكن لك في الإذعان كالخدم # من تغلب أنت في علياء مركزها ... فمن يباريك في مجد وفي كرم # قوم أراد ابن هند أن يضيمهم ... فأوطأوا الرأس منه أخمص القدم # مآثر قسمت بين الورى وغدا ... للتغلبيين منها أوفر القسم # ريت نفثة مصدور بعثت بها ... مني إلى متلظي الصدر محتدم # لم تفض مني بالشكوى إلى طلل ... ولم تبت عاكفا مني على صنم # سافر بطرف أو انظر هل ترى يقظا ... يحل من طلب الأيام في حرم # حوادث لم تزل (1) بالحر لاعبة ... كما تلاعت الأيسار بالزلم # وبيننا قربة ليست أواصرها ... ما بين آدابنا مجفوة الرحم ومن أبناء هذه ~~القبيلة، وشعراء هذه البيتة الأصلية، # ابن عمه أبو الوليد محمد بن يحيى بن حزم (2) # أحد أعيان أهل (3) الأدب، وأجلى الناس شعرا لا سيما إذا عاتب (4) أو عتب، ~~جعل هذا الغرض هجيراه، فقلما يتجاوزه إلى سواه، وكلما أبدأ فيه وأعاد، أحسن ~~ما شاء وأجاد، وفي كل معنى يحسن، PageV04P598 # أكثر ما يمكن، ولكن رأيته في باب (1) العتاب يعلن بأمره، ويعرب عن ذات ~~صدره. وقد أجريت من ms0903 شعره في هذا المعنى وسواه. ما يصرح عن مغزاه، ويشهد على ~~بعد مداه. # جملة من شعره في أوصاف شتى # في النسيب وما يناسبه # قال (2) : # أتجزع من دمعي وأنت أسلته ... ومن نار أحشائي ومنك (3) لهيبها # وتزعم أن النفس غيرك علقت ... وأنت ولا من عليك حبيبها # إذا طلعت شمس علي بسلوة ... أثار الهوى بين الضلوع غروبها وهذا البيت ~~الأخير ينظر إلى قول مجنون بني عامر (4) : # نهاري نهار الناس حتى إذا دنا ... لي الليل هزتني إليك المضاجع وقال أبو ~~الوليد (5) : [113أ] # وطارحك الواشون عني سلوة ... مغالطة هيهات ذاك بعيد PageV04P599 # وكيف سلوي عن هواك وإنه ... ليبلى فؤادي وهو فيك (1) جديد # إذا ما ثناه الناس عنك لوت به ... علائق حب فيك ليس تبيد # بلى إن عرتني (2) فترة الصبر هزني ... تذكر أيامي بكم فأعود وقال وهي من ~~حسنات شعره، وآيات ذكره (3) : # وكم ليلة ألطفت بالمنى ... فقمت أبادر إلطافها # بشمس (4) إذا ما تأملتها ... رددت على الشمس أوصافها # بفترة (5) لحظ كأن الكرى ... أعان عليها وإن خافها # وإني وإن عفتها معلنا ... لأعذل في السر من عافها # وهبت علينا صبا رطبة ... وقد عابث الطل أعطافها # وقد بثها الروض هجر الحيا ... (6) فجرت على النور أطرافها # وخيل الظلام أمام الصباح ... والركض قد ضم أجوافها # وقد فضض الفجر أذيالها ... وزاد فذهب أعرافها # وكاثرت البدر شمس بدت ... فمدت على الأرض أكنافها # وغاضبت السحب (7) فيها الرياح ... فصرت من الغيظ أخلافها # وذكرني بادارات الحمام ... حمائم تندب ألافها PageV04P600 # وقال من أخرى (1) : # كم قلت معرضا ومصرحا ... أكذا علقت ضلالة بفلان # ومنيت من خلطائه بعصابة ... خلطت بها شبها من البهتان # هيهات لولا (2) غنج لحظ محمد ... ما كنت نهزة أعين الغزلان # ولقد بعثت على السلو لو أن لي ... قلبا يطاعوني على السلوان # فجعلت ثوب الصبر فيه بصيرة ... وثنيت عن علم إليه عناني # ونبذت حلمي والتفت إلى الصبا ... ويد العفاف تضم من أرادني # لله أيام على وادي القرى ... سلفت لنا والدهر ذو ألوان # إذ نجتني في ظله ثمر المنى ... والطير ساجعة على الأغصان # والشمس ترمق من محاجر أرمد ... والظل يركض في ms0904 النسيم الواني # والراح إذا ضرب الظلام رواقه ... وخشيت فيه طوارق الحدثان # ملنا نؤمل غير ذلك منزلا ... والراح تقصر خطوه (3) فيداني # ويروم قول أبي الوليد وربما ... كتبت مكانه لامه الواوان (4) [113ب] # ثم احتللنا والوشاة بمعزل ... وقد التقت في جفنه سننان # والبدر يرميني بمقلة حاسد ... لو يستطيع لكان حيث يراني # حتى إذا نشر السرور بساطه ... وطوى بساط شكيتي لأوان # أهوى يقبل راحتي توددا ... ويشد عقد بنانه ببناني PageV04P601 # ويقول إشفاقا علي ورحمة ... متلجلج الألفاظ بعد بيان # هاك (1) اغتنمها من زمانك خلسة ... تشفي غليل فؤادك الهيمان # فثلمت فاه والتزمت عناقه ... ويد الوصال على قفا الهجران # ومرقت من ظن الأعادي عفة ... والليل مشتمل على الكتمان وقد كرر هذا ~~المعنى في موضع آخر فقال (2) : # فاطلع طلوع الشمس أو معها ... فيد (3) السرور على قفا الحزن # في ساعة سمح الزمان بها ... فكأنما هي لذة الوسن وقال (4) : # وكم ليلة كاد الهوى يستفزني ... ولا رقبة دون الأماني ولا ستر # وفي ساعدي بدر على غصن بانة ... يود مكاني بين لباته البدر # وفي لحظه كالسكر لا من مدامة ... ولولا اعتراض الشك قلت هو السكر # وقد سلبته الراح سورة كبره ... ومال على عطفيه وانقطع العذر # وبين ضلوعي يعلم الله حاجة ... (5) طواها عفافي لا كما زعم الغدر # فلم يك إلا ما أباح لي التقى ... ولم يبق إلا أن تحل لي الخمر ~~PageV04P602 # وله في مثله (1) : # وكم ليلة (2) ظافرت في ظلها المنى ... وقد طرفت (3) من أعين الرقباء # وفي ساعدي حلو الشمائل مترف ... لعوب بيأسي تارة ورجائي # أطارحه حلو العتاب وربما ... تغاضب فاسترضيه ببكائي # وفي لفظه (4) من سورة الكأس فترة ... تمت إلى ألحاظه بولاء # وقد عابثته الراح حتى رمت به ... لقى بين ثنيي بردتي وردائي # على حاجة في النفس نلتها ... ولكن حمتني عفتي وحيائي قوله: " وفي لفظه من ~~سورة الكأس " ... البيت، مما فتن فيه أبو الوليد فتنة لا يحسنها السامري، ~~بل سحر سحرا لا تتعطاه الحبال ولا العصي. # وقال من أخرى: # لاح العذار فلاح عذري فيه ... (5) وسقى ومن عينيه ما يسقيه # وقضى علي ومر يسحب ذيله ... أكذا ms0905 سفكت دمي ولست تديه # وفجعت سادة مذحج بزعيمها ... وأمنت من أشياعه وذويه # هيهات لو ملك القضاء سبيلها ... لثنى عنان جماحه (6) ثانيه # لكن حماك الحسن من سطواتهم ... ومن الذي ترنو فلا تصيبه [114أ] ~~PageV04P603 # ولقد أتاح لك الهوى من معشري ... ما لا يكاد الدهر يطمع فيه # وهويته عذب الشمائل (1) مترفا ... نشوان يعثر في فضول التيه # كالغصن غازلت الصبا أعطافه ... فتكاد لمحة ناظري تثنيه # أطوي الهوى شحا عليه ورقة ... والدهر ينشر منه ما أطويه # يجني فأضمر هجره لا عن قلى ... والحب يغفر كل ما يجنيه # ولكم صددت فعارضتني سورة ... من ورد وجنته وخمرة فيه # والبدر من حسد يجمجم قوله ... ما ضر مجدك لو شركتك فيه وقال أبو الوليد ~~من أخرى: # وشت بهواه مقلتي ولساني ... وأتلفت فيه مهجتي وجناني # فلما تناهى الشوق واستحكم الهوى ... وقيل فلان طاعة لفلان # نأى عن مكاني حين لا لي حيلة ... وقد حل من قلبي بكل مكان # وصد على عمد ليشرك في دمي ... ولو ظفر الأعداء بي لبكاني # ومن عجب أني إذا رمت سلوة ... وجدت هواه آخذا بعناني # أبا قاسم خذها شكاية واجد ... كما وجد المقصوص للطيران وقال (2) : # أساكن قلبي والمقام كما ترى (3) ... (4) لعلك تصغي ساعة فأقول ~~PageV04P604 # أعيذك من أقوال قوم (1) وربما ... فيكم قمر غطى عليه أفول # وكم أملوا لا (2) بلغوا فيك خطة ... وحاشاك منها والحديث يطول # ومستكشف لم يدر ما بين أضلعي ... يعرض (3) بي واللوم فيك ثقيل # فصكت (4) لساني يعلم الله سكتة ... لها في جناني زفرة وعويل # وسد طريق اللحظ دمع كأنما ... تشحط من جفني فيه قتيل وهذا البيت مما أحسن ~~فيه، ولكن ابن الرومي زاد عليه بحسن الاستعارة والتشبيه، وهو قوله (5) : # رسم الكرى بين الجفون محيل ... عفى عليه بكا عليك طويل # يا نظرة ما أقشعت لحظاتها ... حتى تشحط بينهن قتيل ونسب هذين البيتين ~~صاحب " العمدة " (6) لأبي نواس. # وقوله: " فصكت لساني " البيت ... يشبه قول حبيب (7) : # ولي وقد أفحم الخطي منطقه ... بسكتة تحتها الأحشاء في صخب وقال أبو ~~الوليد من أخرى: PageV04P605 # وكم معشر لاموا عليك رددتهم ... وأكبادهم غيظا علي تذوب ms0906 # ومالوا إلى رجم الظنون وبيننا ... إذا ما خلونا للعفاف رقيب # ولما بدت أشياء منك تريبني ... وأكثر فيها مخطئ ومصيب # وشاركني فيك الذين علمتهم ... ولم يك لي إلا السلو طبيب # تجافيت عن حظي لهم فيك عنوة ... وقد يتجافى في الشيء وهو حبيب [114ب] # إذا عرضوا أوليتهم فيك سكتة ... ويعرض دمعي دونهم فيجيب وقال (1) : # لما استمالك معشر لم أرضهم ... والقول فيك كما علمت كثير # داريت دونك مهجتي فتماسكت ... من بعد ما كادت إليك تطير # فاذهب فغير جوانحي لك منزل ... واسمع فغير وفائك المشكور وقال (2) : # يقول وقد لمته في هوى ... فلان وعرضت شيئا قليلا # أتحسدني - قلت: لا والذي ... أحلك في الحب مرعى وبيلا # فكيف وقد حل ذاك (3) الحمى ... وقد سلك الناس تلك (4) السبيلا وقال: ~~PageV04P606 # أبلغ فلانا وإن كنت الضنين به ... قولا تطاير من أرجائه الشرر # إني تركت الحمى عن غير مقلية ... لمعشر وردوا قبلي وما صدروا # وصنت وجه عفافي عن تبذله ... حتى سلا القلب عنه وارعوى البصر # يا أملح الناس إلا ريبة عرضت ... تكاد من ذكرها الأحشاء تنفطر # ما الذنب عندك إلا عفة صرفت ... يد الهوى عنك إلا ما جنى النظر # وباحث عن غرامي فيك قلت له ... عني إليك فلا عين ولا أثر # ويلي عليه (1) وويحي من تبذله ... وطالما صنته لو ساعد القدر ومن شعره في ~~العتاب # قال من كلمة (2) : # مقال يطير الجمر من جنباته ... ومن تحته قلب عليك يذوب # أحين نبذت الناس إلا علالة ... من الحسن يدعو ناظري فيجيب # ودنت بما تهوى هدى وضلالة ... وما الناس إلا مخطئ ومصيب # سرت لك في أفياء ظلي قولة ... لها بين أحناء الضلوع دبيب # فهلا على حال وفيت لمن (3) وفت ... سجيته حيث الوفاء غريب # وحاشاك أن تعزى إلى المجد خطة ... تجشمه داء وأنت طبيب # ولكن أبى إلا إليك التفاتة ... فؤاد عليه من هواك رقيب PageV04P607 # وود وإن أخرتموه مقدم ... وصدر وإن أحرجتموه رحيب # وكم بيننا إن كنت تحفظ ما مضى ... إذ العيش غض والزمان قشيب # وقد قام في وجه النسيم غزيل ... تغازل عطفيه صبا وجنوب # وسد طريق ms0907 الشمس بدر إذا بدا ... أهلت عيون بالهوى وقلوب # يدير علينا السحر ملء جفونه ... فكل بريء عند ذلك مريب # وتحت جناح الغيم أحشاء روضة ... بها لخفوق العاصفات ضروب # وللزهر في ضمن الرياض تبسم ... وللطير من فوق الغصون نحيب # وقد شملتنا يعلم الله عفة ... على ما ترى والعاشقون ضروب [115أ] # أما والذي أعطاك شامخة العلا ... فزل شباب عن مداك وشيب # لقد علقت كفاك مني كوكبا ... له في سماء المكرمات ثقوب # حنانيك لا تحمده بعد توقد ... فربتما عل الطلوع (1) غروب # وخذها وإن صدت قليلا بوجهها ... ففي صدرها شوقا إليك لهيب قوله: " وقد ~~قام في وجه النسيم غزيل " من براعة الشعراء الحلوة؛ وأنشدت لأبي بكر بن ~~سعيد البطليوسي (2) : # عندي (3) قطيع قهوة ... ومودتي وأبو الحسين وقال أبو الوليد من أخرى (4) ~~: PageV04P608 # ولقد منحتك مهجتي لبصيرة ... لاحت لقلبي في إخائك أو عمى # فلو اطلعت على فؤادي لم تجد ... إلاك فيه ما أجل وأعظما # وهوى لطيف الكشح ذا جبرية ... إلا عليك فما أحن وأرحما # كالغصن غازلت الصبا أعطافه ... نشوان يعبث بالفنوس وربما # وكأنما (1) غمر الكرى أجفانه ... فتضرجت وجناته منها دما # فكأنما (2) لبس الملاحة حلة ... ولقد خجلت لقولتي فكأنما # يروى ترابك من مدامة ريقه ... وسواك يهلك لا سواي من الظما # فلئن هممت فغير مشدود الحبى (3) ... ولئن عففت فغير ممنوع اللمى # (4) ولقد قنعت فلا قنعت بزورة ... ولقد نجوت فما نجوت مسلما # فأبحت سرح اللهو مرتاد الهوى ... ومنعت طير الوجد أن يترنما قوله: " يروى ~~ترابك " ... البيت، ذهب إلى قول الآخر: # أتمنع ريقك المعسول عني ... وأنت على التراب به تجود إلا أن هذا زاد ~~عليه، لبعض حاجته إليه، ولكنه والله دعا الإحسان فأسمع، وجادت نفسه، حيث ~~يقول بعده: # وأنت لو اقتصرت عليه جدنا (5) ... ولكن قد علمنا ما تريد PageV04P609 # وقوله: " ومنعت طير الوجد أن يترنما "، من لطيف الإشارة، ومليح ~~الاستعارة. أوما به إلى الكتمان. إيماء يأخذ بمجامع البيان. # وقال من أخرى (1) : # خذها أبا العباس قولة مخلص ... إن وافقت من مسمعيك قبولا # تطغى (2) ويمنعها الحياء (3) وربما ... مال العتاب بها عليك قليلا # واضيعتا للود عند ms0908 معاشر ... لا يهتدون إلى الوفاء سبيلا # فارغب بنفسك عن معاريض العدا ... لا زال دونك حدهم مفلولا # وانظر (4) فربتما ظللت وكم فتى ... (5) لعب السراب بناظريه طويلا # وأصخ فغيري من يسوءك غيبه ... وسواي من رضي الوداد عليلا # وارفق فثم وإن (6) صدرت بقية ... تأبى على رغم السلو رحيلا [115 ب] # فلطالما أجريت أجفاني دما ... وملأت أضلاعي جوى وغليلا وله من أخرى إلى ~~أبي الحكم ابن عمه (7) : # أعمرو كم أطامنها حياء ... فتطغيها معاتبة الأماني # وإن وقف الغرام بها قليلا ... فعذرل أخيك في جفني فلان PageV04P610 # أتتني قولة هجمت فكادت ... تغل يدي وتعقد من لساني # ولم أرتب ومجدك غير أني ... كليم من مقارعة الزمان # أأرحل والنوى قذف ورحلي ... كما تدري مظاهرة الحرمان # أما رأي الأمير ولم أرجم ... ظنوني في التباعد والتداني # يعين على المكارم عاشقيها ... وإن عزت مصافاة الحسان # ويثني الدهر طوع يدي حتى ... كأن الدهر كفي أو بناني # وإن سد القضاء سبيل سعيي ... فليس جميل سعيك لي بدان فأجابه أبو الحكم ~~بأبيات منها: # أما وعقيلة لك غازلتني ... بغنج السحر من جفني فلان # لقد أهديت لي منها عروسا ... معرسها سويداء الجنان # جلت من رقة التعريض صحفا ... أرق من الحسام الهندواني # وأخشى أن أكون لها ظلوما ... أذا سميتها سحر البيان # بنفسي أنت قول الناس ريح ... يوافق منك ركنا من أبان # أنا لك حيث كنت أخ أمين ... إذا ما خان إخوان العيان # ألا ليت القبول غدت بسرجي ... إلى لقياك مطلقة العنان # فألمح منك أروع أريحيا ... تبوأ ذروة الحسب الهجان ولأبي الوليد إلى أبي ~~بكر ابن عمه (1) : PageV04P611 # إليك وإن أصبحت عني بمعزل ... وأخفق ظني في هواك ولا أدري # عتابا كحد السيف إلا بقية ... عليك ولولاها لساءك ما يفري # وأعددته للدهر جنة واثق ... فألقيته سيفا علي مع الدهر # وأرسلته سهما سديدا (1) على العدا ... فأخطأهم عمدا وعاج (2) إلى نحري # أريش ويبري أعظمي غير مقصر ... فيا ليت شعري كم أريش وكم يبري ومن جواب ~~أبي بكر له (3) : # ولما رأى حمص استخفت بقدره ... على أنها كانت به ليلة القدر # تحمل عنها والبلاد عريضة ... كما ms0909 سل من غمد الدجى صارم الفجر # فيا أيها المهدي إلى صوارما ... من العتب يفري حدها جنن الصبر [166أ] # أفي الحق أن يحظى بقربك معشر ... قليلو الحجى ليسوا بخل ولا خمر - ومنها ~~(4) : # ألسنا من القوم الذين (5) سموا بنا ... إلى حيث لا تسري النجوم التي تسري # فكم جعلوا عبسا يطول عبوسها ... وكم صبحوا بكرا براغية البكر وقال أبو ~~الوليد من قصيدة (6) : PageV04P612 # وإذا الزمان رمى إليك مسالما ... وأمنته فأحذر من الإخوان # وسجيتي ما قد علمت وربما ... صدئ الحسام من النجيع القاني ومعنى البيت ~~الأول كأنه يشير إلى ما قال الفقيه منصور (1) : # لو قيل لي خذ أمانا ... من حادث الأزمان # لما أخذت أمانا ... إلا من الإخوان والبيت الثاني كقول ابن الملك من شعر ~~وقد تقدم (2) : # والعضب يستره القراب وربما ... خشنت مضاربه الرقاق من الصدا ولأبي الوليد ~~(3) من قصيدة (4) : # حبيب إليه الورد، منهل الردى ... يسير عليه الخطب، أهونه القتل # إذا نال غايات المكارم والعلا ... فلا أسعدت سعدي ولا أجملت جمل ومنها ~~(5) : PageV04P613 # نبذت (1) إليك الناس لا غادرا لهم ... ولا طالبا جدواك إن خيم المحل # ونكبت عن قوم مضوا وبودهم ... لو آن ثرى رجلي لأجفانهم كحل وهذا كقول بعض ~~أهل عصري: # وكم رافع لي بالعداوة صوته ... يود لو آني بين أضلاعه قلب ولأبي الوليد ~~من مرثيه (2) : # بأي مقال من لساني أرثيه ... وأي دموع من جفوني أبكيه # وقد جل رزئي فيه حتى كأنما ... رزايا جميع الناس مجموعة فيه منها: # فروض سروري بعد يومك قد ذوى ... وعارض حزني فيك حلست عزاليه # ولو كنت أدري أين ثاري نلته ... ولو حل ما بين الكواكب جانيه ومنها: # وإن كنت أوتيت السيادة ناشئا ... فذلك فضل الله من شاء يؤتيه # وما باختياري عشت بعدك ساعة ... (3) فلي أجل يفني سوادي وأفنيه # فيا قبره ماذا تجن من العلا ... ويا يومه ماذا نعي فيك ناعيه وله مما كتب ~~على قوس وأخبر عنها: PageV04P614 # إنا إذا رفعت سماء عجاجة ... والحرب تقعد بالردى وتقوم # وتمرد الأبطال في جنباتها ... والوت من فوق النفوس يحوم # مرقت لهم منا الحتوف كأنما ... نحن الأهلة ms0910 والسهام رجوم # ولكم دم عز القضاء وروده ... فروين منه والعوالي هيم في ذكر الأديب أبي ~~بكر يحيى بن بقي (1) # وإثبات جملة من سري نظامه، وحر كلامه # [116ب] وأبو بكر في وقتنا هذا على صغر سنه شهاب فهم ونبل قلما يخلو شعره ~~من بديع، وأخرجته فتنة طليطلة - جبرها الله - الآتي خبرها في القسم الرابع ~~من هذا المجموع، ولما يسطع بعد ضوءه، ولا نشأ نوءه، فاحتل اشبيلية، فمن ثم ~~شرق وغرب، وأحزن ذكره في البلاد وأسهب، ولذلك نسقته في دررها، وأثبته أثناء ~~حجولها وغررها؛ وقد أخرجت من شعره ايشهد بما أجريت من ذكره، ويبرأ من ~~الإطراء، ويري أني ربما قصرت في الثناء. PageV04P615 # جملة من شعره في أوصاف شتى # استهدى من بعض إخوانه أقلاما، فبعث إليه منها بثلاث من القصب، وكتب معها ~~إليه: # خذها إليك أبا بكر العلا قصبا ... كأنما صاغها الصواغ من ورقة # يزهى بها الطرس حسنا ما نثرت بها ... (1) مسك المداد على الكافور ن ورقه ~~فأجابه أبو بكر بأبيات منها قوله: # أرسلت نحوي من قنا سلب ... منآدة تطعن القرطاس في درقه # فالحظ ينكرها والخط يعرفه ... والرق يخدمها بالرق في عنقه فكأن بعض من ~~حضر سماع شعره حسده عليه، ونسب الانتحال إليه، فقال أبو بكر يخاطب صاحبه ~~الأول من جملة أبيات: # وجاهل نسب الدعوى إلى كلمي ... لما رماه بنبل النبل في حدقه # فقلت من حنق لما تعرض لي ... من ذا الذي أخرج اليربوع من نفقه # ما ذم شعري وأيم الله لي قسم ... إلا امرؤ ليست الأشعار من طرقه # الشعر يشهد أني من كواكبه ... بل الصباح الذي يستن في أفقه وله من كلمة ~~في الوزير أبي العلاء (2) : PageV04P616 # علقتها من ربرب العفر ... (1) لكنها عربية النجر # لا تلتمحها ربما سلبت ... منك الفؤاد وأنت لا تدري # واذهب بشأنك إن مقلتها ... سقيت (2) ببابل قهوة السحر # سل بالعيون فتى أصيب بها ... مثلى لتعلم صحة الأمر # هن السيوف من الردى طبعت ... تبري القلوب وقلما تبري ومن المدح: # ن جده كعب بن مامة قد ... حاز الندى بالطي والنشر # هو آثر ms0911 النمري صاحبه ... بالماء في دوية القفر # واساه حتى مات من ظمأ ... ثم انطوى والجود في قبر # وأراك يا زهر اقتديت به ... في صبره ونواله الغمر # زهر الكواكب كلها شهدت ... أن السيادة في بني زهر # ذر حاتما يشجي بكعبكم ... وافخر بدعمي (3) على عمرو # وافخر بنفسك لست دونهم ... ولئن سكت (4) فخيفة الكبر وله من أخرى (فيه) : # افخر على الناس ملء الأرض من شمم ... ألعز أقعس والآباء أنجاد [117أ] # هل يستوي الناس قالوا كلنا بشر ... فالمندل الرطب والطرفاء أعواد ~~PageV04P617 # وهذا يشبه قول أبي الطيب (1) : # فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال وقال الحصري: # أبا بكر أن أصبحت بعض لوكهم ... فإن الليالي بعضها ليلة القدر ومنها: # يا زهر زهر إياد لا كما زعمت ... زهر النجوم فما للصيد أنداد # حقا سلكت إلينا كل موحشة ... تيهاء ساكنها ظبي وفياد # يجيب فيها الصدى من ليس يسأله ... ويقتل الجوع فيها من له زاد # وينضب الماء وهو الجم مورده ... [ ... ] (2) الرمل رملا وهو أعقاد # والمرو في الحرة والرجلاء قد حميت ... كأنهن من العشاق أكباد # من شر ما طرق الأقوام من نوب ... وخير ما ارتاده للنجع مرتاد # يخرجن من جنبات النقع طائرة ... كأنهن سقوط وهي أزناد ومنها: # ولوا جميعا بما في الدهر من حسن ... لا عيب في القوم إلا أنهم بادوا وهذا ~~كقول أبي تمام حيث يقول (3) : PageV04P618 # وما كان بين الهضب فرق وبينهم ... سوى أنهم زالوا ولم يزل الهضب ولأبي ~~بكر من قصيدة: # لم أعلم الشوق إلا من مطوقة ... فهمت عنها الذي قالت ولم تبن # لا مثلها وسقيط الطل يضربها ... في عاتقي حلة من سندس اليمن # تذكرت ساق حر وهي تندبه ... بالأخضرين من الظلماء والفنن # كأنهن بأعلى الدوح إذ جعلت ... روم تراطن بالألفاظ من فدن # والنجم منهزم أولى كتائبه ... والصبح يغسل ثوب الليل من درن # والروض يرشف ريق الطل عن ترف ... وليت لي مثله ممن يعذبني # دع المنى ربما نيلت بلا طلب ... وربما الحرمان في المهن ومنها في وصف ~~طرف: # لكن على سابح نهد مراكله ... مؤلل الجيد والأرساغ ms0912 والأذن # أقام في الحي أحوالا وآونة ... يسقي الخليطين (1) من ماء ومن لبن # فجاء إذ صنعوه وهو مضطمر ... سامي التليل ممر الخلق كالشطن # يهوي من الأرض أنى شاء راكبه ... ويترك الريح في الآري والرسن قوله: " ~~والصبح يغسل ما في الليل من درن ". يشبه قول بعض أهل العصر: [117ب] # شهم له نظرة في كل مشكلة ... يكاد يغسل ما في الطين من درن PageV04P619 # وقلبه من قول المعري (1) : # فإن كان يكتبه كاتب ... فقد سود الصبح مما كتب وقال أبو بكر من قصيدة: # أقبلت بالجيش ملموما كتائبه ... كأنك البدر تحت العارض الهطل # في فتية كسيوف الهند أنحلهم ... حب الصوارم والخطية الذبل # وتيموا بعيون غير فاترة ... من الأسنة لم تهج مع المقل # إن لا تكن أعينا نجلا فإن لها ... في أضلع القوم مثل الأعين النجل وما ~~أحسن ما أتى بهذا المعنى، وإنما ذهب إلى قول (2) أبي الطيب (3) : # أثبت (4) عينك في حشاي جراحة ... فتشابها كلتاهما نجلاء وقال: # عليهن من وقع السيوف حواجب (5) ... ومن قصيدة أبي بكر: # ترى السماء دخانا مثلما خلقت ... والأرض قد شرقت بالخيل والإبل ~~PageV04P620 # تمشي بها الخيل لا جرد مطهمة ... مشي الكواعب في حلي وفي حلل # من كل مضطمر الكشحين حافره ... أحق من مبسم الحسناء بالقبل # يا معشر الروم قد شالت نعامتكم ... إما من الحين أو ن شدة الفشل # لم يكسكم من ثياب الخزي أسبغها ... إلا اتقاؤكم للصدر بالكفل # ويا ويلكم معشرا بل ويل أمكم ... فإنها ولدت للثكل والهبل وهذا المعنى ~~كثير، ومنه قول أبي تمام (1) : # لم تبق مشركة وقد علمت ... إن لم تنب أنه للسيف ما تلد وأخذه أبو الطيب ~~فقال (2) : # للسبي ما نكحوا والقتل ما ولداو ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا ~~وقال محمد بن هانئ (3) : # لو تعلم الروم ما لا قت بطارقها (4) ... ما هنئت أم بطريق بمولود وقال ~~أبو بكر من قصيدة: # من لي به والوغى شهباء من أسل ... في صهوة من أقب البطن منجرد # يردى ويصرع أقواما، عيونهم ... حمر من الروع لا حمر من الرمد # بكل غصن من الخطي منعطف ... بطائر ms0913 من سنان ليس بالغرد PageV04P621 # ومنها: # الدهر أخوان من أن يستقيم لكم ... وإنما جاد عن كره ولم يكد # ومن تصنع يرجع بعد آونة ... إلى الطباع رجوع العير للوتد وهذا المعنى ~~مشهور ومنه قول الآخر (1) : # كل امرئ راجع يوما لشيمته ... وإن تمتع أخلاقا إلى حين وقال آخر (2) : # يا أيها المتحلي غير شيمته ... إن التخلق يأتي دونه الخلق [118أ] وقال ~~آخر (3) : # ومن يتكلف غير ما في طباعه ... يدعه ويغلبه على النفس خيمها وقال الرضي ~~(4) : PageV04P622 # لا تبدين لي التكلف في الهوى (1) ... فضح التطبع شيمة المطبوع ولكن أبا ~~بكر استولى على الأمد، ونفث بالسحر في العقد، بقوله: " رجوع العير للوتد ". # وله من قصيدة: # لم أنس إذ ودعته وقد التقت ... مني هنالك بالبكا عينان # يرنو بنرجسة إلي وربما ... قرع الأقاح بياسمين بنان وهذا كقول الآخر (2) ~~، ولكن أبا بكر نقص عنه (3) : # وأسبلت (4) لؤلؤا من نرجس فسقت ... وردا وعضت على العناب بالبرد وقال من ~~أخرى (5) : # وقالوا ألا تبكي وتلك مطيهم ... على السهب يحملن الأوانس (6) كالدمى # لئن (7) نفدت مني الدموع تغامزوا ... وقالوا: سلا أو لم يكن قبل مغرما # فهلا أقاموا كالبكاء تنهدي ... إذا ما بكى القمري قالوا ترنما ~~PageV04P623 # وهذا من حجول الكلام وغرره، وإن لا يكن اخترع، فما أتقن ما اتبع! ! # ومنها: # نأوا بصموت الحجل عاطرة الشذا ... مبتلة الأعطاف معسولة اللمى # ألا نظرة منها فتنقع غلة ... على كبدي ما أشبه الشوق بالظما وله من ~~قصيدة: # وإني من الورق السواجع بالضحى ... ولكنني من بينها لم أطوق وهذا كقول ابن ~~حمديس الصقلي، وهو أبرع وأجمع وأصنع، إلا أن أبا بكر قلبه على ما أراد، ~~ونقص منه فما أخل به ولا كاد (1) : # جناحي مبلول وجبدي مطوق ... وروضي مطلول (2) فما لي لا أشدو وله من قصيدة ~~أيضا (3) : # أتى به الدهر فردا في فضائله ... وفي الفرائد ما يربى على الجمل # بياض عرضي تحامى الذم جانبه ... ليس السواد بأبهى منه في المقل والبيت ~~الأول منها كقول بعض أهل عصرنا: PageV04P624 # وقد تقتضي هذه المفردات ... معان تقصر عنها الجمل وله من قصيدة: # عندي حشاشة نفس في سبيل ms0914 (1) ردى ... إن شئتها اليوم لم أمطل بها لغد # وكيف أقوى على السلوان عنك (2) وقد ... (3) ربيت حبك حتى شب في خلدي # خذها وهات ولا تمزج فتفسدها ... الماء في النار أصل غير مطرد وهذا كلام ~~بديع، ونظم سنيع (4) . # وقال: # جرب ولا تغترر بمحمدة ... قد يقتل [النور] (5) وهو نفاح وقال: # ولقد وصفت لعاذلي من حسنه ... طرفا فود بأنه لم يعذل # وعصيته فيما مضى من عهدنا ... وأنا الذي أعصيه في المستقبل وله من قصيدة ~~(6) : [118ب] PageV04P625 # إذا ما غراب الليل مد جناحه ... (1) علي وغطاني بريش قوادم # تقلبت في طي الجناح لعلني ... أرى الصبح يبدو من خلال القوادم # إلى الله أشكوها نوى أجنبية ... لها من أبيها شيمة ظالم # سلا كل مشتاق برؤية إلفه ... وكان على الشوق ضربة لازم # إذا جاش صدر الأرض بي كنت منجدا ... وإن لم يجش بي كنت بين التهائم # أكل بني الآداب مثلي ضائع ... فأجعل ظلمي أسوة في المظالم # أم الظلم محمول علي لأنني ... طلبت العلا من قبل حل التمائم # لعمر أبيك الخير ما آمل الغنى ... للين لبوس واحتفال مطاعم # ولكنما أملته لصنيعة ... أسر بها نفس الصديق الملائم # ستبكي قوافي الشعر ملء جفونها ... (2) على عربي ضاع بين أعاجم # ولا ذنب لي عند الزمان علمته ... سوى أنني للشعر آخر ناظم # توهمته عمرو بن هند وخلتني ... (3) شقيا أتاه من وفود البراجم ومنها: # إليك ترامت بي قلوص كنبعة ... معطفة في دفها والحيازم # لعوب إذا رقص السراب استفزها ... ببيض الأداحي في النقا التراكم # تباري الصبا في سيرها فكأنها ... جبان تولى في غبار الهزائم # وما راعها إلا الزمام تظنه ... إذا ما تدلى حية في المخاطم PageV04P626 # وهذا كقول المعري (1) : # يحاذرون من وقع (2) الأزمة لا اهتدى ... مخبرها أن الأزمة أصلال وهذا ~~كقول بعض أهل العصر (3) : # تخشى الزمام فتثني جيدها فرقا ... كأنه بين ثني حية ذكر # كأني من البيداء أطوي صحيفة ... قد اختلفت فيها خطوط المناسم # لنفسك أكرمني ولا لمعاشر ... إذا انتقدوا كانوا زيوف الدراهم # وميزك بي ميز الكمي بسيفه ... وإن أدركته مهنة في الصوارم # أحبك للعليا غصبتك بعضها ... وكل كريم ms0915 مولع بالأكارم # وإن كان منك الود فيئا أخذته ... غلولا وحظي وافر في المغانم # وإن تصطنعني تصطنع ذا حفيظة ... شديدا على الأعداء صعب الشكائم # له كلمات كالقلائد في الطلى ... ولكنها في أوجه كالمياسم # يشق عليها ترك مدحك ضلة ... لمدح أناس في عداد البهائم # يصولون مني بالمهند ماضيا ... وأمسك منهم بالحبال الرمائم ومنها في ~~المدح: # حمدت السرى عند الصباح بماجد ... هو الماء يعطي ريه كل حائم [119أ] ~~PageV04P627 # وحسبك من قاضي الجماعة أنه ... أمان لمذعور ومال لعادم # به ثبت الإسلام في مستقره ... وشل فريق الكفر شل النعائم # إذا مشقت يمناه في بطن مهرق ... تحجب نوار (1) الربى في الكمائم # ولاحت سطور كالشباب حكين لي ... سلاسل أصداغ الخدود النواعم # ومن لي بتقبيل الحروف فإنها ... ثغور الدمى إلا ابيضاض المباسم # أقل أيادي كتبه رد عسكر ... وتأليف أشتات وسل سخائم # ورثت العلا من تغلب ابنة وائل ... تلادا لها من عهدها المتقادم # وأنى يجاريكم إلى المجد حاسد ... جهول بأسرار العلا غير عالم # وهذا بجير وهو خير لداته ... (2) سوى شسع نعل منكم لم يقاوم # ويا عجبا يعزى إلى (3) الجود حاتم ... وما هو منه في اللهى واللهازم # بل المثل المضروب في الجود للذي ... يعود على (4) أبناء كعب وحاتم وله من ~~أخرى في الوزير أبي الحسين بن سراج: # تشف وراء فطنته المعاني ... شفيف الراح من خلف الزجاج # وما طلب الكلام الحر إلا ... (5) أتى بين انفراد وازدواج # أقام العلم دهرا ليس يبدو ... لها منه سوى نتف خداج # وكان الناس في ظلمات جهل ... فما جليت بغير ني سراج PageV04P628 # وقال من قصيدة: # وبنات أعوج قد برمن بصحبتي ... مما قطعن من اليباب المقفر # بيداء كالمحروم في أحواله ... لا ذا أنيل وهذه لم تعمر أراه كأن له في ~~هذا إلمام، بقول أبي تمام (1) : # وإذا تأملت البلاد (2) وجدتها ... تثري كما تثري الرجال وتعدم وإلى هذا ~~أشار بعض أهل العصر بقوله: # حظ من الدين والدنيا أصبت به ... كل يرزأ حتى هذه البقع ولأبي بكر من ~~قصيد (3) : # من لم يعانق غزالا في مغازلة ... ما بين ممتنع طورا ومنفعل # فما ms0916 قضى من لبانات الصبا وطرأ ... ولا تنزه في روض من الجذل # وعاذلين رأوا أني على خطأ ... كما رأيت بأن القوم في خطل # هل أنكروا غير تهامي بغانية ... سكرى من الدل أو ألحاظها النجل # ما زال يحجبها الغيران مذ نشأت ... لو غيرها حجب الغيران لم بل [119ب] # في كلة سيراء تتقي نظري ... يا أيها الناس حتى الظلم في الكلل # من لي به حيث لا نخشى مراقبة ... ولا نبيت من الواشي على وجل # في ليلة لا يلي المريخ مدتها ... ولا نقيم بها إلا على زحل PageV04P629 # أما (1) الرياض فقد أمهرتها قدحا ... من المدام نكاحا ليس فيه ولي # عقيقة في يدي سالت وأشربها ... لو شعشعت بسجايا الدهر لم تسل وله من ~~أخرى: # كيف صبري على الكؤوس إذا ما ... عثر الروض في ذيول النسيم وهذا من ~~المقلوب؛ إنما يعثر النسيم في ذيول الروض، فإن ذهب به أبو بكر مذهب الأخطل ~~في قوله (2) : # " أو بلغت سوآتهم هجر " ... # وشبهه فأبو بكر ممن لا يتهم أدبه ... ولا يعجم نبعه ولا غربه رجع: # وقال: # ورنا نرجس الربى بعيون ... وجلا الورد عن محيا وسيم # وبدا معصم الخليج فخطت ... فوقه الريح أسطرا من وشوم # سوف تدري الهموم أية راح ... أخذت من أرواحنا والجسوم # بنت دن رعت (3) ببيداء نفسي ... فهي تعدو به كعدو الظليم # كرمت (4) في حدائق غرسوها ... لكرام فسميت بالكروم PageV04P630 # طفت بالأيك فاستهلت دموعي ... لحمام تبكي فراق حميم # تتغنى الثقيل حتى كأن قد ... نشر الله معبدا من رميم # عجمة أعربت بوجد دقيق ... وكلام مقطع من كلوم قال ابن بسام: لو لم يتجاوز ~~معبد الثقيل إلى سواه، لكان لأبي بكر ما ادعاه، وقرب منه ما تكلفه وتعاطاه، ~~وأسحر منه وأولى بالحكمة وفصل الخطاب، أبو العلاء حيث يقول، يصف الإبل (1) ~~: # كأن المثانبي والمثالث بالضحى ... (2) تجاوب في غيد رفعن طوال # كأن ثقيلا أولا تزدهي به ... ضمائر قوم في الخطوب ثقال ولعمري لو شبه سجع ~~الحمام، بخفائف الغريض وأهزاج حكم الوادي لكان أحسن عبارة وأفتق إشارة. # وأما قوله: " كلام مقطع من كلوم " فأشفى للقلوب من ms0917 اعتلال النسيم، وأحلى ~~على الأكباد من محاورة الطرف السقيم. # وفي هذه القصيدة يقول أبو بكر: # أوضعت بي إليه وجناء حرف ... أكلتها السفار أكل القضيم # تترك الريح خلفها وهي حيرى ... بين إيضاعها وبين الرسيم # ظلت أطوي القفار منها بلام ... طبعتها بالميم بعد (3) الميم PageV04P631 # فأتته (1) والمرو قد نال منها ... فهي تخطو على وظيف رثيم # وقليلا تمتعت في الفيافي ... بسنام كالعارض المركوم # فأنحنا إلى فناء جواد ... (2) ماله نهبة لكل عديم # فأكلنا لهاه أكل الضواري ... وشربنا [ ... ] (3) شرب الهيم أما تشبيههم ~~الخليج بالمعصم، فطريق لم يبق له ستر محرم إلا هتك، ولا فيه موضع قدم ~~[120أ] إلا سلك، فمن أشهره منارا، وأبهره أنوارا، قول ابن عمار (4) : # روض كأن النهر فيه معصم ... صاف أطل على رداء أخضرا وقوله: " فسميت ~~بالكروم " يشبه لفظه بيت المعري، وبينهما من البعد، ما بين الدرة والحجر ~~الصلد، المعري أثبت فيه قدما، وأمس رحما، حيث يقول (5) : # وأنت أبوها إن غدت كرمية ... وإن سكنت راء فوالدها الكرم (6) وذكرت ~~بقوله: " بلام، طبعتها بالميم بعد الميم "، قول ابن الرومي في جهة أخرى: ~~PageV04P632 # يا أخا النحو والمقدم فيه ... لم ترى (1) اللام أدغمت في الميم وكتب خلف ~~الأحمر إلى بعض المؤدبين: # أتترك في الحلال مشق صاد ... وتأتي في الحرام مشق ميم وذكر الثعالبي (2) ~~أنه كان للقاضي علي التنوخي غلام وسيم، اسمه نسيم، وكان يؤثره على سائر ~~غلمانه، ويخصه بتقريبه واستخدامه، فكتب إليه بعض إخوانه يداعبه: # هل علي لامه مدغم ... لاضطرار الشعر في ميم نسيم فوقع تحته: نعم ولم لا ~~-! # وقال أبو بكر من قصيدة: # واحر قلبي من خليط زائل ... صبري على آثاره سيزول # زمت له قلص ببارين الصبا ... ولربما سبق الهبوب ذكيل # هم فارقوك وحملوك من الأسى ... ما ليس يحمل شامة وطفيل # زرعوا بقلبك حبه، ونباته ... (3) برح الجوى، لا إذخر وجليل PageV04P633 # شيعتهم متوجهين وأدمعي ... حذر الفراق سوافح وهمول # ونظرت في تلك الحدوج وطيها ... غزلان وجرة أهيف وكحيل وقال من أخرى: # لا تحملني على التسويف نفي هبة ... فيلتقي فرحي فيها مع الأسف # ليس اعتذارك بالأشغال أقبله ... فإن شغلك ms0918 بي أدنى إلى الشرف وهذا كقول ~~الأول (1) : # ولا تعتذر بالشغل يوما فإنما ... تناط بك الآمال ما اتصل الشغل وقال أبو ~~حاتم الحجاري (2) : # إني لأعلم أن شغلك بالعلا ... والمجد فاجعلني من الأشغال وقال أبو بكر من ~~قصيدة (3) : # عليك أبا عبد الإله خلعتها ... لها البدر طوق والنجوم دلائل # وما هي إلا الدهر في طول عمرها ... وإن لم يكن فيها الضحى والأصائل قال ~~ابن بسام (4) : ويا لهذا البيت ما أحسن مذهبه، وأبدع منتواه (5) ~~PageV04P634 # ومنقلبه، إلا أنه أتى بالدهر ومسلوب الضحى والأصائل، فقلم يزد على أن ~~جلاه في زي عاطل، لا بل أبرزه في مسوح شوهاء ثاكل، وليت شعري أي شيء أبقى ~~للدهر المظلوم، بعد ضحاه الناصعة الأديم، وآصاله المعتلة النسيم - هل بقي ~~إلا ليلة الأسود الجلباب [120ب] وهجيره السائل اللعاب -! ولو قال لممدوحه: ~~" وتلك العلا فيها الضحى والأصائل " (1) لأبرز قصيدته رافقة البرود، شفافة ~~العقود، ولأفاد ممدوحه بهذه الكلمة مدحا لا يسعه المقال، ولا تفي به ~~القصائد الطوال. # وله من أخرى: # وما أكثر الأقوام إلا ثعالب ... تروغ ولا يحلى لديها بطائل # يرد ذهني حائرا في طباعهم ... كأنهم من مشكلات المسائل # وأصغي إلى أقوالهم فتريبني ... صدور لهم أقوين مثل المنازل وقال: # خذها على وجه الربيع المخصب ... لم يقض حق الروض من لم يشرب # هممي سماءؤ علا وهمي مارد ... فارجمه من تلك الكؤوس بكوكب # والله ما أدري وإني واقف ... للراح بين تحير وتعجب # أفضضت دنا أم فككت الخدر عن ... بكر تجول مع المنى في ملعب # أخت الزمان تكسبت (2) من خلقه ... جهل المراهق واحتناك الأشيب وله من ~~أخرى: PageV04P635 # مسومة تحكي سنابكها الصفا ... وتنقض منها بالضراغم عقبان # نمتها إلى حر كريم (1) صفاتها ... فللنبع أضلاع وللآس آذان ومنها: # دخلت عليها خيمة شرفاتها ... وأعمدها (2) بيض رقاق وخرصان # فقالت: ألص قلت: بل ذو صرامة ... تشسب على أحشائه منك نيران # إليك شفقت الليل كالسيل يرتمي ... وفيك أسغت الهول والهول (3) خطبان # فقالت: أقم (4) عندي لك الوصل كاملا ... على أن حظ العين مني حرمان ومن ~~قوله (5) : # عاطيته والليل يسحب ذيله ... صهباء كالمسك الذكي (6) لناشق ms0919 # حتى إذا مالت به سنة الكرى ... باعدته شيئا، وكان معانقي # زحزحته (7) عن أضلع تشتاقه ... كي لا ينام على وساد خافق PageV04P636 # في ذكر الأديب أبي الحسن بن هارون الشنتمري (1) # قال ابن بسام: وأبو الحسن هذا سهل الكلام، بارع النظام، ممن اغترف من بحر ~~الكلام بكلتا يديه، وجذب ثوب البيان من كلا طرفيه؛ جده لأمه أبو الحسن بن ~~الاستجي المتقدم الذكر (2) ، فأما سلفه من قبل أبيه فقد انخدع لهم الزمان ~~بريهة، وهينم بأسمائهم هنية، بشنتمرية الغرب إلى أن نبه الدهر الغافل على ~~(3) أمرهم، وأسكت من ذكرهم، على يدي المعتضد عباد بن محمد مخلي الأوطان، ~~وملحق الأقران بالأقران؛ وقد ذكر ابن حيان ذلك، وألمعت أنا بطرف مما وقع ~~لهم معه هنالك. # ومن شعر أبي الحسن المعرب عن أدبه، والشاهد لما وصفته به، قوله: يصف صدود ~~غلام كان له به كلف (4) : # (5) عادت إلى أديانها هيف ... واطرد الإسراف والحيف PageV04P637 # وامتنع الأصبغ من وصلنا ... وزاد حتى امتنع الطيف # شنتمري (1) الأفق غربيه ... وربما حن له الخيف # ذو لحظة إن لم تكن في الحشا ... رمحا وإلا فهي السيف وأنشدت له (2) : # يا ليلة العيد عدت ثانية ... وعاد إحسانك الذي أذكر [121 أ] # إذ أقبل الناس ينظرون إلى ... هلالك النضو ناحلا (3) أصفر # وفيهم من أحبه وأنا ... (4) أنظره في السماء إذ ينظر # فقلت لا مؤمنا بقولي بل ... معرضا للكلام لا أكثر # أثر شهر الصيام فيك أبا ... محمد قال لي وما أثر # بل أثر اليوم في هلالكم ... هذا الذي لا يكاد أن يظهر وقال (5) : # وحديقة شرقت بغمر (6) نميرها ... يحكي صفاء الجو صفو غديرها # تجري المياه بها أسود أحكمت ... من خالص العقيان في تصويرها # وكأنها أسد الشرى في شكلها ... وكأن وقع الماء صوت زئيرها PageV04P638 # وقال (1) : # انظر إلى ثابت على طرفه ... قد سل سيف المنون من طرفه # وهز من قده لواء ردى ... يدني الصحيح السليم من حتفه # يطوف (2) بالحج منه بدر دجى ... على جواد كالبرق في خطفه # يكاد من لينه ونعمته ... يعقد عقد العنان في نصفه # فلا ترى غير باهت فرق ... بين يديه منها ومن ms0920 خلفه # ومن مشير له بإصبعه ... ومعلن بالسلام من كفه فصل يشتمل على ذكر الكتاب ~~الوزراء وأعيان الأدباء الشعراء، # ممن نشأ في المدة (3) المؤرخة بحضرة بطليوس، # وسائر بلاد البحر المحيط الرومي (4) ، # والأخذ بطرف من نوادر أخبارهم، وشوارد أشعارهم. # قال ابن بسام: قد قدمت في صدر هذا القسم أن هذا الجانب الغربي من ~~الجزيرة، لأول تلك الفتنة المبيرة (5) ، الواقعة بقرطبة في آخر دولة بني ~~(6) عامر، اشتمل على بيتي حسب، وجمهوري أدب: مملكتان من لخم وتجيب، ~~PageV04P639 # فوفد عليه لذلك كل أديب، واستوطنه كل أغر نجيب. وقد جئت بجملة موفورة، ~~لطوائف كثيرة، وجماعة أعداد، كانوا بدولة بني عباد، من أرباب هذا الشأن، ~~فلنذكر الآن من أرباب المنثور والمنظوم، بعقر هذا الإقليم، ولنقدم منهم من ~~تقدم في الزمان. # وقاعدة بلاد هذا الساحل من الجانب الغربي بطليوس، ورئيسها في أكثر المدة ~~المؤرخة - كان -. # المظفر أبو بكر محمد بن عبد الله بن مسلمة المعروف بابن الأفطس (1) # أديب ملوك عصره غير مدافع ولا منازع، وله التصنيف الرائف والتأليف ~~الفائق، المترجم ب - " التذكرة " والمشتهر اسمه أيضا ب - " كتاب المظفر (2) ~~" في خمسين مجلدة، يشتمل على علوم وفنون من مغاز وسير، ومثل وخبر، وجميع ~~PageV04P640 # ما يختص به علم الأدب، أبقاه (1) في الناس خالدا. وليس بمعدود في الشعراء ~~والكتاب، فأفرد له فصلا من هذا الكتاب، ولو كان مجموعنا هذا في طبقات ~~العلماء، لكان قطب أفقه، وغاية طلقه. وكان ينكر الشعر على قائله في زمانه، ~~ويفيل رأي من ارتسم في ديوانه؛ حدثني من سمعه يقول: من لم يكن شعره [121 ب] ~~مثل شعر المتنبي أو شعر المعري فليسكت، لا يرضى بدون ذلك. # وقد ذكر أبو مروان بن حيان خبره في جملة ما شرح من قصص ملوك الطوائف في ~~ذلك الأوان، وشرح كيف غر سرابهم، وطن ذبابهم، فقال (2) : كان عبد الله بن ~~مسلمة رجلا من مكناسة، وكان سابور العامري أحد صبيان فائق الخادم، فتى ~~الحكم، وقد انتزى ببطليوس وثغر الغرب من عمل الحاجب ابن ميتويه (3) ، فصحبه ~~عبد الله وظاهره (4) ، ورمى إليه بأموره، فدبر أعماله وتزيد ms0921 في الغلبة ~~عليه، حتى صار كالمستبد به، فلما هلك سابور ورث سلطانه بعده، فاستولى على ~~الأمور وتلقب بالمنصور، ثم أفضى الأمر لابنه وتلقب بالمظفر. # قال ابن حيان: ومن النادر الغريب انتماؤه في تجيب، وبهذه النسبة مدحته ~~الشعراء إلى آخر وقته، منهم ابن شرف القيرواني حيث يقول (5) : PageV04P641 # يا ملكا أمست تجيب به ... تحسد قحطان عليه نزار # لولاك لم تشرف معد بها ... جل أبو ذر فجلت غفار انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وأول قصيدة ابن شرف هذه في المظفر قوله (1) : # زار وقد شمر فضل الإزار ... جنح ظلام جانح للفرار # وروضة الأنجم قد صوحت ... والفجر قد فجر نهر النهار # قلت له: أهلا بطيف دنا ... (2) من نازح الدار بعيد المزار # كيف خطوت الشر ثم الشرى ... وابنى هلال والقنا والشفار # أصهوة الغبراء أم داحسا ... ركبت حتى خضت ذاك الغمار # وجئت بالخطار أن أعوج ... جنيبة معتدة (3) للخطار # وهل تقلدت لدفع (4) الردى ... حمائل الصمصام أم ذي الفقار # وأنت زيد الخيل أم (5) عامر ... ومالك بن الريب أم ذو الخمار (6) # فقال لا هذا ولا ذا ولا ... بل كنت عنهم قمرا في سرار PageV04P642 # سيري فلم نقذفك في مجهل ... (1) ولا ضربنا بك ضرب القمار # حيث علوق (2) العلم مطلوبة ... يوافق السوق كرام التجار # خذها أبا بكر غريبية ... سرى بها الود إليكم وطار # ليست من الشعر القصير الخطى ... ولا من المسروق والمستعار # قدمتها قبل قدومي كما ... قدمت الحجاج رمي الجمار ومنها: # أقمت للعلم منارا وما ... أظن في الدنيا لعلم منار # فما نداماك سوى أهله ... وكلهم بين ندامى العقار # ميزك ميزان عقول الورى ... وفهمك العدل لكل عيار # تبدو لك الهجنة في لحظة ... وتعرف الأسنان قبل الفرار # من لفظهم تعرف ما هم وفي ... جحفلة العاثر يبدو العثار # فما رأتك العين تصغي إلى ... محال (3) عجل سامري الخوار [122 أ] وكان ابن ~~شرف كتب بهذه القصيدة من طليطلة إليه، فواصله بمائة مثقال من ضرب السكة ~~لديه. # قوله: " زار وقد شمر فضل الإزار، جنح ظلام " أشار إلى أنه زار آخر الليل ~~كما قال أبو تمام (4) : PageV04P643 # زار الخيال ms0922 (1) له لا بل أزاركه ... فكر إذا نام فكر الخلو لم ينم # ظبي تقنصته لما نصبت له ... في آخر الليل أشراكا من الحلم وقد عاب الآمدي ~~هذا عليه فقال (2) : وإذا زاره بالفكر فقد زار، فلا معنى للاستدراك؛ ثم ~~اعتذر له فقال: الاستدراك صحيح لأنه إذا قال زار الخيال احتمل زيارة ~~الاختيار، من غير بعث باعث، واحتمل وقوع الزيارة عن حمل حامل، فأزال هو (3) ~~الإبهام بقوله: " لا بل أزاركه فكر "؛ وقوله: " لم ينم " لم يرد حقيقة ~~النوم بل كما يقال: لم ينم فلان عن هذا الأمر. وقال: " آخر الليل " ولم يقل ~~أوله، لأنه أنبأ أنه يسهر، وإنما يهوم في آخره تهويما فيطرقه الخيال في ذلك ~~الوقت؛ وقيل وجه آخر، وهو أن الخيال لا يطرق في العادة إلا مع وفود النوم، ~~وهذا إنما في آخر الليل مع استمرار النوم وطول زمانه. # وقال أبو الطيب (4) : # لا الحلم جاد به ولا بمثاله ... لولا ادكار وداعه وزياله # إن المعيد لنا المنام خياله ... كانت إعادته خيال خياله يقول: التمثيل ~~والتخييل له في اليقظة إعادة خياله في المنام، فكأن الخيال الذي في النوم ~~خيال الخيال الذي تصور في اليقظة؛ وأظهر من هذا قو أبي PageV04P644 # تمام المتقدم (1) ، وإنما من قول جران العود (2) : # حييت طيفك من زور ألم (3) به ... حديث نفسك عنه وهو مشغول فقوله: " وهو ~~مشغول " أي لم يزر على الحقيقة، فبنى حبيب من هذا قوله: " وما زارك الخيال ~~" (4) ، وبنى من قوله: " حديث نفسك " قوله: " ولكنك بالفكر زرت طيف الخيال ~~" (5) . # وقال الكميت (6) : # ولما انتبهت وجدت الخيال ... أماني نفس وأفكارها وقد أعاد حبيب لفظ جران ~~العود فقال (7) : # استزارته فكرتي في المنام ... فأتاني في خفية واكتتام # يا لها لذة تنزهت الأر ... واح فيها سرا من الأجسام # مجلس لم يكن لنا فيه عيب ... غير أنا في دعوة الأحلام PageV04P645 # وعيب عليه " دعوة الأحلام "، لأنها من ألفاظ العوام، وصفة طيف الخيال باب ~~ممتد الأطناب، لا يتسع له عرض هذا الكتاب. # وقول ابن شرف: " وأنت زيد الخيل أم عامر " ... البيت، أراه مما وهم فيه، ~~وذو ms0923 الخمار فرس مالك بن نويرة، حكاه المبرد (1) وأنشد قول جرير (2) : # عتيبة والأحيمر وابن عمرو ... وعتاب وفارس ذي الخمار جملة من نثر المتوكل ~~وشعره (3) # من ذلك رقعة خاطب بها وزيره أبا الوليد بن الحضرمي (4) وقد صرفه عن خدمته ~~قال فيها: ولما رأيت الأمر قد ضاع والإدبار قد انتشر وذاع، أشفقت من التلف، ~~وعدلت إلى ما يعقبنا - إن شاء الله - بالخلف، وأقبلت أستدفع مواقع أنسي، ~~وأشاهد ما ضيعته بنفسي، فلم [122 ب] أر إلا لججا قد تورطتها، وغمرات قد ~~توسطتها (5) ، فشمرت عن الساق PageV04P646 # للجتها، وخدمت النفس بمهجتها (1) ، حتى خضت البحر الذي أدخلني رأيك، ~~ووطئت (2) الساحل الذي كاد يحول بيني وبينه فعلك، فنفسك لم، وبسوء صنيعها ~~ألمم (3) واعتصم، وإن متت بجميل اعتقاد، ومحض وداد، فأنا مقر بذكره (4) ، ~~معترف بقله وكثره (5) ، لكنك كنت كالمثل السائر: " شوى أخوك حتى إذا أنضج ~~رمد " (6) حتى أطمعت في العدو، ولبست لأهل حضرتي الاستكبار والعتو، واستهنت ~~بجيرانك، وتوهمت أن المروءة التزام زهوك وتعظيم شانك، حتى أحرجت النفوس علي ~~وعليك (7) ، فانجذب مكروه ذلك إليك، ومع ذلك فليس لك عندي إلا حفظ الحاشية، ~~وإكرام الغاشية. # واتصل بالمتوكل أيام سلطانه بيابرة (8) أنه قدح فيه، بمجلس المنصور يحيى ~~أخيه (9) ، فكتب إليه: كل صديق - أيدك الله - إذا خاطب صديقه، PageV04P647 # فأغرب ما يطنب به عليه، ويسهب فيه لديه (1) ، أن يقول: أنا كأخيك، محبة ~~فيك، فإذا كتبت إليك، فأي غريبة أورد عليك - ونحن منتهى كتب المتخاطبين (2) ~~، وغاية آمال المتحابين! غير أنه جرى في ناديك - لا زال معمورال بمعاليك - ~~أنني أبيع (3) الأحرار والحرائر، وأستصغر المعاصي (4) والكبائر، والله ~~نزهني عن هذا وأبعدني عنه، فلا قدرة لبشر أن ينيطه (5) بي ويدنيني منه. # ثم ختم الرقعة إليه بشعر أثبتناه، على ما ذكرناه، من رواية أشعار الجلة ~~والأعيان، على قدم الزمان، وهو (6) : # فما بالهم (7) لا أنعم الله بالهم ... ينيطون (8) بي ذما وقد علموا فضلي # يسيئون في القول جهلا وضلة ... وإني لأرجو أن يسوءهم (9) فعلي # طغام لئام أو (10) كرام بزعمهم ... سواسية ما أشبه الحول بالقبل # لئن كان حقا ما أذاعوا فلا خطت (11) ... إلى ms0924 غاية العلياء من بعدها رجلي ~~PageV04P648 # ولم ألق أضيافي بوجه طلاقة ... ولم أمنح العافين (1) في زمن المحل # وكيف وراحي درس كل غريبة ... وورد التقى شمسي وحرب العدا نقلي # ولي خلق في السخط كالشري طعمه ... وعند الرضى أحلى جنى من جنى النحل # " وإني وإن كنت الأخير زمانه " ... لآت بما أعيا الصناديد من قبلي # وما أنا إلا البدر (2) تنبح نوره ... كلاب عدى تأوي اضطرارا إلى ظلي # فيا أيها الساقي أخاه على النوى ... كؤوس القلى مهلا رويدك بالعل # لنطفئ (3) نارا أضرمت في نفوسنا ... (5) فمثلي (4) لا يقلى ومثلك لا يقلي # ألست الذي أصفاك قدما وداده ... وألقى إليك الأمر في الكثر والقل # وصيرك الذخر الغبيط لدهره ... ومن لي ذخرا غيرك اليوم لا من لي # وقد كنت تشكيني إذا جئت شاكيا ... (6) فقل لي لمن أشكو صنيعك بي قل لي ~~نفثت - أيدك الله - نفثة مصدور انتهى الجفاء به (7) منتهاه، وبلغ به أقصى ~~مداه، فإن ظهر زلل ففضلك في ستره على المعهود منك قديم الزمان، لا على ~~المنفصل عنك الآن، والله يقلب القلوب، ويصلح العيوب، ويبلغنا الأمل ~~والمرغوب. # وقد ذكر ابن حيان بعض ما كان شجر بين المتوكل وأخيه في ذلك الأوان ~~PageV04P649 # فقال وفي صدر سنة إحدى وستين، نشأ من تلقاء ثغر غربي الأندلس المثغور ~~عارض هم ضاعف الإشفاق، وأكد التوقع بانكشاف خبر الاختلاف الواقع بين ~~أميريه: يحيى وعمر ابني المظفر بن الأفطس، [123 أ] واهتدى الطاغية اذفنوش ~~بن فرذلند المتمرس (1) بجماعة ملوك الطوائف بالأندلس، إلى شب نار الفتنة ~~بينهما كيادا للمسلمين (2) ، فبدأ بالاعتلال على يحيى صاحب بطليوس منهما، ~~يسومه الزيادة في مال جزيته التي كان فارق أباه الهالك عليها بوساطة (3) ~~المأمون بن ذي النون بينهما، فانتقض على هذا الغلام لوهي في جبلته، وطماعية ~~في إتيانه من قبل أخيه، فأظهر له يحيى العجز عن الزيادة في الجزية، فجرت ~~بينه وبينه الطاغية في ذلك خطوب اغتدى (4) بها بلد بطليوس وثغره ثغورا، ~~فأقام يحيى منهما على ولاية المأمون بن ذي النون وحلفه وراثة (5) عن أبيه ~~النظفر، ومال أخوه عمر إلى المعتضد، وتأتت ms0925 بين هذين الأخوين في أثناء ذلك ~~هدنة على دخن، لم يتم معها أنس ولا تمكنت لهما طمأنينة، وما زالت السعاية ~~تقدح بينهما العداوة، حتى أورت نار فتنة ضرمت (6) البلاد، وأجاحت الرعية، ~~وثلمت ثغرهما وضاعفت البلية؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: ثم استوسق الأمر للمتوكل بموت يحيى أخيه (7) . وحصلت ~~PageV04P650 # له جميع بلاد أبيه، واحتل حاضرة بطليوس، وجعل ابنه العباس في يابورة (1) ~~واتفق أن خرج طلحة بن عبيد الله (2) مستوحشا عنه لأمر بلغه عنه، ولحق ببلد ~~المعتمد، فكتب العباس إلى أبيه معتذرا عن فراره، ويقسم أنه ما خرج إلا ~~باختياره، فأخبرني الوزير الكاتب أبو المطرف بن الدباغ قال: إني لمساير ~~المتوكل خارج حضرته، بطليوس، حين ورود تلك الرقعة من ابنه العباس عليه، ~~فبلغ منه الضجر منتهاه، وتجاوز مداه، واستدعى وهو على ظهر دابته دواة، ووقع ~~في ظهر الرقعة يومئذ فصلا قال فيه - دون عنوان ولا دعاء ولا سلام، وأنا ~~أتعجب في كتبه تلك الفقار، مع فرط الضجر (3) -: قبولي لتنصلك من ذنوبك موجب ~~لجراءتك عليها، وعودتك إليها، واتصل بي ما كان من قبلك في خروج طلحة بن ~~عبيد الله عنك، ولم تثبت في أمره، ولا تحققت صحيح خبره، حتى فر بنفسه عن ~~أهله ووطنه، والعجلة من الشيطان، ولا يحمد قبل النضج بحران، وهو الذي أوجبه ~~إعجابك بأمرك، وانفرادك برأيك، ومتى لم ترجع إلى ما وعدت به من نفسك (4) ، ~~وصدرت به كتبك فأنا المريح والله نفسي من شغبك، وإن تكن الأخرى فهو لك الحظ ~~الأوفى، فاختر لنفسك أي الأمرين ترى. # وأخبرني الوزير أبو طالب بن غانم قال: لا أنسى والله خط المتوكل بهذين ~~PageV04P651 # البيتين في ورقة (1) بقلة الكرنب (2) وقد كتب إلي بهما من بعض البساتين ~~(3) : # انهض أبا طالب إلينا ... واسقط سقوط الندى علينا # فنحن عقد بغير وسطى ... ما لم تكن حاضرا لدينا في ذكر الوزير الكتاب أبي ~~عبد الله محمد بن أيمن (4) ، # واجتلاب جملة مما بلغني من ترسيله # وكان أبو عبد الله محمد بن أيمن بأفقنا أعجوبة الدهر، وفريد العصر، وفارس ~~ميدان ms0926 النظم والنثر، اشتهر في حملة الأقلام، اشتهار البدر في السماء، ~~وتلاعب بغرائب الكلام، تلاعب الأفعال [123 ب] بالأسماء. ولما صرف المتوكل ~~ذا الوزارتين أبا الوليد بن الحضرمي عن خدمته، وقبض يده عما كان يتصرف فيه ~~من تدبير دولته، لم يفوض بعده إلى وزير، ولا ألقى إلى أحد بأزمة ذلك ~~التدبير، غير أن أبا عبد الله بن أيمن هذا كان من وزرائه، وصحبته بمنزلة ~~الرقيب من الحبيب، لا يحظى بشر بنواله، PageV04P652 # ولا يطمح أحد معه في وصاله؛ ولما احتل الوزير الكاتب أبو المطرف (1) ابن ~~الدباغ حضرة بطليوس - حسبما سنشرحه (2) - خاف ابن أيمن أن يمحو سناه، ~~ويستولي على مداه، فاشتعلت بينهما نار ملأ الآفاق شعاعها، وأخذ بعنان ~~السماء ارتفاعها، وأحسب ذلك كان سبب ارتحال أبي المطرف عن حضرتهم، وخروجه ~~من جملتهم، وسنأتي بذكره في القسم الثالث من هذا المجموع، إن شاء الله. # وقد أخرجت من كلام ابن أيمن ما يأخذ من البلاغة باليمين، ويشهد له ~~بالمكان المكين. # فصل من ترسيله # لما اشتد يومئذ كلب الروم، بهذا الإقليم، على ما تقتضيه شهادة المنثور ~~والمنظوم، بلسان من اندرج ذكره في هذا الديوان من كل زعيم، استصرخ ملوك ~~الطوائف بأفقنا أمير المسلمين وناصر الدين أبا يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه ~~الله، وقد ألقوا بأيديهم، فكتب أبو عبد الله بهذه الرسالة عن صاحبه، وأراها ~~كانت ثالثة المفاتحة، أو ثانية المداخلة (3) ، وهي: # لما كان نور الهدى - أيدك الله - دليلك، وسبيل الخير سبيلك، PageV04P653 # ووضحت في الصلاح معالمك، ووقفت (1) على الجهاد عزائمك، وصح العلم بأنك ~~لدعوة الإسلام أعز ناصر، وعلى غزو الشوك أقدر قادر، وجب أن تستدعي لما أعضل ~~من الداء، وتستغاث لما أحاط بالجزيرة من البلاء، فقد كانت طوائف العدو ~~المطيفة بها - أهلكهم الله - عند إفراط تسلطها واعتدائها (2) ، وشدة كلبها ~~واستشرائها، تلاطف بالاحتيال، وتستنزل بالأموال، ويخرج لها عن كل ذخيرة، ~~وتسترضي بكل نفيسة خطيرة، ولم يزل دأبها التشطط والعناد، ودأبنا الإذعان ~~والانقياد، حتى استصفي الطريف والتلاد، وأتى على الظاهر والباطن النفاد، ~~وأيقنوا الآن بضعف المنن، وقويت أطماعهم في افتتاح ms0927 المدن، واضطرمت في كل ~~جهة نارهم، ورويت من دماء المسلمين أسنتهم وشفارهم، ومن أخطأه القتل منهم ~~فإنما هم بأيديهم أسرى وسبايا، يمتحنونهم بأنواع المحن والبلايا، وقد هموا ~~بما أرادوه من التوثب، وأشرفوا على ما أملوه من التغلب (3) ، فيا لله ويا ~~للمسلمين! ! أيسطو هكذا بالحق الأفك، ويغلب التوحيد الشرك، ويظهر على ~~الإيمان الكفر، ولا يكتنف هذه الملة النصر -! ألا ناصر لهذا الدين المهتضم، ~~ولا حامي لما استبيح من حمى الحرم! ! وإنا لله على ما لحق عرشه (4) من ثل، ~~وعزه من ذل، فإنها الرزية التي ليس فيها عزاء، والبلية التي ليس مثلها ~~بلاء. PageV04P654 # ومن قبل هذا ما كنت خاطبتك - أيدك الله - بالنازلة في مدينة قورية - ~~أعادها الله - وأنها مؤذنة الجزيرة بالخلاء، ومن فيها من السلمين بالجلاء، ~~ثم ما زال ذلك التخاذل يتزايد، والتدابر يتساند، حتى تخلصت القضية، وتعجلت ~~البلية، وحصلت في يد العدو - قصمه الله - مدينة سرته (1) وعليها قلعة ~~تجاوزت حد القلاع، في الحصانة والامتناع، وهي من المدينة كنقطة الدائرة ~~وواسطة القلادة، يدركها من جميع نواحيها، ويستوي [في] (2) الاستضرار بها ~~قاصيها ودانيها (3) ، وما هو إلا نفس خافت، ورمق زاهق، إن لم تبادروا ~~بجماعتكم عجالا، وتتداركوها ركبانا ورجالا، وتنفروا نحوها (4) خفافا ~~وثقالا. وما أحرضكم على الجهاد بما في كتاب الله تعالى، فإنكم له أتلى، ولا ~~أحرضكم على [124 أ] التسرع إليه بما في حديث رسوله عليه السلام، فإنكم إلى ~~معرفته أهدى. # وكتابي هذا جملة (5) : الشيخ الفقيه الواعظ يفصلها، ومشتمل على نكتة هو ~~يوضحها ويبينها، فإنه لما توجه نحوك احتسابا، وتكلف المشقة إليك طالبا ~~ثوابا، عولت على بيانه، ووثقت في عرض الحال عليك بفصاحة لسانة، وأنت بفضلك ~~تستوعب ما يؤديه استيعاب المستوفي، وتصغي PageV04P655 # إلى ما ينهيه إصغاء الواعي، وتجد منه مضض المرتمض، وتتحرك له تحرك ~~الممتعض. # ثم لم يزل يستشري الداء، ويعم أقطار الجزيرة البلاء، وأمير المسلمين ~~وناصر الدين - رحمه الله - مشغول ببقية حرب طوائف البرابرة المتغلبين - ~~كانوا - على أقطار العدوة، فلم يزل يميط أذاها، ويضرح قذاها، حتى سلك (1) ~~سبيلها، وطاب مستقرها ومقيلها، وكان من ms0928 أشد تلك الطوائف أيدا، وأمتنها ~~كيدا، العز بن سقوت (2) ، المتغلب - كان على مدينة سبتة وما والاها، فإنه ~~جاهر بالخلاف سماعا وعيانا، وشغل أمير المسلمين - رحمه الله - عن تلافي هذه ~~الجزيرة زمانا، إلى أن بلغ الكتاب أجله ووقته، وفتحت على يديه سبتة، حسبما ~~نلخص الخبر عنها. PageV04P656 # إيجاز لخبر عن فتح مدينة سبتة # وتلخيص التعريف بأولية أمرها (1) # كان سقوت بن محمد المتغلب عليها قد جرى عليه سباء، واستبد به ولاء، ففاز ~~به (2) قدح علي بن حمود أيام امترى أخلافها، واعرورى شقاقها (3) وخلافها، ~~ومن هالته طلع هلالا وبدرا، وبين باطله وبطالته عتق خلا وخمرا، وعليه (4) ~~جيبت رحاها، وإليه كان مجرها ومرساها، حتى عدت (5) أيامه، واشتهر مقامه، ~~وملأ أجزاء الزمان وصدر الأوان بأسه وإقدامه. ولما أفضت الدولة الحمودية ~~إلى سقط زندها، ومنتهى جهدها، يحيى بن علي - المتقدم الذكر - ألقى بقماليد ~~سبتة إلى هذه الأفعى الجارية، والشعلة الوارية، سقوت المذكور، فأقام به ~~عمودها، وأطعمه قائمها وحصيدها، وطفق لأول حينه يخلق ويفري، ويجر لأبعد ~~شئونه ليسير ويسري (6) ، وقد كان يحيى بن علي أشرك معه في عمالتها مولى آخر ~~من مواليه يكنى أبا العطاف، أحد أجذال الطعان، وكفاة الأقران، فأقاما بقية ~~أيام يحيى بن علي يتجاذبان أهدابها، ويتعاطيان PageV04P657 # أقداحها وأكوابها، إلى أن وقع من مقتله (1) سنة سبع وعشرين ما فرغنا من ~~ذكره، ونبهنا على مستودع مستقره؛ ولما أفضت دولة آل حمود إلى ابنه إدريس بن ~~يحيى بن علي سما سقوت بن محمد فأخذ بلقم الطريق، وطلع لمغبونه إدريس من ~~ثنايا العقوق، وأول ما بدأ به من ذلك الفتك بشريكه الخاسر، بحيلة خفية، ~~تمخضت له بميتة (2) وحية، في خبر طويل، تركته تخفيفا للتثقيل، فأصبح بعده ~~سقوت بن محمد قد حلت شمس سلطانه بالحمل، وقام وزن زمانه فاعتدل (3) ، وتسمى ~~لأول وقته يومئذ من الأسماء السلطانية بالمنصور المعان، وقد عرض له ابن ~~حيان ببعض أوابده، وفصل بذكره سلك مقيداته وشوارده، وأنا أذكر من ذلك ما ~~وفى به وسعي، وكان من شرط جمعي. # قال ابن حيان (4) : وهذه نادرة من طخيات (5) هذه ms0929 الفتنة (6) المبيرة، أن ~~تخطت أرض هذه الجزيرة، إلى ما وراء بحرها الزقاقي الذي كان منه دخول العرب ~~أيام فتحهم هذا الصقع، هاجتها (7) أسباب المنفسة الفادحة، لامتعاض حسيب ~~الأملاك النبيه الأبوة الشامخة، عباد من هضم جاره الخارجي سقوت PageV04P658 # مولى ابن (1) حمود - بزعمه - الناهض الجد بأنقص (2) الخلال: من معقة ~~المولى وختر الرفيق (3) واهتضام الحقوق، والترقي إلى أعلى مراتب (4) ~~السلطان، حتى تسمى بالمنصور المعان، لقبين في قران، أغمض له عليهما [124 ب] ~~الزمان، فساء غلطه في نفسه، واضطره القدر أن تمرس بجاره (5) عباد صيرفي (6) ~~الفتنة الذي لا ينام على دمنة، كان سبب ذلك باعتقال عباد لرجل من تجار سبتة ~~في شيء حضره بحضرته، فاعتدى عليه سقوت فاعتقل له عدة تجار (7) ، فنشأت لذلك ~~بينهما (8) وحشة سنة سبع وخمسين، واجتمعا على عقد (9) البحر بينهما، فتلفت ~~فيه رؤوس أموال، وهلكت من أجلها نفوس رجال، يطول في صفتها المقال، إلى أن ~~كمل عباد من أسطول أنشأه نحوا من ثمانين قطعة، فأجراها إلى سبتة، فخرج ~~عليها (10) أسطول لسقوت، فكان الظهور لابن عباد، ثم افترقت الأساطيل بعد ~~حروب وسفك PageV04P659 # دماء وانقطع بحر الزقاق بينهما مدة استهما اجترار (1) منافعه فيها؛ انتهى ~~ما لخصته من كلام. # قال ابن بسام: ثم غلظ أمر سقوت، حتى أخاف (2) القريب والنازح، واقتاد ~~الحرون والجامح، وانبثت سراياه في البحر والبر، فأدرك المطلوب والطالب، ~~وتصيد الطافي والراسب، ونجم (3) في لمتونة أمير المسلمين وناصر الدين أبو ~~يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه الله، فأحاطت دولته بالفرق، إحاطة القلادة ~~بالعنق (4) ، ودبت في ممالك العرب والعجم، دبيب البرء في السقم، وطفق يتبع ~~آفاق جورهم بالعدل، تتبع الديمة آثار المحل، ويسبق قولهم بالعمل، سبق السيف ~~العذل، وتجاروا إلى مصارعهم، حتى لحق متبوعهم بتابعهم، وانتظم دانيهم ~~بشاسعهم، ودارت النوبة على سقوت بن محمد، فتطرف (5) أمير المسلمين - رحمه ~~الله - بلده للفراغ ممن شذ عنه ذؤبان زناتة، وقد التفوا بأحد محاش الفتنة، ~~ووألوا إلى موضع يعرف (6) بالدمنة، فنزل بساحتهم أمير المسلمين، سنة إحدى ~~وسبعين، على مقربة من بلاد سقوت (7) ، فهم بالانحياش إليه، فقد كان آل وإيل ms0930 ~~عليه، فنهاه حزبه الذميم السعي، وثناه ابنه الفائل الرأي، فقد كان هذا ~~الفتى على بعد PageV04P660 # مراميه، ولوذعية - زعموا - كانت فيه، يذهب مذهب الجبابرة من ملوك الطوائف ~~عندنا، من الإعراض عن العواقب، وأخذ الشاهد عيارا على الغائب، أين ما هو ~~فيه، لا يحفل بشيء يذره ولا يأتيه، ووضحت لأمير المسلمين - رحمه الله - ~~السبيل إلى حربه، لما كان من نفاره عن قربه، وانتباذه لأول وهلة عن حزبه؛ ~~فلما أوقع بأهل الدمنة، رمى سقوت ابن محمد بأقماره ونجومه، وأحله وجوه هممه ~~(1) وهمومه، والبلاد تنقاد لحكمه، والمنابر تكاد تهل (2) باسمه، وسمع ~~الرعية بمقدمه، فانثالوا عليه انثيال الجياع على الوليمة، وتباشروا به ~~تباشر البلد (3) بالديمة، وخرج سقوت بن محمد في عديده وعدده، للذب - زعم - ~~عن رعيته وبلده (4) ، وعساكر أمير المسلمين يومئذ على مقربة من مدينة طنجة، ~~وعليها من قبله (5) ابنه المسمى بضياء الدولة، فلقي عساكر المرابطين وقد ~~سالت بها سيولهم، وشارفها (6) لواؤهم ورعيلهم، فأقام بإزائهم يومين والأجل ~~يقحمه، والخيل تسلمه، إلى أن طحنته رحاهم، وسالت نفسه على أسنتهم وظباهم، ~~يوم الكسوف الشمسي الكلي من العام المؤرخ، ودخل المرابطون طنجة ذلك اليوم. # وأفضت الدولة البرغواطية إلى الحاجب العز ابنه، شهاب أفلاكها، ~~PageV04P661 # وخيرة أملاكها، هب للأدب ريحا، ونفخت دولته في أهله روحا، أعرض (1) به ~~الشعراء وأطالوا، ووجدوا به السبيل إلى المقال فقالوا. وومن خيم في ذراه، ~~ونال الحظ الجسيم من دنياه، الحصري الضرير، فإن (2) له فيه (3) ما أذهل ~~الناظر عن الرقاد، وأغنى المسافر عن الزاد، والحاجب يكحل عينيه بزينة ~~دنياه، ويفتق لهاته بمواهبه ولهاه، وكان سهل الجانب للقصاد، طلق اليد ~~بالمواهب الأفراد؛ من رجل [125أ] استعان بالشر، وتهاون بالأمر، لا يجبي إلا ~~من غلول، ولا يجيش إلا إلى ابن سبيل، لا سيما البحر فإنه أضرم لججه نارا، ~~ولقي ريحه إعصارا، أخذ كل سفينة غصبا، وأضاف إلى كل رعب رعبا، فضجت منه ~~الأرض والسماء والتقت الشكوى عليه والدعاء، وأذن الله لأمير المسلمين وناصر ~~الدين - رحمه الله - فأناخ بعقوته، وحكم مداه بين سنامه وذروته. # وكان من الاتفاق العجيب أن ms0931 أنشأ المعتمد سفينة ضاهى بها مصانع الملوك ~~القاهرين بعد العهد بمثلها: شدة أسر، وسعة (4) بطن، وظهر، كأنما بناها على ~~الماء صرحا ممردا، وأخذ بها على الريح ميثاقا مؤكدا، ووجهها على (5) مدينة ~~طنجة لتمتار، وقد أنجد أمر الله وغار، ولما رأى أمير المسلمين وناصر الدين ~~- رحمه الله - تلك السفينة، خاطب المعتمد في ذلك، فشحنت على سبتة موتا ~~ذريعا، وأقيمت بإزاء أسوزارها (6) حصنا منيعا. فلما كان يوم PageV04P662 # الخميس من صفر سنة ست وسبعين، قدم أمير المسلمين لقتال سبتة أسطولا فخما، ~~رجم به مردة عفاريتها رجما، ولقيه العز بن سقوت ببقية جمة من أسطول طالما ~~أوسع البلاد شرا، وملأ قلوب أهلها ذعرا، فكان لأول ذلك اليوم ظهور (1) على ~~أسطول المرابطين حتى أخذ منه قطعة جليلة المقدار، ظاهرة الحماة والأنصار، ~~فكان من إذلال الله للعز بن سقوت يومئذ أن بخل على آخذها (2) ، وتكلم بكلام ~~أنكر عليه فيه؛ وارتاعت محلة المرابطين لأخذ تلك القطعة، حتى هموا ~~بالإحجام، وقوضوا بعض الخيام. وغضب أمير المسلمين وناصر الدين - رحمه الله ~~- إحدى غضباته فكانت إياها، وفغرت المنايا (3) على سبتة فاها، وتقدمت تلك ~~السفينة حتى أطلت على (4) أسوارها، ورفعت صوتها ببوارها، وأفضت بدولة صاحب ~~سبتة إلى سوء قرارها، ليلة الجمعة من صفر المؤرخ، ولجأ العز بن سقوت في ~~نفير من أصحابه إلى البحر، فهم بركوبه، فأعوزه الفرار، ودفع في صدره ~~المقدار، وكر راجعا، فدخل دارا تعرف بدار تنوير (5) ، وبدر به جماعة من ~~المرابطين، فاقتحموا عليه بعد مرام بعيد، وقتال شديد، حتى ضاق اضطرابه، وفر ~~عنه أصحابه؛ ولما أحس بالشر دفع ذخائر (6) كانت عنده إلى أحد من وفى له من ~~رؤوس حماته، فبلغني أنه عثر عليها ووجد فيها جوهر كثير، ونشب من نشب ~~PageV04P663 # الملوك (1) خطير، ووجد في جملتها خاتم يحيى بن علي بن حمود. وخرج العز بن ~~سقوت حين وضح الفجر من ليلته تلك. فلقيه المعز ابن أمير المسلمين (2) - ~~رحمهما الله - فجلله الحسام، وحكم فيه الحمام، تعالى من لا يرد قضاؤه، ولا ~~تبيد آلاؤه. # ومن ترسيل ابن أيمن أيضا رقعة (3) عن ms0932 المتوكل إلى المعتمد في معنى خروج ~~أبي المطرف ابن الدباغ عنه (4) إليه، قال فيها: من تخيرك - أيدك الله (5) - ~~على سواك، وأرادك (6) وترك وطنه هجرة إلى ذراك، وأسرع تلبية دواعي سرورك ~~وعلاك، فمجدك يقضي له - وإن أزعجته عنك بحكم الاضطرار، صروف الأقدار - أن ~~تستمر عليه النعمى، وتطرد لديه (7) العارفة الحسنى، وينتظم بدء الصنيعة فيه ~~بالعقبى، فالفضل على علمك بتمامه، والطول باختتامه، والبر بمقتضاه (8) ، ~~والمن بأخراه. # وهذه - أدام الله تأييدك - حال فلان، فإنه هجر إليك الورى، وركب ~~PageV04P664 # نحوك أعناق الأمل والهوى، وقد كان ظفر بالحظ (1) من دنياه، واعتلق منها ~~السبب الذي لا تنتقض مرره ولا تنتكف (2) قواه، إلا أن الزمان من بت (3) ~~العصم، وإحالة النعم، والقطع بذوي الآمال والهمم، جار في سننه الذميم، على ~~القديم، وحين جد به (4) الجد العاثر - أسعد الله جدودك، وأدام تأييدك - في ~~الانزعاج من جنابك، ومفارقة النعمة من ملازمة ركابك، وخدمة بابك، لحق ~~بحضرتي - طاعتك - يعتقد - وحق [125 ب] ما أعتقده - أنه لم ينفصل عن جماعتك، ~~ولا تحول إلا إلى أعمالك، وانتقل من يمينك إلا إلى شمالك، وعنده تذكر لحسن ~~معاهده لديك، وطيب مشاهده بين العزيزتين يذيك، ما ليس مثله إلا عند معتقد ~~أيام الصبا، ومستعيد عشيات الحمى، وأما شكره لسوالف نعمك، ونشره لمطاوي ~~منازعك الجميلة وهممك، وإشادته بسنائك، وإبداؤه وإعادته في حسن (5) آثارك ~~وأنبائك، فبحيث لو جاز أن تتقلد مقاومه في ذلك لعطلت الحلى، أو تتورد لشفت ~~من الصدى، أو تترشف لأغنت عن برد اللمى، أو تقطف لكفت من يانع الجنى. ومن ~~فارقك - أيدك الله - وتحرقه للبعد عنك تحرقه، وتحققه بالتشيع لك تحققه، ~~ففضلك الباهر يأبى أن تنقطع عنه عوارف الإجمال على النوى، ولا سيما ~~PageV04P665 # وقد وسدت مع القرب جوازئ آماله أبردي ظلاله (1) ، وأوردت على الدنو ظامئة ~~ذمامه النمير العذب من جمامه، وقد كان لحقه عند انزعاجه عن حضرتك - ولله ~~حراستها، ولك رئاستها - ما الفضل له متألم، والمجد منه متذمم، مما أعلم - ~~والله - علم اليقين أن سيادتك تأبى مسموعه، ولا ترضى وقوعه، وإنما أتى ذلك ~~التعدي - لا محالة ms0933 - من جهة المتولي، لأن قدرك - رفعه الله - منزه عن ~~ارتجاع موهوب ولو عظم، ومعاملة خادم باستصفاء مكسوب وإن ظلم، وعند الوزير ~~الكاتب أبي طالب من بسط هذه النكتة ما أنت بمعاليك تقتضيه منه وتستوفيه، ~~وتأتي متفضلا من الإيجاب فيه، بما يليق بسؤددك الأثيل، وقعددك الجليل، ~~ومعتقدك الحسن الجميل، واضعا بذلك عندي يدا تشف على ما تقدم أخواتها، وتهتف ~~بالتعجيز عن معارضتها من جميع جهاتها. # وله (2) : الفضل - لا زالت له أهلا، وبه أولى - عن شرف حامليه موضح، " ~~وكل إناء بالذي فيه ينضح "؛ وورد كتابك - لا زالت المسار (3) تردك، ~~والأقدار تسعدك - بوصول فلان إلى حضرتك - ضاعف الله جلالها، وبسط ظلالها -، ~~وما كان من أخذه عند مثوله، بكرم (4) فرعه التابع لطيب أصوله، في وصفي بما ~~والله قطعني على البعد، وقنعني حياء من المجد، فإني ما رأيت مثله سواه، ~~والله يغفر له ما أتاه، ذكر الجود والبحر (5) PageV04P666 # شاهد، وأسهم في الفضل وربه أحد، وإذ لا أستجيز موافقة جفائه، بالاعتراض ~~على تقريظه وثنائه، فلا بد أن أعتذر مما استكثر، وأتذمم مما استعظم، وأقول: ~~إني ما عدوت في تلقيه ببعض حقوقه، استرسال الصديق مع صديقه، ولو ذهبت إلى ~~معارضة فضله، وتوفيه واجب مثله، لضعفت عن ذلك أسباب المقدرة (1) ، ووضحت ~~بوقوع العجز وجوه المعذرة، وهو ولي البر والإجمال، فيما عرضه وحسنه من ~~الحال؛ وهكذا من شرف الله محتده، وأطاب (2) مشهده، ومن زكا عنصره، وكرم ~~محضره. # وذكرت في الكتاب الكريم، عقب هذا الفصل، بل سابغ الفضل، أن ما نقله فلان ~~المذكور إليك، وأورد عني عليك، مما وافق مرادك، وطابق غرضك واعتقادك، ولا ~~غرو فاتفاق المذاهب والآراء. تبع لتمازج (3) النفوس والأهواء، ونحن بحمد ~~الله في الاتصال يد وساهد، وفي الانتظام جسمان والروح واحد. # وتقدمت كتبي إليك بما كان من تطرق خيل العدو - بددها الله - جهاتي (4) ، ~~طاعتك، حتى كادت تتركها خلاء، وتعيدها (5) عفاء، وأنبأتك أن ذلك لا يثبت ~~معه سلم، ولا يرقأ عليه كلم، ولا يطيب معه معتقد، PageV04P667 # ولا يصبر عليه أحد؛ والآن فقد ورد ما هو أشد، وطلع ما ms0934 هو أشنع وأفظع، ~~وذلك ضرب الخيل من قبل فلان على تلك الجهات، وبلوغها في النكايات أقصى ~~الغايات، فعل العدو المحارب، وعمل الضد المطالب، لا يمر بحصن إلا أناخ ~~بحياله، وجد في قتاله، وهذه حال ليس وراءها إلا الاستئصال، فمذهب القوم في ~~حيز الجلي (1) [126 أ] الظاهر، وقد وضح الصبح لذي ناظر، وأهل تلك الجهات ~~مظهور القلق، من اتصال هذا التطرق (2) ، معلنو الشكوى، بتجاوز هذه العدوى، ~~فكيف يسوغ لي - وجهاتهم مباحة، وأحوالهم مجتاحة، طلبهم بما تعرفه، ~~والاستعانة بهم على ما نكلفه، أليس ذلك في حد الامتناع، وجانب الأمر ~~المستطاع -! # فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي محمد عبد المجيد بن عبدون (3) ، # وسياقه فصول من غرائب نثره ونظمه. # وأبو محمد هذا في وقتنا سر الدهر المكتوم، وشرف فهر الحديث والقديم، ~~PageV04P668 # لسان صدقها في الآخرين، وقمر أفقها ملأ الصدور والعيون، وديوان علمها ~~المذال والمصون، ومسترق كلمها المنثور والموزون، أعجوبة الليالي، وذروة ~~المعالي، ذو لسان يفري ظبة السيف، وصدر يسع رحلة الشتاء والصف، أفصح من صمت ~~ونطق، وأجمح من صلى وسبق، عول من ملوك الطوائف على رئيس بلده المتوكل، ~~فعليه نثر دره الثمين، وباسمه حبر وشيه المصون، وقد رحل إلى المعتمد فكأنه ~~لم يجد قبولا، ولا وافق منه رأيا جميلا، وقد رحل إلى المعتمد فكأنه لم يجد ~~قبولا، ولا وافق منه رأيا جميلا، وأراه إنما أتي من ازورار جانبه، وبعد ~~مطالبه، فلما صمت ذكر ملوك الطوائف بالأندلس، طوى الشعر على غره (1) ، وبرئ ~~من حلوه ومره، إلا نفثة مصدور، أو التفاتة مذعور، وهو اليوم ببلد يابرة ~~يرتشف (2) فضل ثماده، ويأكل من بقية زاده؛ وقد أثبت من نظمه الرقيقة ~~حواشيه، الرائقة أعجازه وهوادبه، ونثره الغضة مجانيه، المبيضة مجاليه، ما ~~يشهد له بالفضل، شهادة البرهان على الشكل. PageV04P669 # نسخة (1) له خاطب بها الوزير أبا (2) القاسم بن الجد يخطب فيها وده، ~~ويستجلب ما عنده، قال (3) فيها: يا راية مجد رفعت، فإن تلقيتها باليمين، ~~وأعطيتها الثناء، الثمين، شددت عليها يد الضنين، وشريعة فضل على مائها (4) ~~أحلق وأحوم، وبصفائها أجد (5) وأهيم، وفي ابتغائها ms0935 أقعد وأقوم، فلو وصل ~~رشائي بباع، من رجع جواب واجتماع، لبردت غلة ذلك الاشتياق والالتياع، وإن ~~تعذر لقاء، فقد انتشر ثناء، امتلأت الأرض منه السماء، ووصف عز الأوصاف ~~وغلبها، وهز الأعطاف وجذبها، وذكر ملأ الآذان حليا، والآناف ريا، والأفواه ~~أريا، ونبل جلت مطالعه دياجي الأوهام، وصقلت (6) مواقعه صوادي الأفهام، ~~ومجد رد الليالي الدهم زهرا، والمساعي البهم غرا، فوددت أن أعار جناحي ~~طائر، فأكون لكعبة ذلك الجلال أول زائر، فأقرن هناك حجة بعمرة، وأفوز من ~~عمادي - وصل الله علوه - بنظرة، توسع عيني قرة، ووجهي نضرة، وأعشو إلى ذلك ~~الضياء، وأرى محلي من تلك السماء؛ ولله دهر أطلعك أفقه، ووقت وسعك طلقه، ما ~~أكرم طبيعته، وأضخم دسيعته، وأشرف في الأوقات خيمه، وأعبق في الآناف شميمه، ~~وأرق على الأنفاس نسيمه! ! وبحقك أقسم، وألتزم من ذلك ما ألتزم، ~~PageV04P670 # لقد أظهر بك شرفه وبين، وأخذ منك زخرفه وازين؛ وجعلك غرة بهيمه، وغارة ~~(1) [126 ب] مليمه، والحجة على خصومه (2) ، وأبدى سرا طالما كتمه وأخفاه، ~~وشرح معنى شد ما أبهمه وعماه، فلو كنت في الأزمان السالفة لوددت أن يتقدم ~~دهري فألقاك، أو في الأوقات المستانفة لحمدت أن يتأخر عمري فأراك، فكيف وقد ~~ضمني معك عصر، وجمعني وإياك غهر، وأنا أخطب إلى عمادي - أدام الله عزته - ~~مودته عقيلة، وأجعل رحمي الأدب والنسب وسيلة، وأبذل من تحلية حمدي وشكري ~~مهرا، وأبني لها بين سحري ونحري قصرا، وأسدل عليها من الإشاعة والإذاعة ~~سترا، وأحليها (3) من مشدود موائق ومعاقد، بمسرود مخانق وقلائد؛ والله جل ~~وعلا يعينني (4) على فرضه أؤديه، وقرضه أقضيه، ومن (5) جزيل تحيتي، على ~~سيدي الأعظم وإمامي، ما يفعم رياه الخافقين، ويقر مرآه كل عين، ينقاد من ~~غير قائد، وينساق من غير سائق، إذا انتهت أولاه، عادت أخراه، وإذا صدقت ~~تباشيره، برقت أساريره، يحيي مغناه، عند (6) سروبه وسراه. # فراجعه الفقيه (7) بما نسخته: يا روضة أدب غذيت برهم PageV04P671 # الفهم، وسقيت بديم حسن الشيم، ما أدمثت رباك، وأطيب شذاك، وأزكى قرارك، ~~وأذكى عرارك! لقد شرقت بأزهارك (1) زهر النجوم، ولبست من الكمد والحسد زي ms0936 ~~الوجوم، وبطل لنفحات (2) شذاك ورياك أرج (3) العبير، وتعطل لما وشت يداك ~~واكتسى ثراك نسيج الجبير، لله در (4) تحفة أهديت (5) من تحفك! ما أنظر ~~جناها، وأزهر سناها، وأبهر لفظها ومعناها! ! لقد ضمنت من بدائع الكلم فقرا ~~شوارد، وقلدت من نواصع الحكم دررا فرائد، وخلعت (6) علي خلعة نبل أو كسي ~~مثلها أويس (7) لاهتز طربا، أو سلي بشبهها قيس لعاد نبع وجده غربا، لا جرم ~~أنها حلاك، تبرعت بها علاك، وصفاتك، تجافت عنها مصافاتك، فيا لها منة لا ~~يكافئها ثمن، ولا يسمح بمثلها زمن، ومنحة تتضاءل لها بيض النعم، وتتقاصر ~~عنها حمر النعم. # وما زلت أستنشق من عرف أنبائك، ما يرغب في اقتنائك، وأتحقق من قلة ~~أندادك، ما يبعث على خطبة ودادك، لا سيما وقد جمعتنا عناصر، وضمتنا من سهم ~~الأدب والنسب أواصر، لكن تحاميت المفاتحة هيبة لبراعة إحسانك، وبلاغة يدك ~~ولسانك، ومن ذا ينازعك رتبة PageV04P672 # البيان، ولو سحب ذيول سحبان، أو نطق بلسان حسان؛ وإن كانت للكلام إمارة ~~فأنت فارس منابرها، وطاعن محابرها، ومقلد (1) علمها ولوائها، ومذلل صعرها ~~والتوائها، ولئن كنت - أعزك الله - من غرائب المغرب، لقد زهيت لك المشارق، ~~وحليت بجواهرك ونوادرك المهارق، ولما صح لك فضل التقدم إلى صلة الأسباب، ~~ومفاتحة هذا الباب، تعين الجواب (2) ، وإن أنبط من حسي بكي، وقلب غير ذكي، ~~وناهيك من خجل من يقيس الصفر بالذهب، ويعرض الخمود للهب، فتكلفت المراجعة ~~اضطرارا، واستشعرت اعترافا بفضلك (3) وإقرارا، وأنت بسروك تصفح عن هناتها؛ ~~وتقيم أود قناتها، ولولا حق الاقتضاء، والثقة بكرم الإخاء، لأحجمت ذعرا، ~~وقدمت عذرا. # وأما المودة التي خطبت بفضلط بكرها، واستوجبت حمدها وشكرها، فقد زففتها ~~إليك مشرقة الجبين، بنور الحق المبين، ضاحكة الترائب، على حسن (4) الضرائب، ~~تتأود في حلل الثناء (5) ، تأود الكاعب الحسناء، وتحمل من نطف الصفاء، ما ~~يزري على الديمة الوطفاء، فإن وافقت لديك وجها خصيبا، واستحقت من رضاك ~~وقبولك نصيبا، فقد فاز قدحها، ووري قدحها، ولم يخب سعيها وكدحها. وظني أنها ~~ستسعد بارتضائك، وتهتز في أيد انتضائك، وتأنس بحوارك، وتسكن إلى جوارك، ~~PageV04P673 # [127 أ] والله ms0937 تعالى يبقيك، مرغوبا فيك، وأقرأ على سيدي سلاما دائم ~~الاتصال، عطر البكر والآصال، يتكرر تكرر الأنفاس، ويخضر دائما اخضرار الآس. # وكتب أيضا أبو محمد (1) إليه برقعة قال فيها: يا أعظم من لو سريت بأنواره ~~لاهتديت، وأفخم من لو اقتديت بآثاره لاكتفيت، ومن أبقاه الله لفخر آبائه ~~يفضله إلا من بنيه، ولستر إغضائه يسدله على مستحقيه، ولعذر أوليائه يقبله ~~على ما فيه، كتبت عن قريحة خمد (2) لهيبها، ونحيزة ركد هبوبها، وذهن امحت ~~أضواؤه، وطبع أخوت أنواؤه، وجنان فل ظبته (3) الكسل، ولسان عقد عذبته ~~الخجل، ندبته إلى الاحتفال فانقطع، وبعثته على الاسترسال فامتنع، وقال: في ~~كل حين تعرضني على العيون، بوجه مجدور، بكل نجه (4) جدير، فقلت: لا عليك، ~~ولتشب نفسك إليك، العذر إن شاء الله بين يديك؛ حامل الرقعة إلى عمادي - ~~وليته لم يحملها إليه، ولم يطلعها عليه (5) ، ولم يضعها بين الكريمتين (6) ~~يديه - حفزني أشد حفز، واختطفها (7) من يدي اختطاف الذئب دامية العنز، ~~ومنعني من النظر فيها، وتصفح ألفاظها ومعانيها، فأسقطت لفظتين، كانتا ~~PageV04P674 # بين سطرين، فاتفق بذلك نوع من الإغراب، لم يقع في باب من الإعراب، ولا ~~سمع من العرب ولا من الأعراب، ولم يقع في حساب، فكيف في كتب -! ولئن وما ~~أولاه بالتعثير، وغير كلمي وما أجدره بالتغيير، ما بهر من جلالك، وتعين من ~~إجلاك، فمن رام الصعود إلى السماء زل، أو المكاثرة بالهباء قل، أو المظاهرة ~~على الرؤساء ذل؛ وبين يدي نجواي صدقة على الكتاب أقدامها، وكلمة من الصواب ~~أغتنمها: من طمع في مجاراتك قطف (1) ، ولو ركب البرق، ومن دفع إلى مباراتك ~~تخلف، ولو سبق الخلق؛ وإن وصلت تلك الرقعة تتعثر ألفاظها في معانيها، ~~وتتبرأ من تواليها، ووافتك ترسف من مهابتك في عقال، وتقف من سيادتك بين ~~انقباض واسترسال، فلك - أدام الله عزك - شرف الاهتبال وكرم الإجمال، في ~~إرخاء ستر وأسدال سجف، على ما فيها (2) من جفاء بشر وإخلال حذف؛ فقبح الله ~~العجلة فما أسوأ آثارها، وأكثر عثارها وأكبر شنارها، وأوحش غلطها، وأفحش ~~سقطها! وقديما تحامتها الحكماء، وتبادرتها العقلاء، من ms0938 ركبها لم ينج - لو ~~أقيل - من عثار، ومن صحبها لم يخل - لو قبل - من اعتذار، والله جل وعلا ~~يعلي قدر عمادي على الأقدار، ويجعل إليه وفي يديه مقاوم الليل والنهار، ~~ويديم ستر إغضائه، على أودائه وأوليائه، ويزيل وحشة أرضه بتأنيس سمائه. # وكتب (3) إليه أيضا برقعة ثانية يقول فيها: يا حامل يراعي PageV04P675 # الأعظم، ومعول انقطاعي الأقوم، ومعقل امتناعي الأعصم، ومن لا زال جنابه ~~للأمطار رضيا، وبابه للأوطار شفيعا، ترشح فيه نعم الأيام، وتقسم أرزاق ~~الأنام، سلام الله وروح رحماه، ونفح سقياه، عليك من روضة نجد، وزهرة حسن لا ~~زهرة حزن، ما أغدق صوبها، وأغزر شربها، وأرسخ وهاد مطاويها الشريفة، وأشمخ ~~نجاد مباديها المنيفة، وأشهر بغرر المجد وحجولة بطون مجانيها، وأغمر بدرر ~~الرفد وسيوله ظهور روانيها، وأصفق غيوم كرم تسقيها، وأرق نسيم شيم يجري ~~فيها، وآنق تسبيح لسانها، وأعبق رائح أنفاسها، وأخلص شذاها إلى الأرواح، ~~وأعرض رياها على الأفواح، وأضحك ثغور أقحوانها ووارف نورها، على رقص قدود ~~أغصانها وغناء طيرها، لقد حيا بها نفوسنا فشفاها، وكساها من حر أزاهر الكرم ~~ما كساها، وحلاها من درر نوادر الحكم بما حلاها، وأجرى هوامي الخير والحمد ~~من أصولها وفروعها، وأبدى مطاوي النور من كمونها وبروعها، فهام رعانها ~~محلاة الأكاليل بمحاسن من المفاخر العظام، وأجسام غيظانها موشاة السرابيل ~~بتزايين من المآثر الجسام، وأبقى من أرواحها، في رؤوس أدواحها، ألسنا تثني ~~عليك بالجميل، ودموع أندائها تخلق في وجوه مائها نوالك بالقبول، فلا لحق ~~أزهار خلالك ذبول، ولا طرق أنوار خصالك أفول، ما مشى بالقسيم، بريد النسيم، ~~بيم الأزاهر والخياشيم. # يا مرادي الحفي، ومن أعلى الله أمره السني، وصلني كتاب كريم، طلعت علي ~~منه نجوم، أستغفر الله تعالى بل رجوم، هوت من أساطيري على شياطين فأحرقتها ~~بنور الحق المبين، ومحقتها محق ضياء اليقين، ظلام الشك الظنين، وتلقفتها ~~تلقف عصا موسى حبال الملقين، وقبل نظري إليه وفيه، قبلت يد موشيه ومهديه، ~~وخفت أن أمحو سطوره تقبيلا # PageV04P676 # فوضعته لرأسي إكليلا، وصرت به على الدهر أميرا، وكيف لا و [قد] ملأ ms0939 عيني ~~نورا وقلبي سرورا، ويدي مسكا وكافورا، وداخلت نفسي منه قوة لا أعرفها، فكيف ~~أصفها، ولا أدريها، فكيف أحكيها - وهي - أظن - ما يداخل المضل إذا أنشد ~~فوجد، والمقل إذا استعدى على الدهر فأعدي بنغبة الحيا، فقال: يا رفاه، فرحا ~~بسقياه، وأنا أقول ذلك ألفا، وأضع خدا وأرفع كفا، فرحا بما أولى عمادي - ~~أعلى الله قدره - من مسار متناصرة، ومبار متظاهرة، لا ينبري إليها شكر، ولا ~~يحتوي عليها حضر، ولولا رجائي - بلقائه، واعتزائي إلى ولائه، ما حاسنت ~~البقيع المزهر بشجرة، ولا ماتت الربيع المخضر بقطرة، وأرجو أن يسمح بالعفو، ~~ويصفح عن الهفو، ويلقي عليه ستر معروفه، ويغطيه بسجف من سجوفه، والله تعالى ~~يقيه ويبقيه، مشكورا أياديه ومساعيه، قريرة عيون أودائه وأوليائه فيه؛ ومن ~~سلامي على عمادي المعظم، وإمامي المقدم، ما لا يخلف مكانه قطر، ولا ينوب ~~منابه زهر، ولا يقوم مقامه عنبر، ولا يشق قتامه مسك أذفر، يلوح بلغة لكل ~~رامق، ويفوح عبقه لكل ناشق، ما أديل لشارق، وسارب بطارق، والسلام. # فكان من جواب الوزير الفقيه أبي القاسم له على ذلك ما نسخته: تمهدت لك يا ~~عمادي أكناف الهمم، ودرت عليم أخلاف النعم، وألقت إليك مكنون ضمائرها ومصون ~~جواهرها أصداف الحكم، فما أتم فضائلك وشمائلك، وألم (1) بأنوار المحاسن ~~خمائلك، وأسمح بكل جوهرة ثمينة ولؤلؤة نفيسة بحارك، وأنفح الآداب بل بأرواح ~~الشباب أصائلك PageV04P677 # وأسحارك! ! وأكرم بخاطبين لك تسابقا إلي وتلاحقا لدي، كما لحق المصلي ~~السابق، وتطلع الضحى غب الشارق، وتدفق الحيا إثر البارق، أو كما شفع المولي ~~الطوق بالسوار، وجمع العروس بين بهجة الحلي ونفح الصوار (1) ، وأنجد البطل ~~(2) المبارز المغوار، فما طويت للمتقدم مطارف، حتى نشرت من المتأخر رفارف، ~~وما انحسرت عن محاسن الأول معاجر، حتى سحرت من براقع الآخر محاجر، وقد كان ~~السابق منهما (3) ما يملأ بهرا مدارج نفسي، ويملك دهرا أعنة خرسي، ويوسع ~~لساني وجناني إفحاما، ويوجب لدواعي الانقطاع بين يدي ازدحاما، فكم تقلد من ~~درة فكر لفظها بحرك العذب الزلال، ونفث فيها سحرك الحلو الحلال، فلم تقنع ~~لغامر [127 أ ms0940] بحره، وباهر سحره، حتى شددت عرى أواخيه، بقوى أخيه، وأمددت ~~مذانب سربه، بتلاع تربه؛ فلئن كان الأول قد استعار من الجوزاء مرطا، لقد ~~استمنح الآخر من الثريا قرطا، ولئن ورد السابق من موارد النثرة نغبا، لقد ~~شرب اللاحق من ماء المجرة ثغبا، فهلا كففت استنان خيلك، وأمسكت قليلا عنان ~~سيلك، وثنيت من غرب غرائبك، وجريت على سجاحة ضرائبك. # وقد كان من حق الإخاء أن لا تهب من عواصفك على نسيم عليل، وتجهز كتائبك ~~إلى عدد قليل، وحد فليل، وبدون هذا كنت أواليك مبايعا، وأعطيك صفقة يدي ~~بالعجز طائعا، فلست ممن يعارض قوة البرهان بضعف الإقناع، ويشتبه عليه فرق ~~ما بين الإمكان والامتناع، وإني لأعلم PageV04P678 # ممر سهمي فأقف وأنصرف، ومنتهى علمي فأنصف وأعترف؛ وأما العذر الذي بسطته ~~في معنى الوهم، فقد كنت غنيا عن مد أوضاحه، وحريا باطراحه لاتضاحه، وهيهات ~~أن يلتبس عليك الغريب، فكيف القريب -! أو يشتبه لديك الخفي، فكيف الجلي -! ~~وما حسبته إلا تميمة في صدر الكتاب، تصرف عنك أعين الكتاب. # وبعد - باعدتك الأسواء - فإن رسمي في صناعة الكتابة قد دثر، ونظمي في ضبط ~~معانيها قد انتثر، ولم يبق عندي إلا أثر خراب، أو لمع سراب، فإذا امتريت ~~خلفها در بعسر، وعلى قسر، وتحلب رسله بضجر، كأنما يتفجر من حجر. وهي خطة ~~مدارها على الإقبال، وفراغ البال، وزمامها في يدي الشباب، مع توكد الأسباب؛ ~~وأنا - أعزك الله - قد عطلت صهوة جوادها، ونزلت عن ذروة أعوادها، فلا ~~ترهقني فيها عسرا، ولا تحملني من مناهضتك إصرا، وتوخ بفضلك معي جانب ~~الترفيه والتخفيف، وتقبل مني عفو اليسير اللطيف، وأقرأ عليك من سلامي ما ~~يربي على القطر، ويزري بعنبر الشجر، ويبقى ميسمه في صفحة البدر. # قال ابن بسام: قول أبي القاسم: " وما حسبته إلا تميمة في صدر الكتاب " ~~احتذى في ذلك حذو أبي المغيرة بن حزم، في فصل خاطب به ابن عمه الفقيه أبا ~~محمد بن حزم في حرف همزه، مما لا يهمز، فقال له (1) : # ومن أين نفذ صبرك حتى همزته همز عامر ms0941 بن الطفي، قرنه في PageV04P679 # سواد الليل، وما أظنك جعلتها إلا تميمة، لتلك القطعة الكريمة، وامتثالا ~~لقول القائل: # ما كان أحوج ذا الكمال إلى ... عيب يوقيه من العين فصول من ترسيل أبي ~~محمد # فصل له من رقعة عتاب: سلام على من نظر بقلبه لا بعينه، وحكم بيقينه لا ~~بظنه، ونطق بعقله لا بهواه، وأخذ من دنياه لأخراه، ولم يستفزه قال ولا قيل، ~~ولم تهزه تلك الأباطيل. وبلغني قول من قضى علي بالظنة، وحكم بالشبهة، ~~وللمقولات طرق لا يتعداها متجاوز إلا نسب زيغها إليه، لا سيما في ضربة توجب ~~حدا، وتضرع خدا، وتفل من فاضل حدا، لم يطلع مشيعها مني على ريبة، ولا وقف ~~مذيعها على حقيقة، بل افتراء من مفتر، وادعاء من مدع، في تلك التي لا ~~أسميها، فإني طلقتها قبل الدخول ثلاثا، " ونقضت حبل وصالها أنكاثا "، قبل ~~هذا والزمان مساعد، والسلطان مهاود، فكيف بها الآن، وقد علت الإنسان أبهة ~~[الكبير] (1) ووخطته (2) واعظة القتير، ورد ما استعار من الشباب إلى ~~المعير، وهجر كل الهجر من ذاقها شميما، ورفض كل الرفض من لم يكن إلا على ~~PageV04P680 # الحديث نديما (1) . وأقسم وأعرف، بما أقسم، وألتزم من ذلك ما ألتزم، لقد ~~تركتها خوفا للمعاد، لا رياء للعباد، إذ الصيانة أذكى عتاد، فكيف وأنا تحت ~~نعم من الله ضافية، ونوافل متوالية، وفواضل رائحة وغادية -! فلا تظن أن ~~تنصلي لمعذرة أريد [128 أ] قبولها، وأحب تبليغها وتوصيلها، لا والذي صير ~~العقل لصاحبه خصما، وجعل بعض الظن إثما، ولا قصدت من قصدت إلا تطوعا، ولا ~~زرت من زرت إلا تبرعا، ولقد أذهب بنفسي عن كل طمع، وأرغب بها عن كل حرص ~~وجشع. # وله من أخرى: كتبت والعهد يرف ماؤه، ويشف ضياؤه، وتتألق غرته، وتشرق ~~أسرته، والود كما تدريه، لا مزيد على ما تعلم فيه، وإن كانت القلوب تتناجى ~~على البعاد، بألسن الوداد (2) ، وتتراءى على الفراق، بأعين الوفاق، فربما ~~أحوجت دواعي الأيام، إلى المفاوضة (3) بالأقلام، لضرورة لا بد من الإفصاح ~~عنها، والخروج شفاها (4) منها. # وغاب فلان - أعزه الله - وأنت تواليه ms0942 وتناصره، وتؤاخيه (5) وتظافره، فلك ~~الفضل في إيصال أحرفي، والعذر على (6) تخلفي، فكان يجب أن أزوره ~~PageV04P681 # ولو على قدمي، ولا أخاطبه إلا بفمي لا بقلمي، لكن هي الأيام وعواديها، ~~والأقدار ومجاريها، ولو أعطيت أعنة الاختيار، لطرت إلى جنابه كل مطار، ~~ولكنت في بابه أوثق مسمار، وإن كانت مهلة انحشرت في زمرته، وتشرفت بخدمته. # وله من أخرى: لو أن جهتي غضة على مطاويها، لم تؤثر أيدي الغير فيها، ولا ~~تحيفتها الفتن بحوادثها، ولا نظرت إليها المحن بكوارثها، لوجب علي المبادرة ~~إلى الهجرة، والتحول إلى الحضرة، التي الفقيه الأجل القاضي سيد الأمة فيها، ~~وبيديه أزمة أوامرها ونواهيها، ولحق على مثلي الانحياز إلى فئته، والانحشار ~~في زمرته، والانحياش إلى جنته، ولكان تنقلي لذراه، لتقيل بعض سجاياه، على ~~حسب قدرتي، ومبلغ منتي، ومنتهى قوتي، ولعذت بعلاه من أن أرجع أعرابيا بعد ~~الهجرة، وبدويا بعد لزوم الحضرة، فكيف أنا آخذ من اجتبائه بأوفر قسم، وأضرب ~~في ولائه بأوفر سهم -! وجهتي خاوية على عروشها، خلية من أنيسها، فبينها ~~وبين النصارى، أقصر من إبهام الحبارى، هي مجر عواليهم، ومجرى مذاكيهم، ~~ومورد صاديهم، وموقد صاليهم، ومخفق أعلامهم، ودرية سهامهم (1) ، ومسرح ~~جيادهم، ومركز صعادهم: الخروج عنها غنيمة، والسلامة فيها هضيمة، ومن تفرد ~~بالجلالة تفرد عمادنا، وتوحد بالسيادة توحد مصادنا، استجنى مؤمله من ~~الليالي والأيام، ثمرة بسوقه على الأنام، ولم يزل يستثني هبة تلك المخايل ~~الراعدة البارقة، ويقتضي عدة تلك الشمائل الصادقة. وها أنا بين يدي ~~اختباره، فليجد في اختياره (2) ، فإن رأى PageV04P682 # موضعا لجميل رأيه (1) ، وإن ألفاني مضطلعا بأعباء ولايه صمم، ولا رغبة ~~إلا فيما يزلف لديه ويقرب منه، دافع الله للمجد والسرو عنه: # وما أسفي إلا على فوت رتبة ... عليها مضى قومي ولم أك تاليا # وأنت على رفعي ووضعي حجة ... فكن لي على أولاهما بك جاريا وله من أخرى: ~~كاتبي عن عهد طال زمانه، واستطال سلطانه، ووقت لا يحرزه حساب، ولا يحصره ~~كتاب، ولا يحويه ولا يجمعه، ولا يحصيه عد (2) ولا يسعه، وحالت بيننا في ~~الأكثر أقاليم، لا يقطعها الإيجاف ms0943 ولا الرسيم، ولا تهتدي في طرقها النجوم، ~~لا أقول: مجاهل ومعالم، بل أقلايم وعوالم، لا يفهم الحداث فيها إلا التراجم ~~(3) ، ولا تقطعها الجياد بشدها، ولا الركاب بوخدها، فهنيئا للحضرة وجميع ~~أهل الملة حضورك، وفي مقام (4) المجد مقامك الميمون ومسيرك، ولولا آلام ~~تناوبت، وأسقام تعاقبت، لتلقيت أوبتك السعيدة بقدمي، ألا بمدادي وقلمي، ~~والله يملي الإسلام عمرك، ويحمل عنا - معشر أوليائك - شكرك. PageV04P683 # ما أخرجته من شعره الرائع، الكثير البدائع # له من قصيدة في المتوكل (1) : [128ب] # وافاك من فلق الصباح تبسم ... وانجاب من غسق الظلام تجهم # والليل (2) ينعى بالأذان وقد شدا ... بالفجر طير البانة المترنم # ودموع طل الليل تخق أعينا ... يرنو بها من ماء دجلة أرقم # يا صاحبي بين الصراة ودجلة ... ودعا العلاقة مسعد ومتيم # هل في لحاظك إنما هي عطفة ... زهر على خضر الربى أو أنجم # بيض كما ضحكت حواشي روضة ... وشى السماك ملاءها والمرزم ومنها: # خبطت بنا ورق الظلام سوابح ... ملء النواظر سيرهن توهم # فإذا سرت فالليل منهم أبيض ... وإذا غدت فالصبح منها (3) أدهم # بيني وبين الدهر يوم مثله ... والبيض تشهد والصوارم تحكم # ومن المشاهد كالشهود سوامع ... ومن الأسنة ألسن تتكلم وهذا من الكلام ~~الذي لا يجهل مناره، ولا يشق غباره. PageV04P684 # ومنها: # سامت لساني فيك يا ابن محمد ... مقة إذا كتم الهوى لا تكتم # ومحبة موروثة مكسوبة ... بدئ الزمان بها وعنها يختم # وإليك من بنت الضمير حديقة ... غناء تنجد بالرواة (1) وتتهم # طبقت آفاق الكلام فلم أدع ... زهرا يرف ولا جمانا ينظم # وحدوت من غرر البديع بأينق ... أنا خلفها بادي العروق محرم # وتركت أرض الغرب وهي كأنما ... بي عالج أو ضارج أو زمزم # ورحمت في الآداب كل مسفسف ... يثغو إذا هدر الفنيق المقرم # والفهم قد غارت نجوم سمائه ... والعلم وحي والطروس تترجم # لله درك هل لمجدك غاية ... إلا وأنت بها معنى مغرم # وعلاك لي ردء وجودك في يدي ... ماض كرأيك في الخطوب مصمم # هزتك أرواح السماحة بانة ... ومن الرجاحة في حماك يلملم # وتعلمت منك الغمامة شيمة ... تهمي وفيها للبروق تبسم قوله: " من ms0944 كل هفهاف ~~العنان " ... البيت، أخذه من قول بشار، حيث يقول (2) : # ثم انثنت كالنفس المرتد ... وقوله: " وإذا سرت فالليل منهم أبيض "، من ~~قول محمد بن هانئ (3) : PageV04P685 # قد طلعوا بالشهب صبحهم فلو (1) ... عقدوا نواصبها أعادوا الغيهبا وألم ~~بعض ألمام، بقول أبي تمام (2) : # كظلمة (3) من دخان في ضحى شحب (4) ... ولأبي محمد بن قصيدة أولها: # لمن أينق تأكل الأرض وخدا ... تريني العوالي إلى الغرب تحدى من قصيدته ~~هذه بيت يستظرف فيما وصف من طعنة غلا في سعتها حتى أدخل عليها الفيل، ~~[129أ] وأراق من دمها ما يربي على النيل، فقال: # له طعنة يدخل الفيل منها ... إذا الطعن مزقت الزغف نقدا ومن الإفراط في ~~وصفها قول قيس بن الخطيم (5) : # طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعا أضاءها وذكرت بخير ~~هذه الطعنة قول رجل من شيبان (6) : PageV04P686 # فأتبعته طعنة ثرة ... يسيل على النحر منها صبيب # فإن قتلته فلم (1) أرقه ... وإن ينج منها فجرح رغيب يقول (2) : إن قتلته ~~الطعنة فلم أدع جهدا، وإن سلم فقد تركت به جرحا رغيبا، أي واسعا. # وقوله: " لم أرقه "، كانوا يزعمون أن الطاعن إذا رقى المطعون برئ، كما ~~قال زهير (3) : # عشية عاودت الحليس كأنما ... على النحر منه لون برد محبر # فلم أرقه إن ينج منها وإن يمت ... فطعنة لا غس ولا بمغمر وقال حاتم ~~الطائي (4) : # سلاحك مرقي فلا أنت ضائر ... عدوا ولكن وجه مولاك تخمش وقال أبو محمد بن ~~عبدون من قصيدة (5) : # مضوا يظلمون الليل لا يلبسونه ... وإن كان مسكي الجلابيب ضافيا ~~PageV04P687 # يؤمون بيضا في الأكنة لم تزل ... (1) قلوبهم حبا عليها أداحيا # وأغربة الظلماء تنفض (2) بينهم ... قوادمها مبلولة والخوافيا # إذا مرقوا من بطن ليل رقت بهم ... (3) إلى ظهر يوم عزمة هي ما هيا # وإن زعزعتهم روعة زعزعوا الدجى ... إليها كماة والرياح (4) مذاكيا # ولو أنها ضلت لكان أمامها ... سنا عمر في فحمة الليل هاديا # وصلت به الهيجا عليه وسلمت ... فما ارتضيا حاشاه ساقا وساقيا # همام أقام الحرب وهي قعيدة ... وروى القنا فيها وكانت صواديا # شريف المطاوي تحت ختم ضلوعه ... تميمة تقوى ms0945 ردت الدهر صاحيا # إذا قرئت لا بالنواظر (5) طبقت ... سرى (6) أختها ذات البروج مساعيا # وهدي لو استشفى المعنى بروحه ... لما كان بالوجد المبرح صاليا # ورقة طبع لو تحلى بها الهوى ... لأعدى على عصر الشباب البواكيا # إليه أكلت الأرض بالعيس ثائرا ... وقد أكلت منها الذرى والحواميا # حوافي لا ينعلن والبعد آذن ... على نفسه إلا الوجى (7) والدياجيا # فجاءته لم تبصر سوى البشر هاديا ... (8) وسله ولم يسمع سوى الشكر حاديا ~~PageV04P688 # هواد على إعجازها قيم الندى ... فأربح مشري حمد وشاريا [129ب] # ألكني ألكني والسيادة بيننا ... إلى مولع بالحمد يشريه غاليا # إلى آمر في الدهر ناه، إذا قضى ... على كل من فيها أطاعوه قاضيا # وحيوه لا راجين رجع تحية ... وإن كان جودا لا يخيب راجيا # إليك ابن سيفي يعرب زف خاطري ... عقائل لا ترضى البروج مغانيا # وإني لأستحيي من المجد أن أرى ... علي لمأمول سواك أياديا # وأني وقد أسلفتني قبل وقته ... من البر ما حازت (1) خطاه الأمانيا # وأيقظت من قدري وما كان نائما ... وأبعدت من ذكري وما كان دانيا # ولكن نبا من حسن رأيك في يدي ... (2) أظن حساما لم يجدني تاليا # ولو لم يكن ما خفت لا خفت لم أجد ... على غير ما أخذ متنيه اللياليا # إلى من إذا لم تشكني أنت والعلا ... أكون بما ألقى من الدهر شاكيا # وأنت على رفعي ووضعي حجة ... (3) فكن بي على أولاهما بك جاريا # وما أسفي إلا على فوت رتبة ... عهدتك فيها باديا ومباديا # وكون مكاني من سمائك (4) عاطلا ... ولولا مكاني الدهر ما كان حاليا # وإن كسادي، رأس ألف صناعة ... ليترك وسما (5) في السيادة باديا قال ابن ~~بسام: أبو محمد بن عبدون لمكانه من صنعة الكلام، وسبقه - زعم - في غايتي ~~النثر والنظام، أقامها مقام ألف صناعة، وكني بها واحدة PageV04P689 # عن جماعة، كما قال الأول: # يا عين بكي خالدا ... ألفا ويدعى واحدا وفي هذه القصيدة يقول أبو محمد، ~~وهو من حر النظام، وجزل الكلام: # فرد المنى خضرا ترف غصونها ... بمبسوطة تندى ندى وعواليا # عوال إذا ما الطعن هز جذوعها ... تساقطت الهيجا ms0946 عليك معاليا # وعاون على استنجاز طبع طبع بهبة (1) ... ترقص في ألفاظهن المعانيا # وأجعل أرض الروم تجلو تلاعها ... (2) عليك زرودا والحمى والمطاليا # وقد نشرت من ذي القروح وخاله ... وعمرو بن كلثوم عظاما بواليا # وقيل لهم من ذا لها (3) فتخيروا ... أخيرا يبذ القائلين الأواليا # فإن نسقوا على الولاء ولم يكن ... بذلك فاجعل منه ظلك عاريا # وعز على العلياء أن يلقى العصا ... مقيما بحيث البدر (4) ألقى المراسيا # ومن قام رأي ابن المظفر بينه ... وبين الليالي نام (5) عنهن لاهيا ضجر ~~أبو محمد من سكنى وطنه يابرة، وهو يكرر هذا في شعره، كقوله فيه في قصيدة ~~أخرى: PageV04P690 # أنا يا (1) ابن سيفي يعرب سيفك الذي ... إذا شمته لم ينب واخبره تعلم # هجرت إليك الأقربين مهاجرا ... ولم أرض أرضا كل ساكنها عم # فعار على العلياء سكناي بلدة ... كبلدة عالمي الأفق من دون أنجم (2) ~~[130أ] # فلو أن غيلانا حوته ديارها ... (3) تغنى بمي بينهم غير معجم وقوله: " ~~قوادمها مبلولة والخوافيا "، ينظر إلى قول أبي الحسن (4) بن حصن في سحابة ~~(5) : # بكرت سحرة قبيل الذهاب ... تنفض المسك عن جناح الغراب وقوله: " إليه أكلت ~~الأرض " ... البيت، نسخة من قول حبيب، ونقض عنه (6) : # من القلاص اللواتي في حقائبها ... بضاعة غير مزجاة من الكلم وأبو تمام ~~إنما نظر في هذا المعنى إلى قول الأعشى (7) : # فإن عتاق العيس سوف تزوركم ... ثناء على أعجازهن معلق PageV04P691 # أراد المدح الذي تحدى به من ورائها كما أن الهادي من أمامها، وهذا كقول ~~الآخر (1) : # سأرفع قولا للحصين ومنذر ... يطير به الغربان شطر المواسم # وتروى به الهيم الظماء وتلتقي ... (2) بأمثاله منهن سجع الحمائم ويعني ~~بالغربان أوراك الإبل؛ وقوله: " تروى به الهيم الظماء " يعني أن الماتح ~~يتغنى بهن فينشط ويقوى على سقي إبله. # وقوله: " ولولا مكاني الدهر ما كان حاليا "، كقول القسطلي (3) : # غريب تحلت بآدابه ... بلاد تواصت بتعطيله وقوله: " ترقص في ألفاظهن ~~المعانيا " من سرقاته الغريبة، واختلاساته العجيبة، تدق عن أعداد من ~~المباني، وإنها من خفيات المعاني، وأراه أنا من قول إدريس بن اليماني، ~~فإياه أراد، وإن كان ملح وزاد، حيث يقول ms0947 (4) : # ثقلت رجاجات أتتنا فرغا ... حتى إذا ملئت بصرف الراح # خفت فكادت تستطير بما حوت ... وكذا الجسوم تخف بالأرواح وقوله: " وأيقظت ~~من قدري " ... البيت، هو لفظ أبي نخيلة (5) : PageV04P692 # ونبهت من ذكري (1) وما كان خاملا ... ولكن بعض الذكر أنبه من بعض وكشف ~~أبو تمام هذا وحسنه، فقال (2) : # لقد زدت أوضاحي امتدادا ولم أكن ... بهيما ولا أرضي من الأرض مجهلا # ولكن أياد صادفتني جسامها ... أغر فخلتني (3) أغر محجلا وقوله: " ولكن ~~نبا من حسن رأيك " ... البيت، مصراعه الأول من قول أبي فراس (4) : # ولكن نبا منه بكفي صارم ... وأظلم في عيني منه شهاب أخذ هذا البيت بجملته ~~ابن عمار: # أيظلم في عيني كذا قمر الدجى ... وتنبو بكفي شفرة الصارم العضب ولأبي ~~محمد من قصيدة أخرى في المتوكل أولها: # هل عمروا الأفق بالآرام والعفر ... أم كحلوا الشهب بالتفتير والحور # والنقع قد (5) مد جنح الليل فوقهم ... أم عينهم لا ترى التضفير في الشعر ~~[130ب] # يا ليل هل (6) صاحب في البيد غيرك لي ... فالنجم معي عن الإدلاج والسهر ~~PageV04P693 # أسري وأسرب لا مستصحبا أحدا ... والناس عميان لولا الخبر عن خبر # أدور فيهم وعمران يخاطبهم ... (1) مني وهم في من روح ومن زفر # شاد وليس لسان الرعد ذا لسن ... هاد وما ناظر الإيماض ذا نظر # كأنما الليل زار الأرض ذا شغف ... فأكبرت وصل أحوى اللون ذاعور # كأنها عبلة والليل عنترة ... في جمع أشتاته لو كان ذا بصر # والأرض قد لبست أدراع أبحرها ... وجردت فوق أيديها ظبا الغدر # من كل درع نسيم الريح غضنها ... وصارم بالحباب اعتاض (2) من أثر # ما كان في هيئة الأرض القيام لنا ... (3) بالليل لولا مزيد من سنا عمر # من مجده خص قحطانا وأنعمه ... عمت ربيعة والحمراء من مضر # أكسى من الكعبة الزهراء من نشب ... أعرى على لبسه العليا من الحجر # بسيفه (4) انتاش سيف جده يمنا ... لا سيف وهرز المحدود بالنفر # أنتم عنى مسلم يا آل مسلمة ... (5) بالجود إذ لم ينازعه بنو مطر # ولم يرد مطرا جد اليزيد ول ... كن من ندى جدكم سماه بالمطر # لولاكم أهلك الناس استواؤهم ms0948 ... ولم يكونوا سوى دهم بلا غرر PageV04P694 # كم في سرادقكم من ماجد عمم ... يعطي الجزيل ومأوى الخائف الحذر (1) # لما رأوا أنه لا عيب يدركه ... عابوه وهو الكبير القدر بالقصر # والصبح مبدي ربى نجد وإن صغرت ... والليل يستر لبنانا على الكبر وقوله: " ~~بسيفه (2) انتاش سيف جده يمنا "، يريد سيف بن ذي يزن، حين استنقذ من أيدي ~~الحبشة ملك اليمن، في خبر معروف، خارج عن غرض خذا التصنيف. ووهرز - يقال ~~بالراء والزاي (3) معا - وهو الذي أنفذه كسرى أبرويز مع سيف بن ذي يزن، ~~أميرا على من كان في سجنه، بإشارة مرازبته فكان من أمره ما كان. # وله فيه من اخرى: # ما لي إذا نفس معنى قد ست وسرت ... في جسم لفظ الخلق من مثل # أنت الذي باهت الأرض السماء به ... ولا لها بك إن باهتك من قبل # أحوم حول حياض من رضاك وما ... لي بالورود إذا حلئت من عمل # راعوا قديم ولاء يال مسلمة ... وما اطردت بكم في المدح من مثل # تفري أديمي الليالي غير مبقية ... علي ما لليالي ويلهن ولي # وإنني في مواليكم كملككم ... بين الممالك، والإسلام في الملل وهذا كقول ~~ابن الرومي (4) : # تلوح في دول الأيام دولتكم ... كأنها ملة الإسلام في الملل PageV04P695 # وله من قصيدة اندرج له بعضها في رسالة موشحة، عارض البديع بها في بابه، ~~وصب فيها على قالبه، منها: [131أ] # دوحة فرعها على الشهب موضوع وأصل قد غاص تحت النجوم ... شهب زينت سماء ~~المعالي وحمتها من بيضه برجوم ... يردون الظبا ورود القطا والموت قد غض ~~بالقنا المحطوم ... أوقعوا بالمجوس ما يعلم الله وثنوا من بعدها بالروم ... ~~سؤدد حار فيه وصفي فما أسطيعه بالمنثور والمنظوم ... وإذا ما هزوا صدور ~~القنا الصم فما صدر فيلق بسليم ... زعزعوها فليس تدري سوى عهدهم في حديثها ~~والقديم ... كلما حكموا اللهى بالندى في المال نادى مالي وللتحكيم ... ~~مثلما حكموا اللهى بالندى في الأخذ بالاختبار في المحكوم ... ما على البيض ~~غير أن تدع الهام بهم مثل الهاء في الترخيم ... صوتها في أسماعهم كالمثاني ~~والمثاليث في سماع ms0949 النديم ... ليس إلا الظبا لهم زهر والدم خمر لكن بلا ~~تحريم ... فثناء مني (1) أرفرف برديه ومنهم إدمان بر عميم ... قوله: " خمر ~~لكن بلا تحريم " من الاستدراك البديع، والتخلص المطبوع. وقوله: " كلما ~~حكموا اللهى " ... البيت، يشبه قول أبي محمد بن صارة الشنتريني (2) : # خلق الوزير أبي العلاء خوارج ... لكنها ليست ترى التحكيما PageV04P696 # وله أيضا من قصيدة (1) : # سقاها الحيا من مغان فساح ... فكم لي بها من معان فصاح # وحلى أكاليل تلك الربى ... ووشى معاطف تلك البطاح # فما أنس لا أنس عهدي بها ... وجري فيها ذيول المراح # فكم لي في اللهو من طيرة ... عليها بأجنحة الارتياح # ويوم على حبرات الرياض ... تجاذب بردي أيدي (2) الرياح # بحيث لم أعط النهى طاعة ... ولم ألق سمعا إلى لحي لاح # وليل كرجعة (3) لحظ المريب ... لم ادر له شفقا من صباح # كعمر (4) عفاتك يوم الندى ... وعمر عداتك يوم الكفاح # إليك رمى أملي بي ولا ... (5) هوي مصفقة بالجناح # أقول لراجي الحيا وهو دان ... مداه وجدواه من كل راح # إذا عمر هطلت كفه ... فلا حملت سحب من رياح # من النافذي الطعن تحت العجاج ... بين الدلاص وبين الرماح # من القوم ينزلهم (6) خضدهم ... عن الموت شوك القنا في البراح [131ب] # وعنهم تكون رفع العلا ... سماء على عمد من صفاح # وقادوا الزمان إلى اليوم وهو ... رقيق الحواشي صقيل النواحي PageV04P697 # وله من أخرى، وهي قصيدة فريدة بها الأوائل، وصرح فيها عن كل طائل، والمرء ~~تحت لسانه، وشرفه بنفسه لا بزمانه، أولها (1) : # ساروا ومسك الدياجي غير (2) منهوب ... وطرة الشرق غفل دون تذهيب # على ربى لم يزل شادي الذباب بها ... يلهي بآنق ملفوظ ومضروب # كالغيد في (3) قبب الأزهار أذرعه ... بالبرق فوقي درا غير مثقوب # والغيم تنثر منه راحة (4) خضبت ... بالبرق فوقي درا غير مثقوب # فرحت أستخبر الأنفاس لا الطسم ال ... أدراس عن موعد في الحي مكذوب # وأشتفي بسؤال الريح مخبرة ... (5) عنهم ولو أنها تهفو بتأنيبي # هيهات لا أبتغي منكم هوى بهوى ... حسبي أكون محبا غير محبوب # فما أراح لذكرى غير (6) عالية ... ولا ألذ بحب دون تعذيب # ولا أصالح ms0950 أيامي على دخن ... ليس النفاق إلى خلقي بمنسوب # يا دهر إن توسع الأحرار مظلمة ... فاستثنني إن غيلي غير مقروب # مهلا فدرع حويلي غير محتنة ... عجبا وسيف عزيمي غير مقروب (7) # ولا نخل أنني ألقاك منفردا ... إن القناعة جيش غير مغلوب PageV04P698 # ما كل من سيم خسفا عاف مورده ... إن الإباء لظهر غير مركوب # وكم تأزرت الغيطان لي كرما ... واستشقتني أنفاس الشناخيب # أمشي البراز ولا أعفي به أثري ... حسب المريب ركوب اقاع ذي اللوب # ورب عاو على إثري بليت به ... بلاء ليث الشرى في الليل بالذيب # أسكنت عنه ولو لم يزدجر غضبي ... وشمت صارم تأنيبي وتثريبي # سويت أشباح ألفاظي وقدس أر ... واح المعاني لها نقدي وتهذيبي # أوانس أذنت لي والنوى قذف ... على علا (1) كل صعل الإذن حجوب # سما بذكري إلى أسماعهم أدبي ... مسرى النسين إلى الآناف بالطيب # وطار بي أذنه في أفق حرصهم ... على قوادم تأهيلي وترحيبي # لا ينظرون إلى شخصي كما نظرت ... بيض الخدور إلى القترا (2) من الشيب # من كل مطلق قيد الحرب عن لجب ... قيد الأسود على طير السراحيب # يمر مر الغمام الجون يتبع من ... لحم أباريق ترغيب وترهيب مدح بهذه ~~القصيدة المعتمد بن عباد. # قوله: " حسبي أكون محبا غير محبوب " لفظ أبي الطيب (3) : # أنت الحبيب ولكني أعوذ به ... من أن أكون محبا غير محبوب [132أ] وقوله: " ~~ولا أصالح أيامي على دخن "؛ لفظه أيضا (4) ، وقوله: PageV04P699 # " إن غيلي غير مقروب "، لفظ [بيت] الجميح (1) . # تسكن غيلا غير مقروب ... وقوله: " أمشي البراز " ... البيت، عكس قول امرئ ~~القيس (2) : # على أثرينا ذيل مرط مرحل ... وأخذه ابن المعتز فقال (3) : # فظلت أبسط خدي في التراب له ... ذلا وأسحب أذيالي على الأثر وقوله: " لا ~~ينظرون إلى شخصي كما نظرت " ### | .... # البيت، كقول محمد بن هانئ الأندلسي (4) : # هم لحظوكم والنبوة فيكم ... كما لحظت شيب الكبير (5) الفوارك وأصله من ~~قول امرئ القيس (6) : # أراهن لا يحببن من قل ماله ... ولا من رأين الشيب فيه وقوسا PageV04P700 # وللوزير أبي محمد عبد الغفور من أهل وقتنا فصل يتعلق بهذا المعنى من ~~رقعة، قال فيه: كنت (1) قبيل ms0951 هذا المشيب الذي علا، والشباب الذي تولى، ~~كريما على ذوات الطلى، لا يتعرضن في لمكان القلة (2) بلولا؛ ولما أطار غراب ~~الشباب باز المشيب، ورحت رث الجلباب بعد كل شخت قشيب، سمعتهن حينا يتبرمن، ~~وحينا يترنمن، إلا أنهن يجمجمن ولا يترجمن، وبفضل حاستي - والله الفضل - ما ~~فهمت الوزن، فلما استقريت لتعرف حروفه السهل والحزن، عثر لهجي في تطلب تلك ~~الضالة بلعل وعسى، بقول الملك الضليل: " ألما على الربع القديم بعسعسا " ~~ولم أزل بعد محدثا موسوسا، حتى سقط بي اليقين على قوله " وقوسا " وفي صدر ~~هذا الروي " أراهن لايحببن من قل ماله "، وإذا قوس ظهر المرء فقد استحال ~~جماله، فإذن قاتلهن الله يحببن القبيح ذا المال، والفقير ذا الجمال. # وصفة ابن عبدون للذباب: أجاد فيه ما أراد، وقد تناول هذا المعنى أبو بكر ~~بن سعيد البطليوسي، فقال من قصيدة (3) : # كأن أهازيج الذباب أساقف ... لها من أزاهير الرياض محاريب وأخذه ابن ~~عبدون من قول ابن الرومي يصف روضا (4) : PageV04P701 # وغرد ربعي الذباب خلاله ... كما حثثت النشوان صنجا مشرعا # وكانت أهازيج الذباب هناكم ... على شدوات الطير ضربا موقعا وإنما اخترعه ~~أولا عنترة بقوله (1) : # فترى الذباب بها يغني وحده ... هزجا كفعل الشارب المترنم # غردا يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم وهذا من التشبيه ~~الذي ما له شبيه، ولم يجسر عليه أحد، غير أن ذا الرمة نقل معنى الصفة إلى ~~الجندب فقال (2) : # كأن رجليه رجلا مقطف عجل ... إذا تجاوب (3) من برديه ترنيم [132 ب] ~~والمقطف: راكب الدابة القطوف، فنقل صفة يدي الذباب إلى رجل الجندب فأحسن ~~الأخذ، وكأنه لم يعرض لعنترة معناه. # وقال السلامي في صفة زنبور (4) : # إذا حك أعلى رأسه فكأنما ... بسالفتيه من يديه جوامع فباعد عنترة في ~~الصفة، وإن قاربه في الموصوف، وتعلق في اللفظ PageV04P702 # بصريع الغواني إذ يقول في النساء (1) : # فغطت بأيديها ثمار نحورها ... كأيدي الأسارى أثقلتها الجوامع وقد قال بعض ~~أهل أفقنا، وهو يوسف بن هارون الرمادي: # وكأس كريق الإلف شعشعتها به ... وعيشي من هذا الشراب المشعشع # على روضة قامت لنا بدرانك ms0952 ... وقام لنا فيها الذباب بمسمع # إذا ما شربنا كأسنا صب فضلها ... على روضنا للمسمع المتخلع وقد قال ~~الجاحظ (2) : وجدنا المعاني تقلب ويؤخذ بعضها من بعض إلا قول عنترة في ~~الذباب، وقول أبي يونس في تصاوير الكأس، حيث يقول (3) : # قرارتها كسرى وفي جنباتها ... مها تدريها بالقسي الفوارس # فللراح ما زرت عليه جيوبها ... وللماء ما دارت عليه القلانس يريد أن حد ~~الخمر بلغ نحور هذه الصور، وزيد الماء فيه فانتهى الشراب إلى فوق رؤوسها، ~~وفائدة هذا معرفة حدها صرفا، من حدها ممزوجة. PageV04P703 # قال ابن بسام: وقد ذكر أن الحسن ولد هذا المعنى من قول امرئ القيس (1) : # فلما استطابوا صب في الصحن نصفه ... وشجت بماء غير طرق ولا كدر فجعل ~~الشراب والماء نصفين (2) ، لقوة الشراب، فتسلق الحسن عليه، وأخفاه بما شغل ~~به الكلام، من ذكر الصورة المنقوشة في الكأس، إلا أنها سرقة مليحة. وكرر ~~أبو نؤاس هذا المعنى عجبا به في مواضع كقوله (3) : # بنينا على كسرى سماء مدامة ... مكللة حافاتها بنجو # فلورد في كسرى بن ساسان روحه ... إذن لاصطفاني دون كل نديم وأخذه الناشئ ~~وولد معنى زائدا فقال (4) : # في كأسها صور تظن لحسنها ... عربا برزن من الحجال وغيدا # وإذا المزاج أثارها فتقسمت ... ذهبا ودرا توأما وفريدا # فكأنهن لبسن ذاك مجاسدا ... وجعلن ذا لنحورهن عقودا وقال ابن المعتز (5) ~~: # وكأس (6) من زجاج فيه أسد ... فرائسهن ألباب الرجال PageV04P704 # وألم بهذا الملتمس بن بطال البطليوسي (1) فقال: # غاب من الأكواس فيها ضراغم ... من الراح ألباب الرجال فريسها # قرعت بها سن الهموم فأقلعت ... وقد كاد يسطو بالفؤاد رسيسها [133أ] وقال ~~بعض أهل عصرنا، وهو أبو تمام بن رباح (2) : # وكأس بدا بها في قرارة ... غريقا ولكن في خليج من الخمر # وما صورته فارس عبثا به ... ولكنهم جاءوا بأخفى من السحر # أشاروا بما دانوا له في حياته ... فيومي إليه بالسجود وما يدري ومثل هذه ~~المعاني التي ذكروا مما انفرد به كل واحد من الشعراء، لا يكاد يتناولها ~~حاذق إلا قصر، إلا أن يزيد زيادة تظهر، ولذلك ما تحامي الناس أشياء كثيرة ms0953 ~~من المعاني التي أخذت حقها من اللفظ، ولم يبق فيها فضلة تلتمس، والقرائح ~~تتفاضل، ألا ترى إلى قول جميل في وصف امرأة فاجأها (3) : # غدا لاعب في الحي لم يدر أننا ... نمر ولا أرض لنا بطريق # فلما (4) انتحيناه اتقانا بكمه ... وأعلن من ورعاتنا بشهيق PageV04P705 # كيف وصف حقيقة الحال التي صورها تصويرا، مع حسن لفظ، وليس مع ذلك ببالغ ~~قول النابغة (1) : # سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد رجع # وقال ابن عبدون من قصيدة: # لولا المؤيد، مد الله مدته، ... ما كان لي في سوى بغداد من ارب # فلم أكن وسوى (2) بغداد لي أمل ... فيها كما كنت في أهلي بمغترب # وإن نبت حمص بي والله يعصمها ... ركبتها عزمة تشأى الكواكب بي # وللمؤيد، مد الله مدته ... رأي يغالط شهب الليل في القطب # لم ينتقب وجهه للسمر مشرعة ... وإنه من حياء الوجه في نقب # يشأى المساجل في بأس وفي كرم ... ويملأ الدلو في العليا إلى الكرب # تراه إن تدعه يومي (3) ندى ووغى ... النار في عرفج والماء في صبب # إليك مني، أعز الله نصرك ما ... أبقته أيدي السرى والبيد والنوب # جاءتك ترقص أردان الكلام به ... سوابح تأكل الغبراء بالخبب وله في ~~المعتمد من قصيدة: # إن الممالك والسيوف شهود ... لكم إمام والملوك عبيد PageV04P706 # شامتكم في المكرمات عزائم ... جار على أحكامها التأييد # وعلا نشأن مع النجوم وقبلها ... ولهن من بعد النجوم خلود # من معشر أخذوا بأطراف العلا ... والأفق غفل والليالي سود # جادوا فبانت في البسيطة أنجم ... وسطوا فثارت في السماء أسود # يا روضة وصف النسيم أريجها ... رفي (1) علي فإنني غريد # ما لي أرفرف حول دوحك ضاحيا ... أصف الأوار (2) وماؤها مورود # لا ذنب للآمال إلا أنها ... شهب لها من أن تراك سعود [133ب] # ركبت إليك جناح كل عزيمة ... قرب الردى من خلفها مزءود # أكلت إليك الأرض وهي بحسبها ... إن لم تعقها من ثناك قيود قوله: " وعلا ~~نشأن مع النجوم وقبلها "، مأخوذ من قول المعري، وله فيه زيادة، تجاوزت ~~الغاية في الإجادة، وخرقت في الإحسان كل عادة، وهو قوله ms0954 يصف خيلا (3) : # نشأن مع النعام بكل دو ... فقد ألفت نتائجها الرئالا (4) ولعل هذا توارد ~~من الطباع، وبحسب القريحة يكون الإبداع والاختراع. # وقوله: " يا روضة وصف النسيم أريجها "، من قول إسحاق PageV04P707 # الموصلي (1) : # يا سرحة الماء قد سدت موارده ... أما إليك طريق غير مسدود ولابن عبدون من ~~قصيدة في الرشيد نقلتها من مبيضاته، ولم يعرضها عليه، ولا أوصلها اليه، ~~أولها (2) : # عزيم لا يسد عليه باب ... وقلب لا يفل له ذباب ومنها: # مضى في نائبات الدهر (3) صلدا ... فلم يثلم وقد طال الضراب # وقد زروا (4) الضلوع على قلوب ... لو انتضيت لقط بها الرقاب # وسرت ومن كواكبه حلي ... علي ومن غياهبه قراب # ولو بسوى الرشيد جعلت هديي ... لضل الركب فيها والركاب # من النفر الألى طلعوا نجوما ... فمن أنوائهم فينا انسكاب # إذا هزتهم نغم العوالي ... فليس سوى النجيع لهم شراب # وباء فقلت في الغبراء برج ... وثار فقلت في الخضراء غاب # لقد عقدت حباه على خلال ... ظباه لا تهاب كما تهاب # وطبق مفصل العليا بنفس ... مآثرها تراث واكتساب # كأن عداه في الهيجا ذنوب ... وصارمه دعاء مستجاب PageV04P708 # وهذا مما أغرب فيه، ولم أسمع له بشبيه، ولعله أمير شعره، ونتيجة فكره؛ ~~وفيها يقول: # إليك أبا الحسين ركبت عزما ... يضيق برحب مسعاه الطلاب # رمت في البحر منك ولم تعرج ... (1) على أرض بقيعتها سراب # وقد مرقت إليك من الدجى بي ... أعاريب تخب بها عراب # هفت بي والدجى يهفو حشاه ... كما كسرت على خزز عقاب قول أبي محمد: " وسرت ~~ومن كواكبه حلي " ... البيت، سلك فيه سبيلا من البديع لا تسلك، واستولى منه ~~على غاية من الكلام المطبوع قلما تدرك. # وأما قوله: " كما كسرت على خزز عقاب " فما أولاه عليه بالعقاب، إذ نسخ ~~لفظ أبي الطيب كما تراه، وقصر أكثر مما شاء عن معناه، وهو (2) : # يهز الجيش حولك جانبيه ... كما نفضت جناحيها العقاب على أن أبا الطيب ~~إنما تطرف قول طرفة (3) : # بكتائب تردي كما ... تردى إلى الجيف النسور [134أ] ولكن المتنبي طار في ~~السماء مع العقاب، وترك طرفة في الأرض على التراب. PageV04P709 # وكان ms0955 أبو محمد حين استوحش من المنصور بن المتوكل (1) ، ولحق باشبيلية، ~~كتب إلى الوزير الأجل أبي بكر بن زيدون بهذه الأبيات: # لك الخير من مثري اليدين من العلا ... إذا تربت أيدي النوى والتطول # بما كان بين الماضيين من الذي ... إليه استنادي (2) أو عليه معولي # ولم تتمسك بالمؤيد لي يد ... وقد زهقت (3) رجلي عن المتوكل وله أيضا ~~يقول: # قل للوزير أدام الله عزته ... والجاه يفني وقول الدهر مفهوم # لئن نبت بي حمص وهي قد فعلت ... فليس تنبو بي السبع الأقاليم # لي في مناكب أرض الله مضطرب ... إن سامحت بي النوى (4) لخم ومخزوم ثم ~~انصرف إلى حضرة المتوكل ببطليوس، ودفع إليه قصيدة أولها: # خصمت الظبا عنكم على أنها لد ... بقرع له في كل بارقة رعد # بزرق بما خلف الضلوع بصيرة ... على أنها مما بكت حدق رمد # تركت لمن هز الأسنة رأيه ... وقلت لغيري الخفض والعيشة الرغد # وطار جناح الليل مني بأجدل ... إذا ما الظبا فاضت ففيها له ورد # منير أسارير الرئاس إذا سرى ... وشت بسراه البيد والليل مسود PageV04P710 # وفيها من عتابه للمتوكل: # أفالآن لما ملني ومللته ... طلاب لوى عن نيله الزمن الوغد # وباضت على رأسي السنون وفرخت ... وما لي حل في الأمور ولا عقد # طمعت بحمص أن تلين لمطلبي ... ولا عجب قد يرشح الحجر الصلد # ولي. فأسأت، الذنب في ذاك لا لها ... فمذ توجد الجعلان لم ينفق الورد ما ~~أخرجته من سائر مقطوعاته الإخوانيات # من ذلك ما أنشدنيه لنفسه، مما خاطب به الوزراء الكتاب بني سعيد ابن ~~القبطورنة، حين خرج عن بطليوس مستوحشا، حسبما وصفته (1) : # أخلائي وفي قرب الصدور ... ظبا تقضي (2) على قمم الدهور # وقد ضمت (3) جوانحنا قلوبا ... أبت غير القصور أو القبور # إذا الكرماء نامت (4) فوق ضيم ... فما فضل الكبير على الصغير # فقبل أبى الدنية قيس عبس ... (5) ولم يصغي إلى قول المشير # لئن عثروا وليس لعا جواب ... فلا علقت بطون من ظهور # ولا سعوا بها إلا بصم ... ولا نظروا بها إلا بعور PageV04P711 # ومنها: [134ب] # ودلهني فراق بني سعيد ... فما أدري قبيلا من ms0956 دبير وبات بطريقه هنالك على ~~وادي آنة بقربة لب، فقال: # عذيري إلى المجد من كون مثلي ... بآنة أو من مبيتي بلب # وبغداد لو هتفت بي هلم ... هلم لما كنت ممن يلبي وأنشدني أيضا له مما ~~خاطب به بعض الأعيان: # سأطلب لا بألسنة اليراع ... سوى ذا الحظ من أيدي الزماع # وأخبط بالسرى ورق الدياجي ... ووجه الموت محدور القناع # وأمرق من أسارير المواضي ... كما مرق الهلال من الشعاع # فسلني عن ملوك الأرض تسأل ... خبيرا فاقض حق الاستماع # عرضت عليهم نفسي ونفسي ... لأوضح غبنهم عند البياع # فما اتبعوا دليلا في اجتنابي ... ولا سلكوا سبيلا في اصطناعي # كأضعاء بها ألم فقلت ... على ضمد (1) ورأس في صداع # ومن عصب إذا سئلت حراكا ... شكت بسكونها نحل (2) النخاع # ويمنى لا تجود على شمال ... ولا تصغي المودة للذراع # وعين لا تغمض عن قبيح ... (3) وأذن لا تألم من قذاع # فما أبقوا ولا هموا ببقيا ... ونقل الطبع ليس بمستطاع PageV04P712 # فلو سقت السماء الشري أريا ... لما احلولت مراعيه لراع # بدهر ضاعت الأحساب فيه ... ضياع الرأي في السر المذاع # فبعتهم بتاتا لا بثنيا ... ولا شرط ولا درك ارتجاع # ولم أجعل قرابي غير بيتي ... (1) فحسبي ما تقدم من قراع قوله: " كأعضاء ~~بها ألم " ... البيت، مع الذي بعده، أراه فيما انتحاه سلك سبيل أبي نصر ~~المعافى (2) ، من أناشيد الثعالبي، حيث يقول: # لما رأيت الزمان نكسا ... وفيه للرفعة اتضاع # كل رئيس (3) به ملال ... وكل رأس به صداع # لزمت بيتي وصنت عرضا ... به عن الذلة امتناع # أشرب مما ادخرت راحا ... لها على راحتي شعاع # لي من قواريرها ندامى ... ومن قراقيرها سماع # وأجتني من ثمار (4) قوم ... قد أقفرت منهم البقاع وقول أبي محمد: " كما ~~مرق الهلال من الشعاع "، معنى متداول إلا أن قول أبي محمد أولى بالتقديم، ~~ومنه قول بشر بن أبي خازم (5) : PageV04P713 # ضربن بغمرو فخرجن منها ... خروج الودق من خلل السحاب وقال المتنبي (1) : ~~[135أ] # وضاقت خطة فخلصت منها ... خلوص الخمر من نسج الفدام وقال أبو تمام (2) : # فخرجت منها كالشهاب ولم تزل ... مذ كنت خراجا من الغماء ms0957 وقال أبو الحسن ~~الرضي (3) : # وقال ابن مقبل (4) : # خروج من الغمى إذا صك صكة ... (5) بد والعيون المستكفة تلمح # إذا امتحنته من معد عصابة ... غدا ربه قبل المفيضين يقدح والغماء (6) : ~~هاهنا جماعة القداح. PageV04P714 # وأول من نطق بهذا المعنى امرؤ القيس بقوله (1) : # إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا ... تعالوا إلى أن يأتي الصيد نحطب فنقله ~~ابن مقبل إلى صفة القدح، وقال: إذا امتحنه ممتحن غدا يقدح نارا قبل الإفاضة ~~به ثقة بفوزه، ونقله ابن المعتز إلى صفة جارح فقال (2) : # قد وثق القوم له بما طلب ... فهو إذا جلى لصيد واضطرب عروا سكاكينهم من ~~القرب ... وأنشدني أيضا لنفسه مما خاطب به الوزير أبا القاسم ابن الجد (3) ~~: # شجيري (4) من فهر لا تخمشن ... وجه الإخاء بظفر العذل # فأقسم. أني أجيب الصبا ... إذا ما دعتني إليه المقل # وما أنس ليلتنا والعناق ... قد مزج الكل منا بكل # إلى أن تقوس ظهر الظلام ... واشمط عارضه واكتهل # ومس رقيق رداء النسيم ... على عاتق الفجر (5) بعض البلل # وسبح رعد المثاني بحمد ... بني يعرب في سماء الجذل # إذ الدهر ميت الخطى واللحاظ ... عنا وأحداثه في غفل # وللطير في الورق النضر شدو ... كشدو القيان عليها الكلل PageV04P715 # فأبت وذنبي أمير الذنوب ... ودولته فوق تلك الدول أشار في هذا البيت ~~الأخير إلى قول أبي الطيب (1) : # أميرة (2) اللحظ في الألحاظ مالكة ... لمقلتيها عظيم الملك في المقل وقال ~~أبو نواس (3) : # أصبني منك يا أملي بذنب ... تتيه على الذنوب به ذنوبي وأنشدني أيضا لنفسه ~~(4) : # هل تذكر العهد الذي لم أنسه ... ومودتي (5) مخدومة بصفاء # والأنس قد خلع (6) العذار فبيننا ... بر البنين ورقة الآباء # ومبيتنا في نهر حمص والحجى ... قد حل عقد حباه بالصهباء [135ب] # ودموع طل الليل تخلق (7) أعينا ... ترنو إلينا من عيون الماء وأنشدني ~~أيضا لنفسه (8) : PageV04P716 # وما أنس بين النهر والقصر وقفة ... نشدت بها ما ضل من شارد الحب # رميت بلحظي سمحت (1) به ... فلم أثنه إلا ومحرابها (2) قلبي وأنشدني أيضا ~~لنفسه قصيدة أولها: # دعتك ومن سجيتك البدار ... رؤوس أينعت منها ثمار ومنها في وصف السيوف: # فيوردها ظماء وهي ms0958 ماء ... ويصدرها رواء وهي نار # ويقرضها أعاديه لجينا ... وترجع وهي لو سلمت نضار بيته الأوسط منها نقله ~~من قول أبي الشيص، إلا أنه زاد عليه، واستلبه من يديه، وهو (3) : # فأوردها بيضا ظماء صدورها ... وأصدرها بالري ألوانها حمر وهذا المعنى ~~كثير؛ وبيته الثالث نسخ بيت أبي الطيب، ونقله من الوادي إلى السيف، وهو (4) ~~: # ركض الأمير وكاللجين حبابه ... وثنى الأعنة وهو كالعقيان وقال أيضا أبو ~~الطيب (5) : PageV04P717 # ولا ترد الغدران إلا ماؤها ... من الدم كالريحان تحت الشقائق وقال محمد ~~بن هانئ (1) : # لا يوردون الماء سنبك سابح ... أو يكتسي بدم الفوارس طحلبا وأشهر موضع ~~نقله منه قول السناط (2) : # فخذ ذهبا ورد لنا لجينا ... تكن في الناس أربح صيرفي إلا أن قول ابن ~~عبدون قد (3) سلم من الحشو الذي لا يحسنه إلا من أدمن محاولة مضايق المقال ~~فاقتحمها، واعترى بفجاج السحر الحلال فتسنمها، وما أشبه في لين المهز، ~~وإجادة المحز، بقولب ابن المعتز (4) : # صببنا عليها ظالمين سياطنا ... فطارت بها أيد سراع وأرجل وأنشدني له من ~~قصيدة (5) : # مررت على الأيام من كل جانب ... أصعد فيها تارة وأصوب # ينم بي الثغران: صبح وصارم ... ويكتمني القلبان: نقع وغيهب # وقد لفظتني الأرض إلا تنوفة ... يحدثني فيها العيان فيكذب PageV04P718 # وهذا كقول المتنبي (1) : # وغادر الهجر ما بيني وبينكم ... يهماء تكذب فيها العين والأذن ومن شعر ~~ابن عبدون في الرثاء والتأبين قوله مما أنشدنيه في أخيه عبد العزيز يرثيه: # رويدك أيها الدهر الخؤون ... ستأكلنا وإياك المنون # تعللنا الأماني وهي زور ... وتخدعنا الليالي وهي خون [126 أ] # وكم غرت بزبرجها قرونا ... فما أبقت ولا بقت (2) القرون # فجعت بزاهر من سر فهر ... كبدر التم هالته عرين # بأروع ملء عين الحسن (3) قيدا ... إذا أخذت مجاريها العيون # منير العرض فضفاض المساعي ... طويل الباع ناديه رزين # سمت فوق السماء به ظهور ... وما حطته إذ حطت بطون # فأنضبت المنايا منه بحرا ... جواريه صفون لا سفين # وأغمضت البسيطة منه نصلا ... طوابعه قيول لا قيون # مضى من لو سبقت لما تعزى ... ولولا جفت له بعدي جفون # وأبقتني يد الأيام فردا ... كما ms0959 غدرت بيسراها اليمين # وهل يبقى على فير الليالي ... شفيق أو شقيق أو قرين وقال يرثي ذا ~~الوزارتين أبا محمد بن خلدون (4) ، وكان استشهد يوم الجمعة المشهور: ~~PageV04P719 # ملكت فأسجح لا أبا لك يا دهر ... أفي كل عام في العلا فتكة بكر # (1) رثته فقلنا إنها لتماضر ... وإن ابن خلدون لمفقودها صخر # مضى لم يرث عنه الرئاسة وارث ... ولولا المساعي الزهر لانقطع الذكر # وما كان إلا الغيث أقلع جملة ... فلم يك منه لا غدير ولا زهر # فيا ليتني بين العوالي وبينه ... وقد ملكتني من أعنتها فهر # لأطبق منه بالعشا حدق القنا ... ضرابي وإن كانت لها الأعين الخزر فيا ~~لأبي محمد بن عبدون في الحرب الزبون، مجنا ليس بحصين، ليته كلما شهد وقيعة ~~كان كمجن (2) ابن أبي ربيعة، حسبه الكتب من الكتائب، وكفاه اعتناق القضب من ~~خرط القواضب، وأرى فهرا لو ملكته يومئذ أعنتها، وجعلت إليه سيوفها وأسنتها، ~~لمات ميتة ضاحكية (3) ، أو حي حياة فهرية قطنية (4) ، ولخر البيت وعموده، ~~وضاع الرعيل ومن يقوده. # وقال من قصيدة له فريدة ضمنها من أباده الحدثان، من أكثر ملوك الزمان (5) ~~: PageV04P720 # الدهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور # أنهاك أنهاك لا آلوك (1) موعظة ... عن نومة بين ناب الليث والظفر # فالدهر حرب وإن أبدى مسالمة ... والسود والبيض مثل البيض والسمر # فلا تغرنك من دنياك نومتها ... فما سجية (2) عينيها سوى السهر # ما لليالي أقال الله عثرتنا ... (3) من الليالي وخانتها يد الغير # تسر بالشيء لكن كي تغر به ... كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر # كم دولة وليت بالنصر خدمتها ... لم تبق منها وسل ذكراك من خبر # هوت بدارا وفلت غرب قاتله ... وكان عضبا على الأملاك ذا أثر [136 ب] # واسترجعت من بني ساسان ما وهبت ... ولم تدع لبني يونان من أثر # واتبعت أختها طسما وعاد على ... عاد وجرهم منها ناقض المرر # وما أقالت ذوي الهيئات من يمن ... ولا أجارت ذوي الغايات من مضر # ومزقت سبأ في كل قاصية ... فما التقى رائح منهم (4) بمبتكر # وأنفذت في كليب حكمها ورمت ... مهلهلا بين ms0960 سمع الأرض والبصر # ودوخت آل ذبيان وجيرتهم ... لخما وعضت (5) بني بدر على النهر # وما أعادت على الضليل صحته ... ولا ثنت أسدا عن ربها حجر # وألحقت بعدي بالعراق على ... (6) يد ابنه أحمر العينين والشعر ~~PageV04P721 # وبلغت يزدجرد الصين واختزلت ... عنه سوى الفرس جمع الترك والخزر # ولم تكف مواضي رستم وقنا ... ذي حاجب عنه سعدا في ابنة الغير # ومزقت جعفرا بالبيض واختلست ... من غيله حمزة الظلام للجزر # وأشرفت بخبيب فوق قارعة ... وألصقت طلحة الفياض بالعفر # وخضبت شيب عثمان دما وخطت ... إلى الزبير ولم تستحي من عمر # ولا رعت لأبي (1) اليقظان صحبته ... ولم تزوده إلا الضيح في الغمر # وأجزرت سيف أشقاها أبا حسن ... وأمكنت من حسين راحتي شمر # وليتها إذ فدت عمرا بخارجة ... (2) فدت عليا بمن شاءت من البشر # وفي ابن هند وفي ابن المصطفى حسن ... أتت بمعضلة الألباب والفكر # فبعضنا قائل ما اغتاله أحد ... وبعضنا ساكت لم يؤت من حصر # وأردت ابن زياد بالحسين فلم ... يبر بشسع له قد طاح أو ظفر # وعممت بالظبا فودي أبي أنس ... ولم يرد الردى عنه قنا زفر # وأنزلت مصعبا من رأس شاهقة ... كانت به مهجة المختار في وزر # ولم تراقب مكان ابن الزبير ولا ... رعت عياذته بالبيت والحجر # ولم تدع لأبي الذبان (3) ماضية ... (4) ليس اللطيم لها عمرو بمنتصر # وأظفرت بالوليد بن اليزيد ولم ... تبق الخلافة بين الكأس والوتر # ولم تعد قضب السفاح نابية ... عن رأس مروان أو أشياعه الفجر PageV04P722 # وأسبلت دمعة الروح الأمين على ... دم بفخ (1) لآل المصطفى هدر # وأشرقت جعفرا، والفضل ينظره ... والشيخ يحيى، بريق الصارم الذكر # وأخفرت في الأمين العهد وانتبذت ... لجعفر في ابنه والأعبد الغدر # وما وفت بعهود المستعين ولا ... بما تأكد للمعتز من مرر # وأوثقت في عراها كل معتمد ... وأشرقت بقذاها كل مقتدر [137 أ] # وروعت كل مأمون ومؤتمن ... وأسلمت كل منصور ومنتصر # وأعثرت آل عباس لعا لهم ... بذيل رباء من بيض ومن سمر # بني المظفر والأيام ما برحت ... (2) مراحلا والورى منها على سفر # سحقا ليومكم يوما ولا حملت ... بمثله ليلة في مقبل العمر ms0961 # من للأسرة أو من للأعنة أو ... من للأسنة يهديها إلى الثغر # من للبراعة أو من لليراعة أو ... من للسماحة أو للنفع والضرر # أو رفع كارثة أو دفع آزفة ... أو ردع حادثة تعيا على القدر # ويح السماح وويح الجود لو سلما ... وحسرة الدين والدنيا على عمر # سقت ثرى الفضل والعباس هامية ... تعزى إليهم سماحا لا إلى المطر # ثلاثة ما رقى النسران حيث رقوا ... وكل ما طار من نسر ولم يطر # [ثلاثة ما رأى العصران مثلهم ... فضلا ولو عززوا بالشمس والقمر] (3) # ومر من كل شيء فيه أطيبه ... حتى التمتع بالآصال والبكر # من للجلال الذي عمت مهابته ... قلوبنا وعيون الأنجم الزهر PageV04P723 # أين الإباء الذي أرسوا قواعده ... على دعائم من عز ومن ظفر # أين الوفاء الذي أصفوا شرائعه ... فلم يرد أحد منها على كدر # كانوا رواسي أرض الله منذ نأوا ... عنها استطارت بمن فيها ولم تقر # من لي - ولا من - بهم إن عطلت سنن ... وأحفيت ألسن الأيام والبشر # من لي - ولا من - بهم إن طبقت محن ... ولم يكن وردها يفضي إلى صدر # على الفضائل - إلا الصبر - بعدهم ... سلام مرتقب للأجر منتظر # يرجو عسى وله في أختها أمل ... والدهر ذو عقب شتى وذو غير وقد سلك بعض ~~أهل عصرنا هذه السبيل، وهو أبو جعفر الكفيف التطيلي، فقال (1) : # خذا حدثاني عن فل وفلان ... لعلي أرى باق على الحدثان # وعن دول جسن الديار، وأهلها ... فنين، وصرف الدهر ليس بفان # وعن هرمي مصر الغداة أمتعا ... بشرح الشباب أم هما هرمان # وعن نخلتي حلوان كيف تناءتا ... (2) ولم تطويا كشحا على شنآن # وطال ثواء الفرقدين لغبطة ... أما علما أن سوف يفترقان # (3) وزايل بين الشعريين تصرف ... من الدهر لا وان ولا متوان # فإن تذهب الشعرى العبور لشانها ... فإن الغميصا في بقية شان # وجن سهيل بالثريا جنونه ... ولكن سلاه كيف يلتقيان PageV04P724 # وهيهات من عدل القضاء وجوره ... شآمية ألوت بدين يمان # فأجمع عنها آخر الدهر سلوة ... (1) على طمع خلاه للدبران # وأعلن صرف الدهر لابني نويرة ... بيوم تناء غال كل تداني # وكانا كندماني جذيمة ms0962 حقبة ... (2) من الدهر لو لم تنصرم لأوان # فهان دم بين الدكادك (3) واللوى ... وما كان في أمثالها بمهان # وضاعت دموع بات يبعثها الأسى ... يهيجه قبر بكل مكان # ومال على عبس وذبيان ميلة ... فأودى بمجني عليه وجاني # فعوجا على جفر (4) الهباءة فأعجبا ... (5) لضيعة أعلاق هناك ثمان # دماء جرت منها التلاع بملئها ... ولا ذحل إلا أن جرى فرسان # وأيام حرب لا ينادى وليدها ... أهاب بها الحي يوم رهان # فآب الربيع (6) والبلاد تهره ... ولا مثل مود من وراء عمان # وأنحى على ابني وائل فتهاصرا ... غصون الردى من كزة ولدان # تعاطى كليب فاستمر بطعنة ... أقامت لها الأبطال سوق طعان PageV04P725 # وبات عدي بالذنائب يصطلي ... (1) بنار وغى ليست بذات دخان # فذلت رقاب من رجال أعزة ... إليهم تناهى عز كل زمان # وهبوا يلاقون الصوارم والقنا ... بكل جبين واضح ولبان # فلا خد إلا فيه حد مهند ... ولا صدر إلا فيه صدر سنان # وطال على الجونين بالشعب فانثنى ... بأسلاب مطلول وربقة عان (2) [137 ب] # وأمضى على أبناء (3) قيلة حكمه ... على شرس أدلوا به وليان # ولو شاء عدوان الزمان ولم يشا ... (4) لكان عذير الحي من عدوان # وأي قبيل لم تصدع جميعهم ... ببكر من الأرزاء أو بعوان # خليلي أبصرت الردى وسمعته ... فإن كنتما في مرية فسلاني # خذا من فمي هلا وسوف فإنني ... أرى بهما غير الذي تريان # ولا تعداني أن أعيش إلى غد ... لعل المنايا دون ما تعداني وقد تقدم أيضا ~~إلى هذه الطريقة جماعة من المتقدمين والمتأخرين (5) ، PageV04P726 # قال أبو العلاء المعري (1) : # أصاب الأخفشين بصير خطب ... أعاد الأعشيين بلا حوار # وغيل المازني من الليالي ... بزند من خطوب الدهر واري # وللجرمي ما اجترمت يداه ... وحسبك من فلاح أو بوار # وأما (2) فرخه فبلا جناح ... يطير بحمل أقلام جوار # وما نفع المبرد من حميم ... وصادت ثعلبا نوب ضوار وقال (3) : # أصاب (4) أيكة أهلكوا بظهيرة ... حميت وعاد بالرياح الصرصر # كسرى أصاب الكسر جابر ملكه ... والقصر كر على تطاول قيصر وقال (5) : # أعيا سوار الدهر كل مساور ... ورمى الخليل بأسهم الأسوار # فاحذر وإن بعدت غزاتك في العدا ... (6) قدرا أغار على ms0963 أبي المغوار # جرت القضايا في الأنام وأمضيت ... (7) صدقا بأسوار ولا أسوار PageV04P727 # في ذكر الأديب أبي جعفر # أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي الأعمى التطيلي (1) # له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم ~~كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل ~~منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم ~~معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل ~~زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده ~~رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد [له] بالإحسان والانطباع، ~~ويثني عليه أعنة السماع. PageV04P728 # فمن ذلك رقعة كتب بها إلى بعض إخوانه يعاتب: شاكرك أو شاكيك، من لا يحمد ~~ولا يذم الأيام فيك؛ يا سيدي - كناية عن ذكره، لا توخيا لبره، وإحياء رغبة ~~في إنصافه، لا طمعا في استعطافه - الذي عاطيته كأس الوداد فأمرها، وزفقت ~~إليه بنت الفؤاد فأضر بها وأضرها، ومن أطال الله بقاءه ممتعا بظل السلطان، ~~وإقبال الزمان، فإن الرجل بسلطانه، لا بإخوانه، وبإقبال زمانه، لا بإحسانه، ~~إني - أعزك الله - وإن كان الدهر وضعني ورفعك، وضاق عني ووسعك، بين جنبي ~~نفس عصام، وبين فكي صارم بسطام، إذا ضيم الرجال فلست بالمضروب زيد، وإذا ~~تكلم القول فلست بسعيد بن حميد: # الشجو شجوي والعويل عويلي (1) ... لا أستعير عينا للبكاء، ولا أبتغي ~~بكبدي كبدا سليمة من الأرزاء. # وإنك أعزك الله - لما تكلمت بلسان سهل بن هارون، وجلست مجلس الفضل من ~~المأمون، وخدمك الدهر، وانثالت في يديك الأنجم الزهر، قلت: أحمد وعلي، وإن ~~لم يكن شبع فري (2) ، أسوأ من أعنق أو نص، وأين من ولي حلب ممن ولي حمص؛ ~~وعلى رسلك: ما كنت أنا الغلط في مثلك، إني أبيت ظمآن، ولا أبيت خزيان، ~~وأحتمل الحرمان، ولا أحتمل الهوان. وليت هذا الأمر وقلبك لي معمور، وأنت ~~بزعمك إلي فقير، وأنا أظن أني سأولي وأعزل، وأحدث في كنفك وأعدل، فما هو ms0964 ~~إلا PageV04P729 # أن نبت قدمك، وخفق علمك، وابتل قرطاسك وقلمك، [حتى] اختصرت شطر السلام، ~~ودفعت في صدر القيام، وعزلت فلانا قبل الولاية، واقتصرت بأبي الأصبغ دون ~~الغاية، هينمة أيا كنت معناها، وكأس لي شعشعت حمياها، وولايتك خطر، وفي ~~عملك نظر، إنما هو ظل غمامة، ومبيض حمامة، ثم تعود إلى استحلاس البيت، وأكل ~~الخبز بالزيت. # وكتب إلى أبي الحسن بن بياع (1) بهذه الرسالة والشعر الذي بعدها: يا ~~عمادي الذي شف قدره على الأقدار، شفوف الضحى على الإبدار، وسرى ذكره بأطيب ~~الأخبار، مسرى النسيم بالأزهار، وامتزج حمده وشكره بالأسماع والأبصار، ~~امتزاج المثاني بالأزيار. # وفي فصل منها: وإن كنت ضيق الباع مزجى البضاعة، في غير ورد ولا صدر من ~~هذه الصناعة، فإني أقول بفضلها، وأعرف الحسن من أهلها، وأعرض بنفسي - ~~فاديتك - للالتفات - في حبلها، والتصرف بين جدها وهزلها؛ ولم أزل منذ تخيل ~~جناني، وتقول لساني، وأدبر ملكي أو شيطاني، ألتمس من أهل هذا الشان إماما ~~أسعى باسمه وأحفد، وأقيس على حكمه وأقلد، وأحل بين تهممه وأعقد، والناس ~~كثير، والناقد بصير، وللأمور أعجاز وصدور، فكيف تراني اتخذتك خليلا، ~~PageV04P730 # وذخرتك على الأيام عهدا مسؤولا، وبايعتك على الطاعة والسمع، وشايعتك سري ~~الاستطاعة والوسع، فعولت عليك كعبة أولي وجهي شطرها، وأسندت إليك هضبة إن ~~خشي سواي وعرها. لأكون قد قدرت هذه الصناعة قدرها، وأبلغت نفسي في ظلها ~~والتعلق بسببها عذرها. # وفي فصل منها: وكتبتها عن جنان بلقائك صب. ولسان بشكر آلائك رطب، وشاهد ~~سريرة وإعلان على سلامتك، والشكر لأياديك، ومنافسة أهل ذلك القطر فيك، ما ~~لا يسعه نظم ولا نثر، ولا يحيط به عد ولا حصر. # وفي فصل: ولما حجب سناك، ونظرت إليك نظر المنهزم إلى السلم، وتنكب الحادي ~~ذراك، وقربت منك بمكان الدبران من النجم، واستمر الزمان على عادته في إمالة ~~حالي، بإرادته من عكس أراجي وآمالي، خاطبت الحضرة البهية الزدانة بموئلي - ~~دام عزه - بأبيات من ذلك الهذيان، الخالي إلا من البيان، أستغفر الله: بل ~~لهثات من ذلك البرسام، المتولد عن عكس الاحتدام. وهي على حالها ناطقة ms0965 بلسان ~~شكرها، سافرة عن وجه عذرها. وقد زففتها إليك، واستنبتها عني في المثوى بين ~~يديك، غير - والله - مباه لك، ولا متشبه بك، ولا طمعا في اقتفاء آثارك، ~~فضلا عن ضق غبارك، ولكن تغنما لمسرتك، واعتلاقا بمبرتك، وخدمة للعلية ~~حضرتك، ولترى أين أقع، بما أصنع. ولولا أن أتعدى طوري. وأحور بعد كوري، ~~لقلت: إن تفضل سيدي وإمامي بجواب عزيز ليبسط نفسي، ويرد شارد أنسي، فعل. # PageV04P731 # وأول الشعر (1) : # أبا حسن دعاء أو حنينا ... ولا آلوك إن كانت خبالا # أتأذن في التظلم من زمان ... عدا تلك الزيارة والوصولا # ولو أن الخيال ينوب عني ... لأبلغك الكرى قصصا طوال # ولولا أن أدلس في التلاقي ... لزرتك حيث تعترف الخيالا # فلم تر بيننا وأبيك فرقا ... سوى أني أحن إذا أحالا # ذكرتك ذكرة جذبتك نحوي ... فهل أحسنت نقلا أو نقالا # وأعلم أنها كهواك سحر ... ولكن كيف تستهوي الجبالا # بلى إن يدن طيفك من وسادي ... فقد سميتها السحر الحلالا # وكيف يحس طيفك أو يراه ... ولو نصب الحبائل والحبالا # معنى لا يزال سمير شوق ... عهدت لبرحه ألا يزالا # يؤرقه بعادك كل ليل ... توهم طول زفرته فطالا # كأن نجومه أقداح شرب ... إذا زيدت هدى زادت ضلالا # أبا حسن وأين الحسن مما ... تشير به فعالا أو مقالا # لك الفضل الذي هو فيك طبع ... إذا احتقبوه غضبا وانتحالا # قتلت حقائق الأشياء علما ... كفاك البحث عنها والسؤالا # نمتك إلى المكارم والمعالي ... إذا نجم تكارم أو تعالى # صقور أبو بدور أو بحور ... وإن لم تلق مثلهم رجالا # إذا شهدوا القتار (2) فسوف تدري ... لأية علة شهدوا القتالا # بنو الهيجاء طاروا في وغاها ... وإن كانت حلومهم ثقالا PageV04P732 # إذا زبنتهم شنوا عليها ... جيادا ضمرا طوالا # ونعم النازلون على الروابي ... إذا ما الشمس أحرقت الظلالا # إذا اكتفت (1) الرياح بحيث تدعو ... بصوب المزن خالقها ابتهالا # ولو أني أشاء لأبلغتني ... ذراك، ولو أسيء بها فعالا # قلائص ما رحلناهن إلا ... رأيت بهن عصما أو رئالا # كأنصاف البرى وتدق عنها ... (2) شواها دقة تسع الخلالا # إذا انبعثت رأيت قسي نبع ... (3) وتحسبها إذا بركت سخالا ms0966 # تناسب شدقما أو (4) أذكرته ... وصار لها السرى هما وخالا # [تراع من السقاب إذا رأتها ... (5) وتشتاق الأزمة والرحالا # وقد ألفت بنات القفر حتى ... حسبت الغول يحذوها النعالا # إذا لمع السراب تبادرته ... فأحسبها تريد به اشتمالا # وبين جفونها منه نطاف ... إذا سمع الغليل بهن خالا # لعلك يا علي لها معاذ ... فتسقيها بحارا (6) أو سجالا # وتبسط أو تمد لها يمينا ... غدا نوء السماك لها شمالا # أبيعك يا ابن بياع فؤادي ... وغيري من إذا ندم استقالا # وأصفيك الوداد وغير ودي ... إذا حالت صروف الدهر حالا # إليك هواي تكرمة وبرا ... إذا كان الهوى قيلا وقالا PageV04P733 # ومعذرة تشير بنات صدري ... إليك بها اختصارا واحتفالا # عدا بي أن أزورك صرف دهر ... ألح فما أطيق له احتيالا # وهم من (1) همومي لو توخى ... طريق الريح كان لها عقالا # إذا أعفيت راع إلي منه ... (2) محب لا يمل إذا أطالا # يخضخض مدمعي ويخوض فيه ... فما يدع المصون ولا المذالا # ودونكها وأنت أجل قدرا ... ولكن عادة حذيت مثالا # فإن ضاعت لديك فأنت شمس ... يشب تعسفي فيها الذبالا # وإن حظيت وأرجو أن ستحظى ... فإن الشمس نورت الهلالا # على خطر أو آن الليل منه ... لعاد شباب راكبه اكتهالا # وغب تعقب لو كان منه ... فرند السيف ما قبل الصقالا PageV04P734 # ومن شعره في النسيب وما يناسبه # قال (1) : # هو الهوى وقديما كنت أحذره ... السقم مورده والموت مصدره # يا لوعة أجلا من نظرة (2) أمل ... الآن أعرف رشدا (3) كنت أنكره # جد من الشوق كان الهزل أوله ... أقل شيء إذا فكرت أكثره # (4) ولي حبيب دنا لولا تمنعه ... وقد أقول نأى لولا تذكره وله في قينة ~~كانت تسمى لذيذة (5) : # يا قلب ذب من أسى أو لا فلا تذب ... ما من تحب وإن تحرص بمقترب # ركبت هول الهوى عن غير تجربة ... وراكب الهول محمول على العطب # قد صاب طعم الهوى من بعدما وضحت ... منه ضروب منى أحلى من الضرب # لبيت داعيه لما أن دعاك وما ... دعاك داعي الهوى إلا إلى الشجب # حتى إذا نلت من تلك المنى جعلت ... تدعو عليك بطول الويل ms0967 والحرب # أيا لذيذ ولا والله مذ حجبت ... عني لعيني في اللذات من أرب PageV04P735 # تركتني يا حياتي للردى غرضا ... تفديك أمي من صرف الردى وأبي # يصلى فؤادي سعيرا من صبابته ... والعين في لجة من دمعها السرب # يا رب قد سفكت أم الوفاء دمي ... وقد تخوفت يوما أن تؤاخذ بي # وقد وهبت لها قلبي، وما خطري ... حتى يعاقب ذاك الحسن من سبي # نسيت إلا تدانينا وموقفنا ... على مراقبة من أعين الرقب # لما التقينا وقد قيل المساء دنا ... وغابت الشمس أو كادت ولم تغب # وأضلعي بين منقذ ومنقصف ... وأدمعي بين منهل ومنسكب # تأملني أخت المجد قائلة ... بمن أراك أسير الوجد والطرب # فقلت قلبي مسبي وإنك لو ... كتمت سري لم أكتمك كيف سبي # فأعرضت ثم قالت قد أسأت بنا ... ظنا، أيجمل هذا من ذوي الأدب # فقلت إني امرؤ لما لقيتكم ... والمرء وقف على الأرزاء والنوب # سبت فؤادي ذات الخال قادرة ... ولا نصيب له منها سوى النصب # أشقى بها وهي عني في بلهنية ... شتان والله بين الجد واللعب # أصابت القلب لما أن رمته ولو ... رمته أخرى إذن لاشك لم تصب # فقالت اشك إليها ما لقيت ولا ... ترهب فلن تبلغ الآمال بالرهب # عسى هواك سيعديها فينصبها ... وقد يكون الهوى أعدى من الجرب # فقلت أعظمها بل ما أكلمها ... إلا أشار إلي الموت من كثب # قالت أنا أتولى ذاك في لطف ... فقد أؤلف بين الماء واللهب # فقلت مثلك من يرجى لمعضلة ... لا زلت في غبطة ممتدة الطنب # قالت لها يا لذيذ الحسن صاحبنا ... يهفو إليك وأضحى جد مكتئب # صليه أو فاقتليه فالحمام له ... خير من الجهد وفي تعب # فلو تراني قد استسلمت مرتقبا ... منها حنان الرضى أو جفوة الغضب # PageV04P736 # حتى إذا ما ألانت تلك جانبها ... والقلب مهما أرم تسكينه يجب # طفقت ألثم كفيها وقد جنحت ... إلي تضحك بين العجب والعجب # ثم افترقنا وما ساءت حفائظنا ... إذ اجتمعنا ولم نأثم ولم نحب # لله مثلي ما أدنى سجيته ... من المعالي وأنآها عن الريب # كم مآثم مستلذ قد هممت به ... فلم ms0968 يدعني له ديني ولا حسبي وله فيها أيضا ~~(1) : # يا حب لذة قد أدنفت فاتئد ... إن كنت اجهد في نقضي فلا تزد # ويا لذيذة لا والله ما خطرت ... بالقلب ذكراك إلا بت في عضد # أتحسبين فؤادي عنك منصرفا ... وقد حللت محل الروح من جسدي # بنتم فخلد عندي وشك بينكم ... شوقا نفى جلدي لا بل سبى خلدي # هيهات يسلو فؤادي عنكم أبدا ... أنى ووجدي بكم باق على الأبد # أم الوفاء لحيني ما فتئت بكم ... والناس قد فتنوا بالمال والولد # الله يعلم أني مذ عرفتكم ... لم يخل قلبي من خبل ومن كبد # ولا اتكال لعيني بعد فرقتكم ... إلا على مفنييها: الدمع والسهد # ترى جفونك أرضاها الذي صنعت ... بي أنها نفثت بالسحر في العقد # أتترك الناس صرعى لا حراك بهم ... ولا سبيل إلى عقل ولا قود # من كان يفظع طعم الموت في فمه ... فإنه في فمي أحلى من الشهد # فإن سقمي أضحى ما له أمد ... والموت أروح من سقم بلا أمد # بما بلحظك من غنج ومن حور ... وما بعطفك من عطف ومن أود # حني على هاتم بالحب مختبل ... بالشوق مرتهن بالحزن منفرد PageV04P737 # أضحى أسير صدود بل قتيل نوى ... رمته منها بسهم عنه لم يحد # يخشى على حبك الحساد تفضحه ... فما يبوح به يوما إلى أحد # وإن بكى فبدا لعاذليه فعن ... غير اختيار ولكن عادة الكمد # أما كفى حزنا أن قد ظمئت وقد ... عاينت عذب الحيا يجري على البرد # قد أرهفت دونه سيفان من دعج ... بلحظ أحوى رهيف القد ذي غيد # ورد شهي حماه الموت منصلتا ... فظلت حيران لم أصدر ولم أرد # وما عجوز لها ابن واحد بصرت ... به يخوض الردى في ملتقى كبد # يوما بأجزع مني يوم قولهم ... أصخ لداعي تنائينا غداة غد # أضحت على الأجد الأقواد باكية ... فلم ينل أحد ما نلت في الأحد # لقيت فعلة واللذات قد زهيت ... بنا وقد مات صرف الدهر من حسد # غنت فلو أن ميتا كان يسمعها ... لعاد حيا كأن لم يرد يوم ردي # فهل يسكن عذالي وإن ms0969 جهدوا ... ما حركت حرك الأوتار في كبدي # يا لذ مالك في قتلي بلا سبب ... وأنت سؤلي في قرب وفي بعد # رفقا بقلبي يا قلبي فإنك قد ... أسكنت حيث الأسى في اللب والخلد # لم تنطقي قط إلا ظلت أفرق من ... أن أستطار فلم أبدئ ولم أعد # ولا مددت يدا للعود عامدة ... إلا وضعت عليه أن يذوب يدي وله فيها أيضا ~~(1) : # النوم بعدكم علي محرم ... من ذا ينام وقلبه يتضرم # ماء الحياة وقد نأيتم آسن ... رنق ووجه الدهر جهم مظلم # قد بان عني الصبر لما بنتم ... والوجد ينجد في الفؤاد ويتهم PageV04P738 # أجريتم دمعي دما لفراقكم ... ظلما وقلتم ما له لا يكتم # ما كان أكتمني لسري قبل أن ... تكف الدموع كأنما هي عندم # فإذا شهدت جماعة واعتادني ... تذكاركم فاضت دموعي تسجم # فبحقكم من ذا يعاين أدمعي ... تنهل إلا قال هذا مغرم # حملتموني ثقل بينكم ألم ... تتبينوا ألم الحنين فترحموا # عاقبتموني في الهوى بذنوبكم ... لقد استطلتم إذ قدرتم فاعلموا # أتظلمون وتظلمون محبكم ... ومن العجائب ظالم متظلم # أعتبتم فعتبتم وأطعتم ... فعصيتم ووصلتم فهجرتم # قد كان لي في هجركم لو أنني ... أقوى عليه من السلامة سلم # ولقد علمتم أنني قد رمته ... فضعفت عنه فافعلوا ما شئتم # أنتم مناي وفيتم أو خنتم ... ولكم هواي دنوتم أو بنتم # يا حبذا أم الوفاء وإن جفت ... وتغيرت فهي التي لا تسأم # وهي التي انفردت بودي كله ... ولطالما قد كان وهو مقسم ومن شعره في ~~المديح: # له في محمد بن عيسى الحضرمي (1) : # عتاب على الدنيا وقل عتاب ... رضينا بما ترضى ونحن غضاب # وقالت وأصغينا إلى زور قولها ... وقد يستفز القول وهو كذاب # وغمت (2) على أبصارنا وقلوبنا ... فطال عليها الحوم وهي سراب PageV04P739 # ودانت لها أفواهنا وعقولنا ... وهل عندها إلا الفناء ثواب # وتلك لعمر الله أما ركوبها ... فهلك وأما حكمها فغلاب # نلذ ونلهو والأعزة حولنا ... رفات ونبني والديار خراب # وتخدعنا عما يراد بنا منى ... لبحر المنايا دونهن عباب # ونغتنم الأيام وهي مصائب ... لهن علينا جيئة وذهاب # بكت هند من ضحك المشيب بمفرقي ... أما ms0970 علمت أن الشباب خضاب # وقالت غبار ما أرى وتجاهلت ... وليس على وجه النهار نقاب # هل الشيب إلا الرشد جلى غوايتي ... فأصبحت لا يخفى علي الصواب # وأصبح شيطاني يعض بنانه ... وقد لاح دوني للقتير شهاب # أأغفو لصرف الدهر عن هفواته ... على حين لا يأبى (1) علي عقاب # وأتركه يمضي على غلوائه ... وقد عز (2) إعتاب وطال عتاب # برئت من العلياء إن لم أرده ... ولي ظفر قد عاث فيه وناب # وإن لم أنهنه من شباه بعزمة ... تذل لها الأشياء وهي صعاب # وقائلة ما بال حمص نبت به ... ورب سؤال ليس عنه جواب # نبت بي فكنت العرف في غير أهله ... يعود على موليه وهو تباب # وتالله ما استوطنتها قانعا بها ... ولكنني سيف حواه قراب # أيغضب حسادي قيامي إلى العلا ... وقد قعدوا عما ظفرت وخابوا # هم حسدوني لا لوفر وفرته ... (3) ولكن شهدت المكرمات وغابوا # وأروع لا ينأى على عزماته ... مرام ولا يخفي سناه حجاب PageV04P740 # من الحضرميين الأولى أحرزوا العلا ... بسنوا فأطالوا أو رموا فأصابوا # من المانعين الدهر حوزة جارهم ... وأشلاؤه بين الخطوب نهاب # هم عرضوا دون المعالي فأصبحت ... مطالب لا يدنو بهن طلاب # وهم (1) جأجأوا بالمعتفين إلى ندى ... هو القطر لا يأتي عليه حساب # مضوا إن تسمهم خطة الضيم يأنفوا ... (2) وإن يدعهم داعي السماح أنابوا # سجايا على مر الليالي كأنما ... هي المزن فيه رحمة وعذاب # تخوفني (3) ريب الزمان وقد حدت ... برحلي إلى ابن الحضرمي ركاب # إذا الله سنى لي لقاء محمد ... تفتح دوني للسماحة باب # فتى لم تسافر عنه آمال آمل ... وكان لها إلا إليه إياب # ولا ظمئ العلم المضيع أهله ... فساغ له إلا لديه شراب # له همم في الجود والبأس لم (4) تزل ... لها فوق أثباج النجوم قباب # وأقسم لولا ما له من مآثر ... لأصبح ربع المجد وهو يباب # مآثر هن المجد لا كسب درهم ... وهن المعالي لا حلى وثياب # يغبط العدا منه أغر حلاحل ... أشم طوال الساعدين لباب # ولا عيب فيه لامرئ غير أنه ... تعاب له الدنيا وليس يعاب # هو الأسد الورد الذي طال ذكره ms0971 ... وليس له إلا البسالة غاب # تبوأ من دار الخلافة مقعدا ... له فيه عن حكم القضاء مناب # وباهت به منذ استقل بأمرها ... كما تتهادى للجلاء كعاب PageV04P741 # سل الدين والدنيا هل ابتهجا به ... كما انجاب من ضوء النهار ضباب # نضاه أمير (1) المسلمين مهندا ... له الحلم متن والمضاء ذباب # له المثل الأعلى معادا ومبدءا ... وللحاسد العاوي حصى وتراب # ألانت لك الأشياء وهي صليبة ... عزائم في ذات الإله صلاب # إليك أبياتا من الشعر (2) صغتها ... بودي لو أني بهن كتاب # (3) فإن تتقبلها فتلك طويتي ... فيا من رأى خطبا ثناه خطاب # وهل أنا إلا الروض حياك عرفه ... وقد باكرته من نداك سحاب # ومن يثن بالصنع الجميل فإنه ... شكور ولا مثل المزيد ثواب # وهل أنا إلا عبد أنعمك التي ... هي الشهد إذ كل الموارد صاب # وهل شهد المجد الذي أنت سره ... (4) بأنك بحر والكرام شعاب # وها أنا يا رضوان باسمك هاتف ... فهل لي إلى دار المقامة باب # وهل يدرك الحساد غورك في العلا ... وإن طال مكر منهم وخلاب # إذا (5) قايسوك المجد كنت غضنفرا ... إذا زار لم تثبت عليه ذئاب # وما احمر إلا من صيالك معرك ... ولا اخضر إلا من نداك يباب وقال أيضا ~~يمدح ذا الوزارتين أبا جعفر بن أبي رحمه الله (6) : # فؤاد على حكم الهوى لا على حكمي ... يهيم على إثر البخيلة أو يهمي ~~PageV04P742 # متى أشتفي من لوعتي أو أطيقها ... إذا كان يجنيها فؤادي على جسمي # هنيئا لسلمى فرط شوقي وأنني ... ذكرت اسمها يوم النوى ونسيت اسمي # غداة وقفنا نقسم الشوق بيننا ... على ما اشترطنا وارتضت سنة القسم # وقد طلعت تلك الهوادج أنجما ... تركن جفوني في الكرى أسوة النجم # فأبت بدمعي لؤلؤا فوق نحرها ... وآبت بما في مقلتيها من السقم # خليلي هل بعد المشيب تعلة ... لذي الجهل أو في الحب شغل لذي الحلم # وهل راجع عيش لبسناه آنفا ... (1) كيوم يزيد في بيوت بني جرم # وهل لي حظ من مواتاة صاحب ... له قدرة القاضي وموجدة الخصم # بدت رقة الشكوى على (2) غضباته ... ورابتك في أعطافه فسوة الظلم # كما ms0972 اضطرب الخطي في حومة الوغى ... وصم المنايا في أنابيبه الصم # رماني على فوت الشباب وإنما ... تعرض لي لما رآني لا أرمي # ولم يدر أني لو أشاء ختلته ... على رسله إن الحبالة كالسهم # ووكل عينيه باتلاف مهجتي ... سيعلم إن لم يستجر بي من الغرم # أبا جعفر هذي المكارم والعلا ... دعاء بحق وادعاء على علم # أرى الناس قد باعوا المروات فاشتر ... وقد ضيعوا ما كان من حسب فاحم # وأنت أحق الناس بالحزم فأته ... وصون العلا بالمال شبه بالحزم # وأنت بعيد الهم مقترب الجدا ... كريم السجايا ماجد الخال والعم # أبى إذا لم يدافع الضيم دافع ... بغير الحديث الإفك والحلف الإثم # وأكرم من يرجى لدفع ملمة ... إذا الطفل لم يسكن إلى لطف الأم PageV04P743 # وأهفى بألباب الرجال من الهوى ... وأخفى وراء الحادثات من الوهم # وأحمى لحوزات المعالي من الردى ... واسخى بآمال النفوس من الحلم # وذو عزمات لو تساوى بها الربى ... لطأطأها بين المذة والرغم # ولم أر أحيا منك وجها ولا يدا ... إذا استأثر الحر المرمق بالطعم # وأصبر في ظلماء كل كريهة ... بحيث يكون الصبر أفرج للغم # إذا الخيل عامت في النجيع وألجمت ... بسمر العوالي وهي تطغى على اللجم # ولم تر إلا عاثرا بدمائه ... يحاذر كلما أو يدافع عن كلم # ولا حصن إلا السيف في يد ماجد ... يرى الموت دون المجد غنما من الغنم # هنالك حدث عن أبي (1) وأحمد ... وعبد المليك الشم في الرتب الشم # تسميت بالفضل الذي أنت أهله ... ومعناه، والمذموم (2) أجدر بالذم # وألبست من مثنى الوزارة حلة ... تقوم لها تلك المآثر بالرقم # وتنميك من سعد العشيرة أسرة ... هل الفخر إلا ما نمته وما تنمي # بهاليل أبطال جحاجح سادة ... كأسد الشرى في الحرب كالمزن في السلم # إذا ركبوا الجرد الجياد إلى الوغى ... رأيت الأسود الضاريات على العصم # سيأتيك شعري ذاهبا كل مذهب ... على شيهم من خطة أو على شهم # جزاء بنعماك الجزيلة إنني ... تكرمت عن شين الصنيعة بالكتم # فكم لك عندي من يد ملأت يدي ... ومن نعمة أولى بشعري من نعم # هنيئا لك العيد الذي ms0973 أنت عيده ... وعيد لما حاكوا من النثر والنظم # نأى الحجر الملثوم فيه فأحظني ... بيمناك واجعل لي سبيلا إلى اللثم ~~PageV04P744 # وقال أيضا يمدح الوزير أبا العلاء بن زهر (1) : # يفديك كل جبان في ثياب جري ... نازعته الورد واستأثرت بالصدر # لما رأى الخبر شيئا ليس ينكره ... أحال بالدين والدنيا على الأثر # ول السهى ما تولى من تكذبه ... إن المزية عند الناس للقمر # وهي الشفار إذا الإقدام جردها ... (2) ألوت بما يدعيه العشي للشفر # والناس كالناس إلا أن تجربهم ... وللبصيرة حكم ليس للبصر # كالأيك مشتبهات في منابتها ... وإنما يقع التفضيل الثمر # ولى رجال غضابا حين سدتهم ... لا ذنب للخيل إذ لا عذر للحمر # واستشرفوا كلما أحرزت طائلة ... وللسنان مجال ليس للابر # طولوا وإلا فكفوا من تطاولكم ... إن المآثر أعوان على الأثر # مللت حمص وملتني فلو نطقت ... (3) كما نطقت تلاحينا على صدر # وسولت لي نفسي أن أفارقها ... والماء في المزن أصفى منه في الغدر # هيهات بل ربما جنى الرحيل غنى ... بالمال أجني به رغدا (4) من العمر # كم ساهر يستطيل الليل من دنف ... لم يدر أن الردى آت مع السحر # أما اشتفت مني الأيام في وطني ... حتى تضايق في ما عن من وطر # ولا قضب من سواد العين حاجتها ... حتى تكر على ما ظل (5) في الشعر ~~PageV04P745 # كم ليلة جبت مثنى طولها بفتى ... شتى المسالك بين النقع والضرر # حتى بدا ذنب السرحان لي وله ... كأنما هو ند بالصباح يري # في فتية ينهبون الليل عزمهم ... فليس يطرقهم إلا على حذر # لا يرحضون دجاه كلما اعتكرت ... إلا بمال ضياع أو دم هدر # لهم هموم تكاد العيس تعرفها ... وربما اشتملت بالحادث النكر # باتت تخطى النجوم الزهر صاعدة ... كأنما تفتليها عن بني زهر # القائلين اقدمي والأرض قد رجفت ... إلا ربى من بقايا البيض والسمر # والهام تحت الظبا والبيض قد حميت ... فما تطاير إلا وهي كالشرر # أثناء كل سنان (1) عد في زرد ... كأنه جدول أفضى إلى نهر # والخيل شعث النواصي فوقها بهم ... حمس العزائم والأخلاق والمرر # شابت من النقع وارتاب الشباب بها ... فغيرت ms0974 من دم الأبطال بالشقر # والشيب مما أظن الدهر صحفه ... معنى من النقص عماه عن البشر # لو يعلم الأفق أن الشيب مقتبل ... نهاية الروض أن يعتم بالزهر # وليس للمرء بعد الشيب مقتبل ... نهاية الروض أن يعتم بالزهر # أما ترى العرمس الوجناء كيف شكت ... طول السفار ولم تعجز ولم تخر # تسري ولو أن جون الليل معركة ... ترى الردى كاشرا فيها عن الظفر # باتت توجى وقد لانت مواطئها ... كأنها إنما تخطو على الإبر # تخشى الزمام فتثني جيدها فرقا ... (3) كأنه بين ثني (2) حية ذكر # من كل ناجية (4) الآصال قد فصلت ... من الردى فحسبناهما من البكر ~~PageV04P746 # بهيمة لو توفى كنه (1) شرتها ... لفاتت الخيل في الأحجال والغرر # تجري فللماء ساقا عائم درب ... (2) وللرياح جناحا طائر حذر # قد قسمتها يد التقدير بينهما ... على السواء فلم تسبح ولم تطر # أما إياد فنالت كل مكرمة ... لولا مكان رسول الله من مضر # وأوقدوا ونجوم الليل قد خمدت ... في لج طام من الصنبر معتكر # ألقى المراسي والتجت غياطله ... على ذكاء فلم تطلع ولم تغر # وأترع الوهد من إزباد لجته ... بالبرس يلبث بين القوس والوتر # فالأرض ملساء لا أمت ولا عوج ... كنقطة من سراب القاع لم تمر # أفادني حبك الإبداع مكتهلا ... وربما نفع التعليم في الكبر # إذا رميت القوافي في فرائصها ... (3) لم أرمها متلجا كفي في قتر # أين ابن بابك أو مهيار من مدح ... (4) نسقتها فيك نسق الأنجم الزهر # أشدو فيلقي ابن حجر بالمقالد لي ... والدهر يعلم أن الدر للحجر # أبا العلاء وحسبي أن تصيخ لها ... إقرار جان وإن شئت اعتذار بري # أنا الذي أجتني الحرمان من أدبي ... إن النواظر قد تؤتى من النظر وله في ~~القاضي ابن حمدين رحمهما الله يستهينه ويستعطفه (5) : PageV04P747 # أغمز (1) جفون وانكسار حواجب ... أم البرق في جنح من الليل راتب # سرى وسرى طيف الخيال كلاهما ... يود لو أن الليل ضربة لازب # وفي مضجعي أخفى على الليل (2) منهما ... وأثقب في أجواز تلك الغياهب # لقى غير نفس حرة نازعت به ... نجوم الدجى ما بين سار وسارب # معودة ألا تطبق روعة ms0975 ... بها مذهبا، والموت شتى المذاهب # إليك ابن حمدين وإن بعد المدى ... (3) وإن عزبت بي عنك إحدى العوازب # صبابة ود لم يكدر جمامه ... مرور الليالي وازدحام الشوائب # وذكرى عساها أن تكون مهزة ... ترد على أعقابه كل شاغب # بآية ما كان الهوى متقاربا ... وخطوي فيه ليس بالمتقارب # أمخلفة تلك الرسائل بعدما ... شددنا قواها بالنجوم الثواقب # وكم غدوة لي في رضاك وروحة ... على منهج من سنة البر لاحب # ليالي لم تمش الأخابث (4) بيننا ... بما كاد يستهوي حلوم الأطايب # ولم يزحفوا في نقض ما كان بيننا ... بصيابة ينمونها وأشائب # وأياه لم يجن الدلال على الهوى ... هنات جنت عتبا على غير عاتب # أفالآن لما كنت أحكم (5) قادر ... وسرك أني جئت أصدق تائب # ولم تبق إلا نزعة ترتقي بها ... شياطين تخشى القذف من كل جانب # أضعت حقوقي أو حقوق مودتي ... فدونكها أعجوبة في الأعاجب PageV04P748 # وفجعت بي حيا نوادب كلما ... تذكرنني أسعدن غير نوادب # وقال العدا ليل الخمول أجنه ... على رسلهم إني عياض بن ناشب # واصبحت لا يرتاع من خوف سطوتي ... عدوي ولا يرجو غنائي صاحبي # ولا تتباهي بي صدور مجالس ... أسرك فيها أو صدور مواكب # وما (1) تتلاقاني العفاة كأنما ... أهابوا بمنهل من الغيث ساكب # ولا أمتري أخلاف كل (2) مشيئة ... بأيدي صبا من عزمتي وجنائب # أعاتب إدلالا وأعتب طاعة ... وحسبك بي من معتب أو معاتب # أبوء بذنبي ليس شعري بمقتض ... علاك ولو قفيته بالكواكب # ولكنه ما أستطيع وعوذة ... لفضلك إلا تمح ذنبي تقارب # ويجحدك الحساد أنك سدتهم ... على شاهد مما انتحيت وغائب # وقد وقفوا دون المدى غير خلوة ... بأنفسهم أو بالظنون الكواذب # غضابا على من ناكر الدهر بينهم ... وقد عرفوه بين راض وغاضب # سراعا إلى الدينار حيث بدا لهم ... ولو أنه بين الظبا والضوارب # إذا المرء لم يكسب سوى المال وحده ... فألأم مكسوب لألأم كاسب # عجبت لمن لم يقدر الترب قدره ... وقد تاه في نقد النجوم الثواقب # ومن لم يوطن للنوائب نفسه ... وقد لج في تعريضها للنوائب # أعد نظرة فيهم وفي حرماتهم ... وإن لم يعيدوا نظرة في ms0976 العواقب # وكن بهم أدنى إلى الرشد منهم ... تكن هذه إحدى علاك العجائب # لعلهم والدهر شتى صروفه ... ومجدك أولى بارتقاء المراتب # قد انصرفت تلك الهموم لواغبا ... إلى المقصد الأدنى وغير لواغب ~~PageV04P749 # وثابت حلوم ربما زال يذبل ... وزال سهيل وهي غير ثوائب # وأيقن قوم أنها هي ترتمي ... بهم بين مجنوب إليك وجانب # وألقوا بأيد صاغرين وأخلصوا ... ضمائر مكذوبي المنى والتجارب # وأهون مغلوب على أمر نفسه ... من الناس من لا يتقي بأس غالب # إليك ابن حمدين تنصيحة مشفق ... (1) تنخلها أثناء تلك الغرائب # برغمي ورغم المكرمات تقضبت ... حبال بأيدي الحادثات القواضب # ورغم رجال علمتهم ذنوبهم ... حذار الأعادي واحتقار المصائب # قضوا نحبهم إلا أسى غير نافع ... على ذاهب من أمرهم غير ذاهب # يلوذون منه بالخضوع مرددا ... إذا عزهم فيض الدموع السواكب # فإن تنتصف منهم فأعذر آخذ ... وإن تتداركهم فأكرم صاحب ومن شعره، في ~~التأبين، قصيدة له يعزي ابن مرتين، أوله (2) : # على مثله فلتبك إن كنت باكيا ... فقد عهد الأحباب ألا تلاقيا # وقد أجمعوها آخر الدهر رحلة ... يذم إليها العيس من كان ثاويا # سفار تداعوا من نواهم بطية ... تساقوا بكأسيها الفراق تساقيا # أفي كل يوم أودع الأرض صاحبا ... أريق به في الترب ماء شبابيا # وأحسب أني لو غدوت مكانه ... لعز عليه أن أكون مكانيا # ولو أنني أحببته الحب كله ... لأتبعته نفسي وأهلي وماليا # وقل غناء عنه إسبال عبرة ... إذا ابتدرت كفكفتها بردائيا # وعدي له الأيام لا أنا واهم ... (3) ولا أنا ثان من عنان رجائيا ~~PageV04P750 # وحفظي له بالغيب حتى كأنه ... بحيث أراه أو بحيث يرانيا # وقولي لا تبعد وقد حال دونه ... كثيب تهاداه الرياح تهاديا # خليلي قد أفنيت سهدي وأدمعي ... وعيني فما لي لا أرى الوجد فانيا # خليلي من يطمع بشيء فإني ... نفضت به لا بل نقضت فؤاديا # وليست حياتي غير شجو مردد ... عهدت له ألا ألذ حياتيا # صلاة ورضوان وروح ورحمة ... وكل سحاب لا أخص الغواديا # على الجدث المحبوب خالط تربه ... سنا البدر تما أو شذ المسك ذاكيا # على جدث ما ضر إنسان مقلتي ... وقد بان ms0977 عنها لو غدا فيه ثاويا # طوى الحسن والإحسان والدين والحجى ... وبيض الأيادي يكتنفن الأياديا # وشخصا لو أن الفضل أعطي حكمه ... لكان له مما هنالك واقيا # من الخفرات البيض ما انفك دونها ... مرام تحاماه الخطوب تحاميا # أتت دونها الآمال مختومة فما ... تحدث عنها الشهب إلا تناجيا # تخطى إلينا يومها كل شائح ... يكفك غضبانا ويكفيك راضيا # على كل طاو طالما جشم الورى ... كفيلا بأن لا يصبح الموت طاويا # من اللائي يدعون الردى أو لحينه ... عوادي يحملن الأسود عواديا # إذا قبلوها الروع خلت رقابها ... عوالي يحملن الأسود عواديا # حصون لو أن الرزق معتصم بها ... لأعياك إلا أن تمنى الأمانيا # أمصغية حثي تبثك شجوها ... حوائم لم تعهد كواديه واديا # إذا استشعرت ذكراك أنهبت الأسى ... عيونا رواء أو قلوبا صواديا # وملآن من عطف عليك ورقة ... غدا منك مأهولا وإن كان خاليا # يراك بعيني شوقه وادكاره ... فيا دانيا هلا كما كنت ذانيا # تهيج له ذكراك أنة ضائع ... فتضنيه مدعوا وتعنيه داعيا # PageV04P751 # عزاء بني مرتين ما أحسب الأسى ... لذي اللب إلا آسيا أو مؤاسيا # أبت هذه الأيام إلا طباعها ... وإن هي دارتكم هوى أو تداهيا # وقد أمكنتكم وهي خون غوادر ... فإن شئم لم تتركوها كما هيا # إليك عبيد الله والبعد بيننا ... هوى بات يرمي بي إليك المراميا # ولبيك قد أسمعتني وإن التوت ... بعزمي هموم لا تجيب المناديا # ولابد من أن أنتحيك بهذه ... خليلا صفيا أو عدوا مداجيا # أبثك حالي لا لأنك جاهل ... بحالي ولكن ربما كنت ناسيا # وأدلي بعذري ثم رأيك بعدها ... أميرا ومأمورا وخصما وقاضيا # صدقتك عن نفسي على القرب والنوى ... وقلت لعلي أو لعل اللياليا # وكنت قديما [قي] أعرض بالهوى ... لتدنو فما تزداد إلا تنائيا # وإني لأستحييك من حيث بعتني ... رخيصا على أني اشتريتك غاليا # وما كنت أخشى أن أبيت بليلة ... من الدهر لا أهدي إليك القوافيا # ولكنها لما استحفت مدائحا ... حذرت عليها أن تضيع مراثيا # وكنت أراني ربما اسود موضعي ... يسيرا فما ظني به اليوم قانيا # فإن يرع الأحباب طول تململي ... فإني سليم لم ms0978 أجد لي راقيا # وإن يطمع الأعداء فرط تذللي ... فحاشاك معزولا وعتباك واليا # ووالله ما بي أن تضيع مودتي ... لديك ولكن أن يضيع وفائيا # وما لوت الأيام ديني لعلة ... ولكن لعلي قد أسأت التقاضيا # عزاءك قد أبلغت نفسي عذرها ... ودهرك غدار فما لك واقيا # أرى هذه تفنى ويفنى متاعها ... ويأبى عليها الناس إلا تفانيا # PageV04P752 # ويأبى معز الشيء إلا ارتجاعه ... فيا أدعياء السرو ردوا العواريا # تساوى الورى قبل الحياة وبعدها ... فما بال قوم ينكرون التساويا # وقال الفتى أهلي ومالي ضلة ... وأين به عن نسبتي (1) وماليا الوزير ~~الكاتب أبو بكر عبد العزيز بن سعيد البطليوسي (2) # أحد فرسان الكلوم والكلام، وحملة السيوف والأقلام، من أسرة أصالة، وبيت ~~جلالة، أخذوا العلم أولا عن آخر، ورووه كابرا عن كابر، ولله دره فإنه، ~~وأخويه أبا محمد طلحة وأبا الحسن محمدا، منتهى قول PageV04P753 # القائل، وأعجوبة الأواخر والأوائل، ثلاثة كهقعة الجوزاء، وإن أربوا على ~~الشمس في السناء والسناء، امتروا أخلاف الفخر فأمطرتهم شبعا وريا، وهزوا ~~بجذوع النظم والنثر فاساقطت عليهم رطبا جنيا، ولم يحضرني من أشعارهم ~~ومستظرف أخبارهم حين إخراجي هذه النسخة من هذا المجموع إلا ما أثبته لأبي ~~بكر منهم خاصة، وهو علم بردهم، وواسطة عقدهم. # فمن ذلك رقعة خاطب بها الوزير أبا الحسين ابن سراج قال فيها (1) : # لولا أن عوائق الزمان - أدام الله عزك - تعوق، وبنائق مساعدته على ~~الأحرار - بعلمك - تضيق، لساعدت إليك نزاعي، وانقدت في حبل تشوقي (2) ~~واطلاعي، ولطرت بجناح، وامتطيت أعناق الرياح، ولاستبطأت السلاهيب، واستهجنت ~~الجرد اليعابيب، ولم أرض بالتي تنفخ في البرى، واستقصرت بريد السرى، بالليل ~~من خيل بربرا (3) ، ولارتحلت الكوكب، وحملت إليك قلبا كقلب العقرب، ولاتخذت ~~المجرة سبيلا، وسهيلا دليلا، ولقدت البدر المنير، [138أ] وركبت الشعرى ~~العبور، وامتطيت الأفلاك، وتترست بالثريا وطعنت بالسماك؛ هذا لو أردت البر، ~~ومقاساة السهل منه والوعر، وإلا اتخذت السمكة سفينة، وأقمت لها النعائم ~~ألواحا، وعطاردا ملاحا، وقيرت بالغيوم، وسمرت بالنجوم، PageV04P754 # وجدفت بالفرقدين، وحملت من آمالي فيها من كل زوجين (1) اثنين، واعتصمت ~~بالقوة والحول، وتخلفت (2) كل من سبق عليه ms0979 القول، واستعذت من شيطان الكسل ~~وهو رجيم، وقلت {باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} (هود: 41) ~~حتى أحط في واديك، وأعرض نسخة مذاهبي في ناديك، فأرتسم في الجملة، وأصلي ~~إلى تلك القبلة، وأسعد بتلك الغرة، وأقضي من لقائه الحج والعمر، وأطوف بذلك ~~المقام، وأذكر الله عند المشعر الحرام، وعسى ذلك الحين يحين، وجوانب ايام ~~أن تلين، فقد تأسو إثر ما تجرح، والصعب ينقاد (3) بعدما يجمح، والشوك بالمن ~~يسمح. # وفي فصل منها: ومؤديه حملته من عقوق زماني ما ليس بنكر، ومن عثرات أيامي ~~ما لم يكن ببكر، وعودتني - دام عزك - الأخذ بيدي عند العثار، والنهوض بي ~~على رغم أنف الليل والنهار، فلك الفضل الذي عودت، والطول الذي أسلفت، في ~~التهمم برد (4) لحظة العناية إلى ما يعين على صلاحي، ويعيد بعض الريش ~~لجناحي، جاريا على عادتك، وعاملا على شاكلتك، والله يبقيك للمنن تتقلدها ~~(5) ، والمكارم تشيدها، وأقرأتك (6) من أثناء تلك الدولة والاشتياق، سلام ~~حبيب على PageV04P755 # الحسن بن وهب والعراق (1) ، وإن بكيت عني مع إخواني فطالما كنت أعير ~~الدموع للعشاق (2) . # وله من أخرى: لا معنى - دام عزك (3) - لذكر ما أنا عليه من التعظيم ~~والتأمل، ولا لتجميل وجه حالي معك وهو الحسن الجميل، فضعيف هوى يبغى عليه ~~دليل (4) ، واعتزائي تدريه إليك، وتعويلي تعلمه عليك، وأني لك أنتسب في ~~ودادي، وبك أتحلى في النادي، إن لمحت عيني نظرتك، أو خدرت رجلي ذكرتك، لا ~~أفخر إلا بولائك، ولا أقر إلا لنعمائك، ولا أتمنى إلا كان المنى في لقائك. ~~وهذا الباب لو أفنيت فيه الأيام، والقراطيس والأقلام، لم أبلغ فيه بعضا، ~~ولا أديت فرضا، فأنا أقتصر منه على ما في ضميرك، وأقنع منه بتذكيرك، والله ~~تعالى يبقيك لي ويعليك، ويعين (5) على شكر أياديك. # وموصله ناصح - مملوكك - حركه ما حركه (6) ، وتوجه لأمر أرجو بعزتك دركه، ~~وذلك أن أختا لي، أمتك، لا باكية لي سواها، كان PageV04P756 # لها ابن من ابن فلان، فرعض له (1) فاختلسه، وقربه إلى الحضرة المزدانة ~~بك، فتمثل ما شئت من كمدها، واحتراق كبدها، وتذكر قوله عليه ms0980 السلام: " لا ~~توله والدة على ولدها "، وانظر سوء فعل هذا المعاند، وتدري وجد ثكلى أصيبت ~~بواحد، وهو وإن كان غير واضح فهو عندها عرار (2) ، وفي عينها دينار (3) ، ~~وإن كان كما سترى، فكل شيء يحب ولده حتى الحبارى (4) ، والولد - كما في ~~علمك - فتنة، والخنفساء في عين أمها رامشنة، وستراه - إن شاء الله - وترى ~~أباه، فتعلم الإقراف (5) من حيث أتاه، وترى تلك المخايل، وتعرف فيه من أبيه ~~شمائل (6) ، وتتحقق به المشابه والمناسب، وتنشد: # وأنا نرى أقدامهم في نعالهم ... وآنفهم بين اللحى والحواجب وترى فيه من ~~علامات الكرام، لأنه شبيه لأمير المؤمنين هشام، وإنه متخازر، وأن اسمه عبد ~~الله ن طاهر، وهذا هزل كله جد، ومزح تحقيقه عمد، فهو على كل حال ولد، وقطعة ~~من كبد، وأنت [138ب] PageV04P757 # ولي النعمة في جبره عليها، ورد نومها به إليها (1) ، والتطول في تأنيسي ~~بأحرف كريمة تتضمن حالك ومجاريها، ومصانع الله الجميلة عندك فيها، والله ~~يطلعني منك المبهج، ويسمعني عنك الطيب الأرج، وأقرئك سلاما كودي كريما، ~~وكندي (2) المسك شميما، وإن مننت بإبلاغه إخواني بإخائك، وكواكبي في سمائك، ~~أو وسعت فيه نفسك وإياهم، وخصصت به الوزراء مفردهم ومثناهم، وأخبرتهم أني ~~عبد وصاهم، وشاكر عهدهم، والباكي دما من بعدهم، أنعمت وتطولت. # وعرضت عليه بعض تلك الرسائل التي تقدمت في صفة الزرزور فكتب في ذلك رقعة: ~~أملك أبا الحسن (3) الأحرار، وأمك الكبار، وانتجعت قطرك الأقطار، وشكرتك ~~حتى بترجيعها الأطيار. ويصل به - وصل الله سعودك (4) - من الطير نطاق، من ~~غير ذوات الأطواق، يميس من المسك في حبرة أو طاق، صغروه على جهة التعجب ~~والإشفاق، كما صغر سهيل، وذؤيب وهذيل، وقيل العذيق والجذيل، وكم صغروا ~~العذيب، وقال عمر - رضي الله عنه - أخاف على هذا العريب، وكقولهم يا ~~سميراء، وكقوله عليه السلام لعائشة: يا حميراء، مهدته العذارى الحجور، ~~وألحفته الشعور، وربته بين الترائب والنحور، وعللته بالرضاب، وسقته ~~بأفواهها العذاب، فما خلع الشكير، حتى رفض الصفير، وهجر PageV04P758 # الراء الدائمة التكرير، وتحلى في المنطق بحلية الإنسان، ودخل في من علم ~~البيان، وزايل عمية البلبل والورشان ms0981، وأفصح تسبيحا وتكبيرا وخرج من جملة من ~~قال تعالى فيه {ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} (الإسراء: 44) ~~فإن طلبت - أعزك الله - اسمه مكبرا، وجدته لفظا من الزيادة مكررا؛ أقام ~~عندنا زمانا، لا يتألف إلا رندا أو بانا، ولا يلتقط إلا عنابا أو سيسبانا ~~(1) ، يتدرج في البساتين، يتطلب العنب المنتقى والتين، فذكرت له يوما ~~والحديث ذو شجون، منتبتة الزيتون، وأرضك الميثاء ذات الشجر والعيون، وأطيار ~~محامدك فيها السنح الميامين، فصفق جناحا، واهتز ارتياحا، وحن إلى ذلك ~~القطر، وانتفض كما (2) بلله القطر (3) ، ورجع إطرابا، وسألني إلى مجدك ~~كتابا، فأنلته ما ابتغى، وقلت: سلمت أخا الببغا، من المنسر الأشغى، وبلغت ~~المدى، وجنبت من حزة (4) المدى (5) ، وعوفيت من كل حية صفراء، ترنو إلى ~~الطائر في السماء، بمقلة سريعة الأقذاء، ولقيت الوفاء، غير اللفاء، وخولت ~~حتى من التبن والحلفاء (6) ، فإنه يسبد (7) ريشك، ويبرد عشوشك، PageV04P759 # فانهض فقد لقيت معمرا (1) ، وما شئت منقرا ومصفرا (2) ،ورعيت ريفا، ونزلت ~~بحرا وريفا (3) ، فأخذ الكتاب بمنقار، وصفق من ريش الجناحين سرورا وطار؛ ~~ومن ركب - أعزك الله - الجناح، وامتطر الرياح، طوى البراح، وهو آتيك ~~كالبراق في لمعة، تصفقة الطائر المستحر (4) سرعة، فإن حل البساط فابن سريج ~~والغريض، وإن احتفل السماط (5) فأبو جلدة وابن بيض (6) . وأنت بسيادتك تبسط ~~له في بساتينك، وتفرش له من وردك ويا سمينك، حتى تلبس من أغاريده الحلل ~~المنتشرة، وينشر على منابر أدواحك شبيبا وابن لسان الحمرة (6) ، وتنبت أرضك ~~مندلا، وجوك صندلا، وثراك خزامى وقرنفلا، وتهب له ريحك جنوبا، ويحق ~~PageV04P760 # لشأس أمله من نداك ذنوبا (1) ، حتى يرجع بتطريب، وينشد في الخفيف الأول ~~لحبيب (2) : # وما يلحظ العافي جداك مؤملا ... سوى لحظة حتى يعود مؤملا وأهديك ودادا ~~مزج باشتياق، وأقرئك سلاما ينسي سلام حبيب على الحسن بن وهب والعراق (3) . # وله فصل من رقعة خاطب بها أبا بكر بن قزمان (4) : [139] المجد - أعزك ~~الله - سباق، وللفضائل استحقاق، وأنا أرد قولهم فيها بالجدود، وأقول: # لأمر ما يسود من يسود ... وأعتقد أنه ما رفعت راية لمجد إلا كنت عرابة ~~(5) ، ولا أخذ حمد بثمن ms0982 بها ربيح إلا كنت ابن الاطنابة (6) . PageV04P761 # وله من أخرى على لسان من استعفى من ابنه إلى السلطان: معلوم - أيد الله ~~الأمير الأجل - أن العقوق ثكل من لم يثكل، وأن العاق إن عاش نغص، وإن مات ~~نقص، وأن الناس بأزمانهم، أشبه منهم بآبائهم، ولا يشفع في ابن أب، وإن ~~المرء لا يهدي من أحب، ولو كان في يد الإنسان من ابنه شيء أو إليه، لكان ~~أولى الأمة نوح صلى الله عليه، لما أضل ابنه المراشد والمصالح، حتى (1) قال ~~الله تعالى {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} (هوند: 46) ولوليك ابن سلك ~~هذه السبيل، وابتع هذا الدليل (2) ، ولما أريته طرق التبصير والتسديد، وقلت ~~له: يا بني من وعظ بغيره فهو السعيد (3) ، ولم يغن الوعد ولا الوعيد، تبرأت ~~منه إليك، وقلت له: لا تجن يا بني علي ولا أجني عليك، وإنه للفلذة من كبدي، ~~وآخر ولدي، ولكن لم أجد فيه صنيعا، و {لو يشاء الله لهدى الناس جميعا} ~~(الرعد: 31) وفي الخبر أن الإمام العادل إذا دعا أجيبت دعوته، ووليك يرغب ~~في دعوة تنفعه، أو زجرة تردعه. # وله من أخرى: والفقيه الأجل الحافظ - زاده الله من التوفيق - يبني وبينه ~~العهد المصون، وليال قطعناها " عند أصل القناة من جيرون " هو يسأل (4) ~~ثراها، ولا ينساها، ويستنقذني من من أنياب (5) قد قتلتني بعضها، وعساه ~~PageV04P762 # يذبح لي بقرة من علمه فيضرب نفسي ببعضها (1) ، ويردها (2) وقد بلغت ~~التراقي، ويحييها بياسر (3) من ذلك العلم الرقيق العراقي، فجرد لي من سيفه ~~القاطع، واغرف لي من بحره الواسع. # وله من أخرى على لسان من فر من موضع اعتقال: الأمير - أيده الله - حرك ~~إلى ظلمي فسكن، وجاءه عني فاسق بنبأ فأخذ بأدب الله تعالى وتبين، وأنا رعت ~~فارتعت، وقرأت قوله تعالى {ففررت منكم لما خفتكم} (الشعراء: 21) فاتبعت، ~~وبحق نفرت فنفرت، وأوعدني أبو فابوس ففررت: # ولا قرار على زأر من الأسد (4) ... وقد قيل: لا تقرب البحر إذ ماج، ولا ~~السلطان إذا هاج، وقديما ابتعت السلطان فوعيت (5) ، ورأيت من الديكة في ~~السفافيد ما رأيت ms0983، ولم يكن فراري نفاقا ولا إباقا، إنما أدرت إظهار براءتي، ~~وتطهير ساحني، فأنزلت قدري بجعالها (6) ، وأطفأت ناري في موضع إشعالها، ~~وطلبت طالبتي، وقرعت باب ظالمتي، ودعوتها إلى الخصام، وأبرزتها إلى الحكام، ~~ورفعتها إلى القاضي PageV04P763 # محمد بن حمدين (1) ، وإلى محمد بن شبرين (2) ، ولو وجدت على القافية ~~غيرهما لدعوتها إليه ولو كان محمد بن سيرين، فأحق الله حقي تحقيقاص، وأزهق ~~باطلها {إن الباطل كان زهوقا} (الإسراء: 81) وها أنا معها في بساط واحد، ~~وبين يدي ملك راشد، أرفل في الأمان، وقديما استعيذ من شر النسوان، ومن لم ~~يبيتن قبلي على أسف، وهن عوادي يوسف (3) ، وقد قال عليه السلام فيهن ما قال ~~وأنذر وأعذر؛ ولولا أن للنساء أبناء (4) ، ويطول استقصاء الأحاديث ~~والأنباء، لذكرت ما أحدثن من بلوى، وجلبن من شكوى، وسقت من بين دنيا - وهي ~~ظالمتي هذه إلى عصر أمنا حوا، رضي الله عنها، ولكن ترك ذلك أولى، وأنا أكفر ~~فيه يميني وأصير مع مولاي إلى فصيلتي التي تؤويني، وأعرض عليه أمري في ~~معرضه، وأتحقق أسوده من أبيضه. # وله من أخرى (5) : لا غرو - أعزك الله - وقد غطاني من إنعامك الرغد ما ~~غطى؛ وتوطأ بي من كنفك الممهد ما توطا - أن سأل شططا، وأذهب فرطا، وأتكلم ~~منبسطا، وأبين غرضي كله مذهبي، وأتحكم PageV04P764 # على مكارمك تحكم الصبي (1) ،وأبلغ بك إلى كل أمل [139ب] وأرب، وأملأ دلوي ~~في جاهك إلى عقد الكرب، فإنك سبب لي ذلك، وأرعيتني الروض الأنف من جاهك ~~ومالك، وحررتني ولا حر بوادي عوف (2) ، وأنعمت علي نعمة الله على قريش ~~وأطعمتني من جوع وآمنتني من خوف (3) ، إلا أنه يلزم من ألجم أن يسرج، ومن ~~اعتمر أن يتم الحج، ووعد الكريم مطلوب، وانتزاع العادة ذنب محسوب، فجردني ~~صارما في ساعدك، وارم بي سهما مسموما في كبد حاسدك، وهو الوسع المجهود، # والجود بالنفس أقصى غاية الجود (4) ... وهذه أيضا قطعة من شعره # كتب إليهم الوزير أبو محمد بن عبدون بأبيات منها (5) : # سيوفي بني عبد العزيز وما أنا ... بناب إذا التفت عدا ونوائب # لعا لسرور لم يقم منكم ms0984 به ... محي على طول المدى أو مخاطب # ولم تكتبوا حرفا إلي وأنتم ... ثلاثة كتاب وما أنا كاتب PageV04P765 # وكان أبو محمد قد خرج من وطنه يابرة مستوحشا وقت حلول الفاقرة بالرؤساء، ~~فأجابه أبو بكر منهم بأبيات. منها: # تباعد في طول المدى وتقارب ... وتذنب في باب الجفا وتعاتب # بمجدك (1) أرشدنا إليك ودلنا ... عليك من الدنيا وخذنا نكاتب # ومن خرق الآفاق يبغي بنفسه ... مساحة وجه الأرض أين يخاطب # دعيص رمل حين يمشي وحارث ... ضحى وعدي في الزماع وحاجب # ترى لم تصب في آل بدر فتتقي ... ترى ثائر أو يلتقي بك طالب # وإن تنتسب يوما تردك طفاوة ... لتطفو على الدنيا وتأباك راسب # لك الخير ملت رحلك العيس، حطه ... قليلا، وعرس قد شكتك السباسب # على أن للأيام فينا وقائعا ... نبا شاعر فيها وأفحم (2) كاتب # وأما امرؤ القيس السواري فإنه ... رأى الدرب حقا فابكه أنت صاحب # يغنيه غريد (3) الدجى فإذا ونى ... يغنيه ساق من دم الساق شارب قوله: " ~~امرؤ القيس السواري " يعني أبا بكر بن سوار الأشبوني (4) ، وكان أسر في ~~طريق قورية، وبقي بها إلى أن من الله بإطلاقه، من وثاقه، وأشار بذكر الدرب ~~إلى قول امرئ القيس (5) : # بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... PageV04P766 # وقال الوزير أبو بكر يخاطب جماعة من إخوانه بحضرة قرطبة (1) : # يا سيدي وأبي هدى وجلالة ... ورسول ودي إن طلبت رسولا # عرج بقرطبة إذا بلغتها ... بأبي الحسين وناده تمويلا # فإذا سعدت بنظرة من وجهه ... فاهد السلام لكفه تقبيلا # واذكر له شوقي (2) ووجدي مجملا ... ولو استطعت شرحته تفصيلا # بتحية تهدى إليه كأنما ... جرت على زهر الرياض ذيولا # وأشم منها المصحفي على النوى ... نفسا ينسي السوسن المبلولا [140أ] # وإلى أبي مروان منها نفحة ... تجني (3) له روض الربى مطلولا # وإذا لقيت (4) الأخطلي فسقه ... من صفو ودي قرقفا وشمولا # وأبو علي بل منه ربعه ... مسكا بماء غمامة محلولا # واذكر لهم زمنا يهب نسيمه ... أصلا كنفث الراقيات عليلا # بالحير (5) لا عبست عليه غمامة ... إلا تضاحك اذخرا وجليلا # يوما وليلا كان ذلك كله ... سحرا وهذا بكرة وأصيلا # مولى ومولي ms0985 نعمة (6) ومواليا ... وأخا إخاء خالصا وخليلا PageV04P767 # لا أدركت تلك الأهلة دهرها (1) ... نقصا ولا تلك النجوم أفولا وله يخاطب ~~بعض إخوانه وهو عليل: # كباري وساداتي إليكم تحية ... تفتح سوسانا وتجني رياحينا # ومعذرة مني إليكم بعلة ... برتني ولا لدنا من الخط مسنونا # كأني فيما اشتكي ابن محلم ... سقاما ولكن لست أشكو الثمانينا (2) وقال: # إليك وإن كنت قطب الوفا ... أبا عامر والأريب الأديبا # تكون بحمص ثلاثين يوما ... وأصبح منك القصي الجنيبا # نسيت ودادي وحر اعتقادي ... وجمعي بأفقي عليك القلوبا # وهبك تناسيت حر الوفاء ... ولم تر لي في وداد نصيبا # فهلا رعيت جزيل الثواب ... وعدت العليل وزرت الغريبا (3) # وتدري الحديث وماذا عليه ... عائد ذي السقم يحتى يؤوبا # ولكنها شيمة للزمان ... أن لا صديق وأن لا حبيبا وله يصف بقرة أخذها ~~الريق (4) الطاغية صاحب قلمرية (5) : PageV04P768 # وأفقدنيها الريق أما حفية ... (1) إذا هي ضفت ألفت بين رفدين # تعنفني أمي على أن رثيتها ... بشعري وأن أتبعتها الدم من حيني # لها الفضل عندي أرضعتني أربعا ... (2) وبالرغم ما بلغتني رأس عامين وله ~~فيها: # وفجعني ذا الريق لا در دره ... بأم عيال ما عرفنا بها الجدبا # ترى فخذيها يحملان خزانة ... إذا فتحها إصبعا ملأت وطبا وقال يستهدي ~~المنصور بأزيا (3) : # يا أيها الملك الذي آباؤه ... شم الأنوف من الطراز الأول # حليت بالنعم الجسام (4) سماحة ... عنقي فحل يدي كذاك بأجدل # وامنن به ضافي الجناح كأنما ... حذيت قوادمه بريح شمأل # أغدوا به عجبا أصرف في يدي ... ريحا وآخذ مطلقا بمكبل [140ب] وله في دن ~~خمر تخللت له: # أبا حسن إني فجعت بصاحب ... أنيس ينسي الهم عند احتلاله # غدت بنت بسطام بن قيس بدنها ... وأمست كجسم الشنفري بعد خاله PageV04P769 # أشار إلى قول الشنفري (1) : # إن جسمي بعد خالي لخل ... وكنى ببنت بسطام عن الخمر لأن بسطاما كان يكنى ~~أبا الصهباء. # وقال في مثله وعرض بأبي سلمة الخلال: # فإذا الوزير وزير آل محمد ... شانيكم، لا كان، فيها طافي وهذا كقول الآخر ~~(2) : # ختمتها بنت بسطام لها أرج ... ثم افتضضت ختاما عن أبي سلمة وبعث إلى بعض ~~إخوانه بخرشف ms0986 وكتب معها: # بعثت بها عشرا بنات شياهم ... مكللة هاماتها بمباضع # تراها بها الأعداء فوق جفونهم ... نهارا، وليلا تحتهم في المضاجع # وإن مد مولانا لها يد قابل ... فإني فيها باسط خد ضارع وكان ابن رشيق قد ~~انزل على أموالهم (3) وقت حلول الحوالة، فكتب إليه أبو بكر، وأخذتها عنه: ~~PageV04P770 # بني رشيق أما لي عندكم سعة ... في منزلي ولقاكم كان مقترحي # أما يشق عليكم شرب صافيتي ... في مجلسي وأنا منه بمطرح # أرعى الخزامى وأنتم في (1) بلنسية ... ما بين مغتبق فيها ومصطبح # هلا استحيتم وقلتم إن ذا كدر ... وإن هذا لتنغيص على الفرح # فتحضروني ولو ملقى نعالكم ... وتصبحوني ولو من فضلة القدح # وتظفرون بما تهوون من أدب ... وما تشاؤون من ظرف ومن ملح وأنشدني أيضا ~~له: # وأحور حيا بنارنجة ... تضرم نصف اسمها في البدن # مخمشة الوجه مرشومة ... (2) كما عصفرت كرة من سفن وأنشدني له قوله: # قريب على عزمي بعيد (3) خواطري ... تغالبني فيه وهن غوالبي # أقلل منه مازحا غير طالب ... وأكثر فيه فاخرا غير كاذب وأنشدني أيضا ~~لنفسه من قصيدة، أولها: # لعينك (4) وعد من فؤادي مكذوب ... مضى عزمه (5) إلا سهاد (6) وتعذيب (7) ~~PageV04P771 # ومنها: # ومن شق هدب الليل عن شهلة الضحى ... ببرق على ثوب الدجى (1) منه تكتيب ~~ومنها (2) : # كأن أهازيج الذباب أساقف ... لها من أزاهير الرياض محاريب وأنشدني لأخيه ~~أبي الحسن وقد رمد، يستهدي المتوكل كحلا: [141أ] # يا ملكا آمن ما يخشى ... ونيرا أوضح ما أعشى # شاعركم كان زهيرا وقد ... أصبح مما ناله الأعشى # يقرأ والشمس على رأسه ... تنير {والليل إذا يغشى} ولأخيه أبي محمد: # يا سائلي عن علوة وجمالها ... أغنت محاسنها عن التبيين # هي درهم البخلاء يلقى (3) دونها ... قفل وفوق القفل طابع طين # هي روضة الآمال إلا أنها ... لم تخل من أفعى (4) ومن تنين وله يرثي الفضل ~~بن المتوكل، ويشير إلى أنه قتل ولم يدفن، من جملة قصيدة: PageV04P772 # وواعجبا للأرض حين ملكتها ... ومت ولم يسترك من عرضها (1) شبر # فليتك من قلبي (2) وعيني صيانة ... تؤوب إلى قبر إذا لم يكن قبر # فيرعاك مني مشفق ذو حفيظة ... عليك ms0987 إذا لم يرعك الذئب والنسر وباتوا (3) ~~ثلاثتهم ببعض المواضع، تتجافى جنوبهم عن المضاجع، ويتعاطون أدبا كالراح ~~ممزوجة بماء الوقائع، والمدام لهم نقل، والزمان لولاهم غفل إلى أن غازلت ~~السنة أجفانهم، وأجمت قليلا أذهانهم؛ فانتبه أبو محمد منهم والصبح قد ومض، ~~والعصفور قد انتفض؛ فقال: # يا شقيقي وافي الصباح بوجه ... ستر الليل نوره وبهاؤه # فاصطبح واغتنم مسرة يوم ... لست تدري بما يجئ مساؤه ثم استيقظ أبو بكر ~~فقال: # يا أخي قم تر النسيم عليلا ... باكر الروض والمدام شمولا # لا تنم واغتنم مسرة يوم ... إن تحت التراب نوما طويلا ثم هب أبو الحسن من ~~مرقده، بأذكى ذهن وأوقده، فقال: # يا صاحبي ذرا لومي ومعتبتي ... ولنصطبح خمرة من خير ما ذخروا # وبادروا غفلة الأيام واغتنما ... (4) فاليوم خمر ويبدو في غد خبر ~~PageV04P773 # في ذكر الوزير الكاتب أبي بكر بن قزمان (1) # وسياقه جملة من نظمه ونثره (2) # وأبو بكر أيضا من كتاب الوقت والأوان، ومن أهل البلاغة والبيان (3) ، ~~والمتوكل أول من اتخذه كاتبا، واقتدح زنده فأورى شهابا ثاقبا، وله محتد ~~كريم، ولسلفه تقدم معلوم، ورسائله جلائل، إلا أنه لم يحضرني منها عند نقلي ~~هذه النسخة إلا فصول قلائل، لا تفي بقدره، وفيما كتبت منها أنموذج يعرب عما ~~أجريت من ذكره. # فصول له من رقعة عتاب، خاطب بها بعض الوزراء الكتاب، قال فيها: ما أكثر ~~الأشياء الجامعة لنا: أدب كروض الحزن، وود كصوب المزن، وأولية كرم تاريخها ~~واتصلت أسانيدها، لا ينكر فضلها ولا تذم عهودها، وأسلاف سلفت بينهم صحبة ~~حميدة، وأذمة وكيدة مثلها نهج إخاء، وأورث صفاء، ونظم أهواء وآراء (4) . ~~وما زلت على تراخي المزار، وتنازح الأقطار، أودك كل الوداد، وأعتقدك اصح ~~PageV04P774 # الاعتقاد، وألحظك بعين الإعظام، وأقترح لقاءك على الأيام، معرفة بسبقك، ~~وتوفية لحقك، وتوقا إلى مطالعة تلك الطباع الرقيقة، ومباشرة تلك الآداب ~~الأنيقة، إلى أن وقع ما وقع، وأتيح من التداني ما لم يتوقع، وهي الأقدار، ~~وليس عليها الخيار. # وقد كنت أعلمت بسؤالك - بفضلك - عني، ونزاعك نحوي، وغرضك إلى لقائي، ~~واعتذارك بخفاء مكان نزولي، وغموض موضع ms0988 حلولي، ولقيت فلانا فعرض علي من ~~قصدك ما فت (1) إليه حد المسابق، لو (2) أفرجت لي عنه العوائق، فأريته من ~~اختلال الحال الباعث على الانقباض، وتجنب الاسترسال المخوف من الإعراض، ~~ووقوع الإخلال ما رآه، فأحسبه وكفاه، وتلقاه عذرا واضحا يلقيكه فتتلقاه، ثم ~~ما زال يفتل في الذروة والغارب، حتى أجبته التزاما لما لم يلزمني إلا بحكم ~~جلالتك، وشرط المتعين من استمالتك، فوافينا منزلك ذات يوم بعيد العصر، وعلى ~~بابه غلام، سألناه عنك فقال: هو ينام، فطوينا آثارنا؛ وأعلمني بعد ~~باجتماعكما من الغد، وأنه (3) عرفك بذلك المقصد، فساءك أن لم تعلم، وعز ~~عليك الالتقاء أن لم يتم، ودعاني إلى المعاودة [141ب] فلم يسعني ولم يسغ ~~لي، ومضت على ذلك أيام إلى أن دخلت على فلان ومعه فلان وأنت حاضرهما، فحين ~~لمحتك عرفتك، بما كان ثبت عندي من صفتك، وتقرر لدي من سمتك، وعند أخذي ~~لمقعدي رأيتك قد وحيت إلى من كان PageV04P775 # يليك ووحى إليك، فانثنيت وقد زويت ما بين عينيك، وشمرت (1) أنفك، ومعرت ~~وجهك، وضممت إليك من ثيابك، وقاربت بين أجزائك، فقلت: أراه ازدرى طلعتي، ~~وتقذر هيأتي، وخشي أن أعديه بسوء حالتي، وقد قال عليه السلام: " لا عدوى "، ~~وقال: " فمن أعدى الأول " وإن اعترض علينا بحديثه الآخر: " لا يوردون مجرب ~~على مصح "، ودفعنا من صحيح التأويل، وأوضح الأقاويل، بما لا مدفع فيه، مما ~~أنت أ " لم به وأذكر له. وأما الازدراء والانتخاء، والتقذر والتعذر، مع ~~علمك بالحال وأولها، وتمكنها وتأثلها، وبحال الأيام وتقلبها، وتعاور ~~أقطارها وتناوبها، ومع ذكرك قولهم: " ليست العزة في حسن البزة " وقول من ~~قال: " ليست العباءة تكلمك إنما يكلمك من فيها "، وقوله بعضهم (2) : # ليس الجمال بمئزر ... فاعلم وإن رديت بردا # إن الجمال مآثر ... ومناقب أورثن حمدا وقول غيره: # وفضل الناس في الأنفس ليس الفصل في المال ... فشيء خرقت به عادة أمثالك، ~~وخالفت فيه سيرة نظرائك وأشكالك، وكفى بالمثل المضروب بفرحة الأديب ~~بالأديب، وقولهم: " الأدب بين أهله نسب "، وقول الطائي الأكبر (3) : ~~PageV04P776 # إن نفترق نسبا بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد وقول ms0989 الأصغر (1) : # إن كنت من فارس في بيت سؤددها ... وكنت في بحتر في البيت والحسب (2) # فلم بضرنا تنائي المنصبين وقد ... رحنا نسيبين في علم وفي أدب وإن كنت ~~أكثر الاعتزاء إلى النسب الكريم، وأعتد من أهله في الصميم، وأزاحمهم بمنكب ~~واهن ضعيف، وأمت إليهم بسبب سحيل سخيف، ثم أرجع عند الامتحان، وإلي منكم ~~كإل السقب من ولد الأتان، (3) فقد قال عليه السلام: " من كثر سواد قوم فهو ~~منهم "، وعسى أن يبدو لي ما يستنكر ويستكثر لمثلي، فأكون عباس بن الأحنف ~~ويكون كبشار إذ يقول (4) : " ما زال غلام من بني حنيفة يدخل نفسه فينا ~~ويخرجها حتى قال: PageV04P777 # نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عينا لغيرك دمعها مدرار # من ذا يعيرك عينه تبكي بها ... أرأيت عينا للبكاء تعار فتتصل حينئذ رحم ~~لا تخفى، وتحصل قرابة لا تجفى؛ وإن كنت نكرت ما نكرته، ونظرت ما نظرته، من ~~ابتدائك بالتسآل والتكليم، وترفعتي إياك ما لا أدعيه فضلا عن أن أقتضيه من ~~الترفيع والتقديم، بخمولي ونباهتك، وذلي وعزتك، وبعدي عن بلدي وعددي، وكوني ~~في طينتك ومدينتك، وبين قبيلتك وفصيلتك، وجيرتك وعشيرتك، وحاشيتك وغاشيتك، ~~وصنائعك وتوابعك، فقد قال ابن عباس، رضي الله عنه: " إن لكل داخل دهشة ~~فابدأه بالتحية "، وإذا أطلق الحكم بهذا للبعيد والقريب، فما ظنك بالغريب ~~مثلي (1) المنكوب -! # ونترك ما استعر إلى هلم جرا، وأطول به دهرا، فربما تلاقينا، وكأنا ما ~~تراءينا، لا كلام ببينت شفة، ولا إيماء بطرف أنملة، واللوم في هذا كله يسقط ~~عني، كما يضيق العذر عنك، بقضية سنة الاسلام في السلام، في أني ألقاك راكبا ~~وأنا ماش، وأنت بحمد الله طائر، وأنا - ولا كفران بالله - واقع [142أ] وعلى ~~الطائر أن يغشى أخاه. وإن طمح بك، وحط من قدري عندك، إدبار الأمر عني ~~وإقباله عليكن ففيها ما فيها، وما أرضاها لك طريقة، فالكريم يجل الكرام، ~~وإن قلت: إني أدعو إلى مباعدتي، وأبعث على مقاطعتي، باستبهام خلقي، وإظلام ~~أفقي، وثقل حواسي، وقلة استثنائي، فهذا من لم تغره رقة الحضر اللطيف (2) ، ~~وقد PageV04P778 # قال عليه السلام ms0990: " من بدا جفا ". على أني أتكبر على المتكبرين، ولا ألين ~~لمن لا يبتغي لين (1) ، ولولا أن يدال القرب بالبعاد، دون أن يقع عتب ويشرع ~~وداد، ويكشف يوما على هذا التهاجر الغريب، والتنافر العجيب، ولا يعرف من ~~الظالم منا من المظلوم، ولا من المحكوم عليه من المحكوم له، لأضربت عنها ~~صفحا، وطويت دونها كشحا، ولسددت عليها أذني، وسايرتها ساحبا رسني، ولقد ~~لقيت بعد فلانا فذكر بصفاتك، وأثنى باتساع آدابك وكثرة أدواتك، وسألني عن ~~الخلة، وأشار إلى هذه السمة بيننا والوصلة، فقلت: لا خلة ولا خلال، ولا ~~وصلة ولا اتصال، فكأنه أنكر ذلك، وهذا هو الذي أثار من هذا الكتاب، ما لم ~~يكن في الحساب، ودونكه هراء غثا، وهباء منبثا، وهاك إليه (2) ما يوازيه (3) ~~عن النوازنة والمقاربة لؤما ودقة، وركاكة لا رقة: # أبا أيوب والأيام لا تبقى على حال ... وأصبحت مقلا رهن إذلال وإقلال ... ~~لئن رحت رخي البال ذا جاه وذا مال ... # ومركوب وغاشية ... وأكمام وأذيال # فإنك حد أشكالي ... وأشباهي وأمثالي # بحكم الأدب العالي ال ... منيف المونق الحالي # ولكني أنا التالي ... وأنت السابق للعالي PageV04P779 # فكم خيمت من قلبي ... بدار منك محلال # وقد كان التلاقي من ... أماني وآمالي # فلما أن تلاقينا ... على ما قد تصدى لي # فلم تبدأ بتسليم ... ولم تنشط لتسآلي كما يلزم أمثالك تأنيسا لأمثالي ... ~~تفاصلنا على الحين وكل ذاهل سالي ... ولولا طيب نفس قلت كل شانئ قالي ... # وقد كنا كما أنتم ... ولا بأس على حال وقد يعقب وادي القوم خصبا بعد ~~إمحال ... وكأني بك قد قلت عند تصفح هذه الرقعة: هذان حمارا العبادي كسير ~~وعوير، وكل غير خير (1) ، ثم ثنيت بقولهم: " من يسمع يخل " (2) وثلثت بقول ~~من يسمع: # سبكناه ونحسبه لجينا ... فأبدى الكير عن خبث الحديد (3) فمهلا: فمن أنبأك ~~أني أتشبع بما لا أملك، فأقول: من عبد الحميد وابن العميد، ومن الوليد وابن ~~الوليد، لاها الله! ! إني لأربع على ظلعي وأعلم قصر باعي، ولا أجهل سقوط ~~بضاعتي، وهل غير ألفاظ لفقتها PageV04P780 # بمبلغ علمي، عبرت بها عن ذات نفسي؛ وأما إن ms0991 سمتني في هذا الباب مداك، ~~ورمت مني ما لا يتعاطاه سواك، فمن للسها بتمام القمر، ومن للدآدي بأنوار ~~العشر (1) وأوضاح الغرر -! فأرشدنا، أكرمك الله، وسددنا، يرحمك الله. # وانفح علينا من كلامك نفحة ... إن كانت الأخلاق مما توهب وبعد فإني: # أناقشكم ووراء النقاش ... (2) أنف العلوق ورئمانه # وأهجركم هجر مستعتب ... وكم وامق طال هجرانه وكلف مخاطبة عروس فكتب رقعة ~~قال فيها (3) : الكلفة بيننا - أعوزك الله - جد ساقطة، والحال الجامعة لنا ~~في أقصى حد المؤانسة والمباسطة، فلا نكسر أن نتباث السر (4) المحجب، ولا ~~غرو (5) أن نتكاشف المغيب، واتصل بي دخولك بعقلية أترابها، وبيضة خدرها ~~وربة محرابها، تشاطرك نسلك، PageV04P781 # كما شاطرتك أصلك، التي [142ب] لم تكن تصلح إلا ولم (1) تكن تصلح إلا لك، ~~فخدمتك بالنية، وحضرتك على بعد المشقة وتقاذف الطية، وسألت الله أن يبارك ~~لك ويبارك عليك، ويجمع بينكما في خير وعافية، على أسعد الجد وأيمن الطير ~~إلى آخر القافية؛ ثم ترقبت كتابك مودعا من وصف حالك، ما ينبئ فحواه عن ~~اجتماع شملك ونعمة بالك، فرابني التواؤه، وقدح في نشاطي توقفه وإبطاؤه، ~~وتسلطت علي الظنون، وخفت ما عسى أن لا يكون، وساءني أن أستمطر من الأمل ~~جهاما، وأستنصر (2) لدى ذلك العمل كهاما، ويحيد صاحبك معردا (3) عن ~~المناجزة، [لائذا بالمحاجزة] (4) منقطعا في موضع الحجج (5) ، مبدعا به (6) ~~عند مستقبل (7) مفرق الطريق ولقم المنهج: # تريد جوا ويريد برا ... كأنما أسعط شيئا مرا ثم قلت: لعله قد حظي بما جني ~~له، فافتتح الحصن الذي نازله قسرا، وتخلله كيف شاء مجالا ومكرا (8) ، وأفضى ~~به انصداع ما صدعه إلى PageV04P782 # التئام، وانشعاب ما شعبه إلى انتظام والتحام، ولهي (1) بتوابع هذه الحال ~~التي هي أخت (2) الامرة، وجامعة أفانين المسرة، عن صديق يصله بكتاب إليه ~~يعلمه، وإن يكن ذلك فهناك، وظفرت يداك، وإن يكن ما عداه، ويكفي الله، فمع ~~اليوم غد، وفي اللمم خلال ذلك متعلل (3) ، ثم لا يشغل عن الكتاب جذل، ولا ~~يحول دونه خجل. # جوابها من إنشائه أيضا (4) : الكلام مأثور، والإفراط في الانبساط حجر ~~محجور، وقديما جر على أهليه، وأثار ms0992 عليهم التقاطع من مجاثمه وأبرزه من ~~مطاويه، فسبيل ما وردني الآن كتابك المقتحم هذا الباب المتحامى، إلا أن ما ~~عولت عليه، وأسندت إليهن من تمكن الألفة، وارتفاع الكلفة، سوغ بعض المغزى. ~~وقد وقفت على مقطعه، وعجبت من التفرغ لمودعه، فلئن (5) كنت مندرا فليخف ~~وقعك (6) ، أو حذرا على الحقيقة فليفرخ روعك، فالحد بحمد الله ماض، وكلا ~~الفريقين راض، على عنف التقاضي، ثم لا بأس ولا إبلاس لو عرت نبوة، وعرضت ~~(7) دون المرام كبوة، فربما خان الثقات، في بعض الأوقات: PageV04P783 # وسيف بني عبس وقد كان صارما ... (1) نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد وأرجع ~~(2) فأقول بحكم الحال، وعلى شرط الاستنامة والاسترسال: لله أخوك، الذي لا ~~فرق عندكما بين ما يعروه ويعروك، فلقد افتر عن بازل، وجرد عن قاصل (3) ، ~~ورمى بلا أفوق ناصل، ولو لقيت أعداءك بمثل صاحبه مضاء وإقداما، وتسرعا ~~واستقداما: # طعنتهم سلكى ومخلوجة ... (4) لفتك لامين على نابل قال ابن بسام: وينظر من ~~معنى هذا الخطاب والجواب أبيات خاطب بها بعض أهل عصرنا أحد إخوانه وقد ~~ابتنى بزوجة، قال فيها، وضمن بيت ابن حجاج: # أبا بكر اسمعها وراجع مؤنسا ... ولو بقسيم أو بمصراع قافيه # فإنا دخلنا بالفتاة ولم يكن ... هنالك واش غير مسك وغاليه # وكنا رجونا وصل الاسبوع كله ... لننعم فيه فابتلينا بداهيه # بحيض تمادى فامتنعت لحرمتي ... فدمعة أيري فوق خصييه جاريه # " إذا لم يكن للأير بخت تعذرت ... عليه وجوه النيك من كل ناحيه " ~~PageV04P784 # قال فأجابه الآخر بهذه الأبيات: [143أ] # لك الخير لا تعجل فإنك مقمر ... وفي الليل ما تسريه إن كنت ساريه # طعنت الفتاة البكر طعنة ثائر ... بمثل ذراع البكر شد بآخيه # حسبت النجيع الفانئ اللون حيضة ... وما كان إلا العود في الحين ثانيه # (1) غدوت على شكل تدانت طبوقه ... فباعدت من أقطاره المتدانيه # ولو كنت من أهل المساحة لم تدع ... مكسرة أضلاعه المتساويه # ولكن له قطر يقوم مقامه ... هو الشكل إلا أنه منه زاويه # وإن لم يكن إلا الذي كان فاتئد ... فإنك باق عندها وهي باقيه ومن شعر أبي ~~بكر بن قزمان ms0993 مما أنشدنيه لنفسه، قوله (2) : # ركبوا السيول من الخيول وركبوا ... فوق العوالي السمر زرق نطاف # واستودعوا الخلل الجداول واصطفوا ... بيض الرؤوس من الحباب الطافي # وتجللوا الغدران من ماذيهم ... مرتجة إلا على الأكتاف وأنشدني أيضا ~~لنفسه: # قلت للعين حين أذرت على الخد دموعا لا تستفيق (3) انهمالا ... جزعا من ~~صدود أحور كم حير بالا وكم جنى بلبالا ... لا ترومي مثال ما لن تنالي (4) ~~والمحيه كما رأيت الهلالا ... PageV04P785 # فأجابت لقد أحلت مثالا هو أنأى من الهلال منالا ... إن بدر السماء يطلع ~~للأبصار ممسى ومصبحا وزوالا ... وإذا ما استسر آب وقد ذاب اكتئابا من أن ~~يغب وصالا ... # وهو البدر أجد ملالا ... واجتنابا كما أجد كمالا # يتوارى من العيون نهارا ... دمع الليل لا يزور خيالا وأنشدني له أيضا: # لا تطمئن إلى أحد ... واحذر وشمر واستعد # فالكل كلب مؤسد ... إلا إذا وجدوا أسد في ذكر الأديب أبي زيد عبد الرحمن ~~بن مقانا الأشبوني (1) # من شعراء عربنا المشاهير، وله شعر يعرب عن أدب عزير، تصرف فيه تصرف ~~المطبوعين المجيدين، وفي عنفوان شبابه وابتداء حاله، ثم تراجع طبعه عند ~~اكتهاله. # أخبرني الوزير الفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفهري (2) المقتول ~~بالأشبونة PageV04P786 # - رفع الله منزلته، وقتل قتلته - قال: كان أبو زيد بن مقانا قد انصرف ~~شيخا إلى وطنه عندنا. بعد أن جال أقطار الأندلس على رؤساء الجزيرة، قال: ~~فمررت به يوما بقريته التي تدعى بالقبذاق (1) من ساحل شنترة (2) ، وبيده ~~مزبرة (3) ، فلما رأيته ملت إليه ومال إلي، وأخذ بيدي [143ب] وجلسنا ننظر ~~في حراث يحرث بين يديه، فاستنشدته فأنشدني ارتجالا لوقته: # أيا عامر القبذاق لا تخل من زرع ... ومن بصل نزر وشيء من القرع # وإن كنت ذا عزم فلابد من رحى ... سحابية لا تستمد من النبع # فما أرض قبذاق وإن جاد عامها ... بموفية عشرين من حزم الزرع # وإن أنجبت شيئا وزادت تواترت ... إليها خنازير المفاوز في جمع # بها (4) قلة من كل خير ونفعة ... كقلة ما تدري لدي من السمع # تركت الملوك الخالعين برودهم ... علي وسيري في المواكب والنقع # وأصبحت في ms0994 قبذاق أحصد شوكها ... بمزبرة رعشاء نابية القطع # فإن قيل تهجوها وأنت تحبها ... فقل إن حب الخل من شرف الطبع # وحسب أبي بكر المظفر قادني ... وإحسانه حتى انصرفت إلى ربعي وهذا من ~~الشعر النازل البارد، عندما له من القصائد القلائد. ووصف PageV04P787 # نفسه بقلة السمع، لأنه كان كما زعموا كذلك. وهو القائل من جملة أبيات: # سمعت الكنك (1) يصرخ في الربيع ... على ما بي من الصمم الطبيعي جملة من ~~شعره في أوصاف شتى # من ذلك من قصيدة في منذر بن يحيى صاحب سرقسطة: # لمن طلل دارس باللوى ... كحاشية البر أو كالردا # رماد ونؤي ككحل العروس ... ورسم كجسم براه الهوى # غدا موسما لوفود البلى ... وراح مراحا لسرب المها # عجبت لطيف خيال سرى ... من السدر أنى إلي اهتدى # وكيف تجاوز جوز الحجاز ... وجوز (2) الخميس وسدر المنى # ولم يثنه حر نار الضلوع ... وبحر الدموع وريح النوى # وقولي وصيفي بالمنصفين ... وقد نقش (3) الصبح ثوب الدجى # أسرب العذارى يسقط اللوى ... مشى الخيزلى أم نجوم السما # برزن لنا عاطرات الجيوب ... ينازعن في الحسن شمس الضحى PageV04P788 # خماص البطون مراض الجفون ... أقمن الشعور مقام الردا # لدان القدود حسان الخدود ... صغار النهود طوال الطلى # عذاب الثغور لطاف الخصور ... خفاف الصدور ثقال الخطى # مشين الهوينا ووادي الخزامى ... يود من البشر أن لو مشى # فما زلن يرفلن حتى إذا ... عقدن لواء الهوى باللوى وفيها يقول: # وقد أغتدي في سبيل العلا ... بذي ميعة من نتاج الصبا [144أ] # يهيم بذي همة نازح ... (1) براه السرى مثل بري الظبا # كأن فؤادي بوادي الغضا ... وقلب الدليل جناح القطا # كأن عقائل (2) برق الدجى ... خلال الحبي بريق الظبا # ويهدأ طورا كغمز العيون ... فليتاع من لوعتي ما هدا # (3) إذا قلقل الرعد من فوقه ... تقلقل قلبي له والحشا # كأن السحائب في سيرها ... بنود المظفر يوم الوغى # نجيب تجيب إذا استصرخت ... وفارسها البطل المنتقى # فتى يقرع النبع بالنبع لا ... جبان الجنان ولا مزدهى # لو الفلك انخر من فوقه ... عليه بأقطاره ما شكا # حمول لأعباء هذا الزمان ... ولا يرهب الموت عند اللقا PageV04P789 # إذا سار يحيى ms0995 إلى غارة ... (1) فويل لأعدائه أينما # بجيشين: جيش يهد الربى ... وجيش يظلله في الهوا # مطاعمها من شغاف القلوب ... ومشربها من نجيع الدما # إليك ابن منذر المنتقى ... قرعت يد الخطب قرع العصا # فقال مناديك لي مرحبا ... وقالت أياديك لي حبذا # دعوت فأسمعت بالمرهفات ... صم الأعادي وصم الصفا # وشمت سيوفك في جلق ... فشامت خراسان منها الحيا قال ابن بشام: جلق واد ~~بشرق الأندلس، فكذبة أبي زيد في هذا البيت أشنع من كذبة مهلهل في قوله (2) ~~: # فلولا الريح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع بالذكور وخرج أبو زيد يوما ~~من بلنسية إلى طرطوشة ليلقى صاحبها مقاتلا (3) الفتى، فلما ورد عليها، منع ~~الجواز، فكتب إلى مقاتل: # إن كان واديك نيلا لا يجاز به ... فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا # إن كان ذنبي خروجي من بلنسية ... فما كفرت ولا بدلت تبديلا # " هي المقاديرتجري في أعنتها " ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا ~~PageV04P790 # وله القصيدة المشهورة في ابن حمود يتداول القوالون أكثر أبياتها، لعذوبة ~~ألفاظها وسلاستها وهي التي أولها (1) : # ألبرق لائح من أندرين ... ذرفت عيناك بالماء (2) المعين # لعبت أسيافه عارية ... كمخاريق بأيدي اللاعبين # ولصوت الرعد زجر وحنين ... ولقلبي زفرات وأنين # وأنادي (3) في الدجى عاذلتي ... وبك لا أسمع قول العاذلين # عيرتني بسقام وضنى ... إن هذين لزين العاشقين ومنها: [144ب] # قد بدا لي وضح الصبح المبين ... فاسقنيها قبل تكبير الأذنين # سقينها مزة صافية ... (5) عتقت (4) في دنها بضع سنين # نثر المزج على مفرقها ... دررا عامت فعادت كالبرين # مع فتيان كرام نجب ... يتهادون رياحين المجون # وعليهم زاجر من حلمهم ... ولديهم قاصرات الطرف عين # شربوا الراح على خد (6) فتى ... نور الورد به والياسمين PageV04P791 # رجلت (1) دايته عامدة ... سبج الشعر على عاج الجبين # لوت الصدغ على حاجبه ... ضمة اللام على عطفة نون # فترى غصنا على دعص نقا ... وترى ليلا (2) على صبح مبين # ويسقون إذا ما شربوا ... بأباريق وكأس من معين # ومصابيح الدجى قد أطفئت ... في بقايا من سواد الليل جون # وكأن الطل مسك في الثرى ... وكأن النور (3) در في الغصون # والندى يقطر من نرجسه ... كدموع أسبلتهن ms0996 الجفون # والثريا قد علت في (4) أفقها ... كقضيب زاهر من ياسمين # وانبرى جنح الدجى عن (5) أفقه ... كغراب طار عن بيض كنين # وكأن الشمس لما أشرقت ... فانثنت عنها عيون الناظرين # وجه إدريس بن يحيى بن علي ... بن حمود أمير المؤمنين # خط بالمسك على أبوابه ... ادخلوها بسلام آمنين # وينادي الجود في آفاقه ... يمموا قصر أمير المسلمين # ملك ذو هيبة لكنه ... خاشع لله رب العالمين # وإذا ما رفعت رايته ... خفقت بين جناحي جبرئين # وإذا أشكل خطب معضل ... صدع الشك بمصباح اليقين # وإذا راهن في السبق أتى ... وبيمناه لواء السابقين PageV04P792 # يا بني أحمد يا خير الورى ... لأبيكم كان رفد (1) المسلمين # نزل الوحي عليه فاحتبى ... في الدجى فوقهم الروح الأمين # خلقوا من ماء عدل وتقى ... وجميع الناس من ماء وطين # انظرونا نقتبس من نوركم ... إنه من نور رب العالمين قوله: " والندى يقطر ~~من نرجسه " ### | .... # البيت، أخذه من قول ابن الرومي، ونقص منه وقصر عنه حيث يقول (2) : # كأن تلك الدموع قطر ندى ... يقطر من نرجس على ورد وقوله: " وانبرى جنح ~~الدجى " ... البيت، مأخوذ من قول يزيد ابن الطثرية (3) حين حلق أخوه لمته ~~فقال (4) : [145أ] # وغود رأسي كالصخيرة أشرفت ... عليها عقاب ثم طارت عقابها وقوله: " وإذا ~~ما رفعت رايته " ... البيت، حسد ابن هانئ في هذيانه، وتقيله حيث يقول في ~~خذلانه (5) : PageV04P793 # أمديرها من حيث دار لطالما ... زاحمت تحت ركابه جبريلا وقوله في صفة ~~الثريا: " كقضيب زاهر من ياسمين " من أحسن ما سمعته في تشبيه الثريا مجددا، ~~وإن كان قد تقدم في تقسيم التشبيه وأحسن ما شاء فيه حيث يقول: # في الغرب كأس وفي مطالعها ... قرط وفي أوسط السما قدم وقد قال الناس في ~~الثريا فأكثروا، وأول من سمع له في ذلك الملك الضليل، حيث يقول (1) : # إذا ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفصل وقد قيل: إن ~~الثريا لا تتعرض، وإنما تتعرض الجوزاء، ولم تتزن له، أو وهم، وقال ذو الرمة ~~(2) : # قطعت اعتسافا والثريا كأنها ... على قمة الرأس ابن ماء محلق وقال أيضا ~~(3) : # أقامت به حتى ذوى العود ms0997 في الثرى ... وساق الثريا في ملاءته الفجر ~~PageV04P794 # وقال التهامي (1) : # وللثريا ركود فوق أرحلنا ... كأنها قطعة من فروة النمر وقال محمد بن هانئ ~~(2) : # وولت نجوم للثريا كأنها ... خواتم تبدو في بنان يد تخفى وكرر هذا التشبيه ~~في موضع آخر فقال (3) : # وحتى أرى الجوزاء تنثر عقدها ... وتسقط من كف الثريا الخواتم وقال آخر: # إلى أن تولت والثريا كأنها ... على حلة زرقاء جيب مدنر وقال ابن المعتز ~~(4) : # وكأن البدر لما ... لاح من تحت الثريا # ملك أقبل في تا ... ج يفدى ويحيا وقال المعري (5) : PageV04P795 # وقد بسطت إلى الأرض (1) الثريا ... يدا غلقت بأنملها الرهان # كأن (2) يمينها سرقتك شيئا ... ومقطوع على السرق البنان ومما قيل في ذكر ~~الثريا، وإن لم يكن فيه صفة تشبيه، قول الآخر (3) : # خليلي إني للثريا لحاسد ... وإني على ريب الزمان لواجد # أيجمع منها شملها وهي سبعة ... وأفقد من أحببته وهو واحد وقال المعري (4) ~~: # والثريا رهينة بافتراق (5) الشمل حتى تعد في الأفراد ... ولأبي زيد بن ~~مقانا، مما يتعلق بذكر الثريا من جملة قصيدة في مجاهد العامري، قال فيها ~~(6) : # ولما سقتنا من (7) إبريقها ... لثمنا يديها وخلخالها # وبتنا وباتت على ساقها ... تصفق للشرب جريالها # كأن نجوم الدجى روضة ... تجر بها السحب أذيالها # كأن الثريا بها راية ... يقود الموفق أبطالها PageV04P796 # في ذكر الشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل القرشي الأشبوني (1) # قال ابن بسام: وكان يعرف عندنا بالطيطل، ممن نظم الدر المفصل، لا سيما في ~~الزهد، فإن أهل أوانه، كانوا يشبهونه بأبي العتاهية في زمانه. # أنشدني الوزير الفقيه أبو عبد الله بن إبراهيم [145ب] قال: أنشدني أبو ~~الحسن الطيطل لنفسه يصف نملة (2) : # وذات كشح أهيف شخت ... كأنما بولغ في النحت # زنجية تحمل أقواتها ... في مثل حدي طرف الجفت (3) # كأنما آخرها قطرة ... صغيرة من قاطر الزفت # أو نقطة جامدة خلفها ... قد سقطت من قلم المفتي # تسري اعتسافا ولقد تهتدي ... (4) في ظلمة الليل إلى الخرت # تشتد في الأرض على أرجل ... كشعرة المخدج في النبت # تشهد أن الله خلاقها ... رازقها في ذلك السمت PageV04P797 # سبحان من يعلم تسبيحها ... ووزنها من زنة ms0998 البخت # فنسبتي منها لفرط الضنى ... (1) نسبتها منه بلا كت # كلا ولو حاولت من رقة ... لجلت بين الثوب والتخت # أرق من هذا وأضنى ضنى ... رقة ذهني وضنى بختي # لكن نفسي واعتلا همتي ... نجم لبيذخت كبيذخت وهذا من قول المتنبي (2) : # وعزمة بعثتها همة زحل ... من تحتها بمحل (3) الترب من زحل وأنشدني أيضا ~~له في الزهد: # يا غافلا شأنه الرقاد ... كأنما غيرك المراد # والموت يرعاك كل حين ... فكيف لم يجفك المهاد # فهي زادا وزد مزادا ... فقد طوى عمرك النفاذ # إذ سفر الموت في شحط ... والقرب منه هو البعاد # ما حال سفر بغير زاد ... والأرض قفر ولا مزاد # ضمر جوادا ليوم سبق ... لمثله يرفع الجواد # أين فلان وكم فلان ... قد غيبوا في الثرى فبادروا # لا تبغ دنيا فإن عنها ... ألمون المتقي يذاد # فابن لها بالتقى بروجا ... تأمن إذا روع العباد PageV04P798 # واعتبر الأرض كيف مدت ... فهي لهذا الورى مهاد # ثم السماء التي أظلت ... قد رفعت ما لها عماد # كما بناها يبني سواها ... كما بدانا كذا نعاد في ذكر الأديب أبي عبد الله ~~محمد بن البين (1) # أحد الشعراء المجيدين - كان - بحضرة بطليوس، مستظرف الألفاظ والمعاني، ~~وكان يميل إلى طريقة محمد بن هاني، على أم أكثر أهل وقتنا وجمهور شعراء ~~عصرنا، إليها يذهبون، وعلى قالبه وجدتهم يضربون؛ ومن أحسن شعر أبي عبد الله ~~قصائده التي على حروف المعجم، في أبي الأصبغ بن المنخر أيام استوزره ~~المنصور يحيى بن المظفر، [146أ] ووصله عليها بمائة مثقال. # فصل له من نثر جعله مقدم (2) تصنيفه، وصدر تأليفه # قال فيه: وما اختصصته بالثناء تشيعا للإخاء، ولكن لما قلت فيه: # تشيعت فيه للحقائق والعلا ... وما أنا فيه للهى متشيع ولقولي فيه (3) : ~~PageV04P799 # لم أرض إلا فيه نظم بدائع ... حسدته في منظومها الأمراء # مالت إليه بها حقائق سؤدد ... لا كالذي مالت به الأهواء # أهل المدائح سالك في منهج ... سلكت به من قبله (1) الآباء ولما قال أبو ~~الطيب (2) : # أحبك شا شمس الزمان وبدره ... وإن لامني فيك السها والفراقد # وذاك لأن الفضل عندك باهر ... وليس لأن العيش ms0999 عندك بارد فإيه أبا الأصبغ، ~~وفدت عليك، وصرت إليك، وإن كنت قد أهديت التمر إلى هجر، وحاسنت بقباحتي ~~القمر، فقد تمطر الدأماء (3) ، وللشاكرين على الله ثناء. # ومن تلك القصائد قصيدة مهموزة أولها (4) : # هل من الغمام الغادة الحسناء ... أسرت عليها الكلة الخضراء يقول فيها: # أسرى بها الغيران في أفق الدجى ... فتضوعت عن عرفها الأنواء # هل كان يطمع بالسرى في خفية ... ما للبدور إذا سرين خفاء # كيف (5) الخفاء وللشروق مجامر ... في جانبيك وللنسيم كباء PageV04P800 # يا ربة الخدر التي أضللتها ... يوم النوى ومحلها الأحشاء # لم كان والدك الطويل نجاده ... ليثا وأنت الظبية العفراء # أشبهته في فتكه يوم الوغى ... والسمهرية عينك النجلاء # وكما حكيت البأس فاحكيه الندى ... فيرى لديك كما لديه حباء # أخفى السرى وأذاعه إشراقه ... فالأرض منه منيرة زهراء # وكأنه عيسى يكتم جوده ... فيشيعه منا عليه ثناء # نشرت محاسنه قصائد جمة ... ملئت بها الخضراء الفخار رداء # أمي النجوم فخبري عن مجده ... فله هنالك في العلا نظراء وله فيه من أخرى ~~أولها: # أفي كلل الإظعان غزلان رملة ... أم احتملت فيها جآذر وجرة # ولما تولت بالجمال جمالهم ... تولى جميل الصبر يوم تولت # بوادي الكرى لاقيتها وهي عاطل ... فأرسلت در العين حين تجلت [146] # إذا نسمت ريح الصبا في جنابها ... ستعرف في أنفاسها حر لوعتي # وإن وردت ماء الفرات فإنها ... ستنكر في سلسالها طعم عبرتي وهذا كقول أبي ~~الطيب (1) : # أوما وجدتم في الشراب (2) ملوحة ... مما أرقرق في الفرات دموعي ~~PageV04P801 # وقال مهيار الديلمي (1) : # بكيت على الوادي فحرمت ماءه ... وكيف يحل الماء أكثره دم وقال ابن البين ~~من أخرى (2) : # غصبوا الصباح فقسموه خدودا ... واسترهفوا (3) قضب الأرك قدودا # ورأوا حصى الياقوت دون محلهم ... فاستبدلوا منه النجوم عقودا # واستودعاو حدق المها أجفانهم ... فسبوا بهن ضراغما وأسودا # لم يكف أن (4) خلفوا الأسنة والظبا ... حتى استنابوا (5) أعينا وخدودا # وتضافروا بضفائر أبدوا لنا ... ضوء النهار بليلها معقودا ومنها: # صاغوا الثغور من الأقاحة (6) بينها ... ماء الحياة لو اغتدى مورودا ومن ~~المدح: # أبني السيوف المشرفية نجدة ... وبني (7) السحاب المستهلة جودا ~~PageV04P802 # الدهر عندكم طريف محدث ... وفخاركم ما ms1000 زال فيه تليدا # عطرتم نفس الزمان فأصبحت ... آثاركم في الجيد (1) منه عقودا في ذكر ذي ~~الوزارتين أبي محمد بن هود (2) # كانت قد أزحته عن حضرة أسرته سرقسطة، أسباب غاب عني شرحها، فتحول على ~~رؤساء أفقنا، واتخذ آخر أمره حضرة بطليوس وطنا، فرحب به المتوكل فآواه، ~~وأجزل قراه، وولاه مدينة الأشبونة، ثم صرفه عنها، وصدر محمود السيرة منها، ~~وكان ممن تندر له الأبيات، وتستظرف له بعض المقطوعات، كقوله وقد سئل عما ~~اكتسبه في ولايته، فقال (3) : # وسائل لي لما ... صدرت عما وليت # ما نلت - قلت: ثناء ... يبقى معي ما بقيت # وإن أمت كان بعدي ... مخلدا لا يموت # عفت الفضول لعلمي ... أن ليس يعدم قوت # وصنت قدري منها ... تجملا فغنيت PageV04P803 # وهو القائل وقد خرج عن سرقسطة (1) : # ضللتم جميعا يال هود عن الهدى ... وضيعتم الرأي الموفق أجمعا # وشنتم يمين الملك بي فقطعتم ... بأيديكم منها وبالغدر إصبعا # وما أنا إلا الشمس (2) غير غياهب ... دجت فأبت لي أن أنير وأسطعا # وإن طلعت تلك البدور أهلة ... فلم يبق إلا أن أغيب وأطلعا # فلا تقطعوا الأسباب بيني وبينكم ... (3) فأنفكم منكم وإن كان أجدعا ~~واحترق له بيت أيام مقامه بطليطلة، فقال (4) : [147أ] # تركت محلي جنة (5) فوجدتها ... على حكم أيدي الحادثات جهنما # لتصطنع (6) الأيام ما شئن آخرا ... فما صنعت بي أولا كان أعظما وأنشدت له ~~مما نقش على رئاس سيف للمتوكل، وأخبر عنه (7) : # لا تخش ضيما ولا تمس (8) أخا فرق ... إذا رئاسي في يمنى يديك بقي # أصبحت أمضى من الحين المتاح فصل ... على الكماة وبي عند الوغى فثق # لولا فتور بألحاظ الظباء إذن ... لقلت إني أمضى من ظبا الحدق PageV04P804 # ويتطرف هذا المعنى قول ابن شرف (1) : # لم يبق للظلم في أيامهم أثر ... إلا الذي في عيون الغيد من حور ولابن هود ~~في المتوكل أيام سلطانه بيابرة (2) : # يا خائف الدهر يمم أرض يابرة ... تأمن وتكفي الذي تخشى من الحذر # وواصف البحر في شتى عجائبه ... حدث بلا حرج عنه وعن عمر # وكم سمعنا قديما عن مكارمه ... حتى رأينا فأزرى الخبر بالخبر في ذكر ms1001 ~~الشيخ الأديب أبي عمر فتح بو برلوصة البطليوسي (3) # من نبهاء العصر المقلين في الشعر، إلا أن أبياته نوادر سوائر، وهو القائل ~~في ابن برد (4) : # إن ابن برد لفتى ماجد ... ونفسه بالجود مفتونه # مددت كفي نحو بلوطة ... فقال: دعها وخذ التينه وأنشدت له: # وشادن طلبته مقلتي بدمي ... فأطلعت لي في خديه منه أثر PageV04P805 # وقام بين يديه الخال يعذرني ... وقد تعمم بالاظلام (1) فوق قمر # كأنما حل جيش الحسن صفحته ... وكر لليل فيه فارس فأسر وأخبرني غير واحد ~~من أدباء عصرنا، قال: دخل لمة من الأدباء دار الأديب أبي مروان بن الصقيل ~~اليابري، فرأوا في بيته سيفا معلقا، فقالوا له: أي شيء تصنع بهذا السيف - ~~فقال: أعددته للمخانيث العتاة نظرائكم، فاهتبل بعضهم غرته حتى أهذ السيف، ~~ثم قاموا به عليه وقال: والله لنقتلنك أو تكتب لنا كتابا بخط يدك، يتضمن ~~أنا هتكنا حريمك، وعجمنا ميمك؛ ولما رأى الجد، ولم يجد من بد، كتب لهم بذلك ~~خط اليد، فخاطب أبو عمر هذا بهذه الأبيات بعض (2) إخوانه: # زرنا أبا مروان شيخ المجون ... ونحن لا ندري سوى الظرف دين # فقام يدعونا إلى نفسه ... بدمع (3) جار وصوت حنين # قلنا (4) له قد يرفع الدهر من ... آه وندريك رفيق (5) اللدين # وممكن أن (6) تتناسى لنا ... ذلك أو تلفى من الجاحدين # اكتب لإخوانك رفقا بهم ... صكا بما عندك يستظهرون [147ب] # فإذ قضانا صكنا وانحنى ... قمنا على منبره منشدين # سبحان من سخر هذا لنا ... منه وما كنا له مقرنين PageV04P806 # فقال أبو مروان بن الصيقل في ذلك: # يا رب مفعولين قالوا أعطنا ... خط يد في أننا فاعلون # قلت لهم خطي مباح لكم ... أكتب فيه كل ما ترغبون # فمن رأى الخط الذي هم به ... قبل اشتهار الأمر مستظهرون # يشهد بأن الخط واللفظ لي ... وأنهم في قولهم يكذبون وانتهت الأبيات إلى ~~الفقيه أبي عبد الله (1) بن القلاس فكتب إلى ابن الصيقل بأبيات منها: # قل لأبي مروان شيخ المجون ... شاعر ذا العصر العزيز القرين # قال ابن فتح إنه كان قد ... ولم يقل أكثر للمخبرين # وقد حكى ms1002 أن له شاهدي ... عدل على ذاك من الصالحين # فإن يكن حقا فلا تكتئب ... إبليس جان مثل ذا كل حين # فالعزم أن تقصده ضارعا ... إليه سرا فسعاه يلين # واسأله أن يستر ما جاءه ... فان أبي فاجحد وزده يمين فأجابه ابن الصيقل ~~بأبيات منها: # أهكذا يفعله الصالحون ... تقبل أيمانا من الفاسقين -! # لا تعتقد من شاعر لفظة ... ولو غدا من أزهد الزاهدين # يريد أن يخفي صبحا وهل ... يخفى سنا الصبح على الناظرين # إن كان غرتك يمين له ... واحدة خذني بألفي يمين PageV04P807 # في ذكر الأديب أبي عمر يوسف بن كوثر الشنتريني (1) # أنشدت له من كلمة أولها: # ألا لا يفند عاشقا من له ذهن ... فوالله لولا العشق ما عرف الحسن ومنها ~~في أحد تلامذ عصره (2) : # مررت به يوما يغازل مثله ... وهذا على ذا بالملاحة يمتن # فقلت اجمعا بالوصل رأيكما فما ... لمثلكما كان التغزل والمجن # عسى الصب يقضي الله بينكما له ... بخير فقالا لي اشتهر العسل السمن # فجاءهما دب فأحرز ذا وذا ... وما لامرئ من ريب أيامه أمن وأنشدت له في ~~كلمة أولها: # حل لسيوف الحب دمي ... (3) ما مثلي منه بمخترم # وفؤادي فيه (4) يساعفها ... ويريها اللذة بالألم [148أ] # فمتى لحظت (5) بشرا حسنا ... (6) تلتذ بصورته تهم PageV04P808 # يا أملح معشوق نعتا ... واسما فلنعتك أنت سمي # شعشع بوصالك كأس دلا ... لك تطف بذلك من ضرمي في ذكر الأديب أبي الوليد ~~المعروف بالنحلي (1) # كان باقعة (2) دهره، ونادرة عصره، ولم يصد دراهم ملوك عصرنا إلا بحر ~~النادرة والتوقيع، وقد اندرجت له عدة مقطوعات في تضاعيف هذا المجموع، وكان ~~يضحك من حضر، ولا يكاد يبتسم هو إذا ندر، وهو القائل يصف طلوع الشمس ~~ومقابلة القمر لها: # أما ترى الشمس وهي طالعة ... تمنع عنها إدامة النظر # حمراء صفراء في تلونها ... كأنها تشتكي من السهر PageV04P809 # مثل عروس غداة ليلتها ... تمسك مرآتها من القمر # أو صورة المجد وهي ماثلة ... تنظر قدامها إلى عمر ومن أحسن ما سمعت في ~~وصف (1) الشمس قول متوكل بن أبي الحسن (2) : # كأنما الشمس مرآة مجردة ... وقد غدا المغرب الأقصى لها سفطا ms1003 ومن نوادر ~~(3) الآفاق، الحلوة المساق، الغريبة الاتفاق، خبر النحلي مع المعتمد بن ~~عباد، وذلك أنه مشت بين يديه يوما بعض نسائه، في غلالة لا تكاد تفرق بينها ~~وبين جسمها، ولها ذوائب تخفي إياة الشمس في مدلهما، فسكب عليها إناء ماورد ~~فامتزج الكل لينا واسترسالا، وتشابه طيبا وجمالا، فأدركت المعتمد أريحية ~~الطرب، ومالت بعطفيه راح الأدب، فقال: # وهويت سالبة النفوس غريرة ... تختال بين أسنة وبواتر ثم تعذر عليه ~~المقال، أو شغلته تلك الحال، فقال لبعض الخدم القائمين على رأسه: سر إلى ~~النحلي وخذه باجازة هذا البيت، ولا تفارقه حتى يفرغ منه، فأضاف النحلي ~~إليه، لأول وقوع الرقعة بين يديه، هذه الأبيات (4) : PageV04P810 # راقت محاسنها ورق أديمها ... فتكاد تبصر باطنا من ظاهر # وتمايلت كالغصن في دعص النقا ... تلتف في ورق الشباب الناضر # يندى بماء الورد مسبل شعرها ... كالطل يسقط من جناح الطائر # تزهى برونقها وعز جمالها ... زهو المؤيد بالثناء العاطر # ملك تضاءلت الملوك لقدره ... وعنا له صرف الزمان الجائر # وإذا لمحت جبينه ويمينه ... أبصرت بدرا فوق بحر زاجر فلما قرأها المعتمد ~~استحضره وقال له: أحسنت، أو معنا كنت - فأجابه النحلي بكلام معناه: يا قاتل ~~المحل، أو ما تلوت {وأوحى ربك إلى النحل} (1) (النحل: 67) # في ذكر الوزير الكاتب أبي بكر محمد بن سوار الأشبوني (2) # [148ب] وأبو بكر في وقتنا واحد عصره، وله عدة قصائد في ملوك قطره، قالها ~~تحببا لا تكسبا، وعمر مجالسهم بها وفاء لا استجداء، فلما خلع ملوك الأندلس ~~حالت به الحال، وتقسمه الإدبار والإقبال، ثم أسره العدو بعقب محنة، وبين ~~أطباق فتنة، وقيد بقورية من عمل الطاغية ابن فرذلند، ثم خرج من وثاقه، خروج ~~البدر من محاقه، وتردد في بلاد أفقنا يحمله قرب على بعد، ويكله سعيد إلى ~~سعد، حتى PageV04P811 # ضاقت عنه الخطوب، ومله السرى والتأويب. واتفق له أن أسمع الله صوته من ~~وراء البحر المحيط الفقيه الأجل قاضي القضاة بالمغرب. وسلالة الأطيب ~~فالأطيب، أبا الحسن علي بن القاسم بن عشرة، فأجابه وأباه (1) وجذب بضبعه ~~واستدناه، فأعاد هلاله بدرا، وصير خله ms1004 خمرا، ولبني القاسم (2) في الجود خيم ~~كريم، ولهم تقدم مشهور معلوم؛ بلغني أن جدهم الأكبر أحمد بن المدبر، حامل ~~تلك الفضائل، وصاحب الأعمال الجلائل، إذ كان أحد نجوم تلك الآفاق، ببلاد ~~الشام والعراق، واشتهار معرفة قدره، يمنع عن ذكره، لكني ألمع هنا بلمعة من ~~أمره. # قرأت في الكتاب الكبير لليعقوبي في الدولة العباسية قال: كان لأحمد ابن ~~المدير منزلة عند المتوكل جعفر، وكان قد قلد ديوان الضياع لإبراهيم ابن ~~العباس الصولي، قال وهب بن سليمان بن وهب: وكنت أكتب له، وكان رجلا بليغا، ~~ولم يكن له في علم الخراج تقدم، وكان بينه وبين أحمد ابن المدبر تباعد، ~~وكان أحمد نسيج وحده، فدخل على المتوكل وقال له: قلدت ديوان الضياع إبراهيم ~~بن العباس فضاع، فقال له المتوكل جعفر: غدا يحضر، وتتكلم في أمره بما يظهر؛ ~~فبلغ ذلك إبراهيم فاغتم لمعرفته أنه لا يفي بابن المدبر، وحضرا من الغد، ~~فقال له المتوكل (3) : تكلم يا أحمد PageV04P812 # فذكر أشياء صدق فيها، وإبراهيم ساكت، فقال له المتوكل: يا إبراهيم ألك ~~جواب على كلامه؛ قال: جوابي يا أمير المؤمنين في بيتي شعر إن أذن لي ~~قلتهما، قال: قل، فأنشد (1) : # رد قولي وصدق الأقوالا ... وأطاع الوشاة والعذالا # أتراه يكون شهر صدود ... وعلى وجهه رأيت الهلالا فقال المتوكل: زاه زاه!! ~~أحسنت والله، إيتوني بمن يلحن هذا، وأحضروا الندمان، ودعونا من أخبار ~~الديوان، وخلع على إبراهيم. # وخلا المتوكل يومه بلهوه، وبقي إبراهيم مغموما في منزله، فقيل له: هذا ~~يوم سرور بما جدد عليك من النعمة، وخصصت به من الكفاية بدل النقمة، فقال: ~~الحق بمثلي أولى وأشبه، وما أدفع أحمد بن المدبر، ولا كذب في شيء مما ذكره، ~~ولا أنا ممن يعشره في الخراج، كما لا يعشرني في البلاغة، وإنما ظهرت عليه ~~في يومي هذا بالهزل، فما لي لا أبكي فضلا عن أن اغتم، من زمان يدفع فيه ~~الحق بالباطل -! وسيكون لهذا وشبهه نبأ بعد. # وقال يوما يحيى بن أكثم القاضي لابن المدبر بحضرة المتوكل جعفر: أنت كاتب ~~تتفقه وتذكر ms1005 أنك لا تلزم الناس بالأموال إلا بحجج فقهية: من كتب للنبي عليه ~~السلام - قال أحمد: ليس على الكاتب علم ذلك، ولا تعلمه أيضا على الفقيه، إذ ~~لا يحلل حلالا ولا يحرم حراما، وقد روي أن PageV04P813 # عثمان وعليا وزيد بن ثابت وحنظلة ومعاوية وغيرهم كتبوا له صلى الله عليه ~~وسلم، ولكن من الذي على عهده عملك فأمر بقتله -! يعرض له بما كان ينسب لابن ~~أكثم من اللواط - فخجل، واستفرغ ضحكا المتوكل، فكان ذلك سبب العداوة ~~بينهما؛ وأخباره كثيرة مأثورة. # جملة من شعر أبي بكر بن سوار في أوصاف شتى # [139أ] له من قصيدة أولها (1) : # إياك من ظبية في ذلك الكنس ... فإنها أخت ذاك الضيغم الهرس # كم نم (2) بي جرس قرطيها وساعدني ... ما في الخلاخل من صمت ومن خرس # ما ظبية المكنس العفراء همت بها ... (3) وإنما تيمتني ظبية الأنس ومنها ~~(4) : # ما يعرف العرف المسواك من سبب ... إلا من الشنب المعطار واللعس # يا ربة الخدر حيث النجر من (5) أسد ... والموج من زرد والسيف من فرس # رسوم دارك في يبرين دارسة ... وفي الحشا لك ربع غير مندرس # قس ما تشاء تجد بي مثله عوضا ... وبالزمان الذي ولى فلا تقس PageV04P814 # ألست تذكر يوما حين زرتهم ... والدهر يخرج من عيد (1) إلى عرس # نزلت في موضع حف الغدير به ... كما يحف اخضرار الليل بالغلس # ... (2) فإن تهادي قليلا صار كالترس> # ترى بها الحوت حول الماء جثته ... (3) [ ... ] ما يرمي من النفس # كأن جود (4) علي جاد لجته ... فليس يخشى (5) عليه آفة الدرس # مطهر لم يدنس عرضه بخل ... وجوهر الشمس معصوم من الدنس وكان أسر على ما ~~ذكرته، وبقي معتقلا بمدينة قورية، إلى أن خرج من وثاقه، وقال في ذلك قصيدة ~~يصف كيفية القبض عليه، قال فيها (6) : # وليل كهم العاشقين قميصه ... ركبت دياجيه ومركبها وعر # سريت وأصحابي يميلهم الكرى ... فهم منه في سكر وما بهم سكر # رميت بجسمي قلبه فنفذته ... كما نفذ الإصباح إذ فتق الفجر PageV04P815 # ولما بدا وجه الصباح تطلعت ... خيول من الوادي محجلة غر # فقلت لهم: خيل النصارى فشمروا ms1006 ... إليها وكروا هاهنا يحسن الكر # وكانت حميا النوم قد صرعتهم ... ففلوا ولوا مدبرين وما فروا # وأفردت سهماص واحدا في كنانة ... من الحرب لا يخشى على مثله الكسر # وكنت عهدت الحرب مكرا وخدعة ... ولكن من المقدور ما لامرئ مكر # فطاعنتهم حتى تحطمت القنا ... وضاربتهم حتى تكسرت البتر # أضرج أثوابي دما وثيابهم ... كأن الذي بيني وبينهم عطر # وأحدق بي والموت بكشر نابه ... ومنظره جهم وناظره شزر # فأعطيتها وهي الدنية صاغرا ... وقد كان لي في الموت لو يدني عذر # فطاروا وصاروا بي إلى مستقرهم ... يصاحبني ذل ويصحبهم فخر # فقال العذارى حرقوه مقارضا ... فمن قتله الفتيان عطلت البكر ومنها: # فجاءوا بأنواع الكبول ونظموا ... سلاسل في جيدي كما ينظم الدر # وساقوا كلابا كالفحولة أجسما ... لها أعين خضر ملاحظها شزر # فقالوا اعطنا ألفا فقلت مضاعفا ... (1) [] # سبحان ربي ما أجل جلاله ... تخلصني منها له الحمد والشكر [149ب] # فضاقت علي الأرض حتى كأنها ... بما رحبت ما كان في طولها فتر # فناديت في حول من الدهر كامل ... ألا رجل حر ألا رجل حر # وإن وراء البحر أروع ماجدا ... بعزته الغراء يستنزل القطر # ألا خبراني ابني أبي هل أتاكما ... وشيكا عن القاضي أبي حسن ذكر ~~PageV04P816 # سلا عن سلا هل من علي حقيقة ... فإني في أحشاء قورية سر # ألا إنما الدنيا علي وقربه ... وإلا فإن الأرض عامرها قفر # بعدل علي تعمر الأرض كلها ... وتتسع الدنيا ولو أنها قبر # حنيني إليه موثقا ومسرحا ... كما جن للبر الذي يغرق البحر وله من قصيدة ~~في قاضي الجماعة أبي عبد الله بن حمدين: # من معشر حمدوا فأحمد سعيهم ... (1) فلذاك ما سموا بني حمدين # مضت القرون ومرت الدنيا ومن ... فيها وما جاءت لهم بقرين # لله درك أيها القاضي فما ... حبل الرجاء لديك غير متين # ولقد ذكرتك والعدو يعضني ... والعلج يلطم صفحتي وجبيني # يوم العذاب وللكلاب تضور ... حولي ونشاب الردى ترميني # وتوهمني بالغنى وأضر بي ال ... مال الذي أخذوه إذ أخذوني # قالوا: اعطنا ألفا فقلت مضاعفا ... لما رأيت الموت ملء جفوني # فبقيت عاما في الإسار مصفدا ... بسلاسل ms1007 ضربا من التنين # لما يئست ولم تكن لي حيلة ... أرسلت في ابن أبي فكان ضميني # (2) وتركته بيد العدو موثقا ... في ذل أغلال وضيق سجون # وردت رسائله علي فتارة ... يشكو إلي وتارة يشكوني # فقلوبهم كالقلب في خفقانه ... وعيونهم في جريها كعيون # فأتيت نحوك والرجاء يقودني ... وجميل ذكرك خلفه يحدوني PageV04P817 # وله من أخرى في القاضي أبي الحسن بن القاسم (1) : # ساروا وحبل وصالهم مبتوت ... فسلوا نجوم الليل كيف أبيت # بانوا وروحي عندهم وحشاشتي ... وتظن أنهم مضوا وبقيت # أسفي على وادي الأراك وإنما ... يتأسف المحزون وهو يموت # أنحي على الأقراط ناطقة ولا ... أنحي على الخلخال وهو صموت # لا تأخذوا في اللوم لست بسامع ... إن الملامة في الهوى تعنيت ومنها في ~~المدح: [150أ] # لو أن وفقك في القلوب مركب ... لم يلتقم في البحر يونس حوت # ولقد حملت من الوقار سكينة ... لم يحتملها قبلك التابوت وله فيه من أخرى ~~أولها: # من لظى قلبي اقتدح لا من زناد ... ودموعي استسق لا صوب الغوادي # اصرفوا نومي ليدني طيفكم ... وهنيئا ما غصبتم من فؤادي # أنتم الأحباب في حكم الهوى ... فارفقوا لا تفعلوا فعل الأعادي # جسدي أنحل من سركم ... في تناجيكم به يوم البعاد # تكمن الشحناء في أحشائهم ... ككمون الجمر في جوف الرماد # يحمد النجم الثريا ألفتي ... ولقد يبكي سهيل لانفرادي # ما مرادي أن أرى منفردا ... رب محمول على غير المراد # لا سقى الروض غمام ساكب ... ليس يسقي معه شوك القتاد PageV04P818 # ومن المدح: # إن من بعد بني القاسم لا ... أحد يملأ عينا من جواد # نسب مطرد من شرف ... ككعوب الرمح ذات الإطراد # وقبيل كله من عزة ... كظبا الهندي في يوم الجلاد # وبنو عشر ذوو العلياء لم ... يخلقوا إلا لكف وذياد # وعفاف واعتكاف وتقى ... ووفاء وعطاء وأيادي وله فيه من أخرى (1) : # بدت الغزالة والغزالة وجهها ... وتكلمت فسمعت ظبيا يبغم # خالستها وتبسمت فظننتها ... عن مثل ما في نحرها تتبسم # فتشابهت منها الثلاثة أضرب ... عقد وثغر طيب وتكلم # لو كان مرئيا جمان حديثها ... لرأيت من أجل شيء ينظم # ومضت تجر وراءها شعرا كما ms1008 ... أعطاك جانبه الغراب الأسحم # يمحو مواقع إثرها فكأنه ... يخفيه عن عين الرقيب ويكتم # والمسك فوق الترب من أردانها ... خط كما رقم الرداء المعلم # ما لي وما لك يا (2) غيور تسومني ... خطط الردى وأنا المعني المغرم # هلا اتقينا حيث (3) تنتثر الظبا ... والهام تسقط والقنا تتحطم # والجو أدكن بالغبار قميصه ... والجيش أرعن والخميس عرمرم # وكأن يوم الحشر (4) يوم جموعنا ... وكأن غلي الحرب فيه جهنم PageV04P819 # وكأن كل كمي حرب مارد ... تهوي إليه من الأسنة أنجم # ومدربين على الطعان لقيتهم ... وكأنهم في الشمس ليل مظلم [151ب] # لبسوا جلود الرقم واعتقلوا القنا ... فرأيت كيف يجر أرقم أرقم # حتى علوناهم بكل مهند ... (1) يبكي فتحسبه لهم يترحم # ذو خطبة في الهام يسمع صوتها ... في كل قطر وهو لا يتكلم # ولقد سلمت من الصوارم والقنا ... (2) لو كنت من فتكات رميك أسلم # أعلي يا ابن القاسم بن محمد ... بيني وبينك عروة لا تفصم # رد التحية مثل ودي غضة ... إني عليك مع النسيم مسلم # ولقد كتبت وأدمعي منهلة ... والقلب فيه جذوة تتضرم # أمن السوية أن أكون كما أنا ... فيفوز غيري بالنعيم وأحرم # والله يرضى عنك من حكم فقد ... وافيت حكم الله فيما تحكم # إن بنت عنك ولم ترده فإنه ... بعضي لبعضك في فراقك يخصم # ولقد ندمت على فراق سلا كما ... ضعف (3) الندامة حين أهبط آدم وهذا كقول ~~الآخر: # كآدم حين عصى ربه ... عوض بالدنيا من الآخره قوله: " يجر أرقم أرقم "، ~~كقول ابن اللبانة، وقد تقدم (4) : PageV04P820 # فقلت الصل أتبع ضيغما ... وقوله: " والمسك فوق الترب " ... البيت، كقول ~~ابن شهيد: # وولت وللمسك من ذيلها ... على الأرض خط كظهر الشجاع (1) وله فيه من قصيدة ~~أولها: # إلى ضوء ذاك البارق المتعالي ... حننت وحنت (2) أينقي وجمالي # تألق يزجي عارضا مثل أدمعي ... ويحكي فؤادي خفقه المتوالي # فلولا شمالي في زمام شملة ... لطارت إليه في صبا وشمال # إلى مسقط الغرس الذي كان غرسها ... به لا إلى سدر هناك وضاك # ولم تنسها الأرطى رياض ترودها ... لدى مورد عذب المياه زلال # وحبب للإنسان أول موطن ... وإن كان في حاشاه ناعم ms1009 بال # هم بعثوا طيف الخيال الذي سرى ... فعانق جسما مثل طيف خيال # وأقبل من تلقائهم فكأنه ... مغلفة أعطافه بغوالي ومنها: # فيا دارهم بالحزن حزني (3) مجدد ... عليك، وقلبي ليس عنك بسالي # أرى أعينا صورا إلي كثيرة ... ومن دون أن ألقاك سور عوالي (4) # وأبيض هندي كأن بحده ... مطار ذباب أو مدب نمال PageV04P821 # جرى فوقه ماء الفرند وتحته ... وجال على متنيه كل مجال # وقد أظهرت فيه المنايا نفوسها ... كما خوضت لج السراب سعالي ومن المدح ~~(1) : # ولم يحكمهم صوب الحيا لكن اغتدى ... بما فيهم من شيمة وخلال # وجاءوا على جيد الزمان قلائدا ... وأفعالهم فيها ضروب لآل [151أ] # أقاموا لواء المكرمات وخيموا ... من المجد والعلياء تحت ظلال # إذا احتجبوا لم يستر الحجب نورهم ... وإن طلعوا كانوا بدور جمال # أو انتسبوا في المجد كان انتسابهم ... لأعظم عم أو لأكرم خال # وإن ورث العلياء عنهم عليها ... فلا بدع في حال وراثة عال # سكينته من أعفر (2) ويلملم ... وبعض رجال في سكون جبال # إليك رمتنا العيس حتى كأنها ... من الوهن أقواس رمت بنبال وهذا لفظ أبي ~~العرب الصقلي (3) ، وهو معنى قد نبهت عليه في تضاعيف هذا التأليف: # وحط بنا عن ناجيات كأنها ... قسي رمت منا البلاد بأسهم وكذلك قوله: " جرى ~~فوقه ماء الفرند " لفظ ابن المعتز (4) : # جرى فوق متنيه الفرند كأنما ... تنفس فيه القين وهو صقيل PageV04P822 # وفي أشعار أبي بكر تلفيق كثير، على تدفق نحيوته، وقوة غريزته، كقوله في ~~قصيدة، منها: # وفتية من أعاريب كأنهم ... أسد على اعةجيات سراحيب # لا يلبسون جلود الرقم سابغة ... حتى تخاط بأحدق اليعاسيب # ولا تبيت على قرب محلتهم ... إلا يبيت حماهم غير مقروب # يا كم مضيت (1) وغول الهول يتبعني ... وكم سريت وسيل الليل يرمي بي # ملابسا ما تراه العين ملتبسا ... ليلا مع الليل أو ذئبا مع الذيب # وأطرق الفتيات البيض لابسة ... لبض الجلابيب في سود الجلابيب # والقرط كالقلب من خوف ومن حذر ... كأنه هو في خوف (2) وتعذيب # لم آتها قط إلا نم بي وبها ... واش من الحلي أو واش من الطيب # ولا انتهيت إلى ms1010 أطناب قبتها ... إلا على ظهر مطعون ومضروب # بأبيض بدم الأجساد مغتسل ... وأسمر بدم الأكباد مخضوب # والطبع أكرم في تركيب خلقته ... من أن أكون محبا غير محبوب # إن كنت يا دهر لم تحسن معاشرتي ... فيما مضى فلقد أحسنت تأديبي # أجرب الناس في ضيق وفي سعة ... والناس صنفان في حدج التجاريب # وما على العود أن يهدي نوافحه ... إلا على لهب بالجمر مشبوب # ويطلب الجود من قوم وجود بني ... عشر يجيئك عفوا دون مطلوب # محاسن ثقفت منها أوائلهم ... كما تثقف أنبوب بأنبوب وقال من أخرى، وذكر ~~حمامة: PageV04P823 # بكت لم تسل دمعا ولا هي أعربت ... ولا أفصحت معنى بلحن كلام # ولم أر أشجى من بكاء بعثنه ... فزدن به في لوعتي وغرامي [151ب] # نوائح ما غاضت دموع جفونها ... على السكب إلا والضلوع حوام # وما ذلك المحمر فيهن خلقة ... ولكنها (1) مما بكين دوامي ومنها: # سقى منزلا بالغرب منسكب الحيا ... وجاد عليه كل أسحم هامي # بحيث بنو عشر تنير وجوههم ... كمات طلعت ليلا بدور تمام # فما أكثر المثني عليهم سجية ... وما أشبه النعمى بطوق حمام # رعى الله فيكم ذمة المجد والعلا ... فلا خلق أرعى منهم لذمام وله فيه من ~~أخرى (2) : # إذا نزل العافون في عقر داره ... فقد نزلوا في غبطة وأمان # بحيث حياض (3) الجود زرق مياهها ... ومزن العطايا دائم الهطلان # وللغيث أوقات يفاجئ صوبه ... ونائله ينهل كل أوان # أغر طليق الوجه يهتز للندى ... كما اهتز مصقول الفرند بماني # فما لعلي في البرية مشبه ... وما لعلي في الأنام بثاني # فلو أنني في الوصف لم أذكر اسمه ... دروه وقالوا: ذي صفات فلان ~~PageV04P824 # وله فيه من أخرى عند صدره من حضرة أمير المسلمين: # مضيت بوجه السعد وهو طليق ... وأبت بثوب النجح وهو يروق # لقيت أمير المسلمين مقربا ... كما يتلاقى شائق ومشوق # رآك وللإسلام نصحك كله ... وعهدك في ذات الإله وثيق # تلقاك بالبشر الذي أنت أهله ... فقالوا: أب حان عليه شفيق ومنها: # ولما طغى قوم وفرت لحومهم ... فعاج فريق واستقام فريق # وضلت حلوم (1) بالجهالة مثلما ... أضل سواع معشرا ويعوق # وجاءوك بالمكر ms1011 الكريه وإنما ... بصاحبه (2) المكر الكريه يحيق # أراهم مكان الفضل منك فروعوا ... كما انشقت ريح الغضنفر نوق # وفروا ولولا حسن رأيك فيهم ... لما حملتهم بعد ذلك سوق # فلا عدموا منك الذي عهدوا فما ... بغيرك غفران الذنوب يليق # توسعت فضلا في ولى وحاسد ... ولم يك في باع المكارم ضيق # كرمتم فروعا في المعالي حميدة ... وطابت أصول منكم وعروق وله فيه من ~~أخرى، وكتب إليه (3) بها من تلمسان وأولها (4) : # لعل إياب الظاعنين قريب ... فترجع أيام الحمى وتؤوب PageV04P825 # مغاني تلاقينا وعهد اجتماعنا ... وليس علينا للزمان رقيب # وأيامنا بيض الليالي ودهرنا ... من الحسن ما للشمس فيه غروب # بها كان يدعوني الهوى فأجيبه ... مطيعا وأدعو بالهوى فيجيب [152أ] # وأرمي المها عن ناظري فتصيبها ... سهامي وترميني المها فتصيب # وفي الخدر مكحول الجفون صفاته ... من السحر معسول الرضاب شنيب # إذا ما (1) أدار الكأس من مثل ريقه ... تمايل غصن وارجحن كثيب # فأجفانه سكرى ونحن وقده ... وكل بما استولى عليه مريب # ويهتز نوار الملاحة حوله ... فيعبق من أنفاسه ويطيب # على مثل أيام الزمان الذي مضى ... تشق قلوب لا تشق جيوب ومنها: # أمثل علي تطلب العين أن ترى ... ومثل علي في الملوك غريب # فتى يهب الدنيا ويرتاح للندى ... كما اهتز غصن البان وهو رطيب # وتأتي عطاياه اطراد خصاله ... كما اطردت للسمهري كعوب # وإن كنت قد أضربت عن مدح غيره ... (2) فليس له في العالمين ضريب # أحب سلا من أجل كونك (3) في سلا ... فكل سلاوي إلي حبيب # لصيرتها مصرا فنيلك نيلها ... وكفاك بطحاها وأنت خصيب PageV04P826 # وقد كرر هذا المعنى فيه أبو بكر، في مواضع من شعره، منها قوله من قصدية ~~(1) : # يقول رجال غير ما يفعلونه ... وإن عليا قائل وفعول # فلا تطلبوا في ساحة الأرض مثله ... فمثل علي في الملوك قليل # ولولا ما كانت سلا دار هجرتي ... ولا كان لي عمن أحب رحيل # فألفيتها مصرا وأنت خصيبها ... وكفاك بطحاها ونيلك نيل ولما توفي سنة ~~اثنين وخمسمائة قال فيه يرثي: # العيش بعدك يا علي نكال ... لا شيء منه سوى العناء ينال # يا عثرة عثر الزمان ms1012 بأهله ... ليت الزمان من الزمان يقال # يا عصمة الفقراء بل يا مالهم ... هيهات ما للناس بعدك مال # أبكيك بالدم لا بدمعي إنه ... يبكي سواي به وذاك محال # دنيا ظفرت وما متاعك كله ... إلا سراب يضمحل وآل # قد كنت مشغولا به متوقعا ... ولذي الوفاء بغيره أشغال # فالآن ها أنا لا أبالي عن أسى ... وقع التوقع فاستراح البال # قد كنت آمالي التي أنا طالب ... جهدي ومت فماتت الآمال # لا الظل ظل بعد فقدك يا أبا ... حسن ولا الماء الزلال زلال ومنها: # كنت (2) الصفوح عن المسيء ولم يكن ... إلا الجميل لديك والإجمال # حطوا عن الأكوار قد مات الذي ... يتحمل الأعباء وهي ثقال PageV04P827 # مذ ودع القوال والفعال ما ... في الأرض قوال ولافعال (1) [152ب] # وتهدم الجبل المنيف فزلزت ... رتب العلا ومن الرجال رجال # فلأجعلن حجي لقبرك إنه ... للخير فيه وللتقى أوصال # كلا عيالك لكن [ ... ] ... (2) فجميعنا لك يا علي عيال # أين العزاء فقد أديل بأحمد ... دول الأفاضل بالبنين تدال ومنها: # طوقتني النعمى فصرت حمامة ... تشدو وغصنك ناضر ميال # وإذا الأيادي لم تكن مشكورة ... للمنعمين فإنها أغلال ومن مدائحه في ~~الفقيه القاضي أبي العباس ابنه (3) ، له من قصيدة أولها (4) : # بعثت إليك من البراق خيالها ... فأراك شكلك حاملا أشكالها # هل ينكر الغيران مني وقفة ... وقفت أماني النفوس حيالها # في ليلة عبث المحاق ببدرها ... غصبا فقصر عمره وأطالها # سوداء أشرق نجمها فلو أنني ... أجري على فلك لكنت هلالها # ولقد فتكت بقرطها وبمرطها ... حتى هتكت حجولها وحجالها PageV04P828 # ومن المدح: # ما الخطة العلياء زانته، (1) بلى ... هو زانها حتى أتم كمالها # ويشق ماء العتق صفحة خده ... شق الفرند من السيوف صقالها # وبأحمد بن علي بن القاسم بن ... محمد درت المكارم حالها # هو لفظة من منطق الدنيا بها ... فخر الزمان على بنيه فقالها # من كل مكتهل الوقار وأزهر ... لبسوا الشبيبة فاكتسوا سربالها # يمشون فوق الأرض تحت حلومهم ... فتخالهم أوتادها وجبالها # لولاهم لتحركت جنباتها ... من جرفة ولزلزلت زلزالها وله من أخرى (2) : # أمعاهد (3) المدح الذي غادرته ... مغدى لبارقة المها ورواحها # واد إذا ضرب الهجير رواقه ms1013 ... أهدى إلى مهج القلوب رواحا (4) # إن كانت الأرواح من ماء فمن ... ذاك المجاج تكونت أرواحا # فأتت تقبلني فقلت لها أمسكي ... عني فإني لا أقارب راحا # فمضت وقد أخجلتها فتبسمت ... فرأيت في أرض العقيق أقاحا # حتى إذا ما الروض نبهه الندى ... فتحت عيونا كالعيون ملاحا ومن المدح: ~~PageV04P829 # طالبتها أدبا فسال توقدا ... وطلبته كرما فذاب سماحا وله فيه من قصيدة ~~كتب بها إليه من تلمسان، أولها: # على طول ما أبكي تعاتبني عتبا ... فياليت شعري هل يكون لها عتبي # سرى جانب من جانب الغرب خافق ... خفوق فؤاد الصب قد فارق الحبا # فما قنعت في الحرب بيض صوارم ... بأيدي كماة يكثرون بها الضربا ومنها: # تكلفني نظم النجوم قلائدا ... لعمري لقد كلفتي مرتقى صعبا [153أ] # وهبك ملكت الشمس والبدر في يدي ... وسقت إلى جنبيهما الأنجم الشهبا # إذا لم أعلقها على جيد أحمد ... فلا جيد في الدنيا يكون لها حسبا # صبا بالغواني من صبا وهو لم يزل ... ببنت المعالي هائما كلفا صبا # فتى يهب البيض الكواعب كالدمى ... وبيض الظبا والسمر والضمر القبا # لقد وهب الله الجمال لأحمد ... وشرف منه الخلق والخلق العذبا # موفق آراء القضاء كأنما ... بصيرته في الغيب تخترق الحجبا # إذا اكتسب الناس الدنانير عدة ... فأحمد لا يرضى بغير العلا كسبا # كذاك مضت في السالفات جدوده ... كما مر كعب الرمح مطردا كعبا وله فيه: # يا راقد الليل التمام جفونه ... إني بحبك ساهر ما أرقد # إني لأرحم خصره من رقة ... وأرق للغصن الذي يتأود # وغدا يطمعني الوصال تمنيا ... إني سأهلك فيل أن يدنو غد # وليست أثواب الملاحة مثلما ... لبس السماحة والرجاحة أحمد # PageV04P830 # لو كان خلد فاضل لفضيلة ... فيه لكان على الزمان يخلد # المجد والشرف المؤثل والندى ... والجود والعليا له والسؤدد # وبلاغة لم أدر حين سمعتها ... أفصاحة أم لؤلؤ متبدد # لا ناطق عجل الكلام بها ولا ... متوقف فيها ولا متردد # من معشر طابوا مناصب في العلا ... وإذا يطيب الأصل طاب المولد جملة من ~~مراثيه # له من قصيدة في تأبين أمير المسلمين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين رحمه ms1014 الله ~~تعالى، قال فيها، وأنشدها على قبره: # ملك الملوك وما تركت لعامل ... عملا من التقوى يشارك فيه # يا يوسف ما أنت إلا يوسف ... والكل يعقوب بما يطويه # اسمع أمير المسلمين وناصر ال ... دين الذي بنفوسنا نفديه # جوزيت خيرا عن رعيتك التي ... لم ترض فيها غير ما يرضيه # أما مساعيك الكرام فإنها ... خرجت عن التحديد والتشبيه # في كل عام غزوة مبرورة ... تردي عديد الروم أن تفنيه # تصل الجهاد إلى الجهاد موفقا ... حتم القضاء بكل ما تقضيه # ونجي ما دبرته كنجيه ... فكأن كل مغيب تدريه # متواضعا لله مظهر دينه ... فكأن كل مغيب تدريه # ولقد ملكت بحقك الدنيا وكم ... ملك الملوك الأمر بالتمويه # PageV04P831 # لو رامت الأيام أن تحصي الذي (1) ... فعلت سيوفك لم تكن تحصيه # إنا لمفجوعون منك بواحد ... جمعت خصال الخلق أجمع فيه # وإذا سمعت حمامة في أيكة ... تبكي الهديل فإنما (2) ترثيه # ومضى قد استرعى رعيته ابنه ... فأقام فيهم حق مسترعيه # وإذا هزير الغاب ضرى شبله ... في الغاب كان الشبل مثل أبيه # وإذا علي كان وارث ملكه ... فالسهم ملقى في يدي باريه وله من مرثية: # وناع نعى والقلب كالقلب خافق ... مروع ومما رابني لم أصدق # بكت رحمة لي عين كل غمامة ... وساعدني نوح الحمام المطوق # فيا مزن لا (3) [تؤذن] بتسكاب أدمعي ... فإن مدمع من لجة الحزن يستقي # فلولا التهاب النار ما بين أضلعي ... لأصبحت في بحر من الدمع مغرق # دعوني أشكو الدهر للدهر (4) معتبا ... على أنني أشكو إلى غير مشفق # فما فوق هذا الرزء رزء وإنما ... رمى كبد العليا بسهم مفوق # مضى بابن عشر كابن عشر وأربع ... فهلا هلال مثل نون معرق # مضى بفتى تزري أسرة وجهه ... بضوء الصباح المشرق المتألق وله فيه: ~~PageV04P832 # ما كنت أعلم على الزهر (1) الندي ... حتى ثوى في القبر جسم محمد # خطب ثنى وجه الصباح كأنه ... بالحزن من قطع الظلام الأربد # ورزية نزلت بآل محمد ... خصت وعمت آل دين محمد وله فيه (2) : # الصبر أجمل عند كل ملمة ... لكن على فقديهما لم يجمل # قمران غيب بالكسوف سناهما ... لا تخسف الأقمار ms1015 إن لم (3) تكمل # من قاضيين موفقين كأنما ... هذا شريح في القضاء وذا علي # لم يعدوا نهج السبيل وإنما ... (4) [ ### | .................. # بنقيبة من صحة، وسجية ... من روضة، وسكينة من يذبل # وروية من حكمة، وقضية ... من فطنة، وبديهة من منصل PageV04P833 # الأديب أبو محمد عبد بن صارة الشنتريني (1) # ناثر وشاعر مفلق، وشهاب متألق، نثر فسحر، ونظم فنمنم، وأولع بالقصار ~~فأرسلها أمثالا، ورشق بها نبالا، لا سيما قوارع كدرها على مردة عصره، وسم ~~بها أنوف أحسابهم، وتركها (2) مثلا في أعقابهم، وأوصاف أبدع فيها، واخترع ~~كثيرا من معانيها، وملح في شكوى زمانه، دل بها على علو شانه، حتى لو أن أبا ~~منصور الثعالبي رآه، أو سمع شيئا مما نحاه، لأضرب عن ذكر كثير ممن به أغرب، ~~كابن سكرة وابن لنكك، ومن سلك ذلك المسلك. # وكان أبو محمد على جودة شعره، وشفوفه على [154أ] أهل قطره، ضيق المجال، ~~زحلي الانتقال، لم يسعه مكان، ولا اشتمل عليه سلطان، PageV04P834 # وكانت قصاراه تتبع المحقرات، وبعد لأي ما ارتقى إلى كتابة بعض الولاة، ~~فلما كان من خلع الملوك ما كان، أوى إلى إشبيلية أوحش حالا من الليل، وأكثر ~~انفرادا من سهيل، وتبلغ بالوراقة وله منها جانب، وبها بصر ثاقب، فانتحلها ~~على كساد سوقها، وخلو طريقها، وفيها يقول (1) : # أما الوراقة فهي أيكة حرفة ... أوراقها (2) وثمارها الحرمان # شبهت صاحبها بصاحب إبرة ... تكسو العراة وجسمها عريان ولقد رأيت له عدة ~~مقطوعات في الهجاء، تربي على حصى الدهناء، وهو فيه صائب السهم، نافذ الحكم، ~~طويت عليه كشحا، وأضربت عن ذكره صفحا، وربما ألمعت منه بالأقل، لترى ~~فتستدل، ولو استجزت أن أثبت في هذا الكتاب، بعض ما له في هذا الباب، لتحققت ~~أنه بالجملة بائقة محاجاة، وصاعقة مهاجاة، وقد كتبت من ذلك في كتابي ~~المترجم ب - " ذخيرة الذخيرة " جملة موفورة، له ولطوائف كثيرة، وفيما أوردت ~~مع ذلك هنا من شعره، لما أجريت من ذكره، حجة فصل، وشاهد عدل. PageV04P835 # جملة من شعره في النسيب وما يناسبه # قال في غلام أزرق (1) : # ومهفف أبصرت في أطواقه ... قمرا بآفاق المحاسن يشرق ms1016 # تقضي على المهجات منه صعدة ... متألق فيها سنان أزرق وهذا كقول السلامي، ~~من أناشيد الثعالبي، حيث يقول (2) : # أعانق من قده صعدة ... ترى اللحظ منها مكان السنان وأبو محمد يتسلق على ~~أشعار اليتيمة، تسلق القاضي الغشوم، على مال اليتيم. وفي ذلك يقول عبد ~~الجليل: # قده مهما تثنى صعدة ... والسنان الذلق فيها طرفه لابن رباح في غلام أزرق: # عيني رأت أغرب شيء يرى ... منزها عن كل تشبيه # غصن من البلور أعطافه ... تريك لينا في تثنيه # يسفر للياقوت في حمرة ... وإن رنا عن زرقة فيه PageV04P836 # وقال أبو محمد أيضا (1) : # أعندك أن البدر كان ضجيعي ... فقضيت أوطاري بغير شفيع # جعلت ابنة العنقود بيني وبينه ... فكانت لنا أما وكان رضيعي وقال (2) : # ومعذر رقت حواشي حسنه ... فقلوبنا وجدا عليه رقاق # لم يكس عارضه السواد وإنما ... نثرت عليه صباغها الأحداق وقال (3) : # قاست حبك منذ حول كامل ... وطيور آمالي عليك تحوم # فحرمت منك بلوغ ما أملته ... أشقى البرية عاشق محروم وقال (4) : # يا من تعرض دونه شحط النوى ... فاستشرفت لحديثه أسماعي # إني لمن يحظى بقربك حاسد ... ونواظري يحسدن فيك رقاعي # لم تطوك الأيام عني إنما ... نقلتك من عيني إلى أضلاعي PageV04P837 # وهذا المعنى كثير ومنه قول المعتمد (1) : # أغائبة عني وحاضرة معي ... كأنك من عيني نقلت إلى كبدي (2) وقال العباس ~~بن الأحنف (3) : # تالله ما شطت نوى ظاعن ... صار من العين إلى القلب وقوله: " إني لمن يحظي ~~بقربك حاسد "، كقول محمد بن أبي أمية (4) : # قد رآها الرسول (5) حين رآها ... ليت عيني مكان عين الرسول وقال (6) : # ومهفهف يختال في أبراده ... مبرح القضيب اللدن تحت البارح # عاينت في مرآة وهمي خده ... فحكيت فعل جفونه بجوانحي # لا غرو إن جرح التوهم خده ... فالسحر يفعل في البعيد النازح وبيته الثاني ~~من هذه كقول القائل، إلا أن أبا محمد زاد فيه، وهو: # فقتلتني وجرحت خدك ظالما ... ما كان أغناني وما أغناك PageV04P838 # وقال (1) : # أي امرئ يعصم من فتنة ... بشادن إبليس من جنده # جبينه المشرق من وصله ... وفرعه الخالك من صده # ملكته رقي ولا رقة ... يحظى بها قلبي من ms1017 عنده # وسطوة الهندي في لحظه ... وعطفه (2) الخطي في قده وقال (3) : # ماء الجمال بخده مترقرق ... والشمس منه تعوم في ضحضاح # ما خده جرحته عيني إنما ... صبغت غلالته دماء جراح # رشأ له خد البريء ولحظه ... أبدا شريك الموت في الأرواح # ذو طرة سبجية ذو غرة ... عاجية كالليل كالإصباح # لله راء زبرجد في عسجد ... في جوهر في كوثر في راح # أتراه يعلك أن قلبي عنده ... رهن الهوى يهفو بغير جناح # مازحته ولم ادر ما حد الهوى ... حتى قدحت زناده بمزاح # لولا العيون لكان من دون الهوى ... وقلوبنا قفل بلا مفتاح # قامت علي شواهد من حبه ... فأرى الكناية فيه كالإفصاح PageV04P839 # ومن شعره في الأوصاف # قال في النارنج (1) : # أجمر على الأغصان زادت (2) غضارة ... به أم خدود أبرزتها الهوادج # وقضب تثنت أم قدود نواعم ... أعالج من وجدي بها ما أعالج # أرى شجر النارنج أبدى لنا جنى ... كقطر دموع ضرجتها اللواعج # جوامد لو ذابت لكانت مدامة ... تصوغ البرى فيها الأكف الموازج # كرات عقيق في غصون زبرجد ... بكف نسيم الريح منها صوالج # نقلبها طورا وطورا نشمها ... فهن خدود بيننا ونوافج وقال: # رخم من النارنج خمسيه وقل ... نار على الإطلاق ليس تكذب # عجبا لدوحته ترف غضارة ... والجمر في أغصانها يتلهب # كالغيد لا تشقى بنار خدودها ... وقلوبنا في حره تتقلب وهذا كقول بعض أهل ~~عصرنا (3) : PageV04P840 # وتحت البراقع مقلوبها ... تدب على ورد خد ندي # تسالم من وطئت خده ... وتلدغ قلب الشجي الأبعد وقال أبو محمد (1) : # أهد الثناء إلى زمان مشرق ... أهدى إليك شقائق النعمان # قامت فرادى فوق سوق زبرجد ... صيغت عليه جمائم العقيان # يهفو بها مر النسيم كأنها ... حمر البنود نشرن في الميدان وقال (2) : # وحديقة في نرجس وبهار ... رفعت لواء الحسن للنظار # فكأنما هذا ضحى متهلل ... وكأنما هذا أصيل نهار # أخوان أمهما معا شمس الضحى ... وأبوهما قمر السماء الساري # شربا سلاف القطر حتى عربدا ... وتراجما بكواكب الأزهار # واستودعا خبريهما نفس الصبا ... فأذاع ما كتما من الأسرار # فبكى الندى لهما ضحيا، والندى ... مذ كان للأزهار أكرم جار ومنها: # نمت زجاجتها بها فحسبتها ms1018 ... ماء يحيط بجذوة من نار # رام المدير بأن يسكن فورها ... فتقاذفت جنباتها بشرار PageV04P841 # حتى إذا ما ابن الغمامة شجها ... ثار الحباب مطالبا بالثار # في درع نضناض كأن أيدمه ... يرنو بأحداق بلا أشفار ألم في هذا بقول ~~المعري وقصر عنه (1) : # كأثواب الأراقم مزقتها ... فخاطتها بأعينها الجراد وكذلك قوله: " أخوان ~~أمهما معا شمس الضحى "، من قول ابن الرومي (2) : # هذي النجوم هي التي ربتهما ... بحيا السحاب كما يربي الوالد وقال (3) : # وبستان ورد في مطارف سندس ... يرف على غيد السوالف ميد # نظرت إليه في الكمام فخلته ... ذوائب تبر عممت بزبرجد وله يستدعي إلى ~~مجالس الأنس: # أبا تاجا بهام المعلوات ... ويا وسطى نظام المكرمات [155ب] # ومن طلعت مآثره نجوما ... بأفلاك السعادة نيرات # أرى ديما تحت إلى مدام ... يشيعها النديم بخذ (4) وهات PageV04P842 # وعندي من بنات الكرم بكر ... يخفرها ملاحظة السقاة # يطوف بكأسها ساق نبيل ... مليح الوصف مقبول الصفات # يكر إليك ألحاظا مراضا ... كأن بها بقايا من سنات وقال: # أيا من جارت العلياء فيه ... فما تدري له العلياء كنها # بجيد النبل منا عقد أنس ... أقام بغير واسطة فكنها وقال يصف سحابة: # أعاذك الله من ليل بليت به ... كأنه بغتة المقدور إذ طرقا # وافاني السحر الأعلى بسارية ... كادت تعيد صعيدا منزلي زلقا # هللت منها وقد هبت صواعقها ... كراكب البحر لما شارف الغرقا # لله من عارض ضاق الفضاء به ... طولا وعرضا فخلت البر قد غرقا # تلألأ الجو من نيران بارقه ... حتى حسبنا أديم الأرض محترقا # وقلت إذ قصفت للرعد قاصفة ... تضعضع الفلك الأعلى أو انطبقا ومن ملح شعره ~~في ذكر الزمان وبنيه، وتعذر آماله فيه (1) : # أرى الدينار للدنيا نسيبا ... يحيد عن الكرام (2) كما تحيد # هما سيان إن صحفت حرفا ... وجدت الراء تنقض أو تزيد # رأيت هواهما استولى علينا ... فنحن بحكمه أبدا عبيد PageV04P843 # يؤمل أن يصيدها فؤادي ... فيرجع عنهما وهو المصيد # فكم أصغي إلى زور الأماني ... ويغريني بها الحرص الشديد # وألمح من سنا الدينار برقا ... غمامته على غيري تجود # يفوز به الخلي فيحتويه ... ويحرم وصله الصب العميد # بجد فاسع لا ms1019 تحفل بجد ... أبت لك صحبة فيها الجدود # فما حسن التناول فات سمعي ... ولكن فاته الجد السعيد # إلى كم ينفر الدينار مني ... ويطلب كف من عنه يحيد # ألم أنشده في وادي هيامي ... به لو كان يعطفه النشيد # " حبيبي أنت تعلم ما أريد ... ولكن لا ترق ولا تجود " # وكم غنيت حين تنكبتي ... منى شيطانها أبدا مريد # " يريد المرء أن يعطى مناه ... ويأبى الله إلا ما يريد " وقال وقد طلق ~~امرأته: [156أ] # أما الزمان فرق لي من طلة (1) ... كانت تطل دمي بسيف نفاقها # الذئبة الطلساء عند نفاقها ... والحية الرقشاء عند عناقها وقال في هر له ~~كان يسمى رشيقا: # تبنيت الهزبر فبات شبلي ... وأقصيت الغلامة والغلاما # أوسد ساعدي خدي رشيق ... وأوسعه اعتناقا والتزاما # وأطوي طول ليلي ذكر ليلى ... ولا أقرا على سلمى سلاما PageV04P844 # وقال في أحد الكتاب: # وأغر ينتحل الكتابة خطة ... متوقد كالحية النضناض # عشق السواد فأصبحت أسنانه ... تشري السواد ببيع كل بياض # فإذا شحا فاه رأيت خنافسا ... يأوين من فيه إلى مرحاض وقال: # وأبخر قص حديثا له ... فقال الحضور فسا ذا الحدث # فقلت لهم بادروا بالقيام ... فإن الفساء نذير الحدث وهذا كقول عبد المحسن ~~الصوري (1) : # حديثه كالحديث ... يرفث كل الرفث ومن غريب ما قيل في البخر قول الحصري: # أبخر لا يحيك فيه البخور ... حسد الغائبين فيه الحضور # قلت لما فسا بفيه علينا ... ما له است فكذبتنا الأيور وقال آخر: # أهدى مغيث هره لقمة ... أرسلها من فمه الأبخر # فبادر القط إلى دفنها ... يحسبها من بعض ما قد خري PageV04P845 # أما الثنايا فإني لست منثنيا ... عن الثناء عليها آخر الأبد # يبدو لطرفك منها حين تبصرها ... سن كمثل مسن الصيقل الفرد # كأن جن سليمان بنوا فمه ... بنيان تدمر بالصفاح والعمد # يهدي إلى السمع من ألفاظه نغما ... كأنها نفثات السحر في العقد # له فم كحر في شكل صورته ... (1) " ترمي غواربه العبرين بالزبد " واستجزت ~~إثبات (2) هذا إذ لم يصرح بأحد، وقد قلت في غير موضع من كتابي هذا إني ~~نزهته عن الهجاء، ولم أجعله ميدانا للسفهاء. # وقال من قصيدة ms1020: # أرى السيادة مذ صافحت هاجسها ... في كل واد من التقوى تهيم بكا # فما تلاقيك إلا وهي قائلة ... قول التي شفها الصديق هيت لكا # إني خطوت إليك الناس كلهم ... ولم أزر سوقة منهم ولا ملكا [156ب] # أشكو إليك ولا عار بذي وصب ... ألقى التداوي من أوصابه فشكا # الخرج (3) أخرج رأسي من شبيبته ... فكلما افتر ثغر الشيب فيه بكى # وفي الشهور إذا وافين لي شهر ... يظل عني فيه الستر منهتكا # وما الهلال بمبيض لدى مقلي ... كأنه من قتير الشيب قد سبكا # أو من دراهم مذ باتت منجمة ... علي كدت أسب النجم والفلكا PageV04P846 # وقال أيضا في مثله (1) : # لولا الخراج خرجت عنه ولم تكن ... نوب الزمان خواطرا بخواطري # قالوا الخراج فقلت ضموا خاءه ... فهو الخراج على سواد الناظر وقال من ~~قصيدة (2) : # سافر فإن الفتى من بات مفتتحا ... قفل النجاح بمفتاح من السفر # ولا يذودنك عن وجه تصعبه ... قد ينبع الكوثر السلسال من حجر # (3) تنمر الدهر لي حتى مرقت له ... من قسوري الدجى في فروة النمر # لابد أن يقع المطلوب في شركي ... ولو بنى وكره (4) في دارة القمر # قاضي الجماعة في دار الإمارة لي ... قاض على الدهر إن لم يقض لي وطري # فلست أنشد والقاضي بقرطبة ... يسر بالعدل والأحكام والسير # " جار الزمان علينا في تصرفه ... وأي دهر على الأحرار لم يجر " # ولا أقول وعندي من تهممه ... ما يطرد الهم عن نفسي وعن فكري # " عندي من الدهر ما لو أن أيسره ... يلقى على الفلك الدوار لم يدر " # أصغرت من زمني ما كنت أكبره ... لما نظرت إلى آياته الكبر وفيها: # وهاك بكرا تريك الحسن في قحة ... إذا تجلت وحسن البكر في الخفر ~~PageV04P847 # لها بذكرك أنفاس معطرة ... كما تنفست الأزهار في السحر # طالع بغرتك الميمون طائرها ... نواظرا بك في أمن من الطير # ولا تدعني في كف الزمان سدى ... كالقوس عطلها الرامي من الوتر # وقد تلين الليالي بعد قسوتها ... ويسمح الورد بعد الشوك بالزهر # لم ألق في الورد إلا ما أنست به ... وأنت لي وزر من وحشة الصدر قوله ms1021: " ~~ولو بنى في داره القمر " من قول المعري (1) : # ولو أنني في هالة البدر قاعد ... لما هاب يومي رفعتي وجلالي وأظن أبا ~~ذؤيب افتتحه بقوله (2) : # ولو أنني استودعته الشمس لارتقت ... إليه (3) المنايا عينها أو رسولها ~~وقال: [157أ] # جزى الله إخواني (4) جميلا فإنني ... وجدتهم لي عدة في الشدائد # هم وصلوا كفي فكانوا سواعدا ... ولا خير في أيد بغير سواعد # أقلدهم حر الثناء فإنهم ... بجيد المعالي واسطات القلائد # أبا بكر الأولى بحمدي وبالمنى ... نثرت على الأحرار در المحامد # أهز حساما من لسانك إن سطت ... مضاربه ذات رقاب الشدائد PageV04P848 # عسى أملي يحظى بإدراك سؤله ... فتثمر بالإنجاز أيك المواعد وله: # لم أكسهم مدحي إلا لأكسوهم ... من سروهم سنة الأحجال والغرر # ولم أزدهم بها فضلا وهل أحد ... في وسعه رفع قدر الشمس والقمر # من كل من يده يمضي بها قدما ... باع طويل وباع السيف ذو قصر # بحر وصارمه الدامي براحته ... نهر على ضفتيه يانع الثمر ومعنى هذا البيت ~~كثير، ومنه قول المعري (1) : # روض المنايا على أن الدماء به ... (2) وإن تخالفن أبدال من الزهر وقوله: ~~" ولم أزدهم بها فضلا "، من السرق الواضح، والاهتدام الفاضح، وهو قول أبي ~~الطيب (3) : # من كان فوق محل الشمس موضعه ... فليس يرفعه شيء ولا يضع وقال أبو محمد من ~~قصيدة: # شاورت في سيري إليه عزيمة ... قرنت بسعي لا يخيب نجيح # لم أدر حين علوت متن براقه ... أعلى البراق نزوت (4) أم في اللوح (5) ~~PageV04P849 # ومنها: # يجتاب أردية العجاج ونحته ... أشلاء ذمر أو صفيح ضريح # شيحان لم يعرف دريس قميصه ... عرف الكباء سوى دخان الشيح # وأنا الذي أخفيت جهد خصاصتي ... من بعد ما ارتشفت بلالة روحي # حتى بدا ماء الندى مترقرقا ... في صفحتي طلق اليدين صفوح # وأجلت منه نواظري في غرة ... تستنطق الأفواه بالتسبيح # قاضي القضاة المجتبى من معشر ... كسي المديح بهم حلي مديح # ممن ترف له عليك جوانح ... فيها صحيح مودة وجنوح # كم قلت إذ قالوا زمان قابض ... منه الكريم على عنان جموح # إن طاف من حدثانه الطوفان بي ... فمكارم القاضي سفينة نوح وله فيه ms1022 من ~~أخرى (1) : # الله أكبر قد رافيت قرطبة ... دار العلوم وكرسي السلاطين (2) [157ب] # وقد تهلل بي وجه النجاح بها ... طلق الأسرة من وجه ابن حمدين # تزهو العلا بمساعيه إذا ذكرت ... زهو الأنوف بأنفاس الرياحين # لم يرضه عرض الدنيا فجاد به ... وضن بالأكرمين: العرض والدين PageV04P850 # انتهى السفر الثاني من الذخيرة والحمد لله حق حمده وصلى الله على سيدنا ~~ومولانا محمد المصطفى الكريم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. # وكان الفراغ منه عام خمسة بعد ألف في زوال يوم الأربعاء الرابع والعشرون ~~[كذا] من ذي القعدة، عرفنا الله خيره، ووقانا ضيره، بمنه ويمنه. # PageV04P851 # فراغ # PageV04P852 # تذييل واستدراكات # PageV04P853 # فراغ # PageV04P854 # تذييل # حين كان هذا القسم يكاد يشارف النهاية في المطبعة، وصلتني صورتان عن ~~نسختين منه (1) وإليك وصفا موجزا لكل منها: # (1) نسخة الخزانة الملكية بالرباط (رقم: 7753) ورمزها (ك) ، وهي تشمل ~~القسم الثاني كله، وتضم 215 ورقة، وفي كل صفحة من صفحاتها 23 سطرا، ومعدل ~~الكلمات 13 كلمة في السطر الواحد؛ مكتوبة بخط مغربي حديث، وفي بعض سطورها ~~تحشيات بخط أحدث، وفي أوراقها اضطراب، وفيها خرم ضاعت بسببه بضع صفحات. # ويمكن أن تعد هذه النسخة دون تردد من فئة (ط) ولهذا نجدها تطابق (ط د) ~~بوجه عام وربما انفردت بزيادات قليلة (وخاصة في إحدى قصائد ابن عمار وفي ~~بعض أبيات للمعتمد) ، وهي لا تشذ عن (ط د) في القراءات حيث تكون هاتان ~~متطابقتين، وتنفرد بعد ذلك بقراءات بعضها مرجح على ما عداه، ولهذا أثبته في ~~الاستدراكات التالية، وبعضها مرجوح ولذلك أرجأته إلى جزء أخصصه للتعليقات ~~العامة على جميع أقسام الذخيرة (وهو فيما أقدر سيكون جزءا تاسعا، إذا وقفني ~~الله إلى إنجازه) ، وهذا القسم المرجوح هو الذي تنفرد به (ك) عن أختيها (ط ~~د) ، فأما ما تتفق فيه معهما فلا أرى داعيا لإثباته. # (2) نسخة المكتبة البودليانية باكسفورد (1: 749) ورمزها (ل) ، وهي أصل ~~PageV04P855 # النسخة (س - الباريسية) ولذلك تقع في فئة النسختين (م س) ، إلا أنها أكمل ~~من (م) لأن هذه الأخيرة تقف عند جانب من ترجمة ابن عبدون، وأصح كثيرا من ~~(س) التي تشاكرها في ms1023 الأخطاء الأصلية وتضيف كثيرا من الأخطاء الجديدة. ولما ~~كانت كذلك فإنها تتمتع بما في النسختين من زيادات أشرت إليها في الحواشي؛ ~~وربما كان خطها المغربي الدقيق الجميل يشير إلى أنها من أقدم ما لدينا من ~~نسخ الذخيرة. إلا أنها لا تحمل تاريخا للنسخ. وتقع في 230 ورقة وفي الصفحة ~~الواحدة من صفحاتها 25 سطرا، ومعدل الكلمات في السطر الواحد 12 كلمة، وتحفل ~~بعنوانات للفصول والفقرات مكتوبة بخط كبير. # وقد اعتمدت بعض قراءاتها الضرورية لقارئ هذا القسم وأدرجتها في ~~الاستدراكات التالية محتفظا بالمقارنة الشاملة للجزء الخاص بالتعليقات ~~العامة. # مما تقدم يتضح أن هاتين النسخيتن لوقوعهما في فئتي المخطوطات التي ~~اعتمدتها منذ البداية لم ينتشلا هذا القسم من الذخيرة مما يشكوه من نقص ~~متصل بترجمة البكري وترجمة ابن حجاج (التي لا وجود لها في المخطوطات ~~المتوفرة لدي) - كما وضحت في مقدمة هذا القسم - ولكنهما قدمتا بعض الفائدة ~~في ترجيح بعض القراءات على البعض الآخر. # استدراكات (1) ### | 74 - # حاشية رقم: 1 البيتان المشار اليهما لا يردان في هذا القسم، فالقول ~~بورودهما وهم. # 274: - 8 - 9 أن غماءهم لا تنفرج، وظلماءهم لا تنجلي ولا تتبلج (كما قدرت ~~ف الحاشية: 4) PageV04P856 ### | 286 - 11 # ومجلي دياجير الظلم والظللم # 290: - 3 وتعطلت أجياد الأنوار # 301: - 15 من مختتم الكتاب # 329: - 4 فكيف تزل (لعلها: تنزل) لي عن صهوة الابتداء # 339: - 9 أن يشد على علق مضنة منه يده # 348: - زاد في (ك) بعد السطر: 13: # كلام لو أن البقل أدلى بمثله ... رمى البقل واخضر العضاه المصيف 350: 12 ~~وابذل لها (احذف كلمة: بها) # 354: - 9 وأعرب عن نحيزته وانتسب # 371: - 10 - 11 وبعد انتباذه من منازلة شلب # 377: - 2 أما معاني أول هذه القصيدة (كما في النسخة: د) # 409: - زاد في (ك) بعد السطر: 6 " وقد رأيت البيت الأول منهما على قافية ~~أخرى: # أسأت إلي فاستوحشت مني ... ولو أحسنت أنسك الجميل 457: 5 من حف أظآر ~~العلا في معشر # 484: - 17 يا تربة استبقي سناه ويا بلى # 489: - 8 وألفاظ التأبين مبنية على كثرة التفجيع # 682: - 20 - 21 الشمائل الواعدة الصادقة # 732: - 19 إذا شهدوا القتال (ل كما في الديوان) # 733: - 3 إذا التقت الرياح (ل كما في الديوان) # 745: - 3 أحال بالدين والدنيا على الخير (ل) # PageV04P857 ### | 746 - # زاد في (ل) بعد السطر: 19 البيت التالي: # أجللتها ms1024 فاستبانت نصف دائرة ... لو كلفت شأوها الأفلاك لم تسر 748: 4 غير ~~نفس حرة زاحمت به (ل) # 749: - 5 أهلوا بمنهل من الغيث (ل) # 755: - 14 ويعيد بعض الريش إلى جناحي # 758: - 9 أملك أبا الحسين (كما قدرت في الحاشية رقم: 3) # 873: - 8 فسبيل ما وردني به الآن # 794: - 3 اقرأ: " وإن كان [ابن المعتز] قد تقدم في تقسيم التشبيه ### | .... # " والبيت التالي في غرائب التشبيهات: 36 لابن المعتز، وينسب أيضا ~~للصنوبري، انظر ديوانه: 487. # PageV04P858 # مقدمة المحقق # جرى تحقيق هذا القسم من الذخيرة على فئتين من المخطوطات، الفئة الأولى ~~تضم مخطوطتين وهما: # (1) مخطوطة الزاوية الحمزية بالخزانة العامة بالرباط (ورمزها: م) وتقع في ~~568 صفحة، ولكن نص الذخيرة ينتهي فيها إلى الصفحة 506 (الورقة 203/أ) فقد ~~جاء في هذه الصفحة: " ها هنا انتهى ما أثبته ابن بسام رحمه الله في القسم ~~الثالث من كتاب الذخيرة " وعلى الحاشية إزاء هذه الخاتمة كتب: " الحمد لله: ~~هذه الأوراق - من أبي بكر بن الدوس إلى ترجمة أبي بكر رحيم من كتاب مطمح ~~الأنفس في ذكر علماء الأندلس للوزير الكاتب أبي النصر الفتح بن خاقان مؤلف ~~قلائد العقيان ". وعند مقارنة هذه الصفحات (506 - 568) بالمطمح المطبوع ~~تتضح فروق واسعة بينهما، فلعل هذه الورقات هي إحدى صور المطمح في نسخته ~~الكبرى أو الوسطى. # ويحتوي ### | ### | الجزء # الخاص بالذخيرة من هذه النسخة كل القسم الثالث دون نقص؛ والنسخة ~~بخط مغربي جيد، وفي كل صفحة 23 سطرا ومتوسط عدد الكلمات في السطر الواحدة ~~12 كلمة، والضبط على وجه العموم حسن، والأوهام قليلة، ولهذا ولكمال النسخة ~~أشرت إلى صفحاتها في هذا التحقيق. # (2) نسخة (رمزها: ب) كانت في ملك الأستاذ ليفي بروفنسال وهي في 234 ورقة، ~~وفيها نقص في أولها وآخرها، وقد لحقت بها آثار # PageV05P001 # أرضة وبياض وطمس. وتشمل كل صفحة من صفحاتها على 33 سطرا ومعدل الكلمات في ~~السطر الواحد 20 كلمة، وخطها مغربي دقيق، إلا أن غلبة العيوب التي أشرت ~~إليها تجعل إقامة نص سليم منها أمرا صعبا. غير أنها تشبه النسخة (م) من ~~جميع النواحي، وكلتاهما ترجع - فيما أقدر - إلى أصل واحد. # وتضم الفئة الثانية من مخطوطات هذا الجزء ثلاث نسخ وهي: # (3) نسخة ms1025 الخزانة العامة بالرباط رقم: 1324 (ورمزها: ط) وتقع في 191 ورقة ~~ويبدأ النص فيها ناقصا على الصفحة الثانية من الورقة الثانية، وقد تملكها ~~شخص بمدينة فاس لقاء تسع عشرة أوقية سنة 1204، وهي بخط مغربي جميل واضح، ~~فرغ ناسخها أحمد بن الحاج علي بن الحاج أبي القاسم بن محمد بن سودة ~~الأندلسي من نسخها سنة 1003، وفي كل صفحة من صفحاتها 25 سطرا، ومعدل ~~الكلمات في السطر الواحد 12 كلمة؛ وتعد على وجه الإجمال جيدة الضبط. # (4) نسخة المجمع التاريخي بمدريد - جيانجوس (ورمزها: س) وهي في 157 ورقة ~~تمثل القسم الثالث من الذخيرة كاملا، وفي كل صفحة 28 سطرا، ومعدل الكلمات ~~في السطر الواحد 11 كلمة، مكتوبة بخط مغربي دقيق، قريب الشبه بخط النسخة ~~(ط) . # (5) النسخة البغدادية (ورمزها: د) وهي في 291 صفحة، في الصفحة الواحدة 29 ~~سطرا، ومعدل الكلمات في السطر 10 كلمات، وخطها مشرقي نسخي حديث، وقد تم ~~نسخها مساء نهار الاثنين 21 ربيع الثاني سنة 1325 ه. على يد عبد اللطيف آل ~~ثنيان عن نسخة قديمة " مغلطة " فيها بياض كثير بخط مغربي " شكس " - كما ~~يقول الناسخ. ولعلها نسخت عن إحدى النسختين السابقتين، أو عن نسخة تلتقي ~~وإياهما # PageV05P002 # في الانتماء إلى أصل مشترك. فهذه النسخ الثلاث لا يقوم بينها من الفروق ~~إلا ما ينشأ عن وهم أحد النساخ دون الآخر، أو عن محاولة ناسخ (د) أن يصحح ~~بعض ما وجده من خطأ بمراجعة النص على الأصول. على أن النسخة الأخيرة أكثر ~~الثلاث أخطاء - رغم وحدة المنتمى - لصعوبة الخط المغربي لدى ناسخها ~~المشرقي. # وبين هاتين الفئتين من المخطوطات فروق هامة أصيلة منها: # (1) أن سياق النص في الفئة الأولى يختلف أحيانا اختلافا جذريا عن سياقه ~~في الفئة الثانية، حتى ليشبه أن يكون تلخيصا واختصارا لما جاء في الأولى. # (2) كل فئة تتضمن زيادات لا تتوفر في الفئة الأخرى، ولكن الزيادات في ~~الفئة الأولى أكثر وأغرز، ولهذا السبب اعتبرت نص الفئة الأولى أساسا فلم ~~أشر إلى الزيادات إلا في الصفحات الأولى من الكتاب على سبيل التمثيل، أما ~~الزيادات المستمدة من نسخ الفئة الثانية فقد وضعتها دائما بين ms1026 معقفين. # (3) في بعض زيادات الفئة الأولى أمر غريب يستوقف النظر، وذلك هو دخول نص ~~قلائد العقيان ضمن نص الذخيرة، وقد نبهت إلى ذلك بأن جعلت ما ينتمي إلى ~~القلائد - على نحو حاسم - مطبوعا بحرف أصغر في المتن، وليس في نسخ الفئة ~~الثانية مثل هذه الزيادات. # هذا ويطيب لي في هذا المقام أن أتقدم بالشكر الجزيل لصديقي وأخي الدكتور ~~محمود مكي علامة الدراسات الأندلسية فهو الذي أمدني بالنسختين (م) و (س) ~~مكبرتين، وشجعني على هذا العمل، وآثرني على نفسه إذ كان بحاجة إلى نسخة ~~الذخيرة في دراساته وبحوثه، فجزاه الله عني خير الجزاء. وإذا ذكرت أهل ~~الفضل فلن أنسى الصديقين: الدكتور عفيف # PageV05P003 # عبد الرحمن المدرس بمعهد المعلمين بالكويت، والأستاذ محمد رشاد عبد ~~المطلب بمعهد المخطوطات التابع للجامعة العربية فكلاهما لم يضن على هذا ~~العمل بما يكفل إنجازه، أما الأول فقد صور لي المخطوطات المحفوظة بالمكتبة ~~العامة بالرباط من نسخ الذخيرة، أما الثاني فقد تكرم فأ {سل إلي صور " ~~ميكروفيلم " عن كل ما يحتفظ به المعهد من مخطوطات الذخيرة، فلهذين الصديقين ~~أيضا شكري الجزيل. # وإني لأرجو أن يتاح لي تقديم الأقسام الأخرى من الذخيرة محققة، فقد طال ~~العهد والذخيرة تستدعي التحقيق ليفيد منها الدارسون، معتمدا في ذلك كله على ~~عون الله وتوفيقه. # بيروت في حزيران (يونيه) 1974 إحسان عباس # PageV05P004 # بسم الله الرحمن الرحيم # صلى الله على مولانا محمد وآله وسلم # ذكر الجانب الشرقي من جزيرة الأندلس # وتسمية من نجم في أفقه من كواكب العصر # وبرز في ميادينه من فرسان النظم والنثر من # أول المدة المؤرخة صدر هذا الكتاب إلى وقتها # الذي هو سنة اثنين وخمسمائة حسبما شرطنا، # واجتلاب غرر وسائلهم وأشعارهم، وما # اتصل بذلك من نوادرهم وأخبارهم. # قال أبو الحسن ابن بسام: ولما إدارات تلك الفتنة رحاها، على حضرة قرطبة ~~وما والاها - إذ كانت على ما قدمنا ذكره منتهى الغاية، ومركز الراية - ~~فقلصت أذيالها، وانتسفت جبالها، واشتفت الماء من عودها، وألوت بمعظم طارفها ~~وتليدها، شذ قوم من أهلها على حال لو رآها ابن ms1027 جبير لقال بالتقية، وبين يدي ~~قتال لو أحاط ببني دبيان ليئسوا من البقية، بأذماء أنفس قد نازعهم الموت ~~أرماقها، وبقايا أحوال قد هتكت النوائب أستارها وأوراقها، فأصبحوا طرائد ~~سيوف، وجلاء حتوف # PageV05P009 # قد خلعتم لين العيش على خشنه، وأسلمتم غفلات الزمان إلى محنه، يلوذون ~~بآفاق هذه المنكوبة، لواذ الماء بأقطار الزجاجة المصبوبة، فكانوا كما وصف ~~الملك الضليل حيث يقول: # فريقان منهم جازع بطن نخلة وآخر منهم قاطع نجد كبكب # لا بل كما قال صاحبهم القسطلي أبو عمر يضجر من حاله، ويحار من أدباره بين ~~تلك الفتنة وإقباله، ويصف ما حل به وانجلى عن أهله وأطفاله، في قصيدة فريدة ~~[1ب] مدح بها خيران الصقلبي فقال: # تقسمهن السيف والحيف والبلى وشطت بنا عنها عصور وأزمان # كما اقتسمت أخذانهن يد النوى فهم للردى والبر والبحر إخوان # إذا شرق الحادي بهم غربت بنا نوى يومها يومان والحين أحيان # وكان القسطلي - حسبما قدمنا هذا الديوان - من فتنة ذلك الزمان بمنشأ ~~ليلها، وعلى مدرج سيلها، فأوثقته في حبالها، وعركته عرك الرحى بثفالها، ولم ~~يزل يتقلب بين أطباقها، ويترشف أسار ثمادها وأزناقها، فكم له من وفادة أخزى ~~من وفادى البرجمي، ووسيلة أضيع من المصحف # PageV05P010 # في بيت الزنديق الأمي، بقصائد لو مدح بها الزمان لما جار، أو رواها ~~الزبرقان لأمن السرار، ورسائل أعذب من ماء الثغور، وأعجب من الدر بين ~~الترائب والنحور، يتخللها بشكوى أحر من الجمر، وعذر في البكاء أوضح من ~~الفجر، لو وجدت شفرة عتابه محزا، أو صادفت ريح عتابه عطفا مهتزا، لا بل كما ~~قال عمرو بن معديكرب: # لقد ناديت لو أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي # أو كما قال أبو عبادة: # أهز بالشعر أقواما ذوي وسن لو أنهم ضربوا بالسوط ما شعروا # كقوله في مبارك ومظفر، غلامين فدمين، كانا يومئذ ببلنسية أميرين، من ~~قصيدة يقول فيها: # فكم جزت من بحر إلي ومهمه يكاد ينسي المستهام ادكارك # أذوا الحظ من علم الكتاب هداك لي أم الفلك الدوار نحوي أدراك # وكيف رضيت الليل ملبس طارق وما ms1028 ذر قرن الشمس إلا استنارك # وكم دون رحلي من بروج مشيدة تحرم من قرب المزار، مزارك # PageV05P011 # وأرضي سيول من خيول مظفر وليلي نجوم من رماح مبارك # وممن كان أيضا مدح صاحب دانية يومئذ، الفتح بن أفلح، بقصيدة وصف فيها ~~مشقة رحلته، وتقلقله لمحنته على عادته، فمنها قوله: [2أ] # غراب مما أغرب الدهر أطلعت عليك هلال العلم من أفق الغرب # طوت فلوات الأرض نحوك وانطوت كبدر إلى محف، وشهر إلى عقب # كؤوسا تساقتها الليالي تنادما فجاءتك كالأقداح ردت على الشرب # تعاورهن البر والبحر مثلما ترد بأيدي الرسل أجوبة الكتب # يكتبن صفحات السعود نواظرا وينفضن من أقلامهن على القلب # ويقضمن أطراف الهشيم تبلغا إلى الروضة الغناء في المشرب العذب # ويفحصن في رضف الحصى بمناسم تهيم إلى حصبا من اللؤلؤ الرطب # فتلقي جميعا في الصخور كلاكلا تنوء لأرض المسك زهوا على الترب # ولاح لها البرق الذي أغدق الثرى فهن إليه موفضات إلى نصب # فأي رجاء قاد رحلي إليكم وقد أضعفتني مثل راغبة السقب # بعيد من الأوطان مستشعر العدا غريب على الأمواه متهم الصحب # أقل من الرئبال في الأرض آلفا وأن كان لحمي للحسود وللخب # PageV05P012 # وأعظم تأنيسا لدهري من المنى وأوحش فيهم من فتى الجب في الجب # فلله من عزم إليك استقادني فأفرط في بعد وفرط في قرب # حياء من الحال التي أنا عالم بها كيف عاثت في سناها يد الخطب # وتسويف يوم بعد يوم تخوفا لعلي لا ألقاك منشرح القلب # وشحا بباقي ماء وجه بذلته لعلي أقضي قبل إنفاذه نحبي # وتأخير رجل بعد تقديم أختها حذارا لدهر لا يغمض عن حربي # فكان في إهدائه الكلام، إلى أولئك العبيد اللئام، كمن يهدي الهنم إلى ~~الصنم، ويجعل الخمار على وجه الحمار. # ولمبارك ومظفر اللذين ذكرا ونظرائهما من أولئك العبدى أخبار سارت بها ~~الركائب، وأحاديث تحدثت بها المشارق والمغارب، وقد أثبت في هذا المكان، بعض ~~ما وجدت منها لأبي مروان بن حيان، حسبما شرطت، وعلى حكم ما بسطت [2ب] . # جملة أخبار ونوادر، ممن ثار بهذا القطر ms1029 يومئذ من فتيان ابن أبي عامر، ممن ~~وصف القسطلي بعض أمره، وتعلق شرط الكتاب بطرف من ذكره. # قال أبو الحسن بن بسام: وأبدأ أنا فأقول: كانوا عبدان محنة # PageV05P013 # وجنان فتنة، قل الناس فأمروا، وخلا لهم الجو فباضوا وصفروا، وغاظوا ~~الجماعة بقرطبة مدة أيامهم، ودرسوا أحساب الأحرار بأقدامهم، مستمتعين ~~بدنياهم، غافلين عن عادة الله في من جرى مجراهم، فربما سقطت الفتنة عليهم ~~بزعماء الأنام، وزفت إليهم عقائل الكلام، فيعكفون منهم على رسوم ديار، ~~وأصداء قفار، سواء عندهم سجع البلبل ورغاء الإبل، وسيمر في عرض القصص جملة ~~من غرائب ضياع الأدب، في مدة أولئك المجابيب الصقلب، مما فيه عظة لمن ~~اعتبر، وكان له نظر فنظر، وبصيرة فتدبر. # رجع الحديث إلى سياقة نص ابن حيان: # قال أبو مروان: فمن غرائب هذه [الليالي و] الأيام، اللاعبة بالأنام، أن ~~مباركا ومظفرا المذكورين كانا وليا أولا وكالة الساقية ببلد بلنسية، ثم ~~اتفق أن صرفا عنها فدخلا على الوزير عبد الرحمن بن يسار أيام خدمته بها سنة ~~إحدى وأربعمائة، وقد دعيا للحساب، فكلماه ومسحا أعطافه، ولثما أطرافه، فكتب ~~لهما بما نفعهما، وكان سببا لردهما # PageV05P014 # إلى عملهما، وعند خروجهما بالكتاب يومئذ لابن يسار بهما، كان مدلا عليه، ~~يسألهما بره وجزاءه على ما تهيأ لهما عند مولاه، فخلع لجام مبارك عن رأس ~~فرسه وقد كان ركبه، فخره فضيحة لا يقدر على حركة، ثم بعد لأي ما رده؛ فلم ~~تمض إلا مديدة وضرب الدهر ضربانه، فقضى لمبارك بالإمارة هنالك، ونالت ابن ~~يسار الوزير المذكور محنة قرطبة بعد ذلك، فجال النواحي، وأم مباركا هذا لا ~~يشك في معرفته بمنزلته، وحرصه على مبرته، فحل بلنسية، فو الله ما أنصفه في ~~اللقاء فضلا عن القرى. # ثم بلغ من سياسة هذين العبدين الفدمين، مبارك ومظفر، في مدة إمارتهما إلى ~~أن تقارضا من صحة الألفة فيها طول حياتهما بما فاتا في معناهما أشقاء ~~الأخوة وعشاق [3أ] الأحبة: فنزلا يومئذ معا في سلطانهما قصر الإمارة ~~مختلطين، يجمعهما في أكثر أوقاتهما مائدة واحدة، ولا يتميز أحدهما عن ms1030 الآخر ~~في عظيم ما يستعملانه من كسوة وحلية وفراش ومركوب وآلة، ولا ينفردان إلا في ~~الحرم خاصة. على أن جماعة حرمهما كن مختلطات في منازل القصر، ومستويات في ~~سائر الأمر، مع أن لمبارك كان التقدم في المخاطبة هنالك في حقيقة رسوم ~~الإمارة، لفضل صرامة ونكراء كانتا فيه، يقصر فيهما لدماثة خلقه وانحطاطه ~~لصاحبه في سائر أمره، ورضاه بكل فعله، على زيادة مظفر - زعموا - عليه ببعض ~~كتابة ساذجة وفروسية. وبلغت جبايتهما لأول أيامهما إلى مائة وعشرون ألف ~~دينار في الشهر: سبعون ببلنسية وخمسون بشاطبة، فيستخرجونها بأشد العنف من # PageV05P015 # كل صنف، حتى تساقطت الرعية وجلت أولا فأولا، وخرجت أقاليمهم آخرا، فأقبلت ~~الدنيا يومئذ عليهما وعلى نظرائهما بكثرة الخراج، وتبوءوا البحبوحة بحيث لا ~~يغادرون عدوا، ولا تطرقهم نائبة تضمهم لها نفقة حادثة، فانتعشوا وكثروا، ~~ولحق بهم، لأول أمرهم، من موالي المسلمين ومن أجناس الصقلب والافرنجة ~~والبشكنس عشيرتهم، ودربوا على الركوب، حتى تلاحق ببلنسية [ونواحيها] جماعة ~~من هؤلاء الأصناف، فوارس برزوا في البسالة والثقاف، وانفتح على المسلمين ~~[ببلد الأندلس] باب شديد في إباقة العبيد، إذ نزع إليهم كل شريد طريد، وكل ~~عاق مشاق، وزهدوا في الأحرار وأبنائهم ممن طرأ منهم عليهم، فلم يواسوهم؛ ~~وانتمت جماعة هذه الأخلاط الممتهنة الأصاغر معهم إلى ولاء بني عامر، وانتفت ~~عن نسبها ابتغاء عرض الدنيا، فكثروا وازدادوا؛ وطلبت هذه العبدى المجابيب ~~لما اتسعت لهم الدنيا فاخر الأسلحة والآلات، والخيل المقربات، ونفائس الحلي ~~والحلل، فصارت دولتهم لأول وقتها أسرى الدول، ولحق بهم كل عريف، ورئيس كل ~~صناعة معروف، فنفق سوق المتاع لديهم، وجلبت كل ذخيرة إليهم. # وشرع هذان الرئيسان مظفر ومبارك، لأول سلطانهما هنالك، في بناء بلنسية ~~وتحصينها وسد عورتها بسور أحاط بالمدينة، تحت أبواب # PageV05P016 # حصينة، فارتفع الطمع عنها وأقبل الناس إليها من كل قطر بالأموال، وطمحت ~~بسكانها الآمال [3ب] واستوطنها جملة من جالية قرطبة القلقة الاستقرار، ~~فألقوا بها عصا التسيار، وأجمل عشرتهم، فبنوا بها المنازل والقصور، واتخذوا ~~البساتين الزاهرة، والرياضات الناضرة، وأجروا خلالها المياه المتدفقة. وسلك ~~مبارك ومظفر سبيل ms1031 الملوك الجبارين في إشادة البناء والقصور، والتناهي في ~~عليات الأمور، إلى أبعد الغايات، ومنتهى النهايات، بما أبقيا شأنهما حديثا ~~لمن بعدهما. واشتمل هذا الرأي ايضا على جميع أصحابهما، ومن تعلق بهما من ~~وزرائهما وكتابهما، فاحتذوا فعلهما في تفخيم البناء، فهاموا منه في ترهات ~~مضلة، وتسكعوا في أشغال متصلة، لاهين عما كان يومئذ فيه الأمة، كأنهم من ~~الله على عهد لا يخلفه، واتسع الحدس في عظم ذلك الإنفاق، فمنهم من قدرت ~~نفقته على منزله مائة ألف دينار وأقل منها وفوقها، حسب تناهيهم في سروها: ~~من نضار الخشب ورفيع العمد ونفيس المرمر، مجلوبا من مظانه، وجلب إليهم سني ~~الفرش من سائر الحلي والحلل، فنفق سوق المتاع بعقوتهم، وبعثر عن ذخائر ~~الأملاك لقصرهم، وضرب تجارها أوجه الركاب نحوهم، حتى بلغوا من ذلك البغية ~~وفوق ملء فؤاد الأمنية، فما شئت من طرف رائع، ومركب ثقيل، وملبس رفيع جليل، ~~وخادم # PageV05P017 # نبيل، وآلات متشاكلة، وأمور متقابلة، تروق الناظرين، وتغيظ الحاسدين، ~~حرسها لهم المقدار إلى مدة. # بلغني أنه دخل دار رجل من أصحابهما يعرف بمؤمل القشالي ووقع البصر بها من ~~سروها واكتمال النعمة فيها على ما لم يشاهد مثله قط في قصر الإمارة بالحضرة ~~العظمى قرطبة، وأخبر المحدث أنه رأى في فرش مجلسه مطارح من صلب الفنك ~~الرفيع مطرزة كما تدور بسقلاطوني بغدادي، وانه كان يقابل ذلك المجلس شكل ~~ناعورة مصوغة من خالص اللجين من أغرب صنعة، يحركها ماء جدول يخترق الدار ~~أبدع حركة، إلى أشياء تطابق هذا السرو: من جودة الآلة والآنية والمائدة ~~وجمال الخدم ورقة الأسمعة وفخامة الهيئة ما لا شيء فوقها. # وكان لمبارك ومظفر جملة ذلك النعيم، وفازا بقبض الخراج، ولم يعرضهما عارض ~~إنفاق بتلك الآفاق، فانغمسا في النعيم إلى قمم رءوسهما [4أ] وأخلدا إلى ~~الدعة وسارعا في قضاء اللذة، حتى أربيا على من تقدم وتأخر؛ حدثني من رأى ~~ركوب هذين العبدين الزلمتين في بعض أيام الجمع للمسجد ببلنسية بما أنسى ~~مركب المظفر عبد الملك ابن [أبي] عامر مولاهما المتبنك - كان - للنعماء، ~~الوارث لحجابة ms1032 الخلافة، في فخر # PageV05P018 # لباسهما ووفور عدد أصحابهما وحسن خدمتهم لهما، وأن كلا منهما كان يظاهر ~~الوشي على الخز، ويستشعر الدبيقي، ويتقلس الوشي، ويتعطف القسي. # قال ابن حيان، قال لي المحدث: وكنت أعرفهما عبدي غية لمولاهما مفرج ~~العامري، فكانا حظي من الاعتبار بالدنيا، إذ كانا على استخدامهما لها من ~~الجهل والأفن واللكنة من حجج الله تعالى في القسم البالغة الدالة على ~~هوانها عنده، إذ أنالها منها بحبوحة أضحت أبصار [أولي] النهى نحوها شاخصة، ~~وقلوبهم مسلمة لمن له الحول والقوة، وهما عن الاعتبار عنها بمنجاة من ~~مندوحة الجهالة، يحسبان أنهما نالا ذلك بالاستحقاق، وأن لهما على الأيام ~~دركا، يحثتن على ذلك سوق الرعية المضطهدة بسلطانهما، ولا يعبآن بما آدها من ~~كلفهما، ولا يرفقان لمجهود ما بلغ من عنفهما، يقلدانهم شرار العمال، ~~ويستزيدان عليهم في الوظائف الثقال، مع الأيام والليال، حتى لغدا كثير منهم ~~يلبسون الجلود والحصر، ويأكلون البقل والحشيش، وربما أبر ذلك على القوم بعد ~~القوم منهم فلا يقاومونه إلا بالجلاء عن مثواهم، والتخلي عن قراهم، فلا ~~يأسف هذان العلجان ومن تلاهما، ولا يخافان من مواقعة مثله لمن أقام بعدهم، ~~بل يتخذان ما جلا أهله من تلك القرى ضياعا مستخلصة، فإذا وقع عليها اسم ~~كبير منهم # PageV05P019 # راجعها أعلها راضين منه بالاعتمال له بالسهمان، راجين في دفاعه من ~~الحدثان، على هذه السبيل سلك اكثر الثوار المنتزين على أكنافها، الثائرين ~~بأطرافها، بعد افتراق سلطان الجماعة بقرطبة آخر دولة بني عامر. # وكان موت مبارك هذا هنالك أنه ركب يوما من قصر بلنسية يبتغي الخروج ~~للنزهة خارج البلد على فرس ورد مطهم قلق الركاب، وأهل بلنسية قد ضجروا لمال ~~افترضه عليهم، فقال لهم يومئذ هذا العلج مبارك: اللهم أن كنت لا أريد ~~إنفاقه فيما يعم المسلمين نفعه فلا تؤخر عقوبتي يومي هذا؛ وركب إثر ذلك ~~[4ب] فلما أتى القنطرة، وكانت يومئذ من خشب، خرجت رجل فرسه من حدها فرمى به ~~أسفلها، واعترضته خشبة نابية من القنطرة شدخت وجهه، وسقط لفيه ويديه، وسقط ~~الفرس عليه، وكسر أعضاءه ms1033 وفتق بطنه، ففاضت نفسه لوقته، وأمن أهل البلد من ~~مقته، وكفاهم الله أمره، فثاروا يومهم ذلك وانهبوا قصره. # ثم اتفقوا على تأمير لبيب الصقلبي، فأحدث أيضا فيهم أحداثا مقتوه بها، ~~فلاذ بالطاغية ريمنده أمير الفرنجة ببرشلونة يومئذ، واستبلغ في الطافه حتى ~~صير نفسه كبعض عماله، فغاظ المسلمين وعرضهم لملك النصرانية، فوثب أهل ~~طرطوشة على لبيب وقضوا عليه، واستصرخوا ابن هود # PageV05P020 # فلحق بهم؛ وأظلم الأفق بينه وبين مجاهد لما فاته من أمر طرطوشة، وجرت ~~بينهما حروب خاف الناس وبال عاقبتها على ثغور مثغورة خلال كلمة مختلفة، ~~وقوى منتكثة، ثم آلت حال تلك الناحية إلى تأثير عبد العزيز ابن أبي عامر، ~~حسبما نذكره في موضعه أن شاء الله. # انتهى ما لخطته من كلام ابن حيان، في أخبار أولئك الفتيان. # قال أبو الحسن: على أن أكثر من لفظته يومئذ تلك الفتنة القرطبية، من ~~الطبقة الأدبية، فأفلت من شركها، ونجا من دركها، قوم لم تكن لهم بيوت ~~مشهورة، ولا حظوظ من الأدب موفورة، ولكنهم وجدوا ملوكا أغمارا، لا يعرفون ~~إلا سرى الليل، ومتون الخيل، أسود شعاب، وأساود لصاب، قد ضروا على الدماء، ~~وترأسوا على الدهماء، خالعين لسليمان، المتقدم ذكره صدر هذا الديوان، ~~معارضة للطاعة، واستعراضا للجماعة، متمسكين من طاعة هشام الخليفة، كان قبله ~~حسبما وصفنا، بحبل قد انتكث طرفاه، بغاء لتتميم آمالهم، وحطبا في حبالهم: # لأمر عليهم أن تتم صدوره وليس عليهم أن تتم عواقبه # واحتاجوا في جباية أموالهم، وتدبير رجالهم، إلى ذلك الفل من # PageV05P021 # الكتاب القرطبيين الذين أصبحوا يومئذ أيدي سبا وتفاريق العصا، فشاركوهم ~~في نعمتهم، وألقوا إليهم بأزمتهم، متمهدين بتدبيرهم لأكنافهم، مؤتمين بهم ~~في شقاقهم وخلافهم. # وقد كان الملك سليمان أسف على جماعة هؤلاء الفتيان لشرودهم عنه، ~~وانتباذهم منه، وراسلهم بجملة رسائل [5أ] من إنشاء ابن برد وغيره من كتاب ~~دولته، رجاء في كرة الدولة بهم، مقتنعا منهم بالطاعة، حسبما فعله مجاوروهم ~~من أهل الثغور، ليكون من وراء التدبير، ويأمن من الهضيمة، في إنفاذ ~~الصريمة، فصموا عن رقاه وطردوا رسله، وخرسوا عن ms1034 إجابته على كتبه، وتجردوا ~~لحربه - حسبما قد وصفته في أخبار سليمان وكاتبه ابن برد أول هذا الديوان -. # ومنهم مجاهد المنتري يومئذ على دانية والجزائر الشرقية نذكر أيضا طرفا من ~~خبره النادر، لأنه من غلمان ابن أبي عامر، وأن كان لم يذكره القسطلي أبو ~~عمر، فأخباره تتعلق بأخبار من ذكر، لأنه على قوالبهم صب، ومن ثناياهم أنصب، ~~وفي سبيلهم من الخلاف أوضع وخب. على أن إليه كانت هجرة أولي البقية، وذوي ~~الحرية، من هذه الطبقة الأدبية القرطبية، للين جنابه، وذكاء شهابه. # PageV05P022 # نسخت من كتاب أبي مروان ابن حيان، قال: كان مجاهد فتى أمراء دهره، وأديب ~~ملوك عصره، لمشاركته في علم اللسان، ونفوذه في علم القرآن، عني بذلك من ~~صباه وابتداء حاله، إلى حين اكتهاله، ولم يشغله عن التزيد عظيم ما مارسه من ~~الحروب برا وبحرا، حتى صار في المعرفة نسيج وحده، وجمع من دفاتر العلوم ~~خزائن جمة، وكانت دولته أكثر الدول خاصة، وأسرارها صحابة، لانتحاله العلم ~~والفهم، فأمه جملة العلماء، وأنسوا بمكانه، وخيموا في ظل سلطانه، واجتمع ~~عنده من طبقات علماء قرطبة وغيرها جملة وافرة، وحلبة ظاهرة. على أنه كان - ~~فيما بلغني - مع أدبه من أزهد الناس في الشعر وأحرمهم لأهله، وأنكرهم على ~~منشده، لا يزال يتعقبه عليه كلمة كلمة، كاشفا لما زاغ فيه من لفظة وسرقة، ~~فلا تسلم على نقده قافية، ثم لا يفوز المتخلص من مضماره، على الجهد لديه، ~~بطائل، ولا يحظى منه بنائل، فأقصر الشعراء لذلك عن مدحه، وخلا الشعر من ~~ذكره؛ وكان مع ذلك بهمة، وأكثر الناس علما بالثقافة، فلا يضم من الفرسان ~~إلا الأبطال الشجعان، ولم يكن في الجود والكرم ينهمك فيعزى إليه، ولا قصر ~~عنه فيوصف بضده، أعطى وحرم، وجاد وبخل، فكأنه نجا من عهده الذم. ثم اكثر ~~التخليط مجاهد في أمره، فطورا كان ناسكا مخبتا معتكفا متبرئا # PageV05P023 # من الباطل كله، يعكف على دفاتر يقرؤها، وتارة يعود خليعا فاتكا لا يساتر ~~بلهو ولا لذة، ولا يستفيق من شرب وبطالة، ولا يأنس بشيء من الجد والحقيقة ms1035، ~~له ولغيره من سائر ملوك الطوائف في هذا الباب [5ب] أخبار مأثورة مشهورة؛ ~~انتهى كلام ابن حيان. # قال ابن بسام: وقد أثبت أيضا في هذا القسم من الشعراء والكتاب، ورؤساء ~~أهل الآداب، ممن في ذلك الأوان إلى وقتنا هذا، من عرف مكانه، واشتهر ~~إحسانه، وقدمت من تقدم في حلبة البيان، دون من سبق في الزمان، على ما شرطت ~~في صدر هذا الديوان، والله العاصم من الزلل، والموفق لأحسن القول والعمل، ~~بعزته. # فصل في ذكر ذي الوزارتين الأجل الكاتب الماهر [صاحب المظالم] أبي عبد ~~الرحمن بن طاهر، وسياقة قطعة من رسائله، وإيراد بعض شأنه، والتنبيه على ~~مكانته من الفصل ومكانه، وشرح خلعه عن السلطان، وعلى يدي من جرى ذلك وكان: # قال أبو الحسن: كان أبو عبد الرحمن بن طاهر أحد من جمع الحديث إلى ~~القديم، وارتقى من رياسة الأقلام إلى سياسة الأقاليم، واتفق لبني # PageV05P024 # طاهر بالفتنة المطغية، رياسة كورة مرسية، - في خبر أضربت عنه لطوله ولأني ~~قد أوردته في كتابي المترجم ب " سلك الجواهر من ترسيل ابن طاهر " - فكان ~~أبو عبد الرحمن يكتب عن نفسه بهذا الأفق، كالصاحب ابن عباد بالمشرق، وله ~~رسائل تشهد بفضله، وتدل على نبله، لاسيما إذا هزل فإنه يتقدم على الجماعة، ~~ويستولي على ميدان الصناعة. ولما حبط أبو بكر ابن عمار سمرات ملوك الأندلس ~~بعصاه، وتردد بنتجعهم بمكايده ورقاه، وإنما كان يطلب سلطانا ينثر في يديه ~~سلكه، وملكا يخلع على عطفه ملكه، جعل أبا عبد الرحمن بن طاهر موقع همه ووجه ~~أمه، ولما ألقى المعتمد إلى ابن عمار بيده، وقلده - على ما شرحناه في ~~أخباره - تدبير دولته وبلده، بعثه على حرب ابن طاهر بغاء بنفسه، وبناء على ~~أسه، فأقبله وجوه الجياد، وأخذ عليه الثغور والأسداد، حتى فت في عضده، ~~وانتزع سلطانه من يده. ولما قال عزمه وفعل، وقام وزن أمره واعتدل، مد يده ~~وبسطها، وكفر نعمة ابن عباد وغمطها، وانتزى له من حينه على مرسية وقعد بها ~~مقعد الرؤساء، وخاطب سلطانه مخاطبة الأكفاء، مستظهرا على ذلك بجر ms1036 الأذيال، ~~وإفساد قلوب الرجال، معتقدا أن الرياسة كاس يشربها، وملاءة مجون يسحبها، ~~فقيض له يومئذ من عبد الرحمن بن رشيق، عدو في ثياب صديق: من رجل مدره ختر، ~~وجذيل خديعة ومكر، فلم يزل يطلع عليه من الثنايا والشعاب، حتى أخرجه [5ب] ~~من مرسية كالشهاب، وأبو عبد الرحمن بن طاهر # PageV05P025 # في أثناء تلك الحال، متردد بين النكبة والاعتقال، فبعد لأي ما سعى له ~~الوزير أبو بكر بن عبد العزيز، زعيم بلنسية - كان - في ذلك الأوان، فخلص ~~بعد أبو عبد الرحمن، خلوص الثريا من يد الدبران، والتقى هو وابن عمار ~~ببلنسية بعد ذلك، وقد استوى الغالب والمغلوب، وضعف الطالب والمطلوب، وكان ~~أبن عمار أخفش، فقال له ابن طاهر، وكان كثير النوادر: كذا يا أبا العينا، ~~لا أنت ولا أنا. فصار ابن عمار مع ابن رشيق تحت المثل: " أنفقت مالي وحج ~~الجمل ". # ولابن طاهر عدة نوادر أحر من الجمر، وأدمغ من الصخر: أرسل إليه ابن عمار ~~وقت القبض عليه، وهو معتقل بين يديه، يعرض له خلعة يتسربلها، ويشير إليه ~~بكرامة: هل يقبلها - فقال لرسوله: لا أختار من خلعه - أعزه الله - إلا فروة ~~طويلة، وغفارة صقيلة. فعرفها ابن عمار واعترف بها على رءوس أشهاده، وبحضرة ~~من وجوه قواده وأجناده وقال: نعم إنما يعرض بزيي يوم قصدته، وهيئتي حين ~~أنشدته، فسبحان من يعطي ويمنع، ويرفع من يشاء ويضع. # وحدثني غير واحد من أهل مرسية قال: لما قام البلد على أبن طاهر خرج هو ~~وابن أخيه مخفيين لأنبائهما، هاربين بذمائهما، وكل شيء لهما رصد، وفي كل فج ~~عليهما عين ويد، فلقيا رجلا من أهل مرسية # PageV05P026 # يدعى البقيلة، كان عندهم مشهور المنزع، مضروبا به المثل في برد المقطع، ~~وقد حمل قناة فاعتقلها، ولبس فروة فحولها، وفي رأسه قلمون طويل، أبرد من ~~طلعة العذول، فقال ابن طاهر لابن أخيه: يا بني أين المهرب - قد قامت علينا ~~كل قبيلة حتى العرب، ما أرى هذا إلا عمرو بن يكرب أو يزيد بن الصقب. # وحكوا أن ابن أخت لابن رشيق ذا ms1037 لحية طويلة، وطلعة ثقيلة، وقف عليه يوما ~~وهو معتقل عندهم، فجعل يتوجع له ويتفجع، ويتملق معه ويتصنع، فقال له ابن ~~طاهر: خلاصي بيدك إن شئت، لو أخرجتني في لحيتك لتخلصت وخفيت. إلى نوادر ~~كثيرة، وأوابد عنه مأثورة، إيرادها خارج عن غرض هذا التصنيف، وليست من شرط ~~هذا التأليف. # ولابن طاهر أيضا في الجود نوادر تشهد أن كرمه لم يكن تكرما، وأن مجده لم ~~يكن تكسبا ولا تقحما: مر به ولد ابن عمار بعد مقتل أبيه، في فئته القليلة، ~~وساقته المنكوبة المفلولة، وقد لفظتهم البلاد، وأنكرهم الطريف والتلاد، ~~وتغير لهم الأشكال والأضداد، ورحمهم الأعداء والحساد، فأقبل عليهم ابن طاهر ~~ببقية حال هم جنوا عليه إدبارها، وحكمهم في فضل ثياب هم [6أ] سلبوه خيارها، ~~وخلى بينهم وبين ماء طالما حلأوه عن برده، ودفعوا في صدره دون ورده، تعالى ~~من لا يذل سلطانه، ولا يجحد إحسانه. # PageV05P027 # ما أخرجته من نوادر رسائل ابن طاهر # في أوصاف شتى # فصول من رسائله السلطانيات التي أجراها مجرى الأخوانيات # كتب إليه أبو بكر ابن عمار المذكور، في أثناء ما وقع بينهما، رقعة عتاب ~~وختمها بهذه الأبيات: # عندي حديث إن سمعت قليلا ولدي نصح إن أردت قبولا # يا راكبا ظهر التجني راكضا في حلبتيه أما اعتقدت نزولا # لله درك أو طلبت حقيقتي لوجدتني بدل العدو خليلا # خذ من عنان هواك يوما للنهى وانهج لرأيك في اللجاج سبيلا # وأفق من الأنف الذي تعتده عزا فقد يدع العزيز ذليلا # ومن بعض مخاطبات ابن طاهر له، رقعة حدثت أنه كتبها إليه من موضع معتقله، ~~بقطعة فحم على ظهر آجرة، فيما زعم: قد كنت - أعزك الله - أتيقن من حسن ~~طويتك، وكرم سجيتك، أنك لي أسرع في الملمة من اليمين إلى الشمال، فارتقبت ~~ورودك ارتقاب الصائم للهلال، فلما وافيت تحدثت بملاقاتك، واطلعت إلى ~~مراعاتك، فأبطأ # PageV05P028 # ذلك من سنائك، ولزمني أن استعلم السبب الموجب له من تلقائك، وبالله أقسم ~~لو مكنت من رقعة ومداد حاضر، لخاطبك بالمحجر وسواد الناظر، لكن منعت من كل ~~سبب لغير ms1038 سبب، وألحت علي النوائب بطلب على طلب. وأما الحضرة المكرمة فكنت ~~أعمر إليها مسافة الطريق، وأجد للقول فيه بليل الريق، وستسمع بالمشافهة كيف ~~كان المنع لا التمنع، فلست أجهل ماآتي وما أدع. وأما أمور الفتنة فمهدورة، ~~وعند العاقل مغفورة، وهي كبساط النبيذ، يطوى على ما فيه من المز واللذيذ، ~~ولولا صدع بالفؤاد، وقلب ملي من الخطوب الحداد، لنبذت إليك ما في النفس نبذ ~~النواة، فأنت موضع السر والمناجاة، لا زلت من الحوادث بمعزل، ومن المكارم ~~بمنزل. # قال ابن بسام: وقد حدثت أنه بعد خروج ابن طاهر من البلد، رأى أن يلقي ~~بيده إلى المعتمد، إذ بدأ له من ظاهر ابن عمار ما سكن بعض استيحاشه [7أ] ~~فأنس، فأصحبه كتبا أدرج له بينها صحيفة المتلمس، ووقف ابن طاهر على ~~مستودعها، بفك طابعها، فكتب إلى ابن عمار رقعة فيها: بالخبر تنجلي الشكوك، ~~ومع الفري تماز المسوك، ورب معمل سلامة، ومرسل استنامة، قد يكشف [له] # PageV05P029 # المستور من خل عن صل، بل عن لحم مصل، وهو الأناة ينضح بما فيه، ومرسوم ~~الوعظ ليس بمجديه، ولما بت على مرحلة من جنابك العاطر، مستقيا من سبحانك ~~الماطر، لما أصحبتني من تلك الرقاع، التي خلتها يد الاستدفاع، مثل بين عيني ~~في النوم [شخص] ماثل، يتغنى بقول القائل: # لئن بعثت إلى الحجاج يقتلني إني لأحمق من تخدي به العير # مستصحبا صحفا تدمى طوابعها وفي الصحائف حيات مناكير # فوثبت كالمذعور، وأتيت إلى الطوامير، ففضضت ختامها، واستعربت إعجامها، ~~فصرخت لي بل أقتال؛ فأبن لي - عافاك الله - بأي شيء استحللت دمي، وبعثتني ~~لإراقته على قدمي، لا تبل: # إن الأيادي قروض كما تدين تدان # من استلذ زمانا أرداه ذاك الزمان # وطالب الثار لا ينام، والله ولي الانتقام. # ومن رقعة عتاب له يقول فيها: [أستوهب الله عقلا يعقل عن تكلف ما لا ~~أعلمه، والتسور على ما لا أحسنه ولا أفهمه، وأستعينه على # PageV05P030 # عمل يرضيه به عني، وأسأله لك السند الذي يعزى الجود إلى بنانه، ومنطق ~~الفضل إلى لسانه، محزا آهل المعاهد، وحرزا ثابت ms1039 القواعد، و] قد تصرفت في ~~سهوب الاسهاب، وتعلقت بإطناب الإطناب، وسلكت من البلاغة مسالك لا تجد حيات ~~الأذهان فيها مدبا، وأرواح الأفكار في جوها مهبا، فإن قرعت بابها معك، وقد ~~باشرت بدعك، زادني انغلاقا، وكنت ككون مع عتيق لا يرجو له لحاقا، فالأحجى ~~بذي الحجى سلوك سبيل الاختصار والإيجاز، إذ لا بد من الوقوع تحت الاقتصار ~~والاعجاز، والله يبقيك لإحياء رسم الأدب، وإقامة أود لسان العرب. # وفي فصل منها: وأكرم بخطابك الأثير، المضمن من الدر النثير، ما لم يستخرج ~~مثله غائص من بحر، ولا تقلدت الغواني شكله على نحر، فلله أدبك ما أبرعه، ~~[وحسن لفظك ما أبدعه] ، أوضحت به مناهج العلماء، وصدقت نتائج الحكماء، ولم ~~أزل ألمحه، وأجيل طرفي فيه وأتصفحه، متعجبا من غرائب كلمك، وبدائع حكمك، ~~إلى أن انكشفت لي أغراضه المبتدعة، وجمله المخترعة، عن ظن حكمته في اليقين، ~~وشك غلبته على الصبح المبين: أنا أنزه ميزك الثاقب، ونظرك الصائب، ورأيك ~~الواضح الدلائل، وما أوتيت من علم جوامع [7ب] الفضائل، عن انتساب مثل ذلك ~~إليك، واشتباه ما فيه عليك، وكنت عهدتك تقضي بالخير على طباع الناس، ولا ~~يوضع على بصيرتك فيه غطاء التباس، حتى فجأني منه ما لو أخبرت به عنك ~~لأنكرته، ولا أدري له سببا، ولا أعرف # PageV05P031 # له موجبا، إلا الاصغاء إلى من يضرب ويسعى بالفساد، ويدب بمقارب الأحقاد، ~~ويشغب لكي يذكي نار الحرد، ويطير شرار الضمد، وأنت أجل من أن تلتفت إلى ~~غاش، وتعرج على ساع بالنميمة واش. # ومنها: وأما ذم الزمان وبنيه، فقد أكثر الناس فيه، وكنت أجلب شيئا [منه] ~~للحاجة إليه والتورك عليه، غير أني اقتصرت مخافة التطويل، وتجنبت آفة ~~التثقيل، فقد قالوا: الاطالة تفضي إلى الملالة. وأما من صرحت في مدرجتك ~~باسمه، وشكواه اليك ما جرى عليه بزعمه، فهو سعر نار غدا حريقها، وفجر ~~أنهارا ظل غريقها، وأمره أحقر من أن أحبر فيه كلما، وأعمل في ذكره قلما. ~~ومن قولك - أعزك الله - أن العهد بك بعيد، والشوق اليك شديد، وتعريضك بقرب ~~النزول علي، والخروج ms1040 عما تريده من الشكوى إلي، خرج لي أن الذي اتفق لي في ~~زيارتك من الإغباب، سطر أسطر هذا العتاب، فمهلا مهلا، وحلا حلا، ورب سامع ~~بأمري لم يسمع عذري، والله ما اعتمدت ذلك جهلا بحقك، ولا قصدته إهمالا ~~لواجب تقدمك وسبقك، بل دفعت إليه ضرورات مكابدة أحوال هذا الزمان، القاطعة ~~عما يريده الإنسان، ولئن نافس الدهر في الورود عليك، والوصول اليك [وأحوج ~~إلى ترك النهوض اليك] فليس ذلك مما يخل بالود، ولا يحل وثيق العهد، بل أنت ~~كالشمس # PageV05P032 # إن عدمنا مدارها، فما حرمنا أنوارها، وقد علمنا أن مكانها علي، وحسنها ~~جوهري، وكان من الحكم أن أراجع على النظم، لكن لا آتي معك إحسانا، ولو كنت ~~حسانا، فابسط العذر، وسهل الأمر، [والله يهنيك صحة تكفلك، وسلامة تشملك، ~~برحمته، والسلام على من أراني عتابه، ليعلم كيف ودي جوابه، ورحمة الله] . # وله رسائل مطبوعة، ومنازع إلى الأدب بديعة. # وكتب أبو عبد الرحمن إلى ابن عبد العزيز من طريقه يومئذ رقعة يقول في فصل ~~منها: كتابي وقد طفل العشي، وسال بنا إليك المطي، ولها من ذكرك حاد، ومن ~~لقياك هاد، وسنوافيك المساء، فنغتفر للزمان ما قد أساء [8أ] ونرد ساحة ~~الأمن، ونشكر عظيم ذلك المن، فهذه النفس أنت مقيلها، وفي برد ظلك يكون ~~مقيلها، فلله مجدك وما تأتيه، لا زلت للوفاء تحييه وتحويه: # PageV05P033 # *فدانت لك الدنيا ودامت بك العليا* # إن شاء الله تعالى، بمنه. # وعند انجلاء تلك الظلماء [عنه] خاطب جماعة من الرؤساء، وذلك في جمادي ~~الآخرة سنة ثلاث وسبعين، فمن ذلك رقعة خاطب بها صاحب المرية قال فيها: ولما ~~تخلت مني - أيدك الله - يد الزمان ونوائبه، وتجلت عني غمراته وغياهبه، ~~ابتدرت مطالعك ابتدار الفرض، وهصرت من مجاذبتك بالغصن الغض، فاتقا لكمامة ~~الفضل، وعامرا لشريعة الوصل، وحمد الله تعالى مقدم في السر والجهر، على ما ~~درا من الحوادث النكر: # وإذا جزى الله امرءا حسنا فجزى أخا لي ماجدا سمحا # ناديته في كربتي فكأنما ناديت عن ليا به صبحا # ذلك الوزير [الأجل] أبو بكر مثبت ms1041 رسم الوفاء، وباني مجده على قمة ~~الجوزاء، نبه لي كرم مسعاه، دائبا ووالاه، لم يكتحل سوق الأرق، حتى ~~استنفذني من لجة الغرق، ووافى بي على المنى، وأحلني من بره المحل الأسنى، ~~فأنام الله عنه عيون الأيام، ولا أنساني له شكر ذلك المقام. # وله من أخرى خاطب بها ابن هود: إن الأيام - أيدك الله - تلون ألوانها، ~~وللمساءة إحسانها، ما تذر شعبا إلا تصدعه، ولا وصلا إلا # PageV05P034 # تقطعه، إن أمرت عهدا نقضته، أو بنيت قوضته، على أنها قد تعود، ويكون لها ~~الأثر المحمود، ورمتني - أيدك الله - بسهامها، وجرعتني غصص حمامها، فكان ~~لله ستر وقى، وصنع أبقى، مكن النفس من رجائه، ووطن الصبر على قضائه، طمعا ~~في الحظ من ثوابه، وتبلج الفرج من أبوابه، إلى أن تبدى فجره، وتأتى أمره، ~~والحمد لله بحقه، منقذي من الخطب وربقه، هو المبلو بعواطفه، المدعو ~~بعوارفه، وفي كل حال - أيدك الله - أخطرتني ببالك، ومددت علي من ظلالك، ~~ووصلت من سببي، ونفست من كربي، وأوجدتني من ذراك مفزعا، و [أوردتني] من ~~نعمك مشرعا، لا زال برك شاملا، ولا انفك سعدك كاملا، فانك محيي الهمة ~~ومقيمها، ومولي النعمة ومديمها، وكم أحييت من همم، وأوليت من نعم؛ فكافأ ~~الله الولي السني واحدي الوزير الأجل أبا بكر مكافأة ماجد جد في سعيه، وجرد ~~[8ب] من رأيه، لدرء مهمي وكشفه، حتى انتضاني في كفه، فخلطني بالعلية نفسه، ~~ومهد لي في جنابه وأنسه، أيده الله على شكره، وفسح في عمره. # وله من أخرى كتب بها إلى الحاجب عماد الدولة: كتبت - أيدك # PageV05P035 # الله - عند وصولي بلنسية، متخلصا من يد المحنة، متلبسا لله فيها أعظم ~~المنحة، أن تدارك في غمراتها، وجلى المسود من هفواتها، فلله الحمد كثيرا، ~~والشكر نضيرا؛ وإني بلوت من إجمالك في حالتي شدتي ونجاتي ما عقل اللسان، ~~وقبض البنان، وأخجل الحوادث حتى كفت من اعتدائها، وألوت تعثر في استحيائها، ~~فإن أثنيت فمقصر عنك الثناء، وان دعوت فإلى الله يرفع الدعاء. وتلقاني ~~بطريقي كتابك الرفيع فتملكني بره، وحياني بشره، وعظم عندي قدره، فلله ms1042 ما ~~تبديه من فضل وما تسره، ولله در الوزير الأجل أبي بكر، جوزي بوفائه، وفسح ~~الله له في ظله وبقائه، فانه ما اكتحل في كربتي بنوم، ولا تمتع بمسرة في ~~يوم، ولقد كانت قذى عينيه، حتى حلني من وثاقها بيديه. # ومن أخرى خاطب بها المظفر صاحب لاردة قال فيها: أن الله تعالى يصرف ~~الأمور كيف يشاء، له النعماء والبأساء، فإن عافى واصل المنن، وأن امتحن ~~أحسن، لأنه يمنح الأجر الذي هو أسنى، ويعود بعوائده الحسنى، وما المرء إلا ~~كالنصل، يشحذ بالصقل، تنفذ عليه الأقدار، ليقع # PageV05P036 # الاختبار والاعتبار، ويبدو له الزمان وأهله، وحيث منبت الفضل وأصله؛ وكان ~~لك - أيدك الله - من التهمم بجانبي، والارتماض لنوائبي، ما أطاب ذكرك، ~~وأبان قدرك، وأخبر أن الجميل من سجاياك، وأن محاسن الدهر بعض حلاك. ولما ~~تخلصت من تلك الأشراك، وأذن الله منها - وله الحمد - بالانفكاك، أسرعت إلى ~~قضاء حقك وإنه لأعز الحقوق، وتوفية الشكر لك بباهر مجدك السابق غير ~~المسبوق، والثناء على أنعم الله تعالى قبل كل شيء وبعده التي جلت عن ~~الإحصاء، وجلت من الغماء. وقد أوليت ما أثبت لك في الرقاب رقا، ومت تخب به ~~الركائب غربا وشرقا، وأن المستقل بي والجاذب بضبعي لمحيي ميت الوفاء، ومحرز ~~جزل الثناء، قسيمي في المهم، وظهيري [9أ] على الملم، الوزير الأجل أبو بكر، ~~فاني تبوأت في ذراه محلا ودارا، ورأيت الخطوب تعتذر اعتذارا. # وله من أخرى إلى القادر بالله ابن ذي النون: حكم الزمان - أيدك الله - ~~تعثر الإنسان، ولولا دفاع الله لهوت قدمه، واستوى عدمه، لا يبالي حيث انتحت ~~نوائبه، ولا من ازور جانبه، يلفى الدهر عابسا، ولثوب العذر لابسا. وكتابي ~~من بلنسية وقد وافيتها موافاة # PageV05P037 # الآمن بقراره، خارجا من ليل الحوادث واعتكاره، مستبشرا بنهاره، مستشفيا ~~من آثاره، فالحمد لله بما أولاه، حمدا يبلغ رضاه. وما أنا - أيدك الله - في ~~أمري، وما يسره الله من انجلاء ضري، بأجذل مني لتوقف الأيام عن مكانك، وقد ~~أوضعت في بنيانك، تظن أن ما تتلفه، لا تصرفه، وكم لله من ms1043 لطف خفي، وكرم ~~حفي، وهو المسئول بأحب أسمائه، أن يعيد عزك إلى بهائه. وأن من تلقى راية ~~المجد ابتدارا، وأخذني من أيدي الخطوب اقتسارا، لعلم الوفاء الذي إليه ~~يشار، وشخص السيادة الذي به يستنار، واحدي الوزير الأجل أبو بكر - أدام ~~الله عزه وأحسن جزاءه، ووصل اعتلاءه -. # وكتب أيضا في ذلك إلى بعض إخوانه: علمي - أعزك الله - بصدق وفائك، ومحض ~~صفائك، وأنك ضارب في حالي بأوفى السهام، أوجب أن أسبق اليك بالمشاركة ~~والإعلام، وكتبت عند الخلاص من العقلة، والتخلص من العطلة، بفضل الله الذي ~~له المشيئة الغالبة واليد العالية، هو المردد حمده بما أولى وسنى، المرجو ~~لطفه بعوائد الحسنى. ورعى الله الوزير الأجل أبا بكر، وقارضه وفي الشكر، ~~فلقد بز الأنام طروا، ووافت فعالته الكريمة غرا، لم يقصر عن أمد السعي، مدة # PageV05P038 # ذلك البغي، حتى أخذني من أيدي الخطوب عنوة، وأحلني من جزائه وبره صفوة، ~~فلله وفاؤه وسروه، وغايته في العلاء وشأوه. # قال ابن بسام: وخاطبت جماعة من رؤساء الجزيرة يومئذ الوزير أبا بكر [بن] ~~عبد العزيز [المذكر] شاكرين له على ما كان في ذلك من سعيه الحميد [المشكور] ~~، منها رقعة للمؤتمن بن هود يقول فيها: وقد تتابع عنك - أعزك الله - أحسن ~~الحديث المذيع لخفايا سروك وسرائره، المعرب عن سجايا سنائك ومآثره، منذ ~~انتدبت بشرف منحاك [9ب] لما يسره الله من حميد مسعاك، فانتضيت من عزمك ~~باترا يفل نصال النوائب، وأيقظت من حزمك ساهرا ينيم عيون الحوادث، وسهل ~~الله الوعد بصدق بصيرتك، وذلل الصعب بيمن نقيبتك، حتى شردت المحنة وعمت ~~المنحة، بتخلص ذي الوزارتين الكاتب الأجل صاحب المظالم أبي عبد الرحمن ~~سندي، والخطير من عددي ### | -[أبقاه الله]- # من تلك الغمرة، وانتضائه بالاستقلال من العثرة، واستقرت الحال - أيدك ~~الله - بدءا وعودا، عما قصر أوفر الحمد، ونشر عنك أنضر العهد، فجازاك الله ~~أفضل ما جازى علما من أعلام الوفاء، ووفاك أكرم ما وفى متقدما في أحوال ~~الصفاء، متوحدا بجميل المقام وجليل الغناء، وخاطبتك معلما بحقيقة اعتزازي ~~بما يسر الله على يديك من هذه ms1044 العائدة، وسناه # PageV05P039 # بلطف توصلك إلى هذه الفائدة، فلو خصصت بذلك من يشاركني بالنسبة وهو قسيمي ~~في اللحمة، لم يعدل عندي بما أوليت في جانب من أعزه الله بإتمام النعمة، ~~فقد كان تألمي من إساءة الدهر في هضمه، وتطاول خطوبه النكر إلى ظلمه، بازاء ~~ما يقضيه الاعتداد بفضله، والابتهاج بشرف محله؛ إذ كانت النفس تشفق من ~~حادثة تصيب نبيها من الأخوان، فضلا عن نائبة تحل بساحة جليل من الأعيان، ~~والله تعالى يصرف النوب عن فنائك، ويكف المحاذر دون ألاجائك، بمنه. # قال أبو الحسن: ونأخذ هنا من أخبار الوزير الأجل أبي بكر ابن عبد العزيز ~~المذكور، بهذا الموضع، حسبما اقتضاه سرد الكلام، وأدى إليه شرط النظام. # كان أبو بكر أحد من سبق وادعا، وتجاوز ذروة الشرف متواضعا، كتب أبوه عن ~~الوزير الكاتب أبي عامر بن التاكرني أيام وزارته لعبد العزيز ابن أبي عامر، ~~وأبو عامر أطلع جده، وأرهف حده، وبلغ به الذرى، حتى قيل: " كل الصيد في جوف ~~الفرا ". # PageV05P040 # وقد ذكره أبو مروان ابن حيان فقال: وفي العشر الأواخر من [شهر] جمادي ~~الآخرة سنة ست وخمسين نعي إلينا وزير بلنسية، ابن عبد العزيز، وكان - على ~~خمول أصله في الجماعة - من أراجح كبار الكتاب، الطالعين في دمس هذه الفتنة ~~المدلهمة، وذوي [10 أ] السداد من وزراء ملوكها، ذا حنكة ومعرفة، وارتياض ~~وتجربة، وهدي وقوام سيرة، إلى ثراء وصيانة؛ انتهى كلام ابن حيان. # قال أبو الحسن: ووزر أبو بكر بعد أبيه لعبد الملك بن عبد العزيز المتلقب ~~- كان - من الألقاب السلطانية بالمظفر، فقطع ووصل، واضطلع بما حمل، ودارت ~~عليه الرياسة مدارا لم تدره رحى على قطب، واشتملت عليه السياسة اشتمالا لم ~~تشتمله جناجن على قلب: من رجل ركب أعناق خطوبها، صعبها وركوبها، وامترى ~~أخلاف شآبيبها، منهلها وسكوبها، فلما قص يحيى بن ذي النون الملقب بالمأمون ~~آثار آل ابن أبي عامر، واجتث أصلهم من بلنسية آخر الدهر [الداهر]- حسبما ~~سنأتي عليه، إذا انتهينا إن شتء الله إليه - كان ابن عبد العزيز، زعموا، ~~أحد من أقام ميلها ms1045، وأوضح لابن ذي النون سبلها، حتى خلصت له وخلص لها، ~~فكافأه ابن ذي النون لأول تملكه إياها بأن ولاه أمورها، وحلاه شذورها، ولاث ~~بحقويه سياستها وتدبيرها، فسامى الفراقد # PageV05P041 # وتألف الشارد، وفدح الحاسد، وقهر العدو المكايد، وهو ابن ذي النون قريب ~~على البعد، وحاله عنده جديد على قدم العهد. فلما مات يحيى بن ذي النون صفت ~~مساربه، وخلا له جانبه، وضعف عنه طالبه، وكان خليقا بسموه، مهيبا في صدر ~~عدوه، طاول الجبال بالآكام، وفل السيوف بالأقلام، متشبها في مخالصة ~~الإمارة، من خصاصة الوزارة، بأبي الحزم بن جهور، فتم له من ذلك ما نيف على ~~المراد، وأطال غم الأعداء والحساد، واجتمع عنده من سعة المال، وفخامة ~~الحال، ونضرة الإقبال، وآلات الجلال، ما سار في البلاد، وقصر عنه كثير من ~~الأشكال والأضداد. # ومن أعجب ما هيأ له الزمان، وأغرب ما سارت عنه به الركبان، أن ابن هود ~~لما سما إلى دانية فورد صفوتها، واقتعد ذروتها، فيل أهل بلده رأيه، وعجزوا ~~سعيه، في قصوره عن بلنسية، إذ كانت أدنى لمن يريدها، وأجنى على من ~~يستفيدها، لوفور غلاتها، وتمام أدواتها، واعجاز خواصها وذواتها، ولخلوها ~~عندهم من ملك يفي # PageV05P042 # بمقدارها، ويذب عن عقر دارها، فجاهروه بتعجيزهم [10ب] وشاعت على الألسنة ~~أعجوبة من ترجيزهم، كلمات في أعجمية مزدوجة، معناها: ما أحمق هذا وأهوجه، ~~عجز عن الأيم ونكح المزوجة؛ وحين تلقفها من الألسنة، انتبه لها لا من سنة، ~~وداخل الطاغية أذفونش مفزع آمالهم، وظهير بطالتهم وباطلهم، على عادتهم، ~~معشر الخلفاء، من استنابته في زحوفهم، وإجابته إلى مر حتوفهم، سعيا عمهم ~~بتنكيل، ومكرا أحاقه الله بهم عما قليل؛ فاشترى منه بلنسية يومئذ [زعموا] ~~بمائة ألف دينار، تقرب إليه بحاضرها، وأعطاه رهنا كفافا بسائرها، فغزا ~~بلنسية وقته في جيش تضاءلت ذرى أطوادها عن أعلامه، وتناكرت وجوه نجومها تحت ~~قتامة، فلم يركز لواءه، ولا رفع بناءه، حتى خرج إليه ابن عبد العزيز منسلخا ~~من عديده، في ثياب جمعته وعيده، فكلمه بما أرق قلبه، وكف غربه، وكان مما ~~قال له: هي بلادك ms1046 فقدم من شئت وأخر، ونحن طاعتك وقوادك فأقلل منا أو أكثر، ~~في شبيه ذلك من لين القول الذي يسل الأحقاد، ويتألف الأضداد، فانصرف عنه ~~وقد ألحفه جناح حمايته، ووطأ له كنفا من عنايته، ورجع ابن هود وقد نفض ~~يديه، وأصبحت نفقته حسرة عليه، وكان الطاغية بعد ذلك، كلما جرى ذكر ابن عبد ~~العزيز # PageV05P043 # شايعه وتولاه، واسترجحه وزكاه، حتى كان يقول - لعنة الله -: رجال الأندلس ~~ثلاثة: أبو بكر ابن عبد العزيز و [أبو بكر] ابن عمار وششنند، وسأجري في ~~أخبار ابن ذي النون طرفا من ذكره، وأشير إلى جهة من مآل لأمره. # بقية ما استخرجته من رسائل ابن طاهر السلطانيات # فصل له من رقعة خاطب بها ابن عباد يقول فيها: من وجد سلفه على مذهب من ~~الخير بين، وسنن من الفضل متبين، سره أن يتحلى بتلك الخلق، ويتجلى من تلك ~~الأفق، وإن الزمان اللدن الذي انقضى، وامحت صورته الحسنى، نظم بين ذي ~~الوزارتين القاضي جدك وبين أبي مولاي، كان رحمه الله، عقد الصلة، وأربم ~~بينهما حبل الخلة، وشق بينهما المصافاة شق الأبلمة، وأطلعهما نجمين في ~~أكابر تلك اللمة، يفترقان عند الاستعمال، ويحملان يومئذ مضلع الأثقال، إلى ~~أن امتزجت بهما الحال امتزاجا، وكان كل واحد منهما لنفس صاحبه غذاء ومزاجا، ~~ولم يقنع من ذلك الالتفاف، بواقعة الكفاف، حتى أتم # PageV05P044 # [11أ] صنائعه، ورقم وشائعه، خلال ما ابتداه، ونهجه وهياه، فضمنا والرئيس ~~الأجل أباك معتمدي - وكان - رشي الله عنه في زمرة الطلبة، والأسرة منهم ~~المنتجبة، ورتعا في رياض الاصطحاب، واستذرينا من أدواحها بأمثال السحاب، ~~نصيب من بردها ودرها، إلى أن أطلعت الأيام شجر مرها، برائع الفراق، ولم نشف ~~الأشواق، وأقبلت الفتن والمحن تنساق؛ فلما اطمأنت بك قدم الرياسة، واستقرت ~~منك في شخص السيادة والنفاسة، جعلت الهمة تتطلع، والارادة مني تنقاد وتتبع، ~~في الإلمام بمداخلتك، والتسبب لمطالعتك، ليلتئم باعتلاقك ذلك الشعب، ~~ويستريح من برحائه القلب، والأيام على شيمها وشومها، في عوارضها ولومها؛ ~~إلا أني مع ذلك لم أخل مشاهدتي من الذكر لك، والفخر بك، حتى ms1047 وافى رسولك ~~الناحية، فمددت يد المخاطبة لك، وأحببت فتحها معك، لأعلق منك كفي، بماجد ~~يكون ركني وكهفي، واثقا بحسن المقابلة والقبول، عارضا ودي بمهب الصبا ~~والقبول، فإن مننت بالمراجعة فذلك البغية والمراد، وإلا فما أخطأ الاجتهاد، ~~والله ييسر المرتجى منك، ويدفع محذور النائبات عنك، [بقدرته الباهرة ~~ومشيئته العالية] . # وله من أخرى [اليه] : الآن سفرت من الأيام الخدود، واهتز منها # PageV05P045 # غصنها الأملود، ووثقت نفوس بالنجاح، ودنا غمامها المطلوب حتى كاد يدرك ~~بالراح، لما أتت البشرى عن مولاي باقترابه، وتعلقت الدنيا بأثوابه، ولاذ به ~~الإسلام، وعز جانبه المستضام، وما زلت أترقب الزمان أن يخطرني بباله، ~~ويعرضني على اهتباله، فإذا به على ازوراره، لا يبالي من صلي بناره، فكيف ~~أذم الزمان ومولاي فيه، وهو تابع أوامره ونواهيه، لا زال جده مقبلا، وسعده ~~متصلا، ما صدع الفجر، وطلع البدر. # وله من جواب على كتاب: ورد كتابه العزيز الذي شفع به المنن الروائح ~~والغوادي، فوريت بمضمنه زنادي، وأخصب من مستودعه مرادي، وتأتى بما التمحته ~~مرادي، وتصفحت الطول وافي الذوائب، متصل السحائب، ولبست ثوب الإجمال، سابغ ~~الأذيال، واسع الأضلال، والله يبقيه للواء الفضل يرفعه، وشتيت المكارم ~~يجمعه. # وفي فصل منها: وأما كتابك فكان جوابا ما أحسب! وبيانا نا أعذب! أنس من ~~وحشة، وألبس منه بعد منة، ووقفت منه على ما ملأ جوانحي مسرة، وبسط من وجهي ~~أسرة، وحمدت الله تعالى [11ب] بالنعمة علي في ذلك، وبما هيأة الله على يدك ~~هنالك، وما زلتم معشر هذه # PageV05P046 # السلمة الكريمة، الزكية الأورمة، تشيدون البناء، وتخلدون الثناء، وتحفظون ~~الأرجاء، وتمدون الرفاء، وأني بمثل سياستكم فيما فتحه الله على المظفر - ~~لقد أخضعتم الرقاب، وأطرتم الألباب. # وفي فصل من أخرى: [ورد لك كتاب كريم وثغور] مجدك مبتسمة منه، وألسنة سروك ~~ناطقة عنه، فطرد العبوس، وأحيا بخيره النفوس، فهنئت هذا الشرف التليد، ~~والمذهب الحميد، وزادك الله جمالا، كما اختار لك جلالا؛ وتناولت المدرجة ~~الكريمة التي خطتها اليد العزيزة، وجعلتها بيني وبين الحوادث شعارا ودثارا، ~~إذ تبينت فيها مخايل وآثارا، بعد أن وضعتها تكرمة ms1048 على رأسي، وأحييت بها ~~أملي ونفسي، وتوليت من الدعاء المخلص ما الله تعالى سامعه لك، ومحققه فيك. ~~فأما الشكر فلو أني فيه موصول اللسان، بلسان الزمان، لما وقيت بحقك منه، ~~ولما قضيت وطرا به، إلا أني على قصوري عنه سأبرزه في غلائله، كالربيع في ~~أوائله. # وخاطبه ذو الرياستين [حسام الدولة أبو مروان] ابن رزين برقعة يخطب فيها ~~وداده، ويستميل فؤاده، فراجعه ابن طاهر برقعة يقول # PageV05P047 # فيها: كل المعالي - أدام الله تأييد الحاجب ذي الرياستين - إليه ~~ابتسامها، وفي يديه انتظامها، وعليه إصفاقها، ولديه إشراقها، وإن كتابه ~~الرفيع وافاني فكان كالزهر الجني، والبشرى أتت بعد النعي، سرى إلى نفسي ~~فأحياها، وسلى عني خطوب الكروب وجلاها، فلتأتينه مني بالثناء الركائب، ~~تحمله أعجازها والغوارب؛ وأما ما وصف به - أيده الله - الأيام من ذميم ~~خبرا، ولقد رددتها على أعقابها نكرا، فلم أخضع لجفوتها، ولم أتضعضع ~~لنبوتها، وعلمت أنها الدنيا قليل بقاؤها، وشيك فناؤها، وفي ذلك أنشدوا: # تفانى الرجال على حبها وما يحصلون على طائل # ومع ذلك ما عدمت من الله سترا كثيفا، ولا صنعا لطيفا، له الحمد ما ذر ~~شارق، وأومض بارق. # ورأيت ما انتدب اليه - أيده الله بسنانه - من الشفاعة عند القائد الأعلى ~~- أعزه الله -، والصدق مواعده، وقد كان بدأني بالإجمال لو عاد عائده، وبيد ~~الله تعالى [12أ] الأمور يقضيها، عليه التوكل فيها # PageV05P048 # وفهمت ما أومى إليه من التنقل إلى ذراه، والورود على نداه، وأنى لي بذلك ~~وقد قيدتني الهموم فما أستطيع نهضا ولا أتقدم، ولو أطقت ذلك لعدت العمر غضا ~~جديدا، ولقيت الكمال شخصا وحيدا، عند من تقر بسوابقه العجم والعرب، وتؤكل ~~خلائقه [بالضمير] وتشرب. # قال أبو الحسن: وكان ذو الرياستين قد رأى لو انتقل ابن طاهر إلى ذراه، أن ~~يستمد برأيه ونهاه، وهيهات! أبو عبد الرحمن كان أصون لفضله، وأفطن بالزمان ~~وأهله، من أن ينخدع بمنتقل ظله، ويحكمه فيما أبقت الخطوب من جلالته ونبله: ~~من رجل شديد الإعجاب [كان] بأمره، بعيد الذهاب بقدره، زاريا على زعماء أهل ~~عصره، إن ذكرت الخيل فزيدها ms1049، أو الدهاة فسعيدها وسعدها، أو الشعراء فجرولها ~~ولبيدها، أو الأمراء فزيادها ويزيدها، أو الكتابة فبديع همذان، أو الخطابة ~~ففي حرام سبحان، أو النقد فقدامة، أو العلم فلست من رجاله ولا كرامة، وليس ~~له من ذلك كله إلا البراءة من الإحسان، والاستطالة بمكانه من السلطان، أبى ~~الله الا انهماكه في الشراب والشطرنج، وكان على ذلك ضيق الفناء، جهم ~~اللقاء/ أحذق الناس بحرمان من قصده، وأشدهم احتمالا لمن لامه في البخل ~~وفنده، وانتحاه بأصناف الذم واعتمده، على ما كان يداخله من كبر، ويعتقده ~~لنفسه من جلالة # PageV05P049 # قدر، وكان الشاعر إذا وفد عليه، أو مثل بين يديه، أخذ يناقشه الحساب، ~~ويغلق دونه الأبواب، وينتحيه بضروب نقده، ويصب عليه من شآبيب برده، حتى ~~يخرج بين الحائط والباب، ويرضى من الغنيمة بالاياب، على ذلك حجج أصحها ~~جهله، وأوضحها بخله. # حدثني من شهد ذا الوزارتين ابن عمار - المتقدم الذكر - وهو يقول: إيه عنك ~~يا ذا الوزارتين! بأي شيء عارضت قصيدتي: # أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى # أبقولك في أول قصيدة: # أشممت نشرك أم شممت العنبرا # ومصصت ريقك أم مصصت السكرا # ومن ذكر هذا وأشباهه من القول، حتى عدل به عن سبيل الطرب، وكاد ينشق عليه ~~جلده من الغضب. # وأخبرني من سمع ابن رزين في ذلك المجلس أو نظيره يقول [12ب] لمسلم ~~المغني، وكان بحضرته يومئذ: أنا والله أغنى منك، وأشعر من ذلك يعني ابن ~~عمار، فقال له ابن عمار، بذرب جنانه، وسلاطة لسانه: وأرقص ممن - أعزك الله ~~- فلم يحر جوابا، وعاد نشاطه إطراقا واكتئابا. # وكان أدخل نفسه أيام إناخة الأمير مزدلي على بلنسية، فما أمر # PageV05P050 # ولا أحلى، ولا سبق ولا صلى، ومات في أثناء ذلك، ونصب ابنه مكانه هنالك، ~~فضاق مداه، وأسلمه في يد أمير المسلمين ما قدمت يداه، فنسي. # ومن رسائل ابن طاهر الاخوانيات وما يجانسها # نسخة [من] رقعة يقول فيها: المرء إذا تحقق تأميله، وعرفت في المودة ~~سبيله، تناسبت مذاهبه، وتجانست ضرائبه، وإنك - أحسن الله وقامك وظعنك - لما ~~امتطيت ركاب النوى، وتجرد منك ربع الغرب ms1050 وأقوى، كحل السهاد جفني، وتمكن ~~[الاشفاق مني، وأخذت نفسي في الذهوب، وشمس أنسي في الغروب، حتى طلع] البشير ~~يالقفول، فجعلت حينئذ أقول: # لله نذر واجب ولك البشارة يارسول # وثابت إلي المسرة، كأول مرة، وظلت أمرح في أثوابها، وأنى لي بها، فالحمد ~~لله على صنعه الكريم، ومنه الجسيم، أشكره شكر من استعلى بسلامتك قدحه، وعاد ~~بإيابك صبحه، وأسأله الإطالة في بقائك، والصيانة لحوبائك. # وله من أخرى: الآن ساغ للكلام الالتماس، وساعدت في معالجته الأنفاس، ~~وتبادرت إلى إثباته الأنامل، وخف فيه القلم العامل، حين أعيد إلى الجسم ~~فؤاده، ورد في البصر نوره وسواده، بأوبتك التي # PageV05P051 # بسطت مني ما انقبض، وهدتني إلى البيان وقد أغمض، فلم أجد في فم الشكوى ~~ريقا، ولا إلى إيضاح ما ألقى طريقا، فلما وافى بأخذك في الصدر البشير، ووقع ~~بلحاقك التقدير، فكأنما أنت انتشطت من عقال، وأمنت من نكس بعد إبلال، فثاب ~~إلي من نافر القول ثائبه، وتراجع لدي غائبه وغاربه. # وله من أخرى: فرط المسرة على الإطالة باعث، وبالكلام عابث، ولا سيما إذا ~~طلعت بعد أفول، وآذنت من خل بقفول، فلا تنكرن من مقالي، ما يميله لسان ~~الشوق من حالي. لما تحققت [خبر] تغيبك، لا عدمت [13أ] الأنس بسببك، هاجني ~~من ذكرك هائج، ومسني منه حرق واهج، شرد لي منامي، وردد قعودي وقيامي، وأقرح ~~المآقي، وبلغ بالنفس الترتقي، تأسفا لبعدك، ومحالفة للهموم من بعدك. # وله من أخرى: قد أثقلتني عوارفك - أعزك الله - حتى أبقيت لي يدا تنظم، ~~ولا لسانا يعرب عما في الضمير لك ويفهم، فأنا لك رهين أياد لا تستقل بها ~~الركاب، ولا يقوم بشكرها الإطناب والإسهاب، وإذا كان العجز عن مجازاة برك ~~أملك وأحصر، والعيان في ذلك عن شفوفك وتقدمك أنطق وأخبر، فالاعتراف لك ~~بالتأخر عن مضمارك أجد ما سمعت إليه همة الآمل، وسايرت إلى مدى سبقه يد # PageV05P052 # المتطاول، والرب تعالى ينظم لك أشتات المحاسن والأثر، كما أحيا بسنائك ~~كريم الآثار والسير؛ وإن كتابك - لا عدمته من روض ناضر، وأنس محاضر - وردني ~~مفتتحا للفضل والتهمم ms1051، وعارضا صدق مشاركتك في حالتي الصحة والسقم، وإن الذي ~~بلغك من الالتياث المطيف بي، والوهن المساور لي، أثار لفكرك - أنعمه الله - ~~شغلا، وحمل خاطرك - أصحه الله - ثقلا، إلى ما وصل ذلك من سؤال ملطف، وإيراد ~~من قليب السحر مغترف، فقمت لهذه الصلة الكريمة على قدم التعظيم، ووفيتها ~~قسط الشكر محلى بالتوفية والتتميم، وقلت: لله فعل كريم، يقثل الرقاب، ~~ويسترق الألباب. # وله من أخرى: لما تراخت المطالعة بيننا، وتصدت الموانع لنا، حركني إليك ~~عهد كريم، وود بين الجوانح مقيم، وعندي من ذكري لك، وشوقي نحوك، ما لا يأتي ~~عليه البيان، ولا يتسع له الزمان، وأما شكري لمشاركتك، وثنائي على مظاهرتك، ~~فبحيث يقنع الربيع حياء، ويفضح الغصون لدونة وانثناء، ويكسب الماء عذوبة، ~~والحجر رطوبة. # وله من أخرى يعاتب بعض الأقارب: # وإذا الفتى صحب التباعد واكتسى كبرا غلي فلست من أصحابه # نعم، أعاذني الله من موجدتك، ولا حرمني جميل رفقك وتؤدتك # PageV05P053 # فإني قرأت الكتاب الكريم الذي أطلت من جناحه، وأطنبت ما شئت في إفصاحه، ~~وأكثرت من أناشيده وأهزاجه، وغيرت من عذبه بأجاجه، فجدد أي رسوم إيناسك، ~~وهب بمعلول أنفاسك [13ب] وذكر بأيامك المراض، ونشر من ألفاظك العوارض: # كلام لو أن اللحم يصلى بحره غريضا أتى أصحابه وهو منضج # ما البدر يجتلى في أعقاب أسحاره، ولا الربيع يختال في أثواب أنواره ~~وأزهاره، بأوضح من شياته، وأملح من كلماته، صدرت بقول ابن الحسين: # ما كان أخلقنا منكم بتكرمة لو أن أمركم من أمرنا أمم # وإذا ذكر حكمته ومعجزته: # وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام # وضربت المثل في صحيفة قريش على بني هاشم الأخيار، وأغلفت ما كان من ~~تسلطهم على الجار، وأردفت بقوله عليه السلام [في من وصل أو قطع الرحم، ~~وتركت كلامه على تفرده] : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "، فوعيت ~~الكل عنك وعيا، واستوفيته شريا وأريا، وتصرفت بين محظور منه ومباح، واستمعت ~~فيه إلى استعطاف لي واستصلاح، ولعمرك - وقيت الردى، وجنبت الهوى - ما صدر ~~[صدور قال # PageV05P054 # ولا فسد لقيل وقال؛ ما ms1052 تركتك توسد] للجاجك، إلا وقد يئست من علاجك، تمد ~~في غلوائك، وتجد في استعلائك. # وفي فصل منها: وايم الله يا معشر القرابة ما وجدت أبي [رحمه الله] يستكثر ~~بكم من قلة، ولا يفزع إلى رأيكم في ملمة، ولا يمتاركم عند نفقة، ولا يمتاز ~~منكم على ما به من علو مرتبة، يكلؤكم هاجعين، ويقيمكم مائلين، فإنما أنتم ~~عيال مبرة، وأمال درة، وأتلاء عقبة، وأشلاء لولا غمامة سيبه، وأنا أقفو ~~أثرا هاديا، وأقتدح زندا واريا: # لا أحتذي خلق القصي ولا أرى متشبها في سؤدد بغريب # وكذا النجابة لا يكون تمامها بنجيب قوم ليس بابن نجيب # فمن أقبل منكم قبلت وده، ومن تولى تركت رده، لا اترفع ولا أتقلع، كما لا ~~أتخشع ولا أتصنع. # ومن أخرى: التأميل، إذا ثبت فيه الدليل، وعضدته [من] المودة شواهد، ~~يؤيدها الاختيار الناقد، لم يسترب بجانبه، ولا يفزع ماء الملام على مذانبه، ~~فيما تحظر منه موانع الانشغال، وتحجر عنه مخافة الإضجار والإملال، من ~~مطالعة يجتنى بها زهر الكلام، ويروى بها ظمأ الأفهام # PageV05P055 # وأنا - أدام الله أيام بهجتك -، وإن قصر بي عن متابعة المداخلة جلالتك، ~~واقتصرت بي على ما تحققته من إخلاصي وتعويلي إحاطتك، فغير مفارق لدعاء صالح ~~أرفعه، ولا لإهمال واجب لك أضيعه، إذ أشخاص آمالي بك استشرافها [14أ] وعليك ~~انحطاطها والتفافها، ونحوك تثنى أجيادها، وإليك تبارى جيادها، فمهما وقع ~~تفريط، فالعذر فيه مبسوط، والقلب بودك مغمور، وبالذكر لك معمور، ولما جد بي ~~الشوق جده، وتجاوز بي حده، أعلمت في هذه الأحرف أنملي، وأملى خاطري واللوعة ~~لا تكاد تملي، [لتنعم بمراجعتي شافيا بشرح أحوالك، لا زالت زهاء أملك، ~~ممتنا، إن شاء الله] . # ومن أخرى: أما جنوحي إليك واعتدادي، واقتصاري عليك واعتمادي، فقد وضح ~~نهاره، وتفتح بهاره، ما المسك إلا دونه، وكثير له أن يكونه؛ وقد علمت أني ~~واليت أمير المسلمين وناصر الدين [أبا يعقوب يوسف بن تاشفين] فيما منيت به ~~من الأهوال، وتصرف الأحوال، فأخر أمره المقدار، وليس للمرء الخيار، وناديته ~~الآن نداء مستصرخ قد انقطعت به الانتساب ms1053، أعار بياني عنده بسطا، ونص عليه ~~من اختلالي فرطا، ودعاه إلى ما يجده عند الله محضرا يوم القيامة، وما # PageV05P056 # يبقى إلا الأحاديث والذكر، ولك بما تأتيه المن والشكر، [ثم] لا يزال له ~~به دعاء مرفوع، وثناء على أعجاز الركائب موضوع، وأنا أستنهض سروك بحسن ~~المناب، إذ أعلقت سبي منك بأشرف الأسباب، ثقة بمجدك، ومعرفة بجدك، ومن مثلك ~~فليكن الصنع، والمحتد الرفيع ينبت حوله الفزع، ومراجعتك الكريمة مؤنسة، وعن ~~النفس منفسة. # وله من أخرى: كثيرا ما كنت أسمع إنشاد هذا البيت: # إذا أيقظتك حروب العدا فنبه لها عمرا ثم نم # فلا أدري من عمر، إلى أن مررت ببالي فقلت: هو هو، أخو الحياء والإنصاف، ~~ومشرب الأدب الصاف، وانك أبا حفص - على ما فيك من عظيم الانقياض، وعليك من ~~سربال الحياء الفضفاض - لقبس بيد المسترشد، وسهم في يد الرامي المسدد، خبأك ~~الله فضيلة لإخوانك، وطرفت دونك عين زمانك. # له من أخرى: وردني من لدنك كتاب وقفت به من مشهدك الحسن. وغيبك المؤتمن، ~~على ما عرفت يقينه، ووجدت قبلي قرينه، ثناء عليك يتأرج، وجدة إخلاص [لك] لا ~~تنهج، والله يديم خلتنا نيرة سرجها، ضخما بسلامتك ثبجها. # PageV05P057 # ثم رأيت ما نشرته من الرغبة [14ب] في جبر فلان، قبحه الله من إنسان، وعاد ~~فسوق، له في البغي أكثف سوق، وكل شفاعتكم عندي مقبول، فالقلب على مودتكم ~~مجبول، لكنها معوذة من أن يدنس بذلك الساقط طاهرها، وما قتل أرضا جابرها، ~~فليكن عندك نسمة حرب، وقرارة ريب، ليس كما نحلته من الخلال، ولا كما قلته ~~في الأحوال؛ ووصفته بالحج وإنما حجت العير، وبالنفقة وإنما هو منه الخلي ~~الفقير، وبالقراءة وما يحفظ التنزيل، ولا يميز المحرف من الحروف ولا ~~المستطيل. # جملة ما وجدت له من الرسائل، في الشفاعات والوسائل # فصل له من رقعة في صفة الأستاذ أبي القاسم عبد الدائم: نحن لا ننزل ~~بالخلة، منازل الخلة، فنتناولها بأطراف البنان، ونسلك بها شعب أهل الزمان، ~~بل نصونها في مضمر القلب، ونحفظها على النأي والقرب، [وإنك - ما علمت - ~~شيمتك الوفاء ms1054، وقرارتك] الصفاء، وبعد: فما زلت مفيدي ضروب الفوائد، ومقلدي ~~عجائب القلائد، حتى كأنك # PageV05P058 # إذا رأيت ما بأرضي من الأدب الماحل، والفهم الناحل، أنزلت عليها الماء ~~فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج. # وقد طوقتني بالأديب أبي القاسم عبد الدائم - حرسه الله طوق الحمامة، ~~وسقيتني به در الغمامة، فتنفست أنفاس العراق، واجتليت محاسن كالجمع بعد ~~الفراق، فأنا الشاكر صنعك، القائم معك. ولقد لطف فيما ألف، وأوضع فيما وضع، ~~فسرد المعاني أجمل سرد، ونثر الفقر نثر الجمان من عقد، وصرف المتأمل فيه ~~بين جد وهزل، ونقله على أقتاب بين حقاق وبزل، وقد قبلت ما أهداه ووضعه على ~~الرأس إكراما، وجعلت له الحمد لزاما وزماما، فلله أنت ولله هو! لقد شددتما ~~أزر العلم، وأحييتما عافي الرسم، وهنيئا لقطركما لقد تدفق بكما سيله، وتفرى ~~عن صباكما ليله؛ وتصفحت ما قرن بتلك الأسفار، من منتقى الأشعار، يتخللها من ~~الكلم السلسال، والمثل المنثال، ما يستنزل الطير من وكناته، ويفضح عمرو ~~البيان في نزعاته، فشهدت لقد أوتي البسطة والفنون، إن سلم من العيون. # PageV05P059 # وكان وصول الكل على يدي فلان، وقد وصفه بصفاته، وصقله بمراعاته، وقد ~~حملته ما أتغطى منه، إن لم يكن بفضلك المعتذر عنه. # وله أيضا من أخرى فيه: [15أ] إذا شئت - أعزك الله - أن تجلو البصر، وتحبو ~~الفكر، فقد وافتك الأيام بجلائها، ووفرت لك من حبائها. ويوافيك بكتابي - ~~وافتك الآمال - الأديب الحلو الحلال، أبو القاسم عبد الدائم، قاصدك [وسيدي] ~~أبقاه الله، وستلقى به الأدب الموفى، والذهب المصفى، ونهزة الأصحاب، ونزهة ~~الألباب. وقد كانت استقرت به الدار عندي، وأضاء به أفقي وزندي، حتى أوجدته ~~النفس أدواء، وآثر لمكانك لها شفاء، حيث المحل فسيح، والهواء صحيح، والطبيب ~~موات، غير آب ولا عات؛ وقد دعوت الله أن يبرئه من وصبه، ويرعاه في تقلبه، ~~وأنت بمجدك تؤمن على الدعاء، وتبتدر هذا العلق بالاحتواء، وتلزمه [من] مهرة ~~الاطباء كل [محمود] النقيبة، مأمون الضريبة، وكم بذلك من ثناء ترتديه، ~~وعلاء تحتويه، لا زال # PageV05P060 # مثل هذا النجم طالعا في سمائك، وزاد [الله ms1055] في مضائك وبهائك، بقدرته ~~الغالبة الباهرة. # ومن أخرى: وفلان ممن يأوي إلى خير وصلاح، ويستضيء من طلب العلم بمصباح، ~~وبحسب ذلك أحب حياطته، وأريد إرادته، ورغبتي حفية لدى مجدك في أن ضعه منك ~~ببال، وتخفف ما يطرأ عليه من أثقال، وتقلده من محافظتك ما يحصل به على مزية ~~حال، حتى يرى عليه أثر الشافع، وتلذ خبره أذن السامع، وثقتي بما خططت لك من ~~سطوري هذه، أغنتني عن الاحتفال، والإلحاف في السؤال، وأنت أرطب عودا، وأخصب ~~نائلا وجودا، من أن يثنيك عن العلا ثان، أو يفتقر المشفوع لك فيه إلى ضمان، ~~فان حاشيته من تلك النوائب والدقائق، سار شكري اليك سير الفيالق، يوافيك ~~بأحشاده، ويضيق جوك بأعداده، بقيت ربعا يحط إليه، وثمالا يعول عليه، وقدرك ~~سام، وزمانك مناضل عنك رام، وإنما أنت ركن الفضل وأسه، وزين الدهر وأنسه، ~~ومركز الكرم وقطبه، وعين الشرف وقلبه. # وله من أخرى: لما استحكم ما بيننا استحكام البنيان ذي القواعد # PageV05P061 # وصار ذلك مستقرا في علم الصادر والوارد، جعلت إليك شفيعا، وارتجي النجح ~~بي وشيكا سريعا. وتصل أحرفي هذه على يدي فلان من أهل شلب، ممن كانت له حال ~~بذلك الغرب، إلا أن عادة الأيام في مثله مبلوة، ومنازلهم عندها مجفوة، ~~ونبذته عن الوطن والصميم، كما ينبذ الكراع من [15ب] الأديم، واعتمد هذا ~~الوفق، يرجو فيه الرفق، وأنت محط أمله، ويد عمله، آثرك لتثير له أمرا ~~يتقلده، فانك منجز به متعهده، ورغبتي مؤكدة إلى مجدك فيه، فله خلال تحظيه، ~~وما يقع عنده من حسن صنيعتك فهو واقع من اعتداده وودادي، موقع الماء من ذي ~~الغلة الصادي، وما خططت له بيدي، إلا تكرمة لأمره، ومبالغة في بره، لمكانه ~~عندي، وتفعل يا معتمدي ما تحصل به على العاطر من شكري وحمدي، إن شاء الله. # وله من أخرى: أكرم يد - أعزك الله - يطوقها المرء جيد مجده، ويزين بها ~~ديوان حمده، ما سد خلة من حسيب، أقعدته يد الدهر المريب، وموصلة - وصل الله ~~حرمتك بالسلامة من نكد الأيام - ابن المستعين بالله ms1056 - رضي الله عنه وأرضاه ~~- توسل بي إلى مكارمك في ترميق حالته، والرم لحوالته، لما جفت غضارته العيش ~~من رغد النعمة، وحول إلى الضيق بعد السعة، وإلى التجول من الدعة، ومثلك - ~~ولا مثيل لك - رق لما به [-] سرفه ونصابه، واغتنم # PageV05P062 # الصنيعة، وحقق ضماني عنده وما يرتجيه، فانك ستجزى بما تسديه، أجمل الذكر، ~~وأحفل الشكر، مع الأجر المغبوط، والذخر المحوط، والله لا يعدمك ارتهان ~~المنن وارتباط الأحرار، ويحرسك من حوادث الليل والنهار. # وله من أخرى: لم تزل - أعزك الله - من الظلم معصرا، وعند عماه مبصرا، ~~وعلى الخير معانا، وللفضل عنوانا؛ وموصل كتابي له طلب قد دثر طلله، بالأفق ~~الذي بك ازديانه وتجمله، وتوجه باذن المظفر لاستخراجه، وتشخيصه على منهاجه، ~~ولا غنى به عن كريم مؤازرتك، ومعلوم سيادتك، برأي حسن يظهر فيه، يكون معه ~~دنو وطره وتأتيه، وأنا أسأل سناك العناية بأمره، وإيثار العدل الذي لست مع ~~غيره، وللرجل إلي أذمة قديمة، وقد استوجب على علاك بذلك، غاية محافظتك ~~واهتبالك، وهو مورد عليك شانه، ومظهر إليك برهانه، وفضلك في الاصابة إليه، ~~والدلالة على ما حزت به الصواب من طرفيه، مرتهنا حمدي، ومعيدا لليد البيضاء ~~عندي. # وفي فصل من أخرى: ومؤدي كتابي هذا لما تناكرت له الأيام، وأعوزه في ~~استصلاحها المرام، آثر جواري [16أ] وقصد داري، وما انتقل من ظلك إلا ظلك، ~~ولا تعوض من محلك إلا بمحلك، فسكن سكون المريح من تعبه، البعيد عن نوبه، ~~ينتظر أن تنظر إليه عواطفك، وتستجد عليه عوارفك، حتى إذا كان الآن، ورأى ~~عنان # PageV05P063 # زمانه قد لان، نبهني ونام، وذكرني الذمام، فوكلت عزمي برعيه توكيلا، ~~واستقبلت وجه كرامتي لديك تقبيلا، أسألك فضلك المعهود، وشرفك المسود لا ~~المسود، في أن ترفع عنه إساءة الحادثات، وتجمع له شملا من يد الشتات، ~~وتوجده سنن الحاجات إليك سهلا، وتقول لذي العداوة فيه مهلا، وهذا - أعزك ~~الله - يربي لك ما سلف من الأيادي، ويخط سطورها لك في سواد فؤادي، وأشكرك ~~عنه كما شكر الروض صباه، والعمر صباه. # وله من أخرى إلى ابن العطار ms1057، وقد ثنيت له الوزارة: في إحاطتك الوافية، ~~ودرايتك الوافرة، أني بك راجح ميزان الذخر، منهل ماء الفخر، ثري أرض الود، ~~عطر رائحة العهد، وأن بشراي تتابعت أن هلالك في الوزارة طلع بدرا، وأن ~~نداءك بها صار شفعا وكان وترا، فقلت: ساقها شغفها، وزانها شرفه لا شرفها، ~~فليهنها حلولك بفرقديها، وجمعك بين نسريها، وأنك مقلدها من خلالك فذا ~~وتوأما، وملبسها من صفاتك طرزا وأعلاما، حسن يقين، ومتانة دين # PageV05P064 # وطيب جذم، ورسوخ ورع وعلم، وأدبا كالروض نبهه الصبا، وكرما كالغيث غمر ~~الربى، ولقد قعدت للتهنئة فأقبلت إلي هواديها، وانثالت علي من حواضرها ~~وبواديها [جميعهم يضحك ويسر، ويقول لكل أناس في جميلهم خبر، أوله كلامي، ~~وإليك مقامي] فان تقدمت فبفرط الهبة، وان تأخرت فلعظم الهيبة. # ومن رسائله في الدعابة والهزل # فصل له من جواب على كتاب [عتاب] لابن عبدوس لتقديمه صاحبيه، في عنوان ~~رقعة عليه: # وردني من لدنك كتاب كريم انهلت علي منه سحائب فكاهتك ودقا، فلم يترك لي ~~من فرط الضحك شدقا، مما عذب استماعه، وذهب بالإبداع اختراعه، وان كنت قد ~~تعديت طورك، وغلبت ظنك وحكمت جورك، ولم تحاسب نفسك عند الهجوم، بما تقلع ~~عنه من الإفحام والوجوم، إذا أقيمت عليك الحجة، وسدت دونك مناهجها، وعرضت ~~عليك المحجة، وضاقت عنك مخارجها، وعلمت أنك مذنب فيما فعلت، منتشب [16ب] ~~فيما دخلت، ووقعت بين ندامة واعتذار # PageV05P065 # وتوبة واستغفار، ولو أنك تمعن نظرك، وتدمن تدبرك، لما طارت بك فتخاء ~~نشاطك، ولما توهمت أنك إن جادلت لم أعاطك، كلا، فان خصمك لا ينكل، على أن ~~لسانك الأطول، فكيف أضعك أبا عامر - كما زعمت - موضع قدح الراكب، وأنت ~~بمنزله ما بين العين والحاجب، وأصول بك على الأباعد والأقارب، ولم أذهب إلى ~~تأخيرك في العنوان، وإن كنت شيخ الأوان، إلا عناية بك وتحقيقا لدعاويك، ~~فيما تنكره من سنيك، وبقولك بملء فيك: إنك أصغر القوم سنا لا جسما، ولقد ~~شهدت بما قلت عدوانا وظلما، لأن ما يبدو من تغضبك يكذبني، وحسبي أن العقوبة ~~منك ما مطلتني، وهذا جزاء الافتراء ms1058، وعاقبة المسامحة والإغضاء، فأين عزبت ~~عنك بوادر فطنتك، أم أين غربت شمس فهمك وتثبتك - لقد أوليت اليد كفرانا، ~~وقابلت بالاساءة إحسانا، ولو أني وفقت [لصدرت بك] ، إذ تجري هذه المعاني ~~على الأنسان، ولدللت على ما يخفيه المقراض من شيبك ويعانيه من هرم شبابك، ~~وقد ولاك قفاه [إعراضا] وطلقك ثلاثا، فحينئذ كنت تحمد وتقول: فدتك النفس ~~والولد، وإنما من الله لعظة لأهل الزور، وعثرة منك بينة العثور، لا أقيلك ~~فيها، ولا أقول لك: لعا، منها. # PageV05P066 # ومن أخرى: وقد نظمت أنسا، وبسطت مني نفسا، كان نأيك قبضها، وفراقك أوحشها ~~وأمرضها، ولله هزلك ما أرقه وأعبقه، وجدك ما أروقه وأعتقه، إنك لفارس ~~زمانهما، وغارس بستانهما، وإن كنت أنحيت في عتابك، وأربيت في غلوائك ~~لسجرائك في كتابك، فانه حلو من الرضى، محمول بصحيح الهوى، ولم أشك في الذي ~~تضمنه من نزاعك [نحوي] ، والتياعك لعبدي، وفي تلاحظ القلوب سلوة، [وفي ~~تسارب الكتب راحة ونشوة] ، أسأل إدالة الانتزاح بقرب يعجله، على ما نؤمله. # وعرضت عليه رقعة رجل يتزهد، وهو بالضد، أطال فيها اللفظ بالوعظ وردد، ~~فأجابه ابن طاهر برقعة يقول في فصل منها: ورد كتابك فوعظ وذكر، ونصح فبصر، ~~ونبه من سنة الغفلة، واغترار المهلة، [17أ] وحذر من يوم الندامة، وبعث يوم ~~القيامة، فيرحمك الله من هاد، وخائف معاد، ومبتغي إرشاد، وداع إلى صلاح ~~وسداد، لقد حركت أنفسا قاسية، وهززت جندلة راسية، قد تحكم فيها ضلالها # PageV05P067 # وأفرط في الجهالة إيغالها، فمعولك دونها ناب، لا يؤثر فيها بظفر ولا ناب. # وفي فصل منها: ولا يغرنك ما ترى فيه من سمت الوقار، ولزوم الدار، ومداومة ~~التسبيح والاستغفار، فتحت الرغوة مذق، ودون ذلك الشعار من الرياء فسق: # لا تمدحن امرءا حتى تجربه ولا تذمنه من غير تجريب # استخبر من في أفقك، ولا تطلق من عنان قلمك، إلا بعد اجتلاء اليقين، وتحفظ ~~من عدوى القرين، فقد تعدي الصحاح مبارك الجرب، وأنا أربأ بك من قال وقيل، ~~ومن ذا ينيب حينئذ لحجتك، ويسفر عن وجه القبول لمعذرتك، كلا، فان الله لا ms1059 ~~يدنس منك طاهرا، ولا يلبس عليك ظاهرا، بل يكشف إليك ما يصرف القول عنك ~~ويعلمك ما لم تكن تعلم. # وله من أخرى إلى بعض إخوانه وقد حضر محاصرة شاطبة: ورأيت مآل الامر بوقوع ~~الحرب، وشروع النقب، وأنه وضعت الملاطيس: # PageV05P068 # فقلت: الآن حمي الوطيس. فأرجو أن يصحب الظفر، ويسعد القدر؛ وحدثت أنه ~~دعيت " نزال " فكنت أول نازل، فقلت لمحدثي: أمجد أنت أم هازل -! سيدي أشد ~~بأسا، وأعز نفسا، من أن يرى يوم جلاد، إلا على ظهر جواد، فان لبس زغفا، هزم ~~ألفا، وان تقلد صمصامة، لم يبق هامة. ولكن أذكره بهذه الشهامة، قول أبي ~~دلامة: # ولو أن برغوثا على ظهر قملة ... يكر على صفي تميم لولت # إذا صوت العصفور طار فؤاده ... وليث حديد الناب عند الثرائد وقوله: # ووردت أن أنظر عند الصيحة إلى الحكيم أبي جعفر، فتجلي العين منه أحسن ~~منظر، وقد صفف مراهمه، وجمع دراهمه؛ وأما جارنا أبو الخطار، ففي القنا ~~الخطار، وخصصته بالتقدم للصداقة [والجوار] ، وأما الفقيه أبو مروان فرائح ~~في قميصه المدلوك، وعليه نصف لجل من الوشي المحوك، يحذر من الفرقة، ويقص ~~على الفرقة، وإنه لأنس في السفر، وزين في الحضر؛ وأما سائر الإخوان، ~~فأرفعهم لغير هذا # PageV05P069 # الرهان [17ب] والله يبقيك ذخرا للزمان، وعينا في الأوان. # وله من أخرى: خذ هذه النادرة، من يدي هذه الطالعة الفاترة، وأنجز لها ~~مجدك الموعود، وصل عندها فضلك المعهود، فانها تقوم مقام الجيش في الغناء، ~~وتصل الرواح بالغدو في الثناء، ولولا غنة [فيها] ، تلفف فكيها وتلويها، ~~لكانت أحسن الناس وصفا، ولا سيما إذا مسحت أنفا، بسبابتها عند الكلام، ~~وحدثت حديث مصر والشام، فهناك يقطف الزهر، وتغرف الدرر: # *ولكن حديثا ما حديث الرواحل * # فهي لا تقنع بشيء سوى الحاصل العاجل، فأقبل على شانها لا زلت قبلة القاصد ~~والآمل. # وله من أخرى [الشيخ أبو الفضل لما] استبدل الجار، أنكر الدار، فحصل من ~~وساوسه في بيت وبال وسقوط، وخشي أن يظن أنه من بقية قوم لوط، وأنى له ويعطى ~~هذه الدرجة، والسقط يحرق الحرجة، ورغب ms1060 عن تلك الدار متحولا، وقصد مجدك لا ~~يبغي سواه معولا. # ومن أخرى: هذه - أعزك الله - عربدة من رأس الصباح # PageV05P070 # وسورة شديدة من الاقتراح، وقد وردت مستورة تحت الظلام، محفوظة بالختام، ~~فأقسم لقد قطعنا الليل بها ضحكا وتعجبا، فما عندنا إلا من ودعه صباه، ~~وودعته نهاه، وقد كان في الخل ما يكفي فهو نعم الإدام، كما قال عليه ~~السلام، ولكن أردت أن يكون لك في كل بر مقام، وقلت: هذا الحلو الحلال ~~والحرام، ولولا أن الصبا عني ولى، لرشفناه رشفا، واستزدناك منه ضعفا. # وله من أخرى: هذا الحلبي [أعزك الله] يوافي ذراك وماء الخجل يقطر من ~~وجناته، ويستغفر لذنب لم يكن - علم الله - من جناته، وهو علق كما تراه لا ~~علك، وعند الشميم ند أو مسك، فاشدد يديك به ولك الربح، واسمع له ومن عوائدك ~~السمح، ومن الظلم أن يحلى بغير حلاه، فيقال كذوب والصدق منجاة، أو يقال ~~بذي، والعرض نقي؛ ومثلك رق لغربته، وكشف من كربته، فاجتلى الشكر في غلائله، ~~واعتبق المجد في غدائره، لا برح الحمد من ذخائره. # PageV05P071 # وفي فصل من أخرى: مر بنا كاتبك السري وأمامه وزراؤه، عصابة كأنها الخطي، ~~وقد حفف من حواجبه، واحفى من شواربه، وهو يتفكه، من قادمتي حمامة أيكة، كمن ~~تصنع وترفع للقافية فلا تواتيه، فسألته عنك فقال بفتور: هو 0أعزه الله - لي ~~سنان وأنا له مجن، فقلت: قرت بكما عين، لقد تخرج من الحرب [18أ] بظهر ~~المحتطب، إن لم يكن لك درع تقيك من القنا السلب، وأستغفر الله مما يجنيه، ~~على أن الصدق لا إثم فيه، ووجب إعلامك بنادرة هذا اللبيب، فانها من الغريب، ~~لا برحت في كل شيء عين المصيب، ومن كل فضل وافر النصيب. # ومن أخرى: لا بد للنفوس أن ترتاح، وللنوادر أن تستباح، وفلان أصابته ~~طارقة، وابنة الكرم له معانقة، فنتفت عنه كل ريشة، [وتركته في أسوأ عيشة] ، ~~وإني لأعجب من غفلاته، والحذر في مشتبهاته، حتى لقد يكون حارسته من اللصوص، ~~وأمتنع من البنيان المرصوص # PageV05P072 # ومثلك رق له وأولاه. وعطف ms1061 عليه لما دهاه، وكان حسنا، لو التمس له سكنا، ~~تكون من شرطه، ومن خير رهطه، فيقطع بها الليل الطويل، وينفي معها الهم ~~الدخيل. # وله من أخرى: أذكر سروك بالشيخ ابن القزاز أن تخلطه ببالك، وتجعله من ~~عمالك، فسيحوك لك من الثناء برودا، وينظم عليك من لآلي الحمد عقودا، فإنه ~~قد ترشح للخطة، وتبحبح لحلاوة الضبطة، وشمر عن ساقيه لمركب الغبطة، وأخاف ~~أن يكون من مراكب السلف، التي تحدى بأند خلف، فهي لاصقة بالأرض. مقيمة على ~~شدة الركض، ففضلك بالتعجيل، مستبدا بالشكر الجزيل. # ومن فصل من أخرى: مثلي ومثلك مثل رجل من العرب، استقرى عقيلة ربرب، بل ~~سليلة فصل وحسب، فأجزلت قراه، وأكرمت مثواه، فلما اطمأن المجلس، وانتظم ~~التأنس، سعت إلى بعض أوطارها، فراقه ما تحت إزارها، فجعل ينشد: # PageV05P073 # يا أخت خير البدو والحضاره ماذا ترين في فتى فزاره # أصبح يهوى حرة معطاره إياك أعني واسمعي يا جاره # وكذلك غيرك المخاطب في شئوني وأنت المراد، وإليه الإيماء، وفيك يبدأ ~~القول ويعاد، ولله أنت ما أعطر خلالك، وأكثر اهتبالك، لا زالت أياديك ~~كالأطواق، ومعاليك معطرة الآفاق. # ومن أخرى: الكريم يلين بالهزة، ولا سيما بجناح الإوزة، وقد وافتك عارية ~~من الريش، خالية من الحشيش، تمت إليك بسالف الذمام، وصالح الأيام، وقوام ~~عيشها أن تهيء لها غديرا، وحمى كثيرا، ففضلك في أن يصحبها رأيك الجميل، ~~بخدمة وإن قلت، وكلا فليس منك قليل، وستجد فيها منافع جمة، منها أنها تكون ~~مروحة عند السموم، ومضحكة لك عند الوجوم، فاذا رأيتها وصواحبها فوق [ظهر] ~~الماء، رأيت أبدع الأشياء [18ب] تحسبها سفينا في العيان، وكأنها بعض مرابض ~~الغزلان، ولو جيت أن أعداد أوصافها لطال الكتاب، وامتد الإسهاب، [فاغتنم ~~سماح الزمان بها، وأنزلها] من البر في أسنى مراتبها، وإلى فلان هذا الإيماء ~~وهو التصريح، وعنه الكناية وهو النسب الصريح. # PageV05P074 # وفي فصل من أخرى: وكأني أنظر اليك وقد استحر الجلاد، وأدركك الإعجاب، ~~وهان عليك الكتاب، وأنت تقول، من فرط ما تصول: # إني انصرفت وأقلامي قوائل لي ... المجد للسيف ليس المجد ms1062 للقلم # اكتب بنا أبدأ قبل الكتاب به ... فانما نحن للأسياف كالخدم لا تعجل، فلها ~~حجاج، كأنها زجاج، تفرى بها أوداج، ولرب جيش هزمته، وملك هدمته، ولله تعالى ~~نعمة عظيمة فيما كان من الفتح، جاءت كفلق الصبح، تبشر دولة الإسلام، بالنصر ~~وارتفاع الأعلام. # ومن رسائله في التعازي وما يجانسها # فصل له من رقعة إلى ابن رزين يعزيه في أبيه: كتبت لهفان وقد أسمع الناعي، ~~فأضرم نار الأسى بين أضلاعي، للرزية العظمى، التي رمى سهمها فأصمى، بوفاة ~~من جمعت فيه المحاسن والخلال، وزال كما تزول الجبال، وقل له المشابه ~~والنظير، ومات بموته البشر الكثير، الحاجب ذي الرياستين أبيك، رب الشرف ~~الصميم، والحسب العد # PageV05P075 # الكريم، أوسعه الله رحماه، وجعل الجنة مأواه، فاها لله وإنا إليه راجعون؛ ~~على الرزية فيه، ليتني بالنفس أفديه؛ فأما القلب فمنحل ومنسلب، وأما الدمع ~~فمنهل ومنسكب، سقى الله جدثه سبل القطر، ونفعه بحسن المذهب وجلالة القدر، ~~وجزاه المحسنين، وأنزله دار المقامة في عليين، وهناك الله ميراثه من ~~الرياسة، ومكانه العلي من النفاسة، ومنحك العمر الطويل، وأمتعك العز ~~الظليل، وساعفك بكل ما تهواه الزمان، ولا زال بك يتجمل ويزدان. # وله من أخرى: كتبت وقد وافاني كتابك بما أطال ليلي وأسهر عيني، وحال بين ~~التماسك وبيني، للنازلة الفاجئة، والحادثة الفاجعة، في المتوفاة - نصر الله ~~وجهها وقدس روحها - فلقد رمتني الأيام بثكلها فأصابت مني صميما، وسلبتني ~~علقا كريما، وأنسا عظيما، وأبقت بقلبي ندبا، وتركتني على العزاء مغلوبا، ~~فانا لله وإنا إليه راجعون، تسليما له فيما قضى، وقولا يوجب عنده الزلفى ~~والرضى؛ وهو الحمام، والموت الزؤام، جعلنا [19أ] الله منه على حذر، ووفقنا ~~منه لخير عمل ونظر. # وله من أخرى: وتوفي فلان - عفا الله عنه - وكان البقية التي # PageV05P076 # يؤنس لبقائها، ويعشى إلى أضوائها، فاختلسته المنية، وفجعت به الدنيا ~~الدنية، فمن شأنها أن تذهب بالأفاضل، وتخيم على الأماثل؛ نقله الله إلى ~~رضوانه، وحفه بغفرانه، وأحسن العزاء عنه، وان عز العوض منه. # وأما عهدنا فقد درس منه العهد، بخطوب يتمنى معها الفقد: بلاد لحقها ~~التغيير ms1063، واستولى عليها التدمير، وأكلت الجوعة بنيها، وتعطل الشرع والدين ~~فيها؛ فلا صلاة تجمع، ولا منبر يرفع، والكل ناهل، وفي حوض الردى ناهل، ~~فلينح على الإسلام نائح، وليجبه صدى من جانب القبر صائح. # وهذا محلول من شعر لتوبة بن الحمير، ويتعلق بذيله خبر رواه أبو عبيدة ~~قال: إن ليلى الأخيلية مرت مع زوجها في بعض نجعهم بالموضع الذي فيه قبر ~~توبة، فقال لها زوجها: لا بد أ، أعرج بك إلى قبره كي تسلمي عليه، وأرى هل ~~يجيبك صداه كما زعم حيث يقول: # ولو أن ليلى الأخليلية سلمت علي ودوني جندل وصفائح # لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر صائح # فقالت له: وما تريد من رمة وأحجار - قال: لا بد من ذلك، فعدل بها عن ~~الطريق، فلما دنت راحتها من القبر ورفعت صوتها بالسلام # PageV05P077 # عليه، إذا بطائر قد استظل بحجارة القبر من فيح الهاجرة وطار فنفر راحتها ~~فوقصت بها فماتت. وهذا اتفاق غريب، وحديث في هذه الهامة عجيب، وهي ما زعم ~~الأعراب طائر يخرج في القبر من رأس القتيل فلا يزال يقول: اسقوني، اسقوني، ~~حتى يؤخذ بثاره، وفي ذلك يقول الآخر: # يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي أضربك حيث تقول الهامة اسقوني # وهذا الخبر في شعوهم أشهر من أن يذكر. # وله من أخرى: الدنيا - صرف الله عنك صرفها - على الفجائع مبنية، ~~[وقصاراها كدر أو منية] ، وان الحازم من وطن لأحداثها، وأيقن بانتكاثها، ~~فأوسعها رحيبا، وقلبا صليبا؛ وكتبت والدموع محدور، وقد حم قضاء ونفذ مقدور، ~~بوفاة الولد الطيب المبارك أبي عبد الله ابننا، وقرة أعيننا، كان - نضر ~~الله وجهه ولقاه رحمته ومغفرته، ورفع في دار المقام منزلته - فناهيك بأسفي ~~عليه وتوجعى، وما أوقد [19ب] نار الأسى بين أضلعي، فانه كان مرجوا في ~~الأبناء، معدودا في النجباء، للسيادة مرشحا، وبالفضائل موشحا، ينهل الخير ~~من أعطافه، ويعجب الدهر من أوصافه، أكرم به من سليل، كان على أحسن خليقة ~~وأهدى [طريقة وأقوم] سبيل، ولكن يأبى الله إلا ما # PageV05P078 # يريد، فأسعد بجواره ونعم السعيد ms1064. # ومن أخرى: كتبت مجملا ومختصرا، ومنتحبا مستعبرا، وأعزز علي بأن أعزي ~~مخاطبا، ولا أكون مشاهدا ومواظبا، وان المقدم لحرمته، لفائز من الله بأتم ~~نعمته، فسلموا - أعزكما الله - عن الحادث سلو، ودعاء إلى الخالق مرجوا، في ~~أن يكشف عنكما الغماء، وينير بكما الظلماء، وأبشروا على الصبر الجميل، ~~بالأجر الجزيل، وما حط ما أصبتما به قدر، وإنما حط من وزر. # وله من أخرى: # *عيد بأية حال عدت يا عيد * # عاد والله بفيض الدموع، وفض الضلوع، ومفارقة الأعزة الجلة، ومحالفة الأسى ~~والذلة، فتوهم - أجارك الله من نوبه - ما بقلبي من تلهبه، للحال التي أنتم ~~عليها، وكيف مقامي، وانتحابي واحتدامي، ولكني ضارع إلى الله أن يغفر ~~الذنوب، ويكشف الكروب، وإنا لله وإنا إليه راجعون على هذا المنظر، في هذا ~~اليوم الأكبر، وقد عهدناه أغر وضاحا، يعيد الليل فجرا وصباحا، وهو المرجو ~~لتلافينا، والإقالة من عثراتنا ومهاوينا. # PageV05P079 # ناقص # PageV05P080 # شاهدا كما انتحبت غائبا، وأؤدي من مفترضات أياديك واجبا. # وله من أخرى: موهوب الدنيا - أيدك الله - إلى استلاب، ومعمورها إلى خراب، ~~ومطمعها كالآل والسراب، تغافص ذا العزة، وتقطع در الدرة، وتخون ذا الثقة ~~المبرة. # وفي فصل منها: فرع [والله] من الفضل ذوى، ونجم في الرياسة خوى، أظلمت ~~بعده الآفاق، وأدرك تمامها المحاق، وإلى الله الشكوى، فهو أضحك وأبكى، ~~والحمد لله على نافذ أقضيته، ومحتوم قدرته، وهو المنهل، لا يعل منه الذي ~~ينهل، فالتماسك عند هجومه ألزم، ووفور الأجر عند ذوي النهى أحزم. # وفي فصل من أخرى: أسرع اليك يا معتمدي الفطام، وأقصدتك للحوادث سهام، ~~وحملت ثقلا لا يطاق، وتغيرت له الآفاق، فقبحا لدنيا عفت بيدها جمالها، وحدت ~~لارتحال بهجتها جمالها. # ومن أخرى: كتابي عند ورود الخبر الصحيح بالتغلب على دانية وتثقيف قصبتها، ~~وتملك معز الدولة -] استنقذه الله]- وهجوم المنية على إقبال الدولة ### | -[رحمه الله]- # فاعجب يا سيدي من انقاض الحال بغتة على الفور، وذهاب دولة السؤدد والسرو، ~~على بعد مرامها # PageV05P081 # وشدة أركانها، وعزة سلطانها، أعاذنا الله من سوء القضاء، وجعلنا في حيز ~~الاحتماء. ولما ورد هذا الخبر ms1065 الذي يورد المنون، ويسهر العيون، طيرت به ~~إليك على شرط ما بيننا في الأمور، في القليل والكثير، [والله يقي جانبك ~~ويكفيه، ويذب عن قطرك ويحميه، بقدرته] . # وفي فصل: يجب أن تعذرني - أعزك الله - إذا كتبت، فالذهن كليل، والقلب ~~عليل، والقول قليل؛ وبلغني ما أصمتك به الأيام في الصميم، والظل الكريم، ~~بوفاة الوالدة الطاهرة، والجنة الساترة، ألحفها الله رحمته، وألحقها جنته، ~~ومثلك في رجحانه، لم توه المصائب من أركانه، بل سلم لله في حكمه، واسترجع ~~للخطب على عظمه، فغنم الثواب، [وعلم المآب] . # وله من أخرى يعزي بموت المقتدر: أي خطب - أيدك الله - طلعت به النوائب، ~~واسودت له المشارق والمغارب، لقد ترك شمل الإسلام صديعا، وصير عبرة الشؤون ~~نجيعا، بمن كنا نلوذ به: قريع الزمان، ومبير العدا ومولي الإحسان، مولاي ~~المقتدر بالله - نقع الله صداه، وكرم مثواه - فلو درى الحمام بمن فجع، ~~لارعوى أو توجع، ولكن هكذا تزول الجبال، وتنصرم الآمال، وينهال السناء ~~[20ب] وينهدم البناء. # وفي فصل [منها] : وما أعلمت يدا إلا والدمع منسجم، والشجو # PageV05P082 # محتدم، وقليل أن تطيش الألباب، وقد حل هذا المصاب، وفي مولاي الرجاء ~~والعزاء، وإليه الانتماء والاعتزاء، لا زال يستقبل دهرا جديدا، وعمرا ~~مديدا، حتى يخلد ذكرا مشيدا، وفخرا تليدا. # وله من أخرى: مالي أرى المجد - أعزك الله - قد سدت معالمه، وانهدت ~~دعائمه، بفقد من كان يغرق البحر فيض نواله، ويكاثر نجوم السماء بعض خلاله، ~~واحد الدنيا، وجامع العليا، ومن كان يطرق الحلم لأناته، ويحار الفهم من ~~آياته، ويعز الدين بمكانه، ويذل الشرك لسلطانه، مولاي المقتدر بالله - قدس ~~الله روحه، ونور ضريحه -. # وفي فصل: وإني لأعلم نيل الخطب منك، وصدر الرزء عنك، وحيث انتهى [بك] ~~البكاء والعويل، وغناء لعمري لدى المصاب قليل، وما أعزيك وأترك نفسي، وقد ~~شردتما سكني وأنسي، ولكن أعرض عليك مكان السلو وقد لاح لي بدره، بالرئيس ~~الشهم المعظم قدره، الحاجب مولاي المؤتمن، فذ العصر، ومقتاد كل كريمة، ~~[ووراد كل كريهة] من يحمي الحمى، ويسدي النعمى، ويزاحم الأفلاك، ويبهر ~~الأملاك. # PageV05P083 # وله من أخرى: أنى ms1066 يستطاع الكلام - أيد الله مولاي - وقد اغبرت الدنيا ~~وأظلمت الآفاق، ونعي الإسلام، وعني به الحمام، وقامت نوادبه، وأوحشت مغانيه ~~وجوانبه، ولكني أقول عن صعدائها، وللعين غصص بمائها، وللنفس تنفس من ~~برحائها: لقد مات منقطع القرين، وكاليء هذا الدين، من كان - والله - ينير ~~إذا دجت الخطوب، ويثير إذا عن الهبوب، ومن يملأ الأفواه طيب ثنائه، ويملك ~~القلوب بشر لقائه، ومن كان يرهب الشرك صولته، ويخاف العدو وطأته، فبرد الله ~~ثراه، وسقاه الحيا ورواه، فلو يعلم الترب ما ضم من كرم ونائل، وحلم إذا خفت ~~الحلوم غير زائل، لطاول السماء، واعتنق الجوزاء، ولقد قلت لما غالتني فيه ~~الغوائل: # فما كان ما بيني لو أني لقيته وبين الغنى إلا ليال قلائل # وله من أخرى: الدنيا - أعزك الله - ليست بدار قرار، والمرء منها على شفا ~~جرف هار، وإنما هي جسر على الطريق، وعدو في ثياب صديق # PageV05P084 # ولما بلغني وفاة فلان -[رحمه الله] نضر وجهه وبرد ثراه - علمت أنك الجبل ~~الذي لا يرتقي الجزع ذراه، وإن كان سهم المنايا أصاب حميما، واستلب كريما، ~~فقد أبقى الله بك الصدع مرؤوبا، والجزع مغلوبا. # ومن أخرى: كتبت والدمع واكف، والحزن عاكف، للرزية الشاملة، والقاصمة ~~النازلة، في فلان، فيا عظم ما [21أ] دهمت به الأيام، وفجع فيه الإسلام، ~~فانا لله وإنا اليه راجعون، تسليما لنافذ القضاء، ومقدر الفناء؛ ولقد نالني ~~من الكرب لهذا الخطب ما لو شهدته لراعتك المنظر، ولجعلت نفسك الكريمة تفطر؛ ~~وخاطبت الحاجب - أيد الله صبره، وجبر صدعه - مقيما للرسم في تعزيته، ولو ~~استطعت لنهضت بنفسي لقضاء الحق وتوفيته، فنب بفضلك عني منايا [كريما] ، ~~وأعلمه - أيده الله - تفجعي وتوجعي، وتأسفي وتشيعي، وفي بقائه ما يسد ~~الخلل، ويمد الرجاء والأمل. # فصول اقتضبتها من كلامه في وصف ثغور البلاد # والاستنفار للجهاد # فصل له من رقعة: استوضحت جميع تلك الأحوال التي وصفتها، والأحداث التي ~~قصصتها، فأكبرت وقوعها، ثم عرفت للأيام صروفها # PageV05P085 # وصدوعها، وتألمت لما يجري على المسلمين من نكد فاضح، وتلف فادح، فليت ~~شعري أين البصائر، وحتام تدور هذه الدوائر ms1067، على رمق الجزيرة وقد أشفى - أما ~~آن للنصر أن يقع [وللداء] أن يشفى - نظر الله للكل، وأراهم مواضع الرشد، من ~~العقد والحل، بمنه. # وفي فصل: كتابي بعد أن وقفت على كتاب فلان الذي أودعه ما ودع من حيات، ~~ولم يدع مكانا لمسلاة، فانه للقلوب مؤذ، وللعيون مقذ، وللظهور قاصم، ولعرى ~~الحزم فاصم، فليندب الإسلام نادب، وليبك له شاهد وغائب، فقد طغى مصباحه، ~~ووطئ ساحه، وقص جناحه، وهيض عضده، وغيض ثمده، إلى الله نفزع، وإليه نضرع، ~~في طارق الخطب ومنتابه، فلا حول ولا قوة إلا به، فهو كاشف الكروب، وناصر ~~المحروب. # وفي فصل: واتصل بنا أنه أباد الديار، في جميع تلك الأمصار، والمسلمون ~~بينهم سوام ترتع، وأموالهم نهب يوزع، والقتل يأخذ # PageV05P086 # منهم فوق ما يدع فأطل الفكرة في هذا الخرم الداخل، والبلاء الشامل، والله ~~المرجو لكشف الغمة، وتلافي الأمة. # وفي فصل من أخرى: ورد كتابك بالخطب الأبقع، والحادث الأشنع، الجاري على ~~المسلمين - نصر الله مقانبهم، وجمع على الائتلاف مذاهبهم - في مدينة ~~بربشتر، وكانت صدرا في القلاع المنيفة، وعينا من عيون المدائن الموصوفة، ~~إلى ما سبق قبل في القلعة القلهرية وغيرها من مهمات القلاع: الدروب ~~والمعاقل، وخطيرات الحصون والمنازل، فأطار الألباب، وطأطأ الرقاب، [وصرم ~~الآمال والهمم، وأسلبهم من الذلة والقلة إلى ما قصم] وانك رأيت الحال في ~~معرض جلاها للنواظر [عيانا] ، ووصل [21ب] بينها وبين الخواطر أسبابا ~~وأشطانا، فما شئت من دمع مسفوح مراق، ونفس مترددة بين لهاة وتراق، وأسى قد ~~قرع حصيات القلوب فرضها، وعدل عن المضاجع بالجنوب فأقضها، ومآل تستك من ~~سماعة الأسماع، وتضيق عن إيراد حقيقته الرقاع، فالله [يدرأ] في نحر ما فدح ~~من الخطوب الكبار ويدفع، وإليه نلجأ فيما ألظ من عقيم الدواهي ونفزع، فمنه ~~الغوث والانتصار، وعادة الإقالة إذا جد العثار. # وفي فصل من أخرى: وإن الملأ الكريم - تكفل الله به - ورد وقد امتطى العزم ~~ظهرا، واستشعر النصيحة سرا وجهرا، ووسع نطاق البيان # PageV05P087 # وندب إلى ما فيه ثبات الإيمان، وأعرب عما رأيته ورآه، من في طاعتك من ms1068 ~~جموع المسلمين - وفقهم الله - من الاستنفار لأمر هذا العدو الذي قد سحب في ~~الجزيرة أذياله، وفوق للاستيلاء على حدودها نصاله، لما تحقق له أن العزائم ~~عن مقارعته ناكلة، والبلاد من أعداد تقاومه عاطلة، فبانت أصالتك وتفرد جدك، ~~وتجدد الحفاظ والانقاذ لملة الإسلام بجهدك، وقد تعين البدار على كل رئيس ~~ومرءوس، ولزم الجهاد كل شريف ومشروف، وقبيح على المسلم أن يحل إزارا، ويسوغ ~~من الكرى غرارا، وإخوته المسلمون بين مشدود بالإسار، أو جزر النيوب ~~والأظفار، تالله ما في النصفة أن تسكن الظلال، وأطراق حملة القرآن الأغلال، ~~[والله تعالى يصير الأيدي في الدفاع يدا، ويعيد العدو المستأسد مهتضما ~~مضطهدا] . # ومن أخرى: كتبت - أيد الله أمير المسلمين - وقد وافى الخبر المبهج بأن ~~الجزيرة المهتضمة - حماها الله - حلها إمامها العادل، وسيفها العامل، ~~وليثها الخادر، وقرمها المبادر، فكان عندي كالماء للظمآن، والنجم للحيران، ~~فقلت: خبر والله جلى الشك من اليقين، وشفى صدور قوم مؤمنين، فالحمد لله رب ~~العالمين، إذ يقيم الله به للحق مناره، ويحمي من الإسلام ذماره، فأنف الكبر ~~أجدع راغم، ووجه الظلم أسفع قاتم. # PageV05P088 # ووددت أن أسعد بلقائه، وأستظل بلوائه، وألم بجوانبه، وأسير في كتائبه، ~~فأنال حظا جسيما (يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) (النساء: 72) . ~~ولولا أن العدو - قصمه الله - بهذه الأقطار، يجوس خلال الديار، فلا تمكن ~~المسالك، ولا تتورد المهالك، لكنت أول وارد مع الوارد، ولقضيت فرض الجهاد، ~~وملأت عيني ممن ملأ البسيطة عدلا، وزاد الفضيلة فضلا، وإن العين لتفيض من ~~الدمع، لما جدت بي الأيام [22أ] في القطع، وعسى الله أن يفسح المهل، ويرفع ~~الوجل، ويبرئ العلل، ويبلغ الأمل. # وفي فصل من أخرى: وفيما ذكرت قرع الظنابيب، وشرع الأنابيب، وهرج يشمل ~~البعيد والقريب، ومحض ودي، وصحيح عقدي، وما لا يشك فيه عندي، يحملني لك على ~~الانتصاح، شحا مني ورغبة في الصلاح، وحسما لأسباب الفتنة، التي تعظم معها ~~المحنة، فإن وافق قولي قبولا، وكان على أحسن التأويل محمولا، فذلك الذي ~~إليه عرضت وله تعرضت، وإذا كان ما سواه، فهي أمور يريدها ms1069 الله، # وله من رقعة إلى ابن جحاف أيام ثورة ابن عمه ببلنسية: قد ألبستني - أعزك ~~الله - من برك ما لا أخلعه، وحملتني من ثنائك ما لا أضيعه، فأنا أستريح ~~اليك استراحة المستنيم، وأصرف الذنب على # PageV05P089 # الزمن المستليم، وإن ابن عمك - مد الله بسطته - لما ثار ثورته التي ظن ~~أنه بلغ بها السماك، وبذ معها الأملاك، نظر إلي متخازرا [متشاوسا] ، ~~وتخيلني محاسدا أو منافسا، ولعن الله من حسده جمالها: # فلم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها # ثم تورم علي أنف غرته، فرماني بضروب محنته، وفي كل ذا أتجرعه على مضضه، ~~وأتغافل لغرضه، وأطويه على بلله، وما أنتصر بشيء سوى عمله، إلى أن رأى ~~اليوم [سوء رأيه] ، ان يزيد في تعسفه وبغيه، فاستقبلت من الأمر غريبا ما ~~كنت أحسبه، ولا بان إلي سببه؛ ولما جاءه رسولي مستفهما، عبس وبسر، وتاه ~~واستكبر، فأمسكت محافظة للجانب، وعملا على الواجب، لا أن هيبة أبي أحمد ~~قبضتني، ولا أن مبرته عندي اعترضتني. وأقسم بالله حلفه بر: لو الأيام قذفت ~~بكم إلي وأنا بمكاني، لأوردتكم العذب من مناهلي، ولجعلت جميعكم على عاتقي ~~وكاهلي، ولكن الله يعمر بكم أوطانكم، ويحمي من النوب # PageV05P090 # مكانكم، ويحوط هذه السيادة الطالعة فيكم، النابتة بمعاليكم، فلا يسرك ~~مفظعه، وليسؤك مصرعه، فما مثله يمطل، ولا يلبث حينا ولا يمهل. # قال أبو الحسن: ومد لأبي عبد الرحمن بن طاهر هذا في البقاء، حتى تجاوز ~~[مصارع] الجماعة الرؤساء، وشهد محنة المسلمين ببلنسية على يدي الطاغية ~~الكنبيطور - قصمه الله - وحصل بذلك الثغر، في قبضة الأسر، سنة ثمان وثمانين ~~وأربعمائة، ومنها كتب رقعة إلى بعض إخوانه يقول فيها: كتبت منتصف صفر، وقد ~~حصلنا في قبضة الأسر، بخطوب لم تجر في سالف الدهر، فلو رأيت قطر بلنسية - ~~نظر الله [22ب] إليه، وعاد بنوره عليه - وما صنع الزمان به وبأهليه، لكنت ~~تندبه وتبكيه، فلقد عبث البلى برسومه، وعفى على أقماره ونجومه، فلا تسأل ~~عما في نفسي، وعن نكدي ويأسي، وضممت الآن إلى الافتداء، بعد مكابدة أهوال ~~ذهبت ms1070 بالذماء، وما أرجو غير صنع الله الذي عود، وفضله الذي عهد؛ وساهمتك ~~مساهمة الصفي، لما أعلم من وفائك وتهممك الحفي، مستمطرا من تلقائك دعوة ~~إخلاص، عسى أن تكون سريعة # PageV05P091 # إلى فرج وخلاص، بإذن الله، فهو - عز وجهه - يقبل الدعاء من داعيه، وما ~~زال مكانك منه ترى البركة فيه. # قال أبو الحسن: وإذ قد انتهى بنا القول إلى ذكر بلنسية فلا بد من الإعلان ~~بمحنتها، والإتيان بنبذ من أخبار فتنتها، التي غرب شأوها في الإسلام، ~~وتجاوز عفوها جهد الكروب العظام، وذكر الأسباب التي جرت جرائرها، وأدارت ~~على المسلمين دوائرها، والإشارة باسم من سلك في طريقها ونهج، ودخل أبواب ~~عقوقها وخرج. # ذكر الخبر عن تغلب العدو عليها وعودة المسلمين إليها # قال أبو الحسن: ونذكر إن شاء الله في القسم الرابع، نكتا وجوامع، تؤدي ~~إلى كيفية تغلب أذفونش طاغية طاغوت الجلالقة - قصمها الله - على مدينة ~~طليلة، واسطة السلك، وأشمخ ذرى الملك، بهذه الجزيرة، ونشرح الأسباب التي ~~ملكته قيادها، ووطأته مهادها، حتى اقتعد صهوتها، وتبحبح ذروتها، وأن يحيى ~~بن ذي النون، المتلقب من الألقاب السلطانية بالقادر بالله، كان الذي هيج ~~أولا نارها، وأجج أوارها # PageV05P092 # وكان عندما خلى [بين] أذفونش وطليطلة - جدد الله رسمها، وأعاد إلى ديوان ~~المسلمين اسمها - قد عاهده على أن يعيد له صعب بلنسية ذلولا، وأن يمتعه ~~بنضرتها وتملك حضرتها ولو قليلا، علما منه أنه أسير لديه، وعيال عليه. فصار ~~تهره المعاقل، وتبرأ منه المراحل [بعد المراحل] ، حتى استقر بقصبة قونكة، ~~عند أشياعه بني الفرج - حسبما نشرحه في القسم الرابع إن شاء الله تعالى - ~~وهم كانوا ولاة أمره، وواعية عرفه ونكره، بهم أولا صدع، وإليهم آخرا نزع، ~~وطفق يداخل ابن عبد العزيز بمعاذير يلفقها، وأساطير ينفقها، وأعجاز من ~~الباطل وصدور يجمعها ويفرقها، وابن عبد العزيز يومئذ يضحك قليلا [23أ] ~~ويبكي كثيرا، ويظهر أمرا ويخفي أمورا، والفلك يدور، وأمر الله ينجد ويغور. ~~وورد الخبر بموت ابن عبد العزيز أثناء ذلك، واختلاف ابنيه بعده هنالك، ~~فانسل ابن ذي النون إلى بلنسية انسلال القطا إلى ms1071 الماء، وطلع عليها طلوع ~~الرقيب على خلوات الأحباء، وانتهجت السبيل بين ملوك أفقا وبين أمير ~~المسلمين [وناصر الدين] رحمه الله - على ما قدمن ذكره - سنة تسع وسبعين، ~~وصدم أذفونش الطاغية - قصمه الله - تلك الصدمة - المتقدمة الذكر - يوم ~~الجمعة، فرجع - لعنه الله - وقد هيض جناحه، وركدت رياحه، وتنفس خناق يحيى ~~بن ذي النون هذا، فتنسم روح # PageV05P093 # البقاء، وتبلغ بما كان بقي له من ذماء، ودخل من معاقدة أمير المسلمين ~~فيما دخل فيه معشر الرؤساء؛ ولم يزل إدبارهم - على ما ذكرنا - يستشري ~~وعقارب بعضهم إلى بعض تدب وتسري، حتى أذن الله لأمير المسلمين [رحمه الله] ~~في إفساد سعيهم، وحسم أدواء بغيهم، والانتصار لكواف المسلمين من فعلهم ~~الذميم ورأيهم، فشرع في ذلك - على ما قدمته - سنة ثلاث وثمانين، فجعلت ~~البلاد عليه تنثال، والمنابر باسمه تزدهي وتختال؛ واستمر ينثر نجومهم، ~~ويطمس رسومهم، باقي سنة ثلاث وسنة أربع بعدها، وفي ذلك يقول الأديب أبو ~~تمام ابن رباح: # كأن بلادهم كانت نساء تطالبها الضرائر بالطلاق # وفي ذلك أيضا يقول أبو الحسين ابن الجد، وأراه عرض بصاحب ميورقة بعد خلع ~~بني عباد: # ألا قل للذي يرجو مناما بعيد بين جنبك والفراش # أبو يعقوب من حدثت عنه فرش سهم العداوة أو فراش # إذا نفش القضاء جبال رضوى فكيف تراه يصنع بالفراش # ولما أحس أحمد بن يوسف بن هود، المنتزي إلى وقتنا هذا على ثغر # PageV05P094 # سرقسطة، بعساكر أمير المسلمين تقبل من كل حدب، وتطلع على أطرافه من كل ~~مرقب، أسد كلبا من أكلب الجلالقة يسمى برذريق ويدعى بالكنبيطور، وكان ~~عقالا، وداء عضالا، له في الجزيرة وقائع، وعلى طوائفها بضروب المكروه ~~اطلاعات ومطالع، وكان بنو هود قديما هم الذين أخرجوه من الخمول، مستظهرين ~~بع على بغيهم الطويل، وسعيهم المذموم المخذول، وسلطوه على أقطار الجزيرة ~~يضع قدمه على صفحات أنجادها، ويركز علمه في أفلاذ [23ب] أكبادها، حتى غلظ ~~أمره، وعم أقاصيها وأدانيها شره، ورأى هذا منهم حين خاف وهي ملكه، وأحس ~~بانتثار سلكه، أن يضعه بينه وبين سرعان عساكر أمير المسلمين ms1072، فوطأ له أكناف ~~بلنسية وجبى إليه المال، وأوطأ عقبه الرجال، فنزل بساحتها وقد اضطرب حبلها، ~~وتسرب أهلها، وذلك أن الفقيه أبا أحمد بن جحاف متولي القضاء بها يومئذ لما ~~رأى عساكر المرابطين ### | -[أيدها الله]- # تترى، وأحس بهذا الطاغية - لعنه الله - من جهة أخرى، امتطى صهوة العقوق، ~~وتمثل: " من فرص اللص ضجة السوق "، وطمع في الرياسة بخدع الفريقين، وذهل عن ~~قصة # PageV05P095 # الثعلب بين الوعلين، فاستجاش لأول تلك الوهلة لمة يسيرة من دعاة أمير ~~المسلمين فهجم بهم على ساحة ابن ذي النون الجاء على حين غفلته، وانفضاض من ~~جملته، واستشراء من علته، حيث لم يكن له ناصر إلا الشكوى، ولا هاد صدر ~~العصا، فقتله - زعموا - بيد رجل من بني الحديدي طلبا بذخل عما كان هو قد ~~قتل من سلفه، وهدم من بيوت شرفه - في خبر سيأتي ذكره، ويشرح بمشيئة الله في ~~موضع من هذا الكتاب أمره - وفي قتله لابن ذي النون القادر، يقول أبو عبد ~~الرحمن بن طاهر: # أيها الأخيف مهلا فلقد جئت عويصا # إ # ذ قتلت الملك يحيى وتقمصت القميصا # رب يوم فيه تجزى لم تجد عنه محيصا # ولما تم لأبي أحمد شانه، واستقر به - على زعمه - سلطانه # PageV05P096 # وقع في هراش، وتفرقت الظباء على خراش، ودفع إلى النظر في أمور سلطانية لم ~~يتقدم قبل في غوامض حقائقها، وإلى ركوب أساليب سياسية لم يكن له عهد ~~باقتحام مضايقها، ولا بالدخول في ضنك وآزقها، ولم يعلم أن تدبير الأقاليم ~~غير تلقين الخصوم، وان عقد ألوية البنود، غير الترجيح بين العقود، وانتحال ~~الشهود، وشغل بما كان احتجن من بقية ذخائر ابن ذي النون وشيعته عن استجلاب ~~الرجال، والنظر في شيء من الأعمال، وانفضت عنه تلك الجملة اليسيرة [من ~~الخيل] المرابطية التي كان تعلق بسببها، وموه على الناس بها، لضيق المذاهب، ~~وغلظة ذلك العدو المصاقب، وقوي طمع رذريق في ملك بلنسية فلزمها ملازمة ~~الغريم، وتلذذ بها [تلذذ] العشاق بالرسوم، ينتسف أقواتها، ويقتل حماتها، ~~ويسبق إليها كل أمنية، ويطلع عليها من كل ثنية، فرب ذروة [24أ ms1073] عز قد طالما ~~تلددت الأماني والنفوس دونها، ويئست الأقمار والشموس من أن تكونها، قد ورد ~~ذلك الطاغية يومئذ معينها، وأذال مصونها؛ ورب وجه كانت تدميه الذر، وتحسده ~~الشمس والبدر، ويتغاير عليه المرجان والدر، قد أصبح درية لزجاجه، ونعلا ~~لأقدام أراذل أعلاجه، وبلغ الجهد بأهلها والامتحان، أن أحلوا محرم الحيوان، ~~وأبو أحمد المذكور في أنشوطة ما سهل وسنى شرقا بعقبى ما جر على نفسه وجنى، ~~يستصرخ أمير المسلمين على بعد # PageV05P097 # داره، وتراخي مزاره، فتارة يسمعه ويحركه، وتارة ينقطع دونه ولا يدركه، ~~وقد كان من أمير المسلمين بموضع، ومن رأيه الجميل بمرأى ومسمع، ولكن أبطأ ~~به عن نصره تنائي الدار، ونفوذ المقدار، وإذا قدر الله أمرا فتح أبوابه، ~~ويسر أسبابه، فتم للطاغية رذريق ### | -[قصمه الله]- # مراده الذميم من دخول بلنسية سنة ثمان وثمانين على وجه من وجوه غدره، ~~وبعد إذعان من القاضي [ابن جحاف] المذكور ألجأه بسطوة كفره، ودخوله طائعا ~~في أمره، على وسائل اتخذها، وعهود ومواثيق - بزعمه - أخذها، لم يمتد لها ~~أمد، ولا كثر لأيامها عدد، وبقي معه مديدة يضجر من صحبته، ويلتمس السبيل ~~إلى نكبته، حتى أمكنته - زعموا - بسبب ذخيرة نفيسة من ذخائر ابن ذي النون، ~~كان رذريق لأول دخوله قد سأله عنها، واستحلفه بمحضر جماعة من أهل الملتين ~~على البراءة منها، فأقسم بالله جهد أيمانه، غافلا عما في الغيب من بلائه ~~وامتحانه، وجعل رذريق بينه وبين القاضي المذكور عهدا أحضره الطائفتين، ~~وأشهد عليه أعلام الملتين، إن هو انتهى [بعد] إليها، وعثر [عنده] عليها، ~~ليستحلن إخفار ذممه، وسفك دمه، فلم ينشب رذريق أن ظهر على الذخيرة المذكورة ~~لديه، لما كان قد قدر الله من إجراء محنته على يديه، ولعلها كانت منه حيلة ~~أدارها # PageV05P098 # وداهية من دواهيه سداها وأنارها، فأنحى على أمواله بالنهاب، وعليه وعلى ~~أهله وولده بالعذاب، حتى بلغ جهده، ويئس مما عنده، فأضرم له نارا أتلفت ~~ذماءه، وحرقت أشلاءه. # حدثني من رآه في ذلك المقام، وقد حفر له حفير إلى رفغيه، وأضرمت النار ~~حواليه، وهو يضم ما بعد من ms1074 الحطب بيديه، ليكون أسرع لذهابه، وأقصر لمدة ~~عذابه، كتبها الله له في صحيفة حسناته، ومحا عنه بها سالف سيئاته، وكفانا ~~بعد أليم نقماته، ويسرنا [24ب] إلى ما يزلف إلى مرضاته. # وهم [الطاغية] يومئذ - لعنه الله - بتحريق زوجه وبناته، فكلمه فيهن بعض ~~طغاته، فبعد لأي ما لفته عن رائه، وتخلصهن من يدي نكرائه، وأضرم هذا المصاب ~~الجليل يومئذ أقطار الجزيرة نارا، وجلل سائر طبقاتها خزيا وعارا؛ وغلظ أمر ~~ذلك الطاغية حتى فدح التهائم والنجود، وأخاف القريب والبعيد. حدثني من سمعه ~~يقول، وقد قوي طمعه، ولج به جشعه: على رذريق فتحت هذه الجزيرة، ورذريق ~~يستنقذها - كلمة ملأت الصدور، وخيلت وقوع المخوف والمحذور. # وكان هذا البائقة وقته في درب شهامته، واجتماع حزامته، وتناهي # PageV05P099 # صرامته، آية من آيات ربه، إلى أن رماه [الله] سريعا بحتفه، وأماته ~~ببلنسية حتف أنفه؛ وكان - لعنه الله - منصور العلم، مظفرا على طوائف العجم، ~~لقي زعماءهم مرارا كغرسية المنبوز بالفم المعوج، ورأس الافرنج، وابن رذمير، ~~ففل حد جنودهم، وقتل بعدده اليسير كثير عديدهم، وكان - زعموا - تدرس بين ~~يديه الكتب، وتقرأ عليه سير العرب، فإذا انتهى إلى أخبار المهلب استخفه ~~الطرب، وطفق يعجب منها ويتعجب. # وفي بلنسية [يومئذ] يقول أبو اسحاق ابن خفاجة: # عاثت بساحتك العدا يا دار ومحا محاسنك البلى والنار # فإذا تردد في جنابك ناظر طال اعتبار فيك واستعبار # أرض تقاذفت الخطوب بأهلها وتمخضت بخرابها الأقدار # كتبت يد الحدثان في عرصاتها " لا أنت أنت ولا الديار ديار " # وتجرد أمير المسلمين - رحمه الله - لما بلغه هذا النبأ الفظيع، واتصل به ~~هذا الرزء الشنيع، فكانت قذى أجفانه، وجماع شانه، وشغل يده ولسانه، يسرب ~~إليها الرجال والأموال، وينصب عليها الحبائل والحبال، والحرب هنالك سجال، ~~والحال بين العدو وبين عساكر أمير # PageV05P100 # المسلمين في ذلك إدبار وإقبال، حتى رخص عارها، وغسل شنارها، وكان آخر ~~أمراء أجناده، المجهزين إليها في جماهير أعداده، الأمير أبو محمد مزدلي، ~~ظبة حسامه، وسلك نظامه، ففتحها الله عليه، وأذن في تخلصها على يديه، في شهر ~~رمضان سنة خمس وتسعين، كتب ms1075 الله في عليين، وجزاه عن جده [25أ] وجهاده أفضل ~~جزاء المحسنين. # وفي ذلك كتب أبو عبد الرحمن بن طاهر إلى الوزير أبي عبد الملك ابن عبد ~~العزيز [رقعة] يقول فيها: كتبت منتصف الشهر المبارك، وقد وافى بدخول بلنسية ~~- جبرها الله - الفتح، بعد ما خامرها القبح، فأضرم أكثرها نارا، وتركها آية ~~للسائلين واعتبارا، وتغشاها سوادا، كما لبست عليه حدادا، فهي تنظر من طرف ~~خفي، وتتنفس عن قلب يقلب على جمر ذكي، غير أنه بقي لها جسمها الأنعم، ~~وتربها الأكرم، الذي هو المسك الأذفر، والذهب الأحمر، وحدائقها الغلب، ~~ونهرها العذب، وبسعد أمير المسلمين [وناصر الدين] وإقباله عليها ينجلي # PageV05P101 # عنها ظلامها، ويعود عليها حليها ونظامها، وتروح في الحلل، وتبرز كالشمس ~~في بيت الحمل. فالحمد لله مالك الملك، مطهرها من الشرك، وفي عودتها إلى ~~الإسلام عز وعزاء، عما نفذ به قدر وقضاء. # وكتب أيضا إثر ذلك إلى الوزير الفقيه ابن جحاف يعزيه بابن عمه أبي أحمد ~~المحرق المتقدم الذكر: مثلك - وقاك الله المحاذير - في وفور الدين، وصحة ~~اليقين، وسلامة الضمير، وعدم النظير، وقوة الرجحان، ومعرفة الزمان، أعطى ~~الحوادث صبرا، وردها على أعقابها صغرا، فلم يخضع لصولتها، ولم يحفل ~~بسورتها، ودرى أنها الأيام والغير، والحمام والقدر. # ودارت الخطوب - عصمك الله من إلمامها، وحماك من اخترامها - بمصرع الفقيه ~~القاضي أبي أحمد، [ابن] عمك، عفا الله عنه، ومهلكه، وانحطاطه من فلكه، ~~فانقضت لعمري نجوم المجد بانقضاضه، وبكت سماء الفضل على تداعيه وانفضاضه، ~~فانه كان من جمال المذاهب، والغوث عند النوائب، بحيث يكون الغيث في قنط ~~المحل، والحلب عند انقطاع الرسل، بعيدا عن القسوة، صفوحا عن الهفوة، عطوفا ~~على الجيران، عزيزا على الإخوان، يستهوي القلوب ببشره، ويتملك الأحرار ~~ببره، وإن الدنيا بعده لفي حداد، لما قصدته به من داهية نآد، قائما ~~بأعبائها، مبيرا لأعدائها، فهي تبكيه بأربعة سجام، وتندبه في # PageV05P102 # كل مقام، فما أسرع ما سلبته المنون، وقد قرت به منكم العيون، وطوقكم طوق ~~الفخار، وأناف بقدركم على الأقدار؛ فانا لله وإنا إليه راجعون، على أليم ~~المصاب، وعند ms1076 [25ب] الله نحتسب كريم الأصل والنصاب، وطودا منيعا، وقرما ~~رفيعا، وقد تساوينا في الرزية، فلنعدل إلى التسلية، فذلك أوفر ذخرا، وأعظم ~~أجرا. # قال أبو الحسن: وأبو عبد الرحمن اكثر إحسانا، وأوضح خبرا وعيانا، من أن ~~يحاط بأخباره، أو يعير عن جلاله مقداره، وقد استوفيت معظم كلامه في كتاب ~~مفرد ترجمته ب " سلك الجواهر في ترسيل ابن طاهر " وهو اليوم ببلنسية سالم ~~ينطق، وحي يرزق، وقد نيف على الثمانين، وما أحوجت سمعه إلى ترجمان، بل هو ~~حتى الآن يهب الطروس من ألفاظه ما يفضح العقود الدرية، وتعسعس معه الليالي ~~البدرية، وفيما أوردناه كفاية، ومن الذي يمكنه النهاية -. # ذو الوزارتين أبو عامر ابن الفرج # من بيته رياسة، وعترة نفاسة، ما منهم إلا من تحدى بالإمارة، وتردى ~~بالوزارة، فأومض في آفاق الدول، ونهض بين الخيل والخول؛ وأبو # PageV05P103 # عامر هذا أحد أنجادهم، ومتقلد مجادهم، فاقهم أدبا ونبلا، وباراهم كرما ~~[تخاله] وبلا، إلا أنه بقي وذهبوا، ولقي من الأيام ما رهبوا، فعاين تنكرها، ~~وشرب عكرها، وجال في الآفاق، واستدر أخلاف الأرزاق، وأجال للرجاء قداحا ~~متواليا الاخفاق، فانخمل قدره، وتوالى عليه جور الزمان وغدره، فاندفنت ~~أخباره، وعفت آثاره، وقد أثبت له بعض ما قاله وحاله قد أدبرت، والخطوب إليه ~~قد انبرت، فمن ذلك: # الشمس أنت وقد أظل طلوعها ... فاطلع وبين يديك فجر صادق وكان له ابن ~~مكبود قد أعيا علاجه، وتهيأ للفساد بذلك مزاجه، فدل على خمر قديمة فلم يعلم ~~بها إلا عند فتى وسيم، فكتب إليه: # أرسل بها مثل ودك ... أرق من ماء خدك # شقيقة النفس فانضح ... بها جوى ابني وعبدك وكتب معتذرا عن تخلفه عمن جاءه ~~منذرا: # ما تخلفت عنك إلا لعذر ... ودليلي في ذاك حرصي عليكا # هبك أن الفراق عن غير عذر ... أتراه يكون إلا إليكا [26أ] فصل في ذكر ذي ~~الوزارتين القائد أبي عيسى ابن لبون # أحد وزراء ابن ذي النون المعتزين في دولته، المعدين لباسه وصولته، ولكنه ~~ثار، وخاض الهول المثار، وخلص من الهلك، واقتنص نافر الملك، وكان # PageV05P104 # شهم الفؤاد، معدودا ms1077 في الأجواد، مفضلا في الوزراء والقواد، حصل بمربيطر ~~واقتطعتها، وحل بها سلك الرياسة ومطلعها، وما خلع اسم الوزارة، ولا تسوغ ~~سواها من أمه وزاره، فغدت به منزع الوافد، وكانت عنده مشاهد، تزف للمنى ~~أبكارها نواهد، يراق بها نجيع الراح، ويساق إليها ترجيع الأقداح، والدنيا ~~تسعده، وتنجز له ما تعده، إلى أن لعب عليه ابن رزين وخدعه، ولم يف له بما ~~أعطاه منها عوضا وأقطعه، فبقي ضاحيا، وغدا جوه من تلك العدة صاحيا. # وله نظم نظم فيه من المحاسن جملا، وأعاد سامعها ثملا، وقد أثبت له ما يدل ~~على نفاسة سبكه، وجودة حبكه، فمن ذلك ما قاله متوجعا لخليط ظعن، وأوغل في ~~شعاب البعد وأمعن: # سقى أرضا ثووها كل مزن وسايرهم سرور وارتياح # فما ألوى بهم ملل ولكن صروف الدهر والقدر المتاح # سأبكي بعدهم حزنا عليهم بدمع في أعنته جماح # وكان بقصر مربيطر في المجلس المشرف منها، والبطحاء قد لبست زخرفها، ودبج ~~الغمام مطرفها، وفيها حدائق ترنو على مقل من جنسها، وتبث طيب نفسها، ~~والجلنار قد لبس أردية الدماء، وراع أفئدة الندماء، فقال: # قم يا نديم أدر علي القرقفا أو ما ترى [زهر] الرياض مفوفا # والجلنار دماء قتلى معرك والياسمين حباب ماء قد طفا # وله: # لحا الله قلبي كم يحن إليكم وقد بعتم حظي وضاع لديكم # PageV05P105 # إذا نحن أنصفناكم من نفوسنا ولم تنصفونا فالسلام عليكم # وله وقد كتب إليه راشد بن سليمان بالتمويل، وكان عهد اليه ألا يخاطبه إلا ~~بالتسويد: # ثقلت روحي أيما تثقيل فيما قصدت له من التمويل [26ب] # هذا على أني عهدتك خفة كرسول برء حل عند عليل # فراجعه: # لا والذي ولاك ألوية الندى وحباك من خطط العلا بجزيل # ما حدث عن سنن الكتابة عامدا ولو اعتمدت فعلت فعل نبيل # لكن بناني أنكرت ما عودت فتبرعت بكتابة التمويل # ولرب سر كامن عند امرئ أبداه بعض مقاله المفعول # لله رقعتك التي ضمنتها معنى النهى من لفظك المعسول # نظم وعيشك او غدا نثرا لما قدرته إلا من التنزيل # وافى به لو ms1078 أمنت صدوده عني غمرت يديه بالتقبيل # وله يرثي ذا الوزارتين أبا محمد أخاه: # قل لصرف الزمان كم ذا التناهي في تلقيك لي بهذي الدواهي # كان في عامر وأرقم ما يكفي فهلا أبقيت عبد الإله # فيه قد كنت بعد استدفع الخطب وأسطو على العدا وأباهي # أي شمس وافى عليها أفول فل غربي عزائمي ونواهي # وكتب إلى ابن اليسع: # لو كنت تشهد يا هذا عشيتنا والمزن يسكب أحيانا وينحدر # والأرض مصفرة بالمزن أبصرت تبرا عليه الدر ينتثر # PageV05P106 # وله: # يارب ليل شربنا فيه صافية حمراء في لونها تنفي التباريحا # ترى الفراش على الأكواس طائفة كأنها أبصرت منها مصابيحا # وله بعد زواله عن ملكه، وأخذ سلطانه من سلكه، يحن إلى لياليه السالفة، ~~وظلال أنسه الوارفة: # يا ليت شعري وهل في ليت من أرب هيهات لا تقتضى من ليت آراب # أين الشموس التي كانت تطالعنا والجو من فوقه لليل جلباب # وأين تلك الليالي إذ تلم بنا فيها وقد نام حراس وحجاب # تبدي إلينا لجينا حشوة ذهب أنامل العاج والأطراف عناب [27أ] # وله وقد بات له الأسى ملء الجوانح، وعوض بالبارح من السانح: # خليلي عوجا بي على مسقط الحمى لعل رسوم الدار لم تتغيرا # فاسأل عن ليل تولى بأنسنا وأندب أياما خلت ثم أعصرا # ليال إذ كان الزمان مسالما وإذا كان غصن العيش مياس أخضرا # وإذا كنت أسقى الراح من كف أغيد يناولنيها رائحا أو مبكرا # أعانق منه الغصن يهتز ناعما وألثم منه البدر يطلع مقمرا # وقد ضربت أيدي الأمان قبابها علينا وكف الدهر عنا وأقصرا # فما شئت من لهو وما شئت من دد ومن مبسم يجنيك عذبا مؤشرا # وما شئت من عود يغنيك مفصحا " سما لك شوق بعدما كان أقصرا " # PageV05P107 # ولكنها الدنيا تخادع أهلها تغر بصفو وهي تطوي تكدرا # لقد أوردتني بعد ذلك كله موارد ما ألفيت عنهن مصدرا # وكم كابدت نفسي لها من ملمة وكم بات طرفي من أساها مسهرا # خليلي ما بالي على صدق نيتي أرى من زماني ونية [وتعذرا] # والله ما أدري ms1079 لأي جريمة تجنى ولا عن أي ذنب تغيرا # ولم أكفي كسب المكارم عاجزا ولا كنت في نيل أنيل مقصرا # لئن ساء تمزيق الزمان لدولتي لقد رد عن جهل كثير وبصرا # وأيقظ من نوم الغرارة نائما وكسب علما بالزمان وبالورى # وله يأنف من المقام على ما رتب له من الإجراء، ويكلف بالإدلاج والإسرار: # ذروني أجب شرق البلاد وغربها لأشفي نفسي أو أموت بدائي # فلست ككلب السوء يرضيه مربض وعظم ولكني عقاب سماء # وكنت إذا [ما] بلدة لي تنكرت شددت إلى أخرى مطي إبائي # وسرت ولا ألوي على متعذر وسممت لا أصغي إلى النصحاء # كشمس تبدت للعيون بمشرق صباحا وفي غرب أصيل مساء [27ب] # وله في ذم الدنيا: # نفضت كفي عن الدنيا وقلت لها إليك عني فما في الحق أغتبن # من كسر بيتي لي روض ومن كتبي جليس صدق على الأسرار مؤتمن # أدري به ما جرى في الدهر من خبر فعنده الحق مسطور ومختزن # وما مصابي سوى موتي ويدفعني قوم وما لهم علم بمن دفنوا # PageV05P108 # فصل في ذكر ذي الرياستين أبي مروان عبد الملك بن رزين المتقلب من الألقاب ~~السلطانية بحسام الدولة؛ والإعلان بأولية أمره، وإثبات قطعة من متخير شعره. # قال أبو الحسن: كان [جد] ابن رزين الأول من كبار الجند، وأعلام الوفد، ~~ومشهور أهل الحل والعقد؛ انطوى عني كيف كان نجومهم، وخفي علي من أين نشأت ~~غيومهم، ولم أظفر من ذلك إلا بما حكاه أبو مروان ابن حيان من خبر جده هذيل ~~بن رزين، وقد أثبته بنصه، وأتيت من حديثهم بفصه: # قال ابن حيان: وأما أبو محمد هذيل بن خلف بن لب بن رزين المعروف بابن ~~الأصلع صاحب السهلة - موسطة ما بين الثغر الأعلى والأدنى بقرطبة - فإنه كان ~~من أكابر برابر الثغر، ورث ذلك عن سلفه، ثم سما لأول الفتنة إلى اقتطاع ~~عمله، والامارة لجماعته، والتقيل لجاره إسماعيل ابن ذي النون في الشرود عن ~~سلطان قرطبة، فاستوى له من ذلك ما أراد هو وغيره من جميع من انتزى في ~~الأطراف، غربا ms1080 وشرقا وقبلة # PageV05P109 # وجوفا، إلا أن هذيلا هذا مع تعززه على المخلوع هشام لم يخرج عن طاعته، ~~ولا وافق الحاجب منذرا ولا جماعة المتمالئين على هشام في شيء من شأن سليمان ~~عدوه، إلى أن ظفر بهشام، فسلك هذيل مسلكهم، فرضي منه سليمان بذلك [وعقد له ~~ما في يده هنالك، لعجزه عنه، فزاده ذلك بعادا منه] وتمرس به الحاجب منذر بن ~~يحيى مدرجا له في طي من استتبعه واشتمل عليه من أصاغر أمراء الثغر النازلين ~~في ضبنه، فأبت له نفسه البخوع له والانضمام إليه، فرد مره وحاده، وصار ضده، ~~وأجاره منعه معقلة وشجاعة رجاله، وظاهر أعداء منذر حتى حالف الموالي ~~العامريين، واستمر معهم على دعوة هشام المخلوع وقطع دعوة سليمان، وكانت ~~واقعية [28أ] الله عليه كونه بسطة الثغر، فصار ذلك أرد الأشياء للبرابر ~~[عنه] ، فسلم من معرة الفتنة أكثر وقته، وتخطته الحوادث لقوة سعده، فتبنك ~~النعمة وصفا عيشه، واقتصر مع ذلك على ضبط بلده الموسوم بولاية والده، وترك ~~التجاوز لحده والامتداد إلى شيء من أعمال غيره، فاستقام أمره، وعمر بلده، ~~وأنظر بعد جمهور الثوار بالأندلس شأوا بحياة. وليس في بلد # PageV05P110 # الثغر أخصب بقعة من سهلته هذه المنسوبة إلى بني رزين، سلفه، في اتصال ~~عمارتها، فكثر ماله إذ ناغى جاره وشبهه في جميع المال إسماعيل ابن ذي ~~النون، ونافسه من خلال البخل وفرط القسوة فبذه، وكان مع ذلك شابا جميل ~~الوجه حمي الأنف غليظ العقاب جبارا مستكبرا [صار] إليه أمر والده منبعث ~~الفتنة، وهو فتى كما اجمع وجهه، تبع العشرين من سنه، فأنجده الصبا على ~~الجهالة، وقواه الشباب على المعصية، فبعد في الشرود شأوه، فلم يحالف أحدا ~~من الأمراء على أداة إتاوة، ولا حظي أمراء الفتنة منه بسوى إقامة الدعوة ~~فقط، دون بذل درهم معونة، أو إمداد بفارس نصرة، أو مشاركة للجماعة في حلوة ~~أو مرة، على كثرة ما طرق الحضرة من خطوب دهم استخفت البطاء، وقربت البعداء ~~فضلا عن الأولياء، إلا ما كان من هذه الحية الصماء، فانه لم يزل على تصاممه ms1081 ~~عن كل نداء، إلى أن مضى بسبيله والذم حبيس عليه، والأخبار شائعة عن جهله ~~وفظاظته، حتى زعموا أنه سطا بوالدته لتهمه لحقتها عنده، فتولى قتلها ~~[زعموا] بيده، وكان أشنع ما كان من كبائره. # قال أبو مروان: وكان هذيل هذا بارع الجمال، حسن الخلق، جميل العشرة، ظاهر ~~المروءة، لم ير في الأمراء أبهى منه منظرا مع طلاقة # PageV05P111 # لسانه، وحسن توصله إلى حاجته دون معرفة. وكان مع ذلك أرفع الملوك همة في ~~اكتساب الآلات والكسوة، وهو أول من بالغ الثمن بالأندلس في شراء القيتات، ~~اشترى جارية أبي عبد الله المتطبب ابن الكتاني، بعد أن احجمت الملوك عنها ~~لغلاء سومها، فأعطاه غيها ثلاثة آلاف دينار فملكها، وكانت واحدة القيان في ~~وقتها، لا نظير لها في معناها، لم ير أخف منها روحا، ولا أملح [28ب] حركة، ~~ولا ألين إشارة، ولا أطيب غناء، ولا أجود كتابة، ولا أملح خطأ، ولا أبرع ~~أدبا، ولا أحضر شاهدا على سائر ما تحسنه وتدعيه، مع السلامة من اللحن فيما ~~تكتبه وتغنيه، إلى الشروع في علم صالح من الطب ينبسط بها القول في المدخل ~~إلى علم الطبيعة وهيئة تشريح الأعضاء الباطنة وغير ذلك مما يقصر عنه كثير ~~من منحلي الصناعة، إلى حركة بديعة في معالجة صناعة الثقاف والمجاولة ~~بالحجفة واللعب بالسيوف والأسنة والخناجر المرهفة، وغير ذلك من أنواع اللعب ~~المطربة، لم يسمع لها بنظير ولا مثيل ولا عديل. وابتاع إليها كثيرا من ~~المحسنات المشهورات بالتجويد، طلبهن بكل جهة، فكانت ستارته في ذاك أرفع ~~ستائر الملوك بالأندلس. وحدثت عنه أنه اجتمع عنده مائة وخمسون حظية، ومن ~~الصقلب المجابيب ستون وصيفا لم تجمع عند أحد من نظرائه؛ انتهى كلام ابن ~~حيان. # قال ابن بسام: وأما ذو الرياستين فكان له طبع يدعوه فيجيبه، ويرمي ثغره ~~الصواب عن قوسه فيصيبه، على ازدراء كان منه بالأمة، وقلة استخذاء لمن عسى ~~ان يأخذ عنه من الأئمة، وربما خالسهم الكلمة بين # PageV05P112 # مغالطة وأنفة، وعول في أكثر ما يقرأ على تعاليقه وصحفه، وكثيرا ما رأيت ~~في شعره وشعر ms1082 غيره ممن سلك هذا المسلك، بيداء مضلة لا تسلك، وأغاليط لا ~~تستدرك. وبالجملة فلو جرى ذو الرياستين على عفوه، وعرف منتهى شأوه، لكان ~~شاعرا مجيدا، وناثرا معدودا؛ وقد أخرجت من نظمه ونثره ما هو الشاهد على ~~أديت من ذكره. # نسخة رقعة له خاطب بها ابن طاهر المذكور قال فيها: من عرف - أعزك الله - ~~الأيام وصروفها، وخلقها وصنوفها،، وخبرها على مناقلها، في وجوه تداولها، ~~وحل محلك من التمييز، والسبق والتبريز، لم تزده شدتها إلا معتبرا، وشكرا ~~لله وتدبرا، وما زلت - أعزك الله - القاك بالود على البعد، فأراك بتقدمك في ~~الأعيان، وإن لم أرك بالعيان، واستخبر الأخبار فأسمع ما يقرع صفاة الكبد ~~منك بانحاء الزمان عليك، وتنكره لك، إلى أن ورد علي فلان صادرا عن ذلك ~~الأفق، فما قدمت على الاستفهام عن ذلك، والاستعلام بحالك، فذكر ما أزعج ~~وكدر ارتماضا لمثلك أن يعوزه مرام، أو ينبو [29أ] به مقام، فجردت عن ساعد ~~الشفاعة عند فلان في صرف ما يمكن من أملاكك، فوقع # PageV05P113 # الاعتذار بأنه أمر محظور، تقدم فيه من أمير المسلمين أمر محذور، وأشار ~~إلى إجراء ما يلم بالاكتفاء. # وفي فصل منها: وأنا أعرض عليك - أعزك الله - ما هو الأوفق لي، والأحق بي، ~~عن عزيمة مكينة، ورغبة وكيدة، من التنقل إلى جهتي، والاختلاط بي وبلحمتي، ~~فأستوفي الحظ من مؤانستك، واستنفد الوسع في تكرمتك، وأقاسمك خاص ضياعي، ~~ومعلوم أملاكي [ورباعي] ، وإن شق عليك الكون بجهتي - جهتك - لبرد هوائها، ~~وبعد أحائها، فهذه شنتمرية أقف طاعتها عليك، وأصرف أمرها إليك الفضل في ~~مراجعتي بما يستقر عليه رأيك، ويأتي به إيجابك، مكرما مواصلا، إن شاء الله. # فراجعه ابن طاهر برقعة قد كتبناها في رسالته [وبالله التوفيق] . # ومن شعر ذي الرياستين مما نقله من خط ابنه، قال: # أدرها مداما كالغزالة مزة تلين لرائيها وتأبى على اللمس # وتبدو إلى الأبصار دون تجسم على أنها تخفى على الذهن والحس # إذا شعشعت في الكاس خلت حبابها لآلى قد رفعن في لبة الشمس # موكلة بالهم تهزم جيشه بجيش الأماني والمسرة والأنس ms1083 # فإن شئت قل فيها أرق من الهوا وإن شئت قل فيها أرق من النفس # قال أبو الحسن: البيتان الأولان من هذه القطعة صبح بلا صبوح # PageV05P114 # وجسد بلا روح، استأذن بهما على قول الحسن فما وصل، ودندن حول ذلك المقطع ~~المستحسن فما تحصل له ولا حصل، ومنحى الحسن الذي انتحاه، وميدانه الذي رامه ~~بزعمه وتعاطاه، قوله: # أكل الدهر ما تجسم منها وتبقى لبابها المكنونا # فإذا ما لمستها فهباء تمنع الكف ما تبيح العيونا # ولبعضهم في قريب منه: # وخمارة من بنات الملوك ترى الزق في بيتها شائلا [29ب] # مددنا لها ذهبا جامدا فكانت لنا ذهبا سائلا # وبلغني أنه غني المعتمد بن عباد بهما فزاد فيهما هذا البيت: # وقلنا خذي جوهرا ثابتا فقالت: خذوا عرضا زائلا # وقال ابن المعتز: # لك يبق منها البلى [شيئا] سوى شبح بقية الشك بين الصدق والكذب # ولبعض أهل العصر في قريب من هذا الوصف، وإن كان في ذكر السيف: # تدب المنايا الحمر من جنباته على جامد في الكف، في العين ذائب # وقال ابن رزين: # PageV05P115 # يا رب ليل أطال الهجر لذته فأيأس العمر عن إدراك منتصفه # ليل تطاول حتى قد تبين لي عند التأمل أن الدهر من سدفه # وله: # أنا ملك تجمعت في خمس كلها للأنام محي مميت # هي ذهن وحكمة ومضاء وكلام في وقته وسكوت # وهذا البيت قلب معناه، فيما أراه، من قول الأول، وأحسن ما شاء: # وإن كلام المرء في غير كنهه لكالنبل يهوي ليس فيه نصاله # ومن غريب شعر ابن رزين قوله: # أخسس بمجلس معشر ما فيه إلا الطنز بر # جلساؤه قوم ثقال كلهم خبث وشر # ما فيهم إلا دنيء أو غبي أو مضر # أسد على ثلب الكرام وإن وزنتهم فذر # هذا يغوث بل أضل وذا يعوق وذاك نسر # ذاك المحل كواد عوف ليس يلقى فيه حر # وهذا من طرق تلك الزيزاء التي تعسفها وحده، وبعض الشؤون التي عول فيها ~~على ما عنده؛ إذ هذا المثل يضرب للسيد المنيع الذي غلب # PageV05P116 # الناس على السيادة، أو قسرهم ms1084 على ما تعين منهم وأراده ولو ألمعت في هذا ~~الكتاب بشيء [30أ] من التفسير لاجتليت كل ما قيل فيه، ولنثرت ما خفي على ذي ~~الرياستين من مطاويه، وقد ذكرت من ذلك جملة موفورة، في كتاب: " سر الذخيرة ~~". # ما أخرجته من شعر ذي الرياستين في النسيب وما يناسبه # [قال] : # أنحى على جسمي النحول فلم يدع متوهما من رسمه المعلوم # عبثت به أيدي الضنا فكأنه سر خفي في ضمير كتوم # وقال: # أقسمت بالورد الجني ورنتي ناي وعود # لأواصلنك بالرضى أو تأنفن من الصدود # ولأشربنك بالمنى ولألثمنك من بعيد # ولأرضينك ان سخطت بذلة الدنف العميد # ولأعطفنك بالخضوع وبالقنوع وبالسجود # فبحق ما فيك من لعس ومن ثغر برود # أدمي يضيع وشاهدا خديك في عقد الشهود # وقال: # PageV05P117 # أترى الزمان يسرنا بتلاق ويضم مشتاقا إلى مشتاق # وتعض تفاح النهود شفاهنا فلطالما شردن بالأحداق # ويعيد أنفسنا إلى أجسادها فلطالما شردت على الآفاق # وقال: # تزهدني في الزهد عين مريضة يمرضني من لحظها ما أعلني # ولم تبق نفسي غير شادن عساي أفديه بها ولعلني # شكوت إلى فيه الذي من الظما فأنهلني عذب الرضاب وعلني # وقال: # إذا زهدتني خيفة الردى جلت لي عن وجد يزهد [في الزهد] # فلا دمع ما لم يجر في إثره دم ولا وجد ما لم يغن عن صفة الوجد # وقال: # برح السقم بي فليس صحيحا من رأت عينه عيونا مراضا # ان للأعين المراض سهاما صيرت أنفس الورى أغراضا # جوهر الحسن منذ أعرض للقلب ثنى الجسم كله أعراضا # وقال: # يا مقلة الظبي الغرير ووجنة القمر المنير # ومصيب حبات القلوب بزاعبيات الفتور # PageV05P118 # تالله إن لم تترك عن ذا الجفاء وذا النفور # لأسرحن لواحظي في ذلك الورد النضير # ولآكلنك بالمنى ولأشربنك بالضمير # وقال يفخر: # من كثر الجند رأى سعده يصعد حتى ينتهى حده # ومن أذل المال عزت به أيامه وانصرفت جنده # فاهدم بناء البخل وارفض به من هدم البخل بنى مجده # لا عاش إلا جائعا نائعا من عاش في أمواله وحده # وقال: # شأوت آل رزين غير محتفل وهم على ms1085 ما علمتم أفضل الأمم # قوم إذا سئلوا أغنوا، وان حربوا أفنوا، وان سوبقوا جازوا مدى الكرم # جادوا فما يتعاطى جود أنملهم مد البحار ولا هطالة الديم # وما ارتقيت إلى العليا بلا سبب هيهات هل أحد يسعى بلا قدم # فمن يرم جاهدا إدراك منزلتي فليحكني في الندى والسيف والقلم # وقال: # وروض كساه الطل وشيا مجددا فأضحى مقيما للنفوس ومقعدا # إذا صافحته الريح خلت غصونه رواقص في خضر من العصب ميدا # إذا ما انسكاب الماء عانيت خلته وقد كسرته راحة الريح مبردا # وان سكنت عنه حسبت صفاءه حساما صقيلا صافي المتن جردا # PageV05P119 # وغنت به ورق الحمائم حولنا غناء ينسيك الغريض ومعبدا # فلا تحقرن الدهر ما دام مسعدا ومد إلى ما قد حباك به يدا # وخذها مداما من غزال كأنه إذا ما سعى بدر تحمل فرقدا # وهذا البيت الأخير معناه مشهور وهو كثير في أشعارهم، ومنه قول عنان جارية ~~الناطفي، وقد روي لأبي نواس: # وكأنها والكاس فوق بنانها شمس يمد بها إليك هلال # وقال ابن الرومي: # قمر يقبل عارض الشمس # وقال ذو الرياستين [31أ] [من جملة أبيات] : # قد خرجنا من ازدحام القتام كشموس خرجن تحت الغمام # وحصلنا في نزهتين وفي حسنين بين المياه والآكام # بين [روض] مدبج وغصون تتثنى كشاربات المدام # غردت فوقنا البلابل والورق فأرقنني وهجن غرامي # ذلك طير أطار قلبي شوقا وحمام مغرد بحمام # وكتب إليه أبو جعفر سعدون بهذه الأبيات: # [فديناك لا يسطيعك النظم والنثر فأنت مليك الأرض وانفصل الأمر] # PageV05P120 # وقد جلبت ساعاتنا لهو يومنا وساعد سعد منه لو ساعد السكر # وفضلك للجود المتمم ضامن فمن عنده خمر ومن عندنا شكر # فأجابه ذو الرياستين: # رغبتم وأرغبناكم وهي الخمر فما لم يكن سكران فليكن السكر # إليكم فاني في الوغى والندى فتى هو البحر إن أعطى وإن صال فالدهر # أخبر الوزير أبو عامر بن سنون أنه اصطبح يوما والجو سماكي العوارف، ~~لازوردي المطاف، والروض [أنيقة لباته] رفيقة هباته، والنور مبتل، والنسيم ~~معتل، ومعه قومه، وقد راقهم يومه، وصلاته تصافح معتفيهم، ومبراته تشافه ms1086 ~~موافيهم، والراح تشعشع، و [ماء] الأماني ينشع، فكتب إلى ابن عمار وهو ضيفه: # ضمان على الأيام أن ابلغ المنى إذا كنت في ودي مسرا ومعلنا # فلو تسأل الأيام من هو مفرد بود ابن عمار لقلت لها: أنا # فإن حالت الأيام بيني وبينه فكيف يطيب العيش أو يحسن الغنى # فأجابه: # هصرت لي الأيام طيبة الجنى وسوغتني الأحوال مقبلة المنى # وألبستني النعما أغض من الندى وأجمل من وشي الربيع وأحسنا # وكم ليلة أحظيتني بحضورها فبت سميرا للسناء وللسنا # أعلل نفسي بالمكارم والعلا وأذني وكفي بالغناء وبالغنى # PageV05P121 # سأقرن بالتمويل ذكرك كلما تعاورت الأسماء غيرك والكنى [31 ب] # لأوسعتني قولا وطولا كلاهما يطوق أعناقا ويخرس ألسنا # وشرفتني من قطعة الروضة التي تناثر فيها الطبع وردا وسوسنا # تروق بجيد الملك عقدا مرصعا وتزهى على عطفيه وشيا معينا # فدم هكذا يا فارس الدست والوغى لتطغن طورا بالكلام وبالقنا # وكتب إليه الوزير أبو جعفر بن سعدون وقد اصطبح يوما بحضرته وللرذاذ رش، ~~وللربيع على [وجه] الأرض فرش، وقد صقل الغمام الأزهار حتى أذهب نمشها، ~~وسقاها فأروى عطشها: # فديناك لا يسطيعك النظم والنثر فأنت مليك الأرض وانفصل الأمر # مرينا نداك الغمر فانهل صيبا كما سكبت وطفاء أو فتق البحر # وجاء الربيع الطلق يندى غضارة فحيتك منه الشمس والروض والنهر # وما منهم إلا إليك انتماؤه جبينك والجود المتمم والبشر # خلا منك دهر قد مضى بعبوسه فلما أتت أيامك ابتسم الزهر # فبشرت آمالي بملك هو الورى ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر " # فراجعه: # إليك فلولا أنت لم ينظم الدر ولا التام في مدح نظام ولا نثر # إذا قلت لم ينطق فصيح مذرب ولا ساغ في سمع غناء ولا زمر # لك السبق كم روضت من عاطل الربى وحللت من سحر وقد عدم السحر # ولما ملكت القول قهرا وعنوة أطاعك جيش النظم وائتمر النثر # PageV05P122 # فلا نقل إلا ما تقول بديهة ولا خمر ما لم تأت من فمك الخمر # ثم وجه فيه إلى روضة قد أرجت نفحاتها، وتدبجت ساحتها، وتجردت جداولها ~~كالبواتر، ورمقت أزهارها ms1087 بعيون فواتر، فقال ذو الرياستين: # روض كساه الطل -. .. - البيت [32أ] # وللكاتب أبي الحسن ابن سابق عندما وصل مربيطر عند تخلي أبي عيسى بن لبون ~~عنها، وكان في جملة من انحرف عن ابن لبون، وتشوف إلى المستعين، وورد على ~~غير عذب ولا معين، فقال أبو الحسن: # من كل يطلب من اصحابنا صلة على فراق أبي عيسى بن لبون # فليس يقنعني من بعده عوض ولو جعلت على أموال قارون # قد كان كنزي فكف الدهر عنده يدي والدهر يمتع بالنعمى إلى حين # كأن قلبي إذا ذوكرت فرقته مقلب فوق أطراف السكاكين # فلما سمع قوله هذا ابن رزين قال: # هبوا لنا حظكم من آل لبون كم تبخلون علينا بالرياحين # لا تعذلونا فحق أن ننافسكم في أكرم الناس في الدنيا وفي الدين # ذاك الوفي الذي نيطت تمائمه عند الفطام على حلم ابن سيرين # اختارنا فتخيرناه صاحبنا وكلنا في أخيه غير مغبون # إن كان أنشر ذكري في بلادكم لأنشرن له يحيى بن ذي النون # وكل من حوله حاظ بحظوته يغشى الحسود بترفيع وتمكين # PageV05P123 # حتى تقول الليالي وهي صادقة هذا السموأل في هذي السلاطين # وله: # رب صفراء تردت بشحوب العاشقينا # مثل فعل النار فيها تفعل الآجال فينا # وله يتشوق إلى ودعه، وأجرى بعده أدمعه: # دع الدمع يفني العين ليلة ودعوا إذا انقلبوا بالقلب لا كان مدمع # سروا كاغتداء الطير، لا الصبر بعدهم جميل، ولا طول الملامة ينفع # أضيق بحمل الفادحات من النوى وصدري من الأرض البسيطة أوسع # وإن كنت خلاع العذار فإنني لبست من العلياء ما ليس يخلع [32ب] # إذا سلت الألحاظ سيفا خشيته وفي الحرب لا أخشى ولا أتوقع # وأخبر أبو عامر بن سنون، أنه كان معه بمنية العيون، في يوم مطرز الأديم، ~~[ومجلس] معزز النديم، والأنس يغازلهم من كل ثنية، ويواصلهم بكل أمنية، فسكر ~~أحد الحاضرين سكرا مثل له ميدان الحرب، وسهل عليه مستوعر الطعن والضرب، ~~فقال: # نفس الذليل تعز بالجريال فيقاتل الأقران دون قتال # كم من جبان ذي افتخار باطل بالخمر تحسبه من الأبطال ms1088 # كبش الندي تخمطا وعرامة وإذا تشب الحرب شاه نزال # وله: # برح السقم -[البيت [ # PageV05P124 # فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي محمد عبد الله ابن الفقيه أبي عمر بن عبد ~~البر النمري وسياقه فصول من ترسيله، تشهد لمن قال بتفضيله. # كان أبو محمد قد حل من كتاب الإقليم، محل القمر من النجوم، وتصرف في ~~التأخير والتقديم، تصرف الشفرة في الأديم، وله ولأبيه قلبه لواء سبق، ولسان ~~صدق، وكفى بأبيه علما لا يخفى، ورحما من العلم لا تجفى، وتواليفه اليوم ~~تيجان رؤوس العظماء، وأسوة العلم والعلماء. ولما شأى أبو محمد بالأندلس ~~الحلبة، وتبحبح صدر الرتبة، تهادته الآفاق، وامتدت اليه الاعناق، ففاز به ~~قدح عباد بعد طول خصام، والتفات زحام، فأصاخ أبو محمد لمقاله، وتورط بين ~~حبائله وحباله، وحل البلد النكد، وركب يومئذ الأسد الورد، وعلى ذلك فكان غص ~~أبو الوليد ابن زيدون بمقدمه، وجهد - زعموا - كل جهد في إراقة دمه، ولهما ~~في ذلك خبر سارت به الركبان، وسمر تهادته السفار في جميع البلدان. # ولما رأى أبو محمد أنه قد باء بصفقة خسران، وأن العشاء قد سقط به على ~~سرحان، أدار الحيلة، وابتغى إلى الخلاص الوسيلة: زعموا # PageV05P125 # أنه مذ دخل يومئذ لم يزل نافر النفس، منقبض الأنس، فلما استشعر الحذر، ~~وأحس بالتغير، ألقى عصا التسيار، وأخذ في اقتناء [33أ] الضياع والديار، حتى ~~ظن عباد أنه قد رضي جواره، واستوطن داره، فاستنام اليه برسالة إلى بعض ~~خلفائه من رؤساء الجزيرة وقته، فجعل أبو محمد يتفادى منها، ويتثاقل عنها ~~وهو يقول: لا أبا لك، تمنعي أشهى لك. ولما انسل من يد عباد انسلال الطيف، ~~ونجا واسأله كيف، رجع إلى مستقره من الشرق؛ وأدار الحيلة على أبي عمر بن ~~الحذاء الحائن، فعوضه بضياعه وعقاره، وزين له اللحاق بدار بواره، وسوء ~~قراره. وقد كان عباد قبل ذلك يعده ويمنيه، ويستدرجه ويدليه، فلما طلع عليه ~~لم يزد على أن أسره وقصره، وأظهر من الزهد فيه، أضعاف ما كان يعده ويمنيه، ~~وجعل أبو محمد ابن عبد البر بعد ذلك ينتقل ms1089 في الدول، كالبدر يترك منزلا عن ~~منزل، وقد جمع التالد إلى الطارف، وكتب عندنا عن ملوك الطوائف، وقد أخرجت ~~من شواهده على الإحسان، ما يليق بغرض هذا الديوان. وكانت وفاة أبي محمد سنة ~~أربع وسبعين وأربعمائة. # PageV05P126 # جملة ما أخرجته من رسائله السلطانيات # فصل له من رقعة عن ابن مجاهد وقد زف ابنته إلى صمادح: قد انتظمنا [أيدك ~~الله] انتظام السلك، وضرحنا عن مشارب الحال الجامعة لنا قذاة كل شك إفك، ~~وظهر الحق المبين من المين، وتبين الصبح لذي عينين، وأنفذت الهدية ~~المقتضاة، محفوفة بالحرم والمحارم، مكنوفة بالكرائم ثم بالاعلام الأكرام، ~~وانا أسأل في متوجهها ومنقلبها الرعاية الموصولة بك، والكفاية المعهودة ~~منك، حتى يفيء عليها ظلك، ويبوئها مثوى الحفاية محلك، ويحميها حوزك ومكانك، ~~ويؤويها عزك وسلطانك، ثم حسبي عليها كرمك وكنفك، وخليفتي عليها برك ولطفك، ~~فهي الآن ملكك وانت الكريم المسجح، وبضاعة متجري منك وأنت المربح المنجح، ~~فانك - والله يبقيك ويعليك، ويشد قبضتك على [رقاب] أمانيك وأراجيك - ذخر ~~الأبد، وعتاد الأهل والإخوان والولد، وعندك ثمرة النفس وفلذة الكبد، ~~فارقتها عن شدة ضنانة، وأسلمتها بعد طول صيانة، وما زفت إلا إلى كريم ~~يحملها محل الأمانة، ويقضي فيها حق الديانة، ويرعى لها انقطاعها # PageV05P127 # عن أهلها، واغترابها عن ملأها ومنشأها، وهو حكم الله [33ب] الواجب، وقدره ~~الغالب، وسنته المشروعة، ومشيئته المتبوعة. ولنا في رسول الله عليه السلام ~~أسوة حسنة، وفيما قاله في مثل هذه قدوة يقتدى بها، وسنة يحتذى عليها، إذ ~~تلا قوله تعالى (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) (الفرقان: ~~54) وقال عليه السلام: " انما فاطمة بضعة مني، فمن أكرمها فقد أكرمني، ومن ~~أهانها فقد أهانني ". اللهم بارك لها وبارك عليها. # ولأبي محمد بن عبد البر: # لا تكثرن تأملا واحبس عليك عنان طرفك # فلربما أرسلته فرماك في ميدان حتفك # وكتب إلى بعض إخوانه: من صحب الدهر - أعزك الله - وقع في أحكامه، وتصرف ~~بين أقسامه: من صحة وسقم، ووجود وعدم، وفتاء وهرم، وبعاد واقتراب، وانتزاح ~~واغتراب، واتفق لي ما قد علمت من ms1090 الانزعاج والاضطراب، والتغرب والإياب، لا ~~والله ما جرى من حركاتي شيء على مرادي واعتقادي، وإنما هيأتها الأقدار ~~والآثار، وعند ورودي أعلمت بنا أصابتك [به] صروف الأيام، من # PageV05P128 # الامتهان والائتلام، فيعلم الله لقد ألمت لذلك نفسي، وساء به أثر الزمان ~~عندي، فقد جمعتنا حوادث الأيام وصروفها، وقد اختلفت أنواعها وصنوفها، على ~~أن الذي أصابك أثقل عبئا، وأعظم رزءا، والله يعظم أجرك، ويجزل ذخرك، ويجعل ~~هذه الحوادث آخر حوادثك، وأعظم كوارثك، حتى يستديم ما بعدها من سراء سابغة ~~تنعم بالك وخاطرك، وتقر عينك وناظرك، ولا زلت من خطوب الدهر في جهة من ~~الكفاية مكينة، ودرع من الحماية حصينة. # وكتب مهنئا للمعتضد بأخذ شلب: كتابي - أعزك الله - عن حال قد أطل جناحها، ~~وآمال قد أسفر صباحها، ويد قد أورى زندها، ونفس قد انتخر وعدها؛ أعزز به من ~~صنع الله لك بحصول قاعدة شلب وذواتها في قبضتك، واستظلال ذلك الأفق بظل ~~طاعتك، وخروج صاحبها عنها من غير عقد عاصم، ولا عهد لازم، قد خاب ظنه في ~~التماسك، وأخلفه أمله في الهالك، فأي نعمة ما أجلها وأجزلها! وأي منة ما ~~أتمها وأجملها! على حين تضاعف حسن موقعها، وبان لطف محلها وموضعها، ولاحت ~~عنوانا في [34أ] صحيفة مساعينا، وبرهانا على تأتي أراجينا، فالحمد لله على ~~ما به وأحسن، حمدا يوافي الحق ويقضيه، ويحتوي على المزيد ويقتضيه، وهو ~~المسئول أن يتبعه بأشكاله، ويشفعه بأمثاله، فظهوري منوط بظهورك، وسروري ~~موصول بسرورك، واتصال حالي بأحوالك، وحبلي بجبالك، هنأك الله # PageV05P129 # وإياي ما خولك، وقرن بالزيادة آلاءه قبلك. # وله يرثي بعض حظاياه: # بعظك بل كلك في الرمس لتفدينك النفس بالنفس # يا فجعة ما مثلها فجعة من ناظر صار إلى رمس # غرس نما حتى إذا ما استوى عدت يد الدهر على الغرس # وله: # قل في الحمام وما عساك تقول النفس تجمع والحمام يصول # يا أيها الملهوف كربا لا تفق إن جل صبرك فالمصاب جليل # وله من أخرى: وقد توغلت معك في أسباب الألفة، وهتكت بيني وبينك ستار ~~المراقبة والكلفة، فأنا أستريح اليك ms1091 بخفيات سري، وأجلو عليك بنيات صدري، ~~خروجا اليك عما عندي، وجريا معك على ما يقتضيه إخلاص ودي، وجلاء لشواغل ~~بالي، واستظهارا بك على حالي، وشفاء لغصص نفسي، واستدعاء لما شرد ونفر من ~~أنسي، كما ينفث المصدور، ويتلقى برد النسيم المحرور، وكما تفيض النفس عند ~~امتلائها، وتجود العين طلبا للراحة بمائها أو دمائها؛ وكنت أشرت في كتابي ~~بتوجه من توجه من قبلي، ممن كان روح أنسي، وريحان خلدي ونفسي، إلى أن قرع ~~ما قرع من لوعة الفراق، ولدغ ما لدغ من روعة الاشتياق، وأنا أظن أن ذلك ~~عاقبة الصبر تغلبه، والجلد # PageV05P130 # يعقبه، وان انصرام الأيام ينسيه ويذهبه، فإذا هو قد أفرط وزاد، وغلب أو ~~كاد، حتى نفى السلو، ومنع الهدو، وتعدى اللذع إلى الإحتراق، وتجاوز الروع ~~إلى الاطباق، والأفق داج مظلم، والنهار عندي ليل مستبهم، وإني لأستخف لما ~~أوجده حلمي، واستضعف مما أكابده عزمي، واستنهض للثبات تأييدي وحزمي، فينتزع ~~[34ب] بي الإشفاق المستولي، ويترجم الزفير المستعلي، ويتصور لي أن قطعة ~~مني، بانت منفصلة عني، وأن جزءا من أجزائي، ذهب بصبري وعزائي، حتى إذا ~~تفكرت في خروجها إليك، وأنت من أنت، تراجعت وتماسكت، وإذا تذكرت تعريسها ~~بك، وحالك حالك، تصبرت وتمالكت؛ والله يطلعني من سلامة الوصول، وكرامة ~~الحلول، ما يقر العين ويسر النفس، بمنه ويمنه. # قال أبو الحسن: كناية أبي محمد عنها ب " الهدية "، كناية سرية، وإنما ~~احتذى في ذلك حذو بلغاء المشرق - ذكر أبو منصور الثعالبي قال: لما زف ~~بختيار بنته إلى أبي تغلب بالموصل كتب عنه الصابي فصلا بمعناها استحسنته ~~البلغاء وتحفظوه، وأقر له كل بليغ بالبلاغة فيه وهو: قد توجه أبو النجم بدر ~~الحرمي، وهو الأمين على ما يلحظه، الوفي بما يحفظه، يحمل الهدية، وإنما ~~نقلت من وطنت إلى وطن، ومن معرس إلى معرس، ومن مأوى بر وانعطاف، إلى مأوى ~~كرم وألطاف، ومن منبت درت له نعماؤه، إلى منشأ تجود عليه سماؤه؛ وهي بضعة # PageV05P131 # مني أنفصلت إليك، وثمرة من جنى قلبي حصلت لديك، وما بان عني من وصلت حبله ms1092 ~~بحبلك، وتخيرت له بارع فضلك. # وإنما ألم الصابي في هذا أيضا بفصل لابن ثوابة كتبه عن المعتضد إلى ابن ~~طولون في ذكر ابنته قطر الندى المنقولة أيضا إليه، يقول فيه: وأما الوديعة ~~فهي بمنزلة من انتقل من يمينك إلى شمالك، عناية بها وحياطة لها، ورعاية ~~لمواتك فيها. # فحكي أن الوزير عبيد الله بن خاقان انتقد الفصل على ابن ثوابة وقال له: ~~ما أقبح ما تفاءلت لامرأة زفت إلى الملك بتسمية الوديعة، والوديعة مستردة، ~~وقولك: من يمينك إلى شمالك أقبح، لأنك جعلت أباها ابن طولون اليمين، ~~والشمال أمير المؤمنين، ولو قلت على حال: وأما الهدية فقد حسن موقعها منا، ~~وجل خطرها عندنا، وهي وإن بعدت عنك، بمنزلة من قرب منك، لتفقدنا لها ~~وسرورها بما وردت عليه، واغتباطها بما صارت إليه؛ فكتب الكتاب يومئذ على ~~ذلك. # وكان في جملة من تحمل قطر الندى يومئذ إلى المعتضد أبو عبد الله ابن ~~[35أ] الجصاص، وكان آية من آيات خالقه في الجهل والغباوة، مع وفور الجاه ~~وغلظ النعمة، ونوادره في النوكى مأثورة مذكورة، حدث أبو اسحاق الماذراني ~~قال: خرجنا إلى الشماسية مع الوزير عبيد الله بن سليمان نستقبل ابن الجصاص، ~~وقد وافى بغداد بقطر الندى # PageV05P132 # وبالمعتضد يومئذ علة كبرت معها خصيتاه، فلما سألناه عن أبي الجيش خماريه ~~وعن الحرة قطر الندى قال: أما الأمير ففي عافية، وأما العروسة فجئتكم بزبد ~~من ورق، والله لا يضع الأمير فرد خصيتيه عليها إلا قتلها؛ فأضحك من حضر. # ومن نوكه أنه دخل عليه بعض إخوانه فوجده يصلي وقد أطال السجود، فقال له: ~~ما هذه السجدة - فقال: سألت ربي حاجة، أن يمسخني يوم القيامة حوراء ويزوجني ~~عمر بن الخطاب، قال له: فكنت إذن تسأله أن يزوجك بالنبي عليه السلام، قال: ~~غششتني يا سيدي، أردت أن تجعلني ضرة لعائشة! # ومن نوكه أنه كان عند الوزير ابن الفرات يوما فذكروا هزارا جارية ابن ~~المعتز وأنها تزوجت بغلامه سريعا بعده، فقال ابن الجصاص لابن الفرات: أعز ~~الله الوزير، لا تثقن بقحبة ولو كانت ms1093 أمك؛ فتبسم الوزير وانقلب المجلس ~~ضحكا. # وأجيب بختيار يومئذ على كتابه برقعة من إنشاء أبي الفرج الببغاء يقول في ~~فصل منها: وأما أبو النجم بدر فقد أدى الأمانة إلى محتملها، وسلم الذخيرة ~~الجليلة إلى متقبلها، فحلت محل العز في وطنها، وأوت من حمى الأسود إلى ~~مستقرها وسكنها، منتقلة عن عطن الفضل والكمال، إلى كنف السعادة والإقبال، ~~وصادرة عن أنبل ولادة ونسب، إلى أشرف اتصال وأنبه سبب، وفي اليسير من لوازم ~~فروضها وواجبات # PageV05P133 # حقوقها ما عاق رغبتي عن الوصاة بها، وكيف يوصى الناظر بنوره، أم [كيف] ~~يحض القلب على حفظ سروره. # [رجع] : # ولابن عبد البر عن المعتضد إلى أبي عمر أبيه [من] رقعة يقول فيها: إن كنا ~~لم نتعارف ترائيا، ولم نتلاق تدانيا، ففضلك في كل قطر كالمشاهد، وشخصك في ~~كل نفس غير متباعد، فأنت واحد عصرك، وقريع دهرك، علما بيدك لواؤه، وفضلا ~~إليك اعتزاؤه، وكنت كذلك والناس موفورون، والشيوخ [35ب] أحياء يرزقون، فكيف ~~وقد درس الأعلام والكدى، وانتزع العلم بقبض العلماء فانقضى، والله يبارك في ~~عمرك، ويعين كلا على برك؛ وإلى ذلك من مشهور حالك، فبيننا من وكيد السالف، ~~وشديد اتصال التالد والطارف، وأنت له جد ذاكر وبه حق عارف، ورعاية مثل هذا ~~منك تقتبس، ولديك تلتمس؛ ولم تزل نفسي إليك جانحة، وعيني نحوك طامحة، ~~انجذابا إلى العلم ورغبة فيه، ومنافسة في قضاء حقوق حامليه، والناس عندنا ~~إلى ما عندك ظماء، ولدينا الداء وأنت الشفاء، فاجعل بفضلك للغرب منك نصيب ~~الشرق، فهو أولى بك وأحق، وعندي لك من الإعظام والأكرام ما يضاهي حالك، ~~ويسامي آمالك، وقد صار عندي جزء منك متحكما فيه على المنصور - أيده الله - ~~وعليك، وإرادتي # PageV05P134 # أن أجمع شملكما، وأصل حبلكما. # وله عنه من أخرى إلى ابن هود: من اعتقدك ### | -[أعزك الله]- # عمادا له وظهيرا، ورآك عتادا وذخيرا، طالعك بحاله وأمره، وأطلعك على حلوه ~~ومره، وخرج إليك عن سره وجهره، وناجاك بمختلجات صدره، ومعتلجات فكره، ~~مستريحا إلى النجوى، بالغا عذر نفسه في الشكوى، واثقا بقضائك الفصل فيما ~~يورده ms1094، عالما بحكمك العدل في ما يعدده، راضيا بانصافك في ما يقدره لديك ~~ويمهده، والله لا يعدمني الاستظهار برأيك أعشو إليه سراجا، وسعيك أحتذي ~~عليه منهاجا، وقد علمت صورة حالي مع المدبرين لقرطبة وصبري لهم في الخطير ~~والجليل، وانجراري معهم الزمن الطويل، مغضيا لهم على ما يوحش ويريب، مغمضا ~~لهم على بوادر لا تزال تنوب وتثوب، على أنها جنايات قعدة، لا نكايات مردة، ~~وأن وسعهم لا يتعدى هذا الحد، وطوقهم لا يتجاوز هذا الجد. # وفي فصل منها: فلم تزل عقارب سعيهم إلي تدب، وريح جنايات بغيهم علي تهب، ~~وأنا في كل ذلك أقابل تخشينهم بالتلين، وأتلقى غلي مراجلهم بالتسكين، ~~أتغاضى عما يردني منهم مرة، وأغالط # PageV05P135 # نفسي في التأويل تارة، ولا أقارضهم عن شيء مما يطالبونني فيهم مساترة ~~ومجاهرة، مع إمكان المقارضة سرا وعلانية، طاعة مني لعواطف النفس، في ~~الإبقاء على الجنس، ما وجدت إلى الإبقاء سبيلا، وعليه معينا، [36أ] وكنت ~~أرجو مع ذلك أن يثوب ثائب استبصار، ويخطر خاطر إقلاع وإقصار، فلا والله ما ~~يزدادون إلا تماديا في الإضرار؛ والعجب كل العجب أنهم يمالئون علي أعداءهم ~~المنابذين، وواتريهم المطالبين، الذين صيروا ملأهم بددا، وعصاهم قددا، ~~واستباحوا دماءهم وأموالهم، وغيروا آثارهم وأحوالهم، وجاهدوهم جهاد الكفار، ~~وسامهم سوم أهل الذلة والصغار، فكفكفت عنهم غربهم، وشغلت عنهم بنفسي حربهم، ~~ولو أغمضت فيهم، ولنت لواتريهم ومطالبيهم، لما كانت صدور مجالسهم ومجامع ~~أنديتهم، لأفراسهم إلا مرابط، ولا عاد آهل دارهم وعامر أفنيتهم لخليلهم إلا ~~مسارح وبسائط، فما ظنك ببصائر تقلب - في طلب الثار، ومنابذة العدا الفجار - ~~الطبائع، وتغلب - في مهاجرة الخوارح المراق، الروافض الفساق - الشرائع، ~~فاعجب لهذا الاعتزاء بالمخالفة، والانتهاء في المكاشفة. # وله عنه رقعة أقتبضتها تخفيفا للتطويل، شرح فيها قتله لابنه إسماعيل. قال ~~ابن بسام: وكان عباد قد ألحق يومئذ بابنه حاشية وأبلغ في المثلة # PageV05P136 # وتجاوز بها إلى من نشأ الحلية، وما حماها عنده من الظباء ثدي ناهد، ولا ~~شفقة الوالد.أخبرني من لا أرد خبره من وزراء اشبيلية قال: شهدنا مجلسه بعد ~~ثالثة، من ms1095 هذه الحادثة، ووجهه قد اربد، وود كل واحد [منهم] أنه لم يشهد، ~~ولم يزيدوه على السلام، وأرتج عليهم الكلام، فصوب فيهم وصعد، وزأر كالأسد ~~وقال: يا شامتين مالي أراكم ساكتين، اخرجوا عني. فقام كل يجر ساقيه، ولا ~~يقدم أحد أن يطرف بشفره إليه، فلما صرنا بباب القصر، دعا بنا فانصرفنا، ~~وأذن لنا في الجلوس فجلسنا، ثم خرج أمره بأن يحضر الكاتب ابن عبد البر، ~~فدخل، ومجلسه قد احتفل، وقال له: اكتب إلى ابن أبي عامر، وحلل دم الخائن ~~الغادر، وكلاما هذا معناه. وجاءه الغلام بجلد الرق الدواة، والوزراء ~~والخاصة جلوس بذلك المقام، وقالوا في أنفسهم: ما عسى أن يتجه لابن عبد البر ~~من كلام، على هذه الحال، لاسيما على الارتحال؛ قال المحدث: فسوى الجلد، ~~وجعل يستمد ويكتب، وعين المعتضد فيه تصعد وتصوب، فلما فرغ منه أسمعه ذلك ~~إلى آخره، وخرجوا عنه وهم يرون أن ابن عبد البر من آيات فاطره، وكان [قد] ~~قال في ذلك الرقعة [بعد الصدر] : # PageV05P137 # إذا تقوضي - أيدك الله - حق المشاركة، وتعوطي حق المساهمة بين إخوان ~~الصفاء، في [36 ب] صغار الأبناء، فأخلق بتقاضيه في العجائب العقم، وتعاطيه ~~عند النوائب الدهم، وطرأت علي [يا سيدي وأغلى عددي] من خطوب الأيام طارئة ~~دهياء دهماء، وفجأتني من ضروب الأقدار فاجئة عمياء صماء، ثارت إلي من ~~مكمني، وطلعت علي من مأمني، وشرعت نحوي من قبل الجنة التي كنت أعدها ~~لأشباهها، وأديرها متفيئا بها من تلقائها وتجاهها، إلا أن الله بصنعه ~~الجميل الذي لا أنفك أشكره وأحمده كفاني أولا ثم شفاني آخرا، له الحمد ~~دائبا، والشكر واصبا، وشرح ذلك [أيدك الله] أن الغبي العاق، اللعين المشاق، ~~إسماعيل ابني بالولاد لا بالوداد، ونجلي بالمناسب لا بالمذاهب، كنت قد ملت ~~بهواي إليه، وقدمته على من هو أسن منه، وحبك الشيء يعمي ويصم، والهوى يطمس ~~عين الرأي أو يلم، فآثرته بأرفع الأسماء والأحوال، ووسعت عليه في خطيرات ~~الذخائر والأموال، وأخضعت له رقاب أكابر الجند ووجوه الرجال، ودربته في ~~مباشرة الحروب، وأجأته على مقارعة الخطوب، ولم ms1096 يكن فيما أحسبه أني # PageV05P138 # إنما أشحذ على نفسي منه شفرة، وأوقد [منه] بالتدريب والتخريج تحت حضني ~~جمرة، وما كنت خصصته بالإيثار، واستعملته في المكافحة والغوار، إلا لجزالة ~~كنت أتوسمها فيه كانت عيني بها قريرة، وشهامة كنت أتوهمها منه كانت نفسي ~~بها مسرورة، فإذا الجزالة جهالة، والشهامة شرة وكهامة، وقد يفتن الآباء ~~بالأبناء، وينطوي عنهم ما ينطوون عليه من الأسواء، مع أن الآراء قد تنشأ ~~وتحدث، والنفوس قد تطيب ثم تخبث، لقرين يصلح أو يفسد، وخليط يغوي أو يرشد، ~~وكما أن داء العر يعدي، كذلك قرين السوء قد يردي، ومن اتخذ الغاوي خدينا، ~~عاد غاويا ظنينا، (ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا) (النساء: 38) . ~~وقد انطوى عن بعض الأنبياء عليهم السلام ما آل إليه [أمر] بعض بينهم، هذا ~~والوحي يشافههم ويناجيهم، فكيف بنا وإنما نقضي على نحو ما نسمع، ونقطع على ~~حسب ما نرى ونطلع، وليس علينا ضمان العواقب، ولا إلينا علم حقائق المذاهب، ~~وهي الخواطر، لا يعلمها إلا الفاطر، والبواطن، لا يحيط بها إلا الظاهر ~~الباطن، وقد يخبث طعم الماء مع الصفاء، ويروق منظر الدمنة الخضراء، ويذوي ~~ثمر الدوحة الغناء، في التربة الغضراء. # وفي فصل منها: ولما وثب اللعين [37أ] الغبين، من المهد، إلى سرير المجد، ~~ودرج من الأذرع، إلى المحل الأرفع، ورآه استغنى، وأثرى من زينة الدنيا، ~~أشره ذلك وأبطره، وأطغاه وأكفره، وطلب # PageV05P139 # الازدياء، وأحب الانفراد والاستبداد، وقيض له قرناء سوء أعدوه وأردوه، ~~وأتيح له جلساء مكر أغروه وأغرووه، وأشعروه الاستيحاش والنفار، وزينوا له ~~العقوق والفرار، لينفرد وينفردوا معه بالبلد، ولا تكون على أيديهم [فيه] يد ~~أحد، فخرج ليلا بأهله وولده خروجا [شنيعا] فتق فيه قصري، وخرق به حجاب ~~ستري، يؤم الجزيرة الخضراء وما يليها، ليتملكها ويعيث فيها، وكنت غائبا على ~~مقربة، فورت وطيرت في الحين إلى الجهة من يصده عنها، ويمنعه منها [فسبقه ~~الخبر، وفاته الوطر، وأوى إلى قلعة ذي الوزارتين القائد أبي أيوب ابن أخي ~~حصاد سيدي، وأفضل عددي - سلمه الله - فوجهت إلى اللعين أعرض عليه قبول ms1097 ~~عذره، وسربت الخيل مع ذلك للاحاطة به وحصره، حتى ألجاه ذلك إلى التنصل ~~والاعتذار، وأجاءه إلى الإقالة والاستغفار، فأقبلته وقبلته] وعفوت عنه، ~~وأغضيت على ما كان منه، وصرفته إلى جميع حالة وماله، ولم أؤدبه إلا ~~بالإعراض والهجران، وإن كنت قد أنسته مع ذلك بمزيد الإنغام والإحسان، فإذا ~~به كالحية لا تغني مداراتها، والعقرب لا تسالم شباتها، وكأنه قد استصغر ما ~~أتى، واحتقر ما جنى، فردى، وسدى، ما صارت به الصغرى التي كانت العظمى، فلم ~~أشعر به إلا وقد ألف أوباشا من خساس صبيان العبيد الممتهنين في أدون وجوه ~~التصريف، إذ لم يطمح اللعين أن يساعده على هذه الفتكة # PageV05P140 # من فيه أدنى رمق وأقل مسكة، ثم سقاهم الخمر وسقى نفسه ليجتري ويجريهم، ~~ويحول بينهم وبين أدنى ميز لو كان فيهم، وسلحهم بضروب من الأسلحة المتصرفة ~~في أماكن الضيق والسعة، وطرق القصر في بضع عشرة منهم، وتعلق معهم الأسوار ~~والحيطان، وتسنم بهم السقوف والجدران، يروم في القضية العظمى، والطامة ~~الكبرى، التي قام دونها دفاع الله تعالى، فشعرت [بالحركة] وخرجت، فلما وقعت ~~[عينه و] أعينهم علي تساقطوا هاربين، وتطارحوا خائفين خائبين، وإنما كان ~~رجاؤهم أن يجدوني في غمرة الكرى، أو على غفلة من أن أسمع وأرى، ففالت بحمد ~~الله أراجيكم، وضلت أعمالهم ومساعيهم، وأعجلتهم عواقب كفرهم وتعديهم، وخرق ~~اللعين سور المدينة فارا بنفسه [وأخرجت الخيل في أثره] فلحق غير بعيد، وسيق ~~إلي في حال الأسير المصفود، وكذلك سائر الجناة، وباقي العصاة، أظفر الله ~~بهم [ومكن منهم، وأعثر على جميعهم، فلم يفلت منهم أحد، ولا فات منهم بشر. ~~ولقد اتفق من صنع الله الجميل من في غدر وختر، أن فر اثنان منهم فتجاوزا ~~وادي شوش من شرقي قرمونة، وكنت قد أخرجت خيلا للضرب على بلد باديس، فخرجا ~~هنالك إلى أيدي تلك الخيل وهي منصوفة بما غنمت ولا علم لهما بما وقع ~~فثقفوهما واستاقوهما؛ وحصل في قبضتي جميع الصبيان من العبيد المذكورين] ~~وأقمت حدود الله تعالى على الجميع منهم، وأنفذت حكمه العدل فيهم [والحمد ~~الله ms1098 كثيرا] . فاعجب يا سيدي لأبناء الزمن، وأنباء الفتن، وانقلاب عين ~~الابن [37ب] المقرب # PageV05P141 # المودود، إلى حال الواتر الحسود، والثائر الحقود، واعتبر في ورود المساءة ~~من موطن المسرة، وطلوع المحنة من أفق المنحة [وانعكاس بعض الهبات خبالا، ~~والأعطيات وبالا] . وقد أربت هذه الحال على كل من جرى له أو عليه من الآباء ~~والبنين، عقوق من السلف المتقدمين، فلم يكن أكثر ما وجدناه من ذلك في ~~الأخبار والآثار إلا استيحاشا وشرودا، ونبوا وندودا، إلا ما شذ لأحد ملوك ~~الفرس وآخر من [ملوك] بني العباس، وجمع هذا اللعين في إرادته ومحاولته بين ~~الشاذ النادر، والمنكر الدائر، وزاد إلى استباحة الدم، التعرض لإباحة ~~الحرم، وإلى ما رام من إتلاف المهجات، التسامح فيما كان يجري على العورات ~~المصونات، [ولولا دفاع الله تعالى لامتدت أيدي السفال فضلا عن أعينهم، ~~واتسع خرق لا قوة على رتقه معهم، وقد قيل: # هو الشيء: مولى المرء قرن مباين ... له وابنه فيه عدو مقاتل] وهو زمان ~~فتنة، وشمول إحنة ودمنة، والناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم، وأصدق من هذا ~~قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم ~~فاحذروهم) (التغابن: 14) . # [وقد استجلبت من الغرب ابني محمدا، ملتزم شكرك، ومعظم قدرك، - وفقه الله ~~- لأقعده مقعده، وأسد به مسده، وأرجو أن يكون أوطأ أكنافا وجوانب، وأجمل ~~آراء ومذاهب، وأحمد أخلاقا وضرائب، والله أسأل الخير في ما آتي وأذر، وأقدم ~~وأؤخر] . نفثت - يا سيدي - نفثة مصدور، وأطلت في الشرح والتفسير، خروجا # PageV05P142 # إليك عن هذا الخطب الخطير، والملم الكبير، وهو خبر فيه معتبر، [وقالت: ما ~~له ظهور وظفر، واله يتم النعمى، ويجمل العقبى، ويوزع الشكر على ما أولاه ~~بمنه، وإياه أسأل أن يجعلك في حيز الكفاية، وجانب الوقاية، حتى لا تساء ~~بقريب مأمون، ولا بعيد مظنون، بمنه وطوله، إن شاء الله] . # إيجاز الخبر عن هذه الأحدوثة بلفظ ابن حيان 1 # قال أبو مروان: وفي سنة أربعمائة وخمسين تواتر الإرجاف بقرطبة أن عبادا ~~دبر النزول بزهرائها المعطلة بأسفلها، التي منها أبدا كان يصاب # PageV05P143 # مقتلها، وسبق ms1099 الخبر بأنه قد أنهض نحوها ولده إسماعيل المتسمي بالمنصور ~~خليفته وولي عهده، وهو النار في احجارها مستكنة، ولا يشك أنه أرسل منه على ~~قرطبة شواظ نار لا يذر منها باقية، فنفس الله مخنق أهلها بما نقض تدبيره ~~وثنى عزمه، فأقصر صاغرا. فجرى من قدر الله الذي لا يغالب أن كره هذا الفتى ~~ما حمله عليه والده من ذلك، وهاج منه حقودا كانت له بنفسه كامنة، جسرته على ~~معصية أبيه، وانصرف من طريقه لأمر اختلف فيه، فقيل إنه استوحش منه لمكروه ~~كان أحل به أبوه بين يدي إخراجه إلى عدوة قرطبة لما قدر الله من حتفه، وقيل ~~بل عظم عليه أمر الهجوم على مثل قرطبة لقلة من معه # PageV05P144 # من جيشه، وحذره لنزوله ما بينهم وبين حليفهم باديس بن حبوس الذي لم يشك ~~في إسراعه إليه فيقع بين لحيين يمتضغانه، وأنه عرض ذلك على أبيه فاستجبنه ~~وأغلظ وعيده، وكاد يسطو به، وألزمه المسير لسبيله، وأوعده القتل على ~~التواني عنه، فأوحشه [38أ] ذلك، ودبر الفرار عنه مع خويصة له أغوته، فمشى ~~من اشبيلية نحو مرحلتين، ثم أظهر لأصحابه أن كتابا سقط عليه من عند والده ~~يستصرفه فيه لأمر أراد مشافهته فيه، فرجع إلى اشبيلية، وأصاب فرصته بما قدر ~~بمغيب والده عن حضرته إلى مكان متنزهه بحصن الزاهر، فاقتحم قصره، وعلق ببعض ~~ذخائره واحتملها، وأخذ أمه وحرمه، واستكثر مما غله من المال والمتاع، يخال ~~أن ينجو، واحتمل كل ذلك على الدواب، وطلبها في الليل ممن يعهدها عنده، ومضى ~~لوقته مدابرا طريق الجزيرة الخضراء، ثغر أعمال والده بالساحل، مقدرا دخولها ~~وارنتزاء بها عليه، فصار ارتباكه في تباطؤه الداعي إلى لحاقه وعوقه عن ~~طريقه، واختلف الحكايات في قصته هذه وسبيل مهربه، وظفر والده به وانصرافه ~~إلى يده، مما يطول القول فيه، بعد أن وقف في طريقه بعض حصون أبيه، فغلقها ~~قواده في وجهه، وخاف اجتماعهم للقبض عليه، فاضطر إلى ابن أبي حصاد بقلعته ~~طرف كورة شذونة، مستجيرا به، فأجاره - زعموا - بأسفل قلعته لم يصعده إليها ~~استظهارا ms1100 على مكيدة قدرها من أبيه، بعد أن نزل إليه واستقبله برجاله، مشيرا ~~إليه بمراجعة أبيه، ورفع الخرق عليه بالإنابة إلى طاعته، ضامنا له اسجلاب ~~عفوه، فلم يمكنه العدول عنه لقلة من معه، وأجابه، فأنزلهم عنده منزل تكريم، ~~وبادر الكتاب إلى عباد حصوله بيده، ووصف له ندمه، وتشفع له، فسر عباد بذلك، ~~وكان شديد الخوف أن يلحق بأعدائه هنالك، وأجاب هذا الحصادي # PageV05P145 # وشفعه، فأجاب إسماعيل إلى أبيه، ودخل إشبيلية ليلا، ونكب [به] عن قصره ~~إلى بعض دوره بالقرب منه، ومنعه أن يدخل عليه أحد، وصرف الله على عباد جميع ~~ما كان احتمله إسماعيل ابنه من ماله وذخائره لم يحرم منه شيء، حتى إن زامله ~~من زوامله قصرت عنه عند جده في السير وغادرها في الصحراء رازحة، فوقعت إلى ~~بعض فرسان والده الذين سرحهم لاقتفاء أثره، فقبض عليها وصرفت إلى اشبيلية ~~بحملها لم يقطع لها حبل، فزعموا أن وقرها كان مالا صامتا وذخائر تفوق قيمة، ~~وأظفر الله عبادا بولده فيما آتاه من ذلك، فاثر الشفاء على المغفرة، إلا ~~أنهم - زعموا - لحقته [38 ب] لهذا الحادث وفظاعته وطرقه من مأمنه وفساد ~~لأكرم أعضائه عليه، وعمدة ثقاته لديه، خشية فلت عزمه، وحيرت قلبه، فعيت به ~~عما صمد له من أذى قرطبة والجعجاع بأهلها، فتنفس مخنقهم قليلا، وكفت ~~الغارات عنهم وقتا، وسارع سعرهم إلى الانحطاط. # قال أبو مروان: وبلغني أن الذي دبر عليه هربه عن أبيه وتولى كبره، وزيره ~~وصاحبه، أبو عبد الله محمد بن أحمد البزلياني المهاجر إليه عن وطنه مالقة، ~~مختارا له على ملكه باديس، فاعترف له عباد في جهله على نفسه وسوء مورده حجة ~~للعذر في تحكمه عن ذي اللب المقرر لحوطة نفسه، فإن هذا الفتى إسماعيل كان ~~رمى إلى هذا الكهل بمقاليده وفوض إلى رأيه، فلم يبارك له فيه، وشكا إليه ~~بعض ما يناله من فظاظة والده وقسوته ورميه المتالف به، فحسن عنده - زعموا - ~~العقوق له، والذهاب عنه إلى أطراف أعماله العريضة، كيما يقرر عليه، وبنفسه؛ ~~فلما قذف به والده [ما] تعاظمه ms1101 من حرب قرطبة # PageV05P146 # اعتزم إلى إنقاذ أمره في الفرار عنه من طريقه ذلك، فعمل في النكوص عنه ~~بما قد مناه، وهجم على قصر أبيه وأخذ ذخائره. وخرج مبادرا. ووزيره هذا ~~البزلياني معه قد تولى كبر ما أحدثه، ونفذ في مقدار ثلاثين فارسا من خاصة ~~غلمانه، بعد أن غرق سفن المعابر الراتبة قدام القصر بالنهر، كيما يعتاص ~~وصول الخبر إلى أبيه، بالمتنزه الذي كان فيه بعدوته، إلى أن يبعد في مهربه، ~~فاتفق أن بادر إليه بعض غلمانه النازلين معه بالقصر، وقد أنكر مدخل إسماعيل ~~وخطفه، فقطع النهر سباحة، وسبق إلى مولاه عباد فأيقظه من نومه، وعرفه ~~بالحادثة، فسقط في يده، وبادر بإحراج عدة من فرسانه، وأنذر عليه قواد ~~الحصون، فلجأ إلى قلعة الحصادي - حسبما قدمناه - واستقر بعد في اعتقال ~~والده مدة يقلب الرأي في أمره ظهره لبطنه، ولا يبين من قوة غضبه عليه ما ~~يؤنس من استبقائه له، وقد عجل على أبي عبد الله البزلياني لأول ما اعتقله ~~عنده، لفرط حنقه عليه، فضرب عنقه، وقتل معه نفرا من خواص إسماعيل، فاستوحش ~~من أبيه، ولم يشك أنه لاحق بهم، فدبر من مكانه، موضع اعتقاله، الهجوم على ~~أبيه، والتسور على قصره من قبل عورة عرفها كيف [39أ] يفتك به ويصير مكانه، ~~وساعده الموكلون به على الأمر وقد مناهم ببلوغ الأمل بتمامه، فقاموا معه في ~~ما أراد من ذلك، والقدر يجد بهم به، إلى أن وقع في يد والده كرة أخرى فبطش ~~به ولم يقله، وتفرد بقتله جوف قصره، فلم يقف أحد على مصرعه لطمس آثاره ~~وآثار جميع أصحابه وغلمانه وخواصه، بعد أن جلد بعضهم، وقطع أطرافهم، وتجاوز ~~إلى الضعفاء من حرمه ونسائه فأتى على خلق منهم سرا وجهرا، ومثل بهم أنواع ~~المثلة، حتى طهر أثر ولده هذا وقطع دابره، فكأن لم يكن قط أميرا، ولا أنفذ # PageV05P147 # حكما، ولا قاد جيشا، والله يملي لمن شاء، ويستدرج من يريد، له القوة ~~البالغة. # وما ابن عباد ببدع فيما أتاه في هذا، فقد يضطر الملوك مع ذي ms1102 أرحامهم ~~السامين إلى نيل مرامهم من مستجرئ عليهم، إلى ما يحملهم على انتهاك أكثر من ~~ذلك حبا للحياة الدنيا الغريرة، ومنجاة بالرغبة من الفرقة المبيرة، على أن ~~العفو أقرب للتقوى لا محالة، مع أن أسباب الملوك الاضطرارية لا تحمل ~~الاستقصاء، ولا تعرض للتمحيص، قرن الله بأعمالهم الصلاح، وجنبهم بمنة ~~الجناح. # قال ابن بسام: وكان خاطب المعتضد يومئذ جماعة [من] حلفائه وقص عليهم نبأة ~~[مع ابنه] ، فمن جواب بعضهم له في فصل قال فيه: تقديم الوصف - أيدك الله - ~~للوداد والاعتقاد، من المتعارف المعتاد، فيستفتح به أول المكتوب، كما ~~يستفتح الشعر بالنسيب، لكني - أيدك الله - أربا بحبلها عن شاهد غير الضمير، ~~وواصف غير ما في الصدور، وبرهان غير الناظر المشهور، وأرمي شاكله الغرض، ~~وأصف ما أباتني ليالي على قضض ومضض، ثم ما رد باقي الأنس، وشفى لاعج النفس، ~~فإن الأنباء وردتني عن المنصور أبي الوليد ابنك ابني - أعزه الله - ~~بانزعاجه أولا، وأبطأت الجلية كملا، فأشفقت على يقيني أن الداخلة تصده، ~~والحقيقة ترده، وأن شهامته جمحت به، وصرامته صرمت منه، وأنه حسام دلق من ~~غمده، وسهم نفذ وراء غرضه وحده، وأن ريح الصبا عصفت عليه وهو لدن المعطف، ~~وغرة الشباب اهتبلته وهو سلس المقود # PageV05P148 # لين المصرف، والمرء للخطل والزلل، وكل مخلوق ففيه النقص والخلل. # ومن جواب ابن أبي عامر له: الدنيا رنقة المشارب، جمة النوائب، تسلك ~~بأهلها كل سبيل، وتريهم من خطويها [39ب] كل معلوم ومجهول، تقطع ما اتصل، ~~وتمنع ما تبذل [وتسوء من حيث تسر، وتخون من حيث تفي، لا تمتع بحال، ولا ~~تدوم] على وصال، وهذا أصح دليل على هوانها وصغارها، وأوضح تمثيل في تفاهة ~~شأنها ومقدارها، وان كثر فيها التنافر، وعظم فيها التقاطع والتدابر، فنسأل ~~الله ألا يصرفنا عن التوفيق، ولا يعدل بنا عن سواء الطريق. # وإن كتابك ورد بما لم يقع في تقدير، ولا عن مثله في ضمير، من الداهية ~~الدهياء، والمعضلة الشنعاء، والحال الحادثة مع من رين على قلبه وعقله، وغبن ~~في حظه ورشده، فزاغ عن نهاه، واتخذ ms1103 إلهه هواه، ولقد وقفت بك، عمادي، على ~~عبرة المعتبرين، وعظة المتدبرين المبصرين، فإن الذي رمتك به الأيام لغريبة ~~الغرائب، تؤذن بانقطاع الخير، وارتفاع البر، أفلا راعى أولا ما أوجب الله ~~تعالى [تقدست أسماؤه] للآباء على الأبناء - فإنه قرن ذكرهم بذكره، وشكرهم ~~بشكره، فقال: (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) (لقمان: 14) وقال: (وقضى ~~ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) (الاسراء: 23) إلى ما جاء في ~~العقوق، فقد قيل: إن العقوق هلك، والمروق شرك؛ وقيل: عقوق # PageV05P149 # الوالدين يعقب النكد، ويمحق العدد، ويخرب البلد. ثم هلا راعى آخرا ما ~~سوغته من النعم التي غبط بها، وحسد فيها، وما خصصته [به] من العزة التي بذ ~~فيها الأنداد، وشأى فيها الأتراب والحساد -! ولكن الشيطان الغرارة أغواه، ~~وسلطان الجهالة أرداه، مع قرناء سوء [قيضوا له] زينوا له ضلالة، وأفسدوا ~~عليه حاله، وبحق قيل: الوحدة خير من الجليس السوء (ومن يهد الله فهو المهتد ~~ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) (الكهف: 17) وقد صنع الله لك صنعا جميلا، ~~ودفع عنك جليلا، وأجراك على ما عودك من فضله (ولا يحيق المكر السيء إلا ~~بأهله) (فاطر: 43) فالحمد لله على نعمة خولها، وولاية أجملها، ومكيدة ~~نقضها، وسعاية دحضها. وفي علمه احتراق نفسي لهذا الحادث الكارث، ومشاركتي ~~في هذه الملمة المدلهمة، التي لم أخلها من حالتي الإشفاق والجزع، وخطتي ~~الارتماض والتفجع، وان الأمر عندك وزنه عندي، ومأخذه منك مأخذه مني. # ومن جواب ابن مجاهد [له] من إنشاء ابن أرقم: وافتني - أيدك الله - ~~مساهمتك الكريمة، ومشاركتك السليمة، الصادرة عن الصدر السليم، المقتضية ~~للحمد والشكر العميم، وقد كان سبق كتاب قبل بما لزمني في الحادثة الأولى، ~~فقلت: حسام [40أ] دلق، وسنان زلق، وشباب عصف، وجواد جمح فأسرف، وعثرة ~~تستقال، وغرارة يرفع بها ذلك الاختلال، ثم بعد نفوذه وردني النبأ على ~~عقبها، بما # PageV05P150 # صغر تلك على عظمها، فترددت شرقا، واضطربت قلقا، حتى استوضحت من قبلك ~~الأمر على آخره، وتلقيت عنك الخطب بموارده ومصادره، منسوقة مراتبه ومناقله، ~~مشروحة أعجازه وأوائله، فما ساهمت إلا من تلقى ms1104 ما أنهيته بنفسك، وشرب ما ~~عاطيته بكأسك، وشاطرك الحال بنصفين، وكان هو أنت في القضية سيين، فتجرع ما ~~تجرعت [واستفظع ما استفظعت، واستغرب ما استغربت] واعتبر بما اعتبرت، وفي ~~الأيام والليالي معتبر، وإنها - لكما ذكرت ووصفت - عقيمة معجبة، وعنقاء ~~مغربة، وما شهدت لها أخت إلا من أحد الفرس وأخرى من بني العباس، كما ذكرت، ~~وقديما استغوى الشيطان، وكان للمرء سلطان، والزمان بمثلها جواد، ولإطلاع ~~الغرائب معتاد، وقد أوتي صاحب الخضر على علمك من أقرب الولد رحما، وأضعفهم ~~نفسا وجسما، ومن سوق بني أمية وغيرهم الجماء الغفير، والعدد الكثير، وكثيرا ~~ما شهدنا وسمعنا بقاتل نفسه، وهي أكرم النفوس عليه، وآكل جسمه وهو أحب ~~الجسوم إليه، وقد يفيض الداء من الدواء، ويشرق المرء بالماء، ويؤتى الحذر ~~من مأمنه، ويجتنى القبيح من حسنه، والأدواء تثور في الولد، كما تثور في ~~الجسد، وتتولد في القلب والكبد؛ وقرناه السوء يكدرون الأصفياء، كما يكدر ~~المشرب العذب الدلاء، وما ندري يا سيدي [إلا] أنك أردت إقالته والله قد ~~عثره، واعتقدت استعاذته والله قد غيره # PageV05P151 # وأيأسك منه بقبيح فعله، وأسلاك عنه بعظيم جرمه، وكنت معه والله مع غيره، ~~وأردته وأراد الله سواء، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع: # وليس لأمر حاول الله جمعه مشت ولاما شتت الله جامع # وقال الله تعالى لنوح عليه السلام بعد قوله (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير ~~صالح) (فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) (هود: ~~46) وقوله للخضر عليه السلام (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب ~~رحما) (الكهف: 81) : # وكل مصيبات الزمان إذا أتت فهن سوا ما لم يصبن صميمي # وما زادت هذه على أن وقى الله صميمك، وصان حريمك. # قال ابن بسام: ولما [40 ب] أنشأ أبو محمد رسالته المتقدمة الذكر، تناغت ~~لمة من كتاب العصر في معارضتها، وقد ذكرت بعض من أجاب عنها، وأذكر أيضا ~~فصولا لمن انتصف على زعمه بالمعارضة منها، منهم من أفردت فصلا في ذكره، ~~ومنهم من لم يقع ms1105 إلي شيء من أمره، فلم أجد إلى ذكره سبيلا، ولا على موضعه ~~من الصناعة دليلا، وكنت جديرا بتأخير رسالة من أفردت في ذكره فصلا، حتى ~~أقبسها له لألاء، وأضعها في يده لواء، ولكن أذكر الشيء بما تعلق به، أو كان ~~من سببه، لأقيد ما شرد، وأنسق ما تفرق وتفرد. # وله: أتم الله أيها الأمير، الجليل مجده، الجميل معتقده # PageV05P152 # المشهور فضله وسؤدده، عليك نعمه ظاهرة وباطنة، وأجزل لك به قسمه متوافية ~~زاكية، وآتاك من كل حظ أجزاله، ومن كل صنع أجمله، ومن كل خير أتمه وأكمله، ~~فإن الأيام قد وصلت بيننا إلى التراسل سببا، وجعلت لنا في التواصل أربا، ~~فإذا أمكن سبب قدمته، وإذا تهيأ رسول اغتنمته، توكيدا للحال معك، وتجديدا ~~للعهد بيني وبينك، فمثل الحظ منك لا يهمل، سبب الحق الذي لك لا يغفل، ~~ومكاتبة الصديق عوض من لقائه إذا امتنع اللقاء، واستدعاء لأنبائه إذا ~~انقطعت الأنباء، وفيها أنس تلذ به النفس، وارتياح تلتذ منه الأرواح، ~~وارتباط يتصل به الاغتباط، واعتقاد يتبين به الوداد، ومثل خلتك الكريمة ~~عمرت معاهدها، ومثل عشرتك الجميلة شدت معاقدها، ومثل مكارمتك المبرة حمدت ~~مصادرها ومواردها، فإني متطلع إلى أخبارك أراعيها، وحريص على أوطارك ~~أقضيها، ومستمطر لكتبك الكريمة أجتليها، فمنذ صدر عني فلان لم أتلق عنك ~~خبرا، ولم ألحظ من تلقائك أثرا، وذلك لا محالة لامتناع البحر وارتجاجه، ~~وتعذر المسلك وإرتاجه، وإذ قد ذل صعبه، وهان خطبه، فأنا أعتقد أن كتابك ~~بازاء كتابي هذا مجدد عهدا، ومهد عنه حمدا، فإنه ما دخل إلينا ولا تكرر ~~علينا إلا وذكرك الجميل في فمه يبدئه ويعيده، وثناؤه يلهج به ويشيده، في ~~شكر الأمير الأجل والإشادة بتعظيم أمره، وتفخيم قدره، فإنه لا يعرف عندنا ~~إلا بوسمه، ولا يناضل [إلا] بسهمه، ولا يجاهد إلا عنه، ولا يحتسب إلا فيه. ~~ومن جرى على البعد هذا المجرى، وشكر شكره النعمى، فحقيق بالإنعام [41أ] ~~خليق بالإكرام. # PageV05P153 # فصول من جملة رقاع لغير احد في ذلك # فصل من رقعة لبعضهم يقول فيها: ما أبصرك - أيدك الله ms1106 - بل أذكرك! وكيف ~~يوقظ اليقظان، وينبه النبهان، وحاشا أن تعلم الخمرة العوان، إن الدنيا على ~~الغير موضوعه، وعلى المكاره مطبوعة: # ألا إنما الدنيا غضارة أيكة إذا اخضر منها جانب جف جانب # ونقل الطباع لا يستطاع، ولا تبديل لحكم الجليل، والدنيا منكرة ~~لمتعارفيها، مسلطة بنوائبها على بنيها، المتهالكين فيها، لاسيما الأحرار، ~~فإنها تطالبهم بثار: # إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق # ومنها: وماظنك بدنيا قلما تسمح بحبرة، إلا أتبعتها بعبرة، ولا تجود ~~بمنحة، إلا كدرتها بمنحة، ولا تسقي شرابا، إلا شابته صابا، ولا تهب نسيما، ~~إلا قلبته سموما، تكاد تسوء بالساعات، وقلما تسر إلا في الفلتات، ثم تغري ~~بنا الآفات: # ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض على الماء خانته فروج الأصابع # وفي فصل: والأنام أغراض، لسهام الأعراض، قلما تتخطاها إن فوقت، ولا ~~تخطئها إن رشقت، وقد يمقها من لا يثقها، ويتيامنها # PageV05P154 # من لا يامنها، وأي أمان، من زمان، يدب دبيب العقربان، ويثب وثوب ~~الأفعوان، ما أمكنها إمكان وعن لها مكان، ويسعى بالنميمة، بين الفروع ~~والأرومة، وهيهات أن تصطفى حية رقشاء لين مسها قاتل سمها، يهوي إليها ~~الجاهل، ويحذرها العاقل، وأي ناج من بأسها، ولو كان في سويدائها، هي والله ~~ما علمت وتعلم، قريبة العرس من المأتم، هكذا عرفت، وبهذا وصفت: # ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار وفي فصل منها: وإني ~~منيت - أيدك الله - من زمني الخؤون، بشقيقة المنون، وكادت تكون، فيا لها ~~[من] حادثة عظمى، وصدمة صما، كدرت شربي، وروعت سربي، واعجب لسهم رمي به ~~راميه، ونصل دهي به منتضيه، أشد ما كان له استبصارا، وبه انتصارا، [وعليه ~~اقتصارا] ، وليس يمكر من الأزمان، عكس الأحوال وقلب الأعيان؛ وتفصيل هذا ~~المجمل، وإيضاح هذا المشكل، الذي رمزت بذكره، وعرضت بأمره، أن العاق ~~المشاق، الجلف السفيه، المتمذهب بغير مذهب أبيه [41ب] ومن سلف من منسليه، ~~ابني إسماعيل، الفاعل بي أسوأ الأفاعيل، أحدث حدثا أشنع، مثله يستفظع، بما ~~كان منه، واستذاع عنه، من استهانة عقوقي، واطراحه حقوقي، وشذوذه ms1107 عن أشكاله، ~~وعدوله عن سنن آله، وإن جمعه بي منسبه، فقد نفاه عني مذهبه، كالذي استواه ~~الشيطان، كأنما اقتاده في أشطان، وإذا قضى القدر، عشي البصر، وما جرأه على ~~قبح فعاله، ومجانبته المعهود من حاله، إلا قرناء سوء قيضوا له، [إذ] جعلوا ~~يضربون له أسداسا # PageV05P155 # لأخماس، ويكيدونه بكيد الوسواس الخناس، حتى أوردوه أنشوطة، لم يكن مثلها ~~أغلوطة، هوى به الهوى هوي الدلو أسلمه الرشاء، ولا غرو فقد تعدي الصحاح ~~مبارك الجرب، وذلك أني لما أرضعته لبان مقتي، وملكته عنان ثقتي، وأدنيت ~~زلفته، وأبديت رفعته، وأقبلته عين القبول، وأحللته مني محل الصلة من ~~الموصول، وقلدته أعنة السياسة، ووسمته بسمة الرياسة، وأوطأت عقبه الرجال، ~~وتجاوزت به حدود الآمال، نقلا من حال إلى حال، حتى مدت نحوه الأعناق، وسارت ~~بذكره الأفذاذ والرفاق، ونيطت به الآمال، ولاذ به الأمال، وجعلت السيف ~~والقلم من خدمه، ووضعت الوجوه تحت قدمه، يقول فيسمع لمقاله، ويصول فيرتاع ~~لمصاله، حتى لقد كادت الأقدام أن تستوي لولا فضل الأبوة، ونقص البنوة، فلما ~~رأى الدولة قد ألقت إليه بأزمتها، وأقادته بأعنتها، استأسد وتنمر، واستشعر ~~الأشر والبطر، وحاول الشفوف، وربما كان فيه الحتوف، ونزع إلى الاستبداد، ~~منزع الغبي إلى العناد، ورفض الحقوق، وآثر العقوق، وكفر بالنعمة ونام عن ~~شكرها، فطويت عنه بأسرها، والشكر للنعمة نتاج، والكفر بها رتاج. # [وفي فصل منها] : فعلت مرمى قوسه ومنزع سهمه، كأنما كنت نجي سره، وولي ~~أمره، وقد تبصر الظنون بغير عيون، فتتبعت # PageV05P156 # خبره، وقفوت أثره، بخيل كالسيل بالليل، تعجز طالبها، وتدرك هاربها، فلم ~~ينتبه إلا وقد أحيط به، ففزع إلى الاعتراف، وهو يذهب بالاقتراف. # [وفي فصل] : ومداراة الحية كيف تنفع، وهي إذا أمكنها اللسع تلسع؛ ولما ~~أبى إلا الإباء، وأسر الشحناء، وحاول العظيمة، وتناول الجريمة، وكاد - وايم ~~الله - يهدم بنيان الله، لولا دفاع الله، ألف أغمارا من العبدان كانوا ~~عكوفا عليه، ورتبا حواليه [42أ] وأطمعهم في ما صرعهم، وأكثر المطامع، تئول ~~إلى المصارع، ولو أنهم أيقنوا أن أنفسهم نعوا، وإلى دمائهم بأقدامهم سعوا، ~~لتثبطوا، وما تورطوا ms1108، لكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وإذا حان الحين، ~~عميت العين، ورب ساع بقدمه، على دمه، فلما جن عليه الليل، والليل أخفى ~~للويل، تساقوا بينهم المدام، ليقدموا بها أشد قدام [ورب إحجام أنجى من ~~إقدام] ، فأخذوا الثبات، وعقدوا النيات، وتسوروا الأسوار، وتخطوا غير ما ~~دار، وداعي الهوى يدعوهم، وحادي الردى يحدوهم، وقد اعتقلوا الردينيات، ~~وتأبطوا الهندوانيات، وشمروا ذيلا، وادرعوا ليلا، واقتحمواالمهالك، في أضيق ~~المسالك، وترقوا الجدران، بأشد تمرد وعصيان، فسقط العشاء بهم على سرحان، ~~فما تمالكت أن سمعت حسيسهم، ولحظت شخوصهم، فملئوا فرقا، وتصيروا فرقا، أيدي ~~سبا، يجدون هربا، ويرومون الخلاص، ولات حين مناص # PageV05P157 # ونفوسهم تودع أجسادها، وتستحث آمادها: # وضاقت الأرض حتى كان هاربهم إذا رأى غير شيء ظنه رجلا # ولم يمتروا الأرض قدرة القدير، تنقض التدبير، ولله عاقبة الأمور. وما كان ~~رجاء القوم، إلا استغراقي في النوم، وأيقظني القدر، وما بي من حذر. # وفي فصل: فلما رأى اللعين أن سهمه قد طاش، وقد راش منه ما راش، وأيقن أنه ~~حريق ناره التي سعر، وغريق تياره الذي فجر، شرد شراد الظليم، على حين لا ~~حليف ولا حميم، وترامى من شرفات القصر، ترامي المذعور بالقسر، وهو ينشد: # إذا لم يكن عون من الله للفتى فأكثر ما يجتني عليه اجتهاده # فأعجلت إليه هنالك من عثر وشيكا عليه، واستاقه استياق العاني، فيا وقفة ~~المذنب الجاني، يشكو إلى من يصم عنه، ويتبرأ منه، وسيقت بطانته أسارى، من ~~غير خمر سكارى، فأقروا بما دبروا، فالحمد لله جاعل تدميرهم في تدبيرهم، ~~وإبادتهم في إرادتهم، ومن حفر لأخيه [بئرا] سقط فيها، واستحضرت مشيخة ~~العلماء وجعلت الأمر بينهم شورى، إشارة للعدل في القضا، واتباعا لأمر الله ~~تعالى في الغضب والرضى، فكلهم # PageV05P158 # حد إنفاذ الحد، وتلوا قوله تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ~~ويسعون في [42ب] الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا) الآية (المائدة: 33) . # فكان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر # فاعتبر ياسيدي من هذه الفتن المضلة لأبناء الزمن، وانظر كيف يستدرجهم ~~الشيطان ms1109، في مدارج العصيان، حتى إذا قحمهم الغرر، أسلمهم القدر، وكل ذلك ~~مسطور ومأثور، وفي عقوق هذا من البنين، آية للعالمين، وما كان هذا اللعين، ~~في ما جناه، فاجتناه، وسبه، فألهبه، وكاده، فأباده، إلا كالبقرة تبحث على ~~مديتها بقرنيها، وكالنملة تطلب حتفا بجناحيها، فتبا للأولاد، يتقربون ~~بالولاد، ويتابعون بالوداد، في مصارع الحساد، إن هم إلا فهود، بأهب أسود، ~~يتقلبون بما صغروا، ويستأسدون إذا كبروا. # وفي فصل: ولعل قائلا قد سلب المعقول، يصول يوما فيقول، ويطعن ويغمز، حيث ~~لا مطعن ولا مغمز، وينحلني الفظاظة والقسوة، ويعتدها وصمة علي وهفوة، ورب ~~سامع بخبري لم يسمع عذري، ولست ببدع ممن ظلم فانتصر، وخولف فما اصطبر، ولا ~~بنكير # PageV05P159 # ممن أرضى باريه، باسخاط أهليه، إن لي في من سلف أسوة، وبالنبي عليه ~~السلام قدوة، ولو نظر بعين الحقيقة، ولم يعدل عن سنن الطريقة، لكان من ~~أنصاري، في إقامة أعذاري: هذا خليل الرحمن، وكان في الأنبياء من كان، لما ~~تبين أن أباه عدو لله تبرأ منه، وقد تل أيضا عليه السلام ابنه الذبيح ~~للجبين، ووضع في حلقه السكين، وهو من أبر النبيين، اتباعا لأمر الله حتى ~~فداه الرب الكريم، بالذبح العظيم، وصبر على ما لو حل بالصخر لفلقه، أو ~~بالحجر لفرقه؛ وهذا عمر بن الخطاب، وكان من كان في الأصحاب، قد قسا قلبه ~~علة أبي شحمة، لم تأخذه فيه [رأفة ولا] رحمة، حين جلده، حتى فقده، وصبر غير ~~مكتئب، صبر المحتسب، إرضاء لباريه، وتقربا إليه بما يرضيه. وكان لبعض بني ~~العباس، وهم أئمة الناس، في ابنه العاق ما قد درس خبره، وطمس أثره، ولولا ~~أن الإطالة، تفضي إلى الملالة، لأوردت من خبره الأشنع، ما فيه مقنع، ~~وأحدثهم عهدا في هذه العصور، عبد الله الأمير وأبو عامر المنصور، فأما عبد ~~الله فقد قتل ابنه محمدا، لما أحس منه تمردا، وكان قرة عينيه، فما عيب ذلك ~~عليه؛ وأما [43أ] المنصور، وحسبك به جزالة وحزامة في الأمور، فقد فعل بابنه ~~عبد الله ما فعل لما عصى، وشق العصا، هذا وما ms1110 بلغا هذا المبلغ، ولا ولغا في ~~الدم كما كاد هذا اللعين أن يلغ، ولو اقتصصت، فوق ما نصصت، لأطلت وأمللت # PageV05P160 # لكن اجتزيت، بمن سميت، وأي عذر [يقوم] لمن مكنه الله في بلاده، وحكمه في ~~عباده، ألا ينفذ حده الذي حده، ويؤثر فرضه الذي فرضه، (ومن لم يحكم بما ~~أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) (المائدة: 47) ولولا عقاب المسيء، لقل من لا ~~يسيء: # والظلم في خلق النفوس فان تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم # ولا غرو ان أسهبت وأطنبت في خبر المغرور، فانها نفثة مصدور، وما أطقت ~~تجرع الغصص [في كتم هذه القصص] التي فيها عبرة لأولي الألباب، وما كان هذا ~~الذي طرا، حديثا يفترى، ولا هذا الذي طرق، نبأ يختلق. # ومن رقعة أخرى أيضا في ذلك مجهولة [القائل] : المحن على ضروب، والنوائب ~~تجري بمعضلات الخطوب، فتفجأ بالرقم الرقماء، وتطرق بالداهية الدهياء، وتأتي ~~بالغريبة الشنعاء، فلا واقي سواه، ولا مجير من بغتاتها حاشاه، وهب الحازم ~~ارتقب الخطوب معدا لها من سننها، ولقي المكاره بسلاحها وجننها، كيف له بعلم ~~خفيات الضمائر، وخبيئات البواطن والسرائر - إلا أن لطفه الخفي، وصنعه ~~الكافي الحفي، يكلآن من توكل عليه، ويعضدان من اعتضد به [واستند إليه؛ ~~وكنت] قد اختصصت ولدي الخائن الجاني إسماعيل بضروب # PageV05P161 # من الإنعام، والإحسان والمبرة والإكرام، وملكته زمام أعنة الجنود، ~~وأظللته بظل خافقة البنود، وأرضعته ثدي الحرب، وجرأته على مقارعة الطعن ~~والضرب، وأنفذت أمره ونهيه، وأجزت فعله ورأيه، فقصرت عليه أقاصي المطامع، ~~وأشير نحوه بالأصابع، ودعي بالرئيس الأمير، ولقب بالمؤيد المنصور، إلا أن ~~ظن المرء يخطئ ويصيب، ولله أستار دون علم الغيوب، وليس على المرء ضمان ~~العواقب، ولا كلف سوى الاجتهاد في المطالب، فإنما هو بشر، يقضي بما ظهر، ~~ولله ما بطن واستتر: # فان كان ذنبي أن أحسن مطلبي أساء، ففي سوء القضاء لي العذر # وكان ينبئ ظاهره من الاجتهاد منتهى الاستطاعة، ويجزي أمره إلى غاية ~~اللازم من حدود الطاعة، إلى أن علق به أغواه من شياطين الإنس فزين له زخرف ~~الغرور [43ب] والفسوق، وقذف ms1111 به في هوة الخذلان والعقوق، فأحال طينته إلى ~~أخبث الترب، وقد تعدي الصحاح مبارك الجرب، ونقله من الطبع الكريم، إلى ~~الخلق الذميم، وعوضه من طاعة الرب والأب، آفة الكبر والعجب، وحين لبس ثوب ~~الغرة والخيلاء، وقاد الجيوش ملء الفضاء، واستضاف إليه من استضاف من شرار ~~القرناء، طمع في بلد، لا تكون عليه فيه يد أحد، ليستعمل السفه والجهل، ~~ويهلك الحرث والنسل، ويأبى دفاع الله من ذلك # PageV05P162 # فهو أراف بخلقه من إسلامهم للمهالك، وطار النبأ إلي، وسقط الخبر علي، ~~فبلغ عز وجل، من الكفاية غاية الأمل، وخاب سعيه، وفال رأيه، وندم ولات حين ~~مندم، فتحركت مني الرحمة التي قطعها، وحنت الرأفة التي نبذها وخلعها، فعفوت ~~[عنه] واعتلق بحبل الإنابة، وأسرع الدخول في باب الإجابة، وهو منطو على شر ~~ضمائره، ومسر لأخبث سرائره: # وأظلم أهل الأرض من بات حاسدا لمن بات في نعمائه يتقلب # وقلبت توبته الظاهرة، وأقلت زلة قدمه العاثرة، ولم أخله فاضل اهتبالي ~~واعتنائي، ولم أمنعه غير قربي ولقائي، فأطغاه ذلك وأبطره، وأطمعه في نيل ما ~~كان أضمره، فرام التي لا شوى لها ولا بقاء معها: # أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد # * * # سبكناه ونحسبه لجينا فأبدى السبك عن خبث الحديد # ولعمري لئن أجلته آباء سرو وصدق، لقد سرى فيه للخؤولة لئيم # PageV05P163 # طبع وعرق، ولا غرو في هذه الحال، فقد يستحيل الزعاق من الزلال، وينام عرق ~~الأب ويسري عرق الخال: # وأول خبث الماء خبث ترابه ... وأول خبث المرء خبث المناكح فعاقد سقاطا من ~~خساس صبيان العبيد المتصرفين في أحط المراتب عندي، المنحطين عن الكون في ~~جملة جندي، إذ لم يجد مساعدا على هذه القضية، من فيه أقل مسكة وبقية، ~~فاستهوى ضعف عقولهم، واستنفر قليل تحصيلهم، وسلحهم بسلاحي، وراشهم بفضل ~~جناحي، ودعاهم إلى عصيان ربهم وأمري [44أ] والتعرض لهتك سلطانه وستري، ~~وتسنموا منيف الأسوار تنسم الوعول، بعد أن سقاهم صرف الشمول، التي تذهب ~~بوافر العقول؛ يظنوني نائما ويحسبوني غافلا، والله ليس بغافل عما يعمل ~~الظالمون؛ وكان عدد الفتيان الفجار ms1112، كعدد خزنة أهل النار، فأطلعني الله ~~تعالى على حسهم، وأسمعني خفي ركزهم، فثرت من الفراش، رابط الجاش، فولوا على ~~الأعقاب حين رأوا شخصي، متساقطين على الأذقان إذ سمعوا صوتي، وعاد الخائن ~~الحائن إلى سور المدينة بعد أن خرق اليه، ورائد الموت يجول بين عينيه، فغير ~~بعيد ما أسرته الخيل أسرا، وقيد إلي عنوة وقهرا، وكذلك شيعته المارقة، ~~وصحابته الجانية الفاسقة، فلم يفلت منهم بحمد الله أحد # PageV05P164 # ولا أجاره مكان ولا بلد، حتى أخذ الله تعالى بثاره منهم، وأقام حدوده ~~فيهم؛ وأنا متأس في هذه الرزية، بكبار ملوك الإسلام والجاهلية، فقد تعدى ~~عقوق الأبناء، إلى كبار البشر والأنبياء، حتى قال الله تعالى لنوح عليه ~~الصلاة والسلام: (إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح) (هود: 46) والرب ~~تعالى يخرج الخبيث من الطيب، ويقضي ما شاء في علم الغيب، لكني على العلات، ~~ورعاية الحرمات، أرضي طاعة الله تعالى في من عصاه، وألتزم أمره في من خالف ~~رضاه: # وإن السيف في الباغي جزاء أحق به من النسب القريب # بقية ما استخرجته من رسائله السلطانيات # فصل له من رقعة [عن ابن مجاهد] إلى المنصور بن أبي عامر: من اختار - أيدك ~~الله - لحلته أزكى المعادن، واعتمد لمقته أسنى المواطن، كان جديرا أن يغتبط ~~بجناها، ويرتبط بفوز عقباها، ويعلم أنها على الأيام صقيلة الأرجاء لا ~~يصدئها الإهمال، صدقة المضارب لا يفلها الإعمال، وأنت الذي لا يدانى شرفه، ~~ولا يسامى سلفه، ولا تجارى أعراقه، ولا يبارى إعراقه، فمن ظفر بصفاتك ~~عتادا، فقد أصمى سهمه وقرطس، ونزل ساحة الفضل وعرس، ووثق بأنه # PageV05P165 # ورد وردا لا تكدره الدلاء، واعتقد عقدا لا يغيره الإصباح والإمساء؛ وتلك ~~حالي في ما منحته من صفاتك، ووليته من ولائك، والله يحرس حظي من وفائك، ~~ويرفع المضار عن حوبائك، [بمنه] . # ومن أخرى عنه إلى المظفر بن الأفطس: إذا تشاكلت - أيدك الله - الأحوال ~~والضروب، تقاربت الأهواء والقلوب، وقد قيل [44ب] : الشكول أقارب، والمذاهب ~~مناسب: # ولن تنظم العقد الكعاب لزينة كما تنظم الشمل الشتيت الشمائل # وما تشتت لنا ms1113، بحمد الله، شمل، ولا انقطع بنا حبل، ولا غب بيننا وصل، بل ~~نحن على ثلج تواصل يقتضيه التشاكل والتآلف، ونهج تداخل يستدعيه التعاقد ~~والتحالف؛ وإني - علم الله - بمكانك لمباه، وبزمانك لمظاهر مضاه، أعتقد لك ~~العقد الذي لا تجاذب أهدابه، ولا ينازع جلبابه، وقد نظمتنا من الأحوال ~~المشاكلة والأسباب الواشجة ما كلانا له مراع، وإلى قضاء الحق فيه وحفظ الحظ ~~منه ساع، ورب حال جددت تآلفا وودا، وأكدت وشدت على مر الأيام عهدا وعقدا، ~~وبنت ما لا يهدمه الدهر ولو انتحاه من خطوبه بمعول، وأنحى عليه بجران ~~وكلكل، والله يصل ما بيننا بالدوام والثبات، ويحرسه من الانصرام والانبتات. # PageV05P166 # وله من أخرى: لئن ضنت الأيام بالمرغوب، ولوتنا في نيل المطلوب، فلا ضير ~~نعلم أي القسمين أرجح فنتأسف على تركه، وأي الحظين أربح فننتظم في سلكه، ~~وحق لمن نظر بعين الفكر أن لا يبالي بحالة تعترض، أو عزيمة تنتقض، أو حبل ~~يرث، أو شعب ينتكث، فربما كان الاعراض احكاما، وأصبح الانتقاض إبراما، ~~والهجران وصالا، وظل النقصان كمالا، والله ولي السلامة، في الظعن والإقامة. # ووافاني كتابك العزيز، فأول ما سرحت طرفي في مسطوره، وأعلمت فكري في ~~منثوره، استطار الركاب فرحا، وعادت الغمرات مرحا، ثم أنشدت ورددت: # أهم بشيء والليالي كأنها تطاردني عن كونه وأطارد # بذا قضت الأيام ما بين أهلها مصائب قوم فند قوم فوائد # وعسى الله أن يعيد عهدا تجري فيه السوانح، وتسقط به البوارح، فيصفو جمام، ~~وينقطع هيام، ويسل حسام، ويحمد مقام. # وله من أخرى إلى المنصور بن أبي عامر: إني - أيد الله الملك الكريم - لما ~~أضاءت لي أهله مفاخرة في سماء الفخار، وأشرقت شموس مكارمه على مفارق ~~الأحرار، وأبصرت شمائله الزهر تثير من الهمم كامنها، ومحاسنه الغر توقظ من ~~الآمال نائمها، تيقنت أن بحق انقادت له القلوب في أعنتها، وتهادت اليه ~~النفوس بأزمتها، فآليت أن لا ألم إلا بحماه، ولا أحط رحلا [45أ] إلا في ~~ذراه، علما بأنه نثره الفخر، وغرة # PageV05P167 # الدهر، فيممت ساريا في طالع نوره، متيمنا بيمن طائره، بأمل ms1114 متحقق الربح، ~~موقن [بالفلج و] النجح، حتى حللت بدرجة المجد، وأنخت بذروة السعد، فجعلت ~~أنثر من جواهر الكلام، ما يربي على جواهر النظام، وأنشر من عطر الثناء، ما ~~يزري بالروضة الغناء، وحاش للفضل أن يعطل ليلي من أقمارك، ويخلي أفقي من ~~أنوارك، فأرى منخرطا في غير سلكك، منحطا إلى غير ملكك، لا جرم أنه من ~~استضاء بالهلال، غني عن الذبال، ومن استنار بالصباح، ألغى سنا المصباح؛ ~~تالله ما هزت آمالي ذوائبها إلى سواك، ولا حدث أطماعي ركائبها إلى حاشاك، ~~ليكون لذلك في أثر الوسمي للماحل، وعلي جمال الحلي للعاطل، بسيادتك ~~الأولية، ورياستك الأزلية التي يقصر عن وصفها إفصاحي، ويعيا عن بعضها بياني ~~وإيضاحي، فالقراطيس عند بث مناقبك تفنى، والأقلام في رسم آثارك تحفى. # وفي فصل منها: والسعيد من نشأ في دولتك، وظهر في جملتك، واستضاء بغرتك، ~~لقد فاز بالسبق من لحظته عيون رعايتك، وكنفه # PageV05P168 # حرز حمايتك، فأنت الذي أمنت بعدله نوائب الأيام، وقويت بفضله دعائم ~~الإسلام، تختال بك المعالي اختيال العروس، وتخضع لجلالتك أعزة النفوس، ~~بسابقة أشهر من الفجر، وفطنة أنور من البدر، وهمة أبعد من الدهر: # لقد فاز من أضحى بكم متمسكا يمد إلى تأميل عزكم يدا # سلكت سبيل الفضل خلقا مركبا وغيرك لا يأتيه إلا تجلدا # ليهنيكم مجد تليد بنيتم أغار لعمري في البلاد وأنجدا # [وفي فصل] : وإنما أهدي إلى مولاي خدمتي، وأضع في ميزان اختياره همتي، ~~لأمتاز في جملة عبيده، وأشهر في خدمته وعديده: # وما رغبتي في عسجد أستفيده ولكنها في مفخر أستجده # وكل نوال كان أو هو كائن فلحظة طرف منك عندي نده # فكن في اصطناعي محسنا كمجرب يبن لك تقريب الجواد وشده # إذا كنت في شك من السيف فابله فاما تنفيه وإما تعده [45ب] # وما الصارم الهندي إلا كغيره إذا لم يفارقه النجاد وغمده # وله من أخرى عن ابن مجاهد إلى ابن أبي عامر يعلمه بغدر أخيه حسن له، قال ~~فيها بعد الصدر: وان الموفق مولاي - رضي الله عنه - كان رمى إلي بعهده، ~~وقلدني الامر ms1115 من بعده، وبايعني بذلك من كان في قبضة سلطانه، واشمال ديوانه، ~~ولما اتفقت الآراء، ويئس الأعداء # PageV05P169 # مد أخي حسن بيعتي يدا، وأظهر في طاعتي معتقدا، فما آن لمداد عهده أن يجف، ~~ولا حان ليد عاقده أن تنحرف، حتى داخل صاحب اشبيلية في الغدر والخلاف، ~~فأنفذ إليه رجلا يدعى سلمة من جنده ليتصرف على إرادته، فأجمعوا أيديهم ~~والقضاء أملك، وأزمعوا كيدهم والقدر يضحك، وتوخوا صدري من صلاة الجمعة، ~~فوافوني قد انسربت في كلة الأمن، ونمت في حجر حسن الظن، فما استيقظت إلا ~~لصفح صفائحهم تصلت علي، ولا انتهبت إلا لضوء رماحهم تشرع إلي، إلا أن الله ~~كان بازائي ظهيرا، وتلقاني نصيرا، وبين يدي رفدا، ومن ورائي مددا وردءا. ~~فما كان إلا أن تساقط فراشهم في مصابيح الفرج، وأتسعت شبههم في موارد ~~الثلج، وفزت وقد انجلت الكرة عليهم. فأما سلمة المذكور فانه رمى عن قوسه ~~إلى نفسه، وسطا بسهمه على جسمه، فانثنى في بطاحه، مقتولا بسلاحه؛ وأما حسن ~~فمر مستمرئا لما استمراه، مستمرا لما استحلاه، قد عارض النعمة بجحدها فسلبت ~~عنه، وقارض الحسنة بضدها فانتزعت منه، على أنه كان بين الجفن والناظر ~~نازلا، وبين الضمير والخاطر جائلا، قد قاسمته العيش نصفين، والحياة شطرين، ~~له النوم ولي السهر، وله الأمن ولي الحذر، وله الصفو ولي الكدر، أشقى ~~لينعم، [وأمتهن ليكرم] ، إلى أن واصلته # PageV05P170 # الرفاهية فمل، ونادمته النعمة فاعتل، ومسه الخير فمنع، وغرته الأماني ~~فانخدع، حتى ذاق وبال أمره (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) (فاطر: 43) . # وله من أخرى [عنه] إلى المظفر بن الأفطس: وما أشك في ما ذكرت من أخذك معي ~~بالنصيب الأوفر، والقسط الأكبر، من المصاب بفقد الموفق مولاي ومعظك، كان، - ~~لقاء الله رضوانه، وألحفه عفوه وغفرانه - فقد كان إذا عد الأفاضل لا يثني ~~خنصره إلا عليك، وإذا ذكر الرؤساء لم يشر بتصحيح الوفاء إلا اليك، فنحن لا ~~نستوحش بفقد فاضل وذاته موجودة، ولا نرتاع لموت جليل [46أ] وحياته ممدودة، ~~فانك إذا قال قائل منا: كسدت لوفاة الموفق سوق الأدب، وبارت بضاعة ms1116 الطلب، ~~وهوى نجم العلم، وكبا زند الفهم، وعفا رسم الحلم، وطفئ سراج الرأي، استثنى ~~بك المجيب، وعزي بمكانك المصيب، وأطبق الإجماع أنك جماع الفضائل ونظامها، ~~وفي يديك لواؤها وزمامها. # وله [فصل] من أخرى: أأظمأ إلى ماء نهر قد تغلغلت في حياضة، وأذاد عن ~~لألاء زهر قد توغلت في رياضه، وأتعطل من حليك وقد فاض فض البحور، وأتعرى من ~~حلك وقد ضفت ملابسها على # PageV05P171 # الجمهور -! كلا والله، إني لعاجز مع تمكينها وإعراضها، وقلة عللها ~~وأعراضها، ولقد رفع الله من هذا الأدب الذي جددت رسومه بعد دثورها، وأطلعت ~~نجومه بعد غؤورها، ونهجت سبلة بعد انشعابها وطموسها، وبصرت أعلامه بعد ~~ذهابها ودروسها، حتى مالت إليه الأعناق، وانثالت عليه الرفاق، وطمحت نحوه ~~الأحداق، وحق لشيء نفقته أن يعز وينفق، ولنجم أطلعته أن ينير ويشرق، ولغصن ~~سقيته أن يسبق ويورق، وجددته عن قدم، وأوجدته من عدم، ونشرته من كفن، ~~وبعثته من جنن، فهو يثني بآلائك ثناء الأزهار للأمطار، ويعبق بشيمك عبق ~~الأنوار بالأسحار، ويشير إليك إشارة المصنوع إلى الصانع، ويدل عليك دلالة ~~الليل على النجوم الطوالع. # وفي فصل من أخرى: ان سبقت إلى الفضل فالمعهود منك السبق، وان أوجبت [لك] ~~علي حقا فقديما كان لك الحق، وقد أبى الله أن يرتدي برداء الحمد، ويتقعد ~~ذروة المجد، إلا من قرع أنف الأنفة، بيد النصفة، وعصى سلطان الحمية ~~الجاهلية، بالانقياد لأحكام الملة الحننيفية، وما أربحه متجرا، وأرجحه ~~مفخرا، لمن أهداه إليه توفيق، وهداه عليه تحقيق، وأنت - أيدك الله - ذلك ~~الناظر بعين اليقين، الساهر # PageV05P172 # في مصالح الدنيا والدين، وبحق علا قدرك، وسما ذكرك، وأصبحت في رؤساء ~~الأندلس المشار إليه، والكبير المعتمد عليه. # ومن رسائله في ذكر الجهاد واستنفار كواف البلاد # فصل له من رقعة: ورد كتابك يحض على ما أمر الله به من الألفة، واتفاق ~~الكلمة، وإطفاء نار الفتنة، وجمع شمل الأمة، في هذه الجزيرة المنقطعة عن ~~الجماعة، فلله [46ب] رأيك الأصيل، وسعيك الجميل، ومذهبك الكريم، وغيبك ~~السليم!! ما أصدق قيلك، وأهدى دليلك، وأوضح في سبيل البر سبيلك ms1117!! وقد كنت - ~~علم الله - جانحا إلى ما جنحت إليه، ويلوح لي ما يلوح إليك: من أنا على طرف ~~إلا ما كفى الله، وعلى قلة إلا ما وقى الله. # وله فصول [اقتضبتها] من رسالة فيها طول، كتبها على ألسنة أهل بربشتر، ~~عنوانها: من الثغور القاصية، والأطراف النائية، المعتقدين للتوحيد، ~~المعترفين بالوعد والوعيد، المستمسكين بعروة الدن، المستهلكين في حماية ~~المسلمين، المعتصمين بعصمة الإسلام، المتآلفين على الصلاة والصيام، ~~المؤمنين بالتنزيل، المقيمين على سنة الرسول، محمد نبي الرحمة # PageV05P173 # وشفيع الأمة، إلى من بالأمصار الجامعة، والأقطار الشاسعة، بجزيرة الأندلس ~~من ولاة المؤمنين، وحماة المسلمين، ورعاة الدين، من الرؤساء والمرءوسين، ~~سلام عليكم، فانا نحمد الله اليكم، حمد من أيقن به ربا، وجعله حسبا، ولي ~~المؤمنين، وغياث المستغيثين، مجري الفلك في البحر بأمره (ويمسك السماء أن ~~تقع على الأرض إلا بإذنه) (الحج: 65) ونصلي على المصطفى من أصفيائه، محمد ~~خاتم أنبيائه، المبتعث بأنواره الساطعة، وحجاجه القاطعة، على حين عفت رسوم ~~الدين، وخوت نجوم اليقين، فجلا الشك، وأدحض الإفك، فعليه من السلام أفضل ~~سلام، ما وحد الرحمن، وثني الفرقدان. # أما بعد: حرسكم الله بعينه التي لا تنام، فانا خاطبناكم مستنفرين، ~~وكاتبناكم مستغيثين، وأجفاننا قرحى، وأكبادنا حرى، ونفوسنا منطبقة، وقلوبنا ~~محترقة، على حين نشر الكفر جناحيه، وأبدى الشرك ناجذيه، واستطار شرر الشر، ~~ومسنا وأهلنا الضر، أحسن ما كنا بالأيام ظنا، وملتنا ظاهرة، وفئتنا ~~متناصرة، لا تشل لنا يد، ولا يفل لنا حد، حتى انقلبت العين، وبان الصبح لذي ~~عينين. # [وفي فصل منها] : وأي أمان من زمان قلما يخضر منه جانب إلا جف جانب، ولا ~~تبرق منه بارقة إلا اتبعتها صاعقة، إلا ما وقى الله. وننبئكم # PageV05P174 # - معشر المسلمين - بعض ما نابنا في ثغورنا، عسى أن تكونوا سببا لنصرتنا، ~~فالمؤمنون إخوة، والمسلمون لحمة، والمرء كثير بأخيه، وإلى أمه يلجأ ~~اللهفان، وإلى الصوارم تفزع الأقران، والسعيد من وعظ بغيره والشقي من عميت ~~عيناه، وصمت عن الموعظة أذناه. ونقص عليكم من نبأنا، وما انتهت إليه حال ~~ملأنا، ما والله يوجع [47أ] القلوب سماعه، كما ms1118 قصم الضهور وأسخن العيون ~~اطلاعه. # وفي فصل منها: فأحاطت بنا كإحاطة القلادة بالعنق. يسوموننا سوء العذاب، ~~بضروب من الحرب والحرب، أناء ليلها ونهارها، تصب علينا صواعقها، وترمي ~~إلينا بوائقها، فانا لله وإنا إليه راجعون، على ما رأت منا العيون، من ~~انتهاك تلك النعم المدخرات، وهتك ستر الحرم المحجبات، والبنات والمخدرات، ~~وما تكشف من تلك العورات المسترات، فلو رأيتم - معشر المسلمين - إخوانكم في ~~الدين، وقد غلبوا على الأموال والأهلين، واستحكمت فيهم السيوف، واستولت ~~عليهم الحتوف، وأتخنتهم الجراح، وعبثت بهم زرق الرماح، وقد كثر الضجيد ~~والعويل والنياح، ودماؤهم على أقدامهم تسيل، سيل المطر بكل سبيل، ورءوسهم ~~قد أمهم تطير، وقلوبهم في أجسادهم تسيطر، ولا مغيث ولا مجير، وقد صمت ~~الآذان، بصرخ الصبيان، ونياح النسوان # PageV05P175 # وبكاء الولدان، وعلت الأصوات وفشت المنكرات، وتمرد الشيطان، واشتهر ~~الطغيان، وظهرت الصلبان، وأفصحت النواقيس، وجلحت الأباليس، وسعرت طغاة ~~الخنازير، وصارت الدور كالتنانير، دماء تسفك، وستور تهتك، وحرم تنتهك، ونعم ~~تستهلك، وأقفاء تصفع، وأعضاء تقطع، وأعياث ترتكب، وأثاث ينتهب، ومصاحف ~~تمزق، ومساجد تحترق، فلا الأخ يغي أخاه، ولا الابن يدعو أباه، ولا الأب ~~يدني بنيه. (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) (عبس: 37) ولا المرضعة تلوي ~~على رضيعها، ولا الضحجيعة ترثي لضجيعها، كأنهم في مثل اليوم الذي ذكره ~~الجليل، في محكم التنزيل، (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات ~~حمل حملها وتر الناس سكارى وما هم بسكارى) (الحج: 2) ؛فما ظنكم - معشر ~~المسلمين - وقد سيقت النساء والولدان، وما بين عارية وعريان، قودا بالنواصي ~~إلى كل مكان، طورا على المتون، وطورا على البطون، ومشيخة الرجال، مقرنين في ~~الحبال، مصفدين في السلاسل والأغلال، مقتادين بشعور السبال، ان استرحموا لم ~~يرحموا، وان استطعموا لم يطعموا، وان استسقوا لم يسقوا، وقد طاشت أحلامهم، ~~وذهلت أوهامهم، وسخنت أعيانهم، وتغيرت ألوانهم. # PageV05P176 # وفي فصل منها: وما ظنكم - معشر المسلمين - وقد رأيتم، [47ب] الجوامع ~~والصوامع بعد تلاوة القرآن، وحلاوة الأذان، مطبقة بالشرك والبهتان، مشحونة ~~بالنواقيس والصلبان، عوضا من شيعة الرحمن، [والأئمة والمتدينون] ، والقومة ~~والمؤذنون، يجرهم الأعلاج ms1119 كما تجر الذبائح إلى الذابح، يكبون على وجوههم في ~~المساجد صاغرين، ثم أضرمت عليهم نارا حتى صاروا رمادا، والكفر يضحك وينكي، ~~والدين ينوح ويبكي، فيا ويلاه، ويا ذلاه، ويا كرباه، ويا قرآناه، ويا ~~محمداه، ألا ترى ما حل بحملة القرآن، وحفظة الايمان، وصوام شهر رمضان، ~~وحجاج بيت الله الحرام، والعاكفين على الصلاة والصيام، والعاملين بالحلال ~~والحرام، فلو شهدتم - معشر المسلمين - ذلك لطارت أكبادكم جزعا، وتقطعت ~~قلوبهم قطعا، واستعذبتهم طعم المنايا، لموضع تلك الرزايا، ولهجرت أسيافكم ~~أغمادها، وجفت أجفانهم رقادها، امتعاضا لعبدة الرحمن، وحفظة القرآن، وضعفة ~~النساء والولدان، وانتقاما من عبدة الطغيان، وحملة الصلبان. # وفي فصل منها: وقد ندب الله مسلمي عباده إلى الجهاد في غير ما آية من ~~الكتاب، يضيق عن نصها الخطاب، ترغيبا وترهيبا، فوعد المطيعين جزيل ثوابه، ~~والعاصين أليم عقابه، والرواية عنه عليه السلام في فصل الجهاد، وما يجازي ~~فيه رب العباد، أشهر من أن تذكر، وأكثر # PageV05P177 # من أن تحصر، فالله الله في إجابة داعينا، وتلبية منادينا، قبل أن تصدع ~~صفاتنا كصدع الزجاج، فهناك لا ينفع العلاج. # وفي فصل منها: ولا بد للحق من دولة، وللباطل من جولة، والحرب سجال، ~~والدهر دول، و (لكل أمة أجل) (يونس: 49) ؛ ولولا فرط الذنوب، لما كان ~~لريحهم علينا [من] هبوب، ولو كان شملنا منتظما، وشعبنا ملتئما، وكنا ~~كالجوارح في الجسد اشتباكا، وكالأنامل في اليد اشتراكا، لما طاش لنا سهم، ~~ولا سقط لنا نجم، ولا ذل لنا حزب، ولا فل لنا غرب، ولا روع لنا سرب، ولا ~~كدر لنا شرب، ولكنا عليهم ظاهرين، إلى يوم الدين، فالحذر الحذر! فإنه رأس ~~النظر، من بركان تطاير منه شرر ملهب، وطوفان تساقط منه قطر مرهب، قلما يؤمن ~~من هذا إحراق، ومن ذلك إغراق، فتنبهوا قبل أن تنبهوا، وقاتلوهم في أطرافهم ~~قبل أن يقاتلوكم في أكنافكم، وجاهدوهم في ثغورهم، قبل أن يجاهدوكم في ~~دوركم، ففينا [48أ] متعظ لمن اتعظ، وعبرة لمن اعتبر، فانظروا إلى ثغورنا ~~كيف تهتضم، وإلى أطرافنا كيف تخترم، وفيئنا كيف يقتسم، وأموالنا كيف تصطلم ms1120، ~~ودماؤنا مطلولة، وحدودنا مفلولة، وأنتم عنا لاهون، في غمرة ساهون # PageV05P178 # وكأنا لسنا منكم، ولا نحن سداد دونكم مضروبة، وجنن نحوكم منصوبة. # وفي فصل منها: وأنه إن استلبت الأطراف، لم تتعذر الأصناف، والبعض للبعض ~~سبب، والرأس من الذنب، غير أنا دنونا وبعدتم، وشقينا وسعدتم، ورأينا ~~وسمعتم، وليس الخبر كالعيان، ولا الظن كالعرفان، ولقد آن أن يبصر الأعمى ~~وينشط الكسلان، ويستيقظ النومان، ويشجع الجبان. # إيجاز الخبر بحادثة بربشتر التي ذكر # ورجع المسلمين إليها # قال أبو مروان [ابن حيان] : وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة تغلب العدو على ~~مدينة بربشر قصبة بلد برطانية. الواسط لما بين بلدتي لاردة وسرقسطة، ركني ~~الثغور العلا، وهي الأم البرزة، التليد حلول الإسلام فيها لأول فتوح موسى ~~بن نصير، التي لم تزل من أقادم معمورات من تناسخ عمارة الأندلس من القرون ~~الحالية، اتخذت بأكرم البقاع وأوثق البناء، راكبة لنهر ماردة سورا مضروبا ~~لأهل الثغور القصى، [والدفع] في وجوه # PageV05P179 # العدى، تناسخها قرون المسلمن منذ ثلاثمائة وثلاث وستين سنة، منذ أول عهد ~~الفتوح الإسلامية بجزيرة الأندلس، فرسخ فيها الإيمان، وتدورس بها القرآن، ~~إلى أن طرق الناعي بها قرطبتنا فجأة، صدر شهر رمضان من العام، فصك الأسماع ~~وأطار الأفئدة وزلزل الأرض الأندلسية قاطبة، وصير للكل شغلا تسكع الناس في ~~التحدث به والتسآل عنه والتصور لحلول مثله أياما لم يفارقوا فيها عادتهم من ~~استبعاد الوجل، والاغترار بالأمل، والإسناد إلى أمراء الفرقة الهمل، الذين ~~هم منهم ما بين فشل ووكل، يصدونهم عن سواء السبيل، ويلبسون عليهم وضوح ~~الدليل. # ولم تزل آفة الناس منذ خلقوا في صنفين منهم، هم كالملح فيهم: الأمراء ~~والفقهاء، قلما تتنافر أشكالهم، بصلاحهم يصلون، وبفسادهم يردون، فقد خص ~~الله تعالى هذا القرن الذي نحن فيه من اعوجاج صنفيهم لدينا هذين، بما لا ~~كفاية له مخلص منه، فالأمراء القاسطون قد نكبوا بهم عن نهج الطريق، ذيادا ~~[48ب] عن الجماعة، وحوشا إلى الفرقة، والفقهاء أئمتهم صموت عنهم، صدوف عما ~~أكد الله عليهم في التبين لهم، قد أصبحوا بين آكل من حلوائهم، خائض في ms1121 # PageV05P180 # أهوائهم، وبين مستشعر مخافتهم، آخذ بالتقية في صدقهم، وأولئك هم الأقلون ~~فيهم، فما القول في أرض فسد ملحها الذي هو المصلح لجميع أغذيتها، وان أصبحت ~~بصدد من خبالها: هل هي إلا مشفية على بوارها واستئصالها -! ولقد طما العجب ~~من أفعال هؤلاء الأمراء، أن لم يكن عندهم لهذه الحادثة الغراء في بربشتر ~~إلا الفزع إلى حفر الخنادق وتعلية الأسوار، وشد الأركان، وتوثيق البنيان، ~~كاشفين لعدوهم عن السوءة السوءاء من إلقائهم [يومئذ] بأيديهم اليهم: أمور ~~قبيحات الصور، مؤذنات الصدور بأعجاز تحل الغير: # أمور لو تدبرها حكيم إذن لنهى وهيب ما استطاعا # ولكن ما الحيلة في أديم تفرى تعبنا، فغلب الصناع، يخالها العاجز سحيلات ~~محلولة، وهي في حكمة القدير مبرمة مفتولة، ضل فيها الحكماء قبلنا، فلنا في ~~الإقصار عن كشفها مندوحة؛ فلنأخذ فيما افتتحنا القول فيه من حديث المصيبة ~~الفادحة في بربشتر: # وهو أن جيش الأردمانيين طنبوا عليها، ووالوا حصرها، وجدوا في قتالها ~~طامعين فيها، وقد أسلمهم أميرهم يوسف بن سليمان بن هود لخطبهم، ووكلهم إلى ~~أنفسهم، وقعد عن النفير نحوهم، فأقام عليها # PageV05P181 # العدو منازلا أربعين يوما؛ ووقع بين أهلها تنازع على القوت لقلته، ولما ~~علم العدو بذلك جد في القتال، فدخل الكفرة المدينة البرانية في نحو خمسة ~~آلاف دارع، فبهت الناس وتحصنوا بمدينتهم الداخلة، ودارت بينهم حرب شديدة ~~قتل فيها من النصارى خمسمائة؛ ثم اتفق من قدر الله تعالى أفضت إلى شط ~~النهر، فانهارت في نفس ذلك السرب بأسره، فعدموا الماء وأيسوا من الحياة، ~~ودعوا إلى تأمينهم على النزول بأنفسهم خاصة دون مال وعيال؛ فأعطاهم أعداء ~~الله ذلك، فلما خرجوا نكثوا بهم وقتلوا معا، ولم يطلقوا منهم غير قائدهم ~~ابن الطويل وقاضيهم ابن عيسى [49أ] في نفر من الوجوه قليل عددهم، فحصلوا من ~~غنائم بربشتر على ما لا يقدر [حصره] كثرة؛ زعموا أنه صار لأكبر رؤسائهم، ~~قائد خيل رومة، في حصته نحو ألف وخمسمائة جارية أبكارا كلهن، ومن أوقار ~~الأمتعة من الحلي والكسوة والوطاء خمسمائة حمل. وتحدث أيضا أنه أصيب في هذا ms1122 ~~القتل والسبي مائة ألف نسمة، وشد الكفار أيديهم بمدينة بربشتر واستوطنوها، ~~وهلك من نساء بربشتر جملة يكثر عدها عند إفلاتهن من عطش القصبة لتطارحهن ~~على الماء # PageV05P182 # يكرعن فيه بغير مهل، فكبهن للأذقان موتى. وكان الخطب في هذه النازلة أعظم ~~من أن يوصف أو يتقصى. # قال أبو مروان: وبلغني أنه كانت المرأة تطلع من فوق سور المدينة، فتنادي ~~من يدنو اليها من الكفرة عن جرعة ماء لنفسها أو لطفلها، فيقول لها: هاتي ما ~~معك، ألقي إلي ما يرضيني أسقك، فتلقي اليه ما عندها من كسوة أو حلية أو ~~مال، وتدلي نحوه ما حضرها من قربة أو آنية في رشاء، فتغيث به نفسها أو ~~طفلها. وعرف الطاغية ذلك، فنهى رجاله [عنه] وقال: اصبروا وقتا ويؤخذون ~~جملة. وآل بجماعتهم آخرا أن ألقوا إلى المشركين بأيديهم فارين من الظمأ مع ~~أمان، فلما رأى الطاغية كثرتهم وانتشارهم، هاله ذلك وخاف أن تدركهم حمية في ~~استنقاذ أنفسهم، فأمر أصحابه ببذل السيف فيهم ليخفف من أعدادهم، فقتل منهم ~~يومئذ خلق عظيم تحدث أنهم نيفوا على ستة آلاف قتيل. ثم نادى ملكهم برفع ~~السيف عنهم، وأمر جميعهم بالخروج عن المدينة بالأهل والذرية فابتدروا ~~الخروج عنها مزدحمين على أبوابها، فمات منهم في ازدحامهم [ذلك، من الشيوخ ~~والعجائز والأطفال] جماعة، وجعل كثير منهم يتدلون بالحبال من ذرى السور ~~فرارا من ضغط الازدحام على الأبواب، وبدارا إلى شرب الماء، واستمسك في ~~القصبة من وجوه الناس وجلداء فتيانهم نحو سبعمائة رجل، تحصنوا فيها ولاذوا ~~من موت السيف بموت الغلة. ولما برز جميع من بقي من أهل المدينة عنها إلى ~~فناء # PageV05P183 # بابها بعد من خفف منهم بالقتل، وهلك في الزحمة، ظلوا قياما ذاهلين ~~منتظرين لنزول القضاء بهم، نودي فيهم بأن يرجع كل ذي دار منهم إلى داره ~~ووطنه بأهله وولده، وأزعجوا لذلك، فنالهم من الازدحام قريبا مما نالهم في ~~خروجهم عنها فلما استقروا فيها [مع عيالهم وذرياتهم] اقتسمهم المشركون بأمر ~~سلطانهم قسمة قرروها بينهم، فكل من صارت في حصته دار حازها، وحاز ما ms1123 فيها ~~من أهل وولد ومال، يحكم كل علج منهم في من [49ب] سلط عليه من أرباب الدور ~~بحسب ما يبتليه الله به [منهم] ، يأخذ كل ما أظهره عليه من نشب، ويقرره على ~~ما أخفاه عنه، يعذبه أنواعا من العذاب حتى يبلغ نفسه عذرها منه، فربما زهقت ~~نفس المسلم دون ذلك فاستراح، وربما أنظره أجله إلى أسوأ من ذلك، فإن عداة ~~الله كانوا يومئذ يتولعون بهتك حرم أسراهم وبناتهم بحضرتهم وعلى أعينهم، ~~إبلاغا في تعذيب قلوبهم، يغشون الثيب ويفتضون البكر، وزوج تلك وأبو هذه ~~موثق بقيد إساره، ناظر إلى سخنة عينه، فعينه تدمع، ونفسه تقطع، ومن لم يرض ~~ذلك منهم # PageV05P184 # أن يفعله في خادم أو ماهنة أو وخش أعطاهن خوله وغلمانه يعبثون بهن عبثه، ~~فبلغ فيهم [يومئذ] ما لا تلحقه الصفة على الحقيقة. # ولما كان ثلاثة أيام من استيلاء الكفرة عليهم، نهدوا لمن كان بقي من ~~المتحصنين بذروة القصبة، وأحاطوا بهم، فنزلوا على أمان وقد سهمت وجوههم، ~~وتغيرت خلقهم، من عبث العطش، فتجافى الكفرة عنهم، وخرجوا يريدون مدينة ~~منتشون - أقرب مدن الإسلام إليهم - فقضي أن لقوا سرية من خيل النصارى، لم ~~يشهدوا فتح بربشتر ولا علموا خبر هؤلاء المسرحين المكروبين، فقتلوهم جملة، ~~إلا من نجا به أجله منهم، وقليل ما هم، فمضوا على هذه السبيل على ما حكم ~~الله فيهم. # ولما عزم ملك الروم على القفول [يومئذ] من بربشتر إلى بلده، تخير من بنات ~~لمسلمين الجواري الأبكار، والثيبات ذوات الجمال، ومن صبيانهم الأيفاع ~~والحزاور الحسان ألوفا عدة، حملهم معه ليهديهم # PageV05P185 # إلى من فوقه، وترك بربشتر من رابطة خيله ألفا وخمسمائة، ومن الرجالة ~~ألفين. # قال أبو مروان [ابن حيان] : وأختم هذه الأخبار البربشترية، الموقظة لقلوب ~~أولي الألباب، بنادرة منها يكتفى باعتبارها عما سواها، وتمثل لذوي النهى ~~صورة البلوى التي تتوقع شرواها، وهي ما حكاه لي بعض من أكاتبه بالثغور عن ~~رجل من تجار اليهود، أتى بربشتر البائسة بعد الحادثة [عليها] ، ملتمسا فدية ~~بنات لبعض وجوه من نجا من أهلها حصلن في سهم ms1124 قومس من وجوه الرابطة فيما كان ~~يعرفه، قال: فهديت إلى منزله الذي كان نزله فيها، واستأذنت عليه، فأجده ~~جالسا مكان رب الدار مستوليا على فراشه، رافلا في نفيس ثيابه، والمجلس ~~والسرير كما تخلفهما ربهما يوم محنته، لم يتغير شيء من رياشهما وزينتهما، ~~ووصائف على [50أ] رأسه روقة مضمونات الشعور قائمات على رأسه سماعيات ~~لخدمته؛ فرحب بي وسألني عن قصدي، فعرفته وجهه، وأشرت له إلى وفور ما أبذله ~~في بعض اللواتي على رأسه، وفيهن كانت حاجتي، فابتسم وقال بلسانه: لسريع ما ~~طمعت من قرب فيما أبرزناه لك، فأعرض عمن هاهنا، وتعرض لمن شئت ممن صيرته ~~بحصني من سبيي وأسراي أقاربك في من شئت منهن؛ فقلت له: أما الدخول إلى ~~الحصن فلا رأي # PageV05P186 # لي فيه، وبقربك أنست، وفي كنفك اطمأننت، فسمي ببعض من هاهنا فإني أصير ~~إلى رغبتك؛ فقال: وما الذي عندك مما تشوقني إليه - قلت له: العين الكثير ~~الطيب، والبز الرفيع الغريب، قال: كأنك تشهيني ما ليس عندي: يا بجة - ينادي ~~بعض أولئك الوصائف: يريد يا " بهجة " [فيغيره] بعجمته - قومي فاعرضي على ~~هذا اليهودي الخداع مما في ذلك الصندوق؛ فقامت اليه، وأقبلت ببدر الدنانير ~~وأجناس الدراهم وأسفاط الحلي، فكشف وجعل بين يدي العلج حتى كادت تواري ~~شخصه؛ ثم قال لها: ادني إليها من تلك التخوت، فأدنت منها عدة من قطع الوشي ~~والخز والديباج الفاخر بما حار له ناظري وبهت، واسترذلت ما عندي. ثم قال ~~[لي] : لقد كثر هذا عندي حتى ما ألذ به، ثم حلف بإلهه وآبائه: لو لم يكن ~~عندي شيء من هذا ثن بذل لي بأجمعه في ثمن مدنيته إليك ما سخت نفسي بها فيه، ~~فهي ابنة صاحب المنزل، وله حسب في قومه، اصطفيتها له مع جمالها لولادتي، ~~حسبما كان قومها يصنعونه بنسائنا نحن أيام دولتهم، وقد رد لنا الكرة عليهم، ~~فصرنا الآن فيما ترته؛ وأزيدك بأن تلك الخود الناعمة - وأشار إلى جارية ~~أخرى قائمة إلى ناحية - لمغنية السخين العين والدها التي كانت تشدو # PageV05P187 # له على نشواته، إلى أن ms1125 أيقظناه من نوماته؛ يا فلانة - يناديها بلكنته - ~~خذي عودك فغني زائرنا بشجوك؛ قال: فأخذت العود وقعدت تسويه، وإني لأتأمل ~~دمعها يقطر على خدها، فتسارق العلج مسحه، واندفعت تغني بشعر ما فهمته أنا، ~~فضلا عن العلج، فصار من الغريب أن حث شربه هو عليه، وأظهر الطرب منه. فلما ~~قطعت ويئست مما عنده، قمت منطلقا عته، واردت لتجارتي سواه، فاطلعت من كثرة ~~ما لدى القوم من السبي والمغنم [على] ما طال عجبي منه. فهذا فيه مقنع لمن ~~تدبره، وتذكره لمن تذكره. # قال أبو مروان [ابن حيان] : وقد أفشينا في شرح هذه الفادحة مصائب جليلة ~~مؤذنة بوشك القلعة، طالما حذر عليها أسلافنا لحاقها بما احتملوه عمن [50ب] ~~قبلهم من أثارة، ولأشد مما أفشينا عند أولي الألباب ما أخفيناه مما دهانا ~~من داء التقاطع وقد أخذنا بالتواصل والألفة، وأصبحنا من استشعار ذلك ~~والتمادي عليه على شفا جرف يؤدي إلى الهلكة لا محالة، إذ قدر الله زمانها، ~~هذا بالإضافة إلى ما عهدناه في القرن الذي سلخناه من آخر أمد الجماعة على ~~إدراك من لحق الذي قبله، فمثل دهرنا هذا فرس بهيم الشية ما إن يباهي بقرحة ~~فضلا عن شدوخ غرة، قد غربل أهليه أشد غربلة فسفسف أخلاقهم، واجتث أعراقهم، ~~وسفه أحلامهم # PageV05P188 # وخبث ضمائرهم، فاحتوى عليهم الجهل، واقتطعهم الزيف، وأركستهم الذنوب، ~~ووصمتهم العيوب، فليسوا في سبيل الرشد بأتقياء، ولا على معاني الغي ~~بأقوياء، شاء من الناس هامل، يعللون نفوسهم بالباطل، من أدل الدلائل على ~~فرط جهلهم بشانهم، اغترارهم بزمانهم، وبعادهم عن طاعة خالقهم، ورفضهم وصية ~~رسوله نبيهم عليه السلام، وذهولهم عن النظر في عاقبة أمرهم، وغفلتهم عن سد ~~ثغرهم، حتى لظل عدوهم الساعي لإطفاء نورهم يتبحبح عراص ديارهم، ويستقرئ ~~بسائط بقاعهم، يقطع كل يوم طرفا منهم ويبيد أمة، ومن لدينا وحوالينا من أهل ~~كلمتنا صموت عن ذكرهم، لهاة عن بثهم، ما إن يسمع عندنا في مسجد من مساجدنا ~~ومحفل من محافلنا مذكر بهم أو داع لهم، فضلا عن نافر إليهم أو مواس لهم، ~~حتى كأن ليسوا ms1126 منا، أو كأن فتقهم ليس بمفض إلينا، قد بخلنا عليهم بالدعاء، ~~بخلنا بالغناء، عجائب مغربة فاتت التقدير، وعرضت للتغيير، فلله عاقبة ~~الأمور، وإليه المصير. # قال أبو مروان [ابن حيان] : فلما كان عقب جمادي الأولى من سنة سبع وخمسين ~~[بعدها] شاع الخبر بقرطبة بارتجاع المسلمين لبربشتر، وذلك أن أحمد ابن هود ~~الملقب بالمقتدر، المفرط فيها، والمتهم على أهليها لانحرافهم إلى أخيه، صمد ~~لها مع مدد عباد حليفه، وسعى لإصمات سوء القالة عنه، وقد كتب # PageV05P189 # الله عليه منها ما لا يمحوه إلا عفوه، فتأهب لقصد بربشتر، فسار نحوها، ~~ورجال ابن عباد نحو من خمسمائة فارس، مقدمته من شداد البرابرة وغيرهم من ~~أبطال الأندلس، فنزل عليها بجمعه، فجالدوا المسلمين بباب المدينة جلادا ~~ارتاب منه كل جبان، وأغوى الله أهل [51أ] الحفيظة والشجعان، وحمي الوطيس ~~بينهم إلى أن نصر أوليائه، وزلزل أعداءه، وولوا الأدبار مقتحمين أبواب ~~المدينة، فاقتحم المسلمون عليهم وملوكهم أجمعين، إلا من فر من مكان الوقعة ~~ولم يأت المدينة، فأجيل [السيف] في الكافرين، واستوصلوا أجمعين، إلا من ~~استرق من أصغارهم، وابتغوا الفداء من أعاظمهم، وسبوا جميع من كان فيها من ~~عيالهم وأبنائهم، وتملكوا المدينة بقدرة الخالق الباري، وأصيب على منحة ~~النصر المتاح طائفة من حماة المسلمين، الجادين في نصر الدين، نحو الخمسين، ~~كتب الله شهادتهم؛ وقتل فيها من أعداء الله الكافرين نحو ألف فارس وخمسمائة ~~راجل، فاستولى المسلمون بحمد الله عليها، وغسلوها من رجس الشرك، وجلوها من ~~صدا الإفك، ثبت الله فيها قدم الإسلام، وجبر صدع من تولى من إخوانهم، بمنه. # PageV05P190 # ومن رسائله الإخوانيات # فصل له من رقعة في استفتاح خلطة: قد يتراسل الناس وإن لم تتقدم مباسطة، ~~ولا سلف مخالطة، لأسباب تصل أهواءهم، وأحوال تجمع آراءهم، فتأتلف قلوبهم، ~~وتعود ذات بينهم كأن لم تزل ملتئمة، وتلوح قواعد مؤاخاتهم كأن لم تبرح ~~مستقرة مستحكمة، وقد دعاني إلى الأخذ بحظ من إخائك، والاكتئاب في ديوان ~~أودائك وأصفيائك، سببان: أحدهما ما أرج إلي من طيب أخبارك، وجلي علي من ~~محاسن آثارك، وقدر لدي من ms1127 فضائلك التي تقاد اليك النفوس بأزمة ودادها، وتقف ~~عليك خالص اعتقادها، فالفضائل حيث كانت مرغوبة محبوبة، والهمم نحوها جانحة ~~طامحة، والأهواء بها كلفة، ولها مكتنفة؛ والسبب الآخر: مكانك من سيدنا ~~الملك [الأعظم]- أدام الله رفعته، وثبت وطأته، ومكن سلطانه ودولته - وحظك ~~الرفيع من أثرته، وحالك المشكورة في خدمته، فإن كل من اتصل به واعتصم ~~بسببه، وفاء عليه ظله الظليل، وأحاط به فضله الجزيل، فقد جمعني وإياه ذمام ~~كبير وسبب موصول، إذ أنا متمسك من حبله بأوثق عروة، ومستضيء من نوره بأنور ~~جذوة. # وله [فصل] من أخرى [في مثله] : قديما تواصل الناس على البعد، وتهادوا ثمر ~~الإخلاص والود، وإن لم يتقدم سبب موجب للتواصل، ولم # PageV05P191 # يرد رائد مقتض للتراسل، وما أقول إن مخالطة تمكنت [51ب] لا سبب لها، ولا ~~مواسطة تمهدت لا باعث عليها، فإن توق النفس إلى استصفاء الفضلاء، واقتناء ~~مودات الأوفياء، أقوى أسباب الارتباط، وأدعى أبواب الاختلاط، ومحال أن ~~تنجذب نفس، إلى من ليس لها به أنس، أو يكلف ضمير، بمن ليس له منه حظ موفور، ~~وقد تخلت مخاطبتي لك من الأسباب إلا من سبب المحبة فيك، والمعرفة بجميل ~~مذاهبك ومساعيك، والرغبة في اقتناء خلتك، وادخار صداقتك، لما شهر من أحوالك ~~الجميلة، وظهر من خلالك النبيلة، ومن كان على ما أنت عليه، فمر غوب فيه ~~منجذب إليه، مطلوب إخاؤه، مخطوب صفاؤه، محبوب على البعاد، مفدى حتى من ~~الأضداد. # وفي فصل من أخرى [في مثله] : إن كانت المعرفة لم تحق، فكم أثر أهدى من ~~عين، وكم خبر أغنى عن خبر، لئن كانت الألفة لم تسبق، فرب طارف حديث أكرم من ~~تالد موروث، ورب مستفاد مكتسب، أغبط من عتاد معتقب؛ ووردني لك كتاب [كريم] ~~نطق بلسان تفضلك فأصغى هوى النفس إليه، واستطفى مودات القلوب لديه، وقضى ~~أنك عين الأعيان، وفاضل الزمان، والخاص بنوع الإنسان. # PageV05P192 # وفي فصل من أخرى: منابت الفضل باسقة الفروع، حميدة الجميع، طيبة الجنى، ~~جميلة المخبر والمرأى، لا تطلع إلا ما يبهج، ولا تلقح إلا ما ينتج، ولا ~~تروق ms1128 إلا بما يرف، ولا تثمر إلا ما يشف، وأنت في أطيبها معدنا، وأكرمها ~~موطنا، ومن أزكاها منبتا، وأسراها مغرسا، ولا يرد منك إلا ما يعبق نسيمه، ~~ويلذ شميمه، ويروق منظره، ويفوق مخبره، وما زلت أعرف لك الحق الوكيد، ~~والسبق البعيد، والسعي السديد، فأقول إنك غرة في وجه الدهر البهيم، ومعذرة ~~من إساءة هذا الزمن المليم، فما أخطأت عنك الفراسة، ولا اختلفت فيك ~~الرياسة، بل أوفيت على المقدار المظنون، وأتيت من وراء المتيقن المضمون. # وله من أخرى: ورد كتابك الكريم يعرب عن ود لا تكذب فيك صفاته، وعهد لا ~~تقرع صفاته، وقد كنت أتأمل فيك شواهد التحقيق، وأعلم أنك الواقع عليه معنى ~~الصديق، على أنه في هذا الزمن كالعدم، إلا في الكتب والكلم. # وفي فصل من أخرى: ان عوائد المتكاتبين على أي حال كانوا من اتفاق ~~المعاقد، واختلاف المقاصد، قد جرت على سنن من ذكر [52أ] # PageV05P193 # الود وانتحاله، وحسن العهد وجماله، تمتريه كل فرقة، وتتعاطاه كل طائفة، ~~حتى قد كاد يقع الالتباس بين المحق والمبطل، وتختلج الظنون والظنن في عيان ~~المتأمل، بكثرة الدعاوى في الناس والنفاق، وعدم التصافي في الأغلب والوفاق، ~~فالكلام منهل مورود، وحبل ممدود، وباب غير مسدود، فما عسى الموالي المحق أن ~~يكتب به، معربا عن صحة ضميره ومذهبه، ولعل الظنين المستراب به قد سبق من ~~القول في هذا الباب إلى كل ثنية، وأتى من الإسهاب والإغراب بكل قضية سنية، ~~قبل إعمال الروية، فهي ألفاظ مشتركة غير متميزة، وكلمات مختلطة غير متحيزة. # وفي فصل من أخرى [له] : وكنت أضرب صفحا عن ذكر حالي معك والاتباطها، ~~وانجذاب نفسي إليك وانبساطها، وامتزاج ذاتي بك واختلاطها، إلا أني قلت: لا ~~بد للنفوس من أن تظهر ألإعالها، وللحقائق ان تعطي أحوالها، فإن وراء كل ~~دعوى، ستارا من النجوى، يعلم به هل تغلغلت في الضمير ذاهبة، أو أخذت في بعض ~~الجوانب وازبة؛ وعلمت أنه لا بد من شواهد اللسان، مع معاقد الجنان، والله ~~المطلع على الضمائر لم يقبل عقد الإيمان، حتى يصحبه عقد اللسان ms1129، ولهذا ~~السبب لا بد # PageV05P194 # للمرء أن يقول، وللسان أن يجول، إلا أنه يكتفى بالقليل من الكثير، ويحال ~~على خواطر الضمير. # وله من أخرى: إن أخذت في ذكر فضائلك، أو عطرت كلامي بطيب شمائلك، فلسان ~~الأيام بها أفصح، ولها أشرح، وان عدلت إلى وصف ما أعتقده فيك وأضمره، ~~وأطويه من ودادي لك وأنشره، فشاهد ضميرك به أنطق، وعنه أصدق، فليس إلا ~~الاتفاق والاصطلاح، على ما تتناخى به النفوس والأرواح. # وفي فصل من أخرى: وردني لك كتاب أراني كيف يكون الكلام درا، والبيان ~~سحرا، وبطون المهارق حدائق، وما بين مدب الأقلام بوارق، فلله يد نمنمت ~~وشيه، ونظمت حلية، وقريحة أطلعت أزاهره، ما أطول باعها! وأكثر في فنون ~~الأدب اتساعها! ولله زمان أصحب بعد الامتناع، ووصل بعد الانقطاع، ورفع ~~أعلام السعادة، وبلغ أقصى الآمال والارادة، بورود الكتاب الأثير من شاطبة، ~~وقد تبوأ منها بسطة ذراه، وذكرت أنه وصل اليها على تناه من البهجة، فاتت ~~الظنون، وراقت العيون، وتجاوزت حد [52ب] الجمال، واستوفت غاية الكمال، ~~بالمنظر المعجب، والمرأى المستغرب، الذي لم تفتق الأسماع بمثله، ولا نهضت ~~الأفكار بشكله، والحال مغنية بذاتها، عن صفاتها، فقد رفعها الله عن أن تحيط ~~بها الأوصاف، ومحلها أجل عن أن تصفها الوصاف؛ فإنها نادرة الأيام، وفائدة ~~الزمان، يسير بها الركب، وتحلى بها الكتب، وتدون في صحائف الفخر، وتعمر على ~~مر الدهر، ويبلى العصر، وهي جديدة الذكر. # PageV05P195 # وله من أخرى: وحين انتظم أمل، وتناهى جذل، لما أشرفت عليه من صدر الكتاب ~~الكريم، أوقفتني منه على حفزة عتب، وخزت وخز الأشافي، ولدغت الأفاعي، فأمرت ~~الحلو، وكدرت الصفو، وحزنت النفس، وشردت الأنس، فناهيك بكسلي بعد نشاطي، ~~وانقباضي غب انبساطي، وهذه عادة الأيام يجيء كدرها جملا، وصفوها لمعا، ~~والله المستعان على ما يجيئني منك وأنا ذاهل، ويطرقني وأنا غافل. # وفي فصل له: وربما تهيأت الصداقة، وتمكنت العلاقة، على تنائي الديار، ~~وبعد الأقطار، وبالأخبار السائرة، والأنباء المتواترة، ببارع مناقبهم، ~~وباهر مذاهبهم، وجليل فضائلهم، وسامي منازلهم، فتتعارف القلوب، ويجمعهم عقد ~~الوداد، وإن تناءوا في البلاد ms1130، وينظمهم سلك الصفاء، وإن لم يكن سبيل إلى ~~اللقاء، فإذا خطب بعضهم وصل بعض ألفاه موطأ الكنف، مهيأ اللطف، سهلا مرامه، ~~سلسا زمامه. # وقد خص الله الوزير الأجل بضروب من المفاخر، وصنوف من المآثر، تتأملها ~~أعين النظار، وتتحملها ألسن الأخبار، ويخطها سواد الليل على بياض النهار، ~~ويحدو بها حادي الرفاق، على أقاصي البلاد والآفاق، ويسري بها سراه الركبان، ~~إلى نائي البلدان، حتى لقد # PageV05P196 # أسمعوها كل أذن صماء، وأروها كل عين عمياء، وعمروا بها طل قطر وإن شط ~~وبعد، وأنطقوا بها كل لسان وإن عيي وجمد، فألوية الحمد عليه خافقة، وألسنة ~~المجد بفضله ناطقة، وكل أفق بكواكبه منير، وكل قلب بصفاء مودته معمور، ~~والله يبقيه للمكارم نظاما، والأفاضل إماما، ولمحاسن الدنيا تماما. # وفي فصل من رقعة وجدتها له منسوبة، وفي ديوان رسائله [53أ] مكتوبة، وهي ~~فيما أراه لسواه: أما البلاغة فأنت مقيم بردتها، ولا غرو، فمن زاحم في ~~العلم بالمنكب الأشد، وخطا في عرضه الأدب بالباع الأمد، واستولى في مضمار ~~الركاب على الأمد، أتى من الإبداع بالعجب العجيب [واجتنى قطف الاختراع من ~~المكان القريب] ، وتقنص شارده بالسهم المصيب. وما زلت أفض كتبك عن بدائع ~~دونها السحر، ولآلئ يزهى بها النحر، وغرائب يعذب بها لو مازجته البحر، ~~فأعترف بالتقصير؛ ومن ركب في الكتابة عصا قصير، أنى له بمطاولة من ركب عصا ~~فقير - وما كفاك - أبقاك الله - حين قابلتني بما لو قوبل به النجوم لانحطت ~~إليه من سمائها، أو الغيوم لترقرقت عليه من أرجائها، أو السموم لسمحت ~~بنسيمها وأندائها، وذلك ما أبديته، مما أديته، بل # PageV05P197 # أهديته، من تلك الرسالة المستبينة الإعجاز، المنتظمة الهوادي بالإعجاز، ~~الآخذة بحاشيتي المجاز، التي رب قلائدها، وأبو فرائدها، وولي خرائدها، واحد ~~أقرانه جلالة، وقريع دهره جزالة، ونسيج وحده أصالة، الكاتب الماهر، وبدر ~~الصناعة الباهر، أبو فلان [ابقاه الله] ، فإنك جلوت [علي] من أبكاره كرائم، ~~[وسقت إلي من نتائج أفكاره تمائم، وفتقت عن زاهر افتراره كمائم] ، وعرضت ~~علي من توليد تفكيره، وبديع منثوره، وأنيق تحبيره، ما هو أحلى من لذة ms1131 ~~الكرى، وأشهى من درك الغنى، وأعبق من نفحات الأنوار، غب القطار، عند تبلج ~~الأسحار. # وفي فصل من أخرى: ولما تعين علي وظيف المراجعة، بعد طول الممانعة، وشدة ~~المدافعة، نثرت [له] كنائن اعتزازي، وشحذت أسنة أقلامي، وامتريت درة كلامي، ~~فبعد لأي ما انقادت صعابه، وذللت ركابه، وتفتحت شعابه، وكتابي [أعزك الله] ~~طورا يبسط يدي وطورا يقبضها، وتارة يرسلها وأخرى يعترضها، ومرة يقعدها ~~وأخرى ينهضها، حياء من مقابلة بحرك بنطفي، ومحاسن ضيائك بسدفي، ومناطحة ~~طبعك بكلفي، فأما الود، فمنتظم العقد، وأما العهد # PageV05P198 # فمستحكم الشد، وأما الجد، فكرياض الورد. # وله من أخرى: وإذا كانت الأعلاق [النفيسة] الثمينة، والجواهر الرفيعة ~~المصونة، يرغب في اقتنائها، ويتنافس في ادخارها واصطفائها، وهي أحجار ~~جوامد، ومتملكات صوامت، فأخلق بأعلاق الشرف المجيد، وجواهر السؤدد التليد، ~~أن تمتد اليها الأيدي والأعناق، وتستهديها الأقطار والآفاق، وتخالس اليها ~~الأيام والليالي [53ب] ولا يعتمد منها إلا الرفيع العالي؛ وعلق صفائك - ~~أعزك الله - أرفع الأعلاق، كما أن عرق سنائك أكرم الأعراق، فقد انجذبت اليك ~~انجذاب الراغب فيك، والحريص عليك، واستشعرت لك ودا قدمته، وعهدا أحكمته، ~~وصفاء أخلصته، وإخاء أمحضته، علما أني أغرسه من تربك في ثرى ثري، وأطلعه من ~~جوهرك في أفق صاح مضى، وإن كانت المواصلة قبل لم يمتد لها سبب، ولا انعقد ~~لها مذهب، والمداخلة لم يفتح لها باب، ولا نازع إليها انجذاب، فقد تعاقبت ~~عليك الأيام من نوائبها ومواهبها، ومساءاتها ومسراتها، وما وجبت مشاركتك ~~فيه، وقد قدمت الرزية، فارتفعت التعزية، وأعقبت العطية، فلزمت التهنية، ~~وأنا أسأل الله أن يهنيك كل سرور، ويجزي بمحابك المقدور. # وله من أخرى: لتتمثل - أعزك الله - منصفا مقامي، وتتخيل مسعفا خجلي ~~واحتشامي، من لدن افتتحت كتابك [إلى] أن اختتمته، وابتدأته إلى أن أتممته، ~~وقد رأيت في مباديه وانتهاءاته، واقتضيت # PageV05P199 # من فصوله وغاياته، ما غمر وبهر، ورق وراق، وشق وشاق، من تواضع شريف، ~~وتدان رفيع منيف، ووسمني بسماته، ووصفني بصفاته، وحلاني بحلاه، وأقحمني في ~~علاه، وأثبت في ديوان الكتابة اسمي، وإن كانت الحقيقة لم تثبت فيه رسمي، ~~ومن ms1132 لي بالعصا في ميدانها، ولست من فرسانها، وكيف لي بتلك الصناعة، وأنا ~~مزجى البضاعة -! كلا، فقد سبق ارتجاجي رهوك، وشأى اجتهادي عفوك، أيام كنت ~~رخي البال، ناظرا إلى الدهر بعين استصغار، وان كنت أنت تخترع فأتبع، وتهيب ~~فأجيب، فالآن إذ أخمدت الخطوب نار رويتي، وارتشفت النوائب ماء بداهتي، فما ~~غادرت فيه شفاعة ولا علالة، ولا أسأرت فيه صبابة ولا بلالة، أرتخي أن أطيل ~~فلا أمل، وأختصر فلا أقل -! هيهات! يأبى ذلك جفن أرق، وقلب محترق، وفكر ~~ناب، وذكر كاب، ولو كنت ممن يبدئ ويعيد، ويحسن ويجيد، لما اغترفت إلا من ~~بحرك، ولا نفثت إلا من سحرك، ولا أغرت إلا على نظمك ونثرك، فأنت قدرتي، وبك ~~أسوتي، وإليك منهى روايتي، ومنك معظم درايتي. # ومن أخرى: إن استدللت - أعزك الله - أو أدللت أو انبسطت، فإخلاذ إلى جنب ~~المقة، واعتمتد على ركن الوفاء والثقة، وانقياد لما تقدم من الذمام السالف، ~~وتأكد من تالد الإخاء [54أ] والطارف، والله يبقيك عينا للزمان، وعنوانا في ~~صحيفة الإخوان. # PageV05P200 # ومن أخرى خاطب بها أبا القاسم بن خيرون: وقفت على ما حددته من مقابلة ~~السفرين المشتملين على فنون الآداب، وصناعة الكتاب، وطرق الخطاب، الجامعة ~~لفصاحة الأعراب، ولباب اللباب، وبادرت إلى ذلك بدار من علم أنها نعمة سابغة ~~منجتها، ووصلة وصلتها، لما في تأملها من الإشراف على طرق البلاغة والكتابة، ~~وصناعة الترسيل والخطابة، مع ما يلزمني من حقك أقضية، وواجبك أتصرف فيه ~~وأوفيه، إذ أنت صنو أبي مولاي - مد الله علي ظلكما، وكبت الباغي عليكما، ~~والحاسد لكما - فكم يقرع سمعي من قول الحاسدين من خص أبي مولاي بمعاداة أهل ~~الجهل، وحباه بمولاه أهل الفضل، ولا غرو فغير غريب ذلك من فعلهم بالعلماء، ~~ولا ببديع من صنيع الدهماء، وقد قال الأول: # بيني وبين لئام الناس معتبة ... لا تنقضي وكرام الناس خلاني # إذا لقيت الأصل أبغضني ... وإن لقيت كريم الأصل حياني وقال آخر: # لقد زادني لنفسي أنني ... بغيض إلى كل امرئ غير طائل # وأني شقي بالئام ولن ترى ... شقيا بهم إلا كريم ms1133 الشمائل # PageV05P201 # وهو في فصل منها: ومن العجائب العجيبة، والنوادر الغريبة، تحكك من ليس من ~~شانه، ولا يجري في ميدانه، إلى مطالبته، ونصبه لمحاربته، بالإبراق ~~وللإرعاد، والتهديد والايعاد، لا جرم أن يده أقصر، وخطبه أيسر، وهو أصغر ~~وأحقر، فما ريع بذلك الوعيد، ولا رأسه لذلك التهديد، ولا أصبح سربه خائفا، ~~ولا أمسى طائره واقعا، ولا طرفه خاشعا، ولا اضطرب به مستقر، ولا قال أين ~~المفر، بل عد ذلك من دلائل سموه الواضحة، ومخايل علوة اللائحة، وتضاحك منه ~~لاهيا، وأنشد: # زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع # ومن أطرف ما جاءت به الأيام، وتحدثت به الأنام، مناواة جاهل خسيس، لإمام ~~عادل رئيس، لقد استنت الفصال حتى القرعى، ولا تعجبن لجاهل علا، إن البغاث ~~بأرضنا يستنسر، وما لتيس جبان، والجري مع العلماء في ميدان -! أوهمه نفسه ~~إذ لقب [54ب] بالفقيه، وذلك أقصى أمانيه، وهو من العلم، أبعد من النجم، ومن ~~الجهل الشديد، أقرب من حبل الوريد، وكيف يجاري العلماء، ويسامي الكبراء، ~~ويزاحم أهل العلم بالفروع والأصول، والعلة والمعلول -! وماذا # PageV05P202 # عليه من العلم [المدار] ، بوثائق ابن العطار، وبعقد وثيقة وهو لا يعرف ~~معانيها وفصولها، [ويطول وهو لا يميز حشوها وفصولها] ، إلى الله الشكوى في ~~دثور العلم وتألب الجهلاء والغوغاء، وتألفهم على من بان فضله عليهم، حتى ~~صاروا على الشر أعوانا، وإن لم يكونوا قبل إخوانا، خوفا على جهلهم أن يظهر، ~~وينتشر من غباوتهم ما استتر: # حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداء له وخصوم # وذو الجهل في الدنيا بذي الفضل مولع* # إن المقدم في حذق بصنعته أنى توجه منها فهو محسود # وليت لو كانوا من الأكفاء والأنداد، وموضعا لوداد، ومكانا للأقتصاد: # ولو إني بليت بهاشمي خؤولته بنو عبد المدان # صبرت على عداوته ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني # اخرج يا دجال، فقد غلب المحال: # قوم إذا ما جنى جانيهم أمنوا للؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا # وفي فصل منها: وإني ليبلغني ما يأتي به من هذيانه في النثور والموزون، ~~وتخطيه إلى العرض ms1134 المصون، والنيل من ذوي الفصل والدين، فأهم # PageV05P203 # بمعارضته، ثم أمسك عنه لتفاهته ودناءته، وأذكر قول القائل: # نجا بك لؤمك منجى الذباب حمته مقاذيره أن ينالا # [وقوله] : # * ومن يعض الكلب إن عضا * # لو كنت من أحد يهجي هجوتهم يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد # وله من أخرى خاطب بها [الوزير] أبا المطرف بن الدباغ: مطالعتك - أعزك ~~الله - منتظره، وصلتك مستمطرة، فلا تعتذر إلا من الإغباب، ولا تستكثر قليل ~~ما تصل به من الكتاب، فأنا إلى أخبارك متطلع، ولآثار الصديق المخلص من ~~النفس موقع، وقد علم علام الغيوب شغل بالي بك، واقتضائي الأيام لك، ما ~~تقتضيه لنفسك وذاتك، من آمالك وإرادتك، وإنه ليعتريني حصر عند مجاوبتك، ~~وخجل حين [55!] مكاتبتك، من خلو كتابي إليك، من معنى تشد عليه يديك، وفائدة ~~تعود بمسرة عليك، ولكن الأحوال لا تغرب ولا تغيب، وليس على الأيام عتب ولا ~~تأنيب. # وفي فصل منها: وردني كتابك مشاركا لي بفضلك، في ما أظلم من # PageV05P204 # بالك، واغتم من حالك، وتعذر من أمرك، وتأخر من إسعاد دهرك، كأنه نفثة ~~المصدور، وسلوة الموتور، وتعلة الشاكس إلى أخيه، وراحة الباكي مع من ~~يباكيه، وقد علم تعالى أن مساهمي لك في ذلك مساهمة من يخصه ما يخصك، ويمسه ~~ما يمسك، ولكن ما يصنع مع الأيام إذا صمت عن الشكوى، وأبت من العتبى، ~~والأقدار إذا لم ينته لها أمد ولا مدى -! وإن عذرك لواضح أن يضيق صدرك، ~~ويعاصيك [في] بعض الأحيان صبرك، فقد ترى حظوظا أنت بها أحق، وغيرك اليها ~~أسبق، وأحوالا أنت الجاري إلى غاياتها، وغيرك الجاني لثمراتها، إلا أنها ~~الجدود لا تعجل عن آنائها، ولا تحفز في أناتها، وعندك من معرفة الأيام ما ~~يسليك وينفعك، ومن الأدوات ما لا يهملك ولا يضيعك، وأنت في اقتبال سنك، ~~وعنفوان أمرك، وحالك واعدة لك بأكثر مما نفسك، فلا تضجر [بفضلك] فالزمن بين ~~يديك، وعدم الأمائل محوج إليك. # ومن أخرى إليه: إذا اتفق للمرء وفي يصادقه، وسرى يوافقه، وأديب يجاذبه ~~أهداب الآداب، وأريب يناهيه لباب الألباب، فقد ms1135 ظفر بالأخ الأسنى، وأفاض ~~بالقدح المعلى، وراد من الأنس مرادا خصيبا، وفوق في أهداب المنى سهما ~~مصيبا، فهي الضالة التي تنشد ولا توجد، والغريبة التي توصف ولا تعرف، وهو ~~الاسم الواقع على غير مسمى، كعنقاء مغرب، وأرى أن قد ظفرت منك بذلك المطلوب ~~الذي هو في # PageV05P205 # حيز العدم، وتنسمت منك السجايا والشميم، واعتقدتك من الذخائر والعدد، ~~واعتددتك لليوم والغد؛ ووصل كتابك الكريم وبحر القول فيه يزبد، وإنسان ~~البيان منه يسجد، وطرف الاهتبال به يسهر، وطويل باع الشكر عنه يقصر. # وفي فصل من أخرى: قد يجزئ التميم عند عدم الماء، ويكفي التعلل من كمال ~~الشفاء، وتلك حال كتابك الكريم الوارد، وجوابك الأثير الوافد، فإنه سد من ~~الأنس مسدا وإن لم يكف، ونال من جلد الوجد منالا وان لم يشف، أما إنه ماء ~~وان لم يبلغ أن يكون صداء، ومرعى وإن لم ينته أن يكون سعدانا، ورأيتك رحلت ~~على أن المقام ثلاثا فطابت لك حتى [55ب] أتممت عشرا، بل ما لأقمت إلا دهرا، ~~فقد زدت على المثل، وتمليت مسافة الجذل، فهنيئا لك غير منغص، ومزيدا غير ~~منتقص. # ومن أخرى: ورد كتابك فلحظت منه فجر البيان، وشجر الإحسان # PageV05P206 # وثمار البديع المزرية، واستخفني باعجابه، واستفزني بإطرابه، فأشهد لو كان ~~خلقا لكان إنسا، أو نورا لكان شمسا، أو روضا لكان حزنا، أو ماء لكان مزنا، ~~وكلما سرحت فيه ناظري، وأجلت في أرجائه خاطري، رأيت الطبع البعيد كيف مواقع ~~إبداعه، ومنتهى اختراعه. # ومن أخرى: قد سقط القول بيننا في الاعتقاد، وتعريفا من سنن التزيين فيه ~~والاحشاد، فلا يحط من ورائه، ولا يريق بالإعادة من مائة، وجعلنا الضمائر - ~~وكفى بها بيانا وتبيينا - لا تنفك محوطة، وبالكفاية منوطة، فلو استطعت ~~لوضعت الذنب والجناح، وسقطت سقوط الندى قبيل الصباح، لا سيما وقد اتصل بي ~~اعتلال طاف بك، أرق عيني، وقرب حيي، فما عرفته إلا بطارئ من أفقك، استوضحته ~~عن خبرك، إلا أنه أنس بتصرفك واستقلالك، ثم تتابعت البشرى بطلوع الكريم ~~خطابك، معلما بابلالك، فمضى الغمة، وقوى الهمة، وسكن القلب ms1136، وأزاح الكرب، ~~وأشفقت أن لم تشاركني لوقت العارض، حتى من الله بالشفاء الفائض. # PageV05P207 # فصول من كلامه في رسائل الشفاعات والوسائل # فصل من رقعة كتبها شافعا بابن حماد، أحد أفراد القواد: وقد سمت بي همتي ~~التي هو بفضله اسماها، وأطال مداها، أن أقرع باب كرمه شافعا، وأستمطر سحاب ~~نعمة راغبا، في إقالة عثرة عبد من عبيد الدولة، باخع بحق الطاعة، خاضع لعز ~~القدرة، مات بسبب القرابة واللحمة، قد اتخذني سببا إلى علائه، وسلما إلى ~~سمائه، إذ علم أني لدولته - خلدها الله - ولي، وبدر نعمته غذي، وفي كنفها ~~ربي، ووثق أن مثلي من دعاته في القطر الشاسع، وأشياعه في البلد النازح، لا ~~يرد إذا رغب، ولا يصد إذا طلب، ولا يحرم إذا شفع، ولا يحجب إذا قرع، لا ~~سيما وهو طالب عفو مذنب، ورضى عن معتب، والعفو أقرب للتقوى، والصفح أدنى ~~إلى الزلفى، ولمقيل العثرات عند الله جزاء الحسنى. # وفي فصل منها: وقد كنت قدمت في شانه من الرغبة ما يقتضيه، [56أ] فأعلمت ~~أن شدة الموجدة عليه سدت عنه باب رغبتي فيه # PageV05P208 # فسلمت بسياسة الدولة التي منها يستملي الدهر إذا أملى حكما، وعنها يقتبس ~~الزمان إذا ارتأى عزما، وعلمت أن لكل أجل كتابا، ولكل أمد حسابا، ثم لم ~~أيأس من عطفات الملك الأجل إذ كان كرمه اكرم شافع إليه، وانجح وسيلة لديه، ~~يناجيه بلسان الشفاعة، ويلم بين يديه بساط الضراعة. # وقد علم أن فلانا المذكور سهم من سهام تلك الدولة على أعدائها، وسيف ~~مسلول دون من يليها من نواحيها وأرجائها، ويقارع من ضادها، ويعاند من ~~حادها، وفي الإبقاء على جمهور من المسلمين كثير، وإحياء من الأرضين كبير، ~~وتأمين سبل مخوفة مقطوعة، ورعية ضعيفة مروعة، وتحقن الدماء في أهبها، وتمنع ~~الدهماء، من كلبها، ويرد على العيون كراها، ويزجى إلى النفوس مناها، [وفلان ~~المذكور عند سيدنا يد قد دميت بسوارها، وصليت من شمس علائها بأوارها، فهو ~~فرع من دولته المنيفة، وواحد من جملته الشريفة وعسى أن يكون العذاب قد ~~انتهى، والملك الأجل قد استبقى ms1137] ؛ ولو أمكنني أن أخوض البحر إليه، وأمثل ~~راغبا بين يديه، لفعلت، وكان ضمانا على كرمه ألا أرجع [عنه] صفر اليدين، ~~ولا أنقلب بخفي حنين، فليمثلني - خلد الله ملكه - واطمئا للبساط، سائلا في ~~السماط، قد أطلقت # PageV05P209 # لسان الرغبة، وأدللت بذمام الولاية والمحبة، وإن كنت لم أسع في ذلك، إلى ~~هناك، بقدمي، فقد سعت آمالي وهممي، وعرف الجميع، أني الراغب الشفيع، ~~فالعيون ناظرة، والآذان مصيخة، والأعناق متطلعة، والنفوس متشوقة، إلى ما ~~يكون من الملك الجليل، من الفعل الجميل، من مقابلة شفاعتي - إن شاء الله - ~~بالقبول. # وفي فصل من أخرى: من حكم شيمك - أيدك الله - الحالية، وديدن هممك ~~العالية، أن توجب للراغب، وتنعم قبل عزيمة الطالب، واسعف من غير شفاعة ولا ~~مسألة، وتلتزم الحق من غير ذمام ولا صلة، فكيف بك إذا توسل بذمة محبة ~~متوسل، وتوصل بحرمة قرابة متوصل، وضرع من عبيد اصطناعك ضارع، وشفع من صدور ~~أودائك شافع، هنالك لا محالة يوري زاده من غير قدح، ويفضي جده إلى نجح، ~~وينتهي سراه المحمود إلى أبين صبح، ويحوز الشافع جمال القبول، ويفوز ~~المستشفع بثمرة المأمول؛ وفلان من أصحابي [الأخصين] الأخلصين، ومن أشياعك ~~الأودين الأجدين، وكما نحن في أحوالنا كلها مشتركان، كذلك نشترك فيه شرك ~~عنان، فلي شخصه وقربه، ولك # PageV05P210 # ضميره وقلبه، وإن لزوتني رعايته من وجه [56ب] فهي لك من وجوه ألزم، إذ ~~حالك معه أقدم، وأنت أرعى وأكرم. # وذكر أنه يخاصم بعض بني عمه ### | -[كثره الله]- # وكان الضلع في خصومته عليه، وإن كان الحق في يديه، لأسباب دنياوية، لا ~~لتوجه حكم [ولا] قضية، ورغبته الموصلة برغبتي، المؤيدة بشفاعتي، أن يكون له ~~منك جانب يرقى منه إلى مستعصب مطالبه، ويدرأ منه في نحر مطالبه، ويعيد ~~الشهود عليه شهودا له، والمتألبين عليه إلبا معه، وإذا شد زنده حسن رأيك في ~~يده، ضرب بنصل يقطع الهام في غمده، وسرى بسراج يضيء له مبهم قصده، فإن الله ~~يزع بالسلطان، ما لا يزع بالقرآن. # وفي فصل من أخرى: عبد سيدنا - أدام الله عزه - قد تحيفت الأيام ms1138 قواه، ~~وتخونت الحادثات عراه، وقربت الثمانون خطاه، فاختلج بنانه حتى كأنه لم ~~يتعلق من الكتابة بأطناب الإطناب، ولا تصرف من البلاغة في سهوب الإسهاب، ~~ولا عد في الدواوين من صدور الكتاب؛ والحضرة الجليلة تنعم باستماع بثه، ~~واغتفار رثه، جريا على الكرم # PageV05P211 # المعروف، وسعيا إلى الفضل المألوف؛ وعبده يخدم البساط بالتقبيل، ويسأل أن ~~ينزله منزلة القبول، مهتبلا، مجملا، إن شاء الله. # [وله من أخرى: كيف لا أتحكم - أيدك الله، وأوصلك إلى ما ترضاه - على ~~سيادتك تحكم المدل، وأتقدم في ذلك تقدم المنبسط المسترسل، وقد مهدت لي جانب ~~الإفضال، وأمنت سربي قديما وحديثا من الإملال والاخجال، فإن انسطت فبحق، ~~وإن شفعت فبضمان صدق] . # [ومن أخرى: إذا استحكمت المقة، وتمكنت الثقة، وخلص الصفاء من كل شوب، ~~وسلم الإخاء من كل عيب، ارتفعت أسباب التحفظ والترقب، وعصيت دواعي الانقباض ~~والتهيب، واسترسل المرء راغبا في كل ما عن له، وانبسط شافعا لكل من اتصل ~~به، وذلك عندي - أبقاك الله - رسمي في تواتر من كتبي، في من له به لديك ~~عناية وإكرام، وله إلي وصلة وذمام] . # [ومن أخرى: تلزمني - أيد الله مولاي - علائق لو وقف منها على السر، لتجلى ~~له وجه العذر، من هز فضله في شأن فلان مملوكه وحبيسه بره، ليعطف عليه عطفه ~~الماجد، ويحنو عليه حنو الوالد، على فراخ كزغب القطا، وعيال ليس منهن إلا ~~المفجعة الحرى، دموعها تنهل كالسحاب، وضلوعها تلتهب بنار الاكتئاب، قد ~~شملهم الفرار، ونبا بهم القرار، وعوضوا بالبؤس من النعيم، وأديلوا بالحزن ~~من السرور المقيم، كأتما يتكحلون بالسهاد، وينامون على شوك القتاد] . # PageV05P212 # [وأنا أمد إلى مولاي يد الضراعة، وأسأله إن لم يستوجب المذكور الرعاية ~~لنفسه، فليرعه لأصله ومغرسه، وان لم يرق لذاته، فليرق لبنيه وبناته، وأهله ~~وعوراته، وأذكره كلمة المأمون: لو علم الناس حرصنا على العفو لتوصلوا إلينا ~~بالذنوب؛ وقوله: إني لأتلذ بالعفو حتى أخشى أن لا أؤجر عليه. وكان الحجاج ~~قد استأصل بالقتل أسرى ابن الأشعث حتى انتهى إلى فتى منهم فقال: أيها ~~الأمير: لئن أسأنا في الذنوب ما ms1139 أحسنت في العفو، فقال الحجاج: أف لهذه ~~الجيف، أما كان فيهم أحد يحسن مثل هذا -! وأمسك عن القتل مع قساوته، وحقنت ~~عنده هذه الكلمة الدم، وتغمدت الاساءة والجرم. ومولاي بصحة فطرته، وتوقد ~~فكرته، وذكاء فهمه، واتساع حلمه، أحد من اتبع كريم الآثار، وشيد مباني ~~الفخار، ولم أذكره على طريق الحجة، لكن على وجه الذكرى التي هي في الأكرمين ~~ناجعة، وفي المؤمنين نافعة، كما قال الجليل، في التنزيل، (وذكر فإن الذكرى ~~تنفع المؤمنين) (الذاريات 55) ] . # ومن كلامه في ذكر التهنئة وإقامة رسم الهدية. # فصل له من جواب: ورد كتابك ففضضت ختمه عن رياض تفتحت عن أزاهر كلمك، ~~ونشرت طيه عن جواهر حكمك، ولحظته # PageV05P213 # بعين التدبر لمعانيه، وجميع ما ضمنته فيه، فوجدته قد أخذ بطرفي الآداب، ~~واكتست عليه حلة الإيجاز والاسهاب، فاطردت مياه البراعة من فروع منثوره، ~~وعبق نسيم البلاغة من مسكه وكافوره، وقابلتني منه أوجه من البر جميلة، ~~فأردت ترك مفارضتك، نكولا عن مبارزتك، وذهبت إلى العدول عنها كلالا عن ~~مناجزتك، وأنى بمناضلتك وقدحك الفائز، وكيف بمجاراتك وشأوي العاجز، تالله ~~لولا مخافة العقوق، وترك واجبات الحقوق، لأضربت عن مجاوبتك تقصيرا، ولو ~~شمرت عن ساعد ذهني تشميرا. # ووصل معه الغزال الأهيف، وكأن عينيه عينا وسنان مالت به نشوة الراح، وثنى ~~عطفه هزة الارتياح، كأنما كحلا سحرا، وأشربا خمرا، ينظر بهما نظر المريب، ~~ويعرض إعراض الحبيب، بجيد أتلع، [57أ] ومنظر أروع، وكأن قرنيه قلمان، وكأن ~~أذنيه جلمان، ينصبهما إذا أوجس، ويثنيهما إذا أنس، وكأنما كسي أيطلاه حلة ~~الشفق، وطرزت بسواد الغسق، يتوحش في الإنس، ويأنس في الكنس، عدوانه رياح، ~~ومثواه قراح، تخاله سهما إذا انصاع، ومعشوقا أشعر برقيب فارتاع، يزداد ~~جماله إذا نفر، وتروق محاسنه إذا ذعر: # كاد يحكي غزالة الإنس لولا رقة في الشوى وقرن علاه # PageV05P214 # أنا أهواه لا لشيء ولكن كلفا بالفتى الذي أهداه # وقرنت إلى هذه الهدية الرائقة، والمنحة الفائقة، شطرنجا صغيرا كأن اقليدس ~~قسم أجزاءه، ورقق أشكاله وأنحاءه، يحار في لطيف صنعه الوهم، ويضل في كيفيته ~~الفهم، قد قسم قسمين ms1140: قسم أحمر، وقسم كأنه من ناصع الجوهر، تتقابل خيله بلا ~~فرسان، وتنقاد بلا عنان، في أرض مربعة الأقطار، تثير سنابكها العثار، وكأن ~~الرخ إذا برز للمصاع، وأشهر العرصة للقراع، بطل تتقى حملته، ولا تؤمن ~~جولته، يهوي هوي الصقر في الجو، ويصول صولة الأسد في الو، إذا حمل على صف ~~قسمه، وإذا ضرب قرنا قصمه، يكمن فيله كمون الكمي، ويبرز بروز القسور الجري، ~~يرتصد الفرصة، وينتهز الغرة، وكأنما الفرزن إذا جال متبخترا، أو مشى ~~متكبرا، ثمل يترنح، أو سكران يتزحزح، فإذا شد عقده بالبيذق، فإنه مركز ~~دائرة الفيلق، وكأنما الشاه كسرى حفت به مرازبه، أو بدر أحاطت بفلكه ~~كواكبه، هي به قطب كواكب الجوزاء وعليها تدور الدوائر، وقلب الكتيبة وعليها ~~تقتتل العساكر، وكأن الرجل رجل جراد تريش # PageV05P215 # سهام الحرب، وتقدح نار الطعن والضرب، تبرز إلى المقاتلة بلا سلاح، ويصرع ~~بعضها بعضا بلا جراح، قد اكتفت عن الصوارم بصرامتها، وعن السابغات ~~بصلابتها: # جيشان يقتتلان لا لعداوة ... أبدا ويصطلحان لا لوداد # أهداه سعد الدولة الندب الذي ... جمعت محبته عرى الأكباد وله من أخرى جمع ~~فيها بين التهنية والتعزية: أحوال الدنيا - أعزك الله - مبنية على التداول ~~والتعاقب، ومساءاتها ومسراتها جارية مجرى التبادل والتقارب، فمن عبرة تفضي ~~إلى عبرة، ومن مساءة تعقب بمسرة، ومن محنة تفتر عن منحة، ومن ترحة تقلع عن ~~فرحة، ولله تعالى في جميع الأحوال المختلفة، والأقدار المتصرفة، حقوق من ~~الصبر على السراء [57 ب] والضراء، وعلى الأولياء المختصين فروض من المشاركة ~~والمظاهرة في كل ما ناب من حزن، وثاب من حسن، قد جرت بها العوائد، واستوى ~~فيها الغائب والشاهد، فتلك ترعى بالدعاء والتهنية، وهذه تتلقى باطراء ~~والتعزية. والله يجعل أيام مسراتك الأكثر إسعادا، وأوقات تهنئاتك الأوفر ~~أعدادا. # وأنهي إلي من تقليدك العهد، وامضائك العقد، للناصر [سيدي] وأسنى عددي ~~أبقاه الله]- على بلنسية - عمرها الله بدوام عزك، وحماها باتصال نصرك - ~~مكان المعتصم - رحمه الله - فقلت: ملك تردد في عنصر، وخاتم تنقل من خنصر ~~إلى خنصر، وقد سددت - أيدك # PageV05P216 # الله - ثلما، وشفيت كلما، وسمعت ms1141 الخطوب رغما، وأوسعتها هما. # ومن أخرى: أطال الله بقاء الوزير الأوحد، الخطير الأمجد، مسرورا بسمو ~~الأحوال والرتب، معصوما من طوارق الأحداث والنوب. إذا تقادمت الذرائع ~~والوسائل، وتناصرت الطبائع والشمائل، كان للود مع ذلك وفور ونماء، ولكرم ~~العهد ظهور وبهاء. # وفي فصل منها: وكيف لا أدخل إلى رضاه من كل باب، ولا أفترس من عداة بكل ~~ظفر وناب، وأطير من السرو، لما تهيأ له من الظهور، بكل جناح، وأتقدم إلى ~~الفخار، بما يبلغه من الأوطار، بغير جناح، وهو ركني الذي يقيم ظهري، ويرد ~~عني صرف دهري، ومعه هواي، الذي يعضد ديني ودنياي، ويدني إلي أملي ومناي؛ ~~أسأل الله تعالى أن يبقيه للوزارة زينا وفخرا، وللرياسة ركنا وذخرا، وللدين ~~عزا وجلالا، وللملك زينا وجمالا. # ولما طلع البشير علي بتصيير الوزارة اليه، ودور رحى الخلافة عليه، جددت ~~لله تعالى حمدا وشكرا، ولنعمه الجزيلة ذكرا ونشرا، وأخذتني هزة الجذل ~~والارتياح، وأسفر لي وجه الأمل والاقتراح، فانتشيت من فرح وطرب، ونيل مراد ~~وأرب، ودعوت الله أن يجعلها ولاية، تبلغ من السعد نهاية، وتضاعفت للدين ~~حماية؛ وقد تعين علي أن أهنئ بالوزارة بل هي المهناة بمصيرها اليه، وظهور ~~رسمها عليه، فهو المعدل لحدودها وسيرها، المحسن لوجودها وصورها، المبين ~~لحجرها وغررها # PageV05P217 # لا زال سيدنا زينا للدول والممالك، ونورا في المواطن والمسالك، وفخرا ~~لأهل المشارق والمغرب، وقبلة لذوي الحاجات [58أ] والمآرب. # ومن رسائله في التعازي # فصل له من رقعة: يا سيدي، ومن لا زال جأشه ساكنا، وحرمه آمنا، وباله ~~ناعما، وأنف من عاداه راغما، بودي [أعزك الله] لو خاطبتك بالتهنية لا ~~بالتعزية، وشاركتك بالعطية لا بالرزية، ولكنها الأيام تحلي وتمر، والأقدار ~~تسوء وتسر، والرزايا تتطرف وتتحيف، والمنايا تستدرج وتتخطف؛ واتصل بي وفاة ~~الوالدة [المرجو لك دعوتها، المبلوة بركتها] فساءني يعلم الله أن يطرق خطب ~~حماك، ويطأ رزء ذراك، مشاركة لك في المهم، ووقوعا معك تحت الحادث الملم، ~~إلا أني أرجو أن تشد له عزائم عزائك، وتحمله على كبد احتمالك، وتقلب إليه ~~مجن اصطبارك، وتذكي علبه قبس اعتبارك، فتعلم ms1142 كثرته وجموحه، وتذكر شموله ~~وعمومه، وتستشعر أنه عرف لا نكر، وعوان لا بكر، فتتأسى بكثرة الباكين، على ~~الهالكين، وتتعزى بسرعة اللاحقين، على السابقين. والنساء كيف كانت مراتبهن، ~~والحرم وإن جلت منزلتهن # PageV05P218 # لم يغلق عليهن كأبواب التراب، ولم يسدل دونهن كستور القبور، ورب أم ~~مبرورة، وأخت كبيرة، قد نزعت منزعا من الصيانة، وذهبت مذهبا من مباح ~~الديانة، ود ابنتها وأخوها قبل ذلك لو طواها كفن، وواراها جنن، فتقدمهن ~~أصون لهن، وأولى بهن. # وفي فصل من أخرى: كتبت عن قلب يقشعر، ونفس بين ضلوعها لا تستقر، لخبر ~~الرزء الهاجم، والنبأ الشنيع الكالم، بوفاة [الحاجب عز الدولة سيدي] ، كان، ~~لقاه الله الرضوان، وألحفه العفو والغفران، محتضرا في أول الكمال، مخترطا ~~عند الاقبال، مبادرا قبل الإبدار، معاجلا بالسرار، في عنفوان الإقمار، فيا ~~لها حسرة ما أنكاها للنفوس، وجمرة ما أذكاها في القلوب، وروعة ما أفتها في ~~الأعضاء، ولوعة ما أحرها على الأكباد، لكنه أمر يعم ولا يخص، كل نفس لها ~~جارع، وفيها كارع، فمن مبتدر يعاجل، ومنظر يناول: # وما نحن إلا مثلهم غير أننا ... أقمنا قليلا بعدهم وتقدموا وأنت أعلم ~~بالأيام وصروفها، والأرزاء وصنوفها، والأنفس ومآلها، والأجسام واضمحلالها، ~~والعواري وارتجاعها، والمنائح ومقادير إمتناعها، من أن يغلبك الجزع ~~والتهالك، وينزع بك الجلد والتماسك، فأنت بالأزمان خبير، وبالأحوال بصير، ~~وباستعمال ما في ذكرك من أمثال التأسي [58 ب] ومواعظ التعزي جدير، ومثلك ~~أعد للأمور أقرانها # PageV05P219 # وحمل على النفوس أحزانها، ولم يغرب الدهر عليه ببدع من نوائبه، ولم يفجعه ~~بما لم يحسبه من مصائبه، ولم يتجاوز دمع العين حزن القلب، إلى إحباط الأجر ~~وإسخاط الرب؛ وإن كان الله قد سلب بعدله، فقد وهب بفضله، وإن كان أخذ فقد ~~أعطى، وإن كان اخترم فقد أبقى، وبهذا صدع عروة بن الزبير رضي الله عنه ~~عندما مني به في أحد أبنائه، وبعض أعضائه، والله يمتعك بالباقي الراهن، ~~وينفعك بالثاوي الظاعن، ويجعل هذه الرزية منهى بلواك، وآخر رزاياك، وييسرك ~~للتسليم والاحتساب، ويحفظ عليك ما عرضك به من مذخور الثواب، وإن كان قد ms1143 جرى ~~هذا الأمر، على خلاف حكم الدهر، في تقدم الأسلاف على الأخلاف، فصنع الله لك ~~أجمل، وصنعه في بقائك أعدل، لغنائك عن المسلمين، ومكانك للدنيا والدين، ~~فالملم ببقائك مغتفر، والمهم وإن جل محتقر. # وذكرت أنه خرج من بيته مجاهدا، وعن حمى الدين ذائدا، فقد وقع أجره على ~~الله، وفاز بكرامة الله، وإذا فاز بالسعادة والشهادة وهو فرطك وشافعك، فهو ~~لا محالة مغتبطك ونافعك؛ وقد أخذت بحظى من هذه الحادثة الشنعاء، والداهية ~~الدهياء، في من تستقبل له أحوال، وتناط به آمال ويعد في أكابر العدد، وفي ~~دخله الصديق والولد، والآخر (-) إشفاقا عليك من مضطر فقده، وتصور شديد ~~اكتئابك من بعده، فمثل هذا في مثله لم يكد للمصاب به صدر، ولا يثبت للصدمة ~~الاجاجية صبر، فإن جزع الجازع فالعذر واضح، وإن صبر المصاب فالأجر راجح # PageV05P220 # ومشاركتك لي فيما طرقتك به الأيام، وفجعك فيه الحمام، مما أشكره من فعلك، ~~وأنشره من فضلك، أوزعني الله شكرك، ومد في عمرك، وأعقبك زيادة العدد، وجمع ~~لك بين سعادة اليوم والغد، # وفي فصل منها: وأنت الطود الموفي على كل هضبة، المعلى على كل فرحة وكربة، ~~وما بقيت وعوفيت فكل خطب وإن جل جلل، وكل صعب وإن أعضل فمحتمل، فالله يا ~~سيدي في نفسك العزيزة أن يكون فيها كامن رزء يقدح، أو أن يوهن منها باطن ~~أسى يكدح [59 أ] أو يفدح، فأنت سداد كل ملم، وسنا كل مظلم، وأنا أضرب لك ~~الأمثال، وأعلم مع ذلك علم الحقيقة أن مصابك كبير، ورزءك أليم خطير، لا ~~يكاد يتعلق بالجازع منه ملام، ولا يستمر على الصبر فيه اعتزام، فمن كرم ~~الكريم، الجزع على الحميم، ومن خواص القلوب، الأسف على المحبوب، وإذا كان ~~الحيوان غير ناطق يحن ويرأم، فنحن بذلك أحق، إذ نحن أرق قلوبا وأرحم، إلا ~~أن مثلك ممن عظم قدره، وتقدم بالأيام خبره، أرجح علما من أن يسلمه العزاء ~~إلى التهالك، أو تغلبه الأرزاء على التماسك. # وفي فصل من أخرى عن ابن مهاجر إلى ابن أبي عامر: لو استغنى - وأيدك ms1144 ~~بالنصر - أحد عن التعزية، واكتفى مصاب # PageV05P221 # عن التسلية لأصالة رأي وسعة علم، وجلالة قدر وجزالة نفس وشدة كظم، ولكنت ~~أنت الغني عن ذلك، لإحاطة علمك بتقلب الأيام وتصرف الأحوال، وارتفاع قدرك ~~عن أن يملأ الزمان صدرك، وتبلغ المحن صبرك، فأنت أصلب عودا من أن تروعك ~~المصائب، وأشد ركنا من أن تضعضعك النوائب، لكن الذكرى باب مندوب إليه، وسنن ~~معمول عليه، ولئن جل الخطب، وعظم الكرب، فالثواب بقدر المصاب، والعطية بحسب ~~الرزية، وإنما الأجر بالصبر، والجزاء مع العزاء، وإن كان الله قد أخذ ابنا ~~فقد ترك أبناء، وإن كان [قد] سلب نعمة فقد وهب نعماء، وإن كان الأعم ~~والأكثر أن تمضي الآباء، وتخلف الأبناء، فالملك يدعو الله أن يخرجك من هذا ~~العموم، ويورثك أعمار الجميع ويجعلك الباقي بعد قريب وحميم، فكل خطب ما ~~عداك يسير، وكل رزء إذا تخطاك حقير. # وفي فصل من أخرى: لقد طرقت نائبة من الموت وفاجعة من الكرب في قطب الآمال ~~ومدارها، وسناء الهمم ومنارها، وتاج الرياسة وسوارها، [الحاجب حسام الدولة، ~~كان، رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مأواه] فوالهفا عليه مرددا، ويا أسفا ~~له مؤبدا، ماذا خطفت [يد الحمام] وأصمت به سهام الأيام -! أي سماء للعلا ~~فطرت، وأي # PageV05P222 # نجم للمنى كدرت، وأي بحر من الأسى سجرت، وأي عين للبكاء فجرت، ما يقاس به ~~مثيل، ولا يضاف إليه عديل؛ وقد كان لي أن أصرف المقال، وأضرب الأمثال، ~~وأجتلب من التعزي ما جاءت به الآثار، ووردت به الأخبار، غير أنه - أيده ~~الله - أعلى في الفضل [يدا] وأثبت في العلم قدما، وأرجح حلما إذا طاشت ~~العقول، وأشد كظما إذا اضطرمت في الصدور النيران، من أن أورد عليه ما لم ~~[59 ب] يحط علما، ولم يتوصل إليه فهما. # وله من رقعة إلى المظفر بن الأفطس يعزيه بالمنصور أبيه: وصل كتابه - أيده ~~الله - بما شرد غمضي، ونعى بمعضي إلى بعضي، وأطبق سمائي على أرضي، وأقض ~~مضجعي، وأسأل مدمعي، وعظم ثكلي وجزعي، من فظيع الخطب الوارد، وشنيع الرزء ~~الوافد، بوفاة [المنصور سيدي وموئلي ms1145، كان، أوسعه الله جنته ورضوانه، ولقاه ~~رحمته وغفرانه] فيا لها مصيبة قصمت ظهري، وذهلت فكري، وفللت حدي، وأرغمت ~~خدي، ودفعتني إلى الجزع وحدي: # فلو كنت في الباكين حولك كنت قد تأسيت فاستشفيت والعين تدمع # ولكني أبكي فريدا وأشتكي وحيدا فما ينفك عنى التروع # هو الرزء أفضى بي إلى كل غاية من البث لا أسلو ولا أتورع # PageV05P223 # لئن حسن السلوان والصبر بامرئ فأحس حالاتي سلو ممنع # وفي فصل منها: ومثل مولاي الرئيس [الأجل] تلقى هذا الخطب الذي يهد ~~الجبال، ويقطع الآمال، ويخلع الفؤاد، ويصدع الأكباد، بما حض الله تعالى ~~عليه من الصبر، وندب إليه من استجزال الذخر، فهو القائل تعالى (إنما يوفى ~~الصابرون أجرهم بغير حساب) (الزمر: 10) وأنت في منافذ فهمك وثاقب علمك لا ~~تبصر بل تذكر، وكان من الحق الأوجب والفرض الألزم أن أقيم قدمي مقام قلمي] ~~وأكتفي بالركاب عن الكتاب، وقل ذلك مني في هذه النائبة [الهادمة] ، ~~والنازلة القاصمة، إلا أني على علمك عن الارادة مردود، وفي عقالات الآلام ~~والأعراض مصفود، جعل الله هذا المصاب الخطير آخر ما يقرع لك بابا، ويخرق ~~اليك عن كره حجابا. # وله من أخرى: كتابي والدمع ينشئ لعيني سحائبه، والحزن يجهز إلى نفسي ~~كتائبه، والصبر قد فلت شباته، وصوح نباته، والقلب قد أظلمت آفاقه، واشتد ~~بنار الرزية احتراقه، بما فجأ من وفاة الوزير الفقيه أبي فلان، عمدة ~~الإسلام، ومبين الحلال والحرام # PageV05P224 # وهاتك حجب الضلالة والجهالة، فالديانة عليه لابسة الحداد، مفجوعة الفؤاد، ~~وهي لفقده باكية الأجفان، عاطلة البنان، مخلقة الجلباب، منقطعة الأسباب، ~~منكوسة اللواء، مهجورة الفناء، قد ذهب ناظرها، وزمت للركاب أباعرها، [وسدت ~~على الطالعين أبوابها] فمن لتحقيق معانيها، وتعمير مغانيها، أم من لاختيار ~~أقوالها، وتوشيه سربالها، وإظهار ما خفي من مسائلها، وجلاء ما صدى من ~~مناصلها، أم من ينصر ملة الإسلام، بلسان [60 أ] كالصمصام، أم من يرد على ~~أهل التناسخ، بالحجيج الرواسخ، الثابتة كالجبال الشوامخ؛ فالدنيا تحلو ~~لتمر، وتصفو لتكدر، وتنظم لتنثر، وتجمع فتفرق، تسقي لتشرق، فهي كالشمس تضيء ~~فتعشي، وكالطعام يغذي فيؤذي، فالأولى ms1146 الزهد عن زخرفها وزبرجها، والترك لما ~~يحلو من رضابها، ويخدع من سرابها، والإعراض عن وصالها، ونضرتها وجمالها، ~~فليست تبقي على السيد ولا المسود، ولا على القريب والبعيد، ولا على الملوك ~~والعبيد، ولا على العالم والجاهل، ولا [على] النبيه والخامل. # ومن أخرى: إذا رمت - أعزك الله - تعزيتك عن المصاب الحادث، والخطب ~~الكارث، ذكرت تماسكك فأمسكت، واستقبلني فاجع الرزية فسكت: # فلو شئت أن أبكي دما لبكيته عليه ولكن ساحة الصبر أوسع # والليالي جارية في أخذ ما تلد، وإعدام ما توجد: # لا بد من فقد ومن فاقد هيهات ما الدهر من خالد # PageV05P225 # كن المعزى لا المعزى به إن كان لا بد من السواحد # برد الله مضجعه ومثواه، وأكرم منقلبه ومأواه، ولقاء من برد النعيم، كالذي ~~كان عليه من الخلق الكريم، وسقاه من السلسبيل، مثل ما كان يأوي إليه من ~~الذهب الجميل. # وكلام أبي محمد كله رائق بديع، لا يتسع لاستيفاء محاسنه هذا المجموع. # فصل في ذكر الوزير الكاتب الماهر أبي عامر بن التاكرني واجتلاب جملة من ~~نثره ونظمه، تشهد بنبله وفهمه. # وأبو عامر كاتب مجيد، ومحسن معدود، نشأ أبوه في الدولة العامرية يفرع ~~مراتبها، ويتدرع جلاببها، إلى أن ولي في أيام المظفر بن المنصور زمام ~~التعقب على أهل الأندلس، فلما انقرضت الدولة العامرية وانشقت عصاها، وأدرات ~~الفتنة المبيرة رحاها، كان أحد من مرق من ظلمائها، وآوى إلى جبل عصمه من ~~مائها، فاستقر ببلنسية وأميراها مطفر ومبارك - المذكوران في أول هذا القسم ~~- فانتظم أبو عامر في سلكهما، وشاركهما في مراتب ملكهما، إلى أن أجابا صوت ~~المنادي، وخلا منهما # PageV05P226 # النادي، فخرا حسبما شرحته لفم واليدين، وفرق بينهما [60 ب] من أعفى ~~الفرقدين، وأفضى ملكهما وملك من كان بهذا الأفق الشرقي من هؤلاء العبدى ~~المجابيب إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن المتقلب بالمنصور، فنهل أبو عامر في ~~دولته وعل، ونهض بأعباء مملكته واستقل، وكان بينه وبين أحمد بن عباس، كاتب ~~زهير الفتى - المتقدمي الذكر - مكاتبات تنازعا فيها فضل البلاغة والبراعة، ~~وتسابقا منها إلى غايات هذه الصناعة، وقد ms1147 أثبت منها ومن سائر كلام أبي عامر ~~في هذا الديوان، ما يقضى له بالإحسان، ويشهد بتبريزه على أهل الزمان. # فصول من رسائله السلطانيات # فصل له من رقعة عن المنصور إلى مجاهد الموفق، وقد أظلم بينهما الأفق: إن ~~أولى الناس بالاصطلاح نفوس جبلت على صفو ودادها، وأحق الذنوب بالاطراح ذنوب ~~جنيت على غير اعتقادها، وإن رسولك الكريم وردني فلم يتردد عندي إلا ريثما ~~يقدح زند الوداد في نفسك النفيسة، فيوري سراجا من الصلة أسري به في ظلماء ~~القطيعة. # قال أبو الحسن [بسام] : وكان مجاهد الملقب بالموفق قد انتزى على دانية ~~والجزائر الشرقية بغدره لعبد الرحمن بن أبي عامر مولاه - حسبما ذكرناه - ~~وحظوته بذلك عند محمد بن هشام بن عبد الجبار الناصري عدوه # PageV05P227 # ناقص الدولة العامرية، فشرد على أصحابه الموالي العامريين؛ وكان مجاهد لا ~~يستظهر بشيء من الحزم، بل عمله في الأغلب من تدبيره بالغلبة والمناواة، ~~وتعويله على المساماة، واستراحته إلى الغدر، فلا يزال أمره ينتقض مع لازم ~~الحرمان الموكل به، حتى يرده على عقبه، فكم فض من جيش، وأذل من عزيز، وأباح ~~من حمى، ووجه من فتح، يقال له ما بعده، حتى إذا هم أو كرب لم يلبث أن ينحسر ~~عنه، ويعود في أكثر الأمر غمة عليه، ثم يلبد فيثب كاليث؛ له في هذا الباب ~~كله أخبار مأثورة مشهورة، وقد قدمنا القول فيه أنه كان أديب ملوك ذلك ~~الزمان؛ كتب يوما إلى المنصور حفيد ابن أبي عامر رقعة لم يضمنها غير بيت ~~الحطيئة حيث يقول: # دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فانك أنت الطاعم الكاسي [61 أ] # فلما وردت الرقعة على المنصور أقامته وأقعدته، وكاد يمرق من إهابه، فضلا ~~عن ثيابه، واستحضر أبا عامر [بن] التكرني فقال له: تطأطأ لها تخطئتك، واسمع ~~المراجعة عنه، وعنون وبسمل، وكتب هذا البيت خاصة: # شتمت مواليها عبيد نزار شيم العبيد شتيمة الأحرار # فسلا المنصور عما كان فيه. # ولما نهض العبيد من شاطبة إلى طرطوشة واقتضت الحرب هنالك قتل # PageV05P228 # مقاتل الصقلبي، وسيق رأسه إلى بلنسية، كتب منذر ms1148 إلى المنصور يرعد ويبرق، ~~فراجعه أبو عامر المذكور عن المنصور ببيتي أبي الطيب: # فان كان أعجبكم عامكم فعودوا إلى حمص في القابل # فان الحسام الخصيب الذي قتلتهم به في يد القاتل # وله من رقعة خاطب بها أبا جعفر بن عباس يقول في فصل منها: كتبت عن نفس ~~تفيض بمائها، وتجيش بدمائها، وتشكو إلى الله عظيم أدوائها، غيظا على تقلب ~~الزمان، وعجبا من تنكر الإخوان، لا يلفظني عجب إلا إلى مثله، ولا أنتقل من ~~مستغرب إلا إلى شكله، إن إبرمت حبلا من الإخاء، نقض المفسدون مريرته، أو ~~ملأت يدي بمن أعتد به للشدة والرخاء، أفسد الواشون سريرته، [وبحق قيل] : # إذا قلت هذا صاحب قد رضيته وقرت به العينان بدلت آخرا # كذلك جدي ما أصاحب صاحبا من الناس إلا خانني وتغيرا # ولا عتب على الدهر فان العتب على بنيه، والذم لازم لأهليه، والناس ~~بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم. # وفي فصل منها: ولو لمست العيوق، وأدركت بيض الأنوق # PageV05P229 # وجئت بالأبلق العقوق، وسمح الدهر لي بعجائبه، وخصني بغرائبه، ما غير مني ~~فتيلا، ولا رأيت بمن عاشرته بديلا. وأعلمني فلان بما فل من الحد، ولففت له ~~رأسي حياء من المجد، والله ما يصلح السباب، بين الأراذل والكلاب [فضلا عن ~~الأفاضل] ، وانك لتعلم علم يقين، وانك في على سنن مستبين، أني ما عودت قط ~~لساني، سب من نافرني وعاداني، ولا صرفت عنان كلمي، ولا صرفت شباه قلمي، إلا ~~في ما يطيب على الأفواه [عرفه] ، ويحسن مع الأيام وصفه [61 ب] وإني لمقبوض ~~القول، ساكن الطائر، سالم الجانب، مستعين بالله على العدو والمطالب، وما ~~انطويت عمري قط على حقد، ولا رضيت بنقص عهد، ولا خست في حل ولا عقد: # ومراد النفوس أصغر من أن ... نتعادى فيه وأن نتفانى # PageV05P230 # والدنيا عندي أحقر، وجميع ما فيها في عيني أصغر وأنزر، من أن أزاحم في ~~حطامها، وأنافس على تكسب آثامها. # وفي فصل منها: وقد كان يلزمك أن تعرض على نفسك، ان كنت ثلبت عدوا قط ~~بحضرتك، أو تنقصت مخلوقا بمشهدك، على طول ms1149 المجاورة، وكثرة المعاشرة، فتجعل ~~ذلك عيارا لك، وقياسا مطردا قبلك؛ اللهم إلا إن كنت عددت ما كنا نتفاكه ~~[به] جماما للنفوس، ونتعاطاه عند معاطاة الكؤوس، [من] توقيع نادر، وهزل ~~حاضر، فما أشد ما غيرك الأيام والليال، وقلبتك الأقوال، أين يذهب بك ~~الكاشحون، وكيف يوخرفك المزخرفون -! والله لو كنا من الأغمار، وممن لم ~~يحنكه الليل والنهار، ما وجب علينا مع الذمام المؤكد، والعقد المشدد، أن ~~تحملنا الأيام وخطوبها، ولا أن تعصف بنا الرياح وهبوبها، فكيف وقد حلبنا ~~شطور الدهر، وعرفنا أحوال العسر واليسر، واعروينا ظهور العرف والنكر، ~~وركبنا متون البر والبحر، وجمعتنا الشدة والليان، وحالت علينا حالات ~~الأزمان، وأرضعتنا بلبانها الكؤوس، وتصرفنا مع الرئيس والمرءوس، فلم يكن في ~~خلال ذلك كله إلا نظام متسق، وأمر متفق، وشعب ملتئم، وسلك منتظم. # وفي فصل منها: ولقد شهدت فلانا ينحني عليك، وينسب كل مكروه إليك، بغاية ~~السب، ونهاية الثلب، فقلت له: بفيك الحجر # PageV05P231 # والأثلب، فخرج وهو يجمجم، كالمتهم لي بزعمه، ولم يختلج قط في صدري تلك ~~الحماقات، ولا شغلت سري تلك الهنات، يعلم ذلك من عنده مغيبات الأمور، ولديه ~~خفيات الصدور. ولقد كنت أشفق عليه وأحرص على خيره، وكانت ظنونه على حسب ~~سريرته، وتوهمه بمقدار معتقده، وبحق يقول أبو الطيب: # إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم [62 أ] # وعادى محبيه بقول عداته وأصبح في ليل من الشك مظلم # فسلط لسانه، وصدق ظنونه، وبلغتني قوارضه فلم أقارضه رغبة في فيئته، وحرصا ~~على رجعته، وأما أنت فعذرك يضيق، وأنت الحميم الصديق؛ وقد كان انتهى الي ما ~~عمرت به مجالس فيها الرئيس والمرءوس، وأنت بها المنادم والجليس، فقلت لمبلغ ~~ذاك: هيهات! أبت الأعراق الزكية، والأخلاق السنية، أن أتنقص بحضرتها، أو ~~ينسب إلي الكذب بمشهدها، فلما انتهى إلي تصديقك ما نقله الواشون، وأفكه ~~الحاسدون، والله المستعان على ما يصفون، وستكتب شهادتهم ويسألون، قلت: صفرت ~~وطاب المروة، ودرست آثار الأخوة، وطمست أعلام الرعاية، ونفقت سوق السعاية. # PageV05P232 # وفي فصل منها: ومن أعجب العجائب ما يتصل بنا ms1150 عنكم على ألسنة العامة وكثير ~~من الخاصة، لا أصل له، ولا شبهة تصح منه، فالأنفس سلم، والألسن حرب، ولو ~~اتصلت المداخلة لارتفعت الشبهة، ولم تبق لنتخلق حيلة، ولا صار الكذب قربة ~~ووسيلة؛ وقد كنت بفضلك حضضت على فتح باب الصلة، والتعهد بالرسل لاستحكام ~~المقة، فامتثلنا ذلك حسبما حضضت، وصرنا إلى ما إليه ندبت، رغبة في تأكيد ~~الخلة، وحرصا على حسم كل علة، ووافقنا من المنصور - أيده الله - نفسا جانحة ~~إليكم، وسريرة حريصة عليكم، فعميد الدولة - أعزه الله - عمه الحاني، وأهله ~~الداني، فلم تتقبل الرسل عندكم بواجب القبول، ولا تؤول أمرهم على أجمل ~~تأويل، فمالك أنت أبا جعفر لا تجدد ذلك الوصل، ولم لا تصل ذلك الحبل، وتقطع ~~ألسنة أهل الزور، وتحقق ما تنسقه الأباطيل - حتى يلوح الحق، في معرض الصدق، ~~ويشمل السداد، ولا ينفق سوق الكساد؛ وأنت قطب عليه يدار، ورأيك سراج به ~~يستنار، وما خاطبتك إلا مشفقا من حبل وصله الله أن ينقطع بالباطل، وود ~~أخلصه الله أن يتغير بقول ناقل، فان هذا إن تمادى بحسبه، وبقي التنافر ~~والاستيحاش على شخصه، تعظم الدائرة، وتتفاقم النائرة، وتزل القدم، ولا ينفع ~~الندم، وما أخص بقولي هذا فريقا، ولا أورد إلا تحقيقا، والله يكشف الغطاء ~~عن قلوب قد رين عليها، وزين الشيطان أسباب الفساد إليها: # PageV05P233 # فأجابه أبو جعفر [ابن عباس] برقعة يقول فيها: وقفت على ما أومأت اليه ~~وصرحت في طي التعريض، وبه ما ترجف العامة بإخطار [62 ب] ذكره، وتهتف بعض ~~الخاصة بالتحرز من كونه، وفي مثله يقول القائل: # إني أرى شجرا تورد غصنه أخلق به متوردا أن يثمرا # وإذا السماء تمخضت ببروقها ورعودها فجديرة أن تمطرا # كلا أبا عامر، فرب صلف تحت الراعدة، وما كل بيضاء شحمة وإن كانت ناصعة، ~~ولا وعمرك أبا عامر، أطاله الله على حكمك، ما ينثي علينا في هذه الجملة ~~خنصر، ولا يؤثر عنا فيها حديث مسند، ولا نحن إلا في حيز السماع المستفيض، ~~وأغلب ظنوننا فيه التكذيب، وإن كان الظن أكذب الحديث، وعنوان أحوالنا ~~عندكم، وسيرنا ms1151 مقدود من أيمكم، فلا تسأل عما لدينا غيركم، ولا تقس علينا ~~إلا بما قبلكم، والمرجفون كثير، والناس إلى الشر سراع، ورياح أهوائهم تنشئ ~~سحاب التكذيب، وتستدر أخلاف التضريب، وحق هؤلاء أن تنتف سبالهم، وتخلع على ~~أقفائهم نعالهم، وهذا رأيي فيهم، فاحكم بفتواي عليهم، وضعهم على يدي عدل ~~فيهم، وأصغ إلى من # PageV05P234 # يعرض عليك ذات نفسه، ويطلعك على بنات صدره، ودعني من التعريج على قوم ~~ينفقون سوقهم (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم) (النساء: 107) وجملة ~~الحال وتفصيلها: ذلك العقير البرشلوني مستراب، والتداوي به داء عياء، ولو ~~صرفت عنايتك إلى سد ذلك الثغر والبراءة منه، لأخرست ألسنة المرجفين، وابطلت ~~زخارف المخرقين، فهذه عين الخبر، ومكان النظر فما بالنا نجعل العتاب بدا ~~نطيف به، وننسج بيننا وبين الصدق حجابا نتناجى من خلفه!! # والستر دون الفاحشات وما يلقاك دون الخير من ستر # وأني لك بتكذيب ما شاع، وتزوير ما استذاع -! وقد سددت علي ثنايا الجبل، ~~وصككت سمعي بهذا المثل: # قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيلا # وليس يخفى عليك نصحي بصدق مقالي وأخوك من صدقك، فإن كنت في ما ندبتي إليه ~~محقا، وأردت به رحمه الله تعالى، فما أخلقك # PageV05P235 # بهاتين الصفتين، فاقدح لي أضىء لك، وكن مثلك؛ ولا تحتج معي أن تقول: تزل ~~القدم، ولا ينفع الندم، فإني أذكرك [63 أ] قوله تعالى: (واتقوا فتنة لا ~~تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) (الانفال: 25) ولا تكلفني دفع العيان، ~~وتلزمني إقامة البرهان على كل محال، فكل شيء يجوز تكليفه الإنسان إلا ما لا ~~يستطاع، وعند الله أحتسب موعظتي، وهو المجازي على نيتي. # فراجعه أبو عامر ثانية برقعة [أخرى] يقول فيما: ورد كتاب كريم لك قد ضمن ~~من الآداب عيونا، واستودع من الإغراب فنونا، فوقفت منه على ترجيم الظنون، ~~وفي حيرة بين الشك واليقين، وقلت: هذه بدع المتطرفين، ونكت المتفلسفين، ~~طورا إيماء وتلويح، وطورا لإفصاح وتصريح، وكلما نظرت فيه، وفكرت في معانيه، ~~استنكر مع العرفان، واستجم على نهاية البيان، فقلت: لا غرو ms1152 قد ينكر الليث ~~في قراره، ويعرف الهلال في سراره، ولا بد مع البحث أن أصيب غرضا، أو أن ~~دونه حرضا، فلما غصت في بحارك، وأمضيت فكرتي في مضمارك، وقع السهم في غرضه، ~~ولاح الحق في معرضه، وبدا لي أن ما خاطبتك به لم يوافق قبولا، ولا كان على ~~الصدق محمولا، وليس الكذب من شيمي، ولا المذق - بحمد الله - من كلمي، ~~وبالله ما خاطبتك إلا شحا، ولا أسمعك إلا نصحا، فمنيت من قبولك # PageV05P236 # بسوق كاسدة، ومن قبلك ب " رب صلف تحت الراعدة "، وكلا والله ما رعدت لنا ~~سماء، ولا تكدر لنا ماء، ولا قصدت بخطابي مقصد التهديد، فالصدق ينبي عنك لا ~~الوعيد، بل خاطبتك بقلب سليم، وثبت لك على عهد كريم. # وفي فصل منها: ومن العجب قولك: اقدح لي أضئ لك، ولقد قدحنا لكم فأظلمتم، ~~وحفظنا ذمامكم فضيعتم، ووصلنا فهجرتم، وقربنا منكم فبعدتم، ورب رسالة ~~أنشأناها رغبة فرغبتم عنها، ورسول ملطف قصد جهتكم طار بجناح الخزي منها، ~~بعد الترقيب عليه، وإظهار التثاقل إليه، ونحن على ذلك نفتل في الغارب ~~والروة، ونزداد وصلا على الجفوة، ونلين على القسوة، ونصبر للأذى، ونغمض على ~~القذى، إن عاتبناكم لم تقلعوا، وإن استعتبناكم لم ترجعوا، بل تركبون ~~الهياج، وتلزمون اللجاج. # ومن أغرب ما به احتججتم، وأعجب ما به لهجتم، تكرر فلان علينا، وتردده ~~لدينا، كأنكم جهلتم القوم وأطماعهم، ولم تعلموا تطرقهم وانتجاعهم، وأنهم ~~يتعللون بأدنى سبب في المراسلة، امتراء لأخلاف العطاء، وذريعة لاستجزال ~~الحباء، وقد شهر هذا من فعلهم، في كل جهة تكون من سلمهم؛ فما [63 ب] بالنا ~~نخص بهذه اللائمة وجنايتها عليكم - والإنصاف يقلب مذمتها عليكم، ألم تسلموا ~~من # PageV05P237 # كان بكم مشتدا بعد العهود المؤكدة، والمواثيق المشددة - فاحتل العدو - ~~قصمة الله - جهة لم تخطر بباله، واستصرختم فلم تصرخوا، واستنجدتم فلم ~~تنجدوا، والنعم تنتسف، والستور تنكشف، والدماء تسفك، والحرم تنتهك، ~~والإسلام يعلز علز المحتضر، وأهله للشرك كالهشيم المحتظر، فلا حرمة الإسلام ~~رعيتم، ولا ذمام المشاركة قضيتم؛ فلم تعدون ذلك من ذنوبنا، وتبثون بذلك ~~رسلكم في البلاد ms1153، وتنادون هلم إلى الجهاد، تقولون بأفواهكم ما ليس في ~~قلوبكم والله بعلم ما تكتمون، بل تدبون الضراء، وتسرون حسوا في ارتغاء كل ~~ذلك بمرأى ومسمع منا، وغير غائب عنا، ولا نزداد مع حركتكم إلا سكونا، ومع ~~تخشنكم إلا لينا، فأبقوا على الود ما دام بوفائه، وصونوا جمال الحال ما بقي ~~بمائه: # ولا توبسوا بيني وبينكم الثرى فان الذي بيني وبينكم مثري # والعدو الذي حذرتهم نحن أشد حذرا منه، وأعظم نفارا عنه، فقد صح عندنا من ~~أمره، ما يضيق الصدر بحمله، فيا للمسلمين! تعالوا إلى التعاون، واتفقوا ولا ~~تفرقوا، واتقوا عاقبة الخذلان. وقد ناديت إن اسمعت، ونصحت بقدر ما استطعت، ~~فان وافقت قبولا، ولقيت تأويلا جميلا، فان الخير عتيد، والتناول غير بعيد، ~~وإن كان للهوى سلطان، وللتعسف # PageV05P238 # عدوان، فأخلق بلأمة العزم لأن يتدرعها مدرك لا يضام، ومحرب لا ينام، ~~يقتحم النار، ولا يخشى العار، في يوم لا تطلع شمسه، ولا يذكر أمسه: # تبدو كواكبه والشمس طالعة لا النور نور ولا الإظلام إظلام # وحينئذ تستغرب ما إليه أشرت، وتستهل ما منه حذرت، من استعمال العقير ~~البرشلوني على ما نهجت الحكماء عند إعضال الداء، من استعمال السموم في ~~أثناء الدواء، ليتفق مزاجها، وينفذ علاجها، فان كان ما يحاولونه من ~~التدبير، سببا لذلك العقير، فهو قريب عتيد، وإن كنتم على ما عهدنا فهو من ~~جهتنا نازح بعيد، وهذه جملة مفصلة، وحقيقة محصلة، فإما ألفة وانتظام، ~~واتفاق يحيي رمق الإسلام، وإما داعية تلف، وراعدة صلف، وهنالك تزل القدم، ~~ولا ينفع الندم. # فراجعه ابن عباس أيضا [64 أ] برقعة يقول فيها: التصدير - أعزك الله - ب " ~~كتابي " و " كتبت "، وتوشحهما ب " كان " و " كنت " بشر يرف على صفحة التملق ~~زبرجة، وسراب يحسبه الظمآن ماء فيستدرجه: # PageV05P239 # ولا يغررك ذو ملق وبشر ... يقول وليس يعدو أن يقالا فتحت رغوة التصنع لبن ~~صريح، وعلى أديم التحقيق شعار سليم، وبين أثناء المناقلة جد كالقدر ينزل ~~بكرة وأصيلا، وفي تضاعيف المساجلة هزل كالنسيم الخصر يهدي الشفاء قليلا ~~قليلا، وفي استرسال الصديق سلوة بالغة ms1154، وجنات عتابه حلوة سائغة، وان أنحيت ~~فيه على خشن مبرد، وأرجحت شمائلك التي هي جامد البرد، ودب بشرك منه بنفس ~~متدارك، وأثرت عنه بغير الكلم وهو بارك، وساورتني ضئيلة بيانك، وألقيت ~~السلم إلى سلاطة لسانك، وبرئت إليك من عهدة قصري عن ساحة طولك وعرضك، وشهدت ~~لك تطامن سمائي عن قرارة أرضك: # فما حسن أن يمدح المرء نفسه ... ولكن أخلاقا تذم وتمدح وكل ذلك لأشق ~~كمامة صبري لك عن زهرة كلفي بك، وأتدرع مفاضة الاحتمال منك جنة بيني وبين ~~الشماتة فيك، هذا - أعزك الله - حكم الصداقة التي وضعت يدك على رمتها، ~~وخلعت نجاد هواك على قمتها - فان أسمح قيادك، وأنس شرادك، وأجريت في روح ~~الإخاء نفسا، وجررت على أديم الوفاء يدا ملسا، فبجميل ذكرك أبدأ وأختم، وفي ~~حيز رضاك أطير وأجثم. وأما قعقعتك أبا عامر # PageV05P240 # بشنان الشرك، واعتصامك بغير حبل الله، وإزعاجك بكتائب الروم، وإبراقك ~~بالإجلاب على ملة التوحيد، وإيعادك بمدرك لا يضام يدرع لأمة العزم، ومحرب ~~لا ينام يقتحم النار، ولا يجتنب العار، فاتق الله يحميك، أليس الله ~~بالمرصاد، أم اتخذت على الغيب حميلا، وأتيت على الحجج ظهيرا - وكفاك بهذا ~~البيان سحرا في باب الجدل، وحسبك به فخرا على من تقدم وتأخر، وأما التخويف ~~من اقتراب الساعة بزلزلة الافرنج دفعة، ونتق الجبل فوق رءوسنا كأنه ظلة، ~~فنازلة تحرك لها حوار الإيمان [فيحن] ، وطامة كبرى يعج لها الإسلام ويضج، ~~فبعضهم أولى ببعض (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) (المائدة: 51) بحكم النص؛ ~~فدع ضرب مثل السوء [64 ب] لنا، وعد إلى ما هو أليق بكم وبنا، فعلى الانصاف ~~من نفسه أدلة واضحة، وعلى الحق بين المنصفين سبيل لائحة، واذكر شئون ~~أحوالنا الأول، ورفرف بخوافي الرجاء وقوادمه على أيامنا القدم: # وقل لخيال الحنظلية ينصرف إليها واصل حبل من وصل # فلا أعرفني إن نشدتك ذمتي كداعي هديل لا يجاب ولا يمل # PageV05P241 # فأما أبا عامر وقد نحت أثلة الشك لتستيقن، وقرعت مروة الحديث لتستثبت، ~~فلأصدقنك سن بكري، استنامة إلى صدقك، ولأطلعنك على مثل ما أطلعت من غيبك ms1155، ~~وأقول لك قول من زف اليك وده براحة ثقته، وأنبأك ما عنده بلسان صداقته، وقد ~~تعدي الصحاح مبارك الجرب، ويغفر الله ظنوننا فبعضها إثم؛ وفي هذين المثلين ~~كيفية بدء الحال وعودها، وجماع ما يعبر به عن حورها وكورها، وتحت جملتها ~~تفصيل طويل، وتفسير كثير، بعيد مرامه عليك قريب: # فنجي الفؤاد يعلمه العاقل ... قبل السماع بالإيماء ولهذا اكتفى البليغ من ~~الإسهاب فيما يريد بالايحاء ... غير أن الكتائف ترفض عند المحفظات، والعجلة ~~تترك تبركا بالأناة، وإذا استكففت حاجب أفقنا بيد رفقك، وأومأت إلى جونا ~~برجع طرفك، أدرت دراري الوداد في مناطق أفلاكها، وتركت أعلام الوفاء ثابتة ~~على آساسها، وجلوت أعراس الإخاء في أحسن معارضها، فما لنا لا نقر الطير على ~~وكناتها، وننكب عن الأفاعي العزم فلا نطؤها في مراصدها، ونجانب عن بنت ~~الطريق إلى