######OpenITI# #META#Header#End# # اور اللو التتمن التحي ~~(مقدمة المؤلف] ~~الحمد لله رب العالمين، والصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى ~~اسائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبهم أجمعين ~~وبعد فهذا كتاب نفيس انتعخبته من كتابي المسمى بلالواقح الأنوار ~~القدسية" الذي كنت اختصرته من "الفتوحات المكية" خاص فهمه بالعلماء ~~الأكابر وليس لغيرهم منه إلا الظاهر، قد اشتمل على علوم وأسرار ومعارف ~~الا يكاد يخطر علمها على قلب الناظر فيه قبل رؤيتها فيه، وقد سميته ~~الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر" ومرادي بالكبريت الأحمر ~~اكسير الذهب ومرادي بالشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى ~~اعنه. أعني أن مرتبة علوم هذا الكتاب بالنسبة لغيره من كلام الصوفية كمرتبة ~~اكسير الذهب بالنسبة لمطلق الذهب كما سنشير إلى ذلك بما نقلناه عن الشيخ ~~احمه الله في أبواب فتوحاته، و"الكبريت الأحمر" يتحدث به ولا يرى ~~العزته. # واعلم يا أخي أنني قد طالعت من كتب القوم ما لا أحصيه وما وجدت ~~تابا أجمع لكلام أهل الطريق من كتاب "الفتوحات المكية" لا سيما ما تكلم ~~الفيه من أسرار الشريعة وبيان منازع المجتهدين التي استنبطوا منها أقوالهم، فإن ~~ان ظر فيه مجتهد في الشريعة ازداد علما إلى علمه واطلع على أسرار في وجو ~~الاستنباط وعلى تعليلات صحيحة لم تكن عنده، وإن نظر فيه مفسر للقرأن ~~فكذلك أو شارح للأحاديث النبوية فكذلك أو متكلم فكذلك أو محدث ~~فكذلك أو لغوي فكذلك أو مقرىء فكذلك أو معبر للمنامات فكذلك أو ~~اعالم بالطبيعة وصنعة الطب فكذلك أو عالم بالهندسة فكذلك أو نعحوي ~~فكذلك أو منطقي فكذلك أو صوفي فكذلك أو عالم بعلم حضرات الأسماء ~~الالهية فكذلك أو عالم بعلم الحرف فكذلك. # فهو كتاب يفيد أصحاب هذه العلوم وغيرها علوما لم تخطر لهم قط PageV00P000 ~~اعلى بال . وقد أشرنا لنحو ثلاثة آلاف علم منها في كتابنا المسمى بلاتنبيه ~~الأغبياء على قطرة من بحر علم علوم الأولياء" فإن علوم الشيخ كلها مبنية ~~اعلى الكشف والتعريف ومطهرة من الشك والتحريف كما أشار رضي ال ه ~~عالى عنه ms001 إلى ذلك في الباب السابع والستين وثلثمائة من "الفتوحات" بقوله: ~~االوليس عندنا بحمد الله تعالى تقليد إلا للشارع وبقوله في الكلام على ~~الأذان : "واعلم أني لم أقرر بحمد الله تعالى في كتابي هذا قط أمرا غير ~~امشروع وما خرجت عن الكتاب والسنة في شيء منه) . وبقوله في الباب ~~الخامس والستين وثلثمائة : "واعلم أن جميع ما أتكلم به في مجالسي ~~ووتصانيفي إنما هو من حضرة القرآن وخزائنه فإني أعطيت مفاتيح الفهم فيه ~~اوالإمداد منه ، كل ذلك حتى لا أخرج عن مجالسة الحق تعالى ومناجاته ~~بكلامه وبقوله في باب الأسرار والنفث في الروع من وحي القدوس لكن ما ~~اهو مثل وحي الكلام ولا وحي الإشارة والعبارة، ففرق يا أخي بين وحي ~~الكلام ووحي الإلهام تكن من أهل ذي الجلال والإكرام". وبقوله في الباب ~~السادس والستين وثلثمائة : "واعلم أن جميع ما أكتبه في تأليفي ليس هو عن ~~اوية وفكر، وإنما هو عن نفث في زوعي على يد ملك الإلهام" وبقوله في ~~الباب الثالث والسبعين وثلثمائة: "جميع ما كتبته وأكتبه في هذا الكتاب إنما ~~او من إملاء إلهي وإلقاء رباني أو نفث روحاني في روح كياني كل ذلك ~~احكم الإرث للأنبياء والتبعية لهم لا بحكم الاستقلال". وبقوله في الباب ~~التاسع والثمانين من "الفتوحات" والباب الثامن والأربعين وثلثمائة منها: ~~ااواعلم أن ترتيب أبواب "الفتوحات" لم يكن عن اختيار ولا عن نظر فكري ~~اوإنما الحق تعالى يملي لنا على لسان ملك الإلهام جميع ما نسطره وقد نذكر ~~كلاما بين كلامين لا تعلق له بما قبله ولا بما بعده وذلك شبيه بقوله تعالى: ~~حفظوأ على الصلوات والصلوة الوسطى )* [البقرة: 238] بين آيات طلاق ~~وونكاح وعدة وفاة تتقدمها وتتأخرها" . وبقوله في الباب الثاني من ~~االفتوحات" : "اعلم أن العارفين إنما كانوا لا يتقيدون بالكلام على ما بوبوا ~~اعليه فقط لأن قلوبهم عاكفة على باب الحضرة الإلهية مراقبة لما يبرز منها ~~فمهما برز لها أمر بادرت لامتثاله وألفته على حسب ما حد لها فقد تلقى PageV00P000 ~~الشيء إلى ما ليس من جنسه ms002 امتثالا لأمر ربها". وبقوله في الباب السابع ~~ووالأربعين : "اعلم أن علومنا وعلوم أصحابنا ليست من طريق الفكر ، إنما هي ~~امن الفيض الإلهي" انتهى والله أعلم. # وأنا أسأل الله العظيم كل ناظر في هذا الكتاب أن يصلح ما يراه فيه من ~~الزيغ والتحريف عملا بقوله م: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون ~~أخيه" . # إذا علمت ذلك فأقول وبالله التوفيق: ~~اقال الشيخ رحمه الله في الباب الثاني من "الفتوحات" في قوله تعالى: ~~وما علتنله الشعر وما يلبغى له2 [يس: 69] إن الشعر محل الإجمال، ~~والغز، والرمز، والتورية أي ما رمزنا لمحمد ولا لغزنا ولا خاطبناه ~~شيء ونحن نريد شيئا آخر ولا أجملنا له الخطاب بحيث لم يفهمه. وأطال ~~في ذلك؛ وقال فيه : أقل درجات أهل الأدب مع القوم التسليم لهم فيما ~~ايقولون وأعلاها القطع بصدقهم وما عدا هذين المقامين فحرمان . وقال فيه: ~~الخلاف لا يصح عندنا ولا في طريقنا لأن الكل ينظرون كل شيء بعينه ~~اومن هنا قالوا الكامل يكنى بأبي العيون. # وقال في قوله تعالى: لا تدركه الأبصر ) [الأنعام: 103] أي ~~الأبصار المحجوبة وهو اللطيف الخبير أي لطيف بعباده حيث تجلى لهم على ~~القدر طاقتهم ومضعفهم عن حمل تجلية الأقدس على ما تعطيه الألوهية. # وقال في قوله تعالى: (ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليكك ~~حير * [طه: 114] اعلم أن رسول الله أعطي القرآن مجملا قبل جبريل ~~امن غير تفصيل الآيات والسور فقيل له ولا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل ~~اجبريل فتلقيه على الأمة مجملا فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله: وقل رب ~~ززذنى علما [طه: 114] أي بتفصيل ما أجمل من المعاني في التوحيد ~~اوالأحكام لا زدني أحكاما كما توهمه بعضهم فقد كان يقول: "اتركوني ~~اما تركتكم" فاعلم ذلك. # وقال أيضا في الباب الثاني منها: اعلم يا أخي أنه لو كانت علوم PageV00P000 ~~الوهب نتيجة عن فكر أو نظر لانحصرت في أقرب مدة ولكنها موارد تتولى ~~امن الحق على خاطر العبد والحق تعالى وهاب على الدوام فياض على ~~الاستمرار والمحل قابل ms003 على الدوام فإما يقبل الجهل وإما يقبل العلم بحسب ~~اجلاء مرآة قلبه وصدتها وإذا صفا القلب حصل من العلم في اللحظة الواحدة ~~اما لا يقدر على كتابته في أزمنة متطاولة الاتساع ذلك الفلك المعقول وضيق ~~اهذا الفلك المحسوس فكيف ينقضي ما لا يتصور له نهاية ولذلك قال الله ~~المحمد : (وقل رب زدني علما ) [طه: 114] وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الخامس : اعلم أن آدم عليه السلام حامل للأسما ~~وومحمد ه حامل لمعاني تلك الأسماء التي حملها آدم وهي المراد بحديث ~~أوتيت جوامع الكلم" . # ووقال: من أثنى على نفسه فهو أمكن وأتم ممن أثنى عليه إلا أن يكون ~~المثني هو الله عز وجل كيحيى وعيسى في قول الله في حق يحيى علي ~~السلام: {وسلم عليه [مريم: 15] وقول عيسى عليه السلام: والسلم على ~~امريم: 33] فعلم أن من حصل الذات فالأسماء تحت حكمه وليس كل من ~~احصل الأسماء يكون المسمى محصلا عنده ولذلك فضلت الصحابة علينا ~~الأنهم حصلوا الذات وحصلنا نحن الاسم ولما راعينا الاسم مراعاتهم الذات ~~اوعف لنا الأجر. وأيضا فلحضرة الغيبة التي لم تكن لهم فكان لنا تضعيف ~~اعلى تضعيف فنحن الإخوان وهم الأصحاب وهو إلينا بالأشواق وللعامل ~~امنا أيضا أجر خمسين ممن يعمل بعمالهم لكن من أمثالهم لا من أعيانهم ~~فافهم ~~اوقال في الباب السادس : أكثر العقلاء بل كلهم يقولون عن الجماد أ ه ~~الا يعقل فوقفوا عند بصرهم والأمر عندنا ليس كذلك فإذا جاءهم عن نبي أوا ~~ولي أن حجرا كلمه مثلا يقولون خلق الله فيه الحياة في ذلك الوقت؛ والأمر ~~عندنا ليس كذلك بل سر الحياة سار في جميع العالم قد ورد أن كل شيء ~~اسمع صوت المؤذن من رطب ويابس يشهد له ولا يشهد إلا من علم ذلك ~~اعن كشف لا عن استنباط عن نظر . وأطال في ذلك. PageV00P000 # ووقال في الباب السابع : اعلم أن الإنسان آخر جنس موجود من العالم ~~الكبير وآخر صنف من المولدات، قال: وأكمل الله تعالى خلق المولدات من ~~الجمادات والنباتات والحيوانات بعد انتهاء ms004 خلق العالم الطبيعي بإحدى ~~وسبعين ألف سنة ثم خلق الله تعالى الدنيا بعد أن انتهى من مدة خلق العالم ~~الطبيعي بأربع وخمسين ألف سنة ثم خلق الآخرة أعني الجنة والنار بعد الدنيا ~~بتسعة آلاف سنة ولهذا سميت آخرة لتأخر خلقها عن خلق الدنيا هذه المدة ~~ووسميت الدنيا الأولى لأنها خلقت قبلها، ولم يجعل الله تعالى للجنة والنار ~~أمدا ينتهي إليه بقاؤهما فلهما الدوام. قال: وخلق الله تعالى طينة آدم بعد أن ~~ضى من عمر الدنيا سبع عشرة ألف سنة ومن عمر الآخرة التي لا نهاية لها ~~في الدوام ثمانية آلاف سنة وأطال في ذلك. # وقال في الباب التاسع: كان الجان في الأرض قبل آدم بستين ألف ~~اسنة. وقال: أول من سمي من الجن شيطانا وأول من عصى هو الحارث ~~فأبلسه الله وأبعده وليس هو بأب للجن كما توهم إنما هو واحد منهم وهو ~~أل الأشقياء من الجن كما أن قابيل أول الأشقياء من البشر. # ووقال في الباب الحادي عشر : بلغنا أنه وجد مكتوبا بالقلم الأول على ~~الأهرام وأنها بنيت والنسر الطائر في الأسد وهو الآن في الجدي - يعني على ~~أيام الشيخ محيي الدين - فاحسب ما بينهما تعرف تاريخ عمارتها انتهى ~~وومعلوم أن النسر الطائر لا ينتقل من برج إلى غيره إلا بعد مضي ثلاثين ألف ~~اسنة، قال الشيخ عبد الكريم الجيلي : وهو اليوم في الدلو فقد قطع نحو ~~اعشرة أبراج ولا يتأتى ذلك إلا بعد ثلثمائة ألف سنة انتهى. # قلت: وسيأتي في الباب التسعين وثلاثمائة قول الشيخ: ولقد ذكر لنا ~~في "التاريخ المتقدم" أن تاريخ أهرام مصر بنيت والنسر في الأسد وهو اليوم ~~اعندنا في الجدي فاعمل حساب ذلك تقرب من علم تاريخ الأهرام فلم يذدر ~~ابانيها ولم يدر أمرها على أن بانيها من الناس بالقطع. فإذا كان هذا عمر ~~الأهرام فكيف أنت يا أخي بعمر الدنيا والله أعلم. # اوقال في الباب الثالث عشر: لم يتقدم خلق العرش من الملائكة أحد PageV00P000 ~~اوى الملائكة المهيمين في جلال الله تعالى وبعدهم القلم ms005 الأعلى فالملائكة ~~المهيمون أول مظهر ظهر في العماء والقلم أو ملائكة التدوين والتسطي ~~اوأطال في ذكر المخلوقات الأول على الترتيب. # ووقال في الباب الرابع عشر: جملة الأقطاب المكملين في الأمم السابةة ~~امن عهد آدم عليه السلام إلى زمان محمد خمسة وعشرون قطبأ أشهدنيهم ~~الحق تعالى في مشهد أقدس في حضرة برزخيته وأنا بمدينة قرطبة وهم: ~~المفرق ومداوي الكلوم والبكاء والمرتفع والشفاء والماحق والعاقب والمنجور ~~ووعنصر الحياة والشريد والراجع والصائغ والطيار والسالم والخليفة والمقسوم ~~اوالحي والرامي والواسع والبحر والملصق والهادي والمصلح والباقي انتهى ~~اقال: وأما القطب الواحد فهو روح محمد الممد لجميع الأنبيا ~~ووالرسل والأقطاب من حين النشء الإنساني إلى يوم القيامة والله أعلم. # ووقال : فإن الوحي المتضمن للتشريع قد أغلق بعد محمد ولهذا ~~كان عيسى عليه السلام إذا نزل يحكم بشريعة محمد دون وحي جديد ~~فعلم أنه ما بقي للأولياء إلا وحي الإلهام على لسان ملك مغيب لا يشاهد ~~فيعلمهم بصحة حديث، قيل : بتضعيفه أو عكسه من طريق الإلهام من غير ~~اشهود للملك إذا لا يجمع بين شهود الملك وسماع خطابه إلا الأنبياء. وأما ~~الولي فإن سمع صوتا لا يرى صاحبه وإن رأى الملك لا يسمع له كلاما إذا ~~الا تشريع في وحي الأولياء فافهم. وقد بسط الشيخ الكلام على ذلك في ~~الباب الثاني والعشرين والله أعلم. # وقال في الباب الخامس عشر : الأبدال السبعة للأقاليم السبعة إنما هم ~~امستمدون من روحانية الأنبياء الكائنين في السموات وهم إبراهيم الخليل يليه ~~وسي يليه هارون يتلوه إدريس يتلوه يوسف يتلوه عيسى يتلوه ادم عليهم ~~الصلاة والسلام. قال: وأما يحيى فله تردد بين عيسى وهارون فمدد كل بدل ~~اتنزل من حقيقة نبي من هؤلاء الأنبياء وكذلك تنزل العلوم عليهم في أيام ~~الأسبوع لكل يوم علم يتنزل من رقائق نبي من هؤلاء. # ووقال في الباب السادس عشر : ما دخل التلبيس على السوفسطائية إلا PageV00P000 ~~امن تشكيك إبليس لهم في الحواس وإدخال الغلط عليهم فيها وهي التي ~~ايستند إليها أهل النظر في صحة أداتهم ، فلما أظهر لهم ms006 إبليس الغلط في ذك ~~قالوا ما ثم علم أصلا يوثق به. فإن قيل لهم فهذا علم بأنه ما ثم علم فما ~~امستندكم وأنتم غير قائلين به؟ قالوا: وكذلك نقول إن قولنا هذا ليس بعلم ~~الهو من جملة الأغاليط. قال الشيخ رحمه الله تعالى : وهذا من جملة ما ~~أأخل عليهم إبليس من الشبه وأما نحن فقد حفظنا الله من ذلك فلم نجعل ~~الحس غلطا جملة واحدة وإنما الحاكم على الحس هو الذي يغلط كصاحب ~~المرة الصفراء يجد طعم العسل موا وليس هو بمر في نفسه بدليل ذوق غير ~~العسل ووجدانه الحلاوة ولو أن صاحب المرة أصاب لعرف العلة فلم يحكم ~~اعلى السكر بالمرارة وعرف أن الحس الذي هو الشاهد مصيب على كل حال ~~وأن القاضي على الحس يخطىء ويصيب. وذكر الشيخ ذلك أيضا في الباب ~~الرابع والثلاثين فراجعه. # وقال في قوله تعالى: (ثم لآتينهر من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمنهم وعن ~~اايليهم * [الأعراف: 17] إنما لم يذكر العلو والسفل لأن هذه الجهات الأربع ~~المذكورة هي التي يأتي الشيطان منها إلى الإنسان فإن جاءك من بين يديك ~~فاطرده بالكشف والبرهان غير ذلك لا يكون وإن جاءك من خلفك فاطرده ~~ابالصدق وترك الشهوات وإن جاءك من يمينك الذي هو الجهة الموصوفة ~~بالقوة ليضعف يقينك وإيمانك بإلقاء الشبه في أدلتك فكن موسوي المقام ~~ووتذكر قصته مع السحرة حتى أمنوا وإن جاءك من جهة الشمال فاطرده بدلائل ~~التوحيد وعلم النظر فإن الخلف للمعطلة أو المشركين كما أن اليمين للضعف ~~اوالأمام للتشكيك في الحواس، ومن هنا دخل اللبس على السوفسطائية كما ~~ممر وسيأتي بسطه قريبا. # ووقال في الباب السابع عشر: ليس في نظر الله تعالى للوجود زمان لا ~~اماض ولا مستقبل بل الأمور كلها معلومة عنده في مراتبها بتعداد صورها فيها ~~ومراتبها لا توصف بالتناهي ولا بالحصر هكذا إدراك الحق للعالم ولجميع ~~الممكنات في حال عدمها ووجودها، فتنوعت الأحوال في خيالها لا في ~~علمها، فاستفادت من كشفها لذلك علمأ لم يكن عندها لا حالة لم يكن ms007 PageV00P000 ~~اعليها، فما أوجد الله الأعيان إلا لها لا له لأنها على حالتها بأماكنها وأزمانها ~~الفي العلم الإلهي. وأما الأعيان فيكشف لها عن أحوالها شيئا فشيئا على ~~الوالي والتتابع إلى ما لا يتناهى. قال: فتحقق بهذه المسألة فإن قليلا من ~~اعثر عليها لخفائها فإنها متعلقة بسر القدر. # وقال في الباب الثامن عشر: لا يجني ثمرة التهجد وعلومه الفياضة ~~اعلى أصحابه كل ليلة إلا من كانت فرائضه كاملة فإن كانت فرائضه ناقصة ~~كملت من نوافله؛ فإن استغرقت الفرائض النوافل لم يبق للمتهجد نافلة وليس ~~هو بمتهجد فاعلم ذلك ~~وقال في الباب العشرين: حظ أهل النار من النعيم عدم توقع العذاب ~~اوحظلهم من العذاب في حال عدمه توقعه فلا أمان لهم بطريق الإخبار من ال ه ~~تعالى بقوله: ل يفتر عنهر ) [الزخرف: 75] وأطال في ذلك. # وقال في الباب الثاني والعشرين في قوله (وكل شيء أحصينه في إما ~~ابين ) [يس: 12] اعلم أن قوله : أحصيناه يدل على أنه تعالى ما أودع فيه إلا ~~اعلوما متناهية مع كونها خارجة عن الحصر لنا. قال: وقد سألت بعض ~~العلماء بالله تعالى هل يصح لأحد حصر أمهات هذه العلوم؟ فقال : نعم هي ~~امائة ألف نوع وتسعة وعشرون ألف نوع وستمائة نوع كل نوع منها يحتوي ~~اعلى علوم لا يعلمها إلا الله تعالى. # ووقال في الباب الرابع والعشرين: أول من اصطلح على تسمية سؤال ~~العبد ربه دعاء لا أمرا محمد بن علي الترمذي الحكيم رضي الله تعالى عنه ~~ووكان من الأوتاد ما سمعنا بهذا الاصطلاح عن أحد سواه، وهو أدب عظيم ~~اوإن كان هو في الحقيقة أمرا لأن الحد شمله فليتأمل. # ووقال في الباب الخامس والعشرين : كنت لا أقول بلباس الخرقة التي ~~اققول بها الصوفية حتى لبستها من يد الخضر عليه السلام تجاه باب الكعبة. # اقلت : ذكر الحافظ ابن حجر أن حديث لبس الخرقة متصل ورواته ثقات كما ~~أوضحت ذلك في "مختصر الفتوحات" والله أعلم. # ووقال في الباب السابع والعشرين: إنما أمر بلباس النعلين في ~~الصلاة حين نزل قوله تعالى ms008: يبني عادم خذوا زينتكر عند كل مسجد PageV00P000 ~~االأعراف: 31] وكان في ذلك تنبية لهم على أن المصلي من شأنه أن يكون ~~اماشيا في صلاته بمناجاته ربه في الآيات التي يقرؤها فإن لكل آية منزلا ينزله ~~القارىء، والقاعد لا يلبس النعلين . قال: وإنما أمر موسى عليه السلام بخلع ~~النعلين لأن الله تعالى كلمه بلا واسطة بخلاف المصلي منا فإنه في حجاب ~~اعن دخول الحضرة التي دخل إليها موسى عليه السلام فلو صلح له دخولها ~~الأمر كذلك بخلع النعلين فإن حكم من دخل حضرة الملك وانتهى سيره خلع ~~انعليه أدبا فبانت رتبة المصلي بالنعلين وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الحادي والثلاثين في قوله تعالى حكاية عن الخضر ~~اعليه السلام ( فأردنا أن يبدلهما ربهما ) [الكهف: 81] بنون الجمع: إنما ~~قال أردنا لأن تحت هذا اللفظ أمر إن أمر إلى الخير وأمر إلى غيره في نظر ~~اموسى عليه السلام وفي مستقر العادة فما كان من خير في هذا الفعل فهو له ~~عالى من حيث ضمير النون وما كان من نكر في ظاهر الأمر في نظر موسى ~~لك الوقت كان للخضر من حيث ضمير النون فعلم أن نون الجمع لها هنا ~~وجهان لما فيها من الجمع : وجه إلى الخبرية به أضاف الأمر إلى الله ووجه ~~إلى العيب به أضاف العيب إلى نفسه. قال: ولو أن الخطيب الذي قال: ~~وومن يعصهما فقد غوى يعني الله ورسوله كان يعرف هذين الوجهين اللذين ~~القررناهما كما كان الخضر يعرفهما ولم يقل له النبي : ابئس الخطيب ~~أانت" فخجل ومن يعص الله ورسوله على أن رسول الله جمع نفسه مع ~~ابه في ضمير واحد فقال في خطبة رويناها عنه : "ومن يطع الله ورسوله فقد ~~ار شد ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا" وما ينطق عن الهوى ~~فافهم ~~ووقال في قوله تعالى: (ومن مايلنهه منامكر بأليل والنهار ) [الروم: 423 ~~إنما لم يقل تعالى: "وبالنهار" ليحقق لنا أنه يريد أننا في منام في حال يقظتنا ~~المعتادة أي أنتم في منام ما ms009 دمتم في هذه الدار يقظة ومناما بالنسبة لما ~~أمامكم فهذا سبب عدم ذكر الباء في قوله: وآلنهار واكتفى بالليل. # وقال في قوله تعالى: إج في ذالك لعبرة لأولي الأبصكر) [آل ~~عمران: 13] هو من العبور لا من الاعتبار فمعنى الآية : لا تقفوا على ظاهر PageV00P000 ~~الصور بل اعبروا من ظاهر تلك الصورة إلى باطنها المراد منها كما أن الذي ~~ايراه الإنسان في حال نومه ما هو مراد لنفسه وإنما هو مراد لغيره فيعبر من ~~اتلك الصورة المرئية في حال النوم إلى معناها المراد بها في عالم اليقظة إذا ~~استيقظ من نومه، وكذلك حال الإنسان في الدنيا ما هو مطلوب للدنيا فكل ~~اا يراه من حال وقول وعمل إنما هو مطلوب للآخرة فهناك يعبر ويظهر له ~~في الدنيا حالة اليقظة . وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الثالث والثلاثين : اعلم أن النية جميع أفعال المكلفين ~~كالمطر لما تنبته الأرض فإن النية من حيث ذاتها واحدة وتختلف بالمتعلق ~~اوهو المنوي فتكون النتيجة بحسب المتعلق به لا بحسبها فإن حفظ النية إنما ~~اهو القصد للفعل أو تركه كون الفعل حسنا أو قبيحا أو خيرا أو شرا ما آثر ~~النية ومن فهو أمر عارض عرض ميزه الشارع وعينه للمكلف، فليس للنية أثر ~~ألبتة من هذا الوجه خاصة كالماء فإن منزلته أنه ينزل ويسبح في الأرض ~~اوكون الأرض الميتة تحيا به أو يهدم بيت العجوز الفقيرة بنزوله ليس ذلك له ~~فيخرج الزهرة الطيبة الريح والمنتنة والثمرة الطيبة والخبيثة، من حيث مزاج ~~البقعة أو طيبها، أو خبث البزرة أو طيبها قال تعالى: (يسقلى بماء وحد ونفضل ~~بضها على بعض في الأكل } [الرعد: 4] فإن نوى المكلف خيرا أثمر خيرا ~~اوإن نوى شرا أثمر شرا انتهى. وسيأتي في الباب الثامن والستين ما له تعلق ~~بالنية والله أعلم. # وقال فيه : العارف يأكل في هذه الدار الحلوى والعسل، والكامل ~~المحقق يأكل فيها الحنظل لا يلتذ فيها بنعمة لاشتغاله بما كلفه الله تعالى به ~~امن الشكر عليها وغير ذلك من تحمل هموم الناس. # وقال ms010 في قوله تعالى: (كتب ريبكم على نفسه الرحمة ) [الأنعام: ~~454 ونحو قوله تعالى: (وكاب حقا علينا نصر المؤمنين ) [الروم: 47] وقوله: ~~(وعلى الله قصد السبيل ) [النحل: 9] الحق تعالى ينزه عن أن يدخل تحت ~~احد الواجب الشرعي وإنما المراد أن العلم الإلهي إذا تعلق أزلا بما فيه ~~اعادتنا كان ذلك الوجوب على النسبة من هذا الوجه بمعنى أنه لا بد من ~~ووجود تلك الطريق الموصلة إلى ذلك الأمر الذي تعلق به العلم مع كونه PageV00P000 ~~عالى مختارا في ذلك. وقال فيه: سبب اضطجاع الأنبياء على ظهورهم عند ~~انزنول الوحي عليهم أن الوارد الإلهي الذي هو صفة القيومية إذا جاءهم اشتغل ~~الروح الإنساني عن تدبيره فلم يبق للجسم من يحفظ عليه قيامه ولا قعود ~~الفرجع إلى أصله وهو لصوقه بالأرض؛ وأطال في ذلك. وقال فيه : إنما كان ~~الحيوان الذي يمشي على بطنه أضعف من غيره لقربه من أصله الذي عنه ~~تكون وكل حيوان بعد عن أصله نقص من معرفته بأصله بقدر ما ارتفع عنه ~~الا ترى المريض لما رد إلى عجزه وضعف كيف تراه ضعيفا مسكينا لأن ~~أصله حكم عليه لما قرب منه ثم إذا شفي واستوى قائما وبعد عن أصله ~~اتفرعن وتعجبر وادعى القوة؛ فالرجل من كان مع الله في حال صحته كحاله ~~ي مرضه ومسكنته وعجزه والله أعلم ~~وقال في الباب الرابع والثلاثين: اعلم أن لله عبادا خرق لهم العادة في ~~ادراكهم العلوم من غير طريق الحواس من سمع وبصر وغيرهما وذلك كالضرب ~~ووالحركة أو السكون كما قال : "إن الله ضرب بيده بين كتفي فوجدت برد ~~أنامله بين ثديي فعلمت علم الأولين والآخرين" فهذا علم حاصل لا عن قوة من ~~الققوى الحسية أو المعنوية وهذا يبعد أن يقع مثله الأولياء بطريق الإرث. وقال: ~~إنما أنزل القرآن كله في ليلة القدر إشارة إلى أن به تعرف مقادير الأشياء وأوزانها. # اقال: وكان نزوله في الثلث الآخر منها. # وقال في الباب السادس والثلاثين في قوله : "العلماء ورثة ~~الأنبياء" : اعلم أن المخاطب بهذا علماء الأمة لقوله "اورئة ms011 الأنبياء" وما قال ~~ارثة نبي خاص فكل من عمل الآن بشريعة محمد فقد عمل بجميع ~~اشرائع الأنبياء فله مثل ثواب من عمل بشرائع الكل لكن فيما قررته شريعتنا ~~امن شرائعهم لا فيما نسخته منها والله أعلم ~~وقال في الباب الأربعين : إنما لم تقف السحرة على قولهم (ءامنا برب ~~المين* [الأعراف: 121] دون قولهم {ري موسى وهرون) [الأعراف: ~~122] لأنهم لو وقفوا على العالمين لقال فرعون: أنا رب العالمين إياي عنوا ~~فزادوا ري موسى وهرون) [الأعراف: 122] أي الذي يدعو إليه موسى ~~ووهارون فارتفع اللإشكال. قال: وكان في خوف موسى من عصاه حين ~~الكبريت الأحمر /م2 PageV00P000 ~~اظهرت في صورة حية إعلام للسحرة أن ذلك منه عليه السلام ليس بسحر لأن أحدا ~~الا يخاف من فعله هو لعلمه بأنه لا حقيقة له من خارج. قال: وكان صورة لقف ~~اصا موسى أنها تلقت صور الحيات من حبال السحرة وعصيهم حتى بدت للناس ~~احبالأ وعصيا كما هي في نفس الأمر كما يبطل الخصم بالحق حجة خصمه فيظهر ~~بطلاة ولو كان تلقفها انعدام الحبال والعصي كما توهمه بعضهم لدخل على ~~السحرة الشبهة في عصا موسى والتبس عليهم الأمر، فكانوا لم يؤمنوا والله تعالى ~~اقول { للقف ما صنعوا [طه: 69] وهم ما صنعوا الحبال والعصي بسحرهم ~~ووإنما صنعوا في أعين الناظرين صور الحيات وهي التي تلقفته عصا موسى ~~اعليه السلام ولو كان الأمر على ما توهمه بعضهم لقال تعالى : تلقف عصيهم ~~ووحبالهم. قال: فكانت الآية عند السحرة خوف موسى وأخذ صور الحيات ~~امن الحبال والعصي، وحاصل ما توهمه بعضهم أن الذي جاء به موسى حيني ~~امن قبيل ما جاءت به السحرة إلا أنه أقوى منهم سحرا . وأطال في ذلك، ثم ~~اقال: والسخر مأخوذ من السحر وهو ما بين الفجر الأول والفجر الثاني ~~ووحقيقته اختلاط الضوء والظلمة فما هو بليل لما خالطه من ضوء الصبح ولا ~~اهو بنهار لعدم طلوع الشمس للأبصار فكذلك ما فعله السحرة ما هو باطل ~~حقق فيكون له عدما فإن العين أدركت أمرا ما لا تشك فيه ms012 وما هو حق ~~احض فيكون له وجود في عينه فإنه ليس هو في نفسه كما تشهد العين ويظنه ~~الرائي انتهى. وأشار إلى ذلك أيضا في الباب السادس عشر من الأصل ~~(قلت) : وهو كلام نفيس ما سمعنا بمثله قط ~~ووقال في الباب الحادي والأربعين: يقول الله عز وجل في بعض الهواتف ~~الربانية : ل"ايا عبدي الليل لي لا للقرآن يتلى إن لك في النهار سبحا طويلا فاجعل ~~اليل كله لي وما طلبتك إذا تلوت القرآن بالليل لتقف مع معانيه فإن معانيه تفرقك ~~اعن المشاهدة فآية تذهب بك إلى جنتي وما أعددت فيها لأوليائي، فأين أنا إذا ~~كنت في جنتك مع الحور متكثا على فرش بطائنها من إستبرق؟ وآية تذهب بك إلى ~~اجهنم فتعاين ما فيها من أنواع العذاب فأين أنا إذا كنت مشغولا بما فيها؟ وآية ~~تذهب بك إلى قصة آدم، أو نوح، أو هود أو صالح أو موسى أو عيسى عليهم ~~الصلاة السلام وهكذا، وما أمرتك بالتدبر إلا لتجتمع بقلبك علي؛ وأما استنباط PageV00P000 ~~الأحكام فلها وقت آخر وثم مقام رفيع وأرفع". وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الثالث والأربعين في حديث "استفت قلبك وإن أفتاك ~~المفتون" : في هذا الحديث ستر لمقام المتورعين فإنهم إذا بحثوا عنه عرفوا ~~به كما اشتهرت أخت بشر الحافي لما سألت الإمام أحمد عن الغزل على ~~اضوء مشاعل الولاة إذا مرت في الليل وقال لها الإمام أحمد: من بيتكم ~~اخرج الورع الصادق لا تغزلي فيها ولو علمت معنى حديث استفت قلبك ما ~~اسالت عن ذلك حين رابها فكانت تدع لك الغزل من غير سؤال وتستر مقامها ~~اولا يثنى عليها بذلك فإنه إنما أعطانا ذلك الميزان في قلوبنا ليكون مقامنا ~~استورا عن الناس خالصا مخلصا لا يعلمه إلا الله، اللهم إلا أن يكون أحدنا ~~مقتدى به فله أن يظهر ورعه ليتبع ~~ووقال في الباب الخامس والأربعين : الكامل من الرجال من جمع بين ~~العوة إلى الله وبين ستر المقام فيدعو إلى الله بقراءته كتب الحديث والرقائق ~~ووحكايات المشايخ ms013 حتى لا يعرفهم العامة إلا بأنهم نقلة لا يتكلمون من ~~أحوالهم. قلت: وكان على هذا القدم سيدي الشيخ إبراهيم الجعبري وسيدي ~~أحمد الزاهد وسيدي حسين الجاكي رضي الله تعالى عنهم. وقال فيه: كما ~~اتعبد الله تعالى محمدا بشريعة إبراهيم عليه السلام قبل نبوته عناية من ال ه ~~عالى له حتى فجأه الوحي وجاءته الرسالة فكذلك الولي الكامل يجب عليه ~~ام عانقة العمل بالشريعة المطهرة حتى يفتح الله تعالى له في قلبه عين الفهم عن ه ~~فيلهم معاني القرآن ويكون من المحدثين - بفتح الدال - ثم يرده الله تعالى بعد ~~اذ لك إلى إرشاد الخلق كما كان رسول الله حين أرسل والله أعلم ~~اوقال في الباب السابع والأربعين : ينبغي للمحقق أن لا يذكر الله تعالى ~~الا بالأذكار الواردة في القرآن حتى يكون في ذكره تاليا فيجمع بين الذكر ~~والتلاوة معا في لفظ واحد فيحصل على آجر التالين والذاكرين، فلو أتى ~~ابالذكر من غير قصد التلاوة كان له أجر الذكر دون التلاوة فنقص من الفضيلة ~~ابقدر ما نقص من القصد. وأطال في ذلك، ثم قال في حديث: "للصائم ~~فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" : اعلم أنه لما كان الصوم سببا ~~القاء الرب كان أتم من الصلاة من هذا الوجه لكونه أنتج لقاء الله الذي هوا PageV00P000 ~~امشاهدته والصلاة مناجاة لا مشاهدة، فالحجاب يصحب الصلاة ولا يصحب ~~الصوم ألا تراه قال: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؟ والصوم لا ~~ينقسم فافهم ~~وقال فيه : للملائكة الترقي في العلم لا في العمل فلا يترقون بالأعمال ~~كما لا يترقى في العلم، والعمل ولو أن الملائكة ما كانت ترقى في العلم ما ~~اقبلت الزيادة من آدم حين علمها الأسماء كلها فإنه زادهم علما بالأسماء لم ~~يكن عندهم فتأمل ذلك. # ووقال في الباب الثامن والأربعين في قوله : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) ~~محمد: 33] أي أطيعوا الله فيما أمركم به على لسان رسوله مما قال ~~فيه الة: "إن الله يأمركم" ثم قال: "وأطيعوا الرسول" ففصل أمر طاعة ال ه ~~امن ms014 طاعة رسوله ولو كان المراد بطاعة رسول الله ما بلغ إلينا من أمر الله لم ~~اليكن ثم فائدة زائدة وإنما المراد بطاعتنا له أن نطيعه فيما أمر به ونهى عنه ~~مما لم يقل هو من عند الله فيكون كالقرآن، قال تعالى: (ومآ ءاللكم الرسول ~~الخذوه وما نهكم عنه فأننهوأ [الحشر: 7] لأنا جعلنا له أن يأمر وينهى زائدا ~~اعلى تبيلغ أمرنا ونهينا إلى عبادنا. وأطال في تفسير الآية، ثم قال: ومعنى ~~الطاعة أولي الأمر أي فيما إذا أمرونا بما هو مباح فإذا أمرونا بمباح أو نهونا ~~اعنه فأطعناهم أجرنا في ذلك أجر من أطاع الله فيما أوجبه علينا وليس لأولي ~~الأمر أن يشرعوا شريعة مثل رسول الله ولذلك لم يقل في أولي الأمر: ~~أطيعوا، مثل ما قال في رسول الله ، فليتأمل. وقال فيه: إنما أمر اللها ~~الخلق بالسجود وجعله مقام قربه بقوله: { وأسجد وآقترب) [العلق: 19] ~~ووبحديث: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" إعلاما لنا بأن الحق ~~اعالى في نسبة الفوقية إليه من قوله : (وهو القاهر فوق عبادهء ) [الأنعام: 18] ~~اوبقوله: { يخافون ريهم من فوقهر ) [النحل: 50] كنسبة التحتية إليه سواء فإن ~~الساجذ يطلب السفل بوجهه كما أن القائم يطلب العلو إذا رفع وجهه في ~~احال الدعاء ويديه، وقد جعل الله السجود حال قرب من الله إليه فلم يقيد ~~اسبحانه الفوق عن التحت ولا التحت عن الفوق لأنه خالق الفوق والتحت ~~كما لم يقيده الاستواء على العرش عن النزول إلى سماء الدنيا فهو معنا أينما PageV00P000 ~~كنا في حال كونه في العماء في حال كونه مستويا على عرشه في حال كون ه ~~في السماء في حال كونه في الأرض في حال كونه أقرب إلى أحدنا من حبل ~~الوريد. انتهى والله أعلم ~~وقال في الباب التاسع والأربعين: اعلم أن السبب الموجب لتكبر ~~الثقلين دون غيرهما من سائر المخلوقات أن المتوجه على إيجادهم أسما ~~الطف والحنان والرأفة والرحمة والتنزل الإلهي، فعندما خرجوا لم يروا ~~اعظمة ولا عزا ولا كبرياء إلا في نفوسهم فلذلك تكبروا، وأما ms015 غيرهم من ~~الخلق فكان المتوجه على إيجادهم من الأسماء الإلهية أسماء الجبروت ~~والكبرياء والعظمة والقهر، فلذلك خرجوا أذلاء تحت القهر الإلهي فلم يمكن ~~الهم أن يعرفوا للكبرياء طعما. وأطال في ذلك. وقال فيه: إنما جاءت بسم ~~الاله الرحمن الرحيم أول كل سورة لأن السور تحتوي على أمور مخوفة ~~تطلب أسماء العظمة والاقتدار فلذلك قدم أسماء الرحمة تأنيسا وبشرى ~~المؤمنين ولهذا قالوا في سورة التوبة إنها والأنفال سورة واحدة ومن قال: إن ~~كل واحدة سورة مستقلة تحتاج إلى بسملة قال: إن بسملة سورة النمل مكانها ~~احتى لا ينقص القرآن عن مائة وأربع عشرة بسملة ولذلك جاءت بسملة النمل ~~امحذوفة الألف كما جاءت في أوائل السورة ليعلم أن المقصود بها أوائل ~~السور بدليل أنهم لم يعملوا بذلك في: بسو الله يجربلها ومرسلها [هود: ~~41]) واقرأ بآسو ريك } [العلق: 1]. # اقلت: وقد ذكر الشيخ أيضا في الباب الحادي والثلثمائة ما نصه الأوجه ~~اعندي أن سورة الأنفال وبراءة سورة واحدة ولذلك تركت البسملة بينهما وإن ~~كان لتركها وجه هو عدم المناسبة بين الرحمة والتبري؟ ولكن ما لهذا الوج ~~تلك القوة بل هو وجه ضعيف، وذلك أن البسملة موجودة في كل سورة ~~أولها: {ويل* وأين الرحمة من الويل؟ انتهى. # وذكر أيضا في الباب السابع والعشرين وثلثمائة ما نصه: أخبرني الوارد ~~والشاهد يشهد له بصدقه مني بعد أن جعلني في ذلك على بينة من ربي أن ~~اختصاص البسملة في أول كل صورة إنما هو تتويج الرحمة الإلهية في منشور ~~اتلك السورة وأن الرحمة تنال كل مذكور فيها من المسلمين فإنها علامة الله PageV00P000 ~~اعلى كل سورة أنها منه كعلامة السلطان على مناشيره والحكم للتتويج فإن به ~~اقع القبول، وبه يعلم أنه من عند الله؛ هذا أخبار الوارد لنا ونحن نشهد ~~او نسمع ونعقل ولله الحمد لكن في حجاب عن شهود المحل الذي نزلت منه ~~الشرائع ليفرق بين مقام الولاية ومقام الرسالة فافهم ~~وذكر أيضا في الباب الثامن والثلاثين وثلثمائة ما نصه: اعلم أن ال ه ~~عالى جعل البسملة أول ms016 كل سورة من القرآن حاكمة على كل وعيد فيها ~~الأحد من المسلمين فمال كل موحد إلى الرحمة لأجل بسم الله الرحمن ~~الرحيم فهي بشرى عظيمة لزوال كل صفة توجب الشقاء على أحد من عصاة ~~الموحدين، وأما سورة التوبة عند من لم يجعلها من سورة الأنفال فيجعل لها ~~اسم التوبة وهي الرجعة الإلهية على العباد بالرحمة والعطف، فقام اسم التوبة ~~امقام البسملة فإن بالرجعة على عباده تعالى لا تكون إلا بالرحمة والله أعلم ~~اوقال في الباب الخمسين: سبب الحيرة في الله تعالى طلبنا معرفة ذاتها ~~اعالى بأحد الطريقين: إما بطريق الأدلة العقلية وإما بطريق تسمى المشاهدة ~~فالدليل العقلي يمنع من المشاهدة والدليل السمعي قد أوما إليها وما صرح ~~اوقد منع الدليل العقلي من إدراك حقيقة ذاته تعالى من طريق الصفة الثبوتية ~~النفسية التي هو في نفسه عليها فلم يدرك العقل بنظره إلا صفات السلوب لا ~~اغير وقد سموا ذلك معرفة، وكلما زادت الحيرة زاد العلم بالله تعالى ولذك ~~كانت حيرة أهل الكشف أعظم . وقال: لولا منازعة الإنكار من العلماء وأولي ~~الأمر على أهل الله عز وجل لأتوا بنظير ما جاءت به الأنبياء من صفات الل ه ~~اعالى من تعجب وفرح وضحك ونزول ومعية؛ ولكن نغم ما فعل العلماء في ~~إنكارهم ونعم ما فعل أهل الله في عدم التلفظ بما أطلعهم الله عليه من ~~معرفته. وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الحادي والخمسين: من رجال الله من أعطاه الله تعالى ~~اعلامة يعرف بها الحرام والحلال في الماكل والملابس والمشارب وغير ~~ذلك، فاستراح من التعب والتفتيش وسوء الظن بعباد الله تعالى المكتسبين ~~الذلك المال، ثم إن هذا الأمر لا يكون لهم إلا بعد التضييق الشديد في ~~التورع وهناك جازاهم الله تعالى ونفس عنهم بإعطائهم تلك العلامة في PageV00P000 ~~المطعوم مثلا فيستعملونه ويظن من لا علم له بذلك أنهم أكلوا حراما وليس ~~وقال في الباب الثاني والخمسين: اعلم أن نسبة الإنسان إلى أمه أولى ~~امن نسبته إلى أبيه؛ وذلك لأنه من جهة أبيه ابن فراش ms017 ومن جهة آمه ابنها ~~حقيقة. # ووقال في الباب الثالث والخمسين: يعجب على كل من لم يكن له شيخ ~~أن يعمل هذه التسعة أمور حتى يجد له شيخا، وهي: الجوع والسه ~~والصمت والعزلة والصدق والصبر والتوكل والعزيمة واليقين. وأطال في بيان ~~كل واحد منها. # وقال في الباب السابع والخمسين: قوله تعالى : (فألهمها فجورها وتقولهاه ~~االشمس: 8] إنما قدم الفجور على التقوى في الذكر لينبه تعالى على أن ~~الفجور هو الغالب على الإنسان ويرجع العبد إلى ربه في كونه هو المقدر ~~اعليه ذلك فيتوب تعالى عليه قال: والإلهام بالفجور من باب:كلا نم ~~لولاء وهكؤلاء من عطاء ريك وما كان عطاء ريك محظورا)* [الإسراء: 20] فالنفس ~~امحل قابل لما تلهمه من الفجور والتقوى فتميز الفجور لتجتنبه والتقوى ~~الف تسلك طريقها فليست النفس أمارة بالسوء من حيث ذاتها لأن مرتبتها المباح ~~الشرعي لا تتعداه. وأما قول الله: إن النفس لأمارة بالشوء [يوسف: ~~53] فليس هو حكم الله تعالى وإنما حكى تعالى ما قالته امرأة العزيز في ~~امجلس العزيز وهل أصابت في هذه الإجابة أم لم تصب. هذا حكم آخ ~~امسكوت عنه فبطل التمسك بظاهر هذه الآية والدليل إذا دخله الاحتمال سقط ~~الاحتجاج به والله أعلم ~~ووقال في الباب التاسع والخمسين في حديث الدجال: ليوم كسنة ويوم ~~شهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم" : قد توهم بعضهم أن هذا الطول ~~انما هو من شدة الأهوال في ذلك الزمان وليس كذلك فإن تمام الحديث قدا ~~فع الإشكال بقول عائشة رضي الله تعالى عنها فكيف نفعل في الصلاة في ~~اذلك اليوم قال: اقدروا لها فلولا أن الأمر في حركات الأفلاك باق على ما PageV00P000 ~~اهو عليه لم يختل ما صح أن يقدر لذلك بالساعات التي يعلم بها الأوقات في ~~أيام الغيم إذ لا ظهور في ذلك اليوم للشمس فإنه في أول خروج الدجال ~~تكثر الغيوم وتتوالى بحيث إنه يستوي في رأى العين وجود الليل والنهار ~~قال: وهو من الأشكال الغريبة التي تحدث في آخر الزمان فيحول ذلك الغيم ~~المتراكم بيننا وبين ms018 السماء، والحركات كما هي فتظهر الحركات التي عملها ~~أهل علم الهيئة ومجاري النجوم فيقدرون بها الليل والنهار وساعات الصلاة ~~بلا شك. قال: ولو كان ذلك اليوم الذي هو كسنة يوما واحدا لم يلزمنا أن ~~انقدر للصلاة بل كنا ننتظر زوال الشمس فما لم تزل الشمس لا نصلي الظهر ~~المشروع لو أقامت بلا زوال مقدار عشرين سنة وأكثر لم يكلفنا الله غير ~~اذلك. قال: وقد اختلفت الناس في معقول لفظة الزمان ومدلولها فأكشر ~~الحكماء على أنه مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك والمتكلمون على أن ~~ام قارنة حادث يسأل عنه بلامتى" والعرب يريدون به الليل والنهار. قال: وهو ~~مطلوبنا في هذا الباب والله أعلم. # ووقال في الباب الثامن والستين: إنما شرط بعضهم القصد الذي هو ~~النية في التراب دون الماء لأن الماء سر الحياة فهو يعطي الحياة بذاته سواء ~~قصد أو لم يقصد، بخلاف التراب لأنه كثيف لا يجري على العضو ولا ~~اسري في وجه القصد فافتقر للقصد الخاص بخلاف الماء فإنه تعالى قال: ~~فأغسلواه [المائدة: 6] ولم يقل : تيمموا ماء طيبا مثل ما قال في التراب ~~صعيدا طيبا. قال: فإن قالوا: إنما الأعمال بالنيات وهو القصد والوضوء ~~عمل، قلنا: سلمنا ما تقولون ونحن نقول به ولكن النية هنا متعلقها العمل لا ~~الماء والماء ما هو العمل والقصد هنالك للصعيد فيفتقر الوضوء لهذا الحديث ~~النية من حيث ما هو عمل بماء فالماء تابع للعمل والعمل هو المقصود ~~ابالنية، وهنالك القصد للصعيد الطيب والعمل به تبع فيحتاج إلى نية أخرى ~~اعن الشروع في الفعل كما يفتقر العمل بالماء في الوضوء والغسل وجميع ~~الأعمال المشروعة إلى الإخلاص المأمور به وهو النية . وأطال في ذلك ل ~~وقد تقدم ما له تعلق بالنية أيضا في الباب الثالث والثلاثين فراجعه فيه . وقال ~~افيه: أجمع أهل العلم في كل ملة ونحلة على أن الزهد في الدنيا وترك جميع PageV00P000 ~~احطامها والخروج عما بيده منها أولى عند كل عاقل، وأما المال الذي فيه ~~اشبهة تقدح فيه فليس له إمساكه وهذا هو ms019 الورع ما هو الزهد. وأطال في ~~اذلك. وقال فيه : إنما كان الاستجمار بثلاثة أحجار فما فوقها من الأوتار لأ ن ~~الجمرة هي الجماعة والوتر هو الله فلا يزال الوتر الذي هو الحق مشهودا ~~الخلق ولو في حال الاستجمار. وأطال في ذلك، ثم قال أواخر الباب: ~~الذي أقول به إن الاستجمار بحجر واحد لا يجزىء لأن ذلك نقيض ما سمي ~~ابه الاستجمار فإن الجمرة هي الجماعة وأقل الجماعة أثنان والثالث يوتر به . # ووقال في الكلام على الرمي من كتاب الحج: اعلم أنه لا معنى لمن ~~الى الاستجمار بالحجر الواحد إذا كان له ثلاثة أحرف، فإن العرب لا تقول ~~في الحجر الواحد أنه جمرة اه، فتأمله وحرره والله أعلم. وقال فيه: مما ~~الدلك على أن المراد بوجه الشيء حقيقة المسمى وعينه وذاته قوله تعالى: ~~وجوه يوميلم باسرة ) تفن أن يقعل بها ناقرة لقلح ) [القيامة: 24، 25] فإن ~~الوجوه التي هي في مقدم الإنسان لا توصف بالظن وإنما الظن لحقيقة ~~الإنسان وسيأتي في كلام الشيخ رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: قل ~~اء هالك إلا وجهه) [القصص: 88] أن المراد وجه الشيء الذي يكنى عن ه ~~بعجب الذنب فإنه لا يفنى كما صرحت به الأحاديث وليس المراد به وجهه ~~اعالى كما توهم فإن ذلك لا يحتاج إلى التنبيه عليه والله تعالى أعلم. # اقلت: وسيأتي في الباب الحادي والثمانين وثلثمائة إن شاء الله تعالى ~~في قوله : "إن عيني تنامان ولا ينام قلبي" أي لأنه لما انقلب إلى ~~اعالم الخيال ورأى صورته هناك وهو قد ننم على طهارة ولم ير أن تلك ~~الصورة أحدثت ما يوجب الوضوء فعلم أن جسده المحسوس ما طرأ عليه ما ~~انقض وضوءه الذي نام عليه، ولهذا يقول: إن النوم سبب أحدث ما هو ~~حدث. قال: ومن حصل له هذا المقام لم ينقض وضوءه بالنوم كالشيخ أبي ~~الربيع المالقي شيخ أبي عبد الله القرشي بمصر لكن كان له هذا المقام يوم ~~الاثنين خاصة اه والله أعلم. وقال فيه : إنما أمر العبد بالاستنشاق بالماء ms020 في ~~الأنف لأن الأنف في عرف العرب محل العزة والكبرياء ولهذا تقول العرب ~~في دعائها أرغم الله أنفه فقد فعل كذا وكذا على رغم أنفه، والرغام هو PageV00P000 ~~التراب؛ أي أنزلك الله من كبريائك وعزك إلى مقام الذل والصغر، فكنى عن ~~اذ لك بالتراب فإن الأرض قد سماها الله ذلولا على المبالغة وأذل الأذلاء من ~~الوطئه الذليل. ثم إن الكبرياء لا يندفع من الباطن إلا باستعمال أحكام العبيد ~~ومن هنا شرع الاستنثار في الاستنشاق فقيل له : اجعل الماء في أنفك ثم ~~انتثروا الماء هنا هو عملك بعبوديتك فإذا استعملته في محل كبريائك خرج ~~الكبرياء من محله وهو الاستنثار. # وقال : إنما أمر العبد أن يستر عورته في الخلوة وإن كان الحق تعالى ~~الا يحجبه شيء لأن حكمه تعالى في أفعال عبيده من حيث ما هم مكلفون ~~هكذا تبع الشرع فيه العرف. # وقال: الطهارة الباطنة للأذنين تكون باستماع القول الأحسن فإنه ثم ~~حسن فأحسن فأعلاه حسنا ذكر الله في القرآن فيجمع بين الحسنين فليس ~~أعلى من سماع ذكر الله بالقرآن مثل كل آية لا يكون مدلوها إلا ذكر الله فإنه ~~اما كل آي القرآن يتضمن ذكر الله فإنه فيه حكاية لأحكام المشروعة وقصص ~~الفراعنة وحكايات أقوالهم وكفرهم وإن كان في ذلك الأجر العظيم من حيث ~~اما هو قرآن بالإصغاء إلى القارىء إذا قرأه من نفسه أو غيره فعلم أن ذكر ال ه ~~اذا سمع في القرآن أتم من سماع قول الكافرين في الله ما لا ينبغي ~~وقال فيه: أصل مسح الرأس طلب الوصلة لله ولا تكون الوصلة إلا مع ~~اشهود الذل والانكسار ولهذا لم يشرع مسح الرأس في التيمم لأن وضع التراب ~~اعلى الرأس من علامة الفراق وهو المصيبة العظمى إذ كان الفاقد حبيبه بالموت ~~اليضع التراب على رأسه، وسيأتي زيادة على ذلك. وأطال في ذلك. # وقال فيه: اعلم أن الاستدلال على الاكتفاء بالمسح على العمامة دون ~~الرأس بحديث مسلم في المسح على العمامة معلول أعله ابن عبد البر وغير ~~فإن المسح فيه ms021 قد وقع على الناصية والعمامة معا فقد....(1) الماء الشعر ~~وحصل حكم الأصل في مذهب من يقول بمسح البعض. وقال فيه: مسح ~~الرجلين بالكتاب وغسلهما بالسنة المبينة للكتاب. قال : والآية تحتمل العدول ~~(1) موضع النقط بياض في الأصل. PageV00P000 # اعن الظاهر إلا على مذهب من يرى أو ينقل عن العرب أن المسح لغة في ~~الغسل فيكون من الألفاظ المترادفة. قال: ومذهبنا أن الفتح في لام ~~الأرجلكم" لا يخرجها عن الممسوح فإن هذه الواو قد تكون واو المعية ~~تنصب تقول: قام زيد وعمرا. وأطال في ذلك. # قلت) : قوله : ومذهبنا أي من حيث النحو لا من حيث الأحكام وال ه ~~ووقال فيه : ليس في مقدور البشر مراقبة الله تعالى في السر والعلن معا ~~أعلم. # الأنفاس فإن ذلك من خصائص الملأ الأعلى، وأما رسول الله فكان له ~~اهذه الرتبة لكونه مشرعا في جميع أحواله فلا يوجد إلا في واجب أو مندوب ~~أو مباح فهو ذاكر الله بالمباح فافهم وإليه الإشارة بقول عائشة رضي الله عنها: ~~كان رسول الله يذكر الله على كل أحيانه. # وقال فيه : إذا وقع في القلب خاطر غريب يقدح في الشرع وجب على ~~الإنسان أن يجرد النظر في ذلك بالعقل دون الاستدلال بالشرع، كالبرهمي ~~الذي ينكر الشريعة فإنه لا يقبل الدليل الشرعي على إبطال هذا القول الذي ~~انتحله فإن الشرع هو محل النزاع بيننا وبينه وهو لا يثبته فليس له دواء الا ~~النظر العقلي فنداويه بقولنا : انظر بعقلك في المسألة. # وقال فيه : الذي أقول به وجوب الوضوء من أكل لحوم الإبل لكن ~~عبدا وهو عبادة مستقلة مع كونه لم ينقض طهارة الأكل له فتصح صلات ~~بالوضوء المتقدم على الأكل وهو عالم أنه لم يتوضا من لحوم الإبل. وقال: ~~الهذا القول ما أعلم أن أحدا قاله قبلي. قال: وإن نوى في هذا الوضوء رفع ~~المانع فهو أحوط. قال: ودليل من قال: إن أكل لحوم الإبل ينقض الطهارة ~~اما ورد أنها شياطين والشياطين بعداء عن الله تعالى والصلاة حال قربة ومناجاة ~~ففقضوا الطهارة به. # ووقال ms022 فيه : الذي أقول به منع التطهير بالنبيذ لعدم صحة الخبر المروي ~~فيه ولو أن الحديث صح لم يكن نصا في الوضوء به فإنه قال: "ثمرة ~~ال طيبة وماء طهور" أي قبل الامتزاج والتغير عن وصف الماء وذلك لأن ال ه PageV00P000 ~~اعالى ما شرع لنا الطهارة عند فقد الماء إلا بالتيمم بالتراب خاصة. # ووقال فيه : الأوجه عندي أن الخف إذا تخرق يمسح عليه ما دام ينطبق ~~اعليه اسم العخف وإن تفاحش خرقه. قال: ولا نص في هذه المسألة صريحا ~~في كتاب ولا في سنة، وإذا تخرق الخف على قولنا هذا فطهر دن الرجل ~~ايء مسح على ما ظهر منه ومن الخف ما دام يسمى خفأ ~~وقال فيه : يستحب لقارىء القرآن في المصحف أن يجهر بقراءته ويضع ~~اليده على الآية يتتبعها، فيأخذ اللسان حظه من الرفع ويأخذ البصر حظه من ~~النظر واليد حظها من المس. قال : وهكذا كان يتلو ثلاثة من أشياخنا منهم ~~عبد الله بن المجاهد. # وقال في المضمضة والاستنشاق في الغسل : الذي أقول به إن الغسل ~~الما كان يتضمن الوضوء كان حكمهما الوجوب من حيث إنه متوضىء في ~~اغتساله لا من حيث إنه مغتسل فإنه ما بلغنا أنه تمضمض واستنشق في ~~اسله إلا في وضوئه فيه وما رأيت أحدا نبه على مثل هذا في اختلافهم في ~~ووجوبهما أو استحبابهما فالحكم فيهما عندي راجع إلى حكم الوضو ~~والوضوء عندنا مؤكد في الاغتسال من الجنابة . وأطال في ذلك، وقال فيه: ~~الكذب لغير علة شرعية حيض النفاس ولعلة شرعية دم استحاضة لا يمنع من ~~الصلاة بخلاف الأول فإنه خارج في حال الصحة فلذلك شدد فيه؛ قال: ~~اوالعناية بدم النفاس أوجه من العناية بدم الحيض من غير نفاس وذلك أن الله ~~اما أمسكه بقدرته في الرحم ثم أرسله إلا ليزلق طريق الولد رفقا بأمه فكان ~~اخروج هذا الدم معينا على خروج الذاكر لله عز وجل من جهة وصف ~~اخاص؛ قال: واعلم أن ما تعود أحد الكذب على الناس إلا واستدرجه ذلك ~~حتى يكذب على ms023 الله ورسوله. واعلم أن الكذب لغرض صحيح شرعي لا ~~اقدح في العدالة بل هو نص فيها وأغلب الكمل من الرجال؛ قال: وأما ~~امتناع حبيب العجمي من الكذب لما طلب الحجاج الحسن البصري ليقتله ~~افكان خوفا من إطلاق اسم الكذب عليه فحبيب كان رجلا ساذجا ولكل مقام ~~ارجال؛ وقال: والذي أقول فيه إنه لا يجوز لأحد أن يصدق فيما يضر الناس ~~إلا أن يكون له حال يحمي من غلبه ذلك الظالم وعلى ذلك يحمل حال PageV00P000 ~~حبيب العجمي والله أعلم ~~ووقال فيه : ينبغي لكل عالم أن لا يلقي علمه إلا في محل قابل لذك ~~العلم عطشان إليه فإن لم يجد من هو بهذه المثابة فليتربص حتى يجد لعلمه ~~احاملا على هذا الوجه ويحتاج إلى صبر شديد. وقال فيه : ينبغي أن يقيد ~~اقول من قال : لا تجب النية في التيمم بمن نشأ في الإسلام، أما الكافر إذا ~~أاسلم فإنه لا بد له من نية قطعا لأنه لم يكن عنده شيء من القربة إلى لله ~~اقبل إسلامه بل كان يرى أن ذلك كفر والدخول فيه يبعد عن الله عز وجل ~~ووقال فيه : الذي أقول به إن الطهارة بالتيمم ليست بدلا من الوضوء والغسل ~~وإنما هي طهارة مشروعة مخصوصة بشروط اعتبرها الشرع ولم يرد لنا شرع ~~أن التيمم بدلا فلا فرق بين التيمم وبين كل طهارة مشروعة. قال: وإنما ~~اقلنا: مشروعة لأنها ليست بطهارة لغوية فما هي بدل وإنما هي عبادة مشروعة ~~مخصوصة مبينة لحال مخصوصة شرعها الذي شرع استعمال الماء لهذ ~~العبادة المخصوصة وهو الله ورسوله فهي ناشئة عن استخراج الحكم في تلك ~~المسألة من نص ورد في الكتاب أو السنة يدخل الحكم في هذه المسألة في ~~امجمل ذلك الكلام وهو الفقه في الدين. قال: ولا يحتاج فيها إلى قياس ~~اوأطال في ذلك فليتأمل ويحرر. وقال فيه: والذي أقول به : إنه لا يشترط ~~الطلب للماء في صحة التيمم بل إذا فقده تيمم، وقال جماعة: لا بد من ~~الطلب وينبني ذلك على أن المقلد هل ms024 يلزمه البحث عن دليل من قلده في ~~الأصول أو الفروع فمن قال: لا يشترط طلب الماء قال: لا يلزم المقلد ~~البحث، ومن قال يشترط طلب الماء قال : يلزم المقلد أن يسأل المسؤول ~~اعن دليل ما أفتاه به من كتاب أو سنة. وأطال في ذلك، وقال: الذي أقول ~~ابه : إن حديث الضربة الواحدة في التيمم أثبت من حديث الضربتين ~~اقلت: ذكر الشيخ في الباب السابع والثلاثين وثلثمائة ما نصه : اعلم أن ~~امن شرف الإنسان أن الله تعالى جعل له التطهير بالتراب وقد خلقه الله من ~~تراب فأمره بالتطهر بذاته تشريفا له ولذلك أبقى النص على التطهير بالتراب ~~ادون غيره مما له اسم الأرض فإن كل شيء فارق الأرض لا يتطهر به إلا إن ~~كان ترابا بخلاف التراب يتطهر به لو فارق الأرض فإن الله أبقى اسم الأرض PageV00P000 ~~اعليه مع المفارقة بخلاف الزرنيخ والرخام والمعدن ونحو ذلك، وأيضا فإن ~~الله ما قال: إنه خلق الإنسان من حجر ولا زرنيخ وإنما قال:{خلقهر من ~~تراب [آل عمران: 59] والله أعلم. # وقال في الباب التاسع والستين : اعلم أن الصلاة مشتقة من "المصلي". # وهو الذي يلي السابق في الحلبة والسابق هنا التوحيد، و"المصلى" الصلاة ~~وويشهد لهذا الترتيب حديث : "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا ~~الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ~~اوحج البيت" ، ولما علم الصحابة ما يدخل الواو من الاحتمال وأن الشارع ~~اراعى الترتيب أنكروا على من روى والحج وصوم رمضان وقالوا له : قل ~~الوم رمضان والحج إشارة إلى أن الشارع أراد الترتيب في القواعد والصلاة ~~ثانية في القواعد. قال: وإنما جعل الزكاة تلي الصلاة لأن الزكاة تطهر قال ~~تعالى: {قد أفلح من زكنها) [الشمس: 9] أي طهرها بالطاعات يعني النفس. # قال : ولما كانت الصلاة المشروعة من شرطها الطهارة جعلت الزكاة إلى ~~اجانبها لكونها طهارة للأموال التي يكون بها جل قوتهم وملبسهم وجعل ~~الصوم يلي الزكاة دون الحج لكون زكاة الفطر مشروعة عند قضاء الصوم فلما ~~كان الصوم ms025 أقرب نسبة إلى الزكاة جعل إلى جانبها فلم يبق للحج مرتبة إلا ~~المرتبة الخامسة فكان فيها. # (قلت) : وسيأتي في الكلام على صلاة الجنازة عند تفسير قوله تعالى: ~~إب الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [العنكبوت: 45] فراجعه. # وقال: من شأن العارف أن يعبد ربه من حيث أولية ربه في خلقه ~~المخلوقات لا من حيث أوليته هو عن أوليات كثيرة قبله وأعني بذلك ~~الأسباب، فهذه هي الصلاة لأول الوقت؛ فإذا عبده العارف في تلك الأولية ~~المنزهة عن أن يتقدمها أولية شيء انسحبت عبادة هذا العارف من هناك على ~~كل عبادة مخلوق خلقه الله من أول المخلوقات بين لي حين وجوده، ومن ~~اججمع هذا وبين الصلاة لأول وقتها المعروف فقد حاز الفضيلتين ~~وقال فيه: إنما أخبرنا رسول الله بأن المغرب وتر صلاة النهار قبل PageV00P000 ~~أان يزيدنا الله وتر صلاة الليل فإنه قال: "إن الله قد زادكم صلاة إلى ~~اصلاتكم" وذكر صلاة الوتر فشبهها بالفرائض وأمر بها ولهذا جعلها أبو حنيفة ~~اواجبة دون الفرض وفوق السنة وأثم من تركها؛ ونغم ما نظر وتفقه رضي الل ه ~~اعنه لأنه قاه لم يلحقها بصلاة النافلة بل قال : "زادكم صلاة إلى صلاتكم". # اني الفرائض فشرع تعالى لنا وترين ولينفرد تعالى بالوترية الواحدة قال ~~تعالى: {ومن ول شيء خلفنا زوجين ) [الذاريات: 49] فافهم. # ووقال فيه: رأيت قولا غريبا لا أدري من قاله ولا أين رأيته أن وقت ~~اصلاة العشاء ما لم تتم ولو سهرت إلى وقت الفجر. # ووقال فيه : ما عرفت مستند من كره قول المؤذن ل"حي على خير العمل). # فانه روي أن رسول الله أمر بها يوم حفر الخندق والصلاة خير موضوع ~~كما ورد فما أخطأ من جعلها في الأذان بل اقتدى إن صح هذا الخبر. وأطال ~~في ذلك. # ووقال فيه: مذهبنا أن للواعظ أخذ الأجرة على وعظه الناس وهو من ~~أجل ما يأكله وإن كان ترك ذلك أفضل؛ وإيضاح ذلك أن مقام الدعوة إلىى ~~ال يقتضي الأجرة فإنه ما من نبي دعا الله إلا قال: (إن أجرى ms026 إلا على الله) ~~هود: 29] فأثبت الأجر على الدعاء ولكن اختار أن يأخذه من الله لا من ~~المخلوقين وأطال في ذلك. وسيأتي أيضا في الباب السابع عشر وأربعمائة ~~فراجعه ~~ووقال فيه : مذهبي أن الأذان قبل الفجر ليس بأذان حقيقة وإنما هو ذكر ~~الله عز وجل بصورة الأذان تحريضا للناس على الانتباه لذكر الله تعالى فإذا ~~الاطلع الفجر فهناك الأذان المشروع إعلاما بدخول وقت الصلاة، قال: ولهذا ~~ابا دع السلف الصالح للمؤذنين الدعاء والتذكير بآيات القرآن والمواعظ وإنشاد ~~الشعر الحاث على قيام الليل وعلى الزهد في الدنيا ليعلموا الناس أن الأذان ~~الأؤل ما كان إلا لغرض الإيقاظ للقائمين لا لدخول الوقت. # وقال فيه : معنى قول المؤذن "قد قامت الصلاة" إنما قال : "قامت". # ابلفظ الماضي مع أن الصلاة بشرى من الله لعباده لمن جاء إلى المسجد ينتظر PageV00P000 ~~الصلاة أو كان في الطريق آتيا إليها أو كان في حال الوضوء بسببها أو كان ~~في حال القصد إلى الوضوء قبل الشروع فيه ليصلي بذلك الوضوء فيموت في ~~ابعض هذه المواطن قبل وقوع الصلاة منه فبشره الله بأن الصلاة قد قامت له ~~ففي هذه المواطن كلها فله أجر من صلاها إن كانت ما وقعت منه فلذلك جاع ~~بلفظ الماضي ليحقق الحصول، فإذا حصلت بالفعل أيضا فله أجر الحصول ~~كذلك، وقد ورد أن أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة. # (قلت) : وقد ذكر الشيخ أيضا في أواخر كتاب الحج في الكلام على ~~انخر البدن قائمة: إنما قال : "قد قامت" بلفظ الماضي قبل قيام العبد لها ~~اتنبيها على قيام صلاة الله على العبد ليقوم العبد إلى الصلاة فيقوم بقيامه ~~نشأتها كما قال تعالى: (هو الذى يصلى عليكم ) [الأحزاب: 43] قال : فالقيام ~~عتبر في سائر العبادات كالوقوف بعرفة ورمي الجمار وغير ذلك والله أعلم ~~وقال فيه : لولا أن الإجماع سبقني لم أقل أن التوجه إلى الكعبة ~~شرط في صحة الصلاة لأن قوله تعالى: (فأينما تولوا فتم وجه الله ~~البقرة: 115] نزلت بعد قوله : (وحيث ما كنت فولوا وجوهكم شطره ) [البقرة: ~~2144 فهي آية ms027 محكمة غير منسوخة ولكن انعقد الإجماع على هذا، وجاع ~~اقوله: (فأينما تولوا فثم وجد الله ) [البقرة: 115] محكما في الحائر الذي جهل ~~القبلة فيصلي حيث يغلب على ظنأ باجتهاده بلا خلاف انتهى . فليتأمل ويحرر ~~والله أعلم. # وقال فيه ما معناه : اعلم أن قبلتك في الصلاة إنما هو ما استقبلت من ~~الكعبة ولا يضرك استدبارها في غير جهة وجهك إذا صليت داخلها فإن ~~الشارع لم يتعرض للاستدبار إنما تعرض للاستقبال فقط فإنا إنما نحن مع ~~الحق على حكم ما نطق فلا يقتضي الأمر بالشيء النهي عن ضده في كل ~~المواضع فإذا لم تعمل بما أمرك به فقد عصيت أمره، ولو كان الآمر بالشي ~~امنهيا عن ضده لكان على الإنسان خطيئتان أو خطايا كثيرة بقدر ما لذلك ~~المأمور من الأضداد وهذا لا قائل به فلا يؤاخذ الإنسان إلا بترك ما أمره به الحق لا ~~اعير فهو وزر واحد وسيئة واحدة فلا يجزى إلا مثلها انتهى. وهو كلام نفيس في ~~انفنسه وإن رجح جماعة من أهل الأصول خلافه فليتأمل ويحرر والله أعلم. PageV00P000 # ووقال فيه : إنما أمرت المرأة بتغطية رأسها في الصلاة لأن الرأس من ~~الرياسة والنفس تحب الظهور في العالم برياستها والمرأة مظهر النفس في ~~الاعتبار فأمرت النفس أن تغطي وجه رياستها في الصلاة بين يدي ربها إظهارا ~~الذلها وانكسارها؛ على أن مذهبي أن عورة المرأة هي السوأتان فقط قال اللها ~~تعالى: وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنتر ) [الأعراف: 22] فسوى بين آدم ~~وحواء في الستر للسوأتين، فليس المراد بالستر في الصلاة من حيث كونها ~~كلها عورة وإنما ذلك حكم شرعي ورد بالتستر، ثم لا يلزم أن يستر الشي ~~الكونه عورة اه، فليتأمل ويحرر ~~وقال) : معنى قول المصلي: الله أكبر بلسان الظاهر : الله أكبر أن يقيد ~~ابي حال من الأحوال بل هو تعالى في كل الأحوال أكبر؛ قال: وإنما ~~اميت إحراما أي تكبيرة منع إشارة إلى أنه تعالى لا يشاركه في مثل هذه ~~الكبرياء كون من الأكوان؛ وأطال في ذلك. # اقال في قوله : "اللهم باعد ms028 بيني وبين خطاياي كما باعدت بين ~~المشرق والمغرب" : وقد ثبت أنه كان يقول ذلك بين تكبيرة الإحرام وقراء ~~الفاتحة إنما لم يقل فيه كما باعدت بين السواد والبياض لأن اللونية تجمع ~~ابينهما فذلك ذكر المشرق والمغرب اللذين هما ضدان لا يجتمعان أبدا. # اقال: والسبب في ذلك أن الحق إذا دعا العبد إلى مناجاته فقد خصه ~~بمحل القربة منه، وإذا أشهده خطاياه في مواطن القرب وهي في محل العبد ~~من تلك المكانة كان العبد في محل البعد على طلب الحق منه من القرب ~~فلذلك أمر أن يدعو الله قبل الشروع في المناجاة أن يحول بينه وبين مشاهدة ~~اخطاياه أن تعرض له في قلبه في هذا الموطن بتخيل أو تذكر فانظر ما أحكم ~~اهذا التعليم وما أخفاه وأدته حيث تآدب مع الله أن يبعده من خطاياه ولم ~~اططلب إسقاطها عنه لئلا يكون في ذلك الموطن ساعيا في حظ نفسه . وأطال ~~في ذلك بكلام نفيس. # وقال فيه : إنما كان لا يجب أن يوافق المأموم إمامه في النية لأن النية ~~أمر غيبي والائتمام لا يكون إلا فيما يشاهد من الأفعال ولذلك فصل الشارع ~~الكبريت الأحمر /م3 PageV00P000 ~~اما أجمله في الائتمام فذكر الأفعال بقوله فإذا كبر فكبروا الخ. وما ذكر النية ~~فلا ترتبط نية المأموم بنية الإمام إلا في الصلاة من حيث حركاتها الظاهرة ~~فقط ولكل واحد ما نوى، وقال: الذي أقول به إن قوله: وجهت وجهى ~~االأنعام: 79] الخ لا ينبغي أن يكون إلا في صلاة التهجد لأنه لم يبلغنا ~~اعنه أنه قال ذلك في الفرائض، والوقوف عند ما أورد أولى حتى يأتي ما ~~يخالفه انتهى، فليتأمل ويحرر، فإن بعض العلماء ذكر أنه ورد في الفرائض أيضا ~~وقال: من شأن الأديب العالم أن لا يناجي ربه إلا بكلامه الجامع ~~ولذلك قال : "لا صلاة إلا بأم القرآن" والأم هي الجامعة فكان هذا الحديث ~~فسرا لقوله تعالى: (فأقرءوا ما تيسر من القرءان ) [المزمل: 20] وإذا ورد أمر ~~امجمل من الشارع ثم ذكر الشارع وجها خاصا مما يكون تفسيرا ms029 لذلك ~~المجمل كان الأولى عند الأدباء من العلماء الوقوف عنده. # (قلت) : قد ذكر الشيخ في الباب الثالث والأربعين وثلثمائة ما نصه: ~~اعلم أنه لما كانت الصلاة محلا يجمع فيه بين الله والعبد بقراءة الفاتحة تعين ~~القول بفرضيتها على المصلي في الصلاة ....(1) فما صلى الصلاة التي ~~اسمها الله بينه وبين عبده فإنه ما قال : قسمت الفاتحة وإنما قال: (قسمت ~~الصلاة" بالألف واللام اللتين للعهد والتعريف، فلما فصل الصلاة المعهودة ~~بالتقسيم المذكور في الحديث جعل محل القسمة قراءة الفاتحة. قال: وهذا ~~أقوى دليل يوجد في فرض قراءة الحمد في الصلاة اه ~~وذكر الشيخ في الباب الخامس والتسعين ومائتين ما نصه : اعلم أن ~~القاف الغير المعقودة حرف بين حرفين بين الكاف والقاف المعقودة ما هي ~~كاف خالصة ولا قاف خالصة. قال: ولهذا ينكرها أهل اللسان فأما شيوخنا ~~في القراءة فإنهم لا يعقدون القاف ويزعمون أنهم هكذا أخذوها عن شيوخهم ~~ووشيوخهم عن شيوخهم في الأداء إلى أن وصلوا إلى العرب الذين هم ~~أصحاب رسول الله إلى النبي كل ذلك أداء وأما العرب الذين لقيناهم ~~امن بقي على لسانه ما تغير كبني فهم فإني رأيتهم يعقدون القاف، وهكذا ~~(1) موضع النقط بياض في الأصل. PageV00P000 # اجميع العرب، فما أدري من أين دخل على أصحابنا ببلاد المغرب ترك ~~عقدها في القرآن ا ه، والله أعلم ~~قال: وإنما شرعت المناجاة للحق بكلامه حال القيام غيره من أحوال ~~الصلاة للاشتراك في القيومية؛ قال : وهذا كان من أدب الملوك إذا كلمهم ~~أحد من رعيتهم أن يقوم بين أيديهم ويكلمهم ولا يكلمهم جالسا فتبع الشرع ~~في ذلك العرف. وأطال في ذلك. # قال: وإنما أمرنا الحق أن نقول: (إياك نعبد وإياك نستعين ~~االفاتحة: 5] بنون الجمع إشارة إلى أن الحق يريد منا أن نعبده بجميع أعضائنا ~~الظاهرة والباطنة ونستعين به بكليتنا كذلك ومتى لم يكن المصلي بهذه المثابة ~~امن جمع عالمه كله على عبادة ربه كان كاذبا في قوله : نعبد ونستعين فإذا را ~~الحق ملتفتا إلى شيء قال له : كذبت. قال : كذلك قول الحق ms030 إذا حمده ~~اعبده : حمدني عبدي، لا يكون له ذلك الحمد إلا إن حضر بكليته فإن غاب ~~افما حمد الحق إلا لسانه فقط فلا يقول له الحق : حمدني عبدي وإنما يقول: ~~احمدني لسان عبدي؛ وذلك لأن الله لما فرض على العبد أن يناجيه بكليته ~~افلا تقوم جارحة من جوارحه إلا عن نفسها فقط ~~اقلت: وسيأتي في الباب التاسع والسبعين وثلثمائة إن شاء الله تعالى أن ~~الشارع إنما جاء ببعض الأذكار مثلثا أي بأن يقول ذلك ثلاث مرات ~~اللحصل بذلك الثواب المحسوس، والثواب المتخيل والثواب المعنوي، فينعم ~~حسا وخيالا وعقلا كما يذكر حسا وخيالا وعقلا وأطال في ذلك والله أعلم. # ووذكر الشيخ في الباب الثامن والثمانين أن من أدب العارف إذا قرأ في ~~اصلاة مطلقة أن لا يقصد قراءة سورة معينة أو آية معينة وذلك لأنه لا يدري ~~ين يسلك به ربه من طريق مناجاته فالعارف بحسب ما ناجيه به من كلامه ~~ووبحسب ما يلقي إليه الحق في خاطره والله أعلم. # وقال في حديث : "فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ~~ذنبه : المراد موافقتهم في الطهارة، والتقديس، والتلفظ وغير ذلك. # وذكر في الباب الثالث والسبعين في الجواب الموفي مائة من أسئلة PageV00P000 ~~الحكيم الترمذي ما نصه : اعلم أن معنى أمين: أجب يا رب دعاءنا يقال: أم ~~فلان جانب فلان إذا قصده وقال تعالى: ( ولآ ،آمين البيت الحرام ) [المائدة: ~~2]) أي قاصدين. قال : وإنما خففت الميم من أمين تنبيها على السرعة ~~المطلوبة في الإجابة إذ الخفة تقتضي الإسراع في الأشياء. قال: وإنما قال: ~~افر له ولم يقل: أجيب دعاؤه لأنه لو أجيب لما غفر له لأن المهدي إلى ~~الصراط المستقيم ما له ما يغفر ~~(قلت) : قد ذكرنا نحو ذلك في أجوبة شيخنا والله أعلم. # قال: وأما قوله : "فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة" ليس المراد بها ~~الموافقة الزمنية ويحتمل أن يكون المراد بها ذلك فيحويهم زمان واحد عند ~~قولهم أمين ثم إن الملائكة لا يخلو قولها: آمين أن يقولوها متجسدين أوا ~~اير متجسدين ms031 فإن قالوها متجسدين فربما يكون المراد الموافقة الزمانية ~~اخاصة لأن التجسد يحكم عليه بالإتيان بلفظ: آمين آي بترتيب هذ ~~الحروف وأما إن قالوها غير متجسدين فلم يبق معنى للموافقة إلا أن يقولها ~~العبد بالحال الذي يكون عليها الملك. وأطال في ذلك بكلام دقيق فراجعه ~~إن شئت والله أعلم. # ووقال فيه في الكلام على التشهد: اعلم أن الألف واللام في لفظة: ~~السلام عليك أيها النبي" للجنس لا للعهد فهو مثل التحيات لله في الشمول ~~اوالعموم أي: السلام عليك بكل سلام. قال : وإنما كان السلام عليه هنا ~~اب لفظ النبي دون الرسول لأن النبوة في حق ذات النبي أعم وأشرف، فإنه ~~اييدخل فيها ما اختص به في نفسه وما آمر بتبليغه لأمته الذي هو منه رسول ~~انم . قال: وإنما أتى المصلي به من غير حرف النداء المؤذن بالعبد لأ ه ~~ففي حال قربة منه باحضاره في ذهنه ولهذا جاء بخرف الخطاب في قوله: ~~عليك. # قلت: وذكر الشيخ في الباب الثالث والسبعين : أن السلام إنما شرع ~~امن المؤمنين لأن مقام الأنبياء يعطي الاعتراض عليهم لأمرهم الناس بما ~~يخالف أهواءهم فكأن المؤمن يقول: يا رسول الله أنت في أمان من اعتراضي PageV00P000 ~~اعليك في نفسي، وقال كذلك : السلام على عباد الله الصالحين فإنهم كذك ~~اأمرون الناس بما يخالف أهواءهم بحكم الإرث للأنبياء. قال: وأما تسليمنا ~~اعلى أنفسنا فإن فينا ما يقتضي الاعتراض واللوم هنا علينا، فنلزم نفوسنا ~~التسليم فيه لنا، ولا نعترض كما يقول الإنسان : قلت لنفسي : كذا فقالت: لا ~~أنتهي ~~اقال: وإنما أمر المصلي أن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله ~~الصالحين بالألف واللام أيضا لتشمل جميع السلام بأجناسه على نفسه . # اقال: وإنما جاء بنون الجمع ليؤذن بأن كل جزء من هذا المسلم يسلم ~~اعل بقية أجزائه وعوالمه حين رأى بيت قلبه خاليا من كل ما سوى الله فسلم ~~اعلى نفسه كما أمر أن يسلم إذا دخل بيتا ما فيه أحد نيابة عن الحق الذي ~~يشهده في قلبه كما قال: إن الله قال على ms032 لسان عبده سمع الله لمن حمده ~~اقال: وإنما قال "وعلى عباد الله الصالحين" بالواو دون ذكر لفظ السلام تنبيها ~~اعلى أن المراد بالصالحين المستعملين في آمور مطلق الإسلام من المسلمين ~~الا الصالحين في العرف. قال : وإنما لم يعطف المصلي السلام الذي سلم به ~~اعلى نفسه بالواو على السلام الذي سلم به على نبيه لأنه لو عطفه عليه لسلم ~~على نفسه من جهة النبوة وهو باب قد سده الله كما سد باب الرسالة عن كل ~~مخلوق بمحمد إلى يوم القيامة وتعين بهذا أنه لا مناسبة بيننا وبين رسول ~~الله فإنه في المرتبة التي لا تنبغي لنا فابتدأنا بالسلام علينا في طورنا من ~~اغير عطف، انتهى ~~قلت: وفي هذا القول من الشيخ رحمه الله رد على من افترى عليه أن ه ~~يقول: لقد حجر ابن آمنة واسعا بقوله: "لا نبي بعدي" . # وقد ذكر في شرحه لترجمان الأشواق أيضا ما نصه: اعلم أن المقام ~~المحمدي ممنوع من دخوله لنا وغاية معرفتنا به النظر إليه كما ننظر الكواكب ~~في السماء وكما ينظر أهل الجنة السفلى إلى من هو في عليين. قال: وقدا ~~فتح الشيخ أبي يزيد البسطامي من مقام النبي قدر خرم إبرة تجليا لا دخولا ~~فاحترق. فكذب والله من افترى على الشيخ وخاب مسعاه والله أعلم PageV00P000 ~~اقال: وإنما لم يكن التشهد الأول وجلوسه واجبا لأن هذا الجلوس ~~اعارض عرض لأجل القيام بعده إلى الركعة الثالثة والعرض لا ينزل منزلة ~~الفرض ولهذا يسجد من سها عنه بخلاف الجلوس الآخير. قال: فهو من ~~التجليات والبرزخيات فإنه سبحانه دعا عبده أن يسلم عليه بما شرع فيه من ~~التحيات فلمن رأى أن ذلك المقام يدعوه إلى التحية جلس ~~اقال: والحكمة في ذلك أن الصلاة تقتضي الشفعية لقوله تعالى: ~~الاقسمت الصلاة بيني وبين عبدي" وأطال في ذلك. # اقال رضي الله عنه : واعلم أننا لم نقف على رواية عن النبي في ~~تتشهده الذي كان يقوله في الصلاة هل كان يقول مثلنا: السلام عليك أيها ~~انبي أو كان يقول: السلام ms033 علي أو كان لا يقول شيئا من ذلك، ويكتفي ~~ابقوله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. قال: فإن كان يقول مثل ما ~~أمرنا أن نقول من ذلك فله وجهان: أحدهما: أن يكون المسلم عليه هوا ~~الحق وهو مترجم عنه كما جاء في سمع الله لمن حمده. والوجه الثاني: أن ه ~~كان يقام في صلاته في مقام الملائكة مثلا، ثم يخاطب نفسه من حيث المقام ~~الذي أقيم فيه أيضا من كونه نبيا فيقول: "السلام عليك أيها النبي" فعل ~~الأجنبي فكأنه جرد من نفسه شخصا آخر. قال: وإنما قال: "وأشهد أن ~~حمدا رسول الله" ولم يقل: نبي الله؛ لأن الرسالة هنا أعم لتضمنها النبوة ~~فكان يحتاج إلى ذكر الرسالة بعد النبوة ليظهر اختصاصه على من ليس له ~~اقام الرسالة من عباد الله النبيين ~~اقال: وأما قوله في تشهد ابن عباس : "سلام عليك أيها النبي" بالتنكير ~~فوجهه أنه راعى خصوص حال كل مصل فجاء بسلام منكر ليأخد كل مصل ~~امنه على حسب حاله من مقام السلام على النبي ومن مقام السلام على ~~انفسه وعلى الصالحين من عباد الله ولذلك اختص بترك تكرار لفظ الشهادة في ~~الرلرسالة واكتفى بالواو لما فيها من قوة الاشتراك وأسقط في هذه الرواية ذكر ~~الفظ العبودية لتضمن الرسالة لها انتهى . فتأمل يا أخي هذا المحل المتعلق ~~التشهد فإنك لا تكاد تجده في كتاب والله يتولى هداك PageV00P000 ~~وقال : إنما أمرنا بالاستعاذة من فتنة المسيح الدجال لما يظهره للخلق ~~في دعواه الألوهية وما يخيله من الأمور الخارقة للعادة من إحياء الموتى ~~وغير ذلك مما ثبتت به الروايات وجعل ذلك آيات له على صدق دعواه. # اقال: وهذه مسألة في غاية الإشكال لأنها تقدح فيما قرره أهل الكلام في ~~العلم بالنبوات فيبطل بهذه الفتنة كل دليل قرره وأي فتنة أعظم من فتنة تقدح ~~في الدليل الذي أوجب السعادة للعباد؟ فالله يجعلنا من أهل الكشف ~~والوجود، انتهى فليتأمل ويحرر ~~وقال: إنما كان المصلي يسلم تسليمتين لانتقاله من حال إلى حال ~~فيسلم بالأولى على من ms034 انتقل عنه وبالثانية على من قدم عليه. قال: وكل ~~اصل لم يغب في صلاته عن غير الله عز وجل فما برح من الأكوان فعلى من ~~اسلم وهو ما برح مع الكون فهلا استحى هذا المسلم من الله حيث يرى ~~الناس بسلامه عليهم أنه كان غائبا عند الله! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي ~~العظيم ~~ووقال: الحكمة في رفع الأيدي في الصلاة الإعلام بكل شيء حصل ~~لفي اليدين قد سقط عند رفعهما، وكأن الحق تعالى يقول معلما للعبد: إذا ~~ووقفت بين يدي فقف فقيرا محتاجا لا تملك شيئا وكل شيء ملكته يداك فارم ~~ابه وقف صفر اليدين واجعل ذلك خلف ظهرك فإني قد قبلتك. قال: ولهذا ~~ستقبل بكفيه قبلته. # قلت: ذكر الشيخ في الباب التاسع والستين وثلثمائة ما نصه: اعلم أن ~~امن آداب الوقوف بين يدي الله تعالى في الصلاة الذل والمسكنة، والتكلف ~~اشغل العبد حال الذليل في مناجاة سيده وقد وردت السنة بذلك وهو عندي ~~أحسن من إسبال اليدين ~~اقال: وإيضاح ما قلناه أن الله تعالى قسم الصلاة بينه وبين عبده نصفين ~~لفجزء منها يخلص لله من أولها إلى قوله: (مللك يومر الدين [الفاتحة: 4] ~~فهذا بمنزلة اليد اليمنى من العبد إشارة للقوة الإلهية قال تعالى: لأخذنا منه ~~اليين [الحاقة: 45] والجزء الآخر يخلص للعبد من قوله: { آهدنا) إلى آخر PageV00P000 ~~السورة فهذا بمنزلة اليد اليسرى الذي هو الجانب الأضعف الأصغر. قال: ~~اولما كان جزء منها بين الله وبين عبده وهو قوله: (إياك نعبد وإياك ~~اتعين جمع العبد بين يديه في الصلاة مجامع المناجاة فكملت صفة العبد ~~بجمعه بين يديه ولو أسبل يديه لم تكمل صفته فانظر إلى هذه الحكمة ما ~~أجلاها لذي عينين انتهى ~~ام لا يخفى أنه إذا كان جعل اليدين على الصدر يشغل العبد عن ~~امناجاة ربه، فإرسالهما أولى فالتحقيق أن جعل اليدين على الصدر للكمل ~~الذين لا يشغلهم ذلك عن الله وأن إرسالهما أولى لغير الكمل إذ مراعاة ~~ووضعهما على الصدر يشغل عن كمال التوجيه فليتأمل والله أعلم ms035. # ووقال معنى قول العبد في حال اعتداله عن الركوع : "ولا ينفع ذا الجد ~~امنك الجد" أي لا ينفع من كان له حظ في الدنيا من جاه ورياسة ومال ~~استناده إلى ذلك دون الله فإذا انكشف الغطاء يوم القيامة لم ينفعه ماله ولا ~~اجاهه عند الله تعالى، والله أعلم ~~ووقال: إنما جوز الإمام أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه ترك الطمأنينة في ~~الاعتدال وبين السجدتين خوفا من ترك المسارعة إلى الخيرات المأمو ~~ابالمسارعة إليها فخاف إن اطمأن أن يفوته ذلك مع أنه رضي الله تعالى عنه ~~القائل باستحباب الطمأنينة، ووجه هذا القول أن الطمأنينة لا تنافي المسارعة ~~الى الخيرات، والله أعلم. # ووقال : إنما وقع الاتفاق على وجوب السجود على الجبهة، واختلفوا ~~لفي وجوبه على الأنف لأن الأنف ليس بعظم خالص بل هو إلى العضلية ~~أقرب منه إلى العظمية فتميز عن الجبهة فكانت الجبهة هي المقصود الأعظم ~~وفي الحديث : "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم" وبدأ بالجبهة فافهم ~~ووقال : إنما أمر العبد أن يقول: "سبحان ربي الأعلى وسبحان ربي ~~العظيم" بإضافة الرب إلى ياء النسبة لأن الرب يتفاضل العلم به من كل عبد ~~وكل عبد يعتقد في ربه خلاف ما يعتقده غيره مما يقوم في الخيال فلذلك ~~كان كل عبد لا يسبح إلا ربه الذي اعتقده ربأ وكم شخص لا يعتقد في الرب PageV00P000 ~~اا يعتقده غيره بل ربما كفر غيره في اعتقاده في ربه فلو أمر العبد أن يسبح ~~الرب مطلقا باعتقاد كل معتقد لسبح هذا الشخص من لا يعتقده ربا فلذك ~~قال: سبحان ربي الذي أعتقده وأعرفه أنا دون غيري والله أعلم ~~وقال: طالب العلم لغير الله أفضل من الجاهل لأنه إذا حصل العلم ~~كما ذكر فقد يرزق التوفيق فيعلم كيف يعبد ربه. قال: ومن هنا جازت إمامة ~~اولد الزنا لأنه كالعلم الصحيح عن قصد فاسد غير مرضي عند الله تعالى فهو ~~انتيجة صادقة عن مقدمة فاسدة . قال: وكما جازت إمامة ولد الزنا كذلك جان ~~الاقتداء بفتوى العالم الذي ابتغى بعلمه ms036 الرياء والسمعة، فأصل طلبه غير ~~امشروع وحصول عينه في وجود هذا الشخص فضيلة. # اوقال : لا تصح إمامة الجاهل الذي لا يعلم ما يجب مما لا يجب ~~ووالمقتدي به ضال. قال : وليس ذلك بمنزلة صلاة المفترض خلف المتنفل ~~فإن الإمام إذا تنفل وخالف المأموم في نيته فما خالفه فيما هو فرض في ~~الصلاة لأن الإمام الذي هو المتنفل ما فعل إلا ما هو فرض عليه أن يفعل ه ~~امن أركان الصلاة من ركوع وسجود وغير ذلك فما اقتدى الذي نوى الفرض ~~اخلف المتنفل إلا فيما هو فرض على المتنفل. # قلت: وسيأتي في الباب السادس والسبعين وثلثمائة الكلام على تكملة ~~الفلرائض بالنوافل يوم القيامة أن الفرائض لا تكمل إلا بما هو ركن في النافلة ~~الا بما هو سنة والله أعلم ~~وقال: إنما شرعت الصفوف في الصلاة ليتذكر الإنسان بها وقوفه بين ~~الدي الله تعالى يوم القيامة في ذلك الموطن المهول، والشفعاء من الأنبياء ~~ووالملائكة والمؤمنين بمنزلة الأئمة في الصلاة يتقدمون الصفوف فمن أكثر من ~~اهذا التذكر خف هوله وفزعه يوم القيامة بإدمان ذلك التذكر. # (قلت) : قد ذكر الشيخ في الباب السابع والأربعين وثلثمائة ما نصه: ~~إنما لم يقف رسول الله يمين جبريل كما هو شأن المنفرد لأنه لما ~~اصلى خلفه صباح فرضية الصلاة رأى الملائكة يصلون خلف جبريل فلذك ~~اقف في صفهم خلفه ولو أنه لم ير الملائكة خلفه لوقف عن يمين جبريل PageV00P000 ~~ووكذلك لو أن الرجل الذي صلى خلف النبي وأمره بالوقوف عن يمينه ~~كأن يشاهد من يصلي من الملائكة خلف رسول الله ما أمره بالوقوف عن ~~امينه فراعى حكم ذلك المأموم وليس حكم من لم يشاهد الأمور ببصر ~~كم من لم يشاهدها انتهى فتأمله. # ووذكر الشيخ أيضا في الباب الأحد والثلاثين وأربعمائة في قوله ~~الا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه" : أي ~~اولو كان الإمام الأعظم في حق آحاد رعيته فإنه تحت حكم رب البيت حيثما ~~أقعده قعد ما دام في سلطانه والخليفة وإن كان ms037 أكبر منه وأعظم لكن حكم ~~المنزل حكم عليه فرده مرءوسا. قال: وكذلك حكم الخليفة إذا دخل بلاد ~~أحد من نوابه أو خليفة آخر هو تحت حكم ذلك الخليفة أو النائب. قال: ~~ووكذلك الحكم إذا دخلنا على الله الذي هو في بيته الذي هو المسجد كان له ~~الحكم فينا بسبب إضافة البيت إليه ولذلك أمرنا أن نحييه بركعتين وأن لا ~~ننعمل فيه إلا ما أذن لنا في عمله. # وقال: إنما كان الإمام لا يحمل عن المأموم شيئا من الأركان بخلاف ~~السنن لأن الأركان من فروض الأعيان فلا يجزي فيها نفس عن نفس شيئا ~~بخلاف ما ليس بفرض. قال: وما عدا الغرض وإن كان حقأ من حيث ما هو ~~ام شروع فهو على قسمين جعل له بدل وهو سجود السهو وذلك في الأبعاض ~~وقسم هو حق من حيث ترغيب العبد فيه فإن شاء عمل به وإن شاء تركه ~~وليس له بدل كرفع الأيدي في كل خفض ورفع ونحو ذلك فمن سجد في ~~ترك الأبعاض كان له أجر من أنكى عدوه كما أشار إليه خبر : "كانتا ترغيما ~~الشيطان"، والشيطان من الكافرين وقال تعالى: (ولا يطعوب مؤطتا يغيظ ~~الكفار ولا ينالوب من عدو نيلا إلا كثب لهر يهء عمل صلع ) [التوبة: ~~12] وقد بسط الشيخ الكلام على تكميل الفرائض من النوافل في الباب ~~السادس والسبعين وثلثمائة، فراجعه فيما سيأتي ~~وذكر الشيخ في الكلام على صلاة الجنازة أن من انتقص من صلاته ~~اشيئأ فإن الله لا يقبله ناقصا ولكن يضم بعض الصلوات إلى بعض فإن كانت ~~اله مائة صلاة مثلا وفيها نقص كتملت بعضها من بعض، ثم أدخلت حضرة PageV00P000 ~~الحق كاملة فتصير المائة صلاة مثلا ثمانين صلاة أو خمسين أو عشرين أوا ~~اعشرة أو غير ذلك . هكذا حكم صلاة الثقلين ، وأما صلاة الملائكة والحيوان ~~والجماد والنبات فكلها كاملة لا يدخلها نقص. انتهى والله أعلم ~~وسيأتي شرح حديث لا يقبل من صلاة المرء إلا ما عقل منها في ~~الباب السادس والسبعين وثلثمائة فراجعه، وكذلك سيأتي في الباب ms038 الأخير ~~المن الكتاب ما نصه : اعلم أنه لا يسمى نفلا إلا ما له أصل في الفرائض وأما ~~اما لا أصل له في الفرائض فهو إنشاء عبادة مستقلة يسميها بعضهم بدع ~~وسماها الشارع سنة حسنة ولمن سنها أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم ~~القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا. قال: ولما لم يكن من قوة النفل ~~أان يسد مسد الفرض جعل الشارع في نفس النفل فروضا ليجبر النفل ~~ابالفرائض كصلاة النافلة بحكم الأصل، ثم إنها تشتمل على فرائض من ذكر ~~ووكوع وسجود مع كونها في الأصل نافلة وهذه الأقوال والأفعال فرائض فيها ~~فيه فعلم أنه لا يصح نفل إلا بعد كمال فرض وأن في النفل عينه فروض ~~ونوافل فيما من الفروض تكمل الفرائض والله أعلم. # وقال: مذهب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عدم الفتح على ~~الإمام إذا أرتج عليه ومذهب ابن عمر الفتح، ووجه مذهب علي أن الإمام ~~في مقام النيابة عن الحق تعالى في تلاوة كلامه على العباد، ولا ينبغي ~~المخلوق أن يكون له على الحق ولاية فافهم ~~وقال في حديث: "إذا قال العبد: الله أكبر - يعني في صلاته - يقول ~~الله تعالى: أنا أكبر، فإذا قال العبد: لا إله إلا أنت فيقول الله: لا إله إلا أنا ~~الاخ" : فإذا كان الحق تعالى لا يقول شيئا من ذلك إلا حتى يقول العبد فالعبد ~~أولى بالاتباع لإمامه انتهى، وهذا استنباط حسن ~~(وقال) في فصول الجمعة : الذي أذهب إليه أن صلاة الجمعة قبل ~~الزوال لأنه وقت لم يشرع فيه فرض. قلت: وفي تعليله نظر فليتأمل واله ~~أعلم. # ووقال: الذي أذهب إليه أن المسجد إذا كان له ثلاثة مؤذنين أن يؤذن PageV00P000 ~~وواحد بعد واحد ولا يؤذن ثلاثة معا ولا اثنان معا لأنه خلاف السنة. # (قال) : وإذا أذن الثلاثة واحدا بعد واحد يقول الأول حي على الصلاة ~~ويقول الثاني : حي على الصلاة في الجماعة ويقول الثالث : حي على الصلاة ~~في الجماعة في هذا اليوم فيعلم كل مؤذن بحال لم ms039 يعلم بها الآخر انتهى ~~فليتأمل ويحرر ~~وقال: الذي أقول به جواز إقامة جمعتين في مصر واحد لأنه لم يأت ~~في المنع من ذلك نص في كتاب ولا سنة، قال : وكذلك أقول إن خطبة ~~الجمعة ليست بفرض إنما هي سنة فإن رسول الله ما نص على وجوبها ~~اولا ينبغي لنا أن نشرع وجوبها ولم تزل الأئمة يصلونها بخطبة كما في صلاة ~~العيدين مع إجماعنا أن خطبتهما سنة. # قال: ووجه من قال بالوجوب أنه تأول قوله تعالى:{ إذا نودى ~~لالصلوة من يور الجمعة فأسعوا إلى ذكر الله ) [الجمعة: 9] يعني سماع المواعظ ~~في الخطبة وهو وجه ظاهر أيضا. وأطال في ذلك ثم قال: ولما لم يرد لنا ~~انص في إيجاب الخطبة ولا تعيين ما يقال فيها صح عندنا أن لا نجزم ~~بوجوب بل الواجب أن نفعل مثل ما رأينا رسول الله يفعل علي طرية ~~التأسي لا على طريق الوجوب قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة ~~حسنة [الأحزاب: 21] وقال تعالى: قل إن كنت تحبون الله فأتيبعونى يحببكم ~~ال [آل عمران: 31] فنحن مأمورون باتباعه فيما سن وفرض فنجازى من ال ه ~~فيما فرض جزاء فرضين: فرض الاتباع وفرض الفعل الذي وقع فيه الاتباع ~~وونجازى فيما سن ولم يفرضه جزاء فرض وسنة فرض الاتباع وسنة الفعل ~~الذي لم يوجبه فإن احتوى ذلك الفعل على فرائض جوزينا جزاء الفرائض بما ~~فيه من الفرائض، ومثال ذلك نافلة لصلاة ونافلة الحج فإنها عبادة تحتوي ~~اعلى أركان وسنن وأما صدقة التطوع فما فيها شيء من الفرائض. # ووقال: إنما شرع قراءة سورة الجمعة في صلاة الجمعة لما فيها من ~~المناسبة والاقتداء برسول الله ، وأما قراءة سبح اسم ربك الأعلى فلما ~~فيها من تنزيه الحق عما يظهر في هذه العبادة من الأفعال وقد سمى نفسه PageV00P000 ~~تعالى أنه يصلي فتسبيحه عن هذا التخيل الذي تتخيل النفس من قوله يصلي ~~فاسب سبح اسم ربك الأعلى وهذا المعنى نظير الوتر فإنها شرعت في صلاة ~~الوتر لينزه عما يتخيل من صورة الوترية المفهومة ms040 من المخلوقات. وأما قراء ~~إذا جاءك المنافقون وسورة الغاشية فلمناسبته لما تضمنته الخطبة من الوعد ~~والوعيد فتكون القراءة في الصلاة تناسب ما ذكره الإمام في الخطبة وقد قال ~~تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أشوة حسنة [الأحزاب: 21] . # وقال : شرط من يناجي ربه أن يشاهد بقلبه ومتى تحدث في صلاته مع ~~ااغير الله فما هو المصلي الذي يناجي ربه ويشاهده بل لا يتجرأ مخلوق قط أن ~~يحدث من هذه حالته ~~ووقال: يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وقد غلط من فاضل بينه وبين ~~اليوم عرفة وعاشوراء لأن ذلك يرجع إلى مجموع أيام السنة لا إلى آيام ~~الأسبوع ولهذا قد يكون يوم الجمعة يوم عرفة ويوم عاشوراء يوم الجمعة ~~اويوم الجمعة لا يتبدل لا يكون أبدا يوم السبت ولا غيره من الآيام؛ وذلك ~~الان فضل يوم الجمعة ذاتي لعينه وفضل يوم عرفة وعاشوراء وغيره لأمور ~~اعرضت إذا وجدت في أي يوم كان من أيام الأسبوع، كان الفضل لذلك ~~اليوم لهذه الأحوال العوارض ولهذا قال بعضهم: الغسل لأجل اليوم لا لأجل ~~الصلاة. # ووقال: إنما قرن البيضة مع الحيوان في حديث التبكير إلى الجمعة لأ ن ~~امنها وفيها تتكون الدجاجة وما في معناه من الحيوان الذي يبيض قال: وإنما ~~اذكر من الحيوان ما يؤكل بلا خلاف من البدنة، والبقرة، والكبش، والدجاجة ~~ل ا لا ال ال ال ل ~~كونه لم يذكر في التقرب إلا الحيوان الذي يؤكل دون غيره ~~ووقال: الذي أقول به إن الساعات التي وردت في فضل الرواح محسوبة ~~امن وقت النداء الأول إلى أن يبتدىء الإمام بالخطبة ومن بكر قبل ذلك فله ~~امن الأجر بحسب بكوره مما يزيد على البدنة مما لم يوقته الشارع PageV00P000 ~~قال: والسعي إلى الجمعة سعيان: سعي مندوب إليه وذلك من أول ~~النهار إلى وقت النداء وسعي واجب وهو من وقت النداء إلى أن يدرك الإمام ~~اراكعا من الركعة الثانية. # وقال في فصول صلاة السفر : الذي أقول به إن القصر جائز في كل ~~افر قريبا كان أو بعيد ms041 مباحا كان أو معصية . وأطال في استدلاله على ذلك. # ووقال: قد أجمع العلماء كلهم على جواز الجمع بين الظهر والعصر في ~~أول وقت الظهر بعرفة، وعلى الجمع بين المغرب والعشاء بتأخير المغرب ~~ال وقت العشاء بمزدلفة. واختلفوا فيما عدا هذين المكانين، والذي أذهب ~~اليه أنه لا يجوز الجمع في غير عرفة ومزدلفة لأن أوقات الصلاة قد ثبتت لبلا ~~اخلاف ولا يجوز إخراج صلاة عن وقتها إلا بنص غير محتمل إذ لا ينبغي أن ~~اخرج عن أصل ثابت بأمر محتمل هذا لا يقول به من شم رائحة العلم وكل ~~حديث ورد في ذلك فمحتمل أن يتكلم فيه مع احتماله أو هو صحيح لكنه ~~ليس بنص. # اقال: وأما الجمع بين الصلاتين في الحضر لغير عذر فهو موافق لقول ه ~~تعالى: (وما جعل عليكمر فى آلدين من حرح )* [الحج: 78] ولحديث : ل"دين لله ~~السر ولقول ابن عباس في جمع النبي بين الصلاتين في الحضر من غير ~~اعذر "إنه أراد أن لا يحرج أمته" . قال : وبذلك قال جماعة من أهل الظاهر : ~~وهو مذهب مرجوح وخالفهم الجمهور ~~قلت: رأيت في كتاب "رحمة الأمة في اختلاف الأئمة" عن محمد بن ~~اسيرين وعن ابن المنذر أنه يجوز لمن وراءه حاجة أن يقدم الصلاة عن وقتها ~~اما لم يتخذ ذلك عادة، وقد وقع لي أنني حكيت هذا المذهب لبعض ~~الإخوان فظن شخص من الحسدة أنني أفتيته به فأشاع عني ذلك في مكة ~~ومصر، هذا مع سماعه مني حكاية قول ابن عباس آخر الأمر من جمع بين ~~اصلاتين في الحضر من غير عذر فقد أتى بابا من الكبائر فالله يغفر له ما افتراه ~~بمنه وكرمه والله أعلم ~~ووقال: الذي أقول به جواز الجمع في الحضر للمريض، ثم قال: PageV00P000 ~~ووالكسل مرض النفس ومع ذلك فلا يجوز الجمع به وأما من كان مرضه ~~استيلاء الأحوال عليه بحيث يخاف أن يغلب عليه الحال كما يخاف المريض ~~أن يغمى عليه فيجوز له الجمع لأن الحال مرض، والمقام صحة. انتهى ~~فليتأمل ويحرر على ظاهر ms042 الشريعة. # وقال في صلاة الخسوف : الذي أذهب إليه أن الإمام مخير في الصور ~~الي ثبتت عن النبي فبأي صلاة صلى أجزأته وصحت صلاة الجماعة إلا ~~الرواية التي فيها الانتظار بالسلام فإنه عندي فيها نظر لكون الإمام يصير فيها ~~اابعا وقد نصبه الله متبوعا. قال: وسبب توقفي من غير جزم من طريق ~~المعنى أن النبي أمر الإمام أن يصلي بصلاة المريض وذوي الحاجة. # اقال: وقد جاءت الرواية أن الناس كانوا يأتمون بأبي بكر وأبو بكر يأتم ~~ببسول الله فيحتمل أنه كان يخفف من أجل مرض رسول الله فالإمام ~~ففي مثل هذه الحالة يكون مؤتما بوجه إماما بوجه فلهذا لم يترجح عندي نظر ~~ل في رواية الانتظار ، انتهى . فليتأمل ويحرر ~~وقال : إذا كثرت وسوسة العبد في الصلاة من الشيطان فحكم صلاته ~~كم صلاة شدة الخوف فيصلي على المحاربة ولو قطع الصلاة كلها في ~~المحاربة، ويؤدي الأركان الظاهرة كما شرعت بالقدر الذي له من الحضور ~~أنه في الصلاة في باطنه كما يؤدي المجاهد الصلاة حال المسايفة بباطنه كما ~~اشرعت بالقدر الذي له من الصلاة في ظاهره بالإيماء بعينيه والتكبير بلسانه ~~في جهاد عدوه الظاهر. قال: وإن وسوس له الشيطان مع ذلك فلا يضر ~~اوسوسته كما أنه إذا شرع في الجهاد على الإخلاص ثم عرض له في أثنائه أن ~~ايقاتل رياء وسمعة فلا يبالي بذلك لأن الأصل صحيح في أول نشأة القتال فلا ~~ايبغي أن يبطل عمله ويقع في مخالفة قوله تعالى: ولا تبطلوا أعملكر ~~محمد: 33] ويوافق غرض الشيطان. # وقال في صلاة المريض : الذي أذهب إليه في دفع المال أن يدفعه من ~~اموضع جبهته فقط حال سجوده في الأرض فإذا حال بينه وبين موضع ~~اجوده، فلذلك المأمور أن يدفعه ويقاتله وما زاد على ذلك فلا يلزم المصلي ~~افعه ولا قتاله والإثم يتعلق بالمار في القدر الذي يسمى بين يديه عند العرب PageV00P000 ~~اذا لم نجد عن الشارع في ذلك شيئا. قال : والصلاة صحيحة على كل حال. # وقال : اختلفوا في النفخ في الصلاة: هل هو كلام ms043 أو لا؟ ومبناه على ~~ان نفخ عيسى في الطائر بإذن الله هل يقطع حضوره مع ربه؟ الأصح لا ~~ايقطع. قال : فمن اعتبر النفخ بدلا من "كن" جعله كلاما ومن اعتبره لا ~~بمعنى "كن" بل جعله سببا لم يجعله كلاما وما يجعل قوله {بإذنى معمولا ~~القوله (فتكون طيرا) لا لقوله (فتنفخ فيها)* [المائدة: 110] اه، فليتأمل ~~ووقال: الذي أقول به إن المصلي يرد السلام على من سلم عليه فإنه ~~اذكر الله وهو من الأذكار المشروعة في التشهد في الصلاة فله أصل يرجع إلي ~~والدعاء في الصلاة جائز وفيه ذكر الناس مثل قوله : اللهيم اغفر لي ولوالدي ل ~~افي القرآن وإذا حييثم بتحية فحيوأ بأحسن منها أو ردوها ) [النساء: 86] فجاء ~~ابالفاء فلا ينبغي التأخير ولم يخص صلاة ولا غيرها وكل ذكر الله مشروع ~~اببدعاء أو غيره انتهى فليتأمل ويحرر ~~ووقال: الذي أقول به إن صلاة الناسي والنائم إذا تذكرها وصلاها أداءا ~~الا قضاء لأن النائم والناسي غير مخاطب بتلك الصلاة في حال نسيانه ونومه ~~اوليس ذلك وقتها في حقهما حتى يكون قضاء في غير وقتها وأطال في ~~فاصيل ذلك فراجعه. # اقلت: ذكر الشيخ في الباب الثاني والثلاثين وخمسمائة أن كل صلاة لاا ~~احصل فيها حضور قلب فهي ميتة لا روح فيها وإذا لم يكن فيها روح فلا ~~انأخذ بيد صاحبها يوم القيامة، قال : وهذه هي صلاة المنافق المصور الذي ~~ايقال له يوم القيامة : أحي ما خلقت! فلا يقدر، وإيضاح ذلك أن الحق تعالى ~~اما شرع العبادات لمجرد إقامة نشأة صورتها الظاهرة فقط وإنما شرعها لما ~~اتدل عليه وتعطيه من المعرفة بالحق تعالى والله تعالى أعلم ~~وقال: الذي أقول به : إن تارك الصلاة عامدا لا قضاء عليه لأنه ممن ~~أضله الله على علم وبذلك قالت طائفة مع الإجماع على أنه آثم فينبغي له أن ~~اسلم إسلاما جديدا ا ه، فليتأمل ويحرر PageV00P000 ~~وقال : لا أصل لمشروعية ترتيب الصلوات المنسيات يرجع إليه فإن ~~أوقات الصلاة المنسيات مختلفة ولا يكون الترتيب في القضاء إلا في الوقت ~~الواحد ms044 الذي يكون بعينه وقتأ للصلاتين معا وهذا لا يتصور إلا في مذهب من ~~اقول بالجمع بين الصلاتين فيكون لذلك أصل يرجع إليه في نظره ا ه ~~فليتأمل ويحرر ~~اوقال في سجود السهو: الذي أذهب إليه في موضع السجود للسهو أن ~~المواضع التي سجد فيها رسول الله قبل السلام يسجد فيها قبل السلام ~~ووالمواضع التي سجد فيها بعد السلام يسجد فيها بعد السلام. قال: وأما غير ~~وذ لك مما سها فيه المصلي فهو مخير إن شاء سجد لذلك قبل السلام وإن شاع ~~بعد السلام. # اقال: والمواضع التي سها فيها رسول الله تشريعا لأمته خمس ~~شك فسجد قام من اثنتين ولم يجلس فسجد سلم من اثنتين ولم يجلس ~~فسجد سلم من انتتين فسجد سلم من ثلاث فسجد صلى خمسا ساهيا ~~اقال: واختلف الناس في سجوده هل سجد للزيادة والنقصان أو ~~السهوه؟ فمن قائل لسهوه ومن قائل للزيادة والنقصان، والذي أقول به إنه ~~اجد لهما سجدة لسهوه والثانية للزيادة والنقصان ~~وقال: إنما شرع للمصلي أن يقول في سجوده: "اسبحان ربي ~~الأعلى" ثلاثا لتكون واحدة لحسه وواحدة لخياله وواحدة لعقله فهو ينز ~~الحق في محل القرب أن يكون مدركا بحس أو خيال أو عقل فيرغم بذك ~~الشيطان. # ووقال: إنما شرع جبر السهو بالسجود دون غيره من أفعال الصلاة ~~اوأقوالها لأن السهو أغلبه من الشيطان فلا يصح الجبر إلا بصفة لا يتمكن ~~الشيطان أن يدنو من العبد حال تلبسه بها، وهو السجود، إذ الساجد في ~~حال سجوده محفوظ من الشيطان لقربه من شهود ربه، فلو أن الشيطان كان ~~ترب من العبد في سجوده للسهو لسها في سجوده سهوه وكان يتسلسل ~~الكبريت الأحمر/ م4 PageV00P000 ~~الأمر. # قال: ولهذا لم يرد لنا شرع فيمن سها في سجود سهوه، ثم إنه لو وقع ~~فلا يتعين أن يكون من الشيطان وإذا لم يكن من الشيطان فلا يكون ترغيما له ~~بخلاف ما إذا كان السهو من فعل الشيطان أو الغيبة فإن السجود يكون ترغيما ~~اعلى ترغيم الترغيم الأول من كونه سجودا ms045 والترغيم الثاني من حيث كون ~~وسواسه لم يؤثر فيه نقصا حيث جبر بالسجود فعلم أن السهو لا يلزم أن ~~اكون ولا بد من الشيطان، وإنما شبيه مغيب المصلي عن عبادته فنفس غيبته ~~اعنها يكون عنها السهو فإن من أسباب السهو من غير الشيطان غلبة مشاهدة ~~عجائب أحكام الله عز وجله حين تلاوة كلامه من غلبة توحيد أو خوف ~~امزعج أو غير ذلك. # وقال: الذي أقول به إن الإمام لا يحمل سهو المأموم وبه قال مكحول ~~اخلافا للجمهور وذلك لأننا ما رأينا الشارع فرق بين الإمام والمأموم في الأمر ~~ابسجود السهو، وإنما ذكر المصلي خاصة ولم يخص حالا دون حال وقال ~~تعالى: (ولا نزر وازرة وزر أخريى ) [الإسراء: 15] لا تجزى نفس عن نفس ~~اشياه [البقرة: 48] و كل نفي بما كسبت رهينة ) [المدثر: 38] قال : فمن بحث ~~اعن هذا المعنى علم أن الإمام لا يحمل سهو المأموم وأن مكحولا كحل عينه ~~في هذه المسألة بكحل الإصابة فانجلت عين بصيرته. # ووقال : الذي أقول به : إن الإنسان إذا رفع عنه التكليف لغلبة حال أوا ~~اجنون أو صبا لم يزل عنه خطاب الشرع وخالفني في ذلك الجمهور. قال: ~~وايضاح ما قلته أنه ما ثم حال ولا صفة في مكلف تخرج عن حكم الشرع ~~الفإن الشارع قد أباح للمجنون والصبي ونحوهما التصرف فيما يخطر له ولا ~~احرج عليه فكيف يقال: زال عنه حكم الشرع وهو حكم له بالأباحة كما ~~احكم على المكلف بالإجماع بالإباحة فيما أبيح له والحكم للشرع لا للعقل ~~فما خرج أحد عن حكم الشرع ومعلوم أن أحوال الشرع مبنية على الأحوال ~~الا على الأعيان كما أفتى الإمام مالك بتحريم أكل خنزير البحر تبعا للاسم ~~وأطال في ذلك. PageV00P000 # وقال في حديث: "هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع" : أي فهو ~~اعليك فيجب عليك الوفاء بإتمامه كما يجب في فروض الأعيان ودخل في ~~الهذا الباب النذر قال تعالى: (ولا نبطلوا أعملكر ) [محمد: 33]. قال : فينبغي ~~اذا قرأ سورة بعد الفاتحة أن لا يتروى فيما يقرأ بل ms046 كل شيء جرى على ~~السانه قرأ به من سورة أو بعض سورة، فإن الخاطر الأول له مرتبة على ~~الثاني. # (قلت) : وذكر الشيخ في الباب الثامن والثمانين وثلثمائة أيضا ما نصه: ~~أان من أدب العارف إذا قرأ في صلاته المطلقة أن لا يقصد قراءة سورة معينة ~~أو آية معينة لأنه لا يدري أين يسلك به ربه من طريق مناجاته فهو بحسب ما ~~ايناجيه من كلامه وبحسب ما يلقي تعالى إليه في خاطره، وأطال في ذلك ~~والله أعلم. # وقال : الذي أذهب إليه في القراءة في ركعتي سنة الفجر أن يسمع نفسه ~~بحيث لا يسمع من يليه وذلك لأن وقتها وقت برزخي فأشبهت النائم في ~~كونه يرى في نفسه أمورا والذي إلى جانبه لا يعرف ما هو فيه فمعاملة ذلك ~~الوقت بمثل هذه القراءة أولى وليفرق أيضا بينها وبين صلاة الصبح، ومن ~~الحكمة تمييز المراتب وارتفاع اللبس في الأشياء. # اوقال في قيام رمضان: الذي أختاره أن يصلي ثلاث عشرة ركعة لما ~~ثبت أنه قه لم يزد في رمضان ولا في غيره على ثلاث عشرة ركعة وكان ~~اطولهن ويحسنهن فيجمع فاعل ذلك بين قيام رمضان وبين الاقتداء برسول ~~الل قاله. ثم قال: إن الذين يزيدون على ما قلناه يؤدونه أشأم أداء لا يتمون ~~اكوعه ولا سجوده وفي مثل صلاة هؤلاء قال رسول الله للمسيء صلاته ~~اارجع فصل فإنك لم تصل" فمن عزم على قيام رمضان المسنون المرغب فيه ~~فليقم كما شرع الشارع الصلاة من إتمام ركوعها، وسجودها، والطمأنينة في ~~امحالها الأربع، والوقار، والتدبر، والتسبيح؛ وإلا فتركه أولى وأطال في ~~ووقال: الذي يتأكد المواظبة عليه من السنن المنطوق بها في السنة ركعتا ~~ذلك. PageV00P000 # الفجر وأربع ركعات من أول النهار وأربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات ~~ابعد الظهر، وأربع ركعات قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وست ركعات ~~ابعد المغرب وثلاث عشرة ركعة بالليل يوتر بالأخيرة منهن واربع ركعات بعد ~~الصلاة الجمعة فما زاد على ذلك فهو حسن ولكن اتباع السنة في كل الأمور ~~أحسن. # (قلت) : ذكر ms047 الشيخ في الباب الحادي والعشرين وأربعمائة: ليس ~~الملائكة نافلة إنما هم دائما في فرائض بعدد أنفاسهم فلا نفل عندهم بخلاف ~~اوقال في صلاة التحية : الذي أقول إن التحية لا تستحب للداخل ~~البشر. # المسجد إلا إن أراد القعود في المسجد فإن وقف أو عبر ولم يرد القعود فإن ~~اشاء ركع وإن شاء لم يركع وإن قعدوا لم يركع كره ومن كان حاله دوام ~~الحضور مع الله ينوي بالركعتين الشكر لله حيث جعله من المتقين الذين ~~دخلون بيته لحديث المسجد بيت كل تقي، فافهم وحرره وإن كان فيه ~~وقال في صلاة العيدين: إنما سمي العيدان بذلك لأنه شرع فيهما اللهو ~~شيء. # ووالعب المباح، وحرم فيهما الصيام على المكلف فعادله الأجر في فعل ذلك ~~كما يحصل له ذلك في فعل السنن المشروعة في الصلاة وغيرها. قال: وقال ~~بعضهم إنما سمي العيدان بذلك لعودهما في كل سنة ولو صح ذلك لكانت ~~الصلوات الخمس يسمى يومها عيدا لعودها فيه كل يوم. فإن تعلل قائل ذلك ~~بالزينة في العيدين، قلنا: والزينة مشروعة في كل صلاة وأيضا فلما عاد الفطر ~~فيه عبادة مفروضة بعد أن كان مباحا سمي عيدا. وقال: إنما لم يشرع في ~~العيدين الأذان والإقامة، لتوفر دواعي الناس على الخروج في هذين اليومين ~~الى مصلى العيد مع ما شرع الذكر المستحب للخارجين والأذان والإقامة إنما ~~ااشرعا للاعلام ليتنبه الغافلون والتهيؤ هنا حاصل. # ووقال في صلاة الجنازة: إنما شرعت الصلاة على الميت شفاعة فيه ~~اولهذا شرع تلقين المحتضر ليكون الشافع على علم بتوحيد من يشفع فيه . PageV00P000 # (قلت) : وسيأتي إن شاء الله تعالى في الباب السادس والسبعين ومائة ~~الكلام على أحوال المحتضرين وأن منهم من ينطق باسم موسى أو عيسى ~~فيظن أنه تهود أو تنصر والحال أنه ما نطق باسم ذلك النبي إلا فرحا بقدومه ~~اعليه لكونه وارثا له فراجعه والله أعلم. # ووقال: إنما لم نؤمر بغسل الشهيد في معركة الكفار لأنه حي يرزق ~~ابنص القران ونحن إنما أمرنا بغسل الميت والشهيد حي لا يقال فيه إنه ms048 ميت ~~اوإنما قال تعالى في الشهداء: (عند ريهم يرزقون ) [آل عمران: 169] تنبيها ~~اعلى أن الشهيد حاضر عند الله والميت إنما يغسل ويطهر ليحضر عند ربه ~~طاهرا ويلقاه في البرزخ على طهارة، والشهيد حاضر عند ربه بمجرد الشهادة ~~لفلا يحتاج إلى غسل فافهم . وسياتي في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة ~~مزيد على ذلك. # ووقال: لا يكون الرجل كاملا في العلم حتى يجمع بين علم الظاهر ~~والباطن، قال تعالى في معرض الذم لقوم (يعلمون ظنهرا من الحيوة الدنيا وهم ~~اعن الأخرة هر غلفلون) [الروم: 7]. # (وقال) رضي الله عنه : إنما شرعت الفاتحة في صلاة الجنازة لأن ~~الميت في حال جمعته بلقاء ربه فناسب قراءة الفاتحة لأنها قرآن أي جمع ~~ووأيضا فلما فيها من الثناء على الله وذكر الثناء بين يدي الشفاعة أمكن لقبول ~~الشفاعة ولذلك ورد أنه لما يريد الشفاعة يوم القيامة يتقدم بين يدي ال ه ~~وويني على الله تعالى بمحامد يعلمه الله تعالى إياها لا يعلمها الأن ثم يشفع ~~والله آعلم. # وقال: ما شرع الحق سبحانه وتعالى لنا الصلاة على الميت إلا وهو ~~اليد أن يقبل شفاعتنا فيه فإن أذن من الله لنا في الشفاعة فيه وهو تعالى لا ~~اياذن لنا في السؤال وفي علمه أنه لا يقبل سؤالنا قال تعالى: (لا ننفع الشفعة ~~إلا من أذن له الرحمن) [طه: 109] وقد أذن لنا أن نشفع في هذا الميت ~~ابالصلاة عليه فكل مؤمن يتحقق الإجابة بلا شك. # اقال: وأما السلام بعد التكبيرة الرابعة فهو سلام انصراف عن الميت أي PageV00P000 ~~القيت من ربك السلامة فعلم أنه متى ذكر هذا المسلم الميت بسوء فقد كذب ~~ايقينه في قوله : السلام عليكم فإنه لم يسلم منه لذكره بسوء بعد موته فافهم ~~ووحرره إن كان فيه شيء والله يتولى هداك ~~وقال في قوله تعالى: إن الله وملكيكته يصلون على النجئ) [الأحزاب: ~~5) في هذه الآية تشريف عظيم للملائكة لجمعهم مع الله في ضمير واحد ~~افي قوله: {يصلون) وإنما نصب الملائكة بالعطف ليتحقق أن الضمير جامع ~~المذكور قبله فليتأمل. # وقال ms049: ينبغي للمصلي على الميت إذا شفع فيه بالدعاء عند الله أن لا ~~اخص ذنبا بعينه بل يعم كل ذنب ويعترف عن الميت بجميع السيئات لتعم ~~الميت الرحمة وإن لم يعمم المصلي فالميت تحت المشيئة فإن شاء الحق ~~اعمه بالتجاوز والمغفرة، وإن شاء عامل الميت بحسب ما وقعت فيه الشفاعة ~~امن الشافع. قال : ولهذا ينبغي للمصلي على الميت أن يسأل الله تعالى له ~~التخليص من العذاب لا في دخول الجنة فقط لأنه مأثم دار ثالثة إنما هي جن ~~أ نار وإذا سأل في دخول الجنة قبل سؤاله ولكن ربما يرى في الطريق ما ~~الييوله فلهذا كان اشتغال المصلي في شفاعته بأن ينجي الله في ذلك الميت من ~~كل ما يحول بينه وبين استصحاب العافية له أولى للميت وأنفع وفي ~~الحديث : الوعافه واعف عنه" قال : وعلم مما قدمناه أن الشفاعة مقبولة في ~~كل مسلم وأن كل من ظن بمسلم عدم قبول الشفاعة فيه فما عنده من ذلك ~~اخير لا والله بل ذلك الميت سعيد ولو كانت ذنوبه عدد الحصى والرمل، أما ~~المختصة بالله تعالى فمغفورة وأما مظالم العباد فإن الله يصلح بين عباده يوم ~~القيامة فعلى كل حال لا بد من الخير ولو بعد حين قبل دخول الجنة فاعلم ~~اوقال: رفع الأيدي في التكبيرات مؤذن بالافتقار في كل حال كأن ~~الشافع يقول ما بأيدينا شيء من أحوالنا ولأمر كله لك يا ربنا. # اقال: وإنما استقر الأمر في الجنازة على أربع تكبيرات اعتبارا بأن أكثر ~~اعدد ركعات الفرائض أربع ومعلوم أنه لا ركوع في صلاة الجنازة بل هن كلها PageV00P000 ~~القيام وكل قيام للقراءة فيها له تكبيرة وأطال في ذلك. # ووقال: الذي أقول به : إنه لا ترجيح في مكان وقوف الإمام على ~~الجنازة من رأسه أو وسطه أو رجليه ذكرا كان أو أنثى؛ وذلك لأن مقصود ~~المصلى إنما هو سؤال الله تعالى والحديث معه في الشفاعة في حق هذا ~~الميت وإحضار الميت بين يديه فلا يبالي أين يقوم منه إلا أن يرد عن الشارع ms050 ~~الفيه شيء فيتبع. قال: وأيضا فإن التردد في الوقوف يقسم الخاطر عن ~~المقصود ويفرقه عنه لا سيما إن كانت الجنازة أنثى فإنه يتوهم أنه إذا وقف ~~ووسطها يسترها بذلك الوقوف عمن خلفه ولا يخطر له ذلك حتى يستحضر ~~ففي نفسه عورتها فلم يسترها عن نفسه وذلك يقدح في حضور الحصلي مع ~~الحق فإنه إنما يستقبل الحق من المصلي قلبه والقلب قد تفرق بيقين ~~باستحضار ما لا ينبغي استحضاره من عورة المرأة؛ وأطال في ذلك. # وقال : الذي أقول جواز الصلاة على القبر من غير مدة معينة لأن شرط ~~الصلاة إنما هو مواراته عن الأبصار بكفن أو بتراب. وأطال في ذلك ثم ~~اقال: فإن كان المراد بتلك الصلاة الروح المدبر لهذا الجسم فالروح قد عرج ~~ببه إلى بارئه وقد فارق الجسد فلا مانع من الصلاة عليه، وإن كان المراد ~~اب تلك الصلاة الجسد دون الروح فسواء كان فوق الأرض أو تحت الأرض فإن ~~الشارع ما فرق فكل واحد قد رجع إلى أصله فالتحق الروح منه بالأرواح ~~والتحق العنصري بالعنصر فليتأمل ويحرر ~~وقال في حديث "صلوا على من قال: لاإله إلا الله" : فربط الشارع ~~صحة الصلاة على الميت بالقول لكلمة التوحيد فمن لا يتصور منه القول أو ~~الم يسمع منه قولها كالصبي الرضيع صلينا عليه فإن الرضيع يلحق بأبيه في ~~الحكم ومن لم يسمع منه يلحق بالدار والدار دار الإسلام وأطال في ذلك. # ووقال : الذي أقول به وجوب الصلاة على من قتل نفسه خلافا لبعضهم ~~في استناده إلى خبر أن الذي قتل نفسه خالد مخلد في النار يعني خلود تأبيد ~~او نحن نقول لم يرد لنا نص في النهي عن الصلاة على من قتل نفسه فيحمل ~~الخبر على من قتل نفسه ولم يصل عليه ولا سيما والأخبار الصحاح PageV00P000 ~~والأصول تقضي بخروج قاتل نفسه والخبر الوارد في خلوده في النار خرج ~~امخرج الزجر أو يحمل على قاتل نفسه من الكفار فإنه لم يقل في الحديث ~~امن المؤمنين فتطرق الاحتمال وإذا تطرق الاحتمال رجعنا إلى ms051 الأصول فرأينا ~~أن الإيمان قوى السلطان لا يتمكن معه الخلود في النار على التأبيد إلى غير ~~انهاية والأدلة الشرعية تؤخذ من جهات متعددة ويضم بعضها إلى بعض ليقوي ~~بعضها بعضا. وأما حديث : "بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة" ، أي ~~قبل رؤيتي لا سيما من قتل نفسه شوقا إلى ربه فإن القاتل نفسه لولا ظن ~~الراحة عند ربه ما قتل نفسه ولا بادر إلى ذلك والله يقول: "أنا عند ظن ~~اعبدي بي" قال: وهذا هو الأليق أن يحمل عليه لفظ هذا الخبر الإلهي إذ لا ~~انص صريحا يخالف هذاالتأويل وإن ظهر فيه بعد فلبعد الناظر في نظره من ~~الأصول المقررة التي تناقض هذا التأويل فإن في الصحيح "أخرجوا من النار ~~امن كان في قلبه أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان" فلم يبق إلا ما ~~ذكرناه اه فليتأمل ويحرر ~~وقال: وجه من منع الصلاة على شهيد المعركة كونه جاء بنص ~~القرآن كحياة زيد وعمرو ومن كان بهذه المثابة فلا يصلى عليه ووجه من ~~اقال: يصلى عليه مع اعتقاده إيمانا أنه حي كونه انقطع عمله فهو وإن كان ~~يا قد انقطع عن العمل فيدعى له فيزاد في درجاته ويصير ذلك كأنه من ~~وقال: الذي أقول به في الأطفال المسبيين من أهل الحرب إذا ماتوا ~~اولم يحصل منهم تمييز ولا عقل بأنه عليهم فإنهم على فطرة الإسلام كما في ~~حديث: "اكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه" قال: وما ~~قلنا أولى ممن قال: لا يصلى عليهم لأن الطفل مأخوذ من الطفل وهو ما ~~ايينزل من السماء غدوة وعشية، وهو أضعف من الرش والوبل والسكب فلما ~~كان بهذا الضعف كان مرحوما والصلاة رحمه فالطفل يصلى عليه إذا مات ~~بكل وجه اه فليتأمل ويحرر ~~ووقال: الوالي أولى من الولي في الصلاة على الجنازة لأن النبي ~~اصل على الجنائز ولم ينقل عنه قط أنه اعتبر الولي ولا سأل عنه، وقدم PageV00P000 ~~الحسين بن علي سعيد بن العاص وهو والي المدينة في الصلاة على ~~الحسن ms052 بن علي. قال: وإلحاقه في هذه المسألة بصلاة الجماعة وصلاة ~~الجمعة أولى من إلحاقه بالولي في مواراته ودفنه وذلك أن الوالي لهه ~~إطلاق الحكم في العموم والخصوص فهو أقوى ممن له الحكم في بعض ~~الأمور فهو أولى بالشفاعة عند الله في الميت فإنه نائب الشارع ونظر ~~الشارع إلى من استخلفه أعظم من نظره إلى غيره وكلامه أقبل عنده لكر ه ~~فوض إليه الحكم فيه ولاه. # وقال في قوله تعالى: {هو الذى يصلى عليكم وملتيكته) [الأحزاب: 43] ~~إنما فصل تعالى بين صلاته علينا وبين صلاة الملائكة دون صلاته تعالى على ~~مم حمد في قوله : (إن الله ومليكته يصلون على النبي) [الأحزاب: 56] بيانا ~~الخصيصه على غيره من الخلق مع أنه دخل معنا أيضا في صلا ~~الحق في قوله : "عليكم" فحصل له الصلاة عليه جمعا وإفرادا ~~وقال: من غيرة الله تعالى أنه ما من مخلوق إلا ولمخلوق آخر عليه يدا ~~ابوجه ما ، فإن أراد مخلوق الفخر على مخلوق بما أسداه إليه من الخير نكس ~~أسه ما كان من مخلوق آخر إليه لتكون المنة لله وحده ولذلك قال ~~الانصار لما ذكر لهم أن الله تعالى هداهم به : "لو شئتم لقلتم وجدناك ~~اطريدا فآويناك وضعيفا فنصرناك" الحديث. فذكر ما كان منهم في حقه ~~وكان الله قادرا على نصره من غير سبب ولكن فعل ما تقتضيه الحكمة من ~~ربط الأسباب بعضها ببعض. قال: وهذا من أسرار المعرفة فاجعل بالك له . # وقال في قوله تعالى : وفي بيوي أذن الله أن ترفع وينكر فيها اسمة) ~~[النور: 36] الآية: معنى رفعها تمييزها عن البيوت المنسوبة إلى الخلق ويذكر ~~فيها اسمه أي بالأذان، والإقامة، والتلاوة والذكر والموعظة (ييخ) أي ~~37] أي وحدة وأطال في تفاصيل ذلك. PageV00P000 # وقال في قوله تعالى: (إج الصلوة تنفى عن الفحشاء والمنكر ~~العنكبوت: 45] إنما كانت كذلك لأن المصلي بمجرد الإحرام بها يحرم عليه ~~التصرف في غير الصلاة ما دام في الصلاة فنهاه ذلك الإحرام عن الفحشا ~~والمنكر فانتهى فصح له أجر من عمل بأمر الله وطاعته وأجر من انتهى ms053 عن ~~احارم الله في نفس الصلاة وإن لم ينو هو ذلك فانظر ما شرف الصلاة كيف ~~أعطت هذه المسألة العجيبة وقليل من أصحابنا من تفطن لها ~~ووقال: من تعدى إلى غيره وهو محتاج إليها فهو عاص وصدقته لهوا ~~الا لله لأن الشارع قال له : "ابدأ بنفسك" وإذا خرج الإنسان بصدقته فأول ما ~~ايلقاه نفسه قبل كل نفس وهو إنما خرج بها للمحتاجين وقد شرع الحق لنا ~~أيضا أن نبدأ في الهدية بالأقرب فالأقرب من الجيران فإن رجحنا الأبعد فقد ~~اتبعنا الهوى وما وقفنا عند حدود ربنا ~~ووقال في قوله في حق قوم : "ينصب لهم يوم القيامة منابر في ~~الموقف ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء": المراد بالشهداء ~~اهنا الرسل إذ هم شهداء على أممهم وإنما كانوا يغبطون هؤلاء القوم لما هم ~~الفيه من الراحة، وعدم الحزن والخوف في ذلك الموطن لأنهم لم يكن لهم ~~أمم ولا أتباع كالأنبياء والرسل والأئمة المجتهدين، فهم أمنون على أنفسهم ~~والأنبياء والأئمة خائفون على أممهم وأتباعهم، فلذلك ارتفع الخوف والحزن ~~اعن هؤلاء القوم في ذلك اليوم في حق غيرهم والأنبياء تخاف على أممها ~~ادون أنفسها . وقال : وهذه مسألة عظيمة الخطب جليلة القدر لم نر أحدا ممن ~~تقدمنا تعرض لها ولا قال فيها مثل ما قلنا إلا إن كان وما وصل إلينا. # ووقال في الباب السبعين في أسرار الزكاة في قوله تعالى: (وأقيموا ~~الصلة وماتوا الزكوة وأقرضوا الله قرضا حسنا)* [المزمل: 20] : القرض الحسن هنا هو ~~اصدقة التطوع فورد الأمر بالقرض لله كما ورد بإعطاء الزكاة وأطال في ~~الاستدلال على ذلك ثم قال: والزكاة المفروضة والصدقة لفظان بمعنى واحد ~~قال تعالى: (خذ من أمولهم صدقة تطهرهم وتزكتهم بها) [التوبة: 103]. وقال: ~~إنما الصدقت للفقراء والمسكين) [التوبة: 60] فسماها صدقة لكن الواجب ~~امنها يسمى زكاة وصدقة وغير الواجب منها يسمى صدقة التطوع ولا يسمى PageV00P000 ~~ازكاة شرعا أي لم يطلق عليه الشرع هذه اللفظة مع وجود المعنى فيها من ~~النمو والبركة والتطهير. قال: وإنما سماها الله صدقة تنبيها على أنها ms054 أمر ~~اشديد على النفس تقول العرب: رمح صدق أي صلب شديد قوي إذ النفس ~~تجد لإخراج هذا المال شدة وحرجا كما قال ثعلبة بن حاطب. وأطال في ~~ثم قال: ولو أن ثعلبة قال حين قال: لين اتنا من فضلهء لنصدقن ~~ولنكونن من الصلحين) [التوبة: 75] إن شاء الله تعالى لفعل ولم يبخل. # قال: وإنما لم يأخذها منه النبي لإخبار الله تعالى أن ثعلبة يلقا ~~امافقا والصدقة تزكي وتطهر من أخرجها والمنافق لا يطهر ولا يزكى فلهذا لم ~~امكن لرسول الله أخذها منه وكذلك لم يأخذها منه أبو بكر ولا عمر ~~اضي الله عنهما فلما ولي عثمان رضي الله عنه أخذها منه متأولا، وقال: إنها ~~احق الأصناف الذين أوجب الله تعالى لهم هذا القدر في عين هذا المال. # (قال الشيخ) : وهذا الفعل من جملة ما انتقد على عثمان رضي الله عن ه ~~اولا ينبغي الانتقاد عليه لأنه مجتهد فعل ما أداه إليه اجتهاد، وقد قرر الشارع ~~كم المجتهد ولم ينه رسول الله أحدا من أمرائه أن يأخذ من هذا ~~الشخص صدقته ولا يلزم غير النبي أن يطهر ويزكي مؤدي الزكاة فهو ~~اأخذها للأمر العام بإعطائها وإن كان ذلك لا يطهر المتصدق والله أعلم ~~اوقال في قوله تعالى: يوم يحمى عليتها فى نار جهنر فتكوكل بها ~~جاههم وجنوبهم وظهورهم) [التوبة: 35] إنما خص الكي بهذه الثلاثة أعضاء ~~والله أعلم، لأن السائل إذا رآه صاحب المال مقبلا إليه انقبضت أسارير جبهته ~~العلمه أنه جاء يسأله من ماله فتكوى جبهته ثم إن المسؤول يتغافل على ~~السائل، ويعطيه جانبه كأنه ما عنده له خير فيكوى بها جنبه