######OpenITI# #META# 000.SortField :: Shia_002943 #META# 000.BookURI :: NOCODE #META# 010.AuthorAKA :: NODATA #META# 010.AuthorNAME :: الشهيد الثاني #META# 011.AuthorBORN :: NOTGIVEN #META# 011.AuthorDIED :: 965 #META# 019.AuthorDIED :: NODATA #META# 020.BookTITLE :: الرعاية في علم الدراية (حديث) #META# 020.BookTITLESUB :: NODATA #META# 021.BookSUBJ :: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة #META# 022.BookVOLS :: 1 #META# 025.BookLANG :: NODATA #META# 029.BookTITLEalt :: NODATA #META# 030.LibURI :: Shia_002943 #META# 030.LibURIextra :: NODATA #META# 031.LibREADONLINE :: http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/2943_الرعاية-في-علم-الدراية-(حديث)-الشهيد-الثاني #META# 031.LibURL :: NODATA #META# 031.LibURLFILE :: NODATA #META# 031.LibURLextra :: NODATA #META# 040.EdALL :: NODATA #META# 040.EdEDITOR :: عبد الحسين محمد علي بقال #META# 041.EdNUMBER :: الثانية #META# 041.EdNumber :: NODATA #META# 043.EdPUBLISHER :: NODATA #META# 044.EdPLACE :: NODATA #META# 045.EdYEAR :: 1408 #META# 049.EdISBN :: NODATA #META# 049.EdPAGES :: NODATA #META# 049.EdPHYSICAL :: NODATA #META# 049.EdVOLUME :: NODATA #META# 090.RecMISC :: NODATA #META# 999.MiscINFO :: NODATA #####SUBJECT#BIBLIOGRAPHY# #META#Header#End# # بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك اللهم، على حسن توفيق البداية، في علم ~~الدراية والرواية، ونسألك حسن الرعاية، في جميع الأحوال إلى النهاية. # ونصلي على: نبيك وحبيبك محمد، المنقذ للخلق من الغواية، المرشد لهم إلى ~~الحق وسبيل الهداية. # وعلى: آله الأطهار، وأصحابه الأخيار. # صلاة دائمة متصلة، لا يبلغ لها غاية ونسلم تسليما. # وبعد الحمد لله بما هو أهله، والصلاة على مستحقها.، فهذا كتاب مختصر، ~~وضعناه في علم دراية الحديث. # وهو علم يبحث فيه: عن متن الحديث، وطرقه من صحيحها وسقيمها وعللها وما ~~يحتاج إليه (1)، ليعرف المقبول منه والمردود. # وموضوعه: الراوي والمروي من حيث ذلك. (2) وغايته: معرفة ما يقبل من ذلك ~~ليعمل به، وما يرد منه ليتجنب. # ومسائله: ما يذكر في كتبه من المقاصد.، ويذكر بيان مصطلحاتهم في هذا ~~العلم، من المفهومات المنقولة عن معانيها اللغوية، أو المخصصة لها، كما ~~سيرد عليك إن شاء الله تعالى. # PageV00P045 # جعلنا وضعه: على وجه الايجاز والاختصار، دون الاطناب والاكثار، ليسهل ~~حفظه ويكثر نفعه.، فإن طباع أهل الزمان، لا تحمل أعباء الكثير من العلم، ~~خصوصا " في هذا الشأن. # وهو مرتب على: مقدمة، وأربعة أبواب. # سائلين من الله تعالى: الهام الحق، والدلالة على صوب الصواب. PageV00P046 # المقدمة ومدارها على: الحديث، والمتن، والسند، ونحوها PageV00P047 # الحقل الأول في: الخبر، والحديث، والأثر النظر الأول (1) الخبر والحديث: ~~مترادفان، بمعنى واحد (2) - 1 - وهو اصطلاحا ": كلام لنسبته خارج، في أحد ~~الأزمنة الثلاثة.، أي يكون له في الخارج، نسبة ثبوتية أو سلبية. # تطابق: أي تطابق تلك: النسبة ذلك الخارج: بأن يكون سلبيين أو ثبوتيين.، ~~أو لا تطابقه: بأن يكون أحدهما ثبوتيا "، والاخر سلبيا " (3). # و (الكلام) في التعريف: بمنزلة الجنس. # وخرج (بقوله، لنسبته خارج): الانشاء (4).، فأنه وإن اشتمل على النسبة، ~~إلا إنه لا خارج له منها.، بل، لفظه سبب لنسبة غير مسبوقة بأخرى. # - 2 - وتوضيح ذلك: أن الكلام. # أما أن تكون نسبته، بحيث تحصل من اللفظ، ويكون اللفظ موجدا " لها، من غير ~~قصد إلى كونها دالة، على نسبة حاصلة في الواقع بين الشيئين.، وهو الانشاء. # أو تكون نسبته بحيث ms001 يقصد أن لها نسبة خارجية.، أي ثابتة في نفس الامر، ~~تطابقه أو لا تطابقه.، وهو الخبر (5). # PageV00P049 # فإذا قلت مثلا ":، زيد قائم، فقد أثبت لزيد في اللفظ نسبة القيام إليه.، ~~ثم، في نفس الامر، لا بد ان يكون بينه وبين القيام، نسبة بالايجاب أو ~~السلب.، فإنه في نفس الامر، لا يخلو من أن يكون قائما " أو غير قائم. # بخلاف قولنا: قم، فإنه وإن اشتمل على نسبة القيام إليه (1)، لكنها نسبة ~~حدثت من اللفظ، لا تدل على ثبوت أمر آخر خارج عنها، يطابق أو لا.، ومن ثم، ~~لم يحتمل الصدق والكذب، بخلاف الخبر. # (النظر الثاني) وهو: أي الخبر المرادف للحديث.، أعم من أن يكون: قول ~~الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام (ع)، والصحابي، والتابعي، وغيرهم من ~~العلماء والصلحاء ونحوهم.، و في معناه: فعلهم وتقريرهم. # هذا، هو الأشهر في الاستعمال، والأوفق لعموم معناه اللغوي. # - 1 - وقد يخص الثاني - وهو الحديث -: بما جاء عن المعصوم.، من النبي، ~~والامام. # ويخص الأول: وهو الخبر، بما جاء عن غيره. # ومن ثم، قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها: الاخباري: ولمن يشتغل ~~بالسنة النبوية: المحدث.، وما جاء عن الامام عندنا.، في معناه. # - 2 - أو يجعل الثاني: وهو الحديث، أعم من الخبر مطلقا "، فيقال لكل خبر، ~~حديث، من غير عكس. # وبكل واحد من هذه الترديدات: قائل. # النظر الثالث والأثر: أعم منهما مطلقا ".، فيقال لكل منهما: أثر، بأي ~~معنى اعتبر. # وقيل إن الأثر مساو للخبر. # PageV00P050 # وقيل: الأثر ما جاء عن الصحابي، والحديث ما جاء عن النبي، والخبر أعم ~~منهما (1) والأعرف: ما اخترناه (2). # PageV00P051 # الحقل الثاني في: متن الحديث (1) والمتن لغة: ما اكتنف الصلب من الحيوان ~~وبه شيه المتن من الأرض. # فمتن كل شئ: ما يتقوم به ذلك الشئ، ويتقوى به.، كما أن الانسان: # يتقوم بالظهر ويتقوى به. # ومتن الشئ: قوي متنه (2).، ومنه: حبل متين. # فمتن كل شئ: لفظ الحديث، الذي يتقوم به المعنى (3).، وهو: مقول النبي ~~(صلى الله عليه وآله)، وما في معناه (4). # PageV00P052 # الحقل الثالث في: السند والاسناد (1) - 1 - والسند: طريق المتن.، وهو: ~~جملة من ms002 رواه.، من قولهم: فلان سند.، أي: معتمد. # فسمي الطريق سندا "، لاعتماد العلماء في صحة الحديث وضعفه عليه (2). # وقيل: إن السند: هو الاخبار عن طريقه.، أي: طريق المتن (3) والأول: أظهر، ~~لان الصحة والضعف، إنما ينسبان إلى الطريق، باعتبار رواته لا باعتبار ~~الاخبار. # بل، قد يكون الاخبار بالطريق الضعيف: صحيحا "، بأن رواه الثقة الضابط ~~بطريق ضعيف.، بمعنى: صحة الاخبار بكون تلك الرواة طريقه، مع الحكم بضعفه. # - 2 - والاسناد: رفع الحديث إلى قائله.، (4) من: نبي، أو إمام، أو ما في ~~معناهما (5) والأولى: رد المعنى الثاني للسند - وهو الاخبار عن طريق المتن ~~- إليه.، أي: إلى الاسناد أيضا ".، لا أن يجعل تعريفا " للسند.، لان ~~الاخبار عن الطريق، في الحقيقة هو الاسناد، كما يظهر من تعريفه. # - 3 - وعليه (6)، فالسند والاسناد بمعنى (7).، وعلى الأول، هما غيران. # PageV00P053 # الحقل الرابع في: صدق الخبر وكذبه (1) ثم الخبر بأي معنى أعتبر: منحصر في ~~الصدق والكذب، على وجه منع الجمع و الخلو، في الأصح من الأقوال. # وإنما قلنا: إنه منحصر فيهما، لأنه كما قد عرفت، يقتضي نسبة " في اللفظ، ~~ونسبة " في الواقع. # ثم، إن طابق الواقع المحكي باللفظ، فالأول، وهو الصدق.، والا يطابقه، ~~فالثاني، و هو الكذب.، وبذلك ظهر وجه الحصر. # ولا يرد على الأول، مثل قول من قال: محمد (2) ومسيلمة (3)، صادقان.، فإنه ~~صادق من إحدى الجهتين، وكاذب من أخرى. # لأنا إن جعلناه خبرا " واحدا "، فهو كاذب. # وإن جعلناه خبرين كما هو الظاهر، وهو صادق في أحدهما كاذب في الاخر. # PageV00P054 # (ونبه) بقوله: في الأصح، على خلاف الجاحظ. (1) حيث أثبت فيه: واسطة " ~~بينهما. # وشرط: في صدق الخبر، مع مطابقته للواقع، اعتقاد المخبر أنه مطابق.، وفي ~~كذبه مع عدم مطابقته له، اعتقاد أنه غير مطابق.، وما خرج عنهما، فليس بصدق ~~ولا كذب. (2) وتحرير كلامه: # - 1 - أن الخبر: إما مطابق للواقع أو لا. # وكل منهما: إما مع اعتقاد أنه مطابق، أو اعتقاد أنه غير مطابق، أو بدون ~~الاعتقاد.، فهذه ستة أقسام: # واحد منها: صادق، وهو المطابق للواقع، مع اعتقاد أنه مطابق.، وواحد.، ~~كاذب، وهو غير المطابق، مع اعتقاد ms003 أنه غير مطابق. # والأربعة الباقية وهي: المطابقة مع اعتقاد ألا مطابقه، أو بدون الاعتقاد، ~~وعدم المطابقة مع اعتقادها، أو بدون.، ليست بصدق ولا كذب. # فكل من الصدق والكذب: بتفسيره، أخص منه بتفسير الجمهور. # واستند الجاحظ - في قوله - إلى قوله تعالى: (أفترى على الله كذبا " أم به ~~جنة) (3)؟ # حيث حصر الكفار.، إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) في: الافتراء، ~~والاخبار حال الجنة.، على سبيل منع الخلو. (4) ولا شبهة في أن المراد ~~بالثاني: غير الكذب، لانهم جعلوه قسيمه.، وهو يقتضي أن يكون.، غيره، وغير ~~الصدق أيضا ".، لانهم لا يعتقدون صدقه (ص). (5) # PageV00P055 # ولما كانوا: من أهل اللسان، عارفين باللغة، وقد أثبتوا الواسطة.، لزم أن ~~يكون من الخبر ما ليس بصادق، ولا كاذب.، ليكون: هذا منه بزعمهم (1).، وإن ~~كان صادقا " في نفس الامر. # وأجيب: # بأن الواسطة التي أثبتوها: إنما هي بين افتراء الكذب، والصدق.، وهو غير ~~الكذب، لأنه تعمد الكذب. # وحيث لا عمد للمجنون، كان خيره قسيما " للافتراء، الذي هو أخص من الكذب، ~~و إن لم يكن قسيما " للأعم، ومرجعه إلى حصر الخبر الكاذب في نوعيه وهما: ~~الكذب عن عمد، والكذب لا عن عمد. (2) (ونبه) بقوله سواء وافق اعتقاد ~~المخبر، أم لا.، على خلاف النظام (3) (تحرير كلامه:) - 1 - حيث جعل: صدق ~~الخبر مطابقته لاعتقاد المخبر مطلقا "، وكذبه عدم المطابقة كذلك. # فجعل قول القائل: السماء تحتنا، معتقدا " ذلك.، صدقا ". # وقوله: السماء فوقنا، غير معتقد ذلك.، كذبا ". (4) - 2 - محتجا " بقوله ~~تعالى: (إذا جاءك المنافقون) (5).، إلى قوله (والله يشهد إن المنافقين # PageV00P056 # لكاذبون). (1) حيث شهد الله تعالى عليهم: بأنهم كاذبون في قولهم: (إنك ~~لرسول الله). (2) مع أنه مطابق للواقع، حيث لم يكن موافقا " لاعتقادهم فيه ~~ذلك. (3) فلو كان الصدق: عبارة " عن مطابقة الواقع مطلقا "، لما صح ذلك. # وأجيب: # - 1 - بأن المعنى: لكاذبون في الشهادة، وادعائهم: مواطاة قلوبهم ~~لألسنتهم. # فالتكذيب راجع إلى قولهم: نشهد.، باعتبار تضمنه خبرا " كاذبا ": وهو أن ~~شهادتهم صادرة، عن صميم القلب وخلوص الاعتقاد.، بشاهد تأكيدهم الجملة ب‍: ~~إن، و (اللام)، و الجملة الاسمية. (4) - 2 - أو أن المعنى: لكاذبون في ms004 ~~تسمية هذا الاخبار: شهادة. # أو في المشهود به.، أعني قوله: إنك لرسول الله - في زعمهم - لانهم ~~يعتقدون أنه غير مطابق للواقع، فيكون كذبا " عندهم، وإن كان صدقا " في نفس ~~الامر، لوجود مطابقته فيه. (5) أو في حلفهم: أنهم لم يقولوا: (لا تنفقوا ~~على من عند رسول الله حتى ينفضوا...) (6) الخ.، بما روي عن زيد بن أرقم ~~(7): أنه سمع عبد الله بن أبي (8) يقول ذلك، فأخبر النبي # PageV00P057 # (صلى الله عليه وآله)، به، فحلف عبد الله أنه ما قال، فنزلت. (1) (ونبه) ~~بقوله: وسواء قصد الخبر أم لا.، على خلاف: المرتضى. (2) (تحرير كلامه:) حيث ~~ذهب إلى: أن الخبر لا يتحقق إلا مع قصد المخبر. # إستنادا " إلى وجوده من: الساهي، والحاكي، والنائم.، ومثل ذلك لا يسمى ~~خبرا ". # (وأجيب:) والمحققون على عدم اشتراطه: لأنه لفظ وضع للخبرية، فلا يتوقف ~~على الإرادة، كغيره من الألفاظ. (3) # PageV00P058 # الحقل الخامس في: القطع وخفائه (1) ثم الخبر: إما ان يعلم صدقه قطعا "، ~~أو كذبه كذلك، أو يخفى الأمران (2) والعلم بهما: قد يكون ضروريا "، وقد ~~يكون نظريا. # فهذه خمسة أقسام، أشار إلى تفصيلها بقوله: إن الخبر: # قد يعلم صدقه قطعا ": # 1. ضرورة " أ - كالمتواتر لفظا "، وسيأتي تفسيره. # - 1 - والحكم بكون العلم به ضروريا، مذهب الأكثر. # ومستنده: أنه لو كان نظريا " لما حصل لمن لا يكون من أهله، كالصبيان ~~والبله (3): # ولافتقر إلى الدليل، فلا يحصل للعوام (4).، لكنه، حاصل لهم، فيكون ضروريا ~~". # PageV00P059 # - 2 - وذهب أبو الحسين البصري (1) - والغزالي (2) وجماعة - إلى: أنه ~~نظري، لتوقفه على مقدمات نظرية ك‍: انتفاء المواطاة، ودواعي الكذب، وكون ~~المخبر عنه محسوسا " (3) - 3 - وهو لا يستلزم المدعي: لان الاحتياج إلى ~~النظر في المقدمات البعيدة، لا يوجب كون الحكم نظريا "، كلازم النتيجة. # ولان المقتضى لحصول هذه، العلم بالمخبر عنه، دون العكس. # 2 - وما علم وجود مخبره - بفتح الباء -: كذلك.، أي بالضرورة، كوجود مكة. # ب. لا ضرورة بمعنى (4): أو يعلم صدقه قطعا ": لكن، كسبا " لا ضرورة.، ك‍: # خبر الله تعالى، لقبح الكذب عليه، بالاستدلال.، وخبر الرسول (ص) - أعم من ~~خبر نبينا (صلى الله عليه وآله) - وخبر الامام عندنا كذلك ms005.، للعصمة ~~المعتبرة فيهم (5)، بالدليل أيضا. # وخبر جميع الأمة.، باعتبار الاجماع الثابت حقيقة مدلوله بالاستدلال. # PageV00P060 # والخبر المتواتر معنى: كشجاعة علي وكرمه (1)، وكرم حاتم (2)، فإنه قد روي ~~وقايع في شجاعته وكرمهما، وإن لم يتواتر كل واحد، لكن القدر المشترك ~~متواتر. # والخبر المحتف بالقرائن: كمن يخبر عن مرضه عند الحكيم، ونبضه ولونه يدلان ~~عليه.، من يخبر عن موت أحد، والنياح والصياح في بيته، وكنا عالمين بمرضه.، ~~و أمثال ذلك كثيرة.، وإنكار جماعه (3) أصل العلم به، للتخلف عنه، خطأ.، ~~لجواز عدم الشرائط في صورت التخلف، خصوصا " مع عدم الضبط لهذه الجهات ~~بالعبارات. # وما - أي: الخبر الذي - علم وجود مخبره: بالنظر.، كقولنا: محمد رسول ~~الله. # وقد يعلم كذبه كذلك: # أي: بالضرورة، أو النظر.، وأمثلتهما تعلم بالمقايسة على السابق. # أ. فالمعلوم كذبه ضرورة ": مما خالف المتواتر.، وما علم عدم وجود مخبره ~~ضرورة ": # حسيا "، أو وجدانيا "، أو بديهيا ". # ب. و (المعلوم كذبه) كسبا ": الخبر المخالف، لما دل عليه دليل قاطع ~~بالكسب.، ومنه الخبر الذي تتوفر الدواعي على نقله ولم ينقل، كسقوط المؤذن ~~عن المنارة، ونحو ذلك (4). # وقد يحتمل الخبر الامرين: # الصدق والكذب.، لا بالنظر إلى ذاته، إذ جميع الاخبار تحتملها كذلك، كأكثر ~~الاخبار.، فإن الموافق منها للقسمين الأولين قليل، (5). # PageV00P061 # الحقل السادس في: المتواتر وشروط تحققه وينقسم الخبر مطلقا " - أعم من ~~المعلوم صدقه وعدمه - إلى: متواتر، وآحاد. # أما الحديث في هذا الحقل فهو عن: المتواتر.، من حيث: # أولا ": شرايط مخبريه (1) - 1 - هو: ما بلغت رواته في الكثرة مبلغا "، ~~أحالت العادة تواطؤهم - أي: اتفاقهم - على الكذب. # واستمر ذلك الوصف، في جميع الطبقات حيث يتعدد.، بأن يرويه قوم عن قوم، و ~~هكذا إلى الأول. # فيكون أوله في هذا الوصف كآخره، ووسطه كطرفيه.، ليحصل الوصف: وهو استحالة ~~التواطي على الكذب، للكثرة في جميع الطبقات المتعددة. (2) - 2 - وبهذا، ~~ينتفي التواتر عن كثير من الاخبار، التي قد بلغت رواتها في زماننا ذلك ~~الحد.، لكن، لم يتفق ذلك في غيره، خصوصا " في الابتداء.، وظن كونها متواترة ~~"، من لم يتفطن لهذا الشرط - 3 - ولا ينحصر ذلك: في عدد ms006 خاص، على الأصح.، ~~بل، المعتبر: العدد المحصل للوصف.، فقد يحصل في بعض المخبرين بعشرة وأقل، ~~وقد لا يحصل بماءة.، بسبب قربهم إلى وصف الصدق وعدمه. # وقد خالف في ذلك قوم فاعتبروا: اثني عشر، عدد النقباء (3).، أو عشرين، ~~لآية # PageV00P062 # العشرين الصابرين (1).، أو السبعين، لاختيار موسى لهم (2)، ليحصل العلم ~~بخبرهم إذا رجعوا (3).، أو ثلاثمائة وثلاثة عشر، عدد أهل بدر (4): ولا يخفى ~~ما في هذه الاختلافات من فنون الجزافات (5). # وأي ارتباط لهذا العدد بالمراد (6)؟ وما الذي أخرجه عن نظائره، مما ذكر ~~في القرآن من ضروب الاعداد (7)؟ # ثانيا ": شروط سامعيه (8) وشروط حصول العلم به - أي: بالخبر المتواتر -: # PageV00P063 # إنتفاؤه: # أي: انتفاء العلم المستفاد منه اضطرارا " - عن السامع (1).، لاستحالة ~~تحصيل الحاصل. # وتحصيل التقوية: أيضا " محال.، لان العلم يستحيل أن يكون أقوى مما كان. # وأن لا يسبق شبهة إلى السامع - أو تقليد - ينافي موجب خبره (2): # بان يكون معتقدا " نفيه. # وهذا شرط أختص به: السيد المرتضى - رحمه الله - وتبعه عليه جماعة من ~~المحققين.، وهو جيد في موضعه. (3) - 1 - واحتج عليه: بأن حصول العلم، عقيب ~~خبر التواتر، إذا كان بالعادة.، جاز أن يختلف ذلك باختلاف الأحوال.، فيحصل ~~للسامع، إذا لم يكن قد اعتقد نقيض ذلك الحكم، قبل ذلك. # ولا يحصل: إذا اعتقد ذلك. # وبهذا الشرط: يحصل الجواب، لمن خالف الاسلام، من الفرق، إذا ادعى عدم ~~بلوغه التواتر، بدعوى نبينا (صلى الله عليه وآله): النبوة، وظهور المعجزات ~~على يده، موافقة " لدعواه.، فإن المانع لحصول العلم لهم بذلك، دون ~~المسلمين، سبق الشبهة إلى نفيه. # PageV00P064 # - 3 - ولولا الشرط المذكور، لم يتحقق جوابنا لهم عن غير معجزة القرآن. # وبهذا، أجاب السيد، عن نفي من خالفه تواتر النص (1)، على إمامة علي (عليه ~~السلام): حيث أنهم اعتقدوا نفي النص، لشبهة. # واستناد المخبرين إلى إحساس: # بأن يكون المخبر عنه: محسوسا " بالبصر، أو غيره من الحواس الخمس.، فلو ~~كان مستنده العقل: كحدوث العالم، وصدق الأنبياء، لم يحصل لنا العلم (2). # PageV00P065 # ثالثا ": مصاديق تحققه (1) وهو - أي: التواتر -: متحقق في أصول الشرايع.، ~~ك‍: وجوب الصلاة اليومية، و أعداد ركعاتها، والزكاة، والحج.، تحققا ms007 " كثيرا ~~". # - 1 - وفي الحقيقة: مرجع إثبات تواترها، إلى المعنوي لا اللفظي، إذ ~~الكلام في الأخبار الدالة عليه كغيرها. # وقليل تحققه: في الأحاديث الخاصة، المنقولة بألفاظ مخصوصة.، لعدم اتفاق ~~الطرفين والوسط فيها، وإن تواتر مدلولها، في بعض الموارد.، كالاخبار الدالة ~~على: شجاعة علي (ع)، وكرم حاتم، ونظائرهما. # فإن كل فرد.، خاص من تلك الأخبار، الدالة على أن عليا " (ع)، قتل فلانا " ~~وفعل كذا، غير متواتر.، وكذا، الأخبار الدالة، على أن حاتما " أعطى الفرس ~~الفلانية، والجمل والرمح وغيرها.، إلا أن القدر المشترك بينها: متواتر، تدل ~~تلك الجزئيات، المتعددة آحادا " بالتضمن. (2). # وعلى هذا ينزل: ما ادعى المرتضى ومن تبعه تواتره، من الأخبار الدالة على ~~النص وغيره. # إذ لا شبهة، في أن كل واحد من تلك الأخبار، آحاد، وقد أوما إلى ذلك، في ~~مسائله التبانيات. (3) - 2 - ولم نتحقق إلى الآن: خبرا " خاصا "، بلغ حد ~~التواتر، إلا ما سيأتي.، حتى قيل - و # PageV00P066 # القائل أبن الصلاح (1) -: (من سئل عن ابراز مثال لذلك أعياه طلبه (2)).، ~~هذا مع كثرة رواتهم، قديما " وحديثا "، وانتشارهم في أقطار الأرض. # قال: وحديث (إنما الأعمال بالنيات) (3). # PageV00P067 # ليس منه - أي: من المتواتر (1) -.، وإن نقله الآن عدد التواتر وأكثر.، ~~فإن جميع علماء الاسلام، ورواة الحديث الآن يروونه.، وهم يزيدون عن عدد ~~التواتر، أضعافا " مضاعفة. # لان ذلك التواتر المدعى: قد طرأ في وسط إسناده إلى الآن، دون أوله.، فقد ~~انفرد به جماعة مترتبون، أو شاركهم من لا يخرج بهم عن الآحاد. # وأكثر ما ادعي تواتره من هذا القبيل: ينظر مدعي التواتر، إلى تحققه في ~~زمانه، أو هو وما قبله، من غير استقصاء جميع الأزمنة.، ولو أنصف: لوجد ~~الأغلب، خلو أول الامر منه بل، ربما صار الحديث الموضوع ابتداء، متواترا " ~~بعد ذلك (2).، لكن، شرط التواتر، مفقود من جهة الابتداء. # ونازع بعض المتأخرين في ذلك، وادعى وجود المتواتر بكثرة (3)، وهو غريب. # - 3 - نعم، حديث: (من كذب علي متعمدا "، فليتبوأ مقعده من النار) (4)، ~~يمكن ادعاء تواتره. # PageV00P068 # فقد نقله عن النبي (ص) من الصحابة: الجم الغفير.، أي الجمع الكثير.، قيل ~~- الرواة منهم له ms008 -: أربعون.، وقيل: نيف - بفتح النون وتشديد الياء مكسورة ~~وقد تخفف: # ما زاد على العقد إلى أن يبلغ العقد الاخر، والمراد هنا: اثنان - وستون ~~صحابيا ". # ولم يزل العدد الراوي لهذا الحديث في ازدياد (1). # وظاهر، أن التواتر، يتحقق بهذا العدد.، بل، بما دونه. # الحقل السابع في: الآحاد ودرجاته (2) وهو: ما لم ينته إلى المتواتر منه - ~~أي: من الخبر -: سواء كان الراوي واحدا "، أم أكثر. # ثم هو: أي خبر الواحد. # مستفيض: # إن، زادت رواته عن ثلاثة في كل مرتبة (3)، أو زادت عن اثنين عند بعضهم.، ~~مأخوذ من فاض الماء يفيض فيضا " (4). # PageV00P069 # ويقال له: المشهور أيضا "، حين تزيد رواته عن ثلاثة أو اثنين.، سمي ~~بذلك.، لوضوحه. # وقد يغاير بينهما.، أي بين المستفيض، والمشهور.، بأن يجعل المستفيض: ما ~~اتصف بذلك في ابتدائه وانتهائه، على السواء.، والمشهور: أعم من ذلك (1). # فحديث (إنما الأعمال بالنيات): مشهور غير مستفيض.، لان الشهرة إنما طرأت ~~له في وسطه، كما مر وقد يطلق المشهور: على ما اشتهر على الألسنة، وإن اختص ~~باسناد واحد. # بل ما لا يوجد له إسناد أصلا ". # وغريب: # إن انفرد به: راو واحد (2)، في أي موضع وقع التفرد به من السند.، وإن ~~تعددت الطرق إليه أو منه. # ثم، إن كان الانفراد: في أصل سنده، فهو الفرد المطلق. # وإلا فالفرد النسبي. (3) وغيرهما: # أي ينقسم خبر الواحد إلى غير: المستفيض، والغريب. # وهو: ما عدا ذلك المذكور من الأقسام. # فمنه: العزيز وهو: الذي لا يرويه أقل من اثنين، عن اثنين.، سمي عزيزا ": ~~لقلة وجوده، أو لكونه عز - أي: قوي - بمجيئه من طرق أخرى. (4) # PageV00P070 # ومنه: المقبول وهو: ما يجب العمل به عند الجمهور.، ك‍: الخبر المحتف ~~بالقرائن (1)، والصحيح عند الأكثر، والحسن على قول. # والمردود وهو: الذي لم يترجح صدق المخبر به (2)، لبعض الموانع (3). بخلاف ~~التواتر: فكله مقبول، لافادته القطع بصدق مخبره. # ومنه: المشتبه حاله، بسبب اشتباه حال راويه. # وهو: ملحق بالمردود عندنا، نشترط ظهور عدالة الراوي، ولا نكتفي بظاهر ~~الاسلام أو الايمان (4). # PageV00P071 # الحقل الثامن في: حصر الاخبار (1) والاخبار مطلقا ": متواترة كانت أم ms009 ~~آحادا "، صحيحة " كانت أم لا.، غير منحصرة في عدد معين، بحيث لا يقبل ~~الزيادة عليه.، لإمكان وجود أخبار أخرى، بيد بعض الناس لم تصل إلى الجامع. ~~(2) - 1 - ومن بالغ في تتبعها، وحصرها في عدد.، كقول احمد (3): صح من ~~الأحاديث سبعماءة ألف وكسر، (4) فبحسب ما وصل إليه، لو سلم ذلك له. # وحصر أحاديث أصحابنا أبعد، لكثرة من روى عن الأئمة عليهم السلام، منهم. # وكان قد استقر أمر المتقدمين.، على أربعمائة مصنف، لأربعماية مصنف (5).، ~~سموها: الأصول.، وكان عليها اعتمادهم، ثم تداعت الحال إلى ذهاب معظم تلك ~~الأصول. # PageV00P072 # ولخصها جماعة: في كتب خاصة، تقريبا " على المتناول. # وأحسن ما جمع منها: الكتاب (الكافي) (1) لمحمد بن يعقوب الكليني (2).، و ~~(التهذيب)، (3) للشيخ أبي جعفر الطوسي (4).، ولا يستغني بأحدهما عن الاخر.، ~~لان الأول: # أجمع لفنون الأحاديث.، والثاني: أجمع للأحاديث المختصة بالأحكام الشرعية. # وأما (الاستبصار) (5): فإنه أخص من التهذيب غالبا "، فيمكن الغناء عنه ~~به.، وإن اختص بالبحث عن الجمع بين الاخبار المختلفة، فإن ذلك أمر خارج عن ~~أصل الحديث. # فكتاب (من لا يحضره الفقيه) (6): حسن أيضا " إلا أنه لا يخرج عن الكتابين ~~غالبا ". # وكيف كان: فأخبارنا ليست منحصرة فيها، إلا ان ما خرج عنها، صار الان غير ~~مضبوط، ولا يكلف الفقيه بالبحث عنه (7). # PageV00P073 # الحقل التاسع في: تحديد البحث (1) وأعلم: أن متن الحديث نفسه، لا يدخل في ~~الاعتبار.، أي: اعتبار أهل هذا الفن، إلا نادرا ".، وإنما يدخل في اعتبار ~~الباحث عنه، بخصوصه.، كالفقيه في متون الأحاديث الفقهية (2)، والشارح لها، ~~حيث يبحث عما يتعلق به منها. # واستثني النادر: ليدخل مثل الحديث: المقلوب، والمصحف، والمضطرب، ~~والمزيد.، فإنه يبحث عنها في هذا العلم، مع تعلقها بالمتن. # بل يكتسب الحديث صفة " من القوة والضعف - وغيرهما من الأوصاف -: # بحسب أوصاف الرواة من: العدالة، والضبط، والايمان.، وعدمها: كغير ذلك من ~~الأوصاف (3). # أو بحسب الاسناد من الاتصال: والانقطاع، والارسال، والاضطراب، وغيرها. # PageV00P074 # الحقل العاشر في: خطة البحث (1) - 1 - وتحرير البحث عن ذلك في هذا العلم: ~~بذكر أوصافه، وتمييز بعضها عن بعض. # ينجر إلى: بيان أنواعه: من الصحة وأضدادها، من ms010 الحسن والثقة والضعف، و ~~غيرها.، حتى يقال: حديث صحيح، أو حسن، أو موثق، أو ضعيف. # وينجر إلى: بيان الجرح للرواة، والتعديل لهم.، فيقال: فلان ثقة، أو غير ~~ثقة، أو متهم، أو مجهول، أو كذوب، ونحو ذلك، ليترتب عليه، ما سبق من ~~الأنواع. # - 2 - وإذا نظر إلى حال الطالب: انجر النظر إلى كيفية أخذه.، وطرق تحمله ~~من: القراءة، والسماع، والاجازة، والمناولة، وغيرها. # وينجر الكلام إلى البحث عن: أسماء الرواة المتفقة الاسم والمفترقة، و ~~أنسابهم، ونحو ذلك. # - 3 - وهذا التقرير.، يناسب إفراد كل مطلب منها، بباب يخصه. # فها هنا أبواب أربعة: # الأول: في أقسام الحديث. # والثاني: في من تقبل روايته أو ترد. # والثالث: في طرق تحمله ومحله وكيفية روايته. # والرابع: في أسماء الرجال وطبقاتهم. # PageV00P075 # الباب الأول في: أقسام الحديث PageV00P076 # القسم الأول في: الأحاديث الأصول.، وفيه: مسألتان. # المسألة الأولى في درجات الأصول وفيها حقول الحقل الأول في: الصحيح (1) - ~~1 - وهو: ما اتصل سنده إلى المعصوم، بنقل العدل الامامي عن مثله، في جميع ~~الطبقات، حيث تكون متعددة، (وإن اعتراه شذوذ) (2). # أ - فخرج باتصال السند: المقطوع في أي مرتبة اتفقت.، فإنه لا يسمى: صحيحا ~~"، و إن كان رواته، من رجال الصحيح. # ب - وشمل قوله (إلى المعصوم): النبي، والامام. # ج - وبقوله (بنقل العدل): الحسن. # د - - وبقوله (الامامي): الموثق. # ه‍ - وبقوله في (جميع الطبقات): ما اتفق فيه واحد بغير الوصف المذكور.، ~~فإنه بسببه، يلحق بما يناسبه من الأوصاف، لا بالصحيح.، وهو وارد على من ~~عرفه من أصحابنا - كالشهيد (3) في الذكرى - بأنه: (ما اتصلت روايته إلى ~~المعصوم، بعدل إمامي) (4): فإن # PageV00P077 # اتصاله بالعدل المذكور، لا يلزم أن يكون في جميع الطبقات، بحسب إطلاق ~~اللفظ، وإن كان ذلك مرادا ". # ونبه بقوله (وإن اعتراه شذوذ): على خلاف ما اصطلح عليه العامة من ~~تعريفه.، حيث اعتبروا سلامته من الشذوذ.، وقالوا في تعريفه: انه: (ما اتصل ~~سنده، بنقل العدل الضابط (1)، عن مثله، وسلم عن شذوذ وعله (2). # - 2 - وشمل تعريفهم باطلاق العدل: جميع فرق المسلمين.، فقبلوا رواية ~~المخالف العدل، ما لم يبلغ خلافه حد الكفر (3)، أو يكن ذا ms011 بدعة ويروي ما ~~يقوي بدعته، على أصح أقوالهم (4). # وبهذا الاعتبار: كثرت أحاديثهم الصحيحة، وقلت أحاديثنا (الصحيحة)، مضافا ~~" إلى ما اكتفوا به في العدالة، من الاكتفاء بعدم ظهور الفسق، والبناء على ~~ظاهر حال المسلم (5).، فالاخبار الحسنة والموثقة عندنا، صحيحة عندهم، مع ~~سلامتها من المانعين المذكورين (6). # واحترزوا بالسلامة من الشذوذ: عما رواه الثقة، مع مخالفته ما روى الناس، ~~فلا يكون صحيحا ". # وأرادوا بالعلة: ما فيه أسباب خفية قادحة، يستخرجها الماهر في الفن.، و ~~أصحابنا لم يعتبروا في حد الصحيح: ذلك. # PageV00P078 # والخلاف في مجرد الاصطلاح.، وإلا، فقد يقبلون الخبر الشاذ، والمعلل.، ~~ونحن قد لا نقبلهما، وإن دخلا في الصحيح، بحسب العوارض. # - 3 - وقد يطلق الصحيح عندنا: على سليم الطريق من الطعن (1)، بما ينافي ~~الامرين.، و هما: كون الراوي - باتصال - عدلا " إماميا "، وإن اعتراه مع ~~ذلك الطريق السالم إرسال أو قطع (2) وبهذا الاعتبار: يقولون كثيرا ": روي ~~ابن أبي عمير (3) في الصحيح كذا، أو في صحيحته كذا، مع كون روايته المنقولة ~~كذلك مرسلة. # ومثله وقع لهم في المقطوع كثيرا ". # وبالجملة، فيطلقون الصحيح: على ما كان رجال طريقه، المذكورين فيه، عدولا ~~" إمامية "، وإن اشتمل على أمر آخر بعد ذلك.، حتى أطلقوا لصحيح: على بعض ~~الأحاديث المروية عن غير إمامي، بسبب صحة السند إليه.، فقالوا في صحيحة ~~فلان: وجدناها صحيحة بمن عداه. # وفي (الخلاصة) وغيرها: إن طريق الفقيه إلى معاوية بن ميسرة (5)، وإلى ~~عائذ الأحمسي (6)، # PageV00P079 # وإلى خالد بن نجيح (1)، وإلى عبد الأعلى مولى آل سام (2)، صحيح (3).، مع ~~أن الثلاثة الأول: لم ينص عليهم بتوثيق ولا غيره.، والرابع: لم يوثقه، وإن ~~ذكره في القسم الأول (4). # وكذلك، نقلوا الاجماع (5): على تصحيح ما يصح، عن أبان بن عثمان (6)، مع ~~كونه فطحيا ". # - 4 - وهذا كله، خارج عن تعريف الصحيح، الذي ذكروه في التعريفين، خصوصا " ~~الأول المشهور. # - 5 - ثم، في هذا الصحيح، ما يفيد فائدة الصحيح المشهور (8)، كصحيح أبان. # ومنه ما يراد منه وصف الصحة دون فائدتها (9): كالسالم طريقه مع لحوق ~~الارسال به، أو القطع، أو الضعف، أو الجهالة بمن اتصل به الصحيح.، فينبغي ~~التدبر ms012 لذلك، فقد زل فيه أقدام أقوام. # PageV00P080 # الحقل الثاني في: الحس (1) - 1 - وهو: ما اتصل سنده كذلك - أي: إلى ~~المعصوم - بإمامي ممدوح، من غير نص على عدالته. # مع تحقق ذلك في جميع مراتبه.، أي، جميع (مراتب) رواة طريقه. # أو تحقق ذلك في بعضها: بأن كان فيهم واحدا " إمامي ممدوح غير موثق، مع ~~كون الباقي من الطريق من رجال الصحيح.، فيوصف الطريق بالحسن، لأجل ذلك ~~الواحد. # - 2 - وأحترز بكون الباقي من رجال الصحيح: عما لو كان دونه، فإنه يلحق ~~بالمرتبة الدنيا. # كما لو كان فيه واحد ضعيف، فإنه يكون ضعيفا ". # أو واحد غير إمامي عدل، فإنه يكون من الموثق. # وبالجملة، فيتبع أخس ما فيه من الصفات، حيث تتعدد. # وهذا كله: وارد على تعريف من عرفه من الأصحاب، كالشهيد رحمه الله.، بأنه: # (ما رواه الممدوح، من غير نص على عدالته) (2). # أ - فإنه يشمل: ما كان في طريقه، واحد كذلك (3)، وإن كان الباقي ضعيفا "، ~~فضلا " عن غيره. # ب - ويزيد: أنه لم يقيد الممدوح بكونه إماميا "، مع أنه مرادا ". # - 3 - ويطلق الحسن أيضا " على، ما يشمل الامرين - وهما كون الوصف ~~المذكور: في جميع مراتبه، وفي بعضها.، بمعنى: كون رواته متصفين بوصف الحسن ~~- إلى واحد معين. # . # PageV00P081 # ثم يصير بعد ذلك ضعيفا " أو مقطوعا " أو مرسلا ".، كما مر في الصحيح. # مع اتصاف رواته بالوصفين.، وهما: كون كل واحد إماميا "، وممدوحا " على ~~وجه لا تبلغ العدالة كذلك. # أي: كما أن الصحيح يطلق على سليم الطريق، مما ينافي الامرين - (وهما كون ~~الراوي: عدلا، إماميا ") - وإن لم يتصل. # - 4 - ومن هذا القسم: حكم العلامة (1) وغيره: بكون طريق الفقيه (2)، إلى ~~منذر بن جبير (3)، حسنا ".، مع أنهم لم يذكروا حال منذر، بمدح ولا قدح. # ومثله: طريقه إلى إدريس بن يزيد (4). # وإن طريقه، إلى سماعة بن مهران (5)، حسن (6)، مع أن سماعة واقفي (7)، وإن ~~كان ثقة "، فيكون من الموثق، لكنه حسن بهذا المعنى. # PageV00P082 # وقد ذكر جماعة من الفقهاء (1): أن رواية زرارة (2) - في مفسد الحج، إذا ~~قضاه.، أن الأولى حجة الاسلام (3) - من الحسن (4).