أمها، ونسري سرى النجوم على سمتها، ونعود إلى التي هي أعدل ~~سننا، قبل أن يسبق السيف العذل سفها: # PageV05P242 # فان النار بالعودين تذكى وان الحرب مبدأها الكلام # فلنحم ثغر اليقين بجهاد الشك فيه، ونسد ثنايا النفاق على منفقيه، حتى ~~ييأس أهل هذه البضاعة عن مساعي نمائمهم، ولا يجدوا محزا لشفارهم، وكل ذنب ~~دون الذم لمم، والسهم لنا ما لم ينبض الوتر، وان حلبنا لم نرد في الضرع ~~اللبن، ولولا هنات سل العتاب بيننا سخائمها، وألان تعاطينا النصفة شكائمها، ~~لاختالت المنافرة ببهجتها وازينت، ودارت رحى الفتنة في قطبها على ما خيلت، ~~وإني وإن تقلدت بك الخطاب عن نفسي، فتحتها كناية إليها أشير برمزي، ومركز ~~[65 أ] حواليه أدير معاني لفظي، ولم أتيمم صعيد هذه الغيظان فنمسحت بتربه، ~~ولا انخرطت في سلك الانطباع ففضلت بين دره بشذره، إلا وقد وليت فصل الخطاب ~~والحكومة باجماع، ورضينا بما لنا و [ما] علينا في القضية دون ثان، ووضعت ~~واسطة القلادة لتعدل، ويكفي منها ما أحاط بالعنق، فاذكر المثل فهو لفظ يجمع ~~بين معنيين، وجنس يشتمل على نوعين، أشير لك إليهما بقول الأول: # PageV05P243 # خليلي إنسانان ديني علهما مليان لو شاء لقد قضياني # خليلي أما عمرو علمتها ms1156 وأما عن الأخرى فلا تسلاني # وحق هذه النكت الكامنة في ضمير القوة أن تخرج إلى حد الفعل بمرة، ولا ~~تلوى فتتراخى كأول وهلة، فيحتاج في المستأنف إلى عمل، ويعيد القضية جذعة من ~~ذي قبل، والله تعالى يمسك رمق الإسلام في هذه البقعة، ويقيل عثرته بإلهام ~~أهله إلى ما هم عنه في غمرة. # قال أبو الحسن [ابن بسام] : وذكر بعض الرواة من نقلة الأخبار أن الواثق ~~لما رأى أحمد بن الخصيب الكاتب يوما يمشي بين يديه تمثل بالبيتين ~~المتقدمين، فبلغ ذلك سليمان بن وهب فقال: أنا والله تلك الأخرى، إنا لله ~~وإنا إليه راجعون، قالوا: فنكبهما بعد ذلك بأيام. # وله فصل من رقعة عنه إلى [ابن] مجاهد: [واتصل بي الحادث] على القاضي أبي ~~العباس - رحمه الله - فقصم ظهري، وجل مصابه عندي، وعلمت موضع فقده من نفسك ~~العزيزة - حرسها الله - وأشفقت من ذلك أشد الإشفاق، واحترقت نفسي [له] أبلغ ~~الاحتراق، وعلمت أنه لا بد في مفارقة الإخوان وثقات الخدمة والأتباع، مع ~~طول الصحبة وموافقة الطباع، من لوعة تلذع الكبد، وتفت العضد؛ لكن من كان # PageV05P244 # في قوى نفسه على خليقتك، وجرى في اعتبار الدنيا على طريقتك، فهو يلقى ~~خطوب الدهر، بمجن من الصبر، إذ قد ذاق حلوها ومرها، وخبر صفوها وكدرها، ~~فليس حدث الزمان عنده بنكر، ولا خطبه لديه بمنكر، وهو كما قيل: # وفارقت حتى ما أراع من النوى وإن بان جيران علي كرام # ومما زاد علي في الإشفاق، ما كان لديه من الأعلاق - أوشك الله خلفها ~~عليك، ولا غير نعمه لديك - وما قد فات من المال، فهو ليوم الحاجة ذخيرة إلى ~~صالح الأعمال، وكل جليل [65 ب] يصغر عند الدفاع عن حوبائك، وكل خطير محتقر ~~مع سلامتك وطول بقائك. # وله من رقعة عن إقبال الدولة إلى المعز بن باديس: أطال الله بقاء سيدنا ~~الأجل رافع أعلام الهدى، ومحيي كلمة التقوى، وقوام أمر الدين، ونظام شمل ~~المسلمين، وشعار حزب المؤمنين، وناظر عين الزمان، وروح جسم الأوان، وحسام ~~عاتق الإسلام، وحلي جيد الأنام، مخلدة دولته ms1157، مؤيدة حيث يمم بطشته. # وفي فصل منها: وإني وإن قعدت عن مناسك فرضها، وتأخرت في مضمار قرضها، ~~فإني معيرها ضميرا كما انبلج النهار، وشكرا كما أرج النوار، وهل أنا إلا ~~أحد أبنائها، وشهب سمائها، وشيعة علائها # PageV05P245 # وان جذم نأي الدار، كف الخيار، ففي البعد اعتذار، وفي الجهد إعذار، وإن ~~مع التجاوز ليعلم العيان، ومع التحاور ليطمئن البرهان، ومع التزاور لتزول ~~الأحوال، ومع التقارب ليقع الإخلال، والقوى [المخلوقات] قريبة الانحلال، ~~سريعة الانفعال، والنيرات على وفور ضيائها، وظهور سنائها، فيما لا تقابل ~~كليلة، وعندما لا تسامت عليلة، وفيما لا تناول ضئيلة، وما قنية ورثتها، ~~ونعمة طوقتها، ورفعة ألبستها، بمكفورة آثارها، ولا مسودة أنوارها، ولا ~~مواتي إلى الدولة العلية بطارفة، ولا شوافعي لديها بمستانفة. # وله من أخرى عن المنصور إلى أهل قرطبة: إن كنت منكم بنبوة، وعنكم بنجوة، ~~فإني شهيدكم بنفسي، وقسيمكم بحالي، أراكم بعين المشاهدة، واكلأكم بعين ~~الإحاطة، أعد كبيركم كالعم، وصغيركم كابن الأم، فأنتم الأهل والجيران، ~~والذخائر للزمان، في الدار التي منها خرجت، والبيضة التي فيها نشأت، أفضل ~~دار تكنفني عيابها، وأول أرض مس جلدي ترابها، فلو أمكن أن تصير إليكم ~~أمدادي مع الرياح، وتطير نحوكم أجنادي بألف جناح، ملبيا لدعوتكم # PageV05P246 # ومسارعا إلى نصرتكم، لما تأخر ذلك عنكم طرفة، ولا تلبث خطفة، لكن عوادي ~~الفتن، وعوائق الزمن، منعت من العجلة قبل إحكامي لما حاولته من تأليف ~~الكلمة، فرب عجلة تهب ريثا، ومن أعد للأمور عدتها، وأخذ لها شكتها، كان ~~قيمنا أن يكون نظره نافعا، ودواؤه ناجعا. ولم أزل أحسم العلل، وأقطع [66 أ] ~~بالفتنة دون الأمل، حتى لانت الأيام بالسماح، وسكنت بعد الجماح، وصار ~~المسلمون إخوة، وفي جميل المعاشرة أسوة، وقبل الرمي تراش السهام، ويحسن ~~التناول بقرب المرام، ورأيت ان استئلاف القلوب المتنافرة، وتواصل الأهواء ~~المتدابرة، أقوى أسباب النجاح، وأشد الأعوان على الفلاح، فتأخرت عنكم ~~متقدما إليكم، وتبقيت دونكم وافدا عليكم، ولم أقنع من الأمور بغير التحقيق، ~~ولم أرض من المركب بالتعليق، وقد نفذت ثقاتي إلى الجهات لتخير الأجناد ~~[وانتحال الأنجاد] ، ليكون ms1158 جميعهم صفوة، ولا يشوبهم أحد من الحشوة، وشرطت ~~أن يتوجه # PageV05P247 # من قبلي إليكم، ويفد منهم عليكم، من له المزية والظهور، والغناء المشهور، ~~أولو البأس والنجدة، والثبات والشدة، والقلوب الأبية، والأنوف الحمية، ~~يسمحون عنكم ببذل النفوس، ويقوم الواحد منهم مقام الخميس، تملئ العيون منهم ~~قرة، والنفوس مسرة، وفي الثالث من [يوم] كتابي هذا ينفذ إليكم من الوزراء ~~من تكون حركة الخيل معهم في زمان معروف، [واجتماعها] في مكان موصوف، إن شاء ~~الله، ليصح عند العدو - قصمة الله - أن الأيدي قد ارتبطت عليهم، وأن الأعنة ~~قد صرفت اليهم، وأن الوقت قد أزف، والغطاء قد كشف، فيا ليت شعري أين المفر، ~~أم يقولون نحن جميع صبر، (سيهزم الجمع ويولون الدبر) (القمر: 45) . # انتهى ما لخصته من كلام أبي عامر، موجز الموارد والمصادر، ويتلوه مما يفي ~~بشرط الكتاب من أخبار هذا الأمير عبد العزيز بن أبي عامر المذكور، وعبد ~~الملك ابنه، صيابة دولتهم، اللذين جاءا في آخر الرعيل، وردا هذا الاسم على ~~الخمول. # PageV05P248 # ايجاز القول عن امارة عبد العزيز بن أبي عامر # وابنه ببلنسية وأعمالها # قال أبو مروان [ابن حيان] : هو عبد العزيز بن عبد الرحمن بن المنصور محمد ~~بن أبي عامر. كان الموالي العامريون عند ذهاب مجاهد عنهم قد أسندوا أمرهم ~~إلى نفر من مشيختهم، فتشاوروا في ارتياد أمير من أنفسهم يعترفون له، ~~فاتفقوا على ابن مولاهم عبد العزيز هذا إيثارا له على ابن عمه، محمد بن عبد ~~الملك، وكان مقيما بقرطبة، وعبد العزيز بسرقسطة في كنف منذر بن يحيى [منذ ~~التجأ إليه غب الحادثة بقرطبة، فدسوا إليه سرا من منذر بن يحيى] فأحكم له ~~التدبير، وخرج سرا من سرقسطة، فلحق ببلنسية، فاستقبله الموالي العامريين ~~أفواجا، وقلدوه رياستهم. وكان عبد [66 ب] العزيز هذا من أوصل الناس لرحمه، ~~وأحفظهم بقرابته، ابتعثه الله رحمة للممتحنين من أهل بيته فآواهم، وجبر ~~الكسير، واكتنف الطريد، ونعش الفقير، طول مدته، إلى أن بلغ من ذلك مبلغا ~~أعيا ملوك زمانه. وخاطب لأول حينه الخليفة القاسم بقرطبة مع هدية حسنة ~~وذكره ms1159 بأيام سلفه، فقبل القاسم هديته، واعترف بوسيلته # PageV05P249 # وعقد من أعماله، وسماه المؤتمن ذا السابقتين، فتوطد سلطانه، واشتمل على ~~خدمته أربعة من الكتاب حتى سماهم الناس الطبائع الأربع، وهم: ابن طالوت ~~وابن عباس [وابن عبد العزيز] وابن التاكرني المذكور، كاتب رسائله ومكانه من ~~الأدب والعلم والذكاء مكين، فانتشر كلامه، واعتلى ذكره، ولم تزل حاله تسمو ~~حتى اتصل بوزارته فنال جسيما من دنياه. # فلما كان سنة اثنتين وخمسين اعتل علة أعيا علاجها، واختلفت نوبها، تطمعه ~~تارة وتؤيسه أخرى، والإرتجاف لا يفتر عنه، إلى أن قضت عليه في ذي الحجة من ~~العام، فاجتمع أصحابه على تأمير ولده عبد الملك، وقام له بأمره كاتب والده ~~المدبر لدولته ابن عبد العزيز، [المشهور مع معرفته بابن روبش القرطبي، وكان ~~موصوفا بالرجاحة، فأحسن هذا الكاتب معونته على شانه، وتولى تمهيد سلطانه، ~~واستقر أمره على ضعف ركنه، لعدم المال، وقلة الرجال، وفساد أكثر الأعمال. ~~وراعى هذا الكاتب] الشهم مدبر هذه الدولة في هذا المؤمر عبد الملك مكان ~~صهره وظهيره المأمون يحيى بن ذي النون، إذ كان صهر عبد الملك أبا امرأته، ~~المساهم له في مصاب أبيه، المعين له على سد ثلمه، الذائد عنه كل من طمع ~~فيه، عند نزول الحادثة، من حضرته طليطلة إلى قلعة قونكه من طرف أعماله، ~~للدنو من صهره عبد الملك، وبادر بإنفاذ قائد من خاصته وبالكاتب ابن مثنى ~~إلى بلنسية في جيش كثيف، أمرهم بالمقام مع عبد الملك وشد ركنه، فسكنت ~~الدهماء عليه. ومضى # PageV05P250 # عبد العزيز أبوه لسبيله غير فقيد المكان، ولا عزيز الشان، ولا مبك لسمائه ~~ولا أرضه، ما فجع به إلا [ذوو] رحمه [من] آل [أبي] عامر لتناهيه في صلتهم، ~~حتى صار إسرافه في ذلك من أضر الأشياء لجنده، وأجلبها لذمه؛ له في ذلك ~~أخبار مأثورة، فتوفي وهو أطول أمراء الأندلس مدة إمارة، تملاها أربعين حجة، ~~إذ كانت إمارته ببلنسية صدر سنة اثني عشرة وأربعمائة، فسبحان المنفرد ~~بالبقاء، الأول قبل الأشياء. # فصل في ذكر الوزير [67أ] الكاتب أبي المطرف عبد الرحمن بن ms1160 فاخر المعروف ~~بابن الدباغ وإثبات جملة من نثره ونظمه. # وكان أبو المطرف هذا من خلي بينه وبين بيانه، وجرى السحر الحلال بين قلمه ~~ولسانه، وكان استوحش من أمير بلده، ومقيم أوده، ابن هود المقتدر، فخرج عنه ~~وفر، وفارق عز ذلك المقام، " ونجا برأس طمرة ولجام " فأجزل المعتمد بن عباد ~~قراه، ووسع له ذراه # PageV05P251 # وأفرده بحظ من دنياه، وخصه بمكان سره ونجواه، وسفر بينه وبين المتوكل بن ~~الأفطس أيام كونه بيابرة، حين أخذ أخوه [يحيى] بكظمه، وهم بالنزول على حكم ~~المعتمد أو حكمه، وقد كان ابن عباد فغر فاه على المتوكل، وقدر أن ينيخ عليه ~~[بكلكل - حسبما قدمته] في أخباره - فوعده بالغرور وزخرف له شهادات زور، على ~~لسان [هذا] الوزير أبي المطرف المذكور، [فلما حاوره وناظره، خصه] بنصيحة ~~أثره، ومثل له ذلة المعزولين، وذكره بفعل معاوية يوم صفين، فأوجده سبيلا، ~~ودرجه قليلا، ومات أخوه المنصور يحيى بعقب ذلك، فورثه الله ملكه، ونظم ~~سلكه، فرحل اليه أبو المطرف ملبيا بحج وعمرة، متوسلا بسابقي أنصارية وهجرة، ~~فصادف وجها خصيبا، ومكانا من العز رحيبا. # وكان سبب خروجه من اشبيلية - فيما حدثي بعض وزرائها - أنه تشاد مع ابن ~~عمار، فأشار المعتمد إلى حسم ذلك بين يديه، فأبى أبو المطرف عليه، ثم ~~اجتمعا بعد في مجلس أنس دون رأيه، فأمر المعتمد بنفيه؛ وقد كان أيضا بلغ ~~أبا المطرف أنه قدح فيه بمجلس المعتمد وقرف بشيء أقلقه، وذلك أنه كان يعاني ~~الخضاب ويثابر عليه، فقال بعضهم فيه: # خضاب لعمرك لا للنساء ... ولكنه لفحول الرجال # PageV05P252 # فخاطبه بشعر قال فيه: # يهان بحمص عزيز الرجال ويعزى إليهم قبيح الفعال # ويغرى ذوو النقص من أهلها بتلطيخ أعراض أهل الكمال # فوقع المعتمد على ظهر رقعته بهذين البيتين: # شعرت فجئت بعين المحال وما زلت ذا خطل في المقال # متى عز في حمص غير العزيز أو ذل غير الذميم الفعال # فلما قرع سمعه البيتان أخذه الأفكل، وخرج من حينه وكان يحدث نفسه ~~بالتحول، [67 ب] إلى أن نفاه، فلحق بالمتوكل فآواه، وأجزل قراه، وخاطب ~~المعتمد ms1161 في معناه، ورحب به في بطليموس مثواه، إلى أن اشتعلت بينه وبين ~~الوزير أبي عبد الله ابن أيمن نار ملأ الأفق شعاعها، وأخذ بأعنان السماء ~~ارتفاعها، فكر راجعا إلى سرقسطة، فقتل ببستان من بساتينها، بعد مديدة من ~~لحاقه بها، ورثاه الوزير أبو محمد بن عبدون بأبيات أعربت عن وده، ودلت على ~~كرم عهده، وقد أثبتها من هذا التصنيف بحيث أجريت من ذكره، فيما انتخبته من ~~نظمه ونثره؛ وأثبت من كلام أبي المطرف هاهنا، ما يشهد بفضله، ويدل على ~~نبله. # PageV05P253 # جملة من رسائله في أوصاف شى # من ذلك فصول له في ذم الزمان [وبينه] ، وتعذر آماله فيه * # فصل له من رقعة: أوحش بأيام أقطعها وأفنيها، وأثواب عيش أخلقها وأبليها، ~~بحيث لا أراك عيانا، ولا أملك من أنديتك مكانا، حتى أعتز بك من هون أغضي ~~فيه على القذى، وأصبر منه على حز المدى، وأتميز من طبقة الاتضاع والاستخذا، ~~وأعظم تلهفي بماض من الدهر بغير مستفاد، وذاهب من العمر ليس بمستعاد، وليت ~~شعري أتنجز الأيام موعودا، أو تدني من الأمل بعيدا، فترضي بما أستخطت، ~~وتعتذر بما أذنبت، وتنسي مضض شدتها بليان، وتمحوأثر إساءتها بإحسان -! ما ~~تحدثني بذلك نفسي، ولا إخال أن زماني يذعن بإسماح، ولا يزال مستمر الجماح، ~~وما الحيلة إن أبى سوى التعلل بالمنى، والاستراحة بلعل وعسى - وبودي لو ~~ملكت عن هذه الشكوى لساني، وأمسكت في البوح بها من عناني، وأخذت نفسي ~~بأناتها، وأنظرت الأقدار إلى أوقاتها، حتى لا أسوء ولا أنكد، بما أورد منها ~~وأردد، ولكني والله مغلوب بالاضطرار، معدول عن وجه الاختيار، ومن العجب أني # PageV05P254 # أنوي في كتبي أن تكون من الشكوى خالية، وبزينة التجمل حالية، ولسان الحال ~~تأبى إلا أن تبوح بمضمر السر، وتكشف عن حقيقة الأمر؛ وقد كان لي عنه معزل ~~إلى وصف ما للبين بقلبي من جرح وآثار، وللشوق بين جوانحي من وقود وأوار، ~~فإنه مذهب يجول فيه القول كل مجال، وينثال عليه الكلام أي انثيال، وتتأتى ~~به الألفاظ لازدواجها، وتتراءى المعاني في معرض انتاجها، ولئن لم ms1162 أبدأ به ~~فإليه قصدت، وإياه أردت، وقد اكتفيت منه بما أتيت، ووقفت حيث انتهيت [68 أ] ~~. # وله في مثله من أخرى: قد كنت أؤمل هذا التلاقي، لأشكو فيه إليك دواهي ~~بلغت بالنفوس التراقي، وصيرت المنايا أماني،فمن لي ألان به وبوصولي اليك ~~حيث أنت، ودونك ما لا يخفى عليك، وقد عرض الماء لعيني فكيف أرد، ومن أين ~~أقصد الله حسبي في سوء جدي، وأنت ولي عذري، في الحضور بالمكاتبة إذ لم أجد ~~سبيلا إلى المشافهة، ولا أكذبك، ضاقت بي الأرض كلها، وانسدت علي سبلها، ~~وضللت عن كل عزاء وتماسك، وأسلمت إلى كل يأس وتهالك، فتداركني ممزقا، ونجني ~~غرقا، وأخطربي ببالك، واعرض حالي على اهتبالك، عسى أن يتجه للفرج وجه، أو ~~يلوح منه فجر. # وله من أخرى: كل يوم تظهر من فضلك عجائب، وتطلع من ألطاف برك غرائب، ~~وتنسى لها محاسن من تقدم، وتستبعد معها مآثر من تهمم، حتى كأن الجميل لم ~~تعرف قبل طرائقه، واللطف # PageV05P255 # لم تفهم بعد دقائقه، إلى أن أتيت فاخترعت من ذلك سننا وبدائع، لا يزال ~~مثلها لأولي الفصل شرائع، وأنوارها في فلك الفصل سواطع، فما أسعد من تمسك ~~بعصمتك، واعتزى إلى جملتك!! # وفي فصل منها: وكتابي [هذا] وانا كما تدريه، غرض للأيام ترميه، ولكني غير ~~شاك من آلامها، لأن قلبي في أغشية من سهامها، فالنصل على مثله يقع، والتألم ~~مع هذه الحال يرتفع، وكذلك التقريع إذا تتابع هان، والخطب إذا أفرط في ~~الشدة لان، والحوادث تنعكس إلى أضداد، إذا تناهت في الاشتداد، وتزايدت على ~~الآماد. # وبعض ألفاظ هذا الفصل محلول من قول المتنبي حيث يقول: # رمانى الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال # فكنت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال # وله من أخرى: لا تستغرب - أعزك الله - ما صادفت [لي] هنالك من تعذر ~~وحرمان، كما لا استغرب ما ألاقيه عندنا من تسليط وعدوان # PageV05P256 # فالنحوس كلها مجتمعة لي في قران، ولا تعجب إلا لثبوتي لما لا يثبت عليه ~~الحلق السرد، وبقائي على ما لا يبقى عليه ms1163 الحجر الصلد، وبالجملة لا تسأل عن ~~الحال فقد صار في عيني معمور الكرة، أضيق من خرت الإبرة، واستبهمت لي ~~المطالب، وانسدت علي المذاهب، فما أدري أي وجه أيمم، ولا [68 ب] على أي أمر ~~أعزم، ويا ليت شعري أين الفرج فهذا التناهي، وقد بلغت القلوب الحناجر ومتى ~~التلاقي - نستغفر الله من هذا الضجر، ونعوذ به من السخط على القدر، ونساله ~~صبرا يشتد لشدائد النوب حتى تجوز وتعبر، وتوفيقا يهدي في غياهب الكرب حتى ~~تنجلي وتسفر. # وله في فصل من أخرى: كتابي وعندي من الدهر ما يهد أيسره الرواسي، ويفتت ~~الحجر القاسي، فرسا رهان: # *يجد نوائبا وأجيد صبرا* # ومن أجلها قلب محاسني مساوي، وأوليائي أعادي، وقصدي بالبغضة من جهة ~~المقة، واعتمادي بالخيانة من حيث الثقة، فقس بهذا على ما سواه، وعارض به ما ~~عداه، ولا أطول عليك فقد غير علي حتى شرابي، وأوحشني حتى ثيابي، فها أنا ~~أتهم عياني، واستريب من بناني، وأجني الإساءة من غرس إحساني، وقاتل الله ~~الحطيئة في # PageV05P257 # قبره، فلشد ما غر بقوله: # من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس # من يزرع الخير يحصد ما يسر به ... وزارع الشر منكوس على الراس أنا والله ~~اغتررت به وفعلت خيرا فعدمت جوازيه، وأذممت عوائده ومباديه، وزرعته فلم ~~أحصد إلا شرا، ولا اجتنيت معه إلا ضرا، وهكذا جدي، فما أصنع وقد أبى القضاء ~~إلا أن أقضي عمري في بوس، ولا أنفك من نحوس، ويا ليت باقية قد انصرم، وغائب ~~الحمام قد قدم، فعسى أن تكون بعد الممات راحة من هذا النصب، وسلوة عن هذه ~~الخطوب والكرب؛ ودع بنا هذا التشكي فالدهر ليس بمعتب من يجزع، ولا بمشفق ~~على من توجع، واطرح بنا هذا القول في الرياح، واعدل بنا عن الجد إلى ~~المزاح. # وله من أخرى: كتابي والحال على ما أسأل الله لها تبديلا وإدالة، ولعثرة ~~الجد فيها استقلالا وإقالة، ولست أشكو إلا زماني وقعوده # PageV05P258 # بجدي، وقبيح آثاره عندي، وإن كان على الكل عاديا، وللجميع بكأس مكروهه ~~ساقيا ms1164، فيخصني بمزية حرمان، ويتوخاني بفضله عدوان، ويجعلني نصب سعيه، وغرض ~~رميه، ومكان أذابته وبغيه، حتى كأني أبديت له معاير، وأدرت عليه دواير، ~~ودللت العالم [69 أ] على جوره في الحكم، وتطبعه في الظلم، وحسبي الله تعالى ~~فيما أسخط وأرضى. ومع ما ذكرته فلي من الصبر جانب، وإن حميت منه جوانب، ~~ومعي من التجمل بقية وإن سلبته السوالب. # وفي فصل من أخرى: ربما كتبت تارة واستوقفت أخرى، وليس ذاك لتلون وانقلاب، ~~وأفن في الرأي واضطراب، ولكني بحسب الحال أكتب، وعلى قدر تقلب الخطوب علي ~~أتقلب، وما زلت أثبت لتوالي الرمي، وأستمسك على قوة الرزء، إشفاقا من أن ~~أكون كلا، وأزيد في مؤنتك ثقلا، حتى قدم الغائب وقد تملأ من المرة الصفراء، ~~واستفرغ من خلطي البلغم والسوداء، وتلقى الساعي هراشة بالاغراء، وناريته ~~بالحلفاء، فاندفع يهيج ويتهوج، ويستشيط ويتأجج، ولا حلم يردع، ولا استبصار ~~ينفع، فيا لك من مكاشفة تركت الألباب حيارى، والناس سكارى، فما أجد إلا من ~~يثلب، ولا أمر إلا بمن يتهجم ويقطب، حتى كأني وترت الجميع، وجنيت عليهم ~~الخطب الشنيع، ولله سمعني ماذا يسمع، وقلبي كيف لا يتصدع!! ولو نال مني ذو ~~حرمة # PageV05P259 # تعزيت، أو أخذ مني من فيه إنسانية ما باليت، ولكن المحنة بأوغاد تدق عن ~~المجازاة مقاديرها، والبلية بذباب يحميها من أن تنال مقاذيرها. # حل هذا من قول القائل، وهو إبراهيم بن العباس في محمد بن عبد الملك ~~الزيات: # نجا بك لؤمك منجى الذباب حمته مقاذيره أن ينالا # وله من أخرى: قد آلى الدهر ألا يصيبني بنوائب، حتى تكون غرائب، فهو يخترع ~~كل يوم فنا، ويطرقني بما لم يطرق قط أذنا، # وفي فصل من أخرى: تحيل في استلطاف فلان فعساه يلين بعد قساوته، ويسكن ~~غضبه بعد اشتداده، وكيف أوصيك وأنت ساحر البلد، وأحد النفاثات في العقد - ~~ومن العجب أن أدرك إلى ذلك وأنت الذي جنيت علي فيه، وأذقتني مرارة تجنبه، ~~فكيف تصلح وأنت المفسد، وكيف تستدنيه وأنت المبعد، وكيف تنصف وأنت الظالم، ~~أو تبني وأنت الهادم -! هذا مرام بعيد ms1165، واسترضاء حاسد مثلك صعب شديد، ولكني ~~واثق بأن يحيق بك سيء مكرك، فتذوق وبال أمرك، وتحصد زوائع شرك، وتصلى بنار ~~بغيك، وتجني ثمار سعيك، والله مقرب ذلك فيك ومدنيه منك. # PageV05P260 # وله من أخرى: كتابي عما عهدته من قعود الأيام بجانبي [69 ب] ، واعتراضها ~~علي في وجوه قصدي، ومقابلتها بالخيبة والحرمان سعيي وجهدي، بل ما تنفك ~~تتلاعب بي تلاعب العابث، وتستطيل علي استطالة العائث، وتريني من أحداثها ~~عجائب تسجم الدموع، وتطلع علي من خطوبها غرائب تحطم الضلوع، فيا لنفس ~~تستطيع حمل هذه الكلف، وتبقى على ما في أيسره وشيك التلف، وقد كان شديدها ~~عندي هينا، وضعبها علي لينا، حتى جد الجد برحلتك، وجرت لي الأشائم بفرقتك، ~~فسدت علي من الراحة الأبواب، وقطعت بيني وبين الفرج الأسباب، ولم يبق لي ~~معلل من دائها، ولا فارج علي اشتباك غمائمها، ولعل الذي لم يزل يمتحنني ~~ليعلم كيف أصبر، وينظر أأشكر أم أكفر، أن يجعل لحالي إدالة، ولعثرة جدي ~~إقالة، وأن يقيض لجمع الشمل، ووصل الحبل، سببا، ويقضي من عودة المجالسة، ~~وتجديد المؤانسة، أربا، بمنه. # ومن أخرى في مثله: كتابي والحال في الخمول كما علمت، والجد # PageV05P261 # في الشقاوة كما عهدت، وكلما أرجو لباب الفرج انفراجا، يستبهم ويزداد ~~إرتاجا، وكلما أطمع بمطالبة الأيام أن تلين تشتد اعتزاء، ولسهام النوائب أن ~~تنثني تتتابع ولاء، والحمد لله الذي يبتلي ليرى كيف الصبر، ثم ينعم ليرى ~~كيف الشكر، حمد متوكل عليه، مفوض أمره في كل حالة إليه. # وله من أخرى في مثله: لكل زمان طاغية يشقى به ويعبأ له، وربما خص بتسلطه، ~~وانقبض في تبسطه، ولم يصل بضرامه، إلا من ضايق في خطامه، فهذا المعهود، ولا ~~كمن جمعنا به عصر، وضمنا معه مصر، فانه جاهر الكل بالقلى، ودعا إلى مكروهه ~~الجفلى، وامتحنت أنا منه وممن معه بأشد محنة، وأسلمت لأسنتهم وسهامهم بلا ~~جنة، فمن أيد تستبيح الحمى، وألسنة تنطق بالخنا، ومن سطوات تملأ عراص القلب ~~رعبا، وترسل أدمع العين سكبا، ولو استطعت أن أطوي عنك أحوالي، ولا أشغل ~~بالك بأوجالي ms1166، لرفهتك عن سماع ما يجلب إليك ارتماضا، ولا تملك لي فيه ~~امتعاضا، ولكن أعوز الصبر، وأعجز احتمال الضر، فاسترحت استراحة واجد كاظم، ~~وتعللت بالشكوى إلى متوجع واجم، على ما قيل: # PageV05P262 # ولا بد من شكوى إلى ذي حفيظة يواسيك أو يسليك أو يتوجع # واشتمل كتابك الكريم على ما استحييت منه، وغضضت طرفي عنه، وأوهمني أن [70 ~~أ] شكواي أثارته، وربما انحفزت فيما الحال بذاتها معربة عن التعذر، فأنظر ~~الأمر إناة، وأجره على مجراه، وليس إلا التفويض إليك، والتوكل عليك، وما ~~عندي أكثر من أن نفسي في يديك، فلا تكلني إلى رأيي فأحار، ولا تخيرني فلست ~~أحسن أن أختار. # ومن أخرى: أنا في هذا الوقت بحكم الزمان، نعم مستودع الهوان، أضحك لمن ~~شتم، وأعتذر إلى من ظلم، وأغضي لمن همز ولمز، وأتعامى على من أشار وغمز، ~~وأتلقى المكروه والأذى، بطلاقة التقبل والرضى، فمثلي إن أوذي شكر، أو ~~أسخطته الأقدار تجمل، أو حمل ما لا يستطاع تحمل، فعل من يلبس للأحوال ~~لبوسها، ولا يحفل بنعيم الأيام وبوسها. # ووقفت على كتابك فلم أستغرب تجنبك، ولا أنكرت تعديك، وما عسى أن تكون في ~~جملة من يعبر ويكلم، ويسخط ويذم، وأنت إذا خلصت من هذا الباب لم تتخلص ~~للحجى، وكنت كجزء لا يتجزا. # PageV05P263 # هات يا سيدي عتبك وعتابك، واشحذ للملام شفارك وحرابك، تجدني لاحتمالك ~~عودا بجنبه جلب، وعليه من قراع الدهر ندب؛ على أني خلت أن الخطوب تبلغ بي ~~رتبة من تعتد أنت عليه ذنبا، ويسمع من مثلك عتبا، ولكنها الأيام تأتي ~~بغرائب، وتلد ما لا يحتسب من العجائب؛ وقد - وحياتك - جاشت هنا خواطري ~~بالذم، وهمت نفسي بأن تفارق عادتها عن الكظم، لولا بقية بقيت من الخجل ~~ذكرتني بالتمالك، وعرفتني مذهبي في التماسك، فأمسكت عليك احتسابا، ورجوت ~~على حمل جفاء مثلك ثوابا، وأضربت عن أن أتكلف لك في شيء مما ذكرته [جوابا] ~~، إكراما لنفسي عن مجاوبتك، وتنزيها لها عن مساواتك ومماثلتك. # وله فصل من أخرى: كيف أكتب أو أعبر، وبأي ذهن أخبر وأستخبر، ومالي والله ~~يد تجري ms1167 بقلم، ولا خاطر يهتدي إلى كلم، وإن نفسي من التبلد والكهامة ~~والأين، بحيث لا تخلص معنى ولا تجمع بين حرفين، وما حال من كلما هم بشيء ~~باعده الدهر منه، وطردته الليالي عنه، وكلما قرع باب مطلب عارضه من الحرمان ~~رد، أو ذهب # PageV05P264 # به مذهب سعي قطع به من النحوس سد، حتى لو عرض له عند الظما شرب، لغيض ~~وحمته من الخطوب خطب، فاليأس قاطع أسباب الطلاب، ومغلق من النجح جميع ~~الأبواب، ولكنها النفس ما بقيت لها حشاشة فهي تشف إلى طمع، وتنهض على ظلع، ~~وتجهد ألا تقصر [70 ب] إلى أن تموت فتعذر. # وفي فصل من أخرى: ليت شعري متى أفتتح بالرضى، وهل أكتب وقتا من الدهر ولا ~~أتشكى، فإني أحمد الله على حياة أقطعها في شدائد لا تنثني، وسكرات غم لا ~~تنجلي، ونكد أخلاق لا يشوبه ابتهاج، وضيق أحوال لا يتخللها انفراج، ولئن ~~كان باقي العمر كماضيه، وعوائد العيش كبواديه، فالحمام أعذب موردا، والوفاة ~~أحسن مشهدا، فليس [بعد] هذا العذاب ما هو أشد، فلكل شيء مدى ينتهي إليه ~~وحد؛ فسبحان من جعل الدنيا دار كرب ومحنة، لكل ذي لب وفطنة، ومقام تنعم ~~وترف، لكل ذي خسة ونطف، وسبحان من ابتلى فيها ذوي الفضل والنهى بكل قعط ~~بنفسه ويستشرف من سماء المجد، ويلتف في جعسه ويستقذر عنبر الهند. # وفي فصل من أخرى: كتابي وقد لقيت من التعذر في الدنيا ما صحح منها اليأس، ~~وأراح من وسواس الترجي للنفس، وأغراني برفض المطالب، بما أفادني من ~~التجارب، وقد خلعت عني ذل الطمع، ولبست عز التوكل # PageV05P265 # وسلمت إلى له الأمر، وبيده النفع والضر، وإليه العطاء والمنع، وأنا في ~~هذا الوقت منشرح الصدر، خلو من الفكر، وسبب ذلك كل خير من قبل فلان، فإنه ~~لما علم كربتي، لم يزل يتلطف في صلتي، فلله هو إذا بهرج نقد، وقلل تحصيلهم ~~في الفضل عد، ما أميزه بالدنيا، وأسراه في طرق العليا!! وما أعرفه من أين ~~يؤتي [المجد] ، وكيف يقتنى الثناء والحمد! ومما أنفذت اليك من مخاطباتي تقف ms1168 ~~على انفراده بالفضل، وارتفاعه عن المثل. # ووردني كتابك فضاعف سروري أضعافا، ورد شوارد أنسي ألافا، وأمد ابتهاجي ~~بأمداد، وأرادني من الجذل في أخصب مراد، ووقفت على جملة ما تجشمته، ولست ~~أعارض بشكر إجمالك، ولا أطاول بثناء أفعالك، لأن العجز لاحق لي، والتقصير ~~معصوب بي، غير أن مبدأ ما أنت بسبيله يقتضي أن تقف على منتهاه، وأول الأمر ~~[فيه] يحفزك أن تنتهي إلى أخراه. # وله فصل في مثل: ما أظن أن لدجى حالي انبلاجا، ولا لكربة نفسي انفراجا، ~~ولا إخال غمرات الهم تنجلي، ولا مدد النحوس تنقضي. ومن كانت له من الدنيا ~~حظوة يصطفيها، ومكانه يستقر فيها، فليس # PageV05P266 # لي منها إلا أن أرى كيف تنقسم رتبها وتتناوب، وتتنازع نعمها وتتجاذب، ~~وتغنم فوائدها وتتناهب، حتى كأني جئت على العدد [71أ] زائدا، ولم أكن عند ~~القسمة شاهدا، فنبذت بالعراء، ولم يثبت اسمي في جملة الأسماء، وما أقول هذا ~~قول ساخط، ولا أيأس من رحمة الله يأس قانط، ولكن ربما استراح العليل في ~~أنة، واستغاث المتوجع إلى رنة، وخفف عن المصدور نفث، ونفس من وجد المكروب ~~بث. # ووصل كتابك مؤنسا إيحاش النوب، ومسليا عن حوادث الكرب، على عادة ما يرد ~~من تلقائك، ويتجدد لدي من أنبائك، ووقفت على ما أزمعت عليه من لقاء الوزير ~~الأجل فهيجت لي بذكراه، صبابة لقياه، واستطرت من أشواقي إليه وقعا، وأيقظت ~~من آمالي فيه هجعا، وجعلت المنى تذهب بي كل مذهب، وتجري من بروقها بين صادق ~~وخلب، وتخيل لي أن المثول بحضرته قد دنا، والفوز برؤيته قد أنى، وتناولتني ~~الهواجس بذلك حتى كأن ناظري مستنير بمرآه، وسمعي مصغ إلى نجواه، فما لبث أن ~~أنشدت: # منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا # PageV05P267 # وفي فصل منها: ما عسى أن أكتب وقد أطلعت في القول حتى أمللت، وأكثرت من ~~التشكي حتى أضجرت، ولو شئت أن أقول لما أسعدت نفس قد هدمتها الهموم فما ~~تقدر، وأحسب [أن] لو أقبل علي من الدنيا موليها، وأمكنتني الآمال من ~~نواصيها ms1169، لما اهتززت لها اهتزاز نشاط، ولا وليتها ولاية اغتباط، فبؤسا ~~للدهر ما أعنفه من مالك وأصوله، فانظر على أي نفس قدر، وفي أي همم أثر، وأي ~~خطر أخمل، وأي إباء استنزل، وأي حد كل وفلل. # ومن أخرى: في حالي - أعزك الله - عجب للمتعجب، كلما رمت وجهة فأتيتها من ~~أقصد مذهب، وتناولتها بألطف مرعب، حتى تخيل لي أن أبيها قد أسمح، وحميد ~~السعي فيها قد أنجح، رجعت عنها صفر الوطاب، وحصلت على رقراق السراب، وكان ~~المستعجل منها أبطأ وأعصى، والمستقرب أبعد وأنأى، ويا ليت شعري إلى متى، ~~وكم أتعذب وأشقى، وهل لهذا التحير أمد، زماني كله نكد -! # وفي فصل من أخرى: وأما حالي التي تطلعت اليها فحال من لا يزال يستنجز ~~الأيام عدات كواذب، ويستسقيها فتمطر صواعق ومصايب. وله من أخرى يخبر ما جرى ~~عليه بدولة المقتدر: كتابي وأنا أساير # PageV05P268 # من هذه النكبة غمرة يتطاول مداها ويمتد، وأصبر منها محنة تزيد مع الأيام ~~وتشتد، وزادني قلقا ما حكاه لي فلان من [71 ب] خبر المقتدر في السبب الذي ~~له جفيت، من أجله أقصيت، وذكر ذنوبا كانت مني، وأقوالا بلغه عني، منها ~~تحصيل حركاته وأخباره، وتحريف ما كنت أشاهده في مجلسه الكريم من آثاره، ~~وأراه، يذهب في تعديد ذلك ذهابا دل على حرد، وأنبأ عن سوء معتقد، فأزعجني ~~الأمر إزعاجا يقتضيه تغير رأي مثله من الأملاك، الذين هم كالليل في ~~الإدراك، وكالقضاء إذا شاءوا في الهلاك، ولم أجد لنفسي قرارا على تغيره، ~~ولا هدوءا مع تنكره، وقد يجوز أن يكون للمبلغين في السعاية بلاغات محرفة، ~~واختلاقات مزخرفة، تثير بسعيها حرجا، وتهيج أنفا، فمالي حرمت منه ما هو ~~معلوم دون ملوك العصر، من سعة الحلم وكثرة الصبر - ولم عدمت عنده ما هو ~~موصوف به من كظم الغيظ إذا أحفظ، وذكر الرضى إذا أغضب - بل كيف حتى خصصت ~~وحدي من بين العالم، بأن يصغي في جهتي إلى النائم -! ولو رزقت من تأمله - ~~أيده الله - ما أصغى إلى ذلك الناقل وما أنهاه، إذ الإفك ما حكاه ms1170، فلم يك ~~من ذوي الأديان فيوثق في نقله، ولا من ذوي النصائح فيقبل من مثله، ثم من ~~أعظم الخطوب ما أدرجه في أثنائه، من تعديد أياديه وآلائه؛ ونعم، أولى - ~~أيده الله - وشرف ووجه، ونبه من خمول ونوه، ولست لكل ذلك بكاند، ولا لجميع ~~ما أولاه بحاحد، ولو جحدت # PageV05P269 # لأقرت علي المذاهب، ولو سكت لأثنت لآلائه الحقائب، واحمد الله تعالى على ~~ما اتفق لي عنده من هذا الاعتقاد في، والنظر بمثل هذه العين إلي، [هذا] مع ~~فرط تحرزي وانقباضي، وتناهي تذللي وانخفاضي، وما جبلت عليه من سكون الطائر، ~~وغص الناظر، وخزن اللسان، ومهابة السلطان، في السر والإعلان. وإذا فكرت في ~~ذلك لم أستغربه، لما علمت من شقائي في جدي، وسوء أثر الزمان عندي، ففي ~~مولدي أن تقسو على قلوب أستلينها وأستلطفها، وتعرض عني جوانب أستميلها ~~وأستعطفها، وما زلت مذ كنت أعتذر مظلوما واسترضي متسخطا، وأداري متشططا، ~~واضطر إلى الاقرار بأجرام لا أجنيها، والاستعفاء عن ذنوب لا أدريها، وكيفما ~~دار الأمر، وتصرف بي الدهر، فإني لا أفارق عصمة ولائه، ولا أنحرف عن تأميله ~~ورجائه، حتى يهب الله لي منه تأملا يستوضح به براءة ساحتي مما نمي اليه، ~~وسلامة جهتي [72 أ] مما زور لديه، فيعود بي إلى المعهود من رأيه الجميل، ~~ويوسعني ما أوسع الكل من طوله الجزيل، فلم يكن قدر ما نمي إليه لو قام عليه ~~دليل يقنع، وظهر بصحته أمر لا يدفع، مما قدح في رياسته، وغص من نفاسته، ~~فيؤيس من كريم عطفه، أو يضيق عن تغمده وعظيم صفحه. وأنا أرغب أن تلخص معاني ~~كتابي هذا بفضلك وتعرضها عليه، وتأخذ جملته # PageV05P270 # وتفصلها لديه، وتحلي ما خشن منها بلطف إشارتك، وتتم ما نقص منه بحسن ~~عبارتك، وتتوخى لذلك وقت نشاطه، وساعة انبساطه، فعسى أن تصادف به إصغاء ~~يثني عن النبوة، ويلين جانبا من القسوة، ويذهب بعض ما يجده، ويصرفه عن هذا ~~الاعتقاد الذي يعتقده. # وله من أخرى يشرح أيضا ويذكر خبره مع المقتدر: تطلع عليكم مع هذا الكتاب ~~طوام معضلة، وعجائب مذهلة ms1171، ينسيك بعضها بعضا، وتفني وأنت لا تدري أناملك ~~عضا، وكأني بك كلما نشرت منه سطرا، وطالعت فيه أمرا، تتصبب عرقا، وتذوب ~~فرقا، وتغشاك سكرة على سكرة، ولا تخرج من غمرة إلا غمرة، أولها: أنه يخاطبك ~~فيه من كان ميتا ولم يكد يبعث حيا، ومن هلك علك عاد، وليس على ثقة من معاد، ~~فيجب أن تقنع بما يتفق من وصف، وتعذر الخاطر إن لم يسمح لك بحرف، وخذ الآن ~~إليك، فافتح مسمعيك: فارقتنا عند نهوض المقتدر بالله بجيوشه واتفق أن كنت ~~أحد القاعدين، ولم ألف في عداد الغازين، ولا في من لقي من لفيف الكتاب، ~~وأعيان الوزراء والأصحاب، فاشتد حنقه على الخوالف، وعم سخطه جميع الطوائف، ~~ونذر إذا قفل، أن يصنع بهم ويفعل، وقدر الله أن غنم، وفتح على يديه وسلم، ~~ولعلك تطلب شرح هذه النكتة، وتسأل كيف كانت القصة، ولئن عجزت عن التفصيل ~~فاسمع الجملة: # PageV05P271 # جلس بعد أيام من صدره في مجلس الذهب، وعليه سيما الغضب والرهب، والناس ~~يستعيذون بالله من بوسه، لما رأوا من فرط عبوسه، ثم قال: أين فلان - فكنت ~~للشقوة غائبا عن المكان، فقيل ليس بحاضر، فاندفع من فوره وأقسم بالغموس أن ~~أعزل عن خدمته، ولا أبقى في بلدته، فاستحوذ على الكل البهت، وملك جميعهم ~~السكت، وحضرت أحد الوزراء بديهة تراجع بها شيء من ذهنه، فتجاسر بعض التجاسر ~~عليه وذكره بالكظم، واسترجعه إلى سجيته من الحلم، فضجر أشنع من الأولى، وشد ~~اليمين [72 ب] بأخرى، فانقطعت أسباب الرجاء، ولم تكن حيلة في القضاء، وسبق ~~إلي النبأ الفظيع، ثم تلاه الأمر الشنيع، - جعلني الله [فداك]- صورتي إن صح ~~لك توهم، وتخيل حالتي إن بقي لك تخيل؛ وأذكر لك ما بقي في ذكري وثبت في ~~ذهني، وسقطت مغشيا علي، وعانيت الموت جادا إلي، وشاهدت نفسي وهي تخرج، ~~ورأيت روحي وهي تعرج، وبقيت لا أقلقل ولا أزعج، كالمستضعف أحاطت به غلبة، ~~ولم تسمع له طلبة، ويا لك من مقتدر شمخت العزة بأنفه، ولم يثن الجبروت من ~~عطفه، وقد فارقت الرأفة، وتمكنت ms1172 منه القسوة، واللجاج يغريه بازعاجي، ولا ~~يشفيه شيء غير إخراجي، لعلمه أن ليس له عندي إنعام، يمكنني معه خروج أو ~~مقام، ثم خرجت مع هذا كله على رغمي إلى شنتمرية، وهي القبر إلا أنها من ~~قبور الرحمة، وأنا الآن فيه # PageV05P272 # أتعذب بغمته، وأتقلب في ظلمته، وتعرض علي أعمالي، ولا أدري إلى حيث يكون ~~مالي. # هذا يا سيدي بعض ما تحصل في هذه الأحوال، بما جرى علي من الشدائد ~~والأهوال، فرق الآن لأخيك رقة راحم، وابك عليه بدمع هام وساجم، وتقطع ~~إشفاقا، واستشعر انطباقا، والبس عليه أغبر إن لم تلبس حدادا، وألق للعزاء ~~عنه وسادا، واعجب لطول يلاعب الأيام بي، وتلونها [وتلويها] في تركي مطرحا ~~بمنزلة ضياع، ووضعي غرضا لتحكم جهال ورعاع، أجرع، من الهون ما أجرعه، ~~وأقابل من الضيم ما لا أدفعه، دهري كله وأكرب، وأجر كل حين بأيدي الاهتضام ~~وأحسب، ولا أعدم في كل مكان من يتجنى، ويعدد ذنوبا لا تدرى، ولا ذنب لي إلا ~~كف الأذى من لساني، ومسالمة الورى في سري وإعلاني، وإذا كانت هذه المحاسن ~~التي تعجز عنها ذنوبي التي أجفى لها، فكيف أستغفر منها، وقل لي كيف أعتذر ~~عنها - وما زلت أجهد - على علمك - أن يكون هذا الانفصال عنه اختيارا، فأبى ~~الله إلا أن يكون اضطرارا، وطمعت أن أستفيد في تلك الصحبة ما يعينني على ~~نيتي، ويريش جناحي للنهوض إلى طيتي، فما حصلت منها إلا على قبيح عزائمي. # قال ابن بسام: وهذا الفصل محلول من قول البحتري حيث يقول: [73 أ] . # PageV05P273 # إذا محاسني اللائي أدل بها كانت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر # ومجلس الذهب الذي وصف أبو المطرف مجلس في دار السرور، أحد قصور المقتدر ~~بن هود بسرقسطة، وفيه يقول ذو الوزارتين ابن غندشلب يهجو الوزير ابن أحمد، ~~وكان ينبز بتحتون: # ضج من تحتون بيت الذهب ودعا مما به واحربي # رب طهرني فقد دنسني عار تحتون المئوف الذنب # وله من أخرى يصف ضيق المكان الذي أخرج إليه: فرق ما بين المكان الذي وردت ~~عليه، وبين القبر ms1173 الذي مآل الإنسان إليه، [أن] المقيم به والساكن فيه يدفن ~~حيا، ولا يعلم من نور الدنيا شيئا، وأنا منذ احتلاله أفرغ من حجام ساباط، ~~أركل وأضرب الآباط، وتارة ألعب بشطرنج ونرد، وتارة أطالع أخبار بشر وهند، ~~وأخرى أيضا: أظل ردائي فوق رأسي قاعدا، أعد الحصى جاهدا، وأرمي بها صادرا ~~وواردا؛ وكانت راحتي في مخاطبة صديق أجاذبه الكلام، وأقطع بمناجاته الأيام، ~~ولكن من محن الدنيا ألا أجد من يتحمل لي كتابا؛ ولقد ظفرت بمن توجه إلى تلك ~~الناحية فكتبت مخففا عن صدري # PageV05P274 # وطالعتك أنت والإخوان ببعض أمري، وانتظرت صدر ذلك الإنسان، بأجوبة تفيد ~~بعض السلوان، فلم يكن منهم إلا كل جاف جلف، لم ير في دينه المراجعة بحرف، ~~فساء بذلك ظني، وقرعت على ما فعلته بالندم سني، وتصرف فكري في أن ذلك الرجل ~~كان من معارف الرجس، فاتهمت أن الداخلة دخلت علي منه، ولولا ذلك لفجأك من ~~التعب ما يرهق شمسك، ويصلح من روح الله يأسك، فعجل مراجعتي بجلية ما عنك من ~~وصول الكتب أو غير ذلك، ولا تزد على ما في جوابك، فإني زاهد في قراءة ~~كتابك، غير نشط لما يرد منك ومن سواك، ولو راجعتم عما أكتب بالضعف، عن كل ~~سطر بألف. # وله من جواب على كتاب ورد عليه من بعض إخوانه بالعفو عنه: ورد جوابك ~~الكريم فنفس من كربتي، وأنس من وحشتي، وروح عن قلبي الأسى، ووصل [بين] طرفي ~~والكرى، بما أطلعته علي من الفرحة المستمطرة، والبشرى المنتظرة، في سكون ~~ضجر المقتدر [بالله] وغضبته، ونزوله عن أكثر عتبه وموجدته [73 ب] وامتناعه ~~بالقبول لإنابتي، والإصغاء إلى استلطافي واستلانتي، وما كان ليقطع عصمة من ~~انقطع إلى علاه، ولا يؤوب بحسرة الخائب من أمله ورجاه، ورأيت ما لوحت به من ~~الأشياء الموجبة للجفاء، على ذلك الإقصاء، وانها تواكدت على مر الأيام ~~بأقوال مستبشعة، وبلاغات مستشنعة # PageV05P275 # وقد آلم وساء، وبلغ الباغي في النكاية ما شاء، ولكن أترى أن الحاكي لها ~~ممن يتحلى بفضل، أو يرجح إلى دين وعقل - وهل يجوز أن يتسوق ms1174 بمثلها إلا ~~أوضاع الدنيا، وسقاط أتباع أولاد الزنا - وقصاراهم أن يتعرضوا للطخ الأعراض ~~الطاهرة، ويتمرسوا بطعن على الفضائل الباهرة، بكذوب تلفق، ومحاولات تختلق ~~وتنمق، فما أبعد جوازها على العقول، وأقل نفاقها عند ذوي التحصيل، وأخلق ~~بها من شبهة أن تنجلي، ومن ضرم إحنة أن تنطفي. # ومن أخرى يصف خبر نكبته: ورأيت ما تعلق ببالك من معرفة حالي ومجراها، في ~~حدها ومنهاها، وفي شرح ذلك خطب ثقيل، وشغب طويل، جملته: أن الذي كتب على ~~لساني أوسعه ثلبا في قول تقوله علي، واستخفاف نسبة إلي، وعلم الله تعالى ~~براءة ساحتي من ذلك، ونزاهة نفسي عنه، لكن الطبائع الخبيثة تقبل سريعا من ~~أجناسها، ولم تزل تتزيد وتكثر حتى الاناء بما فيه، وأبرز ما كان ينطوي عليه ~~ويحفيه، وليس عندي في ذلك أكثر من أن الأقدار تعمل أعمالها، وتظهر في البشر ~~عللها وأفعالها، والذي يغمني من ذلك ويهمني جد لا ينفك من عثار، وحال لا ~~تزال في خمول وإخمال، وقطع عمري في كد وذلة، وجهد وقلة، وتصرف لا ترضى به ~~آلاتي، واتضاع ترفعني # PageV05P276 # عنه أدواتي، بحيث يتقدم الجهل على النبل، ويستطيل ما شاء على الفضل، ~~وتنال الرتب بالمخارق، وتعطى الكوادن حظوظ السوابق، ولم أزل أصبر من ذلك ~~كله على يشيب رأس الوليد، ويذيب الحديد، ويهد الرواسي هدا، ويحدث للجماد ~~غيظا ووجدا، لئلا يقال مضطرب يقلق، وعجول لا يتأتى ولا يرفق، حتى آلت الحال ~~إلى هذا المآل، وبلغ الكتاب أجله في الانفصال، فاعجب يا سيدي مما يدفع ~~الإنسان إليه من شقاء يقاسيه، وعناء يعانيه، ومحن يغشاها [74 أ] ألوانا، ~~ونوب تفترق عليه أقرانا، ومغايظ تطرف الناظر بقذاها، ويعرض في مجاري ~~الأنفاس شجاها، وتقطع النفس أنفسا، وتحيل العيش أبؤسا، ويأبى الروح مع ذلك ~~لشقاوته إلا أن يكون حافظا لحياته، حتى يتعذب بكل ما عددته، ويتألم من جميع ~~ما سردته؛ فليت شعري: لم هذا - وعلام الرغبة في الازدياد، وهذا الحرص على ~~التماد - ولو أن الأيام كلها في نعيم محتفل، وسرور متصل، لما كان ذلك إلا ~~بمنزلة ظل زائل ms1175، ولم يحل منه بطائل، إن هذا لطموس أضل الألباب فلا تدري ~~الرشاد، وأفسد الأفكار فلا تعلم ما المراد. # وله من أخرى إلى الوزير أبي الفتوح: ما زلت - فسح الله لك أيها الوزير ~~الأجل غاية الأمل - منذ سمعت فضائلك تذكر، ومناقبك تنشر، وسور سروك تتلى، ~~ومحاسن فعالك تجلى، أحن إليك حنين كلف، وأتشوق نحوك تشوق شغف، وأستمنح ~~الأيام خلتك # PageV05P277 # وأود لو أفادتني صلتك، حتى فتحت لذلك غلقا، ونهجت له طرقا، ومكنت من ~~المعارض بالود، وسبب التناجي على البعد، فكان ما أتيته من ذلك بحسب البغية، ~~وواقعا موقع الأمنية، وهكذا فعل من حوبي بالسعادة، وأنشى على السيادة، حتى ~~فرع من المجد ذراه، واستولى من كل فضل على مداه؛ هنأني الله ما منحني من ~~صفائك، وبارك فيما وهبني من إخائك. # وإن كتابك الكريم ورد، وعلمت ما وراء افتتاحك المكاتبة من ود صريح، وميل ~~صحيح، وانجذاب جذبه لا محالة تجانس في الخلائق، وتشابه بين الطبائع، ولله ~~ما أفادتني الأيام بك، وأكسبتنيه منك، ورأيت ما أشرت إليه من إجرائك إلى ~~الصلة بيني وبين الملك الأجل المنصور - أطال الله بقاءه، ووصل اعتلاءه - ~~ولا بد أن تسبب للمواصلة أسباب، وتنفتح للمداخلة أبواب، فيتسنى بذلك من ~~تآلف النفوس كامن، ويكون الامتزاج ظاهرا كما هو باطن، وأنا أرغب أن تتناول ~~ما بدأت من ذلك فتتممه، ولا تحل من عقد الوصلة يدك أو تحكمه. # وقد لقيت فلانا فرأيت لعمري فضلا رائعا، ونبلا بارعا، وحلاوة تستهوي، ~~ولطافة من ذلك السرو تستملي. # ومن رسائله الإخوانيات # فصل له من رقعة: إذا صح الود ارتفع التصنع فيه، ولم تستخدم الأقلام في ~~شيء من معانيه، ولهذا أضربت [74 ب] عن وصف الاعتقاد # PageV05P278 # ولم أجر فيه على المألوف المعتاد. # ووصل فلان، فلا والله ما رأيت أبنى منه لمجد، ولا أنطق منه بحمد، كلما ~~اطمأن به مجلس لا يزال يثني، والأسماع إليه تصغي، حتى يجعل المحبة فريضة ~~دين، ويمكن للقول من الأنفس أي تمكين، ثم تفرد في خلال ذلك من رشد الطرائق، ~~وشرف الخلائق، وعلو الهمم، والتطبع بالكرم ms1176، بما يقضي أن للسيادة فيه أسرارا ~~ستظهرها الأقدار، وينطق بها الليل والنهار، والرب تعالى يتم عليه يتم عليه ~~مواد نعمه، ويوفي به على مطالع هممه. # وله من أخرى: وردني كتابك على حين كانت الأشواق تتوكفه، والأماني تتشوفه، ~~فأيبهجني مطلعه، ولطف مني موقعه، وأجلت فيه ناظري فاجتليت لسان الود يبوح ~~بسريرة الصفاء، ويعرب بحقيقة الوفاء، وعانيت نجي المقة كيف يساقي كأس ~~المحبة صرفا، ويهز بألطاف الصلة عطفا، لله هو من كتاب أحضر وفد الأنس عندي، ~~وجدد الجذل كعهدي، ورفع للأطراب ألويتي، وعطر بطيب الشمائل أنديتي، وبنفسي ~~مهديه، وخاطر تلطف في معانيه، وراع برائعة أغراضه ومباديه، وإذ لا تسعف ~~الليالي بتلاق يشفي، فالتناجي بمثله يتعلل ويكفي؛ لا زالت أسباب مواصلتك لي ~~مؤكدة، ورسوم ملاطفتك عندي مجددة. # ورأيت من ذلك الفاضل سيرا تنتظر درج العلا أن يرتقيها # PageV05P279 # وتتشوف اليه رتب المجد أن يعتليها، وكأني به قد أجنته الأماني ثمارها، ~~وزفت إليه السيادة أبكارها، وقاه الله العيون، وحقق فيه الظنون، فما أنبل ~~قدره، وأكمل سروه!! # وله من أخرى: إذا نجم الفضل ### | -[أعزك الله]- # من المعادن الشريفة، في المناصب المنيفة، ثم تحلى بحلية الآداب، ولم يتكل ~~في العلا على بنية الأحساب، فلا غرو أن يكثر خطابه، لأن تعلق أسبابه، ~~ويتنافس في عرفانه، ليحصل من معارفه وخلانه؛ وأنت - يبقيك الله - ذلك ~~الضارب في الشرف بأرسخ عرق، الفائت في الفضل كل ذي سبق، تعرب عن ذلك ~~الأخبار السائرة، وتنم عليك به الأنباء العاطرة، لا سيما بأوصاف فلان، ~~لعلمه بحرصي على ذلك الأفق لا يزال يهدي إلي أخباره فيخصك بينهم من الخلال ~~والمناقب، وحسن السير والمذاهب، ما قد شوق نفسي إليك، وملأ جوانحي حرصا ~~عليك، وتمنيت لو حزت أسباب [75 أ] القدرة، بتنقلي إلى تلك الحضرة، ولم ~~أتمالك أن خاطبتك خاطبا صلتك، ولست من الأكتفاء، وراغبا في خلتك، وإن لم ~~أكن من النضراء؛ لا زالت تستخلص الأنفس شمائلك، وتقف عليك المودات فضائلك. # وفي فصل من أخرى: قد كنت - أعزك الله - متمنيا لهذه الأيام، كما يتمنى في ~~المحل صوب الغمام ms1177، ومنتظرا لظهورك فيها، كانتظار النفس أعذب أمانيها، ولما ~~أطلعت طلائعها السعود، واستمر بك الارتقاء # PageV05P280 # والصعود، قلت لنفسي: بشراك، أسعفك الدهر بمناك، وسرك في بعض أعزتك ~~وأرضاك، الآن آن للنحوس أن تدبر عنك إدبار المنهزم، وللنوائب أن تحذر منك ~~سطوة المنتقم؛ وأذني في الاصغاء، إلى ما يطرأ من الأنباء، فلا تنفك مبهجة ~~الأخبار تترى، ومثلجة المسار تتناصر وتتوالى، وكلما قيل قرع من الجاه ذروة، ~~واستجد من العز كسوة، سرت العزة في خلدي، وطالت على النوب يدي، وحين صح ~~تمكنك عندي، انبسطت إلى مخاطبتك نفسي، مذكرة لك في تنويهي وغرسي، إن صادفت ~~من الزمان إسعادا، وملكت من إحدى الممالك قيادا؛ على أنك ممن لا تنسيه ~~المعارف حال، ولا يلهيه عن الجميل إقبال، ولو استقل بك السرير، ودان لك ~~الخورنق والسدير؛ ليأمن مسألتي الدهر المحيل فقد حسبتني أحاوله، أم أي حظ ~~أجزل من إقبالك علي أتناوله - كلا والله، ما أسأل وقد نلت الرضى، ولا أجري ~~بعد أن بلغت المدى، حسب يدي وما علقت، ولتقتنع نفسي بما رزقت، فلكل طلاب ~~غاية، وللظفر بالمنى راية. # ومن أخرى: أي حمد يفي بمنن لك تسلفها ابتداء، وتتابعها ولاء، بلا وجوب ~~يقتضيها، ودون سبب يستدعيها - بعيد علي أن تقوم لذلك قدرتي، أو تبلغه ~~استطاعتي، وليس عندي إلا بذل المهجة فيما وصل بك، وضم إليك، وإرخاص النفس ~~فيما أدنى إليك، وأحظى لديك. ووجدتك قد أشرت إلى عذر أعجلك في الكتاب، عن ~~التعمل والإسهاب # PageV05P281 # ووصلت ذلك بأن حسنت مذهب الاسترسال، واعتفيت من مؤنة الاحتفال، حسبما ~~يوجبه تمكن الاتصال. # وله فصل: ووصلت الأبيات الرائقة تعبق في أنف المتنسم، وتشير لعين الناظر ~~المتوسم، وتأملتها فرأيت نور الحكمة منها يتألق، وماء الطبع عليها يتدفق، ~~وما أنا إلا غفل وسمته وسما باقيا، وعاطل طوقته [75 ب] طوقا باهيا، وبودي ~~لو أغربت في الشكر، إغرابك في الشعر، واقتدرت على الجزاء، اقتدارك على ~~الإطراء، حتى أصل إلى سبقك، وأقضي بعض حقك، وإذا كنت أقصر، ولا أقدر، فأنت ~~بفضلك تتجاوز وتعذر. # وله من رقعة خاطب بها جماعة من ms1178 إخوانه: كتابي هذا من وادي الزيتون، ونحن ~~فيه محتلون، ببقعة اكتست من السندس الأخضر، وتحلت بأنواع الزهر، وتخايلت ~~بأنهار تتخللها، وأشجار تظللها، تحجب أدواحها الشمس لالتفافها، وتأذن ~~للنسيم فيميل من أعطافها، وما شئتم من محاسن تروق وتعجب، وأطيار تتجاوب ~~بألحان تلهي وتطرب، في مثله يعود الزمان كله صبا، وتجري الحياة على الأمل ~~والمنى، وأنا - أبقاكم الله - فيها بحال من طاب غذاؤه، وحسن استمراؤه، وصحا ~~من جنون العقار، واستراح من مضض الخمار، وزايلته وساوسه، وخاصت من الخباط ~~هواجسه، لا أبيت بليلة # PageV05P282 # الشئس، ولا أقوم كالذي يتخبطه الشيطان من المس، بل أنام ملء جفوني نوم ~~مسرور، وأنتبه إذا انتبهت غير مذعور، فلتبعد بعدها الخمر، ما بقى الدهر، ~~فقد طلقتها ثلاثا، وتركت الأسباب بيني وبينها رثاثا، ولله الحمد على أن خلص ~~من حبائلها، ونجى من غوائلها، وسلى من حيث كان يتوقع الكرب، ولقى المحبوب ~~من حيث كان يخشى المكروه والخطب. وأنتم سادتي أخلاء النبيذ، برئت منكم كما ~~برئ المسيح من اليهود، فهنيئا لكم تنفس أنفاسها، وتعاطي أكواسها، فلست ~~أزاحمكم عليها بمنكب، ولا أوافقكم فيها على مذهب، فاطلبوا لحثها الألحان، ~~واخلعوا فيها العذر والأرسان، وتعروا من ثياب الوقار، واركبوا رءوسكم في ~~هتك الأستار، وموتوا سكرا، ولا تعصوا لشاربها أمرا، واتخذوا الحسن في دينها ~~نبيا، واعتقدوه إماما مرضيا، وقولوا عيش الخلاعة عيش رقيق، ولذة النفوس ~~صبوح وغبوق، فليس لقولكم رد، ولا في غير رأيكم رشد، ولا أقصى الله إلا من ~~تعسف، ولا أبعد إلا من لام وعنف. # وكأني بكم ### | -[أبقاكم الله]- # إذا قرأتم أحرفي هذه تستذكرون عليها عهدي، وتشربون منها كاسا في ودي، ~~وتقولون: سنفث في العقد، ونصرفه عن ذلك المعتقد، فلا تعتقدوا ذلك ولا ~~تتوهموا أن تكيدوني بكيد، ولو تأيدتم عليه بأشد أيد، فقد استدفعت برب الناس # PageV05P283 # غامض شركم، وتعوذت برب الفلق من [76 أ] نافث عقدكم، والله ولي الكفاية ~~بفضله. # شاركتكم يا سادتي ### | -[أعزكم الله]- # نعمة الله المتجددة قبلي، وأعلمكم بمبلغ سروري وجذلي، فإن كنتم قد خصكم ~~منه - جل وعز - بمثلها عرفتموني [بها] لنتساوى ms1179 في الشكر، وإن كنتم على ~~الحال التي تركتكم عليها من البطالة، والتمادي في الضلالة، فأعفوني من جواب ~~بصفتها، فلست أتطلع إلى معرفتها، [وأنتم أولياؤنا إن شاء الله] . # فراجعه أبو الفضل بن حسداي برقعة قال في صدرها: يا سيدنا الذي ألزمنا ~~بامتنانه الشكر، وكبيرنا الذي علمنا ببيانه السحر، وعميدنا الذي عقدنا ~~بجرمه وانحل، ورمانا بدائه وانسل، أبقاك الله لتوبة نصوح تمرها، ويمين غموس ~~تبرها؛ وردنا - أبقاك الله - كتابك الذي أنفذته من معرسك بوادي الزيتون، ~~ووقفنا على ما لقيت في أوصافه من حجة المفتون، وإعجابك بالتفات شجره ~~ودوحاته، واهتزازك لطيب بواكره ورحاته، ومرورك به وهو حو تلاعه، موردة ~~صفاته # PageV05P284 # وأجزاعه، وكل المشارب ما خلاه ذميم، وماؤه الدهر خصر والمياه حميم، وتلك ~~عادة تلونك، وسجية تخصرمك، وشاكلة ملالك وسأمك، وأشعر الناس عندك من أنت في ~~شعره، وأحب البلاد اليك ما أنت في عقره، فأين منك بساتين جلق وجنانه، ~~ورياضه المونقة وخلجانه، وقبابه البيض في حدائقه الخضر، وجوه العطر في ~~جنابه النضر، وما تضمه حيطانه، وتمجه نجاده وغيطانه، من أمهات الراح التي ~~هجرتها بزعمك، ومواد الشمول التي طلقتها برغمك. وهيهات! فوالله ما فارقتك ~~تلك الأجازع والمحاني، ولا شاقتك تلك المنازل والمغاني، إلا تذكرا لما ~~لدينا من طيب المعاهد، وحنينا إلى ما عندنا من جميل المشاهد، وأين من ~~المشتاق عنقاء مغرب. # وأما ما وصفته من صحة استمرارك، ونفوذ غذائك، وإفاقتك من جنون العقار، ~~واستراحتك من سقم الخمار، وخلوص تلك الهواجس [من اختلاط الراس، فاعلم أن ~~الغي ما أنت فيه منذ اليوم، والوسواس ما سمعت به أسماع القوم، وقد أدانا ~~صادق القياس، إلى علم سبب ذلك الوسواس] فإنك تعرضت للسموم غير ملثم، وبرزت # PageV05P285 # إلى الهجير غير معمم، فأنت عملس أسفار، وجريت مهامه وقفار، فتخلل الخام ~~اللجج، وتقطع البلغم اللزج، وتصاعدت أبخرة البدن إلى أعلاه، فقذف بذلك ~~المحال الذي أملاه. # وقد بلغنا نفضت مكامن الثغر الأعلى، وسربت إلى بلاد العدو في من سرى، ~~وشهدت الخيل يوم طرادها، وباشرت الحرب غداة جلادها، مختالا بين الصفين على ~~شقراء تردي ms1180 منك بنسيج وحده، وتجيء [76 ب] بك معتجزا في برده، فقد كتب عليك ~~حكم القتل والقتال، وعلينا توسيع الجيوب وجر الأذيال، فهذا هو الرأي الذي ~~سول لك أن تدعي التوبة ولا تستدعي الكاس، وتستدعي النوبة وتستعدي الناس، ~~وتري أنك تنسك وتتقرأ، وتنخلع من المجون وتتبرأ، فالسلام عليك يا أيها ~~الناسك المتصوف، والمتبل المتقشف، الذي أقصر لما أبصر، وفضل نور الحقيقة، ~~على نور الحديقة، فقطع العلائق، وهجر الخلائق؛ فأنت ممن تقول، ما لا تدركه ~~الألباب والعقول: أخذ مني أنا، فبقيت # PageV05P286 # بلا أنا، فبوجهك يستقى الغمام، وببركة دعائك تستشفى الآلام، فإنك الرجل ~~الزاهد، والمرابط المجاهد، وما تخفى عليك لطائف الزهد ورقائقه، ووجوه النسك ~~وطرائقه. # ولكن هات حدثنا حين لم ترض بالراح إلفا، وطلقتها ألفا، ما سببك في سبك ~~لها، وهي صافية طاهرة، وغضك منها وهي طيبة عاطرة، وكلوحك في وجهها وهي طلقة ~~ناضرة -! وما لك جواب غير قول أبي نواس: # لا تسم المدام إن لمت فيها فتشين اسمها المليح بفكيا # وأما إشارتك في أن نشربها على ودك، ونتذكر عليها طيب عهدك، فلا ولا كرامة ~~ولا نعمى عين، فهي أجل وأكرم من أن نبذلها في ود من جفاها وقلاها، ونديرها ~~على حمد من ذمها وهجاها، وأما قولك: " لا يسري فيك غامض شرنا، ولا يحل عقدك ~~لطيف سحرنا " فإنك ترقق عن صبوح، وتشيع السرى وأنت مصبح، وتسر الحسو وأنت # PageV05P287 # مرتغ، وترى الزهد وأنت طالب مبتغ، فاعلم أنا سنجمع شرنا المبين، ونتظاهر ~~عليك أجمعين، ونجلب من الجن كتائب وجرائد، ونصرف من المكر غدعا ومكايد، في ~~بقائك على نسكك مستمرا، ودوامك على توبتك مصرا، فعسى أتنعم وتقر عينا بنضوح ~~كبدك، والتياع حشاك، وتشاهد مشارع الراح ولا ترد، وتباشر مناهل المدام ~~وتنشد: # أرى بعد ورد الماء للقلب لوعة اليك على أني من الماء ناقع # وإنا لنوقن أن هذا الأمل بعيد لا نبلغه، ونعيم لذيذ لو نسوغه، فما تزال ~~يحل أيمانك من نفسك حنث، لا يقاومه سحر ولا نفث، ونعم، سنأدبك إلى مآدب ~~أنسنا، [ونندبك] إلى محاضر لهونا، فما ms1181 نتم إلا بك، ولا نلذ إلا باقترابك، ~~وأي شيء ألذ وأمتع من أن نتعاطى [77 أ] الكرات والنخب، ونبعث من مكانه ~~الارتياح والطرب، ونصد الكاس عنك وأنت في مجراها، ونحلق بها عليك وأنت لا ~~تراها، ولا تعلل منها بنسيم، ولا تنفح لك من رياها بشميم، حتى إذا دبت فينا ~~حميا الخمر، وقهوتنا سورة السكر، تمايلنا عليك معربدين، وتمسحنا بأثوابك ~~راكعين ساجدين، # كما شبرق الولدان ثوب المقدس * # PageV05P288 # وأما [صفة] حالتنا التي سألت عليها، فسنزيدك جنونا بالحديث عنها: اعلم ~~أننا قيد التهاء وارتياح، ورهن اغتباق واصطباح، تصرعنا القهوة، فنتداوى ~~منها بها، ونتدرع النشوة، فلا نعرى من إهابها، فنخرج من سكرة إلى سكرة، ~~ونعبر من غمرة في غمرة: # [سدى عده لا يعرف اليوم باسمه ونعمل فيه اللهو مرأى ومسمعا] # وكتبنا إليك ### | -[أصلحك الله]- # بأنامل يمتطيها القلم فترعش، وتحتويها الكاس فتستقل وتنتعش؛ أطلعنا عليك ~~من حالنا غائظا فتلقه بالكظم، وأوصلنا إليك من خفض عيشنا منكرا فادفعه ~~بالصبر والحلم، وسترد فتعلم، وتلقى خلاف ما تظن وتتوهم، والله يمتعنا ~~بمقدمك، ويؤنسنا بلقائك، وينفعنا بصلاحك وبركة دعائك. # وذكرت ببعض فصول هذه الرسالة أبياتا كتب بها ذو الوزارتين أبو محمد بن ~~هود إلى الوزير أبي محمد بن عبدون في ترك الشراب، أولها: # الخمر يا سادتي حرام * # فراجعه الوزير أبو محمد بهذه الأبيات: # يا سيدا في حباه رضوى أستغفر الله بل شمام # PageV05P289 # في زمن الورد يا أخاه تجفى ولم تذنب المدام # إذا ألمت ذوبا وجمدا تنفر عنها ولا النعام # ودار دنيا الورى عروس معشوقة ريقها المدام # إني لأدرى الورى بقوم أنت لهم سيدي إمام # شامت يد النسك منك سيفا لكنه مثلها كهام # فعد إلى الضرب يا حساما عن مثله يعجز الحسام # وله من أخرى: وصلت رقعتك - أعزك الله - تستدعي المؤانسة من توالي هذا ~~المطر الموحش للأنفس اللبيبة، المضيق للصدور الرحيبة، فاستغرقت فضلك في ~~تذكر من ينسى، وصلة من يجفى، واستدناء من يقصى، ويحق أن يستغرب وفاء ~~الصديق، في زمان الغدر والمذوق، غير أن رغبتك صادفتني ولي من الكتب جلساء ~~تؤنس ms1182 في الوحدة، وتسلي من الكربة، وتجلو صدأ الخواطر، وتفتح عيون البصائر، ~~وتحلو للمجتني ثمارها، ويتمتع ناظر المتأمل نوارها، ثم إن من أغرب فوائدها ~~أنها تستدنيك إن نأيت، وتستعطفك إن وليت، وأغرب من ذلك [77 ب] أنك تحمد ~~عقباها، ولا تتوقع أذاها، وقد رضيت # PageV05P290 # اليوم بها قسما، وإن أفاتتني من السرور برؤيتك غنما، ولك أنت أحفل الشكر، ~~فيما تلطفت به من البر، فختر إخوانا يجاوروني في الذم والمديح، ويساعدوني ~~على الحسن والقبيح، وحسبي أنا منها ما تتذاكرون من عهدي، وتتعاطون من ~~ألاكواس والنخب في ودي. # وله من أخرى: من الأعاجيب - أعزك الله - مكاتبة مجهول لا يعرف له أسم، ~~ومراسلة غفل لم يصح له وسم، ولكنك أصبحت غريب العليا، وزعيم بني الدنيا، ~~فحسن لنا أن نذهب مذهب الإغراب، في ما نبغيه لديك من الطلاب، ونبدأ بعرض ~~الآمال، من غير أن نتدرج في مدارج الاتصال، ذهابا في ذلك عن العادة، مع من ~~خرقها في السيادة، حتى جل في المجد والعلاء، عن الأشباه والقرناء، فينشد ~~فيه وفي: # غربت خلائقه وأغرب آمل فيه فأبدع مغرب في مغرب # وله من أخرى: لولا أن التعمل في بعض الأحوال، ضرب من الإزراء والإخلال، ~~لاحتفلت، إلا أنه قد يكون في بعض السر إعلان، وينبي عن في الصحيفة عنوان، ~~وبذلك أكتفي وأحيلك # PageV05P291 # على نفسك النفيسة فهي تتصوره وتتخيله، ثم تصوره ببالك وتمثله. ووصل كتابك ~~مشتملا من لطيف صلتك، وصافي برك وتكرمتك، على ما أشعر النفس اعتزازا، وكسا ~~الأعطاف اهتزازا، وتلا ذلك من ودادك واعتدادك، وجميل مذهبك واعتقادك، ما ~~استغرق المنى، وزاد على الأمل فأوفى. # ومن أخرى: لم أزل مذ سمعت سور فضلك تتلى، ومحاسن شمائلك تجلى، وجميل فضلك ~~يعاد ويبدا، وغريب مجدك يكرر وينشا، أهم بمكاتبتك، وأتشوق إلى مخاطبتك، ~~وأتمنى أن لو فتح الله للصلة بابا، ومكن من الخلة أسبابا، وعوارض ~~الاستحياء، تحول بيني وبين الابتداء، حتى جدد لي فلان من أوصافك ما لسان ~~الزمان به أنطلق، وشواهد الفصل عليه أصدق، فلم أتمالك أن حللت عرى الانقباض ~~عني، وتراميت إلى مفاتحتك ms1183 بنفسي، وها أنا ذا قد أتيت إلى مودتك خاطبا، وفي ~~صلتك راغبا، على ثقة بأنك - بما يجمعنا من التشاكل والتناسب، في جميع ~~الأمور والمذاهب - تراني كفؤا لمل خطبت، وأهلا لما لرغبت. ولا غرو أن أقول ~~بهذا استنهاضك إلى مشاركتي في الخطب [78أ] الأخطر، والمهم الأكبر، دون أن ~~أصل للاخاء حبالا، وأتدرج في تهذيب الصفاء حالا، حتى يتمكن الارتباط، ~~ويتمهد الاغتباط، ويحسن السؤال والانبساط، ففضلك يقتضي أن ابتدئ # PageV05P292 # بالإدلال، وأتخطى تلك الرتب إلى الاسترسال، ليتم ما بيننا في الابتداء، ~~ما لم يتم لغيرنا في الانتهاء. # وقد علمت ما دخل الشرق من الاختلال، واضطرب الأحول، وأن الحزم داع إلى ~~التحول عنه والانتقال، وقد تأملت أي الجهات أنجى وأعضد، وعلى أي الملوك ~~أعول وأعتمد، فلم تطب إلا على تلك الحضرة الرفيعة نفسي، إذ كان يجمع ~~الدولتين نظام، ويضم الحالتين التئام، وكان المنتقل بينها إنما يتقلب في ~~ظلال، ويتحول من يمين إلى شمال. # وله من أخرى بعد انتقاله: كتابي من قرطبة، وقد وردتها بحمد الله على رحب ~~وسعة، وأخلدت منها سكون ودعة، وذهبت بحمد الله تلك الحيرة، وانجلت تلك ~~الغمرة، واستقال الجد من عثاره، ولاح قمر السعد بعد سراره، وأعاذ الله من ~~تلك الأحوال العائدة بمساءة الأولياء، الجالبة لشماتة الأعداء، لجمعها بين ~~القلة والذلة، وخطة الخسف والعطلة، وأغنى حل جلاله عن تلك الدولة التي ~~حملتنا على حال خمول، وصرفتنا على غير جميل، حصلت بالحضرة التي لا ينفق ~~فيها بالمخارق، ولا تعطى الكوادن فيها حظوظ السوابق، وهذا هو المعهود منه ~~تعالى في أن يديل من الضراء بالسراء، وينقل من الشدة إلى الرخاء، ومن اعتقد ~~الخير غير دائم، ولم يحسب الشر ضربة لازم، فقد أراح نفسه من تعب الساخط على ~~القضاء، والقانط من الفرج عند الانتهاء. # PageV05P293 # وأنت يا سيدي ممن يسر بما ذكرته، لأنك الولي الذي ل مرض بوده، ولا ~~استحالة لعهده، ولا يوحشك ما سلف من عتب عليك، ومنفرة لك، وانقباض عنك، فمن ~~ضن بالخلة نافس في الصلة، وقد عفا الله عما مضى، إن حققت ms1184 الآن ما ادعيت، ~~ووفيت بما منيت، فإنك عاهدت أن تستدرك من صلة المكاتبة على تنائي الأقطار، ~~ما ضيعت منها مع تجاور الديار، وقد آن لك أن تزور كعبة الكرم، وتهاجر إلى ~~مطمح الآمال [والهمم] ، وأن تلقى ملكا ليس كالملوك التي لقيت، ولا أحسبك ~~ترى مثله ما بقيت، فبادر تغم، ولا تتأخر تندم. # [وله] من أخرى [في مثله] : كتبت وقد أدال الله من تلك الديار الموحشة ~~بضدها، وأراح من [78 ب] مواطن الهون بفقدها، ونقل بفضله إلى حيث البر ~~الباهر، والانعام غامر، والفضل في النقص آمر، والنبل على الجهل ظاهر، نعم: ~~وحيث المجد شامخ البناء، والشرف عادي الانتماء، والسلطان رائع الرواء، ~~والملك متناه في البهاء، وحيث [بحور] الكرم زاخرة، وسماء المجد ماطرة، إلى ~~غير ذلك يطول عدة، ويعجز البيان حده. # وله من أخرى: أتراك ممن تغير، وفي جملة من تنكر، فنحتاج إلى استئلافك، ~~ونأخذ في استلطافك -! أنا أكفيك مؤنة الجواب، في هذا الباب، وأخصم نفسي ~~عنك، وأقيم الحجة عليها لك، فأجعل عذرك في الأشغال، ولا أنسبك إلى التغافل ~~والإهمال، وأقول: بعيد # PageV05P294 # على الدهر أن يؤثر في ودك، أو يحل رباطا من عقدك، ولكني أقول مع هذا: ~~واصل فقد أغببت، واعتذر بما أذنبت، وهات يا سيدي أخبارك التي هي أشهى إلى ~~نفسي من عصر الصبا، وأندى على كبدي من نسيم الصبا، وجدد بك وبها عهدي فقد ~~عفا منه رسم، ولاح عليه للقدم وسم. # وفي فصل: وعرفني بم تقطع دهرك، وعلى أي شيء تنفق عمرك، ونص على ما تجده ~~عندك من العجائب، واستفدته بعدي من الغرائب، ولا تكتمني شيئا وابسطه ~~المسهب، واشرح جميعه شرح المستوعب، تمح بذلك إساءة الإغباب، وتزل عني دواعي ~~الاكتئاب. # وله من أخرى: وقفت على كتاب من لدنك قد اشتمل على كل بر وحفاية، وإشفاق ~~[ورثاية] ، وتسلية تذهل عن سوء الحال، وتعد على الأيام بضمان إقبال، فذهب ~~مستودعه بغمة النفس، وأدال من الوحشة بالأنس، وغلب الرجال على اليأس، وظلت ~~حشاشة الهمة تتراجع، وخفضة الأمل تترافع، حتى كاد هذا يستقيل من عثار ms1185، وتلك ~~تنثر بعد إقبار، وليس هذا بأول انطباق أعتم فطلعت له من تأنيسك مصابيح، ولا ~~بأول غلق استبهم فتداركته من ألطافك مفاتيح، بل هي لبيض أياديك شوافع، ~~ولسوالف مشاركتك توال وتوابع. # وله من أخرى: ولو رأيت فلانا وادعاءه، وزعمه أن الله اتخذه # PageV05P295 # صفيا، وآتاه الحكم صبيا، فأفرده بجوامع الكلم، وجمع له ما افترق في ~~الأمم، أن حصل في مجلس ملك أعلاه، وعقد بالجهل حباه، ثم قال قول علي رضي ~~الله عنه [79 أ] وأرضاه: سلوني قبل أن تفقدوني، ولن تعدم مع هذا مطريا ~~بالصواب، وقائلا: هذه الحكمة وفصل الخطاب، فاعجب يا سيدي لأمم، ضحكت من ~~جهلها الأمم، وغلطت في ما لا تغلط فيه النعم، إلى أن نفقت عندها المحالات ~~والأهذار، وبطلت بسببها القيم والأقدار، ولكن إن وقع الأمل سقط التعجب لأنه ~~للقوم مثل، وللحال وفق وشكل: # فلم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها # وفي فصل من أخرى: ورد كتابك فنور ما كان بالإغباب داجيا، [وحسن عنك ~~مشافعا ومناجيا] ، واسترد إلى الخلة بهاءها، وأجرى في صفحة الصلة ماءها، ~~وعند شدة الظماء، يعذب الماء، وبعد مشقة السهر يطيب الاعفاء؛ ولا تعد [بعد] ~~إلى هذا فيكفي ما يجنيه علينا حادث البين، حتى يزيده بقطع الأثر بعد العين. ~~ورأيت ما وعدت به من الزيارة فسرني سرورا بعث من أطرابي، وحسن لي دين ~~التصابي، فلم أتمالك أن استرسلت إلى المزاج، وتجليت في يد الارتياح، حتى ~~كأنما أدار علي المدام مديرها، وجاوب المثاني والمثالث زيرها، ولعل الأيام ~~تفعل # PageV05P296 # ذلك فقد تحسن في بعض الأوقات الصنيع، وتشعب الشمل الصديع، ولا تسأل عن ~~حال استطلعتها فهي شر ما عهدت: من صبح لاح من خلال ذؤابتي، وتنفس في ليل ~~لمتي، فأراني مصارع [آمالي] ، وكشف لي عن اسوداد المطالب، وأيأسني من قضاء ~~المآرب، وعرفتني من مبادي العيش ما زهد في العواقب. # وله من أخرى: آيات مجدك ظاهرة، وأقمار سؤددك باهرة، والعيون إليها ناظرة، ~~والهمم منها غائرة، وخطا الأيام عن نيلها قاصرة، وأقدام المساعي في مداها ~~عاثرة، ولله عصر ms1186 سبب فتح باب مخاطبتك، وزمن خلع علي حلة مواصلتك، ووهبي ~~جميل العارفة بك. # وفي فصل [له] من أخرى: ورد كتابك فرفع مغضوض نواظري، وحرك سكون خواطري، ~~وأقام عاثر همتي، وأعاد علي ذاهب منتي، ولما فضضته وجدته قد تضمن من تفضلك ~~وتكرمك، وعرض من اهتبالك وتهممك، ما ينقطع جري القلم في مدى شكره، ويضيق ~~ذرع البيان عن توفية نشره. وما ذكرته من صفاء الود، والوفاء بالعهد، فكل ~~ذلك مصور في نفسي قبل أن تشير إليه، ومحيط به علمي # PageV05P297 # من غير أن تنبه عليه، لأنا كل في جزءين، وجوهر تظاهر في شخصين، فشملنا ~~جميع وإن تصدع، وشعبنا واحد وإن تنوع. # وفي فصل من أخرى: رأيت ما ذكرته من استقرارك في ذلك المحل الرفيع، ~~واغتباطك بذلك الجناب [79 ب] المريع، عند صاحب المظالم، ونظام أشتات ~~المكارم، الذي أعاد آثار الفضل معالم مشهورة، وأخبار الكرم مشاهد محضورة، ~~أعاذ الله مجده من أعين العلوية، لا من أعين البشرية، وجعل له خاتمة ~~إنعامه، التراخي في مدة أيامه، فحسبك إلى ما أجريت، ولا مزيد حيث انتهيت، ~~فاشدد على التعلق به يدا، فلست تلقى بعده أحدا. # حل تلك الفقرة المتقدمة من قول المعري حيث يقول: # أعاذ مجدك عبد الله خالقه من أعين الشهب لا من أعين البشر # وله من أخرى: إذا أسيت لفراقك فإن في الباكين حولي تسليا، أو جزعت من ~~رحلتك فإن في المصابين معي تعزيا، فما ارتحلت إلا عن من ودع بوادعك دينه ~~ودنياه، وفارق بفراقك سروه ومحياه، لإحاطة العلم أن قد استوت بعدك الأقدام، ~~وطمست من العلوم الأعلام، ثم تقضي لي مزية الاصطفاء والتقريب، بوفور الحظ ~~منك والنصيب، فقد كان لي من أخلاقك الكريمة في الاختصاص، ومذاهبك الحميدة ~~في # PageV05P298 # الاستخلاص، ما يحول الآن بيني وبين التماسك، ويحمل نفسي على التهالك. # ومن أخرى: وظننت أني أول مخصوص بالمكاتبة، ومعتمد بالمخاطبة، فإذا أنا ~~المنسي، وسواي المرعي، وغيري يعطاها ولا يسأل، وأنا أطلبها فأصرف بالخيبة ~~وأخجل، وكلما رأيتها تفرق يمنة ويسرة، تقطعت نفسي عليها حسرة، فلولا ~~العنوانات لادعيت فيها ms1187، واختطفتها من أكف آخذيها، لخجلي بين من كان يتوهم ~~أني مختص بك وأثير عنك. # وأراني فلان كتابك إليه، فوقفت عليه، وفي صدره وصف خبرك، ولعله ما ~~استهداه، ولا سألك إياه، وفي عجزه حثك له ولأشباهه على الرحيل، فيا ليتني ~~كنت في جملة ذلك الرعيل، وقد تواتر النبأ من بر من أيده الله لك بأشياء ~~تنكر إلا من مثله، وتستغرب إلا من فعله، والله يبقيك جمالا للدنيا، ونورا ~~في فلك العليا، ولولاه ما رجت الهمم بشرا، ولا عرف الكرم إلا خبرا. # وفي فصل من أخرى: يا ليت شعري كيف أتغير على بعضي وأمنحه قطيعتي وبغضي، ~~وما أظن إلا أنك داخل في جملة ومن يحب فيتجنى # PageV05P299 # ويعشق فيتجافى، بدليل أني كلما بسطتك تنقبض، أو أبرمت منك حبلا ينتقض. # وله من أخرى: # ترحلت عنكم لي أمامي نظرة وعشر وعشر نحوكم من ورائيا [80 أ] # ولكنها نظرة من خلال عبرة، والتفاته إثر زفرة، والصبابة تفعل بالنفس ~~أفعالها، وتشرب من المدامع أوشالها، والقلب من جزع يضطرب ويخفق، ويطفو في ~~أشواقه ويغرق، وكلما خطت المطي باعا، خفت على كبدي انصداعا، وما كنت ممن ~~يكلف ويشفق، ولكن من أبصر ما أبصرت فبالضرورة يعشق فبالضرورة يعشق؛ ويا ~~شوقاه! ويا حر قلباه! من لي بالشعب أن يلتئم، وبذلك الشمل أن ينتظم، ~~كانتظامه في مشاهد جمعت أشتات الأنس، واحتفلت من منى النفس، وتناولت الراح ~~من يد القمر والشمس، بين بساتين نشرت عليها تستر ألويتها، وأهدت إليها ~~صنعاء أوشيتها، وذوب اللجين يطرد من خلالها، وأدواح الزبرجد تغشاه بظلالها، ~~وقيان الطير راقية في أغصانها، متجاوبة بضروب ألحانها، ونحن نوفي كل مكان ~~منها طيبا، ونشاهد منظرا عجيبا، ولا ندع أن نعرس في كل مغنى، وندير الكاس ~~على كل معنى، ولا مثل يوم # PageV05P300 # الدير وصبوح وصلناه، والنواقيس حولنا تضرب، ونحن نطوف بالصليب ونلعب، ~~وذلك المزنر يسقي ونشرب، ومغنينا يغني ونطرب، # وقد عقدوه بزناره فديت الغزال ومن زنره # وعسى الأيام أن تجدد بتلك المعاهد عهدي، فأشفي بنسيمها وجدي، وأضع في برد ~~ثراها خدي، فقد تلين في ms1188 الأحيان منها معاطف، ويكون لها في الندرة عوارف. ~~وكان غرضي أن أسكن بالمكاتبة من لوعتي، وأتعلل باستهداء الأخبار في وحشتي، ~~لولا ما كنت بسبيله من سقم، لم تتمكن يدي معه من إمساك قلم، وهاهنا سر تصيخ ~~إليه، وتطلع عليه، وعيشك ما كان جل ما بي إلا من أجل العين والباء، فبرح إن ~~شئت بالخفاء، واستر إن شئت على مثلي من الأولياء؛ لكني لما آنست راحة من ~~شكاتي، تطلعت إلى تناول الحميا على علاتي، وحضرت بين يدي سلاف ذكرتني برشف ~~ذلك اللعس، ونرجس عارضني بطيب ذلك النفس، فنشطت للكتاب قليلا، وسامح الدهر ~~وإن كان كليلا، فهات - جعلت فداك - جدد مننك عندي، بوصف صور الأحوال بعدي، ~~وأخبرني عن القمرين إذا اعتما بذلك السبج، ولحظا من ذلك الدعج، وعارضا في ~~العوارض # PageV05P301 # تلك الصوالج [المنمنة] ، وأبدينا من المباسم تلك اللآلي المنظمة، ومال ~~بغصنيهما الدلال، وألبسهما حلاهما الجمال، كيف يروعان النفوس إذا طلعا، ~~وكيف يفعلان بالقلوب [80 ب] إذا افترقا واجتمعا، واذهب في الوصف مع ~~الاسترسال، ولا تجر إلى التعمل والاحتفال، وزدني من حديثك يا سعد، وإن ~~زدتني جنونا بعد، ولا تقل أنا مقسم البال مشغول، وفيما استفهمت عنه كلام ~~طويل. # وله من أخرى خاطب بها الوزير أبا محمد بن عبدون من سرقسطة، ونقلتها من خط ~~يده: نعم قد حم ما توقعنا من بين، وصار أمرنا أثرا بعد عين، وصرنا عنكم في ~~الطرف الأقصى، وشطت بنا غربة النوى، وتساوينا على عارض الفرقة والأسى، " ~~فمتى تقول الدار تجمعنا " - وقد نثرتنا الأيام فكيف تنظمنا - هذا بعيد ~~والذي بيده كل شيء يدنيه، ومتعذر وهو جل جلاله ييسره ويسنيه، وعلى ذلك فأنا ~~الآن بحال من بلغ أملا، واستساغ جذلا، ورضي بعض الرضى عن دهر صار للشمل ~~جامعا، وقد كان اليأس منه واقعا، والحمد لله على نعمة جددها، ومنة أكدها، ~~وهذه جملة موصولة منك يفصلها # PageV05P302 # ويشرحها، ويجلوها ويوضحها، فاني كتبت على عجل، وعلى غير مهل، وفي وقت لم ~~أتمكن من بسط المقال، والجري فيه على عادة الاسترسال، فلا تجر بهذا ولا ms1189 ~~تقارض عنه، وتفرغ للجواب، وأطل في الخطاب، واشرح كل ما جرى بعدي من خبر، ~~وتجدد من أثر، وحدث من عجب، ووقع من نادر ومستغرب. # وفي فصل من أخرى: وصلت التحفة المرغوبة، والملاطفة المحبوبة، فكانت أحلى ~~موقعا، وأسنى موضعا، من التحف ذات القيم، و [الملاطفات] المعدودة أحلى ~~القسم، وارتاحت إليها النفس، وحضر بها قبل وقته الأنس، وكادت تتمشى نحوها ~~الكأس، وسأجدد لك بها ذكرى، وأشرب بها على ودك ملأى، وأديرها على الصحب، ~~وأتساوى في قسمتها مع الشرب، فهذا من حق فضلها، وبعض ما لك في إهداء مثلها، ~~لا زلت الملاطف المكرم، والمواصل المتهمم. # وله من أخرى: أوصافك لعطرة، ومكارمك المنتشرة، تنشط سامعها من غير توطئة، ~~في اقتضاء ما عرض من أمنية، وللراح - جعلت فداك - من قلبي محل لا تصل إليه ~~سلوة، ولا تعترض عليه # PageV05P303 # جفوة، إلا أن معينها قد جف [وقطينها قد خف] ، فلا توجد للسباء، ولو ~~بحشاشة الحوباء، فصلني منها بما يوازي قدري، ويقوم له شكري، فإن قدرك أرفع ~~من أن تقضي حقه زاخرات البحار، ولو [81 أ] سالت بذوب النضار، لا بصافية ~~العقار. # وله من أخرى في الاستدعاء: يا سيدي ومن أبقاه الله قشيبة أثواب عزه، ~~محمية ساحات حرزه، يومنا يوم تجهم محياه، ودمعت عيناه، وبرقعت شمسه الغيوم، ~~ونثرت صباه لؤلؤها المنظزم، وملأ الخافقين دخان دجنة، وطبق بساط الأرض ~~هملان جفنه، فأعرضنا عنه إلى مجلس وجهه كالصباح المسفر، وجلبابه كالرداء ~~المحبر، وحليه يشرق في ترائبه، ونده يتضوع من جوانبه، وطلائع أنواره ~~تتمرمر، وكواكب أكواسه تزهر، وأبارقه تركع وتسجد، وأوتاره تنشد وتغرد، ~~وبدوره تستحث أنجمها محيية، وتقبل أنملها مفدية، وسائر نغماتها، خذ وهاتها، ~~وأقصى أملنا، ومنتهى جذلنا، أن تحث خطاك، حتى يلوح سناك، ونشتفي بمرآك. # PageV05P304 # وله من أخرى في مثله: طلع علينا هذا اليوم فكاد يمطر من الغضارة صحوه، ~~ويعشى من الإنارة جوه، ويحيي الرميم اعتداله، ويصبي الحليم حسنه وجماله، ~~فلفتنا زهرته، ونظمتنا بهجته، في روضة خلعت عليها السماء سبائبها، ونثرت ~~علينا كواكبها، ووفد عليه النعمان بشقيقه، واحتل فيه الهند بخلوقه ms1190، وبكر ~~إليه بابل برحيقه، فالجمال يشخص لحسنه طرفه، والنسيم يهز لأنفاسه عطفه، ~~وتمنينا - أعزك الله - أن يتبلج صبحك من خلال فروجه، وتحل شمسك في منازل ~~بروجه، فإن رأيت أن تطلع علينا الأنس بطلوعك، وتهدي الفرح بوقوعك، فلن تعدم ~~نورا يحكي شمالك طيبا وبهجة، وراحا تخال خلالك صفاء ورقة، وألحانا تثير ~~أشجان الصب، وتبعث أطراب القلب، وندامى ترتاح لهم الشمول، وتتعطر بأرجهم ~~القبول، ويحسد الضحى عليهم الأصيل، ويقصر بمجالستهم الليل الطويل. # وله من رقعة: ورد كتابك مشتملا على أنفس كلام راق في نظامه، وأحسن زهر ~~تطلع من كمامه، فأبتهج النفس برائع البيان، وملك الطرف بباهر الحسن ~~والإحسان، لا عدمتك تهدي نوادر وفوائد، ومعجزا في مصادر وموارد، ويعلم الله ~~استيحائي من بعدك، وإشفاقي من فقدك، ولكن هذه الأيام لا تسمح بمرغوب، ولا ~~تجري إلى إثبات # PageV05P305 # ناقص # PageV05P306 # ناقص # PageV05P307 # مخاطبة، ومن أين تجد سبيلا إلى ذلك وزمانك كله مقسم في أشغال، ومرتب على ~~أحوال، تنام بالضحى مثقلا من السكر، وتتململ على فراشك إلى الظهر، حتى ~~يتكرر رسول فلان [82أ] فيوقظك من المنام، ويحركك إلى القيام، ثم تركب وتجد ~~المائدة موضوعة، والأيدي لإبطائك مرفوعة، فتدنو من الطعام بكسل، وأنت شاك ~~من بقايا خمار أو ثمل، وتخدش من الخبز بظفرك، وتأكل شيئا لطيفا على قدرك، ~~ثم تستلقي وتتمدد، وتتثاءب وتتوسد، وتستحضر جنانك فتسأله عن الجنة منى ~~سقاها، والروضة إن كان رواها، والأزهار هل تحفظ بها وجناها، وبينا أنت في ~~ذلك يستأذن عليك وكيلك في ضياع الانزال، فتأذن له في الخول، ثم تستفهمه متى ~~أقبل، وأي شيء عمل، وكم جمع، وما زرع، وتعلل بهذه العلل والأخبار، حتى ~~تنقضي بقية النهار، ثم تتنشط لتستدفع شرب الماء، في ود أحد الرؤساء، وتقيم ~~من بعد دست الأنس، حتى تعود في مثل ذلك الأمس، فمتى تتفرغ مع هذا للصديق، ~~وكيف تتمكن من قضاء حقوق -! وأيضا فإن السياسة تقتضي أن تعرض عن ذكر مثلي، ~~وتلعن وقتا وصلت به حبلي، لاسيما وقد دهيت من جهتي، وكاد السلطان يجفوك من ~~أجل خلطتي، أنت لعمري ms1191 في أوسع العذر، فاجر مع الدهر. # وله من أخرى: ولئن كانت الأيام تنسيك، فالأماني تدنيك، ولئن # PageV05P308 # كنت محجوبا عن الناظر، فإنك مصور في الخواطر، أناجيك بلسان الضمير، ~~وأعاطيك سلاف السرور، وأداعبك مداعبة الحضور، وأجاذبك فضول اللعب، وأبلغ ~~معك إلى حد الطرب، حتى أسكن شوقي إليك، وأقضي وطري منك، وأنت في كل حال لا ~~تشعر، وذاهل لا تذكر، ولا تقطع زمانك إلا بحظيرة حولك تصنعها، وخيمة ~~ترفعها، فإذا تم لك هذا اللهو، تداخلك الزهو، وشمخ بأنفك البأو، وخلت أنك ~~متوج على سرير، أو رب خورنق وسدير، فمتى نلتقي على حال، ويتفق مذهبنا في ~~وصال -! هذا لعمري بعيد، اللهم ان كان من الدهر حلم، واكتهال السن نوم، ~~ونجوم الشيب قد طلعت من الغدائر، وعمايات الصبا قد انجلت عن البصائر، فتذكر ~~من الود ما أذكر، وتفكر في النأي كما أفكر، وتحن إلى تلاق، وتبرد غليل ~~اشتياق. # وله فصول من رسائل، في العنايات والوسائل # فصل من رقعة: معرفتك بتقلب الأيام بذوي الفضل، وحكمها [فيهم] بغير السوية ~~والعدل، تغني عن عرض ذلك عليك، وتقريره لديك. وفلان ممن عرفت حاله في ~~الثروة والمنعة، ورتبته في الجاه والرفعة، لكن أساءت إليه بعد الإحسان، ~~وامتحنته [82 ب] بأنواع من الامتحان، حتى ذهبت بجميع وفره، واضطرته إلى بني ~~دهره؛ وقصدك مستجيرا من عثرته، ومثلك إلى مشاركته، وحض على إسلاف البر ~~إليه، ورغب في وضع الصنائع لديه. # PageV05P309 # وفي فصل من أخرى: للصنائع - أعزك الله - عوائد من الحمد، تطيل بناء ~~المجد، ومثلك انتهى في إسلافها منتهى الجاهد، ونافس فيها بالطارف والتالد؛ ~~والأديب أبو فلان ممن تزكو لديه، ويتظاهر جمالها عليه، بما له من المحاسن ~~التي تؤلف منثور المفاخر، وتنظم أشتات المآثر، ثم بالأدب الذي يمتع ~~بالاجتناء زهره، والفهم الذي يتطاير عند الاقتداح شرره، إلى ما يرجع إليه ~~من عفة طعمته، وعلو همته، وتحل بأجمل المذاهب، وتتنزه عن دني المكاسب، وأنت ~~بسروك ترى صلة مثله ذماما، ووضع العارفة عنده اغتناما. # وفي فصل من أخرى في مثله: مكاتبتك - أعزك الله - في البر بمن يرد ms1192، ~~والمكارمة لمن يطرأ عليك ويفد، كمن يستمطر السحاب وقد أخضلته، ويستعجل ~~الرياح وقد استقبلته، ولكنها سنن وعوائد، تفعل وإن لم تستجلب بها زوائد ~~وفوائد؛ وفلان ممن علمت فضله وأصالته، ويقظته وجزالته، ولطفه وحلاوته، وما ~~الظفر بقربه إلا فرصة تغتنم، ولا المشاركة لأمثاله إلا فضيلة تلتزم، لأنه ~~بالشكر رحب الذراع، وفي بسط الثناء طويل الباع، وحسبي أن أشير وأنت تكتفي ~~بالإيماء، فتوفي في مكارمته على الأمل والرجاء. # وفي فصل من أخرى: حيث الكلأ يرتع، وأمكنة الخصب تنتجع # PageV05P310 # والنفس إلى من أحسن اليها أنزع، والأمل في من وصل أطمع؛ وقد كان فلان قصد ~~تلك الحضرة - دام جمالها بك - فأوسعت مطالبه قضاء، وكنت له قليبا ورشاء، ~~حتى انصرف بفوائد وفرها اهتبالك، وأثمرها جاهك ومالك. وكما انتجع بعدها ~~مراعي أذكرته السعدان، أو ورد موارد أصدرته غير ريان، ولما أضل الكرم رجع ~~إلى حيث ينشد، وعاود من يعتقد، والعود أحمد، وأنا أرغب أن يكون له في فضلك ~~معاد، ومن طولك ازدياد. # وفي فصل من أخرى: أعاذ الله عمادي من المحن والنوائب، ولا أعدمه إسداء ~~المنن والمواهب، فقد عقد الله على الخير سريرتك، وصحح في ابتغاء الأجر ~~بصيرتك، فما تدعى إلى حسنة إلا وأنت سابق اليها، وموف [83 أ] بسعدك عليها. ~~وموصل كتابي رجل من الثغر ووجوه الأطراف، امتحنته الأيام في النعم، أوان ~~الشيخ والهرم، وابتلته بذل الأسر، وطول الشقاء في دار الكفر، وبحسب حاله في ~~الثروة، ومكانه من النجدة، اشتط عليه، وأخذ منه في الفداء جميع ما في يديه، ~~وارتهن أولاده في بقايا بقيت عليه، وأنت بفضلك تحملها في مالك، ولا يضيق ~~عنها حالك، حتى تفوز وحدك بأجرها، ولا يسهم لغيرك في ذخرها، وتنفرد بجمال ~~الذكر في خبره، وتتلافى ما اختل من أمره # PageV05P311 # فهو ممن يقوم الأعداد، في مواطن الجهاد، ومواقف الجلاد، والله على ذلك ~~مؤيدك، وهو بمنه مسددك. # وله فصل من أخرى: توهم الشيخ - أبي، شاكرك - أن الأدب شيء يشرف حامله، ~~ويكسب الجاه ناقله، فأراد أن يستعين على ما رغب، وليس عنده أنه مع الخطوب ms1193 ~~خطب، ومع الزمان على منتحليه ألب، ولا في عمله أن الأيام لا تمكنني من دفع ~~مضرة عن ذراي، فكيف عن جلب منفعة لسواي، ولا في حسابه أن من كانت سعوده ~~موليه، ونحوسه مستعلية، فبعض خاذليه في النصرة اليد، وأول مسلميه عند ~~الحاجة العضد، وقد سمع - أعزك الله - أن لي نصيبا من ودك، فألح علي في ~~قصدك، لأرغب له وأسأل، وقد عزمت أن أفعل، لكن رأيت الرقعة بالسؤال أسمح، ~~والقلم في الرغبة أفصح وأنجح، فلذلك جعلت الخطاب عوضا، وتركت من القصد ~~مفترضا. # وله من أخرى: غير ذاهب عنك - أيدك الله - ما في جبلة الإنسان، من الحنين ~~إلى الأوطان، وأنه لا يفارقها في أكثر الأحيان، إلا باضطرار، ولا يخرج عنها ~~إلا غير مختار، ومهما طال اغترابه، وكثر في البلاد اضطرابه، ولها عنه ~~باسعاد من الزمان، وتسلى بضروب من السلوان، فلا بد للنفوس من اشتياق إليها ~~وتولع، ونزوع نحوها وتطلع، وقد أشار إلى العلة في ذلك المتقدمون والمحدثون، ~~وأوضحها بعد المولدون، وعبروا عنها بغير ما عبارة حتى اتضح وضوح النهار ~~معناها، وانتهت منها الأقوال # PageV05P312 # منتهاها، واستوي في معرفة سرها وخبرها، واستغني باستهارها عن ذكرها؛ ~~وإحاطة علمك بحال الوزير الكاتب أبي فلان من بدئها إلى انتهائها، يغني لك ~~عن ذكرها وإجرائها، ولما دخل إلى بيضته التي منها خرج، ووكنه [83 ب] الذي ~~منه درج، تذكر حال أولاده فجذبته إليه جواذبها، وغلبته على رأيه غوالبها، ~~ولم يتماسك أن حن إلى العودة لمغناه، فحسنت له ما اعتزمه ورآه، ولم أر بأسا ~~في تحوله من ناحيتك إلى ناحيتي، فليس بمفارق حضرتك من ينتقل إلى جهتي، ولا ~~ينفصل من جملتك من يحصل في جملتي، لأنه لا فرق بين الحالتين، ولا تباين بين ~~الجهتين. # وفي فصل من أخرى: لئن كان مولاي أعلى الملوك مكانا، وأعظمهم شانا، ~~وأكثرهم إنعاما وامتناعا، وأعلمهم ببواطن السرائر، وأفطنهم لهواجس الخواطر، ~~وأسبقهم إلى العطاء دون أن يسأل، وأسمعهم بالمأمول قبل أن يؤمل، فإن عادة ~~العبيد من الموالي أن يستزيدوا وإن غمر إحسان، وأن يذكروا وإن لم ms1194 يكن ~~نسيان، ليقف موقفه المؤمل، ويزداد رغبة في تطوله المتطول؛ فإن كنت قد وصلت ~~من عزته الرفيعة إلى داري؛ وحصلت منها في موضع استقراري، ونلت من تقريبه ~~فوق قدري ومقداري، فأنا الآن بمنزلة ضيف وبودي ألا أكونه، بل كنت أشتهي أن ~~أرى نفسي بمنزلة من ألقى العصا، وأمن روعة النوى، وخيم مستوطنا، واتخذ سكنى ~~وسكنا، وصار من دنياه في أمل، وقلب الطرف بين خيل وخول، ولا والله ما يختلج ~~ببالي غير ذلك كله، ولا # PageV05P313 # استبطأت من طول مولاي وفضله، ولكن ليس للمرء من عمل، في قوله عز وجل {خلق ~~الإنسان من عجل} (الأنبياء: 37) ولئن تسرعت وعجلت، فعلى فضل أتاه مولاي ~~عجلت، وعليه عولت واتكلت، ولولا ثقتي بالرأي الجميل، والمعتقد الكريم ~~النبيل، لوقفت عند قدري، وما تعديت طوري، حتى يكون هو - أيده الله - السابق ~~إلى ما يغني عن إنشاده: # وفي النفس حاجات وفيك فطانة ... سكوتي بيان عندها وخطاب * * # ومثلك من كان الوسيط فؤاده ... فكلمه عني ولم أتكلم ومن رسائله في ~~التعازي # فصل له من رقعة: من أي الثنايا - أيدك الله - طلعت علي النوائب، وأي حمى ~~رتعت فيه المصائب، فواها لحشاشة الفضل أرصدها الردى غوائله، وبقية الكرم جر ~~عليها الدهر كلاكله، وواحسرتا للجة المواهب كيف سجرت، ولشمس المعالي كيف ~~كورت، ويا لهفا على هضبة الحلم كيف زلزلت، وحدة الذكاء والفهم كيف [84 أ] ~~فللت، فإنا لله [وإنا إليه راجعون] أخذا بوصاياه، وتسليما لأقداره وقضاياه. # PageV05P314 # ومدحه ابن خيرون بشعر قال فيه: # لا تكثري لوم المحب وما به يكفيه من مضض الهوى وعذابه # يقول فيه: # بأبي المطرف روضة الأدب الذي أضحى به فردا بغير مشابه # إن قلت قس فهو أفصح منطقا أو قلت سحبان فقد أزرى به # أو قلت صابئ دهره أو دغفل أخطأت، ما جاءا بمثل خطابه # يا غرة الزمن البهيم وماجدا ما إن يوازى في علو نصابه # لو أنصف الزمن الخؤون ذوي العلا كنت الوحيد الفرد من كتابه # لكنه يحبو اللئيم بأريه ويجود للحر الكريم بصابه # يرد الوضيع من البرية ماءه صفوا، ويخدع ms1195 ذا النهى بسرابه # خذه إليك أبا المطرف واغتفر زللي فديت فلست من أترابه # فأجابه أبو المطرف بشعر قال فيه: # يا معربا في كل معنى سؤدد نظم العلا فأجاد في إعرابه # نفسي فداؤك من خليل واصل أهدى إلينا الدر من آدابه # لله ذاك الطبع هم بمنطق فغدا الشرود مذللا لخطابه # صواغ أنواع البديع فما الرضي ومن الوليد ومن أبو خطابه # علقت يميني منك علق مضنة شدت أناملها على أسبابه # وسللت منك على الزمان مهندا يفري فرى الخطمي حد ذبابه # PageV05P315 # وكسوتني من حر شعرك ملبسا قد كان غير عواتقي أولى به # فأجبت عنه على الروي وربما كنت المقصر في اعتراض جوابه # أسدل علي بستر فضلك واصلا فالشعر مما لا أطوف ببابه # وأبو المطرف القائل في غلام وسيم رأى بيده عصفورا: # يا حامل الطائر الغريد يعشقه تهنا العصافير ان فازت بقرباكا # تمسي وتصبح مشغوفا بعجمتها في غفلة عن دم أجرته عيناكا # إذا رأتك تغنت كلها طربا حتى كأن طيور الجو تهواكا # يا ليتني الطير في كفيك مطمعه وشربه حين يظما من ثناياكا # وله من رقعة خاطب بها الوزير الكاتب أبا محمد بن عبد البر: لما أصبحت - ~~أعزك الله - في صناعة البلاغة إماما، ولأشتات الفضائل نظاما، لم تتهمم في ~~وداد تدعيه، واعتلاق تبتغيه، من سمت به إليك همم، أو تقدمت له فيها قدم، ~~لأنك المنتهى الذي إليه يجرى، وتبتغى لديه الزلفى، ويتوصل به إلى العليا، ~~وأنا ممن يتشيع فيك تشرعا، ويحبك طبعا لا تطبعا، واستنزل في الجمع بك ~~الأقدار، وأستخدم في التعلق بأسنانك الليل والنهار، لتلحقه بالعتاق ~~السوابق، وتلقي عليه شعاعك فيشرق في المغارب والمشارق. ولما سنى الأمل ~~لالقاء، واتصلت النفس بذلك الفضل والعلاء، جاشت بالحمد الخواطر، وهاجت ~~بأسرارها الضمائر، لتستكشف من الثناء، تحقق النفس بالولاء، وتكون على ثقة # PageV05P316 # بالمسامحة والاغضاء، فلست بالشعر آنسا، ولا بمعاناة النظم والنثر ~~متلابسا، وإنما أنطقتني بما قلته الود، وأملى علي ما كتبته المجد. # ثم ختم رقعته هذه بأبيات يقول فيها: # قد كنت ذا حنق على الدهر الذي ما ms1196 زال يسخطني صباح مسائي # حتى لقيت أبا محمد الرضى فأدال ذاك السخط بالارضاء # طلق الجبين وفيه فضل مهابة يغضي لها ذو المقلة الشوساء # حلم لو أن الدهر حمل بعضه لشكت عواتقه من الإعياء # وإذا تناولت الرقاع بنانه أنستك طرز الوشي في صنعاء # وزرت على ورد الخدود وفوقها لام العذار على انعطاف الراء # تقضي بأن سنا البلاغة لم يلح من قبلهن لأعين البلغاء # وله إذا شاء النظام غرائب لا تدعيها فطنة الشعراء # برئت من التعقيد في تأليفها فأتتك أملس من زلال الماء # أفراد حمد حازما متفرد وهي في الورى مقسومة الأجزاء # ما كنت بالمداح غيرك واصلا لو كانت الشعرى عليه جزائي [85 أ] # ولأنت أوصل من رعى أسبابها فبنى لمهديها سماء علاء # فصل في ذكر الأديب أبي الربيع سليمان بن مهران السرقسطي # من شعراء الثغر، كان، في ذلك العصر، وله شعر كثير، وإحسان # PageV05P317 # مشهور، وعلى لفظه ديباجة رائقة، غير أنه لم يمر بي من شعره عند نقلي هذا ~~المجموع إلا أبيات سمعت القوالين يتداولونها لعذوبتها وسلاستها، وتتعلق ~~بذيلها حكاية وجدتها في بعض تعاليق الفقيه أبي محمد علي بن حزم الشافعي ~~بخطه عن محمد بن الحسن المذحجي المعروف بتبن الكتاني المتطبب؛ قال ابن ~~الكتاني: شهدت يوما مجلس العلجة بنت شانجه ملك البشكنس، زوج الطاغية شانجه ~~بن غرسيه بن فرذلند - بدد الله شيعتهم - لبعض ترددنا عن ثغرها إليه في ~~الفتنة، وفي المجلس عدة قينات مسلمات من اللواتي وهبهن له سليمان بن الحكم ~~- المتقدم ذكره صدر هذا الديوان - أيام إمارته بقرطبة، فأومأت العلجة إلى ~~جارية منهن فأخذت العود وغنت بهذه الأبيات: # خليلي ما للريح تأتي كأنما يخالطها عند الهبوب خلوق # أم الريح جاءت من بلاد أحبتي فأحسبها ريح الحبيب تسوق # سقى الله أرضا حلها الاغيد الذي لتذكاره بين الضلوع حريق # أصار فؤادي فرقتين فعنده فريق وعندي للسياق فريق # فأحسنت وجودت، وعلى رأس العلجة جاريات من القوامات أسيرات كأنهن فلقات ~~قمر، فما هو إلا أن سمعت إحداهن الشعر فأرسلت عينيها [كأنهما] مزادتان، ~~فرققت لها وقلت: ما ms1197 أبكلك - قالت: هذا الشعر لأبي، وسمعته فهيج شجوي، فقلت ~~لها: يا أمة الله، ومن أبوك - قالت: # PageV05P318 # سليمان بن مهران السرقسطي، ولي في هذا الإسار مدة، ولم أسمع لأهلي بعد ~~خبرا. # قال ابن الكتاني: فما جزعت على شيء جزعي عليها يومئذ. # قال أبو الحسن [ابن بسام] : هكذا وجدت خبر هذه الأبيات بخط الفقيه أبي ~~محمد المذكور، ولم يخبر [ابن الكتاني] انه امتعض لفك أسر تلك الجارية ~~هنالك، ولا وفقه الله لشيء من ذلك، وكان [85 ب] تركه لها في الأسر، مع ما ~~أطلعته عليه من الأمر، مما يوقد الضلوع، ويسكب الدموع. # وأخبرني أيضا بهذه الأبيات الفقيه أبو بكر بن العربي قال: أخبرني الحميدي ~~عن الفقيه أبي محمد بن حزم، قال: أنشدني محمد بن الحسن المذحجي قال: أنشدني ~~الأديب سليمان بن مهران في مجلس الوزير أبي الأصبغ عيسى ابن سعيد وزير ~~المظفر بن أبي عامر، وأنشد الاربع الأبيات المتقدمة. # وكان محمد بن الكتاني المتطبب فرد أوانه، وباقعة زمانه، منفقا لسوق ~~قيانه، يعلمهن الكتاب والإعراب، وغير ذلك من فنون الآداب # PageV05P319 # وكان متحيلا كثير الترقيح والاستعمال، لضروب من الكذوب [وزور المقال] ، ~~فربما أنشأ عدة رسائل فينحلها القيان، ويبيعهن بأغلى الأثمان، وقد ذكرنا في ~~أخبار ابن رزين أنه باع منه قينة بثلاثة آلاف دينار، حسبما حكاه أبو مروان ~~[ابن حيان] . # ولابن الكتاني فصل من رقعة يصف فيها تعليمه القيان، يقول فيه: فأنا منبه ~~الحجارة، فضلا عن أهل الفدامة والجهالة، واعتبر ذلك بأن في ملكي الآن أربع ~~روميات كن بالأمس جاهلات، وهن الآن عالمات حكيمات منطقيات فلسفيات هندسيات ~~موسيقاويات أسطرلابيات معدلات نجوميات نحويات عروضيات أديبات خطاطيات، تدل ~~على ذلك لمن جهلهن الدواوين الكبار التي ظهرت بخطوطهن في معاني القرآن ~~وغريبه وغير ذلك من فنونه، وعلوم العرب من الأنواء والأعاريض والأنحاء، ~~وكتب المنطق والهندسة وسائر أنواع الفلسفة، وهن يتعاطين إعراب كل ما ينسخنه ~~ويضبطنه فهما لمعانيه ولكثرة تكرارهن فيه، وفي هذا أعظم الشهود أني واحد ~~عصري ونسيج وحدي، وأني أفنيت الزمان تجربة، والدهر تبصره، فاعرف - أعزك ~~الله - قدري ms1198، ووفني قسطي، ولا تطمع أن تظفر بعالم مثلي، أو متفرغ فضولي ~~شبهي، ولو طفت الآفاق، وساءت الرفاق، ومشيتا العراق، من زقاق إلى زقاق. # وأنشدت لابن مهران من شعر كتب به إلى بعض كتاب الثغر من جملة أبيات: # PageV05P320 # لا تنسني من سحتك المكسوب واجعل نصيبك منه مثل نصيبي # واذا اغترى بك في القيامة أهله فبمثل ما أوليتني تغيري بي [86أ] # وهي الذنوب، وبالغ في لؤمه أقصى النهاية باخل بذنوب # قال أبو الحسن [ابن بسام] : وحدثني من أثقه عن الفقيه أبي الحسين عبيد ~~الله بن منينه الشنتمري قال: دخل بعض شعراء العصر على ابن ست الجيش، وكان ~~جد ابن منبه لأمه - وقد تقدم ذكره والخبر عن مقتله في أخبار القاضي ابن ~~عباد - فأنشده هذه الأبيات. # وإخبار ابن منبه بهذه الحكاية عن جده [مادحا له] ، على ما فيها من قبح ~~الاحدوثة وشناعة الذكر، ليثبت أن ذلك الخائن البائر، المتعسف الجائر، كان ~~جده، ويعرب عن شرفه، ويدل على نباهة سلفه. وشبيه بهذا [الخبر] ما حكي عن ~~أبي العباس المبرد أنه صنع هذه الأبيات ليثبت نسبه في ثمالة، [وهي] : # سألنا عن ثمالة كل حي فقال القائلون ومن ثماله # فقلت محمد بن يزيد منهم فقالوا زدتنا بهم جهاله # وقال لي المبرد خل عني فقومي معشر فيهم نذاله # PageV05P321 # فصل في ذكر الأديب الأستاذ النحوي أبي عبد الله بن خلصة الضرير # وكان أحد العلماء بالكلام، وله حظ من النثر والنظام، ولكنه بالأئمة ~~العلماء، أشبه منه بالكتاب والشعراء، وقد مرت بي له أشعار يشير بها إلى ~~البديع، ويذهب إلى التصنيع، وقد أوردت منها جملة تليق بالديوان، وتنبه على ~~موضع قائلها من الاحسان. # فصول من كلامه في أوصاف شتى # فصل له من رقعة عن إقبال الدولة إلى المعتصم: كتبت - أدام الله إعزازك، ~~وصان ارتياحك للمحامد واهتزازك - بعد قفول من قفل عنك، وحلول من صدر بما ~~شرح الصدور من لدنك، والحال شاملة الصلاح، فائزة القداح، جارية على ~~الاختيار والاقتراح، ومما ضرح القذاة من شربي، واستنزح الأذاة عن سربي، ~~وزورى روعة روعي ms1199، وروى بماء الثقة عودي، حتى رسخت في أرضها أصولي ورفت ~~فروعي، ما حلاك به من عميم الفضائل، وكريم الشمائل، فأقر صحة ما بلاه منك ~~في فؤادي، وأشربه ذاتي. فوحياتك التي بها حياة الكرم، لقد أسمعوا # PageV05P322 # من لطائف البر، وأودعوا من غرائب الثناء [86 ب] الحر، ونشروا من كرم ~~الخلال، مع ركانة الوقار ومهابة الحال، وإعظام الجليس، والتزام التواضع ~~والتأنيس، بعد توفية الرياسة حقها، وتقضية السيادة أجل واجباتها وأدقها، ~~جعل الله الآمال طاعتها والأيام رقها، ثم استوصفتهم التذاذا بطيب أنبائك، ~~صورة مجلسك مع وزرائك وأحبائك، فأوردوا من ذلك ما هو أشهى من السعادة، ~~وأحلى من الحياة المعادة، وأسبى للنفوس من مراض الحدق، وأجلى للشكوك من غرة ~~الفلق، فطارت بي هزة الشوق كل مطير، وأصارتني غرة الفرح بين روضة غناء ~~ووداد مطير، وقلت: الحمد لله، قد وفقت أمري، وقام عند العواذل عذري، وسطع ~~شهاب حجتي بأن خلعت عليه نفسي، وأودعت يديه مهجتي. # وفي فصل منها: # ومثلك من كان الوسيط فؤاده فكلمه عني ولم أتكلم # * * # والحق أبلج قد هديت إلى الصراط المستقيم # ووثقت أني لم أبوئ حرمتي إلا حريمي # PageV05P323 # ما ضاع حق كريمة هديت إلى كفؤ كريم # يا كاسب الحمد الحديث ووارث المجد القديم # قاسمتك النفس [النفيسة] واختصصتك بالصميم # أي بر - أعزك الله - يعارض به برك، وقد عرض في المكارم برك وبحرك، أم أي ~~فعال توازي فعالك، وقد ودت النيرات أن تكون نعالك، أم أي شكر يكون كفاء ~~أياديك، وقد تمنت الأيام أن لها ألسنا تطريك، و [أن لها] أنفسا تفاديك، أم ~~أي عرف يكون جزاء عرفك، وقد فغم الخافقين ريا عرفك. لهنك الخير الذي لا ~~يضاهى ولا يباهى، والحر الذي لا يبارى، والجواد الذي لا يجارى، والمصيب ~~الذي لا يناضل، والحسيب الذي لا يكارم ولا يفاضل، والملك الذي لا تجانس ~~صفاته، ولا تجاذب أواخي أسبابه، ولا تحاذى أواذي عبابه: # مليك إذا الهى الملوك على اللهى خمار وخمر هاجر الدل والدنا # ولم تنسه الأوتار أوتار قينة إذا ما دعاه السيف لم يثنه المثنى # وهوب ms1200 ولكن لا تعد هباته بموحد إن عد الهبات ولا مثنى # أشم إذا وازنت يوما بحلمه شماما ورضوى لم تجد لهما وزنا # ولا للمنى إلا بساحة جنى ولا للغنى إلا براحته معنى # ولو جاد بالدنيا وعاد بمثلها لظن من استصغارها أنه ضنا [87 أ] # PageV05P324 # ولا عيب في إنعامه غير أنه إذا من لم يتبع مواهبه منا # وأنى تساميه الملوك وإنما وجدنا الورى لفظا ومعناهم معنا # تقيل من آبائه الغر سادة قيولا فبذ البحر واحتقر المزنا # وفي فصل من أخرى: كتابي عن ود لا يكدر صفو موارده، وعهد لا يفنى بحكم ~~معاقده، ونفس ترتاح لذكراك، وتتمثل مع الساعات مرآك، وحق لمن أرعيته الخصب ~~من روض إخائك، وسقيته العذب من مشرع وفائك، أن يفصح في بث محاسنك لسانه، ~~وينفسح في نشر فضائلك ميدانه، ويفوز في وصف فضائلك بيانه، وينظم لفخرك على ~~أجياد شكرك عقودا، ويحوك لمجدك وسنائك [من تقريظك وثنائك] برودا، يوشيها ~~بذكرك الخطير، ويطرزها بالترفيع لك والتوقير، والله تعالى يحرس بحراستك ~~فواصل الخلال، ويبقي ببقائك محاسن الآثار والأفعال، بعزته. # وله من أخرى: كتابي كتاب مبتدي الحمد، مستهدي الود، ضابط على ذؤابة ~~الإخاء، رابط بافتتاح مكاتبتك أسباب التكرم منك والوفاء، لا طالبا فضل ~~الابتداء عليك، ولا مستزيدا على التوسل بمباراتك إليك، إلا هوادة طبيعة، ~~وودادة شريعة، يبعثها في ذات الله مراد، لها من الفؤاد مراد، وسرائر، أحكمت ~~عقد الإخلاص منها مرائر، صان الله بإدامة حياتك، وحسن الدفاع عن ذاتك، ~~الفضل الذي إليك منزعه ومفزعه، ولديك مستقره ومستودعه. # PageV05P325 # وإلى ذلك - أطال الله بقائك - فموصله فلان، وافاني هذا العام راغبا في ~~مذكراتي بما أشاركه فيه، ومحاضرتي في المجلس الذي ألتزمه وأنتديه، وعلمت ان ~~قد ثقلت في حركته مؤونته، فلزمتني معونته، وأن قد هاجر إلي وطنه، فأجررته ~~فيما شاء مني رسنه، وأرحبت عطنه، وهو مع ذلك لا ينساك ولا يتناساك، ماء وده ~~عذب، ولسانه بالثناء عليك رطب، وعلم الله أني ما أخبرت إلا بما اخترت، ولا ~~شهدت إلا بما عهدت، ولو إلى سوى ذلك أشار، لما أعطيته ms1201 مني القول والايثار، ~~فان أحب واش أن يغير الحال، فأقام مقام المستقيم المحال، فالموثوق به منك ~~الاخذ بالفضل الذي ضفا عليك رداؤه، ونجم عليك سناه وسناؤه، وأنا الكفيل ~~برده إلى المجلس الذي [87 ب] أنشأه وأنماه، وكشف غيابه غماه، وأخلق بسبب ~~رجائي ألا يهن، ويجفن أملي منك ألا يسن. # وهذه أيضا جملة من شعره في أوصاف شتى # له من قصيدة أولها: # فض لي بجودك فالغمام ضنين وف بالأمانة فالزمان خؤون # بردت ظلالك والظلال سمائم وصفت مياهك والمياه أجون # PageV05P326 # شيم إذا دعت المديح أجابها سلس العنان وانه لحرون # ونقيبة تسرو النقاب عن الهوى وترد ركن الكفر وهو ركون # نشر النجاح بها الجناح ونفر الطير الأشائم طائر ميمون # وقف الرجاء بذي الرجاء عليكم وبدا لكم سر العلا المكنون # فعلام أهزل والكثيب مروض وعلام أظما والقليب معين # تلوى لباناتي وتحرم حرمتي وهوى بدر هواكم ملبون # ويعز أمر عصابة منسية عرفت بفضلة جاهنا ونهون # يا مالكا حسدت عليه زمانه أمم خلت من قبله وقرون # ماريت صرف الدهر وهو ألندد ومريت خلف الحرب وهي زبون # مالي أرى الآمال بيضا وضحا ووجوده آمال حوالك جون # والعدل خيم منك إلا أنه جدي العثور وحظي المغبون # أنا آمن فرق وراج يائس ورو صد ومسرح مسجون # ومراقب وعدا وجدت جداه أن أغذى بما يغذى به الكمون # لا تعدني أنواء يمنك لا عداك النصر والتأييد والتمكين # وله [من أخرى أيضا] : # أبى، فأقصر عنان اللوم أو أطل ياما ألحك من ذي منطق خطل # ألقى عذاب الهوى عذبا فآلفه فما أصيخ إلى عذل ولا عذل # كلمني لشوقي أصلى حر لوعته وإن بليت بما ألقى فلا تبل # PageV05P327 # ول الملاحة من أحببت أول أدل لا ناقتي في الهوى جمل ولا جملي # واقن الحياء فقلبي آنفا أنف من أن يجاور حب فيه حب علي [88 أ] # لم تدر من قبله عين ولا بصرت بالبدر والبحر والرئبال في رجل # [ومنها] : # خدمتكم ليكون الدهر من خدمي فما أحالته عن حالاته حيلي # إن لم تكن بكم حالي مبدلة فما انتفاعي ms1202 بعلم الحال والبدل # وله من قصيدة في الوزير الكاتب أبي محمد بن عبد البر، أولها: # أطع أمر من تهواه من عز قد بزا كفى بالهوى ذلا وبالحسن معتزا # تعبدني حبا وتيمني هوى فياما أذل العاشقين وما أخزى # إلى كم أمني النفس وهي نفيسة أماني لا وجها تريني ولا عجزا # بأرض بها الالف الموازي بزعمه إذا غبت عن عينيه يلمزني لمزا # يرى عين تبجيلي ووجه تحيتي ملاحظتي غمزا وتكلمتي رمزا # كما اجتلبت في البدء للوصل همزة فإن وجدوا عنها غنى أسقطوا الهمزا # وفي النفس هم ما يزال يؤزني إلى الكاتب الميمون طائره أزا # فمن مبلغ الأحباب أن ركائبي قطعن الفلا وخدا وجبن الملا جمزا # وهاجرت الروض الانيق نباته لروض علاء ينبت المجد والعزا # فصيح متى ينطق تدع كل لفظة فؤادك متبولا ولبك مبتزا # ولما لحاني الدهر لحو العصا ولم أجد من بينه غير من زادني وخزا # جعلت لي حصنا ونبهت مقولا جرازا حدادا لا كهاما ولا كزا # PageV05P328 # ولم تقتصد منك القصيدة نائلا كثير لها أن تستجاز ولا تجزى # ليمتع بك الله الأماني والمنى ولا تفجع الآداب فيك ولا ترزا # وله من قصيدة في أبيه يرثيه: # يا ضريحا حوى عظاما عظاما لخيل أمسيت منه خليلا # أعياء دواليت داء عياء ومحالا سألت رسما محيلا # إن عهدي وإن بليت جديد كلما طال زاد شوقي طولا # كدت أقضي عليك نحبي نحيبا وأرى ذاك في رضاك قليلا [88 ب] # وأحل الثرى حلولك فيه بدلا منك لو أكون بديلا # ومن أخرى في [أم] معز الدولة: # بم، والرزء بالخليل جليل يتأسى ويوسى العليل # جلل دق فيه كل جليل وتساوى التكثير والتقليل # أي عرش للمجد ثل، وغرب فل، والدهر من شباه فليل # أيها اللحد هل علمت بما استو دعت، كلا إن الجماد جهول # ووريت فيك رحمة وغياث وحجى نابل وقدر نبيل # أنس الشيمة الكريمة إن الدار وحش والمكث طويل # إن تلقاك روح ربك والرضوان والله بالجميل كفيل # فبما طبت والزمان خبيث وبما جدت والغمام بخيل # وتسلست والمياه أجون وتروضت والبلاد ms1203 محول # يا أبا عامر عزاء جميلا فاليكم يعزى العزاء الجميل # PageV05P329 # كلنا صائر إلى الله حتما واستراح العذول والمعذول # وقصارى بين القصور قبور ويهب الصبا بها والقبول # سنة الله في العباد وما في سنة الله للورى تبديل # حكمه الفصل ليس عنه انفصال وهو العدل ليس عنه عدول # عدم ذا الورى وانتم وجود وهراء وأنتم المعقول # وإذا كشف الحقائق فكر شهدت لي بما أقول العقول # وخاطبه الحصري بأبيات منها: # وفينا لهم وخانوا كذا الناس والزمان # لحوني على غرامي وقالوا الهوى هوان # وما ضر ان يقولوا صبا في الهوى فلان # لحا الله كل خل لحا في هوى يصان # وأبقى الأديب فردا لملك به يزان # فديناك من أديب عليهم له امتنان [89 أ] # أسيف بفيك يقضي على الدهر أم لسان # كذا تنتج المعالي كذا يسحر البيان # وفي كل حاجة لي على جاهك الضمان # فأجابه ابن خلصة: # أفق فالهوى هوان لعهد الصبا أوان # إذا ما انطوى شباب طوت ودك الحسان # لعمري وإن عمري لما ليس يستهان # أيا صادقا هواه إذا المدعون مانوا # PageV05P330 # فلم يحو ما حواه زمان ولا مكان # ولم يفر ما فراه حسام ولا سنان # إذا سل مرهفات من المنطق البيان # تبينت أن أمضى من الصارم اللسان # فعش للورى مليا ففي عيشك ازديان # ولا زال لليالي بابقائك امتنان # فصل في ذكر الأديب أبي مروان بن غصن الحجاري وإيراد طرف من خبره، وحميد ~~أثره. # وكان اقتبس من أنواع العلوم [والآداب] ما صار به في عالم عصره علما، وفي ~~الكمال عالما، وكان كما قرأته في فصل وصفه به أبو محمد ابن عبد البر في ~~رقعة خاطب بها المعتضد، قال فيها: أياديك - أيدك الله - قد طبقت، ومساعيك ~~قد أنارت وأشرقت، فكل أفق بها بهج، وكل قطر منها متضرع أرج، وكل همة بها ~~موكلة، وكل نفس اليها منجذبة مسترسلة، فان أحس امرؤ من نفسه قوة جنان، وفضل ~~بيان، وتصرف لسان، فأقصى غرضه أن يحلي بيانه بمآثرك، ويفتق لسانه بمفاخرك، ~~ويطرز ملاءة نظمه ونثره باسمك الأعذب، ويشرف مطرف قريضه # PageV05P331 # بذكرك ms1204 العطر الاطيب، ويتشرف بالدخول إليك، ويتمجد بالمثول بين يديك، ~~ليحظى منك بالتتجويز، ويصح له دعوى السبق والتبريز، وإن ممن استولى على ~~الامد الذي وصفته، وحوى فصب السبق فيما ذكرته، الأديب الكامل أبو مروان بن ~~غصن الحجازي، وهو كما علمت ممن لا يجارى في ميدان، ولا يطاول بعنان، إن نظم ~~فبيان مرصوص، وإن نثر فلآلئ وفصوص؛ انتهى كلام ابن عبد البر. # قال أبو الحسن [ابن بسام] : ونكبه المأمون بن ذي النون وله فيه " رسالة ~~السجن والمسجون، والحزن والمحزون " أودعها قصائد مطولات، ومقطوعات أبيات، ~~ورسالة أخرى سماها ب " العشر كلمات ". وهو القائل في سجنه، وكتب بها إلى ~~أخيه: [89 ب] # أأروى وبين ضلوعي حريق وأشجى وإنسان عيني غريق # وفي كل يوم وفي كل حين يحملني الدهر ما لا أطيق # تهيم الخطوب بوصلي فما لهن إلى غير قلبي طريق # أيا واحدي وشقيقي ويا فريقا يبكيه مني فريق # أخوك أخو نكبات لها يرق العدو فكيف الصديق # PageV05P332 # كسدت ونظمي در نفيس وضعت ونثري مسك فتيق # ورأيي شهاب أجلى العمى به وحديثي روض أنيق # وما أظلم الجهل في معشر وفي أفقهم من علومي شريق # ولو جاثليق تخولته بموعظة آمن الجاثليق # ومنها: # وطيف صديق كريم له بنفسي وإن بان عني لصوق # سرى واهتدى لي ومن دونه جدار معلى وباب وثيق # فشيعه من دموعي انسكاب وودعه من فؤادي خفوق # وفارق ذا سقم لا يبين لولا الزفير ولولا الشهيق # ومن شعره فيه: # يحيى المليك الذي به حييت نفسي وفازت بكل ما اشتهت # لو حسبت في الورى مواهبه لم يخل حسابها من الغلت # [ومنها] : # قد استرد الشباب خلعته ونبهتني الخطوب من سنة # لولا أنيني على فراشي لم يبد خيالي لعين ملتفت # ولو أتتني المنون تطلبني ما علمت موضعي ولا رأت # وأودع رسالته تلك ألف بيت، فقال فيها: # وألف بيت من القريض إذا مات جميع الأنام لم تمت # لو أن شعر الورى ينظم في عقد لكانت بموضع السطة # PageV05P333 # سائرة حيث لم يسر قمر ولا سرت أنجم ولا جرت # وللمتنبي في هذا المعنى ms1205: # ولي فيك ما لم يقل قائل وما لم يسر قمر حيث سارا [90 أ] # وعندي لك الشرد السائرات لا يختصصن من الأرض دارا # فإني إذا سرن من مقولي وثبن الجبال وخضن البحارا # وهذا أحسن ما قيل في سيرورة الشعر، وأبلغ منه قول علي بن الجهم: # فسار مسير الشمس في كل بلدة وهب هبوب الريح في البر والبحر # ولابن شماخ الغافقي في جملة قصيدة في المعتمد بن عباد: # ان لم تسر هذه الغراء سائرة منيرة بين أنجاد وأغوار # فليست الريح في الدنيا بسائرة وليست الشمس فيها ذات أنوار # وقال ابن غصن الحجازي: # قد ألحف الغيم بانسكابه والتحف الجو في سحابه # وقام داعي السرور يدعو حي على الدن وانتهابه # وتاه فيه النديم مما يزدحم الناس عند بابه # وقال أيضا: # يا فتية حرة فدتهم من حادثات الزمان نفسي # شربهم الخمر في سكون ونطقهم عندها بهمس # أما ترون الشتاء يلقي في الأرض بسطا من الدمقس # PageV05P334 # مقطب عابس ينادي: يوم سرور ويوم أنس # وقال: # يوم تبدى لنا بصحو والجو صافي الهوا جلي # طاب رحيلي به إلى ان كدر من صفوه العشي # كأنما حالتاه ود جاراك فيه طليطلي # وقال: # يا صوب غادية الربيع الممطر بارد بسببك رسم دار مقفر # ميدان أفراس الصبا والملاعب ال آرام والروض الأنيق الأزهار # واقذف بسلك الغيث في ساحاته واكسب أليه عليه وانثر # حتى ترى الغيطان زاهرة الربى تنبيك عن عهد الزمان الأزهر # وترى الأقاح كأنه فم شادن غنج تبسم عن لقيط الجوهر # وشقائق النعمان مثل الغيد وال طل الندي كدمعة في محجر # لولا خفارتها وحالك شعرها قلنا سبايا من بنات الأصفر # وقال: # والفي فيك النجوم لرعيها فدريها خلي وبدر الدجى إلفي # كأن سماء الله نطع زبرجد وقد نثرت فيه الدنانير للصرف [90 ب] # وهو القائل [أيضا] : # فديتك لا تخف مني سلوا إذا ما غير الشعر الصغارا # PageV05P335 # أهيم بدن خمر صار خلا ... واهوى لحية كانت عذارا صل في ذكر الأديب أبي ~~علي ادريس بن اليماني العبدري اليابسي # ويابسة من الجزائر الشرقية على سمت مدينة ms1206 دانية من الأندلس. وأخبرت أن ~~أصله من قسطلة الغرب، من عمل شنت مرية ابن هارون، وبدانية قرأ، وبها نشأ، ~~ومنها انبعث انبعاث السيل، وأدرك إدراك الليل، حتى تضاءلت له الهضاب عن ~~قدره وصار [شعره] سمر النادي، وتعلة الحادي، وتمثل الحاضر والبادي؛ وطفق ~~يتردد على ملوك الطوائف بالأندلس تردد الكاس على الشراب، ويجرب في أهوائهم ~~جري الماء في الغصن الرطب، وكان كلما قال قصيدة لم يضرب عليها حجابا، ولا ~~ضمانها كتابا، حتى يأخذ بها مائة دينار، وقد سأله عباد في بعض رحله إليه، ~~على كثرة بوائقه، وشكاسة خلائقه، [أن] يمدحه بقصيدة يعارض بها قصيدته ~~السينية التي مدح بها ال حمود فقال له: إشارتي مفهومة، وبنات صدري كريمة # PageV05P336 # فمن أراد أن ينكح بكرها، فقد عرف مهرها. # وقد أخرجت من أشعاره، ما يشهد بسمو مقداره، ويعرب عن غرائب أخباره. # جملة من شعره في أوصاف شتى مختلفة # في النسيب وما يناسبه # [قال] : # قبلة كانت على دهش أذهبت ما بي من العطش # ولها في القلب منزلة لو عدتها النفس لم تعش # طرقتي والدجى لبست خلعا من جلدة الحنش # وكأن النجم حين بدا درهم في كف مرتعش # وحدث ميمون بن يوسف بن دري قال: اعتمدني أبو علي ادريس ابن اليماني، ~~فجاذبته في ذكر البديع من القول، فأنشدني هذه القطعة في صفة الثريا، فعمدت ~~بعد إلى سبعة مثاقيل صحاحا فطبعت عليها، وكتبت معها: # وجه الثريا أن شيت تعرفه فاسلك من القول نحو موعبه [91أ] # نجمك في البعد ظل مشبهها وشبهها شبه ما بعثت به # PageV05P337 # ونظر إدريس إلى غلام [وسيم] بالحمام عليه أسمال فقال: # توشح بالظلماء وهو صباح فأمرضت الألباب وهي صحاح # وظل فؤادي طائرا عن جوانحي وليس له إلا الغرام جناح # قضيب صباح في وشاح دجنة ألا ليتني تحت الوشاح وشاح # ولا عجب أن أفسدتني جفونه فكل فساد في هواه صلاح # وقال: # علقته شادنا صغيرا وكنت لا أعشق الصغار # أعارني سقم ناظريه فاستشعرت نفسه حذارا # يسفر عن وجه مستنير يرد جنح الدجى نهارا # لم أر من ذاك ms1207 ماء أضرم فيه الحياء نادرا # وذكرت بقوله " لا أعشق الصغار " شعرا لبعض أهل العصر استطرد فيه لهجوم ~~السميسر استطرادا ظريفا فقال: # ان كنت تهوى مليحا فلا تقل بمعذر # واهو الصغار ففيهم على الحقيقة تعذر # دع الكبار لقوم دانوا بدين السميسر # ونصيب الاكبر القائل: # ولولا أن يقال صبا نصيب لقلت بنفسي النشأ الصغار # PageV05P338 # وما أعذب ما ذهب ابن غصن الحجازي بقوله: # فديتك لا تخف مني سلوا إذا ما غير الشعر الصغارا # أدين بدن خل كان خمرا وأهوى لحية كانت عذارا # وقال ادريس: # أقبلت تهتز كالغصن وتمشي كالحمامه # ظبية تحسد عينيها وخديها المدامه # وقال: # علق الهوى قبل الهواء علاقة ما زال في نزع بها ونزع # فكأنما سكن الهوى في قلبه من قبل سكنى القلب في الأضلاع # ومنها في صفة الخيل: # خيل يميد الدهر عند هبوبها ميد القضيب بعاصف زعزاع # فكأن خطفا من نتائج أعوج تنقض من فرسانها بسباع # وقال: # صفراء تهديها بنان صورت كهواك من غم ومن عناب # وغزال ستر بل غزالة كلة تثني عنان التعب بالاعتاب [91 ب] # أحبني مراشفها العذاب وفي الحشا حرق فأمزج رحمة بعذاب # PageV05P339 # ودخل إدريس بن اليماني على الموقف أبي الجيش فانشده: # ولرب ليل قد طرقت وهمتي أسري بها إذ ليس يسري كوكب # في معشر شحم الأنوف كأنهم سيدان رمل أو أسود درب # لبسوا دياجير الدجى إذ أسأدوا وتقنعوا بسنا الضحى إذ أوبوا # وسروا فمغرب كل أرض مشرق لهم ومشرق كل أرض مغرب # والفجر ملوي النقاب مبرقع والليل مسدول الرواق مطنب # وكأن باهرة الكواكب معشر قام الهلال بهم خطيبا يخطب # وكأن نور الصبح راية فارس حمراء يتبعها خميس أشهب # وكأن قرن الشمس وجه مجاهد لما أنار سناه كادت تغرب # وهو في كل ذلك يعبث في قليل شعر عارضته، استثقالا للعارفة، ونجلا ~~بالجائزة، فلما أملقه الأمر، وأعوزه الصبر غمز حاجبه، فاختطف القرطاس من ~~يده، وقال وقد سد خياشيمه: إن رائحة الشبين على شعرك، تعرضا له بيابسة، ~~جزيرة في البحر كان منها، أكثر ثمرها الشبين، فخجل لمقامه، وتعثر في ذيل ms1208 ~~كلامه، فلما وثبت إليه نفسه، وراجعه حسه قال: أيها الأمير إن كنت أسأت في ~~مدحك، فأحسن في منحك، أو قصرت في وصفك، فأطل في عرفك. # PageV05P340 # قال ابن بسام: وما أقبح هذا المنحى، وأبعد هذا المرمى، ولكن السجايا تجري ~~على ما تيسرت له من المعتاد، وأين هو - قبح - من قول ابن عباد، وقد كتب ~~إلي: # لكفي أهدى في نداها من القطا إلى مورد عذب على [ظمأ] برح # إذا أبطت الملاك غيري للثنا فاني وضاح الجبين إلى المدح # وكل امرئ يجني علي جريمة فاني أجازيه على الذنب بالصفح # ومن شعره في المديح وما يتشبث به من الأوصاف # له في المأمون بن ذي النون من قصيدة أولها: # تبين من سره ما اكتتم فلاح كنار بأعلى علم # يقول فيها: [92 أ] # أما والهوى وهو أحلى قسم وإن بنت عنه بنفسي قسم # وما يجتلى من أقاح ضحوك يشب بماء الشباب الشبم # لقد شربت شرب نومي فلو شربت سلاف الهوى لم أنم # خدود غلائلها من شقيق وأيد أناملها من عنم # ظلمن قلوب الهوى مذ عدون يطرفن فوق شموس الظلم # ولما أقمن رماح القدود فدانت لهن رماح البهم # رفعن الهوى علما خافقا فكان فؤادي جناح العلم # يحم أبو كل شبلين بي ويلعب بي كل طرف أحم # لقيت الليالي في شوكها فبرح نحوي بصم الصمم # PageV05P341 # ونبهت سوق الردى في العدا فقامت ولولا يدي لم تقم # فما راعني رائع غير لحظ سقيم يصح اذا ما سقم # ظننت الشباب يفي حين وافى فلم يك إلا خيالا ألم # تولى وشيكا ولم أجن منه سوى حلم أو شبيه الحلم # وما العيش إلا فواق اغتنام فمهما تفوقته فاغتنم # وفي شيم الناس ما في العيون ومن ذلك الناس شتى الشيم # وما زال يقفو زمان زمانا فإما بحمد وإما بذم # فقد سكنت عين دهمائه كما سكن الفعل جزما بلم # رعايا الملوك قطا البيد لكن رعية يحيى حمام الحرم # ملوك ولكنهم في الملوك كأمة أحمد بين الأمم # وطيب حتى رضاب الثغور فلا فم إلا وفيه شبم # وهذا ms1209 البيت كقول محمد بن هانئ: [92 ب] # قد طيب الأفواه طيب ثنائه فمن أجل ذا نجد الثغور عذابا # والبيت الذي قبله كقول ابن الرومي: # تلوح في دول الأيام دولتكم كأنها ملة الإسلام في الملل # وفيها يقول ادريس: # PageV05P342 # أرى العالم اعتدلت حاله فلا ما يعاب ولا ما يذم # وكان بحال انتقاص فتم ولكنه بابن ذي النون تم # همام له شيمة كالشمول تميت الهموم وتحيي الهمم # أبا الحسن الحسن المكتني بما هو نعت له لا جرم # تنست نعمته بالثناء ونشر الثناء نسيم النعم # يد تقع الهام تحت الحسام بها والأقاليم تحت القلم # كأن العيون ازدحاما عليه عطاش إلى مورد تزحم # وخذها تجر إلى حسنها " أتجر غانية أم تلم " # لو اعترضت بحبيب بن أوس طوى كل ما حاك في المعتصم # فيا كعبة الحسن وافاك عبد لطاعة سيده ملتزم # حججت وطفت أسابيع لكن تمام طوافي أن أستلم # وله من أخرى في إقبال الدولة بن مجاهد بدانية: # قد كنت لا أضحى إذا جئت الضحى حتى دفعت إلى القتير الضاحي # فانجاب عن أوضاحه ذاك الدجى ووردت بعد الغمر في الضحضاح # وصدرت عن حب الشباب وطالما غمست جناحي في غدير جناح # صاح الصباح بجانبي ليلي فلم آسف لليلي إذا محاه صباحي # لكن أسفت على طلى وترائب صفرت يدي من حليها الصياح # من كل ناعمة يجول وشاحها هيمان بين مهفهف ورداح [93 أ] # PageV05P343 # ومنها: # ثقلت زجاجات أتتنا فرغا حتى إذا ملئت بصرف الراح # خفت فكادت [أن] تطير بما حوت وكذا الجسوم تطير بالأرواح # ومنها: # بعلي بن مجاهد أوردته روض المديح وموسم المداح # ثهلان في عقد الحبا ولدى الوغى غصن يراح إلى نسيم رياح # فالبر بحر من مدائحه التي تربي على الطيار والسباح # بسياسة يقف الزمان إزاءها خضل الحياء ملازم الإسجاح # محفوفة بمكارم وصوارم تثني وتصرف غرب كل جماح # يا من يلحن كل خلق مدحه حتى الحمام على ذرى الأدواح # هشت لتسمعها بفضلك فاستمع سياحة بثنائك السياح # غررا كطالعة الكواكب موهنا طمحت إلى لقياك كل طماح # فأتتك جانحة إليك وإنما جنحت ms1210 إلى مغنيطس الاجناح # فلكفك القدح المعلى في العلا وعلاك تحكم لي بفوز قداحي # ولئن بك استغنيت عن كل ففي ضوء الصباح غنى عن المصباح # وله من أخرى في ابن واجب: # وادي الأراك أطلت شكوى الشاكي بشيم كل بشامة وأراك # PageV05P344 # ويقول فيها في وصف الحمامة، وأجاد ما أراد وزاد: # ورقا مطوقة السواليف سندسا لم يحك صنعتها حكاية حاك # تشدو على خضر الغصون بألسن صبغت ملاثمها بلا مسواك # وكأن أرجلها القواني ألبست نعلا من المرجان دون شراك # وكأنها كحلت بنار جوانحي فترى لأعينها لهيب حشاك # وهذا كقول ابن هانئ: # وما راغني إلا ابن ورقاء هاتف بعينيه جمر من ضلوعي مشبوب # قال ابن بسام: وسلك أبو البيع القضاعي سبيل إدريس في صفة الحمامة، فضل ~~عنها، في قصيدة [93 ب] مدح بها ابن واجب أيضا، أولها: # زعم العبير بأنه حاكاك كذب العبير وما حكى رياك # هذا شميمك فليهب نسيمه حتى تبين مقالة الأفاك # وإن ادعى ريم الفلاة بأن في عينيه لمحة عينك السفك # فليلتمحك بمقلتيه مغازلا حتى تفند قوله عيناك # ثم خرج إلى ذكر الحمامة بوصف غير رائق استبرد فيه، ورأيت ألا أكون ممن ~~يرويه. وقد افتضح في صفة الحمامة في هذه العروض والقافية بأفقنا # PageV05P345 # يوسف بن هارون الرمادي مع يحيى بن هذيل، وأنا أسوق الحكاية بنص ما حكاه ~~الرمادي عن نفسه، قال: بكرت إلى أبي المطرف ابن مثنى فألفيت قد بكر قبلي ~~يحيى بن هذيل، فقال لي: ما عندك - فقلت: ليس عندي كبير معنى، ولكن ما عندك ~~أنت - فأخرج من كمه قصيدته التي يقول فيها في صفة الحمامة: # ومرنة والدجن ينسج فوقها بردين من طل ونوء # مالت علي طي الجناح وإنما جعلت أريكتها قضيب أراك # وترنمت لحنين قد حلتهما بغناء مسمعة وأنه شاك # ففقدت من نفسي لفرط تلهفي نفس الحياة وقلت من أبكاك # فأنشدنيها، وأنا أعد محاسنه فيها، فلما أكملها قال لي: انصرف إلى المكتب ~~وتأدب حتى تحكم مثل هذا فكأنه [حركني؛ واتفق أنه] لم يخرج إلينا # PageV05P346 # أبو المطرف ذلك اليوم، فبكرت من الغد ms1211 إليه وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها ~~في وصف الحمامة: # أحمامة فوق الأراكة تنثني بحياة من أبكاك ما أبكاك # أما أنا فبكيت من حرق الهوى وفراق من أهوى، أأنت كذاك - # قال: فلما سمعها ابن هذيل قال: عارضتني!! قلت: لا والله إلا ناقصتك، ~~فقال: اذهب فقد أخرجتك من المكتب. # وأنا أقول: وإن كان كلام الرمادي من الحلو المطبوع، فلا نسبة بينه وبين ~~كلام ابن هذيل، وقد انفرد في صفتها انفراد سهيل. # وحكي أن أبا الطيب المتنبي على قلة رضاه عن شعر أحد فإنه على ما ذكر عنه ~~أنشد لجملة من شعراء الأندلس حتى أنشد قول ابن هذيل [94 أ] : # إذا حبست على قلبي يدي بيدي وصحت في الليلة الظلماء واكبدي # ضجت كواكب ليلي في مطالعها وذابت الصخرة الصماء من كبد # فقال أبو الطيب: هذا أشعر أهل المغرب. # وعارض أيضا هذه العروض والقافية في ذلك الأوان الأديب أبو مروان المعروف ~~بالبلينه، فقال من قصيدة أولها: # PageV05P347 # يوم العقيق غدوت من قتلاك لما رمت بسهامها عيناك # ثم خرج إلى صفة الحمامة فقال: # أحمامة بكت الهديل وإنما طربت فغنت فوق غصن أراك # معشوقة التفويف ذات قلائد غنيت جواهرها عن الأسلاك # ناحت على غصن وكل شج بكى يوما بلا دمع فليس بباك # لو كنت صادقة وكنت شجية جادت دموعك حين جد بكاك # والرمادي وابن هذيل وأبو مروان ليسوا من طبقة هذا الديوان، إذ تقدم بهم ~~الزمان، ولا من شرطنا، إذ لم يلحقهم أحد من أهل عصرنا. # ومن حر الكلام، وسري النظام، مما يتعلق بوصف الحمام، قول أبي العلاء ~~المعري، وأنا أثبته هنا زيادة بعد إجادة جلة نثر ونظام، في صفة الحمام، أخذ ~~فيه بثوب الحسن من طرفيه، واشتمل على رداء البديع من حاشيتيه، ولولا تأخر ~~زمانه، وتقدم يحيى بن هذيل وطبقته لقلت: إن كلام المعري نقلوا، وعليه ~~عولوا، وهو قوله: ما حاملة طوق من الليل، وبرد من الربيع مكفوف الذيل، أوفت ~~الأشاء، فقال للكئيب ما شاء، تسمعه غير مفهوم، لا بالرمل ولا بالمزموم، كأن # PageV05P348 # سجعها قريض، ومراسلها الغريض ms1212، فقد ماد بشجوها العود، وفقيدها لا يعود، ~~تندب شوقا هديلا فات، وأتيح له بعض الآفات، وليس الأشواق، لذوات الأطواق، ~~ولا عند الساجعة، عبرة متراجعة، إنما رأت الشرطين قبل البطين، والرشاء، قبل ~~العشاء، فحكت صوت الماء في الخرير، ورنت براء دائمة التكرير، فقال جاهل: ~~فقدت حميما، وثكلت ولدا قديما، وهيهات يا باكية، أصبحت فصدحت، وأمسيت ~~فتناسيت، لا همام لا همام، ما رأيت أعجب من هاتف الحمام، سلم فناح، وصمت ~~وهو مكسور الجناح. # ومن أخرى له: ما حمامة ذات طوق، يضرب بها المثل في الشوق، كانت في وكر ~~مصون، بين الشجر والغصون [94 ب] ، تألف من أبناء جنسها ريدا، يتراسلان ~~تغريدا، مسكنها نعمان الأراك، تأمن به غوائل الأشراك، وتمر في بكرتها ~~بالبيت الحرام، لا تفرق لمكان صائد ولا رام، صادها وليد في حل، ما حفظ لها ~~من إل، فأودعها سجنا للطير، ومنعها من كل مير، فاذا رأت بواكر الحمام، ~~تمارس جرع الحمام، تسأل بطرفها أخاها، ما فعل بعدها فرخاها # PageV05P349 # فيقول: أصبحنا ضائعين، يسترهما الورق عن العين، بأشوق مني إلى حضرة سيدي. # ومن شعره في صفتها قوله من قصيدة: # وغنت لنا في دار سابور قينة من الورق مطراب الأصائل ميهال # رأت زهرا غضا فهاجت بمزهر مثانيه أحشاء لطفن وأوصال # فقلت تغني كيف شئت فانما غناؤك عندي يا حمامة إعوال # وتحسدك البيض الغواني قلادة بجيدك فيها من شذا المسك تمثال # فأقسمت ما تدري الحمائم بالضحى أأطواق حسن هن أم هن أغلال # وقال: # غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد # أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد # أبنات الهديل أسعدن أو عدن قليل العزاء بالاسعاد # إيه لله دركن فأنتن اللواتي يحسن حفظ الوداد # ما نسيتن هالكا في الأوان الخال أودى من قبل هلك إياد # بيد أني لا أرتضى ما فعلتن وأطواقكن في الأجياد # وله من أخرى في أبيه يرثيه # سأبكي اذا غنى ابن ورقاء هاتفا وإن كان ما يعنيه ضد الذي أعني # PageV05P350 # وما ندبت في مسمعي كل قينة تغرد باللحن البري ms1213 من اللحن # وله من أخرى في أمه: # وأمتني إلى الأجداث أم يعز علي أن صارت أمامي # وأكبر أن يرثيها لساني بلفظ سالك طريق الطعام [95أ] # ومن لي أن أصوغ الشهب شعرا فألبس قبرها سمطي نظام # مضت وقد اكتهلت فخلت أني رضيع ما بلغت مدى الفطام # فيا ركب المنون أما رسول يبلغ روحها أرج السلام # ذكيا يحسب الكافور منه بمثل المسك مفضوض الختام # ألا نبهتني قينات بث بشمن غضا فلن إلى بشام # وحماء العلاط يضيق فوها بما في الصدر من صفة الغرام # تداعى مصعدا في الجيد وجدا فقال الطريق منها بانفصام # أشاعت قيلها وبكت أخاها فأضحت وهي خنساء الحمام # شجتك بظاهر كقريض ليلى وباطنه عويص أبي حزام # سألت متى اللقاء فقيل حتى يقوم الهامدون من الرجام # وقال بعض أهل عصري من قصيد خرج فيه إلى وصف الحمام: # وان هتف الحمام فلست أدري وإن بارته أيهما انتكالا # تعلقت الحمام بساق حر فسل هاتيك من أنكى الجمالا # PageV05P351 # وقال محمد بن هانئ الأندلسي: # وما راعني إلا ابن ورقاء هاتف بعينيه جمر من ضلوعي مشبوب # وقد أنكر الدوح الذي يستظله وصحت له الأغصان وهي أهاضيب # وحث جناحيه ليخطف قلبه عشاء شذانيق الدجى وهو غربيب # ألا أيها الباكي على غير أيكه كلانا فريد بالسماوة مغلوب # فؤادك خفاق ووكنك نازح وروضك مطلول وبانك مهضوب # هلم على أني أقيك يأضلعي وأملك دمعي عنك وهو شآبيب # تكنك لي موشية عبقرية كريشك إلا أنهن جلابيب # فلا شدو إلا من رنينك شائق ولا دمع إلا [من] جفوني مسكوب # ولا مدح إلا للمعز حقيقة يفصل درا والمديح أساليب [95 ب] # نجار على البيت الامامي معتل وعدل إلى الحكم الربوبي منسوب # رجح بنا الكلام إلى إدريس # وقال من قصيدة في ابن مقنة وزير يحيى بن حمود أولها: # دعاه الهوى من ذي الأراك فلباه وغناه أيكي الحمام فأبكاه # وصدق دعوى الشوق برهان جسمه وما كل ذي دعوى تصدق دعواه # وظل جناح القلب منه كأنما قدامى جناح البرق منه قداماه # بذي لعس للاقحوان ثناياه وللورد خداه ms1214 وللآس صدغاه # PageV05P352 # وللسوسن الريان صفحة خده وللبدر مجلاه وللمسك رياه # يريني إذا رد السلام مخالسا بنانا دماء العاشقين يرناه # كأن فؤادي كلما قام قرطه فيا علو مرقاه ويا بعد مهواه # فريد جمال تم لي توأم الهوى به ولكل العاشقين فراداه # تكامل فيه السول حتى كأنه ندى ابن أبي موسى إذا الشعر ناجاه # لقد كان معنى الجود عمي فانبرى له ابن أبي موسى ففك معماه # هصرت به الدنيا فمالت رطيبة علي ميودا تحت أوراق نعماه # فمن ضحك النوار من شق جيبه ولكن أياديه التي أضحكت فاه # وما فتحت أيدي الحيا زهرة الربى كما فتحت روض القريض عطاياه # تأمله وانظر الباري الأسنة سناه مضافا إلى السيف الطويل نجاداه # وقال ادريس من قصيدة أخرى أولها: # لبيك لبيك داعي اللهو من كثب إلى معاطفة الأغصان في الكثب # إلى السوالف كالسوسان في صعد إلى الغدائر كالخلجان في صبب # إلى خدود بنات الروم قد برزت من حجبها وأدارت أعين العرب # PageV05P353 # من كل سافرة عن مشرب خجلا فيه طرزان من ماء ومن لهب [96 أ] # واستضحكت عن لآل أو حصى برد يكاد يقطر من مائيه الشنب # ومنها: # يحدو بها فتية صيغت وجوههم من الرضى وعواليهم من الغضب # قد قارعوا دونها كل ابن قارعة يهب منغمسا في الحرب والحرب # من كل أشنب قد أفنت شبيبته شبيبة البان في ظل القنا السلب # ومنها: # ماذا أقول لدينا لو ظفرت بها أدبتها غضبا للظرف والأدب # تجلو الرياسة في تاج البهاء على من لا يفرق بين الرأس والذنب # شجى من اقذية الأيام برح بي بل بالعوالي وبالهندية القضب # لكنني علوائي الهوى مرس حلبت أشطر دهري أيما حلب # ألقى الأحبة مخفوض الجناح وقد أختال تحت الرداء العضب ذي الشطب # لا يستثير وشاح الخود لي شغفا ما لم يجب كفؤاد العاشق الوجب # ولا أهيم بجيد غير ذي جيد ولا أهش لقرط غير مضطرب # ولا أروح لروض غير ذي زهر ولا أهش إلى كاس بلا طرب # وحسب وشي ثنائي أن أزرره على أبي الحسن المغموس في ms1215 الحسب # شمائل طيبات كلما انتشقت إن الرياض متى [ما] تنتشق تطب # ذو همة في العلا دأبا مسافرة لو سافرت لمداها الشمس لم تؤب # أعراق طيب أتت من أصبغ بفتى حاز السناء تراثا عن أب فأب # إن قام أو التف العفاة به كأنه منهم في عسكر لجب # PageV05P354 # لم يمش قط إلى قرب ولا يبعد إلا على قدم موطوءة العقب # وله من أخرى في باديس: # سقيا لواديك الأغن مريعة إن الشباب به مريع ممرع # إن كان خدك فيه ورد يانع فهواك في عيني وقلبي أينع # ومنها # القائد الجرد العتاق كأنها لجج زواخر أو عوارض لمع # متوقد في الحادثات إذا دجت فكأنه فيها شهاب يسطع [96 ب] # علم هو القمر المباهي طالعا صنهاجة وهم النجوم الطلع # متسربلين لكل حرب مرة بأسا يقرع كل من لا يقرع # فلو أنهم رفضوا الأسنة والقنا قامت قلوبهم بها والأذرع # وهذا المعنى كثير، ومنه قول الأول: # قوم إذا اشتجر القنا جعلوا الدروع لها مسالك # اللابسين قلوبهم فوق الدروع لدفع ذلك # وقال أبو محمد بن عبدون من جملة أبيات تقدم إنشادها: # وقد زروا الدروع على قلوب لو انتضيت لقط بها الرقاب # وكرر في موضع آخر فقال: # PageV05P355 # أخلائي وفي قرب الصدور ظبا تقتضي على قمم الدهور # وللتهامي: # لو أشرعوا أيمانهم من طولها طعنوا بها عوض القنا الخطار # وقال قيس بن الخطيم: # اذا قصرت أسيافنا كان وصلها خطانا إلى أعدائنا فنضارب # وقال الآخر: # اذا الكماة تنحت أن يصيبهم حد الظباة وصلناها بأيدينا # وقال ادريس: # أكحيلة الأجفان بالسحر الذي لولاه ما زوت البلابل بابل # قد كان قلبي غافلا عما به أودى وقلب [أخي] السلامة غافل # حتى دهاني منك صدر رامح ذرب سناناه وطرف نابل # ما عقدك الممهى بجيدك درة لكن فرند في حسام جائل # كملت سيوف الهند فوق جفونها وطوال أهداب الجفون حمائل # ومنها: # سار وغاد بالجياد كأنها لجج وأكباد العداة سواحل # وكأنما الآجال فوق رماحه ورق على شجر الآراك هوادل # الخاطفات أسافلا وأعاليا فكأنهن ضراغم وأجادل # PageV05P356 # يلوي القنا في نحر كل مدجج ms1216 ليا كما فتل السوار الفاتل # بأسا كما نزل القضاء، يديره رأي كما صقل الحسام الصاقل # وأذا شراب القوم كان منية لم يدن من تلك المدامة واغل [97 أ] # نغم السيوف ألذ ما هو سامع ومنى النفوس أقل ما هو باذل # هذا ابن خاصب ذي الفقار بجانبي وادي حنين والصفوف حوافل # وبخيبر والحرب بارق عارض وبنات أعوج ما شحته زائل # دفع الرسول إليه رايته وقد طمحت عيون نحوه وأنامل # أربت على الغابات غاية مجدهم فالوهم عن إدراكها متضائل # تزدان أقلام بهم ومحابر وتطول أرماح بهم ومناصل # فكأنما المريخ من أنصاره وكأنما البرجيس فيه مجادل # تصبو إليك مشارق ومغارب وتهيم فيك منابر ومحافل # وتود سابحة الكواكب أنها لك سابحات والدجون قساطل # تجري بما منها تشاء كأنما حركاتها فعل وأنت الفاعل # لولا اضطرام البأس فيك لدى الوغى لاخضر في يدك الوشيج الذابل # وهذا البيت من قول المعري: # يتهللون طلاقة وكاومهم ينهل منهن النجيع الأحمر # لا يعرفون سوى التقدم آسيا فجراحهم بالسمهرية تسبر # من كل من لولا تسعر بأسه لاخضر في يمنى يديه الأسمر # وله من أخرى: # PageV05P357 # يلقى الوغى بأديم وجه ضاحك صافي الأسرة في العجاج الأكدر # بطل ترى الأبطال منه كالقطا أشفقن من زجل الجناح مصرصر # في سرجه زحل وبهرام معا وببردتيه عطارد والمشتري # بأسا يخلي الخيل حين يخوضها كالأيكة انقصفت بريح صرصر # وذكاء فهم كلما استخبرته ألفيت أذكى مندل في مجمر # في كل كف منه خمس أصابع لكنها في الجود خمسة أبحر # ولادريس من قصيد فريد: [97 [] # سرت في قميص الصبح وهو جسيد فأبلت قميص الليل وهو جديد # ولما استمد الأفق من نور وجهها تقاصر باع الليل وهو مديد # بشمس يكاد الوهم يدمي أديمها لها الليل تاج والنجوم عقود # فلو يتأتى وردها أو مرادها تسلسل مورود وطاب مرود # وأين من المرتاد أعفر مقمر نفور كنوم العاشقين شرود # غزال كناس بل غزالة كله تزين الحلى منها سوالف غيد # كأن جفوني فوق عيني من اجلها ثياب دوام تحتهن شهيد # أوحشية الإعراض عنا ومالها من الوحش إلا ms1217 مقلتان وجيد # من الهيف تستجفي النسيم إذا جرى غليلا على أعطافها فتميد # وتحتمل الياقوت يرسو ثقيله فيجفو على صدر زهاه نهود # أيعطى مناه من ترائبك الحصى ويحرم مشغوف الفؤاد عميد # من الصيد حران أطلت عويله وثغرك سلسال الرضاب برود # فإن لم أرد ذاك اللمى العذب إنني على مهج الأسد الوراد ورود # PageV05P358 # وان صديت شوقا إليك جوانحي فصد به من عارضيك صدود # فحسبي من شهديه ماء صارم فلول ظباه لي بذاك شهود # إذا سل في الهيجاء وهي دجنة تألق فيها للصباح عمود # وكأس كرقراق السراب كأنما لها رعدة عند المزاج عقود # هي العين عين الشمس تأبى عن القذى فتنفي القذى عن نفسها وتذود # فبت نديما لابن عشر وأربع يدير رحيقا عتقته ثمود # وما اصفر وجه الشمس إلا لأنه لوجه الأمير الأريحي حسود # أياديهم فوق العفاة عقود وأحلامهم الجناة برود # مضوا ونحور النبل من صبغ طعنهم كما أشربت ماء الحياة خدود # بساحة فاس منه مطرد الندى وليس بناج من يديه طريد [98 أ] # ومنها: # بحيث البحار الخضر وهي كتائب عليها السحاب الحمر وهي بنود # خيول كعقبان الدجون وكلها لكل صيود في العجاج صيود # لها من ذؤابات الحسان مقاود ومن لبد الأسد الوراد لبود # تجرر عن [] المفر فما تني يروقك منها قائد ومقود # حباب ولكن ليس يثنيه ذائد عباب ولكن ليس منه سدود # فتى يخرق الأغيال وهي أسنة ويقتنص الأبطال وهي أسود # فليس لمختال لديه مخيلة وليس لمريد عليه مرود # بعيد المدى ماض يريك جلادة إذا لم يطق حر الجلاد جليد # يحيد عن القول الكريه سماعه وليس عن القرن الكريه يحيد # فأنت إذا اشتدت يد القهر لين وأنت إذا لان الكماة شديد # وفي ابنه: # PageV05P359 # إذا اعتد ذو مال به لزمانه فمالك كنز للعفاة عتيد # لعمري لقد أنجبته لك مشبها فداناك منه متلطف ومفيد # فغرته تعدي سناك على الدجى وراحته تبدي الندى وتعيد # قريب تراه [منك] لا متباعد وكم من قريب منك وهو بعيد # فنوه به حتى يساميك في العلا فقد يتساوى والد ووليد # فصل ms1218 في ذكر الوزير الكاتب أبي الأصبغ ابن أرقم # أحد كتاب الجزيرة المهرة، والنقدة الشعرة، ممن نهض في الصناعة بالباع ~~الأسد، وأخذ فيها بالساعد الأشد، وجد في معاناتها، واقصر على كسب آلاتها، ~~وجمع أدواتها، وارتاض في طرقها معيدا ومبديا، ورمى إلى أغراضها مصيبا ~~ومخطيا، حتى تدرج في مدارجها، وخرج على جميع مناهجها، واطلع من ثناياها، ~~وأشرف على خباياها، وجرت بينه وبين طائفة من أهل هذا الشان، في ذلك الزمان ~~هنات، في ما انتقدوا عليه من ألفاظ وكلمات، وتقعير واستعارات بعيدة، وكانت ~~تلك الطائفة قد أسندت في ذلك إلى ابن سيده، وقد أوردت من ذلك ما يليق ~~بالديوان، ويستوفي جملة الإحسان. # PageV05P360 # فصول من رسائله السلطانيات [98 ب] # فصل له من رقعة عن علي بن مجاهد إلى المعز بن باديس صاحب افريقية: اطال ~~الله بقاء الملك الأجل ناظر عين الزمان، وروح جسم الأمان، وحسام عاتق ~~الإسلام، وحلي جيد الأنام، ومهدي طوال الآمال، ومأوى شارد الإنعام ~~والإفضال، مخلدة في الأنام دولته، مؤيدة مع الأيام مدته. # أنا - أيده الله - أمت إلى دولته - خلدها الله وأيدها، كما وطدها ومهدها ~~- بما أبأى به على الأقران، وأكافح كل زمان، وأفاوح كل بستان، وأحرز كل ~~ميدان، [إلى] أن ارتقيت إلى سمائها، وصعدت في سوائها، مستهلا وعر المرتقى، ~~لسهل الملتقى، ومستعذبا مر المجتلى، لحلو المجتنى، فشافهت بدرها، وتبوأ ~~حجرها، وارتضعت درها، على حين أجفان الفضل كليلة، وأقدام المجد معقولة، ~~وأيدي النصر مغلولة، وان قعدت عن مناسكك فرضها، فإني معيرها ضميرا كما ~~انبلج النهار، وشكرا كما أرج النوار، وهل أنا إلا أحد أبنائها، وشهب ~~سمائها، وشيعة علائها، وحماة أرجائها، وان جذم نأي الدار كف الخيار، ففي ~~البعد # PageV05P361 # اعتذار، وفي الجهد إعذار، وان مع التجاوز ليعم العيان، ومع التحاور ~~ليطمئن البرهان، ومع التزاور لترود الأحوال، ومع التقارب ليقع الإخلال، ~~والقوى المخلوقات قريبة الانحلال، سريعة الانفعال، والنيرات على وفور ~~ضيائها، وظهور سناها وسنائها، فيما لا يقابل كليلة وعندما لا يسامت عليلة، ~~وفيما لا ينال ظليلة. # وفي فصل منها: وقد علم مبتلي السرائر، وحافظ البواطن ms1219 والظواهر، أنها ~~بصيرتي التي أستشعر، وسريرتي التي أضمر، وحقيقي التي أخفي وأظهر، وشريعتي ~~[التي] بها وأجهر، وأن كفيل فعالي في موالاة سيدنا - خلد الله ملكه - على ~~طول المدى، وشط المنتأى، وبعد المرمى؛ ولما وقف الأمر على الحد الذي قدمته، ~~والقصد ذكرته، والرسم الذي أثبته، لم أستبد من إعلامه واستئماره، ولم أقعد ~~عن استئذانه وإشعاره، ولم أنفذ إلا بعد استخباره. # وفي فصل من أخرى: إذا كانت نعم الله عند الحضرة الإسلامية مشرقة المطالع، ~~رحيبة الأرجاء والمراتع، وكان أنصارها وعبيدها # PageV05P362 # وكتائبها المنصورة، وجنودها المرهوبة، في اجتماع من كلمتهم على طاعتها، ~~واتفاق من أهوائهم في مناصحتها، وتظافر من جميعهم على خدمتها، فقد علت يد ~~الإسلام، واحتمى غره أن يضام، وجانبه أن يرام، وشملت نعماها الأقطار، وأمدت ~~أقاصي [99أ] الديار، وأبرت على نأي المزار، فهي جماع الدين، وردء المؤمنين، ~~ومحفل المسلمين. وفي فصل منها: ومما وجب التعريف به ما عم أقطار ثغرنا، ~~وغشي مجامع أفقنا، من تمالؤ النصارى وتضافرهم من كل أوب إلينا، بجمع لا عهد ~~بمثله، ملأ الفضاء، وطبق الأرجاء، وشغلنا بالفتنة بيننا عن تخفيف وطأتهم، ~~وتضعيف سورتهم، فطمسوا الآثار، وجاسوا خلال الديار، موفورين لا مانع منهم، ~~ولا دافع لهم إلا التفاتة الله تعالى لأهل دينه بأن أقل فائدتهم، وخيب ~~مرامهم، وأطاش سهامهم، والحمد لله على منحته ومحنته. # وله عنه من أخرى إلى مقاتل العامري: ولما اعترفت السعادة بارتباط ودك، ~~والاغتباط بوثيق عقدك، رأيت أن أسلك بابني السبيل المثلى، والمنهج الأهدى، ~~ويعلم أني نظرت له بأحسن ما نظر والد لولده، وحبا به أحد لفلذة كبده، حتى ~~يكون إن أدركتني قبلك وفاة، وكانت له بعدي إناة، قد ظفر بأمل ينعه، وأوى ~~إلى جبل يعصمه، أو تمادت لي معك حياة، وتطاولت لي ليلات، لم يضرره أن يعلق ~~بيدين # PageV05P363 # [ويعتمد على ركنين] ، ويسند إلى أبوين، فأنت الوالد وهو الولد، والساعد ~~وهو اليد، بل قد اتصل الحلب بالكبد، وحل منك محل البنان من الكف والعضد، ~~ومن حل في ذراك، ولاح في يمناك، فهو الشهاب الثاقب، والحسام القاضب ms1220، كما أن ~~من عد في ذويك، واعتد في بنيك، فلن يقصر إن شاء الله عن معادلة الكهول وإن ~~صغرت سنه، ولا يتأخر عن مقارعة النصول وان لان غصنه، فإنما يزاحم منك بعود، ~~ويطاول بطود، ويقاتل بجمع، وينازل بنبع، ويقضي على الأيام بظهير، ويصول على ~~الدهر بأمر كبير. # ولما أذم اليك بهذه الحال، ودبت به نشوة الإدلال، تمنى أن توطئه الريح ~~جناحا، وتعيره من البرق التياحا، وترفع له نحو السماء طماحا، بما يرجوه من ~~حملك إياه على المهر المذهب، والورد الأغر المحبب، الذي استعيرت سرعته من ~~إسراعك الى المكارم، وأخذ سبقه من سبقك إلى ندى حاتم، وعلم لين قيادك ~~للصاحب، واسترقت جودته من سماع جودك على الطالب، وان يكن لا تؤثر به غير ~~جنابك، ولا تختاره إلا لركابك، فمن لم يوق شح نفسه [فيه معذور] ، ومن ~~ارتبطه بالضنانة به جدير # PageV05P364 # وقاد المهر المستهدى لوالده، فأجابه بوصوله برقعة يقول في فصل منها: وصل ~~- أيدك الله - البر المولي على الأرب، وأتى الورد المحلى [99 ب] بالذهب، ~~يسبح في حلية، ويمرح في محاسن زيه، فقمت أمسح بردائي على وجهه وأطرافه، ~~وآخذ ناظرا في نعومة وأوصافه، فإذا بالقمر قد أعطاه غرته، والصباح قد حباه ~~بلجته، والغلس قد كساه دلجته، فجمع بين دهمة الليل وشقرة الشفق، ووضع فبقة ~~القمر على صهوة الغسق، ومد جلال الزلفة إلى حجلة الفلق، وأردت إنعاله فإذا ~~الرياح قد أنعلته أجنحة، وتفقدت جلاله فإذا الفراهة قد ألحفه أوشحة، فلو ~~عزي الى الأعوج لأنف، أو نمي إلى العصا لوجف، ولو كان سليمان لما عدل ~~بالصافات العتاق، ولا طفق لها مسحا بالسوق والأعناق؛ ولما راق منظره، وفاق ~~مخبره، جعلت ودي معرضه، ونفسي مربطه، وخاطري مرتعه، وناظري مشرعه، وقلت: ~~لله دره، فما أحكم الصنعة فيه، وما أصح جود مهديه!! # وله عنه [من أخرى] إلى رزين: قد يكون - أعزك الله - الأجل # PageV05P365 # في الأمل، وربما صحت الأجسام بالعلل فكم من امرئ نشر من كفنه، أخر أوتي ~~من مأمنه، من نعم الله على البد أن يقاتل عنه من ناواه ms1221 بحسامه، ويناضل دونه ~~من عاداه بسهامه، [حتى يكون قتيل سهم رماه بيده، ومصاب أمر أجراه على ~~معتقده] ، والسعيد من نام والأقدار تحرسه، وأقام والأيام تخدمه، واتكل ~~والله يكفله، فحق له ألايجزع إذا دهى خطب، فإن الرج معه، وإلا يهلع إن عدا ~~كرب، فإن الله قد رآه وسمعه، ولا سيما إن قصد بظلم واعتمد ببغي، ففي ~~التنزيل: (ثم بغي عليه لينصرنه الله) (الحج: 60) . # [وفي فصل منها] : ولما دعاه إلى السلم، وناداه باسم الصلح الاثم، غره ~~بأيمانه، واستدناه من مكانه، فقبض عليه، وخاس بما ألقاه من العهد إليه، ثم ~~أراد أن يتبع الإساءة ضعفا، والإبالة ضغثا، باعتزامه الغدر بأخيه الأقرب، ~~ومحل أبيه الحدب، فصرف الله كيده في نحره، وأذاقه وبال أمره، ووضح ما كان ~~من سره وضوح النهار، وتطلعت بنات صدره تعلو على الأستار، وهو لا يشعر أنه ~~شعر به، ولا بأنه قد أبه له، بل خال عمايته نهار الأديب فانكشف سره، وظن ~~غباوته غفلة الرقيب فانهتك ستره، وكان قد فكر وقدر، {فقتل كيف قدر ثم قتل ~~كيف قدر} (المدثر: 19 - 20) وليته قبل تدبيره لو نقح ما دبر، وحين حفره لو ~~وسع إذ حفر، وسمع قول القائل: # PageV05P366 # يا حافر الحفرة وسع فقد يسقط في الحفرة حفارها # وقول الآخر: # من ير يوما به والدهر لا يغتر به # وما كان إلا أن قبض الله ظله، وفضح غله، وفاز بحظ الحرمان، وحلي بطائل ~~الخسران، وفزع اللهفان، لا يجد أما، وخبط الحيران، لا يهتدي أما، على [حين] ~~ما كان مستحكم الأمل، داني الرجاء، متمكن الطمع [100 أ] في ختر أخيه والأخذ ~~بكظمه، والاقتدار على ظلمه، فإذا به نشر من قبره، وشقي بضره، حين راماه ~~بسهمه، وأخذه بحكمه، وأتاه بعلمه، {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة} ~~(هود: 102) وجزاؤه إذا جازى القلوب وهي آثمة {ولا يظلم ربك أحدا} (الكهف: ~~49) {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} (الجن: 27) . # فالحمد لله الذي صيره نهبا، وكفاك منه حربا، فقد كان فيما بلغ ناهدا ~~إليك، وعلى ما أتصل وافدا عليك، ولعل ms1222 الصنع له كان من حيث لم يعلم، ~~والعناية خصت به من أين لم يفهم، فربما كانت وفادته برجمية السائر، وسعايته ~~مشئمية الطائر، وبدايته مندمية الآخر. # وله فصول من رقعة طويلة خاطب بها الفقيه أبا بكر بن صاحب الأحباس # PageV05P367 # وشرح فيها الكلمات التي انتقد عليه ابن سيدة في رسالته [إلى مصر] ، ~~واحتاج فيها لنفسه، قال في صدرها: لما كنت - أعزك الله - في أكف الآداب ~~علما، وعلى لسان العرب وغيره حفيظا وقيما، لاقتباسك العلم من كتب ووراثتك ~~إياه عن كلالة أب، ولم تزل تتلقاه كابرا عن كابر، وتترقاه باهرا عن باهر، ~~لست ابن سمعك، ولا عبد طبعك، تقلد كاتبا ساذجا، وتعتقد قارئا هازجا، وتقبل ~~البصر بلا بصيرة، وتقفو الأثر على غير وتيرة، تراعي الحروف، ولا تبالي عن ~~التحريف، وتتلو الصحف، ولم تقتصر على حفظ سطور من كتاب سيبويه، و " شرح ~~الفصيح " لابن درستويه، واستظهار أوراق من الغريب، والتحفظ مع الشروق ما ~~تنساه مع الغروب، ولم تشد إلى المخرقة بفرفوريوس، ولا الغطرسة بأرسطاليس، ~~والفرقعة بقافات أرثماطيقا وأنولوطيقا، والصفير بسينات قاطاغورياس وباري ~~أرمينياس وضيعت علوم القران والتفنين في حديثه عليه السلام وصحابته، وتفهم ~~أعراضه ولغاته، واجتناء زهره وثمراته وأغفلت " الكامل " و " البيان "، ~~وتواريخ الأزمان، ونوادر البلغاء أهل اللسن والبيان، وأهملت أشعار العرب ~~والمحدثين، إلا طلبك أثرا بعد عين، وقد أربيت على الستين، ولم تتمعدد # PageV05P368 # أعجميا، ولم تتبغدد بدويا، ولم تكن مرة شبيبيا، ومرة قطريا، وتارة ~~طبيعيا، وتارة فلكيا، ولم تتزبب حصرما، ولم تتشحم ورما، ولم تدعدع في ~~الأمن، ولم تجعجع بلا طحن، ولم تقعقع بلجمك، ولم تجلب بخيلك، ولم تحمل ~~بأسنتك، ولم ترهب بصوارمك، ولم تكر بجيادك، ولم تستظهر بأجنادك، ولم تحارب ~~جالسك، ولم تقاتل ناعما، ولم تجر بالخلاء، ولم تشجع على الأولياء، وأنت ~~الذي أدر لي غمائم الأدب، وأطلع لي من كمائمه كل معجب، وما كاد الشباب يحل ~~تمائمي، ولا الزمان يطلعني من كمائمي. # وفي فصل منها: فاندب العلم وأهليه، وارثه وحامليه، وابك رسومه وحي طلوله، ~~[100 ب] وسلم عليه تسليم وداع، واشفق لعلقه ms1223 المضاع، واعلم أن صدعه كصدع ~~الزجاجة أعيا الصناع، فيا له مغنما هجر على برد موقعه، ونفلا زهد فيه على ~~شرف موضعه وموردا ترك على درور أخلافه، ووطأة أكنافه، وقد تولى الفهماء ولم ~~يبق إلا من قدمت نعوته وحلاه، ووصفت حذوه وحذياه، وأغناني ما صدرت به عن ~~إعادة ذكراه، (واقترب الوعد الحق) ، (الأنبياء: 97) وبر الله تعالى وصدق في ~~قولهL أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) (الرعد: 41) وقال عليه ~~السلام: # PageV05P369 # " إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا " - الحديث، فأفتوا بغير علم، فضلوا ~~وأضلوا؛ ومن الأمر المعجب، والخطب المغرب أنهم يدعون - على جهلهم، وما بينت ~~من وصفهم - الترؤس في الأدب من غير رياسة، والمنافسة لأهليه من غير نفاسة، ~~ومناهضة ذوي العلم باللسان بالهذيان، حين انسوا عدم المنتقد، وفقدان ~~المفتقد: # وإني وإياهم كمن نبه القطا ولو لم ينبه باتت الطير لا تسري # وليس كل سواد أسود البصر، وما كل فائح ريحان، ولا كل ملتو خيزران، ولو ~~عقلوا لاعتقلوا، ولو تبصروا لأبصروا. # وفي فصل منها: وتفسير ما أجملته، وتفصيل ما أبهمته، أورده عليك محلول ~~العقدة، منضو البردة، وذلك أن إقبال الدولة - أيده الله - أمرني بانشاء ~~رسالتين إلى مصر، فلما علت شرفاتهما، وروضت عرصاتهما، ورد عليهم منهما ~~المقيم المقعد، وكاد يهلكهم الحس، وبهت العدو وكمد، وقال الولي: لا قبل ~~لأحد بمثلها ولا يد، فطول ما حضرت انطلق لسان الموالي، وخفق جنان المناوي؛ ~~وعرضت # PageV05P370 # وجهتي إلى المعتصم [بالله] فأنشد منشدهم: # يا لك من قبرة بمعمر خلالك الجو فبيضي واصفري # ونقري ماشيت أن تنقرى # وقالوا: هذا حين يرى الرئيس، أن هذا العلق الذي نفس به ليس بنفيس، وطاروا ~~طيران الفراش حول النار، وجالوا جوالان الذباب بين الأزهار، مرة يستفتون ~~الفقهاء، ومرة يستشهدون السفهاء، ومرة يقولون: هذا يسأل عنه إن كان يقال، ~~وربما كان له في مضمار اللغة مجال، ويتسورون، حديث النساء بعد البعول، ~~وهريف الإماء دون الكفل: # وقلت لها عيثي جعار وجرري بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره # فاتفق رأيهم، واستمر هديهم، إلى سؤال أبي الحسن بن ms1224 سيده، فلم يفكر أبو ~~الحسن في العواقب، ولم ينظر نظر أهل التجارب، فسلم لهم واغتر بمثل وشي ~~الحيات، وانقاد في زمام الزخارف والترهات: # وكان بما يأتي به ويجيزه مجرب سوء يشرب السم للخبر # والأدب ينشدهم: # تنق بلا شيء شيوخ محارب وما خلتها كانت تريش ولا تبري # PageV05P371 # ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت فدل عليها صورتها حية البحر # فرد مواضع أنا واصفها وجوابها على سرد، وذاكرها وما يجل ارتيابها على ~~حرد. # قال ابن بسام: وطول أبو الأصبغ في جوابه المفسر، وسماه ب " عقاب المتسور ~~"، ولم يمكن اثبات الجميع في هذا المجموع، فالطول مملول، وجئت منه بفصول، ~~تخفيفا للتثقيل، وهربا من التطويل. # قال أبو الأصبغ: كان أول التحميد: " الحمد لله تيمنا بحمده، وتحديا لحده، ~~الهادي من ارتضاه سبل رضاه، الحدي من انتقاه، إلى علم تقاه "، فأنكر " ~~تحديا " ووضع مكانه " تصديا "، ويكفي في هذا [قول] بشار في سيبويه: # أسيبويه يا ابن الفارسية ما الذي تحديت من شتمي وما كنت تنبذ # أطلت تغني سادرا بمساءتي وأمك بالمصرين تعطي وتأخذ # وقال صاحب " العين ": حدا بمعنى تبع، فإذا بنيت منه تفعلت قلت: تتبعت. ~~وذكر أبو علي الفسوي في كتاب " الحجة " أن الفعل تحمل أمثلته على أمثلة ~~نظيره وما كان في معناه، وباب التفعل سائغ شائع، لم يمنعه مانع، ولا قطع به ~~قاطع، إما أن يأتي مركبا على ثلاثي ماض، وإما أن # PageV05P372 # يأتي بذاته ليكون في معنى الثلاثي البسيط، أو يكون للخروج من أمر إلى ~~غيره، فالمركب مثل: تقفيته وتأبيته، ومن السلم تتبعته؛ والذي يأتي بذاته ~~غير مركب مثل تحفيته وتوفيته، وما يراد به الخروج من أمر إلى غيره فمباح ~~غبر محظور، ومستباح غير محجوب مثل: تكوف وتمصر؛ وقال أبو تمام: # نبطت قلائد عزمه بمقيد متكوف متدمشق متبغدد # على أنه لم يسمع: تدمشق، ولكنه مقول؛ وقال عمر رضي الله عنه: # تمعددوا واخشوشنوا. # وقال: " الحادي ليس من صفات الله، ولا يجوز أن يوصف إلا بما وصف به نفس ~~تعالى، أو بما وصفه رسوله " " وبدل " الحادي " ب " المرشد ". # الجواب انظر ms1225 ما أعظم هذا السهو، وما أضيق هذا الشأو، وما أقبح هذا البهت، ~~وما أخشن هذا النحت، وماذا على من قال: الحمد لله منقذنا من الغمرات، ~~ومبرئنا من العلل الفادحات، ومرشدنا إلى سبل الهدى، وسائقنا لما يحب ويرضى، ~~والله مسددنا وعصمتنا # PageV05P373 # وملاذنا وملجأنا [وشبهه] ، وليس شيء من هذا في القرآن، ولا حديثه عليه ~~السلام؛ واسم الفاعل في ما بعده كالفعل يجري مجراه، وينحو منحاه، وأفعالها ~~كلها لله تعالى، هو الفاعل، هذا مذهب [أهل] السنة وغيره مذهب البدع ~~والمعتزلة. قال أبو بكر الباقلاني: يوصف الله تعالى بما لا يقع إجماع ~~المسلمين على منعه؛ وخطب عبد الله بن الزبير فقال: الحمد الله [101 ب] ~~الهادي الفاتن؛ ولو شهد أبو الحسن الجمعة لسمع على النبر من صفات الله ~~تعالى ما ليس في القران وفي حديثه عليه السلام، وقد أجازوا " السيد " من ~~أسمائه [تعالى] وليس في القران ولا في الحديث، واختلف فيه عن مالك، وقال ~~أبو عبد الله محمد بن عمر المرزبان أول كتابه في " الرياض ": الحمد لله ~~الهادي إلى حمده برحمته، والموجب من برأفته؛ و " الموجب " ليس في القران، ~~ولكنه أجراه مجرى الفعل كما فعلنا نحن. وللباقلاني وابن فورك من ~~الاستفتاحات بمثلها ما لا يحاط بكنهه، ويطول الكتاب بجمعه، وأين هذا من قول ~~الراجز المروي المستشهد به: # لا هم لا أدري وأنت الداري # وقول العجاج # فارتاح ربي وأراد رحمتي # نعم، وأسماء الله تعالى يشركه فيها المخلوق إلا الله والرحمن؛ قال أصحاب ~~أهل اللغة: الحادي بمعنى السائق، وحدا بمعنى ساق، قال القطامي: # وإذا يريبك والحوادث جمة حدث حداك إلى أخيك الأوثق # PageV05P374 # وقال الآخر: # إن لها لسائقا خدلجا لا يدلج الليلة في من أدلجا # ويروى: لحاديا خدلجا؛ وحدا بمعنى ساق أغزر من النمل، واكثر من الرمل؛ ~~فأما إبداله إياه بالمرشد أو الداعي فلهو المقيم ولهو المدلج الساري، وهم ~~يتسببون إلى إنكار " الحادي " لأنه ليس من كتاب الله ويهذون بذلك، والمرشد ~~والداعي ليس في القرآن، فأتوا بما أنكروه، وأثبتوا ما ردوه، ولو اقتصرت على ~~بدلهم لكانت فيه فضيحتهم ms1226 وخزيهم، وبداية وهنهم ووهيهم، وأين هذا الذي معناه ~~في القرآن وفحواه، وفي حديث الرسول الكريم عليه السلام وما يعضده البرهان، ~~وأجمع على قبوله الثقلان، من قول أبي الحسن في خطبته التي توصل بها إلى شرح ~~صدر من كتاب سيبويه، وهو يصف الله تعالى: " مزمع إحداثنا، لانبعاثنا من ~~أجداثنا، يوم لا حكومة إلا بيد الصفاح العليم " والإزماع: العزم بعد ~~التدبير، والاجماع بعد التفكير، والنشاط بعد الكسل، هذه صفة بعيدة من ~~القديم سبحانه، والصفاح أيضا ليس في كتاب الله ولا في حديث رسوله. وأبو ~~الحسن تخيل القذاة في عين أخيه ولم ير الجذع في عينه {ومن يرد الله أن ~~يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد ~~في السماء} الآية (الأنعام: 125) . # ورد قولنا " فألفت عقيلة نفسه في ذرى الحضرة كفئا من الرضى كفيلا، وظلا ~~من [102 أ] المنى ظليلا " فأمكر " عقيلة نفسه " وبدله # PageV05P375 # " فألفى وارد نفسه " ولم يدر ما قدمت، ولا على ما أعدت، ورأى من علمه ~~بالبلاغة وتحققه بالفصاحة أن " كفئا " و " كفيلا " بوارد نفسه أليق منه ~~بعقيلة نفسه، وأنكر استعارة " العقيلة " للنفس، ولا شك أنه ينفي المجاز، ~~وينكر ما فيه من الابداع والاعجاز، قال عمارة بن عقيل: # [تبحثتم سخطي] فغير بحثكم نخيلة نفس كان نصحا ضميرها # ولن يلبث التخشين نفسا كريمة عريكتها أن يستمر مريرها # وما النفس إلا نطفة في قرارة إذا لم تكدر كان صفوا غديرها # فاستعار للنفس: النخيلة والعريكة والغدير والنطفة، وبديع كلام العرب ~~الاستعارة حتى خرق بهم الاتساع، إلى غير ما شهر وذاع، وسوى ما غلب وشاع؛ ~~قال الراجز: # ولم تذق من البقول الفستقا # وقال الآخر: # إلى ملك أظلافه لم تشقق # ولولا الإطالة لجلبنا على ذلك دواوين، واستظهرنا بعدد الحصى براهين، # ورد قولنا: " فان مولى الحضرة اعتمد قضاء حقها، وإتيان # PageV05P376 # وفقها، وأداء فرضها " فأنكر " أداء فرضها " وبدله " تأدية " # الجواب: عذره في ذلك لائح، وأمره واضح، لأنه لن يقرأ قوله تعالى {وأداء ~~إليه بإحسان} (البقرة: 178) ولا قرأ شعر زهير: # بأي الجيرتين أجرتموه فلم ms1227 ينجيكم إلا الأداء # ولا قرأ في كل كتاب " وأداء الخراج " مهزوز، اللهم إلا إن كان أراد وزن ~~الكلام، وتعديل الأقسام، فوازن " قضاء " الذي هو أول الفقرتين ب " تأديه " ~~التي جعلها أول الفقرتين الأخريين ولم بر موازنة " قضاء " ب " أداء "، فله ~~عذر يليق به، ووجه هو خليق له؛ وقد قال هو في خطبته المذكورة " وإذا لا ~~أستطيع قضاء حقه وأداءه، فأخذني الله من كل مكروه بدله وفداءه "، وأنا ~~أقول: " قبل الله دعاءه، وأجاب نداءه ". # ورد قولنا: " فتنسم مولى الحضرة رياها عطرا " وأنكر الجواز في تذكير " ~~رياها " وبدله " أرجها ". # الجواب: لم يعلم أن الريا يذكر إذا أريد به النسيم ومثله، وانه تأنيث غير ~~حقيقي، وأني عدلت إليها لعذوبتها ولدونتها، وهم قد فالوا [102ب] في التأنيث ~~الحقيقي: " حضر القاضي اليوم امرأة، وامرأة اليوم، والحمل على المعنى ~~فصاحة، وقد قال تعالى (قد جاءكم بصائر من ربكم) (الأنعام: 104) (ومن بعدما ~~جاءهم البينات) (آل عمران: 105) وكثير من هذا، قال الشاعر: # PageV05P377 # وإن كليبا هذه عشر أبطن وأنت بري من قبائلها العشر # وقال عمر بن أبي ربيعة: # فكان مجني دون من كنت أتقي ثلاث شخوص كاعبان ومعصر # والعالم بالصناعة لا يظاهر بما ظاهر به أبو الحسن، ولا يجاهر بما جاهر؛ ~~ومن مضحكاته وضعه " أرجها " مكان " رياها " والأرج طيب الرائحة وعطرها، قال ~~كثير: # تأرج الحي إذ مرت بظعنهم ليلى ونم عليه العنبر العبق # [وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم] . # ورد قولنا: " وقضى حق ما أولاه، وتوشح به [وارتداه] " وقال: التوشح حلية ~~النساء، وبدله ب " تأزر " # الجواب: يا لهذه المنازع الطريفة والمقاطع الفظيعة، لو تركناه بغره، ~~وطويناه على عره، لكفانا البيان عنه والفضيحة له، فجمع ضروبا من الجهل ~~باللفظ والمعنى، وصنوفا من العثار في سهل [ذلك] المدى؛ [عنده] أن الإزار ~~ليس من لبس النساء، والازار لهن أخلق، وبهن أليق، قال عليه السلام لعائشة ~~[رضي الله عنها] : " اشددي عليك إزارك "، وقال # PageV05P378 # للمستفي: " اشدد عليه إزارها، وشأنك بأعلاها ". # وقال الشاعر: # فدى لك من أخي ثقة إزاري # يريد أهله، فكنى به المرأة، حكاه ms1228 أبو علي الفسوي في كتاب " الحجة " ~~والازار اكثر ما يكنى بع عن الفرج، كما قال الفرزدق: # مازال مذ عقدت يداه إزارة # وقال آخر: # والطيبون معاقد الأزر # فتجنب " الازار " إلى " الوشاح " آدب وأوجه، والوشاح من استعمال الرجال ~~بعيد عن موضع الفرج وعن الكناية عنه، وقد لبسه الجلة في سلمهم وجعلوه نظير ~~السلاح في حربهم، قال جرير: # لبست سلاحي والفرزدق لعبة عليه وشاحا كرج وجلاجله # فعابه في الحرب بالوشاح لا في السلم، لأن الوشاح ليس من لبس الحرب، كما ~~أن السلاح ليس من لبس السلم؛ والعرب تمدح وتتمدح في السلم بالنعمة والخفض ~~واللباس الجميل، والرياش النبيل، قالت الخنساء: # PageV05P379 # وفي السلم يلهو ويرخي الإزارا [103 أ] # وقال عبد الملك بن مروان للأحنف: ما أحسن ما مدحت به، قال: قول القائل من ~~جملة أبيات: # جلا المسك والحمام والبيض كالدمى وفرق المدارى رأسه فهو أنزع # وقال الآخر: # إذا غدا المسك يجري في مفارقهم راحوا كأنهم مرضى من الكرم # وقالت ليلى الأخيلية: # ومخرق عنه القميص تخاله وسط الندي من الحياء سقيما # حتى إذا رفع اللواء رأيته تحت اللواء على الخميس زعيما # وقال بدر أخو المرار: # مخدمون ثقال في مجالسهم وفي الرحال إذا صاحبتهم خدم # ومثل هذا كثير لا يحصى، ومثل لا يقصى. # وليس مرادنا أنه لبس وشاحا بعينه، ولا مراد غيرنا لبس إزارا بعينه، وانما ~~المعنى الجلي عند صبيان المكاتب أنه لبس الخطية كالوشاح، في التزين بها ~~والتجمل بموضعها، كما أراد بقوله الذي ألقى أبا الحسن في هذا الجهل، فحمله ~~على غير وجه الحمل: # PageV05P380 # إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا # إنما هو تخذ شعارا ولباسا كالإزار، ولو أن القافية تسوغه لقال: # فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتوشحا # كما قال أبو ذؤيب: # وكلاهما متوشح ذا رونق عضبا إذا مس الكريهة يقطع # وقال أقدم من أبي ذؤيب: # تركت النهاب وأهل النهاب وأكرهت نفسي على ابن الصعق # جعلت يدي وشاحا له وبعض الفوارس لا تعتنق # وقال أبو الحسن في خطبته المتقدمة الذكر: " لم يزل الأدب يوشح ms1229 ذاتي ~~بحليه، ويرشح نباتي لجنيه " فأتى بما صرفه، واختار ما زيفه. على أن توشيح ~~الذات بالحلي من الكلام النقي والمعنى القصي، فتأمل هذه الغرائب، وتبين هذه ~~العجائب: # على أنها الأيام قد صرن كلها عجائب حتى ليس فيها عجائب # وقد ذكر أيضا أبو الحسن الإزار في خطبته فقال يصف جارية له [103 ب] : # PageV05P381 # " أما ما تشد اليه إزارها فسقط، وأما ما تعقد عليه زنارها فمسمط " ومن ~~أضل الله فلا هادي له. # ورد قولنا: " وسلفت السير، واستمررت المرر، بإطراف الموالي سادتهم، ~~وإلطاف الخدام قادتهم، وإتحاف الأولياء ذادتهم " وقال: الذادة مشترك يقال ~~في الرفيع والوضيع. # الجواب: لقد كنت أبؤو به أن أقول: ما أقبح هذا المنزع، وأوقع هذا ~~المقطع!! وهب أن ذلك مشترك - وليس بمشترك - فقد حف بالفضل من جنبيه، وكنفه ~~من حواليه ما يرفع الإشكال، ويجلو وجه المقال، وكثير من الكلام مشترك ~~المعنى، مشتبه المنحى، إلا أن فرشه ومقدمته تبين مشكله وتوضح مبهمه، وتبيح ~~ممتنعه، وتحسن موضعه؛ وللبلغاء [من] تقفية " السادة " ب " الذادة " و " ~~القادة " ما لا يحصى، والجاحظ أفصح أهل وقته في كتاب " البيان والتبين " ~~قال: " الذادة " و " القادة " الذين هم ملح الأرض ونور الدنيا، وحكي عن ~~العرب مثله في هذا الكثير، وقال زيد الخيل يصف رؤساء طيء: أما بنو حية ~~فملوكنا وملوك غيرنا، هم القداميس القادة، والحماة الذادة # PageV05P382 # والأنحاء السادة، أعظمنا خميسا، وأكرمنا رئيسا، وأحملنا مجالس، وأنجدنا ~~فوارس. وهذا المتسور على نقد الكلام معذور لأنه لم يقرأ قط هذا المعنى، ولا ~~سمع بهذا المغزى. # ورد قولنا: " وما النفوس وحاملوها، ولا الدنيا وأهلوها، [ولا الأرض ~~وعامروها، بكفاء لبعض واجبات الحضرة] " [فضرب على الفقرة التي هي " ولا ~~الدنيا وأهلوها "] وقال: هو بمعنى قوله: " ولا الأرض وعامروها " فلا يجوز ~~تكراره. # الجواب: حوى في هذا التسور ضروبا من الغباوة، واجتنى صنوفا من الخزاية، ~~منها جعل الدنيا هي الأرض، والأرض هي الدنيا، على تحليه بعلم المنطق الذي ~~لو علمه لم ننفس عليه علمه، ولم نغبطه حمله، ولم [يعلم] أنه يقال: الدنيا ~~محيطة بالأرض، وليست الارض محيطة ms1230 بالدنيا، والدنيا جنس، والأرض تحتها نوع؛ ~~وفي الحديث الصحيح: " سماء الدنيا " وفي الدنيا الخلق الروحاني ممن ليس في ~~الأرض؛ ومنها: أنه لم يعلم أن من رسم العرب وفصاحتها تكرير المعنى إذا ~~اختلفت الألفاظ، قال تعالى {وغرابيب سود} (فاطر: 27) وقال {فسجد الملائكة ~~كلهم أجمعين} (الحجر: 30، ص: 73) [ومشبهه في كلام العرب كثير] ولا فرق بين ~~من لم يعلم هذا والعدم {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في ~~الصدور} (الحج: 46) . # ورد قولنا. " ولا أظلم أفق كان شمسه "، أنكر " أظلم " ورده " دجا ". # PageV05P383 # الجواب: هذه الداهية الشنعاء، والقضية الشوهاء، يدعي علم الكلام، من لا ~~يعرف الإصباح والإظلام، لقد كان ملففا فانكشف، ومنكورا [104 أ] فاعترف: # وكان كعنز السوء قامت بظلفها إلى مدية تحت التراب تثيرها # ثم ختم رقعته يقول: # أتيت بمنطق العرب الأصيل وكان بقدر ما عانيت قيلي # فعارضه كلام كان فيه بمنزلة النساء من البعول # وليس يصح في الأوهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل # قال أبو الأصبغ: وما أنكر علي إلا كل لفظة جاءت مع أختها كما اقترن ~~الكوكب والسعد، والتقى الجيد الأغيد والعقد، وشانوا ببعرهم الدرر، وبحممهم ~~الغرر، وكان كلامهم كالبرص في أديمه، والكسوف في نجومه، وعلم الله أنهم لو ~~ردوا مردا، وتحدوا متحدى، وذهبوا صددا، لما أنفت ولا قلقت، ولا حرجت ولا ~~ضجرت، ولأنصت وأنصفت وانقدت، فقد قال السلف الصالح: رحم الله من أهدى إلينا ~~عيوبنا؛ وقالوا: الفاضل من عدت سقطاته؛ وقال عليه السلام: ما هلك امرؤ عرف ~~قدر نفسه. والمرء في سعة من عقله ما لم يقل شعرا وينشئ كلاما، وما أبرئ ~~نفسي، ولا أعجب بأمري ولا أفخر، ولا أذب ذب المزدهي بما حبر، فما أحد أنشأ ~~نثرا، ولا قال شعرا # PageV05P384 # إلا استدرك عليه، وفوقت سهام القول إليه، وما أكثر أحد إلا أهجر، ولا ~~أطال جواد المدى إلا عثر، ولا سبر معين إلا تغير، وقد لحن النحويون عبد ~~الله بن عامر في قراءته {ولا يحق المكر الشيء إلا بأهله} (فاطر: 43) وقال ~~أبو عمرو بن العلاء: ما قالت العرب قط ms1231: برق البصر، بفتح الراء؛ ولحنوا ~~يعقوب في فراءته {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم} (هود: 78) وقال بلال بن أبي ~~بردة {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} ~~(الزمر: 53) - بكسر النون - فقال أبو عمرو: لحن الأمير، فسأل عيسى بن عمر ~~فقال: اللغتان مقولتان؛ وروي عن الحسن أنه قال: على من تنزل الشياطون، وقال ~~عثمان رضي الله عنه: إني أرى في المصحف لحنا ستصلحه العرب بألسنتها. وقال ~~عمران بن حطان: لقد خطبت فحسبت أني بدرت، فسمعت فتية من تميم تقول: أي خطيب ~~لولا أنه عطل خطبته من القرآن؛ وسموا خطبة زياد " البتراء "، وفسر العتبي ~~قوله تعالى {شديد المحال} بفلان إذا كاده؛ وقال الرماني في كتابه " في ~~المذكر والمؤنث ": العصر # PageV05P385 # يجمع أعصر في القليل وعصر في الكثير، ويجمع الجمع فيقال أعاصير كما قال ~~الشاعر: # وبينما المرء في الأحياء مغتبط إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير [104 ب] # فالأعاصير جمع أعصر، والياء في الأعاصير زائدة؛ ووهم الرماني، إنما ~~الأعاصير جمع إعصار وهي الريح الشديدة، قال تعالى {فأصابها إعصار فيه نار ~~فاحترقت} (البقرة: 266) وقال الشاعر: # الناس بعدك قد خفت حلومهم كأنما نفخت فيها الأعاصير # وذكر أبو حاتم في " التذكير والتأنيث " عن عمارة بن عقيل، وأنشد الصولي ~~في كتابه " في الشبان " لبعض قريش يوم فتح مكة: # خزرجي لو يستطيع من البغض رمانا بالنسر والعواء # وأخذ على جميع المؤلفين بحق وباطل، ولولا الاشتهار في الأمر ومذهب ~~الاختصار لأوردت منه الجزيل الطويل، والموصوف المعروف، والكثير الغزير، ~~والموجود المعدود؛ ولكن هذا الرجل أبدى عواره، ورفع شناره، وكان مستورا ~~موفورا، يقلد فيه، وينصب لدعاويه، ويحتمل على المعرفة سرائره ومفاديه، ~~فأساء أدبه، وهتك حجبه، وفضح مذهبه: # لم تكن عن جناية لزمتني لا يميني ولا شمالي رمتني # بل جناها أخ علي كريم وعلى أهلها براقش تجني # ويشهد الله لقد كنت أيام محاولته لاطفاء نوري، ومبادرته تقبيح الحسن # PageV05P386 # من أموري، أذكي أنواره، وأطلع أقماره، وأرفع للساري مناره، وهو يدب ~~الضراء، ويسر حسوا في ارتغاء، ويمالئ الحسدة والأعداء، ويحارب معهم ~~الأولياء ms1232، فجاهر بكتم ذكاء، وخسف نجوم السماء، ولم ينظر حتى يكون التقديم ~~مع المشاهدة والضور، فيعذر في تقصير لو كان أو تعذير، على أن الخلة، وشرط ~~الأخوة والمروة، أن يناضل بظهور الغيب ويحامل، ويناصب دون الباطل ويجادل، ~~بحكم الأدب، الذي هو أمس رحم وأوكد نسب، فكيف بتزييف المنتقد، وتضعيف ~~القوي، وطمس الشمس، ورد العيان، والمجاهرة بالإفك والبهتان، وصد ما تقدم به ~~الحجة بما لا تقوم له حجة ولا برهان، وما زلنا نشاهد الشيوخ يحسنون ~~التأويل، ويسرون الخلل الجليل، فلم يجر أبو الحسن على سننهم، ولا تأدب ~~بأدبهم، وكم أعرضت عن تصانيفه، وربأت بتواليفه، كرده على يعقوب في " إصلاح ~~المنطق " بما هو المردود المحدود، والمكروه المنجوه، وكخرافاته المضحكات في ~~" شرح الحماسة: وك " المحكم " الذي ليس له معلم، و " المخصص " [105 أ] الذي ~~لو كتب بالسين لكان أشبه بصفته، وأليق بحليته، وأكثر هذا الكتاب " المخصص " ~~مصحف محرف، وكنت شرعت في استخراج ما ضمه من الكلم المصحفات والحروف ~~المحالات، ولما أحس بالمكوى: # والعير يضرط والمكواة في النار # PageV05P387 # لاذ بأنه كان إذ ألفه محجورا، فيا له عذرا يسمى تعذيرا، وقد أتت عليه ~~الدهور، وأخذ عنه الفرض المشهور، والجزاء المذكور، كما أعطي القصب غير ~~السابق، وخلق غير الخليق اللاحق، وما أعظم منتشبه، وأشام عليه نسبه!! # ولم آت أكثر مما لمحت له هذه الخطبة، كما خطفت البرق، ورجع الطرف، وكجلوة ~~العروس، وقعدة الخطيب، فوقعت عيني منها على منكر مستشنع، ومكروه مستشنع، ~~ومقطع مستضعف، ومنزع مستخلف، كلها زيوف فلا تنقد، وهراء فلا تحدد، رداءة ~~أقسام، ودناءة كلام، وقعقعة زخاريف، وجعجعة أراجيف، وإجلاب بعساكر، وركوب ~~في مواكب وجماهير، ومديح لنفسه، وثناء على ذاته، وتعظيم لشانه، وتكبير ~~لسلطانه، وذكر لشرح جاليوس، ووصف فرفوريوس، وخطأ وضع، وتحريف شعر، ومردود ~~لفظة، وادعاء باطل وهجر، واسجاع كأنها قعقعة القراع، ووعوعة المصاع، مؤدبية ~~المنزع، قلقة الموضع، خشنة الموقع، ملأها خمسين ورقة بهذيانات وترهات، ~~وتزويرات وسخافات، [من عراب ارتبطها، وسيوف اخترطها، وجارية وصفها، وريقة ~~رشفها] وفرية قرطها وشنفها، وعظيمة من # PageV05P388 # المنكر تسمنها واعتسفها، وموبقات زيف بها ms1233 حديث رسول الله صلى الله عليه ~~وسلم وصحابته، وصنفها، وآثر عليها آراء الفلاسفة وشرفها، ولم يأت فيها ~~بكلمة من كتاب الله تعالى، ولا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ~~وصحابته، ونعوذ بالله من الخذلان، ونزعات الشيطان. # فصول من خطبة ابن سيده مما نقد ابن أرقم عليه # ذكر الخضاب فعابه، وذكر من خضب فسفهه وجانبه، وقال: هذا خطيب اليونانية ~~غليانش، وهو الذي يوثق بكلامه ويستانس، قد قال: إن التسويد من الزينة ~~الآنيثة، فلا يستعمله من الأنام إلا أهل الطينة الخبيثة. # الرد: تأملوا واعتبروا يا أولي الأبصار، قد علم الكبير والصغير، والخطير ~~والحقير، أن الشيب معيب، وأن السواد مرغوب، وأن آدم عليه السلام لما رأى ~~شيبة بلحيته فزع منها، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم روي عنه الخضاب، ~~وأما صحابته الأكرمون، وعترته الطيبون، فكلهم خضب شيبه وغيره وستره، ولما ~~جيء [105 ب] يأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه كالثغامة ~~قال عليه السلام: " هلا غيرتموه "؛ وكان معاوية حيث كان من الجلالة ~~والأصالة، له خاضبة تخضبه بالسواد، ولما فرغت مرة من خضابه أنشدته: # هل عندك اليوم شكر للتي جعلت ما ابيض من قادمات الرأس كالحميم # PageV05P389 # وفي السواد إغلاظ على العدو، وتجمل للأهل، وتسكين للروعة من الشيب، ~~وتأنيس للنفس، وتعليل للقلب، وهل هذه النكتة من أبي الحسن تخفى، او هذه ~~الزرعة يكتم منها فحوى، أو يستر لها مغزى -! # وقال في فصل منها: " والحساد في كل ذلك تكسر علي أرعاظها ولا تفتر من ~~النظر إلي ألحاظها، وأنا أنشدهم ما أنشدته عن أبي العلاء صاعد بن الحسن ~~الربعي عن أبي رجاء الضبعي: # حسود كئيب القلب يخفي أنينه ويضحي كئيب البال عندي حزينه # يلوم على أن ظلت للعلم طالبا أجمع من عند الرواة فنونه # وأكتب أبكار الكلام وعونه وأحفظ مما أستفيد عيونه # فيا حاسدي دعني أغال بقيمتي فقيمة كل الناس ما يحسنونه # الرد: في هذا البرسام غريبتان، إحداهما مقالة الحاسد الذي يكسر عليه ~~أرعاظه، قوله " دعني أغال بقيمتي "، هذا جواب الأولياء، لا ms1234 جواب الحسدة ~~والأعداء، والأخرى تحريفه الشعر عن وجهه، وصرفه عن كنهه، ولو تبين وقرأ ~~طرائق الشعراء، ومذهب الفصحاء والخطاب، لما استجازه، ولأجاد نقده وإحرازه، ~~فهذا الشعر لأحمد بن المعذل مشهور مأثور: # غزال سقيم اللحظ يخفي أنينه ويضحي كئيب القلب عندي حزينه # ونسي نفسه أبو الحسن في تأمل البيت الأول: وكيف يجمع فيه " كئيب # PageV05P390 # القلب " " كئيب البال " وكيف يكون حزين البال، والشاعر منزه عن هذا ~~السقط، مبرا من مثل هذا الغلط، ولم ينظر بالعين الجلية، فيرى فساد القضية، ~~وأن الحسود ليس من رسمه، ولا من رسم العرب في وصفه أن يلوم على طلب العلم، ~~ولا يرجع بمثل هذا الرفق، وإنما أراد أحمد ابن المعذل أن من إلفه وأنسه، ~~فتغرب عنه إلى طلب العلم نفسه، يلومه على تشاغله عنه وتباعده منه، وأومأ ~~إلى صبره وجده في طلب العلم وبحثه قول أحمد ينظر إلى قول كثير: [106 أ] # إذ ما أرد الغزو لم تثن همه حصان عليها نظم در يزينها # وقال الحسن: # تقول التي من بيتها خف مركبي عزيز علينا أن نراك تسير # أما دون مصر للغنى متطلب بلى إن أسباب الغنى لكثير # فقلت وعزتها سوابق أدمع جرت فجرى في جريهن عبير # دعيني أكثر حاسديك برحلة إلى بلدة فيها الخصيب أمير # وقال: # لحافي لحاف الضيف والبيت بيته ولم يلهني عنه غزال مقنع # وقال أبو الحسن في فصل آخر منها: " يرهب ألا ترجح أعماله يوم القيامة ~~قسطاسه، وألا تنجح آماله فيؤتى غير ذات اليمين قرساسه " # PageV05P391 # الرد: ضم قاف قرطاس كما ضم قاف قسطاس للمشاركة، على دناءة اللغة، ووحاشة ~~التقفية، وفساد المقابلة، وجور القسمة، ولم يرد أن القسطاس - بكسر القاف - ~~لغة شائعة قرأتها بها القراء، ونطقت بها الفصحاء، ولو علمنا لما احتاج إلى ~~هذا المرمى البعيد، والمنحى الزهيد، والوجه الشتيم، والغرض الذميم. # وفي فصل منها: " وكذلك أنضيت عراب الخيل، فرميت بها حمامة النهار وغراب ~~الليل ". # قال ابن أرقم: وليس من شأن العراب أن يرمى بها الحمامة، النهار وغراب ~~الليل ". # قال ابن أرقم: وليس من شأن العراب ms1235 أن يرمى بها الحمامة، والعراب هذه ~~استعارة غير متصلة، وقلادة غير منتظمة، وفقرة غير مرتبطة، ومن يقول رميت ~~الحمامة بالعراب، يلزمه أن يقول: جاريت الصبا بالسهام. # وقال في فصل آخر: " حين استقدمت سنابكها سبائك العقيان ". # قال ابن أرقم: يقال له مع تكرر سيناتك أرنا استقدحت، وأرنا السبائك من ~~نتاج الاستقداح، فإن تلك استعارة لا تحسن ولا تتصل، وقضية لا تتمعنى ولا ~~تتحصل؛ ومثل تكرر هذه السنات ما يحمل عن بعض المؤدبين بشرق الأندلس، وكان ~~يصفر في الصاد والسين صفيرا منكرا، أنه قال: يا سادة، يا جيران المسجد، سقط ~~الطاووس من سقف موسى ابن أبي الغصن، فكسر ساق صبيتنا؛ انتهى ما اقصصته من ~~رده على ابن سيدة. # PageV05P392 # جعل له من الانشاءات السلطانيات # فصل له من رقعة عن ابن مجاهد إلى صاحب مصر: وبعدها لزم الاستفتاح به وهي ~~الإصباح شهبه، فإن مولى الحضرة الطاهرة - صلوات الله عليها - اعتمد قضاء ~~حقها [106 ب] وإتيان وفقها، وعليه من حلل النعمة أضفاها، ومن حلل السعادة ~~أبهاها، ومن جنن السلامة أوقاها، ومن قبله من أولياء الحضرة وحذاها، وعبيد ~~دولتها، وسهام كناتها، وشهب سمائها، ورقيق ملكها، وشيع ملكها، المستنجحين ~~بطائرها السانح، المتبركين بفضلها اللائح، في كنف الله وعصمته، وخفارة سعد ~~أمير المؤمنين وذمته، وما ولاه الله من البلاد، وخوله من العتاد، وأولاه من ~~تالد ومستفاد، على ما يرضي أمير المؤمنين وفور عدد، وظهور يد، وانه سلف ~~لمولى حضرته الطاهرة الاستئمار في تفيؤه لبرود ظلالها، والاستئذان في ~~ادراعه لبرود أفضالها، وارتضاعه لحلمات قبولها وإقبالها، وقدم عقيلة نفسه ~~ورائد قلبه، ووصف مبادي نزاعه وطلائع انجذابه، ودواعي مهاجرته، وجواري ~~مفاتحته، وأعلم أنه ذخرها ليومه وغده، واعتدها لنفسه وولده، فإنها الشمس ~~بعد جرمها وكثر ضوءها، ونأى محلها ودنا ظلها، فصدرت المراجعة الباهرة بما ~~أضاء جوانحه، وزجر سوانحه # PageV05P393 # وأمرع مواطنه ومسارحه، وتبين السعد معانقه ومصافحه، وصادف رائد قلبه ~~مرادا خصيبا، وريحا جنوبا، وتقبل المولى منها مراحا مروحا ومقيلا، وتتوج ~~رسم الخلافة المستنصرية إكليلا؛ وإن بعدت أقطاره، فعلى مقدار بعد الهجرة ~~إيثاره، وما تتأتى ms1236 السبل، ومتون الرياح الحوامل والرسل، فإن لم تكن ~~سليمانية النصبة، فإنها علوية النسبة، فالآن استمر المرير، واستقر الضمير، ~~واطرد الأمر على بصير، فتنسم مولى الحضرة وياها عطرا، وراد روضها زهرا، ~~وشام برقها ممطرا، واستوضح هلالها مبدرا، وارتشف ماءها خصرا، فما الشكر وإن ~~جزل، يرقى ثنايا ذلك الإنفصال والإنعام، ولا اللسان وإن جعل يتعاطى ذلك ~~الثناء ولا الأقلام، ولا الجهد يقدر قدر ذلك الإكبار والإعظام، ولا الوجد ~~يفي بتلك العوارف الجسام، ولا الطوق يقوم بأعبائها حق القيام، وأي وسع ~~يباري البحر وهو طام، وأي طوق يطيق ركني شمام -! ولو كانت للمولى بالقدر ~~يدان، وساعده إمكان، وساعفه زمان، لأم شخصه كعبة الآمال، واستقبل بقصده ~~قبلة السعد والإقبال، واستلم بيده ركن الإنعام والإسبال، فإذا لم ينسك ~~محرما، ولم يقرب مستلما، ولم ينقل إليها قدما، فحسبه النية التي هي أس ~~البنية والطوية، على نائي الطية، وما تيسر من هدي يهديه، وعمرة عنه تجزيه، ~~وإن شط المحل. # وسلفت السير، واستمرت المرر، بإطراف الموالي [107 أ] سادهم وإتحاف ~~الأولياء ذادتهم، وإلطاف الخدام قادتهم، على سمح الأوان # PageV05P394 # لا على الخطر والشان، وعلى حكم التخدم والاهتبال، لا على حكم الهمم ~~والأحوال، فما النفوس: فكيف النفائس وحاملوها، ولا الدنيا وأهلوها، ولا ~~الأرض وعامروها، بكفاء لبعض واجبات الحضرة، ولا بجزء من أجزاء فرضها، ولا ~~لنبذة من جمل قرضها، ما عدا أن الله سبحانه قبل منا اليسير، وصفح عن ~~التقصير، وتجاوز عن الحقير، فألف المولى أشتاتا، ونظم أفرادا، وجمع أصنافا، ~~وهيأ ألطافا، من تحف أفقه، وخواص أرضه، وغرائب مغربه، وطوائف ثغره، شرح ~~أنواعها، وأفراد جماعها، ونثر نظامها، وفصل تؤامها، في ملطف طي مكاتبته ~~هذه، وأودع ما نوعه، وضمن ما جمعه، حربيا من أشد نمطه حصانة، وأوفره أمانة، ~~وأكثره عدة وعدة، وأفضله جدة وجدة، وأبهجه حلية وبردة، وتفاءل المولى في ~~اسمه ووسمه، فخرق أديم البحر على اليمن والطائر السعد، والفأل الصدق، كأنه ~~هلال سائر، أو عقاب كاسر، أو باز مهابذ، أو شهاب قاقب، أو سهم نافذ، ~~ولحضرته الطاهرة - صلوات الله عليها - تأكيد العارفة ms1237، وتأييد الصنيعة، ~~وتشفيع الكرامة في حسن القبول، والتجاوز عن خلل المعقول والمقول، وتأول أمر ~~مولاها أحسن التأويل. # وله من أخرى مثل ذلك إلى الوزير هنالك: أطال الله البقاء، وأدام العزة ~~والعلاء، والسعادة والنماء، ورحب الفناء، ونضارة الأرجاء # PageV05P395 # لحضرة سيدنا الوزير الأجل صفي أمير المؤمنين، ولا برحت القلوب حوائم على ~~شرعته، كما زين نحرها بقلائد الخلافة، وحلي جيدها بنظام الأمامة، والشمس ~~محل السعد: # * وفي عنق الحسناء يستحسن العقد* # فما أظلم ليل كان سيدنا صبحه، ولا أبهم معنى كان شرحه، ولا أساء زمان كان ~~حسنته، ولا بخل وقت كان موهبته، ولا أذنب عصر كان عذره، ولا ذوى روض كان ~~زهره، ولا أوحش أمر كان أنسه، ولا أظلم أفق كان شمسه، ولا عطل نحر كان ~~حلية، ولا ضل ملك كان هديه. # وإني أطال بقاء حضرة سيدنا، وإن لم أحل بمكاتبته تقليدا، ولم أحظ ~~بمداخلته مستفيدا، فبه أثمر غرسي، وله انتظم غدي وأمسي، وعليه تهدل جنى ~~نفسي، فمحاسنه التي ملأت الملوين، ثنتني فانثنيت، وأنواره التي طبقت ~~الخافقين، هددتني فاهتديت، فسرت إليه مسير السيل إلى قراره، وانجذبت نحوه ~~انجذاب النجم إلى مداره، وجريت على نهج أبي رحمه الله -[107 ب] الحضرة ~~والمكاتبة لها والمهاجرة إليها، وما ندي لي من ثراها، وتمهد لي من رضاها، ~~وأحظاني من سني جوابها، وبهي تحيلها، والإقبال علي بقبولها، فذلك الفخر تاج ~~على مفرقي، وذلك الفضل طوق في عنقي، فحق أن تتأكد بصيرتي، وتستمر مريرتي، ~~وأطرد على وتيرتي، فلا أزال مطالعا وخادما لها. # PageV05P396 # وسبقت السير، واستمرت المرر بأن يطرف المولى سيده، ويلطف الولي معتمده، ~~وقلت الدنيا وصمتها، والأرض ووفرها، لمستمسك بحبل الحضرة؛ ولا جرم أنها ~~خدمة تخبر عن همة، وسيرة تنبئ عن سريرة، وقربة يتقبل [فيها] الوتج الحقير، ~~ويتجاوز عن القصور والتقصير، علما بأنها على الاختفاء لا على الاحتفال، وعن ~~الإخبار عن الضمير لا على الأخطار، فهيا شيعة سيدنا وصفوته، سمح الأوان، ~~وعجالة الإمكان، على النوى القذوف والنتأى الغروف، أندادا من ألطاف حوزته، ~~وأفرادا من خواص عمله، وأعدادا من تحف جهته، يشرف ms1238 بعضها بحضرة الخلافة، ~~وبعضها بحضرة الوزارة؛ وضمنها من بياض خاصته: [حربيا] حصين البنية، أمين ~~الطوية، رائق البردة، وافر العدة، تقلده الأستاذ أبو الحسن كوثر نعمته، ~~وعهده الحضرة، فنفذ في حفظ الله وصحبته، وفي كفالة سعد أمير المؤمنين؛ وسلك ~~البحر كأنه في أديمه شامة، بل في سمائه غمامة، وحضرة الوزير - أعزه الله - ~~تسد في الجهتين الخلل، فتحمل وتجمل، وتقبل وتتقبل، وتغتفر خطل ما نقول ~~ونفعل، وتتأوله إن شاء الله أحسن التأول، وتكسوه المعرض الأجمل، فهي ~~الهادية لضوال الآمال، المحلية لعواطل الأعمال. # PageV05P397 # وله من أخرى: وقد علمت الحضرة - صلوات الله عليها - أني مستمد التعلق ~~بحبها من كثب، ووارث التحقق بفضلها عن كلالة أدب، على هذا المهاد نشأت، ~~وبهذا القرار ثويت، ومن هذا الثمر اغتذيت، وبهذه البصيرة تتوجت وارتديت، ~~وقد كان للموفق أبي، مولى الحضرة، منزع علق بسببه، وأرب وسم أجمل وسم به، ~~أن يثبت في ديوان مكاتبتها اسمه، ويلحق في رسوم خدمتها رسمه، ويحرز الخصل ~~في ميدانه، ويبرز في افقه وزمانه، ويحلي مغربنا بما لم يكن حاليا به، ويفض ~~عذرة أمر لم يهتد لجانبه، فوافاه حمامه - أكرم الله نزله - وهو في ذمائه ~~يمهد أكناف نيته، ويقيم شرفات بنيته، فقضى ولم يسعده القضا، ومضى ولم يكن ~~الأمضى؛ ثم دفع مولى الحضرة - أنا - إلى فتن جذبته عن تلك الفرائض؛ وقبضته ~~من تلك المعارض. ثم إن الله تعالى أيد مولى الحضرة فمهدت له هنيئا من ~~الظفر، ونتجت [108 أ] له سنيا من الوطر، فلما فرغ لنيته التي كانت أمام ~~ذكره، وملء صدره، أزمع الإيراد لآماله الحائمات، والسفور عن هممه ~~المتقنعات، والإنزال لعزائمه المرفقات، فها نحن واردوا تلك الحياض، وخارقو ~~ذلك الوفاض، ومنبضون إلى تلك الأغراض، فلسنا في تلك القوافي إقواء # PageV05P398 # ولا في ذلك المضمار بطاء، ولا سهمنا غلاء. ومولى الحضرة مملأ من كرمه ~~مؤيده بجنوده: من كتائب تملأ الفضاء، وتغشي الدأماء، فتصدعها بجبال ~~كالرياح، ورياح كالجبال، ثانية الأقدار، وثالثة الليل والنهار، تحمل من قد ~~قامت من آساد هي خدورها، وصوارم هي غمودها، وسهام هي كنائنها، وأفئدة ms1239 هي ~~جوانحها، فلو لقوا المنايا لصرعوها، أو ضربوا الجبال لصدعوها، أو رموا ~~الأوهام لقرعوها، أو راموا النجوم لفزعوها. # وفي فصل منها: ولم يكن ليقدم إليها غير الإستئمار، ولا ليقصد نحوها غير ~~الإشعار، لتكون بضائعه خوالص الإضمار والإظهار، وطلائعه سوابق الإسناد ~~والاستظهار، فهي أعز جنابا، وأعظم مهابا، من أن يقرع إليها بابا إلا ~~بإباحتها، ويصل منها حجابا إلا بسماحتها؛ ولما جرد مولى الحضرة هذا المذهب ~~من البأو بمكاتبتها، ولخص هذا الأرب من التشرف بمراسلتها، رأى من توقيرها ~~وتكبيرها، تقليدها من يكون كفيلا بها أو طيقا لتحملها، فندب لها من أبناء ~~الوزراء، وصفوة الظهراء، من له السابقة المذكورة، والعين المشهورة، ~~والأحوال الخطيرة، والخلال المشكورة، ودماثة الجانب وسكون الطائر، مضمنا ~~مركبا # PageV05P399 # من مراكبه، يدل به مدل الليل بالصباح، وينم عليه كما نمت على الزهر ~~الرياح، خلا أن من سكن المغرب الأقصى، وجاور الثغر الأعلى، وجاذب اللسان ~~الأجفى، وارتضع الجعجعة الخشناء، والعجرفة الصماء، ثم حاول حرمة الخلافة ~~العظمى، والحضرة العليا، وغشي مصر الإسلام ونخبة الأنام، ومحفل الجماهير ~~العظام، فمعذور أن تعشيه أنوارها، ويغشيه إكبارها، وتحضره مهابتها، وتخرسه ~~جلالتها؛ ومن فواضل الحضرة وسرعان إنعامها، وبواكر إكرامها، إرقاؤه إلى ~~البساط المعظم ليلثمه، وإدناؤه [من] الحرم المكرم ليستلمه. ولو أن مولى ~~الحضرة يستعير الروض نشره، والمسك عطره، والبحر دره، والسحات قطره، والزمان ~~عمره، وعطارد نظمه ونثره، فيسد بها الأفقين، ويملأ ما بين الخافقين، ليوصل ~~معقده، ويؤدي تعظيمه وحمده، وينهي كنه ما عنده، لما استوفت عده، ولا سبرت ~~عده. [108 ب] . # وله من أخرى إلى الوزير هنالك: فالحضرة العلية معنى هو شرحها، وشمس وهو ~~صبحها، وأذن وهو قرطها، وجيد وهو عقدها، ومعصم # PageV05P400 # وهو سوارها، وعين وهو نورها، ورأس وهو عينها، ومبسم وهو ثغرها، وكف وهو ~~بنانها، ورمح وهو سنانها، وحسام وهو غرارها، وسماء وهو بدرها، وروض وهو ~~زهرها، وساق وهو قدمها، ذلل لها المستصعبات، وفتح لها المبهمات، وأوضح لها ~~المشكلات، وأضاء لها الظلمات، وأن انتظامها به، وكمال بهجتها بخدمته، وتمام ~~سعادتها بولايته، وأرج نشرها بمظاهرته، وبروز سبقها بمؤازرته. # وكان ms1240 للموفق أبي نهج لمداخلتها، ومفتتح لمراسلتها، لم يفارقه - روض الله ~~مثواه - إلى أن فارق دنياه، فكنت أبا عذرتها، وفاتق أكمتها، وفاتح مرتتجها، ~~وسالك منهجها، فبرزت بين أبناء مغربي في مداخلتها وعرض صاغيتي وخدمتي ~~عليها، وتوفيد مكاتبتي ومراسلتي إليها، في مركبي الذي أعلمته خالا في صفحة ~~البحر، وسويداء في مقلة العصر، ووصلت بمكاتبتي من هو لها كفؤ، ولي ظهير ~~ونشأ، من أبناء أهل الخطر، وذوي الشرف والقدر، ومن له الشيم الهادية، ~~والريح الساكنة، والمناصحة البالغة، فلان، [أحد أبناء الحضرة، وذوي السرو ~~والقدرة] ؛ إلا أن أهل مغربنا مرتضعون العجمة، مدرعون الحشمة، بمصاقبة ~~الثغور الخشنة، ومجاذبة الألسن الثقيلة، وممازجة الأمزجة الكليلة، فمن # PageV05P401 # دفع منهم بعد إلى خدمة الخلافة العلية، وجاور الألسنة العضبة، وشافه ~~النفوس الرطبة، وداخل الأمزجة العذبة، وارتقى إلى سماء تلك العزة، فعذره ~~مقبول، وأمره على الاجتهاد الأصيل والاعتقاد النبيل محمول، وما الأقلام وإن ~~مدحت، ولا الأقوال وإن جمحت، ولا الأوصاف وإن سمحت، بمعبرات عما عنده من ~~حسن الصاغية، وخلوص الناحية، والممالأة الصافية، والمناصحة الزاكية، ~~والخدمة الوافية؛ وإن بعد مثواه فلم يبعد من كانت الضمائر وسائله، والرياح ~~رسائله، ولا تكتم النيرات عن حدقه، ولا تنحرف أفلاكها عن أفقه، ولا تتجافى ~~[في] مسالكها عن طريقه. # وله من أخرى في مثله: وإن مولى الحضرة العلية لما حمل من تأميلها ما أضاء ~~جوانحه، وارتسم من خدمتها ما أراه سوانحه، فتعرف اليمين باكره ورائحه، ~~وتبين السعد معانقه ومصافحه، تفيأ برود ظلالها، ليدرع برود تشريفها ~~وإيفضالها، ولرتضع حلمات جنابها، ليستدر أخلاف طلابها، واستأمر بخطابها، ~~ليحظى بسني جوابها [109 أ] ، ووجه من صفوة نظرائه أبا مروان بن نجية، معلما ~~باستئماره، مستظهرا باشعاره، بعد أن صفت نطف سرائره، وتبلجت أزاهر ضمائره، ~~وثريت أرض صلغيته، ونديت # PageV05P402 # روض طاعته، وكادت تورق صفاة طرقه، وتعشب حصى أفقه، وتطلع من عزيمته ~~الشمس، وتثمر آماله قبل الغرس، وكاد الجسم يسبق النفس، والناظر يقدم الحس، ~~بصريمة تخلج خلاج المنتوى، وتحتز وداج النوى، عودها نضار لا عرار، وسرها ~~محض لا سمار. # وفي فصل من أخرى: حضرة سيدنا ms1241 - أيده الله - قلائد يروق على نحر الخلافة ~~نظامها، وتخفق على عاتق الثريا أعلامها، تبرئ الأسماع من صممها، وتشفي ~~الصدور من وحرها، وتصح الجسوم من وصبها، وتريح النفوس من نصبها، كما تصك ~~أسماع العدا، وتخلع قلوب من ناوا، وتقض جسم من عصى، وتقطع وريد من اعتدى، ~~فهي حياة وردى، وشهب وقضب، ونجوم ورجوم، لا برحت تمطر الولي ربيعا، والعدو ~~نجيعا، ولا زال سيدنا حسام عاتق الملك، وواسطة ذلك السلك، وخالصة ذلك ~~السبك، فإنه سرى إلي من مآثر حضرته ما أخجل المسك رياه، وكسف الشمس محياه. # ولم يحضرني من شعر أبي الأصبغ حين تحرير هذه النسخة إلا هذان البيتان من ~~مرثية في ابنته: # انكسفي ويحك يا شمس واره بما ضمنت يا رمس # في سر أجفانك لي مقلة وبين أضلاعك لي نفس # وابنة أبو عامر: بوادي آش من عمل المرية، ناظم ناثر، ولم يقع # PageV05P403 # إلي من شعره ما أجعله سببا إلى ذكره، إلا نتف يسيرة تدل على انطباعه، ~~كدلالة الفجر على انصداعه؛ له: # سريت والليل من مسراك في وهل مبرأ العزم من أين ومن كسل # وسرت في جحفل يهدي فوارسه سناك تحت الدجى والعارض الهطل # هوت أعاديك من سار يؤرقه ركض الجواد وحمل الأمة الفضل # إذا الملوك نيام في مضاجعهم مستحسنون بهاء الحلي والحلل # لله صومك من أيام فطرهم وما توخيت من وجه ومن عمل # نحرت فيه الكماة الصيد محتسبا وحسب غيرك نحر الشاء والابل # إذا صرير المدارى هزهم طربا ألهاك عنه صرير البيض والأسل # وإن ثنتهم عن الإقدام عاذلة مضيت قدما ولم تأذن إلى العذل # كم ضم ذا العيد من ولاه به غزل وأنت تنشد أهل اللهو والغزل: # " في الخيل والخافقات البض لي شغل ليس الصبابة والصهباء من شغلي " # ظللت يومك لم تنفع به ظمأ وظل رمحك في عل وفي نهل # وكلما رامت الروم الفرار أتت من كل أوب وضمتها يد الأجل # فصار مقبلهم نهبا ومدبرهم وعاد غانمهم من جملة النفل # فكم فككت من الأغلال عن عنق وكم سددت بهذا الفتح من ms1242 خلل # أنت الأمير الذي للمجد همته وللممالك يحميها وللدول # وللمواهب أو للخط أنمله ما لم تحن إلى الخطية الذبل # PageV05P404 # لمزدلي لواء كان يرفعه مناسب كالضحى والشمس في الحمل # الجابرين صدوع المعتفي كرما والكاسرين الظبا في هامة البطل # والعادلين عن الدنيا ونضرتها والسالكين على الأهدى من السبل # خير التبابغ والأذواء من يمن الغالبين على الآفاق والملل # يسود في آخر الأعصار آخرهم وساد أولهم في الأعصر الأول # يا أيها المالك المرهوب صولته والمرتجى غوثه في الحادث الجلل # من كابد العدم لم يكمل له أمل والعدم من أقطع الأشياء بالأمل # فاصفح لعبدك يا مولاه مغتفرا ما كان من خطأ أو منطق خطل # وكتبت شافعا: سيدي الأعلى، وعلقي الأغلى، وسراجي الأجلى، ومن أبقاه الله ~~والأمكنة بمساعيه فسيحة، والألسنة بمعاليه فصيحة، موصلة - وصل الله جذلك - ~~حيوان، يصفر كل أوان، ويسفر بين الإخوان، رقيق الحاشية، يعتمد على كرواء، ~~ويستمع بخذواء، وينظر من عين كأنها عين، ويلفظ بمنقار كأنه من قار، يسلي ~~المحزون، بالمقطع والموزون، وينفس عن المكظوم، بالمنثور والمنظوم، مسكي ~~الطيلسان، تولد بين الطائر والإنسان، كما سمعت بسمع الفلاة، وعمرو بن ~~السعلاة، قطع من منابت الربيع، إلى منازل الصقيع، ومن مطالع الزيتون، إلى # PageV05P405 # مواقع [110 أ] السحاب الهتون، فصادف من الجليد، ما يذهب قوى الجليد، ومن ~~البرد، ما لا يدفعه الريش والبرد، والحدائق قد غمضت أحداقها، وانحسرت ~~أوراقها، والبطاح قد قيدت الفور، بحبال الكافور، وأوقعت الصرد، في حبائل ~~الصرد، فمني البائس بما لم يعهده، كما وسم بالزور من لم يشهده. ولما فال ~~رأيه، [وأخفق] أو كاد سعيه، التفت إلى عطفه أشمط، وإلى أديمة أرقط، فناح، ~~ثم سوى الجناح، وقد أنكر مزاجه، ونسي ألحانه وأهزاجه، ولا شك أنه واقع ~~بفنائك، راشف من إنائك، آمل حسن غنائك واعتنائك، وأنت بارق ذلك العارض، ~~ورائد ذلك الأنف البارص، تهيئ له حبا، يجزيك عليه ثناء وحبا، وقد تحفظ يا ~~سيدي رسائل، جعلت له وسائل، فسام بها أهل الآداب، سوء العذاب، ودعا البطيء ~~منهم إلى الإهذاب: # *وابن اللبون إذا ما لز في قرن ms1243 * # لا زلت منافسا في العلوم، آسيا للأحوال والكلوم، إن شاء الله عز وجل. # وله في أبي محمد الزبير بن عمر، مكن الله سعده، وقد قدم # PageV05P406 # مرض وأراد الغزو: # صحت بصحة جسمك الأحوال واسترجعت أرواحنا الآمال # ووقى الإمارة من وقاك بمنه فسرى إليها السعد والإقبال # والتاج بدر للعلا متألق واهتز غصن للندى ميال # واعتاد [من] لعد الذبول نضارة واعتاد بعد النقص ذاك كمال # لم يثن عزمتك الضنى عن وجهة فيها نكال للعدا وقتال # فأخذت بالأثر الصحيح وإنما بيد الإله البرء والاعلال # لله أخلاق الزبير فانها للمعتفين الروضة المحلال # ومحاسن منه تروق، ببعضها سادت على مر الزمان رجال # فمناسب ومفاخر ومعارف وديانة وبسالة ونوال # أرجو مساعيه وأما ماله فعليه إن مال الزمان يمال # لكتبتها مستعجلا إذ ما تني لا يقتضى بنسيئها استعجال # سيكون منه وإن بعدت تخدم يدني المراد، وإن سكت مقال # لا زلتما في عزة وسعادة تغشاكما من أجلها الآمال [110 ب] # وله في الأمير تاشفين: # PageV05P407 # أيا أيها الملك الأعظم أضاء بك الزمن المظلم # وزينة منك تلك العلا كما ازدان بالغرة الأدهم # أدال الشقاء لنا بالنعيم فينعم من كان لا ينعم # وأقبل مستعتبا مثلما تنصل من جرمه المجرم # فنشكر نعمى أتانا بها ولا بد أن يشكر المنعم # نهضت وحولك لمتونة كما حف بالقمر الأنجم # بكل أغر طويل النجاد له المجد والشرف الأقدم # يلوذ به البائس المعتفي ويرهبه الفارس المعلم # إذا سفروا فهم كالبدر وهم كالأهلة إن لثموا # فيا حسنهم إن تجلوا ضحى وقد ركبوا الخيل واستلأموا # ومدهم الله من عنده بجند من النصر لا يهزم # فحكمهم في الذي أملوا وأظفرهم في الذي يمموا # وحلوا بارض العدا فانبرت على كل ناحية صيلم # فكل رجالهم قتلوا وكل معاقلهم هدموا # كأن الجماجم بذر لهم وسقي الذي بذروه الدم # فقل لرئيسهم أين ما حكمت لقد ساء ما تحكم # تعاطى الثبوت على زعمه فلم يغن عنه الذي يزعم # ورام الفرار فلا مجهل يفر إليه ولا معلم # وأضحى ومركوبه أبلق فأمسى ومركوبه أدهم # أتى والبنود على رأسه مهانا ms1244 وتحسبه يكرم # PageV05P408 # يصرصر عقبانها فوقه ويصفر من بينها الأرقم # لتهنأ هذي الفتوح التي تناسق كالدر إذ ينظم [111 أ] # على الشرق والغرب من عزها حفيظ ومن حسنها ميسم # ولولاه كان السرور الذي أقر العيون بها مأتم # رجوت الأمير لعلمي به وما جاهل مثل من يعلم # وقلت عسى المحل أن ينجلي ويعقبنا الوابل المثجم # فقد يقرب النازح المنتأي وينفتح المغلق المبهم # بني تاشفين سلمتم لنا فمهما بنا نسلم # وأنت لدين الهدى عصمة بها يحتمي وبها يعصم # خلافتكم غير مجهولة وسر إمامتكم تعلم # فلو ينطق الله فينا الجماد لناجتك - أعظم بها - زمزم # فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي المطرف بن مثنى # وهو عبد الرحمن بن أحمد بن صبغون، استوزره المأمون يحيى ابن ذي النون عدة ~~سنين، ورمى إليه بيده، في تدبير بلده، فاستقل بأعباء ما تقلد، وعار ذكره ~~وأنجد. # PageV05P409 # قال أبو مروان بن حيان: وكان أبوه أحمد من أبناء أكابر الفقهاء بحضرة ~~قرطبة بعهد الجماعة؛ وكان أبو المطرف عفيفا دمثا طاهرا الأثواب، حلو ~~الشمائل مطلق البشر، متحققا بصناعة الكتابة، بذ أهل وقته في البيان ~~والبلاغة، وكان مع ذلك يحمل قطعة وافرة من علم الحديث وأنواع الفنون، وتوفي ~~رحمه الله سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. # فصل من رقعة فيها طول لأبي الفضل محمد بن عبد الواحد البغدادي إليه منها: ~~أكال الله بقاء سيدي، وجعل درج المعالي مستقرة تحت قدمه، وسرج مسفرة عن ~~بوارق هممه، وظامئات الأماني روية من لعاب سن قلمه، وعذبات الإقبال منوطة ~~بألوية عزائمه وآرائه، وسطوات الأقدار مربوطة بأروية مآربه وأنحائه، وصب ~~نوب الزمان على حسدته وأعدائه. # وفي فصل منها: وقد كانت ### | -[أيدك الله]- # رياض أخباره تزهر عندي بنوار الزكية التي هي أشهر من فلق الصباح، وتعبق ~~بمحاسنه الرضية هي أسير في الآفاق من هبوب الرياح [111 ب] فتلطف بنوافر ~~الأرواح، حتى كأنها المصافاة بين الماء والراح، فترتع الأسماع # PageV05P410 # من نضارتها في مرتع خصيب، وترفل من غضارتها في ثوب من الأنس قشيب، فلله ~~هذه المناقب التي جعلت العين حاسدة للأذن، والفضائل التي حاجزت بين ms1245 القلب ~~والبدن، فكلما ازدادت بالأخبار بضائعها أرباحا، ازدادت النفوس إلى تبضعها ~~طربا وارتياحا، وكلما ركضت دهمها في ميادين الفضائل مراحا، استفادت ~~بالإحماد غرارا وأوضاحا. # ومنها: وكنت مررت ببلاد شموس الفضائل في آفاقها مكسوفة، وعيون العلم ~~والآداب في عرصاتها مطروقة، وستائر الأحرار بين أهلها مهتوكة مكشوفة، ~~وجنباتها بأنواع البلاء محفوفة، وقد نضبت في رباعها مياه الأمانة والأمان، ~~ونبعت بين أهلها عيون الخيانة والبهتان، وضعف حبل الديانة فيهم والإيمان، ~~فجنحوا إلى جحود النعم والكفران، وتوسعوا في مطاوعة الظلم والعدوان، ~~فأبدلهم الله من النور في أحوالهم ظلاما، وبالحلال في مكاسبهم حراما، وخص ~~أسعارهم بالغلاء، وجمعهم بالفناء، ولفيهم بالتشتت والجلاء، وللخراب ما ~~يعمرون، وللقتل ما يلدون، وللنهب ما يجمعون، ولغيرهم ما يكسبون، {وحاق بهم ~~ما كانوا به يستهزئون} (الزمر: 48) {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ~~إن أخذه أليم شديد} (هود: 102) . # PageV05P411 # ركبت جوادا من العزم قلما امتطاه راكب إلا فاز بمبتغاه، وشكر دأب سيره ~~وسراه، ونثلت درعا سابغة من الحزم لم يندم على ادراعها لابس، ولا استثقل ~~حملها من الرجال أخو نجدة ممارس، فكت عني حلق الخدع من الأعداء والمكايد، ~~وحلت دوني عقد الحبائل منهم والمراصد، فخلصت من دواعي احتفالهم خلوص الخمر ~~من نسج الفدام، والشمس من تحت الغمام، ولم أزل أقطع المفاوز مسجورة، وأجزع ~~الطرق مشحونة باللصوص والدعار، أخفي نفسي إخفاء القنفذ رأسه، واكتم حسي ~~كتمان الغراب سفاده. # وفي فصل: وأكبرت أن أفارق بلد الأندلس وقد أظهر الله فيه إحدى آياته، ~~الدالة على عظم معجزاته، الناطقة بصحة براهينه وبيناته، بسيدنا المأمون بن ~~ذي النون - أطال الله بقاء سلطانه، وقوى دعائم ملكه وأركانه - الذي أيده ~~الله بعناية بسطت قدرته، وأعلت كلمته، فأضرمت شهاب هيبته فملأت القلوب ~~رعبا، وأذكت بوارق سطوته فاختطفت النفوس شرقا وغربا، ومدت بحار سحائبه [112 ~~أ] فاستملك الرقاب # PageV05P412 # عجما وعربا، لأجلوا قذى ناظري ببهي طلعته، وأزين أصغري بتحبير بدائع ~~مدحته؛ وقد كاتبت الحضرة العالية تلويحا بما ذكرته، راغبا في ما اقترحته، ~~من تحسين عرضه بالموقف الأشرف زاده الله شرافة، وتجديد المأثرة ms1246 في النيابة ~~عني به، وستر عورة إن مرت، وإقالة عثرة إن خطرت. # فأجابه ابن مثنى برقعة أيضا فيها طول يقول فيها: وافى كتابك، فحين لحظته ~~تلقيته بيد المقدم، والتزمته التزام المحب المكرم، وقلت عندما استوعبت ~~أنواعه وفنونه، واستوضحت محاسنه وعيونه، وقيد نور لحظي عيانه، وجلا صدأ ~~فؤادي بيانه: هذا السحر الحلال، والعذب الزلال، والدر راق في نظامه، والنور ~~تفتح عن أكمامه، والقطر انهل من غمامه، وهكذا تكون جزالة الأفاضل، وصفاء ~~الموارد والمناهل، وصحة الالتئام والاتفاق، والاطراد والاتساق: # فكائن فيه من معنى خطير وكائن فيه من لفظ بهي # فنضوت عن منكبي رداء الوقار، واهتززت اهتزاز [المهند بيد] البطل المغوار، ~~ولما استقريت ما حواه، واستوعبت ما طواه، قلت: هذه مكارم الأخلاق، وبدائع ~~أنفاس العراق، وأنحاء ذوي الأفهام والألباب # PageV05P413 # ومآخذ أهل الفضل والاحتساء، وقد كان أدهشني ما اخترعت، وعمر فكري ما ~~شرعت، فناديت نفسي وقد استشرفت أؤنبها، ونازعتها وقد شرقت أؤدبها: حذار من ~~زلة القدم، ومأثور الكلم، يا نفس قفي عند مقدارك، وكفي من غلوائك، واعلمي ~~منتهى خطوك، ومدى شأوك، فقد رمت بغداد بأفلاذ كبدها إلينا، وأطلعت نسيج ~~وحده علينا، فأنى لك بمعارضته وقد باهى به على أبنائه الزمن، وخرست في ~~أوصافه وخلاله الألسن، فلا تتمرسي لهذا الألمعي، النقاب، داهية الغبر، وعلم ~~البشر، فما أبعد ما بين العلو والخفض، والسماء والأرض، وأين النور من ~~الظلمة، والإفصاح من العجمة، ورقة الطبع من جفائه، وكدر الجو من صفائه، ~~وكيف مجاراة الكودن للعتيق، ومقارنة التشبيه بالتحقيق -! وكيف نجاريهم، ~~وإنما نحكيهم، وهل نحن - أهل هذه الجزيرة النائية عن خيار الأمم، المجاورة ~~لجماهير العجم - إلا أجدر البرية باللكن، وأولاها بعدم الفطن، وأخلقها ~~بالخرس، وأحقها بغلط الحس -! فلم يقرع سمع ابن من أبناء خاصتنا عند ميلاده، ~~ولا خامر طبع الرضيع منهم في مهده، إلا كلام أمة وكعاء، أعجمية خرقاء، ولا # PageV05P414 # ارتضع إلا ثديها، ولا اكتسب إلا عيها، ولا سكن [112 ب] إلا في حجرها، ولا ~~مرن إلا بتدبيرها، حتى إذا صار في عديد الرجال، وانتهى إلى حدود الكمال، ~~باشر طوائف ms1247 النصرانية فخاطبهم بألسنتهم، وجد في حفظ لغتهم، وعانى طباقهم، ~~وحابد أخلاقهم، أفليس الذكاء مع هذا أبعد من ذكاء عنه - وأما العامة منا ~~فقد انقطع فيها المقال، وصحت المخيلة والخال، فلما قرعتها هذا التقريع، ~~وروعتها، هذا الترويع، عادت إلى الخمود، بعد الوقود، وآلت إلى الفتور ~~والخمول، وعاذت بالنكوس والنزول، قد انفل حدها، وآل سكونا تحريكها وجدها؛ ~~ثم لم أستبد أن أجري في ميدان الرأي جواد نظري، وأرسل في أرض الاختبار رائد ~~فكري، وأرفع عن النفس غطاء الترك، وأخلص الصواب عن الإبريز من السبك، ورأيت ~~ما في التوقف عن مطالعك، من الإخلال بمكارمتك، فرشح جبيني عرقا، وانزعج ~~قلبي تحرقا، فراجعت مخاطبة النفس، ممسكا من وحشتها بطرف من الأنس: إن أبا ~~الفضل سيدي - دامت حياته -، قد ناداني بلسان وداده، وأومأ إلي ببنان ~~اعتقاده، وأطار نحوي طائر الارتياد، فلم يقع مني إلا على ثمرة الفؤاد، وحن ~~إلي حنين الألوف الأليف، وواصلني مواصلة الحليم الحليف، وأهدى إلي نزاعه، ~~وألقى علي بعاعه # PageV05P415 # فكيف لي أن أعدل عمن إلي أقبل، وأصدف عمن بي كلف - فعارضتني أشد ~~المعارضة، وناقضتني أبلغ المناقضة، هيهات! لا يبلغ الخصم بالقضم، ولا ينتهي ~~منال الكف إلى مباراة النجم، فاسلك النهج القويم، فمنك من أعتبك، وأخوك من ~~صدقك، فوجدتني بين حالي اضطرار، ليس فيهما لمختار، فإما أن أعتمد المخاطبة، ~~وألتزم المكاتبة، على علاتي، ونبو شباتي، بطبع كليل، وذهن غير صقيل، وإما ~~أن أرفض المراجعة رفض المليم، فأكون عين الجافي الذميم؛ فأنفذت كتابي ~~مبتغيا وجه موافقتك وإرضائك، ومتوخيا مضمون تغمدك وإغضائك، وأنك إن ألفيت ~~حسنا تناهيت في نشره، أو عاينت قبيحا طويته على عره، وبودي أن معتمدي لا ~~يسلط عليه حقيقة نقده، ولا يصرف إليه مرهف حده، وأن يلمحه بأقل لمح، ويسمح ~~فيه أفضل سمح. # وأما ما ارجع إليه وينطق لساني به من الإشادة بالشكر، الذي أبغيه سمة في ~~وجه الدهر، والكناية عن العهد الذي هو أثبت من ثبير، وأطيب من الماء ~~النمير، فلو أمكنني أن أوصله إليك على متون الرياح لأوصلت، ولو أتيح لي ms1248 أن ~~أمثله لك حتى تراه لمثلث، وقد استوفيت ما جال به بيانك الذي عذب منهله ~~ومشربه، وشف جوهره ورف ذهبه، [113 أ] واصفا وصف المستكمل، وموضحا إيضاح ~~المحتفل، وفهمت ما نصصته # PageV05P416 # فيما سنت لك عوائد الأيام، من الانتباذ عن الطوائف اللئام، الذين ألبسهم ~~ملابس الملام، وحليتهم بحلى المذام، حتى لشغلت بوصفهم الأفكار، فأوجبت ~~الاستعاذة والاعتبار، وأتيت بأغرب الشنع، في ما أوردت من تلك اللمع، وسردت ~~القول الرفيع سردا، فكأنما نظمت به في جيد الدهر عقدا. # وإنك - أعزك الله - لما نمي إليك ما تحملته الركائب، وأثنت به الحقائب، ~~وغمر المسامع، وعمر المشاهد والمجامع، وامتلأت منه الآفاق، ووقع عليه ~~الإصفاق، من محاسن المأمون ذي المجدين التي هي كالنجوم اعتلاء، الصباح ~~انجلاء، والروض بهاء، وأنك شمت من كرم شيمته برق النجاح، وأملت أن تضرب في ~~خدمته بمعلى القداح، أحببت أن ترمي إليه بعزمتك، وتقذف نحوه بهمتك، فتجلو ~~ناظرك، وترهف خاطرك، بمجاورة بحر المنن، وفخر الزمن، وزعيم الأنام، وكريم ~~الأخوال والأعمام، وبديع الأوصاف، وموطأ الأكناف، وأحلم من فرخ الطائر، ~~وأمضى من الحسام الباتر، ومن سجيته الفضل، وسيرته العدل، وقوله الفصل، ~~وحباؤه الجزل، تلوح على وجهه تباشيره، وتتملى الإمامة أساريره، ملاه الله ~~أطول الأعمار، كما حاز له أعظم الفخار، فأرجو أن قد أصبت ثمرة الغراب، ~~وارتدت أزهر الجناب، واجتنيت # PageV05P417 # خيار الجنى، ومهدت في موطن العلا، فما أغبطني باختيارك، وأبهجني بدنو ~~مزارك، فما كان سهمك ليمضي إلا بعيدا، وليقع إلا سديدا، وما كان ميزك ~~ليختل، ولا سعيك ليضل، فالمرء مستدل عليه بفعله، واختياره قطعة من عقله، ~~وقد ناديته فأجاب، واستمطرت سحاب بره فاصاب، وتلقاك باليمين، ولأقرك ~~بالمكان المكين، واستطال نحوك الزمان، بل استكثر الساعات والأحيان، وانتظرك ~~غدوا ورواحا، وترقبك مساء وصباحا، وأما الفؤاد فإليك منجذب، وبودك مشرب، ~~ولو استطعت خفضت طرفي فلم أبصر به حتى أراك، شرها إلى لحاقك، وتهالكا على ~~نفيس أخلاقك. # قال ابن بسام: ولأبي المطرف، غير ما فصل مستطرف، وقلما يتعطل من حلي ~~البديع، وانحفزت في تحرير هذه النسخة من هذا المجموع، وفاتت [دركي ms1249] ، ولم ~~يعلق منه إلا ما كتبت [بشركي] . # [فصل] في ذكر الوزير الكاتب أبي عمر القلاس # من عليه كتاب الثغر الأعلى - كان -، في ذلك الأوان، [وهو على # PageV05P418 # الجملة] ناثر مجيد، ومحسن معدود، في كتاب بني [113 ب] هود، وله ترسيل ~~كثير، معرب عن أدب غزير، وإنشاء ذهب فيه إلى التطويل اقتضبت منه بعض ~~الفصول، تخفيفا للتثقيل، تليق بالكتاب، وتشره إلى مطالعتها أنفس الكتاب. # جملة من رسائله في أوصاف شتى # فصل له من رقعة عن ابن هود إلى مجاهد أبي الجيش الموفق: نحن وإن قصرنا ~~بالمخاطبة، وأغببنا بالمكاتبة، محافظون على العهد القديم، معترفون بالحق ~~الكريم، معتقدون للفضل العميم، شاكرون لله تعالى على الهبة السنية فيك، ~~والنعمة بك، إلا أنه كدر نعمتنا وصفو المعيشة عندنا، وأقلق دعة النفوس، ~~وشرد وسن العيون، ما ترد به الأنباء من الوحشة الواقعة بينك وبين المنصور - ~~أيدكما الله - مما لو يستطيع الفداء له بكل علق غال، ومعالجة التياثه بكل ~~نفيس عال، لما تأخر عن ذلك أحد، ولا قر على غيره خلد، رغبة في الألفة ~~بينكما، وحرصا على تمام النعمة للمسلمين فيكما، فأنتما فئة الإسلام، وعمدة ~~الأنام، ومتى اضطرب لكما حبل، وانصرم منكما وصل، فشمل الكل شتيت، ووصل ~~الجميع مبتوت، فالله الله في الدين أن يألم بكما، والحرمة أن تذهب بينكما، ~~فالعيون في الصلاح إنما كان سموها إليكما، فما ظنكما # PageV05P419 # بالمسلمين وقد أصيبوا في مستقر آمالهم، وجدت الاستحالة حيث كان الرجاء في ~~صلاح أحوالهم -! # [وله] من أخرى [عنه إليه] : من استضاء بسراح رأيك المسدد، واستنجح بيمن ~~سعدك المؤيد، واستظهر بنافذ عزمك، وتكثر ببالغ حزمك، واعتضد بخالص إخائك، ~~وأسند إلى صدق وفائك، كان قمينا أن تنجاب عنه ظلم المشكلات، وتنفرج له قحم ~~المعضلات، وتستقل به مراكب النجاح، وتتطلع إليه عواقب الصلاح، ويذل له ~~الصعب الجامح، ويسهل عليه الخطب الفادح، فإنك - والله يبقيك - الميمون ~~النقيبة، الكريم الضريبة، السعيد الجد، المحمود العهد، الذي إن اقتدح زندا ~~أورى، وان اعتمد حدا فرى، وان ود صدق وحقق. # وقد فصل: واني منذ استنجحت فيما كنت أحاوله ms1250 من ذلك الأمر، ببركة سفارتك، ~~واستظهرت عليه بسعادة وساطتك، وضربت مستعصبه بحد مؤازرتك، واقتدت ممتنعه ~~بقوة مظاهرتك، لم أزل أشيم تباشير النجح لائحة، وأتبين مخايل الفلج واضحة، ~~وأجد شدة قيادة تلين، وعز إباية يهون، إلى أن تأتى - بحول الله - الأمل، ~~وأنجح العمل، وأصحب ما كان أبيا، وقرب ما كان قصيا؛ وكان للوزير الكاتب أبي ~~[114 أ] فلان في ذلك المناب الحميد، والسعي الوكيد، الذي سهل به الحزن وقرب ~~البعيد، وكذا يكون [من] ثقفه تأديبك، وأقام # PageV05P420 # أود تهذيبك، إذا سفر أصلح، وإذا سعى أنجح، وهذه الحال [لك] أولها وآخرها، ~~وباطنها وظاهرها، فبك اتضح منهاجها، وأضاء سراجها، وبسعيك انفسحت سبلها، ~~وتأتى مؤملها، وارتفعت أعلامها، وتهيأ تمامها، وأنت المسدي لها والملحم، ~~والعاقد لأسبابها المبرم. # وله من أخرى: إن أحق الأخبار، بالتحدث عنها والإخبار، وأولاها بأن تثيرها ~~ألسنة التهادي والتناقل، وتنشرها أيدي التكاتب والتراسل، خبر أعرب عن نعمة ~~تعم المسلمين، ومنة ينظم نفعها الدنيا والدين، وأبان عن مسرة وقعت والآمال ~~دون نيلها واقعة، وبشرى طلعت والأحوال عن مثلها دافعة، وكان له من ذاته ~~شاهد يصدقه، وبرهان يحققه، ووضوح يحميه عن أن تعترض عليه شبهة الظنون، ~~وجمال يغنيه عن تكلف التحلية والتزيين، وتلك صفة ما أقصد محادثتك بنعم الله ~~علينا فيه، وأعتمد إهداءه اليك مشروحة جملته موفاة معانيه. # وفي فصل: ان أولى النعم بأن يتحدث عنها حديث اعتماد لشكرها، وينبه عليها ~~تنبيه إشادة بقدرها، نعمة خصت الدين، وعمت المسلمين، وأعلت للإسلام يدا، ~~وفتت من الشرك عضدا، وشدت من الإيمان سننا، وأوهت من الكفار ركنا، فإنها ~~موقع العموم # PageV05P421 # واقعة، والقريب والبعيد في نفعها جامعة. # وله: انه لما كان من شرط من ابتدأ أن يتمم، وسنة من سدى أن يلحم، وحكم من ~~نهج عملا أن يفضي به إلى غايته، وسبيل من أخذ في سعي أن لا يرجع دون ~~نهايته، وجب على فلان - أبقاه الله - أن يتلوم على الحال التي انفرد بفخر ~~تأسيسها وتشييدها، وفرز بحسن منابه في تقريرها وتمهيدها، حتى يستوفي فيها ~~حقائق العمل، ويبرئ منها [جمع] العلل ms1251، ويسد من جوانبها دقائق الخلل، إذ كان ~~هو الذي شرع مباديها، وبه انتظم متناثرها، وبلطفه سكن متنافرها، وما زال ~~يسعى أفضل سعي، ويصدع بأجمل رأي، حتى قرر الأمور على أثبت قواعدها، وشد ~~رباط معاقدها، فلما صححها أمن التياثه، وأبرمها إبراما لم يحذر انتكائه، ~~وجب عند أن يقع صدره، ويحين منصرفه، فصدر محتقبا اليك من حقيقة ودي، وطيب ~~ثنائي وحمدي، ما إذا جلاه في معرضه راقك مجتلاه، وإذا أجناه على حسبه عذب ~~عندك جناه، وبه اكتفيت عن مد أطناب [114 ب] القول في الإخبار عن هذا وسواه، ~~فهو بتفضيل جملته لديك جدير، وبها خبير. # PageV05P422 # الخبر ببادرة أحمد بن سليمان بن هود # فيما كان رامه من الفتك باخيه # أبو مروان: وفي رمضان من سنة خمسين وأربعمائة سقط الخبر إلينا بذلك، ~~وكانا اتفقا على الالتقاء طلبا للسلم والكف عن الفتنة، فلما خرجا للمكان ~~المتفق عليه، تكارما في اللقاء وتدانيا دون أحد من أصحابهما، وكلاهما حاسر ~~أعزل، على ما تشارطاه، تمكينا لطمأنينتهما، فتنازعا الكلام فيما جاءوا ~~إليه، فلم يرع يوسف إلا إطلال فارس عليه من ناحية موقف معسكر أخيه أحمد، ~~شاكي السلاح، يبرق سنان رمحه، وإذا بطريق من مستأمنة النصارى الحربيين معه ~~قد واطأه أحمد على الفتك بأخيه، فانقض على يوسف وهو يكلم أخاه، وأحمد يصيح، ~~حتى خالط يوسف وطعنه ثلاث طعنات، وتحت ثوب يوسف درع حصينة كان قد استظهر ~~بلباسها خلال أثوابه أبدا بالحزم، فردت سنان المح عنه، وصاح يوسف نحو ~~أصحابه: " غدرت "!! فابتدروه ونجوا به وقيذا بجراحه، وقد ابتدر أحمد رجاله، ~~واختلط الفريقان اختلاطا قبيحا، كادت تقع بينهم ملحمة، أطفأها أحمد بالبرؤ ~~من العلج لوقته والبدار إلى قتله، ورفع رأسه والنداء عليه، فسكن شغب ~~الفريقين، وانكفأ # PageV05P423 # كل إلى وطنه، فعادت حال ابني هود كالذي كانت من التفرق. # ورد كتاب يوسف على ابن جهور بقرطبة من إنشاء أبي عمر، يقول فيه بعد ~~الصدر: وبعد، باعدتك الأسواء، فإن حوادث الدهر وصروفه آيات للنبصرين، وفي ~~أحوال ذوي الشرة والفسوق عبرة للمعتبرين، واذا تصفحت منها القريب والبعيد ms1252، ~~والمنقضي والجديد، لم أجد في جميعها حالا توازي حال الحب الخبيث، والغدور ~~النكوث، علم دهره فجورا وخترا، ونسيج وحده نفاقا وعذرا، القاطع مني بلؤم ~~أفعاله وشيمه، أسباب قرباه ورحمه، والمتقدم بذميم بغيه وتعديه، إلى صميم ~~أسرته وأدانيه، وهذه صفة لا يخفى مكان الموصوف بها وأنه صاحب سرقسطة - ~~قارضه الله هو أهله، وأبعد مثله وأين لا أين مثله -! -. وقد كانت الأيام ~~أبدت منه أفاعيل مستنشقة شرق ذكرها وغرب، كما [115 أ] أبدع وأغرب، وكادت ~~تكون سمرا للسامرين، وقصصا تتلى في الغابرين، وحاول أمورا مستفظعة مقته ~~فيها الرشيد والغوي، وتبرأ منه الداني والقصي، لم تفده إلا الخزي الذي لا ~~يزال ناظرا من بقائه، ولم تكسه إلا العار الذي لا يراه مباينا باحتفائه، ~~وأبى على ذلك إلا تماديا فيها وإلحافا، وأبت الأقدار غليه إلا إعراضا ~~وإخلافا، فكلما مد بالبغي يدا، أوهن الله بطشها وأيدها، وكلما نصب للمكر ~~جباله هون ختلها وكيدها، فضلا من الله ونعمة، وكفاية لمن توكل عليه وعصمة، ~~وجزاء للباغي بمكره، وقرضا للمتصدي # PageV05P424 # بغدره، والله لا يهدي كيد الخائنين، ولا يصلح عمل المفسدين. # وكنت قد أبرمت معه بعد ذلك الهنات التي جرت، والشدائد التي انقضت عقدة ~~السلم، فاعتزم صاحب برشلونة على حربه، واستنهضني للدخول في حزبه، ففلت بعد ~~جهد مني حد غربه، واستمرت الحال على أعدل مناهجها، ولم يتعذر مني قط عليه ~~بغية، ولا أبطأت معونة، ولم يزل يقسم لي بإيمانه التي تضج إلى الله من ~~فجوره فيها مشافهة ومكاتبة، بعدها أقسم من قبل به وأشهد أعلام المسلمين ~~عليها، بأنه لا يضمر لي بقية الأيام غائلة، ولا يدخل علي داخلة، وطالت ~~مصانعته لي بزبرج من نفاقه وخداعه، يرف على بهرج من أخلاقه وطباعه، وأنا ~~على ذلك عالم بدخائله وسرائره، مستعيذ بالله من الانطواء على ضمائره، فلما ~~أراد الله أن يفضحه الفضيحة العظمى، ويقنعه بالخزية الكبرى، تقدمت بيننا ~~مقدمات اقتضت لنا الاجتماع، فحركني إلى طرف عمله، وقد كنت آنست منه شرا بنى ~~عليه مع بعض علوج البشاكنة في الفتك بي، فأوصيت إليه ألا ms1253 يحضرنا أحد منهم، ~~فقلق قلقا صرح به، وأقام مترددا بالثغر يزمع تلك البغية، إلى أن التقينا، ~~وكنت قد استشعرت من سوء الظن بمن هو كصرف الدهر لا أمان منه ولا أغترار به، ~~فأوصيت إلى أصحابي باحتضار سيوفهم، واطراح ما عداها من سلاحهم، ولبست أنا ~~[أيضا] تحت ثيابي درعا حصينة، والتقينا، ثم تجارينا في فنون القول، فإذا # PageV05P425 # بفارسين من عبيده قد جمعا رمحيهما في، وثالث قد سبق إلي، يمسك عنان فرسي، ~~إلا [أني] ركضته، فخرج بعتقه، واستل أصحابي عند ذلك سيوفهم، وأدركتهم ~~حفائظهم، فحملوا إلي وفر أولئك عني، واكتفني أصحابي، فانصرفت وبي طعنات قد ~~واقعتني على الذراع لم يعظم بحمد الله كلمها، وانصرف الغادر قد أدحض الله ~~سعيه، وأبطل بغيه، يعض بنانه [115 ب] أسفا، ويقرع سنه ندما، ولا صفقة ~~كصفقته الخاسرة، ولا سوءى كفعلته الفاجرة، فلما وصل إلى بلده أراد ستر ~~الحال بزعمه، وتوهيمها على ما جرى في وهمه، فأشاع أن النصارى الذين كانوا ~~معه أرادوا غدري وغدره، وخرق في ثيابه خرقا زعم أنه أثر رمح أشرع إليه، ~~فكان اعتذاره بهذا العذر زائدا في ذنبه، وإتيانه بهذا البهت الظاهرة مادة ~~لجرمه، وهيهات أن يخفى ما شهر، أو يجوز ما زور، وما حليمة بسر، ولا على وجه ~~النهار من ستر. # فرأيت مساهمة الأولياء والحلفاء بصفة الحال، وعرضها من المبدأ لتعرض ما ~~وصفته على حسن نظرك، وتعبيره بصدق تدبرك، فتزن مؤثر هذه الحال بوزنه، وتقدر ~~محتقب شرها بقدره، والله قبل وبعد أعدل من قضى وحكم، وأحق من أثاب وانتقم، ~~وهو تبارك اسمه المستعدى على من اعتدى وظلم. # PageV05P426 # فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي عبد الله محمد بن مسلم # آية الزمن، ونهاية الفطنة واللسن، نفث بالسحر، واغترف من البحر، ونظم ~~الدرر بلألاء من الدر. ولم أظفر عند وضعي هذا الديوان، بشيء مما له من ~~الاحسان، إلا بفصول من رسائل، سماها " طي المراحل " سبق في ميدانها عفوا، ~~وتصرف بين حسنها وإحسانها تصرفا حاوا، وقد اقتبضت من فصولها ما يشهد ~~بتفصيلها، وحذفت سائرها لطولها، دللت بها ms1254 على فضل منشيها، دلالة الشمس على ~~ما يليها. # فصول له من تلك الرسائل خاطب بها أغلب # صاحب ميورقة # فصل منها: إن أغببت على بعد الديار مكاتبتك، وأقللت مع شحط المزار ~~مخاطبتك، فإني أخاطبك بلسان وداد، وأناجيك فؤادا # PageV05P427 # لفؤاد، وإنما يتخاطب أهل بعد المكان، ويتكاتب ذوو النأي عن العيان، وأنت ~~في الضمير جائل، فما تزيد الرسائل - وبين الجفون ماثل، فما تفيد الوسائل - ~~لكن العين لا تبرأ من الأرق، حتى تطبق مستقرها على الحدق، والنفس لا تهدأ ~~من القلق، حتى تجمع شطريها إلى أفق، فلهذا يجب على الصديق تأكيد العهد، ولو ~~باهداء السلام، إذا لم يستطع على الإلمام، وتجديد الود بالكتاب، إذا لم يطق ~~المفاوضة على الخطاب، لكن قد يأتي من عوائق الزمان، وعوارض الحدثان، ما ~~يحول [116 أ] بين المرء وقلبه، حتى يسهو في مثوله للصلاة بين يدي ربه، فلا ~~يدري أثنتين صلى الضحى أم ثماني، وأياما شهد التشريق أم ليالي. # وفي فصل: وليت زمانا فرغ للقائك، وأوانا بلغ إلى تلقائك، حتى أبرد نفسي ~~بمحاضرتك، وأجدد أنسي بمذاكرتك، ولكني بين حل وترحال، ورجوع وإقبال، لا ~~يجعلان إلى أمنية سبيلا، ولا يوجدان إلى مأربه وصولا؛ ولعلك - أيها الفاضل ~~- ممن يظن هذه الأسفار فرجة، ويخال لها بهجة، وكيف والسفر قطعة من العذاب، ~~والمسافر ومتاعه على فلت الذهاب، وان اتفقت مع ذلك فترة تستدمن، وبدرة ~~تستحسن، فإنما هي كراحة المحتضر، ودرة المستبحر، ولا بد مع الخواطي من سهم ~~صائب، وعند جفوف جانب من خضرة جانب، ولي منذ أجول # PageV05P428 # البلاد، وأجوب الصخر بالود، ما يزيد على عشر حجج نصفها، وعلى سبعة أعوام ~~ضعفها، لم ألق إلا يوما يجعل الولدان شيبا، والجبال كثيبا مهيلا، وإن شئت ~~أن أقصص عليك من نبأي قصصا، وأضرب لك من بعض أسفاري مثلا، ففزغ لي ذهنك، ~~وأصغ إلي أذنك، حتى تسمع من أحوال صديقك ما يفلح ويثلج، ويغم ثم يبهج، فقد ~~أودعت كتابي هذا نبذا مما لقيته في سفري، كان من خبري: # لما صفا الحصن الفلاني إلى من أيده الله أجلب عليه ms1255 المقتدر بخيله ورجله، ~~وأحدق حوله بضبطه ومنعه، حتى صار كالسماء ملئت حرسا شديدا وشهبا {فمن يستمع ~~الآن يجد له شهابا رصدا} (الجن: 9) فدعا إقبال الدولة إخوانه لإنجاده، ~~ونادى حلفاءه لإمداده، فاستغشوا بأردانهم، وجعلوا أصابعهم في آذانهم، ~~وعوضوا من عونه في إصلاح ذات البين، والحصن في أثناء ذلك قد اشتد وثاقه، ~~وضاق خناقه، حتى أيقن أهله بالهلكة، وكادوا يلقون بأيديهم إلى التهلكة، ~~فلما رأى انه ربما أودى العليل قبل أن يؤتى الشفاء، ويهلك المريض قبل أن ~~يركب الدواء، وعلم أن الليث لا يقتبس إلا زنده، ولا يفترس إلا وحده، وفي ~~كفه أنصاره، وفي شدقه شفرته وناره، أقام للزحف أعلامه، وجعل أمامه، فنصر ~~بالرعب، وفر عدوه قبل الحرب. # PageV05P429 # وفي فصل منها: وحسبنا أن يكون من أصحاب المشئمة، فتواصينا بالصبر ~~والمرحمة، وتذكرنا قوله تعالى {وأما إن كان من أصحاب اليمين، فسرم لك من ~~أصحاب اليمين} (الواقعة: 90، 91) فأخذنا يمنة الطريق، وتيممنا أويولة على ~~الفج العميق، فإذا بصماء منه قد انكدرت فأمطرت علينا حجارة من سجيل، كادت ~~تجعلنا [116 ب] كعصف مأكول، فقوم شدخت رؤوسهم، وقوم ضمت عليهم رموسهم، ~~كأنهم كانوا بقية من اصحاب الفيل، أو نفاية من قوم لوط. # فجئنا فلانة، وقد سد بابها، ونام بوابها، والسيل قد طمى، يحمل غثاء أحوى، ~~فلم تشك القلوب أن نفوسنا ذائقة الموت، حتى إذا بلغت النفوس التراق، والتفت ~~الساق بالساق، وقيل من راق وأشعر صاحب الحصن بمكاني، وقص عليه شاني، فأمر ~~بفتح باب المدينة، وآواني إلى دار حصينة، وتقدم بالضرام فأجج، وبالطعام ~~فروج، وبالمدام فشب وأسرج، وقلنا {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن { (فاطر: ~~34) وكفانا المحن. # وفي فصل منها: ثم نفذت لطيتي، وقرنت بالعمل نيتي، في هواء سجسج، وأفق ~~متبلج، حتى جئت المرية، وكان عهدي بها # PageV05P430 # عهد طيف الكرى، بما بين العقيق إلى الحمى، إن سرى أصبح دونه بمراحل، أو ~~هفا قطع المدى المتطاول، فكأني كنت ماء، وافق نفوسا ظماء، فكل فرج لي عن ~~فلبه، وعانقني بكبده وخلبه، ولما لقيت المعتصم بالله - فتح الله له في ~~البلاد، كما ms1256 شرح بوده قلوب العباد - قال: مرحبا بالولي الحميم، والصديق ~~الحديث القديم، أعنت لك عندنا أسباب أوجبت إقبالا، أو نحت بك نحونا ركاب ~~طلبت فصالا - حل عن ذاتك، وأرح يعملاتك، فقلت: أيد الله مولاي، ما أجاءني ~~حب الراحة، ولا طلب الإراحة، وإنما أنا في حكم شرع، وأداء فرض، فهو كالحج ~~لا يحل فيه الصيد لا بالنص ولا بالقياس، والصلاة لا يصلح فيها شيء من أعمال ~~الناس، وأنا أتمثل في ذلك قول الله: {وإذا حللتم فاصطادوا} (المائدة: 2) ~~{فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} (الجمعة: 10) ولا بد أن آخذ فيما فيه ~~شخصت، وله قصدت، وإنما هي كلمات مكدودة، وألفاظ معدومة، لا تورث الناطق ~~كلالا، ولا السامع ملالا. # وفي فصل منها: حتى وصلنا إلى دار منفرجة الأقطار، مستوفزة الأنوار، ~~[متدفقة الانهار] ، عواؤها جلاء للغم، وزيادة في العمر، ضياؤها شفاء للكظم، ~~وانشراح للصدر؛ وكأن مياهها تنبعث من بنان # PageV05P431 # سيدها، فصارت عينا سلسبيلا، وكان مزاجها زنجبيلا، أو كأنما مست عينا ~~حيوانا، فأنبتت من الزبرجد ريحانا، ومن الزمرد شجرا فينانا، وجعلت من ~~النارنج عقيانا، ومن زهر الآس لؤلؤا ومرجانا. وميل بنا إلى " التاج " وهو ~~مصنع على مفرق القصر، من جانب البحر، مرد من قوارير، وألبس الصبح المستنير، ~~وقلد قلادة الطاووس، ونقط نقط العروس، فممن يقول هو قبة الفلك، وممن يقول ~~هو السماء ذات الحبك، وانهم {لفي قول مختلف، يؤفك عنه من أفك} (الذاريات: ~~8، 9) [117 أ] ونظرنا في صدره من الملك الهمام، كالشمس تجلت من الغمام، ~~فقضينا فرض السلام، وأخذنا مراتب القعود إلى الطعام، يطاف علينا بصحاف من ~~فضة وذهب، وجفان كالجواب أترعت من كل أرب، فلما أتينا على الري قمنا إلى ~~الوضوء، فجيء، بطساس من التبر، وأباريق رصعت بالدر، ووضئنا بماء قوامه ~~بلور، ومزاجه كافور، ثم قمنا إلى المصنع " الزاهر "، وهو نظير " تاج " من ~~الجانب الآخر، لما أعد فيه للشراب، ما بهر الألباب، فألفينا موردا عذبا، ~~ومحلا رحبا، كأن أطباقه مقل الجفون، ملئت من قرة العيون، وأكواسه مراشف ~~الحور، تعل بنطف الثغور، طلعت منها شجرة مباركة النوى {أصلها ms1257 ثابت وفرعها ~~في السماء} (ابراهيم: 24) صيغ عودها من الحلي المنيل، وقام عمودها كأنبوب ~~السقي المذلل، والتفت بأغصانها # PageV05P432 # التفات الذوائب الجعدة، والتقت أفنانها التقاء الصعدة بالصعدة، فبينا نحن ~~نعجب من شانها، ونستغرب مناظر زهرها وأفنانها، إذ سطع من جرثومتها دخان ~~المجمر، وارتفع من خلال لبسها غبار العرف المعطر، من دون أن يبدو إلى ~~العيان نارها، ويعلم أين يوقد هنديها وغارها، فقلنا: تبارك الله كيف تحرق ~~نار تخالها هامدة، وتورق أشجار تحسبها جامدة، إن الذي أنطق الجذع والحصى، ~~وخلق الحية من العصا، والنار بعد أن كانت ضراما، وقال: كوني على إبراهيم ~~بردا وسلاما، لقادر على أن يورق الصلاد، كما أنطق الجماد، وعلى أن يعمل ~~النار في الخمود، كما أبطلها عند الوقود، وقام بالجريال ساق جعل المنديل، ~~مكان حمائل السيف الطويل، وأدار نجوما بروجها أيدينا، وشموسا تطلع منه ~~وتغرب فينا، ولما [كنت] لا أشرب إلا مشتبه الشراب، كالمزر والد وشاب، قدم ~~إلي قعب من نبيذ الأزاذ، ومصري الداذ، فرفع نديمي شهابا، وأبرزت أنا غرابا: # [لو تراني وفي يدي قدح الدشاب أبصرت بازيار غراب] # PageV05P433 # وفي فصل: وأوحي إلى المزمار أن ينطق، وإلى الأوتار أن تخفق، وإلى الغناء ~~أن يذوب القلوب، ويشق الجيوب، ويحث الشمول، ويكفي الساقي أن يقول، وقد ~~أسبلت على بهو السماع وقبة الغناء قطعة من الخسروان اللازوردية، قد ألهب ~~بالذهب نحورها وحواشيها، وقرنت بالعسجد أسافلها وأعاليها، وكحلت بأسلاك ~~الجوهر خطوطها ورسومها، ووصلت بالياقوت الأحمر دوائرها ورقومها، فجاءت كطرة ~~نقطت [بالنجوم] ، ولبة الفجر رصعت بغير كواكب الرجوم، فاندفعت منها بلابل ~~المداري تغرد، وحمائم الأوتار تصوب وتصعد، وأطيار المعازف تتجاوب، وأصناف ~~[117 ب] الملاهي تتناوب، وأقبلت نجوم الطاس تنكدر في الصدور، وقلوب الناس ~~تنتثر في الحجور، وما بقي عقل لم يقع في شرك، ولا جيب كان في سقه من درك. # وفي فصل: ثم خرجت بعد إلى المظفر [الرئيس] أبي مناد، فكأن أيام طريقي ~~إليه، كانت كفارة لما أصررت في المرية عليه، وتمحيصا لذنب شرب المزر، ~~وتضييع حق الخمر، ولم أر في التناقص علي عارا # PageV05P434 # ولا ms1258 قنعت بابهام السر حتى يكون جهازا، فعوضني من وقود الراح ببرد الرياح، ~~ومن دبيب العقار بسكوب الأمطار، ومن هدير الكيزان بنعيب الغربان، ومن أنس ~~الخيمات بوحش الفلاة، حتى أتيت حضرة الرئيس الأجل فألفيته غائبا، فكتبت إلى ~~الوزير أبي عثمان رقعة أقول فيها: إذا كانت بأساء إثر نعماء، ومست ضراء بعد ~~سراء، وافقت كاهلا لدنا فأثقلته، وخاطرا رطبا فأوحلته، وإني فصلت عن تلك ~~الحضرة بعد أيام الشباب، وليال كذوائب الكعاب، سكنا منها في السواد من ~~القلوب، وسلكنا بين المخانق والجيوب، أنقل من يد إلى يد، وأحمل بين جفن ~~وخلد، إن ظمئت سقيت برد السرور على الأكباد، أو طربت أطمعت حلاوة الوداد في ~~الاخلاد؛ ولله يوم " التاج " و " الزاهر "، عند الملك الماجد الباهر، فيا ~~له من أنس وطيب، بين الخورنق والكثيب، في مجلس كأنما ألفت قواريره من خدود ~~وثغور، وثماره من نهود ونحور، صعدنا فيه إلى العلياء، وصرنا كأننا من أهل ~~السماء، نشرب النجوم بالأقداح، ونحيي الجسوم بالأرواح، فبتنا فاكهين فرحين، ~~نزمر بالكؤوس، ونرقص بالرءوس، ونثاقف الاخوان، ونواقف الندمان، مواقفه ~~الكرام، بشرب المدام، لا بحد الحسام، نسقي ود الصديق للصديق، ونطلب الصبوح ~~بثار الغبوق، حتى أخجلنا الشمس بضياء الراح، وقمنا نقد # PageV05P435 # السراج من ضوء الصباح، وقلنا: دين المسيح، يعبده كل مليح، فطفنا حول ~~الدنان، بمصابيح الرهبان، وما زلنا نسمع باقتراح، ونشرب على ارتياح، ونصل ~~اغتباقا باصطباح، حتى شبت مصابيحنا لقفال، وحان أوان ظعن وارتحال، فخرجت ~~كالمقلة استلت من الأشفار، والنفس انتزعت من فلوذ أعشار، ثم ارتحلت من الغد ~~عن مقام كريم، إلى عذاب أليم، لا أملك فيه أدمعي، ولا أجد نفسي معي، وسرنا ~~بين جبال وحشة، ومياه دهشة، فصاردتنا من ريح عاد، ذات صر وأبراد، أضرمت نار ~~البرحاء، وكظمت أنفاس الصعداء، ومن أخذ بكظمه كيف يرجو الحياة، ومن أطبق ~~بغمه أين يجد النجاة -! وما شك غمام الثلج المنثور، أني من أصحاب [118 أ] ~~القبور، فجعل يهدي إلي حنوطا وذرورا، ويندف علي قطنا ينثر كافورا، فلما تمت ~~الأكفان، وصح الاندفان، طلعت إلي غرة الحاجب ms1259 سيف الدولة أبي الفتوح، فقمت ~~وقد انجلت عني المحن، وانتفضت فطار القبر والكفن، ومد إلي يد الرضوان، ~~وغمسني في نهر الحيوان، فجعلت أطرف كما يطرف الفجر في سدفه الليل، وأنبت ~~الحبة في حميل السيل # PageV05P436 # ورأيت ملكا تقرأ النفاسة بين عينيه، وتبصر الرياسة طلوع يديه، حلي السيف ~~باسمه فرقت مضاربه، وتوج الملك مفرقه فعزت جوانبه، جواد يندى في كفه ~~الجماد، وتقدح بنبله الزناد، ويقتبس من وجهه الكوكب الوقاد، وعلى أعراقها ~~تجري الجياد؛ كيف يعجب للسيف أن يقطع، ومن حديد الهند طبع، وللبدر أن يشرق، ~~ومن نور الشمس استرق، وللبحر أن يزخر، وعن الريح المرسلة أخبر. # وفي فصل: فلما كمل المراد، ووقفت حيث وقف الاجتهاد، كتبت إلى ذي ~~الوزارتين الكاتب أبي محمد بن عبد البر أستريح إليه بأنبائي، وأصف ارتجاج ~~الجو من برحائي، رقعة أقول فيها: سيدي وسندي، وسهمة يدي، ونعمة أبدي، ومن ~~أبقاه الله معافى من النوب، موقى من وعثاء السفر وسوء المنقلب، كم لله من ~~منن جزيلة، وأياد جميلة، وعوارف وكيدة، وعواطف حميدة، وإن أولى نعمة ~~بالشكر، وأحجى قسمة بالذكر، نعمة صرفت بأساء، ومسرة دفعت غماء، وإني كتبت ~~بعد حال متى حوسبت بها فهي النوتة الأولى، أو جوزيت عليها فلي النجاة ~~الطولى، لأن الله أكرم من أن يميت أكثر من ميتتين، أو يعذب أحدا عذابي ~~مرتين، مع ما منيت به من تطاول الأسفار، ومقاساة الضرار، ولو أن هذا يكون ~~مع صدق وأمل، ونجح وعمل، لبرد غليلا، وكان تعليلا، فكيف وما هو إلا رجاء ~~سراب، ووجدان حساب. # وإني فصلت من ألش والشمس مجلوة الناظر، والجو كمقلة الساهر، فما # PageV05P437 # كان إلا ك " ما " حتى التقت أجفان الغمام، ثم هلت إليه هل الدموع السجام، ~~وصرنا بين صعيد زلق، وسماء طبق، ينثر قطره نبالا ويمطر وبله وبالا، وما زال ~~الرعد يقصف، والمزن يكف، حتى خلت البحر صار سقفا، والسماء قد اسقطت علي ~~كسفا، واستنجز القضاء، والتقى الماء والماء، فكلما أوينا إلى جدار كاد ~~ينقض، أو لجأنا إلى قرار خسفت به الأرض، وقلنا: سنأوي إلى ms1260 جبل يعصمنا من ~~الماء. ويقينا معرة هذه البأساء، فما كان إلا أن لذنا بجانب الطور الغربي، ~~وأستدنا إلى هضبة [118 ب] الفسطاط الشرقي، وهناك [من] يشرح لك سره، ويوضح ~~عندك أمره، فكأن الله قد تجلى للجبل فجعله دكا، أو كاد موسى ينتقه علينا ~~نتقا، فانحدر هضابا، وتقطع آرابا، وأهوى إلى الوهدة التي كنا في طباقها، ~~والعقدة التي حصلنا بين أطباقها، فلم نشك في أننا من أهل القبور، قد صبت ~~علينا أرازب منكر ونكير، ولولا أن الله لقننا الحجة، ولأوضح لنا المحجة، ~~وأعاننا على الخصمين، وعلمنا التخلص من النكيرين، لضغطنا ضغطة القبر، ~~ونالتنا معرة الفقر؛ ثم إننا أخذنا في الهرب، وأخذت السيول والأمطار في ~~الطلب، فتارة نقع من # PageV05P438 # الوعر في شرك، وأخرى نهفو من الوحل في درك، حتى وصلنا أوريولة، ولا نراها ~~من تراكم الظلم، واختلاط العشايا بالعتم، إلى أن ضربت في أسوارها جباهنا، ~~فامتلأت من غبارها أفواهنا، والدجى يكفننا بظلمائه، والثرى يدفننا في طينه ~~ومائه. # وفي فصل: ومرت لنا الأيام لا نستطيع براحا، ولا نلذ غدوا ولا رواحا، فلما ~~انقطعت ليال خمس، التفتنا الشمس التفات البكر، من خلال الستر، وصمت الماء ~~من خريره، والهواء من صريره، فقلنا: قد يكون الرضى صماتا، والإذن التفاتا، ~~وأخذنا في التفويض، وأسرعنا بالنهوض، وما زلنا في مسلكنا نموت ونحيا، ~~ونتقلب بين الآخرة والأولى، حتى اصطلينا بنار الحباحب سيف الدولة أبي ~~الفتوح، فقابل بوجه طلق وخلق سمح، فلما صرنا في ذراه، وكنفتنا نعماه، ~~أنشدنا: # فقل للسماء ارعدي وابرقي ... فانا رجعنا إلى المنزل وفي فصل: ثم اما حان ~~إيابي، وزمت ركابي، إذا بكتاب المعتصم بالله إلى المظفر يذكر وفاة خاله ~~المنصور بن أبي عامر، فلزمني الكتاب إليه، فكتبت ورجلي في غرز الواثب، وهنا ~~قبل سقط الراكب، فإن كانت سقطة في كلامي، أو عثرة من أقلامي، فإنما أوجبتها ~~حقحقة السير ومسابقة السيل؛ وكان كتابي: # يا مولاي وسيدي المنعم، ومن لا زالت وجوه الكوارث عنه مصدودة، وأيدي ~~الحوادث دونه مسدودة، بقاء المرء - أيدك الله - لفناء أسلافه # PageV05P439 # ونماء أخلافه، كرامة للأدب ms1261، وسعادة للعقب، فما للإنسان يكون هلوعا، إذا ~~مسه الخير منوعا، واذا مسه الشر جزوعا وإن كان المنصور مات فقيدا، فقد عاش ~~حميدا، أو أمسى ملحودا، فطالما أصبح معمودا، لبث في أهله سنينا، وأقام في ~~سلطانه مكينا، بين شفاء نفس، واستيفاء أنس، [119أ] وتوطيد دولة، وإقامة ~~سنة، وحماية أمة، حتى كمل جده، وأتاه بالموت وعده، فذوى دوحه وقد أثمر ~~غرسك، وأفل بدره وقد بزغت شمسك، فقال المجد: هذا ربي هذا أكبر، وصاح الملك: ~~هذا ردئي، هذا أكثر، فهل هذه - أيدك الله - نعمة صغرى، أم هي قسمة ضيزى، ~~وهل طفئ سراج ناب عنه صباح، أو خفي منهاج دل عليه مصباح، أو هلك هالك، عقبه ~~مالك. # وفي فصل: ثم توجهت تلقاء مدين الأصعد، وموطن السؤدد، حضرة المعتضد بالله، ~~وكان طريقي إليها على قرطبة، وكثيرا ما كنت اقترح بإتيانها، وإن كانت على ~~هرم، وأتمنى وقفة فيها ولو على قدم، وأرغب زيارتها ولو اماما، وأود رؤيتها ~~ولو مناما، لألمح دار الخلافة، وأرى بيت الرياسة، فخرج إلي أبو الحسن بن ~~يحيى الوزير الجوهري، فأراني بحسن سمته وكلامه، ورجاحة عقله وتمامه # PageV05P440 # مراتب الوزراء المتقدمين، ومناصب الفضلاء السابقين، فلما أديت الرسالة ~~جعلت أسلك في منازة المدينة، وأنظر من تلك المشابه المبينة، فاذا برسومها ~~قائمة الأعلام، ورموزها مفهومة الكلام، ونصبها ماثلة الشكل والقيام، إلا ~~أنها كرداح مستها زمانه، وربحلة أدركتها من السن مهانة، لم يبق فيها إلا ~~رسوم من الحسن كانتشاء الطرف، وإن مالت أجفان، وخطوط من الجمال كاعتدال ~~الأنف، وإن سقطت أسنان، لكنها لم تفارق عطرها، وإن كانت بعد عروس، ولا تركت ~~بزها وإن لم تطمع بمسيس، ولا دنست ثيابها، وإن كانت أسمالا، ولا عقت ~~شبابها، وإن تجاوزت اكتهالا، فوقع بين قلبي ورونقها سفاح، لم يصدقه نكاح، ~~وأمتع شمسي بمعتقها لصوق، لم يلحقه رفث ولا فسوق، ووقفت بالقصر المرواني، ~~وطفت على المصنع القحطاني، وانتبذت إلى المنزه العبدي الرحماني، فاذا ~~الثلاث الأثافي والديار البلاقع، فأخذت بالسنة في ديار ثمود، أسكب الدموع ~~وأمجد المعبود، فقال قريبنا: هنا كانت قصورهم، وهنالك ms1262 هي قبورهم، قد صارت ~~مفاصلهم ترابا، ومساكنهم يبابا، وقد عادوا يسكنون القبور، وكانوا يستهجنون ~~القصور، وظلوا يعتنقون الجلمود، وكانوا يسترهفون النهود، وصاروا يلزمون # PageV05P441 # الطين، وكانوا يملون حشايا اللين، فقلت: أين من كان هنا من القيول ~~الأبية، والملوك الأموية، ذوي التيجان المنظومة بالمرجان، والملابس ~~المرقومة بالعقيان، والفرش المرفوعة إلى السكاك، والعرش الموضوعة على ~~السماك، وقد نضدت بالنمارق، ومهدت على الأرائك، وحفت بالجنود [119 ب] عند ~~القعود للسلام والأحكام، وأين أسراب تلك الجواري الكنس، في هروط السندس، ~~كأنما ما استعارت من الكثبان أكفالا، ولا من الأغصان اعتدالا، ولا من الروض ~~أردانا، ولا من الظباء أجفانا، ولا رنت إحداهن عن جفن هم بالتهويم، فنبه ~~النديم، ونظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم، والآن: قد كحلت تلك العيون ~~بالتراب، وكان كحلها كحلا، ولصقت تلك الخدود بالكثبان وكان تقبيلها أملا، ~~وانهالت تلك الأدعاص في الصعيد، وكان التفاتها جذلا؛ فوقعت معتبرا، وما ~~أبقيت عبرة إلا أرسلتها، ولا دمعة إلا أسبلتها، بكاء على المآل، لا على ~~الأطلال، وعلى المصار، لا على تلك الديار، وعلى فقد الأحباب، لا على ذلك ~~الخراب. # وفي فصل منها: ثم جئنا إلى المسجد الجامع، ونظرت من تلك المصانع، فرأيت ~~بنيانا بديعا، وإيوانا رفيعا، شاده ذو عزم وتأييد، وبناه أولو قوة وأولو ~~بأس شديد، فكأنما أرسته عاد، أو بنته ملائكة غلاظ شداد. مشينا من رتبة إلى ~~رتبة، ومن قبة إلى قبة، حتى انتهينا إلى المقصورة فألفينا # PageV05P442 # سقفا من فضة ومعارج إلى الجنة قد قرط سمكها بالذهب الأحمر، والفلز ~~الأخضر، وبلط سطحها بماء الجوهر، وكافور المرمر، فكأن قبابها [قد] عقدت ~~بالجفون الدعج، والحواجب البلج، وكأن درجات منبرها تكاسير الشعور، مالت على ~~متون الحور، أو مناطق الأعكان، ضمت على الخصور اللدان، ألف من عاج ~~كالمباسم، نقش نقش الدراهم، وأبنوس كالغدائر، طبع الدنانير، وصندل كأطراف ~~البنان، كتبت بهدب الأجفان؛ ثم اعتمدنا إلى المحراب، فكل خر راكعا وأناب، ~~وجيء بمصحف عثمان ذي النورين، يحمل على المفرق واليدين، فلما خلعت مطارفه، ~~وفتحت صحائفه، اذا بمدرج من فردوس الجنات أنبت نباتا ms1263 أخضر، وطرز كخدود ~~الولدان كما أطلعت الشعر، وكأنما خطت بمجارس النحل، ونضدت من روادف النمل، ~~فاستمد مدادها من قلوب الكافرين، وخلق خلوقها من عيون الشهداء والصديقين، ~~فلذلك لم يحتج بيانه إلى ضبط ونقط، ولا افتقر قرآنه إلى أكثر من ورق وخط، ~~جرى فيه كاتبه على سجية لسانه فأمن اللحن، وأخذ بسنة أهل زمانه فترك العجم ~~والشكل، وأمر بقول رب العالمين {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ~~(الحجر: 9) فألصقته بكدي ليبرد ذلك الأوار، وأمرغت فيه خدي عسى ألا تمسه ~~النار، ولمحت # PageV05P443 # أثر دم الشهيد، فجئت [120 أ] من دمعي بأربعة شهود، وقلت: ألا فض فم ~~الحسام كيف قصف لحمة، وأرغم أنف السنان كيف استرعت دمه، وتبا لعبيد الدار ~~كيف أغمدوا شفارهم، وعجبا من بقية الأنصار كيف ضيعوا انتصارهم، و {لا أقسم ~~بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} (الواقعة: 75) لو شاهدت [يوم] ~~ذلك البرح، لصار القلم في يدي كصدر الرمح، وأضحى المقط في يدي أبيض مثل ~~السيف، ولكانت سكيني هنالك حساما، ويميني عمرا وصمصاما، وقلبي على لينه ~~جمادا، وسعيي على ضعف حويله جهادا، حتى أرمي من رمى في المقتل، وأقتل دونه ~~قتلة المكب المقبل. # ثم خرجنا وقد صدئت نفوسنا، ووجلت قلوبنا، وخلت من الدمع عيوننا، ولم يتسع ~~يوم الإقامة، لأكثر من هذه المقامة. باكرت الرحيل، ويممت في الغد الملك ~~الجليل، الذي ضارع به المشرق المغرب، وسادت لحم سائر العرب. فلما فصلت عنها ~~ورأيت من حسنها وجمالها، واتصال مساكنها وظلالها، ما حبس عليه ناظري، وجذب ~~إليه خاطري، فقلت: # سقى جديدا من الأيام قرطبة ماء الشباب وريق البارد الخصر # وقفا يمد الندى في روضه شرقا من الغمام مع الآصال والبكر # كأنه فيه والإمساء يبسطه رداء إلفين قد صاروا إلى وطر # حتى إذا شيب كافور الصباح به أضحت تصعده نار من الزهر # وبين هذين من لين ومن لطف روح يقيم سجود النجم والشجر # PageV05P444 # لليل فيه سواد يستهام به كأنه في سواد العين والشعر # وللنهار سنا يحكي تبلجه نور البصيرة مقرونا مع البصر # كأنما شمسها ms1264 تحت الغمام سنا وجه تنفس في مرآته نضر # والطل فيها غداة القطر تحسبه حليا سقى زهر اللبات بالدرر # وصفحة النهر الفضي مبسمه في روضها مثل خيط الفجر في السحر # ثم نفذت لطيتي، وأخذت في وجهتي، وكان لا عهد لي بلقاء المعتضد بالله - ~~تخول الله الدين والدنيا ببقاه، وأدام به على الزمان بهاه - وله من بعد ~~الصيت ورفعه الشان، وفخاخة الذكر وعزة السلطان، ما تهاب النفوس سماعه، كما ~~تألف الجفون اطلاعه، وتجل القلوب [120 ب] مكانه، كما تستلذ العيون عيانه، ~~فأدركني من توهم لقياه، وتخيل سناه، ما يدرك راكب البحر قبل نشر الرياح، ~~وشارب الخمر قبل امتزاج الراح بالراح. # وفي فصل: ثم لقيته من الغد فقابلت من وجهه بدرا تأخذ منه البدور، وقبلت ~~من كفه بحرا تغرف منه البحور، ولا غرو أن تغترف من بحر بحار، وتستمد من نور ~~أنوار، فإن مادة البحور، من البحر المسجور، وعلة الأنوار، شمس النهار، ~~وشاهدت منه منظرا استمال عيني حتى عقد به أطرافها، ومخبرا استهوى نفسي حتى ~~كره إلي انصرافها، وظل ينفث من نبله سحرا أضبطه بذهني، وينثر من لفظه درا ~~ألقطه بأذني، حتى صارت لي الثريا قرطا، والمجرة مرطا # PageV05P445 # وأخذت في الرسالة، فلما سامح الأدب، وساعد المذهب، قلت: أيدك الله، إن من ~~أرسل رسولا في مهم تطلع، ومن رجا صديقا لدفع ملم توقع، لا سيما إن رجاه ~~شفاء من الخطب، واستهداء هناء لموضع النقب، فقد تعلم كيف نظر السقيم إلى ~~العائد، وناهيك إن كان طبيبا، والتفات المقيم إلى الوارد، ويكفيك إن أورد ~~محبوبا، وإن رئيسي - معظمك - أرسلني إليك وانتظر، وأوفدني عليك ثم استمطر، ~~وقد رأى أن إسعادك مراده، وإنجادك مراده، فلوى عنك ما بطأ السباق، وعاق ~~دونك ما أخر اللحاق، حتى تطاول الزمان، وحالت الأحيان، وفي ذلك من تعذيب ~~نفسه، وإرجاء أنسه، ما يدعو إلى إشفاقك من شغل باله، وارتماضك من نكد حاله، ~~إذ لا يلذ بحال يدري ما له عندك، في حلوه ومره، ولا ينعم ببال حتى يجتلي ما ~~تنهيه إليه من جدك، في ms1265 يسره وعسره، فلك الفضل في إيشاك إيابي، وإراحة مآبي، ~~حتى أسرع بسرائه، وأقطع بما يزيد في مضائه. فخاطبت بما اقتضيته من إيجابي، ~~وألفيته من سريع اطلابي، وكتبت إلى الوزير أبي الوليد بن زيدون برقعة أقول ~~فيها: لم أزل منذ فارقت الشرق، وتخلفت ذلك الأفق، أتقلب بين ثلج يكفن، ووحل ~~يدفن، وريح تبعث من في القبور، ورعد ينفح في صور النشور، وبرق يرمق أصحاب ~~الجحيم، ويريهم صورة العذاب الأليم، إلى أن وصلت محل العليا، ومنتهى سدرة ~~الدنيا، حضرة # PageV05P446 # المعتضد بالله وقلت: {فنعم عقبى الدار} (الرعد: 24) ما ينكر لأهل الجنة ~~السلوك على متن النار، وكنت أسمع أنباءه فأستغرب، وأنزع تلقاءه [121 أ] ~~فأستدني واستقرب، حتى رأيت عيانا، واستوضحت بيانا، فاذا الخبر أزرى بالخبر، ~~[والعيان أربى على الأثر] ، وقلت: بحق سأل الكليم رؤية الرب، وقال ابراهيم ~~{بلى ولكن ليطمئن قلبي} (البقرة: 260] وإني رأيت ملكا لا يصعد الطرف إليه ~~إجلالا، ولا تطيق النفوس عنه انفصالا، قد جمع مهابة العدل، إلى ودادة ~~الفضل، وجلالة المنصب، إلى لطافة الأدب، وركانة القعدد، إلى بشاشة التودد، ~~وبرق الحسام، إلى ودق الأيادي الجسام، إن رمق الأعداء فأجفان نصاله طارفة ~~الشفار، أو وصل الأوداء فأنداد بناته آلفة الأوطار، ضالته الحكمة، وشريعته ~~الحجة، وإن رأى حقيقة أنصف، وإن رمى بحجة أهدف، يصيب بذهنه حدق الغيوب، ~~ويعلم بظنه خائنة الأعين والقلوب: # الأ لمعي الذي يظن لك الظن كأن قد رأى وقد سمعا # وفي فصل [منها] : والمعتضد بالله لا يدع في ذلك تأنيسي بكل تحفة يهديها ~~مع الأحيان، وطرفة يوليها مع كل دقيقة من الزمان، ولقد # PageV05P447 # تاحفني يوما عندما طرأت الأشابيل في النهر، وانسربت من البحر، بعدة أسماك ~~منثنية الذوائب متمكنة الحياة، لدنة النقل والحركات، فظلت في مائها تطير ~~سابحة، وتسبح طائرة، وأقبلت تأخذ مرة جائية وأخرى سائرة، وقد تخمنت ~~بالعقيان في جفونها، وتتوجت بالجمان في عرانينها، وتطوثت بالمرجان في ~~عثانينها، وعذرت بالريحان فوق متونها، وشابت قبل الإسنان بطونها، وأربت على ~~النشوان في اضطرابها ولينها، فأعلمت فكري في شذوذ هذه الصفات، وغرابة هذه ~~الآيات ms1266، حتى عرفت تعليلها، وفككت تأويلها، فإذا بها قد شربت ماء نداه فلم ~~يعدم حيوانها، ورأت محياه فخصت بالحلية أجفانها، وقبلت بساط مثواه فطوقت ~~بالدر مراشفها. # [فصل] في ذكر الوزير الكاتب أبي جعفر بن جرج والإتيان بقطعة من محاسن ~~نظمه ونثره # قال ابن بسام: وكان أبو جعفر وقته أحد الأعلام، وفرسان الكلام، وحل آخر ~~أيام ملوك الطوائف بأفقنا من الدول، محل الشمس من # PageV05P448 # الحمل، فحملها على كاهله، وصرف أعنتها بين أنامله، حسن شارة، وكرم إشارة، ~~وعلو همة، وظهور نعمة، وله رسائل مطبوعة، ومنازع إلى الأدب بعيدة، وقد كتبت ~~في هذا الفصل من نظمه ونثره، ما يعرب عن كنه قدره. # جملة من نثره [121 ب] # لما حل ابن طاهر أبو عبد الرحمن من وثاقه، وخرج خروج الزبرقان من محاقه، ~~خاطبه برقعة قال فيها: ما أعجب الأيام - أعقبت منها السلامة والسلام - فيما ~~تقضي، وكيف تمضي، تتعاقب بتلوين، وتتراءى بين تقبيح وتحسين، وهي تعتب ~~وتعتب، وتعتذر كما تذنب، وتصدع وتشعب، كما تجد وتلعب، وإن صنيعها عندنا فيك ~~وإن كان ألام فقد أحمد، إذ أخمد ما أوقد، فعاد غيث على ما أفسد، وإن يكن - ~~حمى # PageV05P449 # الله دارك، وأدنى أوطارك - كشفت إليك صفحة اعتزاء، وتخطت حماك بقدم ~~اعتداء، فقد تراجعت تمشي على استحياء، متنصلة مما اجترمت، متأسفة على ما ~~اخترمت، وعند مثلك للقدر التسليم، فأنت الخبير العليم، أنه ما اختلف الليل ~~والنهار، إلا بنقض وإمرار، ولا دار الفلك المدار، إلا بطوالع ومغار، وكنت ~~في الأرض من أسنى مطالعها الباهرة الأنوار، فلا غرو أن أدركك ما يدركها من ~~الأفول حينا والسرار. فقد تكسف البدور، ثم تعاودها الاضاءة والنور، والحمد ~~لله أخرجك من ظلمات تلك الغماء، خروج السيف من الجلاء، والبدر بعد ~~الانجلاء، تقي الثياب من تلك الطيخاء، وستر الله تعالى دونك ضاف منسدل، ~~وقدحك في كل حال من بلاء وإعفاء فائز معتدل، ولا تأس على أعراض الدنيا فهي ~~رهينة بزوال وذهاب، " وكل الذي فوق التراب "، هنأك الله وهنأ أهل الفضل فيك ~~طرا هذا الصنع الأجمل، وجزى الله الوزير ms1267 الأجل [الأكمل] عماد الكل جزاء ~~السادة الذادة الأحرار، ذوي الأنفة والانتصار، فيا لها منقبة [تنقب] في ~~البلاد، ومكرمة غراء ترد بهيما كل أغر جواد، سرى لها # PageV05P450 # وقد نامت عيون، وتغاضت جفون، فأحمدت به السرى، حين نضا الصبح ثوب الدجى، ~~وانحسمت تلك الخطوب عن حياته دون حسامه، كما انصدع عن الصديع ممزق ظلامه، ~~ولقد رمى [فأصابت صوائب سهامه، " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "] ~~(الانفال: 17) وهكذا يكون الرأي الأصيل، والسعي الجليل، والرعي الجميل، ~~والوفاء الذي قصر عنه قصير، أبقاه الله بقاء هذا الأثر، الذي يبقى بعد فناء ~~البشر. # ومن جواب أبي عبد الرحمن له على هذا الخطاب: وافى كتابك الكريم رائدا في ~~جناب التسلية، ومنيرا من أفق المشاركة والتهنية، وأي أنس لم أجتن منه وكل ~~فصل فيه أنا الشاكر عنه، والأيام - كما قلت - تلون بين الإسادة والاحسان ~~معلوم، وتقلب [122 أ] بالإنسان قديم، تنقص غب ما تبرم، وتعترض على إثر ما ~~تسلم، فالتفويض إلى الله في خطبها أهدى، والرغبة في ثوابه جل وتعالى أحرى، ~~وكان لها بحكمه [إيغال] في جانبي، وإطلال على نوائبي، عبس لها الزمان إلي ~~وكان مبتسما، وتشعب وما زال منتظما، إلا أنه تعالى بلطفه الحفي، وصنعه ~~الحفي، ألهم إلى الصبر، ودل على ما يعود بالأجر، فسايرت الغمرة كما ~~سايرتني، وتجلدت لها كما نالت مني، وأتاح الله خلالها ذخرا كريما انتضى لي ~~حساما من رأيه صقيلا، وبذل دوني مذهبا في سعيه جميلا # PageV05P451 # فابتزني من يد الدهر، وخلطني بنفسه في الحلو والمر، واحدي الوزير الأجل ~~أبا بكر بن عبد العزيز - أحسن الله ذكره، وأدى عني شكره -. # وبعد، فحق مساهمتك جليل، وثنائي على مبرئك موصول، ولا ارتياب عندي ~~بانزعاجك أولا وابتهاجك آخرا، وصحة مودتك باطنا وظاهرا. # ولأبي جعفر بن جرج من أخرى: ورد كتابك [الكريم] حلو المناسمة جزل الضريم، ~~كما عصفت الريح وهب النسيم، ومعلوم - أعزك الله، والعذر في ذلك قد قدمناه - ~~أن الجذاع لها نشاط، وأن القرح من الإعياء على سقاط، فكيف نذارعك هذا ~~البساط، وأنت تفتن من الكلام بين ms1268 المطبوع والمصنوع، وتأخذ بطرفي الموصول ~~والمقطوع، فطورا في سهول الوهاد، وطورا على حزون النجاد، فمن لي وكيف لي، ~~بمن سيله يحط الجندل من عل: # هو السيل إن واجهته انقدت طوعه # وتقاده من جانبيه فيتبع # ومن شعره، قال في النسيب: # وخذ تأنق صباغه قد اختلفت فيه أصباغه # فللدر والورد أبشاره وللمسك والآس أصداغه # بديع المحاسن قد صاغه فأبدع ما شاء صواغه # PageV05P452 # نتيج من الشمس في قالب من الصبح أحكم إفراغه # جبيب له مقلة، طرفها عدو فؤادي لداغه # وقال: # يا أملح الناس بل [يا] فتنة الناس يا غصن آس لأدواء الهوى آسي # يا من أشبهها حسنا إذا طلعت بدرا على غصن يهتز مياس # ما لي وما لك تجزيني قلى بهوى كفى بهذا فدتك النفس من باس [122 ب] # وقال: # كم بالمواكب من زور على رقب خطرا على الهول في غاب القنا الأشب # أسمو إلى نير الأفلاك مرتقيا حتى خلوت بشمس الخدر في الحجب # وأنجم الجو تبدو في حدائقها كالنور أزهر في أحوى من العشب # ثم انثنيت وقد رويت من غلل هميم ولم أنس بقيا الدين والحسب # وقال: # هم صيروني خيالا غير منتعش لا أستبين من الأسقام في فرش # ان الهوى كتب الآجال في مقل ال آجال من أنس عن وصلنا وحش # بيض مناظرها سود غدائرها كما تلاقى جيوش الروم والحبش # كيف النجاة لقلب بات منتهشا ما بين عقرب ذاك الصدغ والحنش # PageV05P453 # أهله في ليال السعد مطلعها أفلن من كلل هلهلن في غبش # جناب روح أرى ورد النعيم به ولا ورود وقد أشفيت من عطش # يا عيشة النفس يا روح الحياة لها رحماك لولا رجاك النفس لم تعش # وقال: # ومذهب الخد لم يذهب بابريز مطرز الصدغ لم يرقم بتطريز # قد راق بالنور حتى ما نحدده بأنه بشر إلا بتمييز # بدائع بكمال الله شاهدة معجزات سواه أي تعجيز # وقال: # ساروا فودعهم طرفي وأودعهم قلبي فقد بعدوا عني ولا قرب # هم الشموس ففي عيني إذا طلعوا في القادمين وفي قلبي إذا غربوا # وله يندب أطلال الزهراء ms1269: # سقى الله زهراء القصور وإن بدت لعينيك غبراء الدثور حيا المزن # فلا جو كالجو الصقيل بأفقنا وذاك الهواء الغض كالملمس اللدن # على قدر ما أعطى العيون من الحسن سناها غدت تعطي النفوس من الحزن # وكم قد جنت تلك المنى أهلها المنى فأضحت وما غير الأسى رائد اللحن # PageV05P454 # عفا حسنها إلا أزاهر دمنة وعرفا كأن المسك فيها من الدمن [123 أ] # تذكرنا تلك المباني بعرفها وبالزهر تلك الأوجه الزهر [في] الحسن # إذ الملك فيها والملوك أعزة وفيها الغنى لو كان ذاك الغنى يغني # ووقف أبو جعفر بن جرح على قبر أبي عامر بن شهيد فرأى شعره المنقوش الذي ~~يخاطب فيه صاحبه الزجالي: # يا صاحبي قم فقد أطلنا أنحن طول المدى هجود # - الأبيات؛ فقال أبو جعفر: # ماذا طوت ويبها اللحود من كرم فرعه حصيد # هذا الشهيدي رهن قبر وشعره ناطق شهيد # بادرني في الصفيح منه محاور صحبه مثيد # وأفصح القبر باعتبار وامتع القول والنشيد # كيف يحير الجواب قوم كالتراب في تربهم هجود # قد عفيت منهم جنوب وعفرت منهم خدود # ونخرت بالبلى عظام وانتثرت في الثرى الجلود # كم شيدوا في الدنا قصورا وقصرهم ملحد مشيد # كم نعموا لذة وكم قد غادتهم بالكؤوس غيد # ما منهم ان دعا سئول مبدئ قول ولا معيد # [ومنها] : # PageV05P455 # أعزز أبا عامر علينا أنك من دوننا الفقيد # لو كنت تفدى فدتك نفسي وطارف المال والتليد # كم لك من منطق صؤول فصل كما تزأر الأسود # أين غماماتك الغوادي يروى بها الوهد والنجود # أين وزاراتك الهوادي أين إماراتك الصعود # ولت كما أقشعت سحاب فلا بروق ولا رعود # أودى عميد الورى فكل ال ورى لفرط الأسى عميد # ان تحتصدك المنون حصدا فكل زرع غدا حصيد # ولو تنيل العلا خلودا كان لتلك العلا خلود # إيه أبا عامر وأنت ال جواد بالقول لا تجود # إنا أزرنا الركاب قصدا قبرك حق له القصود # كالبيت تهوي إليه شعث ومشعرات الهدي قود # جاد بذاك الثرى ربيع كمثل ما جاد منك جود # ليزهر النور في ذراه كأنه لفظك البرود ms1270 # يقول من جاءه أوشي أم ذلك المنطق السديد # وقال أيضا يرثي أبا بكر بن عمار من قصيد أوله: # قد طال ما عمر المرء ابن عمار مستدرجا بأماني وأخطار # يملي له وتملى كل ما وطر وللمقادير فيه أي اوطار [123 ب] # استدرجته لما قد أدرجته به حتى أتى لمناياه بمقدار # PageV05P456 # موارد خفيت عنه كصادرها والحين ما بين إبراد وإصدار # وهل معمر قوم خالد أبدا ولو غدا العمر موصولا بأعمار # وهل ممتع حال دائم أبدا والدهر رهن باقبال وإدبار # مستوزر لم يئل منها إلى وزر كم قد تحمل من أعباء أوزار # والمرء محتقب شرا وتحسبه خيرا [لاشكال] إبطان وإظهار # تأتي الأمور إذا أقبلن مشكلة لكن تفاسيرها تغري بادبار # وليس مقتبل أمرا كمدبر ما خابط الليل كالساري بأنوار # ومن يقده الهوى أشفى به عمها على شفا جرف يهوي به هار # وان مضى فلقد جد الردى فمضى للمبطلين ببطال ونظار # ومحاسن أبي جعفر أشهر مما أثبت، ولا يفي شرط الكتاب بأكثر مما كتبت. # فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي الفضل بن حسداي الإسلامي وإيراد جلة من ~~نثره ونظمه # كان أبوه يوسف بن حسداي بالأندلس من بيت شرف اليهود، فنجم # PageV05P457 # بأفق سرقسطة في ذرا دولة ابن هود، وكان له في الأدب باع، وبما حمل من ~~أعباء تلك الدولة استقلال واضطلاع، وقد رأيت له شعرا لم أروه فأجتلبه، ولا ~~استجدته فأبحث عنه وأطلبه. ونشأ أبو الفضل ابنه هذا صفة احتملها، وكناية ~~اختزلها، هضبة علاء، وجذوة ذكاء. وذهبوا أن جارية ذهبت بلبه، وغلبته على ~~قلبه، فجن بها جنونه، وخلع اليها دينه، وعلم بذلك صاحبها فزفها إليه، ووضع ~~زمامها بين يديه، فتجافى عن موضعه من وصلها، أضيع ما كان بين دلالها ودلها، ~~أنفة من أن يظن الناس أن إسلامه كان من أجلها، فحسن ذكره، وخفي على كثير من ~~الناس أمره. # وهو أحد من عني في هذا الاقليم، بالنظر في أنواع التعاليم، على مراتبها، ~~وتناول الفنون من طرقها، وأحكم علم لسان العرب، وبلغ الرتبة العليا من ~~البلاغة في الشعر والأدب ms1271، فطارت الكتابة باسمه، وخلت بينه وبين حكمه، ولم ~~يكن له بالشعر [124 أ] فضل عناية، فلم يجر منه إلى بعيد غاية، وقد أثبت من ~~كلامه ما تعلق بحفظي، ووقع في شرط صدري؛ وكان بالجملة كما وصفه أبو عبد ~~الرحمن بن طاهر في فصل من خطاب خاطب به المقتدر بن هود يقول فيه: " والوزير # PageV05P458 # الكاتب أبو الفضل، وحيد الفضل وينبوع النبل، وما عدا قول القائل: # إن أبا الفضل له فضله وأين في الناس فتى مثله # جمع الخلال الزكية فاحتواها، ورأى تلك الجلالة فاحتذاها، وحق لمن ربي في ~~حجرها، وارتضع بدرها، أن يتبين فيه رجحانها، ويتنسم عليه ريحانها، وأن يكون ~~له الشفوف والتبريز، ويتحلى به الجانب العزيز ". # جملة ما انتخبته له من ترسيله # فصل له من رقعة إلى ابن رزين: كنت أرتاح إذا ومض من أفقه البسام بارق، ~~أوذر من سمته الوضاح شارق، فأقتصر من تلقائه على استنشاق نسيم، وأنى لي من ~~عرار نجد بشميم، حتى ورد ما أمتع بوابل بعد طل، وسقى نهلا ووالى بعل، ~~واستوهب بمعجزي سحر حرام وحل، قد قصر الله عليه الإبداع: [طورا] في الندى ~~ببراعة خطيب وبلاغة كاتب، وطورا في الوغى ببديهة طاعن وروية ضارب، والرب ~~يديم إمتاع أشياعه ببارع جلاله، ويصون عيون الحوادث عن كماله، بمنه. # واستوضحت ما أومأ إليه من نشد العبد الآبق، على النهد السابق # PageV05P459 # وقد أعلمت في بقائه المكايد، وبثثت في اقتناصه الحبائل والمراصد، فكأن ~~الرياح تخطفته، والبحار فمرته، والبلاد أخفته وأضمرته، وكيف يظفر بعبد حوش ~~الفؤاد، شكيس القياد، رغب عن خضوع المماليك، ولحق بذ ؤبان الصعاليك، يعتسف ~~شتى المسالك، ويعروري ظهور المهالك، فاتح كاسمه سائح، على أجرد سابح: # كأن على أعطافه ثوب ماتح # وعسى أن يعود هذا الذاهب وشيكا إلى ملكه، وينتظم المتبدد من سلكه، وإن ند ~~هذا الشارد، فما يأسى له الفاقد، فلا حظ في ارتباط غادر، ولو أربى في البأس ~~على أسد خادر. وما أولاه - أيده الله - أن يرتاد لصنيعه طريق المصنع، ~~ويودعها خير المستودع، وأن يرتاب بالثقات، ويسيء ظنا بالخدم ms1272 تفرسا في ~~السمات، وقد عري عن الخير من جمع تلك [124 ب] الصفات: من زرقة مقلة، وصفرة ~~بشرة، وحمرة شعرة، لا جرم أنه نزع بدناءة الأروم، إلى أشباهه الروم، فليبعد ~~مثله، فسيناله ما هو أهله، ويوبقه غيه وجهله. # PageV05P460 # وله من أخرى إلى المستعين يتعذر من خروجه عنه: الدهر - أيده الله مولاي - ~~منتقل متقلب، والدنيا دول وعقب، ومقام القطان في الأوطان، كمقام الأرواح في ~~الأبدان، تصحبها إلى آجال موفاة، عند آماد مستوفاة، فمدد الأحوال مناسبة ~~للأعمار: # وإنما الناس نفوس الديار # وقد عمرت ذلك الأفق ما امتد المهل، فلما نبا أجد الظعن والتحول، وليس ~~للمملوك على مولاه حق يدعيه، ولا مطلب يقتضيه، وإنما هو إحسان يوثق ويقيد، ~~أو تسريح يطلق فيشرد، قال تعالى {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} ~~(آل عمران: 159) وقال الحكيم: " من لان تألف، ومن شد نفر "؛ ولكل مقام ~~مقال، ولكل زمان رجال، وفي كل مضيق مجال، وقلما اطردت الحظوة في الدول، لمن ~~اختص بالأسلاف الأول، ومن خدم الآباء لم يخدم الأولاد، فضلا عن من خدم ~~الأجداد، وأنا أية تصرفت، وحيث تقلبت، العبد القن، فليحسن بي الظن، فإني لا ~~ألم بنقص ولا ثلم، ولا أهم ببغض ولا وصم. ومن أملي أن ألقى مولاي يوما من ~~الدهر، بوجه يسفر عن أساريره الزهر، صافي الفرند من صدأ [يعيب] ، نقي ~~الأديم من خجل يريب، وله علي من كرم العهد كالئ ورقيب # PageV05P461 # وإن أضمرتني من جوانح البلاد حجب وغيوب: # فلو كنت بالنقاء أربا سومها لخلتك إلا أن تصد تراني # وقد خاطبت من ثقت بوده، وأنست إلى جده، فإن جاد مولاي بالصفح، وعاد ~~بالخلق السمح، فهو الذي يضطره إليه عالي منصبه، وسامي رتبه، وإن صرم الحبل، ~~وجذم الأصل، فهو حكم الزمان الفاسد، ولا نعمى للشامت الحاسد، فليس بالباقي ~~ولا الخالد، فكل عرض ذاهب مع جسمه الفاني، و " ذكر الفتى عمره الثاني " وان ~~استحل حرام، من دار أورثها كرام، فالعفاء على الجفن إذا سلم الحسام، وقد ~~صانه وأغمده، من زانه إذا تقلده، وإن تعدى إلى ms1273 تغيير الرسوم، فربما لبس على ~~الإقواء ثوب النعيم، وقد قال سقراط: اذا انكسر الحب لم ينكسر المكان، ولا ~~يتسع في تغييره الامكان، ولك في ما تراه المثل الأعلى، وفي ما تتوخاه الشرف ~~الأزكى. # قوله: " وانما الناس نفوس الديار " لفظ بيت علي بن محمد الإيادي، حيث ~~[125 أ] يقول: # ماتوا فماتت أسفا دارهم وإنما الناس نفوس الديار # PageV05P462 # وقوله: " فالعفاة على الجفن إذا سلم الحسام " من قول المعري في مرثية في ~~أبيه، ومن جملة شعر يقول فيه: # وإجلال مغناك اجتهاد مقصر إذا النصل أودى فالعفاة على الجفن # وقوله: " فربما لبس مع الإقواء ثوب النعيم " من قول أبي نواس: # لمن دمن تزداد طيب نسيم على طول ما أقوت وحسن رسوم # تجافى البلى عنهن حتى كأنما لبسن على الإقواء ثوب نعيم # وإنما أخذه أبو نواس من قول أحد الأعراب: # شطت بهم عنك نية قذف غادرت الشعب غير ملتئم # واستودعت سرها الرياض فما تزداد طيبا إلا مع القدم # أو من قول الآخر: # ما غير الدار بعد ساكنها ريح ولا ديمة ولا مطر # كأنها ترعة يمانية قد نشرت في عراصها الحبر # وقال الأخطل: # لأسماء محتل بناظرة البشر قديم ولما يعفه سالف الدهر # يكاد من العرفان يضحك رسمه وكم من ليال للديار ومن شهر # PageV05P463 # وقال أبو صخر الهذلي: # لليلى بذات الجيش دار عرفتها وأخرى بذات البين آياتها سطر # كأنما م الآن لم يتغيرا وقد مر للدارين من بعدنا عصر # وقال مزاحم العقيلي: # تراها على طول القواء جديدة وعهد المغاني بالحلول قديم # وله من أخرى: الناس - أيد الله مولاي - أطوار، وللبصائر ظلم وأنوار، ~~وأكثرهم ساع لأمر لا يدركه، مراع لرأي لا يملكه، والحق مستبهم على من يتعسف ~~المجهل فيما يسلكه، ومن أبصر رشده، واستوضح قصده، أمضى عزمه مجدا في سعيه، ~~ولم يستشر غير نفسه [125 ب] في رأيه، وقد سدد الله تعالى وأنجح المسعى، ~~وقذفتنا غربة النوى، حين هوت بي حيث الإلف والهوى، وله الطول في الإذن ~~والقبول، والتوطئة للحلول، بتمهيد منزل يتبوأ، وبمديد ظل يتفيأ، لا زال ~~فناؤه للقصاد ms1274 مألفا آهلا، وحرما آمنا. # وله من أخرى عن المؤتمن إلى ابن طاهر: محلك - أعزك الله - في طي الجوانح ~~دان وإن شط المزار، وعيانك في أحناء الضلوع باد وإن نزحت الديار، فالنفس ~~فائزة منك بتمثيل الخاطر بأوفر الحظ، والعين # PageV05P464 # نازعة إلى تمتع من لقائك بظفر اللحظ، فلا عائدة أسبغ بردا، ولا موهبة ~~أسوغ وردا، من تفضلك بالخفوف واصلا مسعدا، إلى مأنس يتم بمشاهدتك التئامه، ~~وشمل يتصل بمحاضرتك انتظامه، ولك فضل الإجمال، في الامتناع [من ذلك] بأعظم ~~الآمال، والإعداء على الأيام بقضاء دين ممطول، وإنجاز موعود لم أحل منه ~~بغير تسويف وتعليل، وأنا على شرف سؤددك حاكم، وعلى مشرع سنائك حائم، وأنت - ~~وصل الله سعدك - بسماح شيمك، وسجاحة خلائقك وهممك، تنشي للمؤانسة وعدا، ~~وتوري بالمكارمة زندا، وتقتضي بالمشاركة شكرا حافلا وحمدا. # وله من أخرى عنه أيضا: وردني كتابك، أحسن ما أملاه خاطر، واجتلاه ناظر، ~~من ألفاظ ومعان، اطردت في سلك إبداع وبيان، فحيت بالروضة الأنف، وعادت ~~بعذاب النطف، وهو المقال الصادر عن كرم الطبع، الدال على شرف الأصل والفرع، ~~الذي تفتر عن واضح الود مباسمه، وتنشق عن ناضر العهد كمائمه، وتنهل بواكف ~~البر غمائمه، وقد وعيت منه ما توفر به الحظ، وتسوغه السمع واللحظ # PageV05P465 # وإن كانت لك مزية السبق بفضل البيان [الذي] يبذ الجاهدين عفوة، ويفوت ~~المجتهدين شأوه، فالتكافؤ واقع بالتساوي، والتوازي نازل بمحض التجازي، ~~اكتفاء بما تضمره القلوب، وتستشفه الغيوب، وهو اليقين الذي تجد النفوس ~~برده، وتقف المعارف عنده. # وله عنه من أخرى: أنا على رسمي في الحظ الموفور منك منافس، وإلى عهدك ~~الكريم النضير آنس، ولما انتظم بيننا من مواثيق الوفاء كالئ حارس، وان سدت ~~دون اللقاء المطالع، فما صدت عن الصفاء المشارع، وإني لأدخرك للجلى، وأجيل ~~في الاعتداد بسنائك القدح المعلى، [126 أ] والله يديم للعصر التحلي ~~بمحاسنك، ويوضح سروه بسمات فضائلك: # وله من أخرى: إذا انتظمت القلوب - أعزك الله - بالوداد المكين، ووردت ~~بصفائه في المشرع المعين، تساوى البعاد والاقراب، ولم يوحش التوقف ~~والإغباب، ولا مزيد على ما تحققه من ms1275 جنوحي إلى فضلك، وتصريحي بأحسن الثناء ~~على جلال محلك، واعلم أن عهدك الناضر لا يذوى، وبرك المستجد لا يبلى. # وله من أخرى: المقدمات توطئ في الكلام لإيضاح النتائج، وإمرار الكلام على ~~اطراد المناهج، وأما إذا كان المطلوب جليا متبينا، والوداد المرتاد في ~~النفوس زكيا متمكنا، فتكلف ما يستغنى عنه عي # PageV05P466 # لا سيما إذا خوطب ذكي ألمعي، ومثلك الحميم الكريم الذي يتيقن صفاؤه، ~~ويدخر وفاؤه؛ وكنت قد خاطبتك مشعرا نيتي في التحول، سوعزمي في التجول، حتى ~~تلقى العصا، وتستقر النوى، حيث الصغو والهوى، وأومئ في ذلك إلى البيت الذي ~~يعرف ويروى: # تقول سليمى لو أقمت بأرضنا ولم تدر أني للمقام أطوف # وقد تفسح المسلك بما يسره الله من تملك تلك القاعدة، وأنا بحول الله مزمع ~~للرحيل، إذا انفرجت السبيل، فطولك في إعلامي بحال المسالك من مرسية إلى ~~المغارب المتياسرة والمتباينة، وكيف مكان التشييع حتى يوصل إلى مأمن بذمام ~~لا يخفى وعرف لا ينكر، فأمجدني من ذلك بيانا، كأني قد شاهدته عيانا، ~~فالحازم الذي يسدد إلى الغرض قبل إرسال سهمه. # وله [من أخرى] إلى ذي الوزارتين أبي بكر بن عمار عناية بابن الحداد: ~~المحاسن التي تؤثر عنك بالسرو والسناء، والمحامد التي تتلاقى عليك بها ~~ألسنة الثناء، تميل إليك أحناء القلوب، وتقف عليك نخائل # PageV05P467 # الصدور، وقد أصبت بفضل الله حلية الزمان، ومفخر الأوان، ومسمى عيون ~~الأفاضل والأعيان، بما نزعت به من كرم الخلائق، وسمو الهمم السوابق؛ وما ~~زلت - أدام الله عزك - تجلو على المتوسلين إليك صفحات البشر، وتنزلهم في ~~ذراك عرصات الإجمال والبر، فتجني ثمرات المجد، وتتنشق نفحات الشكر [والحمد] ~~. # ومن أولئك الأعيان الأكابر، [بل] المبر عليهم بخصائص المآثر، فلان، فاني ~~ما أفاوضك في وصف مناقبه، وأعلمك بكريم ضرائبه، واعتلائه [126 ب] في مراقي ~~العلم وتسنمه، وشفوفه بالبراعة في الإبداع وتقدمه، مفاوضة من يسم لديك ~~غفلا، وينبه خاملا، ويذكر ناسيا، فإنك أعلى ملحظا، وأزكى تيقظا، من أن يغيب ~~عليك مكان مثله، ولا يقرر لديك سمو محله، في إحسانه وفضله، وحسبك به جملة ~~تغني عن ms1276 التفصيل، مع عالي نظرك الجليل، أني ما عاشرت أكبر منه في البر ~~والصلة، ولا أقوم بحقيقة الود والخلة، ولا ناسمت أطيب منه نفسا، ولا أمتع ~~أنسا، نفاسة خيم، صادرة عن شرف أروم، وأنت خليق بالاستكثار من جانبه، ~~والاجمال في معونة مطالبه. # وكتب عن المقتدر إلى أخيه صاحب لاردة: وصلت الهدية التي # PageV05P468 # أصدرتها ساحة الفضل، وتضمنتها راحة النبل، وزقها المجد زفاف الهدي ترفل ~~في الحلي والحلل، وتقدم سفير الآس، فأذاع ما حمل من طيب الأنفاس، وتلقيته ~~بما يتقلى مثله من كرام الزوار، إذ كان بحكم الإجماع سيد الزهر والنوار، ~~بدوام عهدته، وبقاء جدته، وتمادي نضرته، وتناولت الظرف الظريف الواصل معه ~~ففضضت ختامه، وترشف مستودعه، وتسوغت منه شمولا معتقة، لذة عبقة، قد تناهت ~~رقة وصفاء، ولم تبق الأيام منها إلا هباء ولألاء، فهي تمنع الكف، ما تبيح ~~الطرف، وأدرتها بالقدح الذي أجلت به معلى القداح، قائما على قدم الإعظام ~~أهز عطف الارتياح، وتخيلت أني في ذلك المألف العزيز حاصل، وفي ذلك المأنس ~~الجليل ماثل، فنحن متلاقيان بعيان الإمحاض، وان تناءينا بالذوات والأشخاص؛ ~~ووصل مبكر البهار الجني، ممتعا بمنظره البهي، وعرفه الذكي، قد شخصت أحداقه، ~~وراقت أوراقه، يمد بنان لهب، ويرنو بحدق حمر [تلتهب] ، كأنه إكليل تبر، ~~مرصع بيواقيت صفر، وهو شبيه الراح لونا ومشما، قد تكافأ بينهما الانتساب، ~~يحكيه منها الجامد، ويحكيها منه المذاب # PageV05P469 # وأسفر غض الاسفرج، عما خص به ذلك الأفق من التراب الدمث والهواء السجسج، ~~فسقاه الله صوب السحاب، ولا زال مخضر الربى خضل الجناب، واقتضى حكم الأدب ~~المتعارف في السلام والمباداة، رد التحية على سبيل المناولة والمعاطاة، لا ~~على سبيل المعارضة والمباراة، وقد أنفذت ريحانا مشموما، ورحيقا مختوما، ولك ~~الفضل في تسوغ ما سقيت، وتنشق ما أهديت [127 أ] . # وله من أخرى إلى المقتدر على لسان النرجس: أنا - وصل الله بهجة سلطانك، ~~ونضرة أوطانك - إذا لحظتي بعين الاعتبار، قائد النور، ووافد الأزهار، وأنا ~~لها جالب وهي طاردة ومبشر بورودها وهي مؤيسة متباعدة، فاني غلبت بما طبعي ~~من التيقظ والذكاء، خلد ms1277 التراب وصرد الهواء، فقمت عن إساءة الفصل عذرا، ~~ونحلت الشتاء على الربيع فخرا، وفضلت الورد سيد الأزهار طرا، وتورده شاهد ~~خجله، وتسترده من الحياء في أكمته وكلله، فلي عليه فضل العيون # PageV05P470 # على الخدود، وشرف على المسود، فبينا أنا سقيم الجفون من غير سقم، مائل ~~الجيد من دون ألم، حتى أتيح لي ظريف من خواصك يقصدني، ونبيل من عبيدك ~~يعتمدني، فأوجست حذرا وتشوقا، حتى أنسني بالكلام تألقا، وقطفني بغير إيلام ~~تلطفا، وحاورني بلفظ يلقنه النوار عيانا، وإن لم يحسن عنه بيانا: يا أيها ~~الزهر الفارد، والنور الشارد، الساحر بحدقه وأجفانه، الناظر بورقه وأغصانه، ~~الباهر بورقه وعقيانه، ما لي أرى قضبك غبرا ذابلة، ومنابتك شعثا ناحلة، ~~وعهدي بك تمج الأنوار ريقتها في ثغورك فتصبح حافلة، وترضع الأنداد أفنانك ~~فتغدو حاملة، فتنوء بجيدك منثنيا، كأنك أصبحت منتشيا، وقد ساءني ما عاينت ~~من ضناك ونحولك، فبادرت جناك لإشفاقا من ذبولك، لأنقلك من جناب النبات ~~الهشيم، إلى جناب السرور المقيم، وتسعد بالفوز العظيم، باستلام راحة الملك ~~الكريم، # وفي فصل منها: فليت الرياض تعلم بمكاني فتذبل كمدا، وتدوى # PageV05P471 # حسدا، وتراني وقد أنرت في أفقك البهيج، وزهرت في روضك الأرج، فكم تمنى ~~الأزهار أن تضام لديك مطالبي، وتكدر في ذراك مشاربي، فأزل عني حسدهم ~~بكبتهم، فقد شجاهم تقدمي قبل وقتهم، وأكمل مسرتي وتمم أنسي، بلقاء شقيقة ~~نفسي، فإني قسيمها وحميمها، ومني لونها وشميمها، وأنا أسبه بها إذا شجت ~~وأدارت عيون حبب، من حصباء در في أرض ذهب، وطبعي طبعها، وما تقر عيني إلا ~~بدمعها، فلا تحتقر أيها العزيز مناب مثلي واعظا مفصحا، وهنا شفيعا منجحا، ~~فان الأزهار على العموم، تجلو قذى العيون وتفض ختام الهموم، فهي كالثغور ~~أوضحها ابتسام، وكالآلي زانها [127 ب] في الأجياد انتظام. وما مثلت بين ~~يديك إلا لأسم غفل العلم، فالعصا قرعت لذي الحلم، فلا تضه أيها الملك سبق ~~تقدمي، وحق مقدمي، فقد أشخصت طرفي إليك آملا، وبسطت نحوك كفي سائلا، وحسبي ~~أن تلاقيني ببشرك، وتناجيني بفكرك، فتنبه العزم من سنة، وتنشر الحزم من ms1278 ~~جننه، فلك من براعة العلا، وأصالة النهى، ذكاء يري لأول اقتداح زنده، ومضاء ~~يفري بأيسر هز حده، ولديك من مناهل الكرم، وفواضل النعم، ما يزري بالمزن ~~ويوفي على الديم: # PageV05P472 # فانفح لنا من طيب خلقك شيمة إن كانت الأخلاق مما توهب # ورو برح ظماي، وانقع صداي، ولا تكل إلى الأنواء سقياي. # وله عنه من أخرى إلى المظفر أخيه، وقرن بالرقعة ظرف بلور [أحمر] مملوءا ~~خمرا مع باقة آس، يسليه عن ابن توفي له، واشتد حزنه عليه: لما كانت نفائس ~~المواهب، وخطيرات الرغائب، مرتادة لأجل النفس، التي بها مادة الحياة والحس، ~~وهي نور البدن المبصر وسائسه المدبر، وجب بحكم العقل الذي أفاض عليها سناه، ~~وأفضى إليها بهداه، أن تكون العناية بدوام صحتها، موازية لتقدمها بالفضيلة ~~على البدن ومزيتها، إذ كان لها البقاء وله الفناء، ولها الفوز في المعاد، ~~وله الانتفاض إلى الأضداد؛ وخاصة النفس التي تنفرد بها ولا تشارك فيها معنى ~~السرور والجذل، وغاية الرجاء والأمل، وبه المتاع في الدنيا، والنعيم في ~~الأخرى، ونقيضه الحزن، وهو ألم من آلامها يطمس نورها ويكدر صفاءها، وينغص ~~نعمتها وهناءها، فإذا انجذبت مجيبة لدواعي الهم منقادة في زمانه، ولم ~~تدافعه عند اعتراضه وإلمامه، اشتملت على المضض والنكد، وحصلت في غمرة ~~الركود والتلبد. وبحكم ذلك يحق على الحازم اللبيب، أن لا يني عن الأخذ من ~~أقسام المسرة بأوفى النصيب، فيستمتع بالمواهب أيام مصاحبتها، ولا يجزع عند ~~ارتحالها # PageV05P473 # ومفارقتها، ويستشعر أنها معارة لتؤدى، مودعة لتقضى، فلا يأسف عند ~~اقتضائها وارتجاعها، ولا يأسى عند بينها ووداعها، ويجاهد الهم إذا اعتلج في ~~صدره، بمضاء عزمه وقوة صبره. وقد أسمى الله من مراقي شغفوك وتقدمك، وأوضح ~~من معالي سجاياك وشيمك، بحيث يقتدى بأثرك، ويهتدى بعملك، وحسبي [128 أ] أن ~~أومئ بما عرضته مذكرا، فتلحظه بنظرك الجلي معتبرا، وتعرض عن نوازع الخطوب ~~كقصرا، وتستأنف مقتبل الزمان الأغر الجديد، والدهر الميمون السعيد، فتشرع ~~لمطالعة الأنس بابا، وتمهد لمواصلته جنابا، وقد تعرض لي إلف كنت أصله ~~وأدنيه، فأنا الآن أهجره وأقصيه، فلقي مني انزواء عنه ms1279 وانقباضا، وشكا مني ~~جفاء وإعراضا، فتصدى ضارعا ملحفا، في أن أرسله نحوك مستعطفا، فأسعفته ~~وأودعته، ما تحمله وأزعجته، وهو - أنس الله مشاهدتك، وأنضر معاهدتك - زائر ~~ملطف يتقد طبعه ذكاء، ومؤنس يستشف ظرفه صفاء، عطر المذاكرة عبق المفاكهة، ~~يفض ختام الهموم بنفح المناسمة وطيب المفاوضة، وقد زار متوصلا برسالتي، ~~متوسلا بشفاعتي، وصار عن يدي وانتقل عن راحتي، وهو المجفو المهجور حتى تأذن ~~بتقريبه وإيثاره، والعامل المصروف حتى تمن بتوليته وإقراره. # وكتب على لسان المنجم بلاردة، الملقب بالعافية، وقد أصيبت إحدى # PageV05P474 # عينيه، إلى الطبيب بها الملقب بالبرذقون، وقد أصيب إحدى خصييه: أنا أدعو ~~[لك]- يا سيدي ومولاي ومن أنا عبده على العموم - بمعهود الدعاء بدوام ~~النعمة، وأقابله بعد بما يخصه، حسب ما علي ينصه: # فوقيت بقراط الطيور تطببا إذا عالج البرسام أو أبرأ البرص # من المنسر الأشغى ومن حزة المدى ومن بندق الرامي ومن قصة المقص # فهذي دواهي الطير وقيت شرها إذا الدهر من أحداثه جرع الغصص # وقد جرعتني أحداث الدهر غصصا، وعدت مثلوما منتقصا، مشوها بعد اقتبال ~~الجمال، مؤنس اليمين موحش الشمال، كأني شق في قفر، أو حوت موسى في بحر، وقد ~~صنتها برقعة خمار أسود، وأدعي أني أشكو الرمد، وربما سقط فأتبعه باليد، ~~وأنشد قبل أن أنشد: # سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد # PageV05P475 # ومالي سلو عندما دهتني الأيام بالنقص في أكرم أعضائي وأشرف جوارحي إلا ~~بما أنسني به إخواننا قائلا: هاك حديثا يسليك ويعزيك، بمزيد حظ وصل إلى ~~الحكيم أخيك، فقلت: هات حدثني بالحق عن البرذقون، فلست ممن يؤمن بالأغرقون، ~~فقال: إني اختلست منه في الحمام نظرة فرأيت إحدى خصيتيه في قدر الدلاعة ~~العظيمة، [128 ب] والأخرى على الهيئة القديمة، فقلت له: أراك أبرزت قثاءة ~~في عباءة، قد ركبت باذنجانة وأردفت دباءة. فأطربني طيب نادرته، وأمتعتني ~~خبر لإفادته، وعدت إلى اللازم من مخاطبتك بالتهنئة والإيناس، وما علينا من ~~كلام الناس، وما تخطتني نعمة وفدت عليك، ولا آلمني نقص مع مزيد وصل إليك، ~~والعاقل لا يتنكد بما تراه العوام قبيحا ms1280 مستحيلا، إذا كان في حكم الخواص ~~حسنا جميلا؛ وفي عظيم إحدى خصيتيك - أنماهما الله - فضائل يعرفها العلماء، ~~ولا يجهلها الحكماء، فقد الفيلسوف: إن البيضتين كالمعلاقتين، تعدلان الجسم، ~~وتسوسان # PageV05P476 # البدن، وهما كالمادة للقوة الطبيعية، والمعونة للحرارة الغريزية، ويشبهان ~~بالأثقال تعلق من السقاء فترم رخيه، وتضم قصيه، وإذا عظمت الواحدة، بانت ~~الخصلة الزائدة، فان البناء إنما يزن برصاصة، والمهندس يرصد بشاقول، وربما ~~هجس في نفسك، أنك تصير إلى الفرك من عرسك، فتشدك، وإنما تقصدك: # قد حلفت بالله لا أحبه أن طال خصياه وقصر زبه # وهذا النشيد، في مثلك بعيد، فان متاعك يطول للصغرى، وتطوله الكبرى، ~~فيتبين اعتداله، ويبدو كماله، وقد سلمتا من التشبيه بفروجين أو أترجتين، ~~ولا يسوغ فيهما ولا يجوز، أن يكونا كثنتي حنظل في ظرف عجوز؛ أستغفر الله، ~~وكيف تفركك غانية، أو تعتصم منك مخدرة، وما على ظهرها خود إلا وهي إذا عثرت ~~في مرطها أعيذت باسمك # PageV05P477 # ولا فتاة عروب إلا وهي تستغشي من غير نعسة رجاء في لقاء خيالك، ولا ~~محبوبة مصونة إلا وهي ترقع الكوى بالمحاجر لممرك، وهل في تمامك ريب فيعالج ~~بحجة، أو في فضلك رد فيثبت ببينة، وقد استويت الآن بأثقالك، واعتدلت ~~بأرطالك، ولوددت أن الأيام أعطتني ما منحتك زيادة على ما نقصتني فكانت تكمل ~~صناعتي، وتنفق بضاعتي، ولا ستغنيت عن اسطرلاب كري، وكرة ذات كرسي، إذ كنت ~~أعوذ من الأدرة، إلى أصح كرة، قد ماسها جرم أسطواني، ومخروط عصباني، يكون ~~تارة عضادة اسطرلاب، وتارة مقياس باب. وما أنا وتمني ما لا أدرك، وحسد ما ~~لا أبلغ!! الآن عدت فائقا في الجماع، وليس العيان كالسماع، فالخصية إذا عظم ~~جرمها، وكبر حجمها، تضاعفت في التوليد قوتها، وتزايدت مادتها، ولك المزية، ~~فإنك إنسان حجلي، أو حجلي إنسي، [129 أ] فقد ذكر صاحب كتاب الحيوان أن إناث ~~القبج # PageV05P478 # تستقبل الذكورة، فتتنسم الريح تهب من تلقائها فتحبل، وتصيخ للصوت يصل من ~~تلقائها فتحمل، فاسحب أذيالك فاخرا، فقد تقدمت أولا وآخرا، فلك من جهة ~~الإنسانية سبقك في الفضائل، وحلاوة الشمائل، وحرارة النادرة ms1281، وطيب الفكاهة، ~~مع شفوفك في الصناعة، فعلاجك في الاصابة واللطف كأنه وحي أو أخذ بالكف، إذ ~~كنت تهزل بجالينوس، وتلهو بلحية اسقليبيوس، فإنك من فرقة أصحاب الحيل، وهذا ~~رأي أتاك من جهة مزاج الحجل، فنصرت تاسلاس، على جميع الناس، وغنيت بجنس ~~الاسترسال والاحتباس، عن هذيان أصحاب القياس؛ وأما فضلك من جهة القبج فهناك ~~الملاحة والحلاوة، والرشاقة والطلاوة، فلك من جمال الشفة، ما يعرفه أهل ~~النصفة، فقد قبح كل لمى بالسمرة، وحسن لماك بفضل الحمرة، فالحسن أحمر، وهذا ~~حق لا ينكر، ولك من جهة المشي ما جهدت الطير في امتثاله، كلفا بجماله، ~~وربما # PageV05P479 # تشبهت بمشي الحجل، فينلن الحسن بالحيل: # وكم من غراب رام مشية قبجة فأني ممشاه ولم يمش كالحجل # وما تفعل برقة ساقك مع عموم محاسنك وبراعة حلاك، فلا تحفل بقول الراجز ~~الجلف، فكلامه يخرج إلى الخلف: # وهل علمت يا قفي التتفله ومرسن العجل وساق الحجله # وهذا الغزال، وهو النهاية في الجمال، له دقة الشوى ونشوز القرن وصدع ~~الظلف؛ والطاووس - وهو الغاية في الحسن - له قبح الرجلين وعرى الساقين، ~~وإنما يوصف الشيء بالأغلب عليه، فيذكر به وينسب إليه، فقد برعت وبهرت ~~وقهرت، فأنت كالشمس لا يتعلق بها دنس ولا ثلب، وما يضر القمر أن ينبحه كلب. # PageV05P480 # جوابها من إنشائه أيضا على لسان الحكيم البرذقون المذكور: يا سيدي الذي ~~أعترف بخصائصه التي انفرد بجمالها، وأقر له بمحاسنه التي استبدت بكمالها، ~~وإن كانت قد دبت عقارب حسادته، وما يستطيع أن ينسلخ عن ذميم عادته، ووجدته ~~قد نعى بصره، وشكا عوره، وأثنى على شرجي، ولم يحفل بعرجي: # إن في الجسم دماميل وقرحات ملحه # ليتها في عين من يز عمها مالا وصحة # وقبح الله النهم فعنه تكون العلل المتولدة، وكل داء أصله البردة، ومع ما ~~ركب في من الشره [129 ب] إلى المأكل، فإني متطفل على استجازة أكل الخجل، ~~فأذهب الله نفسي، يوم أروم أكل أبناء جنسي، إذن أكون كالرنج الأجناس، الذين ~~يستجيزون أكل لحوم الناس، بل أني أطلبها من مظانها وأرتادها، وأنصب لها ~~الحبائل ms1282 واصطادها، ثم أرسلها أسرابا وأفواجا، وأسرحها فرادى وأزواجا، وأنشد ~~متمثلا: # أيا شبه ليلى لا تراعي فأنني لك اليوم من وحشية لصديق # وإن تكن - جعلت فداك - قد أصابك عور، ونالك منه ضعف وخور # PageV05P481 # وهو نقص في الظاهر ومزيد في الباطن، فقد حبيت باجماع نور البصر وكان ~~متفرقا، واتحاده وكان مبددا، فقد كان النور مرسلا إلى الحدقتين في العصبتين ~~الجوفاوين، فلما انسد ثقب الواحدة عاد إلى الأخرى موفورا، وشفع بنورها ~~نورا، كالحال في القمر يطلع في لياليه البيض، ساطع السناء باهر الوميض، ~~يجلو الدياجي، فيهدي الساري، فإذا غرقت أعقابه، وتكامل غيابه، فقدته ~~النجوم، فاعتراها الوجوم، ولفها الليل في ملاءة دياجيه، وأردف أعجازه ونأى ~~بهواديه، فلو جمعت الكواكب منتظمة في القدر، لكانت أضعاف البدر، وهي على ما ~~هي عليه من الانتثار، لا تهدي الساري قصد الآثار، فبصرك الآن بحمد الله ~~أجمع نورا، وأضوأ شعاعا، وأنفذ نظرا وأبعد اطلاعا، ولذلك قال القائل: # شمس الضحى يعشي العيون ضياؤها إلا إذا نظرت بعين واحدة # فذاك تاه العور واحتقروا الورى فاعرف فضيلتهم وخذها فائده # نقصان جارحة أعانت أختها فكأنما قويت بعين زائدة # والعقاب الكاسر، والنسر الطائر، وابن الماء المحلق، بالإضافة إليك ~~خفافيش، وبالمقايسة بك أخلاد، وقد أزويت بزرقاء اليمامة # PageV05P482 # وما يبعد أن تحسب في لحظة ألف حمامة، وترى حضنا من أقصى تهامة، فحدثنا عن ~~هقعة لجوزاء أو نثرة السرطان: هل هي كواكب صغار منتظمة، أو [لطخة] سحابية ~~مظلمة - فان بصرك يدرك حقيقة ذلك ولا يكل عن نيل مداه، وبلوغ أقصاه؛ وأما ~~رؤيتك الثريا سبعة أنجم فهو ما لا يفخر به مثلك، وإنما يقاس به الحديد ~~البصر، وأنت في ذلك أقوى البشر. وحدثنا عن كلف القمر ما هو - واشرح لنا ~~الحال في قطر السحاب كيف هو - فإنك تبصره مجتمعا قبل ان يصير بددا، وتلحظه ~~ذائبا [130 أ] قبل ان يجمد بردا، وهذا كله مما تراه عيانا، فأمجدنا فيه ~~بيانا، ولولا أنك عند الفقهاء غير مقبول لما تدعيه من [علم] التأثير، إذ ~~يرمون أهله بالتعثير، لبشرت بهلال العيد بعد الاجتماع ms1283 بساعتين، وبعده عن ~~الشمس بدرجتين، وقد كنت بالأمس، عند رفع الأسطرلاب إلى الشمس، تغمض إحدى ~~عينيك لتعدل لك رؤية الشعاع، وموضع العضادة في أخذ الارتفاع، وقد كفيت ذلك ~~بالعور، مع زيادة النظر؛ ولأمر ما تلطف أهل الثغر في عورك، فليس عندك شيء ~~من خبرك، إذ صرت رابئة تنذرهم بالخيل على بعد مراحل ومسافة أيام، فأنت ~~عندهم من أكرم البرية، وأجدى من منار الاسكندرية، لكنهم لم يشعروا أنك ~~الدجال المنظر، وقد خرجت عليهم بخروج عينيك، وبرزت إليهم ببروزها عنك. فان ~~اعترض معترض وقال: إن الدجال # PageV05P483 # يقدمه خروج الدابة، فان يكن هذا هو الدجال فأين الدابة - فالجواب: أنك ~~كنت الدابة ثم صرت بالعور دجالا. وقد جال الصدق في ذلك مجالا؛ وأنت قيطوس ~~دابة البحر تعوم في حبك الماء، وتسبح [مثل] لها في فلك السماء، فان صورة ~~قيطوس التي أثبتها جالينوس كواكب تعرف بدابة البحر، وبطنها غائص في كواكب ~~النهر، فذنبها مما يلي الدلو حيث ينصب ماؤه في فم الحوت الجنوبية، وبأعلى ~~عرفها المعروج، كواكب الحوت من فلك البروج، فهي مغمورة من كل ناحية ~~بالمياه، مأنوسة بالأقارب والأشباه، وقد فازت بالطبع المعتدل، بما حازت من ~~مجاورة برج الحمل، فهذا المجد الباذخ، والأصل الراسخ، والفرع الشامخ؛ فأنت ~~حقا الدجال الأعور، والقائم المنتظر، الذي نبأنا به الأثر، نسأل الله أن ~~يعزنا بأعلامك، وينصرنا في أيامك، ونبتهل إليه في أن يكفينا أشراطك، ويزري ~~عنا تعديك ولإفراطك، حتى إذا ظلمت وجرت، وغيرت وبدلت، قذف بك في قرار اليم ~~العظيم، والتقمك الحوت وأنت مليم، إن الله بعباده لرءوف رحيم. # PageV05P484 # وله من رقعة عن المقتدر عناية بالحصري: ما أثل من مجدك وعلائك، وأكمل من ~~سروك وسنائك، وأصدر عنك من محاسن الشيم، وقصر عليك من معالي الهمم، يقود ~~إليك الأهواء تنتحيك بصفو ودادها، وتعتفيك بصدق ارتيادها، وما زال ذراك ~~الرفيع سابغا على ذوي الأخطار ظله، غامرا لذوي الآداب إفضاله باهرا فضله، ~~وأحقهم بأجزل البر الأوفى، من هاجر إليه على بعد المدى، [130 ب] مهلا ~~بمحامده ومدائحه، مستشعرا لميامن قصده ومناجحه، وهو ms1284 الشيخ الفاضل الكامل ~~أبو الحسن بن عبد الغني، ألم بجهتي - جهتك - فوفد علي منه الوافد الأثير ~~والزائر الكريم، وأنس بذكاء مناسمته، وأمتع بجمال محاضرته، وهو البارع ~~المتقدم في إحسانه، وتصرفه في الإبداع وافتتانه، وربما تقول كاشح، ونمق ~~كادح، وزور حاسد، وأوهم خب معاند، لأجل استقراره في ذلك الجانب، واشتماله ~~بظل المجانب، أنه انحرف بصفو وداد، أو حرف بقول واعتقاد، والله تعالى قد ~~شرف رتبتك ونزه منصبك عن الاصغاء إلى تنميق الوشاة، والإجازة لكيد العداة، ~~والارتياب بعهده المخلصين الثقات، وعصم النبيل النبيه مثله، ممن زكى الله ~~[دينه] وعقله، من العدول عما دان به، واعتلق بسببه، من الاعتزاء إلى ولائك، ~~[والتشيع في عليائك] ، والتشرع بمدحك وثنائك. # PageV05P485 # ومن شعر أبي الفضل # من ذلك أبيات اندرجت له في تلك الرسالة المتقدمة على لسان النرجس: # تقضى زمان، طائر الأنس عنده مذود وسرب اللهو فيه مروع # وطال انتظاري دولة الوصل بعدها تصرم بالهجران مشتى ومربع # عرضت له حبي فأعرض جانبا ولكن رعى عهدي الذي لا يضيع # وأرسلني كيما أدل بحرمة لديك بها حق كريم مشفع # فأقبلت أستجدي رضاك وان تعد يسارع إلى وصلي المحبون أجمع # وها فاعتبر من منبتي وتقلبي فكل لأصل واحد يتفرع # لأوى بجثماني البلى وأباده وأثبت روحا نيرا يتطلع # يرى الوهم منه جوهرا متضرما يروق ونشرا ساطعا يتضوع # كذلك أجسام تبيد وأنفس إلى الشرف الأعلى تعود وترجع # وما العيش إلا فرصة يستديمها اللبيب بأثمار السرور فيمتع # فبادر زمان الأنس واعمر جنابه فزاهره ريان بالحسن ينزع # ولا تمصل اللذات عمرك مثلما يسوف بالدين الغريم ويدفع # وكتب إليه ذو الوزارتين أبو عامر بن الفرج: [131 أ] . # إن كان عندك شيء من الدياخيلون # PageV05P486 # فابعث به تتعوض منه بشكر ثمين # فان عندي خراجا من بابسة التليين # ولا يكن مثل شعري من الطراز الدون # قد قلت بالمزج أجري بطبع دهر خئون # فإن تزيدت زدنا من نوع هذا الجنون # عساه يجنح بعد حرب زبون # فالشبه يألف شبها والمثل مثل القرين # فأجابه أبو الفضل: # يا آخذا باليمين في المجد شتى الفنون ms1285 # سلم لعلمي في الطب والقراباذين # لا ينبغي أن يداوى الخراج بالتسليين # [حتى يقوم ردع ال أخلاط بالتسكين] # وقد بعثت شرابا يعزى إلى الزرجون # يغني إذا ذقته عن شراب الافسنتين # ولأبي الفضل: # أيها الماء الذي لولاه ما برح الإسلام يشكو الغصصا # PageV05P487 # جملة مني ولا حاجة لي في حديثي أن أطيل القصصا # أبدا تقنص أطيار العلا مستفيدا فاتخذني قنصا # وانثر الحب فإني طائر غرد لا أتعدى القفصا # وله: # يا صاحبي سلا هل سال نعمان بعدي وأورق فيه الطلح والبان # قالا نعم سال جريا في مدائنه وأمرعت منه وبطنان # أنى ولم يسر طيف للسحاب به ولا تندت بدمع منه أجفان # بلى كفاه أبو عيسى وأحسبه نداه فهو روي الشرب سيحان # رأى الغمائم في عسر فأقرضها إن الجزاء على الإحسان إحسان # سجية هو منها موسر كرما حاز الكمال فما يعروه نقصان # حي الخيام فلي في الحي آنسة واقرا السلام فلي بالجزع إخوان # تسير نفسي اليهم والحداة بها هوى وشوق وتأميل وإذعان # أطوي المراحل ى ألوي على وطر يشجي ولو ذكرت بالعهد أوطان # قد أنكر [-. من نفسي معالمها وفي المجاهل لي أنس وعرفان # أرض يجلق والنهرين مونقة أريضة كلها قصر وبستان [131 ب] # أمست دياري خلاء في معاهدها وحلها ديسم بعدي وسرحان # إذا نبا بلد يوما بساكنه ففي سواه له أهل وجيران # وفي جناب أبي عيسى لنا بدل إذ قطعت من حبال الوصل أقران # PageV05P488 # حتى يمهدني قطر قرارته تيماء والهضبة العلياء عمران # هو المجير من الأيام إن غدرت وهي وبعض من الإخوان خوان # وأخبرني أبو عامر ابن الفرج قال: كنت بحصن روطة ضيفا عند ابن المرشاني، ~~واتصلت مجالس أنسنا بها وغبوقا، وأظلنا العيد، وورد الوزير أبو الفضل من ~~سرقسطة، فكتب إلى ابن المرشاني بشعر يقول فيه: # العيد أيام أكل ومشرب وبعال # وقد أكلنا فهات اسقنا من الجريال # إذ لا نكاح لنا في محرم أو حلال # إلا ما نرتجي من نكاح طيف الحيال # قال أبو عامر: فكلفني فجاوبته فقلت، وبعث إليه بما رغب إليه: # زفت إليك عروس ms1286 بكر من الجريال # قميصها ذهبي كالشمس في الآصال # وحليها فضي منظم كاللآلي # فدونك اشرب هنيئا لا زلت ناعم بال # واجمع من الطيف بين الشنوف والخلخال # PageV05P489 # ومعنى هذا البيت كقول الكاتب أبي الحسن صالح الشنتمري، وقد تقدم إنشاءه: # أسنى ليالي الدهر عندي ليلة لم أخل فيها الكاس من إعمال # فرقت فيها بين جفني والكرى وجمعت بين القرط والخلخال # وأنشدت لأبي الفضل: # وأطربنا غيم يمازح شمسه فيستر طورا بالسحاب ويكشف # ترى قزحا في الجو يفتح قوسه مكبا على قطن من الثلج يندف # وذكرت بما وصفه من قوس قزح خبرا هن أبي الطيب المتنبي، وان ذهب في الغلو ~~أبعد مذهب: ندف له قطن في ثوب أمر بعمله، فوجه لصانعه فيه درهما فاستقله ~~وصرفه عليه، فمثل الصانع بين يديه، وطلب منه فيه دينارا، فقال له المتنبي: ~~والله لو ندفته بقوس [132 أ] قزح على أجنحة الملائكة ما أعطيتك عليه ~~دينارا. # ومن أملح ما جاء في صفة قوس قزح قول القائل: # PageV05P490 # كأن السحاب الجون قمص تراكبت على الأفق والحواشي على الأرض # يطرزه قوس السماء بأحمر على أصفر في أخضر فوق مبيض # كأذيال خود أقبلت في غلائل مصبغة والبعض أقصر من بعض # وأنشدت لعز الدولة بن المعتصم بن صمادح في جارية: # صاغت الجوزاء قرطين على مسمعها والثريا دملجا # واستجادت من سماها حلالا فكساها قزح ما نسجا # وقال الأسعد بن بليطة: # محيرة العينين من غير سكرة متى شربت ألحاظ عينيك اسفنطا # أرى صفرة المسواك في حوة اللمى وشاربك المخضر بالمسك قد خطا # عسى قزح قبلته فإخاله على الشفة اللمياء قد جاء مختطا # وأكثر الشعراء تشبيههم قوس السماء السحابي بقزح، وهو منهي أن يسمى قزحا. # وروى الاخباريون أن نوحا عليه السلام استقرت السفينة على الجودي سأل الله ~~تعالى أن يؤمن ولده من الغرق، فأوحى الله إليه: قد أمنت ولدك آخر الدهر، ~~وجعلت لهم علامة يرونها في السماء: قوسا. # PageV05P491 # وقالوا: قزح من أسماء الشيطان فلا ينبغي أن ينسب إليه هذا القوس. # وقال أبو بكر بن الملح: # غرته الشمس والحيا يده ms1287 بينهما للنجيع قوس قزح # وقد تقدمت هذه الأبيات، ولكني استجزت تكرارها لأنسق الأعجاز بالصدور، ~~وأضم الأول إلى الأخير. # وسمع القطعة التي تعزى للحكيم المصري، وأولها: " توريد خدك للأحداق لذات ~~"، فقال أبو الفضل: # عهد للبنى تقاضته الأمانات بانت وما قضيت منه لبانات # يدني التوهم للمشتاق ممتزجا من الوصال وفي الأوهام راحات # تقضى عدات إذا هب الكرى وإذا هب النسيم فقد تهدى تحيات # لعل عتب الليالي أن يعود إلى عتبي فتبلغ أوطار ولذات [132 ب] # بشرى تحقق ما زار الخيال به فربما صدقت تلك المنامات # وله مراجعا إلى الوزير أبي محمد بن سقبال: # قابلت بالعتبى عتابك جاهدا للعهد حفظ العين للأجفان # وبسطت أوضح من زياد عذره لو لم تكن أقسى من النعمان # PageV05P492 # أسقيك عذبا باردا وسقيتني إذ جاش حميك من حميم آن # أغضبت جهلا أم نسبت إلى الصبا فامرح فإنك منه في ريعان # وركب المستعين بالله يوما بسرقسطة يريد طراد لذته، وارتياد نزهته، ~~وافتقاد أحد حصونه المنتظمة واجتمع له من أصحابه، من اختصه لاستصحابه، ~~وفيهم أبو الفضل، مشاهدا لانفراجهم، سالكا لمنهاجهم، والزوارق قد حفت به، ~~والتفت بجوانبه، ونغمات الأوتار تحبس السائر عن عدوه، وتخرس الطائر المفصح ~~بشدوده، والسمك تثيرها المكايد، وتغوص إليها المصايد، فتبرز منها قضبان در ~~أو سبائك لجين، فقال: # لله يوم أنيق الغرر مفضض مذهب الآصال والبكر # كأنما الدهر لما ساء أعتبنا فيه بعتبي وأبدى صفح معتذر # نسير في زورق حف السفين به من جانبيه لمنظوم ومنتثر # مد الشراع به نشرا على ملك بذ الأوائل في أيامه الأخر # هو الهمام الامام المستعين حوى علياء مؤتمن عن هدي مقتدر # تحوي السفينة منه آية عجبا بحر تجمع حتى صار في نهر # تثار من قعره النينان مصعدة صيدا كما ظفر الغواص بالدرر # PageV05P493 # وللندامى به عب ومرتشف كالريق يعذب في ورد وفي صدر # والشرب في ود من لي خلقه زهر يذكو وغرته أبهى من القمر # جواب ابن هود إلى أبي الفضل عند فراره عنه: سيدي وأجل عددي، وأسنى ~~الذخائر عندي، وأزكى الفوائد بيدي، ومن أبقاه ms1288 الله في أتم نعمة، وأعم حرمة؛ ~~وردني كتابك بما أودعته من صورة وجهتك وممرك، وصفة مستوطنك ومستقرك، وعرفت ~~[133 أ] حقيقة منزعك، في تعجبك وتسرعك، وما علمتك - على معلوم ذكائك - يذهب ~~السداد في آرائك، ولكن لا تملك عنانك في اعتساف طرقك، وخالق خلقك، وكان ~~الأشبه بالجميل، أن تشعر بإزماع الرحيل، فتوصل وتشيع، ولا تصد عن غرضك ولا ~~تمنع، مهدت بك الحال هنالك تبرح موضعك، ولا فارقت مألفك ومجمعك، بما يقتضيه ~~انتظام الجانبين، والتفات الأفقين، وكيفما تصرفت فأنت الولي الحميم، لا ~~ينكر ودك، ولا يخفر عهدك، والله يلقيك كل خير، ويجنبك ثمر الغبطة في كل ~~مقام وسير. # قال أبو الحسن بن بسام: ورأيت هنا أن ألمع بيسير من أخبار أبي الطيب، ~~سوقا لفائدة أدى إليها الخبر، وإشارة إلى بعض محاسنه عنه تؤثر، وإن كان ~~خارجا عن هذا الغرض الذي شرطته من حذف التطويل، والاجتزاء عن الكثير ~~بالقليل. ولكنه سنح لي هنا فصل من أخباره وبديهته، وتصرفه البديع بين ~~إشارته وفكرته، ورويته وبديهته: # PageV05P494 # استنشده سيف الدولة قصيدته التي أولها: # على قدر أهل العزم تأتي العزائم * # وكان معجبا بها، كثير الاستعادة لها، فاندفع أبو الطيب ينشدها، فلما وصل ~~إلى قوله: # وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم # تمر بك الابطال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم # قال له: قد انتقدنا عليك هذا البيت كما انتقد على امرئ القيس بيتاه: # كأني لم أركب جوادا للذة ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال # ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل لخيلي كري كرة بعد إجفال # وبيتاك لا يلتئم شطراهما، كما لا يلتئم شطرا بيتي امرئ القيس؛ كان ينبغي ~~لامرئ القيس أن يقول: # كأني لم أركب جوادا ولم أقل لخيلي كرة بعد إجفال # ولم أسبأ الزق الروي للذة ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال # ولك أن تقول: # وقفت وما في الموت شك لواقف ووجهك وضاح وثغرك باسم # تمر بك الأبطال كلمى هزيمة كأنك في جفن الردى وهو نائم # فقال: أيد الله مولانا، إن صح أن الذي ms1289 استدرك على امرئ القيس هنا # PageV05P495 # أعلم منه بالشعر فقد أخطأ امرؤ القيس وأخطأت أنا، ومولاي يعلم أن البزاز ~~لا يعرف الثوب معرفة الحائك، لأن [133 ب] البزاز لا يعرف إلا جملته، ~~والحائك يعرف جملته وتفاريقه، لأنه هو الذي أخرجه من الغزلية إلى الثوبية؛ ~~وإنما قرن لمرؤ القيس لذة النساء بلذة الركوب للصيد، وقرن السماحة في شراء ~~الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلته الأعداء؛ وأنا لما ذكرت الموت في أول ~~البيت أتبعته بذكر الردى وهو الموت ليجانسه، ولما كان وجه الجريح المهزوم ~~لا يخلو أن يكون عبوسا وعينه من أن تكون باكية قلت: " ووجهك وضاح وثغرك ~~باسم " لأجمع بين الأضداد في المعنى، وإن لم يتسع اللفظ لجمعها، فأعجب سيف ~~الدولة بقوله وبالغ في صلته. # ولما أنشد أبو الطيب سيف الدولة قصيدته التي يقول فيها: # يا أيها المحسن المشكور من جهتي والشكر من قبل الإحسان لا قبلي # أقل أنل أقطع احمل عل سل أعد زد هش تفضل أدن سر صل # وقع سيف الدولة تحت " أقل " أقلناك، وتحت " أنل ": يحمل إليه من الدراهم ~~كذا، وتحت " أقطع ": قد أقطعناك الضيعة الفلانية، ضيعة بباب حلب، وتحت " ~~احمل ": يقاد اليه الفرس الفلانية، وتحت " عل ": قد فعلنا، وتحت " ادن ": ~~ادنيناك، وتحت " سر ": قد سررناك. # قال أبو الفتح: فبلغني أن أبا الطيب قال: انما أردت " سر " من السرية، ~~فأمر له بجارية، وتحت " صل ": قد فعلنا.. # PageV05P496 # وكان المعقلي وهو شيخ بحضرته ظريف قال له، وقد حسد أبا الطيب على ما أمر ~~له به: قد فعلت له من كل ما سألك، فهلا قلت لما قال هش بش: هئ هئ، يحكي ~~الضحك، فضحك سيف الدولة وقال له: ولك أيضا ما تحب، وأمر له بصلة. # وسيف الدولة، مع ما شهر به من الكرم والسخاء، وعرف به من انفجار ينابيع ~~جوده على الشعراء، قد قصر في توقيعه تحت " احمل " عن غيره من الأمراء، يحكى ~~أن أبا القاسم الزعفراني لما أنشد الصاحب قصيدته التي يقول فيها: # وحاشية الدار يمشون في صنوف من الخز إلا أنا # وقع ms1290 فيها الصاحب: قرأت في أخبار معن بن زائدة أن رجلا قال له: احملني ~~أيها الأمير، فأمر له بناقة وفرس وبغلة وحمار وجارية، وقد أمرنا لك من الخز ~~بجبة وقميص ودراعة وسراويل وعمامة ومنديل ومطرف ورداء وكساء وجورب وكيس، ~~ولو علمنا لباسا آخر يتخذ نت الخز لأعطيناكه. # ومما يؤثر عنه من نفاذ خاطره وحضور جوابه أنه دخل على سيف الدولة وأنشده ~~بعض قلائده فيه، وطار به السرور كل مطار، فلما أراد الانصراف إلى الدار ~~[134 ا] ، قال له السيف ملغزا على من حضر: # PageV05P497 # تتبختر يا أبا الطيب، فقال: نتيه أيها الأمير، فضحك سيف الدولة وتعجب من ~~فهم أبي الطيب وقال للحاضرين: أردت ب:تتبختر " تصحيفه: " بت بخير " ~~فقال::نتيه " وتصحيفه: " بت به ". # ومن أظرف الجواب، وأغرب مزاح الكتاب، ما اتفق لي مع الوزير أبي محمد بن ~~عبدون أول ما لقيته، وسمع بعض الإخوان يدعوني باسمي، فقال لي: أنت علي بن ~~بسام حقا -! قلت: نعم، [قال] : وتهجو حتى الساعة أباك أبا جعفر وأخاك ~~جعفرا، فقلت له: كلأك الله، وأنت عبد المجيد -! قال: نعم، قلت: ويتغزل فيك ~~حتى الآن ابن مناذر -! فضحك من حضر لهذا الجواب الحاضر؛ وعلي بن بسام باقعة ~~زمانه، لم يسلم من هجائه أمير ولا وزير، ولا من أهل بيته صغير ولا كبير، ~~وعبد المجيد كان أجمل أهل زمانه، وكان ابن مناذر يعشقه ويغزل فيه. هذا وما ~~أشبهه من المزاح المباح، البعيد عن الجناح. # PageV05P498 # فصل في ذكر الأديب أبي الربيع سليمان بن أحمد القضاعي # من قدماء الأدياء - كان - بذلك الثغر، ومن كتاب العصر، المتصرفين في ~~النظم والنثر، وكلامه يجمع بين الحلاوة والجزالة، ويصرف في لطائف الصنعة، ~~[كان] يعمد إلى خسيس المعاني فيقيم لها أودا، بسلاطة لسانه، وقوة مادته ~~وحسن بيانه، فان كان في كلامه بعض الطزل، فهو غير مملول، لظريف ألفاظه ~~واستعارته التي يفخم بها التافه الحقير، ويقلل المنزور الكثير، وفي ما أثبت ~~هاهنا من فصول اقتضبتها من رسائله وإنشاءاته، ما هو الشاهد العدل على ما ~~أجريته من صفاته. # فصل له ms1291 من رقعة خاطب بها يوسف الاسلامي وقد طلب منه آلة نجار، خدم عنده ~~فوجه بها حاشا المئشار، يقول فيها: من دخل في ملة التزمها، وليس من شريعة ~~هذا الدين منع الماعون، ومن تمام الإسلام، حفظ الجوار و [رعاية] الذمام، ~~ومن أحسن الإحسان، قضاء لبانات الإخوان، وما تعلم العوان الخمرة، ولا نجد ~~بك من نية # PageV05P499 # فأنت المستولي أمد النهايات، والمبرز في غلاب المذكيات، والحاوي قصب ~~السبق إلى الغايات، وان كان قد قال الجهابذة أولا: # وأي الجياد لا يقال [له] هلا * # وما تعزى إلى بخل وأنت أسمح [من] لافظة، ولا تبصر من جهل وأنت قطب العلوم ~~الثاقبة، وقد أنكرت أشد الإنكار، بخلك بالمئشار، وأعلمت الفكرة [134 ب] في ~~النظر إلى بعد مراميك، والبحث عن غموض معانيك، فلاحت لي دريئة مرماك، ~~وأشرفت مطلا على مغزاك، وحسدت بعد تسديد سهام التوهم، ورميت عن قسي التفهم، ~~أن علة ضنائك به من أجل ما مر ببالك ذكر الشجرة التي أشرت وفيها يحيى بن ~~زكريا عليه السلام، فتحرجت أن تخرج من حريمك آلة كانت فيما مضى سببا إلى ~~حدث مشئوم، بسفك دم [نبي] كريم، ولو لمحت وجه مطلبي تأملك لعلمت، وما أظنك ~~جهلت، أن الخشبة # PageV05P500 # التي أحببت أن تؤثر عندي لم يكن فيها حيوان غير الأرضة التي أكلت منسأة ~~سليمان عليه السلام؛ وهلا إذ أسأت بي الظن تيقنت على ما توجبه السنة أن ~~العارية مؤداة، وقد كانت لك في ارتهان خط يدي لنجارك مقنع، فقد قبل كسرى، ~~وهو جاهلي، قوس حاجب بن زرارة على نزارتها، رهنا عن جرائم العرب أن تعيث في ~~السواد، وانما كانت فلقة عود ووتر [مصير] . وقد علمت أن الرباني أجدر ~~بالوفاء والائتمار من الجاهلي، وفي الاعتذار المتقدم عنك ما يقضى ببراءتك، ~~هذا إلى ارتئاء المشيخة وإيثارهم الروية على البديهة، وحكمهم أن الرأي ~~الفطير، وإن أصيب به التقدير، من سوء التدبير، والأناة عندهم محمودة إلا في ~~ثلاث: العمل الصالح، ونكاح الكفؤ، ودفن الميت. وما قدحت في شرفك هذه الوصمة ~~وان ظاهرها بخلا وطفاسة، إذ باطنها ms1292 عقل وسياسة، فإن احتج عليك بقولهم [ان] ~~: أمقت اللؤم [وأقبحه، وأجلبه للشين وأفضحه] بخل بالتافه اليسير، والنزر ~~الحقير، وهو مع ذلك ليس في ملك يديه، ولا طماعية له في المئشار أن يصير ~~إليه، فإن الأمل لا يبعد، أن يصير إليه بعد، فقد تنقل دولات التأمير، فكيف # PageV05P501 # بآلات المياشير، والأيام دول، والدنيا جمة التنقل، تجمع وتبث، وتسمن ~~وتغث، وربما تألفت الأضداد، وتشتت الأنداد، وأفادت غير المطلوب، وحالت دون ~~المرغوب، ألم تر إلى موسى عليه السلام كيف اقتبس نارا، ووافد البراجم كيف ~~شم القتار، وأم قرما إلى النار، ألم تعاين الكتابة التي أنت قطبها، وهي أجل ~~صناعة، ربما عدل بها عن نبلاء المحسنين، إلى الدخلاء الأميين، الذين لا ~~يعلمون الكتاب إلا أماني، ولا يدركون بأفواههم إلا المرئي، فحديثهم الطعن ~~على أهل العلم، والتنقص لذوي الفهم، ولأمر ما ذم الصبح المريب، وعاب ~~المتحمل غير المعيب، وقد بصرت بما عليه هذا الصنف الواغلي من العجز ~~والتشغيب، واللحيدة عن القياس المصيب، وأنهم إذا سمعوا بلاغة الصدر الأول، ~~من الجيل الأفضل، قالوا: أمر ليس عليه العمل، وإذا أصغوا إلى تحبير صالح ~~الخلف [135 أ] ، المقتدي بمحمود السلف، قالوا: هذا التعقيب، والتقعير ~~المعيب، فقل لهم: # PageV05P502 # فافتقوا بحوركم الزاخرة بزعمكم، وأدروا سحبكم الثرة بدعواكم، واحشدوا ~~مدود أذهانكم، واسردوا غرائب بيانكم، - وخلاكم ذم -؛ إذا والله أيتها ~~العصابة تهب ريح احتفالهم رخاء لا تثير سحابا، ولا تسفي هباء، إلا [ما] ~~ينوءه بعد الريث وإدمان الإبساس من قطارة المعاني المبتدلة السوقية، وعصارة ~~الألفاظ الرذلة العامية، التي يعافها الخاصي لسفالتها، ويجتنبها العامي ~~لخلاقتها، ثم إذا رجعتكم البكاءة إلى الاستعارة من كلام البلغاء المتقدمين، ~~والاجلاء المحدثين، وذهبتم إلى أن تهتدوا بأنوارهم، وتقتدوا بآثارهم، ~~اعسفتم الكلام وصفتموه، وأحلتم النظام فأكرهتموه، ورقعتم خيش المروط ~~الصوفية، برقيق البرود الموشية، وقرنتم در غيركم بآجركم، فامتازت مع تعديكم ~~الآثار بتمويهكم محاسنهم من قبائحهم، وإذا حصحصت حقيقة فضائحكم، لم تعتصموا ~~بعلق، سوى الاضطغان والحنق: # غضب التيوس على شفار الجازر والمغرقين على الأتي الزاخر # فقد اجتهد لنصرك، من قام بعذرك، وحملتني ms1293 لك العصبية، واستدعتني # PageV05P503 # فيك الحمية، [إلى ما] ترى [من توبيخ] الكتبة الذين ليس لهم بسطتك في ~~العلوم الديانية، ولا براعتك في الفنون الأدبية والرياضية، جلالا بك أن ~~ينتسب إلى حزبك، من لا يعدل بك، وكما لا يضر بالجواد السابق أن يكون في آري ~~مع بطاء الأعيار، كذلك ليس عليك في اختلاطك بهم من كآبة ولا عار. # ثم نعود إلى تفنيد المعترض عليك باسئشار المئشار: وكيف يوسم بالحقارة، أو ~~يرسم بالنزارة، وهو من الحديد، الذي فيه بأس شديد، ومنافع للناس، وهو من ~~إرهافه ورقة غراره واضطراب متنه مناسب لحسام الكمي البطل، وحامله غير أعزل، ~~وان شئت استمجدت منه زنادا، وشفارا حدادا، ومن بدائع أعاجيبه أن المدى ما ~~لم تكن مفلولة فهي أبرى، والمئشار لا يحسن قضبه، حتى يفلل غربه، ومن آلات ~~المئشار عصاه التي تثقفه أن ينآد، وتسدده إذا حاد، وان شئت صنعت منها مخاصر ~~لأرباب الملك، أو صلبانا [ومتكآت] لطواغيت الشرك، مع ما فيها من المآرب ~~الجسيمة، وقد اقتصرت على تصنيفها بما # PageV05P504 # ذكره الجاحظ في العصا، فكثيرا ما كنت أسمعك تلهج بكتاب " البيان " وتدعي ~~حفظه. # ومن عجائب المئشار إذا سمع جعجعته رئي طحنه، ومن غرائبه شكاله، واكثر ما ~~يكون من الشعر والصوف والوبر، وقد وصفها [135 ب] الله تعالى [في التنزيل] ~~فقال {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين} (النحل: 80) ~~فكيف لنا أن تستنزر، سما نبهنا لنحمده ونشكر، فان اعترض عليك أن شكاله قد ~~يصنع من ليف ودوم وشبهه، فأقل ما يوجبه أن يعقل به بعير، وقد قال الصديق: ~~لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه، ذكر في التفسير أن معناه " ثمن عقال " إذ ~~ذلك حزم في الملة، وابتداع محدث في زكاة الأمة. ولولا خوف الطول باقامة ~~معاذيرك لأمعنا في التوجيه، ولكن الاشارة كافية لمن عقل، كما أن الإطالة ~~غير مقنعة لمن ساء فهمه وجهل. # وله من رقعة خاطب بها الوزير ابن محامس عناية بالكاتب ابن أرقم: مكاسب ~~الشعراء - أعزك الله - من مواهب الأمراء وعنايات الوزراء؛ ومن شنأ الأدباء ~~فانما يناقض أرباب ms1294 الرياسة، ويعارض أقطاب الوزارة؛ # PageV05P505 # وكانت عند الأديب ابن أرقم المحتفل في شكرك احتفالي، والمطنب في حمدك ~~إطنابي، بضاعة مزجاة أنفق في جمعها مصاصة أيام العمر، وخلاصة قوافي الشعر، ~~وقطع في اكتسابها ظهري البر والبحر، وصلي بجمرتي القر والحر، حتى إذا وفت ~~بثمن خادم من الوخش، لم ينتظر نماء المال، إلى أن يفي برأس غال، لتوقعه أن ~~ينقضي الزمان، ولم يقض أربا من القيان، ويصير من كبرة السن، إلى حيث لا ~~يقدر على ذلك الفن، فاقتنى بوشقة صبية فيها بلغة لمن كان ذا عزبة، وفضلت له ~~خمسة وعشرون دينارا، عدد نصف سنيه الماضية، وفشا في قوم هجاء ظنوه من شعره ~~رجما بالغيب، وحاشا لأدبه من السفه، واختلقوا أنه ابتاع بما بقي له هجينا، ~~وثورا مرببا، وتبنى بنتا، ثم تلا قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من ~~النساء} ويشير إلى قينته، {والبنين} ويشير إلى دعيه {والقناطير المقنطرة من ~~الذهب والفضة} وينظر إلى كفه منهما إلى أقل من مربع أوقية {والخيل المسومة} ~~(آل عمران: 14) ويلحظ إلى مهرة الذي لو بيع بحجر من حجارة القذف لربح ~~البائع وخسر المشتري، وكل هذا منهم # PageV05P506 # افتراء عليه، واغتراء به، وأخافوه فلاذ بك، واستجار بظلك: # ومن يستجر بالكاتب ابن محامس فقد لاذ من ريب الزمان بحارس # وزير التجيبي ابن منذر الذي تبوأ مجدا فات شأو المقايس [136 أ] # مليك متى يجلس يطل كل قائم وكم من مليك قائم مثل جالس # وله من أخرى: بعثت ابني وغلامي عشية العيد للسوق، فأحظا أوجه النجاح، ~~وعاد مثخنا [لي] بالجراح، فبت أتقلب بين ألم العلة، ومضض الذلة، وبات من ~~عندي طاويا إلا من الكرب، وصاديا إلا من الدمع، نتجاذب أطناب الكمد، وسرور ~~العيد يقوم بالناس ويقعد؛ وسيدنا الرئيس - أدام الله تأمين سربه، وإعزاز ~~حزبه - أجل من أن يضام جاره، أو يكدر جواره، وحسبي بهذه الشرعة سببا إلى ~~وده، فهي شرعته، وحاشا لشيمه الكريمة من المضارعة الكلية، والمشاكهة ~~الجملية، ولكنها - ولسؤدده المثل الأعلى - كما يقترن عطارد على خفائه، ~~بالشمس على ضيائها. # PageV05P507 # وهذه أيضا قطعة ms1295 من شعره # [له من قصيدة] : # بعيشك إلا ما قصرت لنا الدجى فقد زيد جنح الليل في طزله ضعفا # كأن النجوم الزهر حضرة الدجى أزاهير نوار على روضة خيفا # كأن جناحي نسرها وهو واقع مهيضان لما يستقلا به ضعفا # كأن أخاه قد أتى من ثنية لديه فولى حين لم يرضه حلفا # كأن السها مصباح مشكاه راهب تشب له طورا وآونة تطفا # كأن عراقي الدلو في كف مائح مياه جفار تجذب الفرغ والغرفا # كأن بني نعش [طلائع نعجة] يرودون في ديمومة عشبا جرفا # كأن سهيلا خلفه من أناته سكيت على آثار حابته قفى # كأن ظلام الليل أسود مطرق من الزنج في لبس الحديد قد التفا # كأن ثبات القطب فوق مصامه ثبات لبيب كما شهد الزحفا # وإنما احتذى أبو الربيع في هذه التشبيهات طريقة محمد بن هانئ الأندلسي ~~وسلك سبيله فضل عنها، وهي قصيدته التي أولها: # أليلتنا إذ أرسلت واردا وحفا وبتنا نرى الجوزاء في قرطها شنفا # وبات لنا ساق يقوم على الدجى بشمعة صبح ى تقط ولا تطفا # أغن غضيض خفف اللين قده وأثقلت الصهباء أجفانه الوطفا [136 ب] # PageV05P508 # نزيف مضاه السكر إلا ارتجاجة إذا كل عنها الخصر حمله الردفا # يقولون حقف فوقه خيزرانة أما يعرفون الخيزرانة والحقفا # وقد فكت الظلماء بعض قيودها وقد قام جيش الصبح [لليل] واصطفا # وولت نجوم للثريا كأنها خواتم تبدو في بنان يد تخفى # ومر على آثارها دبرانها كصاحب ردء كمنت خيله خلفا # وأقبلت الشعرى العبور ملبة بمرزمها اليعبوب تجنبه طرفا # تخاف زئير الليث قدم نثرة وبربر في الظلماء يتسفها نسفا # كأن سهيلا في مطاله أفقه مفارق إلف لم يجد بعده إلفا # كأن السماكين اللذين تظاهرا على لبدتيه ضامنان له الحتفا # فذا رامح يهوي إليه سنانه وذا أعزل قد عض أنله لهفا # كأن معلى قطبها فارس له لواءان مركوزان قد كره الزحفا # كأن قدامى النسر والنسر واقع قصصن فلم تسم الخوافي به ضعفا # كأن أخاه حين دوم طائرا أتى دون نصف البدر فاخطفت النصفا # كأن بني نعش ونعشا ms1296 مطافل بوجرة قد أضللن في مهمه خشفا # كأن ساها عاشق بين عود فآونة يبدو وآونة يخفى # كأن ظلام الليل إذ مال ميلة صريع مدام بات يشربها صرفا # كأن عمود الصبح خاقان معشر من الترك نادى بالنجاشي فاستخفى # كأن لواء الشمس غرة جعفر رأى القرن فازدادت طرقته ضعفا # PageV05P509 # وقد تقدم قبل لهذه الصفة الجامعة في النجوم علي بن محمد الكوفي، في قصيدة ~~يقول فيها: # متى أرتجي يوما شفاء من الضنى إذا كان جانبه علي طبيبي # ولي عائدات ضعفتهن فجئن في لباس سواد في الظلام قشيب # نجوم أراعي طول ليلي بروجها وهن لبعد السير ذات لغوب # خوافق في جنح الظلام كأنها قلوب معناه بطول وجيب [137 أ] # ترى حوتها في الشرق ذات سباحة وعقربها في الغرب ذات دبيب # إذا ما هوى الاكليل منها حسبته تهدل غصن في الرياض رطيب # كأن التي حول المجرة أوردت لتكرع في ماء هناك صبيب # كأن رسول الصبح يخلط في الدجى شفاعة مقدام بجري هيوب # كأن اخضرار الصبح صرح ممرد وفيه لآل لم تشن بثقوب # كأن سواد الليل في ضوء صبحه سواد شباب في بياض مشيب # كأن نذير الشمس يحكي ببشره علي بن داود أخي ونسيبي # ولولا اتقائي عتبه قلت سيدي ولكن يراها من أجل ذنوب # نسيب إخاه وهو غير مناسب قريب صفاء وهو غير قريب # ونسبه أجسام الأقارب وحشة إذا لم يؤنسها انتساب قلوب # PageV05P510 # ولأبي الفضل البغدادي الدامي من قصيدة في ذلك: # وليل تجلى الصبح في جنباته سنا بارق في لج بحر تعببا # أحاطت بآفاق السماء خيامه وطبق شرقا في البلاد ومغربا # نفى طوله عني الرقاد كأنما يغار على الجفنين أن يتركبا # تعانق كيوان وبهرام وسطه على الحقد في صدريهما وترحبا # عريبان خافا الضغن في دار غربة وربت ناس ضغنه إذ تغربا # فبت أجيل الطرف أرتاد فجره كما ارتاد ذو الشوق الحبيب المحجبا # كأن النجوم الوهر فيه خرائد تطالع من زهر الكواكب ربربا # تودع من تهوى بكسر جفونها وتكثر من خوف الوشاة الترقبا # وإلا كغزلان النصارى تدرعوا بسر ms1297 مسوح للصلاة ترهبا # كأن ثرياه أنامل فضة تقلب ترسا من سنا الليل مذهبا # ومن أخرى: # كأن كواكب الجوزاء شرب تعاطيهم ولائدهم شرابا [137 ب] # كأن الفرقدين ذوا عتاب أجالا طول ليلهما العتابا # كأن المشتري لما تعلى طليعة معشر خنسوا ارتقابا # كأن الأحمر المريخ معد على حنق يشب بها شهابا # كأن سنا المجرة فيض نهر جرى في الزهر وانساب انسيابا # كأن بقية القمر المولي كئيب مدنف يشكو اجتنابا # PageV05P511 # كأن الفجر مبتهج ببشرى تلألأ لعدها اربد اكتئابا # كأن الليل مذعورا بفخر مريب راعه سيف فهابا # وله في مدح المنتصر بالله حسين بن يحيى المعتلي: # كأن السماء اللازوردي وهنة ملاء على جسم الزمان منمنم # كأن الثريا فيه كف خريدة أنيط له إذ أظلم الليل معصم # كأني أراها إذ بدا دبرانها قيب لتعذيب المتيم يلزم # كأن السها صب أضر به الهوى فلم يبق منه فيه لحم ولا دم # كأن به الجوزاء حين تطلعت أمير يحييه الدجى ويعظم # كأن شبيه الفرقدين متيم يقبل معشوقا جفاه ويلثم # كأن سنا المريخ في غسق الدجى شهاب تذكيه الرياح مضرم # كأن ظلام الليل قلب وقد هوى بايمانه نسر من الشرك قشعم # كأن ابتسام الصبح في جنباته نواجذ زنجي غدا يتبسم # وهذا يشبه قول ابن المعتز: # حتى تبدى تحت ليل مظلم كأنه غرة طرف أدهم # أو ثغر زنجي لدى التبسم # ومن أخرى في مدح ابن جهور: # PageV05P512 # في ليلة ليلاء ألقت كلكلا فوق النهار وجلببته حندسا # طالت علي وطال بثي تحتها حتى حسبت الدهر ليلا عسعسا # والنجم في كبد السناء كأنه [-.] تدرع بالمهابة واكتسى [138 أ] # وغدا سهيل طاعنا بسماكة أعداءه وتخاله متترسا # وبنات نعش تستدير كأنها أطلاء غزلان ضللن المكنسا # والجدي قد أسرت يداه قطبه فثوى أسيرا لا ينهنهه الأسى # والنسر قد ضم الجناح كأنه متقدم رام اللحاق فأحبسا # وكأن مطلعها رياض جاده صوب الحيا قدما فأنبت نرجسا # والبدر يحيي نوره وقد انطوى طرفاه حتى خلته قد قوسا # والصبح منهزم وقد رفع اللوا في إثره جنح الظلام ليخسا # حتى تلقى الفجر في ms1298 حلل الضحى فجلا لنا وجه الظلام الأعبسا # فكأنه لما استطال على الدجى بسنا أبي الحزم الأعز تلبسا # ولأبي عامر بن شهيد: # وارتكضنا وقد مضى الليل يسعى وأتى الصبح قاطع الأسباب # وكأن النجوم عسكر خيل دخلت للكمون في جوف غاب # وكأن الصباح قانص طير قبضت كفه برجل غراب # [-.] # PageV05P513 # كأنما الليل إذ تولى لغرة الفجر إذ رآها # زنجية أسكرت فأمست تجر من خلفها رداها # رجع: # ولما دخل هشام بم محمد الناصري المتلقب بالمعتد قرطبة، واستوثق له الأمر ~~بها، سفر عنه رسولا إلى مقاتل صاحب طرطوشة، فائز بن المغيرة، فاجتمع بها ~~أبي الربيع القضاعي هذا فقال له ل [فائز] : لو لحقت بقرطبة إلى أمير ~~المؤمنين المعتد بالله كنت تحصل بها على الوزارة معنا، فأنشده أبو الربيع: # هبك كما تدعي وزيرا وزير من أنت يا وزير # والله ما للأمير معنى فكيف من وزر الأمير # وانما نظر أبو الربيع في معنى هذين البيتين إلى قول عمر بن إبراهيم في ~~خبر أورده الصولي قال: لما رد المعتمد إلى سر من رأى من طريقه إلى ابن ~~طولون على يدي اسحاق بن كنداج وأحسن التدبير في ذلك، وسمي ذا الوزارتين قال ~~[138 ب [له عمر المذكور: # قل للمسمى الوزير ظلما وزير من أنت يا وزير # أنت أسرت الإمام قهرا وكيف يستوزر الأسير # PageV05P514 # جملة من أخبار هشام بن محمد الناصري أمير قرطبة # الملقب من الألقاب السلطانية بالمعتد، نقلت من أبي مروان ابن حيان # قال أبو مروان [ابن حيان] : وهشام بن محمد هو أخو المرتضى، أخذت له ~~البيعة بقرطبة سنة عشرين وأربعمائة، وهو يومئذ مقيم بحصن البونت قبل أميره ~~محمد بن قاسم الفهري، ألجأته إليه المخافة عند مهلك أخيه المرتضى، فقلد هذا ~~الأمر في سن الشيخوخة، ولا نعلم أميرا من أهل بيته ولي في مثل سنه، وقد كان ~~معروفا بالشطارة في شبابه، فأقلع مع شيبه، فرجي فلاحه، لصدق توبته، وخلوص ~~طاعته، وتهديه لما فرط من بطالته، فجاء سكيتا لحلبته، متخلفا عن جميع ما ~~قدر فيه وظن عنده، وكانت بيعته في سهولة ms1299 أسرع الناس اليها، افتتحت باجماع ~~وختمت بفرقة، وعقدت برضى وحلت بكراهية، وكان الوزراء قد نظروا في هيئة ~~أموره، وكيفية وروده، فلم يفجأهم إلا وقد أشرف على البلد، فانقلبت قرطبة ~~أعلاها وأسفلها طربا إليه وسرورا به، فركب جيشها لاستقباله، فدخل في زي ~~تقتحمه العين وهنا وقلة، عديم رواء وبهجة، وعدد وعدة، فوق فرس دون مراكب ~~الملوك، بحلية مختصرة، سادلا سمل غفارة # PageV05P515 # ما على تحتها كسوة رثة، قدامه سبع جنائب من خيل الموالي [العامريين] ~~سيروها معه للزينة دون علم ولا مطرد، يسير هونا والناس يهشون له، ويضجون ~~بالدعاء في وجهه، لا يعلمون ما سيق لهم من المكروه به، فدخل القصر، وجاء ~~معه في جملة الموالي العامريين حائك من أبناء الزعانيف بقرطبة يسمى حكم بن ~~سعيد، الحائك المشهور، حمل ابنه هذا السلاح، وأطال السبال، وخرجته الفتنة ~~فصحب أمراءها، وعرف هذا الخليفة عند ظهوره بالثغر بصحبة في حال الصبا، فسما ~~إلى الغلبة، واشتمل عما قليل على تدبير سلطانه فنقضه سريعا. # قال أبو مروان: ثم بات الناس ليلتهم، وغدا الملأ عليه، ووصلوا على ~~مراتبهم إليه، وهو بمجلس الخلافة، فظهر منه ليومه عي في القول، احتاج إلى ~~عبارة الأكابر عنه، وأنشده من حضر من أدباء الوقت، فلم يهزه شيء من ذلك ~~لنبو طبعه. وحضره في ذلك اليوم [139 أ] محمد بن المظفر بن أبي عامر أمير ~~بلنسية [فرفع مرتبته وسماه الحاجب وأثنى على سلفه، يخادعه وفوه يتحلب ~~لأكله، ثم قرئت كتب وردت معه من شرق الأندلس منها كتاب عبد العزيز بن أبي ~~عامر أمير بلنسية] وكتاب # PageV05P516 # سليمان بن هود صاحب لاردة، كلها في إطراء الخليفة [المعتد] هشام المهدي ~~للأمة رحمة، ثم توالت بعد كتب الرؤساء مسوقة هذا المساق من غرور أهل قرطبة ~~[فأصغوا من إفكهم إلى ما زادهم خبالا، وأولبقهم ورطة] ونكالا، وكانت تلك ~~الكتب المزورة حظهم من هؤلاء الساخرين بهم، أدوا إليهم هذا المغرور ~~بامارتهم عديما لآلاتها، ثم تركوه في أيديهم وصرموا حبله، ولم يتعدوه فيما ~~بعد بفارس ولا درهم. # وحكى لي بعض أصحاب هذا الخليفة ms1300 هشام أنه اجتاز على جزيرة شقر من عمل ~~الموالي العامريين بشاطبة وطمع أن يدخلوه فلم يتفق له عندهم شيء، وجعل يجوب ~~الدلو إلى قرطبة، وأول ما أظهر من النوادر أن جلس بنفسه للمظالم، وزاد في ~~قراء الجامع حين بلغه أن ما به غير مكي وصاحبه، وزاد في رزق مشيخة الشورى ~~من مال العين، ففرض لكل واحد خمسة عشر دينارا مشاهرة، فقبلوا ذلك على خبث ~~أصله، وتساهلوا في مأكل لم يستطبه فقيه قبلهم، على اختلاف السلف في قبول ~~جوائز الأمراء الذين سبكوا خبائث الضرائب والمكوس القبيحة، فاستدر القوم ~~مرية هذه الطعمة الخبيثة، وكنت أحسب فقهاء الشورى بعده أنهم يكتمون شأن ذلك ~~الراتب، حتى سمعت أبرهم يلح في طلبه # PageV05P517 # وينتظر بلوغ وقته، فانكشف لي شانه والقوم أعلم بما يأتونه، وهو القدوة، ~~لا جعلهم الله لنا فئة. وقد حدثت أن هشاما أطعمهم من قمح ولد القاضي ابن ~~ذكوان أيام فر عنه، وأخذ ماله، فقبلوه قبول مال الفيء؛ وهذه الأخبار تكتب ~~للغرائب، والفتنة تنتج العجب، والخلة تدعو إلى السلة. # قال: وقلد هشام وزيره حكم بن القزاز جملة [تلك] الأعمال، وأطلق يده في ~~المال، وناط به الرجال، فجرى مجرى أعاظم الوزراء المستمرين على فتنة الملوك ~~في سالف الأزمنة، فحجر حجرهم على هذا الخليفة هشام في سن الشيخوخة بطبق ~~ومائدة، كانا طباق همته الكاسدة، عكف عليهما راضيا بأدنى المعيشة، وقعد في ~~حجره ينظر بعينه ويسمع بأذنه، يدني من أدناه، ويبعد من أقصاه، وخلاه ومعظم ~~الأمور يدبرها بجهله وخرقه واعتسافه وتهوره، فلم يلبث أن انتقضت به، فأردته ~~وصاحبه سريعا. واحتاج حكم إلى رجال يستعين بهم في تدبيره، فلم يهتد منهم # PageV05P518 # إلا [إلى] نغل دغل، وماجن سفيه أو سوقي رذل، سقطت به عليهم المشاكلة، ~~واتخذهم عيبه وبطانة، [139 ب] فمدوا له في الغواية، وجروا في هواه طلق ~~الجموح، ما منهم حازم ولا نصيح، فهوى صريعا، وأصبح مثلا وموعظة، ووقع هشام ~~على [خبر] ودائع ولد المظفر بن أبي عامر، وبعثر له عنها وزيره حكم، فوصل ~~إليه منها بعض أسباب من ms1301 ذخائر وثياب، وجرت بأسبابها على الناس خطوب، وجعلها ~~على أهل اليسار وأعيان التجار بقيمة سعرت مع حمل من رصاص وحديد كان جمع من ~~خرابات القصور السلطانية، عجل عليهم في أثمانها، فاستجحف الناس فيها ~~واستعان عليهم بمن كان من الفقهاء رتب له فيها، ولم يلبث أن ألهبها كلها ~~شواظ النفقة، وحال هشام في كل ذلك يزداد ضعفا حتى انكشف، واضطر إلى طلب ~~الأمناء والأوصياء عن الأوقاف ومال الغيبة، وشبه ذلك، فبعثر عليها، وانفتح ~~بذلك على الأمة مكاره شديدة، وكان القيم له بها مارد من المتفقهين يعرف ~~بابن الجيار، ممن خدم الدولة المحمودية في # PageV05P519 # مثل هذه الأخابث، فنكب في ذلك، فنعشه هشام من نكبته، وبعثه على خدمته، ~~فعم أذاة، وكثر صرعاه، وخص بوزير الملك أبي العاصي الحائك، لمشاكلته إياه، ~~ففرى الفري ابتغاء رضاه، فاعترت الأمة شدة مرت لهم أيام علي بن حمود جذعة، ~~فساءت أحوالهم لهذه السياسة المذمومة، والوزارة المسخوطة، وبلغت هشاما ~~فانزعج منها، وأوعد من أفشاها، وأمر بإنشاء كتاب شديد عنه إلى الكافة بما ~~استكره من ذلك، وأغلظ [فيه] وعيدهم بما دل على قصر المدة في ما أتاه، كتبه ~~عنه أبو عامر بن شهيد وزيره، وصاحب خالصته أبي العاصي الحائك، مطولا مستكره ~~اللفظ، عليا المعنى، شديد القسوة، خارجا عن غرض الكتاب، لم يصحبه فيه ~~توفيق، فقام في جمادي الأخيرة سنة إحدى وعشرين أبو عامر على كرسي، وقرأه ~~على الكافة والأعيان، ثم قرئ أيضا بالمسجد الجامع على العامة فصك الأسماع ~~بأصلب من الجندل، وغشي وجوههم بأحر من المرجل، وانصرفوا يتدارسون نوادره. # قال أبو مروان: وكان أبو عامر بن شهيد قد اعتلق يومئذ بدولة هشام المعتد، ~~واختص بوزيره حكم النذل، المرتقي ذروة الوزارة من الحياكة # PageV05P520 # وانخرط في سلك من [كان] يؤيد المعتد على تلك الهنات الموبقات، ومن مأثور ~~نظمه الشاهد بذلك، قصيدته فيه، وكانت من كتوماته، سأنشدها هذا الخليفة يوم ~~مهرجان العام المؤرخ، إثر قتل عبد الرحمن بن محمد بن الحناط الوزير، يحسن ~~له سطوته، ويغريه بمن بقي من أصحابه، وهي قصيدة ذميمة ms1302 المعاني استهدف بها ~~إلى سفك دماء المسلمين، [140 أ] جسر هشاما على الفتك بالعالمين، يقول فيها: # أحللتي بمحلة الجوزاء ورويت عنك من دم الأعداء # وطعمت لحم المارقين فأخصبت حالي وبلغني الزمان شفائي # ورأيتني كالصقر فوق معاشر تحتي كأنهم بنات الماء # ولمحت إخواني لديك كأنهم مما رفعتهم نجوم سماء # ومنها: # لا يرحم الرحمن مصرع مارق عبث بطاعته يد الأهواء # ألحق به إخوانه فحياتهم نكد وقد أودى أخو السفهاء # ساعد بذاك ودع مقال معاشر بخلوا فنالوا خطة البخلاء # من لم يفدك سوى الرماح فخله للشمس يرقبها مع الحرباء # ودع القلانس في السحاب يشقها ومفاخر الآباء للأبناء # PageV05P521 # إن الرجال إذا تأخر نفعهم في كل معنى شبهوا بنساء # أنا صلهم عند الخصام فخلهم للسان هذي الحية الرقشاء # في أبيات غير هذه، ما أحسن فيها ولا أغرب، بل لأعرب عن سقم يقينه ورقة ~~دينه. # قلت أنا صاحب الكتاب: أما الأبيات في أنفسها فدر مكنون، وسحر مبين، وأبو ~~عامر كان أعجب وأنجب من أن يقال له ما أحسن وما أغرب، ولو قال: حض على أهل ~~بلده، وأبان عن فساد معتقده، بعد أن يبرأ إليه من البيان، ويسلم له غاية ~~الإحسان، لكان لأولى بابن حيان. # ذكر الخبر عن مقتل الوزير الحائك المذكور وخلع هشام المعتد هنالك، وما ~~انتظم من خبر مستطرف في سلك ذلك # قال أبو مروان [ابن حيان] : وضعف أمر هشام، لسوء تدبير وزيره حكم القزاز، ~~وبلغ من الظلم والجور أن كسدت أسواق قرطبة ولم تسلك سبلها، وأسر الناس ~~الوثوب على وزيره هذا، فسقط إليه ذرو من ذلك فانزعج وخاف على نفسه، ورحل ~~إلى قصر السلطان بأهله ورعيله، وسكنه مدة مختلطا به، وأخذ في مداراة الناس، ~~وكف عن الكلف، وكتب إلى الجماعة كتابا طويلا وضح فيه العذر في شأن تلك ~~الكلف، وحمل هشاما # PageV05P522 # على [140 ب] الازورار عن بعض مشيخة الوزراء الأقادم، وقصد منهم كبيرهم ~~أبا الحزم ين جهور، وطلب تعثيره فلم يستطعه، وأمله يطمح لازالته، ليتمكن ~~بالناس بعده، والله يستدرجه، إلى أن أن أمكن الله من هذا ms1303 الجائر حكم، وذلك ~~أنه لما خرق في تدبير سلطانه، واعتسف الأمور، وأساء السيرة والتدبير، ~~واستفسد إلى الكافة، وكان من مغرس دني، ومهنة مرذولة، فآثره الخلفية، وسما ~~به المحل الذي لا يستحقه، وتبوأ حجره، ورضي منه في حال الشيخوخة والحنكة، ~~بأهون ما رضيه أحداث الأمراء، ففوض إليه، وعول عليه، ثم قعد ينظر بعينيه، ~~وينطق بلسانه، وألزم جلة الأمراء طاعة الفسكل، وهو رجل من دخلاء الجند ما ~~فيه شيء من خصال الرجال إلا ثقافة الركوب الساذج، دون غناء ولا شجاعة، ~~منتقلا من الحياكة إلى الذروة العليا من تقلد الوزارة، فبدر لأول وقته ~~بعداوة الأحرار، وتنقص الفضلاء، والميل على أولي البيوتات بالأذى ~~والمطالبات، وصير صنائعه في أضدادهم من التوابع والحاكة، فكانوا وزراءه ~~وأنصاره، فنالوا معه المنازل النبيلة، وأكلوا الطعوم الرقيقة، أكثرهم صبية ~~أغمار عيارون من نمطه، ممن دينه # PageV05P523 # حث الكاس، واتضيد الآس، وطبخ الترفاس، والتفكه بأعراض الناس. إن ضج مظلوم ~~سخروا به وحاكوه، فالناس منهم ومن صاحبهم في بلاء عظيم، وتجهد مقعد مقيم. ~~وعندما سولت لهذا الحائك - حكم - نفسه الخبيثة الاستيلاء على البلد، ~~واجتثاث مشيخة الوزراء، بما زين له جاري القدر، وسوء النظر، مقت جنده ~~البلدين لعلمه انهم صنائع الوزراء قبله، ورأى أنهم لا يصلحون له، فأخر ~~أعطياتهم فاضطربوا، فلما لاح له حركة الهمس والقول فيه، بنى القصبة المطلة ~~على ساحة المدينة، استظهارا على ما خافه من تحرك العامة، فهتك بها عندهم ~~ستره، ودبوا القيام عليه، وهو على ذلك مصر في غيه، عم في لجاجته، آمن مكر ~~خالقه، عهر الخلوات، صريع الشهوات، لهج بالفكاهات، كلف بالبطالات، كثير ~~الكذب والإيمان، شنيع الفجور والعدوان، وصاحبه أمير المؤمنين القائم بأمر ~~الأمة عالم بذلك راض من وزيره هذا الحائك بإقامة وظائفه ليومه وشهره، من ~~نشيلة وحنيذه، وشوائه وشرابه ونبيذه، وملأ قلبه وعينيه بالمطعم # PageV05P524 # الذي آثر الأشياء عنده، فأكثر له من الأطعمة والشهوات، وأعد له القينات ~~والملهيات والمغنيات، فوكسه في الصبا بعد المشيب، وعرف شغفه بالبطالة ~~فقصدها وأصاب الغرة [141 أ] فنال عنده نهاية الحظوة، إلى أن خلط أهله ms1304 ~~بأهله، وأباحه سكنى داره، قد وثق حكم منه بذلك، ففرق عنه الأصحاب، وسد دونه ~~الحجاب، وخلاه وراء الستر بين بم وزير، يطير بأجنحة السرور، وقد شغل بكأس ~~يمناه، وبحر يسراه، وأعرض عما أحاط به، حتى أتاه من أمر الله ما أتاه، ~~وقصده في وزيره هذا ما أشجاه؛ وأرسل [الله] على وزيره ودلته طائفه من فتاك ~~الجند عرفت مراد الوزراء ووجوه الجند في إزالة هذا الخائن الحائك، فدبروا ~~قتله تدبيرا محكما، خفي عن حكم مع كثرة عيونه، وكان الناظم لهذه الجماعة ~~ابن عم الخليفة هشام، [واسمه] أمية بن عبد العزيز العراقي، من أبناء ~~الناصر، فتى شديد التهور والجهالة، فانتظم في سلك هذه الجماعة، وسولت له ~~نفسه نيل الخلافة، وأطمعه في ذلك، سخرية به، بعض من نظم التدبير من نظم ~~التدبير من المشيخة، علما بأنه لا ينفذ في الوثوب على هشام إلا من ينازعه ~~لبوسه، ويساهمه قرباه، فتهيأ أمر القوم في ستر وخفية، فرصدوا حكم الوزير في ~~طريقه من القصر، وقاموا عليه فقتلوه وصرعوه ركن الجامع الشرقي في شديد ~~الوحل والقذر، فكان من تمام محنته، وطافوا بالرأس وقد محا الطين رسمه، ~~فغسلوه # PageV05P525 # في قصرية سماك بسوق الحوت، ونصبوه تحت العلية التي [كان] أعدها لدفاعه، ~~فصار عبرة للمتأملين، وأخذ القوم سلبه، وغادروه عريانا مكبوبا لوجهه، مضرجا ~~بدمائه، وجروا جيفته إلى هوقاة القناة، فألقوها وسط الحمأة والأقذار، وولفى ~~قوم من أعدائه ففلوة بأسيافهم. ووقعت الهيعة في الناس، وانقلب البلد أعلاه ~~أسفله، واجتمع العوام وطلاب الفتنة إلى جند البلد للوقت، ووافى إليهم بن ~~عبد العزيز العراقي، قطب القضية، فالتف الجناة به، وتقدم بهم إلى القصر ~~لحينه، وقد وقع الخبر على المخلوع هشام وهو آخذ في بطالته [مع نسائه] ، ~~فبادروا الصعود إلى العلية الجديدة فوق سور القصر، المعدة لمثل هذه ~~الحادثة، فصار الاعتصام بها سبب حياته، إذ لم يطق القوم التعلق بها، وقد ~~قصدوا نفسه، وأشرف للحين على من اجتمع تحتها داخل المدينة من الجند ~~والعامة، وكلمهم بجميل، وولى وزيره الملامة، فاستقبله قوم من الجناة من ms1305 ~~أسفل القصر برأس وزيره حكم، قد هشم شجاعا، ينادونه: هذا رأس وزيرك الذي ~~أبليت به الأمة، ويغلظون له القول وهو يستلطفهم، وهم يسبونه، فتوصل الناس ~~إلى حريمه فأباحوه، ووضعوا أيديهم في نهب ما أصابوه من نشبه، وقد كان اجتمع ~~عنده [141 ب] من الأسلاب والغصوب التي استلبها حكم الحائك متاع فاخر ورياش ~~حسن، من سائر من ظهر عليه من مال المنكوبين، وانطلقت الأيدي على آلات القصر ~~من السلاح وغيره، ووجد # PageV05P526 # فيه أنواع قيود حديثة كان حكم أحكمها لمن يقيد بها من الأعيان، والجاهل ~~أمية العراقي في كل ذلك يحرض العامة على النهب، والارتقاء إلى البائس هشام ~~وطلب مهجته، فلا يجدون مطلعا إليه لمنعه مكانه، وهشام مطلع رأسه إلى من ~~تحته بداخل المدينة ينشدهم ببيعته فلا يجيبه أحد إلا بما يسوءه، إلى أن ~~تبين له خذلانهم إياه، فانجحر في وكره إلى أن نزل بأمان، ولم يبق نعه إلا ~~أربعة غلمان له، أحدهم فحل والثلاثة صقلب، يرقون من دنا منهم، ويستعينون ~~الناس لاستقاذهم. وكان منظرا عجيبا في سرعة استحالة حال الدنيا في نصف نهار ~~من العز إلى الذلة. واجتمع الوزراء إلى زعيمهم أبي الحزم بن جهور عظيم ~~القرية، فهتف على الناس بكف الأيدي، وسمع هشام الهتف باسم الوزراء، وقد ~~ألغي اسنه، فأيس عند ذلك من نفسه، وكع فلم يطلع بعد وجهه، ولا تكلم بلفظة، ~~ودفع الوزراء بباب القصر النهابة والعامة، فانتهوا، وأمية العراقي في كل ~~ذلك مقيم بداخل القصر في جمهور النهابة، قد تبوأ مجلس البائس هشام، واستوى ~~على فراشه، ورتب وجوه النهابة مراتبهم في الحفوف به، والنفاذ في أمور ~~الإمارة، لا يشك في حصولها له، محرضا على هشام، مجتهدا في إتلافه. ثم اجتمع ~~الوزراء واتفقوا على خلع هشام، وهتفوا بإبطال الخلافة جملة لعدم الشاكلة، ~~ونفوا عن المروانية والناصرية السداد، ورجعت قرطبة إلى تدبير الوزراء، وترك ~~الدعاء # PageV05P527 # لأحد، ونزل هشام إلى ساباط الجامع المفضي إلى المقصورة في من تألف إليه ~~من ولده ونسائه، فحصل في السابط طارحا نفسه على الجماعة، مستغيثا بهم، ~~وينشدهم ms1306 الله في مهجته، فأعلم بكره الناس له، فقال: ليت إني قرب البحر ~~فترمون بي في لجته، فتكون أخفى لشماتتي، وأروح لنفسي، فافعلوا بي ما شئتم، ~~واحتفظوني في ولدي وأهلي، وبدالهم من ضعف نفسه وغثاثة قوله وإلقائه بيده ما ~~كان مكتوما عن الناس. وبقي بقية يومه وليلته من الساباط أسيرا ذليلا خائفا، ~~ونسوته حوله مولولات شعثات حاسرات لا يملك لنفسه ولا لهن صرفا ولا نصرا، ~~شاخص البصر إلى حيث تهجم عليه المنية. ولقد حدث يعذ سدنة الجامع أن من أول ~~ما سأل الشيوخ الداخلين إليه أحضار كسرة من خبز يسد بها [142 أ] جوع بنية ~~له، لا ولد سواها، لطيفة المكان من نفسه، قد احتضنها ساترا لها بكمه من قر ~~ليلته، يقول إنها لصباها تشكو من الجوع ذاهلة عما أحاط بها فتزيد في همه. ~~فأبكى من كلمه اعتبارا بعادية الدهر، وأحضر مل طلبه. وبات الوزراء والناس ~~بالجامع ليلتهم غب الحادثة على هشام للفراغ من شأنه، فأجمعوا على تعجيل ~~إخراجه إلى صخرة محمود بن شرف، والثقة بحفظه، فاقتصروا على ذلك، دون # PageV05P528 # أن يأخذوا خطه بالخلع ويشهدوا عليه بعجزه عن تدبير الخلافة وتخلية الأمة ~~مما له في أعناقهم من البيعة على سبيل المعهودة، وأنساهم الله ذلك إما ~~تهاونا أو نسيانا، فنفذ إلى حصن ابن الشرف وحبس فيه، وأمية بن العراقي في ~~كل ذلك لم يبرح من القصر، قد سولت له نفسه الخلافة، واستدعى وجوه الجند ~~للبيعة، وفرغ له الوزراء بعد نفوذ هشام، فوبخوا الجند على الدخول إلى أمية ~~وحذروهم فتنته، وألزموا وجوههم إزعاجه عن القصر والقبض عليه، فأطلق لسانه ~~على الوزراء بالسب، فأخرج عن البلد. # [فصل في ذكر] الأديب أبي عامر البماري # نسب إلى بادية بمار، شيخ ذلك الثغر أدبا وظرفا - كان - في ذلك الزمان، ~~وكانت له رحلة إلى المشرق، وسكن مصر، وقرأ على أبي جعفر الديباجي كتابه في ~~العروض والقوافي وسائر كتبه، ولقي شيخ القيروان في العربية، ابن القزاز، ~~وأبا إسحاق إبراهيم بن علي بن تميم الحصري. وأخبر عن نفسه أنه كان يؤدب ms1307 ~~بمصر بالقرآن، وبين يديه تلميذ وسيم، فمر به أبو جعفر البجاني الأندلسي، ~~فألفاه يتناوم، والتلميذ قد قام عنه، فأخذ البجاني سحاءة وكتب له فيها هذه ~~الأبيات، وخلاها بين يديه: # PageV05P529 # يا نائما متعمدا ... إبصار طيف حبيبه # هو جوهر فاثقبه إ ... ن الطيب في مثقوبه # أو ركبني ظهره ... إن لم تقل بركوبه فلما قرأها علم أنها للبجاني، فكتب ~~تحتها: # يا طالبا أضحى حجاب ... دون ما مطلوبه # لو لم يكن في ذاك إث ... م لم أكن أسخو به [142] # إني أغار عليه من ... أثوابه ورقيبه قال: وأنشد يوما في حلقته قول ابن ~~الرومي: # ما أنس لا أنس خبازا مررت به ... يدحو الرقاق كوشك اللمح بالبصر # ما بين رؤيتها في كفه كره ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر # إلا بمقدار ما تنداح دائرة ... في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر فقال بعض ~~تلامذته: ما أظن أنه يقدر على الزيادة، فقال البمباري: # فكدت أضرط إعجابا لرؤيتها ... ومن رأى مثل ما أبصرت منه خري فضحك من حضر ~~وقال: البيت لائق بالقطعة لولا ما فيه من ذكر الرجيع، فقال: # إن كان بيتي هذا ليس يعجبكم ... فعجلوا محوه أو فالعقوه طري وأنا مقل من ~~أخبار هذا الرجل، وما وجدت له أكثر مما أثبت وقت الفراغ من تحرير هذه ~~النسخة. # PageV05P530 # م: وتشعبت. # يعني سعيد بن جبير، وهو من أتقياء التابعين، خرج على الحجاج مع ابن ~~الأشعث، ولم يكن يقول بالتقية. # س: وأوراقها. # أي امرؤ القيس، انظر ديوانه: 43. # س: جازع. # م: ذكر. # م: ويذكر. # م: يقول فيه، وانظر ديوان ابن دراج: 88 - 89. # م: والجلا. # من قول زهير بن أبي سلمى في معلقته: # فتعرككم عرك الرحى بثفالها فتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم # من المثل " إن الشقي وافد البراجم " (الميداني 1: 7) وله قصة. # الزبرقان: القمر. # ورد هذا البيت في شعر كثير (ديوانه: 222) ونسب لعبد الرحمن بن الحكم ~~(الأغاني 15: 117 ط. دار الكتب) . # هنا تبدأ المخطوطة (ط) . # م: البحتري، والبيت في ديوانه: 955. # ديوان ابن دراج: 103 - 104. # م: ودي. # م: رب. # م: سماء. # ديوان ابن دراج: 95. # ط: كؤوس. # م: نتائجا. # هذا البيت ms1308 وبعده أربعة أبيات لم ترد جميعا في ط ر، وفي موضعها: ومنها، ~~وقد سقطت الأبيات 4 - 8 من س. # الديوان: رضم. # الديوان: اليكما - أصعقتني. # م: الهدى. # م س: يحمي للأسود، وأثبت ما في الديوان. # س: للجب. # الديوان: أنت. # م س: للصنم؛ والهنم: التمر كله أو نوع منه. # م: رأس. # م: محكم. # م: غلمان. # انظر البيان المغرب 3: 162. # أمروا: كثروا. # د ط س: مستمسكين. # ورد بعدها في م وحدها لفظة " الحبل ". # م: فاذكر. # انظر البيان المغرب 3: 158 وما بعدها، وفيه بعض اختلاف وإيجاز؛ والمغرب ~~2: 299. # د ط س: ببلنسية. # د ط س: فاتفق. # م: وكلماه. # م: اثر ذلك محنة قرطبة. # د ط س: بقصر. # م: جماعات. # م: وجلوا. # البيان: تضمهم إلى. # د ط س: لحق. # د ط س: بباب الأندلس. # م: الأصناف. # د ط س والبيان: وكانا بنيا بلنسية وسدا عورتها بسور أحاط بمرفئها. # س: فتبوءوا. # د ط س: واتسعوا؛ البيان: وتكسفوا. # م والبيان: عظيم. # م: واجتلب رفيع. # وجلب - والحلل: سقط من ط د س. # د س ط: بعقرهم. # وفوق - الأمنية: سقط من ط د س. # ط د س: بمولى القشتيلي. # م: نعورة؛ س: عوذة. # م: بأغرب (وقبلها بياض) . # الأسمعة: مجالس الغناء. # د ط س والبيان: جنة. # د ط س والبيان: بعنصر. # س: الزنمتين؛ وكلاهما صواب، أي باللام والنون. # المتبنك: المتمكن من النعمة. # يتقلس: يتخذ قلنسوة؛ م: ويتقلنس (وكلتاهما صواب) . # م والبيان: مهنة. # م: أنفس. # م: المضطرة. # م: أثر. # هنا تبدأ النسخة (ب) . # ط د س والبيان: بالسهم. # ط د س: سلف. # ط د س والبيان: يستغيثون في أن يرفقهم (يرفق لهم) . # هذا العلج مبارك: سقط من ط د س. # ب: حطب. # ط س: ثانية؛ البيان: ناتئة. # م ب: ورتق. # م: على هذا الظالم، وفي الحاشية: عليه. # ب م: بينهم. # ب: ثغور شقوره؛ د ط س: ثغوره. # ط د س: انتهى كلام ابن حيان. # ط د س: قال ابن بسام؛ وكذلك هي الحال حيثما ورد. # اللصاب: الشقوق؛ والأساود: الحيات. # ط د س: وتراموا. # س: مستمسكين. # البيت ms1309 لأبي تمام، ديوانه 1: 229. # د ط س: الخليفة. # ط د س: لشذوذهم. # س: من كتابه. # ط د س: كثرة. # ب م: وطرحوا. # د ط س: وصفت. # م: بني. # م: البغية. # أبي مروان: سقطت من ط د س؛ وانظر هذا النص في البيان المغرب 3: 156. # ب م: وأسرى. # ط د س: الفهم والعلم. # س: راع فيه من لفظه وشرفه. # ط س: يحلو؛ والصواب: يحلى (بطائل) . # ب: بالتفانة. # د ط: ومنع. # ط س: انتهى كلامه. # س: أنا. # هو محمد بت أحمد بن إسحاق بن طاهر، راجع بغية الملتمس رقم: 23 وقلائد ~~العقيان: 58 والمغرب 2: 247 والذيل والتكملة5: 590 والحلة 2: 116 والخريدة ~~2: 313 والمعجب: 180 وأعمال الأعلام: 202؛ وكانت وفاته سنة 507 أو 508 ~~ببلنسية، وقد نيف على التسعين، وكان أبوه أبو بكر من أعلام تدمير، بلغت ~~وفاته قرطبة سنة 455؛ وآل طاهر كانوا ذوي بيت عامر وعدد وافر يفخرون ~~بالعروبية وينتمون في قيس عيلان. # ذلك: سقطت من د ط. # ب: يده. # ب م: موقع همته. # ب م: بالثغور. # مجون: سقطت من د ط س. # ط د س: زعيم بلنسية بعد ذلك وقد استوى في ذلك الأوان. # ب: فتخلص. # انظر الحلة 2: 119. # من أمثال المولدين، انظر الميداني 2: 211. # ط س: ضئيلة. # ط د س: كتابه. # م ب: مخففين لأثيابهما. # ب: البقبلة؛ ط د س: النفيلة. # ب م: فرق لها. # ط د س: ما هو إلا. # ط د س: يتوقع. # ط د س: له. # ب م: نسبا. # س: قد. # المذكور: سقطت من ط د س. # ط د س: النجاح. # ط د س: اعتقاله. # ط د س: أسرع لي. # ب م: ملاقاتك. # ب م: فلزم. # ب م: بغير. # ط د س: يطوى بما عليه. # ظاهر: سقطت من ط د س. # د ط س: طوابعها. # صل اللحم وأصل: أنتن. # ب م: عن. # د ط س: الاستشفاع. # د ط س: هي. # د ط س: لاراقة دمي. # د ط: لا تبالي؛ س: لا تبال. # د ط: وله من رقعة عتاب. # ط د س: على. # س: الحق المبين. # د ط: فاجأ؛ س: فجأ. # الضمد ms1310: الحقد. # م: التورد. # م: أجري. # د ط س: لدي. # س: هذا والله ما اعتمدته. # د ط س: تقديمك. # ب: من نارها. # هذه العبارة سقطت من د ط س، ويبدو أنها مقحمة. # وردت في قلائد العقيان: 60، وذلك بعد أن تخلص من معتقله بمنت قوط بتأثير ~~أبي بكر ابن عبد العزيز ودفاعه عن ابن طاهر، وقد صدرت هذه الرسالة عنه وهو ~~بجزيرة شقر؛ وانظر الذيل والتكملة 5: 591 والخريدة 2: 319. # د: وسار؛ القلائد: ومال. # ب: فنغتفر؛ ط د س والقلائد والخريدة: فنغفر. # ط د س: النفوس. # ب: درك. # ط د: وما توليه. # س: بالمحل. # ب: عين. # ط د س: ومن اخرى. # د ط س: وعلى قرب من مرامها. # ب م: لقضائه. # ب م: أثوابه. # ومددت -. مفزعا: سقط من ط د س. # ب م: ومؤتي. # ط د: الوفي؛ س: السني الوافي. # د ط س: وكشفه حقي. # زاد في د ط س: ابن المقتدر بن هود؛ وهو عبد الملك بن أحمد المستعين، وليس ~~ابن المقتدر، تولى بعد ابيه سنة 501 بسرقسطة، ثم انتزعها منه الملثون سنة ~~503 (انظر اعمال الأعلام: 175 والمغرب 2: 438) . # ط د س: من بلنسية. # مأخوذ من قول الشاعر؛ وهو إبراهيم الصولي: # سأشكر عمرا إن تراخت منيتي أيادي لم تمنن وإن هي جلت # رأى خلتي من حيث يخفى مكانها فكانت قذى عينيه حتى تجلت # زاد في ط د س بعد كلمة المظفر " أخاه "؛ والمظفر يوسف بن سليمان (حسام ~~الدولة صاحب لاردة) هو أخو أحمد المقتدر وليس بأخي عماد الدولة ولهذا اقتضى ~~حذف الزيادة تخلصا من الاضطراب. # ط د س: النعمة. # ب: ذكرك؛ م: وأبان الله قدرك. # س: نبت. # د ط س: ومن أخرى خاطب بها. # هو يحيى بن إسماعيل بن المأمون بن ذي النون، تولى سنة 467 بعد جده ~~المأمون. # ط د: تعثير. # ط: دفع. # ب م: يقال. # م: باعتكاره. # م: مستترا. # م: مستسقيا. # كان ابن ذي النون قد واجه ثورة بطليطلة ففر منها حوالي سنة 472 فاستعان ~~بأذفونش ملك قشتالة فأعاده إلى ملكه على شروط قاسية، ثم انتزع منه ms1311 طليطة. # م ب: وبدر. # تنفرد ب م بهذه القطعة. # م ب: سيدي. # د ط س: عليك. # ط د س: فجزاك. # ط د س: أكمل. # ط د س: متوددا. # ب م: اعتذاري. # م: العارفة. # وخاطبتك - الفائدة: سقط من ط د س. # ط د س: باللحمة. # ط د س: نالني. # د ط: نبهاء. # والله - أرجائك: سقط من ط د س. # كان أحد رجال الكمال بالأندلس، وعين بلنسية التي بها تبصر، توفي ببلنسية ~~سنة 456؛ انظر أعمال الاعلام: 202 وقلائد العقيان: 167. # د د س: التاكروني. # انظر فصل المقال: 10 والميداني 2: 54. # ط د س: ملوكنا. # ب م: الرئاسة. # ط د س: لم تشتمل عليه جناجن قلب؛ ب /: جناحان على قلب؛ والجناجن: عظام ~~الصدر. # آل: سقطت من د ط س. # ط د س: حسبما نذكره إن شاء الله. # ط د س: ولاذ. # د ط س: وقدح. # د ط س: وبهر. # د ط س: الآجام. # س د: جماعة. # ب م: الجبال. # م: والانداد. # د: طارت؛ س: صارت. # ب م: وأقعد. # د: فند؛ ب: قفل. # د: وأجرى؛ س ط: وأجدى. # وتمام -. دارها: سقط من ط د س. # كلمات -. مزدوجة/ سقط من د؛ م س: كلمة أعجمية. # لا: سقطت من ط د س. # ط د س: جو. # ط د س: أطواده. # ب م: جمعه. # ب: بأن. # ط س: شتنانده، وكانششنند أو ششنانده (سنندو دافيدس) من النصارى ~~المستعربين، وزر للمعتضد بن عباد أولا ثم ملك قشتالة، وكانت له أدوار ~~متعددة في أحداث ذلك العصر، وقد ولاه أذفونش على مدينة طليللة عندما ~~انتزعها من ابن ذي النون. # ب م: مذهب. # س: مبين -. متين. # ط د س: الطرق. # م ب: يقترنان. # م س: الا لتفاف. # بنيت الأفعال في هذه العبارة (في د ط س) على التثنية، ولم يقنعا - أتما - ~~رقما - الخ، ولكن الضمير يعود إلى " الزمان اللدن ". # م ب: أقل. # ط د س: عارضا في. # ب: أو القبول. # موضع هذه العبارة في ب م: بعزته. # ط د س: على. # ط د س: كتابك. # ط ms1312 د: في. # س: التمسته. # ب م: وألبست. # ط د س: الظلال. # م ب: منه. # ط د س: الشيمة. # م ب: الزكي. # م ب: بالبناء. # وتمدون الرفاء: سقطت من ط د س. # م: وأنسي. # س: ولا اقتضيت به. # هذه الرسالة وردت في القلائد: 66 مع اختلاف يسير في الرواية، وانظر ~~الخريدة 2: 126. # ط د س: خطب - واستمال - وقال. # ط د س: أيد. # س: كرب الخطوب. # البيت للمتنبي، ديوانه: 264. # ط د س: عند فلان؛ والقائد الأعلى المشار إليه هو أبو عبد الله محمد بن ~~عائشة، وكان ابن رزين قد سأله أن يرد على ابن طاهر ما أخذه المرابطون من ~~أملاكه، فأعلمه ابن عائشة " أن أمير المسلمين حد له ألا يخوله شيئا، ولا ~~ينوله منها نسفا ولا ريا " (القلائد: 66) . # د ط س: بالاحسان. # س: قيدني اليوم، ط: قيدني الهرم؛ وهو الصواب. # بالضمير: لم ترد في م ب س. # ط د س: ذو الوزارتين.؛ وسيأتي هذا اللقب نفسه بعد قليل في ب م، فهو على ~~هذا ذو الرياستين وذو الوزارتين. # هذا التهكم موجه إلى ابن رزين. # وليس له -. والشطرنج: سقط من د ط س. # على ما كان -. قدر: سقط من د ط س. # على ذلك -. بخله: سقط من د ط س. # ابتداء من هذا الموضع حتى آخر الفصل لم يرد في ط د س. # م: أو في سائره. # وما يجانسها: سقطت من د ط س. # د ط س: قال. # د ط س: القرب. # ب م: ثانية. # ب م: تأسيا. # د ط س: أبقت. # س: رهن. # ب م: وتقديمك. # ب م: سبقك. # ب م: حال. # د س: ناظرك، وسقطت من ط. # م: من ذكراك. # ط د س: وتشوقي. # س ط د: ومودتك. # س ط د: بمعلوم. # ب م: العراض. # يعني المتنبي، والبيتان في ديوانه: 324، 249. # س: شربا وريا. # د: للجاجة؛ ط س: اللجاجة. # ولا - نفقة: سقط من ط د س. # د ط س: رتبة. # س ط د: الأشغال. # س ط د: تجتنى بازهار. # ب: نجتني؛ م: تجتنى، ولعلها ms1313 محرفة عن " تحنى ". # يريد أنه والى الكتابة إليه. # ب م: أمده. # س ط د: يوم يلقاه. # فيه اشارة إلى قول حاتم: # أماوي أن المال غاد ورائح ويبقى من المال الأحاديث والذكر # هو من شعر بشار، ديوانه: 217 (جميع العلوي) . # ب م: حماك؛ س ط: حباك. # س ط د: عنك. # ب م: خلتها. # ط د س: خبر. # د س ط: جبارها. # ب م: سمة. # ب: تخيلته؛ م: تخيله. # ط د س: الحرف. # ط د س: ومما له. # ط د س: نسخة رقعة له كتبها مع الأستاذ. # ب: النابل، م: النائل. # أرجح أنه عبد الدائم بن مروان بن جبر اللغوي، أبو القاسم، وهو من ~~الطارئين على الأندلس نزل المرية، وكان قد روى كثيرا من كتب الآداب واللغات ~~(الصلة: 372) . # حرسه الله: سقط من ط د س. # ب م: واجتلبت. # وزماما: سقطت من ط د س. # ط د س: الأشعار. # ط د س: الأخبار. # ط د س: الكلام. # عمرو بن بحر الجاحظ. # ط د س: وحملته. # ط د س: أيقظني؛ وأتغطى منه أي أستحيي، يعني من عطاء إياه، وهو قليل. # ط د س: أن تكون بفضلك. # ط د س: في خبره. # أعزك الله: سقطت من ط د س. # ب: حمابها؛ جنائها؛ م: حمائلها. # ط د س: الحال. # س ط د: له. # ب: البقية. # م: مرائك. # ب م: وفي فصل. # م: حقيقة. # ط د س: له فيك. # م: باحشاده. # ط د س: عنه مناضل. # ب م: ورأسه. # هذه القطعة والقطعتان التاليتان لها لم ترد كلها في د ط س. # مقتبس من قول القطامي: # فهن ينبذن من قول يصبن به مواقع الماء من ذي الغلة الصادي # المستعين بالله هو أحمد بن هود، ولعل هذه الرسالة شفاعة في أحد أولاده ~~بعد التياث حال بني هود في سرقسطة وإخراج أهلها لأحمد عماد الدولة وهو ابن ~~المستعين (سنة 503) من سرقسطة. # المعصر: الملجأ. # م: من. # د ط س: ومن أخرى. # د ط س: شملا له. # م ط: يرب؛ س: يدب. # سواد ms1314: سقطت من ط د س. # ط د س: شاقها. # م: وزانه. # ط د س: نيريها. # ط د س: تقلدها. # ط د: وتوأما؛ س: وتؤما. # ط د س: وعلما. # ط د س: ومثابة. # ط د س: وآدابا. # م: حاضرها وباديها. # م ب: ومن رسالة. # المعروف بهذا الاسم من معاصري ابن طاهر هو أحمد بن عبدوس، منافس ابن ~~زيدون في حب ولادة، وقد توفي سنة 472. # كريم: سقطت من ط د س. # س: سحابة؛ ط: سحاب. # الراكب يعلق قدحه في آخر رحلة، وفي الحديث " لا تجعلوني كقدح الراكب " أي ~~لا تؤخروني في الذكر. # اضطرب النص هنا سهوا في ط د س: إذ ورد " فأين عزبت عنك بوادر - " وهذا ~~سيرد بعد قليل. # ط د س: الندى. # منك: سقطت من ط د س. # ب م: تانيك. # م ب: أوثقه؛ ط س: أورقه. # من قول أبي تمام: # قدك اتئب أربيت في الغلواء كم تعذلون وأنتم سجرائي # والسجراء: النظراء؛ م: بسخريائك. # ط د س: ازالة؛ م: إذالة. # ط د س: لرجل. # م ب: متزهد. # وهو بالضد: سقطت من د؛ وفي س ط: وهو بضد. # م ب: قاسية. # ط د س: تعاين. # د ط س: وادامة. # ط: مذقة؛ د: مذمة. # البيت في فصل المقال: 77 وهو من أبيات في حماسة البحتري: 233 تنسب لأبي ~~الأسود الكناني. # هو من قول الشاعر: # جانيك من يجني عليك وقد تعدي - البيت -. # م: قيل وقال. # س ط: يثبت؛ م ب: بحجتك. # الملاطيس: المناقير من حديد. # م: ويسعف. # م ب: أدركه. # البيت من شعر الطرماح، ديوانه: 63؛ ورواية الشطر الثاني في م ب: رأته ~~تميم يوم زحف لولت؛ اختار نسبته إلى أبي دلامة، تهكما، وتشبيها لمن يتحدث ~~عنه في المجبن بأبي دلامة. # البيت لعمرو بن ذي الأصبع العدواني، انظر كتاب من اسمه عمرو: 58 وروايته: ~~إذا هتف. # ط د س: مواهمه. # المدلوك: المصقول. # ط د س: الزمان. # د ط س: يقطف -. ويعرف. # شطر بيت لامرئ القيس، وصدره " فدع عنك نهبا صيح في حجراته ". # السقط: الشرر عند القدح، يقال ms1315 للأمر الصغير يجر أمرا خطيرا. # غريدة؛ د: غريرة؛ س: عريرة. # د ط: وسروة. # د ط س: منشورة. # ب م: الأجل. # د ط س: لك من؛ ب م: له في. # م: يوم. # الحلبي: سقاء دبغ بالحلب، وهو نوع من النبات؛ ط د س: الحلي. # د ط: دارك. # ب: للذنب؛ ط: من ذنب. # ب: عدائك. # ب: بدي؛ ط د م س: بري. # ط: كتابك. # م ب: زواره. # ب م: الحصى. # فيه إشارة إلى قول النابغة: # تجلو بقادمتي حمامة أيكة بردا أسف لتاته بالاثمد # أي انه يبتسم شفتين لمياوين. # س: كم يقترح ويديع؛ ط: كم يقنع ويريع. # د: بالاوبة؛ م: بلا رسه؛ س ط: وليه (دون إعجام) . # ط: يجنب؛ د: يجيب؛ س: يجيب (دون إعجام) . # ط د س: البيت. # س ط: وآواه. # السكن: الزوجة؛ ط: مسكنا. # س ط: جيد. # د ط س: وتخلطه بأعمالك وتجعله من عمالك. # م: بردا - عقدا. # م ب: السبطة. # بل: سقطت من ط د س. # د ط س: أزرارها. # هو نهشل - أو سهل - بن مالك مر بحي من طيء فأكرمت مثواه أخت حارثة بن ~~لام، فلما بهره جمالها أنشد هذه الأبيات (انظر فصل المقال: 76 والميداني 1: ~~32) . # ط د س: غير. # ب م: واليك. # ب م: بالهمزة؛ ط س: بالمهزة. # م ب: الحنتيش. # د ط س: تتيح. # د ط س: يصحبها. # ط د س: السبب. # البيتان للمتنبي، ديوانه: 512. # رواية الديوان: حتى رجعت. # الديوان: بعد. # ط د س: وإيقاع. # ب: رسالة. # وما يجانسها: سقطت من د ط س. # توفي ذو الرياستين سنة 496، وهذا قد يعني تاريخ هذه الرسالة. # أوسعه الله -. أفديه: سقط من د ط س، وورد في موضعه " وفي فصل منها ". # د ط س: بوفاة فلان. # نضر -. روحها: سقط من د ط س. # م: رماني الزمان؛ ثم الأنفعال على التذكير: فأصاب، ولبني، وأبقى وتركني. # وإنا إليه راجعون: سقطت من ط د س، وكذلك حيثما وقعت. # د ط س: وفي فصل من أخرى. # ط د س: ببقائها. # ب م: وتحتم. # م: منا ms1316. # م: قول توبة. # أثبت صاحب الأغاني (11: 229) رواية أخرى وفيها أن ليلى هي التي أصرت على ~~التسليم. # ب م: حتى أرى. # وقصت بها: كسرت عنقها؛ وفي ط د س: فرقصت بها فوقعت. # ط د س: يصيح. # قد تقرأ في ب: بولد الولي. # المبارك -.. منزلته: سقط من د ط س. # نار: سقطت من د ط س. # ولكن -. السعيد: سقط من د ط س. # د ط س: ومعتبرا. # ط د س: أكون. # م: الحادثات. # د ط س: والأجلة. # د ط س: بها. # ط د س: أنتحب. # س: ذا. # ط د س: لانهجت الى بهجتها. # ط د س: بعده. # ط د س: السرور. # م: والسور. # ط د س: تهد. # ط د س: أعزك الله. # م ب: غرة الشرف. # مولاي -. مثواه: سقط من ط د س. # د ط س: جل. # ب م: اناته. # مولاي - ضريحه: سقط من ط د س. # ط د س: الرزء. # ط د س: الخطب. # ب م: لذي. # ط د س: السني. # الحاجب -.. العصر: سقط من ط د س. # م: ايدك الله، وسقطت العبارة من ط د س. # س: وقد نعي. # س: ذعر الهبوب؛ ولعلها " الهيوب ". # د ط س: ضمنه. # د ط س: لطال. # محور بعض تحوير عن قول الحيطة في رثاء علقمة بن علاثة (ديوانه: 24) : # وما كان بيني لو لقيتك سالما وبين الغنى إلا ليال قلائل # مثله ينسب للتابغة الذبياني (ديوانه: 19) . # فما كان بين الخير لو جاء سالما ابو حجر إلا ليال قلائل # مقتبس من قول ابي نواس: # اذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق # م ب: نضر الله. # س: لنا. # ط د: فدحت. س: قدحت. # ب م: والاستعداد. # القلائد: 58، والرسالة إلى المعتصم بالله صاحب المرية ايام رياسته. # كتابي بعد أن: سقطت من ط د س. # القلائد: كتاب المنصور ملاذي المعتمد بك ايدك الله. # ط د س: ما أودع من حياة. # م: للمسلاة. # م ب: وللظهر. # القلائد: نوادبه -. شاهده وغائبه. # يذكر في الرسالة - كما اوردها صاحب القلائد ms1317 - أنفرديناند نزل على قلعة ~~ايوب محاصرا، وغرسية بسرقسطة، ورذمير بوشقة وما والاها. # ط د س: غمته. # ط د س: مهمات الدور. # في النسخ: فأطارت -. وطأطأت. # ط د س: صدر. # س ط د: يلجأ - ويفزع. # ب م: والانتصار. # س ط د: ثبوت. # م: حصونها. # ط د س: لما تحققه من ان. # وتفرد -. البدار: سقطت من ط د س. # ط س د: أزرارا. # سقطت هذه الرسالة من ط د س. # ب م: المعاذر؛ ولعل الصواب " المغادر ". # ط د س: شك. # انظر قلائد العقيان: 70 وrecherches لدوزي 2: IV (من الملحقات) . # ط د س والقلائد: شكرك. # ط د س والقلائد: المليم. # س ط: الأفلاك. # زيادة من القلائد. # ب م: فلم تكن تصلح له ولم يكن يصلح لها؛ س: ولا كان يصلح. والبيت لأبي ~~العتاهية، ديوانه: 612. # ط د س والقلائد: بشيء من عمله. # زيادة من القلائد. # القلائد: وأدبر. # د: ولحملت؛ القلائد: وحملت، س ط: وتحملت. # ط س والقلائد: البانية لمعاليكم. # قارن بالحلة السيراء 2: 125 ودوزي 2: V. # ط س: طاغية كان يدعى الكنبيطر؛ قلت: وسيأتي التعريف به. # ط س د: وحصل لديه أسيرا - # علق ابن الأبار على هذا بقوله: كذا قال ابن بسام وانما دخل الكتبيطور ~~بلنسية سنة سبع وثمانين. # ط د س: قال. # برسومه وبأهله. # د ط س: وعدا. # مساهمة -. الحفي: سقط من د ط س. # ط د س، الاخلاص. # م: على أنها عسى. # باذن - فيه: سقط من د ط س. # نشر دوزي هذا الفصل في Resherches ج 2: XVIII - VI وانظر في حادثة بلنسية ~~البيان المغرب 4: 34 واعمال الاعلام: 203 والجزء الثاني من كتاب ميراندا ~~Hist. Mus. # De Valensia # ونذكر -.. وان: سقط من ط د س؛ وبدئ الفصل بقوله: وكان يحيى بن ذي النون ~~هو الذي سجر أولا نارها - # ب م: ثارها. # د ط س: الإسلام، س: دين. # ط د س: أسير يديه. # م ودوزي: يهره؛ د ط س: بهذه. # قونكة (او كونكة Cuenca) مدينة تقع على بعد 50 كيلو مترا شرقي وبذة ~~(Hueta) . # ب م: وطاغية؛ د دوزي: واعية؛ ط س: واغية. # س ط د ودوزي: ينمقها. # س: ابنيه بذلك ms1318. # ملوك: سقطت من س. # د ط س: ودخل من المحالفة فيما. # م ودوزي: تزدان؛ ط د س: تزهى. # ط د س: يقول بعض اهل العصر؛ وابو تمام غالب بن رباح المعروف بالحجام سترد ~~ترجمته في هذا القسم من الذخيرة. # ط س: ابو الحسن، وكذلك في المغرب 1: 340؛ وقد ترجم ه ابن بسام في القسم ~~الثاني من الذخيرة. # ط د س: فرش منه. # ط د س: يفعل. # ط د س: تنسل. # ط د س: بلذريق، حيثما وقع. # Rodrigo Diaz de Vivar وقد اشتهر باسم EI Cid Campeador أي " السيد "؛ ~~وقد كتبت عنه دراسات متعددة منها بحث لدوزي في Recherches ج 2: 1 - 283 ~~وكتاب لرامون منندث بدال La Espana del Cid (مدريد 1974 الطبعة الثانية) ~~ولبروفنسال بحث عنه في Renue Historiqus (1937) وللدكتور حين مؤنس بحث ~~مستفيض عنه في مجلة الجمعية التاريخية المصرية (1951) ؛ وانظر Valencia ~~Hist. Mus. De (ج 2) . # وسعيهم -. المخذول: سقطت من ط د س. # ط د س: قاصيها ودانيها. # ط د س: له. # ط د س: وذهب. # ط د س: لمة يسيرة من الخيل. # د: ناحية. # ط د س: من غفلته. # ط د س: القنا. # ط د س: في القسم الرابع؛ دوزي: موضعه. # ط س د: المجموع. # ط د س: والخريدة: الاحنف؛ والحاء غير منقوطة في ب؛ والأخيف من كانت احدى ~~عينيه زرقاء والاخرى سوداء، وانظر الحلة 2: 125. # س: تخزى. # ط د س: لابن جحاف. # ب م: واستمر. # وشغل - الرجال: سقط من ط د س. # م ودوزي: ويسوق - منية. # وتحسده - والبدر: سقط من ط د س. # د س ط ودوزي: وشرك ما. # د ط س: دياره. # ط د س: للكنبيطور. # انظر ص 91، الحاشية 5. # ط د س: المذكور لسطوة. # ودخوله - امره: سقط من ط د س. # لاول دخوله: سقط من د ط س. # دوزي: قد حم؛ س ط د: حم. # دوزي: بأنواع العذاب. # ط د س: اخبرني. # ب م: حواليه. # وكفانا -. مرضاته: سقط من ط د س. # ط د س: قدح. # ط د س: بلغني انه كان. # ط د س: فتحت الأندلس. # ط د س: وقوع المحذور. # ط د س: الله. # مرارا - رذمير: سقط من ms1319 ط د س. # ط د س: وكانت تدرس. # ديوان ابن خفاجة: 354 وقد وردت الابيات في الروض المعطار (بلنسية) ونفح ~~الطيب 4: 455. # ب م: البلى. # ط د س: عندما. # هو مزدلي بن بو بلنكان (او سولنكان او ملنكان) ابن عم امير المسلمين يوسف ~~بن تاشفين وقد استولى على بلنسية سنة 494 (انظر خبر استيلائه عليها في ~~البيان المغرب 4: 41) ثم ولي تلمسان سنة 497 وفي سنة 505 تولى على قرطبة ~~وغرناطة والمرية، وفي السنة التالية استدعي إلى مراكش فبرأ نفسه مما لحقه ~~من تهم، وكانت وفاته سنة 508 (انظر صفحات متفرقة من ج4 من البيان المغرب) . # والحال -. نظامه: سقط من د ط س. # د ط س: حتى فتحها. # ط د س: كتبها الله له منزلة. # ط د س: وفي ذلك التاريخ. # ط د س: يتقلب. # ط د س: الأعظم. # ط د س: وتنور. # ط د س: وكتب يومئذ إلى الفقيه. # ط د س: والعبر. # ط د س: لما اصيبت به يد زناد. # ناظر الى قول المتنبي: # كأن الصبح يطردها فتجري مدامعها بأربعة سجام # ب م: فلنعد. # من قول عوف بن محلم الخزاعي: # ان الثمانين وبلغتها قد احوجت سمعي الى ترجمان # ط د: للطروس. # ترجمته في المغرب 2: 303 والحلة السيراء 2: 171 والمطمح: 15 - 16 ونفح ~~الطيب 3: 408، 542 - 543؛ وهذه الترجمة مطابقة لما في المطمح، وقد نبه ابن ~~سعيد إلى هذا االتطابق بين الذخيرة والقلائد (وليست له ترجمة في القلائد ~~ولعل ابن سعيد سها فذكر القلائد بدلا من المطمح) ؛ ولم ترد هذه الترجمة في ~~ط د س كما أن ابن بسام لم يذكر هذه الترجمة في الفهرست العام الذي وضعه في ~~مقدمة كتابه، مما قد يدل على أنها ترجمة دخيلة. # ترجمته في المغرب 2: 376 والحلة 2: 167 واعمال الاعلام: 209 ونفح الطيب ~~1: 672 وازهار الرياض 3: 120 والقلائد: 99 والخريدة 2: 331 والمسالك 11: ~~445 وفي هذه الترجمة مشابه كثيرة مما جاء في القلائد، وبعض العبارات مشتركة ~~نصا بين الكتابين؛ ولم ترد هذه الترجمة في ط د س؛ ولم يذكرها ابن بسام في ~~الفهرست العام الذي وضعه في مقدمة كتاب الذخيرة. # م: وشدته. # مربيطر - حسب الامالة الغالبة ms1320 على لسان اهل الاندلس - ومرباطر ~~(Murviedro) تقع الى الشمال من بلنسية. # كذا في الاصول، ولعل الصواب: نووها. # ب م: حسنها؛ القلائد: نرجسها. # التمويل: قوله يا مولاي، والتسويد: يا سيدي. # القلائد: فعاله المجبول. # ب: الوافرة. # القلائد والخريدة: تنقضي. # م: نهم بها. # القلائد والخريدة: اللوى. # القلائد والخريدة: اياما تقضت واعصرا. # القلائد والخريدة: فينان. # صدر بيت لامرئ القيس، وعجزه: وحلت سليمى بطن قو فعرعرا. # ابو مروان عبد الملك بن رزين (436 - 496) راجع ترجمته في القلائد: 51 ~~(والخريدة 2: 308) والمغرب 2: 428 والمطرب: 39 والبيان المغرب 3: 309 ~~واعمال الاعلام: 206 والحلة السيراء 2: 108 والمسالك 11: وكتاب Jacinto ~~Bosch Vila: Histoin de albarracin y Su Siea،TomoII، (Teruel،1959) . # م ب: كان ابن رزين من الاول. # د ط: ومشهود. # د ط س: حديثه. # نقل ابن الابار في الحلة بعض هذا النص. # د ط س: جماعته. # ب م: إلا. # البخوع: المناصحة في الطاعة. # البخوع: المناصحة في الطاعة. # م: حلف. # ط د س: موسطة؛ والسطة: الوسط. # س: أردى - إلى البرابرة. # ط د س: فثبتت نعمته؛ وتبنك النعمة؛ تمكن منها. # ط د س: شأوه. # جبارا مستكبرا: سقط من ط د س. # ط د س: الشذوذ. # د ط س: دون معونة بدرهم ولا امداد بفارس ولا شارك - # والذم - عليه: سقط من ط د س. # د ط س: متتابعة. # وكان - كبائره: سقط من ط د س. # انظر هذا النص في ملحقات البيان المغرب 3: 308. # د ط س: ابن الكتاني المتطبب. # د ط س: لغلاء سومها، بثلاثة -. الخ. # وحدثت -. نظرائه: سقط من ط د س. # م ب: يقرأ عليه. # د ط س: وقد اجريت من شعره. # د ط س: اجريت. # وردت هذه الرسالة في موضعها هنا في ب م، ثم مكررة في آخر الترجمة مع ~~اختلاف في النص على النحو التالي: " وله يخاطب ابن طاهر مستدعيا الى الكون ~~معه [برسالة] تدل على اناقته في الفخر دلالة النسيم على الزهر والشاطئ على ~~النهر: انت ادام الله عزك عالم بالزمان وانقلابه، عارف باغارته واستلابه، ~~ومن عرفه حق معرفته لم تزد شدته الا معتبرا -. الخ "؛ وهذا مطابق لما ورد ~~في القلائد: 54. # د ط س: وخلوفها. # من امير المسلمين ms1321: سقط من ط د س. # انظر ص: 48 في ما تقدم. # يعني ابا نواس الحسن بن هانئ. # ديوان ابي نواس: 339. # الديوان: درس. # الديوان: اجتليتها. # نسبها في بدائع البدائة: 158 لابن المعتز، وذكر انه ينقل ذلك عن الذخيرة. # س: وقال يفخر. # د ط س: تهوي ليس فيها نصالها. # ط س: فدم. # سقط البيت من د ط س. # فيه اشارة الى المثل: " لا حر بوادي عوف "، انظر فصل المقال: 129، 336 ~~والميداني 2: 124 والعسكري 2: 275. # د ط س: أو يقصرهم على ما يعين لهم من إرادة. # س: أخنى. # ب م: الشهيد. # هذه القطعة، والقطعة الضادية التي سترد رابعة، وردتا مكررتين في ب في آخر ~~الترجمة. # د ط س والخريدة: تفاح الخدود؛ د ط س والقلائد: وترى بنا الاحداق؛ ~~الخريدة: ونرى سنا - الخ. # د ط س: أجسامها. # سقط البيتان من ط د س. # الزاعبيات: رماح منسوبة الى زاعب، رجل أو بلد. وقال المبرد: تنسب الى رجل ~~من الخزرج، كان يعمل الاسنة. # ط د س: يرى. # ط د: حازوا. # ط د س: على. # انظر القلائد: 52 والمغرب 2: 428. # هذا البيت - الشمس: ورد في ط د س في موضع هذه العبارة: " ومعاني هذه ~~الابيات واكثر هذه التشبيهات قد نبهت عليها فيما مضى من هذا التصنيف، ~~واندرج لها نظائر في تضاعيف هذا التأليف ". # ب: كشاربات مدام؛ د: كشارب من مدام؛ س ط: كشارب مدام. # د: بحمامي. م ب: لحمام. # بهذه الابيات: عبارة لم ترد في د ط س. # ط د س: اللهو بيننا. # إلى هنا تنتهي الترجمة في د ط س؛ وما جاء بعدها في م ب يتفق مع ما ورد في ~~قلائد العقيان: 52 وما بعدها؛ وقد انفردت ب أيضا بزيادات اشرت اليها فيما ~~تقدم، وهي تكرار لما سبق ذكره. # زيادة من القلائد؛ وفي ب م بياض. # القلائد: الدنى. # القلائد: بالاقلام طورا. # القلائد: العصر. # القلائد: العصر. # القلائد: قسرا. # أورد هنا سبعة ابيات سبق ايرادها، وهذا تكرار يدل على ان هذه القطعة ~~المزيدة دخيلة على " الذخيرة " وفيها اتباع واضح لما جاء في قلائد العقيان. # انظر ms1322 القلائد: 54. # القلائد: للدنيا وللدين. # القلائد: الكريم. # القلائد: يشجي. # القلائد: يشجي. # انظر القلائد: 56 والمغرب 2: 429. # القلائد: 55 والمغرب 2: 429. # القلائد: الجفن. # القلائد: الندامة. # القلائد: الحادثات. # تكرر هذا البيت من قبل؛ وقد ورد وحده في م وورد في ب مع بيتين آخرين. # ترجمة ابي محمد بن عبد البر في القلائد: 181 والخريدة 2: 13، 478، (166، ~~459) وبغية الملتمس رقم: 965 والمغرب 2: 402 والصلة: 270 (وفيها انه توفي ~~سنة 458 وهو مخالف لما ذكره ابن بسام) واعتاب الكتاب: 220 والمسالك 8: 246. # ب م: رؤساء. # من هنا نقله ابن الابار في اعتاب الكتاب: 221 مع إيجاز وحذف. # ط د س: الركائب، وسمر تهادته المشارق والمغارب، وكذلك خ بهامش م. # سقط العشاء به على سرحان: مثل، وأصله ان رجلا خرج يطلب العشاء فوقع على ~~ذئب، فأكله الذئب؛ وقال ابن السكيت: هو سرحان بن متعب، كان يحمي مكانا، فمر ~~رجل من بني اسد فرعى فيه فقتله سرحان (فصل المقال: 362 والميداني 2: 221) . # د ط س واعتاب الكتاب: وسله. # ذكر ابن الابار ان والده الفقيه ابا عمر ابن عبد البر سافر من شرق ~~الاندلس الى اشبيلية لتخليص ابنه من يدي عباد، فأطلقه له، وانصرفا عنه ~~محفوفين بالاكرام. # ب م: ابي عمرو بن الجد؛ ولفظة " الحائن " لم ترد في ط د س؛ وابو عمر ابن ~~الحذاء هو احمد بن محمد بن يحيى التميمي، جلا عن قرطبة في الفتنة ثم عاد ~~اليها فكان متصرفا بينها وبين اشبيلية الى ان توفي سنة 477 (الصلة: 65) . # ط س د: والطارف. # ط د س: يفي. # انظر المغرب 2: 402 - 403. # ب م: افك وشك. # من المثل: " قد بين الصبح لذي عينين "، فصل المقال: 61. # الهدية والهدي: العروس، وفي اللفظة تورية. # د ط س: بالكرائم والاعلام. # الحفاية والحفاوة بمعنى. # ط د س: كفيل. # ورد في الصحيحين، باب مناقب الصحابة، ومسند أحمد 4: 326 بلفظ مختلف. # ب ط د س: لنا - علينا. # من هذا الموضع حتى قوله: " فالمصاب جليل " لم يرد في د ط س، واكثره متابع ~~لقلائد العقيان: 181 وما بعدها، وقد فصل بين رسالتين في موضوع واحد هو زفاف ~~ابنة مجاهد الى ابن صمادح، وأغلب الظن أنه دخيل ms1323 على أصل الذخيرة. # البيتان في القلائد وبغية الملتمس والخريدة 2: 13، 478 والمغرب. # انظر القلائد: 181. # ب: وفتى؛ م: وفتو. # القلائد: 182 والخريدة 2: 479. # القلائد والخريدة: اشتد. # بم: وجعله، والتصويب عن القلائد. # زاد في ط د س: في ذكرها، يعني في ذكر ابنة مجاهد وزفافها إلى صمادح، انظر ~~ص: 127. # ط د س: لمضض. # د ط س: المخمور. # ط د س: نفس - جذلي وأنسي. # ط د س: تبصرت. # انظر ما تقدم ص: 127. # ب م: برية. # د ط س: احتذى حذو بلغاء المشرق، كقول الصابي في فصل عن بختيار وقد زف ~~ابنته الى ابي تغلب بالموصل: وقد توجه ابو النجم - الخ. # د ط س: وألم الصابي أيضا في هذا الفصل لابن ثوابة عن المعتضد إلى ابن ~~طولون -. قال. # د ط س: فانتقد الوزير عبيد الله تلك اللفظة عليه - الخ. # نوادره كثيرة في كتب الادب: كالبصائر لابي حيان ونثر الدر للآبي وزهر ~~الآداب وجمع الجواهر للحصري والهفوات للصابي ونشوار المحاضرة للتنوخي وفوات ~~الوفيات للكتبي. # د ط س: وغليظ. # د ط س: ورقة. # د ط س: الخليفة. # د ط س: فتذاكروا. # د ط س: فتبسم ابن الفرات. # د ط س: قال فيها: وقد ادى ابو النجم بدر الامانة. # ط س: فجاءت. # ط د س: الأسد. # د ط س: قال. # الكدى: جمع كدية، الارض المرتفعة، والاعلام: الجبال؛ يعني درس العلماء ~~الاعلام ومن يليهم في الشهرة والارتفاع. # والله تبارك - تلتمس: سقط من ط د س. # ب م: ونفسي. # د ط س: جزء من اجزائك محكما. # د: وارادني؛ م: وام اذنتني. # م: ومختلجات. # ب م: عند. # م ب: تعدده؛ ط س: يقدره؛ د: يقرره. # م ب ط: المديرين. # ط د س: بقرطبة. # س: تثوب وتثوب. # ب م: العقدة -. المردة. # ط د س: سعيهم. # د ط س: فيه. # م: وعليه اكون. # ب م: واحربهم. # ب م: الذمة. # ط د س: فكففت. # م: يشاء في الحيلة؛ ب: يشاء في الحلية. # ط د س: من الظباء، برد ماء، ولا شفقة لمياء؛ ب وخ بهامش م: ثدي ms1324 ناهد ولا ~~شفة لميا. # نقله ابن عذاري في البيان المغرب 3: 245 بصيغة الغائب؛ وفي ط د س: انهم ~~دخلوا عليه بعد ثالثة من تلك الحادثة - الخ. # ط د س: تلك. # ط د س: بشفر عين. # د ط س: فلما صاروا -.. نفذ بانصرافهم الامر، فرجعوا وجلسوا ثم امر ان ~~يحضر. # ب: الحائن. # م: تعوطي - تقوضي. # د ط س: العجم. # د ط س: دهياء عمياء، وفاجأتني. # د ط س: صروف. # م: دائما - لازما. # من هنا يبدأ النقل عند ابن عذاري في البيان المغرب 3: 245. # م ب: اذ؛ والمعنى: او يكاد؛ وفي الحديث الشريف: " وان مما ينبت الربيع ما ~~يقتل حبطا او يلم ". # زاد في البيان: وخصصته بما بيدي من القواعد والاعمال. # م ب: أكن. # ط د س: من ابني. # ط د س: بالتخريج والتدريب. # س: الأهواء. # م ب: ويخبث. # ب م: بعد. # م ب: وتردي ثمرة. # د ط س: رفعة. # د ط س: وقرن. # د ط س: فيها. # د ط س: ليتملكها؛ البيان: ليتمكن منها. # بهامش س: أبي. # ط د س: حماد. # م: واستحقر. # ب م: الشنعة. # ب م: فشرعت. # د ط س: مكرهم. # د ط س: العصاة - الجناة. # د ط س: لواحد من ملوك. # د ط س: لواحد من ملوك. # يختلف النص في د ط س في خبر هذه الحادثة ولذلك اثبته هنا: " وفي سنة خمس ~~[كذا] تواتر الارجاف بقرطبة ان عبادا دبر النزول بزهرائها المعطلة التي ~~منها ابدا كان باب مقتلها، وسبق الخبر بانه قد انهض نحوها ابنه اسماعيل وهو ~~كالنار [فى] أحجارها مستكنة، ولا يشك انه ارسل منه على قرطبة شواظ نار لا ~~يذر منها باقية، فنفس الله مخنقها بما نقض تدبيره وفت عزمه فأقصر صاغرا، ~~وكان من قدر الله تعالى ان كره هذا الفتى ما حمله عليه والده من ذلك وهاج ~~منه حقودا كانت له بنفسه كامنة، جسرته على معصية ابيه، وانصرف من طريقه إذ ~~عظم عليه امر الهجوم على مثل قرطبة مع قرب حليفهم باديس بن حبوس الذي لم ms1325 ~~يشك في اسراعه اليه فيقع بين لحيين يمضغانه، وانه عرض ذلك على ابيه ~~فاستجبنه واغلظ وعيده وكاد يسطو به، فأوحشه ذلك، ودبر الفرار عنه مع خويصة ~~له أغوته، فأصاب فرصة بمغيب والده عن حضرته إلى مكان متنزهه بحصن الزاهر، ~~فاقتحم قصره، وعلق ببعض ذخائره، واحتملها مع امه وحرمه، واستكثر مما غله من ~~المال والمتاع، ومضى لوقته مبادرا طريق الجزيرة الخضراء فظفر به، وصرف بعد ~~أن اضطره الى ابن ابي حماد بقلعته مستجيرا به فأجاره باسفل قلعته ولم يصعده ~~اليهااستظهارا على مكيدة قدرها من ابيه، وبادر بالكتاب اليه انه حصل لديه، ~~فسر المعتضد بذلك، وخاف ان يلحق ببعض اعدائه هنالك، فآب اسماعيل ودخل ~~اشبيلية ليلا ونكب به عن القصر، وصرف على ابيه جميع ما كان تحمله من ماله، ~~حتى ان زامله من زوامله فصرت عنه عند جده في السير، وغادرها في الصحراء ~~رازحة، فوقعت الى بعض فرسان والده فقبض عليها وصرفت بجملتها لم يقطع لها ~~حبل، فزعموا ان وقرها كان مالا صامتا وذخائر؛ فأظفر الله عبادا بولده ~~ليبلوه فيما آتاه من ذلك فآثر الشفاء على المغفرة، الا انه لحقته لهذه ~~الحادثة، لطروقها من مأمنه، وفساده لا كرم أعضائه عليه، خشعة فتت عزمه في ~~اذاة قرطبة والجعجاع بأهلها، فتنفس مخنقهم قليلا، وكفت الغارات عنهم وقتا، ~~وسارع سعرهم الى الانحطاط. وكان الذي دبر له عربه عن اابيه وزيره وصاحبه ~~ابو عبد الله البزلياني المهاجر اليه من وطنه مالقة. وكان اسماعيل قد رمى ~~الى هذا الكهل مقاليده وفوض الى رأيه، فلم يبارك له فيه، وشكا اليه بعض ما ~~يناله من فظاظة ابيه ورميه المتالف به، فحسن عنده العقوق له والذهاب عنه ~~الى بعض اطراف اعماله ليتغير عليه وينفرد بنفسه، وكان خرج معه وزيره هذا ~~البزلياني، فلما صرفوا من قلعة الحصادي - حسبما تقدم - عجل عباد ضرب عنق ~~البزلياني مع نفر من خول ابنه، واعتقله، فدبر من كان اعتقاله الهجوم على ~~ابيه، وساعده الموكلون به، فظفر بهم واتى عليهم، وطمس اثر ولده وقطع دابره، ~~فكأن لم ms1326 يكن قط اميرا، ولا انفذ حكما، ولا قاد جيشا. وما ابن عباد ببدع ~~فيما اتاه في هذا، فقد يضطر الملوك مع ذوي ارحامهم السامين الى نيل منازلهم ~~من مستجرى عليهم الى ما يحملهم على انتهاك ذلك حبا للحياة الدنيا، على ان ~~العفو كان اقرب للتقوى، مع ان اسباب الملك الاضطرارية لا تحمل الاستقصاء ~~ولا تعرض للتمحيص، قرن الله باعمالهم الصلاح، وجنبهم بمنه الجناح (ط د س: ~~النجاح) . # ط د س: يستفتح. # ط د س: يقين. # د ط س: اهتبلت غرته. # د ط س: المنصف. # ط س: رفقة؛ د: رقيقة. # د ط س: تهافت. # د ط س: وفي فصل منها: وافاني كتابك بما لم يقع -. # د ط س: المعتبر -. المتدبر والمستبصر. # د ط س: عقوق الولد - البعد. # د ط س: واحاق المكر السيء بأهله. # د ط س: لهذه الحادثة الكارثة -. المهمة. # د ط س: والوجع. # م ب د س: شيئين؛ ط سببين. # ب د ط س: الجم. # د ط س: يتكدر بهم. # د ط س: الشراب. # ط س: والله عثرته. # د ط س: استعادته فدعثره. # لم ترد هذه الرسالة في د ط س؛ ووقوعها هنا فصل بين مقدمة ابن بسام عن ~~المعارضات لرسالة ابن عبد البر، الاسترسال بايراد هذه المعارضات؛ ومن ~~اللافت للنظر ان هذه الرسالة ثابتة في قلائد العقيان: 182. # القلائد: محتده. # القلائد: وشبه. # القلائد: تنتعش به. # القلائد: وافتقاد -.. الاعتقاد والوداد. # القلائد: البرة. # القلائد: ذل صعبه لراكب -. على هائب. # القلائد: وأثرك الحسن عليه. # ب م: ولا يتامل باسمه. # ب م: يحسب - منه. # د ط س: فصل لبعضهم قال فيه. # البيت لابن عبد ربه؛ انظر جذوة المقتبس: 96 والعقد 3: 175. # البيت لابي نواس، ديوانه: 192. # أصله للمجنون (ديوانه: 197) ورواية الصدر: فأصبحت من ليلى الغداة كقابض - # البيت لأبي الحسن التهامي، ديوانه: 47. # ط د س: الأيام. # ط د س: وتفسير. # من قول زهير: # فشج بها الاماعز فهي تهوي هوي الدلو اسلمه الرشاء # انظر الحاشية 5 ص 68. # د: ولاذت بحقوه الرجال؛ ط س: ولاذت بحقوه الامال. # د ط س ms1327: فآثر العقوق ورفض الحقوق. # ب م: وقفيت. # ط د س: مصارع. # انظر سورة الانفال، الآية: 42، 44. # هذا المثل، انظر فصل المقال: 85 والميداني 2: 94 والعسكري: 12 - 16. # د ط س: عمي العين - فأخروا الثبات وعقدوا النيات، بعد ان تساقوا المدام ~~ليقدموا؛ وعند هذا الموضع أتوقف عن الاشارة إلى ما كان من زيادات ب م على ط ~~د س، إلا نادرا. # البيت للمتنبي، ديوانه: 12. # د ط س: ردء. # د ط س: شرود. # خ بهامش م: اتته الرزايا من طريق الفوائد؛ وهذا عجز بيت لابي فراس ~~(ديوانه: 83) وصدر البيت: اذا كان غير الله للمرء عدة؛ اما البيت الذي في ~~المتن فورد غير منسوب في التمثيل والمحاضرة: 10. # س ط د: فكل. # البيت لابن المعتز، ديوانه 3: 49 وانظر قطب السرور: 567. # اصل المثل: كباحث عن الشفرة (او عن المدية) انظر فصل المقال: 392 ~~والميداني 2: 69؛ وقد اشار الجاحظ في مواضع من كتاب الحيوان الى ان النمل ~~اذا نبت له جناحان فقد دنا هلاكه. # انظر فصل المقال: 72 والميداني 1: 201 والعسكري 1: 308. # قبلها في ب م صورة " وعز ". # ب م: تنكر. # د ط س: وبالنبي عليه السلام قدوة، ومن التابعين رضي الله عنهم اجمعين، ~~هذا خليل - # كان مطرف ابن الامير عبد الله يغري أباه باخيه محمد، فأخذ الامير ابنه ~~محمدا وحبسه، ولما تحرى جلية الامر اطلقه اذ لم يجد مذنبا، ففتلة مطرف سنة ~~277، هذا ما ذكره ابن عذاري 2: 150. # قتل عبد الله بن المنصور سنة 380، انظر قصة خروجه على ابيه ثم مقتله في ~~ابن عذاري 2: 284. # د ط س: احتذيت. # البيت للمتنبي، ديوانه: 219. # الرقم: الداهية؛ يقال جاء بالرقم الرقماء أي الداهية الدهياء. # د ط س: وينصران. # ب م: بالحائن. # د ط س: الغالب. # د ط س: وما هو الا. # قد مر هذا، انظر ص: 35، 156. # د ط: العزة. # ب م: الآمال. # البيت للمتنبي، ديوانه: 466 وروايته: اهل الظلم، وهي رواية س ط د. # د ط س: من فضائل. # الشوى: كل ما كان غير مقتل، والتي لا شوى لها: فتكة تصيب مقتلا. # البيت لعمرو بن معد يكرب، وكان علي رضي الله عنه ms1328 يتمثل به (الكامل 3: 198 ~~والسمط: 63) وروايته: اريد حباءه؛ وفي د ط س: عذيري من خليلي، وعكس ~~الشطرين. # البيت في التمثيل والمحاضرة: 288 دون نسبة، وروايته: فأبدى الكير. # لئيم: سقطت من ط د س. # ط د س: المرء. # د: خساسا من سقاط. # س: قلوبهم. # د ط س: ستري وسلطاني؛ ب: سلطاني وستري. # ناظر الى الآية: 42 من سورة ابراهيم. # د ط س: كعدة. # ط: صولتي. # د ط س: اذ سمعوا صوتي، وفروا فأسرتهم الخيل اسرا، وقيدوا الي عنوة وقهرا، ~~فلم يفلت -. الخ. # ط د س: ارضيت - والتزمت. # د ط س: الناصر؛ والناصر هو عبيد الله بن المنصور عبد العزيز بن أبي عامر. # ب م: صدفة. # قرطس: اصاب الرمية. # م ب: عهدا. # م ب: منحت. # م ب: والمطلوب. # د ط س: الشتيت. # د ط س: ووكدت وشددت. # لم ترد هذه الرسالة في د ط س. # البيتان للمتنبي، وهما متباعدان في موضعيهما من القصيدة، انظر ديوانه: ~~310، 313. # وردت هذه الرسالة في نفح الطيب 1: 597، وهي مبنية على الخطاب لا على ~~الغيبة. # النفح: في دوحة. # النفح: بدولة. # النفح: للفهم. # النفح: الى من عداك. # النفح: السنية. # النفح: الأولية. # ب م: ثنائي. # النفح: امتك. # ط د س: بقربك؛ النفح: بعزتك. # س: لاحظته. # النفح: اغار سناه. # الابيات للمتنبي، ديوانه: 454 مع اختلاف في تربيتها. # في النسخ: وبعده، والتصويب عن الديوان. # د ط س: تنصرف. # م: سلمة بن خنده. # س: صدوري. # د ط: فوافقوني. # د ط س: لصيح. # ط د: وانقسمت؛ س: وانغمست. # ط د س: بنفسه. # ط د س: خليل. # ط د: بموت؛ س: بوفاة. # ط د: بموت؛ س: بوفاة. # ط: وعد؛ د: وأعد. # ط د: بعد. # بصر: وضح؛ ب م: وقصرت. # ب م: اليها - عليها - نحوها؛ ط د س: الارزاق. # ب: بنسيمك؛ د ط: بنسيمها. # في النسخ: الا. # ب ط: الحنفية. # ط د: وعداه. # ب: مصاليح؛ د ط: مصابيح. # ب م: يعلم. # بربشتر (Barbastro) تقع في ناحية وشقة على أحد فروع نهر إبره الى الشمال ~~الشرقي من سرقسطة؛ وانظر الخبر عن كائنتها في ms1329 ابن عذاري 3: 225 ودراسة عنها ~~في Recherches 2: 332 وما بعدها، وسينقل ابن بسام نص ابن حيان عنها فيما ~~يلي. # ط د س: المعترفين بالوعد والوعيد المؤتلفين - الخ. # د ط: وحججه. # ط د س: جرحى. # من المثل: قد تبين الصبح لذي عينين، انظر فصل المقال: 61 والميداني 2: 31 ~~والعسكري 2: 125، وقد تقدم ص: 127. # من قول ابن عبد ربه: # الا انما الدنيا غضارة ايكة اذا اخضر منها جانب جف جانب # هذا مثل، انظر فصل المقال: 327 والميداني 1: 232. # د ط س: أنبائنا. ### | 3 - # تبدأ هذه الفقرة في د ط س: وذلك انه أحاط بنا عدونا كاحاطة القلادة ~~بالعنق فحاربنا حتى ظفر، فانا لله -.الخ. # ط د س: تراءت. # ط د س: وماذا كشف. # م: وغشيت. # د ط س: واستهوت. # جلحت: حملت؛ م: وجلبت؛ د: وضجت؛ ط س: وخلجت. # د ط س: وعادت؛ ب: وسارت. # قبل " فما " في د ط س: وفي فصل منها. # وفي فصل منها: سقطت من د ط س. # س ط د: الإيمان. # د ط س: ثم اضرمت النار عليهم حتى احترق الجميع وهلكوا، والكفر يضحك، ~~والدين يبكي، والعذاب ينكي. # وفي فصل منها: سقطت من د ط س. # س ط د: تحصى. # د ط س، ملتهب. # ط: مرتهب. # ط: ولا. # ط د س: أطرافكم. # ط د س: وفي. # انظر الآية 11 من سورة الذاريات. # د ط س: وإذا ابتليت. # يريد اذا اصيبت اطراف البلاد بغارات العدو سهل عليه بعدئذ مهاجمة ~~اوساطها. # قارن بابن عذاري 3: 225 ونفح الطيب 4: 449. # ط د: مارة سدا. # ب م: العدو. # ط د س والنفح: ارض الاندلس. # ط د س والنفح: ارض الاندلس. # ط د س والنفح: يشغل. # م: والتساؤل. # ط د س: يفسدون. # ط د س والنفح: وجريا. # ط د س: وخابط. # ب م: صرفهم. # ط د س: بصدر من خيالها. # ط د س: من. # تحل: سقطت من د ط س والنفح. # البيت للقطامي، ديوانه: 34. # ط د س: الضياع بخالها. # ط س: محيلا؛ والصواب " سحيلا " كما في ذ. # ط س: لحطبهم. # ط د س: في. # ط د ms1330 س: واعلم -. فجد. # ط د س: والحلي. # ط د س: والحلي. # ط د س: اصيب فيها بالقتل والسبي خمسون الفا. # وهلك من نسائها عند انلاتهن من عطش القصبة عدد كثير لتطارحهم - يكرعون - ~~نهل، فكبهم.. موتا. # ط د س: المدينة. # ب م: يدني. # ط د س: ولما برز جميع من خرج عن المدينة بابها. # د ط س: نزول. # د ط س: الخروج. # د ط س: بالدور. # ط د ش: ليحكم. # د ط س: ويقرره عليه فيما اخفى. # د ط س: يعذب اشد العذاب. # ط د س: إلى أسواء مقامه ذلك. # ط د س: ابلاغا في نكايتهم. # ط د س: او ذات مهنة. # الوخش: اراذل الناس وسقاطهم، يوصف به الرجل والمرأة. # ط د س: فيهم. # ط د س: منهم. # د ط س: مرت. # ط د س: عيث. # Monzon إلى الجنوب من بربشتر، وقال ياقوت: حصن من حصون لاردة. # ط د س: منهم. # ط د س: حرب. # ب م: تماما بحكم. # م: والمرد؛ د: والجآذر؛ والحزاور: جمع حزور، وهو الغلام. # ب م: ذوي. # ط د س: فوجدته. # ط د س: لم يغير شيئا. # د ط س: ووصائف رومة. # ط د س: (ما) أسرع ما طمعت فيمن أعرضناه لك. # ط د س: لحصني. # ط د س: منهم. # ب م: تشوق. # ب م: بعجومته. # ط د س: عليه الخداع ما. # د والنفح: واكياس. # ط د س: منه. # ط د س: والنفح: في ثمن تلك ما سخت بها يدي. # ط س: لمغنية الغبي؛ د: لمغنية اللعين. # ب م: نومته. # د ط س والنفح: اشفينا. # ط د س: عنها. # النفح: امرنا. # ط د س: زماننا. # ط د س: ما. # ط د س: أنفسهم. # ط س: أظل. # ب م: عراض. # ط د والنفح: أو ماش. # ط د س: برجوع المسلمين بحمد الله إليها. # ط د س والنفح: امداد لحليفه عباد (ط: لخليفة) . # ط د س والنفح: فتأهب لقصد بربشتر في جموع من المسلمين فجالدوا الكفار بها ~~جلادا - # د ط ms1331 س والنفح: وخذل. # ط د س: فاقتحمها. # د ط س والنفح: يدخل. # ط د س: الفدية. # د ط س: وخمسة آلاف. # د ط س: قدمهم. # د ط س: برحمته. # ط س: أراح. # د ط س: محبوبة. # ط د س: مخاطبة. # د ط س: الاولياء. # ب م: تتحدث. # د ط س: وما مخاطبتي لك الا. # د ط س: بجميع. # ط د س: فهو مرغوب. # ب م: تستبق. # ط س: المجنى؛ د: المحيا. # ط د س: تنتج. # ط س: الخير، وسقط النص من د ابتداء من قوله " واسراها مغرسا " حتى آخر ~~الرسالة. # ط د س: الزمن. # ط د س: الدهر. # سقطت هذه الرسالة من د ايضا وثبتت في سائر النسخ. # ط د س: منك. # هذه الرسالة والتي تليها سقطتا من د. # ط س: تخبر به كل طبقة. # ط س: لكثرة. # ط س: والاعراب. # ب: نسية؛ ط: يشبه؛ س: بشبيه. # ط س: متحدة. # ط س: سرارا؛ ب: سيارا. # وازبة: ذاهبة؛ وفي النسخ: وارية. # سقطت هذه الرسالة واثنتان بعدها من د ط س. # ب م: حفرة عتت؛ والحفزة: الطعنة. # م: بعد، وفوقها " غب " خ. # سقطت من د وحدها؛ ط س: ومن أخرى. # ط س: وجميل. # ب م: الناظر. # ط س: ويحطها -. عن؛ م: ويخطبها. # ب م: تنائي. # ب م: غبي. # ط س: وللفضائل. # هذه الرسالة والتي تليها سقطتا من د وحدها. # ب ط س: متمم. # ب م: بالهوادي الاعجاز. # ب م: فكره. # ط س: المنى. # ب: اعزامي. # ط س: وفتحت. # ط س: وتارة. # ط س: وضياء محاسنك. # ط س: بتكلفي. # ط س: صباح. # ب: لتمتثل. # ب: وانتهائه. # د ط س: وامتضيت. # ب م: خيل فرسانها. # ط س: بديهتي. # ط س: ذلك الإخاء الطارف. # ب م: جبرون؛ وقد ترجم ابن سعيد لأبي القاسم بن خيرون (المغرب 2: 419) ~~ونسبه الى حصن بيران من اعمال دانية، وذكر انه سكن دانية وكان من شعراء ~~اقبال الدولة. # ط د س: الخطابة. # ط د س: وبكت. # د: مذ. # البيتان في الصداقة ms1332 والصديق: 30 دون نسبة. # هو الطرماح بن حكيم، انظر ديوانه: 346، 347. # ط د س: إلى محاربته. # ط د س: والتعزير. # د ط س: النشيد. # البيت لجرير، ديوانه: 916. # ط د س: موالاة. # انظر امثال العسكري 1: 71 وفصل المقال: 402 وجمهرة ابن دريد 2: 384/3: ~~82. # انظر امثال الميداني 1: 7 وفصل المقال: 129 والعسكري 1: 141، 163. # البيت لأبي الأسود الدؤلي، ديوانه: 54 وانظر شرح شواهد المغني: 194 ونظام ~~الغريب: 71 وفصل المقال: 45. # ط د س: كان. # ورد البيتان في ديوان المعاني 1: 178 دون نسبة. # ورد البيت في التمثيل والمحاضرة: 456 دون نسبة، وروايته كما في د ط س: من ~~لؤم. # ط د س: ما اهم. # البيت لابراهيم الصولي، ديوانه: 163 (القطعة رقم: 129) وانظر الحماسة ~~البصرية 2: 281 وامالي المرتضى 1: 488 وديوان المعاني 1: 179. # في التمثيل والمحاضرة: 355: وهل يعض الكلب ان عضا. # البيت للراعي النميري، ديوانه: 64، وانظر طبقات ابن سلام: 435 والتمثيل ~~والمحاضرة: 68. # ط د س: واقتضاء. # د ط س: عند. # ط د س: الجاري الى غمراتها. # ب ط س: إناها. # د ط س: وله من أخرى. # ب م د س: وأرى وقد. # ط د س: وشممت. # ط د س: يزخر - يسحر. # ب م: فقد. # د ط س: جلي. # ط د س: إلا. # اشارة الى المثل: " ماء ولا كصداء ومرعى ولا كالسعدان "؛ انظر فصل ~~المقال: 199 والميداني 2: 135 والعسكري 2: 200. # ط س: دخلت على المقام. # اشارة الى قول ابي نواس: # خرجنا على ان المقام ثلاثة فطابت لنا حتى اقمنا بها شهرا # سقطت هذه الرسالة والتي بعدها من د ط س. # م: باحسانه. # ب: باطرايه. # روضة الحزن اطيب شذا من سواها؛ ب م: حرثا. # ب: شنن. # ب وخ بهامش م: لطرت بجناح. # وسكن القلب: وقعت هنا مكررة في ب. # ب م: عند ابن عبيد الدولة. # د ط س: ناخع نحو؛ وبخع ونخع بمعنى أذعن. # ط د س: ادامها الله بدوام الايام. # في التنزيل: وان تعفوا اقرب للتقوى (البقرة: 237) . # ط د س: جزاؤه عند الله. # وفي فصل منها: سقطت من ط د س. # د ط س: من الرغبة في شانه ما يقتضيه؛ ب م: في شانه قبل الرغبة. # ط د ms1333 س: شذت عنه وعني فيه. # ط د س: يشتمل؛ والصواب " يستمل ". # ط د س: امر. # قبلها في ط د س: وفي فصل منها. # ب م: وقد علم أنه سهم. # ط د س: يليه. # ط د س: جماعة. # ب م: وإحماء. # ط د س: سعيت بآمالي. # د ط س: وعلم. # د ط س: ومقابلة. # ب: ويلزم؛ م: ويلزمني. # ب م: وتضرع. # د ط س: مسراه - ايمن. # د ط س: وان ابا فلان. # شرك عنان وشركة عنان: ان يشترك اثنان في شيء خاص دون سائر اموالهما، اوان ~~يخرج كل شريك مبلغا من المال ويخلصا المبلغين ويأذن كل واحد لصاحبه بان ~~يتجر بالمجموع. # زاد في ط د س: واحفى بالذم واكرم. # الضلع: الميل والهوى. # ط د س: به. # ب م: له. # د ط س: سبيل. # سقطت الرسالة من د ط س. # ب م: الا باطناب. # يكحلون. # قارن بتاريخ الخلفاء للسيوطي: 348. # انظر ابن خلكان 2: 39. # ط س: وإقام. # ط د س: فصل من رقعة له. # ب م: ولحظت - التدبير. # ب م: ضمنت. # ط د س: أوحش. # ب م: رماح. # ب م: ومثواه فداح؛ ط د س: وسواه قداح. # ب م: وترق. # ب م: الرائعه. # ط د س: لطف. # ب م: تتقابل. # ب م: عثار، وسقطت العبارة من ط د س. # ب م: الزناد ابرز. # كذا بالصاد المهملة، وربما قرئت في م ب: الفرسة. # ب م: متكسرا. # د ط س: يتدحرج. # ب م: كأنه. # ط د س: دارة. # ب م: تقتل. # ب م: يريش - ويقدح - يبرز -؛ س ط د: وتسرع. # د ط س: بغير. # د ط س: بنصر. # ب م: وشعبت. # لم ترد هذه الرسالة في د ط س. # م: إلى. # ب م: فاشبت. # د ط س: وانف عدوه. # ب م: مشاركا. # ط د س: عزيم عزائمك. # د ط س: وتتحمله على كد. # د ط س: ظهر. # ط د س: وتتعدى. # مباح: سقطت من د ط س. # د ط س: ابوها. # ب م: بوفاة فلان. # د ms1334 ط س: محتضرا في اقباله. # راجع ابن خلكان 3: 255 - 257 في صبر عروة عندما فقد ابنه وقطعت رجله. # ورد بعدها في ب م: بين سعادة اليوم والغد؛ وهو سهو فيما يبدو، لأن ~~العبارة سترد بعد قليل. # د ط س: هضب - فرحة وكرب. # ط س: شعب - محتمل. # د ط س: جوى. # ط س " يقرح. # ب م: تسلية. # د ط س: ويغلب بالمحن. # ط س: تردعك. # د ط س: ندب. # د ط س: على قدر. # د ط س: للمعالي. # ب م: نجم للعلى. # ب م: فاجلب. # د ط س: كتاب مولاي. # ب م: بوفاة فلان. # ط د س: وفلت. # اتورع: اكف وامتنع؛ د ط س: اتروع. # ب: الصبر والسلوان؛ بامرئ: سقطت من م د. # ط س: يلقى. # د ط: وقليل. # ب م: الغامضة. # د ط س: بعلمك. # ب م: الالم؛ ط س: غفلات الآلام. # ط د س: ويخترق. # د ط س: وفاة فلان. # ورد البيتان منسوبين لأبي نواس في محاضرات الراغب 4: 513 ولم أجدهما في ~~ديوانه. # ابو عامر محمد بن سعيد التاكرني نسبة الى تاكرنا، وكانت قصبة كورة رنده، ~~وقال ابن سعيد (المغرب 1: 330) انها خربت؛ راجع ترجمته في جذوة المقتبس: 56 ~~(وبغية الملتمس رقم: 137) والمغرب 1: 332 واعتاب الكتاب: 201 واعمال ~~الاعلام: 224 - 225. # د ط س: المظفر ابن ابي عامر. # نقل ابن الابار بعض هذا النص في اعتاب الكتاب: 201 - 202. # انظر ص: 13 وما بعدها. # د ط س: عبد العزيز بن أبي عامر. # في القسم الأول من الذخيرة. # اقتبس ابن سعيد هذه الرسالة في المغرب 1: 332. # م: بالاصلاح. # ط د س: عن. # ط د س: ملوك وقته. # وردت هذه القصة في المغرب واعتاب الكتاب والنفح 4: 132. # ديوان الحطيئة: 284. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 229 والميداني 1: 91. # د ط س: قاتل. # ولي مقاتل طرطوشة بعد لبيب الفتى، وتلقب " سيف الملة (أو الملك) . # ديوان المتنبي: 263. # في الاصول: مصر. # د ط س: وله من رقعة الى ابن عباس. # البيتان لامرئ القيس، ديوانه: 69. # انظر هذا القول في التمثيل والمحاضرة: 305. # ناظر الى المثل: طلب الابلق العقوق، وقال الشاعر: # طلب الابلق العقوق ms1335 فلما لم يجده اراد بيض الانوق # والعقوق: الفرس حين تحمل؛ والأبلق لا يحمل، والانوق: الرخمة وهي تحرز ~~بيضها فلا يصل اليه احد، والمعنى لو انني فعلت المستحيل. # ب م: قبيلا. # من قول ابي تمام (ديوانه 2: 115) . # اتاني مع الركبان ظن ظننته لففت له رأسي حياء من المجد # د ط س: سبيل. # د ط س: نابذني. # ط د س: العدو الطالب. # د ط س: خنت. # البيت للمتنبي، ديوانه: 470. # ط د س: وإن الدنيا. # د ط س: يجب. # د ط س: ونتعاطاه معاطاة. # ط: شهدت أن. # الاثلب: التراب والحجارة او فتاتها. # ديوان المتنبي: 456. # ط د س: فصدق. # ط د س: والمنادم. # ط د س: الزاكية -. السامية. # ط د س: الخاسرون. # انظر الآية: 18 من سورة يوسف. # وفي فصل منها: سقطت من د ط س. # ط د س: أشرت. # د ط س: وتحقق - تنمقه. # ط د س: ويشتمل. # د ط س: قال. # د ط س: بالتحذير. # انظر امثال الميداني 1: 198 وفصل المقال: 430 والعسكري 1: 316 والجمهرة ~~2: 250، والصلف: قلة الخير. # انظر امثال الميداني 2: 156. # د: اعقابهم. # العقير كالعقار: الدواء. # د ط س: صدقت - سر. # د ط س: فهو. # البيت لزهير بن ابي سلمى، ديوانه: 95. # ط س د: لي. # د ط س: الحيل. # انظر فصل المقال: 92، وهو مما قاله النعمان - فيما يحكى - ردا على الربيع ~~بن زياد؛ ط د س: إن حقا. # د ط س: سر نصحي بصدق مقالي. # في المثل (الميداني 1: 16) : اخوك من صديقك النصيحة. # عكس للمثل: اضىء لي اقدح لك، انظر فصل المقال: 205 والميداني 1: 285 ~~والعسكري 1: 36. # د ط س: قال. # ناظر الى الآية: 85 من سورة يوسف. # د ط س: وأنضيت فكري. # انظر في هذا المثل، فصل المقال: 448 والميداني 1: 269 والعسكري 2: 31. # ب م: الجري. # د ط س: وترسلون. # التطرق: اتخاذ الطريق. # د ط س: في سلفهم. # د ط س: وخبائثها. # د ط س: مستبدا. # ب م: تختطر. # يعلز: تأخذه كربة الموت؛ ب م س ط د: يعلق على. # ناظر الى الآية: 168 من سورة آل عمران. # البيت لجرير، ديوانه: 421 وامالي القالي 1: 94 والسمط: 292 واللسان ms1336 (ثرى) ~~. # ناظر الى قول المتنبي: # لا افتخار الا لمن لا يضام مدرك او محارب لا ينام # د ط س: يستغرب -. ويستهل. # د ط س: ونظام. # ب م: دون صلف. # ط د س: قال. # ناظر الى الآية: 39 من سورة النور. # من المثل: تحت الرغوة اللبن الصريح (انظر امثال العسكري 1: 270 تحقيق ابو ~~الفضل ابراهيم) يضرب مثلا للامر تظهر حقيقته بعد خفائها. # من قول النابغة: # فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش في انيابها السم ناقع # ب م: وحذو اتك. # ب م: حزب. # ط س د: هو. # فيه اشارة الى الآية: (واذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) الاعتراف: 171. # من المثل: حرك لها حوارها تحن (انظر امثال الميداني 1: 129) ، والحوار: ~~ولد الناقة، معناه: ذكره بعض اشجانه يهج له. # د ط س: سبل. # ط س م: كراعي هذيل؛ د: كرعي هذيل؛ ط د س: يخاف. # د ط س: اثلتنا. # من المثل: صدقني سن بكره، انظر فصل المقال: 45 والميداني 1: 265. # انظر ص 162 الحاشية: 3. # د ط س: ذنوبنا. # البيتان لابن الرومي، ديوانه 1: 114. # من قول القطامي: وترفض عند المحفظات الكتائف؛ ومعناه تحلل الاحقاد ~~والسخائم عند حلول الامور التي تستدعي الغضب؛ انظر ديوانه: 55 وفصل المقال: ~~214 والسمط: 903 واللسان (كتف) . # د ط س: مصادرها. # من ابيات تنسب لنصر بن سيار، انظر مروج الذهب 6: 62 وفصل المقال: 233. ~~ووردت في مجموعة المعاني: 12 منسوبة لابي مريم البجلي. # ط س د: مهزا. # د ط س: لاجتلت. # د: المنابذة. # د ط س: حواليها. # ط د س: بال. # من قولهم في المثل: " حسبك من القلادة ما احاط بالعنق " انظر الميداني 1: ~~132. # البيتان في الاغاني 23: 616 ورواية الاول: من الناس إنسانان؛ ويروى الشعر ~~لابن الدمينة، انظر ديوانه: 31، 170. # الاغاني: فمنهما. # ط س د: عن. # في النسخ: من. # ط د س: اعتياد. # ط س: يحتقر. # ط د س: أخرى. # ب م: يممت. # ط د س: وشيمة. # ب م: لتزور. # ط د س: يقابل - يسامت. # ب م: فتية، وسقطت العبارة من ط د س. # من قول الشاعر: # احب بلاد الله ما بين منعج الي وسلمى ان يصوب ms1337 سحابها # بلاد بها شق الشباب تمائمي وأول أرض مس جلدي ترابها # د ط س: لبث. # د ط س: عوائد. # د ط س: تألف. # انظر هذا المثل في فصل المقال: 335 والميداني 1: 198 والعسكري 1: 313. # ط د س: قمنا. # من المثل: قبل الرماء تملأ الكنائن (الميداني 2: 31) . # ط د س: ائتلاف. # ط س: وتتقيت؛ د: وتسقيت؛ ب م: وتمنيت. # م ب: واجدا. # د ط س: إلى الجهاد لتجهيز. # ب م: والشدة - والنجدة. # د ط س: اخبار. # ب م: من موجز. # د ط س: الرئيس. # انظر المغرب 2: 300 واعمال الاعلام: 224 وابن خلدون 4: 161، وقد نقل ابن ~~عذاري (البيان المغرب 3: 164) هذا النص. وراجع Hist. Mus. De Valencia 2: ~~163 وما بعدها. # ب م: ثم. # ط د س: من اوصلهم لرحمه. # هو القاسم بن حمود الحسني، بويع سنة 412 ثم انتزع قرطبة منه يحيى بن أخيه ~~ثم عاد القاسم إليها وبقي فيها حتى خلع سنة 414. # د ط س: تأمير عبد الملك ابنه. # ط د س: رويش، والتصحيح عن البيان المغرب. # ط د س: حضرة. # ط س: سبك؛ د: سمك. # ترجمة أبي المطرف ابن الدباغ في القلائد: 106 والمغرب 2: 440 والخريدة ~~(قسم المغرب والأندلس) 2: 349 (387) والمسالك 8: 221. # نقل ابن سعيد بعض هذا النص في المغرب. # ط س د: قلبه. # د ط س: المقتدر بن هود. # من قول حسان بن ثابت يعير الحارث بن هشام بفراره (ديوانه 1: 29) : # ترك الاحبة ان يقاتل دونهم ونجا برأس طمرة والجام # ط د س: وأوسع. # ب م: من سره. # ط د س: وحكمه؛ ب م: على حكمه أو حكم المعتمد. # ط د س: الغرور. # ب م: فدخل. # د ط س: بحجة. # د ط س: نصرة؛ ب م: أنصاره. # ط د س: تشاجر. # لم يردا في ديوان المعتمد. # د ط س: ذم. # ط د س: حتى نفاه. # ط د س: المنصور. # ترجم له ابن بسام في القسم الثاني من الذخيرة، واشار الى تضايقه من قدوم ~~ابن الدباغ الى حضرة بطليموس. # ط د س: الآفاق. # ط د س: من شعره. # د ط س: انسك. # ط د س: حد. # س: موفدا ms1338؛ ط: وعودا؛ د: موعدا عودا. # ط د س: ما. # ط د س: مما. # ب م: بأناتي. # د ط س: الاوقات. # فيه إثارة من قول المتنبي: وحسب المنايا ان يكن امانيا. # ط د س: له. # ط د س: فعلك. # ط د س: شيئا لم يكن. # د ط س: لا تزال امثلتها. # د ط س: المجد. # انظر هذا الجزء من الرسالة في القلائد: 107 والخريدة 2: 350، وقد قال ~~الفتح انه وجه بهذه الرسالة إلى ابن حسداي. # القلائد والخريدة: بهذه الحالة قد ارتفع. # ط د س: الأضداد. # القلائد: اضدادها -. اشتدادها - آمادها. # ديوان المتنبي: 254. # الديوان: فصرت. # ط د س: نشاط. # ط د س: اين ايمم. # ط د س: لنوائب. # انظر القلائد: 107 والخريدة 2: 350 والمغرب 2: 440، وقد خلط صاحب القلائد ~~والخريدة بين هذه الرسالة والتي تقدمتها. # ب م: يجيد، وسقط من د ط س. # ط د س: مساويا - أعاديا. # د ط س: بياني. # د: بقوله في شعره، وكذلك هو في القلائد. # البيت الاول وحده للحطيئة في ديوانه: 284، وانظر ما تقدم ص: 228. # د ط س: وذممت؛ القلائد والخريدة: وما حمدت. # د ط س والقلائد: منه. # القلائد والخريدة: لفني. # د ط س: ان يكون الممات. # د ط س والقلائد والخريدة: والنوب. # من قول ابي ذؤيب: # امن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع # الخريدة والقلائد، وما في الايام رجاء ولا مطمع؛ ط د س: ولا بمستقر على ~~من يرتجع. # كذا في الأصول، ولعل صوابه " ضميت ". # د ط س: النوائب. # ب م: وانتقاض. # ب م: ويتموج. # م ب: يقع. # د ط س: ويقرطني - يقرط. # ط د س: وفي فصل منها. # د ط س: خيلت. # د ط س: مقاصدي؛ خ بهامش س: مطالبي. # ط د س: للنفس. # ب م: ما فيه في. # ب م: الرأفة. # ط: استياك؛ س: اشيال. # ط د س: لم يزل في امتحاني. # د ط س: احالة. # د ط س: والخمول. # د ط س: اعتداء. # ط س د: وفي فصل من أخرى. # ب م: ويعنى به. # ط س: بالغل ms1339. # د ط س: اشد. # الواجم: الذي اسكته الهم وعلته الكآبة. # ورد دون نسبة في فصل المقال: 399 وفيه " او يتفجع ". # ط د س: واشتمل كتابي على - # ط د س: معربة بذاتها على البعد. # ط د س: واغض. # ط د س: وحمل - فحمل. # ط س: تعير وتكلم؛ د: تغير؛ ب م: تعد وتكلم، ولعل الصواب: تعدى وتكلم. # ب م: يتحصل. # من قول الراجز: اصبر من عود بدفيه (او بجنبيه) جلب، وله قصة في الامثال، ~~الميداني 1: 276 - 277 وفصل المقال: 498 والعود: الجمل المسن؛ والجلب: آثار ~~الدبر. # ب م: تعدد؛ د: يعتد. # ط د س: وتسمع - مثله. # د ط س: العجل؛ ب م: الفعل (اقرأ: الفضل) . # ط د س: مناواتك. # م: التهالك. # ناظر الى قول المتنبي: # اهم بشيء والليالي كأنها تطاردني عن كونه واطارد # ط د س: طلب. # به: سقطت من ط د س. # ط د س: إلا أن. # النطف: العيب او الفساد؛ ط س د: لطف. # د ط س: محط؛ ب م: قحط؛ والقعط: الذليل. # د ط س: عبير. # ط س د: وكل. # ط س د: بدنيا. # ب م: إليه. # م: مخاطبتي. # ب م: الأنس. # ط د س: ثناء؛ ب م: بثنائي. # ب م: بدء. # ط د س: لداجي. # د ط س: وتتوزع. # د ط س: وتغتنم. # م ب: المستريب. # عن: سقطت من ط د س. # ط د س: من لقاء فلان. # ط د س: بتذكاره. # ط د س: وأطرت. # البيت لرجل من بني الحارث، المرزوقي: 1413 وذيل الامالي: 102. # ط د س: من أخرى. # ب م: نفسي قد هرمتنا؛ د ط س: هرمتها. # د ط س: الأيام. # ط س د: أعقبه. # ط س: اناء استذل؛ د: اناس. # ط د س: وأي حد فل. # ب م: البحر. # م ب: النكدة. # د ط س: بلغت. # من قول النابغة: فانك كالليل الذي هو مدركي. # ط د س: جرحا وتهيج قرحا. # من قول نصيب بن رباح (ديوانه: 509) . # س: شقي جدي. # ب م: بالاجرام. # س: أتحرف. # ب م: اليه. # ط د ms1340 س: يخلص - ويعرضها - ويأخذ جمله وتفصيله - ويحلي - ويتمم. # ط د س: يطلع عليكم من. # ط د س: وتعض. # د ط س: بقي. # د ط س: رأوه. # د ط س: وهو يعرج. # د ط س: يشفى بشيء. # ط د س: بدمعة ساجم؛ ب م: بدمعة غام وساجم. # س ط د: ويعد - تدرا (تدرأ) . # ط س د: نظم. # ديوان البحتري: 954. # في الاصول: عبدشلب، وانظر النفح 1: 534. # النفح: بتحقون؛ ط د س: ببحتون. # كان يحجم الجند بنسيئة اذا مروا به ثم يقعد فارغا بعد ذلك (الميداني 2: ~~22) . # ط د س: بالشطرنج والنرد. # راجع هذه القصة في مقامات البديع، المقامة البشرية: 25؛ والمعنى انه اقبل ~~على كتب الاسمار والاساطير يقطع بها وقته. # ط د س: أجاريه. # ط د س: الزمان. # ط س: ولو. # ب م: جلف جاف. # ب م: سؤالك. # ط د س: واستنابه - # د ط س: وإنما تأكدت. # ط س: مما يحل. # د ط س: بامثالها. # ط د س: كذوب. # ب م: شبة (صوابها: شبه) . # د ط س: وله من اخرى. # ط د س: ويظهر بالبشر. # د ط س: يعذب. # ط د س: وافسد الاكوان - السداد. # سقطت هذه الرسالة من ط د س. # ط س د: الصنع. # س: أنبا. # ط د: ان السيادة اسرار. # ط د س: بتلك. # ط د س: سرا. # ط د س: لتعلق. # ب م: مدركة. # ط د س: أو تملكت. # ط د س: بحال. # ط د س: التعمق. # ط د: اعربت -. اعرابك. # انظر نفح الطيب 1: 534. # ط د س: كتبت من. # ط د س: فضول. # الشئس: القلق؛ ب م: التبس، وموضعها بياض في ط د س. # ب م: أبيت. # ط د س: ما خلص. # الحسن بن هانئ، ابو نواس. # ط د س: النفس. # ط د س: تتذكرون. # ب م: سينفث -. وينصرف. # ط د س: علي. # ط د س: سحركم. # ط د س: في نعمة. # ط د س: قال فيها، وانظر هذه الرسالة في نفح الطيب 1: 535. # ط د س: بالتزامه. # من المثل: رمتني بدائها ms1341 وانسلت، انظر فصل المقال: 93 والميداني 1: 193 ~~والعسكري 1: 309. # ب م: وردني. # النفح: بلطيف. # ط د س: مرورة؛ النفح: مورودة هضابه واجراعه. # من قول الشاعر: # اقرأ على الوشل السلام وقل له كل المشارب مذ هجرت نعيم # من قولة أوردها ابن قتيبة في الشعر والشعراء: 26. # ب م: عفره. # ب م د ط س: وجنانه. # ط د س: وتحتوي عليه نجاده. # ط د س: فارقت. # من قول المتنبي: # احن الى اهلي واهوى لقاءهم واين من المشتاق عنقاء مغرب # الراس: سقطت من س. # العملس: القوي الشديد على السفر؛ ط س: عماس. # الخريت: الدليل الحاذق بالدلالة. # ب م: الحام؛ والخام: نوع من البلغم (مفيد العوم: 41) . # من قول دكين الراجز: # جاءت به معتجزا ببرده سفواء تردي بنسيج وحده # والسفواء: الخفيفة الناجية السريعة؛ وفي الاصول " الشقراء " وهي للفرس؛ ~~والسفواء صفة للبغلة. # من قول عمر بن ابي ربيعة: # كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول # ب: التوبة. # وتستعدي الناس: وردت في م: وحدها. # تقرأ: تنسك. # ديوان أبي نواس: 309. # ب م: وقولك. # من المثل: أعن صبوح ترقق (فصل المقال: 75، 76 والميداني 1: 315 والعسكري ~~1: 16) أي يعرض بشيء وهو يريد غيره. # من المثل: اذا سمعت بسرى القين فانه مصبح (فصل المقال: 35، 107 والميداني ~~1: 27 والعسكري 1: 12 والجمهرة 3: 168) واليقين: الحداد، ينزل في البادية ~~فيمكث اياما فيكسد عليه عمله فيأخذ يوهم الناس انه سار راحل عنهم وان لم ~~يرد ذلك، فاصبح لتكرار الامر لا يصدق؛ ومصبح: مقيم حتى الصباح. # ط د س: سحرنا. # ط د س: لدينا. # ب م: تبلغه - تسوغه. # ط د س: بقربك. # ط د س: ولا تمكن من أن تراها. # لامرئ القيس، وصدره: فادركنه يأخذن بالساق والنسا (الديوان: 104) شبرق: ~~مزق، المقدس: الراهب الذي يأتي بيت المقدس. # ط د س: حالنا. # ط د س: عنها. # ط د س: فاعلم. # ط د س: نخرج. # د ط: النوم، ط: الناس. # ط د س: الرقعة. # ترجم له ابن بسام في القسم الثاني من الذخيرة. # ط د س: منها. # ط: ودار دار الدنيا. # ط د س: فعله. # ط د س: ولابي ms1342 المطرف من رقعة قال فيها. # المذوق: الكذب والنفاق. # ط س: التأمل. # ط د س: أنا نحمد -. ولا نتوقع. # من قول المتنبي: # طلبت لها حظا ففاتت وفاتني وقد رضيتني لو رضيت بها قسما # ط د س: يتذاكرون -. يتعاطون. # ط د س: يلح عليه. # ط د س: على. # البيت لابي تمام، ديوانه: 112، وفيه: فاحسن مغرب. # ط د س: التعمق. # ط د س: ذكرك. # ط د س: من الصلة. # م: ومنتدى؛ والكلمة غير واضحة في ب. # ط س: خاطبت. # ط د س: كتبت. # ط د س: حال حمول. # ب م: حال حمول. # م ب: يبدل؛ ط د س: بأن يديل. # ط د س: والسرو. # ط د س: فيمن. # ط د س: الاشغال. # وفي فصل: سقطت من ط د س. # ط د س: وحماية. # ب م: وحفظة. # البيت لأبي العتاهية، ديوانه: 612. # انظر القلائد: 109 والخريدة 4: 355. # ب م: السفر. # ب م: والعين. # د ط س: وتخليت من. # القلائد والخريدة: فهي كاسفة بالي، كاشفة عن خبالي، لصبح. # ط د س: ذوائبي. # القلائد والخريدة: مطالع اعمالي، واراني -. الخ. # ط د س: عامرة. # ط د س: وله سبب فتح. # ط د س: حد. # د ط س: بشره. # ط د: وناظم. # شروح السقط: 150. # ط د س: ان تاسيت. # د ط س: قضية. # ب م: بالكتابة. # ط د س: يتهم أنه. # ط د س: الا على. # ط د س: كمالا. # انظر القلائد: 109 والخريدة 4: 357. # د ط س: يكلف ويعشق. # ناظر الى قول المتنبي: # وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ولكن من يبصر جفونك يعشق # س: واختلفت. # د ط س: ارديتها. # ب م: وشيها. # ط د س: بكل. # ب م: والصبوح. # ط س: ويشرب؛ د: ويطرب. # د ط: ويطرب. # س: لم يتسن لي. # ب م: الباء والعين. # ب م: الباء والعين. # ط د س: فطيب. # ب م: المنتظمة. # د ط س: بغضنهما. # ط د س: التعمق. # من قول الشاعر: # وحدثني يا سعد عنهم فزدتني جنونا فزدني من حديثك يا سعد # د ط س ms1343: خاطب بها من سرقسطة بعض اخوانه بالغرب، ونقلت هذه الرقعة من خط ~~يده. # عجز بيت لعمر بن ابي ربيعة (ديوانه: 434) وصدره: اما الرحيل فدون بعد غد. # م ب: منة. # ط د س: إليك. # ب م: معجل. # ط د س: في. # د ط س: وقتها. # هنا وقع خرم في س ضاعت بسببه أوراق. # ب م: عليها بودك. # انظر القلائد: 108 والخريدة 2: 354. # د ط ب م: ينشط سماعها. # سباء الخمر: شراؤها. # د: زاخرة؛ ط: زاجرة. # القلائد: 108 والخريدة 2: 354. # يا سيدي - حرزه: سقط من د ط وكذلك من القلائد والخريدة. # القلائد والخريدة: يعبق في. # القلائد والخريدة: تظهر. # القلائد والخريدة: ايناسه. # ب م: املها -. جذلها. # القلائد: 109 والخريدة 2: 356. # من قول ابي تمام: # مطر يذوب الصحو منه وبعده صحو يكاد من الغضارة يمطر # ط د س: وندمانا. # ط د: ومن أخرى. # د ط: مهدي. # د ط: مقسوم. # د ط: الضحى. # د ط: للقيام. # ط د: وتخدش الخبز. # د ط: تنشط. # ط د: الخاطر. # ب م: موضع. # د ط: نطيل فيها الحمد. # ب م: في الاجتناء. # ب م: يرد اليك. # د ط: فريضة. # د ط: تنزع. # اشارة الى المثل: " مرعى ولا كالسعدان ". # د ط: الحسن. # د: الشيب. # د: تتحملها، ط: لتحملها. # كذا في الأصول ولعل الصواب: " جبره ". # د ط: بعض المولدين. # د ط: الاقوال منها. # ط د: بحالة فلان. # ط د: وخلصت منه. # ط د: فعلى فضله عولت عليه توكلت واتكلت. # ط د: والمشهد. # البيتان للمتنبي، ديوانه: 481، 460؛ ب م: كلام عنده. # القلائد: 107 والخريدة 2: 352. # م: الردى. # د ط: العلم. # ب م: جبرون. # ط د: لا تكثروا. # م ب: ويجرع ذا البها. # ب: عر، م: عن، وسقط البيت من ط د. # انظر المغرب 2: 440. # المغرب: بصحبته. # المغرب: تجريه؛ ب م: جرته. # د ط: تشيعا. # د ط: مجد. # ترجمته في المغرب 2: 442 والجذوة: 209 (وبغية الملتمس رقم: 773) ، ومسالك ~~الابصار 11: 447. # ط د: الاوان. # ط د: الفقيه أبي محمد بن الحسن المعروف بابن الكتاني قال: # ط د: ترددي. # المغرب: عرف. # المغرب: له بين احناء الضلوع حريق. # ط ms1344 د: من القيمات اسيرة كأنها فلقة -. سمعت الشعر -. م ب: هذه الأبيات. # ط د: من القيمات اسيرة كأنها فلقة -. سمعت الشعر -. م ب: هذه الأبيات. # هذه هي الرواية التي ذكرها الحميدي نقلا عن ابن حزم، وهي مختلفة اختلافا ~~كبيرا عن الاولى؛ وسقطت هذه الرواية من د ط. # قد وردت ترجمة محمد بن الحسن المذحجي الكتاني الطبيب في طبقات صاعد: 82 ~~وابن أبي أصيبعة 2: 45 والصفدي 2: 45 وجذوة المقتبس: 45 وهو يرد باسم محمد ~~بن الحسن ومحمد بن الحسين؛ راجع مقدمة كتاب التشبيهات؛ واستبعد ان يكون هو ~~نفسه صاحب القيان، الذي يتحدث عنه ابن بسام بقوله " كثير الترقيح ~~والاستعمال لضروب من الكذوب وزور المقال ". # ب م: العلم. # م ب: على. # ط د: خطاطات. # ط د: علوم. # ب م: المسكوب. # د ط: واخبرني الفقيه ابو الحسين. # د ط: بعض الشعراء. # د ط: وتحدث. # د ط: ليعرب. # د ط: يحكى. # انظر ابن خلكان 4: 316، 320 وديوان المعاني 1: 178. # ابو عبد الله محمد بن خلصة الشذوني الداني؛ راجع ترجمته في الجذوة: 51 ~~(وبغية الملتمس رقم: 111) ونكت الهميان: 248 والتكملة: 395 والمسالك 11: 45 ~~ونفح الطيب: 4: 100، 156 واشار اليه ابن الابار في تحفة القادم: 2، وانظر ~~الوافي 3: 42، وقال ابن الابار في التكملة: وقرأت ان في ديوان شعره قصيدة ~~له على روي الراء يهنئ فيها المقتدر احمد بن سليمان بدخول دانية وتملكها ~~سنة 468. # ب م: فصل؛ وسقط العنوان من د ط. # ب: بما القه؛ م: بما لقة. # ط د: هي؛ ب: الذي بها. # ط د: البشر. # ب م: استوفتهم. # ط: الشرح؛ ب م: الترج. # ب م: واصابتني. # د ط: روضة وغدير. # ط د: جعلت. # منها: سقطت من ط د. # قد مر هذا البيت ص: 314، وهو للمتنبي. # د ط: المجد. # ب: الصميم. # د ط: بحرك وبرك. # د ط: كفؤ. # ب م: الذل. # النفح: وثنى. # هذا البيت والذي يليه وردا في النفح 4: 156. # ط: لذكرك. # ط د: بفخرك. # ب م: ووداد. # ط د: وفلان وافاني. # ط د: علمت. # ط د: قال. # انظر بعض ابياتها في النفح 4: 156. # ب م: ظنين. # د ط: لديك الجون ms1345. # د ط: جراه لي؛ ب م: اعدى بما يعدى. # ب: ألذ. # ط د: لي. # ط د: فلاحظني - وكلمني. # ط د: ومن مرثية له في ام معز الدولة. # م: حفيل. # ط د: والزمان. # د ط: ينضى. # انظر الجذوة: 378 (بغية الملتمس رقم: 1546) والمغرب 2: 33 والخريدة 2: 12 ~~والمسالك 11: 447 والنفح 3: 363، 423 والتكملة رقم 1690؛ واسمه عبد الملك ~~بن غصن الخشني من اهل وادي الحجارة، لقي ابا الوليد يونس بن عبد الله ~~القاضي وحدث عنه بمقالة حنش الصنعاني في قرطبة، وكان فقيها اديبا شاعرا ~~صاحب منظزم ومنثور؛ وكانت وفاته بغرناطة سنة 454. # د ط: وقته. # ترجم ابن سعيد في المغرب 2: 30 لمن اسمه عبد الملك بن حصن وقال انه كان ~~من اعيان الوزراء واعلام الكتاب والشعراء، وذكر انه هو الذي سجنه المأمون ~~حتى تخلصه ابن هود من يديه؛ ويعتقد الدكتور شوقي ضيف محقق المغرب ان هناك ~~خلطا بين عبد الملك بن غصن الحجاري، وعبد الملك بن حصن، وان هذا الخلط وقع ~~فيه ابن بسام وابن الابار (التكملة رقم: 1690) وصاحب النفح؛ وانا استبعد ~~ذلك، فان ابن الابار لم يقل انه كان وزيرا للمأمون وانما قال " وامتحن ب # PageV05P531 # ليلى الاخليلية؛ وابو حزام العكلي شعره عويص. # ديوان ابن هانئ: 22. # الديوان: وسحت؛ د ط: ومجت. # الديوان: ووكرك. # الديوان: العدل. # ط د س: رجع وقال ادريس؛ وورد منها بيتان في مسالك الابصار. # ط د س: محاسنا؛ ب م: يرقاه؛ د: ترقاه؛ واليرنأ واليرناء: الحناء. # ط د س: فاء. # ب م: الحول. # ط د: يد. # ب م: على سودا - اورق؛ المسالك: على متردى؛ وسقط البيت من ط د. # ط د: وله من اخرى؛ س: وقال من أخرى. # ط د س: من كثب. # ب م: ازوره؛ د ط: اردده. # ب م: الزمان. # ب م: موضوءة؛ وسقط البيت من ط د س. # ورد منها بيتان في المسالك. # ط د: قلبي وعيني. # ط د، تلمع. # د ط س: وهي. # ديوان التهامي: 49. # ديوان قيس بن الخطيم: 41، وانظر التعليق على هذا البيت: 203 في الديوان. # البيت من الحماسية رقم: 14 ص: 108 في شرح المرزوقي ms1346، وهي تنسب الى بشامة ~~بن حزن، ونهشل بن حري، وبعض بني قيس بن ثعلبة. # ب م ط د: درت. # الواغل: المتطفل على الشراب. # شروح السقط: 1113. # ورد منها في المسالك 11 بيتا، وسقطت من ط د س وهي وما بعدها حتى نهاة ~~الترجمة. # ب م: الليل، والتصويب عن المسالك. # ب م: المراح. # ب م: لمرتد. # عبد العزيز بن محمد بن ارقم النميري الوادياشي، سكن المرية، وأقام بدانية ~~مدة عند اقبال الدولة علي بن مجاهد ثم صار الى المعتصم محمد بن صمادح، وكان ~~من وجوه رجاله ونبهاء اصحابه، وقد توجه عنه رسولا الى المعتمد بعد 460، ~~بصحبة ابي عبيد البكري والقاضي ابي بكر بن صاحب الاحباس؛ وله " الانوار في ~~ضروب الاشعار " ثم اختصره وسماه " الاحداق "، توفي في امارة المعتمد بن ~~عباد، (انظر التكملة رقم: 1735 ونفح الطيب 3: 498 والقلائد: 8) . # د ط س: ارباب. # د ط س: بديعة. # د ط س: وينسق في. # ورد بعض هذه الرسالة ص: 245 منسوبا الى ابي عامر التاكرني، وذلك فيما ~~يبدو وهم من ابن بسام؛ وقد وقع اختلاف في القراءة في المرجعين أشرت إلى ~~بعضه، وأبقيت يعضا منه كما هو. # ط د س: الأيام. # س: الانفصال والإنعام. # ط د س: إني. # ب م: افتتح؛ ط: ابتلج. # ب م: نائي. # وردت قبل: ليعلم؛ ب م: ليعمر. # ب م ط: ليطمس. # س: لتروح. # ط د: الانفلال. # ب م ط د س: جليلة. # ب م: تقابل -.تسامت - تنال. # مرت قبلا: " ضئيلة ". # ط د س: وشريعتي. # ب م: استند. # ب م: نائي. # ط د س: العدو. # ط د س: افل قائدهم؛ ط وخ بهامش س: بل أفل. # ط د س: يضره. # ب م: عصبه. # من المثل: " زاحم بعود او دع " (الميداني 1: 216) أي لا تستعن إلا بأهل ~~السن والتجربة. # ط د س: ولما رغب ان توطئه - الخ؛ وفي ب م: تطويه. # ط د س: التماحا. # ط د س: المجنب. # ب م: الندى. # س: للمصاحب. # ب م: جوده. # ط: فالضياع؛ س: فالضمانة. # د ط س: لابنه. # ط د ms1347 س: برقعة قال فيها. # ب م: ويسبح في محاسن ربه. # ب م: وأخذ ناظري. # ب م: حكاه. # ط د س: وسدد. # س: خلال؛ ط د: خجلة. # ب م: فكأن. # عجز بيت للمتنبي، وصدره: لعل عتبك محمود عواقبه. # ط: تعلق. # ط د س: ولا بأنه قد ولج له؛ ب م: ولا بأنه أبه قد وبه له. # ط د س: وطار غباوة غفلته. # د ط س: حفيره. # د ط س: وحل بطائر؛ ب م: الاحسان. # د ط س: وسما بصره حتى رماه. # د ط س: كربا. # اشارة الى المثل: " ان الشقي وافد البراجم " (فصل المقال: 454) . # ب م: وندايته؛ ط د س: وتدانيه منه الآخر. # ط د: وتنقله. # ب م: بارسطاليس. # ط د س: والقعقعة. # ب م: والسعر. # ب م: قاطو اغورياس. # ط س: وبار أرمينياس. # د ط: ثمره وزهراته. # ط د: ارميت. # ب م: ووارثه. # ب م: برسومه. # ط د: مغنى؛ س: مغنا. # د: وبقلا؛ س: وثهلان. # ب م: موضع شرفه. # د ط: الفقهاء. # نص الحديث (البخاري، باب العلم:34) ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ~~من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالم اتخذ الناس ~~رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا؛ وانظر صحيح البخاري، باب ~~الاعتصام: 7. # د ط س: تبينت - المراس. # ط د س: اسود. # ط د س: منضود. # ب م: شرفاتها - عرصاتها - منها؛ ط د س: علي منهم. # ب م: يد لسان. # ط س د: حتى عرضت. # لطرفة بن العبد (او كليب) ؛ انظر فصل المقال: 364 - 365. # ط د س: غير نفيس. # س: لنا # انظر اللسان (جعر) ؛ وجعار: الضبع، وفي رواية البيت: لم يشهد القوم، ~~وانظر الميدان 1: 310 تحت المثل " عيثي جعار؛ ط د وخ في هامش س: حاضره. # ط د س: سؤال ابن سيده أبي الحسن فلم يفكر في العواقب. # البيتان للأخطل التغلبي، ديوانه: 132. # ب م: العقاب المنشور؛ وفي التكملة: عتاب المتسور. # د ط س: سبيل. # ديوان بشار (جمع العلوي) : 98، وورد البيتان في الموشح: 385 والأغاني 3: ~~204 وفي ms1348 كليهما " تحدثت عن " مع أن مواضع الشاهد في ما يورده أبو الأصبغ. # ط د وخ بهامش س: سألتك. # ب م س: تحفيته. # ديوانه 2: 55. # الديوان: بمحبر. # يبدو ان في هذا الرأي بعض استناد الى رأي ابن حزم الظاهري حيث يقول، ومما ~~احدثه اهل الإسلام في اسماء الله عز وجل " القديم " وهذا لا يجوز البتة، ~~لانه لم يصح به نص البتة، ولا يجوز ان يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفس ~~(الفصل 2: 151 - 152) وابن حزم يرى ان اسماء الله مثل قدير وسميع وبصير، ~~غير مشتقة، ولكنه لم يقل شيئا من هذا في الصفات على وزن فاعل كما قال ابن ~~سيده. # ديوان العجاج 1: 421، قال الشارح: ولا يقال: الله ارتاح، ولكنه اعرابي ~~مجنون جلف جاف. # ديوان القطامي: 111. # اللسان والتاج (خدلج) وديوان المعاني 1: 225. # الخدلج: العظيم الساقين. # ط د: لابتعاثنا. # انظر معجم المرزباني: 78. # سقط من ب م وزدناه من معجم المرزباني، والابيات لم ترد في د ط س. # هو ابو نخيلة السعدي وقبله: دستية لم تأكل المرقتا (انظر اللسان والتاج ~~مادة " فستق ") . # د ط س: آخر؛ والشاعر هو عقفان بن قيس بن عاصم اليربوعي، شاعر جاهلي، وصدر ~~البيت: سأمنعها او سوف اجعل امرها؛ انظر السمط: 746 والجمهرة 3: 490 وامال ~~القالي: 2: 121 والصناعتين: 301 واسرار البلاغة: 37 واستوفى هنالك تخريجه ~~فراجعه. # شرح ديوان زهير: 76. # الديوان: فلم يصلح لكم. # في ب م ط د س: قد جاءكم موعظة من ربكم. وقد جاءكم البينات، وليست الآيتان ~~كذلك فالاولى قد جاءتكم موعظة، وليس فيها الشاهد المراد؛ والثانية ليست ~~آية، ولذلك ابحت لنفسي تغيير هذا كله، فابقاء ذلك في المتن لا يجوز، وهذا ~~نوع من الخطأ غريب. # ورد غير منسوب عند سيبويه 2: 174 وانظر الخصائص 2: 417 والخزانة 3: 312 # ديوانه: 126 وانظر سيبويه 2، 181 والعيني 4: 483 والخزانة 3: 312. # ديوانه: 467 (اعتمادا على الذخيرة دون أي مصدر آخر) . # ب م: هي حلية الرجال والنساء. # ب م: يا لهذه الطريقة والمنازع الفظيعة. # شدي على نفسك ازارك، في مسند احمد 6: 65، 91، 185. # صدر البيت: الا أبلغ أبا حفص رسولا؛ والشعر لرجل من الانصار لرجل من ~~الانصار، العقد 2: 463. # صدره: النازلون بكل ms1349 معترك؛ والشعر للخرنق بنت هفان ترثي زوجها عمرو بن ~~مرئد وابنها علقمة واخويه حسان وشرحبيل. انظر امالي القالي 2: 154 والسمط: ~~548، 780 والخزانة 2: 306 والعيني 3: 602 واللسان (نضر) . # ديوانه: 969. # ب م: كرك؛ د ط وخ بهامش س: حرة؛ د ط س: وخلاخله. # ديوان الخنساء: 31، وصدر البيت " فذلك في الجد مكروهه ". # بهامش س أنه مما أنشده ابن دريد، ولكن لم يعين قائله. # انظر امالي القالي 1: 245 والعيني 2: 47 والشعر والشعراء: 362 والحماسة ~~رقم: 699 (المرزوقي) والتبريزي: 4: 77. # الاغاني 10: 330. # عجز بيت الفرزدق، يرد صدره فيما يلي؛ انظر سيبويه 1: 305 والعيني 2: 355 ~~والخزانة 2: 102 وشرح شواهد الكشاف: 113. # ط د: تسوغ له " توشحا " لقالها. # شرح اشعار الهذليين 1: 38. # البيتان في الحيوان 6: 425 والبيتان 3: 246. # الحيوان: تركت الركاب لأربابها واجهدت نفسي. # د ط س: بياني؛ م ب: لحييه. # البيت لابي تمام، ديوانه 4: 42. # اشار في ب م الى ان هذه العبارة آية قرآنية، وليست كذلك. # ب م: ابوء به؛ ط د: ابوا به، فأما أبؤو فانها لغة في أبأى، أي ارفعه عن ~~ذلك. # فرشه: سقطت من ط د. # جاء في مقدمة الجزء الثاني من البيان " الذين كانوا مصابيح الظلام وقادة ~~هذه الايام وملح الأرض وحلي الدنيا "؛ ولم يقرن هنا بين لفظتي " القادة " و ~~" الذادة " فلعل ابن أرقم يشير الى ورودهما في موضع آخر. # القداميس: جمع قدموس وهوالسيد؛ ب م: القراميس؛ ط د س: السراة. # ط د س: وحوى هذا التسور يا ابا الحسن - الخ. # البيت للفرزدق، ديوانه 71 وانظر فصل المقال: 362 والمعاني الكبير: 876، ~~1209 وروايته: تحت الثرى تستثيرها. # الأبيات للمتنبي، ديوانه: 334. # هذه العبارة مبنية على الافراد في د ط س: وشان ببعره، - وبحجمه - وكان ~~كلامه - الخ. # ليس في قراءة هذه الآية خلاف بين القراء، ولم اجد فيها لابن عامر انفرادا ~~وإنما جاء قبلها " ومكر الشيء " وقرأها حمزة ساكنة الهمزة، (انظر كتاب ~~السبعة: 535) وقد دافع عنه ابو الفارسي كثيرا في ذلك. # قراءة ابي عمرو " برق " بكسر الراء، وقرأ ابان ونافع عن عاصم بفتحها ~~(انظر كتاب السبعة: 661) . # يعني قراءته " اطهر " بفتح الراء، انظر المحتسب 1: 325. # ذكر في اللسان أن المضارع من قنط تكون عينه مكسورة ومضمونة ومفتوحة ms1350. # سورة الشعراء: 221. # شبيه لما في البيان 2: 6. # البيتان لحمزة بن بيض، انظر الميداني 1: 311 والمثل " على أهلها تجني ~~براقش ". # د ط س: على راي. # د ط س: بتزيد. # ط د س: والمحدود -. والمنجوه. # د ط س: في استخراج ذلك فأحس بالمكواة. # فصل المقال: 432 " قد يضرط العير -. " والميداني 2: 28 والعسكري 2: 117. # ط د س: فلاذ. # ب م: مخمورا. # ب م: القرض. # ط د س: تلك. # ط د س: وتكثير. # يعني أنها تنم عن أنها عمل مؤدب الصبيان. # ب م: بهذيات؛ وسقطت من ط د س. # لم يرد هذا القسم كله في د ط س. # ب م: خضيب خطيب. # الارعاظ: السهام؛ وكسر عليه ارعاظ النبل: اشتد غضبه عليه، وهذا مثل، انظر ~~الميداني 1: 24. # كان حق هذه اللفظة أن تصبح " فيا عاذلي " أو " فيا لائمي " ليطرد ما ~~يبنيه ابن ارقم في ما يلي. # ديوانه: 242. # ديوانه: 99. # البيت في البيتان 1: 10 وهو لعروة بن الورد، ديوانه: 101 وورد في ~~الحماسة: 1719 لعتبة بن بجير، وقيل انه لمسكين الدارمي وفي الأغاني 13: 67 ~~انه للعجيز السلولي. # د ط س: السلطانية. # هي الرسالة التي تعقبه فيها ابن سيده؛ ويقول ابن الابار في التكملة إنها ~~وجهت الى صاحب مصر سنة 452. # د ط س: لبرد. # د ط س: ادخرها. # د ط س: الشأو. # د ط س: والانفصال. # د ط س: أم. # ط س: لبيدة؛ د: لبيد. # ط د س: حمل. # ب م: نظمه. # هبذ وهابذ: أسرع في الطيران. # م: جنبا؛ وهي غير واضحة في ب. # م ب: لدن. # د ط س: وتطرد علي. # ط د س: الأدهر. # ط د س: وقلدت - وضمنها. # ب م: والمنتهى. # د ط س: يتصرف. # د ط: وضمن الحملة (د: الحبلة) حديثا؛ س: وضمن الجملة حربيا؛ وهو الصواب. # د ط س: النية. # م: وسط؛ ب: وسك. # ط د س: وقد كان لأبي. # ط د س: شرافات. # ط د: وفتحت - سببا. # ط د س: لايراد إهماله الحاجات. # ط د س: لغرائبه. # ط د س: ومنتهضون. # ط د س: كتائبه. # ط د س: مات. # د ط س ms1351: رقموا النجوم اصرعوها. # بداية هذه الفقرة في د ط: ولم يكن ليقرع بابا - الخ. # ب: باناختها؛ ط د س: باجابتها. # د ط: وخص. # د ط س: فندب - وصفوة الظهراء فلانا مضمنا - الخ. # د: ينزل به منزله؛ ط: مزل به مزل؛ س: مذل. # ط د س: الادنى. # د ط س: العجمة. # د ط س: وتحفة. # د ط س: وتغشيه أقمارها. # د ط س: والزمن. # د ط س: كمية. # ب: ولا سيرت غده؛ د ط س: شربت. # ط د س: الوزير بها. # ط د س: المظلمات. # ط: فمررت. # د ط س: بمداخلتها. # ط د س: وتوفير. # ب م: من. # ط د س: الخشنة. # ط د س: بمحادثة. # ط د س: وأمره محمول على - الخ. # ط د س: الطاعة. # ط د س: والمعاملة. # ط د س: الأفلاك. # ط د س: بما. # س: ورويت، د ط: ووريت. # ط د س: وكادت تثمر - الشمس. # السمار: اللبن المشوب. # القلائد: 132 والنفح 3: 499 والخريدة 2: 398، وسقط هذا الفصل كله من د ط ~~س، ولم يشر ابن بسام في فهرست كتابه الى انه سيترجم له، وقد زاد ما هنا عما ~~في القلائد، فاذا حكمنا أن هذه الترجمة دخيلة فمعنى ذلك ان الذي أدرجها هنا ~~اعتمد على القلائد ومصدر آخر؛ وفي ط د س: وابنه أبو عامر بجهة المرية ناظم ~~ناثر، ولم يقع إلي ما أجعله سببا لذكره؛ 1 ه. # هذه القصيدة في مدح الامير المرابطي عبد الله بن مزدلي. # القلائد والخريدة: برا يوم. # ب م: مردلى ولى له كان تدفعه. # ب م: لكما؛ القلائد: لهم، والتصويب عن الخريدة. # القلائد والخريدة: وكتب شافعا لرجل يعرف بالزريزير. # القلائد: وشهابي. # ب م: موصلة. # الكرواء: الساق الدقيقة؛ الخذواء: الأذن المسترخية؛ ب م: كوراء - لحدواد؛ ~~القلائد: كدواء - بجذواء. # الفور: الظباء، والكافور هنا كناية عن الثلج؛ والصرد: طائر فوق العصفور، ~~والصرد: البرد. # زيادة من القلائد. # ب م: الأدب. # الاهذاب: الاسراع. # عجز البيت: لم يستطع صولة البزل القناعيس؛ وهو لجرير كما في اللسان ~~(قنعس) وانظر ديوانه: 259 (ط. صادر) . # الزبير ms1352 بن عمر احد ولاة المرابطين بالاندلس، ولي قرطبة، وفي سنة 526 امر ~~علي بن يوسف باضافة ولاية قرطبة الى تاشفين وتحويل الزبير الى غرناطة ~~(المغرب 4: 87) ومن ثم عدة ابن سعيد (المغرب 2: 127) صاحب قرطبة كما عده ~~صاحب مفاخر البربر (82) من ولاة غرناطة، لأنه ولي البلدين، وهو صاحب منية ~~الزبير (نفح الطيب 1: 471) وللشاعر ابي بكر ابن الابيض اهاج فيه (النفح 3: ~~489 - 490) وقال فيه ابو بكر الصيرفي مؤرخ دولة المرابطين " ندوة الزمان ~~كرما وبسالة وحزما واصالة " (الاحاطة 1: 458) . # ب: فبدى. # ب م: واعتاد العز الذبول -. واعتاد بعد ذاك النقص. # ب م: ولفاتني. # تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين: احد رجالات المرابطين شجاعة وبلاء في ~~الأندلس وزهدا وصلاحا، ولاه ابوه على امارة غرناطة والمرية سنة 523 ثم اضاف ~~اليهما قرطبة، فكانت له معارك في الجهاد مشهورة، ولما توفي ابوه سنة 537 ~~خلفه في امره المسلمين، وقد خاض الحروب ضد الموحدين، ولقي مصرعه سنة 539 ~~(انظر الاحاطة 1: 456 والمغرب 4: 79 وما بعدها) . # من اهل قرطبة وسكن بلنسية، انضم الى المأمون صاحب طليطلة بعد انفصاله عن ~~المنصور عبد العزيز بن ابي عامر، وقد انتفع به الناس في وزارته لدينه وسكون ~~طائره وسلامة باطنه وظاهره، وكانت وفاته ببلنسية ليلة الاثنين لليلتين خلتا ~~من صفر سنة 458 ودفن يوم الثلاثاء بعده، ذكره ابن حيان وأطال في الثناء ~~عليه (انظر التكملة رقم: 1555 وذكره صاحب النفح 3: 559 ولكنه خلط بينه وبين ~~ابي مروان عبد الملك بن مثنى، وهذا الثاني ترجم له في المطمح: 30) . # د ط س: محمد بن صبغون. # د ط س: قلد. # قال - حيان: سقطت من ط د س. # ط د س: محمد. # ب م: بقرطبة. # د ط س: ثلاث. # ترجم له ابن بسام في القسم الرابع من الذخيرة (المطبوعة 4/1: 67) . # د ط س: درجة. # الاروية: الحبال، المفرد: رواء. # د ط س: وصرف نوائب. # لم ترد هذه الزيادة في س. # د ط س: محاسنه. # ب م: فاخرت. # ب م: فراحا. # د ط س: الفضل. # د ط س: والأدب. # ط د: الأمانة. # د ط س: مطالعة. # د ط س: بالتشتيت ms1353. # ط س: بمبغاه. # د ط س: سهره. # ب م: العزم. # د ط: استقل. # من قول المتنبي: # وضاقت خطة فخلصت منها خلوص الخمر من نسيج الفدام # ب م: فيها. # د ط س: عظيم. # ب م: رغبا. # ط س: وأدجت. # د ط س: واقيم صعري. # ب: المايابة. # د ط س: برقعة منها. # د ط س: الاقسام. # البيت لابي تمام، ديوانه: 355. # ط د: فتصوب. # د ط س: وعاه. # د ط س: ومآخذ الفضائل. # ط: وغمر. # د ط س: نزقت. # ط د س: خطرك. # د ط: وحلاه. # من قول الحرمازي: داهية وصماء الغبر؛ راجع المعاني الكبير: 671 واللسان ~~(غبر) وفصل المقال: 141؛ والغبر: الماء الذي قد غبر زمانا غير مورود ولا ~~يقربه احد من اجل تلك الصماء وهي الحية. # د ط س: سمع طفل منا. # د ط س: ولا خامر رضيعنا في مهده. # د ط س: وعامل طبقاتهم. # ط د س: فالذكاء مه هذا منه - الخ. # د ط س: وأما عامتنا بعد. # ب م د ط س: وصحت الحيلة والحال. # ب م: اقرعتها؛ د ط: فزعتنا هذا التفريع وردعتنا؛ س: أفزعتها - التفريع. # ب م: بالنكوص. # ب م: قد نادى. # ط د س: أشد. # ط د س: مقال إلى. # من قول الأعشى: # فقال ثكل وغدر أنت بينهما فاختر وما فيهما حظ لمختار # ب م: الخافي؛ ط د س: الجاني. # تلخصت هذه الفقرة من أولها في د ط س: فجاءت: وقد وقفت على ما وصفته من ~~الاسنتباذ - الخ؛ وصدرت ب " وفي فصل ". # ب م: الايام. # د: الزمان. # اذا أصاب الرجل عند صاحبه افضل ما يريد من الخير والخصب قالوا: وجد ثمرة ~~الغراب وذلك ان الغراب إنما يبتغي من الثمر اجوده وأنضجه لقرب تناوله عليه ~~في رءوس النخل (ثمار القلوب: 463) . # د ط س: بما اغبطتني - وأبهجتني. # ب م: وانتظرت. # من قول المتنبي: # فلو أني استطعت خفضت طرفي فلم أبصر به حتى أراكا # ذكر ابن القلاس (بالفاء) عرضا في المغرب 1: 363 والنفح 1: 186 وقال ~~المقري: وبنو الفلاس من اعيان حضرة بطليموس؛ ولا ms1354 لبس في قراءة القاف بحسب ~~الكتابة المغربية والاندلسية، والقلاس هو صانع القلانس، ولعل هذا هو الصواب ~~في الاسم. # ب م: وكان من عليه -. ايضا. # د ط س: فصول. # لم يرد هذا العنوان في د ط س. # د ط س: المنة. # د ط س: مشتوت. # د ط س: قمنا. # ب م: زنده - حده. # د ط س: استنجحت في الامر بركة - الخ. # د ط س: رأيه. # د ط س: بنعمة. # د ط: وله من أخرى. # ب م: يحدث؛ ط د س: بها. # د ط س: ميثاقا. # د ط س: وهدت من الكفر. # ب م: والغريب البعيد. # ب م: وفي فصل منها. # د ط س: وكان يحسن. # ب م: تستوي. # ط س: وبلفظه. # ب م: أجلاه. # د ط س: مد الأطناب. # م: حذر وبها خبر، ب: جدر.. خبر. # هذا الفصل لم يرد في د ط س؛ قلت: وكان لسليمان بن هود خمسة ابناء قسم ~~عليهم بلاده في حياته فولى احمد مدينة سرقسطة ويوسف لاردة ومحمدا قلعة ايوب ~~ولبا مدينة وشقة والمنذر مدينة تطيلو؛ فلم يزل احمد يحتال على اخوته حتى ~~اخرج بعضهم من مواضعهم وسجنهم وكحل بعضهم بالنار؛ وامتنع منه يوسف حسام ~~الدولة صاحب لاردة، فكره اهل الثغر احمد وصيروا امرهم الى ااخيه يوسف ولم ~~يبق لأحمد إلا سرقسطة، ثم دارت الايام وعاد احمد فبسط سلطانه على عدة مدن ~~وتضاءل شأن يوسف (البيان المغرب 3: 222 وما بعدها) . # من هنا تعود د ط س للأشتراك مع ب م، وصدر الفقرة: " وله من أخرى عنه إلى ~~ابن جهور في خبر أخيه، قال فيها: وبعد - االخ ". # ب م: خلتها. # ط د س: البشاكسة؛ وهم جماعة البشكنس. # ب م: يريغ - البنية. # ط د س: باحتضان. # ط د س: في رمحيهما - سبق إلى مسك. # ط د س: ثوبه. # ط د س: فكان عذره ذلك. # ط د: لهمه. # انظر فصل المقال: 127، 486 والميداني 2:150 والعسكري 2: 194. # في د ط س هنا زيادة تتصل ببعض ما قاله ابن حيان حول الخلاف بين الاخوين، ~~وقد ms1355 جاء فيها: " ووصف ابن حيان أيضا ذلك، وزاد في الحديث هنالك انه اختلط ~~الفريقان - كالتي كانت من قبل ". وقد تقدم هذا فلم أثبته هنا. # داني ترجم له ابن سعيد، انظر المغرب 2: 405 والمسالك 8: 342، والفصول ~~التي اختارها ابن بسام من رسائله تدل على انه كان رسولا الى بعض ملوك ~~الطوائف عن إقبال الدولة بم مجاهد حين نازعه المقتدر احد الحصون. # د ط س: ابن اغلب صاحب (ط: حاجب) ميورقة؛ ويذكر ابن خلدون ان مجاهدا وابنه ~~عليا جعلا اغلب على ميورقة، وكان اغلب مولى مجاهد، وكان صاحب غزو وجهاد في ~~البحر، ثم تخلى عن ولايته ايام علي إقبال الدولة فولي الجزيرة سليمان بن ~~مشكيان ثم بشر ابن سليمان الملقب ناصر الدولة (ابن خلدون 4: 164 - 165) ؛ ~~وقد نقل ابن سعيد بعض هذه الرسالة في المغرب. # ط د س: أكاتبك. # من قول المجنون: # اصلي فما ادري اذا ما ذكرتها اثنتين صليت الضحى ام ثمانيا # وفي فصل: لم ترد في ط د س. # ب م: زماني. # ط د س: قلة. # من المثل: مع الخواطري سهم صائب، فصل المقال: 43 والميداني 2: 155 ~~والعسكري 2: 221. # نصفها: سقطت من ط د س. # ط د: او ضعفها. # انظر الآية: 17 من سورة المزمل. # ط د س: واصخ. # ب م: يلهج. # انظر الآية: 19 من سورة البقرة. # انظر الآية: 17 من سورة البلد. # ب م: بصمار. # انظر الآية 4، 5 من سورة الفيل. # ط د س: فلم نشك في. # انظر الآيات 26، 27، 29 من سورة القيامة. # د ط س: العمل بنيتي. # ب م: المدينة. # د ط س: الكدا. # ب م: قطعه. # من قول المعري (شروح السقط: 734) من رواية البطليموسي: # وسألت كم بين العقيق الى الحمى فجزعت من بعد المدى المتطاول # وعذرت طيفك في الجفاء لأنه يسري فيصبح دوننا بمراحل # ط د س: ولجت بك. # ط د س: خل. # د ط س: منفردة. # ب م: لو كان أمرها. # د ط س: هيئة. # بم: الحيل المنيل؛ والمنيل من اللاتينية nigellum أي المرصع أي المزخرف ~~(انظر ملحق دوزي) ؛ أما " الحيل " حسب قراءة ب م فيمكن ربطها بلفظة ms1356 " محيل ~~" التي اوردها القلعي (الكهالا) في معجمه بمعنى مصنوع او صناعي (انظر ملحق ~~دوزي 1: 342) . # من قول امرئ القيس (ديوانه: 17) -. # وكشح لطيف كالجديل مخصر وساق كأنبوب السقي المذلل # والأنبوب هنا ساق البردي، والسقي: البردي الناعم، والمذلل: الذي جمعت ~~اطرافه ليجنى. # د ط: ملبسها. # ب م: وتروق. # د ط س: انطق الحصى. # الأنبياء: 69 قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. # المشتبه: الذي لم يصح تحريمه بوجه قاطع، ولكن يمكن فيه التأول. # المزر: نبيذ الذرة؛ الدوشاب: نبيذ التمر او الدبس، وقال السمعاني انه ~~الدبس بالعربية؛ (انظر شفاء الغليل: 87) . # الأزاذ: نوع من التمر، والداذ لعله الداذي أو الذاذي وهو نبت يعمل منه ~~شراب مسكر. # البيت لابن الرومي، ديوانه 1: 576 (1: 340 تحقيق نصار) ، وفي ط د س: ~~بازيا وغرابا. # الخسروان: كذا هنا، والمعروف الخسرواني وهو الحرير الرقيق الحسن الصنعة ~~(المعرب 135) . # د ط س: قطعة من الخسروان لازوردية الحرير، أما لفظة الحرير فيبدو انها ~~مقحمة لشرح لفظة " خسرواني "، والأصوب حذفها. # ط د: وقرن؛ ب م: وقبب. # ب م: وحمام. # ط د: شربي. # س: وتضييعي؛ ب م: الخمس. # ط د س: كان. # ط د: مديد الكيذان؛ ب م: غرير الكران. # ب: فانقلبت. # ط د: فانقلبت. # ب م: كما. # ب: اعلى. # ب م: نشرب - لا تجرب بالحسام. # ط د س: نعد. # ط د: وقلت. # يشير الى قول امرئ القيس: (ديوانه: 31) : # نظرت اليها والنجوم كأنها مصابيح رهبان تشب لقفال # ط د س: رحلت. # ط د س: فصادرتنا. # ط د س: الثلوج. # يستعير بعض قول المتنبي: # كم قد دفنت وكم قدمت عندكم ثم انتفضت فزال القبر والكفن # ط د س: عذابا. # ط د س: ولولا. # ب م: الشيء؛ ط د س: عن فلانة؛ وألش: (بتسكين اللام) بينها بين أوريولة ~~خمسة عشر ميلا، ومنها إلى لقنت مثل ذلك (الروض االمعطار: 31) . # ط د س: علينا. # ناظر الى الآية " قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء " (هود: 43) . # س: هدبة؛ ط د س: السري. # انظر الآية: 143 من سورة الأعراف. # ب م: فانخر. # ب م: والعوذة ms1357. # ب م: لصعقنا صعقة؛ ط د س: لضغطنا القبر. # ط د س: ونالنا الغفر. # ط د س: الذعر. # د ط س: وما سقط. # ط د س: الخيل. # انظر الآية: 20 - 21من سورة المعارج. # ب م: هنيئا. # انظر الآية: 78 من سورة الأنعام. # ط د س: مدن. # د: أفرح. # ب م: بنت الرسالة. # ب ن: فخرج إلي الأمير - والوزير؛ ط س: فخرج إلي الوزير الجوهري. # اشارة الى المثل " لا عطر بعد عروس "، فصل المقال: 427 والميداني 2: 108. # ب م: بريها، ولعلها " برهها " أي بضاضتها وترارتها. # المسيس: كناية عن النكاح. # ط س: عفت. # ط د س: المتنزه العبدرحماني. # ط د س: بالشبه. # ط د س: فقيل. # ط د س: يسكنون. # انظر الآية: 88 من سورة الصافات. # ط س: خذلا. # ب م: ارسلتها. # س: ومرقبة إلى مرقبة. # ب م: والعقر؛ د س: والفلق. # ط د س: مكاسير. # ط د: مناطيق؛ ب م للأعكان. # ب م: اطلقت. # ط د: بمحارم. # ط د س: والصالحين. # د: قصم، ولعل الصواب: " قضب "؛ ب م: لحنه. # ب م: القيامة. # باكرت الرحيل - فقلت: سقط كله من د ط س، وجاء في موضعه: ومن شعره. # ط د س: باسمة. # ط د س: خط. # س: ارتحلت. # ب م: بامتزاج. # ب م: عقدته. # ط د: يتوقع. # ط د س: حبيبا. # د: وانجادك؛ ط س: وايجازك. # ب م: ريان. # ط س: يومن. # ط د س: محلة. # ط د س: النفس. # ط د س: جزالة. # ط د س: طارقة. # ط س: حذق؛ ب م د: الغيوب. # البيت لأوس بن حجر، ديوانه: 53. # ط د س: خلال ذلك. # ط د س: يواليها. # الأشابيل: يبدو أن اللفظة بهذه الصورة تفيد أنواعا من الشابل وهو السمك ~~الذي يدعى بالفرنسية: alose وبالاسبانية: Sabalo ويقول ابن هشام إن صواب ~~الكلمة " اشبول " (مجلة معهد المخطوطات 3: 293) وعلى هذا تكون " أشابيل " ~~صيغة منتهى الجموع للمفرد " أشبول ". # ط د س: مثنية. # ط د: وغرائب. # ط س: تعدم. # ط د س: فجلت. # يذكر ابن الأبار (التحفة: 61) أن بيت بني جرج من بيوتات ms1358 قرطبة النبيهة، ~~وأن من البيرة؛ وقد ترجم لأبي جعفر عبد الله بن محمد منهم (- 575) ؛ وهناك ~~ابو جعفر ثان اسمه أحمد بن عتيق بن جرح الذهبي؛ وهو نتأخر الوفاة (- 601) ؛ ~~وابو جعفر المترجم به هنا، كان وزيرا لابن عمار لما ثار بمرسية، انظر ~~المغرب 2: 305 والمسالك 11: 449 (وكلاهما ينقل عن الذخيرة) . # ط د س: بديعة. # ط د س: نثره ونظمه -. عن علمه. # المغرب: اعقب الله منها السلامة والسلام. # ب: تغيث؛ م: تعبث؛ د: تعنت. # ط د: آلم. # ط د س: وما. # ط د س: عيث. # ط د س: لم يكن. # ط د س: ذمارك، وكذلك في المغرب؛ ب م: ذراك وحرس علاك. # ب م: اغترار. # المغرب: متنصلا مما اقترف، متأسفا على ما سلف؛ ط د س: مبقية؛ د: منفية ~~على ما أجرمت. # ط د: الدوار. # المغرب: إلا لأمر واختيار. # المغرب: مشرق الانوار. # د ط س: الأثواب. # د ط س: ولا بؤس ولا عرض من أعراض الدنيا. # عجز بيت للمتنبي، وصدره: إذا نلت منك الود فالمال هين. # د ط س: عن خطوبه عن. # قصير بن سعد اللخمي الذي وفى لجذيمة وجدع أنفه واحتال على الزبا، حتى أخذ ~~بثأر جذيمة مع عمرو بن عدي؛ (انظر صفحات متفرقة من فصل المقال) . # ب م: تحكما. # ط د س: من الأجر. # ط د س: كيف. # ب م: فجاوبه ابو جعفر بن جرج؛ قلت: وذلك قول غير دقيق. # الضريم: الحريق أو شيء أضرمت به النار؛ د ط س: الغريم؛ ب م: العريم؛ ~~والجزل: الغليظ الشديد. # ب م: يدار على. # منها بيتان في المسالك. # وردت هذه الأبيات في المسالك. # ط د س: بالمراقب. # المسالك: خطوا. # س والمسالك: منزل. # ط د س: مرتفعا. # ط د س: الشعر. # ب م: حيات. # منها بيتان في المسالك. # ط د س: يرقع. # وردا في المسالك والمغرب. # المسالك: فما بعدوا عني ولا قربوا مني وقد قربوا؛ المغرب: فما بعدوا - ~~ولا قربوا؛ ط د س: ولا قربوا. # انظر ديوان ابن شهيد: 98. # ب م س: مجاور. # ط د: في ms1359 اعتبار. # ط د: لحود. # ب م: تروي. # ب م: المفيد. # ورد بعضها في المغرب. # المغرب: مكاره. # ب م: انظار واظفار. # ب م: رأيا. # ب م: للساري. # ب م: حد - فصصى؛ ط: جر. # البطال: البين البطولة؛ النظار: الشهم الطامح الطرف، يوصف به الفرس؛ ط د ~~س: وبطار. # حسداي بن يوسف بن حسداي: له ترجمة في المغرب 2: 441 والمغرب: 196 ~~والقلائد: 183 والخريدة 2: 480 (3: 460) وطبقات صاعد: 77 وابن ابي اصيبعة ~~2: 50 ونفح الطيب 1: 535، 640 (نقلا عن القلائد) 3: 267، 293، 401 وبدائع ~~البدائة: 367. # ب م: ابن رزين. # ب م: وكتابة. # س: صفة جملتها وكناية حملها. # انظر نفح الطيب 3: 401. # ب م: صاحبه. # ب م: العيون. # ط د س: علم اللسان العربي. # ط د س: علق. # ط د س: في رقعة خاطب بها - قال فيها. # اورد بعضها صاحب المغرب. # ب م: ابتسام. # ط س: فأختص. # ط د: استوهب؛ المغرب: وبهر. # ب م: وقصور. # ط د س: المهر. # ب م: الممالك - الصعالك. # من قول تأبط شرا: # يظل بموماة ويمسي بغيرها جحيشا ويعروري ظهور المهالك # ط س: سابح. # ط س د: مايح. # م ب: بالحزم. # ط س: الأرومة. # ب م: ويوفقه؛ ط: ويوفقه. # ط د س: أيدك الله. # ط د س: فممدود. # ط دس: أنى. # ب م: في أني. # ط د س: بعض ولا ثلم؛ ب م: ببغض - بنقض. # ط د س: البعد. # العنقاء: أكمة فوق جبل مشرف؛ وفي النسخ أو باسومها. # ط س: معنى. # ط د س: أبقراط. # ب م: الأقصى. # شروح السقط: 930. # ديوان ابي نواس: 88، وروايته: حسن رسوم - وطيب نسيم. # س د ط: الحسن. # ط د س: الشمل. # ب م: جرعة. # لم يردا في ديوانه؛ والأول له في معجم البكري: 1289؛ ط د: وقال الآخر. # ديوان الهذليين: 956. # ب م: لأمر. # ب م: غير رأيه في نفسه؛ وهذا مأخوذ من قول سعد بن ناشب (شرح المرزوقي: ~~74) : # ولم يستشر في أمره غير نفسه ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا # ط: أحشاء. # ب م: بلقائك. # ب م: جدا. # ب م: موردا. # د ط: مطال. # م: وتقضي. # ط د س ms1360: فجئت (قرأ: فجاءت) . # ب م: ويوسعه. # ط د س: وهذا. # د ط: صدرت؛ س: الموانع. # د ط: عذره؛ س: غوره. # د ط س: توطأ لاتضاح؛ ب: توطا؛ ط: التناهج. # د ط: ويلوى؛ س: يروى ويعرف. # البيت في عيون الأخبار 1: 234. # ب م: يفصح. # ط د س: الرحيل. # د ط س: افرجت. # د ط س: إمكان السعي. # أمجده بيانا: أوسعه وأتى بما كفى فضل؛ ط د: فأنجدني (حيث وقعت) . # ط د س: فقد بفضل الله أصبحت. # ب م: برعت - كريم. # ب م: الحمد. # ط د س: وتنثني بنفحات؛ ب: وتستنشق. # د: يديل السير؛ ط: يريل السر (دون إعجام) ؛ س: تديل البر. # د ط س: العلى. # ط د س: وله من أخرى. # م: ونظمتها. # ط د س: عهده. # د ط س: لدنة. # ط د س: الأشخاص. # م: الهني؛ ب: النهي. # د ط س: ذهب. # د ط: كأنها. # ب: ومنتما. # الأسفرج (Esparrago) وهو الهليون، ويقال له أيضا بعجمية الأندلس: ~~الاسفاراج، سفارج. # ب م: التراب. # د ط: والمبادرة إلى. # س: المقارضة. # إلى المقتدر: سقطت من د ط س. # ب م: طارية. # د ط: فإنما. # ط د س: جلد الترب (اقرأ: جلذ بمعنى جرذ) . # ط د س: ومحلت السنا. # ب م: العنوان على الجدود. # ط د س: من غير. # ط د س: بلغته. # ط د س: تحسن - عنوانا. # ط د س: والنوار. # ط د: الأنوار. # م: وترصع. # ط د س: فتنثني. # ط د س: جنات - جنات. # د: في استلام؛ ط س: في استلامة. # ط د س: وتذوي. # من قول المتنبي: # أزل حسد الحساد عني بكبتهم فأنت الذي صيرتهم لي حسدا # من قول أبي نواس: # كأن صغرى وكبرى من فواقعها حصباء در على أرض من الذهب # من قول الحارث بن وعلة (الحماسية: 45 شرح المرزوقي) : # وزعمتم أن لا حلوم لنا إن العصا قرعت لذي الحلم # ط د س: ويربي. # ط د س: وروح. # ط د: والبصر. # ط د س: موازنة. # ب م: وينقص. # افتتحت هذه الفقرة في د ط ms1361 س بلفظتي: وفي فصل. # ط د س: وتعترض. # ط: بالقانية؛ س: بالعانية. # ط د س: إلى طبيب يلقب (ط: يلعب) . # البرذقون: لفظة تعني الفتى أو الشاب. # ط د س: أصيب باحدى. # ط د س: وأقابل له. # ب م: بعد ما - بحسب. # ب م: منتقصا. # ط د س: نسناس. # ط د س: بخرقة. # ب م: أشكو إلى. # ط د س: أستنشد. # البيت للنابغة الذبياني، ديوانه: 34. # ب م: أكثر. # ط د: حدثنا. # لعل المقصود العقار الذي يسمى: غاريقون أو أغاريقون (من اليونانية؛ ~~وباللاتينية (Agaricum وهو شيء أشهب يوجد في قلب شجرة الأرز (انظر تحفة ~~الأحباب: 45 ومفردات ابن البيطار: غاريقون) . # الدلاعة: البطيخة. # ط د: أخفيت لنا؛ س: أبرزت لنا، وبالهامش خ: أخفيت. # الدباءة: القرعة. # ب م: بادرته. # ط د س: يراه. # ط د: خصييك. # ب م: أنماها. # ب م: ويسوفان. # ب م: كالمبدأ. # ط د س: والأثقال تعلق. # ب م: السدا. # ط د س: يوزن. # س د: بسافوره؛ ط: بساموره. # ط د وخ بهامش س: زوجك. # ط د س: فيسبق. # فيه إشارة إلى قول الراجزة (الحماسية رقم: 836) : # كأن خصيتيه من تدلدل سحق جراب فيه ثنتا حنظل # ب م: مخدرة. # ب م: أغرت. # ناظر إلى قول المجنون (ديوانه: 299) . # وإني لأستغشي وما بي نعسة لعل خيالا منك يلقى خياليا # من قول عمر (ديوانه: 211) : # وكن إذا أبصرنني أو سمعنني سعين فرقعن الكوى بالمحاجر # ب م: فتعالج الحجة - فتثبت بينة. # ب م د ط س: عصياني. # ب م: ظل. # ط د: جسمها. # ب م: إنسان. # م: حياة الحيوان. # قال الجاحظ (الحيوان 7: 248) : والحمر والقبج ربما ألقحا الاناث إذا كانا ~~على علاوة الريح. # ط د س: قبلها. # ط د س: بالفضائل. # م ب: اسقلينوس؛ وانظر ابن النديم: 286. # كذا في ب م؛ وفي ط د وخ بهامش س: فصرت به مملكا؛ ولا ريب أن:تاسلاس " اسم ~~لأحد أصحاب الحيل (علم الميكانيك) وأقرب الصور إليه:تاسلوس " وهو والد ~~بقراط الرابع (الفهرست: 293) ب م: فبصرت؛ س: فنصر. # ط د س: وغنيت بحمى. # هذا ms1362 مثل؛ انظر فصل المقال: 344 والميداني: 134. # ط د س: حسن. # س: فنلن. # ب م د ط س: في مشي. # البيت في ثمار القلوب: 489 دون نسبة، وروايته: وكم عقعق قد رام. # د ط س: جلالك. # من أرجوزة أوردها القالي في أماليه 2: 285 ونسبها لأعرابي وقال النجيرمي: ~~الرجز للأصمعي (انظر السمط: 930) ، وهي في الأصمعيات: لصخير بى عمير ~~التميمي، وسماه في الجمهرة 3: 130 صخر بن عمير، وفي اللسان (مرطل، ثمل، ~~ضلل) صخر ابن عميرة أو ابن عمير أو صخر الغي؛ وزعم أبو حاتم أن الرجز ليس ~~بقديم، كأنه يقول هو من كلام المولدين (التاج: قفا) . # قفي: تصغير قفا، وقد حذفت منه التاء؛ التتفلة: الأنثى من ولد الثعالب؛ ~~والمرسن من الأنف: موضع الرسن. # ب م: وصدع الصلف. # ط د وخ بهامش س: بهرت وبرعت. # من الأقوال المشبهة لهذا: قد ينبح الكلب القمر فيلقم الحجر؛ ومنه أيضا: ~~لا يضر السحاب نباح الكلاب (انظر التمثيل والمحاضرة: 353، 354) . # ط د س: استبد. # ب م: شرحي - بفرحي. # البردة: التخمة؛ وهذا حديث، انظر الفائق 1: 84. # ط د س: يستحلون. # ط د س: افرادا. # البيت للمجنون، ديوانه: 206 وروايته: من بين الوحوش. # م ب: ونالك مستضعف. # ط د: وبجبذه وكان ممدا؛ س: وانحيازه، خ بهامش س: وبجره. # ب م: عريت أعقاره؛ ط د س: عرفت. # ط د س: عبابه. # د ط س: وأردف أعجازها بهواديه؛ وفيه نظر إلى قول امرئ القيس: " وأردف ~~أعجازا وناء بكلل ". # يقال في المثل: " أنجد من رأى حضنا "، وهذا يعني أن من في تهامة لا ~~يستطيع رؤيته. # س: قطعة..؛ د ط: سحاب. # د ط س: يرمزون. # د ط س: موضع. # د ط: الفكر الصدوق. # قيطوس وتكتب أحيانا قيطس (Cetus) ، لفظة يونانية تعني الحوت أو البلينه؛ ~~وصورة قيطوس تشمل 22 كوكبا منها كف الثريا االجذماء والضفدع الثاني (انظر: ~~العلوم البحرية عند العرب ج 3/1: 209) . # ب م س: الشهر. # ب م: عربها. # بما حازت: سقطت من ط د؛ وفي ب م: بما جاورت. # د ط س: والجبل. # د ط س: نبأ. # د ط س: وتجبرت. # د ط ms1363 س: وأحقهم بالبر؛ ب م: بأجر البر. # س: مقاصده. # د ط س: الأديب. # د ط: المعظم - المكرم. # د ط س: المقدم. # د ط س: بصعر. # م: والتسوغ؛ ط: والتسرع؛ ط د " في تمدحك؛ س: في مدحك. # د ط س: من جملة - في رسالة - # د ط س: وأنبت دوحا. # د ط س: وكتب إليه بعض إخوانه بهذه الأبيات. # الدياخيلون: مرهم ينفع من الجراحات ويحلل السلع والصلابات، ويتكون من نسب ~~معلومة من لعاب بزر الكتان ولزر مر وبزر الخطمى وحلبة ومرداسنج (منهاج ~~الدكان: 89) . # ب م: ولا يكون. # الافسنتين (Absinthe) ويسمى أيضا شيبة العجوز والشيخ الرومي، وقد أطنب ~~ابن البيطار في الحديث عن الشراب الذي يصنع منه (انظر المفردات 1: 41 - 44 ~~وتحفة الأحباب: 4 وشرح أسماء العقار: 4) . # لم ترد هذه اللفظة والتي تليها في د ط س. # ب م: لي. # ب م: مستنفذا. # ب م: كفى وأبو. # روطة: يطلق على غير موضع واحد بالأندلس، والمقصود هنا روطة الواقعة في ~~الثغر الأعلى (Ruseda) وكانت من أعمال سرقسطة وهي تابعة اليوم لوشقة. # د ط س: فلما وصل أبو الفضل إلى منزله بعث إليه بما طلب وكتب معها. # د ط س: وهذا كقول بعض أهل عصرنا وهو أبو الحسن - الخ. # ترجم له ابن بسام في القسم الثاني من الذخيرة؛ وانظر المغرب 1: 397 ~~ومسالك الأبصار 8: 334. # ورد البيتان في المغرب 2: 441. # زاد في س: وهو سيف الدولة؛ قلت: نسبها في اليتيمة 1: 8 لسيف الدولة بن ~~حمدان، وانظر ابن خلكان 3؛ 402 حيث ذكر أنها تنسب لأبي الصقر القبيسي؛ ~~ووردت في غرائب التشبيهات: 47 منسوبة لابن الرومي، قال: وهو الصحيح؛ وهي في ~~ديوان ابن الرومي 3: 473 (ط. كامل كيلاني) . # إلى هنا ينتهي ما ورد في د ط س من ترجمة ابن حسداي ومن التذييل عليها ~~ببعض أخبار المتنبي. # ترجم له ابن بسام في القسم الأول من الذخيرة (. مصر 1 - 2: 290) والأبيات ~~هنالك ص: 297؛ وانظر لمطمح: 83 - 84 والنفح 4: 511. # الاسفنط: ضرب من الأشربة، وورد في شعر الأعشى: # وكأن الخمر العتيق من الاسفنط ممزوجة بماء زلال # في القلائد: 184 وفي المصادر التي نقلت عنه (انظر الخريدة 2: 480 والنفح ~~1: 640، 3: 294) أن ms1364 هذا المطلع لابن حسداي نفسه، ويبدو أن صاحب القلائد قد ~~خلط بين القصيدتين. # القلائد: بن سفيان. # زياد: النابغة الذبياني. # ب م: وكتب؛ والنص كما هو هنا ورد في القلائد، مع بعض إيجاز في الذخيرة. # زيادة من القلائد. # ب م: تحسر. # وردت الأبيات في القلائد والنفح 3: 267 والخريدة وبدائع البدائه: 367 - ~~368. # علق ابن ظافر على هذا البيت بقوله: قولة " نينان " غير معروف فإن نونا لم ~~يجئ جمعها على نينان، وقد كان سيبويه خطأ بشار بن برد في قوله في وصف سفينة ~~" تلاعب نينان البحور - " فغيره بشار " تيار البحور "؛ وفي بيت للمتنبي: # فهن مع السيدان في البر عسل وهن مع الحيتان في البحر عوم # جاءت لفظة " نينان " بدل " حيتان " في عدد من النسخ. # انظر الواحدي: 552 والعكبري 3: 386. # الواحدي: 493 والعكبري 3: 76. # اليتيمة 3: س194 - 195 وترجمة الزعفراني أبي القاسم عمر بن ابراهيم في ~~اليتيمة 3: 311 - 318، وانظر رأي هذا الزعفراني في الصاحب، في كتاب أخلاق ~~الوزيرين: 105، 141، 295. # هو علي بن محمد بن منصور بن نصر بن بسام ويعرف بالبسامي (- 302 أو 303) ، ~~انظر ترجمته في ابن خلكان 3: 363 وفي الحاشية ذكر لمصادر أخرى. # محمد بن مناذر شاعر فصيح عالم باللغة، كان في أول أمره يتأله ثم عدل عن ~~ذلك فهجا الناس وتهتك، فنفي من البصرة إلى الحجاز وهنالك توفي؛ انظر في ~~أخباره وأخبار عبد الحميد الثقفي: الأغاني 18: 103 وطبقات ابن المعتز: 119 ~~والشعر والشعراء: 747 ومعجم الأدباء 19: 55. # انظر المغرب 2: 423. # ط د س: له. # ط د س: كتبه. # ط د: ما يصدق ما أجريته؛ س: ما يصدق ما - # ط د س: فصول له. # ط د س: قال. # من المثل: لا تعلم العوان الخمرة (اللسان: عون) . # ب م: تجدي بك؛ س: وما يجدي لك؛ د: يجري لك. # يشير إلى المثل: جري المذكيات غلاب، انظر فصل المقال: 127 والميداني 1: ~~106 والعسكري 1: 203. # من قول ليلى الأخيلية في الرد على النابغة الجعدي: وصدره (الشعر ~~والشعراء: 360 والخزانة 3: 33 والسمط: 282) اعيريني داء بأمك مثله؛ ط: وأي ~~جواد؛ س: وأي الجواد. # هذا مثل، انظر فصل المقال: 494 والميداني 1: 238 والعسكري 2: 5 واللافظة ~~هي الرحى ويقال أيضا هي العنز أو الحمامة أو الديك ms1365. # ط د: الثابتة. # ط د س: بعض. # ط د س: عليهما. # م: الأرض. # انظر الخبر عن قوس حاجب في ثمار القلوب: 625. # ط د: كرائم. # ط د س: الراي. # ط د: والائتمان. # س: ارتقاء. # ب م: يده. # ب م: ولا في طماعية المئشار أن يصير -؛ د ط: أن يصل؛ س: ولا طماعته. # ط د: ينتقل دولاب. # ب م: المناشير. # د: قدما؛ ط: قوما. # في قصة وافد البراجم انظر فصل المقال: 454 والعسكري 1: 81 وقد مرت ~~الإشارة إلى المثل " ان الشقي وافد الراجم " ص: 367 من هذا الكتاب. # ب م: النبلاء. # الآية: 78 من سورة البقرة " ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ". # ط د س: بجهد أفهامهم. # ب م: المربي؛ ط: المرمى. # ب م: الهمم. # ب س: المتجمل. # ب م: فاتبعوا؛ ولعلها " فاثعبوا ". # ب م: وأمدوا؛ لعل الصواب " وامروا " من المري. # ط د س: واحضروا؛ ب م: واحسروا. # ط د: رجعتم البكارة؛ ب م: البكارة. # س: خشن. # م ب: وقويتم دار. # ط د: مع نعرتكم؛ ب م: فأشارت مع تغويركم. # ط د: صححت. # ط د: تعتصموا بسوى. # ب م: لدى الكتبة. # ط د س: الدينية. # ط د س: الجواد. # ب م: كانه. # ط د س: وفي فصل، ونعود - # ط د س: في استئثار. # س: استجدت، وكتب خ في الهامش: استمجدت؛ ط: استمجت. # ط د س: بديع. # ط د س: تلهج بكتابه. # ب م: عجعجة ربى. # هو من قولهم: اسمع جعجعة ولا أرى طحنا، انظر فصل المقال: 448 والعسكري 1: ~~107. # ط د: فكيف يستنزر؛ س: يستغزر. # انظر تاريخ الطبري 1: 1873. # ط د س: وابتداع لحدث. # ط د س: الاطالة. # ط د: مراتب؛ م: واهب. # ط د س: كأنما. # ب م: ظهر. # م: العيال؛ بك العيان. # سك بوسعة؛ ط: برشقة. # ط د س: ووصلت. # ب م: مربيا؛ ط د س: هزيلا. # ط د س: وتبنى (ط: وتبنا) بنينا؛ وفي م ب بعدها: وزرع. # ب م: غولة. # ط د س: عفة. # ط د س: بحجارة. # ط د: محاسن. # وغلامي: سقطت من ms1366 ط د، وجاء النص على التثنية في ب م، ولا ضرورة لذلك لأن ~~الغلام والابن يشيران إلى واحد. # ط د س: والمشافهة؛ ب م: الجلية. # س: نثير جمار؛ ط د س: والعرفا. # ب م: التشهيدات. # ديوان ابن هانئ: 238 وانظر النفح 4: 41 والمطمح: 75 ونثار الأزهار: 129، ~~وفي ترتيب أبيات القصيدة في الديوان بعض اختلاف عما هنا. # الديوان: وقد ولت الظلماء تقفو نجومها - الفجر؛ هامش س: جيش اللبل للفجر. # الديوان: مكبة؛ ب م: ملية. # الديوان: يقدم. # ب م: كرها. # الديوان: الفجر. # ط د س: في قصيدته التي. # وردت أبيات منها في نثار الأزهار: 128. # نثار: الجو. # نثار: علي بن هرون. # ترجم له ابن بسام في القسم الرابع من الذخيرة (انظر ط. مصر 4/1: 67) . # ب م: صنعه. # م: تعالا. # ب م: مذعور. # في الجمهرة: 51 ان ابن المعتلي اسمه الحسن. # ب م: بن المعتلي. # جاء في ديوان ابن المعتز 3: 111 # أعلمتها في شفق لم يعتم تخاله طرة برد معلم # والنجم في أديم ليل مظلم كأنه غرة طرف أدهم # ب م: كليه. # ب: وتحله. # ب م: ظللن الكنسا. # ب م: ليحبسا؛ وخبس: أخذ الشيء غنيمة. # ديوان ابن شهيد: 85. # الديوان: دخلوا. # بياض في ب م. # د ط: بالمعتد. # انظر المغرب 2ك 424 والبيان المغرب 3ك 147. # د ط س: وإنما بدل أبو الربيع في هذين البيتين قول - الخ. # د ط س: ورد. # تتفق المصادر التاريخية على أن صاعد بن مخلد الكاتب هو الذي لقب ذا ~~الوزارتين في تلك الحادثة وان ابن كنداج لقب ذا السندين (انظر السيوطي: ~~394) . # سقط هذا العنوان من ط د، وراجع في أخبار هشام المعتد كتاب المعجب: 109 ~~والبيان المغرب 3: 145 (وفيه نقل عن ابن حيان) وأعمال الاعلام: 138 (وفيه ~~تلخيص لما أورده ابن حيان) . # ط د س: بويع بقرطبة. # ط د س: لجأ إليه عند. # ط د: برضى - بكره؛ البيان: بكره. # ط د: نظروا في أمره. # ط د س: وكيفية وروده فبادر هو ووفد على البلد، فسر الناس بع وركب جيش ~~قرطبة لاستقباله - وقلة رواء وبهجة - سادلا لأسمال غفارة إلى ما تحتها ms1367 من ~~كسوة - سيرها (س: سيرت) - مطرد. # البيان: ينونه. # ب م: سبق. # ط د: اللباس. # ب م: احتاج بعض الأكابر إلى عبارة عنه. # ط د س: وكان اجتاز. # بشاطبة: سقطت من ط د س. # ب م: وطمعوا. # س ط د: معهم. # هو مكي بن أبي طالب (غاية النهاية 2: 309) وصاحبه هو أحمد بن مهدي. # ط د: أخابث. # ط د س: بعهده. # ط د س: المرتب. # ط د س: حتى سمعت بعضهم يلح فيه بالطلب. # ط د س: وهم. # س ط د: فتنة. # ط د س: لتستغرب. # ط د: السلب؛ س: الغلة؛ ب: الصلة؛ والمعنى أن الخصاصة تؤدي بصاحبها إلى ~~السرقة، وانظر اللسان (سلل) . # البيان: المستمرين على فتية؛ ولعل صواب العبارة: المستبدين على فتية - # ط د والبيان: فحجرهم؛ ب م: فجحد جحدهم. # ب م: حجرة؛ البيان: قصر. # س: ويقصي. # ط د س والبيان: ومعاظم. # ط د س: ولدان أبي عامر ابن المظفر؛ س: ولد ابن أبي عامر بن المظفر. # ط د س: وجرت على الناس يها. # ط د س: جزانات. # ط د س: السلطانيات. # ط د س: فأجحف. # ط د س: التهبها. # ط د س: إلى أن. # ب م: أو يصيب (اقرأ: نصيب) غائب. # ط د س: مكاره جمة هنالك. # ب م: خرب. # ط د س: في مثل ذلك. # ب م: فنشله. # ط د س: فاعتورت. # ط د س: فمرت. # ب م: أقوالهم. # ب م: فانزع. # ط د س: لم يصحب أبا عامر. # ط د: قد اعتلق به. # ط د س: قصيدة له من المكتومات قالها اثر قتله لعبد الرحمن. # ط د س: دماء جماعة قال - الخ. # س د: الرياح؛ وفي متن الديوان: الزمان. # س: الجوزاء. # س: المصاب تشقها. # ط د: حرض. # ورد هذا الفصل في ط د س: كثير الحذف والايجاز، فكأنه تلخيص لما هو هنا، ~~انظر البيان المغرب 3: 148، فالنقل فيه أكثر مطابقة للنسخ ط د س. # ط د س: ذرو خبر. # ب م: ورحيله، وسقطت من ط د س. # ط د ms1368 س: إلى ازالته. # ط د س: إلى أن مكن منه. # ط د س: جلة الوزراء طاعته. # ب م: لباقة. # ط د س: ركوب ساذج. # ط د س والبيان: والمطالب. # س: الرفيعة. # الترفاس (وعند ابن البطار: الترفاش) : الكمأة، بالبرية، وفي م ب: الرفاس. # ط د س والبيان: منه. # ط د: وتجهل؛ البيان: وجهد؛ س: ويجهد. # ب م: واجتناب. # ط د سك بما زجر له (س: زجرته) زاجر الغدر. # ط د: قصبة منيفة؛ س: والبيان: قصبة منيعة. # ط د سك سقيم. # ط د سك النشوات. # ط د سك وعينه. # س والبيان: فركسه. # ط د: وضرب. # ط د س والبيان: الناس. # ط د س: ابن عم لهشام. # ط د س: برأسه. # ب م: التي أعدت لرفعها. # ط د س والبيان. عظة. # ب م: فألحقوها. # ط د سك ووافى مع. # زاد في النسخ هنا: مع نسائه. # ب م: الخابط. # ط د سك بكف الأذى. # ب م والبيان: ألقي. # ط د سك الملأ. # ط د سك على خلعه. # ط د س: فيكون أشفى لشاني؛ البيان: فيكون أخف لشاني. # ط د سك وبقي بمكانه من الساباط بقية - أسيرا. # ط د س والبيان: وحدث. # ط د س: صبية؛ البيان: طفيلة؛ اعمال الاعلام: طفلة صغيرة. # ط د: حصن محمود بن الشرب؛ س: حصن ابن الشرب. # ط د س: ولا شهد. # ط د: فوبخوا على الاجتماع إليه. # ط د سك فانطلق. # ط د س: أبي عمر. # انظر نفح الطيب 2ك 110 وفيه: التياري؛ والمباري كتبت بفتحة على الباء في ~~ب، وبضمة في س. # ب م: منسوب إلى باديته. # وردت في النفح. # انظر ديوان المعاني 1: 292 ونفح الطيب. # ب م: دوراء. # PageV05P532 # في ذكر الأديب أبي إسحاق إبراهيم بن خفاجة (1) # الناظم المطبوع، الذي شهد (2) بتقديمه الجميع، المتصرف بين حكمه وتحكمه ~~البديع. " تصرف في فنون الإبداع كيف شاء، وأتبع دلوه الرشاء، فشعشع القول ~~وروقه، ومد في ميدان الإعجاز طلقه، فجاء نظامه أرق من النفس العليل، وآنق ~~من الروض البليل، يكاد يمتزج بالروح، وترتاح إليه ms1369 النفس كالغصن المروح، إن ~~شئت فغمزات الجفون الوطف، أو إشارة الأنامل التي تعقد من اللطف، وإن وصف ~~سراه والليل بهيم ما له وضوح، وخذ الثرى بالندى منضوح، فناهيك من غرض انفرد ~~بمضماره، وتجرد لحمي ذماره، وان مدح فلا الأعشى للمحلق، ولا حسان لأهل جلق، ~~وإن تصرف في فنون الأوصاف، فهو فيها كفارس خصاف (3) ، وكان في شبيبته مخلوع ~~الرسن في ميدان مجونه، كثير الوسن ما بين صفا الإنهاك وحجونه، لا يبالي بمن ~~PageV06P541 # التبس، ولا بأي نار اقتبس، إلا أنه قد نسك اليوم نسك ابن أذينة (1) ، ~~وأغضى عن إرسال نظره في أعقاب الهوى عينه؛ وقد أثبت له ما يقف عليه اللواء، ~~وتصرف إليه الأهواء " (2) . # نشأ ببلاد الجانب الشرقي من الأندلس، فلم يذكر معه هناك محسن، ولا لغيره ~~[143أ] فيه وقت حسن، ولا أعرفه (3) تعرض لملوك الطواف بوقتنا، على أنه نشأ ~~في أيامهم، ونظر إلى تهافتهم في الأدب وازدحامهم، وهو اليوم بمطلعه من ذلك ~~الأفق، يبلغني من شعره ما يبطل السحر، ويعطل الزهر، وقد أثبت بعض ما وقع ~~إلي من كلامه، فتصفخه تعلم أنه بحر النظام، وبقية الأعلام. # فصول من نثره في أوصاف شتى (4) ### | 1 - # فصل في استدعاء مغن: # إن للطرب (5) - أعزك الله - جسما ونفسا، يسميان سماعا وكأسا. وقد حضرتنا ~~خمرة، كأنها جمرة، قد تناسيت سورتهما، كما تضارعت في الخط صورتهما (6) : ~~PageV06P542 # لو ترى الشرب حولها من بعيد قلت قوم من قرة يصطلونها # فإن رأيت أن تؤنس، وتطرز المجلس، فتجري في ذلك الجسم الكريم روحه، وتحضره ~~منك مسيحه، وصلت وأجملت. ### | 2 - # فصل في ذكر متنزه: # ولما أكب الغمام إكبابا، لم أجد معه إغبابا، واتصل المطر اتصالا، لم ألف ~~معه انفصالا، أذن الله تعالى للصحو أن يطلع صفحته، وينشر صحيفته، فقشعت ~~الريح السحاب، كما طوى السجل الكتاب، وطفقت السماء تخلع جلبابها، والشمس ~~تحط نقابها، وتطلعت الدنيا تبتهج كأنها عروس تجلت، وقد تحلت، ذهبت في لمة ~~من الاخوان نستبق إلى الراحة ركضا، ونطوي للتفرج أرضا وننشر أرضا، فلا ندفع ~~إلا إلى غدير نمير، قد استدار منه في كل ms1370 قرارة سماء، سحابيه عماء، وانساب ~~في كل تلعة حباب، جلدته حباب، فترددنا بتلك الأباطح، نتهادى تهادي أغصانها، ~~ونتضاحك تضاحك أقحوانها، وللنسيم أثناء ذلك المنظر الوسيم، تراسل مشي، على ~~بساط وشي، فإذا مر بغدير نسجه درعا، وأحكمه صنعا، وإن عثر بجدول # PageV06P543 # شطب منه نصلا، وأخلصه صقلا، فلا ترى إلا بطاحا، مملوءة سلاحا، كأنما ~~انهزمت هنالك كتائب، فألقت بما لبسته من درع مصقول، وسيف مسلول. ### | 3 - # وفي فصل منها: # فاحتللنا قبة خضراء، ممدودة أشطان الأشطان الأغصان، سند سية رواق ~~الأوراق. وما زلنا نلتحف [منها] ببرد ظل ظليل، ونشتمل عليه برداء نسيم ~~عليل، ونجيل النظر في نهر [فسيح] ، صافي لجين الماء، كأنه مجرة السماء، ~~مؤتلق جوهر الحباب، كأنه من ثغور الأحباب، وقد حضرنا مسمع يجري مع النفوس ~~لطافة، فهو يتعلم غرضها وهواها، ويغني لها مقترخها ومناها، فصيح لسان ~~النقر، يشفي من الوقر، كأنه كاتب حاسب [143ب] تمشق يمناه، وتعقد يسراه: # يحرك حين يشدو ساكنات ... ويبعث الطبائع للسكون 4 - فصل في إهداء تفاحة: # مثلك - أعزك الله - ممن كرمت سجيته فرقت، وحسنت جملته فراقت، فكانت كلية ~~الظرف منه شعبة، وجملة # PageV06P544 # الذكاء شعلة، علم أن خير الهدايا، ما جرى مجرى التحايا، وأن أفضل سفير ~~بين صديقين، وتردد بين عشيقين، سفير أشبه المحب خفة روح، والمحبوب عبق ريح. ~~ولما طال، يا سيدي، العهد، فأحببت أن أجدده، وذهبت أن أوكده، وتوقيت من ~~رقيب يرعى فيسعى، ويشي فيفشي، لم أر أن أجعل رسولي، وأجثم في اقتضاء سولي، ~~مثل حمراء عاطرة، كأنها دمعة صب قاطرة، أو جمرة تصطلى واقرة، أو خمرة تجلى ~~جامدة، مشتق من الأرج اسمها، حميد في السفارة بين محبين رسمها، لم أر مثلها ~~ذهبا ينفح، ولهبا لا يلفح، قد أودع حشاها الصبح فلقه، وخلع عليها الليل ~~شفقه، فهي تقد كأنها نشأت في تربة من نار ضلوعي، أو سقيت بجدول من حمر ~~دموعي. ولما وجدتها في الحسن حيث العيون ترقمها فتمقها، والنفوس تنشقها ~~فتعشقها، بعثت بها بين تحية لك، ورسول إليك، معتقدا أنها ستقبل عندما تقبل، ~~وتفدى حين تتصدى، فوددت ms1371 أن أكونها، وأظى بتلك الحال دونها. ### | 5 - # وكتب يستهدي ماء ورد: # إن للمكارم - أعزك الله - شريعة قضت أن يكون البر عليك فرضا، والشكر علي ~~قرضا، وإني وجهت رقعتي هذه خاطبة إلى صفو ودك، كريمة من [بنات] ماء وردك. ~~وقد سقت # PageV06P545 # إليها الشكر مهرا، وأنفذت الإناء للزفاف خدرا. والطول لك في قبول نقد ~~الثناء، وتعجيل الجلاء والهداء، موفقا، إن شاء الله. ### | 6 - # فصل من أخرى: # إن النبيذ بساط، موضوعه الراحة والانبساط، وقلما يطيب رضاع الكأس إلا ~~الصديق الشفيق، المشتبه بالأخ الشقيق، فهو رضاع ثان ترعى حرمته، وتحفظ ~~ذمته. وهذا يوم ضربت فيه أروقة الأنواء، وأعرست الأرض فيه بالسماء؛ فالغصن ~~يتلوى ويتثنى، والحمامة ترجع وتتغنى، والماء يرقص من طرب ويصفق، والزهر يشق ~~جيب كمامة ويمزق. فإن رأيت أن تكون في من شهد هذا الأملاك، وتحضر في من حضر ~~هناك، أجبت منعما. ### | 7 - # وكانت بينه وبين [بعض] إخوانه مقاطعة، فاتفق أن ولي ذلك الصديق حصنا، ~~فخاطبه أبو إسحاق برقعة منها: # أطال الله بقاء سيدي [144أ] ، النبيهة أوصافه النزيهة عن الاستثناء، ~~المرفوعة قيادته الكريمة بالابتداء، ما انحذفت يا " يرمي " للجزم، واعتلت ~~واو " يغزو " لموضع الضم؛ كتبت # PageV06P546 # عن ود قدم هو الحال لم يلحقها انتقال، وعهد كرم هو الفعل لم يدخله ~~اعتلال. والله يجعل هاتيك من الأحوال الثابتة اللازمة، ويعصم هذا بعد من ~~الحروف الجازمة؛ وأنا أستنهض طولك، إلى تجديد عهدك بمطالعة ألف الوصل، ~~وتعدية فعل الفصل، وإلى عدولك عن باب ألف القطع، إلى باب [ألف] الوصل ~~والجمع، حتى تسقط لدرج الكلام بيننا هاء السكت، ويدخل الانتقال خال الصمت. ~~فلا تتخيل - أعزك الله - أن رسم إخائك عندي ذو حسى قد درس عفاء، ولا أن ~~صدري دار مية أمسى من ودك خلاء، وإنما أنا فعل إذا ثني ظهر من ضمير وده ما ~~بطن، وبدا منه ما [كان] كمن. وهنيئا - أعزك الله - أن فعل وزارتك حاضر لا ~~يلحق رفعه تغير، ةأن فعل سيفك ماض ما به للعوامل تأثير؛ وأنت بمجدك جماع ~~أبواب الظرف، تأخذ نفسك العلية بمطالعة باب الصرف، ودرس ms1372 حروف العطف، وتدخل ~~لام التبرئة على ما حدث من عتبك، وتوجب بعد النفي ما سلف من عتباك، وتدع ~~ألف الألفة أن تكون بعد من حروف اللين، وترفع للإضافة بيننا وجود التنوين، ~~وتسوم ساكن الود أن يتحرك، ومعتل الإخاء أن يصبح. # وكتابي [هذا] حرف صلة فلا تحذفه [ولا تدل في اسم الجواب # PageV06P547 # على سروك فاصرفه، فبه الأنس والأنس ثلاثي فلا ترخمه، وفعل ماض فلا تجزمه] ~~حتى تعود الحال الأولى صفة، وتصير هذه النكرة معرفة، فأنت - أعزك الله - ~~مصدر فعل السرو والنبل، ومنك اشتقاق [اسم] السؤدد والفصل. وإنك، وإن تأخر ~~العصر بك، كالفاعل وقع مؤخرا، وعدوك، وإن تكبر، كالكميت لم يقع إلا مصغرا. ~~وللأيام علل تبسط وتقبض، وعوامل ترفع وتخفض، فلا دخل عروضك قبض، ولا عاقب ~~رفعك خفض؛ ولا زلت مرتبطا بالفعل شرطك وجزاؤك، جاريا على الرفع سروك الكريم ~~وسناؤك، حتى يخفض الفعل، وتبنى على الكسر قبل، إن شاء الله. ### | 8 - # وفي فصل من أخرى: # ولو أني شئت استدرارا اخلاف العيش، وقرعت أبواب الرزق، لكددت وجددت، ~~وحثثت الركض وجهدت، وجبت السباسب أردية، وخضت النوائب أودية، ورعت الكواكب ~~أندية، حتى أخيم حيث السماء دار، والسماك جار [وأرفلحيث العزة حلة، والثروة ~~حلية. ولكن بين جنبي قلبا همته ما همته] فهو يرى الصبر أيمن رفيق يصخبه، ~~والقناعة أكرم ذيل يسخبه. وعلام يبذل الوجه مصون مائه، ويلقي عنه قناع ~~حيائه، وإنما [144ب] الدنيا - وبئس الطمع -: # سحابه صيف عن قريب تقشع ... # PageV06P548 ### | 9 - # وكتب يستدعي عود غناء: # انتظم من اخوانك - أعزك الله - عقد شرب يتساقون في ودك، ويتعاطون ريحانة ~~شكرك وحمدك. وما منهم الا شره المسامع إلى رنة حمامة ناد، لا حمامة بطن ~~واد. والطول لك في صلتنا بجماد ناطق، قد استعار من بنان لسانا، وصار لضمير ~~صاحبه ترجمانا، وهو على الإساءة والإحسان لا ينفك من إيقاع به، في غير ~~ايجاع له، فان هفا عركت أذنه وأدب وأن تأتي واستوى بعج بطنه وضرب؛ لا زلت ~~منتظم الجذل، ملتئم الأمل. ### | 10 - # وفي فصل: # كل أياديك - أعزك الله - غمام، و [كل] الناس سجعا ms1373 بشكرك وطيب ذكرك حمام، ~~قد لبسوا نعمك أطواقا، وتحلوا بها أعناقا، فما يقرأون فيك إلا سورة الحمد، ~~ولا يتطلعون منك إلا إلى سورة المجد؛ وما منهم إلا لسان شكر غير أنه فصيح، ~~وعبد رق إلا أنه نصيح. وكفى بحسن السيرة، استصفاء للسريرة. فلا زلت لنهج ~~الفضل سالكا، ولسماء المجد سالكا. ### | 11 - # وفي فصل: # هو أشهر غرة مجد وعلاء، وتقدم فضل وسناء، من أن # PageV06P549 # أومي إليه، وأنبه عليه، وقد استظل من حر النوائب ببرد ظلك، واستنار في ~~ظلم المطالب بسراج عدلك؛ لا زلت كعبة فضل، وقبلة عدل. # هو نثرة أمجاد أفراد، وأعلام كرام، ما منهم إلا مشرف العلم، في الهم، ~~متقدم القدم، في الكرم. ### | 12 - # وفي فصل [يشفع لرجل كحال] : # ومؤديه أبو فلان الكحال، وهو وإن كرمت أكحاله، وأحمدت في الصنعة حاله، لم ~~تبلغ قوة كحله الى أن تجلو البصر، حتى ترى الغيب وتشاهد القدر. وقد وردك ~~يخبط من نهاره في ليلة ظلماء، ويقلب مقلة صحيحة عمياء. ولا غرو، فالعين هي ~~العين، ولعله وعساه، أن يكون عيساه. ### | 13 - # [فصل في شفاعة: وما عرفته مذ كونه عندنا إلا على أقوم طريقة، وأحسن سجية ~~وخليقة، فاستدللت بما علن على ما بطن، وبما بدا على ما انطوى، ولله غيب ~~السموات والأرض، فمن أمكنه أن يضع عارفة عنده يجني ثمرتها، فعل، مأجورا ~~مشكورا] . # PageV06P550 ### | 14 - # وفي فصل: # للمتوسمين ### | -[أعزك الله]- # منازل، وفي الأيادي فروض ونوافل، وخير المعروف، ما وضع عند الشريف لا ~~المشروف. وإن أبا فلان الهاشمي، لفرع من أشرف تبعه، نمت في أكرم بقعة. ومن ~~حل من الشرف محلته، ولبس من الفضل حليته، فقد غني عن الإطراء والثناء، غنى ~~الغزالة عن الذبالة. وهو مجتاز على افقك، ونازل بك ضيفا، كما تتغشاك ~~السحابة صيفا، وهو راحل بعد، تخد به الركائب، وتثني عليك الحقائب. وأنت ~~أجدر من تلقاه بالبشر، واقبله وجه البر، فعند أهل الفضل يوضع الفضل، وفي ~~مغارسها تغرس النخل، لا زلت غمام نعمى ورحمى، ولا نزلت إلا بمنزل رعيا ~~وسقيا. ### | 15 - # فصل في العتاب: # أطال الله بقاء الشيخ القاضي، علم ms1374 عصره، وإنسان عين مصره، في رتبة شمخت ~~فكأنها كبكب؛ الفضل ما قد علمه الشيخ القاضي، جبل وعر المرتقى، وجمل صعب ~~الممتطى، لا يبتسم كل فارع ذروته، ولا يمتطي # PageV06P551 # كل راكب صهوته، وشجرة باسقة الأفنان ممتدة الأفياء، أصلها ثابت وفرعها في ~~السماء، لا يطمئن كل جنب في ظلها، ولا تجتني كل يد من أكلها. وإنني مسحت ~~الارض غربا وشرقا، ولقيت الدهر جهما وطلقا، وشربت العمر صفوا ورنقا، وحللت ~~أندية القضاة، وحططت بأودية الفضل والفضلاء، فما وطئت لأحدهم ساحة إلا راق ~~نثره، ورق قشره، فما الفضل كله في الصمت والجمود، حتى يلتبس الإنسان ~~بالجمود. # ومنها: # ولولا أني نزهت سمعه عن الشعر، لأريته كيف حوك الطبع المهذب، للوشي ~~المذهب، وكيف لفظ بحر الفكر، للجوهر البكر، ولأطلعت منه في سماء معاليه ~~نجوما تنير، ورجوما تبير، وآخر ما أقوله، بعد دعاء إلى الله تعالى أرفعه في ~~إطالة بقائه، [وتمكين بهجتي بوفائه] : # أنت الحبيب ولكني أعوذ به ... من أن أكون محبا غير محبوب # PageV06P552 ### | 16 - # فصل: # فما انبرت النوائب إلا أرسل زمانها، ولا برت الحوادث إلا أنصل سهامها، ~~ولا احتشدت الدواهي إلا كان من أعيانها، ولا استنجدت الليالي إلا كان من ~~أعوانها. وهيهات أن يظفر بالحر الشريف جوهره، الكريم عنصره، فالناس اخبر ~~تقله وبالاختبار يتبين الأوغاد من الأحرار، وعلى النار يتميز الخبيث من ~~النضار. وإن الدهر لماش بأهله القهقرى في سماء الفضل والكرم، ومنازل النبل ~~ومراقي الهمم. ### | 17 - # فصل: # كتاب قد أظلم بياضه في عيني وسواده، حتى تساوى طرسه ومداده. فيا له ~~كتابا، ملى اكتئابا [وقرطاسا، لبس بدل الحداد أنقاسا، فلو أن الجماد أمكنه ~~البكاء لبكى، وأعلن بالعويل وشكا] . ### | 18 - # فصل: # [فها أنا بين عيش قد ذهب حلوه، ونضب صفوه، وأمل # PageV06P553 # أخلقت جدته] وذبلت نضرته، متلدد بين عبرة أبددها، وزفرة أرددها، وحسرة ~~أجددها، وطرف أقبله في الكواكب، كأني ألتمسه فيها وأطلبه، وآمل طلوعه معها ~~فأرقبه. ### | 19 - # وفي فصل: # ولقد اختصر على حين تطلع إلى الدنيا وارتقاب، ونضرة في عودة لماء الشباب، ~~فكأنه ### | -[رحمه الله]- # وقد افترش بطن الثرى، وخيم بمنزله البلى ms1375، ما اشتمل بظل من العيش [مديد، ~~ولا رفل في برد من الأمل جديد؛ وما أوشك لحاق البطاء بالعجال] وأسرع طي ~~الليالي لصحف الآجال [145ب] فأف لدهر لا يزال يسترجع معاره، ويشن مغارة، ~~ويقوض ما بنى، وينقض ما سنى [وما خير دنيا أرى كل يوم ثوبا يطوى، ووجهها ~~يزى، وسهام الأمل فيها تشوي، ونجوم الإخوان بها تنكدر فتهوي] وعسى الله أن ~~يمسح عن العين سنة الكرى، ويسري بنا فنحمد عند الصباح السرى، ويرغب بنا عمن ~~تثاقل فألقى رحله وحط، ونام ليله فغط. ### | 20 - # وفي فصل: # وما تذكرت عطل نحر الزمان، من قلائد الإخوان، وكيف كر الدهر فمحا محاسن ~~تلك الصحيفة، وطوى طوامير تلك # PageV06P554 # الشبيبة، إلا انقدحت بصدري لوعة، لو أنها بالحجر لانفطر فانفجر، أو ~~بالنجم لانكدر فانتثر: # وما وجد أعرابية قذفت بها صروف النوى من حيث لم تك ظنت # تمنت أحاليب الرعاء وخيمة بنجد فلم يقدر لها ما تمنت # بأعظم وجدا مني لذلك العصر # ، وقد انتثر عقد أحبابه [وأقفر عامر جنابه] ، وانسلخ ليل شبابه، وطار ~~واقع غرابه، واتطوت له صحائف أيام لا تنشر، على سطور آثام لا تبشر، فكأنها ~~تقشع منه سحاب، واضمحل بقيعيه سراب، فصرنا لا نتلاقى إلا بالذكر، ولا ~~نتراءى إلا بالفكر. ### | 21 - # فصل في التهنئة بالقضاء وتثنية الوزارة: # بدء كون الثمر ### | -[أعزك الله]- # زهر، وأول متوع الضحى فجر، وإنما تنمي الأشياء على تدريج وترتيب، كما نشأ ~~الإنسان من نطفة والدوحة من قضيب. ومثلك من شهدت له مخايل # PageV06P555 # الولاية باكتهال السيادة، واكتمال السعادة. وإن القضاء، وإن شرف مرتبة، ~~وكرم مأثورة [ومنقبة] ، ليضيق عن نصل فضلك غمده، ويغرق في بحر فخرك مده، ~~ويزدان بنحر مجدك عقده، ويبتهج بعطف سروك برده. فليهنه أن تسربلت طوقه، ~~وتحملت أوقه، وليتهنىء الوزارة أن شدت بجيدك عراها، ونيطت بنحرك حلاها، ~~وشفع لها فضلك فأصار وترها شفغا، وجمع إلى بصر بها سمعا. وإنهما في ~~تظافرهما لك وحسنهما بك لعقد ثني بعقد، وعلمان رقما في برد. وإن الدين ~~لمشتد بك أزره، فعنانه على الرائض صعب، وعوده على الغامز صلب ms1376. ولقد كنت على ~~تقارب من سنك، ولدونة في غصنك، تقلب طرف الجارح، وتجرى في عنان القارح، ~~فضلا عنك، وقد سامت الليالي ذاتك تجريبا وتهذيبا، وقومت قناتك انبوبا ~~فأنبوبا، حتى خلصت خلوص الذهب على اللهب، والدينار على النار. وان افقا انت ~~بدر بدر تمامه لينطح السماء منكبه، ويزحف [146ا] تحت راية الفتح والفلج ~~موكبه، فلا عري الفضل من ظلك، ولا حط ركاب الشكر إلا في محلك، ولا زلت ~~تتقلد الحمد عقدا، وتلبس السعد بردا، إن شاء الله. # PageV06P556 ### | 22 - # فصل: ان من شهده - أدام الله رفعته - يشهد القمر منيرا، والسحاب مطيرا، ~~والماء نميرا، والروض نظيرا؛ ولاذ به فوجد الكهف منيعا، والشرف رفيعا، ~~والمراد مريعا، والزمان ربيعا، تعلق حبله قاطنا دانيا، وتشوق فضله ظاعنا ~~نائيا. ولما انتزحت الدار، وبعد المزار، اعتصت بالكتاب من الركاب، وإن لم ~~ينب الطل عن الوبل، وإني بحيث أقمت أو خيمت لخادمك خاتمك، طوعا لديك، وجريا ~~على رسمك وحدك، لا زلت نظام الحمد، وقوام الفضل والمجد. ### | 23 - # فصل: وها هو رهين قيد القبر، سليب ثوب اليسر، قد زحزحه الدهر عن بلده ~~وولده، وأبانه مرتفعا على يده، مطويا على كمده، يطول عليه الليل وهو قصير، ~~ويظلم عليه الصبح وهو بصير، والأجر نعم ما لزه قرن، وخير الاطواق في ~~الأعناق بيض الأيادي والمنن. ### | 24 - # وفي فصل من تعزية: # وعند الله يحتسب ذلك الفقيد الشهيد. قمر فضل سار إلى سرارع، ووسطى عقد ~~إخوان أخذ في انتثاره، ومصباح أمل عجل بانطفائه، وصباح جذل أسرع في ~~انطوائه. فقبحا لدينا قصفته أنضر ما كان غصنا، وكسفته أقمر ما كان حسنا؛ ~~وما كاد أن تستنبر لساريه مطالعة، وتمتد لراجيه مطامعه، حتى مدت إليه يد ~~البدار، وكسفته عند الابدار. فاذا # PageV06P557 # تصورت ما أتاه الدهر من اجترامه في اخترامه، وأذهبه باعتباطه من اغتباطه، ~~وتأملت كيف التقمه الحمام، واختطفته الأيام، وصار مفقودا، كأن لم يكن ~~مشهودا، ومنشودا كأن لم يكن موجودا، وجدت لذلك وجدا لا يسعه الصدار، ولا ~~يقاومه الصبر، وأوارا لا تطويه أحتاء الضلوع، ولا تطفيه أحساء الدموع. ~~فكأنا وقد صار ms1377 حبل حياته إلى بتات، وسلك مؤاخاته إلى شتات [لم نستبق يوما ~~في ميدتن الصبا، ولم تهب بنا جنوب وصبا، وكأن كل ذلك لما انقضى فمضى، خيال ~~ألم ثم تولى، وغمام أظل ثم تجلى] . ### | 25 - # وفي فصل من فصل من أخرى: # محار الفتى شيخوخة او منية ومرجوع وهاج المصابيح رمدد ألا إنما الدنيا ~~دار كون وفساد، وسوق نفاق وكساد، والعمر بالإنسان مضطرب، والمرء موج مع ~~الأيام منقلب، وإن للشبيبة صبوة، وللحداثة هفوة، وقصارى الطيش ركانة ووقار، ~~وأول قرح الخيل المعار، ولم أر [146ب] كالشباب مطية للجهل، ولا كالمشيب ~~فطنة للعقل: # وان نهار المرء أهدى لرشده ... ولكن ظل الليل أندى وأبرد فإذا يكن الصبا ~~حلية تروع، فإن الكبرة عطلة أو إمرة تروق: # صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما علاه قال للباطل ابعد # PageV06P558 ### | 26 - # فصل: ها أنتم - أيدكم الله - قد أظلتكم الدولة الميمونة، ووافتكم الإمرة ~~المأمونة، ولطالما وردتنا تسير بها الرفاق، فتطلعت إليها النفوس وامتدت ~~الأعناق، وهذه كتائب النصر قد طلعت عليكم بشائر صباحها، واظلتكم قادمة ~~جناحها، وإن من ناصبها فحاول ان يدفع في صدرها، ويقصر من تطاول عنانها عن ~~شانها: # كناطح صخرة يوما ليفلقها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل هيهات! توخى من ~~الفلك ألا يستدير، وابتغى من الشمس ألا تستنبر، واعترض في مطلع الليل يأمل ~~ألا يظل، ونصب راحته تلقاء الفجر يحاول ألا يطل. ### | 27 - # وله من كتاب جاوب به العدو: فتخيل حالك وقد أحاطت بك تلك الأجناد ~~المتكاثفة، والأعداد المترادفة، بحر متلاطم موجه، بعيد ساحله، يرتمي من ~~رعاله، وكراديس أبطاله، بموج لجي، قد نثلت عليه مضاعفة الأزباد، فيغشاك منه ~~ما يعيد بحرك وشلا، وعزمك فشلا، ويعيد بأسك خورا، فلا تزال غريق تلك ~~البحار، وحريق تلك النار، ولو صدقت في حال طيرك لأنبأتك أن جدك ناب، وحدك ~~كاب، وأنك عما قريب قد جدلت ففللت، وأسلمت فاصطلمت، وكأني بك في القيد، ~~ووثاق القد، قد خيرت بين اثنين: إما أن تسلم فتسلم، أو تشرك فتهلك، ولم يكن ~~الله عز وجل ليهديك سبيل من تاب وأناب ms1378، فيجمع لك بين العيث في أمته، ~~والمنقلب إلى رحمته. ### | 28 - # وفي فصل من أخرى: انه تأكد بالحاح العدو على فلانة ما لم # PageV06P559 # تنفك معه من مغاره، واصطلاء ناره، واصطلاء ناره، مع تداني داره، واقتراب ~~جواره، فما من غدو، إلا ومعه طلوع عدو، وما من رواح، إلا ومعه وقوع اجتياح، ~~ولما علم اللعين من أخلاقها ما علم، دنا فتدلى، وكان قاب قوسين او ادنى. ### | 29 - # وله من أخرى: إن كان التنازح - أعزك الله - لم يمتد بيننا فيه يد للتصافح ~~[147أ] إلا من الجوانح، ولا قام خطيب للقرب، إلا في نأي القلب، ولا نطق ~~لسان الود، إلا دون ستر البعد، ولا لمع برق للاستطلاع، إلا في حجب السماع، ~~فلا غرو أن يعرب ذلك النطق، ويستطير ذلك البرق، فقد تقوم البصيرة مقام ~~البصر، وتكون الأمنية أحلى من الظفر، وما أتنسم دائبا من ثنائك العاطر، ~~وأرتع فيه سمعي من صفة خلقك الظاهر الطاهر، قمين أن يكون للمداخلة سببا، ~~وخليق أن يكشف عن وجه المراسلة حجبا. ### | 30 - # ومن أخرى: مثل الأمير - ممن المجد من أعداءه، والبأس من أجناده، والفهم ~~من طلائعه، والحلم من طبائعه، والكرم من حلاه، والسؤدد من علاه، والعزم من ~~خدمه، والحزم من شيمه، والإقدام والإكرام والإنعام من صفاته، والرياسة ~~والنفاسة والسياسة من سماته، والفضل من أخلاقه، والشرف من أعراقه، والمحامد ~~من أرديته، والنصر معقود بألويته - جدير أن تهز نحوه الآمال ذوائبها، وحقيق ~~أن تعمل إليه الآمال ركائبها. # ولما أقبلت - أيدك الله - كما ابتسم الصارم الذكر، وحللت كما وافى المحل ~~المطر، نشأت لي همة بالكون في جنابك، وتحت ممطر سحابك، وأنا أرغب من فضله ~~أن يزيد أوضاحي امتدادا، ويقدح من تنبيهي زنادا، بأن يخصني بصك كريم أحيي ~~به معالم شرفي، وأباهي بمحاسنه فارط سلفي # PageV06P560 # والتحف منه رداء العروس، وأشمل من تنويه حلى الطاووس. ### | 31 - # ومن أخرى: ومن أبقاه الله كارعا من القسم في حوض لا يخلل الزمان نميره، ~~ولا يغدر الصفا غديره، راتعا من النعم في روض تساجل النجوم ازهاره، ويمج ~~ندى السرور جثمانه وعراره؛ كتبه وودي ms1379 صدق الصفا، نبعي القناة، لا يهزه مع ~~تراخي العهد ريح انحراف، ولا يؤضه من الغض عض ثقاف؛ بعد أن وردني كتابك ~~الأثير يذهل بنتائج طبعك الباهر، وينث بعرف نفسك العاهر، ويعجز ببديع نظامه ~~فيؤنس، ويطمع بمطبوع كلامه فينفس، فما حديقة تفقأ فوقها القلع، وشكلت عليها ~~الرياح الأربع، ديمة يصلصل الرعد في أرجائها، ويضحك البرق خلال بكائها، ~~ألظت تندفها بأدمع مشوق، حتى كستها لبسة معشوق - ### | 32 - # فصل: # يقاس المرء بالمرء ... إذا ما المرء ماشاه # وفي الشيء من الشيء ... علامات وأشباه [147ب] ما انت والعترة الفلانية - ~~إنما هم أجناس، كلهم أنجاس، إلا الشاذ فيهم، والنادر منهم، وقليل ما هم؛ ~~وأما فلان منهم: # فهو الخبيث عينه فراره ... # أطلس يخفي شخصه غباره ... في شدقه شفرته وناره ما شب حتى سب، ولا نفث حتى ~~رفث، ولا زر له جيب إلا على عيب، ولا نيطت به تميمة إلا على نميمة، فهو إذا ~~حضر أذن وعي، وعين رعي، وبظهر الغيب إنسان ظنه، ولسان غيبة، لا يشتمل ثوبه ~~إلا على شخص # PageV06P561 # نقص، وجسد حسد، لا يهدأ شره، ولا يطفأ شراره، ولا يغرنك لين أعطافه، ~~ولدونه كلمته، فإن الحية لينة الملمس، لدنة المجس، فإن لحظته - عافاك الله ~~- فلحظا شزرا، او جاذبته الحديث فقليلا نزرا، # كما يمس بظهر الحية الفرق ... وانه ليحضر الندي فيحفظ ما يلفظ، ويلتقط ما ~~يسقط، فهو كاتب الشمال، غير انه ان مرت به في صحيفة ذكرك حسنة سامها بشرا، ~~أو عثر بسيئة كتبها عشرا، لا يعني إلا بعرض غرض، فاستعذ بالله من شيطانه، ~~وتوق من موبقات أشطانه. # وهذه أيضا جملة من شعرهفي اوصاف شتى # له من قصيدة يمدح بعض أهل الدولة لنهوضه بما يعن من أوطاره: # وأسري فأستصفي من السيف صاحبا ... وأركب من ظهر الدجنة أدهما # وأصدع أحشاء الظلام بفتية ... تواكب منهم انجم الليل انجما # اذعت بهم سر الصباح وإنما ... سررت بهم ليل السرى فتبسما # وقد كتمتم أضلع البيد ضنة ... ولم يك سر المجد إلا ليكتما # فبتنا وبحر الليل ملتطم بنا ... نرى العيس غرقى والكواكب عوما # وقد ms1380 وترت منها قسيا يد السرى ... وفوق منا فوقها المجد أسهما وهذا المعنى ~~قد نبهنا عليه. [ومنها] : # وما هاجني إلا تألق بارق ... لبست به برد الدجنة معلما # PageV06P562 # تلوى هدوا يستطير كأنما ... أروع به في سدفة الليل أرقما # فيا رب وضاح المحاسن أشقر ... رميت به الهيجا وقد فغرت فما [148أ] # وبحر خديد قد تلاطم أخضر ... إذا عصفت ريح الجياد به طمى # أبى عز نفس أن يجول فيجتلى ... وإشراف هاد أن ينال فيلجما # جرى الحسن ماء فوقه غير أنه ... إذا ما جرى نار الغضا متضرما # وأقصى مني الكف الخضيب لو أني ... وصلت بها ذاك المهند معصما ومن المدح ~~أيضا: # فبينا ترى رضوى وقار جزالة ... وهيبة إشراف وعزة محتمى # [تبيت ترى الشعرى جلالة همة ... وبهجة أوضاع ورفعة منتمى] # خلال كما مر الغمام بتلعة ... فطرز أثواب الربيع وسهما # وقلد نحر الروض عقدا مفصلا ... وطوق جيد الغصن وشيا منمنما [ومنها] : # وقد أفصحت أعطافه عن سيادة ... فشاهدت منه صامتا متكلما # وطال رجال الحي طولا ونجدة ... فأسدى يد النعمى وذاد عن الحمى # فلو وصلوا يوما كعوبا لأسمر ... لكان على حكم السيادة لهذما وله من أخرى: # أوميض برق ما سرى لماع ... أم قلب صب قد هفا مرتاع # جلد الدجى وهنا بأبيض صارم ... فاتت به كف له وذراع # PageV06P563 # سايرته في حيث يحمل لأمتي ... أسد ويلوي معطفيه شجاع # في ليلة للرعد فيها صرخة ... لا تستطاب وللحيا إيقاع # خلعت على بها رداء غمامة ... ريح تهلهله هناك صناع # والصبح قد صدع الظلام كأنه ... وجه وضىء شف عنه قناع # فرفلت في سمل الدجى وكأنما ... قزع السحاب بجانبيه رقاع # ودفعت في صدر الردى عن مطلب ... بيني وبين الدهر فيه قراع # وقبضت ذيلي عن رعاية معشر ... عوج الطباع كأنهم أضلاع # يرمون اعطافي بنظرة إحنة ... وقدت كما تذكي العيون سباع # افرغت من كلمي على اكبادهم ... قطرا له أسماعهم أقماع [148] وله من أخرى: # ومفازة لا ينجم في ظلمائها ... يسري ولا فلك بها دوار # تتلهب الشعرى بها فكأنها ... في كف زنجي الدجى دينار # ترمي بي الغيطان فيها والربى ... دولا ms1381 كما يتموج التيار # والقطب ملتزم لمركزه بها ... فكأنه في ساحة مسمار # قد لفني فيها الظلام وطاف بي ... ذئب يلم مع الدجى زوار # طراق ساحات الديار مغاور ... ختال ابناء السرى غدار # PageV06P564 # يسري وقد نضح الندى وجه الصبا في فروة قد مسها اقشعرار # فعشوت في ظلماء لم يقدح بها إلا لمقلته وبأسي نار # ورفلت في خلع علي من الدجى عقدت لها من انجم ازرار # والليل يقصر خطوه ولربما طالت ليالي الركب وهي قصار # قد شاب من طوق المجرة مفرق فيها ومن خط الهلال عذار # وكان له صديق قد نشأ معه، فكانا بحيث لا يريان ينفصلان، كأنهما الدهر ~~فرقدان، فاخترمه الأجل إثر وفاة جملة من الإخوان، فقال يتفجع ويتوجع: # شراب الأماني لو علمت سراب وعتى الليالي لو فهمت عتاب # وهل مهجة الإنسان إلا طريدة تحوم عليها للحمام عقاب # تخب بها من كل يوم وليلة مطايا إلى دار البلى وركاب # وكيف يغيض الدمع أو يبرد الحشا وقد باد اقران وفات شباب # اقلب طرفي لا أرى غير ليلة وقد حط عن وجه الصباح نقاب # كأني وقد طار الصباح حمامة يمد جناحيه علي غراب # [ومنها] : # دعا منهم داعي الردى فكأنما تبارت بهم خيل هناك عراب # فها هم وسلم الدهر حرب كأنما جثا بهم طعن له وضراب # PageV06P565 # هجود ولا غير التراب حشية لجنب ولا غير القبور قباب [149أ] # فلست بناسي صاحب من ربيعة اذا نسيت رسم الوفاء صحاب # ومما شجاني أن قضى حتف أنفه وما اندق رمح دونه وذباب # وأنا تجارينا ثلاثين حقبة ففات سباقا والحمام قصاب # كأن لم نبت في منزل القصف ليلة نجيب به داعي الصبا ونجاب # إذا قام منا قائم هز عطفه شباب أرقناه بها وشراب # ولما تراءت للمشيب بريقة وأقشع من ظل الشباب سحاب # نهضنا بأعباء الليالي جزالة وأرست بنا في النائبات هضاب # فيا ظاعنا قد حط من ساحة البلى بمنزل بين ليس عنه مآب # كفى حزنا أن لم يرني على النوى رسول ولم ينفذ إليك كتاب # وأني إذا يممت قبرك زائرا وقفت ms1382 ودوني للتراب حجاب # ولو أن حيا كان حاور ميتا لطال كلام بيننا وخطاب # واعرب عما عنده من جلية فأقلع عن شمس هناك ضباب # وله من أخرى في قاضي القضاة أبي أمية بن عصام: # PageV06P566 # وأخضر عجاج تدرجه الصبا فتتهم فيه العين طورا وتنجد # كأن فؤادا بين جنبيه راجفا يقوم به نأي الديار ويقعد # سأركب منه ظهر أدهم ريض مروع بسوط الريح يجري فيزيد # وأمضي فإما بيت نفس كريمة يهد وإما بيت عز يشيد # نبهه على هذا المعنى امرؤ القيس بقوله: [" نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "؛ ~~ومن مدح هذه القصيدة] : # فلا يغرر بالحلم قوم فربما تصدع عن سقط من النار جلمد # ولا يكفروا نعمى الغمام فربما تدلت عليهم صعقة تتوقد # فقصر أناة الحلم عضة سطوة تقيم صغا تلك القنا وتسدد # فمن دهش يدني خطاه كأنه وقد هاله وطء البساط مقيد # ومن لاثم أرض الخضوع كأنه سجودا عليها للمهابة هدهد [149ب] # ومنها: # أما صراط بين عينيه للهدى لقد شاد أركان العلا منه سيد # [وألف أشتات الفضائل أروع وقام بأعباء المكارم أيد] # ودار به في مقلة المجد ناظر وأشرف في حلي المساعي مقلد # وسار مسير النجم هديا ورفعة فغار به رأي وأنجد سؤدد # تدير المعالي كلما خط رقعة عيونا لها من حالك النقس إثمد # تبرع لم يلجأ إلى الوعد ضنة وعاقب لم يقعده ضعف فيوعد # له شيمة تندى فتشفي من الصدى وتنقع أحشاء الهجير فيبرد # PageV06P567 # فمن حرنيل قد أفاضته همة فساح به في رأس ثهلان مورد # وقول له مقعد الحكم حكمة يحل بها في الله طورا ويعقد # وحلم له دون الديانة سورة تقيم على جمر العقاب وتقعد # [وما السيف لولا الخوف إلا حديدة وما الرمح إلا خوطة تتأود] # وقال: # وكمامة حدر الصباح قناعها عن صفحة تندى من الأزهار # في أبطح رضعت ثغور أقاحه أخلاف كل غمامة مدرار # نثرت بحجر الروض فيه يد الصبا درر الندى ودراهم النوار # وقد ارتدى غصن النقا وتقلدت حلي الحباب سوالف الأنهار # فحللت حيث الماء صفحة ضاحك جذل وحيث الشط ms1383 بدء عذار # والريح تنفض بكرة لمم الربى والطل ينضح اوجه الأشجار # متقسم الألحاظ بين محاسن من ردف رابية وخضر قرار # وأراكة سجع الهديل بفرعها والصبح يسفر عن جبين نهار # هزت له أعطافها ولربما خلعت عليه ملاءة النوار # وقال في فتى نبيل حسن الصورة والصوت [يستعين به في أمر طواه لعله] : # فقبلت رسم الدار حبا لأهلها ومن لم يجد ماء سعى فتيمما # وحنت قلوصي والهوى يبعث الهوى فلم أر في تيماء إلا متيما # فها انا والظلماء والعيس صحبة ترامى بنا أيدي النوى كل مرتمى # PageV06P568 # أراعي نجوم الليل حبا لبدره ولست كما ظن الخلي منجما [150أ] # منها: # ترى يوسفا في ثوبه حسن صورة وتسمع داودا به مترنما # تقلد منه عاتق الملك مرهفا إذا ما نبا العضب المهند صمما # ومنها في التعريض بأمر طواه: # ورب معمى قد تعاطيت فكه فأرقني حتى الصباح وهوما # أقلب منه ناظري في غيابة لو اعترضت دون الصباح لأظلما # ولو مثلت تحت العجاجة ثغرة لأطرت فيها السمهري المقوما # هززت لها عطف الوزير وإنما هززت على هاد حساما مصمما # وغير بعيد أن أنال بك السها سموا إذا كان اعتناؤك سلما # وها أنا إن تمرض بأرضك حاجة فقد جئت ألقى منك عيسى بن مريما # وله من أخرى: # سقيا ليوم قد أنخت بسرحة ريا تلاعبها الرياح فتلعب # سكرى يغنيها الحمام فتنثني طربا ويسقيها الغمام فتشرب # نلهو فترفع للشبيبة راية فيه ويطلع للبهارة كوكب # PageV06P569 # والروض وجه أزهر والظل فر ع أسود والماء ثغر أشنب # في حيث أطربنا الحمام عشية فشدا يغنينا الحمام المطرب # واهتز عطف الغصن من طرب بنا وافتر عن ثغر الهلال المغرب # فكأنه والحسن مقترن به طوق على برد الغمامة مذهب # في فتية تسري فينصدع الدجى عنها وتنزل بالجديب فيخصف # كرموا فلا غيث السماحة مخلف يوما ولا برق اللطافة خلب # من كل أزهر للنعيم بوجهه ماء يرقوقه الشباب فيسكب # وله من أخرى يندب الشباب، ويتوجع لوفاة الإخوان والأتراب: # ألا عرس الأخوان في ساحة البلى وما رفعوا غير القبور قبابا # فدمع كما ms1384 سح الغمام ولوعة كما ضربت ريح الشمال شهابا [150ب] # إذا استوقفني في الديار عشية تلددت فيها جيئة وذهابا # أكر بطرفي في معاهد فتية ثكلتهم بيض الوجوه شبابا # فطال وقوفي بين وجد وزفرة أنادي رسوما لا تحير جوابا # وأمحو جميل الصبر طورا بعبرة أخط بها في صفحتي كتابا # [وقد درست أجسامهم وديارهم فلم أر إلا أقبرا ويبابا # وحسبي شجوا أن أرى الدار بلقعا خلاء وأشلاء الصديق ترابا] # [ومن شعره في الغزل وما يتعلق به] # وأغيد أهدى نرجسا من محاجر وثنى فأتلى سوسنا من سوالف # PageV06P570 # تطلع مثل الرمح بسطة قامة وفتكة ألحاظ ولين معاطف # وقد ماج من عطفيه ماء شبيبة تعب ولا أمواج غير الروادف # فقبل طرفي في محياه مبتسما شنيبا ومن صدغيه لعس مراشف # وقال: # ما للعذار وكان وجهك قبلة قد خط فيه من الدجى محرابا # فإذا الشباب وكان ليس بخاشع قد خر فيه راكعا وأنابا # فكأن وجهك وهو يخبو نوره لم تلتمح منه العيون شهابا # ولقد علمت بكون ثغرك بارقا أن سوف يزجي للعذار سحابا # وأقاحة غازلتها نفاحة في فرع إسحلة تميد شبابا # وضحت سوالف جيدها سوسانة وتوردت أطرافها عنابا # بيضاء فاض الحسن ماء فوقها وطفا بها الدر النفيس حبابا # غازلتها ليلا وقد طلعت به شمسا وقد رق الشراب شرابا # وترنمت حتى سمعت حمامة حتى إذا حسرت زجرت غرابا # بين النجوم قلادة تحت الظلا م غمامة خلف الصباح نقابا] # وله من أخرى يصف متنزها: # يا رب وضاح الجبين كأنما رسم العذار بصفحتيه كتاب # تغرى بطلعته العيون ملاحة وتبيت تعشق عقلة الألباب # خلعت عليه من الصباح غلالة تندى ومن شفق المساء نقاب # فكرعت من ماء الصبا في منهل قد شف عنه من القميص سراب # في حيث للريح الرخاء تنفس أرج وللماء الفرات عباب # PageV06P571 # [ومنها] : # ولرب غض الجسم مر يخوضه سبحا كما شق السماء شهاب # ولقد أنخت بشاطئيه يهزني طربا شباب راقي وشراب # وعبرت دجلته يضاحكني بها فرحا حبيب شاقني وحباب # تجلى من الدنيا عروس بيننا حسناء ترشف والمدام رضاب # ثم ارتحلت ms1385 وللنهار ذؤابة شيباء تخضب والظلام خضاب # تلوي معاطفي الصبابة والصبا والليل دون الكاشحين حجاب # وقال: # مر بنا وهو بدر تم يسحب من ذيله سحابا # [قد سال في صفيحته ماء يعود من خجلة شرابا] # بقامة تثني قضيبا وغرة تلتظي شهابا # [كأنه موجة تهادى تلبس من وشية حبابا] # تقرأ والليل مدلهم لنور أخلاقه كتابا # ورب ليل سهرت فيه أزجر من جنحه غرابا # حتى اذا الليل مال سكرا وشق سرباله وجابا # وحام من سدفة غراب طالت به سنة فشابا # ازددت من لوعتي خبالا فجئت من غلتي سرابا [151أ] # PageV06P572 # قد شب في وجهه شعاع وشب عن قلبي التهابا # [فنلت من نعمة شقاء وذقت من رحمة عذابا] # وما خطا قادما فوافى حتى انثى ناكضا فآبا # وبين جفني بحر شوق يعب في وجني عبابا # وروضة طلقة جنيبا غناء مخضرة جنابا # ينجاب عن نورها كمام تنحط عن وجهه نقابا # بات بها مبسم الأقاحي يرشف من طلها رضابا # ومن خفوق البروق فيها ألوية حمرت خضابا # كأنها أنمل وراد تحصر قطر الحيا حسابا # هذا أحسن من قول التميمي: # كأن تألقه في السما يدا حاسب او يدا كاتب # وقوله: " يرشف من طلها رضابا " كقول أبي محمد الصقلي: # من قبل أن ترشف شمس الضحى ريق الغوادي من ثغور الأقاح # وله من أخرى: # يا رب بدر زارني منه الهلال وقد تلثم # PageV06P573 # فرشت فاه اللثا م أظنه كأسا تفدم # وكأنه در تحلل في شعاع قد تجسم # وشت الملاحة وجهه وجرى العذار به فأعلم # فقرأت سطر زمرد فيه بمسك الخال معجم # وكأن جوهر لفظه نظم بفيه إذا تبسم # وكأن لؤلؤ ثغره نثر بفيه إذا تكلم # بيتاه الأولان منها أخذهما من قول الرضي لفضا بلفظ ومعنى بمعنى: # ولما وقفنا بالسراة غدية وقوفا لتوديع ورد سلام # تلثم مرتابا بفضل ردائه فقلت هلال بعد بدر تمام # وقبلته فوق اللثام فقال لي هي الخمر إلا أنها بفدام # وقال: # يا بانة تهتز فينانة وروضة تنفح معطارا # كم دمع عين بك أجريت وقلب صب فيك قد طارا # لله أعطافك من ms1386 خوطة وحبذا نورك نوارا # علقت طرفا فاتنا فاترا فيك وغرا منك غرارا # ونابلا مستوطنا بابلا نفاث لحظ العين سخارا # كنى فسمى قوسه حاجبا رمزا وسمى النبل أشفارا # إذا رنا يجرحني طرفه لحظته أجرحه ثارا # PageV06P574 # فيصبغ الدر عقيقا به وأصبغ النوار أزهارا # [في خدة من بدع الحسن ما يقيم للعشاق أعذارا] # ينشر من صفحته رقعة ويدمج الاصداغ أسطارا # من يلق من لاعج وجد به ريحا فقد لاقيت إعصارا # يدير للاعين من وجهه كعبة حسن حيثما دارا # فلي به عين مجوسية تعبد من وجنته نارا # [قد طبع الحسن به درهما تسبك منه العين دينارا] # [كأنما قد خط بالمسك في خديه للعذال أعذارا] # وهذا كقول محمد بن هاني: # صفة تزيد بعضها في بعضها حتى غدا التوريد فيها مذهبا # وقال عبد الجليل المرسي: [151ب] # بقلب كحرباء الظهيرة [ترتمي] إلى الشمس من ذاك الشعاع تدور # وقال ابن خفاجة: # رحلت عنكم ولي فؤاد تنقض أضلاعه حنينا # PageV06P575 # اجود فيكم بعلق دمع كنت به قبلكم ضنينا # يثور في وجني جيشا وكان في جفنه كمينا # كأنني بعدكم شمال قد فارقت منكم يمينا # وهذا البيت من قول ابن المعتز، ولكنه محا بشره، وأبطل سحره، وأنشد ~~البيتين ليحسن حالهما، ويروق اتصالهما: # أقيم وترحل ذا لا يكون لئن صخ هذا ستدمى عيون # وإني وإياك مثل اليدين ولكن لك الفضل أنت اليمين # وقال: # وليلة طلقة قضتني من موعد باللقاء دينا # بتنا نجر الذيول فيها والخمر تمشي بنا الهوينا # [يدير أجفان مستميت ويوسع كل الأنام حينا] # كالسيف تلقى الغرار عضبا يمضي وتلقى المجس لينا # ارسل في روض وجنتيه لحظة عين تفيض عينا # كأنما اللحظ كيمياء تذهب من وجهه لجينا # وما توهمت ان طرفا يقلب عين اللجين عينا # وقال يستقصر بعض إخوانه وقد كلفه حاجة فمطله بقضائها: # أأدعو فلا تلوي وأنت قريب وأشكو فلا تشكي وأنت طبيب # PageV06P576 # وما كنت أخشى أن أراني ضاحيا وأثلك مطلول الفروع رطيب # وهل يستجيز المجد أن أشتكي الصدى وأنت رشاء محصد وقليب # وكيف بمطلوبي إذا شطت النوى وقد صم من ms1387 قرب فليس يجيب # فهل شيب من تلك المصافاة مشرع وهيل على ذاك الإخاء كثيب # سلام على عهد الوفاء مودعا سلام فراق ما أقام عسيب # سلام له فوق المحاجر بلة وطورا باحناء الضلوع لهيب # وقد كان يسري والتنائف بيننا فتندى به ريح وينفح طيب # وتفتر من بشر هنالك زهرة ويهفو له من معطفي قضيب [152أ] # وقال يتغزل في أمة صفراء تسمى عفراء: # ارقت لذكرى منزل شط نازح كلفت بأنفاس الشمال له شما # فقلت لبرق يصدع الليل لائح ألا حي عني ذلك الربع والرسما # وبلغ قطين الدار أني أحبهم على الناي حبا لو جزوني به جما # وأقرىء عفيراء السلام وقل لهما ألا هل أرى ذاك السها قمرا تما # وهل يتثنى ذلك الغصن نضرة بجرعا وهل ألوي معاطفه ضما # ومن لي بذاك الخشف من متقنص فآكله عضا وأشربه لثما # ودون الصبا إحدى وخمسون حجة كأني وقد ولت أريت بها حلما # فيا ليت طير السعد يسنح بالمنى فاحظى بها سهما وأبأى بها قسما # ويا ليتي كنت ابن عشر وأربع فلم أدعها بنتا ولم تدعني عما # PageV06P577 # وقال في لزوم ما لا يلزم: # ونشوان غنته حمامة أيكة على حين طرف النجم قد هم أن يكرى # فهب وريح الفجر عاطرة الجنى لطيفة مس البرد طيبة المسرى # وطاف بها والليل قد رث برده وللصبح في أخرى الدجى منكب يعرى # ويصغى إلى لجن فصيح يهزه كما هز نشر الريح ريحانة سكرى # تهش إليه النفس حتى كأنه على كبد نعمى وفي أذن بشرى # ومن شعره في أوصاف شتى # يا مادح البحر وهو يجهله مهلا فإني خبرته علما # فائدة مثل قعره بعدا ورزقه مثل ما به طعما # وقال: # لئن كنا ركبناها ضلالا فيا لله إنا تائبونا # فأخرجنا على المرغوب منها فإن عدنا فإنا ظالمونا # وقال: # كم تملأ العين من قذاها وتشتكي النفس من أذاها # بحر ونوء وطول هم ثلاثة أطبقت دجاها [152ب] # فلو يد المرء وهي منه أخراجها لم يكد يراها # وقال في وصف عارض برد: # PageV06P578 # ألا مسخ الله القطار حجارة ms1388 تطوب علينا والغمام غموما # وكانت سماء الله لا تمطر الحصى ليالي كنا لا نطيش حلوما # فلما تحولنا عفاريت شرة تحول شؤوب الغمام رجوما # وقال من قصيدة: # هل انت ذاكر عيشة سلفت نلذ بها وننعم # ايام عقد الشمل منتظم وحبل الوصل مبرم # ما بين غصن نضارة أنق وبدر ملاحة تم # يغدو وكافور الجبين ند ومسك الشعر أسحم # [إن لم يكن آس العذار بدا بروضته فقد هم] # طفنا بكعبة فتنة منه لنا من فيه زمزم # وإليكها أحجية رمز القريض بها فجمجم # ما سافح العبرات لم يحزن ونضو لم يقمم # يفري ولا يدري ويعلم بالأمور وليس يعلم # تلقى سنان ربيعة من صدره ولسان أكثم # إن طار بارقه دجا وجه الصباح به وغنيم # ويمشي ولا قدم تقل وما مشى إلا تكلم # PageV06P579 # وتراه سادس خمسة ... يفصحن قولا وهو أبكم # في حيث لا أذن تعي ... قولا ولا هو فاغر فم ومن أجود ما قيل في صفة القلم ~~قول أبي تمام: # فصيح إذا استنطقته وهو راكب ... وأعجم إن خاطبته وهو نازل # إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت ... عليه شعاب الفكر وهي حوافل # أطاعته أطراف القنا وتقوضت ... لنجواه تقويض الخيام الجحافل # إذا استغزر الذهن الذكي وأقبلت ... أعاليه في القرطاس وهي أسافل # وقد رفدته الحنصران وسددت ... ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل # رأيت جليلا شأنه وهو مرهف ... ضنى وسمينا خطبه وهو ناحل وقال ابن المعتز ~~[فيه] : # ولطيف المعنى جليل نحيف ... وكبير الأفعال وهو صغير # كم منايا وكم حتف ... وعيش تضم تلك السطور # PageV06P580 # وقال ابن الرومي [153أ] : # لعمرك ما السيف سيف الكم ... ي بأخوف من قلم الكاتب # له شاهد ان تأملته ... ظهرت على سره الغائب # أداة المنية في جانبيه ... فمن مثله رهبة الراهب # سنان المنية في جانب ... وحد المنية في جانب وقال محمد بن احمد ~~الاصبهاني: # أخرس ينبيك بإطراقه ... عن كل ما شئت من الأمر # يذري على قرطاسه دمعة ... يبدي بها السر وما يدري # كعاشق أخفى هواه وقد ... نمت عليه دمعة تجري # تبصره في كل أحواله ... عريان يكسو الناس أو يعري # يرى ms1389 أسيرا في دواة وقد ... أطلق أقواما من الأسر وقال احمد بن جدار: # أهيف ممشوق بتحريكه ... يحل عقد السر إعلان # له لسان مرهف حده ... من ريقه الكرسف عريان # ترى بعين الفكر في نظمه ... شخصا له حد وجثمان # كأنما يسحب في إثره ... ذيلا من الحكمة سحبان # لولا ما قام منار الهدى ... ولا سما بالملك ديوان حدث أبو عمر محمد بن ~~عبد الواحد [الزاهد] قال: كنت جالسا # PageV06P581 # في مجلس ثعلب إذا وقف عليه غلام بدوي فقال: أسألك أيها الشيخ - قال: قل، ~~فقال: # وعريان من حلة مكتس يميس من الوشي في يلمق # فأطرق ثعلب، فقال الغلام: # يغوص في البحر مستأنسا فلم ير بؤسا ولم يغرق # فقال ثعلب: [هذا سرطان، فقال الغلام: # يلوح للشمس وسط الهجير فما لوحته ولم يعرق # فقال ثعلب] : هذا شيطان، فقال الغلام: # إذا أنت مشيته في الركوب أتاك عجولا ولم يعنق # فقال ثعلب: هذا فرس، فقال الغلام: # أقام بغربي غور العراق ينهى ويأمر بالمشرق # فأمسك ثعلب، فقال الغلام: # يسوق إلى المطبق الناكثين ومثواه في خندق المطبق # فقال ثعلب: هذا قلم، وما سمعنا في صفته بأحسن من هذا [153ب] # [وقال ابن خفاجة ملغزا: # وخطيب قوم قام يخطب فيهم أبدا مع الإصباح والإمساء # حملت عليه تنال منه لئيمة فأجابها عنه أخو الخنساء] # وقال أيضا ملغزا: # PageV06P582 # يا راكضا في شوط كل فضيلة أعيا ترسله الرياح لحاقا # متيقضا تندى حواشي لفظه سلسا ويلفح فهمه إخراقا # ما حامل خطط المهانة خامل ما قام في علياء ينقل ساقا # متعذب ما زال يضرب يومه كدا ويحنق ليله إخناقا # ولربما نحل الأعزة نخوة وكساهم حلل العلا أطواقا # ما إن يسير مع الصباح لشأنه حتى يشد إلى النفوذ نطاقا # وقال: # وأقب وردي القميص بمثله خيض الظلام وريعت الظلمان # يمشي العرضنة في الطريق كأنه أومى لجذب عنانه نشوان # فبدا وقد ملا النفوس مسرة وجرى فما ملئت به الأجفان # متخطف ما شاءه متعطف فكأنما هو في العيان عنان # ولرب يوم كريهة قد خاضه سبحا وبيض سيوفه غدران # ومن الحميم بذفرتيه فضة ومن ms1390 النجيع بصدره عقيان # والشهب شهب والعجاجة سدفة [والشقر] جمر والقتام دخان # والحرب روض فيه من خرصانها زهر ومن سمر القنا أغصان # PageV06P583 # ركبوا الجياد إلى الجلاد وأوجفوا حتى كأن وجيفهم طيران # فكأنهم من فوقها أسد الشرى وكأنها من تحتهم عقبان # وقال # كفى حزنا أن الديار قصية فلا زور إلا أن يكون خيالا # ولا رسل إلا الرياح عشية تكر جنوبا بيننا وشمالا # فأستودع الريح الشمال تحية وأستنشق الريح الجنوب سؤالا # وحسبي شجونا ان لي فيك أضلعا حرارا وأردانا عليك خضالا # وطرفا قريحا صام فيك عن الكرى ولا فطر إلا أن تلوح هلالا # وما الدهر إلا صفحة بك طلقة لثمت بها من ليل وصلك خالا [154أ] # [فما أنسه لاأنس ليلا على الحمى وقد راق أوضاحا ورق جمالا] # وزار به نجم السرى قمر الدجى فباتا بحال الفرقدين وصالا # إذا ما هداني فيه بارق مبسم أجن دجى فرع فحرت ضلالا # ولي نظرة يرتد فيك صبابة وقد فاض ماء الشوق فيه وجالا # فجاد الحمى غاد من المزن رائح تهاداه أعناق الرياح كلالا # وسارية دهماء جاد بها السرى فشب لها البرق المنير ذبالا # PageV06P584 # [فلله ما أشجى الحمامة غدوة هناك وما أندى الأراك ظلالا] # وقد جاذبت ريح الصبا غصن النقا فماد على ردف الكثيب ومالا # وأيقظ برد الصبح جفن عرارة ترقرق دمع الطل فيه فسادلا # وقال أيضا: # فيا لشجا صدر من الصبر فارغ ويا لقذى طرف من الدمع ملآن # ونفس إلى جو الكنيسة صبة وقلب إلى أفق الجزيرة حنان # تعرضت من وراها بآه ومن هوى بهون ومن إخوان صدق نجوان # وما كل بيضاء تروق بشحمة ولا كل مرعى ترتعيه بسعدان # فيا ليت شعري هل لدهري عطفة فتجمع أوطاري علي اوطاني # ميادين أوطاري ومعهد لذتي ومنشأ تهيامي وملعب غزلاني # كأن لم يصلني فيه ظني يقوم لي لماه وصدغاه براح وريحان # فسقيا لواديهم وإن كنت إنما أبيت لذكراه بغلة ظمآن # وكم يوم لهو قد أردنا بأفقه نجوم كؤؤس بين أقمار ندمان # وللقضب والأطيار ملهى بجزعه فما شئت من رقص على ms1391 رجع ألحان # ومنها: # بالخضرة الغراء غر علقته فأحببت حبا فيه قضبان نعمان # PageV06P585 # رقيق الحواشي في محاسن وجهه ومنطقه مسلى قلوب وآذان # أغار لخديه على الورد كلما بدا ولعطفيه على غصن البان # وهبني أجني ورد خد بناظري فمن أين لي منه بتفاح لبنان # يعللني منه بموعد رشفة خيال له يغري بمطل وليان # حبيب عليه لجة من صواريم علاها حباب من أسنة مران [154ب] # تراءت لنا في مثل صورة يوسف تراءت لنا في مثل ملك سليمان # طوى برده منه صحيفة فتنة قرأنا لها من وجهه لها سطر عنوان # محبته ديني ومثواه كعبتي ورؤيته حجي وذكراه قرآني # وله من أخرى في الاعتبار: # وعيشك ما ادري أهوج الجنائب نخب برحلي أم ظهور النجائب # فما لحت في أولى المشارق كوكبا فأشرقت حتى جبت أخرى المغارب # وحيدا تهاداني الفيافي فأجتلي وجوه المنايا في قناع الغياهب # ولا جار إلا من حسام مصمم ولا دار إلا في قتود الركائب # ولا أنس إلا أن أضاحك ساعة ثغور الأماني في وجوه المطالب # بليل إذا ما قلت قد باد فانقضى تكشف عن وعد من الظن كاذب # سحبت الدياجي فيه سود ذوائب لأعتنق الآمال بيض ترائب # فمزقت جيب الليل عن شخص اطلس تطلع وضاح المضاحك قاطب # رأيت به قطعا من الفجر أغبشا تأمل عن نجم توقد ثاقب # PageV06P586 # وأرعن طماح الذؤابة باذخ يطال أعنان السماء بغارب # يسد مهب الريه عن كل وجهة ويزحم ليلا شهبه بالمناكب # وقور على ظهر الفلاة كأنه طوال الليالي مطرق في العواقب # يلوث عليه الغيم سود عمائم لها من وميض البرق حمر ذوائب # أصخت إليه وهو أخرس صامت فحدثني ليل السرى بالعجائب # وقال ألا كم كنت ملجأ فاتك وموطن أواه تبتل تائب # وكم مر بي من مدلج ومؤؤب وقال بظلي من مطي وراكب # ولا طم من نكب الرياح معاطفي وزاحم من خضر البحار جوانبي # وكم سفرت لي من شموس وأقمر وباتت تراءى من عيون كواكب # فما كان إلا أن طوتهم يد الردى وطارت بهم ريح النوى والنوائب [155أ] # فما ms1392 خفق أيكي غير رجفة أضلع ولا نوح ورقي غير صرخة نادب # وما غيض السلوان دمعي وإنما نزفت دموعي في فراق الأصحاب # فحتى متى أبقى ويظعن صاحب أودع منه راحلا غير آيب # وحتى متى ارعى الكواكب ساهرا فمن طالع أخرى الليالي وغارب # فرحماك يا مولاي دعوة ضارع يمد إلى نعماك راحة راغب # فأسمعني من وعظه كل عبرة يترجمها عنه لسان التجارب # فسلى بما أبكى وسرى بما شجا وكان على ليل السرى خير صاحب # وقلت وقد نكبت عنه لطية سلام فإنا من مقيم وذاهب # PageV06P587 # وقال في إهداء نهر بهيم أدهم: # تقبل المهر من أخي ثقة أرسل ريحا به إلى مطر # مشتملا بالظلام من شية لم يشتمل ليلها على سحر # منتسبا لونه وغرته الى سواد الفؤاد والبصر # تحسبه من علاك مسترقا بهجة مرأى وحسن مختبر # حن إلى راحة تفيض ندى فمال ظل به على نهر # ترى به والنشاط يلهبه ما شئت من فحمة ومن شرر # أحمى من النجم يوم معركة ظهرا وأجرى به من القدر # اسود وابيض فغله كرما فالتفت الحسن منه عن حور # كأنه والنفوس تعشقه مركب من محاسن الصور # فازدد سنا بهجة بدهمته فالليل أذكى لغرة القمر # ومثل شكري على تقبله يجمع بين النسيم والزهر # وقال أيضا من أخرى: # وليل تعاطينا المدام وبيننا حديث كما هب النسيم عن الورد # نعاوده والكأس تعبق نفحة وأطيب منها ما نعيد وما نبدي # ونلقي أقاح الثغر أو سوسن الطلى ونرجسة الأجفان أو وردة الخد # إلى أن سرت في جسمه الكأس والكرى ومالا بعطفيه فمال على عضدي # فأقبلت أستهدي لما أضلعي من الحر ما بين الثنايا من البرد # PageV06P588 # وعانقته قد سل من وشي برده فعانقت منه السيف سل من الغمد # ليان مجس واستقامة قامة وهزة أعطاف ورونق إفرند [155ب] # أغازل منه الغصن في مغرس النقا وألثم وجه الشمس في مطلع السعد # فإن لم يكنها أو تكنه فإنه أخوها كما قد الشراك من الجلد # تسافر كلتا راحتي بجسمه فطورا إلى خصر وطورا إلى نهد # فتهبط من كشحيه ms1393 كف تهامة وتصعد من نهديه أخرى إلى نجد # وإني وقد فارقته لمقبل مواقع هاتيك السوالف من زندي # وقال: # ورداء ليل بات في معانقي طيف ألم لظبية الوعساء # فجمعت بين رضابه وشرابه وشربت من ريق ومن صهباء # ولثمت في ظلماء ليلة وفرة شفقا هناك لوجنة حمراء # [ثم استمر كلمحة من بارق او نظرة من مقلة حوراء] # والليل مشمط الذؤابة كبرة خرف يدب على عصا الجوزاء # ثم انثى والصبح يسحب فرعه ويجر من طرب فضول رداء # تندى بفيه أقحوانة أجرع قد غازلتها الشمس غب سماء # وتميس في أثوابه ريحانة كرعت على ظمأ بجدول ماء # PageV06P589 # نفاحة الأنفاس إلا أنها حذر النوى خفاقة الأفياء # فلويت معطفها اعتناقا حسبها فيه بقطر الدمع من أنداء # وله جواب عن شعر تضمن صفة عنب؛ قال: # اما وابتسام النقع عن صفحة النصل ورجع صليل السيف من منطق فصل # لقد طلت أعناق الهضاب جلالة وحزنت بميدان العلا قصب الخصل # وأرهفت من حر القريض مهندا يسيل على إفرنده رونق الصقل # [وأبدعت في تقريض أي قلادة يشد بها الحر الكريم يد البخل] # رضعنا لها أم المدام عشية ويا عجبا ما للرضاعة والكهل # وأسود معسول المجاج لو انه لمى شفة لم أرو يوما من القبل # حكى ليلة الهجر اسودادا وإنه لأشهى وأندى من جنى ليلة الوصل # فلله طود للجزالة راسخ على الجد يهتز ارتياحا إلى هزل # ينيل على العلات بيض مكارم تريك الجبال الشم في عدد الرمل # ويطل منهل الندى متهللا [طلوع وميض البرق فيالبلد المحل] # [ويمضي إذا كع الشجاع مهابة] مضي لسان النار في الحطب الجزل [156أ] # وله من أخرى يشفع لأحد إخوانه عند قاضي الجماعة ابن حمدين: # جرر ملاءة كل يوم شامس واسحب ذؤابة كل ليل دامس # PageV06P590 # واطلع بكل فلاة أرض غرة غراء في وجه الظلام العابس # وانزل بها ضيفا لليث خادر يقريك أو جارا لظبي كانس # وإذا طعمت فمن قنيص فلذة وإذا شربت فمن غمام راجس # والريح تلوي عطف كل أراكة لي السرى وهنا لعطف الناعس # وسل الغنى من ظهر ms1394 طرف أشقر يطأ القتيل وصدر رمح داعس # وازحم بذاتك شدق ليث ضاغم طلب الثراء وناب صل ناهس # وارغب بنفسك عن مقامة فاضل قد قام يمثل في خصاصة بائس # فالحر مفتقر إلى عز الغنى فقر الحسام إلى يمين الفارس # وإذا عثرت ولا عثرت بحادث فركبت منه ظهر صعب شامس # فافرع إلى قاضي الجماعة رهبة تضع العنان بخير راحة سائس # واستسق منه إن ظمئت غمامة يخضر عنها كل عود يابس # وإذا رويت بماء ذاك المجتلى فحذار من ألهوب ذاك الهاجس # من آل حمدين الأولى حليت بهم قدما صدور كتائب ومدارس # من أسرة نشأوا غمائم أزمة ولربما طلعوا بدور حنادس # متطلعين إلى الحروب كأنما يتطلعون بها وجوه عرائس # أجروا بميدان المكارم والعلا فكأنما ركبوا ظهور روامس # وجنوا ثمار النصر من غرس القنا بأ كفهم ولنعم غرس الغارس # فهم لباب المجد تجدة انفس وذكاء ألباب وطيب مغارس # وهم رياض الحزن نضرة اوجه وجمال آداب وحسن مجالس # [ومنها] : # سلس الكلام على السماع كأنه سنة ترقرق بين جفني ناعس # PageV06P591 # ما إن يماز من الشهاب طلاقة حتى تمد إليه كف القابس [156ب] # ترك الأعادي بين طرف خاشع ولا يستقل وبين رأس ناكس # وذكاء فهم لو تمثل صارما لم يأتمن ظبتيه عاتق فارس # وبراعة سكنت لسان يراعة حكم البيان لها بحكمة فارس # ومقام حكم عادل لا يزدري فيه المعلى حظوة بالنافس # ومجال حرب جر فيه لأمة قد قام منها في غدير جامس # يطأ العدى ما بين نصل ضاحك تحت العجاج ووجه طرف عابس # في حيث يلعب بالقناة شهامة لعب النعامى بالقضيب المائس # فانهض أبا عبد الإله بآمل قد جاب دونك كل خرق طامس # عاج الرجاء على علاك به فلم يعج المطي برسم ربع دارس # فاشفع لمغترب رجاك على النوى يمدد إلى الخضراء راحة لامس # وامدد إليه بكف جد قائم تجذب به من ضبع جد [جالس] # فلرب يوم قد زففت به المنى ومحوت فيه سواد ظن البائس # وقال في اخرى يمدح الأمير أبا يحيى بن ابراهيم: # سمح الخيال على ms1395 النوى بمزار والصبح يمسح عن جبين نهار # PageV06P592 # فرفعت من ناري لضيف طارق يعشو إليها من خيال طار # ركب الدجى أخشن بها من مركب وطوى السرى أحسن به من سار # وأناخ حيث دموع عيني منهل يروي وحيث حشاي موقد نار # وسقى فأروى غلة من ناهل أورى بجانحتيه زند اوار # يلوي الضلوع من الولوع لخطرة من شيم برق أو شميم عرار # والليل قد نضح الندى سرباله فانهل دمع الطل فوق صدار # مترقب رسل الرياح عشية بمساقط الأنواء والأنوار # ومجر ذيل غمامة لبست به وشي الحباب معاطف الأنهار # خفقت ظلال الأيك فيه ذوائبا وارتج ردفا مائج التيار [157أ] # ولوى القضيب هناك جيدا أتلعا قد قبلته مباسم النوار # باكرته والغيم قطعة عنبر مشبوبة والبرق لفحة نار # والريح تلطم فيه أرداف الربى لعبا وتلثم أوجه الأزهار # ومنابر الأشجار قد قامت بها خطباء مفصحة من الأطيار # في فتية جنبوا العجاجة ليلة ولربما سفروا عن الأقمار # ثار القتام بهم دخانا وارتمى زند الحفيظة منهم بشرار # شاهدت من هماتهم وهباتهم إشراف أطواد وفيض بحار # PageV06P593 # من كل منتقب بوردة خجلة كرما ومشتمل بثوب وقار # في عمة خلعت عليه للمة وذؤابة قرنت بها لعذار # ضافي رداء المجد طماح العلا طامي عباب الجود رحب الدار # جرار أذيال المعالي والقنا حامي الحقيقة والحمى والجار # طرد القنيص بكل قيد طريدة زجل الجناح مورد الأظفار # ملتفة أعطافه بحبيرة مكحولة أجفانه بنضار # يرمى به الأمل القصي فينثني مخضوب راء الظفر والمنقار # وبكل نائي الشأو أشدق أخزر طاوي الحشا حالي المقلد ضار # يفتر عن مثل النضال وإنما يمشي على مثل القنا الخطار # مستقريا أثر القنيص على الصفا والليل مشتمل بشملة قار # من كل مسود تلهب طرفه فرمتك فحمته بشعلة نار # ومورس السربال يخلع قده عن نجم رجم في سماء غبار # يستن في سطر الطريق وقد عفا قدما فيقرأ أحرف الآثار # عطف الضمور سراته فكأنه والنقع يحجبه هلال سرار # فلرب رواغ هنالك أنبط ذلق المسامح أطلس الأطمار # يجري على حذر فيجمع بسطة تهوي فينعطف انعطاف سوار [157ب ms1396] # PageV06P594 # ممتد حبل الشأو يعسل رائغا فيكاد يفلت أيدي الأقدار # مترددا يرمي به خوف الردى كرة تهاداها أكف قفار # ولرب طيار خفيف قد جرى فشلا بجار خلفه طيار # من كل قاصرة الخطى مختالة مشي الفتاة تجر فضل إزار # مخضوبة المنقار تحسب أنها كرعت على ظمأ بكأس عقار # ولو استجارت منهما بحمى أبي يحيى لآمنها أعز جوار # خدم القضاء مراده فكأنما ملكت يداه أعنة الأقدار # وعنا الزمان لأمره فكأنما أصغى الزمان به إلى أمار # وجلا الإمارة في رفيف نضارة جلت الدجى في حلة الأنوار # في حيث وشح لبة بقلادة منها وحلى معصما بسوار # جذلان يملأ بهجة وبشاشة أيدي العفاة وأعين الزوار # أرج الندي بذكره فكأنه متنفس عن روضة معطار # بطل جرى الفلك المحيط بسرجه واستدل صارمه يد المقدار # بيمينه يوم الوغى وشماله ما شاء من نار ومن إعصار # والسمر حمر والجياد عوابس والجو كاس والسيوف عوار # والخيل تعثر في شبا شوك القنا قصدا وتسبح في الدم الموار # والبيض تحنى في الطلى فكأنما تلوى عرى منها على أزرار # والنقع يكسر من سنا شمس الضحى فكأنه صدأ على دينار # صحب الحسام النصر صحبة غبطة في كف صوال به سوار # لو أنه أوحى إليه بنظرة يوما لثار فلم ينم عن ثار # PageV06P595 # ومضى وقد ملكته هزة عزة تحت العجاج وضحكة استبشار # وقال: # وأراكة ضربت سماء فوقنا تندى وأفلاك الكؤوس تدار # حفت بدوحتها مجرة جدول نثرت عليه نجومها الأزهار [158أ] # فكأنها وكأن جدول مائها حسناء شد بخصرها زنار # زف الزجاج بها عروس مدامة تجلى ونوار الغصون نثار # في روضة جنح الدجى ظلا بها وتجسمت نورا بها الأنوار # غناء ينشر وشية البزاز لي فيها ويفتق مسكه العطار # نام الغبار بها نضح الندى وجه الثرى واستيقظ النوار # والماء في حلي الحباب مقلد زرت عليه جيوبها الأشجار # وقال: # يا راكضا يمشي الهوينا عزة ويهز أعطاف القضيب المورق # جمعت ذؤابته ونور جبينه بين الدجينة والصباح المشرق # هل كان عندك أن عندي لوعة ينبو لها حد السنان الأزرق # طالت مراقبة الخيال ودونه ms1397 رعي الدجى فمتى أنام فنلتقي # ما بين نحر بالدموع مقلد فرحا وجيد بالعناق مطوق # PageV06P596 # وقال: # هجرت لبيض الشيب بيض العمائم وآليت لا أعتم إلا بفاحم # فلو كنت استسقي الغمام لعلة لما قمت فاستقيت غر الغمام # فما أرتدي إلا بأحمر قانىء سقته الطلى من نصل أبيض صارم # بحيث يهز الموت من أكعب القنا غصونا ويجني من ثمار الجماجم # وينظر عن طرف من الرمح أزرق ويضحك عن ثغر من السيف باسم # وقد فاض بحر للردى من دم العدا فسال حياء في وجوه الصوارم # وقال: # يا نشر عرف الروضة الغناء ونسيم ظل السرحة الغيناء # هذا يهب مع الأصيل عن الربى أرجا وذلك عن غدير الماء # عوجا على قاضي القضاة غدية في وشي زهر او حلى انداء # وتحملا عني إليه أمانة من علق صدق أو رداء ثناء # وإذا رمى بكما الصباح دياره فترددا في ساحة العلياء # في حيث جر المجد فضل إزاره ومشى الهوينا مشية الخيلاء [158ب] # [ومنها] : # ولثمت ظهر يد تندى حرة فكأني قبلت وجه سماء # وملأت بين جبينه ويمينه جفني بالأنوار والأنواء # PageV06P597 # قد راق بين فصاحة وصباحة سمع المصيخ له وعين الرائي # عبق الثناء ندي الجناب كأنه ريحانة مطلولة الأفياء # أبدا له في الله وجه بشاشة ووراء ستر الغيب عين ذكاء # وكأنه من عزمة في رحمة متركب من جذوة في ماء # لو شاء نسخ الليل صبحا لانتحى فمحا سواد الليلة الليلاء # بين الطلاقة والمضاء كأنه وقاد نصل الصعدة السمراء # تثني به ريح المكارم خوطة في حيث تسجع ألسن الشعراء # وكأنه وكأن رجع نشيده فصل الربيع ورنة المكاء # وله من قصيدة في الوزير [المشرف] أبي محمد بن عامر ببلنسية: # حدر القناع عن الصباح المسفر ولوى القضيب على الكثيب الأعفر # وتملكته هزة في عزة فارتج في ورق الشباب الأخضر # متنفسا عن مثل نفحة مسكة متبسما عن مثل سمطي جوهر # سلت علي سيوفها أجفانه فلقيتهن من المشيب بمغفر # متجلدا أبأى بنفسي أن أرى هذا الهزبر قتيل ذاك الجؤذر # فحشا بطعنته حشا متنفس تحت الدجى عن ms1398 مارج مستعر # يغشى رماح اللحظ أول مقبل ويكر يوم الحرب آخر مدبر # فتراه بين جراحتين للحظة مكسورة ولعامل متكسر # نزر الكرى يرمي الظلام بمقلة سهرت لأخرى تحته لم تسهر # PageV06P598 # من ليلة أرخى علي جناحه فيها غراب دجنة لم يزجر # لا يستقل بها السرى فكأنما باتت تسرى عن صباح المحشر # ولقد أقول لبرق ليل هاجني فسمحت عن طرف به مستعبر [159أ] # اقرأ على الجزع السلام وقل له سقيت من سبل الغمام الممطر # بيني وبينك ذمة مرعية فإذا تنوسيت المودة فاذكر # وإذا غشيت ديار ليلى باللوى فاسأل رياح الطيب عنها تخبر # والمح صحيفة صفحتي فاقرأ بها سطرين من دمع بها متحدر # كتبتها تحت الظلام يد الضنى خوف الوشاة بأحمر في أصفر # ولئن جريت مع الصبا جري الصبا وشربتها من كف أحوى أحور # ناجيت منه عطاردا ولربما قبلته فلثمت وجه المشتري # تندى بفيه أقاحة نفاحة شربت على ظمأ بماء الكوثر # شهدت له فتكاته في مهجتي يوم الغميم بنسبة في قيصر # [لقد اعتنقت القرن دون عناقه وحمات فيه الريح حمل الخنصر] # ولقد خلوت به أقسم ناظري ما بين جؤذر رملة وغضنفر # يثني معاطفه وأذرف عبرتي فإخالة غصنا بشاطىء جعفر # وأهاب بي شرخ الشباب لريبة فرميت جانبه بمعطف أزور # [ومنها] : # PageV06P599 # [وأخ زأرت له ولولا أنني آنست ما أنكرته لم أزأر] # أنسأت ما أنشأت من عتبي له فأقام تحت غمامة لم تمطر # ولو التقينا حيث يصغي ساعة لسقته بين ملامة وتشكر # تهمي بماء الورد في اردانه وبلا وتحصب سمعه بالجوهر # وعلاه لولا برق وعد شمته في عارض من بره مستمطر # لنسخت اسطار الكتاب كتائبا مصطفة وطرقته في عسكر # ومقام بأس في الكريهة قمته فسبحت في بحر الحديد الاخضر # أضحكت ثغر النصر فيه من العدا ولربما أبكيت عين السمرى # ورميت هبوته بهبة أشهب فسفرت ليلا عن صباح مسفر # ومنها في الاستطراد: # ولقد خبطت الغاب أسأل ليلة عن صبح سر في حشاه مضمر # وحططت عن بنت الزناد قناعها ليلا لسار تحته [متنور] [159ب] # ومسحت منها عن معاطف مهرة ms1399 شقراء تذعر من شمال صرصر # وجرى الحديث بطيب ذكرى طاهر فجعلت جزل وقودها من عنبر # وطفقت أذكيها وأذكر ذهنه فإخال ذاك وهذه من عنصر # وكأنها والريح عابثة بها تزهى فترقص في قميص أحمر # PageV06P600 # وقال من قصيدة: # ألا ليت أنفاس الرياح النواسم يحيين عني الواضحات المباسم # ويرمين أكناف العقيق بنظرة تردد في تلك الربى والمعالم # ويلمثن ما بين الكثيب إلى الحمى مواطىء أخفاف المطي الرواسم # فهل ساءها أنا كبرنا عن الصبا ولثنا على الأحلام بيض العمائم # صحونا وقد أصحت هناك سماؤها وكنا نشارى تحت ظل الغمائم # فما راعني إلا وميض لشيبة توقد في قطع من الليل فاحم # ولا هالني إلا نذير برحلة مسحت له من روعة جفن نائم # تولى الصبا إلا ادكار معاهد له لذعة بين الحشا والحيازم # أطلت له رجع الحنين وربما بكيت على عهد مضى متقادم # فإن غاضت الأيام ماء شبيبتي ومالت بغصن من قوامي ناعم # أسير فتغشى بي دجى الليل همة تهم فأعروري ظهور العزائم # فرب ظليم قد ذعرت على السرى بحزوى وظبي قد طردت بجاسم # فلم أدر أم الرأل من بنت أعوج ولا ظبية الوعساء من أم سالم # وإن كنت خوار العنان على الهوى فإني على الأعداء صعب الشكائم # فيا عجا أن أعطي الظبي مقودي وأدرأ عنه في نحور الضراغم # وأدهم من ليل السرار ركبته فأودعت أسرار السرى صدر كاتم # على حين أرخى الدجن فضل لثامه على كل أقنى من أنوف المخارم # وقد كمنت بيض السيوف وأشرفت طلائع آذان الجياد الصلادم [160أ] # PageV06P601 # وكاثرت اوضاح النجوم على السرى بغر كرام فوق غر كرائم # إذا ما تداعوا للكريهة حطموا صدور العوالي في صدور الملاحم # وكروا وح السيف يدمى فثلموا رقلق الظبا بين الطلى والجماجم # فمن مبلغ الحسناء عني أنني خلعت نجاد السيف خلع التمائم # وكنت إذا أعضل الخطب لاجئا إلى وزر من مضرب السيف عاصم # فها لا يسرى تجاني على السرى عنانا ولا يمنى تلوذ بقائم # منيخ بمثوى المجد من ظل أروع جفا للمعالي دراسات المعالم # جدير بإحراز العلا ms1400 غير راكض مغذ وإدراك السها غير قائم # تهز به ريح المكارم خوطة تفض بها الآمال نور الدراهم # كأني وقد أسحسبته الحمد ريطة سننت على عطفيه حلة راقم # فيا فيا راكبا يزجى المطي على الوجى ويخبط أنفاس الرياح النواسم # كفاك بذاك الطول من وبل مزنة وحسبك ذاك البشر من برق شائم # فإن قذفت يوما إليك به النوى وأدتك أيدي الناجيات الرواسم # فعرس من العلياء في رأس هضبة تزاحم أشباح النجوم العواتم # من القوم سادوا في المهود نجابة وطبوا صغارا من كلوم العظائم # وقاموا لإقعاد الخطوب ودمثوا جناب الليالي للملوك الخضارم # PageV06P602 # فإن دقت الهيجاء أرماح حلبة فثم من الآراء أمضى لهاذم # وإن هدت الأيام أركان دولة فثم من الأقلام أقوى دعائم # ترى بهم من هزة في طلاقة لدان العوالي في بريق الصوارم # وما شئت من آراء نجح كوالىء تسدد من أطراف سمر كوالم # تقلم أظفار المكاره تارة وتمسح طورا عن وجوه المكارم # أبا حسن كم منة لك حرة كما سح صوب العارض المتراكم # [يرف عليها الشكر في كل محفل رفيف االلآلي في نحور الكرائم] # هززت لها عطف القضيب وربما سجعت أبت الشكر سجع الحمائم [ب160] # فما روضة غناء في رأس ربوة تعل بمنهل من المزن ساجم # بأحسن مرأى من حلاك لناظر وأعطر نشرا من نثاك لناسم # [ودونكما تصبي الحليم فصاحة فيرسل في أطاغها طرف هائم # تغنى بها حبا لها فكأنها تفض عن النوار خضر الكمائم # ولولا وقار الشيب خف به الهوى فمد إلى تقبيلها فم لاثم] # ومن مقطوعات قالها في زمن الصبا # قال يداعب: # [وفتاة حسن كلها أعجاز غنت غناء كله إعجاز # لذت أغانيها وخفت موقعا فكأنما تطويلها إيجاز] # [وقال] : # لله نورية المحيا تحمل نارية الحميا # PageV06P603 # درنا بها تحت ظل دوح قد راق زهرا وطاب ريا # تجسم النور فيه نورا فكل غصن به ثريا # وكتب إليه بعض الفتيان شعرا يعرض فيه بسبه، فوقع الخفاجي على ظهر رقعته ~~وقال: # ومعرض لي بالهجاء وهجره جاوبته عن شعره في ظهره # فلئن نكن بالأمس قد لطنا ms1401 به فاليوم أشعاري تلوط بشعرة # وهذا كقول البديع للخوارزمي: # ومتى التقينا ناك شعري شعره ونزا على شيطانه شيطاني # وقال الخفاجي: # تعلقه ريان من خمر ريقه له رشفها دوني ولي دونه السكر # ترقرق ماء مقلتاي ووجهه ويذكى على قلبي ووجنته الجمر # فلي وله من حسنة ومدامعي على وجهه روض وفي وجني نهر # ولا عجب أن طاب نشرا فإنما محاسنه في غصن قامته زهر # أرق نسيبي فيه رقة حسنة فلم أدر أي قبلها منهما السحر # وطبنا معا ثغرا وشعرا كأنما له منطقي ثغر ولي ثغره شعر # وقال في ذم خط واستبراد لفظ: # PageV06P604 # لحى الله أبياتا بعثت ذميمة فلو كن أعضاء لكن مخارجا # معوجة أسطارها وحروفها كأن بها من برد لفظك فالحا # ولا عجب من سخفهن فإنه إذا ساء فعل المرء ساء نتائجا # وقال: # ومهفهف طاوي الحشا خنت المعاطف والنظر # ملأ العيون بصورة تليت محاسنها سور # فإذا رنا وإذا شدا وإذا سعى وإذا سفر # فضح المدامة والحما مة والغمامة والقمر [161أ] # وقال: # خذها وقد سفرت إليك يد الصبا عن وجه أفق بالغمام ملثم # واقداح بها زند السرور وقد طمى بحر الدجى وطفا حباب الأنجم # وانجاب نقع الغيم من قمر الدجى عن غرة وضحت بجبهة أدهم # وتعثرت قدم الئريا سحرة في برد ليل بالمجرة معلم # وافتر مبتسم الصباح كأنه وضح بقادمة الغراب الأعصم # وقال: # وحوراء بيضاء المحاسن طلقة لبست بها الليل البهيم نهارا # يزر عليها الصبح جيب قميصه وقد لبس الجو الظلام صدارا # PageV06P605 # هززت لأغصان القدود معاطفا بها ولرمان النهود ثمارا # فسقيا لأيام هناك سحبتها ذيولا على حكم السرور قصارا # إذا شئت غناي وشاح وحلية لحسناء غصت دملجا وسوارا # هي الظبي طرفا أحورا وملاحظا مراضا وجيدا أتلعا ونفارا # وله في مرثية في ابن أخت له وقد ورد النعي من أغمات بموته: # أرقت أكف الدمع طورا وأسفح وأنضح خدي تارة ثم أمسح # ودونك طماح من الماء مائج [يعب] ومغبر من البيد أفيح # وإني إذا ما الليل بفحمة لأوري زناد الهم فيها فأقدح # واتبع طيب الذكر ms1402 أنه موجع فينفح هذا حيث هاتيك تلفح # وألقى بياض الصبح يسود وحشة فأحسبني أمسي على حين أصبح # ويوحشني ناع من الليل ناعب فأزجر منه بارحا ليس يبرح # غريقا ببحر الدمع والهم والدجى ولو كان بحرا واحدا كنت أسبح # وفي ناظري لليل مربط أدهم في وجنتي للدمع أشهب يجمح # ومنها: # أقول وقد وافى كتاب نعيه يجمجم في ألفاظه ويصرح # PageV06P606 # غلام كما استخشنت جانب هضبة ولان على طش [من] المزن أبطح # أرام بأغمات يسدد سهمه فيرمي وقلب بالجزيرة يجرح # فيا لغريب فاجأته منية أتته على عهد الشباب تجلح # ترى بي إذا أعولت حزنا حمامة ترن وطورا أيكة ترنح # وأياست قلبا كان يخشع تارة وتنزو به الآمال طورا فيطمح # فما أتلقى الركب أرجو تحية توافي له أو رقعة تتصفح # وخادعت عنه النفس والنفس صبة وراوغت حسن الصبر والصبر أرجح # ينم بأسرار الصبابة مدمعي وكل إناء بالذي فيه يرشح # فلي نظرة نحو الشمال ولوعة تلدد [بي] نحو الجنوب فأجنح # فيا عارضا يستقبل الليل والفلا ويسري فيطري الأطولين ويمسح # تحمل إلى قلب الغريب مدامعا تكب فتروي او تعب فتصفح # وأحفى سلام يعبر البحر دونه فيندى وأزهار البطاح فتنفتح # وعرج على مثوى الحبيب بنظرة تراه بها عني هناك وتلمح # وله من مرثية في صديق توفي باشبيلية، فقال: # ألا ليت لمح البارق المتألق يلف ذيول العارض المتدفق # ويركب من ريح الصبا متن سابح كريم ومن ليل السرى ظهر أبلق # فيهدي إلى قبر بحمص تحية متى تحتملها راحة الريح تعبق # فعندي لحمص أي نظرة لوعة وللنجم وهنا أي نظرة مطرق # PageV06P607 # حنانا إلى قبر هنالك نازح وشلو عثا فيه البلى متمزق # وكيف بشكوى ساعة أشفي بها ودون التلاقي كل بيداء سملق # فهل عند عبد الله ما بات ينطوى عليه الحشا من لوعة وتحرق # وقد أذكرتني العهد بالأنس أيكة فأذكرتها نوح الحمام المطوق # وأكببت أبكي بين وجد أناخ بي حديث وعهد للشبيبة مخلق # وأنشق أنفاس الرياح تعللا فأعدم فيها طيب ذاك التشنق # ولما علت وجه النهار كآبة ودارت به للشمس ms1403 نظرة مشفق [162أ] # عطفت على الأجداث أجهش تارة وألثم طورا تربها من تشوق # وقلت لمغف لا يهب من الكرى وقد بت من وجد بليل المؤرق # لقد صدعت أيدي الحوادث شملنا فهل من تلاق بعد هذا التفرق # وإن تك للخلين ثم التقاءة فيا ليت شعري أين أو كيف نلتفي # فأعزز علينا أن تباعد بيننا فلم يدر ما ألقى ولم أدر ما لقى # فسقيا لترب بين أضلع تربة متى أتذكره بها أتشوق # وألوي ضلوعي أندب المجد والندى بأفصح دمع تحت أخرس منطق # ومثلي يبكي للمصاب بمثله فإن أخلق الصبر الجميل فأخلق # فقد كان الروع أبيض صارما بكفي ويوم الفخر تاجا بمفرقي # فكم للحيا من أدمع فيه ثرة وللرعد من جيب عليه مشقق # وللبرق نت قلب به متململ وللنجم من طرف عليه مؤرق # PageV06P608 # [وفيها يقول] : # فما ابن شمال بات يهفو كأنما به خلف أستار الدجى [مس أولق] # سرى بين دفاع من الودق مغدق يسح ولماع من البرق محرق # بأندى ذيولا من جفوني موهنا وأهفى جناحا من ضلوعي وأخفق # وكتب إلى بعض إخوانه: # أورى بفقك بارق يتألق وسقى ديارك وابل يتدفق # وتحملا عني إليك تحية تندى على نفس القبول وتعبق # وكأن ماء الورد عنها ينهى عطرا ومسك الهند فيها يفتق # ويهيجني نفس النسيم إذا سرى ويشوقني فيك الحمام الأورق # فإذا تطلع من سمائك بارق أو طاف زور من خيالك يطرق # خفقت لذكرك أضلعي فكأن لي في كل جارحة جناحا يخفق # وتملكتني لوعة مشبوبة شوقا إليك وعبرة تترقرق # فابعث بطيفك باغتا أو واعدا إني إليه كيف كان لشيق # وصل التحية إن عهدك زهرة تندى وذكرك نفحة تتنشق [172ب] # وقال وهو مضطجع: # الليل إلا حيث كنت طويل والصبر إلا منذ بنت جميل # PageV06P609 # والنفس ما لم ترتقبك كئيبة والطرف ما لم يلتمحك كليل # فلقد خلعت على الزمان محاسنا تثنى بها أعطافه فيذيل # فالصبح ثغر في جنابك ضاحك والليل طرف في ذراك كحيل # ومنها: # ووشى رداء الحمد باسمك خاطر قد عاث فيه السقم فهو عليل # فسجعت في قيد ms1404 الشكاة مغردا طربا وللطرب الربيط صهيل # ولوى العنان عن الإطالة أنني نضو [يسر] بي الفراش ضئيل # ماد النحول به فلاعب شخصه ظل تحيفه السقام نحيل # فبعثته جم المحاسن ناقها قد كاثر الأمداح وهو قليل # ولكم قصير من يراعك شاحب قد فات صدر الرمح وهو طريل # وله من قصيد فريد: # حث المدامة فالنسيم عليل والظل خفاقالرواق ظليل # والنور طرف قد تنبه دامع والماء مبتسم يروق صقيل # وقد انشى عطف الأراكة فانثنى سكرا ورجع في الغصون هديل # وتطلعت من برقة وغمامة في كل أفق راية ورعيل # حنى تهادى كل خوطة أيكة ريا وغصت تلعة ومسيل # فالروض مهتز المعاطف نعمة نشوان تعطفه الصبا فيميل # ريان فضضه الندى ثم انجلى عنه فذهب صفحتيه أصيل # PageV06P610 # وارتد ينظر من نقاب غمامة طرف يمرضه العشي كليل # ساج كما يرنو إلى عواده شاك ويلتمح العزيز ذليل # فالشمس شاحبة الجبين مريضة والريح خافقة الجناح بليل # والزق منجدل يكب لوجهه ويمج روح الراح منه قتيل [163أ] # والكأس طرف أشقر قد جال في عرق علاه من الحباب يسيل # يسعى بها قمر له ولكأسه وجه أغر ومبسم معسول # شاكي السلاح بقده وبطرفه رمح أصم وصارم مسلول # وأخ تهز له العلا أعطافها فكأنه ريحانة وشمول # راضعته كأس المدام وبيننا لجنى الحديث حديقة وقبول # مياس أعطاف السماح كأنه غصن تنفس نوره مطلول # تندى لهى وردى أسرة كفه أبدا فبطن يمينه مبلول # منها: # في حيث من حر الطعان هجيرة تحمى ومن ظل اللواء مقيل # والنقع أدهم للرماح بوجهه غرر تلوح وللسيوف حجول # والخيل سطر بالأسنة معجم يحمر ألسنة الظبا مشكول # ومن أخرى: # في موقف أفصحت بيض السيوف به فلا هوادة بين السيف والعنق # فكم أنانيب خطي به كسر تدمى وكم سلخ درع بينها مزق # وكم كئوس من البأساء دائرة على نديم من الأبطال مغتبق # PageV06P611 # منها: # من أشهب شق عنه الركض هبوته كما تفرى أديم الليل عن فلق # وأدهم فضض التحجيل أكرعه كما تعلق بدء الصبح بالغسق # وأشقر سائل في وجهه وضح كما تصوب نجم الرجم ms1405 في شفق # وقال يتفجع لفقد الشباب، وعدم العلبة الأصحاب، ويصف فرسا أشهب: # ألا سرت القبول ولو نسيما وجاذبني الشباب ولوقسيما # تقضى غير ليل ما تقضى كأن بمضجعي فيه سليما # كأني ما ألفت به شفيعا هناك ولا طربت له نديما [163ب] # وأسأل هل سقى طللا بحزوى عفا قدما وهل جاد الغميما # وأنشق لوعة بعرار نجد صبا نجد أسائلها شميما # وكنت رجوت أن أعتاض منه زعيما أو عليما أو حليما # ومطرورا أجرده صقيلا ويعبوبا أكر به كريما # يشيم به وراء النقع برقا تألق شهبة وصفا أديما # إذا أوطأ [ته] أعقاب ليل طردت من الظلام به ظليما # وقال يصف خيلانا: # غا [زلته] من حبيب وجهه فلق فما عدا أن بدا في وجهه شفق # PageV06P612 # وارتج يعثر في أذيال خجلته غصن بعطفيه من استبرق ورق # تخال خيلانه في نور صفحته كواكبا في شعاع الشمس تحترق # عجب والعين ماء والحشا لهب كيف التقت بهما في حبه الطرق # وقال يصف شجر النارنج: # أل أفصح الطير حتى خطب وخف له الغصن حتى اضطرب # فمل طربا بين ظل هفا رطيب وماء هناك انثعب # وجل في حديقة أخت المنى ودن بالمدامة أم الطرب # وحاملة من بنات القنا أماليد تحمل خضر العذب # تنوب مورقة عن عذار وتضحك زاهرة عن شنب # وتندى بها في مهب الصبا زبرجدة أثمرت بالذهب # تفاوح أنفاسها تارة وطورا تغازلها من كثب # فتبسم في حالة عن رضى وتنظر آونة عن غضب # وقال يصفها: # ومياسة تزهى وقد خلع الحيا عليها حلى حمرا وأردية خضرا # يذوب لها ريق الغمامة فضة ويجمد في أغصانها ذهبا نضرا [164أ] # PageV06P613 # وقال يصفها، ويصف الشراب ملتزما: # أنعم فقد هبت النعامى ونبهت ريحا الخزامى # ومل إلى أيكة بليل تهفو اهتزازا بها قدامى # تهز أعطافها القوافي لها وأكواسها الندامى # كأن أما بها رؤوما تحضن من شربها يتامى # وقال يصفها الثمر في أغصانها: # عاط أخلاءك المداما واستسق للايكة الغماما # وأرقص الغصن وهو رطب يقطر أو طارح الحماما # وقد تهادى بها نسيم حيت سليمى به سلاما # فتلك أفنانها نشاوى ms1406 تشرب أكواسها قياما # وقال يصف ثمر النارنج ملتزما: # ومحمولة فوق المناكب عزة لها نسب في روضة الحزن معرق # رأيت بمرآها المنى وهي تلتقي وشمل رياح الطيب وهي تفرق # يضاحكها ثغر من الشمس ضاحك ويلحضها طرف من الماء أزرق # وتجلى بها للماء والنار صورة تروق فطرفي حيث يغرق يحرق # وقال في ذلك ملتزما: # PageV06P614 # خذها إليك وإنها لنضيرة طرأت عليك قليلة النظراء # حملت وحسبك نفحة في بهجة عبق العروس وخجلة العذراء # من كل وارسة القميص كأنها نشأت تعل بريقة الصفراء # نجمت تروق بها نجوم حسبها بالايكة الخضراء من خضراء # وأتتك تسفر عن وجوه طلقة وتنوب من لطف عن السفراء # يندى بها وجه الندي وربما بسطت هناك أسرة السراء # فاستضحكت وجه الدجى مقطوعة حملت جمال الغرة الغراء [164ب] # وقال يصف أحدب أسود يسقي: # رب ابن ليل سقانا والشمس تطلع غره # فظل يسود لونا والكأس تسطع حمره # وللمدام مدير يشب جمرة خمره # تضاحكت عن حباب يقبل الماء ثغره # فظلت آخذ ياقو تة وأصرف دره # حتى تثنيت غصنا واصفرت الشمس زهره # وارتد للشمس طرف به من السقم فتره # يجول للغيم كحل فيه وللقطر عبره # وقال فيما يتعلق بصفة نار: # ومعين ماء البشر أبرق هشة فكرعت من صفحاته في مشرب # PageV06P615 # متهلل يندى حياء وجهه فتراه بين مفضض ومذهب # أضنى الحسام حسادة ففرندة دمع ترقرق فوقه لم يسكب # خيمت منه بين طود باذح نال السماء وبين واد معشب # حمراء نازعت الرياح رداءها وهنا وزاحمت السماء بمنكب # وتنفست عن كل لفحة جمرة باتت لها ريح الشمال بمرقب # قد ألهبت فتذهبت فكأنها لسكون شر شرارها لم تلهب # تذكو وراء رمادها فكأنها شقراء تمرح في عجاج أكهب # والليل قد ولى يقلص برده كدا ويسحب ذيله في المغرب # وكأنما نجم الثريا سحرة كف تمسح عن معاطف أشهب # ومن أخرى في صفتها: # لو جاءه منتقد لما درى ألهب متقد أم ذهب # تلثم منه الريح خدا خجلا حيث الشرار أعين ترتقب # في موقد قد رقرق الصبح به ماء عليه من نجوم [حبب] # منقسم ms1407 بين رماد أزرق وبين جمر خلفه يلتهب # كأنما خرت سماء فوقه وانكدرت ليلا عليه شهب # وقال يصف البرد [165أ] # يا رب قطر عاطل حلى به نحر الثرى برد تحدر صائب # PageV06P616 # حصب الأباطح منه ماء جامد غشى البلاد به عذاب ذائب # فالأرض تضحك عن قلائد أنجم نثرت بها والجو جهم قاطب # وكأنما زنت البسيطة تحته فأكب يرجمها الغمام الحاصب # وقال يصف أسود ظلوما حسودا: # يا جامعا بمساويه وطلعته بين السوادين من ظلم ومن ظلم # أمثله حسدا في مثله جسدا لقد تألف بين النار والفحم # وقال: # ومعشوقة الحسن ممشوقة يهيم [بها] الطرف والمعطس # لها نضرة سمعتها نظرة وتكلف بالأنفس الأنفس # فمن ماء جفني لها مكرع يسيح ومن راحتي مغرس # وقال يراجع عن شعر ورده: # أطرسك أم ثغر تبسم واضح ولفظك أم روض تنفس نافح # كلام يرف النور في جناته وتندى به تحت الهجير الجوانح # تنصل يوم الروع سمر القنا به وتطبع منه للجلاد الصفائح # وإني لظمآن إليه علاقة وها أنا في بحر البلاغة سابح # بعثت به يندى كما طش عارض ويطربني طورا كما حن صادح # تلوح به في دهمة الحبر غرة ويركض في شوط الفصاحة سابح # PageV06P617 # وقال يصف مجلسا وإخوانا، ونارنجا ووردا خليطين: # وندي أنس هزني هز الشراب من الشباب # والليل وضاح الجبي ن قصير أذيال الثياب # فقنصت منه حمامة بيضاء تنسخ من غراب # والنور مبتسم وخد الورد محطوط النقاب # وكلاهما نثر كما نثروا القوافي في الخطاب # وكأن كأس سلافة ضحكت إليكم عن حباب # وقال في ذلك المعنى: # وصدر تاد نظمنا له القوافي عقدا # في منزل قد سحبنا بظله العز بردا [165ب] # تذكرو به الشهب جمرا ويعبق الليل ندا # وقد تأرج نور غض يخاطب وردا # كما تنفس ثغر عذب يقبل خدا # وقال يصف خيرية: # وخيرية بين النسيم وبينها حديث إذا جن الظلام يطيب # لها نفس يسري مع الليل عاطر كأن له سرا هناك يريب # يدب مع الإمساء حتى كأنما له خلف أستار الظلام حبيب # PageV06P618 # ويخفى مع الإصباح حتى كأنما يظل عليه للصباح ms1408 رقيب # وله من أخرى يصف يوم أنس ويتغزل: # وأغيد في صدر الندي لحسنة حلي وفي صدر القصيد نسيب # يرف بروض الحسن من نور وجهه وقامته نوارة وقضيب # جلاها وقد غنى الحمام عشية عجوزا عليها للحباب مشيب # وجاء بها حمراء أما زجاجها فما وأما ملؤه فلهيب # على لجة ترتج أما حبابها فنور وأما موجها فكثيب # تجافت بها عنا الحوادث برهة وقد ساعدتنا قهوة وحبيب # وغازلنا جفن هناك لنرجس ومبتسم للأقحوان شنيب # فلله ذيل التصابي سحبته وعيش بأكناف الشباب رطيب # وقال فيما يتعلق بصفة نار: # ومقنع بخلا بنضرة حسنة أمسى هلالا وهو بدر تمام # قبلت منه أقحوانة مبسم رفت وراء كمامة للثام # ولثمت جمرة وجنة تندى به فكرعت في برد بها وسلام # وبكل مرقبة مناخ غمامة مثل الضريب بها مجاج لغام # أوحت هناك إلى الربى أن بشري بالري فرع أراكة وبشام # وكفى بلمح البرق غمرة حاجب وبصوت ذاك الرعد رجع كلام [166أ] # وأحم مسود الأديم كأنما خلعت على عطفيه جلدة حام # ذاكي لسان تحسب أنه برق تمزق عنه جيب غمام # PageV06P619 # وكأن بدء النار في أطرافه شفق لوى [يده] بذيل ظلام # وقال من أخرى: # وما شاقني إل وميض غمامة تطلع في نجد فحيا اللوى ربعا # فقل في أتي قد تهادى كأنه إذا ما ثنى أعطافه حية تسعى # وماء مسيل سائل لقرارة فبينا ترى منه حساما ترى درعا # وكتب إلى الأستاذ أبي محمد البطليوسي جوابا له عن شعر: # أبرك أم يسيح وبستان وذكرك أم راح تدار وريحان # وإلا فما بالي وفودي أشمط تلويت في بردي كأني نشوان # وهل هي إلا جملة من محاسن تغاير أبصار عليها وآذن # بأمثالها من حكمة في بلاغة تحلل أضغان وترحل أظغان # وتنظم في نحر المعالي قلادة وتسحب في نادي المفاخر أردان # تدفق ماء الطبع فيه تدفقا فجاء كما يصفو على النار عقيان # أتاني يرف النور فيه نضارة ويكرع منه في الغمامة ظمآن # وتأخذ عنه صنعة السحر بابل وتلوي إليه عطفة الصب بغدان # وجدت به ريح الشباب لدونة ودون صبا ms1409 ريح الشبيبة أزمان # وشاق إلى تفاح لبنان نفحة وهيهات من ارض الجزيرة لبنان # PageV06P620 # فهل ترد الأستاذ عني تحية تسير كما عاطى الزجاجة ندمان # تهش إليها روضة الحزن سحرة ويثني إليها من معاطفه البان # وقال: # نبه وليدك من صباه بزجرة فلربما أغفى هناك ذكاؤه # وانهره حتى تسيل دموعه في وجنتيه وتلتظي أحشاؤه # فالسيف لا تذكو بكفك ناره حتى يسيل بصفحتيه ماؤه [166ب] # وقال ابن الصائغ يرثي الأمير الأجل أبا بكر بن ابراهيم: # يا صدى بالثغر جاوره رمم بوركت من رمم # صبحتك الخيل غادية وأثارتك فلم ترم # قد طوى ذا الدهر غرته عنك فالبس حلة الكرم # فقال فيها معارضا: # يا صدى بالثغر مرتهنا بممر الريح والديم # لا أرى أخا كمد باكيا منك أخا كرم # كم بصدري فيك من حرق وبكفي لك من نعم # وقال: # لا لعمر المجد والكرم ومزار لبيت والحرم # PageV06P621 # لا سلوت الدهر عن ملك طلق وجه العرف والكرم # هذه نعماه ملء يدي ونثا حسناه ملء فمي # زمن قوله يصف خالا: # ألم يسقيني سلافة ريقه وطورا يحييني بأس عذاره # فنلت مراد النفس من أقحوانة شممت عليها نفحة لعراره # وجه تخال الخال في صحن خده فتاته مسك فوق جذوة ناره # ومما يتعلق بصفة حية: # نهر كما ساغ اللمى سلسال وصبا بليل ذيلها مكسال # ومهب نفحة روضة مطلولة في جلهتيها للنسيم مجال # غازلته والأقحوانة مبسم والآس صدغ والبنفسج خال # ووراء خفاق النجاد ضبارم يسري به خلف الظلام خيال # ألقى العصا في حيث يعثر بالحصى نهر وتلعب بالغصون شمال # وكأنما بين الغصون تنازع وكأنما بين المياه جدال # فكأنما ألقى هنالك درعه بطل وجرد وشية مختال # بيد الهجيرة منه سوط خافق وبساق ليلة قرة خلخال # فتوعدتني نظرة وقادة يذكى بها تحت الظلام ذبال [167أ] # PageV06P622 # وهوى كما أهوى أتي مزبد رجمت به بعض التلال تلال # جمد الغدير بمتنه ولربما أعشاك إفرند له سيال # وجمعت بين المشرفي وبينه فتلاقت الأشباه والأشكال # وتساورا يتكافحان كما التقى يوما أبو إسحاق والرئبال # وقال يتشوق إلى الوطن: # أجبت وقد نادى الغرام ms1410 فأسمعا عشية غناني الحمام عرجعا # فقلت ولي دمع ترقرق فانهمى يسيل وصبر قد وهى فتضعضعا # ألا هل إلى أرض الجزيرة أوبة فأسكن أنفاسا وأهدا مضجعا # وأغدو بواديها وقد نضح الندى معاطف هاتيك الربى ثم أقشعا # أغازل فيها للغزالة سنة تحط الصبا عنها من الغيم برقعا # وقد فض عقد القطر في كل تلعة نسيم تمشى بينها فتضوعا # وبات سقيط الطل يضرب سرحة ترف بواديها وينضح أجرعا # فقد تركتني بين جفن جفا الكرى وجنب تقلى لا يلائم مضجعا # أقلب طرفي في السماء لعلني أشم سنا برق هناك تطلعا # وله: # إن للجنة بالأندلس مجتلى حسن وريا نفس # فسنا صبحتها من شنب ودجى ليلتها من لعس # فإذا ما هبت الريح صبا صحت واشوقا إلى الأندلس # ومما يشتمل على أوصاف: # PageV06P623 # أبى البرق إلا أن يحن فؤاد ويكحل أجفان المحب سهاد # فبت ولي من قانىء الدمع قهوة تدار ومن إحدى يدي وساد # تنوح لي الورقاء وهي خلية وينهل دمع المزن وهو جماد # وليل كما مد الغراب جناحه وسال على وجه السجل مداد # به من وميض البرق والليل فحمة شرار ترامى والغمام زناد [167ب] # سريت به أحييه لا حية السرى تموت ولا ميت الصباح يعاد # يقلب مني العزم إنسان مقلة لها الأفق جفن والظلام سواد # بخرق لقلب البرق خفقة روعة به ولجفن النجم فيه سهاد # سحيق فلا غير الرياح ركائب هناك ولا غير الغمام مزاد # كأني وأحشاء البلاد تجنني سريرة حب والظلام فءاد # أجوب جيوب البيد والصبح صارم له الليل غمد والمجر نجاد # ولما تفرى من دجى الليل طحلب وأعرض من ماء الصباح ثماد # حننت وقد ناح الحمام صبابة وشق من الليل البهيم حداد # ومنها: # عشية لا مثل الجواد ذخيرة ولا مثل رقراق الحديد عتاد # إذا راب خطب خفرتني ثلاثة سنان وعضب صارم وجواد # فبت ونصل المشرفي مضاجع ولا غير ظهر الأعوجي مهاد # PageV06P624 # معانق خل لا يخل وإنما مكان ذراعيه علي نجاد # وله في وصف النار: # وموقد نار طاب حتى كأنما يشب الندى فيه لساري الدجى ندا ms1411 # فأطلع من داجي دخان بنفسجا جنيا ومن قاني شواظ له وردا # وضاحك غرا من وجوه وضية فلم أدر أي كان أذكاهما وقدا # إذا بسطت كف الهياج إلى العدا أنامل سمر الخط كانوا لها زندا # أرى خير نار حولها خير فتية أنافت لهم جيدا وحفوا بها عقدا # إذا الريح ماست من سواد دخانها عذارا ومن محمر جاحمها خدا # وثارت قتاما يملأ العين أكهبا وجالت جوادا في عنان الصبا وردا # رأيت جفون الريح والليل إثمد وتقلب من جمر الجذى أعينا رمدا # وبالجمر في أكنافها مس رعدة كأن بحامي الجمر من شدة بردا [167أ] # وقال يستهدي خمرا في يوم برد: # كتبت وقد خصرت راحتي فهل من حريق لكأس الرحيق # وقد أعوزت نارها جملة فلولاك شبهتها بالصديق # وله في صفة رمح: # وأسمر يلحظ عن أزرق كأنه كوكب رجم وقد # يضحك من بيض حباب طفا فيه ومن درع غدير جمد # حيث الوغى بحر وبيض الظبا موج وخرصان العوالي زند # وفي صفة سفينة: # PageV06P625 # وجارية ركبت بها ظلاما يطير من الصباح بها جناح # إذا الماء اطمأن فرق خصرا علا من موجه ردف رداح # وقد فغر الحمام هناك فاه وأتلع جيده الأجل المتاح # فما أدري أموج أم قلوب وأنفاس تصعد أم رياح # وله: # ندي النسيم وما أرق وأعطرا وهفا القضيب وما أغض وأنضرا # فزففتها بكرا إذا أقبلتها ألقت على وجهي قناعا أحمرا # ورفلت بين قميص غيم هلهل ورداء شمس قد تمزق أصفرا # والريح تنخل من رذاذ لؤلؤا رطبا وتفتق من غمام عنبرا # وله في الغض من معذر: # وافى بنا وله صحيفة صفحة جعل العذار بها يسيل مدادا # متجهما ثكل الشباب وإنما لبس العذار على الشباب حدادا # وله في الشقيق: # ياحبذا والبرد يزحف بكرة جسما رحيق دونه وحريق # حتى إذا استولى وأسلم عنوة ما شئت من سهل وذروة نيق # أخذ الربيع عليه كل ثنية فبكل مرقبة لواء شيق [167ب] # وله في صفة كلب مطوق العنق بالبياض محجل الأربع، وصفة أرنب: # وأطلس ملء جانحتيه خوف لأشوس ملء شدقيه سلاح # PageV06P626 # نجا ms1412 هربا يطير حذار طاو له ركض يغص به البراح # فطورا يرتقي حدب الروابي وآونة تسيل به البطاح # جرى شدا وللصبح التماع بحيث جرى وللبرق التماح # فحجله وسوره وميض جرى معه وطوقه صباح # وقال في صفة خاتم سماوي الفص: # ومرقرق الإفرند أبدى بهجة وذكا فأطلع بالظلام ضياء # وتختمت من فصه بغمامة كف تكون على السماح سماء # قد صيغ صيغة فتنة أصبى لها نفس الحليم وضاجع العذراء # ما إن ترف لها بنفسجة به حتى ترق لها فتجري ماء # فكأنما نظرت به يوم النوى عن مقلة بهتت به كحلاء # ومما تعلق بصفة جبل: # وصهوة عزم قد تمطيت والدجى مكب كأن الصبح في صدره سر # وقد ألحفني شملة الطل شمأل يقلقل أحشاء الأراك بها ذعر # وشق الدجى نجم من النفط مرسل ترامى من الليل البهيم به فجر # وأشرف طماح الذؤابة شامخ تنطق بالجوزاء ليلا له خصر # وقور على مر الليالي كأنما يصيخ إلى نجوى وفي أذنه وقر # تمهد منه كل ركن ركانة فقطب إطراقا وقد ضحك البدر # PageV06P627 # ولاذ به نسر السماء كأنما يحن إلى وكر به ذلك النسر # فلم أدر من صمت له وسكينة أكبرة سن وقرت منه أم كبر # وقال يداعب ويتغزل بنعجة سوداء: # وسوداء تدمى به منحرا كما اعترض الليل تحت الشفق [169أ] # وأقسم لو مثلت ليلة لعفت الكرى واستطبت الأرق # فيا حسن خصر لها أحمر ومئزز شحم عليه يقق # وما رفلت في قميص الدجى ولا اشتملت برداء الغسق # ولكن تسيل عليها القلوب هوى وتذوب عليها الحدق # وقال فيها وفي كبش أملح: # ألا حبذا عيد تلاقت به المنى فجدد من عهد الشباب مشيب # وأعرض في حسن المليحة أملح يلاعب ربات الحجال ربيب # تهادت تثنى وهو يذعر فالتوى قضيب بها وارتج منه كثيب # وسوداء أما نسبة فهي نعجة تروق وأما نصبة فنجيب # أقا [م بها] ما بين ظل ومورد مراد ببطن الواديين خصيب # أتتك وأفياء الشباب تظلها وهل زار إلا في الظلام حبيب # فطفت بها تمشي الهوينا وإنما تمشى إليها وهي تجهل ذين ms1413 # وله، قال: # وأغر ضاحك وجهه مصباحه فأنار ذا قمرا وذلك فرقدا # ما إن خبا تلقاء نور جبينه حتى ذكا بذكائه فتوقدا # PageV06P628 # وقال يصف شجرة، طرحت ظلها على نهر، لم تكرع فيه ولا بعدت عنه: # وسرحة خاض ألمى ظلها نهر أوفت عليه فلم تنقص ولم تزد # كما تدانيت من ثغر لمرتشف ثم اتقيت فلم تصدر ولم ترد # كأن أفياءها طيبا حمى ملك أغضى وأعطى فلم يوعد ولم يعد # وله في معذر: # أطل وقد خط في خده من الشعر سطر دقيق الحروف # فقلت أرى الشمس مكسوفة فقوموا فصلوا صلاة الكسوف # وله: # يا أيها الصب المعنى به ها هو لا خل ولا خمر # سود ما ورد من خده فآل فحما ذلك الجمر [169ب] # وله: # هل ساءه أن عاد آسا ورده وتعطلت من فيه كأس تشرب # وكأن صفحته وبدء عذاره ماء يثور بصفحتيه طحلب # وله في النحول: # بهرت جمالا فرعت البصر وذبت سقاما ففت النظر # فصرت إذا امكنت لقية أريك السها وتريني القمر # PageV06P629 # وفي جنى التين: # أما واهتصار غصون البلس وقد قلص الصبح ذيل الغلس # ومال يسيل جنى شهده كما سال ريق حبيب نعس # لقد شاق من رائق المجتلى شهي الجنى مستطاب النفس # فهمت له ببياض الثغور وأجببت فيه سواد اللعس # في صفة أسود يسبح: # وأسود عن لنا سابح في لجة تطفح بيضاء # وإنما جال بها ناظر في مقلة تنظر زرقاء # وفي صفة سحابة: # وغمامة لم يستقل بها السرى فمشت على الظلماء مشي مقيد # حملت بها ريح القبول سحابة سحابة الأذيال تلمس باليد # في ليلة ليلاء يلحس حبرها وهنا لسان البارق المتوقد # نسخ الضريب بها الظلام حمامة فالبيض كل غراب ليل أسود # شابت وراء قناعها لمم الربى وامشط مفرق كل غصن أملد # وقال يمدح، ويسأل حاجة: # أآليت إلا أن تسير مع الفضل وأزمعت إلا أن تصم عن العذل # فنبت مناب البدر في ليلة السرى وقمت مقام الوبل في البلد المحل # PageV06P630 # وأضرمت نار الطعن في ثغر العدا وأجريت ماء النصر في صفحة النصل [170أ] # فحيت ms1414 أبا يحيى ذراك غمامة صقيلة ثغر البرق وارفة الظل # تجرر أذيال الرباب على الربى ويمشي بها واني النسيم على الرسل # فطل عمر الدنيا وطأ قمم العدا وخيم مع العليا وحز قصب الخصل # ومن بها اندى نسيما من الصبا [لدي] وأحلى موقعا من جنى النحل # ولا تحتقرها من نوالك برة فللطل معنى ليس للمطر الوبل # وقال في صفة فرس أشقر: # ومطهم شرق الأديم كأنما ألفت معاطفه النجيع خضابا # طرب إذا غنى الحسام ممزق ثوب العجاجة جيئة وذهابا # قدحت يد الهيجاء منه بارقا متلهبا يزجي القتام سحابا # ورمى الحفاظ به شياطين العدا فانقض في ليل الغبار شهابا # بسام ثغر الحلي تحسب أنه كأس أثار بها المزاج حبابا # وله: # وحسام بكف أشوس أجرى في الطلى ماءه وأضرم ناره # عطف الضرب منه عارض شيب فانحى يخضب النجيع عذاره # فوق ورد محجل مزج الحسن بمرآه ماءه وعقاره # خلصته نار الطبيعة سبكا وأسالت لجينة ونضاره # قدح الركض زنده فاستطارت في دخان العجاج منه شراره # يضحك الحلي فوقه عن أقاح نثرتها الصبا على جلناره # PageV06P631 # وقال يصف شابا حسن الصوت: # ومغرد هزج الغناء مطرب تلقى به ليل التمام فيقصر # سفر الشباب لنا به عن غرة ترمي بها ليل السرار فيقمر # غازلته حيث المدامة والحبا بة وجنة تدمى وعين تنظر # والمزن طرف جال يصهل أشهب والبرق برد قد تمزق أحمر # وكأنه والسكر يلوي عطفه غصن تعانقه الرياح منور [170ب] # ملأ المسامع والعيون محاسنا فلم ادر هل أصغي إليه أم انظر # وله من قصيدة يقول فيها: # هذا غراب دجاك ينعب فازجر وعباب ليلك قد تلاطم فاعبر # واشتف من نطف النجوم على السرى والتف في ورق الظلام الأخضر # والبس رداء السيف وهو مطرز تحت العجاجة بالنجيع الأحمر # وارم الكريهة بالكريمة وارتشف صفو الحياة من العجاج الأكدر # وقال يتغزل في لابسه ثوب معصفر: # وبيضاء في صفراء تحمل نفحة تنفس عنها المندل الرطب والجمر # خلعت رداء الصبر فيها علاقة ويحسن إلا في هوى مثلها الصبر # ولا غرو أن تروى بها عين ناظر وباطنها ms1415 ماء وظاهرها خمر # وقال يصف: # وساق لخيل اللحظ في شأو حسنة جماح وبالصبر الجميل حران # PageV06P632 # سقانا وقد لاح الهلال عشية كما اعوج في نحر الكمى سنان # عقارا نماها الكرم فهي كريمة ولم تزن بابن قط فهي حصان # وقد جال من جون الغمامة أدهم له البرق سوط والشمال عنان # وضمخ ردع الشمس نحر حديقة عليه من الطل السقيط جمان # ونمت بأسرار الرياض خميلة لها النور ثغر والنسيم لسان # وقال: # حسب الفتى حلية أن يستقل به ملك عزيز فلا يقعد بك العطل # فما احتمى جانب لم يحمه ملك ولا مضى صارم لم يمضه بظل # وقال يصف سحابة: # وخميلة قد أخملت سربالها كفا صناع تستهل هتون # نشوى تهادى في وشاح مذهب قلق وتسحب من ذيول جون # طبعت من النوار بيض دراهم مدت إليك بها بنان غصون [171أ] # فرفلت حيث تعثرت بي نشوة في ثوب وشي للربيع مصون # والأرض تسفر عن وجوه محاسن بيض وتنظر عن عيون عيون # وله: # وظلام ليل لا شهاب بأفقه إلا لنصل مهند أو لهذم # PageV06P633 # لاطمت لجته بموجة أشهب يرمي بها بحر الظلام فترتمي # قد سال في وجه الدجنة غرة فالليل في شية الأغر الأدهم # أطلعت منه ومن سنان أزرق ومهند عضب ثلاثة أنجم # جاذبته فضل العنان وقد طغى فانساح ينسل انسياب الأرقم # في خصر غور بالآراك موشح أو وجه خرق بالضريب ملثم # حتى تهادى الغصن يأطر متنه طربا لشدو الطائر المترنم # وكأن ضوء الصبح راية ظافر نفضت بها الهيجاء نضحا من دم # وكانت بينه وبين القاضي أبي اسحاق بن ميمون مداعبة، فاستطعمه يوما فراخ ~~وعنبا، فكتب إليه يستدعيه: # بما حزته من شريف النظام وأرهفته من حواشي الكلام # تعال إلى الأنس في مجلس يهز به الشيخ عطفي غلام # رطيب النسيم كأن الصبا تجرر فيه ذيول الغمام # وعندي لمثلك من خاطب بنات الحمام وأم المدام # بنات تنافس فيها الملوك وتلهو العذارى بها في المنام # فقد كدن يلقطن حب القلوب ويشربن ماء عيون الكرام # وعش تتثنى انثناء القضيب سرورا وتسجع سجع الحمام ms1416 # وتحمل ثوبك خطية وينطق عنك لسان الحسام # PageV06P634 # وقال: # ومجر ذيل غمامة قد نمنمت وشي الربيع به يد الأنوار # ألقيت أرحلنا هناك بقبة مضروبة من سرحة غيناء [171ب] # وقسمت طرف العين بين رباوة مخضرة وقرارة زرقاء # وشربتها عذراء تحسب أنها معصورة من وجني عذراء # وقال يصف صفرة الشراب وبياض الحباب: # خذها كما اطلعت إليك عرارة مفترة عن لؤلؤ الأنداء # صفراء في بيضاء تحسب أنها شمس العشية في قرار الماء # وفي صفة سيف: # ومرهف كلسان النار منصلت يشفي من الثار أو ينفي من العار # تخال شعلة برق منه طائرة في عارض من عجاج الخيل موار # يمضي فيهوي وراء النقع ملتهبا كما تصوب يجري كوكب سار # وذكر أن جارية للمعتمد - رحمه الله - تسمى جوهرة خاطبته وأثبتت اسمها تحت ~~الختم، فقال في ذلك: # قالت وقد حطت العنوان جوهرة عن مرتقى رتبة قد سنها الأول # لا غرو أن صرت تحت الختم واقعة ان الجواهر تحت الختم تحتمل # وقال: # ألا مبلغ عني تحية وامق لأحور أحوى المقلتين ربيب # PageV06P635 # أبيت به ما بين نهر لمدمع يفيض وريا روضة لنسيب # ومهما تنسمت الرياح عشية تسنمت شوقا ظهر كل كثيب # وخضت حشا الظلماء فيه صبابة أريغ مع الظلماء خلسة ذيب # وما ضرة لو كنت أنقع غلتي بري وأشكو علتي لطبيب # سأحمل وخز الشوك في الحب للجنى وأصفح عن عاص لفضل منيب # ومما يشتمل على أوصاف: # ويوم ترى برقة أشقرا يطارد من مزنة أشهبا # ترى الأرض منه وقد فضضت ووجه السماء وقد ذهبا # وقد أطلع الروض من أيكة سماء ومن زهرة كوكبا [172أ] # وطرز أثواب خضر الغصون ورصع تيجان هام الربى # وقد قبل الماء كأس المدام فأضحك ثغرا لها أشنبا # وشب المزاج بها جمرة تكاد بها الكأس أن تلهبا # عروسا ترى خذها أحمرا يشوق ومفرقها أشيبا # وله: # ألا أطربتني والكريم طروب حمائم تبكي والبكاء ضروب # لها دون أستار الظلام مآتم تمزق فيها للقلوب جيوب # سجعن وعهدي بالهوى متقادم فعاودت شجوي والخطوب تنوب # فيا رشأ للمسك في صفحاته سواد وللبدر المنير ms1417 شحوب # ألا إن ثغر الدمع فيك لباسم وقد طال من وجه الظلام قطوب # PageV06P636 # ومن لي بطيف منك يطرق مضجعي وبين الكرى والعين فيك حروب # وإني لمهتز لذكراك لوعة كما اهتز في مسرى النسيم قضيب # وله: # ويوم صقيل للشباب ظللته تجد بي الصهباء فيه وألعب # توضح في وجه الصبا منه مبسم وأشرق في ليل الشبيبة كوكب # تقلبت فيه بين أعطاف عيشة كما اخضر يندى أبطح طل معشب # وقد هز من عطفي نديم وخوطة رنين حمام أو غلام يطرب # وجزع بأنداء الغمام مفضض وذيل عليه للعشي مذهب # وقد جال من كأس المدامة أشقر يسابقه من جدول الماء أشهب # بروض كأن الغصن يزهى فينثني به وكأن الطير يسقى فيطرب # قد ارتجز الرعد المرن بأفقه فاملى وجالت راحة البرق تكتب # كأن لسان البرق فيه عشية لواء خضيب أو رداء مذهب # وقال يصف أثر سيل: # أما ومسيل سائل الغيث كالسطر يؤم قرارا دائر الماء كالعشر # وقد غمر القيعان ماء مصندل كما أترع الساقي الزجاجة بالجمر [172ب] # وها أنا مبلول الجناح من الحيا بصوب ومذعور الفراخ من الوكر # بدار سقتها ديمة إثر ديمة فمالت بها الجدران سطرا على سطر # فمن عارض يسقي، ومن سقف مجلس يغني، ومن بيت يميل من السكر # PageV06P637 # إذا ما وهى ركن فأهوى فانني لأشجى من الخنساء تبكي على صخر # فصلني بدار من ديارك مجملا فللنجم أن يحتل منزله البدر # ومن أخرى يتغزل: # وبدا هلال في نقابك طالع ولربما انحدر النقاب فأقمرا # فجنيت روضا في قناعك زاهرا وقضيب بان في وشاحك مثمرا # ثم انثنيت وقد لبست معصفرا وطويت من خلع الظلام معنبرا # والصبح محطوط القناع قد احتبى في شملة ورسية وتأزرا # وقال يراجع ابن أبي الخصال: # أمقام وصل أم مقام فراق فالقضب بين تصافح وعناق # خفاقة ما بين نوح وحمامة هتفت ودمع غمامة مهراق # عبثت بهن يد النعامى سحرة فوضعن أعناقا على أعناق # أنسينني خلق الوقار وربما أذكرنني بمواقف العشاق # ضما ولثما واستطابة نفحة وخفوق أحشاء وفيض مآق # فلو أن سرحة بطن واد ms1418 باللوى حييتها تصغي إلى مشتاق # لنثرت بالجرعاء عقد مدامعي ففضضت ختم الصبر عن أغلاقي # فاليك يا نفس الصبا فلطالما أذكى نداك حرارة الأشواق # ها إن بي لمما يؤرق ناظري أسفا فهل من نافث أو راق # PageV06P638 # سر وادعا لا تستطر قلبا هفا بجناح شوق رشته خفاق # وإذا طرقت جناب قرطبة فقف وكفاك من ناس ومن آفاق # والثم يد ابن أبي الخصال عن العلا متشكرا واضممه ضم عناق [173أ] # وافتق بناديه التحية زهرة نفاحة تغني عن استنشاق # كالشمس يوم الدجن تندى مجتنى ظل وتحسن مجتلى إشراق # واهزز بها من معطفيه فإنما شعشعتها كأسا بيميني ساق # والنور يرقم من بساط بسيطة والغيم ينشر من جناح رواق # يزهى بأعلاق المعالي حلية إن المعالي أنفس الأعلاق # طالت به رمح السماك يراعة تستضعف الجوزاء شد نطاق # ما خط في غرر الحسان وضاءة حتى استمد لها من الأحداق # مغرى بأغراض تهول براعة ورفيف ألفاظ تشوق رقاق # أقسمت لو أخذ الهلال كماله عنه لتم تمام غير محاق # ومن نثره: # ها هو - أدام الله عز عمادي - قد تجافى له عن صدر ميدانه، وتشرف بلثم ~~أردانه. فاستقبل فسطاطة استقبال إهلال، وقبل بساطة تقبيل إجلال، وأقسم لو ~~تحمل حجما، وتمثل نجما، لم أرضه، حتى يهبط أرضه، ويقضي فرضه، جوابا عن نثر ~~ترددت فيه بين روضة وغدير، وتلددت منه بين أراكة وهدير، لا أعدم هناك نسما ~~رطبا، وموردا عذبا، وحدائق غلبا، وفاكهة # PageV06P639 # وأبا، ونظم قد أخذ بمجاميع الأهواء، وامتزج لطافة بالهواء، وحسبك من شعر ~~يضاهي الشعريين إشراقا، والشمس إبراقا، ويباهي القمر اتساقا، والجوزاء ~~انتساقا، يتغنى به الشرب، ويترنم الركب، فطورا ينتشق مع العرار بتلك ~~الخمائل، وتارة يعتنق مع الطيب اعتناق الخمائل. # وأقرأ عليه سلاما تندى به الرمضاء، وتتنافس فيه الأعضاء، فتود المعاطس لو ~~فتق مسكا فيتشنق، وتتمنى السوالف لو نسق سلكا فيتطوق. # ومن أخرى: # أوجهك بسام وطرفي باك وعدلك موجود ومثلي شاك # وتأبى اهتضامي في جنابك همة تهزك هز الريح فرع أراك # وله في طريقة مهيار: # ويا بانة الوادي بمنعرج اللوى أتصغي ms1419 على شحط