######OpenITI# #META# bkid: 38423 #META# Shamela_short_metadata_record: #META# الكتاب: التحفة اللطيفة في عمارة المسجد النبوي وسور المدينة الشريفة ¶ تأليف: محمد بن خضر الرومي الحنفي ¶ مطبوع ضمن: رسائل في تاريخ المدينة - تحقيق الجاسر (الرسالة الثانية) ¶ الناشر: تهامة ¶ عدد المجلدات: 1 ¶ [موافق للمطبوع] #META# auth: محمد بن خضر الرومي #META# Lng: محمد بن خضر الرومي #META# الناشر: تهامة #META# مطبوع ضمن: رسائل في تاريخ المدينة - تحقيق الجاسر (الرسالة الثانية) #META# max: 10 #META# عدد المجلدات: 1 #META# bk: التحفة اللطيفة في عمارة المسجد النبوي وسور المدينة الشريفة #META# authinf: محمد بن خضر الرومي الحنفي ¶ ت: 948 ه #META# bkord: 12305 #META# archive: 12 #META# الكتاب: التحفة اللطيفة في عمارة المسجد النبوي وسور المدينة الشريفة #META# تأليف: محمد بن خضر الرومي الحنفي #META# authno: 4323 #META# ad: 948 #META# idx: 1 #META# comp: 1 #META# higrid: 948 #META# cat: التاريخ #META# iso: التحفه اللطيفه في عماره المسجد النبوي وسور المدينه الشريفه #META# digitization_comments: [موافق للمطبوع] #META# DownloadSource: Abū Yaʿqūb's Shamela database #META# DownloadDate: 2017? #META# ConversionDate: 2020-10-01 #META#Header#End# ### | CHECK [تهدم سور المدينة] ### | CHECK [مقدمة] # ... # (2) بسم الله الرحمن الرحيم # الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، محمد وآله ~~وصحبه والتابعين، أما بعد فهذه نبذة لطيفة، ونخبة شريفة، تتضمن ما وقع من ~~العماير الشريفة بسور المدينة والمسجد الشريف والمنارة السنية، وذلك أنه ~~لما أنهي إلى مولانا السلطان الأعظم، والخاقان الأكرم صاحب السيف والقلم، ~~والبند والعلم، ظل الله في الأرضين، قهرمان الما والطين، قامع الكفرة ~~والمبتدعة والمشركين، نصرة الغزاة والمجاهدين، حسنة الله في الأرض، القايم ~~بالسنة والفرد، خادم الحرمين الشريفين، والمحلين المنيفين، سلطان الغرب ~~والعراقين والشرق واليمن، والروم والحجاز وعدن، سلطان الإسلام والمسلمين، ~~السلطان بن السلطان بن السلطان بن السلطان بن السلطان بن السلطان بن ~~السلطان أبو .... خان السلطان سليمان شاه بن السلطان سليم شاه بن السلطان ~~بايزيد بن السلطان محمد بن السلطان بايزيد خان نصره الله تعالى نصرا عزيزا ~~مؤيدا، وفتح له فتحا مبينا مسددا بجاه سيد أهل الدنيا والآخرة (1) أن سور ~~المدينة قد تهدم أعاليه وأشرف الباقي على السقوط بمعاليه، وأن أهل المدينة ~~المنورة يحصل لهم بخراب السور ضرر كثير من العربان وفساد عظيم على طول ~~الزمان، وأنهم قد رفعوا شكواهم، وبثوا (3) نجواهم إلى مولانا السلطان ~~الأعظم خلد الله دولته، فحينئذ برز الأمر العالي من مولانا السلطان الأعظم ~~المشار إليه أعز الله نصرته إلى وزيره المقام العالي ذو العز المتعالي، ~~مدبر الممالك الإسلامية كافل الأقطار المصرية والحجازية PageV01P085 ### | AUTO ### | AUTO آصف عصره، ولقمان دهره، حضرة سليمان باشا أعز الله ~~تعالى مقامه وأدام أيامه، بأن يتقدم المقام العالي بتجهيز المال من الخزانة ~~الشريفة بالقاهرة المحروسة، لعمارة سور المدينة المنورة، وتجهيز ما يحتاج ~~إلى ذلك من الدواب والعدد والمعلمين البناين والحمارين وغيرهم، وتجهيز ما ~~يحتاج ذلك من الغلال بالسمع والطاعة وشمر على ساق الجد والاجتهاد، لما يعود ~~نفعه لأشرف البلاد