، مع أنها مقطوعة (5). # ومثل هذا كثير ms013، فينبغي مراعاته، كما مر في الصحيح. # PageV00P083 # الحقل الثالث في: الموثق (1) - 1 - سمي بذلك: لان راويه ثقة، وإن كان ~~مخالفا ".، وبهذا، فارق الصحيح، مع اشتراكهما في الثقة، ويقال له: القوي ~~أيضا "، لقوة الظن بجانبه بسبب توثيقه. # وهو: # أولا: # ما دخل في طريقه: (من نص الأصحاب على توثيقه، مع فساد عقيدته) (2)، بأن ~~كان من إحدى المخالفة للامامية، وإن كان من الشيعة. # واحترز بقوله (3): (نص الأصحاب على توثيقه) لا، عما لو رواه المخالفون في ~~صحاحهم، التي وثقوا رواتها.، فإنها لا تدخل في الموثق عندنا.، لان العبرة ~~بتوثيق أصحابنا للمخالف، لا بتوثيق غيرنا.، لأنا لم نقبل إخبارهم بذلك (4). # وبهذا، يندفع ما يتوهم: من عدم الفرق بين رواية من خالفنا، ممن ذكر في ~~كتب حديثنا.، وما رووه في كتبهم. # وحينئذ، فذلك كله يلحق بالضعيف عندنا، لما سيأتي من صدق تعريفه عليه، ~~فيعمل منه بما يعمل به منه. # ثانيا ": # ولم يشتمل باقيه.، أي: باقي الطريق، على ضعف.، وإلا، لكان الطريق ضعيفا ~~"، فإنه يتبع الأخس كما سبق. # PageV00P084 # وبهذا القيد: سلم مما يرد على تعريف الأصحاب له، بأن الموثق: ما رواه من ~~نص على توثيقه، مع فساد عقيدته (1). # فإنه يشتمل بإطلاقه، ما لو كان في الطريق واحد كذلك، مع ضعف الباقي، و ~~ليس بمراد كما مر. # - 2 - وقد يطلق القوي: على مروي الامامي، غير الممدوح ولا المذموم (2).، ~~ك‍: نوح بن دراج (3).، وناجية بن أبي عمارة الصيداوي (4)، وأحمد بن عبد ~~الله بن جعفر الحميري (5).، وغيرهم.، وهم كثيرون. # وقولنا: غير الممدوح ولا المذموم.، خير من قول الشهيد رحمه الله وغيره في ~~تعريفه: (غير المذموم) (6): مقتصرين عليه.،. نه يشمل الحسن. # فان الامامي الممدوح: غير مذموم.، ولو فرض كونه: قد مدح وذم، كما اتفق ~~لكثير.، ورد على تعريف الحسن أيضا ". # والأولى: أن يطلب حينئذ الترجيح، ويعمل بمقتضاه.، فإن تحقق التعارض، لم ~~يكن حسنا ". # وعلى هذا.، فينبغي زيادة تعريف الحسن: بكون المدح مقبولا ".، فيقال: ما ~~اتصل سنده، بإمامي ممدوح مدحا " مقبولا "... الخ. # أو غير معارض بذم.، ونحو ذلك. # PageV00P085 # الحقل الرابع في: الضعيف (1) وهو: ما لا ms014 يجتمع فيه شروط أحد الثلاثة ~~المتقدمة.، بأن يشتمل طريقه على: # مجروح بالفسق ونحوه، أو مجهول الحال، أو ما دون ذلك.، كالوضاع. # ويمكن اندراجه في المجروح، فيستغنى به عن الشق الأخير. (2) ~~NoteV00P086N01. ودرجاته في الضعف: متفاوتة بحسب بعده عن شروط الصحة، فكلما ~~بعد بعض رجاله عنها، كان أقوى في الضعف.، وكذا ما كثر فيه الرواة ~~المجروحون، بالنسبة إلى ما قل فيه (3). # كما تتفاوت: درجات الصحيح، وأخويه الحسن والموثق، بحسب تمكنه من ~~أوصافها.، فما رواه الامامي الثقة الورع الضابط، كابن أبي عمير، أصح مما ~~رواه من نقص في بعض الأوصاف، وهكذا، إلى أن ينتهي إلى أقل مراتبه. # وكذلك، ما رواه الممدوح كثيرا ": كإبراهيم بن هاشم (4)، أحسن مما رواه من ~~هو دونه في المدح، وهكذا إلى أن يتحقق مسماه. # وكذا القول في الموثق: فإن ما كان في طريقه، مثل علي بن فضال (5)، وأبان ~~ابن عثمان (6)، أقوى من غيره، وهكذا... # PageV00P086 # (ب). ويظهر أثر القوة: عند التعارض، حيث يعمل بالأقسام الثلاثة، ويخرج ~~أحد الأخيرين شاهدا " (1)، أو يتعارض صحيحان أو حسنان، حيث يجوز العمل به ~~(2). # وكثيرا " ما يطلق الضعيف في كلام الفقهاء: على رواية المجروح خاصة، وهو ~~استعمال الضعيف في بعض موارده (3)، وأمره سهل (4). # PageV00P087 # المسألة الثانية في: حجية العمل بها وفيها: حقول الحقل الأول في: العمل ~~بخبر الواحد (1) واعلم: أن من منع العمل بخبر الواحد مطلقا "، كالسيد ~~المرتضى، تنتفي عنده فائدة البحث، عن الحديث غير المتواتر مطلقا ".، ومن ~~جوز العمل بخبر الواحد، كأكثر المتأخرين في الجملة. # فائدة القيد: التنبيه، على أن من عمل بخبر الواحد، لم يعمل به مطلقا ". # بل، منهم: من خصه بالصحيح. # ومنهم: من أضاف الحسن. # ومنهم: من أضاف الموثق. # ومنهم: من أضاف الضعيف على بعض الوجوه، كما سننبه عليه. # فالعامل بخبر الواحد على أي وجه كان: قطع بالعمل بالخبر الصحيح، لعدم ~~المانع منه.، فإن رواته عدول، صحيحو العقايد.، لكن لم يعمل به مطلقا ".، بل ~~حيث لا يكون شاذا "، أو معارضا " بغيره من الأخبار الصحيحة، فإنه حينئذ ~~يطلب المرجح. # وربما عمل بعضهم: بالشاذ أيضا "، كما ms015 اتفق للشيخين (2)، في صحيحة زرارة، ~~في من دخل في الصلاة بتيمم ثم أحدث؟ # PageV00P088 # إنه يتوضأ حيث الماء، ويبني على الصلاة، وإن خصاها بحالة الحدث ناسيا " ~~(1). و مثل ذلك كثير (2). # PageV00P089 # الحقل الثاني في: العمل بالخبر الحسن (1) واختلفوا في العمل بالحسن. # - 1 - فمنهم من عمل به مطلقا ": كالصحيح.، وهو الشيخ رحمه الله، على ما ~~يظهر من عمله.، وكل من اكتفى في العدالة بظاهر الاسلام، ولم يشترط ظهورها. # - 2 - ومنهم من رده مطلقا "، وهم الأكثرون.، حيث اشترطوا في قبول ~~الرواية: الايمان والعدالة كما قطع به العلامة في كتبه الأصولية، وغيره. # والعجب، ان الشيخ رحمه الله: اشترط ذلك أيضا في كتب الأصول، ووقع له في ~~الحديث وكتب الفروع الغرائب.، فتارة " يعمل بالخبر الضعيف مطلقا "، حتى أنه ~~يخصص به أخبارا " كثيرة صحيحة، حيث تعارضه باطلاقها، وتارة " يصرح برد ~~الحديث لضعفه.، و أخرى يرد الصحيح، معللا " بأنه خبر واحد، لا يوجب علما " ~~ولا عملا " كما هي عبارة المرتضى. # - 3 - وفصل آخرون في الحسن: كالمحقق في المعتبر، والشهيد في الذكرى.، ~~فقبلوا الحسن بل الموثق.، وربما ترقوا إلى الضعيف أيضا "، إذا كان العمل ~~بمضمونه مشتهرا " بين الأصحاب.، حتى قدموه حينئذ على الخبر الصحيح، حيث لا ~~يكون العمل بمضمونه مشتهرا ". # PageV00P090 # الحقل الثالث في: العمل بالخبر الموثق (1) وكذا اختلفوا في العمل ~~بالموثق، نحو اختلافهم في الحسن، فقبله قوم مطلقا "، ورده آخرون، وفصل ثالث ~~(بالشهرة وعدمها) (2). # - 1 - ويمكن، اشتراك الثلاثة في دليل واحد، يدل على جواز العمل بها مطلقا ~~".، وهو: # أن المانع من قبول خبر الفاسق هو فسقه.، لقوله تعالى: (إن جاءكم فاسق ~~بنبأ، فتبينوا...) (3).، فمتى لم يعلم الفسق، لا يجب التثبت عند خبر ~~المخبر، مع جهل حاله.، فكيف مع توثيقه ومدحه، وإن لم يبلغ حد التعديل؟ ~~وبهذا احتج من قبل المراسيل. # - 2 - وقد أجابوا عنه: بأن الفسق، لما كان علة التثبت، وجب العلم بنفيه، ~~حتى يعلم وجود انتفاء التثبيت فيجب التفحص عن الفسق، ليعلم.، أو عدمه، حتى ~~يعلم التثبت أو عدمه. # - 3 - وفيه نظر: لان الأصل، عدم وجود المانع في المسلم.، ولان مجهول ~~الحال، لا يمكن ms016 الحكم عليه بالفسق.، والمراد في الآية: المحكوم عليه ~~بالفسق. # PageV00P091 # الحقل الرابع في: العمل بالخبر الضعيف (1) - 1 - وأما الضعيف: فذهب ~~الأكثر: إلى منع العمل به مطلقا "، للامر بالتثبيت عند إخبار الفاسق الموجب ~~لرده. # وأجازه آخرون - وهم جماعة كثيرة: منهم من ذكرناه -: مع اعتضاده بالشهرة، ~~رواية ".، بأن يكثر تدوينها وروايتها: بلفظ واحد، أو ألفاظ متغايرة متقاربة ~~المعنى، أو فتوى بمضمونها في كتب الفقه، لقوة الظن بصدق الراوي في جانبها.، ~~أي: جانب الشهرة وإن ضعف الطريق.، فإن الطريق الضعيف، قد يثبت به الخبر، مع ~~اشتهار مضمونه. # كما تعلم مذاهب الفرق الاسلامية كقول: أبي حنيفة (2)، والشافعي (3)، ~~ومالك (4)، و أحمد.، بإخبار أهلها - مع الحكم بضعفهم عندنا - وإن لم يبلغوا ~~حد التواتر. # وبهذا.، اعتذر للشيخ رحمه الله، في عمله بالخبر الضعيف. # وهذه.، حجة من عمل بالموثق أيضا "، بطريق أولى. # - 2 - وفيه نظر، يخرج تحريره عن وضع الرسالة، فإنها مبنية على الاختصار. # ووجهه على وجه الايجاز: إنا نمنع من كون هذه الشهرة التي ادعوها، مؤثرة ~~في جبر الخبر الضعيف.، فإن هذا إنما يتم، لو كانت الشهرة متحققة قبل زمن ~~الشيخ رحمه الله. # والامر ليس كذلك.، فإن من قبله من العلماء، كانوا بين مانع من خبر الواحد ~~مطلقا "، كالمرتضى والأكثر، على ما نقله جماعة.، وبين جامع للأحاديث، من ~~غير التفات إلى تصحيح ما يصح، ورد ما يرد. # وكان البحث عن الفتوى مجردة - لغير الفريقين - قليلا " جدا "، كما لا ~~يخفى على من أطلع على حالهم. # PageV00P092 # فالعمل بمضمون الخبر الضعيف، قبل زمن الشيخ، على وجه يجبر ضعفه، ليس ~~بمتحقق، ولما عمل الشيخ بمضمونه، في كتبه الفقهية، جاء من بعده من الفقهاء، ~~واتبعه منهم عليها الأكثر، تقليدا " له، إلا من شذ منهم.، ولم يكن فيهم: من ~~يسبر الأحاديث، وينقب على الأدلة بنفسه، سوى الشيخ المحقق ابن إدريس (1)، ~~وقد كان لا يجيز العمل بخبر الواحد مطلقا. # فجاء المتأخرون بعد ذلك ووجدوا الشيخ ومن تبعه.، قد عملوا بمضمون ذلك ~~الخبر الضعيف، لأمر ما رأوه في ذلك، لعل الله تعالى يعذرهم فيه.، فحسبوا ~~العمل به مشهورا ms017 "، وجعلوا هذه الشهرة جابرة لضعفه. # ولو تأمل المنصف، وحرر المنقب، لوجد مرجع ذلك كله إلى الشيخ.، ومثل هذه ~~الشهرة، لا تكفي في جبر الخبر الضعيف. # ومن هنا، يظهر الفرق بينه، وبين ثبوت فتوى المخالفين، بإخبار أصحابهم. ~~فإنهم كانوا منتشرين في أقطار الأرض، من أول زمانهم، ولم يزالوا في ازدياد ~~(2). # وممن أطلع على أصل هذه القاعدة - التي بينتها وتحققتها - من غير تقليد: ~~الشيخ الفاضل المحقق سديد الدين محمود الحمصي (3)، والسيد رضي الدين ابن ~~طاووس (4)، وجماعة. # قال السيد رحمه الله في كتابه (البهجة لثمرة المهجة): أخبرني جدي الصالح، ~~ورام بن أبي فراس قدس الله سره (5).، ان الحمصي حدثه: انه لم يبق للامامية ~~مفت على التحقيق.، بل، كلهم حاك. # PageV00P093 # وقال السيد عقيبه: (والآن، فقد ظهر أن الذي يفتى به ويجاب عنه، على سبيل ~~ما حفظ من كلام العلماء المتقدمين (1))، انتهى. # وقد كشف لك بذلك: بعض الحال، وبقي الباقي في الخيال.، وإنما يتنبه لهذا ~~المقال، من عرف الرجال بالحق، وينكره، من عرف الحق بالرجال (2). # وجوز الأكثر: العمل به - أي بالخبر الضعيف -.، في نحو: القصص، والمواعظ، ~~وفضائل الأعمال.، لا في نحو: صفات الله المتعال، وأحكام الحلال والحرام. # وهو حسن: حيث لا يبلغ الضعف، حد الوضع والاختلاق، لما اشتهر بين العلماء ~~المحققين، من التساهل بأدلة السنن، وليس في المواعظ والقصص غير محض الخير. # لما ورد عن النبي (ص) - من طريق الخاصة والعامة - أنه قال: (من بلغه عن ~~الله تعالى فضيلة "، فأخذها وعمل بما فيها، إيمانا " بالله ورجاء ثوابه، ~~أعطاه الله تعالى ذلك، وإن لم يكن كذلك) (3). # وروي هشام بن سالم - في الحسن (4) - عن أبي عبد الله (ع) قال: (من سمع ~~شيئا " من الثواب على شئ، فصنعه، كان له أجر، وإن لم يكن على ما بلغه) (5). # PageV00P094 # القسم الثاني في: الأنواع والفروع أما وقد عرفت تلك المعاني الأربعة (1)، ~~التي هي أصول علم الحديث.، بقي هنا عبارات لمعان شتى. # منها.، ما يشترك فيها الأقسام الأربعة، إما جميعها أو بعضها، بحيث لا ~~يختص بالضعيف.، ليدخل فيه المقبول، فإنه ليس من ms018 أقسام الصحيح، وإنما يشترك ~~فيه الثلاثة الأخيرة، على ظاهر الاستعمال.، وإن كان اطلاق مفهومه، قد يفهم ~~منه كونه أعم من الصحيح أيضا ". # وجملة المشترك: ثمانية عشر نوعا ". # ومنها ما يختص بالضعيف: وهو ثمانية. # فجملة الأنواع الفروع: ستة وعشرون. # ومع الأصول: ثلاثون نوعا ". # وذلك على وجه: الحصر الجعلي، أو الاستقرائي.، لامكان إبداء أقسام أخر ~~(2). # (وعليه، ففي هذا القسم: مسألتان) (3). # PageV00P095 # المسألة الأولى في: أنواع المشترك وفيها: حقول الحقل الأول في: المسند ~~(1) وهو: ما اتصل سنده مرفوعا "، من رواية إلى منتهاه، إلى المعصوم. # وأكثر ما يستعمل: في ما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) (2) فخرج ~~باتصال السند: المرسل، والمعلق، والمعضل. # وبالغاية: الموقوف، إذا جاء بسند متصل، فإنه لا يسمى في الاصطلاح مسندا ~~". # وربما أطلقه: بعضهم على المتصل مطلقا " (3).، وآخرون: على ما رفع إلى ~~النبي (ص)، وإن كان منقطعا ". # PageV00P096 # الحقل الثاني في: المتصل (1) ويسمى أيضا ": الموصول (2). # وهو: ما اتصل اسناده إلى المعصوم أو غيره، وكان كل واحد من رواته، قد ~~سمعه ممن فوقه.، أو ما هو في معنى السماع: كالاجازة، والمناولة. # وهذا القيد (3)، أخل به كثير.، فورد عليهم: ما تناوله.، سواء كان: مرفوعا ~~" إلى المعصوم، أم موقوفا " على غيره. # وقد يخص.، بما اتصل إسناده: إلى المعصوم، أو الصحابي، دون غيرهم. # هذا، مع الاطلاق.، أما مع التقييد، فجائز مطلقا " (و) واقع، كقولهم: هذا ~~متصل الاسناد بفلان، ونحو ذلك. # الحقل الثالث في: المرفوع (4) - 1 - وهو: ما أضيف إلى المعصوم (5): من ~~قول.، بأن يقول في الرواية: أنه عليه السلام قال كذا. # أو فعل.، بأن يقول: فعل كذا. # أو تقرير.، بأن يقول: فعل فلان بحضرته كذا، ولم ينكره عليه، فإنه يكون قد ~~أقره عليه.، وأولى منه: ما لو صرح بالتقرير. # PageV00P097 # سواء كان إسناده: متصلا " بالمعصوم بالمعنى السابق.، أم منقطعا ": بترك ~~بعض الرواة، أو إيهامه، أو رواية بعض رجال سنده عمن لم يلقه. (1) - 2 - وقد ~~تبين من التعريفات الثلاثة: أن بين الأخيرين منها، عموما " من وجه (2) ~~بمعنى: صدق منهما، على شئ مما صدق عليه الاخر، مع عدم استلزام صدق شئ ms019 منهما ~~صدق الاخر. # ومادة تصادقهما هنا: فيما إذا كان الحديث متصل الاسناد بالمعصوم، فإنه ~~يصدق عليه الاتصال والرفع، لشمول تعريفهما له. # ويختص المتصل: بمتصل الاسناد، على الوجه المقرر، مع كونه موقوفا " على ~~غير المعصوم. # ويختص المرفوع: بما أضيف إلى المعصوم، باسناد منقطع. # - 2 - وتبين أيضا ": أنهما أعم من الأول مطلقا ".، بمعنى: استلزام صدقه ~~صدقهما، من غير عكس. # ووجه عمومهما كذلك، اشتراك الثلاثة، في الحديث المتصل الاسناد، على الوجه ~~السابق إلى المعصوم. # واختصاص المتصل: بحالة كونه موقوفا ".، والمرفوع: بحالة انقطاعه. # PageV00P098 # الحقل الرابع في: المعنعن (1) وهو ما يقال في سنده: فلان عن فلان (2)، من ~~غير بيان للتحديث والاخبار والسماع.، وبذلك يظهر وجه تسميته: معنعنا ". # - 1 - وقد اختلفوا في حكم الاسناد المعنعن: # (أ). فقيل: هو من قبيل المرسل (3) والمنقطع (4)، حتى يتبين إتصاله ~~بغيره.، لان العنعنة أعم من الاتصال لغة ". # (ب). والصحيح: الذي عليه جمهور المحدثين.، بل، كاد يكون إجماعا ".، أنه: # متصل إذا أمكن اللقاء - أي: ملاقاة الراوي بالعنعنة لمن رواه عنه - مع ~~البراءة - أي: # براءته أيضا " من التدليس: بأن لا يكون معروفا " به (5) -. # وإلا، لم يكف اللقاء، لان من عرف بالتدليس، قد يتجوز في العنعنة، مع عدم ~~الاتصال.، نظرا " إلى ظهور صدقه في الاطلاق، وإن كان خلاف الاصطلاح، ~~والمتبادر من معناه (6). # - 2 - وقد استعمله - أي المعنعن - والمراد: استعمال المصدر، وهو العنعنة ~~في الأحاديث. # (نعم، قد استعمله) أكثر المحدثين، مريدين به: الاتصال. # وأكثرهم لا يقول بالمرسل (7). # PageV00P099 # وزاد آخرون في الشرائط: كون الراوي، قد أدرك المروي عنه بالعنعنة، إدراكا ~~" بينا ". # وآخرون على ذلك: كونه معروفا " بالرواية عنه. # الأظهر: عدم اشتراطهما (1). # PageV00P100 # الحقل الخامس في: المعلق (1) - 1 - وهو: ما حذف من مبدأ اسناده، واحد ~~فأكثر.، (2) كقول الشيخ رحمه الله: محمد بن أحمد (3)... الخ، أو محمد بن ~~يعقوب، أو زرارة عن الباقر (ع) أو الصادق (ع)، أو قال النبي (صلى الله عليه ~~وآله) أو الصادق (ع)، أو نحو ذلك. # - 2 - مأخوذ: من تعليق الجدار أو الطلاق، لاشتراكهما في قطع الاتصال.، ~~ولم يستعملوه: فيما سقط وسط إسناده، أو آخره.، لتسميتهما: بالمنقطع، ~~والمرسل (4). # - 3 - ولا يخرج ms020 المعلق عن الصحيح، إذا عرف المحذوف من جهة ثقة، خصوصا " ~~إذا كان العلم من جهة الراوي. # كقول الشيخ في كتابيه والصدوق في الفقيه: محمد بن يعقوب، أو أحمد بن محمد ~~(5) أو غيرهما ممن لم يدركه.، ثم يذكر في آخر الكتاب: طريقه إلى كل واحد، ~~ممن ذكر في أول الاسناد (6). # PageV00P101 # وهو حينئذ - أي: حين يعلم المحذوف -: في قوة المذكور.، لان الحذف إنما هو ~~من الكتابة أو اللفظ، حيث تكون الرواية به، والقصد ما ذكر. # وإلا يعلم المحذوف من جهة ثقة، خرج المعلق عن الصحيح إلى الارسال (1). ~~وما في حكمه. # PageV00P102 # الحقل السادس في: المفرد (1) وهو: قسمان (أ) لأنه إما أن ينفرد به ~~(رواية) عن جميع الرواة (2).، وهو: الانفراد المطلق (3)، وألحقه بعضهم ~~بالشاذ، وسيأتي أنه يخالفه. # (ب) أو ينفرد به بالنسبة إلى جهة: وهو النسبي (4)، كتفرد أهل بلد معين، ~~كمكة و البصرة والكوفة.، أو تفرد واحد من أهلها به. # ولا يضعف الحديث بذلك: من حيث كونه إفرادا "، إلا أن يلحق بالشاذ، فيرد ~~لذلك. (5) # PageV00P103 # الحقل السابع في: المدرج (1) وهو: ما أدرج فيه كلام بعض الرواة، فيظن ~~لذلك أنه منه.، من الحديث. # أو يكون عنده متنان باسنادين، فيدرجهما في أحدهما (2) - أي: أحد إسنادي ~~الحديثين - ويترك الاخر. # أو يسمع حديث واحد، من جماعة مختلفين في سنده (3).، بأن رواه بعضهم بسند، ~~و رواه غيره بغيره. # أو مختلفين في متنه، مع اتفاقهم على سنده.، فيدرج روايتهم جميعا "، على ~~الاتفاق في المتن أو السند، ولا يذكر الاختلاف. # وتعمد كل واحد من الأقسام الثلاثة حرام (4). # PageV00P104 # الحقل الثامن في: المشهور (1) - 1 - وهو ما شاع عند أهل الحديث خاصة، دون ~~غيرهم، بأن نقله منهم رواة كثيرون (2).، ولا يعلم هذا القسم، إلا أهل ~~الصناعة. أو عندهم وعند غيرهم.، كحديث: (إنما الأعمال بالنيات.، وأمره ~~واضح، وهو بهذا المعنى أعم من الصحيح. # أو عند غيرهم خاصة، ولا أصل له عندهم، وهو كثير (3). - 2 - قال بعض ~~العلماء: أربعة أحاديث تدور على الألسن وليس لها أصل: (4) # PageV00P105 # (أ) من بشرني بخروج آذار (1) بشرته بالجنة (2). # (ب) ومن آذى ذميا " فأنا خصمه ms021 يوم القيامة (3) (ج) ويوم نحركم يوم صومكم ~~(4). # (د) وللسائل حق وإن جاء على فرس. (5) # PageV00P106 # الحقل التاسع في: الغريب بقول مطلق (1) - 1 - وهو: إما غريب إسنادا " ~~ومتنا " معا ".، وهو: ما تفرد برواية متنه واحد. # أو غريب إسنادا " خاصة لا متنا " - كحديث يعرف متنه عن: جماعة من الصحابة ~~مثلا "، أو ما حكمهم (2) - إذا انفرد واحد بروايته، عن آخر غيرهم (3)، ~~ويعبر عنه: بأنه غريب من هذا الوجه (4).، ومنه: غرائب الخرجين، في أسانيد ~~المتون الصحيحة (5). # أو غريب متنا " لا إسنادا "، بالنسبة إلى أحد طرفي الاسناد، فإن اسناده ~~متصف بالغرابة في طرفه الأول، وبالشهرة في طرفه الاخر (6). # - 2 - وحديث: (إنما الأعمال بالنيات)، من هذا الباب. # فإنه: # (أ) غريب: في طرفه الأول.،.، لأنه مما تفرد به من الصحابة عمر (7)، وإن ~~كان قد خطب به على المنبر، فلم ينكر عليه.، فإن ذلك أعم من كونهم سمعوه من ~~غيره (أم لم يسمعوه (8). # PageV00P107 # ثم تفرد به عنه، علقمة. (1) ثم تفرد به عن علقمة: محمد بن إبراهيم (2). # ثم تفرد به يحيى بن سعيد (3): عن محمد. # (ب) مشهور في طرفه الاخر، لتعدد رواته بعد من ذكرنا، واشتهاره.، حتى قيل: # أنه رواه عن يحيى بن سعيد (4): أكثر من مئتي نفس.، وحكي عن إسماعيل ~~الهروي (5): أنه كتبه من سبعمائة طريق، عن يحيى بن سعيد. # - 3 - وما ذكرناه: من تفرد الأربعة بهذا الحديث.، هو المشهور بين ~~المحدثين.، ولكن، ادعى بعض المتأخرين: أنه روي أيضا " عن: علي: (عليه ~~السلام)، وأبي سعيد الخدري (6)، وأنس (7) - بلفظه -، ومن حديث جمع من ~~الصحابة: بمعناه.، وعلى هذا، فيخرج عن حد الغرابة. # - 4 - ونظائره في الأحاديث، كثيرة.، فإن كثيرا " من الأحاديث، ينفرد به ~~واحد، ثم تتعدد رواته، خصوصا " بعد الكتب المصنفة، التي يودع الحديث فيها ~~(8)، كما لا يخفى. # - 5 - وقد يطلق على الغريب: اسم الشاذ. # والمشهور: المغايرة بينهما، على ما ستعرفه في تعريف الشاذ. # PageV00P108 # الحقل العاشر في: المصحف (1) وهذا.، فن جليل، إنما ينهض بأعبائه الحذاق ~~من العلماء (2). # (والتصحيف بعد: نوعان. # أ. اللفظي وهو ما يكون: في اللفظ، وقد وقع) (3): - 1 - في: الراوي.، ~~كتصحيف مراجم، بالراء المهملة والجيم ms022، أبو العوام.، بمزاحم بالزاي (4) ~~والحاء (5). # وتصحيف: حريز، بجرير. # وبريد، بيزيد. # ونحو ذلك. # وقد صحف العلامة في كتب الرجال كثيرا " من الأسماء.، من أراد الوقوف ~~عليها فليطالع (الخلاصة) له (6) و (إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة) (7).، ~~وينظر ما بينهما من الاختلاف. # PageV00P109 # وقد نبه الشيخ تقي الدين بن داوود (1)، على كثير من ذلك (2) - 2 - وفي ~~المتن.، كحديث: (من صام رمضان واتبعه ستا " من شوال)، صحفه بعضهم: # بالشين المعجمة.، ورواه كذلك) (3). # - 3 - ومتعلقة.، أي التصحيف: إما البصر أو السمع. # والأول: كما ذكر من الأمثلة، متنا " وإسنادا ".، لان ذلك التصحيف، إنما ~~يعرض للبصر، لتقارب الحروف.، لا للسمع، إذ لا يلتبس عليه مثل ذلك. # والثاني: تصحيف بعضهم: عاصم الأحوال (4)، بواصل الأحدب (5).، فإن ذلك لا ~~يشتبه في الكتابة على البصر، واشتباه ذلك. # PageV00P110 # (ب. المعنوي وهو ما يكون:) (1) في المعنى، كما حكي عن أبي موسى، محمد بن ~~المثنى العنزي (2).، أنه قال: نحن قوم لنا شرف.، نحن من عنزة، صلى إلينا ~~رسول الله (صلى الله عليه وآله). # يريد بذلك ما روي: أنه (ص) صلى إلى عنزة.، وهي: حربة تنصب بين يديه، سترة ~~": # فتوهم انه (صلى الله عليه وآله): صلى إلى قبيلتهم بني عنزة (3).، وهو: ~~تصحيف معنوي عجيب. # PageV00P111 # الحقل الحادي عشر في: العالي سندا " (1) وهو: قليل الواسطة مع إتصاله ~~(2). # وطلبه: # أي: طلب علو الاسناد، سنة عند أكثر السلف.، وقد كانوا يرحلون إلى ~~المشايخ، في أقصى البلاد لأجل ذلك (3). # فبعلوه: # أي: السند، يبعد الحديث عن الخلل، المتطرق إلى كل راو (من الرواة).، إذ ~~ما من راو من رجال الاسناد، إلا والخطأ جائز عليه. (4) فكلما كثرت الوسائط ~~وطال السند كثرت مظان التجويز، وكلما قلت قلت. # ولكن: # قد يتفق في النزول مزية ليست في العلو.، كأن يكون رواته أوثق أو أحفظ أو ~~أضبط (5). # PageV00P112 # أو الاتصال فيه أظهر: للتصريح فيه بالقاء، واشتمال العالي على ما يحتمله ~~وعدمه.، كعن فلان.، فيكون النزول حينئذ أولى. # ومنهم، من رجح النزول مطلقا ".، إستنادا " إلى أن: كثرة البحث يقتضي ~~المشقة، فيعظم الاجر.، وذلك، ترجيح بأمر أجنبي، عما يتعلق بالتصحيح ~~والتضعيف. # والعلو ms023: أقسام أعلاه وأشرفه: قرب الاسناد من المعصوم، بالنسبة إلى سند ~~آخر، يروي به بذلك الحديث بعينه بعدد كثير.، وهو: العلو المطلق. # فإن اتفق مع ذلك: أن يكون سنده صحيحا "، ولم يرجح غيره عليه بما تقدم.، ~~فهو: # الغاية القصوى. # وإلا، فصورة العلو فيه موجودة، ما لم يكن موضوعا "، فيكون كالمعدوم. # - 2 - ثم بعد هذه المرتبة في العلو: قرب الاسناد المذكور، من أحد أئمة ~~الحديث (1).، ك‍: # الشيخ، والصدوق، والكليني، والحسن بن سعيد (2)، وأشكالهم. # - 3 - ثم بعده، يتقدم زمان سماع أحدهما - أي: أحد الراويين في الاسنادين ~~- على زمان سماع الاخر.، وإن اتفقا: في العدد الواقع في الاسناد، أو في عدم ~~الواسطة.، بأن كانا: فد رويا عن واحد، في زمانين مختلفين.، فأولهما سماعا ~~": أعلى من الاخر، لقرب زمانه من المعصوم، بالنسبة إلى الاخر. # والعلو، بهذه المعنيين: يعبر عنه بالعلو النسبي.، وشرف اعتباره: قليل، ~~خصوصا " الأخير.، لكن قد اعتبره جماعة من أئمة الحديث، فذكرناه لذلك. # PageV00P113 # - 4 - وزاد بعضهم للعلو معنى رابعا ": وهو تقدم وفاة الراوي: فإنه أعلى ~~من إسناد آخر، يساويه في العدد، مع تأخر وفاة من هو في طبقته عنه. (1) ~~مثاله: ما نرويه بإسنادنا، إلى الشيخ الشهيد، عن السيد عميد الدين (2)، عن ~~العلامة جمال الدين بن المطهر.، فإنه أعلى مما نرويه.، عن فخر الدين بن ~~المطهر (3)، عن والده جمال الدين.، وإن تساوي الاسنادان في العدد، لتقدم ~~وفاة السيد عميد الدين، على وفاة فخر الدين، بنحو خمس عشرة سنة (4) والكلام ~~في هذا العلو: كالذي قبله وأضعف. # PageV00P114 # الحقل الثاني عشر في: الشاذ (1) وهو: ما رواه الراوي الثقة، مخالفا " لما ~~رواه الجمهور - أي: الأكثر (2) - سمي شاذا ": # باعتبار ما قابله، فإنه مشهور. # ويقال للطرف الراجح: المحفوظ. # - 1 - ثم، إن كان المخالف له الراجح، أحفظ أو أضبط أو أعدل، من راوي ~~الشاذ فشاذ مردود: لشذوذه ومرجوحيته، لفقد أحد الأوصاف الثلاثة. # وإن انعكس، فكان الراوي للشاذ أحفظ للحديث، أو أضبط له، أو أعدل من غيره، ~~من رواة مقابله، فلا يرد.، لان في كل منهما صفة راجحة، وصفة " مرجوحة "، ~~فيتعارضان فلا ترجيح. # وكذا، إن كان ms024 المخالف، أو راوي الشاذ مثله.، أي مثل الاخر في: الحفظ ~~والضبط والعدالة، فلا يرد.، لان ما معه من الثقة، يوجب قبوله، ولا رجحان ~~للآخر عليه من تلك الجهة. # - 2 - ومنهم، من رده مطلقا ": نظرا " إلى شذوذه، وقوة الظن بصحة جانب ~~المشهور. # - 3 - ومنهم، من قبله مطلقا ": نظرا " إلى كون راويه ثقة في الجملة. # ولو كان راوي الشاذ المخالف لغيره: غير ثقة.، فحديثه منكر مردود.، لجمعه ~~بين الشذوذ وعدم الثقة. # PageV00P115 # ويقال لمقابله: المعروف. # - 4 - ومنهم، من جعلهما - أي: الشاذ، والمنكر -: مترادفين (1).، بمعنى: ~~الشاذ المذكور. # - 5 - وما ذكرناه من الفرق أضبط (2). # PageV00P116 # الحقل الثالث عشر في: المسلسل (1) - 1 - وهو: ما تتابع فيه رجال الاسناد ~~على: صفة (2)، كالتشبيك بالأصابع (3)، أو حالة (4)، كالقيام في الراوي ~~للحديث. (5) سواء كانت تلك الصفة أو الحالة. # قولا ": # كقوله: سمعت فلانا " يقول: سمعت فلانا " يقول، إلى المنتهى - أي: منتهى ~~الاسناد - أو أخبرنا فلان والله.، قال: أخبرنا فلان والله، إلى آخر الاسناد ~~(6). # وكالمسلسل: بقراءة سورة الصف. # أو فعلا ": # كحديث التشبيك باليد. (7) والقيام حالة الرواية (8). # والاتكاء حالته. # PageV00P117 # والعد باليد في حديث تعليم الصلاة على آل النبي (صلى الله عليه وآله). ~~(1) أو بهما: أي بالقول والفعل 1 - كالمسلسل بالمصافحة.، فإنه تضمن الوصف ~~بالقول. # في قول كل واحد: صافحني بالكف التي صافحت بها فلانا ". # وقوله: فما مسست خزا " ولا حريرا " ألين من كفه. # والفعل.، وهو: نفس المصافحة، من كل واحد من رجال الاسناد. # 2 - والمسلسل بالتقليم.، فإنه تضمن الوصف بالقول.، كقول كل واحد: لقمني ~~فلان بيده لقمة لقمة. # والفعل.، وهو: التلقيم. # 3 - ومثله: المسلسل.، بقرب إلي جبنا " وجوزا ". # 4 - والمسلسل.، أطعمني وسقاني. # 5 - والمسلسل.، بالضيافة على الأسودين، التمر والماء. # أو حالة في الرواية: # كالحديث المسلسل بإتفاق: أسماء الرواة.، كالمسلسل بالمحمدين (2)، ~~والأحمدين وأسماء آبائهم. # PageV00P118 # أو كناهم (1). # أو أنسابهم. # أو بلدانهم (2). # وتسلسل هذه المذكورات، وقع في جميع الاسناد. # - 2 - وقد يقع التسلسل في معظم الاسناد دون جميعه. # كالمسلسل بالأولية، وهو: أول ما يسمعه كل واحد منهم، من شيخه من ~~الأحاديث.، فإن تسلسله بهذا الوصف، ينتهي إلى سفيان بن عيينة (3)، فقط.، ~~وانقطع: في # PageV00P119 # سماعه من عمرو (1)، وفي سماعه ms025 من أبي قابوس (2) وفي سماعه من عبد الله، ~~وفي سماعه من النبي (صلى الله عليه وآله). ومن رواه مسلسلا " إلى منتهاه، ~~فقد وهم. # - 3 - وهذا الوصف وهو: التسلسل، ليس له مدخل في قبول الحديث وعدمه، وإنما ~~هو فن من فنون الرواية، وضروب المحافظة عليها، والاهتمام بها. # وفضيلته: اشتماله على مزيد الضبط (3)، والحرص على أداء الحديث، بالحالة ~~التي اتفق بها من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -. # وأفضله: ما دل على اتصال السماع (4)، لأنه أعلى مراتب الرواية على ما ~~سيجئ. (5) وقلما تسلم المسلسلات، عن ضعف في الوصف بالتسلسل، فقد طعن في وصف ~~كثير منها، لا في أصل المتن. # - 4 - ومن الحديث المسلسل: # ما ينقطع تسلسله في وسط إسناده، كالمسلسل بالأولية، على الصحيح عند ~~الناقدين، وإن كان المشهور بينهم خلافه. # PageV00P120 # الحقل الرابع عشر في: المزيد بمعنى: المزيد على غيره من الأحاديث المروية ~~في معناه. # والزيادة تقع: # في المتن، بأن يروي فيه كلمة زائدة، تتضمن معنى لا يستفاد من غيره (2). # وفي الاسناد (3).، كأن يرويه بعضهم بإسناد، مشتمل على ثلاثة رجال معينين ~~مثلا ".، فيرويه المزيد بأربعة (4)، (يتخلل الرابع بين الثلاثة (5). # والأول: وهو المزيد في المتن - 1 - مقبول: إذا وقعت الزيادة من الثقة.، ~~لان ذلك لا يزيد على إيراد حديث مستقل، # PageV00P121 # حيث لا يقع المزيد منافيا "، لما رواه غيره من الثقات. # - 2 - ولو كانت المنافاة في العموم والخصوص.، بأن يكون المروي بغير ~~زيادة، عاما " بدونها، فيصير بها خاصا " أو بالعكس.، فيكون المزيد حينئذ ~~كالشاذ، وقد تقدم حكمه. # - 3 - مثاله: حديث: (وجعلت لنا الأرض مسجدا "، وترابها طهورا ").، فهذه ~~الزيادة: تفرد بها بعض الرواة: ورواية الأكثر لفظها: (جعلت لنا الأرض مسجدا ~~" وطهورا "). (1) فما رواه الجماعة: عام.، لتناوله لأصناف الأرض، من الحجر ~~والرمل والتراب وما رواه المتفرد - بالزيادة - مخصوص بالتراب.، وذلك، نوع ~~من المخالفة، يختلف به الحكم. (3) والثاني: وهو المزيد في الاسناد - 1 - ~~كما إذا: أسنده وأرسلوه، أو وصله وقطعوه، أو رفعه إلى المعصوم ووقفوه على ~~من دونه، ونحو ذلك. # وهو: مقبول كالأول - (وهو) غير المنافي - لعدم المنافاة، إذ يجوز اطلاع: # المسند، والموصل، والرافع ms026، على ما لم يطلع عليه غيره، أو تحريره لما لم ~~يحرروه.، وبالجملة: # فهو كالزيادة غير المنافية، فيقبل. # وقيل: الارسال نوع قدح في الحديث بناء على رد المرسل.، فيرجع على ~~الموصول، كما يقدم الجرح على التعديل، عند تعارضهما. # PageV00P122 # وفيه - أي: في هذا الدليل -: منع الملازمة بين تقديم الجرح على التعديل، ~~و تقديم الارسال على الوصل، مع وجود الفارق بينهما. # فإن الجرح، إنما قدم على التعديل، بسبب زيادة العلم من الجارح على ~~المعدل.، لأنه بنى على الظاهر، واطلع الجارح على ما لم يطلع عليه المعدل. # وهي - أي: زيادة العلم التي أوجبت تقديم الجارح - هنا -.، أي: في صورة ~~تعارض الارسال والوصل - مع من وصل لا مع من أرسل (1). # لان من وصل، اطلع على أن الراوي للحديث، فلان عن فلان، الخ. # ومن أرسل، لم يطلع على ذلك كله، فترك بعض السند لجهله له. # وذلك، يقتضي ترجيح من وصل على من أرسل، كما يقدم الجارح على المعدل بقلب ~~الدليل. # PageV00P123 # الحقل الخامس عشر في: المختلف (1) وصفه: # بالاختلاف.، نظرا " إلى صنفه، لا إلى شخصه، فإن الحديث الواحد نفسه ليس ~~بمختلف، إنما هو مخالف لغيره مما قد أدى معناه. # كما ينبه عليه قوله: وهو أن يوجد حديثان متضادان في المعنى ظاهرا ". (2) ~~قيد به (3): لان الاختلاف.، قد يمكن معه الجمع بينهما، فيكون الاختلاف ~~ظاهرا " خاصة ".، وقد لا يمكن، فيكون ظاهرا " وباطنا ".، وعلى التقديرين.