النوى فأقول # ويا نفحات الريح من بطن لعلع ألا جاد من ذاك النسيم بخيل # ويا خيم نجد دون نجد تهامة ونجد ووخد للسرى وذميل # ويا ريم نجد والعوادي كثيرة بحكم الليالي والوفاء قليل # ألا رجعت تلك الشمال تحية تمشت بها عني إليك قبول # وجاذبني ريا العرارة ناسم يجاذبني فيك النحول عليل # PageV06P640 # وهل بين هاتيك التلاع معرس وفي ملتقى تلك الظلال مقيل # وهل يلتقي عندي خيالك ليلة وريح ببطن الواديين بليل # وله: # وإني لأغشى موقف البين والوغى فتندى جفوني عبرة ويدي دما # وإلا فهذا جيب صبري ممزقا بكفي وهذا صدر رمحي محطما # وقال من قصيد مطول: # أما والتفات الروض عن زرق النهر وإشراف جيد الغصن في حلية الزهر # وقد نسمت ريح النعامى فنبهت عيون الندامى تحت ريحانة الفجر # وخدر فتاة قد طرقت وإنما أبحت به وكر الحمامة للصقر # لقد جبت دون الحي كل ثنية يحوم بها نسر السماء على وكر # وخضت الليل يسود فحمة ودست عرين الليث ينظر عن جمر # وجئت ديار الحي والليل مطرق منمنم ثوب الأفق بالأنجم الزهر # أشيم بها برق الحديد وربما عثرت بأطراف الردينية السمر # فلم ألق إلا صعدة فوق لأمة فقلت قضيب قد أطل على نهر # ولا شمت إلا غرة فوق شقرة فقلت حباب يستدير على خمر # ودون طروق الحي خوضة فتكة مورسة السربال دامية الظفر # تطلع في فرع من النقع أسود وتسفر عن خد من السيف محمر # فسرت وقلب البرق يخفق غيرة هناك وعين النجم تنظر عن شزر # وطار إليها بي جناح صبابة فطار بها عني جناح من الذعر [174أ] # فقلت رويدا لا تراعي فإننا لتطوى ضلوع الليل منا على سر # وسكنت من نفس تجيش مروعة ومسحت عن عطف تمايل مزور # PageV06P641 # ومزقت جيب الليل عنها وإنما رفعت جناح الستر عن بيضة الخدر # وقبلت ما بين المحيا إلى الطلى وعانقت ما تحت التراقي إلى الخصر # وأطراب سجع الحلي من خيزرانة تميل بها ريح الشبيبة والسكر # غزالية الألحاظ ريمية الطلى مدامية الألمى حبابية الثغر # ترنح ms1420 في موشية ذهبية كما اشتبكت زهر النجوم عل البدر # تلاقى نسيبي في هواها وأدمعي فمن لؤلؤء نظم ومن لؤلؤ نثر # وقد خلعت ليلا علينا يد الهوى رداء عناق مزقته يد الفجر # ولما انجلى ضوء الصباح كأنه مشيب بفود الليل طالع من خطر # وحط رداء الغيم عن منكب الصبا ونم على ذيل الدجى نفس الزهر # صددت ودون النجم ستر غمامة يشف كما شف الرماد عن الجمر # ومنها: # عليه يمين أن تفيض يمينه وألا يغض الجفن جفنا على وتر # ووجه وضيء شف عنه لثامه كما شف رقراق الغمام عن البدر # سرى بين نوار لزرق أسنة حداد وأوراق لراياته خضر # فهزت إليه عطفها كل راية تهز عليه الغصن في الورق النضر # وحن إليه كل ورد محجل كأن لجينا سال منه على تبر # يجول فتجري في عنان به الصبا ويزجر في لبد به البحر في البر # وأشهب وضاح تحمل رقعة من الحسن لم تعثر بها العين في بشر # تخط سطور الضرب يوما بها الظبا ويعجمها وخز المثقفة السمر # PageV06P642 # وتدرج منه السلم ما ينشر الوغى فطورا إلى طي وطورا إلى نشر # وأدهم لولا أنه راق صورة لما عرفته العين من ليلة الهجر # طويل سبيب العرف والعنق والشوى قصير عسيب الذيل والأذن والظهر [174ب] # له غرة تستصحب النصر طلقة كفاك بها في سورة الحسن من بشر # أما وانتشار النقع عنه صحيفة لقد راع في تلك الصحيفة من حبر # ونال تميم سؤدد الكهل في الصبا فتم تمام البدر في غرة الشهر # وحلت به الأملاك وهي شريفة محل ليالي الصوم من ليلة القدر ### | 3 - # تقسمه جود يفيض وهمه فمن منهل غمر ومن جبل وعر # فلو مسحت يمناه عن وجه ليلة لحطت قناع الليل عن قمر يسري # رميت بآمالي إليه وإنما حملت به المرعى الجديب إلى القطر # ولا أمل إلا كتاب شفاعة إذا الخطب أعيا وزره شد من أزري # وبي [مس شكوى] لا أطيق لها السرى فإن لم أطأ باب الأمير فعن عذر # أبا الطاهر اقبلها إليك تحية أرقت عليها ms1421 سحرة رونق السحر # خلعت قوافيها عليك وإنما نظمت بها عقدا نفيسا على نحر # فسد وطأ التيجان عزا وذد وجد رحيب فناء الملك عالي يد الأمر # فصيح لسان السيف والضيف والندى رفيع منار القدر والذكر والفخر # ومما تصرف به القول فيه من غزل إلى رثاء من قصيد: # أفي ما تؤدي الريح عرف سلام ومما يشب البرق نار غرام # وإلا فماذا أرج الريح سحرة وأذكى على الأحشاء نار ضرام # PageV06P643 # أما وجمان من حديث علاقة يهز إليه الشيخ عطف غلام # لقد هزني في ريطة الشيب هزة أرتني ورائي في الشباب أمامي # ورب ليال بالغميم أرقتها لمرضى جفون بالفرات نيام # يطول علي الليل يا أم مالك وكل ليالي الصب ليل تمام # ولم أدر ما أشجى وأدعى إلى الهوى أخفقة برق أم غناء حمام # فقضيتها ما بين رشفة لوعة وأنه شكوى واعتناق غرام # وأحسن ما التفت عليه دجنة عناق حبيب عن عناق حسام [175أي # فليت نسيم الريح رقرق أدمعي خلال ديار باللوى وخيام # وعاج على أجزاع واد بذي الغضا فصافح عني فرع كل بشام # مسحت له عن ناظري صبابة وأقلل بدمعي من قضاء ذمام # فيا عرف ريح عاج عن بطن لعلع يجر على الأنداء فضل زمام # بما بيننا بالحقف من رمل عالج وفي ملتقى الأرطى بسفح شمام # تلدد بدار القصف عني ساعة وأبلغ نداماها أعز سلام # وقل لغمام ألحف الأرض ذيله فلف فجاجا تحته بإكام # أما لك من ظل يبرد مضجعي أما فيك من طل يبل أوامي # وأي ندى أ، برد ظل لمزنة على عقب أتراب رزئت كرام # وقفت وقوف الثكل بين قبورهم أعظمها من أعظم ورجام # وأندب أشجى رنة من حمامة وأبكي فأقضي من ذمام رمام # مضوا بين واد للسماح ومشرع وغارب عز في العلا وسنام # ومنتصب كالرمح هزة عزة وفتكة بأس واستواء قوام # PageV06P644 # ومنصلت كالسيف نصرة صاحب وضحكة بشر واعتزاز مقام # ومقتبل مستقبل كعبة العلا يصلي بأهليها صلاة إمام # تهل له من عفة في طلاقة كأن ببرديه هلال صيام # وما ضارة أن يستسر ms1422 لعالم إذا ما بدا في عالم لتمام # وله يصف كلبا مطوق العنق بالبياض، وصفة طائر: # وأخطل لو تعاطى سبق برق لطار من النجاح به جناح # يسوف الأرض يسأل عن بنيها فتخبر أنفه عنها الرياح # أقب إذا طردت به قنيصا تنكب قوسه الأجل المتاح # أضل برأسه ليل بهيم فشد على مخنقه صباح # ولما علمت رغبته - في التماس الطيور اللبلية واقتنائها، وتحققت همته في ~~انتخابها [175ب] وانتقائها، تهممت بالفحص عن أفرهها، وأشرفها صفة وأشرهها، ~~فسنح منها طائر يستدل بظاهر صفاته، على كرم ذاته، طورا ينظر نظرا الخيلاء ~~في عطفه، كأنما يزهى به منه جبار، وطورا يرمي نحو السماء بطرفة، كأنما له ~~هنالك أعتبار. وأخلق به أن ينقض على قنصه شهابا، ويلوي به ذهابا، ويحرقه ~~توقدا والتهابا. وقد بعثت به سابغ الذنابى والجناح، كفيلا في مطالبه ~~بالنجاح، حميد العين والأثر، حديد السمع والبصر، يكاد يحس بما يجري ببال، ~~ويسري من خيال، قد جمع بين عزة مليك، وطاعة مملوك، لو سبك له النجم قنصا، ~~أو جرى بذكره البرق قصصا، لاختطفه أسرع من لحظة، وأطوع # PageV06P645 # من لفظه، وانتسفه أمضى من سهم، وأجرى من وهم، قد أقسم بشرف جوهره، وكرم ~~عنصره، لا توجه مسفرا، إلا غادر قنيصه معفرا، وآب إلى مرسله مظفرا، مورد ~~المخلب والمنقار، كأنما اختضب بحناء وكرع في عقار. # وله في صفة محك: # ومخطوط السواد كأن دمعا جرى ودما هناك على حداد # إذا التبست وجوه الحكم يوما قضى فمضى على وجه السداد # فأي بياض نعمى ليس يعزى لمشتمل بسربال السواد # تلون فالتمحت به ضميرا دخيل السر ممذوق الوداد # يجيب وما سألت به سميعا فيا عجبا لأفصاح الجماد # وله في معذر: # أقوى محل من شبابك آهل فوقفت أندب منه رسما عافيا # مثل العذار هناك نؤيا داثرا واسودت الحيلان فيه اثافيا # وقال نظما ونثرا، يداعب غلاما قد بقل عذاره: # أيها التائه مهلا ساءني أن تهت جهلا # هل ترى فيما ترى الأم شبابا قد تولى # PageV06P646 # وغراما قد تسرى وفؤادا قد تسلى # أين دمع فيك يجري اين جنب ms1423 يتقلى # أين نفس بك تهذي وضلوع فيك تصلى # أي ملك كان لولا عارض وافى فولى # وانطوى الحسن فهلا أجمل الحسن وهلا [176أ] # أما بعد، أيها النبيل النبيه، فإنه لا يجتمع العذار والتيه؛ كان ذلك وغصن ~~الشبيبة رطب، ومنهل ذلك المقبل عذب، وأما والعذار قد بقل، والزمان قد ~~انتقل، والصب قد صحا فعقل، فقد ركدت رياح الأشواق، ورقدت عيون العشاق، فدع ~~عنك من نظرة التجني، ومشية التثني، وغض من عنانك، وخذ في ترضي إخوانك، وهش ~~عند اللقاء هشة أريحية، واقنع بالإيماء رجع تحية، فكأني بفنائك مهجورا، ~~وبزائرك مأجورا. # وقال وقد طلع عليه القمر في ليالي أسفاره، فجعل يطرق في معنى كسوفه ~~وإقماره، وعلة إهلاله تارة وسراره: # لقد أصخت إلى نجواك من قمر وبت أدلج بين الرعي والنظر # لا أجتلي لمحا حتى أعي ملحا عدلا من الحكم بين السمع والبصر # وقد ملأت سواد العين من وضح فقرط السمع قرط الأنس من سمر # فلو جمعت إلى حسن محاورة حزت الجمالين من خبر ومن خبر # وإن صمت ففي مرآك لي عظة قد أفصحت لي عنها ألسن العبر # PageV06P647 # تمر من ناقص حورا ومكتمل كورا ومن مرتق طورا ومنحدر # فإن بكيت فقد يبكي الجليد فعن شجو يفجر عين الماء في الحجر # ومحاسن الخفاجي كثيرة، وفي ما مر منها كفاية، إذ لا يتسع هذا المجموع ~~لاستقصاء الغاية. # أخبرني أنه لما أقلع من صبوته، وطلع ثنية سلوته، والكهولة قد حنكته، ~~وأسلكته من الارعواء حيث أسلكته، رأى أنه مستيقظ، وجعل يفكر في ما مر من ~~شبابه، وفي من ذهب من أحبابه، ويبكي على أيام لهوه، وأوان غفلته وسهوه، ~~ويتوجع لسالف ذلك الزمان، ويتبع الذكر دمعا كواهي الجمان، ثم جعل يقول: # ألا ساجل دموعي يا غمام وطارحتني بشجونك يا حمام # وأخبرني أنه لقي عبد الجليل الشاعر بين لورقة والمرية، والعدو بليط لا ~~يريم، يفرع تلك الربى، ويروع حتى مهب الصبا، فباتا ليلتهما بلورقة يتعاطيان ~~أحاديث حلوة المساق، ويواليان أناشيد بديعة الاتساق، إلى أن طلع لهما ~~الصباح أو كاد، وخوفهم تلك ms1424 الأنكاد، فقام الناس إلى رحالهم فشدوها، ~~وافتقدوا أسلحتهم وأعدوها، وساروا يطيرون # PageV06P648 # وجلا فعال إليه عبد الجليل وفؤاده يطير، وهو كالطائر في اليوم العاصف ~~المطير، فجعل يؤمنه فلا يسكن فرقه، ويؤنسه فيتنفس # صعداء تثيرها حرقة، إلى أن مرا بمشهدين عليهما رأسان باديان، وكأنهما ~~بالتحذير لهما مناديان، فقال أبو اسحاق: # الا رب رأس لا تزاور بينه وبين أخيه والمزار قريب # أناف به صلد الصفا فهو منبر وقام على أعلاه فهو خطيب # فقال عبد الجليل: # يقول حذارا لا اغترار فطالما أناخ قتيل بي ومر سليب # فما أتم قوله حتى لاح لهما قتام فانقشع عن سرية خيل، كقطع الليل، فما ~~انجلت إلا وعبد الجليل قتيل وابن خفاجة سليب، وهذا من أغرب تقول، وأصدق ~~تفول. # وله: # خذها يرن بها الجواد صهيلا وتسيل ماء في الحسام صقيلا # بسامة تصبي الحليم وسامة لولا المشيب لمستها تقبيلا # من كل بيت لو تدفق طبعه ماء لغض به الفضاء مسيلا # إية وما بين الجوانح غلة لو كنت أنقع بالعتاب غليلا # ما للصديق وقيت تأكل لحمة حيا وتجعل عرضة منديلا # أقبلته صدر الحسام وطالما أضفيته درعا عليه طويلا # PageV06P649 # ماذا ثناك عن الثناء ونشره بردا على الرسم الجميل جميلا # ومنها: # واصحب وذهنك من هجير لافح ذكرا كما سرت القبول بليلا # فلقد حللت مع الشباب بمنزل يرتد طرف النجم عنه كليلا # وبدهت لا نزر المحاسن مجبلا ومضيت لا قصم الغرار فليلا # متدفقا أعيا العقول طريقة فكأنما ركب المجر سبيلا # يستوقف العليا جلالا كلما سجد اليراع بكفه تقبيلا # وسواي ينشد في سواك ندامة " يا ليتني لم أتخذك خليلا " # وله: # خليلي عوجا خبراني فديتما على الحل والترحال ما صنعت ريا # أجدكما هل بالعقيقين منزل لمهضومة الكشحين عاطرة ريا # بعيشكما قولا لنجد وأهله غدرتهم وفيا رد حبكم فيا # قيا صدهم هل من معين على الجوى ويا بعدهم هل من سبيل إلى اللقيا # وله في وصف ورد نثر عليه نوار نارنج: # وندي أنس هزني -. (الأبيات) # وله فصل من كتاب: # وإن كتابك الكريم وافى، فأهدى تحية، هزني أريحية ms1425، هز المدامة # PageV06P650 # تتمشى، والحمامة تتغنى، فلولا أن يقال صبا، لالتزمت سطورة، ولثمت مسطورة، ~~وما انطقتني صبوة استفزتني، فهزتني، ولكن فضلة راح قضل في كأس العلا ~~تناولتها، فكلما شربت طربت. فلولا توقع غمرات الشيب، لابتدرت شق الجيب، ثم ~~صحت واطرباه، وناديت واحر قلبا. # وبعد، فإني من جملته على ما وقع موقع القطر، وحسبك ثلجا، وطلع طلوع هلال ~~الفطر، وكفاك مبتهجا. وما أغرب [فيما أعرب] عنه من تفسير حالك، وتفصيل حلك ~~وترحالك. ولا غرو أن تجد بك الرواحل، وتتهاداك المراحل، فما للنجم أخيك من ~~دار، ولا في غير الشرف من مدار، فقع أنى شئت وارتع، وطرحت أقطار البلاد، ~~إلا طيب الميلاد، وما ضار أن نعق ببينك غراب، وخفق برحلك سراب، إذ لم يغض ~~من فضلك اغتراب، ولم يخل بنصلك ضراب، لا زلت مخيما بمنوله عز، تجمع من ~~امتناع في ارتفاع، وامتناع في امتناع. # وله: # يا نزهة النفس يا مناها يا قرة العين يا كراها # PageV06P651 # أما ترى لي رضاك أهلا ... وهذه حالتي تراها # فاستدرك الفصل يا أباه ... في رمق النفس يا أخاها # قسوت قلبا ولنت عطفا ... وعفت من تمرة نواها وله: # وأهيف قام يسقي ... والسكر يعطف قده # وقد ترنح غصنا ... واحمرت الكأس ورده # وألهب السكر خدا ... أورى به الوجد زنده # فكاد يشرب نفسي ... وكدت أشرب خده وله: # يا ليل وجد بنجد ... أما لطيفك مسرى # وما لدمعي طليقا ... وأنجم الجو أسرى [177ب] # وقد طمى بحر ليل ... لم يعقب المد حسرا # لا يعبر الطرف فيه ... [غير] المجرة جسرا فصل في ذكر الأديب أبي حاتم ~~الحجاري # من وادي الحجارة، فرد من أفراد العصر، شاعر متصرف في النظم والنثر، ولما ~~انقرضت أيام ملوك الطوائف بالجزيرة، وتسلط الكساد على أعلاق الشعر الخطيرة، ~~خلع أبو حاتم بردته، وسلخ جلدته، وأصبح # PageV06P652 # بحاضرة قرطبة صاحب [طولق] وحنبل، وجلس بين هاون ومنخل، يأخذ للصحة من ~~المرض، ويتكلم على الجوهر والعرض، فقل في حنين، تكلم بلسان أحمد بن الحسين، ~~وانظر إلى البديع، في مسلاخ جبريل بن بختيشوع، كل ذلك حرصا على الحياة، ~~واحتيالا ms1426 لهذه الملابس والأقوات، # وخوف الردى آوى إلى الكهف أهله ... وكلف نوحا وابنه عمل السفن وفي ذلك ~~يقول: # أقمت بأرض قرطبة كأني ... أمير جبابة أو قهرماني # فمالي ضيعة إلا ضياعي ... وتصريفي لهاوون الهوان # ودقي شحم حنظلة وعصري ... حشيشة غافث أو انجدان # PageV06P653 # وشمي وهي تملأ كل أنف ... قوارير المياه من الصنان # تجارة ذلة قرنت بنحس ... ونجم الشؤم متصل القران # لقد أضللت يا بقراط قوما ... على بعد الأوان من الأوان وقوله: " قهرماني ~~" [أراه] مما وهم فيه حين خاله منسوبا إنما هو قهرمان، يقال للوكيل؛ وهو ~~يجري بوجوه الإعراب. # ولما ابتدأت بتحرير هذا الكتاب، وأنا يومئذ بقرطبة [سنة ثلاث وتسعين] ~~نظرت في مبيضات كانت عندي لأهل هذا الاقليم، فلم أجد لأبي حاتم فيها شيئا ~~من منثور ولا منظوم، فاستهديت قطعة من أشعاره وما عسى أن يتعلق بها من ملح ~~أخباره، وتكرر عليه رسولي هنالك، فمطلني في ذلك، فكتبت إليه رقعة أقول في ~~فصل منها: # وقد تواتر عليك النبأ أني جمعت من الرسائل الأندلسية، والأشعار العصرية، ~~جملة موفورة، لطوائف كثيرة، ممن تحقق عندي أن حليته التي تحلى بها من صوغ ~~طبعه، وحلله [التي] نشرها اكثر من عدد الشعر؛ ولما كنت أبا حاتم خاتمة أئمة ~~هذا [178أ] الشان، أحببت أن أجعل # PageV06P654 # كلامك واسطة هذا الديوان، إلا أني رأيت لك من الامتناع، بتلك الرقاع، ما ~~حدست عليك انك قلت: هذا ابن بسام كما أخرجته الروم من بلاده، وصفرت يده من ~~طارفة وتلاده، وقدم قرطبة بقدم الضرورة، على تلك الصورة، يريد أن يشحذ ~~المدية، في ابواب الكدية، فاتخذ تأليف هذه الشذور القلائد، سببا أن يسي ~~عذارى القصائد، في حجر أربابها، ويسلبها عن أصحابها، حتى إذا قيد لفظها ~~ومعناها، وجليت عنده اتاها؛ وقد أبعدت مرماك، أن كنت ظننت بي ذاك، وكلا أبا ~~حاتم، فإنك لي لعين الظالم، إن نسيتني لهذا العجز، وأني أحق أن أطيل لسيف ~~غيري الهز، وقد شهدت الأشهاد، بتلك البلاد، أن لي بديهة قوية، توفي على ~~الروية، إلا أني أبا حاتم لا أجري في ميدانك، ولا ms1427 أعد من أقرابك، فسقى الله ~~بلادا أنجبتك وإن كانت حجارية، فإن معانيك عراقية، وألفاظك حجازية؛ ولله ~~مدينة الفرج، فلقد تتحدث منك عن أنموذج بيان، مخلى الطريق للجريان. # فلما وردته الرقعة، زم عن الجواب قلمه، وكلف الإيجاب قدمه، وورد من حينه ~~علي، ونثر مبيضاته بين يدي، [يقيمه الخجل ويقعد، وقد صبغه كما صبغ اللجين ~~العسجد] ، فمما تخيرت منها قوله يستهدي نبيذا: # PageV06P655 # يا سيدي والنهار تبصره منسجم الدمع مطبق الأفق # وعندي البدر قد خلوت به وفوق خديه حمرة الشفق # جاذبته الحبل فاستقاد وكم جريت جري الجموح في الطلق # والخمر نعم القياد، طائعة لشاربيها مسكية العبق # وقد هز زناك كي توجهها # في الشعر هز القضيب في الورق # وكان أبو الأصبغ البلنسي المتطبب ربما قام في مجالس الأنس ويخطب بكلام غث ~~يضحك به من حضر، فخاطبه أبو حاتم بهذه الأبيات: # قل للحكيم وقد هززت مهندا وجذبت عطفا للندى هزازا # يا نفحة الزهر الأنيقة سحرة أحرزت كل فضيلة إحرازا # هل تثنينك رقة شاكهتها فتفارق الهماز واللمازا # أملي رضاك فهل سمعت بشاعر قطع الصراط إلى رضاك وجازا [178ب] # [يا ليت شعري والجوانح كاسمها هل ترجعن بياذقي أفرازا] # حتى أراك وأنت حامل قالس وأرى يمينك حاملا عكازا # وتقوم في نادي النديم مناديا فعل الخطيب تعمد الايجازا # عمري لقد أنسيت يوم نثرتها ونظمتها الخطباء والرجازا # وأنشدي لنفسه: # PageV06P656 # وزائر زارني وقد هجعت عيناي حتى تبلج الفجر # بكيت للقرب ثم قلت له من ثمر الوصل يجتنى الهجر # وهذا يناسب قول القائل، وتنشد الأبيات لحسنها، ولكون هذا المعنى فرعا عن ~~غصنها، وهي: # وما في الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق # تراه باكيا في كل حال مخافة فرقة أو لاشتياق # فتسخن عينه عند التنائي وتسخن عينه عند التلاقي # فيبكي ان نأوا حذرا عليهم ويبكي إن دنوا خوف الفراق # وقال سعيد بن حميد لفضل الشاعرة: # ما كنت أيام كنت راضية عندي بذاك الرضى بمغبط # علما بأن الرضى سيعقبه منك التجني وكثرة السخط # فكل ما ساءني فعن خلق منك وما سرني ms1428 فعن غلط # وقال العباس بن الأحنف: # قدكنت أبكي وأنت راضية حذار هذا الصدود والغضب # ان تم ذا الهجر يا ظلوم - ولا تم - فمالي في العيش من أرب # PageV06P657 # وأنشدني له من قصيدة أولها: # أرقت للامع البرق اليماني فيا أخوي من عبد المدان # هلما نكتنف أكناف ليل وساع الجيب فضفاض اللبان # ونركض في جوانبه فإني أراه باركا ملقى الجران # خذا بي مأخذا يسلي وإن لم تكن إلا أباطيل الأماني [179أ] # وقولا في حديثكما لقلبي أما تنفك من حرب عوان # رويدك إنها أنفاس نفس تصعد بين أحناء حواني # وقيتكما وهذا السهم يدمي برام من بني ثعل رماني # سلاه لم أهل بجمع خيف بنبل جفونه حول الجمان # لقد بلغ الزبى هذا التصابي بقلبي والتقت حلق البطان # بعيني منه بدر تحت ليل أتت ست وثغر أقحواني # عداني أن أجيل إليه خطوي مجال للضراب وللطعان # وسمر أسنة في نقع ليل بدت كالنار في طرر الدخان # عليك به وفي يسرى يديه كليث ثنية ثنيا عنان # يقلب خيزرانته بكفي غلام قده من خيزران # ومنها في المدح: # بناني والضياع يهد مني ويهدم مذ بسطت له بناني # PageV06P658 # إلى ذي صفحة كالماء رقت وراقت فهي كالسيف اليماني # إذا لم استبد به فإني كمن حمل القناة بلا سنان # وله من اخرى في القاضي أبي عبد الله بن حمدين وقد قفل من غزاة: # تراك غداة عاقدت الزمانا اخذت عليه بالبشرى ضمانا # بلى قد كان ذلك فاستقادت ليلليه وعادت مهرجانا # حشدت محاسن الدنيا ليوم وجدناه كوجهك أضحيانا # اردت إشادة العليا فكانت ورمت تجدد النعمى فكانا # وما حسنت سجايا الدهر حتى قرنت بها سجاياك الحسانا # لبان الحلم أرضعت الليالي فكيف تضيق ذرعا أو لبانا # اخذت على الكماة الكر حتى لكدت تعلم الكر الجبانا [179ب] # وأشرعت الأسنة وهي تحدو رعال سوابق حكت الرعانا # تقحمها شذاتك وهي بكر فكيف لقيتها حربا عوانا # أتوا والجيش يقدمه فلان فلا والله ما حمدوا فلانا # فديتك من أخي دنيا ودين أبت أحناؤه إلا حنانا # تحمل وهو يلعب حد قلب كما حملت ms1429 مثقفة سنانا # أخاطبه فيمتعني بلحظ يرى سر القلوب به عيانا # PageV06P659 # وأجذبه إلي ولست أدري أعطفا عطفه أو خيزرانا # وله فيه من أخرى [أولها] : # أتت تختال عاطرة الذيول وشمس الأفق تجنح للأفول # يقول فيها # أموقفنا بتوضيح غب يوم على أكناف حومل والدخول # وليلتنا وقد نشرت علينا ذوائب حالك مرخى السدول # لبسنا سمل شملته وبتنا نجوب اللهو من عرض وطول # وعهدي بالرقيب وقد غنينا بغمر الحاجبين عن الرسول # مضت بشبابها الدنيا فمالي أقيم على رسوم من طلول # أقول لمهجتي وعلي منها سرابيل المذلة والخمول # ردي دار الخلافة تستدري مواهب مثل حملات السيول # وسيري ما استطعت إلى سميع مطيع للاله وللرسول # إلى من بين فكيه لسان وشقشقة كشقشقة الفحول # هجرت جناب قرطبة ولكن جعلت إلى ابن حمدين قفولي # فقيه ديانة وسراج دنيا عليم بالفروع وبالاصول # ألان المشكلات وراض منها فرد حزونها مثل السهول # أبا عبد الإله إليك مني جوانح جانحات للوصول # بعثت إليك عن سحر حلال وبعض السحر من ثمر العقول [180أ] # PageV06P660 # أنجعة رائد الآمال هب لي رضاك ولقني وجه القبول # تطالعني الحوادث عن خدود مصعرة وعن أجفان غول # وها أنا والمحل جديب أرض وعندك ثرة الديم الهموم # وقد سفرت لسان الحال عنها كما سفر الخضاب عن النصول # ومن شعره في الرثاء: له [من قصيدة] في القاضي ابن أدهم، أولها: # أما الأسى فعلي منه مخايل نفس أصعده ودمع سائل # من ناظري علي أعظم شاهد ومن العيون على القلوب دلائل # في كل آونة إلى أفق الثرى شمس مغورة وبدر آفل # خفض عليك فللحياة تقلص هي نومة والعمر طيف راحل # مزجت لنا الدنيا بشهد ظاهر وبظهر ذاك دم الأفاعي القاتل # أقسمت بالجدث الذي أنا واقف أرنو إليه ودمع جفني هامل # لو يعلم البشر المطيف بأنه جبل على كبد المكارم نازل # لثموا جوانبه وقد أرج الهدى وتضوع العليا وفاح النائل # قلب جفونك في حدائق زهره فمن الغمام على الرياض شمائل # كالبحر كان فنهنهته منية فغطت به ولكل بحر ساحل # عضد الهدى وسعى ألى تأييده والزغف نهر ms1430 والسيوف جداول # وهدى الامير إلى مناهج قصده ومع الدلاء على المياه حبائل # PageV06P661 # لم تلهه الدنيا فأعرض دونها وبترك عاجلها ينال الآجل # ومن أخرى في الفقيه عبد الصمد: # الآن أدرجت الآمال في كفن واليوم فرق بين الجفن والوسن # إنا إلى الله جل الخطب في رجل ملء الزمان وملء العين والأذن # أما وقد طويت تلك المحاسن لا والله لا وقعت عيني على حسن # مالي كرعت من البلوى وبي ظمأ إلى محياك بين الأجر والأسن [180ب] # اصبحت بعدك والأيام معرضة معرضا لزمانات من الزمن # يا مخرسي وقديما كان ينطقني قلد حسام [لساني] حلية اللسن # أما السماء على أرضي فمطبقة تشابه الضيق في سرب وفي عطن # وقد تبلدت لا أدري وكان معي رأي يخلص بين الماء واللبن # هانت فيك هموم النفس أصحبها لعلها هدنة تبنى على دخن # هيهات لا أنت إلا واضعا ليدي ال يمنى على القلب واليسرى على الدفن # أنهيت مالك في تقوى ذخرت بها اخرى بأجر ومخزونا بمخزن # ينادي الثناء فستدنيه مرتخصا لجوهر الحمد بالغالي من الثمن # تعطي وتمنع في حال فيا عجبا عرض مصون ومال غير محتجن # ومن مديحه من قصيدة في ذي الوزارتين أبي جعفر بن أبي: # كم بالظغائن من ذوات حجال هيف الخور رواجح الأكفال # عهدي بهن وهن يطوين الملا طيين بين النص والإرقال # والليل كالزنجي تحسب أنه كرة تثار بصولجان هلال # أسفي لأيامي بمنزلة اللوى وزماننا الخالي بذات الخال # PageV06P662 # أيام نمرح تحت ظل شبيبة مرح الغصون ترف تحت ظلال # والدهر يمزج باتصال حديثنا ورق الصباح بعسجد الآصال # مالي سوى كنف الصبابة بعدهم آوي إليه وغير دمعي مالي # لا هم إلا أنني عفت النوى حالي بقرب بي أبي حال # ظفرت يداي وقد يئست بماجد منهم كريم العم سمح الخال # يا من نحاذره ونرجو عفرة كرما عليك بقائل فعال # هو كالغمامة أو كبحر ساكن طورا وطورا خائض الأهوال # والأرض تحمل أهلها ولربما بعثت عليهم خسفة الزلزال # قسم الزمان بصوله وبقوله قسمين بين مجالد وجدال [181أ] # حملت حمائله فضاضة بأسه حمل ms1431 الأباطح رجف الأجبال # ومنها: # يا منجدي والدهر يغمر جانبي ومنبهي من نومه الأغفال # كيف الإقامة بين حالي ذلة عرتا من الإخلال والإذلال # ماذا تراه وأنت مالك عزمتي أأسير أم أبكي على الأطلال # أسلمت نحوك وجه آمالي فهل دفع الهناء إلى يمين الطالي # إني لأعلم أن شغلك بالعلا ينسيك، فاجعلني من الأشغال # وله من أخرى: # وأبأبي من شادن جم الدلال خرق # رمى بقوسي حاجب قلبي وسهم مذق # PageV06P663 # من لي به كعهدنا يوم الحمى بالأبرق # وركضنا في ليلة تفتق مسك الأفق # ونارنا قد نشرت طي لواء الأفق # وابتسمت ضاحكة عن شفق في غسق # يا ابن أبي الفتح وهل مفتاح باب الغلق # الا يدا تخبطها عن ورق من ورق # منها: # ردت جناحي ضافيا وطوقت من عنقي # مثلك لا يلقى امرؤ مؤمل ولا لقي # غريبة في مغرب وآية في مشرق # بيت قريش بيته وأي شيء يتقي # ومن أخرى: # وابأبي من لحظ ذي غنة شخت الحشا أهيف أملود # طرز فوق الورد من خده بالمسك من خيلانه السود # مستملح علوا ومستحسن سفلا بتصويب وتصعيد # ردف كقحف الرمل يرتج في قد كغصن البان مقدود # بي ضمأ برح إلى صرفة تمطرها ماء العناقيد # ومنها: # رضيع در المجد في أسرة من معشر غر صناديد # ما أحسن الدنيا وقد حليت منهم بحلي القادة الرود # PageV06P664 # وما ألذ العيش في ظلهم ما بين مخضود ومنضود # وهاكها والسحر حلي لها وليدة في برد توليد [181ب] # ذات قواف شرد ما بدت إلا وصادت مهج الصيد # حالي وان لاح [لها] رونق حال شريد الدار مطرود # وربما يبيض وجه امرىء والنار في أحشائه السود # ويكتسي من ورم حمرة ما كل توريد بتوريد # نظر فيه إلى قول القائل: # وقد يكتسي المرء حر الثياب ومن تحتها حالة مضنيه # كمن يكتسي خده حمرة وعلته ورم في الريه # وله من أخرى في القاضي ابن حمدين: # هجعوا وقد سرت القلاص الوخد والليل كالزنجي أسحم أسود # والخاطفات من البروق كأنها بيض مؤللة تسل وتغمد # ومنها: # يا صاحبي وشد ما عللتما ووعدتما لو ms1432 صح ذاك الموعد # ما يصنع الصنو الشقيق بصنوة ما يصنع القاضي الأجل محمد # هذا الذي لولاه أجدب مخصب وتجلل البطحاء ليل أربد # يبني العلا ويهد ركن عدوه فهو الزمان مهدم ومشيد # إن العيون وقد قررن بعدله لتنام وهو القائم المتهجد # ينأى ويدنيه التواضع منزلا فمقرب في حاله ومبعد # PageV06P665 # فرجت يا قاضي القضاة بهمة أدنى مراتبها السها والفرقد # لولاك وهي من الذوابل هزة كانت قناة قصائدي تتقصد # هيهات، يعجز عن صفاتك شاعر ولو أنه المكتوف المتبغدد # خذها إليك وقد قعدت بمرصد وألذ شيء موقعا ما يرصد # رشت القريض وقد أخل بأهله عدم السماح وخطب دهر أنكد # دامت لك النعمى التي ألبستها تبلي وتخلق بردها وتجدد # وجميل ذكرك يا ابن حمدين على صحف المحامد بالثناء مخلد [182أ] # في ذكر الأديب أبي بكر محمد بن عيسى الداني # وسياقة جملة من متخير شعره # كان أبو بكر شاعرا يتصرف، وقادرا لا يتكلف، مرصوص المباني، ممتزج الألفاظ ~~والمعاني، وكان من امتداد الباع، والانفراد بالانطباع، كسيف الصقيل الفرد، ~~توحد بالابداع وانفرد، لو كانت له مادة تفي # PageV06P666 # بيانه، لكان أشعر أهل زمانه، وكانت أمه امرأة برزة فارسة دكان، وصاحبة ~~مكيال وميزان، وعلى ذلك فقد كانت امرأة صدق، وفي حرفتها - على ما بلغني - ~~صاحبة حق، مشتغلة ببيع لبنها، مقبلة على ما يعنيها من حال زمنها، حتى غلب ~~اسم اللبن عليها، ونسب أولادها به إليها، وكانت لأبي بكر وأخيه [عبد ~~العزيز] همة تعرضهما للصدور، وتترامى بهما إلى معالي الأمور، إلا أن أبا ~~بكر كان أوسعهما في الأدب مجالا، وأكثرهما على صنعة الشعر إقبالا، ومال عبد ~~العزيز إلى التجارة فحسنت طريقه، وحمدت خليقته، وكان له مع ذلك أدب دل على ~~نبله، وشعر يستحسن من مثله؛ إلا أنه لم يرضه مكسبا، ولا اتخذه إلى أحد من ~~الملوك سببا، فذهب عن أكثر الناس ذكره، ومات قبل موته شعره. # وأما أبو بكر فتردد على ملوك الطوائف بجزيرة الأندلس تردد القمر في ~~المنازل، وحل من ملوكها محل الحلي من صدور العقائل، يسحب على دولهم، ويقلب ms1433 ~~الطرف بين خليهم وخولهم، وخيم أخيرا في ذرى المعتمد بن عباد إذ كان أصدقهم ~~نوءا، وأبهرهم في مطالع السؤدد ضوءا " فلما نبت صعاده، وأعوزه من دهره ~~اسعاده، وصار إلى المغرب، وحل فيه محل المغترب، وغدرته الأيام غدر أهل ~~خراسان لقتيبة، وفى له بالرحلة إليه وفاء الظعينة لعتيبة "؛ فلما # PageV06P667 # زال ملكه، وانتثر سلكه، وتقلصت حواشي ظله، وأنكره أكثر أهله، وفد عليه ~~أبو بكر وفادة دلت [182ب] على أن كرم العهد كما كان، وأن الوفاء لم يدرس ~~رسمه حتى الآن، فنازعه بوسها، وعاطاه كؤوسها، ومدحه للوفاء، بأحسن مما مدحه ~~للغناء، حتى كأن عبد الجليل إنما نطق بلسانه، وأعرب عن شأنه، حيث يقول: # قضى الله أني في الثناء عليكم زياد وأني في الوفاء قصيرا # وقد أشار إلى ذلك هو من مذهبه، حيث يقول في شعر مدحه به، وقد تقدم إنشاده ~~في أخبار ابن عباد: # جذيمة أنت والزباء خانت وما أنا من يقصر عن قصير # وقد جمعت من أشعاره، ومستظرف أخباره، وأضفت إليها من سائر ملحه، وأوصافه ~~ومدحه، ما يدل على وفائه، ويشهد ببراعة ذكائه. # PageV06P668 # جملة من شعره في أوصاف شتى # قال يتغزل: # بدا على خده عذار في مثله يعذر الكئيب # وليس ذاك العذار شعرا لكنما سه غريب # لما أراق الدماء ظلما بدت على خده الذنوب # وهذا كقول عبد الجليل المرسي من شعر تقدم إنشاده: # فطوقه الزمان بما جناه وعلق من عذاريه الذنوبا # وقال: # يا شادنا حل بالسواد من لحظ عيني ومن فؤادي # وكعبة للجمال طافت من حولها أنفس العباد # ما زدتني في الوصال حظا إلا غدا الشوق في أزدياد # أعشى سنا ناظريك طرفي فليس يلتذ بالرقاد # وقال: # بدا على خده خال يزينه فزادني شغفا فيه إلى شغف # كأن حبة قلبي حين رؤيته طارت فقال لها في الخد منه قفي # PageV06P669 # وقال: # يروقك في أهل الجمال ابن سيد كترجمة راقت وليس لها معنى # حكى شجر الدفلاء حسنا ومنظرا فما أحسن المجلى وما أقبح المجنى # وقال من قصيدة في المتوكل عند قدومه من بلاد الجوف، وقد ms1434 أوقع بقوم بها من ~~الجناة، أولها: # مضيت حساما لا يفل له غرب وأبت غماما لا يحد له سكب # وأصبحت من كاليك تقسم في الورى هبات وهبات هي الأمن والرعب [183أ] # وقد كان جوف القطر كالجوف يشتكي سقاما فلما زرته زاره الطب # رغا فوقهم سقب العقاب فأصبحوا نشاوى من البلوى كأنهم شرب # ويا لجياد تحتهم مستقرة من الدهم لاجرد حكتها ولا قب # إذا أمسكوا منها الأعنة خلتهم يبكوم خوفا أنها بهم تكبو # وصيابة لما عصوك ببينهم دماؤهم حل وأموالهم نهب # ملأت جذوع النخل منهم فأصبحت بهم كرحال شد من فوقها قتب # فلا مقلة إلا وأنت لها سنا ولا كبد إلا وأنت لها خلب # ولله يوم الأوب منك كأنه وحيد من الأيام ليس له صحب # ولما رأوك استقبلوك بأوجه عليها سمات من ودادك لا تخبو # PageV06P670 # ومالوا إلى التسليم فوق جيادهم كما مالت الأغصان من تحتها كشب # فقضوك ما قضوا وهم للعلا ردا وداروا كما دارت وأنت لهم قطب # كتائب نصر لو رميت ببعضها بلاد الأعادي لم يكن دونها درب # وما هي إلا دولة مسلمية بها انتظم المأمول والتأم الشعب # كرمت ولا بحر حكاك ولا حيا وفت فلا عجم شأتك ولا عرب # وأوليتني منك الجميل فواله عسى السح من نعماك يتبعه السكب # وله من أخرى فيه يعاتبه: # نبا بيدي حسام من رضاكا فوافتني النوائب عند ذاكا # فيا صرف الزمان ويا دجاه وقد صرفت جفوني عن سناكا # يقين رضاك لم ألبسه حتى أفضت علي من شك شكاكا # وكيف يقيم عندك من رمته خطوب الدهر في أعلى ذراكا # فلا ناديك يحضره لأنس ولا في وقت تأميل يراكا # وما قلقت ركابي عنك إلا وقد حلأت رائدها حماكا # وما ذنب الفراق على محب حويت وداده وطوى قلاكا [183ب] # تجاوز فيك ودي كل حد ولكن التجاوز ما أطباكا # ولو يؤتى مناه نور طرفي لما أوما إلى أحد سواكا # PageV06P671 # ثناك عن القبول علي واش ولكن عن هباتك ما ثناكا # وأعجب كيف حالت منك حالي ولم تدر السآمة من حلاكا ms1435 # فكيف أثمت في تعذيب قلبي وما عقدت على حوب حباكا # أطعت علي من لا مت حتى أرى مثواه مثوى من عصاكا # محا حسنات قصدي وانقطاعي ببينة أقام لها دراكا # فجنب ماء بشرك عن جنابي ونفر طير حظي من رباكا # ووفر راتبي قبل ارتحالي كأن به استدل على غناكا # عرض في هذه القصيدة بأبي الحسن بن الأستاذ، وكان ولاه عمر بن محمد ~~ببطليموس خطة الأشراف، فقطع جراية جملة نت الأضياف، وكان يلقب بالمتنبي، ~~ويغضب إذا سمع هذا اللقب، فقال أبو بكر الداني: # معشر الأضياف ضجوا قد أتى الدهر بآية # قد أتاكم بني شرعه قطع الجرايه # فطار هذان البيتان فيه، وكانا السبب في أن نكب. # وقال فيه أبو محمد بن عبدون: # يا أيها المتنبي من أرض وادي الحجاره # وعرضه من زجاج ووجهه من حجاره # وفيه يقول أيضا من أبيات: # أيا نبي الكفر خف سطوة تأتيك من فرعونك المسلم # PageV06P672 # ومن قصيدة أبي بكر المتقدمة الذكر: # وهبة أطاق عن مثواك صرفي أيقدر صرف قلبي عن هواكا # وان تك مرة عثرت جيادي فما قدمت من سبق كفاكا # ولو كل السهام أصاب قصدي لما كلنا إلى الأقدار ذاكا # وقالوا ليس لي أدب سني لقد زعموا مع الغيب اشتراكا # وهل قذف الجواهر غير بحري فحى كم يطيقون ابتشاكا [184أ] # ستعلم بعد سيري أي علق لأجياد العلا نبذت يداكا # وأي شذا أبيت له انتشاقا وكان نسيمه بالحمد صاكا # وكان أبو بكر هذا قد رحب ببطليموس مثواه، وأجزل صاحبها قراه، إلى أن مل ~~وارتحل؛ واجتمعت به بعد بقرطبة. فأنشدني لنفسه وقد ندم على فراق بطليموس: # رضى المتوكل فارقته فلم يرضني بعده العالم # وكانت بطليموس لي جنة فجئت بما جاءه آدم # ثم وجدت أبا عامر بن الأصيلي قد أثبت هذين البيتين في شعره بخطه، وقد بدل ~~بعض اللفظ فقال في صاحب المرية: # جناب ابن معن تجنبته فلم يرضني بعده العالم # وكانت مريته جني فجئت بما جاءه آدم # وهذا المعنى قد تقدم للقائل قبلهما من شعراء الدولة العامرية: # PageV06P673 # عوضت من قرطبة ms1436 يابره تلك لعمري كرة خاسرة # كآدم حين عصى ربه عوض بالدنيا من الآخرة # وقال الفكيك في مثله: # لهفي على بغداد من بلدة كانت من الاسقام لي جنه # كأنني عند فراقي لها آدم لما فارق الجنه # [رجع] # وقال أبو بكر من قصيدة في آل عباد: # وقف الفراق أمام عيني غيهبا فقعدت لا أدري لنفسي مذهبا # يا موقدا بجوانحي نار الأسى رفقا فماء الدمع قد بلغ الزبى # نبت الصبى في صحن خدك روضة لو لم يدب الصدغ فيها عقربا # وكفاك حبس الحسن نوعيه فمن برد أذيب ومن عقيق ألهبا # [ومنها] : # أعددت من جنح الدجنة جنة وتخذت من خطف البوارق مركبا # وذهبت أطلب حيث ينبعث الندى فوجدت في كف الرشيد المطلبا [184ب] # ملك إذا معنى غريبا في العلا وغدت به الأيام لفظا معربا # أجلى من السيف الصقيل المنتضى صفحا، وأمضى من ظباه مضربا # حاورته فلقطت منه جوهرا ونظرته فرأيت منه كوكبا # رطب اللسان كأن في ألفاظه راحا معتقة وشدوا مطربا # PageV06P674 # يلقى الكماة فتنثني مذعورة فكأنه أسد يمر على هبا # راقت على علياته آدابه فكأنها زهر تفتح في ربى # تلقى بكل مكانة يسعى بها عينا مفجرة ومرعى مخصبا # يهب الديار المستقرة، والهضا ب المستقلة، والبسيط المعشبا # والسابري مضاعفا، والسمهري مثقفا، والمشرفي مشطبا # والجيش في ظل اللواء مؤيدا والخيل في وهج الكريهة شزبا # وهذا كقول أبي بكر بن عمار من شعر تقدم إنشاده: # يختار إذ يهب الخريدة كاعبا والطرف أجرد والحسام مجوهرا # [وله أخرى في المعتمد: # يا رب خدر زرت مضجعها من مكمني والدجى الغريب معتكر # ضممتها ضم مشتاق إلى كبدي حتى توهمت أن الحلي منكسر # تعجبت من ضنى جسمي لها: على هواك، فقالت: عندي الخبر # ومنها: # لا غرو أن يتسمى غيره بعلا وما له في العلا رأي ولا نظر # وقد يسمى سماء كل مرتفع وإنما الفضل حيث الشمس والقمر # ومنها: # كم جاعل قصري عيبا أعاب به وهل يضير طويل الساعد القصر # لما تناهيت علما ظل ينقصني عند الكمال يصيب النير السرر # PageV06P675 # وفي الغراب إذ ms1437 فكرت مغربة من فرط إبصاره يعزى له العور # ان ضعت والشعر مما قد علمت به ونال جودك أقوام وما شعروا # فالجواد كالمزن قد يسقى بصيبة شوك القتاد ولا يسقى به الزهر # أبثك البث عن قلب به حرق وليس عن غير نار يرتمي الشرر # ان لم أكن أهل نعمى أرتجيك لها فالسلك خيط وفيه تنظم الدرر # كلني إلى أحد الابناء ينعشني ما لم يكن لي بحر فليكن نهر # قد طال بي أقطع البيداء متصلا وليس يسفر عن وجه المنى سفر # كأنما الأرض مني غير راضية فليس لي وطن فيها ولا وطر # إن الهموم مع الأعمار ماشية لا ينقضي الهم حتى ينقضي العمر # جد بالقليل وما نزر تجود به يا ماجدا يهب الدنيا ويعتذر # قوله: " وفي الغراب إذا فكرت مغربة " أذكر به بيتين لبشار أدق معناهما، ~~وألغز سيماهنا، وهما: # تخبرني طير الفراق بسيرة أبارك يا طير الفراق مبير # تسميت عوراء وأنت بصيرة ألا ليتني أعمى وأنت بصير # قوله: " ولا يسقى به الزهر " - البيت، كقول الخليل بن أحمد: # PageV06P676 # والمال يغشى أناسا لا خلاق لهم كالسيل يغشى أصول الدندن البالي # وأخذ أبو تمام فقال: # لا تنكري عطل الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي # وكرر في موضع آخر فقال: # نزلوا منزل الندى وذراه وعدتنا عن مثل ذاك العوادي # غير أن الربى إلى سبل الأن واء أدنى والحظ حظ الوهاد # وقلب بعض أهل عصرنا هذا المعنى فقال: # حسبي من المال أغراهم وغيرهم علم تتيه به الأقلام والصحف # والحزن إلا يكن والأمر مشتبه فيه الغدير فثم الروضة الأنف # وقوله: " فالسلك خيط وفيه تنظم الدرر " يشبه قول بعضهم: # وإن لم أكن أهلا لما قد سألته فقد عطلوا اليمنى وقد حلوا اليسرى # ويتعلق بذيل هذا المعنى قول الجزيري: # ان البنان الخمس أكفاء معا والحلي دون جميعها للخنصر # PageV06P677 # وقال أبو العلا: # ومن فضل ذي كسيت خاتما يروق وعريت البصر # وقوله " كم جاعل قصري " - البيت، كقول الآخر: # لا قتضي بي صغارا عندكم صغري فالسهم يصنع ما لا تصنع الخذم # وقال ms1438 الداني من أخرى: # ألقاهم والظبا ما دونهم فأرى أني على صور في الماء أطلع # جاروا على الريح فاستعلت رماحهم دون المهب فما للريح متسع # وضاعفوا حلق الماذي فوقهم ألا ترى من سناهم بيننا لمع # بدائع الحسن لم تؤتى حقيقتها لغيرهم فلذا أفعالهم بدع # ويح المحبين مما بالهوى فتنوا ظنوا النصائح فيها أنها خدع # لا تؤت نصحك مفتونا بمذهبه فما لأعمى بضوء الصبح منتفع] # لم آت من جهة النعمى إلى أحد إلا تمكن لي في قلبه ولع # ولا لمحت ابن عباد بناحية إلا حسبت عمود الصبح ينصدع # ملك يضيء ويبدي منظرا وندى والجو محلولك والغيث منقشع # عذب المناجاة ما في نطقه خطل وطاهر الذات ما في طبعه طبع # يعد للأمر قبل الأمر واجبه كأنه كاهن فيه لما يقع # PageV06P678 # ولن يضيق له ذرع بمعضلة فالبر والبحر في حوبائه يسع # من سر لخم ولخم حيث ما شهدت تقدمت وبنو العليا لها تبع # قوم يوالف سيماهم طهارتهم كأنهم بطباع المزن قد طبعوا # يا وارث المجد عن شم غطارفه بهم أنوف الخطوب الشم تجتدع # ان كان مجدك شعرا في نفاسته فإنما أنت بيت فيه مخترع # وهذا كقول أبي الطيب: # ذكر الأنام لنا فكان قصيدة كنت البديع الفرد من أبياتها # وكذلك بيته المتقدم حيث قال " فما لأعمى بضوء الصبح منتفع "، من قوله: # وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظلم # وكرر أبو بكر هذا المعنى وتصرف فيه، وكثيرا ما يولع بترديد ألفاضه ~~ومعانيه، كقوله: # ومن يسد عليه الضوء باصره فليس ينفعه أن الضحى باد # وكان أبو بكر قد حضر في غزاة يوم الجمعة المتقدمة الذكر فلما # PageV06P679 # ورد حضرة اشبيلية وتعذر عليه رؤية المعتمد كتب إليه شعرا قال فيه: # يا من عليه من المكارم والعلا برد بتطريز المحامد معلم # هل نظرة توحي إلي، وعطفة تندى علي، ورأفة تترحم # وعسى أراك بحيث ينبعث الندى ولقد رأيتك حيث ينبعث الدم # قد كنت في أرض الوغى أجني الردى وأنا بروض الجود لا أتنسم # ما كان بين يديك غيري ms1439 والظبا متلفعات والقنا متحطم # قد رشتني سهما فرشني طائرا وكما نفذت فإنني أترنم # وكتب أيضا إليه [في ذلك] بشعر قال فيه: # أحدث عن الوغى ملء منطقي وأسأل عن يوم النوال فأسكت # وأراه ألم في هذا المعنى، وان لم يكن به، بقول أبي العتاهية في عمر بن ~~العلا: # يا ابن العلاء ويا ابن القرم مرداس إني امتدحك في صحبي وجلاسي # أثني عليك ولي حال تكذبني في ما أقول فأستحيي من الناس # حتى إذا قيل ما أعطاك من صفد طأطأت من سوء حال عندها راسي # وقال الآخر: # PageV06P680 # فاختر لنفسك ما أقول فإنني لا بد أخبرهم وإن لم أسأل # وقال ابن زيدون من شعر قد تقدم إنشاده: # وأي جواب منك ترضى به العلا إذ سألتني عنك ألسنة الحفل [185ب] # وقوله: " قد رشتني سهما - " البيت، معنى مشهور موضعه، باهر مطلعه، فأخذه ~~أبو بكر فنقله نقلا مليحا، وزاد فيه إحسانا صريحا، والذي نبهه عليه قول ~~المعري: # وحالا كريش النسر بيننا رأيته جناحا لشهم آرض ريشا على سهم # ومن شعر أبي بكر في صاحب ميورقة قصيدة أولها: # خلعت عذاري في عذار على خد حكى خضرة الريحان في حمرة الورد # صقيل كمثل السيف أخضر مثله يبيت ولكن من فؤادي في غمد # ومما شجاني شكل شاربه الذي تمثل قوسا مثل مبسمه البرد # كفاني أني بالزبرجد أشتكي فقد صار لي قفلا على الدر والشهد # يقر بعيني أن أزور كناسة ولو كان محفوفا بضارية الأسد # ويقنعني سعدي لدى ناظر العلا وإن كان لي في كل واد بنو سعد # ومنها في المدح: # PageV06P681 # هو الدهر في تصريفه لصروفه فمن جهة يحيي ومن جهة يردي # خصيب نواحي الفضل يضحك كله عن المكرمات السبط والحسب الجعد # فقل في أياديه رياضية الذرى وقل في معاليه هضابية المجد # إليه، وإلا قيدوا قدم السرى وفيه، وإلا أخرسوا منطق الحمد # يطالع عن صبح، وينهل عن حيا ويخطف عن برق، ويقصف عن رعد # وعنه أفيضوا إنه مشعر العلا وحوليه طوفوا إنه كعبة القصد # وألغوا حديث البحر عند حديثه فكم ms1440 بين ذي جزر وكم بين ذي مد # يؤثر في الأفلاك من بعد غوره كتأثير نور الشمس في الأعين الرمد # تحصصت أحيانا بلخم ويعرب وظاهرت أحيانا بغسان والأزد # ولما حللت الناصرية أقبلت إليك وفود الشعر وفدا على وفد # وثقت به ضيفا على رغم حاسدي كأني وقف ضاق منه على زند [186أ] # سكنت له حتى أرقت وإنما كمنت كمون النار في حجر الزند # تقيسني الأعداء في مهجاتها كمن قاس في أوداجه ظبة الهند # وتحسب في عودي ليانا وإنه لفي السر من نبع وفي الجهر من رند # عهدت مع الفتخ الكواسر طائرا وها أنا مشاء مع النعم الربد # ويا عجبا من جهل كل فراشة تعارض مصباحي ليحرقها وقدي # وأيقظ من صل خلقت وها أنا يسامرني من ظل أنوم من فهد # PageV06P682 # شكرتك عن ود وليس مركبا من الشكر إلا من بسيط من الحمد # وفيك جرعت الذل، والعز عادتي فلي شيمة المولى ولي شيمة العبد # وله فيه وقد طاف به ألم: # شكا لشكواك حتى الشمس والقمر وبات در الدراري الزهر ينتثر # وراحت الريح لا يذكو لها عبق وأصبح الروض لا يندى له زهر # وقلص الظل في فصل الربيع لنا فكادت الأرض بالرمضاء تستعر # والماء غاض لنا غيضا فما نبعت عين ولا سال في بطحائها نهر # والسحب صاحبها ذعر فما نشأت ولا استهل لها فوق الربى مطر # ومعدن الدر والياقوت غيض به فلم يصب فيه من احجاره حجر # وحل بالطيب في دارين دائرة فظل يمسك عنها مسكها الذفر # يومان غبت فغاب الأنس أجمعه وأي أنس إذا ما غبت ينتظر # يا ناصر الملك إن الملك وجه علا وليس غيرك فيه السمع والبصر # إبلال جسمك أهدانا بليل صبا فعاد عهد الصبا واستبشر البشر # وسعي به إلى ناصر الدولة وبغي، ونبذ حق نباهته وألغي، فلم يرع انقطاعه، ~~ولا جازى إحسانه وإبداعه، وكانت عادته في غير ما طارىء ولا ضيق، النفي أو ~~السيف، فلم يفتح مع أبي بكر في إحداهما باب، ولا أغبه جزع وارتياب، فكتب ~~إليه يستصرخه فقال: # عسى ms1441 رأفة في سراح كريم أبل ببرد نداه الغليلا [186ب] # PageV06P683 # وعلي أراح من الطالبين فأسكن للأمن ظلا ظليلا # ومن بله الغيث في بطن واد وبات فلا يأمنن السيولا # أفر بنفسي وإن أصبحت ميورقة مصرا وجدواك نيلا # وله يمدحه4: # عرج بمنعرجات واديهم عسى تلقاهم نزلوا الكثيب الأوعسا # اطلبهم حيث الرياض تفتحت والريح فاحت والصباح تنفسا # مثل وجوههم نجوما طلعا وتخيل الخيلان شهبا كنسا # وإذا أردت تنعما بقدودهم فاهصر بنعمان الغصون الميسا # بأبي غزال منهم لم يتخذ إلا القنا من بعد قلبي مكنسا # لبس الحديد على لجين أديمه فعجت من صبح توشح حندسا # وأتى يجر ذوائبا وذوابلا فرأيت روضا بالصلال تحرسا # لا ترهب السيف الصقيل بكفه وأرتهب لعاذله العذار الأملسا # رام العدا عذلي عليه ففتهم والنجم ليس بممكن أن يلمسا # وفككت بغيهم ففزت وهكذا فك الصحيفة خلص الملتمسا # وإذا وصلت إلى الأمير مبشرا فاجعل بساطك في ثراه السندسا # وكان بينه وبين الوزير أبي القاسم زمام ائتلاف، ومعاطاة سلاف، فلما دخل ~~ميورقة تجدد دارسه، وعادت آجاما مكانسه، وكان أبو بكر يظن أن هذه الموات ~~تنفقه وإن كسد، وتخلصه ولو حصل في لهوات الأسد، ولم يعلم أن لا جديد لمن لم ~~تخلقه الأيام ولم تبله، ولم يسمع: " وجدت الناس اخبر تقله "؛ فلما تغير له ~~ناصر الدولة وتنكر، ورأى من قعود أبي القاسم عنه ما أنكر، هب من غفلته، ~~واحتال في تفلته، فلاذ بالفرار # PageV06P684 # وعاذبني حماد بحكم الاضطرار، وجعل يستنزله من هناك ويستعطفه، ويداريه ~~ويستلطفه، ليمن باعادته، وصرفة إلى عادته، فمن ذلك: # نسيمك حتام لا ينبري وطيفك حتام لا يعتري [187أ] # أعيذك من عرض أن تكون وأنت الذي كنت من جوهر # أتذكر أيامنا بالحمى وأيامنا بذوي الأعصر # ألا رأفة من وفي كريم ألا عطفه من سني سري # رمى زحل في أظفاره وحل فداعبني المشتري # عطارد هل لك من عودة فأرجع منك إلى عنصر # سيشتاقني الملك مهما أراد لباس نسيج من المفخر # ولو أن كل حصاة تزين ما جعل الفضل للجوهر # ولما نوى الانفصال، خاف الانتهاب والاستئصال ms1442، فأراد أن يكتم ذلك الفرار، ~~ويطوي إعلانه في الاسرار، وخشي أن يفطن لخروجه، ويطلع عليه من خلال فروجه، ~~فعزم على موادعة بعض الإخوان، ومطالعة في ذلك الخوان، فكتب إليهم: # أقول تحية وهي الوداع خداعا لي وما يغني الخداع # أعلل بالمنى قلبا شعاعا وهل يتعلل القلب الشعاع # وأترك جيرة جاروا وأشدو " أضاعوني وأي فتى أضاعوا " # إذا لم يرع لي أدب وبأس فلا طال الحسام ولا اليراع # لقد باعتني الأيام بخسا وعهدي بالذخائر لا تباع # PageV06P685 # أجفتني فلم ينبت ربيع وحطني فلم يثبت يفاع # ومكنت العدا مني فعاثت بلحمي ضعف ما عاث السباع # وقال يخاطب ناصر الدولة مودعا وعاتبا: # سلام على المجد يندى بليلا كنشر الربى بكرة وأصيلا # سلام وكنت أقول الوداع ولكن أدرج قلبي قليلا # وله عند خلع المعتمد: # أستودع الله أرضا عندما وضحت بشائر الصبح فيها بدلت حلكا # كان المؤيد بستانا بساحتها يجني النعيم وفي حافاتها فلكا [187ب] # في أمره لملوك الأرض معتبر فليس يغتر ذو ملك بما ملكا # نبكيه من جبل خرت قواعده فكل من كان في بطحائه هلكا # ما سد موضعه، ألرزق سد به طوبى لمن كان يدري أية سلكا # وله فيه من أخرى: # أخذت عليك مسالك السلوان حدق المها وسوالف الغزلان # يقول فيها: # زمن المشيب زمانه ولربما زادتك فيه خيانة الإخوان # PageV06P686 # زادوا جفاء فانتقصت مودة ومن الزيارة موجب النقصان # أنا مثل مرآة صقيل صفحها ألقى الوجوه بمثل ما تلقاني # كالماء ليس يريك من لون سوى ما تحته من صبغة الألوان # وهذا مثل قول الآخر: # أنا كالمرآة ألقى كل وجه بمثاله # ومن المدح: # ملك إذا عقد الغفائر للوغى حل الملوك معاقد التيجان # وإذا غدت راياته منشورة فالخافقان لهن في خفقان # ضبط الأمور ثقافة فأعادها في شد أسنان على أسنان # عضت على الأملاك دولته به عض الثقاف على قنا المران # ولقلما يفري الحسام ضريبة إلا وحامله حسام ثان # والدرع ليست جنة ما لم يكن طي الحديد [به] حديد جنان # عن ناصر الأملاك حدث واطرح ما قيل عن كسرى وعن ساسان ms1443 # من قومه العرب الأولى خيماتهم لم تبق آونة على الإيوان # حنت إلى أرماحهم مهج العدا وكذا الطيور تحن للأوكان # يمنية حجزاتهم فلذلكم لم تخل من ماضي الغرار يماني # يخفي المكارم وهو يوقد نارها فكأنها نار بغير دخان # ويجيء نوء بنانه بغربية تروي الربى والشمس في السرطان [188أ] # PageV06P687 # فعلت بآمالي عوارف كفه ما تفعل الأرواح بالأبدان # أسدى إلي من الصنائع مثلما أسدت أوائله إلى حسان # يا منشىء العلياء بعد مماتها تفنى النجوم وما ثناؤك فان # الأرض حاجتها إليك بطبعها كالعين حاجتها إلى الإنسان # عالج بسيفك ما وراء بحورها فعليلها في أضعف البحران # لا تشغلنك خدعة فلربما في الكتب سر ليس في العنوان # والخبر يجلو كل شيء مثلما تجلو الشكوك إقامة البرهان # ثر ثورة السفاح تصفر بالعدا ولو استقل بهم بنو مروان # عجبا لأعياد أتتك ثلاثة متناسقات في اتساق زمان # الفتح عيد والعروبة مثله والنحر عيد رائع الريعان # فكأن نجم المشتري في سعده والنيرين تجمعت لقران # ملأ البسيطة فيه جندك كثرة فكأن جندك جاء من غسان # هللت صبحته بنية مخلص فتهللت بك صفحة الإيمان # خذها إليك نسيج شكر حاكه ذهني وطرز جانبيه لساني # كلهم هو السحر الحلال وما أرى سحرا حلالا غير سحر بياني # يا حاقرا قدري وقدري فوقه ليس الرجال تكال بالقفزان # عبتم رطوبة منطقي فكأنكم عبتم فتور اللحظ من وسنان # وجهلتم أن القلادة لؤلؤ فنحتم الأحجار من ثهلان # أنا شمسكم، إن لحت غبتم، أوأغب أبقيت فيكم فضلة اللمعان # ووردت على الأمير مبشر بن سليمان بميورقة قصيدة من نظم أبي المظفر # PageV06P688 # البغدادي، أولها: # هو طيفها وطروقه تعليل فمتى يفي لك والوفاء قليل # وكأن زورته تخيل بارق فتقت به النكباء وهي بليل # فالقد من مرح الصبا متأود واللحظ من ترف النعيم عليل [188ب] # والخصر مما خف جال وشاحه قلقا وما وارى الإزرار ثقيل # اقصر من الإدلال فهو على النوى ما دام يجلبه الدلال دليل # ودع الوشاة فكل ما يحكونه عند اللقاء يزيله التأويل # ووراء وصلكم القصير زمانه هجر كما شاء الغيور طويل ms1444 # لو دام قبلكم اجتماع لم يذق ألم مالك وعقيل # ومنها: # فرحلت والنفس الأبية حرة والعزم ماض والحسام صقيل # بقصائد قست الليالي واكتست منها فرقت بكرة وأصيل # خضلت بدجلة والعراق ذيولها فاهتز من طرب إليها النيل # فأقمت حيث العز أبلغ والندى جم وظل المكرمات ظليل # سمح وان كثر العفاة بماله وبماء أوجه سائليه بخيل # ومسدد العزمات لا يغتالها خطب كما اعتكر الظلام جليل # ويصيب أعقاب الأمور إذا أرتأى عفوا، وآراء الرجال تفيل # وإذا الوغى حدر الكماة لثامه ومشى بسر المشرفي صليل # PageV06P689 # ورماحه توجن من هام العدا ولخيله بدمائهم تنعيل # من معشر لهم السماحة شيمة والمجد ترب والنجوم قبيل # نفضت إلى أكنافهم لمم الربى أيدي الركائب سيرهن ذميل # شرقت بنغمة شاعر أو زائر ودعا هديل فاستجاب صهيل # لكم المعلى والرقيب من العلا وبكم أفاض قداحخن مجيل # وسعيت للعلياء حتى أيقنت أن الأوائل سعيهم تضليل # واها لعصرك وهو يقطر نضرة ويميس تحت ظلاله التأميل # فكأنه ورد الخدود إذا اكتست خجلا وكاد يزينها التقبيل # أين المدى ولقد بلغت من العلا رتبا ترد الطرف وهو كليل # فكلف أبا بكر الداني معارضتها فقال: [189أ] # في الطيف لو سمح الكرى تعليل يكفي المحب من الوفاء قليل # وينوب عن شخص الحبيب خياله إن لم يكنه فإنه تمثيل # برق السماء على الغمام علامة وسنا الصباح على النهار دليل # والروض إن بعدت عليك قطوفه وفدتك عنه الريح وهي بليل # حسب النسيم من اللطافة أنه صحت به الأجسام وهو عليل # وبمهجتي نجم له في مهجتي مسرى ولي في قربه تعديل # حولت عهد مناخه بمناخه فقضى بتحويلي لي التحويل # PageV06P690 # في مثل لمته سريت وفي يدي سيف كطرة عارضيه صقيل # شفق وشارقة لديه ورقة فكأنما هو بكرة وأصيل # وتنوفه واصلتها بتنوفه لا يستبين بها إليك سبيل # تقف الرياح بها مقيدة الخطى ويظل طرف النجم وهو كليل # لا يلتقي طرف إلى طرف بها فالباع فيها واحد والميل # وركبت ما ترك الوجيه ولاحق لا ما تخلف شدقهم وجديل # ورميت عن قوس تنير لي الدجى مما ms1445 يخولني القنا وينيل # وكأنه قزح على أفق الضحى وعلى جبين مبشر إكليل # ملك كما اتقد الصباح وراءه ظل كما برد المساء ظليل # جاورت منه البحر إلا أنه عذب كما رشف اللمى تقبيل # وصبوت حيث تغازلت همم العلا فلها إلي من السماك رسيل # كنف يرود الغيث خصب جنابه ويبيت فيه الدهر وهو نزيل # قرم له فلك البروج محلة والبدر جار والشموس قبيل # وإذا رنا الرمح طرف شاخص واحمر خذ للحسام أسيل # وشدا صهيل مطرب فأجابه من نحو ألسنة الغمود صهيل # وقف الوغى منه على ذي هيبة يقف العزيز لديه وهو ذليل [189ب] # ومنها: # وأتتك من بغداد بكر ما لها غيري وان كثر الرجال كفيل # PageV06P691 # غذيت بماء الرافدين وربما قد بل عطفيها بمصر النيل # جمعت وشعري في بساطك مثلما جمعت بثينة في الهوى وجميل # ان لم يفتها أو تفته به فلا تفصيل بينهما ولا تفصيل # انا ذاك لو أني أكون لكندة ما فاتني فيها الفتى الضليل # لا عيب لي إلا النحول رضيته ان المهند قاطع ونحيل # وكان أبو بكر الداني مع جودة شعره يخلط أمره كله من أوله إلى آخره عجب ~~يخل به وبأدبه، فلا تزال عقده تنحل عند من يحتل به، حتى يرجع على عقبه، إذ ~~كان أعجب الناس تهافتا ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم ~~لعرضه، وأجرأهم على ربه، له في هذا الباب أخبار مشهورة، وأغراض مذكورة، ~~وكان خروجه عن صاحب ميورقة على السبيل، بعد أن ساء فيه القال والقيل، ~~فاعتذر إليه بهذه القصيدة، وهي آخر شعر قاله فيه، أولها: # [سلام على المجد يندى قليلا كنشر الربى بكرة وأصيلا] # سلام وكنت أقول الوداع ولكن ادرج قلبي قليلا # ومنها: # جرحت لديك وكنت البريء كما يجرح اللحظ خدا أسيلا # [أخاف عليه انصداع الصفاة ألا يكون زجاجا عليلا] # PageV06P692 # ولو لم أكن ماضي الشفرتين لما فلني الدهر سيفا صقيلا # [تسر ضآلتي الشامتين وهل خلق الصل إلا ضئيلا] # أتت ذلة منك محبوبة فلم أرض بالعز منها بديلا # تكلفت فيها سواد الخطوب فأشبه ms1446 عندي طرفا كحيلا # ولولا مقامي بين العداة لما كنت أوثر عنك الرحيلا # ومن بله الغيث في بطن واد وبات فلا يأمنن السيولا # عسى رأفة في سراح كريم أبل ببرد نداه الغليلا # لعلي أراح من الطالبين فأسكن للأمن ظلا ظليلا # لقد أوقدوا لي نيرانهم فصيرنب الله فيها خليلا [190أ] # يمينا بكم وهو أزكى يمين لألتمس العذر منكم جميلا # سعوا لي عندك في عثرة ولا علم لي فكرهت المقيلا # أفر بنفسي وإن أصبحت ميورقة مصرا وجدواك نيلا # وله أيضا من قصيد طويل: # هلا ثناك علي قلب يخفق فترى فراشا في فراش يحرق # وغرقت في دمعي عليك وعقني طرفي فهل سبب به أتعلق # هل خدعة بتحية مخفية في جنب موعدك الذي لا يصدق # أنت المنية والمنى، فيك استوى ظل الغمامة والهجير المحرق # لك قد ذابله الوشيج ولونها لكن سنانك أكحل لا أزرق # يا من رشقت إلى السلو فردني سبقت جفونك كل سهم يرشق # PageV06P693 # ويقال إنك أيكة حتى إذا غنيت قيل هو الحمام الأورق # لو في يدي سحر وعندي أخذة لجعلت قلبك بعض حين يرفق # جسدي من الأعداء فيك لأنه لا يستفيق لطرف طيف يرمق # لم يدر طيفك موضعي من مضجعي فعذرته في أنه لا يطرق # ومنها في المدح: # وكأن أعلام الأمير مبشر نشرت على قلبي فأصبح يخفق # ملك - بفتح اللام - جوهر هديه من جوهر الشمس المنيرة أشرق # الخيزرانة تلتظي في كفه والتاج فوق جبينه يتألق # فكأن صوب حيا وصعقه بارق ما ضم منه نديه والمأزق # بأس كما جمد الحديد، وراءه كرم يسيل كما يسيل الزئبق # ضدان فيه لمعتد ولمعتف السيف يجمع والعطاء يفرق # عبقت بنار الحرب نفحة عوده ما كل عود في وقود يعبق # وانهل من كفيه نوء مغرب سيان فيه مغرب ومشرق [190ب] # تلقى العفاة يمينه وكأنها قلب إلى لقيا الأحبة شيق # يا أول الأعداد في أهل الندى ولأنت في جم الكريهة فيلق # شهرت علاك فما يشار لغيرها والخيل أشهرها الجواد الأبلق # بشرى بيوم المهرجان فأنه يوم عليه من احتفالك روبق # وعلى ms1447 الخليج كتيبة جرارة مثل الخليج كلاهما متدفق # وبنو الحروب على الحرابي التي تجري كما تجري الجياد السبق # خاضت غدير الماء سابحة به فكأنها هي في سراب أينق # PageV06P694 # هزت مجاذيفا اليك كأنها اشفار عين للرقيب تحدق # وكأنها اقلام كانت دولة في عرض قرطاس تخط فتمشق # يا ناصر العلياء دونك من فمي درا على اجياد جودك ينسق # ويقل فيك الشهب لو هي أحرف والليل حبر والمجرة مهرق # شكرا لأنعمك التي البستني منها الشبيبة حين شاب المفرق # فيأتني ظل الندى واشدت لي ذكرا هو الريحان بل هو اعبق # تبا لمحطوط يروح مكاثبي والنجم من اذيالها متعلق # من كان ينفق من سواد كتابه فأن الذي من نور قلبي أنفق # وله: # يا ذا الذي حج عهد الصبا فمضى عنا هلالا ووافى نحونا قمرا # اما الجمار فمن قلبي رميت بها كما بآخر عمري كنت معتمرا # صف المنازل لي كيف انتقلت بها فما نقلت لبدر بعدك البصرا # عن بئر زمزم حدثني في ظمأ وان في فيك منه الري والخصرا # وشفع الحجة الاولى بثانية بأن أقبل ثغرا قبل الحجرا # وله: # وابأبي ذلك من حاسب خط استواء الحسن في خده # لما رآني في الهوى واحدا أسقطني للآس من عده # يقرأ باب الضرب في مهجتي ولا يسعي لي سوى بعده [191أ] # ويلزم الطرح لو صلي فلا أنفك طول الدهر من صده # PageV06P695 # معاملات ليتها لم تكن أو ليت ما أبداه لم يبده # وله: # والدهر في صبغة الحرباء منغمس ألوان حالاته فيه استحالات # ونحن من لعب الشطرنج في يده وربما قمرت بالبيدق الشاة # وله: # نعمت به والليل مدة ناظر فصار من السراء غمرة حاجب # كأني شربت الليل في كاس ذكره فلم أبق فيه فضلة للكواكب # وهذه كقول الآخر: # عهدي بها ورداء الوصل يجمعنا والليل أطوله كاللمح بالبصر # فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم ليل الضرير، فصبحي غير منتظر # وهذا الباب فيه طول، وقد شرطت أن اجتزىء عن الكثير بالقليل. # ومن كلمة له: # نتيجة عقل الفتى فعله بما عنده يقذف المعدن # وله من أخرى ms1448: # قدمت ربيعا والربيع كأنما تأخر وترا إذ تقدمته شفعا # PageV06P696 # هل نسق وافيتما ووفيتما فكنت حيا سكبا وكان حيا نبعا # صباح الأماني أنت أطلعته ضحى واصل المعالي أنت أنبته فرعا # أيا ضيف لم تنزل فناءك وحده بلى قد نزلت العين والقلب والسمعا # إليك ودادي ان تشهيته قرى ودونك صدري ان رضيت به ربعا # ودونك خدي فانتعله ومهجتي فشد على نعليك ناظرها شسعا # وهبني شفاء النفس منك فطالما بكيت نجيع القلب بعدك لا الدمعا # ذكرتك والآمال نحوك عطش وقد منعوها الخمس بعدك والربعا # وكم ذر لي من أفق بشرك شارق ولليل قطع ما أؤبه قطعا # صغرت مكانا إذ كبرت دراية كأني مبني على خلقة الأفعى # كتبت أهز المجد في حال حيرة كمائم إذهزت وقد جازت الجذعا [191ب] # ودونكها رقت وراقت محاسنا فما الروضة الحسناء تشبهها طبعا # وله: # وعلقته في الحب علق مضنة أرخصت فيه العمر وهو ثمين # بعت الحياة بنظرة من حسنة وبدا إلي بأنه المغبون # ولقد يلوح كما تكشف معصم فترى الوشاة كما استدار برين # وكتب إلى أبي الفضل بن شرف مشيرا عليه بمدح ابن مهلهل من وادي آش: # يا روضة أضحى النسيم لسانها يصف الذي تخفيه من أراجها # ومن اغتدى وقد اهتدى لطريقة ما ضل من يسعى على منهاجها # طافت بكعبتك المعالي إذ رأت أن النجوم الزهر من حجاجها # PageV06P697 # شغلت قضيتك النفوس فأصبحت مرضى وفي كفيك سر علاجها # هلا كتبت إلى الوزير بقطعة تصبو معاطفه إلى ديباجها # يجد السبيل بها ولادتك عنده وتنير سعيهم بنور سراجها # أنت السماء فبانتهائك رفعة أطلع علينا الشهب من أبراجها # وضحت مفارق كل فضل عنده فاجعل كلامك درة في تاجها # فأجابه فقال: # يا منجدي والدهر يبعث حربه شعثاء قد لبست رداء عجاجها # لله درك إذ بسطت إلى الرضى نفسا تمادى الدهر في إحراجها # وأرقت ماء الود في نار الأسى كالراح يكسر حدها بمزاجها # فيأتي تلك الغمام فبردت من غلة كالنار في إنضاجها # فأويت تحت ظلالها ووجدت بر د نسيمها وكرعت في ثجاجها # هيهات أن تثنى ms1449 النفوس لوجهة من بعد ما رجعت على أدراجها # من ذا يرد العصم عن غلةائها أو من يصد البزل عند هياجها # أأزيد في أمري وضوحا بعدها قامت براهنه على منهاجها # فأكون أن زدت الصباح أدلة خرقاء تمشي في الضحى بسراجها [192أ] # دعني أبرد بالقناعة غلة يأس النفوس أتم في إثلاجها # بكر بخلت على الزمان بوجهها ومنعتها من ليس من أزواجها # وضربتها محجوبة بصوانها مثل السلوك تصان في أدراجها # فالنفس إن ثبتت على أخلاقها أعيا على النصاح طول لجاجها # وله: # PageV06P698 # تذكرت عهدا للصبا لو سقيته حيا المزن ما أروته تلك المواطر # زمان لياليه تكنفها الصبا بستر وهن الواضحات الزواهر # ولي التصابي والركون إلى الهوى عواذل إلا أنهن عواذر # رأين هوى ملء العنان يهزه من العيش غصن قاهر الماء ناضر # فأقبلن ينهين الفؤاد عن الهوى وهن بما مرضن مني أوامر # وله: # في القيظ ما يدعو البياض للأبس يكون به برد له وسلام # لبست سوادا والجميع مبيض كأني غراب والأنام حمام # ألا يا ابن معن ما لمجدك غاية ولا لمكان أنت فيه مرام # قد اتفقت فيك المذاهب كلها فلم يبق في شرع الكرام خصام # وله: # غناء يلذ ولا أكؤس تسكن من أنفس طائشه # وأعجب كيف شدا طائر بروض منابته عاطشه # وله من قصيد مطول: # عاوده الشوق وكان استراح وانبرت الطير تغني فصاح # ذكرني عهد اللوى ساجع مد جناحا والتوى في جناح # PageV06P699 # بلله قطر الندى فاغتدى ينفض ريشا سندسي الوشاح # اورق قد اورق من تحته غصن رطيب فوق حقف رداح # وان سقته الريح راحا لها مال وقام نشوان صاح # أعطافه تشبه أعطاف من راح فؤادي معه حيث راح # سقاني الخمرة من ريقه وقام لي من برد بالأقداح [192ب] # يا طاعن الخيل غداة الوغى طاعنك النهد فألق الرماح # والحدق السود إليك ارتمت فما عسى تغنيك بيض الصفاح # ما بقيت في سوى نظرة فاسقة باطنها من صلاح # الحمد لله فإني امرؤ قد تبت إلا من وجوه الملاح # ومنها في المدح: # تبصره إن هاجه صارخ كالحية انساب وكالماء ms1450 ساح # يجلى الوغى منه ومن طرفه عن قمر لاح وبرق ألاح # موطأ الأكناف رحب الذرى مقدم السبق معلى القداح # ولم يضق دهر على أمة إلا أصابوا بذراه انفساح # تحكي لياليه بأيامه خيلان مسك في خدود صباح # ينشر يوم الفخر من نفسه عرضا مصونا طي مال مباح # لو أن لي قوة عهد الصبا لم أترك النيروز دون اصطباح # يوم رقيق ناثر ناظم كافوره فوق الربى والبطاح # تلعب فيه كل مياسة ميس غصون تحت روح الرواح # PageV06P700 # إن قعدت قلت ربى في ثرى وإن مشت قلت مها في مراح # غيداء جيداء لها معطف يرفل من ديباجه في اتشاح # إنسية وحشية ركبت من صورة الجد وشكل المزاح # ساكنة في جوفها ناطق ينطق عنها بمعان فصاح # يخدمها كل كمي له وجه حيي وفؤاد وقاح # يجرح روح الروع صمصامه ووجهه يجرحه الإلتماح # مرهفة نار وفضفاضة ماء وبين الحالتين اصطلاح # وله: # تذكر الدار فحن اشتياق واعتاده الحب وكان استفاق # أرقه جنح الدجى أورق قام على ساق وقد ضم ساق [193أ] # مفستق الطوق أحم القرا أحوى الخوافي ذهبي المآق # بات بأعلى غصنه نائحا يبكي على ألافه باحتراق # والقضب تثنيها الصبا مثلما تعانق الأحباب يوم الفراق # واحسرتا ماذا ابتلينا به من كامل الذرع قصير النطاق # مهفهف الكشح قريب الخطا بعيد مهوى القرط طوع العناق # تروق لي في خده حمرة تشهد لي أن دما قد أراق # ومن بديع قوله يتغزل: # تولى السؤب خيفة ما يليه وأفلت من حبائل قانصيه # على شرف الخميلة كان حتى توجس نبأة من خاتليه # PageV06P701 # فمر على مهب الريح يعدو بأسرع من مدامع عاشقيه # وصاف عنده مرعى مريعا فأصبح يستريث ويرتعيه # توجه حيث لم تعقل خطاه بمنسوب إلى آل الوجيه # بمياع الأديم يكاد يعشي بنقبته لواحظ مبصريه # ودخل ميورقة في زمن ناصرها، وسلامة مقاصرها، وهي باهية الجمال، عاطرة ~~الصبا والشمال، تقيد النواظر ببهجتها، وتتيه بندى ملكها على لجتها، فتلقاه ~~ناصر الدولة بمعهود إجلااه، وصدق له طير آماله، فقال يمدح: # حنيت جوانحه على جمر الغضا لما رأى برقا ms1451 أضاء بذي الأضا # واشتم في روح الصبا روح الصبا فقضى حقوق الشوق فيه بأن قضى # والتف في حبراته فحسبتها من فوق عطفيه رداء فضفضا # ألف السرى فكأن نجما ثاقبا صدع الدجى منه وبرقا أومضا # مهما بدت شمس يكون مذهبا وإذا بدا بدر يكون مفضضا # ملك سمت علياه حتى دوحت وسقى ثرى نعماه حتى روضا # ماء الغمامة جرعة مما سقى وسنا الأهلة خلعة مما نضا [193ب] # خفقت عليه راية وذؤابة فكأن صلا نحو صل نضنضا # وقال يرثي أخت المرتضى: # أبنت الهدى جددت منعى على منعى مضى المرتضى أصلا وأتبعته فرعا # جرى الموت جري الريح في منبتيكما فأذواك ريحانا وقصفه نبعا # PageV06P702 # فصل في ذكر الأديب # أبي جعفر أحمد بن الدودين البلنسي # هو أحد من لقيته وشافعته، وأملى علي نظمه ونثره بالأشبونة، سنة سبع ~~وسبعين، ومما أنشدني [من شعره] في الغزل قوله: # علمني في الهوى علي ... كيف التصابي على وقاري # أطلع لي من دجاه بدرا ... لم يدر ما ليلة السرار # فحاد بي عن طريق نسكي ... وظلت مستاهلا لنار وأنشدني أيضا لنفسه: # يا علم الحسن يا علي ... دلهني حسنك العلي # لو قلد اللحظ منك عمرا ... قصر عن شأوه علي وأنشدني أيضا له: # يا أيها القمر الذي ... يهدي الورى بضيائه # صيرت قلبي مطلعا ... وأفلت في سودائه # PageV06P703 # وأنشدني أيضا له: # خط العذار بصفحتيه كتابا مشقت به أيدي المشيب جزابا # فغدت غواني الحي عنك غوانيا وألسن ألحاظ الرباب ربابا # من بعد ما بوأنني وطن الجوى يرشفن من رشف الثغور رضابا # فلأبكين على الشباب ملاوة ولأجعلن دم الفؤاد خضابا # وأخبرني برسالته التي رد فيها على أبي عامر بن غرسية [وكان] هذا - لحاه ~~الله وأبعده - قد استقر بمدينة دانية، في كنف مجاهد، فخاطب الأديب أبا جعفر ~~[ابن] الخراز معاتبا له لتركه مدح مجاهد، واقتصاره على مدائح ابن صمادح ~~التجيبي، وهي رسالة ذميمة غرب في سيطرتها، فلم يسبق لكثرة غلطه [فيها] ~~وزلله إلى نظيرها، وذم فيها العرب، وفخر # PageV06P704 # بقومه العجم، وأراد أن يعرب فأعجم، وإذ قد أفضى بنا القول القول ms1452 لى ~~ذكرها، فأنا أثبتها هاهنا بأسرها، واجتلب [194أ] فصولا من رسائل جلائل لبعض ~~أهل العصر ردوا عليه وبكتوه، حتى أسكتوه، وإن كانت طويلة، فهي غير مملولة، ~~لما تشتمل عليه من المآثر العربية، والمفاخر الإسلامية. # [وهذه] نسخة رسالة ابن غرسية # يخاطب الشاعر ابن الخراز المذكور # سلام عليك ذا الروي المروي، الموقوف قريضه على [حللة] بجانة أرش اليمن، ~~بزهيد [من] الثمن، كأن ما في الأرض إنسان إلا من غسان، أو من آل ذي حسان، ~~وإن كان القوم أقنوك، وعن العالم أغنوك، على حسب المذكور، فما هذا الإعمال ~~للكور، وترك الوكور - وقلما تأخذ الشعرة في الرحيل، إلا عن الربع المحيل، ~~ولو أن القوم خلطوك بالآل، لما ألجأوك إلى الخبط في الآل. مه مه! # PageV06P705 # من أحوجك إلى ركوب المهمة، وثقف، وودك ألا تقف، على من اضطرك إلى ~~الإيغال، وباعك بيع المسامح بك لا المغال، وبعثك على مخالفة الحصان، ~~ومحالفة الحصان، وعوضك من [قطع] الأندية، بجوب الأودية، ومن المآلف بخصوص ~~المتالف، ووكلك بمسح الأرض، ذات الطول والعرض، فإذا يممت بطن تبالة ~~[تتباله] ، وصرت ضغثا على إباله، تتعلل باليمين، ضنا بالعلق الثمين، أحسبك ~~أن أزريت، وبهذا الجيل النجيب ازدريت، وما دريت أنهم الصهب الشهب، ليسوا ~~بعرب، ذوي أينق جرب، [بل هم] القياصرة الأكاسرة: # مجد نجد: بهم لا رعاة شويهات ولا بهم، شغلوا بالماذي والمران، عن رعي ~~البعران، وبجلب العز، عن حلب المعز؛ جبابرة قياصرة، ذوو المغافر والدروع، ~~للتنفيس عن روع المروع، حماة السروج، نماة الصروح، صقورة، غلبت عليهم ~~شقورة، وصقورة الخرسان، لكنهم خطبة بالخرصان: # PageV06P706 # ما ضرهم أن شهدوا مجادا ألا يكون لونهم سوادا # أرومة رومية، وجرثومة أصفرية: # نمتم ذوو الأحساب والمجد والعلا من الصهب لا راعوا غضا وأفان # من القدم، الملس الأدم، لم يعرق فيهم الأقباط، ولا الأنباط، حسب حري، ~~ونسب سري # PageV06P707 # وأشرعت الأنابيب، وقلصت الشفاه، وفغر الهدان فاه، وولى قفاه، ألفيتهم ~~ذمرة الناس، عند احمرار الباس؛ الطعن بالأسل، أحلى عندهم من العسل: # مستسلمين إلى الحتوف كأنما بين الحتوف وبينهم أرحام # من أمنياتهم، حلول ميتاتهم> لهم ms1453 على القدمة اليدان، على النأي ~~والتدان: # من الألى غير زجر الخيل ما عرفوا إذ تعرف العرب زجر الشاء والعكر # بصر صبر: تزدان بهم المحافل والجحافل، كواكب المواكب، قيول على خيول، ~~كأنهم فيول، نجوم الرجوم بنو غاب، منتفون من كل عاب، لم تلدهم صواحب ~~الرايات، بل تبجحت عنهم سارة الجمال والكمال ربة الإياة؛ شمخ بذح: بررة ~~أقيال، جررة أذيال؛ بخ بخ: أحلتهم [194ب] سيوفهم سطة الأرضين، فما قنعوا ~~بذلك ولا رضين، حتى دوخوا المشارق # PageV06P708 # والمغارب، فاستوطنوا من المجد الذروة والغارب، وألجأوكم إلى سكنى الحجاز، ~~ذات المجاز: # بضرب يزيل الهام عن سكناته وطعن كتشهاق العفا هم بالنهق شهدوا برنات ~~السيوف، عن ربات الشنوف، وبركوب السروج، عن الكوب والفروج، وبالنفير عن ~~النقير، وبالجنائب عن الحبائب، وبالحب عن الحب، وبالشليل عن السليل، ~~وبالأمر والذمر عن معاقرة الخمر والزمر، طباتهم خطياتهم، وعلاتهم آلاتهم،: # أولئك قومي إن بنوا أحسنوا البنا وإن حاربوا جدوا وإن عقدوا شدوا # وضح رجع: لا حفزة عكر، ولا حفرة أكر # PageV06P709 # لا محرقو جلة، ندس، غنوا بالاستبرق والسندس، عن البت المقيط المشت، ~~المجموع من النعيجات الست؛ بسل: لا حراس مسل، ولا غراس فسل> ملك لقاح، ~~ليس منه في ورد ولا صدر شراب در اللقاح. [جمح طمح] طعامهم الحنيذ، وشرابهم ~~النبيذ، لا زهيد الهبيد، في البيد، ولا مكون الوكون، ولا أوطنوا بيوت ~~الشعر، ولا غنوا عن الحطب بالجلة والبعر [ولا منهم من احتشى، مذنشا، بمذموم ~~الكشى] ولا منهم وليد ولا ناش، ممن اغتدى بالأحناش، فلا [يقعقع لهم ~~بالشنان، ولا يوعوع لهم باللسان، فكف أيها الشان، فلهم عظيم الشان، واليد ~~الطولى إذ تخلصوكم من أكف الحبشان، صنيع منيع، ومنة، لايشوبها منة] # PageV06P710 # لها منحة، لكنها أعقبت محنة، إذ صادفت كفرة لا شكرة. إيها، إذ تأبطتم ~~تيها، معشر البداة العداة، اعتقدتم غلا، فاستثرتم صلا> أما علمتم أن ~~المملكة النوشروانية والدولة الأزدشيرية بقروا أجوافكم، وخلعوا أكتافكم - ~~ثم عطفوا ورأفوا، وملكوكم الحيرة، بعد عظيم الحيرة والكرام بنو الأصفر، ~~الأطهر الأظهر، عطفتهن [عليكم] الرحم الابراهيمية، والعمومة الاسماعيلية، ~~وسمحوا لكم من ms1454 الشام بأقصى مكان، بعد أن كان من سيل العرم ما كان. # [سرج وهج] قروم الأعاجم، يؤدي إليهم نعمانكم وغسانكم الاتاوة على ~~الجماجم: # هذي المفاخر لا قعبان من لبن # حلم علم: ذوو الآراء الفلسفية الأرضية، والعلوم المنطقية الرياضية، حملة ~~الاسترلوميقى [والجومطريقى، والعلمة بالارتماطيقى وأنولوطيقا] # PageV06P711 # والقومة بالموسيقى [والفوطيقا، والنهضة بعلوم الشرائع والطبائع، والمهرة ~~في علوم الأديان والأبدان] ما شئت من تدقيق وتحقيق، حبسوا أنفسهم على ~~العلوم الدينية والبدنية، لا على وصف الناقة الفدنية: # هم ملكوا شرق البلاد وغربها ... وهم منحوكم بعد ذلك سؤددا فعلهم ليس ~~بالسفساف، كفعل نائلة وإساف؛ أصغر بشانكم، إذ بزق خمر باع الكعبة أبو ~~غبشانكم، وإذ أبو رغالكم، قاد فيل الحبشة إلى حرم الله [لاستئصالكم] ؛ غضوا ~~الأبصار، فهذا الذكر إلى الفحش أصار. فلا فخر معشر العربان الغربان، ~~بالقديم المفرى الأديم، لكن الفخر بابن عمنا، الذي بالبركة عمنا، ~~الأسماعيلي الحسب، الابراهيمي النسب، الذي به إنما انتشلنا الله تعالى ~~وإياكم من الغواية والعماية، ولا غرو أن كان منكم حبره وسبره، ففي الرغام ~~يلفى تبره، والمسك بعض دم الغزال، والنطاف العذاب مستودعات مسك العزال: # لله مما قد برا صفوة ... وصفوة الخلق بنو هاشم # PageV06P712 # وصفوة الصفوة من بينهم محمد النور أبو القاسم [195أ] # بهذا الأمي أفاخر من يفخر، وأكاثر [جميع] من تقدم وتأخر، المنيف الطرفين، ~~الشريف السلفين، الملتقى بالرسالة، والمنتفى للأداؤ والدلالة، أصلي عليه ~~عدد الرمل، ومدد النمل، وكذلك أصلي على واصلي جناحه، سيوفه ورماحه، صحابته ~~الكرام، عليهم من الله أفضل السلام: # ثم أحج بشاعر غسان لا ساسان، في هذا العيد، بالوعيد، وأحر في هذا الفصل ~~بعدم الوصل، إذا أضربت عن مديح هذا العلق الربيح، سهمنا النفيس، وشهمنا ~~الرئيس، معز الدولة، [المولى الأعظم، والمئل الأعصم] فيل الأمم، وسيل ~~العرم، مغنى المغاني، ومعنى المعاني، ذي النفاسة النفسانية، والرياسة ~~الساسانية؛ فاذهب يا غث المذهب، وابتغ في الأرض نفقا أو في السماء مرتقى، ~~أو حك من المديد والبسيط، في الملك ذي الخلق البسيط، ما # PageV06P713 # تستجير به من بطشنا، إذ نحن معشر الموالي لانوالي، إلا من هو ms1455 لعظيمنا ~~موالي، فاستأخر أو تقدم، وحذار أن تقرع سن الندم، قبل أن تجمع ذنوبك في ~~ذنوبك، فمن أبصر أقصر: # فلا تتبشع ممض العتاب يلقاك يوما بلقياه لاق # فإن الدواء حميد الفعال وإن كان مرا كريه المذاق # [يا معتقل علم الشعر، والمستقل بقلم النظم والنثر] : # قد استييت منك فلا تكلني إلى شيء سوى عذر جميل # وقد أنفذت ما حقي عليه قبيح الهو أو شتم الرسول # وذاك على انفرادك قوت يوم إذا أنفقت إنفاق البخيل # وكيف وأنت علوي السجايا وليس إلى اقتصادك من سبيل # وقد يقوي الفصيح فلا تقابل ضعيف البر إلا بالقبول # وإن الوزن وهو أصح وزن يقام صغاه بالحرف العليل # فإن يك ما بعثت به قليلا فلي حال أقل من القليل # فختم رقعته كما تراه بأبيات المعري. # PageV06P714 # فمن رسالة أبي جعفر [بن] الدودين يرد عليه # فصل يقول فيه: # اخسأ أيها الجهول المارق، والرذول المنافق، أين أمك [195ب] ثكلتك أمك. أو ~~ما علمت أنك [إنما] سحبت من عقلك لعقالك، وقدمت أول قدمك لسلفك دمك، وبسطت ~~مكفوف كفك لسلطان حتفك، فقلمت شبا أقلامك لاصطلامك، وحبرت بحبرك لذهاب ~~خبرك، ومشقت في قرطاسك لمشق راسك، فما حقيقة جوابك على خطل خطابك، إلا سلبك ~~عن إهابك، وصلبك على بابك، لو كان بالحضرة أقيال، وحضرك رجال، لكنك بين همج ~~هامج ورعاع مائج، (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) ~~(النساء:143) . فأقسم ببارىء النسيم، وناشر الأمم من رفات الرمم، لأصيرن ~~عليك أيها السخيف المضعوف، - على نذالتك وفسالتك - عرض البساط، أضيق من سم ~~الخياط، ولأخلطن قصبك بعصبك، ولأجمعن بين سحرك ونحوك، ولأخلدنك سمرا غابرا، ~~ومثلا سائرا [أو نشوه محياك، ونحلق سبالك من قفاك، وتحتزم بزنارك، وتلحق ~~بأديارك] مآلك ومقر آلك، أسرتك الأرذلين، وعترتك الأنذلين، الصهب السبال، ~~من ولغ الدم وشرب الأبوال، أكلة الجيف، وحللة الكنف، الوضح الرجح: رجح ~~الأكفال، وضح كذوات الأحجال، فلله أبوك لقد أجدت في قومك الوصف، وبسطت لنا ~~منهم النصف، وأنا # PageV06P715 # الآن أنصف، وفقارك أقصف. # علم حلم: علم بالتداوي من القرم ومنافع العلم ms1456، حلم عن كل مجاوز الحلم ذي ~~طعن سديد بعرد شديد. # جمح طمح: الآن صدقت، وغلطك يا فطن استدركت: جمح في الإحجام عن الإقدام، ~~طلب الفرار يوم الانتصار وإدراك الثار، طمح إلى كل رموح طموح، يطول الشبر ~~ويطيل الشبر، معلب مغلب، ذي خلق مرصوص وهامة كالفصوص، إياك ولعابك أن يمحو ~~كتابك. # حماة السروج بناة الصروح: النصفة يا كشاجم لا الأنفة، غض قليلا من طرفك، ~~وأمسك بعض عنان طرفك، وانحاكم في ذلك إلى ظرفك، هل يجوز في التحصيل، أو يصح ~~في العقول، أن يحمي قومك سروح شائهم، وقد أباحوا فروج نسائهم - أليس هذا ~~عين المحال ومغالطة الجهال - فهلا توهمت يا فتى الجواب قبل الخطاب، وأبصرت ~~الورطة قبل السقطة -! # وأما ما قعقعت به ووعوعت من صواحب الرايات، فهن وأبيك # PageV06P716 # بعض بنات ربة الإياة، إمائنا المسبيات الممتهنات، ملكتناهن ظبا البيض ~~الهندية، وشبا السمر الردينية، فما عجنا بهن عما عودتموهن من البغاء ~~للاسترضاء، فكثر معشر العربان من ولد سارتكم اإموان والعبدان، وفيك وأبيك ~~من ذلك أصح دليل وأوضح برهان. فهلا يا فتى ثقفت، ودون هذا الفصل وقفت -! # رجع # بصر صبر: بتركيب عصب [196أ] أنابيب السرر، ومنافعها [بزعمهم] للجسم ~~والبصر، صبر على إيغال الغراميل الطوال. # سرج وهج: سرج المضاجع، وهج تحت المضاجع، لا يطفأ وهجان ذلك السعر، إلا ~~بدافق ماء الكمر. # ملس الأدم ما حاكوا قط برودا ولا لاكوا عرودا: هذا وأبيك من التعريض ~~الرقيق في مقالك وآلك، وذلك أنك وصفتهم باملاس الجلود، وقفيت بنفي لوك ~~العرود، فهذا لعمرك من بديع التحقيق، فافخر فهاتان صفتان سلمتا لأحلك ~~لقومك. وأما لوكهم العرود فأوضح من السراج الوهاج في الليل الداج، لكن ألمع ~~بذلك لمعة تشهد بذاتها على ذواتها وذلك أن قد تحدث أن ولدانكم عطلوا في بعض ~~أعوامكم سوق نسائكم # PageV06P717 # فنمي ذلك لى المليك العظيم، فحكم أكرم به من حكم أن يبيح النسوان من ~~أنفسهن ما أباح الولدان، فامتثلن ذلك، فاتسقت الحالان ونفقت السوقان، وما ~~سمع في الأزمان بأغرب من هذا الشان، فاشمخ بأنفك، وافخر بنصفك. # وأما حوككم ms1457 البرود، فناهيك من الغفارة الإفرنجية إلى الديباجة الرومية، ~~والنسبتان بذلك تشهدان. # وأما فخرك بربة الإياة فيا ليتها حين ولدتكم ثكلتكم، فلقد سربلتموها عارا ~~مجددا، وعصبتم بها شنارا مخلدا، حين خمتم عن الكفاح، حذر الصوارم والرماح، ~~وعصبتم بها شنارا مخلدا، حين خمتم عن الكفاح، حذر الصوارم والرماح، فأسلمتم ~~لعداتها من بناتها، كل طفلة رداح، جائلة الوشاح، ذات ثغر كالأقداح، وغرة ~~كالصباح، أعجلن عن لوث أزرهن واعتجار خمرهن، فعوضن من الإدلال [بالإذلال] ~~ومن الحجال بالرجال: # خلف العضاريط لا يوقين فاحشة [مستمسكات بأقتاب وأكوار] # وأما ما عيرت به العرب من الاغتذاء بالحيات، فلتغذيكم بالدماء # PageV06P718 # والميتات، فيمتاز الضد ويقع الحد، بين من تناهت جرأته وماتت همته. على أن ~~لا أفتخار في مشرب ولا مطعم، لعرب ولا عجم. وكذلك ما عيرتهم به من حرق ~~الجلة والبعر، غروا بإضرام النيران، وانضاح سدف الثنيان من البعران، لإكرام ~~الضيفان، ولإطعام المقرور الجوعان، فلجأوا إلى الجلة والبعر، فهل تقدم لأحد ~~من الأمم مثل هذا القدم في الكرم، يا قذار العجم -! # وكذلك وصفك قومك بأن ليسوا حفرة أكر، ولا حفزة عكر: الله أجل الأكر أن ~~يحفروها، والعكر أن يحفزوها، لكنهم حفزة جحشان، وحفرة كهوف وغيران، اتخذوها ~~مخبأ عن حبائل العربان، وملجأ من وقع الصوارم والمران، فعل الخزان ~~واليرابيع والجرذان، وشبه ذلك من انواع الحيوان. [196ب] # وأما فخرك بعلمهم الشرائع، فمن أبدع البدائع، استنت الفصال حتى القرعى، ~~وجهلهم بذلك أوضح من أن يشرح، وأبين من أن يبين، لكن أنكت من ذلك أوضح من ~~أن يشرح، وأبين من ان يبين، لكن أنكت من ذلك نكتة، وأنبذ منه نبذة تصفعهم ~~صفعا، وترد صهب أدمهم سفعا؛ وأنى يكون ذلك كذلك، هبلت لآلك، ولم يأخذوه عن ~~نبي، ولا نقلوه عن حواري، ولم يزالوا يتعللورون أصلهم الإنجيل بالزيادة ~~والنقصان، إلى أن أصاروه في حيز الهذيان. وحسبك بهم جهلا # PageV06P719 # أنهم يعتقدون إلها نبيهم، فوسموه بالرب المعبود، وصيروه بعد مصاوب ~~اليهود، فاعجب لجهل يجمع بين هذين الطرفين. وأعجب من ذلك أنهم مجمعون أن ~~عيسى ينزل إلى الأرض لحساب ms1458 الخلائق يوم العرض، فما ظنك يفعل اليهودية على ~~ما قدموه على زعمهم من صلبه إذا ناقشهم الحساب - فهل يصح بهذه الآراء ~~الضعيفة والعقول السخيفة دين أو يثبت [لهم معه] يقين - ولولا أني أجل قلمي ~~وأنزه كلمي عن سخافاتهم في دياناتهم، وبر سامهم في أحكامهم، لأوردت من ذلك ~~ما لا يستجيزه إلا مثال قومك العجم، عقول البوم والرخم. # وأما علم الطبائع فسلم بعضها لهم، لما تقدم في أثناء الرسالة، من علمهم ~~بخواص تلك الآلة، والصدق أزين ما به نطق وإليه سبق. # وما ذكرته من أبي رغال، فذلك جد محتال، قاد أعداءه علما منه باستئصالهم ~~على اختيارهم إاى بوارهم، فعجل الله بأرواحهم إلى نارهم. # والآن تذكرت مساق أبي غبشان، وما أنسانيه إلا الشيطان، ذلك الذي به ظننت ~~ومن قضيته عظمت، وليس الأمر كما توهمت، لأن الكعبة بيت الله وملكه لا شريك ~~له وضعه الله تعالى للعباد، وسوى بين العاكف فيه والباد، وأبو غبشان إنما ~~باع خدمته في البيت [وهبها وصمة سفيهنا العربي، أين تقع من قضية إمامكم ~~يهوذا الحواري] إذ باع نبيه روح # PageV06P720 # القدس من اليهود أعدائه بالأفلس، فكذب الله ظنه وأنجى نبيه، فدونك ضع ~~قضية سفيهنا في كفه وفي أخرى قضية إمامك، ورجع بينهما بفص خيتامك. # وأما وصفك قومك أنهم مجد نجد، شمخ بذخ، [عرق غرق: فيهات هيهات ذلك منهم!! ~~تلك صفات قومنا العرب ذوي الأنساب والأحساب، والعلوم والحلوم، أولي اللسن ~~والبيان واللحن، والإسهاب في الصواب، والحكمة وفضل الخطاب، فرسان العراب ~~وأرباب القباب، ومعلمي الصوارم والحراب، انديتهم عراض المنية، وارديتهم بيض ~~المشرفية، ولبوسهم مضاعفة الماذية: # سهكين من صدإ الحديد كأنهم تحت السنور جنة البقار # مجالسهم السروج، وريحانهم الوشيج [197أ] وموسيقاهم رنات الردينيات، ~~وطوبيقاهم نغمات السريجيات، لم تكن قادتهم النساء، ولا إرادتهم في آجالهم ~~النساء، مناهم تعجيل مناياهم: # يستعذبون مناهم كأنهم لا ييأسون من الدنيا إذا قتلوا # PageV06P721 # عنوا بمد أطناب الأفنية، عزة وأنفة عن تشييد الأبنية، محالفي الصحاصح ~~والبيد، فعل الأساود والأسود، قصورهم المناهل، ومعاقلهم الذوابل. صبر وقر: ~~إذا ثار الغبار، واسود ms1459 النهار، وحسن الفرار وذهلت الأذهان، وأبهم العيان، ~~وتلجلج اللسان، وتلاطمت السيوف، وحميت الحتوف، وقلصت الشفاه وخنست الأنوف، ~~وعصب الريق وتعانقت الشجعان، وتشاجر المران، وبرح الحمام، وفل الحسام، وحمي ~~الوطيس، والتفت الأقدام والرءوس، فلا ترى إلا حز الغلاصم، وشيم الصماصم في ~~الجماجم، فهنالك تلقاهم، لا دهمك لقاهم، أقيال الأقيال، شمرة الأذيال، أسود ~~الأغيال، حماة الأشبال، لا ملس أدم ولا جررة الأذيال، وهكذا فليكن أقيال ~~الرجال، يا مسلوب الحجال. # كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول # وما كان أغناك يا كشاجم، عن كشف عورات آلك الأعاجم، لكن ضعف نظرك، حداك ~~إلى هذرك، وسوء أدبك، وافى بك على عطبك، نسأل الله سترا يمتد، ووجها لا ~~يسود. # قال أبو الحسن: وممن رد أيضا على ابن غرسية وأجاد ما أراد أبو الطيب عبد ~~المنعم القروي، برسالة أثبت اكثر فصولها، على طولها # PageV06P722 # لاشتمالها على المآثر العربية، والمفاخر الإسلامية، قال في أولها مفتتحا: # وذي خطل في القول يحسب أنه مصيب فما يلمم به فهو قائله # نهدت له حتى ثنيت عنانه عن الجهل واستولت عليه معاقله # تعال فخبرني علام تشددت قوى العير حتى أحرزتك مجاهله # وفي فصل منها: أيها الفاخر بزعمه، بل الفاجر برغمه، ما هذه البسالة في ~~الفسالة، ما هذه الجسارة على الخسارة، لقد تجرأت ومن الملة تبرأت، وكيف ~~جهلت حتى وهلت، وكيف زللت حتى ضللت -! بالعرب تمرست وفي مجدها تفرست، وعلى ~~شرفها] 197ب] تمطيت، وإلى سؤددها تخطيت، أما تهديت لما تعديت، أما وجمت مما ~~هجمت، أما اتقيت مما ارتقيت -! # إنا إذا ما فئة نلقاها نرد أولاها على أخراها # نردها دامية كلاها قد أنصف القارة من راماها # وفي فصل: فأخبرني عنك أما كانت للعرب يد تشكوها، ومنة تذكرها - أما جبرت ~~نقيصتك، أما رفعت خسيستك - أما استنهضتك من وهدتك، أما أيقظتك، من [غفلتك ~~و] رقدتك - ألم تربك فينا وليدا، ألم تتخذك لها تليدا - ألم تعن بتخريجك ~~وتدريجك - أما أنطقتك بعد العجمة، أما أسلقتك عقب اللكنة - حتى إذا اشتد ~~كاهلك وعلم جاهلك، وقوي # PageV06P723 # ساعدك ورقي صاعدك، كفرت نعمتها ms1460 لديك، ونثرت عصمتها من بين يديك، وأخذت ~~تطاولها بأرسانها، وتقاولها بلسانها، وتناضلها بسهامها، وتهاطلها برهامها، ~~أحين فكت أسرك من أقذورة القلف، وأخذت بضبعيك من أهوية التلف، وشدت ظهرك ~~للمتان، واعتمدت طهرك بالختان، ناهضتها بحسامها، وجاهضتها بكلامها، ورميتها ~~[بسهامها] ، عن قوس هي نبعتها، ومن هضبة هي قلعتها -! # أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني # وفي فصل: وهات أرنا مفاخرك، نرك مساخرك. أنت صاحب الشهب الصهب، والسنة ~~شهباء، والجهام صهباء. كذلك أنتم لا خير ولا مير، ولا عمرو ولا عمير، ليس ~~للسخاء بالرومية اسم، ولا للوفاء في العجمية رسم. أين عن السمر القمر، ~~البيض غررا وصفاحا، السود طررا وأوضاحا، الدعج عيونا ورماحا، البلج وجوها ~~وسماحا، قمم في العمائم، وهمم في الغمائم، سعروا عليكم نار الحرب، بتلك ~~الأينق الجرب، فكسروا أكاسرتكم، وقصروا قياصرتكم، فسفكوا دماءهم، وأباحوا ~~أحماءهم، وأخمدوا نار صولتهم، ومحوا آثار دولتهم، وطهروا # PageV06P724 # الأرض المقدسة من أنجاسهم، والمسجد الأقصى من أرجاسهم، الذين ينجون ولا ~~يستنجون، ويجنبون ولا يتطهرون، رعاة الخنازير، وأكلة السنانير، وطهاة ~~التنانير؛ أما رجالكم فقلف غلف، وأما نساؤكم فقذر بظر، لا يعرفون الخفاض ~~ولا الختان، ولا يألفون السنان ولا العنان. ويحك ما آثرت وبمن كاثرت، أما ~~استحييت مما انتحيت -! هل كانت العرب إلا كنز عز وذخر فخر، وخبيئة ذخرها ~~الله إلى الوقت المحتوم، وأسكنها أرضا يرغب عنها أولو البطنة، ويرغب [198أ] ~~فيها ذوو الفطنة، حفظ فيها أحسابها، وطهر بها أنسابها، واختارها ليختار ~~منها صفيه، وميزها ليميز منها حفيه، ثم اختصها بالأحلام الزكية، والأفهام ~~الذكية، [إن جاورتهم نصروك، وإن حاورتهم قصروك] وإن فاضلتهم فضلوك، وإن ~~ناضلتهم نضلوك، وإن طاولتهم طالوك، وإن استنلتهم أنالوك، بالكرم يلهجون، ~~وبحسن الشيم يبهجون، يمشي أحدهم إلى الموت ثابتة وطأته، فسيحة خطوته، شديدة ~~سطوته، جريا على الكماة جنانه، لبقا بتصريف القناة بنانه، بصيرا بمهج ~~الدارعين سنانه، وأنتم كما وصفت ملس لمس، لا تغيرون ولا تغارون، ولا تمنون ~~ولا تمتنعون، قلوبكم قواء، وأفئدتكم هواء، وعقولكم سواء، قد لانت جلودكم، ~~وندت نهودكم، واحمرت خدودكم، تحلقون اللحى والشوارب، وتتهادون ms1461 القبل في ~~المشارب، وتعفون الجمم، وتوفرون اللمم: # PageV06P725 # والحرب لا يبقى لصا ... حبها التخيل والمراح # الا الفتى الصبار في الن ... جدات والفرس الوقاح # يا بؤس للحرب التي ... وضعت أراهط فاستراحوا والعرب تذم بالدعة، وتهجو ~~بالسعة، وتفخر بالجلادة، وتتبجح بالصلادة، فإن فاخرتها فبغير الطعام ~~والشراب، ولكن بالطعان والضراب، وما عليك من لوك العرود، أخفت إعجازها، ~~وخشيت إعوازها - أبك حاجة إليها - ألك حرص عليها - لشد ما أدركتك الحمية ~~فيها، وحركتك العصبية لها! هذه نادرة لم تحرد لها وبادرة لم تقصد قصدها، ~~وأنت إن شاء الله بعيد منها. ومن الآيات ذكر صواحب الرايات، والمباضعة ~~عندكم كالمراضعة، مافي الشكر عندكم نكر، [تبيحون] ولوج العلوج، على بدور ~~الحدوج؛ الزنا عندكم سنا، والفجار بينكم فخار، تقتادونهن وتستأدونهن، فكيف ~~أنكرت ما ذكرت، وسرفت ما عرفت، وأنت على سنن تلك السنن، الحال قائمة والقصة ~~دائمة: # وأول راض سنة من يسيرها ... ومتى كنتم تصبرون ولا تصبرون، وفي أي المواطن ~~تظفرون ولا # PageV06P726 # تظفرون - أليس شعاركم: الهرب الهرب، هذه العرب!! ألبس قد دفعوكم بكفاحكم ~~وصفعوكم بصفاحكم - أليس الذين قوموا ألسنتهم، وأرسلوا أعنتهم، من أعالي نجد ~~وأسافل تهامة، وضواحي طيبة ونواحي اليمامة، ومما بين مدين إلى عدن، لا ~~يردهم رادة، ولا تصدهم صادة، حتى أهلكوا ساسان وكاسان، وملكوا خراسان ~~وماسان [198ب] ، وسلكوا بالقهر ما وراء النهر، فأدخلوكم الدروب وألزموكم ~~الكروب، بجريدة خيل وطريدة ويل، وأمضوا فيكم العزائم، وأرضوا منكم الهزائم، ~~حتى أجحروكم رومية الدفراء، والقسطنطينية البخراء، لا تلوون على تريك، ولا ~~تعرجون على ضريك، ونازلوكم منها على دراعين، وصرعوكم بين المصراعين -! ألم ~~تبلغك ضربة يزيد بعموده # ، وخبر خالد بن يزيد في أخدوده؛ والراية المعلمة والآية المحكمة، مسجد ~~مسلمة -[ثم كم قائظة غائظة، وصائفة عليكم طائفة] ؛ ثم عطفوا مغربين، وللآرض ~~مخربين، فما تركوا من الأعاجم عاجما ولا ناجما، ولا أبقوا من البرابر عابرا ~~ولا غابرا [وساروا قدما يذبحون البر ذبحا، ويسبحون سبحا] حتى طرقكم طارقهم ~~في هذا الطرف، ورشقكم راشقكم في هذا الهدف واقتحموا عليكم هذه البلاد ~~فأوطئوها، وكأنما رموها بالحجارة فما أخطأوها # PageV06P727 # فملكوا ms1462 أرضكم بساحتيها، وأحاطوا بها من ناحيتيها، سلبوها بأقطارها، ~~وحلبوها من أشطارها: # وضموا جناحيكم إلى القلب ضمة تموت الخوافي تحتها والقوادم # [فما تعرضك لقوم سلكوا بلادكم، وملكوا تلادكم، واستعبدوا أولادكم. ثم ~~إنهم حين قدروا غفروا، ووضعوا الإتاوة على جماجم الأعاجم، والوشوم في براجم ~~العلاجم، فلا يحضرون العشار إلا بالغيار، ولا يشهدون الأسواق إلا بالأطواق، ~~فإن دخلتم في الدين قطعت أستاهكم، وإن خرجتم منه أخذت التي فيها شفاهكم، ~~وكنت أنت من رذايا تلك السبايا، ومن عبايا تلك الخبايا، ومن خطايا تلك ~~العطايا، فلا تحرد حرد المقهور، ولا تضجر ضجر المبهور، ولا تحنق الأسير على ~~القد، ولا تغضب المستقي على العد] ولا بأس عليك فقبلك ما قصروا الأمم، ~~وهصروا القمم، وهم أبكار الزمان وأفكار الأوان، لهم العرب العاربة، ومنهم ~~عاد الغالبة، ذات الأحلام السداد، والأجسام الشداد، وإرم ذات العماد التي ~~لم يخلق مثلها في البلاد، ومنهم لقمان صاحب النسور وباني القصور، ومنهم # PageV06P728 # ثمود الذين جابوا الصخر بالواد، ونحتوا البيوت في الأطواد، يتخذون السهول ~~قصورا آمنين، ويعمرون الأرض ساكنين، لهم القضب والخضيم، والنخل التي طلعها ~~هضيم، ومنهم العمالقة والجبارون، والفراعنة القهارون، أنتم لهم أكارون، ~~[وحربة عكارون] ، اتخذوكم أكسابا، واتخذتموهم أربابا، ومنهم التبابعة ~~الأكملون، والمرابعة الأفضلون، ومنهم ذو القرنين صاحب السد، وشمر مخرب ~~سمرقند، قال تعالى (أهم خير أم قوم تبع) (الدخان:37) ، فضربهم مثلا في ~~الجلالة، وغاية في شرف الحالة. ولهم الملوك من حمير والمقاول من كهلان: # كانوا سماء الورى قبل النبي وهم لما أتى الحق فيهم أنجم زهر # سموا بملكهم قبل الهدى وسموا مع الهدى فهم آووا وهم نصروا # ولاة علاة، وسماة حماة، لهم العلو والعلاء، وفيهم العباهلة والأذواء: # وما حمير في الناس إلا كباذخ يعيش الورى في ظله المتمدد # هم الأنف في وجه الزمان ومجدهم على صفحات الدهر ليس بجلمد # هم ملكوا شرق البلاد وغربها وعلوا جياد الخيل في كل مورد [199أ] # وسدوا على يأجوج لما تتابعت على العين في قطر من العين مبعد # ترى كل معطوف الوشاحين أخمص على كل مخطوف الجناحين ms1463 أجرد # فمن أمرد في السلم في حلم أشيب ومن أشيب في الحرب في جهل أمرد # بأيديهم البيض الرقاق كأنها جداول ماء الموت قيل لها اجمدي # PageV06P729 # [فأين حصاتك من جبالهم، أم أين سفاتك من نبالهم] . # وفي فصل منها: وعلام جثث أصلك من الأنباط، وأزحت فصلك عن الأقباط، ما كان ~~ذنبهم إليك وجنايتهم عليك، حتى أخرجتهم عن جملة الأعاجم [ونفيتهم] عن جنبة ~~أصحاب التراجم، بسبب كريمتهم، ومن أجل شريفتهم، لتسب العرب بولادة من تعلق ~~بك، وتشبث بنسبك. أما علمت أن أحمق أفعالك، وأخرق أقوالك، سبك عدوك بولادة ~~امرأة من أهلك - أما هذا من جهلك -! # ولما قال ابن فضالة في ابن الزبير: # ومالي حين أقطع ذات عرق إلى ابن الكاهلية من معاد # قال عبد الله بن الزبير: لو علم لي أما هي شر من عمته لسبني بها ونسسبني ~~إليها؛ أفلا ترى كيف غلب عليه حتى سقط شعره فيه -! وحاشا لمن # PageV06P730 # كنا في ذكره، بل لها الشرف الأرفع، والسناء الأمتع. هذا على اتصال نسبك ~~برومان، [فإن كنت] من ولد كنعان فما أبعد دارك، وأشحط مزارك، وأطمس آثارك!! ~~وأما الخيل فسامح العرب بركوبها ووثوبها، وخل بينهم وبين عيوبها، فلا حظ لك ~~ولا لأصحابك فيها. عليكم بالبراذين المحذفة، والكوادين الموكفة؛ الخيل حرث ~~العرب وحصادها، وعدتها وأرصادها، ليست أمة من سائر الأمم الأعجمية تنازعها ~~ذلك ولا تدافعها عنه، تسميها بأسمائها، وتنسبها إلى آبائها، وتعرفها ~~بأصواتها، وتؤثرها بأقواتهان وإنك لتعلم أن خيلهم أشهر من ملوككم أسماء ~~وألقابا، وأطهر من نسوانكم أنسابا وأعقابا. قالوا: بنات أعوج وآل الوجيه ~~ولاحق، وبنات العسجدي وآل ذي العقال، وداحس والغبراء، والجرادة والخنفاء، ~~والنعامة والشماء، وحافل والشقراء، والزعفران والحرون، ومكتوم والبطين، ~~وقرزل والصريح، [والعصا] والربد والوحيف، وأسماؤها كثيرة، وألقابها شهيرة، ~~ولعلك أن تذكر لنا من خيل آبائك الأولين، وأفراس أسلافك الأقدمين، فرسا ~~مشهورا، وفارسا مذكورا، فان أتيت بذلك شهدنا وآمنا. ولو كنت فاخرت العرب ~~بنصب الدواليب [199ب] وعطف الكلاليب، وغرس الأشجار، في الأحجار # PageV06P731 # وقطع ما عظم من العيدان، وعمل العلاة والسندان، رضينا وسلمنا. فأما ms1464 نر ~~الليل بآذان الخيل، وطي الفلاة بأيدي اليعملات، وشن الغارات وطلب الثارات، ~~فلا عليك أن تخلي بينهم وبين شصائصهم، وألا تنازعهم في خصائصهم، فإنما ~~إليهم أقرب، وهم بها أدرب، وهي بهم أليق وأعلق، [وهم اليها أسبق] وهم بها ~~أصب وأملق، يركبون إلى الحرب في ثياب الشرب، ويعتنقون الفوارس كما تعتنقون ~~الأوانس: # لو كان في الألف منهم واحدا ودعوا من فارس خالهم إياه يعنونا # وفي فصل: وما عبت من قوم ينزلون البراح ويشربون القراح، ويرفعون العماد ~~ويعظمون الرماد: # الموقدون بنجد نار بادية لا يحضرون وفقد العز في الحضر # إذا همى القطر شبتها عبيدهم تحت الغمائم للسارين بالقطر # وقائلهم الذي يقول لغيره: # أوقد فإن الليل قر والريح فيها برد وصر # عسى يرى نارك من يمر إن جلبت ضيفا فأنت حر # PageV06P732 # وفي فصل: وما أدري من اين كان فقد الأحطاب لو فقدوها مثلبة وليست راجحة ~~إلى خلق ولا خلق، ولا معدودة في نسب ولا حسب، ولقد اهتديت إلى طريفة، ~~وانتهيت إلى لطيفة، فسبحان الله ما أصدق حسك وأسبق حدسك!! تدققت وترققت، ~~حتى توثقت وتحققت، لا، ولكنك تعمقت حتى تحمقت؛ فإن كان الأمر كما ذكرت، ~~فأين غضا نجد وقلامه، وأين رنده وبشامه، وأين غربه ونبعه، وأين سلمه وسلعه، ~~وأين العنم والعلجان، وأين الساسم والبان، وأين الشيزى والاثأب، وأين الرنف ~~والشوحط، وكيف عرفوا دوح الكنهبل، ومساميك الإسحل - وكتاب النبات يشد عليك، ~~بما فيه من الأيك. وقد عنفت على العرب وعسفت، ارفق بهم رفق الله بك، اخفض ~~لها من جناحك، عد عليها بعطف من جماحك: # لا تملأ الدلو وعرق فيها أما ترى حبار من يسقيها # وفي فصل: وكيف استجزت على فضلك الباهر، وشرفك ### | -[بزعمك]- # الظاعر، أن تستعين على فخرك بخلاف الحق، وتلجأ في تهورك إلى غير الصدق - ~~هل كان النعمان إلا ملك أملاك، وشمس # PageV06P733 # افلاك، أصله عريق، وفرعه وريق، اتخذتموه جبارا ودون العرب حجازا، نزل ~~الحيرة، وأنتم له جيرة، ملك شهم من لدن مالك [200أ] بن فهم، له سقي الفرات ~~بقضه وقضيته، يجبي خراجه، ويستعبد أعلاجه ms1465، قد كفاكم العرب جمعاء، من جلق ~~إلى صنعاء، يذب عنكم بماله واحتماله، بوضائعه وصنائعه، بعد عقد مؤكد، وعهد ~~منكم مؤبد، وأجارت العرب من أجار، وأغارت على ما أغار، وحسنت حال الفرس ~~بمكانه، وعزت بسلطانه، فلما شمخ على أعلاجكم، وامتنع من زواجكم، ولم تكن ~~العرب تزوج احفادها، أو يكون من اكفاها؛ فقال لباغي لبسواد، عليك ببقر ~~السواد، استزرتموه فغدرتموه وغررتموه، فكيف رأيتم غضب العرب لثارها وطلبها ~~لأوتارها - ألم تصدمكم بذي قار صدمة ذي احتقار، فأدركت فيكم رضى الرحمن ~~وأخذت بثأر النعمان، وطحطحت بني ساسان وآل كاسان -! ولم تقم للفرس بعدها ~~قائمة، ولا رعت لها سائمة، ولم تزل في قواصف تتقاذف، وعواصف تترادف، حتى ~~تمم الله آفتها، واستأصل الإسلام شأفتها. # وأما آل غسان فالشرف الأقدم، والبناء الذي لا يهدم، سالت من بلادها حين ~~سال العرم جائلة، وساحت من أرضها حافلة، هاجرة لأعطانها، نافرة عن أوطانها، ~~وجاوزت الحجاز وهبطت الشام، فوجدت بلادا ريفا خريفا، ورجالا جوفا، لا يحمون ~~ولا يحتمون # PageV06P734 # فقالت: غنيمة باردة، وبهيمة فاردة، فنزلت الزوراء والغوطة الزهراء: # وجالت على الجولان ثم تصيدت مناها بصيداء الذي عند حارب # فألقت عصاها واستقرت بها النوى كما قر عينا بالإياب مسافر # على رغم أنوفكم، وقطع شنوفكم، وولجوا خدوركم، على غيظ صدوركم: # وما بقيا علي تركتماني ولكن خفتما صرد النبال # [فقلتم قضية كريمة، ونعمة عميمة، وسور له باب، باطنه فيه الرحمة وظاهره ~~من قبله العذاب، لا يستكف العرب، إلا بالعرب، ولا يقطع الحديد إلا بالحديد، ~~ودفع الشر بالشر أحزم] فمتى أدوا إليكم الإتاوة، وأملوا لكم الإداوة - وهم ~~يحمونكم حمي القروم أشوالها، ويمنعونكم منع الأسود أشبالها، أم تراكم تركتم ~~لهم الشام رعيا لذمامهم، وصلة لأرحامهم -! # وفي فصل: وفخرت بالرياضية والأرضية، صدقت ونبت عني في الجواب، هي كالرياض ~~سريعة الذبول كثيرة الخبول، زهر مشرق ونور مطرق، لا ثمر ولا كثر: # PageV06P735 # وهل في الرياض لمستمتع سوى أن يرى حسن أزهارها # وكأرض الأرضة، ذات العرصة العريضة، لا بناء فيحل، ولا فناء فيظل، [يدفن ~~فيها الأموات، وتخمد فيها الأصوات] . # وأما الاسترلوميقا ms1466 وهو علم الهندسة فعلم عملي مبني على التقاسيم ~~والتراسيم، والنواظر والمناظر [200ب] وكله آلات للحالات، وأدوات للذوات، ~~ومساحات للساحات، وأمداد للأعداد، وفي أفانين القوانين، ليس فيها معنى من ~~تحصيل دقائق الفصول، ولا تفصيل حقائق المحصول، فأهلها عمال ممتهنون، ~~وبأشكالها مرتهنون، والعرب بعيدة من المهنة، نافرة من الخدمة. ومن قولكم: ~~إن قسم العلم أفضل من قسم العمل، فهي إذن أرذل القسمين، وأسقط العلمين. # والجومطريقا وهو علم الهيئات ودورها، والطوالع وكورها، [وجنسها ذو] ~~نوعين، وبابه على مصراعين: القضايا، وليست برضايا. أما الأول فيبنونها على ~~أن الطوالع مدبرة مقبلة، وهي أصول فاسدة وسوق كاسدة. وقال آخرون: هي ~~كالعيافة والزجر والقيافة. وهذا باب مسلم للعرب لا ينازعون فيه ولا يدافعون ~~عنه، لهم فيه اليد الطولى، والمنزلة الأولى، لهم السوانح والبوارح، ~~والقواعد والنواطح، وعندهم الأيامن والأشائم، والأواقي والحواتم، وغير ذلك ~~من التمائم والرتائم، وفيهم من لا يعتمده ولا يرتصده كالقائل: # PageV06P736 # لا يمنعنك من بغاء الخي ... ر تعقاد الرتائم # ولا التشاؤم بالعطا ... س ولا التيمن بالمقاسم # فلقد غدوت وكنت لا ... أغدو على واق وحاتم # فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم # فكذاك لا خير ولا ... شر على أحد بدائم وفي فصل: وأما الكهانة فكانت فيهم ~~فاشية ولهم غاشية، وقد سمعت بشق وسطيح، وزرقاء اليمامة وطليحة الأسدي، ~~ومسيلمة الحنفي، والأسود العنسي، وزهير بن جناب الكلي، وأفعى نجران، وحازي ~~غطفان، فلما جاءت الديانة بطلت الكهانة، ولما نزل القرآن زجر الشيطان. # وكذلك الدرجة الأخرى، فالعرب بها أحق وأحرى، وهي معرفة الشهور والأيام، ~~وحساب الدهور والأعوام، والأفلاك وأدراكها، والأبراج وأدراجها، والنيرات ~~وتعاورها، والدراري [وتغاورها] ، والعرب أدرى بها، عرفوا السماء ومعايشها، ~~والأرض وحشائشها، ووصفوا الطوالع والغوارب، [ورتبوا الثوابت وأنواءها، ~~والنوائب وأدواءها] والأزمنة وأهواءها، والأودية وأنداءها، فلا ينجم نجم ~~إلا سمته، ولا ينبت إلا وسمته، [ولا عيش في سائر الأقطار، إلا بعابر # PageV06P737 # الأمطار، كما لا ثبات للحيوان إلا بالنبات، فقد عرفوا إذن طريقي الحياة، ~~ووصفوا فريقي النجاة] ، وما سوى ذلك فضل ليس فيه فضل، وتكلف لا يفيد فائدة، ~~ولا يعيد عائدة. # وأما أقسام ms1467 الطب للأجسام فقد جمعته العرب في كلمتين معلومتين، ولفظتين ~~محفوظتين، على رأيها في الاقتصار، وذهبها في الاختصار، فقالت: " المعدة بيت ~~الداء [201أ] والحمية رأس الدواء "، وقال عليه السلام: " أصل كل داء البردة ~~"، وقالوا: " كل وأنت تشتهي، ودع وأنت تشتهي ". وكانوا يطعمون ليعيشوا، ~~وينعمون ليريشوا، فقد جمعوا الطب بأظافيره، والصلاح بحذافيره، [وإذا فتشت ~~أصول سقراط، ونبشت فصول بقراط، لم تجد مستزادامستجادا، ولا مسترادا مستفادا ~~[. وليست هذه الأمور مما يخص به آحادهم، أو ينفرد به أفرادهم، بل ينطق به ~~صغارهم وكبارهم، ويعرفه نساؤهم، ويهتف به إماؤهم، ورعايهم وعبدانهم؛ ~~أشعارهم بذلك ناطقة، وأخبارهم عنه صادقة، وأخبارهم عنه صادقة، ما تلوا فيه ~~متلوا، ولا قروا به مقروا، ولكنها الطباع الصافية، والقرائح الكافية، ~~والغرائز السليمة، والنحائز الكريمة، تلقط الحكم من مخاطباتهم، وتسير ~~الأمثال من مجاوباتهم، على منهاج واحد من الفصاحة في المشاورة، وفي ~~المحاورة، وعلى طريقة واحدة من البلاغة في المسالمة والمراغمة، [والمواجزة] ~~مع المناجزة، [ولا يتعلمون ولا يتأملون، بل] يرسلون الحكم إرسالا، ويبعثون ~~الفطن أرسالا. # PageV06P738 # والموسيقى وهو علم فنون اللحون، بالعجم إليه حاجة مجحفة، وضرورة معجفة، ~~لهجز طباعهم عن الأوزان، وقلة اتساعهم في الميدان، لأن لغاتهم قليلة، ~~وقواهم كليلة، لا تستجيب إلا بوسائط، ولا تستقل إلا ببسائط، ليس عندهم شعر ~~موزون، ولا كلام مرصون، ولغة العرب واسعة العبارات، ناصعة الإشارات، لها ~~الشعر الموزون، والنظم المكنون، والكلام المنثور، والسجع المأثور، والرجز ~~المشطور، والمزدوج المبتور، والموشح والأطواق، والقلائد في الأعناق، ~~والمخمسات والمربعات، والكوامل والمقطوعات، ولعبيدها في كل ذلك اللحون ~~الشجيات المطربات والمشوقات، والتغايل والتقايل [والأهزاج والأرمال، وغير ~~ذلك من الأعمال، كالركباني والأعرابي، والنصي والمدني، والثقيل الثاني، ~~وعمود المدني، والماخوري والسريجي، وخفيف المدني، وهي كثيرة أثيرة، نسي ~~معها الأرغن والسلياق والصنج والكنكلة] والقندورة والقيثارة، فلا يعرفن ولا ~~يولفن. # وما أظن معبدا والغريض وأشعب وطويسا وابن سريج وابن محرز # PageV06P739 # والميلاء وبصبصا قرأوا قط موسيقى، ولا سمعوا بيطيقا، فاعرض إن شئت ~~ألحانهم المطبوعة على أورانكم المصنوعة، فأظهر غلطهم في التنغم، وخطأهم في ~~الترنم. على أنه من العلم المذموم] روي ms1468 في الحديث: أن أول من غنى وناح ~~إبليس حين أكل آدم من الشجرة؛ قيل وهوأول من عمل الطنبور؛ فلا مرحبا بعلم ~~الأستاذ فيه إبليس اللعين، [وقد كان منهم من إذا غنى ثنت الوحش أجيادها ~~وفارقت اعتيادها، وعطفت خدودها وتركت شرودها، مصغية إليه مقبلة عليه، فإذا ~~قطع عاودت نفارها وطلبت أوكارها، هذا فعل الأوابد والوحوش الشوارد، فما ظنك ~~بالقلوب الرقيقة، والفطن الرشيقة -! ولقد ألف الإسلاميون في الأغاني، وما ~~يتصل بها من المعاني، ما إن نظرت بميز وحكمت بعدل، وقفت على الفضل في هذا ~~الفصل، ولم تحو جك العصبية والنفس الغضبية، إلى شهادة الزور والجور ~~المأزور. # وأما الأنالوطيقا والطوبيقا فهنالك جاءت الاحموقى والأخروقى، [201ب] وظهر ~~عجز القوم وتبدلت أفهامهم وركدت ريحهم، وكثر تريحهم، وبان أنهم أغمار، ليس ~~فيهم إلا حمار، وضل سعيهم في الحياة الدنيا لما إلى حيث تنفرد العقول ~~بنظرها، والبصائر بفكرها، والأفهام باستنباطها، هنالك تاه المحزون، وخسر ~~المبطلون، وتفرقوا شذر نذر وعباديد أباديد، فمنهم الدهرية القائلون ليس ~~للعالم ابتداء ولا انتهاء، لا نثبت إلا بما شهدناه، ولا نعلم إلا ما ~~عهدناه، فأنكروا حجج العقول والعلم # PageV06P740 # المنقول، والدليل والمدلول، وهم يبصرون تعاقب الأضداد وتعاور الكون ~~والفساد. ومنهم الطبيعيون وهو أيادي سبا وفرق شتى، قوم يقولون العالم من ~~أصلين: هوائي وأرضي، فجمعوا بين الراسب والطافي، والكدر والصافي، وعلى هذا ~~الرأي قال المتنبي: # تبخل أيدينا بأرواحنا على زمان هي من كسبه # فهذه الأرواح من جوه وهذه الأجساد من تربه # ومنهم القائلون: العناصر أربعة هي بسائط للمركبات، فقضوا بائتلاف ~~المتضادات، وتركيب المتحادات، فجمعوا بين النار والماء، والأرض والهواء. # فإن قيل: كيف صارت متظافرة وهي متنافرة، وغدت متجاورة وهي متعاورة، وإذا ~~كانت تتهارج، كيف تتمازج، أم كيف يمتزج الصاعد بالراكد ويلتبس الحار ~~بالبارد - قالوا: جمعنا جامع، وقمعنا قامع، بطبعه لا باختياره، وبفعله لا ~~باقتداره، وهذا غاية المحال، ونهاية الاختلال، لأنه لا بد أن يكون الخامس ~~مثلها أو مثل بعضها، أو مخالفا لكلها. فإن كان مثلها أو مثل بعضها فلا حاجة ~~بها إليه مع وجود مثله ms1469، وإن كان مخالفا لسائرها فلا بد من سادس لتغايرها ~~[ثم كذلك إلى غير غاية] ولم قالوا أربعا - فإن قيل أيها أقدم ولمركزه ألزم ~~- # [قال صاحب الكتاب: وبين أبو الطيب بطلان قولهم في احتجاج طويل، أضربنا ~~عنه تركا وتخفيفا للتثقيل] . # PageV06P741 # [ثم قال] : وأما أصحاب الطوالع، وعباد المطالع، فقد اختلفوا في الهيئة ~~[أيضا] على جهات، ووصفوها بصفات، فقالوا كالدائرة تتساوى أبعادها، ويتعدل ~~اطرادها، وقالوا: كالبيضة والقلادة. والمنجمون. وهم فنون في الجنون، يقولون ~~فلك الأفلال، ودرك الأدراك، والفلك الأثير، وهذيان كثير، يعبدون الشمس، ~~ويسجدون للنار، ويعبدون زحل والمريخ والزهرة والشعرى العبور وغير ذلك، وهم ~~يرون آثار النقص فيها، ودلائل الحدث تعتريها، من طلوع وأفول، وقدوم وقفول، ~~ويزعمون أنها تتغاير [202أ] وتتمانع، وتتكاسف وتتخاسف، وكل بصاع هذا ~~التخليط من هذه الأغاليط، لا يعرفون رشدا، ولا يهتدون قصدا. هذا مقدار عقول ~~حكمائك، ونهاية آراء علمائك، [وهذا قليل من كثير هذيانهم، وأوار من عوار ~~غليانهم] . # وفي فصل منها: وأما أنتم معشر النصارى الخسارى، فقد اتخذتم المسيح وأمه ~~إلهين من دون الله، وقلتم بالمحال، في قضايا العقول والأستدلال، قلتم: إله ~~واحد وأب وابن وروح قدس، فهو إذن ابن نفسه وأبو نفسه وروح روحه، وقلتم: ~~امتزج اللاهوت بالناسوت في بطن أمه امتزاج الخمر بالماء، وقلتم: تحولت ~~الكلمة في الرحم لحما ودما، وقلتم: لا كما يظهر الوجه في الجسم الصقيل، ~~والطابع في الشيء البليل، وقال آخرون: بل كما يمتزج العقل بالنفس من غير ~~مماسة، فكيف يتمازج ما لا يتماس - وكلكم مطبقون على أن المسيح ابن الله، ~~تعالى عما تقولون، وضللتم وخسرتم، ثم أقررتم طائعين وإذعنتم خاضعين أن ~~اليهود قتلته قتلا وصلبته # PageV06P742 # صلبا، فأين ما ادعيتم مما نعيتم، وأين ما استربتم مما اقترفتم، لا ترعوون ~~ولا تستحيون، ولا تبالون ما خرجت بكم الحال إليه، ولا ما وقفكم الشقاء ~~عليه، أرب معبود يقتل ويصلب ويقهر -! # لقد ذل من بالت عليه الثعالب # فكيف لم يدفع عن نفسه - وكيف لم يخسف بهم الأرض جميعا أو يرسل السماء ~~عليهم كسفا -! بالأمس إله ترقبون جنته ms1470 وناره، واليوم قتيل صليب لا تدركون ~~ثاره!! # وزعمت طائفة منكم أن اللاهوت فارق الناسوت عند ذلك، وخلى بينه وبين ~~اليهود، فهلا حماه منهم أو نصره عليكم -! هذه إشارة إلى تناقضكم، ولمحة ~~دالة على تعارضكم، ولو أحصيناه وتقصيناه لاتسع مجاله، وامتنع مقاله. # فإن قلت: إن العرب [أيضا] كانت تعبد الأصنام وتستقسم بالأزلام، فنحن ما ~~أحمدنا لك دينها، ولا رضينا يقنها، بل نعلم أن من قال منها بالإشراك، فقد ~~قصر في الإدراك. وهي على كل حال تذكر الله تعالى، كما قال الله تعالى: ~~(ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله) (لقمان:25) ؛ (ما نعبهم إلا ليقربونا ~~إلى الله زلفى) (الزمر: # ) . وكثير منهم يقر بالبعث والجزاء، ويعترف بالحشر واللقاء، وكان منهم من ~~رغب عن عبادة الأوثان، وتفرقوا في الأديان، فكانت حمير على # PageV06P743 # دين موسى، وكان بنو الديان وأهل نجران وتغلب وغسان على دين عيسى، وكانت ~~فيهم الملة الحنيفية الإسلامية والشريعة الإبراهيمية، ومن أهلها كان قس بن ~~ساعدة الإيادي، وورقة بن نوفل [202ب] الأسدي، وزيد بن عمرو من بني عدي، ~~وقتلته الروم لذلك، وقد قيل في خالد بن سنان ما قيل. وكان أسعد أبو كرب ~~الحميري أحد التبابعة قد آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل مبعثه ~~بسبعمائة عام وقال: # شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسم # فلو مد عمري إلى عمره لكنت وزيرا له وابن عم # وذكر الله تعالى كثير في أخبارهم وأشعارهم. وقد ذكر بعض أصحاب المقالات ~~أن عبد المطلب بن هاشم كان من المهتدين في الدين، واستدل بأنه أجيب لما ~~سأل، وسقي حين ابتهل، وذكر النبي عليه السلام لعبد المطلب سيف بن ذي يزن، ~~وحزن على فوقه أشد الحزن، وأكد له العهود، وحذره عليه اليهود. ولما دعوا ~~دخلوا في الدين أفواجا، وأتوه أزواجا، إلا من أدركته النفاسة وحب الرياسة، ~~وسبقت عليه الشقوة، وورم أنفه من النخوة، كأبي جهل بن هشام وعامر بن الطفيل ~~وأمية بن أبي الصلت ومن كان من ضربائهم وقرنائهم. # وقال معاوية في كلام له مشهور: " فما كان ms1471 إلا كغرار العين حتى جاءني لم ~~يسمع الأولون بمثله، ولم يسمع الأخرون به، ولقد كنا نفخر بذكره على من نطرأ ~~عليه أو يطرأ علينا وإنا لنكذبه، ونتبجح بذكره [وإنا لنحاربه] ". # PageV06P744 # هذا لمع من أمور الجاهلية، وطرف من مفاخر الأولية، إن أنصفت نفسك، أو ~~صدقت حسك، عرفت أين يقع منها مفاخروها، وهل يشق غبارها مجاروها. # وفي فصل منها: [وما تصنع إذا نشرت الكمائن، ونثرت الكنائن، وقرعتك ~~القوارع، وفرعتك الفوارع، وماست رايات السيادة، وخفقت ألوية السعادة، وطلعت ~~عليك طوالع النبوة في أبهة الجلال والجمال، وسماحة العز والكمال، وقيل لك: ~~هذا سيد ولد آدم أولهم وآخرهم، خاتم الأنبياء، وقاتل الأغبياء] . وأشهد أن ~~الله لم يجعل محمدا صلى الله عليه وسلم هاشميا إلا وهاشم خير قريش، ولا ~~قرشيا إلا وهم خير مضر، ولا مضريا إلا وهم خير العرب، ولا عربيا إلا وهم ~~خير الأمم. لهم كعبة الله وولادة إسماعيل ودعوة إبراهيم، وإليهم مهاجر هود ~~وصالح وشعيب وأتباعهم من المؤمنين، وأشياعهم من الموقنين [فيهم كان حمامهم، ~~وعندهم دفنت رمامهم] لا كثنائك الذي أسررت فيه حسوا في ارتغاء، ودفعا في ~~ابتغاء، وكشفت فيه ضبابك عن ضبابك، وهتكت أستارك من أهتارك، وظننت أن ~~مخالطتك تخفي مغالطتك، وأن مدحك يستر قدحك [حين مدحت مدحا بجليا، وأثنيت ~~ثناء دخليا، ولم يمدح من ذمت قباله، ولم يثبت من جذت حباله] # PageV06P745 # أجعلت ويحك تبره في الرغام - بل الرغام لأنفك، والرعام لوجهك. لقد أخللت ~~بنفسك وزلت قدمك، وأحللت بعقدك وقد حل دمك. ولو صح اعتقادك لصح انتقادك، ~~ولو خلص باطنك لأقصر باطلك، ولو اصطلمت ما ظلمت، ولو اخترمت ما وفى بما ~~اجترمت. # سمع عمر بن عبد العزيز رضي الله بعض كاتبيه، وقد عير بنصرانية أبيه، فضرب ~~لذلك مثلا يجل عنه ويرتفع عن قدره [203أ] فقال له عمر: أوقد قلتها - والله ~~لا تشرب البارد بعدها؛ وأمر به فضربت عنقه. # فأما إذ أغفل ولاة الأمر تأديبك، وتأديب الكافة بك، فأهملوا تأنيبك ~~وتأنيب السفهاء مثلك، فتب إلى الله توبة تهديك وتنجيك. وعلى أنك خلف من ms1472 ذلك ~~السلف، رأيك فيه رأي أهلك، وفرعك جار على أصلك، إلا أن السيف قهرك والدين ~~قسرك، وأخذك حكم الدار وخوف البدار، فأنت تشرق بريقك، وتغص برحيقك، ولا بد ~~للمصدور أن يبفث، وللمبهور أن يغرث: # ولا بد للماء في مرجل على النار مسعرة أن يفورا # ومن كتاب لابن عباس يردفيه على ابن غرسية: عليك السلام لا السلام، تحية ~~آلك، لا هدية آلك، يا ذا الوسن لا اللسن، واللكن لا الركن، وابن المراغة لا ~~البلاغة، المزري بولاء مواليه، المغري بهاجر # PageV06P746 # ونسي أرقاء مواليه، الجاني لهم شر ما يجني: # وعلى أهلها براقش تجني * # المفاخر بالعبيد، على أملاكها الصيد، مالك لا أبالك، تتهانف وتتهالك، أما ~~هالك ما أضناك، وأمالك عن اللهج بآل ذي حسان، وحللة الماء من غسان، أو ما ~~أجر منك اللسان، ما في عنقك من المن والإحسان - على أنك استغنيت بنعماك حين ~~أبقيت، فاقطعتهم ملكة البلاد، والحسب التلاد، وموارد الشرف الأعداء، ~~السامين على الأنداد، النامين بالآباء والأجداد، من عدان عاد، وعاد شداد، ~~الضاربين الأرض بالأسداد، النازلين القصر ذا الشرفات من سنداد، تداعوا من ~~أعالي الحجاز، وحيث اضطررتهم - بزعمك - من أسفل ذي الحجاز، سامية الهوادي ~~والأعجازن عرابا لا تني ادرابا، وغضابا لا ترتدي الاعضابا، فأراداوا الأمر ~~مدارهن وأقروه بعد الزلزال قراره، وأوطنوا من حلال الملوك دارة، وعفوا لك ~~بأخرة عن أبداره فهي عليك دارة، فولجت كما ولج الثعلب وجاره، وإياك أعني ~~واسمعي يا جاره، سما لك من قومهم قبل جذام، فقضى لدولتك المقرفة بالجذام، ~~وذللت ذل الحليلة للبعل، وزللت كما زلت # PageV06P747 # زليلة النعل، وأصبحت للسباء بعد الإباء، كعادة أعلاجك الأبناء والآباء، ~~وعوليت وما عاليت صهوة الأقتاب والعمد، هذا وأبيك الحديث، وعن القديم فاليك ~~يساق الحديث: لقد نبت في الجواب عني، ورب كلمة تقول دعني، أجل هي مثلها في ~~الهون والدون، لا الخصب ولا الهدون، حتى ثنى عنها الثقفي إياله، وأشرف فلم ~~يبال بها باله، ولا رضي أن يكون له عليها إباله، فمن الضغث الآن ومن ~~الإبالة -[203ب] . # وفي فصل: ولا غرو، فارود لكتفها ms1473، والأسود لأسلها، والجحال لرباته، ~~والمجال لمن تثور على الخيل في سرواته؛ خامر أبا عامر، كخليلتك أم عامر: # خل الجراح لمن يبني المنار به واحلل بوهدك حيث احتلك القدر # مه! ألا تقصر عن عنه، انتبه لما أنت به؛ إلى من ويلك أسلت # PageV06P748 # سيلك، وشمرت عن السير ذيلك - وأجلبت رجل سفهك وخيلك، ما انتفخ سحرك، حتى ~~نفح بما نفح وشلك لا بحرك؛ لقد دانيت ما ليس بالمتدان، وعاليت ما ليس لك به ~~يدان: المعاطس السمر القمر، لا الزعر المعر، الصبر الخبر، العقر الوقر، إذا ~~ركبوا: # تحرقت الأرض واليوم قر # طالوا أمما، وأدركوا الطوائل أمما، وفضلوا أحسابا وإمما، وشرفوا أنفسا ~~وهمما: # لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم # ليسوا بناتجي عفاء، ولا ناسجي مسح عفاء، ولا من استثفر بقردة، ولا استحل ~~خنازير وقردة، ولا من اغتذي الجريث، ولا من اشتوى جرذ اللغيث، ولا من قارن ~~بين ثيرة، ولا من امتطى ظهر عيرة. # PageV06P749 # ولا من أثار عن النقع المثار، ولا من شد الحلبة، ليشرب الجفنة والعلبة، ~~بل يشدون العمائم، وينجعون الغمائم، ويرتدون الردينيات، ويستجيدون ~~اليزنيات، ويفتلون الربذيات، ويتقلدون الهنديات، ويظاهرون التبعيات، ويغزون ~~الربهيات، ويتوشحون المعلمات، والموشية المنمنمات، يجرون أهدابها، ويلحفون ~~الأرض هدابها، ويلبسون للحال لبوسها، إما نعيمها وإما بوسطها: # رقاق النعال طيب [حجزاتهم] * # ذوو الفطن والهمم، والآراء والمجد العمم، والعلم لالأفلاك، والرصد في ~~الأحلاك، وأخذ الأهواء في الأنواء، والاهتداء في الجداء، بالساقط والطالع، ~~والمساقط والمطالع، هم زهروا منها الزهر، وشافوا صفح الجوزهر، حتى بهر ~~وزهر، وأخذوا على البدر ثنايا سفره، ونفضوا عن مكامن سرره، وقدوا قلامته من ~~ظفره، وأدلوا الدلو بالرشاء، وخلوا للحوت سربه حيث شاء، وقلدوا العقرب ~~إبرته، والاسد زبرته، وراشوا من الطائر ثوادمه، وقصوا من الواقع مقادمه، ~~واقتحموا على العذراء رواقها، وفصموا عن الجوزاء نطاقها، وطوقوا الزهرة في ~~خدها، بيد من الفكر لم تدرها، وأجروا لبنات نعش ذيلا، ونحلوا الغزل سهيلا، ~~وتركوا الثريا وكفها لنابه فريا، بعد أن صغت [204أ] إليه بزعمهم مليا، ومدت ~~كفها الخصيب وقالت إليا # PageV06P750 # وأعلوا لأتي المجرة، طريقه ومجره ms1474، وأذنوا للعبورفي الإجازة والعبور، ~~وتخلفت أختها الغميصاء، فلذلك لا تطرف إلا عن الغميصاء، واخفروا الرواكد ~~فلم تسر مع السيارة في خفارة، وأضرموا للمريخ مرخة وعفاره، ولم يفتهم زحل، ~~وإن نأى ورحل، بل حصروه في ساحته، وقصروه عن مساحته، وقبضوا بيد الفهم لا ~~العملن على روقي الثور وذنب الحمل، وشروا المشتري بالأوزون من غير موج ولا ~~أوج، ولا أخذ ارتفاع، ولا تقويم ساع، ولا دقائق ولا درح، ولا حساب تلقوه ~~عمن درج، بل بإ فهام أفهام، وإلهام أوهام؛ مع معرفتهم باحشائش، ولسانهم ~~بكلها جائش، وطبيبهم الحارث بن كلدة، والزير والبم، والمثلث والمثاني، ~~والثقيل الأول والثاني، وما أحسبك سمعت جرادتي عاد، وكيف ألهمتا وفدها ~~بصوتهما المعاد؛ وفيهم العيافة والقيافة، والكهانة والعرافة، وحديث خرافة، ~~وابنا عيان، لما استخبر تموه من البيان، والرقى والتمائم، والزجر بالأيامن ~~والأشائم. # وفي فصل: حلوا من الأرض سطتها، ومن قلادة الدنيا واسطتها # PageV06P751 # وبين سمع الأرض وبصرها، وفي جفن كسراها وقيصرها، ينزلون الدهناء، ~~ويرتحلون الوجناء، ويستبطنون الحسناء: # يتقلون ظلال كل مطهم أجل الظليم وربقة السرحان # لقاح لا يدينون، وبالقاح الحروب يدينون، يستأدونكم الإتاوة، في كل وهد ~~ورباوة، أفبهذا اخدمتم نعناننا وغساننا، أم بعطية جذع ازدرى ثم ابن عمك ~~أماننا -! أم بيوم ذي قار، وهو أشهر في باد وقار، إذ أسروا أساورتك، وكسروا ~~أكاسرتك، وقصروا عن العامة قياصرتك -! أم العجب العاجب، وقد رهنكم حاجب من ~~النبع فلقه، ليكف عنكم من غوائرها فلقة، فوفينا برهنه وما غلقا، وغدرتهم ~~على العهد بنعيم وساء خلقا، ثم تحيرت منا بهيرة، وقد تبغاها شيروانك مهيرة، ~~فقدع أنفه ببقر السواد، وهو منك خير مال وأكرم سواد. وإذا سببت فاصدق ولا ~~فرية، فهذه زفراء وسمية، وعلى ذكر البغاء فأنتم له بغاء، نساؤكم عليه ~~حبائس، وكوانس في الكنائس، يترافعن في الشبر والشكر، ولا ترون ذلك من ~~المنكر، ونساؤنا للطرف قواصر، وعلى بني العم قواصر، لم يحتضن بغية، ولا حصن ~~قط لغية، ولا إقراف، بل عن # PageV06P752 # [204ب] اشراف فاشراف، وعن كل أنوف، ترغم بمجده الأنوف، وعن سابق فسابق ~~يعبوب: # كالرمح ms1475 أنبوبا على أنبوب * # ما تستطيع بأن تحاول عزنا حتى تحاول ذا الهضاب يسوما # فخل عن العدنية واليزنية لا الرسبية، فنفاستهم نفسانية، وسياستهم ~~إنسانية. أقلل بكم وأفلل بغربكم، إذ فتكت يهود بكم، وكشفتم أستاهكم - ~~بزعمكم -، إذ قد صلبتم إلاهكم، وإذ ليست لكم آصرة، تجمعكم غير ناصرة، وإذ ~~قد أضررتم بقدسكم، فطهر من رجسكم ونجسكم، ولئن أهجرتم بهاجر، ما جدنا بها ~~هاجر، وأحللتم من الخليل، حرمة الخليل، فمن قبل ما قلتم في سارة، ما أبقى ~~لكم عاره واساره، وقرفتم ابن الخالة، فإنما أزريتم بالصديق يوسف ابن نبي ~~الله الذبيح، بل اختصها بالولادة، وخصها باسماعيل وولاده، وبوأها حرمة، ~~وأحظاها بسقي بئر زمزم والمقام. # وفي فصل منها: فخف لا أم لك على قبة المال، فما علونا عن سفال، ولا وسمنا ~~عن أغفال، بل من عال إلى عال، كماء المزن يحدر من عال، أو كما توسطت ~~الأقمار هالاتها، وسطت الشموس عن إياتها، فقد أعذرنا وما عذرنا، ولا نذرنا ~~وما أنظرنا، فالعصا للعبد إن عصا، ومثلك من بني سهوان لا يوصى؛ ولا يقبل ~~ولا كرامة، ما رأيت به في سيد المرسلين من الكرامة: # PageV06P753 # من قبلها طاب في الظلال وفي مستحصف حيث تخصفت الورق # ثم تخطى البلاد لا بشر كان ولا مضغة ولا علق # [و] يركب الموج والسفين وقد ألجم نسرا وآله الغرق # ينقل من صالب إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق # حتى احتوى بيته المهيمن من خندف علياء تحتها النطق # فنحن في ذلك الضياء وفي الن ور وسبل الرشاد نخترق # يا المحتمي بلواء الغي، والمشتمل برداء العي، لا دواليك، فقد نبذنا عن ~~سؤاليك، ونجوت منجى الذباب لا لك ولا عليك: # عذرتك يا أخا الذهن العليل فأنت أقل عندي من قليل # وفت على التهاجي والتلاحي بعرض الواهن النكس الذليل [205أ] # وكيف أسل عضبا ذا غرار على من سل من غاو سليل # وأنت كما علمت تدق غيا [كما] عي الدقيق عن الجليل # وقد أهديت من لؤم هديا تحدى للئيم بلا دليل # وكل شريدة حذاء تقضي وان راقت ms1476 بويلك والأليل # PageV06P754 # وأضرب رأس شكك غير شك بمرهف ما وعيت من الصليل # وأنفق ما أنلت بلا اقتصاد بما يشفي ويروي من غليل # ومن يفلل بروقيه صفاة أليس شباه ذا غرب فليل # فكيف يحيك في حصداء زغف مضارب بطلك النائي الكليل # وفعلك في تجاوزه ثواب فقد يقضي الخليل من الخليل # هذه سلم الله غيرك، ولا جزاك إلا خيرك، مرداة ضنك، بل مرداة صك، والسلام ~~على من سلم من الهجر لسانه، وسلم من الكفر قلبه وجنانه. # ومن فصل في ذكر الوزير أبي جعفر بن أحمد # : حللت حامة بجانة ليلا وجفونها بالظلام مكتحلة، فتشوقت مستوحشا، ووقفت ~~منكمشا، لا أجد أين أريح، ولا ارى مع من أستريح، إلى أن لقيني من أنزلني في ~~منية نائية عن الديار، خالية من العمارن فما حططت حتى وافاني رسوله، يتحمل ~~رغبته في الأنتقال إليه، والنزول عليه، فاعتذرت له، وشكرت تفضله،: استكمل ~~االه تعالى سعادة، وأستوصله من سموها عادة، كيف لا أراقب مراقي النجوم، ~~وأطالب مآقي العيون # PageV06P755 # بالسجوم، وقد أنذر بالفراق منذر، وحذر من لحاق البين نحذر، وياليت ليلتنا ~~غير محجوب، وشمسنا لا تطلع فلا نروع بانصداع، ولا نفجع بوداع. # وكتب إلي: ومن لا عدمت من أمره إنصافا، ومن بره إسعافا، ودنا كالسؤاب ~~بعده أنس، وقربه يأس، وعهدنا كالشباب حظه مبخوس، وفقده تتوجع منه النفوس، ~~فنحن نقنع بالسؤال، ونتمتع بالخيال، ونلتقي على النأي تمثلا، ولا نبتغي في ~~الجد تأملا، وما كذا ألفت الحميم، ولا على هذا خلفت الرأي الكريم، ولا أدري ~~[205ب] لعل للأقطار خواص تغيره، وللأحرار أخلاق تسيره، وحبذا فعل الصديق ~~كيف تقلب، ومذهبه حيث ذهب، وأكرم بقدره ما أنجب؛ وبذكره ما أطيب وأعذب، لا ~~زلت أمتع ببقائه، ولا أمنع من لقائه. # وكتب إلى الرئيس أبي عبد الرحمن # PageV06P756 # فصل في ذكر ثلاثة من رجال الأندلس جمعهم وقت # وزمان، واشتمل عليهم شان وأوان، ونسقهم شبه، # وكلهم وان كان جاهر بالنفار غزاله، وجذبت البطالة # والأستهتار أذياله، واستفرص بلسانه، أعيان أهل زمانه، # حتى تحاماه الناس، وانحرف عنه التقليد والقياس، فله # من ms1477 الإحسان مكان لا جهل، ومن التقدم في هذا الميدان # حكم لا يمذل، ولأمر ما أطلعتهم في أفق، ووضعتهم # على نسقن والمرء لمشبهيه، دون قرابته وذويه، وسأنثر ما # نظمت، وأوضح ما أبهمت، وأذكرهم رجلا رجلا، # وأسرد من قصصهم تفاصيل وجملا، وأكتب من أشعارهم # ونوادر أخبارهم، بما يقفك على إحسانهم، ويعجبك # من اشتباههم واقترانهم، فمنهم: # الكاتب أبو جعفر بن أحمد # من [مدينة] دانية [206أ] ؛ قدمته إذ كان أنبههم موضعا، وأوسعهم عند ملوك ~~الطوائف بأفقنا مطارا وموقعا، وله إحسان كثيرن منظوم ومنثور، بين قلب ذكي، ~~ولسان غير بكي، شهدا له بفضل براعة، وتقدم في هذه الصناعة، وتفاوت هو وأخوه ~~تفاوتا عظم فيه الشأن # PageV06P757 # وأعرب به عن ذات نفسه الزمان: كانا ابني رجل من شرط ابن مجاهد بدانية، ~~مشهور بلؤم المكسب، وضعة المركب، صاحب عصا شوهاء، ودعوة غير ذات سناء، و ~~[نشأ] ابناه هذان ولهما همة في الأدب، وحرص على الطلب فقسمت بينهما ~~العلياء، قسمة مثلما يشق الرداء، فتقدم أبو جعفر هذا بالإحسان في النظم ~~والنثر، وذهب عليه أخوه بالمكان من النهي والأمر، فحمل تلك الدولة على ~~كاهله، وصرف الملوك بين حقه وباطله، ووقع معه أخوه أبو جعفر تحت المثل: " ~~أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل "، فله فيه من ذلك غرائب تجاوز فيها ملح العتاب، ~~إلى قذع السباب، فمما له فيه، يشير إلى ضعة أبيه، قوله: # وعصا أبينا إنها لألية شوهاء إنك شوهة الوزراء # وقوله: # جار ذا الدهر علينا كذا الدهر يجوز # كان شرطيا أبونا وأخي اليوم وزير # أنا مأبون صغير وهو مأبون كبير # إلى غير ذلك من مقطوعات، فيها هنات، صنت الكتاب عنها. وفي ما أجريت من ~~ذكره، وأثبت في هذا الفصل من نظمه ونثره، ما يدلك على عجيب أمره. # PageV06P758 # فصول له رقعة أنشأها على لسان القصر المبارك، إذ انتقل عنه المعتمد [بن ~~عباد] إلى القصر المكرم من قصور اشبيلية، قال في فصل منها: نحن أيها المحل ~~السعيد، والقصر القديم الجديد، وإن نبضت فينا للنفاسة عروق، نعلم أنه ~~لبعضنا على بعض حقوق، فما أحقنا بحق ms1478 المشايعة والمتابعة، لما نظمنا من سناء ~~الدولة اللخمية، وتشرفنا به من ولاء المملكة المعتمدية - عقد الله لنا ~~أسبابها، ومد علينا أطنابها - وحقا أقول أيها القصر المكرم، لا جرم أنه لك ~~السبق والتقدم، فإنك أس الخلافة، وقرارة الرياسة، ومركز الدول المتداولة، ~~شهدت الأشهاد، أنه بك مهدت البلاد، وعنك انبثت الجياد، كأنها الجراد، على ~~حين اشتدت شوكة المارقين، وحميت جمرة المعاندين، فألظوا بهم مجلحين، وشنوا ~~[206ب] عليهم الغارة ممسين ومصبحين، وأذلوا كل جبار عنيد، وقطعوا دابر كل ~~ختار مريد، حتى خضدوا تلك الشوكة، وأطفأوا تلك النائرة، فانجلت الغماء، ~~وسكنت الدهماء، بتدبير قاضي العدل، وحكم عباد البأس والفضل، فمرت لك كذلك ~~برهة، وتراخت بك على تلك الحال مدة، آمنا سربك، صافيا شربك، لا يطار # PageV06P759 # غرابك، ولا يضار بسوء جناحك، فهنيئا لك النعمى أولى وهذه أخرى. # ولما ثاب من سعدي ثائب، وأسعد جدي قدر غالب، درج عنك إلي، وطلع من تلقائك ~~بطالع الإقبال علي، المولى المعتمد الذي أحياك رفاتا قدم، وأشب منك كبيرا ~~قد هرم، كما أحيا ذكري، ونوه من قدري، إذ حط اسمي عن عرض الدور، وأثبته في ~~ديوان ساميات القصور، فمن رأى من قبلي الوهاد، تطاول الأطراد -! فأصبحت - ~~والله ولي الإحماد - هضبة القصاد، ونجعة الرواد، وكعبة بني الأمل، وعصمة كل ~~خائف وجل: # في كل شارق الزوار تكنفني وبعد حول يزار الركن والحجر # لو أن إيوان كسرى كان عاصرني لكان لي دونه عز ومفتخر # بساحتي تعقد الرايات يتبعها جيش يسايره أو يقدم الظفر # بسعد محتسب في الله معتمد عليه أفعاله في دهره غرر # وكم له في الورى من فتكة قرئت فينا كما تقرأ الآيات والسور # وفي فصل منها: ومعلوم أيها القصر، الذي يزدان به العصر، أن لكل أجل كتلب، ~~وللنفوس علائق وأسباب، وأغراض وآرابن فاللبيب من قدر الأشياء بمقدارها، ~~واعتبر الأمور حق اعتبارها، فعلم أن لها [عوارض من سأم يلحقها، وكسل ~~يطرقها، فتستريح بالانتقال من حال إلى حال، ليعود ذلك الانقباض] انبساطا، ~~ويؤول ذلك الكسل نشاطا؛ ولا عجب من غضارة بساتيني، ونضارة رياحيني ms1479، فإنما ~~كان ذلك في # PageV06P760 # مدد متراخية، وأيام ولبال [علي] متعاقبة، وإنما العب الأعجب ما نمي إلي ~~عنك، مما تكامل فيك واجتمع لك، من حدائق بواسق، في أيسر من رجعة الطرف، ~~وأسرع من قبضة الكف، إلى أوار أينعت، وأزهار تنوعت: فمن ورد كتوريد الخدود، ~~ونرجس كمقل الغيد، وسوسن كأنه راحة ثنت البنان، على قراضة من العقيان، ~~وآذريون كمداهن عسجدية، على قضب زبرجدية، وخيري كأنما استعار شكله العيون، ~~او اختار بذلة المحزون، وبنفسج حكى زرق اليواقيت، وبقية النار في أطراف ~~كبريت، وياسمين يذكر بالخدود البيض [207أ] ويعطل كل نسرين وإغريض. # وفي فصل: وإن الخجل منك ليكسوني أثوابا، والمعرفة بحق تقتضيني اعترافا لك ~~واستعتابا، على ما ضيعته قبل من مداخلتك، وفرطت قديما فيه من مواصلتك، فإني ~~كنت آنفا في نحو ما انت فيه اليوم زاهيا، هناك الله المنحة منه، وسوغك ~~النعمة الجسيمة به، من الشغل المطرد، بخدمة المولى المعتمد؛ ولما انتقل ~~إليك وجب أن أخاطبك معتذرا مستغفرا، وأكاتبك مهنئا لك مستكثرا منك، وما ~~اتفق لي من ينوب في ذلك منابي # PageV06P761 # وما زلت أطلب من يجيد ما يكتب، حتى قيض منشىء هذه الرقعة، وحلي لدي ~~بالبلاغة، فخاطبك عني بما تراه، وتستوضح مغزاه، وقد استوجب باتصاله بي ~~واعتلاقه بسببي حقوقا عندي، وحظا وافرا من اعتنائي وودي، وأسألك فصل ~~العناية به دوني، وصدق الشفاعة له عني عند المولى المنعم، ولا أقل من أن ~~يبلوه ويخبره، فإن استحق بالإحسان إحسانا، أوسعه وأوسعني عنه إنعاما ~~وامتنانا، وان كانت الدولة السعيدة غنية عنه فما أخلق مكارمه بأن يلحفه ~~ظلها، ويبوئه فضلها، فيكون في خباياها، ويقيم في ذراها، ليعلم من علم بقصده ~~لها، أنه قد حلي بطائل منها، وعسى أن يظهر بعد حين رأي في تشريفه بتصريفه. # الجواب عن ذلك من إنشائه [أيضا] : أحسنت أيها القصر المبارك أحسنت، شد ما ~~بينت، وسرعة ما لقيت، وأصبحت - والله يتم سناءك، وينمي بهاءك - بهذه ~~الطبائع، محبب المقاطع والمنازع: # ومن يك عبدا للمؤيد لا يزل [حميدا] مساعيه سديدا سهامه # مليك إذا ما هم أمرا ms1480 فإنما ذريعته خطية وحسامه # لقد هيأت لك الهيئة العلوية، مراتب سنية، وأطلعت لك النصبة الفلكية مطالع ~~من السعود، سمعت بك صعدا من الصعيد، ومنحتك من عزة السلطان، ما أناف بك على ~~الأقران إلى العنان، فأين منك الجوزاء، وقليل لك أن أقول الأبلق الفرد ~~وتيماء - أنت فلك نجوم الملك، وسماء رجوم الشرك. # PageV06P762 # وفي فصل منها: ولله يا سيد القصور، وبهجة الدهور، [ما تقرر لك لدي] ، وقص ~~عنك إلي، من محاسن أحرزتها صفتك، وفسرتها [جماتك، من تحليك] بوجهين على ~~منصبين، مفضيين إلى مجلس بين حيرين، كلاهما محاسنه فائقة، وبساتينه رائقة، ~~ذوات أفنان متعانقة، تعانق الخلان، تلهيك عن قدود العذارى، وتنسيك معاطف ~~[207ب] النواعم السكارى، قد أقامت من الأوراق، شكل الرواق، فيمر النسيم بها ~~عليلا، وتلاحظ طرف الشمس أثناءها كليلا، فأنت منها في ظل ممدود، وطلح ~~مخضود، وطلع منضود لتساقط ذلك الثمر، وإن كان لا يهتصر، إلى آس عبق ~~الأنفاس، حكى سلاسل الذوائب من أصداغ الكواكب، وأنوار أشتات، وأزهار ~~نلونات، فمن أبيض ناصع، وأصفر فاقع، [وقانىء حمرته، وباقل خضرته] ومن ~~أقحوان كثغور الحسان، وشقائق كالشقيق، أو مذاب العقيق، كل ذلك بهج متبرج، ~~بين يدي ذلك المجلس الرفيع البديع، صدفة الدرة اللخمية، ومقر الدولة ~~المعتمدية، [تروق النظار، وتستوقف الأبصار، بمصانع شاكهت الوشائع، ومحاسن ~~عطلت البساتين، لم تعرف تلك أرض صنعاء، ولا حاكت هذه أيدي السماء، قد ~~مازجها النضار سائلا، وترقرق بها ماء # PageV06P763 # الحسن مقيما وجائلا، فلتماثيله صور يسحر منها النظر، من ناطق لبق ~~الحركات، وصامت مألوف النزعات] : # قد فات حسنك كل قصر مثلما فات المؤيد كل ملك في الورى # ملك إذا وقف الملوك ببابه عاد المعظم منهم متصغرا # طلب المعالي بالعوالي والها فاحتازها والطالبوها بالعرا # إيقاده نار الحروب فخاره وفخار قوم يوقدون العنبرا # في حين تلتمح السيوف بوارقا والزغف ليلا والجياد كنهورا # وبودي أيها القصر المألوف جنابه، المنيف نصابه، لو أمكننا اللقاء، حتى ~~يقع الشفاء، ويتمكن الإخاء: # ولو كان يمكن سعي الجماد سعى بي نحوك فرط الوداد # وشخصك إل أطالعه لحظا فأني أطالعه بالفؤاد ms1481 # ولله ملك ظللنا به مليكي قصور جميع البلاد # لقد جمع الله فيه خلالا جلائل ما اجتمعت في العباد # [إذا ما لنتمى فابن ماء السماء وإما اعتزى فابن حر الجلاد] # حمى عندها النوم أجفانه فيكحلهن بميل السهاد # جمل لا يفصلها إلا العيان، ومحاسن يصدق فيها اللسان والبرهان، ومكارم لا ~~تحتويها الغمائم، وأدب كما تفتحت الكمائم، تسمع الصم، وتستنزل العصم، وترهف ~~طباع الغبي، وتحث قريحة البكي # PageV06P764 # بأدنى لحظة، وأيسر نكتة، في أقرب مدة، فناهيك بمن أسعدته قريحة، وعضدته ~~لوذعية صريحة، إياك أعني أيها النشأة المباركية، والجملة المستجادة ~~المرضية. # وفي فصل [منها] : ولقد أثقل ظهري، وأعيا [208أ] ناهض حمدي وشكري، [إذ ~~أخذت بطرفي الفضل، وسمتني خطتي العجز في القول والفعل] ، تبرعت به - ولك ~~أتم الطول فيه - من مبادهة المخاطبة، ومفاتحة باب المكاتبة، بعاطر ثناء، ~~كأرج الكباء، [وبارع إحماد، كأزهار الربى غب العهاد] ؛ فلولا ما اتصل بي ~~عنك، وتقرر لدي من لدنك، من صحة طويتك، وسلامة دخلتك، لقلت: هذا الجفاء ~~مجلو في صورة الثناء، والازدراء مخبو تحت لسان الإطراء، وإنك أمعنت في ~~كتابك في التصريح، وجريت فيه طلق الجموح، وما اجتليت له فصلا، إلا استربت ~~فيه فضلا، ولا مررت منه بفقرة، إلا صرحت لي عن ندرة، وكلما أعدت طرفي فيه، ~~راعني حسن ما تعيده وتبديه، فطفقت تارة [به] أعجب، وأخذت طورا منه أعجب، ~~وقلت: لله كاتبه، لقد أوجز فأعجز، واقتضب فكأنما أسهب، ثم عدت أقول: لا ~~عجب، استملى من محاسن [القصر المبارك] فكتبن وهل هو إلا البحر يقذف بالدر، ~~والروض يبسم عن يانع الزهر. # وفي فصل منها: وقد تعقبت على الكاتب نكتة، إلا تكن هناة، لم تبعد أن تكون ~~غفلة، من أن يرى العجب الأعجب، والغريب الأغرب # PageV06P765 # ما اتفق لي مما تكامل في، ونمي إليك عني، في قصر من الزمان، كابهام ~~الحبارى في العيان، فما رثت أن تحليت حاليا زاهيا، مفرقا مزخرفا، مقرطا ~~مشنفا، لا ترى إلا روضة غناء، وحديقة خضراء، وبهجة زهراء، محاسن تأخذ ~~بمجاميع القلوب، وتحير صفاتها البعيد عن القريب، أشجار نجمت ms1482 لحينها، وتفتقت ~~أثناء رياحينها، نقلت عن ري إلى ري، فتعجلت في أحسن زي، قيد القدود، وأشباه ~~الهيف الغيد، [ريا ناضرات، أتراب لدات، ليست بالثمام الضعاف، ولا الأدواح ~~القفاف] ، فللرياحين أريج، ولخريز الماء ضجيج، كلما تجلت عن خرطوم أقود ~~أعلب، صحرائي النسبة، آدمي الصنعة، إنسي الحضرة، شبح ممثل، وجماد لا يهرول. # [قال ابن بسام] : وفي صفة [هذا] الفيل يقول عبد الجليل، من قصيد طويل، هو ~~ثابت في موضع أخباره من هذا المجموع: # ويفزغ فيه مثل النصل بدع من الأفيال لا يشكو ملالا # رعى رطب اللجين فجاء صلدا وقاحا قلما يخشى هزالا # كأن به على الحيوان عتبا فلم يرفع لرؤيتها قذالا # PageV06P766 # ومنها في وصف ثمار هذا الغصن: # وأوصى بالرياحين اغتراسا همام طالما اغترس الرجالا [208ب] # وكان الغرس والإثمار وقفا لمن جعل الندى والرعد حالا # وقامت يوم قمنا منشدات فغضت من رويتنا ارتجالا # ولابن أحمد فصل من رقعة: إذا تدبرت - أعزك الله - معاليك حقيقة التدبر، ~~ومنحت فضل النظر، تجلت من الكمال في أحسن الصور، وراقت العيون، وفاتت ~~الظنون، فانك اتخذت إلى العلا طريقا مختصرا، خفي عن غيرك فلا يرى له أثرا، ~~فكل يرى أساس المجد سعيه لنفسه، واستنفاد وسعه لذاته، فيكون كما جرى به ~~المثل: " سمنكم هريق في أديمكم " أو كما قيل: " لنفسه بغى ثعاله "؛ وأنت - ~~أعزك الله - إنما تشيد مجدك، بأن تبذل لغيرك [جهدك] ، وتنفق في ذلك ما ~~عندك، وهذا طريق لا يهدي إليه عيون آرائك، وغرض بعيد لا تصميه إلا سهام ~~إنحائك، والله يبقيك للأفاضل أماما، وللفضائل نظأما، بعزته. # وله من أخرى مما كتب به عن بعض أمراء الثغور إلى قوم من النصارى: أيتها ~~الشرذمة الطاغية، إنكم لنا لطائغون، وإنكم لتفسدون في الأرض ولا تصلحون، ~~ناشدتمونا الله في عقد السلم أن تكفوا عن المسلمين عادية الأذى والأستطالة، ~~فحملتموهم ضغثا على إبالة، وانتسفتم النعم، وهتكتم الحرم، وبيتم سكون ~~الدهماء، واستبيتم الحرائر في ربق الأماء، وتوغلتم # PageV06P767 # البسيطات، وتسنمتم القلاع الممتنعات، ولم ترقبوا فينا إلا ولا ذمة، ولا ~~رعيتم لنا سلفا ولا حرمة، وليس ms1483 إلا حكم الله بيننا وبينكم، وهو بعزته يحيق ~~دائرة السوء بكم، ويستأصل شأفتكم، [ويصرف مرتكم] . وانا لنرجو أنها علة قد ~~نضجت، وكأن بالكربة عنا قد تفرجت؛ فلتستشعروا حلول النقمة بكم، وإناختها، ~~وتخطف المنايا لكم، وقطعها لدابركم، وان الذي بينكم وبين الهلكة لأقصر من ~~إبهام الحبارى، في يوم ترون فيه سكارى، وما أنتم بسكارى، ولكن عذاب الله ~~الواقع، وسخطه الذي ما لكم عنه دافع، ولسنا نحاكمكم إلى غير المهند، ولا ~~نماطلكم ذلك وكأن قد، فإن الله لكم بالمرصاد، ولن يتولى كبركم إلا أقل ~~الأعداد، من أنجاد الأجناد، فتصبحوا كأن لم تكونوا شيئا مذكورا، وتصيروا ~~إلى جهنم وساءت مصيرا. [والسلام على من اتبع الهدى، وخشي عواقب الردى] . # [وهذه أيضا] جملة من شعره # من ذلك ما أنشدني لنفسه مما خاطب به الوزير الأجل أبا بكر بن زيدون: # لا تمنعنكم الدنيا وزخرفها بري فقد كنت منها في زخاريف # PageV06P768 # أسماء أعلام أنتم ظلت بينكم [209أ] حرفا وما أبتغيكم غير تصريف # وهذا المعنى ينظر فيكم اللجام، مما أنشده الثعالبي: # أنا من وجوه النحو فيكم أفعل ومن اللغات إذا تعد المهمل # وقال اللجام أيضا: # ونعتنا بشاعر نعته ليس ينصرف # وحدثني أبو حاتم الحجاري قال: كتب إلي ابن أحمد بهذه الأبيات: # قالوا الحجاري وظني أنه حجر والدر ليس بمنحوت من الحجر # عني إليك من اشعار لها غرر غيري يباحث بالتحجيل والغرر # بيت ببيت ومصراع بمشبهه حتى يصدق خبري ذائع الخبر # قال أبو حاتم: فأجبته: # قف يا ابن احمد لاتجمح على غرر كوقفة العبر بين الورد والصدر # ولا تعرض فعندي كل شاردة كالنار تلقي إلى الأشرار بالشر # إن شئت سلما فسلما أو محاربة عندي أناة وعندي بطشة القدر # PageV06P769 # أنا سواد وآياتي مبينة فما يخك من خبري ومن خبري # قال أبو حاتم: فكتب إلي ثانية بقوله: # أمرت مني جفاء غير مؤتمر كالذئب نهنه عدو الضيغم الهصر # والعير مستوقف الأفراس سابقة كوقفة العير بين الورد والصدر # إن كنت مستأجرا يوما فلا عجب فؤاد الكتب قد أثبتن في الطرر # وبين فكري ونفسي ms1484 كل صائبة كالسهم ينفذ بين القوس والوتر # قال أبو حاتم: فراجعته بهذه الأبيات: # أنا الحجاري والياقوت من حجر والماء ينبع سلسالا من الحجر # وركن مكة فيه ما سمعت به تراك تجحد أو تعمى عن النظر # لا تحسب الشعر إلا دوح باسقة أصبحت أقطف منها يانع الثمر # لي المحاسن وانظر قلما خفيت إلا على جاهل بالشمس والقمر # أخفى عليك ولكن سوف تعرف بي ليثا تكنف ملتفا من الشجر [209ب] # وقد أتتني وبعد البطء ما وردت صحيفة لم أنم منها على غرر # ثقف كعوب قناة أنت تحملها وأضرب بمتن الصارم الذكر # ماذا تريد بنسج هلهلته يد أخشى عليك هجوم القر في صفر # وقد نصحتك والأيام واعظة وأنت تجنح أحيانا إلى السفر # قال أبو حاتم: فلم يراجعني بعد، فكتبت إليه آخرا بقولي: # PageV06P770 # ما لابن أحمد لم تبصر بصيرته هيهات تضعف أحيانا عن النظر # يظن بي قصرا والطول يعجبني إني لأعجب من طول ومن قصر # إذا استراب بمثلي في بديهته وقال ما يملأ الأسماع من هذر # فخله يخبط العشواء في رجل يسري فيمرح بين الشمس والقمر # ولابن أحمد مما خاطب به أبا بكر الداني المعروف بابن اللبانة: # هب السحر يملي والمعالي تدفق هل الكل إلا من صفاتك يشرق # وهبنا شدونا كالبلابل إنه جميع الملاهي من قريضك ينطق # جمعت معاني الحسن في طي مهرق ولم أحتسب أن يجمع الحسن مهرق # ولا فضل لي إلا النظام وإنما أماؤك تجلوها كواكب تعشق # وماذا عسى نهدي إليك وإننا جداول في أدنى بحارك تغرق # وما زلت تهدي كل حين جواهرا فتخزن منها ما تشاء وتنفق # أرى شعراء الوقت دونك قصرت إلى عفوك الأدنى تخب وتعنق # وجدتك شمس الفهم أشرق نورها فلست أراعي كوكبا يتألق # فأجابه أبو بكر الداني [بقوله] : # سبقت إلى العليا وما زلت تسبق فأرسلت ما يندى علي ويعبق # كتاب كما يتلى الكتاب وراءه حديث كما يروى الحديث المصدق # أضاء الهوى في صفح ما قد خططته كما ضاء في وجه الحقيقة رونق # أعدت لي الدنيا فتاة وربما غلاما ms1485، كلا الوجهين في الحسن ريق [210أ] # PageV06P771 # وأنستني من وحشة فكأنما مددت علي الظل والشمس تحرق # أخذت بأطراف الكلام فحزته فحظ الورى منه الذي تتصدق # ومن شعر أبي جعفر بن أحمد يستنجز بعض الوزراء: # عدات مثل ما ابتسم الحسان وتسويف كما عبس الزمان # وقد خبرت نفسي عنك خيرا وأحر بأن يصدقني العيان # وها مدحي سوابق ملجمات لأرسلها وفي يدك العنان # ومما قال في الغزل وسمى هذه القطعة بالصفقة: # سمت الحبيب وصالا قال لي نعم ولا أبيعكه إلا يدا بيد # فقلت هاك فؤادي قال تبخسني حقي فزدني عليه فلذة الكبد # فقلت هاكهما فافتر من عجب وقال لي إن هذا غلية الجلد # فقلت لا تعجبن فالوجد يقتلني فقال ما لقتيل الحب من قود # وهو القائل من أبيات اندرجت له في أثناء رسالة: # ولم ير مثل الجود للمرء حلة وهل يستوي قدرا جواد وباخل # يذمم بالبخل الشريف انتسابه وتحمد بالجود الخساس الأراذل # وما لك في الدنيا سوى ملبس يرى عليك وما تعطي وما أنت آكل # يطيل حياة المرء طيب ثنائه والا فأيام الحياة قلائل # وفي فصل منها: فاعجب لهذه المنقبة النبيلة، والحلة الوسيمة الجميلة # PageV06P772 # تكسب المرء خلدا مع الزمن، وان كان الخلد غير ممكن، وبالكرم استدل على ~~كثير ممن كان في سالف الأمم، لاسيما إن ألف شعرا، أو صنف نثرا، وبه عرف هرم ~~بن سنان المري وحاتم الطائي، ومن سواهما من الأجواد والأصفاد. # وله: # قم فاسقني والرياض لابسة وشيا من النور حاكه القطر # والشمس قد عصفرت غلائلها والأرض تندى ثيابها الخضر # في مجلس كالسماء لاح به من وجه من قد هويته بدر [210ب] # والنهر مثل المجر حف به من الندانى كواكب زهر # فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي الخطاب # عمر بن احمد بن عبد الله بن عطيون التجيني الطليطلي # أحد بحور البراعة، ورؤوس الصناعة، نفث هاروت على لسانه بسحر، إلا أنه حلو ~~حلال، وتفجرت البلاغة من جنانه ببحر، إلا أنه # PageV06P773 # عذب زلال، فأتى ثانيا من عنانه، وسبق على تأخر زمانه، على أنه لم يشرح ms1486 قط ~~بحب الشعر صدرا، ولا أبلى في طلبه عذرا، وإنما قاله متحببا لا متكسبا، وألم ~~به متمرنا لا متزينا، وقد أثبت من كلامه ما يزري بالدر في السلك، ويخل ~~بالكافور والمسك. # جملة من شعره في أوصاف شتى # له من قصيدة في المتوكل بن المظفر صاحب بطليموس المعروف بابن الأفطس: # عاكف جفني على سهره سيف جفن سل من حوره # نفحت بالسحر هبته فانثنى والصبر من جزره # قدر ما قد أتيح له لا يفر المرء من قدره # إن ليل الصب أوله في تمادي الشوق من سحره # روعت أسماء أن طلعت رائعات الشيب من شعره # لا تراعي يا أسيم لها إن حسن الروض في زهره # واخضرار الليل أحسنه ما تلوح الشهب في خدره # ليس شيبا ما لمحت به جمر قلبي طار من شرره # إن تري رأسي به قزع لست بالباكي لمنحسره # قد حلبت الدهر أشطره ومريت السحب من درره # رب واد قد هبطت به فبهرت الوحش في نفره # PageV06P774 # بممر عقده أشر ضاعف التضمير من أشره # سبقت منه مسامعه رجعة بالطرف من حذره # بارق جالت حوافره مع جول اللمح من بصره [211أ] # لو تعاطى البرق غايته لأتى يكبو على أثره # مثله أدنى إلى ملك نام طرف الملك عن سهره # جاعل سمر القنا شجرا يجتني التأييد من ثمره # ما قضى من لذة وطرا منذ لاح الملك من وطره # [وفيها يقول] : # قد بنى ملكا مظفره باسمه المشتق من ظفره # ثم سماه له عمرا كي يكون الدهر من عمره # يا مليكا كل شاردة سقتها في الشعر من فقره # ليس لي فضل بمدحته سلكه أدرجت في درره # إنني في ما أجيء به جالب تمرا إلى هجره # وله من أخرى أولها: # غدو لنا في حبكم ورواح وليس على حكم الغرام براح # تنكرت لما خالط الشيب لمتي وأسفر في ليل الشباب صباح # ومنها: # PageV06P775 # إلى كم نوى تتلو نوى وتغرب كأني بأيدي الياسرين قداح # تعاورنا أيدي الفيافي كأننا هشيم ذرته بالفضاء رياح # وفيها يقول في مدح المتوكل على الله: # إذ كنت ms1487 قد أمسكت من عمر الرضى بحبل فعلاتي به ستراح # هو الصارم الهندي أمضاه عزمه ولألاه على أعراضهم فشاح # وله فيه من قصيدة أنشدها إياه في محرم سنة أربع وسبعين، صدره من التطوف ~~ببلاد الثغر، يدعو أهلها إلى الدخول في طاعته، فأجابته حاشا أهل وادي ~~الحجارة فإنهم رجموه بها، وحاربوه على بابها، وكان زعيمها يومئذ والقائم ~~بأمرها من أهلها، حامد بن مسرة الفقيه، أولها: # بمثلك من مولى ومثلي من عبد يرى الناس كيف المجد أو صفة المجد [211ب] # رميت قصي الثغر بالخيل شربا هبطن على غور فأصعدن في نجد # فما شئته من لاحق بطنه طوى وأقرابه نيطت إلى كفل نهد # وأقبلتها مجريط شعثا كأنها كواسر عقبان تقضين من فند # تدوس الإكام الجرد منها فترتمي سجودا إلى أيدي سوابقك الجرد # PageV06P776 # فلما رأت مجريط وجهك أقبلت لعزتك القعساء في ذلة العبد # ومدوا يد السلم الذي أنت ربه إليك ولاذوا بالمواثيق والعهد # فأوسعتهم منا بأمنهم وقد تطلع سيف الإنتقام من الغمد # وما حامد من ذا الورى فعل حامد وقد أبرز البهم الضعاف إلى الأسد # كأني أرى وادي الحجارة قد جرى دما بهم حتى يعاف عن الورد # واعتل المتوكل وأرتجف به ثم اضمحل سقامه، واستهل بالبرء غمامة، فجلس ~~بمجلسه للسلام، ورفعت إليه من بطائق النظام، نيف على عشرين قصيدة، فمن شعر ~~أبي الخطاب فيه يومئذ من قصيدة أولها: # نهنيكم بل نحن فيكم نهنأ فباسمك يرعانا الإله ويكلا # وأنت الذي أحللتنا جنة المنى فنحن كما شئنا بها نتبوأ # وفي خلال مرضه خرجت صلات لأولئك الأدباء الشعراء فقال فيها: # وما اعتل عنا جوده باعتلاله ولكن وجدنا غبة ليس يهنأ # ينغص شكواه لجداوه عندنا كأنا عطاش البحر في الماء نظما # وله من أخرى: # أمن كيوان أطلب أن أقادا لقد أغظمت شأوي ذا بعادا # وفي الأرضين أعجز عن مداه فكيف أرومها سبعا شدادا # PageV06P777 # ومقصور على الآفاق أمسى يراوح بابرى إن لم يغارى # ألوف للفيافي لا يبالي بأنصلها التهائم والنجادا [212أ] # وريش في جناح البين يهفو مع الأيام لا يألو ms1488 اجتهادا # كأن عليه للأيام عهدا موفى أن تعم به البلادا # لعل نذورها حلت بحمص فنبلغ من أمانينا المرادا # ونكرع في نمير طالما قد رشفنا دون جمته ثمادا # وكم مستعرض أعرضت عنه ولم ألم به إلا انتقادا # أرانا خيره وعدا جهأما وبشرا خلبا وندى جمادا # كلأما أحرقت منه القوافي تركناه لسافية رمادا # ولو عمرو يجاذبه دهاء لأصعب ملك مصر أن يقادا # يراع الدهر من عزمات شهم يعفي ما أفات بما أفادا # وتمضي حكمه الأيام قسرا فتترك ما تريد لما أرادا # عزوف النفس يكلف بالمعالي إذا كلفوا بسعادا # ومنها: # علي ألية ما دمت حيا أخص بمدحتي إلا جوادا # فلم نلق الكرام إلا كما ألفيت من عوز سدادا # PageV06P778 # ألوذ بعطف مجدك من خطوب تخونت الطوارف والتلادا # وأنفذت التجمل وهو زغف يفل قتيرها الأسل الحدادا # فأبقال الذي أعطاك مجدا أبى لك حكمه إلا انفرادا # فصير ذكراك السمار أنسا وأحقب مدحك الركبان زادا # وله من أخرى في أبي عبد الله بن أبي حمامة: # أعن برق تلألأ في غمامة بكت عيناك أن شمت ابتسامة # أضاء لعينك الأثلات وهنا برامة لا تعدى السقي رامه # ذكرت به زمانا قد تقضى وولى أنسه رتك النعامة # وأخضر جبت فحمته مطلا لى الأخطار لم أرهب ظلامه # بأهدى في سراه من قطاة وأقدم في دجاه من أسامه [212ب] # كأن نجومه في الأفق ظلت حيارى لا تهدى لاستقامه # كأن الليث لما هم يعدو على الجبار شدله حزامه # وسدد قوس هنعته إليه فأثبت في لهياه سهامه # وقد أكل المحاق البدر حتى تحيف نوره إلا قلامه # وهذا التشبيه كثير، ومنه قول ابن المعتز: # مثل القلامة قد قدت من الظفر # PageV06P779 # وفيها قال: # يجاذبني العنان به سبوح طموح همه أبدا أمامه # قليل الصحب لا ألقى أنيسا على طول السرى إلا لجامه # كأن صليل حلقته فريخ صد قد أعرضت عنه الحمامة # وهذا أيضا كقول ذي الرمة: # كأن أصوات من إيغالهن بنا أواخر الميس أصوات الفراريج # ومنها: # وقد ولت نجوم الليل ذعرا لدن سل الصباح لها حسامه # فلم تطلع ms1489 وقد غربت بنجد لنا إلا وقد جزنا تهامه # ولا نشأ الهلال علي إلا وقد شارفت أودية اليمامه # وأعلمت الركائب خاضعات تمد لسيرها عنقا وهامه # إلى طود المفاخر والمعالي وبحبوح السيادة والزعامه # إلى ضخم الدسيعة لا يبالي من الطائي أو كعب بن مامه # أناف به أبو بكر أبوه فسد وساد أعيا حمامه # وله من أخرى: # PageV06P780 # لمع من البرق سرى يلتاح والنسر قد مال به جناح # لم ينم الليل له لماح كالشعلة استطارها اقتداح # أنحى على الزند به شحاح فشاقني نحو الحمى التماح [213أ] # وذكرتني عهدها الأدواح سقى ثراها الوابل السحاح # ولاعبت أغصانها الأرواح بسجسج هبوبها لفاح # فكم لنا في ظلها رواح وهو علينا وارف نفاح # وأعجم الطير له إفصاح للغصن من تغريده ارتياح # مثل النزيف عطفته الراح # ومنها: # والصعب يأبى وله إسماح ودارت الكؤوس والأقداح # نجوم راح أطلعتها الراح عاطينناها الخرد الملاح # والغادة البهكنة الرداح غصت براها وجرى الوشاح # واستهدفت في صدرها التفاح قد شرعت كأنها رماح # للدم في أطرافها انتضاح تقتل باللمس ولا جراح # ورب جد أصله مزاح وفتية كأنهم رماح # بضمر كأنها القداح خضر من الليل لها أشباح # وانشق من جباهها الإصباح يعدو بهن معقب وقاح # PageV06P781 # صلد على صلد الصفا رضاح يحار فيه الناظر الملتاح # أحافر في الحضر أم جناح إذا اعتلى اعطافها انتشاح # وابتلت الحجول والأوضاح لج بها النشاط والمراح # وشره لم يؤده جناح أنى تنال شأوه الرياح # وسبق البرق به اطلاح يا ليت شعري هل غدوا أو راحوا # فالدهر قفر بعدهم براح # وله من مرثية في الوزير أبي حفص الهوزني، وكان استشهد - رحمه الله - في ~~قتال الروم على وادي طلبيرة، قصيدة أولها: # نبأ به وافى البريد فظيع صدع القلوب حديثه المسموع # وافى فكل تجلد متعذر أسفا وكل تصبر ممنوع # طلعت بمطلعه علي غياهب لم يبد فيها للسرور طلوع [213ب] # فبكيت من جزع عليه بمقلة إنسانها بجفونها ملسوع # ولو أن لي عدد النجوم مدامعا تجري ومن فيض البحور دموع # لم أقض حقك يا محمد إنه حزن تعاظم قدره ms1490 وولوع # ماذا نعى الناعون صم صداهم من طود عز خر وهو منيع # ماذا نعوا من جود كف أخصبت فزمانها للمعتفين ربيع # يا سالكا بين الأسنة والظبا في موضع فيه السلوك فظيع # يغشى الحمام به النفوس مراقبا للهندوانيات وهو مروع # PageV06P782 # لو حل ساحته السماك برمحه عند الطعان لظل وهو صريع # ما زال قدرك ساميا حتى غدا في زمرة الشهداء وهو رفيع # ما ذقت موتا إذ صرعت وإنما نلت الحياة وصبري المصروع # يا طالعا في الجيش من طلبيرة هل آن لابن الهوزني طلوع # أم قد أطال بها الثواء ولم يحن منه إلى يوم النشور رجوع # فغدا نظام مؤمليه مبددا والشمل شتى وهو أمس جميع # سخى بنفسي عنك أني لاحق [بكم] وأنك سابق متبوع # فالموت يخترم الأنام قد استوى منهم جبان عنده وشجيع # سيان مدرع لديه وحاسر طعن المنية لا تقيه دروع # نغتر بالدنيا ويخدع بعضنا بعضا بها وجميعا مخدوع # فسرورها هم، وصفو نعيمها كدر، وحبل وصالها مقطوع # ماذا أجن الترب في طلبيرة من سؤدد لك ذكره مرفوع # هابتك حاشدة المنايا فانبرت زحفا الى لقياك وهي جموع # حتى سابت النفس وهي عزيزة لم يبد منها للعدو خضوع # جفت ينابيع بتاجو إنها سم لأرواح الكرام نقيع # أنى غمرت البحر وهو غطامط وطمست نور البدر وهو سطوع [214أ] # PageV06P783 # ذو الوزارتين الكاتب أبو عبد الله # ابن أبي الخصال أعزه الله # حامل لواء النباهة، بالروية والبداهة، مع منظر ووقار، وشيم كصفو العقار، ~~ومقول أمضى من ذي الفقار، وله أدب بحره يزجر، ومذهب يباهي به ويفخر، وهو ~~وان كان خامل المنشأ نازله، لم ينزله منازله، ولا فرع للعلاء هضابا، ولا ~~ارتشف للسناء رضابا، فقد تميز بنفسه، وتحيز من جنسه، والذي ألحقه بالمجدن ~~وأوقفه بالمكان النجد، ذكاء طبع عليه طبعه، ونجم في تربة النباهة غربه ~~ونبعه، وتعلق بأبي يحيى بن محمد بن الحاج، وهو خامل الذكر، عاطل الفكر، ~~فملك قياد مأموله، وهب من مرقد خموله، وقدح استعماله زناد ذكائه، وأبدى ~~شعاع ذكائه، ولم يزل عاثرا معه ومستقلا، ومثريا حينا ms1491 وحينا مقلا، إلى أن ~~تورطوا [في] تلك الفتنة التي ألقحوا حائلها، وما لمحوا مخايلها، وطمعوا أن ~~يغتالوا ملكا معصوما، وأبرموا من كيدهم ما غدا بيد القدر مفصوما، وفي أثناء ~~بغيهم، وخلال جريهم الوبيل وسعيهم، كانت ترد عليهم من قبله كتب تحل ما ~~ربطوه، وتروعهم مما تأبطوه: ورد عليهم كتاب في أحد الأحيان راعهم، وأنساهم ~~جلادهم وقراعهم، وهو بمجلس أنس، فاستدعي للمراجعة عن فصوله، والمعارضة ~~لفروعه وأصوله، فأبان عن الغرض، وخلص جوهره من كل عرض، وأبدع في إحكامه، ~~وبرع في قضاياه وأحكامه، فحمل أبا يحيى بن محمد استحسان # PageV06P784 # ما كتبه، أن خططه للحين ولقبه، والمدام لرأيه الفائل مالكه، ولعقله في ~~طرق الخبال سالكه، فلم يعمل فيها فكرا، ولم يتأمل أعرافا أتى أو نكرا، فجرت ~~عليه لقبا، واعتله من الاشتهار مرقبا، وصار نرتسما في العلية، متسما بتلك ~~الحلية، وما تزال الدول تستدنيه نائيا، وتنئيه دانيا، فلا أجعله مجنيا عليه ~~ولا جانيا، فما بيده رفع شومه، ولا محو رسومه. وقد أثبت له ما تجتليه ~~فتستحليه، وتلمحه فتستملحه، فمن ذلك قوله في مغن زار، بعدها شحط المزار ~~[214ب] : # وافى وقد عظمت علي ذنوبه في غيبة قبحت بها آثاره # فمحا إساءته بها إحسانه وأستغفرت لذنوبه أوتاره # وله: # يا حبذا ليلة لنا سلفت اغرت بنفسي الهوى وقد عرفت # زارت بظلمائها المدام فكم نرجسة من بنفسج قطفت # وله يعتذر من استبطاء المكاتبة: # ألم تعلموا والقلب رهن لديكم يخبركم عني بمضمره بعدي # ولو قبلتني الحادثات مكانكم لأنهبتها فكري وأوطأتها خدي # ألم تعلموا أني وأهلي وواحدي فداء ولا أرضى بتفدية وحدي # PageV06P785 # كتب الكاتب أبو نصر إلى أبي يحيى بن محمد بن الحاج، سقى الله مصرعه، ~~وأورده منهل العفو ومشرعه: # أكعبة علياء وهضبة سؤدد وروضة مجد بالمفاخر تقطر # هنيئا لملك زان نورك أفقه وفي صفحتيه من مضائك أسطر # وإني لخفاق الجناحين كلما سرى لك ذكر أو نسيم معطر # وقد كان واش هاجنا لتهاجر فبت وأحشائي جوى تتفطر # فهل لك في ود ذوى لك ظاهرا وباطنه يندى صفاء ويقطر # ولست بعلق ms1492 بيع بخسا وانني لأرفع أعلاق الزمان وأخطر # فراجعه: # ثنيت أبا نصر عناني وربما ثنت عزمه الشهم المصمم أسطر # ونالت هوى ما لم تكن لتناله سيوف مواض أو قنا متأطر # وما أنا إلا ذو عرفت وإنما بطرت ودادي والمودة تبطر # نظرت بعين لو نظرت بغيرها أصبت وجفن الرأي وسنان # وقدما بذلت الود والحب فطرة وما الحب إلا ما يخص ويفطر # في ذكر الكاتب # أبي عبد الله محمد بن أبي الخصال [215/أ] # أحد أعيان كتاب الزمان، وحامل جملة الإحسان، بحر معرفة لا تعبره السفن، ~~ولو جرت بشهوتها الرياح، وطود علم لا ترقى # PageV06P786 # إليه الفطن، ولو سما بها الإمساء والإصباح، وأدب لا تعبر عنه الألسن، ولو ~~أمدتها الأوتار الفصاح، إلى طول باع، ورقة طباع. # نجم بأفقه من بلد شقورى فأسكت القائلين، واستوفى غاية المحسنين، وهواليوم ~~بحيث لا تشير الأصابع إلا إليه، ولا تنطوي الأضالع إلا عليه، وله بيان لا ~~يتعاطاه ناظم ولا ناثر، وإحسان لا يبلغ مداه أول ولا آخر؛ وقد أثبت من ~~كلامه مما نقلت من خطه الذي خاطبني به، ما يدل على نبله وأدبه. # فصول من نثره # كنت قد انفردت لتحرير هذه النسخة من هذ المجموع في شهور سنة ثلاث ~~وخمسمائة، فلما انتهيت إلى نقل ما كان وقع إلي من ترسيل # PageV06P787 # كتاب هذا الجانب الشرقي من الأندلس، لم أقع لهذا الرجل على كلام في نثار ~~ولا نظام، فكاتبه الإخوان في ذلك، ونشطني أيضا على مخاطبته هنالك، فوردت ~~عليه الرقعتان وهو مجتاز على حضرة اشبيلية في جملة أهل العسكر، فراجعه في ~~كتاب طويل، قال فيه في بعض الفصول: # الحذر - أعزك الله - يؤتى من الثقة، والحبيب يؤذى من المقة، وقد كنت أرضى ~~من ودك، وهو الصبح، بلمحة، وأقنع من ثنائك، وهو المسك، بنفحة، فما زلت ~~تعرضني للإمتحان، وتطالبني بالبيان، وتأخذني بالبرهان، وأنا بنفسي أعلم، ~~ولمقداري أحوط وأحزم، والمعيدي يسمع به ولا يرى، وإن وردت أخباره تترى، ~~فشخصه مقتحم مزدرى، لا سيما ممن لا يجلي عن نفسه ناطقا، ولا يبرز سابقا، ~~فتركه والظنون ترجمه ms1493، والقال والقيل يقسمه، والأوهام تلحه وتحرمه، وتحييه ~~وتخترمه، أولى به من كشف القناع، والتخلف عن منزلة الاقناع؛ وفي الوقت من ~~فرسان هذا الشان، وأذمار هذا المضمار # PageV06P788 # وقطا هذه المناهل، وهداة تلك المجاهل، [من] تحسد فقرة الكواكب، ويترجل ~~إليه منها الراكب، فأما الأزاهير فملقاة في رباها، ولو حلت عن المسك حباها، ~~أو صيغت من الشمس حلاها، فهي تنظر من الوجد يكل عين شكوى لا تكرى، وإذا ~~كانت أنفاس هؤلاء الأفراد مبثوثة، وبدائعهم [215ب] منثوثة، وخواطرهم على ~~محاسن الكلام مبعوثة، فما غادرت نتردما، واستبقت لمتأخر متقدما، فعندها يقف ~~الاختيار، وبها يقنع المختار. وأنا أنزه ديوانه النزيه، وتوجيهه الوجيهن عن ~~سقط من المتاع، قليل الإمتناع، ثقيل روح السرد، مهلك صر البرد. وهبه قد ~~استسهل استلحاقه، وطامن له أخلاقه، أتراني أعطي الكاشحين في إثباته يدا، ~~وأترك عقلي لهم سدى -! ما إخالك ترضاها لي من الود خطة خسف، ومهواة حتف، لا ~~يستقل عاثرها، ولا يستجد داثرها، ولا يستقيل غبينها، ولا يبل طعينها؛ وقد ~~كنت حرصت حين عرض علي صدر هذا التأليف - حيث عرض - على التماحه، واجتلاء ~~غرره وأوضاحه، وما غربي إلا وعدك، ولا استجرني # PageV06P789 # إلا عهدك، وغرضي في تصفحه أن أجد قدوة، وأصادف أسوة، فأنزل عن حذري، ~~وأرجح بين مغيبي ومحضري، وأقع على ألافين وأجاور في التخلف أحلافي، فلم ~~يتمم لي وعدك إنجازا، ولا وجدت لفرصتك انتهازا، بل انقلبت الحقيقة مجازا، ~~والهوادي أعجازا، ولم نحل بطائل، وصرنا تحت قول القائل: # ترك الزيارة وهي ممكنة وأتلك من مصر على جمل # وفي فصل: وأنت المفتتح للصلة، المولي للمنة المشتملة، وان رسولك لوافى ~~بكتابك الخطير، والشمس واجبة سقوط منازع، وحياة الذي يقضي حشاشة نازع، ~~والبيت قد غص بما فيه، وضاق لفظه عن معانيه، والشغل مساهم بل مشاطر، ~~[والخاطر لا طالع ولا خاطر] ، يصور فكري إليه، ويخلع فقري عليه، إلا صبابة ~~لا ترد صبابة، ورسيسا لا يشفي نسيسا، فدونكه واهن الدعائمن واهي العزائم، ~~يتبرأ تابعه من متبعه، ويفر سامعه من مسمعه، ولولا أن الجواب فرض لاعتذرت ~~واقتصرت، لكن أوثر ms1494 حقك وإن أبقى علي دركا، وبوأني دركان وقد راجعتته ~~[أيضا]- أعزه الله - بشريطة كتمانه وستره، انقيادا لأمره، وتصديا إلى عقوقه ~~ببره. # وأجابني أيضا برقعة قال فيها: وصل من السيد المسترق، والمالك # PageV06P790 # المستحق - وصل الله أنعمه لديه، كما قصر الفضل عليه - كتابه البليغ، ~~واستدراجه المريغ، فلولا أن يصلد زند اقتداحه، ويرتد طرف افتتاحه، وتنقبض ~~[216أ] يد انبساطه، وتغبن صفقة اغتباطه، للزمت معه مركز قدري، وضن بسره ~~صدري، لكنه بنفثة سحره يسمع الصم، ويستنزل العصم، ويقتاد الصعب فيصحب، ~~ويستدر الضجور فتحلب، ولما فجأني ابتداؤه، وقرع سمعي نداؤه، فزعت إلى ~~الفكر، وخفق القلب الأمن والحذر، فطارت من الفقر أوابد قفر، وشوارد عفر، ~~تغبر في [وجوه] سوابقها، ولا يتوجه اللحاق لوجيهها ولاحقها، فعلمت أنها ~~الإهابة والمهابة، والإصابة والاسترابة، حتى أيأستني الخواطر، وأخلفتني ~~المواطر، إلا زبرجا يعقب جوادا، وبهرجا لا يحتمل انتقادا، وأنى لمثلي ~~والقريحة مرجاة، والبضاعة مزجاة، ببراعة الخطاب، وبزاعة الكتاب، ولولا دروس ~~معالم البيان، واستيلاء العفاء على هذا الشان، لما فاز لمثلي فيه قدح، ولا ~~تحصل [لي] في سوقه ربح، ولكنه جو خال، ومضمار جهال. # وفي فصل منها: وأنا أربا - أعزك الله - بقدر " الذخيرة "، عن هذه النتف ~~الأخيرة، و [أرى] أنها قد بلغت مداها، واستوفت حلاها، وإنما أخشى القدح في ~~اختيارك، والاخلال بمختارك، وعلى ذلك فوالله ما من عادتي أن أثبت ما أكتب ~~في رسم ينقل، ولا في وضع المراتب عندنا مخاطب نتحفز له ونحتفل، وإنما هو ~~عفو فكر، ونشر ذكر؛ # PageV06P791 # وقد وجهت من المنظوم طيها ما حضر، وعذري إليك - أعزك الله - في أني خططت ~~والنوم مغازل، والقر منازل، والريح تلعب بالسراج، ويصول عليه صولة الحجاج، ~~فطورا تسدده سنانا، وتارة تحركه لسانا، وىونة تطويه حبابة، وأخرى تنشره ~~ذؤابة، وتقيمه إبرة لهب، وتعطفه برة ذهب، أو حمة عقرب، وتقوسه حاجب فتاة ~~ذات غمرات، وتتسلط على سليطه، وتزيله عن خليطه، وتخلفه نجما، وترده رجما، ~~وتستل روحه من ذباله، وتعيده إلى حاله، وربما نصبته أذن جواد، ومسخته حدق ~~جراد، ومشقته حروف برق، بكف ودق، ولثمت بسناه ms1495 قنديله، وألقت على أعطافه ~~منديله، فلاحظ منه للعين، ولا هداية في الطرس لليدين، والليل زنجي الأديم، ~~تبري النجوم، قد جلنا ساجة، وأغرقتنا أمواجه، فلا مجال للحظة، ولا تعارف ~~إلا بلفظة، ولو نظرت فيه الزرقاء لاكتحلت، أو خضبت به الشبيبة لما نصلت، ~~والكلب قد صافح خيشومه ذنبه [216ب] وأنكر البيت وطنبه، والتوى التواء ~~الحباب، واستدار استدارة الحباب، وجلده الجليد، وضربه الضريب، وصعد أنفاسه ~~الصعيد، فحماه مباح، ولا هرير ولا نباح، والنار كالصديق أو كالرحيق، كلاهما ~~عنقاء مغرب، أو نجم مغرب. # استوفي يا معتمدي هذا الفصل، ولك في الاغضاء الفصل. # PageV06P792 # وهذه أيضا المقطوعات التي وجه بها إلي من شعره # قال يصف ليلة أنس مع احد ظباء بني مروان: # وليلة عنبرية الأفق رويت فيها السرور من طرق # وكنت حران فاقتدحت بها نارا من الراح بردت حرقي # حلت بنا عاطلا وقد لبست غلالا فصلت من الحدق # فجاءها الدهر من بنيه هوى بفتية كالصباح في نسق # قامت لنا في المقام أوجههم وراحهم بالنجوم والشفق # وأطلع البدر من ذرى غصن تهفو عليه القلوب كالورق # من عبد شمس بداسناه وهل ذا البدر إلا لذلك الأفق # مد بحمراء من مدامته بيضاء كفا مسكية العبق # فخلتها وردة منعمة تحمل من سوسن على طبق # يشرب بالراح حين أشربها ما غادرت مقتلتاه من رمق # وقال أيضا فيها: # يا حبذا ليلة لنا سلفت أغرت بنفسي الهوى وقد عرفت # PageV06P793 # دارت بظلمائها المدام فكم نرجسة من بنفسج قطفت # ثم انطوى [ثوبها] ومن أسف أن صرفت لوعتي وما انصرفت # وقال في ضدها: # بعدت ليلة تولت ذميمة لم تنفق فيض ديمة بعد ديمه # ليلة لة تقدمت لاستحقت شهرة الذكر قبل يوم حليمة # غسلت لمتي بصبح مشيب ومحت ليلة علي كريمه [217أ] # وورائي من الخضاب قصير وهي زباء والشباب جذيمة # وأرى أبا بكر بن بقي ألم بهذا الغرض في قطعة له كتب بها إلى أحد إخوانه: # نحن كنا في التصافي مثل ندماني جذيمه # فأتى بالصرم يوم دونه يوم حليمة # وتعاطينا التقاضي أينا أقوى شكيمة # تقدح الأيام حتى ms1496 في المودات القديمة # وقال يعتذر من انفصال صديق دون وداع: # يا روضة بعدت بها أيدي النوى ضن الزمان بنظرة أزدادها # فتركتها والحسن ملء نواظري ثم انثنيت بخاطري أرتادها # أردد إذا هب النسيم فإنه بتحيتي ومودتي يعتادها # وقال يصف4 نار فحم: # PageV06P794 # أما ترى النار وهي راقصة تنفض أردانها من الطرب # تضحك من أبنوسها عجبا إذ حولت عينة إلى الذهب # وقال يصف كأسا صنوبرية الشكل من عنبر، منجمة بذهب، وفيها المدام: # وكأس من الليل مخلوقة تبدت من التبر فيها نجوم # تضن باطنها قهوة إذا مرد الهم فضت رجوم # وقال في كأس غدر: # وكأس من الغدر مخلوقة ولكنها للأمير الوفي # إذا [ما] تظمنها كاشح تبين من سره ما خفي # قفا في المدام على وده ولا تنشداني قفا أو قفي # وقال في رواقص قباح [الوجوه] : # جاء علي بملهيات للهم والقبح جامعات # لم يلتفت ناظري إليها إلا تذكرت سيئاتي [217] # وقال فيهن وبينهن واحدة أشبه [منهن] : # وليلة طولها علي سنة بات بها الجفن نادبا وسنة # بأربع بينهن واحدة كسيئات وبينها حسنة # PageV06P795 # وقال في مسمع محسن أغب ثم زار: # وافى وقد عظمت علي ذنوبه في غيبة قبحت بها آثاره # فمحا إساءته بنا إحسانه واستغفرت لذنوبه أةتاره # وقال في مطيب ورد مفصل بترجمان: # وورد جني طالعتنا خدوده بنشر وبشر يبعثان على الشكر # وحف ترنجان بها فكأنها خدود العذارى في مقانعها الخضر # وقال في [مداعبة] شيخ ثقيل اتفق حضوره معهم في مجلس أنس: # أما لهذا الشيخ من عهد عاد من أجل يقضى ولا من معاد # ليت لنا في سنة قهوة تديل من ظلمته باتقاد # وليتنا نخرج في صفقة جائزة عنه ولو بالجماد # وهل لنا في البيع من حيلة إذا رمينا بثبوت السداد # وقال من قصيدة: # وذي نخوة يختال ثاني عطفه فلولا تناهي لؤمه قلت أصيد # له نظرة الزرقاء في كل بدعة ولكنه عن مسلك الحق أرمد # PageV06P796 # وقال فيه: # ومنافق يبدي انفعال منافق متبسما وضميره متهجم # حاجاك مكتتما بما في نفسه ولطيف ذهنك مخرج ما يكتم # وتريد عدلا من سجية ms1497 جائر ومتى أفاد الشهد يوما أرقم # وقال من قصيدة مراجعة عن شعر: # وما كنهه نظم بطرس وإنما نسقت النجوم الزهر في صفحة البدر [218أ] # وله من أخرى: # ومن كان في حكم الزمان مصرفا فلا بد أن يلقى مهينا ومكرما # وله من أخرى يتعذر من استبطاء المكاتبة: # ولو وفت الأيام جاشت صدورها بما ضمنته أو تبلغ ما عندي # ولو جرت [الخمس] الرياح تضوعت بما استنشقته من ثنائي ومن ودي # ولو كان عهد للغزالة جددت لكم كل ما أبقى الجديدان من عهد # ألم تسالوا والقلب رهن لديكم فيخبركم عني بمضمره بعدي # فلو قبلتني الحادثات مكانكم لأنهبتها وفري وأوطأتها خدي # ألم تعلموا أني وأهلي وواحدي فداء ولا أرضى بتفدية وحدي # PageV06P797 # قال ابن بسام: ثم ختم رقعته إلي بأن قال: هنا - أعزك الله - وقف ذكري، ~~ولا أذكر شيئا من نثري، وهو عندي بالإضافة إلى النظم أصلح، وكلاهما بعيد من ~~الغرض، لولا مكان حقك المفترض. # وهذه أيضا فصول وقعت إلي بعد ذلك من كلامه # فصل له من رقعته تعزية: أطال الله بقاء الأمير مؤيدا اعتزامه، مسددة إلى ~~أغراضه سهامه، نائمة عنه النوب، سامية به الرتب، ولا زالت الرزايا تتخطاه، ~~والحوادث تهابه وتتحاماه. # الأمير [الجليل]- أيده الله - ممن آتاه الله أجره مرتين، وجمعله بين ~~الدارين: جهاد في سبيله مبرور، وأجر بجميل صبره موفور، ومثله تقلد نجاد ~~السعد مثنى، [ووردت عليه الصالحات مثنى] ، فكل له في كلتيهما غابط، ولكلتا ~~يديه باسط، في انفساح عمره، وانشراح صدره، وتأييد صبره، وما ألام دهر ~~تحاماه، ولا ألم رزء تخطاه. # وله من أخرى: # إني أعزيك لا أني على ثقة من البقاء ولكن سنة الدين # فما المعزى بباق بعد صاحبه ولا المعزي وإن عاشا إلى حين # كتبه وقد دهم من المصاب بالأخت البرة - كرم الله [مثواها و] منقلبها # PageV06P798 # ورفع في جناته درجتها ورتبتها، ما لفح الأكباد حرة، وصدع الفؤاد ذكره، ~~ولما غار الحزن وأنجد، وصوب [218ب] الوجد وصعد، أهاب داعي النهى فلبيت، ~~وصدع زاجر الحلم فانثنيت، وما الجزع مما لا يطفا، [ولا ms1498 يعاف] ما بد من ~~شربه، ويشفق من قرب إلى تربه. هذا وللسلوان مذاهب لا تذهب على ذي نظر، ولا ~~تغيب على ذي تأمل وتدبر، أولها التسليم للقدر المحتوم، والثقة بالعوض ~~الكريم، إلى ما لا يخفى موضعه، ولا يجهل من النفوس موقعه، من فضل الله ~~تعالى في بقاء فلان الذي هو رأس المال، وجماع الآمال، وما زالت لله مع كل ~~محنة منحة تقتومها، ومنة تلازمها، حكمة منه بالغة تسكن إليها القلوب، ويرجع ~~معها الصبر ويثوب، وأنت - أيدك الله - فوق أن تنبه بوعظ، إلى مكان حظ، ~~وأرحب بالنوازل ذراعا، وأكثر عن الأجر ذبا ودفاعا، لكن ناجيت مستريحا، ~~وذكرت تلويحا، والله يجعلها آخر الرزايا، ويحرس الأولياء والولايا [بمنه] . # وله من أخرى: يا سيدي الأعلى، وظهيري لخطب إن تجلى، نداء من قام شاهده في ~~المودة وبرهانه، واستوى في موالاتك إسراره وإعلانه، دمت مقتبل الجد، واري ~~الزند، مستقلا بأعباء السيادة والمجد، في المحل النجد، والطالع السعد. # PageV06P799 # كتبت هذه الحروف ذاهبا مذهب الإيجاز، وراغبا مع الحقيقة عن المجاز، فعبء ~~الإطراء ثقيل، ومركب الاسترسال نبيل، وشاهدي منك حاضر، وإليك في كل الأحوال ~~ناظر، وموصله فلان، الواثق بفضلك في ما ينهيه إليك، ويورده عليك، ويستظهر ~~فيه بسعيك الحميد، ويستنجح برأيك الأصيل السديد، وأنت لا تألوه بسروك نصحا، ~~ولمبهم أبوابه فتحا، وهو في تفضيلك أمة لا يثنى ولا يصد، وما قال الا بالذي ~~علمت سعد. # وله من أخرى: أطال الله بقاءك ومقاليد المجد تلقى إليك، ووفود الحمد وقف ~~عليك، وأزمة الفضل في يديك، ولا زلت للمبهمات فارجا، ولسبل المكرمات ناهجا، ~~ناهضا بالبزلاء، صبورا [على العزاء] . # كتبت والأحوال التي استطلعها اهتبالك، واستهدى علمها إجمالك، في ريعان ~~ظهورها، وشرخ شباب نورها، والله بفضله يعيذنا فيها من عين الكمال، ويديم ~~لنا حال الاستواء والاعتدال. وإن الخطاب الكريم نجره، المنير فجره، الذكي ~~نشره، وافى قريبا بالسيادة عهده # PageV06P800 # مطرزا بالبلاغة برده، فوردت منه معينا، واجتليت [219أ] به من البيان سحرا ~~مبينا، ومثلك أهدى مثله، ووالى فضله، وتابع بذله، وأتبع دلوه في السماح ~~رشاءها، وسما ms1499 إلى همم أملاك جعل إزاءها، والله لا يعدمني الأنس طالعا من ~~أفقك، والدنيا تجري في وفقك، ولا زالت قداحك فائزة، وأحكامك جائرة، وحظوظك ~~لكل أمنية حائزة. # [وله من رقعة خاطب بها بعض الأعيان يعتذر من ذكر المقامة، واستفتحها بهذا ~~البيت: # ما كنت أشتم قوما بعد مدحهم ولا أكدر نعمى بعدها تجب # من يسر فيه - أيده الله - للحسنى، وفاز من لقائه بالحظ الأسى، فله ما ~~تمنى (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) (فصلت: 35) ومن أتى # PageV06P801 # الله بقلب سليم. واني مع عدم الاستطاعة، ومزجى البضاعة، أتوهم سقوط ~~الفرض، وأخلد إلى الأرض، وأحمل الأمر محمل العرض، ودونه - أيده الله - ~~مهابة إجلال تنئيه، وكرم خلال يدنيه، فأنا بينهما عصي طيع، هذا يجىء وهذا ~~يرجع، لا جرم أني أفقر إليه من جفن إلى كرى، ومن أذن إلى بشرى، بل من جذيمة ~~إلى نديم، وصعب إلى إبراهيم، بل من الشمال إلى اليمين، والأنف إلى العرنين، ~~بل من دريد إلى الشباب، والقارظ إلى الإياب، وسأستأنف وأستدرك، وأخب نحو ~~علاه وأبرك، وأتوسل بتشيع في مجده غال، وأمت بمنافسة مغال: # فلا تلزمني ذنوب الزمان إلي أساء وإياي ضارا # وهل هو إلا نقصان يقعد عن كمال، وحرمان يبعد عن نوال، أروح وأغدو، أتجنب ~~روضة وأجيل أعدو، أستغفر الله من غربة ركبت مطاها، ووصلت خطاها، وأثرت ~~قطاها، أنضت شبابي بل نضته، وسلت مشيبي وانتضته، فها أنا طليح أو جريح، ~~وأبقت علي دركا، وبوأتني دركا، فضاعت أثناءها الحقوق، وبئس الاسم العقوق. ~~نعم - أدام الله # PageV06P802 # سعدك، تحولا إلى الكاف، وإسنادا من الاعتراف بحقك إلى كاف -: # وعيد أبي قابوس في غير كنهه أتاني ودوني راكس فالضواجع # فانطويت على حريق، وتعللت برحيق: # وفضيلة الراح الخروج بأهلها عن عالم هو بالأذى مجبول # فما سلمت مع ذلك من ظنونهم، ولا غبت عن عيونهم، وأنى لي بالسلامة من كاشح ~~يغري، ويد ترميني من حيث لا أدري، تمنحني الفصاحة ضرا، وتمنعنيها نفعا ~~وخيرا، ان مر به ذكري فيها عمز وغمص، أو ادعي لي حظ نفيس بخس ونقص، أو قرىء ms1500 ~~لي " قبض " قرأ " قبص "، ما هذه المقامة إلا قيامة حشرت الكرام وحاشت، وما ~~استثنت ولا حاشت، أصابت وأشوت، وصابت وأخوت، وعمت لتخص، وباحت لتقص، ~~والمناجى لبيب، " وقد يؤذى من المقة الحبيب ". # اللهم اعصمنا من الدعوة، واجعلني فيها مجاب الدعوة، حتى ندعوها لأبيها، ~~ونؤثر الأقسط عندك فيها، بعزتك. # أولى لهذا المتهم، ساء ما حكم، ويا بعد ما توهم: # أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان # PageV06P803 # هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يماني # منع الجار صقبا، وادعى لابن طريف عقبا، وما ينام أبو سفيان عن زياد، ولا ~~يترك في ثقيف ثمر الفؤاد، هيهات هيهات!! يدل على الفجر سناه، ويعرب عن ~~الشجر جناه، ويفصح الشناشن أخزم، وينسب الحكم إلى اكثم، وما هو بمطاع ثم ~~أمين، ولا أنا على غيب السيادة بضنين، لاسيما وقد افتتح بمن افتتح، وبمن ~~وزن فرجح، وسعى فأنجح، وملك فأسجح، وأشفى فعف، وكفى فكف، وثناه بمن أتى ما ~~أتاه، وتقيل في الفضل أباه، وتخطاه إلى صنو كماء المزن، وروض الحزن، تجافى ~~جنبه عن المضاجع، وطلق الدنيا غير مراجع، وتجاوزه إلى ابن عم، وكبير في ~~المكارم جم، خلع على المروة عمره، وقلدها أمره، هجر مراتب وخططا، وأبى إلا ~~أن يكن أمة وسطا، ثم جاء بالجلة لفيفا، فنكر معروفا، ومنع الصرف في غير ~~ضرورة مصروفا، وماذا له، في مصون أذاله - ومن أجاءه، إلى قبيح جاءه - ومن ~~جرة إلى هجر أجره - ومن قاده إلى القادة - ومن سامه هلك سامة - ومن # PageV06P804 # أداره على فعل ابن دارة - هلا أسر ما أشر، وعشى ولم يغتر - ولما توجه الي ~~بين يدي الوزير الأجل - دام سعده - منها ظن أخطأ، ووهم أسرع وأبطأ، لا ~~تقبله حالي، ولا يفزغ له بالي، أدرجته أثناء تنصلي، ووصلته بتوسلي، إلى ~~علائه وتوصلي: # ليعلم أني لا أظن بمثلها وأن ليس إهداء الخنا من شماليا # ولن يخفى على ذي بصر نمطها، ولا يغيب مستنبطها، وكيف وهناك فطنة تخلص بين ~~الماء واللبن، وتفرق بين القبيح والحسن، فليصرف هذا اللجام إلى من علكه، ~~ولينط ms1501 هذا الدم بمن سفكه، فليس المري من جرير، ولا ابن الزبير من ابن ~~الزبير، والوزير الأجل - دام سعده - يحجب عن إدراكه عيبي، ويحرس بكرم نثاه ~~غيبي، ويضعني حيث وضعت نفسي من تأميله، ويعود علي بحسن تأويله، متطولا، إن ~~شاء الله تعالى] . # PageV06P805 # [219ب] ولما نكب الوزير أبو محمد بن القاسم النكبة التي أنبأت بتعذر ~~أوطار، ذوي الأخطار، وأعلنت بكساد الفضل، واستئساد النذل، لأنه كان طود ~~جمال، وبحر إجمال، وناظم خلال، وحين ثل الدهر عرشه، وأحل سواه فرشه، خاطبه ~~كل زعيم جليل مسليا عن نكبته، وانتقاله عن رتبته، فكتب إليه برقعة مستبدعة ~~وهي: مثلك - أنس الله فؤادك، وخفف عن كاهل المعالي ما هاضك وآدك - يلقى ~~دهره غير مكترث، وينازله بصبر غير منتكث، ويبسم عن قطوبه، ويفل شباة خطوبه، ~~فما هي إلا غمرة ثم تنجلي، وخطرة ويليها من الصنع الجميل ما يلي، لا جرم أن ~~الحر حيث كان حر، وأن الدر برغم من جهله در، وهل كنت إلا حساما انتضاه، قدر ~~أمضاه، فإن أغمده فقد قضى ما عليه، وإن جرده فذلك إليه. أما إنه ما تثلم ~~حده، ولبس جوه الفرند خده، لا يعدم طبنا يشترطه، ويمينا تخترطه، هذه ~~الصمصامة، تقوم على ذكرها القيامة، طبقت البلاد أخباره، وقامت مقامه في كل ~~أفق آثاره، فأما حامله فنسي منسي، وعدم منفي، كلا لقد بقيت الحقائق، وانبتت ~~تلك العلائق، فلم يصحبه غير غرار، ومتن عار، كلاهما بالغ ما بلغ، والغ معه ~~في الدماء إذا ولغ، وما الحسن إلا المجرد العريان، وما الصبح إلا الطلق ~~الأضحيان، وما النور إلا ما صادم الظلام، وما النور إلا ما فارق الكمام، ~~وما ذهب ذاهب، أجزل منه العوض واهب، ولئن قضى حق المساهنة في هذه # PageV06P806 # الحال التي التوى عرضها، وتأخر للأعذار القاطعة فرفضها، أسف تردد، ~~وارتماض تجدد وذنوب على الأيام لا تحصى وتعدد، وحبا اللئام منها وتعقد، ~~فيعلم الله عز وجهه لقد استوفيت فيه هذه الأقسام، ونهيت فيك حتى المزن عن ~~الابتسام. # وله أيضا: ليست الأذناب كالأعراف، ولا الأنذال كالأشراف، ولا كل ms1502 أشراف ~~بأشراف، فثم من يزيل ما ولي، ويعمى عن الصبح وقد جلي، إن ذكر نسي، وان عذل ~~فكأنما أغري، وكثيرا ما يمتد شططه، فتحذف نقطة، ويهجر نمطه، وان سامحناه في ~~الضبط، وأمتعناه بالنقط، نبذ الوفاء فحذفنا الفاء، وجفا الكريم، فألغينا ~~الميم، وله بعد ما ألغى ما بقي، ان أشرف فعلى الخطير العظيم، وان اطلع ففي ~~سواء الجحيم، ورب طويل النجاد، عريق في الآباء [220أ] والأجداد، ولايته ~~أمان، وعمله إيمان، وخلقه رضوان، تود النجوم أن يخطها في كتاب، وينسقها نسق ~~الحساب، قد ارتقى بخطته باذخ السناء، وأخذ بضبعها رفعا إلى السماء، فهناك - ~~وأنت ذاك - طاب الجنى، ودنت المنى، وأيقن الشرف أنه في حرم وحمى؛ وأقسم ~~بالمبسم البارد، والحبيب الوافد، قسما تبقى على الشباب مدته، وتعز على ~~المشيب حدته، ذكرى من ذلك العهد مدت بسبب، ومتت إلى القلب بنسب، ليحنون على ~~الكرام، وليجترؤن الأيام، وليأخذون فوق أيديها، وليكفن من تعديها، مالها ~~تنحت أثلاثهم سماتهم، تصفهم # PageV06P807 # بصفاتهم، وتعلهم بعلاتهم، فأين أنت من الذب، وسنام قد استؤصل بالجب، وكيف ~~ارتياحك لعبد شمس اذ زارت، ومكرمة كالشمس أشرقت وأنارت، لا جرم أنك منها ~~على ذكر، وبمدرجة حمد وشكر، وما هو إلا الشريف الأوحد، ومن لا ينكر فضله ~~ولا يجحد، أبو بكر - أعزه الله - وناهيك انتماء، وحسبك علاء وسناء، فتى دهي ~~في ضيعته هناك بدواه، ورمي بخطوب غير ريوث ولا سواه، ورأيك - أصاب الله ~~برأيك، وجبر الأولياء بسعيك - في تحصين مراعاته، وترفيهه ومحاشاته، ولولا ~~عذر منع، لكان على أفقك النير قد طلع، ولكنه أناب فلانا وحسبه أن يدفع ~~كتابا، ويقضي جوابا، ويتصرف على حكمك جيئة وذهابا. # وكتب إلى أبي بكر بن رحيم يهنئه بولايته خطة الاشراف: # إذا ما شرف الاشراف قوما فإن بني رحيم شرفوه # كفاة للملوك على سبيل ودين نصيحة ما حرفوه # أبو بكر له ولهم كفيل بكل كفاية اذ صرفوه # وما الاشراف إلا عبد قن لهم فمتى تولى استصرفوه # هذه - اعزك الله - بديهة البشرى، وعجالة كعجالة القرى، فأنا لها بالأقبال ~~ضمين، وعلي ألية ويمين ms1503، لتحوطنها أقلامك، وليحمدن فيها مقامك، ولتعرفن ~~بالحجول والغرر أيامك، فحالفك السعد، ولا عدمك الملك الجعد، وأبل وأخلق ~~مثلها جديدا بعد، وما حق من بشر باعتلائك، وسرى بأنبائك إلى أوليائك، أن ~~يؤخر مراده [220ب] او يضيع عمله واعتقاده، وأن الحاج ابن شقران أملك - ~~أبقاه الله وجبره - أشعرني بهذه المسرة # PageV06P808 # والديمة الثرة، ولقد هممت على هذا البرد وحل العقد، وفض النقد، فدافعني ~~انقباضا، وأعلمني أن له في عملك - أبقاه الله - أغراضا، تكون على ذلك ~~أثمانا واعواضا، وأراني عقدا يشهد بعدمه، وصحة ما استحثه في مقدمة، وأنه ~~ليس له سوى غرس قد صار # عليه، بل استدار في ساقيه كبلا، والتوى في عنقه غلالا مغلا، ولك الطول في ~~نظرك بالتخفيف عن مثله من الضعفاء، ومن لا قدرة له على الأداء، وحمل ~~الأعباء، فإن ذلك ذكر في العاجل، وذخر في الآجل، إن شاء الله. # في ذكر الأديب أبي بحر يوسف بن عبد الصمد # واثبات جملة من أشعاره، مع ما يتشبث بها # من مستطرف أخباره # وهو يوسف بن أبي القاسم خلف بن أحمد بن عبد الصمد، جدهم الأول كان السمح ~~بن مالك بن خولان، أحد أمراء الأندلس في ذلك الأوان، قبل دخول بني مروان، ~~من تقديم عمر بن عبد العزيز. وهؤلاء الصمديون قوم من ذوي الهيئات، متقدمون ~~في الكتابة وأدوات أهل النباهات، وأصلهم فيما أخبرت من اقليم الشبتان من ~~كورة جيان، وخدم أبو القاسم والد أبي بحر الخزانة في المرية زمان زهير ~~وخيران # PageV06P809 # وفي دولة المنصور بهدهما، ومات في دولة ابن صمادح سنة ثمان وأربعين، ~~وبنوه وقرابته أكثر خدمة المرية، وفيخم يقول بعض أهل الأوان، لما رأى من ~~كثرة عددهم والتباسهم بالسلطان: # ملأوا قلبي هموما مثلما ملأ الأرض بنو عبد الصمد # كاثر الشيخ أبوهم آدما فغدوا أكثر أهل الأرض عد # كلهم ذئب أزل متنه والرعايا بينهم مثل النقد # ونشأ أبو منهم: بحر [نبل] كاسمه، في نثره ونظمه، حسن الحديث حاضر النادر، ~~ذو روية وبديهة. ومن ظريف شعره مما أنشدت له قوله: # فوصلت أقطارا لغير محبة ومدحت ms1504 أقواما بغير صلات # أموال أشعاري نمت فتكاثرت فجعلت مدحي للبخيل زكاتي [221أ] # وهذا من غريب المعاني، وإنما ألم بقول ابن رشيق القيرواني: # فإن وجبت علي زكاة شعر جعلت من مساكين الكرام # PageV06P810 # جملة من شعره في أوصاف شتى # له من قصيدة أولها: # أدجلوا بالشموس في الأغصان ومشوا بالحدوج في الكثبان # حيث جال الوشاح واصطحب العق د مع المرهف الحسام اليماني # كلما سار ذو سوار راع ليث غضنفر ذو سنان # يا لها من ضراغم وسروج خالطتها هوادج وغوان # كم قطعت الزمان والعيش غض [في ارتياح] ما بين تلك المغاني # واذا غرد الحمام على الأي ك وأصبت مرجعات القيان # صلصلت حولها الجياد وهزت ذابلات أعطافها للطعان # رب ليل قطعته في رياض وندامى وقهوة ومثاني # ووجوه مثل البدور تلالا وقدود كأنها قضب بان # فوق أطواقها سنا صفحات معجمات السطور بالخيلان # وعيون من نرجس وخدود من شقيق على طلا سوسان # فاجتنينا زهر الخدود غضيضا وقبضنا أرواح [تلك] الدنان # لم تزل تسجد الأباريق للشر ب سجود الرهبان للصبيان # نتعاطى الكؤوس والليل خفا ق الحوافي ممزق الطيلسان # ومنها في المدح: # فثناء يسير في كل أفق ومديح يتلى بكل مكان # PageV06P811 # يحمل السرج حين يركب بدرا كاملا آمنا من النقصان # [ومنها] : # لست بالألكن الذي يبهم القو ل ولا بالمعجز المتواني # ولعمري لقد [كشفت] دجى الش ك وأوضحت غامضات المعاني # ذل في ذا الزمان نثري ونظمي ذلة السيف في يمين الجبان [221ب] # وهذا المعنى قد نبهنا عليه فيما سلف، ومنه قول ابن شرف: # تقلدتني الليالي وهي مدبرة كأنني صارم في كف منهزم # ولأبي بحر من أخرى في الوزير [أبي بكر] ابن زيدون: # زمان يمنع الخيل الطرادا وسير يحسب النخل القتادا # وأيام تغلب كل ضد وتخلع في رضى النعل النجادا # وقد جبن الشجاع فليس يدري أيرتبط الحمار أم الجوادا # عليك الجد في طلب المعالي وليس عليك أن تعطي القيادا # فأسنى المجد ما أدركت سعيا وخير السعي ما كان اجتهادا # ولا يقنعك عيش في خمول فغير الباز من صاد الجرادا # سأبقي حد ms1505 حسادي كهاما وأجعل نار أعدائي رمادا # PageV06P812 # بذكر يخجل المسك انتشاقا وذهن يحرق النار اتقادا # ومنها في المدح: # لك البشر الذي سلتى وسرى وأدرك منتهى أملي وزادا # وما أخشى عليك نفاد لون ومن يخشى على الشمس النفادا # تنزهك العزائم أن تضاهى وتمنعك المكارم أن تسادا # فإن خصتك بالحمد القوافي فقد عمت أياديك العبادا # أجاد نظامها قلمي وحلى ولولا وصف مجدك ما أجادا # [ومنها] : # أبا بكر تقول لي القوافي وجدت البحر فاطرح الثمادا # لك القلم ان خط سطرا يود المسك لو كان المدادا # سللت على المهارق منه حدا فللت به الصوارم والصعادا # فإن زهدت طيا في حبيب فقد زهدت في كعب إيادا # فلا جلب الزمان إليك هما ولا منعتك حادثة رقادا # فإن الناس والأيام عين وجدتكبين جفنيها سوادا [222أ] # وله [من] أخرى في المعتمد يقول فيها في وصف طرف: # وأقب تحمله رياح أربع لولا اللجام لطار في الميدان # من جملة العقبان إلا أنه من حسنه في طلعة الغزلان # يمشي إلى ميدانه متبخترا من تيهه كتبختر النشوان # PageV06P813 # وعلوت أذنيه بأذن ثالث كالنجم منقضا على شيطان # رمح ولكن هز من أعطافه فالخيل تنقر منه كالثعبان # ومكلل [مما انتضت يد قيصر وبلت ظباه يدا أنو شروان # عشق الطلا وبودها لو عوضت منه مكان الوصل بالهجران] # جردته من غمده وهززته فكأنما جردت غرب لسان # ومنها، وقد حضر المجلس أبو بكر بن اللبانة وأبو تمام الحجام فقال معرضا ~~بهما: # والشعر بهجته إذا نطقت به بين المحافل ألسن الأعيان # ما كان قول الشعر إلا خطة كانت مراتبها على كيوان # حتى تدنس ثوبها بزعانف نشأت على الأوضار والأدران # من صنعة القزاز والجزار أو من صنعة الحجام واللبان # فعجبا من ذلك، وأخجلهما هنالك. # وله من أخرى في المعتمد ويصف يوم الجمعة [الذي بدد الله فيه شيعة الطاغية ~~أذفونش] : # خضعت لعزتك الملوك الصيد وعنت لك الأبطال وهي أسود # رأي يفل الجيش وهو عرمرم ويعفر الجبار وهو عنيد # وهذا مما أراه نظر إلى قول مختار بن النجار من جملة الطارئين على # PageV06P814 # الجزيرة ms1506، وكان من غرائب الدهر أميا، لا يفهم ولا يقيم حرفا سويا، أنشد ~~المعتمد بن عباد من جملة قصيد فريد قال فيه: # ذلت لعزتك الملوك الصيد يا من إذا نقص الزمان يزيد # وفتحت باب الغرب يا ابن محمد وبلغت أقصاه فأين تريد # ارتاح ابن عباد لقوله وقال له: يا ابن الفاعلة، إلى بغداد. [222ب] # لم ترض والسيوف تمائم والحرب ظئر والسروج مهود # ولقد شققت إلى الطعان سعيرها وحملت وطأتها وأنت وليد # ولكل نصر من ظباك مخيلة ولكل فخر من قناك عمود # ومها: # هيهات لا يمضي لحقك شاهد يوم العروبة شاهد مشهود # يوم تواصلت الترائب والقنا فيه وعانقت الأسود أسود # والشمس مرهاء الجفون كليلة والجو مغبر الذرى مسدود # والمرهفات من النجيع كأنها صفحات بيض بينها توريد # والخيل قد نكصت على أعقابها والروم زرع والرؤوس حصيد # وكأنما كانت هناك كنائس قد حان فيها للصليب سجود # لو زلت زال الدين وانتهب الهدى ونبا اليقين ونافق # التوحيد # PageV06P815 # لكن وقفت وملء درعك للعدا درع يهد الراسيات شديد # والوجه لا متغير والرأي لا متلبد والعزم لا مردود # نالتك في ذات الإله شدائد تركت لك الأملاك وهي عبيد # ومها: # والملك لا يحميه إلا أروع ثبت الجنان على الجلاد جليد # فاطعن ولو أن الثريا ثغرة واضرب ولو أن السماك وريد # وافتح ولو أن السماء معاقل واهزم ولو أن النجوم جنود # واطلب بملك الأرض حقا إنه فرض على البيض السيوف وكيد # وطل ابن عباد على أملاكها فقد ارتضاك الواحد المعبود # إن الرياسة والنفاسة والعلا حرم تدافع دونها وتذود # وله من أخرى في يحيى بن فافو بسجلماسة: # عزم تضيق بجيشه البيداء ومنى أقل مرامها الجوزاء # وعرامة لو أنها لي لأمة لم تمض فيها الصعدة السمراء # في عفة لو أصبحت مسومة في الناس لم تتقنع الحسناء [223أ] # فلتلحظ الغزلان ولتتمايل ال أغصان ولتترجرج الأنقاء # PageV06P816 # ومنها: # وأحم مسود القميص كأنما خلعت عليه ثيابها الظلماء # وكأنما خاض الصباح فأرضه مبيضة وسماؤه دهماء # سامي التليل يروق تحت لجامه فرع أحم وغرة بلجاء # أطغيته فمشى العرضنة ms1507 تأئها يبدو عليه الكبر والخيلاء # وخلغت عنه عنانه في روضة شطأ النبات بها وفاض الماء # مخضرة زهرت كواكب نورها فكأنها تحت السماء سماء # ومنها: # وتطلعت زهر النجوم كأنما نثرت هناك عقودها الحسناء # بتنا نراعي النجم إلا أنه باتت تراعينا مها وظباء # دارت كؤوس الطل وانتشت الربى ومشى القضيب وغنت الورقاء # والقضب تخضع للغدير كأنه يحيى وقد خضعت له الأمراء # ومنها: # كثر القتيل عليه في عريسه فبساطة الأوصال والأشلاء # يمشي كما تمشي المها مترفقا ويصده عن طرفه استحياء # [حتى إذا ما توجته لبدة أو كللته الغفرة الزباء # هدم الجبال بصدره فكأنما في منكبيه الهضبة الشماء] # PageV06P817 # وله من أخرى في مجلس أنس بروضة: # وحديقة مخضرة أثوابها في قضبها للطير كل مغرد # نادمت فيها فتية صفحاتهم مثل البدور تنير بين الأسعد # والجدول الفضي يضحك ماؤه كالعقد بين مجمع ومبدد # وترجرجت للناظرين كأنها در نثير في بساط زبرجد # وكان بسرقسطة شيخ يكنى بأبي عبد الصمد، من شعراء ذلك العصر، وأراه من سلف ~~أبي بحر؛ أخبرني ذو الوزارتين أبو عامر بن عبدوس أنه اجتمع [به] قي ذلك ~~الثغر، ورآه قد لبس بياضا في جنازة الكاتب أبي عمر بن القلاس، وقد حضرها ~~المقتدر بن هود، فرثاه بقصيدة نعى فيها تلك الدولة، ووصف أنها بعد ابن ~~القلاس على طرف، وفي [223ب] سبيل تمام وتلف، فتعجب منه المقتدر، وجميع من ~~حضر. وكان ذلك الشيخ يستعمل وحشي الالفاظ، ويخاطب العوام بكلام لو خوطب به ~~رؤبة بن العجاج ما فهم عنه؛ وأخبرت أن بعض أصحابه قال له يوما: مالك ~~وللتقعير في كل وصف! فقال له الشيخ: يا قرارة النوك وعنصر السخف، أتنكر أن ~~أستعمل الغريب وفصيح الكلام -! لو كان في طبعك، ما مجه سمعك، أين أنت من ~~قول أوس: # ألم تر أن الله أنزل مزنة وعفر الظباء في الكناس تقمع # PageV06P818 # على دبر الشهر الحرام بأرضنا وما حوله بعد السنين يلفع # ومن قول امرئ القيس: # وما ذرفت عيناك إلآ لتقدحي بسهميك في أعشار قلب مقتل # قال له: وأيهما ألوط بالقلب وأقرب ms1508 إلى مجاري النفس - قال الشيخ: قول أوس ~~لأنه جزل المقطع، بعيد المرمى غريب المنزع، وأما قول امرىء القيس فهو من ~~باب الغزل وظريف الألفاظ، لا يحرك عالما، ولا يثير من غامض المعرفة كامنا، ~~ولا يتعب مفسرا، وإنما يدر الدمع، ويهيج الوجد، ويثير الصبابة، ويؤكد ~~الكآبة؛ فقال له ذلك الرجل: وهذه صفة المحبوب من الشعر، ألا ترى أن امرأ ~~القيس لم يحز قصب السبق، ولا أعطي غاية الخصل [إلا لإتيانه بهذه الألفاظ ~~السهلة، وأن أبا نواس لم يسبق الناس] إلا بعذوبة ألفاظه، [فمن] احتذى هذه ~~الطريقة نجح، ومن حاد عنها افتضح - # وكان ذلك الشيخ أبو عبد الصمد [قي عصر] أبي حفص بن برد الأصغر، واجتمع في ~~خزائنه زهاء خمسمائة رسالة، أقلها فيما بلغني من عشر ورق، مع قصائد له ~~مطولات، لا يقدر أحد أن يفسر له منها عشرة أبيات، لوحشية ألفاظه، واشتباك ~~معانيه؛ ورسائل ابن برد سائرة لعذوبة كلامه، في نثره ونظامه. # وفي هذا الشيخ يقول [ابن] الصفار السرقسطي: # لأبناء هود قلوب الأسود لها عند لقيا الرزايا جلد # PageV06P819 # وأعجب أفعالهم صبرهم على برد شعر ابن عبد الصمد # واخبرت أن بعض أدباء ذلك الثغر استدعى هذا الشيخ لمجلس أنس بهذا النثر: ~~أنا أطال الله بقاء الكاتب الفاضل، سراج العلم، وشهاب الفهم، في عبثت ~~تفاحة، وصفت [224أ] أقداحه، وخفقت فوقنا للطرب ألوية، وسالت بيننا للهوى ~~أودية، لكنا لنأيك عنا مقلة سال إنسانها، وصحيفة بشر عنوانها، فإن رأيت أن ~~تتجشم إلينا غاية القصد، لنحصل بك في جنة الخلد، صقلت نفوسا أصدأها بعدك، ~~وأنرت سرجا أدجاها فقدك. # فأجابه [أبو] عبد الصمد: فضضت أيها الكاتب [الهميم] ، والحبر المصقع ~~[العميم] ، طابع كتابك، فمنحني منه جوهرا منتخبا، لا يشوبه مشخلب، هو السحر ~~إلا أنه حلال، [والدر إلا أنه جلال] ، دل على ود حنيت لي عليه ضلوعك، ووثيق ~~عقد انتدب كريم سجيتك إليه، فسألت فالق الحب، وعامر القلب بالحب، أن يصون ~~لي حظي منك، ويدرأ لي النوائب عنك، ولم يمنعني أن أصرف وجه الإجابة إلى ~~مرغوبك، وأمتطي جواد الانحدار ms1509 إلى محبوبك، إلا عارض ألم ألم، فقيد بقيده ~~نشاطي، وزوى براحته بساطي، وتركني أتململ على فراشي # PageV06P820 # كالسليم، وأستمطر الإصباح من الليل البهيم، وأنا منتظر لادباره. # فكان يستنزل في هذه الألفاظ وغرابة هذا المنزع، ويستبرد في هذا المقطع. # في ذكر الأديب # أبي تمام غالب الملقب بالحجام # وكان معدودا في شعراء عصره، إلا أنه كان متخلفا في شعره، لأن طبعه كان ~~ينبو عن الرقيق السهل، ولا يلحق بالفصيح الجزل، وربما ندرت له أبيات في ~~النظام، كرمية من غير رام، ووجدته قد سلك في الأوصاف طريقة الرمادي، فغرق ~~في بحبوحة ذلك الوادي، وقد أخذت هنا من شعره بطرف، يعرب عما به ذكر ووصف. # جملة من شعره في النسب مع ما يتشبث به من المديح # له من قصيد في الرشيد يقول فيه: # أراعي الفرقدين ولست أعيا كأني ثالث لفرقدين # PageV06P821 # غدوا في مشرق الدنيا ونفسي تناجيهم بأقصى المغربين # أأنسى عهدهم وهو بقلبي وأشكو فقدهم وهو بعيني # سقى زمنا سقاهم كل صفو وقد قذيت جفون الحاسدين # وقد حيا بطاسات الحميا قضيب في الغلائل من لجين [224ب] # إذا سيم المزاج سقى لماه ونزهنا بروضة وجنتين # تقلد طرفه سيفا ولكن حمائله نبات العارضين # وهذاالبيت من متداولات المعاني، ومنه قول ابن رشيق القيرواني: # وهل على عارضيه إلا حمائل قلدت حساما # ومن مديح هذه القصيدة: # شكوت إليه عدوان الليالي وما ألقاه من تشتيت بين # فأمن من صروف الدهر سري وأصلح بين أيامي وبيني # رآني والظلام علي ثوب فأطلعني طلوع النيرين # وله من قصيد: # مالي حرمت على اتصال مدائحي أعقرت في الشعراء ناقة صالح # ويناسب هذا قول الآخر: # أناقة الله حاجتي عقرت أم نبت الحرف في نواحيها # PageV06P822 # وأنشدني له من قصيدة: # دعوت الندى من كل باب قرعته دعاء ولكن كان غير مجيب # فما هو إلا كالحبيب تمنعا عليه من الغيران كل رقيب # فكن طالبا للمجد إن كنت طالبا بهز سنان وانتضاء قضيب # ولا تبغ من زيد وعمرو مكانة لحفظ سوار في بياض عصيب # ومنها: # ليالي كان العيش غضا يظلني نظيرا وماء ms1510 الورد غير مشوب # وعيني قد نامت بليل شبيبتي فما انتهبت إلا لصبح مشيب # وله من أخرى [أولها] : # أحين وصلت أحدثت الفراقا لقد حملت قلبا لو أطاقا # أحين كرعت في ماء الأماني سقيتني الأسى كأسا دهاقا # ومنها: # عرفت الدهر ثم طلبت منه ليسقي صفوة فسقى زعاقا [225أ] # [فكنت كطالب في البحر ماء تشكك في مرارته فذاقا # ولم أر مثل أيام التصابي وقد ضرب الهوى فوقي رواقا] # PageV06P823 # وقد زفت عروس الكاس نحوي وقد كتبوا لها [شعري] صداقا # ومن كلفني بها وبمن سقاني وصلت بها اصطباحا واغتباقا # غزال لم يزل قلبي عليلا بعلة مقلتيه فلا أفاقا # رقيق الخصر لو شاء احتزاما بخاتمه لكان له نطاقا # ومنها: # سلاما لم يكن إلا وداعا وجمعا لم يكن إلا افتراقا # وهذا كقول المتنبي: # افترقنا حولا فلما اجتمعنا كان تسليمه علي وداعا # وكقول علي بن جبلة: # ركب الأهوال في زورته ثم ما سلم حتى ودعا # وذكرت بهذا المعنى خبرا حكاه الزبير بن بكار قال: سمع أبو السائب ~~المخزومي قول مالك بن أسماء الفزاري: # بكت الديار لفقد ساكنها أفعند قلبي تبتغي الصبرا # بينا هم سكن لجرتهم ذكروا الفراق فأصبحوا سفرا # فظلت ذا وله يعاتبني في حبهم من لا يرى الأمرا # فقال أبو السالب عند سماع البيت الأوسط: ما أسرع هذا! ما قدموا # PageV06P824 # ركابا حتى ودعوا صديقا؛ قال الزبير: يرحم الله أبا السائب، فكيف لو سمع ~~قول العباس بن الأحنف: # ساءلونا عن حالنا كيف أنتم فقرنا وداعهم بالسؤال # ما أنخنا حتى افترقنا فما فر قت بين النزول والإرتحال # وأبو السائب هذا كان له جد يكنى أبا السائب أيضا، خليط رسول الله صلى ~~الله عليه وسلم، إذا ذكر قال: " نعم الخليط كان أبو السائب لا يشاري ولا ~~يماري ". وكان أشراف المدينة يستظرفون أبا السائب هذا وحفيده، واسمه عبد ~~الله، ويقدمونه لشرف منصبه، وحلاوة ظرفه، وكان غزير الأدب، كثير الطرب، وله ~~فكاهات مذكورة، [225ب] وأخبار مشهورة. # وقول ابن رباح: " بعلة مقلتيه فلا أفاقا " كقول أبي عامر بن شهيد، من شعر ~~قد تقدم ms1511: # فأنا المجروح من غضتها لا شفاني الله منها ابدا # PageV06P825 # جملة من شعره في أوصاف شتى # له في الصورة التي بحمام الشطارة البديعة الشكل باشبيلية: # ودمية مرمر تزهى بخد تناهى في التورد والبياض # لها ولد ولم تعرف حليلا ولا ألمت بأوجاع المخاض # ونعلم أنها حجر ولكن تتيمنا بألحاظ مراض # وأنشدني في صفة خاتم: # وخاتم تبر قلد الدر حوله ومن احمر الياقوت ما يتقلد # كأن الثريا بالهلال تعلقت وفي طرفيه المشتري يتوقد # وللطيب فيه مخبأ فكأنه سريره حب قد فشت وهي تجحد # وقال: # زرت الحبيب ولا واش أحاذره والصبح عين لوت بالغمض أشفارا # في ليلة خلت من حسن كواكبها دراهما وحسبت البدر دينارا # PageV06P826 # وقال: # أنظر إلى زهر النجوم وقد بدت في البحر تعجب ذاتها من ذاتها # قكأنها سرب الحسان تطلعت لترى من المرآة حسن صفاتها # وذكرت بوصفه صور الكواكب في الماء، قول أبي العلاء: # فدمت إلى مثل السماء رقابها وعبت قليلا بين نسر وفرقد # وصف إبلا وردت الماء ليلا، وهو أزرق صاف وفيه صور النجوم، فكأنها شربت ~~بين هذين الكوكبين، وإنما أخذه من قول الأخطل يذكر سمت إبل قصدته: # إذ طلع العيوق والنجم أولجت سوالفها بين السماكين والقلب # أراد إذا طلع العيوق والثريا يممت هذه الإبل سمت ما بين السماكين والقلب، ~~فكأنها وضعت سوالفها بينهما معرفة، وموضع العيوق وراء الثريا في جانب ~~المجرة الأيمن، والعيوق أقرب إلى القطب من الثريا، وهما يطلعان صبحا، عند ~~اشتداد الحر معا، ويكون [226أ] قلب العقرب والسماكان طالعين حينئذ ليلا، ~~فوصف الأخطل أنه سرى الليل، ولا يكون العيوق في وقت أقرب إلى الثريا منه في ~~وقت، ولكن الكواكب إذا كبدت تقارب ما بينهما في رأي العين، ولذلك قال ~~الآخر: # PageV06P827 # وعاندت الثريا بعد وهن معاندة لها العيوق جار # أي عدلت عن الطريقين معاندة من أجلها جاور العيوق الثريا، ولم يرد أنهما ~~اجتمعا أو تقاربا قربا والا به عن مجاريهما. # وقال أبو ذؤيب: # فوردن والعيوق مقعد رابىء الضرباء فوق النجم لا يتتلع # أراد أنها وردت الماء سحرا، والعيوق من ms1512 النجم قريب كقرب الرقيب من الضارب ~~بالقداح، ولم يرد أنها وردت سحرا وهما طالعان، كما فسر بعضهم، بل وهما ~~مكبدان، وذلك عند كون الشمس في الأسد، وهو أشد ما يكون من الحر. # وذكرت بقوله: " لترى من المرآة حسن صفاتها " قول البحتري: # إذا النجوم تراءت في جوانبها ليلا حسبت سماء ركبت فيها # وأخذه الصنوبري فقال: # ولما تعالى البدر وامتد ضوءه بدجلة في تشرين في الطول والعرض # وقد قابل البدر المفضض لونه وبعض نجوم الليل يقفو سنا بعض # توهم ذو العين البصيرة أنه يرى باطن الأفلاك من ظاهر الأرض # وذكرت أيضا بهذا التشبيه، ما قد أكثر الناس فيه، من ضوء القمر # PageV06P828 # [على الماء؛ من ذلك] قول بعضهم حيث يقول: # قام الغلام يديرها في كفه فحسبت بدر التم يحمل كوكبا # والبدر يجنح للأفول كأنه قد سل فوق الماء سيفا مذهبا # وقال التمار الواسطي: # أما ترى الليل قد ولت عساكره مهزومة وجيوش الصبح في الطلب # والبدر في الأفق الغربي تحسبه قد مد جسرا على الشطين من ذهب # وقال القاضي التنوخي: [226ب] . # أحسن بدجلة والدجى متصوب والبدر في أفق السماء مغرب # فكأنها فيه بساط أزرق وكأنه فيها طراز مذهب # وقال كشاجم: # والبدر فوق دجلة والصبح لما يشرق # مكحلة من ذهب فوق رداء أزرق # PageV06P829 # رجع: # وقال ابن رباح في ثريا المسجد الجامع: # تحكي الثريا في تألقها وقد لواها نسيم وهي تتقد # كأنها لذوي الإيمان أفئدة من التخشع جوف الليل ترتعد # وله فيها: # انظر إلى سرج في الليل مشرقة من الزجاج تراها وهي تلتهب # كأنها ألسن الحيات بارزة عند الهجير فما تنفك تضطرب # وقال: # سرينا إلى الخمار عنها وقد بدا لنا في الدجى نور من الحان ساطع # [فقام إلى صف الدنان كأنها عجائز من قطن عليها مقانع] # وبت بجنب الزق أرشف ريقه كما شد كفيه على الثدي راضع # وقال في مثله: # لم أنس ليلا قطعته وأنا متكىء لاصطحاب زقين # PageV06P830 # ونمت سكران بين ذاك وذا تناوم الطفل بين ثديين # وقال في الطائر المعروف بالمقلتين: # صبغوا برقراق العبير جناحه ms1513 ويرى على فيه احمرار العندم # وأظنه قد غره في ورده ماء اليفاع فظل يكرع في الدم # وقال في البلارجة: # وبعيدة الأوطان في إقبالها بشر بإقبال الزمان المقبل # نشرت جناح الابنوس وصادرت بالعاج فيه وقهقهت بالصندل # وفي النغر: # بدا نغر فاسود أفق بدت به وقد نظمت في الجو منها سلوكها # [وصاحت فما أبقت بقلب مسرة صياح بنات الزنج مات مليكها] # وفي العقاب: # ان العقاب له بطش يهاب به للطير عنه بذاك البطش تكميش [227أ [ # كأنه في اختراق الجو مندفعا إلى الفريسة ريح ضمها ريش # وفي النسر: # PageV06P831 # ترى النسر والقتلى على عدد الحصى وقد مزقت أحشاءها والترائبا # مضرجة مما أكلن كأنها عجائز بالحا خضبن ذوائبا # وفي الأجدل: # وأجدل أقلقه فرط القرم أطلقته بين الكراكي والرخم # فانتهز الفرصة لما أن هجم فعاد للكف وما شكا ألم # يمسح منقارا علاه نضح دم ككاتب يمسح حبرا عن قلم # وفي النحل: # شفؤك من دنياك في خرء نحلة وفيها كما فيها لك الصاب والشهد # وزينة ما أبدت نسيجة دودة لتعلم أن الله في حكمه فرد # وذكرت بقوله: إنه شفاء وهو خرء نحلة ونسيجة دودة، حديثا يروى عن جابر بن ~~عبد الله قال: خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجابر بن عبد الله إلى ~~الجبانة، فتذاكرا الدنيا، فتنفس جابر، فقال له علي بن أبي طالب رضي اللع ~~عنه: علام تتنفس يا جابر - أعلى الدنيا - فو الله ما لذاتها إلا سبع: مأكول ~~ومشروب وملبوس ومسموع ومشموم ومركوب ومنكوح، فألذ ما أكل فيها ابن آدم ~~العسل، وهو خرء ذبابة، وألذ ما شرب الماء، وهو كثير موجود، وألذ ما لبس ~~الحرير، وهو قيء دود، وألذ ما اشتم المسك، وهو دم دابة، وأما مسموعها # PageV06P832 # فإثم حاضر، ومركبها الخيل، وهو قبر محفور، ومنكوحها مبال في مبال، يريق ~~من الجارية أحسن ما فيها، لتؤتي أقبح ما فيها. # رجع: # وقال ابن رباح في وصف دولاب: # يا حسن ما نظروا من الدولاب والغيم يحسده لدى التكساب # تشدو فيطربنا تردد شجوها فكأنما أخذته عن زرياب ms1514 # وإذا الظلام أتى تشوق صوتها فكأنما داود في المحراب # وله فيه وقد طار منه لوح فوقف، وهو من أغرب ما وصف: # وذات شدو ومالها كلهم كل [فتى] بالضمير حياها [227ب] # وطار لوح منها فأوقفها كلمحة العين ثم أجراها # كأنها قينة وقد قطعت تسع من قال دومها واها # وقال ابن رباح في القلم: # يزداد حسنا في الكتاب إذا بدا نقص به فيريك كل بيان # ان السراج إذا قطعت ذبالة صح الكمال له من نقصان # وله [فيه] : # PageV06P833 # لا يفخر السيف والأقلام في يده قد صار قطع سيوف الهند والقضب # فإن يكن أصلها لم يقو قوتها " فإن في الخمر معنى ليس في العنب " # وله فيه: # جواد إذا ما شق في البري رأسه وإن لم يبن شق به فبخيل # وتمنعه أن يوضح الحرف شعره كذي لثغ بعض الحروف يحيل # وقال فيه: # حاز البلاغة غائصا في بحرها فيريك من صدف الكمال الجوهرا # وكأنما علموا بطول نزاعه فلذاك سموا كل سيف أبترا # وقال فيها: # تقلت على الأعداء إلا أنها خفت على السباب والإبهام # أخذت من الليل البهيم سواده وبدت تنمق أوجه الأيام # [وقال] في الجيش: # يا من إذا سار وألعداء يوم وغى ترى ذؤابته محمرة العذب # والجيش كالبحر لكن ماؤه زرد والبيض تطفو عليه موضع الحبب # ومن شعره في وصف العيون والثغور [والخيلان] وما يناسب ذلك من النسيب: # PageV06P834 # ترنو بعين خشوع وهي باكية ومن طباع السيوف القطع واللبن # تريك حكم سليمان إذا حكمت وفي اللواحظ ما تتلو الشياطين # وقال: # للأقحوان أرى عليك ظلامة لما عنفت عليه بالمسواك # لا يحمل النور الأنيق تمسه كف بعود بشامة وأراك [228أ] # وجلاؤه المخلوق فيه قد كفى من أن يراع عراره بسواك # وله: # تعلم الغصن لينا من معاطفه وأقبل الظبي يستجديه في الغيد # من كل أحور يبدي في تبسمه تألق البرق بين الجمر والبرد # وقال: # خيلان خدك ردت صحيح صبري مريضا # في العين سود ولكن ما زلن في القلب بيضا # وقال في مثله: # خدك مرآة كل حسن تحسن من حسنها الصفات ms1515 # مالي أرى فوقه نجوما قد كسفت وهي نيرات # PageV06P835 # وقال: # يا حبيبا له الفؤاد محل كيف تجفو وأنت في سوادائه # كتب الحسن فوق خدك خالا فامحى الشكل غير نقطة خائه # وقال: # يا طالع البدر المنير جماله ألبسي للحسن ثوب سمائه # أوقدت قلبي فارتمت بشرارة نزلت بخدك فانطفت من مائه # ومن المليح في مثله قول ابن المعتز: # غلالة صبغت بورد ونون الصدغ معجمة بخال # ولكشاجم: # فلم يزل خده ركنا أطوف به والخال في خده يغني عن الحجر # وله في النهود: # وكأنها النهد الذي هو بارز من صدرها سر به قد باحا # في صورة التفاح إلا أنه في شكله لا يألف التفاحا # وقال: # PageV06P836 # يا صاحبي بمهجتي خمصانة مالت مميل الغصن في أعطافها # في الصدر منها للطعان أسنة ما أشرعت إلا لحمي قطافها # ان أنكرت قتلي هناك ففتشا تريا دمي قد جف في أطرافها # وقال: # أبقى الشباب عليه من غلائله ما أثرت فيه من لبن غلالته [228ب] # وفي ترائبه والحلي يحجبه نهد تصور في قلبي حكايته # وقال: # قد نالني منك في فرط الصدود أذى وكل شيء إذا ما زاد ينقص # إن البياض إذا ما جاز غايته فلا محالة فيه أنه برص # ويناسب هذا [من وجه] قول ابن الرومي: # وما يعيب السواد حلكته وقد يعاب البياض بالبهق # [وقال] : # نظر الحسود فاذ رأى لي [صالحا] والفضل مني لا يزال مبينا # قبحت صفاتي من تغير وده صدا المراة يقبح التحسينا # وقال: # تحملت أعباء الزمان ولم أكن لأحملها فيما لدي من الوهن # PageV06P837 # كما حملت ثقلا من الأرض نملة وما هي منه في قياس ولا وزن # وقال: # تصبر وإن أبدى العدو مذمة فمهما رمى ترجع إليه سهامه # كما يفعل النحل الملم بلسعة يريد به ضرا وفيه حمامه # وقال: # صغار الناس أكثرهم فسادا وليس لهم لصالحه نهوض # ألم تر في سباع الطير سرا تسالمنا ويؤذينا البعوض # وقال: # ابخل بسرك لا تبح يوما به فصغيره يأتي بكل عظيم # أو ما ترى سر الزناد إذا فشا يأتي وشيكا سقطه بجحيم # وقال: # وبارد ms1516 الشعر لم يألم بما حملا أضر منه جميع الناس واعتزلا # كأنه الصل لا تؤذيه ريقته حتى إذا مجها في غيره قتلا # وقال: # PageV06P838 # يا ملكا تخضع الملوك له الله أعلى على الملوك يدك # تعجب الناس من جوادك بالأم س وما في شماسة اعتمدك # أراك عند النزول سنبكه وقال: في عين [كل] من حسدك # وقال: # لي صاحب لا كان من صاحب فإنه في كبدي جرحه # يحكي إذا أ [صر لي زلة ذبابة تضرب في قرحة # وقال من قصيدة: # وإني من زماني في خمول دفنت به ومن لي بالنشور # وقد عكست يد النعمى فلاحت مكان الغل من عنق الأسير # [وان سراي في ليل بهيم ولا صبح يشير إلى سفور] # فما للملك ليس يرى مكاني وقد كحلت لواحظه بنوري # كذا المسواك مطروحا هوانا وقد أبقى جلاء في الثغور # PageV06P839 # فصل في ذكر الأديب # أبي إسحاق [إبراهيم] بن معلى # قدح البلاغة المعلى، وسيفها المحلى، أحد من بنى منارها، ورفع بالغور ~~اليفاع نارها، ولم أظفر من كلامه لانزعاجي في تحرير هذه النسخة إلا بلمعة ~~كهلال ليلة، أو ظل أثيلة، وقد أوردتها بأسرها، لأنبه على قدره وقدرها. # قال يرثي أعيان وقته بقصيدة أولها: # هل بين أضلعنا قلوب جنادل أم خلف أدمعنا مدود جداول # في كل يوم حزن نجم ساقط ما بيننا وكسوف بدر آفل # سدكت بنا الأرزاء غير مغبة وألحت النكبات غير غوافل # وعلت بنا الأيام في سطواتها فجلت لنا عن كامنات غوائل # وهي الليالي ليس يخفى نقصها فلذاك تطلب كل حر كامل # آها وواها للمعالي إنها رزئت بركني عرشها المتمايل # بدعامتي حسب ونجمي سؤدد وحديقتي أدب وبحري نائل # أخوي صفاء في المودة أجريا في المكرمات إلى المدى المتطاول # PageV06P840 # [فبذا تحمل كل عبء مثقل وبذا إقامة كل أمر مائل] # فكأن هذا حاجب في خندف وكأن هذا مالك في وائل # إن طال حزني يوم ذاك فإنني لم أحل بعد من الحياة بطائل # أو سال صبري في الدموع فبعدما دفنت هناك ذرائعي ووسائلي # [ومنها] : # أين الذي يرتاح بشرا بالقرى والحق ms1517 يصدع مظلمات الباطل # زفر الزمان بذاك زفرة مغضب وسطا بذاك الدهر سطوة صائل [229ب] # صلى المهيمن ذو الجلال عليكما والكل من ملأ السماء الحافل # وتظافرت أيدي الغمام فأخملت حلل الربيع عليكما بخمائل # لأرى الرياض على الرياض وأقتدي ببكا السحاب على السحاب الهائل # وله من أخرى يرثي: # فلا تغررك بهجة مستحيل إذا ما الجمر عاد إلى الرماد # أبا الحجاج لو لم يؤت بدع لحج الناس قبرك في احتشاد # وزارك من بني الآمال حفل يضم الأرض من هيد وهاد # [معد للطريق ولا كعهد مضى أغنيت عن إبل وزاد] # فقد بارت بضائعهم عليهم وخلوا السوق مفرطة الكساد # PageV06P841 # فسيان الركوب على قتود لعاف والمبيت على قتاد # أمعتنق الصعيد وكان يغدو عليه وهو معتقل الصعاد # أرى لبس الحداد عليك مما يشق على المهندة الحداد # فكم أوردتهن على وريد وكم أهديتهن إلى الهوادي # فإن تبعد فما بعدت صفات قربن لمادحيك على البعاد # وأين قرى مسائك في الموالي وأين قرى صباحك في الأعادي # وأين نداك يهتف كل حين ببغية مجتد ورضاء شاد # وأين بياض بشرك وهو يجلو دجى النكبات حالكة السواد # وأينك في عرائكك اللواتي ألن عرائك النوب الشداد # إذا ما زرت قبرك رضت نفسي لأستسقي به سبل الغوادي # فأمكث لا يطاوعني لساني بذاك ولا يساعدني فؤادي # أحاذر أن يفوه به فأقضي بأن ربى حللت بهن صاد # وكيف يكون عهدي منك هذا وأحمل منه بك للعهاد # وأعجب كيف يقنع فيك قوم بجد في بكائك واجتهاد # وكان يقل لو نحروا المطايا عليك وبادروا عقر الجياد [230أ] # وحل الكل يوم حللت عهدا فقاسمك التراب إلى التناد # فيا لهفي عليك ولهف غيري ولهف المجد والحسب التلاد # ولما لم أنل أملي وعاقت عوائق دون سؤلي واعتقادي # سعيت بأن أقيم مقام نفسي أزاهر روضة الأدب المعاد # PageV06P842 # فجاءتكم تنم ببعض ودي وتعبق عن صفائي واعتدادي # [وإن لم ترض منتقدا بحالي تبين وجه عذري في انتقاد] # ضلوع ما يفارقها التهاب وجفن وقع انتقاصي في ازدياد # قوله: " وأحمل منه بك للعهاد " كقول ابن المعتز: # وحاشاه ms1518 من قولي سقى الغيث قبره يداه يروى قبره من نداهما # وأخذه من قول أبي تمام: # سقى الغيث غيثا وارت الأرض شخصه وإن لم يكن فيه سحاب ولا قطر # وكيف احتمالي للسحاب صنيعة باسقائها قبرا وفي لحده البحر # وقال ابن المعتز: # لم تمت أنت إنما مات من لم يبق للمجد والمكارم ذكرا # لست مستقيا لقبرك غيثا كيف يظما وقد تضمن بحرا # وبيته الأول من هذين، من قول حبيب أيضا: # ألم تمت يا سليل المجد من زمن فقال لي لم يمت من لم يمت كرمه # PageV06P843 # وقال عبد السلام بن رغبان: # سقى الغيث أرضا ضمنتك وساحة لقبرك فيها الغيث والليث والبدر # وما هي أهل إذ أصابتك بالبلى لسقيا ولكن من حوىء ذلك القبر # أخذ [هذا] البيت الأول الراضي فقال يرثي أباه المقتدر: # بنفسي ثرى ضاجعت في ساحة البلى لقد ضم منك الغيث والليث والبدرا # فلو أن عمري كان طوع مشيئتي وأسعدني المقدور قاسمتك العمرا [230ب] # ولو أن حيا كان قبرا لميت لصيرت أحشائي لأعظمه قبرا # وينظر في هذا المعنى إلى قول المتنبي: # حتى أتوا جدثا كأن ضريحه في القلب كل موحد محفور # وقال ابن معلى يرثي من قصيدة أخرى: # رزء بكت منه العلا ومصاب شقت عليه جيوبها الأحساب # أعيا مرام الصبر يوم حلوله نفسي وسدت دونه الأبواب # وطفقت التمس العزاء فخانني نفس تذوب وأدمع تنساب # وتلجلج الناعي [به] فسألته عود الحديث لعله يرتاب # أنفى ويوجب أن يقول حقيقة فعل الشفيق، فغلب الإيجاب # PageV06P844 # تربت يداه مدى الحياة بمن نعى وغدت بفيه جنادل وتراب # [فلكم حماه على المكارم ان نبا وطن بذي أمل وضاق جناب] # يا عامر لم يبق بعدك عامر لمنازل العلياء فهي خراب # أنعى إلى الإعراب منك معيده غضا كما نطقت به الأعراب # وإلى لباب الفهم فهمك إنه كانت تقر بفهمك الألباب # وإلى السيادة والصبا فلكم أتت تدعو نهاك عن الصبا فتجاب # ولكم نزعت بسهم فكر صائب يرمى الزمان بمثله فيصاب # كم اعذل الأيام فيك بما جنت لو كان للأيام عنك متاب # وأعاتب ms1519 الزمن الخؤون فيقضي كل العتاب ولم يكن إعتاب # ذبلت بروض المجد بعدك دوحة وخبا بأفق العلم منك شهاب # ناحت بك الأقلام غاية وسعها وبكت بأبلغ جهدها الآداب # وتقطعت نفس الكتابة حسرة وأسى عليك وأسعد الكتاب # لا يبل مهجتك التراب وآنست فيه ثراك كواكب أتراب # وسقى ضريحك بعد أخذ عهوده ألا يغب مجلجل سكاب # وغدا عليك الروض وهو كأنما نشرت به من سندس أثواب [231أ] # وإذا تنفست الرياح بليلة فعليك منها جيئة وذهاب # يا أيها الشبل المعفر بعدما حمي العرين به وعز الغاب # أرثي لليثك إنه بك مضمر حرقا لها بضلوعه إلهاب # ولو استطعت جعلت موضع قلبه قلبي فيبقى سالما وأذاب # PageV06P845 # ولنبت عنه إذا بكاك بأدمع فلكم له في ما اريد مناب # وهذا كقول علي بن بسام البغدادي يرثي علي بن يحيى بن منصور المنجم، مما ~~أنشده أبو اسحاق الحصري: # قد زرت قبرك يا علي مسلما ولك الزيارة من أقل الواجب # ولو استطعت حملت عنك ترابه فلطالما عني حملت نوائبي # قال الحصري: وقد أنشدني هذين البيتين أبو بكر بن محمد بن القاسم ~~الأنباري، قال: أنشدني علي بن سليمان لنفسه، فأنشدهما وزاد: # ودمي فلو أني علمت بأنه يروي ثراك سقاه صوب الصائب # لسفكته أسفا عليك وحسرة وجعلت ذاك مكان دمع ساكب # ولئن ذهبت بملء سؤددا فجميع ما أوليت ليس بذاهب # وقوله: " وسقى ضريحك بعد أخذ عهوده " - البيت، من قول طرفة: # وسقى طلولك - غير مفسدها - صوب الربيع وديمة تهمي # وقد تتبع هذا المعنى على ذي الرمة في قوله: # ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ولا زال منهلا بجرعائك القطر # PageV06P846 # لأن في مداومة الانهلال تعفية الرسوم ومحو الآيات؛ على أنه قد احترس من ~~الاعتراض احتراسا قدمه في صدر البيت وهو قوله: " اسلمي "، فدعا لها ~~بالسلامة على تعاقب الأحوال الموجبة بلى الديار، واندراس الآثار؛ وبيت طرفة ~~أسلم. والذي فتق للشعراء هذا الفن فافتنوا فيه وجاءوا بالاحتراس وغيره امرؤ ~~القيس بقوله: # إذا ركبوا الخيل واستلأموا تحرقت الأرض واليوم قر [231ب] # فقوله: " واليوم قر " تتميم ms1520 للمعنى ومبالغة في اللفظ، وقال [الآخر] : # إذا الله أسقى دمنتين ببقعة من الأرض سقيا رحمة فسقاهما # وقال أبو الطيب: # صلى الإله عليك غير مودع وسقى ثرى أبويك صوب غمام # ومن هذه المبالغة في التتميم أيضا قول امرىء القيس: # كان عيون الوحش حول خبائنا وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب # فتناوله زهير فقال: # كأن فتلت العهن في كل منزل نزلن به حب الفنا لم يحطم # PageV06P847 # ويسمى أصحاب البديع ما كان مخصوصا من هذا النوع بالقافية: " الإيغال " ~~[والتتبيع] وما كان في أضعاف البيت: " المبالغة " و " التتميم "؛ ومن ~~المبالغة قوله: # من القاصرات الطرف أو دب محول من الذر فوق الإتب منها لأثرا # وأخذ حسان فقال: # لو يدب الحولي من ولد الذر عليها لأندبته الكلوم # فقصر حسان عنه لأن امرأ القيس قال: " فوق الإتب " وهو ثوب، وأيضا فإن في ~~بيته معنى متقدما وهو قوله: " من القاصرات الطرف " يريد أنها غير متطلعة ~~إلى غير زوجها، وقيل: تقصر الطرف ألايجاوزها إلى غيرها، كما قال أبو الطيب ~~المتنبي: # وخصر تثبت الأبصار فيه كأن عليه من حدق نطاقا # وأصل هذا المعنى من قول امرىء القيس: # * بمنجرد قيد الأوابد هيكل * # ففرعه الناس فقالوا: قيد العيون وقيد النواظر، فأخفاه أبو الطيب وملحه، ~~والذي نبهه على الزيادة فيه بشار بقوله: # PageV06P848 # ومكللات بالعيون طرقني ورجعن ملسا # وأخذ السري فقال: # أحاطت عيون العاشقين بخصره فهن له دون النطاق نطاق # وتناول ابن المعتز ما تناول حسان فقال [232أ] [وتجاوز الحد] : # أن فلو مرت به ذرة في رجلها نعل من الورد # لمزقت ديباجتي خده من غير أن جالت على الخد # وقول ابن المعلى: " وتلجلج الناعي به " - البيت، من قول المتنبي، وقد ~~تقدم إنشاده: # طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي إلى الكذب # حتى إذا لم يدع لي صدقة أملا شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي # وأخذه أبو الحسين ابن الجد فقال من شعر قد تقدم أيضا إنشاده في القسم ~~الثاني من هذا المجموع: # تصاممت عنها مستريحا إلى المنى وقلت عساها في الأحاديث بهتان # رجع: # وأنشدت ms1521 له يصف خروج أهل بلنسية لحرب العدو في غير ثياب الحرب # PageV06P849 # وهزيمتهم [بموضع يعرف ببطرنة] : # لبسوا الحديد إلى الوغى ولبستم حلل الحرير عليكم ألوانا # ما كان أقبحهم وأحسنهم بها لو لم يكن ببطرنة ما كانا # قال أبو الحسن: وذكرت بما وصفه عن أهل بلنسية من خروجهم لقتال عدوهم في ~~ثياب الحرير، زينتهم، ما حكاه أبو مروان بن حيان في فصل من تاريخه الكبير، ~~في صفة أهل طليطلة، وقد خرجوا لعدوهم على تلك الهيئة، فانهزموا وقتلوا: # قال ابن حيان: فلم يرع الأسماع إلا ورود الخبر بما صكها من توريط ~~المسلمين في جحيم ذلك المأزق، ومما وقع [من] التعجب منهم أنه أخذ من البياض ~~المقتولين من أهل طليطلة في تلك الوقعة ألف غفارة من لبوس أهل الرفاهية ~~أيام المباهاة، ركبوا بها إلى الطاغية - قصمة الله - كأنهم وفد سلم يشهدون ~~المعاقدة، فيا للرجال لحلوم قوم سكان بثغر مخوف، أبناء قتلى وسلالة أسرى، ~~قلما خلوا من هيعة، عدموا الراعي العنوف منذ حقب، فنبذوا السلاح وكلفوا ~~بالترقيح ونافسوا في النشب، وعطلوا الجهاد، وقعدوا فوق الأرائك مقعد ~~الجبابرة المتفاتنين من أهل موسطة الأندلس، ينتظرون من ينبعث من أهلها ~~للقتال عنهم حسبة، ولا يرفدون المختل ممن # PageV06P850 # رابط إليهم بعليقه، فتبا لهم تبا!! فتضعضع ثغرهم بتوالي هذه النكبات، ~~ولحقت المسلمين بهم مضايق سماعها، حتى عم تلك [232ب] الثغور الجلاء، وتوزع ~~المسلمين البلاء، وخربت ديارهم، وبادت آثارهم. # وذكرت [أيضا] بهذه الحكاية ما حكاه الفرزدق عن نفسه قال: كنت أخرج أنا ~~وجرير كل يوم إلى المناقضة بالمربد، ويحضرنا وجوه أهل البصرة، وكنت أرسل كل ~~غداة إلى جرير عينا، فإذا لبس زيا لبست أحسن منه أو مثله، أباهيه بذلك، ~~فجاءني عيني عليه يوما فأخبرني أنه في حلة فاخرة وزي من الرفاهية، وأنه على ~~قلوص في مركب نبيل ورحل ظاهر، فسرت في مثل ذلك الزي، وانتهيت إلى المربد ~~فلم أجده، فلم يرعني إلا انقضاض فارس قد اعتقل قناة خطية وظاهر بين درعين، ~~وتقنع بالحديد، فلم يظهر إلا عينة، وجاء حتى ركز قناته ms1522 إلى جنبي، وأنا أشبه ~~شيء بالهدي تزف إلى بعلها، فإذا جرير رافع عقيرته ينشد: # أعدوا مع الحلي الملاب فإنما جرير لكم بعل وأنتم حلائله # فانصرف الناس بذلك البيت، وانصرفت أخزى منصرف. # وقول ابن المعلي: " لو لم يكن ببطرنة ما كانا " - البيت، يسمي بعض أهل ~~النقد هذا النوع من البديع " الإيماء "، وهو عند بعضهم من أقسام الاشارة، ~~وهي من غرائب الشعر وملحه، ويدل على بعد المرمى # PageV06P851 # وليس يأتي بها الشاعر المبرز الماهر، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالة ~~واختصار وتلويح؛ قال أبو علي بن رشيق في كتاب " العمدة " له: فمن الإيماء ~~المليح للمتقدمين قول قيس بن ذريح: # أقول إذا نفسي من الوجد أصعدت لها زفرة تعتادني هي ما هيا # ومثله قول كثير: # تجافيت هني حين لا لي حيلة وخلفت ما خلفت بين الجوانح # فقوله: " وخلفت ما خلفت " إيماء مليح. # ومن أنواع الإشارة: " التلويح " كقول المجنون: # لقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل بي النقص والإبرام حتى علانيا # فلوح بالصحة والكتمان، ثم بالسقم والاشتهار تلويحا عجيبا؛ وإياه عنى ~~المتنبي بعد أن قلبه ظهرا لبطن فقال: # كتمت حبك حتى منك تكرمة ثم استوى فيك إسراري وإعلاني # لأنه زاد حتى فاض عن جسدي فصار سقمي به في جسم كتماني [233أ] # فأخفاه وعقده كما تراه، حتى صار أحجية يتحاجاها الناس؛ ومن أجود # PageV06P852 # ما وقع في هذا المعنى قول النابغة في طول الليل: # تقاعس حتى قلت ليس بمنقص وليس الذي يرعى النجوم بآيب # والذي يرعى النجوم هنا هو الصبح، أقامه مقام الراعي الذي يغدو فيذهب ~~بالإبل والماشية، فيكون حينئذ تلويحه هذا عجبا في الجودة. وزعم بعض أهل ~~النظر أن الذي يرعى النجوم هنا إنما هو الشاعر الذي شكا السهر وطول الليل، ~~وليس هذا الزعم لذي فهم؛ وقد ذكر أن الآيب لا يكون إل باليل خاصة، ذكر ذلك ~~عبد الكريم بن إبراهيم. # ومن أنواع الإشارة " التفخيم " كقول كعب الغنوي: # أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ولا ورع عند اللقاء هيوب # ومن أنواعها " التعريض والرمز ms1523 واللغز " واشتقاقه من لغز اليربوع، إذا حفر ~~مستقيما ثم أخذ يمنة ويسرة، ليوري [ويعمي] على طالبه، و [منه] قول امرىء ~~القيس، وبعضهم يسميه: " التتبيع ": # ويضحي فتيت المسك فوق فراشها نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل يعني أنها ~~مخدومة مكفية المؤونة، فأتى في هذا البيت بثلاث إشارات كلها تتبيع، ترك ~~الصفة فأتى بما يتبعها؛ وبعضهم يسمي هذا النوع " الارداف ". # ومما جاء من الإشارة على معنى التشبيه قول الراجز يصف لبنا ممذوقا: # PageV06P853 # جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط # فأشار إلى تشبيه لونه، لأن الماء إذا غلب عليه صار كلون الذئب؛ انتهى ~~كلام ابن رشيق. # قال أبو الحسن: واستقصاء هذه الألقاب في كل باب، مما يضخم حجم الكتاب، ~~وقد تفرق من انواع البديع، في أثناء هذا المجموع، ما فيه كفاية، ويربي على ~~النهاية. # إيجاز الخبر عن وقعة بطرنة التي ذكر # قال أبو الحسن: قد جهدت ان اجد هذا الخبر في ما وقع إلي من كتاب ابي ~~مروان، فأوليه حكمه، واعتمد فيه وصفه الرائق التقطته، من فم من شهد ذلك، ~~وحدث عما [جرى] هنالك [233ب] ممن لا يحسن الوصف، ولا يجيد الرصف، بيد أني ~~أنحرى الصواب، وأتتبع الصريح اللباب: # حدثني غير واحد من أهل بلنسية قال: دلفت [إلى] بلنسية # PageV06P854 # [سنة خمس وخمسين] قطعة من الافرنجة، كدين آفاق هذه الجزيرة المروع - كان ~~سربها، الذلول بتناصر غوغائها، وتخاذل أمرائها، [يومئذ] صعبها، من طواغيت ~~الروم المحيطين بجهاتها، أبناء المخرجين من جناتها، الموتورين بأيدي ~~المسلمين حماتها، أيام رسوخ أقدامهم في عرصاتها، واجتماع كلمتهم على الذب ~~عن حوزاتها، فسموا إليها لأول إطباق الفتنة، واشتمال [تلك] المحنة، ممضين ~~لأحكامهم المفسوخة، مقارعين عن ملتهم الممحوة المنسوخة، مغتنمين للفترة، ~~متنسمين لروح الكرة، فسال منها يومئذ ببلنسية سيل عرم عفى على ما [كان] بها ~~من بهجة ورونق، ومزق أهلها بأطراف الرماح وظبا الصفاح كل ممزق. قال المحدث: ~~فأناخت تلك القطعة يومئذ ببلنسية سنة ست وخمسين وأربعمائة، وأهلها: جاهل غر ~~أو مترف مغتر، أو غفل لا خير ولا شر. قد خلوا بشهواتهم، وانخدعوا بإغضاء ms1524 ~~الدهر عن غراتهم، لا عهد لهم [يومئذ] بصريع إلا من كاس شمول، أو لحظات أعين ~~كحيل، ولا بعان كنيع إلا لعتاب خليل، أو إعراض حبيب وصول، مغفلين للتدبير، ~~غافلين عما يتعاور أطرافهم من الحذف والتغيير، فطار بهم الذعر كل مطار، ~~وسارت عن زعمائهم في استقبال محنتهم تلك أعجب أخبار، ثم كايدهم العدو ~~بإظهار الاضطراب، والاستتار # PageV06P855 # عن عيونهم ببعض تلك الهضاب، استدراجا لهم واستطرادا، وجدا في طلب مكروههم ~~واجتهادا، فهاج رعاعهم، ونادى بالنفير مهنتهم وصناعهم، حتى بلغني أن مخنثين ~~من مخنثيها تناديا إلى الخروج، وقد حلما بسبي العلوج، فهما يتنازعون المنى، ~~ويقولان نحن أعلم بفعلات القنا، وهيهات! تلك أقصف للظهور، وهذه أشفى لبعض ~~الصدور، وخرجا ولا سلاح إلا رشاء تجاذباه، ثم اصطلحا بعد فقسماه، لا ~~يستريبان بضيق المنهاج، ولا يشكان في اقتياد الأعلاج، وساعد أولئك الرعاع ~~الحائنين أميرهم [يومئذ] المترف عبد العزيز بن أبي عامر - المتقدم الذكر - ~~فخرج بالعير والنفير، والجم الغفير، يحسب الطعن كالقبل، ولم يكن من محبيهن، ~~ويظن السيوف كالمقل، ولم يتعقب على مشتهيهن، ويتخيل صليل الحسام، بين القصر ~~والهام، ما كان اتسع له درعه، ومرن عليه سمعه، من [234أ] نغم الأوتار، ~~وترنم الأطيار، فلم يرع العدو يومئذ إلا خروج أهل بلنسية الأغمار الأغفال، ~~إلى تلك المصارع والآجال: # يمشون مشي قطا البطاح تأودا هيف الخصور رواجح الأكفال # فظفر [العدو] منهم يومئذ بغنيمة أحلى من السرور، وأبرد من النسيم على كبد ~~المخمور، أتاهم من ظهورهم، فحكم السيف في جمهورهم # PageV06P856 # فلم يبق إلا من أحرزه أجله، وخفي على [سهم] المنية مقتله. # حدثني من رأى ابن أبي عامر يومئذ متحصنا بربوة بين لمة من فرسانه، ينشد ~~وقد عقد الرعب عذبة لسانه: # خليلي ليس الرأي في صدر واحد أشيرا علي اليوم ما تريان # فنجا منها منجى أبي نصر، بعد أن أعطى على القسر، ولم يحفل بما أحاط به من ~~أصحابه المغترين به من قتل وأسر. # في ذكر الأديب أبي عامر بن الأصيلي # واجتلاب جملة من شعره # وكان أبو عامر جوابة آفاق، وناظما وناثرا ms1525 باتفاق، وله شرف، وسابقة سلف، ~~وقد أثبت بعض ما وقع إلي من شعره، على معرفتي بقدره، لنباهة سلفه واشتهار ~~ذكره. # فصل له من رقعة: أنت - أعزك الله - أشد استثباتا، وأكرم التفاتا، من أن ~~تتأمل ما ينقله الواشون، وتتبع بهواجسك سوء الظنون، فتبين بهرج قول لم يعره ~~الحق نوره، ولا الصدق ظهوره. والوزير # PageV06P857 # أبو القاسم بن صارم، ظالم لي وإن كان غير ظالم، [234ب] فإنه نقص فاضلا، ~~وقطع واصلا، وتتبع يسيرا، وعظم حقيرا، تقمنا لمسرة ولد له مدلل يحسب أن ~~كسرى من أعوانه، وأن هاروت ينفث عن لسانه، [يتعاطى ما لا يحسن، ويحقر ~~ويمتهن، فيورط أباه في بحور السباب، ويبيح عرضه لألسنة الشعراء والكتاب] ~~وجرى علي بجهتك، التي ألمت بها من أجلك، وتسرت [فيها بظلك، تطاول لم تقبله ~~طباعي، ولا استقرت عليه أضلاعي، إذ لم أعهد مثله] في سائر البلاد، ولا منيت ~~بشكله في حاضر ولا باد، وذلك أن الوزير الأعلى أبا عامر، القائد الشجاع ~~الشاعر - انهض الله همته، وضمخ بمسك الثناء لمته - أراد أن يدخلني تحت ~~قدمه، ويعدني من خوله وحشمه، وتوهم أنه يستطيل بعزته علي، ويستميل بكثرة ~~دراهمه من لدي، فأدركني لذلك إباء أوقع الوحشة بيني وبين أبيه، ونقلني عن ~~حسن ظني فيه، فلم يمهلني غايته غير ثلاث، حتى تسبب إلي بأسباب رثاث، كانت ~~سببا لانزعاجي دون تسليم ولا توديع، وفراري فرار الخائف المروع. # PageV06P858 # جملة من شعره في أوصاف شتى # قال يتذكر وطنه بسرقسطة ويضمن بيتين من إنشاد الثعالبي لبعض أهل عصره: # على سرقسطة أبكي دما وأمواهها العذبة المحييه # وقوم كرام فواحسرة على الجمع منهم أو التثنيه # وأصبحت في بلدة أهلها سباع لأهل النهى مؤذيه # كأن بلنسية زينت لشاطبة فاحتفت مرسيه # تعوضت منها بأرض أرى أفاعيل أربابها ملهيه # فكم كاس ذل تجرعتها ولم أبدها وهي لي مخزيه # وكم ليلة بتها طاويا ونفسي عن الكشف مستحييه # " وقد يلبس المرء حر الثياب ومن تحتها حالة مضنية " # " كما يكتسي خده حمرة وعلتها ورم في الريه " # عسى الله يعقبنا صحة فمن عنده الداء ms1526 والأدويه # PageV06P859 # وقال وهو بقلمرية من عمل الطاغية اذفونش - قصمه الله -: # قلقت وحق بأن يقلقا مصون غدا غرضا للشقا # حللت بلادا كستني بها يد الليث من سقم يلقما [235أ] # وردت قلمرية طامعا فلم ألف برا ولا مرفقا # حرمت كأني دون الورى طلبت العقوق بها الأبلقا # [ورمت الرجوع ومن لي به وقد غلق الباب من غلقا # إذا الشوق مر على خاطري شرقت وحق بأن أشرقا] # أأحبابنا هل لنا رجعة وهل لي بكم أبدأ ملتقى ### | 3 - # توركت بحر الأسى بعدكم وإني لأحذر أن أغرقا # وصرت وإن كنت ذا همة وحزم بأيدي النصارى لقى # يقول أناس ولو أنصفوا لكذب في الذي صدقا # فلان حريص به نهمة إلى الرزق من قبل أن يرزقا # وليس، ولكن نحوسي أبت بسوق النباهة أن تنفقا # ولو وفق المرء في سعيه تخير في رزقه وانتقى # تلون دهري بأحداثه علي فشبهته عقعقا # وكان أبو عامر مشحوذ المدية في الكدية، وهي التي بلغته كما ترى إلى بلاد ~~النصارى. # PageV06P860 # وهو أيضا القائل، وقد تطوف على بلاد الساحل، فما حظي أيضا منها بكبير ~~طائل: # إلى أين الفرار ولا فرار ومن لي بالقرار ولا قرار # أرى الأوغاد يعتمرون دورا ومالي في بلاد الله دار # إذا ركبوا المذاكي والمطايا فمركوبي على شرفي حمار # أجول فلا أرى إلا رعاعا كبارهم إذا اختبروا صغار # أباجة لا وقاك الله شرا فأهلك أهل مفسدة شرار # أشلب لا جزاك الله خيرا فلا خير لديك ولا خيار # أشنتمرية قبحت دارا كؤوس المخزيات بها تدار # أشلطيش ألا غرق وشيك تموج على ثراك به البحار # أأونبة تعدتك الغوادي ولا هطلت بساحتك القطار # ألبة كنت صالحة ولكن أتى ابن حليفة وأتى الشنار # بلاد عريت من كل خير فملبس أهلها مقت وعار [235ب] # غلطت فزرتها فرأيت قوما منازلهم وإن عمرت قفار # ترد علي أشعاري ويجفى رسولي، والنباهة لي شعار # شتوت بها على كره فغطى على جدي ومعرفتي الغبار # وله مما كتب به الحصري: # حلفت بمحكم السور ومنزل محكم السور # PageV06P861 # ومن بعدت جلالته عن الإدراك والنظر # وما سن ms1527 النبي لنا وما أبقى من السير # وإلا لست منه ومن أبي بكر ومن عمر # لقد أولى الزمان يدا سأشكرها مدى عمري # أطال يدي وفضلني بلقيا الفاضل الحصري # أقول لمن ينافسه رويدك لست ذا بصر # تخل عن البديع له وسلم فيه للقدر # شهدت له على علمي بسبق البدو والحضر # وجئت إليه معترفا بما في الباع من قصر # وما أدللت من أشر ولا استرسلت من بطر # ولكن خاطري أبدى له ودي على خطر # جعلت بضاعتي تمرا وجئت بها إلى هجر # ذكرناه بواجبه وهل يخفى سنا القمر # طمعنا أن نفاكهه فجئنا النجم بالشرر # فكيف نطوله طولا ومن للعور بالحور # وليس الغرف من بحر كمثل النحت في الحجر # وهبط [أيضا] إلى الأشبونة [أيام كوني بها] وقد أصحبه المنصور إلى قائدها ~~كتبا في معناه، فحسن بها مثواه، وأجزل بها قراه، وزرته ونزلت عليه في منزله ~~أول التقائي به في لمة من أهل الأدب، فلما انصرفنا عنه خاطب كل واحد منا ~~بأبيات شعر يشكر على ما تهيأ له هنالك من البر، واعتمد بمخاطبته أيضا غلاما ~~وضيء الوجه [وسيما] ، وكان زاره معنا # PageV06P862 # يسمى عيسى، وخرج في وصفه إلى النسيب؛ فمن شعره مما خاطبني به أبيات ~~أولها: # يا دوحة العلم والآداب والخطب ومن غدا فارسا في حلبة الطلب # ماذا تحيط به من علم مسألة سألتها منك بين الجد واللعب # ورد الخدود وورد الروض أيهما أجل عندك يا ذا العلم والأدب # وقهوة الريق والصهباء واحدة أم قهوة الريق تخزي قهوة العنب # وما سألتك عن جهل بأمرهما لكن نزعت إلى شيء من الطرب [236أ] # فراجعته بأبيات منها: # طوقت كل أديب طوق لؤلؤة غرفتها من بحور العلم والأدب # لكن أجدت روي السين من شغف إذ همة الليث في المسلوب لا السلب # فراجعني [ثانية] بأبيات قال فيها: # إيه أبا حسن يا راقم الصحف ما إن أجدنا روي السين من شغف # لكن طربت لما ألقاه من حرق وما أكابده من شدة الكلف # وما انتفاعي بمحبوب أفارقه عما قريب ولم أربح سوى الدنف # [هذا ms1528 الذي في الهوى قسرا يزهدني ولو سكت لكان العذر غير خفي] # وله في الوزير الفقيه أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الفهري بالأشبونة، ~~قصيدة مخمسة وتضمن أبيات المتنبي، يقول فيها: # PageV06P863 # دبار على دار الفناء ومينها نفضت يدي من سامها ولجينها # فقلت ونفسي قد تصدت لحينها ذو النفس تأخذ وسعها قبل بينها # فمفترق جاران دارهما عمر # فلا تحسبن المجد سكرا ولا كرى فما المجد إلا همة تذر الورى # ونفس ترى أشهى من الدعة السرى وتضرب أعناق الملوك وأن ترى # لك الهبوات السود والعسكر المجر # وأخذك من دنياك ما كان أحزما وكفك فيها عن عسى ولعلما # وصدك عن وصل الأوانس كالدمى وتركك في الدنيا دويا كأنما # تداول سمع المرء أنمله العشر # ورب أمير مفرط في احتياله قبضت يميني نخوة عن شماله # ونزهت نفسي رفعة عن نواله ومن ينفق الساعات في جمع ماله # مخافة فقر فالذي فعل الفقر # أهيل زماني ودكم غير خالص فلست إليكم ما بقيت بشاخص # شكرت وشكري رعدة في الفرائض إذا الفضل لم يرفعك عن شكر ناقص # [236ب] # على هبة فالفضل في من له الشكر # تجنت في أشبونة آل أخطل وأملت ركني في الخطوب ومعقلي # قطعت إليه كل البيداء مجهل وأقدمت إقدام الأتي كأن لي # سوى مهجتي أو كان لي عندها وتر # PageV06P864 # سعيت ومن أمثالهم " من سعى رعى " إلى أن لقيت الناس أجمع أكتعا # فتى لوذعيا باسم الثغر أروعا مفدى بآباء الرجال سميدعا # هو الكرم المد الذي ماله جزر # سريت إليه أهتدي بضيائه ويرشدني في القفر طيب ثنائه # وما زلت أستسلي بطول بقائه وأستكبر الأخبار قبل لقائه # فلما التقينا صغر الخبر الخبر # إليك ابن إبراهيم أدى بنا الهوى ومن عرف الأطواد حاد عن الصوى # أممناك والإخلاص مستحكم القوى وجئناك دون الشمس والبدر في النوى # ودونك في أحوالك الشمس والبدر # سمي رسول الله خير مرتجى ويا كوكبا يذكو إذا حادث دجا # ويا مقلد المحيا إذا الباب أرتجا دعاني إليك العلم والحلم والحجى # وهذا الكلام النظم والنائل النثر # لمجدك عندي حلي فخر ms1529 نعوته وود كماء المزن صح ثبوته # فدع كل شعرور فطبعي يفوته وما قلت من شعر تكاد بيوته # إذا كتبت يبيض من نورها الحبر # [قال ابن بسام] : وكان الوزير الفقيه أبو عبد الله [محمد] بن إبراهيم، ~~سويداء قلب ذلك الأقليم، ومجلسه بالأشبونة مرمى جمار المنثور والمنظوم، هو ~~المقتول هنالك المظلوم، - رفع الله درجته، وقتل قتلته -؛ ولما # PageV06P865 # كسف ذلك النير المشرق، وأظلم عليهم بغتة الأفق، انطلقت [بالغرب يومئذ] ~~أيدي الدهماء، إذ عدموا من كان يفيض عليهم أنوار الآراء، فيقبلونها [237أ] ~~قبول الكواكب لشعاع ذكاء، ويدني من لباناتهم ما شسع، ويستنزل بها ما امتنع، ~~بآراء سديدة الأنحاء، كالسيوف في المضاء، وسياسات لطيفة: من شدة ولين، ~~وحركة وسكون، وكنت قد علقت منه في ذلك الغرب بالحبل المتين، وأستندت منه ~~إلى ثبير الحصين، وتبوأت منه أرحب مربع، وأخصب مرتع، وفي وصف سؤدده وفضله، ~~وكيفية قتله، طول خارج عن غرض هذا المجموع. ولأبي عامر الأصيلي في تأبينه ~~قصيدة أولها: # على مصرع الفهري ركني وموئلي بكيت وأبكي طول دهري وحق لي # أؤبن من مات الندى يوم موته وقلص ظل الجود عن كل مرمل # وما كان صمتي منذ حين لسلوة ولكن عظم الرزء أخرس مقولي # إلى أي طود يسند الشعر بعده وقد حط منه الدهر أركان يذبل # تولى ابن إبراهيم فالغرب بعده لكل غريب الدار حلقة جلجل # فأصبحت الآمال بعد محمد تنادي ألا بعدا لكل مؤمل # خليلي مالي لا أذوب وإنني لأطوي الحشا منه على غلي مرجل # وفي من يحاك المدح جزلا كأنما أتى عن لبيد قوة ومهلهل # PageV06P866 # ألا أيها النوام هبوا لتسمعوا جدال قتيل بالرزايا مجدل # أما إنه والحق أبلج واضح لقد جئتم بالعار يا آل أخطل # غدرتم فكان الغدر منكم سجية فتى العلم والمجد التليد المؤثل # لئام رعاع جاهلون تحاسدوا على قتل صنديد أغر محجل # سقى الله قبرا ضم جسم محمد سحاب تترى بالحيا المتنزل # وجازاه عن إحسانه وأثابه جزاء المنيب القانت المتبتل # سأندبه عمري وإن قال قائل " رويدك لا تهلك أسى وتجمل # وأتبعه ذكرا بشعر ms1530 كأنه " نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل " # فصل في ذكر الأديب أبي الفضل # جعفر بن محمد بن شرف [327ب] # ذو مرة لا تناقض، وعارضة لا تعارض، وطرأ أبوه على جزيرة الأندلس من بلدة ~~القيروان، حسبما نشرحه إن شاء الله في ما يأتي من هذا الديوان؛ وأبو الفضل ~~هذا [يومئذ] لم يصب قطرة، ولا خرج من الكمامة زهرة، ومن المرية درج وطار، ~~وباسم صاحبها أنجد ذكره وغار، وهو اليوم بها قد طلق الشعر ثلاثا، ونقص غزله ~~[بعد قوة] انكاثا، وارتسم في حذاق الأطباء، واشتمل بما بقي له هناك من ~~الجاه والثراء # PageV06P867 # ولم أظفر من شعره، إلا بما يكاد يفي بقدره، وقد أثبته على نزره، لئلا يخل ~~بكتابي إهمال ذكره. # فصل له من رقعة في فتح بلنسية: من ذكر - أعزك الله - عهدك الكريم ~~والتزامه، وأبصر مجدك العميم وانتظامه، ووضع نفسه حيث وضعها ماضي الذمام، ~~وأنزلها منك حيث أنزلتها تلك الأيام الكرام، وعلم أن ربطك مبرم الشد، وضبطك ~~محكم العقد، وإن وافاك أكبر من رضوى جسدا، وأكثر من حزوى عددا، تخطى بقدم ~~العهد، وتحظى بقدم الود، حتى زار الصفائح بالصحائف، وباشر الكتاب بالكتب ~~اللطائف، وحياك بلسان الأقلام، تحت لسان الأعلام، حين أشرق وجه الدين ~~فأسفر، وزهق حزب الملحدين فنفر، وأقبل الفتح في لمة التأييد، يرفل في ثوب ~~النصر الجديد؛ وجاء الوعد الناجز ببلنسية تجذبها أعنة الأقدار، وتسوقها ~~أحكام الجبار، فالآن قد نشر الميت من لحده، وعاد الحسام إلى غمده، فسبحان ~~من سبب ما سبب، وأدب بالموعظة من أدب، محص الذلة فأزالها، وقدر العثرة ~~فأقالها، وأعاد نعمة كان قد أذهب خضراءها، وأباد غضراءها، وفتح بابا سد ~~رتاجه، وصد منهاجه، حتى خر شامخه، وذل باذخه، [ثم نشر ميته، ونجد بيته] ، ~~قهبت ريح النصر، ومد بحر الظفر بعد الحسر: # PageV06P868 # فقل - أعزك الله - في فتح عم الله ببهجته قلوب المؤمنين، وخص بالفضل فيه ~~أمير المسلمين [وناصر الدين] ، ووفى به ضمانه، وأرجح بفخره وأجره ميزانه، ~~حتى اقتدح بحسامه، ووسم بأعلامه، وورخ بسعيد أيامه، دعا مانعه فأجاب، وجلى ~~عاتمه فانجاب ms1531، فتح سالت تلاعه بماء النعمة، وجالت سوامه في ضمان العصمة. # وفي فصل [منها] : ومن زكاة الجاه التي هي من الفروض [238أ] وأداء ~~المفروض، مشاركة موصله جارنا القديم، وصديقنا الحميم، له هناك أطلال رسمها ~~داثر، وجدها عاثر، يرجو تجديد خرابها، وتعمير يبابها، وإليك إسناده، وعليك ~~اعتماده، ومن كان منك نعين فقد أوى إلى ركن، واعتصم بحصن، فلك الفضل في ~~تصديق أراجيه، وإظهار جميل الرأي فيه. # وله مت قصيد [فريد] أوله: # مطل الليل بوعد الفلق وتشكى النجم طول الأرق # ومرت ريح الصبا مسك الدجى فاستفاد الروض طيب الغبق # وألاح الفجر خدا خجلا جال من رشح الندى في عرق # جاوز الليل إلى أنجمه فتساقطن سقاط الورق # واستفاض الليل فيها فيضة أيقن النجم لها بالغرق # وهذا كقول أبي الحسن مولى البكري: # PageV06P869 # ونجم الدجى في لجة الصبح يغرق * # وطمى الشرق عليه فانتحى من هلال غائب في زورق # فانجلى ذاك السنا عن حلك وامحت تلك الدجى عن بهق # بأبي بعد الكرى طيف سرى طارقا عن سكن لم يطرق # زارني والليل ينعى شرقه وهو مطلوب بباقي لبرمق # ودموع الطل تمريها الصبا وجفون الروض غرقى الحدق # فتأنى في إزار ثابت وتثنى في وشاح قلق # وتجلى وجهه عن شعره فتجلى فلق عن غسق # نهب الصبح دجى ليلته فحبا الخد ببعض الشفق # سلبت عيناه حدي سيفه وتحلى خده بالرونق # وامتطى من طرفه ذا حسب يلثم الغبراء إن لم يعنق # أشوس الطرف عرته نخوة فتهادى كالغزال الخرق # لو تمطى بين أسراب المها نازعته في الحشا والعنق [238ب] # وهذا كقول سعيد العروضي يصف فرسا: # من الظلمان آباؤه فورثته الساق والجؤجؤا # PageV06P870 # حسرت دهمته عن غرة كشفت ظلمتؤها عن يقق # لبست أعطافه ثوب الدجى وتحلى خده بالفلق # وانبرى تحسبه أجفل عن لسعه أو جنة أو أولق # مدركا بالمهل ما لا ينتهي لاحقا بالرفق ما لم يلحق # ذو رضى مستتر في غضب ووقار منطو في خرق # وعلى خد كعضب أبيض وأذن مثل سنان أزرق # كلما نصبها مستمعا ندب الشهب إلى مسترق # حاردت حرد شبا خطية ms1532 لا تجيد الخط ما لم تمشق # كلما شامت غراري حده خفقت خفق فؤاد الفرق # في ذرا ظمآن فيه هيف لم يدعه للقضيب المورق # يتلقاك بكعب مصقع يقتفي شأو غرار مفلق # إن يدر دورة [طرف] يلتمع أو يجل جول لسان ينطق # وترى من هزه مختلفا جال في متنيه من متفق # عصفت ريح على أنبوبه وجرت أكعبه في زنبق # كلما كلمته باعد عن متن ملساء كمثل السرق # ومنها: # جمع السرد قوى أزرارها فتآخذن بعهد موثق # أوجست في الحرب من وخز القنا فتوارت حلقا في حلق # كلما دارت بها أبصارها صورت فيها مثال الحدق # PageV06P871 # وهذا كقول [أبي محمد] ابن عبدون: # ودموع طل الليل تجلو أعينا ترنو إلينا من عيون الماء [239أ] # زل عنها متن مصقول القرا يرتمي في مائها بالحرق # لو نضا وهو عليها ثوبه لتفرى عن شواظ عرق # أكهب من هبوات أخضر من فرند أحمر من علق # وأرتوت صفحاه حتى خلته بحيا من سحب كفيك سقي # يا بني معن لقد طابت بكم شجر لولاكم لم تورق # لو سقي حسان إحسانكم ما بكى ندمانه في جلق # أو دنا الطائي من حيكم ما حدا البرق [لربع] الأبرق # طنبت منكم تجيب في حمى طالب شأو المعالي لحق # إن من أنجبت من نجل زكوا فانتهوا غاية ذاك الطلق # قل لمن خاف زمانا جائرا أو شكا من صرف دهر موبق # بمعز الدولة الأوحد أو عزها أو سيفا فاعتلق # تجل عيناك إذا زرتهم بنظام للعلا متسق # أبدعوا في الفضل حتى كلفوا كاهل الأيام ما لم يطق # قوله: " وتشكى النجم طول الأرق " كقول ابن رشيق: # أشكو " لى النجم حتى كاد يشكوني * # PageV06P872 # وقال أبو جعفر التطيلي: # وطال على النجوم سراه حتى أتت وكأنما تطأ القتادا # وقال: # قد أذن الشرق للصباح وحيعل الفجر بالفلاح # وانجاب جيش الدجى ببيض قد جئن في سمرة الرماح # [سألت] لها مسكة الدياجي أمام كافورة الصباح # واندمج الليل في مضيق وانبلح الصبح عن براح # نبهته والنسيم يهدي الش ميم في آنف الرياح # فقام كسلان دون أين واهتز ms1533 نشوان دون راح [239ب] # يظهر للسخط وهو راض ويدعي السكر وهو صاح # كأنه كلما تثنى يصغي إلى نغمة الوشاح # وقال: # أمسك بصدغك أم شامة غفلنا عن الأمر حتى التبس # إخال العذار أراد انتشارا فصلت بلحظك حتى احتبس # قد اختلس الشيب من بعضها شبابا وما الدهر إلا خلس # فخالط فيها ضياء البياض ظلام السواد فصارا غلس # كأن المحب شكا من هواك سرا إليك بما [قد] أحس # فأودع أذنك سر الهوى فسود صدغك حر النفس # PageV06P873 # ومعنى هذا البيت الأخير معنى غريب، وإنما نبهه عليه أبو حفص ابن برد ~~بقوله يصف كلف البدر، [وقد تقدم] : # والبدر مالمرآة غير صقلها عبث العذارى فيه بالأنفاس # ومن أخرى: # في ضمان الطيف بقيا رمقي صدقت عيني أم لم تصدق # زارني بل عادني من مرضي إذ شفاني زارني في قلق # نعمت عيناك بالطيف وقد نفثت الفجلا به عن حنق # وفي صفة الليل: # فهو يبدي بلقا عن دهمة ثم يبدي شهبة عن بلق # وكأن الفخر في ذيل الدجى وافد يقرع باب الأفق # أببه الروضة عن قلب شج لتنائيه وجفن غرق # لاح فاهتزت إليه قضبها ورماه نورها بالحرق # وكأن الصبح في آثاره صارم يضرب وجه الغسق # كلما عن لرايات الدجى سقطت منه سقوط الصعق # ونجوم الليل صرعى كلما نهضت عن نكبة لم تطق [240أ] # سبحت جوزااؤها في بحره والثريا راحة المعتلق # كايدته شعرياها برهة والسها عنه ضعيف الرمق # PageV06P874 # وكأن النسر في مغريه قد تولى طائرا عن قلق # ولتالي النجم قلب راكض كلما يوجس بخوف يخفق # وذراع الليث قد مددها فهي إن تظفر بحبل تعلق # قد بكى جفق الحيا عن أدمعي واشتكى نجم الدجى من قلقي # غضبت وشحك من ليلتنا فعلمنا غيظها بالقلق # صمت الخلخال عن تنقيلها حين أفشى السر نطق النطق # بسمت إذ كشفت عن نحرها كابتسام الفجر قبل الفلق # ثم أدنت طرة من وجنة كتداني ليلة من شفق # قد تداوينا من الشوق بها غير أنا بعدهم لم نفق # ومنها: # سبقت جدواكم فاطردت كأنابيب القنا المتسق # قد رمى الدهر بسهم ms1534 نافذ وشبا ماض وحد ذلق # طلب الغاية في كل مدى فهو يجري في عنان مطلق # بشر وجه تحته ماء ندى وفرند السيف تحت الرونق # لبسوا ثوب المعالي حلة عطروها بالثناء العبق # كنجوم صعدت في ذروة أو شموس طلعت عن مشرق # لو أطقنا وهو الحظ لنا لفديناهم بنور الحدق # وله: # بتنا وأجفان الكمائم نوم والليل أعمى والكواكب تنظر # PageV06P875 # والروض يأرج والظلام يبله بنداه إلا أنه لا يقطر # حتى استثارته الصبا وكأنه دمع تحدر أو عقود تنثر # فهناك صاح بنا الصباح وبيننا ضم يموت الشوق فيه وينشر # وله: # أتت والروض يعطف جاذبيها كما يتأود الغصن الرطيب [240ب] # وما بالرمل ان خافت سليمى عيون عداتها إلا الكثيب # وليس على شعاب الحزن بأس إذا زار الحبيب بها الحبيب # إذا صدق الغرام فكل قلص وإن بعدت مسافته قريب # وله: # ولما تلاقينا وقد ضمنا الهوى كما اجتمع الحيان ضمهما الحلف # تمازج ما بين النجاد وعقدها وأجدب باقي الدمع إذ أخصب الرشف # مزاجا تخال الكأس مانعها الحيا به وتماري أنها قهوة صرف # فتهمي بطي الثوب في الثوب كلما تلوى بذا عطف تلوى بذا عطف # ضجيعين مات الحس بيني وبينها وننشر أحيانا كما تنشر الصحف # وله: # بتنا نشد على القلائد بيننا حذر الرقيب لعلها لا تنطق # والريح ما نبست لنا بسريرة يوما ولا نفث الحلي المحنق # خفنا فأخفتنا خمائل روضة أنف وأخملنا العناق الضيق # وله: # أتت تنفض الأعطاف من بلل الندى وقد رشفت ماء الندى الورق الخضر # PageV06P876 # تحف بها الظلماء وهي مروعة تضل فتهديها الصبابة والذكر # فبتنا وقد بات العناق يضمنا على دعة حتى استراب لنا الفجر # فبانت وفي عيني من قسماتها خيال وفي ثوبي من طيبها عطر # [وله] : # ألمي لفقد الدمع عند فراقه ألم الجراحة بالدم المحصور # [-] # [وله] : # وما ذقت طعم النوم إلا وللصبا تنفس مشتاق وللروض مدمع # وللصبح في الآفاق جيب مشقق وللورق في الأغصان نوح مرجع # فخفت ما بي أن فيهن أسوة وأنا جميعا كلنا متوجع # وله: # إذا نالك الدهر بالحادثات فكن رابط الجأش صعب ms1535 الشكيمه # ولا تهن النفس عند الخوب إن كان للنفس عندك قيمه # فوالله ما لقي الشامتون بأحسن من صبر نفس كريمه [241أ] # وله: # أتى الليل يطلب غزو النهار في أنجم ما درى عدها # فجاء النهار بشمس الضحى وقال: كفتني ذي وحدها # وله: # PageV06P877 # تسل وخل عنك الهم جانب ولا تحفل بطارقة النوائب # ودع عنك الأوائل واطرحها سدى إن المدار على العواقب # ولا تيأس وإن بعدت ظنون فإن الدهر يأتي بالعجائب # فكم ظن يكذب وهو حق وكو أمل يصدق وهوكاذب # وله في الثريا: # اسقنيها وللظلام ركود ونجوم الدجى هبوط صعود # والثريا كأنها قدم أو راحة في الظلام أو عنقود # وله: # رأى الحسن ما في خده من بدائع فأعجبه ما ضم منه وصرفا # وقال لقد ألفت فيه نوادرا فقلت له لا بل غريبا مصنفا # وقال يصف كتفا بيضاء مدهونة: # وواضحة كمثل النصل تجري مع الأبصار كالماء القراح # حوت حلك المداد بجسم نور كمخضر الفرند على الصفاح # جرت منها السطور على بياض كجري المسك في ثغر الملاح # كأن سواده في صفحتيها بقايا الليل في وجه الصباح # وله: # ولما استقلت بالشباب ركابه وأيقنت من شمل الصبا بتفرق # PageV06P878 # وله في الصباح: # وأبيض فياض على القوم كلما أدار سلافا شجها بقراح # نفى كل منسوب إلى المجد والعلا فساروا وقد طاروا بكل جناح # إذا ارتاحت الدنيا إليه أصابها بنار أطلت من وراء رياح # وله يصف خاتما: # وأبيض من شطر الغنى رد ظهره إلى كوكب عالي المكانة غال [241ب] # أدير كدور البدر ثم لبسته فلم تر منه العين غير هلال # وله: # وواثق باليالي الخادعات له يغتر بالبيض لا يخشى من السود # وقال سعدي يحميني فقلت له هل يطلب النحس إلا كل مسعود # وله: # لا تقبلن قوام ذي عوج فرجوعه أدنى من الرجع # كالصخر يعلو حين ترفعه بالفسر ثم يعود للطبع # وله: # ألا كل خطب نالني أو ينالني إذا أنت لم تغضب علي فهين # فلا تغل في عتب فعتبك موجع ولا تعم عن عذري فعذري بين # رأيتك مثل السيف أما غراره ms1536 فماض وأما صفحه فهو لين # وأنت إلى الخيرات أسبق سابق وان أوغلوا في الصالحات وأمعنوا # لئن حسنوا في موطن دون موطن فإنك في كل المواطن تحسن # PageV06P879 # وله: # عجبت لها كيف استطاعت لحاظها بأن طعنت قلبي بغير سنان # فقالت وكيف استطعت أنت على هوى تفوه به عيناك دون لسان # فقلت لها سري وسرك في الهوى يلوح وإن لم تنطق الشفتان # وله: # قد وقف الشكر بي لديكم فلست أقوى على الزياده # ونلت أقصى المراد منكم فصرت أخشى من الإعاده # وله يصف الثريا: # ألا فاسقنيها والصباح كأنه على الأفق الشرقي ثوب ممزق # ولاحت لرائيها الثريا كأنها على جنبات الأفق كيس مفتق # وله: # أتى زائرا والصبح يكشر نابه لريان من ماء الندى متضوع # ولاحت على الأفق الثريا كأنها مواقع دمع الساجد المتضرع # وله: # بادر صباحا والثريا قد بدت تختالفي ثوب الصباح المذهب # تبدو وينهجها الصديع كأنه أثر السجود على الصعيد الطيب # وله في وصف درقة: [242أ] # PageV06P880 # جاءتك فادية الكماة بنفسها بيضاء يغمرها العجاج فتسطع # فتظل تقصدها الحتوف كأنما فيها لكل شبا وحد موضع # فإذا تعاورت الطبا صفحاتها ورمت جوانبها الرماح الشرع # وردت ورود الإبل وهي روية تدني السقاة من الحياض وترجع # ومن حكمه: # الفاعل في الزمان السوء كالمصباح في البراح، قد كان يضيء لو تركته ~~الرياح. # ومنها: # لتكن بالحال المتزايدة أغبط منك بالحال المتناهية. # لتكن بقليلك أغبط منك بكثير غيرك، فإن الحي برجليه، وهما ثنتان، أقوى من ~~الميت على أقدام الحملة، وهي ثمان. # المتلبس بمال السلطان كالسفينة في البحر، إن أدخلت بعضه في جوفها أدخل ~~جميعها في جوفه. # الحازم من شك فروى وأيقن فبادر. # رب سامح بالعطاء على باخل بالقبول. # ابن آدم، تذم أهل زمانك وأنت منهم، كأنك وحدك البريء، وجميعهم الجري، كلا ~~بل جنيت وجني عليك، فذكرت ما لديهم، ونسيت ما لديك. # أعلم أن الفاضل الزكي لا يرتفع أمره حتى يطهر قلبه، كالسراج لا تظهر ~~أنواره أو يرتفع مناره، والناقص الدنيء الذي لا يبلغ لنفعه إلا بوضعه كهوجل ~~السفينة، لا ينتفع بضبطه، إلا ms1537 بعد الغاية من حطه. # وله فصل من رسالة: توصل الهمم - أدام الله عزك - كتوسل الذمم، ورب راق ~~بوسيلة، ذي اشتياق # PageV06P881 # الرشد8 ولما طلع بك المجد من معالمه، وأينع المجد في كمائمه، فلاح محياك ~~قمرا زاهرا، زهرا عاطرا، وأنار بأفقك منار الأنوار، ودار على قطبك مدار ~~الفخار، ووقف لديك بالقلوب ارتياحها، وطار إليك بالنفوس جناحها، فجوارح ~~الجوانح ظهور، ونواظر الخواطر إليك صور، وقد تخليتك نظرات الغيوب، ويممتك ~~خطرات القلوب، فخفت إليك بأرواحها، وتلقتك القلوب بالتماحها، فقد يرقب ~~الصباح، ويلمح القمر اللياح، وليس على عاشق الفضل جناح. # وكتب: أطال الله بقاء الوزير الجليل الأمجد الأوحد وأعلى مرتقاه في رفيع ~~العز، ومنيع الحرز؛ الوزير كالمطر الجود يملأ الحياض، وينبت الرياض، بل ~~كالقمر، يقذف بالنور، ويذهب بالديجور، وقد ألحفني من سناه، وسقاني سقياه، ~~ما أنار فأضوى، وجاد فأروى، فلله أيادي الوزير [242ب] ما أنزلها بكل فناء، ~~وأسمعها لكل نداء، حتى رعى قصدي وهو قصي، ووعى صوتي وهو خفي، فالآن أضرب ~~بحسام اعتناؤه جرده، وآوي إلى زمام وفاؤه وكده، والله يديم بقاءه، ويعلي ~~ارتقاءه، حتى أظهر في سمائه، وأشهر بأرفع أسمائه. # وله فصل من رقعة: مثلي - أعزك الله - في عناء بلا غناء، كما خص الماء، ~~زبده الزبد، ووعده الأبد، وأستغفر الله، ما استهديت بغير منار، ولا اقتدحت ~~بغير عفار: # PageV06P882 # ولكن حرمت الدر والضرع حافل * # وما يوجع الحرمان من كف حارم كما يوجع الحرمان من كف رازق # وما فعلت تلك الأبيات، والرجاء الذي في بطون الحاملات، أزعجته الأرحام، ~~أم ولدت ثم وثدت، أم وضعت ليلا، وأرضعت غيلا، فهي لا تدب ولا تشب، والنجم ~~آفل، والكفيل غافل - ومهما يكن من أمر فما ضاعت إلا في ضمانك، ولا جاعت إلا ~~على خوانك، هلا حلبت ما در وطب، وطبعت والطين رطب -! فلا أمان من الزمان: # ومن ذا الذي يبقى على الحدثان * # وله: # ذو فطنة تبصر الأشياء غائبة كأن كل سماع عندها نظر # كأنما الدهر مرآة تقابله إذا تأملنا لاحت له الصور # وله: # أذا أعرضت نحو الصباح لوى بها من ms1538 الليل مسود الجوانح أسحم # كأن على أخفافها كلما سرت برقا تعق الليل والليل مظلم # إذا قطعت غفل الظلام بعزمة مضت ورداء الصبح بالفجر معلم # نظرنا إليها ضاحكين إلى المنى بها وهي من أين عوابس سهم # وله: # PageV06P883 # كم طالب للعز لم يختر له وقتا يليق ولا أعد مكانا # طلب التعزز فاستفاد مذلة ومن التعزز ما يجر هوانا # ومن قصيد: # والأجر إلا في نواك ذخيرة والصبر إلا في هواك جميل # جودي علي فما عليك ملامة ذنب الحبيب وإن جفا محمول # أنكرت ما أتلفته من مهجتي ودمي بخدك شاهد مقبول [243أ] # وله: # وما ضر لو كان الترحل واحدا فكان مشوق حيثما كان شائق # وقال: # زارت على خطر وقد عقد الكرى راحا براح # والنجم مرفوع الذرى والليل منشور الجناح # حتى دنت فتساقطت ما بين ريحان وراح # لله ما منح الهوى وأتاح من وصل الملاح # خلط الغلائل بالحما ئل والقلائد بالسلاح # بتنا على رغم الروا صد والحواسد واللواح # من فوق آكام الريا ض وتحت أذيال الرياح # في ليلة قادت إلي الوصل من بعد الجماح # فقضى الرضى بالقرب وار تاح الوصال إلى السماح # وأتى العناق على ضعي ف بين أثناء الوشاح # تهفو عليه الوشح بي ن الغصن والكفل الرداح # PageV06P884 # بتنا يضيق بنا التعا نق بين أردان فساح # والروض يمرح في الربى والريح تصفق في براح # حتى إذا ارتاب الظلا م بفتح أجفان الأقداح # وجلا احمرار الفجر عنه بياض صبح في اتضاح # وكأنما غسلت دماء الفجر أمواه الصباح # عاد الفراق إلى القطي عة بيننا بعد اصطلاح # ولأبي الفضل: # سروا ما امتطوا إلا الظلام ركائبا ولا اتخذوا إلا النجوم إلا النجوم ~~صواحبا # وقد وخطت أرماحهم مفرق الدجى فبات بأطراف الأسنة شائبا # وليل كطي المسح جبنا سواده كأنا امتطينا من دجاه النوائبا # خبكنا به الظلماء حتى كأننا ضربنا بأيدي العيس إبلا غرائبا # لأمر سرينا نمتطي العيس في الدجى ركابا ونقتاد الجياد جنائبا # وركب كأن البيض أمست ضرائبا لهم وهم أمسوا لهن مضاربا # إذا ما سروا داسوا الهضاب نزاهة عن ms1539 الخفض وارتادوا الذرى والغواربا # فما يحملون السمر إلا عواليا ولا يركبون الخيل إلا سلاهبا # إذا أوبوا ساروا شموسا منيرة وإن أدلجوا أسروا نجوما ثواقبا # يردن جمام الماء بالقاع أزرقا ويرتدون نور الروض بالحزن عازبا # إذا اعتقلوا للطعن سمرا عواليا أو اتشحوا للضرب بيضا قواضبا # رأيت أسودا ينبرون لا تجارى يستسلن مذانبا [242ب] # PageV06P885 # فانك من قوم إذا أعجزتهم مطالبهم مدوا السيوف طوالبا # فما اتخذوا إلا ظباها وسائلا ولا سلكوا شباها مذاهبا # إذا علقت بالمورد السوء خيلهم رجعن على برح وعفن المشاربا # وله: # أرح خطاك فحلي النجم قد نهبا وقد قضى الشوق من وصل الدجى أربا # سل النجوم هل ارتابت بصفحتها لما أثرن اليهن القنا السلبا # إذا استمرت بمجرى النجم سالكة خلت المجرة من آثارها ندبا # تهفوا الركاب فتهديها أسنتها كأنما عارضت أطرافها الشهبا # وباتت الخيل يقدحن الحصى حنفا حتى تضرم حبل الليل والتهبا # والليل مثل عذار الكهل شيبه جور الزمان على الأحرار فاختضبا # تلك الفوارس لا تثني أعنتها عن وجهه أو ينال السيف ما طلبا # باتوا على نشوة ما نالها طرب وقد أداروا بكاسات السرى نخبا # إذا أناروا القنا في ليل مظلمة شالوا النجوم على أطرافها لهبا # PageV06P886 # فصل يشتمل على طوائف مقلين من سكان هذا الجانب الشرقي # من الأندلس، تتمة لمعانيه، واستيفاء لغايات الإتقان فيه # وقد أذكر الشاعر ليس له شعر كثير، ولا إحسان مشهور، إما لاشتهار ذكره، أو ~~لخبر يتعلق بشعره. منهم: # أبو عبد الله بن عائشة: من بلنسية، أي فتى [هو] طهارة أثواب، ورقة آداب، ~~وأكثر ما عول على [علم] الحساب، فهو اليوم فيه آية لا يقاس عليها، وغاية لا ~~يضاف إليها، وله من الأدب حظ وافر، وفي أهله اسم طائر، يقول من الشعر ما ~~يشهد له بكرم الطبع، وسعة الذرع. # كان يوما مع أبي اسحاق بن خفاجة وجماعة من أهل الأدب تحت دوحة خوخ منورة، ~~فهبت ريح صرصر، أسقطت عليهم جميع الزهر، فقال ابن عائشة: # ودوحة قد علت سماء تطلع أزهارها نجوما # هب نسيم الصبا عليها فخلتها أرسلت ms1540 رجوما # كأنما الجو غار لما بدت فأغرى بها النسيما [244ب] # وينظر هذا إلى قول إدريس من بعض الوجوه: # PageV06P887 # وإخوان صدق قد أناخوا بروضة وليس لهم إلا النبات فراش # فخلتهم والنور يسقط فوقهم مصابيح تهوي نحوهن فراش # وأنشدني الأديب أبو عبد الله محمد بن فرج الجياني لنفسه في ما يجانس [هذا ~~المعنى] : # أضحى ابن عبدوس معشق معشر قد خلطوا في حبه تخليطا # فهو السراج وهم فراش حوله يتهافتون على سناه سقوطا # وكان ابن فرج في هذه الملح من أهل البدية، فأما طويل القصيد فقلما رأيته ~~نجح فيه. وكان يوما بقرطبة فمر به غلام وسيم به بعض صفرة، فقال بعض من حضر: ~~إنه لمليح لولا صفرة فيه، فقال ابن فرج: # قالوا به صفرة عابت محاسنه فقلت ما ذاك من عيب به نزولا # عيناه تطلب في آثار من قتلت فلست تلقاه إلا خائفا وجلا # وكان يوما مع لمة من أهل الأدب في مجلس أنس فاحتاج صاحب المنزل إلى ~~دينار، فوجه عنه إلى السوق، فدخل به عليهم غلام من أهل الصرف، في نهاية من ~~الجمال [والظرف] ، ورمى بالدينار إليهم من فيه تماجنا، فقال ابن فرج [في ~~ذلك] : # أبصرت دينارا بكف مهفهف يزهو به من كثرة الإعجاب # PageV06P888 # أومى به من فيه ثم رمى به فكأنه قمر رمى بشهاب. # ولما أنهضه أمير المسلمين إلى بساطه، وأوضعه في بساط العين وفسطاطه، هب ~~من مرقد خموله، وشب جذوة مأموله، فبدا منه انزواء عن الحظوة، والتواء في ~~تسنم تلك الربوة، وكان له أدب واسع المدى، يانع كالزهر بلله الندى، ومظم ~~مشرق الصفحة، عبق النفحة، إلا أنه قليلا ما كان يحل ربعه، ويذل له طبعه، ~~يدع الألباب حائرة، والقلوب إليه طائرة، فمن ذلك قوله في ليلة سمحت له بفتى ~~يهواه، ونفحت له هبة بددت شمل جواه] : # لله ليل بات في جنحه طوع يدي من مهجتي في يديه # فبته أسهر أنسا به ولم أزل أسهر شوقا إليه [245أ] # عاطيته حمراء مشمولة كأنها تعصر من وجنتيه # وله فيه وقد طرزت غلالة خده ms1541، وركب من عارضه سنان على صعدة قده: # إذا كنت تهوى خده وهو روضة به الورد غض والأقاح مفلج # فزد كلفا فيه وفرط صبابة فقد زيد فيه من عذار بنفسج # وكان في زمن عطلته، ووقت اضطراره وقلته، ومقاساته من العيش أنكده، ومن ~~التحرف أجهده، كثيرا ما ينشرح بجزيرة شقر ويستريح، ويستطيب هبوب تلك الريح، ~~ويجول في أجارع واديها، وينتقل من نواديها إلى بواديها، فإنها صحيحة # PageV06P889 # الهواء، قليلة الأدواء، خضلة العشب، قد أحاط بها نهرها كما تحيط بالمعاصم ~~الأساور، والتوى عليها كالأرقم المساور، والأيك قد نشرت ذوائبها على صفحه، ~~والروض قد عطر جوانبه بنفحه، وأبو اسحاق بن خفاجة منزع نفسه، ومضرع أنسه، ~~وبه نفح له بالمنى عبق وشذا، وضرح عن عيون مسراته القذى، وغدا على ما أحب ~~وراح، وجرى متهافتا في ميدان ذلك المراح، وسنه قريب عهد بالفطام، ودهره ~~ينقاد للإسعاد في خطام، فلما اشتعل رأسه شيبا، وزرت عليه الكهولة جيبا، ~~أقصر عن تلك الهنات، واستيقظ من تلك السنات، وشب عن ذلك الطوق، وأقصر عن ~~الحنين والشوق، وقنع باهداء تحية، وما يستشعره في وصف تلك المعاهد من ~~أريحية، فقال [244أ] : # ألا خلياني والأسى والقوافيا أرددها شجوا فأجهش باكيا # أؤبن شخصا للمسرة بائنا وأندب رسما للشبيبة باليا # تولى الصبا إلا توالي فكرة قدحت بها زندا من الوجد واريا # وقد بان حلو العيش إلا تعلة تحدثني عنها الأماني خاليا # ويا برد ذاك الماء هل منك قطرة فها أنا أستسقي لمائك صاديا # وهيهات حالت دون حزوى وعهدها ليال وأيام تخال لياليا # فقل في كبير عاده عائد الصبا فأصبح مهتاجا وقد كان ساليا # فيا راكبا يستعمل الخطو قاصدا ألا عذ بشقر رائحا أو مغاديا # وقف حيث سال النهر ينساب أرقما وهب نسيم الأيك ينفث راقيا # وقل لأثيلات هناك وأجرع سقيت أثيلات وحييت واديا # وليس ببدع ان تعديت في الهوى فحييت من أجل الحبيب المغانيا # فصل في ذكر الشيخ الماهر أبي محمد بن السيد البطليوسي: إمام # PageV06P890 # الأوان، وحامل لواء الإحسان، وهو بالأندلس كالجاحظ بل أرفع درجة، وأنفع ms1542 ~~لمن شام برقه أوشم أرجه، وشلب بيضته، ومنها كانت حركته، ونسب إلى بطليوس ~~لتردده بها، ومولده في تربها، ومن حيث كان فقد طبق الأرض رقعتة ذكر، وسبق ~~أهلها بكل نزعة فكر، وقد أثبت من محاسنه ما يبهر الألباب ويسحر، ويحسده ~~الوسمي المبتكر، فمن ذلك قوله يصف طول ليلة: # ترى ليلنا شابت نواصيه [كبرة] كما شبت أو في الجو روض بهار # كأن الليالي السبع في الأفق جمعت ولا فضل فيما بينها لنهار # وأنشدني لنفسه من جملة أبيات: # خليلي ما للريح أضحى نسيمها يذكرني ما قد مضى ونسيت # أبعد نذير الشيب إذ حل عارضي صبرت بأحدق المها وسبيت # تلاحظني العيان منها بنظرة فأحيا ويقسو قلبها فأموت # فيا قمرا أغرى بي النقص واكتسى كمالا ووافى سعده وشقيت # وأنشدني من أخرى له: # أيا قمرا في وجنتيه نعيم لعيني وفي الأحشاء منه جحيم # إلى كم أقاسي منك روعا وقسوة وصرما وسقما إن ذا لعظيم # وإني لأنهى النفس عنك تجلدا وأزعم أني بالسلو زعيم # PageV06P891 # وانشدني أيضا لنفسه يستدعي بعض إخوانه، يسمى راشدا: [245ب] # عندي [مسكوب] من الراح عبق فيه منى مصطبح ومغتبق # يحكي شذا المسك إذا المسك فتق كأنه من خلقك [الحلو] خلق # كأنما كؤوسه تحت الغسق في راحة الساقي نجوم تأتلق # [تخالها وهي تلظى كالحرق أحشاء صب ملهب من الحرق # ترى لدى المزج إذا الماء اندفق فيها حبابا لاح كالدر انتسق] # وأنت أنسي والمفدى بالحدق فاطلع طلوع القمر التم اتسق # في يومنا هذا إذا الظهر نطق يا راشدا إذا دجى الغي سبق # [وماجدا كم حاز في السبق السبق] لله معنى طابق اسما لك حق # توافقا فيك إذا الاسم اتفق # وأنشد لأخيه أبي الحسن الكاتب من جملة قصيدة: # يا رب ليل قد هتكت حجابه بزجاجة وقادة كالكوكب # يسعى بها ساق أغر كأنها من خده ورضاب فيه الأشنب # بدران: بدر قد أمنت غروبه يسعى ببدر جانح للمغرب # فإذا نعمت برشف بدر غارب فانعم برشفة آخر لم يغرب # حتى ترى زهر النجوم كأنها حول المجرة ربرب في مشرب ms1543 # والليل منحفز يطير غرابه والصبح يطرده بباز أشهب # وما أحسن قول المعري في هذا التشبيه، وعلى لفظه عول فيه: # PageV06P892 # يا ليل [بالله أذق غرابها موتا من الصبح بباز كرز] # وقال تميم بن المعز: # وكأن الصباح في الأفق باز والدجى بين مخلبيه غراب # و [قد] أخذ هذا المعنى أبو محمد أخوه [المذكور] فقال، ونقله إلى ذكر ~~الشباب: # أرى الدهر يأبى أن يرى وهو مسعف بما الهمة العليا تكلفنيه # طوى جدتي طي السجل وعاضني بثوب بلى [أمسى] يبادلنيه # وطار غراب للشبيبة راعه موافاة باز للمشيب تليه # ولم أنس من ليل الشباب وظله أثيث جناح بات يلحفنيه # وعهدا تولى باللبانة خلته لمى الحب في أفواه مرتشفيه # وله يصف فرسا، وهو مما اندفع في التمثيل له والتشبيه، وخلع عليه شيات ~~لاحق والوجيه: 246أ] . # وأقب من نسل الوجيه ولاحق قيد العيون وغاية المتأمل # ملك النواظر والقلوب بحبه فمتى ترق العين فيه تسهل # ذي منخر رحب وزور ضيق وسماوة خصب وأرض ممحل # PageV06P893 # قصرت له تسع وطالت أربع وزكت ثلاث منه للمتأمل # وكأنما سال الظلام بمتنه وبدا الصباح بوجهه المتهلل # وكأن راكبه على ظهر الصبا من سرعة أو فوق ظهر الشمال # وحضر مع ابن ذي النون بطليطلة بمجلس الناعورة، في المنية المتناهية ~~البهاء والإشراق، المباهية لزوراء العراق، التي تنفجر أبدا وتقطر، وتكاد من ~~الغضارة تمطر، والقادر قد التحف الوقار وارتداه، وحكم العقار في جوده ~~ونداه، والدولاب يحن كناقة إثر الحوار، أو كثكلى من حر الأوار، والمجلس ~~يروق كالشمس في الحمل، وأهله يبتهجون بمثل الأمل، والجو قد عنبرته أنواؤه، ~~والروض قد بلللته أنداؤه، والأسد قد فغرت أفواهها، ومجت أمواهها، فقال: # يا منظرا إن رمقت بهجتة أذكرني حسن جنة الخلد # تربة مسك وجو عنبرة وغيم ند وطش ماورد # والماء كاللازورد قد نظمت فيه اللآلي فواغر الأسد # كأنما جائل الحباب به يلعب في جانبيه بالنرد # تراه يزهى إذا يحل به ال قادر زهو الفتاة بالعقد # تخاله إن بدا لناظره تما بدا في مطالع السعد # كأنما ألبست حدائقه ما حاز من ms1544 شيمة ومن مجد # كأنما جادها فروضها بنائل من يمينه رغد # ودعي ليلة إلى مجلس قد احتشد به الأنس والطرب، وقرع فيه نبع السرور ~~بالغرب، ولاحت نجوم أكواسه، وفاح نسيم رنده وآسه، وأبدت صدور أباريقه ~~أسرارها، وضمت عليه أزرارها، والراح يديرها أوطف، وزهرة الأماني تجنى ~~وتقطف، فقال: # PageV06P894 # يا رب ليل قد هتكت حجابه بمدامة وقادة كالكواكب [246ب] # - (الأبيات) # وله في وصف فرس: # وأدهم من آل الوجيه - (الأبيات) # ودخل سرقسطة أيام المستعين، وهي زهرة الدنيا، وفتنة المحيا، ومنتهى ~~الوصف، وموقف السرور والقصف، فنزل منها بمثل الخورنق والسدير، وتصرف فيها ~~بين روضة وغدير، وكان فر ابن رزين، فرار السرور من نفس الحزين، وخلص من ~~اعتقاله، خلوص السيف من صقاله، فقال: # هم سلبوني حسن صبري إذ بانوا بأقمار أطواق مطالعها بان # لئن غادروني باللوى إن مهجتي مسايرة أظعانهم حيثما كانوا # أأحبابنا هل ذلك العهد راجع وهل عنكم لي آخر الدهرسلوان # ولي مقلة عبرى وبين جوانحي فؤاد إلى لقياكم الدهر حنان # تنكرت الدنيا لنا بعد بعدكم فعاودنا من معضل الخطب ألوان # أناخت بنا في أرض شنتمرية هواجس ظن خان والظن خوان # رحلنا سوام الحمد عنها لغيرها فلا ماؤها صدا ولا النبت سعدان # إلى ملك حاباه بالمجد يوسف وشاد له البيت الرفيع سليمان # إلى مستعين بالإله مؤيد له النصر حزب والمقادير أعوان [247أ] # وكتب مراجعا: # ليس بالمستنكر أن طرت سبقا غير مدفوع عن السبق العراب # PageV06P895 # وافاني - أعزك الله - كتاب شغل حاستي سمعي وبصري، وملأ حافتي فكري ~~وخاطري، وأراني الدر إلا أنه لم ينظم،،اسمعني السحر إلا أنه لم يحرم، لو ~~صيغ عقدا لأخجل الدر والعقيان، ولو حيك بردا لعطل الديباج والخسروان، فلله ~~قريحة أذكت ناره، وأطلعت أنواره، إن مزنها لغير جهام، وإن سيفها لغير كهام، ~~وان ثمرها ونضار، وإن زندها لمرخ وعفار؛ حبذا سيدي - أدام الله عزه - وقد ~~طلع علينا طلوع البدر في الغسق، وضمخ أفقها بخلوق ذلك الخلق، واقتدحنا زند ~~ذكائه فأورى، ولمحنا كوكب سمائه فأعشى، وشاهدنا به البلاغة شخصا محسوسا، ~~والرئيس المتعاطي البراعة مرءوسا ms1545، أقدمه الله خير مقدم، وأغنمه أفضل مغنم. # وكتب مستدعيا: نحن - أعزك الله - في مجلس مدام تديرنا أفلاكه، وعقد نظام ~~نظمتنا أسلاكه، بين غيم يبكي بمثال عين المهجور، وروض يضحك عن مثل در ~~الثغور: # ومدام كأنما كل شيء يتمنى مخير أن يكونا # أكل الدهر ما تجسم منها وتبقى لبابها المكونا # فلك الفضل في الخفوف إلينا لتكون شمس تلك الأفلاك، ووسطى تلك الأسلاك، إن ~~شاء الله. # وكتب في مثل ذلك: ما ظنك - أعزك الله - بعروس لهو، تختال في ثياب عجب ~~وزهو، وتصبي القلوب بحسن قصف وشدو، قد سفرت من وردها عن خد خجل، ورنت من ~~نرجسها بطرف غير مكتحل، ونحن بين فرش مرفوعة، وأكواب موضوعة، فبادر إلينا # وأنشدت لأبن هند الداني وقد طلقت عليه امرأته: # PageV06P896 # أبديت سري مذ كتمت سراك وعصيت صبري مذ أطعت هواك # ونثرت أسلاك الدموع معرضا أني بحيث سلكت لا أسلاك # أرخيمة الألفاظ غير رحيمة الدل دلك أم نهاك نهاك # لا در در صباك لاستحلاله ما لا يحل ودر در صباك # هبت ضحى وأهاب طيب نسيمها حتى عرفت بعرفها مثواك # لما أسروا البين أسروا والدجى متلفع الأرجاء بالأفلاك [247ب] # فطفقت أنشدهم وأنشد بعدهم " يا دار جادك وابل وسقاك " # ومنها: # هلا بعثت ولو بفرع بشامة عند الترحل أو بعود أراك # وقرأت حين قريت ربعك أدمعي معنى الجوى والشوق في مغناك # يا بنت معتنق الفوارس بالقنا والبيض ما أنا من يهاب أباك # لا قرن أرهبه سواك وإن غدا شاكي السلاح فان قلبي شاك # ومنها: # أهواك حالية وعاطلة وإن تذري الحلي كفاك بعض حلاك # ويسرها ما ساءني من حبها كالروض يضحكه السحاب الباكي # مهما رحلت وصار حبك قاطنا فالموت في أولاك أو أخراك # رفقا بقلب أنت في سودائه فهناك أسكنك الهوى فهناك # وعزيمة أمضيتها لم أخلها من عزم أخاذ لها تراك # PageV06P897 # فعل الكرام وإنني لزعيمهم فاخترت تسريحا على إمساك # ولو انني أحببت ذاك لردها للقول مرهفة وجرد مذاكي # فالحق أبلج لا شهادة كاذب من جهله يزكو وليس بزاك # يحيي ويقتل بالشهادة وهو ms1546 لا يدري، فأف لزوره السفاك # واعترض الحاجب منذر بن هود يوما بعض الجنود، وزعيمهم بعض أعلاج العبيد، ~~يسمى خيارا، في نهاية من الجمال، فجعل ينفخ في القرن لجمع أصحابه كعادة ~~أعلاج العبيد، فقال ابن هند ارتجالا: # أعن بابل أجفان عينيك تنفث وعن قوم موسى [قد جعلت تحدث] # أفي الحق أن تحكي سرافيل نافخا وأمكث في رمس الصدود وألبث # عساك خيار الحسن تأتي بآية فتنفخ في ميت الغرام فيبعث # ووجدت له في بعض [التعاليق] هذه القصيدة منسوبة إليه بخط عبد الجليل ابن ~~وهبون المرسي، أولها: # فرقت لتوديع الخليط الموافق وقد حميت بالبيض سود المفارق # ولا ثغر إلا دونه ثغر بارق ولا خد إلا دونه حد بارق # أماني تحميها المنايا وللهوى بها مورد يغري مشوقا بشائق [248أ] # ومما شجاني شدو أورق ساجع يراجعه تنعاب أسفع ناعق # PageV06P898 # وفك معمى النائحين كليهما ترنم حاد بالمطايا وسائق # فمن ذات قلب فوق وجناء خيفق تسير ومن قلب هنالك خافق # ومن عاتق فعل الحلي بجيدها يذكرها فعل النجاد بعاتق # من اللائي لا الأقراط يرضين زينة لهن ويستحسن لبس القراطق # شققن قلوبا لا جيوبا كرامة لنا ونثرن الدر فوق الشقائق # وضاعف وجدي عطف صدغ معقرب كنون أجادت خطها كف ماشق # ولين قدود كالغصون يعوقها إذا مسن أن تنقد شد المناطق # فأبديت ما أخفيت والموت حاضر ومثلي لا يزهى بحب منافق # فأقبلن يسدلن البراقع عفة ويرميننا من كل لحظ براشق # وسرن يؤملن الحمى فنزلنه لإسآد عشر بعد وخد الأيانق # وإني لمن حاز الغبيط لغابط على صابح لالوجد قلبي وغابق # سيلحقني بالحي من كل وجهة أخو الريح من آل الوجيه ولاحق # عليهم بسري جسمه جسم [مقرب] كريم ولكن نفسه نفس عاشق # وأسمر مهما سرت سار مسامري وأبيض مهما نمت نام معانقي # ومن شيمي حب الحسام كأنه إذا شيم في الهيجا تألق بارق # وليل يظل النجم فيه كأنما مغاربه موصولة بالمشارق # سريت ودوني كل خرق كأنما تردد فيه الجن لحن مخارق # فما راعهم إلا الكرى قد أطاره صليل العوالي أو صهيل ms1547 السوابق # ومن لم يعرض للمهالك نفسه وفاء لمن يهوى فليس بوامق # وأجدر من نال الأماني ساكن ظهور المذاكي في بطون السمالق # وأخلق خلق بالمدائح ماجد صليب قناة الدين لدن الخلائق # ثنيت عناني بالمودة نحوه مجدا ولم [أحفل برأي] المحانق [248ب] # فأوردني من بره وثنائه رواء لظمآن ومسكا لناشق # PageV06P899 # ومن كأبي عبد الإله مؤملا لقمع أباطيا ونصر حقائق # جري بميدان العلوم مؤيدا على قرنه في المأزق المتضايق # فما شئته من طاعن فيه خارق وما شئته من ضارب فيه فالق # فأعجب له من ناظم فيه ناثر وأعجب له من فاتق فيه راتق # جميل الأيادي في المبادي معيدها حميد المساعي في العلا والطرائق # إذا استمطر الذهن الذكي تفتحت أزاهير علم في رياض المهارق # فيا لك من مستغذب العرف عاطر ويا لك من مستغرب الحسن رائق # لعمرك إجلالا لما أنا حالف به قول ذي ود وحلفة صادق # لقد أحدقت بي من أياديك منه تذكرني في الحسن زهر الحدائق # وعاق لساني أن يطيل عنانه أمور عرت والمرء رهن العوائق # واني ان قصرت فالشكر مسهب يطيل وإن أبصرته غير ناطق # فقل للأناس أملوا نيل شأوه مكانهم فالشاه رب البيارق # فدونكما من مخلص لك ممحض وهو العلق إلا أنه غير نافق # ومن لم يساعده الرشاد فغيه مفيد الأعادي من جهات الأصادق # إذا الجد لم يجدي عليك فلا تكن من الجد ما حاولت شيئا بواثق # وأنشدت لأبي عامر بن زهرة الصائغ من دانية في ابن هند هذا، إذ طلقت عليه ~~امرأته: # لا تلوما نجل هند يا خليلي وكفا # PageV06P900 # فهو في الناس رشيد أبصر الغي فكفا # طلق الفرج ثلاثا وابتنى بالزب ألفا # وسرق رجل من دانية دنانير لرجل اسمه غالب ولم يعاقب، فقال ابن زهرة: # أفي الحق أن يدرا ويدرا حده وقد غل شطرا من دنانير غالب # وتقطع مخزومية في نجارها تمت بقربى من لؤي بن غالب # وأنشدت لأبي بكر الفرضي الداني وخاطب بها أبا الحسن بن سابق، صاحب سوق ~~بلنسية [249] : # يا ماجدا أصبح ممنوحا بكل فضل بأن تصريحا ms1548 # طالت مواعيدك لا معدما فاستقرت في عمره نوحا # واستقبلت رسلي أعيانها من فرط ما حملتها ريحا # لعل اسرافيل إذ زاركم ينفخ في بيت الدجى روحا # فأجابه ابن سابق: # يا مخطىء التقدير إني [امرؤ] مكابد منك تباريحا # قست بما تبصره باطني إن شئت خذ سري مشروحا # كم ضاحك السن [إذا] جردوا أثوابه ألفي مجروحا # إيه أبا بكر لقد غادرت دمعي أبياتك مسفوحا # PageV06P901 # أبكيك من حر أخي فطنة أصبح بالحرمان مفضوحا # سبحان من صير مثلي على قلة قدري منك ممدوحا # محملا رسلك مهما أتوا برقعة من لفظك الريحا # من بعد أن كنت بكاس الغنى والعز مغبوقا ومصبوحا # ولأبي بكر الفرضي من جملة أبيات: # قالت وقد نشر الصباح رداءه وجب الصبوح فعاطني الجريالا # فسقيتها حتى انتشت وتمايلت كالغصن حركه النسيم فمالا # وشربت فضلات الكؤوس وقد أبت الا لتعجل قبلها الأنقالا # وأنشدني الشيخ أبو [جعفر] أحمد بن عنق الفضة من مدينة سالم لنفسه: # رضى [جاء] عن لحظات غضاب وعتبي تحاول محو العتاب # يقول فيها: # فلولا حياء المحيا وما عراني [لفقد] الصبا من تصابي # لمرغت خدي وألفت بين هشيم المشيب وروض الشباب # وأول من أفرغ على هذا المعنى وصب على هذا القالب ابن الرقاع بقوله: ~~[249ب] # لولا الحياء وأن رأسي قد عسا فيه المشيب لزرت أم القاسم # PageV06P902 # وقال تميم بن المعز: # والله لولا أن يقال تغيرا وصبا وإن كان التصابي أجدرا # لأعاد تفاح الخدود بنفسجا لثمي وكافور الترائب عنبرا # ولو قال تميم في هذا البيت: # لأعاد ورد الوجنتين بنفسجا لثمي - # لتم له الوصف، وحسن الرصف، لكون الورد من قبيل البنفسج، كما جمع بين ~~الكافور والعنبر، وسلم بذلك من كل ناقد، لأنهما من قبيل واحد. وقال محمد بن ~~هانىء: # والله لولا أن يسفهني الهوى ويقول بعض القائلين تصابى # لكسرت دملجها بضيق عناقها ولثمت من فيها البرود رضابا # وأنشدت لأبي محمد بن سفيان وزير الأمير ابن قاسم صاحب حصن البونت من جملة ~~أبيات خاطب بها أبا عيسى بن ليونك # ألاموا وقالوا مذنب ومليم وعرضي من تلك الهنات ms1549 سليم # وما في ما ينعى ولكن سؤددا هوت لذوي الرجحان فيه نجوم # فقلت وجفني قد تداعت شئونه وحر ضلوعي مقعد ومقيم # PageV06P903 # لئن دهمت دهم الخطوب وآلمت فإن أبا عيسى أغر كريم # يجلي دجى عميائها فجر رأيه وينقض منها والزمان بهيم # ومن جواب أبي عيسى: # ليهنك مجد محدث وقديم بناه كريم قد تلاه كريم # بنى لك سفيان وقد زدت يا ابنه وهل طاب فرع أو يطيب أروم # كأنك تمثيلا سماء جلالة لها من ضروب المعلوات نجوم # ومنها: # وأسمر عريان من الغشم جاهل وأما إذا صرفته فعليم # إذا جنة الأقلام يوما تمردت فأدنى مراميه لهن رجوم # وان خط قرطاسا بدا فوق صحنه نثير لآل تارة ونظيم # يعطل سحر السحر سحر بيانه ويقعد حد السيف حين يقوم [250أ] # رأتك المعالي هاديا عالما بها فلاذت بمن يهذي بها ويهيم # يهب على الآفاق ذكرك عاطرا كما هب من نحو الرياض نسيم # ودونكما والعذر ما قد علمته هموم تنسي، خطبهن عظيم # نتيجة فكر قد تقلب ميزه سواء صحيح عنده وسقيم # وحق فإن الماء قد بلغ الزبى ولازم من صرق الخطوب عزيم # [على أنني صعب القياد إذا دهت دواه فإني بالدفاع زعيم # وما المجد إلا ما ابتنته ثلاثا حسام ونفس حرة وعزيم # PageV06P904 # فإن مر منك النقد منها بسقطة فحلمك يغضي والكريم حليم # وأنشدت ليحيى السرقسطي المعروف بالجزار في رجل ساوم طبيبا: # عجبت لذي سقم معضل يسوم الطبيب ويكدي عليه # يضن عليه بديناره ويجعل مهجته في يديه # وأمر الحاجب ابن هود الوزير أبا الفضل بن حسداي أن يوبخ يحيى هذا على ~~رجوعه إلى الجزارة من بعد أدبه، فخاطبه بأبيات أولها: # تركت الشعر من ضعف الاصابه وعدت إلى الدناءة والقصابه # فأجابه يحيى الجزار: # تعيب علي مألوف القصابة ومن لم يدر قدر الشيء عابه # ولو أحكمت منها بعض فن لما استبدلت منها بالحجابه # أما ولو اطلعت علي يوما وحولي من بني كلب عصابه # لهالك ما رأيت وقلت هذا هزبر صير الأوضام غابه # فتكنا في بني العنزي فتكا أقر الذعر فيهم ms1550 والمهابه # ولم نقلع عن الثوري حتى مزجنا بالدم القاني لعابه # ومن يغتر منهم بامتناع فإن إلى صوارمنا إيابه # ويبرز واحد منا لألف فيغلبهم وتلك من الغرابه # PageV06P905 # ومنها: # وحقك ما تركت الشعر حتى رأيت البخل قد أمضى شهابه # وحتى زرت نشتاقا حميما فأبدى لي التجهم والكآبه [250ب] # وظن زيارتي لطلاب شيء فنافرني وغلظ لي حجابه # ومن تك سهمه الماضي ويأمل بك الغرض الذي يهوى أصابه # من الأوشال لج البحر طام وفيض البحر من نقط السحابه # كتبت به الجسم نضوا وذو الأسقام قد يعدو صوابه # وموقف حسن نقد الشعر صعب فيسر عند موقفه حسابه # وأنشدت له من أبيات خاطب بها صاحب الأحكام بسرقسطة: # خليلي ما أولى المكاوي وبأسها بيافوخ من يبتاع دارا مطبله # وصبحني خصم ألد وإنني وحقك في أمر الخصام لذو بله # أقل بنيات الخصوم تهدني وإن عن نظم الشعر طبقت مفصله # ومالي من شيء أدافعه به سوى عسرة بكل حالي موكله # ولي مقعد خمسون يوما مضت بما حوته يدي في قابضات مسهله # فكن باسط الشورى بفضلك قاضيا علي ولي إن القضاء لمعدله # ولم ألتزم مجهول وقت لوزنه وحسبك ذا رسمي بخط ابن حنظله # وكان والده تقبل أرضا للأحباس فضاع، واجتمع عليه خراج الأرض، فكتب إلى ~~العامل في ذلك: # PageV06P906 # يا ابا جعفر لعا من عثار وغياثا فما يقر قراري # سيدي اسمع لعبدك القن [يحيى] خبرا مضحكا من الأخبار # كان لي والد وكان لعمري من بني العصر بالفلاحة دار # ناقص الرأي تاجر البر والبح ر وناهيك فارس في التجار # مثل ما سمي اللديغ سليما وأنا بعده على ذاك جار # وكذا يسلك النجيب ويقفو نهج آبائه على آثار # لو وردت البحار أطلب ماء جف قبل الورود ماء البحار # أو لمست العود النضير بكفي لذوى بعد نضرة واخضرار [251أ] # أو رمى بأسي النجوم الدراري لانزوى ضوءها عن الأبصار # ولو أني بعت القناديل يوما أدغم الليل في ضياء النهار # ومنها في كراء الأرض المذكورة: # اكتراها ولم يكن مستخيرا وقت شؤم بطالع الإدبار # جدبة بعضها من ms1551 الشؤم أضحى في علو وبعضها في انحدار # لم يزل زارعا بها حمل بغل رافعا منه نصف حمل حمار # ساءني ما أصبت فيها ولكن سرني منه خيبة العشار # ما أبالي وقد غدا لي ركنا صاحب الشرطة الكريم النجار # وله من أبيات استهدى فيها مشروبا: # هاتها كوثرية عسجدية بنت كرم رحيقة عطريه # كلما شفها النحول تقوت فاعجبوا من ضعيفة وقويه # PageV06P907 # رب خمارة سريت إليها والدجى في ثيابه الزنجيه # وجيوش الصبا تحث ركابي وشياطينه تجدد نيه # ثم ناديت ربة الدير قومي فتثنت كأنها حوريه # تمسح النوم عن جفون أماق ببنان مخضب فضيه # قلت هاتي التي بها يستمال ال شادن الصعب والنفوس الأبيه # قأتتني بها تلألأ نورا في كؤوس كأنها عدنيه # كم عقار بذلته بعقار وثياب صبغتها خمريه # ودنان ثنائي السكر عنها مترع البطن فارغ السبنيه # [ومنها] : # هاك روضا من التأدب غضا بفصول غربية معنويه # من شكور أهدى إليك ثناء حين لم يستطع سواه هديه # فلتقارض عليه بماء لا تقل غدوة ولا في العشيه # إن خير البيوع ما كان نقدا ليس ما كان آجلا بنسيه [251ب] # ورفع بعض المستمنحين رقعة رديئة الخط واللفظ للوزير أبي عبد الله بن ~~زرارة بسرقطة، فوقع على ظهرها: # إن من يقصد الملوك ليعطى بمداد مسطر في كتاب # دون نظم ولا براعة لفظ رائع حسنه دوي الألباب # لحقيق بالمنع في كل وجه وجدير بالطرد في كل باب # PageV06P908 # ورفعت طائفة من الرعية على خازن المتنانية إلى المستعين بالله بن هود، ~~فوقع لهم: # نسبتم الظلم لعمالكم ونمتم عن قبح أعمالكم # تالله لو حكمتم ساعة ما خطر العدل على بالكم # وأنشدت للأديب أبي الطاهر محمد بن يوسف الاشكوري، منسوبا إلى قرية له ~~بعمل سرقسطة: # يا غصنا هزه نداه يمنعه الحلم أن يميدا # لم يثن منك الشباب عطفا ولا استمال الفخار جيدا # غرك من وصلنا غرام فنازع الوصل والصدودا # كل معنى سواك أمسى صبا بغير العلا عميدا # كم شرف في العلا [يفاع] أحرزته يافعا وليدا # ومنطق في الندى جراز أرسلته ضامنا سديدا # راع جلالا ms1552 وجل قدرا وفات سبقا وبذ جودا # [ومنها] : # إن تلقه فالأنام طردا وإن غدا واحدا فريدا # [يهز منك القريض عطفا والمدح يثني إليك جيدا] # سوف أوفيه منك حظا يحفظه الدهر أن يبيدا # PageV06P909 # وله من أخرى يخاطب رفيع الدولة بن صمادح: # ألا مبلغ عني الرفيع تحية كما نبه الروض النسيم المخلق # عدمت رسولا بالتحية نحوه فسار بها عني الهوى والتشوق # ونازعني ذكراه شوق مبرح كما علل الشرب الرحيق المعتق [252أ] # فيا ليت شعري هل يعرج خاطر علي وهل يجري بذكري منطق # وإني لأخشى أن يسوغ كاشح وأحذر من كيد العداة وأشفق # سواك لأسباب المودة قاطع وغيرك من تبلى لديه وتخلق # وله يشكره على مبرة كانت منه لأحد بني الراضي يزيد بن المعتمد ابن عباد: # إليك رفيع الملك تهدى المحامد وباسمك تبهى في الزمان المشاهد # سلكت سبيلا في المكارم أولا ولك الفضل هاد تقتفيه وراشد # وجردت دون المجد للجود صارما ولله حام عن حمى المجد ذائد # وإنك للغيث الذي عم سيبه تساوى قصي في نداك وشاهد # تغاير فيك المكرمات فكلما تبرعت عادت بالجزيل عوائد # بدائع مجد أنطقت كل أوحد فإنك فذ في البرية واحد # ولما رأيت الفتح روضة سؤدد ذوى يانع منها وجفت موارد # وكم عذبت تلك الرياض مشارعا فعرج منتاب وخيم رائد # سقاه ذنوب من نوالك سلسل وسح عليه من سحابك جائد # PageV06P910 # فأضحى وعود العيش ريان مورق وغصن الصبا لدن المعاطف مائد # وعاد عليه الدهر سلما وكم إذا يحاربه منه عدو معاند # سلالة مجد صرم الدهر حبله فواصل منه الحبل أروع ماجد # وبينكما للمجد قربى قريبة وحسبك قربى أن تطيب المحاتد # أبوك ابن معن والمؤيد جده سما بكما جد همام ووالد # لأجزلت برا واحتفلت كرامة فحياك مني شاكر لك حامد # وإني زعيم والقوافي ضوامن بشكر تعاطيه الزمان القصائد # فدمت على الأيام تزهو بك العلا وحظك موفور وجدك صاعد # وله من قصيد طويل، خاطبه به من غرناطة وهو عابر سبيل، أوله: # ألاهل أتى عني الرفيع سلام كمافض للمسك الذكي ختام [252ب] # وهل زاره ms1553 عني ثناء كأنما يخامر عطف الدهر منه مدام # عليك سلام الله أما تشوقي فبرح وأما أدمعي فسجام # عهدتك من ذكرى خليلك والندى كما هز يوم الروع منك حسام # وإني لتثيبي إليك نوازع كما اعتاد صبا لوعة وغرام # تصاحبني علياك في كل بلدة كأن اضطراري في البلاد مقام # وترفع لي إما ضللت على السرى قباب لكم فوق السها وخيام # محارب أقيال وأعلام سؤدد بهن على صدر الزمان أقاموا # لذكرك ما حنت ركابي فشاقني حنين به تطوى الفلا وبغام # فهن حوان كالقسي وإننا مسيرا وعزما في البلاد سهام # أعللها أن الرفيع أمامها فتترك مرو الحزن وهو قتام # فهل جاءنا أن الديار قصية وأن وراء خلفته أمام # فقلت لها لما أضر بها الوجى وقد جذ منها غارب وسنام # PageV06P911 # إذا ما حططت الرحل بابن صمادح فإن السرى بسل عليك حرام # ومن لركابي أن تنيخ بظله فيخلع منها مقود وزمام # ومن لي بأني من ذراه بروضة يسح من نداه غمام # فأرتع منها في معاطف سرحة تغني بها للمكرمات حمام # وأسفر عن وجه من الود واضح كما حط عن وجه الصباح لثام # مشارع ارخى الفضل فيها إزاره وضم العلا والمجد منه نظام # سلام على تلك المحاسن كلما تردد ذكر في الورى وسلام # وله يعارض أبا الفضل بن حسداي في قصيدته التي أولها: # عهد للبنى تقاضته الأمانات بانت وما قضيت منها لبانات # فقال أبو طاهر: # وعد لعلوة أن تقضي لبانات ألوت بها يوم وشك البين علات] 253أ] # لم ترضها منك أنفاس مقطعة حتى تقطع أطواق ولبات # قالت وقد أبصرت من بينها جزعي لا تيأسن فإن الدهر حالات # وفي سبيل الهوى والشوق ما صنعت روائع البين لا تحزنك روعات # عوض رجاءك من يأس [ومن ترح] فلليالي وإن باعدن كرات # بيني وبينك عهد سوف أحفظه وربما ضيعت يوما أمانات # هاهنا انتهى ما أثبته ابن بسام رحمه الله # في القسم الثالث من كتاب الذخيرة # PageV06P912 # ط د والمسالك: حولنا. # 1. - د: وتطرب. # 2. - د ط س: لم نجد - لم نلف. # 3. - د ط: لمة ms1554 أخواني؛ س: لبة إخواني. # 4. - العماء: السحاب المرتفع. # 5. - ط س: حبا. # 6. - م: انهمرت؛ س: اهتزمت. # 7. - بهذا العنوان تكون هذه الرسالة جزءا من السابقة، ولكن عنوانها في ط ~~د س: فصل في مثله. # 8. - ط د س: فيه. # 9. - ب م: وتنبعث. # 10. - ط د س: كليلة. # 11. - ط د س: ولا لهبا. # 12. - ط د س: فصل في استهداء. # 13. - ب م: المشبه. # 14. - ط د س: يومنا قد ضربت. # 15. - ب م: واعترضت. # 16. - الديوان: إمارته. # 17. - د ط س: ألف الجمع. # 18. - ب م: ولا يدخل. # 19. - بمجدك: سقطت من ط د. # 20. - م: عتابك، وموضعها بياض في ط. # 21. - الديوان: بالإضافة. # 22. - ط د س: لبيت. # 23. - ط د س: فصل في استدعاء. # 24. - الديوان: حامله. # 25. - ب م: وعميد. # 26. - الديوان: المصائب. # 27. - يبدو أن هذه بداية قطعة جديدة، وقد انفردت بها م ب، ولم ترد في ~~الديوان. # 28. - د ط س: والكمال أبو فلان وإن كرمت خلالخ -. الخ. # 29. - د ط: ورد. # 30. - د ط س: للمتوسلين. # 31. - ب م: وإن فلانا من أشرف -. الخ. # 32. - ب م: تحدو به. # 33. - من قول زهير: # 34. - وهل ينبت الخطي إلا وشيجه ... وتغرس إلا في منابتها النخل 35. د ط ~~س: دهره. # 36. - ب م: صرفا. # 37. - الديوان: بشره. # 38. - م: تثير؛ ب: تنير. # 39. - بيت شعر للمتنبي، ديوانه: 449. # 40. - م ب: ابدت. # 41. - م ب: بدت. # 42. - م ب: بالخلق. # 43. - من حديث للرسول (ص) : وجدت الناس اخبر تقله (انظر التاج: قلا) ~~والهاء في " تقله " للسكت، ولفظه لفظ الأمر ومنه الخبر أي من خبرهم أبغضهم ~~وتركهم. # 44. - ب م: يتبين. # 45. - اختصر بالخاء المعجمة: مات فتيا غضا؛ وفي النسخ والديوان: احتضر. # 46. - م ب: الأعمال. # 47. - د: الأحوال. # 48. - البيتان في الحماسة البصرية 2: 143 لطارق بن نابي، وقد ورد الأول ~~مع أبيات أخرى في الأغاني 5: 327 - 328 وفي مصادر أخرى، وتنسب لأعرابي، ~~والشعر في ديوان ابن الدمينة: 202 - 203. # 49. - د: القصر. # 50. - م ب: وأطار. # 51. - م ب: سكون أنام. # 52. - ب م: قمر. # 53. - د: ينشأ. # 54. - م: الأنس. # 55. - د: باكتمال السيادة والسعادة؛ م ب: بإكمال السيادة واكتمال ~~السعادة. # 56. - م ب: تقاصرهما. # 57. - م ب: الجامع. # 58. - د: خلوص الذهب النضار والدينار - الخ. # 59. - م ب: مركب. # 60. - جاء في د ms1555 ط س موضع إن شاء الله: بمنه. # 61. - هذا الفصل والذي يليه لم يردا في د ط س والديوان. # 62. - م ب: إحسان. # 63. - م ب: يد الأقدار. # 64. - م ب: التهمه. # 65. - م د ب: الدهر. # 66. - هذا الفضل وما بعده (25 - 32) لم ترد في ط د س والديوان. # 67. - لابن الرومي، ديوانه: 587، 586. # 68. - البيت لدريد بن الصمة، الأصمعيات: 114. # 69. - البيت للأعشى، ديوان: 46. # 70. - كذا ورد غير تام. # 71. - انفردت د فأوردت القصيدة كاملة كما هي في الديوان، غير أن اتفاق ط ~~س مع النسختين ب م يدل على أن هذا من عمل الناسخ، ولذلك لم أثبت القصيدة ~~حسبما جاءت في د. # 72. - س: سردت. # 73. - س: غدا. # 74. - الديوان: السلامة. # 75. - ط د س والديوان: من. # 76. - س: وقع. # 77. - م ب: نزاع. # 78. - س: كبدي. # 79. - م ب ط د س: بها. # 80. - س: وضافني. # 81. - س: يتوجع ويتفجع. # 82. - ب: عرفت. # 83. - ب م: يحث؛ س: يخب. # 84. - س: السحاب، وخ بهامشها: الصباح. # 85. - ب م ط د س: جنا بهم. # 86. - الديوان: حجة. # 87. - م ب ط د س: فمات. # 88. - ط: نصاب؛ م ب: تصاب. # 89. - ب م ط د س: بها. # 90. - س: يزرني، وخ في الهامس: يردني. # 91. - ط د: إليه. # 92. - ب م ط د س: جاور. # 93. - هو أبو أمية بن عصام (516) ، انظر ترجمته في القلائد: 203 ومعجم ~~أصحاب الصدفي: 56 والمغرب 1: 258 والخريدة 3: 486 (ط. تونس) . # 94. - ب م: ساقة. # 95. - د ط س والديوان: كلما هاب. # 96. - ب م: سمع؛ د: سجد. # 97. - د ط والديوان: إلا صعيدا تيمما. # 98. - ب م: لبدرها. # 99. - ب م: بأمر هواه. # 100. - س: غيابة. # 101. - الديوان: لأطردت. # 102. - ب م: تلهو. # 103. - الديوان: ويسرج للتصابي مركب. # 104. - الديوان: حيث التقى نفس الخزامى والصبا. # 105. - الديوان: فكأنه والغيم ثوب أدكن. # 106. - ط د س: السحاب. # 107. - د ط س: رق. # 108. - ب م: مد لحوضه. # 109. - ب م: والنهار. # 110. - ب م: إجلائه. # 111. - م ب: شهدت. # 112. - م: شرابا. # 113. - لم يرد في س. # 114. - د: جنبي. # 115. - ب م: حياء. # 116. - ب م: جفون. # 117. - ب م: مخضر. # 118. - انظر ديوان ابن حمديس: 89. # 119. - م ب ط د س: أحدهما. # 120. - م ط س: فتانة. # 121. - ب م: فاطرا. # 122. - ط د: فإن رمى. # 123. - ط د س ms1556: الأنوار. # 124. - الديوان: وجه به. # 125. - ط: تسبيك. # 126. - ط د س: تزندق. # 127. - ب م: فيه. # 128. - د: دائما. # 129. - ب م: ترى. # 130. - م ب: حسنا. # 131. - ط د: تيها. # 132. - م ب: تذيب. # 133. - م ب: المحب. # 134. - ب م: نشر. # 135. - الديوان: صغيرة. # 136. - ب م: ألفت. # 137. - الديوان: لامح. # 138. - ب م: نسر. # 139. - م ب: عن. # 140. - ب م: وبعد. # 141. - م: سيح. # 142. - م ب: غيوما. # 143. - ب م: نغدو. # 144. - ب م: فتية. # 145. - ب م: سائح. # 146. - م ب: يغري؛ وبهامش م: يجري. # 147. - م ب: لسان. # 148. - ديوان ابي تمام 3: 1234. # 149. - الديوان: راجل. # 150. - د ط: أطراف الرماح وقوضت. # 151. - ديوان ابن المعتز 4: 90 وزهر الآداب: 430. # 152. - الديوان: وجليل امعنى لطيف. # 153. - الديوان: الفعال. # 154. - الديوان: وكم عيش وحتف. # 155. - ديوان ابن الرومي 1: 166 (1: 193 تحقيق د. نصار) وزهر الآداب: ~~432. # 156. - الديوان: وسيف. # 157. - وردت الأبيات في زهر الآداب: 433 والثلاثة الأولى في محاضرات ~~الراغب 1: 133. # 158. - زهر الآداب: 433. # 159. - ب م: يرى بسيط. # 160. - الديوان: سيادة. # 161. - ب م: مستيقظا. # 162. - ب م: ويختق - إخناقا؛ ط د س: ويخنق - إشفاقا. # 163. - ط د س: يقوم. # 164. - ب م: بشأنه. # 165. - س: رجع وقال ابن خفاجة. # 166. - ط د: بجذب. # 167. - ب م: العنان. # 168. - ب م: وكأنهم. # 169. - م ب: بالرياح؛ الديوان: ولا رسل إلا للرياح. # 170. - م ب ط د س: من. # 171. - الديوان: السهى. # 172. - ط د: وباتا؛ س: وفاتا. # 173. - م ب: نفس. # 174. - ط د س والديوان: الدجى. # 175. - م ب: جفن. # 176. - م ب: ولذة لذتي. # 177. - م ب: براحي. # 178. - ط د س: فكم. # 179. - م ب: وللنصب. # 180. - س والديوان: يجني ورد خديه ناظري. # 181. - ط د س والديوان: فمن لفمي. # 182. - س والديوان: بعيشك هل تدري. # 183. - ب م: فأشرق. # 184. - ب م: الليل. # 185. - ط: تراني. # 186. - م ب: مما هو. # 187. - ب م: فما كان طيري. # 188. - م: أضلعي. # 189. - الديوان: مسكة. # 190. - ط د س: ما تعيد وما تبدي. # 191. - الديوان: الراح. # 192. - م ب: وشي ملبس؛ ط د: ثني برده. # 193. - ط د: وألثم منه. # 194. - م ب: كفي. # 195. - م ب: زند؛ ط د س والديوان: رند. # 196. - ط د س: طيف تأوبني مع الإسراء. # 197. - ط د س: فلثمت في ظلماء ليل ضفيرة ... شغفا بها من وجنة حمراء وفي ~~د: زهراء. # 198. - م ب: حسبنا ms1557. # 199. - م ب: حد. # 200. - ط: المزاج. # 201. - م ب: على الهزل. # 202. - د ط: السحاب. # 203. - ط د س: لبعض. # 204. - ط د س: الزمان. # 205. - م ب: ومقال. # 206. - ط د س: واشفع؛ ب م: لمنصرف. # 207. - م ب: رفعت. # 208. - هو أبو بكر بن إبراهيم المعروف بابن تيفلويت ممدوح ابن باجة، ولي ~~غرناطة سنة 499 فوصلها في ربيع الأول من العام التالي، وفي رجب غادرها، ثم ~~ولي سرقسطة سنة 509 وتوفي في السنة التالية (انظر ترجمته في الإحاطة 1: 312 ~~- 417 وصفحات متفرقة من البيان المغرب ج -: 4) # 209. - م ب: لطيف. # 210. - م ب: أحسن. # 211. - م ب: دلال. # 212. - م ب: سائل. # 213. - ط د: لمحة. # 214. - ط: غلبوا. # 215. - ط د: أسدا وأطوادا. # 216. - ب م: يعذار. # 217. - ط وهامش د: بوشيعة. # 218. - م ب: الشوط. # 219. - د ط س والديوان: ترميك. # 220. - ط د س: شواته. # 221. - ب م: هلال سار. # 222. - الديوان: بسطه يهوي؛ س: بهوى. # 223. - د: رائقا، والحاشية: رابعا؛ م: رايعا. # 224. - الديوان: نفحة. # 225. - م ب: وكأنها. # 226. - ب م ط د: طلا. # 227. - د ط: قام. # 228. - الديوان: مترفا. # 229. - الديوان: طرف؛ ب م: وخز. # 230. - الديوان: لغلة. # 231. - ط د: للعدا. # 232. - م ب ط د س: والأنداء. # 233. - ط د س: سماحة وفصاحة. # 234. - كان أبو محمد بن عامر صديقا لابن خفاجة وكان مراعيا له فيما يختص ~~بضيعته ببلنسية (الديوان: 48) . # 235. - ب م س: الخط. # 236. - م: وكأنها. # 237. - الديوان: الأذمة. # 238. - ب م: كتهتهما. # 239. - زيادة من س وحدها. # 240. - ب م ط: فلقد. # 241. - ب م: منظري؛ وبهامش د والديوان: نظرتي. # 242. - ط: أنسيت. # 243. - ب م: أنشأت. # 244. - ط س والديوان: أنشأته من عتبه؛ د: آنسته من عتبه. # 245. - ب م: عجاجة. # 246. - ط: فلو. # 247. - الديوان: هبته بلية؛ د ط س: هبوته بلبة. # 248. - الديوان، ط وهامش د: ببعض. # 249. - الديوان: فهل ساء دعدا أن. # 250. - بعد هذا البيت كتب في ب م " ومنها ". # 251. - د ط س: حميت. # 252. - م: وكابرت. # 253. - الديوان: ونصل. # 254. - في ط د بعد هذا البيت: " ومنها "، ولا حذف هنالك، قارن بالديوان. # 255. - الديوان: كالئ. # 256. - ط د س والديوان: تؤاخي. # 257. - د ط س: السماحة. # 258. - د ط س: المجد. # 259. - ب م: النوى. # 260. - ط د س: أطراف. # 261. - ب م: الكثيب. # 262. - الديوان ms1558: والدوح رطب المهز لدن؛ قد رف ريا. # 263. - الديوان: فهذه. # 264. - ب م: نفسه. # 265. - د ط س: شعرا وثغرا. # 266. - ب م: نابت. # 267. - الديوان: ونوراء. # 268. - ب م: الليل. # 269. - ب م: لأعطاف. # 270. - الديوان: تقلصت. # 271. - الديوان: الشباب. # 272. - م: هو الطرف. # 273. - م ب: الهم والدمع. # 274. - د ط س والديوان: ففي. # 275. - د ط س: وقلت. # 276. - الديوان: فيصرح. # 277. - م ب: للغريب. # 278. - م ب: فها أنا ألقى. # 279. - ب م: فتنضح؛ ط د س: مزادة من الدمع تندى حيث مرت وتنضح. # 280. - ب م: حملتها. # 281. - ب م: بالأمس. # 282. - الديوان: أظلني. # 283. - الديوان: وأعزز. # 284. - ط د: والعلا. # 285. - ط د س: وأحفى. # 286. - من هنا آخر الترجمة سقط من ط د س، سوى عبارة: " ومحاسن الخفاجي ~~كثيرة - الغاية ". # 287. - الديوان: فكأن. # 288. - الديوان: جانحة. # 289. - ب م: راضيا. # 290. - م: أعطافها. # 291. - ب م: المجد. # 292. - الديوان: كليل. # 293. - م ب: يندى لها وردا أسرة وجهه. # 294. - الديوان: لعرار. # 295. - ب م: أفرده. # 296. - ب م: بكفيه. # 297. - ب م: مهجته. # 298. - ب م: حين. # 299. - م: حين. # 300. - ب م: أماله. # 301. - الديوان: أعطافها. # 302. - الديوان: وراقص. # 303. - م ب: حيى - بها. # 304. - الديوان: كيف -. كيف. # 305. - الديوان: واضح. # 306. - الديوان: لفحة. # 307. - ب م: نجوما حسنها. # 308. - الديوان: جملت. # 309. - ب م: تمشيت. # 310. - م ب: نفحة. # 311. - م ب: يذكو أوار. # 312. - م ب: جاءها. # 313. - م ب: خر. # 314. - م ب: خضب. # 315. - م ب: جسدا -. حسدا. # 316. - م ب: العين. # 317. - م ب: فقبضت. # 318. - ب م: تمسح. # 319. - م: تبر. # 320. - الديوان: فكأن. # 321. - ب م: حمرة. # 322. - م ب: به. # 323. - الديوان: يسح. # 324. - ب م: يراح. # 325. - ب م: برد. # 326. - ب م: وبلاغة. # 327. - الديوان: أخدع. # 328. - هو ابن باجة الفيلسوف. # 329. - الأبيات ف القلائد: 304 والمغرب 2: 119. # 330. - ب م: منه. # 331. - ب م: ومدار. # 332. - الديوان: والشيم. # 333. - القافية في الديوان: عذار، لعرار، نار. # 334. - ب م: حليتهاز # 335. - الديوان: وتعبث. # 336. - الديوان: فكأنما. # 337. - م ب: فبات بها ضيفا وناهيك مربعا. # 338. - الديوان: واشوقي. # 339. - الديوان: والجو. # 340. - ب م مراد. # 341. - الديوان: الظلماء. # 342. - الديوان: ولا غير الحسام. # 343. - الديوان: باست. # 344. - ب م: فرفعتها. # 345. - الديوان: فخلخله. # 346. - الديوان: أبرق. # 347. - ب م: فضة. # 348. - الديوان: نقط من النجم. # 349. - م ب: صدر. # 350. - ب م: رقيق. # 351. - الديوان: نصل. # 352. - الديوان: آل. # 353. - م ب: جيش. # 354. - م ب: به ms1559. # 355. - ب م: نسج - غمامة. # 356. - ب م: الحمام. # 357. - ب م: نشرتهاز # 358. - الديوان: به لنا. # 359. - ب م: قصيد. # 360. - ب م: بخيل. # 361. - ب م: سقاها. # 362. - الديوان: درع. # 363. - الديوان: المزن. # 364. - ب م: شباب. # 365. - الديوان: فيرتمي. # 366. - ب م: أطلقت. # 367. - الديوان: فانصاع. # 368. - ب م: وأدم. # 369. - ب م: النار. # 370. - الديوان: جرى. # 371. - الديوان: فيه. # 372. - ب م: طلبته. # 373. - ب م: الصبح. # 374. - الديوان: السلافة. # 375. - الديوان: مصندلا. # 376. - سيترجم له ابن بسام في ما يلي من هذا القسم. # 377. - ب م: بمواقع. # 378. - الديوان: ألما. # 379. - الديوان: فكفاك. # 380. - ب م: بساطه. # 381. - ب م: وغدير. # 382. - الديوان: الشعرى. # 383. - ب م: الطبيب. # 384. - الديوان: عنك. # 385. - الديوان: بين. # 386. - ب م: رفعة. # 387. - ب م: يسر. # 388. - الديوان: عشر. # 389. - ب م: في. # 390. - الديوان: طليق. # 391. - الديوان: نفح. # 392. - ب م: بالخيف. # 393. - الديوان: قضوا. # 394. - ب م: به ابنه. # 395. - اللبلية: المنسوبة إلى مدينة لبلة (Niebla) وفي الديوان والمسالك: ~~الليلية. # 396. - ب م: لفظة - لحظة. # 397. - الديوان: نهج. # 398. - الديوان: مجيبا. # 399. - م ب: السائل. # 400. - ب م: وولى. # 401. - م ب: ابتهل. # 402. - الديوان: الوعي. # 403. - هذه جملة ختامية، ولا أدري كيف استمرت الترجمة بعد ذلك، ومما يبعث ~~على الظن بأن ما سيجيء إنما هو من زيادات بعض المعلقين أو النساخ ذلك ~~الاتفاق مع قلائد العقيان نصا. # 404. - القلائد: نام فرأى. # 405. - القلائد: ثم استيقظ وهو يقول. # 406. - يعني عبد الجليل بن وهبون وقد ترجم له ابن بسام في القسم الثاني ~~من الذخيرة. # 407. - م ب: بلبيط؛ القلائد: يلبط؛ ولييط او ألييط (Aledo) حصن يقع بين ~~لورقة ومرسية، وهو الذي أطال حصاره يوسف بن تاشفين في جوازه الثاني فأعجزه، ~~وكان ذلك من أسباب حنقه على ملوك الطوائف، انظر الحلل الموشية: 49 وما ~~بعدها. # 408. - زيادة من القلائد. # 409. - ب م: اغترارا. # 410. - كتب بها الشاعر إلى الفتح بن خاقان يعاتبه لأنه بلغه أن الفتح ~~ذكره في كتابه بقبيح ووصف أيام فتوته بشيء من التنديد. # 411. - الديوان: الأريب. # 412. - الديوان: عليك. # 413. - ب م: واصفح وذكرك؛ القلائد: وذكرك. # 414. - هذه الأبيات لم ترد في الديوان أو القلائد. # 415. - قد مضت الأبيات ص: 618 وهذا التكرار متابع للقلائد. # 416. - القلائد: 235 وهي موجهة إلى الفتح. # 417. - القلائد: وفاني تحية. # 418. - القلائد: تتمنى. # 419. - القلائد: للزمت. # 420. - ب م: راح ms1560 فضل؛ الديوان: سؤر. # 421. - الديوان: الشباب تناولته. # 422. - الديوان: تغامز. # 423. - ب م والقلائد: تجذبك، الديوان: تتجاذبك. # 424. - ب م. وتنتهي تلك. # 425. - ب م: ويخفق. # 426. - القلائد: مجد. # 427. - القلائد والديوان: اتساع. # 428. - ب م: منية. # 429. - ب م كسرا. # 430. - ترجمته في المغرب 2: 36 وهو ينقل عن المسهب حيث ذكر أن أبا حاتم ~~كان متلقبا بين شاعر وخطيب وطبيب وجندي؛ وانظر المسالك 11: 277 ونفح الطيب ~~3: 417. # 431. - الطولوق: وضع في Vocabulisto: مقابل " طولقة " اللفظتين ~~اللاتينيتين Invercundia) Vituperare) وقال في تفسير الثانية منهما (ص 439) ~~: وقيح، وقاح، مطولق؛ والمعنى الأصلي للفظتين يوحي بعدم الاكتراث فيما يتصل ~~بالسلوك العام، وربما كان في ذلك إشارة إلى الشعوذة والمناداة على ~~العقاقير، أو تشهير النفس بالجلوس على دكة. # والحنبل: نوع من البسط أو الحصر تطرح على مقعد أو على دكة (انظر ملحق ~~دوزي) وقال ابن هشام في لحن العامة: ويقولون (أي عامة المغرب) لبعض البسط ~~حنبل - ووردت اللفظة في الزجل رقم: 137 من ديوان ابن قزمان (انظر مجلة معهد ~~المخطوطات 3: 155) وانظر Vocabulisto: 90 حيث وضع مقابلها لفظة Tapet. # 432. - ط د س: يتكلم. # 433. - البيت للمعري، شروح السقط: 922. # 434. - غافث: نبات يخرج قضيبا واحدا أسود صلبا وعليه ورق متفرق مشرف، ~~وقال ابن البيطار: قد كثر الاختلاف في هذا النبات بين الأطباء شرقا وغربا - ~~وأهل أطباء شرق الأندلس يسمونه الزيمنده بعجمية الأندلس؛ أما الانجدان فهو ~~ورق شجرة الحلتيت، والحلتيت صمغه ومنه نوعان أبيض ويسمى السرخسي، وأسود ~~منتن يخلط مع بعض الأدوية. # 435. - ط د س: بطن كفي. # 436. - ط د س: إذ أجراه على الانتساب. # 437. - ط د س: في تصنيف هذا التأليف. # 438. - ط د س: ونظرت - لم. # 439. - ط د س: يتشبث. # 440. - ب م: يتحلى - ينشرها. # 441. - ط د س: إبداعه للعشر. # 442. - ب م: وقدم من. # 443. - ط د س: على قدم - بتلك. # 444. - ط س: ربما شحذ. # 445. - ط د س: تقييد. # 446. - ب م: علي من حينه. # 447. - الأبيات في المغرب 2: 36. # 448. - ب م: مطلق. # 449. - ط د س: العتاد سائغة؛ المغرب: جامعة. # 450. - المغرب: تجود بها. # 451. - ط د س: القلنسوة، ويلبسها الفقيه في الأندلس إذا بلغ مرحلة ~~الفتوى، ويبدو أن أبا الأصبغ المتطيب كان يحاكي بعض الفقهاء متندرا ms1561 فيضحك ~~من حوله. # 452. - ط د س: الآخر. # 453. - ط د س: من. # 454. - أخبار سعيد وفضل الشاعرة في الأغاني 18: 89، 19: 257 وطبقات ~~المعتز: 426. # 455. - د ط: سيتبعه. # 456. - ديوان العباس: 33. # 457. - الديوان: إن دام - ولا دام. # 458. - ط د س: لبارق. # 459. - ب م: ماجدا. # 460. - د ط س: يرمى. # 461. - ب م: والصباح. # 462. - أبو عبد الله محمد بن علي بن حمدين (439 - 508) ولي قضاء الجماعة ~~بقرطبة سنة 490 وكان من أهل الجزالة والصرامة، ولم يزل على القضاء إلى أن ~~توفي (انظر الصلة: 539 وبغية الملتمس رقم: 230 وقلائد العقيان: 192 وأزهار ~~الرياض 3: 95) . # 463. - منها بيتان في المسالك. # 464. - ط د س: كيومك. # 465. - د ط س: حر. # 466. - أورد منها في المسالك أربعة أبيات. # 467. - ب م: شمل سملنه؛ د ط: شمل شملتنا؛ س: شمل شملته. # 468. - ب م والمسالك: جمات. # 469. - ومن شعره في الرثاء، وقع هذا عنوانا كبيرا في ط د س، وأدرجت تحته ~~مرثية في ابن أدهم ومرثية في ابن عبد الصمد، وبذلك تنتهي الترجمة؛ ولهذا ~~تقع قصيدته في مدح ابن أبي سابقة لباب الرثاء في تلك النسخ. # 470. - ط د س: مقورة. # 471. - ط د س: زائل. # 472. - ط د س: قطعت. # 473. - ط د س: حشابه الضير. # 474. - ط د س: لأيام. # 475. - ب م: دمع سال. # 476. - ط د س: مالي. # 477. - أورد العمري منها 4 أبيات في المسالك. # 478. - ترجمته في بغية الملتمس رقم 213 والقلائد 2: 252 والمغرب 2: 409 - ~~416 والمعجب: 208 - 224 والتكملة: 410 والخريدة 2: 107 - 147 (ط. تونس) ~~والمطرب: 178 والوافي بالوفيات 4: 297 والفوات 4: 27 (ط. بيروت) والزركشي: ~~306 والمسالك 11: 270 وصفحات متفرقة من نفح الطيب و Hist. Abbadid. جمع ~~دوزي، وله موشحات في دار الطراز وجيش التوشيح: 59 - 72؛ وقد ذكر ابن الأبار ~~في التكملة أنه توفي بميورقة سنة 507 ودفن أبي العرب الصقلي، وعد مؤلفاته: ~~مناقل الفتنة وكتاب نظم السلوك في وعظ الملوك وكتاب سقيط الدرر ولقيط ~~الزهر. # 479. - المغرب: منمق. # 480. - ط د س: مدة. # 481. - ط د س: الطوائف بأفقنا. # 482. - ط د س: آخرا. # 483. - ب م: المضطرب. # 484. - قتيبة بن مسلم الذي فتح ما وراء النهر ثم قتلته تميم عندما تولى ~~سليمان بن عبد الملك الخلافة سنة 97؛ أما عتيبة فلعله بن الحارث بن شهاب ~~فارس بني يربوع؛ وما بين أقواس هو نص ms1562 القلائد. # 485. - وردت الأبيات في المغرب المسالك. # 486. - انظر المغرب 2: 409 - 410. # 487. - ورد البيتان في المغرب والمعجب. # 488. - انظر المغرب. # 489. - ط د س: وله. # 490. - من هذه القصيدة ستة أبيات في المغرب وبيتان في النفح 4: 156. # 491. - ب م: جدب. # 492. - ط د س: فيهم. # 493. - ط د س: أنهم بهم ركب. # 494. - ط د س: فمالوا. # 495. - مسليمة: نسبة إلى جد الأفطس عبد الله بن مسلمة. # 496. - ط د س: وفهت. # 497. - بعد هذا البيت في ط د س: يقول فيها، مع حذف البيت الثاني. # 498. - ط د س: حباكا. # 499. - ط د س: وحوى. # 500. - ب م: من. # 501. - ط د س: ولاء المتوكل ببطليوس. # 502. - البيتان في الخريدة والبغية. # 503. - انظر نفح الطيب 4: 9 حيث ورد البيتان منسوبين للنحلي البطليوسي. # 504. - ب م: بمرسية. # 505. - ط د س: من قصيدة أولها. # 506. - ورد بعض أبياتها في المغرب والمسلك والخريدة. # 507. - المغرب: إن لم يكن منك بحر. # 508. - ط: مسماها. # 509. - ظنه من أبيات للخليل كتبها إلى سلمان بن علي (أو سليمان بن حبيب) ~~حين أرسل إليه يستدعيه لتأديب أولاده، وهي تتردد في مصادر كثيرة، انظر مثلا ~~أخبار النحويين البصريين: 31 وابن خلكان 2: 246 وإنباه الرواة 1: 344؛ وفي ~~اللسان (طبخ، دندن) أن البيت لحسان بن ثابت، وهو من قصيدة في ديوانه 1: 314 ~~وروايته " لا طباخ لهم ". # 510. - الدندن: ما بلي واسود من النبات والشجر. # 511. - ديوان أبي تمام 3: 77. # 512. - ديوان أبي تمام 1: 364. # 513. - الديوان: مركز. # 514. - يعني عبد الملك بن إدريس الجزيري، وبيته هذا من قصيدة له في ~~الآداب والسنة كتب بها إلى بنيه وهو مسجون (انظر الجذوة: 262) . # 515. - شروح السقط: 1092. # 516. - السقط: يزين. # 517. - وردت منها أبيات ستة في المسالك. # 518. - ب م: أوت. # 519. - قبل هذا البيت في د ط: ومنها. # 520. - ب م: ولم. # 521. - ط د س: نعماهم. # 522. - ديوان المتنبي: 174 من قصيدته في مدح أبي أيوب أحمد بن عمران. # 523. - ب م: الشمس. # 524. - ديوان المتنبي: 323. # 525. - ط د س: ناظره. # 526. - يعني غزوة الزلاقة. # 527. - ط د: المتقدم. # 528. - ط: المذكور. # 529. - ورد هذا البيت في المغرب. # 530. - د: يبتعث. # 531. - ط: بأرض. # 532. - انظر البيت في المغرب 2: 411. # 533. - ديوان أبي العتاهية: 568. # 534. - د: حالي. # 535. - ديوان ابن زيدون: 273 وفيه " وأين جواب ". # 536. - حالا: منصوبة بفعل " شكوت " في بيت سابق ms1563؛ والشهم: الطائر الشهم ~~الفؤاد. # 537. - ط د: من. # 538. - ب: شعدي؛ م: شعري. # 539. - ط د س: نوال. # 540. - د ط س: الندى. # 541. - سقط هذا البيت في د ط س وجاء في موضعه: ومنها. # 542. - ط د: ربعت. # 543. - ط د س: أريت. # 544. - ط س: يسايرني. # 545. - ط د: يدرى. # 546. - من هنا يتفق النص مع القلائد: 249، ولم يرد في د ط س. # 547. - القلائد: يستسرحه. # 548. - انظر القلائد والمغرب 2: 413. # 549. - القلائد والمغرب والخريدة: 134. # 550. - المغرب: بدورا. # 551. - ب م: الحديد، والتصويب عن القلائد والمغرب. # 552. - القلائد: 249 - 250. # 553. - كذا هي أيضا في القلائد ولعل الصواب: بلوى. # 554. - ب م: سري. # 555. - ب: يداعبني. # 556. - القلائد: 251. # 557. - ب: بخروجه. # 558. - صدر البيت للعرجي، وعجزه " ليوم كريهة وسداد ثغر ". # 559. - ب م: العلماء. # 560. - ب م: أخافتني. # 561. - انظر القلائد: 24 والنفح 4: 274. # 562. - القلائد والنفح: الدهر. # 563. - هذه القصيدة في مدح مبشر صاحب ميورقة، وهذا يدل على أن الاقتباس ~~من القلائد قد فصل بين نصين متصلين في الذخيرة، راجع قصيدته السابقة " خلعت ~~عذاري في عذار على خد أما هذه القصيدة النونية فقد وردت منها أبيات في ~~المغرب والمسالك. # 564. - ط: زيادة. # 565. - البيت لابن الرومي كما في التمثيل والمحاضرة: 301. # 566. - ب م: العقائد؛ ط د س: المغافر. # 567. - ط: تبن. # 568. - ط د س: أصعب. # 569. - ب م: الصفاح. # 570. - ط د: حاكها. # 571. - د ط س: قصيدة من مصر لبعض أهل العصر أولها؛ ولم ترد هذه القصيدة ~~في د ط س. # مالك وعقيل نديما جذيمة الأبرش، وكان يضرب بهما المثل في التلازم، وقد ~~ذكرتهما الشعراء كثيرا، فمن ذلك قول أبي خراش الهذلي: # ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء مالك وعقيل 582. لم يجيء جواب ~~" إذا " في ما يلي من أبيات. # 583. - وردت بعض أبيات منها في المغرب والمسالك. # 584. - د: وافتك. # 585. - ط د س: الطلاقة. # 586. - ط د س: نوره. # 587. - ب م: تعويل. # 588. - ب م: بتحويل. # 589. - ب م: قدح. # 590. - ب م: مع. # 591. - ب م: والشمس. # 592. - ب م: عذبت. # 593. - ط د س: يعبها أو تعبه. # 594. - زاد في ط س: المذكور. # 595. - وردت أبيات منها في القطعة التي قدرت أنها دخيلة من القلائد، ص: ~~683، 686 وهذا مثال على مقدار الخلط الذي ms1564 اعتمد في المزج بين الكتابين: ~~القلائد والذخيرة. # 596. - س: حلة منك محبوكة - بالغير؛ ط: محجوبة. # 597. - هنا تنتهي ترجمة ابن اللبانة في د ط س. # 598. - راجع القلائد: 247 والمغرب والخريدة والفوات والوافي والمعجب: 214 ~~وواضح أنها ليست نقلا عن القلائد. # 599. - المعجب والقلائد والخريدة: يعض. # 600. - المعجب والقلائد: لا يستبين. # 601. - القلائد: تردي كما تردي. # 602. - المعجب: أهداب. # 603. - انظرها في مسالك الأبصار. # 604. - البيتان في المسالك، وهما من قصيدة طويلة في القلائد: 29 يتفجع ~~فيها على زوال مجد ابن عباد. # 605. - البيتان في المسالك. # 606. - ب م: سمعت. # 607. - كتاب المعاني: 348. # 608. - ب م: وإليك القطع ما (م: من) أونه. # 609. - انظر القلائد: 258. # 610. - القلائد: برقعة. # 611. - القلائد: قريضك. # 612. - القلائد: الأنام. # 613. - انظرهما في الخريدة والبغية. # 614. - ورد بعض أبياتها في الخريدة والمسالك. # 615. - الخريدة: فتاح. # 616. - الخريدة: ذكره عهد الصبا. # 617. - ب م: البرح، وأثبت ما في الخريدة. # 618. - ب م: خمره؛ والتصويب عن الخريدة. # 619. - المسالك: الرياح. # 620. - ب م: العرى. # 621. - انظر الأبيات في مسالك الأبصار. # 622. - ب: بنفثته؛ ب م: يغشى لنفثته. # 623. - هذه القطعة من القلائد، وأعدها دخيلة على نص الذخيرة؛ وانظر ~~المغرب والمسالك والخريدة. # 624. - انظر ترجمته في المغرب 2: 322 والمسالك 11: 449. # 625. - وردت هذه القطعة في المغرب. # 626. - ط د: فحادني. # 627. - ب م: وصلت مستهلا بناري. # 628. - ط د س: له أيضا، وانظر المغرب والمسالك. # 629. - في النسخ: ملاءة؛ المغرب: وطيبه. # 630. - أبو عامر أحمد بن غرسية، قال فيه صاحب المسهب: " من عجائب دهره، ~~وغرائب عصره، وهو من أبناء نصارى البشكنس، سبي صغيرا وأدبه مجاهد مولاه ملك ~~الجزر ودانية (المغرب 2: 406) . # 631. - ب م: الجزار، وكذلك في المغرب (2: 407) وترجم ابن الابار لابنه في ~~التكملة: 423 وسماه محمد بن احمد بن محمد الأنصاري الأوسي من أهل سرقسطة ~~وسكن بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الخراز، وكان أديبا شاعرا راوية ~~مكثر الخط. ثم قال: وكان أبوه أبو جعفر (احمد بن محمد) أيضا شاعرا وهو الذي ~~خاطبه أبو عامر بن غرسية بالرسالة المشهورة. وفي نص الاسكوريال الذي اعتمده ~~الأستاذ عبد السلام هارون في نشر رسالة ابن غرسية والردود عليها ورد اسمه " ~~ابن الحداد " (انظر نوادر المخطوطات 1: 234 - 235) هذا وقد جاءت الرسالة في ~~ط د س ms1565 مختلفة كثيرا عما هي في ب م بين حذف وتقديم وتأخير. وقد ترجم الأستاذ ~~جيمس منرو هذه الرسالة والردود عليها في كتاب بعنوان The Shuubiyya in ~~Andalus، (كاليفورنيا 1970) . # 632. - ط د: خطله. # 633. - لقد تبين لي أن ابن بسام لم يورد الرسالة كاملة، وبعض الردود ~~عليها تشير إلى أمور قد حذفت منها، ولهذا أبحت لنفسي تكملة ما ينقصها. # 634. - أرش اليمن: إقليم في شرق الأندلس أنزل الأمويون في بني سراج ~~القضاعيين وجعلوا إليهم حراسة ما يليهم من البحر وحفظ الساحل، فكان ما ~~ضمنوا حفظه يسمى أرش اليمن (أي عطيتهم ونحلتهم) وكانت بجانة أبرز قرى ~~الإقليم (الروض المعطار: 37) . # 635. - ب م: الذكور. # 636. - الشعرة: الشعراء. # 637. - ط: أجاءوك. # 638. - ط د س: لا. # 639. - ط د س: الخصان. # 640. - زيادة من ط د لم ترد في س. # 641. - ط د س: بجوف. # 642. - ط د س: بقطع. # 643. - تبالة: في تهامة بينها وبين بيشة يوم واحد، وفيها ضرب المثل " ~~أهون من تبالة على الحجاج " لأنه حين ولي عليها، ووجد الأكمة تحجبها، احتقر ~~ذلك وكر راجعا. # 644. - هارون: البجيل. # 645. - ط د: أحسبك أن دريت وما دريت - الخ؛ س: أبأرباب الملوك ازدريت ~~وعلى وعندي الجيل أزريت وما دريت بهذا أحسبك أرديت وما دريت. # 646. - هارون: وشقورة الخرصان. # 647. - أي أن فيهم صقورة الخرسان، وهم الصقالبة ومن حرس القصر وكانوا ~~يلقبون الخرس، وإنما يظهرون فصاحتهم بالخرصان أي الرماح. # 648. - المجاد: المضاهاة بالمجد. # 649. - الأفاني: نبتة غبراء لها زهرة حمراء مجتمع ورقها كالكبة. # 650. - الهيل: صب الطعام دون كيل، وإذا كان القوم يهيلون فمعنى ذلك أنهم ~~لا يلجأون إلى الكيل؛ والتكايل: التوازي والتنافس في الكيل، وإذا تم لم تعد ~~حاجة إلى التهايل، يقول: إذا نحونا نحو الدقة فلا مجال لتجاوزها. # 651. - العرود: جمع عرد، وهو الذكر الصلب. # 652. - البيت لأبي العلاء المعري، شروح السقط: 141. # 653. - الهدان: الثقيل في الحرب. # 654. - ذمرة: جمع ذامر، وهو من يحضض الناس على القتال. # 655. - البيت لأبي تمام، ديوانه 3: 136 وروايته: مسترسلين. # 656. - القدمة: الإقدام. # 657. - البيت لأبي العلاء المعري، شروح السقط: 140 وروايته يا ابن الألى؛ ~~والعكر: القطعة من الإبل. # 658. - صواحب الرايات: البغايا في الجاهلية، لأنهن كن يرفعن فوق بيوتهن ms1566 ~~رايات يميزنها بها. # 659. - في النسخ: الآيات؛ والاياة هنا بمعنى الحسن. # 660. - ط د س: من الأقيال جررة الأذيال. # 661. - ط د س: اضطروكم. # 662. - السكنات: جمع سكنة وهي مقر الرأس من العنق؛ العفا: الجحش؛ والبيت ~~لأبي الطمحان القيني حنظلة بن الشرقي (اللسان: سكن، عفا) . # 663. - هارون: الكلب؛ والكوب: الكوز، ولعل صوابه " الكحوب " أي الأدبار. # 664. - النفير: الخفوف إلى الحرب؛ النقير: الوعاء الذي يتخذ فيه النبيذ، ~~يريد به هنا النبيذ نفسه، أو هي صيغة مناسبة للفظة " نفير " يعني بها النقر ~~الموسيقي؛ والمعنى أنهم يفضلون إجابة الداعي إلى الحرب على اللذات. # 665. - الخب: ضرب من السير؛ وفي ب م: عن الخب، وكذلك عند هارون، ولا أراه ~~صوابا. # 666. - الشليل: الدرع؛ السليل: لحم المتن أو السنام. # 667. - طباتهم: جمع طبة وهي الشقة الطويلة من الثوب؛ وعند هارون: طياتهم. # 668. - هارون: وغلاتهم. # 669. - أقتال: أشباه، والمفرد: قتل، وهو القرن في الحرب. # 670. - البيت للحطيئة، ديوانه: 140، وروايته: أولئك قوم، وإن عاهدوا ~~أوفوا. # 671. - الأكر: الحفر. # 672. - الجلة: البعر. # 673. - ندس: جمع ندس وهو الفطن. # 674. - البت: الطيلسان من خز ونحوه، وهذا من قول الراجز: # من يك ذا بت فهذا بي ... مقيظ مصيف مشتي تخذته من نعجات ست ... 