وجهز الأموال الشريفة صحبة الجناب العالي الزيني محمود ~~حلبي كاتب جدة المعمورة كان، وعينه أمينا على العمارة الشريفة، وجعل الناظر ~~على العمارة الجناب العالي السيد أحمد الرفاعي شيخ الحرم الشريف النبوي، ~~وجهزت الجمال ms1 والبهايم نحو ماية جمل وماية بهيم صحبة أمير الحج الركب ~~المصري، وجهزت الغلال من القمح والشعير والفول من البحر على ظهر المراكب ~~الشريفة إلى أن وصلت إلى الينبوع، وكان وصوله ذلك كله في غرة سنة تسع ~~وثلاثين وتسعماية وكان المهندس على العمارة المذكورة المعلم علي بن الصياد ~~والمعلم عبد القادر القليوبي، وكان جملة البناين والحجارين والنحاتين ~~والعتالين والنجارين والطوايين والحمالين والترابين أكثر من ثلاثماية نفرا ~~من غير الفعلة وتوابعهم وكان (4) في خدمة العمارة الشريفة من المماليك ~~السلطانية نحو خمسون نفرا منها أرباب الخيل نحو خمسة وعشرين نفرا والباقون ~~رماة بالبندق والقوس، ثم إنهم شرعوا في هدم سور المدينة المنورة، فأول ما ~~هدم باب سويقة غربي المدينة المسمى بباب المصري، ثم هدم أعالي الجدار ~~الغربي من السور من الباب الصغير الشامي إلى باب سويقة المذكورة، ثم باب ~~سويقة إلى الركن القبلي وطول ذلك سبعماية وأربعة عشر ذراعا بذراع العمل، ~~وإنما لم يهدم إلى أساسه، لأن الجدار المذكور جدده الملك الأشرف قايتباي ~~وبناه بالحجر إلى أعالي العقود التي من خلفه من داخل المدينة المنورة وبنى ~~أعاليه باللبن فهدموا اللبن المذكور وعرضوه بالآجر، ورمموا ما احتاج فيه ~~إلى الترميم ثم إنهم هدموا الباب الصغير الشامي والباب الكبير الشامي، ~~وشرعوا في بناء الباب المصري PageV01P086 ~~بالأحجار المنحوتة بعد أن حفر له لذلك أساس جيد، ثم إن بعض المهندسين ذكر ~~للناظر أن الحجر المنحوته يذهب عليه مال عظيم فأمرهم ببناء الباب الصغير ~~الشامي بالحجر الغشيم، فلما أن كمل بناء الباب المصري والباب الشامي بالحجر ~~الغشيم أمرهم ببناء الباب الشامي الكبير بالحجر المنحوت، ثم بعد مدة يسيرة ~~بعد الشروع في البنا حصل بين الناظر السيد الرفاعي المذكور وبين محمود جلبي ~~الأمير المذكور شنآن عظيم، ثم انتقل محمود جلبي المذكور إلى رحمة الله ~~تعالى في سابع عشر رمضان (5) المعظم قدره سنة تسع بتقديم التا وثلاثين ~~وتسمعاية ودفن ببقيع الغرقد، ثم إن الناظر المذكور باشر العمارة الشريفة ~~بنفسه خصوصا الباب الشامي الكبير والصغير، ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى ms2 في ~~عشر ذي الحجة الحرام سنة تسع وثلاثين وتسعماية توجه غالب المعمارية إلى ~~الحج إلى بيت الله الحرام، واستمرت العمارة بطالة، وكان من قضاء الله وقدره ~~أن مولانا الباشا المذكور عين عوض الزيني محمود جلبي المذكور بسبب مكاتب ~~السيد الرفاعي فيه أمينا على العمارة الشريفة وكاتب الأمين هو الجناب ~~الزيني مصطفى جلبي أحد سباهين (1) الدولة العادلة العثمانية، والكاتب هو ~~الزيني نصوح أحد الأعيان من العساكر العثمانية بالطور، ووصل صحبتهم أيضا ~~مهندس على العمارة كلها من طايفة الأروام يسمى مصطفى خليفة، فوصلوا جميعا ~~من البحر إلى المدينة المنورة عن صفر الخير سنة أربعين وتسعماية، ولما وصل ~~إلى مولانا الباشا المذكور خبر وفاة السيد الرفاعي شيخ الحرم الشريف، برز ~~أمره الكريم الزيني إلى مصطفى جلبي الأمير المذكور، بأن يضبط معلقات شيخ ~~الحرم، ويباشر المنصب المنيف، إلى أن يرد من الأبواب الشريفة الخندكارية ما ~~يعتمد