، ~~فالاختلاف - ظاهرا " - متحقق. # وحكمه أي: حكم الحديث المختلف: # الجمع بينهما حيث يمكن الجمع. # ولو بوجه بعيد يوجب: تخصيص العام منهما، أو تقييد مطلقه، أو حمله على ~~خلاف ظاهره. (4) (المثال الأول:) كحديث: لا عدوى... (5): وحديث: لا يورد - ~~بكسر الراء - ممرض - باسكان # PageV00P124 # الميم الثانية وكسر الراء - على مصح - بكسر الصاد - (1). # ومفعول يورد: محذوف.، أي: لا يورد إبله المراض. # فالممرض: صاحب الإبل (المريضة).، من أمراض الرجل: إذا وقع في ماله ~~المرض... # والمصح: صاحب الإبل الصحاح. # (1) فظاهر الخبرين: الاختلاف: من حيث دلالة: الأول على نفي العدوي، و ~~الثاني على اثباتها. # (2 -) ووجه الجمع: # بحمل الأول: على أن العدوي المنفية، عدوى الطبع ms027.، بمعنى: كون المريض، ~~يعدي بطبعه، لا بفعل الله تعالى، وهو الذي يعتقده الجاهل.، ولهذا قال النبي ~~(صلى الله عليه وآله) فمن أعدى الأول. # والثاني: على الاعلام.، بأن الله تعالى، جعل ذلك سببا " لذلك، وحذر من ~~الضرر الذي يغلب وجوده عند وجوده، مع أن المؤثر هو الله تعالى (2). # (المثال الثاني) ومثله قوله (ص): فر من المجذوم فرارك من الأسد (3).، ~~ونهيه عن دخول بلد يكون فيه الوباء (4). # PageV00P125 # ونحو ذلك. # وإلا يمكن الجمع بينهما فإن علمنا: أن أحدهما ناسخ، قدمناه.، وإلا: رجح ~~أحدهما بمرجحه المقرر في علم الأصول.، من: صفة الراوي والرواية، والكثرة، ~~وغيرهما (1). # وهو: أهم فنون علم الحديث. # لأنه يضطر إليه جميع طوائف العلماء، خصوصا " الفقهاء. # ولا يمكن القيام به: إلا المحققون من أهل البصائر.، الغواصون على المعاني ~~والبيان، المتضلعون - أي: المكثرون - بقوة من الفقه والأصول الفقهية (2). # وقد صنف فيه الناس كثيرا ". # وأولهم: الشافعي (3)، ثم ابن قتيبة. # ومن أصحابنا: الشيخ أبو جعفر الطوسي.، في كتاب: (الاستبصار فيما اختلف من ~~الاخبار). # وجمعوا بين الأحاديث: على حسب ما فهموه منه، وقلما يتفق فهمان على جمع ~~واحد. # ومن أراد الوقوف على جلية الحال، فليطالع المسائل الفقهية الخلافية، التي ~~ورد فيها أخبار مختلفة ليطلع على ما ذكرناه (5). # PageV00P126 # الحقل السادس عشر في: الناسخ والمنسوخ (1) فإن من الأحاديث: ما ينسخ ~~بعضها بعضا "، كالقرآن. # والأول وهو الناسخ ما - أي: حديث - دل على رفع حكم شرعي سابق. # فالحديث المدلول عليه ب‍: ما.، بمنزلة الجنس، يشمل الناسخ وغيره.، ومع ~~ذلك، خرج به ناسخ القرآن. # والحكم المرفوع: شامل للوجودي والعدمي. # وخرج بالشرعي - الذي هو صفة الحكم -: الشرع المبتدأ بالحديث، فإنه يرفع ~~به الإباحة الأصلية: لكن، لا يسمى شرعيا ". # وخرج بالسابق.، الاستثناء، والصفة، والشرط، والغاية الواقعة في الحديث.، ~~فإنها قد ترفع حكما " شرعيا "، لكن ليس سابقا ". # والثاني: هو المنسوخ ما رفع حكمه الشرعي، بدليل شرعي متأخر عنه (2) ~~وقيوده تعلم بالمقايسة على الأول. # وهذا فن صعب مهم (3).، حتى أدخل بعض أهل الحديث فيه: ما ليس منه، لخفاء ~~معناه (4). # PageV00P127 # وطريق معرفته: # (1 -) النص من النبي (صلى ms028 الله عليه وآله) مثل: كنت نهيتكم عن زيارة ~~القبور، فزوروها... (1) (2 -) أو نقل الصحابي.، مثل: كان آخر الامرين من ~~رسول الله (صلى الله عليه وآله) ترك الوضوء مما مست النار (2) (3 -) أو ~~التأريخ.، فإن المتأخر منهما، يكون ناسخا " للمتقدم (3).، لما روي عن ~~الضحاك (4): نعمل بالأحدث فالأحدث (5) - (4 -) أو الاجماع.، كحديث: قتل ~~شارب الخمر في المرة الرابعة (6).، نسخة: الاجماع على خلافه، حيث لا يتخلل ~~الحد.، والاجماع لا ينسخ بنفسه، وإنما يدل على النسخ. # PageV00P128 # الحقل السابع عشر في: الغريب لفظا " (1) احترز به عن: الغريب المطلق، ~~متنا " أو إسنادا ".، وقد تقدم (2). # وهو: ما اشتمل متنه، على لفظ غامض، بعيد عن الفهم، لقلة استعماله، في ~~الشائع من اللغة. # وهو: فن مهم من علوم الحديث، يجب أن يتثبت فيه أشد تثبت (3).، لانتشار ~~اللغة، و كثرة معاني الألفاظ العربية.، فربما ظهر معنى مناسب للمراد، ~~والمقصود غيره مما لم يصل إليه. # وقد صنف فيه، جماعة من العلماء.، أول من صنف فيه: النضر بن شميل (4) و ~~قيل: أبو عبيدة معمر بن المثنى (5)، وبعدهما: أبو عبيد القاسم بن سلام (6) ~~ثم ابن قتيبة، ثم الخطابي (7) فهذه أمهاته (8). # ثم تبعهم غيرهم: بزوائد وفوائد.، كابن الأثير (6)، فإنه قد بلغ (بنهاية) ~~النهاية.، ثم الزمخشري (10)، ففاق في (الفائق) كل غاية.، والهروي (11)، ~~فزاد في (غريبة) غريب القرآن مع الحديث.، وغير من ذكر من العلماء، شكر الله ~~سعيهم. # PageV00P129 # الحقل الثامن عشر في: المقبول (1) - 1 - وهو: ما - أي: الحديث الذي - ~~تلقوه بالقبول، والعمل بالمضمون (2) - اللام: # عوض عن المضاف إليه.، أي: مضمونه -، من غير التفات إلى صحته وعدمها. # وبهذا الاعتبار، دخل هذا النوع، في القسم المشترك، بين الصحيح وغيره. # ويمكن جعله: من أنواع الضعيف.، لأن الصحيح مقبول مطلقا " إلا لعارض، ~~بخلاف الضعيف، فإن منه المقبول وغيره. # ومما يرجح دخوله في القسم الأول: أنه يشمل الحسن والموثق، عند من لا يعمل ~~بهما مطلقا ".، فقد يعمل بالمقبول منهما - حيث يعمل بالمقبول من الضعيف - ~~بطريق أولى، فيكون حينئذ من القسم العام، وإن لم يشمل الصحيح، إذ ليس ثم ~~قسم ثالث. # - 2 - والمقبول: كحديث عمر بن حنظلة ms029 (3)، في حال المتخاصمين من أصحابنا، ~~وأمرهما بالرجوع إلى رجل، قد روى حديثهم، وعرف أحكامهم (4).، الخبر. # PageV00P130 # وإنما وسموه، بالمقبول.، لان في طريقه.، محمد بن عيسى (1)، وداوود بن ~~الحصين (2).، و هما: ضعيفان. # وعمر بن حنظلة: لم ينص الأصحاب فيه، بجرح ولا تعديل، لكن.، أمره عندي ~~سهل، لأني حققت توثيقه من محل آخر، وإن كانوا قد أهملوه (3). # ومع ما ترى في هذا الاسناد.، قد قبلوا - الأصحاب - متنه، وعملوا ~~بمضمونه.، بل، جعلوه عمدة التفقه، واستنبطوا منه شرائطه كلها.، وسموه: ~~مقبولا ": ومثله في تضاعيف أحاديث الفقه: كثير. # PageV00P131 # المسألة الثانية في: أنواع الضعيف إن ما يختص من الأوصاف بالحديث الضعيف ~~يندرج في حقول: # الحقل الأول في: الموقوف (1) - 1 - وهو قسمان: مطلق، ومقيد. # فإن أخذ مطلقا ": فهو ما روي عن مصاحب المعصوم (2)، من نبي أو إمام.، من ~~قول أو فعل أو غيرهما.، متصلا " مع ذلك سنده أم منقطعا ". # وقد يطلق في غير المصاحب للمعصوم: مقيدا ".، وهذا هو القسم الثاني منه.، ~~مثل: # وقفه فلان على فلان، إذا كان الموقوف عليه غير مصاحب. # وقد يطلق على الموقوف: الأثر، إن كان الموقوف عليه صحابيا " للنبي (ص) ~~(3).، ويطلق على المرفوع: الخبر.، والمفصل لذلك (4): بعض الفقهاء.، وأما ~~أهل الحديث: فيطلقون الأثر عليهما (5)، ويجعلون الأثر أعم منه مطلقا "، وقد ~~تقدم. # - 2 - ومنه - أي: من الموقوف -: تفسير الصحابي لآيات القرآن، عملا " ~~بالأصل.، و لجواز التفسير، للعالم بطريقه من نفسه، فلا يكون ذلك قادحا ". # وقيل: هو (6) مرفوع، عملا " بالظاهر، من كونه شهد الوحي والتنزيل.، وفيه: ~~أنه # PageV00P132 # أعم، فلا يدل على الخاص. # وفصل ثالث: إذ قيد قول الرفع مطلقا "، بتفسير يتعلق بسبب نزول آية، يخبر ~~به الصحابي، أو نحو ذلك، فيكون مرفوعا "، وإلا فلا.، كقول جابر (1): كانت ~~اليهود تقول: من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول 32).، فأنزل ~~الله تعالى: (نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم) (3).، فيكون مثل هذا ~~مرفوعا ". # وما لا يشتمل على إضافة شئ إلى رسول الله (ص)، فمعدود في الموقوفات (4). # - 3 - وقوله - أي: قول الصحابي -: كنا نفعل كذا أو نقول كذا ونحوه، إن ms030 ~~أطلقه فلم يقيد بزمان، أو قيده ولكن لم يضفه إلى زمنه صلى الله عليه وآله، ~~فموقوف.، لان ذلك، لا يستلزم إطلاع النبي - صلى الله عليه وآله - عليه، ولا ~~أمره به.، بل، هو أعم، فلا يكون مرفوعا " على الأصح، وفيه قول نادر: أنه ~~مرفوع. # - 4 - وإلا يكن كذلك.، بل، أضافة إلى زمنه - صلى الله عليه وآله -، فإن ~~بين إطلاعه صلى الله عليه وآله - عليه، ولم ينكره، فهو مرفوع إجماعا " (5). # وإلا، فوجهان للمحدثين والأصوليين.، من حيث أن الظاهر، كونه صلى الله ~~عليه وآله اطلع عليه وقرره، فيكون مرفوعا ".، بل، ظاهره كون جميع الصحابة ~~كانوا يفعلون، لان الصحابي إنما ذكر هذا اللفظ، في معرض الاحتجاج.، وإنما ~~يصح الاحتجاج، إذا كان فعل جميعهم، لان فعل البعض لا يكون حجة. # وهذا، هو أصح القولين للأصوليين وغيرهم. # PageV00P133 # قيل عليه: لو كان فعل جميع الصحابة، لما ساغ الخلاف بالاجتهاد، لامتناع ~~مخالفة الاجماع.، لكنه، ساغ، فلا يكون فعل جميع الصحابة. # وأجيب: بأن طريق ثبوت الاجماع ظني.، لأنه منقول بطريق الآحاد، فيجوز ~~مخالفته. # وهذا مبني على: جواز الاجماع في زمنه (صلى الله عليه وآله).، وفيه: خلاف، ~~وإن كان الحق جوازه. # - 6 - وكيف كان الموقوف، فليس بحجة، وإن صح سنده على الأصح.، لان مرجعه ~~إلى قول من وقف عليه، وقوله ليس بحجة. # وقيل: هو حجة مطلقا "، وضعفه ظاهر. (1) # PageV00P134 # الحقل الثاني في: المقطوع (1) - 1 - وهو: ما جاء عن التابعين.، ومن في ~~حكمهم،: وهو تابع مصاحب الامام أيضا "، فإنه في معنى التابعي لصاحب النبي ~~(صلى الله عليه وآله) عندنا.، من أقوالهم - أي: أقوال التابعين - وأفعالهم، ~~موقوفا " عليهم. # ويقال له: المنقطع أيضا " (2). # - 2 - وهو: مغاير للموقوف بالمعنى الأول.، لان ذلك يوقف على مصاحب ~~المعصوم.، وهذا على التابعي. # وأخص من معنى الموقوف المقيد.، لأنه حينئذ يشمل غير التابعي.، والمقطوع ~~يختص به. # وقد يطلق المقطوع على الموقوف، بالمعنى السابق الأعم، فيكون مرادفا " ~~له.، وكثيرا " ما يطلقه الفقهاء على ذلك. # - 3 - وكيف كان معناه.، فليس بحجة، إذ حجة في قول من وقف عليه، من حيث هو ~~قوله، كما لا يخفى (3). # PageV00P135 # الحقل ms031 الثالث في: المرسل (1) - 1 - وهو: ما رواه عن المعصوم: من لم يدركه ~~(2). # والمراد بالادراك هنا: التلاقي (3) في ذلك الحديث المحدث عنه، بأن رواه ~~عنه بواسطة، وإن أدركه.، بمعنى: اجتماعه معه، ونحوه.، وبهذا المعنى.، يتحقق ~~إرسال الصحابي عن النبي (صلى الله عليه وآله)، بأن يروي الحديث عنه (صلى ~~الله عليه وآله)، بواسطة صحابي آخر (4): # سواء كان الراوي: تابعيا " أم غيره، صغيرا " أم كبيرا ". # وسواء كان الساقط: واحد أم أكثر. # وسواء رواه: بغير واسطة، بأن قال التابعي: قال رسول الله: (صلى الله عليه ~~وآله) مثلا "، أو بواسطة نسيها: بأن صرح بذلك، أو تركها مع علمه بها، أو ~~أبهمها.، كقوله: عن رجل، أو عن بعض أصحابنا، ونحو ذلك. # هذا، هو المعنى العام للمرسل، المتعارف عند أصحابنا. # وقد يختص المرسل: باسناد التابعي إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، من غير ~~ذكر الواسطة.، كقول سعيد بن المسيب (5): قال رسول الله (صلى الله عليه ~~وآله): كذا.، وهذا، هو المعنى الأشهر له عند الجمهور (6). # PageV00P136 # وقيده بعضهم: بما إذا كان التابعي المرسل كبيرا " (1)، كابن المسيب.، ~~وإلا، فهو منقطع. # واختار جماعة منهم: معناه العام الذي ذكرناه (2). # - 3 - ويطلق عليه - أي: على المرسل -: # (1 -). المنقطع والمقطوع أيضا ".، بإسقاط شخص واحد، من إسناده (3). # (2 -). والمعضل - بفتح الضاد المعجمة -.، بإسقاط أكثر من واحد (4).، قيل: ~~انه مأخوذ من قولهم، أمر عضيل، أي: مستغلق شديد. # ومثاله: ما يرويه تابع التابعي، أو من دونه (5)، قائلا " فيه: قال رسول ~~الله (صلى الله عليه وآله). # - 4 - والمرسل، ليس بحجة مطلقا ": سواء أرسله الصحابي أم غيره، وسواء ~~أسقط منه واحد أم أكثر، وسواء كان المرسل جليلا " أم لا.، في الأصح من ~~الأقوال للأصوليين و المحدثين (6).، وذلك، للجهل بحال المحذوف، فيحتمل كونه ~~ضعيفا ". # - 5 - ويزداد الاحتمال: بزيادة الساقط، فيقوى احتمال الضعف.، ومجرد ~~روايته عنه، ليست تعديلا ".، بل، أعم. # إلا، أن يعلم تحرز مرسله، عن الرواية عن غير الثقة، كابن أبي عمير من ~~أصحابنا، # PageV00P137 # على ما ذكره كثير منهم (1).، وسعيد بن المسيب، عند الشافعي، فيقبل مرسله، ~~ويصير في قوة المسند. (2) وفي تحقق هذا المعنى - وهو: العلم ms032 بكون المرسل، ~~لا يروي إلا عن الثقة -: نظر (3).، لان مستند العلم: # إن كان هو الاستقراء لمراسيله، بحيث يجدون المحذوف ثقة ".، فهذا، في معنى ~~الاسناد، ولا بحث فيه. # وإن كان لحسن الظن به.، في أنه لا يرسل إلا عن ثقة.، فهو، غير كاف شرعا " ~~في الاعتماد عليه، ومع ذلك غير مختص بمن يخصونه. # وان كان استناده، إلى إخباره بأنه لا يرسل إلا عن الثقة.، فمرجعه: إلى ~~شهادته بعدالة الراوي المجهول، وسيأتي ما فيه.، وعلى تقدير قبوله، ~~فالاعتماد على التعديل. # - 6 - وظاهر كلام الأصحاب.، في قبول مراسيل ابن أبي عمير.، هو: المعنى ~~الأول.، ودون إثباته، خرط القتاد (4).، وقد نازعهم صاحب (البشرى) (5) في ~~ذلك، ومنع تلك الدعوى. # وأما الشافعية.، فاعتذروا عن مراسيل ابن المسيب، بأنهم وجدوها مسانيد من ~~وجوه أخر (6). # وأجابوا عما أورد عليهم - من أن الاعتماد حينئذ يقع على المسند دون ~~المرسل، فيقع لغوا " (7) -.، بأنه بالمسند يتبين صحة الاسناد، الذي فيه ~~الارسال، حتى يحكم له مع # PageV00P138 # إرساله بأنه: إسناد صحيح تقوم به الحجة (1). # وتظهر الفائدة: في صيرورتهما دليلين، يرجح بهما عند معارضة دليل واحد. # - 7 - ونبه: بالأصح.، على خلاف جماعة من الجمهور، حيث قبلوا المرسل مطلقا ~~"، إذا كان مرسله ثقة ". # ونقله الرازي (2) في (المحصول) عن الأكثرين.، محتجين: بأن الفرع لا يجوز ~~له أن يخبر عن المعصوم (صلى الله عليه وآله)، إلا وله صحة الاخبار عنه. # وإنما يكون كذلك: إذا ظن العدالة.، وبأن علة التثبيت هو الفسق، وهي ~~منتفية، فيجب القبول. # وبأن المسند جاز أن يكون مرسلا ".، فإنه يحتمل أن يكون بين فلان وفلان، ~~رواة لم تذكر، فلا يقبل إلا أن ينفصل. # وأجيب (3): بأنه ليس حمل إخباره عنه (ص)، على أنه قال.، أولى من حمله، ~~على أنه سمع أنه قال. # وإذا احتمل الأمران: لم يظهر حمله على أحدهما. # وانتفاء علة التثبت: موقوف على ثبوت العدالة. # وقول الراوي عن فلان: يقتضي بظاهره الرواية عنه، بغير واسطة.، وقد نوزع ~~في ذلك، وادعى أن مثله غير متصل.، لكن.، الظاهر خلافه. # وطريق ما يعلم به الارسال في الحديث أمران ms033: جلي، وخفي. # فالأول: بعدم التلاقي من الراوي والمروي عنه. # اما لكونه لم يدرك عصره، أو أدركه لكن لم يجتمعا.، وليست له منه إجازة، ~~ولا وجادة 24). # PageV00P139 # ومن ثم، احتيج إلى التأريخ، لتضمنه تحرير مواليد الرواة ووفياتهم، وأوقات ~~طلبهم، وارتحالهم، وقد افتضح أقوام: ادعوا الرواية عن شيوخ، ظهر بالتاريخ ~~كذب دعواهم (1) والثاني: أن يعبر في الرواية عن المروي عنه، بصيغة يحتمل ~~اللقى.، وعدمه مع عدمه - أي عدم اللقى -.، ك‍: عن فلان، وقال فلان: كذا. # فإنهما، وإن استعملا في حالة، يكون قد حدثه يحتملان كون حدث غيره. # فإذا ظهر بالتنقيب 3 كونه غير راو عنه، تبين الارسال.، وهو ضرب من ~~التدليس، و سيأتي. # PageV00P140 # الحقل الرابع في: الملل (1) ومعرفته: من أجل علوم الحديث وأدقها. # - 1 - وهو: ما فيه من أسباب خفية، غامضة قادحة في نفس الامر.، وظاهره: ~~السلامة منها.، بل، الصحة. # وإنما يتمكن من معرفة ذلك.، أهل الخبرة: بطريق الحديث، ومتونه (2)، ~~ومراتب الرواة الضابطة لذلك.، وأهل الفهم الثاقب في ذلك. # - 2 - ويستعان على إدراكها - أي: العلل المذكورة -: بتفرد الراوي بذلك ~~الطريق، أو المتن الذي يظهر عليه قرائن العلة، وبمخالفة غيره له في ذلك.، ~~مع انضمام قرائن تنبه العارف على تلك العلة: من إرسال في الموصول، أو وقف ~~في المرفوع، أو دخول حديث في حديث، أو وهم وأهم، أو غير ذلك من الأسباب ~~المعلة للحديث.، بحيث يغلب على الظن ذلك، ولا يبلغ اليقين، وإلا لحقه حكم ~~ما تيقن من إرسال أو غيره. # فيحكم به، أو يتردد في ثبوت تلك العلة، من غير ترجيح يوجب الظن، فيتوقف. # - 3 - وهذه العلة عند الجمهور، مانعة من صحة الحديث، على تقدير كون ظاهرة ~~الصحة، لولا ذلك. # ومن ثم، شرطوا في تعريف الصحيح: سلامته من العلة (3). # وأما أصحابنا: فلم يشترطوا السلامة منها.، وحينئذ، فقد ينقسم الصحيح إلى: ~~معلل وغيره، وإن رد المعلل كما يرد الصحيح الشاذ.، وبعضهم وافقنا على هذا ~~أيضا "، والاختلاف # PageV00P141 # في مجرد الاصطلاح. # واعلم، أن هذه العلة، توجد في كتاب التهذيب، متنا " وإسنادا "، بكثرة ~~(1). # والتعرض إلى تمثيلها، يخرج إلى التطويل، المنافي لغرض ms034 الرسالة. # PageV00P142 # الحقل الخامس في: المدلس (1) تعريفه: (2) المدلس - بفتح اللام -.، ~~واشتقاقه من: الدلس بالتحريك.، وهو: اختلاط الظلام. # سمي بذلك: لاشتراكهما في الخفاء.، حيث أن الراوي لم يصرح بمن حدثه، وأوهم ~~سماعه للحديث ممن لم يحدثه.، كما يظهر من قوله (3): وهو ما أخفي عيبه (4). # أنواع وقوعه: (5) أما في الاسناد وهو: أن يروي عمن لقيه أو عاصره، ما لم ~~يسمعه منه، على وجه يوهم أنه سمعه منه (6). # (أ -) ومن حقه.، أي: حق المدلس وشأنه، بحيث يصير مدلسا " لا كذابا ".، أن ~~لا يقول: حدثنا.، أولا: أخبرنا (7)، وما أشبههما، لأنه كذب.، بل، يقول: قال ~~فلان، أو عن فلان.، ونحوه: كحدث فلان، وأخبر، حتى يوهم أنه أخبره (8).، ~~والعبارة أعم من ذلك، فلا يكون كاذبا ". # PageV00P143 # (ب -) وربما لم يسقط المدلس شيخه الذي أخبره، ولا يوقع التدليس في ابتداء ~~السند.، لكن، يسقط من بعده، رجلا " ضعيفا " أو صغير السن، ليحسن الحديث ~~بذلك (1). # وهذان النوعان، تدليس في الاسناد. # وأما التدليس في الشيوخ لا في الاسناد.، فذلك، بأن يروي عن شيخ، حديثا " ~~سمعه منه، ولكن لا يحب معرفة ذلك الشيخ، لغرض من الأغراض.، فيسميه، أو ~~يكنيه باسم أو كنية غير معروف بهما (2)، أو ينسبه إلى بلد أو قبيلة غير ~~معروف بهما، أو يصفه بما لا يعرف به كي لا يعرف (3). # وأمره - أي: أمر القسم الثاني من التدليس -: أخف ضررا " من الأول.، لان ~~ذلك الشيخ من الاغراب به: إما أن يعرف، فيترتب عليه ما يلزمه، من ثقة أو ~~ضعف.، أولا " يعرف، فيصير الحديث مجهول السند، فيرد. # لكن، فيه تضييع للمروي عنه، وتوعير لطريق معرفة حاله، فلا ينبغي للمحدث ~~فعل ذلك. # ونقل: أن الحامل لبعضهم على ذلك، كان منافرة بينهما اقتضته، ولم يسع له ~~ترك حديثه، صونا " للدين.، وهو عذر غير واضح. # عود على بدء (4) والقسم الأول من التدليس: مذموم جدا "، لما فيه من إيهام ~~اتصال السند، مع كونه # PageV00P144 # مقطوعا "، فيترتب عليه أحكام غير صحيحة.، حتى قال بعضهم: التدليس أخو ~~الكذب (1). # وفي جرح فاعله بذلك: قولان.، بمعنى: أنه إذا عرف بالتدليس، ثم ms035 روى ~~(حدثنا) غير ما دلس به، ففي قبوله خلاف. # - 1 - فقيل: لا يقبل مطلقا "، لما ذكرناه، من الضرر المترتب على التدليس، ~~الذي وقع منه.، حيث أوجب وصل المقطوع، واتصال المرسل.، ويترتب عليه أحكام ~~شرعية، كانت منتفية لولاه، وذلك جرح واضح. # وقيل: لا يجرح بذلك.، بل، ما علم فيه التدليس يرد، وما لا فلا، لأن ~~المفروض كونه ثقة " بدونه.، والتدليس: ليس كذبا ".، بل، تمويها ". # - 2 - والأجود: التفصيل.، وهو القبول لحديثه، إن صرح بما يقتضي الاتصال، ~~كحدثنا و أخبرنا.، دون المحتمل للامرين ك‍: (عن)، (قال).، بل، حكمه حكم ~~المرسل (2). # ومرجع هذا التفصيل: إلى أن التدليس، غير قادح في العدالة.، ولكن، تحصل ~~الريبة في إسناده، لأجل الوصف.، فلا يحكم باتصال سنده، إلا مع إتيانه بلفظ ~~لا يحتمل التدليس، بخلاف غيره فإنه يحكم على سنده بالاتصال، عملا " ~~بالظاهر، حيث لا معارض له. # - 3 - واعلم، ان عدم اللقى الموجب للتدليس يعلم: باخباره عن نفسه بذلك، ~~وبجزم عالم مطلع عليه (3). # ولا يكفي أن يقع في بعض الطرق، زيادة راو بينهما، لاحتمال أن يكون من ~~المزيد ولا يحكم في هذه الصورة بحكم كلي، لتعارض الاتصال والانقطاع. # PageV00P145 # الحقل السادس في: المضطرب من الحديث (1) وهو: ما اختلف راويه - المراد ~~به: الجنس.، فيشمل: الراوي الواحد والأزيد -، فيه - أي: في الحديث -، متنا ~~" أو إسنادا ".، فيروي مرة على وجه، وأخرى على وجه آخر، مخالف له، وهكذا... # - 1 - وإنما يتحقق الوصف بالاضطراب: مع تساوي الروايتين، المختلفتين في ~~الصحة و غيرها، بحيث لم يترجح إحداهما على الأخرى، ببعض المرجحات. # أما لو ترجحت: إحداهما على الأخرى، بوجه من وجوهه.، كأن يكون راويها: ~~أحفظ، أو أضبط، أو أكثر صحبة " للمروي عنه، ونحو ذلك من وجوه الترجيح.، ~~فالحكم للراجح من الامرين أو الأمور، فلا يكون مضطربا " (2). # PageV00P146 # ويقع الاضطراب في السند: بأن يرويه الراوي، تارة " عن أبيه عن جده، مثلا ~~"، وتارة " عن جده بلا واسطة، وثالثة " عن ثالث غيرهما (1). # كما اتفق ذلك في رواية: أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالخط للمصلي، ~~سترة "، حيث لا يجد العصا (2). # - 3 - ويقع الاضطراب في المتن دون ms036 السند، كخبر إعتبار الدم عند اشتباهه ~~بالقرحة، # PageV00P147 # بخروجه من الجانب الأيمن، فيكون حيضا "، أو بالعكس.، فرواه في الكافي: ~~بالأول (1). # وكذا في التهذيب: في كثير من النسخ (2). # وفي بعضها: بالثاني (3). # واختلفت الفتوى بسبب ذلك، حتى من الفقيه الواحد (4)، مع أن الاضطراب يمنع ~~من العمل بمضمون الحديث، مطلقا ". # وربما قيل: بترجيح الثاني (5)، ودفع الاضطراب.، من حيث عمل الشيخ في ~~النهاية بمضمونه (6)، فيرجح على الرواية الأخرى بذلك.، وبأن الشيخ أضبط من ~~الكليني، وأعرف بوجوه الحديث. # PageV00P148 # وفيهما معا " نظر بين (1)، يعرفه من يقف على أحوال الشيخ، وطرق فتواه.، ~~وأما تسمية صاحب البشرى، مثل ذلك، تدليسا ".، فهو: سهو، أو اصطلاح غير ما ~~يعرفه المحدثون. # - 4 - ويكون الاضطراب من راو واحد، كهذه الرواية.، فإنها مرفوعة إلى ~~أبان، في الجهتين. # ومن رواة زيد من الواحد، فيرويه كل واحد بوجه، يخالف ما رواه الاخر. # PageV00P149 # الحقل السابع في: المقلوب (1) وهو: حديث ورد بطريق، فيروي بغيره.، إما ~~بمجموع الطريق، أو ببعض رجاله.، بأن يقلب بعض رجاله خاصة، بحيث يكون أجود ~~منه، ليرغب فيه. # - 1 - وقد يقع سهوا ".، كحديث يرويه محمد بن أحمد بن عيسى، عن أحمد بن ~~محمد بن عيسى، وكثيرا " ما يتفق ذلك في إسناده التهذيب. # ومثله: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبيه أحمد بن محمد بن يحيى، عن محمد بن ~~يحيى.، فيقلب الاسم، ونحوه من الأغراض الموجبة للقلب. # - 2 - وقد يقع ذلك القلب من العلماء، بعضهم لبعض، للامتحان.، أي: امتحان، ~~حفظهم وضبطهم، كما اتفق ذلك لبعض العلماء، ببغداد (2). # PageV00P150 # وقد يقع القلب في المتن.، كحديث السبعة الذين يظلهم الله في عرشه، ففيه: ~~(ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله...) فهذا، مما ~~انقلب على بعض الرواة.، وإنما هو: حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه: كما ~~ورد في الأصول المعتبرة (1). # PageV00P151 # الحقل الثامن في: الموضوع (1) وهو: المكذوب المختلق المصنوع.، بمعنى: أن ~~واضعه اختلقه.، لا مطلق حديث الكذوب، فإن الكذوب قد يصدق. # البحث الأول في: معرفته وهو (2): شر أقسام الضعيف، ولا تحل روايته ~~للعالم، إلا مبينا " لحاله، من كونه موضوعا ms037 "، بخلاف غيره من الضعيف ~~المحتمل للصدق، حيث جوزوا روايته في الترغيب و الترهيب، كما سيأتي. # - 1 - ويعرف الموضوع: باقرار واضعه بوضعه.، فيحكم عليه حينئذ، بما يحكم ~~على الموضوع في نفس الامر.، لا بمعنى القطع بكونه موضوعا "، لجواز كذبه في ~~إقراره، وإنما يقطع بحكمه، لان الحكم يتبع الظن الغالب، وهو هنا كذلك. # ولولاه.، لما ساغ قتل المقر بالقتل، ولا رجم المعترف بالزنا.، لاحتمال أن ~~يكونا كاذبين فيما اعترفا به. # - 2 - وقد يعرف أيضا ": بركاكة ألفاظه، ونحوها. # ولأهل العلم بالحديث ملكة قوية، يميزون بها ذلك.، وإنما يقوم به منهم: من ~~يكون اطلاعه تاما "، وذهنه ثاقبا "، وفهمه قويا "، ومعرفته بالقرائن الدالة ~~على ذلك متمكنة. # - 3 - وبالوقوف على غلطه.، ووضعه من غير تعمد، كما وقع لثابت بن موسى ~~الزاهد (3).، في # PageV00P152 # حديث: (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) (1). # فقيل: كان شيخ يحدث في جماعة، فدخل رجل حسن الوجه.، فقال الشيخ في أثناء ~~حديثه: (من كثرت صلاته بالليل..) الخ.، فوقع لثابت بن موسى: أنه من الحديث ~~فرواه. # PageV00P153 # البحث الثاني في: أصناف الوضاع (1) والواضعون: أصناف. # - 1 - منهم: من قصد التقرب به، إلى الملوك وأبناء الدنيا.، مثل: غياث بن ~~إبراهيم (2). # دخل على المهدي ابن المنصور (3)، وكان يعجبه الحمام الطيارة الواردة من ~~الأماكن البعيدة. # فروى حديثا " عن النبي - صلى الله عليه وآله - قال: لا سبق إلا في خف، أو ~~حافر، أو نصل، أو جناح. # فأمر له بعشرة آلاف درهم. # فلما خرج، قال المهدي: أشهد أن قفاه قفا كذاب على رسول الله (صلى الله ~~عليه و آله).، ما قال رسول الله (ص): جناح.، ولكن هذا، أراد أن يتقرب ~~إلينا.، وأمر بذبحها.، و # PageV00P154 # قال: أنا حملته على ذلك (1). # - 2 - ومنهم: قوم من السؤال، يضعون على رسول الله صلى الله عليه وآله ~~أحاديث، يرتزقون بها.، كما اتفق لقاص بمحضر من (2): أحمد بن حنبل، ويحيى بن ~~معين، في مسجد الرصافة (3). # PageV00P155 # البحث الثالث في: أعظمهم ضررا " وأعظمهم ضررا ": من انتسب إلى الزهد ~~والصلاح بغير علم، فاحتسب بوضعه - أي: زعم أنه وضعه - حسبة " لله وتقربا " ~~إليه.، ليجذب بها قلوب ms038 الناس، إلى الله تعالى بالترغيب والترهيب. # فقبل الناس موضوعاتهم، ثقة " بهم، وركونا " إليهم، لظاهر حالهم بالصلاح ~~والزهد. # ويظهر لك ذلك: من أحوال الاخبار، التي وضعها هؤلاء في الوعظ والزهد، و ~~ضمنوها أخبارا " عنهم، ونسبوا إليهم أفعالا " وأحوالا "، خارقة " للعادة، ~~وكرامات لم يتفق مثلها لأولي العزم من الرسل.، بحيث، يقطع العقل بكونها ~~موضوعة "، وإن كانت كرامات الأولياء، ممكنة في نفسها. # - 1 - ومن ذلك: ما روي عن أبي عصمة، نوح بن أبي مريم المروزي (2)، أنه ~~قيل له: # من أين لك؟ عن عكرمة (3)، عن ابن عباس (4)، في فضائل القرآن.، سورة سورة ~~وليس عند أصحاب عكرمة هذا. فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، ~~واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمد بن إسحاق (5). # فوضعت هذا الحديث حسبه (6). # PageV00P156 # . كان يقال لأبي عصمة: هذا الجامع (1). فقال أبو حاتم بن حبان (2): جمع ~~كل شئ إلا الصدق. # - 2 - وروى ابن حبان عن ابن مهدي (3) قال: # قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث؟ من قرأ كذا فله كذا؟ # فقال: وضعتها أرغب الناس فيها (4). # - 3 - وهكذا قيل: في حديث أبي الطويل (5)، في فضائل سورة القرآن، سورة ~~سورة. # فروى عن المؤمل بن إسماعيل (6) قال: حدثني شيخ به. # فقلت للشيخ: من حدثك؟ فقال: حدثني رجل بالمدائن وهو حي، فصرت إليه. # فقلت: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بواسطة وهو حي، فصرت إليه. # فقال: حدثني شيخ بالبصرة، فصرت إليه. # PageV00P157 # فقال حدثني شيخ بعبادان، فصرت إليه.، فأخذ بيدي، فأدخلني بيتا "، فإذا ~~فيه قوم من المتصوفة، ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني. # فقلت: يا شيخ، من حدثك؟ فقال: لم يحدثني أحد، ولكنا رأينا الناس قد رغبوا ~~عن القرآن، فوضعنا لهم هذا الحديث، ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن (1). # - 4 - وكل من أودع هذه الأحاديث تفسيره: كالواحدي (2)، والثعلبي (3)، ~~والزمخشري، فقد أخطأ في ذلك (4). # ولعلهم لم يطلعوا على وضعه.، مع أن جماعة من العلماء، قد نبهوا عليه. # وخطب من ذكره مسندا " كالواحدي: أسهل. # PageV00P158 # البحث الرابع في: فرق الواضعين (1) - 1 - ووضعت الزنادقة (2).، كعبد ~~الكريم بن أبي العوجاء (3)، الذي أمر بضرب عنقه، محمد ابن ms039 سليمان بن علي ~~العباسي (4)، وبنان (5)، الذي قتله خالد القسري (6)، وحرقه بالنار. # PageV00P159 # و (وضع) الغلاة من فرق الشيعة، كأبي الخطاب (1)، ويونس بن ظبيان (2)، ~~ويزيد الصائغ (3)، وأضرابهم.، جملة من الحديث.، ليفسدوا به الاسلام، ~~وينصروا به مذهبهم. # روى العقيلي (5)، عن حماد بن زيد (6)، قال: وضعت الزنادقة على رسول الله ~~(صلى الله عليه وآله)، أربعة عشر ألف حديث (7). # وروي عن عبد الله بن زيد المقري، أن رجلا " من الخوارج رجع عن بدعته، ~~فجعل يقول: انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه، فإنا كنا إذا رأينا جعلنا له ~~حديثا " (8). # PageV00P160 # ثن نهض جهابذة النقاد - جمع جهبذ.، وهو: الناقد البصير (1) - بكشف عوارها ~~(2) - بفتح العين وضمها، والفتح أشهر، وهو: العيب -، ومحو عارها، فلله ~~الحمد. # حتى قال بعض العلماء: (ما ستر الله أحدا " يكذب في الحديث) (3). # PageV00P161 # البحث الخامس في: شرعية الوضع (1) وقد ذهبت الكرامية - بكسر الكاف وتخفيف ~~الراء، أو بفتح الكاف وتشديد الراء، أو بفتح الكاف وتخفيف الراء، على ~~اختلاف نقل الضابطين لذلك -.، وهم: # الطائفة المنتسبون بمذهبهم إلى محمد بن كرام (2). # و (كذلك ذهب) بعض المبتدعة من المتصوفة: # - 1 - إلى جواز وضع الحديث للترغيب والترهيب، ترغيبا " للناس في الطاعة، ~~وزجرا " لهم عن المعصية. (3) واستدلوا بما روي في بعض طرق الحديث: (من كذب ~~علي متعمدا " - ليضل به الناس - فليتبؤا مقعده من النار) (4). # وهذه الزيادة: قد أبطلها نقلة الحديث. # وحمل بعضهم: (حديث من كذب علي)، على من قال: انه ساحر أو مجنون (5). # حتى قال بعض المخذولين: إنما قال: من كذب علي، ونحن نكذب له ونقوي شرعه ~~(6). # PageV00P162 # نسأل الله السلامة من الخذلان. # - 2 - وحكى القرطبي (1) في (المفهم) عن بعض أهل الرأي: أن ما وافق القياس ~~الجلي، جاز ان يعزى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) (2). # ثم المروي: تارة " يخترعه الواضع، وتارة " يأخذ كلام غيره، كبعض السلف ~~الصالح، أو قدماء الحكماء أو الإسرائيليات، أو يأخذ حديثا " ضعيف الاسناد، ~~فيركب له إسنادا " صحيحا " ليروج (3). # PageV00P163 # البحث السادس في: أشهر مصنفيه (1) وقد صنف جماعة من العلماء كتبا " في ~~بيان الموضوعات. # - 1 - وللصغاني (2): الفاضل الحسن بن محمد، في ذلك.، كتاب: الدر الملتقط ms040 ~~في تبيين الغلط، جيد في هذا الباب. # - 2 - ولغيره: كأبي الفرج ابن الجوزي (3) دونه في الجودة. # لان كتاب ابن الجوزي، ذكر فيه كثيرا " من الأحاديث، التي ادعى وضعها، لا ~~دليل على كونها موضوعة.، وإلحاقها بالضعيف أولى.، وبعضها قد يلحق بالصحيح ~~والحسن عند أهل النقد.، بخلاف كتاب الصغاني، فإنه تام في هذا المعنى، مشتمل ~~على إنصاف كثير. # تتمة لهذا القسم من الضعيف، لا لفرد الموضوع، تشتمل على مباحث كثيرة، من ~~أحكام الضعيف. # - 1 - وإذا وجدت حديثا " باسناد ضعيف.، فلك أن تقول: هذا الحديث ضعيف ~~يقول مطلق.، وتعني به: ضعيف الاسناد.، أو تصرح بأنه ضعيف الاسناد. # لا، أن تعني بالاطلاق - أو تصرح - بأنه ضعيف المتن.