675. ~~المسل: جمع مسيل، وهو الجريد الرطب. # 676. - لقاح: لا يدينون للملوك. # 677. - هارون: منهم. # 678. - زيادة من س وحدها. # 679. - الهبيد: حب الحنظل. # 680. - المكون: بيض الضب. # 681. - الكشى: جمع كشية، وهي شحمة بطن الضب؛ وهذه زيادة من س وحدها. # 682. - الشنان: القرب الصغيرة الخلق؛ ولا يقعقع له بالشنان: مثل، أي هو ~~لا يخدع ولا يروع، وأصله من تحريك الجلد اليابس للبعير ليفزع. # 683. - ط د س: يزعزع، وعله يدعدع، أي يقال دع دع وهو صوت النعيق بالغنم ~~أو زجرها؛ وعند هارون: ولا يوعوع لهم النشآن. # 684. - الشان: الشانئ أي المبغض. # 685. - زيادة من س وحدها. # 686. - صدر بيت لأمية أبي الصلت (ديوانه: 459) وعجزه: شيبا بماء فعادا ~~بعد أبوالا. # 687. - البيت للمتنبي، ديوانه: 403. # 688. - الاسترلوميقى: (Astronomy) علم الفلك؛ الجومطريقى: (Geometry) ~~الهندسة؛ الارتماطيقى (Arithmetic) : الحساب؛ أنولوطيقا: (Analytics) تحليل ~~القياس؛ الفوطيقا أو البوطيقا (Poetics) : الشعر. وفي ط د س: الاسترلوقيقا، ~~الجومطيقا، الموطيقا. # 689. - الفدنة: الضخمة، شبهها القصر وهو افدن. # 690. - نائلة وإساف فجرا في العة ms1567 فمسخا حجرين، انظر كتاب الاصنام والسيرة ~~ومعجم البلدان. # 691. - أبو غيشان: باع مفاتح الكعة من قصي بزق خمر. # 692. - عمل أبو رغال دليلا لابرهة عند أراد غزو مكة. # 693. - ط د س: فعلي فري. # 694. - ناظر إلى قول المتنبي: # فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال 695. المسك: ~~الجلد، والعزال أي العزالي وهي القرب. # 696. - وردا غير منسوبين في مروج الذهب 4: 119. # 697. - المروج: من هاشم. # 698. - البيت للحطيئة، ديوانه: 98 وفيه: لكم حسبا. # 699. - ط د س: المديح لهذا. # 700. - ط د س: ذي الرياسة - والنفاسة -.. # 701. - ب: خذ. # 702. - هارون: من البسيط والديد ما تستجير - الشديد. # 703. - زاد عدها عند هارون: ولات حين مندم. # 704. - الذنوب: الدلو. # 705. - اكرب: الحبل الذي يشد على عراقي الدلو. # 706. - ط د س: تتتبع. # 707. - الأبيات للمعري، شروح السقط: 1144 وما بعدها، من قصيدة مطلعها: # تعلم يا صريع البين بشرى ... أتت من مستقل مستقيل وقد ذكر ابن خلكان (3: ~~384) أنه خاطب بها صريع الدلاء علي بن عبد الواحد البغدادي، وكان طلب من ~~المعري شرابا فسير له قليل نفقة، واعتذر بهذه الأبيات. # 708. - شروح السقط: أتم. # 709. - الصغا: الميل. # 710. - ط د س: فرد عليه أبو جعفر برقعة قال فيها. # 711. - ط د س: سمحت. # 712. - العقال: الحبل يعقل به البعير؛ وفي س: لاعتقالك. # 713. - ب م: الرصف. # 714. - الشبر: الجماع. # 715. - المعلب: الصلب الغليظ؛ المغلب: الغليظ أيضا؛ وعند هارون: المعلف ~~امغلف: بمعنى المسمن ذو الغلفة؛ ولو قرئت اللفظة الثانية " المقلف " لكان ~~أصوب، وهو الذي نزعت قلفته. # 716. - ط د س: خلوص. # 717. - ط د س: نماة. # 718. - ب م: القصعة. # 719. - ط د س: ربات؛ ب م ط د س: الآيات. # 720. - الاموان: جمع أمة. # 721. - ب م: رجع الحديث إلى ابن إسحاق. # 722. - في النسخ: صبر بصر، ورددته ليتفق مع ما ورد في رسالة ابن غرسية. # 723. - ط د: السعير. # 724. - ط د س: لوك. # 725. - ط د س: مليككم. # 726. - ط د س: محكم. # 727. - ط د: ببضعك. # 728. - ب م: حوكهم. # 729. - في النسخ: الآيات. # 730. - البيت للنابغة الذبياني، ديوانه: 82 وروايته: # خلف العضاريط من عوذى ومن عمم ... مردفات على أحناء أكوار والعضاريط: ~~الأجراء التباع، وعوذى وعمم من لخم؛ والأكوار: الرحال ms1568. # 731. - ط د س: وعيرت العرب بالاغتذاء - لتغذيكم. # 732. - ط د: مطعم ولا مشرب لعجم ولا لعرب؛ س: مطعم ولا مشرب لعرب وعجم. # 733. - هارون: قبائل. # 734. - الخزان: جمع خزز وهو ولد الأرنب. # 735. - هذا مثل يضرب للرجل يدخل نفسه في قوم ليس منهم، انظر فصل المال: ~~402 والجمهرة 2: 384، 4: 82 والعسكري 1: 71. # 736. - ط د س: فسموه. # 737. - البرسام: علة تسبب الهذيان. # 738. - ب م: مختار. # 739. - ط د: باد وأعداه. # 740. - ط د س: وقضية أبي غبشان التي عظمت. # 741. - هارون: قضية - الغوي. # 742. - س: ببعض ختامك؛ ب م: بفض. # 743. - العراب: الخيل العراب؛ هاورن: الأعراب. # 744. - الماذة: الدروع اللينة؛ المضاعفة: التي نسجت حلقتين حلقتين. # 745. - البيت للنابغة، ديوانه: 100، والسهكة: خبث الرائحة؛ السنور: ~~الدروع أو السلاح كله؛ البقار: موضع برمل عالج؛ يقول كأنهم في سلاحهم جن من ~~جن ذلك المكان. # 746. - ب م: وموسيقاتهم. # 747. - ب م: وطريقاتهم؛ وطوبيقا تعني العبارة. # 748. - ب م: أراد بهم؛ هارون: رادتهم؛ النساء: التأجيل، والمعنى أن ~~التأخير ف الأجل لم يكن من همهم، وفسر ذلك بقوله: " مناهم تعجيل مناياهم ". # 749. - البيت لأبي تمام، ديوانه 3: 17. # 750. - ط د: وأم؛ س: وترنم. # 751. - البيت لعمر بن أبي ربيعة: 338. # 752. - ط د س: أيضا عليه. # 753. - ط د س: عبد المنعم بن من اله القروي؛ قلت: كنيته أبو الطيب دخل ~~الأندلس وحدث في شرقيها عن ابن البر الصقلي، وكان أديبا شاعرا، توفي سنة ~~493 (الصلة: 371) وقد ذكر البلوي رسالته، وكذلك صاحب كشف الظنون بعنوان " ~~حديقة البلاغة ودوحة البراعة - الخ ". # 754. - البيت لزهير بن أبي سلمى، ديوانه: 139. # 755. - انظر الميداني 2: 31 في المثل " قد أنصف القارة من راماها " # 756. - أسلقتك: جعلتك ذا سليقة؛ وفي ب م: أما بلغتك عيب اللكنة. # 757. - ط د: تسايرها. # 758. - الرهام: جمع رهمة وهي المطرة تكون أشد من الديمة. # 759. - ط د: بالبيان؛ س: بالإيمان، خ بهامش س: بالمتان؛ والمتان أو ~~المماتنة: المباراة في الجري إلى الغاية. # 760. - البيت لمعن بن أوس، انظر اللسان (سدد) وفيه: فلما استد. # 761. - ط د س: كياسرتكم. # 762. - ط د س: صولتكم -. دولتكم. # 763. - ط د س: بما. # 764. - ط د: لقنا. # 765. - من قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي: # وكنت إذا ما الخيل شمصها القنا ms1569 ... لبيقا بتصريف القناة بنانيا 766. ب م: ~~وصفتهم. # 767. - الأبيات لسعد بن مالك من قصيدة حماسية رقم: 167 (المرزوقي: 502) ~~مع اختلاف في ترتيبها. # 768. - الحماسة: لجاحمها. # 769. - النجدات: الشدائد؛ الوقاح: الجريء الصلب. # 770. - ط د س: الخدور. # 771. - من قول خالد بن زهير ابن أخت أبي ذؤيب الهذلي؛ وصدر البيت: فلا ~~تجزعن من سنة أنت سرتها (ديوان الهذليين 1: 213) . # 772. - ب م: وصفوفكم. # 773. - ط د س: فصاروا معرقين وعلوا مشرقين لا تردهم رادة. # 774. - التريك: البيضة أو العنقود إذا أكل ما عليه؛ الضريك: الفقير السيء ~~الحال. # 775. - ط د س: أما بلغك - بعوده. # 776. - ط د س: وقبر. # 777. - س: ثم مسجد مسلمة. # 778. - ط د: ماقطة غابطة وطايعة عليكم طالعة. # 779. - البيت للمتنبي، ديوانه: 378، وغير في الرواية تعمدا. # 780. - ط د: والوجوم؛ وأثبت رواية س، وعند هارون: والمرسوم. # 781. - هارون: السلاجم؛ والعلاجم: جماعات الناس، والمعنى أنهم وشموهم على ~~أيديهم، لكي يعرفوا إلى أي قرية ينتمون، كما يروى من فعل الحجاج. # 782. - العشار: قابض العشر؛ الغيار: علامة أهل الذمة؛ ط د س: العيار. # 783. - التي فيها شفاهكم: كناية عن الرؤوس؛ س: أخذ فيه شفاهكم. # 784. - ب م: وصهروا بالقسم؛ ط: القسم. # 785. - ط د س: الأمان. # 786. - ط د: ذوات. # 787. - القضب: الرطبة؛ الخضيمة: الحنطة؛ هضيم: لين مريء. # 788. - الحربة: المحاربون؛ العكار: الذي يولي في الحرب ثم يكر راجعا؛ ط ~~د: خزنة. # 789. - المرابعة: لعله يعني من يكونون على رباعة قومهم أي الرؤساء. # 790. - وفي فصل منها: سقطت من ط د س. # 791. - ط د س: فضلك؛ ب م: نصلك. # 792. - ط: الأقماط. # 793. - ب م: البراجم. # 794. - ب: ينسب؛ د: يسب. # 795. - ابن فضالة: عبد الله بن فضالة بن شريك الأسدي، وكان أبوه فضالة ~~شاعرا فاتكا صعلوكا مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام، وكان له ابنان شاعران ~~أحدهما عبد الله الوافد على ابن الزبير والقائل له: إن ناقتي قد نقبت ~~ودبرت، فقال له: أرقعها بجلد واخصفها بهلب - الخ. فهجاه بأبيات منها هذا ~~البيت (انظر الأغاني 12: 65) وينسب البيت أيضا لغيره، (انظر الخزانة 2: ~~100) . # 796. - الكاهلية: أم خويلد بن أسد بن عبد العزى. # 797. - ب م: ترون. # 798. - في النسخ: الأمنع، والتصويب عن هارون. # 799. - ط د: والكوادن؛ المحذفة ms1570: التي قصرت أنابها؛ والموكفة: التي وضع ~~عليها الأكاف أو الوكاف. # 800. - ط س د: من أسماء ملوككم. # 801. - ط د: نسولكم؛ س: أنسالكم. # 802. - هارون: ومكنون. # 803. - ط د: والصريح وقرزل. # 804. - ط د: ونصب. # 805. - الشصائص: الشداد. # 806. - ب م: وهم بها. # 807. - البيت من الحماسة: 14 (شرح المرزوقي: 107) لبعض بني قيس بن ثعلبة ~~أو لبشامة بن جزء (او حزن) النهشلي أو لنهشل بن حري؛ وروايته: منا واحد ~~فدعوا. # 808. - البيتان للمعري، شروح السقط: 142. # 809. - الرجز لحاتم الطائي، وقيل إنه لأبي القيار الراجز، بحر بن خلف ~~(الوافي: 10 الورقة 31 - أ) # 810. - ب م: تدفقت. # 811. - الرنف: من شجر الجبال ينضم ورقه إلى قضبانه ليلا وينفتح نهارا؛ ~~الشوحط: ضرب من النبع. # 812. - الكنهبل: ما عظم من شجر العضاه. # 813. - الرجز في اللسان (عرق) ؛ وعرق في الدلو: جعل فيها ماء قليلا، ~~وحبار: اسم ناقته، وقيل هو الأثر أو الهيئة. # 814. - ب م: قهرك؛ س: بهرك. # 815. - ط د س: فكفاكم. # 816. - ب: كلسان. # 817. - ب م: وصارت. # 818. - ط د س: وجاروت. # 819. - ب: عوفا. # 820. - ط د: واستقر. # 821. - البيت لمعقر بن حمار البارقي (اللسان: عصا) ونسب أيضا لغيره، ~~ونسبه الجاحظ في البيان (3: 40) إلى مضرس الأسدي؛ ب: المسافر. # 822. - البيت للعين المنقري يهجو جريرا والفرزدق (اللسان: صرد) ؛ والصرد: ~~نفاذ النبل. # 823. - ط: واملؤوا؛ هارون: وحملوا. # 824. - ط: الحبول؛ د: الجمول؛ س: الحمول. # 825. - الكثر: طلع النخيل. # 826. - ط د: آثارها. # 827. - عكس هنا، فالجو مطريقا هو علم الهندسة، والاسترولوميقا هو علم ~~الهيئة. # 828. - ط د: وصايا. # 829. - ط د س: الأولون. # 830. - الأبيات للمرقش السدوسي في الحيوان 3: 436، 449 وعيون الأخبار 1: ~~145، وهي منسوبة للمرقم الذهلي (خزز بن لوذان) في حماسة البحتري: 163 ~~والمؤتلف للآمدي: 143، وجاءت دون نسبة في أمالي القالي 3: 106؛ والرتائم: ~~أن يعقد الرجل خيطا في شجرة إذا أراد سفرا فإذا وجد الخيط في مكانه عند ~~عودته عرف أن صاحبته لم تخنه. # 831. - الواقي: الصرد؛ الحاتم: الغراب. # 832. - الحازي: الكاهن. # 833. - ط د: الأعراب. # 834. - ط د س: وأما الطب فجمعته. # 835. - البردة: التخمة. # 836. - ط د س: قرموا. # 837. - ط د س: والموسيقا علم اللحون فما للعجم. # 838. - ط د: لنبو؛ س لغمر. # 839. - ب م: ناطقة. # 840. - ط: والتهاليل والتعاليل؛ س: والتهايل والتعليل. # 841. - س ms1571: المنصبي؛ ط: والنصيبي. # 842. - ط د: المدى. # 843. - د ط: والماجوري. # 844. - سقطت من ط؛ د: والسلمان؛ ب م: والسليمان؛ وأثبت رواية س. # 845. - د ط: والضنج؛ س: والصليج. # 846. - د ط: والكبكلة. # 847. - د ط: والفيدورة؛ س: والقندورة (وبالفاء أيضا) . # 848. - د ط: والفشاوة؛ وتقرأ بالقاف والفاء في س. # 849. - ط د س: وما أظن معبدا والغريض وأصحابهما قرأوا. # 850. - ط د: منطقيا؛ ب: سطيعا. # 851. - ط د س: ابليس اللعين فيه الأستاذ. # 852. - ط د: والطوميقا؛ ب: والطرنيقا. # 853. - ط د س: ذهب بقوله أبو الطيب؛ وانظر ديوانه: 573. # 854. - ط د س: ومنهم من قال إن. # 855. - س: حذفته تخفيفا. # 856. - ط د س: لا سيما المنجمين. # 857. - ط د: وعبدوا -. وسجدوا. # 858. - ب: وتتبايع. # 859. - عجز بيت، وصدره: أرب يبول الثعلبان برأسه؛ وهو لغلوي بن ظالم ~~السلمي وكان سادنا لصنم فرأى ثعلبانا يبول عليه؛ انظر الإصابة 2: 185 وسرح ~~العيون: 337 والميداني 2: 86. # 860. - التيجان: 455. # 861. - س: بشكله. # 862. - ط د: ونبتهج؛ س: وننجح. # 863. - ط د س: لمعة. # 864. - الضباب: كناية عن الحقد والضغينة. # 865. - س: اختبارك. # 866. - ط د: جليا، وأثبت قراءة س، وفيها إشارة إلى مدح الرجل وهجاء ~~قبيلته، كما قال عويف القوافي في مدح جرير بن عبد الله البجلي " لولا جرير ~~هلكت بجيله ". # 867. - ط د س: وجليا؛ والدخلي: المدخول الفاسد. # 868. - الرعام: المخاط. # 869. - ط د: بنفسه؛ س: لنفسه. # 870. - هارون: موقدة. # 871. - من هنا حتى آخر الترجمة لم يرد في ط دس، والنص قلق في مواضع. # 872. - ب م: ولاكن. # 873. - من المثل: على أهلها دلت (أو جنت، أو تجني) براقش، انظر فصل ~~المقال: 459 والميداني 1: 310 والعسكري 2: 75 والجمهرة 3: 306 وأمثال ~~الضبي: 69؛ وهذا الذي أورده عنا عجز بيت لحمزة بن بياض، وصدره: بل جناها أخ ~~علي كريم، وقد مر البيت مع آخر في ما تقدم ص: 386. # 874. - من قول الأسود بن يعفر: # أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد 875. ولعلها ~~جمع بدرة؛ وربما رجحت أن تقرأ " أنادره " أي " بيادره ". # 876. - انظر المثل في فصل المقال: 76، 77 والميداني 1: 32 والعسكري 1: ~~16. # 877. - إليك يساق الحديث: مثل، انظر فصل المقال: 50 والميداني 1: 31 ~~والعسكري 1: 14. والضبي: 80. # 878. - في المثل: رب كلمة تقول لصاحبها دعني، الميداني 1: 206. # 879. - غير واضح إلى أي شيء ms1572 يشير بالضمير " هي "، وإن كان الحديث متصلا ~~بما قاله ابن غرسية عن تبالة التي هانت على الحجاج " الثقفي " فثنى عنها ~~إياله؛ راجع ما تقدم ص: 706. # 880. - الهدون: الدعة والسكون. # 881. - الايال: الولاية والسياسة. # 882. - الابالة - مثل الايالة -: الولاية. # 883. - ب م: يكشفها؛ والكتف: المشي الروي. # 884. - أم عامر: الضبع، وفي المثل: " خامري أم عامر "، انظر فصل المقال: ~~187 والميداني 1: 160 والعسكري 1: 276. # 885. - الجراج: لعله من الجرجة: معظم الطريق أو الجرج: الأرض ذات ~~الحجارة. وفي ب م: الجراح؛ وبهامش م لفظة " طريق "، كأنه شرح للكلمة. # 886. - ب: وحملك؛ م: وجعلك، وفوفها " وخيلك " بخط دقيق. # 887. - ب م: المفاطس. # 888. - المعر: جمع أمعر، وهو الذي ذهب شعره كله. # 889. - عجز بيت لامرئ القيس (ديوانه: 154) وصدره: إذا ركبوا الخيل ~~واسلأموا. # 890. - صدر بيت للنابغة الذبياني (ديوانه: 56) عجزه: من الناس والأحلام ~~غير عوازب. # 891. - العفاء: جمع عفو، وهو الجحش؛ العفاء: الوبر. # 892. - استنفرت المرأة: شدت فرجها بخرقة إذا غلبها سيلان الدم؛ القردة: ~~نفاية الصوف أو الكتان وما شابهما. ب م: استنفر. # 893. - ب م: اغتدى الخريت. الجريث: ضرب من السمك يقال له أيضا الجري، ~~وقيل إن عليا نهى عنه. # 894. - ب م: استوى حرد اللهيب، واللغيث: الطعام المخلوط بالشعير. # 895. - الثيرة: جمع ثور. # 896. - العيرة: جمع عير، وهو هنا الحمار الأهلي. # 897. - ب م: الرانديات؛ والربذيات: نوع من السياط. # 898. - صدر بيت للنابغة الذبياني (ديوانه: 63) وعجزه: يحيون بالريحان يوم ~~السباب. # 899. - الجداء: المفازة اليابسة. # 900. - يريد الشعرى العبور وهي اليمانية. # 901. - الغميصاء: هي الشعرى التي تخلفت بعد أختها العبور التي عبرت البحر ~~لاحقة بسهيل أخيها. وبقيت الغميصاء تبكي حتى غمصت عينها، والغمص في العين ~~كالرمص. # 902. - المرخ والعفار: نوعان من الشجر، سريعا الايراء، وفيهما يضرب ~~المثل: " في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار ". # 903. - الروق: القرن. # 904. - ب م: حائش. # 905. - ابنا عيان: طائران يزجر بهما العرب، وقيل هما خطان يخطان في الأرض ~~يزجر بهما الطير؛ ويقول الذي يخطهما: ابني عيان أسرعا البيان. # 906. - البيت للمتنبي، ديوان: 414. # 907. - هو جذع بن عمرو الغساني، وكانت غسان تؤدي كل سنة إلى ملك سليح ~~دينارين من كل رجل، وكان الذي يلي ذلك سبطة بن المنذر السليحي، فجاء ms1573 إلى ~~جذع يسأله الدينارين، فقتله جذع وقال: خذ من جذع ما أعطاك، وامتنعت غسان عن ~~أداء الأتاوة (الميداني 1: 156) . # 908. - ب م: المنع؛ والفلق: القوس؛ وحاجب بن زرارة هو الذي رهن قوسه. # 909. - تحيري: سكنت الحيرة؛ ب م: تجبرت. # 910. - الشبر: النكاح؛ الشكر: الفرج. # 911. - البيت لليلى الأخيلية (معجم البلدان: يسوم) وروايته: لن تستطيع ~~بأن تحول عزهم حتى تحول -؛ ويسوم: جبل في بلاد هذيل وقيل قرب مكة. # 912. - الأبيات في أمالي الزجاجي: 65 وتأويل مختلف الحديث: 106 وشروح ~~السقط: 353 وابن كثير 2: 258، 259 وديوان حسان 1: 498 والبيت الأول في ~~اللسان (خصف) والرابع في اللسان (حلب) وتنسب للعباس بن عبد المطلب كما تنسب ~~إلى حسان بن ثابت؛ ورواية البيت الأول: طبت؛ مستودع. # 913. - ب م: لا نطفة، والتصويب عن المصادر، وفيها: ثم سكنت، ثم هبطت. # 914. - في المصادر: مطهر يركب السفين، بل نطفة تركب السفينز # 915. - المصادر: تنقل. # 916. - هذا النص من القلائد: 165 ويبدو في موضعه دخيلا على الذخيرة؛ وقد ~~أورد ابن سعيد في المغرب 2: 307 ترجمة الكاتب أبي جعفر أحمد بن أحمد، وذكر ~~نقلا عن المسهب أنه من أعيان كتاب لنسية، ثم ترجم (المغرب 2: 404) للكاتب ~~أبي جعفر أحمد بن أحمد الداني الذي ستأتي ترجمته هنا، وهو يعتمد في ما ~~أورده على الذخيرة؛ فهل هناك كاتبان بهذا الكنية، والاسم واسم الأب، ~~وأحدهما من بلنسية والآخر من دانية - أو أنهما شخص واحد. # 917. - هذه المقدمة لم ترد في د ط س؛ وقد ميز ابن بسام أحد هؤلاء الثلاثة ~~وهو أبو جعفر بن أحمد الداني، ولم يميز الاثنين الآخرين فهل تعد الاثنين ~~التاليين وهما عمر بن عطيون التجيبي وابن أبي الخصال من ضمن الثلاثة الذين ~~عناهم المؤلف - وهل كان هذان ممن " جذبت البطالة والاستهتار أذياله، ~~واستفرص بلسانه أعيان أهل زمانه " - ليس أخبارهما التي أثبتها ابن بسام ما ~~يشير إلى ذلك. # 918. - ترجمته في المغرب 2: 404، وانظر ما تقدم ص 755. # 919. - ط د س: انشق. # 920. - انظر المثل في الميداني 2: 214. # 921. - ورد هذا البيت والأبيات الثلاثة التالية في المغرب. # 922. - س: حين. # 923. - زيادة من سوحدها. # 924. - ط د: الكريم. # 925. - ط د: للبعض. # 926. - ط د: وشرفناز # 927. - ط د س ms1574: أثر؛ ب م: أسنى. # 928. - د: ابلت؛ ب م: انثنت. # 929. - ط د: بتدبير حكم قاضي. # 930. - س: عتاد الناس. # 931. - ب م: انهرم. # 932. - ط د س: المزدان. # 933. - لم ترد في س أيضا. # 934. - ب م: وأيسر - بالكفز # 935. - ب م: انبعثت. # 936. - ط د س: لبسة. # 937. - من بيت ينسب لابن المعتز أو لغيره (انظر تخريجه بهامش أسرار ~~البلاغة: 117) : # كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت 938. ب م: ~~تقتضي. # 939. - ط د: المحبة. # 940. - ط د: ينوب عني في ذلك؛ س: ينوب في ذلك عني. # 941. - ط د ب م: على ما تراه. # 942. - ط د س: وفي فصل من الجواب على ذلك من إنشائه أيضا. # 943. - ب م: بثثت. # 944. - الحير أو الحائر: المكان المطمئن من الأرض يجتمع فيه الماء، ويطلق ~~على البستان. # 945. - س: وتلاحظك (صوابه: ويلاحظك) . # 946. - انظر الآية: 30 سورة الواقعة. # 947. - ب م: تساقط؛ س: يتساقط. # 948. - هذه الزيادة من س وحدها؛ وفي د ط في موضعها: وأحمر قان. # 949. - ب م: ثمرات. # 950. - س: وهمم. # 951. - س: تقابله. # 952. - د ط: يفصلهن. # 953. - س ط: تحتذيها. # 954. - ط د س: أثقلت - أعييت (س: وأعيى فأنهض) . # 955. - ط د س: بما. # 956. - ط د: وكأنه. # 957. - س: لم تعد. # 958. - ط د: وفي فصل مر الزمان. # 959. - انظر الحاشية: 1، ص 768. # 960. - ب: ريت؛ م: رأيت. # 961. - ب م: تحليه. # 962. - ب م: غضراء. # 963. - ب م: وبسقت. # 964. - د ط س: عن أحسن. # 965. - القفاف: اليابسة؛ وهي زيادة من س وحدها. # 966. - أقود: سلس؛ أعلب: ضخم؛ ط س د: أغلب. # 967. - ط د س: في صفة هذه الرياحين. # 968. - انظر فصل المقال: 436 والميداني 1: 227 والعسكري 1: 333؛ وجاء ~~المثل في ط د: سمنهم هريق في أديمهم. # 969. - ط س د: الثغر. # 970. - انظر الميداني 2: 50 ويقال أيضا: أقصر من إبهام قطاة ومن ابهام ~~الضب. # 971. - س: إلى الغد. # 972. - ب م ط: الأنجاد. # 973. - ب م: قال يخاطب - الخ. # 974. - اليتيمة 4: 102 وفيها " اللحام " وهو علي بن الحسن الحراني. # 975. - اليتيمة 4: 103. # 976. - ب م: تعدى. # 977. - اليتيمة 4: 103. # 978. - اليتيمة: وصرفنا. # 979. - ب م: وكتب إلى أبي حاتم الحجاري. # 980. - ب م: فأجابه أبو حاتم. # 981. - ط د س: سواك. # 982. - ب م: فأجابه أبو حاتم. # 983. - ب م: فكتب إليه ms1575 أبو حاتم. # 984. - ط د س: تعرفني. # 985. - ط د س: تذهب. # 986. - ب م: فكتب إليه أخرى. # 987. - د ط س: وكتب ابن أحمد إلى أبي بكر - هذه الأبيات. # 988. - ب م: وإنها. # 989. - ط د س: فراجعه. # 990. - ب م: يستحث. # 991. - ب م: فقال لي يدك لي قال تقتلني؛ س: فقال لي نوبة إلى قلت تقتلني. # 992. - ب م: في إثبات جوده. # 993. - هذه القطعة لم ترد في د ط س؛ وهي في المغرب 2: 38 في ترجمة الوزير ~~الكاتب أبي جعفر ابن أحمد؛ وقد مر القول بأن ابن سعيد ترجم لاثنين بهذا ~~الاسم، فهل يمكن أن تستنتج من هذه القطعة أنهما شخص واحد - كان ذلك ممكنا ~~لو أن النسخ جميعا اشتركت في إيرادها. والأبيات في وصف منية المنصور بن أبي ~~عامر ببلنسية، حسب قول الحجاري. # 994. - المغرب: سقني. # 995. - ب م: من قد هو المنى، وآثرت ما في المغرب. # 996. - المغرب: النواحي. # 997. - ترجم له ابن سعيد في المغرب 2: 16 وفيه " عيطون " بتقديم الياء ~~على الطاء، وانظر المسالك 11: 450. # 998. - ب م: عاط. # 999. - د مقلته. # 1000. - ط د س: بهره. # 1001. - ب م: نظره: # 1002. - ب م: المبيض. # 1003. - ط د س: الزمان. # 1004. - ورد البيتان في المسالك. # 1005. - ط د: تعاورني - القلاة كأنما. # 1006. - ط د س: أنشده إياها. # 1007. - ب م: وتسعين؛ وهو خطأ لأن المتوكل قتل سنة 487. # 1008. - ب م: فأجابه. # 1009. - بعد هذا البيت في س: ومنها. # 1010. - ط د س: واصعدن. # 1011. - د: الشعراء. # 1012. - ط د: بطاقة. # 1013. - ورد البيتان في المغرب والمسالك. # 1014. - ب م ط: يبغض؛ د: تنغص. # 1015. - س: شأني. # 1016. - ط د: بالندى؛ س: بالنوى. # 1017. - ب م ط د: يقادا. # 1018. - ب م: لعل تزورها حلبا وحمصا. # 1019. - د: فبلغ؛ ب م: فتبلغ. # 1020. - س: فلما. # 1021. - ب م: يلق. # 1022. - ط د: وما. # 1023. - الرتك: الاهتزاز في المشي ومقاربة الخطو. # 1024. - ب م: الأقطار. # 1025. - الهنعة: قوس الجوزاء يرمي بها ذراع الأسد. # 1026. - ديوان ابن المعتز 3: 50، وصدره: ولاح ضوء هلال كاد يفضحه. # 1027. - منها بيتان في المسالك. # 1028. - ط د: أمامه. # 1029. - ديوانه: 105 وروايته: إنقاض الفراريج. # 1030. - الميس: شجر تعمل منه الرحال؛ وقد فصل في البيت بين المضاف ~~والمضاف إليه، لضرورة الشعر، ويريد كأن ms1576 أصوات أواخر الميس - من إيغالهن بنا ~~- أصوات الفراريج. # 1031. - قبل هذا البيت في س ط د: ومنها. # 1032. - ط د: وله أرجوزة؛ س: وله من أرجوزة. # 1033. - ط: البهكانة؛ ب: البهباهة؛ س: النهبلة. # 1034. - ط د: واشتهرت في نهدها؛ س: واستنهدت. # 1035. - بعد هذا الشطر، في ط د س: وفيها يقول. # 1036. - ب م: دجى. # 1037. - ط د س: يغدو. # 1038. - ب م س: وضاح. # 1039. - ب م: المتاح. # 1040. - ذكره في المغرب 1: 254 وأورد رثاء فيه لأبي القاسم بن المعطار؛ ~~وانظر القلائد: 287. # 1041. - وادي طلبيرة هو نهر تاجه نفسه، وعليه تقع المدينة إلى المغرب من ~~طليطلة. # 1042. - ب م: الدموع. # 1043. - ط د ب م: هاتيك. # 1044. - س: جفت ينابع نهر تاجو. # 1045. - هذه الترجمة من القلائد: 175 ومن الغريب أن لا يتنبه من أدخلها ~~في هذا الموضع إلى أن ترجمة أبي الخصال ستجيء تحت عنوان آخر بعد قليل، ولم ~~ترد هذه الترجمة في د ط س. # 1046. - ب م: وتخير. # 1047. - ب م: نار. # 1048. - م: اسجوا. # 1049. - القلائد: حربهم. # 1050. - القلائد: وهم. # 1051. - ب م: العالي؛ القلائد: البائل. # 1052. - ب م: ولفعله - الخيال. # 1053. - ب م: فمرت. # 1054. - القلائد: ولا تجعله. # 1055. - القلائد: بعدما أغب وشط منه المزار. # 1056. - سيرد البيتان في نص الذخيرة الأصلي: 796. # 1057. - لم يرد هذان البيتان في القلائد ولعلهما سقطا من النسخة ~~المطبوعة، وسيردان في نص ابن بسام: 793. # 1058. - سترد ص: 797. # 1059. - القلائد: قلبتني. # 1060. - أبو نصر: الفتح بن خاقان، وهذا يدل على أن الذي دس هذا الفصل هنا ~~يلخص عن القلائد. # 1061. - محمد بن مسعود بن طيب بن خلصة (465 - 540) من فرغليط من عمل ~~شقورة، درس على شيوخ عصره، حتى أصبح متقنا في العلوم مستبحرا في الآداب ~~واللغات عالما بالأخبار شاعرا مترسلا، قعد به قيام صاحبه ابن الحاج أمير ~~قرطبة بالثورة على ابن تاشفين، ولما استقل ابن الحاج وولي بعض أعمال المغرب ~~اتصل به ابن أبي الخصال ثم انتقل معه إلى سرقسطة، ثم استشهد ابن الحاج فلزم ~~ابن أبي الخصال داره خائفا، وامتد خموله أيام ابن تاشفين، على باب داره ~~ينهى جند المصامدة عن العيث والنهب، لما له من دالة عليهم، فتصدى له أحدهم ~~واسمه تيفوت ms1577 وقتله. وقد كان له إلى جانب رسائله وأشعاره مؤلفات منها " ظل ~~الغمامة وطوق الحمامة " و " سراج الأدب " وقصيدة في نسب الرسول تسمى " ~~معراج المناقب " ويقع نظمه ونثره في خمس مجلدات (انظر ترجمته في المعجب: ~~237 والقلائد: 175 والصلة: 557 وبغية الملتمس رقم: 282 والمغرب 2: 66 ~~والمطرب: 187 ومعجم الصدفي: 144 وفهرست ابن خير: 386، 420 - 422، ورايات ~~المبرزين: 74 والنفح 3: 268، 466، 519، 602، والخريدة 2: 449 (ط. تونس) ~~وبغية الوعاة: 104 ومسالك الأبصار 11: 243) . # 1062. - ب م: طويل. # 1063. - ب م: فكاتبني. # 1064. - هذا ابن بسام يقرر أن صديقا له كتب إلى ابن أبي الخصالن ليقنعه ~~بإرسال نماذج من إنشائه لتدرج في الذخيرة فرد ابن أبي الخصال بالرسالة ~~التالية، ثم نجد الفتح بن خاقان (القلائد: 176) يذكر أنه هو الذي استدعى من ~~ابن أبي الخصال بعض كلامه فأجابه بهذه الرسالة؛ ونحن إزاء فرضين: أن يكون ~~الوسيط الذي حفزه ابن بسام هو ابن خاقان نفسه، أو يكون ابن أبي الخصال كرر ~~هذه الرسالة مرة لأحد إخوان ابن بسام ومرة لابن خاقان لأنها تليق ~~بالمناسبتين المتشابهتين. # 1065. - القلائد: الصحيح. # 1066. - د ط س والقلائد: وعلى مقداري. # 1067. - القلائد: وتخفيه وتخترمه؛ س: وتحليه وتخترمه. # 1068. - القلائد: الإمتاع. # 1069. - ب م: وترحل إليه منها المراكب؛ ط د: ويترجل إليها. # 1070. - ط د: السلك. # 1071. - ط د والقلائد: فهي من الوجد تنظر. # 1072. - ط د: سكرى. # 1073. - ط د س: ولا استبقت. # 1074. - ط د س والقلائد: يقع. # 1075. - ب م س: له. # 1076. - ط د س والقلائد: مع. # 1077. - ط د: اعتراضه؛ س: حين عرض علي التماحه. # 1078. - ط س د: استجدني. # 1079. - ب مك المبيح (اقرأ: المتيح) ؛ ط د س: المفتح. # 1080. - ب م: كتابك؛ س: كتابك وافى بكتابه. # 1081. - ط د والقلائد: على شريطة. # 1082. - القلائد: لأمرك - عقوقك ببرك. # 1083. - ب م: ابتداره - بداره. # 1084. - ب م: فطارت. # 1085. - س: ونزاعة؛ ط د: وبراعة. # 1086. - ط د: مخاطبة له يحفز ويحتفل؛ س: مخاطب ينحفز له ويحتفل. # 1087. - ب م ط د: ويسر. # 1088. - ط د: أعطافها. # 1089. - ط د: اختصبت. # 1090. - من قول مرة بن محكان (الحماسية رقم: 675) : # في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا # لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ... حتى يلف على خرطومه ms1578 الذنبا 1091. ط د: ~~استوف؛ ب م س: استولى (اقرأ: استوى) . # 1092. - انظر المغرب 2: 67. # 1093. - ط د: أفق. # 1094. - ط د س والمغرب: وافت. # 1095. - المغرب: فاجا - دجا. # 1096. - س: غازلت. # 1097. - منها بيتان في بغية الوعاة، وراجع ص 785 فيما تقدم. # 1098. - البغية: وما. # 1099. - د: تبق؛ س: يفق. # 1100. - ط د: قذفت؛ س: قد بعدت؛ ب م: نفدت. # 1101. - ط د س: في وصف. # 1102. - ط د س: في وصف كاس. # 1103. - ط د: غير. # 1104. - ط د: وقال في كاس من العدر (د: العزر) . # 1105. - د: آنسة؛ س: أشبة؛ ولم ترد كلمة " منهن " في س. # 1106. - البيتان في القلائد والمغرب والبغية، وقد مرا في النص المنقول عن ~~القلائد ص 785. # 1107. - ط د: بها؛ س: بذا. # 1108. - ط د: بريحان؛ والبيتان في النفح 3: 602. # 1109. - ط د س: ببشر ونشر. # 1110. - ط د: بثبات. # 1111. - ط د س: وله. # 1112. - ط د: حاكاك. # 1113. - س: وله من قصيدة - ط د: وقال في مراجعة. # 1114. - بعض أبياتها في القلائد والمطرب، وورد منها ثلاثة في القسم ~~المنقول عن القلائد: 785. # 1115. - ط د: كنت عهدا - جردت؛ س: جردت. # 1116. - المطرب: تعلموا. # 1117. - ط د: يبعد. # 1118. - ط: تتخاطاه. # 1119. - ط د: منى. # 1120. - ب م: فالكل. # 1121. - من قول المتنبي: # نحن بنو الدنيا فما بالنا ... تعاف ما لابد من شربه 1122. ب م: تربه؛ ط ~~د: ترب. # 1123. - ط د س: الود. # 1124. - ط د: فاستوى؛ ط د س: موالاته. # 1125. - ط د: والبر في كل الإخوان؛ س: والبر في كل الأحوال. # 1126. - ط س: بالتي. # 1127. - من قول الحطيئة: # وتعذلني أفناء سعد عليهم ... وما قلت إلا بالذي علمت سعد 1128. ط د: ~~ووفور -. موقوف. # 1129. - من أمثالهم: " إنه نهاض ببزلاء " والبزلاء: الرأي الجيد او ~~الداهية العظيمة، قال الشاعر: # إني إذا شغلت قوما فروجهم ... رحب المسالك نهاض ببزلاء (انظر فصل المقال: ~~147) . # 1130. - ط د: عليها. # 1131. - ط د س: حديثا. # 1132. - ط د س: منه. # 1133. - ط د: جذله. # 1134. - من قول قيس بن الخطيم (ديوانه: 4 - 5) : # إذا ما اصطحبت أربعا خط منزري ... وأتبعت دلوي في السماح رشاءها # ثأرت عديا والخطيم فلم أضع ... ولاية أشياء جعلت إزاءها 1135. ابتداء من ~~هنا وقع بياض في ب م، حتى آخر رسالته ms1579 في التنصل من " المقامة ". # 1136. - هذه المقامة تسمى القرطبية، وقد قيل إن الفتح بن خاقان هو الذي ~~صنعها على ابن السيد البطليوسي وعليها رد يسمى الانتصار؛ وقد نسبت لابن أبي ~~الخصال، وهو في هذه الرسالة يحاول أن يتبرأ منها، ويخاطب برسالته هذه ~~الوزير أبا الحسين ابن سراج؛ والمقامة القرطبية في كتاب " رسائل إخوانية " ~~الورقة: 12 - 14؛ أما زد ابن أبي الخصال فقد ورد في كتاب " ترسل ابن أبي ~~الخصال " الورقة: 73 وما بعدها؛ قلت: وانظر كتابي " تاريخ الأدب الأندلسي 0 ~~عصر الطوائف والمرابطين " ص: 314 - 315. # 1137. - د: فيها. # 1138. - من قول المتنبي: # الحزن يقلق والتجمل يردع ... والدمع بينهما عصي طيع # يتنازعان دموع عين مسهد ... هذا يجيء بها وهذا يرجع 1139. مصعب بن ~~الزبير، وإبراهيم بن مالك بن الأشتر قائد جيوش مصعب، وقد ظل وفيا له بعد أن ~~تغير عليه سائر القادة. # 1140. - الترسل: إلى علائه وأبترك؛ س: نحو علائه وأبرك؛ ط: وأترك. # 1141. - س والترسل: عال. # 1142. - ط د: أجنب. # 1143. - البيت للنابغة الذبياني، ديوانه: 45. # 1144. - الترسل: ضراما - بردا وسلاما. # 1145. - ط د: حظ نفس ونقص. # 1146. - ط د: وجاشت. # 1147. - الترسل: طهرنا من دنس. # 1148. - لعمر بن أبي ربيعة، ديوانه: 438. # 1149. - س والترسل: سقبا. # 1150. - الترسل: لأبي. # 1151. - الترسل: وتنسب الحكم أكثم. # 1152. - فيه إشارة إلى الآية: " مطاع ثم أمين " والآية " وما هو على ~~الغيب بضنين " (التكوير: 21، 24) . # 1153. - الترسل: السيادة. # 1154. - ط د س: تعريفا. # 1155. - سامة بن لؤي بن غالب فقأ عين أخيه وهرب إلى عمان، فكانت منيته من ~~نهشة أفعى (أنساب الأشراف 1: 46) . # 1156. - ابن دارة واسمه عبد الرحمن بن مسافع (ابو ابن ربعي بن مسافع) هجا ~~بني أسد كثيرا فقبضوا عليه وتشاوروا هل يطلقونه كي يمدحهم: ثم إن رجلا منهم ~~اغتفله فضربه بسيفه فقتله (الأغاني 21: 271) . # 1157. - الترسل: ولو وقف لأسر. # 1158. - من المثل: عش ولا تغتر (الميداني 1: 311) . # 1159. - ط د: وبين. # 1160. - ط د: فيها. # 1161. - لعل صوابها: أزن. # 1162. - لعلها أن تقرأ في الترسل: المرئي؛ وهو مهجو ذي الرمة. # 1163. - ابن الزبير الأسدي شاعر أموي (انظر الأغاني 14: 208) . # 1164. - س: عيني. # 1165. - هذا نص دخيل على الذخيرة، وهو منقول عن قلائد العقيان: 187، ولم ~~يرد إلا في ب م. # 1166. - القلائد: الفضائل والمعاني. # 1167. - القلائد ms1580: الوضيع على الماجد العالي. # 1168. - ب م: رعية. # 1169. - القلائد: ثبت. # 1170. - من قول المتنبي: # لا تلق دهرك إلا غير مكترث ... ما دام يصحب فيه روحك البدن 1171. ~~القلائد: عند. # 1172. - القلائد: فنيت - وأنهيت. # 1173. - ب م: صارفه. # 1174. - ب م: وبقيت. # 1175. - ناظر إلى قول المعري: # نقمت الرضى حتى على ضاحك المزن ... فلا جادني إلا عبوس من الدجن 1176. ~~القلائد: يصم. # 1177. - القلائد: ينظمها. # 1178. - القلائد: الوارد. # 1179. - القلائد: جدته. # 1180. - ب م: حده. # 1181. - ب م: وليحرمهم. # 1182. - القلائد: الأنام. # 1183. - القلائد: أيديهم -. تعديهم. # 1184. - القلائد: ما لهم. # 1185. - ب م: وتضيعهم وتقلهم بقلاتهم. # 1186. - القلائد: بغير خمر. # 1187. - ب م: وناهيه. # 1188. - ب م: إنه. # 1189. - القلائد: يؤدي. # 1190. - القلائد: جددا. # 1191. - القلائد: أنماه. # 1192. - ب م: وأرى. # 1193. - انظر ترجمته في المغرب 2: 203 والمسالك 11: 450 والنفح 4: 259. ~~وذكره صاحب القلائد: 30 وأورد له مرثية في المعتمد بن عباد. # 1194. - ب م: النباهة. # 1195. - ب م: المسميان؛ ط د: الشمسان. # 1196. - ط د س: بالمرية. # 1197. - انظر النفح 3: 535. # 1198. - ط د: اكثر نحل وعدد؛ النفح: اكثر نسلا وولد. # 1199. - النفح: إذا آمنته. # 1200. - ب م: المبادر. # 1201. - البيتان في المسالك والنفح 3: 534. # 1202. - د ط س: ووصلت. # 1203. - لم يرد البيت في ديوانه المجموع. # 1204. - ورد منها بيتان في المسالك. # 1205. - ط س د: شان؛ ب م: شار. # 1206. - ط د س: وأسود. # 1207. - ط د: غصن. # 1208. - ط د: نظمي ونثري. # 1209. - ط د: تقدم. # 1210. - زيادة من س وحدها؛ وأبو بكر هو ابن الشاعر أبي الوليد ابن زيدون، ~~وكان وزيرا لبني عباد. # 1211. - ب م: الحل القيادا؛ ط د: النقادا. # 1212. - ب م: النغل. # 1213. - م: بعاد. # 1214. - س: العوالم؛ ط: العوازم. # 1215. - س: وجلى. # 1216. - هذه رواية البيت بهامش س؛ وفي ط د: مما تطاير قيصر، وثلاث يمناه؛ ~~س: تصايد - وثلاث طبات؛ وسقط من م ب. # 1217. - ب م: به، وسقطت من ط د. # 1218. - ط د: لهيبتك. # 1219. - المغرب: خضعت. # 1220. - س: لم ترب. # 1221. - ط د م ب: سبقت؛ د ط: سفيرها. # 1222. - ط د: فالروم. # 1223. - د ط: وأذعن؛ س: وأظعن. # 1224. - ب م: سوابك؛ ط د: شوابك. # 1225. - منها بيتان في المغرب. # 1226. - س: حقك. # 1227. - ط د س: بالعلا. # 1228. - في النسخ: بانو؛ والتصويب عن البيذق: 62 وابن القطان: 230 - 231، ~~وفانو أمه هي أخت علي بن يوسف ms1581 بن تاشفين. # 1229. - د ط س والمغرب: وصرامة. # 1230. - ط د: قد ساطه؛ ب م: فتكاثر. # 1231. - س: توجت في لبده أومت إليه؛ وبهامش س كما أثبته. # 1232. - ط د: الجمال. # 1233. - ط د: وتدحرجت؛ وسقط البيت من س. # 1234. - انفردت س بعنوان قبل هذا وهو: أبو عبد الصمد السرقسطي. # 1235. - ط د س: والتقعير. # 1236. - ديوان أوس بن حجر: 57، ولم يرد إلا الأول. # 1237. - ديوان امرئ القيس: 13. # 1238. - ب س م: لا يجد أحدا يفض -. # 1239. - ط د: فأعجب. # 1240. - هو علي بن خير التطيلي، انظر النفح 3: 402. # 1241. - س: غلفت؛ ط د: علقت. # 1242. - ط د: فنحن. # 1243. - انظر النفح 3: 403. # 1244. - ط د: أسدت. # 1245. - ط د: الإيجاب. # 1246. - ط د س: فكانت تستهول له هذه -. ط د: وعارية. # 1247. - غالب بن رباح المعروف بالحجام شاعر قلعة بني رباح الذي نوه ~~بقدرها، ورفع من رأس فخرها؛ وقلعة رباح غربي طليطلة، سميت كذلك باسم علي بن ~~رباح اللخمي الذي اشترك في فتح الأندلس، وقد سقطت في يد أذفونش (الفونسو ~~السادس) سنة 476 (انظر الترجمة الفرنسية من الروض المعطار: 196) وراجع ~~ترجمة أبي تمام هذا في المغرب 2: 40 والمسالك 11: 451 وله ذكر في رايات ~~المبرزين وشعر في النفح. # 1248. - س: قرت. # 1249. - ديوانه: 169 باختلاف في الرواية. # 1250. - ط د س: وهذا كقول الآخر. # 1251. - ط دس: وله من قصيدة. # 1252. - س: الهدى. # 1253. - ط د: ممنعا. # 1254. - ب م: فحفظ. # 1255. - س: العيش. # 1256. - ديوان المتنبي: 526 وروايته: افترقنا عاما. # 1257. - ديوان العكوك: 76. # 1258. - ديوان العباس: 231، وقد تقدم البيت الثاني على الأول. # 1259. - الديوان: إذ قدمنا. # 1260. - الديوان: حتى ارتحلنا فما نفرق بين المناخ. # 1261. - هذه العبارة قد خضعت في جزئيها للتقديم والتأخير في ط د س. # 1262. - ط د س: معنى قد تطرفه لابن شهيد حيث يقول. # 1263. - ديوان ابن شهيد: 104. # 1264. - انظر نفح الطيب 1: 533. # 1265. - النفح: يجيد. # 1266. - س: تنكح؛ ط د: تصحب خليلا. # 1267. - ط د: التبر. # 1268. - ب م: وما. # 1269. - انظر نفح الطيب 3: 416. # 1270. - النفح: شيء. # 1271. - النفح: في ليلة قد لوت. # 1272. - شروح السقط: 372. # 1273. - ديوان الأخطل: 19 والأنواء: 36. # 1274. - ط د: وصف ايلا يممت ما بين السماكين. الخ. # 1275. - ب م: كبرت؛ وكبد النجم السماء: توسطها. # 1276. - البيت لبشر بن أبي خازم، ديوان: 66 والأنواء: 36. # 1277. - الديوان والأنواء: هذه. # 1278. - ديوان ms1582 الهذليين 1: 19. # 1279. - د: مكبران؛ ب م: مكدان. # 1280. - ديوان البحتري: 2418. # 1281. - ديوان الصنوبري: 482. # 1282. - البيتان لمنصور بن كيغلغ، انظر اليتيمة 1: 108 وغرائب التشبيهات: ~~28. # 1283. - اليتيمة 2: 371. # 1284. - اليتيمة 2: 340. # 1285. - اليتيمة: لم أنس دجلة. # 1286. - ديوان كشاجم: 111 (نسخة التيمورية) . # 1287. - ب م س: كحلية. # 1288. - ط د: ابن أبي رباحز # 1289. - انظر نفح الطيب 3: 415. # 1290. - النفح: عراها. # 1291. - ط د: وقال؛ وانظر الطيب 3: 416. # 1292. - ط د س: لجنب. # 1293. - البيتان في مسالك الأبصار. # 1294. - المقلين أو المقنين: Chardonneret. # 1295. - ط: البقاع؛ د: البقاء. # 1296. - البلارج: Cigogne. # 1297. - ط د س: وقال في؛ والبيتان في المسالك. # 1298. - ط د س: النسور؛ وانظر نفح الطيب 3: 416. # 1299. - ط د س: لذتها إلا شبع (س: سبع) . # 1300. - ط د: نسج. # 1301. - ط د: شم. # 1302. - ط د: مسموعاتها. # 1303. - ط د: ابن أبي رباح. # 1304. - انظر نفح الطيب 3: 415. # 1305. - البيتان في مسالك الأبصار. # 1306. - د: فيزيد. # 1307. - انظر نفح الطيب 3: 418. # 1308. - عجز بيت للمتنبي، وصدره: فان تكن تغلب الغلباء عنصرها. # 1309. - ط د: وله. # 1310. - سقط البيتان في د ط س، وقوله " فيها " يعني الأقلام، وانظر النفح ~~3: 418. # 1311. - البيتان في مسالك الأبصار. # 1312. - انظر نفح الطيب 3: 416. # 1313. - النفح: الأقحوان رمى. # 1314. - ط د س: عبقت. # 1315. - ط د: غراره. # 1316. - ط د: وجهك. # 1317. - البيتان في مسالك الأبصار. # 1318. - انظر مسالك الأبصار أيضا. # 1319. - ط د س: وقال في النهد؛ والبيتان في المسالك. # 1320. - منها بيتان في المسالك. # 1321. - انظر زهر الآداب: 230. # 1322. - نفح الطيب 3: 418. # 1323. - النفح: هيبة. # 1324. - ب م: لديك؛ س: لذلك من وهن. # 1325. - نفح الطيب 3: 418. # 1326. - البيتان في المغرب والمسالك. # 1327. - ب م: نسرا يسالمنا. # 1328. - نفح الطيب 3: 418. # 1329. - ب م س: به خجلا. # 1330. - ط د: وبال. # 1331. - منها بيتان في المغرب والنفح 3: 417. # 1332. - ب م: تنظره. # 1333. - هو طرسوني، نسبة إلى طرسونة إحدى مدن الثغر، وقال فيه صاحب ~~المسهب: شاعر ممتد النفس شديد المرس قدير على التطويل، اشتهر ذكره بمدح ملك ~~الثغر المقتدر بن هود، وجال على بلاد الأندلس (انظر المغرب 2: 457 والمسالك ~~11: 453) . # 1334. - ب م: أيكة. # 1335. - منها بيتان في المغرب 2: 457. # 1336. - ب م: ملك. # 1337. - ط: وتضافرت. # 1338. - ب م: ملك. # 1339. - ط د س: وقال. # 1340. - ط د: هاد؛ ب م: هند. # 1341. - ط د س: أمعتقل. # 1342. - ط د س: فيقضي. # 1343. - ط د: فكان. # 1344. - ب م: وحال. # 1345. - ط د: بعثت. # 1346. - د: والوداد، وفي موضعها ms1583 بياض في ط؛ س: واعتقادي. # 1347. - ديوان ابن المعتز 4: 174 وروايته " تسقي قبره "؛ وزهر الآداب: ~~666. # 1348. - ديوان أبي تمام 4: 84. # 1349. - ديوان ابن المعتز 4: 148 في رثاء عبيد الله بن سليمان؛ وزهر ~~الآداب: 666. # 1350. - ديوان أبي تمام 4: 137. # 1351. - الديوان: يا شقيق النفس. # 1352. - ديوانه: 171 نقلا عن زهر الآداب: 667. # 1353. - ب: نوى؛ م: سوى. # 1354. - دوان المتنبي: 65. # 1355. ب م: ومن قصيدة له أخرى يرثي. # 1356. ط د: أبقى. # 1357. ب م: لقد. # 1358. س: بديعه. # 1359. ط د س: عنه. # 1360. ط د س: فيه (منه) شذاك. # 1361. ط د: تنافست. # 1362. ط د س: وهذا كقول ابن بسام في ابن المنجم من أناشيد الحصري؛ انظر ~~زهر الآداب: 671. # 1363. ط د س: أنشد. # 1364. ط د: فجميل. # 1365. ديوان طرفة: 93 من قصيدة يمدح فيها قتادة بن سلمة. # 1366. ديوان ذي الرمة: 290. # 1367. ط د: الفتق. # 1368. ط د: الملك الضليل. # 1369. ديوان امرئ القيس: 154. # 1370. ديوان المتنبي: 411. # 1371. ديوان امرئ القيس: 53. # 1372. شرح ديوان زهير: 12. # 1373. انظر نقد الشعر لقدامة، 75، 97 في التتميم والايغال. # 1374. هو امرؤ القيس، ديوانه: 103 (ط. هندية) والصناعتين: 360. # 1375. ديوان حسان: 40. # 1376. ديوان المتنبي: 279. # 1377. صدره: وقد أغتدي والطير في وكناتها. # 1378. ديوان بشار: 142 (جمع العلوي) . # 1379. ديوان السري: 167. # 1380. ط د س: إنشاد هذا المعنى؛ وانظر ديوان المتنبي: 423. # 1381. انظر نفح الطيب 1: 181، وبطرنة قرية من عمل بلنسية. # 1382. ط د س: وصفه عنهم. # 1383. ط د س: لحرب. # 1384. د: المتفانين؛ ط: المتفايتين. # 1385. ط د س: قد تضعضع. # 1386. ط د: عبدا. # 1387. د: فجاءني من أرسلته، وفي ط بياض. # 1388. ط د س: بهذا. # 1389. انظر العمدة 1: 207. # 1390. ديوان كثير: 526، وينسب أيضا لغيرهز # 1391. ديوان المجنون: 300. # 1392. ط د س: وإليه ذهب بقوله أبو الطيب. # 1393. ديوان المتنبي: 52. # 1394. ب م: يتلافاها. # 1395. ديوان النابغة: 55. # 1396. ط د س: وليس هذا الوجه بشيء. # 1397. الأصمعيات: 97. # 1398. ديوان امرئ القيس: 17. # 1399. ط د: بضيح؛ س: بنضج. # 1400. ط د س: واستقصاء ما يعرض. # 1401. ط د س: وقد تفرق في تضاعيف هذا التصنيف من ذلك. # 1402. ط د س: الغاية. # 1403. ط د س: قال ابن بسام لم يقع إلي هذا الخبر في كتاب ابن حيان. # 1404. ط د س: فإذا أعياني - فأنا أصفه. # 1405. أورد ابن عذاري وصف المعركة (3: 252 - 253) اعتمادا على ما ذكره ~~ابن بسام. # 1406. ط ms1584 د: بتنازع. # 1407. ط د: منتظرين. # 1408. البيان: بإغفاء. # 1409. ط د: أغر. # 1410. العاني الكنيع: الأسير المتقبض في قده؛ ومنه قول متمم " وعان ثوى ~~في القد حتى تكنعا ". # 1411. د: العدو؛ وفي ط: بياض. # 1412. ط د: بإضمار. # 1413. ط ب د س م: الخائنين. # 1414. ط: المنزف. # 1415. ط د: مشبههن؛ ب م: مشبهيهن. # 1416. ط د س: يمشين (وهي الرواية الأصلية) . # 1417. ط د: البطون. # 1418. البيت للكميت في الأغاني 8: 227 والحيوان 5: 217 وديوانه 2: 53. # 1419. ط د س: أخبرني. # 1420. ط د س والبيان: الذعر. # 1421. ط د س: قسر. # 1422. ط د س: يحفظ ما. # 1423. انظر ترجمته في المغرب 2: 444 والمسالك 11: 453 والخريدة 2: 308 ~~(ط. تونس) والنقل فيها عن ابن بشرون. # 1424. ورد في ب م بعد هذا: " وكان الوزير الفقيه أبو عبد الله بن إبراهيم ~~سويداء قلب ذلك الإقليم - من شدة " وستأتي بعد ص: 865 - 866 ولهذا أسقطتها ~~من هذا الموضع. # 1425. ط س د: عند. # 1426. وذلك أن الوزير - لمته: لم ترد في د ط س، وورد في موضعها " وذلك ~~أنه أراد أن يدخلني "، والسياق في ب م مخالف لطبيعة الرسالة إلا إذا حمل ~~محمل التهكم. # 1427. ط د: ما. # 1428. د ط: بينه. # 1429. ط د: وضمن. # 1430. من إنشاء -. عصره: سقط من ط د. # 1431. ط د س: فاختفت. # 1432. ط د: سكانها. # 1433. ط د: على. # 1434. هذا البيت والذي يليه لأبي الفتح البستي (اليتيمة 4: 314 والتمثيل ~~والمحاضرة: 183) وأوردها صاحب المسالك للأصيلي خطأ. # 1435. ط د س: بعمل؛ ط د: الطاغوت. # 1436. ب م: أفنش. # 1437. ب م: طائعا. # 1438. ط د: تورطت؛ ب م: تدرطت. # 1439. ط د س؛ إلى بلاد - كما ترى. # 1440. ط د: حلي. # 1441. سقط البيت من ط د، وفي موضعه: " ومنها ". # 1442. ط د س: ملابس. # 1443. ب م: به، وسقط من ط د س. # 1444. وردت هذه الفقرة موجزة في د ط س. # 1445. جاء في د ط س بعد هذا: " وكان اعتمد مخاطبته غلاما وسيما يسمى عيسى ~~فراجعته - الخ " # 1446. ط د: قلت فيها. # 1447. ط د س: وله من قصيدة مخمسة - اندرج له فيها قصيدة المتنبي؛ ~~والأبيات المضمنة من قصيدة للمتنبي في ديوانه: 174 - 178. # 1448. بعد هذا في ط د س: وفيها ms1585 يقول. # 1449. ط د: بي. # 1450. في النسخ: يفوته. # 1451. ط د س: وقتل بها ظلما. # 1452. ط د: بعده. # 1453. ط د س: يشق سرده أضربت عنه لبعض الأمر. # 1454. منها ثلاثة أبيات في المغرب. # 1455. المغرب: أرمل. # 1456. ط د س: ولكن عظيم. # 1457. خرج عن القيروان سنة 447 واستوطن برجة من ناحية المرية، وكان شاعر ~~وقته غير مدافع، وله تواليف في الأمثال والأخبار والآداب والأشعار، توفي ~~عصر الثلاثاء منتصف ذي القعدة سنة 534 (انظر الصلة: 129 والقلائد: 252 ~~والمطرب: 71 والمغرب 2: 230 وبغية الملتمس رقم: 610 والخريدة 2: 171 (ط: ~~تونس) والنفح 3: 395) . # 1458. ط د س: في القسم الرابع. # 1459. ط د س: وذكر فيها. # 1460. ط د س: وقاس # PageV06P913 ### | 582 - # في المغرب 2: 447 أبو الطاهر يوسف بن محمد الاشكركي؛ وفي ب م: الاسكوري؛ ~~س: الأشكديري، وورد مرة أخرى في المغرب: 433 الاشكورتي، وقال فيه إنه إمام ~~في اللغة وكان له جاء عند ملوك الثغر بني هود وأكثر أمداحه في المعتصم بن ~~صمادح ملك المرية. # 583. - منها أربعة أبيات في المغرب 2: 448. # 584. - منها أربعة أبيات في المغرب. # 585. - هنا تنتهي النسخة ب، وقد سقطت منها ورقتان على الأكثر. # 586. - منها بيتان في المغرب. # 587. - المغرب: ورائد. # 588. - انظر ما تقدم ص: 492. # 589. - ط د: تقضته. # 590. - ط د: بينهم. # PageV06P914 # مقدمة المحقق # جعل ابن بسام هذا القسم الرابع من الذخيرة - وهو أخر الأقسام - في جزئين ~~واضحين دون أن يصرح بذلك، ويتناول ### | ### | الجزء # الأول منهما الشعراء الطارئين على الأندلس من المشرق والقيروان ~~وصقلية، ويشمل الثاني ثلاثة عشر شاعرا من شعراء المشرق والقيروان، تخيرهم ~~تحكما، وقد أحس هو بذلك عندما ترجم لابن قاضي ميلة من الشعراء " الأنموذج " ~~دون رفاقه ممن ضمهم ذلك الكتاب فقال: " ولعل بعض من يتصفح كتابي هذا يقول ~~إن شعراء الأنموذج مائة شاعر وشاعرة وأكثرهم كان في المائة الخامسة من ~~الهجرة - أفلا ذكرهم عن أخرهم - وماله اقتصر على بعضهم دون سائرهم - " وعاد ~~يعتذر عن ذلك بما قاله في المقدمة وهو انه احتذى فعل أبي منصور الثعابي، في ~~اليتيمة، وإنما وجد بين يديه قطعة من شعر الأندلسيين فأدرجها في كتابه، وهو ~~لا يدرك تفاوت الزمن بين أصحابها. # ولقد راعيت في ms1586 نشر هذا القسم تلك التجزئة الطبيعية، ففي هذا الجزء تراجم ~~الطارئين وفي الجزء التالي ترد تراجم المشارقة المقيمين، رغم أن الجزءين قد ~~يجمعان لصغر حجمهما في مجلد واحد، ولمل كانا متباعدين في المادة وجدت من ~~المفيد صنع فهارس مستقلة لكل منهما على خلاف ما صنعته في الأقسام الثلاثة ~~السابقة. # وقد اعترضني في تحقيق القسم الرابع هذا صعوبة لم أجد لها حلا، أوقفتني ~~بين المضي في العمل أو التوقف عنه، وذلك أنى لم أجد منه سوى مخطوطة # PageV07P001 # واحدة وهي نسخة الخزانة العامة بالرباط رقم 1350، ومادة هذا القسم تقع ~~بين الصفحة 30 والصفحة 194؛ وفضلا عما يمثله انفرادها من صعوبة في العمل ~~فإنها ليست حسنة الضبط أبدا، كما أن الترقيم فيها رغم تسلسله وعدم انقطاعه ~~غير صحيح لأنه فد سقط منها ورقة ضاع بسقوطها أخر ترجمة جلال الدولة وأول ~~ترجمة ابن أبي الشخباء، أقول " ورقة "، وهذا من حسن الظن، فربما كان ما سقط ~~يزيد على هذا المقدار. وقد اخترت المضي في التحقيق، رغبة في أن أجد الذخيرة ~~قد اكتملت وان ابلغ بما عزمت عليه آخر الشوط، بعد اليأس من العثور على ~~مخطوطات أخرى من هذا القسم. # وفي سنة 1945 قامت لجنة مؤلفة من الأساتذة عبد العزيز احمد الأهواني وعبد ~~القادر القط ومحمد عبده عزام تحت إشراف الدكتور عبد الوهاب عزام بنشر جانب ~~من هذا القسم شمل حتى نهاية ترجمة عبد الكريم ابن فضال القيراوني المعروف ~~بالحلواني (أي حتى ص 300 من هذه الطبعة) اعتمادا على هذه النسخة الوحيدة ~~التي لم أجد لدي أيضا سواها؛ وفي مقدمة تلك الطبعة إشارة إلى كثرة التحريف ~~والتصحيف في هذه النسخة، ولكن الجهد الذي بذله المحققون الفضلاء قد أعانني ~~كثيرا في عملي هذا، وإن كنت قد خالفتهم في بعض القراءات؛ واهتديت إلى حل ~~بعض المشكلات على ضوء مصادر لم تكن متيسرة لديهم حينئذ. # ولست أشك في ان هذا العمل لا يحظى لدي بالرضا الكامل، وعسى أن تسعفنا ~~الأيام بالعثور على نسخ أخرى تعين على مزيد من الضبط والتدقيق، والله ~~الموفق. # بيروت ms1587 في أول يونيه (حزيران) 1978 إحسان عباس # PageV07P002 # بسم الله الرحمن الرحيم # صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما ذكر الكتاب الوزراء، ~~والأعيان الأدباء والشعراء، الوافدين على جزيرة الأندلس، والطارئين عليها، ~~من أول المائة الخامسة من الهجرة إلى وقتنا هذا الذي هو سنة اثنتين ~~وخمسمائة، واجتلاب ما بلغني من نوادر أخبارهم، وشوارد أشعارهم، مع ما يتعلق ~~بها، ويذكر بسببها # قال علي بن بسام: قد استوفيت في ثلاثة أقسام، جملة مما انتهى إلي من ~~محاسن النثر والنظام، لمن نشا بالجزيرة من الأعيان والأعلام، من أول تاريخ ~~هذا المجموع إلى وقتنا. ولنعقب ذلك بحول الله وتأييده بذكر من هاجر إليها ~~من تلك الآفاق وطرأ عليها من شعراء الشام والعراق، ممن تبحبح ذراها، وتسربل ~~نعامها، ونجم في أفلاكها. وخيم في ظلال أملاكها. ولم آتي إلى هذا الفرقة من ~~أرباب هذا الفن الذي أنا في إقامة أوده. متعززا من ذلة، ولا مستكثرا من ~~قلة، ولا لأني لم أجد من أعيان وزرائنا وكتابنا من هو أبعد غاية، ولا أبهر ~~آية، ولكنهم أسندوا إلى أعلامها، وترددوا بين جميمها وجمامها، فصاروا من ~~أهلها بالوفادة عليها. وخلع أوطانهم # PageV07P007 # إليها؛ مع أن هذه الطائفة لم يسم إلا بالأندلس ذكرهم، ولا طار إلى بمدح ~~ملوكنا شعرهم؛ وكم من شعرائنا ممن عاصرني ولم اسمع بذكره، إلى وقع علي شيء ~~من شعره، ولعله يبلغ المرء جهده، والإحاطة لله وحده. # وقد أثبت هذا القسم طرفا من كلام أهل المشرق، وإن كانوا لم يطرأوا على ~~هذا الأفق، حذو أبي منصور الثعالبي؛ فانه ذكر في يتيمته نفرا من أهل ~~الأندلس فعارضته او ناقضته، والأدب ميدان يليق به المتاح، ويستحسن فيه ~~الجماح. # فصل في ذكر الأديب اللغوي أبي العلاء صاعد بن حسن البغدادي، # وإثبات جملة من نظمه ونثره، مع ما يتعلق من الأخبار السلطانية بذكره # هو صاعد بن الحسن بن عيسى، البغدادي تربة، والطبري أصلا، والربعي نسبا، ~~ينتمي في ربيعة الفرس، وكان طلع على أفاق الجزيرة أيام المنصور محمد بن أبي ~~عامر نجما من المشرق غرب ms1588، ولسانا عن # PageV07P008 # العرب أغرب. أبده من رأى وسمع. وأذكى من طار ووقع. فأراد المنصور أن يعفي ~~به أثار أبي علي البغدادي الوافد على بني أمية قبله. وهزه لذلك فألفى سيفه ~~كهاما. وسحابه حماها، ومن رجل يتكلم بملء فيه، ولا يوثق على ما يذره وما ~~يأتيه. # وقد أجرى ابن حيان ذكره فقال: ولمل دخل قرطبة دفعوه بالجملة عن العلم ~~بالغة، وأبعدوه عن الثقة في عمله وعقله ودينه، ولذلك ما رضيه أحد من أهلها ~~أيام دخوله إليها، ولا رأوه أهلا للأخذ عنه ولا للإقتداء به. وغرقوا كتابة ~~المترجم - ب - " الفصوص " - فها هو إلى اليوم في نهرهم يغوص. # وقد أتيت أنا بلمع من إعجابه، وأوردت غرائب من أكاذيبه، وتخللت أثناء ذلك ~~جملة من نظمه ونثره، مما شهد على ثبوت قدمه وشهرة تقدمه. # PageV07P009 # فصول من نثره في أوصاف شتى # اتصل أول دخوله الأندلس بالوزير عبد الله بن مسلمة. فلما نكب استعطف له ~~الوزير أبا جعفر بن الدب ليشفع له عند الخليفة سليمان وخاطبه في ذلك بعدة ~~رسائل. فكانت رقى لم تنفع، ووسائل لم تنجح [31] . # منها فصل يقول فيه: لما جمع الله طوائف الفضل عليك. وأذلق بك الألسن، ~~وأرهف فيك الخواطر، ورفرف عليك طير الآمال، ونفضت إليك علائق الرحال، لم ~~أجد لأبن مسلمة حين عضة الثقاف، وضاق به الحناق، وانقطع به الجاء، وكبا به ~~الدهر. ملجأ غيرك. فعطفك على واله نبه النحس من سنة السعد، وأيقظته الآفات ~~من رقدة الغفلة، ورشقته سهام الزمان بصنوف الامتهان، حتى لقب المنية أمنية، ~~وسمى الموت فوتا. ومن لم يكتب له الدهر سجلا. ولا عقد له آمنا، ولا أشهد ~~على نفسه ثقة، فليكن منه على حذر، ومن نبوته على يقين الخبر، وليعلم أن ~~اصطناع المعروف يكافئ المرء في سمعه وبصره. ويلقاه في طريقه، ويحول بينه ~~وبين محاربه، ويجازيه في أهله وولده. ويصحبه في اغترابه عن بلده. # وفي فصل منها: فحنانك عليه وعلي فيه، وأذكر تعلق الآمال به وتعلق أمله ~~بك، وحاجة الرؤساء إليه وحاجته إليك، وحشدت لك القول، والله تعالى ms1589 خلق ~~الدنيا بحرفين، وأن الكلمة لترقأ الدم، والرقية لتخرج الحية من مكمنها، فإن ~~خبت من طلابك نثرا قلت نظاما: # PageV07P010 # يا أحمد بن سعيد العلم الذي ... أوفى فللحدثان عنه زيل # أخذ العقاب من أبن مسلمة الذي ... حكم القضاء به وغالت غول # لم تبق غير حشاشة إن أدركت ... خلصت وأن أسلمت فهو قتيل # بيدك بعد الله فك إساره ... وعليك في استنقاذه التعويل # فارحم أنين أبي بنات لم يصب ... لدموعهن على الحدود مثيل # أسف الفراخ على كفيل كاسب ... أودى فليس لهن بعد كفيل # فأجعله في يمنى يديك فإنها ... سور تحوط المستجير وغيل # ما ذنبه إلا الزمان فإنه ... رخو اليدين بما يحب ملول # كالمرأة الورهاء تنقض غزلها ... والشاة تملأ قعبها وتميل وله من أخرى إلى ~~مجاهد يصف ظهوره إلى خيران واسرة لجماعة من الصقلب: # كتابي وأنا مستطار فرحا. ومستوفز مرحا، بالغادي والرئح علي من البشائر ~~التي تسمع الصم. وتنطق البكم، بعدو نجا بعد ما ظن ان ليس ناجيا، وخنزواني ~~أقبل في صفاده عانيا. صنعا من الله أساله ضارعا أن يجعله عندك راسيا، وعليك ~~مخيما، فإن الذي أوي إليه من تطولك يبدي ولوعا ويغري بالنزاع إليك. والنزوع ~~نحوك. [وما هما # PageV07P011 # أنشدنيه باليمين أبو الغزور الأعرابي لنفسه وقد حج أبنه فقال يذكر شوقه ~~أليه: # ألا ليت لي عينان تطلعان ... على النأي أحيانا وتنصرفان # فإن كان سرا وعرفته ... وإن كان شرا ظلتا تكفان:ولما أتتني إحدى خرائطك ~~الجزيلة، وتبادرت التباشير باحتلال المركب، كاد الفرح يقضي علي، وينزع ~~التماسك من يدي، ولولا أني ثبت النحيرة، ومحصد المريرة، لكنت كأن أم أبي ~~مزبد إذ بعث إليه يحيى بن خالد غلاما، فقال لها: يا أمه! وهب لي يحيى " غ " ~~قالت: وما " غ " - قال: لا قالت: وما " لا " - قال: [" م "] وطبق الميم على ~~شفتيه، فضرطت، فقال الحمد الله، لولا تقطيع الحروف لخريت. فحضرني إذا عند ~~ورود المال ما كتبت به: # أتتك الحريطة والمركب ... كما اقترن السعد والكوكب # فقالوا من الواهب المستقل ... عقائل يعيا بها الحسب # فقلت في أصفري النجار ... يروع به ms1590 المشرق المغرب # PageV07P012 # يحكك أسيافه بالردى ... كما حك بالهانئ الأجرب # فلولا شجاعته ما نجى ... ولكنه حول قلب # بصير بتوسيع سبيل الفرار ... إذا ضاق بالمرهق المهرب ومنها: # هناك أبى الجيش من جيشه ... أسارى كأنهم الربرب # يرق عليها السنان الحقود ... ويرحمها الصارم المغضب # وهم يخضبون صدور القنا ... وأنملهم بضة تخضب # ولم أر من قبلهم فارسا ... يليق به الحلي والمذهب # فإن شات أن يركبوا يركبوا ... وأن شئت أن يركبوا يركبوا ينظر هذا بناظر ~~مريب. إلى قول حبيب: # قد جاءنا الرشأ الذي أهديته ... خرقا ولو شأنا لفلنا المركب ومن أناشيد ~~الثعالبي في معناه: [32] # ونساء لمطمئن مقيم ... ورجال إن كانت الأسفار وقوله " يرق عليها السنان " ~~- البيت، كقول بعض أهل العصر: # لعلك يوما ذاكري في ملمة ... يلين بها قلي الأسير على القد # PageV07P013 # واراه قلب قول أبي الطيب: # وغيظ على الأيام كالنار في الحشا ... ولكنه غيظ الأسير على القد وأرى أبو ~~الطيب ألم بعض الإلمام. بقول أبي تمام: # يلحضه في جده وهزله ... لحظ الأسير حلقات كبله جملة أخبار نوادر، جرت له ~~مع المنصور بن أبي عامر # أجتمع عند المنصور ابن أبي عامر أعيان الأوان كالزبيدي والعاصمي وابن ~~العريف ومن سواهم، فقال لهم المنصور: هذا الرجل الوافد علينا صاعد يزعم انه ~~متقدم في هذه الآداب التي انتم سرجها الضاحية، وأهلتها السارية، واحب أن ~~يمتحن ما عنده. فوجه إليه، ودخل والمجلس قد أحتفل فخجل، فرفع المنصور مجلسه ~~وآنسه، وسأله عن أبي سعيد السيرافي، فزعم أنه لقيه وقرأ عليه كتاب سيبويه. ~~فبادره العاصمي بالسؤال عن مسألة من الكتاب، فلم يحضره فيها من جواب. # PageV07P014 # وأعتذر أن النحو ليس جل بضاعته، ولا رأس صناعته، فقال له الزبيدي: فما ~~تحسن أيها الشيخ - قال حفظ الغريب. قال: فما وزن أولق - فضحك صاعد وقال: ~~أمثلي يسأل عن هذا - إنما يسأل عنه صبيان المكتب. قال الزبيدي: صاحبكم ~~ممخرق! قال له صاعد: وبضاعتي أنا حفظ الأشعار، ورواية الأخبار، وفك المعمى. ~~وعلم الموسيقى. قال فناظره أبن العريف فظهر عليه صاعد، وجعل لا يجري في ~~المجلس كلمة إلا وأنشد عليها ms1591 شعرا شاهدا، أو أتى بحاكية تجانسها، فأزداد ~~المنصور عجبا. ثم أراه كتاب النوادر لأبي علي فقال: إذا أراد المنصور أمليت ~~على مقيدي خدمته وكتاب دولته كتابا ارفع منه قدرا، واجل خطرا، [لا] لا أدخل ~~فيه خبرا مما أدخله أبو علي. فأذن له المنصور في ذلك، وجلس بجامع مدينة ~~الزاهرة يملي كتابه المترجم ب - " الفصوص ". فلما أكمله وتتبعه أدباء ~~الوقت، لم تمر فيه كلمة زعموا صحتها عندهم، صحتها عندهم، ولا خبر ثبت ~~لديهم، فقالوا للمنصور: رجل [مقتدر] على تأليف الكذب، [ ... ] من عيون ~~الأدب، يسندها إلى شيوخ لم يرهم ولا أخذ عنهم، حتى إنهم كلفوا المنصور أن ~~يأمر بتسفير كاغد أبيض وتغيير وجهته ليدل على القدم، ففعل وترجم على ظهر ~~ذلك السفر بكتاب " النكت " تأليف أبو الغوث الصنعاني. فترامى إليه صاعد حين ~~رآه، وجعل يقلبه، وقال: إني والله قرأته بالبلد الفلاني # PageV07P015 # على الشيخ أبي فلان، وهذا خطه، فأخذه المنصور من يده خوفا أن يفتحه، وقال ~~له: إن كنت رأينه كما تزعم فعلام يحتوي - قال: ورأسك لقد بعد عهدي به ولا ~~أنص به شيئا، ولكنه يحتوي على لغة منثورة لا يشوبها شعرا ولا خبر. فقال له ~~المنصور: أبعد الله مثلك! فما رأيت الذي هو أكذب منك. وأمر بإخراجه وأن ~~يقذف بكتاب " الفصوص " في النهر، وفي ذلك يقول بعض شعراء العصر: # قد غاص في البحر كتاب الفصوص ... وهكذا قل ثقيل يغوص فجاوبه صاعد بقوله: # عاد إلى معدنه إنما ... توجد في قعر البحار الفصوص قال ابن بسام: وما ~~أحسب أن أحد يجترئ على إخراج تصنيف، وإبداء تأليف، يضيق عنه التعديل، ويدفع ~~في صدره النقد والتحصيل، لا سيما وأن صاعد علم أن قرطبة - حسب ما ذكرنا - ~~ميدان جياد، وبلد جدال وجلاد، ولكنه أشترط غير المشهور، فلم يظفروا منه ~~بكثير، وأعانهم هو على نفسه بما كان ينفق به من تنحله وكذبه. ولم يكن عند ~~ابن أبي عامر تحرير ولا بصر بالنقد مشهور؛ وإلا فليس يحلو كتاب " الفصوص " ~~المذكور من غريبة مسموعة، ولا من فائدة رائقة بديعة، ولكنه ms1592 خبر وجدناه ~~فنقلناه. # PageV07P016 # وأدخل على المنصور يوما وردة في غير ايامها؛ لم تستتم فتح كمامها. فقال ~~فيها صاعد على الارتجال: # أتتك أبى عامر وردة ... يذكرك المسك أنفاسها # كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها رأسها فسر بذلك المنصور، وكان أبي ~~العريف حاضرا، فحسده وجرى إلى مناقضته، وقال لأبن أبي عامر: أن هذه البيتين ~~لغيره، [33] وقد أنشدنيهما بعض البغداديين بمصر نفسه، وهما عندي على ظهر ~~كتاب بخطه. فقال له المنصور: أرنيه. فخرج أبن العريف وركب وجعل يحث حتى أتى ~~مجلس أبن بدر، وكان أحسن أهل وقته بديهة، فوصف له ما جرى فقال: # عشوت إلى قصر عباسة ... وقد جدل النوم حراسها # فأليفتها وهي في خدرها ... وقد صرع السكر أناسها # فقالت: أسار على هجعة - ... فقلت: بلى، فرمت كاسها # ومدت يديها إلى وردة ... يحاكي لك الطيب أنفاسها # كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها رأسها # وقالت: خف الله لا تفضحن ... في ابنه عمك أنفاسها # فوليت عنها على عفة ... وما خنت ناسي ولا ناسها فطار أبن العريف بها ~~وعلقها على ظهر كتاب بخط مصري # PageV07P017 # وروى وتحيل بوداد أشقر. ودخل بها على المنصور، فلما رآها أشتد غيظا على ~~صاعد وقال: غدا أمتحنه. فأن فضحه الامتحان. لم يبق في موضع فيه سلطان. فلما ~~أصبح وجه عنه بمجلس حفل. وقد أعد طبقا من سقائف من ضروب النواوير، وصنع على ~~السقائف جواري ياسمين، وتحت السقائف بركة ماء حصاها اللؤلؤ. وكان في البركة ~~حية تسبح. فلما دخل صاعد مثل الطبق بين يديه، فقال له المنصور: إن هذا يوم ~~أما أن تسعد فيه معنا، وإما بالضد عندنا، لأنه قد زعم ق - م أن كل ما تأتي ~~به دعوى، وقد وقعت من ذلك على حقيقة. وهذا طبق ما توهمت أنه مثل بين يدي ~~ملك قبلي في شكله. فصفه بجميع ما فيه. فقال صاعد بديهة: # أبى عامر هل غير جدواك واكف ... وهل غير من عاداك في الأرض خائف # يسوف إليك الدهر كل عجيبة ... وأعجب ما يلقاه عندك واصف # وشائع نور صاغها هامر الحيا ... عليها فمنها عبقر ورفارف ms1593 # ولما تناهى الحسن فيها تقابلت ... عليها بأنواع الملاهي الوصائف # كمثل الضباء المستكنة كنسا ... تضللها بالياسمين السقائف # وأعجب منها أنهن نواظر ... إلى بركة ضمت إليها الظرائف # حصاها الآلي، سابح في عبابها ... من الرقش مسموم اللعابين زاحف # ترى ما تشاء العين في جنباتها ... من الوحش حتى بينهن السلاحف فاستغربت ~~له يومئذ تلك البديهة، وكتبها المنصور بخطه. وكان إلى # PageV07P018 # ناحية سقيفة فيها جارية تجذف بمجاذف ذهب لم يرها صاعد، فقال له المنصور: ~~أجدت إلا أنك لم تصف هذه الجارية، فقال: # وأعجب منها غابة في سفينة ... مكللة تصبوا إليها المهايف # إذا راعها موج من الماء تتقي ... بسكانها ما أنذرته العواصف # متى كانت الحسناء ربان مركب ... تصرف في يمنى يديها المجاذف # فلم تر عيني في البلاد حديقة ... تنقلها في الراحتين المناصف # ولا غرو أن شاقت معاليك روضة ... زهتها أزاهير الربى والزخارف # فأنت أمرؤ لو رمت نقل متالع ... ورضوى من ذرتها من سلطانك العواصف # إذ قلت قولا أو بدهت بديهة ... فكلني لها أني لمجدك واصف فأمر له المنصور ~~بألف دينار ومائة ثوب، ما بين غلائل وطيقان وعمائم، وأجرى عليه المراتب من ~~ذلك اليوم ثلاثين دينار، وألحق في ديوان الندماء مع زيادة الله بن مضر ~~الطبني وأبن العريف وأبن التياني وغيرهم. والحسد موروث، وقديم لا حديث، ~~وليس في الحيوان، أخبث في ذاته من الإنسان. # PageV07P019 # وأذكر بفعلة أبن العريف في صاعد بعض ما منيت أنا به في خبر هذا التصنيف ~~مع غير واحد من أهل وقتي، إذ سردت في بعض قصصه كلام ابن حيانهم، وكان على ~~ما نقدم في وصفه متكلم أوانهم، فلما أعوزني لفظه في بعض ما سقت، ولم أجده ~~في كل حديث نسقت. رجعت إلى نحيزتي، واستمطرت غريزتي. وماؤها جامد، ورمادها ~~هامد، كما قال سابق: # أخلقت جدتي وبان شبابي ... واستراحت عواذلي من عتابي وأنا يومئذ ~~بإشبيلية، أتصرف مضطرا في بعض الأعمال السلطانية. والكلام إذا لم يحكه قلب ~~فارغ، ولم يسبكه لب من ظلماء الشغل بازغ. لو يرق تطريزه، ولم ينفق أبريزه. ~~وعلى ذلك لما أندرجت لي ms1594 فيه كلمات رائقات، في أوصاف مختلفات، وبلغت فيه أمد ~~المراد، بألفاظ أعيان ومعان فراد، انثال علي فيه الكلام، انثيال الغمام، ~~قالوا: نعم ما صنف أبن بسام وأتقن لو يستعن، وما أحسن ما قصص، لو لم يتلصص. ~~ولله درهم [34] فالد أماء لا يزيد من القري، وذكاء لا تضيء من الدري. بل ~~دردر أبي الطيب من شاعر نطق بالبدي، وجرى على عتق جده الكندي، فسبق، ~~واستولى على الأمد بقوله إذ صدق: # أتيت بمنطق العرب الأصيل ... وكان بقدر ما أحسست قيلي # PageV07P020 # فعارضه كلام كان منه ... بمنزلة النساء من البعول # وليس يصح في الأوهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل رجع: # وخرج المنصور مع صاعد يوما إلى رياض الزاهرة، فمد يده إلى شيء من ~~الترنجان فعبث به ورماه إليه معرضا أن يصفه فقال: # لم أدر قبل ترنجان عبث به ... أن الزمرد قضبان وأوراق # من طيبة سرق الأترج نكهته ... يا قوم حتى من الأشجار سراق # كأنما الحاجب المنصور علمه ... فعل الجميل فطابت منه أخلاق # من ليس يقعده من سؤدد قدم ... ولا تقوم له في سوأة ساق وله في الخيري: # بعثت إليك من خير داري ... محزمة كأوراق العقيق # توكل بالعزوف على التصابي ... وتصطاد الخليع من الطريق وصاعد القائل: # لي من سر بني العب ... اس خل وجليس # شهد المجد عليه ... أنه العلق النفيس # فإذا جالسته لم ... تدر من منا الجليس # PageV07P021 # وهذا كقول أبن زرارة: # لي صديق. غلطت، بل لي مولى ... من لمثلي بأن يكون صديقي! # يتلقى التقاء روح بروح ... بضروب التقبيل والتعنيق # ليس في الارض من يميز منا ... عاشقا في اللقاء من معشوق وقال: # قلت له والرقيب يعجله ... مودعا للفراق أين أنا - # فمد كفا إلى ترائبه ... وقال سر وادعا فأنت هنا وأنشد المنصور يوما قصيدة ~~أبي نواس " إجارة بيتينا أبوك غيور " فعرض عليه أن يعارضه. فأبي صاعد من ~~ذلك إجلالا لأبي نواس، فعزم عليه المنصور فأنشده متمثلا: # أني لمستحي علا ... ك من ارتجال القول فيه # من ليس يدرك بالروي ... ة كيف يدرك بالبديه فلم ينفعه ذلك عنده ms1595، ومكث فيه ~~يوما بقية يومه وليلته. وجاء من الغد فأنشده قصيدته التي أولها: # خدال البرى أني بكن بصير ... طوتكن عني خلسة وقتير [ومنها] : # PageV07P022 # وباتت كما باتت مهاة خميلة ... لها جؤذر عند الصراة عقير # وقد أكلت أشلاؤه فكأنها ... مقسمة عند القداح جزور # كما بغمت من شجوها أم واحد ... أتيح لها مثل الزجاج طرير # لدن غدوة حتى صغت شمس يومها ... وفي أبريها رنة وزفير # تسوف ثراه عن مشق إهابه ... كأن أسابي الدماء عتير قال أبن بسام: وصاعد ~~على تتايعه في الكذب، ولجاجته بين الامتهان وسوء الأدب، قد أخذ بطرف من ~~الترفيق، وخلا بجانب من لقم الطريق، ألا تراه كيف صرح باليأس، عن شق غبار ~~أبي نواس ولكن ابن أبي عامر حمله على الغرر، وعرضه لسوء الخبر، ولعله ذهب ~~إلى قول أبي الطيب: # بلغت بسيف الدولة النور رتبة ... أنرت بها ما بين غرب ومشرق # إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق ... أراه غباري ثم قال له: الحق وذكرت بهذا ~~الخبر ما وصف عن أبي عبد الله بن شرف، وذلك لنه قال يوما للمأمون أيام ~~خدمته إياه، واستشفافه صبابة عمره # PageV07P023 # في ذراه، وقد أجروا ذكر أبي الطيب، فذهبوا في تأبينه كل مذهب: إن راى ~~المأمون - لا فارق العزة والعلاء - أن يشير إلى أي قصيدة شاء. من شعر أبي ~~الطيب حتى أعارضه بقصيدة تنسي أسمه، وتعفي رسمه، فتثاقل أبن ذي النون عن ~~جوابه، علما بضيق جنابه، وإشفاقا من فضيحته وانتشابه. وألح أبو عبد الله ~~حتى أحرج أبن ذي النون وأغراه؛ فقال له: دونك قوله: " لعينيك ما يلقى ~~الفؤاد وما لقي ". فخلا بها ابن شرف أياما فوجد مركبها وعرا، ومريرتها ~~شزرا، ولكنه أبلى عذرا، وأرهق نفسه من أمره عسرا، فما قام ولا قعد، ولا حل ~~ولا عقد. وسئل أبن ذي النون بعد: أي شيء أقصده إلى تلك القصيدة [35]- فقال: ~~لأن أبي الطيب يقول فيها: " بلغت بسيف الدولة النور " وأنشد البيتين وهذه ~~غريبة ولو صدرت عن أبي العباس المأمون، فضلا عن منتزع لقبه يحيى بن ذي ~~النون. وقدما ms1596 كبا الجموح، وذهبت بالباطل الريح؛ ولم يندم من بني على أسه، ~~ولا هلك من عرف قدر نفسه. # وقد حدثت أيضا أن أبي علي بن رشيق ناجى نفسه بمعارضة أبي الطيب في بعض ~~أشعاره، وراطن شيطانه بالدخول في مضماره، فأطال الفكرة، واعمل النظرة بعد ~~النظرة، فأختار من شغره ما لم يطر ذكره ولا لحظ قدره، فأداه جهده، وذهب به ~~نقده، إلى معارضة قوله: " أمن أزديارك في الدجى الرقباء ". فبث عيونه، ~~وأستمد ملائكته وشياطينه، ولم يدع ثنية حتى طلعها، ولا خبيثة إلا أطلعها # PageV07P024 # ولا روية إلا واتسع لها فوسعها؛ ثم صنع قصيدة - فيما بلغني - رأى إنها ~~مادة طبعه، ومنتهى طاقة وسعه؛ ثم حكم نقده، ورضي بما عنده، فرأى أن قصرت ~~يداه، وقصر مداه، وعلم أن الإحسان كنز لا يوجد بالطلب، وميدان لا يستولي ~~عليه التعصب، وصان نفسه ان يحدث عنه بأن تكون الهرة أحسن منه. # وقد ذكر عن صاعد، أنه أفتضح في سرقة شعر غير واحد من أهلك تلك ألافاق، من ~~شعراء الشام والعراق، إذ كان ورد بها وهي بغبار السفر، فأشتهر بها في غير ~~ما شعر وخبر. منها قوله يصف إبريقا قد ملئ منه كأس وبقيت في فمه نقطة لو ~~تسقط: # وقهوة في فم الإبريق صافية ... كدمع مفجوعة بالإلف معبار # كان إبريقا والراح في فمه ... طير تناول ياقوتا بمنقار فكانوا يولعون ~~بهذا التشبيه، كما قاله - زعم - على البداية، وإنما نقل لفظ أبي البركات ~~العلوي مما أنشده الثعالبي: # كأنما إبريقا طائر ... يحمل ياقوتا بمنقار او قول أبي الفرج الببغاء من ~~أرجوزة خاطب بها الصابي: # كأنما الحبة في منقارها ... حبابة تطفوا على عقارها # PageV07P025 # وكان صاعد مع ما قدمته من صفته بديع الجواب حاضره، طيب المعاشرة، فكه ~~المجالسة، ممتعا محسنا للسؤال. حاذقا في استخراج الأموال. دخل على المنصور ~~يوم أنس وقد تقدم وأتخذ قميصا من رقاع الخرائط التي وصلت إليه فيها صلاته ~~ولبسه تحت ثيابه، فلما خلا المجلس ورأى فرة لما أراد، تجرد وبقي في القميص ~~المخيط من الخرائط، فقال له: ما هذا - قال ms1597: هذا رقاع صلاة مولانا اتخذتها ~~شعارا، وبكى، وأتبع ذلك من الشكر بما استوفاه. فأعجب به المنصور وقال له: ~~عندي مزيد. # وحكي عنه أنه لم يحضر بعد موت المنصور مجلس أنس لأحد ممن ولي بعده، وادعى ~~وجعا لحق ساقه. # وكان صاعد كثيرا ما يمدح بلاد المشرق بمجلس المنصور، ويباهي بأخبارها، ~~ووصف أشربتها وأديارها، فكتب الوزير أبو مروان عبد الملك أبن شهيد إلى ~~المنصور في يوم قر بهذه الأبيات: # أما تر برد يومنا هذا ... صيرنا للكمول أفذاذا # قد فطرت صحة الكبود به ... حتى لكادت تعود أفلاذا # PageV07P026 # فأدع بنا للشمول مصطليا ... نغذ سيرا إليك إغذاذا # وأدع المسمى بها وصاحبه ... تدع نبيلا وتدع أستاذا # لو معبدا أو عريضة لحقا ... لكان عن ذا وذاك أخاذا # ولا تبال أبي العلاء زها ... بخمر قطربل وكلواذا # ما دام من أرملاط مشربنا ... من دير عما وطيزناباذا! - وكان المنصور قد ~~عزم ذلك اليوم على الانفراد بالعيال، فأمر بإحضار الأصحاب، واحضر الوزير ~~أبا مروان، وأخذوا في شأنهم، فمر لهم يوم من الطيب لم يشهد، وألونة من ~~اللهو لم تعهد، وطما الأمر وسما حتى تصايح القوم وتزافنوا، ودار الدور، ثم ~~انتهى إلى الوزير ابن شهيد، وكان لا يطيق القيام لنقرس كان يلازمه، فأقامه ~~الوزير أبو عبد الله بن عياش، فأرتجل الشيخ أبياتا جعل يقود بها وينشد: # PageV07P027 # هاك شيخا قاده عذر لكا ... قام في رقصته مستهلكا # لم يطق يرقصها مستثبتا ... فأنثى يرقصها مستمسكا # عاقة من هزها معتدلا ... نقرس أنحني عليه فاتكا # طرب اللهو وقد حق له ... طربا أرمضه حتى أشتكى [36] # من وزير فيهم رقاصة ... قام من طيب يناغى ملكا # أنا لو كنت كما تعرفني ... قمت إجلالا على رأسي لكا # قهقه الإبريق مني ضحكا ... ورأى رعشة رجلي فبكى وكان أيضا في أصحاب ابن ~~شهيد رجل بغدادي يعرف بالكك، له نوادر تضحك، فحضر معه في بعض مجالس النس، ~~وقد ألح عليه وجع النقرس فجعل يصلي الصلوات كلما حانت واحدة بعد أخرى ~~جالسا، وكان عنده ذلك اليوم أحد أصحاب المنصور ممن يعز عليه ويكرم لديه، ~~فلما ms1598 حمي الوطيس، وانس الجليس، وطاب المجلس، ودارت الأكؤس، ونسيت أوجاع ~~النقرس، وقام ذلك الصاحب الجليس يرقصن ودار الدور حتى انتهى إلى ابن شهيد، ~~فقام يرقص معتمدا على عادته، فقال له البغدادي: لله درك يا وزير! تصلي ~~بالقاعدة وترقص يا لقائمة! فطاب المجلس بهذا الكلام، وتم حسنه أكمل تمام # PageV07P028 # وخلع ابن شهيد على الكك، وانتهى الخبر إلى المنصور، فذهب به كل مذهب ~~الضحك. # وكان ابن أبي عامر كثيرا ما يرتاح اليه، ويوالي الإحسان اليه؛ أنصرف مرة ~~من غزوة تخلف عنها أبن شهيد لعذره، فكتب إليه من جملة أبيات: # أنا شيخ والشيخ يهوى الصبايا ... فبنفسي أقيك كل الرزايا # ورسول الإله أسهم في الفي ... ء لمن لم يحث فيه المطايا فأجابه أبن لبي ~~عامر: # قد بعثنا فيها كشمس النهار ... في ثلاث من المها أبكار # وامتحنا بعذرة الغيد أن كن ... ت توخى بوادر الأعذار # فاتئد وأجتهد فإنك شيخ ... قد جلا الليل عن بياض النهار # صانك الله من كلالك فيها ... فمن العار كلة المسمار فافتضهن الشيخ من ~~ليلته، وكتب إليه بكرة: # PageV07P029 # قد فضضنا ختام ذاك السوار ... وأصبغنا من النجيع الجاري # وصبونا في ظل أطيب عيش ... ولعبنا بالدر أو بالدراري # وقضى الشيخ ما قضى بحسام ... ذي مضاء غضب الظبا بتار # فأصطنعه فليس ما قضى كفرا ... وأخذه فحلا على الكفار وأهدى له ابن أبي ~~عامر محفنة خيزران إذ نقرس، فقال: # لله نفسك فهي أزكى الأنفس ... عقدت علاها بالجواري الكنس # عنيت بحالي كلها حتى لقد ... عليت مكارمها بعلة نقرس # فتخيرت لي إذ شكت قدمي الونى ... عليا مطية رحلة لم تحبس # لا في العتاق ولا الشواحج تنتهي ... نسبا ولا هي بلأمون العرمس # إن أهملت لم تنبعث أو أجهدت ... لم تعتذر أو أحرجت لم تشمس # محبوكة من خيزران مائس ... لدن مهزته كريم المغرس # ويحفني فيها إذا استمطيتها ... بيض الوجوه هبات أروع أشوس ودخل صاعد على ~~المنصور يوما فلما وصل اليه، وجد عودا بين يديه فقال له المنصور: قد تواتر ~~الخبر. وتحدث عنه البشر، أنك فردا في علم الموسيقى، وقد أردت ms1599 غير مرة ~~الانبساط معا سرا في ذلك، فشق الأمر على صاعد هنالك. ولم يجد من محيد عن ~~أخذ العود # PageV07P030 # فتناوله وحبس أوتاره وسوى تسوية أطربت أبن أبي عامر، ثم اندفع ينشده بيتي ~~مجنون بني عامر: # أبى القلب إلا حبها عامرية ... لها كنية عمرو وليس لها عمرو # تكاد يدي تندى إذا لمستها ... وينبت في أطرافها الورق الحضر فغضب ابن أبي ~~عامر وتسور، لتوهمه انه عرض بخير، وقال له: يا أبا العلاء، أب الأخوة عرضت ~~أم الأبناء - وهذه إشارة رئيس أنف من أن يجاوبه، على مغزى ما خاطبه. فاخرج ~~الجواب على التذكير، همة إمام غيور. # وذكرت بهذا الحديث ما ذكره بعض الرواة عن المعتصم أنه قال يوما للقاضي ~~أبن أبي داود: أتعلم أن أبي دلف من المغنيين الأفراد وإن كان من الشجعان ~~الأنجاد - قال القاضي: فكيف بسماعه - فأحضره المعتصم، وخبا ابن أبي داود. ~~وعوم عليه في الغناء. فلما أندفع يغني هتكت الستارة. فخجل أبو دلف وقال: ~~أجبروني أعز الله القاضي. قال له ابن أبي داود، يا ماجن، هبهم أجبروك غلى ~~أن تغني فمن أجبرك على الإحسان، فقال أبو دلف: ويريبني منك أيها القاضي ~~معرفتك بمحاسن الألحان وتألف الأوزان!! # PageV07P031 # وان صاعد [كثيرا] ما تستغرب له الألفاظ ويسأل عنها فيجيب عن ذلك أسرع ~~جواب، على نحو ما يحكى عن أبي عمر الزاهد. ولولا انه كان كثير المزاح لما ~~[37] حمل إلا على الصدق. دخل يوما غلى المنصور وبيده كتاب ورد عليه من عامل ~~له أسمه ميدمان بن يزيد من أهل يابرة، يذكر فيه القلب والتزبيل وما عندهم ~~من معانة الأرض قبل زرعها، فقال له: يا أبا العلاء، وقع إلي من الكتب كتاب ~~القوالب والزوالب لميدمان بن يزيد قال: نعم رأيته في نسخة أبي بكر بن دريد ~~بخط كأكرع النمل، في جوانبها علامات الوضاع. فقال له: أما تستحي من هذا ~~الكذب! ! هذا كتاب عاملنا ببلد يابرة، يعلم بالذي تقدم ذكره من صفة الأرض، ~~وإنما صنعت هذه تجربة لك. فجعل يحلف أنه ما كذب وأنه أمر وافق ms1600. # وقال له المنصور يوما: ما الخنبشار في اللغة - قال: حشيشة يعقد بها اللبن ~~ببادية الأعراب، وفي ذلك يقول شاعرهم: # PageV07P032 # لقد عقدت محبتها بقلبي ... كما عقد الحليب بخنبشار وقال له مرة وقد قدم ~~طبق فيه تمر: ما التمر كل في كلام العرب -[فقال] : يقال تمر كل الرجل ~~تمركلا إذا اتلف في كسائه. # وكلن مع ذلك عالما؛ حدث العاصمي النحوي قال: لما سألناه مرارا عن مسائل ~~من النحو بحضرة المنصور فقصر فيها، قال ابن أبي عامر: فإنه من طبقتي في ~~النحو أنا أناظره. ثم سألنا صادا يوما فقال: ما معنى قول امرئ القيس: # كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حناء بشيب مرجل فقلنا هذا واضح، وإنما ~~وصف فرسا أشهب عقرت عليه الوحش فتطاير دمها إلى صدره فجاء هكذا، فقال صاعد: ~~سبحان الله! أنسيتم قوله قبل هذا في صفته: # كميت يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل قال فبهتنا ~~وكانا لم نقرأ البيت قط. وقد اضطررنا إلى سؤاله، فقال: إنما عنى أحد وجهين: ~~إما انه نضح صدره بالعرق وعرق الخيل ابيض، فجاء مع الدم كالشيب، وإما أشياء ~~كانت العرب تصنعها وذلك # PageV07P033 # إنها كانت تسم باللبن الحار في صدر الخيل فيتمعط ذلك الشعر. وينبت كأنه ~~شعر أبيض. فأياما عنى من أحد الوجهين فالوصف مستقيم. # وكان لأبن أبي عامر فتى يسمى فاتنا أوحد لا نظير له في علم كلام العرب، ~~وكل ما يتعلق بالأدب، فناظر صاعد بين يديه، فظهر عليه، وبكته حتى أسكته، ~~فازداد المنصور به عجبا: وكان فاتن حسن الخط، واسع المعرفة، فصيح اللسان، ~~حاضر الجواب، إلى عفاف طعمة، ونزاهة نفس، وجمال صورة، وكان ممن تباهى ~~الملوك يخدمته، وتستريح إلى حلمه، وتوفي هذا الفتى فاتن سنة أثنين ~~وأربعمائة. وبيعت في تركته قطعة دفاتر أدبية حسنة الضبط دلت على جودة ~~عنايته. وكان منقادا لما أنزل به من المثلة، فلم يتخذ النساء ولا كشفن له ~~عورة. # وكان في ذلك الزمان في بقرطبة جملة من الفتيان المجابيب. ممن أخذ من ~~الأدب بأوفر نصيب. ورأيت تأليفا لرجل ms1601 منهم يدعى بحبيب مترجما ب - " كتاب ~~الاستظهار والمغالبة على من أنكر فضائل الصقالبة " وذكر فيه جملة من ~~أشعارهم ونوادر أخبارهم. منهم عمارة الصقلي الفتى الكبير، والصقلبي ميسور، ~~ونجم الوصيف وغيرهم ممن يشتمل عليه ذلك التصنيف، وجعلهم خارج من شرطنا، ~~وليس من جمعنا. # ومن عجائب الدنيا الغريبة الوقوع، العجيبة المسموع، أن صاعدا أهدى إلى ~~المنصور إيلا وكتب معه بأبيات يقول فيها: # PageV07P034 # يا حرز كل مخوف وأمان كل مشرد ومعز كل مذلل ... # عبد جذبت بضبعه ورفعت من ... مقداره أهدى إليك بإبيل # سميته غرسية وبعثته ... في حبله ليتاح فيه تفاؤلي فقضي في سابق علم الله ~~تعالى وقدره أن غرسية بن شانجة من ملوك الروم، وهو أمنع من النجوم. أسر ~~بذلك اليوم بعينه الذي بعث فيه صاعد بالإيل وسماه غرسية على التفاؤل بأسره. ~~وكان أسره في ربيع الأول سنة خمسة وثمانين وثلاثمائة. وهكذا يكون جد للصاحب ~~والمصحوب. # ودخل يوما صاعد على المنصور في يوم مطير. وعليه ثياب جدد وخف طري، فمشى ~~على حاشية الصهريج لازدحام من حضر فزلق وسقط في الماء، فضحك المنصور وأمر ~~بإخراجه، وكاد البرد يأتي عليه. فلما نظر إليه [38] أمر بخلع ثياب له، ~~وأدنى مجلسه، ثم قال له: يا أبا العلاء هل قلت في سقطتك شيئا - فأطرق ثم ~~قال: # شيئان كانا في الزمان غريبة ... ضرط أبن وهب ثم زلقة صاعد فاستبرد ما أتى ~~به؛ وكان الكاتب أبو مروان الجزيري حاضرا، فقال له: يا أبا العلاء هلا قلت: # PageV07P035 # سروري بغرتك المشرقه ... وديمة راحتك المغدقة # ثناني نشوان حتى هويت ... في لجة البركة المطبقه # لئن ظل عبدك فيها الغريق ... فجودك من قبل ذا أغرقه فقال له المنصور: لله ~~درك يا أبا مروان، قسناك بأهل العراق ففضلتهم فبمن تقاس بعد! فأنهض الجزيري ~~للشرطة. # وقد فرق حذاق النظر بين البديهة والارتجال، فجعلوا الارتجال ما كان على ~~طريق الانهمار والتدفق لا يتوقف فيه قائله، كالذي وقع للفرزدق إذ أمره ~~سليمان بن عبد الملك بضرب عنق أسير روما، ودس إليه بعض بني عبس سيفا كهاما ~~فنبا حين ضرب ms1602 به، وضحك سليمان، فقال الفرزدق: # فأن يك سيف خان أو قدر أبي ... لتأخير نفس حينها غير شاهد # فسيف بني عبس وقد ضربوا به ... نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد # كذلك سيوف الهند تنبو ظباتها ... ويقطن أحيانا مناط القلائد # ولو شئت قط السيف ما بين أنفه ... إلى علق دون الشراسيف جاسد ثم جلس وهو ~~يقول: # PageV07P036 # ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم ... إذ أثقل الأعناق حمل المغارم ومن غريب ~~البديهية خبر حبيب، مع الكندي يعقوب، وقد أنشد احمد ابن المعتصم قوله: # إقدام عمرو في سماحة خالد ... في حلم أحنف في ذكاء إياس فقال له الكندي: ~~ما صنعت شيئا فإن الأمير أفضل مما ذكرت، وما هؤلاء وقدرهم - فأطرق ثم قال: # لا تنكروا ضربى له من دونه ... مثلا شرودا في الندى والباس # فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلا من المشكاة والنبراس فتعجب من بديهته ~~يومئذ لأنه كان رجلا مصنعا لا يجب أن يكون هذا في طبعه. وقد قيل أن الكندي ~~لما خرج حبيب قال: أرى هذا الفتى يموت شابا لآن ذكاءه ينحت عمره كما يأكل ~~السيف الصقيل غمده. فكان ذلك كذلك، مات وقد نيف على الثلاثين. وكان أبو ~~الطيب كثير البديهية إلا أن شعره نازل فيه. وأهل الشعر في ذلك في سعة من ~~العذر، إذ هو كما قال أبن الرومي: # نار الروية نار جد منضجة ... وللبديهة نار ذات تلويح # وقد يفضلها قوم لسرعتها ... لكنها سرعة تمضي مع الريح # PageV07P037 # وقال أبن المعتز: # والقول بعد الفكر يؤمن زيغه ... شتام بين روية وبدية ومن الشعراء من شعره ~~فيهما وعند الأمن والخوف سواء، بمقدار قدره كل واحد، وسكون جأشه. وقوة ~~غريزته. كهدبة بن الحشرم، وطرفة بن العبد، ومرة بن محكان السعدي، إذ يقول ~~وقد أمر مصعب بن الزبير بقتله: # بني أسد تقتلوني تحاربوا ... تميما إذا الحرب العوان اشمعلت # ولست وإن كانت إلي حبيبة ... بباك على الدنيا إذا ما تولت وكعبد يغوث إذ ~~أعطى في نفسه لبني تميم ألف ناقة فأبو إلا قتله، وكانوا قد شدوا لسانه خوفا ~~من الهجاء ms1603، فعاهدهم فأطلقوه لينوح على نفسه، فقال القصيدة التي أولها: # أقول وقد شدوا لساني بنسعة ... أمعشر تيم أطلقوا عن لسانيا # فيا راكب إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران ألا تلاقيا وتيم بن جميل ~~السدوسي وكان قام بشاطئ الفرات، واجتمع # PageV07P038 # إليه الأعراب وغلط أمره، فظفر به وحمل إلى باب المعتصم، فلما مثل بين ~~يديه، وكان وسيما جميلا، فأحب المعتصم أن يعلم أين المنظر من المخبر، قال ~~له: تكلم، فقال بعد أن حمد الله ودعا للمعتصم: إن الذنوب تخرس الألسنة، ~~وتعمي الأفئدة، وقد عظمت الجريرة وانقطعت الحجة وساء الظن، ولم يبقى الا ~~العفو أو الانتقام، وارجوا أن أقربهما مني وأسرعها ألي أشبهها بك، وأولهما ~~بكرمك. ثم قال وقد كان قدم [39] السيف والنطع لقتله: # أرى الموت بين السيف والنطع كامنا ... يلاحظني من حيثما أتلفت # وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي ... وأي أمرئ مما قضى الله يفلت # وأي أمرئ يدلي بعذر وحجة ... وسيف المنايا بين عينيه مصلت # يعز على الأوس بن تغلب موقف ... يهز علي السيف فيه وأسكت # فما حزني أني أموت وإني ... لا علم أن الموت شيء موقت # ولكن خلفي صبية قد تركتهم ... وأكبادهم من حسرة تتفتت # كأني أراهم حين انعى إليهم ... وقد خمشوا تلك الوجوه وصوتوا # فإن عشت عاشوا خافضين بنعمه ... أذود الردى عنهم وأن مت موتوا # فكم قائل لا أبعد الله داره ... وأخر جذلان يسر ويشمت! فعفا عنه المعتصم، ~~وأحسن إليه وقلده عملا. وعلي بن الجهم الذي قال ارتجالا وقد صب عريانا: # PageV07P039 # لم ينصبوا بالشاذ ياخ عشية ال ... إثنين مفلولا ولا مجهولا # نصبوا بحمد الله ملء عيونهم ... حسنا وملء قلوبهم تبجيلا # ما ضره أن بز عنه غطاؤه ... فالسيف أهول ما يرى مسلولا إلى غير ذلك من ~~غرائب أهل المشرق. # فأما ما جاء في هذا الباب لأهل عصرنا بهذا الأفق، فكالذي وقع لأبي عامر ~~بن شهيد القرطبي مع لمة من أصحابه، فكان حكى أنه قال له: ياابا عامر أنك ات ~~بالعجائب، وجاذب بذوائب الغرائب، ولكنك شديد الإعجاب بما يأتي منك لعطف ~~الزهو عند النادرة ms1604 تتاح لك، ولكن نريد أن تصف لنا مجلسنا هذا، وكان الذي ~~طلبوه منه يومئذ زبدة التعنيت، ومحة بيضة التبكيت، لأن المعنى الجلف إذ لم ~~يطلب على النفس، وتناوله المحسن أساء فيه، وكانت هيئة ذلك المجلس وصفته مما ~~يقتل لبرده، وهيئته لا يتمكن فيها كلام ولا يتركب عليها معنى: باب غريب ~~معرض في المجلس، ولبد أحمر مبسوط على أرضه، وصدور أخفافهم على حاشيته. وذكر ~~أبوابه وانضمامها على أرجله فقال: # وفتية كالنجوم حسنا ... كلهم شاعر نبيل # متقد الجانبين ماض ... كأنه الصارم الصقيل # راموا انصرافي عن المعالي ... والغرب من دونها فليل # PageV07P040 # فأشتد في أثرها مسح ... كل كثير بها قليل # في مجلس شابه التصابي ... وطاردت وصفه العقول # كأنما بابه أسير ... قد عرضت وسطه نصول # يراد منه المقال قسرا ... # ينظر من لبده الدنيا ... بحر دم تحته يسيل # كان أخفافنا عليه ... مراكب مالها دليل # ضلت فلم تدر أين تجري ... فهي على شطة تقيل واتفق أن خرج من عندهم فأجتاز ~~بحانوت بعض معارفه من الطرائفيين وبين يديه رامشنة جميلة في زنبيل ملآن ~~حرشفا، فجعل يديه في لجام دابة ابن شهيد وقال له: صف هذا أبا عامر، فأن ~~صاعدا رام وصف ذلك لأبن أبي عامر فلم يأت بشيء غير ذكر الحرشف. فقال ابن ~~شهيد وهو على ظهر دابته: # هل أبصرت عيناك يا خليلي ... قنافذا تباع في زنبيل # من حرشف معتمد جليل ... ذي إبر تنفذ جلد الفيل # كأنها أنياب بنت الغول ... لو نخست في أست أمرئ ثقيل # لقفزته نحو أرض النيل ... ليست ترى طي حشا منديل # PageV07P041 # نقل الخيف المائق المجهول ... وأكل قوم نازحي العقول # اقسم لا أطعمتها أكيلي ... ولا طعمتها على شمول وكان يوما مع جماعة من ~~أهل الأدب، بمجلس أبن ذكوان، فجيء بباكور باقلى، فقالوا: لا ينفرد بها إلا ~~من وصفها، فقال أبن شهيد: # أن لآليك أحدثت صلفا ... فاتخذت من زمرد صدفا # تسكن ضراتها البحور وذي ... تسكن للحسن روضة أنفا # هامت بلحف الجنان فاتخذت ... من سندس في جناتها لحفا # نثقبها بالثغور من لطف ... حسبك منا في بر من ms1605 لطفا # جاز أبن ذكوان في مكارمه ... حدود كعب وما به وصفا # قدم در الرياض منتخبا ... منه لأفراس مدحه علفا # أكل ظريف وطعم ذي أدب ... والفول يهواه كل من ظرفا # رخص فيه شيخ له قدر ... فكان حسبي من المنى وكفى [40] # PageV07P042 # وخرج سعدان المؤدب من قرطبة إلى الحجاز وشيعة جماعة، وكان قد باع داره ~~وشد جهاز طريقه تحته في خرجه، فقال فيه يومئذ مؤمن بن سعيد: # قد بعت دارك فأرحل غير محتقب ... زاد التقى عن بني الدنيا إلى سقر # لما رأيت أذى الأمطار متصلا ... حصنت دارك في خرج عن المطر # فلست تخشى على حيطانها زللا ... من واكف يهدم البنيان منهمر # زودتك اللعن به مخصوصا به أبدا ... لما غدوت بلا زاد على سفر # فأغرب إلى حيث لا ماء وشجر ... كما غنيت بلا ماء ولا شجر وساير أبن عمار ~~في بعض الأسفار غلامين وسيمين من بني جهور، أحدهما أشقر والأخر بعذار أخضر، ~~فكان يميل بحديثه من ظهر دابته إلى الذي وصفه منهما حيث قال ارتجالا: # تعلقته جهوري النجار ... حلو اللثى جوهري الثنايا # PageV07P043 # من النفر البيض جروا الزمان ... رقاق الحواشي كرام السجايا # ولا غرو أن تغرب الشارقات ... وتبقى محاسنها بالعشايا # ولا وصل إلا جمان الحديث ... نساقطه من ظهور المطايا # شنئت المثلث للزعفران ... وملت إلى خضرة في التفايا قال ابن بسام: وكان ~~الأستاذ أبو الوليد بن ضابط قد بدأ عليه بالقراءة الوزير أبو محمد بن عبدون ~~وهو غلام أبن ثلاث عشر سنة، وكان ابن ضابط المذكور متكسبا بالشعر. فضجر ~~يوما وقال: " الشعر خطة خسف " فقال له أبن عبدون: ### | ................ # ... لكل طالب عرف # للشيخ عيبة عيب ... وللفتى ظرف ظرف والبديه والارتجال في هذه الأشعار ~~الأندلسية وإن لم تلحق بالأشعار المشرقية، ولا فيها كبير طائل، ولا تقرب ~~مما ألصقته أليها من أشعار الأوائل، فهي نحوي في هذا المجموع الذي أنتحيت، ~~وطلقي # PageV07P044 # الذي إليه جريت، ولذلك لا أثبت مذالها ومصونها، وكتبت غثها وسميتها، ~~والأدب طريق يسلكها الصحيح والجرب، وسوق ينفق فيها الدر والمخشلب، ولأخرج ~~من جد إلى هزل، وأنتقل من ms1606 حزن إلى سهل. # رجعت إلى ما قطعت من أخبار صاعد، وما يتعلق بها ويذكر بسببها من الفوائد. # إيجاز الخبر ن أسر غرسية الذي ذكر # قال أبن حيان: لما قفل ابن أبي عامر سنة أربع وثمانين عن بلد غرسية صاحب ~~قشتيلة، حشر عدو الله جموعه لغزو بلاد الأسلام، فأغتنم المنصور لذلك. ~~فبينما هو يحاول بعض الأمر هنالك إذ وردت عليه كتاب قند الوزير صاحب مدينة ~~سالم يذكر أنه أسرى في نخبة أهل ثغره إلى بلد غرسية فقتل وغنم. ثم أنكمش ~~فتبعه غرسية في قطعه حسنة من نخبة حماته. فثبت الله أقدام الإسلام، وأقام ~~بيد قند يعالجه من جرحه فهلك في يديه، وحز رأسه وجعله في تابوت، وأنفذه إلى ~~حضرة قرطبة، وأختزن جسده إلى ان دفع مع رأسه إلى ولده شانجة عند عقد السلم ~~بعد مدة. # PageV07P045 # مقتل أبي مروان الجزيري # وكان أبو مروان عبد الملك الجزيري أحد شعراء الأندلس المجيدين وقته وممن ~~أجتمع له بهذا الإقليم نوعا البلاغة في المنثور والمنظوم. وتقدم عصره منعني ~~من ذكره؛ وفي خبر مقتله طول، لكن نلمع منه بلمعة، بعد أن تقدم من نوعي ~~كلامه قطعه. # فمن ذلك أن المنصور بن أبي عامر صنع صنيعا في ذلك الأوان، لتطهير أبنه ~~عبد الرحمن، وكان عام قحط فأرتفع السعر بقرطبة، وبلغ ربع الدقيق إلى ~~دينارين، فجلا الناس. فلما كان يوم ذلك الصنيع، نشأت في السماء سحابة عمت ~~الأفق، ثم أتى المطر الوابل فاستبشر الناس وسر أبن أبي عامر فقال الجزيري ~~بديهة: # أما الغمام فشاهد لك انه ... لا شك صنوك بل أخوك الأوثق # وافي الصنيع فحين تم تمامه ... في النحو أنشأ ودقة يتدفق [41] # وأظنه يحكيك جودا إذا راى ... في اليوم بحرك زاخرا يتفهق ومنها: # PageV07P046 # وتوسطتها لجة في قعرها ... بنت السلاحف ما تزال تنقنق # تنساب من فكي هزبر أن يكن ... ثبت الجنان فإن فاه اخرق # صاغوه من ند وخلق صفحتي ... هاديه محض الدر فهو مطوق # للياسمين تطلع في عرشه ... مثل المليك عراة زهو مطرق # ونضائد من نرجس وبنفسج ... وجني خيري وورد ms1607 يعبق # ترنو بسجو عيونها وتكاد من ... طري إليك بلا لسان تنطق # وعلى يمينك سوسنات أطلعت ... زهر الربيع فهن حسنا تشرق # فكأنهما هي في اختلاف رقومها ... رايات نصرك يوم بأسك تخفق # في مجلس جمع السرور لأهله ... ملك إذا جمعت قناة يفرق # حازت بدولته المغارب عزة ... فغدا ليحسدها عليه المشرق وعتب عليه المنصور ~~وسجنه في مطبق الزاهرة، وأستعطفه برسائل وأشعار عدة، فلم يسمع منه، ثم صفح ~~بعد عنه، فكتب إليه الجزيري: # عجبت من عفو أبي عامر ... لا بد ان تتبعه منه # كذلك الله إذا ما عفا ... عن عبده أدخله الجنة فسر المنصور بذلك وصرفه ~~إلى حاله، ورد عليه ما كان أعتقل من ماله. # ومن شعره أيضا، مما اندرج له في أثناء نثره الذي ملح فيه، مخاطبته على ~~السنة أسماء كرائمه بزهور رياضه. من ذلك عن بهار العامرية قصيدة أولها: # PageV07P047 # حدق الحسان تقر لي وتغار ... وتضل ي صفتي النهى وتحار # طلعت على قضبي عيون كمائمي ... مثل العيون تحفها الأشفار # وأخلص شيئا بي أذا شبهتني ... در تنطق سلكها دينار # أهدى له قضب الزمرد ساقه ... وحباه أنفس عطره العطار # أنا نرجس حقا بهرت عقولهم ... ببديع تركيبي فقيل بهار ومن أخرى على لسان ~~نرجس العامرية: # حيتك يا قمر العلا والمجلس ... أزكى تحيتها عيون النرجس # زهرا تريك بحسنها وبلونها ... زهر النجوم الجاريات الكنس # يملكن أفئدة الندامى كلما ... دارت بمجلسهم مدار الأكؤس # ملك الهمام العامري محمد ... للمكرمات وللنهى والأنفس ومن أخرى عن بنفسج ~~العامرية: # إذا تدافعت الخصوم - ايد الله مولانا المنصور - في مذاهبها، وتنافرت في ~~مفاخرها، فإليه مفزعها، وهو المقنع في فصل القضية بينها، لاستيلائه على ~~المفاخر بأسرها. وعلمه بسرها وجهرها. وقد ذهب البهار والنرجس في وصف ~~محاسنها، والفخر بمشابههما كل مذهب. وما منهما إلا ذو فضيلة، غير ان فضلي ~~عليهما أوضح من الشمس التي # PageV07P048 # تعلونا، وأعذب من الغمام الذي يسقينا. فإن كانا قد تشبها في شعرهما ببعض ~~ما في العالم من جواهر الأرض ومصابيح السماء، وهي من الموات الصامت، فإني ~~أتشبه بأحسن ما زين الله به الإنسان ms1608 وهو الحيوان الناطق. مع أني أعطر منهما ~~عطرا، واحمد خبرا، واكرم إمتاعا شاهدا وغائبا، ويانعا وذابلا. وكلاهما لا ~~يمتع إلا ريثما يمنع.ثم إذا أذبل تستكره الأنوف شمه، وتستدفع الأكف ضمه، ~~وأنا أمتع رطبا ويابسا، وتدخرني الملوك في خزائنها وسائر الأطباء، وأصرف في ~~منافع الأعضاء. فإن فخرا باستقلالهما على ساق هي أقوى من ساقي، فلا غرو أن ~~الوشي ضعيف، والهواء لطيف، والمسك خفيف # وليس المجد يدرك بالصراع ... وقد أودعت - أيد الله مولانا - قوافي الشعر ~~من وصف مشابهي ما أودعاه، وحضرت بنفسي لئلا أغيب عن حضرتهما، فقديما فضل ~~الحاضر وأن كان مفضولا، ولهذا قالوا ألذ الطعام ما حضر لوقته، وأشعر الناس ~~من أنت في شعره؛ فلمولانا أتم الفضل في ان يفضل بحكمه العدل. وأقول: # شهدت لنوار البنفسج السن ... من لونه الأحوى ومن إيناعه # PageV07P049 # لمشابه الشعر الأثيث أعاره ال ... قمر المنير الطلق نور شعاعه # ولربما جمد النجيع من الطلى ... في صارم المنصور يوم قراعه # فحكاه غير مخالف في لونه ... لا في روائحه وطيب طباعه # ملك جهلنا قبله سبل الهدى ... حتى وضحن بنهجه وشراعه # في سيفه قصر لطول نجاده ... وتمام ساعده وفسحة باعه # ذو همة كالبرق في إسراعه ... وصريمة كالحين في إيقاعه # تلقى الزمان له مطيعا سامعا ... وترى الملوك الشم من أتباعه [42] قال ابن ~~حيان: وكان عبد الملك بعد أبيه قد فوض إلى عيسى بن سعيد القطاع وزيره أمره، ~~فصار عيسى قيم الدولة؛ فحده رجال العامرية، وحملوا طرفة فتى عبد الملك على ~~مناوأته؛ فسمت نفس طرفة لذلك الفضل همة كانت له، وحظ أدب ميزه عن طبقته. ~~فأستخلص من أعداء عيسى لمة، منهم عبد الملك الجزيري وأبو العباس بن ذكوان، ~~فزين له التقدم عليه. وعرفه الجزيري مل تهيأ لكافور الأسود مولى محمد بن ~~طغج صاحب مصر من الملك باسم مولاه تلك المدة الطويلة، وان محله فوق محل ذلك ~~بابيضاض النفس والجلد، واكتمال الفضل والمعرفة. فأصغى له طرفة وتدبر برايه، ~~وحمل مولاه على ان قدم عبد الملك الجزيري إلى خطة الوزارة. فعارض عيسى في ~~كل ms1609 أمر حتى كاد يسقطه لولا استخذاء عيسى له. ثم أعتل عبد الملك # PageV07P050 # المظفر فأنفرد طرفة بخدمته، وكثر الإرجاف به، فجمل له ابن الجزيري بغية ~~وسوء رأيه، وجسره على ان يضبط الأمر لنفسه باسم الطفل مولاه، على رسم كافور ~~الذي ذكرناه. # ثم رأى المظفر أن يخرج عسكرا إلى شرقي الأندلس لإنقاذ ما فيه من الأطعمة، ~~فهش فتاة طرفة لذلك، وسأل مولاه ان يخرج معه عيسى الوزير وقد اسر الإيقاع ~~به، فأجابه مولاه لذلك، فأخذ في التجهيز وأسرف فيما أتاه، ولم يبق من وجوه ~~القواد وصنوف العدد والحلي وكرئم النجائب عند مولاه إلى ما قدر له حتى صار ~~في أبهة الملوك،. وأخذ الوزير عيسى في الخروج معه، فتثاقل له، وأحس بالشر ~~في صحبته ورام الانفراد بالمظفر في ذلك، فلم يمكنه لضبط طرفة باب مولاه، ~~فألقى عيسى بنفسه إلى مفرج صاحب مدينة الزاهرة ثقة المظفر واستغاثه لمحنته. ~~فوصل له رقعة إلى المظفر شرح فبها مراد طرفة. عند ذلك أتي [طرفه] من مأمنه ~~واستعفى الخروج جملة فلم يساعفه مولاه؛ فنفذ لطيته، والعجب يقوده والحين ~~يسوقه. وخلا وجه المظفر لعيسى بعده، وذكر له أشياء حنق بها على طرفة. فخرج ~~معه وزيره عيسى، والجزيري يغالطه القدح في طرفة، وفي قلبه عيسى النار ~~المتضرمة، وعيسى أعلم الناس بنفاقه، وأحبهم في سفك دمه. فلما صار عبد الملك ~~إلى بعض الطريق دبر عيسى على ابن الجزيري أن ينصرف إلى حضرة ليحصل # PageV07P051 # قبض بقايا الخراج والنفقات، ولم يحس بما دبر عليه وعلى صاحبه. فلما وصل ~~المظفر سرقسطة، وطرفة مرتقب قدوم مولاه على مقربة منها، دخل في أبهته ~~وتعبئته وصار إلى قصر مولاه مدلا بمنزلته، فعدل به عن مجلسه ولم تقع عين ~~المظفر عليه، وقيد لوقته، وأخرج إلى الجزائر الشرقية، فلم يكن بين دخول ~~سرقسطة أمير وخروجه عنها أسيرا إلا ساعة. وأتخذ الناس حديثه عجبا، ثم انفذ ~~المظفر إلى الحضرة بضم عبد الملك الجزيري إلى المطبق بالزاهرة، وكتب عيسى ~~الوزير إلى مفرج العامري والى عبد الملك بن مسلمة، وكانا من أعداء ms1610 ابن ~~الجزيري، وحرضهما على ابادته، فأدخل عليه في مطبقه قوم من السودان وخنقوه، ~~وأشيع موته، وأخرج ميتا بعد أيام، وأسلم إلى أهله ولا اثر به، ودفن في شوال ~~سنة أربع وتسعين. فصرع منه - رحمه الله - يومئذ فارس نثر ونظام، ومزق بقتله ~~وشي الكلام، وكان يشبه في ذكاه وأدبه مع عقربية الطبع، وكثرة الضر وقلة ~~النفع، محمد بن زيات في ذلك الصقع. اخبرني ابن خلف بن حسين قال: سألت الذي ~~تولى قتل ابن الجزيري في محبسه فجعل يصف لي سهولة ما عاناه منه لقضافته ~~وضعف أسره ويقول: ما كان الشقي إلا كالفروج في يدي. دققت رقبته بركبتي فما ~~زاد ان نفخ في وجهي. فعجبن من جهل هذا الأسود. # PageV07P052 # رجع ما أنقطع # وكان صاعد قد طولب في أخريات تلك الدولة، وانتهت به الحال، إلى ان اغرم ~~في خبر طويل مائة مثقال.، فاستغاث على بن وداعة أحد الفرسان الأبطال ونبهاء ~~الدولة - كان - في ذلك الأوان، وكتب إليه قال فيها: # أني على وهني، وما أخذه الدهر مني، ونحته من قدحى، لأربأ بالفضل أن ينحط ~~إلا في مصابه، ويحل رحله في غير معانه. فلم أحوم على أحد طير رجائي، ولا ~~رمقت بأملي إلا من نوة الله باسمه، وناسب بين أحواله، وشاب بين خلاله؛ ~~فسبحان من جعل سنانك عدل لسانك، وبيانك كفء طعانك، فالألسن تتنادم على ~~وصفك، والقلوب تعاقر خمرة حبك، خبيئة أذاعها الله منك، وذخيرة أبرزها الدهر ~~بك، وما زلت في الايام التي تعرفها منقبا على محاسنك، بحاثا لأثارك بالعدوة ~~وذواتها، ومقارعتك الأهوال، ومماصعتك الأبطال، عاركا بجنبيك شوكة [43] ~~الأسنة، ومماجيا أطراف الاعنة، فأذكر بك صعاليك العرب وذؤبانها، وشعراء ~~الفرسان وغربانها، كعنتزة وزيد الخيا، وانت بهمة السرية وقرن الكتيبة؛ ~~وغارة قومك من سليم على فرازة ونذيرها يهتف: أتيتم يافزازة! هذه سليم ~~والموت! وأنا ابن عمك من ربيعة، إذ هي وسيم أحلاف، فالعدنانية تلفنا # PageV07P053 # والنسب يضم شعبنا. وفي البلد من وترني فاستفاد منه لساني، وظلمني فأنتصر ~~لي حماة كلماتي، فأرسلتها فيه شعثا قباحا، موروثة في الأعقاب، خالدة ms1611 على ~~الأحقاب، أشرد من نعامة، وألزم له من طوق الحمامة، فهو يبغيني الغوائل، ~~ويبث لي الحبائل. # ومن شعره فيه: # أبا حسن ربيعة من سليم ... سنان زان عالية الرماح # وإني عائد بك من هنات ... نحتن دعائمي نحت القداح # فكر على ابن عمك وانشله ... فليس حمى ابن عمك بالمباح # فإن الجار عندك بين جنبي ... عقاب الدجن كاسرة الجناح ومنها في المدح: # تصد الخيل باسمك في غدير ... على ضما عن الماء القراح # تظنك طالعا بيني سليم ... عليها عند مفتضح الصباح # إذ ساورت قرنك في مكر ... جعلت له ذراعك كالوشاح فما نفع بعلي بن وداعة، ~~ولا كانت له فيه شفاعة. # وكان خاطب أي اهشام بن الحكم الخليفة في تلافي حاله، فما أصغى له لزهده ~~فيه وفي أمثاله. وعوجل علي بن وداعة وقتل في خبر # PageV07P054 # طويل، فأنسد باب الفهم بقرطبة يومئذ وطمست العبدى العاقبون له رسمه، وأيس ~~ذوو الأحساب منهم، فتفرقوا شذر مذر، ولم يبقى بها منهم من له خطر. وتناصرت ~~خلال المكروه فيما بعد على صاعد بارتجاج الفتنة، غلاء سعر ورخص شعر، حتى ~~أختل وعجز عن ستر ولده وأهله، وبخل هشام على ذلك كله بتسريحه والأذن له ~~بالانطلاق عن الأندلس فرقا من خبث لسانه. فخرج مستخفيا وجاز بشلطيش على يد ~~أبي زيد البكري رئيسها سنة ثلاث وأربعمائة، فأتصل بصاحب صفلية، وفارق ~~البؤس، وراجع النعمة. ثم رجع إلى الأندلس أثر غلبة سليمان والبرابر على ~~قرطبة مستخرجا لمن تخلف بهامن أهله وولده. وتعرض أيضا لمديح سليمان فما ~~أنجح معه ولا أفلح. وقد كان استطرف أول دولته، فرئمه رئمان العلوق ولم يقره ~~قرضا لاستحالته عن فعل الجميل جملة. ثم عجل الانكفاء إلى صقلية، ومات بها ~~رحمه الله سنة عشر وأربعمائة. # قوله: " جعلت له ذراعك كالوشاح " أخذه من قول أسر يزيد بن الصعق: # PageV07P055 # تركت الركاب لأربابها ... وأكرهت نفسي على أبن الصعق # جعلت يدي وشاحا له ... وبعض الفوارس لا يعتنق ونعقب أخبار صاعد بمصادره ~~وموارد من أخبار أبن أبي عامر، منسوقة الأوائل والأواخر، مقيدة العيون ~~والنوادر، ونلمع بشيء من ms1612 الأسباب التي ذلت له الصعاب، وأخضعت له الرقاب. ~~وغنما نعتمد من الأخبار أشهرها بسوقا، وأخصرها طريقا، وأمسها بالأدب رحما، ~~وأشبهها بغرض هذا الكتاب أرضا وسما. وبحسبنا من دولة ابن أبي عامر ان ننقل ~~نص ابن حيان: كيف طلعت نجومها، ومن أين نشأت غيومها، ونتلي ذلك كيف مال ~~ظلها وأضطرب حبلها، إذ أكثر ما يقال للحاضر من أين طلع، وللغابر الدابر ما ~~صنع، ونهاية المراد، علم الكون والفساد. # تلخيص التعريف بدولة ابن أبي عامر من الأول إلى الأخر # هو أبو عامر محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد ابن ~~يزيد بن عبد الملك المعافري. وعبد الملك جده وهو الداخل بالأندلس مع طارق ~~مولى موسى بن نصير في أول الداخلين من المغرب. وهو في قومه وسيط. # PageV07P056 # ونقلت من خط ابن حيان قال: انتهت خلافة بني مروان إلى الحكم تاسع الأئمة ~~فيها، فتناهت في السرو والجلالة والكمال والأبهة، ونظم رواة الأخبار وحملة ~~الآثار من مناقبه ما طار كل مطار في جميع الأقطار، إلا أنه - تغمد الله ~~خطاياه - مع ما وصف من رجاحته، كان ممن استهواه حب الولد وأفرط فيه، وخالف ~~الحزم في توريثه الملك بعده في سن الصبا، دون مشيخة الأخوة وفتيان العشيرة ~~[44] ومن يكمل للإمامة بلا محاباة، فرط هوى ووهلة انتقدها الناس على الحكم ~~وعدوها الجانية على دولته. وقد كان يعيبها على ولد العباس قبله، فأتاها هو ~~مختارا ولا مرد لأمر الله. وقد كان يعيبها على ولد العباس قبله، فأتاها هو ~~مختار ولا مرد لأمر الله. وذلك انه نفس بسلطانه على ثلاثة رجال من أخوته ~~ولد الناصر: عبد العزيز شقيقه والأصبغ والمغيرة، مع جماعة من ولد الخلفاء ~~كهول وشبان، ما فيهم إلا مضطلع للأمر قوي عليه. فتخطى جماعته إلى أبنه هشام ~~وهو في الوقت طفل ما بلغ الحلم. # قال ابن بسام: وحدثت عن احمد بن زياد عن محمد بن وضاح عن رجل يتكلم في ~~الحدثان انه قال: لا يزال ملك بني أمية بالأندلس في إقبال ودوام ما ms1613 توارثه ~~الأبناء عن الآباء، فإذا انتقل إلى الاخوة وتوارثوه بينهم فقد أدبر وأنصرف. ~~فلعل الحكم بهذا الخبر توهم، فجاذبه عن اخوته؛ وإن كان ذوو اللب والنظر، لا ~~يلتفون إلى مثل هذا الخبر. # PageV07P057 # رجع الخبر إلى ابن حيان: وكان جوذر وفائق فتيا الحكم قد أخفيا موته، ~~ودبرا على صرف البيعة إلى أخيه المغيرة. وكان قال له فائق: إن هذا لا يتم ~~لنا إلا بقتل جعفر المصحفي. فقال له جوذر: ونستفتح أمرنا بسفك دم شيخ دولة ~~مولانا -! قال له: هو والله ما أقول لك. ثم بعثنا إلى المصحفي ونعيا إليه ~~الحكم، وعرفاه برأيهما في المغيرة، فقال لهما المصحفي: وهل أنا إلا تبع ~~لكما وأنتما صاحبا القصر ومدبرا الأمر، ولكما الرأي فيما قلتماه؛ فأخذا في ~~تدبير ما رأياه. وخرج المصحفي وجمع حاشيته وجنده، ونعى إليهم الحكم وعرفهم ~~مذهب جوذر وفائق في المغيرة، وقال: إن بقينا على ابن مولانا كانت الدولة ~~لنا. وإن بدلنا استبدل بنا. فقالوا: الرأي رأيك. فبادر المصحفي ببعثه محمد ~~بن [أبي] عامر مع طائفة من الجند وقته إلى دار المغيرة لقتله. قال ابن أبي ~~عامر: فألفيت المغيرة مطمئنا لا خبر عنده. فنعيت إليه أخاه الحكم فجزع. ~~وعرفته جلوس ابنه هشام في الخلافة. فقال: أنا سامع مطيع. فكتبت إلى جعفر ~~بحاله وبالصورة التي ألفيته عليها من السلامة. فراجعني جعفر المصحفي وهو ~~يقول: غررتنا. اقض عليه وإلا وجهت غيرك من يقتله! فقتل رحمه الله خنقا. ~~وكانت علة الحكم الفالج. وكان تقدمه عبد العزيز أخوه بمديدة. وتعطل أخوه ~~الأصبغ ببطالة أزالت عنه الرهبة. فذهبت عن جعفر بن عثمان فيهما الحزة. ~~وتوفر اهتمامه بعدهما بالمغيرة. وكان فتى القوم كرما ورجلة. وممن أشير نحوه ~~بالأمر بأسباب باطنة، فأخذ له أهبته؛ فلما قضى الحكم نحبه ليلة # PageV07P058 # الأحد الثالثة من صفر سنة ست وستين، بادر بالمغيرة على الصفة المذكورة. # وافتتح المصحفي أمره بعد بإيثار النصفة، وإطراح الكبر. وكان أول ما أتاه ~~من ذلك صدر تقلده حجابة هشام - وقد رفع فراشه فوق الوزراء أصحابه، وأبدل ~~بالكتان الديباج على ms1614 سالف العادة - أن قال: إني أستحيي من أصحابي أن أتمهد ~~أفضل من فرشهم. مع عجزي عن درك شأوهم، غير أنا نسلم لأمير المؤمنين ~~اختياره، فإما يساوي بيننا في فرش كرامته، وإما أقرنا على الأمر الأول ولا ~~كفران لنعمته، فأفرش للجميع، مذ زال فرش الديباج، فرش الكتان، فجرى عليهم ~~الرسم إلى آخر الزمان. واستحسن فعل جعفر يومئذ وعد من [بعد] غوره. وعول ~~جعفر في سائر أوقات دولته على هذا النوع من السياسة، فلزم التواضع للناس، ~~وأطلق لهم البشر وألان كنفه ووطأ خلقه. ورأى أنهم بذلك يصلحون له، دون ~~البذل لذات اليد والمواساة في النعمة؛ فاستأثر بالأعمال، واحتجن الأموال ~~ولم ينلهم، وبنى المنازل وهدمهم، وشح بالنشب وسخا بهم. وعارضه من محمد بن ~~أبي عامر فتى ماجد أخذ معه بطرفي نقيض: بالبخل جودا، وبالاستبداد أثرة، [و] ~~باقتناء الضياع واصطناع الرجال، حتى غلبه عما قليل. وتحركت حال ابن أبي ~~عامر لأول الدولة، وشارك في التدبير بحق الوزارة، وتقوى على أمره بنظره في ~~الوكالة وخدمته للسيدة صبح أم هشام. وكانت حاله عند جميع الحرم أرفع ~~الأحوال، بقديم الاتصال، وحسن الخدمة، والتصدي لمواقع الإرادة، وطلاقة اليد ~~في باب الإلطاف والهدية فأخرجن له أمر الخليفة هشام إلى حاجبه جعفر في ~~الاستعانة به # PageV07P059 # في التدبير والمشورة له في الأمور، والاختصاص به على الجمهور. وكان جعفر ~~لمحمد على بعض ما أريد منه ثقة به وسكونا إلى جهته، فامتثل ما أمر به في ~~ابن أبي عامر لغفلته، وتزيد في بره، وأشركه في سره وجهره. وانهمك [45] ابن ~~أبي عامر في مغالطة جعفر، وأراه أنه صاحبه الحائط لخاله؛ وعول جعفر على رأي ~~محمد، ووصل يده بيده، واستراح إلى كفايته، وابن أبي عامر يمكر به ويضرب بين ~~حسدته، ويناقضه في أكثر ما يعامل به الناس، ويجعل إليهم بالبذل وقضاء ~~الحوائج، ويتقدم من المعالي إلى ما يحجم جعفر عنه؛ يستضم الرجال وجعفر ~~يدفعهم، ويزيدهم وجعفر ينقضهم، يظن أنه كل يحمله عنه، فيا لك من جامع لمحمد ~~ومفرق عن جعفر! إلى أن هوى نجمه وزال ms1615 أمره. # وكان أول اتصال ابن أبي عامر بالحكم أنه وصف له فاستخلف على قضاء كورة ~~ريه، ثم تصرف في وكالة صبح أم هشام، فاضطلع بكل ما قلد، استهوى هذه المرأة ~~بحسن الخدمة - وهي الغالية على الحكم - فأزلفته، وولي الشرطة والسكة ~~والمواريث؛ والسكة يومئذ أعلى الخطط في الإفادة. وقرن له بهذا كله القضاء ~~بإشبيلية، فعلت حاله وعرض جاهه، وعمر بابه في حياة الحكم، وهمته ترتمي به ~~وراء ما يناله من الدنيا أبعد مرمى، وهو كل ذلك يغدو إلى باب جعفر ويروح، ~~ويختص به ويتحقق نصيحته، إلى أن أحظاه الجد وساعده القضاء، فأسقط جعفرا. ~~فلما انفرد بشأنه وتمكن من سلطانه # PageV07P060 # توثق لنفسه وحصن ماله، ورمى إلى الغرض الأقصى من ض بط الملك والحجر عليه ~~والاستبداد دونه. وامتثل رسم المستغلين على سلطان ولد العباسي بالمشرق من ~~أمراء الديلم في عصره، فنال بغيته، وتهنأ ميشته، وأورثه عقبه بعده، من غير ~~اقتدار عليه بجند خاص ولا صيال بعشيرة، ولا مكاثرة بمال ولا عدة، بل رمى ~~الدولة من كنانتها، وعدا عليها بأعضادها، وانتضلها بمشاقصها، وأنفق على ~~ضبطها أموالها وعددها، حتى حولها إليه، وسبكها في قالبه، وسلخ رجالها ~~برجاله، وعفى رسومها بما أوضح من رسومه، وأسقط رجال الحكم من سائر الطبقات: ~~الكتاب والعمال والقضاة والحكام وأصحاب السيوف والأقلام، ومزقهم، وأقام ~~بإزائهم من تخرجه واصطناعه رجالا سدوا مكانهم، ومحوا ذكرهم، أعانوه على ~~أمره. # وأول عروة فض ابن أبي عامر من عرى الملك جماعة الصقلب، استخرج منهم ~~بأسباب المصادرة أموالا جمة استأثر بأكثرها، وتتبع لذلك كتابهم وأسبابهم ~~وقتا بعد آخر، وتقسمتهم أيدي القدر نفيا وقتلا، صبرا وغلبة، سرا وعلانية، ~~حتى هلكوا عن آخرهم في أسرع مدة. واختلفت مقاتلهم بحسب استيفائهم مدد ~~أعمارهم، فلم يصح لي تاريخ ذلك على حقيقته. فكانت تلك الطائفة أول من ظهر ~~انتقام الله تعالى بابن أبي عامر منها؛ فكانوا جبارين قاسطين في بلاده، ~~متمردين على عباده. فأرسله بقدرته على هذا النمط من خلقه فأبادهم، ونجا أهل ~~السلامة من سورته، وتلك عادته تعالى في من نكب ms1616 عن سبيله. # PageV07P061 # ذكر دفاع ابن أبي عامر العدو صدر الدولة وقيامه بالجهاد # دون الجماعة وتوصله بذلك إلى تدبير الملك # قال ابن حيان:وجاشت النصرانية بموت الحكم، وخرجوا على أهل الثغور، فجاء ~~صراخهم إلى باب قرطبة فلم يجدوا عند جعفر غناء ولا نصرة. وكان مما غرب به ~~لجبنه وعظيم أفنه أن أمر أهل قلعة رباح بقطع سد نهرهم آنة لغمقه وسوء ~~دجلته، يلتمس بذلك دفاع العدو عن حوزته؛ لم تتسع حيلته لأكثر من ذلك مع ~~وفور جيش السلطان يومئذ وجموم أمواله، فكانت من سقطات جعفر المأثورة؛ فأنف ~~ابن أبي عامر من تلك الدنية، وأشار على جعفر بتجريد الجيش للجهاد، وخوفه ~~سوء العاقبة في تركه، وأجمع الوزراء على ذلك إلا جماعة خاموا عنه، فبادر ~~ابن أبي عامر إليه ووعد من نفسه الاستقلال به على أن يختار الرجال، ويجهز ~~لغزوته مائة ألف مثقال، فنفر بالجيش ودخل على الثغر الجوفي إلى جليقية، ~~فنازل حصن الحامة من أعمال ردمير، فدخل ربضه وأفشى النكاية وغنم، وقفل ووصل ~~الحضرة بالسبي إلى أثنين وخمسين يوما، فعظم السرور وخلص الجند له، ~~واستهلكوا في طاعته لما رأوه من كرمه. # حدثني أبي خلف بن حسين قال: تذاكرنا جود ابن أبي عامر [46] يوما # PageV07P062 # وبالحضرة محمد بن أفلح غلام الحكم، فقال: عندي من جوده غريبة، أنكحت بنتي ~~على عهد مولانا الحكم والحال بنا ضيقة، فاضطررت لما أصلح به حال الجارية ~~إلى بيع لجام محلى ثقيل الوزن رديء العيار، وكان عندي لزينتي أيام المراكب، ~~وتقاعد فيه التجار فانقطع بي أملي؛ فوقع في نفسي قصد ابن أبي عامر صاحب ~~السكة للذائع من كرمه، وأعظم رغبتي أن يضرب لي في السكة دراهم، فقصدته ~~وعرفته رغبتي، فسارع بأطلق وجه وقال: سر إلي بدار الضرب؛ فجئته وأوصلني إلى ~~نفسه والدراهم المطبوعة بين يديه، وأومأ إلي فأخرجت اللجام وأنا خائف من ~~صرفه لسقوط عياره، فوالله ما نظر إليه ولا عايره، وراطلني والله باللجام ~~بحدائده وسيوره. فأخذت ما لم يدر في وهمي أني أظفر بمثله. وعظم ابن أبي ~~عامر في ms1617 عيني، وقمت عنه وحجري ملآن ولا أصدق بما حصلت عليه؛ فجهزت بني وفضل ~~لي شيء يكفيني؛ وقل مولاي الحكم في عيني وأحببت ابن أبي عامر، حتى لو دعاني ~~إلى معصية الحكم - وهو مالك رقي وإمامي - لما قعدت عنه. # مظاهرة غالب مولى الناصر لمحمد بن أبي عامر # ومظاهرته على المصحفي إلى أن أسقطه ومات في سجنه # قال ابن حيان: وكان بين المصحفي وغالب صاحب مدينة سالم # PageV07P063 # شيخ الموالي وفارس الأندلس غير مدافع أشد ما كان بين اثنين من العداوة ~~والتقاطع. فأهم المصحفي شأنه، وناظر الوزراء في ما بدا من تثاقله في الذب ~~عن الثغر، فأشاروا باستصلاحه، وبادر بذلك ابن أبي عامر لما أراده من ~~مظاهرته، فلم يزل يقوم بشأنه ويخدمه داخل الدار من قبل الحرم كعادته حتى تم ~~على إرادته، وخرج الإذن أن ينهض غالب إلى ثنى الوزارة ويدبر جيش الثغر. ~~وابن أبي عامر جيش الحضرة. ثم خرج ابن أبي عامر إلى غزاته الثانية، واجتمع ~~به وتعاقدا على الإيقاع بجعفر. وقفل ابن أبي عامر غانما، وبعد صيته، فخرج ~~أمر الخليفة هشام بصرف المصحفي عن المدينة، وكانت في يده يومئذ، فخلف عليها ~~ابنه. فخرج ابن أبي عامر نحو كرسيها في ذلك اليوم والخلع عليه، ولا خبر عند ~~جعفر، وإن ابنه لجالس مجلسها في أبهته، حتى صعد ابن أبي عامر نحوه، فولى ~~ولد المصحفي الدبر ناكصا على عقبه، وأتبع بدابته، وعاد إلى داره. وملك محمد ~~بن أبي عامر الباب بولايته الشرطة، وأخذ على جعفر وجوه الحيلة، وخلاه وليس ~~بيده من الأمر إلا أقله. وكان ذلك - زعموا - بتدبير غالب معه عند اجتماعهما ~~بالثغر، وقال له: سيطير لك ذكر بهذا الفتح ويشغل السرور أهله عن الخوض فيما ~~تحدثه من قصة، فإياك أن تخرج عن الدار حتى يعزل جعفر عن المدينة وتتقلدها، ~~ويزول أمره على الباب والدار ويتم عليه التدبير حتى يزال عن الحجابة. ففعل ~~ذلك وضبط المدينة ضبطا أنسى به أهل الحضرة من سلف قبل من الكفاة أولي ~~السياسة. # PageV07P064 # وانهمك ابن أبي عامر في صحبة ms1618 غالبه؛ ففطن جعفر لتدبير ابن أبي عامر عليه ~~بعد من وهلته، فكاتب غالبا يستصلحه وخطب أسماء بنته لابنه عثمان، فأجابه ~~غالب لذلك. وكادت تتم مصاهرته له. وبلغ ابن أبي عامر فقامت قيامته، وكاتب ~~غالبا يخوفه الخيلة ويهيج منه الحقد. وألقى عليه أهل الدار وكاتبوه فصرفوا ~~غالبا، ورجع إلى محمد بن أبي عامر وأنكح تلك الابنة إلى قصره وجهزها إلى ~~محمد بن أبي عامر من قبله؛ فظهر كل الظهور، واستوثق له التدبير، وصار عنده ~~جعفر لا شيء، إلا أنه غالطه زمنه إلى أن أحكم أسباب صرفه. واستقدم السلطان ~~غالبا وقلده خطة الحجابة مشتركا كع جعفر. ودخل ابن أبي عامر بأسماء بنته ~~ليلة نيروز العام المؤرخ، وكانت أعظم ليلة عرس بالأندلس. ولجعفر في ذلك ~~رسالة إلى السلطان حسنة في بابها تملق فيها وتصنع، وهو قد أيقن بالنكبة؛ ~~وكف عن اعتراض ابن أبي عامر في شيء من التدبير، وابن أبي عامر يداهنه ولا ~~يكاشفه، وجعفر يشك في أمره، قد استولى عليه الإدبار والحيرة، فلم يصح له ~~رأي ولا روية؛ وانقبض الناس عنه، وانثالوا على ابن أبي عامر، إلى أن صار ~~يغدو [47] إلى قصر قرطبة ويروح وحده وليس في يده من الحجابة سوى اسمها، ~~وابن أبي عامر قائم بشروطها، ينصب الحبائل لسقوط جعفر، والأقدار السماوية ~~تنجده. وكانت لله عند جعفر في إيثاره هشاما بخلافته، واتباعه شهوة نفسه وحظ ~~دنياه، وتسرعه إلى قتل المغيرة لأول وهلة دون قصاص جريرة استدركته دون ~~إملاء، فسلط عليه من كان قدر أنه يتسلط على الناس باسمه. # PageV07P065 # ولما اتفقت على جعفر هذه الأسباب، جد المقدار به وسخط السلطان عليه وعلى ~~ولده وأنسابه وعلى أخيه هشام وسائر طبقته، وطولبوا بالأموال وأخذوا برفع ~~حساب تصرفوا فيه لأول الزمان. وأخذهم ابن أبي عامر بالخروج عنها، وتوصل ~~بذلك إلى استئصال أموالهم وانتهاك حرمتهم وأبشارهم، واجتثاث أصولهم. وكان ~~هشام ابن أخي جعفر قد بلغ من حسادته لابن أبي عامر أن سرق له في غزاته ~~الثالثة في طريقه رؤوسا للنصارى كانت تساق للحضرة، فنفسه فيها وأمر ms1619 غلمانه ~~فصبوها في النهر، فقامت قيامة ابن أبي عامر لذلك، وكاشف آل عثمان من ذلك ~~اليوم؛ وتجرد لإبادتهم فاستبلغ في مكروه هشام عاجله بالقتل في المطبق قبل ~~عمه جعفر، فلما [قتل] استقصى ابن عامر مال جعفر حتى باع داره بالرصافة، ~~وكانت من أعظم قصور قرطبة. واستمرت النكبة عليه سنين، مرة يحبس ومرة يخلى ~~ويقر بالحضرة وتارة يسير عنها، ولا يراح في الحالتين من المطالبة والأذى. ~~إذا سئم ابن أبي عامر إعناته وكله إلى غالب صهره فيتولى كبره، ويضعف عذابه. ~~والأخبار عنهما في ذلك كثيرة. فلما بان عجز جعفر وضعفه أقر في المطبق ~~بالزهراء إلى أن وافاه هنالك حمامه وأسلم ميتا إلى أهله؛ وما ترك الناس بعد ~~أن عدوه في قتلى ابن أبي عامر، وزعموا أنه دس له شربة سم قضت عليه. والله ~~أعلم. # أخبرني محمد بن إسماعيل كاتب ابن أبي عامر قال: سرت مع محمد ابن مسلمة ~~ثقة ابن أبي عامر إلى الزهراء لنسلم جسد جعفر بن عثمان # PageV07P066 # إلى أهله وننظر إلى عينه. وسرنا إلى منزله وما غطى جسده إلا كساء خلق ~~لبعض البوابين ألقاه على سريره. ودعا له محمد بن مسلمة بغاسل بغسله على فرد ~~باب اختلع من ناحية الدار. وخرجنا بنعشه وواريناه، وما جسر أحد شهوده معنا ~~سوى إمام مسجده المستدعى للصلاة عليه ومن حضره من ولده. فعجبت من عدوان ~~الزمان بعد تصريفه له، وإن لي بالاعتبار بشأنه في الحالتين مع قرب المدة ~~لموعظة: وقفت له في طريقه من داره وقت علة الحكم. وقد تناهى أمره في ~~الجلالة أروم أن أناوله قصة، فوالله ما تمكنت من الدنو إليه لكثافة موكبه، ~~وأخذ الناس الطرق عليه مسلمين وسائلين، فانثنيت حسيرا مبهوتا. فلم تطل ~~المدة حتى سبله ابن أبي عامر حاله وقبض عليه، وجعل يحمله في الغزوات معه. ~~وسرت في صحبة ابن أبي عامر فاتفق لي أن نزلت في بعض المنازل بجليقية إلى ~~جنب خبائه. وفي ليلة نهى ابن أبي عامر عن وقود النار ليخفى على العدو ~~مكانه، فرأيت والله عثمان ms1620 بن جعفر يسقي أباه جعفرا دقيقا قد خلطه بالماء ~~يقيم أوده، والشيخ يحسوه ويحرص عليه، وضعف حال وعدم زاد، فلا أنسى تلك ~~المواعظة. وما يغتر بالأيام إلا ضعيف العقل. # وكان مهلك جعفر فيما أخبرني به أبي خلف بن حسين سنة اثنتين وسبعين. # ومما طولب به جعفر مال الصقلبي جعفر، كان الحكم وقفه قبل خالد بن هشام ~~وتورع عنه وأوصى أن يوزع في الكور التي كانت # PageV07P067 # إليه وقته، تحللا من مظالم أهلها. فأرجأه عند خالد مدة إلى أن احتاج إليه ~~فقبضه سرا، واندفع إلى جعفر وأخذ خالد بن هشام براءته منه، فسئل جعفر عنه، ~~فقال: كنت خادم الرجل وصاحب سره فعلمت برسمه، وإن رجع في الاستدلال إلى ~~زمامه الماضي الذي كنت أقيد فيه الأموال الباطنة وجد فيه ثبته. فجيء في ذلك ~~اليوم بذلك الزمام وقد قطع منه الدرج الذي فيه ذكر المال الباطن ووصل ما ~~انقطع بذلك من الكلام بما بعده. وأرشد جعفر إلى هذه الوهلة، وحسب أن مع ~~وجودها لا تلزمه الحجة. فعدلوا به إلى بيداء مضلة. # قال ابن حيان: ولما أمر بضمه إلى المطبق بالزهراء ودع أهله وولده وداع ~~الفرقة، وقال: لستم تروني بعدها حيا، فقد أتى وقت إجابة الدعوة وأنا أرتقبه ~~منذ أربعين سنة. وذلك أني أسرفت على فلان - رجل [48] سجن بعهد الناصر - وما ~~أطلقته إلا برؤيا، قيل لي: أطلق فلانا فقد أجيبت فيك دعوته، فأطلقته ~~وأحضرته وسألته، فقال: نعم، دعوت على من شارك في أمري أن يميته الله في ~~أضيق السجون. فعلمت أنها قد أحببت، وندمت بحيث لا غني الندامة، فأطلقت ~~الرجل، قالوا: فما لبث في محبسه إلا قليلا وأخرج ميتا، فسلم إلى أهله في ~~أقبح صوره، وما زلت أسمع أنه قتل خنقا، والله أعلم بالحقيقة، المغضي على ~~محال هذه الخليقة. انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان في شأن جعفر بن عثمان. # وكان أحد من اجتمع له في ذلك الوقت نوعا البلاغة في النظم والنثر، وهو ~~القائل في نكبته: # PageV07P068 # لا تأمنن من الزمان تقلبا ... إن الزمان ms1621 بأهله يتقلب # ولقد أراني والليوث تخافني ... وأخافني من بعد ذاك الثعلب # حسب الكريم مذلة ونقيصة ... ألا يزال إلى لئيم يطلب # وإذا أتت أعجوبة فاصبر لها ... فالدهر يأتي بالذي هو أعجب وحدث غير واحد ~~أنه استعطف المنصور بهذه الأبيات: # هبني أسأت فأين الفضل والكرم ... إذ قادني نحوك الإذعان والندم # يا خير من مدت الأيدي إليه أما ... ترثي لشيخ نعاه عندك القلم # بالغت في السخط فاصفح صفح مقتدر ... إن الملوك إذا ما استرحموا رحموا ~~فأجابه بهذه الأبيات وهي لعبد الملك الجزيري: # ألآن يا جاهلا زلت بك القدم ... تبغي التكرم لما فاتك الكرم # ندمت إذ لم تفز منا بطائلة ... وقلما ينفع الإذعان والندم ومنها: # نفسي إذا جمحت ليست براجعة ... ولو تشفع فيك العرب والعجم # PageV07P069 # وأخبرت أن المصحفي لما بلغ إليه هذا الجواب قال: # لي مدة لا بد أبلغها ... فإذا انقضت أيامها مت # لو قابلتني الأسد ضارية ... والموت لم يدن لما خفت # فانظر إلي وكن على حذر ... فبمثل حالك أمس قد كنت قال ابن بسام: ومما ~~يروى لجعفر المصحفي عند ظهور ابن أبي عامر عليه، وانتزاعه ما كان من ~~الحجابة في يديه، وإفضائه به إلى هذه الحال، من الهضم والاعتقال، قوله: # تندمت والمغرور من قد تندما ... وهل ينفع الإنسان أن تندما # غرست قضيبا خلته عود كرمة ... وكنت عليه في الحوادث قيما # أكرمه دهري فيزداد خسة ... ولو كان من عود كريم تكرما جمل وجوامع من كبار ~~الأحداث بالدولة العامرية # قال ابن حيان: أول ذلك الوحشة الحادثة بين ابن أبي عامر والخليفة هشام ~~ووالدته صبح. والذي أثارها أسباب الحسد ودواعي المنافسة بين # PageV07P070 # أهل القصر الهشامي والعامري؛ وأشاعوا عنه أنه يريد أن يستبد بالأمر، فقام ~~ابن أبي عامر في ركائبه لحسم حدته، وعلم أنه أتي من حاشية القصر. وكان به ~~عدة من الخدم ففرقهم ومزقهم، ولم يدع في خدمة القصر إلا من استشعر له رهبة ~~وهيبة، وأذكى العيون مع ذلك عليهم حتى ملك نفوسهم، ثم نظر في شد الأموال ~~المختزنة فيه مذ عهد الخلفاء، ووصف أن أيدي ms1622 الحرم تنبسط عليها. # قال ابن حيان: أخبرني ولد الخال من بعض ما كانت تفعله السيدة صبح مع ~~أخيها رائق أنها أخرجت عند تمكن الوحشة بينهما وبين ابن أبي عامر مائة كوز ~~على أعناق الخدم الصقالبة مختومة، قد صيرت أشطارها مالا عينا ذهبا وفضة، ~~وموهت على ذلك كله بالمري والشهد وغير ذلك من الأصباغ الرفيعة المتخذة بقصر ~~الخلافة، وكتبت على رؤوس الكيزان أسماء ذلك. ومرت بصاحب المدينة فحسبها كما ~~كتبت عليها. وكان في تلك الكيزان ثمانون ألف دينار. فأحضر ابن أبي عامر ~~جماعة وأعلمهم أن الخليفة مشغول عن حفظها بانهماكه بالعبادة، وأن في ~~تضييعها على المسلمين وعلى الدولة أعظم الآفة. فرأت الدجماعة أن كون ~~الأموال بيد المنصور أسلم، وهو على حفظها أقدر وأقوم. ثم نالته على ذلك ~~بقية علة طاولته فأرجفوا به، فانتقل ابنه عبد # PageV07P071 # الملك إليه بالزاهرة لينفذ الأمور عنه. فكشف أعداؤه وجوههم عند استحكام ~~الإرجاف به، وراسلوا حاشية الخليفة هشام سرا، وجهزوا للقيام عليه؛ فلم يكن ~~فيهم فضل لذهاب أعيانهم [49] . واشتد [ذلك] على ابن أبي عامر، فتقدم إلى ~~ابنه عبد الملك أن يعترض ألفي فارس من المصطنعين للدولة والغلمان ~~العامريين، وأن يبيتوا معه بالزاهرة لإنفاذ العزيمة فيما رآه من حمل ~~الأموال إليه. وأحكم الأمر مع الفقهاء والوزراء، فركب ذلك الجيش من بين ~~يديه يوم الثلاثاء الثالث من جمادى الأولى سنة ست وثمانين، فأتى قصر ~~الخلافة بقرطبة، وأذن لمن وافى من الفقهاء والوزراء بالوصول إلى مجلسه، ~~وشافههم في ذلك، فاعترف الملأ بفضل أبيه المنصور، فقال لهم عبد الملك: إن ~~قوما ممن يتصل بأسباب الخليفة هشام يؤثر الفتنة ويكره الدعة. فأنكرت ~~الجماعة ذلك. وأحب عبد الملك والوصول بهم إلى مجلس هشام لشافهوه بهذه ~~الكروب العظام. فكره هشام ذلك وامتنع منه وتبرأ منه أعداء ابن أبي عامر؛ ~~وانصدع جمعهم على انتقال المال، فنقل في ثلاثة أيام حتى استنفذ جميع ما ظهر ~~عليه من بيات المال، وتعذر ما كان بجوف القصر من بيت مال الخاصة؛ ودافع عنه ~~أهل الدار لقيام السيدة أم هشام ms1623 دونه. أخبرني أبي بعظيم ما شاهده من صرامة ~~تلك المرأة لابن أبي عامر وولده ورميها لهما بكل عظيمة، وعبد الملك يومئذ ~~ساكت يتجرع غصصه، لا يرد كلمة. فبلغ عبد الملك رغبته، وانكفأ إلى أبيه ~~بالزاهرة بعد أن ثقف القصر، فسكن جأش ابن أبي عامر بإحراز تلك الأموال # PageV07P072 # وكان جملة ما حمل - زعموا - من الورق خمسة آلاف ألف دينار دراهم قاسية، ~~ومن الذهب سبعمائة ألف جعفرية. # ثم استبل المنصور، ووصل إلى مجلس الخليفة هشام مع ابنه عبد الملك وسائر ~~عظماء الدولة، فخلا هشام مع ابن أبي عامر واعترف له بالفضل والاضطلاع ~~بالدولة، فخرست ألسنة الحسدة. وعلم المنصور ما في نفوس الناس لظهور هشام ~~ورؤيتهم له، إذ كان منهم من لم يره قط، فأبرزه للناس وركب ركبته المشهورة، ~~وقد برزوا له في خلق عظيم لا يحصيهم إلا من أحصى آجالهم، في بهجة ولبوس ~~وهيئة، معمما على الطويلة، سادلا للذؤابة، والقضيب في يده، زي الخلافة، ~~وإلى جانبه المنصور راكبا يسايره، وقدامه الحاجب عبد الملك راجلا يمشي، ~~ويسير الجيش أمامه، ومن المواكب وطوائف الجند والغلمان والفتيان القصريين ~~والعامريين ما عجب من كثرتهم. # وفاة المنصور بن أبي عامر # قال ابن حيان: وخرج المنصور إلى الغزاة، وقد وقع في مرضه الذي مات منه في ~~صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، واقتحم أرض جليقية من تلقاء مدينة ~~طليطلة، ومرضه يخف وقتا ويثقل وقتا. ونفذ على عمل بني غومس إلى أرض قشتيلة، ~~بلد شانجه # PageV07P073 # بن غرسيه. وهو كان مطلوبه الذي ألب عليه الجماعة، فأحل الغارات بأقطاره ~~فقويت عليه العلة هنالك، فاتخذ له سرير خشب ودع عليه أغضاءه، وسوي مهاده ~~متطاول الشكل يمكنه الاضطجاع عليه متى خارت قواه. وكان يحمل سريره على ~~أعناق الرجال، وسجفه منسدل عليه، وعساكره تحف به وتطيع أمره. وكان يحمل بين ~~يديه شراع خفيف منصوب ينقل على الأيدي، فإذا حركته الخلفة أنزل سريره إلى ~~جنب الشراع ليقضي ما به من حاجة؛ وتناول وضوءه جاريتان من قوامه كان حملهما ~~في غزاته، فكانتا تسيران وسط الفتيان، وما كان ms1624 بين نزوله واستقلاله إلا ~~الفترة لقوة الخلفة؛ بذلك قطع أربعة عشر يوما حتى وصل إلى مدينة سالم. وكان ~~هجر الأطباء في علته تلك لاختلافهم فيها، واقتصر على أوصاف كاتبه الجزيري ~~عبد الملك. وأيقن هنالك بالموت، وكان يقول: إن زمامي يشتمل على عشرين ألف ~~مرتزق ما فيهم أسوأ حالا مني؛ وددت أن أقال زلتي وأنا كبعض هؤلاء السودان ~~الحاملين لسريري. وكان تحمل ما كان حوله من الطيب، فاشتغل ذهنه يومئذ ~~بقرطبة وهو بمدينة سالم وقد أيقن بالوفاة. فأمر ابنه عبد الملك بالنفوذ ~~لشدها في طائفة من ثقات غلمانه بعد أن أوصى كلهم أشتاتا وجماعة. ثم خلا ~~بولده عبد الملك يوصيه ويودعه ويقبض على يده، وكلما ذهب عنه استرده مستدركا ~~بوصيته. وعبد الملك يبكي فينكر ذلك عليه ويقول: هذا # PageV07P074 # أول العجز والفشل؛ إلى أن قضى وطره ما بينه وبين عبد الملك، وأمره أن ~~يستخلف أخاه عبد الرحمن على العسكر إلى أن ينفذ حكمه فيه. وخرج عبد الملك ~~إلى قرطبة ومعه القاضي ابن [50] ذكوان فدخلها في صدر شوال من العام، فسكن ~~الإرجاف بموت والده، وعرف الخليفة كيف تركه. # قال ابن حيان: قال لي أبي خلف بن حسين: ووجد المنصور بعض الراحة. وأمر أن ~~تدخل عليه جماعة فدخلت في جملتهم ودنوت منه وهو كالخيال لا يبين كلاما، ~~وأكثر عمله بالإشارة كالمسلم المودع. وخرجنا فكان آخر العهد به. ومات ليلة ~~الاثنين لثلاث بقين لرمضان من العام المورخ، وعلينا في العسكر عبد الرحمن ~~ابنه فعزيناه؛ وكان أوصى أن يدفن حيث يقبض ولا ينقل تابوته، فدفن في قصره ~~بمدينة سالم. ورأوا أنه اختار الله له، إذ كانت من أطيب ما بناه رحمه الله. # وتلوكم ابنه عبد الرحمن بالعسكر مدة الأسبوع وهو ينتظر رأي أخيه عبد ~~الملك في القفول، والغلمان يضطرون عليه وطمعوا في رد الدولة، فقال لهم عبد ~~الرحمن: اصبروا، فكشفوا ما في أنفسهم له، وقالوا: وإنما نحن في حجر آل أبي ~~عامر الدهر الداهر -! نلحق ببابمولانا الخليفة هشام ولا نتدبر إلا بأمره. ~~فتقدمه إلى قرطبة منهم ms1625 نحو سبعمائة منهم عبيد الله بن بدر، ثم جاءه بعد إذن ~~أخيه، فقدم هو بسائر العسكر، وتجدد يوم ورد قرطبة من الحزن بابن أبي عامر # PageV07P075 # وحركه خدمه، وقيانه قد ألبست المسوح والكسية بعد الوشي والحبر، ما لا شيء ~~فوقه. # أخبرني أبي قال: سمعت محمد بن أبي عامر يوصي ابنه عبد الملك في مرضته تلك ~~ويقول في جملة كلامه: يا بني، لست تجد أنصح لك مني فلا تعدين مشورتي: قد ~~جردت لك رأيي ورويتي على حين اجتماع من ذهني، فاجعلها مثالا بين يديك. قد ~~وطأت لك مهاد الدولة، وعدلت لك طبقات أوليائها، وغايرت لك بين دخل المملكة ~~وخرجها، واستكثرت لك من أطعمتها وعددها، وخلفت جباية تزيد على ما ينويك ~~لجيشك ونفقتك؛ فلا تطلق يدك في الإنفاق، ولا تقبض لظلمة العمال، فيختل أمرك ~~سريعا، فكل سرف راجع إلى اختلال لا محالة. فاقصد في أمرك جهدك، واستثبت ~~فيما يرفع أهل السعاية إليك. والرعية قد استقصيت لك تقويمها، وأعظم مناها ~~أن تأمن البادرة وتسكن إلى لين الجنبة. وصاحب القصر قد علمت مذهبه، وأنه لا ~~يأتيك من قبله شيء تكرهه، والآفة ممن يتولاه ويلتمس الوثوب باسمه، فلا تنم ~~عن هذه الطائفة جملة. ولا ترع عنها سوء ظن وتهمة، وعاجل بها من فته على أقل ~~بادرة، مع قيامك بأسباب صاحب القصر على أتم وجه؛ فليس لك ولا لأصحابك شيء ~~يقيكم الحنث في يمين البيعة إلا ما تقيمه لوليها من هذه النفقة. فأما ~~الانفراد بالتدبير دونه مع ما بلوته من جهله وعجزه عنه، فإني أرجو أني ~~وإياك منه في سعة ما تمسكنا بالكتاب والسنة. والمال المخزون عند والدتك هو ~~ذخيرة مملكتك، وعدة لحاجة تنزل بك، فأقمه مقام الجارحة من جوارحك التي لا ~~تبذلها إلا عند الشدة تخاف منها على سائر جسدك. ومادة الخراج غير منقطعة # PageV07P076 # عنك بالحالة المعتدلة. وأخوك عبد الرحمن قد صيرت إليه في حياتي ما رجوت ~~أني قد خرجت له فيه عن حقه من ميراثي، وأخرجته عن ولاية الثغر لئلا يجد ~~العدو مساغا بينكما في ms1626 خلاف وصيتي فيسرع ذلك في نقض أمري، ويجلب الفاقرة ~~على دولتي. وقد كفيتك الحيرة فيه فاكفه الحيف منك. وكذلك سائر أهلك فيما ~~صنعت فيهم بحسب ما قدرت به خلاصي من مال الله الذي في يدي، وخلافتك بعدي ~~أجدى عليهم مما صرفته؛ فلا تضيع أمر جميعهم، وألحظهم بعيني، فإنك أبوهم ~~بعدي، فخرج ذكورهم باستخدامك، وألحف إناثهم جناحك، جبر الله جماعتهم، وأحسن ~~الخلافة عليكم. فإن انقادت لك الأمور بالحضرة فهذا وجه العمل، وسبيل ~~السيرة، وإن اعتاصت عليك فلا تلقين بيدك إلقاء الأمة، ولا تطبيك وأصحابك ~~السلامة فتنسوا ما لكم في نفوس بني أمية وشيعتهم بقطربة. فإن قاومت من توثب ~~عليك منهم فلا تذهل عن الحزم فيهم، وإن خفت الضعف فانتبذ بخاصتك وغلمانك ~~إلى بعض الأطراف التي حصنتها لك. واختبر غدك إن أنكرت يومك. وإياك أن تضع ~~يدك في يد مرواني ما طاوعتك بنانك، فإني أعرف ذنبي إليهم. # قال: وسمعته يقول لغلمانه عند هذه الوصية: تنبهوا لأمركم، واحفظوا نعمة ~~الله عليكم، في طاعة عبد الملك أخيكم ومولاكم، ولا تغرنكم بوارق بني أمية، ~~ومواعيد من يطلب منهم شتاتكم. وقدروا ما في قلوبهم وقلوب شيعتهم بقرطبة من ~~الحقد عليكم، فليس يرأسكم # PageV07P077 # بعدي أشفق عليكم من ولدي. وملاك أمركم [51] أن تنسوا الأحقاد وأن تكون ~~جماعتكم كرجل واحد. فإنه لا يفل فيكم. وما زال يكرر هذا وشبهه لطائفة بعد ~~أخرى حتى ضعف وشغل بنفسه. # قيام عبد الملك ابنه بالدولة # ولما ورد النبأ بموته ركب عبد الملك إلى هشام ونعى إليه المنصور أباه. ~~فأظهره الإشفاق، وعرفه بما اضطرب من أمر الفتيان وعصايانهم؛ فخرج هشام ~~وأمره بتدبير أمرهم بحسب ما يستقيم به أمر الدولة، وحذره مواقعة الدماء ~~وتلقيح الفتنة، وخلع عليه، وأخرج معه كتابه بولاية الحجابة مكان أبيه، وقرئ ~~على الكافة، وأنشئ به الكتب إلى الأقطار. وعاقب بعض الفتيان العاصين، وأخرج ~~بعضهم إلى سبتة، فما قفلوا عنها إلا عند العسكر الكبير مع أخيه عبد الرحمن، ~~واجتمع الشمل، وتمكنت الطاعة، وأيس الأعداء من دولة بني عامر، وعلموا أنها ~~وراثة. # وأسقط ms1627 عبد الملك سدس الجباية لأول ولايته في جميع أقطار الأندلس عن ~~الرعية، فراقت أيامه، وأحبه الناس سرا وعلانية، وأنصب الإقبال والتأييد ~~عليه انصبابا لم يسمع بمثله، وسكن الناس منه إلى عفاف ونزاهة نفس، فباحوا ~~بالنعمة، وأخذوا في المكاسب والزينة من المراكب والملابس والقيان، حتى سمعت ~~أثمان هذه الأشياء في مدته. وبلغت الأندلس في أيامه إلى نهاية الجمال ~~والكمال وسعة # PageV07P078 # الحال، في كنف ملك مقتبل السعد، ميمون الطائر، غافل عن الأيام، مسرور بما ~~تنافس فيه رعيته من زخرف دنياها، فاجتمع الناس على حبه، ونجا من الفتن. ~~وأخباره في ذلك مأثورة. وكان على أهل الأندلس أسعد مولود ولد. بلغني عن ~~أحمد بن فارس البصري المنجم زعيم الصناعة بها على عهد الحكم أنه نظر في ~~مولد عبد الملك هذا وهو طفل فأشار من بعد سعادته إلى أمر كبير لم يدرك هو ~~آخره، فعجب من شاهده من جودة إصابته، وذلك أنه قال: لم يولد قط بالأندلس ~~مولود أسعد منه على أبيه وعلى نفسه وحاشيته، نعم، وعلى أهل الأندلس طرا، ~~وعلى أرضها فضلا عن ناسها، وأنها لا تزال بخير حياته، وإذا هلك ما أراها ~~إلا بالضد. قال ابن حيان: سمعت هذا الحديث عن ابن فارس من غير ما طريق، ~~فكان كما قال، لقد حدث بالأندلس إثر مهلكه ما هو مشهور. # وكان عبد الملك من أحيا الناس، فإذا كانت الحرب عوين منه الأسد المحرب في ~~براثنه حطما وشدة. من رجل عديم الفهم والمعرفة جملة، صفر من الأدب ~~والتعاليم، حتى ما كان يسايره وينادمه إلا العجم من الجلالقة والبرابرة ممن ~~لا يهش لسماع، ولا يطرب لإيقاع. فارتفعت بذلك عن مجالس لهوه طبقة المعرفة، ~~وقوض عنها كل فاضل وعالم، واعتاض منهم بجفاة البرابر والأعاجم. إلا أنه مع ~~زهده في الأدب تمسك بمن كان استخلصه أبوه من طبقات أهل المعرفة من خطيب ~~وشاعر، ونديم وشطرنجي، ومعدل وتاريخي وغيرهم # PageV07P079 # حفظا لصنائع والده وقياما برسومه، فقررهم على مراتبهم، ولم ينقصهم سوى ~~الفوز بخصوصيته. وكانت ترفع إليه بطائق أهل الشعر ويصلهم على ms1628 تساهلهم في ~~مديحه لأمانهم من نظره فيها. وأحرز لهم مع الفائدة عفو القريحة، وذلك بين ~~لمن تأمله في أشعار مادحيه لفتورها. # ثم أغرق عبد الملك النزع في دولته، وانهمك في طلب الآلات الملوكية حتى ~~جلب إليه من ذلك كل علق خطير، وتأنق في مراكبه هو وأصحابه بالحلية التامة ~~بخالص اللجين. عهدي به يوم فصوله لغزوته سنة ثمان وتسعين التي احتفل فيها ~~لشانجه بن غرسية، واستكثر فيها من العدة والعدد، فبرز على جواد من مقرباته ~~المنسوبة، بأفخم تلك المراكب المسلسلة، ولبوس درع فضية مطرزة بالذهب، وعلى ~~رأسه خوذة مثمنة الشكل، محددة الرأس، مرصعة الطرق بدر فاخر، واسطته حجر ~~ياقوت أحمر مرتفع القيمة؛ قد لزم وسط الجيش، وطرح الشعاع على سنة وجهه، فما ~~رأى الناس بعده ملكا يعدله في البهاء والبهجة. # وكانت مما راقت به دولته في الجمال ما تلاحق فيها [52] [من] غلمان أبيه ~~العامريين الناشئين في دولة المنصور، وكان قد وفر عنايته بهم، وجد في ~~تدريبهم، ووقف حذاق المنافقين على تخريجهم، فأثمر # PageV07P080 # غرسهم، وأمكن جناهم، وراقت جملتهم في الفروسية والرماية، وبلغوا ألفي ~~غلام. # وانهمك أيضا في اصطناع البرابرة العدويين، ودعا القبائل منهم إلى الدخول ~~إليه والخدمة له. وكان من أعظم من هاجر إليه منهم زاوي بن زيري ابن مناد ~~الصنهاجي عم أبي المعز بن باديس بن منصور صاحب إفريقية وصاحب الفرقة ~~الخارجة عليه من أهل بيته. وكان المنصور أيامه قد التوى في الإذن له ~~بالدخول إلى الأندلس حذرا من دهيه ومكره وبعد صيته في المغرب. فأضرب عبد ~~الملك عن الفكر في شأنه وطلب السمعة باستخدام مثله، فأدخله بمن معه من ~~إخوته، وهم من سعة النعمة وبعد الهمم واستصغار الرغائب فيما يكون عليه ~~أشباههم من أبناء الملوك، فاستقلوا ما وصلهم به عبد الملك على كثرته، وما ~~استقر [وا] الدار إلا على قلعة، ولا [ ### | .... # ] معروفهم، ولا لبسوا أعالي المراتب السلطانية إلا على ابتذال ومحقرة، ~~ولا قطعوا أمد المقام بالأندلس إلا بذكر الرحلة والتماس التسريح بكرة ~~وعشية، جهلا وفرط أنفة، والأقدار موكلة بثني عزم ms1629 عبد الملك عن إسعافهم ~~بسراحهم لما كان قدره - عز وجهه - من الفتنة وتفريق شمل الأندلس بأشباههم، ~~فلم يخرجوا عنها إلى أن قاموا على الجماعة، وشغبوا عليها بعد عبد الملك. ~~وكان شيخهم زاوي أول دخوله الأندلس يظهر [من] أنواع البر والبشر للناس ما ~~لا شيء فوقه. وكان شأنه في الدهي # PageV07P081 # والمكر والخلابة عجبا. وكان يرجع في إقامة ما اعتاده من سعة إنفاقه إلى ~~ما جاؤ به من بلده من عقود وذخائر، فيبيع من ذلك النفيس والخطير، وربما ~~اشترى من ذلك عبد الملك فيزيد في حسرته. وكان عبد الملك [راغبا] في رفعة ~~منزلته، وولاه الوزارة أرفع خطط أصحاب السلطان بالأندلس، ووصل إليه الرسول ~~بالصك في ذلك وطلب أن يصله، فقال: لو جئتنا بمال لأسهمناك، وإنما [خطتنا ~~الإمارة] لا الوزارة، وأقلامنا الرماح، وصحائفنا الأجساد. ولم يمتنع عبد ~~الملك مع غطرسة زاوي هذا من إقامة الحد على من وجب عليه من أهله: عدا ابن ~~أخيه على مولى لهم فقتله فأقاده عبد الملك لحينه، وأسلمه أهله السيف فضربت ~~عنقه على قتيله ذلك، بمقبرة كلاع بمشهد عظيم من الناس، وأسلمت جثته إلى ~~أهله. ونبت الأندلس بعد بأخي زيري أبيه فقوض عنها أول المقوضين من صنهاجة ~~بسراح من عبد الملك. # قال ابن حيان: وانبسطت حاشية الخليفة هشام بن عبد الملك طول مدته في جميع ~~أحوالها، فحملهم على مرادهم. وانهمك هشام طول أيامه فلم يظهر وقتا فيها، ~~ولا شهد صلاة، واحتجب في نزهة الباطنة على رسمه في أيامه أبيه المنصور. ~~وبلغه منها عبد الملك بغيته، وجعل يخرجه # PageV07P082 # منها مع حرمه مستخفيا بعد طرد الناس عن طريقه، فيضرب به إلى كل ناحية. ثم ~~يعود إلى قصره. ونال في مدة هذا الإنهماك والدعة أهل الاحتيال من الناس ~~عندهم الرغائب النفيسة، بما ازدلفوا به من أثر كريم، أو زخرفوه من كذب ~~صريح، حتى لقد اجتمع عند نساء القصر ثمانية حوافر عزي جميعها إلى حمار عزيز ~~المستحيى بالآية الباهرة، واجتمع عندهن من خشب سفينة نوح عليه السلام ~~وألواحها قطعة، وظفرن من نسل ms1630 غنم شعيب عليه السلام بثلاث. وكلفن من هذا ~~ومثله لعفتهن وزهد صاحبهن بأشياء توجهت على أموالهن من قبلها أعظم حيلة، ~~ولهجن مع ذلك بطلب ذوي الأسماء الغريبة من الناس، الموافقة أسماؤهم لمن ~~اجتباه الله من خلقه. مثل عبد النور وعبد السميع وعبد اللطيف وعبد المؤمن ~~وحزب الله ونصر الله وفضل الله، ومثل ياسين واليسع ومن جانسه، يصير الرجل ~~من هؤلاء في الحاشية، ويستعمل على وكالة جهة، ولا يبعد أن يتمول في أقرب ~~مدة، وإن اتفق مع ذلك أن يكون ذا لحية عثولية، وصاحب سبال وهامة، فقد تمت ~~له السعادة، ولا سيما إن كانت لحيته حمراء قانية، فإنها أجدى عليه من دار ~~البطيخ غلة، ثم لا يسأل عما وراء روائه من أصل ولا فضيلة، ولو كان مرددا في ~~بني اللخناء، وعاريا من جميع الخصال، والأخبار في مثل هذا عنهن كثيرة [53] ~~مأثورة. فباهت حرم هشام بمثل هذه المعاني الشاذة، وبذلن [من] الأموال في ~~التماسها بما لم يسمع مثلها، ولم تزل الدولة # PageV07P083 # تزداد انهماكا إلى أن مات عبد الملك، وكبت كبوة لم تستقلها آخر الدهر. # قال ابن حيان: وكانت ولاية عبد الملك وفرق النصرانية بأسرها منتقصة، ~~وعهدها قريب بالاجتماع على المسلمين، وأطماعها بموت حتفها المنصور ثابتة. ~~وكانت الأفرنجة في آخر وقت المنصور قد تمسكت بالمسالمة، فلما سمعت بموته ~~طمعت، واحتاج عبد الملك إلى التثاقل عنهم توطيدا للحضرة، إلى أن اعتدلت ~~فيها الدولة، وأخبار الثغور توافيه كل وقت بما لا يوافقه. وكان أهم جموع ~~طوائف الطواغيت عليه يومئذ أميرا شيطانهم الرجيم، ومغويهم الزعيم، شانجه بن ~~غرسيه بن فرذلند صاحب قشتيلة. وكان يليه في النكاية منتدس [بن] عندشلب قومس ~~غليسية، وكافل ملكهم أذفونش بن برمند، وسائر القواميس عندهما سقط وحاشية. ~~فقدم عبد الملك الحذر منهما، فألقى مولاه واضحا الفتى صاحب مدينة سالم على ~~شانجه، فصالحه واضح سنة ثلاث وتسعين ولاطفه إلى أن تمهدت قواعد الدولة. ~~وجرد عبد الملك يومئذ إلى ثغر قلمرية قاصية الثغر المواجه لأرض غليسية جيشا ~~كثيفا، وبقي في وجه منتدس بن عندشلب ms1631، وصمد عبد الملك بلد الإفرنجة إذ لم ~~تزل عند ولاة الأندلس مبدأ كل علة. فاستعد لقصدهم، واقتحم أرضهم في جموعه ~~وأوغل في بسيط برشلونة، وحطم غير ما مدينة # PageV07P084 # وعاد قافلا سالما غانما. فهابته الإفرنجة وأذعنت إلى السلكن وجاء رسولها ~~إلى قرطبة، وقد أعد عبد الملك لوروده أكمل العدة من ترتيب الجنود، فكان يوم ~~دخل ذلك الرسول بقرطبة آخر أيام الزينة، إذ انتقض الملك على أثره سريعا ~~ووقعت الفتنة. # قال ابن حيان: سمعت بعض المشايخ يومئذ يقول: إنه ما كان بالأندلس مثل ذلك ~~في أمد الدولة، بما اجتمع له من كثرة الجمع والزينة والعزة السلطانية. وأما ~~التجار الغرباء فدخلوا يومئذ إلى موضع هيئة التجافيف والأعلام المصورة ~~وسائر القطع العجمية والقنا الهندية، وموقف خيل الركاب بالسروج الثقال، ~~والتراس المذهبة والمفضضة، معها بغال الركاب الرائقة في زيها المشهور، وما ~~اتصل بذلك من عدة غريبة. وتوصل أولئك التجار إلى ذلك المكان قبل إباحته ~~للنظارة بإذن التمسوه من عبد الملك، فلم يختلفوا في استيساع ما عاينوه، ~~واتفقوا - وكانوا جملة عراقيين ومصريين وغيرهم - على أنه ما شاهدوا لأحد من ~~ملوكهم مثله. # ولما أحكم عبد الملك الشد الفتن الفرنجة دبر قصد شانجه، فخرج نحوه صائفة ~~سنة أربع وتسعين، وأوغل في أرضه وخام عنه شانجه ولم يظهر له، وقفل عبد ~~الملك إلى قرطبة. فاضطر شانجه إلى السلم ووفد بنفسه إلى قرطبة، فأعظم عبد ~~الملك مورده، وضمن أن يغزو معه قومه. فخرج مع عبد الملك سنة خمس وتسعين، ~~فاقتحم جليقية وغادر أعمال بني غومس مصطلمة، وهدى المسلمين شانجه إلى عورات ~~قومه، وانتهى بهم إلى مدينة ليونه وهي من أمنع المعاقل، ولم يكن المنصور ~~بلغها لصعوبتها # PageV07P085 # وطمع عبد الملك فيها ونازلها فأعيت عليه، وقفل إلى قرطبة. وبقي شانجه في ~~مسالمته ثلاثة أعوام يستعد لحربه. فأحس عبد الملك بغدره، فسابقه بالغزو سنة ~~ست بعدها، وضحى عبد الملك يومئذ بمدينة سالم، ووافاه هنالك رسول الروم من ~~القسطنطينية بكتابه إليه، يسأله المواصلة على سبيل سلفه مع ملوك المروانية. ~~وساق له هدية وعدة من ms1632 أسارى الأندلس طير عليهم بأطراف جزائره البحرية، فسر ~~عبد الملك بذلك، وإذا كتابه مكتوب بالذهب على رسم ملوك الروم الذي فات ~~الصنعة. وذكر صاعد ورود ذلك الرسول في شعر قال فيه: # زلزلت بالمرهفات صاحب قس ... طنطين حتى اتقاك بالكتب # يطلب فيها رضاك مجتهدا ... من قبل أن يتقيك بالهرب # فليس بالفائت البعيد مع الل ... ه إذا [ما] هممت بالطلب وتمادى استعداد ~~شانجه سرا لغزو عبد الملك فسابقه [54] سنة سبع وتسعين، وظهر المسلمون ~~عليهم. ثم قفل إلى قرطبة آخر ذي الحجة منها. ثم غزا سنة ثمان غزوته الأخير ~~في شوال، فاعتل في مدينة سالم، ورجع إلى قرطبة محرم سنة تسع وتسعين. فكانت ~~آخر غزاة نفذت إلى بلاد الحرب لوشكان موته في صفر منها. وضبط أخوه عبد ~~الرحمن الأمر بعده لنفسه. # PageV07P086 # فصل في ذكر الوزير أبي الفضل محمد بن عبد الواحد البغدادي الدارمي، # وإثبات جملة من أشعاره مع ما يتشبث بها من طريف أخباره # بلغني أنه خرج من بغداد إذ مات أبوه، وأساء عشرته أخوه، وسنه دون ~~العشرين، فلحق بالأمير محمود، وشهد حروبه بأرض الهنود، وله فيه غير ما ~~قصيد، إلى أن توفي فولي أكبر ولده بعده، فبقي أبو الفضل على حاله عنده، إلى ~~أن خرج بعض إخوته عليه، فنهض لحربه، فدبر وزراؤه في طريقه الفتك به، ~~وشاوروا أبا الفضل في القضية، فأبى من تلك الدنية، وأودع أذن الأمير، ذلك ~~التدبير، فخاف وزراؤه أن يفتضحوا، وعاجلوه قبل أن يصبحوا، وقيدوه قبل أن ~~يقدم أخوه، فسبقهم أبو الفضل إليه، ونص ما فعلوه بأخيه عليه. فشكر له وفاءه ~~لصاحبه، وقال: الوفاء حلية الأحرار، والغدر ثوب الأشرار، ووصل القوم بعد ~~بأخيه، ففك عن أغلاله، وحبسه عند بعض عماله، وضرب أعناق الغدرة، وقرب أبا ~~الفضل واستوزره، إلى أن خرج عنه في خبر طويل # PageV07P087 # ولحق بشروان شاه، وصحبه إلى أن توفي أيضا وولوا أخاه، فكاتب أبو الفضل ~~الخليفة أبا جعفر القائم ببغداد في الوصول إليه، فاتفق ورود كتابه إثر وفود ~~رسول المعز بن باديس عليه، فطلب الخليفة رجلا ms1633 يسفر بينهما، فأرشد إلى أبي ~~الفضل، فوجه عنه وورد، فجهزه وخرج مستترا من بلد إلى بلد حتى وصل حلب، ~~فاشتهر خبره وطلب، فمدح معز الدولة بقصيدته التي ا، لها: " عهود الصبا من ~~بعد عهدك آمل " فأمر له بثياب سرية، وحمله على فرس عربية. ثم انفصل عنه ~~واجتاز بمعرة النعمان، وبها المعري أحمد بن سليمان، فوصل إليه، وأنشده ~~قصيدته اللامية، فقبل المعري بين عينيه، وقال له: بأبي أنت من ناظم! ما ~~أراك إلا الرسول إلى المغرب. فوصل مصر ووزيرها يومئذ صدقة ابن يوسف بن علي ~~الملقب بالفلاحي، فقصد مجلس قاضي القضاة بها، وأثبت عقدا على رجل مشهور، ~~كان يومئذ ببلاد المغرب بشهادات زور، ولما ثبت ذلك من الطومار، خرج من مصر ~~في زي التجار، يؤم بلاد إفريقية، فوقع على خبره صاحب الإسكندرية، وطلبه ~~فأعجزه. وبلغ # PageV07P088 # طرابلس المغرب أول عمل المعز، فأفشي أمره، وفضح سره، فأمر المعز بإشخاصه. ~~فلما وصل سعي به عنده وأراد قتله، فقال له: تأن في، واستقص علي، فإن صدقت ~~وإلا قتلت. فمشى أبو الفضل بالقيروان مرقبا عليه، إلى أن ورد كتاب القائم ~~بصدقه، فاعتذر إليه، ورفع منزلته وأكرمه، وبسط يده في مطاليبه وحكمه. ~~فحملهم أبو الفضل إلى منزله، وأحسن إليهم، وخلع عليهم. فعجب المعز من كرمه، ~~وقلده تدبير حشمه. وكان ورود أبي الفضل بلد القيروان سنة تسع وثلاثين. حكى ~~ذلك أبو علي بن رشيق وقال: إنه أول من أدخل كتاب اليتيمة للثعالبي عندهم، ~~وشهد حصار القيروان معهم. فلما كان عام ستة وأربعين صرف المعز خطبته إلى ~~صاحب مصر، ونبذ العباسية. فخرج أبو الفضل إلى سوسة، فتطاول عليه أهلها، ~~فخرج عنهم بعد أن أوقع الفتنة بينهم، وتركهم فرقتين: قيسية ويمنية، وأوقع ~~في نفوسهم أن الحرب قائمة بين هاتين القبيلتين إلى يوم القيامة. فاقتتل ~~الفريقان إلى أن تغلب عليهم تميم بن المعز. وتردد أبو الفضل هنالك عدة ~~سنين، وشهد الحروب مع بلقين. ثم انتبذ من تلك الناحية، وركب البحر فنزل ~~بدانية، فبعث إليه أميرها ابن مجاهد بلحم وأرباع دقيق أول ms1634 نزوله، فصرفها في ~~وجه رسوله، وتعجل الارتحال عنه إلى بلنسية فلقي برا، واستجلبه المأمون ابن ~~ذي النون فحسن بطليطلة مثواه [55] وأجزل قراه، وتوسع له ولعبيده في البر، ~~وأجرى له ستين مثقالا في الشهر. وكان دخوله طليطلة # PageV07P089 # يوم الجمعة لثلاث بقين لجمادى الأولى سنة أربع وخمسين، وتوفي بها رحمه ~~الله منتصف شوال سنة خمس وخمسين. # ومن غريب وفاء المأمون له - زعموا - إنه استمرت جرايته على حاشيته، ~~وتجافى عن ميراثه وجعله وصية له إذا لم يوص لفجأة وفاته. ورثاه الحكم أبو ~~محمد بن خليفة بشعر يقول فيه: # سقى الله قبرا حل فيه أبو الفضل ... سحابا يسح المزن وبلا على وبل # وكيف يسقي المزن قبرا يحله ... وفي طيه بحر المكارم والفضل # وبدر تمام من تميم نجاره ... ملوك لهم قام الملوك على رجل ومنها: # وما الدهر إلا آكل من نفوسنا ... ونحن لديه في الحقيقة كالأكل وهذا كقول ~~المعري: # وما الأرض إلا مثلنا الرزق تبتغي ... وتأكل من هذا الأنام وتشرب وقد كرر ~~المعري هذا المعنى في مواضع: # فشم صارما واركز قناة فللردى ... يد هي أدرى بالطعان وأدرب # أفض لهامات وأرمى بأسهم ... وأطعن في قلب الخميس وأضرب # PageV07P090 # ووزير مصر الملقب بالفلاحي المتقدم الذكر، والده كان يوسف ابن علي الذي ~~هجاه الواساني بالقصيدة التي أولها: # يا أهل جيرون هل لسامركم ... إذ استقلت كواكب الحمل وهو يومئذ مشرف على ~~دمشق في أيام الحاكم، وهي قصيدة في معناها فريدة. وقال الحاكم يوما: أريد ~~سماع هذه القصيدة من رجل حسن النشيد. فقيل له صوت الذي قيلت فيه، لا أحد ~~يجاريه، فأحضر واستعفى من نشيدها فلم يعذر، وأنشد إلى أن انتهى إلى قول ~~الواساني فيها: # كنت على باب منزلي سحرا ... أنتظر الشاكري يسرج لي # وطال ليلي بحاجة عرضت ... باكرتها والنجوم لم تمل # فمر بي [في الظلام] أسود كال ... فيل عريض الأكتاف ذو عضل # مشقق الكعب أفدع اليد وال ... رجل طويل الساقين في سمل # فأهدت الريح منه لي أرجا ... مثل جني الروض في الندى الخضل # فصحت من خلفه رويدك يا ... أسود مالي ms1635 بالعدو من قبل # فكر نحوي عجلان يعثر في ... مرط كساء مبرغث قمل # وقد مذى فالمذي يقطر من ... غرموله في الذيول كالوشل # وظن أني صيد فأبرز لي ... فيشلة مثل ركبة الجمل # PageV07P091 # وقال: لج داركم لأولجها ... فيك وإن كنت لم تبل فبل # فطالما أسهلت طبيعة من ... ليس بأمثالها بمحتمل # فانظر إليها فإن رأيت لها ... شبها فلا تدعني أبا الجعل # وخذ عمودا فلاغه شرج ... لم يمتعهن ساعة ولم يذل # قلت له: والذي يمد لك ال ... عمر ويعطيك غاية الأمل # ما شق دبري مذ قط فيشلة ... ولا انتخاب الأيور من عملي # ولا لهذا [دعيت] فاطلب لغر ... مولك من يستلذه بدلي # وهات قل لي بالله من أين أقبل ... ت ودعني من هذه العلل # فقال لي بت عند عاملكم ... هذا أبي الفضل يوسف بن علي # فصاك بي طيبه وصاك به ... مني صنان في حدة البصل # تركته في النهار أخفش لا ... ينظر في خدمة ولا عمل # ملت ترديت واعتديت على ... شيخ نبيل ينمى إلى نبل # لعله غيره فصفه فما ... تخدع مثلي بهذه الحيل # فقال: يا سيدي عجلت بمك ... روهي وكان الإنسان من عجل # هذا الذي بت عنده نصف ... دون من وفوق مكتهل # آدر رخو العجان منحرف ال ... مبعر ألحى مهيج السفل # PageV07P092 # أنتن من كل ما يقال إذا ... بالغ في النتن ضارب المثل # نعم، وفي باب سرمه وضح ... أبيت ليل منه على وجل # أخاف يعدي أيري ببرصته ... فأغتدي مثلة من المثل # فقلت: هذي صفاته ولقد ... شغلت قلبي بذلك الرجل ومنها في التعريض بمنشا ~~بن إبراهيم: # فقلت قل لي من أين تعرفه ... فقال ذرني من هذه العقل # كنت أجيرا ببد معصرة ... كانت قديما لكاتب البجل # فنمت يوما وكنت من سهر ال ... ليل وقيذا كالشارب الثمل # فاجتاز للحين والقضاء الذي ح ... م منشا في موكب زجل # وكان منه التفاتة فرأى ... ذيل قميصي قد قد من قبل # فاشتد تحديقه إلي كما ... حدق ذئب طاو إلى حمل [56] # ولم أبت ليلتي وعيشك يا ... مولاي حتى رفعت بالرسل # فجئته خائفا كما يلج ال ... عصفور ms1636 مستكرها على الورل # فارتعت لما رأيت لحيته ... وكدت أخرى من شدة الوجل # PageV07P093 # وظن أني استحييته فغدا ... يبسطني بالمزاح والغزل # وقال إن كنت مكرمي ثل قد ... ري فبعض الهوان أرفع لي # إنتف سبالي وأصفع قفاي ولا ... تنظر إلى قدرتي ولا خولي # ولم يزل دائبا يشمرخ شا ... قولي ويحتال لي على مهل # فحين أدليت كالحمار بدا ... يرفع أثوابه على الكفل # وخر للوجه والجبين وقد ... رطب حولي خصييه بالبلل # طعنته طعنة بصدق الأنا ... بيب أصم الكعوب معتدل # ثم رمى صفحتي بلحيته ... فقلت ذا السرم من بني ثعل # فقال أخطأت إذ أسلت دمي ... فقلت كلا والله لم يسل # أين النجيع القاني فديتك من ... لطخ رجيع كالورس منسجل # فقال أير أرى به هوجا ... قد جاز حد الجنون والخبل # يا سيدي ما اسمه فقلت أبو ال ... أسود يكنى وليس بالدؤلي وهي طويلة، فلما ~~فرغ قال له الحاكم: لم لم تقطع لسانه - والله لا عملت لي عملاص بعد، فصرفه. # PageV07P094 # جملة من أشعار أبي الفضل في أوصاف شتى # النسيب وما يناسبه # كان يوما مع المعز بن باديس في مجلس أنس، وغلام وسيم يدور بالكأس فقال ~~فيه: # ومعذر نقش الجمال بمسكه ... خدا له بدم القلوب مضرجا # لما تيقن أن سيف جفونه ... من نرجس جعل النجاد بنفسجا وكان له هوى بغلام ~~في مدينة السلام فإذا رآه أنكر حبه، والغلام يعرف شدة وجده وكلفه، فدمعت ~~عينا أبي الفضل، فقال الغلام: دمعك شاهد عليك، فقال: # وهبني قد أنكرت حبك جملة ... وآليت أني لا أروم محطها # فمن أين لي في الحب جرح شهادة ... سقامي أملاها ودمعي خطها ودخل يوما على ~~قينة وهي تتبخر بالند، ودخانه قد علا وجهها فقال: # PageV07P095 # ومحطوطة المتنين مهضومة الحشا ... منعمة الأرداف تدمى من اللمس # إذا ما دخان الند من جيبها [علا] ... على وجهها أبصرت غيما على الشمس وهو ~~القائل: # يغرس وردا ناضرا ناظري ... في وجنة كالقمر الطالع # فلم منعتم شفتي قطفه ... والحكم أن الزرع للزارع -! وقال: # ومبلبل من صدغه العطر الذي ... أهدى لي البلبال دون حجاب # وحياة ما غرس ms1637 الحياء بخده ... من ورده بعتابه وعتابي # لأغررن بمهجتي في حبه ... غررا يطيل مع الخطوب خطابي # ولئن تعزز إن عندي ذلة ... تستعطف الأحباب للأحباب وقال: # يا ليل هلا انجليت عن فلق ... طلت ولا صبر لي على القلق # جفت جفوني الآماق فيك فما ... تسبل أشفارها على الحدق # PageV07P096 # كأنني صورة ممثلة ... ناظرها الدهر غير منطبق وإنما أشار في هذا إلى قول ~~بشار: # جفت عيني عن التغميض حتى ... كأن جفونها عنها قصار فنقل لفظه ومعناه، ~~وقصر عنه كما تراه. وقد أخذ أيضا العتابي هذا المعنى، واجتناه أريا، فرده ~~شريا، بقوله: # في ماقيي انقباض عن جفونهما ... وفي الجفون عن الآماق تقصير وقال أبو ~~الفضل: # بدر تم علي ليس يلين ... خاب فيما رجوت فيه الظنون # طالبا للخلاف إن لم أكن كا ... ن وإن كنت حاضرا لا يكون # فعلى ذا ما نلتقي قط حتى ... يتلاقى المضاف والتنوين وقال: # وظبي أراني غرة من جبينه ... تزيد ضياء بين أصداغه الدهم # تجرعت بالإسعاف جرعة ظلمه ... لأني رأيت الظلم يدرأ بالظلم # وكم أمكنتني فرسة فتركتها ... حياء من الشيب الموقر بالحلم # ولو كنت في ثوب الشبيبة رافلا ... لصح على إتيان زلتها عزمي # PageV07P097 # وهذا كقول الآخر: # دعتني عيناك نحو الصبا ... دعاء تكرر في كل ساعه # فلولا وحقك عذار المشيب ... لقلت لعينيك سمعا وطاعه وهذا مثل قول جرير: ~~[57] # [يقول العاذلات علاك شيب ... أهذا الشيب يمنعني مراحي] ومنه أنشد: [57] # لولا الحياء وأنني مشهور ... والعيب يلحق بالكبير كبير # لحللت منزلك الذي تحتله ... ولكان منزلنا هو المهجور وابن الرقاع هو ~~القائل: # لولا الحياء وأن رأسي قد عسا ... فيه المشيب لزرت أم القاسم وقال بعض أهل ~~عصرنا: # فلولا حياء المحيا وما ... عراني لفقد الصبا من مصاب # PageV07P098 # لمرغت خدي وألفت بين ... هشيم المشيب وروض الشباب وقال محمد بن هانئ: # والله لولا أن يسفهني الهوى ... ويقول بعض القائلين تصابى # لكسرت دملجها بضيق عناقها ... ولثمت من فيها البرود رضابا # بنتم فلولا أن أغير لمتي ... عبثا وألقاكم علي غضابا # لخططت شيبا في عذاري كاذبا ... ومحوت محو النقس عنه شبابا # وخلعته خلع النجاد ms1638 مذمما ... واعتضت من جلبابه جلبابا # وخضبت مسود الحداد عليكم ... لو أنني أجد البياض خضابا وسأله أبو منصور ~~الثعالبي أن يصف غلاما صغيرا كان بديع الحسن ليثبت ذلك في كتابه المترجم ~~بألف غلام، فقال: # إني عشقت صغيرا ... قد دب فيه الجمال # وكاد يفشي حديث ال ... فضول منه الدلال # لو مر في طرق الهج ... ر لاعتراه ضلال # وتاه فيه اغترارا ... لو لم يغثه الوصال # يريك بدرا تماما ... في الحسن وهو هلال وسأله أيضا أن يصف غلاما كاتبا ~~كان حسن الخطين خط اليد وخط الوجه، فقال: # PageV07P099 # وكاتب أهديت نفسي له ... فهي من السوء فدا نفسه # سلط خديه على مهجتي ... فاستأصلاها وهي من غرسه # كأنما خط على خده ... مثل الذي قد خط في طرسه # فلست أدري بعد ما حل بي ... بمسكه أتلف أم نقسه وقال فيه: # وشادن أسرف في صده ... وزاد في التيه على عبده # الحسن قد بث على خده ... بنفسجا يرنو إلى ورده # رأيته يكتب في طرسه ... خطا يضاهى الدر في عقده # فخلت ما [قد] خطه ... للحسن قد خط على خده وألم أبو الفضل في هذا بقول ~~بعض الكتاب: # ما أخطأت نوناته من صدغه ... شيئا ولا ألفاته من قده # وكأنما أنفاسه من شعره ... وكأنما قرطاسه من جلده وينظر إلى هذا من طرف ~~خفي، قول [ابن] أبي سمرة الدارمي قال: # سراب الفيافي صادق عند وعدها ... وسم الأفاعي مبرئ عند صدها # رمتني ولم أسعد بأيام وصلها ... بعيني مهاة أنحستني ببعدها # PageV07P100 # تعلقها قلبي كما قد تعلقت ... صوالج صدغيها بتفاح خدها # فقلبي لما أضعفته كخصرها ... ودمعي لما نظمته كعقدها وقال أبو الفضل: # قلت للملقى على الخدين من ورد خمارا ... والذي سل على العشاق باللحظ ~~شفارا ... # أسبل الصدغ على خد ... ك من مسك عذارا # أم أعان الليل حتى ... قهر الليل النهارا - # قال ميدان جرى الحس ... ن عليه فاستدارا # ركضت فيه عيون ... فأثارته غبارا وقال يتشوق إلى بلده: # أهيم بذكر الشرق والغرب دائبا ... وما بي شرق للبلاد ولا غرب # ولكن أوطانا نأت وأحبة ... فقدت متى أذكر عهودهم أصب # إذا ms1639 خطرت ذكراهم في خواطري ... تناثر من أجفاني اللؤلؤ الرطب # ولم أنس من ودعت بالشط سحرة ... وقد غرد الحادون واستعجل الركب # أليفان هذا سائر نحو غربة ... وهذا مقيم سار عن صدره القلب وقال في مثله: # PageV07P101 # تذكر نجدا والحمى فبكى وجدا ... وقال سقى الله الحمى وسقى نجدا # وحيته أنفاس الخزامى عشية ... فهاجت إلى الوجد القديم وجدا # فأظهر سلوانا وأضمر لوعة ... إذا طفت نيرانها وقدت وقدا # ولو أنه أعطى الصبابة حكمها ... لأبدى الذي أخفى وأخفى الذي أبدى # ولم أنسه والسكر يفتل قده ... إذا ما تثنى كدت أعقده عقدا وقال: # ومخمور الجفون بلا خمار ... حكى بدر الدجى حسنا وبعدا # فما زالت به حيلي إلى أن ... دنا ورأى لدي الغي رشدا # وجاد بقبلة فشممت مسكا ... وذقت مدامة وقطفت وردا # فكان السكر لي سببا سقاني ... على ظمأ الهوى العذري بردا [58] # فيا شربا وردت فكان عذبا ... ويا نجما لحظت فكان سعدا وقال: # قالوا تبدى شعره فأجبتهم ... لابد من علم على الديباج # والبدر أبهر ما يكون ضياؤه ... إذ كان ملتحفا بليل داج وقال: # ظبي إذا حرك أصداغه ... لم يلتفت خلق إلى العطر # غنى بشعري منشدا ليتني ال ... لفظ الذي أودعته شعري # PageV07P102 # فكلما كرر إنشاده ... قبلته فيه ولم يدر وقال: # يا ذا خط الجمال بوجهه ... سطرين هاجا لوعة وبلابلا وهذا كقول ابن رشيق: # وهل [على] عارضيه إلا ... حمائل قلدت حساما وقال أبو الفضل في بعض غلمانه ~~وكان له به هوى: # علي لا تصل وبن ... فقلبي غير مرتهن # غضبت فزد ودم غضبا ... فإني عن رضاك غني # أتخفي بغصتي سرا ... وتبدي الحب في العلن - # لقد غرتك في ميلي ... إليك كواذب الظنن # أتطمع أن أزيد هوى ... وودك لي على دخن - # إذا فسدت يد قطعت ... ليسلم سائر البدن فأجابه الغلام: # غلامك غير ممتهن ... تخونه ولم يخن # وتطلب عتبه ظلما ... على غضب ولم يكن # PageV07P103 # وتوقعه بما قد قل ... ت في بحر من المحن # فقل لي كل طرفك أم ... خلا طرفي من الفتن - وقال أبو الفضل: # وحبيب [قد ضن] بالوصل تيها ... هل تضن البدور بالإشراق ms1640 # أنا أخشى إن دام ذا الهجر أن ين ... شط من حبه عقال وثاقي # فأريح الفؤاد مما اعتراه ... وأرد الهوى على العشاق وقال: # سمحت بنفسي غداة الرحيل ... غراما على القمر الآفل # وبت أفض ختام الجفون ... وأبكي على الجسد الناحل # ومن عجب العشق أن القتيل ... يحن ويصبو إلى القاتل! وقال: # يا حاديا وجمال الحي سائمة ... ماذا تريد بقلبي أيها الحادي - # كلفته السير من جسمي ففارقه ... وهل يسير أسير ما له فاد - # رفقا فقد هجت شوقا ما استعد له ... فكيف يرحل مشتاق بلا زاد - وقال: # PageV07P104 # أيا بصري عزا علي ويا سمعي ... ويا مسرفا عند التضرع في منعي # إذا كنت مطبوعا على الهجر والجفا ... فمن أين لي صبر فأجعله طبعي -! # سل المطر الغمر الذي عم أرضكم ... أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي - ما ~~أخرجته من شعره في سائر الأوصاف # كان ليلة مع بعض إخوانه وبين أيديهم شمعة، فأفضى حديثهم إلى وصفها، فجعل ~~من حضر يريض نفسه، ويعمل في ذلك حسه، فقال أبو الفضل: # ذهبنا فأذهبنا الهموم بشمعة ... غنينا بها عن طلعة الشمس والبدر # أقول وجسمي ذائب مثل جسمها ... ودمعتها تجري كما دمعتي تجري # كلانا لعمري ذوبيان من الهوى ... فنارك من جمر وناري من هجر # وأنت على ما قد تقاسين من أذى ... فصدرك في نار وناري في صدري وله في وصف ~~طرف: # حكى فرسي الليل في لونه ... فقابله البدر عند اضطرار # فكان له غرة في التمام ... ونعلا لحافره في السرار # PageV07P105 # وقال: # رب ليل أبطا علي فلما ... مد ضافي دجاه ما استبطاني # جئت أسعى إليه سعي زلال ال ... ماء يستن في حشا الظمآن # ظلت أسري بمثله فيه حتى ... خلتني قد أحاط بي ليلان # فهو طرف له خضابي سواد ... أنا فيه كهيئة الإنسان وأرى السلامي قد نبهه ~~على هذا التشبيه، وإن كان أبو الفضل قد زاد فيه، وكان السلامي قد ركب زورقا ~~بدجلة فقال: # وميدان تجول به خيول ... تقود الدارعين وما تقاد # ركبت به إلى اللذات طرفا ... له جسم وليس له فؤاد # جرى فظننت أن الأرض وجه ms1641 ... ودجلة ناظر وهو السواد وقال عبد الجليل ~~للمعتمد بن عباد من شعر قد تقدم إنشاده في صفة جواز البحر: # فسرت فوق دفاع الله تهصره ... براحة الدين والتقوى فينصهر # كأنما كان عينا أنت ناظرها ... وكل شط بأشخاص الورى شفر وقال أبو الفضل ~~في زامر أسود: [59] # PageV07P106 # وحالك اللون كالليل البهيم له ... فضائل مشرقات الحسن كالفلق # تنوب عن نطقه ريح مؤثرة ... في قلب مصطبح أو لب مغتبق # تخال مجلسنا وجها به حسنا ... إذ صار فيه كخال معجب لبق # كأنما كفه من زمره سلبت ... أو زمره من يديه جد مسترق # تراه يحفظ ما يوحى إليه به ... وسره أبدا يهوي بمنخرق # يحدو بأنفاسه الأوتار مجتهدا ... فتستقيم به الألحان في الطرق # أهدى الشباب إليه حسن بهجته ... فناسب المسك في لون وفي عبق وقال: # هات اسقني فالعيش شاك جرأة ... والدهر نكب عن لقاء أعزلا # من قهوة تدع الفتى مستحسنا ... من غفلة في شربه أن يجهلا # مع ناعس الألحاظ تخبر أنه ... ما قال فيما ريم منه قط لا # والثلج يحكي في اكتنان سقوطه ... وضئيل جثته دقيقا غربلا ويا بعد ما بين ~~هذا وبين قول بعض أهل عصرنا وهو: # [] ... والشمس طالعة ولما تغرب # خلت الرذاذ برادة من فضة ... قد غربلت من فوق نطع مذهب ولأبي الفضل في ~~الشيب: # PageV07P107 # طاقة نغصت علي شبابي ... فتعمدت نتفها غير وان # فأقامت عند المكان ونابت ... عند نتفي من غيرها طاقتان # قلت ماذا هذا لعمر التصابي ... لشبابي وجدتي محنتان # قالتا قد جرى من الرسم للسل ... طان أخذ البراة قبل الجان # وإن ازددت في الجفاء فلا تن ... كر قدومي عليك مع أعوان ألم في البيت ~~الأخير بقول [الآخر] : # [وزائرة للشيب لاحت بعارضي ... فبادرتها بالقطف خوفا من الحتف] # [فقالت على ضعفي استطلت ووحدتي] ... رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي وفي ~~البيت الثاني والثالث بقول كشاجم: # أخي قم فعاوني على شيبة بغت ... فإني منها في عذاب وفي حرب # إذا ما مضى المنقاش يأتي بها أبت ... وقد أخذت من دونها جارة الجنب # كجان على السلطان يجزى بذنبه ... تعلق بالجيران ms1642 من شدة الرعب وقال أبو ~~الفضل من طردية: # أنعت كلبا لم يصب مثاله ... يطمعه من حرصه خياله # مثل الهزبر سلبت أشباله ... أو كالظليم ضل عنه راله # PageV07P108 # يسأم من مطاله مطاله ... وفي وديق فمه جرياله فكلنا من صيده عياله ... ~~وله من قصيد طويل: # كأنما الفحم والنيران تلهبه ... هام من الزنج في ثوب من السرق # أو الزنود براها السيف في رهج ... من الهنود عليها شطبة العلق # مد الرماد عليه بهد رقدته ... عينا له حسك من حمرة الشفق # أقول للنار والأحزان نائرة ... والقلب في غمرات الحب لم يفق # إياك أن تقربي نارا مؤججة ... بلاعج الشوق في قلبي فتحترقي # أظن أنك ما لاقيت ما لقيت ... قلوب أهل الهوى من جاحم القلق # ولا منيت بتوديع وقد جعلوا ... بيض السواعد أطواقا على العنق # ولا فجعت بغزلان ألفتهم ... ساروا بقلبك إذ ساروا مع الرفق # سطا الفراق عليهم غفلة فغدوا ... من جوره فرقا من شدة الفرق # فسرت شرقا وأشواقي مغربة ... يا بعد مانزحت من طرقهم طرفي # لولا تدارك دمعي يوم كاظمة ... لأحرق الركب ما أبديت من حرق # يا سارق القلب جهرا غير مكترث ... أمنت في الحب من بعدي على السرق # ارمق بعين الرضا تنعش بعاطفة ... قبل المنية ما أوهيت من رمق # PageV07P109 # لم يبق مني سوى لفظ يبوح بما ... ألقى فيا عجبا للفظ كيف بقي # صلني إذا شئت أو فاهجر علانية ... فكل ذلك محمول على الحدق ومنها في وصف ~~الطل والنور: # كأن قطراته من بعد ما جمدت ... لآلئ فوق أصداف من الورق # فالنور قد رمدت بالثلج أعينه ... فليس يرنو بجفن غير منطبق # والغصن قد ضربت أيدي الضريب على ... أوراقه فتراه مائل العنق قوله: " بيض ~~السواعد أطواقا على العنق " معنى مشهور، ومنه قول القائل وهي أبيات ~~بتداولها القوالون: # مشتاقة طرقت بالليل مشتاقا ... أهلا بمن لم يخن عهدا وميثاقا # يا زائرا زار من قرب على بعد ... آنست مستوحشا لا ذقت ما ذاقا # يا ليل عرس على خلين قد جعلا ... بيض السواعد للأعناق أطواقا ومن قصائده ~~المطولات في المدح وما يتعلق به ms1643 من الصفات # ما أخرجته من مقطوعاته الإخوانيات وغيرها # قال من قصيدة في معز الدولة صاحب حلب: # وقفت على رسم الديار مسائلا ... وهل يشتفي من لوعة الحب سؤال # PageV07P110 # فألوى رسوم الصبر رسم من اللوى ... وطل دموعي بالسبيبة أطلال [60] # يحيي بها صوب الحياء معالما ... خلعن عليهن المحاسن أنوال # فما روضت أرض المهاد ملاحف ... وزهور باها الحلي والنور خلخال # وورقاء تستملي حنيني بنوحها ... كلانا على عهد الأحبة هدال # وإني إذا ما أزور عني منزل ... رمى الحل في قطربه شد وترحال # أقيم إذا ما العز وطد مفرشي ... وأنبو إذا ما أعقب العز إذلال # أنا ابن السرى إن ملني متن سابق ... تسلمني شخت الجزارة مرقال # كأن الفلا ظئر لها الليل حجلة ... تحن إليها من ركابي أطفال # تفوز في قطع المفاوز جرأتي ... إذا كاع عن قطع المجاهل جهال # إذا البدر جلى وجهة البر نوره ... فمدة ظلي فوق وجنته خال # سقى حلباص والحى من آل عامر ... هزيم توالى من نشاصك مهطال # فكم أثمرت فيه القنا من مناقف ... وكم أتعبت فيه الصوارم أبطال # إذا خطبوا العلياء يوم كريهة ... فأسيافهم فيها مهور وأجعال # بيمن معز الدولة انكشفت لنا ... من الدهر أحوال مرتهن أحوال # تجافى محيا المال حتى كأنما ... يقابله منه وشاة وعذال # PageV07P111 # كأن الوغى طرف له الجبل محجر ... له النقع أكحال له الزان أميال # وأسمر عسال إذا احتدم الوغى ... تصدق منه الزاد أطلس عسال وله من أخرى في ~~ابن ذي النون المأمون: # لا يشرب الماء ما لم يحف حافته ... حتى إذا قطرت أرماحه شربا # ولا يرد المحيا الطلق بغرته ... كالقرن عن بيرق خلب خلبا # ما بال بالي إذا سكنته نفرت ... عشاره وإذا كفكفته انسربا # أللتبرم بالدنيا وزينتها ... أم البعيد من الآمال قد قربا # بهمة الملك المأمون حين غدا ... إفضالها لتناهي همتي سببا # الواهب الألف لا عينا ولا ورقا ... ولا عشارا ولكن أنعما قشبا # في جحفل كسواد الليل مرتكم ... لكن أسنته صارت له شهبا # كأنما نهج أنبوب الرماح به ... ما قد ورثت من العليا أباص فأبا # قوم إذا ركبوا سدوا ms1644 الفضاء وإن ... [حلوا] توهمتهم في البيد رجل دبا # قد صيروا الحرب كأسا والدماء بها ... خمرا وما جوفت من بيضها حببا وله ~~فيه من أخرى: # PageV07P112 # ولم يفهموا ما تكتب البيض في الوغى ... ولا السمر حتى أعجما بالحوافر # تسرع حتى خلت كل مقصر ... من الخيل محمولا على ظهر طائر # وحتى توهمنا النجوم أسنة ... وخلنا الهلال بينها إثر حافر وله من مرثية ~~في الملك شروان شاه: # يا موضعا عن ملكه وسريره ... ماذا أضرك لو لبثت قليلا - # طلت رزيته دمي إن لم أدع ... دم مقلتي في لحده مطلولا # يا تاركا رسل الملوك ببابه ... من ذا يرد عليهم التجميلا # أرحلت ثم تركتنا ولقبل ذا ... كنا نحف إذا أردت رحيلا # أترى دليلك في السرايا غره ... خطأ فسار إلى الحمام دليلا - # صرنا نقبل قبره ولطالما ... كنا نبيح بساطه التقبيلا # جدث غدا جفنا لأبصر ناظر ... أمسى وأصبح بالردى مكحولا # يا قبر لم نعرف تشتت شملنا ... حتى غمدت الصارم المصقولا # ظلنا نشق جيوبنا من بعد أن ... كنا نجرر في ذراه ذيولا # ونعب كاسات الدموع كأننا ... في أنس مجلسه نعب شمولا # عذل البكاء فظل ينشد نفسه ... بيتا يمهد عذره المقبولا # PageV07P113 # رد الجموح الصعب أيسر مطلبا ... من رد دمع قد اصاب سبيلا # ما للرماح قصرن عن درك المدى ... ورأين حمل نصولهن فضولا - # ولقبل كن إذا رأينك عازما ... عاين طولك فاسنفدن الطولا # لبس الحداد حديدهن فما نرى ... إلا سنانا من صداه كليلا # تبكيك أقلام [زهت] من عظم ما ... كتبت فتوحك بكرة وأصيلا # وبحور شعر غاص مدحك فانتقى ... منهن درا في النظام جزيلا وله من أخرى في ~~بعض عبيده: # أعبدي قد أسأرتما [في] جوانحي ... من الوجد داء مستكنا وباديا # أسأتم وللحب المبرح حجة ... تحسن في عيني تلك المساويا # لئن بزني دهري ببغداد ثروتي ... فما زلت من كسب المحامد كاسيا # فيا ليتني لم آت بغداد نابها ... وأصبحت في أكناف شروان عاريا # فلو كنت فيها لبم تحص قوادمي ... ولا أحفت الأشواق منها الخوافيا # فمزقت أثواب الفلا بسوابق ... تظل بها الأنضاء تفلي الفيافيا # إذا [ما] أمالتني ms1645 بها نشوة الكرى ... ترنح في كفي المهند صافيا # وإن أنا طلقت النهار بجوزها ... خطبت خداريا من الليل داجيا # ومن طلب الغايات جرع نفسه ... سلاف السرى واستنهض النجم ساقيا [61] # PageV07P114 # ما أخرجته من مقطوعاته الإخوانيات وغيرها # في أوصاف مختلفات # له من قصيدة في وصف القيروان وقت فتنة العامة بها يقول فيها: # حالت علي القيروان بحالها ... عما عهدت العيش فهو منغص # فخرابها في كل يوم زائد ... وصبابة المعمور فيه تنقص ومنها: # إن كان أرخصني الزمان فإنه ... أسدى إلي بضائعا لا ترخص # أو كان غير من طباعي موضعي ... فالخمر إن تركت وعاها تقرص # كيف الرجوع وطرف حالي عاثر ... وجناح آمالي الكسير مقصص وله من أخرى: # ولما أن كساني الشيب ثوبا ... ولم يك وقت تغيير الثياب # أتاني غفلة والنفس فيها ... بقايا من عقابيل التصابي # وغصن شبيبتي غض نضير ... به ظمأ إلى ماء الشباب # ورام الناس مني ما يضاهي ... مشيبي في فعالي أو خطابي # ولم أقدم على وصل التصابي ... مخافة أن أدنسه بعاب # فداومت المدام فما أبالي ... ببالي إن تخطى عن صواب # فإن ظهر التصابي في يوما ... أحلت به على فعل الشراب # PageV07P115 # وهذا من قول حسان. # نوليها الملامة إن ألمنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء وقال أبو الفضل: # ومعنف لي في المقام ضرورة ... بالقيروان وما بها سلطان # ألقى الهوان بها وكم من عزة ... قد ساقها نحو الرجال هوان # جهلوا على الإحسان فيها موضعي ... لو كان ينفع عندهم إحسان # فكأنني القرآن عند معطل ... أو في بلاد هرابذ رمضان # ما الدر ينقص فضله في بحره ... أن ليس تعرف قدره الحيتان # كلا وليس المسك يبطل عرفه ... إن ضيعته بجهلها الغزلان # ما عيب ضوء الشمس عند بزوغها ... أن ليس يدرك نورها العميان # والليث لا ينسى استطالة بأسه ... إن ضمه في خيسه خفان # أو ما ترى الدنيا بفقد مليكها ... طرفا ولكن ما له إنسان - وله من أخرى: # وأعظم من مصيبات الليالي ... علي وصرفها خل خؤون # يقابلني بود مستميل ... وبين ضلوعه داء دفين # إذا عاتبته أبدى مجونا ... وعلة ذلك العتب المجون ms1646 # ومن جعل السموم له دواء ... فيوشك أن يفاجئه المنون # PageV07P116 # أهم بأن أجازيه فيأبى ... علي الأصل والعرض المصون # أرى هذر الكلام المحض غثا ... فيردعني عن الغث السمين # ولم يزعج زئير الأسد حلمي ... أيزعجه من البق الطنين - # أيطمع أن يشق غبار مهري ... ذليل تحته عير حرون - # سل السمر الذوابل ما غنائي ... إذا اشتجرت بها الحرب الزبون # ألم أجعل مثار النقع بحرا ... على أن الجياد له سفين - وله من أخرى في ~~صاحب الخيل ابن أذين من قصيدة طويلة، منها قوله: # وأعذب من يومنا بالعذيب ... سلامتنا اليوم من ذي سلم # ولست بمن يطيبه الغنى ... ويرصد طيفا له أن يلم # ومن عبثت نفسه بالغنى ... تساوى الغنى عنده والعدم # وكم طسم الدهر من جبلتي ... فرد نضارة ما قد طسم # وكنت إذا ما رماني الزمان ... أو كاد أو هم بي أو عزم # علقت أبا الحسن المرتجى ... فأمسيت من صرفه في حرم # فتى لو رأى البخل في نومه ... أو الجبن خلقا له لم ينم # ولو كان طيفا وكان الكرى ... طروقاص لغير العلا ما ألم # فما لي أرى عقد إحسانه ... تبدد من سلكه ما نظم - # ولم ذكني عنده حاسد ... كأن به جنة أو لمم # PageV07P117 # بدا وجهه فاشتهيت العمى ... وكلمني فاستزرت الصمم # وقد كنت ترضع در الصفا ... ودادي فما لودادي فطم - # كذا الطفل يرضع حتى إذا ... ترعرع غيب عنه الحلم # يسائلني الناس عما تقول ... وما قلت لي قط إلا نعم [وله] : # قالوا مدحت أناسا لا خلاق لهم ... مدحا يناسب أنواع الأزاهير # فقلت لا تعذلوني إنني رجل ... أقلد الدر أعناق الخنازير وقال: # ما إن أرى قربكم صائبا ... وأنتم لي غير أجناس # وما جلوسي عندكم أنني ... أعدكم من بعض جلاسي [62] # لكنني أجلس [ما] بينكم ... تعللا من عدم الناس وقال في رجل يعرف بابن ~~كثير: # وما الخبر مما يرتجى في ابن واحد ... فكيف نرجيه من ابن كثير - وقال: # وكيف ترجو السحاب الجود من رجل ... لا يطمع الطير فيه وهو مصلوب # أصبحت أحلب تيسا لا مدر له ... والتيس من ظن أن التيس محلوب وقال ms1647: # PageV07P118 # يا لائما عمران لا تنشدن ... عمرو بن كلثوم " ألا هبي " # طمعت في كلب فداريته ... والكلب من يطمع في كلب فصل في ذكر طائفة من ~~الشعراء المقلين الطارئين على هذا الأفق من بلاد # المشرق، مع ما يتصل بذكرهم من المعارف المفيدة # منهم # سليمان بن محمد الصقلي: كان - فيما بلغني - من أهل العلم والأدب والشعر؛ ~~ووفد على هذا القطر سنة أربعين وأربعمائة، وقصد بمديحه عدة من الرؤساء، ~~وتقدم بفضل أدبه عند الكبراء، ووما أنشدته له في عذول قبيح قوله: # رأى وجه من أهوى عذولي فقال لي ... أجلك عن وجه أراه كريها # فقلت له بل وجه حبي مراءة ... وأنت ترى [تمثال] وجهك فيها ومن شعره: # PageV07P119 # تقلب دهرنا فالصقر فيه ... يطالب فضل أرزاق الحمام # على الدنيا العفاء فقد تناهى ... تسرعها إلى أيدي اللئام # وما النعماء للمفضول إلا ... كمثل الحلي للسيف الكهام # ذريني أجعل الترحال سلكا ... أنظم فيه ساحات الموامي # فإني كالزلال العذب يؤذي ... صفاه وطعمه طول المقام وهذا المعنى مشهور، ~~وقد مر منه في تضاعيف هذا التصنيف كثير، كقول بعض أهل عصرنا: # مللت حمص وملتني فلو نطقت ... كما نطقت تلاحينا على قدر # وسولت لي نفسي أن أفارقها ... والماء في المزن أصفى منه في الغدر وكذلك ~~قوله: " بل وجه حبي مراءة " معنى متداول، منه قول يوسف بن هارون الرمادي: # وإذا أراد تنزها في روضة ... أخذ المرأة بكفه فأدارها وقال الآخر: # أنا كالمرآة ألقى ... كل وجه بمثاله وقال العباس بن الأحنف: # PageV07P120 # هممت بإتياننا حتى إذا نظرت ... إلى المرآة نهاها وجهها الحسن ولبعض ~~المصريين في غلام كان يهواه، مما يتطرف معناه: # يجري النسين على غلالة وجهه ... وأرق منه ما يمر عليه # ناولته المرآة ينظر وجهه ... فعكست فتنة ناظريه إليه ورأى أبو الحسن ~~السلامي في يد غلام يميل إليه مرآة فقال: # رأيته والمرآة في يده ... كأنها شمسة على ملك # فقلت للصورة التي احتجبت ... من غيره زهد فيها ولا نسك # يا أشبه الناس بالحبيب ألا ... تخبرنا عنك غير مؤتفك # قال أنا البدر زرت بدركم ... وهذه قطعة من الفلك # قلت ms1648 فإني أرى بها صدأ ... فقال هذي بقية الحبك # PageV07P121 # وذكرت بذكره المرآة قول القراطيسي الكوفي، وهي أبيات يتداولها القوالون: # ما تنقضي من عجب فكرتي ... في خصلة فرط فيها الولاه # ترك المحبين بلا حاكم ... لم يقعدوا للعاشقين القضاه # وقد أتاني خبر ساءني ... مقالها في السر: واسوأتاه # أمثل هذا يبتغي وصلنا ... أما يرى ذا وجهه في المراه! قال القراطيسي: ~~وقلت يوما للعباس بن الأحنف: هل ألممت بهذا المعنى - فأنشدني لنفسه: # جارية أعجبها حسنها ... ومثلها في الناس لم يخلق # خبرتها أني محب لها ... فأقبلت تصحك من منطقي # والتفت نحو فتاة لها ... كالرشإ الوسنان في قرطق # قالت لها قولي لهذا الفتى ... انظر إلى وجهك ثم اعشق وحدثني الفقه أبو ~~بكر بن الوزير [أبي محمد ابن] العربي؛ قال: حدثت عن الفقيه أبي عبد الله ~~الحميدي عن سليمان بن محمد # PageV07P122 # الصقلي، قال: كان بسوسة إفريقية رجل أديب ظريف يهوى غلاما جميلا من ~~غلمانها، واشتد كلفه به، فتجني الغلام عليه، فبيناه ذات ليلة يشرب منفردا ~~وقد غلب عليه السكر خطر بباله [63] أن يأخذ قبس نار فيحرق به داره، ففعل ~~وجعله عند باب الغلام فاشتعل نارا، فاتفق أن رآه بعض الجيران فأطفأه، فلما ~~أصبح حمل إلى القاضي فسأله لم فعل ذلك، فأنشأ يقول: # لما تمادى على بعادي ... وأضرم النار في فؤادي # ولم أجد من هواه بدا ... ولا معينا على السهاد # حملت نفسي على وقوفي ... ببابه حملة الجواد # وطار من بعض نار قلبي ... أقل في الوصف من زناد # فاحترق الباب دون علمي ... ولم يكن ذاك من مرادي فاستظرفه قاضي البلد، ~~وتحمل عنه ما أفسد. # قال الحميدي: وكنت أظن أن هذا المعنى مما تفرد به هذا القائل حتى أخبرت ~~أن نصر بن أحمد الخبزرزي ابن المقنى في إثر حريق المربد، فقال له: هل قلت ~~في هذا شيئا - فقال: ما قلت، ولكن أنشدك ارتجالا، وجعل ينشد هذه الأبيات: # PageV07P123 # أتتكم شهود الورى تشهد ... فما تستطيعون أن تجحدوا # فيا مربديون ناشدتكم ... على أنني منكم مكمد # جرى نفسي صعدا نحوكم ... فمن حره احترق المربد # وهاجت ms1649 رياح حنيني لكم ... فظلت بها ناركم توقد # ولولا دموعي جرت لم يكن ... حريقكم أبدا يخمد فصل في ذكر الأديب أبي ~~الفتوح ثابت بن محمد الجرجاني # من جملة من وفد أيضا على البلد في ذلك الأوان، وكان الغالب على أدواته ~~علم اللسان، وحفظ الغريب والشعر الجاهلي والإسلامي، إلى المشاركة في أنواع ~~التعاليم، والتصرف في حمل السلاح، والحذق بالآلات الجندية، والنفاذ في ~~معاني الفروسية؛ فكان الكامل في خلال جمة. طرأ # PageV07P124 # على الجانب منذ صدر الفتنة للذائع من كرمه، فأكرم نزله، ورفع من شانه، ~~وأصحبه ابنه المرشح - كان - لسلطانه. فلم يزل له بها المكان المكين إلى أن ~~تغير عليه يحيى بتغير الزمان، وتقلب الليالي والأيام بالإنسان، ففارقه ولحق ~~في غرناطة بعسكر البرابرة، فحلت به من أميرهم باديس الفاقرة. # ووجدت بخط الفقيه أبي محمد بن حزم، قال: إن أول من لقي من ملوك الأندلس ~~مجاهد العامري المتقدم الذكر، فأكرم نزله وأنس به، وسأله يوما عن رفيق له ~~رآه معه، فقال الجرجاني: # رفيق شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقي الشتى فيأتلفان قال أبو محمد بن ~~حزم: ثم لقيت بعد ذلك أبا الفتوح فأخبرني عن بعض شيوخه أن ابن الأعرابي رأى ~~في مجلسه رجلين يتحدثان، فقال لأحدهما من أين أنت - قال من اسبيجاب، وسأل ~~الآخر فقال: من الأندلس، فعجب ابن الأعرابي من ذلك وأنشد البيت المتقدم. # ثم أنشدني هذه المقطوعة: # PageV07P125 # نزلنا على قيسية يمنية ... لها نسب في الصالحين هجان # فقالت وأرخت جانب الستر دونها ... [لأية أرض أم من الرجلان # فقلت لها أما رفيقي فقومه ... تميم وأما أسرتي فيمان # رفيقان شتى ألف الدهر بيننا] ... وقد يلتقي الشتى فيأتلفان قال ابن حزم: ~~وأخبرني أبو الفتوح الجرجاني، قال: أخبرني علي بن حمزة [إن القصيدة التي ~~أولها " هذي برزت لنا فهجت رسيسا " قالها المتنبي في محمد بن زريق] وكيل ~~زوامل ابن الزيات صاحب طرسوس وأنه وصله عليها بعشرة دراهم، فقيل له إن شعره ~~حسن، قال: ما أدري أحسن هو أم قبيح، ولكني أزيده عشرة أخرى؛ فكانت صلته ~~عليها عشرين درهما ms1650. # فصل في ذكر الأديب عبد العزيز بن محمد السوسي # أحد أضياف بن ذي النون # قال ابن بسام: ولم يقع إلي من شعر هذا الرجل إلا قصيدة من جملة قصائد ~~لغير واحد، أنشدت للمأمون يحيى بن ذي النون، سنة خمس وخمسين في صنيع احتفل ~~فيه لإعذار حفيده حسب ما أصفه. وقصيدة السوسي في ذلك طويلة، منها قوله: # PageV07P126 # لما بنيت من المكارم والعلا ... ما جاوز الجوزاء في الإجلال # أعملت رأيك في بناء مكرم ... ما دار قط لآمل في بال # لو زاره كسرى أنو شروان لم ... يصرف إلى الإيوان لحظ مبال # يا ساقي الصهباء أين كبارها ... قد لذ ورد القهوة السلسال إعذار يحيى ~~أبهج الدنيا وبين عذرنا في نحوة المختال ... # حشد السرور لنا طهور مطهر ... من عائر الجبناء والبخال # عرض من الآلام يجلب صحة ... وطفيف نقص فيه كل كمال انتهى ما كتبته منها. # ونذكر بعقبها ما تعلق بسببها فصلا لابن حيان في وصف ذلك الصنيع الذنوبي، ~~دل به على [64] براعته، وأعرب به عن موضعه من صناعته، وسيمر أثناءه ذكر ~~شعراء من هذه الطائفة الطارئة وسواها، لانتظام كلام ابن حيان إياها. فمنهم ~~من ذكرت في هذا الموضع بارع أشعاره، وجرد فصلا من كتابي في مستطرف أخباره، ~~ومنهم من فات دركي، ولم يعلق بشركي، فاقتصرت في هذا الفصل على ذكره، وأثبت ~~هاهنا ما وقع إلي من شعره. وكان غير السوسي منهم أحق بالتقديم كمحمد بن شرف ~~وسائر طبقته، ممن هو أعصف في البيان ريحا، وأكثر عن الإحسان تصريحا، ولكن ~~وصلنا هذا الفصل بخبر هذا الرجل إذ لم يكن له سواه آية تتلى، ولا حسنة ~~تجتلى. # PageV07P127 # قال ابن حيان: كتب إلي الأديب ابن جابر، قال: احتفل المأمون ابن ذي النون ~~في مدعاة إعذار حفيده يحيى فحشد أمراء البلاد، وجملة الوزراء والقواد، ~~فأقبلوا إليها كالقطا القارب أرسالا، وقد رسم لخدمته في توسيع مشارب هذا ~~الإعذار، وإرغاد موائده، وتكميل وظائفه، وإذكاء مطابخه، رسوما انتهوا فيها ~~إلى حده، وشقق عليها جيوب أكياسه، وأمر بالاستكثار من الطهاة والإتآق ~~للقدور، والإتراع ms1651 للجفان، والصلة لأيام الطعام، والمشاكلة بين مقادير ~~الأخباز والآدام، والإغراب في صنعة ألوانها مع شياب أباريقها بالطيوب ~~الزكية، والقران فيها بين الأضداد المخالفة ما بين حار وبارد، وحلو وحامض؛ ~~والمماثلة بين رائق أشخاصها وبين ما تودع فيه من نفائس صحافها، والاستكثار ~~لها من أنواع الحلوة المجيرة للمعد من داء الإتخام، وتجاوز عليها إلى ~~السكر. فجاءوا في ذلك كله بأمر كبار أبيدت لمطابخه أمم من الأنعام، جمع فيه ~~بين المشاء والطيار والعوام. وانتسفت لمخابزه أهراء من الطعام، وأنفقت على ~~مجامره ومعاطره جمل من الأموال الجسام، فاغتدى جماعا لمداعي أهل الإسلام ~~العظام. # وشرف المأمون بالاشتراك مع تطهير حفيده يحيى صبيانا من بني أصحابه، وبدأ ~~بحفيد قبلهم، فكان أسكن من حنف معه جأشا، وأقلهم # PageV07P128 # زمعا، وإنه مشى - زعموا - إلى الحديد مشي البطل النجيد، ومكن الخاتن من ~~عضوه فأعانه على إحكام صنعه، وسوى ختانه، وخفف آلامه، وأوشك إفراقه، فخلص ~~من محنته هذه الشرعية، خلوص صادر السهام المصمي للرمية، فسر ابن ذي النون ~~وشام برق الأمنية، فعند ذلك أذكى نيرانه، وأنضج أطعمته ونصب موائده، ودعا ~~الجفلى إليها، ولم يفسح لأحد التخلف عنها. فاكتملت الأطعمة، وفتحت الأبواب، ~~وسهل الحجاب، ورفعت الستور، وجليت المقاصير، وزينت القصور، واقيمت المراتب، ~~ووكل بكل قسم منها كبير من وجوه الخدمة ضم إليه فريق من الأعوان والوزعة، ~~يتصرفون بأمره، ويقفون عند حده، قد أخذوا بخفض الأصوات مع سرعة الحركات وحث ~~الأقدام، فصار من بديع ذلك الصنيع الفخم أن لم يعل فيه صوت، ولا تشكي منه ~~فوت، فطال العجب من استوائه في مثل ذلك المشهد. # قال ابن حيان: ولما بكرت أفواج علية الناس إلى باب القصر مستبقين، وغشيته ~~زمرهم وزرافاتهم مبتدرين، أنزلوا عن دوابهم عند باب المنصب الأول، فأذن لهم ~~بالدخول على مراتبهم، فمشوا وقد حفهم سراة الصقلب الخصيان، وخواص الحشم ~~والغلمان، فأجلسوا في الدار الأولى ذات الحائر الريان. فلما اكتملوا أدخلوا ~~إلى المجلس الكبير. فلما استقر فيه جمعهم خرجت تسمية من الأمير المأمون ~~بإدخال القضاة # PageV07P129 # والفقهاء والعدول ومن يليهم من كبار الناس ms1652، دعاهم لذلك ذو الوزارتين أبو ~~[عامر بن] الفرج، فقاموا والسكينة عليهم، يقدمهم قاضي القضاة أبو زيد بن ~~عيسى القرطبي، فأدخلوا بتكريم على تؤدة ورفق، وجيء بهم إلى الدار الكبرى ~~الثانية ذات الساحة الواسعة الزاهرة، ثم وصلوا إلى مجلس قد فرش بالديباج ~~التستري المرقوم بالذهب، وسدلت فوق حناياه ستور من جنسه تكاد تلتمع الأبصار ~~بنصاعة ألوانها وإشراق عقيانها. وقد جلس لهم الأمير المأمون في جانب منه، ~~وحفيده في جانب آخر، فأكب الناس عليه يهنئونه. ويلثمون أطرافه، ويتناغون ~~فيما قد رووا وابتدهوا، وهو يشملهم بإقبال طرفه، ويعمهم بإجمال رده، فيثنون ~~منه إلى حفيده [65] يدعون له، ثم عدل بهم إلى مكان الأطعمة في المجلس الأول ~~- على ذات اليسار من تلك الدار - الواسع القطر الرحب الأبواب، وقد فرش ~~بالوطاء التستري، وعلقت على أبوابه وحناياه ستور الطميم المثقلة ذات الصور ~~المقيدة للألحاظ، وقد مدت فيه صنوف الطعام. فأمعنت هذه الطائفة في الأكل ~~ازدقاما وسرطا، واختصاما وقضما، وانتهالا وعلا. # PageV07P130 # ووصفاء الموائد الحافون من حولهم يطردون الأذية عن مجلسهم بطوال المذاب ~~البديعة الصنعة، المقمعة الأطراف بفاخر الحلية. ولما مضى لهم صدر من أكلهم، ~~نجم لهم الأمير المأمون قائما فوق رؤوسهم، متهمما بشأنهم، مبالغا في ~~تكريمهم، قد حف به أذواء الوزارة وأهل الخدمة وأكابر الفتيان وأعاظم القواد ~~قائمين بقيامه، ولما قضى وطرا من القيام بمكارمتهم صدر راجعا إلى مرتبته. # ولما فرغت تلك الطائفة جيء بهم إلى المجلس المرسوم لوضوئهم، وقد فرش أيضا ~~بوطاء الوشي المرقوم بالذهب، وعلقت فيه ستور مثقلة مماثلة، فأخذوا مجالسهم ~~منه، وناولهم الوصفاء الطائفون بهم رفيع النقاويات والذرائر المطيبات في ~~الأقداح والأشناندانات الفضيات المحكمة الصناعات، كادت تغنيهم بطيبها عن ~~الغسل. ثم أدني إليهم إثر ذلك الوضوء في أباريق الفضة المحكمة الصنعة، ~~يصبون على أيديهم في طسوس الفضة المماثلة لأباريقها في الحسن والجلالة، ~~فاستوعبوا الوضوء وأدنيت من أيديهم مناديل يتضاءل لها ما عليهم من سني ~~الكسوة. قم نقلوا إلى مجلس التطييب أفخم تلك المجالس، وهو المجلس المطل على ~~النهر العالي البناء، السامي السناء، فشرع في تطييبهم ms1653 في مجامر الفضة ~~البديعة بفلق العود الهندي، المشوبة بقطع العنبر الفستقي، بعد أن نديت ~~أعراض # PageV07P131 # ثيابهم بشآبيب ماء الورد الجوري، يصب فوق رؤوسهم من أواني الزجاج ~~المجدود، وفياشات البلور المحفور، ثم أدني إليهم قوارير المها المحكمة ~~الصنعة، الرائقة الهيئة، قد أترعت بالغوالي الذكية، النامة بسرها قبل ~~الخبرة، المتخذة من خالص المسك التبني، ومحض العنبر المغربي، لاءم بينها ~~رشح البان البرمكي، فتناولوا من ذلك حتى لأقطرت سبالهم ذوبانا، وأعادت ~~شيبهم شبانا، فلما استتم هؤلاء الخلة نعيم يومهم، من طعمهم وطيبهم، أقيموا ~~للدخول على المأمون، فسلموا عليه، ودعوا له. فأقبل عليهم أحسن قبول، ورد ~~أجمل رد، وأمر بإدخالهم إلى سيد مجالسه المسمى المكرم، نتيج همته، وبديع ~~حكمته، السائر خبره، الطائر ذكره، المعدوم نظره، ليمتعوا أبصارهم بالنزهة، ~~ولم يكن أكثرهم رآه إلى يومهم ذلك مع علوق وصفه بخواطرهم، فلما رأوه صغر ~~عندهم ما كانوا يستكبرونه من وصفه، ورجعوا أبصارهم فيه، ونبه بعضهم بعضا ~~على دقائق معانيه. # قال ابن حيان، قال ابن جابر: وكنت ممن أذهلته فتنة ذلك # PageV07P132 # المجلس، وأغرب ما قيد لحظي من بهي زخرفه الذي كاد يحبس عيني عن الترقي ~~عنه إلى ما فوقه إزاره الرائع الدائر باسمه حيث دار، وهو متخذ من رفيع ~~المرمر الأبيض المسنون، الزارية صفحاته بالعاج في صدق الملاسة ونصاعة ~~التلوين، قد خرمت في جثمانه صور لبهائم وأطيار وأشجار ذات ثمار، وقد تعلق ~~كثير من تلك التماثيل المصور بما يليها من أفنان أشجار وأشكال الثمر ما بين ~~جان وعابث، وعلق بعضها بعضا بين ملاعب ومثاقف، ترنو إلى من تأملها بألحاظ ~~عاطف، كأنها مقبلة عليه، أو مشيرة إليه. وكل صورة منها منفردة عن صاحبتها، ~~متميزة [من] شكلها، تكاد تقيد البصر عن التعلي إلى ما فوقها. قد فصل هذا ~~الإزار عما فوقه كتاب نقش عريض التقدير، مخرم محفور، دائر بالمجلس الجليل ~~من داخله، قد خطه المنقار أبين من خط التزوير، قائم الحروف بديع الشكل، ~~مستبين على البعد، مرقوم كله بأشعار حسان، قد تخيرت في أماديح مخترعه ~~المأمون. وفوق هذا الكتاب ms1654 الفاصل في هذا المجلس بحور منتظمة من الزجاج ~~الملون الملبس بالذهب الأبريز، وقد أجريت فيه أشكال حيوان وأطيار، وصور ~~أنعام وأشجار، يذهل الألباب [66] ويقيد الأبصار. وأرض هذه البحار مدحوة من ~~أوراق الذهب الإبريز، مصورة بأمثال تلك التصاوير من الحيوان والأشجار بأتقن ~~تصوير وأبدع تقدير. # قال: ولهذه الدار بحيرتان، قد نصت على أركانهما صور أسود # PageV07P133 # مصوغة من الذهب الإبريز أحكم صياغة، تتخيل لمتأملها كالحة الوجوه فاغرة ~~الشدوق، ينساب من أفواهها نحو البحيرتين الماء هونا كرشيش القطر أو سحالة ~~اللجين. وقد وضع في قعر كل بحيرة منهما حوض رخام يسمى الذبح، محفور من رفيع ~~المرم، كبير الجرم، غريب الشكل، بديع النقش؛ قد أبرزت في جنباته صور حيوان ~~وأطيار وأشجار، وينحصر ماؤهما في شجرتي فضة عاليتي الأصلين، غريبتي الشكل، ~~محكمتي الصنعة، قد غرزت كل شجرة منها وسط كل مذبح بأدق صناعة، يترقى فيهما ~~الماء من المذبحين فينصب من أعالي أفنانهما أنصاب رذاذ المطر أو رشاش ~~التندية، فتحدث لمخرجه نغمات تصبي النفوس، ويرتفع بذروتها عمود ماء ضخم ~~منضغط الاندفاع، ينساب من أفواهها ويبلل أشخاص أطيارها وثمارها، بألسنة ~~كالمبارد الصقيلة، يقيد حسنها الألحاظ الثاقبة، ويدع الأذهان الحادة كليلة. # قال ابن حيان: إلى هذا المكان انتهى تلخيصي ووصفي، وهو جلل عند قرانه ~~بموصوفاته، ووشل عند إضافته إلى مغموضاته. وأبرأ من عهدة التقصير فيه، ~~وأنهجه لمن تعاطى الاقتدار على الإبداع في وصفه. # قال: وتوالى إطعام أفواج الناس في ذلك الإعذار، مجلسا بعد آخر # PageV07P134 # أياما متوالية، حتى استدعي له من بقايا أصناف الناس وأدونهم حتى الجفلى، ~~وأزعجوا إلى النعيم الذي لا عهد لهم به، دخلوا على التطليق، وحفظوا من ضنك ~~المضيق، وأوسعت مآكلهم من غليظ ورقيق، فالتهموا وازدرموا، ونهلوا وعلوا، ~~ووضئوا وطيبوا. # مجلس الأنس # قال ابن حيان: وذهب المأمون إلى تتميم تكريم زواره من رجال الأمراء الذين ~~استحضرهم يومئذ لشهود فرحته، بمشاهدة مجلس خلوته، وتنعيم أسماعهم بلذات ~~أغانيه، وقد علم أن فيهم من يرخص في النبيذ ولا يسوغ له نعيم دونه، فاحتمل ~~حرج ذلك مبالغة في تأنيسهم، فاحتفل ms1655 لهم في مجلس قد نضد، وأحضر فيه جميع ~~آلات الأنس. فلما استوى بالقوم مجلسهم، واشرأبوا إلى الأخذ في شأنهم، قرب ~~إليهم أطعمة طيورية جوامد وباردة، وصنوفا من المصوص والأشربة والطباهج، ~~موائد مترعة اتخذوها بسطا لنبيذهم. ثم انثنوا إلى الشراب ونفوسهم به صبة، ~~وقد مدت ستارة الغناء لأهل الحجاب، ونظمت نوبة المغنين زمرا، فهاجوا ~~الأطراب، واستخفوا الألباب، ونقلوا الطباع فجاءوا بأمر عجاب، بذهم فيه سابق ~~حلبتهم، المحسد من # PageV07P135 # جماعتهم، الإسرائيلي ذي، الزائد إحسانه على إبراهيم الموصلي، صديق إبليس، ~~الظريف في فتنته، وتخايله بالماخوري المكنون، الذي اغتدى في باطله نسيج ~~وحده، يزدهي العيدان جسه، ويخرس الأطيار شجوه، قاتله الله من آخذ بالقلوب! ~~فطربوا وطرب المأمون ليلتئذ على وفور حلمه. وكان الذي غناه فيها ذي صوتا ~~شجيا، لحنه من خفيف الرمل، مطلق بالخنصر، في مقطوعة نظمها عبد الله بن ~~الخليفة المقلب بالمصري، وهي: # باكر لبكر الدنان إن ... هداء العروس في السحر # واشرب عقارا تخال حمرتها ... تحرق أيدي السقاة بالشرر # فإن يحيى أحيا بدولته ... ما قد محاه تصرف القدر # ملك هو الدهر في عزيمته ... يطلع فينا بطلعة القمر فطمح بابن ذي النون ~~الإطراب، حتى حن حنين الناب، وخلع لوقته عليه ثوبا من التستري الأخضر مطرزا ~~بالذهب، ووصله بمائتي دينار ذهبا، ثم فض الصلات والخلع في سائر الطبقات. # هذا آخر خطاب ابن جابر إلي بوصف ذلك الإعذار، وجمله التي بسطتها من ~~إدماجه، وسبكتها من نقده. خلا أنه سامني ذكر مقطوعات # PageV07P136 # حشا بها كتابه إلي، من صنعة صديقه عبد الله بن خليفة المصري. تعاور ~~المغنون في تلك الليلة الغناء بها، وجميعها عندي في نهاية من الضعف [67] ~~والتخلف والتبرؤ من صنعة الشعر، يبغي بها توشيح هذا المشهد الجليل الذي ~~قيلت فيه، ينظمها في عقده، فلم أسعده على ذلك ترفيعا به عن هجنتها، وتبرئة ~~لنقدي على استجادة سبكها، ومذمة لزمن غفل أقحم قائلها في زمرة الشعراء، ~~وجسره على إنشاد جلة الأمراء، وطالما عناني هذا الرجل بذكر ابن خليفة هذا ~~وإنمائه إلى النسبة المصرية، وعزوه له إلى المعارف الحكمية ms1656، وأنا أحسبه ~~مصري التربة، متطارح الغربة، مستطيرا على بعد النجعة، مرهف الحد، محتنك ~~التجربة، أرتاح لذكره وأود لقياه والأخذ عنه. فأبرزه الفحص لي قطربي ~~التربة، محالي الحومة، سوقي الحرفة؛ ابن جار لي من تجار الخفافين يسمى ~~هليفة، عجمي نبز الأب ب - " المورته " مفجوء الميتة منذ سنوات قليلة. لم ~~أعهد ابنه هذا يرتسم بأدب، ولا يسعى لطلب، إلى أن رمت به النوى قريبا إلى ~~بلاد العدوة لابتغاء المعيشة، فأطال بها الثواء، ولقي الفهماء، وتقيل ~~الجسراء، فكسر إلينا على زعمه مصريا صليبة، وأديبا باقرة، وشاعرا باقعة، ~~وحكيما نطيسا، وظريفا ممتعا. كل ذلك من غير طول رياضة، ولا تقدمة معرفة. ~~وما إن يستنكر لقاسم الفضائل بين خلقه أن يجمع منها لواحد ما فرق في جماعة، ~~له القدرة البالغة والحكمة القاهرة. # PageV07P137 # وفي فصل له في ذكر الشعراء # قال ابن حيان: وصار من مناكيد ذلك الصنيع الملحقة به عيب التقصير عدمه ~~لحذاق من الشعراء يجيدون القول فيه، ويحسنون وصفه، فيوفون المبدع له حقه، ~~إذ ألوى ببقاياهم الزمن العصيف المطاول للفتنة، وجاء بأشباه له من شعراء ~~متكلفين مثل الخازباز المضروب مثلة، يهينمون بما لا ودق له من سمائهم، ~~ويفرغون في قوالب تضيق عن إفراغهم، ويجهدون في حشو قوافيهم دون إرهاف للفظ ~~ولا استنباط لمعنى، فلا يسرون ناقدا، ولا يهزون ممترى، ولا ينشطون راويا. ~~وأشق ما على الحائز لهم غلظهم في أنفسهم، واستقصارهم لمن امتدحوه في إخلاله ~~وقعوده بهم، وهي لو عقلوا أقعد وأضيق واقصر وأعكس. فيا ويحهم ماذا عليهم في ~~إلإنصاف من أنفسهم والاعتراف بتقصيرهم، أليس ذلك كان أولى بهم - فما أحسن ~~قول " لا أدري " بمن يدري فضلا بمن هو بضدها تصاب مقاتله. فلو قلدوا الزمن ~~دؤولهم، ووله نقصهم، واعترفوا لبلواه، لكان أعذر لهم. فجلس لهم المأمون ~~متخذ تلك المدعاة الفخمة في مرتبته ببرطيل المجلس الموصوف في أبهة # PageV07P138 # فخمة ورتبة كاملة مع كبار أهل مملكته من أذواء الوزارات المثنية ~~والمفردة، ومن أصحاب الخطط العليات، وأذن لتلك الحلبة من شعراء [الحضرة] من ~~طارئ وقاطن، وهم نفر عير ms1657 منوه بهم ولا بأسمائهم، ولا تجانس برواتهم، فدخلوا ~~إليه على هيئتهم يقدمهم شيخهم المقدم من جماعتهم ذلك اليوم، محمد بن شرف ~~القيرواني القريب عهده بالهجرة، بعد خبطعه سمرات ملوك الأندلس بمحجنه، ~~واعتصارهم بقصعته، فأذن لهم بالإنشاد بحسب تطبيقهم، فتقدمهم ابن شرف فأنشد ~~قصيدة أولها: " يريني الهوى أن الهوى لين سهل "، ما إن هي لاحقة بعيون ~~شعره، أطال فيها التشبيب فخلص إلى التهنئة، وقد استفرغ القريحة وطول فما ~~أتى بطائل. ثم تقدم بعد البائس عبد الله بن خليفة الأندلسي المتمصر بزعمه، ~~فيا بؤسى لسابق صلى بعده! فأنشد قصيدة ملفقة، ذات طنين وقعقعة، كثر ~~أبياتها، وقلل أقواتها، أولها: " أرى أثلاث الجوع بالوصل تورق " تركه ~~المأمون أيضا يتصرف بها، ما إن هزت منه عطا، ولا أبدت له بسما. وقام بعده ~~محمد بن زكي الأشبوني، فأنشده شعرا أوله: " اليوم أبهج منبر وسرير " ركب ~~فيها سنن من قبله، ولحق ابن ذي النون سآمة من كلف يومه، فأمر بأخذ بطائق ~~جميع من حضره من الشعراء، وأسلمها إلى # PageV07P139 # وزيره الأثير يومئذ عبد الرحمن بن مثنى كي يتصفحها بفضل أدبه، ويطبق ~~قائلها بحسب معرفته، فيأمر لهم بما يجده. فبدا على [68] الشعر يومئذ ~~انكسار، ولحق أخفافه أنهيار، وأصم به الناعي مسمعا يندب شجوه بابن اليماني، ~~مناديا ينادي: يا إدريساه، ولا إدريس يومئذ للقوافي، وكل شيء له حتف موافي. # قال ابن حيان: وأكتب إثر هذا الفصل بعض ما اخترته من قصائد هؤلاء الشعراء ~~على ما خيلت لئلا يخلو جيد التأليف من مخشلبها. # فمن قصيدة ابن شرف في ذكر وطنه وحنينه قوله: # تذكرتها واليم بيني وبينها ... وموصولة فيح ومهجورة غفل # ومن دونها حرب عوان وفارض ... ولود لها من نفسها أبدا بعل ومنها في ذكر ~~قصيدته: # يقر امرؤ القيس بن حجر لفضلها ... ويظهر عنها العجز علقمة الفحل # فلو وصلت عمري الليالي لوقته ... لقالت [له] الأشعار ما قالت النمل # PageV07P140 # قال ابن بسام: وأثبت ابن حيان في كتابه لتلك الطائفة المنشدة يومئذ عدة ~~قصائد، ولم يسلك فيها سبيل ناقد. قال: وأما المتكلف المصري فسكل ms1658 الحلبة، ~~فكان أبطأهم جراء وأنآهم عن الغاية، لما اجتهد في المتح فجاء بقليل ماء، ~~فوق ظمأه بخمسين بيتا سدى، لفقها قصيدة متخاذلة لم يفتق فيها معنى حسنا، ~~ولا قافية حرة، بل ما زاد على أن صرف النسيب في ست من الخلات مسميات، فضل ~~فيهن إمام المحدثين أبا تمام بزيادة اثنتين، ثم قطع المديح توسعا مع ما ~~وجده هناك من آجر وجص، فهدف منها فيما لم يعنه عليه طبع، ولا أسعدته صنعة، ~~فكان الذي أبدى كير نفخه من خالص سكبه قوله: # وقد كان لي [في] مصر دار كرامة ... ولكن إلى المأمون كنت أشوق # حللت عليه والمكارم جمة ... وسحب العطايا برقها يتألق انتهى ما لخصته من ~~كلام ابن حيان. # PageV07P141 # جملة من أخبار بني ذي النون وذكر أولية أمرهم # قال ابن بسام: ونتلو هذا الفصل بنبذ لها بهذا الموضع موقع، من أخبار ~~طليطلة البائسة، وشرح الحال التي أبادت مصانعها، وطيرت واقعها، وما آل إليه ~~أمر المملكة القابضة للأنام، المبنية على هدم دعائم الإسلام، المجموعة من ~~افتراق الجماعة، المغلوب عليها أئمة السمع والطاعة. ونذكر طرفا من حديث مآل ~~أميرها المترف المسرف، الملقب - كان - من الألقاب السلطانية بالقادر بالله، ~~جهلا من بحقيقته، وتهاونا بالله وخليقته. خطة ذاده المقدار عن مستقرها، ~~ودعوى دفع الليل والنهار في صدرها، ونأتي أولا بفصل جوده ابن حيان في ذكر ~~جده إسماعيل المتلقب - كان - بالظافر، رئيس الخلاف، ورأس الإنحارف، وجمهور ~~الجور والإسراف. # قال ابن حيان: وكانت أولية نباهة بني ذي النون من جدهم ذي النون، في أيام ~~الأمير محمد بن عبد الرحمن، وقد اعتل له خصي في طريق قفوله من الثغر فتركه ~~عنده بحصن أقليش يمرضه، فلما أفاق لحق بالحضرة مع الخصي، فأخذ له توقيفا ~~بتقديمه على حصنه، ثم تداول تلك الخطة ولده إلى أيام الحكم. فلما اضطلع ~~بالدولة ابن أبي عامر، تعلق به المضراس بن ذي النون وإسماعيل ابنه معه، ~~فلما انقرضت الدولة العامرية لحق بالثغر وجمع إليه بني عمه، وخطب من سليمان ~~ولاية أقليش فولاه إياه، ثم تهيأت له ms1659 قلعة كونكه، وكانت بيد واضح العامري، ~~فلما مات ضبطها إسماعيل منتظرا بزعمه # PageV07P142 # من يجتمع عليه الناس، وتحت ذيله من غلول واضح كثير، حين لم يترك إلا ~~أطفالا وأمهم حرته، ألقت بنفسها إليه، معتنقة بأمانه، فحصل لإسماعيل البلد. ~~وسطا على مجاوريه من قواد الثغور، فاستقامت له الأمور. وثنى له الوزارة ~~سليمان وسماه ناصر الدولة. فاستقل ذلك كله، وآثر الفرقة، واقتطع جانبه، ~~فكان أول الثوار لمفارقة الجماعة، وفرطهم في نقض الطاعة، ثم اتفقت له أمور ~~اتسع بها عمله، وكثرت جبايته وجمعه. وكان من البخل بالمال، والكلف ~~بالإمساك، والتقتير في الإنفاق، بمنزلة لم يكن عليها أحد من ملوك عصره. لم ~~يرغب في صنيعة، ولا سارع إلى حسنة، ولا جاد بمعروف، فما أعملت إليه مطية، ~~ولا حملت أحدا نحوه ناقة، ولا عرج عليه أديب ولا شاعر، ولا امتدحه ناظم ولا ~~ناثر، ولا استخرج من يده درهم في حق ولا باطل، ولا حظي أحد منه بطائل. وكان ~~مع ذلك سعيد الجد، تنقاد إليه دنياه، وتصحبه سعادته فينال صعاب الأمور ~~بأهون سعيه. وهو كان فرط الملوك في إيثار [69] الفرقة؛ فاقتدى به من بعده، ~~وأموا في الخلاف نعهجه. فصار جرثومة النفاق، وأول من استن سنة العصيان ~~والشقاق، ومنه تفجر ينبوع الفتن والمحن، فتبارك من أملى له، ولم يرض له ~~عقوبة الدنيا مثوبة. # فقد كان أصحابه حفظوا عنه كلمات في سبيل ذكر السلف الصالح زيادة إلى ~~مساوئه. وذلك أنه نوظر في شأن التأمير لبني أمية فقال: والله لو نازعني ~~سلطاني هذا الصديق لقاتلته ولما سلمت له، فكيف أسلم سلطاني لمن يدعى إليه ~~من بني أمية، ممن لا يوجب الله طاعتهم، عترة # PageV07P143 # مروان خيط باطل، الذين لم يسبق لهم صحبة، ولا أدخلهم السلف في شورى ~~الإمامة - # قال ابن حيان: ومن أشهر حكاياته في ذلك، ما أخبر عنه أبو العباس السكري ~~الإسكندري - رجل ممتع الحديث طيب المجالسة - وحضر مجلس ابن حمود بمالقه، ~~فسأله إسماعيل بن ذي النون عن مجلسه معه، فأثنى عليه، فقال أتثني على ~~أدعياء - فعل الله بهم وصنع ms1660، فبهت الإسكندراني وقال: معذرة إليك أيدك الله، ~~فإني جهلت رأيك في هذا الرجل مع أني ألزمت نفسي ألا أذم ذا سلطان البتة، ~~وأنت غير منازع في أئمتك المروانية، وهم أهل ذلك منك، أقاديم الملوك، وذو ~~العدل والسياسة. [ومضى] الإسكندراني في إطرائهم ظنا أنه يسره، إذ كان يقول ~~بدعوتهم في ذلك الوقت. فقطع عليه ابن ذي النون بأسوأ من قطعه على ~~الهاشميين، وأنحى على ذم بني أمية فلم يبق، ووصل كلامه بأن قال: توارثوا ~~هذه الإمارة مخرقة وضعها قريش لاستعمال الناس، والناس لأب وأم، والفخار ~~باطل، أحقهم بالملك من استقل به. والله ما أولي غير نفسي، ولا أقوم إلا ~~بسلطاني، ول نازعنيه فلان وفلان - وذكر السلف الصالح الذي كرم # PageV07P144 # الله ذكرهم - لضربتهم دونه بسيفي ما استمسك بيدي. فقام عنه الإسكندراني ~~مبهوتا وأفشاه في غير أرضه. وأخباره في مشل هذا كثيرة. # انتهى كلام ابن حيان. # فقلت أنا: وليت إسماعيل هذا بقي ووقي، على فظاظة جانبه، واختلاف مذاهبه، ~~وطول إعراضه عن عواقبه، فلقد كانت عليه وقته قليل رقبة، وعند بعض أهبة، ~~لقرب عهده بأيام الجماعة، واستشعاره عودة السمع والطاعة، ولوفور من كان ~~قبله يومئذ من مشيخة ذوي الهيئات، وزعماء سائر الطبقات، ولقد أساء من جاء ~~بعده، ذهابا في الكبر، وتهاونا بالأمر، وقعودا عن النصر، واستظهارا بأحزاب ~~الكفر، سلمه باطل وبطالة، وحربه غواية وجهالة، في المشركين نجومه وديمه، ~~ولهم مواثيقه وذممه، وفي المسلمين همومه وهممه، وعندهم بوائقه ونقمه. # بلغني أنه لما مات الظافر إسماعيل، كان حملة دولته ورؤوس جملته، الحاج ~~ابن محقور وابن لبنون وابن سعيد بن الفرج. وكان آكد ما عهده إلى ابنه يحيى ~~المتلقب بعده بالمأمون الاقتداء بهديهم، والانتهاء إلى رأيهم. قال بعضهم: ~~فدخلنا عليه لأيام يسيرة من مهلك أبيه، وهو [في] إيوان كبير قد ملأه بنقر ~~الفضة حتى لا فضل فيه عن مجلسه، فأمرنا بالدنو، فبعد لأي ما خلصنا إليه، ~~لكثرة ما كان من ذلك بين يديه، وقد امتلأت صدورنا عجبا، وتقيدت ألحاظنا فما ~~تجد متقلبا، لهذا الاتفاق كيف وقع، ولهذا ms1661 السحت من أين # PageV07P145 # جمع. فأخذ يفيل رأى أبيه في اختزانه، ويعرض بجمود كان كان في بنانه، ونحن ~~نقول: لعله قد أنف لضياع ثغوره، وتشعث أموره، وانتشار الشرك بإزائه وظهوره. ~~وكأنه فهم ما نحير، وعلم إلى أين نشير، فأظلم ما بيننا وبينه، وازور ~~ازورارة أنكرنا بها أثره وعينه، [وقال:] من حق مثل هذا أن يصرف في مثل ضروب ~~الحلية الرائقة، وأنواع الآنية المؤانقة. وأي معنى في كونها نقر - ما أعجب ~~هذا وما أنكر! هذه بالحجارة أشبه منها بالآت الإمارة. فقال له ابن محقور، ~~وكان أشدهم جرأة، وأثقلهم وطأة، لعزة ركنه، وإدلاله بفضل سنه: إن هذه - ~~أيدك الله - إذا كانت نقرا بقيت ذخيرة زمان، وعدة لحدث إن كان، ولا تحول ~~آلات إلا بعد نفقة، وتحيف من كل طبقة، ثم لا تزال نصب عين من يرد من رسول، ~~وينتاب من ابن سبيل، وينمي خبرها إلى الطاغية فرذلند فتدعو السياسة إلى أن ~~يخص منها بقسم، ويضرب له في أنفسها بسهم، فزوى عنهم وجهه، ولم يأمنوا نجهه، ~~وثقلوا بعد عليه، ويئسوا من شيء من الفلاح يجري على يديه. وخالفهم إلى ما ~~أراد، فأبدى فيه وأعاد، وآلت حاله إلى ما قال الشيخ: ما لقص ولا زاد [70] . # PageV07P146 # ذكر الخبر عن بعض ما تناهى إليه المأمون # من تشييد البنيان بقصور طليطلة # قال ابن بسام: ثم أخذ المأمون في بناء مجلسه الكبير المكرم بناء باء ~~بإثمه، وخلا سريعا من اسمه، لم يخلده في عقب، ولا قضى من لذته به كبير أرب، ~~وكان الذي تولى له رصف بدائعه، وإحكام مصانعه، رجل من مهرة الفعلة، أكثر ~~خلق الله صلفا، وأشدهم تتايعا وسرفا. وكان المأمون لعدم نظيره، يحتمل من ~~اعتدائه وتغيريه، وتهاونه بجميع أموره، ما لا مزيد عليه، ولا انتهاء لأحد ~~إليه. واتفق له مع ذلك الصانع أن وعده بتمام مجلسه المشيد قبل إطلال العيد، ~~فرشح ابن ذي النون للجلوس في صدره، والاستظهار على زينة عيده بالفراغ من ~~أمره، وتقدم إلى من كان بحضرته من الشعراء، على قلتهم ببابه، ونفارهم عن ~~جنابه ms1662، لقلة نائله، وتفاهة طائله، في وصف مجلسه ذلك وتقريظ مبانيه، والثناء ~~على مخترعه وبانيه، ثم إن ذلك الصانع استمر على ديدنه من الخلاف، وعمل على ~~شاكلته من التهاون والإخلاف. واتفق أثناء ذلك أن ضربت خيل الطاغية فرذلند ~~على بلاد المظفر بن الأفطس؛ وطئتها وطأة محت رسومها، واستباحت حريمها، ~~واجتاحت حديثها وقديمها، وأنست ما كان قبلها من جب الذروة، وانصداع المروة، ~~وأيأست من البقاء، وآذنت # PageV07P147 # بشمول البلاء. فأخبرت عن وزيره أبي المطرف بن مثنى أنه كان يومئذ بمنزلة ~~بين الوجوم والإطراق، وعلى نهاية الحذر والإشفاق، إذ وردت رسل المأمون عنه ~~تترى، وهجمت عليه زمرة بهد أخرى، فدخل عليه فوجده قد استشاط حنقا، حتى كاد ~~يتميز شققا. فظن أن ذلك الضجر، لما كان ورد به الخبر من ضرب الخيل على بلد ~~المظفر، وإخفار الذمم، وزلة القدم، وانهتاك الحرم. فطفق ابن مثنى يبسطه ~~ويقبضه، تارة يسليه وتارة يحرضه، وطورا يقول له: فيك الخلف مما فات، ومرة ~~يقول: قد آن لك أن تنكر على الطاغية هذا الافتيات. فلما فهم منحى ابن مثنى ~~منه، أعرض عنه، وقال له: ألا ترى هذا الضالع الفاعلي الصانع - يعني عريف ~~بنيانه - صبرت له وأغضيت، وفعلت به كيت وكيت، فما زاد إلا تنغيصا للذتي، ~~واستخفافا بإمرتي، وتصغيرا لشاني، واجتراء على سلطاني. وهبت ريحه العقيم، ~~تقعد في غير شيء وتقيم، فسقط في يد ابن مثنى وانكسر إنكسارة تبينها ابن ذي ~~النون فيه. ولم يجد بدا من أن قال له: هون عليك، والكل طوع يديك، وناهيك، ~~وأنا أكفيك؛ وخرج ومثل بين يدي ذلك الصانع يعده ويمنيه، ويداوره ويداريه، ~~والصانع مقبل على شأنه، ما أمره بالجلوس، ولا زاده على التجهم والعبوس، ~~فبعد لأي ما ضرب له مثل العامة وهو قولهم: ما أفرس الجالس. ثم قال: # PageV07P148 # وبالحري والله أن يتم إلى عبد آخر، فليجهد جهده، وليأت بكل ما عنده. فرجع ~~ابن مثنى إلى ابن ذي النون وهون عليه الشأن، وخفف لديه ما كان. وخرج لا ~~يدري من أي الثلاثة يعجب: أمن اغترار [ابن] ذي ms1663 النون وجهله، أم إفضاء ~~الضرورة بنفسه إلى خدمة مثله، أم من جرأة ذلك الصانع القصير اليد، النزر ~~العدد، على ذل [ابن] ذي النون وذله. # قال ابن بسام: فتبارك من أحاط بالأشياء، ولم يخف عليه شيء في الأرض ولا ~~في السماء، ومن جعل اليوم ذلك القصر العجيب بنيانه، الهادم - كان - للدين ~~والدنيا شانه، مربطا للأفراس، وملعبا للأعلاج الأرجاس، من رجال الطاغية ~~أذفونش بن فرذلند، بدد الله شيعته. # ذكر الخبر عن مآل حفيده المتلقب بالقادر # مع (ما) يتشبث به من خبر نادر # قد ذكرت في القسم الثاني من هذا المجموع ملك جده المأمون بقرطبة، ويعود ~~بنا القول إلى ما بدأت به من ذكر حفيده المتخذ له # PageV07P149 # ذلك الصنيع المعدود على الأيام ذنبه، الباقي في صفحة الإسلام ندبه، وقد ~~ذكرت أيضا في القسم الثالث منه مهلك حفيده ببلنسية، وأوضحت صبحه، واستوفيت ~~شرحه، وأجرد هاهنا القول في أخذ طليطلة من يديه، ودوران الدائرة السوء بها ~~على المسلمين وعليه، وما تعلق بأذيال ذلك من غريبة، وانخرط في سلكه من ~~أعجوبة. # كان يحيى حفيد ابن ذي النون ركين المجلس، ثري المغرس، حلو الحوار، لين ~~التصرف بين الإيراد والإصدار، مليح شبا الخط [71] هذه كانت فضائله فقط. لم ~~يكن له ولسلفه قبله باع في الطلب، ولاحظ في الأدب؛ وكان - زعموا - آية في ~~قرب غوره، وسكون فوره، والحور بعد كوره، إمعة إمره، أجبن من قبره: إن حزم ~~لم يعزم، وإن سدى لم يلحم، إلى ما كان يغرضه من غرض، ويلزمه أكثر مدته من ~~مرض، من ذرب لازم - زعموا - كان لمعدته، واستحرار حاسم لمرته، وقد كان جده ~~المأمون قسم الحضرة قسمين # PageV07P150 # وأدار سياستها على رجلين، فجعل تدبير الأجناد، والنظر في طبقات القواد، ~~إلى سائر الشؤون السلطانية، والأعمال الديوانية إلى ابن الفرج، وبقية ~~الإصدار والإيراد، والنظر لجماهير الناس وكواف البلاد، والرأي والمشورة، ~~والصغيرة والكبيرة، إلى الفقيه أبي بكر بن الحديدي، رجل كان له قدم وإقدام، ~~وعنده نقض وإبرام، وكان قد عهد لحفيده هذا المرشح لأمره متى ورث سلطانه، ~~وتبوأ مكانه، أن ms1664 يشد على ابن الحديدي كلتا يديه، ولا يفتات بأمر من الأمور ~~عليه. وأخذ الموثق الغليظ على ابن الحديدي ليبلغن كل مبلغ في شد أزره، ~~وتثبيت أمره علما باستقلاله، واستنامة إلى يمن مناقبه وخلاله، وحفظا لما ~~كان عنده من يده في إقامة أوده، وممالأته على أهل بلده. وقد كان أكثرهم ~~فيما سلف نفروا عنه، وهموا بالاستبدال منه. فنكث أبو بكر هذا قوى مكرهم، ~~وخاطب المأمون يومئذ إلى بلنسية بجلية أمرهم، خوفا من الفتنة، وتفاديا من ~~المحنة. فانكدر المأمون من حينه إلى طليطلة وقد ضاق ذراعا، وكادت نفسه تذهب ~~شعاعا. وأدار الحيلة على مشيخة طليطلة في خبر طويل حتى سجن عامتهم بمطبق ~~حصن [وبذة] ، أخرى قلاعة المنيعة، ولم يزالوا بها حتى شاب الشباب، وبليت ~~الأحقاب، وتلك اليد كان المأمون يراعي لابن الحديدي، فوضع في حياته زمامه ~~بيده، واستخلفه بعد وفاته على بلده وولده. # PageV07P151 # مقتل الفقيه أبي بكر بن الحديدي # فلما هلك المأمون بقطربة ونعي بطليطلة وماج بعضها في بعضها، وانطبقت ~~سماؤها على أرضهلا، احتوشت إلى حفيده، اللابس لبروده، جملة ممن كان يتعلق ~~بسببه، وينسب إلى وطء عقبه، وطفقوا يغرونه بأبي بكره، جماع أمره، ومظنة ~~تأييده ونصره، لما كانوا يدبرون من التقلب عليه، ويتوهمون من ضعفه على ما ~~في يديه، وخوفوه غوائل ختله، وزعموا أن سلطانه لا يتم إلا بعد الفراغ من ~~قتله. وقد كان أثيره أبو سعيد بن الفرج ينهاه عن إخفار الذمام، ويخوفه سوء ~~عواقب الأيام. فركب هواه، وخالف ناصحه وعصاه، وجرد قطعة من جنده، وأمرها ~~باستقبال تابوت جده في طريقهم من قرطبة، وأنهى إليهم سرا قتل ابن الحديدي ~~المستقل بحمله، الناظم لأشتات فله. وقال لهم: إذا التقيتموه فكونوا حوله، ~~وعظموا قوله، فإذا امكنتكم غرته، وبدت لكم ثغرته، فاقتلوه كيف أمكن، وعلى ~~ما ظهر وبطن، ونما الخبر إلى ابن الحديدي فكفر بطاغوتهم، ونفض يديه من ~~تابوتهم، ونكب إلى بعض ضياعه، في لمة من شيعته وأتباعه. فاضطرمت الصدور، ~~وبطل ذلك التدبير، ثم وافى البلد ليلة وقد استوحش من أنسه، وأوجس خيفة في ms1665 ~~نفسه، وأصبح في المدينة خائفا يترقب، ونادما يتتبع ويتعقب، يعض يديه # PageV07P152 # ويحسب كل صيحة عليه. وطفق أصحاب ابن ذي النون بزعمه يقولون: قد حذرك، ~~وتيقن خبرك، ولا يصلح لك أبدا، ولا يرد عن مكروهك يدا. ومشت بينهما الرسل، ~~وأعملت في اجتماعها الحيل، فركب إليه ذات يوم، وقد أخذ حذره، وحشد عرفه ~~ونكره، واستبطن من كان تبعه يومئذ من الدهماء، وتعلق بركابه لمشهد أمره من ~~الغوغاء. فملأوا أفنية القصر أسرع من الماء إلى الصبب، وأهول من النار في ~~الحطب. فحين ارتفعت الأصوات، وغصن بهم العرصات، ارتاع ابن ذي النون، فأمر ~~ابن الحديدي بالخروج، فخرج والدولة متعلقة بأذياله، وطبقات أعيانها عن ~~يمينه وشماله، والعامة بين يديه ومن خلفه، يتمسحون بآثاره، ويرفلون في ~~غباره، وهو يشكر صنيعهم، ويعم بالثناء جميعهم. وكان عندما أذكى عيونه، وحشر ~~شياطينه، قد أوقع تهمته على شيخين من شيوخ الخدمة يدعيان مؤملا وابن صروم، ~~فأغرى العامة باستئصالهما، وتحبب إليهم [72] بنهبة أموالهما، فكانا عنوان ~~الفتنة، وباكورة المحنة. # وقد حدثت أن ابنه أشار عليه يومئذ بالفراغ من شيعة ابن ذي النون ففيل ~~رأيه، واستقصر سعيه، وبود طليطلة البائسة لو أنه فعل، ولو أمضاها ما اختلف ~~بها اثنان، ولا انتطح فيها عنزان. # وزين هذا الحزب المعلن بشره، من شيعة ابن ذي النون المغلوب على أمره، ~~لصاحبهم اللجاج في غدره، والتمادي على غلواء مكره # PageV07P153 # وأرته أن ذلك من سعيها لا يستوي على سوقه، ولا يخلو بسواء طريقه، إلا ~~[بإطلاق] تلك الطائفة المغربة بمطبق وبذة، المحترقة أفلاذ أكبادهم، بنيران ~~دمهم وأحقادهم: داء دفين، وشر مضمون. وسولوا له أنه إذا فك أغلالهم، ووصل ~~بحبل الحياة حبالهم، غسل جوانحهم، وتألف نصائحهم، وشاركهم في ذوات صدورهم، ~~واعتد عليهم منة نشورهم، والبعثة من قبورهم. فأثار منهم مدى وشفارا، [أعد] ~~بهم لخراب ملكه أعوانا وأنصارا. فأدخلهم البلد سرا من بعض مداخله الخفية، ~~وقد سترهم باللثم، وأوهم أنهم بعض الحرم، حتى وصلوا إليه، ومثلوا بين يديه، ~~وذلك اليوم يوم الجمعة لعشر خلت لمحرم سنة ثمان وستين. # وكان الذي مالأ ابن ms1666 ذي النون على ذلك، وسهل له - زعموا - تلك المناهج ~~الخبيثة والمسالك، الفقيه ابن المشاط متولي القضاء كان يومئذ بقونكة. وكان ~~أبو بكر بن الحديدي [يألفه] ويسكن إليه قديما، فاستدرجه بالأمان، واستفزه ~~إلى مصرعه يومئذ بمزورات الأيمان، حتى جرعه رداه، وأسلمه إلى عداه. ودخل ~~ابن الحديدي يومئذ القصر، والمقدار يزعجه، والخائن الغدار ابن المشاط ~~يستدرجه، فلما أنضى إلى مجلس ابن ذي النون رأى وجوها قد أمنها مما تخوفها # PageV07P154 # وأنكرها من طول ما عرفها، فأيفن بالشر لا خلاص، ولات حين مناص، ثم وطن ~~لمحنته، واتكأ فضل منته، فجاذبهم أطراف الخصام، وطلع عليهم من ثنايا النقض ~~والإبرام، فقام ابن ذي النون من موضعه وابن الحديدي متعلق بأذياله، مستجير ~~به من أقتاله. فشغبوا عليه وشغلوه، وأحاطوا به حتى قتلوه، فقضي الأمر. ~~وانقضى العجز والصدر. ولما أحست العامة بقتله، وهمت بسلاحها من أجله، ثار ~~أولئك المخرجون في وجوههم، أطلال في أسمال. فأخذ كل واحد منهم بطرف من ~~الطريق، وذهب ممن كان هنالك من العامة بفريق، بين صديق لهم يسر، وعدو يفر، ~~وتشاغلوا بنهب دور بني الحديدي حين عجزوا عن نصرته، وعلموا أن لا سبيل إلى ~~كرته. ولم يكن إلا كاملا، حتى أصبحت حبلا رثا، وهباء منبثا. # وظن ابن ذي النون [أنه] قد راع أحشاء الأيام بفتكة براضية، وهتك أستار ~~الخطوب عن حيلة عمرية. ولعمري لقد راع ولكن آمن سربه، ولقد هتك ولكن حجاب ~~قلبه، أخلى وجهه لشرار أغمار. لم تكن لهم أحلام تحجرهم، ولا حلوم توقرهم، ~~أذبة شهوات، وفراش ضلالات، أغضى الزمان لهم هنية فظنوا أنهم قد أعجزوه ~~وانتهزوه، فوجدهم مغترين ليس لهم سلاح إلا مقاتلهم، ولا بهم حويل إلا ~~تدابرهم وتخاذلهم، ونفث على نفسه من أولئك # PageV07P155 # المخرجين شرار زناد، وأسرار عدوات وأحقاد، أحلاس السجون والأهوال، وبقايا ~~القيود والأغلال. فلم يزد بموت ابن الحديدي وحياتهم على أن كان الشر سببا ~~فأصبح أسبابا، والناس حزبا فتفرقوا أحزابا. وانتبذ ابن عبد العزيز لتلك ~~الوهلة ببلنسية من جماعته، وخلع يده من طاعته، إلا هدنة على دخن، يتطارد له ms1667 ~~بصيدها، وينشده عن كيدها: # أحبك في البتول وفي أبيها ... ولكني أحبك من بعيد وفغر الطاغية أفونش بن ~~فرذلند فمه على ثغوره المثغورة، فجعل لوقته يطويها طي السجل للكتاب، وينهض ~~فيها نهضة الشيب في الشباب. وابن ذي النون يلقمه أفلاذ كبده، ويرجمه بسبده ~~ولبده، وأذونش لعنه الله لا يقنع منه بصيد العنقاء، ولا ببيض الأنوق، بل ~~يكلفه إحضار الأبلق العقوق، ويسومه درك الشمس، ويطلبه برد أمس. فلما أكل ~~الإنفاق ثبج ماله، وأخذ الخناق بكظم احتياله، وأحس العدو المشاق بذلك من ~~حاله، سما إلى معاقله المنيعة، وذرى أملاكه الرفيعة، عدد الأنام، ودروب ~~الإسلام، فما راهنه منها عليه غلق، وما رام أخذه من يديه لم يدركه حتى مزق ~~[73] . # PageV07P156 # فرار حفيد ابن ذي النون من طليطلة ودخول المتوكل # وانجرت الحال بينه وبين أولئك الشيوخ المخرجين من المطبق بمقدار ما رقعوا ~~خروقهم، وجمعوا فريقهم؛ فلما استوثق أمرهم، وثاب إليهم شرهم، دلفوا لحزبه ~~الذنوبي البسيس، تحت إحدى ليالي جديس؛ أرغت عليهم سقب السماء، وتمخضت لهم ~~بالداهية الدهياء، ورؤسهم بأيدي الولدان لعبا، وأتى ابن ذي النون صريخهم ~~تلك الليلة فصادف منه رأيا مغلوبا، وقلبا منخوبا، طار به الذعر ففر ودونه ~~من عبيده أسد الشرى، والأسوار شامخة الذرى، كأنما ناجته القتال أضغاث حلمه، ~~أو رأى وجوه الأقتال في وجوه حرمه، تجفل الظليم، لا يحفل بالعار المقيم، ~~ولا يصيخ إلى الصديق الحميم. حدثت أن زوجه بنت المظفر بن أبي عامر، طريد ~~جده - كان - من بلنسية، وابنته منها تبعتاه يومئذ راجلتين نيفا على فرسخين، ~~حتى أدركتا بمركوب، وقد أخذ الجهد منهما بأوفر نصيب، واجتمع مشيخة طليطلة ~~بفناء القصر، مرتبكين بين اللجاج والذعر، عامتهم تتطاول بزعمها إليه، ~~وخاصتهم تتحيل المثول بين يديه، وهم يظنونه بحيث يرى ويسمع، ويتوهمون أنه ~~سفعل ويصنع، فوجدوه قد أذعن للدنية، وخرج من بعض تلك # PageV07P157 # المخارج الخفية، ومشى القهقري، قبل عير وما جرى، فاستأسدت كلابهم لأكل ~~لحم ليس له ناصر، وهزج ذبابهم أثناء روض ليس [له] وارد ولا صادر. ولقوا ~~يومئذ في سؤر الطاغية أذفونش من تلك ms1668 الجواهر المكنونة، والذخائر المصونة. # وتلاحق بابن ذي النون بقية سربه المنفر، وفل عسكره المدبر، بحصن من ~~حصونه. وأقام أهل طليطلة بعده أياما ولا كالسائمة المهملة نام راعيها، ~~وأكبثت مراعيها، يتهادون لحما بين قديد ومعجل، ويرتمون بشحم كهداب الدمقس ~~المفتل، في هياط ومياط، ولجب واختلاط، ليس عليهم أمير، ولا فيهم إلى الصواب ~~مشير، وتشاوروا في أي ملوك الطوائف يحكمونه فيهم، ويلقون إليه بأيديهم، ~~فطار طائرهم، واختلفت بوطنهم وظواهرهم، واشرأب من كان يليهم منهم لمملكة لم ~~يحكموا إليها أسبابا، وغنيمة لم يوجفوا عليها خيلا ولا ركابا. # وكان عندهم يومئذ أبو محمد يوسف بن القلاس البطليوسي أحد # PageV07P158 # عفاريت الظلال، وأكلة الأموال، من رجل أجرأ خلق الله على دم وهو أجبن ممن ~~صافر، وأجسرهم على ركوب ثبج محرم وهو أضعف من لحظ فاتر، نبهت تلك الفتنة ~~على قدره، ورفع عدم الرجال صوته بذكره، فهبت ريحه شمالا وصبا، واتخذ سبيله ~~في البر والبحر عجبا، فعرض عليهم بصاحبه المتوكل عمر بن المظفر ابن الأفطس، ~~وأعرب لهم عن لين مكسره، وضيق مسافة نظره، واشتغاله باللذات عن أكثره، ~~فقالوا: برد كبرد، ما أشبه سعدا بسعد! فأتاه سفيرهم، وخف إليه عيرهم ~~ونفيرهم، فجاءهم ينظر من خفاء، ويمشي على استحياء، كودنا ساموه خطة سباق، ~~وحبينة أقاموها على ساق، فدخل طليطلة عقب سنة اثنتين وسبعين، وأقام عندهم ~~نحوا من عشرة أشهر، أضل من يد في رحم، وأذل من لحم على وضم. # [و] قد كان ابن ذي النون حين انفلت من يد المقتنص، انفلات الحمامة من ~~القفص، تهيأ له دخول كونكة في خبر طويل، فثاب إليه حسه، ورجعت قليلا نفسه، ~~وراسل الطاغية أذفونش، وهو بحيث ينتهز الفرسة، ويسمع القصة، فذكره ابن ذي ~~النون سالف # PageV07P159 # عهده. وشهد عنده أنعم جده، فبالزناد الذنونية - زعموا - وريت ناره، ومن ~~التلاع المأمونية تدفق تياره، أيام كان اسم هذا الطاغية مخمولا. وصعبه ~~ذلولا، بتغلب، أخويه شانجه وغرسية عليه، وأخذهما طرفي سلكه من يديه، فآواه ~~المأمون ابن ذي النون ونصره، واستقل بسلطان طاغوته حتى أظهره، وعند الله ~~جزاء موفور ms1669، وإليه منقلب ومصير، فلبى دعواه، وسمع شكواه، وأظهر الارتماض ~~لما عزه وعراه. وأقبل معه إلى طليطلة يرد ماء بماء، ويسر حسوا في ارتغاء ~~يورد وردا إليه صدره، ويجلب حلبا له أكثره، والمتوكل بها طليح جفان، طريح ~~أكواب ودنان، مكبا على قمش ما نحته المحنة، وتجافت عن انتهابه الفتنة، من ~~فرش فخم، وسرادق ضخمن وآنية وكتب، وصعد من آلة الملك وصبب، حتى اجتمع عنده ~~من خبث زبرتها، وغثاء غمرتها، مع ما أذابوا له صدر مقدمه من شحم سنامها، ~~وأفاضوا من برد وسلامها، جملة علمته الجلوس في الصدر، وأرته الفرق بين الخل ~~[74] والخمر، وأهل طليطلة الممتحنون، في غمرتهم، في غمرتهم ساهون، وعلى ~~أعقابهم ينكصون، يخوضون ويلعبون، ويخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين. # PageV07P160 # خوارج المتوكل من طليطلة، ورجوع ابن ذي النون إليها # فلما تمكن المتوكل من الري والشبع، تذكر عواقب الطمع، ورأى أنه إن زاد ~~على ملء بطنه. كان كالسراج المنغمس في دهنه؛ فكايدهم بفراره، وأجلى مبادرا ~~إلى بطليموس دار قراره، ينشد: # إن الله يرجعني من الغزو ولا أرى ... وإن قل مالي طالبا ما ورائيا ومن ~~غريب تأويل الأحلام، أن رجلا رأى المتوكل قبل دخوله طليطلة بأعوام، كأنه ~~يأكل فيها طعاما فيه سلق مع رجل يسمى يوسف، ففسرها الأديب أبو عمر فتح ~~المعروف بابن برلوصة، وقال: إن المتوكل سيدخلها على يد رجل يسمى يوسف، ~~وينالان من مالها وذخائرها، لكنهما يسلقان بالألسنة فيها. ويقبح الحديث ~~عنهما، فخرجت الرؤيا كما فسر. # ولما دخلها وحصل إليه منها ما حصل فر وتركهم كالسفينة خانتها الريح، ~~والجسد بان عنه الروح، بين ناب الطاغية أذفونش وظفره # PageV07P161 # يقدح لهم نار الفتنة عن حجره، ويريهم الموت في أهول صوره، مقسما لا يبرح ~~العرصة حتى يفي لابن ذي النون بضمانه، ويكافئه على سالف إحسانه. وكان عاقده ~~ابن ذي النون أنه إذا ضرح قذاها، وأماط أذاها، واقتضى دينها، خلى بينه ~~وبينها. هذا [ما] أضمره، فأما الذي أظهر، فإنه وعده أداء جملة من المال، لا ~~تفي به مدة الإقبال، ولا إرخاء الحال، راهنه بها أبناء ms1670 الأمجاد، وبقيا ~~معاقله الأفراد، وألقى أهل طليطلة بأيدي الصغار، على حين أيقنوا بالبوار، ~~وضاقت عليهم أنشوطة الحصار. فجاء ابن ذي النون يقدمه أذفونش، وهو يظهر من ~~التزام بره، وإعزاز نصره، ما بهر العقول. وكثر القال نوالقيل، حتى زعموا ~~أنه رفع صوته يدعو إليه، وترجل يمشي بين يديه، وصار أعجب من تورط في حبائل ~~كيده، وجعل الضرغام بازا لصيده. وكم رام أهل طليطلة قتل ابن ذي النون في ~~أثناء تلك الوشلات مرارا، ولكنه بلغ مداه، وكره الله لقاءه فأبقاه، وكانت ~~لله فيه مشيئة أمضاها، وقضية أنظر به إناها، لذلك ما خبأته صروف الأيام، ~~وسلم من الحمام إلى الحمام، فلما كان يوم النحر سنة أربع وسبعين، نهدوا له # PageV07P162 # في عددهم وعديدهم، وزحفوا إليه بحدهم وحديدهم، فتجاوالوا عامة يومهم في ~~شوارعها، يتراموان بدوامغ الحتوف وقوارعها؛ فأجلت الحرب عنهم قد شرقوا ~~بغصتها، وخلوا بينه وبين عرصتها. وتساقطوا على أذفنوش يشكون ابن ذي النون ~~إليه ويستصرخونه عليه. فرماهم بحجر، ولبس لهم جلدة نمر. فتفرقوا بكل سبيل، ~~وطاروا على كل صعب وذلول، حتى مات ابن مغيث كبيرهم الذي علمهم السحر، ~~وطاغوتهم الذي شرع لهم الكفر. بشيمتور من أرض قشتيلة بين الدنان والصلبان، ~~فساروا وإلى الله إيابه، وعليه حسابه. ورجع بنوه أخيرا فانتزوا بمدينة ~~مجريط، وانحشر إليهم ذؤبان الوقائع، وأذبة المطامع فكانت بين ابن ذي النون ~~وبينهم أيام عدتهم له عدا، وساقتهم إليه وردا، حتى باد جمهورهم، وتلاحقت ~~أعجازهم وصدورهم. وبلغ ابن ذي النون من هدم ربوعهم، وصلبهم على جذوعهم، ما ~~يبرد صدر الموتور، ويضحك سن الموت المبير. # بقية الحديث عن شؤون ابن ذي النون بطليطلة # وإسلامها لظهيره الطاغية أذفنوش، وما انطوى في ذلك # من خبر، والتف به قبيح أثر # قال ابن بسام: وأخذ ابن ذي النون أهل طليطلة لحين استقراره فيها بفك تلك ~~المعاقل، وأداء ما كان ضمن لأذفنوش من الأموال # PageV07P163 # الجلائل؛ فضرب مدبرهم بمقبلهم، وولى آخرهم كبر أولهم، حتى طمع فقيرهم في ~~غنيهم، واجترأ ضعيفهم على قويهم، وأصبح الرجل منهم يرتاع من ظله، ويلتفت ~~وإنما ms1671 هو بين أهله. وانكدر أذفنوش على طليطلة ينتسف مرافقها، ويقعد لجالية ~~أهلها ثناياها ومضايقها، يأسر ويقتل، ويحرق ويمثل. وسما السعر، وتفاقم ~~الأمر، وأنكرت الموارد والمصادر، وبلغت القلوب الحناجر. # وكان من غريب ما اتفق [75] وعجيب ما انتظم من ذلك واتسق، أن البر كان على ~~زعمهم يمكث عندهم من خمسين سنة لا يؤثر فيه طول القدم، ولا يخاف عليه آفة ~~العدم، ولم يرفع مدة الفتنة من البيادر - على تعذر بذره، وضيق الحيلة من ~~محاولة شيء من أمره - إلا وقد بدا البلى عليه، وأسرعت الآفة إليه، أمر من ~~الله لم يكن له مرد. ولا منه بد. ولما شمل البلاء، وفدحت البأساء، وأتى على ~~أكثر أهل طليطلة القتل والجلاء، وقضى الطاغية أذفنوش - قصمه الله - قضاءه ~~من استباحة الحريم، واستئصال الراحل والمقيم، وإتلاف الموجود والمعدوم، ~~أسرى تحت الليل، في قطعة غير وافرة من الخيل، فنزل المنية المصورة التي كان ~~المأمون يحشد إليها كل حسن، ويباهي بها جنة عدن، ويقلب الحوير في جيد ~~بنيانها، والإشادة بشانها، ظهرا لبطن. فاتخذ عروشها مرابط لأفراسه، ~~وإيواناتها ملاعب لأراذلته وأرجاسه. وهجم الشتاء فمنعه من ميرة تأتيه # PageV07P164 # أو مدد يوافيه، فأقام نيفا على شهرين لا يسيغ الشراء، ولا يملك المجيء ~~ولا الذهاب، ليس له شوكة إلا ظل لوائه، ولا مدد إلا ضعف من كان بإزائه. ~~ولولا اهتبال ملوك الطوائف بأقامة موافقه، وإصغاؤهم إلى هدر شاشقه، لطار ~~شعاعا، وذهب ضياعا. وطفق أهل طليطلة يستصرخون من حولهم، ويعملون في ذلك ~~فعلهم وقولهم، فيعكفون على طلل بائد، ويضربون في حديد بارد. فلما نأى ~~الشتاء بجانبه، وخلى بين كل ذاهب ومذاهبه، سال بأهل طليطلة سيل لا يقوم له ~~سهل ولا فجر. واضطر من أخطأته الحوادث، وتخطته تلك الخطوب الكوارث، - من ~~أشدها ضيق الحصار، وكلب البوار، وإبطاء المرافق والأنصار - إلى مداخلة ~~الطاغية أذفنوش، فشرعوا في ذلك غير مظهرين للاستسلام، ولا متبرئين من الصبر ~~على ضنك ذلك المقام. طمعا في أن يغروه ولو باغلاء سوم، ويخدعوه على أذماء ~~نفوسهم ولو ببياض يوم، إشارة الغريق إلى الساحل، واستراحة ms1672 المحتضر إلى ~~الطبيب الجاهل؛ فأبى أذفنوش إلا عرصة الدار. وأم الأوطار، ولجاجا بين ~~التمادي والاستمرار، لعلمه أين ينتهي طلقهم، وتقديره لما عسى أن يفي به ~~رمقهم. فخرج من أعيانهم جملة إلى مضرب أذفنوش في بعض تلك الأيام، وقد ضاق ~~المجال، وتلمظت الآجال، وأقبلت الحتوف تختال، فقام الحجاب دونه، وقالوا: هو ~~نائم فكيف توقظونه - فعدلوا إلى مضرب ششنند # PageV07P165 # شره العتيد، وشيطانه المريد، وهامانه الذي أوقد له على الطين، وعلمه ~~الدفع بالشك في صدر اليقين، أحد أعلاج ابن عباد - كان - من رجل متوقد جمرة ~~الذكاء، بعيد المذهب بين الجرأة والنكراء، سفر بين المعتضد والطاغية ~~فرذلند، فعقد وحل، ونهض بما حمل من ذلك واستقل. ثم خاف المعتضد على نفسه، ~~فنزع به عرق اللوم، إلى المقر المذموم. واستقرت قدمه بجليقية، فاضطلع ~~بالدروب والثغور، وغلب على سائر السياسة والتدبير. وصار بعد قصارى ملوك ~~الطوائف بالجزيرة نظرة من اهتباله، وأدنى خطرة من باله، فأدخل على أذفنوش ~~يومئذ جماعة فوجدوه يمسح الكرى من عينيه، ثائر الرأس، خبيث النفس، وجعلوا ~~ينظرون إليه وهو يضعف ثغامة رأسه، فما نسوا دفر أطماره، ودرن أظفاره. ثم ~~أقبل عليهم بوجه كريه، ولحظ لا يشكون أن الشر فيه، وقال لهم: إلى متى ~~تتخادعون، وبأي شيء تطمعون - قالوا: بنا بغية، [ولنا] في فلان وفلان أمنية، ~~وسموا له بعض ملوك الطوائف، فصفق بيديه، وتهافت حتى فحص برجليه، ثم قال: ~~أين رسل ابن عباد - فجيء بهم يرفلون في ثياب الخناعة، وينبسون بألسنة السمع ~~والطاعة. فقال لهم: مذ كم تحومون علي، وترومون الوصول إلي - ومتى عهدكم ~~بفلان، وأين ما جئتم به ولا كنتم ولا كان - فجاءوا بجملة ميرة، وأحضروا بين ~~يديه كل خيرة خطيرة. ثم ما زاد على أن ركل ذلك برجله، وأمر بانتهابه كله؛ ~~ولم يبق ملك من ملوك الطوائف إلا أحضر يومئذ رسله، وكانت حاله حال من كان ~~قبله. وجعل أعلاجه يدفعون في ظهورهم، وأهل طليطلة يعجبون من ذل مقامهم ~~ومصيرهم، فخرج مشيختها من عنده وقد سقط في أيديهم. وطمع كل شيء فيهم. وخلوا ~~بينه ms1673 # PageV07P166 # وبين البلد، لثلاثة أيام من المشهد. ودخل طليطلة على حكمه، وأثبت في ~~عرصتها قدم ظلمه، حكم من الله [76] سبق به القدر، فلم يكن منه وزر. # وخرج ابن ذي النون خائبا مما تمناه، شرقا بعقبى ما جناه، والأرض تضج من ~~مقامه، وتستأذن في انتقامه، والسماء تود لو لم تطلع نجما إلا كدرته عليه ~~حتقا مبيدا، ولم تنشئ عارضا إلا مطرته عذابا فيه شديدا. واستقر بمحلة ~~أذفنوش مخفور الذمة، مذال الحرمة، ليس دونه باب، ولا دون حرمه ستر ولا ~~حجاب. حدثني من رآه يومئذ بتلك الحال وبيده اصطرلاب يرصد يرصد فيه أي وقت ~~يرحل، وعلى أي شيء يعول، وأي سبيل يتمثل، وقد أطاف به النصارى والمسلمون، ~~أولئك يضحكون من فعله، وهؤلاء يتعجبون من جهله. # وعتا الطاغية أذفنوش - قصمه الله - لحين استقراره بطليطلة واستكبر، وأخل ~~بملوك الطوائف في الجزيرة وقصر، وأخذ يتجنى ويتعتب، وطفق يتشوف إلى انتزاع ~~سلطانهم والفراغ من شانهم ويتسبب. ورأى أنهم قد وقفوا دون مداه، ودخلوا ~~بأجمعهم تحت