عليه، فاستمر الزيني مصطفى جلبي المذكور مع الكاتب نصوح والمباشر ~~المذكور والمهندس المذكور بخدمته سور المدينة المنورة، فشرع في هدم الجدار ~~القبلي منه إلى الأساس لكنه لم ينقض أساسه، وبناه بالحجر إلى أعاليه. (6) ~~وجعل عليه الشراريف PageV01P087 ### | AUTO الموجودة الآن، واستمر في بناء الجدار القبلي، ثم إن الزيني ~~نصوح الكاتب المذكور انتقل إلى رحمة الله تعالى في سلخ ذي الحجة الحرام سنة ~~أربعين وتسعماية، ثم وصل في العام المذكور من البحر إلى مكة المشرفة مولاي ~~المقر الكريم العالي المولوي الدخري عين الأماثل والآوان فخر الأماجد ~~والأعيان المتحصن بعناية الملك المعبود الزيني محمود جلبي وهو متوليا ~~لمشيخة الحرم الشريف، وناظر على العمارة السلطانية. فوصل إلى المدينة ~~المنورة غرة سنة أحد وأربعين وتسعماية، وباشر خدمة الحجرة الشريفة وقام ~~بالنظر على العمارة المنيفة كما ينبغي، واستمر المهندس مصطفى خليفة المذكور ~~قايما بهندسة البناء المذكور، من الركن الغربي من جهة القبلة إلى الباب ~~الشرقي باب بقيع الغرقد وطول ذلك سبعماية ذراع بذراع العمل، ثم انتقل ~~المهندس المذكور إلى رحمة الله تعالى، وكان لما وصل بالبنا إلى مشهد السيد ~~إسماعيل أدخل بعض البنا داخل المدينة ms3 المنورة من غير أساس تحته، فبعد وفاته ~~هدمه أمين العمارة الزيني مصطفى جلبي المذكور مع المهندس علي بن الصياد ~~المذكور قايما ببناء باب البقيع أتم قيام بعد أن وصلوا بأساسه إلى الماء، ~~وشرعوا بهدم سور المدينة المنورة من باب البقيع من الجهة الشامية بعد أن ~~وصلوا بالهدم إلى الباب الشامي الكبير ونقض جميع أساسه وبني على هذه الهيئة ~~الموجودة عليه الآن مع زيادة الإحكام والإتقان ثم قصر النفقة على العمارة ~~واقتضى الحال إلى أن توجه الأمين مصطفى المذكور إلى القاهرة المحروسة من ~~البر (7) صحبة القاصد، فوصل إلى القاهرة المحروسة فوجد مولانا الباشا ~~سليمان المذكور قد أعيد إليها، وكان قد صرفوا خسرو باشا، ثم أن الباشا ~~سليمان دفع للأمين المذكور ما تحتاج إليه العمارة الشريفة من الأموال، وأمر ~~نائب جدة المعمورة بأن يدفع له جميع ما يحتاج له من الأموال، وجهز من البحر ~~غلالا كثيرة، وعين صحبته كاتبا على العمارة الشريفة وهو الجانب العالي ~~الزيني رمضان جلبي، ووصل جميعا إلى المدينة المنورة سنة أربع وأربعين ~~وتسعماية، ووصل أيضا PageV01P088 ### | AUTO في هذا العام من البحر عسكرا معينا بسبب الإقامة بالقلعة التي ~~بالمدينة المنورة، وهو نحو ستون نفرا رماة بالبنادق وجعل عليهم باش ويسمى ~~(دزدار) فوصلوا إلى المدينة المنورة في أوسط سنة أربع وأربعين وتسعماية، ~~واستمروا مقيمين بالمدينة المنورة، وكانت القلعة حينئذ لم يشرع في بنائها ~~ثم أن الأمين مصطفى جلبي المذكور أتم باقي السور وباقي البقيع وهدم القلعة ~~القديمة وكانت مبنية على هيئة القاعة من غير أبراج، ثم أن الأمين المذكور ~~غيرها وأحكم بناها وشيد أبراجها وأحدث بها جدارا وبابا من داخل المدينة ~~المنورة، وجعل البنا محيطا بها، وجعل بيوتا للعسكر في داخلها، وجعل بيتا ~~لنايب القلعة على الجبل الذي هناك في محل القلعة، وذرع داير القلعة من ~~الباب الشامي الكبير إلى الباب الصغير خمسماية وثمانية عشر ذراعا وذرع ~~الجدار الشرقي لها من داخل المدينة المنورة ماية وواحد وستون ذراعا وذلك ~~بذراع العمل، واستمر في بناء ذلك وتكميل ما بقي من سور المدينة ms4 المنورة إلى ~~أن تم جميع