، فقد يروي بصحيح، ~~يثبت بمثله الحديث. # PageV00P164 # وإنما يضعف - أي: يطلق عليه الضعيف - مطلقا "، بحكم إمام من أئمة الحديث، ~~مطلع على الاخبار وطرقها، مضطلع بها.، وأنه - أي: ذلك الحديث الموجود بطريق ~~ضعيف - لم يرو باسناد يثبت به، مصرحا " بهذا المعنى. # فإن أطلق ذلك المطلع ضعفه ولم يفسره.، ففي جوازه لغيره كذلك: وجهان، ~~مرتبان على أن الجرح هل يثبت مجملا "؟ أم يفتقر إلى التفسير؟ وسيأتي إنشاء ~~الله تعالى. # - 3 - وقد تقدم: أنه لا يجوز رواية الموضوع، بغير بيان حاله مطلقا ". # وأما غيره من أفراد الضعيف، فمنعوا روايته أيضا " في الاحكام والعقائد، ~~لما يترتب عليه من الضرر في الاحكام الدينية، فروعا " وأصولا ". # - 4 - وتساهلوا في روايته بلا بيان، في غير الصفات الإلهية، والأحكام ~~الشرعية، من الترغيب والترهيب، والقصص وفضائل الأعمال، ونحوها، على المشهور ~~بين العلماء. # ويمكن أن يستدل له: بحديث: (من بلغه شئ من أعمال الخير، فعمل به أعطاه ~~الله تعالى ذلك.، وإن لم يكن الامر على ما بلغه (1).، ونحوه من عباراته. # ومنهم: من منع العمل به مطلقا ". # - 5 - ومريد رواية حديث ضعيف، أو مشكوك في صحنه، بغير إسناد.، يقول: روي ~~أو بلغنا، أو ورد، وجاء ونحوه من صيغ التمريض. # ولا يذكره بصيغة الجزم.، كقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفعل، ~~ونحوها من الألفاظ الجازمة.، إذ ليس ثم ما يوجب الجزم (2). # ولو أتى بالاسناد ms041 مع المتن، لم يجب عليه بيان الحال، لأنه قد أتى به عند ~~أهل الاعتبار.، والجاهل بالحال، غير معذور في تقليد ظاهره.، فالتقصير منه. # ولو بين الحال أيضا " كان أولى. # PageV00P165 # بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي الباب الثاني (1) الحمد لله رب العالمين، ~~والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وآله وصحبه المنتجبين أجمعين وبعد،... # فله المنة تعالى.، أن الأول من الكتاب، قد خرج من حيز الطبع إلى عالم ~~القراءة والدرس والتدريس، باقبال عليه كما كان متوقعا " له. # وله المنة جل وعلا.، أن نال الكتاب من التداول درجة، ضاعفت عيون الرعاية ~~على الرعاية.، فقامت هناك ملاحظات، ما كانت لتكون أثيرة.، لولا أن يبرز ~~الكتاب، على هذا المستوى.، من: التحقيق، والاخراج، والتخريج. # وحيث أن الكمال لله وحده. # وحيث أن المضي في طلب الحقيقة، يتطلب حلقات متواصلة من الاستدراكات.، تلك ~~التي تعمل جهود النقد، على نضجها وديمومة شعلتها.، وإنا لننتظر المزيد... # لذا.، فإني أورد هنا: ثبتا " بجملة الايرادات والمستجدات، التي أعقبت نشر ~~الباب الأول.، كي نستفيد منها، في تتمة الأبواب المتبقية، مع ما يجد من ~~أمور مستقبلة.، يؤمل من الجميع، أن تساهم في خدمة الحقيقة.، في أن تنير من ~~خلال رعايتنا، سبل دراية الحديث.، وتسهل مهمة البحث للدارسين والمدرسين. # أجل، أوردها على الوجه التالي: # PageV00P166 # 1. مخطوطة رضوية وهي النسخة: المحفوظة، في مكتبة الإمام الرضا عليه ~~السلام - كتابخانة آستانة قدس -.، كما جاء في فهرستها: مجلد 6 ص 612.. # غير أن هذه النسخة - مع الأسف -، قد لعبت بها عوادي الزمان.، فهي قد فقد ~~منها: # صفحات ليست بالقليلة، في أماكن مختلفة منها. # إلا أن مما يهون الخطب.، أن هذه الرضوية، قد أكملت من قبل نساخ.، هم ~~غالبا " فيما يبدو: كانوا دقيقين في كتابتهم، عارفين بقيمة درايتهم، آتين ~~على ما يلزم من تصحيح في قراءتهم. # نعم، هذه النسخة تقع في: 58 ورقة - 116 صفحة -.، بضمنها: ورقة المكتبة ~~المعرفة لها.، غير أن الورقة المصورة، التي تحمل الرقم 8 مكررة.، وبذلك ~~صارت الأرقام بعدها، بفرق واحد زيادة لكل رقم، حتى الأخير. # أما الأسطر في تلكم الصفحات.، فهي تتراوح ms042: بين 19، كالتي عليها الورقة 2 ~~إلى 9.، وبين 21، كالتي عليها الورقة 10 إلى 12.، وبين 23 كالتي عليها ~~الورقة 11 إلى 13،... # وأما المقاس فهو غالبا ".، للأسطر المكتوبة: بين 1205 سم طولا "، و 7 سم ~~عرضا ".، وللصفحة كاملة مع بياضها: بين 19 سم طولا "، و 13 سم عرضا ". # ثم.، هي بعد: مكتوبة بخط واضح مقروء، أشبه ما يكون بخط النسخ.، ومعلمة ~~العناوين: بالخط الأحمر.، وبخطوط أفقية سوداء، أسفل كلمات (البداية).، ~~تمييزا " لها عن الجمل والمفردات التي هي شرح لها. # ناهيك عن كونها: مزدانة " بكثير من البلاغات.، بنص: (بلغ قراءة وفقه الله ~~تعالى).، وكونها مهمشة " بالتصحيحات، التي لا تكاد تخلو منها صفحة، إن لم ~~تتكرر في أكثر الصفحات.، بيد أني مع ذلك، لم أعثر فيها على إجازة، أو تنصيص ~~بقراءة على شخص معين.، اللهم، إلا عبارة: (للفقير عبد القادر بن مسعود ~~الحسيني).، وبالتالي، فلا تتضح موقعية هذا الرجل من الكتاب، إن كونه قارئا ~~" أو مقروءا " عليه، أو غير ذلك.، وربما كان هناك إيضاح يكشف المطلوب، قد ~~ضاع مع تلكم الصفحات المفقودة، التي دونت فيما بعد من لدن نساخ آخرين. # أعود فأقول: هي كذلك، لا تخلو من استعمال بعض الرموز.، من قبيل: (ح).، ~~التي تعني: اختصار (حينئذ).، والتي يمكن مشاهدتها في: ورقة 27 لوحة ب سطر ~~19.، وهي بذلك مسربها مسرب النسخة المرعشية: ورقة 45 لوحة ب سطر 10. ~~PageV00P167 # أما بخصوص مستوى التعليقات.، فهي غنية من هذه الجهة.، علما "، بأن البعض ~~منها، هو مكتوب باللغة الفارسية. # هذا، وقد جاء في آخر الرضوية: (فرغ من نسخة لنفسه، العبد الفقير، المذنب ~~الجاني، محمود بن حسين الخطيب الرازي.، في 14 شهر ذي حجة الحرام، سنة 973.، ~~اللهم اغفر لصاحبه ولكاتبه ولقاريه، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، برحمتك يا ~~أرحم الراحمين). # وفي أولها كتبت صورة وقفية بأسم: (أمير الامراء العظام، علي مردان خان ~~الحسيني، وبتاريخ 15 من شعبان المعظم، سنة 1336 ه‍). # بقي أن أقول: أني صرت إلى الاستفادة، من هذه النسخة الرضوية أيضا "، في ~~تحقيق الأبواب المتبقية من شرح البداية، حيث هي على ما هي عليه، لا تخلو من ~~فائدة، عند المقابلة. # إلا أن النسخة المرعشية ms043، وبناءا على ما ذكرناه لها من مميزات، في بداية ~~الكتاب، فإنها ستبقى هي الخطية المعتمدة الأساسية.، ذلك أن الرضوية، مع ~~كونها زمنيا " هي الأقدم.، بيد أنها بلحاظ آخر: ناقصة ملفقة، ولا تخلو من ~~سقط، فيما أكمل لها من صفحات، مما سنشير إليه في مكانه. # ب. مستدركات ومؤاخذات وهي كما يلي: # أولا " - فيما يخص اسم الكتاب.، وانه على وجه الدقة: (الرعاية في علم ~~الدراية).، كما لوح بذلك نفس الشهيد (1)، وصرح به ولده ولد الشهيد (2).، ~~ثم، ليس من شك في أن: صاحب البيت أدرى بالذي فيه.، بيد اني أرجأت الرعاية ~~هنا، حتى يكمل الكتاب، ويعاد طبعه ثانية " إن شاء الله.، كي لا يحصل تشويش ~~بين ما نحن فيه وما سبق.، ولأنه ليس هناك من فرق في المضمون، بين شكلي ~~العنوانين. # ثانيا " - فيما يخص ما كتبته: (ثم وضع خطوط أفقية حيال ألفاظه في الشرح) ~~(3).، حيث لم # PageV00P168 # أعمل به عند التطبيق.، وأقول: المؤاخذة هنا حقة وواردة. # بيد أني، قد انصرفت عن هذا الالتزام - وإن فاتني أن ألغيه أو أشير إليه ~~-.، وذلك، لنفس الأسباب التي ذكرتها، وهي أن: المتن والشرح كلاهما لمازج ~~واحد، وتلافيا " للتشويش الحاصل جراء كثرة الخطوط والأقواس.، علما "، بأني ~~عوضت عن هذه، بطبع نسخة ثمينة من أصل المتن، محفوظة صورتها في المجمع ~~العلمي الاسلامي، تجريش - طهران. # ثالثا " - فيما يخص التعليقة على قول الشهيد: (الأثر ما جاء عن الصحابي، ~~والحديث ما جاء عن النبي، والخبر أعم منهما) (1). # التعليقة القائلة: (يبدو لي - بعد مراجعة المصادر الموثوق بها في هذا ~~العلم - أن هذه الاحتمالات والأقوال، إنما حدثت عند المتأخرين.، خصوصا " ~~بعد شيوع المنطق الأرسطي، في الأوساط العلمية الدينية.، وأما كتب ~~المتقدمين، فهي خالية من هذه الاحتمالات والأقوال، إن صح التعبير عنها ~~بأنها أقوال) (2). # نعم، قد أورد على هذه التعليقة: بأن المسألة ليست لها علاقة بشيوع المنطق ~~الأرسطي، وإنما الامر فيها مرده إلى الاصطلاح.، ثم انه لا مشاحة في ~~الاصطلاح كما يقولون.، ناهيك عن أن التفرقة، قد ذكرت في كتب المتقدمين.، من ~~قبيل (تدريب الراوي). علما ms044 "، بأن البعض من الفضلاء ذكر لي شفاها ": بأن ~~مثل هذه التفرقة، قد وردت في أحاديث لنا.، غير أني لم أعثر بعد على مصدر ~~يؤكد صدورها. # رابعا " - أ - فيما يخص شروط السامعين.، فقد أورد عليها: بأنه كان الأجدر ~~أن ترقم، فتصير هكذا: (أولا ":) انتفاؤه، (ثانيا ":) وأن لا يسبق شبهة...، ~~(ثالثا ":) واستناد المخبرين إلى إحساس. # ب - ثم، أشكل هنا أيضا ": بأن الشرط الثالث، هو من شروط السامع، كما تفضل ~~الشهيد.، وليس من شروط المخبر، كما - في الهامش - حرره ولد الشهيد. # PageV00P169 # وأقول: يبدو: أن الامر مرجعه إلى الزاوية المنظور منها إلى المسألة.، ~~ومبعثه اللحاظ الذي أخذ به.، وإن كان لا يعتقد: بأنها إلى المخبر، هي شرط ~~ألصق وأقرب وأظهر. # ج - كذلك، ينبغي منا الإشارة: إلى أن الرقم الوسطي - 2 -، قد سقط أثناء ~~الطباعة سهوا ".، وهو ما يجب أن يوضع، نتيجة توزيع النص وإخراجه، بين السطر ~~12 و 13. # خامسا " - فيما يخص لفظه (واسطة).، التي وردت في: ص 160، سطر 11، من ~~الباب الأول السابق. # وأقول: هي هكذا وردت بناء مربوطة - مدورة -.، في النسخة الخطية المعتمدة: # ورقة 39، لوحة ب، سطر 9.، بل، كذلك وجدناها هكذا في الرضوية: ورقة 24، ~~لوحة ب، سطر 3. # غير أنه فاتنا التنبيه على صحيحها في حينه.، حيث بعد الرجوع إلى مثل كتاب ~~الموضوعات 1 / 241، وتدريب الراوي: 1 / 288، ومعجم البلدان: مادة (واسط).، ~~تأكد أن الصحيح فيها بلا تاء.، ضف إلى كل هذا، فإنها باسم (محافظة واسط) ~~تمثل اليوم إحدى محافظات العراق الواسطي.، بعد أن كانت تعرف بمحافظة ~~(الكوت). # سادسا " - فيما يخص الأمثلة لموضوع (المختلف).، الوارد في ص 127 - 129، ~~من الباب الأول. # فلا بأس أن ينظر: تدريب الراوي: 1 / 198، والاعتبار في الناسخ والمنسوخ ~~من الآثار للحافظ أبي بكر الحازمي: ص 8 - 22، وشرح العراقي على مقدمة ابن ~~الصلاح: ص 245 - 250. # سابعا " - فيما يخص سنة وفاة الشهيد الثاني (قدس).، فقد سئلت في المجمع ~~الاسلامي، نهار الخميس 9 ذي القعدة 1403؟ # بأن سنة الوفاة هي: 966 ه‍، بفارق سنة واحدة.، بدليل ما في: الكنى ~~والألقاب، ومصفى المقال في مصنفي علم الرجال؟! # وهذا أمر لا ينبغي أن يقع، حفاظا " على ماجريات التاريخ ms045.، في وجوب ~~التأكد، من PageV00P170 # زمنية وقوع أحداثه. # ولدى التحقيق.، تبين أن كلا " من المراجع: الكنى والألقاب: 2 / 384، ~~وسفينة البحار: 1 / 723، ومصفى المقال في مصنفي علم الرجال: ص 183، ومعجم ~~رجال الحديث: # 7 / 374.، وربما هناك أخرى غيرها.، يذهب أصحابها إلى أن سنة وفاة الشهيد ~~هي: 966 ه‍. # ويبدو أن مدرك الجميع - فيما ذهبوا إليه - هو: كتاب (أمل الآمل: ق 1، ص ~~81).، كما صرح في بعضها بذلك. # وبعد مراجعة الامل تبين: أن صاحبه نقل بدوره عن التفريشي، من كتابه (نقد ~~الرجال) - كما في طبعة طهران: ص 145 -.، الذي قال فيه: (قتل أجل التشيع في ~~قسطنطينية سنة 966 ه‍). # ولكن.، مع ذلك، فإن سنة الوفاة هي 965 ه‍، كما ثبتناها.، وكما مثبتة أيضا ~~" في صفحة العنوان، من كتاب (الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية طبعة ~~1386 ه‍، النجف الأشرف). # ذلك.، أننا لو رجعنا مثلا " إلى كتاب شهداء الفضيلة: ص 132.، لوجدنا ~~الوفاة هي كما أرخنا. # والى أعيان الشيعة: 33 / 292 - 293.، نجد أن الأمين يقول: # أ - وعن حسن بك روملو، في (أحسن التواريخ).، أنه قال: في سنة 965، في ~~أواسط سلطنة الشاه طهماسب الصفوي، استشهد.. الشيخ زين الدين العاملي. # ب - وعن خط السيد علي الصائغ - تلميذ الشهيد الثاني -: أنه رحمه الله أسر ~~وهو طائف حول الكعبة، واستشهد يوم الجمعة، في رجب.. # ح‍ - وفي لؤلؤة البحرين: وجدت في بعض الكتب المعتمدة، في حكاية قتله رحمه ~~الله.، ما صورته: قبض شيخنا الشهيد الثاني طاب ثراه بمكة المشرقة، بأمر ~~السلطان سليم.. # ملك الروم، خامس شهر ربيع الأول سنة 965 ه‍.، وكان القبض عليه بالمسجد ~~الحرام، بعد فراغه من صلاة العصر، وأخرجوه إلى بعض دور مكة، وبقي محبوسا " ~~هناك شهرا " وعشرة أيام، ثم ساروا به على طريق البحر إلى قسطنطينية، وقتلوه ~~بها في تلك السنة...) وإلى روضات الجنات: 3 / 381.، لوجدنا ساكنها يقول: # المنقول عن خط الشيخ حسن المحقق - ولده - أنه استشهد في سنة خمس وستين ~~وتسعمائة PageV00P171 # والى رياض العلماء وحياض الفضلاء: 2 / 376.، لقرأنا: (وقد رأيت بخط الشيخ ~~علي سبطه، نقلا " عن خط جده الشيخ حسن.، ان مولده يوم الثلاثاء، ثالث عشر ~~شهر شوال، سنة إحدى ms046 عشرة وتسعمائة.، واستشهد في سنة خمس وستين وتسعمائة.، ~~ورأيت أيضا " نقلا " عن خط السيد علي الصائغ - تلميذه -: أنه أسر (قده) وهو ~~طائف حول البيت، واستشهد يوم الجمعة، في رجب، تاليا " للقرآن على محبة أهل ~~البيت.) وإلى الأهم.، إلى الدر المنثور من المأثور وغير المأثور: 2 / 189.، ~~حيث فيه: ورأيت بخط جدي المبرور الشيخ حسن (قدس الله روحه) ما صورته: مولد ~~الوالد قدس الله نفسه، في يوم الثلاثاء، ثالث عشر شوال، سنة إحدى عشرة ~~وتسعمائة.، واستشهد في سنة خمس وستين وتسعمائة. # وللشيخ بهاء الدين (قدس الله روحه) تاريخ وفاته.، وهو قوله: # تاريخ وفاة ذلك الأواه * الجنة مستقره والله. # وفي صفحة 200 من نفس الجزء جاء: # أ - استشهد والده (قدس سره)، في سنة خمس وستين وتسعمائة.، كما تقدم نقله. # ب - وقد تقدم عن السيد علي الصائغ رحمه الله: أن وفاة والده كانت في شهر ~~رجب. # عليه.، وحيث أن الولد على سر أبيه، وليس كالحسن أحسن وأطلع.، وبناءا على ~~ما نقله الشيخ يوسف البحراني: أنه قتل في نفس السنة.، وثبته قبله السيد ~~الصائغ صديق العائلة، ومن أوثق المقربين إلى الشهيد، وأستاذ ولده.، بقوله: ~~في جمعة من رجب.، فإنه يترجح لدي إن لم أكن أعتقده جازما ": بأن الشهيد، ~~سافر سفر حج عمرة، وليس حج تمتع، مخصوصة في ذي الحجة. # وبالتالي.، فأغلب الظن، أن منشأ الاشتباه في نقل الناقل، بأنه (قدس) توفي ~~سنة 966 ه‍.، هو الاعتقاد: بأنه سافر سفر حج التمتع.، بمعنى في: ذي الحجة.، ~~وحيث انه حبس مدة شهر و عشرة أيام، بعد إلقاء القبض عليه.، فبذلك - وليس ~~كذلك - وقع قتله بعد ذي الحجة، وعلى أحسن التقادير، في نهاية المحرم.، ~~ومعلوم أن المحرم بداية سنة جديدة، وهنا يقع في عام 966 ه‍. # نعم، ذا فما أعتقد منشأ الخلط والاشتباه... PageV00P172 # الباب الثاني في: من تقبل روايته ومن ترد. # (وفيه: قسمان) PageV00P173 # القسم الأول في: جواز البحث ورجاله.، وفيه: مسائل ست المسألة الأولى في: ~~مشروعية البحث ومعرفة ذلك (1): من أهم أنواع علوم الحديث. # وبه - أي: بما ذكر من العلم بحال الفريقين ms047 (2) -: يحصل التمييز بين صحيح ~~الرواية وضعيفها. # وجوز ذلك البحث.، وإن اشتمل على القدح - في المسلم - المستور، واستلزم ~~إشاعة الفاحشة - في الذين آمنوا (3) -.، صيانة للشريعة (4) المطهرة، من ~~إدخال ما ليس منها فيها، ونفيا " للخطأ والكذب عنها. # PageV00P174 # المسألة الثانية في: مرويتين بالمناسبة (1). # - 1 - وقد روي: أنه قيل لبعض العلماء: أما تخش (2) أن يكون هؤلاء - الذين ~~تركت حديثهم - خصماءك عند الله يوم القيامة؟ # فقال: لئن يكونوا خصمائي، أحب إلي من أن يكون رسول الله صلى الله عليه ~~وآله خصمي.، ويقول لي (3): لم لم تذب الكذب عن حديثي (4)؟ # - 2 - وروي: أن بعضهم سمع من بعض العلماء شيئا " من ذلك.، فقال له: يا ~~شيخ، لا تغتاب العلماء. # فقال له: ويحك هذه النصيحة، ليس هذا غيبة (5). # PageV00P175 # المسألة الثالثة في: وجوب معرفة الرواة (1) وهذا أمر واضح، لا مرية فيه. # بل، يجب على المتكلم في ذلك، التثبيت في نظره وجرحه.، لئلا يقدح في برئ، ~~غير مجروح، بما ظنه جرحا ".، فيخرج سليما "، ويسم بريئا " بسمه سوء، تبقي ~~عليه الدهر عارها. # فقد أخطأ في ذلك غير واحد، فطعنوا في أكابر من الرواة، إستنادا " إلى طعن ~~ورد فيهم له محمل، أولا يثبت عنهم بطريق صحيح. # ومن أراد الوقوف على حقيقة الحال، فليطلع كتاب الكشي (رحمه الله) 03)، في ~~الرجال. # PageV00P176 # المسألة الرابعة في: مصنفي علم الرجال (1) وقد كفانا السلف الصالح، من ~~العلماء بهذا الشأن، مؤونة الجرح والتعديل غالبا " (2)، في كتبهم التي ~~صنفوها : في الضعفاء، كابن الغضائري (3). # PageV00P177 # أو فيما معا " (1).، كالنجاشي (2)، والشيخ أبي جعفر الطوسي (3)، والسيد ~~جمال الدين أحمد بن طاووس (4) والعلامة جمال الدين بن المطهر (5)، والشيخ ~~تقي الدين بن داوود (6).، وغيرهم. # PageV00P178 # المسألة الخامسة في: إعادة النظر مجددا " (1) ولكن، ينبغي للماهر في هذه ~~الصناعة، ومن وهبه الله تعالى أحسن بضاعة.، تدبر ما ذكروه، ومراعاة ما ~~قرروه (2).، فلعله يظفر بكثير مما أهملوه، ويطلع على توجيه - في المدح ~~والقدح - قد أغفلوه (3).، كما اطلعنا عليه كثيرا "، ونبهنا عليه في مواضع ~~كثيرة، وضعناها على كتب القوم (4)، خصوصا " مع تعارض الاخبار، في الجرح ~~والقدح (5). # فإنه وقع لكثير من أكابر الرواة.، وقد ms048 أودعه الكشي في كتابه من غير ~~ترجيح.، وتكلم من بعده في ذلك، واختلفوا - في ترجيح أيهما على الاخر - (6) ~~اختلافا " كثيرا ". # PageV00P179 # المسألة السادسة في: مراعاة الاجتهاد (1) فلا ينبغي لمن قدر على البحث ~~تقليدهم في ذلك،.. # بل، ينفق مما آتاه الله، فلكل مجتهد نصيب (2). # فإن طريق الجمع بينهما (3) يلتبس على كثير، حسب اختلاف طرقه وأصوله.، في ~~العمل بالأخبار الصحيحة والحسنة والموثقة، وطرحها أو بعضها. # فربما لم يكن في أحد الجانبين حديث صحيح، فلا يحتاج إلى البحث عن الجمع ~~بينهما.، بل، يعمل بالصحيح خاصة.، حيث يكون ذلك من أصول الباحث (4). # وربما: يكون بعضها صحيحا "، ونقيضه حسنا " أو موثقا ".، ويكون من أصله ~~العمل بالجميع، فيجمع بينهما بما لا يوافق أصل الباحث الاخر.، ونحو ذلك. # وكثيرا " ما يتفق لهم التعديل، بما لا يصلح تعديلا ".، كما يعرفه من ~~يطالع كتبهم، سيما (خلاصة الأقوال) التي هي الخلاصة في علم الرجال (5). # PageV00P180 # القسم الثاني في: شروط القبول والرد.، وفيه: مسائل ثماني المسألة الأولى ~~في: أوصاف الراوي وفيها: أنظار الأول في: ما يشترط فيه وحديثه حديث عن: # أولا ": مجمل الشروط اتفق: أتمة الحديث (1)، والأصول الفقهية.، على ~~اشتراط (2): # (أ) إسلام الراوي حال روايته، وإن لم يكن مسلما " حال تحمله. # فلا تقبل رواية الكافر، وإن علم من دينه التحرز عن الكذب.، لوجوب التثبت ~~عند خبر الفاسق (3) # PageV00P181 # فيلزم: عدم اعتبار خبر الكافر، بطريق أولى.، إذ يشمل الفاسق الكافر (1). # وقبول شهادته في الوصية (2)، مع أن الرواية أضعف من الشهادة (3).، (فذلك، ~~لان اسلامية الراوي إنما اشترطت)، بنص خاص، فيبقى العام معتبرا " في ~~الباقي. # ويمكن القائس هنا: اعتبار القياس أو تعديته، بالتنبيه بالأدنى على ~~الأعلى. # وقريب منه: القول بقبول أبي حنيفة، شهادة الكفار بعضهم على بعض (4)، ~~فيلزم مثله في الرواية كذلك. فإنه لا يقبل روايتهم مطلقا ". وقيل: شهادتهم ~~للضرورة، صيانة ثابتة للحقوق (5).، إذ أكثر معاملاتهم لا يحضرها مسلمان. # (ب.) وبلوغه عند أدائها كذلك. # PageV00P182 # (ج) وعقله فلا تقبل رواية: الصبي والمجنون مطلقا ".، لارتفاع القلم عنهما ~~(1)، الموجب لعدم المؤاخذة، المقتضي لعدم التحفظ من ارتكاب الكذب، على ~~تقدير تمييزه ms049.، ومع عدمه، لا عبرة بقوله. # ثانيا: شرط العدالة (2). # وجمهورهم على اشتراط عدالته. # - 1 - لما تقدم، من الامر بالتثبت عند خبر الفاسق، فصار عدم الفسق شرطا " ~~لقبول الرواية. # ومع الجهل بالشرط (3)، يتحقق الجهل بالمشروط، فيجب الحكم بنفيه (4)، حتى ~~يعلم وجود انتفاء التثبت. # كذا.، استدلوا عليه. # - 2 - وفيه: نظر. # لان مقتضى الآية: كون الفسق مانعا " من قبول الرواية، فإذا جهل حال ~~الراوي، لا يصح الحكم عليه بالفسق.، فلا يجب التثبت عند خبره، بمقتضى مفهوم ~~الشرط. # PageV00P183 # ولا نسلم: أن الشرط عدم الفسق.، بل، المانع ظهوره (1)، فلا يجب العلم ~~بانتفائه حيث يجهل. # والأصل: عدم الفسق في المسلم، وصحة قوله. # - 3 - وهذا، بعض آراء شيخنا أبي جعفر الطوسي.، فإنه كثير ما يقبل خبر غير ~~العدل، ولا يبين سبب ذلك (2). # ومذهب أبي حنيفة: قبول رواية المجهول الحال، محتجا " بنحو ذلك.، وبقبول ~~قوله: # في تذكية اللحم، وطهارة الماء، ورق الجارية. # والفرق - بين ما ذكر وبين الرواية - واضح. # ثالثا ": في معنى العدالة (3). # وليس المراد من العدالة: كونه تاركا " لجميع المعاصي.، بل، بمعنى كونه: # PageV00P184 # (أ.) سليما " من أسباب الفسق التي هي: فعل الكبائر، أو الاصرار على ~~الصغائر (1). # (ب.) وخوارم المروة وهي: الاتصاف بما يستحسن التحلي به عادة "، بحسب ~~زمانه ومكانه وشأنه، فعلا " وتركا "، على وجه يصير ذلك له ملكة. # وإنما لم يصرح لاعتبارها، لان السلامة من الأسباب المذكورة، لا يتحقق إلا ~~بالملكة، فأغنى عن اعتبارها. # (ج) وضبطه لما يرويه بمعنى: كونه حافظا " له متيقظا "، غير مغفل إن حدث ~~من حفظه.، ضابطا " لكتابه، حافظا " له من الغلط والتصحيف والتحريف، إن حدث ~~منه، عارفا " بما يختل به المعنى (2)، إن روى به - # PageV00P185 # أي: بالمعنى، حيث نجوزه -. # وفي الحقيقة: اعتبار العدالة يغني عن هذا.، لان العدل لا يجازف برواية ما ~~ليس بمضبوط، على الوجه المعتبر (1).، وتخصيصه تأكيدا " (2) أو جري على ~~العادة. # الثاني في: ما لا يشترط فيه وحديثه حديث عن: # أولا ": ما لا يشترط (3) ولا يشترط في الراوي: # (أ.) الذكورة لأصالة عدم اشتراطها، واطباق السلف والخلف، على الرواية عن ~~المرأة (4). # (ب.) ولا الحرية فتقبل رواية العبد ms050. # ولقبول شهادتهما (4) - في الجملة - بالرواية أولى (5). # (ج.) ولا العلم بفقه وعربية لان الغرض منه لا الدراية.، وهي تتحقق ~~بدونهما. # PageV00P186 # ولعموم قوله صلى الله عليه وآله: (نضر الله امرءا " سمع مقالتي فوعاها، ~~وأداها كما سمعها فرب حامل فقه ليس بفقيه) (1). # ولكن، ينبغي مؤكدا ": (2) معرفته بالعربية، حذرا " من اللحن والتصحيف. # وقد روي عنهم عليهم السلام أنهم قالوا: (أعربوا كلامنا فإنا قوم فصحاء) ~~(3).، وهو يشمل إعراب القلم واللسان. # وقال بعض العلماء: جاءت هذه الأحاديث عن الأصل معربة. # وعن آخر: أخوف ما أخاف على طالب الحديث، إذ لم يعرف النحو.، أن يدخل في ~~جملة قول النبي صلى الله عليه وآله: (من كذب علي متعمدا " فليتبؤا مقعده من ~~النار). # لأنه لم يكن يلحن (4).، فمهما روي عنه حديثا "، ولحن فيه، فقد كذب عليه ~~(5). # والمعتبر حينئذ: أن يعلم قدرا " يسلم معه من اللحن والتحريف. # ثانيا ": ما لا يعتبر (6) وكذا لا يعتبر فيه: # (أ.) البصر فتصح رواية الأعمى.، وقد وجد ذلك في السلف والخلف. # PageV00P187 # (ب.) ولا العدد بناءا " على اعتبار خبر الواحد. # وعلى عدم اعتباره، لا يعتبر في المقبول منه، عدد خاص.، بل، ما يحصل به ~~العلم. # فالعدد.، غير معتبر في الجملة مطلقا ". # الثالث في: بقية الاعتبار (1) وهل يعتبر مع ذلك أمر آخر؟ ومذهب خاص؟ # أم لا يعتبر؟ فتقبل رواية جميع فرق المسلمين، وإن كانوا أهل بدعة. # أقول: # أحدهما: أنه لا تقبل رواية المبتدع مطلقا " لفسقه، وإن كان يتأول.، كما ~~استوى - في الكفر - المتأول وغيره. # والثاني: إن لم يستحل الكذب لنصرة مذهبه، قبل (2).، وإن استحله ~~كالخطابية، من غلاة الشيعة، لم يقبل (3). # والثالث: إن كان داعية " لمذهبه لم يقبل.، لأنه مظنة التهمة بترويج مذهبه ~~(4).، وإلا، قبل.، وعليه أكثر الجمهور. # PageV00P188 # والرابع - وهو المشهور بين أصحابنا -: اشتراط إيمانه (1)، مع ذلك المذكور ~~من الشروط.، بمعنى: كونه اماميا ".، قطعوا به في كتب الأصول الفقهية.، ~~وغيرها.، لان من عداه عندهم فاسق، وإن تأول كما تقدم.، فيتناوله الدليل. # الرابع في: انجبار الضعيف (2) هذا.، مع عملهم بأخبار ضعيفة، بسبب فساد ~~عقيدة الراوي.، أو موثقة، مع فساد ms051 عقيدته أيضا "، في كثير من أبواب الفقه. # معتذرين عن ذلك العمل (3).، المخالف لما أفتوا به - في أصولهم -: من عدم ~~قبول رواية المخالف.، بانجبار الضعف الحاصل للراوي (4)، بفساد عقيدته ~~ونحوه.،.. # - (أولا ":) بالشهرة أي: شهرة الخبر، والعمل بمضمونه بين الأصحاب.، فيمكن ~~اثبات المذهب به، وإن ضعف طريقه.، كما يثبت مذهب أهل الخلاف، بالطريق ~~الضعيف من أصحابهم (5). # (ثانيا ":) ونحوها أي: الشهرة.، من الأسباب الباعثة لهم، على قبول رواية ~~المخالف، في بعض الأبواب. # PageV00P189 # كقبول ما دلت القرائن على صحته مع ذلك، على ما ذهب إليه المحقق في ~~(المعتبر). # وقد تقدم الكلام على هذا الدليل، في أول الرسالة. # وكيف كان.، فاطلاق اشتراط الايمان، مع استثناء من ذكر (1) ليس بجيد. # الخامس في: النتيجة (2) وحينئذ فاللازم - على ما قررناه عنهم - اشتراط ~~أحد الامرين، من الايمان والعدالة، والانجبار بمرجح.، لا إطلاق اشتراطهما - ~~أي: الايمان، والعدالة -، المقتضي لعدم قبول رواية غير المؤمن مطلقا ".، ~~ولا يقولون به. # - 1 - واقتصد قوم منا، فاعتبروا سلامة السند من ذلك كله، واقتصروا على ~~الصحيح.، ولا ريب انه أعدل. # ولا يقدح فيه قول المحقق في رده: من أن الكاذب قد يصدق، والفاسق قد يصدق ~~(3).، وإن في ذلك طعنا " في علمائنا وقدحا " في المذهب. # إذ لا منصف، إلا وقد يعمل بخبر المجروح، كما يعمل بخبر المعدل.، وظاهر، ~~أن هذا غير قادح. # - 2 - ومجرد احتمال صدق الكاذب، غير كاف في جواز العمل بقوله، مع النهي ~~عنه. # PageV00P190 # والقدح في المذهب غير ظاهر.، فإن من لا يعمل بخبر الواحد من أصحابنا - ~~كالسيد المرتضى وكثير من المتقدمين (1) -، مصنفاتهم خالية عن خبر الثقة، ~~على وجه التقليد، فضلا " عن المجروح، إلى أن يبلغ حد التواتر. # والمصنفات المشتملة على أخبار المجروحين، مبنية على مذهب المفتي ~~بمضمونها. # - 3 - وإن كان ولا بد من تجاوز ذلك.، فالعمل على خبر المخالف الثقة، ~~ليسلم من ظاهر النهي، عن قبول خبر الفاسق ظاهرا "، ومنع اطلاقه على المخالف ~~مطلقا "، وقد تقدمت الإشارة إليه (2). # أما المنصوص على ضعفه، فلا عذر في قبول قوله، كما يتفق ذلك للشيخ (رحمه ~~الله)، في موارد كثيرة. # والله ms052 تعالى أعلم بحقائق أحكامه. # PageV00P191 # المسألة الثانية في: تشخيص عدالته وفيها: أنظار النظر الأول في: العدالة ~~المعتبرة تعرف العدالة المعتبرة في الراوي (1): # بتنصيص عدلين: # عليها (2). # أو بالاستفاضة. # بأن تشتهر عدالته، بين أهل النقل، أو غيرهم من أهل العلم.، كمشايخنا ~~السالفين، من عهد الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، وما بعده، إلى زماننا هذا ~~(3). # النظر الثاني في: التزكية (4) لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ المشهورين.، ~~إلى تنصيص على تزكية، ولا بينة على # PageV00P192 # عدالة.، لما اشتهر في كل عصر، من ثقتهم وضبطهم وورعهم، زيادة " على ~~العدالة (1). # وإنما يتوقف على التزكية، غير هؤلاء من الرواة، الذين لم يشتهروا بذلك ~~ككثير ممن سبق على هؤلاء، وهم طرق الأحاديث المدونة في الكتب غالبا ". # وفي الاكتفاء بتزكية الواحد العدل في الرواية: قول مشهور لنا ~~ولمخالفينا.، كما يكتفي به - أي: بالواحد - في أصل الرواية. # وهذه التزكية فرع الرواية.، فكما لا يعتبر العدد في الأصل، فكذا في الفرع ~~(2). # وذهب بعضهم: إلى اعتبار اثنين.، كما في الجرح والتعديل، في الشهادات. # فهذا، طريق معرفة عدالة الراوي السابق على زماننا.، والمعاصر: يثبت بذلك، ~~وبالمعاشرة الباطنة المطلعة على حالة، واتصافه بالملكة المذكورة. # النظر الثالث في: الضبط والاتفاق (3) ويعرف ضبطه (4): بأن تعتبر روايته ~~برواية الثقات، المعروفين بالضبط والاتقان. # فإن وافقهم في رواياته غالبا "، ولو من حيث المعنى.، بحيث لا يخالفها، أو ~~تكون المخالفة نادرة.، عرف حينئذ كونه ضابطا " ثبتا " وإن وجدناه - بعد ~~اعتبار رواياته برواياتهم - كثير المخالفة لهم.، عرف اختلاله - أي: اختلال ~~ضبطه، أو اختلال حاله في الضبط -، ولم يحتج بحديثه (5) وهذا الشرط، إنما ~~يفتقر إليه.، في من يروي الأحاديث من حفظه، أو يخرجها بغير الطرق المذكورة ~~في المصنفات. وأما رواية الأصول المشهورة (6)، فلا يعتبر فيها ذلك.، وهو ~~واضح. # PageV00P193 # المسألة الثالثة في: الجرح والتعديل وفيها: أنظار الأول في: ذكر السبب مع ~~أيهما - 1 - التعديل (1): مقبول، من غير ذكر سببه، على المذهب المشهور.، ~~لان أسبابه كثيرة، يصعب ذكرها.، فإن ذلك يحوج المعدل إلى أن يقول: لم يفعل ~~كذا؟ لم يرتكب كذا؟ فعل كذا أو كذا.، وذلك شاق ms053 جدا ". # - 2 - وأما الجرح، فلا يقبل إلا مفسرا "، مبينا " السبب الموجب له (2)، ~~لاختلاف الناس فيما يوجبه (3) فإن بعضهم، يجعل الكبيرة القادحة، ما توعد ~~عليها في القرآن بالنار.، وبعضهم، يعم التوعد.، وآخرون، يعمون المتوعد فيه ~~بالكتاب والسنة.، وبعضهم يجعلون جميع الذنوب كباير، وصغر الذنوب وكبره ~~عندهم إضافي (4).، إلى غير ذلك من الاختلاف (5). # PageV00P194 # الثاني في: السبب الجارح (1) - 1 - فربما أطلق بعضهم: القدح بشئ، بناءا " ~~على أمر اعتقده جرحا "، وليس بجرح في نفس الامر، أو في اعتقاد الاخر.، فلا ~~بد من بيان سببه، لينظر فيه، أهو جرح أم لا؟ # وقد اتفق لكثير من العلماء (2)، جرح بعض.، فلما استفسر، ذكر ما لا يصلح ~~جارحا ". # - 2 - قيل لبعضهم: لم تركت حديث فلان؟ فقال: رأيته يركض على برذون. # وسئل آخر عن رجل من الرواة؟ فقال: ما أصنع بحديثه.، ذكر يوما " عند حماد، ~~فامتخط حماد (3). # الثالث في: أسباب التعديل (4) ويشكل: بأن ذلك آت في باب التعديل.، لان ~~الجرح كما تختلف أسبابه.، كذلك، فالتعديل يتبعه في ذلك.، لان العدالة تتوقف ~~على اجتناب الكبائر مثلا ". # فربما، لم يعد المعدل بعض الذنوب كبائر، ولم يقدح عنده فعلها في العدالة، ~~فزكى مرتكبه بالعدالة، وهو فاسق عند الاخر، بناءا " على كونه مرتكبا " ~~لكبيرة عنده. # الرابع في: اعتبار التفصيل (5) ومن ثم، ذهب بعضهم إلى اعتبار التفصيل ~~فيهما. # ومن نظر إلى صعوبة التفصيل ونحوه، اكتفى بالاطلاق فيهما. # PageV00P195 # أما التفصيل، باختلاف الجرح والتعديل في ذلك.، فليس بذلك الوجه. # نعم، لو علم اتفاق مذهب الجارح والمعتبر - بكسر الباء -.، وهو: طالب ~~الجرح والتعديل.، ليعمل بالحديث أو يتركه، في الأسباب الموجبة للجرح.، بأن ~~يكون اجتهادهما، فيما به يحصل الجرح والتعديل، واحدا ".، أو أحدهما مقلدا " ~~للآخر.، أو كلاهما مقلدا " لمجتهد واحد.، اتجه الاكتفاء بالاطلاق في الجرح ~~كالعدالة. # وهذا التفصيل، هو الأقوى فيهما. # الخامس في: مشكلة بيان السبب (1) واعلم، انه يرد على المذهب المشهور - من ~~اعتبار التفسير في الجرح -: إشكال مشهور. # من حيث: أن اعتماد الناس اليوم، في الجرح والتعديل، (إنما هو (2) على ~~الكتب المصنفة فيهما.، وقل ما يتعرضون فيها لبيان السبب.