عصاه. # وولى ششنند المذكور تدبير طليطلة. فهون عليهم الرزية، وحبب إليهم إعطاء ~~الدنية، بما أراهم من سهولة مرامه. وبسط فيهم من عدل أحكامه، حتى استمال ~~قلوب أعلامها، وحبب التنصر إلى عامة طغامها. وفجأ المسلمين من اختلاف ~~أهوائهم، وتنصر سفهائهم. ما ضاقت عنه صدور الأيام، واضطربت له قواعد ~~الإسلام. وقد كان من رأي ششنند الإبقاء على أهل طليطلة. وقال لأذفنوش: لست # PageV07P167 # تجد بمن تعمرها، ولا تظفر بعامل أطوع من ابن ذي النون يدبرها، فأبى ~~أذفنوش إلا لجاجا في سفهه، وانحطاطا في حبل شرهه. فلما تهيأ له ملكها. ~~وانتثر في يديه سلكها، قال له ششنند: اخفض جناحك لأهلها، واستجلب جاليتها ~~بما تمد من ظلها، ولا تلح على ملوك الجزيرة فلست تستغني عنهم، ولا تجد ~~عمالا أطوع منهم، فإنك إن أبيت إلا الإلحاح عليهم، والتسرع بالمكروه إليهم، ~~نفرتهم عن ذراك، وأحوجتهم إلى مداخلة سواك. فكان من صنع الله أن اتهم ~~أذفنوش يومئذ منحاه، وخالفه إلى ركوب هواه، وشرع لوقته في تغيير المسجد ~~الجامع بها، خاتمة ms1674 النوائب، ونكبة الشاهد والغائب. فقال له ششنند: إنك إن ~~فعلت أوغرت الصدور، وأبطلت التدبير، وسكنت من نشط، وقبضت من انبسط، فشمخ ~~أفنوش - لعنه الله - بأنفه، وثنى من عطفه، وأصغى إلى طنانة جنونه وسخفه، ~~وأمر بتغيير المسجد الجامع يوم [ ### | ..... # ] لربيع الأول سنة ثمان وأربعمائة. وحدثني من شهد طوغيته تبتدره، في يوم ~~أعمى البصائر والأبصار منظره، وليس فيه إلا الشيخ الأستاذ المغامي آخر من ~~صدر عنه، واعتمده في ذلك اليوم ليتزود منه، وقد أطاف به مردة عفاريته، ~~وسرعان طواغيته، بأن أكمل، ثم قام ما طاش ولا تهيب، فسجد به واقترب، وبكى ~~عليه مليا وانتحب، والنصارى يعظمون شأنه، ويهابون مكانه، لم تمتد إليه يد، ~~ولا عرض له بمكروه أحد. # وقد حدثت أن شيعة أذفنوش - لعنه الله وبددها - أشاروا عليه يومئذ بلبس ~~التاج، وزينوا له زي من سلف بالجزيرة قبل فتح المسلمين # PageV07P168 # إياها من أعلاج، فقال: لا، حتى أطأ ذرون الملك، وآخذ قرطبتهم واسطة ~~السلك. وكان أعد لمسجدها الجامع - حمى الله ساحته من الخطوب الروائع - ~~ناقوسا تأنق في إبداعه، وتجاوز الحد في استنباطه واختراعه، فالحمد لله موهن ~~أيده، ومبطل كيده. وجزى الله أمير المسلمين، وناصر الدين، أبا يعقوب يوسف ~~بن تاشفين، أفضل جزاء المحسنين، بما بل من رماق، ونفس من خناق. ووصل هذه ~~الجزيرة من حبل، وتجشم إلى تلبية دعائها واستنقاذ ما بها من حزن وسهل، حتى ~~[ثل] عروش المشركين، وظهر أمر الله وهم كارهون، والحمد لله رب العالمين. # فصل في ذكر الأديب الكامل أبي عبد الله محمد بن شرف # وسياقة جملة وافرة من نظمه ونثره # قال ابن بسام: كان أبو عبد الله بن شرف بالقيروان. من فرسان # PageV07P169 # هذا الشان، وأحد من نظم قلائد الآداب، وجمع أشتات الصواب، وتلاعب ~~بالمنظوم والموزون، [تلاعب] الرياح بأعطاف الغصون، وبينه وبين أبي علي ابن ~~رشيق ماج بحر البراعة ودام، ورجع نجم هذه الصناعة واستقام، وذهبا من ~~المناقضة مذهبا تنازعاه شرا طويلا، وخلناه ذكرا محمولا، واحتملاه - إن لم ~~يسمح الله - وزرا ثقيلا. وكان أبو علي أوسعهما نفسا، وأقربهما ملتمسا ms1675، ~~ولابن شرف أصالة منزعة، وجلالة [77] مقطعه، ومتانة لفظه، وسعة حفظه، فتسمع ~~بشعره ملآن من وعوعة وجعجعة، ولكن ما أبعد ما يرومه وأبدعه! وسال سيل فتنة ~~القيروان، اللاعب بأحرارها، المعفي على آثارها، فتردد على ملوك الطوائف ~~بالأندلس، بعد مقارعة أهوال، ومباشرة خطوب طوال، وقد نبت شفرته، وطفئت ~~جمرته، وفد قلت فيما تقدم إنه انتحى منحى القسطلي في شكوى الزمن، والحديث ~~عن الفتن، كان معه كمن تصدى الرياح بجناح، وقابل الصباح بمصباح، واستقر ~~أخيرا عند المأمون بن ذي النون، فعليه خلع آخر لبوسه، ونثر بقية كيسه. # وكانت لعباد همة في اصطحاب الأحرار، واستجلاب ذوي الأخطار، ينصب لذلك ~~الحبائل، ويعمل فيه الحق والباطل، حتى إذا عشوا إلى سرجه، واغتروا بزبرجه، ~~سامهم رد أبي قبيس على أبيه، وأخذهم # PageV07P170 # بالسعاية بين الفرقد وأخيه، فمن أعياد منهم ركوب الصعاب، وعضه التقلب بين ~~المضايق والرحاب، عزه في الخطاب، وأطاع به سلطان الارتياب. {أيمسكه على هون ~~أم يدسه في التراب} (النحل: 59) وقد ذكرت في أخبار ابن عبد البر الكاتب أنه ~~انسل من يد عباد انسلال الطيف، ونجا منه واسأله كيف. وكان ابن شرف هذا ممن ~~فهم منحاه، وصم عن رقاه، فلم يجتمع مع عباد في صعيد، ولا أهدى له السلام ~~إلا من بعيد. وستأتي أخباره معه ومع سواه، محررة النقد، مقدرة السرد. # ولأبي عبد الله عدة تواليف أفاضها بحارا، وأطلعها شموسا وأقمارا، منها ~~كتابه الموسوم ب - " أعلام الكلام " وكتاب " أبكار الأفكار " وقلب له هذه ~~الترجمة بإشبيلية بعض الوزراء الكتاب، فجاء في ذلك بالعجب العجاب. وقد أثبت ~~في هذا الفصل من كلام ابن شرف ما يشهد بذكائه، ويغني عن إطرائه. # جملة من نثره ما يتشبث به من شعره # بلغني أنه استنهض صاحبه ابن رشيق - مع منافرة كانت بينهما # PageV07P171 # - في أن يجتمع العدوان بالطريق، ويجوزا معا إلى الأندلس فأنشده ابن رشيق: # مما يبغضني في أرض أندلس ... سماع مقتدر فيها ومعتضد # ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخا صورة الأسد فأنشد ابن ~~شرف: # إن ترمك الغربة في معشر ... قد جبل ms1676 الطبع على بغضهم # فدارهم ما دمت في دارهم ... وأرضهم ما دمت في أرضهم وتصرف ابن شرف في هذا ~~المعنى فقال: # يا خائفا من معشر ... لا يصطلى بنارهم # [إن تبل من شرارهم ... على يدي شرارهم] # أو ترم من أحجارهم ... وأنت في أجحارهم # فما بقيت جارهم ... ففي هواهم جارهم # وأرضهم في أرضهم ... ودارهم في دارهم وكان أول ما بعث إلى المعتضد ~~بإشبيلية خمس قصائد من شعره مع رقعة خاطب بها وزيره أبا الوليد بن زيدون، ~~يقول في فصل منها: # PageV07P172 # الآداب - أعزك الله - لأربابها، كالمحارم لذوي أنسابها، تبدي البنت ~~زينتها لأبيها، وترف الأخت لأخيها، ولمن كان له في المحرم شبيها، وكذلك حكم ~~ذوي الآداب فيها، يرفعون بينهم حجب التحفظ بيد الاسترسال، ويدفعون ستر ~~التقبض بأكف البشر والإقبال. وقد رفعت إلى حضرته الرفيعة خمس أبكار عرب، ~~تخدمهن وليدة ذات حسن وأدب، خصصت بالخمس القرائض خير الملوك، وبالوليدة بر ~~الحر المملوك. وهن وإن زدن على أربع الشرع واحدة، فليست في دين الشعر ~~بزائدة؛ ولما جاز أكثر من أربع لخير الأنام، اقتدينا بذلك في خير الكرام. # ولما كنت - أعزك الله - حسانه المقدم، رأينا ما رآه صلى الله عليه في ~~سيرين. وقد كانت النية، لو تمت الأمنية، حضوري بذاتي، لزفاف بنياتي، فمنع ~~من المراد مانع، ودفع بيد الأقدار دافع. ولنا صار الفعل الماضي مستقبلا، ~~وبقيت للحاق مؤملا، وكلت بهن ذا محرمهن، وائتمنت عليهن ابن [ ... ] وهو ~~الشيخ أبو فلان. فللوزرير الأجل علو الرأي في قبول ما عرضه وليه المدل على ~~إكرامه ومكارم أخلاقه، بما ينم عليه من طيب أعراقه، ويقوم بعذري إن وهمت، ~~وبشكري إن فهمت. فهو بدري إذا ليلي عسعس، وشمسي إذا صبحي تنفس، وأنا وإن ~~بعثت بالأقمار في الأطمار، وبالشموس في خشن الملبوس، فهو برافقه ودقيق حذقه ~~يلطف الهجن، ويحسن الخشن، ويقدم # PageV07P173 # في الغيبة، ما يعين عند اللقاء على الهيبة، بقوي منته، وعظيم مننه، إن ~~شاء الله. # فأجيب ابن شرف برقعة من إنشاء الوزير الكاتب أبي محمد بن عبد البر قال ~~فيها: [78] # رب أمنية شطط، قد ms1677 أتاحها قدر، ونجية فرط، قد أراحها ظفر، وقد تقرب ~~الأماني ما يظنه المرء نازحا بعيدا، كما تفيت ما يعتده حاضرا عتيدا. وكانت ~~أخبارك - أبقاك الله - ترد علينا أرجة النسيم، عطرة الشميم، شهية المسموع، ~~رفيعة المحمول والموضوع؛ وأشعارك تزف إلينا عرائس الألباب، ونفائس الآداب، ~~فنفديك على البعد بالأنفس والأقارب، ونستدنيك بالأماني ونحسبها من الكواذب؛ ~~حتى أسمع الخبر باغترابك، وطلع البشير بارتقابك، ووافت وراد خطابك، وقهقه ~~مجلجل سحابك، وتصدت بحار الطلب لسقياك، ونمت رياض الأدب برباك، وهز الكرم ~~عطفه للقياك، ووصل المجد الأطراف طرفه برعياك، وحليت عليك عرائسه الحالية ~~في معارض الشدو والإنشاد، فسعدت من أكرم الأكفاء بالقبول والوداد؛ وحظيت ~~عنده بالترفيع والإعزاز، ووضع ثوبها الأنفس في يدي بزاز. وقد استعملت معك ~~في اسم المعتضد بالله مفضلك - أيده الله - مذهبا من مذاهب رواة الحديث ~~يسمونه بالتدليس، ويكاد ينسب إلى الإشكال والتلبيس # PageV07P174 # للعلم المحيط أن الكرم من أسمائه وصفاته، والمجد من ألقابه وسماته، ~~وسترد، فتستقصر وصفي بما تجد. فاقصد قصده، تحل بطائل الإفادة، وأمه وحده، ~~تحظ بنائل الرفادة. ولا تبع في سوق الكساد فالنفاق أمامك، ولا تسم ببضاعتك ~~فالسوق قدامك. واذكر ما أنكره ابن الزيات على حبيب، وأنت المكتفي بحالك عن ~~الضمير، وبما خولك الله عن المشير. فذاتك أنفع شفائك، وأدواتك أرجح سفرائك. ~~وقد خاطبك مستقدما، وجد معتزما، ووجه نحوك شيئا يكون من زادك إليه، ويعين ~~على مؤنة طريقك في قدومك عليه، وذلك ثلاثون مثقالا من ضرب السكة قبله، ولم ~~يرد بها غير ما أعلمك، حتى توافي إن شاء الله فتستوفي. وعسى أن يكون وصولك ~~إسفار الفجر الذي صدعته إلينا، وحلولك نهار الصبح الذي أطلعته علينا، وكان ~~من البر أن أراجع عن الشعر، لكن لا أخطو في ميدانك ولو كنت جريرا، ولا أرجح ~~في ميزاتك ولو احتضنت ثبيرا. # قال ابن بسام: والذي ذكر ابن عبد البر مما أنكر ابن الزيات على أبي تمام ~~لما مدحه بقصيدته التي أولها: # لهان علينا أن نقول وتفعلا ... # PageV07P175 # وهي من أحسن شعره، وقع له على ظهرها: # رأيتك سهل ms1678 البيع سمحا وإنما ... يغالي إذا ما ضن بالشيء بائعه # فأما إذا هانت بضائع بيعه ... فيوشك أن تبقى عليه بضائعه # هو الماء إن أجممته طاب ورده ... ويفسد منه أن تباح شرائعه فاعتذر إليه ~~أبو تمام في قصيدته التي يقول فيها: # أما القوافي فقد حصنت غرتها ... فلا يصاب دم منها ولا سلب # ولو عضلت عن الأكفاء أيمها ... ولم يكن لك في أطهارها أرب # كانت بنات نصيب حين ضن بها ... على الموالي ولم تحفل بها العرب وقد قيل ~~إن أبا تمام أجابه بقوله: # أبا جعفر إن كنت أصبحت شاعرا ... أسامح في بيعي له من أبايعه # فقد كنت قبلي شاعرا تاجرا به ... تساهل من عادت عليك منافعه # فصرت وزيرا والوزارة مكرع ... يغص به بعد اللذاذة كارعه # وكم من وزير قد رأينا مسلطا ... فعاد وقد سدت عليه مطالعه # ولله قوس لا تطيش سهامها ... ولله سيف لا تقل مقاطعه # PageV07P176 # وقيل إن هذه الأبيات منحولة لحبيب، وقيل قالها ولم تظهر إلا بعد موته. # رجع # فتوقف ابن شرف عن القدوم بقدمه، وكلف ذلك سن قلمه وطرر تأليفه " أبكار ~~الأفكار " باسم عباد، وبعث به إليه على العباد. وقد كان وسمه قبل باسم ~~باديس بن حبوس في خطبة طويلة قال فيها: ما ظننت الابتداع إلا بلغ، ولا حسبت ~~الاختراع إلا فرغ، حتى إذا استأثرت بنيات صدري، ولطائف فكري، ببيت واحد ~~الجنسية، ومعنى غريب الأبنية، قلت لنفسي: هيهات! لاشك أنك سبقت إلى هذه ~~الغاية، وعلتك قلة الرواية، وكثر سباق الرواد، وفراط الوراد، فما تركوا ~~للمتأخرين من الرياض زهرة، ولا من الحياض قطرة؛ كما أن جيش الكرم قد انهزم، ~~وزائر الشرف قد انصرف، ومركوب المجد قد ند، فعشت أظن هذا الظن، حتى سافرت ~~إلينا رفاق الأخبار بشهادات زكاها مرور الأيام، ودؤوب الدوام، تشهد بسؤدد ~~بان عن السؤدد العصامي، وحزم فاق الحزم الهشامي، وجود جاوز الجود الكعبي، ~~وبأس أنسى البأس المصعبي. ثم سفر لي الدهر عن سفر إلى مغرب [79] الدنيا ~~ومشرق العليا، والبقعة المباركة الباديسية، والدولة المظفرية، والمملكة ~~الشامخة الحميرية، والحضرة الشريفة المنيفة ms1679 الغرناطية، فعاينت عالما في ~~عالم، قد شركوه في النسبة إلى آدم، وانفرد من مناسبتهم، وشذ عن مجانستهم، ~~بجميل طرائق، وحميد خلائق # PageV07P177 # انفردت انفراد سهيل، وجمعت في المرأى والمسمع ما زاد على زيد الخيل. مغرى ~~بالأدب المهجور بل المطرود، ساليا عن المال المعشوق بل المعبود، منفقا ~~للحمد الدفين المرسوس إلى صنوف من الفضائل، وأنواع من الجلائل، لا يحيط بها ~~الوصف، ولا يجمعها الرصف، يغني النقل الكافي والتواتر الإجماعي عن تأتيتها ~~على ألسنة الأقلام إلى إفهام الأنام. وقد قدحت زند الفكر فأورى شررا، ~~وامتحت قليب القلب فأجرى نهرا، فرقمت في هذا المجموع من الكلام المنثور ~~المسجع الأوساط والأطراف، والمنظوم المكلل بتيجان القوافي، ما استنبطه من ~~ذوات صدري، واستنتجته من بنات فكري: فقرا ابتدعتها وسجعتها، ومعاني حكايات ~~اخترعتها، تطرزها الأقلام، وترقم بها أردية الكلام، وأنا استغني بقراءة ~~القارئ أصنافها، عن أن أقدم أوصافها، وهي بنات مؤلفها، وأسجاع مصنفها، ~~وليست كالأسجاع المنسوبة لابن أبي الزلازل، وهي بنات شتى قبائل، لم يزد على ~~أن بتر حكاياتها، وطمس معالم آياتها، ليصح له ما شرط في السجع من الأعداد، ~~فأضاع ما يراد لصون ما لا يراد. وقد تجمل بغير ثيابه، وأنفق من غير ~~اكتسابه، وأنا أنشد قول أبي النجم: # PageV07P178 # أبا أبو النجم وشعري شعري ... وعلى أي حال كان مجموعنا هذا، فيشرفه شرف ~~من له يجمع، وإلى يده العلية يرفع، فمسته يمناه، ولحظته عيناه. فلو كان ~~صمصام عمرو لسواه، ما انتهى من الذكر منتهاه؛ ولولا حاجب ابن زرارة ما ذكرت ~~قوسه، ولولا حبيب ما عرف أوسه، وإنما عرف الطور بالكليم، وشرف المقام ~~بإبراهيم. # ومن كلامه في صدر كتاب المترجم ب - " أعلام الكلام " فصل يقول فيه: قد ~~أطلت الوقوف بالعكوف، على غير ما تصنيف، في شتى الأنواع، فلم أرها إلا ولدا ~~عن والد، وطارفا عن تالد، فلا تكاد تريك غريبة ولا شاردة إلا منقولة: ب - " ~~حدثني فلان، وسمعت عن فلان "، والمؤلفون قصاص بأقلامهم، وإن لم يقصوا ~~بكلامهم، وقد تكررت تواليفهم على الأبصار والأسماع، والمكرر مملول ~~بالإجماع، وللنفس صبابة بالغرائب ms1680، وإن لم تكن من الأطايب، لانفرادها عما ~~سئمته القلوب، وتجافت به الجنوب؛ إلا أن الابتداع والاختراع عليهما [باب، ~~بينه] وبين الاستطاعة حجاب. وقد كنت حاولت منه ما لم سبق إليه، ولم أجعل ~~سوى ناظري معيني عليه، فصنفت الكتاب الملقب ب - " أبكار الأفكار "، يشتمل ~~على مائة نوع من مواعظ وأمثال، وحكايات قصار وطوال، مما عزوتها إلى من لم ~~يحكها، وضفت نسجها إلى من لم يحكها، قد طرزت # PageV07P179 # بلمح الجد والهزل، وحسنت بمقابلة الضد للمثل، ليس في ذلك كله [رواية] ~~رويتها عن قديم ولا جديد، ولا حدثت بها عن قريب ولا بعيد. وقد رفعت إليه ~~البكر، ابنة الفكر، في هودجها الفرج، وجلبابها الأرج، وأنت الكفؤ الكريم، ~~وأشرف من أهدي إليه الحريم، الذي لا يشوبه التحريم، وعلى كرمك القبول، وما ~~أهداه الود فمقبول. # فلما وصل الكتاب والخطاب إلى المعتضد لم يجد بدا من إنفاذ صلته إليه على ~~البعد، وراجع ابن شرف برقعة من إنشاء ابن عبد البر أيضا، قال فيها: ورد ~~كتابك الأثير، فاقتضبت من النثر البديع، والنظم الرفيع، ما يهز أعطاف ~~الضمائر، ويسري في حواشي الخواطر، وتتلقاه النفوس تلقي ارتياح إلى بدائعه، ~~وفتنة بمباديه ومقاطعه، ولا غرو، فإنك علم العلم الذي لم يزل يحوي قصب ~~السبق في ميادينه، ويهدي اليانع الغض من رياحنه. وقد كان لي نزاع إليك، ورص ~~عليك، وتصور للأنس بك، لولا من جلا لك الغش في بعض النصيحة إذ حسد، ولم يشك ~~فيما ترد عليه من صلاح الحال فلم يأل أن افسد. ولا بد لعقارب الحسدة من ~~دبيب " وما كل مؤت نصحه بلبيب " ولك - مع توقفك، وأني سلكت بك مقاصد تصرفك ~~- لدي المحل الكريم، فذكرك في نفسي الشاهد المقيم. # وتأدى من قبل الوزير الكاتب التأليف الرائق، والتصنيف الفائق، فأجلت نظري ~~منه في سحر إلا أنه حلال، وفتقت به ثبج بحر إلا # PageV07P180 # أنه زلال، ورأيت كيف تزحم في العلم بالمنكب العمم، وتأخذ من البلاغة في ~~المذهب الأمم. فما شئت من مثل سائر، وبيت [80] نادر، وفقر محذوة بأمثالها، ~~ونكتة غريبة مضافة ms1681 إلى أشكالها، مما اتصلت به يد الإحاطة بصحة البراعة، ~~وتزينت ديباجة الطبع برقم الصناعة، فهو مؤنسي، وشغل مجلسي. وقد وجهت إليك ~~مع الوزير المتقدم الذكر، ما أحب أن تضع عليه يد الستر، مكان لسان الشكر، ~~فإني أعلم أنه عدد يقصر عن قدرك، ويقل في جنب اللازم لك، وذلك مائة مثقال ~~من ضرب السكة قبلي. فتفضل بقبولها، والإعلام بوصولها. # قال ابن بسام: ومع وصول هذه الصلة إلى ابن شرف، لم يزل على ملوك الطوائف ~~يومئذ يتطوف وينتقل في الدول من منزل إلى منزل، ومن بلد إلى بلد، إلا حضرة ~~المعتضد، فإنه كان يخاطبه وينشده: # أحبك في البتول وفي أبيها ... ولكني أحبك من بعيد وتوهم جملة أن بوادي ~~إشبيلية تمساحا من تماسيح النيل، وجعل هجيراه بيتي أبي نواس حيث يقول: # PageV07P181 # أضمرت للنيل هجرانا ومقلية ... إذ قيل لي إنما التمساح بالنيل # فمن رأى النيل رأى العين من كثب ... فلا أرى النيل إلا في البواقيل وقد ~~حدثت أيضا أنه خاطب المعتضد بهذه الأبيات: # أأن تصديت غيري صيد طائرة ... أوسعتها الحب حتى ضمنها القفص # حسبتني فرصة أخرى ظفرت بها ... هيهات ما كل حين تمكن الفرص # وظاهر حسن أيضا لقصتها ... لكن لها باطن في طيه قصص # لك الموائد للقصاد مترعة ... تروي وتشبع لكن بعدها غصص # ولست أعجب من قوم بها انتشبوا ... لكنما عجبي من معشر خلصوا # ولم يطب قط لي من يلذ ولا ... سلوى إذا كان في عقباهما مغص قال هذا ~~لتواتر الخبر عن المعتضد بازورار ركنه، وخشونة حزنه، فأضرب عن ضربه، ولم ~~يتعرض للنشبة في حبائل نشبه، خوفا أن يورطه الهوى في هوان، ويسقط العشاء به ~~على سرحان، ويطيح في جملة من طاح على يديه من الخلطاء والندمان. # PageV07P182 # فصول من نثره في أوصاف شتى # فصل: جرى بكودنه إلى غاية تتباطأ عنها السوابق، وتتطأطأ عن سموها ~~السوامق، فلم يحط بوصفها ابن صفوان، ولا سحب فيها لسانه سحبان. وأين لسان ~~باقل، من سحبان وائل - فالفصحاء في العجز عنها معذورون، فكيف المعذرون - # فصل: كم حاول دفن الشمس في ms1682 الرمس، ورد الأمس بالخمس، ونيل النجم باللمس. # فصل: أوضح من جبال تهامة، لعيني زرقاء اليمامة. أشهر من النار على ~~المنار، والليل كالقار. أبين من الكعبة للطائفين، ومن المساجد للعاكفين. ~~أشهر من الزبرقان عند جرول، ومن الأبلق الفرد عند السموأل. أظهر في العينين ~~من الهرمين. أشهر في العطاء من الطائي، وفي الأيادي من الإيادي. أشهر من ~~الآس في الأعراس. أوضح من النجوم لبطليموس، والطب لجالينوس، والعاج في ~~الآبنوس. # فصل في ضده: هو أخفى من نقطة الجيم، ومن بياض الميم. أخفى من الأسرار عند ~~الأحرار. أخفى من السهى، ومنديل الرها - الرها مدينة # PageV07P183 # بالشام وكان أهل الإنجيل يخفون هذا المنديل في كنيستها ويزعمون أنه منديل ~~عيسى ثم سرق واشتري فعدمت بركته -. أخفى من نفس الجبان [إذا التقت] حلقتا ~~البطان. أخفى من بيضتي الخائف، وقد أحس بالطائف. أخفى من تفسير شعر لبيد، ~~على فهم البليد. أخفى من عطارد على المطارد. أخفى من السوسة في العدو، ومن ~~السر في الرعود. # فصل: قدحه معلى، وسيفه مجلى، ورياضه أرجة، وحلله مدبجة؛ وطباعه مهذبة، ~~وخلائقه مؤدبة، وعقده مؤربة، وأرضه معشبة، وألفاظه رائقة معجبة. لا يمله ~~جليسه، ولا يجفوه أنيسه. عقله أحنفي، وعلمه سريجي، وذكاؤه إياسي، وأدبه ~~خليلي. # فصل: يقدم الحزم، ويثني بالعزم. يواكب الكواكب، ويتعقب العواقب، يشاور ~~ذوي الألباب، على أن رأيه لباب، يثب وثوب الليث، ويتدفق دفوق الغيث. ويراوح ~~بين العجل والريث. نومه غرار واضطرار، وحاجاته سرار ثم اقتدار. لا تثبطه ~~الظلل ولا الظلال، ولا تطبيه الكلل ولا يثنيه الكلال. عزماته شهابية، ~~وإضباباته عقابية. رأيه قبسه، وعزمه فرسه بصيرته بصره. وصدره ورده وصدره. # PageV07P184 # فصل: هرم الجود، على العلات والوجود. كفه غيث، لا يبالى من حيث. ماله ~~أكثر جوده، على جنوده، أغنى جيشه. لذاته في الإكثار والإيثار، والأخذ ~~بالثار. يزيح الأغلال، ويبلغ الآمال. يحدث بمكارمه الركب، وينسى بفرط سماحه ~~حاتم وكعب. # فصل [81] : أسد وحده، ودع جنده. قلبه يخرجه عن القلب، وضرائبه تقتاده إلى ~~مكان الطعن والضرب. يحمل إذا مالوا، ويثبت إذا جالوا، تارة هو للميسرة ~~يمين، وتارة لميمنة ms1683 كمين، وتارة للقلب حصن حصين، تستأسد به الذؤبان، ويشجع ~~بقربه الجبان، عيون عسكره، إلى مغفره، ثعلي السهام، عبسي الإقدام، بسطامي ~~المرباع، عامري الطباع، عصامي السيادة، مصعبي الجلادة. # فصل: عادل ولا مجادل، منصف منتصف. سلطانه رحمة، وسيرته نعمة. يأخذ الحق ~~ويعطيه، ويرمي الغرض فلا يخطيه. ينصف المملوك من الملوك، ويأخذ للرئيس من ~~الصعلوك. مرفوع الحجاب، منزوع رداء الإعجاب، يقيم الحق على شقيقه، ويحكم ~~بالعدل لعدوه على صديقه، سواء عنده البعيد والداني، والقحطاني والعدناني، ~~سيان عنده القرشي في الحق والعكلي، والعنسي والسلولي؛ لا فرق عنده بين مضر ~~في الحق، وحمير وسائر الخلق، الغربة عنده قربة قريبة، ما لم تصحبها ريبة. ~~لا يغلو في الهاشمية، ولا يعدو على الأموية، ولا يلتفت # PageV07P185 # إلى الأهاجي الباهلية. (سلول وعنس وعكل وباهلة ألأم قبائل العرب. وقيل إن ~~سبب ذلك أن الشعراء هجتها ولم يكن لهم شعراء يذبون عنها فلبسهم الذم وأكلهم ~~الهجاء.) # فصل: أمير يأمره حلمه فيطيع، ويحمله ما لا يستطاع فيستطيع: كم أعطي الظفر ~~فغفر، وجرع الصبر فصبر. له حلم معاوية، على الأعداء العادية. له ثبات ~~يلملم، وتحنك الجذع الأزلم. قلبه قليب واسع، وغوره بغيد شاسع. # فصل: وزير ينيم أميره، مستوطنا سريره. متحرك وهو قار، ويرى جالسا وهو ~~مار، كالنجم يرى وهو ساكن، وقد تحركت به أماكن. # فصل: كاتب، فضله راتب، وحقه وجاب. أقلامه رماح، ورسائله صفاح، وألفاظه ~~فصاح، وأخلاقه فساح. إن قرطس أصاب، وإن سئل أجاب، وأصاب عين الصواب. لسانه ~~لسان الملك، ومكانه واسطة السلك. # فصل: قائد عليه عبء التعويل، في أول الرعيل، إذا الصبر عيل، لا يباح ما ~~حمى، ولا يشوي إذا رمى. عود إذا زحف، وطود إذا وقف، وسيل إذا حمل، وكتيبة ~~إذا اعتزل. حسامه إمام، يهدي في ظلمة القتام، ويهتدي إلى مسالك الحمام. لا ~~تردعه لامعة السيوف، ولا تفزعه مصارعة الحتوف. رماحه نجوم ظلام القتام، ~~ونجومه # PageV07P186 # رجوم شياطين الأنام. لا ترد حاجات مواضيهن ولا تمطله عند تقاضيه، المغافر ~~المتينة، ولا الدروع الموضونة. # فصل: قاض يشهد له عدله، أن غسله سريع حله، يقسم ms1684 نظره بالقسطاس، بين جميع ~~الناس. حفظ رسالة عمر، وعمل فيها بما نهى وأمر. لا يبيع القضايا بالهدايا. ~~به عشا، عن الرشا. ينام الخصمان، وهو يقظان. إن عجل فعن استدلال، وإن عجز ~~فلتأمل إشكال. سريجي الإجابة، عمراني الإصابة. # فصل: زهاد تركوا العرض، وأصابوا الغرض، اقترحوا الغنا، واطرحوا الغنى. ~~رفضوا المزايل، وطلبوا الطايل، وأعرضوا عما يبيد، وأقبلوا على ما يفيد. لم ~~يزاحموا على الجيف، ولا استخدموا بطونهم في تعمير الكنف. تركوا ذلك لمن ~~تركوا، وقنعوا بأقل ما ملكوا، وجعلوا الزاد إلى الجنة، الأنة بعد الأنة، ~~وظمأ الهواجر، في شهر ناجر. فكروا فبكروا. علموا فسلموا من العقال، وتركوا ~~الأعناق لحمل الأثقال. رجوا فنجوا، وبنوا فعلوا، ومهدوا فرقدوا، وعملوا ~~فوجدوا. # وذكرت بهذا الفصل حديث أبي هريرة قال، قال لي رسول الله عليه السلام: " ~~يا أبا هريرة ألا أريك الدنيا جمعاء بما فيها - قلت: بلى # PageV07P187 # يا رسول الله. فأخذ بيدي، وأتى واديا من أودية المدينة، فإذا مزبلة فيها ~~رؤوس وعذرات في خرق وعظام، ثم قال: يا أبا هريرة، هذه الرؤوس كانت تحرص ~~كحرصكم، وتأمل آمالكم، ثم هي اليوم عظام بلا جلد، ثم هي صائرة رمادا. وهذه ~~العذرات ألوان أطعمتهم اكتسبوها من حيث اكتسبوها، ثم قذفوها من بطونهم، ~~فأضحت والناس يتحامونها. وهذه الخرق البالية كانت رياشهم ولباسهم، أصبحت ~~والرياح تصفقها. وهذه العظام عظام دوابهم التي كانوا ينتجعون على أطراف ~~البلاد. فمن كان باكيا على الدنيا فليبك ". قال: فما برحنا حتى اشتد ~~بكاؤنا. # ووقف سقراط على كساح وقد خرج من الحش بكساحة فقال: يا أهل أثينا، هذا ~~الذي كنتم تغلقون عليه الأبواب، وتقيمون لحفظه الخزان، وكانت شهواتكم ~~تستخدم عقولكم في إعداده؛ واليوم نفوسكم آنفة منه [82] وطباعكم نافرة عنه. # فصول له في الذم ونقض ما تقدم # فصل: فلان غوره أقرب قريب، وقلبه مورود القليب؛ فسرائره مكشوفة، ودخيلته ~~معروفة، كتمانه إخبار، وتدبيره إدبار، رأيه وراء، وساحته عراء. حسه هامد، ~~وفهمه جامد. لا يعرف # PageV07P188 # الرشد من الغي، ولا يفرق بين التقبيل والكي. طلل بال، لا يخطر على بال. ~~الشمس عنده ms1685 سهى، والحمق نهى. لا يعلم رأسه، من أين أنفاسه؛ ولا يدري دماغه، ~~أين أصداغه. # فصل: همه جواز يومه، وحلاوة نومه. أعلى همته، إرجال جمته، واعتدال عمته؛ ~~وأسر سروره، تناهي قدوره، وترويق خموره. أعداؤه سمان، في أمان؛ وأولياؤه في ~~هزال، وانتظار النكال. حسن الظن بالزمان، وضروب الحدثان. رائح القرائح، ~~ساكن الجوارح، مسرور مغرور، ثاني العطف عن الناصح، متعام عن الأمر الواضح، ~~مستغن بعبده، عن جنده. متشاغل بالأنياب الطاحنة في فمه، عن الأنياب الوالغة ~~في دمه. ينام عن مسهرات الأنام، وعن جب الغارب والسنام. فكرته ساهية، ~~وخواطره لاهية، وقواعده واهية، حتى تبغته الداهية. # فصل: يجود الجلمود، ولا يجود، ويعود إلى إثماره يلبس العود، وهو لا يبدي ~~ولا يعيد. كيسه مغلق، وبنانه مطبق، وداره سملق، وجيشه مملق، وميزانه حبيس ~~لا يطلق، كفتاه ككفيه لا تذيبهما النار، ولا يعرفان الدرهم ولا الدينار. ~~وأكياسه كالنقد، قد خنقتها العقد. يده حافر وقاح، وقفله ليس له مفتاح، تمر # PageV07P189 # الأيام، ولا يشم له طعام. لو ملك طوفان نوح، لم يسمح منه بشربة لظمآن ~~مجروح. # فصل: هو يوم المطاعنة، ولد الملاعنة. لا حسب يقاتل عنه، ولا نسب يستحيي ~~منه. يراعة ترعد، وتقوم وتقعد. إذا الحرب دعت أبطالها، وزلزلت الأحشاء ~~زلزالها، نخب ما بين جنبيه، وغاب السواد من عينيه، مهزمة لجنوده، ومهدة ~~لعدته وعديده. يوسع أعذار الفرار، ولا يرى على الجبناء من عار. بيناه في ~~أول الرعيل ضارب، إذا به وراء الساقة هارب. يزحف عند الزحف، إلى خلف، ~~ويروعه الواحد وهو في ألف. لو كان سنور مدينة لسار، ولو ربط إليه الطور ~~لطار. إن هذا في الحرب من بني العنبر، وأدهش من مستطعم الماء على المنبر. ~~إذا ثار القتام. سقط من كفه الحسام. # وخبر بني العنبر، أشهر من أن يذكر، وقريط منهم، ولما استنجدهم فلم ينجدوه ~~قال: # لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ... ليسوا من الشر في شيء وإن هانا # يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا # كأن ربك لم يخلق لخشيته ... سواهم من جميع الناس ms1686 إنسانا ومستطعم الماء ~~على المنبر خالد القسري عامل هشام بن عبد # PageV07P190 # الملك على العراق. دهش يوم الجمعة في حرب الخوارج وهو على المنبر، فقال: ~~أطعموني ماء! فقيل فيه: # هتفت بكل صوتك أطعموني ... شرابا ثم بلت على السرير فصل: أضرها على ~~الأنام، على قديم الأيام، العصبية في الجاهلية والإسلام. فما لهذا السلطان، ~~وخراب الأوطان - والعصبية تفسد بين الأولياء، وتكثر في الأدعياء. وأبو نواس ~~كان أشدهم فيها قولا، وهو قن مولى، تعصب لليمن على مضر لكون سعد العشيرة من ~~اليمن وهم من مواليه، فهجا قبائل مضر، وغض من قريش، هذا وهو مولى ملصق، ~~وليست سعد العشيرة له بعشيرة، بل لها منه الجريرة. # سلطان يشتري بدينه ودمه، رضى ابن عمه. خاسر التجر، محروم الأجر، لا يساوي ~~بين أهل القبلة وهم سواء، ولا يتكافأ عنده المسلمون وهم عند [الله] أكفاء. ~~وجبلة التفاوت أفاتت جبلة الرشد. وحميته أحمت عليه دار الخلد. تعصب جاشت له ~~صدور الجيش، وتكدر به صفاء العيش. وللمساعدة في العصبية طارت الرؤوس ~~والسواعد، وتهدمت الذرى والقواعد، وحالفت ربيعة الأباعد. # فصل: قد يتسمى بوزير، من شغله البم والزير، يعجبه اللهو # PageV07P191 # ويغلبه السهو. دمار من [أوى] إليه، وبوار من عول عليه، إن دبر أدبر، وإن ~~ترك هلك. خدن لواعب، وزير كواعب. ليله ناعس، ونهاره بالس. لم يعلق به من ~~الوزارة، إلا حسن الشارة، وركوب الهماليج المسيارة، وشدة الإعجاب، والدخول ~~على سلطانه بلا حجاب، والأكل بملء فيه، هذا جميع ما فيه، حتى إذا طرقت ~~السرايا [83] وسيقت السبايا، ونفر النافر، وضج البادي والحاضر، ونزع ثقات ~~الأجناد، فتفرقوا في البلاد، فزع إلى الوزير، في وجه التدبير، فكان جوابه ~~دموعه، وصوابه هلوعه، فحينئذ دارت الدائرة، واضطرمت النائرة، وانصرمت ~~الدول، وتبدلت الحلل. # فصل: كاتب ما عرف قط، كيف البرية والقط، ولا نسخ قط سطرا، إلا مسخ منه ~~شطرا. ألفاظه ملحونة، ومعانيه ملقونة، ومقاصده خفية مكنونة، وحروفه مطمونة. ~~إن تهجني هجا، وإن تكلم شج وشجى. ألفاته سجود، ولاماته رقود، وميماته عقد ~~لا عقود، وقافاته واوات، ونوناته راءات. يرفع بالنواصب، ويكثر ms1687 [من] النقط ~~الكواذب، ويعمي عين المعنى الجلي، ويخاطب العدو مخاطبة الولي. وتقر كتبه ~~بما فيها من الفساد، بأنه قرة عيون الأعداء والحساد. # PageV07P192 # فصل: ولايته القضاء، من سوء القضاء. جائر حائر: إن جار فعن تعمد، وإن حار ~~فعن قلة تعهد. ليله منتش، ونهاره مرتش. تعجبه العين في النقاب، ولا يفكر في ~~العقاب. إذا رأى الأمرد تمرد على خصمه، ومال عليه بحكمه، يزري باختيار ~~سلطانه، ويستخف بفقهاء زمانه. يجور في نظره المقسوم، ويبصق في وجه الخصوم، ~~ويركلهم برجله، ويلطمهم بنعله. # فصل: إخوان أخون من السراب للعين، ومن أهل الكوفة للحسين، وأشد من طالب ~~دين، على صفر اليدين. ليس فيهم نفع ولا دفع، إن استنصرتهم خذلوك، وإن سئلوا ~~إسلامك بذلوك. # فصل: تبسم للعدو العابس، ولن لتخلق اليابس. عامل ظالمك بالصبر، واجعل ~~صدرك له كالقبر، لا يدري ما فيه رحمة أم نقمة، وبلاء أم نعمة، حتى تمكنك ~~الوثبة عليه، فتله لجبينه ويديه. # ومن ترسيله # فصل له من رقعة خاطب بها المظفر بن الأفطس: كتبت وشوقي إلى شرف لقياه، ~~وشيم سقياه، شوق القارظين إلى سكون # PageV07P193 # وسكنى، والقيسين إلى ليلى ولبنى، واعتلاقي بذكره اعتلاق مالك بعقيل، وقفا ~~نبك بالملك الضليل، وبلال بشامة وطفيل، والله ببلوغ الأمل خير كفيل. وحال ~~وليه بالناحية التي استقذرتها حال من ذهبت منه اللذاذة والفتاء، والشيخ ~~يهدمه الشتاء. وقد رأيت طوفان قرطبة يقيم دهرا، وإنما أقام طوفان نوح شهرا، ~~وأما صيفها فكما قال: # لم أستتم عناقه لقدومه ... حتى ابتدأت عناقه لوداعه وله من أخرى: # لي رغبة إلى مفاخره، وتطارح بين يدي مآثره، وإدلال على سماحة سجاياه، ~~وتحامل على احتمال علياه. وذلك أن شيخا يفنا قصد فنائي، فبكى حتى بل بفضل ~~دموعه ردائي، ومنعه الشوق بشجاه، من الكلام على ما ارتجاه. ثم ذكر أنه كاسب ~~نسيات، وأبو بنين وبنيات، فنسبته فقال: أنا أبو جعدة نهشل، وذكر # PageV07P194 # مولانا المظفر فوصف خيرا كثيرا هو أكثر منه، ودعا بخير أجابه الله عنه، ~~ووصف أن بغاة بغوه، وحسدة آذوه، وتنصل من ذنوب قرفوه بها، ومولاي أعلم ~~بصدقها ms1688 من كذبها. ولم يظهر حرصا إلا في الميتة الأهليه والتربة الوطنية. ~~فبكى - علم الله - مع باك، وشكا مني إلى شاك، وذو الشكوى يرحم الشكوى، ~~لعلمه بمرارة البلوى. ولا شك أنه سيبلغه تفضل المظفر بالالتفات إلى ذكري، ~~والعناية ببعض أمري؛ فلا يظن أن ذلك باستحقاقي، وإن رقاني من الشرف هذه ~~المراقي، ومن يسمع يخل، وما كل ذي سلاح بطل. وقد تلطفت له بإذن الله في ~~القول، وبرئت إليه تعالى من القوة والحول، ووقفته على رأي المظفر الموفق، ~~وحكمه العدل المحقق. وبودي لو تكلفت بآماله، وجمعت بينه وبين أطفاله، فهو ~~في قعدد لبد، وهامة اليوم أو الغد؛ إلا أني - أيده الله - لا أوثر مرادي ~~على مراده، ولا أشاركه في العلم بأهل بلاده، إلا أن يتفضل بالأحسن الأجمل، ~~علي وعلى أبي جعدة نهشل، فيعود - أيده الله - بفضيلة الإيثار، ويكسبني في ~~الناس أطيب الأخبار والآثار. لقد هجمت في العناية بما لا أعلم ثقة بما ~~أعلم، وهو المتطول إن شفع، والمعذور إن دفع. والجواب على هذه السطور ~~المحتوية على هذه الأمور، بالأقوال والأفعال، من كمال الإحسان والإفضال. # PageV07P195 # فأجابه المظفر برقعة من إنشاء الوزير أبي مروان بن قزمان، قال فيها: # ورد كتابك المبتدأ خطابه من الشعر بما هو السحر الحلال، والمصدر من ~~القريض بما شعد لك بالجلال. ولو قصد الطائيان قصده لأجبلا، أو حذا الحمادان ~~حذوه لدبرا فيه وما أقبلا. لم تدع فيه فنا من الحكمة إلا أهديته [84] ولا ~~معنى لطيفا إلا أبديته، ولا نوعا من الأدب إلا جلبته؛ ولا غريبا من المثل ~~إلا ضربته: فلله بلاد غذاك هواؤها، ورؤساء تطابقت عليك أهواؤها. لقد بان ~~فضلهم على أهل الزمان، كما ظهر تبريزك في هذا الميدان. ومن انتحل الأبيات، ~~فبمثل شعرك فليات، وهيهات، ما أبعد الأرض من السموات! # ورأيتك قد شفعت القريض بشفاعة، وقرنته برغبة أعطتك مقاليد البلاغة ~~والبراعة. وأسعفتك في الشيخ اليفن، والأشيب البدن، نهشل. فليسرع بالإقبال ~~إلى بلده، وليلحق بأهله وولده، وليأت إليهم ذألانا، وليشكرنا سرا وإعلانا. ~~والله المان بك برده إلى وطنه وأهليه. يبلغ ms1689 ما ترتجيه، ويعيد حالك إلى ~~عهدها، والجمع بينك وبين الطبقة التي كنت واسطة عقدها. # ولابن شرف مقامات عارض بها البديع في بابه، وصب فيها على قالبه، منها ~~مقامة فيهلا بعض طول، لكنه غير مملول، آخذة بطرف # PageV07P196 # مستطرف من أخبار الأدباء، وذكر الشعر والشعراء، قال: # جاريت أبا الريان في ذكر أهل النظام، ومنازلهم في الجاهلية والإسلام، ~~فقال: عدد الشعراء أكثر من الإحصاء، وأشعارهم أبعد من شقة الاستقصاء. قلت: ~~لا أعنتك بأكثر من المشهورين مثل الضليل والقتيل، ولبيد وزعبيد، والنوابغ ~~والعشي، والأسود بن يعفر ومن سواه من العمي، ولابن الصمة دريد، والراعي ~~عبيد، وزيد الخيل، وعامر بن الطفيل، والفرزدق وجرير، وجميل وكثير، وابن ~~جندل وابن مقبل، وجرول والأخطل، وحسان في أهاجيه ومدحه، وغيلان في ميته ~~وصيدحه، والهذلي أبي ذؤيب، وسحيم ونصيب، وابن حلزة الوائلي، وابن الرقاع ~~العاملي، وعنترة العبسي، وزهير المري، وشعراء فزارة، ومفلقي بني زرارة، ~~وشعراء تغلب ويثرب، وأمثال هذا النمط الأوسط، كالرماح والطرماح، والطثري ~~والدميني، والكميت الأسدي، وصريع الأنصاري، ودعبل الخزاعي، وابن الجهم ~~القرشي، وحبيب الطائي # PageV07P197 # والوليد البحتري، وابن المعتز العباسي، وأبي نواس وابن الرومي. # ومن الطبقة المتأخرة في الزمان؛ المتقدمة في الإحسان، كأبي فراس ابن ~~حمدان، والمتنبي بن عيدان، وابن جدار المصري، وابن الأحنف الحنفي، وكشاجم ~~الفارسي، والصنوبري الحلبي، ونصر الخبزرزي، وابن عبد ربه القرطبي، وابن ~~هانئ الأندلسي، وعلي بن العباس الإيادي التونسي، والقسطلي. # قال أبو الريان: لقد سميت المشاهير، وابقيت الكثير؛ قلت: بلى ولكن ما ~~عندك فيمن ذكرت - # قال: الضليل مؤسس الأساس، وبنيانه عليه الناس، كانوا يقولون " أسيلة الخد ~~" حتى قال " أسيلة مجرى الدمع ". وكانوا يقولون: " تامة القامة وطويلة ~~القامة، وجيداء، وتامة العنق "، حتى قال " بعيدة مهوى القرط ". وكانوا ~~يقولون في الفرس السابق " يلحق الغزال والظليم " وشبهه، حتى قال " قيد ~~الأوابد ". ولم يكن قبله من فطن لهذه الإشارات والاستعارات غيره فامتثلوه ~~بعده. وكانت الأشعار قبل سواذج، فبقيت هذه جددا وتلك نواهج؛ وكل شعر بعد ما ~~خلاها فغير رائق النسج، وإن كان مستقيم النهج. # وأما طرفة فلو طال عمره ms1690، لطال شعره، وعلا ذكره. ولقد خص # PageV07P198 # بأوفر نصيب من الشعر، على أيسر نصيب من العمر، فملأ أرجاء ذلك النصيب ~~بصنوف من الحكمة، وأوصاف من علو الهمة، والطبع معلم صادق، وجواد سابق. # وأما الشيخ أبو عقيل فشعره ينطق بلسان الجزالة، عن جنان الأصالة، فلا ~~تسمع له إلا كلاما فصيحا، ومعنى مبينا صريحا؛ وإن كان الشيخ والوقار، ~~والشرف والفخار، لهاديات في شعره، وهي دلائله، قبل أن يعلم قائله. # وأما العبسي فمجيد في أشعاره، ولا كمعلقته، فقد أنفرد بها انفراد سهيل، ~~وغبر في وجوه الخيل، وجمع فيها بين الحلاوة والجزالة، ورقة الغزل وغلظة ~~البسالة، وأطال واستطال، وأمن السآمة والكلال. # وأما زهير: فأي زهر بين لهوات زهير، حكم فارس، ومقامات الفوارس، ومواعظ ~~الزهاد، ومعتبرات العباد، ومدح تكسب الفخار، وتبقى بقاء الأعصار، ومعاتبات ~~مرة تحسن، ومرة تخشن، وتارة تكون هجوا، وطورا تكاد تعود شكوى. # وأما ابن حلزة: فسهل الحزون، قام خطيبا بالموزون، والعادة أن يسهل شرح ~~الشعر بالنثر، وهذا سهل السهل بالوعر، وذلك مثل قوله: # أبرموا أمرهم عشاء فلما ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء # من مناد ومن مجيب ومن تص ... هال خيل خلال ذاك رغاء فلو اجتمع [85] كل ~~خطيب ناثر، من أول وآخر، يصفون سفرا نهضوا # PageV07P199 # بالأسحار، وعسكرا تنادى بالنهوض إلى طلب الثار، ما زادوا على هذا إن لم ~~ينقصوا منه، ولم يقصروا عنه. وسائر قصيدته في هذا المسلك: شكاية وطلاب ~~نصفة، وعتاب في عزة وأنفة، وهو من شعراء وائل، وأحد أسنة هاتيك القبائل. # وأما ابن كلثوم: فصاحب واحدة، فلا زائدة، أنطقه بها عز الظفر، وهزه فيها ~~جن الأشر، قعقعت رعوده في أرجائها، وجعجعت رحاه في أثنائها، وجعلتها تغلب ~~قبلتها التي تصلي إليها، وملتها التي تعتمد عليها، فلم يتركوا إعادتها، ولا ~~خلعوا عبادتها، إلا بعد قول القائل: # ألهى بني تغلب عن كل مكرمة ... قصيدة قالها عمرو بن كلثوم على أنها من ~~القصائد المحققات، وإحدى المعلقات. # وأما النابغة زياد: فأشعار الجياد لم تخرج عن نار جوانحه حتى تناهى ~~نضجها، ولا قطعت من منوال خواطره حتى تكاثف نسجها ms1691، لم تهلهلها ميعة الشباب، ~~ولا وهي الأسباب، ولا لؤم الاكتساب، فشعره وسائط سلوك، وتيجان ملوك. # وأما النابغة الجعدي: فنفي الكلام، شاعر الجاهلية والإسلام، واستحسن شعره ~~أفصح الناطقين، ودعا له أصدق الصادقين؛ وكان شاعرا # PageV07P200 # في الافتخار والثناء، قصير الباع لشرفه عن تناول الهجاء، وكان مغلوبا فيه ~~في الجاهلية، وطريد ليلى الأخيلية. # وأما العشي بأجمعهم: فكلهم شاعر، ولا كميمون بن قيس، شاعر المدح والهجاء. ~~والبأس والرخاء، والتصرف في الفنون، والسعي في السهول والحزون. نفق مدحه ~~بنات المحلق، وكان في فقر ابن المذلق، وأبكى هجوه علقمة، كما تبكي الأمة. # وأما الأسود بن يعفر: فأشعر الناس إذا ندب دولة زالت، أو بكى حالة حالت، ~~أو وصف ربعا خلا بعد عمران، أو دارا درست بعد سكان، فإذا سلك [غير] هذه ~~السبيل، فهو من حشو هذا القبيل، كعمرو وزيد، وسعد وسعيد. # وأما حسان، فقد اجتث بواكر غسان، ثم جاء الإسلام، وانكشف الإظلام، فجاحش ~~عن الدني، وناضل عن خاتم النبيين، فشعر وزاد، وحسن وأجاد، إلا أن الفضل في ~~ذلك لرب العالمين، وتسديد الروح الأمين. # وأما دريد بن الصمة: فصمة صمم، وشاعر جشم، وغزل # PageV07P201 # هرم، وأول من تغزل في رثاء، وهزل في حزن وبكاء، فقال في معبد أخيه، ~~قصيدته المشهورة يرثيه: # أرث جديد الحبل من أم معبد ... وهي من شاجيات النوائح، وباقيات المدائح. # وأما الراعي عبيد: فجبل على وصف الإبل، فصار بالراعي يعرف، ونسي ما له من ~~الشرف. # وأما زيد الخيل: فخطيب سجاعة، وفارس شجاعة، مشغول بذلك، عما سواه من ~~المسالك. # وأما عامر بن الطفيل: فشاعرهم في الفخار، وفي حماية الجار، وأوصفهم ~~لكريمة، وأنعتهم لحميد شيمة. # وأما ابن مقبل: فقديم شعره، وصليب نجره، ومغلى مدحه، ومعلى قدحه. # وأما جرول: فخبيث هجاؤه، شريف ثناؤه، صحيح بناؤه، رفع شعره من الثرى، وحط ~~من الثريا، وأعاد بلطافة فكره، ومتانة شعره، قبيح الألقاب، فخرا يبقى على ~~الأحقاب، ويتوارث في الأعقاب. # PageV07P202 # وأما أبو ذؤيب: فشديد أسر الشعر حكيمه، شغله فيه التجريب حديثه وقديمه، ~~وله المرثية النقية السبك، المتينة الحبك، بكى فيها بنيه السبعة ms1692، ووصف ~~الحمار فطول، وهي التي أولها: # أمن المنون وريبه تتوجع ... وأما الأخطل: فسعد من سعود بني مروان، صفت ~~لهم مرآة فكره، وظفروا بالبديع من شعره، وكان باقعة من هاجاه، وصاعقة من ~~حاجاه. # وأما الدارمي همام: فجوهر كلامه، وأغراض سهامه، إذا افتخر بمالك بن ~~حنظلة، وبدارم في شرف المنزلة، وأطول ما يكون مدى إذا تطاول اختيال جرير ~~عليه بقليله على كثيره، وبصغيره على كبيره، فإنه يصادمه حينئذ ببحر ماد، ~~ويقاومه بسيف حاد. # وأما ابن الخطفى: فزهد في غزل، وحجر في جذل، يسبح أولا في ماء عذب، ويطيح ~~آخرا في صخر صلب. كلب منابحة، وكبش مناطحة، لا تفل غرب لسانه مطاولة ~~الكفاح، ولا تدمي هامته مداومة النطاح، جارى السوابق بمطية، وفاخر غالبا ~~بعطية # PageV07P203 # وبلغته بلاغته إلى المساواة، وحملته جرأته على المجاراة. والناس فيهما ~~فريقان، وبينهما عند قوم فرقان. # وأما القيسان وطبقتهما: فطبقة عشقة توقة، استحوذت الصبابة على أفكارهم، ~~واستفرغت دواعي الحب معاني أشعارهم، فكلهم [86] مشغول بهواه، لا يتعداه إلى ~~سواه. # وأما كثير: فحسن النسيب فصيحه، لطيف العتاب مليحه، شجي الاغتراب قريحه، ~~جامع إلى ذلك رقائق الظرفاء، وجزالة مدح الخلفاء. # وأما الكميت والرماح، ونصيب والطرماح، فشعراء معاصرة، ومناقضات ومفاخرة، ~~فنصيب أمدح القوم، والطرماح أهجاهم؛ والرماح أنسبهم نسيبا، والكميت أشبهم ~~تشبيبا. # وأما بشار بن برد: فأول المحدثين؛ وآخر المخضرمين؛ وممن لحق الدولتين، ~~عاشق سمع، وشاعر جمع، شعره ينفق عند ربات الحجال، وعند فحول الرجال، فهو ~~يلين حتى يستعطف، ويقوى حتى يستنكف، وقد طال عمره، وكثر شعره، وطما بحره، ~~وثقب في البلاد ذكره. # وأما ابن أبي حفصة، فمن شعراء الدولتين، وممن حظي بالنعمتين # PageV07P204 # ووصل إلى الغنى بالصلتين، وكان درب المعول، ذرب المقول، والد شعراء، ~~ومنجب فصحاء. # وأما أبو نواس، فأول الناس في خرم القياس، وذلك أنه ترك السيرة الأولى، ~~ونكب عن الظطريقة المثلى، وجعل الجد هزلا، والصعب سهلا، فهلهل المسرد، ~~وبلبل المنضد، وخلخل المنجد، وترك الدعائم، وبنى على الطامي والعائم، وصادف ~~الأفهام قد نكلت، وأسباب العربية قد تخلخلت وانحلت، والفصاحات الصحيحة قد ~~سئمت وملت، فمال ms1693 الناس إلى ما عرفوه، وعلقت نفوسهم بما ألفوه، فتهادوا ~~شعره. وأغلوا سعره، وشغفوا بأسخفه، وكلفوا بأضعفه. وكان ساعده أقوى، وسراجه ~~أضوى، لكنه عرض الأنفق، وأهدى الأوفق، وخالف فشهر وعرف، وأغرب فذكر ~~واستطرف. والعوام تختار هذه الأعلاق، وأسواقهم أوسع الأسواق، فشعر أبي ~~نواس، نافق عند هذه الأدجناس، كاسد عند أنقد الناس. وقد فطن إلى استضعافه، ~~وخاف من استخفافه، فاستدرك بفصيح طرده، طرفا [من] حد اللسان وجده، وهو ~~مجدود في كثرة التظاهر، على من غض منه بالحق الظاهر، ليس إلا لخفة روح ~~المجون، وسهولة الكلام الضعيف الملحون، على جمهور العوام، لا على خصائص ~~الأنام. # وأما صريع: فكلامه مرصع، ونظامه مصنع؛ وجملة شعره # PageV07P205 # صحيحة الأصول، مصنعة الفصول، قليلة الفضول. # وأما العباس بن الأحنف فمعتزل بهواه، وبمعزل عما سواه. رفع نفسه عن المدح ~~والهجاء، ووضعها بين يدي هواه من النساء. قد رقق الشغف كلامه، وثقفت قوة ~~الطبع نظامه، فله رقة العشاق، وحوك الحذاق. # وأما دعبل: فمدبر مقبل، اليوم مدح، وغدا قدح، يجيد في الطريقتين، ويسيء ~~في الخليقتين، وله أشعار في العصبية. وكان شاعر علماء، وعالم شعراء. # وأما علي بن الجهم: فرشيق الفهم، راشق السهمن استوصل شعره الشرفاء، ونادم ~~الخلفاء، وله في الغزل الرصافية، وفي العتاب الدالية، ولو لم يكن له ~~سواهما، لكان أشعر الناس بهما. # وأما الطائي حبيب: فمتكلف إلا أنه يصيب، ومتعب لكن له من الراحة نصيب، ~~وشغله المطابقة والتجنيس، جيد ذلك أو ببس، جزل المعاني، مرصوص المباني. ~~مدحه ورثاؤه، لا غزله # PageV07P206 # وهجاؤه، طرفا نقيض، وخطتا سماء وحضيض. وفي شعره علم جم من النسب، وجملة ~~وافرة من أيام العرب. وطارت له أمثال، وحفظت له أقوال، وديوانه مقرو، وشعره ~~متلو. # قال ابن بسام: أما صفته هذه لأبي تمام؛ فصفة لم يثن عطفها حمية، ولا ~~تعلقت بذيلها عصبية، حتى لو سمعها حبيب لاتخذها قبلة، واعتمدها ملة. فما ~~آلم من أدب وإن أوجع، ولا سب من صدق وإن أقذع. # رجع: # وأما البحتري: فلفظه ماء ثجاج، ودر رجراج، ومعناه سراج وهاج، على أهدى ~~منهاج. يسبقه شعره، إلى ms1694 ما يجيش به صدره. يسر مراد، ولين قياد. إن شربته ~~أرواك، وإن قدحته أوراك. طبع لا تكلف يغثيه، ولا العناد يثنيه، لا يمل ~~كثيره، ولا يستكف غزيره، لم يهف أيام الحلم، ولم يصف زمن الهرم. # وأما ابن المعتز: فملك النظام، كما هو ملك الأنام، له التشبيهات المثلية، ~~والاستعارات الشكلية، والإشارات السحرية، والعبارات الجهرية، والتصاريف ~~الصنوفية، والطرائق الفنونية، والافتخارات # PageV07P207 # الملوكية، والهمات العلوية؛ والغزل الرائق، والعتاب الشائق، ووصف الحسن ~~الفائق: # وخير الشعر أكرمه رجالا ... وشر الشعر ما قال العبيد وأما ابن الرومي: ~~فشجرة [87] الاختراع، وثمرة الابتداع وله في الهجاء، ما ليس له في الإطراء، ~~فتح فيه أبوابا، ووصل فيه أسبابا، وخلع منه أثوابا، وطوق فيه رقابا، تبقى ~~أعمارا وأحقابا، يطول عليها حسابه، ويمحق بها ثوابه. ولقد كان واسع العطن، ~~لطيف الفطن، إلا أن الغالب عليه ضعف المريرة وقوة المرة. # وأما كشاجم: فحكيم شاعر، وكاتب ماهر، له في التشبيهات غرائب، وفي ~~التأليفات عجائب، يجيد الوصف ويحققه، ويسبك المعنى فيرققه ويروقه. # وأما الصنوبري: فصيح الكلام غريبه، مليح التشبيه عجيبه، مستعمل لشواذ ~~القوافي، يغسل كدرتها بمياه فهمه الصوافي، فيجيل ويدق، ويعذب ويرق. وهو ~~وحيد جنسه في صفة الأزهار، وأنواع الأنوار. وكان في بعض أشعاره يتخالع، وفي ~~بعضها يتشاجع. وقد مدح وهجا، وسر وشجا، وأعجب شعره وأطرب # PageV07P208 # وشرق وغرب. ومدح من أهل إفريقية أمير الزاب جعفر بن علي، منفق سلع الأدب. ~~فوصله بألف دينار. # وأما الخبرزي: فخليع الشعر ماجنه، رائق اللفظ بائنه، كثيرة محاسنه، صحيحة ~~أصوله ومعادنه، رائقة البزة، [مائلة] إلى العزة، تسليه عن الحب الخيانة، ~~ويربقه الوفاء والصيانة. وله على خشونة خلقه، وصعوبة خلقه، اختراعات لطيفة، ~~وابتداعات طريفة، في ألفاظ كثيفة، وفصول قليلة الفضول نظيفة. حتى إن بعض ~~كبراء الشعراء اهتدم أشياء من مبانيه، واهتضم تظرفا من معانيه، وهو من ~~معاصريه، فقل من فطن لمراميه. # وأمات أبو فراس بن حمدان: ففارس هذا الميدان، إن شئت ضربا وطعنا، أو لفظا ~~ومعنى، ملك زمانا، وملك أوانا، أشعر الناس في المملكة، وأشعرهم في ذل ~~الملكة. وله الفخريات التي ms1695 لا تعارض، والأسريات التي لا تناهض. # PageV07P209 # وأما المتنبي: فقد شغلت به الألسن. وسهرت في أشعاره الأعين. وكثر الناسخ ~~لشعره. وألآخذ لذكره، والغائص في بحره، والمفتش في قعره. عن جمانه ودرن. ~~وقد طال فيه الخلف، وكثر عنه الكشف. وله شيعة تغلو في مدحه، وعليه خوارج ~~تتعايا في جرحه. والذي أقول إن له حسنات وسيئات، وحسناته أكثر عددا، وأقوى ~~مددا، وغرائبه طائرة، وأمثاله سائرة، وعلمه فسيح، وميزه صحيح، يروم فيقدر، ~~ويدري ما يورد ويصدر. # وأما ابن عبد ربه القرطبي: وإن بعدت عنا دياره، فقد صاقبتنا أشعاره، ~~ووقفنا على أشعار صبوته الأنيقة، ومكفرات توبته الصدوقة، ومدائحه ~~المروانية، ومطاعنه في العباسية. وهو في كل ذلك فارس ممارس، وطاعن مداعس. ~~واطلعنا في شعره على علم واسع، ومادة فهم مضيء ناصع. ومن تلك الجواهر نظم ~~عقده، وتركه لمن تجمل بعده. # وأما ابن هانئ محمد الأندلسي ولادة، القيرواني وفادة وإفادة، فرعدي ~~الكلام، سردي النظام، إلا أنه إذا ظهرت معانيه، في جزالة مبانيه، رمى عن ~~منجنيق، يؤثر في النيق، وله غزل قفري لا عذرى # PageV07P210 # لا يقنع فيه بالطيف، ولا يشفع بغير السيف. وقد نوه به ملك الزاب. وعظم ~~شأنه بأجزل الثواب، وكان سيف دولته، في إعلاه منزلته، من رجل يستعين على ~~صلاح دنياه بفساد أخراه، لبرداءة عقله، ورقة دينه، وضعف يقينه، ولو عقل لم ~~تضق عليه معاني الشعر، حتى يستعين عليها بالكفر. # وأما القسطلي: فشاعر ماهر عالم بما يقول، تشهد له العقول، بأنه المؤخر ~~بالعصر، المتقدم في الشعر. حاذق بوضع الكلام في موضعه، لا سيما إذا ذكر ما ~~أصابه في الفتنة، وشكا ما دهاه في أيام المحنة. وبالجملة فهو أشعر أهل ~~مغربه، في أبعد الزمان وأقربه. # وأما علي التونسي: فشعره المورد العذب، ولفظه اللؤلؤ الرطب، وهو بحتري ~~الغرب، يصف الحمام، فيروق الأنام، ويشبب، فيعشق ويحبب، ويمدح فيمنح أكثر ~~مما يمنح. # هذا ما عندي في المتقدمين والمتأخرين، على احتقار المعاصر، واستصغار ~~المجاور، فحاش لله من الاتصاف، بقلة الإنصاف، للبعيد والقريب، والعدو ~~والحبيب. # قلت يا أبا الريان، وقيت مرور الحدثان ms1696، فلقد سبكت فهما، وحشيت علما. # PageV07P211 # مقامة له أخرى # حدثني الجرجاني قال: كان فتى بجرجان من أبناء الأقيال، قد جمع إلى ~~النهاية في المال الغاية في الجمال. وكان مألفا للأدباء، ومأوى للغرباء، ~~ورزقا للفقراء، فلا يخلو منزله من أهل الإعدام. فإني لعنده في بعض الليالي ~~إذ استؤذن عليه لضرير فقير فأمر بإكرامه وإطعامه. فلما فرغ من شانه، ~~استدعاه إلى إيوانه، فدخل علينا رجل شيخ وافر السبال [88] ، قد عمه البياض ~~بالكمال، مطموس العينين، مسترخي الحاجبين، قد صلعت هامته، وركعت قامته، ~~وقصرت مسافة خطاه، وثقل جسمه على عصاه، فسلم بصوت ضئيل، ودعا بلسان ثقيل. ~~وأقبل يذكر شبابه، ويتذكر أحبابه، وينوح على سالف زمانه، ويندب ثقات ~~إخوانه. فرق له الفتى فأدناه، حتى أجلسه على يمناه، وصبره وسلاه. ثم سمرنا ~~إلى وقت النوم، فرقد سائر القوم، ونام الفتى في مكانه، مراعاة لحق ضيفانه. # وكنت أدنى من الفتى مرقدا، كما كنت أدنى منه مقعدا، ولي عين أخف العيون ~~هجعة، وأقربها إلى الانتباه رجعة. فأيقظني نبرة لم أكن عهدت من الفتى ~~مثلها، ولا أجراها مع ضيف قبلها. فعجبت من خرق العادة، وأصغيت ألتمس ~~[استزادة] . فسمعت الأعمى # PageV07P212 # يقول: يا سيدي أنا صرورة، وثم ضرورة، وقد طالت الغربة، واضطرتني العزبة. ~~فقال الفتى له: فما وجدت لضرورتك سواي، ولا لعزبتك حاشاي - قال له: فإن ~~أبيت إلا أن تمنع، فدلني على ما أصنع. قال له الفتى: أرى لك أن تتسرى. قال: ~~ومن للصعلوك بالمملوك - قال: فتتزوج. قال: والمحوج كيف يتزوج - قال له ~~الفتى: فإنك لو خضخضت، لكان أشبه مما إليه تعرضت. قال الأعمى: والله يا ~~مولاي لا يسعه خفي، فكيف كفي - فصاح الفتى: السلاح السلاح: " ألا أيها ~~النوام ويحكم هبوا " قال الجرجاني فقلت: " فللشيخ زب ليس يشبهه زب ". فقال ~~الفتى: أسمعت العجب العجاب - قلت: نعم، وحفظت العتاب. وجعلت أقول: ما سألك ~~الشيخ في عسير، ولا حملك على خطير، فهلا قضيته فأرضيته - قال: فحسب الأعمى ~~كلامي ردا، وظنه جدا، فقال: فديتك أيها الناصر. حين خذلني الأواصر، ~~واحتقدني المعاصر، ثم تنهد وقال: آه ms1697 واهرماه! بقينا حتى شقينا، آه. طاح أهل ~~البذل والسماح، وبقي أهل البخل والجماح. انظر أي أجناس، بعد أي ناس، لكن ~~الفقير حقير، قل المال، وذهب الرجال. سمعنا فطمعنا، يا فتى، أخبرنا عنك ~~خبرا، ما رأينا له أثرا، ورب منسوب إلى حال، مرجوعها إلى محال؛ أين الكرم ~~الذي ذكر، والخلق الذي شكر - هب ما سألناك يشق، أين الحق الذي يحق - كذب ~~رائدنا، وقلت فوائدنا. فقال له الفتى: ويحك! اتق الله خالقك، فقد آن أن ~~تترك # PageV07P213 # فقال: يا مولاي، لو تركتني الشهوة لتركت، لكن حركتني فتحركت. إني وإن ~~سبقني جمهور الأتراب إلى التراب، فلي قلب لهبي، وجسم ذهبي، لا يغيرهما ~~إدمان الزمان، ولا يؤودهما حديث الحدثان. ولو عادت إلي ساعة من أيامي، أو ~~حصلت في يدي إبرة من حسامي، لسبقت كلومي فيكم كلامي، وسأجهد بهذه العصا، ~~فأجاهد من عصا. ثم اهتز كأنه نسر مقصوص، أو حمار مرهوص، فقمنا وتركنا ~~جانبه، وجعل يضرب بعصاه ما قاربه. فتركناه وشانه، وأدمنا عيانه، نصعد فيه ~~ونصوب، ونعجب ونعجب. فلم تزل شقشقته تهدر، وعصاه تتكسر، حتى كلت يداه، ~~وانحلت قواه. ولاح وجه الصباح، وجئنا إليه بالمصباح، فإذا هو كالجدار ~~المهدوم، والخدر المهشوم؛ قد فارق النفس النمرودية، ومات الميتة الجاهلية. ~~فدفنه الفتى في أطماره، وسألنا كتمان أخباره، وأفن لعمري أي أفن، أن يطمع ~~لخبر هذا في دفن، بل هو منشور، إلى يوم النشور. # ما أخرجته من شعر ابن شرف في أوصاف شتى # النسيب وما يناسبه # [قال] : # قد كنت في وعد العذار فأنجزا ... وقضى لحسنك بالكمال فأوجزا # PageV07P214 # وافى لنصر الحسن إلا أنه ... ولى إلى فئة الهوى متحيرا # عطف تعلم منك عطفك عطفه ... وجد الفؤاد به السبيل إلى العزا # لم يكف وجهك حسنه وبهاؤه ... حتى اكتسى ثوب الجمال مطرزا # سبحان من أعطاك حسنا ثانيا ... وبثالث من فعل حسنك عززا وقال: # تصعد نفس لا صعود تنفس ... وترديد روح في حشاشة مكروب # فلا القرب يحيني ولا البعد قاتلي ... ولا الهجر يسليني ولا الصبر يلوي بي # وأصبحت ذا ضر ولقياك مبرئ ... لضري ولكن ms1698 أين عيسى من أيوب وقال: # بين أجفانك سحر ... وعلى غصنك بدر # جردت عيناك سيفي ... ن لذا أمرك أمر # فعلى خدك من نث ... ر دم العشاق أثر # ومن الكثبان شطر ... لك والأغصان شطر # وسواء قلت در ... ما أرى أو قلت ثغر # وبماذا أصف الخص ... ر وما إن لك خصر [89] # بك شغلي واشتغالي ... ومضى زيد وعمرو # PageV07P215 # وقال: # وشمس تراخت أن تغيب لقبلتي ... كما أمست فيما مضى يوشع # فيا قاطعا وصلي ويا واصلا ... بأمسي ويومي في العذاب الممتع # صرفت رجائي عن لعل وعن عسى ... وأبعدتني باليأس من كل مطمع # أعنتي بإطماع الوصال على النوى ... إذا لم تقاتل يا جبان فشجع # لديك فؤاد ما له من مطالب ... أأطلب في بعضي وقد بان أجمعي - # وديعة ميت أنت فيها محكم ... وإن شئت فاحفظها وإن شئت ضيع # أرى مهجات في يديك فما ترى ... بمن شئت أوقع أو بما شئت وقع قوله: " إذا ~~لم تقاتل يا جبان فشجع " مثل من أمثالهم، وإليه شار أبو نواس بقوله: # فكأني وما أزين منها ... قعدي يزين التحكيما وقال: # واذكر لياليك التي ذهبت لنا ... نهبا وعيشا كان كالتهويم # يسعدك وابل أدمع في أربع ... شربت مياه الدمع شرب الهيم # أيام شمس المشرقين ضجيعتي ... فيها وبدر المغربين نديمي # ونجوم كاساتي طوالع بالمنى ... والسعد يستغني عن التقويم # PageV07P216 # محمود عيش جاد لي دهري به ... ثم استرد فكان فيه خصيمي # ولي وخلي جمرة مشبوبة ... تذكي على الأحشاء نار سموم # فإذا رأيت لهيبها وسلامتي ... فاذكر بذلك نار إبراهيم ينظر معنى البيت ~~الرابع من هذه إلى قول أبي الطيب: # يقر لي بالفضل من لا يوده ... ويقضي له بالسعد من لا ينجم ولأبي [الحسن] ~~أحمد البصري من أناشيد الثعالبي: # كنت إذا ما سرت في حاجة ... أطالع التقويم والزيجا # فصار لي الزيج كتصحيفه ... وعاد لي التقويم تعويجا وقال بعض أهل عصرنا ~~وهو أبو بكر الداني: # وبمهجتي نجم له في مهجتي ... مسرى ولي في نوره تعديل # حولت عهد مناخه بمناخه ... فقضى بتحويلي له التحويل # PageV07P217 # وقوله: " محمود عيش جاد لي دهري به " من متداولات ms1699 المعاني، منها قول محمد ~~بن هاني: # وهب الدهر نفيسا فاسترد ... ربما جاد لئيم فحسد وأخذه بعض أهل عصري فقال: # يهب القليل وقد يرى استرجاعه ... هبة اللئيم أقل منه وأنزر ومن قصائده ~~المطولة في المدح وما يتشبث به # من سائر الأوصاف # قال في المنصور حفيد ابن أبي عامر: # مر بي غصن عليه قمر ... متجل نوره لا ينجلي # هز عطفيه فقلنا إنه ... ذو الفقار اهتز في كف علي # ورأيت الناس صرعى حوله ... فكأن اليوم يوم الجمل # تلك أخبار زمان قد مضى ... وأمور في السنين الأول # زمن المنصور قوى منتي ... وسرى همي وأحيا جذلي # وسرور النفس من بعد الصبا ... ناشر عصر الصبا والغزل # فاستطيب العيش في بلدته ... فكأن الناس في قطربل # وكأن الشمس من بهجتها ... أبدا فيها ببرج الحمل # PageV07P218 # وله من أخرى في عباد: # فما جشأت نفسي عشية مشرف ... ولا احتلبت عيني حزوى وفيفاء # ولا لغرابي دمنة الدار ظلت ذا ... سؤال وما عند الغرابين أنباء # مقام زمان مات عروة حسرة ... عليه وظلت تسفح الدمع عفراء # فلو نال حظا منه غيلان لالتقت ... له صيدح فيه ومي ودهناء ومنها في ذكر ~~طفلتين له: # أجشهم ليل القفار وظلمة ال ... بحار وكم ريعوا وللسيد إرخاء # ولي منهما سهمان هذا ابن أربع ... وهذا ابن ست كلما كان إغفاء # أضمهما والليل داج كأنما ... هما نقطتا ياء وجسمي هو الياء # فطورا يغشيهم على ذكرك الكرى ... فتصبح أضواء عليهم ولألاء # وطورا يمجون الدجى ومطاله ... وما كان للغايات مطل وإرجاء # فتضجر منهم أنفس ربما بكت ... بكا هو للصم الجلاميد إبكاء ومنها: # فإن أفحمتنا هيبة عمرية ... لديك لها في الشعر كسر وإقواء # بذلت انبساطات لنا علوية ... لها بعد مومات المهامه أفياء # PageV07P219 # صيدح التي ذكرها ناقة غيلان، والدهناء وطنه، ومي صاحبته، وكان ذو الرمة ~~بذكر هذه الثلاثة في شعره. وقوله [90] " ولا لغرابي دمنة الدار " ... ~~البيت، أشار إلى قول عروة بن حزام العذري في عفراء بنت مالك العذري، وتنشد ~~الأبيات لحسنها، ولكون المعنى فرعا من غصنها: # ألا غرابي دمنة الدار خبرا ... أبا لهجر من عفراء ms1700 تنتحبان - # فإن كان حقا ما تقولان فانهضا ... بلحمي إلى وكريكما فكلاني # ولا يعلن الناس ما كان ميتتي ... ولا يأكلن الطير ما تذران # جعلت لعراف اليمامة حكمه ... وعراف حجر إن هما شفياني # فقالا: شفاك الله والله ما لنا ... بما ضمنت منك الضلوع يدان وضرب المثل ~~بهيبة عمر بن الخطاب، وكان مشهورا بها، وبانبساط علي بن أبي طالب رضي الله ~~عنهما. # وله من أخرى في ابن طاهر أمير مرسية وقته: # وعاجوا على عسفان والليل أليل ... ومروا بذات البين والصبح مسفر # وحازتهم حزوى ضحى وتروحوا ... بمنعج واستعلوا أبانا فنوروا # ولما تواقفنا بذي سلم بدا ... سلام لسلمى ظل يخفى ويظهر # شعرت له والركب حيران غافل ... وما شاعر أمرا كمن ليس يشعر # PageV07P220 # رأت ظبية الوعساء عيني فهيجت ... لها ذكرهم والشيء بالشيء يذكر # سأبكي طلولا كنت فيها مطلة ... عليها وكل الليل تحتك مقمر # تصرم ذاك العيش إلا إدكاره ... وإلا كذوبا في المنام تزور # فتى طاهري طاهر الثوب ذكره ... من المسك أذكى أو من الماء أطهر وله من ~~أخرى في المعتضد: # لولاهم لحججت أول حجة ... حرم الكرام وطال فيه طوافي # ولزرت حمص الغرب أغرب زائر ... بغرائب كالحلة والأفواف # وزحمت واديها بمثل عبابه ... من سلسبيل في القلوب سلاف # وأريته بحرا يفاخر قعره ... بلآلئ فيه بلا أصداف ومنها في مدحه: # يا حاسديه على علا خطت له ... سبق القضا بالنون بعد الكاف # يخلي الديار من الجسوم ويجتني ... تمر الرؤوس وطرفة الأطراف # فكأنما الأجسام بعد رؤوسها ... أبيات شعر ما لهن قواف قال ابن بسام: أظن ~~ابن شرف، فيما وصف، شبه الأجسام دون رؤوسها بأبيات شعره في هذه القصيدة. ~~فليست لها مبادئ ولا قوافي. # PageV07P221 # وما امتري أن الغربة فلت غرب طبعه، وغسلت عن جوانحه، وأطفأت نار قرائحه. # ومن أشبه مدائحه قوله في علي بن أبي الرجال بعض أمراء القيروان من قصيدة: # جاور عليا ولا تحفل بحادثة ... إذا ادرعت فلا تسأل عن الأسل # اسم حكاه المسمى في الفعال فقد ... حاز العيين من قول ومن عمل # فالماجد السيد الحر الكريم له ... كالنعت والعطف والتوكيد ms1701 والبدل # زان العلا وسواه شانها وكذا ... للشمس حالان في الميزان والحمل # وربما عابه ما يفخرون به ... يشنا من الخصر ما يهوى من الكفل # سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد ... ملء المسامع والأفواه والمقل وله من ~~أخرى: # ما لي كذا كل ما طلبته عسر ... وقد أخذت بحب المطلب العسر - # ما لي أجاذب ذي الدنيا مولية ... فكل ثوب عليها قد من دبر # PageV07P222 # ومنها: # يعطي الجزيل من التنويل معتذرا ... ورب معطي قليل غير معتذر # أتى الزمان على يأس به لبنى الد ... نيا كبشرى بمولود على الكبر # إني ومجدك صيرت الورى نهرا ... وقلت ما قاله طالوت في النهر # فأنت عندهم منهم غرفة بيدي ... حلت وحرم باقي النهر في الزبر ومعنى البيت ~~الرابع من هذه كقول أبي تمام، ونقص فيه عن التمام: # بشرى الغني أبي البنات تتابعت ... بشراؤه بالفارس المولود وذكرت بقوله: " ~~فكل ثوب عليها قد من دبر " قول الشاعر: # قميص يوسف لما قد من دبر ... كانت براءته فيها من الكذب # وفي قميصك لما قد من دبر ... مما يدل على الفحشاء والريب وفي الحسن بن ~~وهب يقول القائل: # إذا لقيت بني وهب بمنزلة ... لم تدر أيهما الأنثى من الذكر # مؤدبون على الفحشاء من صغر ... مدربون على النكراء في الكبر # يحنكون ولم تقطع سرائرهم ... بين الحواضن والدايات بالكمر # قميص أنثاهم ينشق من قبل ... وقمص ذكرانهم تنقد من دبر [91] # PageV07P223 # سائر مقطوعات له في أوصاف شتى # قال: # لعل الله يفتك المعنى ال ... أسير فيغتدي وهو الطليق # وإن أرجو التخلص من عظيم ... فقد ينجو من اللجج الغريق # لقد أنفذت من جلدي دروعا ... زرين على الذي نسجت سلوق # وصبرا لو تجسم لي مجنا ... كفاني ما رمته المنجنيق # وأفقد ما طلبت فلم أجده ... رفيق في صحابته رفيق # فأصبح وهو للعنقاء ثان ... وثاو حيث فرخت الأنوق # صحبت بهذه الدنيا أناسا ... إذا غدروا فغدرهم وثيق # ولم أصحبهم ودا ولكن ... كما جمع العدوين الطريق لعله ذهب في هذا القول ~~إلى قول أبي الطيب: # ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا له ما ms1702 من صداقته بد وقال: # بعيشك ناد أيامي وقل هل ... لديك إلى مرد من سبيل # PageV07P224 # أراك كما يرى المحتاج مالا ... وقد ملكت عليه يد البخيل # أراحلة وما أبقيت مني ... سوى لحظ يترجيم عن قتيل # وقد عاقبت بالعبرات عيني ... بلا ذنب وما ذنب الرسول # وجدت الناس كلهم طلولا ... فلم أطيل الوقوف على الطلول # وتسمع منهم ما لا تراه ... كسامع ضربة السيف الصقيل # فمن بسواك باعك فاغن عنه ... كما استغنى علي عن عقيل عقيل أخو علي بن أبي ~~طالب كان ولد معه توأما، ولذلك قال: زوحمت حتى في الرحم. ولما كان يوم صفين ~~هرب إلى معاوية وفارق أخاه عليا. # وقوله: " أراك كما يرى المحتاج مالا " - البيت، أراه توارد فيه مع لدته ~~وابن بلدته أبي علي بن رشيق حيث يقول: # والصبح قد مطل الليل العيون به ... كأنه حاجة في كف ضنين وقال ابن شرف: # وما بلوغ الأماني في موعدها ... إلا كأشعب يرجو وعد عرقوب # وقد يخالف مكتوب القضاء يدي ... فكيف [لي] بقضاء غير مكتوب # PageV07P225 # وقال: # - سل عن رضاي عن الزمان فأنه ... كرضى الفرزدق عن بني يربوع # لله حال قد تنقل عهدها ... بخلاف نقل الدهر حال صريع # دارت دراري الخطوب قواصدا ... حنى نظرن إلي من تربيع - كان صريع الغواني ~~حاملا فولاه بنو سهل جرجان فشرف. # وقال: # أهل الصفاء نأيتم بعد قربكم ... فما انتفعت بعيش بعدكم صاف # وقد قصدت ندى من لا يوافقني ... فكان سهمي عنه الطائش الهافي # أردت عمرا وشاء الله خارجة ... أما كفى الدهر من خلفي وإخلافي - وقال: # يقولون ساد الأرذلون بعصرنا ... وصار لهم قدر وخيل سوابق # فقلت لهم ولى الزمان ولم تزل ... تفرون في أخرى البيوت البيادق وقال: # قالوا تصاهلت الحمي ... ر فقلت إذ عدم السوابق # خلت البيوت من الرخا ... خ ففررنت فيها البيادق # PageV07P226 # وقال: # شكوت حزني وبثي ... إلى القريب المجيب # فكان عقباي عقبى ... نبيه يعقوب وقال: # لك منزل كملت ستارته لنا ... للهو لكن تحت ذاك حديث # غنى الذباب وظل يرمز حوله ... فيه البعوض ويرقص البرغوث وهذا كقول ~~السميسر: # ضاقت بلنسية بي ... وذاد ms1703 عني غموضي # رقص البراغيث فيها ... على غناء البعوض - ما أخرجته من مراثيه لأهل ~~القيروان بلده # قال من قصيدة وصف فيها إذلال أهل سوسة جالية القيروان وهي طويلة قطفت ~~عيونها: # - آه للقيروان أنه شجو ... عن فؤاد بجاحم الحزن يصلى # حين عادت به الديار قبورا ... بل أقول الديار منهن أخلى # PageV07P227 # ثم لا شمعة سوى أنجم تخ ... طو على أفقها نواعس كسلى # بعد زهر الشماع توقد وقدا ... ومتان الذبال تفتل فتلا # والوجوه الحسان اشرق منهن ... ويفضلنهن معنى وشكلا # لو رأيت الذين كان لهم سه ... لك وعرا قد صيروا الوعر سهلا ومنها: # بعد يوم كأنما حشر الحل ... ق حفاة به عواري رجلى # ولهم زحمة هنالك تحكي ... زحمة الحشر والصحائف تتلى # وعجيج وضجة كضجيج ال ... خلق يبكون والسرائر تبلى # من أيامي وراءهن يتامى ... ملئوا حسرة وشجوا وثكلا [92] # وثكالى أراملا حاملات ... طفلة تحمل الرضاع وطفلا # وحصان كأنها الشمس حسنا ... كفنتها الأطمار نجلاء كحلا # فات كرسيها الجلاء فأضحت ... في ثياب الجلاء للناس تجلى # جار فيهم زمانهم وأولوا الأم ... ر ففروا يرجون في الأرض عدلا # تركوا الربع والأثاث وما يث ... قل لا حامل من الناس ثقلا # لبسوا الباليات من خشن الصو ... ف ليغدو النبيه في الناس غفلا # PageV07P228 # نادبات، عفراء تسعد سعدى ... وسعاد تجيب بالنوح جملا # ليس منهن من يودع جارا ... لا ولا حرمة تشيع أهلا # كلهن اعتدى الفراق عليه ... فاقتحمن الجلاء حفلا فحفلا # فإذا القفر ضمهم فوق الده ... ر لهم غير ذلك النبل نبلا # من ثعابين حاملين نيوبا ... عصلا: ذابلا ونبلا ونصلا # وشياطين رامحين يلاقو ... ن بجون الفلا مساكين عزلا # فترى للظهور تعتل عتلا ... وتشق البطون تغسل غسلا # فإذا مطمع أصابوه في أح ... شاء قوم عموا بذلك كلا # فإذا نجت المقادير منهم ... راحلا بالخلاص يحمل رحلا # لقي الهون في المذلة أنى ... كان من سائر البلاد وحلا # ليس يلقى إلا أمرا مستطيلا ... طالبا عنده حقودا وذحلا # فترى أشرف البرية نفسا ... ناكسا رأسه يلاطف نذلا # فهم كلما نبت بهم أر ... ض مطايا الفراق خيلا ورجلا # مزقوا في البلاد شرقا وغربا ms1704 ... يسكبون الدموع هطلا ووبلا # لا يلاقي النسيب منهم نسيبا ... يتعزى به ولا الخل خلا # ليت شعري هل عودة لي في الغي ... ب إلى ما طال شجوي أم لا # PageV07P229 # قوله " حين عادت به الديار قبورا " يشبه من وجه قول أبي تمام: # - وما الفقر بالبيد القواء بل التي ... نبت بي وفيها ساكنوها هي القفر ~~وأخذه بعض أهل عصري وزاد فقال: # ثاو بحمص كأنما هي قبره ... لو لم يقاس بها صروف زمانه وقوله " ثم لا ~~شمعة سوى أنجم " ينظر إلى قول محمد بن هانئ الأندلسي: # وبات لنا ساق يقوم على الدجى ... بشمعة صبح لاتقط ولا تطفا ويروى " بشمعة ~~ليل "، وإنما أخذه من قول أبي الحسن سليمان ابن حسان النصيبي: # وإن يك ليلنا فيه نهارا ... فشمعة بدره ليست تقط وربما توارد معه لأنه ~~كان معاصره، إلا أن ابن هانئ أقدم موتا. # حكى أبو علي في رسالة " قراضة الذهب " أنه مات سنة اثنتين وستين ~~وثلاثمائة. # PageV07P230 # - وقال أبن شرف من قصيدة وصف ما كان من صيانة الحريم في أوطانها، ثم ما ~~صارت إليه من الانكشاف في الحل والترحال، وركوب طهور الخطوب والأهوال فيها: # - بعد خطوب خطبت مهجتي ... وكان وشك البين إمهارها # ذا كبد أفلاذها حولها ... قسمت الغربة أعشارها # أطافل ما سمعت بالفلا ... قط فعانيت الفلا دارها # ولا رأت أبصارها شاطئا ... ثم جلت باللج أبصارها # وكانت الأستار آفاقها ... فعادت الآفاق أستارها # ولم تكن تعلو سريرا علا ... إلا إذا وافق مقدارها # ثم علت كل عثور الخطا ... يرمي بها الأرض وأحجارها # ولم تكن تلحظها مقلة ... لو كحلت بالشمس أشفارها # فأصبحت لا تتقي لحظة ... إلا بأن تجمع أطمارها قوله " وكانت الأستار ~~آفاقها " من الكلام الفصيح، والقلب المليح. ويشبه منحاه، وإن لم يكن في ~~معناه، قول الأول: # PageV07P231 # فرد شعورهن السود بيضا ... ورد وجوههن البيض سودا وكقول الآخر: # نديمي جارية ساقيه ... ونزهتي ساقية جاريه وله من أخرى: # كأني وأفراخي إذا الليل جننا ... وبات الكرى يجفو جفونا ويطرق # حمائم أضللن الوكور فضمها ... تجانسها حتى تراءى المفرق # إذا أفزعتهم نبوة زاحموا لها ... ضلوعي حتى ms1705 ودهم لو تفتق # ويصغر جسمي عن جميع احتضانهم ... فيثبت ذا فيه وذا عنه يزهق # كأنهم لم يسكنوا ظل نعمة ... لها بهجة مل العيون ورونق # إلى أن غدوا فيء فتارة ... تباع وفي بعض الأحايين تعتق # وطوروا على موج البحار كأننا ... قذى قد وثقنا أننا ليس نغرق [93] # ونحن نفوس تسعة ليس بيننا ... وبين الردى إلا عويد ملفق نظم هذا من قول ~~الفيلسوف وقد ركب سفينة فقال للملاح: # كم غلط لوح سفينتك - قال: إصبعان. قال فإنما بيننا وبين الموت إصبعان. # PageV07P232 # وقوله " إذا أفزعتهم نبوة " - البيت، بناه على قول امرئ القيس، إلا أن ~~الوجد لذعه لذعة أنطقته بالحال، وقولته السحر الحلال، فعلمته كيف يفتت ~~الأكباد، ويفت في الأعضاد، وهو قوله: # إذا أخذتها هزة الروع أمسكت ... بمنكب مقدام على الهول أروعا وقال من ~~أخرى: # يا قيروان وددت أني طائر ... فأراك رؤية باحث متأمل # آها وأية آهة تشفى جوى ... قلب بنيران الصبابة مصطلي # أبدت مفاتيح الخطوب عجائبا ... كانت كوامن تحت غيب مقفل # زعموا ابن آوى فيك يعوي والصدى ... بذراك يصرخ كالحزين المثكل # يا بيد روطة والشوارع حولها ... معمورة أبدا تغص وتمتلي # يا أربعي في القطب منها كيف لي ... بمعاد يوم فيك لي ومن أين لي - # يا لو شهدت. إذا رأيتك في الكرى ... كيف ارتجاع صباي بعد تكهل # لا كثرة الإحسان تنسي حسرة ... هيهات تذهب علة بتعلل # وإذا تجدد لي أخ ومنادم ... جددت ذكر إخاء خل أول # - " لو كنت أعلم أن آخر عهدهم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل " # PageV07P233 # وهذا البيت لجرير؛ وإنما تضمنه. وبعده قول جرير: # - لو كنت أحذر وشك بين عاجل ... لقنعت أو لسألت ما لم يسأل وقوله " وإذا ~~تجدد لي أخ ومنادم " ومن قول أبي تمام: # - نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما القلب إلا للحبيب الأول وقال أبو ~~الحسن الرضي: # - ما ساعدتني الليالي بعد بينكم ... إلا ذكرت ليالينا بذي سلم وقال ابن ~~شرف من قصيدة: # كأن الديار الخاليات عرائس ... كواسد قد أزرت بهن الضرائر # وتنكر بقياها الأسرة حسرا ... عواطل لا تفشى لهن السرائر ms1706 # إذا أقبل الليل البهيم تمكنت ... بها وحشة منها القلوب نوافر # ولا سرج إلا النجوم وربما ... تغطت فسدت جانبيها الدياجر # يمر عليها المور يسحب لحفه ... ولا كانس إلا الريح الغدائر # ويمتد عمر الصوت فيها وربما ... تجود مرارا بالكلام المقابر # فلو نطقت ما كان أكثر نطقها ... سوى قولها أين الخليط المعاشر - # ألا قمر إلا المقنع في الدجى ... فأين اللواتي ليلهن المعاجر # PageV07P234 # - ألا منزل فيه أنيس مخالط ... ألا منزل فيه أنيس مجاور - # ترى سيئات القيروان تعاظمت ... ألم تك قدما في البلاد الكبائر - ضجر أبو ~~عبد الله - عفا الله عنه؛ وفيها يقول: # ترحل عنها قاطنوها فلا ترى ... سوى سائر أو قاطن وهو سائر # تكشفت الأستار عنهم وربما ... أقيمت ستور دونهم وستائر # إذا جاذبت أستارها تبتغي بها ... لأقدامها سترا تبدت غدائر # تبيت على فرش الحصى وغطاؤها ... دوارس أسمال زوار حقائر # فيا ليت شعر القيروان مواطني ... أعائدة فيها الليالي القصائر - # ويا روحتي بالقيروان وبكرتي ... أراجعة روحاتها والبواكر - # كأن لم تكن أيامنا فيك طليقة ... وأوجه أيامي السرور سوافر # كأن لم يكن كل ولا كان بعضه ... سيمضي به عصر ويمضي المعاصر قوله " كأن ~~الديار الخاليات " ينظر من وجه إلى قول أبي تمام: # وكذاك لم تفرط كآبة عاطل ... حتى يجاورها الزمان بحال وقال أبي شرف من ~~أخرى: # PageV07P235 # سقى القصر فالميدان أخلاف مزنة ... وراحت على الروحاء منها أفاويق # - على أنه مرمى نبت عنه أسهمي ... فلا حز لي في الأفق منه ولا فوق # أناديه والبحر المحيط مجاوبي ... ودوني خليج منه أفيح مخروق # وقرطبة ضمت إليها جوانحي ... كما ضم من عفراء عروة تعنيق # نزلنا [بها] لا نبتغي السوق عندها ... فما كان بد أن أقمت لنا سوق # وأحيا أبن يحيى ميتات خواطري ... وفسح آمالي وكان بها ضيق # أبا حسن وأحسنت بدءا وعودة ... وللغصن إثمار إذا كان توريق # فلم ير بؤس إذ وليت أمورها ... ولا كسدت سوق إذ ألتفت السوق # وكم لقيت حرب الأزراق منهم ... وكم زرقت في جانبيه المزاريق قال أبن ~~بسام: وكثيرا ما يذكر أبن شرف في شعره أحياء الأعراب التي أخرجتهم ms1707 من ~~القيروان كبني هلال [94] وقرة وزغبة وهم الذين تولوا حرب بلده في التاريخ ~~المتقدم الذكر؛ فمن ذلك قصيدة أولها: # جسوم على حكم العيون صحاح ... وفي طي أحناء الضلوع جراح يقول فيها: # إذا كان للأحباب رسل فرسلنا ... بروق إلى أحبابنا ورياح # ومن دون تلك الرسل أخضر زاخر ... أجاج ومهجور الفجاج فياح # PageV07P236 # وللسهم دون القيروان تسهم ... وما شوكه إلا ظبا ورماح # وقرة قد قرت هناك عيونها ... وزغبة ريشت زغبها ورياح # كأن لم يكن لي أمس في عرصاتها ... من العيش جد طيب ومزاح # يخيلها زور الكرى لي في الدجى ... فأرغب في ألا يلوح صباح # كسيت قناع الشيب قبل أوانه ... وجسمي عليه للشباب وشاح # ويارب وجه فيه للعين منزه ... أمانع عيني منه وهو مباح # وأهجره وهو اقتراحي من الورى ... وقد تهجر الأمواه وهي قراح وهذا مصراع ~~بيت المعري: # والعذب يهجر للإفراط في الحصر ... وقوله: " يخيلها زور الكرى " ألم فيه ~~أبن شرف بقول العباس ابن ألأحنف: # حتى أقول إذا استيقظت من أسف ... يا ليتني كنت دهري راقدا أبدا وله من ~~أخرى يمدح الأمين ابن السقاء: # فيا أخوي من أسد وسعد ... أحي حي زغبة أم دفين # فلا اشتملت مساكنها بشمل ... ولا هدأ القرار به سكون # PageV07P237 # ولا سرت الرياح على رياح ... لواقح مزنة أنى تكون # فقد دارت علينا من رحاها ... طحون كلما لاقت زبون # فلا وطن لنا إلا المطايا ... وإلا الماء طورا والسفين # لعلك أيها البرق اليماني ... إذا كشفت عن خبر تبين # أفي وكناتها عقبان قوم ... كعهدي أم خلت منها الوكون # وبين قباب صبرة والمصلى ... نهى ومها وآساد وعين # وأجبال تمور بها المذاكي ... وأقمار تميس بها الغصون # وقرطبة أعيدت قيروانا ... لنا لما دهت تلك الفتون # وكيف يضيع مثلي في مكان ... يكون به أبو الحسن الأمين # أيا من أن تكون النون راء ... وقد وجبت له راء ونون انتهى ما أخرجته من ~~أخبار ابن شرف، ونتلو ذلك بطرف من أخبار ابن السقاء مدبر الدولة الجهورية ~~بقرطبة. ونشير إلى مقتله، ونلمع بذكر أوله، وكيف ارتقي من الحضيض، إلى ذروة ~~الجاه ms1708 العريض، حتى زاحم نجوم الأفلاك. وملأ صدور الأملاك، وسارت عنه في ~~السياسة أخبار. محت أضواء الأسحار. وعطرت أنفاس الأزهار. # جملة من أخبار ابن السقاء القرطبي، مدبر الملك الجمهوري # قال ابن حيان: كان أبو الحسن إبراهيم بن محمد بن يحيى المعروف بابن ~~السقاء قد كابد من شظف المعيشة في فتاء سنه ما لا شيء فوقه، إذ # PageV07P238 # كان يعالج السقط بسويقة أبن أبي سفيان في قرطبة ببضاعة نزره. وأعلى ما ~~انتقل إليه عند إكداء تلك الحرفة الاستخراج من جهة الأحباس، وراثة عن والده ~~محمد السقاء. وبأسبابها خدم القضاة وتمرن مع الفقهاء، وهو يقتات معيشته ~~مياومة، ويأوي ليله الى بيت في دويرة والده محمد بجوفي المسجد الجامع، ~~يحاضر فيه جماعة إخوة لا يجد بينهم إلى مد ساقه سبيلا. وما هو إلا أن حمل ~~الأمانة على كاهله، فوضفها أسفل رجله، وتذكر عض الكلاب لعصاه، فتحول جرذا ~~للسرق والخيانة، وابتنى القصور المنيعة، واقتنى الضياع المغلة، إلى أملاك ~~لا تحصى كثرة. # قال ابن بسام: وقد رأيت ابن حيان مدح ابن السقاء في غير ما موضع من كتابه ~~فيه في فصل: # وصار من المناجح للدولة الجهورية أن استعان فيها الوزير الرئيس أبو ~~الوليد جهور على أمره بالأمين أبي الحسن إبراهيم بن محمد، متولي النظر في ~~المسجد الجامع على قديم الأيام، خادمه الكافي المنقطع إليه، ونصيحه ~~المتهالك في طاعته. فتفرس فيه فراسة مثله. فقلده القيام بأعباء دولته، ~~فأصاب نقافا يخذم، ونفذ فيما يريد عنه كالسنان اللهذم، لجودة استقلاله، ~~ورجاجة وزنه. # ثم ذكره بعد مقتله فقال: وهذه عصفة من عصفات الدهر الخؤون، الذي هو لمن ~~أصغى إليه أنصح الواعظين [95] . قصفت من هذا الرجل # PageV07P239 # الظالم - كان - لنفسه، الغاش لمصطنعه، سرحة نوارة أطال الباطل مرعها من ~~غراس أودع خضراء دمنة. فموه على أهل وقته بليانة كانت فيه سوقية، وخلابة ~~جبلية، عضدها جد صاعد رقاه من الحضيض إلى السها، وحرسته إلى مدة اجتذبته ~~عند توفيها أعراقه اللئيمة، فتولى ذميما لسوء أفعاله، فلا سماؤه بكت عليه ~~ولاأرضه، وقد كنت كتبت من وصف ظاهر ms1709 محاسنه أوان اعتلاقه بقهرمة أميرنا محمد ~~بن جهور، وعددت من حسان خصاله ما لم يبعد عن الصدق عنه، لأخذنا بظاهر ما ~~تموه في العيون وقت بنائه لنفسه، وتنفيقه لكساده، من طأة الخلق، وحسن ~~الاحتمال، ولين الحجاب، وخفة المواطأة، وجودة الوساطة، معرضين فيه عن ذكر ~~ما لم يمكن لنا النفث عنه مما في باطنه من نذالة الخيم، ونطف الصحبة، وتهمة ~~الخلوة. وإذا به متخلق ليسمو إلى مراد أناله المقدار إياه، فتنة من الله. ~~فلم يلبث أن أدركه عرق السوء، واجتذبه إلى نصر طباعه، فاستحال وتغير، وعتا ~~واستكبر، وخان وغدر فاستخف المظالم، واستهان الكبائر، واطرح الفروض، واحتقر ~~الحقوق، واغترى بذوي الهيئات، وحملة المروات. فأذال صونهم، وأغرى غاشيته من ~~سفلة الناس وأوغادهم بهم، فأضرع خدودهم، وحط أقدارهم، وأشعر الأعزة الذلة، ~~وألصق أنوفها بالرغام، وأصمتها عن الكلام. فارتفع الأمر بالمعروف جملة، ~~ووسع أهل السلامة الدخول تحت التقية. فصرنا ممن أخذ بذلك في ذكره، فيما ~~كتبنا له من ظاهر أخبار مدة ستر الله عليه، إلى أن ارتفعت بزوال سلطانه، ~~وأمان عدوانه، ففارقنا # PageV07P240 # الحزام في ذكره، ولزمنا العذر عنه بالنقض لما أسلفناه من تقريظه. # قال ابن حيان: ولما رآه ولد ابن جهور آخذا بخطط الملك اجمعها. ومراتب ~~الرئاسة بكليتها. وتركهم أعطالا. وبسط يده إلى مال الخراج وأحتوى عليه. ~~يأخذه كيف شاء، وينفقه فيما يريد، واصطنع الرجال، وأتخذ الأصحاب والغلمان. ~~فخضعت له الرقاب، وسمت إليه الآمال. فتوقل ذروه الإمارة حالا حالا، حتى ثنى ~~الجند والرعية لنفسه، وصدهم عن لقاء أميرهم ابن جهور. ولم يستحي من الله ~~ولا من عباده في خون أمانتي. ولا تستر عن الإعلان بغلول وديعته، وقد تولى ~~أمر السلطان وهو فقير فلم يستتر في الاكتساب، بل جاهر في التحامل على ~~الجيرة والإكراه بالمستضعفين ممن يصاقبه من ذوي خطة أو سهمة. له في كل ذلك ~~أمور لا تحصى كثرة. ثم خلط لأول ترقية في الرئاسة بان اتخذ لنفسه جند سوء. ~~مال به طبعه الرذل إلى الاستظهار بهم على أقادم الجند بقرطبة ممن مرن على ~~الاستقامة ms1710، فتخير هو من أراذل الطبقات ومصاص شرار الناس، وانتقاهم من أصناف ~~الدعرة والدائرة والأساود والرقاصة، نخل من كل طبقة مرفوضة ما بعث على ~~الناس منهم ذئابا عادية، وأعدهم ليوم الكريهة فلم يغنوا عنهم شيئا لما حاق ~~به قضاؤه. وكان قد أقفر دار الخدمة في قرطبة ونقلها إلى داره، فجعلت ~~المواكب تزدحم على بابه، ولم # PageV07P241 # يوقفه الله لاختيار حاجب لبيب يعلو جماعة حجابه، فيحمل له وجوه الناس ~~ويرتب قعودهم بدهليزه فيطعمهم بخروجه أو يعتذر إليهم عنه بما يؤيسهم منه، ~~فيذهبون لسبيلهم معافين من سوء غلمانه؛ وما كانوا يلقونه إلا [في] فصيل فيه ~~أفدام الرجال لسوء أدب حجبته في حملهم على الناس بعنف الرد. ولربما دقوا ~~الأنوف ونتفوا الشوارب غير مميزين لطبقة الناس، فحقدوا عليه، إلى أشتات من ~~المساوئ نظمها، وأنواع من المخازي جمعها. وألقي له على قلوب الناس رهبة مع ~~أضغان شبوا بها أصبغة مساويه، والأقدار تدفع عنه، إلى أن حاقت به فكبا ~~لفيه. ولم يزل يرجع في مراتع الباطل، ويلبس على الناس أمرهم، وصدهم عن ~~أميرهم، وأخذ الله بسمعه وبصرهم. وتمثل لهم الجسد الملقى على كرسي سليمان، ~~فحارت ألبابهم فيه، وتاهت منه، من وزير في قعود أمير، وقاض في مسلاخ جندي، ~~وفقيه على دين يحيى بالقول ويقتل بالفعل. فسبخان من سواه من ألأم طينة ~~فأمهله مدة. من رجل عهر الخلوة لزهده في النساء وكلفة بالغلمان. واتخذ دارا ~~آخر مدته للخلوة بهم، فكان لا # PageV07P242 # يخدمه فيها [96] ولا يحف به غير خاصة غلمانه، ولا يأذن لأحد من طبقات ~~الناس بالدخول إليه فيها. فأكثر الناس القول في هذه الدار وسموها " دار ~~اللذة " لأنه كان يجيشها في اكثر النهار عند فراغه من أحكامه فيقضي بها ~~راحته. فإذا جاء الليل عاد إلى دار سكناه التي فيها أهله. ومن تمام العجب ~~في شانه انه لم يكشفه ولا نبش صداه إلا تلك الطائفة من بطانته التي اختارهم ~~لنفسه من أرذال الطبقات، وذلك معهود في أمثالهم. فالصنيعة لا تزكو إلا عند ~~ذي حسب ودين. # قال ابن حيان: فلما ms1711 قطع أموال الناس جملة عن بني جهور، وأخلى أبوابهم من ~~جميع الطبقات، ولم يدع لابن جهور من سلطانه غير التوقيع وحده، وتقدم إلى ~~جميع أصحابه وحجابه أن يدعى بالسلطان، فكان إذا ركب إلى دار أميره ابن جهور ~~سأل سائل: أين يكون السلطان - قال حجابه: في دار الوزير، فيجيئون بمعكوس من ~~القول يمجه السمع، دان له الناس بذلك عنوة، وخاطبوه بالتمويل دعاء ومكاتبة، ~~إلا قليلا تمسكوا بالمروءة فاكتسبوا لديه مقتا. فظل يزداد مع الأيام ~~استكبارا، ويبطن تدبيرا، ويسيء تفكيرا. أخبرت انه قال [له] يوما بعض بطانته ~~عندما رآه يرتكب من الفواحش: خفض عليك، فقال له: وما علينا - والله ما بها ~~كلب ينبح فيجتمع إليه. وما علم الحائن الشقي أن هناك شبل أسد جهوري قد لبد ~~لبطش # PageV07P243 # به وهو عبد الملك الأصغر من اخوته، لم يستشر في الفتك به غير نفسه. فلما ~~كان في يوم السبت لسبع بقين لرمضان سنة خمس وخمسين أعد له رجالة في فصيل ~~أبيه، واقام هو ينتظره، وأرسل عنه رسولا كان أبوه يوجهه عنه. فلما وصل إلى ~~باب ابن جهور ومعه من أصحابه الناشبين معه نزر يسير، وأراد النزول على حجر ~~لاصق بالباب، وإذا بعبد الملك قد قام عليه بخنجر أعده له فضربه ثم خرج عليه ~~الرجالة المعدون له وابتدروه كالصقور بالسيوف وحزوا رأسه. وركب من حينه عبد ~~الملك وجعل رأسه على رمحه وطيف به البلد كله حتى انتهى إلى داره " دار ~~اللذة " ورمى رأسه للعامة، فعاثت فيه، وكسروا أنيابه ونتفوا لحيته، فأصبح ~~شأنه عجبا. واحتوى عبد الملك على تلك الدار وحازها بما فيها، وعلى أصاغر ~~غلمانه. واجتاز على السجن وأطلق من فيه. وسمع أبوه محمد بن جهور خبر ~~الواقعة فخرج دهيشا، ورآه مجدلا فارتاع وتلهف، وانتهز ابنه وهو يحاول تطويف ~~الرأس ولم يقف على أبيه. وأمر ابن جهور بستر جسده في دهليز الإصطبل. وتقدم ~~بإصلاح أبواب المدينة، وركب إلى المسجد الجامع وقد دخل الناس في السلاح ~~وجاشوا جيشا عظيما، وأبدوا بقتل ابن السقاء سرورا عظيما، وأعلنوا بالشمات ms1712 ~~به وإقداح القول فيه. # وقعد ابن جهور بالمسجد الجامع على كرسي المصحف، وبادر المجيء إليه لأول ~~الهيشة الوزير الزمن، بقية وزراء الفتنة، أبو إسحاق # PageV07P244 # ابن حمام عدو ابن السقاء كأنما أنشط من عقال. وقتل ذلك اليوم من حاشيته ~~نحو من عشرين رجلا. واعتصم أخوه بمنار المسجد الجامع فنجا. وانطلقت أيدي ~~الناس على [أتباعه] فنهبت دورهم. ثم أمر ابن جهور بسوق رأسه وضم إلى جسده، ~~ووري في أخدود خد له بباب مسجد ابن السقاء في أطماره، وهيل عليه التراب ~~هيلا. وسلبت كسوة المسجد وثرياه، وعطلت فيه الصلاة، فصار ثويا للثاوي. # فصل في ذكر الأديب الأستاذ أبي الحسن علي بن عبد الغني # الكفيف المعروف بالحصري واجتلاب جملة # من نظمه ونثره # وأبو الحسن هذا ممن لحقته أيضا بعمري، وأنشدني شعره غير واحد من أهل ~~عصري. وكان بحر براعة، ورأس صناعة، وزعيم # PageV07P245 # جماعة. طرأ على جزيرة الأندلس منتصف المائة الخامسة من الهجرة بعد خراب ~~وطنه بالقيروان، والأدب يومئذ بأفقنا نافق السوق، معمور الطريق. فتهادته ~~ملوك طوائفها تهادي الرياض النسيم، وتنافسوا فيه تنافس الديار في الأنس ~~المقيم، على أنه كان فيما بلغني ضيق [97] العطن، مشهور اللسن. يتلفت إلى ~~الهجاء تلفت الظمآن إلى الماء. ولكنه طوي على غره، واحتمل بين زمانته وبعد ~~قطره. ولما خلع ملوك الطوائف بأفقنا - حسبما شرحت فيما تقدم من هذا المجموع ~~وأوضحت - وأخوت تلك النجوم، وطمست من الشعر الرسوم، اشتملت عليه مدينة ~~طنجة، وقد ضاق ذرعه، وتراجع طبعه. وله على ذلك سجع، يمج أكثره السمع، لم ~~يسمح نقدي أن أكتبه، ولا رأيتني أن أرويه، وما أراه يسلك إلا سبيل المعري ~~فيما انتحاه، وكان هو وإياه كما وصف العباس بن الأحنف: # PageV07P246 # هي الشمس مسكنها في السماء ... فعز الفؤاد عزاء جميلا # فلن تستطيع إليها الصعود ... ولن تستطيع إليك النزولا أو كما قال ابن ~~الرومي: # دعوا الأسد [تربض] في غابها ... ولا تدخلوا بين أنيابها وهيهات في قدرة ~~العمى، أن يجمع بين الأرض والسما، ولا بتقارب الصفات، تقترن منازل ~~الموصوفات: # أكل أبي ذؤيب من هذيل ... وكل ms1713 أبي دواد من إياد - جملة ما أخرجته من نثر ~~الحصري المكفوف # فصل له من رقعة: السلام عليك أيها القلب الثاني، والبعيد الداني، الراقي ~~في سماء المعالي، الواقي من داء الليالي. أول من عددت، وأفضل من أعددت. ومن ~~لا زال النسيم في البكر والعشيات، يهدي إليه طيب التحيات. ومن جعلت وقاءه، ~~ولا عدمت لقاءه، فإذا كان الكريم سالما، كان الزمان مسالما. # PageV07P247 # وله من أخرى: وصل كتابك أبهى من الحلي والحلل، وأشهى من القبول والقبل. ~~وشي مرقوم، ودر منظوم، وأنفاس عراقية، ومياه دجلية لا زعاقية: # فلو أني استطعت من ارتياح ... لطرت ببعض أجنحة الرياح # وكنت أطير لولا قص ريشي ... وكيف يطير مقصوص الجناح كتاب كأخلا لولا ~~سواده، الهدب حروفه والحدق مداده. فاستقبلت منه قبلة الحسن، وقبلته تقبيل ~~الركن، وقلت لصحبي: اقرأوه علي. فلما نظروه عجبوا من خطه، وتعجبت أنا من ~~لفظه وضبطه. فتنزهوا بالنواظر، ونزهوني بالسمع والخواطر، فكنت الأظفر، وكان ~~حظي الأوفر، إذ بصرت بما لم يبصروا به، من فنون العلم وضروبه. # قوله: " فتنزهوا بالنواظر، وتنزهت بالسمع والخواطر " معنى متداول منقول، ~~وكأنه محلول من قول الرضي حيث يقول: # فاتني أن أرى الديار بعيني ... فلعلي أرى الديار بسمعي وله فصل من أخرى: ~~والعلم منهاج، وسراج وهاج، ما صدي من سقاه صوب صفائه، ولا عري من كساه ثوب ~~عرائه. ولا حاف عن الحق لسان من يرويه، ولا خاف من الخلق جنان من يحويه. هو ~~الجوهر # PageV07P248 # استخرجته أفكار الليالي من بحورها، فالتقطته أبكار المعالي لنحورها، ~~وجميع العلوم كمال، والأدب منها جمال، هو لسان النبي العربي، صلى الله ~~عليه: فقيه يلحن، حمار يطحن، وكاتب غير أديب، أشبه الحيوان بذيب، وشاعر غير ~~معرب، أشبه من بان بمخرب، رب وزير يعجب الناس وهو صامت، فإذا نطق فكل حاسد ~~به شامت. # وله من رقعة طويلة خاطب بها أب الحسين بن الطراوة، وجرت بينهما هنات، قال ~~في أولها: # يموت من في البلاد طرا ... من طيب كان أو خبيث # فمستريح ومستراح ... منه كذا جاء في الحديث ما حياتي بين الحيات، وثباتي ms1714 ~~في الجميع أو الثبات، وقد حانت وفاة الوفاء، وخانت صفات الصفاء، وأرداني ~~الزمان بأدرانه، وأعياني بتقلب # PageV07P249 # أعيانه - الجاهل هو الحاظي، والعالم مبخوس الأحاظي، والغاوي مقبول ~~الدعاوي. وما أبعد الخير من العير، والكيس من التيس، والفضل من الفسل! إذا ~~كان الجاه للجاهل، والباس على الباسل، والمنافق هو النافق، وصوحت المراعي، ~~وقل المساعد والمراعي، فيا دهر ما أسهاك، ويا موت ما أشهاك، المنية هي ~~الأمنية. فالبر بائر، والحر حائر. بين أخون إخوان، وأجور جيران، إن وصلهم ~~صرموه، أو سألهم حرموه. وإن أجاب بالصواب، قالوا أخطأ في الجواب [98] . # ومما أضحكني ملء في، وأطاشني وليس الطيش في، هذا المتنحوي المتنخوي. سقط ~~إلى دانية، وطمع في الأجادل، وإن كان أضعف من العنادل، فعاد ذمرا، وإن كان ~~زمرا، وبعث رسوله لي بقول: كيف تكتف نقري - فقلت: إن كان الجنون داء فالكي ~~يبري. ونظمت قصيدة سميتها سهم الشهم، وضمنتها مسائل لا تخفى على أولي ~~الفهم. فما بلغته حتى دمغته، وألقاها كأنها حية لدغته. # وفي فصل منها: وأما زعمه أني لم أدر اسم سيبويه فمن مضحكات الدهر، أما ~~كفاه خطأه في الآيات والأبيات حتى تعرض لعرضي غرورا: {إن هذا إلا إفك ~~افتراه وأعانه عليه قوم آخرون} (الفرقان: 4) ، فقد جاءوا ظلما وزورا. أنا ~~الذي سبقت الشعراء، وفضحت في المحافل الوزراء. فلو لاذ بسور حلمي لحميته، ~~ولو عاذ بنور علمي لهديته، أيها المموه بجهله، والمدعي العلم وليس من أهله، ~~سكرت فصحوك لا يجديك. # PageV07P250 # اعترف بذنبك قبل صرعك على جنبك، فيدحض حجابك، وتطمس محاجك، إلام تلجأ ~~فتاوي، إذا نفذت فيك الفتاوي -! وكأني بمن ضمك قد ضامك، وبمن لمك قد لامك، ~~وبمن حلاك، قد خلاك! الحقائق واضحة، والمخارق فاضحة. تشبه بالحصي، أما يدري ~~الفحل من الخصي -! مثل العالم والجاهل، مثل الناهق والصاهل: # وليس يصح في الأفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل وزعم هذا الأهوج ~~الأعوج أنه لم يعرف رسمي، ولا سمع باسمي، كأنما ولد بالأمس، أو بعث من ~~الرمس، أو عمي عن الشمس، لو علم قدر نفسه لم يجهل العلم، ولو ms1715 أراد السلامة ~~لألقى السلم. # وفي فصل منها: يا مهموس، أنا الطاء وأنت الهواء، فلست من طباقي، كم بين ~~همسك وإطباقي! لو زرت نقران ونجران، لألفيت ذكري قد علا، وشعري قد إلا. ما ~~اغتابني في غيب، إلا ذو عيب وخيم، مع لؤم معلوم. ولولا بدؤك بالجه، لما ~~كببتك على الوجه. وكنت فيما تظن نورا فكسفك، ومستورا فكشفتك، وما استوعبت ~~خطأك ولا استقصيته # PageV07P251 # ولو رمت عدده ما أحصيته، وهل شعرك إلا كنحوك -! وما أبرد الهواء من نحوك، ~~ألست المنشد في الحاجب أبي حكم: # أبا حكم فت الملوك جلالة ... فكلهم فاس المخافة عالك لو زدت الياء في ~~فاسك، لكان أشبه بأنفاسك - # وله من أخرى إلى الأديب غانم بمالقة: أبي صرف القضاء، وشبيه لسانك في ~~المضاء، ونظير صدرك ويديك، في سعة المعروف والعلوم لديك، أن أكون من زوارك، ~~فأقبس من أنوارك، وأقطف من أنوارك، يا لباب أولي الألباب، يا سلسبيل أبناء ~~السبيل: # فارقتني وأنا والشوق إلفان ... فاسأل رسولك عني كيف ألفاني # قبلت كتبك من فرط الهوى قبلا ... أقلهن إذا عددت ألفان ولما شقتني بغررك ~~الأثرة، ورقتني بدررك النثيرة، ذممت عبد الحميد، ومحمد بن العميد، وأنشدت: # لقد فات في نثره غانم ... بديع الزمان وقابوسه # وروى الظماء بماء النعيم ... فلا عيش إلا وقى بوسه # PageV07P252 # وكنت - أبقاك الله منهلا عذبا لأودائك، ومنصلا عضبا على أعدائك - صنعت ~~قصيدا يحيي الطرب إذ كان [ميتا] ، فيه تسعة وتسعون بيتا، وكنت كتبته، فلم ~~أجده إذ طلبته، وفكرت الآن فيه، فلم أحفظ غير قوافيه، وهذين البيتين: # تحيتي وسلامي ... على الأديب البليغ # المرتدي بالمعالي ... والحلم قبل البلوغ وأنا رب القريض الجيد، لأني أقول ~~في الأديب السيد: # من طين طوبى خلقت فذا ... فأنت في ذا الورى غريب # بدلت النون فيك باء ... فالناس طين وأنت طيب وله من أخرى إلى أبي الفضل ~~بن حسداي شاكيا بصهره ابن عياش اليهودي: سيدي الذي حتمت عليه المنح، فختمت ~~به المدح، حفظ الله علاك سمائه، وأعاذك من العين بأسمائه. بحسن أوصافك، ~~احكم بإنصافك [99] أترضى لصهرك المشرف، بأخلاق البخيل المسرف ms1716 - قصدت ~~بالرهان للسلف، فعدت بالدهان والصلف، وسألت في الزمان، فأعطيت عطاء الزمان، ~~وأنا شاعر الزمان، فأحط، فما رفع أو حط، ولا بد أن أنشده لأرشده: # PageV07P253 # أيها المشرف حاشا ... لأولي الرأي الخطاء # لا تقل ما بيدي ما ... ل ولا عندي عطاء # بيت أموالك بحر ... ما على البحر غطاء # أحمد غير علي ... حين يشتد الوصاء # هل هما في الهمس والإط ... باق إلا ها وطاء # وكذاك الخيل من ... هن سراع وبطاء وصديقك إن لم يأت، فابسط عذره بهذه ~~الأبيات: # عرفان عرفك شاقني ... فلو استطعت لساقني # ما بال صهرك صدني ... وإلى سناك أتاقني # وأنا الرحيق سقيته ... فاسأله كيف أراقني # ولقد حلوت وليتني ... أمررت لما ذاقني # قد كنت رحب الصدر حت ... ى غاظني فأذاقني # هو عقني وبررتني ... هو عن لقائك عاقني # إني أخف على [الوزي ... ر] ولو ثقلت لطاقني # نفسي فداؤك يا أبا ال ... فضل الذي قد راقني # أحببته وأحبني ... فاشتقته واشتاقني # من سأل عنك أجبته ... ما فقته بل فاقني # PageV07P254 # ما أخرجته من شعره في أوصاف شتى # النسيب وما يتشبث به # أغيد ريان بماء النعيم ... ألبسني السقم بلحظ سقيم # قد خط بالمسك على خده ... ما الحسن إلا لأديمي أديم # يا عاذلا يحسبني مثله ... لا تحسب السالم مثل السليم وقال: # وهبت قواي للحدق الضعاف ... وإن كنت بسفك دمي تكافي # فكان الضعف قوتها علينا ... وهل ذا الطبع إلا في السلاف - # شغلنا عن مساعدة اللواحي ... بشاغلة الحجيج عن الطواف # خضبت الشيب أخدعها فقالت ... تشبهت الحمامة بالغداف # فقلت صدقت لم أنكرت مني ... وأنت عفيفة نبت العفاف # فقالت بيننا في الشيب خلف ... ويفتينا بمسألة الخلاف # ولما أينعت رمانتاها ... ونادى الوصل حي على القطاف # تأذت فيهما بفمي فقالت ... شمائل عاشق وفعال جاف # PageV07P255 # قوله: " تشبهت الحمامة بالغداف " كقول القائل: # يا أيها الرجل المسود شعره ... كيما يعد به من الشبان # أقصر فلو سودت كل حمامة ... بيضاء ما عدت من الغربان وما أملح قول أبي ~~بكر الخالدي: # ما كان ينفع لدي شبابه ... فعلام يجهد نفسه بخضابه -! وقال الحصري: # من لي بظبي جناه معسول ... دمي ms1717 بدمعي عليه مغسول # أقرأ في خده كتاب هوى ... أن دم العاشقين مطلول # حسام عينيك من فتورهما ... كأنه مغمد ومسلول # اغمد وسل ليس لي وزر ... أنا على الحالتين مقتول وقال: # ردي حشاشة عاشق مهجور ... بين الملوك عليك والمعذور # اللؤلؤ المنظوم في فمك انبرت ... عبراته كاللؤلؤ المنثور # PageV07P256 # ذكر الفراق فمات إلا شوقه ... وأولو الهوى موتى بغير قبور # ودعت من أهوى بل استودعتها ... قلبي وسر مدامعي وزفيري # فبكت بنرجستين خفت عليهما ... نفسي فلم ألثم بغير ضميري # قالت: أترحل والأحبة هاهنا ... قلت: القضاء كما علمت ضروري # قالت: متى الرجعى فقلت: إذا انتهى ... مقدور ربي، مقدر المقدور # وعسى مفرقنا سيجمع بيننا ... إن العسير عليه غير عسير # ولئن أبى من تعلمين فربما ... حدثت أمور لا نتقاض أمور # لا تجزعي من نكبة الدنيا وإن ... ساءت فرب مساءة لسرور وله في غلام كان ~~يسمى هارون: # يا غزالا فتن النا ... س بعينيه فتونا # أنت هاروت ولكن ... صحفوا تاءك لونا وقال مما ذهب به مذهب أبي الفتح ~~البستي صاحب الطريقة الأنيقة في تجنيس القوافي: # أصبحت مفتونا بكم مدنفا ... وإنما برئي لمى فاتني # يا أملح الناس وحق الهوى ... لو كان لي الحكم لما فاتني # PageV07P257 # وقال: [10] # رابه علتي ضنى فأتاني ... عائدا في يديه [لي] يا سمين # فتفاءلت أنه قد تهدى ... لهزالي فقال لي يا سمين وقال: # رب ظبي هويته ... ينتمي للهوازنه # فلت ما أثقل الهوى ... قال ما للهوى زنه وقال: # إن كتمت الهوى فقد ... صار سري علانيه # لقام أذابني ... وشحوب علانيه وقال: # فكرت في خلق الورى فاستوى ... عندي عبيد وسلاطين # أصل الفريقين - ومن أجل ذا ... قلبي عن الهم سلا - طين وكان سأل بعض ~~الملوك أن يكسوه ومطله ثم أعطاه قمحا مسوسا، فقال فيه: # يريد سياسة من لا يسمى ... وطبع فيه يأبى أن يسوسا # سألت كسى فمناني بقمح ... وأعطاني مكان القمح سوسا # PageV07P258 # وقال أول جوازه إلى الأندلس: # في كل أرض موطن ... يعرف فيه جاهنا # وإنما ألجأنا ... إلى هنا إلهنا وقال: # يا من تكحل طرفها ... بالسحر لا بالإثمد # نفسي كما عذبتها ... وقتلتها بالإثم دي ms1718 وأنشد يوما بيت المعري: # ياقوت ياقوت روحي ... روحي براح براح وفيه ست كلمات متجانسات على قصر ~~عروضه. وكلف تذييله فقال: # أوفاك أوفاك رقي ... رقي بطاح بطاح فقيل له لو ذيلته ببيت فيه ياء ~~النداء، كما في بيت أبي العلاء، فقال: # يا زور يا زور فيها ... فيها نواحي نواحي وقد قلت فيما تقدم من تلخيص ~~التعريف بخبر الحصري إنه ابتع المعري في سلوك هذه المسالك، فضل عنها هنالك. ~~على أنه لا يتفق لأحد لضيق هذا الباب، أكثر من الوزن والإعراب. # PageV07P259 # وله في المدح # قال: # ظمئت ومنهل المدامع منهلي ... ولا حوم لي إلا على ورد حومل # على سلسل من ذي غروب وإن غدت ... مغاني الفوافي كالرداء المسلسل # فيا نعم وافاك النعيم فأنعمي ... ويا جمل والاك الجمال فأجملي # حلفت لربات الخدور بما جنى ... فم الصب من ورد الخدود المقبل # وما صام كمن خصر لهن مخفف ... وأفطر من ردف لهن مثقل # وما وردت من أدمعي بمورد ... وما خلخلت من أضلعي بمخلخل # وما شافني من شق جيب ومدمع ... أسيل على خد أسيل بمأسل # لأنتن أشفى للسلبيم من الرقى ... وأطيب للظمآن من كل سلسل # وإن يك دهري ضمني ثم ضامني ... فإن عليا خير مولى وموئل # همام إذا [ما] هم بالأمر فامتطى ... عزيمته ناءت برضوى ويذبل وقال من ~~أخرى: # على العدوة القوصوى وإن عفت الدار ... سلام غريب لا يؤوب فيزداد # وحق بكاء العين والقلب مسعد ... لمن بات مثلي لا حبيب ولا جار # PageV07P260 # أعادي على فضلي وأستصحب العدا ... ولي حسنات عندهم هي أوزار # مديحي هجاء وابتسامي تجهم ... وشكواي كفر واعترافي إنكار # ولم أر مثلي فاضلا ينقصونه ... بلى قلما يخلو من القرض دينار # عزيز علينا أن نقيم بذلة ... فليت حشايانا الوطيئة أكوار # شفى الله داء القيروانين بعدنا ... فقد مرضت للقيروانين أبصار # وكيف غناء الطير في غير أيكها ... وقد بعدت فراخ وأوكار - # وإني لأولى بالبكاء لأنها ... تطير إذا اشتاقت وما أنا طيار # ألا يا بروقا لحن من نحو صبرة ... وليس لها إلا دموعي أمطار # عسى فيك من ماء الحنيات شربة ms1719 ... ولو مثل ما يوعي من الماء منقار ومنها ~~يعتذر مما كان قرف به: # أصيب قصيد فيه كفر فنيط بي ... وكم شاعر قيلت على فيه أشعار # ومن كل كف قد رميت بصخرة ... وفي راحتي لو أمكن الرأي أحجار وله من أخرى ~~في المعتمد: # أعن الإغريض أم البرد ... ضحك المتعجب من جلدي يقول فيها: # PageV07P261 # يا هاروتي الطرف ترى ... نفثت [ألحاظك] في العقد # فطعنت الأسد بلا أسل ... عبثا وقتلت بلا قود # رشأ يصطاد الأسد وكم ... رامته الأسد فلم تصد # واها لجديد منك وهي ... وشباب بان فلم يعد # رضت الأيام جوامحها ... وكففت اللد عن اللدد # وبلوت الناس فلست أرى ... كبني عباد من أحد # القوم بحار مسجورا ... ت محفوفات بالزبد # لم يعدم واردها درر ال - ... آداب ولا درر الصفد [101] # أبني عباد ما حسنت ... إلا بكم الدنيا فقد # نقد الكرماء الدهر معي ... فتخيركم في المنتقد # وقضى لكم بالفضل على ... من في أداني أو في البعد # دانت بغداد لقرطبة ... وخلائفها للمعتمد # سمعوا برشاد فتى لخم ... فنفوا هارون عن الرشد # قرأوا شعر اللخمي فلم ... يرض المعتز عن الولد # يا فرع المنذر والنعما ... ن بلغت النجم فطل وزد # طفئت أنوار أمية في ... قصر الخلفاء فقلت قد # نافست بقصرهم إرما ... فكأن أمية لم تشد # مر وافتح باقي أندلس ... ما صبب أو في صعد # PageV07P262 # عبد الرحمن ولي خمسين ... وأنت تزيد على العدد # لو أن الأرض بلا جبل ... وعليها حلمك لم تمد # بشار أمك ممتدحا ... فأنس بغرائبه الشرد # يكبو عبود في خببي ... فالعير وراء المنجرد # ولعل بلادك لي وطن ... فأحط الرحل عن الأجد # وأقابل منك سنا قمر ... لو قابله الأعمى لهدي وله من أخرى: وهي من أعلى ~~حججه، وأجلى سرجه، أنشدها أحمد بن سليمان بن هود المتقلب - كان - من ~~الألقاب السلطانية بالمقتدر حين غلب علي بن مجاهد على دانية: # كذا تقتض أبكار البلاد ... ولا مهر سوى البيض الحداد # هديت العسكر الجرار ليلا ... فأهديت المظباة إلى الهوادي # ملأت به الفضاء فضاء ليل ... محت فيه الظبا شكل السواد # PageV07P263 # وما أقبلت إلا بعد ما قد ms1720 ... سقيت الثغر من ثغر الأعادي # وكان مرام دانية عزيزا ... فهان على المسومة الجياد # فأثرت العوالي في المعالي ... وأثرت الصلادم في الصلاد # كأن سيوفك الأقدار تجري ... بما شاء الإله على العباد # ومثلك من جنى ثمر الأماني ... وآتى حقه يوم الحصاد # تشاغلت الملوك بمن دهاها ... وشغلك في جهاتك بالجهاد # بناك الله للإسلام حصنا ... وعلمك التجلد للجلاد # وتنهض والثقيل عليك خف ... وتنظر والخفي إليك باد # وكيف ينافسوك في المعالي ... وأنت سبقتهم سبق الجواد - # فتحت معاقلا لو أبصروها ... لقالوا أنت لقمان [بن] عاد # وفي سرقسطة لك دار ملك ... زريت بها على ذات العماد # ورأيك في الإدارة لو رآه ... معاوية لأغنى عن زياد # لقد أربت سيوفك يوم سلت ... على قس بن ساعدة الإيادي # PageV07P264 # ذكر الخبر عن دانية # وكيف تغلب عليها يومئذ المقتدر # قال ابن بسام: قد قدمت في أول القسم الثالث من هذا المجموع ذكر مجاهد ~~العامري المنتزي - كان وقته - على دانية. وشرح الأسباب التي أنشأت سحابه، ~~ورضت على دانية وهاده وهضابه. # وغلبت الروم في بعض أيام سلطانه على جزيرة سردانية، التي كانت من فتوحه ~~قبل، ففلت شباته، ونهنهت شذاته. وأسرت ابنه عليا هذا، فنشأ علجا متجهما، ~~وأعجما طمطما إلى أن افتكه أحد آل حماد أمراء بني مناد، فأسدى البيضاء فيه، ~~وخلع على عطفيه برديه. فلما خفق علمه، وتمكن في مقام أبيه قدمه، ألقى ~~السلم، وأغمد السيف وشام القلم: همته كانت في خراج يجبيه، لا في معقل ~~يجتبيه، وهمه المتجر ينميه، لا المفخر يحميه. أصب خلق الله بلبوس ومطعم، ~~وأصباه إلى دينار ودرهم. حتى ولاه البر حل عقده # PageV07P265 # ورماه البحر بأفلاذ كبده؛ ورزق عدة بنات أحسن من الشموس، وأفنن من ~~الطواويس، فتبارى ملوك الطوائف بأفقنا في نكاحهن، وتنافسوا في غدوهن إليهم ~~ورواحهن. واغتنم هو ذلك منهم وأذكاهن عليهم عيونا، وبناهن بينه وبينهم ~~دروبا وحصونا، معتقدا أن الصهر رحم لا تجفى، وطريق إلى رعي الذمم لا تخفى. ~~فقل ملك منهم إلا وقد علق له به حبل، واتصل بينه وبينه نسل. فسما إليه منهم ~~ابن هود المذكور ms1721 سنة سبع وستين يريه أن الناس مأكول وآكل، وأن القياس أكثره ~~باطل. من رجل لا يستظل إلا أعلامه، ولا يرضى [102] إلا أحكامه، ولا يستشير ~~إلا حسامه، فجر إليه الهضاب كتائب، وملأ عليه الشعاب مردا أحاجب، وجردا ~~نجائب. # أخبرني غير واحد أنه لم يبق ملك من ملوك أفقنا سمع بمخرج ابن هود يومئذ ~~إلا توقعه وتوقاه، وظن أنه لا يريد سوه. وإنما كان يريده، زعموا، على قلاع ~~كانت تتصل ببلده، ليضمها إلى أمير طرطوشة، وقته، من ولده. فلم يرع ابن ~~مجاهد إلا مجرى الجياد بحيث يرى ويسمع، ولا نبهه إلا مجر الصعاد، بحيث لا ~~يعطي ولا يمنع. فاستطير فرقا، وقام وقعد تلددا ونزقا. وحين علم المراد، ~~وفهم الجلية أو كاد، أعطى فضل القياد، وكتب إلى عماله بإخلاء تلك البلاد. # فلما أخذ ابن هود في إيابه، وخلا ابن مجاهد بطوائفه وأحزابه # PageV07P266 # عنفوه بما فعل، وزينوا له الغدر به وقد رحل. وأتي ابن هود، وقد سار غير ~~بعيد، بكتب طيرها ابن مجاهد إلى عمال تلك المعاقل، يأمرهم بالتحصن ~~والاحتيال، ويحضهم على الجد في القتال. فكر المقتدر، ولم يرع أهل دانية إلا ~~تصهال الخيل، وقد انصبت عليها انصباب السيل بالليل. واضطرب أبنيته بحيث ~~يسمع الحوار، ويحمد الجوار، فاستولى الجزع، وضاق المتسع، وأخرج إليه لحينه ~~ابنه الذي كان قد سماه معز الدولة، ورشحه لجر أذيالها، وعلمه ممايلة ~~ظلالها، فجاء إلى ابن هود مدلا بقديم صهره، عاثرا في إدبار أمره وانقطاع ~~ذكره. من رجل فليل الطبع، ثقيل السمع، ضيق الذرع، قد غذي بالترف واللين، ~~ونشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين، فطفق ابن هود يقرع له عصا الوعيد، ~~ويرمي به مضلات البيد، وهو يقول: أي عم، تبلغ رضاك! ومتى اختلفنا عليك أو ~~خالفناك - فقال له ابن هود فيما قال: والله لا أريم العرصة حتى يسهل ~~مرامها، ويخلى في يدي زمامها - يعني تلك المعاقل - فقال له معز الدولة ~~الجبان الجاهل، وظنه يريد دانية: أي عم! وأين تنقلنا، وإلى من تكلنا - ولم ~~يفطن ابن هود لما قصد ms1722، وكان إلى جنبه وزيره ابن أحمد، فغمز يده وقال له: ~~غرة فاهتبلها، وعثرة فلا تقلها، قد ألقى # PageV07P267 # الرجل بيده، وخلى بينك وبين بلده. فعمل ابن هود على ذلك، وأخذ في إحكام ~~ما هنالك، فما متع النهار إلا وأشرقت إياتها، واهتزت في يمنى يديه قناتها. ~~ورجع بابن مجاهد غنيمة باردة، وأمنية على الأيام شاردة. تعالى من لا يروعه ~~الزمان، ولا يغير سلطانه الحدثان. # مقطوعات للحصري في أوصاف شتى # قال: # كم من خليل كان عندي شهدة ... حتى بلوت المر من أخلاقه # كالملح يحسب سكرا في لونه ... أو حجمه ويحول عند مذاقه وقال: # نصبت الفخ ثم قعدت عنه ... بعيدا كي أرى فيه فلاحا # إذا قردي مقيم عند رأسي ... يقول لمقبلات الطير حاحا واجتاز على قوم ~~فسمعهم يقدحون فيه وفي ابن خلصة فقصده # PageV07P268 # وأنشده: # يا أديبا ملكتني ... في يديه المكرمات ليت قوما دأبهم في (م) وفيك المكر ~~ماتوا ... وقال: # خضبت يديها لون فاحمها فما ... نقص البياض ملاحة بل زادا # ما بال شيبي تنكرين خضابه ... وأراك صابغة البياض سوادا # قالت نجعيك في يدي وإنما ... بدلته أسفا عليك حدادا ومن أحسن ما قيل في ~~التطارف السود قول ابن المعتز: # وكف كأن الشمس مدت بنانها ... إلى الليل تجلوه فقبلها الليل وله أيضا في ~~التطاريف الحمر: # أشارت بأطراف رطاب كأنها ... أنابيب در قمعت بعقيق # PageV07P269 # ما أخرجته من مراثيه مع ما يتشبث بها # قال يرثي أباه وقد ودع قبره وقت جوازه إلى الأندلس: # أبي نير الأيام بعدك أظلما ... وبنيان مجدي يوم مت تهدما # وجسمي الذي أبلاه فقدك إن أكن ... رحلت به فالقلب عندك خيما # وقى الله عيني من تعمد وقفة ... بقبرك فاستسقى له وترحما # وقال سلام، والثواب جزاء من ... ألم على قبر الغريب فسلما وأخذ من ترابه ~~فقال: [103] # رحلت وهاهنا مثوى الحبيب ... فمن يبكيك يا قبر الغريب - # سأحمل من ترابك في رحالي ... لكي أغنى به عن كل طيب وقال من مرثية له في ~~المقتدر بن هود: # نعد حصونا كل درع ومغفر ... وتعدو المنايا في عرين الغضنفر # وإحدى بنات الدهر ms1723 تنسف أحده ... وتهدم بالتدمير بنيان تدمر # نبا ناب عاد وهو كالليث عاديا ... وماتت منى كسرى الملوك وقيصر # PageV07P270 # وما درأت عن تبع تبع له ... صروف الردى الجاري على كل قسور # أصم وأصمى ثغرة الثغر حادث ... تحدثنا عنه الثقات فنمتري # هو البحر في ذا الخطب أعطاك دره ... فقل للسان انظم وللدمع فانتشر # أجدك بز الدهر شهب بزاته ... وعز معز الدولة ابن المظفر # أعز من اقتاد الخميس إلى الوغى ... وأكرم من يدعى له فوق منبر # تلثم حياء يا زمان من العلا ... مضيت بمعروف وجئت بمنكر # مضيت فما للأرض بعدك لم تمد ... وما لسماء المجد لم تتفطر - # بعثت بها مشقوقة الجيب ثاكلا ... وإن فتقت ريح العزاء بعنبر وله من أخرى: # فاجأتنا والمنون منتظره ... من جامع الطيبات محتضره # أصم سمعي حديث حادثة ... فل السيوف الذكور من ذكره # متوج من جذام مات له ... ثلاثة فليعش له عشره # ثلاثة لا خلاف أنهم ... خير من الفرقدين والزهره # ما نفع المشتري ولا زحلا ... ضوء بل الله منفذ قدره # PageV07P271 # ومنها، وهو من طريف الاستطراد للاستجداء، وطلب الحباء، وكان الحصري مشحوذ ~~المدية، في أبواب الكدية: # بيض كل ولا بياض معي ... إلا بياض المشيب والبشره # فغبت عن مجلس العزاء على ... زعمي وإن كان مقولي حضره # يا أهل هود إذا الورى حسبوا ... من صدف البحر كنتم درره # يا كرماء الزمان لست أرى ... حجوله غيركم ولا غرره ومن قبيح استجداء ~~الحصري ما فعله بالمعتمد بن عباد، تصدى له في طريقه بالعدوة على حاله من ~~اعتقاله، ولم يقله باكيا على خلعه من ملكه، ولا تأدب معه في وصف ما انتثر ~~من سلكه، بل بأشعار قديمة له، صدرها في الرباب وفرتني، وعجزها في طلب ~~اللهى. وعلى تلك الحال، وما يناجي بال المعتمد من البلبال، قاسمه فيما كان ~~بيده مما كان به زود، حسبما وصفت له في أخباره من هذا المجموع. # وله من أخرى في المقتدر بن هود: # نفرط في العمر الذاهب ... ونغتر بالأمل الكاذب # PageV07P272 # يقول فيها: # تنزه عن تبعات الملوك ... فخف على الملك الكاتب # فقدنا الربيع ms1724 أبا جعفر ... فلا در خلف على حالب # لبست البياض ولولا الخلاف ... لسودت ثوبي كالراهب ومنها: # نقدت القريض على ربه ... وفصل الخطاب على الخاطب # بديعك أزرى بعبد الحميد ... وبابن العميد وبالصاحب # ففضلك من لي بإحصائه ... وفي بعضه علة الحاسب وله في موت المعتضد وولاية ~~المعتمد: # مات عباد ولكن ... بقي الفرع الكريم # فكأن الميت حي ... غير أن الضاد ميم ومات للحصري ابن بلغ من جزعه عليه ~~النهاية، وتجاوز في ذلك الغاية، وصنع فيه مراثي على حروف المعجم، منها: # PageV07P273 # عرضت له تفاحة نفاحة ... بعض الإماء فرد بالإيماء # ولو استطاع القول قال مشافها ... تفاح جنات الخلود شفائي # فز مطمئن القلب لا مستوفزا ... طلقت دار مشقة وشقاء # عبد الغني لك المسرة غائبا ... ولي المساءة مصبحي ومسائي # لما غدوا بك جائزين كأنما ... يمشون في ظلم لدفن ضياء وقال فيه: # لست أنسى مقامه ومقامي ... وكلانا مثل القضيب قضيبا # أنفه ينثر العقيق وعيني ... تنثر الدمع بالعقيق مشوبا وقال فيه: # ذوى ريحاني الأرج ... وضاق بخلي الفرج # ذبيح طل منه دم ... ولم يقطع له ودج # رأيت دماءه ودما ... ء عيني كيف تمتزج # ترفق يا سقام به ... أبعد المستوى عوج - # صدعت بما أمرت وما ... عليك مع القضا حرج # فأين غرار مقوله ... وأين حجاه والحجج -[104] # PageV07P274 # شأي ابن الأربعين وما ان ... تهت عشراص به الحجج # عروق الناس كلهم ... إلى عرق الثرى تشج # بنو الدنيا كأنهم ... لقلة همهم همج # وهل هي غير دار أذى ... إذا دخلوا بها خرجوا # تأمل كيف تأكلهم ... وهم ولد لها نتج وقال له: # على تعمير نوح مات نوح ... فنائحة لأمر ما تنوح # وكيف الصبر أم كيف التعزي ... ومن عرنينه ولدي ذبيح وقال فيه: # أنا فرد بلا خلي ... ل ولا ابن ولا أخ # أنا كالأورق اشتكى ... بعد وكر وأفرخ # أنا كالزرع والعدا ... كالجرد المسخخ # PageV07P275 # قرة العين دونه ... برزخ أي برزخ # صاحب الصور آنفا ... حضر الموت فانفخ # علني منه أشتفي ... بالنسيم المضمخ # كل عمر مؤقت ... في كتاب مؤرخ وقال: # تناثرت من مدامعي درر ... أثرى بها، وافتقرت، من لقطا # إن ديارا حللتها لفلا ms1725 ... وإن سربا بكى معي لقطا وقال فيه: # بنفسي نجم أظلم الأفق إذ هوى ... وكاد يعزيني به القمران # أحين شأى من فضله كل سابق ... وغنى شآم باسمه ويمان # وهز قناة القصد للطعن في العدا ... وراش جماح العز للطيران # رمته فأضمته السهام وإنه ... لفي زرد من دعوتي وكنان وفيه يقول: # PageV07P276 # عبد الغنى بنيي ... كلاه بالحفظ ربه # يقول قلبي كله ... واشربه مما أحبه وله من قصيدة يندب وطنه بالقيروان، ~~ويتذكر من كان هنالك من الإخوان: # موت الكرام حياة في مواطنهم ... فإن [هم] اغتربوا ماتوا وما ماتوا # يا أهل ودي لا والله ما انتكثت ... عندي عهود ولا ضاقت مودات # لئن بعدتم وحال البحر دونكم ... لبين أرواحنا في النوم زورات # ما نمت إلا لكي ألقى خيالكم ... وأين من نازح الأوطان نومات - # إذا اعتللنا تعللنا بذكركم ... لو أحسنت برء علات تعلات # ماذا على الريح لو أهدت تحيتها ... إليكم مثل ما تهدى التحيات - # أصبحت في غربتي لولا مكاتمتي ... بكتني الأرض فيها والسموات # كأنني لم أذق بالقيروان جنى ... ولم أقل ها لأحبابي ولا هاتوا # ولم تشقني الخدود الحمر في يقق ... ولا العيون المراض البابليات # أبعد أيامنا البيض التي سلفت ... تروقني غدوات أو عشيات - # أمر بالبحر مرتاحا إلى بلد ... تموت نفسي وفيها منه حاجات # وأسأل السفن عن أخباره طمعا ... وأنثني وبقلبي منه لوعات # هل من رسالة حب أستعين بها ... على سقامى فقد تشفي الرسالات - # ألا سقى الله أرض القيروان حيا ... كأنه عبراتي المستهلات # فإنها لدة الجنات تربتها ... مسكية وحصاها جوهريات # إلا تكن في رباها روضة أنف ... فإنما أوجه الأحباب روضات # PageV07P277 # أو لا يكن نهر عذب يسيل بها ... فإن أنهارها أيد كريمت # أرض أريضة أقطار مباركة ... لله فيها براهين وآيات # لا يشمتن بها الأعداء إن رزئت ... إن الكسوف له في الشمس أوقات # ولم يزل قابض الدنيا وباسطها ... فيما يشاء له محو وإثبات # هل مطمع أن ترد القيروان لنا ... وصبرة والمعلى فالحنيات - # ما إن سجا الليل إلا زادني شجنا ... فأتبعت زفراتي فيه أنات # ولا تنفست أنفاس الرياض ضحى ... إلا بدت حسراتي ms1726 المستكنات # هذا ولم تشج قلبي للرباب ربى ... ولا تقضته من لبنى لبانات # وكم دعيت لبستان فجدد لي ... وجدا وإن كان في معناه سلوات # ولو تراني إذا غنت بلابله ... أشكو البلابل لو تغني الشكيات # أني لأظمأ والأنهار جارية ... حولي وأضحى ودون الشمس دوحات # وما أرى الموت إلا باسطا يده ... من قبل أن ينمكن المأسور إفلات ومن في ~~المدح: # بلغ أحبتنا الباكين من جهتي ... أني حمتني أسود حميريات # من الضراغم إلا أن غابهم ... بيض حداد وحمر سمهريات # فمن يكن فيه بين اثنين مختلف ... فذا الذي اتفقت فيه البريات # PageV07P278 # ومن شعره مما خاطب به الفقيه القاضي أبا المطرف الشعبي بمالقة # من جملة قصيدة: # سريت وخليت السري مصاحبي ... فهذا الهوى يصبي وهذا الهوى ينضي # فثوبك مني سل يا أسد الشرى ... وطرفك عني يا مهاة النقا غضي [105] # تفكرت في الدنيا وفي غربتي بها ... فضاقت علي الأرض في الطول والعرض # لقد شعب الشعبي قلبا صدعته ... كما تصدع المظلومة الخيل بالركض # نهوض لإمر آمرته خوارج ... نهوض بأعباء العلا أيما نهض # جلا عدله إظلام كل ظلامة ... وحاط قناة الدين حفظا من الخفض # PageV07P279 # كففت أكف الظلم عن كل مسلم ... عرضن لمال منه أو دم أو عرض # تنم بريا جنة الخلد رية ... لئن قطف الأزهار من روضك الغض # كأنك منها مالك وهي طيبة ... فما جمع أهل العلم عنك بمنفض # وإن أنشدت في دار حكمك مدحتي ... لقد جليت بكرا على خير مقتض # لثمت حصى مغناك لما وطئته ... وقلت اللآلي كيف تظلم بالرض # غدا عيسنا بالبيد شد وحداتنا ... بذكرك فاستغنت عن الماء والحمض وقدم من ~~الشرق فأنزله في داره وأكرمه، فقال فيه من جملة قصيدة: # أمولى شرفت به أم صديق ... يواصلني حين يجفو الشقيق # تملكني ومنى ملكه ... فحسب معاليه أنا رقيق # سقاني وأخلاقه جنة ... فمنها الرياض ومنها الرحيق # حلت وأحلت كريق الحبيب ... فطاب الصبوح بها والغبوق # وزاد على الزاد ما قاتني ... زمانا وإن طال ذاك الطريق وخرج تميم عن ~~مالقة معزولا فقال: # PageV07P280 # أهواكم جد مازحه ... والحمى لم يدن نازحه - # مارست مني العدا ms1727 رجلا ... أسمع الصماء صائحه # إن زجرت الطير في سفري ... عن يميني مر سانحه # عجبت أسماء من جلدي ... يوم أصمى القلب جارحه ومنها: # لا يضق من صدره حرج ... شيخنا الشعبي شارحه # إنما أخلاقه زهر ... عطر الآفاق فائحه # إنما أقلامه أسل ... هابها في الجو رامحه # قبل الشعبي حين دعا ... فكبا بالليث سابحه بتميم حين حان به الحين ~~وانقادت جوامحه ... # ضعفت منه التقوى فغدت ... من قوارير قوارحه # وانجلت عن حسن مالقة ... بفقيهيها قبائحه # وصفا البحران من كدر ... فارتوى بالماء مائحه # ذكره غنى الزمان به ... وأنا فيه أطارحه # PageV07P281 # وله من أخرى [يمدحه و] يمدح القاضي أبا مروان بن حسون: # سهل الأباطح من علاك يفاع ... والنجم أنت وكفك المرباع # بل أنت شمس لا تزال ولم [يزل] ... في سائر الآفاق [منك] شعاع # من يختلف كل الورى في حبه ... فأبو المطرف حبه إجماع # شهدت عقول العالمين بفضله ... فسواء الأعداء والأشياع # مصباح مالفة أراد خموده ... قوم ليرتفعوا وهم أوضاع # فالعام لم يكمل لعزلته بها ... حتى علت يده طال الباع # انظر إليه [اليوم] كيف أصابه ... صرف الزمان وليس عنه دفاع # لولا إساءته إليك وظلمه ... لغدا وأنت له يد وذراع # بين ابن حسون وشعبي الهدى ... من ثدي خصالة الإخاء رضاع # PageV07P282 # ياما أجلهما وأشبه ذا بذا ... حسنت وجوه منهما وطباع # ما أحسن الدنيا بحسنهما الذي ... تلتذه الأبصار والأسماع # خلقا لنصر الدين والكرم الذي ... تخضر منه بسيطة وتلاع # كمهندين مجردين برية ... تنبو الظبا وكلاهما قطاع وله فيهما من أخرى ~~أولها: # برية [ريا] روضة ورياض ... بها علما علم وأعدل قاض # معاليهما فوق النجوم منيفة ... ورأيهما في المشرفية ماض # سئمت حياتي والمقام بطنجة ... كأن بلاد الله غير عراض # سيورق عودي إن سكنت برية ... ويسود من فودي كل بياض # لدى قمريها إن في غرتيهما ... هداية عميان وبرء مراض # أرية مرعاي المريع وأينقي ... وأنت ابنة في عصمة ابن عياض وقال: # يا عجبا للسيوف استوى ... كليلها اليوم وماضيها # وقد رأيت العدل في بلدة ... فقيهها الشعبي قاضيها # أحكامه بالحق مرضية ... والله بعد الخلق راضيها # لو شوورت فيه ينو ms1728 هاشم ... لقدمته عن تراضيها # كم حجة أوضح، كم حاجة ... قضى لنا قبل تقاضيها # PageV07P283 # ذكر الأديب أبي الحسن عبد الكريم بن فضال القيرواني # واشتهرت معرفته بالحلواني # وسياقة جملة من شعره # وله كلام في النسيب رائق، ومتأخر سابق، ومديحه أيضا عليه طلاوة، وبالجملة ~~ففي ألفاظ الحلواني حلاوة. ومن خطه نقلت، جملة ما هاهنا له أخرجت. # النسيب وما يناسبه # قال: # ولما تنادوا للرحيل وقربت ... كرام المطايا والركاب تسير # PageV07P284 # جعلت على قلبي يدى مبادرا ... فقالوا محب للعناق يشير # فقلت ومن لي بالعناق وإنما ... تداركت قلبي حين كاد يطير وقال الحلواني: # قالوا التحى فامحت بالشعر بهجته ... فقلت لولا الدجى لم يحسن القمر # من كان منتظرا للصبر عنه به ... فإنني لغرامي كنت أنتظر # خطت يد الحسن منه فوق وجنته ... هذي محاسن يا أهل الهوى أخر ومعنى هذا ~~البيت يتطرف قول ابن شرف: # سبحان من أعطاك حسنا ثانيا ... وبثالث من حسن فعلك عززا وقال الحلواني: # لي حبيب إذا شكوت إليه ... في الهوى سامني عذابا شديدا # لست أدعو عليه بالشعر [غيظا] ... خيفة أن يكون حسنا جديدا # غير أني أدعو بقلب قريح ... أن أراه مثلي محبا عميدا كأنه عكس قول ~~البحتري: # أ " يذك أن تمني بشكوى صبابة ... وإن أكسبتنا منك عطفا على الصب # ويحزنني أن تعرفي الحب بالجوى ... وإن نفعتنا فيك معرفة الحب # PageV07P285 # وقال: # رب خياط فتنت به ... فتنة أفنت قوى جلدي # لاعب بالخيط يفتله ... أتراه ظنه جسدي # ليت أني كنته فأرى ... بين ذاك الورد والبرد # فعلت بالثوب إبرته ... فعل سهم الشوق في خلدي # وجرى المقراض في يده ... جري عينيه على كبدي وذكرت بذكره الخياط قول أبي ~~محمد عبد الله بن القابلة السبتي في غلام وسيم يرفو في السوق ثوبا: # يا رافيا قطع كل ثوب ... ويا رشا حنبه اعتقادي # عسى بكف الوصال ترفو ... ما قطع [الهجر] من فؤادي وهذا من اللفظ الطيار ~~الخفيف الروح. ومن الكلام الفج الثقيل، قول عبد الجليل: # بسوق الخياطة مستمرد ... تود لمن ناكه ألف خير # وأشهد أن الفتى صانع ... لطوق عجان على عنق أير وما ms1729 أحلى لفظ الحلواني ~~هذا في غلام وسيم أراد النهوض إلى الحج: # PageV07P286 # يا طالب الحج وهو ذو صغر ... عجلت فاستأنه إلى الكبر # إن كنت تبغي مثوبة فعسى ... تحمل لي قبلة إلى الحجر # وإن رميت الجمار فارم به ... كل فؤاد عليك لم يطر # فقال دعني وزمزما فعسى ... أغسل من مقلتي دم البشر وعلى ذكر قوله " تحمل ~~لي قبلة إلى الحجر "، قال الحسن لغلام رآه بالمكتب، فأشار لتقبيل يده، ~~فقبله: # ظفرت بقبلة منه ... على عيني معلمه # أشرت بها إلى يده ... فوصلها إلى فمه وقال الحلواني: # تعرضت من شفني هجره ... ببدء سلام عليه شفاها # وقلت عساه يرد السلام ... فتبلغ نفسي منه مناها # فجاد علي بتقبيلة ... وقد كان أعرض عني وتاها # فكنت كموسى أتى للضياء ... ليقبس نارا فناجى الإلها وقال: # يا صاح خذها نصيحة لبكه ... بالود إن كنت فاتك الفتكه # اسفك دم المرد إن وجدتهم ... فليس يلقى العذاب من سفكه # واترك هواهم إذا هم تركوا ... قد يترك الحب حب من تركه # PageV07P287 # وقل لمن خان في محبته ... لي همة عن هواك ممتسكه # كان بفرط الغرام يملكني ... فأصبح الدهر عازلا ملكه # وكان ستر عليه من ملح ... لولا نبات بخده هتكه # والله لا صادني له شرك ... فمذ بدا الشعر قطع الشركه # أفلت من بعد نتفه ذنبي ... ولست طيرا يعود للشركه وذكره نتف ذنبه من ~~اللفظ الرث، والمستهجن الغث. # وكان أبو محمد المهدوي المعروف بابن الطلاء أحد الشعراء [107] الطارئين ~~على الأندلس كثيرا ما يأتي بالاستعارة التي تضحك كقوله: # لحي جراياتي منتوفة ... ومر دهر وهي لم تنتف وقد ألمعت بلمع من هذا ~~الباب، في أخبار ابن شماخ من هذا الكتاب. # وقال الحلواني: # قد حل في سوقك الكساد ... مذ لاح في خدك السواد # كأنما الشعر فيه زرع ... والنتف منه له حصاد وقال: # صد فما يصغي لشاك إليه ... وراح والألباب في راحتيه # PageV07P288 # مفوق السهم إذا ما رمى ... رمى ولا قوس سوى حاجبيه # يود سيف الهند لو أنه ... تعلم الفتكة من ناظريه # ذو وفرة زاد بها هيبة ... وقد يهاب الليث في لبدتيه # عندي ms1730 له من خدعى رقيه ... لو أنها مرت على مسمعيه # لا يدعي السقم بألحاظه ... فمهجتي أسقم من مقلتيه # انظر لحاليه فقد أقسما ... أن ليس ينجو أحد من يديه # انظر لخاليه فقد أقسما ... بسيف عينيه على وجنتيه # ريحانة تمنع من شمها ... وغيرها تنفض في مدرعيه # تاه بوجه كاد من رقة ... يقطر ماء الحسن من صفحتيه # رقيبه من فرط ظن به ... لشخصه ألزم من حافظيه وقال: # يا حامل السكين في وسطه ... ليس بهذا تعرف العين # هل يحمل السكين من لحظه ... في مهج العشاق سكين -! وقال: # رضاب ثغرك يضنيني ويشفيني ... وسحر عينيك يغويني ويغريني # PageV07P289 # وفي ثنيك معنى لا يقوم به ... ما في الغصون من الإرهاف واللين وهذا كقول ~~أبي الفرج الوأواء: # من أين للبدر حسن صورته ... وقده للقضيب من أين - وما أحسن قول بعض أهل ~~عصرنا: # ما قدر نعمان إذا ما مشى ... وما عسى تبلغه عالج - وفي هذه القصيدة يقول ~~الحلواني: # إذا وصفتك باللحظ الفتور فمن ... قد القلوب بأطراف السكاكين - # وإن نعتك بالغصن الرطيب فما ... في الغصن ما فيك من كل الأفانين # جسم من الماء لكن قلبه حجر ... أستغفر الله لم يخلق من الطين # وما سمعنا بغصن مثمر قمرا ... تجمعت فيه أشتات الرياحين # الورد والآس والنسرين مجتمعا ... فيه وفيه بنيات الزراجين # لم يرض عني فؤادي من ضنانته ... حتى مسحت به في كف ضنين # في حب من لو رآني مت من عطش ... والنيل في يديه ما كان يسقيني # طمعت فيه وغرتني لواحظه ... إن المطامع أسباب الشياطين # قل لابن عشر وخمسيها من أين جرت ... سهام عينيك في قلب ابن سبعين - # ما حجتي عند من في الحب يعذلني ... وآيتي في نبوات المجانين # PageV07P290 # إن كنت في الحب سلطانا على كبدي ... فخف عقوبة سلطان السلاطين # أو كان عندك للمسكين مرحمة ... فإن عبدك مسكين المساكين وأراه عارض بهذه ~~قصيدة ابن رشيق، فضل عن الطريق. هذا وقد قلت إن له في النسيب، أوفر نصيب. ~~فأما إذا وصف أو مدح، فقلما رأيته في ذلك نجح ولا أفلح. # ما أخرجته من قصائده المطولة ms1731 في المديح # وما يتشبث به من الأوصاف # قال يمدح الشيخ صاحب الخمس أبا عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الشامي ~~بصقلية من قصيدة يقول فيها: # شدوا الحدوج وزورها على قمر ... في الحسن تنجاب عن أنواره الظلم # دران من فمه شفا محدثه ... للنثر والنظم مسموع وملتثم # فليت شعري لمن أنهي ظلامته ... وغير منتصف من خصمه الحكم # قد قلت لو قبل الوعظ المبين له ... خف المهيمن فينا إننا نسم # فقال من ضرجت خدي نظرته ... فإن سيف جفوني منه ينتقم ومنها: # PageV07P291 # لله منزلة بالقيروان محا ... أيامها البين لا الأيام والقدم # شققت جيب شبابي بعد فرقتها ... حزنا عليها ولا شيب ولا هرم # إن فرق الدهر عنها شملنا فلنا ... بصاحب الخمس إبراهيم معتصم وله من ~~أخرى: # ليت شعري وليت حرف تمن ... ربما علل الفؤاد السقيما # كيف يا قيروان حالك لما ... نثر البين سلكك المنظوما # كنت أم البلاد شرقا وغربا ... فمحا الدهر وشيك المرقوما # نحن أبناؤها ولكن غنينا ... بعد أن لم نطق بها أن نقيما # دمن كانت البروج وكنا ... أقمرا في قبابها ونجوما ومنها: # وأنا قد أخذت إن عبث الده - ... ر ذماما من عند إبراهيما وقال من أخرى: # نطقت بسر ضميره عبراته ... وبدت بنار فؤاده زفراته # بأبي وأمي بدر تم تحته ... غصن كثرن لشقوتي ثمراته # يمشي فيعثر في ذيول شبابه ... مشي النزيف وخمرة رشفاته # PageV07P292 # ولرب باكية رأت في لمتي ... بعض المشيب تألقت ضحكاته # [قالت] : أإصنك قد علاه كما أرى ... زهر الرياض وما بدت ورقاته # فأجبتها: قارعت في جنب الهوى ... صرف الزمان وهذه نكباته ومن المديح: # شيخ القبيلة في الجزيرة والذي ... سبقت ظنون الحاسدين أناته # ما تفعل الأيام غير مراده ... فكأنما حركاتها أدواته # هذا الثناء عليك يعبق طيبه ... يا ابن الكرام وحاسدوك رواته قوله في ~~الشيب " صرف الزمان وهذه نكباته " كقول ابن المعتز: # قالت كبرت وشبت قلت لها ... هذا غبار وقائع الدهر وقال أحمد بن أبي طاهر: # قالت غبار قد علا ... ك فقلت بل غير الغبار # هذا الذي نقل الملوك ... إلى القبور من الديار وقال ابن لنكك ms1732، في مثل هذا ~~المسلك: # PageV07P293 # وتعجبت للشيب، لا تتعجبي ... هذا غبار وقائع الأيام وقوله " حاسدوك رواته ~~" كقول البحتري: # ليسايرنك ركب شعر سائر ... يرويه فيك لحسنه الأعداء وأخذه من قول حبيب: # فإن أنا لم يحمدك عني صاغرا ... عدوك فاعلم أنني غير حامد وقال الحلواني ~~من أخرى: # وإذا أردت ترى فضيلة صاحب ... فانظر لبعين البحث من ندمانه # فالمرء مطوي على علاته ... طي الكتاب وصحبه عنوانه # وكذا دليل الجود في ابن محمد ... باد بصفح جبينه برهانه # وترى الليل فاعلات أمره ... حتى كأن صروفها أعوانه ومعنى البيت الأول من ~~هذه كقول الآخر: # واعتبر الصاحب بالصاحب ... وقول الآخر: # PageV07P294 # عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن مقتد ومعنى البيت ~~الأخير لفظ أبي الطيب: # وأراك دهرك ما تحاول في العدا ... [حتى] كأن صروفه أنصار وقال: # هل بعد [سن] الأربعين تصابي ... ذهب الشباب ولات حين شباب # هل ينفعنك بعد شيبك في الهوى ... توفير مكتسب وحسن ثياب - # هيهات ما فخر المهند في الوغى ... بحلي غمد فوقه وقراب وهذا كقول المعري: # وإن كان في لبس الفتى شرف له ... فما السيف إلا غمده والحمائل وقال: # أنت الذي قسم الزمان لنفسه ... قسمين بين رياسة ومناب # أعطى لمرتبة العلاء نهاره ... منها وجنح الليل للمحراب # قامت على أس الفخار عمادها ... وتزينت بتأدب الحجاب # سهلت مداخلها لطالب حاجة ... فكأنما بنيت بلا أبواب # PageV07P295 # ووجدت بخطه، وقد مدح هذا الشيخ الكناني رجل من الأندلس بشعر اتهمه فيه ~~وجرى في مجلسه بصقلية: # يا شاعر العصر قد كلفتني شططا ... فاصرف عنانك عنا، أو تأن خطا # حملتني ذنب غيري ظالما وأنا ... قد كنت أقسط في إنصاف من قسطا # وما حسدتك في شعر أتيت به ... ومن يحاول لمسا للسهى سقطا # يا فارس الشعر إن كلت فوارسه ... يوما وسابقها إن أعلمت مرطا # إن ابن دراجكم لو قام من جدث ... وصحت يوما به من خلفه ضرطا # وليس يحسد طبعي أبجنيسكم ... فكيف أنت، لقد جشمتني شططا # فخذ " قفا نبك " وانسبها لنفسك ما ... في الخلق من كاشف بالبحث عنك غطا # ولا تظنن أن ms1733 الشعر مكرمة ... فالحر إن رام أن يعلو به هبطا قلت أنا - ~~صاحب الكتاب: - نشدتك بالله يا أبا الحسن إلا ما رفقت بأسيرتك! فإنهما شيخا ~~العشيرة، ولسانا الجزيرة؛ فإن كان ولابد فالرمادي، فإنه كان أقل طيشا، ~~وأودع عيشا. وأما ابن دراج فمنخوب القلب، مشترك اللب، يكفيك منه هول ~~الإتهام والإنجاد، وبيع الشعر في سوق الكساد. # وقال من أخرى: [109] # PageV07P296 # طرقتهم ببيض الهند ليلا ... فعاد الليل عندهم نهارا # أطرت فؤادها في الجو ذعرا ... لبرق في يديك قد استطارا # بنيت الأرض فوقهم سماء ... وقد أجريت من علق بحارا # فليس تراك ألحاظ الدراري ... وأنت حشوت أعينها غبارا ومعنى هذا البيت ~~والذي قبله كقول التهامي: # فدحوا فويق الأرض أرضا من دم ... ثم ابتنوا [دون] السماء سماءا وقال من ~~أخرى في الوزير أبي بكر بن عبد العزيز ببلنسية: # أغالب فيك الشك أني حالم ... ومن لم يذق طعم الكرى كيف يحلم ومن المدح: # وقمت بها بين السماطين منشدا ... كما يتغنى الشارب المترنم # بمدح امرئ كل امرئ من عفاته ... يخير فيما عنده ويحكم # كأن الذي سواه قال لكفه ... عليك لهذا الخلق رزق مقسم # لقد علم المأمون أنك صارم ... بيمناه لا ينبو ولا يتثلم # يقولون لي إن الملوك كثيرة ... ورأيك أمضى في البلاد وأحزم # فقلت لهم ما كل بيضاء شحمة ... ولا كل مصقول الصفيحة مخذم # PageV07P297 # وله من أخرى يستعطفه لأمر وقع، ولكلام عليه رفع: # أتسمع في مقال الوشاة ... وإن جئت بالعذر لا تسمع - # تقشع غيم بكفتي منك ... وصوح في ساحتي ممرع # فلولا اعتلاقي بحبل الرجاء ... لما حملت قلبي الأضلع # فإن كان قد مات حظي لديك ... وحاشاك بل أنت لي أرفع # فدعني أبيض بشيبي عليك ... فلبس المشيب له أفجع وقد كرر الحلواني هذا ~~المعنى في شعر قد تقدم إنشاده. # وقال من أخرى: # نجم تولد من شمس ومن قمر ... وأين من أبويه الشمس والقمر - # شمس العفاف وبدر المجد بينهما ... تولد النور إلا أنه بشر وهذا كقول ابن ~~عمار يهنئ المعتمد وقد ولد له مولودان: # أهنأ بنجليك من أنثى ومن ذكر ... لا تعدم ms1734 الضوء بين الشمس والقمر وهو من ~~قول ابن الرومي: # شمس وبدر ولدا كوكبا ... أقسمت بالله لقد أنجبا وقد تقدم إنشاده. # PageV07P298 # ومن قصيدة الحلواني: # لا أقتضيك مواعيدا بدأت بها ... كما تنفس من أكمامها الزهر # ولا ألومك في تأخير عاجلها ... من بعد علمي بما يجري به القدر # أما ترى الله وهو الله موعده ... مؤخر بنعيم الخلد منتظر - وقال: # وما كنت أدري قبل لؤلؤ ثغره ... بأن اللآلي من نبات المباسم ومنها: # منادية أنسابه حميرية ... متوجة بالمجد قبل العمائم # فما انبسطت إلا لجود أكفهم ... ولا انقبضت إلا لضبط القوائم # يجرون أطراف الرماح إلى الوغى ... كما جرت العقبان سود الأراقم ومعنى ~~البيت منها كقول الآخر: # وما خلقت كفاك إلا لأربع ... عقائل لم تخلق لهن يدان # لتقليب هندي وإطاء نائل ... وتقبيل أفواه وقبض عنان وقال الحلواني: # يا نفس ويحك في التغرب ذلة ... فتجرعي كأسي أذى وهوان # وإذا نزلت بدار قوم دارهم ... فلهم عليك تعزز الأوطان # PageV07P299 # فالشمس أشرف ما تكون بكبشها ... وسقوطها في كفه الميزان وصدر هذا البيت ~~الأخير كقول الآخر: # إذا غدا ملك باللهو مشتغلا ... فاحكم على ملكه بالويل والحرب # أما ترى الشمس في الميزان هابطة ... لما غدا وهو برج اللهو والطرب - وزار ~~بعض إخوانه فحجبه فخاطبه برقعة يقول في فصل منها: # تصديت لقاء سيدي تصدي المحب الكئيب، للقاء رسول الحبيب، وطفت ببابه ~~الكريم، طواف الحجيج بالبيت العظيم، فحال عثور الجد، عن مطالعة القمر ~~السعد، ومنع سوء البخت، عن لقاء الكرم البحت، فحدست أن سيدي - وقته - ظفرت ~~يداه بمن يهواه، فغاب مغيب القمر، تحت غمام الظفر، وتعاطيا بكأس الوصال، ~~مدامي السرور والجريال، وضيق يضيق العناق، مجرى الوشاح والأطواق. هنأه الله ~~ببلوغ أمانيه، وهنأنا فيه بما يرضيه، فحياتنا بسروره مرتبطة، ونفوسنا بما ~~يشتهيه مغتبطة. # PageV07P300 # فصل في ذكر الأديب أبي العرب الصقلي # وكان لسانا بهذا الأفق عن العرب أعرب، وكوكبا من المشرق غرب، ولم يقع إلي ~~عند إكمال هذا الديوان، وإخراجه من الخبر [110] إلى العيان، من شعره، إلا ~~ما لا يكاد يعرب عن قدره. ومن أشهر خبر بلغني ms1735 عنه أنه حضر يوما مجلس ~~المعتمد وقد أدخل إليه جملة وافرة من دنانير الفضة، فأمر له بخريطتين منها. ~~وبين يديه تصاوير عنبر من جملتها صورة جمل مرصع بنفيس الجوهر، فقال له أبو ~~العرب على البديهة معرضا: ما يحمل هذه الدنانير - أيدك الله - إلا جمل، ~~فتبسم المعتمد وأمر به، فقال أبو العرب على البديهة: # PageV07P301 # أجد يتسني جملا جونا شفعت به ... حملا من الفضة البيضاء لو حملا # سماح جودك في أعطان مركمة ... لا قد يعرف من منع ولا عقلا # فاعجب لشاني فشاني كله عجب ... رفهتني فحملت الحمل والجملا فطارت يومئذ ~~بهذا الخبر الركائب. وتهادته المشارق والمغارب، وذكرته شعراء الوقت، ورأيت ~~في ذلك عدة قصائد لغير واحد، ولم أحفظ منها إلا قول بعضهم ممن وفد أيضا على ~~المعتمد، من جملة قصيدة استبردت بجملتها، قال فيها: # يا من بجود يديه يضرب المثل ... ومن مواهبه الأمصار والدول # بحد جودك في جنب اللها أبدا ... يا خاتم الجود جرح ليس يندمل # عند ابن حماد في ذال المكان على ... بعد المسافة والأخبار تنتقل # جرى حديث الصقلي المثاب على ... شعر فصار إليه الحمل والجمل ومن شعر أبي ~~العرب في المعتمد قصيدة أولها: # لولا السرى في ذمام الصارم الذكر ... لم أطرق الحي في أمر على خطر # ما البارد العذب مورودا على ظمإ ... أشهى إلى الصب من وصل على حذر # قالت تجشمت في سبل الهوى غررا ... قلت المتيم مقدام على الغرر # PageV07P302 # لا كالهيوب حماه الخوف بغيته ... تهيب الورد حتى عاد بالصدر # توق رقبة أعداء عيونهم ... أذكى من الزرق في الخطية السمر # قلت اليماني حليفي ما يفارقني ... [إني] بغير اليماني غير منتصر # رضيته دون إخوان الصفاء أخا ... ما غيرته صروف جمة الغير # لاح السنا فانبرت من ساعدي فرقا ... تجر ذيلا يعفي شاهد الأثر # صد كوحشية هم الأنيس بها ... إلا التفاتا بجيد الخائف الحذر # تكف بالفرع من لألاء غرتها ... كي لا تمد بياض الصبح بالقمر # حثوا المطي [ ... ] إن لها ... عقبى الإقالة من أين ومن ضمر # حتى تنيخ برب المجد من يمن ... في قبة ms1736 الملك رب الشعر من مضر ومنها في ~~ذكر جواز المعتمد البحر: # ما كان عندك هول البحر تركبه ... جودا بنفسك إلا جرية النهر وله من أخرى: # أحادينا هذا الربيع فخيم ... وأمنية المرتاد والمتوسم # وحط بنا عن ناجيات كأنها ... قسي رمت بنا البلاد بأسهم وقد قدمت من هذا ~~المعنى جملة في ما مر من الكتاب، ومنه قول الطيني # PageV07P303 # شاعر الحكم، مما أنشده ابن عبد الرؤوف: # قد نصبنا من الوجيف وأنضي ... نا قلاصا سياطهن الكلام # فكأن الركاب والركب للضم ... ر قسي من فوقهن سهام وفي هذه القصيدة يقول: # وقد يبلغ التأويب أقصاه والسرى ... فلا تشتكي عبئا ولا تتظلمي # وما طلبت إلا فناء محمد ... وهل دونه للركب من متلوم # جعلت إليه همتي وعزيمتي ... فناولتاه بعد حول مجرم # فقال لي الفال الصدوق مبشرا ... قدمت على التوفيق أيمن مقدم # وأقبلت باب الإذن فاستأذن الندى ... على ملك وافي الجلال معظم # فرفع عن ذاك البهاء حجابه ... وقيل استلم أندى بنان وسلم # فقبلت يمنى راحتيه كأنني ... أقبل ركن البيت سيرة محرم # نظرت إليه والمهابة دونه ... فقسمت لحظي بين بدر وضيغم # بلى ورأيت الشمس والبدر والعلا ... مجسمة في جوهر متجسم # فأغضيت عنه العين أول نظرة ... ومن ير عين الشمس لا يتوسم # كأن عياني كان غير حقيقة ... فلم ألقه إلا بعين التوهم # PageV07P304 # وفي المعتمد أيضا يقول من أخرى: # وقد أزار، وللزوار حكمهم ... عندي من البر والإيناس والأدب # وأفضل البر بر يقتضي طربا ... وأعوزتني أم اللهو والطرب # والدجن يبعث همي من مكامنه ... والشمس ما أخلفتها الريح لم تغب # والسحب للأرض بالسقيا مواصلة ... حتى ارتوت فاستكفت أبيض السحب # سح وهطل وجود صوب درهما ... فسح أنت بها واهطل وجد وصب # إني أعاطيك في الشكوى مفاكهة ... كما تعاطت أكف الشرب بالنخب # والنفس، ما انفردت بالجد، متعبة ... حتى تراوح بين الجد واللعب # برمت باثنين ضاق الصدر بينهما ... فقد المدامة واستيحاش مغترب # وكل ربع وإن حل الجميع به ... قفر إذا لم تكن فيه ابنة العنب # وقد حللت كناسا لا أروع به ... حور الظباء وإن أعرضن من كثب ms1737 # كالليث عاد كسيرا لا افتراس به ... يطوي على زفرات نفس مكتئب وقال في ~~الزهد: # أرى الدنيا الدنية لا تواتي ... فعالج في التصرف والطلاب # ولا يغررك منها حسن برد ... له علمان من ذهب الذهاب # فأوله رجاء من سراب ... وآخره رداء من تراب # PageV07P305 # ولما نفذت الأقدار، بالقبض على ذي الوزارتين أبي بكر بن عمار، بشقورة، ~~على الصورة حسب ما شرحته في أخباره، قال أبو العرب للمعتمد من جملة قصيد: # كأن بلاد الله كفك إن يسر ... بها هارب تجمع عليه الأناملا # فأين يفر المرء عنك بجرمه ... إذا كان يطوي في يديك المراحلا وهذا المعنى ~~قد تداولته جماعة من الجاهليين والمخضرمين، والمحدثين والمولدين، وأرى أن ~~أول من أثاره، ورفع مناره، النابغة حيث يقول: # فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع # خطاطيف حجن في حبال متينة ... تمد بها أيد إليك نوازع وأخذه أشجع السلمي ~~فقال لإدريس بن عبد الله العلوي، وقد بعث إليه الرشيد من اغتاله بالمغرب: # أتظن يا إدريس أنك مفلت ... كيد الخلافة أو يقيك حذار # إن السيوف إذا انتضاها عزمه ... طالت وتقصر دونها الأعمار # PageV07P306 # هيهات إلا أن تكون ببلدة ... لا يهتدي فيها إليك نهار وقال البحتري: # سلبوا وأشرقت الدماء عليهم ... محمرة فكأنهم لم يسلبوا # ولو انهم ركبوا الكواكب لم يكن ... ليجيرهم من حد بأسك مهرب وقال عبيد ~~الله بن طاهر: # وإني وإن حدثت نفسي بأنني ... أفوتك إن الرأي مني لعازب # لأنك لي مثل المكان المحيط بي ... من الأرض أنى استنهضتني المذاهب وقال ~~سعيد بن حميد: # يا باخلين علينا في حكومتهم ... والجور أقبح ما يؤتى ويرتكب # لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا ... جرتم ولكن إليكم منكم الهرب وقال ~~المتنبي: # فإنك كالدنيا إلي حبيبة ... فما منك لي إلا إليك ذهاب والذي هو أشبه ~~وأقرب، بقول أبي العرب، ومنه أراه نقل، وعليه # PageV07P307 # عول، قول الأول: # كأن بلاد الله وهي عريضة ... على الخائف المطلوب كفة حابل # تؤدي إليه أن كل ثنية ... تيممها ترمي إليه بقاتل واستقصاء المناسبة ~~والملاحظة في كل معنى حبل ممدود ms1738، يحل لنا الشرط المعقود، من إيثار ~~الاختصار، وقد مر منه في تضاعيف هذا التأليف جملة وافرة. # في ذكر الأديب الكاتب أبي عبد الله # محمد بن الصباغ الصقلي # أحد أدباء وقته المشاهير، وكلامه يعرب له عن أدب كثير، وحفظ غزير، فصل له ~~من رقعة خاطب بها الأديب أبا حفص القعيني الأندلسي يعزيه في هرة نفقت له، ~~وجلس للعزاء عنها تماجنا، قال فيه: # [الحياة] لبني الدنيا مراحل، والمنايا لجميعهم مناهل، والأعمار كالأسفار، ~~منها القريب الوصول، العاجل الحلول، ومنها البعيد الشقة، الشديد المشقة # PageV07P308 # أنفاس معدودة، وآجال محدودة، وليس بناج من محتومها أحد، ولا لمخلوق منها ~~ملتحد، وانتهى إلي - سهل الله الصبر الجميل سبيلك، وأطفأ ببرد السلوان ~~غليلك - نبأ جلل، وخطب معضل، وهو مصابك بشقيقه نفسك، وموضع راحتك وأنسك، ~~وربيبة حجرك وحجرتك، وآلة حيطتك على حنطتك، وكالئة ذخائرك وقنيتك، واستحواذ ~~فجيعتها على لبك، وما عالجتها به من ذرور وحنوط، وإشفاقك من تعجيل إسلامها ~~إلى التراب، وإبقائك إياها طويلا في المحراب، وألبتك عليها لتدعون إلى ~~[112] جنازتها مأتما يشققن عليها المدارع، ويفضن من الوجد بها غروب ~~المدامع، ويعولن عليها بالضراخ والنياح، ويذرين لمصرعها شعورهن مع الرياح. # وفي فصل: ولست بناس ذكر تلك الملح التي كتبت تصف من أخلاقها وآدابها، ~~والمدح التي تورد في أعراقها وأنسابها، والغرائب التي تذكر عن قوتها ~~وأيدها، وحيلها وكيدها، ومكرها بالفار وصيدها، ولعمري ما أفرطت في نعتها بل ~~فرطت، وما صرحت بجميع محاسنها بل لوحت، فلقد كانت لبؤة إلا أنها تدعى هرة، ~~ونمرة إلا أنها أكثر منها شرة، ذات ناب مطلول، وساعد مفتول، وخصر مجدول، ~~ريانة الكاهل، ظمآنة الأسافل، تطير من قوائمها بأسرع من الجناح، وتستضيء من ~~عينيها بأنوار من المصباح، وتعتد من مخالبها بأمضى من السلاح، وتسطو من # PageV07P309 # جرأتها بمثل القدر المتاح، لينة الوبر كالسمور، سوداء الشعر كالديجور، ~~مأمونة الجيب، بظهر الغيب، عظيمة النفس، لطيفة الحس، أمينة على اللحم ~~الموضوع، ولو شفها فرط الجوع، وما خانت قط أمانة، ولا رضيت يوما خيانة، فهي ~~عوذة الدار، من الفار، وعهد الأمان، من الجرذان ms1739. # قال ابن بسام: وكانت للأديب القعيني هذا جارية سوداء كلف بها ثم باعها، ~~وندم فحاول استرجاعها، فزعم المبتاع أنها حامل - وللقعيني في ذلك أشعار ~~كثيرة - فكتب أبو عبد الله هذا رقعة قال فيها: كشف الله عن قلبك أيها ~~الأديب الحسيب زين الشهوة، ومحا من لبك شين الهفوة، فعلى رأيك يعتمد من ~~اختلفت آراؤه، وبهديك يهتدي من أضل القصد، وبه يقتدي من عدم الرشد. ونقل ~~إلي بعض من يعرف أحوالك، ويشارف فعالك، خبرا يصم السمع، ويضيق الذرع، وذلك ~~أنك نبذت من يدك كرتك المتكشفة، فتلقاها من أحمدت صولجانه، وأخرجت عن ملكك ~~ضفدعتك المريعة، فتناولها من استحسنت غدرانه، وبلغك من إقبالها عليه، ~~وانصرافها، بكليتها إليه، ما أضرم قلبك شوقا لا تخبو ناره، وسل الوجد بها ~~عضبا لا ينبو غراره، فأنشرت للناس من نفسك قيس الأخيلية، وأحييت لهم منك ~~مجنون العامرية، وعضضت على بيعتها أناملك، وأنضمت في طلبها زواملك، وأطلت ~~في وصف شوقك لها وأوجزت، وقصدت في ذكر الأسف عليها ورجزت، وجمعت لها من ~~المحاسن ما # PageV07P310 # افترق، وفتحت من البدائع فيها ما انغلق، وجعلتها نبض حياتك، وموضع شكاتك، ~~وسعنة أوطارك، وجونة عطارك: # ففيها عنبر الهند ... وفيها مسك دارين # وفيها قضب نعمان ... وفيها كثب يبرين # وفيها قامت الحرب ... كما كانت بصفين فأصبحت والظنون بك مرجمة. والألسنة ~~عنك مترجمة، والأقوال فيك كثيرة، والأيدي إليك مشيرة؛ ويا عجبا منك كيف لم ~~تبصر بصيرتك هذا العوار وشهابها ثاقب. ولم تعف نفسك السامية هذه الأقذار ~~وإباؤها واجب، شد ما ملكتك سورة الغرارة وأنت كهل أمين، وهفت بلبك هفوات ~~الهوى وعندك عقيل رصين؛ أفي الحق أن أستفرغ قلبك فلا يخلو، وأنشدك فلا ~~تسلو: # ندمت ندامة الكسعي لما ... تبطنها يباضعها سواكا # رأت ما سد كعثبها وأودى ... بغلمتها فلجت في جفاكا # فلا تذهب بلبك طائشات ... من الصبوات واسترجع نهاكا ما لك وللتمادي في ~~غلوائك، والزيادة في برحائك، نهنه قلبك، وراجع لبك، واذكر خلقها وخلقها، ~~وتأمل وجهها وعنقها، وانظر خدها وقدها، وهل شيء مما يستملح عندها؛ والله ما ~~رأيت # PageV07P311 # شخصها قط إلا ms1740 تخيلت الشيطان، ولا مقلت مقلتها إلا ذكرت السرطان. وأية ~~ضفدعة ماء تعشقت، وقرنبى بها تعلقت، لقد روي زند من خرجت من يديه، وتعس جد ~~من صارت إليه. # وفي فصل منها: فهنيئا أبا حفص راحة بصرك من شخصها المقيت، وفراغ قلبك من ~~الكبد بخلقها المميت، لو غسلتها بكل ماء في البحر، وطيبتها بكل عنبر في ~~الشحر، وضمختها بملاب كل عطار، وفتت عليها من المسك ألق قنطار، ما ازدادت ~~مع الطيب [113] إلا دفرا، ومع الغسل إلا وضرا؛ وكأني بك قد أنشدت بين ابن ~~الرومي في من لا يشبهها إلا في سواد الجلد، ولا يشركها إلا في النسبة إلى ~~الجد، يقول: # أكسبها الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق وقال الآخر: # مشبهات الشباب والمسك تفديهن ... نفسي من الردى والكروب كيف يهوى الفتى ~~الأديب وصال البيض والبيض مشبهات المشيب ... هيهات! هنا يقال: ظن تخب، ~~واقلب تصب، ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة. فأمسك عنها فقد سلت عنك، ~~وابرأ منها فقد برئت منك، واستصغرت آلتك، واعتاضت منك بزعمها أكبر # PageV07P312 # أيرا وأكثر خيرا، ووصفت عنه من نشاط العدة، وإفراط العدة، وما شرحت به ~~صدرا، وأوسعت عليه شكرا. # وفي فصل منها: وأما قولك: ما الذي أعجبها من دمامته، وقصر قامته، وعظم ~~هامته، ووسخ عمامته، حتى شغفها حبا، وأصبح فؤادها به صبا، فنعم: # أعجبها من خلقه قمد ... عجارم ضخم القذال نهد # ململم الأقطار عبل جلد ... مثل ذراع البكر أو أشد ولو كنت ممن يربع ~~بالنهار، ويشبع بالليل، كما حكت عنه، لما واجهتك بما لا تريد، وباعت صحبتك ~~في من يزيد، فانقض غزل حبك لها أنكاثا، وطلق علاقة قلبك بها ثلاثا. # فراجعه القعيني برقعة طويلة انتصر فيها لنفسه هنالك، وأقام حججا على صواب ~~ذلك. # فأجابه الصقلي برقعة أخرى يقول في فصل منها: زعمت أنك شديد الغرام، ~~بشقيقه الظلام، وأني أخطأت في عتبك على حبها، وظلمت في نهيك عن قربها، ~~وجعلت أشعارك في النسيب بها حجة لتمييزك، وإنكار التأنيب عليها عذرا من ~~تعجيزك، وطفقت تنشد رافعا عقبرتك، مستصغرا ms1741 كبيرتك: # PageV07P313 # استودع الله مولى ملكته يدي ... ودعت إلا شجوني إذ أودعه # جسم من المسك أقصته النوى فمضى ... وفي ذؤابته عندي تضوعه # وبدر تم تقاضاه الأفول فيا ... ويلي طويلا وعندي كان مطلعه # عدمته ذهبا لونا وفائدة ... واذل من ليست الآداب ترفعه # يا قطعة من فؤادي جذها قدر ... حتام تجفوه عدوانا وتقطعه # أهوى الأصيل إليها من ملابسة ... ثوبا بهيا ولكن ليس تخلعه فجعلتها مسكا ~~فتيقا، وذهبا عتيقا، وقطعة من فؤادك، ومضنة لودادك، وسببا لانقيادك، ~~وألبستها من الأصيل ثوبا لا يخلع، ودرعا لا ينزع، وزعمت أنك اخترعت في هذا ~~النسيب معنى لم يسمع، فانتصرت لمذهبك، وحليت عاطل مركبك. وما أدري ما أقبل ~~من شعريك، ولا مآخذ من قوليك، أهذا الأول الذي زعمت أنك قلته في عنفوان ~~الصبابة، وإفراط الكآبة، أم حين جلى الله [عن] بصيرتك غيايتها، وكشف عنها ~~عمايتها - حين قلت: # باسوء ما اخترتها في الحب ضفدعة ... جحوظ عين وقدا مفرط القصر # إذا أردت نكاحا وهي مجمرة ... عطرا أرت خلق إبراهيم من قذر # الحمد لله جلى في الغرام بها ... بصيرتي فرأى أقذارها بصري فمتى عادت ~~الضفدعة غزالا، وصار هذا النقص كمالا -! وشد ما عميت # PageV07P314 # بصيرتك بعد جلائها، وتسامحت سيادتك بعد إبائها، وظمئت إلى سؤر هذا ~~الجازر، وهو من لبن حازر، أتراها بعد أن اختبرت عرده، وبلت زوجه وفرده، ~~وذاقت صابه وشهده، ورأت كل ما يسرها عنده، تصبر على دقة مسبارك، وترضى ملة ~~خشكارك، وهيهات ما سولت لك الأحلام، والله لو عادت إلى ملكك، ما ملت من ~~فركك، ولا رجعت عن تركك، ولو جعلت السندي لها بسطا، والثريا في أذنيها ~~قرطا، وصيرت بني حام كلهم لها خولا، وحشرت عليها كل شيء قبلا، ما كانت ~~لتقبل عليك، ولا لتصرف وجه محبتها إليك. # وفي فصل: وأما ما ذكرت من خليدة التي ادعيت عشقها علي، ونسبت حبها إلي، ~~فقد أذكرتني الطعن وكنت ناسيا، قد كنت رأيتها في المعرض، وعندي من الارتياح ~~إلى الملاح، ما عند الغصون لهيف الرياح، ومن الشغف في أمثالها إلى اللقيا، ~~ما بالرياض إلى ms1742 السقيا [114] فرأيت لثامها قد حط عن بدر كمال، وإزارها قد ~~غص بردف ريان، وسرحت طرفي منها في روضة حسن أريضة، وحديقة جمال أنيقة، ~~وأعطيت مولاها فيها السول، وبلغته في ثمنها المأمول، وسألها بعض التجار، عن ~~الدار وعن النجار، فترجمت عن منصبها، وأعربت عن نسبها، بغرائب ألفاظ، عزيز ~~سماع مثلها بسوق عكاظ، مسخت القاف كافا، وردت الأوصاف " أوسافا "، قبحت ~~بذلك الكلام حسنها، ورجمت الأسماع بلغة كأنها: # PageV07P315 # برد تحدر من متون غمام ... فعاد مبرم حبي لها سحيلا، ولم تسو عندي لذلك ~~فتيلا، وما عجبت كعجبي من وصفكها بقصر الخطا، وتشبيهكها بإبهام القطا، فإن ~~كان نقدك في الشعر ومراميه، واقتضابك لغريب معانيه، بهذه القريحة الصافية، ~~والبصيرة النافذة المتناهية، فقد فت الأولين والآخرين سبقا، وبرزت على ~~القدماء والمحدثين صدقا. كيف جاز عليك هذا الغلط وأنت صيرفي الكلام، معنوي ~~النظام، وغيرك بذلك التشبيه كان أليق، وهو به أ " لق، تلك بيضاء قصيرة ~~بزعمك، وهذه سوداء دحداحة بزعمك: # قريبة الأقطار ملمومة ... مغموسة في خضرة جون # لا تخطئ البقة أوصافها ... في النتن والقامة واللون وأما ما عبته من ~~زرقتها - وإن لم تكن كذلك، وكانت الشهلاء في نعتك - فأين أنت من قول ~~القائل: # وأزرق العين فاتر الغنج ... زرقة عينيه آفة المهج # قالوا به زرقة فقلت لهم ... تم بها حسن وجهه البهج # ما زرقة العين مثل كحلتها ... كم بين ياقوتة إلى سبج وفي فصل منها: ~~وهاهنا وقفت وأمسكت، لأن بعض الإخوان أحرقني بنار العتاب، وأخرجني بها عن ~~طبقة الكتاب، وركب في ملامتي راسه، ومد بها إلي أنفاسه، وأطنب في اللوم ~~وأسهب، وصعد في # PageV07P316 # العتب وصوب، يقول في فصل منها: " وقفت على ما أداك إليه ثرة الفضول، من ~~إيرادك تلك الفصول، التي مسخت جواهرها خزفا، ولآلئها صدفا، ورأيت تلك ~~النصيحة، إلي صارت فضيحة، والمحاسن التي عادت قبيحة، وألفاظ العذاب، التي ~~آضت سياط عذاب، وتأدب من عاطيت، وجواب من كاتبت، فتأوهت وتفجعت، وحوقلت ~~واسترجعت، وقلت: أما انتبه من سنة غفلته، وذكر بيتي حكمته، إذ يقول: # إذا ما هديت امرءا مخطئا ... أضل ms1743 السبيل إلى قصده # ولم تلقه سامعا قابلا ... فحسن له المشي في ضده ولقد سررت بما أصابك، ~~وابتهجت بما نابكن فعساك يوما تعرف أخلاق الناس، وتزن أحلامهم بالقسطاس، ~~وتنتقد أحوالهم وأفعالهم، وتختبر ضرائبهم وأشكالهم، فتميز الخبيث من الطيب، ~~وتتجانف من بعد عن الدعابة في خطاب، أو إجابة بكتاب ". # هذه شكيمة كبحني بها هذا الصديق بعد أن جمحت ورمحت، وخطام به بعد أن ~~أرقلت وأوجفت، ولولاه لعرضت أكثر من هذا المتاع، وكلت بأكبر من هذا الصاع. # PageV07P317 # وله من رقعة إلى ابن الشامي صاحب الخمس، راغبا في أن يكلم له الأمير ~~صمصام الدولة في أن يحرر له أرضا كان اشتراها: # إذا الحاجات عي بها رجال ... وكان قضاؤها صعب المرام # وقلت حيلة الشفعاء فيها ... فحاول نجحها ببني الشآمي # دراري العلا حفت ببدر ... منير في سماء المجد سام ويعلم - أدام الله ~~تمكينه - مذهبي في التخفيف، وحمل مؤنة التكليف، إلا في ما تلجئ الضرورة ~~إليه، ويحمل الاضطهاد عليه، وكنت من ترفيه النفس عن الامتهان، والقناعة بما ~~تسمح به نفس الزمان، عن حالة يعلم - حرس الله مجده - تقلبي في أثنائها، ~~ومقيلي في أفيائها، حتى عرض لي من سوء القضاء، ما أجار بالنار من الرمضاء، ~~فسول لي الحرص الذي ما شمت له قط بارقا، والطمع الذي ما ركبت له قط عاتقا، ~~النظر في إحداث بستان في خرائب أخربت مالي، وشغلتني عن كثير من أشغالي، ~~وصرت منفقا ما جمعت في الغربة والوطن، وكسبت في الإقامة والظعن، بين جدار ~~فيها أهدمه، وغار أردمه، وأرض أرفع مرة وهادها، وأخفض تارة نجادها، حتى ~~استوت ساحاتها [115] وتوطت، وغابت مغاراتها وتغطت، وانكشطت أسنمتها وانحطت، ~~وفي بناء حائط أحدق بأقطار، وآمن به على ثماره، وفي حفر بئر ينقع ماؤها ~~صداه، ويبل إذا حمي الهجير # PageV07P318 # ثراه، ما لو أقررت به بين يدي القاضي أو شهد به علي لتوجه عليه فيما ~~يلزمه من الفرض، ويحق عليه في الإبرام والنقض، أن يثبتني على رأي الفقهاء، ~~في ديوان السفهاء، إذ لا يقدر على سقي دوحاته، ولا يتوصل إلى إحياء ms1744 مواته، ~~إلا بدولاب وجابية، يأخذان الماء أخذة رابية، وعند الوصول إلى هذه الفصول، ~~والانتهاء إلى هذا المحصول، قرعت سن النادم، وانتبهت انتباه الحالم، وكنت ~~كتاجر البلور، في ابتياع السنور، ومسرح الدجاج، في مخزن الزجاج: أحدث هذا ~~في ماله من البوار، ما لا يحدثه عابث الفار، وجلب ذلك إلى بضاعته من ~~الفساد، ما لا يحدثه وافد الكساد. # وفي فصل منها: ولا بد لغريق البحر أن يدرج فيخرج، وللتائه في القفر أن ~~يضل فيهلك، أو يدل فيسلك، وقد علم قلة حاجات وليه إليه، وإيثاره التخفيف ~~عليه؛ ومتى أعلم الأمير أن هذه الخرائب التي عانى وليه غراسها، لا يرتجى ~~لها عمارة تعود بفائد، ولا ينتفع الديوان منها بدرهم واحد، وساكنوها منذ ~~أعوام ما أدى واحد منهم خراجا، ولا صنع لبيته بابا ولا رتاجا، فهم بين قوم ~~يأكلون الشجر قبل الثمر، ويرعون الأب قبل الحب، وما آمن مع ما أحدقت به من ~~الأسوار، وخرجت في [النفقة] عن المقدار، أن يوجفوا إليه بالجوالق، وينقضوا ~~فيها كالشوانق، كما يفعلون في بستان فلان، الذي أنفق فيه عمره وماله، وصرف ~~إليه همه واهتباله، فهو في الشتاء من علوج الزبر والحفر، وأصحاب الغرس ~~والبذر، فإذا بلغت ثمرته، ووجبت غلته، حام # PageV07P319 # عليه بنو حام، ولم يمتنع منهم بحارس ولا حام، {وأحيط بثمره فأصبح يقلب ~~كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها} (الكهف: 42) . وناهيك [بدرة] ~~ظفرت يدي بأختها، ومخشلبة غنيت عن ثقبها ونحتها، ومتى لم يلحظني مولاي بعين ~~رعايته، ويمد إلي [يد] عنايته، في ما رغبت وسألت، انقلبت بأمل عاطل، وعمل ~~باطل. # في ذكر الأديب أبي محمد # عبد الجبار بن حمديس الصقلي # أحد من وفد أيضا على المعتد، وهو من جملة من لقيته وشافهته، وأسمعني ~~شعره، وهو شاعر ماهر يقرطس أغراض المعاني البديعةن ويعبر عنها بالألفاظ ~~النفيسة الرفيعة، ويتصرف في التشبيه ويغوص في بحر الكلام على در المعنى ~~الغريب. # PageV07P320 # فمن ذلك قصيدة أولها: # لم نؤت ليلتنا الغراء من قصر ... لولا وصال ذوات الدل والخفر يقول فيها: # إني امرؤ لا ms1745 أرى خلع العذار على ... من لا يقوم عليه في الهوى عذري # فما فتنت بردف غير مرتدف ... ولا حننت لخصر غير مختصر # ورب صفراء لم تترك بسورتها ... لصولة الهم من عين ولا أثر # تزداد ضعفا [قواها] كلما خلقت ... بها الليالي حدود الضعف والكبر # لا يعرف الشرب عيبا في مناقبها ... إلا دعاوي بين المسك والزهر # يصافح الراح من كاساتها شعل ... ترمي مخافة لمس الماء بالشرر # إذا النديم حساها خلت جريتها ... نجما تصوب حتى غاب في قمر ومنها: # PageV07P321 # بالله يا سمرات الحي هل هجعت ... في ظل أغصانك الغزلان عن سحري # وهل يراجع وكرا فيك مغترب ... عزت جناحيه أشراك من القدر # يفديك قلبي ولو أستطيع من وله ... طارت إليك بجسمي لمحة البصر ومن المدح: # الباسط الكف بالجدوى التي وكفت ... بالرزق ما بين منهل ومنهمر # والموسع الأرض إذ جارت أكابرها ... عدلا يؤلف بين الشاء والنمر # كم آية لك في الإفضال معجزة ... لها بوادر لا تبقى على البدر قوله: " ~~نجما تصوب حتى غاب في قمر " معنى قد طوى ونشر، ومنه قول الحسين بن الضحاك: # كأنما نصب كأسه قمر ... يكرع في بعض أنجم الفلك وأخذه أبو نواس فقال: # إذا عب فيها شارب القوم خلته ... يقبل في داج من الليل كوكبا [116] وقد ~~أخذ بعض أهل عصرنا هذا المعنى، وهو الأديب أبو محمد بن صارة الشنتريني ~~فقال: # PageV07P322 # وافى بها صهباء من أوصافه ... دق الثنايا دون نيل مرامها # فرأت نديما منهما شمس الضحى ... في الليل قابضة على بهرامها وقال فيه ~~أيضا: # ورشا خده حديقة ورد ... حميت من عذاره بحباب # خلته حين عب في الكاس بدرا ... عب من ذوب كوكب في عباب وقال الصقلي من ~~أخرى: # باكر إلى اللذات واركب لها ... سوابق اللهو ذوات المراح # من قبل أن ترشف الضحى ... ريق الغوادي من ثغور الأقاح وله من قصيدة: # قد طيب الآفاق طيب ثنائه ... حتى كأن الشمس تذكي المندلا وكرر هذا المعنى ~~فقال: # وكأنما شمس الظهيرة ناره ... وكأنما شجر البسطية عوده وله يستنجز المعتمد ~~بن عباد وقد لزم باب قصره عاما كاملا ms1746: # PageV07P323 # أيا مولي الصنع الجميل إذا انتشى ... ويا مسدي النيل الجزيل إذا صخا # وفي كل أرض من نداه حديقة ... تضوع مسكا نورها وتفتحا # أأفرد بالحرمان من كل عاطل ... تطوق من نعماك ثم توشحا # أتتني على بعد النوى منك دعوة ... أثارت بنات السير حولا ولقحا # فجاءك من أهل البديع مصرف ... مهار القوافي في امتداحك قرحا # وكان عليه الخلق ليلا يجوبه ... إليك فلما لاح وجهك أصبحا # رفعت بأظعاني إلى ما تحده ... علاك فوقع ممسكا أو مسرحا ثم تصرفت الليالي ~~والأيام، اللاعبة بالأنام، واقتضت بالمعتمد الحال، إلى الاعتقال، بسجن ~~أغمات، وسمع الصقلي هذا شعر المعتمد الذي قد تقدم إنشاده حيث يقول فيه: # قضى الله في حمص الحمام وبعثرت ... هنالك عنا للنشور قبور # تراه عسيرا أم يسيرا نناله ... إلا كل ما شاء الإله يسير فأجابه الصقلي ~~أبو محمد ببيات منها قوله: # أتيأس من يوم يناقض أمسه ... وشهب الدراري في البروج تدور # ولما رحلتم بالندى في أكفكم ... وقلقل رضوى منكم وثبير # PageV07P324 # رفعت لساني بالقيامة قد دنت ... فهذي الجبال الراسيات تسير وله من قصيدة ~~في القاضي ابن القاسم بسلا: # لكل محب نظرة تبعث الهوى ... ولي نظرة نحو القتول هي القتل # أترتد بالتكريه رسل نواظري ... ومن شيم الإنصاف أن تكرم الرسل ومنها: # ركبت نوى جوابة الأرض لم يعش ... لراكبها عيس تخب ولا رحل # أسائل عن دار السماح وأهله ... ولا دار فيها للسماح ولا أهل # ولولا ذرى ابن القاسم الواهب الغنى ... لما حظ منها عند ذي كرم رحل # تخفض أقدار اللئام بلؤمهم ... وقدر علي من مكارمه يعلو # فتى لم يفارق كفه عقد منة ... ولا عرضه صون ولا ماله بذل # له نعم تخضر منها مواقع ... ولا سيما إن غير الأفق المحل # ورحب جناب حين ينزل للقرى ... وفصل خطاب حين يجمتع الحفل # ووجه جميل الوجه تحسب حره ... حساما له من لحظ سائله صقل # مروعة أمواله بعطائه ... كأن جنونا مسها منه أو خبل # وأي أمان أو قرار لخائف ... على رأسه من كف قاتله نصل # PageV07P325 # ومنها: # لقد بهرت شهب الدراري منيرة ... مآثر منكم ms1747 لا يكاثرها الرمل # ورثتم تراث المجد من كل سيد ... على منكبيه من حقوق العلا ثقل # فمن قمر يبقي على الأفق بعده ... هلالا ومن ليث خليفته شبل # واصبح منكم في سلا الجور أخرسا ... وقام خطيبا بالذي فيكم العدل # ملكت القوافي إذ توخيت مدحكم ... ويا رب أذواد تملكها فحل وله من أخرى في ~~تميم أمير المهدية ويتفجع على دخول الروم صقلية، أولها: # تدرعت صبري جنة للنوائب ... فإن لم تسالم يا زمان فحارب يقول فيها: # بلاد جرى فوق البلادة ماؤها ... فأصبح منه ناهلا كل شارب # فطمت بها عن كل كأس ولذة ... وأنفقت جل العمر في غير واجب # يبيت رئاس السيف في ثني ساعدي ... معاوضة من جيد غيداء كاعب # يبيت رئاس السيف في ثني ساعدي ... معاوضة من جيد غيداء كاعب # وما ضاجع الهندي غير مثلم ... مضاربه يوم الوغى في الضرائب # إذا كان لي في السيف أنس ألفته ... فلا وحشة عندي لفقد الحبائب # وكنت وقدي في الصبا مثل قده ... عهدت إليه أن منه مكاسبي # PageV07P326 # فإن كان لي في المشرفي مآرب ... فكم في عصا موسى له من مآرب # بعيشك أي الفجعتين استربتها ... خيانة دهري أم خيانة صاحبي [117] # تغدى باخلاقي قديما ولم تكن ... ضرائبه إلا خلاف ضرائبي # ويا رب نبت تعتريه مرارة ... وقد كان يسقى عذب ماء السحائب # جهلت فجربت الذي أنا عالم ... وقد تجهل الأشياء قبل التجارب ومنها: # وكم عزمات كالسيوف صوادق ... تجردها أيدي الأماني الكواذب # فلي في سماء الشرق مطلع كوكب ... جلا من ضلوعي بين زهر الكواكب # ألفت اغترابي عنه حتى تكاثرت ... له عقد الأيام في كف حاسب # متى تسمع الجوزاء في الجو منطقي ... تصخ من مقالي في ارتجال الغرائب # ليالي بالمهديتين كأنها اللآ ... لئ من دنياك فوق ترائب # إذا شئت أن أرمي الهلال بلحظة ... لنمحت تميما في سماء المناقب ومنها: # ولو أن أرضي حرة لا تبعتها ... بعزم يقد السير ضربة لازب # PageV07P327 # ولكن أرضي لا عدمت فكاكها ... من الأسر في أيدي العلوج الغواصب # لئن ظفرت تلك الكلاب بأكلها ... فبعد يكون للعروق الضوارب # أحين تفاني أهلها ms1748 طوع فتنة ... يضرم فيها ناره كل حاطب # وأضحت بها أهواؤهم وكأنما ... مذاهبهم فيها اختلاف المذاهب # تخب بهم قب يطيل صهيلها ... بأرض أعيادهم نياح النوادب # مؤللة الآذان تحت [إلالهم] ... كما حرفت بالبري أقلام كاتب وله من أخرى ~~أولها: # شفاؤك في نوى تنضي الركابا ... ونجحك عن سرى تطوي اليبابا # فلا تقنع من الدنيا بحظ ... إذا لم تحوه يدك اغتصابا # فشر ليوث [هذي الأرض] ليث ... يشارك في فريسته الذئابا # سأسري تحت نجم من سناني ... إذا نجم من الأنصار غابا # وينجدني على الحدثان عضب ... يفلل قرعه النوب الصعابا # PageV07P328 # يماني إذا استمطرت صوبا ... به من عارض المهجات صابا # كأن شعاع عين الشمس فيه ... وإن كان الفرند به ضبابا ومنها: # وكنا في مواطننا كراما ... تعاف الضيم أنفسنا وتأبى # ونطلع في مطالعنا نجوما ... تعد لكل شيطان شهابا # صبرنا للخطوب على ضروب ... إذا رمي الوليد بهن شابا # ولم تسلم لنا إلا نفوس ... وأحساب تكرمننا اكتسابا # ولم تخل الكواكب من سقوط ... ولكن لا يبلغها الترابا ومن أخرى: # بلى جر أذيال الصبا فتصابى ... وأوجف خيلا في الهوى وركابا # قصرت زماني بالشمول مسنة ... وبالروض كهلا والفتاة كعابا يقول فيها: # وأقصر أيام الفتى يوم لذة ... صفا ما صفا بالعيش منه فطابا # PageV07P329 # ليالي لا ترمي وإن تصب ... بسهمك خودا فالشباب أصابا # وعصبة لهو غادروا الهم جانبا ... فلم يألفوا إلا السرور جنابا # يديرونها راحا كأن بكاسها ... إذا لبست درع الحباب حبابا # تنافر لمس الماء وهو يروضها ... تفرك كالبكر الفروق لعابا # فأحبب بذاك العيش عيشا ذكرته ... وبالعصر عصرا والصحاب صحابا # وليل تخوض النيرات ظلامه ... كأوجه غرقي يغترفن عبابا # سريت بمحبوك من القب كلما ... دعا شأوه وحي العنان أجبا # من الحن فاسم الله إما وضعته ... مكان قطيع طار عنك وغابا # ترى ضحك الإصباح فوق جبينه ... وقيض من ليل المحاق إهابا # تخال الثريا رأسه وهو ملجم ... إذا الجري لم يلبس طلاه سخايا # يحرف بالتأليل أذنا كأنما ... برى قلما منها يخط كتابا # سما الدر في أرساغه عن زبرجد ... يغادر بالوطء الصخور ترابا # هو الطرف فاركب منه في ظهر ms1749 طائر ... تنل كل ما أعيا عليك طلابا # إلى قمر تسري إليه كأنما ... عليه سماء الله تغلق بابا # كأني سر في حشا الليل داخل ... على حبة القلب المصون حجابا # فبت مروى من مجاجة بارد ... غزا ذكره قلب الغيور فذابا # كأن قطاف اللثم من ثغر روضه ... تكسب من طل الغمام رضابا # PageV07P330 # ومنها: # ولم أر كالدنيا خؤونا لصاحب ... ولا كمصابي بالشباب مصابا # فقدمت الصبا فابيض مسود لمتي ... كأن الصبا للشيب كان خضابا ومن أخرى: # أمتطتك همتك العزيمة فاركب ... لا تلقين عصاك دون المطلب # ما بال ذي النظر الصحيح تقلبت ... في عينه الدنيا ولم يتقلب # فاطو العجاج بكل يعملة لها ... عوم السفينة في سراب السبسب # شرق لتجلو عن ضيائك ظلمة ... فالشمس يمرض نورها بالمغرب # والماء يأجن في القرارة راكدا ... فإذا علتك قذاته فتسرب # طال التغرب في بلاد خصصت ... بوخامة المرعى وطرق المشرب [118] # فطويت أحشائي على الألم الذي ... لم يشفه إلا وجود المذهب # إن الخطوب طرقنني في جنة ... أخرجنني منها خروج المذنب ومنها: # من سالم الضعفاء راموا حربه ... فالبس لكل الناس شكة محرب # كل لأشراك التحيل ناصب ... فاخلب بني دنياك إن لم تغلب # من كل مركوم الجهالة مبهم ... فكأنما هو قطعة من غيهب # لا يكذب الإنسان رائد عقله ... فامرر تمج وكن عذوبا تشرب # PageV07P331 # ولرب محتقر تركت جوابه ... والليث يأنف عن جواب الثعلب # لا تحسبني في الرجال بغاثة ... إني لأقعص كل لقوة مرقب # إن يعله صدأ فكم من صفحة ... مصقولة للماء تحت الطحلب ومنها: # كم من قواف كالشوارد صرتها ... عن مثل جرجرة الفنيق المصعب # ودقائق بالفكر قد نظمتها ... ولو أنهن لآلئ لم تثقب # وصلت يدي بالطبع فهو عقيدها ... فقليل إيجازي كثير المسهب # نفث البديع بسحره في مقولي ... فنطقت بالجادي والمتذهب # لو أننا طير لقيل لخيرنا ... غرد وقيل لشرنا لا تنعب # وإذا اعتقدت العدل ثم زونتني ... رجحت حصاتي في القريض بكبكب # إني لأغمد من لساني منصلا ... لو شئت صمم وهو دامي المضرب ومن أخرى: # تظن مزار البدر عنها يعزني ... إذا غاب لم يبعد على عين مبصر # وبين ms1750 رحيلي والإياب لحاجها ... من الدهر ما يبلي رتيمة خنصر # PageV07P332 # ولابد من حملي على النفس خطة ... تعلق وردي في اغترابي بمصدري # وتطرحني بالعزم من غير فترة ... سفائن بيد في سفائن أبحر # وما هي إلا النفس تفنى حياتها ... مصرفة في كل سعي مقدر # أغرك تلويح بجسمي وأنني ... لكالسيف تعلو متنه غين جوهر # وما هي إلا لفحة من هواجر ... تخلصت منها كالنضار المسجر # وأنكرت إلمام المشيب بلمتي ... وأي صباح في دجى غير مسفر # وما كان ذا حذر غراب شبيبتي ... فلم طار [عن] شخصي لشخص منفر # وأبقت صروف الدهر مني بقية ... مذكرة مثل الحسام المذكر # وما ضعضعتني للحوادث نكبة ... ولا لان في أيدي الحوادث عنصري ومنها: # وحمراء لم تسمح بها نفس بائع ... لسوم ولم تظفر بها يد مشتري # أقامت مع الأحقاب حتى كأنها ... خبيثة كسرى أو دفينة قيصر # فلم يبق منها غير جزء كأنه ... توهم معنى دق عن ذهن مفكر # إذا قهقه الإبريق للكاس خلته ... يرجع صوتا من عقاب مصرصر # وطاف بها غمر الوشاح كأنما ... يقلب في أجفانه طرف جؤذر # قصرت بكل كل يوم لهوته ... ومهما يطب يوم من العيش يقصر # PageV07P333 # ومن أخرى في المعتمد: # أتنكر ضعفا أمرض الحدق النجلا ... وقد أكثرت فينا لواحظها قتلا يقول ~~فيها: # أقائدها قب الأياطل لم تدع ... له عند أعداء إغارته ذحلا # حميت حمى الإسلام إذ ذدت دونه ... هزبرا ورشحت الرشيد له شبلا # لئن قلت فيه صح تأليف سؤدد ... فبارع نقل من شمائلك استملى ومنها في صفة ~~القصر: # ويا حبذا دار يد الله مسحت ... عليها بتجديد البقاء فما تبلى # مقدسة لو أن موسى كليمه ... مشى قدما في أرضها خلع النعلا # إذا فتحت أبوابها خلت أنها ... تقول بترحيب لداخلها أهلا # وقد نقلت صناعها من صفاته ... [إليها] أفانينا فأحسنت النقلا # فمن صدره رحبا ومن نوره سنا ... ومن صيته فرعا ومن حلمه أصلا # نسيت به إيوان كسرى لأنه ... أراني مثلا ما رأيت له مثلا # كأن سليمان بن داود لم تبح ... أوامره للجن في شيده مهلا # كأن عيون السحر نافذة له ... عليهن فصلا ms1751 من بدائعه فصلا # PageV07P334 # فكان مكان القول يبعث وصفه ... رقيقا وأذن الدهر تسمعه جذلى # ترى الشمس فيه [ليقة] تستمدها ... أكف أقامت من تصاويرها شكلا # تحوز له الأمواه بركة جدول ... تخال الصبا منه مشطبة نصلا # إذا اتخذتها الشمس مرآة وجهها ... أجالت عليها من مداوسها صقلا # وقد توج البهو البهي بقبة ... فقل في عروس في [جلابيبها] تجلى # تجمعت الأضداد فيها مصانعا ... ولم أر خلقاص قبلها جمع الشملا # وأغرب ما أبصرت بعد مليكها ... بها مترع يعدي الشجاعة والبذلا # ولما عشينا من توقد نورها ... تخذنا سناه في نواظرنا كحلا # فيا دار أغضى الدهر عنك وأكثرت ... أسودك نسلا فيك يختتل النسلا # PageV07P335 # ومن شعره في أوصاف شتى # قال: [119] # نفوسنا بالرجاء ممتسكه ... والموت للخلق ناصب شركه # تبرم أجسامنا وتنقضنا ... طبائع في المزاج مشتركه # لولا انتشاق الهواء مت كما ... تموت مع فقد مائها السمكه # ننشأ بالبعث بعد ميتتنا ... أما يعيد الزجاج من سبكه # ما أغفل الفيلسوف عن طرق ... ليست لأهل العقول منسلكه # من سلم الأمر للإله نجا ... ومن عدا القصد واقع الهلكه وقال: # جاء به ملآن من صافية ... معمورة منها أقاليم الفرح # حل وكاء شده عن مذبح ... طل دم العنقود منه وسفح # حتى إذا ما صب منه رينا ... سد على التبر الذي كان فتح # PageV07P336 # ترى نجيع البرق منه راشحا ... كأنه من ودج الليل رشح # مدامة للروح أخت برة ... آخذة ثاراتها من الترح # قد علمت مزاجها فصرفها ... يجبر ما هاض ويأسو ما جرح # يوم كأن القطر فيه لؤلؤ ... ينظم للروض عقودا أو وشح # تقدح نار من زناد برقه ... ويطفئ الماء سريعا ما قدح # لما جرت فيه الصبا عليلة ... رق الهواء فيه للنفس وصح # كأنما الكافور نثر ثلجنا ... أوندف البرس لها # حتى أتى الليل بصحو لم يكن ... يغتبق الغيث به كما اصطبح # كأنما خلف منه قشعم ... يندى علينا ريشه إذا جنح # وقد محا صبغ الدياجي قمر ... ديناره في كفة الغرب رجح # PageV07P337 # حتى إذا رد حداء عدوهم ... من كان في وادي الرقاد قد سرح # نبه ذا هذا وكل طرفه ... يلمح طرف السكر ms1752 من حيث لمح # يسأل في تقويم جيد مائل ... لو [لم] يسامح في الحميا لسمح # وجاءه الساقي بكوب مفعم ... لو شاء أن يسبح فيه لسبح # يا عاذلي في الراح كم سيئة ... تجاوز الرحمن عنها وصفح # أغش خلق الله عند ذي هوى ... من عرض الرشد عليه ونصح # حتى إذا فكر عن بصيرة ... ذم [من] الأفعال ما كان مدح وقال: # ومشمولة راح كأن حبابها ... إذا ما بدا في الكاس در مجوف # لها من شقيق الروض لون كأنما ... إذا [ما] بدا في الكاس منه مطرف # شربت على برق كأن ظلامه ... إذا احمر فيه أسود بات يرعف وهذا من قول ~~المعري: # إذا ما اهتاج أحمر مستطيلا ... حسبت الليل زنجيا جريحا وقال أبو محمد ~~أيضا: # PageV07P338 # ما زلت أشرب كاسه من كفه ... ورضابه نقل على ما أشرب # حتى انجلى الإصباح عن إظلامه ... كالستر [يرفع] عن مليك يحجب # والشهب في غرب السماء سواقط ... كبنات ماء في غدير ترسب وقال في صفة نهر: # ومطرد الأجزاء تحسب متنه ... صبا أعلنت سر القذى في ضميره # جريح بأطراف الحصى كلما جرى ... عليها شكا أوجاعه بخريره # كأن حبابا ريع تحت حبابه ... فسارع يلقي نفسه في غديره # شربنا على حافاته دور سكرة ... وأقتل سكرا منه عينا مديره # كأن الدجى خط المجرة بيننا ... وقد كللت حافاتها ببدوره # كلفت بشربي للصبوح مبكرا ... وكم بركات للفتى في بكوره وله في شمعة: # قناة من الشمع مركوزة ... لها حربة طبعت من لهب # تحرق بالنار أحشاءها ... فتدمع مقلتها بالذهب # PageV07P339 # تمشى لنا نورها في الدجى ... كما يتمشى الرضى في الغضب # فأعجب لآكلة جسمها ... بروح يشاركها في العطب وله فيها: # مصفرة الجسم وهي ناحلة ... تستعذب العيش مع تعذبها # تطعن صدر الدجى بعالية ... صنوبري لسان كوكبها # إن تلفت روح هذه اقتبست ... من هذه فضلة تعيش بها # كحية باللسان لاحسة ... ما أدركت من سواد غيهبها وقال: # صدت وبدر التم مكسوف به ... فحسبت أن كسوفه من صدها # فكأنه مرآة قبن أحميت ... فمشى احمرار النار في مسودها وقال: # سكن القلب هوى ذي صلف ... زاده فيه سكونا ms1753 حركه # فهو كالمركز يبقى ثابتا ... كلما دار عليه فلكه وقال: # PageV07P340 # يوم كأن نسيمه ... نفحات كافور ومسك # وكأن قطر سمائه ... در هوى من نظم سلك # متغير غيما وصح ... وا مثلما حدثت عنك # كالطفل يمنح ثم يم ... نع ثم يضحك ثم يبكي [120] وقال: # وحمام سوء وخيم الهواء ... قليل المياه كثير الزحام # فما للقيام به من قعود ... ولا للقعود به من قيام # حنياته عطفات القسي ... وقطراته صائبات السهام # ذكرت به النار حتى لقد ... تخيلت إيقادها في عظامي # فيا رب عفوك عن مذنب ... يخاف لقاءك بعد الحمام وقال: # قبس بكف مديرها أم كوكب ... ينشق منه عن الصباح الغيهب # وأريج مسك فاح عن نفحاتها ... فذوائب الظلماء منه تطيب # قالوا الصبوح فقلت قرب كاسه ... إني لمهديها [بها] أتقرب # لا تسقني اللبن الحليب فإن لي ... في كل دالية ضروعا تحلب # وذخيرة للعيش مر لعمرها ... عدد يشق على يدي من يحسب # دبابة في الرأس يصعد سكرها ... فتجد منا بالعقول وتلعب # PageV07P341 # دارت بعقلي سورة من كاسها ... حتى كأن الأرض تحتي لولب # باكرتها والليل في حشاشة ... يستلها بالرفق منه المغرب # والجو أقبل في تراكب مزنه ... قزح بعطفه قوسه يتنكب # صابت فاضحكت النديم بأكؤس ... عهدي به من نقطهن يقطب # والبشر في شرب المدامة فارتقب ... منها سرور النفس ساعة تعذب فصل في ذكر ~~الوزير الحكيم أبي محمد المصري # شيخ الفتيان، وآبدة الزمان، وخاتمة أصحاب السلطان، وكان رحل إلى مصر ~~واسمه خامل، وسماؤه عاطل، فلم ينشب أن طرأ على الأندلس وقد نشأ خلقا جديدا، ~~وأجرى إلى النباهة طلقا بعيدا، فتهادته الدول، وانتهت إليه التفصيلات ~~والجمل، وكلما طرأ على ملك فكأنه معه ولد، وإياه قصد، فجرى مع كل أحد، ~~وتمول في كل بلد، وتلون في # PageV07P342 # العلوم تلون الزمان، وتلاعب بالملوك بأفقنا تلاعب الرياح بالأغصان، حتى ~~ظفر به المأمون بن ذي النون، فشد عليه يد الضنين، فوجد كنفا سهلا، وسلطانا ~~غفلا، فسر وساء، وارتسم في أي الدواوين شاء، وكان بالطب أكلف، وعليه أوقف، ~~فتعلق بسببه، حتى اشتهر به، ولم يكن من النفوذ فيه حسبما استذاع ms1754 عنه الخبر، ~~خلا أنه كان - زعموا - بصيرا بطب النظر، وكان مع ما يحملع من هذا الفن حسن ~~البيان مليح المجلس، حاضر الجواب كثير النادر، راوية للشعر والمثل السائر، ~~نسابة للمفاخر، عارفا بالمثالب والمناقب. وقفت له على شعر مجموع، عاطل ~~اكثره من حلي البديع، وكان بالجملة روضة أدب ممتعا للمجلس، وهيهات أن يأتي ~~الدهر بمثله، وقد وصفه ابن حيان، في فصل قد أثبته في أول هذا القسم من ~~الديوان. # فلما انصرفت الدولة الذنوبية، تحيز أبو محمد إلى إشبيلية، فأنس المعتمد ~~بمكانه، وجعل له حظا من سلطانه، ولم يزل في من يتردد عليه ويغشاه، حتى ~~أشجاه من الخلع - حسبما وصفناه - ما أشجاه، وبقي أبو محمد على حاله، مشتملا ~~بفضل جده وإقباله، غير مستريب بدهره، ولا منكر لشيء من أمره، ممتعا بآلاته، ~~مقبلا على لذاته، إلى أن توفي سنة ست وتسعين منتصف رجب الفرد. # وعلى ذكره، فقد أجريت طرفا من نظمه ونثره، منبها على مكانه، ومشهدا على ~~ما وصفت من شانه. # PageV07P343 # فصل له من رقعة خاطب بها المعتمد بن عباد، وقد خرج عنه إلى مالقة، قبل ~~القبض عليه، واستفتحها بهذين البيتين: # رحلت وفي القلب جمر الغضا ... وهجري لكم دون شك صواب # كما تهجر النفس حر الطعام ... إذا [ما] تساقط فيه الذباب وهذا المعنى ~~مشهور، قد اندرج منه في تضاعيف هذا التصنيف كثير، مثل قول بعضهم: # وتجتنب الليوث ورود حوض ... إذا كان الكلاب يلغن فيه # كما سقط الذباب على طعام ... فتتركه ونفسك تشتهيه كتبت وقلبي متقلب على ~~جمر الغضا، أحر من الرمضا، وصلت فقطعت، وسامحت فقوبحت، وارتفع علي الباطل ~~فما سومحت، حميت بقرطبة أهلك وبنيك، وحفدتك وذويك، أصبتهم في منزل عالي ~~الحيطان، وثيق الأركان، في شهر كانون، دون كن ولا كانون، ولا ما يدفع عنهم ~~ريب المنون، أكف الرزايا تصافحهم، وجنوب المنايا تضاجعهم، لا يمنعهم من ~~القر شعار، ولا يحميهم منه [121] دثار، فأنفذت الفرش وآلاتها. وما يتعلق ~~بجهاتها، وافتقدت بالطرف، وتاحفت بالتحف، وصنتهم صون الدر في الحقاق، ~~والسواد في الأحداق، والأطواق في الأعناق، ومن ms1755 عندك # PageV07P344 # يعلم هذا ولا ينكره، ويشكره ولا يكفره، وما كانت لك علي نعمة فأعارها، ~~ولا سطوة فأخشاها، وإنما فعلت بالجوهرية التي ركبها الله في نفسي، والطبع ~~الذي جبل عليه حسي: # ولكن أشخاص المعالي خفية ... على كل عين ليس تبصر باللب فهل سبق لأحد مثل ~~هذا الوفاء، أو كان له شكل هذا الولاء، فإن قيل إن السموأل أتى بمثله ~~وشكله، ليس الخبر كما ظن، ولا الأمر كما احستب. # ومن شعره في أوصاف شتى # قال: # ريم إذا رمت أن أحظى بموعده ... أقام لي بلسان الخلف أعذارا # وإن تلطفت لاستنزال سورته ... أصار قلبي لخيل الهجر مضمارا # إذا تذكرت أياما لنا سلفت ... خطت يد الشوق في الأحشاء أسطارا # قال الوشاة ودمع العين منحدر ... ودمعه فوق روض الورد قد حارا # يا مجري الدمع في عينيه في ذهب ... أما ترى الدر بالمرجان قد جارا # النار يحرقها قلبي بزفرته ... من العجيب فؤاد يحرق النارا وقال: # يا ناظرا قد سل من ناظري ... إلى سواد القلب والخاطر # طيفك لما نام عن زورتي ... زادك [زاد] الكلف الساهر # PageV07P345 # ظلك أضحى لي بلا مرية ... مؤثرا في خدك الناضر # ما أرفق الله بأهل الهوى ... إذ صير الجور على الجائر وقد تقدم مثل هذا ~~المعنى لعبد الجليل حيث يقول: # دعوت دعاء مظلوم عليه ... فعلق من عذاريه الذنوبا وقال: # الحب داء دواؤه القبل ... والرسل بين الأحبة المقل # يا حفظ الله ليلة سلفت ... حيت ببدر سماؤه الكلل # بتنا وراح العفاف تلحفنا ... برد وفاء والشمل مشتمل # اثنان من شدة التعانق قد ... صارا كفرد بالروح يتصل # لو أن جود السماء أمطرنا ... لم يصب الأرض تحتنا بلل # حتى إذا غرة الصباح بدت ... وجفنه بالعبير مكتحل # فارقني وهو خائف وجل ... نشوان من خمرة الصبا ثمل # عيناي منه قريرة أبدا ... والنار بين الضلوع تشتعل وقال: # قالوا الصديق شقيق النفس قلت لهم ... إن الصديق مع العنقاء قد طارا # PageV07P346 # اسم لعمري بلا جسم ولا نفس ... إلا كلاما بزور القول قد سارا # فما ترى غير من يسقيك من يده ... أريا وفي قلبه قد أضمر ms1756 النارا # فنادم الكتب ما عمرت إن لها ... عندي وعيشك أسرارا وأخبارا ومن قصيد له ~~ابن حماد بلقين أوله: # الرأي يسبق وقع الصارم الذكر ... والعزم يفصل بين الخبر والخبر # والناس قد جمعوا في أصل خلقتهم ... لكنهم فرقوا في اللب والنظر # كالنور أوله نار وبينهما ... من التفاضل ما يخفى على البشر # كما تهدى ابن حماد وقد طلعت ... طلائع السعد تحدوها يد القدر # والناس قد رجموا الأقوال من حذر ... وقال بعضهم هذا من الغرر # حتى إذا أظلم الخطب المهم لهم ... جلوته بصباح البيض والسمر # ليس الجسوم لها صبر ولا جلد ... وإنما الصبر بالأرواح والفكر # لا تلق دهرك إلا راكبا خطرا ... فإنما تبلغ العلياء بالخطر بيته الثاني، ~~من متداولات المعاني، ومنها قول الأول: # الناس أخياف وشتى في الشيم ... وكلهم يجمعهم بيت الأدم وأخذه التهامي ~~فقال: # PageV07P347 # الناس متفقون في إيرادهم ... وتفاضل الأقوام في الإصدار وقوله: " ليس ~~الجسوم لها صبر " ... البيت، هو شبيه بقول الآخر: # فالعبد صبر جسما ... والحر أصبر قلبا وقال من أخرى [يمدحه] ويذم بني ~~رياح: # أبا المنصور ما للدهر عين ... سواك فوارها فهو الصلاح # ولا تتعرضن إلى رياح ... فأعدى ما على العين الرياح # إذا حلفت رياح فاتهمها ... ورأس الحنث ما حلفت رياح # قبيلة لها في اللؤم بأس ... وعند المكرمات لها جماح # سبال اللؤم لا كانت سبال ... وجوه الذل والخد الوقاح # أناس في مفارقهم قرون ... ولكن بالفقاح هو النطاح # ولا تتزوجن لهم ببنت ... فللسودان عندهم مراح # بأرجلهن يستغفرن دأبا ... فأرجلهن في الدعوات راح وذكرت بمعنى هذا البيت ~~الأخير منها خبرا أورده بعض الرواة عن شاعر أنشد زبيدة بنت جعفر شعرا قال ~~فيه: [122] # PageV07P348 # أزبيدة ابنة جعفر ... طوبى لزائرك المثاب # تعطين من رجليك ما ... تعطي الأكف من الرغاب فجعل عبيدها يقرعون رأسه ~~فقالت: دعوه فإنه أراد خيرا فأخطأ، وهو أحب إلينا ممن أراد شرا فأصاب، سمع ~~قولهم: شمالك أندى من يمين فلان فظن [أن هذا مثل ذلك] . # وله من أخرى يستأذن في الجواز إلى الأندلس: # فيا أثلاث الجزع من مربع الحمى ... فؤادي على تلك الرسوم ينوح ms1757 # فعل أبي المنصور يدني بسعده ... ركابي منها إنه لنزوج ومنها: # فسر إنما العلياء شخص مصور ... وأنت له دون البرية روح # أتيت بآي أعجزت كل عالم ... كأنك من بعد المسيح مسيح # ولو جيت للإنصاف ما جيت مادحا ... لأنك من نجر السماح صريح # ومن أصبحت [فيه] المكارم جوهرا ... بلا عرض فالمدح فيه قبيح # ولكن رأيت الشعر يثبت ذكره ... فلا غرو أن يهدى إليك مديح # PageV07P349 # وله من أخرى في باديس بن حبوس: # رسخت أصول علاكم تحت الثرى ... ولكم على خط المجرة دار # تبدو شموس الدجن من أطواقكم ... وتفيض من ثني البنان بحار # إن المكرام صورة معلومة ... أنتم لها الأسماع والأبصار # ذلت لكم قمم الخلائق مثلما ... ذلت لشعري فيكم الأشعار # فمتى مدحت ولا مدحت سواكم ... فمديحكم [في] مدحه إضمار وهذا من قول أبي ~~نواس: # وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة ... لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني وأخذه ~~المتنبي فقال: # وظنوني مدحتهم قديما ... وأنت بما مدحتهم مرادي والمصري أيضا القائل، من ~~قصيدة كأخواتها طويلة دون طائل، أولها: # دعي لومي فما أنا بالمليم ... ولا من هجر سلمى بالسليم يقول فيها: # PageV07P350 # وإن شئت اختبار الناس جهرا ... ولم تك بالتجارب بالعليم # فجرب من تشا منهم عيانا ... وقد أصبحت في بردي عديم # فإن لم [تلف] ذلك مستحيلا ... وترعى منه في مرعى وخيم # فقل إني دعي في نزار ... وإني ضد لقمان الحكيم # رأينا معشرا لبسوا ثيابا ... مجددة على عرض رميم # لهم دور مشيدة [] ... وأفعال محيلات الرسوم ومن المدح: # وما يحتاج يوم الحرب جيشا ... فإن عداه كالزرع الحطيم # وإن أبقى لهم فرعون سحرا ... ففي يده عصا موسى الكليم وقد تقدم إلى هذا ~~المعنى أبو نواس بقوله، ونذكر خبرا يتعلق بذيله: # كان أبو نواس قوي البديه، ويرتجل كل ما يقول ولا يرويه، فقال له الخصيب ~~يوما وهو يمازجه بالمسجد الجامع، أنت في الشعر غير مدافع ولا منازع، ولكنك ~~لا تخطب، فقام من فوره يقول مرتجلا: # منحتكم يا أهل [مصر] نصيحتي ... ألا فخذوا من ناصح بنصيب # رماكم أمير المؤمنين بحية ... أكول لحيات القلوب شروب # فإن ms1758 يك باقي سحر فرعون فيكم ... فإن عصا موسى بكف خصيب # PageV07P351 # ثم التفت إليه قال: والله لا يأتي بمثلها خطيب مصقع، فاعتذر إليه وأقسم ~~أنه ما قال ذلك إلا مازحا. # وقول المصري: " معشرا لبسوا ثيابا " ... البيت مع الذي بعده، ألم فيه ~~بقول منصور الفقيه: # لبس الثياب وتشييد القصور وفي ... تلك الثياب علتها أنفس خربه # لأضربن رجائي ألف مقرعة ... فيكم وأصلب آمالي على خشبه وقال المصري في ~~ابن مجاهد من قصيدة، يرثي مهرا أخذ له، وحكي أن الذئب أكله: # وقد أقمت لدهري وهو يظلمني ... حتى وصلت عليا سيد العرب # وإن يكن ليس منهم في أرومته ... فإنه منهم في المجد والحسب # يا من إليه شكوناه فقال لنا ... شكوى القتيل [إلى] الخطية السلب ومنها: # يا ويح قلبي من دهر تعمدني ... بالنائبات فلاذت بي يد النوب # حتى بمهر هضيم الكشح ذي هيف ... كأن أجزاءه جأب على نسب # حلو الصهيل له في صوته فتن ... كأنه حين يشدو بالثقيل ربي # لولا تشكله في حين خلقته ... بالخيل أضحى مع العقبان في نصب # يا يوسف الخيل يا مقتول إخوته ... قلبي لفقدك بين الحرب والحرب # إن كان يعقوب لم يقنع بكذبهم ... إني لأقنع منهم بالدم الكذب [123] # PageV07P352 # ومنها: # وما التناسب ### | ......... # ... إن لم تكن أنفس القربى ذوي نسب وهذا من قول القائل: ### | ........... # ... إذا لم يرافقها أنتساب قلوب وقال من أخرى: ### | ................... # ... ### | ....... # نفحة الخد جائل # لئن كنت من در القلائد عاطلا ... فإن الظباء المشبهيك عواطل ### | .................. # ... وكل رسول قد بعثت مماطل # سقاني وخد الفجر يلطمه الضحى ... شمولا لها من وجنتيه شمائل ### | ................. # ... بهارا فأجدى ما علينا الرسائل # عليك زكاة من جمال وغرة ... وأنت بمفروض الزكاة تماطل ومنها: # فصاح وشاح هز ### | .......... # ... إليك ولكن لم تجبه الخلاخل # رعى الله دهرا قد نعمنا بطيبه ... لياله من شمس الكؤوس أصائل # لدى روضة غناء قنت قيانها ... وجاوبت الألحان منها البلابل # ونرجسها [در] على التبر جامد ... وقهوتها تبر على الدر سائل # PageV07P353 # وإن سأل الأقوام عن عرض منزلي ... فإني ما بين السماكين نازل # وأني قد قلدت سيف مآثر ... له من علي المكرمات حمائل ms1759 إلى أبيات غير هذه ~~من قصيدة طويلة اهتدم فيها أبو محمد قصيدتي أبي الطيب والمعري اللتين في ~~وزنها ورويها؛ وقوله: " عليك زكاة من جمال " ... البيت، من قول المعري ~~أيضا: # لغيري زكاة من جمال فإن تكن ... زكاة جمال فاذكري ابن سبيل وعلى [ذكر] ~~هذه الزكاة فما أملح ملح البستي في تلك الفقهيات حيث يقول: # أقول لشادن في الحسن فرد ... يصيد بلحظه لحظ الكمي # ملكت الحسن أجمع من نظام ... فأد زكاة منظرك البهي # وذلك أن تجود لمستهام ... برشف من مقبلك الشهي # فقال أبو حنيفة لي إمام ... ويفتي لا زكاة على الصبي وقال الحصري الكفيف ~~في مثله: # وظبي غرير هز أعطافه اللين ... وسمته ريحان المحب الرياحين # PageV07P354 # أقول له والحب يفتي برخصة ... عليك زكاة [ما] ونحن مساكين # فقال ولم يعلم زكاة أردتها ... وكيف أؤديها ولم يحن الحين # فقلت زكاة الحسن أعني فقال لا ... أؤديك فالعشاق [ليس] لهم دين جملة من ~~مقطوعات المصري في فنون مختلفة # في صفة قصر طليطلة: # قصر يقصر عن مداه الفرقد ... عذبت مصادهر وطاب المورد # نشر الصباح عليه ثوب مكارم ... فعليه ألوية السعادة تعقد # وكأنما المأمون في أرجائه ... بدر تمام قابلته أسعد # وكأنما الأقداح في راحاته ... در جماد ذاب فيه العسجد وله في صفة البركة ~~والقبة عليها: # شمسية الأنساب بدرية ... يحار في تشبيهها الخاطر # كأنما المأمون بدر الدجى ... وهي عليه الفلك الدائر # PageV07P355 # يا حبذا العود فكم من فتى ... باح له اليم بأسراريه # غنت عليه الطير رطبا وقد ... غنت به لما قسا جاريه # فهو على أخلاقها قد جرى ... وهي على أخلاقه جاريه وبيته الثالث كقول ابن ~~قاضي ميلة: # جاءت بعود يناغيها ويسعدها ... فانظر بدائع ما خصت به الشجر # غنت على عوده الأطيار مفصحة ... غضاص فلما ذوى غنى به البشر # فلا يزال عليه أو به طرب ... يهيجه الأعجمان: الطير والوتر وقال المصر من ~~جملة أبيات خاطب بها صاحب المدينة يشفع للفقيه البر الطليطلي: # يا ما جدا أصبح من رفعة ... منزله تحت نجوم الفلك # هدا الفقيه البر ما ذنبه ... لقد غدا قبرة في الشرك ms1760 # أيؤخذ المسكين مع فتية ... قد عقدوا الأمر لحل التكك # وقارعوا بالبيض بيض الخصى ... وطاعنوا الأشراج [في] المعترك # PageV07P356 # وهذا مثل ما أنشدنيه لنفسه أبو بكر الخولاني المنجم، مما خاطب به بعض ~~الحكام يشفع للقلمندر، وقد أخذ في مثل ذلك سكرانا: # إن درء الحدود بالشبهان ... لحديث رواه [كل] الثقات # ما أراه إلا تناول تفا ... حا فنمت عليه في الطرقات [124] نفحات التفاح ~~والراح والأترج للمرء جد مشتبهات ... فبتلك الشمائل المخجلات الروض غب ~~الغمائم الهاطلات ... # وبحلم إليه مذ كنت تعزى ... وبصبر تعزى له وأناة اعف عنه وأعفه من ثمانين ~~تدمي أعطافه المائسات ... واقل ذنبه وعثرته فهو بمرآه من ذوي الهيئات ... ~~وقال: # وشادن طالبته قبلة ... فأظهر الإعراض والصدا # ورسل الدر على عسجد ... من سبج فانتظما عقدا # فقلت إذ أبصرته باكيا ... نرجسة العين سقت وردا وهذا كقول [الآخر] : # PageV07P357 # كأن تلك الدموع قطر ندى ... تسقط من نرجس على ورد وقال في صباه في طريق ~~بلاد المشرق وقافلا من الحجاز: # ألا يا هند قد قضيت حجي ... فهات شرابك العطر العجيبا # فقد ذهبت ذنوبي في الليالي ... فقومي الآن نقترف الذنوبا # خلطنا ماء زمزم في حشانا ... بماء الكرم فامتزجا قريبا # وطاف بها غزال كسروي ... طبيب النفس يدعوه طبيبا # أطاعته الجسوم فساعدته ... كذاك يكون من ملك القلوبا # بدا غصنا وأطلع بدر تم ... وأضمر في مآزره الكئيبا # نراه في تواصله بعيدا ... ونلقى وعده أبدا قريبا وقال: # أي هلال أطل فينا ... نطلعه الطوق والجيوب # كحيل طرف ثقيل ردف ... مبسمه اللؤلؤ الرطيب # يقودنا كيف شاء طوعا ... لأن أعوانه القلوب # PageV07P358 # وله في بعض إخوانه وقد عذر غلام كان يهواه: # يا ذا الذي عذر خل له ... أتحت عيش العز معنى الهوان # لم ينبت الشعر على خده ... بل دب في أعضائه عقربان # رفقا على نفسك لا تفنها ... فجوهر الأنفس شيء يصان # وسقه من مزة عتقت ... لتقتضي الحب بلا ترجمان وله في غلام وسيم رمدت ~~عيناه: # قال خلي وجفوني ... لا تغطي مقلتيها # سقم عيني أراه ... بعث السقم إليها # أم ترى توريد خدي ... نفض الورد عليها # قلت لا أدري ms1761 ولكن ... أنا من قتلى يديها وقال: # رمدت عيني فجاءوا ... دون رأيي بطبيب # وطبيب العين أغمى ... في مداواة القلوب # رمدي من فقد خلي ... فاكحلوني بالحبيب وما أحسن ما قال بعض أهل عصري، وقد ~~تقدم إنشاده: # إذا رمدت بحمرته عيون ... شفاها منه إثمد عارضيه # PageV07P359 # في ذكر أبي محمد ابن الطلاء المهدوي # أحد أضياف المعتمد، وقد أجريت ذكره في ما مر من هذا المجموع، ووصفت أن ~~شعره عاطل من حلي البديع، وأفرط في باب الاستعارة وأبعد، وخرج فيها إلى حيز ~~الإضحاك بما برد، كقوله متغزلا: # بقراط حسنك لا يرثي على عللي ... وكقوله في الوزير الأجل أبي بكر بن ~~زيدون: # شبيلية وابن زيدونها ... أتى في قراه على شينها وسمعته ينشد المتوكل شعرا ~~قال فيه: # أفاقت بك القطار من برص البلوى ... ومن أشبه شعره في المعتمد قوله من ~~قصيدة أولها: # فتحت سعودك كل باب مغلق ... فتهن ذلك وابق يصلح ما بقي يقول فيها ومدح ~~ابن عمار حين دخوله بمرسية وخروج بني طاهر منها حسبما وصفتها: # PageV07P360 # إن ابن عمار حكى عمرو القنا ... للمستجير وحاتما للمملق # لما وصلت المغرب الأقصى به ... هجر الكرى فاقتاد ملك المشرق # بمصرف الجيش اللهام بحكمة ... سمكته بالإسكندر المتلحق # يسري بنية خالص، من خلفها ... صدر كمثل السور خلف الخندق # ويصيد عنقاء الأماني التي ... أعيت صواه خلاف صيد الخرنق # فبجود وببأسه وبجيشه ... هو فيلق في فيلق في فيلق ومنها: # يا أيها الملك السعادة أطبقت ... جفنا عليك فبت بجفن مطبق # هبط المطوق جبرئيل منظما ... لك در كل كرامة فتطوق # ما غيرك الملك المطوق وحده ... أبدا بروح القدس فأفتق وارتق # ما دولة إلا ونادت بعلها ... وأفاك مقتض البلاد فطلق [125] # فليعترف بالجود كل مشعوذ ... ويقر بالإنصاف كل ممخرق # الأرض كالشطرنج فادع ملوكها ... ما الرخ في حركاته كالبيدق # يا يوسفي الحسن والصدق استمع ... أحلى محاورة وإن لم تنطق # نادتك هيت لك البلاد بأسرها ... فتح، سيرك من ينادي غلق # ولو استطاعت مصر إذ لم تدنها ... جعلت تقول عشقت من لم يعشق # PageV07P361 # وجميل صنعك في البلاد وأهلها ... مغنيطس فيجذب قوته ms1762 ثق # لكفاك أندلس فنفس كل من ... ترضيك طاعته وإلا خنق # من حمص تفتح حمص غير مدافع ... عنها وتفتح جلقا من جلق وأخبرني أبو بكر ~~الخولاني المنجم قال: كتب إلي أبو محمد المهدوي بهذه الأبيات يستهدي ~~مشروبا: # قل للوزير فتى خولان خولني ... علمي بفضلك ميزا فهو ميزاني # رصدت في فلك الأشواق بدر هوى ... له رقيب ثقيل مثل كيوان # فابعث إلي براح مثل ريقته ... فمثلها كان يسقى عند رضوان ويا بعد ما بين ~~هذا وبين [قول] بعض أهل عصرنا، وهو أبو حاتم الحجاري يستهدي أيضا مشروبا من ~~الحكيم أبي الأصبغ البلنسي بقرطبة: # يا من سقاني الكؤوس سائغة ... وكأس أخلاقه غدا أسوغ # ساعدني للمبيت ذو هيف ... وذو لسان مستعذب ألثغ # أبلغت في وصفه [على] سني ... لكن رأيت السكوت بي أبلغ # وقلت والسر لا أبوح به ... من حق هذا الحديث أن يمضغ # ما [إن] ترى ساعة الخلو به ... وقد بداني الشيطان أن ينزغ # PageV07P362 # والليل قد أسبغت ذوائبه ... على هلال فروعه أسبغ # قهقهت أثناء ذاك من ضحك ... قهقهة الجام يا أب الأصبغ # فرش جناحي وما قرأت فقل ... قوالب السحر هكذا تفرغ وقال أبو حاتم في ~~مثله: # يا سيدي والنهار تبصره ... منسجم الدمع مطلق الأفق # وعندي البدر قد خلوت به ... وفوق خديه حمرة الشفق # جاذبته الحبل فاستقاد وكم ... جريت جري الجموح في الطلق # وقد هززناك كي توجهها ... في الشعر هز القضيب في الورق وقال الأديب أبو ~~محمد بن صارة الشنتريني: # أعندك أن البدر بات ضجيعي ... فقضيت أوطاري بغير شفيع # جعلت ابنة العنقود بيني وبينه ... فكانت لنا أما وكان رضيعي # PageV07P363 # فصل في ذكر الأديب الفقيه أبي بكر # ابن الحسن المرادي القروي # وإثبات قطعة من أشعاره، وطريف أخباره # وكان أبو بكر هذا فقيها فطنا، وشاعرا لسنا، ممن جمع براعة الفقهاء، ~~وبراعة الشعراء والنبهاء، وتصرف تصرف المطبوعين، وتكلم بألسنة المجيدين؛ ~~أشعار كصفحات البدور، ودواوين كأثباج البحور؛ وتقلب أبو بكر بين السهول ~~والحزون، تقلب الميل بين أطباق الجفون، وقلت دولة من دول ملوك الطوائف ~~بالأندلس إلا وقد ابتغى إليها الوسيلة ms1763، وأعمل في الهجوم عليها حالا وحيلة، ~~فتنزوي عن مكانه انزواء الخائف من الرصد، وتغص بإحسانه غصص العين بالمرد، ~~ثم كر إلى أمراء المرابطين بالمغرب فانخرط في أسلاكهم، وعرض بنفسه على ~~أملاكهم، ووقع آخرا منهم إلى محمد بن يحيى بن عمر، فاقتعد صهوة منبره، وولي ~~قضاء معسكره، وأخذ ينجد ويغور، وطفق يدبر ويدير، وإنما أراد أن يسلك في حمل ~~دول المرابطين، مسلك عبد الله بن ياسين، ولم يدر أنها أقدار محتومة، وحظوظ ~~مقسومة، فلم يحصل إلا على بعد السفر، وانقطاع العين والأثر، وتوفي رحمه ~~الله بدكول من بلاد الصحراء، حيث لا يروق وجه النهار، ولا يحمد صوب القطار. # PageV07P364 # وقد أخرجت مما وجدت من شعره ونثره. ما يستخف رواسي الجبال، ويستوفي ضروب ~~[السحر] الحلال. # فصل له من رقعة كتبها عن بعض الأمراء جوابا عن كتاب ورد من بعض العمال ~~الجهال يهول فيه: وقفنا على كتابك الذي طال فقصر، وكبر جرمه فصغر، صدرته ~~بنون التعظيم، وسطرته بمجدك الحديث والقديم، وخاطبتنا فيه بالألفاظ ~~الحجابية، التي تخاطب بها غوغاء الرعية، ارجع - أصلحك الله - عن هذا الأدب، ~~وتأدب في خطابك لذوي الرتب، فقد أطعنا فيك [126] سلطان الحكم، لانتسابك إلى ~~اسم العلم. # واجتاز على مدينة مرسية في مدة رياسة الكاتب الماهر، أبي عبد الرحمن ابن ~~طاهر، فأنزله هنالك بدار اتفق أن يدخل فيها قبل أن تفرش له، وابن طاهر قصد ~~ذلك، ليرى ما يأتي من بديهته هنالك. فكتب إلى ابن طاهر رقعة قال فيها: بيد ~~أنني نزلت هذا المنزل الجديد بالرحل القديم، نزول السفر، بالبلد القفر، فهو ~~معمور، إلا أنه بور. وما هو إلا أنه محيل قليل السكون والغموض، كثير ~~البراغيث والبعوض، لفقد الستور، ويرضي البراغيث فقد السرير: الطول والعرض، ~~والسماء والأرض، فقد كثر رهطه، وقلت نمارقه وبسطه؛ قراءتي في أكنافه: {منها ~~خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} (طه: 55) . # PageV07P365 # وبلغه عن بعض الشعراء بمرسية أنه هجاه، فبعث إليه رجلا كان يتصرف له يعرف ~~بابن المقدم فصفعه، فاستعدى عليه ابن طاهر، فكتب إليه المرادي بأبيات منها ~~قوله ms1764: # تعرضني كلب بهجو مخذل ... كقيء السكارى أو هراء المبرسم # فأنفذت من وقتي إليه سحائبا ... من الصفع يحدو وفدها ابن المقدم # فحامت عليه كالجراد تساقطت ... من الجو في أنوار روض معمم # وغنى دوي النعل في صحن رأسه ... " ألا عم صباحا أيها الربع واسلم " وكان ~~بالمرية مؤدب يسمى وليد بن عبد الوارث وينبز بالبقري كان يقول بقدم الحروف، ~~فألف المرادي في ذلك رسالة رادا علي وقصيدة قال فيها: # لا در در سخافة ... شنعاء جاء بها الوليد # كفر تكاد له الجبا ... ل على ثقالتها تميد # قل للرئيس الأحوص ... ني ورأيه أبدا سديد # حمق المؤدب فادعى ... من بينهم ما لا يجيد # مكنتموه من الكلا ... م وجهله أبدا يزيد # وتركتموه مسرحا ... أين السلاسل والقيود - # أغلا الحديد بأرضكم ... أم ليس يمكنه الحديد # PageV07P366 # وكانت بينه وبين الشيخ أبي محمد عبد العزيز التونسي مناقضة في مسائل من ~~العلم، فسافر المرادي عن أغمات، وكتب عند رحلته إليه بهذه الأبيات: # قل لعبد العزيز يكثر من بعد ... ي ما شاء منه قيلا وقالا # وتشجع ما غبت عنك فإنا ... قد ضربنا لك الأمثالا # " وإذا ما حلا الجبان بأرض ... طلب الطعن وحده والنزالا " وساير المرادي ~~يحيى بن بانو بسجلماسة. فاتفق أن سقط كاتب له كان يكنى بأبي الأصبغ عن ~~دابته، وقام بأثر جرح في وجههن ثم اتفق أن سقط إثر ذلك أيضا المرادي وقام ~~دون أثر عليه، فقال أبو الأصبغ: وهذا الفقيه أيضا سقط؛ فقال المرادي من ~~جملة أبيات: # فشتان بين وقوعي أنا ... وبين وقوع أبي الأصبغ # فذاك سقوط يشج الوجوه ... وهذا سقوط كما ينبغي # PageV07P367 # الأديب أبو الحسن البغدادي المعروف بالفكيك # من جملة هذه الطائفة المذكورة، على الجزيرة، ومع بديهة كانت له قوية، ~~توفي على الروية، استهدم عدة قصائد، لغير واحد، من أهل الشام والعراق، ~~وغيرها من تلك الآفاق، وكان مع ذلك حلو الحوار، مليح التندير، يلهي ويضحك ~~من حضر، ولا يضحك هو إذا ندر، وقيه يقول النحلي: # لو بيع يوما فكيك ... وبين فكيه دره # ضربت من يشتريه ... بخرية ألف مره وكان الفكيك ms1765 قصيرا دميما، ورأيته يوما ~~قد لبس طاقا أحمر على بياض، وفي رأسه طرطورا أخضر، وقد عمم عليه عمة ~~لازورديتن وهو ينشد بين يدي المعتمد شعرا قال فيه: # وأنت سليمان في ملكه ... وبين يديك أنا الهدهد فأضحك من حضر. # PageV07P368 # وسمعته أيضا ينشد في جملة قصيدة في المعتمد: # أبا القاسم الملك المعظم قدره ... سواك من الأملاك ليس يعظم # لقد أصبحت حمص بعدلك جنة ... وقد أبعدت عن ساكنيها جهنم # ولي بحماك الربع عام وأشهر ... أزخرف أعلام الثناء وأرقم # وأنفقت ما أعطيتني ثقة بما ... أؤمل فالدينار عندي ردهم # وقلبي إلى بغداد يصبو وإنني ... لنشر صباها دائما أتنسم وكنت يوما بدار ~~أبي بكر الخولاني المنجم بإشبيلية مع لمة من الأدباء، فأفضى بنا الحديث إلى ~~ما للشعراء من ملح التضمين [127] في المديح والهجاء، فأنشد بعضهم ما حضره ~~من تضمينات الحمدوي في الطليسان وشاة السعيد. وأنشد آخر قول القائل في ~~الحسن بت وهب، وتضمن بيت مهلهل: # وسائلتي عن الحسن بن وهب ... وعما فيه من كرم وخير # فقلت هو المهذب غير أني ... أراه كثير إرخاء الستور # وأكثر ما يغنيه فتاه ... حسين حين يخلو بالسرور # " فلولا الريح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذكور " # PageV07P369 # وأنشد بعضهم قول الآخر، وضمن بيت النابغة فقال: # يا سائلي عن خالد عهدي به ... رطب العجان وكفه كالجلمد # " كالأقحوان غداة غب سمائه ... جفت أعياله وأسفله ند " فدخل الفكيك ونحن ~~من هذا الحديث المستطرف على طرفي، فقال: أحسن من جميع ما أنشدتم أبيات زعم ~~أنه قالها في البديع يهجوه وهي: # رأيت البديع على أربع ... وقد عاينته عيون البشر # يقول وقد شرعت خلفه ... كماة الفحول رماح الكمر # فلا وأبيك ابنة العامري ... لا بدعي القوم أني أفر " فكان الجماعة لم ~~تحبه لكثرة حمقه، وفجاجة خلقه، ثم حركت الفكيك أريحية العجب لسكوت أهل ~~المجلس عنه هنالك، فكأنه غاظني ذلك، وقلت: لم تأت أنت بشيء، ومن حضر لم ~~يصمت عنك، وإنما أردت أن تحذو حذو كاتب بكر حيث يقول وضمن بعض أبيات لامرئ ~~القيس، فقصرت عنه وهو قوله: # حديث أبي ms1766 الفضل شيء نكر ... إذا ما تذكرته أقشعر # مررت به وعليه الغلام ... ومن خلفه ذنب مستطر # PageV07P370 # " فلا وأبيك ابنة العامري " ... ما هاب مني ولم يزدجر # فقال وقد قام عنه الغلام ... وماذا عليك بأن تنتظر # فقال أرى رجلا واقفا ... فقال هلبت ألا تنتصر # " فلو أن قيسا وأشياعها ... وكندة حولي جميعا صبر " # لما رمت أو تنقضي حاجتي ... " ولا يدعي القوم أني أفر # فوليت عنه على خجلة ... فثوبا نسيت وثوبا أجر " # وراكبه فوقه مثلما ... " أكب على ساعديه النمر " فلما انتهت إلى آخر هذا ~~الوصف، سكت ولم ينطق بحرف. # ومن شعر الفكيك - على زعمه - قوله من قصيدة أوله: # معاهدهم حلت رباك عهود ... وحلت عقود المزن فيك رعود # وأبكت عيون السحب فيك روائح ... تضاحك أغوار بها ونجود # وحاكت لك الأنواء كل ملاءة ... عليك بها من رقمهن برود # بها نثرت كف الصبا لؤلؤ الندى ... فمنها بأجياد الغصون عقود # وحيا نسيم الود آرام رملة ... وحيا حواه عالج وزرود # فكم من عميد فيه قلب قلبه ... على جمر نار الشوق وهو عميد ومنها: # PageV07P371 # وقفنا بركب الوجد نبكي معالما ... وكل بخيل بالدموع يجود # وقيد إنسان العيون جمالها ... وكل جمال للعيون قيود # بكى بعدهم حولا وأوسع عذره ... بما [سنه] في العالمين لبيد # وذرى على ربع العقيق دموعه ... عقيقا ففيها توأم وفريد # شهدت وما تغني شهادة عاشق ... بأن قتيل الغانيات شهيد ومنها: # إذا قابلوه قبلوا ترب أرضه ... وهم لعلاه ركع وسجود # وقد حازهم نقص وأصبح قدره ... على رغمهم في المأثرات يزيد # سهرت وأحداق النجوم رقود ... وقمت إليها والملوك قعود # وقد هز منك الله للملك صارما ... تقام بحدي شفرتيه حدود # وربعك مخضر به ينبت الغنى ... ويورق في دوح المكارم عود وله من أخرى: # لأية حال حال عن سنة العدل ... ولم أصغ يوماص في هواه إلى العذل # ولا خطرت ذكرى سلو بخاطري ... ولا طمعت نفسي لما عنه لي يسلي # PageV07P372 # إذا كان لا يرضيك إلا منيتي ... فيا قاتلي من قتلتي أنت في حل # وليل كأن الأنجم الزهر نرجس ... به في رياض فتحتها يد الطل # على زهرات ms1767 كحل القطر مرهها ... سقتها ثدي المزن علا على نهل # كأن عليل الطل فوق عيونها ... دموع التصابي حرن في الأعين النجل # وكم عطر الروض النسيم كأنه ... نسيم نشيد الملك في الحزن والسهل # يجرد من غمد الندى صارم الحيا ... فتضرب يمناه به عنق البخل # وكم ميسم من وجود يمناه عاجل ... لراجي نوال منه في جهة المطل # تملكت رقي بالعوارف منعما ... وأغنيتني بالجود عن كل ذي فضل # وأنسيتني أرض العراق ودجلة ... وربعي حتى ما أحن إلى أهلي [128] وكان ~~يرهق في دينه، فأفضت به الحال، في إشبيلية إلى الاعتقال، فمن شعره في ~~المعتمد وهو مسجون: # أيا ابن عباد الملك الذي يده ... من فيضها الرزق بين الخلق مقسوم # أضحى مديحك في درع العلا عطرا ... به تنفس منثور ومنظوم # وكنت أحسد إما كنت أنشده ... فاليوم ها أنا بين الناس مرحوم # فمن رأى شاعرا في السجن مطرحا ... في ظلمة وهو بالبهتان مظلوم # ناديت حلمك والأقدار حائمة ... كصاحب الحوت نادى وهو مكظوم # PageV07P373 # فاحلل بيمنك ربق الأسر عن عنقي ... فأنت بالفضل والإفضال موسوم ومن أخرى ~~في ذلك: # يا محييا بنداه ميت آمالي ... ومصلحا في فساد الدهر أحوالي # إني لأعجب من سجن به أمنت ... نفسي من الخوف في عريس رئبال # ولم أر فيه مثل السيف أغمده ... من انتضاه لأشعاري وأقوالي # أمسي وحولي رجال في الكبول [وهم] ... مقرنون بأصفاد وأغلال # كم قائل لي واثوابي مدنسة ... وقد غدوت مذالا مثل أذيال # أصرت ترفل في الأسمال قلت لهم ... أسمالي اليوم بين الناس أسمى لي الأديب ~~أبو زكريا يحيى بن الزيتوني من مدينة فاس # أحد من وفد أيضا على هذا البلد أيام ملوك الأندلس، وله شعر بديع، وتصرف ~~مطبوع. وكان حاضر الجواب، ذكي الشهاب، قال له ابن زيدون أبو الوليد يوما، ~~وهو بين يدي المعتضد وكأنه استجهله، أو أراد أن يفحمه ويخجله: أفاسي أنت يا ~~أبا زكريا - يوهم أنه يسأله عن بلده # PageV07P374 # وخبأ له فيها شيئا فهمه يحيى بصفاء خلده، وأجابه سريعا بفضل توقده، فقال: ~~منسوب - أعزك الله - فأعجب به عباد؛ ولج ابن زيدون ms1768 فقال: نعم الفتى أبو ~~زكرياء، وفهم ابن الزيتوني تصحيفه، فصدمه بمثله، ورماه بشكله، فقال له - ~~وقبل يده -: عبدك أعزك الله، فخجل أبو الوليد وتشور، واستخف الطرب جميع من ~~حضر. # ومن شعره في المعتضد يستنجزه: # سفينة الوعد في بحر الوفا وقفت ... فامنن بريح من الإنجاز تجريها وله من ~~قصيدة أولها: # فقت الهلال بذا الجمال فواسه ... وجرحت باللحظ الغزال فآسه يقول فيها: # لم أفن دمعا في سواه ولا جرى ... قلم بغير ثناه في قرطاسه # فلقيت من كلفي به ما لم يكن ... لاقى سحيم من بني حسحاسه # ما البحتري وإن أرق نسيبه ... وأجاد وصف الروض في بطياسه # وأتى بتشبيهات حسن نسيمه ... ونوادر بصفات عين طماسه # PageV07P375 # بأرق من شعري وأحسن موقعا ... منه اليناقي في حلى أنفاسه طماس كان ابن ~~أخي إبراهيم بن العباس، وكان البحتري يتولع بوصف عوره. # [فصل في ذكر] الأديب أبي بكر بن العطار، اليابسي الدار # ويابسة من الجزائر الشرقية، وهي من الأندلس في سمت دانية، وهو من جملة من ~~لقيته وأنشدني شعره، ولم أحفظ منه عند تحريري هذه النسخة إلا أبياتا من ~~قصيدة في المعتمد أولها: # بحد عزمك نصلت القنا السلها ... قدما وأججت في ماء الظبا لهبا يقول فيها ~~في صفة البحر وجواز المعتمد له في وجهته إلى أمير المسلمين وأنشدها يوم ~~أنشده عبد الجليل قصيدته البرمكية المتقدمة الذكر: # كيف اضطربت به قدست من جبل ... لو دكت الأرض من حوليه ما اضطربا # PageV07P376 # وضاق لو استنهضت طرفك أن ... يجتاب طافحه في وثبة وثبا # وكان كالسيف ألقت فوق صفحته ... مدارج [الريح] من تكسيره شطبا # وكان من بعض ما أهدت مكارمه ... سوابق لو تباري بارقا لكبا # من كل أشوس سامي الطرف منجرد ... قيد الأوابد سباق لما انتدبا # إلى نجائب خوص في حقائبها ... ما شئت من شرف يستنفد الحقبا # يهوي بمتخذ الماذي من درق ... إذا استخف الكماة البيض واليلبا # إذا استطال رماح الخظ فونسه ... سما فأدرك من أطرافها العذبا # فدس [فديت] بخيل الله أندية ... للشرك تصطام الأوثان والصلبا # واجل الظلام بوقاد الفرند كأن ... في صفحته ms1769 [جمعت] الماء واللهها [129] # يروق مضطربا ماء الصقال به ... كأنه جدول هبت عليه صبا # ولا ترد حديد الهند ذا وضح ... حتى يرى بنجيع الكفر مختصبا # تفتر من الليالي الغر عن لعس ... تخال إفرنده من فوقه شنبا # ولا تحل يدا من كعب ذابلة ... إلا لتملأها نهدا وقد كعبا ومنها: # فالأرض تقلق من جيش قفلت به ... والجو يعثر فيه من قنا وظبا # جيش إذا ما [قتام] النقع جلله ... كانت سيوفك نارا والعدا حطبا # PageV07P377 # من كل ملتم والبيض سافرة ... والشمس قد كسيت من قسطل حجبا # جمت مياه وجوه القوم فاتخذوا ... من الحياء على أبشارها نقبا # وليس ينفك من سحب تظلله ... إن لم تكن رهجا كانت دخان كبا ومنها في صفة ~~الزورق: # يبدو على الموج أحيانا وتضمره ... كالأيم يعتسف الأهضام والكثبا # أمطاك عزمك منه متن سابحة ... خلت الحباب على لباتها لهبا وله من أخرى: # أقسمت بالزرق والهندية الذلق ... والأعوجية والمهرية اللحق # لأنت بدر سماء الملك تحرسه ... شهب الأسنة عن إصغاء مسترق # وأنت يا فتح عن فتح خصصت به ... وعم كلا عموم العارض الغدق # جاء البشير به تذكو ذلاذله ... كأنما المسك مذرور على الطرق # فراق أعيننا [ما] في صحيفته ... كأنه شعر في عارض يقق # والجيش قد جعلت أبطاله مرحا ... تختال عن خيلاء السبق العتق # هزت نواصيها لما قفلت بها ... قب البطون لما فيها من اللحق # PageV07P378 # هي البحور ولكن في كواثبها ... عند الكريهة منجاة من الغرق # إذا تسعرت الهيجاء أخمدها ... ما في معاطفها من ندوة العرق وله من أخرى: # يا حبذا شهب الذوابل ما اعتلى ... من نور وجهك فوقها لألاء # والبيض سافرة الوجوه كأنما ... لخدودهن من اللقاء حياء # تشدو بهام المشركين فيعتري ... أذن الهدى لغنائها إصغاء # والجيش مضطرب البنود كأنه ... تحت العواصف لجة خضراء # ثابرت في طلب العدو مغاورا ... حتى اشتكى التأويب والإسراء # فصدرت والإسلام فوق جبينه ... وضح تضاءل عن سناه ذكاء # والكفر منحطم الفقار بعنقه ... خضع وفي أجفانه إغضاء # فتسنموا قلل الجبال وعنده ... أن البسائط والجبال سواء # هيهات يعجزه العدو لو أنه ... فوق اليفاع فريدة عصماء ms1770 # وإذا أقام على الرضى في بلدة ... رب البنات بها وماج الماء # PageV07P379 # فصل في ذكر [ابن القابلة السبتي] # وأنشدت لعبد الله بن القابلة السبتي: # الشيب في مفرقي حلا ... وعقد عهد الملاح حلا # وكان كالآبنوس رأسي ... فاحتله عاجه فحلى # وحرمت وصلي الغواني ... وقلن قتل العميد حلا وكان ابن القابلة هذا يوما ~~مع ابن عبادة بالمرية، فنظر إلى غلام وسيم شدي البياض يسبح بالبحر، وقد ~~تعلق بأحد المراكب، وبقي نصف جسده بالماء، فقال له ابن عبادة: # انظر إلى البدر الذي لا لك ... فقال ابن القابلة: # PageV07P380 # في وسط اللجة يجلو الحلك ... # قد جعل الماء مكان السما ... واتخذ الفلك مكان الفلك وأنشدت له: # ووجه محب رق حسنا أديمه ... يرى الصب فيه وجهه حين ينظر # تعرض [لي] عند اللقاء به رشا ... تكاد الحميا من محياه تعصر # ولم يتعرض كي أراه وإنما ... أراد يريني أن وجهي أصفر وأنشدت له يصف ~~القتلى: # تركتهم نهب الفلاة ووحشها ... شعورهم شعث وأوجههم غبر # تظل سباع الطير عاكفة بهم ... على جثث قد سل أنفسها الذعر # وقد عوضتهم من قبور حواصلا ... فيا من رأى ميتا يطير به قبر وهذا كقول ~~التهامي: # PageV07P381 # حمتهم قبور من ذياب وأنسر ... تروح باشلاء الدفين وتغتدي # فمن حامل فوق البسيطة ملحدا ... وآخر يهوي في السماء بملحد قال ابن بسام: ~~إلى هذا المكان انتهى ما انتخبته من أشعار هذه الفرقة الوافدة من المشرق، ~~على بلاد هذا الأفق، ونتلوه إن شاء الله بأخبار من وعدنا أن نأتي بذكره من ~~أعيان أهل الآداب، وأعلام الشعراء والكتاب، ممن كان [130] بالمشرق ومعاصرا ~~لطبقة هذا الكتاب، وقد قدمت السبب في اجتلاب أخبارهم، وانتخاب أشعارهم ### | ..... # PageV07P382 # ملحق القسم الثاني (قراءات النسختين ك ل) # 11: - 8 هي كانت قاعدة (ك) # 11: - 15 - 16 لأولي العقول وذوي العلوم (ك) # 13: - 3 ولا مشيرا إليه (ك ل) # 18: - 18 إلا وبه شيء راتب (ك) # 20: - 6 فهتكت أستارها وخربت ديارها (ك) # 20: - 9 - 10 هذه الغزاة ... وتجاوز البلاء برعيته (ك) # 21: - 8 واستخرجوا بذلك ما ادخروه (ك) # 21: - 13 فلا يقاتل الأعداء (ك) # 32: - 8 فمن ذلك قوله وذكر فتح رندة (ك) # 39: - 5 بأي شيء صنع (ك) # 40: - 1 لم تجره الوفادة (ك ms1771) # PageV07P383 ### | 42 - 1 # لا يجد إلا رائثا (ك) # 48: - زاد في (ك) بعد السطر: # فالنفس جازعة والعين داعية ... والصوت منخفض والطرف منكسر وبعد السطر ~~العاشر: # قوم نصيحتهم غش وحبهم ... بغض ونفعهم أن صرفوا ضرر # يميز البغض في الألفاظ إن نطقوا ... ويعرف الحقد في الألحاظ إن نظروا ~~(وانظر ديوان المعتمد: 38) # 56: - 9 وحذرا من حضور الوفاة (ك) # 58: - 4 قبل القبر ومرغ جبينه (ك) # 59: - 12 رواهما الرواة على روي اللام (ك) # 68: - 1 وعند ذلك أيضا قال (ك) # 68: - 8 ما أعجب الحادث (ك) # 80: - زاد في (ك) بعد السطر: 12 # يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ ... في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد # ويا مؤمل واديهم ليسكنه ... خف القطين وجف الزرع بالواد # وأنت يا فارس الخيل التي جعلت ... تختال في عدد منهم وأعداد # PageV07P384 # لما دنا الوقت لم تخلف له عدة ... وكل شيء لميقات وميعاد 81: 3 والنوح ~~يتبعها (ك) # 81: - 15 عبد الله بن أبي سعيد (ك) # 86: - 8 وصحت منابته في الكرم (ك) # 92: - 8 ومن كلام المحدثين مما أجروه فجرى (ك) # 96: - 5 من تأويل الدواواين (ل) # 107: - 9 تقول في كل معنى (ك ل) # 109: - 3 غربت ألبابنا (ك ل) # 111: - 3 وقال أبو عامر (سقطت لفظة الوزير في ك ل) # 113: - 3 وذوي الرياسة والفهم (ك) # 125: - 8 وقد أخرجت من نظمه ونثره ما يشهد بنبله وفهمه (ل) # 127: - 5 - 6 وقد اقتضبت من الرسالتين بعض الفصول (ك) # 128: - 2 فإن لكل واحد منها (ل) # 130: - 12 وقوام أمرها به (ل) # 130: - 15 ولما أن قرأته (ك ل) # 138: - 18 فليس يرغب في الحرام (ل) # 142: - 3 بالله من شيطانك استعذ (ل) # 150: - 10 كما تجاوب أطيار بأشجار (ك ل) # 151: - 3 عاطني أكؤس المدام (ل) # 151: - 6 وأختار ذيبا (ل) # 151: 12 سهل للناس هذا السبيل (ل) # PageV07P385 ### | 152 - 11 # وما يتشبث بهذه الأسباب (ك ل) # 155: - 9 يخرج بي عن المقصود (ك) # 165: - 11 خد جرى للنعيم فيه (ك) # 171: - 11 إلى البدر صاحبي (ك) # 177: - 9 فتعطيني العطاء المضاعفا (ك) # 178: - 15 يخر وجلباب الدجى يتمزق (ل) # 183: - 17 كل مرأى ومسمع (ك) # 193: - 17 بمرأى عينك نفس أريب (ك ل) # 194: - 4 أو كانت للمجد روضة (ل) # 200: - 9 وإماما في سائر التعاليم محفودا (ك ل؛ قلت: والمحفود: المعظم ~~الذي يخدمه إخوانه) # 201: - 5 ويصف الشعر (ل؛ قلت: أقرا: الشقر وهو شقائق النعمان أيضا) # 207: - 15 وقد يحرم الرامي المصيب فريصة (ك ل) # 209: - 14 أبي ms1772 الأصبغ بن سيد (ك ل) # 214: - 5 صنعة ثوبها (ك) # 220: - 13 والكريم إلى سكنه (ل) # 227: - 9 وهي أن أكبر بناته (ل) # 227: - 10 تسد به بعض خلتها (ك ل) # 229: - 15 ما وجدت من شعر (ل) # 234: - 12 - 13 وتخلى للمعتضد عن أونبة (ل) # 234: 18 جلالا وخلالا (ل) # PageV07P386 ### | 242 - 7 # وقد علم ما كنا عليه قبل (ل) # 243: - 4 قد تحصنوا بالحلق (ل) # 253: - 15 ويستبيح الذمار (ك ل) # 259: - 3 تحتفل وتحتشد (ك ل) # 275: - 5 - 6 الغوي المجيء والمذهب (ك ل) # 277: - 3 وتقاصر من غلوه (ك ل) # 283: - 9 ورد كتابك منبثا (ل) # 286: - 5 من يرتسم بهذا الشأن (ل) # 287: - 14 ولا طفت ولا سعيت (ك) # 287: - 16يا رسول الله حرمة عياذي بك (ل) # 291: - 4 أسباب الحياة والحبا (ك ل) # 292: - 5 عليك ظليل (ل) # 298: - 5 ولا نجم (ل) # 298: - 8 ووصل من مقطوع أنسابها (ل) # 298: - 10 - 11 يوم تقطع الأنساب والأسباب (ل) # 305: - 2 ولا انسحبت عليه للزمن (ل) # 305: - 12 ومطالع علمك (ل) # 310: - 11 ما خصصته به (ل) # 310: - 13 الدمث الخليقة (ل) # 311: - 13 وكريم الاعتداد (ل) # 315: - 17 - 18 الحسيب الأريب أخيك (ل) # 316: 1 وللآمال في تراخي مدته (ل) # PageV07P387 ### | 316 - 10 # والله يعوضك منه العزاء (ك) # 328: - 15 لا شيء أعرف من عقل (ل) # 329: - 8 وقد خطبت وخطبت (ل) # 330: - 9 ومددت إلى اجتلاء السرور عيني (ل) # 337: - 14 - 15 وأرب قصي عن فأبرمه (ل) # 339: - 7 وحوم به جناح (ل) # 340: - 12 - 13 لا يسمن ولا يغني (ل) # 342: - 11 لن تجدوا في غيري مرشفا (ل) # 344: - 11 ونجباء الأولاد (ل) # 352: - 1 قاس من الأيك أو رطيب (ل) # 352: - 12 - 13 ولا أخفض من الجهارة (ك ل) # 353: - 6 وتستدر جلمودا (ل) # 356: - 9 ولا شره المكتسب (ل) # 359: - 1 وفي فصل منها (ك) # 361: - 8 أنا من فرط بري (ك ل) # 366: - 14 ولو شكت له نبو المنزل (ل) # 367: - 4 ويحوز المعنى الأتم (ك) # 369: - 13 رغبة بنفسه عن نحلة (ل) # 382: - 2 نسخ الغدر اقتضاء وفائه (ك) # 388: - 1 ما وجدته من شعره (ك) # 404: - 1 عند وقع المصائب (ك) # 414: 7 تدعى بشميس مصغرة (ل) # PageV07P388 ### | 414 - # زاد في (ك) بعد سطر: 11 أبياتا في هجاء ابن عمار للمعتمد، ولا ريب في ~~أنها دخيلة على الأصل، لأنها من فاحش الهجاء الذي يتحاشاه ابن بسام، وهو قد ~~قال: " وبعده ما أضربت عنه " # 415: - 2 بنظر إشبيلية (ل) # 425: - 4 ونأى لأبصار العداة (ك) # 426: - 4 قل لبرق الغمام ظهر البريد (ك) # 430: - 1 على ابن عمار الخائن (ك) # 432: - 6 من كان تقدم فيه إليه (ك ل) # 440: - 12 ولا أمتري ms1773 في أنها (ك) ... ومن أبلغ حججهم (ك ل) # 441: - 4 - 5 يتعايرون به اشد منه (ل) # 447: - 3 بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... البيت (ك ل) # 448: - 9 ابن ذريح (ك) # 449: - 2 - 3 ذفن بمقبرة الروم (ل) # 450: - 13 يداعب ابن جهور (ل) # 450: - 15 الشهود لما تدعي (ل) # 451: - 1 فجئنا ابن جهور (ل) # 454: - 3 أم حمت الخطوب الموردا (ل) # 462: - 1 ولم أسمع بهذا البيت (ل) # 472: - 10 فجلس المعتمد يوما على تلك البحيرة (ل) # 477: - 5 - 6 وسآخذ فيما بعد بطرف (ل) # 481: 12 في حساها الغبي والألمعي (ك ل) # PageV07P389 ### | 487 - 3 # أبو الحسين بن الجد (ك) # 491: - 12 خافق وجل (ك) # 494: - 7 من أهل بلدنا وعصرنا (ل) # 494: - 14 يؤتى الأمن من حيث يبتغى (ل) # 496: - 3 من نعت الأصاحيب (ك ل) # 496: - 7 بوجوه اللوم مخضوب (ل) # 499: - 6 أشكو لديك الندى (ل) # 501: - 13 في سلطانها النكد (ل) # 507: - 1 وقال أبو محمد الأيادي (ل) # 510: - 5 بطشة تنسي الأعادي (ل) # 511: - زاد في ل بعد البيت الثالث: # وأعتبني الزمان فصرت أردى ... بما أحيا سقاما واعتلالا 513: 10 ومن ~~عجائبه قول جنوب (ل) # 516: - 12 تأوي له وتثوب (ل) # 517: - 2 زمان ممهى الصفحتين ضروب (ل) # 519: - 7 ترقرق عنها الملك (ل) # 520: - 3 - 4 في صفحة شمعة (ل) # 520: - 12 بالقصر المبارك (ل) # 534: - 7 ولم نظلم (ل) # 537: - 13 صديقنا الفاضل أبي الحسن (ل) # 539: 1 شغفت بها (ل) # PageV07P390 ### | 539 - 3 # وإلا زياد يحوك الخطب (ل؛ قلت: وهذه قراءة جيدة) # 542: - 4 فتبقى سمحة القياد (ل) # 542: - 13 لكن أخبرك عن حال (ل) # 545: - 6 المستعين بن هود أعزه الله (ل) # 549: - 7 خدك أزهر (ل) # 551: - 7 فصعد وتولى (ل) # 552: - 7 ويزيد على الأيام (ل) # 552: - 11 عند الملك الطاهر (ل) # 553: - 1 - 2 من يمر به النسيم (ل) # 553: - 5 أملها فأم لها، وقدم رجاءها (ل) # 555: - 14 أو يدور بنا عليك مدارا (ل) # 555: - 16 وتأتي فعلا وأشرق حسنا (ل) # 559: - 3 حين خططت هذه الحروف (ل) # 559: - 7 وختمتها بهذه الأبيات (ل) # 564: - 2 له من قصيد أوله (ل) # 565: - 9 ونازعتهم حتى فللت (ل) # 569: - 14 يتيح الجنى (ل) # 576: - 11 كل فعل يقصر (ل) # 577: - 1 بفصول الإنعام والإجلال (ك) # 577: - 6 بهذه العين أبصرت (ل) # 577: - 10 - 11 لما يجعل المعذر في حيز الاعتذار (ل) # PageV07P391 ### | 580 - 1 # ومن النثر أبرعه (ك) # 581: - 5 - 6 المنبت الذي يليه منتحاه (ك) # 583: - 8 فأحاله هذا لجينا (ل) # 585: - 6 قد عظم الله شأنه (ل) # 587: - 1 إعطاء سائل (ك) # 593: - 7 ابق للعليا تشيد (ل) # 597: - 15 مذ حيل منك بأذني (ك؛ قلت: اقرأ: مذ حل) # 601: - 2 كم قلت ms1774 فيه (ل) # 604: - 1 ولقد أباح لك الهوى (ل) # 605: - 4 فصكت ضلوعي ... صكة (ل) # 619: - 17 ما في الليل من دون (ك) # 621: - 3 إما من الجبن أو من شدة الفشل (ك) # 621: - 14 ويصرع أقرانا (ك) # 624: - 14 بعض أهل عصري (ل) # 626: - 8 للين لباس (ل) # 627: - 13 يشق علينا ترك مدحك (ك) # 633: - 13 برح الهوى (ل) # 637: - 5 وهينم بأسمائهم السلطان هنية (ك ل) # 638: - 7 أنظره وهو في السما ينظر (ل) # 639: - 8 - 10 والأعيان الأدباء ### | .... # في الدولة المؤرخة ... المحيط الرومي والأندلس (ل) # 640: 9 - 10 خمسين مجلدا (ك ل) # PageV07P392 ### | 641 - 7 # في جملة ما سرد (ل) # 641: - 8 بذلك الأوان (ك ل) # 641: - 16 ابن شرف القروي (ل) # 643: - 13 كتب بهذا القصيد (ل) # 644: - 8 لأنه أنبأ أنه يسهره (ل) # 644: - 10 إلا مع وفور النوم (ل) # 646: - 11 فشمرت عن ساق (ك) # 648: - 7 على قديم الزمان (ل) # 649: - 13 لا على المتصل عنك الآن (ك ل) # 650: - 7 - 8 لدهي في جبلته (ك) # 650: - 10 وثغره مثغورا (ل) # 652: - 6 وفرد العصر (ل) # 653: - 4 وأخذ بأعنان السماء (ك ل) # 655: - 5 وهي من الجزيرة (ل) # 656: - 4 رحمه الله يومئذ مشغول (ل) # 656: - 10 حسبما تخلص الخبر عنها (ل) # 661: - 12 والأجل يتقحمه (ك) # 662: - 2 أسطولا ضخما (ل) # 663: - 11 ليلة الجمعة [ ... ] من صفر المؤرخ (ل) # 663: - 12 في نفر من أصحابه (ك) # 663: - 16 من رؤوس جماعته (ل) # 669: 3 يبري ظبة السيف (ك) # PageV07P393 ### | 669 - 9 # وهو اليوم يابرة (ل) # 670: - 8 والأفواه ريا (ل) # 671: - 7 رحمي النسب والأدب (ل) # 672: - 5 - 6 وأبهى لفظها ومعناها (ل) # 673: - 1 - 2 إن كان للكلام إمارة (ل) # 673: - 14 ما يربي على الديمة (ل) # 676: - 8 - 9 اقرأك وأغوص رياها على الأفراح # 676: - 10لقد حيا نفوسنا بها (ل) # 676: - 14 وأبقى من أرواحها (بعد " أروحاها " لفظة في ل لم استطع ~~قراءتها) # 676: - 15 في وجوه مائها (بعدها لفظة غير واضحة في ل) # 677: - 5 فأعدي، وأشتكى من الفقر فأشكي، والممحل: أنس من السقيا ببعثة ~~الحيا فقال: يا رباه فرحا بسقياه (ل) # 677: - 9 ما حسانت البقيع المزهر بحرة (ل) # 677: - 11 مشكورة أياديه (ل) # 678: - 2 المصلي بالسابق، وتطلق الضحى الشارق (ل) # 378: - 17 وتجهز كتائبك إلى عديد قليل، وبديد فليل (ل) # 679: - 4 وما حسبتها إلا تميمة (ل؛ وكذلك س: 16) # 679: - 7 ونظمي في ضنك معانيها (ل) # 680: - 4 فصل من ترسيل (ل) # 681: 2 إذ الصبابة أزكى عتاد (ل) # PageV07P394 ### | 681 - 7 # عن كل طبع (ل) # 682: - 12 من اجتبائه بأبر قسم (ل) # 682: - 17 تفرد بالخلافة (ل) # 682: - 19 تلك الشمائل الواعدة الصادقة (ل) # 685: - 8 [ورحمت] في الأدنا ms1775 (اقرأ: الأدباء) (ل) # 686: - 5 برز العوالي (ل؛ قلت: والرز: الصوت) # 687: - 3 وأن يسلم فقد تركت به (ل) # 688: - 1 حبا عليها جآجيا (ك ل؛ جمع جؤجؤ) # 690: - 6 على استنجاز طبعي (ل) # 695: - 13 راعوا قديم ولائي ... وما أطرت (ل) # 696: - 12 مثل التاء في الترخيم (ك) # 705: - 10 فلم تبق فيها (ل) # 710: - 12 بما خلف الدروع (ك) # 712: - 3 بقرية لب على وادي آنه (ل) # 713: - 14 إلا أن قول أبي محمد أولى بالتقدم منه قول بشر (ل) # 721: - 3 والبيض والسمر مثل ### | .... # (ك) # 723: - 3 وانتدبت لجعفر وابنه (ل) # 723: - 9 سحقا ليومكم سحقا (ل) # 723: - 13 ويح السماح وويح الناس (ل) # 724: - 5 وردها يدعو إلى صدر (ل) # 724: - 6 سلام منتصب للأجر (ل) # 724: 7 شتى وذو عبر (ل) # PageV07P395 ### | 724 - 8 # التطيلي فيقصيدة يرثي بها السيناقي وقتل غيلة فقال (ل) # 725: - 2 فأعقب عنها آخر الدهر (ل) # 729: - 13 وانثالت في يدك (ل) # 729: - 14 وإن لم يكن فشبع وري (ل) # 730: - 8 الذي شرف قدره على الأقدار (ل) # 731: - 3 إن عنى سواي وعرها (ل) # 731: - 19 ولترى أين أقع وتأمر بما أصنع (ل) # 731: - 20 يبسط نفسى (ل) # 735: - 8 يا قلب ذب كمدا (المورد) # 736: - 8 تأملتني أم المجد (ل والمورد) # 736: - 16 سيعديها فيعطفها (المورد) # 736: - 21 خير من الهجر في جهد (المورد) # 737: - 7إن كنت لست بذي نقص (اقرأ: بغض كما في المورد) (ل) # 737: - 8 إلا فت في عضدي (المورد) # 737: - 13 من خبل ومن كمد (ل) # 737: - 15نفثت بالسحر في عقد (ل) # 738: - 14 منه الأسى في السهل والجلد (ل والمورد) # PageV07P396 ### | 738 - 19 # ووجه الدهر أسحم مظلم (المورد) # 739: - 2 كأنهن العندم (المورد) # 739: - 5 تتبينوا ألا أطيق فترحموا (ل والمورد) # 739: - 7 وتظلمون بجهدكم (ل والمورد) # 743: - 5 اقرأ: فآبت بدمعي ... وأبت بما في مقلتيها # 743: - 9 بدت رقة الشكوى على عصفاته (ل) # 747: - 7 بالبرس يثبت بين القوس (ل) # 749: - 8 ليس شعري بمنقص (ل) # 750: - 3 مكذوبي النهى والتجارب (ل) # 750: - 19 وعدي له الأيام إلا نواهب (ل) # 754: - 6 خاطب بها الوزير الفقيه أبا الحسين (-) (ل) # 755: - 14 بعض الريش إلى جناحي (ك) # 755: - 17 وأقرئك من أثناء تلك الدولة (ل) # 756: - 7 ولا أفر إلا لنعمائك (ل) # 756: - 10 والله تعالى يبقيك لي ويمليك (ل) # 756: - 12 ومؤديه ناصح مملوكك (ل) # 757: - 11 من علامات الكرام أنه شبيه (ل) # 759: - 3 قال الله تعالى فيه (ل) # 759: - 5 وجدته أمرا من الزيادة (ل) # 759: - 11 من النسر الأشغى (ل) # 760: - 7 له بين وردك وياسمينك (ل) # 760: 7 - 8 وتنسى على منابر ms1776 أدواحك (ل) # PageV07P397 ### | 762 - 5 # أولى الأمة بذلك نوح (ل) # 765: - 7 وهو الوسع المحمود (ل) # 765: - 10 بأبيات قال فيها (ل) # 771: - 9 موشومة، إذا ما تأملتها كالسفن (ل) # 773: - 1 ولم سترك من بعضها (ل) # 773: - 10 ثم انبسط أبو بكر (ل) # 776: - 9 وتعاور أطوارها وتناوبها (ل) # 777: - 5 إلى هذا النسب الكريم (ل) # 778: - 9 فابدءوه بالتحية (ل) # 778: - 10 والغريب مثل المنكوب (ل) # 778: - 15 وعلى الطائر أن يغشى أخاه ويراجع (ل) # 779: - 1 على أني إنما أتكبر (ل) # 779: - 2 - 3 ويشرع في وداد (ك ل) ويكشف ... عن أصل هذا التهاجر (ل) # 779: - 6 فذكر بصفاتك (ل) # 779: - رواية (ل) في ترتيب الأبيات هي الصحيحة وهي كما يلي: # أبا أيوب والأيام لا تبقى على حال [وإن المرء منها بين إدبار وإقبال] لئن ~~رحت رخي البال ذا جاه وذا مال ومركوب وغاشية وأكمام وأذيال جميع الشمل ملقى ~~الرحل بين الأهل والآل # PageV07P398 # وأصبحت مقلا رهن إقلال وإذلال فإنك حد ... (الأبيات) # 783: - 8 كسبيل ما وردني الآن به كتابك (ل) # 783: - 14 خان بعض الثقات (ل) # 790: - 12 منع الجواز إليها (ل) # 792: - 15 رفعت راياته (ل) # 794: - 9 فلم يتزن (ل) # 795: - بعد السطر السادس ورد في (ل) : وقال آخر: والثريا في الجو ~~كالعنقود # 796: - 7 رهينة بانصداع الشمل (ل) # 797: - 2 ممن نظم الدر المفصل وطبق المفصل (ل) # 800: - 9 على الله الثناء (ل) # 800: - 15 وللبروق مجامر (ل) # 805: - 2 لم يبق للظلم في أيامكم (ل) # 805: - 4 تأمن وتكف (ل) # 807: - 5 وأنهم في قولهم كاذبون (ل) # 807: - 8 قل لي أبا مروان (ل) # 807: - 12 إليه واستبسل عساه يلين (ل) # 809: - 4 دراهم ملوك أفقنا (ك ل) # 810: - 8 ما ورد (ك: بماء ورد) كان بين يديه (ل) # 815: - 8 من وثاقه وأذن الله بانطلاقه وله في ذلك قصيدة (ل) # 816: 12 يقول فيها (ل) # PageV07P399 ### | 824 - # بعد البيت الرابع (س: 4) في ل ورد البيت: # أدامت حمامات على فقد إلفها ... وينكر أقوام علي دوامي 827: 8 ليت الزمان ~~من العثار يقال (ل) # 830: - 9 على جيد ما جد (ل) # 832: - 8 ومما راعني لم أصدق (ل) # 834: - 4 مما انتحاه (ل) # 835: - 2 أوحش حلولا من الليل (ل) # 836: - 8 وفي مثل ذلك يقول (ل) # 837: - 2 أعندك أن البدر بات (ل) # 839: - 13 لم أدر (ك) ما جد الهوى (ل) # 842: - 12 ووسطى في نظام المكرمات (ك) # 843: - 12 حتى حسبنا أديم الماء (ل) # 846: - 6 في غير ما موضع (ل) # 847: - 10 يسير بالعدل ms1777 والأحكام (ل) # 849: - 2 وله من أخرى (ل) # 849: - 3 من سروهم شبه الأحجال # 850: - في (ل) بعد السطر السابع: # أنا يا ابن حمدين وتلك مقالة ... برئت شهادتها من التجريح # PageV07P400 # ترجمة صاعد في جذوة المقتبس: 233 (بغية الملتمس رقم: 8532) والصلة: 232 ~~وأنباء الرواة 2:85 ومعجم الأدباء 11: والمعجب 75 والوفيات 2: 488 وشذرات ~~الذهب 3: 206 ونفح الطيب 3: 77 (وصفحات أخرى متفرقة) وروضات الجنات: 33 ~~وبغية الوعاة: 267 وللمسشترق بلاشير بحث عنه في مجلة Hesperis العدد العاشر ~~1930 ص:28. # نقل المقرئ بعض من هذا في النفح 3: 95. # كتابه الفصوص فيما ذكره أبن حيان يحتوي على أداب وأشعار وأخبار ~~(وباقرومين نسخة جيدة منه) ، وقد قرأه ابن حيان على مؤلفه في داره سنة 399 ~~(بدأ صاعد بتأليفه سنة 385 في ربيع الأول وأكمله في شهر رمضان من العام ~~نفسه) وعن ابن حيان اتصلت رواياته بابن خير (فهرسة ابن خير:316) . # كان مجاهد صاحب دانية والجزائر وخير أن صاحب الرية (بعيد الفتنة حتى سنة ~~419) وقد كانت تدور بين هذين الفتيين العامرين حروب أعرض عن ذكرها صاحب ~~البيان المغرب (3: 166) وأنظر أعمال الأعلام: 212. # الخنزواني: الصلف المتكبر. # كذا هو بالغين المعجمة في الأصل، والأرجح انه " الحزور " أو " الهزور " - ~~بالعين المهملة - فهاتان الصورتان تردان في الأعلام. # هذه هي لغة من يقول: " يا ليت عيناها لها وفاها ". # نحيرة الرجل (بالراء المهملة) : طبيعته. # المشهور مزبد المدني أبو إسحاق صاحب النوادر الحارة (انظر الفوات 4: 131 ~~وله نوادر كثيرة في كتب الأدب كالبيان والحيوان والبصائر ومحاضرات الراغب) # الهانئ: الذي يطلي الجمال بالقطران. # ص: يروق. # ديوان أبي تمام 1: 142. # التمثيل والمحاضرة: 224. # ديوان المتنبي: 547. # ديوان أبي تمام 4: 532. # النفح 3: 77 وفيه بعض إيجاز. # أبو بكر الزبيدي اللغوي المشهور صاحب طبقات النحويين ولحن العامة ~~والاستدراك على العين وغيرها، والعاصمي هو محمد بن عاصم النحوي القرطبي ~~(الجذوة: 74 والصلة: 453) وأب العريف هو أبو القاسم الحسين بن الوليد ~~(الجذوة: 128) . # التسفير - عند الأندلسيين والمغاربة - تجليد الكتب. # ص: النكت؛ وأثبت ما في النفح. # النفح: وأبيك. # أنظر أيضا أبن خلكان 2: 489 والمسلك السهل: 253. # ابن خلكان: عنصره إنما يخرج من. # الخبر في جذوة المقتبس: 182 - 183 ونفح الطيب 3: 79 وبدائع البدائه: 229. # بدائع: مشرقي. # كذا في ص، ولعلها " ووضع " كما في النفح. # ص ms1778: راجف. # ص: تقذف. # النفح: المهاتف. # بدائع: تصرف في الكفين منها. # النفح: الوصائف. # بدائع: طلبت. # قد كر الحديث عن بني الطيني في القسم الأول من الذخيرة: 535 وأما أبن ~~التياني فقد يكون هو تمام بن غالب أبو غالب المرسي اللغوي (الجذوة: 172 ~~وأعاد الحميدي ذكر أبن التياني: 380) # الدأماء: البحر، والقري مجرى الماء في الحوض. # ديوان المتنبي: 334. # الديوان: عاينت. # النفح 3: 95 والبيان المغرب 3: 19 والشريشي 1: 121. # النفح: أغصان. # النفح 3: 97 والشريشي 1: 121. # الشريشي 3: 43. # الشريسي 3: 43. # النفح 3: 97 والشريسي 5: 278. # المصدر السابق. # ص: جذال الشرى. # ص: فكأنه. # ص: نعمت. # صغت: مالت؛ ص: صفت. # أسابي الدماء: طرائقها؛ والعتيرة: أول ما ينتج، كانت تقدم قربانا ~~لأصنامهم. # التتايع: التمادي في الجاجة. # ديوان المتنبي: 338. # ص: أنحط. # ديوان المتنبي: 114، وعجز البيت: " إذ حيث أنت من الظلام ضياء ". # نفح الطيب 3: 96 وبدائع البدائة: 302. # اليتيمة 4: 420. # اليتيمة 1: 270. # القصة في أنباء الرواة2: 86 بإيجاز. # ص: فيه. # أنباء الرواة: 2: 87. # نفح الطيب 3: 260 وبدائع البدائة: 354. # هو الوزير عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك أبن شهيد والد الشاعر أبي عامر ~~واحد شيوخ الوزراء في الدولة العامرية (الجذوة: 261) . # ص: به؛ والضمير عائد إلى " الشمول " يريد أدع من سمي بهذا الاسم، وهو مغن ~~أسمه " شمول " كما يتضح من البيت التالي. # الفح: دع. # أرملاط: (Guadimellto) ، يتردد ذكرها في عدة مواطن من البيان المغرب؛ ولم ~~يذكر دير عمى عند ياقوت والبكري والشابشتي والروض المعطار. وذكر ياقوت دير ~~عمان (ومعناه دير الجماعة) بنواحي حلب، والتسمية مشبهة أيضا لدير عمى، فإن ~~كان في الاسم تحريف فلعله " دير قى " وطيزناباذ: منزلة للهو بين الكوفة ~~والقادسية يتردد ذكرها في شعر أبي نواس مع قطربل وكلواذى. # التزافن: الرقص. # النفح 3: 261 وبدائع البدائة: 355 واسم الوزير الذي أنهض أبن شهيد: " أبو ~~عبد الله بن عباس " وأنظر القسم الأول:210. # ص: له. # النفح والبدائع: منفرد. # ص: أمرضه. # النفح والبدائع: قام للسكر. # النفح: بالفكيك. # الحلة1: 276 والنفح 1: 400، 585 والبيان المغرب 2: 300 وتحفة العروس: 84 ~~(عن الذخيرة) . # النفح: ترجي. # النفح: فاجتهد وابتدر. # الحلة: خفي الليل عن بياض النهار. # هكذا في الأصل والمصادر، وقد تكون قراءته " الصوار " وهو وعاء المسك، كما ~~قدر ذلك محققو الطبعة المصرية. # النفح: وصرنا على ms1779 دفاع وحرب؛ ونعمنا في ظلم أنعم ليل. # ديوان المجنون: 130 ويرد البيتان في قصيدة أبي الصخر الهذلي (الأمالي 1: ~~148) وورد الثاني وحده لأبي صخر في شعر الهذلين 2: 957. # ص: أوراقها # هو القاسم بن عيسى بن إدريس العجلي، وأنظر عن شهرته في الشعر والغناء زهر ~~الآداب: 1067 والأغاني 8: 246 والحكاية قيه ص: بالمعنى دون اللفظ. # ص: أبو عامر؛ أبو عمر الزاهد هو محمد بن عبد الواحد اللغوي غلام ثعلب (- ~~345) وكان جماعة يكذبونه في اكثر رواياته، وكان الطلبة يسألونه أسئلة ~~مصنوعة ملفقة كتلك التي أمتحن بها صاعد (نظر أنباء الرواة 3: 171 - 177 وفي ~~الحاشية ذكر لمصادر أخرى) # القصة في الجذوة: 224 والنفح 3: 98. # الجذوة والنفح: مبرمان. # ص: والتربيل. # ص: زراعها. # زاد في الجذوة: هكذا، هكذا. # نفح الطيب 3: 81. # الجذوة: 225 والنفح 3: 82. # الجذوة 3: 225. # نفح الطيب 3: 82. # الجذوة: 266 والنفح 3: 82 والبيات أيضا في أنباء الرواة 2: 88 والمعجب: ~~82 والريحان والريعان 1: 154ب. # المعجب والجذوة: نشلت بضبعه وغرسته في نعمه. # الجذوة: ربيع الأخر. # نفح الطيب3: 59 والمغرب 1: 322. # النفح: وقعة. # متابع للعمدة 1: 189. # أنظر إلى جانب العمدة: طبقات ابن سلام: 400 والنقائض: 384. # ابن سلام: حتفها. # هو ورقاء بن زهير بن جذيمة العبسي، ضرب خالد بن جعفر بن كلاب فلم تؤثر ~~فيه الضربة. # النقائض: 383 وأبن سلام: 402. # العمدة 1: 192 وانظر اخبار أبي تمام: 230 - 232. # ص: المأمون. # العمدة 1: 193 وديوان أبن الرومي: 567 وبدائع البدائة: 567 وبدائع ~~البدائة: 9 والشريشي 1: 122 # العمدة: 193 وبدائع البدائة: 9. # لايزال متابعا للعمدة 1: # الكامل 1: 199. # هي المفضلية رقم: 30 وأنظر النقائض 1: والبيت الذي أورده ليس مطلعا لها. # مع أن الإشارة إلى الخبر والأبيات قد وردت في العمدة 1: 194 - 195 إلا أ، ~~المؤلف هنا يتابع زهر الآداب: 874. # زهر الآداب: وما جزعي من أن أموت. # زهر الآداب: سالمين. # العمدة 1: 195 وديوان علي بن الجهم: 171 (وفيه تخريج المصادر) # نقله المقري في النفخ 3: 245،ابن ظافر في بدائع البدائة: 304 وأنظر ديوان ~~ابن شهيد: 127. والشريشي 4: 170. # النفح والبدائع: والغرب من دونهما كليل. # في البدائع وأصول النفح: فالشد في أمره فسيح. # البدائع والنفح: زانة. # بدائع البدائة: تعرض من دونه النصول. # بدائع البدائة: 304 ونفح الطيب 3: 246 وديوان أبن شهيد: 140. # ص: الطرائقيين؛ البدائع: الطوافين. # اللفظة غير معجمة في ص؛ وقد وردت كما أثبته في البدائع والنفح. # بدائع ms1780: 203 والنفح 3: 244 وديوان ابن شهيد: 127. # ص: وصفه. # ص: دراتها، وأثبت ما في البدائع والنفح. # البدائع والنفح: شبهتها: ص: بتقبها.. # ص والبدائع: حاز. # البدائع: حسب. # المشهور بهذا الاسم سعدان بن معاوية الفرطبي (- 327) وقد رحل حاجا فوافق ~~دخوله مكة، فتيان القرامطة (سنة 318) فأصيب بضربة شقت خده وعينه (ابن ~~الفرضي) ولا يمكن أن يكون هو المقصود هنا لأن مؤمن بن سعيد توفي سنة 267 ~~إلا ان يكون الشعر قد نسب لمؤمن خطأ. # مؤمن بن سعيد (- 267) ترجمته في الجذوة: 330 والمغرب 1: 123 واليتيمة 1: ~~371 وأنظر مزيدا من المصادر في دراسة كتبتها عنه (تاريخ الأدب الأندلسي - ~~عصر سيادة قرطبة: 170 ط / 1973) . # وردت القصة والبيات في الذخيرة (القسم الثاني: 389) وبدائع البدائة: 369 ~~- 370 ونفح الطيب 3: 325 - 326. # البدائع والنفح والذخيرة: اللمى. # البدائع: جرد: النفح: أسد. # التفايا من بسائط الأطعمة عند الأندلسيين، وهي أنواع مها التفايا البيضاء ~~وتحضر من لحم الضأن الفتي في قطع صغار ويضاف إليها ملح وفلفل وكزبرة يابسة ~~وقليل من ماء بصلة مدقوقة ومغرفة من الزيت العذب - ويجعل فيها بندق ولوز ~~مقشر مقسوم، فإذا أردتها خضراء أضفت إليها ماء الكزبرة الرطبة (أنظر كتاب ~~الطبيخ 85 - 88، 118 - 199) . # أنظر نفح الطيب 3: 397، 609 (وفي الموضع الثاني ذكر أن صانع القسيم الأول ~~هو المتوكلبن الأفطس) وبدائع البدائة: 80 والتكملة: 407. # هو محمد بن علي يعيش بن داود سمع من ابوي مروان: الطبني وابن سراج سنة ~~454، وسمن بطليوس وقعد فيها لتعليم الأداب واللغات (التكملة: 407) # قارن بما أورده ليفي بروفسنال: تاريخ اسبانيا الأسلامية 2: 244. # ذكره الفقيه أبو محمد بن حزم في طوفة الحمامة وقال: إنه كان صاحب الثغر ~~الأعلى على أيام المنصور أبن أبي عامر وكانت ابته عاتكة على غاية من ~~الجمال، وقد تزوجها أبو بكر اخو الفقيه. # لعيد الملك بن غدريس الجزيري ترجمة في الجذوة: 261 (البغية رقم: 1058) ~~والمطمح 13 والصلة: 350، وأعتاب الكتاب: 193 والمغرب 1: 321 والنفح 2: 119 ~~وله أشعار في اليتيمة 2: 102 وقطعة في تشبيهات ابن الكناني رقم: 156 ~~ومقطعات البديع (أنظر الفهرست) وانظر الذخيرة 1:103. # نفح الطيب 1: 530. # نفح الطيب 4: 66 ووردا (في 1: 419) غير منسوبين إليه. وأنظر المغرب 1: ~~321. # نفح الطيب 1: 531 والبديع: 99 والشريشي 1: 106. # نفح الطيب 1: 531 والبديع 115 - 116. # نفح الطيب 1: 531 والبديع: 78 - 79. # بني الأسلوب في البديع على ms1781 الخطاب: فإليك ... وأنت ... لاستيلائك ... ~~الخ. # البديع: وأعرف # زاد في البديع: من أدوات خلقه وأنفس ما ركب فيه من مواد حياته. # البديع: وكلاهما لا يمتع إلا ريثما يبدوا للعيون ويسلم من الذبول. # تصرف ابن بسام في العبارة هنا، بحيث ابتعدت كثيرا عما في البديع. # البديع: الصلت # هو أبو العباس بن عبد الله بن ذكوان، أنظر دراسة لي عنه وعن أسرة بني ~~ذكوان في كتاب دراسات في الأدب الأندلسي ص: 35 - 83. # ص: استخدام. # ص: فحمله. # ص: لإنفاق. # ص: معه. # ص: قوما. # أبو الحسن السلمي، علي بن وداعة، وصف إلى جانب البطولة بالأدب البارع ~~والشعر الرائع، انظر الجذوة: 197 وترجم له ابن الأبار في الحلة 1: 282 ونقل ~~بعض ما جاء هنا في الذخيرة. # ص: يمين. # ص: كماتي. # ص: وعولج. # العلوق: هي التي ترام بأنفها وتمنع درتها؛ أو هي لا ترام الولد جملة؛ وفي ~~المثل: عاملنا معاملة العلوق ترأم فتشم، وقال أفنون التغلبي: # ام كيف ينفع ما تأتي العلوق به ... رئمان أنف إذا ما ضن اللبن البيتان ~~لقيس بن زهير العبسي، انظر حماسة الخالدين 1: 91 ووردا دون نسبه في البيان ~~3: 246 والحيوان 6: 425 وشرح ديوان زهير: 54 ونقد الشعر: 91 والثاني في ~~العمدة 1: 302. وأنظر الذخيرة 3: 381. # حماسة الخالدين: النهاب لأربابه. # مصادر وترجمة متعددة: نشير منها إلى المعجب وأعمال الأعلام وابن عذاري ~~ونفح الطيب والجذوة: 73 والحلة 1: 168 - 177 وكتب التاريخ العامة كأبن ~~الأثير وابن خلدون - الخ # انظر البيان المغرب 2: 256 وما بعدها. # نقل المقري جانبا منه في نفح الطيب 3: 85. # انظر المصدر السابق 3: 86. # قارن بما أورده ابن عذاري 2: 260 وما بعدها، وما جاء في النفح. # لعل الصواب: الجرة، إشارة إلى الغيظ على سبيل المجاز. # ص: وانتهك. # ص: ويستعمل. # قارن بابن عذاري 2: 259، 262 - 264. # انظر نفح الطيب 3: 87. # يتابع المقري النقل في النفح 3: 88. # ص: جلى؛ وأثبت ما في النفح. # قارن بما في النفح 3: 88. # كذا ولعل صوابه " مثنى " كما هو الشائع عند الأندلسيين. # النفح: ولا براح له. # ص: وفاه. # يستمر النص في نفح الطيب 3: 90 وقارن صياغة ابن خاقان لهذا الخبر في ~~المطمح: 6. # ص: والنظر. # ص: المقضي على مجال. # الأبيات في النفح 1: 421 والمطمح: 7 والحلة 1: 267. # ص ms1782: اللئيم، وهو سهو. # الأبيات في النفح 1: 407، 601 والبيان المغرب 2: 286 والحلة 1: 265 وقال ~~ابن الأبار: " هذه الأبيات متنازعة ينسبها إلى المصحفي جماعة، وقد وجدتها ~~منسوبة إلى ابن دراج القسطلي، وذكر الرقيق أنها لكاتب إبراهيم بن أحمد بن ~~الأغلب " (وانظر البيان المغرب 1: 131) . # نفح الطيب 1: 408، 601 والحلة 1: 267 والبيان المغرب 2: 286. # الحلة: إذا سخطت ليست براضية. # النفح 1: 603 والحلة 1: 267. # الحلة: لم يقدر؛ النفح: لم يقرب. # منها بيتان في النفح 1: 603. # النفح: فيزداد خبثه. # نقله المقري بإيجاز وتلخيص 3: 91. # ص: أوتي. # المري (Muria) : أنواع من مستحضرات تتخذ في صنع الأطعمة منها المري ~~النقيع والطيب ومري الخبز ومري الحوت وبعض أنواعه يصنع من عصير العنب ~~بالأفاؤيه دون خبز محرق (انظر صفحات متفرقة من كتاب الطبيخ ومفردات ابن ~~البيطار 4: 149 وقاموس دوزي مادة " مري " والحاشة 4 ص 92 من النفح ج - 3) . # ص: ورميه. # قارن بالنفح 3: 93. # ص: الحلبة؛ والخلفة: الهيضة، وهي فساد المعدة من الطعام يقال: أخذته خلفة ~~إذا كثر تردده إلى المتوضأ لذرب معدته من الهيضة. # قارن بالنفح 3: 94. # ص: تنظر بك. # ص: لم يدرك هو وأخوه، والتصويب عن الحلة 1: 270. # ص: لرسومه. # ص: مغرياته. # ص: حزرة. # ص: الناسبين. # المناقفون: الذين لديهم مهارة في المناجزة بالسيوف. # ص: في الفكر عن شأنه. # الجملة ناقصة ولعلها أن تكون في الأصل: ولا قبلوا معروفهم إلا على نية ~~الرجعة، أو شيئا شبيها بذلك. # ص: إلى. # ورد جانب من هذا النص في مخطوطة الرباط (رقم: 1275) ص: 154. # ما بين معقوفين زيادة من مخطوطة الرباط. # زاد في المخطوطة: أحمل قرطاسك لا حاجة لي به، فبلغ ذلك المظفر فحقدها له، ~~وقطع عنه الجراية، فأخرج من ذخائره أعلاقا نفيسة وذخائر عظيمة القدر فباعها ~~وأنفقها على قومه صنهاجة، وربما اشترى منها المظفر في خفية. # ص: عثلوية؛ ولحية عثولية: ضخمة، والعثول: الكثير شعر الجسد والرأس. # من قول الشاعر: " مردد في بني اللخناء ترديدا ". # ص: من مثل. # ص: أمير. # Menendo Gonzalez. # Leon Alphonse. # ص: وصد. # ص: مصملة؛ وفيها معنى اليبس، وصوبتها اجتهادا. # ضحى: شهد عيد الأضحى. # طير: لعله يعني أنه افتك أولئك الأسرى عن طريق المراسلة السريعة. # محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث ms1783 التميمي (388 - 454 أو 455) ~~؛ له ترجمة في الجذوة: 68 (البغية رقم: 209) ونفح الطيب 3: 111 - 116 وله ~~ذكر عارض في المغرب 2: 12 وانظر البدائه: 308 - 309، 264 وتتمة اليتيمة 1: ~~64 والوافي 4: 67. # يعني محمودا الغزنوي (- 421) . # هو جلال الدولة محمد بن محمود، وقد ثار عليه أخوه مسعود وسمل عينيه ~~وانتزع السلطة من يده، وفي هذا ما يخالف كلام ابن بسام فيما يلي. # ص: فدبروا. # ليس هناك ملك بهذا الاسم، وإنما هذا لقب لحاكم شروان؛ ولعل المقصود هنا ~~هو منوجهر ابن يزيد أو علي بن يزيد أو قباذ بن يزيد (418 - 441) . # ص: أبا. # تولى القائم أبو جعفر الخلافة سنة 422 وثار عليه البساسيري سنة 450 ثم ~~أعاده السلاجقة وبقي حتى توفي 467. # هو ثمال بن صالح المرداسي ولي قلعة حلب أول مرة سنة 420 ثم أقصي عنها ~~وعاد إليها سنة 429 فلم تطل مدته، وأقصي مرة أخرى ثم عاد إليها سنة 434 ~~واعتزل أخيرا سنة 449. # تولى صدقة الوزارة سنة 436 وبقي فيها إلى أن اعتقل وقتل سنة 439 (الإشارة ~~إلى من نال الوزارة: 37 - 38) . # أي جعل له الحكم في الذين سعوا به إلى السلطان. # يبدو أن ابن بسام ينفرد بهذا الخبر. # هو بلقين بن محمد بن حماد من الحماديين أصحاب القلعة، تولى سنة 447 ~~(أعمال الأعلام 3: 87) . # اللزوميات 1: 63. # اللزوميات 1: 56. # اليتيمة 1: 365. # ص: لساكنكم. # الشاكري: الخادم أو الأجير. # ص: العجل. # اليتيمة: لميلوخك. # اليتيمة: تزيدت. # اليتيمة: لعل ذا غيره. # ص: زدني، والتصويب عن اليتيمة. # البد: موضع عصر الزيت في ديار الشام؛ ص: بيد، اليتيمة: بيدي. # اليتيمة: بصور كانت (أي كانت بمدينة صور) . # كذا وردت هذه اللفظة أيضا في اليتيمة ولا أستطيع أن أجزم بما تعنيه فقد ~~تعني بني بجيلة (أو بجلة) وقد تعني جماعة الأعيان، وقد تكون لفظة شامية ~~محلية. # اليتيمة: دعيت. # رواية اليتيمة: # إن كنت أكرمتني لترفع من ... قدري فبعض الهوان أرفع لي اليتيمة: إجلاله ~~عن. # اليتيمة: فقلت يا سيدي ويا أملي، أظن ... # اليتيمة: وخاض جمعي أير به هوج يجوز. # بدائع البدائه: 309 والنفح 3: 114 وابن خلكان 1: 110 وتردد في نسبتهما. # النفح 3: 117 وبدائع البدائه: 364. # بدائع: وهونت من نفسي العزيزة سخطها. # النفح 3: 114 والشريشي 2: 87. # ص: من جبينها. # النفح 3: 112. # النفح: يزرع. # منها بيتان في ms1784 النفح 3: 114. # النفح: الأعداء. # سرور النفس: 28 والنفح 3: 112. # النفح: جفت لحاظي التغميض فيك فما تطبق أجفانها. # ديوانه 3: 7 وزهر الآداب: 747 والمختار: 7 - 8 والزهرة 1: 290. # زهر الآداب: 747 وابن بسام يتابعه في الحكم على البيت، والمختار: 23. # أوردها صاحب النفح 3: 115 ونسبهما لأبي الفضل، وانظر المسلك السهل: 500 ~~وهما في زهر الآداب: 827 للصاحب أبي القاسم. # ليس في الأصل بياض؛ وزدت بيت جرير إذ البيتان التاليان ليسا له قطعا. # وردا في زهر الآداب: 27 لمنصور الفقيه، وقال المؤلف إن أكثر الناس يرويها ~~لإبراهيم ابن المهدي. # المختار: 270 وأمالي المرتضى 1: 511 واللآلي: 521 والحماسة البصرية 2: ~~85. # ص: وألقيت. # ديوان ابن هانئ: 198 وزهر الآداب: 903. # هذه القطعة والقطعتان التاليتان في النفح 3: 116 وانظر الشريشي 5: 252. # الشريشي 5: 221. # الشريشي 5: 222. # ينسيان للصنوبري، انظر تهذيب ابن عساكر 1: 458 ورفع الحجب 1: 88 والعمدة ~~2: 35، ومعاهد التنصيص 3: 9 ديوانه: 474 وابن بسام يتابع زهر الآداب: 676. # اسمه أحمد بن أبي سمرة، وانظر أبياته في زهر الآداب: 676. # ص: خديها. # النفح 3: 116 والشريشي 4: 290 - 291. # ستأتي منسوبة لعبد الوهاب المالكي؛ وقد اضطربت نسبة بعض المقطوعات بينه ~~وبين أبي الفضل. # النفح 3: 115. # النفح 3: 117 والشريشي 5: 238. # الشريشي 4: 290 وينسبان لابن عبد ربه، انظر نفح الطيب 7: 51 والمطمح: 52 ~~وابن خلكان 1: 110. # ديوان ابن رشيق: 169 وابن خلكان 2: 367. # ص: الفتن. # منها بيتان في النفح 3: 117. # بدائع البدائه: 364 والنفح 3: 117 وانظر القسم الأول من الذخيرة: 783 حيث ~~جمع بين عجز البيت الثالث وعجز البيت الرابع. # البدائع: ذوب نار؛ النفح: ذائبان. # اليتيمة 2: 396 - 397 والشريشي 3: 45 - 46. # انظر القسم الثاني من الذخيرة: 505. # الشريشي 2: 310 - 311. # ص: فتسبقهم. # بياض في ص. # الشريشي 4: 297. # ص: نقضت. # ص: قالت. # زيادة من الشريشي 4: 279. # زهر الآداب: 898 والشريشي 4: 279. # ص: يطعمه ... خباله. # منها أبيات في نفح الطيب 3: 115. # ص: بعدي؛ النفح: أن يعدي. # النفح: أبقيت. # الشريشي 4: 30. # ص: يشفي. # ص: بالست، والتصويب تقديري. # ص: أعقت. # ص: طير. # ص: طاع ... جاهل؛ وكاع لغة في كع أي أحجم. # النشاص: السحاب. # الجبل: الساحة، يعني هنا ساحة الوغى. # ص: الران. # كذا هو ولم أستطع توجيهه. # البغرة: قوة الماء أو الدفعة الشديدة من المطر، وقد يكون معناها هنا: ~~الشرب دون ارتواء. # ص: حوفت. # ص: مرصعا، ولعل الصواب: " مزمعا ". # ص: طلب. # نحف: لعله يعني نحيط بركابك، وإلا فاقرأ " نخف ". # ص: لا نصر ناصر. # ص: تعرف ms1785 ... بعملنا. # ص: عن. # ص: عام. # ص: حواريا. # ص: ضياعي. # ديوان حسان 1: 17. # ص: هزم. # ص: مالي إن. # لسليمان بن محمد الصقلي ترجمة في الجذوة: 206 (بغية الملتمس رقم: 764) ~~وفي الخريدة (1: 94) ترجمة لسليمان بن محمد الطرابلسي (اقرأ: الطرابنشي أي ~~من طرابنش بصقلية) وذكر أنه دخل إفريقية وانتقل إلى الأندلس وتوطنها ~~واتخذها لمخالطة ملوكها سكنا، وليس من المقطوع به أن يكون هو نفسه المترجم ~~به عند ابن بسام، وانظر مسالك الأبصار 11: 454 والمكتبة الصقلية: 577، 594، ~~655. # الجذوة: 208 والشريشي 4: 78. # زيادة من جذوة المقتبس. # الجذوة: 208. # هو الأعمى التطيلي، انظر ديوانه: 45. # الشريشي 4: 87. # لابن الرومي في تشبيهات ابن أبي عون: 278. # ديوان العباس: 280 والشريشي 1: 30. # ص: أهل المصرين، وقد صوبته اعتمادا على ما يرد في الحاشية التالية. # البيتان لأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى ~~(وجده يونس ابن عبد الأعلى صاحب الفقيه المصري عبد الله بن وهب) وكان عالما ~~بالنجوم (انظر القفطي: 230 وحسن المحاضر 1: 539) وقد ذكره صاحب زهر الآداب ~~وقال: وكان لأبي الحسن في الشعر مذهب حسن وطبع صحيح وحوك مليح (613) وأورد ~~نماذج من شعره وفيها البيتان (614) وعند التوطئة لذكره قال: وقال بعض أهل ~~العصر، ويبدو أن ابن بسام اضطرب في النقل، فالشاعر بعض أهل العصر بالنسبة ~~للحصري صاحب زهر الآداب، لا بالنسبة لابن بسام، وبعد أن أدرك ذلك رمج على " ~~أهل " وحول لفظة العصر إلى " المصر " يين، ولا وجه يسوغ أن يقال أهل ~~المصرين، وانظر الشريشي 4: 78. # زهر الآداب: غلائل. # اليتيمة 2: 397. # هو إسماعيل بن معمر القراطيسي الكوفي وكان يصاحب أبا نواس وأبا العتاهية ~~(انظر ترجمته في الورقة: 191 - 102 والأغاني 23: 72 والأبيات التي ذكرها ~~ابن بسام وردت في المصدرين المذكورين والشريشي 4: 77. # انظر المصدرين السابقين، وديوان العباس: 203 والشريشي 4: 78. # وردت القصة في الجذوة: 206 مع اختلافات يسيرة في العبار وبدائع البدائه: ~~348. # انظر الجذوة: 207، والأبيات في بدائع البدائه: 348. # كان الخبزرزي (- 327) شاعرا أميا يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، ~~وينشد أشعاره فيحتشد الناس حوله لسماعها (ابن خلكان 5: 376 وفي الحاشية ~~مصادر أخرى) . # الجذوة: مجهد. # لثابت الجرجاني ترجمة في الجذوة: 173 (بغية الملتمس رقم: 602) والصلة: ~~125 والإحاطة 1: 462 (وفيه ms1786 نقل عن الذخيرة) . وبغية الوعاة: 210 ومعجم ~~الأدباء 7: 145؛ ولد ثابت سنة 350 ودرس ببغداد على عبد السلام البصري ~~والربعي وابن جني، لقي أولهما ببغداد سنة 378، ثم هاجر إلى الأندلس، وأخذ ~~عنه الأندلسيون شرحه لجمل الزجاجي (فهرست ابن خير: 315) ودرس عليه بعضهم ~~حماسة أبي تمام (387) ، وقد كانت صلة ابن حزم به وثيقة إلا أنه يشير إليه ~~في الفصل (1: 17) باسم " أحد الملحدين " ولعل أثر في ابن حزم بمعرفته ~~المنطقية وإتقانه للتعاليم، غير أنه حين التحق بباديس بن حبوس تورط في شؤون ~~السياسة ولحقته تهمة التدبير ضد باديس مع ابن عمه يدير فقتل سنة 431 وفي ~~الإحاطة تفصيل واف بمحنته وخبر مقتله نقلا عن كتاب المتين لابن حيان. # الإحاطة: الحاجب، والسياق يشير إلى أنه طرأ على علي بن حمود الحسني، ولم ~~يكن علي حاجبا، بل خليفة؛ ثم اتصل بعده بابنه يحيى. # انظر الجذوة ومعجم الأدباء. # لم يرد في ص منها إلا بيتان هما الأول، والشطر الأول من الثاني والشطر ~~الثاني من الرابع، وهذا الاضطراب يستدعي تصحيحها، كما أن قوله " مقطوعة " ~~يعني أنه أورد ما يزيد على بيتين. # الجذوة ومعجم الأدباء. # الجذوة: الناظر في زوامل. # ص: طرطوس. # ص: موال. # ص: أعطف. # ص: شباب. # ص: المجبرة. # ص: الشا. # قد تكون صورة اللفظة أقرب إلى " جماما ". # حنف: في هذا الموضع بمعنى ختن؛ والزمع: القلق والجزع. # ص: إقرافه؛ والإفراق: البرء؛ وكل عليل أفاق من علته فقد أفرق. # ص: قوت (ولها وجه إذا أغفلنا السجع الدقيق) . # ص: أبي الفرج؛ وقد كان أبو عامر بن الفرج وزيرا للمأمون بن ذي النون ثم ~~لابنه القادر (المغرب 2: 303) وترجم له ابن بسام في الذخيرة 3: 103؛ وذكر ~~في المطمح: 15 - 16 باسم " أبو الفرج "، وانتقل هذا الخطأ إلى نفح الطيب 3: ~~543 - 543 واستمر الخطأ في الفهرسة كذلك. # هو عبد الرحمن بن محمد بن عيسى أبو زيد بن الحشا القرطبي الأصل، استقضاه ~~المأمون ابن يحيى بن ذي النون بطليطلة بعد أبي الوليد بن صاعد في الخمسين ~~والأربعمائة، وحمده أهل طليطلة في أحكامه وحسن سيرته، ثم صرف عنها في سنة ~~ستين وصار إلى ms1787 طرطوشة واستقضي بها بدانية وتوفي فيها سنة 473 (الصلة: 325) ~~. # الطميم: الثقيل (massif) في معجم دوزي، ولعل المراد هنا أن يكون نوعا من ~~القماش الثقيل. # إعجام هذه اللفظة مضطرب في ص؛ والسياق يدل على أنواع من الأدوات التي ~~تتخذ لغسل الأيدي كالصابون وغيره. وعند دوزي أن " نقاي " تعني منشفة ولكن ~~يبدو أنه ليست من استعمال الأندلسيين. # ص: والأشنان، وهو مادة مطيبة لغسل الأيدي بعد الكعام، ولكن المقصود هنا ~~هو الأوعية التي تحتوي الأشنان وهي الأشناندانات. # من معاني " المجدود ": المقطوع (فلعله يعني زجاجلا مخروطا على أشكال) أو ~~زجاجا ملونا لأن فيه جددا (طرائق) من الألوان. # الفياشات (في الأندلس والمغرب) : جمع فياشة وهي القنينة bouteille، ~~flacon، قاله دوزي. # المها: البلور. # عنه دوزي: البخور البرمكي، ولكنه لم يعلل هذه التسمية، وعند ابن الحشاء ~~(17) بان: شجر معروف بالمشرق ويجلب ثمره ودهنه. ولعل وصفه بأنه برمكي ~~مبالغة في تقدير جودته. # ص: ذكره؛ والنظر والنظير بمعنى. # ص: علو. # ص: ذلك. # ص: يذل. # ص: أركانها. # يعني ماء حوضي المذبحين، وفي ص: منها. # ص: أشخاصها طيارها. # كذا في ص، ولعل مغموضاته هنا تعني أسراره فيكون كلامه وشلا بالنسبة إلى ~~أسرار ذلك الصرح العظيم. # ازدرموا: ابتلعوا، وفي اللسان الازدرام: الابتلاع (إلا أنه جاء في مادة: ~~زردم) . # ص: طنورية، واستبعد أن تكون لغة في " تنورية " إلا أن يكون ذلك وهما من ~~الناسخ. ثم إن الأطعمة التنورية لا تكون جوامد أو باردة، ولعلها أن تقرأ " ~~طيفورية " أي موضوعة في أطباق غير مسطحة. # المصوص: طعام قيل إنه لحم ينقع في الخل ويطبخ. # الطباهج: أنواع من الطعام أساسها اللحم المقلو (انظر كتاب الطبيخ: 133) . # ص: من. # ص: ومحاباه بالماحور في المكنون؛ والماخوري لون من النغم، وتعد الأنغام ~~الماخوريات من خفائف الثقيل الثاني. # ص: عمارا. # سيترجم له ابن بسام في ما يلي (الورقة: 120) . # ص: قوبلت به. # ص: مفجوا الممتة: والمعنى أن ميتته أدركته فجأة (منذ سنوات قليلة) . # سيذكر ابن بسام في ترجمته أنه رحل إلى مصر ثم عاد إلى الأندلس " وقد نشأ ~~خلقا جديدا ". # ص: بقرة. # يشير إلى قول المتنبي ms1788: # ومن الناس من يجوز عليه ... شعراء كأنها الخازباز والخازباز: حكاية صوت ~~الذباب. # ص: ورق ... أسمائهم. # ص: ممتريا، وقد تقرأ " ممتدحا ". # المشهور في الاستعمال " برطل portal ". # لخا وجه مقبول، ويمكن أن تقرأ " وزينة ". # الأصوب أن يقال: المثناة. # بياض في الأصل، وما بين معقفين زيادة تقديرية. # اللفظة غير معجمة في ص. # ص: همت. # وردت ترجمة أبي المطرف بن مثنى في القسم الثالث: 409، يضاف إلى مصادر ~~ترجمته هنالك إعتاب الكتاب: 215 وفيه أن أبا المطرف كتب أولا للمنصور أبي ~~الحسن عبد العزيز ابن عبد الرحمن بن أبي عامر صاحب بلنسية ثم انفصل عنه إلى ~~طليطلة فاستوزره المأمون ابن ذي النون وألقى عليه بأموره كلها. # ص: ولحقت. # قد مرت ترجمة إدريس بن اليماني في القسم الثالث: 336. # وقع البيت قبل سابقه في ص، ويعني أن علقمة لو أدرك زمانه لقالت له ~~الأشعار " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ". # لم يظهر منها في ص إلا " كل ". # يريد أن ابن خليفة تغزل في قصيدته بست نساء ففاق أبا تمام الذي تغزل ~~بأربع في قوله: # لسلمى سلامان وعمرة عامر ... وهند بني هند وسعدى بني سعد ص: قطيع. # ص: كبير نفحة. # البيتان في المغرب 1: 129. # المغرب: كان التشوق. # في المثل: أدق من خيط باطل، قيل هو الهباء وقيل هو الذي يخرج من فم ~~العنكبوت، وسمي مروان خيط باطل لطوله واضطرابه (اللسان: خيط، وجمهرة ~~العسكري 1: 454 تحقيق أبو الفضل والميداني ذ: 183) . # موضعها بياض في ص. # ص: لاستكمال. # ص: كرمهم. # ص: يجحود. # ص: الرائقة. # ص: تتابعها. # ص: وأعرض. # الضالع: الجائر؛ ص: الصانع. # ص: وبداءيه. # ص: التهجم. # ص: يختلف. # ص: ببنيانه. # ص: بينانه. # انظر القسم الثاني: 262. # انظر القسم الثالث: 92 - 96. # ص: فوده. # انظر في هذا المثل: " الحور بعد الكور " فصل المقال: 175 وجمهرة ابن دريد ~~2: 413 وهو يعني النقصان بعد الزيادة. # رجل إمعة إمرة: ضعيف لا رأي له. # لم يورده حمزة في الدرة الفاخرة، وأقرب الأمثلة إليه " أجبن من صافر " ~~وهو يشمل القبرة. # يريد: يعرض له من ضجر وقلق. # ص: لمعدته.. لمدته. # هو يحيى بن سعيد بن أحمد بن يحيى ms1789 بن الحديدي من أهل طليطلة، كان متقنا ~~فصيحا فطنا مقدما في الشوى (الصلة: 633 وانظر المغرب 2: 13) . # ص: فمكث. # زيادة يدل عليها ما سيلي. # ص: أمكنتم. # ص: أباع. # ص: بسوء. # بياض في ص. # بياض في ص بقدر كلمة. # بياض بقدر كلمة. # ص: السقاط. # ص: خبلا. # ص: أحشاع. # ص: أدبه. # ص: خلاس الشجون. # أورده العميدي في الإبانة: 125 وذكر أنه لصاحب العلوي الداعي بطبرستان. # ص: يكله. # ص: أنس. # ص: تيح. # ص: بمقدام. # من معاني البسيس: المختلط، ولعلها: " البئيس ". # من قول الشاعر: " وتعدو القبصى قبل عير وما جرى " وهو للشماخ (اللسان: ~~عير ومجالس ثعلب 207 وفصل المقال: 300) والعير هنا فيما يقال هو المثال ~~الذي في حدقة العين، يريدون قبل أن يطرف الإنسان عينه يعني بأقصى سرعة. # أكبثت: كثر في الكباث، وهو الناضج من ثمر الأراك. # من قول أمرئ القيس: # فضل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل ص: ركبانا. # انظر الدرة الفاخرة: 111 وفصل المقال: 499 والميداني: 1: 124 والعسكري 1: ~~217. # ص: تيح. # ص: بهت. # ناظر إلى الآية: 63 من سورة الكهف. # ناظر إلى الآية: 25 من سورة القصص. # هذان مثلان، انظر الدرة الفاخرة 1: 282، 203. # كذا ولعلها: " الفرصة ". # ص: المأمونة. # ص: محمولا، وربما قرئت " مجهولا ". # ص: أظهر. # من قولهم: " ان ترد الماء بماء أوفق " وهو علامة على الحيطة والحذر. # انظر المثل في فصل المقال: 76 والميداني 2: 251. # ص: بحنه. # ناظر إلى الآية: 2 من سورة الحشر. # البيت لمالك بن الريب التميمي، انظر ذيل أمالي القالي: 136. # ترجم له ابن بسام في القسم الثاني: 805 وانظر مسالك الأبصار 11: 442، وقد ~~ورد اسمه في هذا الوطن من الذخيرة " برلوضة " بالضاد المعجمة؛ وفي الأصل ~~أيضا أبو عمر ابن فتح. # ص: عمالها. # من قول المتنبي: # ومن جعل الضرغام بازا لصيده ... تصيده الضرغام في من تصيدا وفي ص: ~~الضرغام بازيا. # ص: الوسلات، والوشلات: حالات الضعف. # ناظر إلى الآية الكريمة " إلى طعام غير ناظرين إناه " (الأحزاب) . # من قول المتنبي أيضا: # وان سلم فما أبقى ولكن ... سلمت من الحمام إلى الحمام التاء غير معجمة في ~~ص. # ص: الجور. # ص: وايوانتها. # ص: من اثلها. # ص: تختل. # ص: النظر ms1790. # ص: وسلكت. # له ترجمة في الصلة: 545 والمطرب: 66 ومعالم الإيمان 3: 39 والخريدة (قسم ~~المغرب) 2: 224 ومعجم الأدباء 19: 37 والوافي 3: 97 والفوات 3: 359 ~~والزركشي: 278 ومسالك الأبصار 11: 238 وبغية الوعاة: 47 وصفحات متفرقة في ج ~~- 3، 4 من نفح الطيب، وعنوان الأريب 1: 56 وقد جمع الأستاذ الميمني بعض ~~شعره في " النتف من شعر ابن رشيق وابن شرف " (القاهرة: 1343) ونشرت له ~~رسالة بعنوان أعلام الكلام (الرسائل النادرة - القاهرة 1926) وهي نفسها ~~بعنوان مسائل الانتقاد في رسائل البلغاء مع مقدمة ابن شرف: 302 - 343 ~~(القاهرة: 1946) وقد نشرها الأستاذ شارل بلا ومعها ترجمة فرنسية (الجزائر: ~~1953) وذكر ابن دحية (المطرب: 96) أن شعره في خمس مجلدات، وانظر القسم ~~الأول من الذخيرة: 91 (الحاشية: 3) حيث أشير إلى بعض مصادر ترجمته. # زيادة من المسالك. # يعني ابن دراج، انظر القسم الأول: 59. # المسالك: للرياح. # كذلك هو أيضا في المسالك، والأصوب أن يكون بحذف " أبي ". # انظر القسم الثالث: 125 وما بعدها. # المسالك: ولا سلم عليه. # يستفاد من كلام ياقوت (19: 43) أن أبكار الأفكار يحتوي مختارات من شعر ~~ابن شرف مع أن بسام سيورد قول ابن شرف (ص: 179) إنه يحتوي على مائة نوع من ~~مواعظ وأمثال وحكايات قصار وطوال، وأن أعلام الكلام فيه فوائد لطائف وملح ~~منخبة، وأن رسالة الانتقاد مقامة نقدية، وذكرت له المصادر مؤلفات أخرى ~~منها: رسالة ماجور الكلب ورسالة نجح الطلب ورسالة قطع الأنفاس وغير ذلك ~~(انظر الوافي والفوات) . # ص: ابن شريق. # معجم الأدباء 19: 38 وبيتا ابن شرف في المطرب والخريدة وانظر النتف: 103 ~~والشريشي 2: 258 ونسبا في الخريدة 1: 289 لعلي بن فضال وفي الوافي (1: 125) ~~لأبي نصر محمد بن محمد الرامشي وانظر الريحان والريعان: 141. # منها ثلاثة في الخريدة وخمسة عند الصفدي، وانظر النتف: 100 - 101. # بياض بالأصل وزدته اعتمادا على المصادر. # يشير إلى أن الرسول (ص) أعطى الجارية سيرين لحسان بن ثابت. # بياض بقدر كلمة. # ص: الأمر. # ص: بارتعابك. # ص: عليه. # ص: لعلم. # ص: فالنفائق. # ديوان أبي تمام 3: 98 وعجز البيت؛ " ونذكر بعض الفضل عنك وتفضلا " وانظر ~~أخبار أبي تمام: 119 وابن بسام يتابع زهر الآداب: 336 - 337. # أخبار أبي تمام: 120 وزهر الآداب (حتى نهاية الخبر) . # انظر الديوان 1: 258. # هذه الرواية ثابتة في الديوان وزهر الآداب؛ ويروى أيضا ms1791 " عذرتها ". # كان لنصيب - وهو شاعر أسود - بنات فكان يشح بهن على الموالي وتكره العرب ~~أن تتزوجهن (شرح ديوان أبي تمام 1: 259 والمضاف والمنسوب: 222) . # ص: سوق. # طرر: (بالمهملة) أي جعل اسمه طرة، وقد يمكن أن تقرأ " وطرز ". # ص: الدقيق. # ص: وامتحنت. # هو الحسين بن عبد الرحيم بن الوليد الكلابي أبو عبد الله (- 354) كان ~~كاتبا شاعرا وله مصنفات منها " أنواع الأسجاع " ابتدأ بتأليفه في دمشق سنة ~~343 وروى فيه عن شيوخه وغيرهم (معجم الأدباء 10: 118 وتهذيب ابن عساكر 4: ~~306) . # هو أبو النجم العجلي الراجز واسمه الفضل بن قدامة (انظر ترجمته في ~~الأغاني 10: 157 والخزانة 1: 48 والشعر والشعراء: 502 ومعجم المرزباني: 310 ~~والسمط: 327، وانظر هذا الشطر في الأغاني 21: 371) . # ص: أطلب. # عجز بين لأبي الأسود، ديوان: 33 (ط / 1974 تحقيق آل ياسين) والعقد 5: 444 ~~(وانظر تخريجه في الديوان) وصدره: فما كل ذي لب (أو: نصح) بمؤتيك نصحه. # ص: تزدحم ... ويوخذ. # ص: محدودة. # قد مر تخريجه في هذا القسم ص: 156. # ديوان أبي نواس 2: 99 (تحقيق فاجنر) . # البواقيل: الجرار بلغة القبط، واحدتها باقلة (الديوان) ؛ وفي شفاء الغليل ~~" بارقيل " - بالراء - ونقل عن الصولي أن البراقيل سفن صغار؛ قال: وقال علم ~~الهدى في الدرر (أمالي المرتضى 1: 596) إنما هو جمع برقال وهو كوز من ~~الزجاج وما ذكره الصولي وهم منه؛ قلت: وفي أمالي المرتضى: بواقيل - بالواو ~~- ومفردها " بوقال " وتعريفه " آلة على هيئة الكوز معروفة تعمل من الزجاج ~~وغيره ". وعلى هذا فإن وروده بالراء المهملة في شفاء الغليل تصحيف. وعند ~~دوزي " Cruche " وهي جرة ذات عروة، واللفظة مأخوذة من الأغريقية " Baucalis ~~"؛ وانظر الشريشي 2: 384. # ورد منها أربعة أبيات في المسالك 11: 239. # قد مر هذا المثل كثيرا في الأقسام السابقة، انظر مثلا 1: 490، 3: 125. # ص: والندماء. # ص: بصفوها. # ص: لسان. # بياض في ص. # ص: قد حمل. # ص: ويتوقف وقوف. # ص: ويراوث. # كذا وردت هذه العبارة ولعلها: ملك: أكثر جوده، على جنوده، أغنى جيشه ~~[وملك عيشه] . # ص: الالزم. # ص: أمامه. # ص: إن عجز ... وإن عجل. # ص: يعيد. # ص: أعناق. # الشريشي 5: 16. # ص: بكساد. # ص: قذوره. # ص: معلق. # ص: كفتيه. # ص: تذيبها. # ص: السودان. # ص: يضرب. # هو قريط بن أنيف، وقصيدته هي ms1792 الأولى في ديوان الحماسة. # الأغاني 22: 20. # ص: وهم عمده. # ص: إلى. # ص: المهاليج. # ص: ثقاب. # كذا ولعل صوابها: " مضمونة " أي مصابة بالضمانة؛ أو مطبونة أي مدفونة. # ص: خان. # القارظان كلاهما من عنزة - في رأي ابن الكلبي - فالأكبر منهما يذكر بن ~~عنزة والأصغر رهم بن عامر بن عنزة، كل منهما خرج يطلب القرظ ولم يعد، ~~وفيهما يضرب المثل " حتى يؤوب القارظان " قال أبو ذؤيب الهذلي: # وحتى يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في الموتى كليب لوائل مالك وعقيل ~~نديما جذيمة، وفيهما يقول أبو خراش: # ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء مالك وعقيل عندما هاجر ~~المسلمون إلى المدينة كان بلال يحن إلى معاهد مكة فإذا أخذته الحمى تغنى: # ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بفج وحولي إذخر وجليل # وهل أردن يوما مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل وشامة وطفيل: جبلان ~~(معجم البكري مادة: هرشى) . # عجز بيت من الشعر وصدره: إذا جاء الشتاء فزملوني فإن الشيخ ### | .... # ص: قبائي. # معناه أن يسمع الشيء ربما ظن صحته، انظر حمهرة العسكري 2: 263 (أبو الفضل ~~واللسان (خيل) وفصل المقال: 412 والميداني 2: 169. # ص: تكلفت. # ص: عقدد؛ والقعدد: القريب النسب من الجد الأكبر، يريد أنه يكاد يكون من ~~لدات لبلد وهو آخر نسور لقمان. # ص: السماء. # الذألان: العدو المقارب أو السرعة. # ص: وأهله. # ص: باله. # قد أشرت إلى أنها نشرت بعنوانين مختلفين، وهي في حقيقتها رسائل الانتقاد ~~(أو جزء منها) وسأعارضها بالنص الموجود في رسائل البلغاء؛ (ورمزها: ل) ~~ويبدو أن ابن بسام يوجز في النقل. # ل: وجاريت أبا الريان في الشعر والشعراء ومنازلهم في جاهليتهم وإسلامهم ~~واستكشفته عن مذهبه فيهم، ومذهب طبقته في قديمهم وحديثهم فقال ... الخ. # ص: يعفور. # ل: والأسود بن يعفر وصخر الغي. # ل: هجائه. # زاد في ل: وحميد الهلالي وبشار العقيلي وابن أبي حفصة الأموي ووالبة ~~الأسدي وابن جبلة الحملي وأبي نواس الحكمي. # زاد في ل: وابن رغبان الحمصي. # ص: عبدان. # ص: حدار. # ل: بلا زيادة. # ص: وهذه. # ص: فقراء. # ابن المذلق من عبد شمس، يضرب به المثل ms1793 في الفقر والإفلاس (الميداني 2: 20 ~~وجمهرة العسكري 2: 107 / أبو الفضل) . # يعني علقمة بن علائة، وقد أبكاه قول الأعشى: # تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا ص: وسعيد ~~وسعد. # ص: وعزل؛ ل: وغزل عرم. # ص: أبو. # ص: بنوه. # ص ل: اختيار. # ل: ويطمح. # ص: هاد. # ص: المجار. # ل: نظيف. # ل: وأحد. # ص: ينكسف. # ص: والقائم. # ل: طرفا حد اللسان وحدوده. # ص ل: محدود. # ل: وجودة. # يعني قصيدته " عيون المهاب بين الرصافة والجمر ". # الدالية: # قالوا حسمت فقلت ليش بضائري ... حبسي وأي مهند لا يغمد ل: وحبذا. # ص: الهاني؛ ل: المغاني. # ص: وخطبا؛ ل: وخطب. # ص: ألام؛ ل: لام. # ص: يعتيه. # البيت للفرزدق في هجاء نصيب، انظر زهر الآداب: 336. # ل: يبقين. # انظر ديوان الصنوبري: 28 وجعفر بن علي هو ممدوح ابن هانئ أيضا، إذ كان ~~مواليا للعبيديين ثم تحول إلى موالاة أمويي الأندلس (انظر أخباره في ~~المقتبس لابن حيان تحقيق الدكتور عبد الرحمن الحجي، ط. بيروت) . # زاد في ل: بعثها إليه مع ثقات التجار. # زيادة من ل. # ص: ويريقه؛ ل: ويروقه. # يعني المتنبي، وهذه تهمة ساقها نقاد المشارقة مثل ابن وكيع وغيره. # ص: الملك. # زاد هنا في ل ما ينبئ أن أبا الريان انتهى من تقييم شعراء المشرق. # ص: وتكفرات، ل: وتكفيرات. # زاد في ل: متين المباني، غير مكين المثاني، تجفو بعطنها عن الأوهام، حتى ~~تكون كنقطة النظام. # ص: المورد. # ص: فتمنح. # ص: لأدباء. # كذا في ص، ولعلها " واحتقرني ". # ص: قلبي. # هي في الشريشي 2: 265 (5: 240) وانظر النتف: 102. # ص: وعلى الأغصان. # ديوان أبي نواس: 325. # البيت الرابع منها في النتف: 12 ولم يذكر مصدره، وقد ورد في القسم الأول: ~~477. # ديوان المتنبي: 292، واستشهد به ابن بسام أيضا في القسم الأول: 476. # هو أحمد بن أيوب البصري، أبو الحسن المعروف بالناهي، انظر اليتيمة 4: 383 ~~- 384 وقد ورد البيتان في ترجمته. # اليتيمة: استعمل. # اليتيمة: فأصبح. # اليتيمة: وأصبح. # شعر ابن اللبانية: 83 والذخيرة 3: 960. # ديوان ابن هانئ: 367. # يشير إلى قول ذي الرمة (غيلان) : # لقد جشأت نفسي عشية مشرف ... ويوم لوى حزوى فقلت لها صبرا فيه إشارة إلى ms1794 ~~قول قيس لبنى، وسيوضحه ابن بسام فيما يلي. # ص: العشر. # ديوان عروة: 16، 14. # يعني أبا عبد الرحمن بن طاهر، وقد وردت ترجمته في القسم الثالث: 44 - 92. # ص: وهزوا. # منها بيتان في المسالك 11: 239، كما أن الأخير منها ورد في القسم الأول: ~~383. # ص: القضاء النون. # ص: الرحال؛ وعلي بن أبي الرجال عالم شاعر كان راعي الأدب والأدباء في ~~القيروان أيام المعز بن باديس، وباسمه طرز ابن رشيق كتاب العمدة، وهو مؤلف ~~كتاب البارع في أحكام النجوم في ترجمة ابنه محمود قال ابن الأبار (اعتاب ~~الكتاب: 214) إنه كان هو وأبوه وأهل بيته برامكة إفريقية. وانظر الفصل ~~الخامس من كتابي: ملامح يونانية في الأدب العربي: 75 - 79) . # وردت أبيات منها في ياقوت والصفدي والفوات والمسالك واعتاب الكتاب، وانظر ~~النتف 108 - 110 والشريشي 4: 223 - 224. # منها بيتان في الشريشي 2: 100 (4: 88) والنتف: 101 - 102. # انظر الآية: 249 من سورة البقرة. # ديوان أبي تمام 1: 404. # منها بيتان في المسالك 11: 239 - 240. # ديوان المتنبي: 184. # ديوان ابن رشيق: 221 (عن الذخيرة) . # ص: يد؛ وصوبته بما يعني عن ارتكاب الضرورة. # البيتان في معجم الأدباء 19: 43 والشريشي 3: 316. # ص: يقضا. # الأبيات في الشريشي 2: 100 (4: 88) والنتف: 104. # ورد البيتان في كتاب المقترح في جوامع الملح - باب الأشعار - (محفوظة ~~جامعة برنستون) وكتاب الآداب: 104. # البيتان في ياقوت والصفدي والفوات والنتف: 106والغيث 2: 12. # البيتان في ياقوت والمطرب والنفح 3: 329 وبدائع البداية: 394 (ونسبا فيه ~~لابن رشيق) والنتف: 94. # البدائع والمطرب: لك مجلس. # وردا غير منسوبين في القسم الأول: 888 وهما للحصر في بدائع البداية: 393. # ص: وراءهم، ولعلها " وراءهم ويتامى ". # ص: تباب. # الذخيرة: 1: 91. # ص: والإناث. # ص: لتعدوا البنيه ... عقلا. # ص: فرق. # ص: ليوثا. # ص: الظهور. # ص: أحشا قد. # ص: خبث. # ديوان أبي تمام 4: 570. # ديوان ابن هاني: 238. # سليمان ابن حسان النصيبي: أحد شعراء اليتيمة (1: 425) وهذا البيت لم يرد ~~هنالك. # لم أجد هذا في قراضة الذهب، فلعل ابن بسام وهم أو لعل ما بين أيدينا من ~~قراضة الذهب ناقص: على إن التي ترجمت لابن هاني جعلت وفاته سنة 362. # هي في النتف: 99 نقلا عن معالم الإيمان. # البيت لعبد الله بت الزبير الأسدي في الحمامة (شرح المرزقي: 914) وزهر ~~الآداب: 405 ونسب في أمالي القالي 3: 115 للكميت بن ms1795 معروف، وانظر اللسان ~~(سعد) والعيني 2: 417 كما نسب في انساب الأشراف (4 / أ: 134) لأيمن بن خريم ~~(وفي ص: 60 من المصدر الأخير تخريجات كثيرة أخرى يتضح منها انه ينسب في بعض ~~المصادر لفضالة بن شريك) . # الأبيات في المسالك 11: 240. # المسالك: قرعتهم. # ينسب هذا القول إلى أناخرسيس في صوان الحكمة: 247 (ط. طهران) . # ديوان امرئ القيس: 242. # منها خمس أبيات في النتف: 110عن معالم الأيمان. # روطة في بالأندلس، والشاعر يندب معاهدة بالقيروان، فلعل فيه تصحيفا. # ديوان جرير: 940. # ديوان الرضي 2: 275. # منها ثلاثة أبيات في معجم الأدباء 19: 42 وأحد عشر بيتا في المنتصف: 98 ~~عن معالم الإيمان. # ياقوت: عن اهلها وكم. # النتف: عليها. # النتف: روحاتنا. # النتف: وتمضي العصائر # ديوان أبي تمام 3: 132. # ص: مرعى. # ص: إلا. # منها بيتان في معجم الأدباء 19: 42 وثلاثة في النتف عن معالم الإيمان. # شروح السقط: 120 وصدره: لو اختصرتم من الإحسان زرتكم؛ وقد كرر ابن بسام ~~الاستشهاد به في مواطن. # لم يرد في ديوان العباس. # ص: وراثة. # ص، وتصبحه التهالك. # ص: يحدث. # ص: وخلانة. # كذا في ص. # لم يأتي جواب " لما ". # ص: يغلوا # ص: أقدام. # ص: الا اشتاتا. # ص: اظطغان. # قد يفهم المعنى مجازا، بأن مساويه مخضوبة فشبتها اضغائهم أي اظهرتها بقوة ~~التضاد. # يرجع: يتردد، وقد تقرأ: " يرتع ". # ص: ألم. # ص: معنى. # ص: تفطيرا. # ص: الحائن # بياض في ص. # ص: ثاويا؛ والثوي: البيت. # للحصري ترجمة في الجذوة: 296 (بغية الملتمس رقم 1229) والصلة: 410 ~~والسلفي 63، 110، 111 والخريدة 2: 186 ومعجم الأدباء 14: 39 والوفيات 3: ~~331 وغاية النهاية 1: 550 ونكت الهميان: 213 وعبر الذهبي 3: 321 والشذرات ~~3: 385 وقد ترجم له في المسالك ثلاث مرات 11: 375، 455، 468 (والأخيرة منها ~~خطأ باسم علي بن عبد العزيز) ولم يأت في ترجماته بشيء، وله شعر في نفح ~~الطيب والمطرب والحلة 2: 54 وذكر خبره في الحلة 2: 67 مع المعتد وهو ينقل ~~عن الذخيرة - وقد تقدم -. وتكرر هذا الخبر في المعجب: 205، وكانت وفاة ~~الحصري سنة 488 (ووقع خطأ في غاية النهاية إذ كتب 468) ومن الغريب أن ابن ~~عسكر حين ترجم له (أدباء مالقة: 157) عده من أهل سبتة. وقد قام الأستاذان ~~محمد المرزوقي والجيلاني بن الحاج يحيى بدراسة عنه مرفقة بما وجد من رسائله ~~وأشعار ms1796 وديوانه المعشرات واقتراح القريح (تونس: 1963) . # ذكر الحميدي أن الحصري دخل الأندلس بعد 450ه -. # ص: عره، والتصويب عن ابن خلكان؛ وطويت فلانا على غره أي لبسته على ذحل. # ص: واحتفل، والتصويب عن ابن خلكان. # ص: ولا أن أدريه. # ص: أن يسلك. # ديوان العباس: 221 وزهر الآداب: 1033. # ديوان ابن الرومي 1: 352 (عن الذخيرة) . # أدرج الأستاذان المرزوقي والجيلاني هذه الرسائل عن الذخيرة في كتابهما: ~~93 - 99 ولم يعتمدا أصلا آخر. ولذلك اكتفي بهذه الإشارة إليها. # ظن الأستاذان المذكوران قبل أن هذه الرسالة (لذكر الأنفاس العراقية) ~~موجهة إلى صديق عراقي، وهو ظن مستبعد، لضعف الدلالة. # ديوان الرضي 1: 658. # ص: استمزجته. # هو سليمان بن محمد بن الطراوة المالقي النحوي درس على أبي الحجاج الأعلم ~~وأبي مروان بن سراج وتجول في بلاد الأندلس معلما، وله كتاب " المقدمات على ~~سيبويه " وكانت وفاته سنة 528 (التكملة رقم: 1979 والذيل والتكملة 4: 79 - ~~81 وتحفة القادم: 11 والمغرب 2: 108 وبغية الملتمس رقم: 779 وبغية الوعاة: ~~263 ونفح الطيب، وله أخبار وشعر في معجم السلفي: 