ذلك (8) في النصف من شعبان المعظم قدره سنة ست وأربعين وتسعماية ~~فكان مدة الإقامة بالبنا بسور المدينة سبع سنوات ونصف بما في ذلك من تخلل ~~الباطلات المذكورة وفي هذا التاريخ تم بنا جميع سور المدينة المذكور بما ~~فيها الأبواب والأبراج من التجاويف نحو أربعين (1) ألف ذراعا، وبدون ~~التجاويف المذكورة ثلاث آلاف وأربعماية واثنين وثمانين ذراعا بذراع العمل، ~~وفي آخر الشهر المذكور توجه كل من الأمين مصطفى المذكور والزيني رمضان جلبي ~~الكاتب إلى الأبواب العالية، وسمعت من الأمين المذكور أن المصروف بسبب بنا ~~السور المذكور على من تقدم ذكرهم من العسكر والبنايين وغيرهم من الغلال ~~كالقمح والشعير والفول نحو خمسة عشر ألف أردبا، والمصروف من الذهب ~~السليماني الجديد الوازن نحو ماية ألف دينارا. # وكان المقر العالي ذو الخصايل الحميدة والآراء السعيدة الزيني محمود جلبي ~~شيخ الحرم الشريف النبوي وناظره أعزه الله وأدام أيامه، توجه إلى الأبواب ~~العالية PageV01P089 ### | AUTO السلطانية، فكان مما عرضه على مولانا السلطان الأعظم والخاقان ~~الأكرم، احتياج المسجد الشريف النبوي إلى بنا وترميم بجدرانه، وهدم المنارة ~~المسماة بالسنجارية وغير ذلك من المشاهد والآثار، فبرز الأمر الشريف العالي ~~ببنا ذلك، فجهز مولانا المقام العالي ذي المجد المتعالي من الجمال والدواب ~~والبنايين والحجارين والنحاتين، وجهز من البحر ما يحتاج إليه من الغلال ~~وجهز من البحر (9) أيضا الأهلة المجهزة من الأبواب الشريفة برسم القبة ~~المنيفة، فوصل إلى المدينة الشريفة، ووضع الهلال على القبة الشريفة في تاسع ~~عشر شوال المبارك سنة ست وأربعين وتسعماية، وهو الموجود على القبة الشريفة ~~الآن، وهو من نحاس مطلي بالذهب وأرسل أيضا بخمسة أهلة لكل منارة هلال، ~~وللمنبر الشريف هلال أيضا، ووضع ذلك عليهم. ويقال أن المصروف على طلاء ~~الأهلة من الذهب السليماني المسكوك ألف وثمانماية دينارا ذهبا. # وفي ذي الحجة الحرام سنة ست وأربعين وتسعماية وصلت الجمال والبهايم ~~المذكورة صحبة الأمين الذي عين للعمارة الشريفة، وهو الجناب العالي الزيني ~~حسن أحد المماليك السلطانية وعدتها ماية جمل وخمسون بهيما، ووصل من البر ~~المعلمين المذكورين ms5 وفي أوايل ربيع الثاني سنة سبع وأربعين وتسعماية وصل ~~الكاتب على العمارة، وهو الزيني عبدي جلبي، والمباشر على ذلك وهو تاج الدين ~~الخضيري، وصحبتهم من الغلال الشريفة من القمح والشعير والفول، ثم إن أمين ~~العمارة المذكور ورد بالمراسيم الشريفة التي من مضمونها: أن ما يحتاج إليه ~~المسجد الشريف من العمارة يعمر، والنظر في جميع ذلك جزئيه وكليه لمولانا ~~المقر العالي شيخ الحرم الشريف المذكور، فجمع مولانا شيخ الحرم الشريف ~~السادة القضاة، والأمين المذكور، والمهندس على العمارة المذكورة وهو المعلم ~~علي بن تبك، ومن حضر من البنايين الواردين إلى المدينة المنورة والمقيمين ~~بها، فكشفوا على المسجد الشريف النبوي، فكان مما رآه المهندس والبنايين في ~~ذلك أن بعض جدار المسجد الغربي مع باب الرحمة محتاج إلى الهدم والإعادة وأن PageV01P090 ~~الباقي (10) من الجدار الغربي مع الجدار الشرقي محتاج إلى الترميم بهدم بعض ~~أسافله وترك العلو على حاله حاله وأن باب النسا محتاج إلى تقويته بأبراج ~~خلفه من خارج المسجد، وأن المنارة السنجارية التي هي في الركن الشامي من ~~جهة الشرق تحتاج إلى هدمها كلها، فاقتضى الحال الشروع في الهدم