، بل ms054، يقتصرون على ~~قولهم: فلان ضعيف، ونحوه. # فاشترط بيان السبب، يفضي إلى تعطيل ذلك، وسد باب الجرح في الأغلب (3). # PageV00P196 # السادس في: حل المشكل (1) وأجيب: بأن ما أطلقه الجارحون في كتبهم، من غير ~~بيان سببه، وإن لم يقتض الجرح، على مذهب من يعتبر التفسير. # لكن، يوجب الريبة القوية في المجروح كذلك (2)، المفضية إلى ترك الحديث ~~الذي يرويه، فيتوقف عن قبول حديثه، إلى أن تثبت العدالة، ويتبين زوال موجب ~~الجرح. # ومن انزاحت عنه تلك الريبة، بحثنا عن حاله بحثا "، أوجب الثقة بعدالته.، ~~فقبلنا روايته - ولم نتوقف - أو عدمها (3). # PageV00P197 # المسألة الرابعة في: المعيار والتقديم وفيها: أنظار النظر الأول في: شرط ~~العدد (1) يثبت الجرح في الرواة، بقول واحد كتعديله.، أي: كما يثبت تعديله ~~في باب الرواية بالواحد أيضا "، وقد تقدم على المذهب الأشهر. # وذلك، لان العدد لم يشترط في قبول الخبر، كما سلف.، فلم يشترط في وصفه، ~~من جرح وتعديل.، لأنه فرعه، والفرع لا يزيد على أصله.، بل، قد ينقص كما في ~~تعديل شهود الزنا، فإنه يكتفي فيه باثنين دون أصل الزنا. # واما ما خرج عن ذلك، وأوجب زيادة الفرع - أعني: الجرح والتعديل -، على ~~أصله.، كالاكتفاء في الدعوى بالشاهد واليمين دون التعديل. # ومذهب بعضهم في الاكتفاء - بشاهد واحد، رؤية هلال رمضان.، وشهادة الواحدة ~~في: ربع الوصية (2)، وربع ميراث المستهل (3).، فبديل خارج، ونص خاص (4) # PageV00P198 # النظر الثاني في: تقديم الجرح (1) ولو اجتمع في واحد جرح وتعديل، فالجرح ~~مقدم على التعديل.، وإن تعدد المعدل، وزاد على عدد الجارح.، على القول ~~الأصح. # لان المعدل مخبر عما ظهر من حاله.، والجارح، يشتمل على زيادة الاطلاع.، ~~لأنه يخبر عن باطن خفي على المعدل.، فإنه لا يعتبر فيه ملازمته، في جميع ~~الأحوال.، فلعله ارتكب الموجب للجرح في بعض الأحوال، التي فارقه فيها.، هذا ~~إذا أمكن الجمع، بين الجرح والتعديل، كما ذكروا. # النظر الثالث في: ما لا يمكن معه الجمع (2) - 1 - وإلا يمكن الجمع، كما ~~إذا شهد الجارح: بقتل انسان في وقت.، فقال المعدل: رأيته بعده حيا ". # أو يقذفه فيه.، فقال المعدل: إنه كان ms055 ذلك الوقت نائما " أو ساكتا ".، ~~ونحو ذلك. # تعارضا " (3).، ولم يكن التقديم، ولم يتم التعليل الذي قدم به الجارح. # - 2 - ثم، وطلب الترجيح: إن حصل المرجح، بأن يكون أحدهما أضبط، أو أورع، ~~أو أكثر عددا "، ونحو ذلك.، فيعمل بالراجح ويترك المرجوح. # فإن لم يتفق الترجيح.، وجب التوقف للتعارض، مع استحالة الترجيح.، من غير ~~مرجح. # PageV00P199 # المسألة الخامسة في: حدود التزكية وفيها أنظار النظر الأول في: تزكية ~~الواحد إذا قال الثقة (1): حدثني ثقة، ولم يبينه.، لم يكف ذلك الاطلاق ~~والتوثيق، في العمل بروايته.، وإن اكتفينا بتزكية الواحد. # - 1 - إذ لا بد، على تقدير الاكتفاء بتزكية، من تعيينه وتسميته.، لينظر ~~في أمره: هل أطلق القوم عليه التعديل؟ أو تعارض كلامهم فيه؟ أو لم يذكروه؟ # لجواز كونه ثقة " عنده.، وغيره قد اطلع على جرحه، بما هو جارح عنده - أي: ~~عند هذا الشاهد بثقته -.، وإنما وثقه بناءا " على ظاهر حاله.، ولو علم به، ~~لما وثقه. # - 2 - وأصالة عدم الجارح، مع ظهور تزكيته، غير كاف في هذا المقام.، إذ لا ~~بد من البحث عن حال الرواة، على وجه يظهر به أحد الأمور الثلاثة، من الجرح ~~أو التعديل أو تعارضهما، حيث يمكن.، بل إضرابه عن تسميته، مريب في القلوب. # - 3 - نعم، يكون ذلك القول منه، تزكية، للمروي عنه.، حيث يقصدها.، بقوله: ~~حدثني الثقة، إذ يقصد به مجرد الاخبار من غير تعديل.، فإنه قد يتجوز في مثل ~~هذه الألفاظ، في غير مجلس الشهادة. # - 4 - وهل ينزل الاطلاق على التزكية؟ أم لا بد من استعلامه؟ وجهان.، ~~أجودهما: تنزيله على ظاهره، من عدم مجازفة الثقة، في مثل ذلك. # PageV00P200 # وعلى تقدير تصريحه بقصد التزكية، أو حمل الاطلاق عليها.، ينفع قوله مع ~~ظهور عدم التعارض، وإنما يتحقق ظهوره، مع تعيينه بعد ذلك، والبحث عن حاله.، ~~وإلا، فالاحتمال قائم كما مر. # النظر الثاني في: كفاية قولة الثقة (1) وذهب بعضهم إلى: الاكتفاء بذلك، ~~ما لم يظهر المعارض أو الخلاف.، وقد ظهر ضعفه. # ومثله: (ما لو قال: كل من رويت عنه فهو ثقة، وإن لم أسمه.، ثم روى عمن لم ~~يسمه ms056، فإنه يكون مزكيا " له.، غير أنا لا نعمل بتزكيته هذه) (2)، كما ~~قررناه (3). # النظر الثالث في: صحيحة العالم (4) وقول العالم: هذه الرواية صحيحة، في ~~قوة الشهادة بتعديل رواتها.، فأولى بعدم الاكتفاء بذلك. # ولو روى العدل عن رجل سماه.، لم تجعل روايته عنه تعديلا " له، على القول ~~الأصح، بطريق أولى.، لأنه يجوز أن يروي عن غير عدل.، وقد وقع من أكثر ~~الأكابر، من الرواة والمصنفين ذلك.، خلافا " لشذوذ من المحدثين، ذهبوا إلى ~~اقتضاء ذلك التعديل. # وكذا عمل العالم، المجتهد في الاحكام.، وفتياه لغيره، بفتوى على وفق ~~حديث.، ليس حكما " منه بصحته.، ولا مخالفته له قدحا " فيه، ولا في رواية ~~(5). # PageV00P201 # لأنه - أي: كل واحد من العمل والمخالفة -: أعم من كونه مستندا " إليه، أو ~~قدحا " فيه.، فيجوز في العمل: الاستناد إلى دليل آخر، من حديث صحيح أو ~~غيره.، وفي المخالفة: كونها لشذوذه، أو معارضته لما هو راجح منه، أو ~~غيرهما. # والعام لا يدل على الخاص. # وقد تقدم الخلاف: في اشتراط عدالة الراوي مطلقا ".، فلعله قبل رواية غير ~~العدل، لأمر عارض (1). # PageV00P202 # المسألة السادسة في بيان: الألفاظ المستعملة في الجرح والتعديل بين أهل ~~هذا الشأن (1) لما كان المعتبر عندنا في الراوي: العدالة المستفادة من ~~الملكة المذكورة.، ولم نكتف بظاهر حال المسلم ولا الراوي.، فلا بد في ~~التعديل، من لفظ صريح يدل على هذا المعنى. # وقد استعمل المحدثون وعلماء الرجال، ألفاظا " كثيرة في التزكية، بعضها ~~دال على المطلوب، وبعضها أعم منه.، فنحن نذكرها مفصلة، ونبين ما يدل منها ~~عندنا عليه، وما لا يدل.، فنقول: # النظر الأول في: ألفاظ التعديل وفيه: حقول الحقل الأول في: الصريحة ~~الدلالة إن ألفاظ التعديل الدالة عليه صريحا " هي: # (أ.) قول المعدل (2). هو عدل، أو هو ثقة (3). # وهذه اللفظة، وإن كانت مستعملة في أبواب الفقه، أعم من العدالة.، لكنها ~~هنا لم تستعمل إلا بمعنى العدل.، بل، الأغلب استعمالها خاصة. # PageV00P203 # وقد يتفق في بعض الرواة، أن يكرر في تزكيتهم لفظة الثقة (1)، وهو يدل على ~~زيادة المدح. # (ب.) وكذا قوله: هو حجة.، أي: ما يحتج ms057 بحديثه.، وفي إطلاق اسم المصدر ~~عليه، مبالغة ظاهرة في الثناء عليه بالثقة. # والاحتجاج بالحديث، وإن كان أعم من الصحيح، كما يتفق بالحسن والموثق.، ~~بل، بالضعيف على ما سبق تفصيله.، لكن الاستعمال العرفي لأهل هذا الشأن، ~~لهذه اللفظة، يدل على ما هو أخص من ذلك.، وهو التعديل وزيادة. # نعم، لو قيل: يحتج بحديثه ونحوه لم يدل على التعديل، لما ذكرناه.، بخلاف ~~إطلاق هذه اللفظة على نفس الراوي، بدلالة العرف الخاص. # (ج -) وكذا قوله: هو صحيح الحديث (2).، فإنه يقتضي كونه ثقة " ضابطا "، ~~ففيه زيادة تزكية. # وما أدى معناه: من الألفاظ الدالة على التعديل. # الحقل الثاني في: غير الصريحة (3) أما قوله (4): # (أ -) متقن ثبت (5)، حافظ، ضابط، يحتج بحديثه، صدوق، مبالغة في صادق -، # PageV00P204 # محلة الصدق - بالخبرية أو الإضافة على التوسع -، يكتب حديثه، ينظر فيه - ~~أي: في حديثه.، بمعنى: أنه لا يطرح.، بل، ينظر فيه ويختبر حتى يعرف فلعله ~~يقبل -، لا بأس به - بمعنى أنه ليس بظاهر الضعف (1) -. # وقد اتفق هذا الوصف لجماعة.، منهم.، أحمد بن أبي عوف البخاري (2)، وابنه ~~محمد (3).، وذكرهما العلامة في قسم من يعتمد على روايته. # (ب.) شيخ جليل، صالح الحديث مشكور، خير فاضل. # (وقد) اتفق هذا الوصف لجماعة.، ك‍: إبراهيم ابن أبي الكرام (4)، والياس ~~الصيرفي (5)، و بيان الجزري (6)، وعلي بن القتيبي (7)، وعبد الرحمان بن عبد ~~ربه (8)، وعنبسة العابد (9)، والقاسم بن هشام (10)، وقيس بن عمار (11). # (ج -) ومنهم من جمع له بين اللفظين: خاص، ك‍: حيدر بن شعيب الطالقاني ~~(12).، ممدوح، ك‍: محمد بن قيس الأسدي (13).، زاهد عالم، ك‍: إبراهيم بن ~~علي الكوفي (14). # PageV00P205 # (د.) وأولى بالحكم ما لو انفرد أحدهما: # صالح.، ك‍: إبراهيم بن محمد الختلي (1).، وأحمد بن عايد (2).، وشهاب بن ~~عبد ربه، وأخويه عبد الخالق ووهب (3). # قريب الامر.، ك‍: الربيع بن سليمان (4)، ومصبح بن الهلقام (5)، وهيثم ابن ~~أبي مسروق النهدي (6). # مسكون إلى روايته.، ك‍: محمد بن بدران (7). # الحقل الثالث في: علة نقصان الدلالة (8) فالأقوى في جميع هذه الأوصاف: ~~عدم الاكتفاء بها في التعديل، وإن كان بعضها أقرب إليه من بعض.، لأنها أعم ~~من ms058 المطلوب، فلا تدل عليه. # (أ -) أما الأربعة الأولى، فظاهر.، لان كل واحد منها، قد يجامع الضعف، ~~وإن كان من صفات الكمال. # (ب -) وأما الاحتجاج بحديثه.، فقد عرفت أنه قد يتفق بالضعيف، فضلا " عن ~~الحسن وما قاربه. # PageV00P206 # (ج) وأما الوصف بالصدق بلفظية (1).، فقد يجامع عدم العدالة أيضا ".، إذ ~~شرطها الصدق مع شئ آخر. # (د.) وأما كتبة حديثه والنظر فبه (2).، فظاهر أنه أعم من المطلوب.، بل، ~~ظاهر في عدم التوثيق. # (ه‍) وأما نفي البأس عنه.، فقريب من الخير لكن لا يدل على الثقة.، بل، من ~~المشهور: أن نفي البأس يوهم البأس (3). # وأما ما نقل عن بعض المحدثين، من أنه إذا عبر به، فمراده الثقة.، فذاك ~~أمر مخصوص باصطلاحه لا يتعداه، عملا " بمدلول اللفظ (4). # (و.) وأما شيخ.، فإنه وإن أريد به: التقدم في العلم (5)، ورياسة الحديث.، ~~لكن، لا يدل على التوثيق، فقد تقدم فيه من ليس بثقة (6). # (ز.) ومثله: جليل. # (ح.) وأما صالح الحديث.، فإن الصلاح أمر إضافي.، فالموثق بالنسبة إلى ~~الضعيف صالح، وإن يكن صالحا " بالنسبة إلى الحسن والصحيح.، وكذا الحسن ~~بالإضافة إلى ما فوقه وما دونه. # (ط.) وأما المشكور، فقد يكون الشكران على صفات، لا تبلغ حد العدالة ولا ~~تدخل فيها. # (ي.) وكذا خير، مع احتمال دلالة هاتين (7) على المطلوب. # (ك‍.) وأما الفاضل.، فظاهر عمومه.، لان مرجع الفضل إلى العلم.، وهو يجامع ~~الضعف بكثرة. # PageV00P207 # (ل.) وأما الخاص.، فمرجع وصفه إلى الدخول مع إمام معين، أو في مذهب ~~معين.، وشدة التزامه به أعم من كونه ثقة في نفسه، كما يدل عليه العرف. # وظاهر كون الممدوح أعم.، بل، هو إلى وصف الحسن أقرب. # وكذا، الوصف بالزهد والعلم والصلاح (1)، مع احتمال دلالة الصلاح على ~~العدالة وزيادة.، لكن فيه، أن الشرط مع التعديل الضبط، الذي من جملته عدم ~~غلبة النسيان.، والصلاح يجامعه أكثريا ". # (م.) وأما قريب الامر.، فليس بواصل إلى حد المطلوب (2).، وإلا، لما كان ~~قريبا " منه.، بل، ربما كان قريبا " إلى المذهب، من غير دخول فيه رأسا ". # (ن.) والمسكون إلى روايته، قريب من صالح ms059 الحديث. # الحقل الرابع في: خلاصة التعديل (3) فقد ظهر أن شيئا " من هذه الأوصاف، ~~ليس بصريح في التعديل، وإن كان بعضها قريبا " منه. # نعم، كل واحد منها يفيد المدح، فيلحق حديثه - أي: حديث المتصف بها - ~~بالحسن، لما عرفت من أنه رواية الممدوح من أصحابنا، مدحا " لا يبلغ حد ~~التعديل.، هذا، إذا علم كون الموصوف بذلك من أصحابنا. # أما مع عدم العلم.، فيشكل بأنه قد يجامع الاتصاف ببعض المذاهب الخارجة ~~عنا.، خصوصا " من يدخل في حديثنا، كالواقفي والفطحي. # الحقل الخامس في: منحى الجمهور (4) وأما الجمهور.، فمن لا يعتبر منهم في ~~العدالة تحققها ظاهرا ".، يكتفي - في المسلم - بها، حيث لا يظهر خلافها، ~~فيكتفي بكثير من هذه الألفاظ في التعديل.، خصوصا " مثل: العالم، والمتقن، ~~والضابط، والصالح، والفاضل، والصدوق، والتثبت. هذا ما يتعلق بألفاظ ~~التعديل. # PageV00P208 # النظر الثاني في: ألفاظ الجرح (1) وألفاظ الجرح مثل: ضعيف.، كذاب.، وضاع ~~للحديث من قبل نفسه - أي: يختلقه ويكذبه -.، غال (2).، مضطرب الحديث.، ~~منكره (3).، لينه - أي: يتساهل في روايته عن غير الثقة -.، متروك في نفسه ~~أو متروك الحديث.، مرتفع القول - أي: لا يعتبر قوله ولا يعتمد عليه -.، ~~متهم بالكذب أو الغلو، أو نحوهما من الأوصاف القادحة.، ساقط في نفسه أو ~~حديثه.، واه: اسم فعل من وهى - أي: ضعف في الغاية.، تقول: وهي الحائط: إذا ~~ضعف وهم بالسقوط.، وهو كناية عن شدة ضعفه، وسقوط اعتبار حديثه -.، لا شئ - ~~مبالغة " في نفي اعتباره -، أو لا شئ معتد به.، ليس بذلك الثقة، أو العدل، ~~أو الوصف المعتبر في ذلك، ونحو ذلك (4). # PageV00P209 # المسألة السابعة في: من اختلط وخلط (1) - 1 - من خلط بعد استقامته: # بخرق - بضم الخاء فسكون الراء -: وهو الحمق وضعف العقل (2). # وفسق، كالواقفة بعد استقامتهم (3)، في زمن الكاظم عليه السلام.، والفطحية ~~(4) كذلك، في زمن الصادق عليه السلام. # وكمحمد بن عبد الله أبي المفضل.، ومحمد بن علي الشلمغاني (5).، وأشباههم. # وغيرهما من القوادح. # PageV00P210 # - 2 - يقبل ما روي عنه قبل الاختلاط، لاجتماع الشرائط، وارتفاع الموانع. # ويرد: ما روي عنه بعده، وما شك فيه هل وقع قبله أو بعده، للشك في ms060 الشرط، ~~وهو العدالة عند الشك في التقدم والتأخر. # وإنما يعلم ذلك: بالتأريخ.، أو بقول الراوي عنه: حدثني قبل اختلاطه.، ~~ونحو ذلك. # ومع الاطلاق وعدم التاريخ، يقع الشك، فيرد الحديث. # PageV00P211 # المسألة الثامنة في: قوادح القبول وفيها: أنظار النظر الأول في.، منكر ~~الرواية (1) إذا روى ثقة عن ثقة حديثا "، ورجع المروي عنه في ذلك الحديث، ~~فنفاه وأنكر روايته.، فإن كان جازما " بنفيه.، بأن قال: ما رويته - على وجه ~~القطع - أو كذب علي، ونحوه.، تعارض الجزمان، والجاحد هو الأصل. # فحينئذ، وجب رد الحديث، ثم لا يكون ذلك جرحا " للفرع، ولا يقدح في باقي ~~رواياته عنه، ولا عن غيره. # وإن كان مكذبا " لشيخه في ذلك.، إذ ليس قبول جرح شيخ له، بأولى من قبول ~~جرحه لشيخه، فتساقطا. # النظر الثاني في: غير المنكر (2) وإن لم ينكر الرواية.، ولكن قال: لا ~~أعرفه، أو لا أذكره (3)، ونحوه.، لم يقدح في رواية الفرع على الأصح.، إذ لا ~~يدل ذلك عليه بوجه.، لاحتمال السهو والنسيان من الأصل، والحال أن الفرع ثقة ~~جازم، فلا يرد بالاحتمال. # بل، كما لا تبطل رواية الفرع، ويجوز لغيره أن يروي عنه بعد ذلك، يجوز ~~للمروي عنه أولا " - الذي لا يذكر الحديث - رويته، عمن ادعى انه سمعه منه.، ~~فيقول - هذا الأصل الذي قد صار فرعا "، إذا أراد التحديث بهذا الحديث -: ~~حدثني فلان عني: أني حدثته عن فلان، بكذا وكذا. # PageV00P212 # النظر الثالث في: الأحاديث المنسية (1) - 1 - وقد وقع من ذلك جملة ~~أحاديث، لأكابر نسوها بعدما حدثوا بها. # منها حديث: ربيعة عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه.، رفعه إلى النبي (صلى ~~الله عليه وآله): (انه قضا بشاهد ويمين) (2) قال عبد العزيز بن محمد: (لقيت ~~سهيلا " فسألته عنه، فلم يعرفه).، وكان يقول بعد ذلك: حدثني ربيعة عن أبي، ~~ويسوق الحديث (3). # - 2 - وقد جمعها - أي تلك الأحاديث، التي نسيها راويها (4)، ورواها عمن ~~رواها عنه - بعضهم.، وهو الخطيب البغدادي، في كتاب مفرد (5). # PageV00P213 # وبالجملة، فالمانع مفقود، والمقتضي للقبول موجود، وصيرورة الأصل فرعا " ~~غير قادح بوجه.، والله تعالى أعلم (1). # PageV00P214 # الباب الثالث في: تحمل ms061 الحديث وطرق نقله (وكيفية روايته) (1) وفيه: فصول # PageV00P215 # الفصل الأول في: أهلية التحمل وفيها: مسألتان (1) المسألة الأولى في: ما ~~يشترط وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: شرط أهلية التحمل (2) وشرطه: التمييز إن تحمل بالسماع ~~(3).، وما في معناه، ليتحقق في معناه (4). # PageV00P216 # الحقل الثاني في: المراد بالتمييز (1) - 1 - والمراد بالتمييز هنا: أن ~~يفرق بين الحديث - الذي هو بصدد روايته - وغيره (2).، إن سمعه في أصل مصحح. # وإلا، اعتبر مع ذلك: ضبطه (3). # - 2 - وفسره بعضهم: بفرقه بين البقرة والدابة والحمار (4)، واشتباه ذلك ~~(5).، بحيث يميز: # PageV00P217 # أدنى تمييز (1). والأول (2): أصح (3). # الحقل الثالث في: قيد السماع (4) واحترز ب‍: (تحمله بالسماع) (5).، عما ~~لو كان بنحو الإجازة.، فلا يعتبر فيه: ذلك، كما سيأتي (6). # الحقل الرابع في: ما في معنى السماع (7) والمراد بما في معنى السماع (8): ~~(1 -) القراءة على الشيخ (9).، (2 -) ونحوها. # PageV00P218 # المسألة الثانية في: مالا يشترط وتفصيل البحث في حقلين: # الحقل الأول في: تحمل الراوي فلا يشترط فيه : الاسلام (1): # فلو تحمل كافرا "، وأداه مسلما " (2).، قبل وقد اتفق ذلك للصحابة (3).، ~~ك‍: # PageV00P219 # (1 -) رواية جبير بن مطعم (1)، انه سمع النبي (صلى الله عليه وآله).، ~~يقرأ في المغرب ب‍: (الطور) (2). # وكان قد جاء في فداء أسارى (بدر) (3).، فتحمله كافرا "، ثم رواه بعد ~~إسلامه (4). # (2 -) وكذلك رؤيته له (صلى الله عليه وآله) (5).، واقفا " ب‍ (عرفة)، قبل ~~الهجرة (6). # PageV00P220 # (3.) ورواية أبي سفيان (1).، في حديثه مع (هرقل) (2). # (4 -) وغيرها. # ولا البلوغ: # فيصح تحمل من دونه، على الأصح (3). # PageV00P221 # أ - أمثلة المثبتين (1). # - 1 - وقد اتفق الناس على: رواية جماعة من الصحابة، عن النبي (صلى الله ~~عليه وآله).، قبل البلوغ ك‍: # PageV00P222 # (1 -) الحسنين (عليهما السلام) (1). # فقد كان سن الحسن (عليه السلام) (2)، عند موت النبي (صلى الله عليه ~~وآله).، نحو: الثمان سنين 23). # والحسين (عليه السلام).، نحو: السبع (4). # (ب -) وعبد الله بن عباس (5). # (ج -) وعبد الله بن الزبير (6). # (د -) والنعمان بن بشير (7). # (ه‍ -) والسايب بن يزيد (8). # (و -) والمسور بن مخرمة (9). # PageV00P223 # (ز -) وغيرهم (1). # - 2 - وقبلوا روايتهم.، من غير فرق بين ما تحملوه: قبل البلوغ، وبعده. # ولم يزل الناس يسمعون الصبيان، ويحضرونهم مجالس التحديث.، ويعتدون ~~بروايتهم - لذلك -، بعد البلوغ (2). # 2 - المخالفون قلة (3) وخالف في ms062 ذلك: شذوذ. # فشرطوا فيه: البلوغ (4). # 3 - العبرة في التمييز (5) نعم، تحديد قوم سنهم، المسوغ للاسماع.، ب‍: ~~عشر سنين، أو خمس سنين، أو أربع، ونحوه، خطأ. # PageV00P224 # لاختلاف الناس في مراتب الفهم والتمييز. # فمن فهم الخطاب، وميز ما يسمعه.، صح سماعه، وإن كان دون خمس ومن لم يكن ~~كذلك، لم يصح، وإن كان ابن خمسين (1). # 4 - زيادة في الأمثلة المثبتة (2) (أ -) وقد ذكر الشيخ الفاضل - تقي ~~الدين الحسن بن داوود -: ان صاحبه ورفيقه السيد غياث الدين ابن طاووس، ~~استقل بالكتابة، واستغنى عن المعلم، وعمره أربع سنين) (3). # (ب -) وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: (رأيت صبيا " ابن أربع سنين.، قد ~~حمل إلى المأمون.، وقد قرأ القرآن، ونظر في الرأي.، غير أنه إذا جاع بكى) ~~(4). # PageV00P225 # (ح‍ -) وقال أبو محمد عبد الله بن محمد الأصفهاني (1): # (حفظت القرآن، ولي خمس سنين.، وحملت إلى ابن المقري لأسمع منه، ولي أربع ~~سنين. # PageV00P226 # فقال بعض الحاضرين: لا تسمعوا له فيما قري، فإنه صغير (1). # فقال لي ابن المقري: اقرأ سورة (الكافرين) (2).، فقرأتها. # فقال: اقرأ سورة (التكوير).، فقرأتها. # فقال لي غيره: اقرأ سورة (والمرسلات).، فقرأتها، ولم أغلط فيها. # فقال ابن المقري: (سمعوا له، والعهدة علي) (3). # الحقل الثاني في: تحمل المروي عنه (4) 1 - ولا يشترط في المروي عنه: # أن يكون أكبر من الراوي سنا ". # ولا رتية " وقدرا " وعلما " (5). # PageV00P227 # بل، يجوز أن يروي الكبير عن الصغير، بعد اتصافه بصفات الراوي (1). # وقد اتفق ذلك كثيرا " للصحابة (رضي الله عنه) فمن دونهم من التابعين ~~والفقهاء (2). # PageV00P228 # والغرض من هذا النوع: أن لا يظن بناء " على الغالب -: كون المروي عنه، ~~أكبر بأحد الأمور دائما ".، فيجهل بذلك منزلتهما (1). # وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): (أمرنا أن ننزل الناس منازلهم) (2). # PageV00P229 # الفصل الثاني في طرق التحمل للحديث وفيه: مسائل سبع (1). # PageV00P230 # المسألة الأولى في: السماع من لفظ الشيخ سواء أكان إملاء من حفظه، أم كان ~~تحديثه من كتابه. # وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: موقعية السماع (1) - 1 - وهو - أي: السماع من الشيخ -: ~~أرفع الطرق الواقعة في التحمل، عند جمهور المحدثين (2). # PageV00P231 # لان الشيخ أعرف ms063 بوجوه ضبط الحديث وتأديته. # ولأنه خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسفيره إلى أمته.، و. الاخذ ~~منه كالأخذ منه (1). # ولان النبي (صلى الله عليه وآله): أخبر الناس أولا "، وأسمعهم ما جاء ~~به.، والتقرير على ما جرى بحضرته (صلى الله عليه وآله) أولى. # ولان السامع أربط جأشا "، وأوعى قلبا ".، وشغل القلب، وتوزع الفكر، إلى ~~القارئ أسرع. # - 2 - وفي صحيحة عبد الله بن سنان.، قال: # قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يجيئني القوم فيسمعون مني حديثكم.، ~~فأضجر ولا أقوى؟ # قال: فاقرأ عليهم من أوله حديثا "، ومن وسطه حديثا "، ومن آخره حديثا ") ~~(2). # PageV00P232 # فعدوله (ع) إلى قراءة هذه الأحاديث مع العجز، يدل على أولويته (1)، على ~~قراءة الراوي.، وإلا لأمر بها (2). # الحقل الثاني في: عبارات التأدية الأولى: (سمعت) (3). # فيقول الراوي بالسماع من الشيخ - في حالة كونه راويا " - لغير ذلك ~~المسموع: # (سمعت فلانا "... الخ). # PageV00P233 # وهي - أي: هذه العبارة -: أعلاها.، أي أعلى العبارات في تأدية المسموع.، ~~لدلالته نصا " على السماع، الذي هو أعلى الطرق (1). # الثانية: (حدثني وحدثنا) (2). # ثم بعدها في المرتبة.، أن يقول: (حدثني)، أو (حدثنا) (3).، لدلالتهما ~~أيضا " على قراءة الشيخ عليه. # لكنهما.، يحتملان الإجازة.، لما سيأتي: من أن بعضهم أجاز هذه العبارة في ~~الإجازة والمكاتبة. بخلاف: (سمعت).، فإنه لا يكاد أحد يقول: (سمعت)، في ~~أحاديث الإجازة والمكاتبة، ولا في تدليس ما لم يسمعه (4). # PageV00P234 # وروي عن بعض المحدثين: انه كان يقول: (حدثنا فلان).، ويتأول: انه حدث أهل ~~المدينة - وكان الراوي حينئذ بها -.، إلا أنه لم يسمع منه شيئا "، مدلسا " ~~بذلك (1). # وكون (سمعت)، في هذه الطريق (2)، أعلى منهما.، مذهب الأكثر، لما ذكرناه. # وقيل: هما أعلى منها.، لأنه ليس في (سمعت)، دلالة على أن الشيخ روى له ~~الحديث وخاطبه به.، وفي (حدثنا) و (أخبرنا)، دلالة على أنه خاطبه، ورواه له ~~(3). # وفيه، ان هذه وإن كانت مزية، إلا ان الخطب فيها أسهل، من احتمال الإجازة ~~والتدليس ونحوهما.، فيكون تحصيل ما ينفي ذلك، أولى من تخصيصه باللفظ، أو ~~كونه من جملة المقصودين به، إذ لا يفترق الحال في صحة الرواية، بهذه ms064 ~~المرتبة، بين قصده وعدمه. # الثالثة: (أخبرنا) (4). # ثم، بعد (حدثني)، و (حدثنا) في المرتبة.، قوله في هذه الحالة: (أخبرنا).، ~~لظهور الاخبار في القول. # ولكنه، يستعمل في الإجازة والمكاتبة كثيرا "، فلذلك كان أدون (5). # الرابعة: (أنبأنا)، و (نبأنا) (6). # ثم، (أنبأنا)، و (نبأنا).، لان هذا اللفظ غالب في الإجازة. # وهو قليل الاستعمال هنا، قبل ظهور الإجازة، فكيف بعدها؟! # PageV00P235 # الخامسة: (قال لنا)، و (ذكر لنا) (1) وأما قول الراوي: (قال لنا)، و (ذكر ~~لنا).، فهو من قبيل: (حدثنا).، فيكون أولى من: (أنبأنا)، و (نبأنا).، ~~لدلالته على القول - أيضا " - صريحا ". # لكنه، ينقص عن (حدثنا).، بأنه: بما سمع في المذاكرة في المجالس، ~~والمناظرة بين الخصمين، أشبه وأليق من (حدثنا). # لدلالتهما. على أن المقام لم يكن مقام التحديث، وإنما اقتضاه المقام (2). # السادسة: في أدنى العبارات (3). # - 1 - وأدناها - اي: أدنى العبارات الواقعة في هذه الطريق -: # قول الراوي بالسماع: (قال فلان).، ولم يقل: (لي)، (لنا) (4). # لأنه بحسب مفهوم اللفظ: أعم من كونه سمعه منه.، أو بواسطة، أو بوسائط ~~(5). # وهو مع ذلك، محمول على السماع منه عرفا "، إذا تحقق لقاؤه للمروي عنه.، ~~لا سيما ممن عرف: انه لا يقول ذلك إلا فيما سمعه (6). # - 2 - وشرط بعضهم في حمله على السماع (7): أن يقع ممن عرف من عادته، انه ~~لا يقول ذلك، إلا فيما سمعه منه، حذرا " من التدليس. وهو أولى.، وإن كان ~~عدم اشتراطه أشهر (8). # PageV00P236 # المسألة الثانية في: القراءة على الشيخ وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: قديم التسمية (1) ويسمى عند أكثر قدماء المحدثين: العرض ~~(2). # PageV00P237 # لان القارئ يعرضه على الشيخ. # سواء كانت القراءة من الراوي أو من كتاب. # وسواء كان المقروء لما يحفظه الشيخ.، أو كان الراوي يقرأ، والأصل الذي ~~يعارض به.، بيده - أي يد الشيخ من غير أن يحفظه -، أو يد ثقة غيره (1). أما ~~غير الثقة، فلا يعتد بامساكه.، لاحتمال الغلط والتصحيف في مقرو الراوي، ~~وعدم رد غير الثقة (2) واحتمال سهو الثقة نادر.، فلا يقدح، كما لا يقدح ~~السهو لو قرأ الشيخ أيضا ". # الحقل الثاني في: طريقة العرض ومستنده (3) وهي - أي: هذه الطريقة ms065 -: ~~رواية صحيحة. # PageV00P238 # اتفاقا " من المحدثين (1). وإن خالف فيه من لا يعتد به (2). # الحقل الثالث في: موقعية العرض (3) - 1 - ولكن، اختلفوا: في أن القراء ~~على الشيخ، مثل السماع من لفظه.، في: المرتبة، أو فوقه، أو دونه (4). # فالأشهر ما تقدم.، من أن السماع أعلى.، وقد عرفت وجهه. # PageV00P239 # وقيل: هو - أي: العرض -، كتحديثه - أي: تحديث الشيخ بلفظه سواء -. # وهو المنقول عن علماء الحجاز والكوفة.، لتحقق القراءة في الحالتين، مع ~~سماع الاخر.، وقيام سماع الشيخ مقام قراءته، في مراعاة الضبط. # وورد به حديث عن ابن عباس.، ان النبي (صلى الله عليه وآله).، قال: ~~(قراءتك على العالم وقراءة العالم عليك سواء) (1). # PageV00P240 # - 3 - وقيل: العرض أعلى من السماع من لفظ الشيخ (1). # وما وقفت لهؤلاء على دليل مقنع (2).، إلا ملاحظة الأدب مع الشيخ.، في عدم ~~تكليفه القراءة التي هي بصورة أن يكون تلميذا " لا شيخا " (3) # PageV00P241 # الحقل الثالث في: عبارات العرض وهي على مراتب: # الرتبة الأولى (1): # - 1 - والعبارة عن هذه الطريق - أن يقول الراوي إذا أراد رواية ذلك -: # أ - (قرأت على فلان) ب. أو (قرئ عليه وأنا أسمع فأقر الشيخ به) (2).، أي: ~~لم يكتف بالقراءة عليه، ولا بعدم إنكاره، ولا بإشارته.، بل، تلفظ بما يقتضي ~~الاقرار بكونه مروية. # - 2 - وهذان، أعلى عبارات هذه الطريق.، لدلالتهما على الواقع صريحا "، ~~وعدم احتمالهما غير المطلوب (3). # PageV00P242 # الرتبة الثانية: # وفيها: لحاظان الأول: التقييد (1) ثم، بعدهما في المرتبة.، أن يقول: أن ~~يقول: (حدثنا)، و (أخبرنا)، مقيدين بقوله: (قراءة " عليه)، ونحوه من ~~الألفاظ الدالة عليه (2). # الثاني: الاطلاق (3) - 1 - أو مطلقين عن قوله: (قراءة " عليه)، على قول ~~بعض المحدثين. # لان إقراره به، قائم مقام التحديث والاخبار.، ومن ثم جازا مقترنين ~~بالقراءة عليه (4). # - 2 - وقيل: لا يسوغ هنا الاطلاق.، لان الشيخ لم يحدث ولم يخبر، وان ~~أقر.، وإنما سمع الحديث. # PageV00P243 # ولا يلزم من جوازهما مقترنين، جوازهما مطلقين.، لان الألفاظ المستعملة ~~على وجه المجاز، تقترن بغيرها من القرائن الدالة عليها.، ولا تطلق كذلك ~~مقيدة " لمعناها (1). # - 3 - وفي قول ثالث (2): تجويز إطلاق الثاني.، وهو (أخبرنا)، دون الأول - ~~وهو حدثنا - لقوة اشعاره بالنطق والمشافهة.، دون (أخبرنا)، فإنه ms066 يتجوز بها ~~في غير النطق كثيرا ". # أو لان الفرق قد شاع بين أهل الحديث، وإن لم يكن بينهما فرق من جهة ~~اللغة.، ومن فرق بينهما لغة "، فقد تكلف عنادا " (3). # والقول بالفرق.، هو الأظهر في الأقوال، والأشهر في الاستعمال (4). # PageV00P244 # الحقل الرابع في: إقرار الشيخ نطقا " (1) وإذا قال الراوي له - أي للمروي ~~عنه -: (أخبرك فلان بكذا).، وهو ساكت مصغ إليه، فاهم لذلك، فلم ينكر ذلك: # - 1 - (أ.) صح الاخبار والتحديث عنه، وإن لم يتكلم بما يقتضي الاقرار به، ~~على قول الأكثر (2). # لدلالة القرائن المتضافرة، على أنه مقر به. # ولان عدالته تمنع من السكوت عن إنكار ما ينسب إليه بغير صحة (3). # PageV00P245 # (ب.) وشرط بعضهم: نطقه (1). # ليتحقق التحديث والاخبار. # ولان السكوت أعم من الاقرار.، ولهذا يقال: (لا ينسب إلى الساكت مذهب) ~~(2). # - 2 - فعلى الأول.، يجوز للراوي أن يقول كالأول: (حدثنا)، و (أخبرنا).، ~~تنزيلا " لسكوته - مع قيام القرائن على إقراره - منزلة إخباره. # - 3 - وقيل: إنما يقول: (قرئ عليه وهو يسمع)، ونحوه. # ولا يجوز أن يقول: (حدثني)، لأنه كذب.، وحينئذ فله أن يعمل به، ويرويه ~~كذلك (3). # PageV00P246 # الحقل الخامس في: الافراد والجمع شكا " ويقينا " (1) - 1 - وما سمعه ~~الراوي من الشيخ وحده.، أو شك: هل سمعه وحده أو مع غيره؟ قال عند روايته ~~لغيره: (حدثني)، و (أخبرني)، بصيغة المتكلم وحده.، ليكون مطابقا " للواقع ~~مع تحقق الوحدة.، ولأنه المتيقن مع الشك، لأصالة عدم سماع غيره معه. # وما سمعه مع غيره يقول: (حدثنا)، و (أخبرنا)، بصيغة الجمع، للمطابقة أيضا ~~" (2). # - 2 - وقيل: انه يقول مع الشك: (حدثنا)، لا (حدثني).، لأنها أكمل مرتبة " ~~من (حدثنا).، حيث إنه يحتمل عدم قصده.، بل، التدليس بتحديث أهل بلده: كما ~~مر. # فليقتصر إذا شك على الناقص وصفا ".، لان عدم الزائد هو الأصل. # وهذا التفصيل.، بملاحظة أصل الافراد والجمع.، هو أولى (3). # PageV00P247 # ولو عكس الامر فيهما.، فقال في حالة الوحدة والشك: (حدثنا)، بقصد ~~التعظيم. # وفي حالة الاجتماع: (حدثني)، نظرا " إلى دخوله في العموم، وعدم إدخال من ~~معه في لفظه. # جاز لصحته، لغة " وعرفا " (1). # الحقل السادس في: نقل ما في الكتب المصنفة (2) - 1 - ومنع - أي ms067: منع ~~العلماء -.، في الكلمات الواقعة في المصنفات - بلفظ: (أخبرنا)، أو (حدثنا) ~~-، من إبدال إحداهما بالأخرى.، لاحتمال أن يكون من قال ذلك، لا يرى التسوية ~~بينهما، وقد يطابق مذهبة. وكذا، ليس له إبدال (سمعت)، بإحداهما، ولا عكسه. ~~وعلى تقدير أن يكون المصنف، ممن يرى التسوية بينهما.، فيبنى على الخلاف ~~المشهور، في نقل الحديث بالمعنى.، فإن جوزناه، جاز الابدال.، وإلا، فلا ~~(3). # PageV00P248 # وأما المسموع منهما، من غير أن يذكر في مصنف.، فيبنى جواز تغييره بالآخر، ~~على جواز الرواية بالمعنى وعدمه. # فإن قلنا به، جاز التغيير. # وإلا فلا.، سواء قلنا بتساويهما في المعنى، أم لا.، لأنه حينئذ يكون ~~مختارا " لعبارة، مؤدية لمعنى الأخرى، وإن كانت أعلى رتبة " أو أدنى (1). # الحقل السابع في: جملة موانع الصحة (2) - 1 - ولا تصح الرواية.، والحال: ~~ان السامع أو المستمع ممنوع منه.، أي: من السماع بنسخ (3)، ونحوه من ~~الموانع.، ك‍: # PageV00P249 # (1 -) الحديث والقراءة.، المفرطة في: الاسراع، والخفية.، بحيث يخفى بعض ~~الكلم. # (2 -) والبعد عن القارئ. # (3 -) ونحو ذلك (1). # - 2 - والضابط: كونه بحيث لا يفهم المقروء.، لعدم تحقق معنى الاخبار ~~والتحديث معه. # فلو اتفق.، قال: (حضرت).