17، 46، 63 وأدباء مالقة: ~~188 وعيون التواريخ 12: 284. # هنالك صورة من هذه الخصومة بين ابن الطراوة والحصري في كتاب السلفي: 63 ~~وروى السلفي عن أحد المالقيين قوله: " كانت بينهما منافرة ومناقرة ويهجو كل ~~منها الآخر ". وقال ابن عبد الملك: " وكانت بينه وبين الأستاذ أبي الحسن ~~الحصري مخاطبات نال كل واحد منهما فيها من صاحبه ". # البيتان في التكملة: 419 والنفح 2: 154. # ص: أخوين. # لم أهتد لمعنى هذه العبارة. # ص: يحومك. # ص: فتدحض. # ص: بالخاصي؛ والحصي: الحصيف الشديد العقل. # بيت للمتنبي، انظر شسرح العكبري 3: 92. # ص: نقدان؛ ونقران في ديار بني تميم؛ وإذا كانت نعوان فهي في ديار غطفان، ~~وإذا كانت قران فهي في اليمامة (وأرجح الأخيرة لأنها أشهر) . # ما اغتابني ... معلوم: هذه العبارة وردت في إحكام صنعة الكلام: 250 وكتبت ~~هنالك: " ما اعتابني في عيب إلا ذو عيب وخيم مقيم مع لؤم معلوم ". # ورد البيت في القسم الأول: 842. # هو غانم بن وليد المخزومي، ترجم له ابن بسام في القسم الأول: 853 وأورد ~~له رسالة إلى الحصري أيضا ص: 856. # ص: ويضير. # ورد البيتان في إحكام صنعة الكلام: 246. # وردت ترجمته في القسم ms1797 الثالث: 457. # ص: عباس. # ص: ختمت. # ص: فارفع. # ص: سبت؛ وقد تقرأ " نسب ". # نسبا لابن الرومي في أمالي القالي 2: 282 والشريشي 2: 34 وقال ابن رشيق ~~في القراضة: 46 - 47 البيت الأول لابن الرومي والثاني لعبد الملك بن صالح، ~~ارتجل ابن الرومي بيته واستجازه. # القراضة: يا من يسود بالخضاب مشيبه. # لم يرد البيت في ديوان الخالديين الذي جمعه سامي الدهان. # ص: وزرا. # ص: مقدور من يقدر للمقدور. # البيتان في المسالك 11: 455 والمطرب: 75 والخريدة 2: 186 ومختارات ابن ~~الصيرفي 131. # البيت مضطرب في ص: رابه على ضنى فأتى ... يده ياسمين. # هذه القطعة والتالية في الشريشي 5: 240. # وردا في الريحان والريعان 1: 141 / أللمعتمد وكذلك في النفح 4: 212 (مع ~~اختلاف في الرواية) وانظر الشريشي 5: 280. # ص: معالي القوافي. # ص: الخدود # ص: وهي. # ص: الحبيات. # ص: مسجورات الجود. # اللخمي هو المعتمد نفسه، والشاعر هنا يشير إلى أنه أشعر من ابن المعتز ~~العباسي. # عبد الرحمن الناصر الخليفة الأموي بالأندلس ولي خمسين سنة (300 - 350) . # عبود: قد يكون اسم فرس (وفي خيل العرب عبيد) والأرجح أنه اسم رجل، ~~والأندلسيون - كما يقول أبو حيان الجياني في النضار - يسمون عبد الله عبودا ~~كما يسمون محمدا " حمودا " (بغية الوعاة 1: 147 تحقيق الأستاذ أبو الفضل ~~إبراهيم) ، والخبب، نوع من السير، كما إنه اسم البحر الذي استعمله الحصري ~~في هذه القصيدة، فهو يقول إن عبودا لا يستطيع أن يجاريه في هذا البحر، بل ~~يقصر عنه كما يقصر العير (الحمار) عن الفرس العتيق (منجرد قيد الأوابد) . # منها أربعة أبيات في أدباء مالقة: 158. # ص: يقتص، والتصويب عن ابن عسكر. # ابن عسكر: شفيت. # ص: رابت. # كذا في ص، ولعل صوابه " ورصت " أو " ربضت " بمعنى ألقت. # انظر الخبر عن وقوع علي أسيرا في يد الألمانيين، وكيف بذل فيه والده عشرة ~~آلاف فلم يقبل أسره الفدية في أعمال الاعلام: 219 (ثم تيسر فكاكه سنة 423) ~~. # عند عودة علي من الأسر عرض عليه والده الإسلام فقبله، ثم أصبح عليه معوله ~~في الأمور (أعمال الاعلام: 221) . # ص: بردائه. # ص: حل. # ص: وأكيل. # ص: تندا. # اضطرب هنا بمعنى ضرب. # أذيالها يعني أذيال الدولة، أي كان قد جعله ولي عهده ms1798. # من الآية: أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين (الزخرف: 18) . # ص: أديم. # يعني أبا المطرف عبد الرحمن بن أحمد بن مثنى. # قام ابن هود بنقل ابن مجاهد ومن معه إلى سرقسطة وأقطعه إقطاعا يمونه ~~(أعمال الأعلام: 222) . # مختارات ابن الصيرفي: 131 والخريدة: 187 وكتاب الآداب: 91. # يعني محمد بن خلصة الشذوني النحوي وكنيته أبو عبد الله، وقد وردت ترجمته ~~في الذخيرة 3: 322 وذكرت هنالك مصادر ترجمته، ويضاف إليها أيضا: المحمدون: ~~399 وأنباه الرواة 3: 125 والوافي 3: 42. # الشريشي 5: 240. # الأبيات في المطرب: 79. # ص: تنكرون. # ص: قال. # ديوان ابن المعتز 4: 108. # ص: سقى الله عينا. # ص: ومقفر. # ص: باب. # ص: دارت. # ص: رده. # ص: بر. # فيه اعتماد على قول ابن هانئ: " فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ". # ص: حاتنا. # ص: مختصره. # ص: زحل. # ص: زعمي. # ص: حبسوا. # ص: على. # انظر القسم الثاني: 66. # ص: القمر. # انظر ياقوت 14: 40 والخريدة 2: 187 والنفح 4: 246 ومختارات ابن الصيرفي: ~~131 والغيث 2: 219 والوافي في نظم القوافي، الورقة: 436. # هذه هي القصائد التي تضمنها ديوانه اقتراح القريح واجتراح الجريح وقد ~~نشره الأستاذان المرزوقي والجيلاني في كتابهما عن الحصري: 243 - 490 وسأشير ~~إليه فيما يلي باسم " اقتراح ". # اقتراح: 275. # ص: غدونا؛ اقتراح: أتوا. # اقتراح: 278. # اقتراح: مثل القتيل خضيبا. # اقتراح: 296. # اقتراح: محلي. # من قول امرئ القيس: # إلى عرق الثرى وشجت عروقي ... وهذا الموت يسلبني شبابي وقيل في تفسير عرق ~~الثرى إنه إبراهيم. # ص: ولدها. # اقتراح: 301. # ص: غريبته. # اقتراح: 306. # اقتراح: فقد إلف. # ص: المسرخ؛ اقتراح: المصوخ؛ والمسخخ: الذي يعرز ذنبه في الأرض. # ص: عين. # اقتراح: الوقت (وهو أصوب) . # ص: علتي. # اقتراح: 344. # اقتراح: 375. # اقتراح: وجر ... النصر. # يبدو أنهما لم يردا في اقتراح القريح. # ص: أبدا. # ص: أن ترى أرض. # ص: أنفا في. # ص: تقصته. # هو أبو المطرف عبد الرحمن بن قاسم الشعبي المالقي (402 - 497) كان فقيه ~~مالقة في عصره، وعليه كانت الفتيا تدور، وكان حافظا من الحفاظ المشاهير، ~~يحفظ المدونة وغيرها، أخذ عن شيوخ جلة كأبي أيوب (أبي العباس) أحمد بن أبي ~~الربيع الأليبري وعن أبي محمد قاسم بن محمد المأموني السبتي وغيرهما؛ وقال ~~فيه الفقيه أبو العباس أصبغ بن ms1799 أبي العباس: " عصرة أهل العلم الرفيعة، ~~وهضبته العبقة البديعة، بذ فيه الجموع والأفراد، وأربى نطره على النفاذ ~~والنقاد، وبورك له فيما منح من الاستيلاء والاستحواذ ... " (وقد جرى ~~التعريف به في القسم الأول: 848 الحاشية: 2 اعتمادا على أدباء مالقة ~~والصلة، ولكني زدت التعريف به هنا بيانا) . # ص: لصاحبتي. # كذا ورد هذا البيت في ص؛ ومعناه فيما أرى: أنني سريت واتخذت الجمل السري ~~(المختار) مصاحبا لي، فهواي يصبي، أما هو الجمل فإنه ينضي، أي بسبب له ~~النحول. # المظلومة: الأرض. # كذا؛ ولعله " نقوض لامر " أي أنه ينقض ما اجتمعت عليه الخوارج من رأي ~~وكيد؛ والامر - بكسر الهمزة - الأمر العظيم الشنيع. # رية هو الاسم القديم لمالقة. # ص: ملك. # ص: وحلت. # هو تميم بن بلقين صاحب مالقة، الملقب بالمستنصر وكان احد الذي استنفرهم ~~يوسف بن تاشفين في جوازه الثاني لحصار حصن لييط، ثم إن المرابطين نحوه ~~وأخاه عبد الله بن بلقين وأرسلوهما إلى العدوة وأسكنا بأغمات (انظر الحلل ~~الموشية: 58 ومذكرات الأمير عبد الله) . # ص: إن جر. # ص: في صدره حرجا. # الفقيهان هما الشعبي وابن حسون. # بنو حسون من الأسر المشهورة بمالقة، وكان منهم أبو علي الحسن بن حسون ~~قاضي مالقة في مدة العالي بن يحيى بن حمود (المغرب 1: 430) وأبو الحكم ابن ~~حسون الذي تولى أمر مالقة فترة من الزمن (النباهي: 104) وذكر ابن الأبار ~~أبا عامر بن حسون (التحفة: 96) وإنه كان واليا على مالقة؛ أما أبو مروان ~~هذا فهو عبيد الله بن عيسى (أو ابن حسين بن عيسى) الكلبي المالقي، ولي قضاء ~~مالقة وكان أبوه (الشهير بحسون) قد وليها لبني حمود (انظر ما تقدم قبل قليل ~~فلعله هو الذي ذكره ابن سعيد باسم الحسن، وذكره ابن الأبار باسم الحسين) ، ~~وتوفي يوم الاثنين لأربع خلون لربيع الآخر من سنة 505 وقد كان ابنه محمد من ~~الفقهاء المشاورين في بلده (أدباء مالقة: 152 - 153 والتكلمة: 921 - 922) . # يبدو أن تميم بن بلقين كان قد عزل أبا المطرف الشعبي، فلما عزل تميم عاد ~~أبو المطرف إلى منصبه، وهذا ما يفسره البيت التالي الذي يصور الشماتة ms1800 ~~بتميم؛ وانظر القصيدة السابقة ففيها تصريح بسوء العلاقة بين تميم من ناحية ~~والشعبي وابن حسون من ناحية أخرى. # ص: فما. # ص: فؤادي. # ص: انبه في عفة. # هناك اثنان يعرفان بابن فضال وكلاهما يكنى أبا الحسن: علي بن فضال ~~القيرواني المجاشعي النحوي وقد شرق، ومدح نظام الملك وزير الدولة السلجوقية ~~(وله ترجمة في الخريدة 1: 287 والمنتظم 9: 33 ومعجم الأدباء 14: 90 وأنباه ~~الرواة 2: 299 وانظر مزيدا من مصادر ترجمته في الخريدة 3: 694 وكانت وفاته ~~سنة 479) ؛ والثاني هو عبد الكريم ابن فضال القيرواني الحلواني - وله ذكر ~~في المطرب: 59، 75 ورايات المبرزين: 107 (غ) ومسالك الأبصار: 456 والخريدة ~~2: 188 وهذا هو الذي غرب فدخل صقلية والأندلس، وقد مر ذكره في القسم الأول ~~1: 506 وأنشد له بيتين في لبس البياض وهو شعار الحداد عند الأندلسيين. # انظرها في المسالك والخريدة والمطرب ومختارات ابن الصيرفي: 131. # في أكثر المصادر: عتاق. # الشريشي 1: 414. # انظر النتف: 103 وما تقدم ص: 215. # الشريشي 1: 414. # ديوان البحتري: 105. # الشريشي 1: 317. # سيترجم له ابن بسام في هذا القسم، وله ذكر في رايات المبرزين: 99 - 100 ~~وبيتاه في الشريشي 1: 317. # وردت في المسالك 11: 456 والمسلك السهل: 496 والشريشي 4: 18. # انظر البيتين وأبيات الحلواني بعدهما في الشريشي 5: 253. # ص: فتكه. # ستجيء ترجمته في هذا القسم: 360. # انظر القسم الأول: 842. # ص: مفرق. # ص: لحاليه؛ وهذا الشطر يبدو تكراراص لما سبقه عن طريق السهو. # ص: وغيره ... مذرعيه. # ص: الذم من خافضيه. # ديوان الوأواوء: 222. # ص: وآيات. # أرجح أن يكون اسمه " إبراهيم بن محمد " وسيسميه إبراهيم في غير موضع في ~~قصائده، ويشير إليه أحيانا بابن محمد. # الشريشي 3: 442. # الشريشي 1: 128. # ص: بعد؛ الشريشي: وخز. # ديوان ابن المعتز 4: 210. # زهر الآداب: 893 والمختار: 336 والذخيرة 1: 910. # هو محمد بن محمد بن جعفر البصري أبو الحسن، أكثره شعره في شكوى الزمان ~~وهجاء شعراء عصره كالمتنبي وغيره (اليتيمة 2: 348 ومعجم الأدباء 19: 6) . ~~وبيته هذا في الشريشي 1: 129 منسوب لابن الجد. # ديوان البحتري: 22. # الديوان: ليواصلنك. # ديوان أبي تمام 2: 77. # من قصيدة تنسب لعدي بن زيد العبادي، انظر ديوانه: 106 (وتخريجه ص: 223) . # ديوان المتنبي: 268. # ص: ينفعك. # شروح السقط: 526. # منها بيتان في الشريشي 3: 356. # ص: على. # يعني اتهم ابن فضال. # ص: ومنابعها. # أب جنيس: أبو جنيس وهي كنية الرمادي بعجمية الأندلس ms1801 (جنيش الرماد) . # منها بيتان في المسالك. # لم يرد البيت في ديوانه، والقافية في (ص) : غبارا. # مرت ترجمته في القسم الثالث: 40. # ص: المأموم. # ص: فقل. # الشريشي 4: 314. # ديوان ابن الرومي: 232 وزهر الآداب: 294 وهذه القصيدة في مدح أبي العباس ~~أحمد بن محمد بن عبد الله بن بشر المرثدي. # ص: لتقبيل. # الشريشي 2: 258. # هو أبو الفتح البسي، والبيتان في اليتيمة 4: 315 وزهر الآداب: 397. # اليتيمة والزهر: برج نجم اللهو. # مصعب بن محمد بن أبي الفرات بن زرارة القرشي العبدري، أبو العرب: ولد ~~بصقلية سنة 423 وخرج عنها لما تغلب الروم عليها سنة 464 قاصدا المعتمد، ~~فدخل إشبيلية في شهر ربيع الأول من السنة التالية (465) وكان إلى شهرته ~~بالشعر عالما بالأدب، روى عنه بعض الأندلسيين كتاب أدب الكتاب لابن قتيبة، ~~وبعد أن سجن المعتمد لحق بناصر الدولة صاحب ميورقة وبقي فيها إلى أن توفي. ~~ويذكر ابن الأبار أنه توفي سنة 506 إلا أن ابن الصيرفي يقول: وبلغني في سنة ~~سبع وخمسمائة أنه حي بالأندلس؛ وقبره وقبر ابن اللبانة بميورقة كان ~~متجاورين، وكان هو رجلا طوالا بينما كان ابن اللبانة دحداحا (التكملة: 411) ~~(انظر ترجمته في التكملة: 703 والخريدة 2: 219 والسلفي: 68، 138 والمسالك: ~~456 وابن خلكان 3: 334 وعيون التواريخ 12: 16 (نقلا عن الذخيرة) ورايات ~~المبرزين: 111 والمغرب (قسم صقلية) وله ذكر في النفح وبدائع البدائه ~~والمنازل والديار: 128 / أ، وعنوان الأريب 1: 123 وقد أشرت إلى بعض مصادر ~~ترجمته في القسم الأول: 90. # وردت هذه القصة والأبيات في المسالك والرايات وبدائع البدائه: 373 والنفح ~~3: 569، 4: 260، 261 وعيون التواريخ. # النفح: أعطيتني، أهديتني؛ عيون: أهديتني. # ص: أحورا. # النفح والعيون: نتاج؛ البدائع: يناخ. # النفح: تصرف. # ص: غرر. # يقول ابن الصيرفي أن هذه القصيدة أول قصيدة أنشدها أبو العرب للمعتمد؛ ~~ومنها الخريدة خمسة أبيات وستة في عيون التواريخ: 19. # الخريدة: والمتيم. # الذخيرة 1: 89 - 90. # ص: الطنيني. # هو محمد بن عبد الرؤوف بن محمد بن عبد الحميد الأزدي - مولاهم - أبو عبد ~~الله، كان عالما باللغة والأخبار والتواريخ وألف كتابا في شعراء الأندلس ~~وتوفي سنة 343. # ص: يشتكي عينا ... يتظلم. # ص: ترفع. # منها سبعة أبيات في عيون التواريخ: 18. # منها بيتان في طراز المجالس: 128 والشريشي 3: 98 وهي في العيون ms1802: 19. # ص: بردان، والتصويب عن الشريشي. # انظر القسم الثاني: 415 وما بعدها. # البيتان في الخريدة 2: 221 والريحان والريعان 1: 156ب والشريشي 3: 171 ~~والعيون: 16. # الخريدة: كأن فجاج الأرض يمناك. # الخريدة: خائف. # الخريدة: فأني. # ديوان النابغة: 52 وزهر الآداب: 1031 والمؤلف يتابعه، والشريشي 3: 17 ~~والعيون: 16. # زهر الآداب، نفسه والشريشي 3: 171 والعيون: 16. # زهر الآداب: 1032 والعيون: 17 وديوان البحتري: 76. # الديوان: لمجدهم من أخذ. # زهر الآداب: 1032 والعمدة 2: 179 والعيون: 17. # عيون التواريخ: 17. # العمدة 2: 179 وديوان المتنبي: 482 والعيون: 17. # زهر الآداب: 1032 والعيون: 17 وديوان البحتري: 76. # الديوان: لمجدهم من أخذ. # زهر الآداب: 1032 والعمدة 2: 179 والعيون: 17. # عيون التواريخ: 17. # العمدة 2: 179 وديوان المتنبي: 482 والعيون: 17. # وردا في الأغاني 13: 163 منسوبين لعبد الله بن حجاج وهما في الكامل 3: ~~131 والحيوان 5: 240 - 241 وحماسة البحتري: 260 ومجموعة المعاني: 138 ~~وينسبان أحيانا للقتال الكلابي (انظر ديوانه: 99) وعيون التواريخ: 17. # لعله هو محمد بن أحمد بن عبد الله الصباغ الصقلي الذي وردت ترجمته في ~~المحمدون: 68 نقلا عن الدرة الخطيرة لابن القطاع. # لعل الصواب: جعل. # س: حمطتك. # ص: الذي. # ص: ونسبها. # ص: غدراته. # حقه أن يقول: توبة الأخيلية. # ص: وقصرت ... وذخرت. # ص: بيض. # ص: وحصنة؛ والسعنة: القربة ينبذ فيها، وربما وضعت فيها المرأة غزلها ~~وقطنها. # زهر الآداب: 320 وقد استشهد ابن بسام من قبل في القسم الأول: 150. # ص: ظنون. # ص: واستغر إليك. # ص: العدال. # ص: تريد. # ص: وتبقى في. # ص: جبل. # ص: وكشفت. # ص: مجهدة. # ص: وتشامخت. # ص: جليدة. # ص: السفن. # ص: الكاف قافا. # ص: فأين منك من. # ما يلي هو نص ما كتبه إليه صديقه حين لامه. # ص: خرفا. # ص: وتجانب. # هو الصمصام بن يوسف ثقة الدولة، تولى بعد أخيه الأكحل تأييد الدولة سنة ~~427 ولم تطل أيامه، بل نار عليه أهل بلرم وأخرجوه، واستقل كل قائد في جزيرة ~~صقلية بمنطقته. # كذا، ويمكن أن تقرأ " الاضطرار ". # لعله: فيغرق أو يخرج. # انظر الخريدة 2: 194 ورايات المبرزين: 112 والمطرب: 54 ومسالك الأبصار: ~~288 والسلفي: 86 وابن خلكان 3: 121 وعيون التواريخ 12: 255 والمكتبة ~~الصقلية ونفح الطيب، وقد كتبت عنه دراسات منها دراسة للأستاذين السقا ~~والمنشاوي (القاهرة 1929) ودراسة بالإيطالية للأستاذ جبراييلي، وقد كتبت ~~عنه فصلا في كتابي عنه فصلا في كتابي " العرب في صقلية ": 235 - 262 ودراسة ~~جعلتها مقدمة على ديوانه الذي قمت ms1803 بنشره سنة 1960 ويبدو من المقارنة أن ~~الذخيرة انفردت بقصائد لا نجدها في أصول ديوانه، ومعنى ذلك - في الأرجح - ~~أن هذه القصائد تمثل رواية - أو مجموعة - كانت له بالأندلس، وبخاصة وإن ابن ~~بسام لقيه وسمع شعره، ولكن ابن حمديس عاش حتى سنة 527 وكثر شعره، فالذخيرة ~~تمثل حقا المرحلة التي سبقت مغادرته لندلس وبعض قصائد مما قاله في بني زيري ~~من بعده. وسأعارض شعره الوارد هنا بديوانه وحده لأني قمت بتخريج شعره من ~~المصادر المتيسرة حين تحقيق الديوان نفسه. # ديوانه: 204. # الديوان: ولا جننت بخصر. # روايته في الديوان: # وشربة من دم العنقود لو عدمت ... لم تلف عيشا له صفو بلا كدر أو لعله بيت ~~آخر وقع موقعه أو بعده. # الديوان: بلغت. # روايته في الديوان: # لا يسمع الأنف من نجوى تأرجها ... إلا دعاوي بين الطيب والزهر الديوان: ~~غار. # الديوان: سهري، وفي ص: سحر. # الديوان: ففيك. # هذه الأبيات الثلاثة لم ترد في رواية الديوان وأثبتها هنالك في الحاشية: ~~208. # ديوانه: 88. # ديوان أبي نواس: 244. # ديوان ابن حمديس: 89. # ديوانه: 559 (عن الذخيرة) . # ديوانه: 544 (من الذخيرة) . # ديوانه: 110. # الديوان: قطعت لها بالعزم نجدا وصحصحا. # الديوان: ويحتال من أهل القريض ... يهادي القوافي. # الديوان: وأصحابي ... تجده. # القسم الثاني: 75 وديوان ابن حمديس: 267. # ديوان ابن حمديس: 268 - 269 والذخيرة 2: 76. # الديوان: 557 (عن الذخيرة) ومنها أربعة أبيات في المسالك. # ص: تريد (دون اعجام للياء) . # المسالك: عنس. # لعل صوابه: حينما يبذل القرى أو: حين يستنزل القرى. # كذا هو في ص ولعله: " بالهدى " أو ما أشبه. # ديوان ابن حمديس: 28. # الديوان: أتحسبني أنسى وما زلت ذاكرا. # الديوان: علمت بتجريبي أمورا جهلتها. # ص: حلا من ضلوعي بين زند الكواعب. # له وجه من معنى، وأحسبه " يعد " كما في الديوان. # الديوان: كيف لي بفكاكها. # ص: وكأنها. # ما حذفه ابن بسام قبل هذا البيت يشوء السياق، ففي ما قبله كان ابن حمديس ~~ينعى على قومه مشوبهم في فتنة قسمتهم وأوهنت قوتهم، وفي هذا البيت وما يليه ~~يشيد بما كان لهم من بطولات قبل تلك الفتنة. # ديوانه: 14 ومطلعها مختلف، وهو: # ألا كم تسمع الزمن العتابا ... تخاطبه ولا ms1804 يدري الخطابا والأبيات الثلاثة ~~الأولى هنا ليست في رواية الديوان. # الديوان: عن الأبصار. # قراءة غير دقيقة لما في ص، واقرب الصور المثبتة " الحدفا ". # الديوان: يمان كلما. # الديوان: صروف. # الديوان: نكرمها اكتسابا. # الديوان: 54، 539 (والثانية نقلا عن الذخيرة وهي تكاد تكون رواية مستقلة) ~~. # الديوان: قطعت (54) . # من هنا حتى آخر القصيدة مما تستقل به رواية الذخيرة. # هكذا في ص؛ وله وجه، والأحسن ما أثبته في الديوان " وقمص ". # ص: الجو. # ص: بالتأويل. # الديوان: 537 (عن الذخيرة) ومنها في المسالك ثمانية أبيات. # ص: حملة. # فيه إشارة إلى قولهم: " إن الرائد لا يكذب أهله ". # ص: فنقطت بالجاري وبالمتشهلب. # الديوان: 550 (عن الذخيرة) ومنها في المسالك أربعة أبيات. # في ص صورة: من أن (دون إعجام) . # ص: عين. # ص: نفحة. # ص: المشحر. # المسالك: لأبقت. # الديوان: 375. # ورد بدل هذا المطلع في الديوان: # أغمر الهوى كم ذا تقطعني عذلا ... قتلت الهوى علما أتقتلني جهلا ص: بدعا. # الديوان: أراني له موله من الفضل لا مثلا. # الديوان: على كل بان غاية منه أو فضلا. # الديوان: فجاء ### | .... # تبعث. # الديوان: تجوز. # ص: مدارسها. # ص: منزع تعدي. # ص: نواظرها. # ص: تختتل. # الديوان: 359 (عن الذخيرة) . # الديوان: 85. # جاء في موضعه بيت آخر في الديوان. # الديوان: مدمج. # الديوان: ريقا، سد على ذوب العقيق ما فتح. # الديوان: الزق. # الديوان: ينأى بها سرورنا عن الترح. # الديوان: # قد علمت مزاجه فشربها ... يجرحه ثمت يأسو ما جرح هذا البيت مع اثنين ~~آخرين وردت في الوافي في نظم القوافين الورقة: 49 (مخطوطة ليدن) . # الديوان: يقدح نارا ... الماء. # الديوان: لنا. # الديوان: # حتى علا الجو دجى لم يغتبق ... فيه الحيا من الثرى كما اصطبح الديوان: # غراب ليل فوقنا محلق ... يقبض عنا ظله إذا جنح ص: كف. # الديوان: يا لائمي. # الديوان: 554 (عن الذخيرة والمسالك) . # ص: سريت. # شروح السقط: 240. # الديوان: 541 (عن الذخيرة. ومنها بيتان في المسالك) . # الديوان: 186. # الديوان: يصقل. # الديوان: صبا أعلنت للعين ما في. # ص: وأقبل سكرا. # ص: حط. # الديوان: بكاسات الصبوح. # الديوان: 24 وسرور النفس: 433. # الديوان: عجبت. # الديوان: 541 (عن الذخيرة والمسالك) . # الديوان: 143 (والبيت الأول من الذخيرة والمسالك) ومنها بيتان ms1805 في الشريشي ~~1: 311 منسوبان لابن الصباغ الصقلي. # الديوان: 556 (عن الذخيرة) . # الديوان: 555 (عن الذخيرة) . # الديوان: 559 (عن الذخيرة) . # الديوان: 542 (عن الذخيرة) . # كذا في ص، وأحسب صوابه: " تقرب ". # هو عبد الله بن خلية القرطبي، المعروف بالمصري، قال ابن سعيد: لطول ~~إقامته بمصر، وأنكر ابن حيان أن يكون ابن خليفة (وكان ابن جار له) قد تعدى ~~في رحلته العدوة، وأنحى عليه بالذم عند الحديث عن الشعراء الذي أنشدوا ~~قصائدهم في الأعذار الذنوبي (ص: 137، 139) وقد دافع عنه الحجاري في المسهب، ~~وذمه ابن اللبانة في كتابه " سقيط الدرر " لأنه لم يكن وفيا للمعتمد بعد ~~خلعه (انظر ترجمته في المغرب 1: 128 وفيها اعتماد كثير على الذخيرة؛ وراجع ~~أيضا الخريدة 2: 193 والمسالك 11: 466 وأجرى ذكره في القلائد: 6 والمطمح: ~~15 وله أشعار في النفح) . # المغرب: العالم. # ص: رواية. # انظر ما تقدم: 137، 139. # ص: لداته. # انظر المغرب 1: 131 والشريشي 3: 311. # مقتبس من قول الأول: # إذا وقع الذباب على طعام ... رفعت يدي ونغمي تشتهيه انظر القسم الأول: ~~145 باختلاف في الرواية. # المغرب 1: 129 - 130. # ص: ونار الحجاب؛ وأثبت ما في المغرب. # ص: البلاد. # المعاني الكبير: 1253 واللسان (أدم) وفصل المقال: 197 والصداقة والصديق: ~~28. # ديوان التهامي: 57. # ص: تعرض. # ابن خلكان 2: 315 والهفوات النادرة: 37 وغرر الخصائص: 134 (ط / 1318) ~~والبيتان وحدهما في عيار الشعر: 92. # بياض في ص، وأثبت ما عند ابن خلكان. # المعروف: " أبا " ولكني أبقيته على حاله، إذ لعل الشاعر هنا يحاكي قول ~~كعب بن سعد الغنوي (وهو شاهد نحوي) " لعل أبي المغوار منك قريب ". # ص: بآية. # المغرب 1: 130. # المغرب: بين. # زهر الآداب: 923 والصناعتين: 208 والوساطة: 318 وديوان أبي نواس: 66. # ديوان المتنبي: 80. # انظر الخبر والشعر في بدائع البدائه: 333 وديوان أبي نواس: 103. # بدائع: لحيات البلاد. # طممت أجزاء من الورقة هنا فلم أتمكن من قراءة ما وضعت نقطا في موضعه. # منها بيتان في النفح 3: 118. # قصيدة أبي الطيب مطلعها: " دروع لملك الروم هذه الرسائل " (الديوان: 364) ~~وقصيدة المعري: " ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل " (شروح السقط: 519) . # شروح السقط: 1041. # ص: جميل. # ص: عزيز. # ص: أعطيك. # نفح الطيب 1: 529. # نفح الطيب 1: 529. # ابن خلكان 5: 348. والمسالك: 304 والشريشي 3: 205. # ابن خلكان: ما يأتي به. # ابن خلكان: ساجعة. # ابن خلكان: عليه الدهر ms1806 مصطخب. # ص: الأعجام. # هو أبو الأصبغ عبد العزيز البطليوسي، وكان طبيبا مستهترا بالخمر وكان ~~يقول: أنا أولى الناس بألا يترك الخمر لأنني طبيب أحبها عن علم بمقدار ~~منفعتها (انظر المغرب 1: 369 والنفح 3: 452 وكتب لقبه فيه " القلندر "، ~~وورد عند العماد في الخريدة 2: 258 من لقبه " القمندر " ولكنه كناه أبا ~~بكر) . # ص: إليه. # المغرب 1: 130 ومنها ثلاثة أبيات في الشريشي 5: 305. # صوابه: فهاتي. # المغرب: في طوافي. # الشريشي: المزن. # المغرب 1: 130. # ص: أراني. # ذكره ابن سعيد في رايات المبرزين: 110 (غ) باسم " عبد الله " وأورد له ~~بيتين في حرشوفة نقلا عن كتاب " زمان الربيع " للخشني، وانظر المسالك 11: ~~457. # انظر القسم الأول: 843. # ص: مشعوث. # ص: مراوحة. # منها بيتان في المسالك 11: 457 - 458. # لعله: البطليوسي، أي القلمندر الذي مر التعريف به آنفا ص: 357. # ص: جوانحي. # النفح 3: 458 والقسم الثاني من الذخيرة: 837. # ص: أعيذك. # ص: مماليكهم. # ص: خاطب. # ص: مخيل. # ص: فراني. # ص: محول. # ص: مقالتها (دون إعجام التاء) تبيد. # يجيء أحيانا " فانو " (انظر البيان المغرب 4: 103) . # انظر نفح الطيب 3: 119 (وفيه نقل عن الذخيرة) ونقل المقري حكاية المضحك ~~البغدادي في مجلس المنصور بن أبي عامر وسماه " الفكيك "، وهو خطأ لأن ~~الفكيك لا يمكن أن يكون قد أدرك عهد المنصور (انظر ما تقدم في هذا القسم ص: ~~28) . # ص: المذكورين. # استهز في. # ترجمته في القسم الثاني: 809. # النفح 3: 119. # بعدلك: لم يبق في ص إلا " لك ". # ص: الحمدي، والحمدوي (ويرد في المصادر " الحمدوني ") هو إسماعيل بن ~~إبراهيم بن حمدويه وكان كثير النظم في طليسان بن حرب وشاة سعيد (انظر طبقات ~~ابن المعتز: 371 والأغاني 12: 61 والوافي 9: والفوات 1: 173 وابن خلكان 7: ~~95) . # زهر الآداب: 234 والغيث 2: 123. # الغيث: (نفسه) والإيجاز والإعجاز: 87 وقد نسب فيه لأبي الحسن اللحام ~~الحراني، كما نسب في رفع الحجب 1: 97 لابن الرومي، وانظر الذخيرة 1: 308. # ما جاء مضمنا في الأبيات فهو من قصيدة لامرئ القيس في ديوانه: 153 وما ~~بعدها. # منها أبيات في النفح 3: 119 - 120. # ص: وأوشح. # ص: وروى، واثبت ما في النفح. # ص: قال. # منها أبيات في النفح 3: 120. # ص: عليا؛ النفح: بقاء. # ص: ما. # ص: بيمينك. # ص: لأشعار. # ترجمته في جذوة الاقتباس 2: 536 نقلا عن الخذيرة، وانظر المسالك ms1807 11: 458. # ص: وحاله. # حاول ابن القاضي المكناسي حل هذا الحوار عن طريق التصحيف، حلا جزئيا، ~~ولعله وفق في بعضه فليراجع (عبدك: عندكن نعم، يعم، الفتى: الفسا ... الخ) . # بطياس: قريبة حلب (انظر ديوان البحتري: 214، 1135) . # اسمه أحمد بن عبد الله بن العباس وهو عم أبي بكر الصولي (انظر ديوان ~~البحتري: 1127 والحاشية) . # انظر المسالك 11: 458 والمغرب 2: 470 أبو بكر العطار (بحذف كلمة ابن) ~~والنفح 4: 10 وفي عنوان المرقصات: 30 من اسمه عبد الله بن محمد العطار ولا ~~أظنه هو لأن المترجم به اسمه في النفح " محمد "، ولعبد الله العطار أيضا ~~ترجمة في المسالك 11: 432 وهو من شعراء الأنموذج، فهو علي هذا ليس من ~~يابسة. # ص: قد سدت، والتصويب عن المسالك. # ص: ألفت. # ص: تكسره. # المسالك: تنفك ... تظللها. # ص: تستعف. # النفح: أمطيت. # منها بيتان في المغرب والمسالك. # الكواثب: جمع كاثبة من الفرس قدام السرج. # أورد العمري منها ثلاثة أبيات. # ص: وضاح. # سقط عنوان الفصل من ص، وهذا قد يفسر كيف أن العمري في المسالك لم ينتبه ~~إلى أن ابن بسام قد انتقل إلى ترجمة جديدة، ولهذا أدخل العمري بيتي شعر ~~لابن القابلة في ترجمة ابن العطار اليابسي؛ وحين أراد أن يترجم لابن ~~القابلة عقد له ترجمة مستقلة (11: 229) واعتمد في هذه الترجمة على عنوان ~~المرقصات: 30 وهي قاصرة على ثلاثة أبيات له وردت أيضا في الدرة المضية: 487 ~~واسم القابلة عبد الله، ولابد من أن نفرق بينه وبين ابن قابلة آخر ليس ~~سبتيا وهو محمد بن يحيى الشلطيشي (المغرب 1: 352) . # الشريشي 1: 61. # انظر القصة في بدائع البدائه: 81 والنفح 3: 610، 4: 13. # PageV07P401 # فأول من أبدأ به منهم من رسخت أصوله في تربة التقديس والتسبيح، والتفت ~~فروعه بأجنحة الملائكة والروح، من عبد الرحمن في زمانه، وخلعت الأوثان بين ~~صارمه وسنانه، صلى الله عليه أتم صلاة وأزكاها، وأقربها من رضوان الله ~~وأدناها، وعلى أهل بيته أولى الناس بنصح جيوبنا، وأحقهم بطاعة قلوبنا، ~~وأرجاهم لحط خطايانا وذنوبنا. # فصل في ذكر الشريف أبي القاسم المرتضى ذي المجدين علم الهدى (1) # وإثبات جملة من شعره الذي شرف بقائله وطائله، وعرف بجلالة ناظمه، وأصالة ~~مباديه وخواتمه ms1808. # كان هذا الشريف المرتضى إمام أئمة العراق، بين الاختلاف والاتفاق، إليه ~~فزع علماؤها، وعنه أخذ عظمائها: صاحب مدارسها، وجماع شاردها وآنسها، ممن ~~سارت أخباره، وعرفت به أشعاره، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره؛ إلى ~~تواليفه في الدين، وتصانيفه في أحكام المسلمين، بما يشهد أنه فرع تلك ~~الأصول، ومن أهل PageV08P465 # ذلك البيت الجليل؛ وقد أخرجت من شعره ما لا يمكن لحاقه، ولا ينكر تبريزه ~~وسابقه. # جملة من شعره في أوصاف شتى # في وصف الطيف # [قال] (1) : # ما زال يخدعني بأسباب المنى (2) حتى حسبت بأنه حقا معي # أحبب إلي وقد تغشى ناظري وسن الكرى بالطيف يطرق مضجعي (3) # ولقد عجبت على المسافة بيننا كيف اهتدى من غير هاد موضعي # أفضى إلى شعث لقوا هاماتهم لما سقوا خمر الكرى بالأذرع # هجعوا قليلا ثم ذعذع (4) نومهم غب السري داعي الصباح المسمع # وقال: (5) # وزور تخطى جنوب الملا فناديت أهلا بذا الزائر # أتاني هدوا وعين الرقيب مطروفة بالكرى الغامر # وأحبب به (6) يسعف الهاجعين وتحرمه مقلة الساهر # وعهدي بتمويه عين المحب ينم على قلبه الطائر # فلما التقينا برغم الرقاد موه قلبي على ناظري PageV08P466 # قال الشريف المرتضى (1) : قلت هذه الأبيات في سنة أربع (2) وثمانين ~~وثلاثمائة، وتداول أهل الأدب إنشادها، واستغربوا هذا المعنى، وشهدوا أنه ~~مخترع لم يسمع، فلما تصفحت ديوان شعر أخي لاستخراج ما يتعلق بوصف الطيف في ~~هذا الوقت وهو سنة اثنتين (3) وعشرين وأربعمائة وجدت هذه البائية بخطه على ~~ظهر الجزء الثاني من شعره (4) : # إن طيف الخيال زار طروقا والمطايا بين القنان وشعب # زارني واصلا على غير وعد وانثنى هاجرا على غير ذنب # كان قلبي إليه رائد عيني فعلى العين منة للقلب # كان عندي أن الغرور لطرفي فإذا ذلك الغرور لقلبي # فلست أعرف كيف جرت في خبرها، وهل قصد رحمه الله إلى نظمها حتى لا يخلو ~~شعره من هذا المعنى، أو أنسي سماعه مني، وقذف به خاطره وجرى على هاجسه، ~~وكثيرا ما يلحق الشعراء ذلك فيتواردون في بعض المعاني المسبوق إليها، وقد ~~كانوا سمعوها فأنسوها، فالخواطر مشتركة، والمعاني معترضة ms1809 لكل خاطر، وكيف ~~جرى الأمر فيها فإن العنصر واحد، وأينا سبق إلى معنى فالآخر بالنجر والسنخ ~~إليه سابق وبه عالق: # وقال المرتضى (5) : # أمنك سرى طيف وقد كان لا يسرى ونحن جميعا هاجعون على الغمر # تعجبت منه كيف أم ركابنا وأرحلنا بين الرحال وما ندري PageV08P467 # وكيف اهتدى والقاع بيني وبينه ولماعة القطرين (1) مناعة القطر # وأفضى إلى شعث الحقائب عرسوا على منزل وعر ودوية قفر # وقوم لقوا أ " ضاد كل طليحة بهام ملاهن النعاس من السكر # سروا وسماك الرمح فوق رؤوسهم فما هوموا إلا على وقعة النسر # وبات ضجيعا لي ونحن من الكرى كأنا تروينا العتيق من الخمر # أضم عليه ساعدي إلى الحشا وأفرشه ما بين سحري إلى نحري # قال المرتضى: قلت: " مناعة القطر "، وهي على الحقيقة ممنوعة، لأقابل بين ~~لماعة ومناعة، والمعنى مع ذلك صحيح / [131 وإنما قلت: سماك الرمح (2) لضيق ~~الشعر، ومعنى: " لقوا أعضاد كل طليحة " أي توسدوا أذرع المطي كلالا ~~وتصعلكا. # قال ابن بسام (3) : ومثله قول ذي الرمة (4) : # رمى الإدلاج أيسر مرفقها بأشعث مثل أشلاء اللجام # يعني نفسه [و] أنه عرس على إحدى ذراعي ناقته، وخص اليسرى لتكون وجوههم ~~ووجوه الإبل في ناحية واحدة فيكتلئوا بأبصارها (5) [لأنها أبصر وأسهر] ولو ~~توسدوا أيامن المطي كانت وجوههم إلى أعجازها؛ وفي الاكتلاء لعين المطية ~~يقول الآخر (6) : # أنخت قلوصي واكتليت بعينها وآمرت نفسي أي أمري أفعل # وقال ذو الرمة أيضا (7) : PageV08P468 # جنحن على أردافهن وهرموا سحيرا على أعضادهن المياسر # وقال أيضا (1) : # رجيعة أسفار كأن زمامها [شجاع] لدى يسرى الذراعين مطرق # كأن الزمام وإنما يكون في الشق الذي يضطجع عليه، وقد بين ذلك أبو حية ~~بقوله: # [-] (2) أيمن الكشحين منه إلى يسرى يدي حرج أمون # وإنما يتوسد القوم أيمانهم السلاح من أياسرهم، وأن معرسهم ليس بمكان ~~طمأنينة ولا وضع السلاح من أياسرهم. # وقوله: " فما هوموا إلا على وقعة النسر "، بين مسامته السماك لقمة الرأس ~~من وقعه زمان طويل. ومثله مما أنشده أبو علي البغدادي (3) ، إلا إنه في ذكر ~~الشعرى والنسر، قول أيمن بن خريم: # أتاني بها يحيى ms1810 وقد نمت نومة وقد غابت الشعرى وقد جنح النسر # وقد أنكر أبو عبيد البكري عليه هذه الرواية وقال (4) : الصحيح في المعنى: ~~" وقد طلع النسر "، لأن الشعرى العبور إذا كانت في أفق المغرب كان النسر ~~الواقع طالعا من أفق المشرق على نحو سبع درجات، وكان النسر الطائر لم يطلع: ~~وإذا كانت الشعرى الغميصاء في أفق المغرب، كان النسر الواقع حينئذ غير ~~مكبد، فكيف أن يكون جانحا، وكان النسر الطائر حينئذ في أفق المشرق طالعا ~~على نحو سبع درجات أيضا؛ فرواية أبي علي لا تصح ألبتة، فكأن النسر الواقع ~~نظير الشعرى العبور؛ قال الشاعر: # وإني وعبد الله بعد اجتماعنا لكالنسر والشعرى بشرق ومغرب PageV08P469 # بلوح إذا غابت من الشرق شخصه وإن تلح الشعرى له يتغيب # وقال أبو نؤاس (1) : # وخمارة نبهتها بعد هجعة وقد لاحت الجوزاء وانغمص (2) النسر # فقالت: من الطراق قلنا عصابة خفاف الأوادي تستقى لهم الخمر # قال ابن بسام: وأبو عبيد البكري هذا كان آخر علماء أفقنا بالأوان، وأولهم ~~بالبراعة والإحسان، حتى كأن العرب استخلفته على لسانها، والأيام ولته زمام ~~حدثانها، وقد ذكرت [له] القسم الثاني من هذا التصنيف (3) ، عدة من التواليف ~~في شتى الفنون، تشهد أنه تلقى راية المعارف باليمين. # وقال المرتضى من قصيدة أخرى (4) : # ألا يا ابنة الحيين مالي ومالك وماذا الذي ينتابني من خيالك # هجرت وأنت الهم إذ نحن جيرة وزرت وشحط دارنا من ديارك # فما نلتقي إلا على نشوة الكرى بكل خدارى من الليل حالك # يفرق في ما بيننا وضح الضحى وتجمعنا زهر النجوم الشوابك # وما كان هذا البذل منك سجية ولا البذل (5) يوما خلة من خلالك # فكيف التقينا والمسافة بيننا وكيف خطرنا من بعيد ببالك # ولما امتطيت الليل كنت حقيقة بغير الهدى لولا ضياء جمالك PageV08P470 # وهذه أبيات غريبة الطرح، بدوية السنخ. # وقال في أخرى (1) : # يا طيف زرنا إن نشطت لنا فالركب بالأبواء قد نزلا # عد النهار مطية لغبث وخذ الظلام مع السرى جملا # ودع التعلل فالحبيب إذا مل الوصال تطلب العللا # عجل سراك إلى مضاجعنا وإذا خطرت ms1811 (2) فلا تغب عجلا # من أين يعلم من نحاذره قطع الخيال الحبل أم وصلا # وقال (3) : # يا طيف ألا زرتنا بسواد لما تضرعنا حيال الوادي # وما كان ضرك والوشاة بمعزل عنا جميعا لو طرقت وسادي # والري فيك وقد صديت فقل لنا منا علينا كيف ينقع صاد # ومن أجل أنك تسعفين على الكرى أهوى الرقاد ولات حين رقاد # يا زورة من باخل بلقائه (4) عجلت عطيته على الميعاد # ترك البياض لآمن وأتى به فرق الوشاية على ثياب حداد # وقال (5) / [132] # ألا [يا] أيها الحادي قف العيس على الوادي # وأين الطيف من ظميا - ء أمسى وهو معتادي PageV08P471 # جفا صبحا ووافاني صريعا بين أعضاد (1) # تلاقينا بأرواح وفارقنا بأجساد # قال المرتضى: الأرواح لا يصح لها في الحقيقة التلاقي والزاور، لكن ~~الشعراء لما رأوا الأجساد في طيف الخيال لم تلتق ولا تدانت، نسبوا التلاقي ~~إلى الأرواح تعويلا على من جعل النفس لها قيام بنفسها، وأنها غير الجسد، ~~وأن التصرف لها، فجرينا على هذا الطريق، وإن كان باطلا بالتحقيق. # وقال (2) : # رازني والرقاد مني ومنهم داخل في العيون من كل باب # زورة زورت علي ولو كا - نت يقينا لما شفت بعض ما بي # وقال (3) : # قل لطيف الخيال ليلة حوم - نا بنجد هلا طرقت هزيعا # والمطايا من الكلال على رم - ل زرود قد افترشن الضلوعا # ما على من يحل بالغور بو با - ت لنا طيفه بنجد ضجيعا # خادعونا بالزور منكم عن الح - ق فما زال ذو الهوى مخدوعا # واطلبوا إن وجدتم كاتما للسر منكم فقد وجدنا المذيعا # وقال (4) : # وليلة بتنا بالأبيرق جاءني على نشوة الأحلام وهنا رسولها # خيال يريني أنها فوق مضجعي وقد شط عني بالغوير مقيلها PageV08P472 # فيا ليلة ما كان أنعم بثها تنازح غاويها ونام عذولها # وما ضرني منها وقد بت راضيا بباطلها أن بان ضبحا بطولها # فلما تجلى الليل بالصبح وامحت دياجير مرخاة عليها سدولها # أفقت فلم يحصل علي من الذي خدعت به إلا ظنون أجليها # قال المرتضى (1) : ولهذه الأبيات ما تراه، مما لا تقدر على جحده من ~~الفصاحة والطلاوة ms1812 والبدوية التي يوجد طعمها في فصيح الكلام؛ وإنما جعلت ~~الطيف رسولها لأنه مذكر بها ومتجم عنها، فجرى مجرى الرسول، وكان عندي أنني ~~سابق إلى وصف الطيف بالرسول حتى وجدت أشجع السلمي يقول: # حي طيفا أتاك بعد المنام يتخطى إليك هول الظلام # شحط الحي من سعاد ومنا رسل بيننا من الأحلام # وقال البحتري (2) : # إذا أرسلت طيفا يذكرني الهوى رددت إليها بالنجاح رسولها # وقال المرتضى (3) : # وزور زارني والليل داج [وقد ملأ الكرى منا العيونا] # يريني أنه ثاني وسادي مضاجعة وزور ما يرينا # نعمت بباطل ويود قلبي ودادا لو يكون لنا يقينا # وقال (4) : # حللت بنا والليل مرخ سدوله فألا وضوء الصبح في العين مشرق PageV08P473 # فأحبب به من طارق بعد هدأة على نشوة الأحلام لو كان يصدق # ولما تفرقنا ولم يك بيننا هنالك لولا النوم إلا التفرق # تطاير وصل غرنا فكأنه رداء سحيق أو ملاء مشبرق # وقال (1) : # ألم خيال من أميمة طارق ومن دون مسراه اللوى فالأبارق # ألم بنا لم ندر كيف لمامه وقد طال ما عاقته عنا العوائق # فلله ما أولى الكرى من دجنة جفتها الدراري طلعا والبوارق # نعمنا به حتى كأن لقاءنا وما هو إلا غاية الزور، صادق # فما زارني في الليل إلا وصبحنا تسل علينا منه بيض ذوالق # وكيف ارتضيت الليل والليل ملبس تضل به عنا وعنك الحقائق # تخيل لي قربا وأنت بنجوة وتوهمني وصلا وأنت مفارق # وقال (2) : # ضن عني بالنزر إذ أنا يقظا - ن وأعطى كثيرة في منامي # والتقينا كما اشتهينا ولا عي - ب سوى أن ذاك في الأحلام # وإذا كانت الملاقاة ليلا فالليالي خير من الأيام # وقال (3) : # وسدني كفه وعانقني ونحن في سكرة من الوسن # وبات عندي إلى الصباح وما شاع التقاء لنا ولم يبن PageV08P474 # خادعني ثم عد خدعته بمقلتي منة من المنن # فإن تكن زورة مهومة فقد أمنا به من الظنن # وإن يكن باطلا فكم باطل عاش به ميت من الحزن # [وقال] (1) : # يا خليلي من ذؤابة قيس للتصابي رياضة الأخلاق / [133] # غنياني بذكرهم تطرباني واسقياني دمعي بكأس دهاق # وخذا ms1813 النوم من جفوني فإني قد خلعت الكرى على العشاق # فصل في ذكر الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي # واجتلاب سابق أشعاره، ورائق أخباره (2) # كان أبو القاسم نجما مطالعه الدول، وبحرا عبابه القول والعمل، وروضة تقوت ~~القلوب نفحاتها، وتقيد الأبصار صفاتها وموصوفاتها، أما العلماء فعيال عليه، ~~وأما العظماء فلعب في يديه، وأما الأقلام فبعض شيعه وأنصاره، وأما الأقاليم ~~فبين إيراده وإصداره، وأما مكانه من العلم الحديث والقديم، وسبقه إلى غايتي ~~المنثور والمنظوم، وإقدامه على المهالك، وتلاعبه بالأملاك والممالك، فأشهر ~~من الصباح، وأسير من الرياح. PageV08P475 # ومن أوابد أخباره، وخالد آثاره، كتابه المترجم ب - " المنخل " في اختصاره ~~" إصلاح المنطق " لابن السكيت (1) ، فإنه غاية لا يتعاطاها إلا من بهر ~~عتقه، واشتهر سبقه، وطريقة لا يتوخاها إلا من رسخت في العلم قدمه، وترامت ~~به إلى معالي الأمور هممه؛ ومما يعجب من أمره، ويرفع الصوت بجلالة قدره (2) ~~: " أنه استظهر القرآن وعدة من الكتب المجردة في اللغة، ونحو خمسة عشر ألف ~~بيت من مختار الشعر [القديم، ونظم الشعر] وتصرف في النثر، وبلغ من الخط إلى ~~ما يقصر (3) عنه نظراؤه، ومن علم الحساب وجميع الأدوات (4) إلى ما يستقل ~~بدونه الكاتب، وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة، واختصر ذلك الكتاب ~~فتناهى في اختصاره، وأوفى على جميع فوائده، حتى لم يفته شيء من ألفاظه، ~~وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار، وجمع كل نوع ~~[إلى] ما يليق به ". # ولما أوقع الحاكم بأبيه وأهل بيته ونذر دمه، خرج من مصر معتقدا لعلو همته ~~ناشدا لضائع ذمته، فأتى مكة فحمل أبا الفتوح (5) على القيام بها، وقرب له ~~ما كان يستبعد من طلبها، وجسره على أخذ ما كان بها من محاريب الفضة والذهب ~~PageV08P476 # فضربها دنانير، وفرقها على من تبعه من ذؤبان العرب، ثم سار يدعو إليه، ~~ويسفر بينه وبين من عسى أن يأبى عليه، حتى دخل الرملة وصعد منبرها، فالا من ~~غير استفتاح لتحميد ولا صلاة على النبي عليه السلام قول الله تعالى: (إن ~~فرعون علا في الأرض ms1814 وجعل أهلها شيعا) وأومأ بيده إلى مصر، يعني الحاكم ~~(يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين. ~~ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) (القصص: 4) ثم عاد إلى أبي ~~الفتوح المذكور، وهزه لذلك، فألفى سيفه كهاما، وسحابه جهاما، فخرج إلى ~~العراق، ودخل الكوفة متقربا لسلطانها، ثم خافه وزير قرواش (1) فتقرب إليه ~~بالمال، وأشار عليه بالترحال، فصار إلى ميافارقين، وأميرها يومئذ نصر ~~الدولة أحمد بن مروان الكردي، فتقلد وزارته بعد طول مقام، وبعد مرام، وخلع ~~المرقعة والصوف، ولبس المسك والشفوف، فهتك ستر الحياء، وخلع ربقة الرياء، ~~فصار كمال قال في نفسه، وقد ابتاع غلاما تركيا كن يهواه، قبل أن يبيعه منه ~~مولاه (2) : # تبدل من مرقعة ونسك بأنواع الممسك والشفوف # وعن له غزال ليس يحوي هواه ولا رضاه بلبس صوف # فعاد أشد ما كان انتهاكا كذاك الدهر مختلف الصروف # ثم روسل بعد بوزارة الموصل (3) ، فسار إليها، وتقلد لحينه وزارة المستولى ~~عليها، فملك زمامها، وصرف أيامها، ودوخ معالمها وأعلامها، وأتى على ما كان ~~بها من رمق، وجرى من العسف بأعاظم أهلها من أبعد طلق؛ ثم راسلته وزارة ~~بغداد وأميرها يومئذ أبو علي بن سلطان الدولة أبي شجاع بن بهاء الدولة بن ~~عضد PageV08P477 # الدولة بن ركن الدولة أبي علي، فتبحبح ذروتها، واقتعد لوقته صهوتها، ~~فانتظمت له الأيام، وحمد على يديه النقض والإبرام، وبلغ الحال التي تصغر ~~عنها النعم، وتقصر دونها الهمم، ثم إن أبا علي أوقع بمن كان يتهمه من ~~الأتراك، وكان قد نهاه الوزير، وأشار عليه بما يقتضي التدبير، فأبى إلا ~~ركوبا لرأسه، وإدلالا بنفسه، فاضطرب العسكر اضطرابا اضطرهما جميعا إلى ~~الهرب، وأفضى بهما إلى استجارة أمير العرب. # حدث تحرير غلامه قال: عهدي بالوزير وهو خارج، وقد لبس ثيابا رثة، وعلى ~~وجهه منديل قد لفه فيه لئلا يمتاز / [134] من جملة العامة، وقد أقبل علي ~~واستقبلني في الدهليز ينشدني لنفسه في الحال (1) : # تمرست مني العلا بامرئ (2) قد علق المجد بأمراسه # يستنجد النجدة من رأيه ويستقل الكثر من باسه (3) # أروع لا ms1815 يرجع (4) عن تيهه والسيف مسلول على راسه # وقد قيل إن إخراجه الملك معه إنما كانت حاجة في نفسه قضاها، وخطة من مكره ~~ألزمه إياها، إبقاء على جلالة المقدار، وأنفة من الانفراد بعيب الفرار، ثم ~~إن أبا علي ثاب سلطانه، وراسله شيعه بالحضرة وأعوانه، فعاد إليها، وأقام ~~أبو القاسم بالموصل وقد كثر أتباعه، وملأ البلاد [عيانه] وسماعه، فأقام بها ~~يسيرا، واستشعر من صاحبه تقصيرا، فاستأذنه في الرجوع إلى ميافارقين، فحلها، ~~وتلقاه نصر الدولة بالاصطناع، وأقطعه صامت الأموال وفاشي الضياع، ثم روسل ~~ثانية PageV08P478 # من بغداد للوزارة، واستأذن نصر الدولة، فخلى بينه وبين مراده، ولم يجد ~~بدا من إسعاده، ووفاء بإنجاز ميعاده، فلما برزت قبابه، وكادت تستقل ركابه، ~~خوف نصر الدولة عاقبة مكره، وأشير عليه بالرأي في أمره، فسقاه شربة كانت ~~آخر زاده، ووفاء بإنجاز ميعاده وتقدم حين أحس [بالموت] بحمله إلى الكوفة ~~ليدفن في حجرة أعدها هنالك بازاء قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي ~~الله عنه، فسير بتابوته مسيرة شهر، بين أيدي الحتوف، وتحت أظلال السيوف، ~~أكرومة ختم بها مجده، وأحدوثة أبقاها في الناس خالدة بعده. # وقد أجريت من نثره الرائقة فصوله، ونظمه المتقنة فروعه وأصوله، ما يعطر ~~الزهر شذاه، ويروق النجوم الزهر مرآه. # فصل من رسائله # لما دخل البطيحة وبها أبو القاسم هبة الله بن عيسى (1) [وزير] مهذب ~~الدولة، وكان من أفاضل أهل وقته، فدخل إلى ابن المغربي رجل يعرف بسليمان ~~ابن الربيع، وسلم إليه قصيدة قد بنيت على السؤال عن ألفاظ من اللغة على جهة ~~الامتحان لمعرفته، فلما وقف عليها امتعض في الحال، وأحفظه ما لقي من التعدي ~~والسؤال، ونسب ذلك إلى فعل أبي القاسم وزير مهذب الدولة البطيحي، فكتب عقب ~~الوقوف (2) على ذلك لوقته جوابا أثبت بعض فصوله، لطوله، بعد هذه الأبيات ~~المذكورة: # يا أفضل الأدباء قو - لا لا تعارضه الشكوك # لا العلم ناء من حجا - ك إذا نطقت ولا فروك PageV08P479 # عرضت مسائل أنت للف - توى بمشكلها دروك # ما الحي والحيوت أم ما جلبح نضو بروك # أم ms1816 ما ترى في برقع رقشاء مجهدها حبيك # أم ما الصرنقح والزرير وما الملمعة النهوك # ولك الدراية والبصيرة في نداحيها السهوك # وابن لنا ما خمطط أبدا بأمرغة معيك # أو ما اعتنانة فوهد فيه الملامة لا تحيك # أم، ما ترفل [هبرج] يرتب مرسنه هلوك # ولرب ألفاظ أتتك وفي مطاويها حلوك # فارفق بنشرك طيها وانظر بذوقك ما تلوك # هذا وقد لذمت فؤادي خرمل هرط ضحوك # دعكنة نظرنة في خيس غانظها شكوك # تغدو وخرفعها المذي - ل في طوائفه سدوك # وأراك ما لك مشبه في ما علمت ولا شريك # حقا لقد حزت العلو - م حيازة العلم الضريك # فأجابه ابن المغربي برقعة قال فيها: وقفت على ما ذكرت أن بعض أهل الأدب ~~كلفك المسألة عن شعر وجدته، لا أحب أن أقول في صناعته شيئا، مشتملا على ~~ألفاظ من حوشي اللغة لا يتشاغل بمثلها أهل التحصيل، ولا يتوفر على تأملها ~~إلا كل ذي تأمل عليل، لخروجها عما ينفع في الأديان، ويعترض في القرآن، ~~ولمباينتها ما يجري في المذاكرة، وتستخدم فيه المحاورة، وزاد في عجبي منها ~~صدرها عن البطيحة وفيها الأستاذ (1) الفاضل هبة الله بحر الأدب الذي عذبت ~~موارده PageV08P480 # مصادره، وري العقول الظماء، وطب الجهل، المستغمر الداء (1) ، والباب الذي ~~يفتح عن الدهر تجربة علما، والمرآة التي تتصفح بها أوجه الأيام / [135] ~~إحاطة وفهما. # وفي فصل: فإن كان الغرض في هذه الأبيات الخزاب، المقفرة من الصواب، طلب ~~الفائدة، فقد كان أن يناخ عليه بمقفلها، ويقصد إليه بمعضلها، فعنده مفتاح ~~كل مسألة مقفلة، ومصباح كل داجية مشكلة؛ بل لست أشك أن هذا السائل لو جاوره ~~صامتا عن استخباره، وعكف على ذلك الجناب كأنما لجأ في طي إضماره، لأعداه ~~رقة نسيم أرضه، وهذب (2) خاطره التقاط لفظه، حتى يغنيه الجوار عن الحوار، ~~والاقتراب عن رجع الجواب؛ وإن كان قصد الامتحان للمسؤول، وتعرض لهذا الموقف ~~الزحول، فذلك اعجب: كيف لم يتأدب بآدابه الصالحة، ويعتني إلى هدايته ~~الواضحة. # وفي فصل: وكيف لم يعلم هذا العريض المكلف - بما أعطي من سعادة مكاثرته ~~وسيق (3) إليه من بركة ms1817 صحبته - أن هذا التعريض كما قال المخرومي لعبد الملك ~~بن مروان وقد (4) لقيه في طريق الحجاز: بئست تحية الغريب من القاطنين، ~~ولؤمت هدية الوافد من المقيمين، وقد كان حق الغريب بينكم أن يكثر ليله، ~~ويسد ذريعه، ويعار من معالي الصفات ما يؤنس غربته، ويصدق مخيلته وعلى أنه ~~لو كان قد احتبى للجدال، وركب للنزال، لما كان في عزوب (5) كلمات من حوشي ~~اللغة عن ذكره، ما يدل على قصر باعه، وقلة إطلاعه، ويا عجبا للفراغ ~~PageV08P481 # كيف يسوغ لهذا المغتر أن يجارى بخلو ذرعه تقسم أفكاري، وكيف أنساه اجتماع ~~شمله بعد دياري، وكيف أذهله حضور أحبته عن مغيب أفلاذ كبدي، وكيف طرفت ~~نواظره سكرة الحظ عن تصور ما يجن خلدي، وكيف لم يدر ما لي من ألحاظ مقسمة، ~~وظنون مرجمة، وقد تكلفت الإجابة لما تضمنته الأبيات انقيادا لمرادك، ومقتصر ~~الرأي على إسعادك، أجر أقلامي جرا وهن نواكل، وأنبه قرائحي وهن في غمرات ~~الهموم ذواهل. # قال السائل: " إن المسؤول دروك لتلك الفتوى، ومستحق بها للرتبة العليا " ~~ودروك لا يجوز هنا لأن فعولا لا يكون من أفعل، ولو جاز ذلك لجاز " حسون " ~~من " أحسن " و " جمول " من " أجمل ". وما نحب استيفاء القول في هذا الزلل، ~~ولا نستفتح كلامنا بالمناقشة في السهو والخطل، ولعل القائل أوهم حملا على ~~قراءة حفص (في الدرك الأسفل من النار) (النساء: 145) فظن أن الدرك بوزن ~~فعل، وأن فعلا مصدر فعل يفعل، ولم يجعله من الدرك، لأن الفتح عندهم لا ~~يخفف، لا يقولون في جمل " جمل "، وذهب عنه أم يكون اسما مبنيا مثله وإن لم ~~يكن مخففا منه كما قالوا: " دركه ودركة في حلقة الوتر التي تقع في فرضة (1) ~~القوس، فخففوا وحركوا، وعلى أنهما لو كانا مصدرين لجاز أن يبنيا على الشذوذ ~~ولا يحمل عليهما ما يبنى من الفعل، لأن الشذوذ ليس بأصل يقاس عليه، ولعل ~~اغتر بقولهم: " دراك " - بالشد - وهو شاذ لأنهم قد [بنوا] أفعل من فعل (2) ~~، وهو قليل، قالوا فطرته فأفطر، وبشرته فأبشر، فجاز على هذا دركته فأدرك، ~~قال ms1818 سيبويه: وهذا النحو قليل في كلامهم، ولعله ذهب إلى قولهم: " دراك " مثل ~~" نزال " فظن أنه يقال منه " درك " كما يقال من " مناع " " ونزال ": منع ~~ونزل. وذهب عنه [أنه] قد جاء الرباعي في هذا الباب. قالوا: قرقار وعرعار. ~~في PageV08P482 # معنى قرقر وعرعر، فأما الفرق الرباعي والثلاثي، فسيبويه يرى إجازة " فعال ~~" في موضع فعل الأمر الثلاثي كله، ويمنعه في الرباعي إلا مسموعا، وقال غيره ~~من النحويين: بل هما ممنوعان إلا مسموعين، واعتمد سيبويه في الفرق على كثرة ~~الثلاثي، وقلة ما جاء في الرباعي، أو لعله أصغى إلى قول الآخر (1) : # إن يكشف الله قناع الشك فهو أحق منزل بدرك # فذهب إلى أن " دركا " مصدر، ولم يعتقد أنه كما قرأ حفص بالإسكان، أو لعله ~~علق سمعه [قول] العتبي: # إذا قلت أوفى أدركته دروكة فيا موزع الخيرات بالعذر أقصر # وما أعرف له حجة أقوى منه. أو لعله أراد بقوله: دروك من الدرك مثل: لغوب، ~~وهي لغة تكلمت بها العرب. # ثم بدأ السائل فسأل عن " الحي "، ولم أقف على صحة سؤاله لأني وجدت ~~الأبيات مكتوبة بخط عليل، وإن سأله عن " الحي " - بكسر الحاء - فقد أنشد ~~أهل العلم قول العجاج (2) : # وقد نرى إذ الحياة حي وإذ زمان الناس دغفلي # فقال الحي من الحياة، والحي / [136] جمع حي. وأما كونه على معنى الحياة ~~فوزنه على فعل باختلاف. PageV08P483 # قال ابن بسام: ومد أبو القاسم في هذا الجواب أطناب الأطناب ثم قال: " ~~والحيوت " الحية وزنه فعلوت، والتاء فيه زائدة، وكثيرا ما تزاد خامسة مثل ~~عفريت، وإنما هو عفرى. # و" الجلبح " العجوز الكبير، وأنشدوا: " إني لأقلي الجلبح العجوزا ". # و" برقع ": السماء الدنيا، قال أمية بن أبي الصلت (1) : # وكأن الملائكة والملائك حولها سدر تواكله قوائم أربع (2) # و" الصرنقح ": الشديد الخالص ولا يكون فعنلل إلا وصفا لا اسما، قال جران ~~العود (3) : # ومنهن غل مقمل لا يفكه من القوم إلا الشحشحان الصرنقح # و" الزرير " الذكي والمتحدر (4) ، وكان شيخنا أبو أسامة (5) يخالف جميع ~~اللغويين فيه ويقول: هو الزرير، ومنه اشتق اسم " زرارة "، وقول أبي أسامة ~~أصح ms1819. # و" الملمعة " الفلاة التي يلمع فيها الآل، وفي مثل: " أكذب من يلمع (6) " ~~وهو السراب، ومنه الألمعي، كأنه يلمع العواقب بدقة فطنته، وأما PageV08P484 # اللوذعي فهو يتلذع من شدة ذكائه، ويقال لمعت الوحشية وغيرها إذا بان ~~لضرعها سقال وبريق باللبن، قال الأعشى (1) : # ملمع لاعة الفؤاد إلى جحش فلاه عنها فبش الفالي (2) # ويقال إن " لاعة " فعلة ومذكرها لاع، وفي الحديث: هاع لاع، وقيل بل لاعى ~~بوزن فاعلة، كان الأصل " لاعية " من اللعو، وهو أشد الحرص، وبين الخليل ~~وأهل النحو فيه خلاف يشق إحصاؤه. # و" النهوك " و " النهيك " و " النهاكة " معروفة. # و" البصيرة " الترس، قال الأسعر الجعفي (3) وليبس بالأسعر المازني: # راحوا بصائرهم على أكتافهم وبصيرتي يعدو بها عند وأى (4) # والبصيرة: الدم؛ [والبصيرة: الدية] ومعنى البيت على هذا أنهم أخذوا ~~الديات ولم آخذ، فركبت يعدو بي فرسي لطلب الثأر، ويكون هذا مشبها لقولهم: # - (5) ورحت أجر ثوبي أرجوان PageV08P485 # كلانا اختار فانظر كيف تبقى أحاديث الرجال على الزمان # والبصيرة في هذا الموضع: الحق. # و" المداحي " مفاعل من الدحو وهو البسط، والدحو أيضا النكاح. # و" السهوك " من السهك وهو السحق، ويقال: ريح سيهوك وسيهوج، إذا كانت ~~شديدة المرور والهبوب. # و" الخمطط " (1) هو الكحكح، وهو الشيخ الكبير. # و" المرغ " الريق، يقال أحمق ما يجافي مرغه، أي ما يمسك ريقه، والمرغ: ~~التراب، في غير هذا. # و" معيك " فعيل بمعنى مفعول من المعك، وهو كالكنى. # وسأل عن الفوهد، والفوهد والثوهد: الغلام الممتلؤ شبابا، وأنشدوا (2) : # تحب منا مطرهفا فوهدا عجزة شيخين غلاما أمردا # ينشد بالثاء والفاء. # و" القلفع " (3) الطين الذي يتقلع عن الكمأة، وفيها خلاف. # و" الهبرج " من صفة بقر الوحش. # و" يرتب " يفتعل، من رب الأمر، أصلحه. # و" المرسن " موضع الرسن. PageV08P486 # و " الهلوك " الفاجرة لأنها تتهالك في مشيتها أي تتمايل وتتهادى. # و" لذم " بالمكان والذم، مثل لزم وألزم. # و" الخرمل " المرأة الفاجرة، وقيل الحمقاء، قال مزرد (1) : # إلى خرمل شر النساء الخرامل # و" الهرط " النعجة المسنة و [اللحم المهزول] في غير هذا. والهرد: الشق و ~~" دعكنة " أصله السمن والفتوة، وهو ما لا ms1820 يسأل عنه، لأن كل ما زيدت فيه ~~النون في هذا الموضع يدل لفظه على اشتقاقه كما تدل سمعنة ونظرنة على السمع ~~والنظر، ودعكنة من الجلادة، كأنه من الدعاك (2) . # و" الخيس " الغابة، وفي غير هذا الموضع اللحية. # و" الغانظ " فاعل من الغنظ وهو الكرب؛ قال عمر بن عبد العزيز: في الموت ~~غنظ ليس كالغنظ وكظ ليس كالكظ، وهما الكرب. # و" الخرفع " (3) القليل من كل شيء. # و" المذيل " المكمل. # و" الطوائف " الأيدي والأرجل. # و" السدوك " لا أومن به لأنه يقال / [137] سدك سدكا وسدكا، فإن جاء فيه ~~سدوكا فهو شاذ قليل، وهو اللزوم. # قال ابن المغربي: هذا ما حضرنا من القول، ولولا أننا لا نود أن ننهى عن ~~PageV08P487 # خلق ونأتي مثله (1) لسألنا مستفيدين، نثرا لما فيه من شفاء البيان، لا ~~نظما لما فيه من التعاطي والطغيان، فسألناه عن اللغة إن كان عني بها: عن ~~العلافق بالعين، فهو يالغين معروف (2) ، وعن المصمة بكسر الميم، فهو بفتحها ~~مشهور، وعند هند لا تضاف إلى الأحامس (3) فإن ذلك معروف، وسكرى بضم السين ~~فهو بفتحها معروف، وعن الدون بالواو فهو بالياء معروف، وعن الفرن بالفاء ~~فهو بالعين مذكور، وكم في الكلام أفعلة أسماء فهو في الصفات معروف، وما ~~النديم في الناس فإنه في الجماد معروف، وما الشاهد على جواز أفلج بالجيم ~~فإنه بالحاء معروف. # هذا إن كانت اللغة عنده مهمة، فإن قال إن النحو هو المهم عنده قلنا: فما ~~جمع على أفعلة أغفله، سيبويه فلم يلحقه بكتابه أحد من النحويين، وهل ذلك ~~الجمع إن كان عارفا به مطرد أو محمول على مكانه في اللفظ - وعلى أي شيء خفض ~~(وقيله يا رب) في قراءة حفص، لا على ما أورده أبو علي الفارسي، فإنه لم ~~يسلك مذهبه في التدقيق عليه - ولم منع سيبويه من العطف على [عا] ملين، وهو ~~في سورة الجاثية بنصب (آيات) ، ورفعه لا يتجه إلا عطفا على عاملين، فإن كان ~~أخطأ الأخفش فمن أين زل - وإن كان أصاب فكيف تجوز له مخالفة الكتاب - وهل ~~قول سيبويه في ms1821 النسبة إلى أمية أموي - بفتح الهمزة - صواب أو سهو استمر ~~عليه وعلى جميع النحويين بعده - ولم قيل معدي كرب، ولم تحمل الياء في لغة ~~من أضاف ولا من جعلها أسما واحدا إلا على ما أورده النحويين، فلهم فيه ~~أقاويل غير متجهة، وهل مذهبهم في أن سدى وهدى مصدران صحيح أم لا - وهل ~~PageV08P488 # بيض في قولهم: حمزة بن بيض اسم جمع، وما معناه في اللغة ووزنه في النحو ~~مسموعا لا مقيسا على ما ذكرناه نحن في هذه الرسالة - ولم اختاروا " أن " مع ~~عسى وكرهوه مع كاد - # فإن قال: لست أتشاغل بعلوم المؤدبين، وإنما آخذ بمذهب الحافظ، إذ يقول: ~~علم النسب والخبر علم الملوك، قلنا له: فمن أبو خلدة (1) فإن أبا جلدة (2) ~~معروف، ومن العاض وما اشتقاقه (3) فإن العاص معروف، ومن حبشية - مفتوح ~~الأول مخفف - فإنه بالتشديد وضم أوله معروف (4) - ومن عمرو بن معدي كرب غير ~~صاحب: " أمن ريحانة الداعي السميع " (5) فإن هذا معروف - وما اسم امرئ ~~القيس على الصحة لا على هذا الظاهر وعلى أن في اشتقاقه كلاما طويلا فإن هذا ~~معروف - ومن الزبير غير الأسدي واليهودي فكلاهما معروفان - ومن الزبير بفتح ~~الزاي فإنه بضمها معروف (6) - ومن القائل: # وقابلة لجلجتها فرددتها لدى الفرش لو نهنهتها قطرت دما # أرجل أو امرأة - وهل صفية الباهلية قلب أم مولاة - وهل المستشهد بشعره في ~~" غريب المصنف " أبو كعب بالباء أو التاء، وفي أي زمان كان، وأيهما كان ~~اسمه PageV08P489 # ومن أي شيء اشتقاقه - ومن النطف الذي يضرب به المثل فيقال: كنز النطف (1) ~~- ومن العكمص، لا أسأل عن تفسيره فإنه في اللغة معروف (2) - وكذلك ذو طلال ~~(3) ، وما خوعي فإن جوعى معروف، وهل أخطأ ابن دريد في هذه اللفظة أم أصاب ~~(4) - وما تقول في عدنان غير الذي ذكره محمد مولى بني هاشم فإنه معروف (5) ~~؛ وهل يخالف فيه أم لا - وحبيب والد ابن حبيب العالم رجل أو امرأة، وهل هو ~~لغية أم لرشدة (6) - ومن أجمد بالجيم فهو بالحاء كثير (7) - ومن زبد بالباء ~~فهو بالنون معروف (8) - ومن روى عنه عليه ms1822 السلام: " لا يمنع الجار جاره أن ~~يجعل خشبه في حائطه " (9) وقال " خشبة واحدة " وقالوا كلهم: " خشبه مضافا - ~~ومن يكثر ذكر الحضرمي في شعره من العرب (10) - والنبيذ المشروب: هل كان ~~معروف الاسم أم لا PageV08P490 # عند العرب (1) - ومن روى عن ظئر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها قالت ~~في شارفها: " وكانت لا تغذي أحدا " وما معناه (2) - ومن تفرد من أهل العلم ~~بنصر ذي الرمة وتغليط الأصمعي في قوله: إيه عن / [138] أم سالم، لا على ما ~~قاله النحويون من التعريف والتنكير، فإن ذلك معروف (3) - ومن قال عن ~~المتنبئة إنها سجاح مثل قطام ومن قال سجاح مثل غمام غير مبني (4) - ولم سمي ~~خليد الشاعر: خليد عينين (5) - ومن عمي التي تنسب إليها الصكة فيقال " صكه ~~صكة عمي "، وهل ذكر في شعر ومن ذكره (6) - ومن هو الذي تنسب إليه العرب ~~الصلال ومن ذكره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - ومن كرب المنسوب ~~إليه معدي كرب (7) - PageV08P491 # وهل أصاب المبرد في نسبة الأبيات الجيمية: # لما دعا الدعوة الأولى فأسمعني أخذت بردي واستمررت أدراجي # أم أخطأ (1) - # فإن قال إنه صاحب سير وآثار وأحكام، قلنا: أرشدك الله، وما معنى قوله ~~عليه السلام: " من سعادة المرء خفة عارضيه " وهو عليه السلام لم يكن خفيف ~~العارضين، لا على ما فسره فإنه لم يأت فيه شيء (2) - ومعنى قوله عليه ~~السلام: " تسحروا فإن في السحور بركة " (3) ونحن نرى [أنه] ربما أهاض ~~وأتخم، وأضر وأبشم - ومعنى قوله عليه السلام: " اتقوا النار ولو بشق تمرة " ~~(5) ولو سرق سارق [كليجة] تمر فتصدق بنصفها كان مستحقاص للنار عند أكثر ~~المسلمين - وما معنى قوله عليه السلام: " لا يزال الأنصار يقلون ويكثر ~~الناس " (5) ؛ ولو شئنا لعددنا أشخاصهم أكثر مما كان في البادية والحاضرة - ~~ومعنى قوله " إن امرأ القيس حامل لواء الشعراء إلى النار " (6) وهل يثبت ~~الخبر أم لا - ولم قال: " إن من الشعر PageV08P492 # لحكمة " (1) ، ثم قال عليه السلام: " أوتيت جوامع الكلم " (2) وهل تخرج ~~الحكمة من جوامع الكلم - # فإن قال: إنما أفنيت عمري في القرآن وعلومه، وفي التأويل ms1823 وفنونه قلنا: ~~إذن يكون التوفيق دليلك، والرشاد سبيلك: صف لنا كيف وقع التحدي بهذا المعجز ~~ليتم بوقوعه الإعجاز، وأخبرنا عن صفة التحدي: هل كانت العرب تعرفه أم لا، ~~أم كان شيئا لم تجر عادتها به فكان إقصارها عنه، بل لأنه التماس ما لم تجر ~~المعاملة بينهم بمثله، ثم يسأل عن التحدي هل لقي بمعارضة بأن تقصيرها عنه ~~أو لم تكن بمعارضة، ثم يسأل القوم عن قوله تعالى (لوجدوا فيه اختلافا ~~كثيرا) (النساء: 82) وفيه من الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ما لا يكون ~~أشد اختلافا منه (3) ؛ ويسأل عن قوله تعالى (وغرابيب سود) (فاطر: 27) وما ~~معنى الزيادة في الكلام، والغرابيب السود هي الغرابيب، فإن قال تأكيدا فقد ~~زل، لأن رجحان بلاغة القرآن إنما هو إبلاغ المعنى الجلي المستوعب إلى النفس ~~باللفظ الوجيز، وإنما يكون الإسهاب البليغ في كلام البشر الذين لا يتناولون ~~تلك الرتبة العالية من البلاغة؛ على أنه لو قال تأكيدا لخرج عن مذهب العرب، ~~لأن العرب تقول: أسود غربيب، وأسود حالك وحلكوك، فتقدم السواد الأشهر ثم ~~PageV08P493 # تؤكده، وهذه الآية تخالف ذلك، فإذا بطل التأكيد في المعنى (1) ؛ وما معنى ~~(فخر عليهم السقف من فوقهم) (النحل: 26) وهل يكون سقف من تحتهم فيقع لبس ~~يحتاج إلى إيضاحه بذكر فوق وتحت (2) - ونحو منه قوله تعالى (يخافون ربهم من ~~فوقهم) (النحل: 50) وهل لهم رب من تحتهم - وما معنى فوق ها هنا، وهل تدل ~~على اختصاص مكان - وما معنى قوله (كلمح البصر أو هو أقرب) (النحل: 77) وما ~~هذا الأقرب - وما معنى قوله (فهي كالحجارة أو أشد قسوة) (البقرة: 74) وهل ~~شيء أشد قسوة من الحجارة (3) - وما معنى قوله (إلهين اثنين) (النحل: 51) ~~وهل بعد قوله (إلهين) إشكال بأنهم أربعة فيستفيد بقوله اثنين ثبات المعنى - ~~وما معنى قوله (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) (البقرة: 282) هلا ~~كان أوجز وأشبه بالمذهب اشرف في العربية - وما معنى قوله (أو يأخذهم على ~~تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم) (النحل: 47) ومن أين تناسب الرأفة والرحمة هذا ~~الأخذ الشديد على التخوف الذي يقتضي العفو والغفران - PageV08P494 # وعلى ms1824 أن هذا السائل لو علم لسأل عن الصناعة التي أنا بها مرتسم، وبشروطها ~~ملتزم، لا في الترسل / [139] فإني ما صحبت به ملكا؛ ولكن في صناعة الخراج، ~~فكان يجب أن يقول: ما الباب المسمى المجموع من الجماعة (1) # وأين موضعه منها، وأي شيء قد يكون فيه ولا يحسن ذكره في غيره - وأن يقول: ~~ما الفائدة في إيراد المستخرج في الجماعة ومن كم وجه يتطرق الامتثال عليها ~~بالغاية منها. وأن يقول: ما الحكم في متعجل الضمان قبل دخول يد الضامن، وأي ~~شيء يجب أن يوضع منه إذا أراد الكاتب الاحتساب به للضامن من النفقات، وخاصة ~~من جاري العامل، وفيه أقوال تحتاج إلى بحث ونظر - وأن يقول: إن عاملا ضمن ~~أن يرفع عمله بارتفاع مال إلا أنه لم يضمن استخراج جميعه، وضمن استخراج ما ~~يريد على ما استخرج منه خمس سنين إلى سنته بالقسط، كيف يصح اعتبار ذلك، ~~ففيه كمين يحتاج إلى تقصيه وتأمله - وأن يقول: لم يقدم المبيع على ~~المستخرج، والمبيع إنما هو من المستخرج، وكيف يصح ذلك - وأن يقول: أي غلط ~~يلزم الكتاب وأي غلط لا يلزمه - وأن يقول: متى يجب الاستظهار للسلطان في ~~صناعة الخراج ومتى لا يجوز الاستظهار له - وأن يقول: متى يكون النقص في مال ~~السلطان أسد في صناعة الكتابة من الزيادة، ولست أعني نقص الارتفاع مع ~~العدل، وعادل زيادة مع الجور، فذلك ما لا يسأل عنه، وأن يقول: ما باب من ~~الارتفاع إذا كثر دل على قلة الارتفاع، وإذا قل دل على جمام الارتفاع ~~ووفوره - وأن يقول: متى تكون مشاهدة الغلط أحسن في صناعة الكتابة من عديمه ~~- وأن يقول: كم نسبة جاري العمل من مبلغ الارتفاع وأول من قرره ورتبه - وأن ~~يقول: ما رتبتان من رتب الكتابة إذا اجتمعتا لكاتب بطلت أكثر حججه في ~~احتساباته - وأن يقول: هل يطرد في أحكام PageV08P495 # الكتابة حملها على مناصبة أحكام الفقه أم لا، وهل يذهب [إلى ذلك] أحد من ~~متقدمي الكتاب، وما الحجة فيه، وبالله التوفيق. # قال ابن بسام: وهذا المجموع إنما ms1825 هو لسان منظوم ومنثور، لا ميدان وتفسير، ~~أورد الأخبار والأشعار لا أفك معماها، في شيء من لفظها ولا معناها، ولو ~~ذهبت فيه إلى إيضاح مبهم، وإعراب مستعجم، لكانت هذه الفصول أولى ما فتحت ~~مقفله، وآكد ما أوضحت مشكله، على أني قد ألمعت فيه ببعض تنبيه، بين ذكر ~~أجريه، ووجه عذر أريه. # فصول من سائر ترسيله # فصل له من رقعة: وقفت على كتابك ولم أزل ألثمه، كأني قد ظفرت باليد التي ~~بعثته، وأضمه كأني أضم الجواتنح التي نفقته، وكأني كلما أدنيته إلى الكبد ~~المعذبة ببعدك، وأمررته على العين المطروفة بفقدك، سحبت على النار ذيل ~~السحاب، وسقيت عطش الحب كأس الرضاب، وأعرت أخا سبعين ظل الشباب، فأخرت يوم ~~قدومه لأجعله موسما للسرور، وعيدا باقيا على الدهور، أرتقب السعد عنده كل ~~عام، وانتظر الفرج منه من كل غرام؛ واتفق وروده في أشرف فصول الدهر حسبا، ~~وأكرم مفاخر الأيام نسبا، حين ابتدأ (1) الربيع يزخرف بروده، والروض ينظم ~~عقوده، وكنت أعرف هذا الفصل باعتدال منهاجه، وصحة مزاجه، وأنه لو كان الزمن ~~شخصا لكان له مقبلا، ولو أن الأيام غوان لكان لها حليا وحللا، لأن الشمس ~~تخلص فيه من ظلمات حوت السماء، خلاص يونس من ظلمات حوت الماء، فإذا وردت ~~الحمل وافت أحب أوطانها إليها، وأعز مساكنها عليها. # وفي فصل منها، فيا حسن تلك الصحيفة ومدادها ينتهب بالأفواه، ويزيد ~~بالتقبيل لعسا في الشفاه، ويا عجبا كيف حفظ مع بعد العهد نشر عرفك، وكيف ~~PageV08P496 # علق مع تراخي الأيام طيب كفك، وكيف جاء كأنك كتبته من أمم، وأنقذته ~~وبيننا خطوة قدم، وكيف لم يغيره ما قطع من مهاول قفار، وليل ونهار، وعدو ~~كاشح، ورقيب لامح، فأنعم به من ريحانة ألفاظ دامت لدونتها، وباكورة وصال ~~سلمت غضوضتها (1) ومسحة يد بقي أثرها أرجا، وروضة كلم دام على الصيف بهجتها ~~(2) . # وفي فصل منها: فأما سؤالك عني فما يشبه سيرتك الحسنى، ولا يليق بطريقتك ~~المثلى، كيف تسألني والإجابة معك - وكيف تستخبرني ومحل الخبر والاستخبار ~~عندك - / [140] ومتى سمعت بجواب جسد رهينة - وأين رأيت ms1826 طماح عين لواحظها ~~مقيدة كليلة - ألم أفارقك وقلبي عندك أعشار، وأضلعي منه قفار - # وفي فصل: وردت الموصل التي خالف اسمها معناها، وكانت مقطعا بيننا لولا ~~خدع الأماني، وفصلا لولا المرجو من عفو الليالي، فوجدت هواءها يعطل سوق ~~بقراط اعتدالا وطيبة، وماءها يسلي عن مجاج النحل استمراء وعذوبة، وصقعها قد ~~تبغدد رقة ولطفا، وجوها قد تزندق تنعما وظرفا، تكاد تثقله عقود الغانيات، ~~ويخجله تتابع اللحظات، كل شمأله نسيم، وكل جنوبه حيا عميم، ورأيت أرضها ~~أطيب الأرض خيما، وأزينها أديما (2) ، تنسج بالسندس الأخضر، وتفتر عن ~~الأقحوان الأحمر، وألفيت بنيانها هو الذي حمده الله في تنزيله (4) ، وأحبه ~~لنا أن نكون مثله جهادا في سبيله، مرصوصا بوقاح الجلمد، ملاءما بينه بالشيد ~~الممرد، قد حصن ظاهره على باطنه عن تداخل الإبر، ومساكن الذر، يزل عنه ظفر ~~الطائر، وتتدحرج عليه أحداق (5) الناظر، وتغنى به العروس عن الماوي المنير ~~(6) ، وتستبين PageV08P497 # به الجفون منابت الشكير من أهدابها والغمير، متلافية أقطارها على رجال ~~كأنهم أنسلاء عاد وثاقة أجسام، وصلابة أحلام، وبعد مرام، لطفوا عن بدوية ~~الشام وغلظته، وجمدوا عن ذوب العراق وخلابته، قد عقدت ألسنتهم بالصدق فما ~~ينثر الباطل من عذباتها، وصحت غرائسهم في المودة فما يجتنى الغدر من ~~ثمراتها، إن سلما فسلما وإن حربا فحربا، لا يعرفون تدليس الأخلاق، ولا ~~تمويه النفاق، وشعراؤهم (1) ملء اليدين، وكتابهم أثر بعد عين، أدبهم [حسن] ~~(2) على قلة الملوكي فيه، وعلمهم متقن لمن تأمل أدق مسرب (3) في فتن ~~معانيه، قد محص تهذيب المحن شرارهم وأوهن خيارهم، بلدهم أطلال، وأحوالهم ~~آل، قويهم يئن ضعفا وضعيفهم يماطل حتفا، بقيت عليهم أسمال النعم وذهب الدهر ~~بأجسامها، وانجلت عنهم ظلل المحن وهم يتأوهون من غير آلامها، إلا أن فيهم ~~بقية نقية، وفيهم موضع تدارك إن رزقوا سيرة مرضة، فلولا ما أرجوه من مداواة ~~أسقامهم، وإعادة صالح أيامهم، لفضاني الانتماء بمعايشتهم قبل معاناتهم، ~~وبملاحظتهم قبل مقاستهم، لكني أعلم أن من يحيي العظام وهي رميم، ويبعث (4) ~~الروض وهو هشيم، وينشئ [-] بعد ما كانت قفارا، ويجعل من الشجر الأخضر نارا ms1827، ~~قادر على أن يجعل ثواب نيتي فيهم معونتي على ما أنويه لهم، وجزاء تأملي بهم ~~بلوغ الغرض في تدارك رمقهم. # وفي فصل: لو أطقت تفصيل المجمل، وإيضاح المشكل، لجرت لك به يدي طلق ~~الجموح، ولأغنتك أسماره عن الوتر الصدوح، إلا أن القب عليل، والخاطر كليل، ~~والزمان ببلوغ الأمل بخيل. PageV08P498 # وفي فصل من أخرى إلى ذي السعادتين (2) : للرياسة كلف لا يستقل بها إلا ~~المهذب الكامل، ولا يخطو تحت أثقالها إلا الأوحد الفاضل، ولا يبلغ ذوائب ~~أعاليها، إلا من شرب الأجاج من ماء واديها، ولا يلذ بملكها إلا من أغلى ~~المهر من كريم مساعيه، ولا يفض ختامها إلا من جعل منازلة الخطوب سلكا لعقود ~~أيامه ولياليه، ولذلك قيل ما أنشدته استبصارا، وأنا إلى إيراده أبين ~~إصرارا: # لا تحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تعلق الصبرا (2) # وإن سياسة الأقوام فأعلم لها صعداء مطلعها طويل (3) # ويظلموا فنرى الأوان مسفرة لا خوف ذل ولكن فضل أحلام # ويحتاج الرئيس إلى أعوان يظهر بهم كمين مكارمه، ويمضي فيهم وبهم ماضي ~~عزائمه، فلولا الطالب لعاش الكريم مطويا على حسرات أوطاره، ولولا الخاطئ ~~لما وجد الحليم لذة حلمه ووقاره، وكلما كان التابع أبعد مذهبا في معناه، ~~كان المتبوع أشد جذلا بظهور مناقبه وعلاه. # وفي فصل: وقد كانت مني كبائر تكنفتها معاذير لا أشين وجه العفو بإيرادها، ~~ولا أنتقص جملة الصفح والغفران بتعدادها، في أن لم أفتتح مناسكي بالسعي إلى ~~حضرته، ولم أبدأ من مطالب شرعي بالتوفر على / [141] خدمته، وقد علم الله ~~PageV08P499 # أن ذلك ليس من اعتلال بصيرة بشرف الانتماء إليه، ولا انخفاض همة عن سعادة ~~المثول بين يديه، ولا إمعان في البدوية - وإن كنت من أهلها - حتى أذهل عن ~~مطلع النير الأعظم من الأفق الذي سكنت ظله، ومفيض الفرات الأعذب من البلد ~~الذي استوطنت محله، ولا أن ذكره لم يكن في تلك الأوطان زينة الأعياد، وحلية ~~البلاد، وأنس الحاضر والبادي، وبلغة المسافر والحادي، ولا أني لم أكن ذكي ~~الخاطر بتلاوة مآثر آلائه، ومستشفيا بنسيم الريح من ms1828 أرضه وسمائه، ومعجبا ~~بما جمع الله بتلاوة أهل الأدب، بل السراة أهل الرتب، ومعنى قول القائل: # يأتيك عن فهم الثناء عطاؤه عفوا وتلك عطية المستبصر # كرم تكشف عن حلى آدابه كالبحر يكشف غمره عن جوهر # وفي فصل من أخرى: ولما أزعجتني الأقدار إلى هذا المقر الجليل على اضطرار ~~باد، ينبو ذلك المهاد، وردت مطرف الناظر، كليل الخاطر، فقصدت مع ذلك خدمته ~~- في ورود الأول - باللقاء أو استطلاع الإذن بالمكاتبة، فأعجلهما مسيرة ~~الميمون، فأحلت بذلك على اجد الظنون، والزمن الخؤون، ثم كتبت مستبدها في ~~هذه الرقعة بأمور يشف عنها الكتمان بصادق ظنه، وينم بها السر والاختفاء إلى ~~نجي ذهنه، فلم أبشر بقدومه حتى أنذرت بصدره، وقد كان من الحق أن أسير في ~~أثره، وأنفذ في تصيد العز بملاحظة غرته، واستلام حضرته، ولكني أهديت من ضعف ~~عذري وقوة ذنبي زينة إلى حلمه ومسامحته، ورجوت أن يضيف إلى الإغضاء فبضله، ~~وأن أعرض عن كل من تغرب عليه الشمس لجرمي فبعدله، وإن يك ظني صادقي (1) ~~فسينخدع لي انخداع ذوي الإنعام، ويتغابن في صمتي عن (2) غيجابه تغابن ~~الكرام، بأريحيته اللدنة الأعطاف، PageV08P500 # ورياسته الموطأة الأكناف. # ومن جواب ذي السعادتين له: للسؤدد محل يدعو إلى نفسه، ويسفر عن شمسه، ~~ويأبى أن يتقلقل به مهاد، أو يتململ بقراره وساد، أو يكون إلا لمن وطأ له ~~[كنفا] ، وألان بحمله معطفا، واستقل بأعباء تكاليفه، وأغمض بدائع أفكاره في ~~تضاعيفه، ونص (1) المذكيات في مضماره، واستبرد المصطلى من أواره، وغدا ~~لفارده عشرا، وشرح للعناء (2) فيه صدرا، وكان كما قيل: إن رأى حسنة قال، أو ~~رأى سيئة أقال؛ فقد أحسن القائل: # إما يربني مفصل (3) فقطعته فيوشك أن يدوى لذلك سائره # وإنما نصصت على الموقع الأنبه من حضرته، ودللت عليه بناره وسمته، لياذا ~~بقوة الدواعي منه في تمثل ما أجراه الاتفاق على ضد المراد، وثناه القدر ~~الغالب فيه عن غرض الاعتقاد، وسنن الارتياد. # وفي فصل منه: حتى بدا مطلع الأمل من حيث شمته، وصدق اليقين بتلك الأوصاف ~~اللائقة، والفضائل الشائقة الرائقة، ما تصورته وتحققته ms1829، وذر البدر (4) ~~الكامل بالكتاب المعرب عن جميع أدوات الفضل ومعانيه، وبوارع الأدب (5) ~~النبيل ومعاليه، فأكرم به من واصل بالمعنى في موضع العتب، ووافد بالحسنى ~~على الإساءة بالذنب، وأعجب بما حواه من رائع البلاغة وبارع العبارة، ~~ومستكرم المآتة، ومستغنم الإطالة، ولقد أخبر من أنباء السلامة في النفس ~~المحروسة ما ضاعف المسرة، وضاعف الغبطة والحبرة، وأشار فيما عداها إلى ما ~~أسال العبرة، وأشعر الحسرة، ولله تعالى في مثل ذلك ألطاف توضح عن حسن عواقب ~~PageV08P501 # التفويض، وتقوم بإكرام الإنابة والتعويض، وقد استرهن عندي بمبتدأ التطول ~~بالمكاتبة يدا، اقتضى اعتدادي بها وشكري لها بما يبرهن عن توافقنا في ~~الصفاء، وتشاكلنا في الإخاء، وسيدي يطيع في ذلك بواعث كرمه، ونوازع شيمه. # فأجابه ابن المغربي برقعة قال فيها: ألقي إلي كتاب كريم يكتفي شرف الهمة ~~بخيال عنوانه، ولا يبلغ بشق النفس شكر ظاهره فضلا عما في طي جنانه، ففضضته ~~عن الروض العازب، والتقطت منه فرائد الكواعب، ووجدت فيه نسيم الشباب، ~~وتعللت به في عطف الأيام / [142] السالفة العذاب، ووجدته قد احتوى من عقائل ~~الفصاحة وكرائم البلاغة على ما يعدى المعجم العيي فينطق متخيرا، وينشده ~~الناطق البليغ فيبلس متحيرا، وظننت أن العشاق لو أعيروا من ألفاظه مزاجا ~~للمراشف، ووهبوا من أنفاسه عطرا للسوالف، لصالوا بحجج تجل عن تسمية ~~المعاذير، وتصبغ الخطأ بلمع الصواب المنير، ولو أنهم جعلوه رمي سهمة الفراق ~~لكفت عواديها، وأخذة لأعين الرقباء لطفرت [من] مآقيها، ولو أن الحمام أصغت ~~إليه لعاد نوحها شدوا، ولو أن الليالي تتدثر (1) به لصار دجاها غدوا، وعجبت ~~مما حمل على منتي الضعيفة من منن كنت قبلها نضو العزيمة فكيف [أنهض] بها، ~~ومن مبار يكاد يمنعني فادح أثقالها أن أستار مرفقها، فلو أن ذلك الكتاب ~~الجليل صدر إلي من عدوي لاهتززت ببدئاع ما فيه، ولو أنه تاه عن إنعام علي ~~لغالطتني عذوبة لفظه عن مرارة معانيه، فكيف وقد جاءني عن الأيام عتبي، وجعل ~~قلبي لخواطر الجذل نهبا، ولست ألم بشكره عن هذه العاطفة الكريمة فأوهم أنها ~~مما تتناوله أفكاري الكليلة، ولا ms1830 أتعرض لحمدها فأحبط أجري في الاعتراف ~~بالتقصير عن مواهبها الجزيلة، ولكن أوفيها، ما وجب من إظهار العجز فيها. ~~PageV08P502 # وأين الثريا من يد المتناول # لو أعنت بما تلاقى عليه [-] من خواطر ملتهبة المطالع، وألسنة معروفة ~~المقاطع، لما ازداد هذا الدين علي إلا توثقا، ولا استجد هذا الحق إلا ~~تعلقا. # دع ذا وعد القول في هرم (1) # أنا الآن من التسوق إلى خدمته لو وجدت إليها سبيلا، وأعلمت نحوها رحيلا، ~~وقد كنت ارتحت للفقرة التي تضمنها كتابه العالي من ذكر التفويض والتعويض، ~~ورأيت أنها لو صدرت عن الحسن البصري لما زادت (2) على ما غشاها في عيني من ~~البهاء وجلالة الصدق، ولقد انتفعت بها ورجوت يمن نقيبتها [وحسن] عاقبتها. ~~وجملة ما أقترحه أن يتصور في ما يتصور في بعض الأقربين من خادم يصطنع فيجرى ~~من الحنو عليه مجرى خواص الأهل وأداني الأصحاب، فله الرأي العالي في إنزالي ~~حيث أنزلت نفسي من الاختصاص بجهته، فأما المكاتبة فقد تقدم القول في ~~اقتناعي منها بمثل طيف الخيال، أو رضائي أن يخطر ذكري بالبال، إن شاء الله. # وطار للشريف أبي طاهر باز كان يتصيد إليه: بلغني خبر الغادر المفارق، ~~والباشق الآبق (3) ، فشاركته في الاستيحاش [من فراقه] لما كان يبدع من ~~مصايده، ويقرب عن مطارده، ورأيته قد شاب فضائله بهذا الغدر الذي يسلي عن ~~تذكاره، والإباق الذي ينسي محاسن آثاره، والنكث الذي ختم به عواقب عهده، ~~وبغض إلينا، بل إلى سيدنا، استخدام أمثاله من بعده، لأن أحق الناس بكراهة ~~الغدر من كان الوفاء رضيع لبانه، والحفاظ منبت أصوله ومنشأ أغصانه، ~~PageV08P503 # وكأني بفقده وهو عند الدراج من أنعم الأعراس، ومن الوحشة منه وهي بين ~~سراب الطيور من ألذ الإيناس، لأنها أريحت بعده من حتفها العاجل، وسمها ~~القاتل، وأجلها القاصر، ووجلها الحاضر، وعقلة قوادمها وخوافيها، ودهشة ~~نواظرها ومآقيها، والكوكب المنقض (1) على مسارحها، والسهم القاصد إلى ~~مذابحها، والآفة التي كانت حرمت بها حسن الرياض المونقة، وثكلت برد الغدران ~~المغدقة، وتنغصت مشاهدة هذا الجو الرقيق الشمائل، اللازوردي الغلائل، حتى ~~صارت لا تلتذ بوكر ms1831 تبنيه، ولا بفرخ تغذيه، علما بأن لها منه مفرق العدد، ~~وفاجع الوالد بالولد؛ ولو علمت هذه الأطيار الشامتة بفناده، السالكة سبيل ~~الأشر بافتقاده، بما يعده سيدنا لها من ذي ظفر مظفر، ومنسر للطير ميسر، ~~وخلف صالح، وجارح جارح، أشد لها منه اصطلاما، وأسد إلى مقاتلها سهاما، ~~لعلمت أن كثرتها استجماع (2) له، وأن وفورها توفير عليه. # وفي فصل منها: وما ألوم المارق على ملله وانحياشه، لأنه كان قد تعود أن ~~يصيد بمقدار قوته ومعاشه، فصار سيدنا يستخدمه بهمة تطلب الغاية البعيدة، ~~وتستهل / [134] المشقة الشديدة، التي هزلها جد، وجورها قصد، ولعبها ارتياض، ~~يتصير من لم ينقد إليها سريعا، [ذا] ضراوة على اقتناص من لم ينته إلى ~~أوامرها مطيعا، فلم يطق على ذلك جلدا، ولم يجد بهذا الأمر الفادح يدا، فما ~~أشد بسطي لعذره، ومعرفتي بسبب غدره، وآمل أن يتذكر ما كان له بفنائه من ~~نعيم، خياله بين عينيه، وطيب عيش، تذكره أجدى له من حماقيه، فتدعوه عواطف ~~التربية والإيثار، وتزول عنه عوارض السهو والاغترار، فيعود غلة رسمه، ويعوذ ~~من جرمه، ويرجع وقد أدبته النكبة، وهذبته الغربة. PageV08P504 # وكان في ذلك الأوان بمدينة [تكريت. رئيس] (1) ممن يشار إليه، ويعول قومه ~~عليه، فرأى في منامه (2) النبي عليه السلام مع علي بن أبي طالب، وحضاه على ~~السلام، ووجد في الإنجيل ما دله على البشارة بمحمد عليه السلام، فاستدعي ~~إلى الحضرة ببغداد، وطيف به في سائر البلاد، فكتب إليه ابن المغربي رقعة ~~قال فيها: # ويعلم الله ما ورد علي وعلى كافة من حضر من المسلمين من السرور بما أبان ~~الله (3) من آية قطعت عذر الجاحدين، و [حجة] (4) استهلكت شبه العائدين ~~الجاهلين، لا أن هذا الدين - بمحمد الله - مفتقر من بعض حواشيه، إلى بينة ~~تزيد فيه، ولا أن الاستدلال الصادق كان ترك شبهة إلا فضحها، ولا معجزة إلا ~~أوضحها، وزائغا إلا قومه، وجاهلا إلا علمه، وركنا لباطل إلا خفضه، وعقدا ~~للشرك إلا نقضه، إلا أن المخالفين قد شغلت الدنيا أكثرهم عن التأمل، وحجبت ~~العادات خواطرهم عن التأول، فبعد ms1832 بالحجج السالفة ذكرهم، واشتد إلى البراهين ~~المستحدثة فقرهم، فكان أبلغ [برهان] إقبال مثله إلى المحجة عن غير رغبة ~~استفزته، ولا رهبة هزته، ولا محاسدة أغرته، ولا مناظرة عزته، بل أطلق عنان ~~عقله ومد به راشادا حتى وقفه على الصراط المستقيم، واستتلاه قاصدا حتى ~~أورده إلى المنهج السليم، فوردت النعمة بتخيره صافية غير مكدرة، والمنحة في ~~استئمانه وافية غير مقصرة، فهنأ الله الإسلام ما لا يزال يتولاه من إيضاح ~~مناره، وتبلج أنواره، وإدامة صبحه PageV08P505 # ضاحكا تتصدع عنه دياجير الشبهات، وتنجلي منه ملابس الضلالات، وهنأ الله ~~الشيخ ما رآه له أهلا من هذا السناء الذي تقف دونه المعالي، وتضيء به ظلم ~~الليالي، وغرس عنده التوفيق الذي يسترهن لواء النعمة، ويضمن بقاء العصمة. # وفي فصل من أخرى: ولولا أني إذا أردت المواصلة بنفسي ثقلت ثقلين ~~بالزيارة، وبالدالة (1) المستعارة، لما استنبت والله على لساني قلمي، ولا ~~استنطقت يدي قبل فمي، ولكن الاضطرار يقود وأتبع، والزمان يقول فأستمع. # وله من رقعة [في] فتح: ولما تقاربت الفئتان إذا بعدونا في عدة قد اشتملت ~~منهم على كل سهم في كنانتهم؛ قد استكثروا من علوج لا يخشون (2) حومة ~~اللقاء، ولا يثبتون على مقارعة الأكفاء، فلما اجتمع أعداء الله وقلوبهم ~~بالذعر متفرقة، وأقدموا وأقدامهم القهقراء راجعة، وكانت لنا عيون تجثم على ~~مدارج أنفاسهم، وطلائع تقبض على مسارح ألحاظهم. # وفي فصل منها: وبادرتهم فتيان بني عامر على الجرد الصلادم (3) ، وقد ~~برزوا الجنن تعجلا للطراد، وتخففوا من الرماح تقصيرا للبعاد، فوكزوهم ~~بالرماح وكزا ترك الدروع منهم غلائل، وأماني الحياة فيهم قلائل، فلم يترك ~~القتل منهم إلا أنفسا عافتها كرام السيوف، أو آخرين عزين (4) تكفكف عنهم ~~الرحم العطوف، يتمسكون بأنفسهم حوزا، ويعتدون ذل الفرار عزا، وافترقوا إلى ~~أوطانهم يرقبون الليل كما يرقب الصباح، ويدلجون بكل ماش من الخيل بجناح، ~~وكان أميرهم في بلهنية الاستهامة بهم، وقلة الفكر فيهم، قد بات يعمل كاسه ~~ويلهي جلاسه، وغدا سكران PageV08P506 # على فرس جموح يبادر النهاب وهي أنفسهم، ويحاول الغنائم وهي مهجهم، فرقصت ~~به الفرس فصادف ذلك ms1833 الأجل المكتوب له، بجزى الله هذا الحي من آل عامر أهنأ ~~الجزاء عاجلا، وأدومه آجلا، وثنى ببني عمنا الأقربين، وعشيرتنا المستخلصين، ~~خفاجة وكذلك الجيران، وأهل البلد والأعيان [144] وألفاف (1) كانت أسماؤهم ~~نكرة، فعرفتها المواقف الحميدة، وطوائف عاطلة حلتها الخطا البعيدة، وخاملة ~~نبه عليها شكر السيوف لأيد منهم وصلت قصارها، وأوصلت في زحام الورد حوارها. # وفي فصل له: وكلما هممت بمفاتحته اعتضرتني خجلة المتاركة، واستوقفتني ~~غفلة المجانبة، وخانت يدي قلمب، فلم تشفه بإظهار ضميره، ولم تحسن النيابة ~~عنه في الاعتذار من تقصيره. # وهذه أيضا جملة من شعره في أوصاف شتى # قال: # عجبت هند من تسرع شيبي قلت هذا عقبي فطام السرور # عوضتني يد الثلاثين من مس - ك عذاري رشا من الكافور # كان لي في انتظار شيبي حسابا غالطتني فيه صروف الدهور # والبيت الثاني منها كقوله الوزير أبي محمد ابن عبدون: # يا دهر ذنبك عندي غير مكفور على م عوضت من مسكي بكافور # وقال (2) : PageV08P507 # علمت منطق حاجبيه والبيت ينشر رايتيه # وعرفت آلات النعي - م بقبلة في عاضيه # ولقد أراه في الخلي - ج (1) يشقه من جانبيه # والماء مثل السيف وه - وفرنده في صفحتيه # لا تشربوا من مائه أبدا ولا تردوا عليه # قد ذاب فيه الحسن [من] حركاته أو مقلتيه # والسلم أسلم فاحذروا من فترة في ناظريه # صبغت بياض النيل حم - رة وردة [في] وجنتيه # وقال: # تمنع أن رأى زغبا بعارضه قد التهبا # وتاه علي أن أبدت عقارب صدغه ذنبا # وقدر أنه سبب يقطع بيننا النسبا # ولا والله لا آلو لحق عنده طلبا # ولا خليت في كفي - ه - قلبا طال ما انتبها # أما عيناه عيناه الل - تان أباحتا الريبا # وقال وقد كسفت الشمس: # لمثل ذا اليوم يا معذبتي كانت ترجيك أختك الشمس # قومي اخلفيها في ذا الكسفوف ففي وجهك عنها إن أوحشت [أنس] (2) # وغالطي حاسب النجوم فإن لجت وغابت أصابه لبس PageV08P508 # وقال: # يوم الكسوف جلا على بصري قمرا أحار الجن والإنسا # قامت فأرخت من ذوائبها وتجللت من شعرها لبسا # فسألتها لم قد لبست دجى قالت ms1834 أساعد أختي الشمسا # وقال: # قالوا كسوف الشمس مقترب قلت ادخرت لدفع نائبها # ثقتي بكاسفها وكاشفها وبفضل ماحيها وكاسبها # من لو يشاء أعاد مشرقها متبسما لك من مغاربها # هي شعلة من نوره فإذا ما شاء أظلم أو أضاء بها # وقال (1) : # أدر كأمس المدام فإن قلبي أتيح له عن التقوى ارتحال # حللت ببابل وأردت ألا أهيم بسحرهم، هذا محال # وقال (2) : # دنف بحمص وبالعراق طبيبه يضنيه عنه بعاده ويذيبه # ما ناله إلا الذي هو أهله إذ غاب من بلد وفيه حبيبه # لزم السهاد تحيرا وتلددا وتأسفا إذ أوبقته ذنوبه # زعم الفراق دعا به فأجابه ونعم دعاه فلم أراد يجيبه PageV08P509 # وهذا كقول الآخر: # أتظعن عن حبيبك ثم تبكي عليه فمن دعاك إلى الفراق # وقال آخر: # كذبتك نفسك لست من أهل الهوى تشكو الفراق وأنت عين الظالم # وقال المغربي (1) : # ولما احتوى بدر الدجى صحن خده تحير حتى ما درى أين يذهب # تبلبل لما أن توسط خده وما زال من بدر الدجى يتعجب # كأن انعطاف الصدغ لام أمالها أديب يجيد الخط أيان يكتب # وهذا المعنى كقول الآخر، وأنشد القطعة بكمالها، استيفاء لجمالها: # تعلم العطف من صدغيه فانعطفا وكان من شأنه ألا يفي فوفي # دب العذار على ميدان صفحته حتى إذا هم أن يسعى به وقفا # كأنه كاتب عز المداد به أراد يكتب لاما فابتدا ألفا # وقال ابن المغرب: # حبيب سرى يسلقبل الليل وحده ويسبق آرام الصريم وأسده # فلا الأنس من أمثاله الأدم عاقه ولا الذعر من أعدائه الغلب صده # يخوض إلى الليل ما بل عطفه ويفرج غيل الدوح ما حل عقده # المصراع الأول منه كقول المعري (1) : PageV08P510 # عجبت وقد جزت الصراة رفلة وما خضلت مما تسربلت أذيال (1) # [145] / وقد طلعت في الرأس مني راية ثكلت بها هزل النعيم وجده # كلوح مشيب لو يكون (2) تبسما كما زعموا ما [إن] بكى القلب عنده # وما زهرات الشيب فيه ظوالم كذا العشب يأتي يانع الزهر بعده # أخذت من الدهر التجاريب جملة وقبل أشدي ما بلغت أشده # قوله " كلوح مشيب " ينظر إلى قول ms1835 ابن الرومي (3) : # لم يضحك الشيب من فوديه بل كلحا سم القبيح من الأسماء ما قبحا # إن كان ابن المغربي قد نقص معناه، وطمس سناه، فقد زاد فيه ما ذهب ببعض ~~جنايته، ومحا كثيرا ما إساءته، وكان الناس قديما وحديثا يستعيرون لبياض ~~المشيب التبسم، حتى جاء ابن الرمي بحر الإبداع، وعذبة لسان الاختراع، فقال ~~بيته المتقدم فأسكت به القائلين، ودفع في صدر المتقدمين، وبين أنه ربما كان ~~الفضل للآخر، وأبقى السالف للغابر، وأرى أول من نحا هذا المنحى، وسلك ~~بالشيب هذه المحجة المثلى، حيث استعار الضحك للشيب، غير مبال إلى ما في ذلك ~~من العيب، دعبل حيث يقول (4) : # لا تعجبني يا عبد من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى # فاستعار الجناح، وغدا على ألسنة الرواة وراح، وتتابع فيه الشعراء فأبدأوا ~~فيه وأعادوا، ونقصوا وزادوا. PageV08P511 # وقال ابن المغربي: # ولما دعوت الكأس تؤنس وحشتي لبعدك زادتني اشتياقا إلى القرب # ومالت بأعطافي لها أريحية فقربك أحلى من جناها إلى القلب # فأنت مزاج العيش إن كان صافيا وأنت المعير الصفو في كدر الشرب # وقال في غلام تركي وسيم، كان به يهيم: # غزال لم ألابس قبله التبريح والكمدا # أظن عداه جانية لعشقي مذ كذا رصدا # وقال: # يا أهل مصر عاد ناسككم بالكرخ بعد التقى إلى الفتك # جمش قلبي [مقر] طق (1) غنج بدا لقلبي فيه من النسك # رمى فؤادي بسهم مقلته وكيف يخطي مولد الترك # وذكرت بمعنى البيت الثاني من هذه قول كشاجم، وإن لم يكن به، فيتعلق بسببه ~~(2) : # يقولون تب والكأس في يد أغيد وصوت المثاني والمثالث عال # [فقلت لهم لو كنت أزمعت توبة وشاهدت هذا في المنام بدا لي] # وقال ابن المغربي (3) : # حبيب مللت الصبر بعد فراقه على أنني علقته وألفته # محاسن يأسي شخصه من تفكري فلو أنني لاقيته ما عرفته PageV08P512 # وقال: # الله يعلم ما إثم هممت به إلا وبغضه خوفي من النار # وإن نفسي ما هامت بمعصية إلا وقلبي عليها عاتب زار # وله في غلام نصراني: # رغبت في ملة عيسى وما يخيب من يرغب في ms1836 ملته # رغبني في دينه شادن رأيته يخطر من بيعته # صنع حكيم ما أرى أنه يسلط النار على حكمته # إن كان ذا من ساكني ناره فناره أطيب من جنته # ومن مرثية له في الشريف أبي الحسن، صهره: # يا ناعي الدين والدنيا أشد بهما في حيث سال بآل الله واديه # هذي معالي قريش غاض آخرها ومجد هاشم زار الترب باقيه # قل يا أبا حسن والقول ذو سعة (1) لولا حجاب من الثرياء (2) يثنيه # أآخر الدهر أم تحنى عواطفه وفيصل البين أم يرجى تلافيه # كلا لقد فات منك الوصل آمله مذ شيد الجدث المأهول بانيه # هنيت ربعا برغم المجد تسكنه تلقى أباك عليا في مغانيه # إن أخل بعدك بالدنيا أروضها فقد خلا بضمير النبع باريه # هل كنت تعلم إذ عودتني أبدا حسن التصبر أني فيك أفنيه # وهو القائل (1) : PageV08P513 # كنت في سفرة البطالة والغي زمانا (1) فحان منه قدوم # تبت عن كل مأثم فعسى يمحى بهذا الحديث ذاك القديم # بعد سبع (2) وأربعين لقد ما طلت إلا أن الغريم كريم # انتهى ما أثبته لأبي القاسم من فصوص نثره، وملح شعره، وأختم ذكره بخبر ~~يتعلق بكرمه، ومحاسن شيمه (3) : كان يوما بداره ببغداد في نوروز سنة ثماني ~~عشرة وأربعمائة، وهو إذ ذاك وزيرها، وله تدبيرها، فدخل عليه وجوه أمراء ~~الديلم والاسفهسلارية من الأتراك على طبقاتهم، ووضعت الهدايا بين يديه على ~~رسم الفرس، فلما / [146] خبف المجلس وتعلى النهار، استؤذن عليه للديلمي ~~مهيار، فأذن له ودخل، فلما مثل بين يديه قال: أيدك الله، هذه البضاعة التي ~~معنا كانت كاسدة، وقد وجدنا لها نفاقا بحضرتك، فقال: هات ما معك، فأنشده ~~قصيدته التي أولها (4) : # عسى معرض وجهه مقبل # وهي قصيدة نيف فيها على المائة، وقد أثبت ما أخرجت منها في موضعها من هذا ~~القسم، فجعل ينشدها وابن المغربي ينشدها وابن المغربي يستعيد أبياته ~~النادرة فيها. ويكثر إعجابه بها، ويجمع كفيه ويبسطها ويقول: أحسنت والله، ~~أجدت والله، إلى آخرها. فلما فرغ أشار له إلى دراهيم ودنانير كانت بين يديه ~~دون باقي الهدايا، ففتح مهيار ms1837 كمه الأيسر وجمع بين يديه حتى ملأ كمه ~~الأيسر، ثم فتح كمه الأيمن وجمع بيده اليسرى إلى أن لم يبق في الموضع دينار ~~ولا درهم، ونهض؛ وسئل مهيار بعد عن PageV08P514 # زنة ما حصل له يومئذ فقال: كانت الدنانير ألفا ومائة مثقال وعشرين، ~~والفضة ثمانية آلاف درهم. # فصل في ذكر الفقيه الحافظ # عبد الوهاب بن نصر المالكي البغدادي (1) # ناصر دين المالكية، وإيراد قطعة من شعره # الذي هو حلاوة الأمان، وبشر وجه الزمان # كان أبو محمد في وقته بقية الناس، ولسان أصحاب القياس، وهو أحد من صرف ~~وجوه المذهب المالكي، بين لسان الكناني، ونظر اليوناني، فقدر أصوله، وحرر ~~فصوله، وقرر جمله (2) وتفاصيله، ونهج فيه سبيلا كانت قبله طامسة المنار، ~~دراسة الآثار، وكان أكثر الفقهاء ممن لعله كان أقرب سندا، وأرحب أمدا، قليل ~~مادة البيان، كليل شباة اللسان، قلما فصل في كتبه غير مسائل يلقفها ولا ~~يثقفها، ويبوبها ولا يرتبها، فهي متداخلة النظام، غير مستوفاة الأقسام، ~~وكلهم قلد أجر ما اجتهد، وجزاء ما نوى واعتقد. # وقد وجدت له شعرا معانيه أجلى من الصبح، وألفاظه أحلى من الظفر بالنجح: ~~ونبت به (3) بغداد، كعادة البلاد، بذوي فضلها، وعلى حكم الأيام في محسني ~~أهلها، فخلع أهلها، وودع ماءها وظلها، وقد حدثت أنه شيعه يوم فصل ~~PageV08P515 # عنها، من أكابرها، وأصحاب محابرها، جملة موفورة، وطوائف كثيرة، وأنه قال ~~لهم عندما وقفهم للتوديع، وعزم عليهم في الرجوع: والله يا أهل بغداد لو ~~وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشية، ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية؛ ~~والخبز عندهم يومئذ ثلاثمائة ركل بمثقال. وزعموا أنه ارتجل يومئذ هذه ~~الأبيات (1) : # سلام على بغداد في كل موطن وحق لها مني السلام المضاعف # لعمرك ما فارقتها قاليا لها وإني بشطي جانبيها لعارف # ولكنها ضاقت علي برحها ولم تكن الأرزاق فيها تساعف # فكانت كخل كنت أهوى وصاله وتنأى به أخلاقه وتخالف (2) # وبلغني أنه اجتاز في وجهته تلك بمعرة النعمان، وبها يومئذ أبو العلاء ~~أحمد بن سليمان، فضيفه، وكتب إليه بما أثبته في موضعه، وفي ذلك يقول ms1838 أبو ~~العلاء (3) : # والمالكي ابن نصر زار في سفر بلادنا فحمدنا النأي والسفرا # إذا تفقه أحيا مالكا جدلا وينشر الملك الضليل إن شعرا # واستقر الفقيه أبو محمد بمصر. فحمل لواءها، وملأ أرضها وسماءها، واستتبع ~~سادتها وكبراءها، وتناهت إليه الغرائب، وانثالت في يديه الرغائب، فمات لأول ~~ما وصلها، من أكلة اشتهاه فأكلها؛ زعموا أنه قال وهو يقلب، وفسه [قد] تصعد ~~وتصوب " لا إله إلا الله، إذا عشنا متنا ". وكانت وفاته بها رحمه الله سنة ~~اثنتين وعشرين وأربعمائة. # وقد أخرجت من شعره ما يروق العيون، ويفوق المنثور والموزون، ومن شعره ~~PageV08P516 # مما أنشده أبو المطرف المالقي (1) : # لا تتعجل قطيعتي فكفى يوما يد الدهر بيننا تقطع # عما قليل تحين (2) فرقتنا ثمت لا ملتقى ولا مجمع # واستقضي بمدينة اسعرد (3) ، فبلغه عن أحد أدبائها أنه قال عنه / [147] ~~كلاما معناه: القاضي - أعزه الله - مجيد. في كل ما يريد، إلا أنه ربما فتر ~~قوله إذا شعر، فقال عبد الوهاب: # أبغي رضاكم جاهدا إذا أملت حسنى عاد لي منكم أذى # إني لأصبح من تجن خائفا وبسلمكم من حربكم متعوذا # فإلى م صبري للتعتب منكم وإلى م إغضائي الجفون على القذى # لو شئت أمنني القريض من الذي أنا خائف ولكان لي مستنقذا # فيظل بي متململا متنغصا من كان قبل الشر بي متلذذا # لكنني أرعى الوداد وإن غدا غيري به متشدقا (4) متطرمذا (5) # وأظل يملكني الحنو عليكم وأكف عائر أسهمي أن ينفذا # وأجل قدري في المودة أن أرى بعد الحفاظ لعهدهم أن ينبذا # أتظن بغدادي طبع خالص يلفى هزيم من اغتدى متبغددا # هيهات إن من الظنون كواذبا والحزم أولى في الحجى أن يحتذى # إن تعتذر منها تجدني قابلا أو رمت تجديد الوداد فحبذا PageV08P517 # طبعي التجاوز عن صديق إن هفا وبغفر زلات الأخلاء اغتذى # فتجنبن عتبي وعد لمودتي لا تصغين لقول واش إن هذى # واعلم بأني لست غافر زلة إن رابني ظن بكم من بعد ذا # ذو الحلم إن سالمته لك منصف فإذا نضا عنه تجده قد بذا # يا شاعرا ألفاظه في نظمه دررا ms1839 غدت وزبرجدا وزمردا # خذها فقط نظمتها لك حكة فيها وقل لمثلها أن يؤخذا # حتى تظل تقول من عجب بها من قال شعرا فليلقه هكذا # وقال (1) : # ونائمة قبلتها فتنبهت وقالت تعالوا فاطلبوا اللص بالحد # فقلت لها إني فديتك غاصب وما حكموا في غاصب بسوى الرد # خذيها وحطي (2) عن أثيم ظلامة وإن أنت لم ترضي فألف عند العد # فقالت قصاص يشهد العقل أنه على المذنب الجاني ألذ من الشهد # وقالت ألم أخبرك بأنك زاهد فقلت بلى ما زلت أزهد في الزهد # فباتت يميني رهن (3) هميان خصرها وباتت يساري رهن واسطة العقد # وقال (4) : # ومحجوبة في الخدر عن كل ناظر ولو برزت بالليل ما ضل من يسري # أقول لها والعيس تحدج للنوى أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر PageV08P518 # سأنفق ريعان الشبيبة آنفا على طلب العلياء أو طلب الأجر # أليس من الخسران أن لياليا تمر بلا نفع وتحسب من عمري # وإنا لفي الدنيا كواكب لجة نظن قعودا والزمان بنا يجري # وقال (1) : # حمدت إلهي إذ بليت بحبها وبي حول يغني عن النظر الشزر # نظرت إليها والرقيب يخالني نظرت إليه فاسترحت من العذر # وقال: # لا تترك الحزم في شيء تحاذره فإن سلمت فما في الحزم من باس # العجز ذل وما بالحزم من ضرر وأحزم الحزم سوء الظن بالناس # وقال: # لست وإن كنت معنى به مشتكيا منه أذى حبه # بل راضيا ما كان منه وإن حملت في الحب على صعبه # مر الهوى أطيب من عذبه وجدبه أنعم من خصبه # ما صدق الحب امرؤ لم تبت نيرانه تضرم في قلبه # يستعذب التعذيب فيه وإن آل به ذاك إلى نحبه # لا باغيا منه نوالا ولا يشكو الذي يلقاه من كربه # وقال: # الله يعلم أني يوم بينهم ندمت إذ ودعتني غاية الندم PageV08P519 # تزاحمت في فؤادي للنوى حرق تزاحم الدمع في أجفان منسجم # ثم انثنيت وفي قلبي لفرقتهم وقع الأسنة في أعقاب منهزم # وكتب يخاطب المستنصر بالله صاحب مصر: حصن الله المؤمنين من الشيطان ~~[بجنن] الطاعة، ودثرهم من قر وسواسه بسرابيل القناعة ms1840، ووهبهم من نعمه مددا ~~ومن توفيقه رشدا، وصيرهم إلى منهج الإسلام وسبيله الأقوم، وجعلهم من ~~الآمنين فيما هم عليه موقوفون، وزينهم بالتثبيت فيما هم عنه مسؤولون (وما ~~ربك بظلام للعبيد) (فصلت: 46) . # كتابي إليك من الجب بازاء مصرك، وفناء برك، بعد أن كانت بغداد لي الوطن، ~~والألفة والسكن؛ ولما كنت على مذهب صحيح، ومتجر ربيح، كثرت علي الخوارج، ~~وشق [على] الماء ارتقاء المناهج، (ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي ~~عزيز) (الحج: 40) فأتيت مكة، حرسها الله لكي أقضي فرض الحج، من عج وثج، ~~أسأل الله تعالى القبول، وكيف وإنما يتقبل الله من المتقين؛ وقد كنت عندي ~~ذا سنة ودين، محبا في الله تعالى وفي النبيين، وفي محمد صلى الله عليه وسلم ~~والمهديين، فورد الناطقون، وأتى المخبرون، بخبر ما أنت عليه، فذكروا أنك ~~مدحض لمذهب مالك، موعد / [148] لصاحبه بأليم المهالك، هيهات هيهات (إنك ميت ~~وإنهم ميتون، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) (الزمر: 30 - 31) ~~فأبيت القبول على أمر لم يصح بيانه لكثرة الكذب في الدنيا، وإذ لا يحل ~~لمسلم أن يموت طوعا، فأردت الكشف عن ذلك بكتاب منك، والسلام على من اتبع ~~الهدى. # جواب المستنصر بالله: حرس الله مهجتك، وطول مدتك، وقدم أمير المؤمنين إلى ~~المنية قبلك، وخصه بها دونك، ورد كتابك المكرم، وأتى خطابك المعظم، يفصح ~~البكم، وينزل العصم، هبت عليه رياح البلاغة فنمقته، ووكفت # PageV08P520 # عليه سحائب البراعة فرفقته، فيا له من خط بهي، ولفظ شهي، تذكر فيه حسن ~~ظنونك بنا، وتثبت مآثرنا، فلما أن عرست بازائها ورد من فسخ عليك، فخذ بظاهر ~~ما كان عندك ورد، ودع لربك علم ذات الصدور، والسلام. # ومن شعره أيضا قوله (1) # أهيم بذكر الشرق والغرب دائما وما بي شرق للبلاد ولا غرب # ولكن أوطانا نأت وأحبة فعدت متى أذكر عهودهم أصب # إذا خطرت ذكراهم في خواطري تناثر من أجفاني اللؤلؤ الرطب # ولم أنس من ودعت بالشط سحرة وقد غرد الحادون واستعجل الركب # أليفان هذا سائر نحو فربة وهذا مقيم سار عن صدره القلب # وقال (2) : # ومحطوطة ms1841 المتنين مهضومة الحشا منعمة الأطراف تدمى من اللمس # إذا ما دخان الند من طيبها علا [علىي وجهها أبصرت غيما على الشمس # وقال: # رحلتم فكم من أنة بعد زفرة مبينة للناس شوقي إليكم # فإن كنت أعتقت الجفون من البكا فقد ردها في الرق حزني عليكم # وقال: # يأبى مقامي في مكان واحد دهر بتفريق الأحبة مولع # كفكف فسيك يا فراق فإنه لم يبق في قلبي لسهمك موضع PageV08P521 # وقال (1) : # تذكر نجدا والحمى فبكى نجدا وقال سقى الله الحمى وسقى نجدا # وحيته أنفاس الخزامي عشية فهاجت إلى الوجد القديم له وجدا # فأظهر سلوانا وأضمر لوعة إذ طفئت نيرانها وقدت وقدا # ولو أنه أعطى الصبابة حقها لأبدى الذي أخفى وأخفى الذي أبدى # ولم أنسه والسكر يفتل قده إذا ما تثنى كدت أعقده عقدا # وقال: # بالكرخ من جانب الغربي عن لنا ظبي ينفره عن وصلنا نفر # ذؤابتاه نجادا سيف مقلته وجفنه والشفرة الشفر # ضفيرتاه على قتلي تضافرتا يا من رأى شاعرا أودى به الشعر # وقال: # من بعد ودي رمتم أن تهجروا ما بعد فرقة [مز] معين تخير # وزعمتم أن الليالي غيرت عهد اللوى لا كان من يتغير # إن شئتم أن تنصفوني في الهوى لا تقطعوا حبل الوصال وتغدروا # ردوا الفؤاد كما عهدت إلى الحشا والمقلتين إلى الكرى ثم اهجروا # وقال: # أتبكي على بغداد وهي قريبة فكيف إذا ما ازددت عنها غدا بعدا # لعمرك ما فارقت بغداد عن قلى لها أن وجدنا للفراق بها بدا # إذا ذكرت بغداد نفسي تقطعت من الشوق أو كادت تموت بها وجدا # كفى حزنا إن رمت لم استطع لها وداعا ولم أحدث لشاطئها عهدا PageV08P522 # وقال (1) : # تملكت يا مهجتي مهجتي وأسهرت يا ناظري ناظري # وما كان ذا أملي يا ملول ولا خطر الهجر في خاطري # فجد بالوصال فدتك النفوس فلست على الهجر بالقادر # وفيك تعلمت نظم الكلام ولقبني الناس بالشاعر # أيا غائبا حاضرا في الفؤاد سلام على الغائب الحاضر # وقال: # وكل مودة في الله تبقى على الأيام من سعة وضيق # وكل مودة في ms1842 ما سواه فكالحلفاء في لهب الحريق # وقال: # أمنزلتي سلمى وحسبي رباهما فمجتمعي واديهما بأثال # سلام على تلك المعاهد إنها مهب جنوبي أو مصاب شمالي # ليالي لا أخشى حزون قطيعة ولا أمش إلا في سهول وصال # فقد صار حظي من جميع لقائكم تعرض برق أو طروق خيال # وقال: # يا أملح الناس بلا مرية من غير مستثنى ولا مستعاد # ما زادني صدك إلا هوى والشزر [من] عينيك (2) إلا وداد # فاحكم بما شيت ففيه الرضى وكن كما شيت فأنت المراد PageV08P523 # وما عسى تبلغه طاقتي وإنما بين ضلوعي فؤاد # وقال: # فؤادي فر من جسدي إليكم فجئت اليوم أطلبه لديكم # فضموا الجسم أو ردوا فؤادي فما في رده حرج عليكم # وقال: # يا لهف نفسي على شيئين لو جمعا عندي لكنتإذن من أسعد البشر # [149] كفاف عيش يقيني كل مسألة وخدمة العلم حتى ينقضي عمري # وقال (1) : # أشكو الذين أذاقوني مودتهم حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا # واستنهضوني فلما قمت منتصبا بحمل (2) ما حملوا من ودهم قعدوا # لأخرجن من الدنيا وحبكم بين الجوانح لم شعر به أحد # ألفت بيني وبين الحب معرفة ما تنقضي أبدا أو ينقضي الأبد # وقال: # ولما رأيت العيش أزمع للنوى عزمت على الأجفان أن تترقرقا # فخذ حجتي من ترك قلبي سالما وجيبي ومن حقيهما أن يمزقا # يدي ضعفت عن أن تمزق جيبها ولو كان قلبي حاضرا لتمزقا # وقال: # حرق سوى قلبي ودعه فإنني أخشى عليك وأنت في سودائه # جاورته سوء الجوار فسؤته لما حللت فناءه بفنائه PageV08P524 # وقال: # في النفس ضيق وفي الفؤاد سعه فآله الجود غير متسعه # البخل لا أستطيع أفعله والجود لا أستطيع أن أدعه # وقال: # قضت أيامنا سهما صحيحا لمن يأوي إلى فهم سقيم # كأن علي للإعدام دينا فلازمني ملازمة الغريم # وقال: # يحتاج من كان في مواعدكم إلى ثلاث من غير تكذيب # أموال قارون يستعين بها وعمر نوح وصبر أيوب # وقال: # طولت للنفس في الأماني فحسرتي اليوم حسرتان # لما رأيت الشباب ولى وطالع الشيب قد علاني # أيقنت [أني] على فناء مشعر الذيل ms1843 غير وان # يا طول شوقي إلى أناس خلفني عنهم التواني # وقال: # أنا في الغربة أبكي ما بكت عين غريب # لم أكن يوم خروجي من بلادي بالمصيب # عجبا لي ولتركي وطنا فيه حبيبي # وقال (1) : # بغداد دار لأهل المال واسعة وللصعاليك دار الضنك والضيق PageV08P525 # أصبحت فيها مهانا في أزقتها (1) كأنني مصحف في بيت زنديق # وقال: # جرد عزيمة ماضي الهم معتزم ودون نيل الذي تبغيه لا تنم # ولا يصدنك عنها خوف حادثة فإنما المر رهن الموت والسقم # ما قدر الله آت كنت في سفر أو في مقرك بين الأهل والحشم # وقال: # إن يكن ما بك هزل فالذي بني منك جد # جملة تغني عن النف - سير: ما لي عنك بد # وقال: # إن ترد الوصل فهذا أنا وإن ترد هجري لك الأمر # ما أنا محتاج ولا وامق فواحد وصلك والهجر # وقال: # لما نشرن على عمد ذوائبها يكاد منها فتيت المسك ينتشر (2) # تقول يا عمتا كفي ذوائبه ويحي ضنيت وأخفى جيدي الشعر # مثل الأساود قد أعيا مواشطها فيه تضل مداريها وتنكسر # تدعو على شعرها لما أضر بها يا ليته كان [فيه] الجعد والقصر # وقال: # رحلت وخليت الفؤاد لديكم رهينا وإن لم تخل منه الأضالع # فإن أنتم ضيعتموه أسأتم وما الحق إلا أن تصان الودائع PageV08P526 # وقال: # أطال بين الديار ترحالي قصور مالي وضعف آمالي # إن برت في بلدة مشيت إلى أخرى فما تستقل أجمالي # كأنني فكرة الموسوس ما تبقى مدى ساعة على حال # وقال يتشوق في بغداد (1) : # خليلي في بغداد هل أنتما ليا على العهد مثلي أم غدا العهد باليا # وهل أنا مذكور بخير لديكما إذا ما جرى ذكر بمن كان نائبا # وهل ذرفت عند النوى مقلتكما علي كما أمسي وأصبح باكيا # وهل فيكما من إن تنزل منزلا " أنيقا وبستانا من النور حاليا " # " أجد لنا طيب المكان وحسنه منى فتمنين فكنت الأمانيا " (2) # كما بي عن شوق شديد إليكما كأن على الأحشاء منه مكاويا # على أدمع منهلة فتأملا كتابي تبن آثارها في كتابيا # ولا تيأسا أن يجمع الله ms1844 بينا كأحسن ما كنا عليه تصافيا # " فقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا " (3) # فدى لك يا بغداد [أهلاو] منزلا ولم أر فيها مثل دجلة واديا # ولا مثل أهليها أرق شمائلا وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا # وكم قائل لو كان ودك صادقا لبغداد لم ترحل، فكان جوابيا # " يقيم الرجل الأغنياء بأرضهم وترمي النوى بالمعسرين المراميا " (4) ~~PageV08P527 # " وما هجروا أوطانهم عن ملالة ولكن حذارا من شمات الأعاديا " # " إذا زرت أرضا بعد طول اجتنابها فقدت حبيبي والديار كما هيا " # وقال: / [150] # وماذا عليكم لو مننتم بزورة فأجزلتم فيها علينا التفضلا # فإن لم تكونوا مثلنا في اشتياقنا فكونوا أناسا يعرفون التجملا # وقال (1) : # هبني أسأت كما زعمت فأين عاقبة الأخوه # ولئن أسأت كما أسأت فأين فضلك والمروه # وقال: # ولما حدا الحادي بعيس أحبتي ونادى غراب البين بالبين يهتف # بكيت دما حتى لقد قال قائلب ترى ذا الفتى من جفن عينيه يرعف # وقال: # قلت لها يوما وأبصرتها بسباسة في كنها نرجس # ما أقبح الصد فقالت: بلى، أقبح منه عاشق مفلس # وقال: # متى أخف الغرام يصفه جسمي بألسنة الضنى الخرس الفصاح # فلو أن الثياب فحصن عني خفيت خفاء خصرك في الوشاح # وقال (2) : # قطعت الأرض في شهري ربيع إلى مصر وعدت إلى العراق PageV08P528 # فقال لي الحبيب وقد رآني سبوقا [للمضمرة] العتق # ركبت على البراق - فقلت كلا ولكني ركبت على اشتياقي # فصل في ذكر الأديب الأريب # أبي عبد الله بن قاضي ميلة (1) # وهو ممن طرأ (2) ذكره، وانتهى إلي شعره، إذ ضرب في الأدب بأعلى قدح، ~~وافتر عنه على أوضح صبح، وأقام دوحه على سوقه، وبنى المنازل (3) على سواء ~~طريقه، ورأيت أبا علي بن رشيق قد ذكره في ما اندرج من كلامه في شعراء " ~~الأنموذج "، وأعرب عن فضائله، وأوضح ما لم يخف من دلائله (4) ، ولعل بعض من ~~يتصفح كتابي هذا يقول: إن شعراء الأنموذج مائة شاعر وشاعرة، وأكثرهم كان في ~~المائة الخامسة من الهجرة، تقاربت موالدهم، وتشابهت مصادرهم ومواردهم، أفلا ~~ذكرهم عن آخرهم، وما له اقتصر على بعضهم دون ms1845 سائرهم -! فبعض الجواب أني ~~كثرت بهذا الكتاب عددي، وجردته في محاسن أهل بلدي، ثم عرضت بعد معارضته أبا ~~منصور، بذكر من هنالك من شاعر مشهور، واجتلاب ما يتعلق بذلك من خبر مأثور، ~~فأشرت إلى ذكر من كان في هذا الوقت المؤرخ ممن طال (5) طلقه، وشرق أفقه. ~~PageV08P529 # ولأبي عبد الله أشعار شاردة سارت على ألسنة الأنام، وكتبت في جبهات (1) ~~الأيام، غير أنه لم يقع إلي منها عند تحرير هذه النسخة إلا ما أثبت، فمن ~~ذلك ما حدث به أبو محمد بن خليفة المصري (2) قال: لما ولي ابن البواب وزارة ~~المعز بن باديس سأله أبو عبد الله أمرا كلفه، فمطله فيه حتى صرفه، فكتب ~~إليه (3) : # أقول له إذ طيشته رياسة أتت غفلة مهلا فقد غلط الدهر # ترفق يراجع فيك دهرك عقله فما سدت إلا والزمان به سكر # فما برحت أيامه أن تصرمت وما عندنا شكر ولا عنده عذر # وأنشد أيضا له المصري المذكور (4) : # جاءت بعود تناغيه فيتبعها (5) فانظر بدائع ما يأتي به الشجر # غنى على عودها الأطيار مفصحة رطبا فلما عسا (6) غنى به البشر # فما يزال عليه أو به طرب (7) يهيجه الأعجمان الطير والوتر # قال ابن بسام: وهذا في ما وصف، كقول ابن شرف (8) : # سقى الله أرضا أنبتت عودك الذي زكت منه أغصان وطابت مغارس # تغنى عليه الطير والعود أخضر وغنى عليه الناس والعود يابس PageV08P530 # وأنشد أيضا له المصري (1) : # أشقى لجدك أن تكون أديبا أو أن يرى فيك الورى تهذيبا # إن كنت مستويا ففعلك كله عوج وإن أخطأت كنت مصيبا # كالنقش ليس يصح معنى ختمه حتى يكون بناؤه مقلوبا # وأنشد له أيضا (2) : # لدنياك نور ولكنه ظلام يحار به المبصر # فإن عشت فيها على أنها كما قيل قنطرة تعبر # فلا تعمرن بها منزلا فإن الخراب لما تعمر # ولا تذخرن خلاف التقى فيفنى ويبقى الذي تذخر # وظن أناس بأن قد سموا فقالوا علونا ولم يشعروا # كذا البحر يطفو عليه القذى ويرسب في قعره الجوهر # وكان لابن قاضي ميلة صديقان فتقاطعا وندما، واتفق أن بنى ms1846 أحدهما منزلا، ~~فقيل لصاحبه: لست تجد وقتا لمراجعة صديقك أحسن من تهنئتك له بهذه الدار ~~الجديدة، فركب إليه وهنأه، وكان على صاحب المنزل قباء ديباج فيه صور ~~طواويس، فكرر بصره فيها ذلك القاصد، فقال له صاحبه: أتعجبك هذه / [151] ~~الصور - قال: أجل، فوهب الثوب له صاحب المنزل، فقال له القاصد: وأنا عندي ~~طواويس حية تصلح لهذه الدار، فلبس صاحب المنزل القباء غلاما وسيما له اسمه ~~نحرير، كان صديقه يهواه، وأهداه إليه، وأخذ صديقه الطواويس وأهداها مع غلام ~~له اسمه بديع كان صاحب المنزل أيضا يكلف به، PageV08P531 # فبلغ ذلك الأكحل تأييد الدولة (1) صاحب صقيلية (2) ، فأمر الشعراء بصفة ~~ذلك، فمن شعر ابن قاضي ميلة فيهما هنالك، من جملة قصيدة: # ولله يومكما إذ أتاك مبتهجا بتمام البناء # فأنفذ في حضن نحريره طواويس موشية في قباء # فما جنك الليل حتى بعثت بديعا بكل بديع المكاء # بأحسن متخذ في البيزت وأطرف مكتسب في القباء # تقابلتما لاختلاف الصفات ولولاهما لاختلاف الهواء # ويعلي الذنابى مدلا بها على رأسه كانتصاب اللواء # فتلحظ مرأى يروق العيون ويقضي لواصفه بالغناء # هدايا أقمتم لإيصالها ظباء تجر ذيول البهاء # وما عاين الناس من قبل ذا طواويشس [فوق] أكف الظباء # ومنها: # وعاين رجليه في معزل من الحسن حل عقود البكاء # فيهدم جلوته بعدما أقام لها محكمات البناء # ومن سام بالنفس عين التمام نازعه النقص حظ النماء # فيا قمري سؤدد قابلا وجوه السنا بوجوه السناء # إذا الدهر رفع قدريكما فقد سربل الدهر ثوب العلاء # ومن شعره (3) : # قالت الحسناء لما أن رأت أدمعي ترفض في ما ابتدرا # ليس هذا الدمع ما خبرته أنا من يهدي إليك الخبرا PageV08P532 # رق في خدي من ماء الصبا رونق يعشي سناه البصرا # تأخذ الألحاظ منه ريها فإذا جاز التناهي قصرا # وله من قصيد فريد يقول فيه (1) : # ولما التقينا محرمين وسيرنا بلبيك يطوى والركائب تعسف # نظرت إليها والمطايا كأنها غواربها منها معاطس رعف # وقالت أما منكن من يعرف الفتى فقد رابني من طول ما يتشوف # أراه إذا سرنا يسير أمامنا ونوقف أخفاف ms1847 المطايا فيوقف # فقلت لتربيها ابلغاها بأنني بها مستهام قالتا: نتلطف # وقولا لها يا أم عمرو أليس ذا منى والمنى في خيفه ليس تخلف # تفاءلت في أن تبذلي طارف الهوى بأن عن لي منها البنان المطرف # وأما دماء الهدي فهو تواصل بدوم ورأي في الهوى يتألف # وفي عرفات ما يخبر أنني بعارفة من نيل وصلك أسعف # وتقبيل ركن البيت إقبال دولة لنا وزمان بالمودة يعطف # فأبلغتها ما قلته فتبسمت وقالت أحاديث العبافة زخرف # بعيشي ألم أخبركما أنه امرؤ على لفظه برد الكلام المفوف # فلا تأمنا ما استطعتما كيد نطقه وقولا ستدري أينا اليوم أعيف # لئن كنت ترجو في منى الفوز بالمنى فالبخيف من إعراضنا تتخوف # وقد أنذر الإحرام أن وصالنا حرام وأنا عن مزارك نصدف # فهذا وقذفي بالحصى لك منذر بأن النوى بي عن ديارك تقذف # فبادر (2) نفاري ليلة النفر إنه سريع وقل من [في] العيافة أعرف ~~PageV08P533 # ومن مليح الزجر وغريب الفأل قول أبي حية (1) : # جرى يوم رحنا عامدين لأرضها سنيح فقال القوم مر سنيح # فهاب رجال منهم فتعفوا فقلت لهم: جار إلي ربيح # عقاب بأعقاب من الدار [بعد] ما نأت نية بالظاعنين طروح # وقالوا حمامات فحم لقاؤها وطلح فزيرت والمطي طليح # وقال صحابي هدهد فوق بانة هدى وبيان بالنجاح يلوح # وقالوا دم دامت مواثيق بيننا ودام لنا حلو الصفاء صريح # لعيناك يوم البين أسرع واكفا من الفنن الممطور وهو مروح # وقال ذو الرمة (2) : # رأيت غرابا ساقطا فوق قضبة من القضب لم ينبت لها ورق خضر # فقلت غراب لاغتراب وقضبة لقضب النوى هذي العيافة والزجر # وقال آخر (3) : # دعا صرد يوما على غصن بانة وصاح بذات البين منها غرابها # فقلت أتصريد وشحط وغربة فهذا لعمري نأيها واغترابها # ومن قصيدة جحدر (4) : # ومما هاجني فازددت شوقا بكاء حمامتين تجاوبان / [152] PageV08P534 # تجاوبتا بلحن أعجمي على عودين من غرب وبان # فكان البان أن بانت سليمى وفي الغرب اغتراب غير دان # وفي هذه القصيدة يقول: # فيا أخوي من كعب بن عمرو أقلا اليوم إن لم تسعداني # يحاذر سطوة ms1848 الحجاج ظلما وما الحجاج ظلام لجان # وكان من آخر معه أن الحجاج جوع له أسدا ثم سلطه عليه، فبادر جحدر إليه ~~وقتل الأسد، فعفا عنه الحجاج لما رأى من جرأته، واتخذه من صحابته. # وحكى المدائني قال (1) : خرج كثير من الحجاز يريد مصر، فلما قرب منها رأى ~~غرابا على شجرة ينتف ريشه، فتطير من ذلك ومضى لوجهه، فلقيه رجل من بني لهب ~~فقال: يا أخا الحجاز، مالك كاسف اللون، هل رأيت شيئا أنكرته - قال: أجل، ~~غراب على بانة ينتف ريشه وينعب، قال: إنك تطلب حاجة لا تدركها، فقدم مصر ~~والناس منصرفون من جنازة عزة، فقال: # رأيت غربا ساقطا فوق بانة ينتف أعلى ريشه ويطايره # فقلت ولو أني أشاء زجرته بنفسي للنهدي هل أنت زاجره # فقال غراب لاغتراب من النوى وفي البان بين من حبيب تجاوره # فما أعيف النهدي لا در دره وأزجره [للطير] لا عز ناصره # ومن مليح الزجر (2) قول أبي نواس وقد اجتمع إخوانه واختفوا عنه، ووجهوا ~~PageV08P535 # رسولا إليه بظهر قرطاس لم يكتبوا فيه شيئا، وخزموه بزير وختموه بقار، ~~ورمى بالكتاب من وراء الباب، فاستعلم موضعهم وأنشدهم: # زجرت كتابكم لما أتاني يمر بسانح الطير الجواري # نظرت إليه مخزوما بزير (1) على ظهر ومختوما بقار # فقلت الزير ملهية ولهو وخلت القار من دن العقار # وخلت الظهر أهيف قرطقيا يحر (2) العقل منه باحورار # فهمت إليكم طربا وشوقا فما أخطأت داركم بدار (3) # فكيف ترونني وترون زجري ألست من الفلاسفة الكبار # ومن أبدع ما لأبي عبد الله وأغربه، وأحلى الكلام وأوطئه قوله من كلمة، ~~يعني السيف، وقد رويت لغيره (4) : # حيث التقى أسد العرين وشادن (5) تحت اللحاف وصارم وسوار # قالت أرى بيني وبينك ثالثا ولقد عهدتك بالدخيل تغار # أأمنت نشر حديثنا فأجبتها هذا الذي تطوى به الأسرار # وقوله أيضا (6) : # وتعجبني الغصون إذا تثنت ولا سيما وفيهن الثمار # إذا اهتزت (7) نهود في قدود فقل للحلم قد ذهب الوقار PageV08P536 # فصل في ذكر أبي الحسن علي بن محمد التهامي # وإثبات جملة من شعره (1) # كان مشتهر الإحسان، ذرب اللسان، مخلى ms1849 بينه وبين ضروب البيان، يدل شعره ~~[على] فوز القدح، دلالة برد النسيم على الصبح، ويعرب عن مكانه من العلوم، ~~إعراب الدمع (2) عن سر الهوى المكتوم. # حملة من شعره في أوصاف شتى # المدح وما يتصل به من النسيب # له من قصيدة أولها (3) : # فؤادي الفداء لها من قبب طواف على الآل مثل الحبب # يقول فيها: # كأن [على] الجو فضفاضة مساميرها فضة أو ذهب # كأن كواكبه أعين تراعي سنا الفجر أو ترقب # فلما بدا طفقت هيبة تستر أحداقها بالهدب # وشقت غلائل ضوء الصباح فلا هو باد ولا محتجب # ومنها: # أبا قاسم حزت صفو الكلام وغادرت ما بعده للعرب # وليس كلامك إلا النجوم علوت فناثرتها من كثب PageV08P537 # رأيت الفصاحة حيث الندى وهل ينظم الروض إلا السحب # وقد شرف الغيث إذ بينه وبين بنانك أدنى نسب # ومنها في صفة القلم: # وأرعن أخرس من كثرة الل - غات بأجرائه واللجب # يلاقي النجوم بأمثالها من البيض من فوقها واليلب # إذا واجه الشمس رد الشعاع واعترض الريح (1) سد المهب # ثنيت بأرقش ذي زينة (2) تجلى الخطوب به والخطب / [153] # إذا ما جعلت له لهذما من النقس طال الرماح السلب # وطالت به مفخرا أنها وإياه في الأصل بعض القصب # تقلم أقلامك الحادثات فتبرا (3) وتهتم ناب النوب # وله من أخرى (4) : # وكيف لا تدركه نشوة واللحظ راح وجنى الريق راح # لو لم تكن ريقته خمرة لما تثنى عطفه وهو صاح # يبسم عن ذي أشر مثلما يلتقط الظبي بفيه الأقاح # أفلته مني وقد صدته برقدة صوت منادي الفلاح # فنحن في نوم وفي يقظة بين دنو منهم وانتزاح # وموقف لولا التقى لالتقى فيه نجادي ونظام الوشاح # ومنها: # ومجهل مشتبه طرقه كأنما هن خطوط قزاح PageV08P538 # وهذا تشبيه مخترع، ومعنى مبتدع. # كأنما أشباح أنضائنا قسي نبع وكأنما قداح # حتى اجتلينا بعد طول السرى بغرة الكامل وجه الصباح # فقال لي صحبي أبدر الدجى (1) فقلت لا بل هو بدر السماح # ينبيك عن سؤدده بشره مخايل السؤدد خرس فصاح # واصطلح الناس على فضله واختلفوا بعد فليس اصطلاح # ومنها: # إن لمس الطرس ms1850 بأطرافها فاض نوالا وبيانا وساح # وشق من لؤلؤه أفخر الل - ؤلؤ هن الكلمات الفصاح (2) # وهذه القصيدة مدح بها أبا القاسم بن المغربي المتقدم الذكر # وله من أخرى (3) : # لو جادهن غداة رمن رواحا غيث كدمعي ما أردن براحا # ماتت لفقد الظاعنين ديارهم فكأنهم كانوا بها أرواحا # وهذا كقول ابن الرومي وقد تقدم (4) : # فقد ألفته النفس حتى كأنه له جسد إن بان غودر هالكا # متوارثي مرض الجفون وإنما مرض الجفون بأن يكن صحاحا # من كان يكلف بالأهلة فليزر ولدي هلال زغبة ورياحا # لا عيب فيهم غير شح نسائهم ومن السماحة أن يكن شحاحا PageV08P539 # طرقته في أترابها فجلت له وهنا من الغرر الصباح صباحا # أبرزن من تلك الهيون أسنة وهززن من تلك القدود رماحا # ومنها في المدح: # يرمي الكتيبة بالكتاب إليهم فيرون أحرفه الخميس كفاحا # ومن نقسه دهما ومن ميماته زردا ومن ألفاته أرماحا # ساست أقاليم الورى أقلامه فأجم أطراف القنا وأراحا # وله من أخرى (1) : # بعثت إليك بطيفها تعليلا وخضاب ليلك قد أراد نصولا # فأتاك وهنا والظلام كأنه نظم النجوم لرأسه إكليلا # وإذا تأملت الكواكب خلتها زهرا تفتح أو عيونا حولا # أهدت لنا من خدها ورضابها [وردا] تحيينا به وشمولا # وردا إذا ما شم زاد غضاضة ولو أنه كالورد زاد ذبولا # وجلت لنا بردا يشهي برده نفس الحصور العابد التقبيلا # بردا يذيب ولا يذوب فكلما شرب المتيم منه زاد غليلا # وهذه كقول ابن الرومي، وقد تقدم (1) : # ريق إذا ما ازددت من شربه ريا ثناني الري ضمآنا # ومنها في ذكر القلم: # يلقى العدا من كتبه بكتائب يجررن من زرد الحروب ذيولا # فترى الصحيفة حلبة وجيادها أقلامه وصريرهن صهيلا # في كفه قلم أتم من القنا طولا وهن أتم منه طولا PageV08P540 # قلم يقلم ظفر كل ملمة ويرد حد شباتها مفلولا # ومنها: # يدعو النبي من الجدود وحيدرا ومن العومة جعفرا وعقيلا # نسب ترى عنوانه في وجهه لا شبهة فيه ولا تأويلا # ومن أخرى (1) : # وأراد الخيال لثمي فصي - رت لثامي دون المراشف سترا # اصرفي الكأس من رضابك عني ms1851 حاش لله أن أرشف خمرا # ولو أن الرضاب غير مدام لم تكوني في حالة الصحو سكرى # [ومنها في ذكر القلم] : # وإذا راش بالأنامل منه قلما واستمد ساء وسرا # قلما دبر الأقاليم حتى قال فيه أهل التناسخ إمرا # يتبع الرمح أمره إن عشري - ن ذراعا بالرأي تخدم شبرا # ومن شعره مما يبتعلق بأوصاف طيف الخيال، وله أغراض غريبة، وألفاظ عجيبة، ~~قال (2) : # عبسن من شعر في الرأس مبتسم ما نفر البيض مثل البيض في اللم # فقبلتني توديعا فقلت لها كفي فليس ارتشاف الخمر من شيمي / [154] # لو لم يكن ريقها خمرا لما انتطقت بلؤلؤ من حباب الثغر منتظم # ولو تيقنت غير الراح في فمها ما كنت ممن يصد اللثم باللثم # وزاد ريقتها بردا تحدرها على حصى برد من ثغرها شبم PageV08P541 # ومعنى البيت الثاني من هذه كقول أبي الحسن الرضي (1) : # وقبلته فوق اللثام لي هي الخمر إلا أنها بفدام # وتشبيه أرياق الملاح بالراح أكثر من أن يحصى، وأشهر من أن يتقصى، ولكن ~~التهامي ولد معنى حسنى، وجر ها هنا للبلاغة رسنا، بقوله: " لو لم يكن ريقها ~~خمرا.. " البيت. # وفيها يقول: # إني لأطرف طرفي عن محاسنها تكرما وأكف الكف عن أمم # ولا أهم ولي نفس تنازعني أستغفر الله إلا ساعة الحلم # ومعنى هذا البيت حسن، ولكن أبا الطيب كان أملك لشهوته، وأعف في حين ~~خلوته، حيث يقول (2) : # يريد يدا عن ثوبها وهو قادر ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد # ألا تسمع كيف عف في الكرى، وأتى من حسن اللفظ وبراعة القسمة بما ترى - ~~وقد أثبت في أخبار ابن الأبار (3) ، في هذا المعنى عدة أشعار. # وقال التهامي (4) : # أهدى لنا طيفها نجدا وساكنه حتى اقتنصنا ظباء البدو والحضر # فبات يجلو لنا من وجهها قمرا من البراقع لولا كلفة القمر # وراعها حر أنفاسي فقلت لها هواي نار وأنفاسي من الشرر # وزاد در الثنايا در أدمعها فالتف منتظم منه بمنتثر # فما نكرنا في الطيف الملم بنا ممن هويناه إلا قلة الخفر PageV08P542 # فسرت أعثر في ذيل الدجى ولها والجو روض ms1852 وزهر الليل كالزهر # وللمجرة فوق الأرض معترض كأنها حبنب تطفو على نهر # وللثريا رقود فوق أرحلنا كأنها قطعة من فروة النمر # كأن أنجمه والصبح يغمضها قسرا عيون غفت من شدة السهر # فروع السرب لما ابتل أكرعه في جدول من خليج الفجر منفجر # ولو قدرن وثوب الليل منخرق بالصبح رقعنه منهن بالشعر # ومنها: # لو لم يكن أقحوانا ثغر مبسمها ما كان يزداد طيبا ساعة السحر # يا رب معنى بعيد الشأو أسلكه في سلك لفظ قريب الفهم مختصر # لفظا يكون لعقد القول واسطة ما بين منزلة الإسهاب والخضر # إن الكاتبة سارت نحو أنمله والجود فالتقيا فيه على قدر # ترد أقلامه الأرماح صاغرة عكسا كعكس شعاع الشمس للبصر # وفي كتابك فاعذر من يهيم به من المحاسن ما في أحسن الصور # الطرس كالوجه والنونات دائرة مثل الحواجب والسينات كالطرر # وله من أخرى (1) : # قولا له هل دار في حوبائه أن القلوب تحوم حول خبائه # ريم إذا رفع الستائر بيننا أعشاني اللألاء قبل (2) روائه # نم الضياء عليه في غسق الدجى حتى كأن الحسن من رقبائه # أهدى لنا في النوم نجدا كله ببدره وغصونه وظبائه # وسفرن في جنح الدجى فتشابهت في الليل أنجم أرضيه وسمائه PageV08P543 # وجلا جبينا واضحا كالبدر في تكويره وبعاده وضيائه # حتى إذا حط الصباح لثامه ومضى الظلام يجر فضل ردائه # حيا بكأس رضابه فرددتها نفسي فداء رضابه وإبائه # قلبي فداؤك وهو قلب لم تزل تذكي شهاب الشوق في أثنائه # جاورته شر الجوار وزرته لما حللت فناءه بفنائه # حرق سوى قلبي ودعه فإنني أخشى عليك وأنت في سودائه # ومعنى هذا اليت مشهور، وقد أجرينا منه طلقا فيما تقدم. # ومن مراثيه قصيدته أولها (1) : # حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار # يقول فيها: # إني وترت بصارم ذي رونق أهددته لطلابة الأوتار # يا كوكبا ما كان أقصر عمره وكذاك عمر كواكب الأسحار # وهلال أيام مضى لم يستدر بدرا ولم يمهل لوقت سرار # عجل الخسوف عليه قبل أوانه فمحاه قبل مظنه الإبدار # واستل من أترابه ولداته ms1853 كالمقلة استلت من الأشفار # فكأن قلبي قبره وكأنه في طيه سر من الأسرار # أشكو بعادك لي وأنت بموضع لولا الردى لسمعت فيه سراري # والشرق نحو الغرب أقرب شقة من بعد تلك الخمسة الأشبار # ومنها # قصرت جفوني أم تباعد بينها أم صورت عينا بلا أشفار # لو كنت تمنع خاض دونك فتية منا بحار عوامل وشفار PageV08P544 # فدحوا فريق الأرض أرضا من دم ثم انثنوا فبنوا سماء غبار # قوم إذا لبسوا الدروع حسبتهم سحبا مزررة على أقمار # ومن هنا أخذ ابن عبد البر الشنتريني قوله في صفة الاكواس: # كأنها وشعاع الشمس داخلها قمص من الماء قد زرت على لهب # وترى سيوف الدارعين كأنها خلج تمد بها أكف بحار # لو أشرعوا أيمانهم من طولها طعنوا بها عرض القنا الخطار # وكأنما ملأوا عياب دروعهم وغمدوا أنصلهم سراب قفار # فتدرعوا بمتون ماء جامد وتقنعوا بحباب ماء جار # يتزين النادي بحسن وجوههم كتزين الهالات بالأقمار # من كل من جعل القنا (1) أنصاره وكرمن فاستغنى عن الأنصار # والليث إن ساورته (2) لم يعتمد إلا على الأنياب والأظفار # وإذا هو اعتقل القناة حسبتها صلا تأبطه هزبر ضار # شاب القذال وكل غصن صائر فينانه الأحوى إلى الإزهار # وتلهب الأحشاء شيب مفرقي هذا الشعاع (3) شواظ تلك النار # ومن أخرى (4) : # أبا الفضل طال الليل أم خانني صبري فخيل لي أن الكواكب لا تسري # يقول فيها: # ولا حزن إلا يوم فارقت شخصه ورحت ببعض النفس والبعض في القبر # وأعلم أن الحادث بمرصد لتأخذ كلي مثل ما أخذت شطري # أحين نضا ثوب الطفولة ناسلا كما نسل الريش اللؤام عن النسر PageV08P545 # وخلى رضاع الثدي مستبدلا به أفاويق من در البلاغة والشعر # وألقى تميمات الصبا وتباشرت حمائل أغماد المهندة البتر # وقامت عليه للعلاء شواهد كما استشهد العضب السريجي بالأثر # طواه الردى دي الرداء فأصبحت مغانيه ما فيهن منه سوى الذكر # وقالوا سيسليه التأسي بغيره فقلت لهم هل يطفأ الجمر بالجمر # ومنها: # بضرب يطير البيض من حر وقعه شعاعا كما طار الشرار عن الجمر # ولما تضف في نصرة الله ms1854 طعنة إلى ضربة كالتبر فوق شفا نهر # فلا تسألوني عنه صبرا فإنني دفنت به قلبي وفي طيه صبري # وإلا تكن قلبي فإنك بعضه قددتكما قد الهلال من البدر # قوله: " أحين نضا ثوب الطفولة.. " كقول المعري (1) : # ترى أعطافها ترمي حميما كأجنحة البزاة رمت نسالا # وقوله: " كما استشهد العضب السريجي بالأثر " كقوله أيضا (2) : # كالسيف دل على التأثر بالأثر # وقوله: " كالتبر فوق شفا نهر " معناه مشهور، إلا أن التهامي لم يتهم فيه ~~ولا أنجد، ولا اضطلع بأعباء ما تقلد، ولا قام ولا قعد، وأعلق منه بنسبه ~~الذي يقول: # عليهن من وقع السيوف حواجب # وقال آخر: # فنضربهم شكلا ونطعنهم نقطا PageV08P546 # وقال آخر، وإن كان في اللفظ [] وكان بين أجزاء البيت تباعد: # طعن كما فهق الغدير يؤمه ضرب كحاشية الرداء طويل # وهذا كثير وهو من متداولات المعاني، ومنه قول أبي العشائر الحمداني (1) : # أأخا الفوارس لو شهدت مواقفي والخيل من تحت الفوارس تنحط # لقرأت منها ما تخط يد الوغى والبيض تشكل والأسنة تنقط # وكان أبو الطيب يستحسنه له قلة رضاه، يقول سواه # ومن سائر شعره في أوصاف مختلفة # قال من قصيدة (2) : # تحول الدهر أحوالي وبدلني دارا بدار وجيرانا بجيران # ورب أمر رمتني الحادثات به أرنو إليه وحالي فيه حالان # إذا نظرت بعين الهزل أضحكني وإن نظرت بعين الجد أبكاني # يظما الكريم فلا يسقى وقد ظفرت كف اللئيم بسيحن وجيحان # تأمل القدر المحتوم وارض به فإنما وزن الدنيا بميزان # فظل يزداد فيها كل منتقص إلا ويهبط منها كل رجحان # كم من رجال إلى الأديان قد نصبوا وربما صيدت الدنيا بأديان # كم عمرت بالخنا خالي منازلهم عمارة الكتب من فقه وقرآن # وباقل الخط سحبان المقال فهل كباقل في ثناه أو كسحبان # تراه مجفو ناد مستضام يد مستخبلا وهو في أثواب لقمان / [156] # ما ذنبه فير نفس لا تساعده على لباس رياء غير صوان PageV08P547 # قوله: " ويهبط منها كل رجحان "، كقول ابن الرومي (1) : # قالت علا الناس إلا أنت قلت لها كذاك يسفل في الميزان ما رجحا # وذكرت بذكره باقلا وسحبان، قول ms1855 أحمد بن سليمان (2) : # إذا وصف الطائي بالبخل مادر وعير قسا بالفهامة باقل # وقال السها للشمس أنت خفية وقال الدجى للصبح لونك حائل # فيا موت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدي إن دهرك هازل # وقوله: " يظما الكريم فما يسقى.. " البي، معنى قد طوي ونشر، وعرف حتى ~~أنكر، ومنه قول بعض أهل عصرنا وهو الوزير أبو محمد بن عبد الغفور، من شهر ~~اندرج له في رسالة خاطب بها بعض أهل وقته (3) : # وأصرف عن ورد وقد غمر الندى (4) خفيف عذار والهبنقة الألحى # ومن عجب أن يقطعا كل نخة (5) وأمنع للقرص الذي قاتني ملحا # وقال التهامي (6) : # ألا قاتل الله الحمام فإنها بكت فشجت قلبا طروبا إلى هند # وما ذكره هندا وقد حال دونها قنا الخط أو بيض رقاق من الهند # وأسد على جرد من الخيل ضمر وهيهات من تحميه أسد على جرد # وبيداء (7) تكبو دون إيرادها القطا ويوهي السرى فيها قوى الحازم (8) ~~الجلد PageV08P548 # مطوحة لولا الدراري ما درى دليل بها كيف السبيل إلى الرشد (1) # سباريت ما فيهن زاد لراكب سوى ما حوت فيها الأداحي من ربد # كيهماء كلفت المطي اعتسافها إلى الحسب الزاكي إلى الكرم العد # إلى الأسد الضرغام في حومة الوغى إذا أحمر في غاب القنا حدق الأسد # من [الأجأيين] الذين جيادهم بأحشاء (2) من عاداهم أبدا تردي # نجوم بني قحطان في طخية الدجى إلى عدد عد وألسنة لد # وقال (3) : # بين كريمين مجلس واسع والود حال تقرب الشاسع # والبيت إن ضاق عن ثمانية متسع بالوادد للتاسع # فصل في ذكر مهيار الديلمي (4) # وذكر جملة من شعره مع ما يتعلق بذكره # كان شاعر العراق وقته لا يدافع، ولسان تلك الآفاق لا ينازع، سيل أصبحت ~~منه المذانب تلاعا ميثا، وبدر تجلت به الغياهب قديما وحديثا، أحد من خلي ~~بينه وبين الميدان هنالك فجرى وحده، وسبق من قبله إلى غاية الإحسان فما ظنك ~~بمن بعده، وقد أخرجت من شعره ما يعلل الرفاق ذكراه، ويملأ الآفاق سناؤه ~~وسناه. PageV08P549 # جملة من شعره في أوصاف مختلفة # قال في قصيدة (1) : # من ms1856 عذيري يوم شرقي الحمى من هوى جد بقلب (2) مزحا # نظرة عارت فعادت حسرة قتل الرامي بها من جرحا # لا تعد إن عدت حيا بعدها طارحا عينيك فيها (3) مطرحا # قد تذوقت الهوى من قبلها وأرى معذبه قد أملحا # سل طريق العيس من وادي الغضا كيف أعسفت (4) لنا رأد الضحى # لا لشيء (5) غير ما جيراننا خلفوا نجدا (6) وحلوا الأبطحا # يا نسيم الريح من أرض الحمى (7) شد ما هجت الجوى والبرحا # يا ندماي بسلع هل أرى ذلك المغبق والمصطبحا # اذكرونا ذكرنا عهدكم رب ذكرى قربت من نزحا # وارحموا (8) صبا إذا غنى بكم شرب الدمع وعاف القدحا # رجع العاذل عني آيسا من فؤادي فيكم أن يفلحا # لو درى، لا حملت ناجية رحله، في من لحاني مالحا # [قد شربت الصبر عنكم مكرها وتبعت السقم فيكم مسمحا] (9) # وعرفت الهم من بعدكم فكأني ما عرفت الفرحا PageV08P550 # ما سمعتم (1) في السرى من قبلهم بابن ليل ساءه أن يصبحا # أراه قلب الثل: " عند الصباح يحمد القوم السرى ". # صوحت ريحانة العيش به فمن الراعي نباتا صوحا # أنكرت تبديل أحوالي ومن صحب الدنيا على ما اقترحا # شد ما منى غرورا نفسه تاجر الآداب (2) في أن يربحا # والمنى والظن باب أبدا تغلق الأيدي إذا ما فتحا # قد خبرت الناس خبري شيمي بخلاء وتسموا سمحا # وتولجت على أخلاقهم (3) داخلا بين عصاها واللحا # يشتهون المال أن يبقى لهم فلما يشتهون المدحا # وهذا كقول الآخر (4) : # أبو حسن يشتهي المديح ويعجز عن صلة المادح # كبكر تشهى لذيذ النكاح وتفرق من صولة الناكح / [157] # رجع: # ما تبالي ما قضت حاجاتها ما دمي من خفا أو قرحا # عود البدر وقد قابله غرة مات بها مستصبحا # ورآه البحر أوفى جمة منه بالنائل لم طفحا # أنتم استنزلتم عنها يدي بعد ما ظن بها لن تسمحا (5) # وقال (6) : PageV08P551 # بكر الوابل (1) تحدوه النعامى فسقاك الري يا دار أماما # وتمشت فيك أرواح الصبا يتأرجحن بأنفاس الخزامى # وإذا مغنى خلا من زائر بعد ما فارق أو زير لماما # فقضى عهد (2) الهوى أن تصبحي للمحبين مناخا ومقاما ms1857 # أجتدي المزن وماذا أربي أن يجود المزن أطلالا رماما # وقليل قيل أن أدعو لها لا يراني الله أستجدي الغماما # أين يكانك لا أين هم أحجازا يمموها أن شآما # صدعو (3) بعد التئام فغدت بهم أيدي المرامي تترامى # وتلقوا كل حيران بليد يسأل الجندل عنهم والرغاما # يا لواة الدين عن ميسرة والضنينات وما كن لئاما # والمصراع الأول من هذا البيت كقول أبي الفرج الوأواء (4) : # يمطل كل العباد دينهم وهو ملي بذلك الدين # ومنها: # قد وقفنا بعدكم في ربعكم وقضيناه استلاما والثاما # سعد الراكب تحتث [به] جسرة تخبط وهدا وإكاما # تطأ العسف فتدمي خفها جبهات الأرض شجا ولطاما # تتنزى (5) أنفا في خلقها أن تطيع السوط أو ترضى الزماما PageV08P552 # وبجعاء الحمى قلبي فعج بالحمى واقرأ على قلبي السلاما # وترجل فتحدث عجبا أن قلبا سار عن جسم أقاما # قل لجيران الغضا آه على طيب عيش بالغضا لو كان داما # نصل العام وما ننساكم وقصارى الوجد أن نسلخ (1) عاما # حملوا ريح الصبا نشركم قبل أن تحمل شيحا أو ثماما # وابعثوا أشباحكم لي في الكرى إن أردتم (2) لجفوني أن تناما # وقف الظامي على أبوابكم أفيقضي (3) وهو لم يقض أواما # ما يبالي من سقيتن لمى منعكن الماء عذبا والمداما # واعجبوا من أن يرى الظلم (4) حلالا شارب وهو يرى الخمر حراما # أشتكيكم وإلى من أشتكي شمل الداء فمن يبري (5) السقاما # أنتم والدهر سيف وفم لا يملآن ضرابا وكلاما # كلما عاتبت في حظي دهري زادني العتب لجاجا وعراما # وإذا استصحبت خلا فكأني منه جردت على حتفي حساما # لمت أيامي على الغدر فقد زادت الإجرام حتى لا ملاما # ولزمت الصمت لا أشكوهم بعد أن أفنيت في العذل في الكلاما # دفع الله وحامى عن أنا [س] (6) مذ رعوني لم يضيعوا لي سواما # كان دهري هرما قبلهم فأعادوه بما أبدوا غلاما (7) PageV08P553 # كفني جودهم أن أجتدي وأبى عزهم لي أن أضاما # وقال من أخرى (1) : # لا عداك الغيث يا دار الوصال كل منحل العرى واهي العزالي # ومنها: # الغواني آزفات لفمي ويدي مرتبكات (2) في حبال # كل ms1858 هيفاء يميني طوقها فحمة الليل وقرطاها شمالي # وقال (3) : # أتراها يوم صدت أن أراها علمت أني من قتلى هواها # أم رمت جاهلة ألحاظها لم تميز عمدها [لي] من خطاها # سنحت بين المصلى ومنى مسنح الظبية تستقري طلاها # وقال (4) : # ضربوا بمدرجة الطريق قبابهم يتقارعون بها على الضيفان # ويكاد موقدهم يجود بنفسه حب القرى حطبا على النيران # وقال من قصيدة أولها (5) : # دعوها ترد بعد خمس شروعا وراخوا علائقها والنسوعا # ولا تحبسوا خطمها أن تطول ال - حياض وأيديها أن تبوعا # وقولوا دعاء لها لاعقرت ولا امتد دهرك إلا ربيعا PageV08P554 # فقد حملت ونجت أنفسا كرائم جبن الأماني سريعا # حملن نشاوى بكأس الغرام كل غدا لأخيه رضيعا # أحبوا فرادى ولكنهم على صيحة البين ماتوا جميعا # حموا راحة النوم أجفانهم وشدوا على الزفرات الضلوعا # وبانوا بأيديهم يسندون فوق الرحال جنوبا وقوعا # وفي الركب إن وصلوا لاحقين عقائل بشفين تلك الصدوعا # من الراقصات بحب القلوب حتى يصير الحليم الخليعا # قصائد لم يصطفين (1) المياه ولم يحترشن اليرابيع جوعا # إذا الحسب اعتز من خندف مسحن ذوائبة والفروعا / [158] # خرقن نقوبا لنا في السجوف جعلن العيون عليها رقوعا # فقمت أناشدهن العهود لو يستطعن الكلام الرجيعا # قوله: " خرقن نقوبا - " البيت، اهتدمه من قول العتبي (2) : # وكن إذا أبصرنني أو سمعن بي بدرن فرقعن الكوى بالمحاجر # وأخذ هذا المعنى أبو الشبل (3) من شعراء الدولة العباسية فقال (4) : # رأين الشيب قد ألب - سني أبهمة الكهل # فأعرضن وقد كن إذا قيل أبو الشبل PageV08P555 # تساعين فرفعن ال - كوى بالأعين النجل # ومن أناشيد المبرد (1) : # سددن خصاص البيت حين دخلته بكل [لبان] واضح وجبين # وقال كهيار (2) : # لعلهم لو وقفوا أبل هذا المدنف # يا قلب هل أنت معي (3) أم معهم منصرف # يا حادي الآظغان أر - ود (4) ، بعض م تعتسف # فإن [فيما] بينها (5) أفئدة تختطف # على النقا المطلول من - ها غصن مهفهف # إيه على ريحانه لو كان مما يقطف # فلا برا وجدي بهم ولا أفاق الشغف (6) # وقال من أخرى (7) : # مشتبه أعرفه وإنما مغالطا قلت لصحبي: دار من # يا صاحبي عونا وإن أيأسني من ms1859 جلدي (8) قولي لخوار: أعن # قف باكيا فيها فإن كنت أخي مؤانسا (9) فبكها عنك وعن # يا زمنا مر كما اقترحته بالنعف إن عاد الصبا فعد إذن PageV08P556 # وحاملي على السرور حامل في كفه وطرفه سيف الفتن # قد كتب الهجر على عارضه ما أقبح الهجران بالوجه الحسن # يدير مما اختار عسجدية ما قلقلت (1) عن مثلها هامة دن # وقال يمدح الوزير ابن المغربي من قصيدة (2) : # وقفنا وأتعب لي الرقاب بسقط الغضا (3) طلل يمثل # وفي الركب من ثعل من يدق إلا على سهمه المقتل # أوانس ماتت لهن الذحول وحلم فيهن من يجهل (4) # محسدة العين شهل اللحاظ بصبغها ميلها الأكحل # مهاوي قلائدها إن هوين بطاء على غرر تنزل # أحقا تقنصني بالحجاز في شكتي رشا أعزل # عددت سني لها والبياض لدعواي في عدها مبطل # وأقبلت أستشهد الأربعين لو أن شهادتها تقبل # وقالوا رداء جميل عليك ألا ربما كره الأجمل # وما الشيب أول مكروهة بمحبوبة أنا مستبدل # تمرن جنبي بحمل الزمان فكل ثقيلاته أحمل # يرد يدي عن منال امنى وكفي من باعه أطول # وتعقل ناشط عزمي الهموم والماء يحبسه الجدول # وما الحظ في أدب مفصح ومن دونه نشب مجبل # يروم الفتى رتبة وهو [حيث] يجعله مأله يجعل PageV08P557 # تشرف بحظ فإن الحظوظ حلى كل [ذي] نسب يعطل (1) # وواف المواسم ضخم العياب تكن لك قولتك الفيصل # حمى الله للمجد نفسا بغير سلامتها المجد لا يحفل # وحيا على ظلمات الخطوب وجها هو البدر أو أكمل # وتقبل بالرزق قبل السؤال أسرته حين تستقبل # ومنها: # تخطى بلا قدم تستزل وخط بلا قلم يخجل # من القوم تنجد أيمانهم إذا استصرخ البلد الممحل # لهم غرر أزدشيرية تضيء وستر الدجى مسبل # ويوم تواكل فيه العيون عمائهم فرسانه القسطل # تعارض فيه الكماة الكماة فمتن يحطم أو كلكل # يطعن كما] شق] (2) جيب القميص وضرب كما احتسي الحنظل # ومنها: # وتحتك طرف يطيش المراح به أن يقر له المفصل # كأن الأباريق طافت عليه أو مس أعطافه أفكل # شجاه عغناء الظبا في الطلى فمن طرب كلما يصهل # إذا فات سعيك [شأ ms1860] والرياح فمن أين تلحقه الأرجل # يضج الندي خصاما فإن نطقت أرم لك المحفل # ويختلف الناس حتى إذا قضيت قضى القدر المنزل # بسطت يدين يدا تأخذ النفوس بها ويدا تبذل # فيمناك صاعقة تتقى ويسراك بارقة تهطل PageV08P558 # ولم تر أنواء من قبلها مواطر أسماؤها أنمل # فداك وتفعل ما لا تقول ممن يقول ولا يفعل / [159] # أعيذك بالكلمات التي بهن تعوذ من يكمل # فما يسع الجو ما قد وسعت ولا تحمل الأرض ما تحمل # ليهن الوزارة أن زوجتك على طول ما لبثت تعضل # غدت بك محصنة لا تحل لبعل سواك ولا تبذل # وتعلك إن نازعت للرجال محصنة أنها تقتل # لئن جئتها عانسا قد أبر على سنها العدد الأطول # فمن معجزاتك أن الشباب لها عاد ماضيه يستقبل # وإن كنت آخر خطابها فإنك محبوبها الأول # فضاحك بغداد بعد الخطوب من عدلك العارض المسبل # طلعت عليها طلوع الصباح وليل ضلالاته أليل # ومنها: # فهل أنت منتشلي من نيوب دهر يدمي ولا يدمل # ومن عيشة كل أعوامها وإن أخصب الناس بي ممحل # فصن بك وجهي عمن سواك فما مثل وجهي يستبذل # فكم راش مثلك مثلي فطار وإن كان مثلك لا يغفل # وقدما وفى لزهير وزاد من هرم واهب مجزل # فسار به الشعر فيما سمعت من مثل باسمه يرسل # وحسان أمست رقاه الصعاب من آل جفنة تستنزل # تعرف ريح عطاياهم وقد جاء يحملها المرسل # وأبصر نعماءهم نازحين وباب لواحظه مقفل (1) PageV08P559 # ملوك مضوا بالذي استعجلوا وطاب لهم ذكر (1) ما أجلوا # وما فيهم جامع ما جمعت إذا أنت حصلت أو حصلوا # رمى الشعراء عناني إليك ففت وأرساغهم تشكل # وسرهم أنهم يعملون يزعمهم وأنا أعمل # ولو أقنع الخبر بالسيف كان أحق بضرب الطلى الصيقل # ببسطك لي سال وادي فمي ولا ينني الكلم الأفضل # [فسومتها مهرة لا يعض بغير يدي شدقها مسحل] (2) # محرمة السرج إلا عليك تشرف منك بمن تبعل # كأن عبيدا تمطى بها ومسح أعطافها جرول # فصل في ذكر أبي منصور عبد الملك بن إسماعيل # الثعالبي الخراساني (3) # والإتيان بطرق من خبره وحميد أثره ms1861 # كان أبو منصور - زقته - راعي تلعات العلم، وجامع أشتات النثر والنظم، ~~أسوة (4) المؤلفين في زمانه، وإمام المصنفين بحكم قرانه، سار ذكره سير ~~المثل، وضربت إليه آباط الإبل، وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب، طلوع ~~النجم في PageV08P560 # الغياهب، وتواليفه أشهر مواضع، وابهر مطالع، وأكثر راو لها وجامع، من أن ~~يستوفيها عد أو صف، أو يوفيها حقوقها نظم أو رصف، وقد أخرجت من نثره فصولا ~~أدرجها في أثناء كتبه، ومن نظمه جملا وتفاصيل أعرب بها عن ترقرق طبعه وتدفق ~~أدبه، تشارك الأرواح في الأجساد، وتقعد للاقتراح بالمرصاد. # من ذلك فصول من كلامه في صدر كتابه " فقه اللغة " (1) : # من شرح الله صدره للإيمان اعتقد أن محمدا عليه السلام خير الرسل. ~~والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات، والإقبال على ~~تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين؛ ثم هي لإحراز ~~الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر المذاهب (2) كالينبوع للماء، والزند ~~للنار، ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها، والوقوف على تصاريفها، إلا قوة ~~البيان (3) في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، اللذين ~~هما عمدة الدين (4) ، لكفى بهما فضلا يحسن أثره، ويطيب في الدارين ثمره، ~~فكيف وأيسر ما خصها الله تعالى به من ضروب الممادح يكل أقلام الكتبة، ويتعب ~~أنامل الحسبة. # وفي فصل (5) : # قيض الله لها خزنة وحفظة من خواص الناس وأعيان الفضل وأنجم الأرض، فنسوا ~~(6) في خدمتها الشهوات، وجابوا الفلوات، ونادموا لاقتنائها الدفاتر، ~~وسامروا القماطر، وكدوا في حصر لغاتها طباعهم، واسهروا في تقييد شورادها ~~PageV08P561 # أجفانهم، فعظمت الفائدة، وعمت المصلحة، وكلما بدأت معالمها (1) تتنكر، ~~وعرض لها ما يشبه الفترة، رد الله تعالى لها الكرة، فأهب ريحها، ونفق ~~سوقها، بصدر (2) من أفراد الدهر أديب، ذي صدر رحيب، وقريحة ثاقبة، ودراية ~~صائبة / [160] يحب الأدب، ويتعصب للعرب (3) ، فيجمع شملها، ويكرم أهلها، ~~ويستدعي التأليفات البارعة في تجديد ما عفا من رسوم طرائفها ولطائفها، مثل ~~الأمير السيد الأوحد أبي الفضل [الميكالي] : # هيهات لا يأتي الزمان بمثله إن الزمان بمثله لبخيل # وما عسيت أن أقول في ms1862 من جمع طرائف (4) المحاسن، واستوى على غايات ~~المناقب، فإن ذكر كرم المنصب، وشرف المنتسب، كانت شجرته الميكالية في قرارة ~~المجد والعلاء، أصلها ثابت وفرعها في السماء، وإن وصف حسن الصورة التي هي ~~أول السعادة، وعنوان الخير وسمة السيادة، كان وجهه المقبول الصبيح، ما ~~يستنطق الأفواه بالتسبيح، لا سيما إذا ترقرق ماء البشر في غرته، وتفتق نور ~~الشرف بين أسرته، وإن مدح حسن الخلق فله أخلاق خلقن من الكرم المحض، وشيم ~~تشام منها بارقة المجد، فلو مزج بها البحر لعذب طعمه، ولو استعارها الزمان ~~لما جار على حر حكمه، وإن حدث عن التواضع كان أولى بقول البحتري (5) ممن ~~قيل فيه: # دنوت تواضعا وعلوت مجدا (6) فشأناك انحدار وارتفاع PageV08P562 # كذاك الشمس تبعد أن تسامى ويدنو الضوء منها والشعاع # فأما سائر أدوات الفضل وآلات الخير وخصال المجد فقد قسم الله تعالى له ~~منها ما يباري الشمس ظهورا، ويجاري القطر وفورا، وأما فنون الأدب فهو ابن ~~بجدتها، وأخو جملتها، وأبو عذرتها، ومالك أزمتها، ولله هو إذا غرس الدر في ~~ارض القراطيس (1) ، ودرز (2) بالظلام رداء النهار، وألقت بحار خواطره جواهر ~~البلاغة على أنامهله، فهناك الحسن برمته، والإحسان بكليته، فلو كنت بالنجوم ~~مصدقا لقلت: إن عطاردا تأنق في تدبيره، وقصر عليه معظم همته، ووقف في ~~طاعته، عند أقصى طاقته، ومن أراد أن يسمع سر النظم، وسحر الشعر (3) ، ورقية ~~الدهر، ويرى صوب العقل، وذوب الظرف، ونتيجة الفضل، فليستنشد ما أسفر عنه ~~طبع مجده، وثمرة (4) عالي فكره، من ملح تمتزج بأجزاء النفوس لنفاستها، ~~وتشرب بالقلوب لسلاستها: # قواف إذا ما رآها المشوق هز لها الغانيات القدودا # كسون عبيدا ثياب العبيد وأضحى لبيد لديها بليدا # وفي فصل (5) : # وأيم الله ما من يوم أسعفني فيه الزمان بمواجهة وجهه، وأسعدني بالاقتباس ~~من نوره، والاغتراف من بحره، فشاهدت ثمار المجد والسؤدد تنتثر من شمائله، ~~ورأيت فضائل أفراد الدهر عيالا على فضائله، وقرأت نسخة الفضل والكرم (6) من ~~PageV08P563 # ألحاظه، وانتهبت فرائد من ألفاظه، إلا تذكرت ما أشندنيه لابن الرومي (1) ~~: # لولا عجائب صنع الله ما نبتت تلك ms1863 الفضائل في لحم ولا عصب # وأنشدت فيما بيني وبين نفسي قول الطائي (2) : # فلو صورت نفسك لم تزدها على ما فيك من كرم الطباع # وثلثت بقول كشاجم (3) : # ما كان أحوج ذا الكمال إلى نقص يوقيه من العين # وربعت بقول المتنبي (4) : # فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال # وفي فصل (5) : # فاستغرقت أربعة أشهر هناك بحضرته، وتوفرت على خدمته، وما رمت في أكثر ~~الأوقات في الليل والنهار عالي مجلسه، وتعطرت عند ركوبه بغبار موكبه، ~~فبالله يمينا قد كنت غنيا عنها لو خفت [حنثا] فيها أني ما أنكرت طرفا من ~~أخلافه، ولم أشاهد إلا شرفا ومجدا من أحواله، وما رأيته اغتاب غائبا، أو سب ~~حاضرا، أو حرم سائلا، أو خيب آملا، أو أطاع سلطان الغضب والحرد، أو تصلى ~~بنار الضجر وبطش بطش المتجبر؛ وما وجدت المآثر إلا ما يتعاطاته، والمآثم ~~إلا ما يتخطاه، فعوذته بالله تعالى من كل طرف عائن، ومن كل صدر خائن، هذا ~~ولو أعارتني PageV08P564 # خطباء إياد ألسنتها، وكتاب العراق أيديها، في وصف أياديه التي اتصلت عندي ~~اتصال السعود، وانتظمت لدي انتظام العقود، فقلت في ذكرها طالبا / [161] أمد ~~الإسهاب، وكتبت في شكرها مادا أطناب الإطناب، لما كنت بعد الاجتهاد إلا ~~ماثلا في جانب القصور، متأخرا عن الغرض المقصود، فكيف وأنا قاصر البلاغة ~~(1) ، قصير باع الكتابة، وعلى ذلك فقد صدئ فهمي لبعدي - كان - عن حضرته، ~~وتكدر ماء خاطري لتطاول العهد بخدمته. # وفي فصل (2) : # وما عدلت بمؤلفاتي عن اسمه ورسمه، إخلالا بما يلزمني من حق سؤدده، بل ~~إجلالا [له] عما لا أرضاه للمرور بسمعه ولحظه، وتحاميا لعرض بضاعتي المزجاة ~~على قوة نقده، وذهابا بنفسي عن أن أهدي للشمس ضوءا، أو أزيد في القمر نورا، ~~أو أكون كجالب المسك إلى أرض الترك، والعود إلى بلاد الهند، والعنبر إلى ~~البحر الأخضر. # وفي فصل له (3) : # أن خير الكلام بعد حمد الله والصلاة على رسوله ما شغل بخدمة من جمع الله ~~له عدة (4) الملك إلى بسطة العلم، ونور الحكمة إلى نفاذ الحكم، وجعله مبرزا ~~على ms1864 ملوك العصر، ومدبري الأرض وولاة الأمر، بخصائص من العدل، وجلائل من ~~الفضل، ودقائق من الكرم المحض، لا يدخل أيسرها تحت العادات، ولا يدرك أقلها ~~بالعبارات، ومحاسن سير تحرسها أسنة الأقلام، وتدرسها ألسنة الليالي ~~PageV08P565 # والأيام، وهذه صفة تغني عن تسمية الموصوف لاختصاصه بمعناها، واستحقاقه ~~إياها، واستئثاره على جميع الملوك بها، ويعلم سامعها ببديهة السماع أنها ~~للأمير شمس المعالي خالصة، وعليه مقصورة، وبه لائقة، وعن غيره نافرة، إذ هو ~~بمعاينة الآثار، وشهادة (1) الأخبار، واجتماع الأولياء، وإصفاق الأعداء، ~~كافل المجد، وكافي الخلق، وواحد الدهر، وغرة الدنيا، ومفزع الورى، وجنة (2) ~~العالم، ونكتة الفلك الدائر، فبلغه الله تعالى أقصى نهاية العمر، كما بلغه ~~أبعد غاية الفخر، ومكله أزمة الأرض، كما ملكه أعنة الفضل، وأدام حسن النظر ~~للعباد والبلاد بإدامة أيامه التي هي أعياد الدهر، ومواسم اليمن والأمن، ~~ومطالع الخير والسعد، وزاد دولته شبابا ونموا، كما زاده في السن علوا، حتى ~~تكون السعادات وفد بابه، والبشائر قرى سمعه، والمسار غذاء نفسه، ويترامى به ~~الإقبال إلى حيث لا يبلغه أمل ولا يقطعه أجل. # وفي فصل (3) : # هذا الكتاب أخرجت بعضه من غرر نجوم الأرض، ونكت أعيان الفضل من بلغاء ~~العصر في النثر، وحللت بعضه من نظم أمراء الشعر الذين أوردت ملح أشعارهم في ~~كتابي المترجم ب - " يتيمة الدهر "، فلفقت جميع ذلك ونسقته، وجردته وسقته، ~~وأنفقت عليه ما رزقته، وعملته بكد الناظر، وجهد الخاطر، وتعب اليمين، وعرق ~~الجبين، وتعمدت فيه لذة الجدة، ورونق الحداثة، وحلاوة الطراوة، ولم شبه ~~بشيء سوى (4) كلام أهل العصر إلا في قلائل وقلائد من ألفاظ [الجاحظ] وابن ~~المعتز، تخللت أثناءه، وتوسطت تضاعيفه، ولن أخل كلماته التي هي وسائط ~~الآداب (5) ، PageV08P566 # وصياقل الألباب، وما تشتهي أنفس الأدباء وتلذ أعين الكتاب، من لفظ فصيح، ~~أو معنى صريح (1) ، أو تجنيس أنيس، أو تشبيه بلا شبيه، أو تمثيل بلا مثيل ~~ولا عديل، أو استعارة أو طباق، على ذي رونق باق، فمن مرافق هذا الكتاب قرب ~~متناوله من الكتاب، إذا وشوا ديباج كلامهم بما يقتبسونه من نوره، وسماحة ~~قياده لأفراد الشعراء ms1865 إذا رصعوا عقود نظامهم مما يلتقطونه من شذوره، فأما ~~المخاطبات والمحاورات فإنها تتبرج بغرة من غرره، وتتوج بدرة من درره. # وفي فصل (2) : # وقد كانت تجري في مجلسه العالي نكت من أقاويل أئمة الأدب في أسرار اللغة ~~وجوامعها، ولطائفها وخصائصها، مما لم ينتهوا إلى جمع شملها، ولا توصلوا إلى ~~نظمها، وإنما اتجهت لهم في أثناء التأليفات، وتصاعيف التصنيفات، لمع يسيرة ~~كالتوقيعات، وفقر خفية كالإشارات، فيلوح لي - أدام الله عزه - بالبحث على ~~أمثالها، وتحصيل أخواتها، وما ينخرط في سلكها، وأنا ألوذ بأكناف المحاجزة، ~~وأحوم حول المدافعة، وأرعى روض المماطلة، لا تهاونا بأمره الذي أراه ~~كالمكتوبات، ولا أميزه عن المفروضات، ولكن تفاديا من قصور سهمي عن هدف ~~إرادته، وانحرافا عن الثقة بنفسي في عمل / [162] ما يصلح لخدمته، إلى أن ~~اتفقت لي في بعض الأيام التي هي أعياد دهري، وأعيان عمري، مواكبة القمرين ~~بمسايرة ركابه، ومواصلة السعدين بصلة جنابه (3) في متوجهه إلى فيروزباد، ~~ومنها إلى حداد (4) ، بعض قراه من الشامات، عمرها الله بدوام عمره، فلما: # أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطح (5) PageV08P567 # وعدنا إلى العادة عند الالتقاء في تجاذب أهداب الآداب، وفتق نوافج ~~الأخبار والأشعار، أفضت بنا شجون الحديث إلى هذا الكتاب، فقال لي - صدق ~~الله قوله، ولا أعدم الدنيا طوله -: إنك إن أخذت فيه أجدت وأحسنت، وليس إلا ~~أنت، فقلت: سمعا سمعا، ولم أستجز لأمره دفعا؛ فأقام لي في التأليف معالم ~~أقف عندها، وأقفو حدها، وأهاب [بي] إلى ما اتخذته قبلة أصلي إليها، وقاعدة ~~أبني عليها: من التمثيل والتنزيل والتفصيل والتقريب والتقسيم والترتيب، ~~وانتجعت من الأئمة الخليل والأصمعي وأبا عمرو والكسائي وأبا عبيد وأبا زيد، ~~ومن سواهم من شيوخ العلماء، وظرفاء الأدباء، الذين جمعوا فصاحة البلغاء إلى ~~إتقان العلماء، ووعورة اللغة إلى سهولة البلاغة، وأقتبس (1) من أنوارهم: # وأجتني من ثمار قوم قد أقفرت منهم البقاع # ومن كلامه في صدر كتاب اليتيمة # لما كان الشعر عمدة الأدب، وعلم العرب الذي اختصت به على سائر الأمم، ~~وبلسانهم جاء كتاب الله المنزل، على النبي منهم ms1866 المرسل، عليه السلام ~~الأجزل، كانت أشعار الإسلاميين أرق من أشعار الجاهليين، وأشعار المحدثين ~~[ألطف من أشعار المتقدمين] ثم كانت أشعار العصريين أجمع لنوادر المحاسن، ~~وأنظم للطائف البديع من أشعار سائر المذكورين، لانتهائها إلى أبعد غايات ~~الحسن، وبلوغها أقصى نهاية الجودة والظرف، تكاد تخرج من باب الإيجاز (2) ~~إلى الاعجاز، ومن حد الشعر إلى السحر، وكأن الزمان ادخر لنا من نتائج ~~خواطرهم، وثمرات قرائحهم، وأبكار أفهامهم، أتم الألفاظ والمعاني استيفاء ~~لأقسام البراعة وأوفرها [نصيبا] من كمال الصنعة ورونق الطراوة. PageV08P568 # ولذاك ما ساد النبي محمد كل الأنام وكان آخر مرسل # وقد سبق مؤلفو الكتب إلى ترتيب المتقدمين والمتأخرين، فكم من كتاب فاخر ~~عملوه، وعقد باهر نظموه، لا يشينه إلا نبو العين عن إخلاق جدته، وبلى ~~بردته، [ومج] السمع لمردداته، وملالة القلب لمكرراته، وبقيت محاسن أهل ~~العصر التي معها رواء الحداثة، ولذة الجدة، وحلاوة قرب العهد، وازدياد ~~الجودة على كثرة النقد، غير محصورة في كتاب يضم نشرها، ويشد أزرها. # وقد كنت تصديت لعمل ذلك في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، والعمر بإقباله، ~~والشباب بمائه، فافتتحته باسم بعض الوزراء، مجريا إياه مجرى ما يتقرب به ~~أهل الأدب، إلى ذوي الأخطار والرتب، ومقيما ثمار الورق مقام نثار الورق، ~~وكتبته في مدة تقصر عن إعطاء الكتاب حقه، ولا تتسع لتوفيته شرطه، وارتفع ~~كعجالة الراكب، وقضيت به حاجة في نفسي وأنا لا أحسب المستعرين يتعاورونه، ~~والمستحسنين (1) يتداولونه، وحين أعرته بعض بصري، وأعدت فيه نظري، تبينت ~~مصداق ما قرأته في بعض الكتب: " إن أول ما يبدو من ضعف ابن آدم أنه لا يكتب ~~كتابا فيبيت عنده ليلة إلا أحب في غدها أن يزيد فيه أو ينقص منه " هذا في ~~ليلة واحدة فكيف في سنين عدة -! ورأيتني أحاضر بأخوات كثيرة ومادات غزيرة ~~حصلت إلي بعد، فقلت: إذا كان هذا الكتاب له موقع من نفوس الأدباء، ومحل من ~~قلوب الفضلاء، فلم لا أبلغ فيه المبلغ الذي يراد، ويستوجب من الاعتداد (2) ~~- ولم لا أبسط فيه عنان الكلام، وأرمي في الإشباع والإتمام [هدف] المرام ms1867 - ~~فجعلت أثبته وأمحوه، وأفتتحه فلا أختمه، وأنتصفه فلا أتمه، والأيام تعجز، ~~وتعد ولا تنجز، إلى أن أدركت عصر الصن والحنكة، فاختلست لمعة من ظلم الدهر، ~~PageV08P569 # وانتهزت رقدة من عين الزمان، واغتنمت نبوة من أنياب لنوائب، واستمررت في ~~تقرير هذه النسخة الأخيرة، وتحريرها من بين النسخ الكثيرة، فهذه تجمع من ~~بدائع أعيان الفضل، ونجوم الأرض، من أهل العصر / [163] ما لم تأخذ الكتب ~~العتيقة غرره، ولم تقتض عذره، ولم ينقض قدم العهد زبره. # والشرط في هذه النسخة إيراد لب اللباب، وحبة القلب، وناظر العين، ونكتة ~~الكلمة، وواسطة العقد، ونقش الفص، فإن أخرت متقدما وقدمت متأخرا فعذري فيه ~~أن العرب قد تبدأ بذكر الشيء والمقدم غيره، قال تعالى (فمنكم كافر ومنكم ~~مؤمن) (التغابن: 2) وقال حسان بن ثابت، وذكر بني هاشم (1) : # بها ليل منهم جعفر وابن أمه علي ومنهم أحمد المتخير # وقال الصلتان العبدي: # فملتنا أننا مسلمون على دين صديقنا والنبي # وفي فصل منه (2) : # كان الخوارزمي في ريعان عمره، وعنفوان شبابه (3) قد دوخ بلاد الشام، وحصل ~~في حضرة سيف الدولة بحلب، مجمع الرواة وأهل الأدب، ومطرح الغرباء والفضلاء، ~~فأقام بها مع أئمة الأدباء بين علم يدرسه، وأدب يقتبسه، ومحاسن ألفاظ ~~يستفيدها، وشوارد أشعار يصيدها، وانقلب عنها أحد أفراد الدهر، وأمراء النظم ~~والنثر، وكان يقول: ما فتق طبعي، وشحذ فهمي، وصقل ذهني، وأرهف حد لساني، ~~وبلغ هذا المبلغ بي، إلا تلك الطرائف الشامية، واللطائف الحلبية، ~~PageV08P570 # التي علقت بحفظي، وامتزجت بأجزاء نفسي، وغصن الشباب رطيب، وبرد (1) ~~الحداثة قشيب. # وفي فصل (2) : # كان بنو حمدان ملوكا أوجههم للصباحة، وألسنتهم للفصاحة، وايديهم للسماحة، ~~وعقولهم للرجاحة، وسيف الدولة مشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم، غرة الزمان ~~والعصور، ومن به سداد الثغور، وسداد الأمور، وكانت وقائعه في عصاة العرب ~~تكف بأسها وتفل أنيابها، وتذل صعابها، وتكفي الرعية سوء آدابها، وغزواته ~~تدرك من طاغية الروم النار، وتحسم شرهم المنار، وتحسن في الإسلام الآثار، ~~وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود، وقبلة الآمال، ومحط الرحال، وموسم ~~الأدباء، وقبلة الشعراء، ويقال إنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك ms1868 - بعد ~~الخلفاء - ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر، ونجوم الدهر، والسلطان سوق يجلب ~~إليها ما ينفق لديها؛ وكان أديبا شاعرا محبا لجيد الشعر، شديد الاهتزاز لما ~~يمدح به، فلو أدرك ابن الرومي زمانه ما احتاج أن يقول: # ذهب الذين يهزهم مداحهم هز الكماة عوالي المران # كانوا إذا امتدحوا رأوا ما فيهم فالاريحية منهم بمكان # وفي فصل (3) : # كان أبو فراس فرد دهره، وشمس عصره، أدبا وفضلا، وكرما ومجدا، وبلاغة ~~وبراعة، وفروسية وشجاعة، وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة والسهولة ~~والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة والمتانة، ومعه رواء الطبع وسمة الظرف ~~وعزة الملك، لم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر ابن المعتز؛ وأبو فراس ~~بعد أشعر PageV08P571 # منه عند أهل الصنعة ونقدة الكلام، وكان الصاحب يقول: بدئ الشعر بملك - ~~يعني امرأ القيس - وختم بملك - يعني أبا فراس -. # وأطلت (1) عنان الاختيار في محاسن كل شيء حسن (2) لا سيما رومياته التي ~~رمى بها هدف الإحسان، وأصاب شاكلة الصواب. ولما خرج نير (3) الفضل من ~~سراره، وأطلق أسد الحرب من إساره، لم تطل أيام فرحته، ولم تسمح النوائب ~~بالتجافي عن مهجته، ودلت قصيدة قرأتها للصابي في تأبينه على أنه قتل في ~~وقعة كانت بينه وبين بعض موالي أسرته؛ وما أحسن وأصدق قول أبي الطيب (4) : # فلا تنلك الليالي إن أيديها إذا ضربن كسرن النبع بالغرب # ولا يعن عدوا أنت قاهره فإنهن يصدن الصقر بالخرب # وفي فصل (5) : # كان المتنبي نادرة الفلك، وواسطة عقد الدهر، في صناعة الشعر؛ شاعر سيف ~~الدولة الذي جذب بضبعه، ورفع من قدره، ونفق من سعر شعره، وألقى عليه شعاع ~~سعادته حتى سار ذكره مسير الشمس والقمر، وسافر كلامه في البدو والحضر، ~~وكادت الليالي تنشده، والأيام تحفظه، كما قال (6) : # وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا # فسار به من لا يسير مسامرا وغنى به من لا يغني مغردا / [164] PageV08P572 # وقد (1) ألفت الكتب في تفسيره وجلاء (2) مشكله وعويصه، وكسرت الدفاتر على ~~ذكر جيده ورديئه، وتكلم الأفاضل في الوساطة بينه وبين خصومه، والإفصاح عن ms1869 ~~أبكار كلامه وعونه، وتفرقوا في مدحه وذمه، والقدح فيه والتعصب له وعليه، ~~وذلك أدل دليل على وفور فضله، وتقدم قدمه، وتفرده على أهل زمانه، بملك رقاب ~~القوافي ورق المعاني، والكامل من عدت سقطاته، والسعيد من حسبت هفواته. # واتخذ (3) الليل جملا وفارق بغداد متوجها إلى ابن العميد، ومراغما ~~للمهلبي، فورد أرجان فطمع الصاحب في زيارته بأصبهان، وإجرائه مجرى مقصوديه ~~من رؤساء الزمان، وهو إذ ذاك شاب وحاله حويلة، ولم يكن استوزر بعد، فكتب ~~يلاطفه في استدعائه، فلم يقم له المتنبي وزنا، ولا أجابه عن كتابه، وقصد ~~عضد الدولة، فأسفرت سفرته عن بلوغ الأمنية، وورد مشرع المنية، واتخذه ~~الصاحب غرضا يرشقه بسهام الوقيعة، ويتتبع سقطاته في شعره وهفواته، وينعى ~~عليه سيئاته، وهو أعرف الناس بمحاسنه، وأكثرهم استعمالا إياها في مخاطباته. # وخطأ (4) المتنبي في اللفظ والمعنى كثير، ويتبع الفقرة الغراء بالكلمة ~~العوراء، ويفتتح (5) بذلك شعره، وما أكثر ما يحوم حول هذه الطريقة، ويعود ~~لهذه العادة السيئة ويجمع بين البديع النادر والضعيف الساقط، فبينا هو يصوغ ~~أفخر حلي، وينظم أحسن عقد، وينسج أنفس وشي، ويختال في حديقة ورد، إذا به قد ~~رمى بالبيت والبيتين في إبعاد الاستعار وتعويض اللفظ وتعقيد المعنى، فمحا ~~تلك المحاسن وكدر صفاءها وأعقب حلاوتها مرارة لا مساغ لها، واستهدف لسهام ~~العائبين، فمن متمثل بقول الشاعر: PageV08P573 # أنت العروس لها جمال رائع لكنها في كل يوم تصرع # ومن مشبه إياه بمن تقدم مائدة تشتمل على غرائب المأكولات وبدائع الطيبات، ~~ثم يتبعها بطعام وضر وشراب عكر، أو من يتبخر بالند المعشب المثلث المركب من ~~العود الهندي والمسك الأصهب والعنبر الأشهب ثم يرنقه (1) بإرسال الريح ~~الخبيثة، أو بالواحد في عقلاء المجانين ممن ينطق نوادر الكلام وطرائف الحكم ~~ثم يعتريه سكر الجنون. # وفي فصل (2) : # أبو الفرج الببغا: نجم الآفاق، وشمامة الشام والعراق، وظرف الظرف، وينبوع ~~اللطف، أحد أفراد الدهر، في النظم والنثر، ولقب بذلك للثغة [فيه] . # وكان نظيف اللبسة، بهي الركبة، مليح اللثغة، ظريف الجملة، وأخذت الأيام ~~من جسمه وقوته، ولم تأخذ من ظرفه وملحه ms1870 وأدبه؛ ووردني كتابه سنة إحدى ~~وتسعين مشتملا من النظم والنثر على ما أبدت (3) به حال من بلغ ساحل الحياة، ~~ووقف على ثنية الوداع، ولست [أدري] بعد ما فعل الدهر به، وأغلب ظني أنه ~~[الحق] باللطيف الخبير. # وفي فصل (4) : # أبو الفرج الوأواء: من حسنات الشام، وصاغة الكلام، ومن عجيب شأنه أنه كان ~~بدار بطيخ دمشق ينادي على الفواكه، وما زال يشعر حتى جاد شعره وسار كلامه ~~ووقع ما يروق، ويشوق ويفوق، حتى تعلق بالعيوق. PageV08P574 # وفي فصل (1) : # أبو محمد الواساني: أعجوبة الزمان ونادرته، وفرد عصره وباقعته، وهو أحد ~~المجيدين في الهجاء، وكان في زامنه، كابن الرومي في أوانه. # وفي فصل (2) : # أبو محمد بن وكيع: شاعر بديع (3) ، وعالم جامع، قد برع على أهل زمانه، ~~فلم يتقدمه أحد في أوانه، وله كل بديعة تسحر الأوهام، وتستعبد الأفهام. # وفي فصل (4) : # السري الرفاء: وما أدراك ما السري - صاحب سر الشعر، الجامع بين [نظم] ~~عقود الدر، والنفث في عقد السحر، ولله دره، ما أعذب بحره، وأعجب أمره!! وقد ~~أخرجت من شعره ما يكتب على جبهة الدهر، ويعلق في كعبة الظرف (5) ، وكتبت ~~منه محاسن وملحا، وبدائع وطرفا، كأنها أطواق الحمام، وصدور البزاة البيض، ~~وأجنحة الطواويس، وسوالف الغزلان، ونهود العذارى الحسان، وغمزات الحدق ~~الملاح. # وفي فصل (6) : # عضد الدولة: [كان] على ما مكن له في الأرض، وجعل إليه من أزمة البسط ~~والقبض، وخص به من رفعة الشان، وأوتي من سعة السلطان، يتفرغ للأدب، ~~PageV08P575 # ويتشاغل بالكتب / [165] ويؤثر مجالسة الأدباء، على منادمة الأمراء، ويقول ~~شعرا كثيرا يخرج منه ما هو من شطر الكتاب من الملح والنكت، وما أدري كم فصل ~~رائع قرأته للصاحب في وصف شعره، وطلب أمد الإبداع في مدحه. # وفي فصل (1) : # الصابي: أوحد العراق في البلاغة، ومن تثنى الخناصر به في الكتابة، وتتفق ~~له الشهادات ببلوغ الغاية من البراعة في الصناعة، وكان خنق التسعين في خدمة ~~الخلفاء، وخلافة الوزراء، وتقلد الأعمال الجلائل، مع ديوان الرسائل، وحلب ~~الدهر أشطره، وذاق حلوه ومره، ولابس خيره ولامس شره، ورئس ورأس، وخدم وخدم، ~~ومدحه ms1871 شعراء العراق في جملة الرؤساء، وسار ذكره في الآفاق، ودون له الكلام ~~البهي النقي العلوي ما تتناثر درره، وتتكاثر غرره، وأرادوه الملوك على ~~الإسلام، وأداروه بكل حيلة وتمنية جليلة، فلم يهده الله للإسلام، كما هداه ~~لمحاسن الكلام، وكان يعاشر المسلمين أحسن عشرة، ويخدم الأكابر أرفع خدمة، ~~ويساعدهم على صيام شهر رمضان، ويحفظ القرآن حفظا يدور على طرف لسانه وسن ~~قلمه. # وفي فصل (2) : # عبد العزيز بن يوسف: أحد صدور المشرق، وفرسان المنطق، وأفراد الكلم، ~~وأعيان الممدحين المقدمين في الأدب والكتابة والبراعة والكفاية وجميع أدوات ~~الرياسة. ونثره يعرب عن أدب فضفاض، وخاطر بالإجادة والإحسان فياض. # وفي فصل (3) : # القاضي التنوخي: من أعيان الأدب والعلم، وأفراد الكرم وحسن الشيم، وإن ~~أردت فسبحة ناسك، وإن أحببت فتفاحة فاتك، أو اقترحت فمدرعة راهب، ~~PageV08P576 # أو أشرت (1) فنخبة شارب، ريحانة الندماء، ونارنج الظرفاء، ويعاشرون منه ~~من تطيب عشرته، وتلين قشرته، وتكرم أخلاقه، وتحسن أخباره، وتسير أشعاره، ~~حتى نظمت حاشيتي البر والبحر، وناحيتي الشرق والغرب، وكان له غلام يسمى ~~نسيما في نهاية الملاحة واللباقة، وكان يؤثره على سائر غلمانه، ويختصه ~~بتقريبه واستخدامه فكتب إليه بعض من يأنس به (2) : # هل علي لامه مدغم لاضطرار الشعر في ميم نسيم # فوقع تحته: نعم، ولم لا - # وفي فصل (3) : # أبو علي ابنه: هلال ذلك القمر، وغصن ذلك الشجر، والشاهد العدل لمجد أبيه ~~وفضله، والفرع المشير لأصله، والنائب عنه في حياته، والقائم مقامه بعد ~~وفاته، وله كتاب " الفرج بعد الشدة " وناهيك بحسنه، وامتناع فنه، وما جرى ~~فيه من الفأله بيمنه، لا جرم أنه أسير من الأمثال، وأسرى من الخيال. # وفي فصل (4) : # ابن لنكك: فرد البصرة وصدر أدبائها، وفرد ظرفائها في زمانه، المرجوع إليه ~~في لطائف الأدب وطرائفه، وكانت حرفة الأدب تمسه وتجمشه، ومحنة الفضل تدركه ~~فتخدشه، ونفسه ترفعه، ودهره يضعه؛ وأكثر شعره ملح وطرف، خفيفة الأرواح، ~~تأخذ من القلوب بمجامعها، وتقع من النفوس أحسن مواقعها، وجلها في شكوى ~~الزمان وأهله، وهجاء شعراء عصره، ويشبه شعره في الملاحة وقلة مجاوزة ~~البيتين والثلاثة شعر ابن فارس، واقدر ms1872 أنه بالجبال كهو بالعراق، وكان يقال: ~~إذا رمى منصور الفقه برجومه قتل، وكذلك ابن لنكك إذا قال البيت والبيتين ~~أغرب بما جلب وأبدع بما يصنع، فأما إذا قصد فقلما ينجح ويفلح. PageV08P577 # وفي فصل (1) : # ابن نباتة: من فحول الشعراء في عصره وآحادهم، وصدور مجيديهم وأفرادهم، ~~الذين أخذوا برقاب القوافي وخوارق (2) المعاني، وشعره مع قرب لطفه بعيد ~~المرام مستمر النظام، يشتمل من حر الكلام على غرر كقطع الروض غب القطر، ~~وفقر كالغنى بعد الفقر، وبدائع أحسن من مطالع الأنوار، وعهد الشباب، في أرق ~~من نسيم الأسحار وشكوى الأحباب. # وفي فصل (3) : # السلامي: من أشعر أهل العراق قولا بالإطلاق، وشهادة باستحقاق، وعلى ما ~~أجريت من ذكره، شاهد عدل من شعره، الذي كتبت من محاسنه نزهة العيون ورقى ~~القلوب وسر النفوس، ولم يزل بحضرة الصاحب بين خير مستفيض، وجاه عريض، ونعم ~~بيض، إلى أن آثر قصد حضرة عضد الدولة بشيراز، فجهزه الصاحب إليه وزوده ~~كتابا بخطه إلى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف قال فيه: " باعة الشعر أكثر ~~من عدد الشعر، ومن يوثق أن حليته التي يؤديها من نسج فكره أقل من ذلك؛ وممن ~~خبرته بالامتحان فأحمدته، وفررته بالإحسان واخترته (4) ، أبو الحسن ~~السلامي، وله بديهة قوية، توفي على الروية، ومذهب / [166] في الإجادة يهش ~~السمع لوعيه، كما يرتاح الطرف لرعيه، وقد امتطى أمله - وخير له - إلى ~~الحضرة الجليلة رجاء أن يحصل في سواد أمثاله، ويظهر معه بياض حاله، فجهزت ~~منه أمير الشعر في موكبه (5) ، وحليت فرس (6) البلاغة PageV08P578 # بمركبه، وكتابي هذا رائده هذا القطر، بل مشرعه إلى البحر ". # فاشتمل عليه جناح القبول، ودفع إليه مفتاح المأمول، واختص بخدمة عضد ~~الدولة في مقامه وظعنه إلى العراق، وتوفر حظه من صلاته وخلعه، واللها تفتح ~~اللهى، وكان عضد الدولة يقول: " إذا رأيت السلامي في مجلس ظننت أن عطارد قد ~~نزل من الفلك إلي، ووقف بين يدي ". # وفي فصل (1) : # ابن سكرة الهاشمي: شاعر متسع الباع، في أنواع الإبداع، فائق في قول الطرف ~~والملح، وأحد (2) الفحول والأفراد، جار في ميدان المجون والسخف ms1873 ما أراد. # وفي فصل (3) : # ابن الحجاج: وإن كان في أكثر شعره لم يستتر من العقل بسجف، ولا بنى جل ~~قوله إلا على سخف، فإنه من سحرة الشعر، وعجائب العصر، وفرد زمانه في فنه ~~الذي شهر به، لم يسبق إلى طريقته، ولا لجق شأوه في نمطه، ولم ير كاقتداره ~~على ما يريده من المعاني التي تقع في طرزه، مع سلاسة الألفاظ وعذوبتها ~~وانتظامها في سلك الملاحة، وإن كانت مفصحة عن السخافة، مشوبة بلغات المكدين ~~وأهل الشطارة، ولولا أن جد الأدب وهزله جد لصنت كتابي عن الكثير من كلام من ~~يمد يد المجون فيعرك بها أذن الحزم، ويفتح جراب السخف فيصفع به قفا العقل. # وفي فصل (4) : # القاضي ابن معروف: شجرة فضل عودها أدب وأغصانها علم وثمرتها عقل وعروقها ~~شرف، تسقيها سماء الحرية، وتغذيها أرض المروة. PageV08P579 # وفي فصل (1) : # أبو الفرج الأصبهاني الأصل، البغدادي المنشأ: كان من أعيان أدبائها ~~وأفراد مصنفيها، وله شعر يجمع إتقان العلماء وإحسان الظرفاء الشعراء. # وفي فصل (2) : # الشريف أبو الحسن الموسوي: [يتحلى مع محتده الشريف] ومفخره المنيف بأدب ~~ظاهر، وفضل باهر، وحظ من جميع المحاسن وافر، ثم هو أشعر الطالبيين من مضى ~~منهم ومن غبر، ولو قلت إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، وقد شهد بما أجريت ~~من ذكره، شاهد عدل من شعره العالي القدح، الممتنع عن القدح، يجمع إلى ~~السلاسة تانة، وإلى السهولة رصانة، ويشتمل على معان يقرب جناها، ويبعد ~~مداها. # وفي فصل (3) : # الصاحب بن عباد: ليس تحضرني عبارة أرضاها للإفصاح عن علو محله في العم ~~والأدب، وجلالة شأنه في الجود والكرم، وتفرده بغايات المحاسن والشيم، وجمعه ~~أشتات المفاخر، لأن قولي ينخفض عن أدنى فضائله ومعاليه، وجهد وصفي، يقصر عن ~~أيسر فواضله ومساعيه، ولكني أقول: كانت همته في مجد يشيده، وإنعام يجدده، ~~وفاضل يصطنعه، وكلام حسن يسمعه أو يصنعه، ولما كان نادرة عطارد في البلاغة، ~~وواسطة عقد الدهر في السماحة، جلب إليه من الآفاق وأقاصي البلاد كل خطاب ~~جزل، وقول فصل، وصارت حضرته مشرعا لروائع الكلام، وبدائع الأفهام ms1874، ومجلسه ~~مجمعا لصوب العقول وذوب العلوم (4) ونثار الخواطر ودرر القرائح، فبلغ من ~~البلاغة ما يعد في السحر ويكاد يدخل في حد الإعجاز، وسار PageV08P580 # كلامه مسير الشمس، [واحتف] به من نجوم الأرض وأفراد العصر وأبناء الفضل ~~وفرسان الشعر ما يربي عددهم على شعراء الرشيد ولا يقصرون عنهم في الأخذ ~~برقاب المعاني وملك رق القوافي، فإنه لم يجتمع بباب أحد من الخلفاء ما ~~اجتمع بباب الرشيد من فحولة الشعراء. # وفي فصل (1) : # أبو دلف الخزرجي: شاعر كثير الملح والطرف، مشحوذ المدية في الكدية، حنق ~~التسعين في الاضطراب والاغتراب، وركوب الأسفار الصعاب، وضرب صفحة المحراب ~~(2) بالجراب، وخدمة العلوم والآداب. # وفي فصل (3) : # القاضي الجرجاني: فرد الزمان ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة تاج ~~الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة إلى نثر الجاحظ ونظم البحتري، ~~وينظم عقد الإتقان والإحسان في كل ما يتعاطاه. # وهذه أيضا جملة من شعره # زاره الأمير أبو الفضل الميكالي فكتب إليه (4) : # لا زال مجدك للسماك رسيلا وعلو جدك بالخلود كفيلا # يا غرة الزمن البهيم إذا غدا هذا الورى (5) لزمانه تحجيلا / [167] # يا زائرا مدت سحائب طوله ظلا علي من الجمال ظليلا # وأتت بصوب جواهر من لفظه حتى انتظمن لمفرقي إكليلا PageV08P581 # بابني وغير أبي هلال نوره يستعمل التسبيح والتهليلا # نقشت حوافر طرفه في عرصتي نقشا محوت رسومه تقبيلا # ولو استطعت فرشت مسقط خطوه بجفون عين (1) لا ترى التكحيلا # ونثرت روحي بعدما ملكت يدي وخررت بين يدي هواه قتيلا # وقال فيه (2) : # لك في المفاخر معجزات جمة أبدا لغيرك في الورى لم تجمع # بحران: بحر في البلاغة شابه شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي # كالنور أو كالسحر أو كالبدر أو كالوشي في برد عليه موشع # شكرا فكم من فقرة لك كالغنى وافى الكريم بعيد فقر مدقع # وإذا تفتق نور شعرك ناضرا فالحسن بين مرصع ومصرع # أرجلت فرسان الكلام ورضت أف - راس البديع وأنت أمجد مبدع # ونقشت في فص الزمان بدائعا تزري بآثار الربيع الممرع # وله إليه جوابا عن كتاب ورد عليه (3) : # أنسيم الرياض حول الغدير ms1875 مازجته ريا الحبيب الأثير # أم ورود البشير بالنجح من ف - ك أسير أم يسر أمر عسير # في ملاء من الشباب جديد تحت أيك من التصابي نضير # أم كتاب الأمير سيدنا الفر - د فيا حبذا كتاب الأمير # وثمار السرور ما اجتنيه في سطور فيها شفاء الصدور # نمقتها أنامل تفتق الأن - وار والزهر في رياض السطور PageV08P582 # كالمنى قد جمعن في النعم الغ - ر مع الأمن من صروف الدهور # يا أبا الفضل يا ابنه يا أخاه جل باريك من لطيف خبير # شيم يرتضعن در المعالي ويعبرن عن نميم العبير # وسجايا كأنهن لدى البش - ر رضاب الحيا بأري مشور # ومحيا لدى الملوك محيا صادق البشر مخجل للبدور # فأجابه الأكير أبو الفضل بأبيات منها (1) : # وهدي زفت إلى السمع بكر تتهادى في حلية وشذور # عجب الناس إذ بدت من سواد في بياض كالمسك في الكافور # نظمت من بلاغة ومعان مثل نظم العقود فوق النحور # كم تذكرت عهدها (2) من عهود للتلاقي في ظل عيش نضير # فذممت الزمان إذ ضن عنا باجتماع يضم شمل السرور # ولئن راعنا الزمان [ببين ألبس] الأنس ذلة المهجور # فعسى الله أن يعيد اجتماعا في أمان من حادثات الدهور # إنه قادر على رد ما فا - ت وتيسير كل أمر عسير PageV08P583 # فصل في ذكر الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن تميم # المعروف بالحصري (1) # واجتلاب جملة من كلامه # كان أبو إسحاق هذا صدر الندي، ونكتة الخبير الجلي، وديوان اللسان العربي، ~~راض صعابه، وسلك أوديته وشعابه، وجمع أشتاته، وأحيا مواته، حتى صار لأهله ~~إماما، وعلى جده وهزله زماما، وطنت به الأقطار، وشدت إليه الأقتاب ~~والأكوار، وأنفقت فيما لديه الأموال والأعمار، وهو يقذف البلاد بدرر صدفها ~~الأفكار، وسلوك ناظمها الليل والنهار، عارض أبا بحر الجاحظ بكتابه الذي ~~وسمه ب - " زهر الآداب، وثمرة الألباب "، فلعمري ما قصر مداه، ولا قصرت ~~خطاه، ولولا أنه شغل أكثر أجزائه وأنحائه، ومرج يحبو حمى أرضه وسمائه، ~~بكلام أهل العصر دون كلام العرب، لكان كتاب الأدب، لا ينازعه ذلك إلا من ~~ضاق عنه ms1876 الأمد، وأعمى بصيرته الحسد، ثم أخذ (2) بعد ذلك في إنشاء التواليف ~~الرائقة، والتصانيف الفائقة ككتاب " النور والنور " (3) وكتاب " المصون من ~~الدواوين " (4) ، إلى عدة رسائل وأشعار، أندى من نسيم الأسحار، وأذكى من ~~PageV08P584 # شميم الأزهار؛ وقد أخرجت من كلامه ما لا ينكر فضله، ولا ينشي مثله إلا ~~مثله، وكانت وفاته - فيما بلغني - سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. # فصول من كلامه اندرجت في تواليفه، من نثره ونظامه # فصل (1) : # ولبني علي أهل البيت كلام يعرض في حلى البيان، وينقش في فص الزمان، ويحفظ ~~على وجه الدهر، ويفضح عقائل الدر، ويكتحل بنور الشمس، ولم لا يطؤون ذيول ~~البلاغة، ويجرون فضول البراعة، وأبوهم الرسول، وأمهم البتول، وكلهم / [168] ~~قد غذي بدر الحلم، وربي في حجر العلم. # ما منهم إلا مردى بالحجى أو مبشر بالأحوذية مؤدم # وفي فصل (2) : # البديع: اسم وافق مسماه، ولفظ طابق معناه، وكلامه غض المكاسر، أنيق ~~الجواهر، يكاد الهواء يسرقه لطفا، والهوى يعشقه ظرفا، ولما رأى ابن دريد قد ~~أغرب بأربعين حديثا وذكر إنه استنبطها من ينابع صدره، وانتخبها من معادن ~~فكره، وأيداها للأبصار والبصائر، وأهداها للأفكار والضمائر، في معارض ~~حوشية، وألفاظ عنجهية، فجاء أكثر ما أظهر تنبو عن قبوله الطباع، ولا ترتفع ~~له حجب الأسماع، وتوسع فيها، إذ صرف ألفاظها ومعانيها، في وجوه مختلفة، ~~وضروب متصرفة، عارضة بأربعمائة مقامة في الكدية تذوب ظرفا وتقطر حسنا، لا ~~مناسبة بين واحدة منها لفظا ولا معنى، عطف مساجلتها، ووصف مناقلتها، بين ~~رجلين يسمى أحدهما عيسى بن هشام والآخر أبو الفتح الإسكندري، وجعلهما ~~يتهاديان الدر، PageV08P585 # ويتنافثان السحر، في معان تضحك الحزين، وتحرك الرصين يطالع منها كل ~~طريفة، ويوقف منها على كل لطيفة، وربما أفرد أحدهما بالحكاية، وخص بعضهما ~~الرواية. # وفي فصل (1) : # هذا كتاب اخترت [فيه] قطعة كافية من البلاغة في الشعر والخبز، والفصول ~~[والفقر] ، مما حسن لفظه ومعناه، واستدل بفحواه على مغزاه، ولم يكن شاردا ~~حوشيا، ولا ساقطا سوقيا، بل كان جميع ما فيه من ألفاظه ومعانيه: # في نظام من البلاغة ما ش - ك امرؤ أنه نظام فريد (2) # حزن ms1877 مستعمل الكلام اختيارا وتجنين ظلمة التعقيد # وركبن اللفظ القريب فأدرك - ن به غاية المراد البعيد # كتاب يتصرف فيه الناظر من نثره إلى شعره، ومطبوعه إلى مصنوعه، ومحاورته ~~إلى مفاخرته، ومناقلته إلى مساجلته، وخطابه المبهت، إلى جوابه المسكت، ~~وتشبيهاته المصيبة، إلى اختراعاته الغريبة، وأوصافه الباهرة، إلى أمثاله ~~السائرة، وجده المعجب، إلى هزله المطرب، وجزله الرائع، إلى رقيقه البارع، ~~وقد نزعت فيما جمعت عن ترتيب التبويب، وعن إبعاد الشكل عن شكله، وإفراد ~~الشيء من مثله، فجعلت بعضه مسلسلا، وتركت بعضه مرسلا، ليحصل محرر النقد، ~~مقدر السرد، قد أخذ بطرفي التأليف، واشتمل على حاشيتي التصنيف، [وقد يعز] ~~المعني فألحق الشكل بناظره، وأعلق الأول بآخره، وتبقى منه بقية أفرقها في ~~سائره، ليسلم من التطويل الممل، والتقصير المخل، وتظهر في الجميع فائدة ~~الاجتماع، وفي التفريق لذاذة الإمتاع، فيكمل منه ما يونق القلوب والأسماع، ~~إذ PageV08P586 # كان الخروج من جد إلى هزل، ومن حزن إلى سهل، أنفى للكلل، وأبعد من الملل؛ ~~وقد قال أبو العتاهية (1) : # لا يصلح النفس إذ كانت مصرفة إلا التنقل من حال إلى حال # وفي فصل (2) : # ومعلوم أنه ما انجذبت نفس، ولا اجتمع حس، ولا مال سر، ولا جال فكر، في ~~أفضل من معنى لطيف، ظهر في لفظ شريف، فكساه من حسن الموقع قبولا لا يدفع، ~~وأبرزه يختال من صفاء السبك ونقا السلك وصحة الديباجة وكثرة المائية في ~~أجمل حلة، وأجل حلية. # والمعنى إذا استدعى القلوب إلى حفظه، بما ظهر في مستحسن لفظه، من بارع ~~عبارة، وناصع استعارة، وعذوبة مورد، وسهولة مقصد، وحسن تفصيل، وإصابة ~~تمثيل، وتطابق أنحاء وتجانس أجزاء، وتمكن ترتيب، ولطافة تهذيب، مع صحة طبع ~~وجودة إيضاح، يثقفه تثقيف القداح، ويصوره أفضل تصوير، ويقدره أكمل تقدير، ~~[فهو مشرق في جوانب السمع] . # وإن كنت (3) قد استدركن على كثير ممن سبقني إلى مثل ما أجريت إليه، ~~واقتصرت في هذا الكتاب عليه، لمح أوردتها كنوافث السحر، وفقر نظمتها كالغنى ~~بعد الفقر، من ألفاظ أهل العصر، في محلول النثر، ومعقود الشعر؛ ولهم من ~~لطائف الابتداع، وتوليدات ms1878 الاختراع، أبكار لم تفترعها الأسماع، يصبو إليها ~~القلب والطرف، ويقطر منها ماء الملاحة والظرف، وتمتزج بأجزاء النفس، ~~وتسترجع نافر الأنس، تخللت تضاعيفه، ووشحت تآليف، وطرزت ديباجه (4) ، ورصعت ~~تاجه، PageV08P587 # ونظمت عقوده، ورقمت بروده، فنورها يرف، ونورها يشف، في روض من الكلم ~~مونق، ورونق من الحكم مشرق. # وفي فصل (1) : # إلى هذا المكان أمسكت العنان، والإطناب في هذا الكتاب يعظم ويتسع، بل ~~يتصل ولا ينقطع، إذ كان غرضي فيه، أن ألمع من معانيه، ثم أنجز معه حيث ~~أنجر، وأمر فيه كيف / [169] مر، وآخذ في معنى آخر غير موصول بشكله، ولا ~~مقرون بمثله، وقد أحل نظاما وأفرد تؤاما، نشرا لبساط الانبساط، ورغبة في ~~استدعاء النشاط. # وهذا التصنيف لا تدرك غايته، ولا تبلغ نهايته، إذ المعاني غير محصورة ~~بعدد، ولا مقصورة إلى أمد، وقد أبرزت في الصدر، صحيفة العذر، يجول فرندها، ~~ويثقب زندها، ومن ركب مطية الاعتذار، واجتنب خطية الإصرار، فقد خرج من تبعة ~~التقصير، وبرز من عهدة المعاذير، وإن أحق ما احتكم إليه، واقتصر عليه، ~~الاعتراف بفضل الإنصاف، فليعلم من ينصف أن الاختبار ليس يعلم ضرورة، ولا ~~يوقف له على صورة، فليكثر الإغماض، وليقل الاعتراض، ولو وقع الإجماع على ما ~~يرضي ويسخط، ويثبت ويسقط، لارتفع حجاج المختلفين في أمر الدنيا والدين. # وفي فصل: # هو كليل الخاطر، سقيم النفس، صدئ القريحة، عديم الحس، ذو طبع جاس، وفهم ~~قاس، ولله در ابن الرومي في قوله (2) : # خفافيش أعشاها نهار بضوئه ولائمها قطع من الليل غيهب PageV08P588 # بهائم لا تصغي إلى شدو معبد فأما على جافي الحداء فتطرب # قد تعود لي الألسن بالسباب، وغمز على الأصحاب، واستعمل الملق والكذاب، ~~فهو بين جاهل متغافل، قد حشي قلبه رينا، وملئ لسانه مينا، وبين من سمائم ~~نمائمه تلذع، وعقارب مكايده تلسع، وبين معجب متصلف، بارد متكلف، لا يرى ~~سيبويه كان على شيء، كما لا يرى الكسائي قبله (1) : # وإذا ما تذاكر الناس معنى من شهير الأشعار والمجهول # قال هذا لنا ونحن كشفنا عنه للمستدل والمسؤول (2) # فهو كما قال الخوارزمي: قد أسكرته خمرة الكبر ms1879، واستهوته غرة التيه، فخيل ~~إليه أن كسرى حامل غاشيته، وقارون وكيل نفقته، وبلقيس إحدى داياته، وأن ~~الشمس تطلع من جبينه، والغمام يندى من عينه، فهو يرى ببصر جهله لا ببصيرة ~~عقله، وأن امرأ القيس ما بكى بالديار وعرصاتها، ولا اغتدى والطير في ~~وكناتها، ولا أحسن تقصيد القصائد، وتقييد الأوابد، وأن زيادا (3) لم توقد ~~باليفاع ناره، ولا أعتب النعمان اعتذاره، وأن شعره لم يرق حتى يقال: الماء ~~أو أسلس، ويجزل حتى يقال: الصخر أو أملس، وأن زهيرا كان متعاظل الكلام، ~~متداخل الأقسام، غير مطبق للمفاصل، ولا مصيب للشواكل، وأما طبقات المخضرمين ~~من الإسلاميين فلا يضربون إليه بقدح، ولا يفوزون عنده بنجح. # فلو أتيناه بمستطرف من مبدعات الهزل والجد # أرق من دمعة مهجورة مرهاء تمريها يد البعد # لو قرعت سمع يزيد سلا بحسن ما يسمع عن هند (4) PageV08P589 # أعرض عنها ثانيا عطفه ولم يعرها عطفة الود # هذا وقد لاح بوجه الحجى منها ضياء القمر الفرد # وأقبلت تختال في حلة مرت عليها طرز الحمد # وما يضر الشمس أن أصبحت تعرض عنها أعين الرمد # ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا # وفي فصل (1) : # قد تقاربت الصفات، وتوازنت الذوات، وتكاشفنا لما تعارفنا، ورفعت الخلوة ~~حجاب الاحتجاب، وحطت الخلطة لثام الاكتتام، وكنا مع طول الامتحان ~~والاختبار، ومدة الالتباس والاحتيار، نقنع من ارتفاع القناع بلمحة، ومن ~~اتقاد الزناد بقدحة، ونبرز العبارات، من معارض الإشارات، وغوامض ~~الاستعارات، في طراز من الأرماز يدق عن مسرى السحر، ويرق عن مجرى الخمر: # في تعابيرنا " اللطاف اللواتي هي أخفى من مستسر الهباء " (2) # " بل من السر في ضمير محب أدبته عقوبة الإفشاء " # ونختلس حركات البيان، في سكنات الزمان، كما اختلس اللفظ المحب الكتوم، ~~فهلهم الآن إلى التصريح دون التعريض، والتصحيح دون التمريض، وتعال نتلاطف ~~ونتكاشف، إذ قد لبسنا ثوب الأمان من الزمان. # وفي فصل (3) : PageV08P590 # إذا بدا القلم الأعلى براحته مطرزا لرداء الفخر بالظلم # رأيت ما أسود في الأبصار أبيض في بصائر لحظها للفهم غير عم # كروضة خطرت في وشي زهرتها ms1880 وافتر نوارها عن ثغر مبتسم # وتبرجت في حللها وحليها، وابتهجت بوسيمها / [170] ووليها، وكاد الهواء ~~يسرقه لطفا، والهوى يعتنقه ظرفا، فاجتنبت ما اشتهيت من خزاماها وعرارها، ~~واجتليت ما رأيت من خيريها وبهارها، ولثمت خدود وردها وسوسانها، ورشفت ثغور ~~أقاحها وحواذنها، والتقطت ما لا تخلق الأيام بهجته، ولا تغير الأعوام جدته، ~~من نور يقطف بالأسماع والأبصار، وزهر يتناول بالخواطر والأفكار، وسرحت ~~الطرف في ما يفوت الوصف، من غرائب إبداع، وعجائب اختراع، لم تفترعها ~~الأسماع. # وفي فصل (1) : # أسهمني من واضح الفجر غرة الصباح، وقسم لي من طائر الذكر قادمة الجناح، ~~وألبسني من التنويه، ما لا يعزى إلى تمويه، فأصبحت أجيل الجوزاء على يد ~~قصور، والثناء على لسان قصير، ولئن كبت جيادي، عن مضمار مرادي، وعجز لساني، ~~عما حواه جناني، فتمثلت بقول الزعفراني (2) : # لي لسان كأنه لي معادي ليس ينبي عن كنه ما في فؤادي # حكم الله لي عليه فل أن - صف قلبي عرفت قدر ودادي # وقد علمت أن شمس الخواطر، إذا جرت في فلك الضمائر، اتصل النور المبين، ~~وانفصل الشك من اليقين. # وفي فصل: PageV08P591 # فتقنا نوافج الآراب، عن مسك الآداب، ونشرنا طرائف المطارف، عن لطائف ~~الزخارف، وتسالبنا من أثواب المذاكرة، وتجاذبنا أهداب المحاضرة، من سائح ~~فكر، وغرائب فقر، ألذ من سمر بلا سهر، إلى أن أفضينا إلى ذكر البيت المظلوم ~~واجب حقوقه، المسلوك به غير طريقه، على أنه ورد من صفاء السلك، وصحة ~~الديباجة وكثرة المائية في أجمل حلة، وأجل حلية، فكان كما قلت (1) : # ومذهب الوشي على وجهه ديباجة ليست على الشعر # كزهرة الدنيا وقد أقبلت ترود في رونقها النضر # أو كالنسيم الغض غب الحيا يختال في أردية الفجر # هذا وهو بمحاورة الطبع للسمع، ومباراة الخاطر للناظر، من غير إعمال الفكر ~~ولا تدقيق النظر، لكن بديهتك إذا أهداها قلبك إلى قلمك، وأداها لسانك عن ~~فهمك، وأبديت بادرة ما أهديت إلى من عهدم به، وهو محرر للنقد، مقدر على ~~السرد، أعرض عنه صفحا، وطوى دونه مكشحا، حتى طال بلا طائل لديه، ولا طلاوة ~~عليه ms1881: # فقلت والقلب موقوف على حرق يبعثن أنفاس صدر كاظم وحم # أي القرائح يعفو لمع بارقها في عارض من ظلام الليل مرتكم # بحيث لا نحن من إقبال ذي أدب نحظى بنجح ولا إفضال ذي كرم # إذا كان من إليه تتحاكم الخصوم في كل العلوم، فتقف منه الألباب على فصل ~~الخطاب، وفص الصواب، ووجه الجواب، يلحظ ما يجري لأبناء عصره، وأنشاء دهره، ~~من سر البديع، الزاهي على زهر الربيع، والزاري بالوشي الصنيع، بطرف أسقم من ~~أجفان الغضبان، ويعيره وجها هو لفرط التقطيب، كوامق فاجأه شخص الرقيب، أو ~~غزل طالعه وفد المشيب، فأي لب يصفو مزاجه، وأي قلب يضيء سراجه! PageV08P592 # وهذه ايضا جملة من شعره # حكى أبو علي بن رشيق في كتابه المترجم ب - " الأنموذج " قال: كان أبو ~~إسحاق الحصري قد نشأ على الوراقة والنسخ لجودة خطه، وكان منزله لزيف جامع ~~مدينة القيروان، فكان الجامع بينه وخزانته، وفيه اجتماع الناس إليه ومعه؛ ~~ونظر في النحو والعروض، ولزمه شبان القيروان، وأخذ في تأليف الأخبار، وصنعة ~~الأشعار، مما يقرب في قلوبهم، فرأس عندهم، وشرف لديهم، ووصلت تليفاته صقلية ~~وغيرها، وانثالت الصلات عليه، وله شعر كثير، ومن شعره مما أنشده ابن رشيق ~~(1) : # إني أحبك حبا ليس يبلغه فهمي ولا ينتهي وصفي إلى صفته # أقصى نهاية علمي فيه معرفتي بالعجز مني عن إدراك معرفته # وأنشد له: # ولقد تنسمت الرياح لعلني أرتاح أن يبعثن منك نسيما # فأثرن من حرق الصبابة كامنا وذعن من سر الهوى مكتوما # وكذا الرياح إذا مررن على لظى نار خبت ضرمنها تضريما # وله (2) : # عليل طرف سقيت خمرا من مقلتيه فمت سكرا # ترقرقت وجنتاه ماء مازج فيه العتيق درا / [171] # يحرك الدل منه غصنا ويطلع الحسن فيه بدرا # [قدر خط مسك بعارضيه خلقت للعاشقين عذرا] PageV08P593 # وقال مما لم ينشده ابن رشيق (1) : # تلاحظني صروف الدهر شزرا كأن علي للأيام وترا # وفي عيني دموع ليس ترقا وفي قلبي صدوع ليس تبرا # أقلب في الدجى طرفا كليلا إذا جيب الظلام علي زرا # ولو نشر الذي أطوى عليه على من ms1882 تحتويه الأرض طرا # أصم مسامع الدنيا عويلا وهز جوانح الأيام ذعرا # فيا من غاب عن عيني مشوق يرى لنواه طعم العشق (2) مرا # قرأت كتابك الأعلى محلا لدي وموقعا ويدا (3) وقدرا # فأحياني وقد غودرت ميتا وأنشرني وقد ضمنت قبرا # نقشت بحالك (4) الأنقاس نورا [جلا] لعيوننا نورا وزهرا # فدبج من بسيط الفكر روضا أنيقا مشرق الجنبات نضرا # لو استسقى الغليل به لروى أو استشفى العليل به لأبرا # هفا عطر الجنوب له نسيم أقول إذا أناسم منه نشرا # نثرت لنا على الكافور مسكا ولم تنشر على القرطاس حبرا # فيا من تمسك الأوصاف عنه أعنة وصفنا نظما ونثرا # ومن يدعو القلوب إلى مناها بعينيه فلا تأتيه قسرا # ومن يجري اللآلئ في أقاح يمازج ظلمه بردا وخمرا # ويغرس في رياض الدل غصنا ويطلع في سماء الحسن بدرا # كأن بخده ذهبا صقيلا أذاب عليه ياقوتا ودرا # أفرط فيك إن أفرطت وصفا وأعجز عنك إن أعجزت شعرا PageV08P594 # ولي قلب عليك لما يلاقي يكافح من سعير الوجد (1) جمرا # ولولا ما يؤمل من لفاء (2) تقطع حسرة وأذيب قهرا # سأسحب فيك أذيال الأماني وألبس تحت ثوب السقم صبرا # لعل الدهر يمتع منك طرفي ويعقب بعد عسر الحال يسرا # وقال: # إلفان ضمهما الهوى في خلوة من بعد طول تغضب وتعتب # فإذا الرقيب مطالع عن غفلة ومكدر للمشرب المستعذب # فتفرقا عن ساكب متحدر بعثته حرقة جاحم متلهب # وكأنما الوقت الذي سعدا به حلم سرى أو قطع برق خلب # ليت الذي خلق الرقيب أصابه بعمى يسد عليه نهج المذهب # قوله في ما تقدم: " وكذا الرياح إذا مررن على لظى ".. البيت، كقول ابن ~~الرومي: # لا تغرين جوى بلوم إنه كالريح تغري النار بالإحراق # وقال يحيى بن هذيل القرطبي (3) : # روحني عاذلي فقلت له مه. لا تزدني على الذي أجد # أما ترى النار وهي خامدة عند هبوب الرياح تتقد # وحكى أبو صفوان العتكي بصقيلية قال (4) : كان أبو إسحاق الحصري يختلف إلى ~~بعض مشيخة القيروان، وكان ذلك الشيخ كلفا بالمعذرين [من] الغلماء، وهو ~~القائل فيهم: PageV08P595 # ومعذرين كأن ms1883 نبت خدودهم أقلام مسك تستمد خلوقا # قرنوا البنفسج بالشقيق ونظموا تحت الزبرجد لؤلؤا وعقيقا # فهم الذين إذا الخلي رآهم وجد الهوى بهم إليه طريقا # وكان يختلف إليه غلام من أعيان أشراف القيروان، وكان به كلفا، فبينا هو ~~يوما والحصري قد أخذ في الحديث إذ أقبل الغلام: # في صورة كملت فخلت بأنها بدر السماء لستة وثمان # يعشي العيون ضياؤها فكأنها شمس الضحى تعشى بها العينان # فقال له الشيخ: يا حصري، ماذا تقول في من هام بهذا القد، وصبا بهذا الخد ~~- قال له الحصري: الهيمان به والله غاية الظرف، والصبوة إليه من تمام ~~اللطف، لا سيما إذا شاب كافور (1) خده ذلك المسك الفتيت، وهجم على صبحه ذلك ~~الليل البهيم، والله ما خلت سواده في بياضه إلا بياض الإيمان في سواد الكفر ~~(2) وغيهب الظلماء في منير الفجر. فقال: صفه يا حصري، قال: من ملك رق القول ~~حتى انقادت له صعابه، وذلل له جموحه حتى سطع له شهابه، أقعد مني بذلك، ~~فقال: صفه، فإني معمل (3) فكري في ذلك، فأطرقا ساعة فقال الحصري (4) : # أورد قلبي الردى لام عذار بدا # أسود كالكفر في أبيض مثل الهدى # فقال له الشيخ: أتراك / [172] اطلعت على [ضميري أو خضت بين جوانحي وزفيري ~~- قال: لا؛ ولم ذلك -] قال: لأني قلت: PageV08P596 # حرك قلبي فطار صولج لام العذار # أسود كالليل في أبيض مثل النهار # فصل في ذكر الأديب الكامل أبي علي بن رشيق المسيلي (1) # وسياقة طرف من غرائب أشعاره، وعجائب أخباره # بلغني أنه ولد بالمسيلة وتأدب بها قليلا ثم ارتحل إلى القيروان سنة ست ~~وأربعمائة، وكان أبو علي ربوة لا يبلغها الماء، وغاية لا ينالها الشد ~~والإرخاء (2) ، محله من العلم، محل الصواب من الحكم، واقتداره على النثر ~~والنظم، اقتدار الوتر على السهم، إن نظم طاف الأدب واستلم، أو نثر هلل ~~العلم وكبر، أو نقد سعى الطبع الصقيل وحفد، أو كتب سجد القلم الضئيل ~~واقترب، ولم يكن لأهل أفريقية قديما في الأدب نبع ولا غرب، ولا من لسان ~~العرب ورد ولا قرب، يدل على ms1884 ذلك ما وصف به أبو علي البغدادي أهل القيروان، ~~وقد أثبته في موضعه من صدر هذا الديوان (3) . ورأيت ديوانا مجموعا في أشعار ~~قدماء أهل أفريقية هو بالبكم أشبه، وفي لسان العجم أنوه وأنبه، هذا ~~وأجنادها على قدم الدهر العرب العاربة، وقوادها الأغالبة والمهالية، فلما ~~زال ملكها عن أيدي العرب، تدفقت بها بحور الأدب، وطلعت منها نجوم الكتب، ~~ورمت أقاصي البلاد، بمثل ذرى الأطواد، وسمعنا بزهر الآداب، وأنموذج الشعر ~~اللباب، وبفلان وفلان، من كل فارس ميدان، وبحر PageV08P597 # بلاغة وبيان، وقال أبو علي بن رشيق، وما أبو علي - شعاع القمر، وحديث ~~السمر، ومعجزة الخبر والخبر، فات الأواخر والأوائل، واسكت المناظر ~~والمماثل. # ولما طلع نجم (1) النحوس، بملك (2) المعز بن باديس، وخرج إلى المهدية ~~بسماء كاسفة الأقمار، وذماء أقصر من ظمأ الحمار، كان أبو علي ممن انحشر في ~~زمرته المحروبة، وتحيز إلى فئته المفلولة المنكوبة، فأقام معه بها أنفة ~~الجلاء، وإشفاقا من فرقة الأحبة والخلصاء، وغشي المهدية أسطول الروم فأصبح ~~البحر ثنايا، تطلع المنايا، وآكاما تحمل موتا زؤاما، فدخل يومئذ على تميم ~~(3) حين وضح الفجر، وقد تم الذعر، وضاق ذات الصدر، فوجده في مصلاه والرقاع ~~عليه ترد، والشمع بين يديه يتقد، فقام على رأسه ينشد قصيدته التي أولها: # تثبت لا يخامرك اضطراب فقد خضعت لعزتك الرقاب # فقال له: مه، أحال عهدك أم تغير، أم قد أدبر بك الزمان في ما أدبر - ~~ويلك! متى عهدتني لا أتثبت - إذا لم تجئنا إلا بمثل هذا فمالك لا تسكت عنا ~~- وأمر بالرقعة التي كانت فيها القصيدة فمزقت، ولم يقنعه ذلك حتى أدنوها ~~إلى السراج (4) فأحرقت، فخرج ابن رشيق يومئذ من عنده على غير طريق، لا يعقل ~~ما يطأ، ولا يدري إلى أين ينكفئ، وكان وجهه إلى صقيلية، وكان ابن شرف قد ~~سبقه إليها، ووفد قبله عليها، وكان وقع بينهما بالقيروان، [ما وقع] بين ~~الخوارزمي وبديع الزمان، من مناقضات ومعارضات، شحذت الطباع، وملأت العيون ~~والأسماع، وتجاوزت الإحسان والإبداع، فلما اجتمعا يومئذ بصقيلية تنمر ~~بعضهما لبعض، وتشوف أعلام البلد لما ms1885 كان بينهما من إبرام ونقض، وقصد ابن ~~رشيق PageV08P598 # بعض إخوانه وقال له: أنتما علما الإحسان، وشيخا أهل القيروان، وقد ~~أصبحتما بحال جلاء، وبين أعداء (1) ، والأشبه بكما ألا تفريا أديمكما، ولا ~~تطعما الأعداء لحومكما، فقد كان يحميكما السلطان، ويمحو كثيرا من مساويكما ~~الإخوان، فقال له: إيت ابن شرف فخذ عهده بذلك، فلست أنا أراجعك فيما هنالك، ~~فأتاه وكان أمرا صدق، فوجده أجنح للسلم، وأدنى إلى الحلم، برئ إليه من صببه ~~وصعده، وأعطاه على الوفاء بذلك صفقتي لسانه ويده، فكان ابن رشيق بعد ذلك ~~ربما أعرض وعرض (2) ، وتحلب إلى شيء من تلك الهنات أو تهلمظ، وأما ابن شرف ~~فلم يحل ما عقد، ولا حال عما عهد. # ولابن رشيق عدة تواليف في النظم والنثر، نفث بها في عقد السحر، ككتابه ~~المترجم ب - " العمدة " و " كتاب الأنموذج " (3) ، إلى عدة رسائل رائقة (4) ~~، وبدائع فائقة، وأما الشعر فإنه أنسى / [173] أهله وملك منه شخته وجزله، ~~وقد أثبت من خبره، وحميد أثره، ما يملأ الآذان بيانا، ويبهر العقول [حسنا] ~~وإحسانا. # جملة من أخباره مع ما يتخللها من أشعاره # حدث أبو عبد الله بن الصفار الصقلي قال: كنت ساكنا بصقيلية وأشعار ابن ~~رشيق ترد علي، فكنت أتمنى لقاءه، حتى استغلبت الروم علينا، فخرجت فارا ~~بمهجتي، تاركا لكل ما ملكت، وقلت: اجتمع مع أبي علي، فرقة شمائله وطيب ~~مشاهده سيذهب عني بعض ما أجد من الحزن على مفارقة الأهل والوطن، فجئت ~~القيروان ولم أقدم شيئا على الوصول إلى منزله، فاستأذنت ودخلت، فقام ~~PageV08P599 # إلي وهو ثاني اثنين، فأخذ بيدي، وجعل يسألني، فأخبرته عن أمري [- و] بعد ~~أن تمكن أنسي بمجالسته قال لي يوما: يا أبا عبد الله، إن ها هنا بالقيروان ~~غلاما قد برح بي حبه، واستولى علي كربه، منذ عشرة أعوام، وأنا إذ عض هواه ~~على كبدي، وسطا شوقه على جلدي، ناهض إليه، وحسبك أنني ما اضطربت عنك منذ ~~حين، إلا أني أحدث نفسي بحديثه العذب الموارد والمصادر، وأعللها بأخباره ~~المحمودة الأوائل والأواخر، فإن أنت ساعدتني على الشخوص إليه قدمت ms1886 عندي يدا ~~لا يعدلها إلا رضاه، فقلت: سمعا وطاعة؛ وصرت معه حتى جئنا صناعة الجوهريين، ~~فإذا بغلاك كأنه بدر تمام صافي الأديم، عطر النسيم، كأنما يضحك عن در، ~~ويسفر عن بدر، قد ركب كافور عارضيه غبار عنبر، فحكى كتابة مسك على بياض، ~~يجرحه الوهم بخاطره، ويدميه الطرف بناظره؛ فلما رآنا الغلام علته خجلة سلبت ~~وجه أبي علي ماءه، فأنشدته قول الصنوبري (1) : # آية من علامة العشاق اصفرار الوجوه عند التلاقي # وانقطاع يكون من غير عي وولوع بالصمت والإطراق # فقال لي: يا أبا عبد الله، والله ما واجهته قط بوجهي إلا وغشي علي ولكني ~~تثبت (2) بك، وأنست إلى عذوبة لفظك، مع أني لم أزود من وجهه المقمر، إلا ~~متعة بقده المثمر، لتنكيسه رأسه عند طلوعي عليه، فقلت: ولم ينكس رأسه - ~~والله ما رأيت أشبه بالبدر منه خدا، ولا بالغصن قدا، ولا بالدر ثغرا، ولا ~~بالمسك من رياه نشرا، فقال لي: يا أبا عبد الله، ما أبصرك بمحاسن الغلمان، ~~لا سيما من فضضت كف الجمال صفحته، وذهبت وجنته، وخافت على تفاح خده العيون، ~~فوكلت بها الفتون، يا أبا عبد الله: ينكس رأسه لأني علقته وخده هلالي، ~~وفرعه ظلامي، PageV08P600 # ولحظه بابلي، وقده قضيبي، وردفه كثيبي، وخصره سابري، وصدره عاجي، فكان ~~فمي يشرب كافوره بالشفق، فيخرج ذلك صدر الغسق، فوكل من بهيمه، رقيبا على ~~فضي أديمه، فتوهم ذلك الطاهر الأخلاق، والطيب الاعتناق، أن ذلك يضعف أسباب ~~محبته، ويخلق رسوم مودته، فقلت له: بحقي عليك يا أبا علي إلا ما قلت في هذا ~~المعنى شيئا، فأطرق قليلا ثم قال (1) : # وأسمر اللون عسجدي يكاد يستمطر الجهاما # ضاق بحمل العذار ذرعا كالمهر لا يعرف اللجاما # ونكس الرأس إذ رآني كآبة واكتسى احتشاما # وظن أن العذار مما يزيح عن قلبي الغراما # وما درى أنه نبات أنبت في جسمي (2) السقاما # وهل ترى عارضيه إلا حمائلا قلدت حساما (3) # ومعنى هذا البيت الأخير كقول الآخر: # ومستحسن وصلي جعلت وصاله شعاري فما أنفك دأبا أواصله # كأن بعينيه إذا ما أدارها حساما صقيلا والعذار ms1887 حمائله # قال أبو عبد الله الصقلي: فلم أزل أتكرر على أبي علي وألاطفه حتى أطلعني ~~على سرائره مع ذلك الغلام، فوالله ما اطلعت له معه على ما يحاسب به من قبيح ~~فعل ولا مذمومه، وكنت في خلال ذلك اختلف إلى ذلك الغلام الجوهري، فجلست ~~يوما إليه فجعلت أذكر له بعض ما ذكر لي أبو علي، فرأيته قد تغير لونه، ~~وأطرق ساعة، ثم أخذ سحاءة فكتب فيها: " بسم الله الرحمن الرحيم، كتمان السر ~~حلية القلب، فإن أزاله بقي عاطلا " ثم طواها ودفعها إلي وقال: قد أودعت ~~PageV08P601 # السحاءة لفظا موجزا / [174] ومعنى محرزا، فإذا وردت على أبي علي فأعلمه ~~أن المحب إذا كتم رحم، وإذا نشر [فضح] فلا يعد بعد هذا إلى إفشاء سري، فإن ~~نم بحبي انتهيت عن زيارته والإلمام به، وعوضته من لذته بفيض الدموع، وطول ~~الخضوع، حتى لا يجزع كأسا إلا مشوبا، ولا يزر (1) ثوبا إلا خضلا بعبرة ~~مقلته، وأنا أقسم بحاجته إلي، وإدمانه علي، ألا أخلي صدره من زفرة، ولا ~~ضلوعه من جمرة، ولا جفونه من عبرة، فجئت أبا علي، فدفعت إليه السحاءة ~~وقرأها، وأخبرته كلامه، فشهق شهقة توهمت أن ضلوعه تقضقضت، وقال لي: أبهذا ~~القسم أقسم - قلت: نعم، قال لي: أتريد أن أنظم لك منثور ما جئتني به حتى ~~تتوهم أنه كلامه - قلت: بحياتك إلا ما فعلت، فقال (2) : # لم باح باسمي بعد ما كتم الهوى زمنا وكان صيانتي أولى به # فلأ [منعن] جفونه طيب الكرب ولأمزجن دموعه بشرابه # وحياتة حاجته إلي وفقره لأواصلن عذابه بعذابه # قال أبو عبد الله: ثم استنشدته من شعره فيه فأنشدني عدة مقطوعات، منها ~~قوله (3) : # وفاتر الألحاظ في دجنة كأنها في الحسن ورد الرياض # قلت له يا ظبي خذ مهجتي داو بها تلك الجفون المراض # فجاوبت من خده خجلة كيف ترى الحمرة فوق البياض # وقوله (4) : # إن كنت تنكر ما منك ابتليت به وأن برء سقامي عز مطلبه PageV08P602 # أشر بعود من الكبريت نحو فمي وانظر إلى زفراتي كيف تلهبه # وقوله: # تمنيت تقبيلا عليه فجاد لي ms1888 فقبلته ثنتين في الخد والخد # فقلت له جد لي بثغرك إنني [أقول] بتفضيل الأقاح على الورد # ومن جيد قوله (1) : # سقى الله ارض القيروان وصبرة ففيها ثوى شخص علي عزيز # ترى أنني في القرب ممن أحبه على بعد ما بين الديار أفوز # وإن كان إدراك المحبين بغية على مذهب الأيام ليس تجوز # وقال فيه: # مدمج الخصر والحشا يتثنى إذا مشى # هو بدر بوجهه وبأجفانه رشا # ما عليه إذا الضنا شاع في الصب أو فشا # جار قاضي صبابتي وهو لا يقبل الرشا # وقال فيه (2) : # ومهفهف يحميه عن نظر الورى غيران سكنى الملك تحت قبابه # أومى إلي أن ائتني فأتيته والفجر يرمق من خلال نقابه # فلثمت خدا منه ضرم لوعتي وجعلت أطفي حرها برضابه # وضمته للصدر حتى استوهبت مني ثيابي بعض طيب ثيابه # فكأن (3) قلبي من وراء ضلوعه طربا يخبر قلبه عما به PageV08P603 # وينظر في هذا المعني قول ابن المعتز (1) : # يا رب إخوان صحبتهم لا يدفعون لسلوة قلبا # لو تستطيع قلوبهم نفذت أجسامهم فتعانقت حبا # وقال ابن الرومي (2) : # أعانقه والنفس بعد مشوقة إليه وهل بعد العناق تداني # وألثم فاه كي تموت حرارتي فيشتد ما ألقى من الهيمان # كأن الذي بي ليس يشفي غليله سوى أن يرى الروحان يمتزجان # قال أبو عبد الله: وناولته يوما تفاحة فقال (3) : # وتفاحة من كف ظبي أخذتها جناها من الغصن الذي مثل قده # لها لمس ردفيه وطيب نسيمه وطعم ثناياه وحمرة خده # قال أبو عبد الله، وأخبرني أبو علي قال: وعدني يوم عيد بالكون عندي، ~~فصليت وارتقبت مجيئه، فإذا بالسماء قد أرعدت وأبرقت فكتبت إليه والغيث ~~منهمل (4) : # تجهم العيد وانهلت مدامعه وكنت أعهد منه البشر والضحكا # كأنما جاء يطوي الأرض من بعد شوقا إليك فلما لم يجدك بكى # قال أبو عبد الله، قال أبو علي (5) : كنت [أوصي] غلاما وضيئا كان يختلف ~~إلي وأحذره من كثرة التخليط، فخرج يوما في جماعة من أصحابه فأوقع به، ~~فأخبرت بذلك فقلت: PageV08P604 # يا سوء ما جاءت به الحال إن كان ما قالوا كما قالوا ms1889 # ما أحذق الناس بصوغ الخنا صيغ من الخاتم خلخال / [175] # وهذا المعنى: القول فيه طويل، وقول ابن المعتز يناسبه في المعنى لا في ~~اللفظ، وهو قوله (1) : # مضى مالك والمال تسعون درهما فآب ورأس المال ثلث الدراهم # وقال أبو محمد بن صارة الشنتريني: # من كل نيك حتى صار من سعة كما تحل يد من عقد تسعينا # قال أبو علي: وكنت أميل إلى قينة من قيان القيروان اسمها ليلى، فعلقها ~~بعض خدام (2) الحصون، وكان يحسب خدمتها وكنسها منزلة لا تثلم جاه متوليها، ~~فنهيته عنها فلم ينته، فقلت فيه (3) : # ظن أن الحصون ملك سليما - ن وليلى بجهله بلقيسا # وله في العصا مآرب أخرى حاش لله أن تكون لموسى # وهذا كقول إدريس من جملة أبيات: # فقال ومن هذا الذي جاء طارقا فقلت أنا موسى وهذي هي العصا # ما أخرجته من سائر مقطوعاته في أوصاف شتى # قال (4) : PageV08P605 # يا رب لا أقوى على دفع الأذى وبك استغثت (1) على الضعيف الموذي # ما لي بعثت علي ألف بعوضة وبعثت واحدة على النمرود # وله في بعض قضاة القيروان: # أقولها لو بلغت، ما عسى والطبل لا يضرب تحت الكسا # قاضيك إن لك تخصه عاجلا فامنعه أن يحكم بين النسا # وقال: # يا سالكا بين الأسنة والظبا إني أشم عليك رائحة الدم # يا ليت شعري من رقاك بعوذة حتى وطئت بها فراش الأرقم # أزحمت آساد الشرى في غيلها وأمنت جهلا من وثوب الضيغم # وأنشدت له: # قبلت فاها على خوف مخالسة كقابس النار لم يشعر من الخجل # ماذا على رصدي بالنار لو غفلوا عني فقبلتها عشرا على مهل # غضي جفونك عني وانظري أمما فإنما افتضح العشاق في المقل # وقال (2) : # يا من يتيه بعارض - يه يريد بالعشاق شرا # ما كنت تصلح في الجدي - د فكيف تصلح بالمطرى # وهذا كقول أبي بكر الخالدي (3) : # ما كان ينفعه لدي شبابه فعلام يجهد نفسه بخضابه PageV08P606 # وقال ابن رشيق: # حجت إلى وجهك أبصارنا طائعة يا كعبة الحسن # تمسح خالا منك في وجنة كالحجر الأسود في الركن # ولكشاجم في مثله (1) : # فلم ms1890 يزل خده ركنا أطوف به والخال في خده يغني عن الحجر # وأنشدت له (2) : # إن زرته يوما على خلوة أو زارني في موضع خال # كنت له رفعا على الابتدا وكان لي نصبا على الحال # وهذا كقول ابن الميكالي (3) : # أفدي الغزال الذي في النحو كلمني مجادلا (4) فاجتنيت الشهد من شفته # وأورد الحجج المقبول شاهدها مناظرا (5) ليريني فضل معرفته # ثم اتفقنا على رأي رضيت به والرفع من صفتي والخفض (6) من صفته # وقال ابن رشيق، وهو من أملح ما له (7) : # أومى بتسليمة اختلاس والناس في حومة الوداع # أحلى وإن لم تكن سماعا من نغم الزمر والسماع # وافتر عن مبسم شنيب تختمه دارة الرباع PageV08P607 # وقد نوت مقلتاه نوما وددت لو كان في ذراعي # فكان لي موقف افتراق وللهوى موقف اجتماع # وقال (1) : # همت عذاراه بتقبيله فاستل من عينيه سيفين # وذلك المحمر من خده دماء ما بين الفريقين # وقال (2) : # غنني يا أعز ذا الخلق عندي " حي تجدا ومن بأكناف نجد " # واسقني ما يصير ذو البخل منها حاتما والجبان عمرو بن معدي # في أوان الشباب عاجلني الشي - ب فهذا من أول الدن دردي # وقال (3) : # اشترى خنجرا لقت - لي وما ذاك يجمل # فسلوه فإن عن مثل ذا الشان يسأل # كيف يمشي بنجر من بعينيه يقتل # وقال (4) : # شكوت بالحب إلى ظالمي فقال [لي] مستهزئا ما هو # قلت غرام ثابت قال لي اقرأ عليه " قل هو الله " # وقال (5) : / [176] # معتدل القامة والقد مورد الوجنة والخد PageV08P608 # لو وضع الورد على خده ما عرف الورد من الورد # قل للذي يعجب من حسنه اقرأ عليه سورة الحمد # وقال: # ولقد قطعت الليل في دعة من غير تأثيم ولا ذنب # بأعز من بصري على بصري وأحب من قلبي إلى قلبي # وقال: # تلفت فما أفرق ب - ين قيراط ودينار # ذهاب الزيت في القندي - ل بين الماء والنار # وقال (1) : # ومن حسنات الدهر عندي ليلة من العمر لم تترك لأيامنا ذنبا # خلونا بها ننفي القذى من عيوننا بلؤلؤة مملوءة ذهبا سكبا # وملنا لتقبيل الخدود ولثمها كمثل جياع الطير تلتقط الحبا ms1891 # وقال (2) : # يا من يمر ولا تمر به القلوب من الحرق # بغمامة من خده أو خده منها سرق # وكأنه وكأنها قمر أحاط به شفق # فإذا بدا وإذا مشى وإذا رنا وإذا نطق # شغل الجوانح والجوا - رح والخواطر والحدق # وقال من قصيدة (3) : # حسبي وحسبك من لوم وتثريب بان الذي كان يغريني ويغري بي PageV08P609 # أما الشباب فقد ودعت لذته إلا أباطيل أحلام وتشبيب # عرفت حال الليالي في تصرفها وشافهتني أفواه التجاريب # وذلل الدهر صعبي فاستكنت له وطال ما كنت من تلك المصاعيب # قرعت سني على ما فاتني ندما من الشباب ومن باللهو للشيب # فقد رددت كؤوس اللهو مترعة على السقاة وكانت جل مشروبي # وربما أذكرتني صبوة سلفت ورق الحمام إذا غنت بتطريب # أنزه السمع والعينين في نغم ومنظر غاية بالحسن والطيب # من كل لافظة بالدر باسمة عنه محلاة نوعس منه مثقوب # أيام تصحبني الغزلان آنسة هذا على أنني أعدى من الذيب # وقال (1) : # اختر لنفسك من تعا - دي كاختيارك من تصادق # إن العدو أخو الصدي - ق وإن تخالفت الطرائق # وأخبرني بعض وزراء إشبيلية قال: جهز عباد بعض التجار إلى صقيلية وكان ابن ~~رشيق كثيرا ما يسمع بذكر عباد فيرتاح إلى جنابه، ارتياح الكبير إلى شبابه، ~~فلما سمع بمقدم ذلك التاجر لزم داره، وجعل يتردد إليه ويغشاه، ويقترح عليه ~~لقاء عباد ويتمناه، والتاجر يعده ويمنيه، ويقرب له ذلك ويدنيه، حتى إذا ~~أسمحت الرياح، وأمكن في ميدان البحر المراح، ذهب التاجر لطيته، وخلى بين ~~ابن رشيق وأمنيته، وأخبر التاجر عبادا بذلك، كأنه يتبجح له بما هنالك، ~~فبالغ عباد في نكاله، وأمر باستصفاء أكثر ماله؛ ثم رام ابن رشيق بعد ذلك ~~ركوب البحر فخشن له مسه، ولم تساعده على ركوبه نفسه، فقال (2) : ~~PageV08P610 # البحر صعب المذاق مر لا جعلت حاجتي إليه # أليس ماء ونحن طين فما عسى صبرنا عليه # ولأبي [علي] قصيدته المشهورة التي أولها: # من قضب نعمان أم من كتب يبرين الله في دم عشاق مساكين # يقول فيها: # عيناك أمكنت الشيطان من خلدي إن العيون لأعوان الشياطين ms1892 # كم ليلة بت مطويا على حرق أشكو إلى النجم حتى كاد يشكوني # وكلما انصدعت من لوعة كبدي ناديت يا رب باديس بن ميمون # يا ما اميلحه ظبيا فتنت به -. (1) # ووجنتين هما تفاحتا قبلي فاترك سواي وتفاح البساتين # كأن لمس بناني حين يلمسه يستخرج الورد من طاقات نسرين # فتور عينيك ينهاني ويأمرني وورد خديك يغري بي ويغريني # أما لئن بعت ديني واشتريت به دنيا لقد بعت فيك الدين بالدون # سبحان من خلق الأشياء قاطبة تراه صور ذاك الجسم من طين # ومنها: # يا أهل صبرة والأحباب عندكم إن كان عندكم صبر فواسوني # إني أدين بدين الحب ويحكم والله قد قال لا إكراه في الدين # مولاي [لا] تشمت الأعداء بي وإذا نسيت قولي فاذكر قول هارون # حاسب هواك بما أنفقت من عمري والله لو كان عمري كنز قارون # لو كنت أملك نفسي يا معذبها قربتها لك في بعض القرابين # وكتب إلى المعز بن باديس وقد ولدت له ابنة / [177] # معز الهدى لا زال عزك دائبا وزينت الدنيا لنا بحياتكا PageV08P611 # أتتني أنثى يعلم الله أنني سررت بها إذ أمها من هباتكا # وقد كنت أرجو أنها ذو بلاغة يقوم مقامي في بدعي صفاتكا # وما نحن إلا نبت جودك كلنا وكل نبات الأرض من بركاتكا # وقال (1) : # سلمني حب سليمانكم إلى هوى أيسره القتل # لما بدا جند ملاحاته قال الورى ما قالت النمل # قوموا ادخلوا مسكنكم قبل أن تحطمكم أجفانه النجل # وهو القائل في غلام عذر يعرف بابن الكناف: # لام العذار بخده تحنكي أصابع جده # قد خطها في حائط خوف الخطا من عده # ذكر الخبر عن خراب القيروان # والإلمام بشيء من أخبار آل زيري الغالبيت عليها - كانوا - وقتهم # مع ما يذكر بها، ويتعلق بسببها # قال ابن بسام: قد قدمت [أني] أمليت هذا الكتاب بخاطر قد خمدت جمرته، ~~وتبلدت قريحته، وعلى حال] من تصرف الزمان، وإلحاح الحدثان، يتسبب تسبب ~~الهجران، ويتلون تلون الذعر في عين الجبان. # وللموت خير من حياة كأنها معرس يعسوب برأس سنان (2) # مع أني لم آخذ ms1893 هذا الخبر عن سند، ولا استعنت فيه بكتاب لأحد، إنما ~~اختلسته من ذكرة أجريها، أو أحدوثة إنما لذتي بين أن اكتبها وأمليها، ~~والحديث PageV08P612 # طويل، والمحصل قليل، وإنما ألمع هاهنا بشيء من أخبار مملكة آل زيري ~~الصنهاجيين: كيف هبت رياحها، وأشرق صباحها، ثم نشرح بعض الأسباب التي خصت ~~آثارها، وأحصت ليلها ونهارها: # لما تغلب آل عبيد الله الناجمين بأفريقية على مصر، فخلص له صميمها، وأهاب ~~له ملكها ونعيمها، وأراد معد بن إسماعيل بن عبيد الله، المتلقب من الألقاب ~~السلطانية بالمعز لدين الله، اقتعاد صهوتها، وإثبات قدمه على ذروتها، دعا ~~زيري بن مناد، وهو يومئذ من صنهاجة بمكان السنام من الغارب، وبمنزلة ~~الوجدان من نفس الطالب، وكان له عشرة من الولد: آساد شرى، وأقمار سرى، فقال ~~له: ادع لي بنيك، فقد علمت رأيي فيهم وفيك، وكان أصغرهم سنا، وأهونهم عليه ~~شأنا، بلقين بن زيري، فدعا ولده ما عداه، والقدر لا يريد سواه، وكانت من ~~المعز - زعموا - إثارة من علم الحدثان قد عرف بها مصاير أحواله، وأهل ~~الغناء من أعيان رجاله، وكانت عنده لخليفته على أفريقية إذا صار إليه ملك ~~مصر علامة يأنس بها أنس الكبير بذكر شبابه، ويعرفها عرفان العاشق لديار ~~أحبابه، فنظر في وجوه بني زيري فأنكرها، حين تفقد تلك العلامة فلم يرها، ~~فقال لزيري: هل غادرت من بنيك أحدا، فلست أرى لمن هاهنا منهم أيدا ولا يدا، ~~فقال له: إلا غلام، فقال المعز: لا أراك حتى أراه، فلست أريد سواه، فلما ~~رآه عرفه، وفوض إليه من حينه واستخلفه، فاستولى من وقته على الأمور، وزاحمت ~~مهابته الأهواء في الصدور، وبعدت أسفاره واشتهرت أيامه، واشتمل على صرف ~~الأيام والليالي نقضه وإبرامه، بلغ بغزواته سبتة - في خبر طويل ليس من شطر ~~ما ألفت، ولا في معنى ما صنفت - ثم أجاب صوت مناديه، وخلعها على أعطاف ~~بنيه، حتى انتهت منهم إلى المعز بن باديس، منزف العشيرة، وآخر ملوكها ~~المشهورة، فأول ما افتتح به شانه، وثبت به - زعم - سلطانه، قتل الرافضة ~~ومراسلة أمير المؤمنين ببغداد ms1894 # PageV08P613 # فبعث إليه بعهده، وجاءت الخلعة واللقب من عنده، رأيا اغتر بباديه، وذهل ~~عن عواقبه وبواديه، واتصلت بالعبيدي وأمره يومئذ يدور على الجرجرائي، ~~فاضطغنها عليه، وفوق سهام مكروهه إليه؛ وكانت بطون من عامر بن صعصعة: زغبة ~~وعدي والأثبج ورياح وغيرهم من ألفاف عامر، تنزل الصعيد، لا يسمح لها ~~بالرحيل، ولا يخلى بينها وبين إجازة النيل، فأراهم الجرجرائي لحينه ضجة ~~السوق، وأفرج عن لقم الطريق، وأذن لهم في المعز، أمنية طالما تحلبت / [178] ~~إليها أطماعهم، وعكفت عليها أبصارهم وأسماعهم، فغشاه منهم سيل العرم، ورماه ~~بذؤلول ابنة الرقم، وتهاون المعز بهم أولا فشغلهم بخدمته، وحملهم أعباء ~~نعمته، وهم في خلال ذلك يتمرسون بجهاته، ويدبون إلى أنصاره وحماته، ويطلون ~~على مقاتله وعوراته، حتىت بان لهم شانه، وهان عليهم سلطانه، فجاهروه ~~بالعداوة، وأرادوه على الإتاوة، وجرت بينهم أثناء ذلك حروب، لم يحمدها غالب ~~ولا مغلوب، ولا أمنها بريء ولا مريب، أضربت عن خبرها لطوله، ولأنه لم ~~يبلغني عن من أثق بتحصيله، كان من أفراها لأديمه، وألصقها بصميمه، وقعة ~~حيدران سنة أربع وأربعين، فإنها أوهنت بطشه، وثلت عرشه، وأرته البوار، ~~وضربت عليه الحصار، وأحاط الأعراب بالقيروان يطؤون حريمها، ويستعرضون ~~راحلها ومقيمها، حتى ماج بعضها في بعض، وتبرأت منها كل سماء وأرض، فلما كان ~~سنة خمسين أعطي الدني، وناشدهم التقية، واشترك المهدية، وقد كان نظر في ~~ماله، وفكر في ما بازائه من أقتاله، فزف إلى زعمائهم بناته وكن اللآلي ~~وأماني الغالي، فأصبحوا له أصهارا، وقاموا دونه أنصارا، فلما استحكم بأسه، ~~وأهمته نفسه، استجاش من قبله، واحتمل حرمه وثقله، وخلى الملك لمن حماه ~~وحمله، وجاء أصهاره فكانوا بحيث يسمعون نئيمة، ويمنعونه ممن عسى أن يكيده ~~ويضيمه، حتى بلغ المهدية فأقام بها أسقط من الشمس في الميزان، وأهون من ~~الغفر على القبان، ولم يكن أحد في زمانه بأسا في الملاحم، ولا أطول يداص ~~بالمكارم، ولا أعنى بلسان العرب، ولا # PageV08P614 # أحنى على أهل الأدب، منه. ومن مشهور كرمه أنه أعطى المنتصر بن خزرون في ~~دفعة مائة ألف دينار إلى ما وصله ms1895 به من مركب ثقيل، وزي نبيل، ثم لم يمكث ~~بالمهدية إلا نحو عامين، وانقضت أيامه، وغافصه حمامه، تعالى من لا ينتقل ~~حاله، ولا يتوقع زواله. # فصل في ذكر الشيخ أبي الفتيان العسقلاني (1) # وإثبات قطعة من شعره ونثره # أخبرني بخبر هذا الرجل الفقيه الحافظ أبو بكر محمد بن الوزير الفقيه أبي ~~محمد إن العربي، وأنه فارقه حيا يرزق وهو السنة [-.] وأنا أقول: إن أبا ~~الفتيان هذا من فرسان هذا الشان، وممن أعطي بسطة في علمه وبيانه، وخلي بين ~~السحر ولسانه، والذي أثبت من كلامه يضرح قذى العيون، ويجلو وضح الصبح ~~المبين. # فصل له من رقعة: # مخايل السؤدد - أطال الله بقاء الشيخ - تعثر على عقبه أخامص الكرام، ~~وترقم بمناقبه برود الأيام، فأدام الله تمكينه حتى يصبح سلك المجرة واهي ~~النظام، وتغبر في البسيطة جبهة (2) بهرام، [ولا زال] يعقل بساحته الأمل ~~الجامح، وتستوقف المراشد والمصالح، إذ كان مفترق المجد قد أصبح في علائه ~~مجموعا، وشامس الفضل سامعا مطيعا، وقد قرن وليه هذه الأسطر برقعة سأل عرضها ~~على الحضرة السامية - رفع الله منارها، وعمر بوفود السعادة ديارها - وأن ~~يتبعها من سديد مقاصده ما يهدي من أمها سبيل النجاح، ويقضي لها بالمغنم ~~وفوز القداح، لا زال أفقه بنجوم PageV08P615 # السعادة منيرا وسرب الحوادث عن ساحته مطرودا مدحورا. # ومن أخرى: # أطال الله بقاء الحضرة السامية تجبر من كسر الزمان مهيضا، وتلزم (1) ~~مسنونا للمكارم [و] مفروضا، حتى يصبح عقد الكواكب رفيضا، وكف المقادر ~~مكفوفا مقبوضا. # وتطلع (2) للعافين في فحمة الدجى بوارق [جود] تستطير وميضا # وتودع جأش الدهر عزمي مشمر يفل صحيحا أو [يبل] مريضا # بسطا تسعر الآفاق نارا ورأفة ترد (3) هشيم المكرمات أريضا # ومقدورة لو زاحم الأفق جيشها لغودر مسدود اللهاة حريضا # شملت الورى يا ابن المحسن مسديا صنائع يبعثن الكسير نهوضا # وأعلمت (4) إغفال الزمان بأنعم أعدن دجنات الحوادث بيضا # فأوريت زندا للمفاخر مصلدا ورفعت طرفا للسماح غضيضا # قمت لنا سوق القريض وقد عفت معانيه صونا أن يعود قريضا # فلولاك لم يلف الهداية ناظم ولم يتوخ المادحون عروضا ms1896 / [179] # قضيت العلا لما أضيعت حقوقها نوافل يلوى دينها وفروضا # منيع المراقي يستجار بعزه إذا أزم الناب الضروس عضيضا # وتذعر أسراب الخطوب أو أنسا كما ذعر الليث الهزير ربيضا # تقاضى سؤال المستميحين مثل تقضي ديونا ملحقا وقروضا # وتدأب في حفظ الرعية ساهرا إذا قيد النوم الجفون غموضا PageV08P616 # فمثلك في حكم الرياسة معوز وكم من نقيض لو طلبت نقيضا # إذا ما سعى الأملاك خلفك للعلا غدوت سماء والأنام حضيضا # وله من أخرى: # شهر الصيام زائر يستقبل وفد المغفرة باستقباله، وتنحل ذنوب الأمة بنحول ~~هلاله، وآيب تقدم غرائب الحظ بقدومه، ويعنق جزيل الأجر بين عنقه ورسيمه، ~~جعله الله مطهرا من دنس الآثام، وغرة سائلة في جبهات الأيام، [جاليا] لغسق ~~المعاصي بوضاءة أيامه، ومكفرا لما اقترف من الجرائم في عامه، فطوبى لمن أقض ~~في هذه المدة مضجعه، واستعمل منطقه بما يرضي الخالق ومستمعه (إليه يصعد ~~الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (فاطر: 10) والله جلت أسماؤه يجعل الحضرة ~~السامية سابقة في هذا المضمار، آمنة من عوارض الكبوة والعثار: # بقيت لعقد المعالي نظاما وللأكرمين جميعا إماما # ويخجل جودك وجه السماء برقا خفوفا وغيثا سجاما # مقيما بحيث يضيع التلاد وتحفظ للمكرمات الذماما # وتودع آلاؤك السابغات جيد الرياسة طوقا تؤاما # أيا ابن المكارم لا يعرفون عن درة المجد يوما فطاما # ومنها: # وهيجاء مثل أوار الحريق تصطلم الدراعين اصطلاما # تلثم خد الضحى عثيرا وتسفر فيها المنايا اللثاما # فجردت عزمك في النائبات حصنا منيعا وجيشا لهاما # مساع تشق جبين الضياء إذا اعتكر الدهر طرا ظلاما # ويهدي إليك أريج الثناء كما خطرت في الرياض النعامى # PageV08P617 # فعش ممسكا بعرى للبقاء لا يحدث الدهر: فيها انفصاما # ولا برح من جعل الأرض قرارا، وأخرج من الشجر الأخضر نارا، يطلع في سمائها ~~السعود [غير] الآفلة، ويقر ببابها النعماء [غير] الناقلة، ويجعل لكل [ليل] ~~يمد جناحه، ونهار تفلق إصباحه، متكفلا لها بجد يلقي إليه زمام القدر ~~تفويضا، ويمنح الصخرة الصماء ترويضا. # في ذكر القاضي أبي محمد بن نعمة بن خليل (1) # وإثبات جملة من نثره ونظمه # وبالسند المتقدم ms1897 وصل إلي خبره؛ وهو أحد من يتصرف فيجيد، ويبدئ بيد ~~الإحسان ويعيد، جزل المقاطع، سهل المنازع، وقد أثبت من كلامه ما تراه، ~~وتستدل على غرضه ومنحاه. # فصول من نثره مع ما ينخرط في سلطها من شعره # أطال الله بقاء الحضرة العالية لغرائب مجد تبتدعها، وفرائض جود تشرعها، ~~وحوادث أيام صعابها، ومستأنف سعود يطرف جنابها، وأدام أيامها التي هي للدهر ~~تمائم، وفي المجد غمائم: # غرر من الأيام يوضح فجرها والدهر من ظلم النوائب قاتم # كم صرمت عني حوادث لم تكن منجابة لولا الأجل الصارم PageV08P618 # ملك تملكه الندى وتجمعت في راحتيه غمائم وسمائم # فالروض يجدب وهو روض ممرع والغيث يقلع وهو غيث دائم # وشتان ما بينهما: تلك سحائب قد يخلف بارقها، وتحذر صواعقها، وروض يجف ~~نباته، وتتصوح زهراته، ومكارم الحضرة العالية تزيد جدة على التكرار، وتماثل ~~الفلك الدوار، وهي تباري الشمس [نهارا] ، وتزور مزار الطيف سرارا: # منن بعثن أهلة مستورة فطلعن في فلك العلا أقمارا # ومواهب ومناقب ومناهب رفعت له فوق السماء منارا # ولما كانت الأوقات الشريفة موسومة بثناء يسمع، ومرسومة بدعاء يرفع، وأهلت ~~هذه الأشهر المكرمة، وجب على من حضر، بل كافة من يضمه الثغر، إخلاص الدعاء ~~للحضرة العالية، بأن يمد الله عليها ظلاله المسدلة، ويديم لهم ما شملهم من ~~تمام / [180] المعدلة، وأن يسعد أنحاءها في طاعة إمامها، ويصرف أعداءها في ~~حكم حسامها، ويثبت لها من رأي سلطانه ما تستوفي به أقسام الفخر جميعا، ~~ويزيد لها أحداث الدهر خضوعا: # فلقد خدمت بهمة لا ترتضي إلا سميك صاحبا وضجيعا # والجيش [أيقن] حين عاد بأنه ألفى بربعك معقلا وربيعا # وردوا نميرا من يمينك ريقا وثرى محل في ذراك منبعا # وسهرت دون هجوعهم بعزائم تقضي وطرف لا يذوق هجوعا # هذا وكم من مارق مزفته بيد تفيض مكارما ونجيعا # والحمد لله الذي جمع للحضرة العالية شرائط السؤدد، وخصها بالمجد # PageV08P619 # الموطد، والنسب إلى أعلى خندف عمادا، وأوراها في موقف الفخر زنادا، أرومة ~~الرسالة وجرثومة الخلافة، إليها انتزع هاشم، وعنها أخذت المكارم، فبعبد ~~مناف بن النضر بن ms1898 كنانة ذؤابة الفخر: # هنالك أبناء الوغى وحماتها وثم العطاء الغمر والعدد الدثر # لهم أوجه زهر وأندية خضر وألوية حمر وخطية سمر # فأما الفضائل المكتسبة فإن مولاي الأجل ناظم أشتاتها، ومؤلف متنافراتها، ~~فهو تارة تحت عذب الأعلام، وأخرى بين طروس وأقلام، يستصغر عظيمات التدبير ~~ثقة بحزمه، ولا يغفل صغيرات الأمور تمضي إلا عن علمه، فأما الحلم والأناة ~~واستلذاذ العفو مع القدرة والمحافظة على سر الخدمة فإن الله تعالى وهب له ~~من ذلك ما سلمه إليه معانده، وعرف فضيلته فيه حاسده: # مناقب نظمت منها محامده وشيمة عرفت فيها عوائده # وللندى غير منزور مؤمله وللردى [غير] معصوم معانده # يفديه وافد ليل آب زائره بنجحه وبخيل خاب قاصده # فأما المواقف المشهودة، والآثار المؤرخة المعدودة، فإنه فيها ملقى النصر، ~~دائم الظفر، ميمون التدبير، مسعود الرأي، مبق عند الانتقام، معتذر مع سعة ~~الأنعام، رحب الحمايل، بسام المخايل: # يقصر الناظم عن آلائه فيستعين بحلى الوسائل # لم يستعر فيها له فضيلة حاشا العلا ولا مقال الباطل # وإنما يكتبها عن مجده فيستهل نسخة الفضائل # لم نرض أن أنالنا فصاحة موهبة إلا ببذل النائل # ولا زالت الحضرة السامية تجدد من رسم الأدب داثره، وتلبس من الثناء ~~نفائسه وجواهره. # PageV08P620 # وله من رقعة تهنئة: # لقد عجبت أيامنا [حين أبصرت] بها أروعا زينت بحسن علائه # إذا سهكت أعطافهن تضمخت بمسكين من أفعاله وثنائه # هذا الشهر - أدام الله تمكين الحضرة العالية - مضاه لها في شرف النسب، ~~والطهارة من الريب، والله يكرر عليها مجازه ما ارتقبت فيه ليلة القدر، ~~وانتشر في السماء شعاع البدر، في عز تسكن به الخطوب العرمة، وتنتفض معه ~~الأحداث المبرمة. # وفي فصل منها: أرواه الله من تسنيم، وجعله من ورثة جنة النعيم، يرتع في ~~رياض الفردوس النضر في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (القمر: 55) بعد أن يفني ~~مدة الزمان عمرا، ويوسع بنيه نوالا غمرا، ويحوز من المحامد ما تتطرز به ~~أردان الأيام، وتتقوض فيه هضبات شمام. # ومن أخرى في مثله: # أجزل الله بالحضرة الأثيرية بركات هذا الشهر الشريف الذي تقضى فيه ms1899 ~~المناسك بالبيت العتيق، وترد بعده أيام التشريق، ولا زال يلقي رحاله، ~~ويواصل إلفها بكره وآصاله، في عز رفيع سماكه، حاكمة بالبقاء أفلاكه، ومجد ~~راسية جباله، وسعادة مقرطسة [بها] نباله. # إذا انقضت يوما حبال سعادة غدت محصدات كيف شاءت حباله # يضيء وصرف الدهر داج هلاله ويعرف في قحط السنين انهماله # وجاه نضير لا يخاف ذبوله ولا ينطفي بالعاصفات ذباله # والأرض [في] قبضته يقبض عنها أيدي العوارض، ويسبغ عليها ملابس إنعامه ~~الفائض. # PageV08P621 # ومن أخرى: / [181] # ولو علم الطرس الذي قد حبوته قلائد من در الكلام المنضد # لقاد إليك الشكر حتى تمله وحتى يقول السامعون له قد # طلعت علي من الحضرة - لا زالت نجوم السعد بآفاقها طالعة، وركائب لحوادث ~~عن ساحتها ظالعة - رقعة كريمة أجلت ناظري في سطورها فقلت: سوسن نثر على ~~أقحوان، أو قلائد عنبر نظمت في أجياد غزلان، وراودت خاطري على بروز ذلك ~~المرموز فقال: أما تستحس أن تسومني ذلك، وقد أثمدت الخطوب ينبوعي، ومحت ~~الحادثات ربوعي، فقلت: خير لا بد من تأمله، وأمر مطاع لا مندوحة عن تقبله. # وله من أخرى: # شهادة الخادم - حرس الله أيام الحضرة - شهادة بسعادة مستخدمه، ودلالة على ~~تواصل فضل الله وكرمه، كالأصل إذا زكا أورقت فروعه، والماء إذا استجم فاضت ~~ينابيعه، وعرفت في هذه الساعة وفود قادم على عبدها الأمير شبل الدولة يثري ~~من إنعام الحضرة العالية يده، ويؤرخ بأيامها الزاهرة مولده، فشاركت ~~المذكورة في المسرة بهذه النعمة، اشتراكنا معا في الخدمة، وإني وإياه فيها ~~فرسا رهان، أو كالأنامل ضمها اليدان، والذ له الأسماء الحسنى يضاعف إحسانه ~~لديها، ويجعل عواقب أمورها من مباديها، حتى يلوذ الكرم بجنابها السعيد، ~~ويعيش الأحرار في فضلها كما يعيش العبيد. # وله من أخرى: # يا ليت أن سواد طرفي نائل ما نال من شرف سواد مدادي # فعساه يطفي لوعة مشبوبة ألقت عصاها في صميم فؤادي # PageV08P622 # وأقول حينئذ: أسعد الله الحضرة السامية بهذا الشهر الميمون، وشحن صحيفتها ~~بأجر غير منون، ولا زالت الأيام تمر بها جديدة وترجع عنها بالية، وهي في ~~أثناء ذلك ms1900 ضامنة لها عزا ينشر في الأفق ذوائبه، ومجدا يحلي بالقمرين ~~ترائبه، وسعدا لا تخطئ سهامه، ولا يفض أبدا ختامه، ورزقا تعذب نطافه، وتدر ~~طول الزمان إخلافه، ورضى من الله تعالى يورث جنات النعيم، ويهدي إلى صراط ~~مستقيم. # ولما وصلت إلى هذا المكان من هذه السطور سلمت إلي تحفة من الحضرة السامية ~~كأنها لون المحب قصد بالهجران، أو نهود الكواعب ضمخت بالزعفران، وحين ~~شممتها وجدت ذات طيبين: طيب الأرومة، وطيب استفادته من اليد الكريمة، ~~وأستغفر الله، أين البرس من الحرير، والملاب من العبير. # وفي فصل من أخرى: # المكارم - أطال الله بقاء مولاي الشيخ معمور الفناء، ممتعا بدوام العز ~~والنعماء - فروض مهتبلات، ومساع على الدهر منجحات، وبضائع في اكتساب الشكر ~~مربحات، ولم يزل الحمد أكبر تجائره، وتقليد المنن للأعناق، أنفس ذخائره، ~~ومن تدرع أسباب رياسته، وبهر الألباب بباهر فضيلة نباهته، وبذ الأضراب ~~بكمال ورعه ونزاهته، [و] دنا من قديم فخر آبائه، وطبق الأرض بفيض بحر ~~عطائهن وطاول بطول باع مروته، وتصدر بواسع صدر همته، وأصبح حلية الزمان ~~القديم، وغرة لامعة في وجه الدهر البهيم، عم الأنام نفعا، وأتى الجميل خلقا ~~وطبعا، وتدارك بقية الأزمان المشفية، وجدد ما أخلق من الآمال المتعفية، فلا ~~زالت قدمه محذوة رفات الأعداء، ويده مضمومة أزمة العلاء: # ولا زال محروسا من الخطب بالغا إلى غاية تجري فيقتصر المجري # ولا فقدت عين الرياسة شخصه ومتع بالتأييد والنهي والأمر # وأدرك من دنياه غاية سؤله ونال المنى في الآل والمال والعمر # PageV08P623 # وقد تعرضت لواسع رأفته، فاستعطفت كريم عاطفته، واسترجعت فائت حظي ~~بمراجعته، وأعوذ بالله أن استنصر به على الزمان فيخذلني، وإلى جوره بعد ~~الاستسلام بعدله فيسلمني، ويطرحني معتمدا من يده، ويسقطني بالجملة عن عدده، ~~ويصرفني عن باب تصرفه بالحرمان، ويذودني عن بحر جوده العذب مشتمل الجوانح ~~على غلة الظمآن، ومتقدم المعرفة رحم، والوفاء بالذمم كرم، وقد ناديت من ~~نداه - دام علاه - سميعا، وسألت منه جوادا لأمر الجود مطيعا، واستمطرت من / ~~[182] جوده غماما غير جهام، وهززت منه حساما غير كهام، ومن أقعدته ms1901 نكاية ~~الأيام، أقامته إغاثة الكرام. # ومن شعره # قد صار يختلق المحال ويبطل من قال ليس على الثرى من يكمل # حكمت عليه معجزاتك أنه متمحل فيما حكى متقول # لا زلت في كنف السعود وظلها أبدا تحل بحيث شئت وترحل # مثل الهلال يسير في درجاته والشمس في أبراجها تتنقل # أصبحت يا دار المظفر كعبة للمجد يلثم ركنها ويقبل # فالشهب ليس يغم (1) مطلعها ولا جيد السماء من الغزالة يعطل # يا صارم الملك الذي أيامه ابدا تزان بمجده وتجمل # صقلته أيدي المكرمات ولم تخل أن الصورام بالمكارم تصقل # ملك طفيلي السماح يضيف من لم يستضيف وينيل من لا يسأل # مذ ورخوا عهد المعالي باسمه ذهب التنازع واستبان المشكل # لو أن مطبوعا يفارق طبعه لحلا إذا شرب الزلال الحنظل # ولما رأينا النحل تقضم علقما لهواتها فيعود وهو معسل PageV08P624 # وهذا كقول المعري (1) : # والنحل يجني المر من نور الربى (2) فيصير شهدا في طريق رضابه # يثني الرجال على القتيل بسيفه فكأنما يحيي به من يقتل # وإذا لظلا الهيجاء لثم وجهه أبصرته تحت القنا يتظلل # حيث المغاوير الكماة تميد من نشوات ما اعتصر الوشيج الذبل # خمر ترى مهج الرجال دنانها لكنها بالسمهرية تبذل # و [زعاق] ملح لا يسوغ لشارب كدر وأنت السلسبيل السلسل # يا عادلا في كل ما هو فاعل ما بال كفك في اللها لا تعدل # أفنى تلاد يديك علمك أنه لا يفضل الأقوام من لا يفضل # القاضي جلال الدولة بن عمار (3) # فصول من رسائله # مرحبا بطليعة السرور، ومساعدة الدهور، وبشير النجح والبركة في جميع ~~الأمور، هذه صفة تخص كتابا وردني من مولاي الأمير - أطال الله بقاءه، وأدام ~~تأييده ونعماءه - على بعد عهد بكتبه وأنبائه، بمعاندة الزمان لي فيه، إلى ~~أن أحكم أسباب البعد بيني وبينه، مع تقارب قلوبنا وامتزاجها في حالي القرب ~~والبعد، كما قال الباهلي: # وعاندني فيه ريب الزمان كأن الزمان له عاشق PageV08P625 # وإني لأتذكرك وأتذكر أوقات المسرة بقربك، والأنس بالاجتماع بك، كما يتذكر ~~الشيخ الهم شبابه، والعاشق امفارق أحبابه، وأرغب إلى الله في تسهيل أمر ms1902 ~~تجمعنا كما نحب، وأدعوه ربي (عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) (مريم: 48) وما ~~ذلك على الله بعزيز. # نعم سررت والله يا مولاي بكتابك وأنست بقراءته، وأوجبت حقا لحامله وهششت ~~والله اليه، كما قال قيس (1) : # إذا ذكرت ليلى هششت لذكرها كما هش للثدي الدرور وليد # وفي فصل: # وأما ذكرته من التحرك إلى جهتنا، فهلم، قرب الله دارك، وأدنى مزارك، ورعى ~~الله جوادا يحملك، وطيب ريحا توصلك، وبارك الله في ليل أو نهار يفتر عن ~~لقائك، ويبسم عن شهي مشاهدتك. # وله من أخرى: # وافى كتابك مطويا على نزه (2) تقسم الحسن بين السمع والبصر # جزل المعاني رقيق اللفظ مونقه كالماء يخرج ينبوعا من الحجر # وصل كتابك يوم عيد النحر فكان عيدا ثانيا، وصادف أنسب واهيا، ف كان له ~~مسندا بانيا، فارتحت له ارتياح الروض للمطر، ولم أمل بتكرير قراءته وهل تمل ~~عين من النظر، فكم من معنى بديع، ولفظ محكم صنيع، وبراعة أتى بها (قلمه] ~~شرعا، وبلاغة جاش بها بحره طبعا لا تطبعا، " وليس بمنكر سبق الجواد " ولا ~~بمتدع جود العهاد، وأما النظم فنظم صفات الإحسان، واستدعى نوافج ~~PageV08P626 # الإستحسان، وأما النثر، فأبهى من منثور الزهر، وأغلى قدرا من الدر ~~والجوهر؛ ولقد هزتني إلى لقاء مولاي لواعج شوق تالد، وبواعث وجد خالد، ~~ودواعي أسف متضرم، لم يخلق البعد جديده، ولا أذوى طول العهد عوده، ولا أنسى ~~تقلب الأحوال جهوده، ولا نقض مرور الأيام مرائره، ولا كدر تكدر العيش / ~~[183] سرائره. # -.. (1) # [المجيد بن أبي الشخباء العسقلاني] (2) # -. الجاذب أشطانه، وإنما هو الآن يرخي حتى يجذب، ويجتمع لكي يثب. # وله من أخرى: # المودات إذا كانت متينة العقود، صادقة المشهود، موضوعة على أصل عريق، ~~وأساس وثيق، لم تجزعها (3) الشبهة المرمضة، ولم تزلزلها الأباطيل (4) ~~PageV08P627 # المعترضة، وإن تناقلتها ألسن مختلفة، وعلتها برود من اللفظ مفرفة، ولما ~~رأيت زيارة مولاي قد صارت مرقعة، وجنوب (1) مودته قد عادت مروعة، وصرت أرى ~~قوله متناقضا، وماء البشر من وجهه غائضا، من بعد ما عهدته (2) : # تنبي طلاقة وجهه عن وجهه (3) فتكاد تلقى النجح قبل لقائه # وضياء ms1903 وجه لو تأمله امرؤ صادي الجوانح لارتوى من مائه # لم أتجاسر على سؤاله عن العلة خوفا أن يعيب علي الارتياب بوده، وتطرق سوء ~~الظن على عهده، فسألت من يعلم دفائنه، ويخبر ظاهره وباطنه، فأخبرني أن بعض ~~الناس - ولم يسمه - نقل إليه عني، فشن الغارة على وفائه، وزلزل أواخي وده ~~وإخائه، فقلت، عتب والله ولا ذنب، وشكاية ولا نكاية، وأنا أحاكم مولاي إلى ~~إنصافه لا إسعافه (4) ، وعدله لا فضله، وما كان أجدره برفض قول الماحل (5) ~~، وتغليب الحق على الباطل، ولا يرى نفسه بصورة من تستخف حصانه الريح ~~الخافقة، وتشعث من مودته الأقوال الماذقة، ولو انتقضت عندي المعاقد، وقامت ~~علي - أعوذ بالله - الشواهد، لكان مولاي حريا أن يجري في كرم اللقاء على ~~العادة، ويتأدب بقول أبي عبادة (6) : # أبيت على الخلان إلا تحنيا يلين لهم قلبي (7) ويصفو لهم شربي # وإني لأستبقي الصديق إذا نبا علي وأهنا من خلائقه الجرب (8) PageV08P628 # والآن فقد أوضعت وأوجفت، وتألفت مولاي واستعطفت، فإن عادت ظلال وده ~~مديدة، وحبال كرمه محصوفة (1) جديدة، فحسن بتلك الشمائل، أن تجمع شمل ~~الفضائل؛ وإن تمادى على هذه الهجرة، ولم يصح من نشوات تلك السكرة. # فما ذاك من ذنب علي اجترمته إليه فيجزيني به حيث أعلم # ولكن إنسانا إذا مل صاحبا وحاول صرما لم يزل يتجرم # والله جلت قدرته يجعل حفظ المودة عنده أوجب الحقين، وأنفع العلقين، ~~ويرفعه عن السمة بنقض المرائر، وحلية الجائر الغادر. # وسافر بعض إخوانه فشغل عن وداعه فكتب إليه: ما أخرني عن خدمة مولاي ~~بالوداع أني متأخر في حلبة ولائه، ولا عار من ملابس إخائه وآلائه، ولوددت ~~لو صحبت ركابه السعيد إلى الصعيد، وقطعت معه عرض المهمة البعيد، وزودت من ~~مجاورته قلبا معمورا بوده، ومن مشاهدته طرفا لا صبر له من بعده، وإنما ~~حجزني أمران كل منهما يمهد العذر ويبسطه، [ويمحو] (2) الذنب ويحبطه، وهو ~~شغلي في إنشاء التقليد [العلي] (3) وتحريره، وفعل ما أمرت به الحضرة ~~السامية وتقريره، ثم خوفي أن أرى مولاي وقد حل انطلاقه، وأسمع [أن قد حان ~~فراقه] ، ونعق ms1904 غراب بينه فقض أضلعا، وأفاض نفوسا وأدمعا، فضعفت عن مشاهدة ~~ذلك المقام، وقصرت [عن تحمل ذلك] الداء العقام، وظللت أنشد، والدموع همع، ~~والفؤاد مصدع: # وأخرني (4) يوم انطلاقك أن أرى على جمرات البين [قلبي يلذع] # فؤاد إذا قيل الفراق تساقطت خفوقا أواخي صبره (5) تتقطع PageV08P629 # وإني صليب العود في كل حادث ولكن أعوادي [لنأيك خروع] # وإذا استنقذ البين هذه النوبة، وخفقت بمشيئة الله رياح الأوبة، وهبت وجهي ~~للشحوب، وجسمي للنصب واللغوب، وهتمت ثنايا الأرض إيضاعا وإرقالا، وجعلت ~~مسافة اللقاء لمسافة الوداع أميالا، وأطلت شكر الزمان على ما يجدده لي من ~~مسرة قد خلعت بردها، واستطلت عهدها، وأنشدت: # طربت وقد جاء البشير بقربكم وذو الشوق عند اسم الحبيب طروب # وقمت إليه راشفا من ترابه ترى لك يحلو رشفه ويطيب # وما يبعد ذلك في قدرة الله الذي يخرج من الشجر الأخضر جذوة نار، ويهب ~~القمر كمالا بعد نقص وسرار. # وله من أخرى / [184] يعاتب بعض القواد (1) : # رأيت فلانا (2) عند نظرته لي بالأمس قد قطب حاجبه، وزعزع مناكبه، وأوسع ~~الغلام من [.. .. ..] ذيل كمه؛ فقلت: ماله - أأنزل إليه وحي، أم عصب به أمر ~~ونهي، أم حصل من الخلافة على وعد، أم أنسئ له الأجل مدة العهد، أم قل عقله ~~فعق نفسه وظلمها، وجهل مقادير الأشياء وقيمها، واعتقد أن الدنيا طوع حكمه، ~~والقطر صائب فهمه، أم رأى الملائكة المقربين تتشفع به، والحور العين تشكو ~~لاعج حبه، وثمار الجنة تدلت إلى يده، ونار جهنم تقتبس من زنده، والكوثر يمد ~~من معينه، والسموات مطويات بيمنه، والبراق قد امتطي لحضرته، والفراق [ ... ~~] قوته، فأجبت بأن شيطان ظني مارد، وتصوري فيه - أعزه الله - فاسد، ولا ~~حقيقة لشيء مما توهمته، وسددته من القول وأقمته، فقلت: إذا لم يكن ذاك فما ~~PageV08P630 # ذلك - قيل: سفه في الرأي وأفن، وتغير في الطينة وعفن، ظن أن الأحرار ملك ~~عهدته، والعالم مجموع في بردته، فحين سمعت ذلك أخذتني لمولاي الحمية، وهزت ~~رأسي الأريحية وقلت: معاذ الله، إن دونه في الحصاة (1) والكيس بطليموس، وفي ~~الحكمة ارسطاليس (2) ، وإن الحكمة تستنتج من ms1905 ظنه، والغيث يرشح من شنه (من ~~ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) [البقرة: 255] وإنه بحمد الله كما قيل: # خرق إذا أفضى السماط به كثر العثار وطبق الزلل # وإذا السرير سما بقعدته غريت بظاهر كفه القبل # فهناك سكنت الألسن الهادرة، ووقفت المرادة (3) الغادرة، وعاد من حضر يثني ~~على مولاي ويقرظه، ويحمل من شكره ما يؤوده ويبهظه (4) ، فإن كانت هذه ~~الوكالة واقعة منه بالوفاق، فيجعل ثوابي عليها انحلال العقدة من جبينه، ~~وزوال التمارض من جفونه، وخفض الإصبع من سلامه، وترك النزوة على غلامه (5) ~~. # وله من أخرى في مثله: # أرى (6) سلام سيدي قد تقاصر طويله، وروض جوه قد زاد ذبوله، وماء بشره قد ~~غاضت بحوره، ونشاط لقائه قد استمر فتوره، وما عهدته - اعزه الله - تزدهيه ~~الشبهة وتستخفه، وتصده عن كرم العهد وتكفه، وينزل المين من سمعه بالمكان ~~المهيب، ومن قلبه بالقابل المستجيب، بل هو يرحب إذا حرج المضيق، ويرطب وقد ~~عصب الريق، وتمر به المحفظات وهو راض، وتوقظه المغايظ وهو متغاض. ~~PageV08P631 # إذا أمرته مرة من حفاظه بسوء نهاه خلقه البارد العذب # فما الذي أعاد فلقه غاسقا، وصريحه ماذقا، فإن يك عن ملل (1) فؤاده، وتشعب ~~وداده: # فكم أخ غيره يومي ال - مقبل عن أمسي به الذاهب # مل فلم يعطف لحب الصبا ال - حاني ولا حق العلا الواجب # واستقرت الوزارة لبعض أصحابه ثم توقف الأمر بعد فيها فكتب إليه: الخيرة - ~~أطال الله بقاء سيدنا - تجيء من غير الأمر المختار، و [هي] مخبوءة تحت ~~أستار الأقدار، فكم سبب اجتمعت فيه شوارد الآمال، ولبس ظاهره مسحة من ~~الجمال، كان المكروه منظوما في تاجه، منطويا في أثنائه وأدراجه، وآخر ظهر ~~للناس بلون شاحب، ووجه قاطب، كان ضامنا لابتسام الزمن، وكافلا بالأجمل ~~الأحسن، وبهذا أدب تعالى عباده، وقال في الكتاب المكنون (وعسى أن تكرهوا ~~شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا ~~تعلمون) (البقرة: 216) فلمح أبو عبادة هذا الأسلوب فقال في معناه (2) : # والشيء تمنعه يكون بفوته (3) أحظى (4) من الشيء الذي تعطاه # وإذا ms1906 تصفحت الأمور بعين البصيرة، ونظرت بالخواطر المستنيرة، ونفذت ~~بالألباب الصيرفية لا الزائفية، علم أن هذه الرتبة زليقة الصراط، سريعة ~~الانحطاط، يعلو الإنسان صهوتها ثم هو بعد راجل، ويتحلى بها وقتا ثم هو ~~مسلوب PageV08P632 # عاطل، وما لم يوسم بها فالخطط تعتقبه، والمنازل ترتقبه؛ أجل، وهذه الدرجة ~~كلما خبرت الأقوام، وتمادت الأيام (1) ، غاض معينها، وزاد حنينها، فمنها ~~الكمد، ومن سيدنا الصيد، ومنها الكلف، ومنه / [185] التيه والصلف، حتى إذا ~~نغل الأديم، ورعي الهشيم (2) ، وتشاقت (3) الخطط، وجار الحكم وقسط، دعي ~~سيدنا لشعب المنصدع، ووصل المنقطع، وغيجاد الممتنع، فهناك يقوم بالأمر، ~~ويسهل الحزن والوعر: # مبارك (4) تطرد اللأواء رؤيته طرد الظلام فرند البلجة الواري (5) # وزير ملك خلت (6) في عدل سيرته صحيفة الملك من إثم وأوزار # يذب عنه وقد ريعت جوانبه برأيه المكتسي أو سيفه العاري # وكان يوما المجيد بمجلس الأنس، ودعوا بعض أصحاب القلانس فلم يحضر لأجل ~~الغناء فكتب إليه: عجبت لمولاي كيف أسند في التخلف إلى عذر هلهال، وسلك ~~طريقا صعبة المجال، وجعل المانع له من الحضور أمرا يقوي على الهموم، ويقوت ~~النفوس فكيف الجسوم، ويمتزج بالقلب امتزاج تاموره، ويطلق شكائم بهجته ~~وسروره، فإن يك ذلك لدين وثيق، وخلق بالتقوى خليق، فما بلغ مولاي من حفظ ~~الشريعة إلى هذه الرتبة، ولا وضع قدره بعد على هذه الهضبة (7) ، وإنما هو ~~PageV08P633 # الآن يحكم أمرا، ويصيد بها إذا تعقل عمرا (1) . وإن كان لخوف (2) من ~~ثقيل، وحذر من غلول، فما كان هناك إلا من يفرق السورة (3) ، ويستر العورة، ~~فإن حضر طوي هذا البساط، وتوفرت للمسرة أقساط، وإن تفادم وتغاتم دلك (4) ~~عليه شرح أمور قديمة، وظهور أنباء مكتومة، وجاءنا من حديث البستان الحيري ~~ما يغض من الطيالس والقلانس، وينسي يوم الغبراء وداحس. # وله من أخرى في مثله: # لما هجر مولاي مجالسنا في الجامع وأوحشها (5) ، وأطال إليه ظمأ النفوس ~~وعطشها، وأخلى مكانه من طلعته التي تطلع علينا من السرور ما غرب، وتؤنسنا ~~بغرائب الأنس والطرب، وتصرف فكري في ما اقتضى ذلك فلم أعثر على أمر عاذر، ~~ولا ظفرت بسبب ناصر، ذهب ms1907 وهمي إلى أنه استحدث ودودا، واستطرف [خلا] جديدا، ~~فترك هذا الأنام (6) حتى ينقع أوامه، ويبرد غرامه، وحين ثوت هذه الظنة في ~~نفسي أنفذت فلانا لاستيضاح الخبر، فحكى أنه ألفى مولاي في الطبقة الدهشية ~~(-) فدهش لما رآه من مجلس حسن، ومقام صبوة وفتن، وأمور بديعة، وأحوال ~~وسيعة، وفاكهة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وظبي قد كحل بالسحر لحظاته، وأطلق ~~العقارب على وجناته، ونظم السلوك في ثغره، وأنبت ثمر الصبا في صدره، يدير ~~على مولاي كأسا: # إذا أخذت أطرافه من بحورها رأيت اللجين بالمدام يذهب PageV08P634 # كأن بخديه الذي جاء حاملا بكفيه من ناجودها [بات] يقطب # فطفقت متعجبا لما وصفه المخبر، وحمد [ت] الله على صدق الحس والتقدير، ~~وعذرت مولاي في التخلف عن الجامع، واستيفاء النهلة من هذه المشارع، وأوسعته ~~ملاما على التفرد بهذه الحسنة، والفاحشة المتبينة، دون الشيخ أبي الحسن، ~~الذي ينحاز في فعله الحسن، ويضل في أدنى ذلك السنن، اللهم إلا أن يكون خاف ~~أن يجري هذا الصديق على طاعة شيطانه، والبذاء على إخوانه، والتدحرج عن ~~موضعه ومكانه، ليتأبط في الليل شرا، ويسير إلى حيث تسكن الغزلان سرا، وقد ~~قرت أعضاؤهم نوما وسكرا؛ ومع هذا فأوثر من مولاي أن يقبل على شانه، ويخفض ~~قليلا من عنانه، فإن الجاه صدعه لا يجبر، والملقي بيده إلى التهلكة لا ~~يعذر، وقد شببنا عن هذه الحال، فيحسن المتاب، ويسمح برد الجواب (1) . # وله من أخرى: # لو رآني مولاي وقد أرشفت الخمرة فوجدتها مرارة تذم ولا تحمد، وتثير كامن ~~الحزن والكمد، وتصفحت الندام فعدمت منهم أنسا عن الناظر دون الخاطر، وعدم ~~تلك المحامد والمآثر، فأما الماء فالله يعلم أني أتجرعه ولا أكاد أسبغه ~~شوقا إلى تلك الخلال التي هي أنقى منه أديما، وأرق نسيما، وأمسك للنفوس ~~رمقا، وأكثر لذوي (2) الحاجات تدفقا: # خلائق: إما ماء كرم (3) ترقرقا أغادي به أو ماء مزن (4) تصفقا # كأن الصبا جرت عليه ذيولها أصيلا وفأر المسك عنها تفتقا PageV08P635 # وأما ارتياحي إلى الموالي السادة - حرس الله مددهم، وكثر بساحة المكارم ~~عددهم - فارتياح من رحل وترك ms1908 قلبه عندهم، وإني وإياهم لكما قال [الأول] (1) ~~: # لم ألق بعدهم قوما فأخبرهم إلا يزيدهم حبا إلي هم # وعلى القاضي السيد منهم السلام [186] خصوصا، لأني أعلم عن صورة حاله في ~~هذا الشهر، واحتباس يده عن كأس يحلبها، وفمه عن قبلة يسلبها، وقدمه من ~~الحانة الخمرية، وزيارة الغيد الحورية، فإذا حلت بمشيئة الله أنشوطة هذا ~~العقال، وأطلع الله سبحانه عليه هلال شوال، فأنس وسط القوم، وأخذ بثأره من ~~أيام الصوم، فليذكر هناك صديقا لم ينسه وقد ضرب البين رواقه، وأطال الفراق ~~اعتياقه، واؤمل من الله تعالى أن يسهل من قرب الدار ما يعيد سلك المسرة ~~منظوما، والشمل بحضرته السامية ملموما، فهي الحضرة: تهب منها رياح العلاء، ~~وتحط بها حقائب المدح والثناء، وتبدع في إسداء المنح والآلاء. # والبيت الذي أنشده لزياد بن منقذ الحنظلي أخي المرار العدوي. # قال ابن بسام (2) : وأراه أول من استشار معناه، ومنه قول الآخر مما أنشده ~~PageV08P636 # حبيب في حماسته، ويزعم دعبل أن هذا الشعر له (1) : # ولما أبى إلا جماحا فؤاده ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل # تسلى بأخرى غيرها فإذا التي تسلى بها تغري بليلى ولا تسلي # وكان (2) ابن عرارة (3) السعدي مع سلم بن زياد بخراسان، وكان له مكرما، ~~فتركه وصحب غيره فلم يحمد أمره، فرجع إليه وقال (4) : # عتبت على سلم فلما فقدته وجربت أقواما بكيت على سلم # رجعت إليه بعد تجريب غيره فكان كبرء بعد طول من السقم # وأنشد المبرد (5) : # أخ لي عاداه الزمان فأصبحت مذممة فيما لديه المطالب # متى ما تذوقه التجارب صاحبا من الناس تردده إليك التجارب # وأنشد أيضا (6) : # حياة أبي العباس (6) زين لقومه لكل امرئ قاسى الأمور وجربا # ونعتب أحيانا عليه ولو مضى لكنا على الباقي من الناس أعتبا PageV08P637 # وقال مسلم بن الوليد (1) : # حياتك يا ابن سعدان بن يحيى حياة للمكارم والمعالي # جلبت لك الثناء فكان عفوا ونفس الشكر مطلقه العقال # ويرجعني إليك وإن تناءت (2) دياري عنك تجربة الرجال # ويتطرف هذا المعنى أيضا قول ابن الرقاع (3) : # وإذا نظرت إلى أميري زادني كلفا به نظري ms1909 إلى الأمراء # ومنه قول الرضي (4) : # ما ساعدتني الليالي بعد بينكم إلا ذكرت (5) ليالينا بذي سلم # ولا استجد فؤادي في الزمان هوى إلا ذكرت هوى أيامنا القدم # ومن أخرى له عن الوزير الناصري (6) إلى بعض القبائل: معلوم أن الله تعالى ~~قد يأذن للنعم إذا خصت بالشكر أن تستدني البعيد القصي، وتستأنس النافر ~~الوحشي، وإذا قرنت بالكفران يرحل منها القاطن، وتستوحش المعاطن؛ ووصل إلي ~~ما كان منكم من الانحراف عن الحضرة السامية والتظاهر بالخلاف عليها، فتحققت ~~أن الشيطان قد أعمل فيكم كيده، واستنفذ في إضلالكم قوته ويده، وأوضع بكم في ~~مراعي وبية، ودب إليكم من طريق خفية، فزين لكم غير الحسن، وأوطأكم الجانب ~~الأخشن، ووسمكم في أحياء العرب بإخفار الذمم، PageV08P638 # وكفران النعم، وأقول ما يجب أن يفهم: ألم تصلوا إلى هذه البلاد فتعرفوا ~~(1) بها العيش الوحشي، وتحلوا فيها محل الغريب اجنبي، وتعيشوا عيش الغرثان ~~الخميص، وتخطفكم العرب تخطف الأجدل للقنيص، فجمعت الحضرة شتيتكم، ووصلت ~~مبتوتكم، فليت شعري ما الذي سولته لكم أوهامكم، وحدثتكم به أحلامكم -! وإيم ~~الله لئن انقلبتم على الجناب الناصري، وانحرفتم عن اللواء الحمداني، لتصبحن ~~أكلة للعرب، يحطون أعلامكم، ويزلزلون أقدامكم، ويحمونكم ورود الماء المباح، ~~ويمنعونكم حلاوة النعم المراح، فراجعوا حلومكم العازبة، وتجافوا عن ذنوبكم ~~اللازبة، وارجعوا (2) إلى من أمتد عليكم ظله والزمن هجير، وصفا لكم ورده ~~والعيش كدير، فلو قد فارقتم جنابه الفسيح لتفرقتم في الأرض شيعا، ونبت لكم ~~مقرا ومضجعا، وعثرتم عثرة لا يقال لها [لعا] ، وقد قلت ونصحت، وبينت ~~وأوضحت، وسلكت مسلك الحدب الشفيق، وبقي أن يمنح الله حسن التوفيق. # ومن أخرى: # ما اعتمده سيدنا بالأمس مع عبده من الإكرام خارق للقضية العادلة (3) ~~ومحسوب في الأوضاع الحائلة، وذلك أن كان مما [لا] يرفع الصيت ويبعده، ويعلي ~~الجد ويسعده، ويشجي الحاسد ويغصه، ويهيض جناح العدو / [187] ويقصه، فإن ~~الرضى به [يعد] إفصاحا بالفهم القليل (4) ، ونكوبا عن محجة التحصيل، وما ~~إخال سيدنا يرضى لعبده بالدخول في هذا الحيز، والخروج عن سمة المحقق ~~المميز، وليس يحب - وإن اشتهر بالعلم شغفه، وزاد ms1910 [على] ذوي الآداب حنوه ~~وتعطفه - أن يشيم لهم حده، ويهضم علاه وجهده (5) ، فإن استهام بحب المآثر ~~PageV08P639 # والمساعي، وقويت منه في إكرام أوليائه الدواعي، وأنشد عند قراءة هذا ~~الفصل: # لقد حكت الملام لغير داع (1) # ثم تجاوزت همته النهج البعيد، وقرع ذؤابة الطود المشيد، واستحسن قول ~~الوليد (2) : # ينزل أهل الآداب منزلة ال - أكفاء إن ناهزوه (3) في أدبه # لم يزهه عنهم وهم سوق في العين وطء الملوك في عقبه # فعبده يسل أن يختصر عليه في الإكرام، ويقف به دون ذلك المقام، فاللمحة في ~~البدر تضيء السبيل، والقطرة من الماء تبرد الغليل. # ومن أخرى: # معلوم أن الزمان قد عادانا بعجابه (4) ، ونهشنا بأنيابه، وأدار علينا من ~~صروف أحداثه كؤوسان وجعل كل غريب لنا أنيسا، ولما خرج عن حكم العادة، وسلك ~~في مولاي غير الجادة، وأودعه عوارف يضيق عنها باع الكتاب، وقذف إليه أقاصي ~~خطوب الخطاب، علمنا أنه قد أصاب رشده، وأوجب حمده، وأطلع شمس النهار من ~~مشرقها، ووضع تاج الرياسة على مفرقها. # ومن أخرى: # خلد الله أيام الحضرة الأفضلية (5) ، ما فضلت الأسماء حروفا، وتقدمت واو ~~PageV08P640 # العطف معطوفا، ولزمت الأفعال اشتقاقا وتصريفا: # يلفى عليها الحمد موقوفا وفي عرصاتها شم الملوك وقوفا # وتعيد سطوتها سماء عداتها كسفا وبدر سعودهم مكسوفا # ولج سمع العبد في هذه الساعة نبأ جمح عن أقماعه، وتصامم عن استماعه، ~~تعاشيا عن صبحه المبين، وتغليبا للشك على اليقين، وخوفا على المعز الشامخ ~~أن يصحب شموسه، والمجد (الباذخ] أن تكور شموسه، والمحامد أن تنثر كواكبها، ~~والمناقب أن تتزلزل مناكبها، ولما تلاه الخبر بما أصمت ناعقه، وكذب بارقه، ~~ونطق بأن الجسم الشريف قد التفع شملة الإبلال، وعاد مزاجه إلى الاعتدال، ~~أطال العبد في الترب تعفير خده، وبالغ في شكر الله وحمده، فيا لها نعمة ~~عدلت بها أحكام الزمان الجائرة، واهتدت ركائب الآمال الحائرة، وأصبح الملك ~~المستنصري سائل الغرة، ضاحك الأسرة، [والحضرة] قد تمكنت في خطابها، وما ~~نزعت برد شبابها، وامتدت بعد القلوص أفياؤها، وأضاءت في ظلمات الخطوب ~~آناؤها: # والله أكرم أن [يعذب مهجة] غذيت بأخلاط العلا ms1911 أعضاؤها # فإذا طمت جسم الخطوب [عرامة] [أربى على] فيض الحياء حباؤها # لو كان ينكر ملكها [رتب] العلا أحد لكان شهودها أعداؤها # ثابت بك الأيام عن جهلاتها وتوقرت من أهلها سفهاؤها # وبعدل حكمك زال عنا ظلمها وبنور مجدك أشرقت ظلماؤها # نار اعتزامك ما يبوخ ذكاؤها وسماء عزك ما تغيب ذكاؤها (1) # وعراض فضلك لم تضق أرجاؤها وعفاة جودك ما يخيب رجاؤها # فالحمد لله الذي منح الأمة من نعمة أصبحت النوائب بها قد درجت أيامها، ~~PageV08P641 # وهدت من المخاوف أعلامها (1) ، والبخل قد هدم بنيانه المرصوص، والكرم قد ~~ريش جناحه المقصوص، ولم يبق له سحاب إلا وهو يغدق ويهمع، ولا منادى إلا وهو ~~يلبي ويسمع (2) : # يا ماجدا نصر الشريعة حيث لا بيض تشام ولا ذوابل تشرع # والنصب منصوب اللواء وشائع في أهله بغض الذي يتشيع # عمت عوارفه (3) فما من موضع إلا ونائله إليه موضع # سائل به ودم الفوارس سائل يسقاه ظمآن التراب فينقع # واليوم قد كتبت (4) سنابك خيله نقعا جبين الأفق منه مقنع # فهناك تلقى الصدر لا متضايق والروع لا نخب الضلوع مروع # والشمس تهوى أن تقبل كفه فتذاد بالسمر اللذان وتمنع # فاقنع بما ملكت يداك من العلا إن كنت بالشهب الثواقب تقنع # فأما حال العبد فعلى الحالة التي يؤمل من الحضرة العلية كشف ضبابها، ~~وانتكاث أسبابها، وكأنه من العبودية يقتضي ألا يغبه مزن مكارمها، ولا ~~تتجاوز عنه جفون مراحمها، فيصبح وقد حفت به الشدائد / [188] وضاقت عنه ~~المصادر والموارد. # أتتركني يا دهر في البؤس مفردا ومالك رقي مفرد فيك واحد # إذا همم الأقوام شابت وأظلمت فهماته بيض الوجوه خرائد # فيا قاضي الدين الذي قام حافظا حماه واهن العزم (5) قاعد PageV08P642 # ومن ساد أهل العصر طرا وألقيت له في عراص الفرقدين وسائد # أناديك في ناد يحف بي الردى وتنزل فيه النازلات الشدائد # تخاطبني فيه الخطوب فصيحة ويسهر عيني ضيق العين بارد # يطارحني صوتا، سروري ناقص إذا هو غناني وهمي زائد # وللحضرة العالية الأفضلية، الري العالي في انتباش العبد من هذه الغماء، ~~وكأن ما تهب له من العنايى ms1912 زكاة عما ملأها الله من رزق الزمان، ومكنه لها ~~من قواعد العز والسلطان، وتقربا إليه جل اسمه إذا انشقت [السماء] فكانت ~~وردة كالدهان. # قوله: فهناك تلقى الصدر.. البيت، كقول المعتمد بن عباد (1) : # وردتم تضييق صدر لم يضيق والسمر في ثغر الصدور (2) تحطم # وقال المعتمد أيضا في صفة [مجلس] ، من شعر قد تقدم إنشاده (3) : # هذي المدام وهذا النقل من جسدي غن لنفسك أشعاري بألحاني # وله من أخرى: # أطال الله بقاء الحضرة السامية الصارمية (4) ، ما عظم رجب في الإسلام، ~~وولج الضياء في الظلام، ووشيت الطروس بأسنة الأقلام: # ترد العفاة شرائعا من جودها نسخت بهن شرائع الإعدام PageV08P643 # وترى قلائد حمدها وثنائها منظومة بترائب الأيام # وإذا عصت نوب الزمان وخالفت وقفت لديك مواقف الخدام # إذ كانت أيام الحضرة العالية شاهدة لها بجود يريش أجنحة الكرام المقصوصة ~~(1) ، ويقوم بفرائض المجد المنصوصة، وحلم تطلق القدرة عنانه، ويستعير ~~الجنان رجحانه، ووفاء يعلم الدهر حفظ العهود، وينقل طبعه إلى الخقل ~~المحمود، ورأي يقطع والسيوف مغمدة، ويسري والعوذ العتاق مقيدة، وبشر يخجل ~~ضوء الشارق، ويضيء في جبينها إضاءة البارق، وجود (2) تأمر مكارمه الزمان ~~لينتصر بالصارم ذي الفضائل، لا الصارم ذي الحمائل، وينتجع الأنواء ~~المظفرية، فيهتتنها لها بالشهر والسنة حفظا للسنة المرتبة، لا اعتمادا على ~~القضية المستوجبة، والله تعالى يديم أيامها الزاهرة، دوام نعمها المتظاهرة، ~~فإن ذلك يرويه القريب والشاطن (3) ، ويتمثل به المقيم والظاعن: # ومرت بك الأيام وهي كوافل بنيل الذي ترجوه منها ضوامن # فيا صارما أثنت عليه عداته وأصدق من يثني العدو المباين # وفت بشروط الجود في المحل كفه ومزن السحاب الجود للأرض خائن # يضيف إلى إنعامه بشر وجهه كما جمع الحكمين في الحج قارن # ولولا الذي قدمت من حسناته لما وجدت للدهر فينا محاسن # فلا سره ما بين عينيه ظاهر ولا حقده ما بين جنبيه كامن # صفت لك من صفو السعود موارد وجادت عليك المعصرات الهواتن # تقسم طول الدهر أنمنا وخيفة فمالك مرعوب [وعرضك آمن] PageV08P644 # وله من أخرى: # أطال الله بقاء الحضرة السامية معمورة بوفود السعادة ديارها، مش ms1913 -[دودة ~~إلى] قصدها أنساع العير وأكوارها، مفلولة عنها أنياب النوب وأظفارها، ولا ~~زال من مد الظل ولو شاء جعله ساكنا (1) ، يمد عليها الظل ما سرى في الليل ~~سفر، وطلع في السماء غفر (2) ، وخرج عن أيدي الكرام وفر، وأنس بالركبان ~~مهمه قفر: # يطوع لها العاصي من الخطب عزة ويدخل قسرا تحت أحكامها الدهر # ولا زال يعلي في الخليقة أمرها على كل أمر من له النهي والأمر # وفي فصل منها: # يا صارما حاز الثناء بأنعم لا تنقضي أوقاتهن فتنقضي # لما انتضته يد الإمام حققت هذي البرية حسن رأي المنتضي # متواهن عن كل جرم طرفه فإذا رأى أكرومة لم يغمض # علقت يداه بكل لدن أسمر يوم اللقاء وكل عضب أبيض # وتراه حين تضيق أثواب العلا متمايسا في السؤدد المتفضفض / [189] # يا عاشق العليا ومبغض ماله نفسي فداؤك من محب مبغض # لا تسألني عن زماني هل بدت لي منه صفحة مقبل أو معرض # أنت الزمان فإن وجدتك ساخطا يسخط علي وإن رضيت فقد رضي # كم قوضت يمناك عنا شدة لولاك بعد الله لم تتقوض # ونهضت من ثقل المعالي بالذي لو سيم يذبل بعضه لم ينهض # [وبقيت تسهر] (3) كل طرف للعدا وتحل هضب سعادة [لم تخفض] PageV08P645 # [وتقطف] (1) من إنعام الحضرتين ثمارا، وتعيد جدب (2) الزمان ربيعا، وتفيض ~~على بني الآمال ربيعا، فقد وفت لها حين خانت اليد بنانها، وسئمت الضلوع ~~جنانها، وصدحت بالكلمة العلوية على المنبر، وسهام العدا تقع خلفا وأماما ~~(3) ، ورهج خيولهم يسحب على الموت غماما، وكم لها من مقام نتق قلوب العداة ~~نتقا، وجمع قطري الرسالة فتقا ورتقا، فلا قلص الله ظلها عن هذا الثغر الذي ~~يكاد ترابه بكرمها يورق، ونبته (4) بحسنها يشرق. # ومن أخرى له: # شهر الصيام [ذو] فضل مشهور، ورتبته علت (5) جميع الأيام والشهور، فما ~~تنتهك للشرع فيه حرمات، ولا تسمع للأوتار نغمات، ولا تنطق باللغو أفواه، ~~ولا ترشف رضاب الكؤوس شفاه، وإذا اعتبرت أوقات الحضرة المنصورة، وجد أكثرها ~~على هذه الصفة المذكورة، إلا أن الشهر اختصه الله بشرف القضية، وفرض صيامه ~~على ms1914 جميع البرية، فلا زال على الحضرة العالية عائدا، ولها للأعمال الصالحة ~~شاهدا، تطلع في لياليه الحسنات شموسا، وتجمع بين الشفق والفلق تسبيحا ~~وتقديسا، خاطرة (6) في جلابيب عز يعتلق الدهر بأسبابه، وكرم يغرق البحر في ~~عبابه، ومجد تعشو النيرات إلى أنواره، وتعتصم الملوك الخائفة بجواره، وتترب ~~بمكارمها الأيدي التربة، وتثبت بسعدها بروجهم المتقلبة، ويجدون ترابها في ~~أفواههم عسلا، وفي أجفانهم كحلا، ويرون وظائف النوب عنهم ترفع، وآنف ~~الحوادث تجدع: PageV08P646 # قد ود هذا النهر أن هلاله أضحى على غرر الشهور [يرفع] # ألبسته تقوى وألبس حلة من سرمد وكلاهما لا ينزع # وبرزت في جيش تغص به الفلا وترى ذكاء بنفعه تتقنع # لجب شكت كف البسيطة ثقله حتى لكادت تحته تتصدع # لابد تعرف بالعراق (1) جياده ونسيم ذكرك فوقها يتضوع # وعلى مطاها دارعون سيوفهم تدع السراب كأنما هو أيدع (2) # وتقيم شرع بني النبي بأرضه والبيض ترعف والذوابل تشرع # لم ترض معروف العوارف نفسه فتراه يغرب في السماح ويبدع # وإذا تمنى المال يودع كفه خابت أمانيه وبات يوزع (3) # تركت سيوفك كل خالع طاعة وفؤاده من خوف بأسك يخلع # ومن أخرى: # لقد أسعد الرحمن من بات ثانيا إليك عناني رغبة وثناء # إذا ما الحيا جاراك في حلبة الندى رمى فوق فوديه قناع حياء # وما يتساوى قط بحر وجدول ولا كل أعضاء الفتى بسواء # إذا لم تحط نظما ونثرا بمدحه فما حيلة الكتاب والشعراء # فككت إساري منعما وتركتني لآلائك الحسنى من الإسراء # والذي جعل الأرض بساطا يبسط قدرها في الآفاق، ويجعل أيامها ينابيع ~~الأرزاق، حتى لا ينطق بسوى شكرها لسان، ولا يرى لغيرها على أحد إحسان. ~~PageV08P647 # وفي فصل من أخرى: # وحضر فلان، وعليه من نعمته آثار قد حلت عطله، وسدت خلله، وظهر في زي يكبت ~~كل عذول وشامت، وينطق بالمنة عنه وهو صامت، وقد سير من ذلك ما سير غورا ~~ونجدا، ونظم في ترائب الأيام منها عقدا، ولا زالت مننه لذوي الآداب قاطرة، ~~وعراصه بلطائم الثناء عاطرة، يتغاير النثر والنظم على مدائحه، وتفيض على ~~العافين غروب مواهبه ومنائحه ms1915. ولما اعتزم العودة إلى ذلك الظل المديد، ~~والعيش الرغيد، زودته هذه الرقعة مستدعيا له الزيادة من كرم العادة، ~~والحظوظ السنية المستفادة. # ومن أخرى: # أنبئت - أطال الله بقاء مولاي - بشيء أنا فيه مكذب ومصدق، ومدافع ومحقق، ~~واحتجت بحكم ذلك إلى مطالعته، وعلم كنه حالته (1) ، # فالخل كالماء يبدي لي ضمائره مع الصفاء ويخفيها مع الكدر # عرفت أن هذا الراقص البغدادي قد رفض مودته خلفا، وسلك به من الخلافة (2) ~~عسفا، فوصله وهجر ديوانه، وأرضاه وأسخط خلانه، واستبذل فيه مصونا من قدره، ~~واستذل عزيزا من تأتيه وبره، وصار يهب النفس بلمسة [من] إهابه، وجميع سقي ~~النيل برشفة من رضابه، وينشد إذا تراكضت خيول اللهو واللعب، وغلظ عليه قول ~~الملاحي المؤنب: # غزال تمتعت في قربه ونازعني الكاس حتى غلب # إذا ما تنفس في نومه تنفس عن مثل ما قدر شرب PageV08P648 # فيا ليل ليتك لا تنقضي وما صبح ليتك لا تقترب # فوجدت والله من إشناعة هذه الحال ما يجده الخائف غابة واقيه، والسليم عدم ~~طبيبه وراقيه، خوفا على جاه مولاي أن يميل، ويشنع فيه القال والفيل، فيصل ~~إلي من المصاب بذلك ما يعشي الناظر، ويخذل الناصر، لا سيما والنسب حظه من ~~الشرف الخطير، وقسطه من الإعظام والتوقير، والصغير يعد به كثيرا، والحصاة ~~تحسب معه ثبيرا، ولو كان مولاي مد على هذه السقطة سجفا، وشرب ذلك العقار ~~مزجا لا صرفا، لجاز أن تخفى القصة، وتنساغ قليلا (1) هذه الغصة، فالعقل نعم ~~الرقيب، والليل نهار الأديب، ويجب أن يتحقق مولاي أني ما أطلقت هذه اللفظة ~~إلا وقد حصر الكتمان، والتقت حلقتا البطان، وسمعت ما يصم الآذان. # وله من أخرى (2) : # ما زال يختار الزمان ملوكه حتى أصاب المصطفى المتخيرا # قل للألى ساسوا الورى وتقدموا قدما هلموا شاهدوا (3) المتأخرا # تجدوه أوسع في السياسة منكم صدرا وأحمد في العواقب مصدرا # إن كان رأيا شاوروه أحنفا أو كان بأسا (4) نازلوه عنترا # قد صام والحسنات ملء كتابه وعلى مثال صيامه قد أفطرا # ولقد تخوفك العدو بجهده لو كان يقدر أن يرد مقدرا PageV08P649 # إن أنت ms1916 لم تعث إليه ضمرا جردا بعثت إليه كيدا مضمرا # تسري وما حملت رجال أبيضا فيه ولا ادرعت (1) كماة أسمرا # خطروا إليك فخاطروا بنفوسهم وأمرت سيفك فيهم أن يخطرا # عجبوا لحلمك أن (2) تحول سطوة وزلال خلقك كيف عاد مكدرا # لا تعجبوا من رقة وقساوة فانار تقدح من قضيب أخضرا # فلذاك عدك حين يعرض عارض وسطى البنان وعد غيرك ختصرا # لو رام قسطنطينة لا جلقا (3) بك لم يدع في أرضها متنصرا # ولقد قضت أي الكتاب لكل من نصر الشريعة أن يعان وينصرا # فلا برحت الحضرة - حرس الله أيامها - تفتر (4) عن مباسمها الحسان، وتفتخر ~~بمناقبها قبائل غسان، فلو شاهد أهل جفنة (5) جفانها، وأهل جبلة بن الأيهم ~~ضرابها وطعانها، لعلموا (6) أن الله أتاح السماحة والبسالة ملكا منهم يحفظ ~~ما ضيعه الناس من عهود، ويسرح ما ذخروه من نقودها، فما يزيد المدح مناقبه ~~ضياء، ولا مراتبه اعتلاء، وإنما هو في ذلك كالمسك يطيب بنفسه (7) طبعا، ~~ويزيد المحارض (8) تضوعا ونشرا، وإن أطال العبد في نشر فضائلها مقوده، ~~واستخدم في ذلك لسانه ويده، فإنما هو كمن يوقد في الشمس ذبالا، ويهدي إلى ~~الفرات نطافا أوشالا، والذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا، يجعل أمداد ~~(9) النعيم على PageV08P650 # الحضرة مغدقة، ووفود المواهب بساحاتها محدقة، ويمتع الدنيا بمحاسنها التي ~~يتطامن لها ذو الأبصار، وتتأرجح تأرج القطر في جميع الأقطار. # وله من أخرى: # فولجت منزلا قد استعار من قلب العاشق حرا ورهجا، ومن أخلاق مالكه ضيقا ~~وحرجا (1) ، كأنما زفرت فيه النار، ونقط على جدارنه (2) بالقار، فجلست ~~طويلا إلى أن حضر الإخوان، وقدم الخوان، فرأيت أرغفة قد أحكمت في الصغر ~~والألطاف، ولم تتعوذ قط من الأضياف، وقد مرت عليها أيام، وعنيت بقول ابن ~~بسام (3) : # أتانا بخبز له يابس كمثل الدراهم في خلقته # إذا ما تنفست عند الخوان تطاير في البيت من خفته # وثلاثة صحاف، واسعة الأكناف، بعيدة الأوساط من الأطراف، قد جعل في قرارة ~~كل منها ما [لا يدفع السغب، ولا تجده / [191] اليد إلا بالتعب، فجلنا جولة ~~وعينيه تطرف علينا شمالا ويمينا ms1917، وتتفقد منا حركة وسكونا، وقمنا ولم نقارب ~~الكفاف، وقد ظن بنا الإسراف، فحضرنا مجلس المعاقرة فأديرت علينا قهوة قد ~~خصت باللون الكدر، وكثرت بالماء الخضر (4) ، # كالمهل تغلي في البطون أو أنها يوما تعد لكافر لم تحرم # فحسونا أولا وثانيا، وكرعنا منها حميما آنيا، وقلنا لعل ما يحضر من ~~الملهيات يصلح فاسدها، وينفق كاسدها، ولم يكن بأسرع من أن افتتحت قينة يحرم ~~لها السماع، وتستلذ الصمم الأسماع: PageV08P651 # تكدر صفو الراح في شدوها وتنفر الأنقار (1) من ضربها # لم تكن العلجة مطبوعة بل كان مطبوعا على قلبها # فسمعنا ولأمر الله سلمنا: فحين جر الظلام علينا الذيل (2) ، وغشى النهار ~~الليل، زفت إلينا خريدة رأسها مقطوع، ووسطها مشعوب مرقوع (3) ، قد حفظت عن ~~عاد عهده، واستعارت من يأجوج قده، تبص كعيون الجنادب، وتضيء في الظلماء ~~كنار الحباحب، فقوضنا خياما، وسكرنا هما لا مداما؛ فالحمد لله الذي صد ~~مولاي عن هذا المقام ومنعه، وحمى عما حضرناه مستمعه. # وله من أخرى إلى نفيس الدولة يستدعيه: # أنا - أدام الله تمكن مولاي - كالماء تتفرق أجزاؤه فيلتئم، وكعرق الفصاد ~~تمزقه المباضع (4) فيلتحم، وذلك أنه - أدام الله عزه - ارتد عن شريعة ~~الوداد، ودان دين المحافظة بالإلحاد، واستعمل [من] الجفوة ما ينفر الطرف عن ~~هجوعه، ويوحش الصدر من صحبة ضلوعه، فقسوت عليه أياما، وأوسعته (5) في النفس ~~ملاما، ووجدت طعم السلوة طيبا، والصبر من الصبر عنه ضربا، وتشخصت لي أخلاقه ~~مرة المقاطف، خربة المكاسر والمعاطف: # وإذا أفاق الجحد واندمل الهوى رأت القلوب ولم تر الأحداق # فما هو [إلا] أن اجتمعت به اليوم في المجلس المعمور حتى هبت علي رياح ~~صفاته فطبت تلك الكلوم، وجددت تلك الرسوم، وأرتني المخفر من عهوده مخفورا، ~~PageV08P652 # والمحصى من ذنوبه منسيا مغفورا، فاستحال السلو شوقا مبرحا، والناضر (1) ~~من المعتبة هشيما مصوحا: # وما زال داعي الشوق حتى أجبته بمطروفة تدمى لواهي الأنامل # وصدرت هذه الرقعة وأنا أود كلفا، لو كنت فيها ألفا، تفاؤلا بعودة رياح ~~الألفة، وتسكينا للقلب من نزوات الرجفة: # من الوفاء وفاء لا يغيره مر الزمان بإعراض وإقبال # وعندي ms1918 الآن ذاك الصديق الذي يخطف العقول ويذهبها، ويغير على الألباب ~~وينتهبها، ويحطم الرماح كرانه، ويؤمن في مضمار المسرة خوانه، وليس والله ~~تتصور لي الأقداح، وتلثم مراشف الراح، إلا ومولاي يحاسبني كؤوسها ويجهز إلي ~~خميسها؛ وأسأله أن تكون قراءة هذه الرقعة وقد ركب سمت الطريق، وقابل الأمر ~~بالتحقيق. # وله من أخرى، وقد قبض على الوزير وقت الظهر، وافرج عنه في العشاء الآخرة: # من كرم الله وجزيل إسعافه، وجميل صنعه وألطافه، أن جعل سيدنا كالنجوم ~~تغيب ثم يرتفع في غد سمتها، أو كملكة الشطرنج يقال: قد فاضت ثم تعيش ~~لوقتها؛ وقضي لحضرته بأن تزل الخطوب عنها زليل التراب عن متن الصفا، ~~وتتحاملها النوائب [في هبطوها] وطلوعها، منذ خطرت الشمس في الحلل ~~الجلنارية، إلى أن صارت في [الثياب] السوسية، ونزل سيدنا إلى داره بالسعد ~~المصحب، وفي PageV08P653 # الموكب المتلاغظ اللجب، وترك الوزارة تدعو (1) من زانها وجملها، لمن رقع ~~هلهلها وسملها (2) ، وإن أكتابت لبعده، وعبقت أعطافها بلطائف مجده: # يضوع ثراها بالندى فتخالها رياضا وكانت قبل وهي صوائح # صفا جوها بعد الكدور بعدله وطابت حشاياها الظماء القوامح (3) # فالحمد لله على ما من من سرعة الإقالة، وانقضاب تلك الحبالة، وتفضل به من ~~حسن الرعاية والكفالة، ولا زالت مواهبه - جلت آلاؤه - تقع عند سيدنا من ~~وراء الاقتراح، وتسخر له أعطاف الغدو والرواح. # وفي فصل من أخرى (4) : # وصلت رقعة مولاي والصبح قد سل على الآافق مقضبه، وأزال بأنوار الغزالة ~~غيهبه، فكانت بشهادة [الله] (5) / [152] صبح الآداب ونهارها، وثمار البلاغة ~~وأزهارها، قد توشحت بضروب من الفضل تعطيه (6) قاصية المدى، وتجريه (7) في ~~مضمار الأدب مفردا: # فكأن روض الحزن تنشره الصبا ما ظلت من قرطاسها أتصفح # فأما ما تضمنته من وصفي فقد صارت حضرته [السامية] (8) تتسمح في الشهادة ~~بذلك مع مناقشتها في هذه الطريقة، وأنها لا توقع ألفاظها إلا في مواضع ~~الحقيقة، PageV08P654 # فإن كنت قد بهرجت عليها فلتراجع (1) في نقدها (2) ، تجدني لا أستحق من ~~ذلك الإسهاب فصلا، ولا أعد لكلمة واحدة منكم أهلا؛ والله ينهضني لشكر هذا ~~الإنعام الذي يقف عليه (3) الثناء ويضلع ms1919، ويحصر دونه البليغ (4) المصقع: # هيهات: تعيي الشمس كل مرامق ويعوق دون مناله العيوق # وفي فصل (5) : # وأما الفصل الذي ذكر أنه ألفاه في رسائل الكتاب وهو (6) : " وأما فلان ~~فيحل في قومه محل العميد، ويفرح بالضيوف فرح حنيفة بابن الوليد، قدوره ~~عمارية، وعطسات جواريه أسدية، تراهن أبدا يمسين في حلل الشباب، ويهوين لو ~~خلق الرجال خلق الضباب، يتضوعن عن النشر العبقسي، ويرتضعن مراضع ثعالة ~~المجاشعي ". [وما أمرت حضرته السامية من ذكر ما فيه عندي، فقد تأملته ~~طويلا، وعثر الخادم فيه بما أنا ذاكره، راغبا في الرضى بما بلغت إليه ~~المقدورة وتجليل ذلك بسجوف الصفح] (7) . # قوله: " فرح حنيفة بابن الوليد " اشار إلى ما قتل خالد بن الوليد ~~المخزومي من بني حنيفة؛ وقوله: " قدوره عمارية " اشار إلى قول الفرزدق (8) ~~: PageV08P655 # أو أن قدرا بكت من [طول ما] حبست على الحفوف (1) بكت قدر ابن عمار (2) # ما مسها دسم مذ فض معدنها ولا رأت بعد نار القين من نار # وقوله: " عطسات جواريه أسدية " فأراد قول الأول في هجاء بني أسد: # إذا أسدية عطست فنكها فإن عطاسها طرف الوداق (3) # وقوله: " يهوين لو خلق الرجال خلق الضباب " فذكر الجاحظ أن للضب أيرين ~~وللضبة جرين (4) ، وأنشد قول النميري (5) : # تفرقتم لا زلتم قرن واحد تفرق أير الضب والأصل واحد # وأنشد قول القائلة (6) : # وددت بأنه لا زلتم ضب وأني ضبيبة كدية وجدت خلا # وأما قوله: " يتضوعن عن النشر العبقسي " فإن من أمثال العرب: هو أخسر ~~صفقة من شيخ مهو (7) بطن من عبد القيس، وكان من خبره أن إيادا كانت أفسى ~~العرب، فوفد وافدهم إلى الموسم بسوق عكاظ، ومعه حلة نفيسة PageV08P656 # فقال: يا معشر العرب إني قد بعت فساء إياد لوافد عبد القيس بحلتي هذه؛ ~~وافترقا راضيين، وقد شهد عليهما أهل الموسم، فصارت عبد القيس أفسى العرب، ~~وقيل لابن مناذر (1) : كيف الطريق إلى عبد القيس - قال: شم ومر. # فإن عبد القيس من لؤمها تفسو فساء ريحه يعبق # من كان لا يدري لها منزلا فقل له يمشي ويستنشق # وأما مراضع ثعالة فيقال: هو أعطش ms1920 من ثعالة (2) ، رجل من بني مجاشع، كان ~~ضل الطريق هو وابن عم له، فعطشا، فالتقم كل واحد منهما أير صاحبه يشرب ~~بوله، فلم يغنيا عنهما شيئا وماتا عطشا، فوجدا على تلك الحال؛ ولذلك قال ~~جرير يعير بني دارم (3) : # رضعتم ثم بال على لحاكم ثعالة حين لم تجدوا شرابا # وقيل: ثعالة: الثعلب، في تفسير هذا الخبر عن ابن حبيب، وخالفه ابن ~~الأعرابي وحكى ما ذكرناه، وأنشد أيضا قول جرير (4) : # ما كان ينكر في غزي (5) مجاشع أكل الخزير ولا ارتضاع الفيشل # وله من أخرى يعزى بموت ولد فخر الدولة غريقا (6) : PageV08P657 # غير بدع من الزمان - أطال الله [حضرة] (1) سيدنا - أن تنكث حباله، وتصرد ~~نباله، وتراش في قصد الكرام سهامه [وترهف نصاله] وتفهق بالغدر فجاجه، ويمزج ~~(2) بالسم أجاجه، ويثار في النفوس عجاجه (3) ، ولذلك عرفت النفوس مواقع ~~نكره، وأنست بغرائب (4) غدره ومكره، واطمأنت الضلوع وقد أصمت ضرائبه (5) ، ~~وهجعت العيون وقد استيقظت نوائبه، فقل ما يراع روع بما جناه، وتجذل نفس / ~~[193] بما منحه وأقناه، فإذا اصطلم [يوما] أنف المجد [و] جدع، [وفطر قلوب ~~المكارم وصدع] ، وخرج عن العادة المألوفة فابتدع، فهناك يحسن أن تطلق بذمه ~~الألسن، ويجب أن يلقى بجيش اللوم اللجب. # ولما طرق الفادح بمن لا أسميه تفاديا (6) من تحقيق الخبر بمصرعه، وصونا ~~له من مورد الحمام ومشرعه، رأيت (7) المحامد ذات نور خامد، والمآثر ذات عقد ~~متناثر، والقمر قد سئم هالته، والصبح قد خلع (8) الليل عليه غلالته، وشاهدت ~~الكتابة مقصورة المدود، والبلاغة مخموشة، الخدود (9) والأدب قد اسودت ~~سحنته، واشتدت على الزمن (10) وامتدت إحنته، إذ طرق بما يتجاوز القدر، ~~ويوحش الأضالع من صحبة الصدر. PageV08P658 # شمس العلا غربت بحيث ترى أبدا غروب الشمس والبدر # من بره بك أن يخط له جنن بقرب عطائك الغمر (1) # وكأنما هو درة دفنت في جنب ما ولدت من البحر (2) # وتنزهت عن أن يصافحها سمك (3) الصفيح وظلمة القبر # فتعالى الله كيف استرد ذلك البدر قبل تمامه، وذبل ذلك الزهر في كمامه (4) ~~، قبل أن تشرف بموكبه الأعلام، وتروى من بنائه الأقلام، ويعبق دست الوزارة ms1921 ~~يفضح (5) العقود الدرية، وتعسعس معه الليالي البدرية. # وقبل يرى من جوده ما رأيته ويسمع فيه ما سمعت من العذل # هذا والله هو المصاب الذي تستعذب فيه الحلوم هفواتها (6) ، وتفارق له ~~القلوب سويداواتها، وتستخف النفوس حمل الأوزار، وتأنف العيون (7) من لقائه ~~بالدموع الغزار، حتى تجعل ذلك دأبها، وتخضب بالنجيع [أهدابها، إلا] أنه نزل ~~بالحضرة (8) ممن شدت بالتقوى (9) مريرته، وتساوت في طاعة الله علانيته ~~وسريرته، فالجزع لا يصبح مالكه، والخطوب لا تخطب تهالكه، والنازل يطيف منه ~~بالعود البازل، الذي يتحقق أن الدنيا نسيمها شرار، وطعمها مرار، والمقيم ~~فيها موجف، والرائد منبت معجف. PageV08P659 # وذكرت بهذا الفصل ما أنشدته لبعض أهل عصري يصف غلاما وسيما [عام فانحسر ~~منه العزم ونجا] (1) بعد أن أشرف على الموت من جملة أبيات: # شجاني المقام الصعب لما شهدته وقد ضاقت الأنفاس والنفس تذهب # وقد بهتت فيه اللواحظ إذ رنت إلى درة تطفو [أوانا] وترسب # كأن خليج الماء كان مجرة وأنت بها شمس تلوح وتغرب # كسيت إصفرار الروض عند ذبوله ولكن على الحالين مرآك أعجب (2) # عدا الماء من ماء الصبا فيك غيرة وما خلت أن الماء للماء يغضب # ستبقى بهذا النهر للناس عبرة مؤرخة في الكتب تتلى وتكتب # وتبنى على شاطي نجاتك كعبة يحج لها بالحب من يتقرب # وله من أخرى: # لدي (3) - أطال الله بقاء مولاي الشيخ - نفس ترى النعم مع المهانة نقما، ~~وتجد طعم العيش مع عدم الإنصاف علقما، ولو سمتها خروجا عن هذا الأسلوب، ~~ونزولا عن ذلك الظهر المركوب، لرأت الخروج من الصدر أخف عليها محملا، وأعذب ~~لديها منهلا: # لكل امرئ من دهره ما تعودا (4) # وهذا بث اقتضاه كثرة تعجب مولاي من انقاطعي عن الحضرة التي بأنوار مجدها ~~توضحت، وفي بحبوحة عزها درت وسرحت، وما أطلق من الألفاظ التي لو حاسب لسانه ~~عليها لأنف من ذكرها، واستغفر من إثمها ووزرها، وقبيح بمثله ممن ~~PageV08P660 # أعطاه السؤدد مقادته، وركب متن الشرف وجادته، أن يأكل لحم أخيه حيا، ويرى ~~غيبة خلطانه طعاما مريا، ولو عرف أصل ذلك وفرعه، وناجت به الحقيقة ms1922 لسانه ~~وسمعه، فكيف أن يزري وهو لا يدري، ويتكلم وهو لا يعلم، ويستحسن قواريض من ~~القريض تترك شمل المحامد مفرقا، وأديم الأعراض ممزقا، ولقد كنت مزمعا على ~~فراق العادة، واتباع قول ابن ميادة (1) : / [194] # وحكت لهم مما أقول قصائدا تخب بها صهب المعارى وجونها # ورأيت أن أنبه مولاي على ما أنكرته: أن يكون بين أمرين: إما أن يسأل عن ~~السبب الموجب لبعدي عن تلك الحضرة، أو يمسك عن الخوض في ما لا تحيط به ~~الخبرة، فلعله إذا علم الحقيقة مهد المعذرة، وبرد لفحات اللوم المستعرة، ~~وتبين (2) أني ما ثنيت عناني عن هذا المورد إلا وقد ترنقت مشارعه، ولا زويت ~~وجهي عن ذلك المنتجع إلا وقد ذوت مراتعه؛ وبعد ذلك فبين أضلعي ولاء تشتبك ~~أواصره والأنساب منقصمة، ويشرق صباحه وأسرة الشمس مظلمة، إذا حفت به ~~الحفائظ رق نسيمه، وتساوى في الإخلاص حديثه وقديمه: # فغن أنصف فإن يدا تولت كسوري تهتدي لمكان جبري # وإن أحرم قضاء العدل أرجع إلى كنفين من هجر وصبر PageV08P661 # انتهى # القسم الرابع من كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة وبكماله كمل جميع ~~الديوان، والحمد لله على ذلك كثيرا وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين ~~وإمام المرسلين وسلم تسليما، وذلك ضحوة يوم الأحد السابع من شهر ربيع ~~الثاني سنة ست وعشرين ومائة وألف عرفنا الله خيرها، ووقانا بمنه سوء كل ~~ضير. # وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما # والحمد لله رب العالمين PageV08P662 ms1923