والبنا، ~~فأول ما بني باب الرحمة، ورمم الجدار الذي يليه غربي المسجد النبوي، وكان ~~ما يلا من جهة المنارة الخشبية التي هي في الركن الشامي غربي المسجد النبوي ~~ليرى هل الميل في النزايه أم لا، ثم هدمت المنارة المذكورة ونقض أساسها، ~~وزيد في الحفر على الأساس القديم إلى أن وصل الماء، بحيث أن الماء تزايد ~~على المعلمين حتى نقلوه بالقرب، فلما رأوا أيضا نقله بالقرب لا يفيد، جعلوا ~~ثلاثة دواوير كبار من الخشب السمر، ووضعوها في الماء، وبنوا على الأخشاب ~~إلى أن علا البنا على الأخشاب قدر قامة، ثم حفروا تحت الدواوير حتى نزلت ~~بما عليها من البنا إلى أصل الأرض الطيبة، ثم أزيل الماء المجتمع في جوف ~~الدواوير، ودك وسطها بالحجر، فالمونة الطيبة الجيدة، وكان عمق أساسها ثلاثة ~~عشر ذراعا بذراع العمل وعرضه سبعة أذرع في سبعة أذرع، وبنيت من الحجر ~~المنحوت، ثم ms6 لما وصل البناء إلى وجه الأرض، اختصر من عرضها ذراع، وبنيت على ~~التربيع إلى أن تعلت على سطوح المسجد ثمنت، وفي أثناء ذلك هدم ما يحتاج من ~~الهدم من الجدار الشرقي جدار المسجد الشريف النبوي ورمم، ولم يهدم شيء من ~~أعاليه وإنما نقض بعض أسافله من خارج المسجد، وبني أيضا باب النسا وجعل له ~~برجين عظيمين تقوية، وكتب التاريخ على كل من البابين باب الرحمة وباب النسا ~~باسم مولانا السلطان (11) الأعظم نصره الله تعالى وأدام أيامه واستمرت ~~العمارة في المنارة الشريفة. # ثم في غرة محرم الحرام سنة ثمان وأربعين وتسعماية توجه المقر مولانا ~~الكريم العالي محمود جلبي شيخ الحرم الشريف المذكور إلى الأبواب العالية PageV01P091 ~~صحبة الحج المصري لعرض أحوال أهل المدينة المنورة وما عليهم من الآذاء ~~والشدة بسبب تأخير قمح الدشيشة وغيره، كتب الله تعالى سلامته وأنجح مقاصده آمين. # ثم بيض داخل المسجد الشريف النبوي وأسطواناته مما كان محتاجا إلى ~~التبييض، فجيء على حاله وكتب التاريخ أيضا باسم السلطان الأعظم نصره الله ~~تعالى في جدار المسجد الشريف من جهة الغربي في الخشب المسقوف برفوف عليه، ~~كما جعل للملك الأشرف قايتباي في الجدار القبلي والشرقي. وكانوا في أواخر ~~سنة سبع وأربعين وتسعماية ورد صحبة أمير الحاج المصري مراسيم شريفة من ~~مضمونها تجديد محراب الحنفية وتقديمه ليحاذي محراب الشافعية، وتقديم القاضي ~~الحنفي على القاضي الشافعي في جميع الأمور من الجلوس والمصالح والأنظار ~~وغير ذلك. # وفي سابع عشر محرم الحرام سنة ثمان وأربعين وتسعماية شرع في بناية محراب ~~الحنفية وجعله محله بين المنبر وحد المسجد النبوي محاذيا لمحراب الشافعية، ~~وحصل من بعض الشافعية بسبب ذلك كلمات سامحهم الله في ذلك، ولا شك أن ~~الإمامين منزهين من ذلك نسأل الله العظيم أن يوفقنا لاتباعهم في العلم ~~والعمل بحق (1) محمد وآله وصحبه أجمعين. # ...وفي ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم الثاني عشر ربيع الأول (12) ~~تقدم إمام الحنفية وصلى في المحراب المذكور وجعل من الروضة المشرفة إلى حد ~~المسجد النبوي درابزين من الخشب أمام محراب ms7 الحنفية، وجعل مقابل الروضة ~~المطهرة درابزين عالية تمنع ضرر المار لكي لا يقطع الصف، ثم مد الوتر الخشب ~~الذي يوضع عليه القناديل الصغار في الليالي الشريفة فزيد فيه من الروضة ~~المطهرة إلى حد المسجد النبوي وكان أولا إلى حد الروضة المطهرة فقط وكان ~~متعلقا إلى جهة المنبر الشريف. # تم ذلك بحمد الله وعونه والحمد لله. PageV01P092 ms8