، (حدثنا)، و (أخبرنا) (2). # - 3 - وقيل: يجوز، ويعفى عن اليسير من النسخ، ونحوه.، على وجه لا يمنع ~~أصل السماع، وإن منع وقوعه على الوجه الأكمل (3). # ويختلف ذلك.، باختلاف أحوال الناس: في حسن الفهم وعدمه، واندفاعه ~~بالشواغل.، فإن فيهم: من لا يمنعه النسخ ونحوه مطلقا "، ومنهم من يمنعه ~~أدنى عائق. # - 4 - وقد روي عن الحافظ أبي الحسن - الدارقطني (4) -: انه حضر في حداثته ~~مجلس الصفار (5)، وجلس ينسخ جزءا " كان معه، والصفار يملي فقال له بعض ~~الحاضرين: لا يصح سماعك وأنت تنسخ # PageV00P250 # فقال: فهمي للاملاء خلاف فهمك. # ثم قال: تحفظ كم أملا الشيخ من حديث إلى الان؟ فقال: لا. # فقال الدارقطني: أملا (1) ثمانية عشر حديثا ". # فعدت الأحاديث فوجدت كما قال. # ثم قال أبو الحسن: الحديث الأول منها عن فلان، ومتنه كذا.، والحديث ~~الثاني عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا. # ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها، على ترتيبها في الاملاء، حتى أتى ~~على آخرها. # فتعجب الناس منه ms068 (2). # الحقل الثامن في: استحباب إجازة المسموع أجمع (3) وليجز الشيخ للسامعين: ~~روايته - أي: رواية المسموع - أجمع، أو الكتاب بعد الفراغ منه.، وإن جرى ~~على كله اسم السماع. # وإنما كان الجمع أولى.، لاحتمال غلط القارئ، وغفلة الشيخ.، أو غفلة ~~السامع عن بعضه.، فيجبر ذلك بالإجازة لما فاته. # وإذا كتب لأحدهم خطه.، حينئذ كتب: (سمعه مني وأجزت له روايته عني).، # PageV00P251 # جمعا " بين الامرين (1). # الحقل التاسع في: رواية سامع المستملي عن المملي (2) وإذا عظم مجلس ~~المحدث، وكثر فيه الخلق، ولم يمكن إسماعه للجميع.، فبلغ عنه مستمل ففي جواز ~~رواية سامعه: قولان. # الأول: الجواز وهو: ما إذا (3).، روى سامع المستملي، عن المملي، عند بعض ~~المحدثين. # لقيام القرائن الكثيرة بصدقه، فيما بلغه في مجلس الشيخ عنه. # ولجريان السلف عليه. # - 1 - فقد كان كثير من الأكابر، يعظم الجمع في مجالسهم جدا "، حتى يبلغ ~~ألوفا " مؤلفة.، ويبلغ عنهم المستملون، فيكتبون عنهم بواسطة تبليغهم. # وأجاز غير واحد رواية ذلك عن المملي (4). # PageV00P252 # وأكثر ما بلغنا في ذلك عن أصحابنا: أن الصاحب - كافي الكفاة إسماعيل بن ~~عباد (قدس الله سره) - لما جلس للاملاء، حضر خلق كثير (1). # فكان المستملي الواحد لا يقوم بالاملاء، حتى انضاف إليه ستة.، كل يبلغ ~~صاحبه. # - 3 - وروى أبو سعيد السمعاني - في أدب الاستملاء -: ان المعتصم وجه من ~~يحرز مجلس، عاصم بن علي بن عاصم، في رحبة النخل، في جامع الرصافة. # قال: وكان عاصم يجلس على سطح المسقطات (2)، وينتشر الناس في الرحبة وما ~~يليها، فيعظم الجمع جدا ".، حتى سمع يوما "، يستعاد اسم رجل في الاسناد ~~(3)، أربع عشرة مرة، والناس لا يسمعون. # فلما بلغ المعتصم كثرة الجمع، أمر من يحرزهم.، فحرزوا المجلس عشرين ألفا ~~" وماية الف. # ثم خمدت نار العلم، وبار، وولت عساكره الادبار. # فكأنه برق تألق بالحمى ثم انطوى فكأنه لم يلمع # PageV00P253 # الثاني: المنع (1) وقيل: لا يجوز لمن أخذ عن المستملي، أن يرويه عن ~~المملي، بغير واسطة لمستملي وهو: الأظهر.، لأنه خلاف الواقع (2). # الحقل العاشر في: شرط الترائي ولا يشترط في صحة الرواية - بالسماع ~~والقراءة -: الترائي - بأن يرى الراوي المروي ms069 عنه -. # بل، يجوز ولو من وراء حجاب: إذا عرف الصوت، إن حدث بلفظه.، (3) أو عرف ~~حضوره، إن قرئ عليه.، أو أخبره ثقة، انه هو فلان المروي عنه (4). # ومن ثم، صحت رواية الأعمى، كابن أم مكتوم. # وقد كان السلف يسمعون من أزواج النبي (صلى الله عليه وآله)، وغيرهن من ~~النساء، من وراء حجاب.، ويروونه عنهن، اعتمادا " على الصوت. (5) * (هامش) * ~~(1) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة 62، لوحة ب، سطر 6. # (2) قال الشيخ المامقاني: (ثانيهما: انه لا يجوز لمن أخذ من المستملي...، ~~بل، قيل: ان عليه المحققين والأولى: إن يبين حالة الأداء، ان سماعه لذلك، ~~لبعض الألفاظ من المستملي).، (مقباس الهداية: # ص 163 - 164). # ويبدو لي: ان في المطبوع سقط.، والصحيح هكذا: (... ان سماعه لذلك جميعه، ~~أو لبعض الألفاظ من المستملي).، علما "، بأن الركن الأيسر من صفحة 163، يضم ~~في نهايته كلمة (أو)، وهي غير مبتدأ بها في صفحة 163. # (3) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة 62، لوحة ب، سطر 7.، ~~ولا، الرضوية. # (4) والذي في النسخة الرضوية: ورقة 37، لوحة أ.، سطر 19: (إذا عرف الصوت ~~لها حدث بلفظه).، وهو اشتباه من الناسخ فيما يبدو، لأنه لا يتفق وسلامة ~~السياق. # (5) قال الطيبي: (يصح ممن هو وراء حجاب: إذا عرف صوته إن حدث بلفظه، أو ~~عرف حضوره إن قرئ عليه. # ويكفي في تعريفه ذلك: خبر ثقة. # هذا هو الصواب.، وقد كانوا يسمعون من: عائشة (رضي الله عنها)، وغيرها من ~~أزواج رسول الله (صلى الله عليه وسلم).، من وراء حجاب، ويروونه عنهن، ~~اعتمادا " على الصوت. # واحتجوا بقوله (صلى الله عليه وسلم): ان بلالا " ينادي بليل، فكلوا ~~واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم)، (الخلاصة في أصول الحديث).، وينظر: ~~(الباعث الحثيث: ص 118). # وقال المامقاني: (وفيه تأمل).، إذ لا دليل على حجية خبر الثقة، إلا إذا ~~أفاد العلم.، أو انضم إليه خبر مثله، لتتم البينة).، (مقباس الهداية: ص ~~167). (*) PageV00P254 # واستدلوا عليه أيضا " بقوله (صلى الله عليه وآله): ان بلالا " يؤذن بليل، ~~فكلوا واشربوا، حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم (1). # - 2 - وقيل: بل، يشترط الرؤية، لامكان المماثلة في ms070 الصوت. # وقد كان بعض السلف يقول (2): إذا حدثك المحدث، فلم تر وجهه، فلا تر وجهه، ~~فلا ترو عنه.، فلعله شيطان قد تصور في صورته.، يقول: (حدثنا)، و (أخبرنا) ~~(3). # - 3 - والحق.، إن العلم بالصوت يدفع ذلك.، واحتمال تصور الشيطان، مشترك ~~بين المشافهة ووراء الحجاب. # PageV00P255 # الحقل الحادي عشر في: علم المحدث بالسامعين (1) - 1 - وكذا.، لا يشترط ~~علمه - أي: علم المحدث بالسامعين -. # فلو اسمع من لم يعلمه.، بوجه من الوجوه المانعة من العلم، جاز للسامع مع ~~أن يرويه عنه.، لتحقق معنى السماع المعتبر. # - 2 - ولو قال المحدث: (أخبركم ولا أجيز فلانا "). # أو خص قوما " بالسماع، فسمع غيرهم. # أو قال بعد السماع: (لا ترو عني) - والحال انه غير ذاكر خطأ للراوي، أوجب ~~الرجوع عن الرواية - روى السامع عنه في الجميع.، لتحقق إخبار الجميع، وإن ~~لم يقصد بعضهم (2). # PageV00P256 # حتى لو حلف: لا يخبر فلانا " بكذا، فأخبر جماعة " هو فيهم واستثناه، حنث. # بخلاف.، ما لو حلف لا يكلمه واستثناه. # - 4 - وكذلك.، نهيه عن الرواية، لا يزيلها بعد تحققها.، لأنه قد حدثه، ~~وهو شئ لا يرجع فيه. # وفي معناه.، ما لو قال: (رجعت عن إخباري إياك به)، أو (لا آذان لك في ~~روايته) (1)، ونحو ذلك. # نعم، لو كان رجوعه، لتذكره خطأ في الرواية.، تعين الرجوع.، ويقبل قوله ~~فيه (2). # PageV00P257 # المسألة الثالثة في: الإجازة (1) وفيها حقول: # الحقل الأول في: صرفها ولغتها (2) - 1 - وهي في الأصل: مصدر أجاز وأصلها: ~~اجوازة.، تحركت الواو، فتوهم انفتاح ما قبلها، فانقلبت ألفا "، وبقيت الألف ~~الزائدة التي بعدها.، فحذفت لالتقاء الساكنين.، فصارت: إجازة. # وفي المحذوف من الألفين (3) - الزايدة أو الأصلية -: قولان مشهوران. # الأول: قول سيبويه. # والثاني: قول الأخفش. # PageV00P258 # - 2 - وهي مأخوذة من: جواز الماء، الذي يستقاه المال من الماشية والحرث ~~ومنه قولهم: استجزته فأجازني: إذا سقاك ماء "، لماشيتك أو أرضك (1). # - 3 - فالطالب للحديث، يستجيز العالم علمه أي: يطلب إعطاءه له، على وجه ~~يحصل به الاصلاح لنفسه، كما يحصل للأرض والماشية: الاصلاح بالماء، فيجيزه ~~له. # - 4 - وكثيرا " ما يطلق على العلم: اسم الماء.، وعلى النفس: اسم الأرض ~~وعليه بعض المفسرين.، لقوله تعالى: (وترى الأرض ms071 هامدة " فإذا أنزلنا عليها ~~الماء اهتزت وربت) (2). # - 5 - وحينئذ.، أي: حين إذا كان أخذها من (3): الإجازة - التي هي الاسقاء ~~-.، فيتعدى إلى المفعول، بغير حرف جر، ولا ذكر رواية. # فتقول: أجزته مسموعاتي - مثلا " -.، كما تقول: أجزته مائي (4). # - 6 - وقيل: هي - أي: الإجازة - إذن وتسويغ، وهو المعروف. # PageV00P259 # وعلى هذا فتقول: أجزت له رواية كذا.، كما تقول: أذنت له وسوغت له. # وقد يحذف المضاف - الذي هو متعلق الاذن -.، فتقول: أجزت له مسموعاتي - ~~مثلا " -، من غير ذكر الرواية، على وجه المجاز بالحذف (1). # الحقل الثاني في: العمل بالإجازة (2) - 1 - وإذا تقرر ذلك.، فاعلم: # ان المشهور بين العلماء - من المحدثين والأصوليين -: أنه يجوز العمل ~~بها.، بل، ادعى جماعة الاجماع عليه.، نظرا " إلى شذوذ المخالف (3). # PageV00P260 # وقيل: وهو يعزى إلى: الشافعي في أحد قوليه.، وجماعة من أصحابه منهم: ~~القاضيان - حسين والماوردي -: لا تجوز الرواية بها (1). # استنادا " إلى أن قول المحدث: (أجزت لك أن تروي عني).، في معنى: (أجزت ~~(2) لك ما لا يجوز في الشرع).، لأنه لا يبيح رواية ما لم يسمع.، فكأنه في ~~قوة: (أجزت لك أن تكذب علي) (3). # - 3 - وأجيب: بأن الإجازة عرفا "، في قوة الاخبار بمروياته جملة.، فهو، ~~كما لو أخبره تفصيلا "، والاخبار غير متوقف على التصريح نطقا "، كما في ~~القراءة على الشيخ. # والغرض: حصول الافهام.، وهو يتحقق بالإجازة. # وبأن الإجازة، والرواية بالإجازة.، مشروطان بتصحيح لخبر من المخبر.، بحيث ~~يوجد في أصل صحيح، مع بقية ما يعتبر فيها. # PageV00P261 # لا، الرواية عنه مطلقا ".، سواء عرف أم لا، فلا يتحقق الكذب (1). # الحقل الثالث في: الراجح الإجازة أم السماع (2)؟ # - 1 - ثم، اختلف المجوزون في ترجيح: السماع عليها، أو العكس.، على أقوال ~~(3): # - 2 - ثالثها (4): الفرق.، بين عصر السلف - قبل جمع الكتب المعتبرة التي ~~يعول عليها ويرجع إليها -.، وبين عصر المتأخرين. # - - 3 - ففي الأول (5): السماع أرجح.، لان السلف كانوا يجمعون الحديث من: ~~صحف الناس، وصدور الرجال.، فدعت الحاجة إلى السماع، خوفا " من التدليس ~~والتلبيس. # PageV00P262 # بخلاف، ما بعد تدوينها.، لان فائدة الراوية حينئذ، إنما هي اتصال سلسلة ~~الاسناد (صلى الله عليه وآله وسلم)، تبركا " وتيمنا " (1). # * (هامش) (1) هناك اتجاهات ثلاثة ms072 في تحديد الفائدة من الإجازة: # الأول: لمجرد التبرك والتيمن.، ويقول الشيخ النوري: فيما اعلم، ان الشهيد ~~الثاني، هو أول من صرح بذلك.، ينظر: مستدرك الوسائل: 3 / 373. # والقول بالتيمن والتبرك كذلك: هو مبتنى ولد الشهيد الثاني.، كما في: ~~(معالم الدين وملاذ المجتهدين - الطبعة الحروفية الثانية - ص 263. # الثاني: انها تقسم إلى قسمين - كما يقول العالم الجليل السيد جواد ~~العاملي صاحب مفتاح الكرامة -: # قسم، للمحافظة على اليمن والبركة، والفوز بفضيلة الشركة، في النظم في ~~سلسلة أهل بيت العصمة، وخزان العلم والحكمة...، وهذا هو المعروف المألوف في ~~هذه الأزمان لا غير. # وقسم، للمحافظة على الضبط، وقوة الاعتماد، والامن من التحريف والتصحيف، ~~والسقط في المتن والاسناد.، وهذا القسم يجري مجرى القراءة على الشيخ، ~~والسماع من فلق فيه.، وهذا أمر معروف أيضا "، بين الأقدمين، لا شك فيه.، ~~ولذا، ترى المجازين يقولون - حيث يستجيزون الكتاب الذي نظره المجيز وعرف ~~صحته، وشهد بالاعتماد عليه -: حدثني وأخبرني).، من دون أن يقول: اجازة...، ~~المستدرك: 3 / 378. # الثالث: انها طريقية تحملية.، وهذا الرأي اعتمده كثير من العلماء.، وجهد ~~في إثباته الشيخ النوري، بكلام طويل، احتل ثماني صفحات طوال، من خاتمة ~~مستدركه: 3 / 373 - 382. # ومن أدلته: أ - ان التيمن الذي ذكروه.، هو دون المستحب الشرعي....، ~~المستدرك: 3 / 374 ب - وبالجملة.، فلولا اعتقاد الحاجة أو الاحتياط، ولو ~~لأمر تعبدي وصل إليهم.، لما كان لاجازاتهم في هذا الصنف من الكتب، محل ~~صحيح، يليق نسبته إلى مثل آية الله العلامة وأضرابه...، المستدرك: 3 / 377. # ح‍ - كما أن المتأخرين جرت عاداتهم.، بأن يقولوا: (قرأ علي المبسوط مثلا ~~" قراءة مهذبة، وأجزت له أن يروي عني).، بمعنى: اني ضمنت له صحت الكتاب، ~~الذي قرأه علي، وأبحت له روايته..).، المستدرك: # 3 / 378. # د - وأخبرنا به أيضا ": أحمد بن عبدون... عن أبي جعفر، محمد بن يعقوب ~~الكليني، جميع مصنفاته وأحاديثه، سماعا " وإجازة، ببغداد...، المستدرك: 3 / ~~380. # وهذا النص منقول كذلك.، في (بحوث في علم الرجال - الطبعة الثانية -: ص ~~248.، وفي الهامش إشارة إلى وجوده في: الفهرست - للشيخ الطوسي -: ص 162.، ~~ولكن لدى مراجعة المطبوع - الكثير الخطأ والسقط -، لم أجد عبارة (سماعا " ~~وإجازة "). # ه‍ - ومما يؤيد ms073 ما ذكرناه.، قصة ابن عيسى مع الوشا (... فسألته: أن يخرج ~~لي كتاب...، فقلت أحب أن تخبرنا هما لي.، فقال لي: يا رحمك الله، وما ~~عجلتك، اذهب فاكتبهما واسمع من بعد.، فقلت: لا آمن الحدثان...).، المستدرك: ~~3 / 381.، وينظر: رجال النجاشي: ص 28. # و - وأخيرا "، أنهى كلامه بجملة: وفي جميع ما ذكرناه، لعله كفاية لمن ~~أمعن فيه النظر.، لعدم الحكم الجزمي يعدم الفائدة للإجازة، وانحصارها في ~~التبرك.، وان الاحتياط الشديد في أخذها).، المستدرك: 3 / 382. (*) ~~PageV00P263 # وإلا، فالحجة تقوم بما في الكتب.، ويعرف القوي منها والضعيف، من كتب ~~الجرح والتعديل.، وهذا قوي متين (1). # الحقل الرابع في: عبارات الإجازة وأنواعها (2) ثم، الإجازة تتنوع أنواعا ~~" أربعة (3).، لأنها: # PageV00P264 # إما أن تتعلق بأمر معين، لشخص معين.، أو عكسه. # أو بأمر معين، لغيره.، أو عكسه. # النوع الأول (1): # وأعلاها: الأول.، وهو الإجازة لمعين، به - أي: بمعين - (2). # ك‍: (أجزتك الكتاب الفلاني)، أو (ما اشتمل عليه فهرستي هذا). # وإنما كانت أعلى.، لانضباطها بالتعيين.، حتى زعم بعضهم: انه لا خلاف في ~~جوازها، وإنما الخلاف في غير هذا النوع (3). # PageV00P265 # النوع الثاني (1): # أو الإجازة لمعين، بغيره - أي: بغير معين -.، كقولك: (أجزتك مسموعاتي أو ~~مروياتي)، وما أشبهه. # وهذا أيضا " جائز، على الأشهر. # ولكن، الخلاف فيه أكثر، من حيث عدم انضباط المجاز، فيبعد عن الاذن ~~الاجمالي المسوغ له. # ولو قيدت بوصف خاص.، كمسموعاتي من فلان - أو في بلد كذا - إذا كانت ~~متميزة.، فأولى بالجواز (2). # النوع الثالث (3). # ثم، بعدهما في المرتبة.، الإجازة، لغيره - أي: غير معين -.، ك‍: جميع ~~المسلمين، أو كل أحد، أو من أدرك زماني، وما أشبه ذلك (4).، سواء كان: # بمعين، كالكتاب الفلاني. # أو بغير معين.، كما يجوز لي روايته ونحوه. # PageV00P266 # وفيه أيضا ": خلاف، مرتب في القوة بحب المرتبتين.، فجوزه على التقديرين، ~~جماعة من الفقهاء والمحدثين (1). # - 2 - وممن وقفت على اختياره لذلك - من متأخري أصحابنا -: شيخنا الشهيد ~~(2). # وقد طلب من شيخه السيد تاج الدين بن معية: الإجازة له.، ولأولاده.، ~~ولجميع المسلمين - ممن أدرك جزء " من حياته: جميع مروياته.، فأجازهم ذلك ~~بخطه. # - 3 - ويقربه إلى الجواز.، تقييده بوصف خاص، كأهل بلد معين.، فإن ms074 جوزنا ~~العام، جاز هنا بطريق أولى.، وإلا، احتمل الجواز هنا، للحصر. # PageV00P267 # النوع الرابع (1): # - 1 - وتبطل الإجازة: بمروي مجهول، أوله - أي: لشخص مجهول (2) -. # - 2 - فالأول.، ك‍: (كتاب كذا)، وله - أي: للمجيز - مرويات كثيرة بذلك ~~الاسم. # والثاني.، كقوله: (أجزت لمحمد بن فلان).، وله موافقون فيه - أي: في ذلك ~~الاسم والنسب -، ولا يعين المجاز له منهم. # - 3 - وليس من هذا القبيل (3): اجازته لجماعة مسميين، معينين بأنسابهم، ~~والمجيز لا يعرف أعيانهم. # فإنه غير قادح، كإسماعهم.، أي: كما لا يقدح عدم معرفته بهم (4)، إذا ~~حضروا في السماع منه، كما تقدم.، لحصول العلم في الجملة، وتميزهم في ~~التسمية هنا (5). # الحقل الخامس في: الإجازة المعلقة (6) وتعليق الإجازة على الشرط.، كقوله: ~~أجزت. # PageV00P268 # (1 -) (ولمن شاء فلان).، باطل لا يعتد بها عند جماعة، للجهالة والتعليق.، ~~كقوله: # (أجزت لبعض الناس) (1). # وقيل: لا.، لارتفاع الجهالة، عند وجود المشية (2).، بخلاف، الجهالة ~~الواقعة، في الإجازة لبعض الناس (3). # (2 -) و (لمن شاء الإجازة)، أو (الرواية)، أو (لفلان إن شاء)، أو (لك إن ~~شئت).، تصح. # لأنها، وإن كانت معلقة.، إلا، انها في قوة المطلقة. # لان مقتضى كل إجازة: تفويض الرواية بها، إلى مشية المجاز له. # فكان هذا - مع كونه بصيغة التعليق -: في قوة ما يقتضيه الاطلاق، وحكاية ~~للحال.، لا تعليقا " حقيقة ". # حتى أجاز بعض الفقهاء: (بعتك إن شئت).، فقال: (قبلت) (4). # PageV00P269 # الحقل السادس في: الإجازة لمعدوم (1) - 1 - ولا تصح الإجازة لمعدوم.، ~~كقوله: (أجزت لمن يولد الفلان).، كما لا يصح الوقف عليه، ابتداء. # - 2 - وقيل: بل، تصح الإجازة للمعدوم، إن عطف المعدوم على موجود.، ك‍: ~~(أجزت لفلان ومن يولد له) (2).، كالوقف (3) - 3 - ومنهم.، من أجازها ~~للمعدوم، مطلقا ".، بناء على أنها إذن لا محادثة. # ورد: بأنها لا تخرج عن الاخبار، بطريق الجملة، كما سلف.، وهو لا يعقل ~~للمعدوم، ابتداء ولو سلم: كونها إذنا ".، فهي لا تصح للمعدوم كذلك، كما لا ~~تصح الوكالة للمعدوم (4). # PageV00P270 # الحقل السابع في: غير المميز (1) وتصح.، لغير مميز من: المجانين، ~~والأطفال بعد انفصالهم.، بغير خلاف ينقل في ذلك، من الجانبين (2). # - 1 - وقد رأيت خطوط جماعة من فضلائنا، بالإجازة لأبنائهم عند ولادتهم، ~~مع تاريخ ولادتهم ms075. # منهم.، السيد جمال الدين بن طاووس (3)، لولة غياث الدين. # وشيخنا الشهيد.، استجاز من أكثر مشايخه بالعراق، لأولاده الذين ولدوا ~~بالشام، قريبا " من ولادتهم. # وعندي الان.، خطوطهم له (4)، بالإجازة. # PageV00P271 # - 2 - وذكر الشيخ جمال الدين أحمد بن صالح السيبي (قدس سره): # ان السيد فخار الموسوي، اجتاز بوالده مسافرا " إلى الحج.، قال: فأوقفني ~~والدي بين يدي السيد.، فحفظت منه انه قال لي: # يا ولدي، أجزت لك ما يجوز لي روايته. # ثم، قال: وستعلم فيما بعد، حلاوة ما خصصتك به. # - 3 - وعلى هذا.، جرى السلف والخلف (1)، وكأنهم رأوا الطفل أهلا " لتحمل ~~هذا النوع، من أنواع حمل الحديث النبوي. # ليؤدي به، بعد حصول أهليته.، حرصا " على توسع السبيل، إلى بقاء الاسناد، ~~الذي اختصت به هذه الأمة، وتقريبه من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بعلو ~~الاسناد (2). # الحقل الثامن في: الحمل (3) وفيها.، أي: في الإجازة للحمل - قبل وضعه -: ~~وجهان.، بل، قولان: # بالصحة.، نظرا " إلى وجوده. وعدمه.، نظرا " إلى عدم تميزه. # وقد تقدم.، انه غير مانع فيتجه الجواز (4). # PageV00P272 # الحقل التاسع في: إجازة غير المرغوب (1) - 1 - وتصح: للكافر، كما يصح ~~سماعه للأصل. # وتظهر الفايدة: إذا أسلم.، وقد وقع ذلك، في قريب من عصرنا، وحصل بها ~~النفع. # - 2 - وللفاسق والمبتدع، بطريق أولى.، فرجاء زوال فسق المسلم أقرب. # - 3 - ورواية المبتدع.، تقبل على بعض الوجوه، وقد تقدم (2). # الحقل العاشر في: ما لم يتحمله المجيز (3) ولا تجوز الإجازة بما لم ~~يتحمله المجيز من الحديث، ليرويه عنه إذا تحمله المجيز بعد ذلك.، لما عرفت ~~من أنها: في حكم الاخبار بالمجاز جملة "، أو إذن. # ولا يعقل، أن يخبر بما لم يخبر به (4).، ولا، أن يأذن فيما لا يملك.، كما ~~لو وكل في بيع العبد، الذي يريد أن يشتريه (5). # PageV00P273 # وذهب بعضهم إلى جوازه، بناء " على جواز الاذن كذلك، حتى في الوكالة.، ~~وحينئذ، فيتعين الإجازة بجميع مسموعاته - مثلا " في الرواية (1)، ما يتحمله ~~منها قبلها، ليرويه (2). # - 2 - لكن، لو قال أجزت لك ما صح، ويصح عندك من مسموعاتي - مشلا -.، يصح ~~أن يروي بذلك عنه، ما صح عنده بعد الإجازة، انه سمعه قبل ms076 الإجازة (3). # - 3 - وأجاز بعضهم إجازة، ما تتجدد من روايته (4)، مما لم يتحمله، ليرويه ~~المجاز له، إذا تحمله المجيز بعد ذلك. # وقد فعله جماعة من الأفاضل (5). # الحقل الحادي عشر في: إجازة المجاز لغيره (6) - 1 - وتصح للمجاز له: ~~إجازة المجاز لغيره. # فيقول: (أجزت لك مجازاتي)، أو (رواية ما أجيز لي روايته). # لان روايته إذا صحت لنفسه، جاز له أن يرويها لغيره (7). # PageV00P274 # وقيل: لا يجوز إجازتها. وإنما يجوز للمجاز العمل بها، لنفسه خاصة. وهو ~~متروك (1). # الحقل الثاني عشر في: تأمل الرواية بالإجازة (2) - 1 - وينبغي لمن يروي ~~بالإجازة: ان يتأملها.، أي: إجازة شيخ شيخه، التي أجازها له شيخه.، ليروي ~~المجاز الثاني: ما دخل تحتها، ولا يتجاوزها (3). # PageV00P275 # فإن أجيز شيخه، بما صح سماعه عنده من مسموعات شيخه.، لم يرو هذا المجاز ~~الثاني عن شيخه - وهو الأوسط -.، إلا ما يتحقق عند الراوي الأخير: # انه صح عند شيخه - وهو الأوسط -: انه سماع شيخه الأول. # ولا يكتفي بمجرد صحة ذلك عنده الان، من غير أن يكون قد صح سماعه عند ~~شيخه.، عملا " بمقتضى لفظه وتقييده. # فينبغي التنبيه لذلك وأشباهه (1). # الحقل الثالث عشر في: علم المجيز بما أجاز (2) - 1 - وإنما تستحسن ~~الإجازة.، مع علم المجيز بما أجاز، وكون المجاز له عالما " أيضا ". لأنها ~~توسع وترخيص (3).، يتأهل له أهل العلم، لمسيس حاجتهم إليها (4). # PageV00P276 # - 2 - وقيل: يشترط العلم فيهما. # والأشهر.، عدمه (1). # - 3 - وإذا كتب المجيز بها - أي: بالإجازة - وقصدها.، صحت الإجازة بغير ~~تلفظ بها، كما صحت الرواية بالقراءة على الشيخ، مع أنه لم يتلفظ بما قرئ ~~عليه. # - 4 - وبه - أي باللفظ مع الكتابة -، أولى منها بدون اللفظ.، ليتحقق ~~الاخبار، الذي متعلقة اللفظ أو الاذن (2). # - 5 - والمقتصر على الكتابة، ينظر إلى تحقق الاذن والاخبار بالكتابة مع ~~القصد، كما تتحقق الوكالة بالكتابة مع قصدها، عند بعضهم. # حيث إن (3): الغرض مجرد الإباحة، وهي تتحقق بغير اللفظ، كتقديم الطعام ~~إلى الضعيف، ودفع الثوب إلى العريان ليلبسه، ونحو ذلك. # والاخبار يتوسع بها، في غير اللفظ عرفا ". # PageV00P277 # المسألة الرابعة في: المناولة وتفصيل البحث في حقلين: # الحقل الأول في: المناولة المقرونة بالإجازة وهي ما نأتي عليها ms077 من خلال: # أولا ": درجتها (1): # - 1 - وهي أعلى أنواعها - أي: أنواع الإجازة -، على الاطلاق حتى أنكر ~~بعضهم إفرادها عنها.، لرجوعها إليها. # - 2 - وإنما يفترقان.، في أن المناولة تفتقر إلى: مشافهة المجيز للمجاز ~~له، وحضوره.، دون الإجازة. # PageV00P278 # وقيل: إنها أخص من الإجازة.، لأنها إجازة مخصوصة، في كتاب بعينه (1).، ~~بخلاف الإجازة. # ثانيا ": مراتبها حيث للمناولة المقرونة بالإجازة مرتبتان الأولى: مع ~~التمكين من النسخة (2). # - 1 - منها.، أن يعطيه تمليكا " أو عارية ".، للشيخ أصله - أي: أصل سماع ~~الشيخ -، ونحوه. # ويقول له: (هذا سماعي من فلان)، أو (روايتي عنه).، ف‍: (اروه عني)، أو ~~(أجزت لك روايته عني). # ثم بملكه إياه.، أو يقول: (خذه، وانسخه، وقابل به (3).، ثم رده إلي).، ~~ونحو هذا. # - 2 - ويسمى هذا: عرض المناولة.، إذ القراءة عرض يقال لها: عرض القراءة ~~(4). # - 3 - وهي - أي: المناولة المقترنة بالإجازة -: دون السماع في المرتبة، ~~على الأصح. # لاشتمال القراءة على ضبط الرواية وتفصيلها، بما لا يتفق بالمناولة. # PageV00P279 # وقيل: ان المناولة مع الإجازة: مثله.، أي: مثل السماع (1). # من حيث: تحقق أصل الضبط من الشيخ (2)، ولم يحصل منه مع سماعه من الراوي - ~~إخبار مفصل (3).، بل، إجمالي. # فتكون المناولة بمنزلته. # الثانية: من غير تمكين من النسخة (4) - 1 - ثم، دون هذه المنزلة: أن ~~يناوله سماعه، ويجيزه له، ويمسكه الشيخ عنده (5)، ولا يمكنه منه. # فيرويه عنه.، إذا وجده وظفر به، أو بما قوبل به، على وجه يثق معه، ~~بموافقته لما تناولته الإجازة على ما هو معتبر في الإجازات، المجردة عن ~~المناولة. (6) # PageV00P280 # - 2 - وهذه المرتبة، تتقاعد عما سبق.، لعدم احتواء الطالب على ما تحمله، ~~وغنيته عنه. # - 3 - فلهذا.، لا يكاد يظهر لها مزية، على الإجازة الواقعة في معين كذلك، ~~من غير مناولة. # إلا، ان المشهور: ان لها مزية على الإجازة المجردة، في الجملة.، باعتبار ~~تحقق أصل المناولة. # وقيل: لا مزية لها أصلا "، وهو قريب (1). # ثالثا ": أحكامها (2) - 1 - فإن أتاه - أي: أتى الطالب الشيخ - بكتاب.، ~~فقال الطالب للشيخ: هذا روايتك، فناولنيه وأجز لي روايته.، ففعل من غير نظر ~~في الكتاب، وتحقيق لكونه رواه جميعه أم لا؟ # فباطل، إن لم يثق بمعرفة الطالب.، بحيث يكون ms078 ثقة " متيقضا ". # - 2 - والأصح.، الاعتماد عليه، وكانت إجازة " جائزة، كما جاز في القراءة ~~على الشيخ، الاعتماد على الطالب، حتى يكون هو القارئ من الأصل، إذا كان ~~موثوقا " به معرفة " ودينا ". # - 3 - وكذا.، يجوز مطلقا ".، إن قال الشيخ: (حدث عني بما فيه، إن كان ~~حديثي.، مع براءتي من الغلط والوهم). # لزوال المانع السابق، مع احتمال بقاء المنع، للشك عند الإجازة، وتعليقها ~~على الشرط (3). # PageV00P281 # الحقل الثاني في: المناولة المجردة عن الإجازة وهي ما نأتي عليها من ~~خلال: # أولا ": صورتها (1) بأن يناوله كتابا " ويقول: (هذا سماعي)، أو ~~(روايتي).، مقتصرا " عليه. # أي: من غير أن يقول: (اروه عني)، أو (أجزت لك روايته عني)، ونحو ذلك. # وهذه، مناولة مختلة (2). # ثانيا ": حكمها (3) فالصحيح.، انه لا يجوز له الرواية بها (4). # وجوزها - أي: الرواية بذلك -: بعض المحدثين.، لحصول العلم بكونه مرويا " ~~له، مع إشعارها بالاذن له في الرواية (5). # PageV00P282 # ثالثا ": المدرك (1) - 1 - واستدل لها من الحديث: بما ورد عن ابن عباس: ~~(ان النبي (صلى الله عليه وآله) بحث بكتابه إلى كسرى، مع عبد الله بن ~~حذافة. # وأمره: أن يدفعه إلى عظيم البحرين، ويدفعه عظيم البحرين إلى كسرى) (2). # - 2 - وفي أخبارنا: روي في الكافي: (... باسناده إلى أحمد بن عمر الحلال ~~(3) قال: # PageV00P283 # قلت لأبي الحسن الرضا (ع): الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب.، ولا يقول: ~~اروه عني.، يجوز لي أن أرويه عنه؟ # فقال عليه السلام: إذا علمت أن الكتاب له، فاروه عنه) (1). # - 3 - رابعا ": الحكم مجددا " (2) وسيأتي: ان منهم من أجاز الرواية.، ~~بمجرد إعلام الشيخ الطالب: ان هذا الكتاب سماعه من فلان (3). # وهذا يزيد على ذلك ويرجح، بما فيه من المناولة.، فإنها لا تخلو من إشعار ~~بالاذن. # خامسا ": عبارات المناولة (4). # - 1 - وإذا روي بها - أي: المناولة - بأي معنى فرض.، قال: (حدثنا فلان ~~مناولة ")، و (أخبرنا مناولة "). # غير مقتصر على: (حدثنا)، و (أخبرنا)).، لايهامه السماع أو القراءة. # - 2 - وقيل: يجوز أن يطلق.، خصوصا "، في المناولة المقترنة بالإجازة. # لما عرفت: من أنها في معنى السماع (5). # PageV00P284 # وجوزه - أي: اطلاق (حدثنا)، و (أخبرنا) - بعضهم: في الإجازة المجردة عنها ~~- أي: عن المناولة -. # - 4 - والأشهر.، اعتبار ms079 ضميمة: القيد بالمناولة، أو الإجازة، أو الاذن، ~~ونحوها (1). # سادسا ": عبارات الإجازة (2) - 1 - وكان قد خصص قوم الإجازة بعبارات، لم ~~يسلموا فيها من التدليس. # كقولهم في الإجازة: (أخبرنا)، أو (حدثنا).، مشافهة "، إذا كان قد شافهه ~~بالإجازة لفظا ". # وكعبارة من يقول: (أخبرنا فلان كتابة ")، أو (فيما كتب إلي).، إذا كان قد ~~أجازه بخطه. # - 2 - وهذا ونحوه لا يخلو عن (3) التدليس. # لما فيه من: الاشتراك، والاشتباه، بما هو أعلى منه.، كما إذا كتب إليه ~~ذلك الحديث نفسه. # PageV00P285 # ولأجل السلامة من ذلك: # خص بعضهم الإجازة شفاها " ب‍: (أنبأني). # وما كتب إليه المحدث من بلد كتابة " - ولم يشافهه بالإجازة - ب‍: (كتب ~~إلي فلان كذا) (1). # - 4 - وبعضهم استعمل في الإجازة، الواقعة في رواية من فوق الشيخ ~~المستمع.، بكلمة: # (عن). # فيقول أحدهم - إذا سمع على شيخ بإجازته عن شيخه -: (قرأت على فلان عن ~~فلان). # ليتميز عن السماع الصريح.، وإن كان (عن)، مشتركا " بين السماع والاجازة. # - 5 - واعلم.، انه لا يزول المنع من إطلاق: (أخبرنا)، و (حدثنا).، في ~~الإجازة.، بإباحة المجيز لذلك، كما اعتاده قوم من المشايخ. # من قولهم في إجازتهم - لمن يجيزون لهم -: إن شاء قال: (حدثنا)، وإن شاء ~~قال (أخبرنا). # لان الإجازة، إذا لم تدل على ذلك، لم يفده إذن المجيز. # PageV00P286 # المسألة الخامسة في: الكتابة (1) وهي: أن يكتب الشيخ مرويه، لغائب أو ~~حاضر، بخطه. # أو يأذن لثقة، يعرف خطه، يكتبه له. # أو مجهول، ويكتب الشيخ بعده، ما يدل على أمره بكتابته (2). # وتفصيل ابحث في حقلين الحقل الأول في: الكتابة المقرونة بالإجازة (4) بأن ~~يكتب إليه ويقول: (أجزت لك ما كتبته لك)، أو (كتبت به إليك).، ونحو ذلك من ~~عبارات الإجازة (5). # وهي - أي: المكاتبة بهذه الصفة -: في الصحة والقوة.، كالمناولة المقرونة ~~بها - أي: # بالإجازة (6). # PageV00P287 # الحقل الثاني في: الكتابة المجردة عن الإجازة وهي ما نأتي عليها من خلال: # أولا ": حكمها (1) - 1 - وقد اختلف المحدثون والأصوليون، في جواز الرواية ~~بها (2). # فمنعها قوم.، من حيث: # (1 -) ان الكتابة لا تقتضي الإجازة.، لما تقدم من أنها إخبار أو إذن.، ~~وكلاهما لفظي (2 -) ولان الخطوط تشتبه (3)، فلا يجوز الاعتماد عليها ms080. # - 2 - والأشهر بينهم.، جواز الرواية بها.، لتضمنها الإجازة معنى، وإن لم ~~تقترن بها لفظا " (4). # لان الكتابة للشخص المعين، وإرساله إليه، أو تسليمه إياه.، قرينة قوية ~~وإشارة واضحة، تشعر بالإجازة للمكتوب.، وقد تقدم: ان الاخبار لا ينحصر في ~~اللفظ. # PageV00P288 # كما يكتفي في الفتوى الشرعية، بالكتابة من المفتي (1).، مع أن الامر في ~~الفتوى أخطر، والاحتياط فيها أقوى. # - 3 - نعم، يعتبر معرفة الخط - أي: خط الكاتب للحديث (2) -.، بحيث يأمن ~~المكتوب إليه التزوير. # وشرط بعضهم: البينة على الخط، ولم يكتف بالعلم بكونه خطه.، حذرا " من ~~المشابهة (3).، إذ العلم في مثل ذلك عادي لا عقلي. # والأول: أصح، وإن كان هذا أحوط (4). # ثانيا ": درجتها (5) - 1 - ثم، على تقدير حجية المكاتبة. # فهي: أنزل من السماع، حتى يرجح ما روي بالسماع على ما روي بها، مع ~~تساويهما في الصحة وغيرها من المرجحات. # وإلا، فقد ترجح المكاتبة بوجوه أخر (6). # PageV00P289 # وقد وقع في مثل ذلك.، مناظرة بين الشافعي، وإسحاق بن راهويه.، في جلود ~~الميتة إذا دبغت.، هل تطهر أم لا؟ يناسب ذكرها ها هنا، لفوايد كثيرة. # قال الشافعي: (دباغها طهورها). # فقال إسحاق: ما الدليل؟ # فقال: حديث ابن عباس.، عن ميمونة: هلا انتفعتم بجلدها؟ يعني: الشاة ~~الميتة. # فقال إسحاق: (حديث ابن حكيم) (1): كتب إلينا النبي (صلى الله عليه وآله) ~~قبل موته بشهر -. # (لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب).، أشبه أن يكون ناسخا " لحديث ~~ميمونة، لأنه قبل موته بشهر. # فقال الشافعي: هذا كتاب، وذاك سماع. # فقال إسحاق: ان النبي (صلى الله عليه وآله).، كتب إلى كسرى وقيصر، وكان ~~حجة عليهم. فسكت الشافعي (2). # PageV00P290 # ثالثا ": عبارتها (1) - 1 - وحيث يروي المكتوب إليه، ما رواه بالكتابة.، ~~يقول فيها: # (كتب إلي فلان.، قال: حدثنا فلان). # أو (أخبرنا مكاتبة ") (2).، لا (حدثنا)، ولا (أخبرنا).، مجردا ".، ليتميز ~~عن السماع، وما في معناه. # - 2 - وقيل: بل، يجوز اطلاق لفظهما (3). # حيث إنها (4): إخبار في المعنى.، وقد أطلق الاخبار لغة "، على ما هو أعم ~~من اللفظ كما قيل: # وتخبرني العينان ما القلب كاتم (5). # PageV00P291 # المسألة السادسة في: الاعلام (1) وهو أن يعلم الشيخ الطالب: ان هذا ~~الكتاب أو هذا ms081 الحديث: روايته، أو سماعه من فلان (2). # مقتصرا " عليه.، من غير أن يقول: اروه عني، أو أذنت لك في روايته.، ونحوه ~~(3). # وتفصيل البحث في حقلين: # الحقل الأول في: الاعلام وفي جواز الرواية به أقوال: # أحدها: الجواز (4). # تنزيلا " له منزلة القراءة على الشيخ. # فإنه إذا قرأ عليه شيئا " من حديثه، وأقر بأنه روايته عن فلان.، جاز له ~~أن يرويه عنه.، وإن لم يسمعه من لفظه.، ولم يقل له: (اروه عني)، أو (أذنت ~~لك في روايته عني). # PageV00P292 # وتنزيلا " لهذا الاعلام منزلة من سمع غيره يقر بشئ.، فله أن يشهد عليه، ~~وإن لم يشهده.، بل، وإن نهاه. # وكذا.، لو سمع شاهدا " شهد بشئ، فإنه يصير شاهد فرع، وإن لم يستشهده.، ~~ولأنه يشعر بإجازته له، كما مر في الكتابة، وان كان أضعف (1). # والثاني: المنع (2). # لأنه لم يجزه، فكانت روايته عنه كاذبة. # وربما قيس أيضا " على الشاهد، إذا ذكر في غير مجلس الحكم شهادته بشئ.، ~~فإنه ليس لمن سمعه أن يشهد على شهادته، إذا لم يأذن له، ولم يشهده على ~~شهادته. # والأصل.، ممنوع. # PageV00P293 # والثالث: الرواية مع النهي (1). # وفي قول ثالث: له أن يرويه عنه، بالأعلام المذكور، وإن نهاه. # كما لو سمع منه حديثا ".، ثم قال: لا تروه عني، ولا أجيزه لك.، فإنه لا ~~يضره ذلك. # والرابع: وهو الأقوى (2). # والأقوى: عدمه مطلقا ". # لعدم وجود ما يحصل به الاذن، ومنع الاشعار به. # بخلاف الكتابة إليه. # PageV00P294 # الحقل الثاني في: ما في معناه وهو ما نأتي عليه من خلال: # الأول: الوصية وفي معناه - أي: معنى الاعلام (1) -: # ما لم أوصى له - عند موته، أو سفره -: بكتاب يرويه (2). # الثاني: الحكم (3) وفيه: القولان (4). # ولكن الصحيح هنا: المنع.، لبعد هذا القسم جدا " عن الاذن. # حتى قيل: إن القول بالجواز: # إما زلة عالم (5). # أو متأول.، بإرادة الرواية، على سبيل الوجادة، التي تأتي. # وهو غلط.، فإن القائل بهذا النوع، دون الوجادة متحقق (6) # PageV00P295 # ووجهوه.، بأن في دفعه الكتاب إليه (1): نوعا " من الاذن، وشبها " من ~~العرض والمناولة (2) الثالث: الأمثلة (3) وروى حماد بن يزيد، عن أيوب ~~السختياني قال: # قلت ms082 لمحمد بن سيرين: ان فلانا " أوصى لي بكتبه.، أفأحدث عنه؟ # قال: نعم (4). # قال حماد: وكان أبو قلابة يقول (5): # ادفعوا كتبي إلى أيوب، إن كان حيا ".، فاحرقوها (6) # PageV00P296 # المسألة السابعة في: الوجادة وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: توليدها - 1 - الوجادة - بكسر الواو - (1).، وهي: مصدر ~~وجد يجد.، مولد من غير العرب، غير مسموع من العرب الموثوق بعربيتهم. # - 2 - وإنما ولده العلماء بلفظ الوجادة: لما أخذ من العلم من صحيفة.، من ~~غير سماع، ولا إجازة ولا مناولة (2). # - 3 - حيث وجدوا العرب.، قد فرقوا بين مصادر (وجد)، للتميز بين المعاني ~~المختلفة. # فإنهم قالوا: وجد ضالته وجدانا " - بكسر الواو -، وإجدانا " - بالهمزة ~~المكسورة - ووجد مطلوبه وجودا ". # وفي الغضب: (موجدة)، و (جدة "). # وفي الغنى: وجد - مثلث الواو - ووجدة ".، وقرئ بالثلاثة في قوله تعالى: ~~(اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم) (3). # PageV00P297 # وفي الحب: وجدا ". # - 4 - فلما رأى المولدون: مصادر هذا الفعل مختلفة "، بسبب اختلاف ~~المعاني.، ولدوا لهذا المعنى: الوجادة، للتمييز (1). # الحقل الثاني في: عباراتها (2) - 1 - وهو - أي: هذا النوع من أخذ الحديث ~~ونقله -: أن يجد إنسان كتابا " أو حديثا "، مروي إنسان بخطه، معاصر له أو ~~غير معاصر.، ولم يسمعه منه هذا الواجد (3)، ولا له إجازة منه، ولا نحوها. ~~فيقول: (وجدت). # أو (قرأت بخط فلان). # أو (في كتاب فلان بخطه: حدثنا فلان).، ويسوق باقي الاسناد والمتن. # أو يقول: (وجدت بخط فلان عن فلان)... الخ (4). # PageV00P298 # هذا، الذي استقر عليه العمل، قديما " وحديثا ". # وهو: منقطع مرسل. # ولكن، فيه شوب اتصال.، بقوله: (وجدت بخط فلان). # وربما دلس بعضهم.، فذكر الذي وجد بخطه وقال فيه: (عن فلان)، أو (قال ~~فلان).، وذلك تدليس قبيح، إن أوهم سماعه منه. # وجازف بعضهم.، فأطلق في هذا: (حدثنا) (1)، و (أخبرنا).، وهو غلط منكر. # هذا كله.، إذا وثق بأنه: خط المذكور، أو كتابه (2). # - 3 - فإن لم يتحقق الواجد: الخط.، قال: (بلغني عن فلان). # أو (وجدت في كتاب: أخبرني فلان: انه بخط فلان)، إن كان أخبره به أحد. # أو (في كتاب ظننت أنه بخط فلان). # أو (في كتاب ذكر كاتبه انه فلان). # PageV00P299 # أو (قيل إنه بخط ms083 فلان). # ونحو ذلك (1). # - 4 - وإذا نقل من نسخة، موثوق بها في الصحة (2).، بأن قابلها هو أو ثقة، ~~على وجه وثق بها، لمصنف من العلماء (3).، قال فيه - أي: في نقله من تلك ~~النسخة -: # (قال: فلان).، يعني: ذلك المصنف (4). # وإلا يثق بالنسخة قال: (بلغني عن فلان انه ذكر كذا وكذا).، أو (وجدت في ~~نسخة من الكتاب الفلاني)، وما أشبه ذلك من العبارات (5) و وقد تسامح أكثر ~~الناس في هذا الزمان، باطلاق اللفظ الجازم في ذلك، من غير تحرز وتثبت. # فيطالع أحدهم كتابا " منسوبا " إلى مصنف معين، وينقل منه عنه.، من غير أن ~~يثق بصحة النسخة.، قائلا ": (قال فلان كذا).، و (ذكر فلان كذا). # وليس بجيد.، بل، الصواب ما فصلناه. # PageV00P300 # أن يكون الناقل، ممن يعرف الساقط من الكتاب، والمغير منه المصحف.، فإنه ~~إذا تأمل ووثق بالعبارة، يرجى له جواز إطلاق اللفظ الجازم، فيما يحكيه من ~~ذلك. # والظاهر.، انه إلى هذا استروح كثير من المصنفين، فيما نقلوه من ذلك، ~~والله أعلم (1). # الحقل الثالث في: حكم نوعيها وهو ما نأتي عليه من خلال: # أولا ": الوجادة المطلقة (2) - 1 - وفي جواز العمل بالوجادة الموثوق بها: ~~قولان.، للمحدثين، والأصوليين. # فنقل عن الشافعي وجماعة من نظار أصحابه: جواز العمل بها. # ووجهوه: بأنه لو توقف العمل فيها على الرواية، لا نسد باب العمل ~~بالمنقول.، لتعذر شرط الرواية فيها (3). # PageV00P301 # - 2 - وحجة المانع.، واضحة حيث: لم يحدث به لفظا "، ولا معنى. # - 3 - ولا خلاف بينهم.، في منع الرواية بها. # PageV00P302 # لما ذكرناه: من عدم الاخبار (1). # ثانيا: الوجادة المقترنة (2). # ولو اقترنت الوجادة بالإجازة. # بأن يكون الموجود خطة: حيا " وأجازه، أو أجازه غيره عنه - ولو بوسائط - ~~فلا إشكال في جواز الرواية والعمل.، حيث يجوز العمل بالإجازة. # PageV00P303 # الفصل الثالث في: كيفية رواية الحديث وفيه: مسائل (1) المسألة الأولى في: ~~الرواية الحجة (2) اعلم.، ان العلماء بهذا الشأن، قد اختلفوا فيما يجوز به ~~رواية الحديث.، فأفرط قوم فيه، وفرط آخرون. # وقد تقدم - في باب الوجادة والاعلام والوصية - النقل، عمن فرط واجتزى ~~بروايته، بمثل ذلك. # الحقل الأول في: من أفرط (3) وأما من أفرط وشدد ms084: # - 1 - فمنهم.، من قال: لا حجة إلا فيما رواه الراوي من حفظه وتذكره.، ~~وهذا المذهب مروي عن: مالك، وأبي حنيفة، وبعض الشافعية. # PageV00P304 # ومنهم.، من أجاز الاعتماد على الكتاب، بشرط بقائه في يده.، فلو أخرجه ~~عنها، ولو بإعارة ثقة، لم تجز الرواية منه.، لغيبته عنه المجوزة للتغير، ~~وهو دليل من يمنع الاعتماد على الكتاب (1). # - 3 - والحق.، المذهب الوسط وهو: جواز الرواية بهما (2). # ولكن.، اكملها ما اتفق من حفظه، لا من التغير والتبديل (3). # ويجوز من كتابه وإن خرج من يده، مع أمن التغير (4). على الأصح. # PageV00P305 # لان الاعتماد في الرواية على غالب الظن، فإذا حصل أجزأ. # وقد عرفت: انه قد أفرط قوم، فأبطلوها من الكتاب مطلقا " أو بالقيد (1). # الحقل الثاني في: من فرط (2) وفرط آخرون.، فرووا من كتاب غير مقابل.، ~~فجرحوا بذلك، وكتبوا في طبقات المجروحين (3) ومن طريف ما نقل عن بعض ~~المتساهلين - وهو عبد الله بن لهيعة المصري -: # ان يحيى بن حسان (4)، رأى قوما " معهم جزء، سمعوه من ابن لهيعة، فنظر ~~فيه، فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة.، فجاء إليه، فأخبره بذلك. # فقال: ما اصنع؟ يجيئوني بكتاب، فيقولون هذا من حديثك، فأحدثهم به. # وهذا.، خطأ عظيم (5)، وغفلة فاحشة. # PageV00P306 # المسألة الثانية في: رواية من لا يقرأ وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: رواية الضرير (1) والضرير، إذا لم يحفظ مسموعه من فم من ~~حدثه.، يستعين بثقة في ضبط كتابه، الذي سمعه وحفظه. # ويحتاط إذا قرئ عليه على حسب حاله، حتى يغلب على ظنه عدم التغيير. # فتصح حينئذ روايته (2).، وهو أولى بالمنع، من الرواية بالكتاب من مثله.، ~~أي: # المنع الواقع في البصير عند بعضهم. # الحقل الثاني في: رواية الأمي (3) وكذا القول.، في الأمي، الذي لا يقرأ ~~الخط، ولم يحفظ ما رواه. # - 1 - وإذا سمع كتابا "، ثم أراد روايته من غير حفظه (4).، فعليه أن يروي ~~من نسخة فيها سماعه، وهذا هو الأولى.، أو من نسخة قوبلت بها - أي: بنسخة ~~سماعه (5) - مقابلة # PageV00P307 # موثوقا " بها.، أو من نسخة سمعت على شيخه.، أو فيها سماع شيخه.، أو كتبت ms085 ~~عنه.، إذا وثق بكونها ليست مغايرة لنسخة سماعه، وسكنت نفسه إليها.، أو كان ~~له من شيخه إجازة عامة لمروياته. # وإلا.، فلا يجوز الرواية، من نسخة ليس فيها سماعه مطلقا ".، لامكان ~~مخالفتها لنسخة سماعه، وإن كانت مسموعة على شيخه ونحوه، أو كونها غير ~~مصححة. # وكذا القول.، فيما إذا كانت النسخة مسموعة على شيخ شيخه، أو مروية عنه.، ~~فالمجوز لروايته منها، أن يكون له إجازة شاملة من شيخه لهذه النسخة، ولشيخه ~~إجازة شاملة من شيخه لها (1)، على الوجه السابق.، فتدبره (2). # - 2 - وإذا خالف كتابه حفظه منه - أي: حفظ المستند إلى ذلك الكتاب -.، ~~رجع إليه - أي: إلى الكتاب -.، لأنه الأصل، وتبين ان الخطأ من قبل الحفظ. # وإن كان حفظه من شيخه، لا من كتابه، اعتمده - أي: اعتمد حفظه -.، دون ما ~~في كتابه إذا لم يتشكك. # وإن قال في روايته حينئذ: (حفظي كذا، وفي كتابي كذا)، منبها " على ~~الاختلاف بينهما، فحسن. # لاحتمال الخطأ على كل منهما، فينبغي التخلص بذلك. # PageV00P308 # وكذا، إن خولف ما يحفظه من بعض الحفاظ أو المحدثين (1).، من كتاب قال في ~~روايته على الأفضل: (حفظي كذا، وغيري - أو فلان - يقول كذا)، وشبه هذا من ~~الكلام.، ليتخلص من تبعته. # ولو أطلق، وروى ما عنده، جاز.، لكن الأول هو الورع (2). # - 3 - وإذا وجد خطه، أو خط ثقة.، بسماع له، أو رواية بأحد وجوهها.، وهو ~~لا يذكره.، رواه على الأقوى، كما يعتمد على كتابه في ضبط ما سمعه. # فإن ضبط أصل السماع كضبط المسموع، فإذا " جاز اعتماده، وإن لم يذكره ~~حديثا " حديثا ".، فكذا هنا، إذا كان الكتاب مصونا "، بحيث يغلب على الظن ~~سلامته، من تطرق التزوير والتغيير، بحيث تسكن إليه نفسه، كما مر. # وقيل: لا يجوز له روايته، مع عدم الذكر.، وقد تقدم أنه قول أبي حنيفة، ~~وبعض الشافعية (3). # PageV00P309 # المسألة الثالثة في: الرواية بالمعنى والتفصيل يتم في بحوث: # البحث الأول في: غير المصنفات وفيه: حقول الحقل الأول في: من يحق له ~~الرواية وهو ما نأتي عيه من خلال: # أولا ": من لا يعلم (1) ومن لا يعلم مقاصد الألفاظ ms086، وما يحيل معانيها ~~(2)، ومقادير التفاوت بينهما.، لم يجز له أن يروي الحديث بالمعنى. # بل، يقتصر على رواية ما سمعه (3)، باللفظ الذي سمعه، بغير خلاف (4). # PageV00P310 # ثانيا ": من علم (1) فأما إن علم بذلك.، جاز له الرواية بالمعنى، على أصح ~~القولين. # (1 -) لان ذلك، (هو الذي تشهد به أحوال الصحابة، والسلف الأولين.، وكثيرا ~~" ما كانوا ينقلون معنى واحدا "، في أمر واحد، بألفاظ مختلفة.، وما ذاك، ~~إلا لان معولهم (2)، كان على المعنى دون اللفظ). # (2 -) ولأنه يجوز التغيير (3).، بالعجمية للعجمي.، فبالعربي أولى (4). # الحقل الثاني في: جملة المدارك (5). # - 1 - وفي صحيحة محمد بن مسلم قال: # PageV00P311 # قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (اسمع الحديث منك، فأزيد وأنقص؟ # قال: إن كنت تريد معانيه، فلا بأس. # - 2 - وعن داوود بن فرقد قال: # قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (إني اسمع الكلام منك، فأريد أن أرويه ~~كما سمعته منك، فلا يجئ؟ # قال: فتتعمد ذلك؟ # قلت: لا. # فقال: تريد المعاني؟ قلت: نعم. # قال: (فلا بأس) (1). # - 3 - وفي خبر آخر، عنه عليه السلام، حين سئل: (أسمع الحديث منك، فلعلي ~~لا أرويه كما سمعته؟ # فقال: إذا حفظت الصلب منه، فلا بأس.، إنما هو بمنزلة: تعال، هلم.، واقعد، ~~واجلس) (2). # الحقل الثالث في: حدود الجواز (3) وقيل: إنما تجوز الرواية بالمعنى، في ~~غير الحديث النبوي (4). # PageV00P312 # لأنه صلى الله عليه وآله: أفصح من نطق بالضاد. # وفي تراكيبه.، أسرار ودقايق، لا يوقف عليها ألا بها، كما هي. # فإن لكل تركيب من التراكيب معنى.، بحسب الفصل والوصل، والتقديم ~~والتأخير.، لو لم يراع، لذهب مقاصدها. # بل، لكل كلمة مع صاحبتها خاصية مستقلة.، كالتخصيص والاهتمام، وغيرهما. # وكذا، الألفاظ التي ترى: مشتركة، أو مترادفة.، إذا وضع كل موضع الاخر، ~~فات المعنى الذي قصد به (1). # - 2 - ومن ثم قال (صلى الله عليه وآله): # (نضر الله عبدا " سمع مقالتي (2)، فحفظها، ووعاها، وأداها كما سمعها. # فرب حامل فقه غير فقيه. # (ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) (3). # PageV00P313 # ولا ريب.، انه أولى (1). # وإن كان الأصح: الأول، عملا " بتلك النصوص (2). # وهذه المحذورات.، تندفع بما شرطناه (3). # وإن بقي مزايا، لا يفوت معها ms087 الغرض الذاتي من الحديث. # - 4 - وهذا كله في غير المصنفات (4). # PageV00P314 # البحث الثاني في: المصنفات (1) والمصنفات.، لا تغير أصلا "، وإن كان ~~بمعناه لأنه يخرج بالتغيير (2)، عن وضعه ومقصود مصنفه ولان الرواية بالمعنى ~~رخص فيها.، لما في الجمود على الألفاظ من الحرج (3).، وذلك غير موجود في ~~المصنفات المدونة في الأوراق (4). # البحث الثالث في: احتياطات الرواية بالمعنى وفيه: حقلان الحقل الأول في: ~~جملة عبارات الاحتياط (5) وينبغي أن يقول عقيب الحديث - المروي بالمعنى.، ~~والمشكوك فيه: هل وقع باللفظ أو المعنى -.، (أو كما قال) (6).، ونحوه من ~~الألفاظ الدالة على المقصود (7). # لما فيه من التحرز من الزلل.، من حيث اشتمال الرواية بالمعنى، على الخطر ~~(8). # PageV00P315 # الحقل الثاني في الأمثلة التطبيقية (1) وقد روي فعل ذلك من الصحابة.، عن: ~~ابن مسعود، وأبي الدرداء، وأنس.، (رضي الله عنهم) (2). # PageV00P316 # المسألة الرابعة في: تجزئة الحديث وتوزيعه وتفصيل البحث في حقلين: # الحقل الأول في: أحكام التجزئة وهو ما نأتي عليه من خلال: # أولا ": المجوزون بشرط (1) ولم يجوز مانعو الرواية للحديث بالمعنى - وبعض ~~مجوزيها أيضا " -: تقطيع الحديث، بحيث يروي بعضه دون بعض.، إن لم يكن هذا ~~المقطع (2)، قد رواه في محل آخر، أو رواه غيره تماما " (3).، ليرجع إلى ~~تمامه، من ذلك المحل (4). # ثانيا ": المانعون مطلقا " (5). # ومنهم.، من منعه: مطلقا ". # لتحقق: التغيير (6).، وعدم أدائه (7)، كما سمعه # PageV00P317 # ثالثا ": المجوزون مطلقا " (1) وجوزه: آخرون، مطلقا ". # سواء كان قد رواه وغيره (2): على التمام، أم لا (3)؟ # رابعا ": الرأي المختار (4) وهذا القول: هو الأصح (5).، إن وقع ذلك، لمن ~~عرف عدم تعلق المتروك منه، بالمروي. # بحيث.، لا يختل البيان.، ولا تختلف الدلالة فيما نقله، بترك ما تركه. # فيجوز حينئذ.، وإن لم تجز الرواية بالمعنى. # لان المروي حينئذ، بمنزلة خبرين منفصلين. # PageV00P318 # الحقل الثاني في: تجزئة المصنف (1) وأما تقطيع المصنف الحديث: فيه - أي: ~~في مصنفه المدلول عليه بالاسم -. # بحيث: فرقه على الأبواب اللائقة به، للاحتجاج المناسب.، مع مراعاة ما سبق ~~من تمامية معنى المقطوع (2). # PageV00P319 # فهو: أقرب إلى الجواز، لأجل الغرض المذكور. # PageV00P320 # وقد فعله غير واحد من المحدثين، منا (1) ومن الجمهور (2). # PageV00P321 # المسألة الخامسة في: مراعاة القواعد ms088 العربية وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: وجوب تولي المتقن (1) - 1 - ولا يروي الحديث بقراءة: ~~لحان، ولا مصحف بل، لا يتولاه إلا متقن للغة والعربية. # ليكون، مطابقا " لما وقع من النبي والأئمة (صلوات الله عليهم) (2).، ~~ويتحقق أداؤه كما سمعه.، امتثالا "، لأمر الرسول (صلى الله عليه وآله) (3). # - 2 - وفي صحيحة جميل بن دراج قال: # قال أبو عبد الله (عليه السلام): (أعربوا حديثنا فإنا قوم فصحاء) (4) - 3 ~~- ويتعلم من يريد قراءة الحديث، قبل الشروع فيه.، من العربية واللغة.، ما ~~يسلم به # PageV00P322 # من اللحن (1). # الحقل الثاني في: ملازمة أفواه العارفين (2) - 1 - ولا يسلم من التصحيف.، ~~بذلك (3) بل، بالأخذ من أفواه الرجال.، العارفين ب‍: أحوال الرواة: وضبط ~~أسمائهم (4). # - 2 - وما وقع في روايته.، من لحن وتصحيف.، وتحققه رواية " - أي: في ~~الرواية -، رواه هو صوابا ".، وقال: (روايتنا كذا). # - 3 - أو يقدمها - أي: الرواية الملحونة أو المصحفة (5) -.، ويقول بعد ~~ذلك: (وصوابه كذا) (6). # PageV00P323 # وقيل - والقائل: ابن سيرين وجماعة -: يرويه كما سمعه، باللحن أو التصحيف ~~(1)، فقط. # وهو غلو في أتباع اللفظ، والمنع من الرواية بالمعنى (2). # PageV00P324 # والأجود.، التنبيه عليه، كما سبق الحقل الثالث في: شرعية الاصلاح (1) ~~وجوز بعضهم: اصلاحه في الكتاب.، وهو يناسب مجوز الرواية بالمعنى (2). # وتركه في الأصل على حاله، وتصويبه حاشية - أي: صوابه في الحاشية -.، أولى ~~من إبقائه بغير تنبيه على حاله، وأجمع للمصلحة، وأنفى للمفسدة (3). # PageV00P325 # وقد روي: ان بعض أصحاب الحديث.، رؤي في المنام: وكأنه قد ذهب شئ من لسانه ~~أو شفته. # فسئل عن سببه؟ فقال: لفظة من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيرتها ~~برأيي، ففعل بي هذا (1). # وكثيرا " ما نرى: ما يتوهمه كثير من أهل العلم خطأ، وهو صواب، ذو وجه ~~صحيح خفى. # - 3 - هذا، إذا كان التحريف في الكتاب. # وأما في السماع.، فالأولى: أن يقرأه على الصواب (2).، ثم يقول: (وفي ~~روايتنا)، أو (عند شيخنا)، أو (في طريق فلان كذا). # وله، أن يقرأ ما في الأصل (3)، ثم يذكر الصواب كما مر. # - 4 - وأحسنه - أي: أحسن الاصلاح -: إصلاحه (4)، بما جاء صحيحا ".، ~~برواية أخرى، إن اتفق (5). # PageV00P326 # ولو رآه في كتاب، وغلب على ms089 ظنه من الكتاب لا من الشيخ.، اتجه إصلاحه في ~~كتابه وروايته (1). # ويستثبت ما شك فيه (2).، لاندراس ونحوه، في الاسناد أو المتن.، ويصلحه من ~~كتاب غيره أو من حفظه، إذا وثق بهما (3). # وعلى كل حال فالأولى: سد باب الاصلاح ما أمكن.، لئلا يجسر على ذلك من لا ~~يحسن، وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا " (4)، مع تبيين الحال (5). # PageV00P327 # المسألة السادسة في: دمج الأسانيد وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: حالة اتفاق الرواية (1) وما رواه الراوي من الحديث، عن ~~اثنين فصاعدا "، واتفقا في الرواية معنى لا لفظا ".، جمعها اسنادا ".، وساق ~~لفظ أحدهما مبينا " (2): # فيقول: (أخبرنا فلان وفلان، واللفظ لفلان) أو: (وهذا لفظ فلان قال) (3). # أو قالا: (أخبرنا فلان) وما أشبه ذلك من العبارات. # الحقل الثاني في: حالة تقارب اللفظ (4) فإن تقاربا في اللفظ، مع اتفاق ~~المعنى.، فقال في روايته: (قالا كذا).، جاز أيضا "، على القول بجواز ~~الرواية بالمعنى.، وإلا، فلا (5). # PageV00P328 # ولكن قوله: (تقاربا في اللفظ) (1)، ونحوه.، مما يدل على الاختلاف اليسير ~~(2)، أولى من إطلاق نسبته إليهما. # الحقل الثالث في: مقابل على أصل دون أصل (3) ومصنف ما سمع من جماعة.، إذا ~~رواه عنهم من نسخة قوبلت بأصل بعضهم دون بعض.، وأراد أن يذكر جميعهم في ~~الاسناد، وذكره - أي: المقابل - بنسخته وحده.، بأن يقول: (واللفظ لفلان) ~~(4)، كما سبق. # فهذا فيه: وجهان. # الجواز كالأول.، لان ما أورده قد سمعه ممن ذكر انه بلفظه. # وعدمه.، لأنه لا علم عنده بكيفية رواية الآخرين، حتى يخبر عنها.، بخلاف ~~ما سبق، فإنه اطلع على رواية غير من نسب اللفظ إليه، وعلى موافقتها معنى، ~~فأخبر بذلك (5). # PageV00P329 # المسألة السابعة في: اعتبار الزيادة والحذف وتفصيل البحث في حقول الحقل ~~الأول في: التمييز بهو ويعني (1) - 1 - ولا يزيد الراوي على ما سمع.، من ~~نسب من فوق شيخه (2)، من رجال الاسناد، على ما ذكره شيخه مدرجا " عليه.، أو ~~وصفة له كذلك.، إلا، مميزا " ب‍: (هو) (3)، أو (يعني)، ونحو ذلك. # - 2 - مثاله: أن يروي الشيخ.، عن أحمد بن محمد كما يتفق: للشيخ أبي جعفر ~~الطوسي، والكليني (4).، كثيرا ". # - 3 - فليس ms090 للراوي أن يروي عنهما.، ويقول: (قال: أخبرني أحمد بن محمد بن ~~عيسى) بل، يقول: (أحمد بن محمد هو ابن عيسى)، أو (يعني ابن عيسى) (5)، ~~ونحوه.، ليتميز كلامه وزيادته عن كلام الشيخ (6). # PageV00P330 # الحقل الثاني في: وصف الشيخ بما هو أهله (1) وإذا ذكر شيخه في أول حديث.، ~~نسبه إلى آبائه، بحيث يتميز. # ووصفه بما هو أهله (2). # ثم، اقتصر بعد ذلك.، على اسمه، أو بعض نسبه (3). # PageV00P331 # الحقل الثالث في: ملاحظة المحذوف خطا " (1) ولم يكتبوا: (قال)، بين رجال ~~الاسناد، في كثير من الأحاديث.، فيقولها القارئ لفظا " (2). # وإذا وجد في الاسناد ما هذا لفظه: (قرئ على فلان: أخبرك فلان).، يقول ~~القارئ بلفظه: (قيل له: أخبرك فلان). # وإذا وجد: (قرئ على فلان: حدثنا فلان) (3).، يقول: (قال: حدثنا فلان). # PageV00P332 # وإذا تكررت كلمة (قال).، كما في قوله عن زرارة قال: (قال الصادق عليه ~~السلام)، مثلا ".، فالعادة (1)، انهم يحذفون إحداهما خطا "، فيقولها القارئ ~~(2). # وبحذفها يخل بالمعنى (3).، لان ضمير الأولى للراوي الأول، وهو الفاعل.، ~~وفاعل الفعل الثاني: هو الاسم الظاهر، الذي بعده (4). # فإذا اقتصر على واحدة، صار الموجود فعل الاسم الظاهر الثاني.، فلا يرتبط ~~الاسناد بالراوي السابق (5). # PageV00P333 # المسألة الثامنة في: التفريق والاشتراك وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: تفريق الأحاديث وهو ما نأتي عليه من خلال: # أولا (1). المجوزون. # - 1 - وما اشتمل من النسخ أو الأبواب ونحوهما.، على أحاديث متعددة بإسناد ~~واحد: # فإن شاء.، أن يذكره - أي الاسناد -: في كل حديث منها.، وذلك أحوط، إلا أن ~~فيه طولا ". # أو يذكره: أولا ".، أي: عند أول حديث منها. # أو في أول كل مجلس من مجالس سماعها.، ويقول بعد الحديث الأول: (و ~~بالاسناد).، أو يقول: (وبه) - أي: بالاسناد السابق -.، وذلك، هو الأغلب، ~~الأكثر في الاستعمال. # - 2 - وعلى هذا.، فلو أراد من كان سماعه على هذا الوجه، تفريق تلك ~~الأحاديث، و رواية كل حديث منها، بالاسناد المذكور في أولها.، جاز له ذلك. # لان الجميع معطوف على الأول. # فالاسناد في حكم المذكور في كل حديث.، وهو بمثابة تقطيع المتن الواحد، في ~~أبواب (2)، باسناد المذكور في أوله (3). # PageV00P334 # ثانيا ms091 " المانعون (1) ومنهم.، من منع ذلك، إلا مبينا " للحال (2). # الحقل الثاني في: الحديث المشترك باسنادين (3) - 1 - وإذا ذكر الشيخ ~~حديثا " باسناد، ثم أتبعه إسناد آخر.، وقال عند انتهاء الاسناد: # (مثله). # لم يكن للراوي عنه: أن يروي المتن المذكور، بعد الاسناد الأول، بالاسناد ~~الثاني.، لاحتمال أن يكون الثاني، مماثلا " للأول في المعنى، ومغايرا " له ~~في اللفظ. # PageV00P335 # وقيل: بل (1)، يجوز.، إذا عرف ان المحدث ضابط متحفظ، يميز الألفاظ ~~المختلفة.، وإلا، فلا. # - 3 - وكان غير واحد من أهل العلم، إذا روى مثل هذا.، يورد الاسناد ~~ويقول: (من حديث قبله.، متنه: كذا وكذا).، ثم، يسوقه. # وكذلك.، إذا كان المحدث قد قال: (نحوه) (2). # الحقل الثالث في: اسناد وبعض متنه (3) - 1 - وإذا ذكر المحدث: اسنادا "، ~~وبعض متن.، وقال بعده: (وذكر الحديث).، أو قال: # (وذكر الحديث بطوله). # ففي جواز رواية الحديث السابق كله - بالاسناد الثاني -: القولان ~~السابقان.، في قوله: (مثله)، و (نحوه). # من حيث.، ان الحديث الثاني.، قد يغاير الأول في بعض الألفاظ، وإن اتحد ~~المعنى.، و من أن الظاهر: انه هو بعينه. # PageV00P336 # وأولى بالمنع: هنا.، لأنه لم يصرح بالمماثلة (1). # ويمكن أن تكون اللام في الحديث (2): للعهد الذهني.، وهو الحديث الذي لم ~~يكمله، و إنما اقتصر عليه، لكونه بمعنى الأول. # والأولى، أن يبين ذلك.، بأن يقص ما ذكره الشيخ على وجهه.، ثم يقول: قال و ~~ذكر الحديث.، ثم يقول: والحديث هو كذا وكذا، ويسوقه إلى آخره (3). # الحقل الرابع في: الحديث المبعض (4) وإذا سمع بعض حديث عن شيخ، وبعضه عن ~~شيخ آخر.، روى جملته عنهما، في حال كونه مبينا " - أن بعضه عن أحدهما وبعضه ~~عن الاخر. # ثم، يصير الحديث بذلك، مشاعا " بينهما.، حيث لم يبين مقدار ما روى منه، ~~عن كل منهما. فإن كانا ثقتين، فالامر سهل.، لأنه يعمل به على كل حال. # وإن كان أحدهما مجروحا ".، لم يحتج بشئ منه، لاحتمال كون ذلك الشئ مرويا ~~" عن المجروح، إذا لم يميز مقدار ما رواه عن كل منهما.، ليحتج بالجزء الذي ~~رواه عن الثقة إن أمكن، ويطرح الاخر (5). والله الموفق؟. # PageV00P337 # الباب الرابع في ms092: أسماء الرجال وطبقاتهم وما يتصل به وهو: فن مهم يعرف ~~به: المرسل، والمتصل، ومزايا الاسناد ويحصل به: معرفة الصحابة، والتابعين، ~~وتابع التابعين، إلى الاخر (1) (وفيه: فصول) # PageV00P338 # الفصل الأول في: معرفة الرعيل الأول وفيه: مسائل ثلاث المسألة الأولى في: ~~الصحابي وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: تعريف الصحابي (1) الصحابي: من لقي النبي (صلى الله عليه ~~وآله)، مؤمنا " به، ومات على الاسلام.، وإن تخللت ردته: بين لقيه مؤمنا " ~~به، وبين موته مسلما ".، على الأظهر (2). # - 1 - والمراد باللقاء.، ما هو أعم من: المجالسة، والمماشاة، ووصول ~~أحدهما إلى الاخر.، وإن لم يكالمه، ولم يره # PageV00P339 # والتعبير (به).، أولى من قول بعضهم في تعريفه: انه من رأى النبي (صلى ~~الله عليه وآله).، لأنه يخرج منه الأعمى ك‍: ابن أم مكتوم، فإنه صحابي بغير ~~خلاف (1). # - 2 - واحترز بقوله (مؤمنا ").، عمن لقيه كافرا "، وإن أسلم بعد موته.، ~~فإنه لا يعد من الصحابة (2). # وبقوله (به).، عمن لقيه، مؤمنا " بغيره من الأنبياء.، ومن هو مؤمن بأنه ~~سيبعث، ولم يدرك بعثته، فأنه حينئذ لم يكن (صلى الله عليه وآله) نبيا ".، ~~وأن حصل شك في ذلك، فليزد التعريف - بعد قوله: لقي النبي -: بعد بعثته (3). # وبقوله: (ومات على الاسلام).، عمن ارتد ومات عليها.، كعبيد الله بن جحش، ~~وابن خطل (4). # وشمل قوله: (وإن تخللت ردته).، ما إذا رجع إلى الاسلام في حياته وبعده ~~(5)، سواء لقيه ثانيا " أم لا. # PageV00P340 # ونبه ب‍: (الأصح) (1).، على خلاف كثير من تلك القيود.، ومنها: تخلل ~~الردة. # فإن بعضهم اعتبر فيه: رواية الحديث (2).، وبعضهم: كثرة المجالسة، وطول ~~الصحبة (3).، وآخرون.، الإقامة سنة وسنتين، وغزوة معه وغزوتين (4).، وغير ~~ذلك. # - 4 - وتظهر فائدة قيد الردة.، في مثل: (الأشعث بن قيس). # فإنه كان قد وفد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ارتد، وأسر في ~~خلافة الأول.، فأسلم على يده، فزوجه أخته - وكانت عوراء -، فولدت له (محمد) ~~الذي شهد قتل الحسين عليه السلام (5). # فعلى ما عرفنا به.، يكون صحابيا ".، وهو: المعروف.، بل، قيل: انه متفق ~~عليه (6). # PageV00P341 # الحقل الثاني في: مراتب الصحابة (1) ثم، الصحابة على مراتب كثيرة ms093.، بحسب: ~~التقدم في الاسلام، والهجرة، والملازمة، والقتال معه، والقتل تحت رايته، ~~والرواية عنه، ومكالمته، ومشاهدته، ومماشاته. # وإن اشترك الجميع في شرف الصحبة (2). # الحقل الثالث في: تشخيص الصحابي (3) ويعرف كونه صحابيا " ب‍. # التواتر. # والاستفاضة. # والشهرة. # PageV00P342 # وإخبار ثقة (1). # الحقل الرابع في: عدالة الصحابة (2) وحكمهم عندنا في العدالة: حكم غيرهم. ~~(3) # PageV00P343 # وأفضلهم: أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (1).، ثم، ولداه (2). # وهو: أولهم إسلاما ". # الحقل الخامس في: آخر الصحابة موتا " (3) - 1 - وآخرهم موتا " على ~~الاطلاق: أبو الطفيل، عامر بن واثلة و، مات سنة مائة من الهجرة. (4) - 2 - ~~وبالإضافة إلى النواحي.، فآخرهم: # بالمدينة.، جابر بن عبد الله (5)، أو سهل بن سعد (6)، أو السائب بن يزيد ~~(7). # PageV00P344 # وبمكة.، عبد الله بن عمر (1) أو جابر. # وبالبصرة.، أنس (2). # وبالكوفة.، عبد الله بن أبي أوفى (3). # وبمصر.، عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي (4). # وبفلسطين.، أبو أبي بن أم حرام (5). # وبدمشق.، واثلة بن الأسقع (6). # وبحمص.، عبد الله بن بسر (7). # وباليمامة.، الهرماس بن زياد (8). # وبالجزيرة.، العرس بن عميرة (9). # وبإفريقية.، رويفع بن ثابت (10). # وبالبادية - في الاعراب -.، سلمة بن الأكوع. (11). # الحقل السادس في: عدد الصحابة عند رحيله (ص) (12) وقيل: قبض رسول الله ~~(صلى الله عليه وآله).، عن ماية وأربعة عشر ألف صحابي (13). والله تعالى ~~أعلم. # PageV00P345 # المسألة الثانية في التابعين وتفصيل البحث في حقلين: # الحقل الأول في: تعريف التابعي (1) والتابعي: من لقي الصحابة (2)، كذلك - ~~أي: بالقيود المذكورة -. # واستثني منه: قيد الايمان به.، فذلك خاص بالنبي (صلى الله عليه وآله). # الحقل الثاني في: الخلاف واشتراطاته (3) والخلاف فيه.، كالسابق. # فإن منهم.، من اشترط فيه أيضا ": طول الملازمة، أو صحة السماع من ~~الصحابي، أو التمييز (4). # PageV00P346 # المسألة الثالثة في: المخضرمين وتفصيل البحث في حقول الحقل الأول في: ~~الالحاق والتعريف (1) وبقي قسم ثالث: بين الصحابة والتابعي، اختلف في ~~إلحاقه بأي القسمين. # وهم: المخضرمون (2).، الذين أدركوا الجاهلية والاسلام، ولم يلقوا النبي ~~(صلى الله عليه وآله).، سواء أسلموا في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)، ~~كالنجاشي (3).، أم لا. # واحدهم: مخضرم، بفتح الراء.، كأنه خضرم - أي: قطع - عن نظرائه، الذين ~~أدركوا الصحبة (4). # PageV00P347 # الحقل الثاني في: عدد المخضرمين ms094 (1) وذكرهم بعضهم.، فبلغ بهم: عشرين نفسا ~~" (2). # منهم.، سويد بن غفلة، صاحب علي (عليه السلام).، وربيعة بن زرارة، وأبو ~~مسلم الخولاني (3)، والأحنف بن قيس (4). # الحقل الثالث في: الرأي المختار (5) والأولى: عدهم في التابعين بإحسان. # PageV00P348 # الفصل الثاني في: اللقى والسن (1) وفيه: مسائل... # المسألة الأولى في: رواية الاقران وتفصيل البحث في حقلين: # الحقل الأول في: التعريف (2) ثم الراوي والمروي عنه.، إن استويا في: ~~السن، أو في اللقى - وهو الاخذ عن المشايخ -.، فهو النوع من علم الحديث ~~الذي يقال له: رواية الاقران. # لأنه حينئذ يكون راويا " عن قرينه (3). # الحقل الثاني في: الأمثلة (4) وذلك.، كالشيخ أبي جعفر الطوسي، والسيد ~~المرتضى.، فإنهما أقران في طلب العلم والقراءة على الشيخ المفيد. # والشيخ أبو جعفر.، يروي عن السيد المرتضى، بعد أن قرأ عليه مصنفاته.، ذكر ~~ذلك في كتاب (الرجال) (5). وله أمثال كثيرة. # PageV00P349 # المسألة الثانية في: المدبج وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: التعريف أجل (1)، فإن روى كل منهما - أي: من القرينين - ~~عن الاخر.، فهو النوع الذي يقال له: المدبج، بضم الميم وفتح الدال المهملة ~~وتشديد الباء الموحدة، وآخره جيم (2). # الحقل الثاني في: وجه التسمية وهو (3).، مأخوذ من ديباجتي الوجه. # كأن كل واحد من القرينين، يبذل ديباجة وجهه للآخر، ويروي عنه. # PageV00P350 # الحقل الثالث في أقرانيته (1) وهو - أي: المدبج -: أخص من الأول - وهو ~~رواية الاقران - فكل مدبج أقران، ولا ينعكس (2) وذلك.، كرواية الصحابة ~~بعضهم عن بعض من الطرفين (3).، وقد وقع ذلك لهم كثيرا " (4). # PageV00P351 # المسألة الثالثة في رواية الأكابر عن الأصاغر وتفصيل البحث في قسمين: # القسم الأول في كونها من غير الاباء عن الأبناء وفيه حقول: # الحقل الأول في: التعريف بلى (1).، وإن روى عمن دونه في: السن، أوفي ~~اللقى، أو في المقدار (2).، فهو النوع المسمى ب‍: رواية الأكابر عن الأصاغر ~~(3). # PageV00P352 # الحقل الثاني في: الأمثلة القبلية (1) - 1 - كرواية الصحابة عن التابعي.، ~~وقد وقع منه رواية العبادلة (2) وغيرهم، عن كعب الأحبار (3). # - 2 - ورواية التابعي عن تابع التابعي.، كعمرو بن شعيب (4)، لم يكن من ~~التابعين، وروى عنه خلق كثير منهم.، قيل: انهم سبعون (5). # PageV00P353 # الحقل الثالث ms095 في الأمثلة البعدية (1) - 1 - وممن رأيت خطه من العلماء ~~بذلك.، السيد تاج الدين بن معية الحسني الديباجي. # فإنه أجاز لشيخنا الشهيد رواية مروياته، وكان معدودا " من مشيخته. # واستجاز في آخر إجازته منه. # - 2 - وهو يصلح مثالا " لهذا القسم.، من حيث: الكبر، والنسب، واللقى. # ومن قسم المدبج.، من حيث: العلم، وتعارض الروايتين (3) # PageV00P354 # القسم الثاني في كونها من الاباء عن الأبناء (1) - 1 - ومنه - أي من هذا ~~القسم، وهو أخص من مطلقه -: رواية الاباء عن الأبناء - 2 - ومنه - من ~~الصحابة -: رواية العباس بن عبد المطلب، عن ابنه الفضل.، أن النبي (ص) جمع ~~بين الصلاتين بالمزدلفة (2) - 3 - وروي عن معتمر بن سليمان التيمي (3) قال: ~~حدثني أبي: قال: حدثتني أنت عني (4)، عن أيوب، عن الحسن قال: ويح كلمة ~~رحمة. # - 4 - وهذا طريف يجمع أنواعا "، وغير ذلك. # PageV00P355 # المسألة الرابعة في: رواية الأبناء عن الاباء (1) والأكثر.، العكس وهو ~~رواية الأبناء عن الاباء.، لأنه هو الجادة المسلوكة الغالبة (2) وهو قسمان: # القسم الأول في: رواية الابن عن أب فقط أي (3): رواية الابن عن أبيه دون ~~جده. # وهو كثير لا ينحصر (4). # PageV00P356 # القسم الثاني في: رواية الابن عن أبوين فأكثر أي: روايته عن أكثر من أب ~~من آبائه وفيه: # حقول الحقل الأول في: رواية الابن عن أبوين فقط (1) فروايته عن أبوين.، ~~أعني: عن أبيه، عن جده (2). # وهو كثير أيضا " (3).، منه: # - 1 - في رأس الاسناد: رواية زين العابدين (عليه السلام)، عن أبيه ~~الحسين، عن أبيه علي، عن النبي (صلى الله عليه وآله) (4) # PageV00P357 # - 2 - وفي طريق الفقهاء (1): # PageV00P358 # (أ -) رواية الشيخ فخر الدين - محمد بن الحسن يوسف بن المطهر - عن أبيه ~~الشيخ جمال الدين الحسن، عن جده سديد الدين يوسف (1). # (ب -) ومثله: الشيخ المحقق نجم الدين - جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد ~~-.، فإنه يروي أيضا " عن أبيه، عن جده يحيى. # وهو يروي (2) عن عربي بن مسافر العبادي، عن الياس بن هشام الحايري، عن ~~أبي علي بن الشيخ، عن والده الشيخ أبي جعفر الطوسي (3). # PageV00P359 # الحقل الثاني في: رواية الابن عن ثلاثة آباء تباعا " (1) وروايته عن ~~ثلاثة: كرواية محمد بن الشيخ نجيب الدين ms096 - يحيى بن أحمد بن يحيى الأكبر ابن ~~سعيد - فأنه يروي: عن أبيه يحيى، عن أبيه أحمد، عن أبيه يحيى الأكبر (2). # الحقل الثالث في: رواية الابن عن أربعة آباء تباعا " (3) وقد أتفق منه: # - 1 - (أ -) رواية السيد الزاهد رضي الدين - محمد بن محمد بن محمد بن زيد ~~بن الداعي # PageV00P360 # المعمر الحسيني -.، عن أبيه محمد، عن أبيه محمد، عن أبيه زيد، عن أبيه ~~الداعي. # وهو يروي عن (1) الشيخ أبي جعفر الطوسي، والسيد المرتضى.، وغيرهما. # (ب.) والسيد رضي الدين المزيدي، عن الشيخ محمد بن أحمد بن صالح السيبي، ~~عنه. # - 2 - ومثله في الرواية عن أربعة آباء: # (أ.) رواية الشيخ جلال الدين - الحسن بن أحمد بن نجيب الدين محمد بن جعفر ~~بن هبة الله بن نما -، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه هبة الله بن ~~نما. # وهو يروي عن (2): الحسين بن طحال المقدادي، عن الشيخ أبي علي، عن أبيه ~~الشيخ أبي جعفر الطوسي. # (ب.) وهذا الشيخ جلال الدين الحسن.، يروي عنه شيخنا الشهيد بغير واسطة ~~(3). # الحقل الرابع في: رواية الابن عن خمسة آباء تباعا " (4) وقد اتفق لنا ~~منه: رواية الشيخ الجليل بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي ~~بن الحسين بن بابويه، عن أبيه سعد، عن أبيه محمد، عن أبيه الحسن، عن أبيه ~~الحسين - وهو أخو الشيخ الصدوق أبي جعفر -، عن أبيه علي بن بابويه (5). # PageV00P361 # الحقل الخامس في: رواية الابن عن ستة آباء تباعا " (1) (أ.) وقد وقع لنا ~~منه أيضا ": رواية الشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن ~~بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه.، فإنه يروي أيضا ~~": # عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه علي بن الحسين ~~الصدوق بن بابويه (2). # (ب.) وهذا الشيخ منتجب الدين، كثير الرواية واسع الطرق، عن آبائه وأقاربه ~~وأسلافه. # (ح‍.) ويروي عن ابن عمه الشيخ بابويه المتقدم، بغير واسطة. # (د.) وأنا لي رواية عن الشيخ منتجب الدين بعدة طرق، مذكورة فيما ms097 وضعته من ~~الطرق في الإجازات (3). # PageV00P362 # الحقل السادس في: رواية الابن عن تسعة آباء تباعا " (1) - 1 - وأكثر ما ~~نرويه بتسعة آباء عن الأئمة (عليهم السلام): رواية (الحب لله والبغض في ~~الله). # فإنا نرويه بإسنادنا إلى مولانا أبي محمد - الحسن بن علي بن محمد بن علي ~~بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم ~~السلام) -، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن ~~أبيه، عن أبيه، عن أبيه علي بن أبي طالب، عن النبي (صلى الله عليه وآله) ~~انه قال لبعض أصحابه ذات (2) يوم: # يا عبد الله!! أحبب في الله، وابغض في الله، ووال في الله، وعاد في ~~الله.، فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك.، ولا يجد أحد طعم الايمان، وإن ~~كثرت صلاته وصيامه، حتى يكون كذلك، الحديث (3). # - 2 - ونروي عن تسعة آباء بغير طريقهم.، باسنادنا إلى عبد الوهاب بن عبد ~~العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن ~~أكينة بن عبد الله التميمي - من لفظه - قال: # سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي ~~يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: # سمعت علي بن أبي طالب - وقد سئل عن الحنان المنان فقال -: (الحنان هو ~~الذي يقبل على من أعرض عنه.، والمنان هو الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال) ~~فبين عبد الوهاب وبين علي (عليه السلام)، في هذا الاسناد، تسعة آباء.، ~~آخرهم أكينة بن عبد الله، الذي ذكر انه سمع عليا " (عليه السلام) (4). # PageV00P363 # الحقل السابع في: رواية الابن عن اثني عشر أبا " تباعا " (1) ونروي بهذا ~~الطريق أيضا " حديثا " متسلسلا " باثني عشر أبا "، عن رزق الله بن عبد ~~الوهاب المذكور، عن أبيه عبد الوهاب، عن آبائه المذكورين، إلى أبي أكينة ~~(2) قال: # سمعت أبا الهيثم يقول: سمعت أبي عبد الله يقول: سمعت رسول الله (صلى الله ~~عليه وآله) يقول: # (ما اجتمع قوم على ms098 ذكر، إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة) # PageV00P364 # الحقل الثامن في: رواية الابن عن أربعة عشر أبا " تباعا " (1) وأكثر ما ~~وصل إلينا من الحديث المتسلسل بأربعة عشر أبا ". # وهو ما رواه الحافظ أبو سعيد بن السمعاني في الذيل.، قال: # أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي الامام بقراءتي، قال: حدثنا ~~السيد أبو محمد بن الحسين بن علي بن أبي طالب - من لفظه ببلخ - حدثني سيدي ~~ووالدي أبو الحسن علي بن أبي طالب، سنة ست وستين وأربعماية حدثني أبي أبو ~~طالب الحسن بن عبيد الله، سنة أربع وثلاثين وأربعماية. # حدثني والدي أبو علي عبيد الله بن محمد. # حدثني أبي محمد بن عبيد الله. # حدثني أبي عبيد الله بن علي. # حدثني أبي علي بن الحسن. # حدثني أبي الحسن بن الحسين. # حدثني أبي الحسين بن جعفر.، وهو أول من دخل بلخ من هذه الطائفة. # حدثني أبي جعفر الملقب بالحجة. # حدثني أبي عبيد الله. # حدثني أبي الحسين الأصغر. # حدثني أبي علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن جده علي (عليهم السلام) ~~قال: # قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ليس الخبر كالمعاينة). # فهذا أكثر ما اتفق لنا روايته، من الأحاديث المسلسلة بالآباء. # PageV00P365 # المسألة الخامسة في: رواية السابق واللاحق وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: التعريف بمعنى: إن اشترك اثنان عن شيخ (1) وتقدم موت ~~أحدهما على الاخر (2).، فهو النوع المسمى: السابق واللاحق (3). # الحقل الثاني في: الأمثلة (4) - 1 - وأكثر ما وقفنا عليه في عصرنا من ~~ذلك، ست وثمانون سنة. # فإن شيخنا المبرور نور الدين علي بن عبد العالي الميسي، والشيخ الفاضل ~~ناصر بن إبراهيم البويهي الأحسائي.، كلاهما يروي عن الشيخ ظهير الدين محمد ~~بن الحسام، وبين وفاتيهما ما ذكرناه. # لان الشيخ ناصر البويهي، توفي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وشيخنا توفي ~~سنة ثمان وثلاثين وتسعماية. # PageV00P366 # - 2 - وأكثر ما بلغنا قبل ذلك من طرق الجمهور، ما بين الراويين (1) في ~~الوفاة، مائة وخمسون سنة. # فإن الحافظ السلفي.، سمع منه أبو علي البرداني - أحد مشايخه - حديثا "، ~~ورواه عنه.، ومات على رأس ms099 الخمسمائة. # ثم كان آخر أصحاب السلفي في السماع، سبطه أبو القاسم عبد الرحمان بن مكي، ~~وكانت وفاته خمسين وستماية (2). # الحقل الثالث في: كيفية وقوعه (3) وغالب ما يقع من ذلك.، أن المسموع منه، ~~قد يتأخر بعد أحد الراويين عنه زمانا "، حتى يسمع منه بعض الاحداث، ويعيش ~~بعد السماع منه دهرا " طويلا ".، فيحصل من مجموع ذلك نحو هذه المدد (4). # PageV00P367 # المسألة السادسة في: رواية المتفق والمفترق وتفصيل البحث في حقول: # الحقل الأول في: التعريف وأقول (1): الرواة إن اتفقت أسماؤهم وأسماء ~~آبائهم، فصاعدا " - واختلفت أشخاصهم -.، سواء اتفق في ذلك اثنان منهم، أو ~~أكثر.، فهو النوع الذي يقال له: المتفق والمفترق. # أي: المتفق في الاسم، المفترق في الشخص (2) # PageV00P368 # الحقل الثاني في: الفائدة (1) وفائدة معرفته: خشية أن يظن الشخصان، شخصا ~~" واحدا " (2). # الحقل الثالث في: الأمثلة المثال الأول (3) -: # وذلك.، كرواية الشيخ ((رحمه الله) - ومن سبقه من المشايخ -، عن أحمد بن ~~محمد (4).، ويطلق. # PageV00P369 # فإن هذا الاسم.، مشترك بين جماعة منهم: أحمد بن محمد بن عيسى (1)، وأحمد ~~بن محمد ابن خالد (2)، وأحمد محمد بن أبي نصر (3)، وأحمد بن محمد بن الوليد ~~(4).، وجماعة أخرى من أفاضل أصحابنا في تلك الاعصار (5). # - 2 - ويتميز عند الاطلاق بقرائن الزمان.، فإن المروي عنه: # إن كان من الشيخ في أول السند أو ما قاربه (6) فهو: أحمد بن محمد بن ~~الوليد. # وإن كان في آخره، مقاربا " للرضا (عليه السلام).، فهو: أحمد بن أبي نصر ~~البزنطي. # وإن كان في الوسط.، فالأغلب أن يريد به: أحمد بن محمد بن عيسى.، وقد يراد ~~غيره. # - 3 - ويحتاج في ذلك.، إلى فضل قوة وتمييز، وإطلاع على الرجال ومراتبهم ~~(7). # PageV00P370 # ولكنه مع الجهل، لا يضر.، لان جميعهم ثقات (1) والامر في الاحتجاج ~~بالرواية سهل. # المثال الثاني (2): # - 1 - وكروايتهم.، عن محمد بن يحيى مطلقا ".، فإنه أيضا " مشترك بين ~~جماعة. # منهم، محمد بن يحيى العطار القمي (3).، ومنهم، محمد بن يحيى الخزاز (4) ~~بالخاء المعجمة والزاء قبل الألف وبعدها.، ومحمد بن يحيى بن سليمان الخثعمي ~~الكوفي (5). # والثلاثة ثقاة. # - 2 - وتمييزهم بالطبقة: # فإن محمد بن يحيى العطار، في طبقة مشايخ أبي جعفر الكليني ms100.، فهو المراد ~~عند اطلاقه في أول السند محمد بن يحيى. # والآخرين.، رويا عن الصادق (عليه السلام)، فيعرفان بذلك (6). # المثال الثالث (7): # - 1 - وكاطلاقهم الرواية.، عن محمد بن قيس.، فإنه مشترك بين أربعة: # PageV00P371 # اثنان ثقتان.، وهما: محمد بن قيس الأسدي أبو نصر (1)، ومحمد بن قيس ~~البجلي أبو عبد الله (2)، وكلاهما رويا عن الصادق (عليهما السلام). وواحد ~~ممدوح من عير توثيق، وهو محمد بن قيس الأسدي (3) مولى بني نصر.، ولم يذكروا ~~عمن روى. # وواحد ضعيف.، محمد بن قيس أبو أحمد (4).، روى عن الباقر (عليه السلام) ~~خاصة. # - 2 - وأمر الحجية بما يطلق فيه هذا الاسم مشكل. # والمشهور بين أصحابنا رد روايته، حيث يطلق مطلقا ".، نظرا " إلى احتمال ~~كونه الضعيف (5) ولكن الشيخ أبو جعفر الطوسي، كثيرا " ما يعمل بالرواية من ~~غير التفات إلى ذلك.، وهو سهل على ما علم من حاله. # وقد يوافقه على بعض الروايات، بعض الأصحاب.، بزعم الشهرة. # - 3 - والتحقيق في ذلك: # أ. أن الرواية، إن كانت عن الباقر (عليه السلام)، فهي مردودة.، لاشتراكه ~~حينئذ بين الثلاثة، الذين أحدهم الضعيف، واحتمال كونه الرابع، حيث لم ~~يذكروا طبقته. # وإن كانت الرواية عن الصادق (ع)، فالضعف منتف عنها، لان الضعيف لم يرو عن ~~الصادق (عليه السلام)، كما عرفت. # ب. ولكنها محتملة، لان تكون من الصحيح، إن كان هو أحد الثقتين، وهو ~~الظاهر. # لأنهما وجهان من وجوه الرواة، ولكل منهما أصل في الحديث، بخلاف الممدوح ~~خاصة. # ح‍. ويحتمل على بعد، أن يكون هو الممدوح.، فتكون الرواية من الحسن، فتبنى ~~على قبول الحسن في ذلك المقام وعدمه. # PageV00P372 # فتنبه لذلك.، فإنه مما غفل عنه الجميع، وردوا - بسبب الغفلة عنه - ~~روايات، وجعلوها ضعيفة ". # والامر فيها ليس كذلك (1). # المثال الرابع (2): - 1 - وكروايتهم.، عن محمد بن سليمان.، فإنه أيضا " ~~مشترك بين: # محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم.، الثقة العين (3) ومحمد بن سليمان ~~الأصفهاني.، وهو ثقة أيضا " (4). # . ومحمد بن سليمان الديلمي.، وهو ضعيف جدا " (5). # - 2 - لكن الأول متأخر عن عهد الأئمة (عليهم السلام)، والثاني روى عن ~~الصادق (عليه السلام).، فيتميزان بذلك. # والثالث، لم أقف على تقرير ms101 طبقته. # PageV00P373 # فترد الرواية عند الاطلاق بذلك (1). # الحقل الرابع في: فضل التكلف (2) وبالجملة.، فهذا باب واسع، ونوع جليل، ~~كثير النفع في باب الرواية (3). # ويحتاج إلى فضل تكلف، وتتبعه إلى إطناب يخرج عن الغرض من الرسالة (4). # PageV00P374 # المسألة السابعة في: رواية المؤتلف والمختلف وتفصيل البحث في فصول: # الحقل الأول في: التعريف (1) وإن اتفقت الأسماء خطا "، واختلفت نطقا " ~~(2).، سواء كان مرجع الاختلاف، إلى النقط أم الثكل.، فهو النوع الذي يقال ~~له: (المؤتلف والمختلف) (3). # الحقل الثاني في: معرفته (4) ومعرفته.، من مهمات هذا الفن (5). # PageV00P375 # حتى أن أشد التصحيف ما يقع في الأسماء.، لأنه شئ لا يدخله القياس، ولا ~~قبله شئ يدل عليه، ولا بعده. # بخلاف التصحيف الواقع في المتن (1). # الحقل الثالث في: الواقع بخصوص الأسماء (2) وهذا النوع منتشرا " جدا ".، ~~لا يضبط تفصيلا " (3)، إلا بالحفظ المثال الأول (1). # مثاله: جرير وحريز - 1 - الأول: بالجيم والراء (5) والثاني: بالحاء ~~والزاي - 2 - فالأول: جرير بن عبد الله البجلي، صحابي (6) والثاني: حريز بن ~~عبد الله السجستاني، يروي عن الصادق (عليه السلام) (7). # فاسم أبيهما واحد، واسمهما مؤتلف.، والمايز بينهما الطبقة، كما ذكرناه. # المثال الثاني (8) - 1 - ومثل: بريد، ويزيد. # PageV00P376 # الأول بالباء والراء والثاني: بالياء المثناة والزاي. # - 2 - وكل منهما يطلق على جماعة.، والمايز قد يكون من جهة الاباء. # (أ.) فإن بريد بالباء الموحدة: ابن معاوية العجلي (1).، وهو يروي عن ~~الباقر والصادق (عليهما السلام).، وأكثر الاطلاقات محمولة عليه. # وبريد أيضا " بالباء (2): الأسلمي، صحابي، فيتميز عن الأول بالطبقة. # (ب.) وأما يزيد بالمثناة من تحت.، فمنه: # 1 - يزيد بن إسحاق شعر (3). # وما رأيته مطلقا "، فالأب واللقب مميزان 2 - ويزيد أبو خالد القماط (4)، ~~يتميز بالكنية. # وإن شاركا (5) الأول في الرواية عن الصادق (عليه السلام). # - 3 - وهؤلاء.، كلهم ثقات. # وليس لنا بريد الموحدة، في باب الضعفاء. # PageV00P377 # ولنا فيه يزيد متعددا " (1).، ولكن يتميز بالطبقة والأب وغيرهما.، مثل: ~~يزيد بن خليفة (2)، ويزيد بن سليط (3) - وكلاهما من أصحاب الكاظم (عليه ~~السلام). # المثال الثالث (4) ومثل: بنان، وبيان الأول: بالنون بعد الباء. # والثاني: بالياء المثناة بعدها. # - 1 - فالأول: غير منسوب.، ولكنه بضم الباء ضعيف، لعنه الصادق (عليه ~~السلام) (5). # والثاني - بفتحها -: الجزري، كان ms102 خيرا " فاضلا " (6). # PageV00P378 # فمع الاشتباه.، نوقف الرواية. # المثال الرابع (1) ومثل: حنان، وحيان - 1 - الأول: بالنون والثاني: ~~بالياء. # - 2 - فالأول: حنان بن سدير، من أصحاب الكاظم (عليه السلام).، واقفي (2) ~~والثاني: حيان السراج.، كيساني، غير منسوب إلى أب (3). # وحيان العنزي (4).، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام).، ثقة. # المثال الخامس (5) ومثل: بشار، ويسار - 1 - بالباء الموحدة، والشين ~~المعجمة المشددة. # أو بالياء المثناة من تحت، والسين المهملة المخففة. # - 2 - الأول: بشار بن يسار الضبيعي.، أخو سعيد بن يسار. # والثاني: أبوهما (6). # PageV00P379 # المثال السادس (1) ومثل: خثيم، وخيثم. # - 1 - كلاهما بالخاء المعجمة إلا أن أحدهما: بضمها وتقديم الثاء المثلثة، ~~ثم الياء المثناة من تحت. # والاخر: بفتحها، ثم المثناة، ثم المثلثة. # - 2 - فالأول: أبو الربيع بن خثيم، أحد الزهاد الثمانية (2). # والثاني: أبو سعيد بن خثيم الهلالي، التابعي (3).، وهو ضعيف. # PageV00P380 # المثال السابع (1) ومثل: أحمد بن ميثم.، بالياء المثناة، ثم الثاء ~~المثلثة أو التاء المثناة. # - 2 - الأول: ابن الفضل بن دكين (2) والثاني: مطلق، ذكره العلامة في ~~الايضاح (3) وأمثال ذلك كثير. # الحقل الرابع في: النسبة والصنعة (4) وقد يحصل الائتلاف والاختلاف، في ~~النسبة والصنعة، وغيرهما. # المثال الأول (5) كالهمداني، والهمذاني - 1 - الأول: بسكون الميم، والدال ~~المهملة.، نسبة " إلى همدان، قبيله والثاني: بفتح الميم والذال المعجمة.، ~~اسم بلد (6). # PageV00P381 # (أ) فمن الأول: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، ومحمد بن الأصبغ (2)، ~~وسندي بن عيسى (3)، ومحفوظ بن نصر (4).، وخلق كثير (5). # بل، هم أكثر المنسوبين من الرواة إلى هذا الاسم، لأنها قبيلة صالحة مختصة ~~بنا.، من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام).، ومنها: الحارث الهمداني صاحبه ~~(6) (ب) ومن الثاني: محمد بن علي الهمذاني (7)، ومحمد بن موسى (8). # ومحمد بن علي بن إبراهيم وكيل الناحية، وابنه القاسم، وأبوه علي، وجده ~~إبراهيم (9). # وإبراهيم بن محمد، وعلي بن المسيب، وعلي بن الحسين الهمذاني. # كلهم، بالذال المعجمة (10). # المثال الثاني (11) ومثل: الخراز، والخزاز - 1 - الأول: براء مهملة وخاء. # والثاني: بزائين معجمتين. # - 2 - فالأول: لجماعة.، منهم: إبراهيم بن عيسى أبو أيوب، وإبراهيم بن ~~زياد.، على ما ذكره ابن داوود (12). # PageV00P382 # ومن الثاني: محمد بن يحيى (1)، ومحمد بن الوليد (2)، وعلي بن فضيل (3)، ~~وإبراهيم بن سليمان (4)، وأحمد بن ms103 النضر (5)، وعمرو بن عثمان (6)، وعبد ~~الكريم بن هلال (7) الجعفي (8). # المثال الثالث (9) ومثل: الحناط، والخياط. # - 1 - الأول: بالحاء المهملة والنون والثاني: بالمعجمة والياء المثناة من ~~تحت. # - 2 - والأول: يطلق على جماعة.، منهم.، أبو ولاد الثقة الجليل (10)، ~~ومحمد بن مروان (11)، والحسن بن عطية (12)، وعمر بن خالد (13). # ومن الثاني: علي بن أبي صالح بزرج - بالباء الموحدة المضمونة، والزاي ~~المضمونة، والراء الساكنة، والجيم.، على ما ذكره بعضهم -. # والأصح.، أنه بالحاء والنون، كالأول (14). # PageV00P383 # المسألة الثامنة في: المتشابه وتفصيل البحث في حقلين: # الحقل الأول في: التعريف (1) وإن اتفقت الأسماء خطا " ونطقا ".، واختلفت ~~الاباء نطقا "، مع ايتلافها خطا ". # أو بالعكس.، كأن تختلف الأسماء نطقا "، وتأتلف خطا "، وتأتلف الاباء خطا ~~" و نطقا ". # فهو النوع الذي يقال له: المتشابه (2). # الحقل الثاني في: الأمثلة المثال الأول (3) فالأول: كبكر بن زياد.، ~~بتشديد الياء (4).، على ما ذكره العلامة في (الايضاح) (5). # PageV00P384 # وسهل بن زياد.، بتخفيف الياء (1)، مع جماعة آخرين. # المثال الثاني (2) وكمحمد بن عقيل، بفتح العين. # ومحمد بن عقيل، بضمها. # الأول: نيسابوري. # والثاني: فريابي (3) المثال الثالث (4) والثاني (5): كشريح بن نعمان. # وسريج بن النعمان. # الأول: بالشين المعجمة والحاء المهملة.، وهو تابعي، يروي عن علي (عليه ~~السلام). # والثاني: بالسين المهملة والجيم.، وهو عامي أحد رواتهم (6). # PageV00P385 # الفصل الثالث في: طبقات الرواة وفيه: مسائل أربع المسألة الأولى في: ~~فائدة معرفة الطبقات - 1 - ومن المهم في هذا الباب، معرفة طبقات الرواة. # - 2 - وفائدته: # الامن من تداخل المشتبهين. # وإمكان الاطلاع على تبين التدليس. # والوقوف على حقيقة المراد من العنعنة (2). # PageV00P386 # المسألة الثانية في: المواليد والوفيات (1) - 1 - ومن المهم أيضا ".، ~~معرفة مواليدهم ووفياتهم. # فبمعرفتها يحصل الامن من دعوى المدعي اللقاء - أي: لقاء المروي عنه -.، ~~والحال: أنه كاذب في دعواه، وأمره في اللقاء ليس كذلك (2). # - 2 - وكم فتح الله علينا، بواسطة معرفة ذلك بالعلم، بكذب أخبار شايعة ~~بين أهل العلم، فضلا " عن غيرهم (3)، حتى كادت أن تبلغ مرتبة الاستفاضة، ~~ولو ذكرناها لطال الخطب. # PageV00P387 # والطبقة في الاصطلاح: عبارة عن جماعة، اشتركوا في السن، ولقاء المشايخ ~~فهم طبقة، ثم بعدهم طبقة أخرى.، وهكذا (1). # PageV00P388 # المسألة الثالثة في: معرفة الموالي وتفصيل البحث ms104 في حقول: # الحقل الأول في: موالي الرق (1) ومعرفة الموالي منهم، من أعلى ومن أسفل: ~~بالرق بأن يكون قد أعتق رجلا " فصار مولاه، أو أعتقه رجل فصار مولاه (2). # فالمعتق - بالكسر -: مولى من أعلى. # والمعتق (بالفتح): مولى من أسفل الحقل الثاني في: موالي الحلف (3) وأصله: ~~المعاقدة والمعاهدة، على التعاضد والتساعد والاتفاق. # ومنه الحديث: (حالف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين ~~والأنصار # PageV00P389 # مرتين).، أي: آخي بينهم. # فإذا حالف أحد آخر.، صار كل منهما مولى الاخر بالحلف (1). # الحقل الثالث في: موالي الاسلام (2) - 1 - فمن أسلم على يد آخر، كان ~~مولاه، يعني بالاسلام (3) - 2 - وفائدته: معرفة الموالي المنسوبين إلى ~~القبائل بوصف مطلق. # فإن الظاهر في المنسوب إلى قبيلة - كما إذا قيل: فلان القرشي -: أنه منهم ~~صليبة " (4) - 3 - وقد تكون النسبة بسبب انه مولى لهم بأحد المعاني.، ~~والأغلب مولى العتاقة (5) # PageV00P390 # الحقل الرابع في: مولى الملازمة (1) وقد يطلق المولى على معنى رابع.، ~~وهو: الملازمة كما قيل: مقسم، مولى ابن عباس، للزومه إياه (2) # PageV00P391 # الحقل الخامس في: من ليس بعربي (1) وخامس.، وهو من ليس بعربي فيقال: فلان ~~مولى، وفلان عربي صريح. # وهذا النوع أيضا " كثير، ومرجع الجميع إلى نص أهل المعرفة عليه. # وفي كتب الرجال تنبيه على بعضه (2). # PageV00P392 # المسألة الرابعة في: معرفة الاخوة والأخوات وتفصيل البحث في حقول الحقل ~~الأول في: الفائدة بمعنى (1): معرفة الاخوة والأخوات، من العلماء والرواة ~~وفائدة معرفته: زيادة التوسع في الاطلاع، على الرواة وأنسابهم وقد أفردوه ~~بالتصنيف، للاهتمام بشأنه لذلك (2). # الحقل الثاني في: الأمثلة (3) فمثال الأخوين من الصحابة: # - 1 - عبد الله بن مسعود، وعتبه بن مسعود.، أخوان (4). # PageV00P393 # وزيد بن ثابت، ويزيد بن ثابت.، أخوان (1). # - 2 - ومن أصحاب أمير المؤمنين: زيد وصعصعة، ابنا صوحان (2) وربعي ومسعود ~~ابنا خراش العنسيان (3) # PageV00P394 # ومن التابعين.، عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة، وأرقم بن شرحبيل.، أخوان ~~فاضلان من أصحاب ابن مسعود (1) وآخرين لا يحصى عددهم. # ومثال الثلاثة من الصحابة - 1 - سهل، وعباد، وعثمان.، بنو حنيف (2) - 2 - ~~ومن أصحاب أمير المؤمنين: سفيان بن يزيد، وأخواه عبيد والحارث.، كلهم أخذ ~~رايته، وقتل في موقف واحد (3). # PageV00P395 # وسال، وعبيدة، وزياد.، بنو ms105 الجعد الأشجعيون (1). # . # PageV00P396 # ومن أصحاب الصادق: الحسن، ومحمد، وعلي.، بنو عطيه الدغشي المحاربي (1) ~~ومحمد، وعلي، والحسين.، بنو أبي حمزة الثمالي (2) # PageV00P397 # وعبد الله، وعبد الملك، وعريق.، بنو عطا بن أبي رباح (1).، نجباء - 4 - ~~ومن أصحاب الرضا (ع) حما بن عثمان، والحسين، وجعفر - أخواه (2) - وغيرهم.، ~~وهم كثيرون أيضا ". # ومثال الأربعة - 1 - عبيد الله، ومحمد، وعمران، وعبد الأعلى.، بنو علي بن ~~أبي شعبه الحلبي.، ثقاة فاضلون.، وكذلك أبوهم وجدهم (3) - 2 - وبسطام - أبو ~~الحسين الواسطي -، وزكريا، وزياد، وحفص.، بنو شابور وكلهم ثقاة أيضا " (4). # - 3 - ومحمد، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب.، بنو الفضل بن يعقوب بن سعيد بن ~~نوفل بن حارث بن عبد المطلب. # وكل هؤلاء ثقاة من أصحاب الصادق (ع) (5) - 4 - وداوود بن فرقد.، وأخوته: ~~يزيد، وعبد الرحمان، وعبد الحميد (6) - 5 - وعبد الرحيم، وعبد الخالق، ~~وشهاب، ووهب.، بنو عبد ربه. # وكلهم خيار فاضلون (7) # PageV00P398 # - 6 - ومحمد، واحمد، والحسين، وجعفر.، بنو عبد عبد الله بن جعفر الحميري ~~(1) - 7 - ومن غريب الاخوة الأربعة: بنو راشد، أبي إسماعيل السلمي.، ولدوا ~~في بطن واحد، وكانوا علماء. # وهم: محمد، وعمر، وإسماعيل، ورابع لم يسموه (2) ومثال الخمسة سفيان، ~~ومحمد، وآدم، وعمران، وإبراهيم.، بنو عيينة، كلهم حدثوا (3) ومثال الستة من ~~التابعين: أولاد سيرين: محمد المشهور، وأنس، ومعبد، وحفصة، وكريمة (4) ومن ~~رواة الصادق (عليه السلام): محمد، وعبد الله، وعبيد، وحسن، وحسين، ورومي.، ~~بنو زرارة بن أعين (5) ومثال السبعة من الصحابة بنو مقرن المزني.، وهم: ~~النعمان، ومعقل، وعقيل، وسويد، وسنان، وعبد الرحمان، وعبد الله. # وقيل: إن بني مقرن كانوا عشره (6) ومثال الثمانية زرارة، وبكير، وحمران، ~~وعبد الملك، وعبد الرحمان، ومالك، وقعنب، وعبد الله.، بنو أعين، من رواة ~~الصادق (عليه السلام) (7). # PageV00P399 # (ومثال التسعة) (1) ويوجد في بعض الطرق: نجم بن أعين.، فيكون من أمثلة ~~التسعة (2) (ومثال العشرة) (3) - 1 - ولو أضيف إليهم أختهم أم الأسود، ~~صاروا عشرة. # وما زاد على هذا العدد نادر.، فلذا وقف عليه الأكثر (4) - 2 - ومن أمثلة ~~العشرة: أولاد العباس بن عبد المطلب. # وهم.، الفضل.، وعبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمان، وقثم، ومعبد، وعون، ~~والحارث، وكثير، وتمام - وكان أصغرهم -. # وكان العباس يحمله ويقول: # تموا بتمام فصاروا عشرة ms106 * يا رب فاجعلهم كراما " برره واجعل لهم خيرا " ~~ونم الثمرة (5) وكان له ثلاث بنات: أم كلثوم، وأم حبيب، وأميمة. # والله تعالى أعلم. # PageV00P400 # المسألة الخامسة في: معرفة الأوطان وتفصيل البحث في حقول الحقل الأول في: ~~فائدة المعرفة (1) - 1 - ومن المهم أيضا ": معرفة أوطانهم وبلدانهم.، فإن ~~ذلك ربما يميز بين الاسمين المتفقين في اللفظ - 2 - وأيضا ".، ربما يستدل ~~بذكر وطن الشيخ، أو ذكر مكان السماع.، على الارسال بين الراويين، إذا لم ~~يعرف لهما اجتماع عند من لا يكتفي بالمعاصرة. # الحقل الثاني في: علة الانتساب (2) وقد كانت العرب تنسب إلى القبائل ~~وإنما حدث الانتساب إلى البلاد والأوطان، لما توطنوا فسكنوا القرى ~~والمدائن، وضاعت الأنساب. # فلم يبق لها غير الانتساب إلى البلدان والقرى، فانتسبوا إليها كالعجم، ~~فاحتاجوا إلى ذكرها (3). # PageV00P401 # الحقل الثالث في: كيفية النسبة (1) - 1 - فالساكن ببلد وإن قل - وقيل: ~~يشترط سكناه أربع سنين -، بعد أن كان قد سكن بلدا " آخر.، ينسب إلى أيهما ~~شاء.، أو ينسب إليهما معا ".، مقدما " للأول من البلدين سكنى. # ويحسن عند ذلك: ترتيب البلد الثاني ب‍ (ثم).، فيقول مثلا ": البغدادي ثم ~~الدمشقي. # - 2 - والساكن بقربة بلد ناحية إقليم.، ينسب إلى أيها شاء، القرية والبلد ~~والناحية والإقليم. # فمن هو من أهل جبع مثلا "، له أن يقول في نسبته: الجبعي، أو الصيداوي، أو ~~الشامي. # - 3 - ولو أراد الجمع بينهما.، فليبدأ بالأعم.، فيقول: الشامي الصيداوي ~~الجبعي. # PageV00P402 # خاتمة (1) # PageV00P403 # - 1 - فهذه جملة موجزة في الإشارة إلى مقاصد هذا العلم.، أعني.، دراية ~~الحديث وأنواعه، إجمالا. # ومن أراد الاستقصاء فيها، مع ذكر الأمثلة الموضحة لمطالبه.، فعليه ~~بكتابنا (غنية القاصدين في معرفة اصطلاح المحدثين).، فإنه قد بلغ في ذلك ~~الغاية، وفق الله تعالى لاكماله، بمحمد وآله. # والله تعالى الموفق للسداد، والهادي إلى سبيل الرشاد وهو حسبنا ونعم ~~الوكيل؟ - 2 - فرغ من تسويد هذا التعليق، المنزل منزلة الشرح، للرسالة ~~الموسومة ب‍ (البداية في علم الدراية).، مؤلفها العبد الفقير إلى عفو الله ~~تعالى (زين الدين علي بن أحمد الشامي العاملي)، عامله الله بلطفه، وعفا عنه ~~بمنه وفضله.، هزيع ليلة الثلاثاء، خامس عشر شهري ذي الحجة الحرام ms107، عام تسع ~~وخمسين وتسعماية.، حامدا " مصليا " مسلما ".# PageV00P404 ms108