فإذا عرف من ~~السائل أنه يطلب منه ولا بد أعطاه ظهره وانصرف فهذا حكم مانعي زكا ~~الذهب والفضة. وأطال في ذلك، ثم قال: ونرجو من فضل الله تعالى أن ~~يضاعف الأجر لمن أخرج صدقته بمشقة على نفسه فيكون له أجر المشقة ~~ووأجر الإخراج كما ورد في الذي يتتعتع عليه القرآن أنه يضاعف له الأجر PageV00P000 ~~المشقة التي تناله في تحصيله ودرسه ms055 فله أجر المشقة وأجر التلاوة. وقال: ~~اولا يخفى أن الذي يخرجها بغير مشقة أكثر مضاعفة بما لا يقاس ولا يحد. # وقال في قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه : "والله لو منعوني عقالا ~~الحديث : اعلم أن العقل مأخوذ من عقال الدابة وإن كان على حقيقة عقال ~~الدابة مأخوذ من العقل، لأن العقل متقدم على عقال الدابة فإنه لولا ما عقل ~~أن هذا الحبل إذا شدت به الدابة قيدها عن السراح ما سماه عقالا ~~وقال: الذي أقول به إن الزكاة لا تجب على الكافر ومع ذلك إن جاع ~~ابها إلينا قبلناها منه وجعلناها في بيت مال المسلمين ومن ردها عليه فقد ~~عصى أمر رسول الله ~~وقال: الذي أقول به إنه لا يجب على المالك إخراج الزكاة عن مال ه ~~الذي هو في ذمة الغير وهو الدين حتى يقبض، يمر عليه وهو في يد القابض ~~ووقال : زكاة العلم تعليمه فمن جاءه طالب صادق متعطش فسأله عن مسألة هو ~~ببها جاهل وجب عليه تعليمه كوجوب الزكاة بكمال الحول والنصاب فإن لم ~~اييعلمه ما سأله فيه من العلم فلا بد أن الله تعالى يسلب العالم تلك المسألة ~~اولو بعد حين حتى يبقى جاهلا بها فيطلبها في نفسه فلا يجدها عقوبة له . # ووقال: المستحب أن يقدم في العطاء من الأصناف الثمانية من قدمه ال ه ~~في الذكر قياسا على البداءة في الطواف بالصفا وكذلك كل شيء قدمه الله في ~~الذكر نحو (هو الذى ييركد في البر والبحر) [يونس: 22] ومن ألزم ذلك رأى ~~خيرا في جميع أحواله. # ووقال في قوله : "المعتدي في الصدقة كمانعها" : أي لأن تكليف ~~النفس مالأ ينفرها عن فعله مرة أخرى فكان مانعا لها من الخير في أعين ما ~~أراده من الخير. # وقال في قول أحد الملكين : "اللهم أعط منفقا خلفا" وقول الآخر: ~~الهم أعط ممسكا تلفا" : اعلم أن الملائكة لسان خير صرف فما معنى قول ~~الملائكة : اللهم أعط ممسكا تلفا أي مثل ما أعطيت فلانا المنفق حتى أتلف ~~اماله الذي كان عنده ms056 فتخلفه عليه كما أخلفته على المنفق كأنه يقول: اللهم PageV00P000 ~~ارزق الممسك الإنفاق حتى ينفق وإن كنت يا ربنا لم تقسم له أن ينفقه ~~باختياره فأتلف ماله حتى تأجره فيه أجر المصاب فيصيب فهو دعاء له بالخير ~~الا كما يظنه من لا معرفة له بمراتب الملائكة فإن الملك لا يدعو قط على ~~أحد بشر ولا سيما في حق المؤمن ~~اقال: ولا شك أن دعاء المؤمن مجاب لوجهين : الأول: لطهارته، ~~والثاني: أنه دعاء في حق الغير بلسان لم يعص الله به وهو لسان الملك ~~وأطال في ذلك. # اقال في حديث الترمذي إن رسول الله قال: "إن الصدقة تطفىع ~~اضب الرب وترفع ميتة السوء : اعلم أن غضب الله يحمل على الوجه الذي ~~اليق به فإن الغضب الذي خاطبنا به معلوم عندنا بلا شك ولكنا جهلنا النسبة ~~اخاصة لجهلنا بالمنسوب إليه لا بالمنسوب الذي هو الغضب. قال: ولا يقال ~~امل على معنى لا نفهمه لأنه يؤدي إلى أن الحق تعالى خاطبنا بما لا نفهم ~~فلا يكون له أثر فينا ولا موعظة والمقصود الإفهام بما نعلم لنتعظ به . قال: ~~وأما ميتة السوء فهو أن يموت الإنسان على حالة تؤديه إلى الشقاء إذ الحق ~~تعالى لا يغضب إلا على شقي ~~ووقال في قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) [آل عمران: ~~92] : يدخل في ذلك إنفاق العبد قواه في سبيل الله، فإن نفسه أحب الأمور ~~اليه فمن أنفقها في سبيل الله فله الجنة. # ووقال: طلب العبد الأجر من الله لا يخرجه عن عبوديته فإن العبد في ~~اورة أجير ما هو أجير إذ الأجير حقيقة من استؤجر وهو أجنبي والسيد لا ~~ايستأجر عبده وإنما العمل يقتضي الأجرة ولكن أخذها لا يتصور من العمل ~~ووإنما يأخذها العامل الذي هو العبد وهو قابض الأجرة من سيده فأشبه الأجير ~~في قبضه الأجرة وفارقه بالاستئجار فليتأمل. # ووقال في قوله تعالى: (وأما التآيل فلا تنهر ) [الضحى: 10] : يدخل ~~فيه السائل في العلم إذا كان أهلا لما سأله فيتصدق العالم عليه بالعلم ~~ووحتسب ms057 تلك الصدقة عند الله لا يرى له بها فضلا على من علمه ولا يطلب PageV00P000 ~~امنه خدمة ولا أدبأ في نظيرها فإن فعل ذلك لم يحتسب ذلك عند الله، قال ~~الشيخ: ولقد لقينا أشياخنا كلهم على ذلك وهي طريقتنا إن شاء الله تعالى. # اوقال في مسألة الغني الشاكر والفقير الصابر : وهي مسألة طويلة وغاية ~~الما قال الناس فيها: إن الغني أفضل لتصدقه ، والذي عندي في ذلك أنه إنما ~~كان أفضل لأجل سبقه إلى مقام الفقر ومسارعته إليه بالصدقة فله زيادة أجر، ~~وومثل ذلك مثل رجلين عند كل واحد منهما عشرة دنانير فتصدق أحدهما من ~~العشرة بدينار واحد وتصدق الآخر بتسعة دنانير من العشرة فغالب الناس يقول ~~اصاحب التسعة أفضل فافهم روح المسألة فإنا فرضنا مال الرجلين على ~~الساوي وإنما وجه التفضيل أن الذي تصدق بالأكثر كان دخوله إلى مقام ~~الفقر أكثر من صاحبه ففضل بسبقه إلى جانب الفقر لا غير؛ قال: وهذا لا ~~اينكره من له ذوق في المقامات، والأحوال، والكشوفات وبهذا فضلوا على ~~اغيرهم؛ ولو أنه تصدق بالكل وبقي على أصله لا شيء له كان أعلى فنقصه ~~امن الدرجة على قدر ما أمسكه والسلام. # وقال في قوله تعالى: (وأقرضوا الله قرضا حسنا) [المزمل: 20] القرض. # الحسن أن لا يطلب مضاعفة الأجر وإنما يقرض لأجل أمر الله تعالى ل هه ~~بالإحسان. # وقال في حديث الذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما ~~اتنفق يمينه : في هذا الحديث أن جوارح الإنسان تعلم بالأشياء ولهذا وصفها ~~ال تعالى بأنها تشهد يوم القيامة بقوله: يؤم تشهد عليهم ألسلتهم وأيديهم ~~اجلهم)* [النور: 24] فافهم . ثم اعلم أن إخفاءها يكون على وجوه : منها أن ~~الا يعلم بك من تصدقت عليه بأن أعطيتها لشخص فأعطاها لذلك الفقير من ~~اغير أن يعلمه؛ ومنها أن تعطي صدقتك لعامل لسلطان فيعطيها للأصناف ~~الثمانية فلا يعلم الفقير من رب ذلك المال الذي أخذه على التعيين فلم يكن ~~الهذا المتصدق على الفقير منه ولا عزة نفس. قال: وليس في الإخفاء أخفى ~~من هذا ms058. # ووقال في حديث مسلم: "أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح PageV00P000 ~~احيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت ~~الفلان كذا ولفلان كذا" الحديث : اعلم أنه ينبغي لمن وصل إلى هذا الحد ~~ووأراد أن يعطي أحدا شيئا فليحضر في نفسه أنه مؤد أمانة لصاحبها فيحشر مع ~~الأمناء المؤدين أمانتهم لا مع المتصدقين لفوات محل الأفضل والله أعلم ~~اوقال في حديث : "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي ~~السائلين" : المراد بالأفضل الذي أعطيه هذا هو العلم بالله فإنه أفضل ما ~~أعطي السائلين بيقين وأما غيره فهو على الظن. وقال: إنما ذكر الحق تعالى ~~انه يأخذ الصدقات ليتنبه المتصدق فيعطي للفقير الأشياء النفيسة وذلك أن ~~المنادي ينادي يوم القيامة : أين ما أعطي لله؟ فيؤتى بالكسر اليابسة والفلوس ~~والخلع من الثياب ثم ينادي: أين ما أعطي لغير وجه الله؟ فيؤتى بالأموال ~~الجسام والأطعمة النفيسة فيذوب الناس من الخجل ~~وقال : كلما كبر جسم الطفل صغر عمره وكلما صغر جسمه كبر عمر ~~فزيادته نقصه ونقصه زيادته فلا ينفك من إضافة الكبر والصغر إليه فانظر ما ~~أعجب هذا التدبير الإلهي ~~اوقال في الباب الحادي والسبعين في أسرار الصوم: إنما قال تعالى: ~~الصوم لي" غيرة إلهية أن يتلبس العبد بصفته تعالى فإن الصوم صفة صمدانية ~~اولذلك ورد في الصوم أنه لا مثل له أي من العبادات وذلك لأنه وصف ~~البي إذ هو ترك المفطرات فلا عين له تتصف بالوجود الذي هو يعقل فهو ~~اعلى الحقيقة لا عبادة ولا عمل وإن أطلق ذلك عليه فهو مجاز وإن وصف ~~العبد به فهو مقيد لا مطلق ذلك عليه كالحق لأن الحق منزه عن الغذاء مطلقا ~~والعبد إنما هو منزه عنه في وقت مخصوص. وأطال في ذلك. # ووقال في حديث: "الخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح ~~المسك" : لم يبلغنا أن الله تعالى أعطى أحدا من الخلق إدراك شم رائحة ~~الخلوف كالمسك ولا سمعنا بذلك عن أحد ولا ذقناه في نفوسنا بل المنقول ~~اعن الكمل ms059 من الناس والملائكة التأذي بالروائح الخبيثة . # اقال: وما انفرد بإدراكها أطيب من ريح المسك إلا الحق تعالى؛ على PageV00P000 ~~أن أفعل التفضيل في جانب الحق محال لتساوي الروائح كلها عنده إذ ~~اختلاف الروائح تابع للمزاج والحق منزه عن ذلك، قال: ولا أدري هل ~~الحيوان أن يدرك رائحة الخلوف متغيرة أم لا؟ لأني ما أقامني الحق تعالى ~~لفي صورة حيوان غير إنسان كما أقامني في أوقات في صورة الملائكة فتأمل ه ~~وحرره والله عليم حكيم ~~وقال في حديث : "ايدع طعامه وشرابه من أجلي" : إنما قدم الطعام ~~اعلى الشراب في الذكر لأن الطعام هو الأصل في الغذاء وأما الشراب فيمكن ~~اتركه لأن العطش من الشهوات الكاذبة فمن عود نفسه الإمساك عن الماء وإنا ~~اعطشت أقام والله الشهور والسنين لا يشتهيه من غير تأثير في المزاج ولا في ~~البدن وتقنع الطبيعة بما تستمد من الرطوبات التي في الطعام. وأطال في ذلك ~~الكلام على آداب الخلوة. # وقال في حديث: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت آبواب ~~النار وصفدت الشياطين" : وجه مناسبة الصوم لفتح آبواب الجنان كون الصائم ~~اخل في عمل مستور ليس له عين وجودية كما مر أول الباب فيظهر للبصر ~~ولا هو بعمل للجوازح على ما مر والجنة مأخوذة من الستر، والخفاء. وأما ~~اوجه مناسبة غلق أبواب النار للصائم فإن النار إذا غلقت أبوابها تضاعف ~~احرها وأكل بعضها بعضأ وكذلك الصائم إذا صام غلق أبواب نار طبيعته ~~فوجد للصوم حرارة زائد لعدم استعمال المرطبات ووجد ألم ذلك في باطنه ~~فقويت نار شهوته بغلق باب تناول الأطعمة والأشربة وصفدت الشياطين التي ~~اي صفات البعد عن الله لقربه حينئذ من الصفة الصمدانية وأطال في ذلك ~~وقال: الذي أقول به وهو مذهب ابن الشخير أيضا: إذا غم علينا شهر ~~امضان أن لا نعمل بأكبر المقدارين وإنما نسأل أهل التسيير عن منزلة القمر ~~ان كان على درج الرؤية وغم علينا عملنا عليه وإن كان على غير درج الرؤية ~~كملنا العدة ثلاثين. # وقال: وجه من قال بكراهة الصوم ms060 مع الجنابة أن الصوم يوجب القرب ~~امن صفات الله والجنابة بعد عن حضرته فكما لا يجتمع القرب والبعد كذلك PageV00P000 ~~الا يجتمع الصوم والجنابة. ووجه من قال بعدم الكراهة أنه راعى حكم ~~الطبيعة وقال: الصوم نسبة إلهية فأثبت كل أمر في موضعه. # ووقال في الكلام على كفارة الجماع: قال بعضهم : الذي يترجح في ~~اخصال الكفارة ما كان أشق على النفس لأن المقصود بالحدود والعقوبات إنما ~~الهو الزجر. قال الشيخ: والذي أقول به : إنه يفعل الأهون من الكفارة لأ ن ~~الدين يسر ولكن إن فعل الأشق من قبل نفسه كان حسنا لأن كون الحدود ~~ووضعت للزجر ما فيه نص من الله ولا رسوله، وإنما اقتضاه النظر الفكري ~~ووقد يصيب في ذلك وقد يخطىء وبعض الكبائر لم يشرع فيها حد مطلقا فلو ~~كانت الحدود زواجر لكانت العقوبة تزيد بحسب كثرة الضرر في العالم ~~وقال: الذي أقول به : إنه لا كفارة على المرأة إذا طاوعت زوجها في ~~الجماع في الصوم لأن رسول الله لم يتعرض للمرأة في حديث الأعرابي ~~ولا سأل عن ذلك ولا ينبغي للمؤمن أن يشرع شيئا فيما سكت عنه الشارع ~~وقال: الذي أقول به: إن العارف إذا كشف له أنه يمرض غدا فلا ~~اجوز له المبادرة إلى الفطر في ذلك اليوم حتى يتلبس بالسبب لأن الله تعالى ~~اما شرع له الفطر إلا حال المرض. قال: ونظير ذلك من كشف له عما يقع ~~فيه من المعاصي ولا بد لا ينبغي له المبادرة ولو علم أن الله تعالى لا يؤاخذه ~~الان الله قد راعى حكم الشرع في الظاهر على أن هذا الأمر ليس عندنا بواقع ~~أصلا وإن كان جائزا عقلا، وأطال في ذلك. # ووقال: إنما كان يقدم الرطب على التمر إذا أفطر في رمضان لأن ~~الرطب أحدث عهد بربه كما قال ذلك حين اغتسل في المطر، وقال: ~~السحر ما بين الفجر الصادق والكاذب" لأنه له وجه إلى النهار ووجه إلىى ~~اليل ولذلك كان السحور مشتقا من السحر فلا يسمى سحور إلا ما كان ms061 في ~~الهذا الوقت. (وقال) الذي أقول به : إن المفطر من صوم التطوع إن كان ~~الهوى نفسه فعليه القضاء، وإن كان لشغله بمقام أو حال فلا قضاء عليه. # وقال في حديث مسلم: "صوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر ~~السنة التي قبله" أي فلا يؤاخذ من صامه بشيء مما جناه في السنة كلها وإنما ~~الكبريت الأحمر /م5 PageV00P000 ~~قال: "أحتسب على الله" مع أنه على علم من الله أنه يكفر ذلك أدبا مع ال ه ~~الان العارف إذا قال أحتسب على الله لا يريد بها حسن الظن بالله فقط وإنما ~~ايقولها عن تحقيق كما قال: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" فاستثنى في ~~أمر مقطوع به فالاستثناء في نحو ذلك أدب إلهي والله أعلم ~~وقال في حديث "وأتبعه بست من شوال" : اعلم أن هذه الأيام بدل من ~~الستة أيام التي نهى عن صيامها وهي يوما العيد وثلاثة أيام التشريق، ويوم ~~الشك، قال : وأما حديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" فلأن في ليلة ~~النصف من شعبان يكتب الله لملك الموت فيها من يقبض روحه في تلك ~~السنة فيخط على اسم الشقي خطا أسود وعلى اسم السعيد خطأ أبيض فيعرف ~~املمك الموت بذلك السعيد من الشقي فكان الموت بعد هذه الليلة للمؤمن ~~م شهودا حتى كأنه محتضر سكران فنهاه الشارع عن الصوم رفقا به ورحمة. # انهى، فليتأمل ويحرر ~~وقال: دليل من أباح الصوم أيام التشريق قوله : "لا يصح صوم ~~ايومين: يوم عيد الفطر ويوم الأضحى" . قال : لأن الخطاب يقتضي أن ما ~~اعدا هذين اليومين يصح الصيام فيهما وإلا كان تخصيصهما عبثا ~~ووقال: من كان في مقام السلوك ودعي إلى طعام أو شراب وهو صائم ~~لفلا ينبغي له الفطر لئلا يعود نفسه نقض العهد مع الله بخلاف العارف الكامل ~~اله الفطر بلا كراهة لإحكامه رياضة نفسه. # وقال: كان داود يصوم يوما، ويفطر يوما وكانت مريم تصوم يومين ~~ووتفطر يوما لأنها رأت أن للرجال عليها درجة فقالت: عسى يكون هذا اليوم ~~اثاني من الصوم في مقابلة ms062 تلك الدرجة؛ وكذلك كان فإن النبي شهد لها ~~بالكمال كما شهد للرجال وذلك أنها لما رأت أن شهادة المرأتين تعدل شهادة ~~اجل واحد قالت: صوم اليومين بمنزلة اليوم الواحد من الرجل فنالت مقام ~~اداود في ذلك وساوته في الفضيلة . وأطال في الكلام على صوم ولدها عيسى ~~عليه السلام الدهر كله. # ووقال في حديث : ل"من فطر صائما فله مثل أجره" أي أجر فطره لا أجر PageV00P000 ~~اصومه لأن الصائم له أجر في فطره كما كان له في صومه إذ الفطر عند ~~الغروب من تمام الصوم، ومن أعان شخصا على عمل كان مشاركا له فيما ~~ايؤدي إليه ذلك العمل من الخير مشاركة لا توجب نقصا كما أن كل نبي ~~اييعطى أجر الأمة التي بعث إليها سواء آمنوا به أو كفروا. وأطال في ذلك. # ووقال في حديث: "كان إذا دخل العشر الآخر من رمضان أحيا ليل ~~اوأيقظ أهله" المراد إحياؤه بالصلاة فيه هذا هو المعروف من قيام الليل في ~~العرف الشرعي ~~ووقال: الذي أقول به : إن ليلة القدر تدور في السنة كلها، قال: لأني ~~ارأيتها في شعبان وفي شهر ربيع وفي شهر رمضان، ولكن أكثر ما رأيتها في ~~مضان وفي العشر الآخر منه ورأيتها مرة في العشر الأوسط منه غير ليلة وتر ~~اوفي الوتر منها، فأنا على يقين من أنها تدور في السنة في وتر وشفع من ~~الشهر الذي ترى فيه ولم ينقل إلينا أن أحدا رأى ليلة القدر في العشر الأول ~~امن رمضان أبدا وذلك لأنها ليلة تجل إلهي ولم يرد لنا حديث في أن الحق . # تعالى يتجلى لنا في الثلث الأول من الليل أبدا. # (قلت) : ورد أن الله تعالى يتجلى ليلة الجمعة من غروب الشمس إلى ~~اصلاة الفجر فربما كشف الله عن قلب بعض الناس فيرى ذلك التجلي فيعتقد ~~انها ليلة القدر ولعلها شبهة من يقول: إذا وافق الوتر من رمضان ليلة الجمعة ~~كانت قدرا والله أعلم. # ووقال : الذي أقول به جواز الاعتكاف في غير المسجد إلا أنه خلاف ~~الأفضل، وإذا ms063 اعتكف في غير المسجد جاز له مباشرة النساء بخلاف المسجد ~~الا يجوز له ذلك لأن الشهود للحق الذي هو شرط في الاعتكاف يبطل ~~ببالرجوع إلى حظوظ النفس فلا يجتمع شهود الحق والنفس ومن هنا حرم ~~الأكل في الصلاة فافهم ~~وقال في الباب الثاني والسبعين في أسرار الحج: أركان البيت على عدد ~~الخواطر الأربعة إلهي، وملكي، ونفسي، وشيطاني فالإلهي ركن الحجر ~~والملكي الركن اليماني والنفسي المكعب الذي في الحجر والشيطاني الركن PageV00P000 ~~العراقي ولذلك شرع أن يقال عنده أعوذ بالله من الشقاق والنفاق وسوع ~~الأخلاق، وبالذكر المشروع في كل ركن يعرف العارفون مراتب الأركان. # وقال: الذي أقول به : إن الطفل إذا حج ثم مات ولم يبلغ كتب الله له ~~اتلك الحجة عن فريضته كما قال في الصبي الذي رفعته أمه وقالت: يا ~~سول الله ألهذا حج، قال : "نعم ولك أجر" فإنه نسب الحج لمن لا قصد له ~~فيه عند من لا كشف عنده من العلماء؛ وعندنا أن الشارع لولا علم قصده ~~بوجه ما صح أن ينسب الحج إليه وكان ذلك كذبا. # اقال الشيخ : وقد اتفق لي مع بنت كانت لي عمرها دون سنة قلت لها: ~~اليا بنية! فأصغت إلي: ما تقولين في رجل جامع امرأته فلم ينزل ماذا يجب ~~اعليه؟) فقالت : يجب عليه الغسل فغشي على جدتها من نطقها هذا شهدته ~~فسي وأطال في ذلك. وسيأتي بسط القصة في الباب الثمانين وأربعمائة إن ~~اشاء الله تعالى وعدد من تكلم في المهد، فراجعه. # وقال: الذي أقول به في وجوب الحج على العبد إن استطاع إليه سبيلا ~~القوله تعالى: {ولله على آلناس جج البيت) [آل عمران: 97] نعم ولم يقل ~~الأحرار منهم . قال : وإن منعه السيد أئم؛ انتهى فليتأمل، ويحرر هو وما ~~ووقال: إنما حرم المخيط على الرجل في الإحرام دون المرأة لأ ن ~~الرجل وإن كان خلق من مركب فهو إلى البسائط أقرب وأما المرأة فقد ~~خلقت من مركب محقق فإنها خلقت من الرجل فبعدت من البسائط ~~والمخيط تركيب، فقيل للمرأة: أبقي على أصلك ms064 لا تلحقين الرجل وقيل ~~الرجل : ارتفع عن تركيبك فهذا سبب أمره بالتجرد عن المخيط ليقرب من ~~اسيطه الذي لا مخيط فيه وإن كان مركبا من حيث إنه منسوخ ولكنه أقرب ~~الى الهباء من القميص والسراويل وكل مخيط وإنما جاز الإزار والرداء ~~اللمحرم لأنهما غير مخيطين فلم يكونا مركبين ولهذا وصف الحق تعالى نفسه ~~ابهما دون القميص والسراويل فقال: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري" . # وقال: وإنما كان لبس النعل في الإحرام هو الأصل فلا يلبس الخف PageV00P000 ~~إلا إذا عدم النعل لأن النعل ما جاء اتخاذه إلا للزينة والوقاية من الأذى ~~الأرضي فإذا عدم عدل إلى الخف فإذا زال اسم الخف بالقطع لم يلحق ~~ابدرجة النعل لستره ظاهر الرجل فهو لا خف ولا نعل فحكمه مسكوت عنه ~~كمن يمشي حافيا لأنه لا خلاف في صحة إحرامه وهو مسكوت عنه وكل ما ~~اكت عنه الشرع فهو عافية وقد جاء الأمر بقطع الخف فالتحق بالمنطوق ~~اتعين الأخذ به فإنه ما قطعهما المحرم إلا ليلحقهما بدرجة النعل فلما لم ~~يلحقا به لسترهما ظاهر الرجل فارقا النعل ولما لم يستر الساق فارقا الخف ~~فالمقطوع لا هو خف ولا هو نعل كما قررناه انتهى، فليتأمل ويحرر ~~وقال: الذي أقول به في لبس المحرم المعصفر إنه إن لبسه عند ~~الأحرام قبل عقده فله أن يبقى عليه ما لم يرد نص باجتنابه وإن لبسه ابتداء ~~في زمان بقاء الإحرام فعليه الفدية وإن لبسه عند الإحلال جاز، هذا هو ~~الأظهر عندي إلا أن يرد نص جلي في النهي عن المعصفر ابتداء وانتهاء ل ~~وما بينهما فنقف عنده، على أني أقول: إن تطيبه عند الإحرام وعند ~~الحل ليس هو متعينا لأجل إحرامه وحله فإنه من قول عائشة لا من قول ~~سول الله ه، كما يأتي فهو أمر فهمته على حسب ما اقتضاه نظرها أو ~~اعن نص صريح منه لها في ذلك فتطرق الاحتمال. ثم قال: والذي أقول به ~~استحباب بقاء الطيب الذي دخل به في الإحرام وعدم طلب إزالته ولو ~~ووجدت رائحته ms065 لأنه ه لم يغسله، وقول عائشة: الطيبت رسول الله ~~الحله وإحرامه" إنما أرادت به قبل وجود الإحرام منه وقبل التحلل فإنها لم ~~قل طيبته لأخر إحرامه حين قرب انقضاؤه وتعقبه الاحلال وإنما راعت ~~الالحلال في آخر أفعال الحج وهو طواف الإفاضة انتهى. وهو كلام يحتاج ~~الى تحرير ~~ووقال: إذا جامع المحرم قبل الوقوف بعرفة وبعد الإحرام، فالحكم فيه ~~اعند العلماء قاطبة الفساد كحكمه بعد الوقوف، قال: ولا أعرف لهم دليلا ~~اعلى ذلك، ونحن وإن قلنا بقولهم واتبعناهم في ذلك فإن النظر يقتضي أن ~~الوطء إذا وقع قبل الوقوف أنه يرفض ما مضى ويجدد الإحرام ويهدي فإن ~~كان بعد فوات الوقوف فلا لأنه لم يبق للوقوف زمان وهناك بقي زمان PageV00P000 ~~الالحرام؛ لكن ما قال بهذا أحد فتبعنا أصحاب الإجماع في إطلاقهم الفساد. # قلت: الذي يظهر لي أن النكتة في ذلك التغليظ عليه لعظم حرمة ~~الحج والله تعالى أعلم. # وقال : الذي أقول به وجوب رفع الصوت بالتلبية مرة واحدة وما زاد ~~اعلى الواحدة فهو مستحب. وقال : الذي أقول به عدم وجوب الخروج للحل ~~اعلى من كان في الحرم لحج أو عمرة بل يصح إحرامه بهما من الحرم، وأما ~~استدلالهم بقصد خروج السيدة عائشة إلى التنعيم فإنما هو لأجل كونها كانت ~~افاقية وحاضت فخرجت لتقضي صورة ما فاتها، وأطال في ذلك فليتأمل ~~وقال: قد تميزت الكعبة على العرش والبيت المعمور بالحجر الأسود ~~امين الله في الأرض . وأطال في ذلك وقال: بيت الله لا يقبل التحجير فما ~~اي من الكعبة في الحجر هو بيت الله تعالى الأصح وما حجر عليه فهو بيته ~~الصحيح فمن دخل القطعة التي في الحجر دخل البيت ومن صلى فيه صلى ~~ففي البيت ولا حكم لبني شيبة ولا غيرهم عليه فاستغنى العارفون عن منتهم. # ووقال: يوم عرفة محسوب من الزوال إلى طلوع الفجر من ليلة العيد ~~فقص عن سائر الأيام الزمانية . قال: وقد أجمع الشرع والعرف على تأخير ~~ال عرفة عن يومها لقول الشارع : "من أدرك ليلة جمع قبل الفجر ms066 فقد أدرك ~~الحج والحج عرفة" فهذا سبب تأخير هذه الليلة عن يومها وإلا فالأصل تقديم ~~اليلة على نهارها، قال تعالى: (وماية لهم اليل نسلخ منه النهار) [يس: ~~37]. فجعل الليل أصلا وسلخ منه النهار كما تسلخ الشاة من جلدها فكان ~~الظهور لليل والنهار مبطون فيه. # ووقال في قوله تعالى: (وآتخذوا من مقام إبرهثر مصلى) [البقرة: 125]: ~~اي موضع دعاء إذا صليتم فيه أن تدعوا لأنفسكم في تحصيل نظير تلك ~~المقامات التي كانت لإبراهيم عليه السلام، وهو أن يقول أحدنا: اللهم ~~اجعلني أواها حليما أمة قانتا شاكرا لأنعم الله منقاد لأمر الله صالحا موفيا ~~ابالعهد، ونحو ذلك مما قص الله علينا في القران. PageV00P000 # ووقال: إنما أمرنا بالتضلع من ماء زمزم لأن فيه سرا خفيا وهو أنه يذل ~~النفس بعد تكبرها وتحققها بمقام العبودية المحضة كما جرب ~~قلت: وقد شربته أنا مرة لدبلة طلعت في جانبي قدر البطيخة ~~فتقطعت وخرجت من دبري كالزفت الأسود الذائب فالحمد لله رب ~~العالمين. فصح عندي ذوقا حديث: لماء زمزم لما شرب له" وإن ضعفه ~~بعضهم والله أعلم ~~اقلت: قال الشيخ في الباب الرابع والخمسين وأربعمائة : ينبغي لكل ~~امؤمن أن يصل نسبه بأجداده وآبائه المسلمين من آدم إلى أبينا الأقرب لأن ~~اصلة الأرحام تزيد في العمر. قلت: ولقد اعتمرت مرة عن أبينا آدم وأمرت ~~أصحابي بذلك فوجدنا تلك الليلة أبواب السماء قد فتحت ونزلت علينا ~~املائكة لا تحصى وتلقونا بالترحيب والتسهيل، إلى أن ذهلنا مما رأينا؛ ~~ووأطال في ذلك ثم قال: فرحم أبينا آدم مقطوعة عند غالب الناس من أهل ~~الله فكيف بالعامة في ذلك؟ فالحمد لله الذي من علي بصلة رحمي وصلتها ~~امن أصحابي بسببي وكان ذلك عن توفيق إلهي فإني لم أر لأحد في ذلك ~~قدما أمشي على أثره فيها وما قال الله في غير موضع من القرآن: يب ~~ادم إلا ليذكرنا بأبينا لنصله ومع ذلك فلم يتنبه أحد لهذه الآية وهذه ~~الذكرى من الله شبيهة بقوله تعالى: يكأخت هرون) [مريم: 28]. وأين زمان ~~اهارون منها انتهى. وأطال ms067 في ذكر أسرار الحج بنحو ثلاثين ورقة وفي هذا ~~القدر كفاية والله أعلم. # وقال في الباب الثالث والسبعين وذكر فيه شرح أسئلة الحكيم الترمذي ~~اضي الله عنه : اعلم أنه ما ثم دليل يرد طريق القوم ولا قادح يقدح فيه شرعا ~~ولا عقلا وإنما يردها من ردها بالجهل بها فإن طريق القوم لا تنال بالنظر ~~الفكري ولا بضرورات العقول وإنما هي نور في القلب يحدث فيه بواسطة ~~ات باع الكتاب والسنة فيدرك الأمور يقينا لا ظنا وتخمينا. # وقال: إنما نكر تعالى "علما" في قوله في حق الخضر: (وعلمنله من ~~لدنا علما [الكهف: 65] ليشمل الأربعة علوم التي خص بها أصحاب منازل PageV00P000 ~~القرية الذين (كان] الخضر رأسهم : وهي علم الكتابة الإلهية وعلم الجمع ~~والتفرقة وعلم النور والعلم اللدني. قال: ومنزل أهل القرية مقام بين ~~الصديقية ونبوة التشريع فافهم ~~وقال: لولا القول اللين ما انكسرت غلظة فرعون ولا كان أصحاب ~~وسول الله اجتمعوا عليه كل ذلك الاجتماع، قال تعالي: (فقولا لمر قولا ~~الينا [طه: 44]. وقال: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) [آل ~~عمران: 159] فتأمل واعتبر. # ووقال: اجتمعت بعيسى عليه السلام في وقائع كثيرة وتبت على يديه ~~ودعا لي بالثبات على الدين في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ودعاني بالحبيب ~~أمرني بالزهد والتجريد. # قلت: وهو أمر غريب ولكن الشيخ له أغرب من هذا، وهو أخذه ~~الطريق عن الملائكة المسمين بأسماء الحروف أوائل السور كما سيأتي. ونقل ~~ابان سيد الناس في سيرته في قصة إسلام سلمان الفارسي ما يشهد للشيخ في ~~ازنول عيسى إلى الأرض بعد رفعه وقبل اليوم الموعود وقال: إذا جاز نزوله ~~بعد رفعه مرة فلا بدع أن ينزل مرارا والله أعلم. # ووقال: المراتب التي تعطي السعادة للإنسان أربع: وهي الإيمان ~~والولاية، والنبوة، والرسالة. ولأهل كل مرتبة ذوق يخصهم لكن قد يكون ~~الالنبي ذوق في مرتبة الإيمان والولاية فإن كان رسولا زاد عليهم بذوق مقام ~~الرسالة لأنه رسول نبي ولي مؤمن، وقد لا يكون له ذوق في ذلك، قال ~~الخضر لموسى عليهما السلام ms068: ما لر تحط بهء خبرا [الكهف: 68] والخبر ~~الذوق. قال الشيخ: ثم إن العلم من شرائط الولاية لا من شرائط الإيمان لأن ~~الإيمان مستنده الخبر الذي بلغه عن الصادق فإذا لم يكن هناك خبر كأيام ~~الفترات ووحد الله تعالى منهم أحد فهو سعيد مع كونه لا يسمى مؤمنا ~~فالمؤمن لا يكون إلا موحدا وأما الموحد بنور قذفه الله في قلبه فقد لا يكون ~~مؤمنأ فتأمله وحرره. # ووقال: إنما سميت العبارة عبارة لأنك تجوز منها إلى المعنى المقصود PageV00P000 ~~امنها، وإنما سمي الوحي وحيا لسرعته فإن الوحي عين الفهم عين الإفهام ~~اعين المفهوم منه، كما يذوقه أهل الإلهام من الأولياء. # وقال: ليس فوق الإنسان الكامل مرتبة إلا مرتبة الملك في المخلوقات ~~ووكون الملائكة تلمذت له حين علمهم الأسماء لا يدل على أنه خير من ~~الملك وإنما يدل على أنه أكمل نشأة من الملك لا غير ~~قلت: هذا كان مذهب الشيخ أولا، ثم رجع عنه كما نبه عليه في ~~الباب الثامن والتسعين ومائة والباب الثالث والثمانية وثلاثمائة من ~~الفتوحات"، وقال : الخلاف في غير محمد ، أما هو فهو أفضل الخلق ~~اعلى الإطلاق فراجعه . وقد عرف بعضهم الوحي بأنه ما تقع به الإشارة ~~القائمة مقام العبارة في غير عبارة. وقال: من خاض في الدنيا فيما يكرهه ~~الحق تعالى خيض به يوم القيامة فيما يكرهه جزاء وفاقا. وقال: قد جاء أكثر ~~الشريعة على فهم العامة في صفات التنزيه ولم يجىء على فهم الخاصة الا ~~بعض تلويحات فهو قوله تعالى: ليس كمثلوء ش [الشورى: 11] - و ~~سبحان ريك رب العزة عما يصفوب) [الصافات: 180]. # وقال : ذهب بعضهم إلى أنه يجوز لنا أن نسأل لأنفسنا مقام الوسيلة ~~الي رجا رسول الله ، أن تكون له، قال: لأنه لم يعين حصولها ~~النفسه ولا حجرها على واحد بعينه وإنما نحن مؤثرون له بها، فلا نسألها الا ~~اله لأنه طلب منا أن نسأل الله له الوسيلة انتهى ~~اقلت: هذا كلام فيه ما فيه والذي نعتقده أنه لا يجوز لأحد من الأمة ~~اؤال الوسيلة لنفسه أبدا ms069 لانعقاد الإجماع على أنها لا تكون إلا له ، اوالهل ~~أعلم. # ووقال: إذا غلق باب التوبة حبس على المؤمن إيمانه بغلق الباب عليه ~~لفلا يرتد مؤمن بعد ذلك أبدا لأنه ليس للإيمان باب يخرج منه كما لا يدخل ~~بعد غلقه إيمان على كافر فعلم أن غلق باب التوبة رحمة بالمؤمن ووبال على ~~الكافر وإنما كان هذا الباب بالمغرب دون المشرق لأن المغرب محل الأسرار ~~والكتم. PageV00P000 # وقال: الشطح عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة، ودعوى عريضة ~~اوهي نادرة أن تقع من متقيد بالشريعة لكن من شرط أهل الله إذا ذكروا تذكروا ~~فاستغفروا منها، وسيأتي بسط ذلك في الباب الخامس والتسعين ومائة. # وقال في الباب الرابع والسبعين: العارف من سلك في توبته مسلك أبيه ~~ادم في الندم والاعتراف، وأما العزم على أنه لا يعود فليس ذلك في يد ~~احقيقة وإنما هو إظهار أدب؛ أي: لو كان الأمر في يدي ما عصيتك قط ~~جزما فافهم ذلك وحرره. # ووقال في الباب السابع والسبعين : ينبغي لمن سمع شخصا يقول: ~~الحمد لله رب العالمين أن يصغي لها كما يصغي لتلاوة القرآن فإنها قرآن ~~فالأدب حمل قائلها على أنه قصد بها التلاوة لا الذكر حتى يثاب السامع لها ~~ثواب من سمع القرآن ولا بد. قال: وهذا مشهد غريب قل أن ترى له ذائقا ~~وهو قريب سهل لا كلفة فيه وهو من باب حسن الظن بالناس ~~وقال في الباب الموفى تسعين: إنما كان البياض أحب إلى الله تعالى ~~أمرنا بلبسه يوم الجمعة لأن الملونات كلها تستحيل إليه ولا يستحيل هو ~~إليها. # قال: واعلم أن البياض على نوعين أحدهما: ما يكون لونا في ظاهر ~~العين فقط، كسواد الجبال البيض على البعد فإذا جئتها رأيتها بيضاء وقد كنت ~~اتحكم عليها بالسواد غلطا؛ قال : وبهذه المثابة أيضأ زرقة السماء إنما هو في ~~انظر العين وإن كانت في نفسها على لون مخالف لون الزرقة. # ووقال فيه: إنما اختار الحق تعالى من الشهور رمضان لمشاركته لاسم ~~الله فقد ورد: "إن رمضان من أسمائه تعالى ms070" . فتعينت له حرمة ما هي لسائر ~~اشهور السنة. قال: وإنما جعله الشارع من الشهور القمرية لتعلم بركته جميع ~~اهور السنة فيحصل لكل يوم من أيام السنة حظ منه فإن أفضل الشهور عندنا ~~رمضان، ثم شهر ربيع الأول، ثم رجب، ثم شعبان، ثم ذو الحجة، ثم ~~اشوال، ثم القعدة، ثم المحرم. وإلى هنا انتهى علمي في فضيلة الشهور ~~القمرية، وأما بقية الشهور وهي صفر، وربيع الآخر، والجماديان، فهي PageV00P000 ~~امتساوية في الفضل فيما يغلب على ظني، فإني ما تحققت فيها تفاضلا فلم ~~يمكن لي أن أقول ما ليس لي به علم. # ووقال في الباب الثاني والتسعين: ينبغي لكل مؤمن أن يتورع إن لم ~~اليكن ورعا؛ قال: ومما يقع فيه غالب المتورعين أن أحدهم إذا رأى شخصا ~~اعلى مخالفة الشرع في أفعاله أو أقواله أو عقائده، ثم فارقه لحظة واحدة لا ~~اجوز له الحكم عليه بما وقع منه قبل تلك اللحظة ومتى ظن بذلك الشخص ~~أنه باق على مخالفته خرج عن مقام الورع وصار من أهل الوقوع في ~~الشبهات؛ قال: وقليل من يكون على هذا القدم. # ووقال في الباب الثامن والتسعين: من شرط الولي الكامل أن لا ينام له ~~قلب بحكم الإرث لرسول الله ة، وذلك لأن الكامل مطالب بحفظ ذاته ~~الباطنة عن الغفلة كما يحفظ باليقظة ذاته الظاهرة. # اقلت: ذكر الشيخ في الباب الحادي والتسعين أنه يجب على الورع أن ~~اجتنبه في خياله كما يجتنبه في ظاهره لأن الخيال تابع للحس. # اقال: ولهذا كان المريد إذا وقع له احتلام فلشيخه معاقبته على ذلك ~~الان الاحتلام برؤيا في النوم أو في التصور وفي اليقظة لا يكون إلا من بقية ~~اهوة في خياله فإذا احتلم صاحب كمال فإنما ذلك لضعف أعضائه الياطةة ~~المرض طرأ في مزاجه لا عن احتلام لا في حلال ولا في حرام انتهى. فتأمله ~~والله أعلم. # وقال في الباب الثامن ومائة : فتنة العبد باتساع الدنيا عليه وانقياد ~~الوجود له أعظم من فتنة الضيق وعصيان الخلق له فإن الشهوة آلة للنفس تعلو ms071 ~~بعلو المشتهى وتسفل باستفاله وحقيقة الشهوة إرادة الالتذاذ بما يطلب أن يلتذا ~~به. قال: والذي أقول به إن صحبة المريدين للأحداث حرام عليهم لاستيلا ~~الشهوة الحيوانية عليهم بسبب ضعف العقل الذي جعله الله مقابلا لها بخلاف ~~الكمل من الرجال الذين ارتقوا عن عالم طبيعتهم فإن الكامل إذا رأى الأمرد ~~أملس لا نبات بعارضيه تذكر مقام تجريده وأنه حديث عهد بربه كالمط ~~ابخلاف الكبير فيراعي ذلك الأمرد كما راعى ذلك المطر من حيث قربه من PageV00P000 ~~الكوين هذا مشهد الكمل. قال : ويجب على كل مؤمن ومدع لطريق الله إن ~~الم يكن من أهل الكشف والوجد أن يجتنب كل أمر يؤدي إلى تعلق القلب ~~اغير الله فإنه فتنة في حقه وكذلك يجتنب مواضع التهم وصحبة المبتدعين في ~~الدين ما لا يقبله الدين وكذلك يجتنب مجالسة النسوان وأخذ الأرفاق فإن ~~القلوب تميل إلى كل من أحسن إليها بحكم الطبع وليس هناك قوة إلهية على ~~افع الشهوات النفسية والمعرفة معدومة من هذا الصنف الذي ذكرناه. # اقال: ولا يخفى أن من كان من المريدين تحت حكم شيخ ناصح فهو ~~اكم شيخه فيه وإن كان لا شيخ له فعليه الحرج من الله في صحبته لكل من ~~ادى به كما على الشيوخ الذين ليس لهم قدم صدق في الطريق اللوم في ~~قال: ثم الذي ينبغي للمريد إذا دعي أنه ما صحب الأحداث أو ~~النسوان إلا لله أن يزن حاله فإن وجد ألما ووحشة عند فقده إياهم، وهيجانا ~~ال لقائهم وفرحا بإقبالهم، فليعلم أن صحبته لهم معلولة وإن وقعت المنفعة ~~الذلك الحدث منه سعد وشقي هذا المحب ~~قال: وإن كانت محبة المريد قد تعلقت بجميع المخلوقات على حد ~~اواء، ومن جملتهم الأحداث والنسوان، فلا ينبغي له الركون فقد يكون ~~اخديعة نفسية وميزانه أن لا يستوحش عند مفارقة أحد من الخلق لتساويهم ~~اعننده من حيث إنهم خلق الله حتى الحائط فمحبوب هذا على دعواه لا يفارقه ~~فلماذا نستوحش انتهى ~~قلت: فالواجب على من بلغ مبلغ الرجال عدم صحبة النسا ~~ووالأحداث ms072 جملة واحدة، ثم إذا بلغ أيضا فشرطه على ما قالوه : أن لا يكون ~~قتدى به الاقتداء العام فإن أصحاب النفوس الغوية ربما تبعوه واحتجوا به ~~في ذلك والله أعلم. # وقال: الفرق بين الشهوة والإرادة، أن الإرادة تتعلق بكل مراد للنفس ~~والعقل سواء كان ذلك المراد محبوبا أو غير محبوب، وأما الشهوة فلا تتعلق ~~إلا بما للنفس في نيله لذة خاصة، وأيضا فإن محل الشهوة النفس الحيوانية PageV00P000 ~~وومحل الإرادة الروح؛ ذكره في الباب التاسع ومائة. # ووقال في الباب الثاني عشر ومائة : تكون مخالفة النفس في ثلاثة أمور ~~الفقط: في المباح، والمكروه والمحظور لا غير. وأما إذا وقعت لها لذة في ~~طاعة مخصوصة وعمل مقرب فهنالك علة خفية فيخالفها بطاعة أخرى وعمل ~~اقرب فإن استوى عندها جميع التصرفات في فنون سلمنا لها تلك اللذة ~~بالطاعة الخاصة وإن وجدت المشقة في العمل المقرب الآخر الذي هو ~~اخلاف هذا العمل فالعدول إلى الشاق واجب لأنها إن اعتادت المساعدة في ~~امثل هذا أثرت في المساعدة في المحظور، والمكروه، والمباح ~~ووقال في الباب الخامس عشر ومائة، في قوله : "لا غيبة في ~~فاسق" : الذي فهمته من هذا الحديث أنه نهي لا نفي وعلى ذلك جرى أهل ~~الرع في فهم هذا الحديث أي : لا تغتابوا الفاسق المعين وعرضوا بالغيبة ~~اعلى وجه المصلحة لغير معين كما كان يقول: "ما بال أقوام يفعلون كذا ~~وكذا" قال : ومع كون الغيبة محمودة في مواضع مذكورة في كتب الفقه فعدم ~~التعيين أولى فيها من التعيين إلا إن ترتب على ذلك حكم شرعي ~~وقال في الباب السادس عشر ومائة: القناعة عندنا على بابها في اللسان ~~وهي المسألة والقانع هو السائل ولكن من الله تعالى، لا من غيره وهو قوله ~~تعالى في الظالمين يوم القيامة (مقنعى رمرسهم) [إبراهيم: 43] إلى الله يسألون ه ~~المغفرة عن جرائمهم. فعلم أن من سأل غير الله فليس بقانع ويخاف عليه من ~~الحرمان والخسران. فإن السائل موصوف بالركون إلى من سأله والله تعالى ~~يقول: (ولا تركنوا إلى الذين ظكموا فتمسكم النار ms073) [مود: 113] ومن ركن إلى ~~اجنسه فقد ركن إلى ظالم؛ لأن الله تعالى قال في الإنسان: إنم كان ظلوما ~~هولا [الأحزاب: 72] انتهى. وهو كلام نفيس. # ووقال في الباب الرابع والعشرين ومائة في قوله تعالى حكاية عن ~~اليمان عليه السلام، قال: (إني أحبت حب الخير عن ذكر رتي حتى توارت ~~بالحجاب) [ص: 32] الآية : معناه : أحببت الخير عن ذكر ربي الخير بالخيرية ~~فأحببته لذلك والخير هي الصافنات الجياد من الخيل وأما قوله: فطفق PageV00P000 ~~مسحا. أي : يمسبح بيده على أعرافها وسوقها، فرحا وإعجابا بخير ربه، الا ~~رحا بالدنيا لأن الأنبياء منزهون عن ذلك. وهذه تشبه ما وقع لأيوب عليه ~~السلام، حين أرسل الله له جرادأ من ذهب فصار يحثو في ثوبه منه ويقول: ~~الا غنى لي عن بركتك يا رب انتهى. فما أحب سليمان الخير إلا لكونه ~~اعالى أحب حب الخير ولذلك اشتاق إليها لما توارت بالحجاب يعني ~~الصافنات الجياد لكونه فقد المحل الذي أوجب له حب الخير عن ذكر ربه ~~فقال: ردوها علي ~~ووقال: وليس للمفسرين الذين جعلوا التواري للشمس دليل فإن الشمس ~~اليس لها هنا ذكر ولا الصلاة التي يزعمون، ومساق الآية لا يدل على ما ~~قالوه بوجه ظاهر ألبتة، قال: وأما استرواحهم فيما فسروه بقوله تعالى: ~~(ولقد فتنا شليمن) [ص: 34] فالفتنة هي الاختبار يقال: فتنت الذهب أو ~~الفضة إذا اختبرتهما بالنار فلا ينافي ذلك ما قلناه إذ كان متعلقه الخيل ولا بدا ~~يكون اختياره إذ رآها هل أحبها عليه السلام عن ذكر الله لها، أو أحبها ~~العينها؟ فأخبر عليه السلام أنه إنما أحبها عن ذكر ربه إياها لا لعينها مع ~~احسنها وكمالها وحاجته إليها فإنها جزء من الملك الذي طلب أن لا يكون ~~الأحد من بعده فأجابه الحق إلى ما سأل في المجموع ورفع الحرج عنه ~~ابقوله: (هلذا عطاؤنا فأمتن أو أتيك يغير حساب للكيل)ا وإن له عندنا لرلفى وحسن مقاب ~~لتا 4 [ص: 39، 40]. أي : ما ينقصه هذا الملك من ملك الآخرة شيئا كما ~~اع لغيره. # اقلت: هذا تفسير غريب لم ms074 أره لغير الشيخ فليتأمل ويحرر والله أعلم ~~ووقال في الباب الثامن والعشرين ومائة: اعلم أن رضا الله عن العبد ~~اكون بحسب مشيه على الشرع كثرة وقلة فمن لم يخل بالعمل في شيء من ~~الشريعة فهو صاحب الرضا الكامل ومن أخل بالعمل في شيء منها نقص من ~~الرضا بقدر ما أخل، وهذا ميزان في غاية الوضوح والإنسان على نفسه ~~بصيرة. انتهى بالمعنى في بعضه. # ووقال في الباب التاسع والعشرين ومائة: يجب على العبد الرضا PageV00P000 ~~بقضاء الله لا بكل مقضي فلا ينبغي الرضا بالمعاصي ولو رأيت وجه ~~الحكمة فيها فإنك إذا كنت صحيح الرؤية والكشف ترى الحق تعالى غير ~~اراض عنك في فعلها وإن لم تره فارجع إلى حكم الشرع ولا يرضى لعباده ~~الكفر) [الزمر: 7]. # قلت: وأكثر من يقع في الرضا بالمعاصي أصحاب حضرة التوحيد ~~العام إذا لم يكن لهم شيخ ويظنون بنفوسهم أنهم خوطبوا بأمر من الل ه ~~اخلاف ما جاءت به الشريعة، وهذا كفر وتلبيس فإن الحق تعالى ما ينهى ~~اعن شيء على لسان رسله ويبيحه من ورائهم لأحد من أممهم أبدأ فافهم ~~والله أعلم. # ووقال في الباب السادس والأربعين ومائة: إياك أن ترمي ميزان الشرع ~~امن يدك في العلم الرسمي بل بادر إلى ما حكم به، وإن فهمت منه خلاف ~~اما يفهمه الناس مما يحول بينك وبين إمضاء ظاهر المحكم به فلا يعول عليه ~~الفانه مكر نفساني في صورة علم إلهي من حيث لا يشعر. قال: وقد وقعنا ~~قوم صادقين من آهل الله ممن التبس عليهم هذا المقام ورجحوا كشفهم ~~ووما ظهر من فهمهم مما يبطل ذلك الحكم وهم مخطئون في ذلك. # اقال: واعلم أن تقديم الكشف على النص ليس عندنا بشيء ولا عند ~~أهل الله تعالى، وكل من عول عليه فقد غلط وخرج عن الانتظام في شرع ~~أهل الله تعالى ولحق بالأخسرين أعمالا. وأطال في ذلك ثم قال: وإذا ورد ~~اعلى أحد من أهل الكشف وارد إلهي يحل له ما ثبت تحريمه في نفس الأمر ~~امن الشرع المحمدي ms075 وجب عليه جزما ترك هذا الوارد لأنه تلبيس ووجب ~~اعليه الرجوع إلى حكم الشرع الثابت وقد ثبت عند أهل الكشف بأجمعهم أ ه ~~الا تحليل ولا تحريم لأحد بعد انقطاع الرسالة والنبوة، وأطال في ذلك ثم ~~اقال: فتفطنوا يا إخواننا، وتحفظوا من غوائل هذا الكشف فقد نصحتكم ~~اوفيت الأمر الواجب علي في النصح والله أعلم. # وقال في الباب الثامن والأربعين ومائة في قوله : "اتقوا فراسة ~~المؤمن فإنه ينظر بنور الله" : إنما أضاف نور الفراسة إلى الاسم الله دون غير PageV00P000 ~~الأن الاسم الله هو الجامع لأحكام الأسماء فيكشف المذموم والمحمود ل ~~وحركات السعادة والشقاوة، فلو أنه أضاف نور الفراسة إلى الاسم ~~الحميد مثلا لما كان المتفرس يرى بنور فراسته إلا المحمود السعيد خاصة ~~قال: ومن كانت فراسته العلامات الربانية فلا تخطىء له فراسة بخلاف من ~~كانت فراسته مستندة إلى الفراسة الحكمية كقولهم مثلا: من كان أبيض ذا ~~اشقرة أو زرقة كثيرة، فهو دليل على القحة، والخيانة، وخفة العقل ~~والفسوق؛ فإن هذا ليس بقاعدة كلية . وأطال في أمثلة الفراسة الحكمية بنحو ~~ثلاث أوراق فراجعها إن شئت. # ووقال فيه : لا يخلو الإنسان في معرفى الله تعالى من ثلاثة أحوال بالنظر ~~الى الشرع: إما أن يكون باطنيا محضا وهو القائل بتجريد التوحيد عندنا حالا ~~ووفعلا وهذا يؤدي إلى تعطيل أحكام الشرع كالباطنة في عدولهم عما أراده ~~الشارع وكل ما يؤدي إلى هدم قاعدة دينية فهو مذموم مطلقا عند كل مؤمن ~~اوإما أن يكون ظاهريا محضا متغلغلا متوغلا بحيث أن يؤديه ذلك إلى ~~الجسيم والتشبيه على حد عقله هو فهذا أيضا مذموم شرعا، وإما أن يكون ~~اجاريا مع الشرع على فهم اللسان حيثما مشى الشارع مشى وحيثما وقف ~~وقف قدما بقدم فهذه حالة متوسطة وبها صحت محبة الحق تعالى لنا في ~~قوله: قل إن كنتر تحبون الله فأتبعونى يحببكم الله ) [آل عمران: 31]. فاعلم ~~ذلك فإنه نفيس والله يتولى هداك. # ووقال في الباب الثالث والخمسين ومائة، في قوله تعالى: (والمؤمنون ~~والؤمنلت بعضهم أولياه بعض) [التوبة: 71] : أي ms076 بإعطائهم ما في قوتهم من ~~المصالح المعلومة في الكون وتسخير بعضهم لبعض الأعلى للأدنى وعكسه ~~وهذا لا ينكره عاقل لأنه الواقع، وتأمل الملك الذي هو أعلى مرتبة من سائر ~~رعيته تجده مسخرا في مصالحهم كما هم مسخرون كذلك في مصالحه فهذ ~~الهي ولاية المؤمنين بعضهم لبعض ~~اوقال في الباب الرابع والخمسين ومائة : الملائكة على ثلاثة أصناف: ~~انف مهيمون في جلال الله تجلى لهم في اسمه الجميل فهيمهم وأفناهم ~~اعنهم فلا يعرفون نفوسهم ولا من هاموا فيه، وصنف مسخرون ورأسهم القلم PageV00P000 ~~الأعلى سلطان عالم التدوين والتسطير، وصنف أصحاب تدبير للأجسام كلها ~~من جميع أجناس العالم؛ وأطال في ذلك. # وقال في الباب الخامس والخمسين ومائة : اعلم أن النبوة التي هي ~~الإخبار عن شيء سارية في كل موجود عند أهل الكشف والوجود، لكنه لا ~~يطلق على أحد منهم اسم نبي ولا رسول، إلا على الملائكة الذين هم رسل ~~الفقط أما غير الرسل منهم فلا يقال فيهم ملائكة وإنما يقال على أحدهم روح ~~وذلك كالأرواح المخلوقة من أنفاس الذاكرين الله. قال: واعلم أن الله تعالى ~~م نفسه وليا ولم يسم نفسه نبيأ مع كونه أخبرنا وسمع دعاءنا وأمرنا ونهانا ~~وقلنا له : سمعنا وأطعنا، وليست النبوة بأمر زائد على هذا . وأطال في أمثلة ~~الأمر والنهي. # ووقال في الباب السابع والخمسين ومائة : ينبغي للواعظ أن يراقب الله ~~ي وعظه ويجتنب كل ما كان فيه تجرؤ على انتهاك الحرمات مما ذكر ~~المؤرخون عن اليهود من ذكر زلات الأنبياء كداود ويوسف عليهما السلام ~~امع كون الحق تعالى أثنى عليهم واصطفاهم؛ ثم الداهية العظمى أن يجعل ~~اذ لك في تفسير القرآن ويقول: قال المفسرون كذا وكذا، مع كون ذلك كله ~~أويلات فاسدة بأسانيد واهية عن قوم غضب الله عليهم وقالوا في الله تعالى ~~اما قصه علينا في كتابه وكل واعظ ذكر نحو ذلك في مجلسه مقته اله ~~ووملائكته لكونه ذكر لمن في قلبه مرض من العصاة حجة يحتج بها ويقول: ~~إذا كان مثل الأنبياء وقعوا في مثل ذلك فأيش ms077 أنا؟ فعلم أن الواجب على ~~الواعظ ذكر الله وما فيه تعظيمه وتعظيم رسله وعلماء أمته وترغيب الناس في ~~الجنة، وتحذيرهم من النار وأهوال الموقف بين يدي الله عز وجل فيكون ~~جلسه كله رحمه ~~قلت: وكذلك لا ينبغي له أن يحقق المناط في نحو قوله تعالى: ~~ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) [آل عمران: 159]. ولا نحو ~~قوله ( منكم من يرييد الدنيا ومنكم من يربيد الآخرة) [آل عمران: ~~152] وقوله: (ولا تزال تطلع على خاينة منهم إلا قليلا منهم) [المائدة: 13] فإن ~~العامة إذا سمعوا مثل ذلك استهانوا بالصحابة ثم احتجوا بافعالهم والله تعالى PageV00P000 ~~أعلم. # اوقال في الباب التاسع والخمسين ومائة: لا تكون الرسالة قط الا ~~ابواسطة روح قدسي ينزل بالرسالة على قلبه وأحيانا يتمثل له رجلا وكل وحي ~~الا يكون بهذه الصفة لا يسمى رسالة بشرية إنما يسمى وحيا أو إلهاما، أوا ~~انفنا، أو إلقاء، ونحو ذلك. قال: والفرق بين النبي والرسول أن النبي إنسان ~~أحي إليه بشرع خاص به فإن قيل له: { بلغ ما أنزل إليلك) [المائدة: 67] إما ~~الطائفة مخصوصة كسائر الأنبياء وإما عامة ولم يكن ذلك إلا لمحمد ~~ووحده، سمي بهذا الوجه رسولا وإن لم يخص في نفسه بحكم لا يكون لمن ~~اث إليهم فهو رسول لا نبي، وأعني: نبوة التشريع التي ليست للأولياء؛ ~~فعلم أن كل رسول لم يخص بشيء في نفسه مع التبليغ فهو رسول ونبي فما ~~كل رسول نبي على ما قررناه ولا كل نبي رسول بلا خلاف. وأطال في ~~وقال في الباب الحادي والستين ومائة: قد أنكر أبو حامد الغزالي مقام ~~القربة الذي بين الصديقية والنبوة وقال : ليس بينهما مقام ومن تخطى مقام ~~الصديقين وقع في النبوة والنبوة باب مغلق. قال الشيخ محيي الدين : والحق ~~أن مقام الخضر مقام بين الصديقية والنبوة، وأطال هي ذلك. # وقال في الباب الثالث والستين ومائة في قوله تعالى: (آدع إلى سبيل ~~ال بالحكمة والموعظة الحسنة) [النحل: 125] الآية : اعلم أنه ينبغي للداعي أن ~~الا يطمع قط في مال المدعوين ولا ms078 في حمدهم ولا ثنائهم عليه فإن مرتبة ~~الاعي شرطها أن تكون أعلى من مرتبة المدعو فلا ينبغي له أن يخلع ثوبا ~~أالبسه الله إياه وأطال في ذلك. ثم قال: فمن لم يكن غني النفس عما بأيدي ~~الناس فليبدأ بنفسه يعظها حتى يتخلص من الركون للخلق ثم يدعو كما دعت ~~السل وكمل ورثتهم قال تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) [البقرة: ~~44) . تنبيها على مقام الكمال لأن الإنسان لا يأمر الناس بشيء إلا إن كان هو ~~اقد عمل به فافهم والله أعلم ~~وقال في الباب السادس والستين ومائة، في قوله تعالى:{ وعاتين PageV00P000 ~~الحكمة وفصل الخطاب)* [ص: 20] أي آتيناه الحكمة عملا وفصل الخطاب ~~قولا. قال: والحكمة هي علم بمعلوم خاص ومن شروطها أنها تحكم ~~وويحكم بها ولا يحكم عليها وبذلك سمي الرسن الذي يحكم بها الفرس ~~كمة فكل علم له هذا النعت فهو النعت. # وقال في الباب السابع والسبعين ومائة: ليس من شأن أهل الله أن ~~اصرفوا بلفظة كن إذا أعطوها فربما يكون ابتلاء واختبارا، وجعلوا بدلها بسم ~~الله في كل فعل أرادوه. قال: وإنما استعملها رسول الله ، في غزوة تبوك ~~اليعلم خواص أصحابه ببعض أسرار الله في خلقه وما سمع منه قبل ذلك ولا ~~بعده تصرف بها ~~وقال فيه: لم نعرف من الأسماء الإلهية اسما يدل على الذات في ~~اجميع ما ورد علينا في الكتاب والسنة إلا الاسم الله على خلاف في ذلك ~~الأنه اسم علم لا يفهم منه إلا ذات المسمى ولا يدل على مدح ولا ذم وهذا ~~في مذهب من لا يرى أنه مشتق من شيء ثم على قول الاشتقاق هل هو ~~قصود للمسمى أو ليس بمقصود للمسمى كما إذا سمينا شخصا بيزيد على ~~اطريق العلمية وإن كان هو فعل من الزيادة ولكن ما سميناه به لكونه يزيد ~~اوينعو في جسمه وعلمه مثلا وإنما سميناه به لنعرفه ونصيح به إذا آردناه فمن ~~الأسماء ما يكون بالوضع على هذا الحد فإذا قيلت على هذا فهي أعلام وإذا ~~اقيلت على طريق المدح ms079 فهي أسماء صفات وبهذا ورد جميع الأسماء الحسنى ~~ونعت بها كلها ذاته سبحانه وتعالى من طريق المعنى؛ وأما الاسم "الله" فنعت ~~ابه من طريق الوضع اللفظي فالظاهر أن الاسم الله للذات كالعلم ما أريد به ~~الاشتقاق وإن كانت فيه رائحة الاشتقاق كما قاله بعضهم. قال: وأما أسماع ~~الضمائر فإنها تدل على الذات بلا شك وما هي مشتقة من لفظة هو ذا وأن ~~وأنت ونحن والياء من أني والكاف من أنك فأما هو فهو اسم لضمير الغائب ل ~~وأما ذا فهي من أسماء الإشارة مثل قوله: {ذلكم الله ريبكم) [الأنعام: 102]. # ووكذلك لفظة ياء المتكلم مثل قوله: فاعبدني وأقو الصلوة لذكرى) [طه: ~~14] وكذلك لفظه أنت وتاء المخاطب مثل قوله: { كنت أنت الرقيب عليه ~~المائدة: 117] ولفظة : نحن ولفظة : أنا مشددة . ولفظة قوله إنا من قوله: PageV00P000 ~~إنا نحن نزلنا الذكر [الحجر: 29 وكذلك حرف كاف الخطاب نحو: إنك ~~أت العزيز الحكير) [البقرة: 129] فهذه كلها أسماء ضمائر، وإشارات وكنايات ~~عم كل مضمر ومخاطب ومشار إليه ومكنى عنه، وأمثال هذه ومع ذلك ~~فليست أعلاما ولكنها أقوى في الدلالة من الأعلام فإن الأعلام قد تفتقر إلى ~~النعوت وهذه لا افتقار لها. قال: وأما لفظة هو فهي أعرف عند أهل الله من ~~الاسم الله في أصل الوضع لأنها تدل على هوية الحق التي لا يعلمها إلا هو ~~وأطال في ذلك. # اقلت: وذكر الشيخ أيضا في الباب التاسع والسبعين وثلاثمائة ما نصه: ~~اعلم أنه ثم أسماء الهيئة تطلب العالم ولا بد كالاسم الرب، والقادر، ~~اوالخالق، والنافع، أو الضار، والمحيي، والمميت، والقاهر، والمعز ~~اوالمذل، ونحو ذلك؛ وثم أسماء الهيئة لا تطلب العالم ولكن تستروح منها ~~اننفس من أسماء العالم كالغني، والعزيز، والقدوس، وأمثال هذه الأسماء. # قال: وما وجدنا لله تعالى أسماء تدل على ذاته خاصة من غير تعقل ~~امعنى زائد على الذات أبدا فإنه ما ثم اسم إلا على أحد أمرين إما يدل على ~~لفعل وهو الذي يستدعي العالم ولا بد وإما يدل على تنزيه وهو الذي يستروح ~~امنه صفات نقص ms080 كون تنزه الحق تعالى عنها غير ذلك ما أعطانا الله فما ثم ~~ام علم ما فيه سوى العلمية لله تعالى أصلا إلا إن كان ذلك في علمه وما ~~استأثر به في غيبه مما لم يبده لنا. قال: وسبب ذلك أنه تعالى ما أظهر ~~أسماءه لنا إلا للثناء بها عليه فمن المحال أن يكون فيها اسم علم أصلا؛ لأ ن ~~الأسماء الأعلام لا يقع بها ثناء على المسمى لكنها أسماء أعلام المعاني التي ~~ادل عليها وتلك المعاني هي التي يثنى بها على من ظهر عندنا حكمه بها فينا ~~اهو المسمى بمعانيها، والمعاني هي المسماة بهذه الأسماء اللفظية كالعالم ~~ووالقادر وباقي الأسماء فلله الأسماء الحسنى وليست إلا المعاني لا هذه ~~الألفاظ لأن الألفاظ لا تتصف بالحسن والقبح إلا بحكم التبعية لمعانيها الدالة ~~ونظم خاص يسمى اصطلاحا انتهى PageV00P000 ~~الاسم "الله" بالوضع إنما مسماه ذات الحق تعالى عينها، الذي بيده ملكوت ~~كل شيء. وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن كل اسم إلهي يتضمن أسما ~~التنزيه من حيث دلالته على ذات الحق تعالى، ولكن لما كان ما عدا الاسم ~~الله من الأسماء مع دلالته على ذات الحق تعالى يدل على معنى آخر من نفي ~~أو إثبات من حيث الاشتقاق لم تقو أحدية الدلالة على الذات قوة هذا الاسم ~~كالرحمن وغيره من الأسماء الإلهية الحسنى، وقد عصم الله تعالى هذا الاسم ~~العلم أن يتسمى به أحد غير ذات الحق ولهذا قال في معرض الحجة على ~~امن نسب الألوهية إلى غير الله تعالى: (قل ستوهم) [الرعد: 33] فلو ~~اموهم ما قالوا إلا بغير الاسم الله؛ فقد علمت أن الاسم الله يدل على ~~الذات بحكم المطابقة كالأسماء الأعلام على مسمياتها وأطال في ذلك فتأمل ~~اهذا المحل وحرره والله يتولى هداك ~~وقال: ليس في أسماء الله اسم مرادف قط للاتساع الإلهي بل ليس في ~~الوجود كله تكرار جملة واحدة. # اوقال في حديث "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من ~~أحصاها دخل الجنة" : قد خرج بذلك ما ms081 أخذناه نحن من طريق الاشتقاق ~~اعلى جهة المدح فإنها لا تحصى كثرة وهذه التسعة والتسعون اسما لم نقدر ~~اعلى تعيينها من وجه صحيح لأن الأحاديث الواردة فيها كلها مضطربة لا ~~اصح منها شيء وكل اسم إلهي يحصل لنا من طريق الكشف فلا نورده في ~~كتاب وإن كنا ندعو به في نفوسنا لما يؤدي إليه ذلك من الإنكار علينا وأطال ~~في ذلك. # وقال في الباب الثامن والسبعين ومائة : معنى حبنا لربنا أن نحب ~~الأشياء من أجله ونبغض الأشياء من أجله، ليس غير ذلك؛ لانتفاء المجانسة ~~اينه تعالى وبيننا، يقول الله عز وجل يوم القيامة لمن ادعى محبته : "هل ~~اواليت لي وليا أو عاديت لي عدوا" كما ورد. # وقال في قوله تعالى: (قل فله الحكجة البلغة) [الأنعام: 149]: في هذه ~~الآية دليل على أن الله تعالى ما كلف عباده إلا ما يطيقونه عادة فلم يكلفهم PageV00P000 ~~انحو الصعود إلى السماء بلا سبب، ولا بالجمع بين الضدين ولو كلفهم ~~بذلك ما كان يقول: (فلله الححبة البتلغة). وإنما كان يقول: فله أن يفعل ما ~~اليريد كما قال: ل يسئل عما يفعل) [الأنبياء: 23] لمن يقول في نفسه: كيف ~~تأمرنا يا ربنا بأمر لم نقسم لنا فعله أو تنهانا عن شيء وقد قدرته علينا فهذا ~~موضع لا يسأل عما يفعل ~~ووقال : بلغني أن العصفور قال لزوجته حين راودها عن نفسها: لقد بلغ ~~ااي من حبي لك أن لو قلت لي: اهدم هذه القبة على سليمان لهدمتها لك. # فأرسل سليمان خلفه وقال: ما حملك على هذا القول الذي تعجز عنه ~~فقال: مهلا يا نبي الله إن المحيين إنما يتكلمون غالبا بلسان المحبة والعشق ~~الا بلسان العلم والعقل، فضحك سليمان من قول الخطاف ولم يعاقبه. # اقلت: وفي هذه عذر عظيم لنحو سيدي عمر بن الفارض وآضرابه في ~~التغزلاتهم فلا ينبغي إقامة موازين أهل العقول الكونية عليهم لآنهم إنما تكلموا ~~بلسان العشق فافهم وسلم تسلم ~~وقال في الباب الرابع والثمانين ومائة : كرامات الأولياء على قسمين ~~حسية ومعنوية، فالحسية للعامة والمعنوية للخاصة ms082؛ قال : والحسية هي مثل ~~الكلام على الخاطر والإخبار بالمغيبات الماضية والكائنة والآتية، والأخذ من ~~الكون والمشي على الماء، واختراق الهواء، وطي الأرض والاحتجاب عن ~~الأبصار وإجابة الدعوة في الحال ونحو ذلك، وأما الكرامة المعنوية عندا ~~الخواص فهي: حفظ آداب الشريعة من فعل مكارم الأخلاق واجتناب ~~افسافها والمحافظة على أداء الواجبات مطلقا في أوقاتها والمسارعة إلى ~~الخيرات وإزالة الغل للناس والحسد والحقد لهم وطهارة القلب من كل صفة ~~ام ذمومة وتحليته بالممر مع الأنفاس ومراعاة حقوق الله في نفسه وفي الأشيا ~~وومراعاة أنفاسه في دخولها وخروجها فيتلقاها بالآدب ويخرجها وعليها خلعة ~~الحضور، فهذه كلها هي الكرامات عندنا فإنه لا يدخلها مكر ولا استدراج ~~بخلاف كرامة العامة . وإيضاح ذلك أن الكرامة عند الخواص من لازمها العلم ~~الصحيح والوفاء بالمعهود ومعلوم أن الحدود الشرعية لا تنصب حبالة للمكر ~~الالهي وليست الدنيا بمحل لخرق العوائد وإنما محل ذلك الدار الآخرة . PageV00P000 # وأطال في ذلك. # وقال في الباب الخامس والثمانين ومائة : اعلم أن ميزان الشرع ~~الموضوعة في الأرض هي ما بأيدي العلماء من الشريعة فمهما خرج ولي عن ~~اميزان الشرع المذكور مع وجود عقل التكليف أنكرنا عليه ذلك فإن غلب عليه ~~الحال سلم له حاله ما لم يعارض نصا أو إجماعا، وأما مخالفته لما طريقهم ~~الهم فلا . قال: فإن ظهر بأمر يوجب حدا في ظاهر الشرع ثابت عند الحاكم ~~أقيمت عليه الحدود ولا بد، ولا يعصمه من إقامة الحد احتمال أن يكون ~~كأهل بدر لأن المؤاخذة إنما سقطت عن أهل بدر في الدار الآخرة ومن قيل ~~اله: افعل ما شئت فقد غفرت لك يقتضي أن ذلك الفعل ذنب ولذلك قال: ~~افرت لك دون أسقطت عنك الحدود فعلم أن القاضي الذي يقيم الحد على ~~اهذا الشخص مأجور، وهي بعينها واقعة الحلاج؛ وأطال في ذلك. # وقال في الباب السادس والثمانين ومائة : لا يكون خرق العادة إلا لمن ~~اخرق العادة في ترك شهوات نفسه وأما من خرقت له العادة لا عن استقامة ~~افهو مكر واستدراج من حيث لا يشعر ms083؛ قال: وهذا هو الكيد المتين ~~اقال: واعلم أن خرق العوائد على وجوه: منها ما يكون عن قوى ~~انفسية فإن أجرام العالم تنفعل للهمم النفسية ومنها ما يكون عن حيل طبيعية ~~كالفطريات وغيرها وبابها معلوم عند العلماء بها، ومنها ما يكون عن نظم ~~ووحرف بطوالع وذلك لأهل الرصد ومنها ما يكون بأسماء يتلفظ بها ذاكرها ~~فيظهر عنها ذلك الفعل المسمى خرق عادة في عين الرائي لا في نفس الأمر ~~ووهذه كلها تحت قدرة المخلوق بجعل الله وليس صاحبها عند الله بمكان ~~ووإنما ذلك بفعل خاصية ما ذكرنا كالدواء المسهل يفعل بخاصيته وليس هو ~~عند الله بمكان. # ووقال في الباب السابع والثمانين ومائة: اختلف الناس فيما كان معجزة ~~الانبي هل يجوز أن يكون كرامة لولي؟ فالجمهور أجازوا ذلك إلا الأستاذ أبا ~~احاق الإسفرايني فإنه منع من ذلك. قال: وهو الصحيح عندنا إلا أنا ~~انشترط أمرا لم يذكره الأستاذ وهو أن نقول: إلا إن أقام الولي بذلك الأمر PageV00P000 ~~المعجز على تصديق النبي لا على جهة الكرامة فهو واقع عندنا بل قدا ~~اشاهدناه فيظهر على الولي ما كان معجزة لنبي على ما قلناه ولو تنبه لذك ~~الأستاذ لقال به ولم ينكره فإنه ما خرج عن بابه. قال: وهذا الذي ذهب إليه ~~الأستاذ هو الذي يعطيه النظر العقلي إلا أن يقول الرسول في وقت تحديه ~~االمنع في الوقت خاصة فإنه جائز أن يقع ذلك الفعل كرامة لغيره بعد انقضاء ~~ازنمانه الذي اشترطه وأما إن أطلقه فلا سبيل إلى ما قال له الأستاذ انتهى. # وقال في الباب الثامن والثمانين ومائة في حديث "إن رؤيا المسلم على ~~رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا حدث بها وقعت" : اعلم أن لله تعالى ملكا ~~اموكلا بالرؤيا يسمى الروح وهو دون السماء الدنيا بيده صور الأجساد التي ~~يدرك النائم فيها نفسه وغيره وصور ما يحدث من تلك الصور من الأكون ~~فإذا نام الإنسان أو كان صاحب غيبة، أو فناء، أو قوة إدراك لا تحجبه ~~المحسوسات في يقظته عن إدراك ما ms084 بيد هذا الملك من الصور فيدرك هذا ~~الشخص بقوته في يقظته ما يدركه النائم في نومه وذلك أن اللطيفة الإنسانية ~~اتتقل بقواها من حضرة المحسوسات إلى حضرة الخيال المتصل بها الذي ~~امحله مقدم الدماغ فيفيض عليها ذلك الروح الموكل بالصور من الخيال ~~المنفصل عن الإذن الإلهي ما يشاء الحق أن يريه لهذا النائم، أو الغائب، أوا ~~الفاني من إدراك المعاني متجسدة ونحو ذلك ، فيرى الحق في صورة. وأطال ~~في ذلك، ثم قال: فعلم أن كل من عبر الرؤيا لا يعبرها حتى يصورها في ~~اخياله فتنتقل تلك الصورة عن المحل الذي كانت فيه حديث نفس أو تحزينا ~~امن شيطان إلى خيال العابر لها؛ ثم إن الله تعالى إذا أراد أن يري أحدا رؤيا ~~اعل لصاحبها فيما راه حظا من الخير والشر بحسب ما تقتضيه رؤياه ~~فيصور الله تعالى ذلك الحظ طائرا وهو ملك في صورة طائر كما يخلق من ~~الأعمال صورا ملكية روحانية جسدية برزخية؛ قال: وإنما جعلها في صورة ~~اطائر لأنه يقال : طار سهمه بكذا والطائر الحظ قال تعالى: {طكيركم معكم ~~ريس: 19]. أي : حظكم، ونصيبكم معكم من الخير، والشر، وتجعل الرؤيا ~~اعلقة برجل هذا الطائر وهي عين الطائر فإذا عبرت سقطت لما عبرت ل ~~ووعندما تسقط ينعدم الطائر لأنه عين الرؤيا فينعدم لسقوطها وتتصور في عالم PageV00P000 ~~الحس بحسب الحال التي تخرج عليه تلك الرؤيا فترجع صورة الرؤيا عين ~~الحال لا غير فتلك الحال إما عرض أو جوهر وإما نسبة من ولاية أو غيرها ~~الي عين صورة تلك الرؤيا وذلك الطائر ومنه خلقت ولا بد كما خلق آدم من ~~اتراب ونحن من ماء مهين. وأطال في ذلك ثم قال: وإنما كان ، إذا ~~أصبح يقول لأصحابه: "هل رأى أحد منكم رؤيا" لأن الرؤيا من أجزاء النبوة ~~الانها مبتدأ الوحي فكان يحب أن يشهدها في أمته والناس في غاية ~~الجهل بهذه المرتبة التي كان يعتني بها ويسأل كل يوم عنها والجهلاء في ~~الهذا الزمان إذا سمعوا بأمر وقع في النوم أو في الغيبة ms085 أو الفناء لم يرفعوا به ~~أسا وقالوا بالمنامات: يريد هؤلاء أن يدركوا مدارك الصالحين ويستهزئون ~~بالرائي إذا اعتمد عليها وهذا جهل بمقامها. قال: واعلم أن محل الرؤيا ~~النشأة العنصرية فليس للملك رؤيا وذلك لأن مكان الرؤيا ما تحت مقعر فلك ~~القمر خاصة لو قدر أن شخصا خرج من مكان الرؤيا لا يرى بعد ذلك رؤيا ~~الانه لا يقوم به صفة النوم. وأطال في ذلك. # قلت: ذكر الشيخ شروطا فيمن يرى رسول الله ، في الباب التاسع ~~اعشر وأربعمائة وكذلك في الباب الخامس والثلاثين وثلاثمائة والباب الأربعين ~~وخمسمائة، ما له تعلق برؤية الله ورؤية رسوله ، وذكر في الرؤيا ~~والمبشرات، وأن الرؤيا أعم والمبشرات أخص فإن الإنسان قد يرى ما ~~حدث به نفسه وما يلعب به الشيطان أو يحزنه ولو لم يكن ذلك أثر فيمن ~~اراها لنفسه أو رؤيت له ما أثبت الشارع لذلك الخوف من بلاء وهو أمر ~~اصاحب الرؤيا المفزعة أن يتفل عن يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من شر ما رأى ~~فانها لا تضره ثم يتحول عن شقه الذي كان نائما عليه حين الرؤيا إلى شقه ~~الآخر فإنها تتحول بتحوله ولا تضره وذلك كما يحول الإنسان رداءه في ~~الاستسقاء فيحول الله حالة الجدب بالخصب والله أعلم. # وقال في الباب الثامن والتسعين ومائة في حديث: "إن نفس الرحمن ~~ااتيني من قبل اليمن" : المراد بالنفس هو العماء الذي هو البخار المسمى ~~بالحق المخلوق به السموات والأرض وما بينهما وليس هو الهواء ولهذا ~~اقال في صفة العماء الذي كان الحق تعالى فيه من غير حلول قبل أن PageV00P000 ~~يخلق الخلق: لاليس تحته هواء وليس فوقه هواءا . يعني: أن له صفة الفوق ~~والتحت، أما الفوق فمن كون الحق نسب إلى نفسه أنه فيه وأما التحت فمن ~~احيث كون العلم فيه فلو كان العماء هواء لكان مخلوقا والحديث أثبت أن ~~العماء كان قبل خلق الخلق فافهم ما تحته. # وقال في قوله تعالى: (ألز تر أن الله يزبى سحابا ثم يولف بينه ثم يجعله ~~وكاما فترى الودق يخرج ms086 من خلزله.) [النور: 43] (فإذا أصاب بهه من يشاء من ~~اده إذا هر يستبشرون* [الروم: 48]: اعلم أن السحاب إنما يثقله الماء فإذا ~~أقل استبشر الناس بنزوله فينزل كما يصعد بما فيه من الحرارة فإذا أثقل ~~اعتمد على الهواء فانضغط الهواء فأخذ سفلا فحك وجه الأرض فتقوت ~~الحرارة في الهواء فطلب الهواء بما فيه من الحرارة القوية الصعود إلى الركن ~~الأعظم فوجد السحاب متراكما فمنعه من العود فكائفه فاشتعل الهواء فخلق ~~الله من تلك الشعلة ملكا فسماه برقا فأضاء به الجو ثم انطفا بقوة الريح كما ~~نطفىء السراج فزال ضوؤه مع بقاء عينه فزال كونه برقا وبقي العين كونا ~~ابح الله ثم يصدع الوجه الذي يلي الأرض من السحاب فإذا مازجه كان ~~كالنكاح فيخلق الله تعالى من ذلك الالتحام ملكا سماه رعدا فسبح بحمد الله ~~فكان بعد البرق لا بد من ذلك فكل برق لا بد أن الرعد يعقبه لأن الهواء ~~ايصعد مشتعلا فيخلقه الله ملكا يسميه برقا وبعد هذا يصدع أسفل السحاب ~~فيخلق الله الرعد فيسبح بحمد ربه لما أوجده. وأطال في ذلك ثم قال: وقدا ~~خلق الله ملك الرعد من الهواء كما خلقنا تعالى من الماء، وذلك الصوت ~~المسمى عندنا بالرعد يسبحه وفي ذلك الوقت يوجده الله فعينه نفس صورت ~~وويذهب كما يذهب البرق وذوات الأذناب. قال: وحقيقة الرعد تنشأ من ~~ابوب الهواء فتصدع أسفل السحاب إذا تراكم فيصوت كما يصوت الثوب إذا ~~شق فليتأمل، ويحرر ~~وقال: أرجى آية للمشرك ومن يدع مع الله إلكها ماخر لا برهن له بهم ~~المؤمنون: 117] فمن نظر في الدلائل جهد الطاقة فأداه ذلك إلى تخيل شبهة ~~أانها برهان فقد تعرض لفتح باب العذر عند الله . قال: والمراد بالبرهان هنا ~~لفي زعم الناظر وإلا فمن المحال أن يكون ثم دليل في نفس الأمر على إل PageV00P000 ~~آخر، فلم يبق إلا أن تظهر الشبهة بصورة برهان فيعتقد أنها البرهان وليس في ~~قوته أكثر من هذا . وأطال في ذلك بنحو ثلاثة أوراق، ثم قال: وإنما نكر ~~الا" لأنه ms087 لم يكن ثم إذ لو كان ثم لتعين ولو تعين لم يتنكر فدل على أن ~~امن ادعى مع الله إلها آخر فقد نفخ في غير ضرم واستسمن ذا ورم لأنه ليس ~~اله حق يتعين ولا حق يتضح ويتبين فكان مدلول دعائه العدم المحض ولم ~~ايق إلا من له الوجود المحقق وأطال في ذلك. # قلت: وهذا الكلام من أقوى دلالة على ضعف العمل بالمفهوم ثم إن ه ~~الا يتمشى إلا على مذهب من يقول إن المخطىء في الأصول لا وزر عليه ~~كما لو أخطا في الفروع وهو مذهب بعضهم خلافا للجمهور ~~ووقال: إذا تلوت القرآن فاعلم عمن تترجم فإن الله تعالى تارة يحكي ~~اقول عبده بعينه وتارة يحكيه على المعنى مثال الأول قوله: ل تحزن إت ~~اله معنكا* [التوبة: 40] ومثال الثاني: قوله عن فرعون {يلهمن ابن لى صرحا ~~[غافر: 36] فإنه إنما قال ذلك بلسان القبط فوقعت الترجمة عنه باللسان العربي ~~اوالمعنى واحد فهذه الحكاية على المعنى فلتعلم الأمور إذ وردت حتى يعلم ~~اقول الله من قول يحكيه لفظا أو معنى كل لسان بما هو عليه فقول الله: وإذ ~~أأذ الله ميثق النبيئن لما "اتيتكم من كتلب وحكمة ثر جاءكم رسول ~~مصدق لما معكم لتؤمنن بهء ولتنصرته قال *أقررش وأخذتم على ذالكم إصرى ~~قالا* [آل عمران: 81] وانتهى قول الله ثم حكى قولهم مترجما عنهم ( أقررنا ~~[آل عمران: 81] وكذلك قوله: (وإذا لقوا الذين *امنوا قالوا) [البقرة: 14]: إلى ~~الهنا انتهى قول الله: (آمنا)، حكاية قولهم : (وإذا خلوا إلى شيلطينهم قالوا) ~~البقرة: 14]: إلى هنا قول الله: (إنا معكم إنما نحن مستهزءون) [البقرة: 414 ~~احكاية قول المنافقين وقس على ذلك. # وقال في قوله تعالى: وذا النون إذ ذهب مغضبا فظن أن لن نقدر ~~عليد [الأنبياء: 87] : أي : لن نضيق عليه وكذلك فعل الله تعالى ففرج ال ه ~~اع نه بعد الضيق ليعلم قدر ما أنعم الله تعالى عليه ذوقا ولذلك سمي قوله: ~~لا إله إلا أنت سبحنك إني كنت من الظيلمين) [الأنبياء: 87] توحيد الفم ~~والتنفيس، لأنه تعالى نفس ms088 عن يونس بخروجه من بعلن الحوت وكذلك عامل PageV00P000 ~~اقومه بكشفه عنهم العذاب بعد ما رأوه نازلا بهم فأمنوا وأرضاه الله في أمته ~~ففعها إيمانها ولم يفعل ذلك مع أمة قبلها إذ كان غضبه لله ومن أجل الله ~~فأمد لهم في التمتع في مقابلة ما نالوه من الألم عند رؤية العذاب فخص ال ه ~~أمته من أجله بما لم يخص به أمة قبلها. # قال الشيخ: وقد اجتمعت بجماعة من قوم يونس سنة خمس وثمانين ~~وخمسمائة بالأندلس حيث كنا فيه وقست آثر رجل واحد منهم في الأرض ~~فرأيت طول قدمه ثلاثة أشبار، وثلثي شبر. # وقال: إنما كنت أذهب إلى تفضيل الملأ الأعلى من الملائكة على ~~خواص البشر، لأن رسول الله أعطاني الدليل على ذلك في واقعة وقعت ~~الي وكنت قبل هذه الواقعة لا أذهب في هذه المسألة إلى مذهب جملة ~~واحدة. # قلت: وذكر الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله أن الشيخ رجع عن ~~الققول بتفضيل خواص الملائكة على خواص البشر قبل موته بسنة ووافق ~~الجمهور من أهل السنة انتهى. وتقدم ذلك أيضا عنه في الباب الثالث ~~ووالسبعين. ولكن سيأتي في الباب الثالث والثمانين وثلاثمائة قوله بعد كلام ~~قد جاوز السملأ العلوي والرسلا ~~صيله وسها عسن نفسسه وسال ~~ب الوسيلة فسي أوصافه كملا ~~طويل: ~~ليس يدرك مسا قلنا سوي رجل ~~وهام فيسما يظن الخلق أجمع ~~ذاك السرسول رسول الله أحمسدن ~~ل صرح بأن رسول الله أفضل من الملائكة ومن سائر الرسل وسكت ~~اعما عداه، وتقدم قوله في الباب الخامس والعشرين : أخذ على الخضر العهد ~~بالتسليم لمقالات الشيوخ فلعل ما ذكرناه عنه من التفضيل كان أولا ثم رجع ~~اعنه . وكذلك تقدم قوله في الباب التاسع والستين : ليس يصح لأحد منا ~~اخول مقام الرسالة إنما نراه من خارج كما نرى كواكب السماء ونحن في ~~الأرض فراجعه والله تعالى أعلم ~~وقال: نجم الثريا سبعة أنجم، والصرفة اثنان ، والذراع ثلاثة، والبطين PageV00P000 ~~أربعة، والجبهة خمسة، والدبران ستة، والنعائم تسعة. قال: ولم أر للثمانية ~~اصورة في نجوم المنازل ولهذا ms089 كان المولود إذا ولد في الشهر الثامن يموت ~~اولا يعيش ويكون معلولا لا ينتفع بنفسه بخلافه إذا ولد في سبعة أو تسعة ~~وو ذلك لأن الثامن شهر يغلب على الجنين فيه البرد واليبس وهو طبع الموت ~~وأطال في ذلك. # وقال: العرش مستدير الشكل وكل ما أحاط به فيه الاستدارة وانظر إلى ~~التشبيه النبوي بأن الكرسي في جوف العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة ~~فشبهه بكل مستدير وهي الحلقة . وكذلك شبه السموات في الكرسي كحلقة . # اقال: واعلم أن العرش يوصف تارة بالعظيم، وتارة بالكريم، وتارة بالمجيد. # ففو من حيث الإحاطة عظيم لأنه أعظم الأجسام ومن حيث إنه أعطي ما في ~~قوته لمن هو في حيطته وقبضته فهو كريم ومن حيث نزاهته أن يحيط به غير ~~امن الأجسام فهو مجيد لشرفه على سائر الأجسام. قال: فإن قلت إذا كان ~~العرش محيطا بجميع الكائنات فأين الخلاء الذي يكون فيه الحافون من حول ~~العرش لأن العرش قد عمر الخلاء؟ فالجواب أنه لا فرق بين كونهم حافين ~~امن حول العرش وبين الاستواء على العرش فإن من لا يقبل التحيز لا يقبل ~~الاتصال والانفصال، فعلم أن هذا العرش الذي تحف به الملائكة هو الذي ~~اأتي الله فيه للفصل والقضاء يوم القيامة، وليس هو الجسم الذي عمر الخلاء ~~واستوى عليه الرحمن أما تراه تعالى يقول: (وترى الملتيكة حافيب من حول ~~الرش يسبحون بحمد ريهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العلمين) [الزمر: ~~75] عند الفراغ من القضاء. # ووقال: زيارة العبد لربه في الجنة تكون على عدد صلاته في دار الدنيا ~~ورؤيته له على قدر حضوره فيها مع ربه. # وقال: ينبغي لقارىء القرآن إذا لم يكن من أهل الكشف أن يبحث ~~وويسأل علماء الشريعة عن كل شيء ثبت عندهم أنه كان قرآنا ونسخ فيحفظه ~~اليزيده الله بذلك درجات في الجنة حين يقال له يوم القيامة : اقرأ وارق. # قال: وقد زعم بعض أهل الكشف أنه سقط من مصحف عثمان كثير من ~~المنسوخ. قال: ولو أن رسول الله ، كان هو ms090 الذي تولى جمع القرأن PageV00P000 ~~الوقفنا وقلنا هذا وحده هو الذي نتلوه يوم القيامة. قال: ولولا ما يسبق ~~القلوب الضعيفة ووضع الحكمة في غير أهلها لبينت جميع ما سقط من ~~صحف عثمان رضي الله عنه . قال : وأما ما استقر في مصصحف عثمان فلم ~~ينازع أحل فيه. # اقلت: ذكر الشيخ محيي الدين في "الفتوحات المصرية" أن الذي يتعين ~~اعتقاده أنه لم يسقط من كلام الله تعالى شيء لانعقاد الإجماع على ذلك وال ه ~~أعلم. # وقال: لا يعرف حقائق الحروف المقطعة أوائل السور إلا أهل الكشف ~~اوالوجود فإنها ملائكة وأسماؤهم أسماء الحروف. قال: وقد اجتمعت بهم ~~في واقعة وما منهم ملك إلا وأفادني علما لم يكن عندي فهم من جمل ه ~~أاشياخي من الملائكة فإذا نطق القارىء بهذه الحروف كان مثل ندائهم ~~فيجيبونه بقول القارىء: الم فيقول هؤلاء الثلاثة من الملائكة ما تقول ~~لفيقول القارىء ما بعد هذه الحروف فيقولون: صدقت إن كان خيرا ويقولون ~~اله ذا مؤمن حقا نطق حقا وأخبر حقا فيستغفرون له وهكذا القول في ألف لام ~~صاد وأخواتها وهم أربعة عشر ملكا آخرهم نون والقلم وقد ظهروا في ~~امنازل القرآن على وجوه مختلفة فمنازل ظهر فيها ملك واحد مثل نون وصاد ~~وومنازل ظهر فيها اثنان مثل {طست ويس وحم وهكذا، وصورها مع التكرار ~~اتسعة وسبعون ملكا بيد كل ملك شعبة من الإيمان فإن الإيمان بضع وسبعول ~~اشعبة والبضع من واحد إلى تسعة فقد استوفى غاية البضع فمن نظر في هذا ~~الحروف بهذا الباب الذي فتحت له يرى عجائب وتكون هذه الأرواح ~~الملائكة التي هي الحروف أجسامها تحت تسخيره وبما بيدها من شعب ~~الايمان تمده وتحفظ عليه إيمانه ~~ووقال في قوله تعالى: (ويرسل الصوعق فيصيب بها من يشاء) [الرعد: ~~13] الصواعق أهوية محترقة اشتعلت فما تمر بشيء إلا أثرت فيه ولولا الأثير ~~الذي هو نار بين السماء والأرض ما كان حيوان ولا نبات ولا معدن في ~~الأرض لشدة البرد الذي في السماء الدنيا، فهو يسخن العالم لتسري فيه ~~الحياة بتقدير العزيز ms091 العليم. قال: واعلم أن الأثير الذي هو ركن النار متصل PageV00P000 ~~بالهواء والهواء حار رطب فيما في الهواء من الرطوبة إذا اتصل بهذا الأثير أثر ~~الفيه لتحركه اشتعالا في بعض أجزاء الهواء الرطبة فبدت الكواكب ذوات ~~الأذناب لأنها هواء محترق لا مشتعل وهي سريعة الاندفاع وإن أردت تحقيق ~~اهذا فانظر إلى شرر النار إذا ضرب الهواء النار بالمروحة يتطاير منها شرر مثل ~~الخيوط في رأي العين ثم تنطفىء كذلك هذه الكواكب قد جعلها الله رجوما ~~الشياطين الذين هم كفار الجن كما قال الله تعالى . قال: واعلم أن الهواء لا ~~اسمى ريحا إلا إذا تحرك وتموج، فإذا اشتدت حركته كان زعزعا وإن لم ~~تشتد كان رخاء وهو ذو روح يعقل كسائر أجزاء العالم وهبوبه تسبيحه تجري ~~به الجواري، ويطفأ به السراج، وتشعل النار وتتحرك المياه والأشجار ~~وويموج البحر وتزلزل الأرض ويزجي السحاب. قال: واعلم أن روح الميا ~~امن الهواء، ولو سكن الهواء لهلك كل متنفس وكل شيء في العالم متنفس ~~ووتأمل الإنسان إذا حمي بدنه في زمن الصيف يحرك الهواء بالمروحة ليبرد ~~عنده ما يجده من الحرارة لما في الهواء من برودة الماء فإن صورة الهواء من ~~ووقال في قوله تعالى: (ومن كلي تأكحلون لحما طرييا) [فاطر: 12]: ~~اعلم أن الله تعالى ما جعل تكوين دواب البحر الملح إلا في العذب منه ~~اخاصة فإن الله تعالى أجرى في قعره عينا وأنهارا عذبة وجعل للأرض نفسا ~~امن الهواء فيطرا التعفين من ذلك فكون حيوانات البحر الملح في الما ~~العذب ولولا وجود الهواء فيه والماء العذب ما تكون فيه حيوان، ألا ترى ~~البخار الصاعد من الأنهار والبخار الصاعد من الأرض ومن البحر كيف يخرج ~~كما يخرج النفس من المتنفس فيطلب ركنه الأعظم فيستحيل منه ما يستحيل ~~وويلحق بعنصره ما يلحق على قدر ما سبق في علم الله من ذلك فهو دولاب ~~داثر منه يخرج وإليه يعود. # اوقال في قوله تعالى: {الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن) ~~االطلاق: 12] اعلم أن طبقات الأرض سبع كطبقات ms092 السموات في كونها ~~واحدة فوق واحدة قال فيمن غصب شبرا من الأرض: "طوقه من سبع ~~رضين" وذلك أنه إذا غصب شيئا من الأرض كان ما تحت ذلك المغصوب PageV00P000 ~~مفصوبا إلى منتهى الأرض السابعة ولو لم تكن طباقا بعضها فوق بعض ~~البطل المعقول من هذا الخبر وكذلك الخبر الوارد في سجود العبد على ~~الأرض من أن يظهر الله ذلك الموضع بسجدته إلى سبع أرضين وقوله: ~~يننزل الأثر بينهن) [الطلاق: 12] أي : بين السموات والآرضين ولو كانت ~~أرضا واحدة، لقال بينهما. قال: وهذا الذي قررناه هو الظاهر، وهو الذي ~~أعطاه كشفنا والله أعلم. # وقال في قوله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شىء حي أفلا يؤمنون) ~~االأنبياء: 30] اعلم أن العالم كله في قبضة الحق لا يمكنه الانفكاك عن ذلك ~~ووالانقباض في المقبوض يبس بلا شك فهو يطلب بذاته لغلبة اليبس عليه ما ~~اليطبه وقوله: {أفلا يؤمنون) [الأنبياء: 30] أفلا يصدقون بذلك لجواز خلافه ~~اعقلا الذي هو ضد الواقع فإنه لو غلب عليه البرد والرطوبة هلك ولم يكن له ~~اشفاء يحيا به إلا الحرارة واليبس، فكان يقال في ذلك الحال وجعلنا من النار ~~كل شيء حي ولو غلب عليه البرد واليبس لكانت حياته بالهواء، فيقال في ~~تلك الحالة وجعلنا من الهواء كل شيء حي ولو أفرطت عليه الحرارة ~~والرطوبة لكانت حياته بالتراب وكان يقال في هذه الحالة: وجعلثا من التراب ~~كل شيء حي. وأطال في ذلك. # وقال: حيثما أضيف الرزق إلى الله تعالى فالمراد به الحلال الطيب من ~~احيث الكسب وكل ما كان به حياة العبد فهو رزق الله وليس فيه تحجير ومن ~~الهنا كان المضطر لا حجر عليه فعلم أن الحرام لا ينبغي إضافته إلى الله تعالى ~~اقلت: ومن هنا كان من أدب الفقراء أن لا يأكلوا إلا عند الجوع لتخف ~~الشبهة في الشبهات وليكونوا في حال أكلهم تحت أمر واجب أو مستحب ~~ببخلاف الأكل من غير الجوع فافهم؛ وأول مراتب الجوع اشتغال الأمعاء ~~ااكل بعضها بعضا لعدم الطبيعة التي بها غذاؤها والله أعلم ~~وقال ms093 في قوله تعالى: ( إنه يركم هو وقبيله من حيث لا ترونه) ~~الأعراف: 27]، الآية: اعلم أن الله تعالى وصف الجن باللطافة وخلقهم من PageV00P000 ~~امارج من نار والمرج الاختلاط فهم من نار مركبة فيها رطوبة المواد ولهذا ~~ايظهر لها لهب واللهب حار رطب. قال: واعلم أن الشياطين من الجن هم ~~الأشقياء البعداء من رحمة الله خاصة وأما السعداء فأبقى عليهم اسم الجنس ~~اوهم الجان والجان خلق بين الملائكة والبشر الذي هو الإنسان وهو ~~عنصري، ولهذا تكبر فلو كان طبيعيا خالصا من غير حكم العنصر ما تكب ~~ووكان مثل الملائكة وهو برزخي النشأة له وجه إلى الأرواح النورية بلطافة ~~النار منه فله الحجاب والتشكل وله وجه إلينا أيضا به كان عنصريا ومارجا ~~فأعطاه الاسم اللطيف أن يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يشعر به وأطال ~~لفي ذلك ثم قال : فالاسم اللطيف هو الذي جعل الجان يستر عن أعين الناس ~~الف لا تدركهم الأبصار إلا متجسدين والله أعلم. # اوقال في الباب الثاني ومائتين ما نصه: اعلم أن آداب الشريعة كلها ~~ارجع إلى ما نذكره وهو أن لا يتعدى العبد في الحكم موضعه في جوهر ~~كان، أو في عرض، أو في زمان، أو في مكان، أو في وضع، أو في ~~إضافة، أو في حال، أو في مقدار، أو عدد، أو في مؤثر، أو في مؤثر فيه ~~افأما أدبه في الجوهر فهو أن يعلم العبد حكم الشرع في ذلك فيجريه فيه ~~بحسبه، وأما أدب العبد في الأعراض فهو ما يتعلق بأفعال المكلفين من ~~ووجوب، وحظر، وإباحة، ومكروه، وندب وأما أدبه في الزمان فلا يتعلق إلا ~~اأوقات العبادات المرتبطة بالأوقات فكل وقت له حكم في المكلف وسنه ما ~~اضيق وقته ومنه ما يتسع، وأما آدبه في المكان كمواضع العبادات مثل بيوت ~~الل فيرفعها عن البيوت المنسوبة إلى الخلق ويذكر فيها اسمه، وأما أدبه في ~~الوضع فلا يسمى الشيء بغير اسمه ليغير عليه حكم الشرع بتغيير اسمه فيحلل ~~اما كان محرما ويحرم ما كان محللا كما في ms094 حديث لسيأتي على أمتي زمان ~~اظهر فيه أقوام يسمون الخمر بغير اسمها" أي : فتحأ لباب استحلالها بالاسم ~~اوقد تفطن لما ذكرناه الإمام مالك رحمه الله تعالى فسئل عن خنزير البح ~~فقال : هو حرام فقيل له : إنه من جملة سمك البحر فقال: أنتم سميتمو ~~اخنزيرا فانسحب عليه حكم التحريم لأجل الاسم كما سموا الخمر نبيذا أو ~~ارزا استحلوها بالاسم وقالوا: إنما حرم علينا ما كان اسه خمرا. وام PageV00P000 ~~أأب الإضافة فهو مثل قول الخضر (فأردت أن أعيبها) [الكهف: 79] وقال: ~~فأردنا أن يبدلهما ربهما) [الكهف: 81] وذلك للاشتراك بين ما يحمد ويذم ~~وقال: فأراد ربك لتخليص المحمدة فيه فأفاد أن الشيء الواحد يكتسب ذما ~~بالنسبة إلى جهة ويكتسب حمدا بالإضافة إلى جهة أخرى، وهو هو بعينه ~~وإنما تغير الحكم بالنسبة وأما أدب الأحوال كحال السفر في الطاعة، وحال ~~السفر في المعصية فيختلف الحكم بالحال وأما الأدب في الأعداد فهو أن لا ~~ايزييد في أفعال الطهارة على أعضاء الوضوء ولا ينقص وكذا القول في أعداد ~~الصلوات والزكوات ونحوها وكذلك لا يزيد في الغسل عن صاع والوضوء ~~اعن مد وأما أدبه في المؤثر فهو أن يضيف القتل أو الغضب مثلا إلى فاعله ~~وويقيم عليه الحدود وأما أدبه في المؤثر فيه كالمقتول قودا فينظر هل قتل ~~بصفة ما قتل به أو بأمر آخر وكالمغصوب إذا وجد بغير يد الذي باشر ~~الغصب فهذه أقسام آداب الشريعة كلها ~~ووقال في الباب الثالث ومائتين : من راض نفسه ترقى لمقام رضا الل ه ~~اعالى عنه، وذلك لأن الرياضة تذليل للنفس شيئا بعد شيء حتى يلتحق ~~بدرجة العبيد الخلص لله تعالى ولذلك سميت الأرض ذلولا يطؤها الب ~~والفاجر، ولا تمييز عندها في ذلك بل تحمل البار حبأ لما هو عليه من ~~مراضي سيده وتحمل الفاجر حمل الله تعالى إياه بكونه يرزقه على كفره به ~~ووجحده إياها ونسيان شكر رب النعمة ونحو ذلك ~~قلت: فعلم أنه كلما اتسعت دائرة العبد في المعارف كلما طولب ~~احمل الأذى من جميع العالم على اختلاف طبقاتهم ms095 وأنه كلما علت درجة ~~العبد كلما كثر عصيان أتباعه له لكثرة تخلقه بالحلم والرحمة، وكانوا قبل ~~ذلك سامعين مطيعين له لضيقه ولو أنهم عصوه أيام ضيق حاله لنفر ولم يصبر ~~اتفسخ عزمه عن تربيتهم هذا مع أن أسباب المخالفات في زيادات لا تنفك ~~احتى تقوم الساعة وكلما كثرت اتسعت دائرة الحلم، والعارف متخلق بأخلاق ~~الحق في ذلك، ويؤيد هذا الذي قررناه أن الحق تعالى حبس تسعة وتسعين ~~اجزءأ من الرحمة عن أهل الدنيا ثم ينشر جميع أجزاء الرحمة في الآخرة ~~فحن كل قليل نقرب من نشر هذه الأجزاء علينا وما قارب الشيء أعطي PageV00P000 ~~كمه فافهم والله أعلم ~~وقال في الباب السابع ومائتين : اعلم أن معاصي الخواص ليست ~~كمعاصي غيرهم حتى يقعوا في المعاصي بحكم الشهوة الطبيعية، وإنما تكون ~~امعاصي الخواص بالخطأ في التأويل وإيضاح ذلك أن الحق تعالى إذا أراد ~~ايقاع المخالفة من العارف بالله زين له الوقوع في ذلك العمل بتأول لأن ~~امعرفة العارف تمنعه من الوقوع في المخالفة دون تأويل يشهد فيه وجه الحق ~~افإن العارف لا يقع في انتهاك الحرمة أبدا ثم إذا وقع في ذلك المقدور ~~بالتزيين والتأويل يظهر تعالى له فساد ذلك التأويل الذي أداه إلى ذلك الفعل ~~كما وقع لآدم عليه السلام، فإنه عصى بالتأويل فعند ذلك يحكم العارف على ~~افسه بالعصيان كما حكم عليه بذلك لسان الشريعة وكان قبل الوقوع غير ~~اعاص لأجل شبهة التأويل كما أن المجتهد في زمان فتواه بأمر ما اعتقادا أن ~~اذ لك عين الحكم المشروع في المسألة لا يوصف بخطأ ثم في ثاني الحال إذا ~~اظهر له بالدليل أنه أخطأ حكم عليه لسان الظاهر أنه أخطأ في زمان ظهور ~~اليل لا قبل ذلك فعلم أنه لا يمكن لعبد أن يعصي ربه على الكشف من ~~اغير تأويل، أو تزيين، أو غفلة، أو نسيان أبدا. قال: وأما قول أبي يزيد لما ~~اقيل له : أيعصي العارف الذي هو من أهل الكشف؟ فقال: نعم، وكان أمرا ~~الله قدرا مقدورا؛ فلا ينافي ذلك ms096. أي: لأن من أدب العارفين مع ربهم أن لا ~~كموا عليه بتقييد كأنه يقول: إن كان الحق تعالى قدر عليهم في سابق ~~اعلمه بشيء فلا بد من وقوعه وإذا وقع فلا بد لهم من حجاب أدناه التأويل ~~والتزيين، فاعلم ذلك. # ووقال في الباب الثامن ومائتين: من مكر الله الخفي بإبليس اشتغاله ~~بالعارفين ليوقعهم في المخالفات وهو تعالى قد حفظهم من مطاوعته في ذلك ~~فهو يعمل دائما في غير معمل فكلما وسوس لولي في شيء خالفه ذلك الولي ~~فيرقى بتلك المخالفة من حيث لا يشعر إبليس فهو لعنه الله ساع في تنقيصهم ~~الليلا ونهارا، وذلك عين رفع درجاتهم ولو أنه شعر بذلك لرجع عنهم فافهم. # ووقال في الباب التاسع ومائتين: إنما أحال الحق تعالى موسى على ~~الجبل حين سأل رؤية ربه لأن من صفات الجبل الثبوت. أي: فإن ثبت PageV00P000 ~~الجبل إذا تجليت له فإنك ستراني من حيث ما في ذاتك من ثبوت الجبال ~~يقال فلان جبل من الجبال إذا كان يثبت عند الشدائد والأمور العظام ~~ووايضاح ذلك أن الجبل ليس هو أكرم على الله تعالى من موسى، وإنما هو ~~الكون خلق الأرض التي الجبل منها أكبر من خلق موسى الذي هو من الناس ~~كما قال تعالى: (لخلق السمكوت والأرض أكبر من خلق الناس) [غافر: ~~57) . أي: فإذا كان الجبل الذي هو الأقوى صار دكأ عند التجلي فكيف ~~اكون موسى من حيث جبليته الصغيرة يثبت لرؤيتي. وأطال في ذلك. # اوقال في الباب العاشر ومائتين: من أراد أن يعرف بغض الحق أو ~~امحبته له فلينظر إلى حاله الذي هو عليه من اتباع رسول الله وأصحابه ~~ووالأئمة المهتدين بعده فإن وجد نفسه على هديهم وأخلاقهم من الزهد ~~والورع، وقيام الليل على الدوام وفعل جميع المأمورات الشرعية وترك جميع ~~المنهيات كذلك حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق العيش وينشرح ~~الحويل الدنيا ومناصبها وشهواتها عنه، فليعلم أن الله تعالى يحبه والا ~~فليحكم بأن الله يبغضه والإنسان على نفسه بصيرة. # وقال في الباب الحادي عشر ومائتين في قوله ms097 تعالى: لا تدرص ~~الأبصدر)* [الأنعام: 103] : ويحتمل ذلك وجهين: أحدهما: أنه نفى أن تدركه ~~الأبصار على طريق التنبيه على الحقائق أي : على معنى أن المدرك له تعالى ~~اليس هو الأبصار وإنما يدركه المبصرون بالأبصار. والوجه الثاني : لا تدركه ~~الأبصار المقيدة بالجارحة لضعفها عن مقابلة النور الإلهي ولذلك قال ~~الانور أنى أراه" لمن سأله هل رأيت ربك؟ يعني: بالبصر المقيد بالجارحة ~~فعلم أن الأبصار إذا لم تتقيد بالجارحة أدركته تعالى بنوره الذي وقع فيه ~~التشبيه بالمصباح لا بنورها المقيد الذي يقبل التشبيه . وأطال في ذلك. # وقال في الباب الثالث عشر ومائتين: ما ذكر الله تعالى قط أحد عن غفلة ~~اجوارحه كلها لأن اللسان الذي هو المترجم قد ذكر وإنما الغفلة عن شعور الذاكر ~~بأنه ذاكر فللذاكر باللسان أجر ذكر اللسان فهو أفضل من ترك الذكر جملة . # وقال في الباب السادس عشر ومائتين: من ارتفع حجابه رأى من ورايه PageV00P000 ~~كما يرى من أمامه بحكم الإرث لرسول الله . قال: وقد ذقنا هذا المقام ~~وله الحمل ~~ووقال في الباب التاسع عشر ومائتين في قوله تعالى: (أفرهيتم مما تمنون ~~كق) مأثر تخلقونه" أم نحن الخلقون للم)ا ) [الواقعة: 58 - 59) : إنما قال سبحانه ~~وتعالى: أأنتم تخلقونه ولم يقل: أأنتم تخلقون منه أو فيه. لأنه تعالى أراد ~~اعين إيجاده منا خاصة والاسم المصور هو الذي يتولى فتح الصورة فيه آية ~~اصورة شاء من الجنس أو غيره، وهو قوله تعالى: في أي صورة ما شا ~~كبلك [الإنفطار: 48 . يعني: شاء الاسم المصور. # وقال في الباب الخامس والعشرين ومائتين في قول الله عز وجل حكاية ~~اعن إبراهيم عليه السلام: ري أرني كيف تحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ~~ولكن ليطمين قلبى)* [البقرة: 260] : أي : بل آمنت ولكن لوجود الإحياء ~~ووجوه كثيرة كما كان وجود الخلق فمن الخلق من أوجدته يا رب عن كن ~~ومنهم من أوجدته بيدك، ومنهم من أوجدته بيديك، ومنهم من أوجدته ~~ابتداء، ومنهم من وجدته عن خلق آخر . فطلبت العلم بكيفية الأمر فإن كان ~~واحدا فأي واحد من هذه ms098 الأمور والأنواع، فإذا أعلمتني به اطمأن قلبي ~~ووسكن بحصول ذلك الوجه والزيادة من العلم مما أمرتنا به فأحال سبحانه ~~وتعالى إبراهيم على الكيفية بالطيور الأربعة التي هي مثال الطبائع الأربعة ~~إخبارا بأن وجود الآخرة طبيعي يعني : فتحشر الأجسام الطبيعية إذ كان ثم من ~~يقول: لا تحشر الأجسام وإنما الحشر حشر النفوس بالموت إلى النفس ~~الكلية مجردة عن الهياكل الطبيعية فأخبر الله تعالى إبراهيم أن الأمر ليس هو ~~كما زعم هؤلاء فأحاله على أمر موجود عنده تصرف فيه إعلاما بأن الطبائع ~~الو لم تكن معلومة مشهودة متميزة عند الله لم تتميز فما أوجد العالم الطبيعي ~~إلا من شيء معلوم عنده مشهود له نافذ التصرف فيه فجمع بعضه إلى بعض ~~فظهر الجسم على هذا الشكل الخاص وبان لإبراهيم بإحالته على الأطيار ~~الأربعة وجود الأمر الذي فعله الحق تعالى في إيجاد الأجسام الطبيعية ~~ووالعنصرية فأجسام أهل السعادة طبيعية وأجسام أهل النار عنصرية، ولذلك لاا ~~فتح لهم أبواب السماء إذ لو فتحت لخرجوا عن العناصر بالترقي فافهم هداك PageV00P000 ~~الله تعالى. # وقال في الباب الحادي والثلاثين ومائتين: من أعظم المكر بالعبد أن ~~ايزق العلم الذي يطلب العمل ويحرم العمل به أو يرزق العمل ويحرم ~~الإخلاص فيه فإذا رأيت يا أخي هذا من نفسك أو علمته عن غيرك فاعلم أن ~~المتصف به ممكور به ~~ووقال في الباب الرابع والثلاثين ومائتين : من النكت الجليلة التي ينبغي ~~التنبيه عليها: أن تعلم يا أخي أن المؤمن لا يأتي قط معصية توعد الله عليها ~~ابالعقوبة إلا ويجد في نفسه عند الفراغ منها الندم وقد قال رسول الله ~~االندم توبة"، وقد قام به الندم فهو تائب فإذا قبله الحق سقطت عنه العقوبة ~~فانه لا بد للمؤمن أن يكره المخالفة ولا يرضى بها في حال عملها فهو من ~~كونه كارها لها ومؤمنا بأنها معصية ونادما عليها ذو عمل صالح وهو من كونه ~~فاعلا لها ذو عمل سيىء، فهو من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ~~اعسى الله أن يتوب عليهم وعسى من ms099 الله واجبة الوقوع فلا بد له من التوبة ~~ووحاصل الأمر أنه ذو عمل صالح من ثلاثة وجوه وذو عمل سيىء من وجه ~~واحد كما هر ~~ووقال في قوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) ومن ~~يمل مثقال ذرة شرا يره ) ) [الزلزلة: 7-8]: لم يتعرض سبحانه ~~في هذه الآية للمؤاخذة به ولكن لا بد من رؤيته لكل ما عمله فإن كان ممن ~~افر له فإنه يرى عظيم ما جنى وعظيم نعمة الله عليه بالمغفرة والكريم إذا ما ~~اوعد تجاوز وعفا، والله أولى بهذه الصفة من الكرام من عبيده وأطال في ~~ذلك، والله أعلم. # ووقال في الباب الخامس والثلاثين ومائتين: لا يجوز لأحد التواجد إلا ~~اباشارة شيخ مرشد عارف بأمراض الباطن ~~اقلت: قال في الباب السادس والثلاثين ومائتين: من شرط أهل الله في ~~السماع أن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن لا يكون فيهم من ليس من ~~اجنسهم أو غير مؤمن بطريقهم لأن حضور مثل هؤلاء يشوش PageV00P000 ~~اوقال في الباب السابع والأربعين ومائتين : استغفار الأنبياء لا يكون عن ~~اذذب حقيقة كذنوبنا وإنما هو عن أمور تدق عن عقولنا لأنه لا ذوق لنا في ~~امقامهم فلا يجوز حمل ذنوبهم على ما نتعقله نحن من الذنب ~~قلت: ويصح حمل قوله تعالى: { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنيك وما ~~اأخر [الفتح: 2] على نسبة الذنب إليه من حيث إن شريعته هي التي حكمت ~~اانه ذنب فلولا أوحي به إليه ما كان ذنبا فجميع ذنوب أمته تضاف إليه وإلى ~~اشريعته بهذا التقدير وكذلك ذنب كل نبي ذكره الله، وقد قالوا: لم يعص أدم ~~اوإنما عصى بنوه الذين كانوا في ظهره فما كان قوله تعالى: { ليغفر لك الله ما ~~اقدم من ذنبك وما تآخر إلا تطمينا له أن الله تعالى قد غفر جميع ذنوب ~~أمته التي جاءت بها شريعته ولو بعد عقوبة بإقامة الحدود عليهم في دار الدنيا ~~كما وقع لماعز. ومن الواجب على كل مؤمن انتحال الأجوبة للأكابر جهده ~~ووذلك مما يحبه الله عز وجل ويحبه ms100 من أجبنا عنهم فافهم؛ هذا اعتقادنا الذي ~~القى الله تعالى عليه إن شاء الله تعالى. # وقال في الباب الثامن والأربعين ومائتين: لا بد لطالب طريق الله تعالى ~~امن رمي ما بيده من الدنيا إن كان بلا عائلة ولا شيخ وإن كان تحت تربية ~~ااشيخ معتبر رماها بين يدي الشيخ وخرج عنها بالكلية ظاهرا وباطنا، ولا يبقى ~~اله قط ملكا. قال: ولا ينبغي له أن ينتظر حالة ينشرح لإخراج ما بيده من ~~الدنيا بل يرميه ولو كان في باطنه محبة له. قال: وهكذا كان خروجنا عما ~~اايدينا من المال إذ لم يكن لنا إذ ذاك شيخ نحكمه في ذلك. قال: ثم إني ~~الم أسأل ما جرى لذلك المال إلى يومي هذا وأطال في الاستدلال على ~~ذلك. # اوقال في الباب الأحد وخمسين ومائتين في قوله تعالى: (وقل رب ~~اذني علما [طه: 114]: اعلم أن كل من طلب الزيادة من شيء فما ارتوى منه ~~وولذلك لم يأمر الحق سبحانه وتعالى بطلب العلم إلى وقت معين ولا حدا ~~امحدود بل أطلق طلب الزيادة والعطاء دنيا وآخرة، فلا يزال طالب العلم ~~اعطشان لا يروى أبدا لأنه كلما نال علما أعطاه ذلك العلم الاستعداد لعلم ~~اخر كوني أو إلهي فما قال بالري إلا من جهل ما يخلق فيه على الدوام PageV00P000 ~~والاستمرار، ومن لا علم له بنفسه فلا علم له بربه وإذا كان الحق تعالى لم ~~الزل خلاقا إلى غير نهاية فينا فالعلوم إلى غير نهاية وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الثاني والستين ومائتين : اعلم أن الشريعة تسمى حقيقة ~~الانها حق كلها والحاكم بالشريعة على حق وهدى من الله وإن كان المحكوم ~~اله على باطل والمحكوم عليه على حق لكن هل هو عند الله كما حكم هذا ~~الحاكم أو كما هو في نفس الأمر؟ قال بكل جماعة . قال والمسألة تحتاج ~~ال سبر أدلة وتحقيق نظر فإن العقوبة قد أوقعها الله في الرامين المحصنات ~~اوإن صدقوا إذا لم يأتوا بأربعة شهداء، وقال في قضية خاصة في ذلك كان ms101 ~~الائي كاذبا فيها لولا جاءوا جليه بأربعة شهداء كما قرر في الحكم فإذ لم ~~يأوأ بالشهداء فأوليمك عند الله هم الكدبون) [النور: 13] فقوله : أولئك هل ~~اليد بهذه الإشارة هذه القضية الخاصة، أو يريد عموم الحكم في ذلك فإن ~~اجلد الرامي إنما كان لرميه ولكونه ما جاء بأربعة شهداء وقد تكون الشهدا ~~اهود زور في نفس الأمر وتحصل العقوبة بشهادتهم في المرمي فيقتل ولهه ~~الأجر التام في الآخرة مع ثبوت الحكم عليه في الدنيا وعلى شهود الزور ~~ووالمفتري العقوبة في الأخرى وإن حكم الحق في الدنيا بقوله: وبشهادة ~~اهود الزور فيه؛ ولهذا قال م: "إنما أنا بشر مثلكم وإنكم لتختصمون إلي ~~اولعل أحدكم يكون الحن بحجته من الآخر فمن قضيت له بحق أخيه فلا ~~اأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار"، فقد قضى له بما هو حق لأخيه وجعله ~~اله حقا مع كونه معاقبا عليه في الآخرة كما يعاقب الإنسان على الغيبة ~~والنميمة، مع كونهما صدقا فما كل صدق في الشرع تقترن به السعادة ~~وأطال في ذلك. # ام قال في الباب الثالث والستين ومائتين : فعين الشريعة عين الحقيقة ~~ووالشريعة حق ولكل حق حقيقة فحق الشريعة وجود عينها وحقيقتها ما ينزل ~~امنزلة الشهود البصري والوجود الحسي النافي للشك جملة إذ الحقيقة تطلب ~~الحق لا تخالفه وما ثم حقيقة تخالف شريعة أبدا فإن الشريعة من جملة ~~الحقائق ولكن لما كان الاطلاع على الحقائق عزيز المثال لا يعرفه كل أحد ~~لق الناس بينهما انتهى . فليتأمل ويحرر هداك الله تعالى. PageV00P000 # وقال في الباب الرابع والستين ومائتين في قوله تعالى: إنا خلقنا ~~إاسن من نطفة أتشاج ننتليه [الإنسان: 2] : اعلم أنه لا بد لجميع بني آدم ~~امن العقوبة والآلام شيئا بعد شيء إلى دخولهم الجنة فأول الألم في الدنيا ~~استهلال المولود حين ولادته صارخا لما يجده عند مفارقة الرحم وسخونته ~~فيضربه الهواء عند خروجه من الرحم فيحس بألم البرد فيبكي فإن مات فقد ~~أخذ بحظه من البلاء وإن عاش فلا بد له في الحياة الدنيا من الألم ms102، إذ ~~الحيوان مجبول على ذلك فإذا نقل إلى البرزخ فلا بد له من ألم أدناه سؤال ~~امنكر ونكير، فإذا بعث فلا بد له من آلم الخوف على نفسه أو على غير ~~الفإذا دخل الجنة ارتفع عنه حكم الآلام وصحبه النعيم أبد الآبدين. # . وقال في الباب الثامن والستين ومائتين في قوله تعالى: (ويتعلونك عن ~~الروح) (الإسراء: 85] : أي: من أين ظهر؟ فقيل له : (قل الروح من أمر ري) ~~الإسراء: 85] فما كان ذلك سؤالا عن الماهية كما فهمه بعضهم فإنهم ما ~~قالوا: ما الروح وإن كان السؤال بهذه الصيغة محتملا ولكن قوي الوجه الذي ~~الذهبنا إليه ما جاء في الجواب من قوله من آمر ربي، ولم يقل هو كذا كما ~~قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)) [الشورى: 52]. وأطال في ذلك ~~فليتأمل ويحرر ~~وقال في الباب التاسع والستين ومائتين في قوله تعالى: كلا ل و ~~المون علم اليقين) [التكاثر: 5] الآية : اعلم أن علم اليقين هو ما أعطاه الدليل ~~الذي لا يقبل الدخل ولا الشبهة وعين اليقين هو ما أعطاه المكاشفة والشهود ~~ووحق اليقين هو ما حصل في القلب من العلم بما أريد له ذلك المشهود ~~امثال علم اليقين الذي لا يدخله شبهة، ولا يقدح في دليله دخل علمنا بأن لا ه ~~عالى بيتا يسمى الكعبة بقرية تسمى مكة يحج الناس إليه في كل سنة ~~ويطوفون به ثم إنه عند الوصول إليه شوهد فهذا عين اليقين الذي كان قبل ~~اهذا الشهود علم اليقين فإنه قد حصل في النفس برؤيته ما لم يكن عندها قبل ~~ار ؤيته ذوقا ثم لما فتح الله عين بصيرة هذا المشاهد في كون هذا البيت مضافا ~~إالى الله مقصودا دون غيره من البيوت المضافة إلى الله فعلم علة ذلك ونسبته ~~ااعلام الله لا بنظره واجتهاده فكان علمه بذلك حقأ يقينيا مقررا عنده لا PageV00P000 ~~اتززلزل فما كل حق له قرار ولا كل علم ولا كل عين كذلك فلذلك صحت ~~الالضافة ولو كان علم اليقين وعينه، وحقه نفس اليقين ما صحت ms103 الإضافة لأن ~~الشيء الواحد لا يضاف إلى نفسه إذ الإضافة لا تكون إلا بين مضاف ~~وومضاف إليه، فطلب الكثرة حتى يصح وجودها وأطال في بيان الغرق بين ~~اهذه المراتب فليتأمل فإنه نفيس. # وقال في الباب الأحد والسبعين ومائتين في قوله تعالى: الطللق ~~رتان} [البقرة: 229] الآية : اعلم أن الشارع إنما كره الطلاق وقال: "أبغض. # الحلال إلى الله الطلاق" ندبا إلى الألفة وانتظام الشمل ولما علم الله تعالى أن ~~الافتراق لا بد منه لكل مجموع مؤلف لحقيقة خفيت عن أكثر الناس شرع ~~الطلاق رحمة لعباده ليكونوا مأجورين في أفعالهم محمودين غير مذمومين ~~إارغاما للشيطان فإنهم في ذلك تحت إذن إلهي. وقال: وإنما كان الطلاق ~~أبغض الحلال إلى الله لأنه رجوع إلى العدم إذ بائتلاف الطبائع ظهر وجود ~~التركيب وبعدم الاثتلاف كان العدم فمن أجل هذه الرائحة كرهت الفرقة بين ~~الزوجين لعدم عين الاجتماع. # وقال في الباب الثاني والسبعين ومائتين في قوله تعالى: قل هو لله ~~احد [الصمد: 1]: إنما لم يقل: واحد لأن الأحد هو الذي لا يشارك في ~~أحديته. قال : وأما الواحد فإنا نظرنا في القرآن هل أطلقه على غيره كما ~~أطلق الأحدية فلم أجده وما أنا منه على يقين في هذا الوقت فإن كان لم ~~يطلقه فهو أخص من الأحدية ويكون اسما للذات علما لا صفة كالأحدية فإن ~~الصفة محل الاشتراك ولهذا أطلقت الأحدية على كل ما سوى الله في القرآن ~~في نحو قوله: ولا يشرك بعبادة ريبه أحدا) [الكهف: 110] وإن كان مذهبنا ~~اختصاص الأحدية بالله تعالى دون خلقه وأطال في ذلك. # وقال في الباب الرابع والسبعين ومائتين في قوله تعالى: ثمر قضى ~~أاجلا* [الأنعام: 2] وهو نهاية عمر كل حي يقبل الموت، وأجل مسمى ~~ن هو ميقات حياة كل من كان قبل الموت في حياته الأولى وهو المعبر ~~اعنه بالبعث ولذلك قال تعالى: ثر أنثر تمترون) [الأنعام: 2]. يعني : فيه؛ ~~فان الموت لا يمترون فيه فإنه مشهود لهم في كل حيوان مع الأنفاس وإنما PageV00P000 ~~ووقعت المرية في البعث وهو الأجل المسمى المذكور ms104 وإنما لم يجعل أجل ~~الموت مسمى لأنه إذا نفخ في الصور صعق من في السموات ومن في ~~الأرض إلا من شاء الله فاستثنى طائفة لا يصعقون فلا يموتون، وأطال في ~~وقال في الباب السادس والسبعين ومائتين في قوله تعالى: ولؤ أنهم ~~اقاوا التورلة والإنجيل وما أنزل إليهم من ريهم لأكلوأ من فوقهر ومن تحت ~~أرجلهت [المائدة: 66]: المراد بإقامة التوراة وما بعدها عدم تأويلها فمن أول ~~كلام الله فقد أضجعه بعد ما كان قائما، ومن نزهه عن التأويل والتعمل فيه ~~ابفكره فقد أقامه إذ الفكر غير معصوم من الغلط في حق كل أحد. قال: ~~والمراد بقوله: { لأكلوا من فوقهر) [المائدة: 66] هو العلم الموهوب (ومن ~~ات أرجلهو) [المائدة: 66] يعني : العلم المكتسب وأطال في ذلك. # وقال في الباب الأحد والثمانين ومائتين في قوله : "من فاتته صلاة ~~العصر فكأنما وتر أهله وماله" أي : فقد أهله وماله: اعلم أن سبب تخصيص ~~اصلاة العصر بالتشبيه المذكور دون غيرها من الصلوات أن سائر أوقات ~~الصلوات محدودة إلا العصر فهي غير محدودة، وإن قاربت الحد فإن ~~المغرب محدودة بغروب الشمس وهو محقق محسوس والعشاء محدودة أولها ~~مغيب الشفق من أولها وهو محقق محسوس أي شفق كان على الخلاف في ~~لك والفجر محدود أوله بالبياض المعترض في الأفق المستطيل وهو محقق ~~احسوس والظهر محدود بزوال الشمس والغلل ظهور وهو محقق محسوس ~~اولم يأت مثل هذه الحدود في العصر فتنزهت عن الحدود المحققة، لأنه ~~اقد جعل وقتها أن تكون الشمس مرتفعة بيضاء نقية فليس حدها ظاهرا مثل ~~احد غيرها وأما جعل ظل الشاخص طوله غير ظل الزوال فليس ذلك في كل ~~ازمان فلم يتعلق الحد على التحقيق بها كتعلقه بسائر أخواتها فلذلك عظمها ~~أنشد: ~~اي: لأن العصر حقيقة ضم شيء إلى آخر لاستخراج مطلوب ما هو PageV00P000 ~~اهنا ضم ذات عبد مطلق في عبودية لا يشوبها ربوبية بوجه من الوجوه إلى ~~اذات حق مطلق لا يشوبها عبودية أصلا بوجه من الأسماء التي تطلب الكون ~~كالرحيم، والغفار ونحوهما، فلما تقابلت الذاتان بمثل ms105 هذه المقابلة كان ~~المعتصر عين الكمال لكل ذات بما يليق بها؛ قال: وهذا هو المطلوب الذي ~~اله وجد العصر وقد ألقيت بك على مدرجة الكمال انتهى. وهو كلام نفيس ~~وقال فيه : لا حرج على العبد المريض في شكواه لأخيه ما به من ~~المرض كما يستعين بأخيه وإذا تفرد الإنسان بهمه عظم عليه وإذا وجد من ~~اليقاسمه فيه ولو بالتوجع خف عليه التألم واستراح ~~وقال في الباب الثاني والثمانين ومائتين في قوله تعالى: (أو من كان ~~متا فأحيينله وجعلنا لهر نورا يمشى يوه فى آلناس) [الأنعام: 122] الآية : اعلم ~~ان ورود الموت على النفوس لا يكون إلا عن حياة سابقة إذ الموت لا يرد ~~إلا على حي والتفرق لا يكون إلا عن اجتماع وكذا الحكم في موت النفس ~~بعد العلم. فإن قيل: إن العلم بالله طارىء الذي هو حياة النفوس والجهل ~~ثابت لها قبل وجود العلم فكيف يوصف الجاهل بالموت وما تقدم علم يحيا ~~ابه؟ قلنا: العلم بالله سبق إلى كل نفس في الأخذ الميثاقي حين أشهدهم على ~~أفسهم فلما عمرت الأنفس الأجسام الطبيعية في الدنيا فارقها العلم بتوحيد ~~الله فبقيت النفوس ميتة بالجهل بتوحيد الله ثم بعد ذلك أحيا الله بعض ~~النفوس بتوحيده وأحياها كلها بالعلم بوجود الله إذ كان من ضرورة العقل ~~العلم بوجود الله فلهذا سميناه ميتا فلما رد إليه علمه حيي به كما ترد الأرواح ~~ال أجسامها في الدار الآخرة يوم البعث وقوله: {كمن مثله فى الظلمت ~~[الأنعام: 122] يريد مقابلة النور الذي يمشي به في الناس وما هو عين الحياة ~~إذ الحياة الإقرار بوجود الله والنور المجعول بتوحيد الله والموت الجهل ~~ابوجود الله والظلمات الجهل بتوحيد الله ولهذا لم يذكر الحق تعالى في الأخذا ~~الميثاقي إلا الإقرار بوجود الله لا بتوحيده ما تعرض للتوحيد فقال: ألست. # بربكم قالوا بلى) [الأعراف: 172]. فأقروا له بالربوبية التي هي السيادة وأطال ~~في ذلك. # وقال في قوله تعالى: (الهنكم التكائر حتى زتم المقابر) PageV00P000 ~~[التكاثر: 1، 2] : اعلم أن شهود الكثرة يوجب للعبد الجهل بنفسه وذلك ms106 لأن ~~الروح لا يعقل نفسه إلا مع هذا الجسم محل الكم والكثرة ولم يشهد نفسه ~~القط وحده مع كونه في نفسه واحدا ولا تعرف إنسانيته إلا مع وجود هذا ~~الجسم ولا تعقل أحديته في ذاته أبدا وإنما تعقل أحدية الجنس لا الأحدية ~~الحقيقية والذي يحصل له بالاكتساب أنه واحد في عينه علم دليل فكري لا ~~اعلم ذوق شهودي كشفي وأطال في ذلك. ثم قال: واعلم أن الزيارة مأخوذة ~~امن الزور وهو الميل فمن زار قوما فقد مال إليهم بنفسه فإن زارهم بمعناها ~~افقد مال إليهم بقلبه وشهادة الزور هي الميل إلى الباطل عن الحق وزيارة ~~الموتى هي الميل إليهم تعشقا لصفة الموت أن تحل به فإن الميت لا حكم ~~اله في نفسه وإنما هو في حكم من يتصرف فيه ولا يتصور من الميت منع ولا ~~اباية ولا حمد ولا ذم ولا اعتراض بل هو مسلم فمن وفى هذا المقام حقه ~~لفهو من رجال الله. قال: وجملة الأمر أن يكون حيا في أفعاله الظاهرة ~~والباطنة التي يتعلق بها التكليف، ويكون ميتأ بالتسليم لموارد القضاء عليه في ~~كل شيء لا للمقضي والله أعلم. # ووقال في الباب الثالث والثمانين ومائتين: ليس للشيطان على قلوب ~~الأنبياء اطلاع ولا استشراف بخلاف قلوب الأولياء ألا ترى أن الشيطان لعنه ~~الله لما علم أن رسول الله بهذه المثابة من العصمة أن يصل إلى قلبه ~~كيف جاءه في الصلاة في قبلته بشعلة من نار مخيلة فرمى بها في وجهه وكان ~~ارض الشيطان أن يحيل بينه وبين الصلاة لما يرى له فيها من الخير فإنه ~~احسده بالطبع فتأخر النبي إلى خلف ولم يقطع صلاته وأخبر بذلك ~~أصحابه، وأما الولي فإن الشيطان يلقي إليه في قلبه وقد يسمع منه ما يحدث ~~به نفسه فيطمع أن يلبس عليه حاله. وأطال في ذلك. # اوقال في الباب الرابع والثمانين ومائتين: ينبغي للعارف إذا كان في ~~امجلسه من لا يؤمن بكلام القوم ولا يفهمه أن لا يتكلم بشيء من الدقائق فإن ~~ابق منه كلام ms107 دقيق على من ليس من أهل الطريق فالأدب منه أن يقول: إنما ~~اهذه عبارات أحوال ونطق حال لا نطق مقال كما تقول الأرض للوتد لم ~~تشقني فيقول لها الوتد: على من يدقني PageV00P000 ~~اوقال فيه : اعلم أن الفتح بعد المجاهدات والرياضات أمر لازم ولا بدا ~~امنه، تطلبه الأعمال وتناله الأنفس ولكن متى يكون ظهور ذلك الفتح هل هوا ~~الدنيا أم الآخرة؟ ذلك إلى الله تعالى، فإذا رأيت يا أخي عامل صدق أو ~~عرفت ذلك من نفسك ولم تر يفتح لك في باطنك مثل ما فتح لمن رأيته ~~اعلى قدمك في العمل فلا تتهم ربك فإنه مدخر لك واطرح من نفسك التهمة ~~في ذلك وفر من أن تكون من أهل التهم. # وقال: قد يطلع الله الولي على ما تكنه القلوب فيعلم من الجليس ~~اميع حركاته وسكناته من حين نفعخت فيه الروح إلى وقت مجالسته ومع ~~لك فلا يعرف هو ما في جيب نفسه لأن العارف إنما هو مع الله بحسب ما ~~طلعه. # قلت: وقد شهد ذلك من الشيخ محيسن المجذوب بمصر رحمه الله ~~افكان يخبر الشيخ بما فعله في صباه في أرض خلاف بلاده رضي الله عنه ~~اوأما شيخنا سيدي علي الخواص فسمعته يقول : لا يكمل الرجل عندنا حتى ~~الم حركات مريده في انتقاله في الأصلاب وهو نطفة من يوم "ألست ~~بربكم" إلى استقراره في الجنة أو النار. والله تعالى أعلم. # ووقال في الباب الخامس والثمانين ومائتين : اعلم أن الحواس لا ~~تخطىء لأن إدراكها للأشياء إدراك ذاتي وإن حصل علة عارضه فهي لا تؤثر ~~في الذاتيات. وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أن إدراك العقل على قسمين: ~~ادراك ذاتي هو فيه كالحواس لا يخطىء وإدرك غير ذاتي وهو ما يدركه بالآلة ~~الي هي الفكر، وبالآلة التي هي الحس، فالخيال يعلو الحس بما يعطيه ~~ووالفكر ينظر في الخيال فيجد الأمور مفردات فيجب أن ينسى منها صورة ~~احفظها العقل فينسب بعض المفردات إلى بعض فقد يخطىء في النسبة للأمر ~~على ما هو عليه، وقد ms108 يصيب فيحكم العقل على ذلك الحد فيخطى ~~يصيب فالعقل مقلد، ولذلك اتصف بالخطا. ولما رأت الصوفية خطأ النظار ~~اعدلوا إلى الطريقة التي لا لبس فيها فأخذوا الأشياء من عين اليقين؛ وأطال ~~في ذلك والله أعلم. PageV00P000 # ووقال في الباب السابع والثمانين ومائتين : ما من كلمة يتكلم بها العبد ~~الا ويخلق الله تعالى من تلك الكلمة ملكا فإن كانت خيرا كان ملك رحمة ~~اوإن كانت شرا كان ملك نقمة فإن تاب إلى الله تعالى وتلفظ بتوبته خلق ال ه ~~اعالى من تلك اللفظة ملك رحمة فإن قال العبد: تبت إليك يا رب من كل ~~ايء لا يرضيك خلق من هذا اللفظ ملائكة بعدد كلمات الشر التي كانت من ه ~~فإن كل تدل على الكثرة فمعنى تبت إلى الله من كل شيء تبت إلى الله من ~~كذا تبت إلى الله من كذا، تبت إلى الله من كذا، كما تقول: زيدون وتريد ~~زيدا وزيدا وزيدا، ثم قال: إن ملائكة الشر ترجع كلها بالتوبة ملائكة رحمة ~~كما قال تعالى: {فأولكيلك يبدل الله سيعاتهم حسندت) [الفرقان: 70] وأطال ~~في ذلك. # وقال في الباب الثامن والثمانين ومائتين في قوله تعالى: {خلق الإيسن ~~ان علقي [العلق: 2] إنما خلقه تعالى من علق إشارة للعلاقة التي بينه وبين ~~الحق فإنه خليفته في الأرض، وأيضا فإن العلقة في ثالث مرتبة من أطوار ~~اخلقته فهي في مقام الفردية التي لا تليق إلا بالحق فانظر ما أعجب كلام الل ه ~~عز وجل ~~اوقال في اسم الله الأعظم: اعلم أن أسماء الله كلها عظيمة، فاصدق ~~واسأل حاجتك بأي اسم إلهي شئت . وقد قال شخص لأبي يزيد البسطامي: ~~اعلمني اسم الله الأعظم فقال له أبو يزيد: فأرني الأصغر؛ يوبخه على ذلك. # ووقال: إنما سمي الإنسان إنسانا لأن به حصل الأنس لمراتب الكمال ~~لفي الوجود إذ لم يكن أحد يخلع عليه مراتب الوجود غير الإنسان، والألف ~~والنون فيه زائدة مثل عمران. وأطال في ذلك. # وقال في الباب التاسع والثمانين ومائتين في قوله تعالى: الله نور ~~الملوت والأرض ms109) [النور: 35]: اعلم أنه لولا النورية التي في الأجسام الكثيفة ~~اما صح للمكاشف أن يكشف ما وراء الجدران وما تحت الأرض وما فوق ~~السموات، ولولا اللطافة التي هي أصلها ما صح اختراق بعض الأوليا ~~الجدران ولا كان قيام الميت في قبره والتراب عليه، أو التابوت مسمرا عليه PageV00P000 ~~اجعولا عليه التراب لا يمنعه شيء من ذلك عن قعوده وأطال في ذلك. # ووقال في الباب التسعين ومائتين : إذا رأيت لوائح تبرق لك من خلف ~~حجاب الخذلان من كثرة استعمالك كل مباح وخفت أن تنتقل إلى مكرو ~~فاسأل الله أن يخلق فيك الكراهية لذلك الأمر وإلا هلكت. # وقال: من أراد أن يطلق الله عليه الألسنة بالثناء الحسن فليعمل بأعمال ~~المقربين، ويجتنب أعمال الفاسقين جملة واحدة ظاهرا وباطنا، وأما من ~~اطلب الثناء عليه من غير سلوك طريق المقربين فيا عناءه ويا تعبهوعلى ~~العارفين كلهم في هذه الدار لا يبالون كيف أصبحوا ولا كيف أمسوا عند ~~الناس لأنهم في موطن التكليف فلا تتركهم التكاليف أن يتلفتوا لغير الله عز ~~وجل. # ووقال في الباب الحادي والتسعين ومائتين: ما من سائل عن شيء إلا ~~او فيه أهلية للجواب عن سؤاله، وقد جاء عن النبي أن أعرابيا سأله وهو ~~بين ظهراني أصحابه فقال: يا رسول الله أسألك عن ثياب أهل الجنة أخلق. # خلق، أم نسيج تنسج؟ فضحك الحاضرون من سؤاله فغضب، وقال: ~~أتضحكون من جاهل سأل عالما يا هذا الرجل إنها تشقق عنها ثمر الجنة" ، ~~فأجابه ه بما أرضاه وعلمه ما يجهله وأزال خجل السائل بتعليم أصحابه ~~الأدب معه حين سأل، وانقلب الأعرابي عالما فرحا مسرورا ~~وقال في الباب الثاني والتسعين ومائتين في قوله تعالى: (وما لأحد ~~ندد من نقمة قجزق () إلا ابنغاء وجه ريه الأعلى لخل) ) [الليل: 19، 20] اعلم ~~أن العلماء اختلفوا هل يكون الحق تعالى عوضا لأمر خاص أم لا؟ والتحقيق ~~أن الحق تعالى من حيث ذاته ووجوده لا يقاومه شيء ولا يصح أن يطلب ~~الذاته وإنما يريد الطالب معرفة وجه ربه أو مشاهدته آو رؤيته وكل هذا ms110 ما هو ~~اعين الحق تعالى، وإذا لم يكن عينه فقد يصح أن يكون عوضا كما أن من ~~اعبد الله تعالى كأنه يراه فجزاؤه في الآخرة رؤيته، وأطال في ذلك. ثم قال: ~~اترافع اثنان إلى مالك بن أنس رضي الله عنه، ادعى أحدهما على الآخر هدية ~~وطلب المكافأة عليها فقال له : ماذا ابتغيت بها حين أعطيتها له؟ إن كنت PageV00P000 ~~ابتغيت بها جزاء في الجنة أو معاوضة في الدنيا فخذها منه إن كانت عينها ~~اباقية وإلا قيمتها وإن كنت ابتغيت بها وجه الله فلا أحكم لك بشيء انتهى ~~اوقال في الباب الثالث والتسعين ومائتين في قوله تعالى: (ورحمتى ~~وسيعت كل شىء) [الأعراف: 156] : اعلم أن لله تعالى جودا مطلقا وجودا ~~م قيدا وهذه الآية من الجود المطلق وأما المقيد فهو قوله : كتب ريمكم على ~~انفنيه الرحمة) [الأنعام: 54]. أي : أوجب وفرض على نفسه الرحمة لقوم ~~اخواص نعتهم بعمل خاص وهو قوله: (أنم من عمل منكم سوءا بجهلةر ش ~~تاب من بعدهه وأصلح)* [الأنعام: 54] فهذا جود مقيد بالوجوب لمن هذه ~~اصفته، وهو عوض عن هذا العممل الخاص ولا يخفى أن التوبة والإصلاح ~~امن الجود المطلق فقابل جوده بجوده فما حكم عليه سبحانه سواه ولا قيد ~~ايره. قال : وحكي عن سهل بن عبد الله عالمنا وإمامنا أنه قال: لقيت ~~ايلييس فعرفته، وعرف مني أني عرفته فوقعت بيننا مناظرة فقال لي وقلت له ~~ووعلا بيننا الكلام وطال النزاع بحيث أنه وقف ووقفت وحار وحرت فكان من ~~آخر ما قال لي: يا سهل إن الله تعالى يقول: (ورحمتي وسعت كل شيء ~~[الأعراف: 156] ، فعمم ولا يخفى عليك أنني شيء بلا شك لأن لفظة كل ~~اقتضي الإحاطة والعموم وشيء أنكر النكرات فقد وسعتني رحمته. قال ~~اهل: فوالله لقد أخرسني، وحيرني بلطافة سياقه وظفره بمثل هذه الآية ~~وفهمه منها ما لم أفهم وعلمه من دلالتها ما لم أعلم، فبقيت حائرا متفكرا ~~وأخذت أتلو الآية في نفسي فلما جئت إلى قوله تعالى: فسأحتبها للذين ~~وقون [الأعراف: 156] الآية . سررت وظننت أني قد ظفرت ms111 بحجة وظهرت ~~عليه بما يقصم ظهره فقلت له : يا ملعون إن الله تعالى قد قيدها بنعوت ~~امخصوصة تخرجها من ذلك العموم فقال: فسأحتبها لاذين ينقون ~~[الأعراف: 156] إلى آخر النسق. فتبسم إبليس وقال: والله يا سهل ما كنت ~~أظن أن يبلغ بك الجهل بصفات الله تعالى هذا المبلغ ولا ظننت أنك ههنا ~~اليتك سكت ليتك سكت ليتك سكت ألست تعلم يا سهل أن التقييد صفتك ~~الا صفته تعالى؟ قال سهل: فرجعت إلى نفسي، وغصصت بريقي وأقام الماع ~~في حلقي ووالله ما وجدت له جوابا، ولا سددت في وجهه بابا وعلمت أنه ~~الكبريت الأحمر /م8 PageV00P000 ~~طمع في مطمع، وانصرفت وانصرف ووالله ما آدري بعد هذا ما يكون فإن ~~اله تعالى ما نص بما يرفع هذا الإشكال فبقي الأمر عندي على المشيئة منه ~~افي خلقه لا أحكم عليه في ذلك إلا بما حكم به على نفسه من حيث وجوب ~~الإيمان به . انتهى كلام سهل. # اقال الشيخ محيي الدين : واعلم رحمك الله أني تتبعت ما حكي عن ~~إبليس فما رأيت أقصر منه حجة، ولا أجهل منه بين العلماء فلما وقفت لهه ~~اعلى هذه المسألة التي حكاها عنه سهل بن عبد الله تعجبت وعلمت أنه ق ~~اعلم علما لا جهل فيه فهو أستاذ سهل في ذلك والله أعلم ~~وقال في قوله تعالى: (وجعل الشمس سراجا) [نوح: 26] اعلم أن النور ~~المنبسط على الأرض الذي هو من شعاع الشمس الساري في الهواء ليس لها ~~احقيقة وجودية إلا بنور البصر المدرك لذلك فإذا اجتمعت العينان عين ~~الشمس وعين البصر استنارت المبصرات وقيل: قد انبسطت الشمس عليه ~~ولذلك يزول ذلك الإشراق بوجود السحاب الحائل لأن العين فارقت العين ~~الأخرى بوجود السحاب قال : وهي مسألة في غاية الغموض لأني أقول: لوا ~~أن الشمس في جو السماء وما في العالم عين تبصر من حيوان ما كان لها ~~اششعاع ينبسط في الأرض أصلا فإن نور كل مخلوق مقصور على ذاته لا ~~استتير له غيره فبوجود أبصارنا ووجود الشمس ظهر النور المنبسط؛ قال ms112: ولا ~~اخفى أن الحرباء يظهر لونها بحسب ما تنقلب فيه من خضرة، آو حمرة، أو ~~ااغيرها، ولا وجود لتلك الألوان في جمعها فقد أدركت يا أخي ما لا وجود ~~اله حقيقة بل نسبة وكذلك النور المنبسط على الأرض؛ قال: ومن هنا يعلم ~~أن العالم مدرك لله في حال عدمه فهو معدوم العين مدرك لله يراه فيوجد ~~النفوذ الاقتدار الإلهي فيه ~~قلت: وهذا كلام دقيق غوره بعيد فليتأمل ويحرر والله أعلم ~~وقال في الباب الخامس والتسعين ومائتين: معنى كون الشمس سراجا ~~أن يضيء به العالم، وتبصر به الأشياء التي كان يسترها الظلام فيحدث الليل ~~ووالنهار بحدوث كواكب الشمس والأرض، قال: والليل هو ظلمة الأرض PageV00P000 ~~الحجابية عن انبساط نور الشمس، والكواكب كلها عند أهل الكشف مستنيرة ~~الا تستمد من الشمس كما يراه بعضهم. قال: والقمر على أصله لا نور له ~~البتة قد محا الله نوره وذلك النور الذي ينسب إليه هو ما يتعلق به البصر من ~~الشمس في مراة القمر على حسب مواجهة الأبصار منه فالقمر مجلى للشمس ~~وليس فيه من نورها شيء ~~قال: وأول من شرع في تعليم الناس علم الحوادث التي تكون في ~~الأرض باقترانات الكواكب هو إدريس عليه السلام، وهو علم صحيح لا ~~ايخطىء في نفسه وإنما الناظر في ذلك هو الذي يخطىء بعدم استيفائه النظر ~~وفالخطأ واقع في نظر هؤلاء لا في نفس العلم وهو من علوم الأسرار الإلهية ~~والله تعالى أعلم بالصواب. # وقال في الباب السابع والتسعين ومائتين: من رحمة الله تعالى بعباده ~~ان رفع عنهم الخطأ والنسيان فلا يؤاخذهم الله به في الدنيا ولا في الآخرة لال ~~افاما في الآخرة فمجمع عليه من الكل وأما في الدنيا فأجمعوا على رفع ~~الذنب. واختلفوا في الحكم وقد سئل الجنيد عن الشبلي رحمهما الله لما ~~كان يرد من ولهه إلى فعل الصلوات في أوقاتها فقال: الحمد لله الذي لم ~~ايجر عليه لسان ذم أو قال ذنب، قال: وإنما قال الجنيد ذلك خوفا على من يبلغ ~~اتلك المرتبة أن يظهر ms113 بها وهو غير محق فيخطىء فيقع في الذنب وأطال في ذلك. # اوقال في الباب الثامن والتسعين ومائتين في قوله تعالى: (نور على نور ~~النور: 35]: هو نور الشرع مع نور بصر التوفيق والهداية، فلا بد للماشي في ~~اطريق الشرع من هذين النورين فلو وجد نور البصيرة دون نور الشرع لما ~~اري العبد كيف يسلك لأنه في طريق مجهولة لا يعرف ما فيها ولا أين ينتهي ~~ابه ثم الماشي في هذا الطريق يحتاج أن يحفظ سراجه من الأهواء أن تطفيه ~~بهبوبها فإنه إن هبت عليه ريح زعزع أطفأت سراجه وأذهبت نوره قال: ~~امرادنا بالريح الزعزع كل ريح تؤثر في نور توحيده وإيمانه بخلاف غير ~~الزعزع فإنها لا تطفىء نور السراج وإنما تميل لسانه حتى يحير في الطريق لا ~~ااغير ومثال ذلك متابعة الهوى في فروع الشريعة كالوقوع في المعاصي التي لا ~~اكفر بها الإنسان، ولا تقدح في توحيده وإيمانه فوالله لقد خلقنا لأمر عظيم PageV00P000 ~~وقال في قوله تعالى: (قال قيمنه رينا ما ألغيتد) [ق: 27] الآية : اعلم أن ~~الرين لا يكون إلا في أمة بين أظهرها شرع فإن لم يكن بين أظهرهم شرع ~~الف لا قرين إذ الشيطان الذي هو القرين لا يكون إلا في مقابلة الملك الذي يأمر ~~العبد بالخير بلسان الشرع، وأما إذا لم يكن شرع فإنما العبد متصرف بحكم ~~طبعه لأن ناصيته بيد ربه خاصة فلا يوكل به القرينان إلا إن دخل في دين ~~الي يتعبد نفسه به ، فإن العقل وحده لا يستقل بمعرفة تشريع ما يقرب إلى ~~الله تعالى وأطال في ذلك فليتأمل ويحرر. # ووقال: قد أنكر الطبيعيون وجود ولد من ماء أحد الزوجين دون الآخر ~~او ذلك مردود عليهم بعيسى عليه السلام، فإنه خلق من ماء أمه فقط وذلك أن ~~الملك لما تمثل لها بشرا سويا سرت اللذة بالنظر إليه بعدما استعاذت منه ~~ووبعد أن عرفها أنه رسول الحق ليهب لها غلاما زكيا فتأهبت لقبول ذلك ~~سرت فيها لذة النكاح بمجرد النظر فنزل الماء منها إلى الرحم فتكون ms114 جسم ~~عيسى من ذلك الماء المتولد عن النفخ الموجب للذة فيها فهو من ماء أمه ~~وقال في الباب الموفي ثلاثمائة في حديث "إن الصدقة تقع بيد الرحمن ~~فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله" : إنما قال ذلك ولم يقل كما يربي ~~أحدكم ولده لأن الولد قد لا ينتفع به إذا كان ولد سوء فالنفع بالولد غير ~~احقق بل ربما يحصل على والده منه الضرر بحيث يتمنى أن الله لم يخلقه ~~اوالفلو، والفصيل ليس هما كذلك فإن المنفعة بهما محققة ولا بد إما بركوبه ~~أو بما يحمله عليه أو بثمنه أو بلحمه يأكله إن احتاج إليه فشبهه بما ~~ايحقق الانتفاع به ليعلم المتصدق أنه ينتفع بما تصدق به ولا بد ومن الانتفاع ~~بها أنها تظله يوم القيامة من حر الشمس حتى يقضي بين الناس. # قلت: ويحتمل أيضا أنه إنما مثل بالفلو دون الولد لأن الولد ليس هوا ~~بمال يتصدق به بخلاف الفلو والله أعلم ~~ووقال في الباب الثالث والثلاثمائة: اختلف العلماء في الموت هل هوا ~~اطلاق رجعي أو بائن؟ فذهب قوم إلى أن المرأة إذا ماتت كانت من زوجها PageV00P000 ~~كالأجنبية ولا بد فليس له أن يكشف عليها وذهب أخرون إلى بقاء حرمة ~~الزوجية فله أن يغسلها، وحاله معها كحاله في حياتها، فإن كان رجعيا فإن ~~الأزواج ترد إلى أعيان هذه الأجسام من حيث جواهرها في البعث وإن كان ~~بائنا فقد ترد إليها مع اختلاف التأليف وقد ينشىء الله تعالى أجساما أخر ~~أصفى، وأحسن لأهل النعيم ولأهل الشقاء بالعكس ولكن الأول أظهر لقول ه ~~تتعالى: {بعثر ما فى القبور) [العاديات: 9] فالموت طلاق رجعي والله أعلم. # ووقال في حديث: "ومن حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه": ~~إنما لم يقل قد أدرجت النبوة في صدره، أو بين عينيه، أو في قلبه، لأن ~~تلك رتبة النبي لا رتبة الولي وأين الاكتساب من التخصيص فمن تعمل في ~~احصيل الولاية حصلت له وإن كان نفس التعمل في تحصيلها اختصاصا من ~~الله أيضا يختص برحمته من يشاء ms115 فما اكتسبت الولاية إلا بالمشي في نور ~~النبوة وأطال في ذلك. وقال: كانت القوة التي ظهرت في أبي بكر الصديق ~~الييوم موت النبي ، كالمعجزة في الدلالة على رسالة النبي، فقوي حين ~~اذهلت الجماعة لأنه لا يكون صاحب التقدم في الإمامة إلا صاح غير سكران ~~فكان هو الحقيق بالتقدم في ذلك اليوم لصحوه ولا يقدح في استحقاق ~~الخلافة كراهة بعض الناس له فإن ذلك مقام إلهي قال تعالى: ولله يسجد من ~~في السملوت والأرض طوعا وكرها) [الرعد: 15]. وأطال في ذلك. ثم قال: فعلم ~~أن تقدم الخلفاء بعضهم على بعض في الولاية على الناس على ما وقع به ~~الترتيب لا يقتضي الجزم بتفضيل بعضهم على بعض بل ذلك راجع إلى الله ~~فإنه العالم بمنازلهم عنده ولم يعلمنا سبحانه بما في نفسه من ذلك فاله ~~يحفظنا من الفضول انتهى ~~اقلت: ذكر الشيخ في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة، في الكلام ~~اعلى اسمه تعالى المعطي ما نصه: اعلم أن الله تعالى ما أمرنا باتباع مل ~~اباهيم لكونه أحق بها من محمد ، وإنما أمرنا بها لتقدمه في الزمان فيها ~~فلزمان حكم في التقدم من حيث هو لا في المرتبة كالخلافة بعد رسول ~~الله قال، الذي كان من حكمة الله تعالى إعطاؤها لأبي بكر ثم عمر، ثم ~~عثمان ثم علي، بحسب أعمالهم التي قدر الله وقوعها أيام ولاية كل واحد PageV00P000 ~~اعلى التعيين وكل لها أهل في وقت أهلية الذي قبله ولا بد من ولاية كل ~~وواحد منهم وخلع المتأخر لو تقدم لا بد منه حتى يلي من لا بد له عند الله ~~في سابق علمه من الولاية فرتب الله الخلافة ترتيب الزمان للأعمار حتى لا ~~اع خلع مع الاستحقاق في كل واحد من متقدم ومتأخر وما علم الصحابة ~~اذ لك إلا بالموت. قال: ومع هذا البيان بقي أهل الأهواء في خوضهم يلعبون ~~اع إبانة الصبح لذي عينين بلسان وشفتين انتهى ~~ووقال أيضا في الكلام على اسمه تعالى الآخر من الباب المذكور ما ~~انصه: اعلم أن حد الآخر ms116 من الثاني الذي يلي الأول إلى ما تحته فهو ~~المسمى بالآخر لأن له حكم التأخر عن الأولية بلا شك وإن استحق الأولية ~~الهذا المتأخر فما تأخر عن الأول إلا لأمر أثبته الزمان لأن وجود الإلهية فيه ~~امن جميع الوجوه فالحكم في تأخيره وتقدم غيره للزمان لا للأفضلية في ~~الحقيقة كخلافة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، رضوان الله عليهم ~~أجمعين. فما من واحد إلا وهو مترشح للتقدم والخلافة مؤهل لها فلم يبق ~~كم لتقدم بعضهم على بعض فما عند الله بغضل علم تطلبه الخلافة وما كان ~~إلا الزمان فلما سبق في علم الله أن أبا بكر يموت، قبل عمر، وعمر يموت ~~اقبل عثمان، وعثمان يموت قبل علي، والكل له حرمة عند الله وفضل فقدم ~~الحق سبحانه وتعالى في الخلافة من علم أن أجله يسبق أجل غيره من هؤلا ~~الأربعة وما قدم من قدم من الأربعة لكونه أكثر أهلية من المتآخر منهم في ~~اعلمنا فلم يبق إلا حكم الآجال والعناية وفي الحديث: "إذا بويع لخليفتين ~~فاقتلوا الآخر منهما" فلو بايع الناس أحد الثلاثة دون أبي بكر، فلا بد لأبي ~~بكر أن يكون خليفة وخليفتان لا يجتمعان فإن خلع أحد الثلاثة وولي أبو بكر ~~كان عدم احترام في حق المخلوع ونسب الساعي في خلعه إلى أنه خلع عن ~~الخلافة من يستحقها ونسب إلى الهوى والظلم والتعدي في حقه ولو لم ~~اخلع لما مات أبو بكر في أيامه دون أن يكون خليفة ولا بد له من الخلافة ~~أان يليها في علم الله فلا بد من تقدمه لتقدم أجله قبل صاحبه وكذلك تقدم ~~اعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي، والحسن فما تقدم من تقدم لكونه أحق ~~ابها من هؤلاء الباقين ولا تأخر من تأخر منهم عنها لعدم الأهلية. قال: وما PageV00P000 ~~اعلم الناس ذلك إلا بعد أن بين الله ذلك بآجالهم وموتهم واحدا بعد آخر إذا ~~التقدم إنما كان بسبب الآجال عندنا وفي نظرنا الظاهر أو بعلم آخر في علم ~~ال لم نقف عليه ms117 وحفظ الله المرتبة عليهم رضي الله عنهم أجمعين. وقد ~~أطال الشيخ محيي الدين الكلام على السر الذي وقر في صدر أبي بكر في ~~الباب التاسع والستين وثلاثمائة وسيأتي ذلك ملخصا في الباب المذكور إن ~~شاء الله تعالى. # قلت: الذي نعتقده أن تقديم الخلفاء الأربعة كان بالفضل والزمان معا ~~وهذا أولى مما قاله الشيخ والله أعلم . فليتأمل ويحرر، والله واسع عليم. # اوقال في الباب الرابع وثلاثمائة : ما عظم الزهاد في أعين الملوك ~~والأمراء والأغنياء إلا لغناهم عما بأيديهم من حطام الدنيا ولو آنهم طلبوا من ~~الناس شيئا من الدنيا لنقصوا في أعينهم بقدر ما طلبوا مع كون الأغنياء ~~ايادرون لقضاء حوائجهم ويتواضعون لهم فلو أن الزاهد وزن مرتبته في قلب ~~الملك مثلا قبل طلب تلك الحاجة منه ثم وزنها بعد الحاجة لراها نقصت ~~اعنها نقصا عظيما وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الثامن وثلاثمائة في قوله تعالى: (هل أتى على الإسن مين ~~من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)* [الإنسان: 1] : أي : قد أتى على الإنسان واعلم ~~أن آخر صورة ظهر فيها الإنسان بعد مروره على العناصر الصورة الآدمية لأ ه ~~كان قبلها له في كل مقام وحضرة فلك وسماء صورة ولم يكن قط في صورة ~~امن تلك الصور مذكورا بهذه الصورة الآدمية العنصرية ولهذا ما ابتلاه الله ~~تعالى في صورة من تلك الصورة ولا عصى ربه فيها ولا يموت إلا فيها. # اقال: ولا يخفى أن حقيقة مسمى الإنسان هي اللطيفة والجسم معا. وشرفه ~~عارض لا ذاتي فإن شرفه إنما هو بما أعطاه الله من العلم، والخلافة ~~والسلطنة لا غير ~~وقال في الباب التاسع وثلاثمائة: رجال الله تعالى ثلاثة أصناف لا رابع ~~الم : عباد وصوفية وملامتية وهم كمل الرجال فضابط العباد أنهم رجال غلب ~~اعليهم الزهد، والتبتل والأفعال الظاهرة المحمودة، لا يرون شيئا فوق ما هم PageV00P000 ~~اعليه ولا معرفة لهم بالأحوال ولا بالمقامات ولا رائحة عندهم من العلوم ~~الهية الوهبية ولا بالمعارف والكشوفات ويخافون على أعمالهم من تحبطها ~~الاعتمادهم عليها دون الله وضابط ms118 الصوفية أنهم رجال فوق هؤلاء العباد لأنهم ~~اليرون الأفعال كلها مع ما هم عليه من الجد والاجتهاد والورع، والزهد ~~والتوكل، وغير ذلك، ويرون أن ما هم فيه بالنظر للمقامات التي فوقهم كلا ~~ايء ولكن هم مع حسن أخلاقهم وفتوتهم أهل رعونة ونفوس بالنظر لأهل ~~الطبقة الثالثة وعندهم رائحة الدعاوى. وضابط الملامتية الذين هم على قدم ~~أابي بكر الصديق أنهم رجال لا يزيدون على الصلوات الخمس إلا الرواتب ~~اولا يتميزون عن الناس بحالة زائدة يعرفون بها يمشون في الأسواق ويتكلمون ~~امع الناس بكلام العامة قد انفردوا بقلوبهم مع الله لا يتزلزلون عن عبوديتهم ~~القط ولا يذوقون للرياسة طعما لاستيلاء الربوبية على قلوبهم فهم أرفع الرجال ~~مقامأ رضي الله عنهم أجمعين ~~وقال في الباب العاشر وثلاثمائة: في قوله تعالى : يأيها التدتر لكح ق ~~فاذر [المدثر: 1 - 2] : اعلم أن التدثر إنما يكون في البرودة التي تحصل ~~اعقب الوحي وذلك أن الملك إذا ورد على النبي ، بعلم أو بحكم تلقى ~~تلك الصورة الروح الإنساني فإذا تلاقيا هذا بالإلقاء وهذا بالإصغاء احتد ~~المزاج واشتعل وتقوت الحرارة الغريزية المزاجية فتغير وجه ذلك الشخص ~~الذلك وهو أشد ما يكون ولذلك تصعد الرطوبات البدنية كأنها بخارات إلى ~~اطح كرة البدن لاستيلاء الحرارة فيكون من ذلك العرق الذي يطرأ على ~~أصحاب هذا الحال للانضغات الذي يحصل بين الطبائع من التقاء الروحين ~~ام لما كان الهواء الخارج من البدن قويا غمر المسام برطوبته فمنع تخلل ~~الهواء البارد من خارج فإذا سرى ذلك عن النبي أو عن صاحب الحال ~~ووانصرف الملك سكن المزاج وانفشت تلك الحرارة وانفتحت تلك المسام ~~اقبل الجسم الهواء البارد من خارج فتخلل الجسم فيبرد المزاج ويستولي ~~اعلى الحرارة ويضعفها فذلك هو البرد الذي يجده صاحب الحال ولهذا تأخذ ~~الشعريرة فيزاد عليه الثياب ليسخن ثم بعد ذلك يفيق ويخبر بما وقع له من ~~الوحي إن كان نبيا أو من الإلهام إن كان وليا، وأطال في ذلك. PageV00P000 # ووقال في الباب الحادي عشر وثلاثمائة: لم أعرف اليوم أحدا تحقق ~~بمقام العبودية ms119 أكثر مني فإنه إن كان هناك أحد فهو مثلي فقط وذلك لأني ~~اب لغت من مقام العبودية غايته فأنا العبد المحض الخالص الذي لا يعرف ~~السيادة طعما وقد منحنيها الله تعالى هبة أنعم بها علي ولم أنلها بعمل بل ~~اختصاص إلهي وأرجو من الله تعالى أن يمسكها علي ولا يحول بيني وبينها ~~تى ألقاه بها فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ~~قلت: وقوله : فأنا العبد المحض يرد قول من نسب الشيخ إلى الحلول ~~والاتحاد والله أعلم. # ووقال فيه: في قوة الكامل من البشر أن يظهر في صورة غيره كما وقع ~~القضيب البان وغيره وليس في قوة الكامل من الملائكة أن يظهر في صورة ~~اغيره من الملائكة فلا يقدر جبريل أن يظهر بصورة إسرافيل، ولا ميكائيل ~~وعكسه ففي قوة الإنسان ما ليس في قوة الملك وأطال في الفرق بينهما. # وقال في الباب الثاني عشر وثلاثمائة في معرفة وحي الأولياء الإلهامي: ~~اعلم أن الحق تعالى إذا أراد أن يوحي إلى قلب ولي من أوليائه بأمر ما تجلى ~~الحق إلى قلب ذلك الولي برفع الحجب فيفهم الولي من ذلك التجلي ما ~~اييد الحق أن يعلم ذلك الولي به فيجد الولي في نفسه علم ما لم يكن يعلم ~~كما وجد النبي العلم بالضربة بين ثدييه في شربة اللبن ومن الأولياء من ~~ايشعر بذلك ومنهم من لا يشعر به بل يقول: وجدت في خاطري كذا وكذا ~~ولا يعرف من أتاه به ولكن من عرف فهو أتم. # اوقال في الباب الثالث عشر وثلاثمائة: اعلم أن أول رسول أرسل نوح ~~اعليه السلام، ومن كانوا قبله إنما كانوا أنبياء كل واحد على شريعة من ربه ~~فمن شاء دخل في شرعه معه ومن شاء لم يدخل فمن دخل ثم رجع كان ~~كافرا ومن لم يدخل فليس بكافر ومن أدخل نفسه ثم كذب الأنبياء كان كافرا ~~ومن لم يفعل وبقي على البراءة لم يكن كافرا . قال: وأما قوله تعالى: (وإن ~~امن أمة إلا خلا فيها نلير) [فاطر: 24] فليس هو بنص ms120 في الرسالة وإنما هو ~~ان في أن في كل أمة عالما بالله تعالى وبأمور الآخرة وذلك هو النبي لا PageV00P000 ~~الرسول إذا لو كان الرسول لقال إليها ولم يقل فيها. قال: وهو ونحن نقول: ~~إنه كان فيهم أنبياء عالمون بالله فمن شاء وافقهم، ودخل معهم في دينهم ~~وتحت حكم شريعتهم، ومن لم يشأ لم يكلف ذلك وكان إدريس عليه ~~السلام، منهم ولم يجىء له نص في القرآن برسالته بل قيل فيه صديقا نبيا ~~فأول شخص افتتح به الرسالة نوح عليه السلام، وأطال في ذلك. # اوقال في الباب الرابع عشر وثلاثمائة: متى خرج كشف ولي في العلم ~~اعن الكتاب والسنة فليس ذلك بعلم ولا هو علم ولاية بل إذا حققته وجدته ~~اجهلا والجهل عدم والعلم وجود فعلم أنه لا يتعدى كشف ولي في العلوم ~~الإلهية فوق ما يعطيه كتاب نبيه ووحيه أبدا. # وقال: في قوله : "إن المصلي ينادي ربه" : أي : بارتفاع الوسائط ~~كما سيكلمه في القيامة كفاحا ليس بينه وبينه ترجمان كما ورد فما تميزت ~~الآخرة إلا بكون العبد يعرف هناك من يكلمه وهنا لا يعرفه وأطال في ذلك. # وقال في الباب السابع عشر وثلاثمائة في قوله تعالى: {وكاتب ~~رشه على المآء [هود: 7] : اعلم أن على ههنا بمعنى في أي كان العرش ~~في الماء كما أن الإنسان في الماء، أي : منه تكون فإن الماء أصل ~~الموجودات كلها وهو عرش الحياة ومن الماء خلق الله كل شيء وكل ما ~~اوى الله حي ولذلك سبح بحمده ولو لم يكن حيا ما سبح؛ قال: وتأول ~~لك بعض الناس وقال: إنما هو تسبيح حال والخلاف إنما ينبغي أن يكون ~~ي سبب حياته لا في حياته والعرش هنا عبارة عن الملك وكان حرف ~~ووجودي، أي : الملك كله موجود في الماء إذ الماء أصل ظهور عينه فهو ~~الملك كالهيولى ظهر فيه صور العالم الذي هو ملك الله وأطال في ذلك. # وقال : الفرق بين الموت والنوم، أن الموت إعراض الروح عن الجسم ~~بالكلية فيزول بذلك جميع القوى كالليل بمغيب ms121 الشمس وآما النوم فليس ~~ااعراض الكلية عن الجسم إنما هو حجب أبخرة تحول بين القوى وبين ~~امدركاتها الحسية مع وجود الحياة في النائم كالشمس إذا حال السحاب دونها ~~اودون موضع خاص من الأرض بكون الضوء موجودا كالحياة وإن لم يقع PageV00P000 ~~ادراك الشمس لذلك الذي حال بينه وبين السماء من السحاب المتراكم ~~وقال في الباب العشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: (إن السمع والبصر ~~والفلؤاد كل أولكيك كان عنه مسقولا) [الإسراء: 36]: اعلم أن اسم كان هنا هو ~~النفس فيسأل النفس عن سمعه، وبصره، وفؤاده فيقال له : ما فعلت برعيتك ~~كما يسأل الوالي الجائر إذا أخذه الملك وعذبه عند استغاثة رعيته منه . # ووققال في قوله تعالى: فلا يظهر على غيبهء أمدا إلا من آرتضى من ~~رسول [الجن: 26 - 27] : المراد بهذا الغيب الذي يطلع عليه رسوله هو علم ~~التكليف الذي غاب عنه العباد ولم تشتغل عقولهم بدركه ولهذا جعل الملائكة ~~اله رصدا حذرا من الشياطين أن تلقي إليه ما رصدا يعمل به في نفسه من ~~التكليف الذي جعله الله تعالى سعادة للعباد من أمر ونهي فهذا الغيب هو علم ~~الرسالة ولهذا قال: ( ليعلر أن قد أبلغوا رسللكت ربهم) [الجن: 28] فأضاف ~~الرسالة إلى قوله "ربهم" لما علموا أن الشياطين لم تلق إليهم أعني الرسل ~~اشيئأ فيتيقنون أن تلك الرسالة من الله تعالى لا من غيره. ثم هل هذا القدر ~~الذي يطلع عليه من ارتضاه من رسول هل هو بإعلام الملك له أو هو بلا ~~واسطة ملك؟ الظاهر الثاني وتكون الملائكة تحف أنوارها برسول الله ~~كالهالة حول القمر والشياطين من ورائها لا تجد سبيلا إلى هذا الرسول حتى ~~ايظهر الله له ما شاء من علم التكليف الذي خفي عنه، وعن العباد علمه. # اقال: وليس في كتابنا هذا ولا غيره أصعب من تصور الغيب الذي انفرد به ~~الحق ويسمى الغيب المحالي وذلك لأنه لا يظهر عنه شيء أبدأ يتصف ~~بالشهادة وقتأ أو حالا ما فهو غيب بين عالم الشهادة وعالم الغيب لا يتخلص ~~الأحد الجانبين وقد حارت الخلائق ms122 في هذا الغيب فإنه ما هو محال فيكون ~~اعدما محضا ولا هو واجب الوجود فيكون وجودا محضاولا هو ممكن ~~استوي طرفاه ولا هو غير معلوم بل هو معقول فلا يعرف له حد فهذا هو ~~الغيب الذي انفرد به الحق حيث قال: {عكلم الغيب) [الأنعام: 73]. # اوقال في الباب الثاني والعشرين وثلاثمائة : إنما وجب نصب إمام واحد ~~ففي العالم تنبيها على أن الإله للعالم واحد فهو واجب شرعا مع كون طلب ~~الإمام موجودا في قطر العالم كلهم فإن هممهم توفرت في كل بلدة، أوا PageV00P000 ~~القرية، أو جماعة. أن يكون لهم رئيس يرجعون إليه، ويكونون تحت أمره. # (فإن قلت) : إن الشارع لم ينص على الأمر باتخاذ الإمام فمن أين ~~يكون واجباة ~~قلنا) : إن الله تعالى قد أمرنا بإقامة الدين بلا شك ولا سبيل إلى إقامته ~~الا بوجود الأمان في أنفس الناس على أنفسهم، وأموالهم، وأهليهم من ~~اتعدي بعضهم على بعض وذلك لا يصح أبدأ ما لم يكن ثم من يخاف ~~اطوته وترجى رحمته يرجع أمرهم إليه ويجتمعون عليه فإذا زال الخوف ~~الذي كانوا يخافونه على أنفسهم وأموالهم وأهليهم تفرغوا لإقامة الدين الذي ~~أوجب الله عليهم إقامته وما لا يتوصل إلى الواجب إلا به فهو واجب فاتخاذ ~~الإمام واجب ثم إنه يجب أن يكون واحدا لئلا يختلفا فيؤدي إلى الفساد ~~ووامتناع وقوع المصلحة. # ووقال في الباب الثالث والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: كبر ~~ام تا عند الله أن تقولوأ ما لا تفعلوب) [الصف: 3] : اعلم أن العبد ما دخل ~~اعليه مقت الله إلا من باب إضافة الفعل إلى نفسه من غير مشيئة الله تعالى ~~فلو أنه قرن العمل بالمشيئة الإلهية لم يمقته الله تعالى ، فلذلك شرع الحق ~~اعالى لعباده الاستثناء الإلهي ليرتفع عنهم المقت وكذلك لا يحنث أيضا من ~~استثنى إذا حلف على فعل مستقبل فإنه أضافه إلى الله تعالى لا إلى نفسه: ~~اقال: وهذا لا ينافي إضافة الأفعال إلى المخلوقين من حيث الحكم فإن للعبد ~~كما في ظهور العمل وما له أثر في إيجاده ms123 وفرق بين الأثر والحكم، قال: ~~ووبهذا القدر تفاوتت درجات العقلاء ألا ترى الحق تعالى كيف قال:ياي ~~الين امنوا لم تقولوب ما لا تفعلون) [الصف: 2] ولم يقل: يا أولي الألباب ~~اولا يا أولي العلم لأن العالم العاقل لا يقول ما لا يفعل إلا بالاستثناء لعلمه ~~بأن خلق الفعل لله لا له، وأطال في ذلك. وسيأتي تفسير الآية بأوضح من ~~اهذا وأن الإنسان هو الذي يمقت نفسه عند الله حين ينكشف له أن العمل ل ه ~~الا للعبد فيخجل من ذلك ~~ووقال في الباب الرابع والعشرين وثلاثماثة في قول رسول الله: الن PageV00P000 ~~ايفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" : اعلم أن المرأة تلحق الرجال في الأبوة ~~اتلحقهم أيضا في بعض المواضع فتقوم المرأة مقام الرجلين ويقطع الحكم ~~بشهادتها كما يقطع بشهادة الرجلين وذلك في قبول الحاكم قولها في حيض ~~العدة وقبول الزوج قولها في أن هذا ولده مع الاحتمال المتطرق إلى ذلك ~~اقبول قولها بأنها حائض فقد تنزلت ههنا منزلة شاهدين عدلين كما تنزل ~~الرجل في شهادة الدين منزلة امرأتين فتداخلا في الحكم فهذه تولية لها من ~~الله وأما الحديث فإنما هو في تولية الناس؛ قال: ولو ولم يكن للنساء من ~~الشرف إلا قوله : "النساء شقائق الرجال" لكان فيه غنية فإن فيه إشارة إلى ~~أن كل ما يناله الرجل من المقامات والمراتب يمكن أن يكون لمن شاء الل ه ~~المن النساء ألا تنظر إلى حكمة الله تعالى فيما زاد للمرأة على الرجل في ~~الاسم فقال في الرجل : المرء، وقال في الأنثى: المرأة؟ فزادها هاء في ~~الوقف وتاء في الوصل على اسم المرء للرجل فلها على الرجل درجة في ~~الهذا المقام ليس للمرء في مقابلة قوله: {وللرجال عليهن درجة)) [البقرة: 228] ~~الف سد تلك الثلمة بهذه الزيادة في المرأة. وأطال في ذلك، قال: ولو لم يكن ~~في شرف التأنيث إلا إطلاق لفظ الذات على الله وإطلاق الصفة وكلاهما لفظ ~~اتأيث لكان فيه كفاية فإن في ذلك جبرا لقلب المرأة الذي يكسره من لا علم ~~اله ms124 من الرجال بما هو الأمر. # اقلت: ذكر الشيخ في الباب الخامس والأربعين وثلاثمائة ما نصه : إنما ~~قال تعالى: (ولم يكن لهر كفوا أحدا)* [الإخلاص: 4] نفيا للصاخبة لأن ~~المراد بالكفء هنا الصاحبة لأجل من قال: إن المسيح ابن الله والعزير ابن ~~ال فإن الكفاءة هي المثل والمرأة لا تمايل الرجل أبدا فإن الله يقول: ~~(وللزجال عليهن درجة) [البقرة: 228] فليست له بكفء فإن المنفعل ما هو كفؤ ~~الفاعله والعالم كله منفعل عن إرادة الله فما هو كفؤ لله وحواء منفعلة عن أدم ~~فله عليها درجة الفاعلية فليست له بكفء من هذا الوجه، ولما قال تعالى: ~~وللرجال عليهن درجة لم يجعل عيسى عليه السلام منفعلا عن مريم حتى لا ~~ايكون الرجل منفعلا عن المرأة كما كانت حواء عن آدم فتمثل لها الملك بشرا ~~اسويا، وقال: (أنا رسول ريك لأهب لك غلكما زحكيا) [مريم: 19] فوهبها PageV00P000 ~~عيسى عليه السلام، فكان انفعال عيسى عن الملك المتمثل في صورة الرجل ~~وولذلك خرج على صورة أبيه ذكرا بشرا حيث تمثله بشرا روحا فجمع بين ~~الصورتين فكان روحا من حيث عينه بشرا من حيث تمثله في صورة البش ~~والله أعلم . فليتأمل ذلك مع ما هنا. # وقال في الباب الخامس والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: {إن ~~الشيطن لكر عدو فاتخذوه عدوا)* "ناطر: 26، وفي قوله تعالى: يبني ادم لا ~~يففنكم الشيطن كما آخرب أبويكم من الجنة) [الأعراف: 27]: اعلم أن عداوة ~~إابليس لبني آدم أشد من معاداته لأبيهم آدم عليه السلام، وذلك أن بني أدم ~~اخلقوا من ماء والماء منافر للنار وأما آدم عليه السلام، فجمع بينه وبين إبليس ~~اليس الذي في التراب فبين التراب والنار جامع ولهذا صدقه لما أقسم له الال ه ~~إنه لناصح وما صدقه الأبناء لكونه لهم ضدا من جميع الوجوه فبهذا كانت ~~اعداوة الأبناء أشد من عداوة الأب له . قال : ولما كان هذا العدو محجوبا ~~اعن إدراك الأبصار جعل الله لنا في القلب من طريق الشرع علامة نعرفه بها ~~اقوم لنا مقام البصر الظاهر فنتحفظ بتلك العلامة ms125 من إلقائه وأعاننا الله عليه ~~بالملك الذي جعله الله مقابلا له غيبا لغيب؛ وأطال في ذلك. # ووقال فيه : ما دام القرآن في القلب فلا حرف، ولا صوت، فإذا نطق به ~~القارىء نطق بصوت وحرف وكذلك إذا كتبه لا يكتبه إلا بصوت وحرف ~~ووأطال في ذلك ثم قال: والمفهوم من كون القرآن أنزل حروفا منظومة من ~~أنين إلى خمسة حروف متصلة ومنفردة أمران: كونه قولا، وكلاما ولفظا ~~اوكونه يسمى كتابة ورقما وخطا؛ فإن نظرت إلى القرآن من حيث كونه يحفظ ~~فله حروف الرقم وإن نظرت إليه من حيث كونه تنطق به فله حروف اللفظ ~~افلماذا يرجع كونه حروفا منطوقا بها هل هي لكلام الله الذي هو صفته أو ~~المترجم عنه يحتاج إلى إيضاح؛ وأطال في ذلك. ثم قال: وقد صح فيا ~~اذلك الخبر أن الله تعالى يتجلى في القيامة في صور مختلفة فيعرف وينك ~~ومن كانت حقيقته تنكر تقبل التجلي في الصور فلا يبعد أن يكون يتكلم ~~ببالحروف كما يليق بجلاله من غير كيفية ولا تشبيه لقوله تعالى: ليس ~~كمثلوء شي وهو السميع البصير) [الشورى: 11]. فنفى أن يمايل مع عقل PageV00P000 ~~المعنى وجهل النسبة فليتأمل . وسيأتي مزيد على ذلك في الباب التاسع ~~ووالعشرين وثلاثمائة فراجعه. # اوقال في قوله تعالى: (يكأيها الناس قد جلءتكم موعظة من ريكم وشفا ~~الا فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ()) ليونس: 57) وفي قوله: قد ~~اكم مب الله نور) [المائدة: 15]. وفي قوله: (وضياء وذكرا للمثقيب) ~~االأنبياء: 48]: أما كون القرآن نورا فيلما فيه من الآيات التي تطرد الشبه ~~المضلة مثل قوله: لو كان فيهما الهة إلا الله لفسدتأ* [الأنبياء: 22] وقوله: ~~أحب الافليب) [الأنعام: 76] . وقوله: (فتتلوهم إن كانوأ ينطقوب) ~~[الأنبياء: 63]. وقوله: {فأت بها من المغرب) [البقرة: 258] ونحو ذلك. وأما ~~كونه موعظة فظاهر وأما كونه شفاء فكفاتحة الكتاب وآيات الأدعية كلها وأما ~~كونه هدى فكقوله: وما خلقت الجن وآلإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56] ~~ووقوله: (فمن عفا وأصلح فأجرم على الله) [الشورى: 40] ونحو ذلك من كل ~~ان ورد في القرآن لا يدخله احتمال ولا يفهم ms126 منه إلا الظاهر بأول وهلة ~~كهاتين الأيتين؛ وأما كونه رحمة فلما فيه من البشرى مثل قوله: ل نقنطوا ~~من رحمة الله) [الزمر: 53] وقوله: (ورخمتى وسيعت كل شىء) [الأعراف: ~~156]. وكل آية فيها رجاء؛ وأما كونه ضياء فلما فيه من الآيات الكاشفة ~~الأمور والحقائق، مثل قوله: كل يوم هو في شأن) [الرحمن: 9]. وقوله: ~~من يطبع الرسول فقد أطاع الله) [النساء: 80]. وقوله: (وما تشاءون إلا أن ~~ل ال ~~كلمات تعخصه انتهى . فليتامل ويحرر ~~وقال في الباب السادس والعشرين والثلاثمائة: اعلم أن أعلم الأرواح ~~بالله عز وجل أرواح الجماد لكونها لا حظ لها في التدبير ودونهم في العلم ~~بالله تعالى أرواح النبات ودونهم في العلم بالله أرواح الحيوان ودونهم أرواح ~~امن تقيد بالعقل وذلك لأن الثلاثة الأول مفطورون على العلم بالله تعالى ~~بخلاف الرابع. قال: وأما الملائكة فهم كالجماد مفطورون كذلك على العلم ~~ابباله لكن لا عقول لهم، ولا شهوة، وأما الحيوان فمفطور على العلم البلالل ه PageV00P000 ~~ووعلى الشهوة وأما الجن والإنس فمفطورون على الشهوة والمعارف لكن من ~~احيث صورهم لا من حيث أرواحهم. قال: وإنما جعل الله تعالى لهم العقل ~~اليردوا به الشهوة إلى الميزان الشرعي ولم يوجد الله لهم العقل لأجل اقتناع ~~العلوم لأن ذلك إنما هو للقوة المفكرة التي أعطاها لهم وأطال في ذلك. # قلت: وقد ذكر في كتابه "الفصوص" نظما يوافق ما هنا فقال: ~~بات على قدر يكون وأوزان ~~خلافه كشفا وإيضاح برهان ~~عقل وفكر أو قلادة إيمان ~~النا وإياهم بمزل إحسان ~~قول بقولسي في خفاء وإعلان ~~اولا يبذر السمراء في أرض عميان ~~ما سما علي من جماد وبسعل ~~اوذو الروح بعد النبت والكل عارف ~~أها المسهى ادم فمقيل ~~ذا قال سهل والسمحقق مثلنا ~~ومن عرف الأمر الذي قد ذكرته ~~ولا يلتقف قولا يخالف قولن ~~اهم الصم البكم الذين أتى بهم لأسماعنا المعصوم في نص قران ~~وهذا النظم جواب لسائل سأل الشيخ : كيف جعل الكبش فداع ~~الاسماعيل عليه السلام وهو نبي، وأين مقام النبي من مقام الكبش؟ ونظم ~~السؤال هو ms127 قوله: ~~فداء نسبي ذب ذبح لقربان وأين مقام الكبش من بسوس إنسان ~~ووعظمه الله الكريم عناية به أو بنا لا أدر من أي ميزان ~~ياليست شعري كيف ناب متابه شخيص كبيش عن خليفة رحمن ~~إلى آخر ما قال انتهى. فليتأمل ويحرر والله أعلم. # ووقال في الباب السابع والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى للقلم: ~~اكتب : يعني: في اللوح علمي في خلقي إلى يوم القيامة إنما خص ~~الكتابة بأمور الدنيا فقط، لتناهيها بخلاف الآخرة لا يقدر القلم يكتب علمه ~~فيها لأنها لا تتناهى وما لا يتناهى أمده لا يحويه الوجود والكتابة وجدد ~~وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الثامن والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: {وككم ~~فيها ما تشتهى أنفسكم) [فصلت: 31]: إنما لم يقل ولكم فيها ما تريد ~~انفوسكم لأنه ما كل مراد مشتهى فإن الإرادة تتعلق بما يلتذ، وبما لا يلتذ به PageV00P000 ~~ابخلاف الشهوة فإنها لا تكون إلا بالملذوذ خاصة وأطال في ذلك؛ ثم قال: ~~فالسعداء أخذوا الأعمال بالإرادة والقصد وأخذوا النتائج بالشهوة فمن رزق ~~الشهوة في حال العمل فالتذ بالعمل التذاذه بنتيجته فقد عجل له نعيمه ومن ~~زق الإرادة في حال العمل من غير شهوة فهو صاحب مجاهدة؛ قال: وأكثر ~~الناس لذة بأعمالهم العباد وأقلهم لذة العارفون ولذلك سميت العبادات ~~تكاليف. # اقال في قوله : "سبق درهم ألف درهم" : أي: لأن صاحب الدرهم ~~الم يكن له سواه فبذله لله ورجع معتمدا على الله تعالى وصاحب الألف أعطى ~~الا عنده وترك منه ما يرجع إليه بعد العطاء ليس معتمدا على الله تعالى خالصا ~~فسبقه صاحب الدرهم من هذا الوجه وهذا معقول فلو أن صاحب الألف بذل ~~اجميع ما عنده مثل صاحب الدرهم لساواه في المقام فما اعتبر الشارع قدر ~~الطاء وإنما اعتبر ما يرجع إليه المعطي بعد العطاء فهو يرجع إليه؛ وأطال ~~لفي ذلك وتقدم نحو ذلك في الباب السبعين في الكلام على مسألة الغني ~~الشاكر والفقير الصابر فراجعه. # ووقال في الباب التاسع والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: الرحمن ~~علم القرءان )) [الرحمن: 1 - 2]: اعلم ms128 أن القرآن هو الوحي الدائم ~~الذي لا ينقطع فهو الجديد الذي لا يبلى ويظهر في قلوب العلماء على صورة ~~الم يظهر بها في ألسنتهم لأن الله تعالى جعل لكل موطن حكما لا يكون ~~الغيره فهو يظهر في القلب إحدى العينين فيجسده الخيال، ويقسمه ثم يأخل ~~امنه اللسان فيصيره بشاكلته ذا حرف وصوت ويقيد به سمع الأذان وقد قال ~~اله تعالى: {فأجره حتى يسمع كلكم الله) [التوبة: 6] فتلاه رسول الله بلسانه ~~أصواتا وحروفا سمعها الأعرابي بسمع أذنه في حال ترجمته فالكلام لله بلا ~~اشك والترجمة للمتكلم به كان من كان فإن القلب بيت الرب فافهم ~~ووقال في الباب الثلاثين والثلاثمائة: اعلم أن القضاء والقدر أمران ~~ام تباينان، فالقضاء هو الحكم الإلهي على الأشياء بكذا فله المضاء في الحكم ~~في جميع الأمور وأما القدر فهو الوقت المعين لإظهار الحكم فالقضاء يحكم ~~على القدر، والقدر لا يحكم في القضاء بل حكمه في المقدر لا فير، PageV00P000 ~~فالقاضي حاكم والمقدر موقت والقدر التوقيت وأطال في ذلك. # قلت: وقد بسطنا نحو ذلك في أجوبة شيخنا رضي الله عنه، فراجعه. # ووقال في الباب الحادي والثلاثين وثلاثمائة: اعلم أن موسى عليه ~~السلام، ما قال: رب أرني أنظر إليلك) [الأعراف: 143] إلا لما قام عنده ~~امن التقريب الإلهي فطمع في الرؤية فسأل ما يجوز له السؤال فيه ذوقا، ونقلا ~~الا عقلا، لأن ذلك من محاورات العقول ومعلوم أن الرسل أعلم الناس ابلال ه ~~اتعالى، وأنهم يعرفون أن الحق تعالى مدرك بالإدراك فإن الأبصار لا تدركه ~~امع أنها آلة يدرك العبد بها رؤية ربه. قال: وإنما منع موسى الرؤية لأنه سألها ~~امن غير وحي إلهي بها ومقامهم الأدب فلهذا قيل له: لن تراني ثم إنه تعالى ~~استدرك استدراكا لطيفا لما علم تعالى أن حد موسى انتهى من حيث سؤاله ~~الرؤية بغير وحي بالإحالة على الجبل في استقراره عند التجلي إذ الجبل من ~~الممكنات فلما تجلى الحق للجبل واندك علم موسى أنه فيما لم يكن ينبغي ~~اله وإن كان الحامل له على ms129 ذلك الشوق مثل ما يقع فيه من سكر من حب ال ه ~~فققال: (تبت إليلك وأنا أول المؤمنيب) [الأعراف: 143] بوقوع هذا الجائز، ~~ووأطال في صفات الناس في رؤية الله عز وجل. # وقال فيه في قوله تعالى: (أفرءيت من اتخذ إله هوله وأضله الله على علر) ~~[الجاثية: 23]: اعلم أن الهوى أعظم من عبد من دون الله فإنه لنفسه حكم ~~اوهو الواضع لكل ما عبد ولولا قوة سلطانه في الإنسان ما أثر مثل هذا الأثر ~~فيمن هو على علم بأنه ليس بالإله وأطال في ذكر من ادعى الألوهية من ~~العبيد ومن ادعيت فيه ولم يدعها ومن ادعاها في سكر. ثم قال: وكان ~~الحلاج ممن ادعاها في سكر بيقين فقال قول السكارى فخبط، وخلط بحكم ~~السكر عليه كما يشتم السكران أعظم ملوك الدنيا في حال سكره ولا يلتزم ~~المعه أدبا فالحلاج سعيد وإن شقي به آخرون، وأطال في ذلك ثم قال: وإذا ~~كان يوم القيامة جسد الله الهوى كما يجسد الموت لقبول الذبح كبشأ فعذبه ~~ي صورته تلك وتجسد المعاني لا ينكره العلماء بالله تعالى فإن كان من اتبع ~~اهواه مسلما خرج من النار بعد إنهاء العقوبة حدها وبقي صورة هواه معذبة ~~اوإن كان كافرا بقي مع صورة هواه أبد الآبدين. PageV00P000 # وقال في الباب الثاني والثلاثين وثلاثمائة: في قوله تعالى ( فيه شفا ~~لناس}) [النحل: 69]، أي : العسل : اعلم أنه تعالى لم يذكر للعسل مضرة قط ~~وإن كان بعض الأمزجة يضره استعماله لأن الشفاء هو المقصود الأعظم منه ~~كما أن المقصود بالغيث إيجاد الرزق الذي يكون عن نزوله وقد يهدم الغيث ~~بت العجوز الفقيرة الضعيفة فما كان رحمة في حق هذه المرأة من هذا الوج ~~الخاص لأن هدم البيت المذكور ما هو بالقصد العام الذي نزل له المطر ~~ووإنما كان ذلك من استعداد البيت للهدم لضعف بنيانه فكذلك الضرر الواقع ~~المن أكل العسل إنما ذلك من انحراف مزاجه ولم يكن بالقصد العام. # قلت: وقد تقدم نحو ذلك في الكلام على النية من حيث إنها موضوعة ms130 ~~بالأصالة للإخلاص والله أعلم. # وقال فيه في قوله تعالى: تجرى بأعيننا) [القمر: 14]: إنما جمع العيون ~~اهنا وفي قوله: فإنك بأعيننا* [الطور: 48] لأن المراد بهذا الجمع عيون ~~الحافظين للعالم من سائر الخلق فكل حافظ في العالم أمرا ما فهو جملة ~~عيون الحق تعالى ~~قلت: وإلى ذلك الإشارة يقول سيدي محمد وفا رضي الله تعالى عنه: ~~احمد عين الله والصحب أعين، إلى آخر ما قاله فاعلم ذلك ~~ووقد ذكر الشيخ محيي الدين في الباب الخامس وخمسمائة ما نصه: ~~إنما قال تعالى: {فإنك بأعيننا) ليعلمه أنه ما حكم عليه ، إلا بما هو ~~الأصلح عنده سواء سره أم ساءه ، هذا مراده بقوله: "بأعيننا" أي : ما أنت ~~حيث نجهلك وننساك، والله أعلم ~~وقال في الباب الثالث والثلاثين وثلاثمائة: قال إبليس للحق جل ~~ووعلا: يا رب كيف تطلب مني السجود ولم ترد ذلك فلو أردته لسجدت ولم ~~أقدر على المخالفة؟ فقال له الحق جل وعلا: متى علمت أني لم أرد منك ~~السجود بعد وقوع الإباية منك أو قبل ذلك؟ فقال إبليس: ما علمت بذلك ~~إلا بعد ما وقعت مني الإباية؛ فقال الله عز وجل له : بذلك آخذتك فلله ~~الحجة البالغة. PageV00P000 # ووقال في حديث البخاري في الذين يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم: ~~اعلم أن من لم يكن وارثا لرسول الله ، في مقام تلاوته للقرآن إنما يتلو ~~حروفا ممثلة في خياله، وحصلت له . من ألفاظ معلمه إن كان أخذه عن تلقين ~~أو من حروف كتابة إن كان أخذه عن كتابة فإذا أحضر تلك الحروف في ~~اخياله ونظر إليها بعين خياله ترجم اللسان عنها فتلاها عن غير تدبر، ولا ~~فهم، ولا استبصار بل لبقاء تلك الحروف في حضرة خياله، قال: ولهذا ~~التالي أجر الترجمة لا أجر القرآن لأنه ما تلا المعاني وإنما تلا حروفا تنزل ~~امن الخيال الذي هو مقدم الدماغ إلى اللسان فيترجم به لا يجاوز حنجرته إلى ~~القلب الذي في صدره فلا يصل إلى قلبه منه شيء وأطال في ذلك. # ووقال في الباب التاسع والثلاثين وثلاثمائة: من ms131 شرف هذه الأمة ~~المحمدية على سائر الأمم أن الله تعالى أنزلها منزلة خلفاء رسول الله في ~~العالم قبل ظهوره فإنه تعالى أعطى خلفاءه من الأنبياء التشريع، وأعطى هذه ~~الأمة الاجتهاد في نصب الأحكام، وأمرهم أن يحكموا بما أدى إليه اجتهادهم ~~اوذلك تشريع فلحقوا بمقامات الأنبياء عليهم السلام في ذلك وجعلهم ورتة ~~الهم لتقدمهم عليهم فإن المتأخر يرث المتقدم بالضرورة، وأطال في ذلك. # وقال فيه في معنى حديث : "جعلت لي الأرض مسجدا" : اعلم أن في ~~الهذا الحديث إشارة إلى أن جميع الأرض بيت الله ليلازم العبد الأدب حيثما ~~احل كما يؤمر به في المساجد فأهل الأدب من هذه الأمة جلساء الله على ~~الدوام، لأنهم في مسجد وهي الأرض أحياء وأمواتا فإنهم في قبورهم قد ~~انتقلوا من ظهر الأرض إلى بطنها وحرمة المسجد إلى سبع أرضين. # وقال فيه : قد نزل الله تعالى محمدا أربع منازل لم ينزل فيها غيره من ~~الأنبياء وهي أنه أعطاه ضروب الوحي كلها من وحي المبشرات، وأنزله على ~~القلب والأذن، وأعطاه إنهاء علم الأحوال كلها لأنه أرسله إلى جميع الناس ~~كافة وأحوالهم مختلفة بلا شك فلا بد أن تكون رسالته تعم العلم بجميع ~~الأحوال وأعطاه أيضا علم إحياء الأموات معنى وحسا وأعطاه أيضا علم ~~الشرائع المتقدمة كلها وأمره أن يهتدي بهداهم لا بهم فهذه أربع منازل خص PageV00P000 ~~ووقال فيه في قوله تعالى: (قل أرعيتم ما تدعوب من دون الله أرونى ماذا ~~خلقوا من الأرض) [الأحقاف: 4] : اعلم أن خلق عيسى للطير إنما كان بإذن اللها ~~افكان خلقه الطير عبادة يتقرب بها إلى الله لأنه مأذون له في ذلك فما أضاف ~~تعالى الخلق إلا لإذن الله وعيسى عليه السلام عبد، والعبد لا يكون إلها ~~اقال: وإنما جئنا بهذه المسألة في هذه الآية لعموم كلمة ما فإنها تطلق على ~~كل شيء ممن يعقل ومما لا يعقل كذا قال سيبويه وهو المرجوع إليه في ~~العلم باللسان فإن بعض المنتحلين لهذا الفن يقولون : إن لفظة ما تختص بما ~~الا يعقل ومن تختص بمن ms132 يعقل؛ قال: وهو قول غير محرر فقد رأينا في ~~كلام العرب جمع من لا يعقل جمع من يعقل وإطلاق ما على من يعقل ~~وإنما قلنا هذا لئلا يقال في قوله: ما تدعوب من دون الله إنما أراد من لا ~~ايقل، وعيسى يعقل فلا يدخل في هذا الخطاب؛ قال: وقول سيبويه أولى ~~وقال في الباب الثامن والثلاثين وثلاثمائة : كل علم لم يظهر له الشارع ~~تعليلا وعلمه العبد أو عمل به كان تعبدا محضا. # ووقال في الباب الحادي والأربعين وثلاثمائة: لا يجوز النظر في كتبا ~~الملل والنحل لأحد من القاصرين وأما صاحب الكشف فينظر فيها ليعرف من ~~أي وجه تفرعت أقوالهم لا غير، وهو أمن من موافقتهم في الاعتقاد لما هو ~~اعليه من الكشف الصحيح ~~ووقال في الباب الثاني والأربعين وثلاثمائة عما يؤيد قول من يقول: إن ~~الاسم عين المسمى قوله تعالى: ذلكم الله ربي) (الشورى: 10]: وليس هو ~~اعين أسمائه فإنه القائل: (قل آدعوا الله أو آدعوا الرحمن ) [الإسراء: 110] فجعل ~~الاسم هنا عين المسمى كما جعله في موضع آخر غيره، قال: فلو لم يكن ~~الاسم عين المسمى في قوله: (ذلكم الله) لم يصح قوله: (ربي) فافهم. # وقال في الباب السادس والأربعين وثلاثمائة: إنما قال الله تعالى في ~~الحديث القدسي : لكنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به إلى ~~اخره" وذكر الصور المحسوسة دون القوى الروحانية كالخيال، والفكر ~~اوالحفظ، والتصوير، والوهم، والعقل لأن هذه مفتقرة إلى الحواس والحق PageV00P000 ~~عالى لا يتنزل منزلة من يفتقر إلى غيره من المخلوقات بخلاف الحواس ~~الظاهرة فإنها إنما هي مفتقرة إلى الله تعالى لا إلى غيره فتنزل تعالى لمن هوا ~~فتقر إليه لم يشرك به أحدا فعلم أن الحواس أتم لكونها هي التي تهب ~~القوى الروحانية ما تصرف فيه وما به تكون حياتها العلمية، قال : ولما كان ~~تجلي الحق تعالى في الثلث الآخر من الليل يعطي العلوم والمعارف أكثر مما ~~يعطي الثلث الأول والأوسط، كان علم أهل الثلث الآخر من مدة عمر هذه ~~أمة أكمل وأتم وذلك ms133 لأن رسول الله لما بعثه الله والكفر ظاهر لم ~~الع الصحابة إلا إلى الإيمان خاصة ولم يظهر لهم شيئا من العلم المكنون ~~وصار يترجم لهم عما نزل من القرآن بحسب ما يبلغه إلى عموم ذلك القرن ~~افكان الصحابة أتم في مقام الإيمان والتابعون أتم في العلم، وتابع التابعين ~~أتم في العمل، قال: والحكمة في كون الصحابة أقوى إيمانا أن نشأ ~~الإنسان فطرت على الحسد فلما بعث إليها نبي من جنسها لم يؤمن به إلا ~~امن قوي على دفع ما في نفسه من الحسد وحب الشغوف وهروبها من ~~الخول تحت حكم غيرها فكان إيمان الصحابة أقوى بهذا النظر لمشاهدتهم ~~اقديم جنسهم عليهم وكان معظم اشتغالهم فيما يدفع سلطان الحسد أن ~~اقوم بهم وذلك مانع لهم من إدراك غوامض العلوم والأسرار، فارتفعوا ~~اعلينا بقوة الإيمان ولكن جبر الله نقصنا بإعطائه لنا التصديق بما نقل لنا ~~اعنهم من الشرع فحصل لنا درجة الإيمان بالغيب الذي لا درجة للصحابة ~~الفيه ولا قدم فعلم أنهم ما فضلونا إلا بقوة الإيمان والسبق وأما في العلم ~~والعمل فقد يساويهم غيرهم في ذلك. وأطال في ذلك، ثم قال: ~~فالحمد لله جاء بنا في الزمن الأخير وجبر قلوبنا بالتصديق، وعدم الشك ~~ووالتردد فيما وجدناه منقولا في أوراق سوادا في بياض ولم نطلب على ذلك ~~ليلا ولا ظهور آية ولو أننا جئنا في عصر رسول الله ، ما كنا نعرف ~~كيف يكون حالنا عند مشاهدته 2، هل كان يغلب علينا داء الحسد فلا ~~نطيعه أم نغلب نحن نفوسنا ونطيعه؟ فكفانا بالله ذلك فله الحمد على كل ~~وقال في الباب السابع والأربعين وثلاثمائة، في الكلام على العندية PageV00P000 ~~الالهية في نحو قوله تعالى: (وما عند الله باق) [النحل: 96]، وفي قوله ~~انينله رحمة من عندنا وعلمنله من لدنا علما)* [الكهف: 65] وقال (وعنده ~~فاتح الغيب [الأنعام: 459 وفي الحديث صفوا كما تصف الملائكة عند ~~اربها، وقال تعالى: {إن الله عنده علم الساعة) [لقمان: 34]، وقال: (وإن من ~~اء إلا عندنا خزآينه) [الحجر: 21] : اعلم أن هذه العندية اختلفت إضافتها ms134 ~~حسب ما أضيف إليه من اسم وضمير وكناية وهي ظرف ثالث، فإنه ليس ~~بظرف زمان ولا ظرف مكان مخلص بل ما هو ظرف مكان جملة واحدة على ~~الإطلاق؛ قال وكذلك في قوله تعالى: (ما عندكر ينفد وما عند الله باق) ~~االنحل: 96]. فجعل لنا عندية وما هي ظرف مكان في حقنا؛ قال: وما رأيت ~~أحدا من أهل الله نبه على هذه الظرفية الثالثة حتى يعرف ما هي فعجب من ~~العلماء كيف غفلوا عن تحقيق هذه العندية التي اتصف بها الحق والإنسان ~~وأطال في ذلك ثم قال: ~~دية انرب مقولة وعسدية الهوى لا تعقل ~~ده اله مو وعلية اللق لاتجهل ~~ه ع ف وليس لهسا عير مسمل ~~اقال: والضمير في قوله : "لها" يعود على الظرفية وفي قوله : "هما ~~اود على عندية الحق والخلق والله أعلم ~~ووقال في الباب الثامن والأربعين وثلاثمائة في قوله تعالى: {مثل نوره ~~كشكوق فيها مصباع* [النور: 35] الآية : اعلم أن الشجرة التي توقد منها ~~المصباح مثال لهويته تعالى فإن هويته تعالى لا هي شرقية، ولا هي غربية ولا ~~اقبل الجهات والزيتونة هنا هي مادة الزيت الذي هوالمادة للنور وكنى عن ~~الهوية بالشجرة لأن الشجرة مأخوذة من التشاجر وهو النضاد لأن الهوية ~~احاملة للأسماء المتقابلة كلها كالمعز والمذل، والنافع والضار، فانظر يا أخي ~~اما أكمل العبارات الإلهية في الإخبار بما هو الأمر عليه وأطال في ذلك. # ووقال في قوله : "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من ~~اجوز ذلك" : اعلم أن في هذا الحديث إشارة إلى أمة الاختصاص وهم ~~الأولياء المحمديون خاصة فمن زاد على سبعين سنة فما هو محمدي المقام PageV00P000 ~~اوإنما هو وارث لمن شاء الله من الأنبياء من آدم عليه السلام، إلى خالد بن ~~اسنان عليه السلام، وأطال في ذلك. # وقال في حديث السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب: أي : لم ~~كن ذلك في حسابهم، ولا تخيلوه فبدا لهم من الله خير لم يكونوا ~~احتسبونه . وأطال في شرح كلمات الحديث، وقال: التجلي الرباني في الليل ~~اعلى ثلاثة ms135 أقسام وكذلك تجليه في النهار فيتجلى تعالى في الثلث الأول من ~~اليل للأرواح المهيمة وفي الثلث الأوسط للأرواح المسخرة، وفي الثلث ~~الآخر للأرواح الطبيعية المدبرة للأجسام العنصرية وأما النهار فيتجلى تعالى ~~في الثلث الأول منه للأجسام اللطيفة التي لا تدركها الأبصار، وفي الثث ~~الأوسط للأجسام الشفافة، وفي الثلث الآخر للأجسام الكثيفة وأطال في ~~اذلك. وتقدم نحو ذلك في أجوبة شيخنا رضي الله عنه. # ووقال: الشمس غير غائبة عن الأرض في طلوعها وغروبها وإنما تطلع ~~وتغيب عن العالم الذي فيها والظلام الحادث في الأرض إنما هو اتصال ~~ظلالات ما فيها من العالم فهو على الحقيقة ظل والناس يسمونه ظلاما ومن ~~الا كشف له يسميه ظل الأرض لما هي عليه من الكثافة والدهر من حيث ~~اعينه يوم واحد لا يتعدد ولا ليل له، ولا نهار، الله نور السموات والأرض، ~~ي: منورهما وذلك النور مستمر غير منقطع فافهم ~~وقال: لا تقوم الساعة حتى يظهر الكشف في الخاص والعام، كلما ~~اقربت الساعة كان الكشف في الناس أكمل وأتم، وقال: يخرج النيل ~~ووالفرات من أصل سدرة المنتهى فيمشيان إلى الجنة. ثم يخرجان منها إلى ~~ادار الجلال فيظهر النيل من جبل القمر ويظهر الفرات من أردن الروم وهما ~~في غاية الحلاوة وإنما تغير طعمهما عما كانا عليه في الجنة من مزاج الأرض. # افإذا كان يوم القيامة عادا إلى الجنة. # قلت: ومن أين يشرب الناس من حين قيامهم من قبورهم إلى دخول ~~الجنة أم لا أحد يشرب حتى يدخل الجنة أو يرد الحوض؟ فمن وجد شيئا ~~فليلحقه بهذا الموضع والله عليم خبير PageV00P000 ~~وقال في قوله: "إن أحسنت أمتي فلها يوم وإن أساءت فلها نصف ~~اليوم" : يعني : من أيام الرب الذي هو كألف سنة مما تعدون والمراد بإحسانها ~~انظرها إلى العمل بشريعة نبيها ، وإنما قال : "إن أحسنت وإن ~~أاساءت" ولم يقطع بشيء لعلمه أن أحوال أمته بين حكم الاسم الخاذل ~~ووالناصر وليس ليومهما مقدار معلوم عندنا بل ميزانه لا يعلمه إلا الله. قلت: ~~ووقد أحسنت ولله الحمد وجاوزت ms136 الخمسمائة سنة المحسوبة من ولاية معاوية ~~فالحمد لله رب العالمين ~~وقال في الباب التاسع والأربعين وثلاثمائة: قد جمع الله بيني وبين ~~اميع أنبيائه في واقعة حتى لم يبق أحد منهم إلا ورأيته وعرفته وكذلك ~~اجمعني تعالى على ورثتهم من الأولياء وعرفتهم وهم لا ينقصون في كل ~~اعصر عن مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا؛ وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الحادي والخمسين وثلاثمائة : قد ذهب بعض العلماء ~~إلى أن الإكراه على الزنى لا يصح وذلك لأن الآلة لا تقوم إلا بسريان الشهوة ~~وحكمها فيه؛ قال: وعندنا أنه مجبور في مثل هذا مكره على أن يريد الوقاع ~~ولا يكون الوقاع إلا بعد الانتشار ووجود الشهوة وحينئذ يعصم نفسه من أذى ~~المكره له على ذلك لتوعده له بقتل أو ضرب أو حبس إن لم يفعل فصح ~~الإكراه في مثل هذا بالباطن بخلاف الكفر فإنه يقنع فيه بالظاهر وإن خالفه ~~الباطن، فالزاني يشتهي ويكره تلك الشهوة من حيث إيمانه ولولا أن الشهوة ~~إرادة بالالتذاذ لقلنا إنه غير مريد لما اشتهاه. وأنشد: ~~ن يشهي الامر قد تراه عير مريد لما أشته ~~اكنه اضطر فاشتهاه في ظاهر الأمر إذ را ~~وقال في الباب الرابع والخمسين وثلاثمائة: من أدب العارف بالله تعالى ~~إذا أصابه ألم أن يرجع إلى الله تعالى بالشكوى رجوع أيوب عليه السلام، ~~أابا مع الله تعالى وإظهارا للعجز حتى لا يقاوم القهر الإلهي كما يفعله أهل ~~الجهل بالله، ويظنون أنهم أهل تسليم وتفويض وعدم اعتراض، فجمعوا بين ~~اجهالتين وأطال في ذلك. PageV00P000 # اوقال في الباب التاسع والخمسين وثلاثمائة في قوله تعالى: يأيها الذين ~~اامنوأ لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء)) [الممتحنة: 1] الآية. اعلم أن الإنسان ~~امجبول على حب من أحسن إليه لأجل إحسانه، وعلى استجلابه الود من ~~أشكاله بالتودد إليهم ولما علم الله أن الإنسان منطو على ما ذكرنا لم يكتف ~~اعالى بقوله: لا تتخذوا عدوى) [الممتحنة: 1] فقط لعلمه أنا لا نقوم في هذا ~~النهي في جانب الحق مقام من يخافه حقا بل زاد تعالى (وعدوكة ms137 ليبغضهم إلينا بلل ~~احبتهم التي كانت عندنا ولا يؤثر هوانا على مرضاته تعالى؛ قال: وليس في ~~احقنا ذم في القرآن أعظم من هذا فإنه تعالى لو علم منا أننا نؤثره على هوانا ~~الاكتفى بقوله: {عدوى) وأطال في ذلك. # اوقال في الباب الستين وثلاثمائة في قوله لما قيل له هل رأيت ~~ربك؟ فقال: "انور أنى أراه" : فيه إشارة إلى مباينة نور الحق لسائر الأنوار فلم ~~ييدرك لاندراج نور الإدراك فيه فلذلك لم يدركه مع أن من شأن النور أن ~~ادرك ويدرك به كما أن من شأن الظلمة أن تدرك ولا يدرك بها. قال: وإذا ~~أعظم النور أدرك ولم يدرك به لشدة لطافته ثم إنه لا يكون إدراك قط إلا بنور ~~ممن المدرك لا بد من ذلك عقلا وحسا. وأطال في ذلك. # وقال في قوله تعالى للملائكة: (أنيثونى بأسماء هؤلاء إن كنتم ~~اصدقين) [البقرة: 31] : في هذه الآية توبيخ للملائكة وتقرير كأنه تعالى يقول: ~~ال سبحتموني أو قدستموني بهذه الأسماء حيث قلتم (ونحن نسبح يحمدك ~~ووقدس لك* [البقرة: 30] فزكيتم نفوسكم وجرحتم خليفتي في أرضي ولم يكن ~~بغي لكم ذلك فما قدرتموني حق قدري . قال: فالمراد بالأسماء هنا الأسماء الإلهية ~~الاي استند إليها المشار إليهم بهؤلاء في إيجادهم وأحكامهم، وأطال في ذلك. # وقال: ليس للملك والحيوان والنبات إرادة تتعلق بأمر من الأمور، فهم ~~اع ما فطروا عليه من السجود لله والثناء عليه فشغلهم به لا عنه، وأما ~~الأنسان فله الشغل به وعنه والشغل عنه هو المعبر عنه بالغفلة والنسيان. # وقال في قول أبي يزيد "بطشي أشد": أي: من حيث نفسه الحيوانية ~~وذلك لأنه يبطش بمن لا يخلقه فلا رحمة له فيه والحق تعالى إذا بطش بمن PageV00P000 ~~اخلق فالرحمة مندرجة في بطشه بكل مؤمن فهو أرحم بالعبد من أمه وأبيه فله ~~وقال: الإنكار في التجلي الأخروي خاص بأهل النظر العقلي لا بأهل ~~الكشف وذلك لأن أهل النظر العقلي قيدوا الحق تعالى بعقولهم فلما لم يروا ~~اما قيدوه به في الآخرة أنكروه ألا تراهم إذا وقع ms138 التجلي لهم بالعلامة التي ~~اقيدوه بها يقرون له بالربوبية ولو أنه كان تجلى لهم أولا بهذه العلامة لما ~~أنكروه فافهم. # وقال في قوله تعالى: (وكلمته. ألقلها إلى مريم) [النساء: 171]، ثم ~~قال: {وصدقت بكلمكت ربها) [التحريم: 12]: وما هو إلا عيسى فقط فجعله ~~عالى كلمات لها لأنه عليه السلام كثير من حيث نشأته الظاهرة والباطنة ~~ومن حيث إن كل جزء منه باطنا أو ظاهرا هو كلمة فلهذا قال: وصدقت. # كلمت ربها [التحريم: 12]. فأفرد الكلمة باعتبار وجمعها باعتبار. # وقال في قوله تعالى: { إن ريلك هو الخلق العليم) [الحجر: 86]: اعلم ~~أن الحق تعالى خلاق على الدوام ولو كان الأمر على ما قاله مخالفو أهل ~~الحق من بقاء الأعراض لم يصح أن يكون الحق تعالى خلاقا على الدوام فهو ~~امع كل مخلوق (وهو معكز أين ما كنية) [الحديد: 4] يحفظ عليكم وجودكم ~~ووكنتم أمرا وجوديا بلا شك لا يعلم منه إلا الايجاد والوجود وهذا لا يقال ~~الموجود قط كن عدما ولا كن معدوما، لاستحالة ذلك. # ووقال في قوله : "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل ~~الجنة" : إنما لم يقل: من مات وهو يؤمن أو يقول ليعلمنا أن كل موحد ل ه ~~افي الجنة يدخلها من غير شفاعة شافع ولو لم يوصف بالإيمان كقس بن ~~اساعدة وأضرابه ممن لا شريعة بين أظهرهم يؤمنون بها وبصاحبها فقس رضي ~~الله عنه، موحد لا مؤمن فتأمل. # وقال: النفس تذكر وتؤنث قال تعالى: (أن تقول نفس بحسرق على ما ~~لفطت فى جلب الله ) [الزمر: 56] الآية فأنث ثم قال: بل قد جاءتلى ءايقى ~~كذبت بها [الزمر: 59] بتاء مفتوحة خطاب المذكر والعين واحدة فإن النفس PageV00P000 ~~اوالعين عند العرب يذكران ويؤنثان وذلك لأجل التناسل الواقع بين الذكر ~~والأنثى ولذلك جاء في الإيجاد الإلهي القول وهو مذكر والإرادة وهي مؤنثة ~~لفأوجد العالم عن قول وإرادة فظهر عن اسم مؤنث ومذكر، فقال: إنما قولنا ~~اء [النحل: 40] والقول مذكر (إذا أردنه) [النحل: 40] والإرادة مؤنثة، ~~أن نقول له كن فيكون) [النحل: 40] فظهر التكوين في الإرادة ms139 عن القول ~~والعين واحدة. وأطال في ذلك بكلام نفيس في التوحيد والله أعلم. # وقال في الباب الحادي والستين وثلاثمائة في قوله تعالى في آدم: لما ~~خلقت بيدي) [ص: 75] بالتثنية : اعلم أن كل مخلوق في العالم فهو مضاف ~~اخلقه إلى يد إلهية قال تعالى: (يما عملت أيدينا أنعكما) [يس: 71] فجمع ~~الأيدي، وقال في الحديث: "إن الله تعالى غرس شجرة طوبى بيده وخلق ~~اجنة عدن بيده وكتب التوراة بيده فوحد اليد وثناها وجمعها، قال: وما ~~أضاف الحق تعالى آدم إلى خلقه بيديه إلا تنبيها على شرفه عنده وأنه هو ~~المقصود من العالم فإن الأنعام خلقها بأيديه مع أنها تحت تسخير بني أدم ~~ووايضاح ذلك أن التثنية برزخ بين الجمع والإفراد، فهي تقابل الطرفين بذاتها ~~فلها درجة الكمال فإن المفرد لا يصل إلى الجمع إلا بها والجمع لا ينظر إلى ~~المفرد إلا بها فافهم ~~قلت: قد ذكرنا نحو ذلك في أجوبة شيخنا رضي الله عنه، والله أعلم ~~اثم قال في قوله تعالى: (ولقد خلقنا الإسن من صلصل من حما مسنون) ~~االحجر: 26]: لما أراد الله تعالى خلق آدم أخذ ترابا لزجا، وخلطه بالماء ~~فصيره طينا بيديه تعالى كما يليق بجلاله إذ ليس كمثله شيء ثم تركه مد ~~اختمر بما مر عليه من الهواء الحار الذي يتخلل أجزاء طينته فتخمر، وتغيرت ~~ارائحته فكان حما مسنونا متغير الريح. قال الشيخ: ومن أراد أن يرى صدق ~~ذلك إن كان في إيمانه خلل فليحك ذراعه بذراعه حكأ قويا حتى يجد ~~الحرارة من جلد ذراعه ثم يستنشقه فإنه يجد فيه رائحة الحمأة وهي أصله ~~الي خلق جسمه منها، وأطال في ذلك بكلام نفيس منزعه الكشف. # ووقال: من علامة من ادعى أنه صار يذكر الله بالله أن يجد الاحتراق في PageV00P000 ~~السانه حسا حتى يحرق لسانه ولا يكون له أثر قط في النطق فمن لم يشاهد ~~الهذا الحرق من الأشياخ فليس هو ذاكر الله بالله وإنما ذلك توهم. قال: وقدا ~~قت ذلك حين ذكرت الله بالله ومكثت على ذلك ست ساعات ms140 ثم رد على ~~الساني فذكرته بالحضور معه لا به . وأطال في ذلك فراجعه. # وقال في حديث: "إن الله خلق آدم على صورته" : اعلم أن الصور تطلق ~~اويراد بها الأمر، والشأن، والحكم. أي: جعل آدم يأمر وينهى ويعزل ويولي ~~وويؤاخذ ويسامح ويصفح ويرحم ونحو ذلك، فهذا هو المراد بالصورة فافهم ~~وقال: الإنسان مجبور في عين اختياره عند كل ذي عقل سليم مع أن ~~جميع ما يظهر عنا من الأفعال يجوز أن يفعله الله تعالى وحده لا بأيدينا ~~ولكن ما وقع ذلك في الشاهد ولا ظهر إلا بأيدينا إذ الأعمال لا تظهر ~~أحكامها إلا في جسم. قلت: وإن كان هذا حقا وصدقا. # وقال: أخذ بطرف دون طرف والكمال أن تقول: إن الأعمال لله خلقا ~~ولنا إسنادا فنضيفها إلى الله بوجه وإلينا بوجه كما قال تعالى: والله خلقك ~~ووما تعملون) [الصافات: 96]. وإن كان ذلك حكاية عن قول السيد إبراهيم فقد ~~أقره الحق وارتضاه، من حيث إن مقام الأنبياء يجل عن أن يحكى خلاف ما ~~الأمر عليه في نفسه والله أعلم. # وقال في الباب الثالث والستين وثلاثمائة: من عدم الإنصاف إيمان ~~اناس بما جاء من أخبار الصفات على لسان الرسل وعدم الإيمان بها إذا أتى ~~بها أحد من العلماء الوارثين لهم فإن البحر واحد وإذا لم يؤمنوا بما جاءت به ~~الأؤلياء فلا أقل من أن يأخذه ومنهم على سبيل الحكاية وكما جاءت الأنبياء ~~ابما تحيله العقول من الصفات وأمنت به كذلك يجب الإيمان بما جاء به ~~الأولياء المحفوظون وكما سلمنا ما جاء به الأصل كذلك نسلم ما جاء به ~~الفرع بجامع الموافقة . وأطال في ذلك. # وقال: الكلام في "كاف" (ليس كمثلهء شء) [الشورى: 211 ~~فضول فإن ذلك لا يدرك بالقياس ولا بالنظر، بل يرجع إلى قصد المتكلم ~~اولا يعرف أحد ما في نفس المتكلم إلا بإفصاحه عما في نفسه ولم يفصح لنا PageV00P000 ~~اسبحانه وتعالى من هذه الكاف هل هي أصلية أم زائدة. وأطال في ذلك. # اقلت: قد ذكر الشيخ في الباب الستين وثلاثمائة السابق أنه ms141 ما قال: إن ~~الكاف زائدة في "كمثله شيء" إلا من لا معرفة له بالحقائق؛ قال: والحق ~~أنها كاف الصفة انتهى. فليتأمل ويحرر ~~وقال في الباب الخامس والستين وثلاثمائة في قوله تعالى: فأذكرون ~~أاذكركم* [البقرة: 152]، وفي نحو حديث: "إن الله لا يمل حتى تملوا" : اعلم ~~أن الحق تعالى لا يعامل عباده إلا بما يعاملونه به فهو تعالى بحكم التبعية ~~الهم في ذلك وإن كان ابتداء الأمر منه ولكن هكذا علمنا وقرر لدينا فننسب ~~إليه تعالى ما ينسبه لنفسه ولا يمكن لنا إلا ذلك فهي من حكم تبعية الحق ~~اتتعالى للمخلوق تنزلا للعقول وأطال في ذلك. وقال فيه: سبب غلط منكري ~~النبوة من الحكماء قولهم إن الإنسان إذا صفى جوهرة نفسه من كدورات ~~الشهوات وأتى مكارم الأخلاق العرفية انتقش في نفسه ما في العالم العلوي ~~امن الصور بالقوة فنطق بالغيوب واستغنى عن الوسائط والأمر عند أهل ال ه ~~اليي كذلك وإن جاز وقوع ما ذكروه في بعض الأشخاص وذلك أنه لم يبلغنا ~~اقط عن أحد من نبي ولا حكيم، أنه أحاط علما بما يحوي عليه حاله في كل ~~فنس إلى حين وفاته، بل يعلم بعضا ويجهل بعضا لو سئل اللوح المحفوظ ~~اعما خط الحق تعالى فيه من العلوم ما عرف ذلك، وأطال في رد أقوال ~~مكري النبوة. # وقال فيه : لقد عملت على تحصيل إيماني بما جاء من عند الله ولم ~~أكتف بالسماع حتى علمت من أين أمنت وبماذا آمنت لكن مجملا وما ~~زحزحني علم ما رأيته وعاينته عن إيماني فلم أزل أقول، وأعلم ما أقوله،ا ~~ووأعمله لقول النبي لا لعلمي ولا لشهودي أنا، فواخيت بين الإيمان ~~والعيان. قال: وهذا مقام ما وجدت له ذائقا إلى وقتي هذا وإن كنت أعلم ~~أان في رجال الله من يناله لكن ما اجتمعت به . قال : وكذلك أشهدني ال ه ~~اعالى جميع أنبيائه وأوليائه من آدم إلى يوم القيامة خاصهم وعامهم كما تقدم ~~اذ لك في الباب التاسع والأربعين وثلاثمائة. PageV00P000 # اقلت: وذكر الشيخ في الباب الثالث ms142 والستين وأربعمائة: أنه رأى جميع ~~المؤمنين كذلك من كان منهم ومن يكون إلى يوم القيامة في صعيد واحد ~~اوأنه صاحب من الرسل غير محمد جماعة، منهم إبراهيم الخليل قرا ~~اعليه القران وعيسى تاب على يديه أول دخوله في الطريق، وموسى أعطا ~~اعلم الكشف والإفصاح عن الأمور وعلم تقليب الليل والنهار، وقال: ومن ~~احين حصل عندي هذا العلم زال الليل وبقي النهار في اليوم كله، فلم تغب ~~اشمسي ولم تطلع وكان لي هذا الكشف إعلاما بأنه لا حظ لي في الشقاء في ~~الدار الآخرة قال : ولم يكلمني إلا هود عليه السلام، انتهى . وقد ذكرنا في أجوبة ~~اشيخنا حكمة كونه لم يكلمه إلا هود عليه السلام، فراجعها والله أعلم ~~وقال : سعي اللإنسان في عدالته عند الحكام لقبول شهادته من باب ~~السعي في حق الغير لا في حق نفسه وذلك لأمور تطرأ فإنه إذا لم يكن عدلا ~~الم يقبل الحاكم شهادته وربما ظهر الباطل على الحق فوجب السعي في ~~العدالة لهذا قال عليه الصلاة والسلام: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا ~~فخر" . فلسم يكن مراده ة، إلا إعلام أمته بمقامه ليريحهم من تعب يوم ~~القيامة، ولا يمشون في ذلك اليوم إلى نبي بعد نبي كما تمشي الأمم ~~فيقتصرون على محمد ه، بما أعلمهم من ذلك بأن الرجوع إليه آخر الأمر ~~والله أعلم. # ووقال في الباب السادس والستين وثلاثمائة: جملة الأمور التي ينفذ فيها ~~احكم الحاكم ثلاثة: الدماء والأعراض والأموال، لا غير. # ووقال فيه في قوله تعالى: وغضب الله عليهر) [الفتح: 6] الآية : اعلم ~~أان غضب الله تعالى في الدنيا على عباده هو ما أمر بإقامته عليهم من الحدود ~~ووالتعزيرات، وأما غضبه في الآخرة فهو ما يقيمه من الحدود على من ~~استوجب النار، وهو تطهير إلا في حق الكفار فافهم ~~ووقال: إنما نهي الحاكم عن الحكم حالة الغضب لأنه ربما خلط مع ~~إقامة الحدود التشفي من المحدود لحظ نفسه فيحرم الأجر من تلك الحيثية ~~الأن الأمر لا يحتمل الشركة، وعلامة الصادق في أنه خلص ms143 من حظ نفسه أن PageV00P000 ~~اييول الغضب منه على ذلك الشخص عند الفراغ من إقامة الحد حتى ربما ~~القام إليه، وعانقه وأنسه، وأظهر له السرور والبشاش من حيث أن الله تعالى ~~اطهره قال تعالى: ونبلوا آخباركر [محمد: 31] . فالله تعالى يبتلي عباده بما ~~كلفهم به فإذا عملوا ذلك ابتلى أعمالهم هل عملوها بخطاب الحق أم عملوها ~~الغير ذلك، وهو قوله تعالى: يوم تبلى الترآير) [الطارق: 9]. وأطال في ذلكا ~~م قال: وإن كان ولا بد للحاكم من الفرح بإقامة الحد على المحدود فليكن ~~اذلك لما أسقطه ذلك الحد من المطالبة في الآخرة. قال: وليس عندنا في ~~امسائل الأحكام المشروعة أصعب من الزنى خاصة فإنه ولو أقيم عليه الحد ~~فانه يبقى عليه بعد إقامته مطالبات من مظالم العباد انتهى . فليتأمل، ويحرر ~~وقال: من أراد الأجر التام فلا يقدم شيئا على تلاوة القرآن لأجل سماع ~~الملائكة السياحين فإنهم لا يقدمون شيئا على سماع القرآن لأنه أشرف ~~أرزاقهم وأعلاها، ومن لم يتيسر له تلاوة القرآن فليجلس لبث العلم لأجل ~~الأرواح الذين غذاؤهم العلم لكن لا يتعدى علوم القرآن. قال: واعلم أن ~~اميع ما أتكلم به في مجالسي وتصانيفي إنما هو من حضرة القرآن وخزائنه ~~فاني أعطيت مفاتيح الفهم فيه والإمداد منه وذلك كله حتى لا أخرج عن ~~مجالسة الحق تعالى ~~وقال في قوله : "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه": ~~اعلم أن حركات جميع الأئمة العادلة لا تكون قط إلا في حق الغير لا في ~~احق نفوسهم بالأصالة فإذا رأيتم السلطان قد اشتغل عن مصالح رعيته وما ~~احتاجون إليه فاعلموا أنه قد عزلته المرتبة بهذا الفعل ولا فرق حينئذ بينه ~~وبين العامة، وتأملوا قصة موسى لما خرج لحاجة أهله كلمه الله في عين ~~احاجته وهي النار وكذلك الخضر بعثه أمير الجيش الذي كان فيه يرتاد له ماع ~~وكانوا قد فقدوا الماء فوقع بعين الحياة فشرب منها فعاش إلى الآن وهو لا ~~رف ما خص الله به شارب ذلك الماء من الحياة فهذا مما ms144 أنتجه سعيه في ~~احق الغير قال : ولقد لقيت الخضر باشبيلية، وأفادني التسليم لمقالات الشيوخ ~~وأن لا أنازعهم وإن كانوا مخطئين في نفس الأمر. # ووقال في قوله تعالى: يكأيها الذين مامنوا ءامنوا) [النساء: 136]: مراده PageV00P000 ~~ابهبؤلاء الذين أية بهم باسم الإيمان هم الذين آمنوا بالباطل، وكفروا بالله كما ~~اقال تعالى: {وإن يشرك به تؤمنوا)* [غافر: 12]. فسمى المشرك مؤمنا وأطال ~~في ذلك والله أعلم. # اوقال في الباب السابع والستين وثلاثمائة : اجتمعت روحي بعيسى عليه ~~السلام، في السماء الثانية، وتبت على يديه وكان له بي عناية عظيمة فهو لا ~~ايفل عن تربيتي إلى الآن . وأطال في ذكر ما وقع له معه وكذلك الأنبياء ~~الذين في السموات، ثم قال: ولما اجتمعت بإبراهيم عليه السلام، قلت: يا ~~أبت لم قلت: {بل فعله كبيرهم) [الأنبياء: 63]؟ قال: لأنهم قائلون ~~بالكبرياء الحق على آلهتهم التي اتخذوها، فقلت له: فما إشارتك بقولك ~~لهذا؟ فقال لي : أنت تعلمها فقلت له : إني أعلم أنها إشارة ابتداء وخبره ~~احذوف يدل عليه قولك بل فعله كبيرهم فاسألوهم إقامة للحجة عليهم منهم ~~فقال لي عليه السلام : "ما زدت على ما كان الأمر عليه" فقلت له : فما قولك ~~في الأنوار الثلاثة؟ يعني : الكوكب، والقمر، والشمس أكان ذلك عن اعتقاد؟ # فققال: لا إنما كان عن تعريف إقامة للحجة على القوم ألا ترى إلى قول ~~الحق تعالى في كتابكم (وتلك حجتنا ءاتينها إنرهير على قومة) [الأنعام: 83] ~~وما كان اعتقاد القوم في الإله إلا أنه نمرود بن كنعان لا تلك الأنوار. قال: ~~اولم يكن القوم يعتقدون في النمرود أنه الإله الحق لأنهم إنما كانوا يعبدون ~~الالهة التي نحتوها. وأطال في ذلك بكلام دقيق فليتأمل، ويحرر ~~وقال في الباب الثامن والستين وثلاثمائة في قوله تعالى: (خلق ~~المكوات والأرض يالحق* [الأنعام: 73] : اعلم أن جماعة من أهل الله غلطوا ~~في هذا الحق المخلوق به وجعلوه عينا موجودة والحق أن الباء هنا بمعنى ~~الام ولهذا قال تعالى في تمام الآية (وتعلى عما يثركوب) [النحل: 3] من ~~أجل الباء فمعنى بالحق أي للحق فالباء هنا ms145 هي عين اللام في قوله تعالى ~~(وما خلقت الجن وآلإس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]. قال: وإيضاح ذلك أن ~~الحق تعالى لا يخلق شيئا بشيء وإنما يخلق شيئا عند شيء وكل باء تفتضي ~~الاستعانة والسببية، فهي لام فما خلق الله شيئا إلا للحق وهو أن يعبده ذلك ~~الكبريت الأحمر / م10. # المخلوق على حسب ما يليق به، وأطال في ذلك فليتأمل. PageV00P000 # ووقال في الباب التاسع والستين وثلاثمائة : اختلف أصحابنا في هذا ~~النوع هل ينقطع أشخاصه بانتهاء مدة الدنيا أم لا؟ فمن لم يكشف قال: ~~ابانتهائه ومن كشف قال: بعدم انتهائه وأن التوالد في النوع الإنساني باق في ~~الجنة وأطال في ذلك. # وقال في قوله تعالى: (فمال هؤلاء القور لا يكادون يفقهون حديثا) [النساء: ~~78) أي: فما لكم يا محجوبون لا تعلمون ما نحدثكم به ، فإن الشرع كلهه ~~احديث وخبر إلهي بما يقبله الوهم والعقل، ويا علماء بالله إنما تعلمون قديما ~~وإن حدث عندكم فما هو حديث العين، قال الله تعالى: ما يأنيهم من ~~اتر من تربهم تحدثي [الأنبياء: 2] وما هو إلا كلام الله الأزلي. فحدث ~~المه عندهم حين سمعوه فهو محدث الاتيان قديم العين كما تقول حدث ~~اليوم عندنا ضيف ومعلوم أنه كان موجودا قبل أن يأتي وقد جاء القرآن في ~~امواد حادثة تعلق السمع بها وكذلك الفهم تعلق بما دلت عليه الكلمات فله ~~الحدوث من وجه، والقدم من وجه؛ وأطال في ذلك ~~ووقال: لا يطلب العبد بأن يعرف حقيقة نسبة أخبار الصفات إلى الله عز ~~اوجل وكل من أولها حرم رؤية الحق يوم القيامة حين يقع التجلي فما أعظمها ~~من حسرة ~~اوقال : ليس في الجن من يجهل الحق تعالى ولا من يشرك به فهم ~~املحقون بالكفار لا بالمشركين وإن كانوا هم الذين يوسوسون بالشرك للناس ~~ووأطال في ذلك فليتأمل، ويحرر. # وقال في قوله : "ما فضلكم أبو بكر بكثير صوم ولا صلاة ولكن ~~اسر وقر في صدره" : واعلم أن الإشارة بهذا السر والله أعلم إلى ما وقع له ~~ضي الله عنه يوم موت رسول ms146 الله 2، من الثبات حين اضطربت عقول ~~الصحابة ذلك اليوم وقال: ما لا يمكن أن يسمع حتى شهد على نفسه ذلك ~~اليوم بقصوره وأبو بكر رضي الله عنه، لم يغير عليه حال بل صعد المنبر ~~وقرأ: (وما تحمد إلا رشول قد خلت من قبله الرسل) [ال عمران: 144] الآية. # لفتراجع من كان حكم عليه وهمه من الناس وعرف الناس فضل أبي بكر على PageV00P000 ~~الجماعة فاستحق الامامة والتقدم، وما بايعه من بايعه سدى وما تخلف عن ~~ابيعته إلا من جهل منه السر الذي وقر في صدره أو من كان في محل نظر من ~~اذ لك أو متأولا وذلك أن رسول الله شهد له في حياته بفضله على ~~الجماعة بالسر الذي وقر في صدره ولم يظهر حكم ذلك السر إلا يوم مات ~~سول الله ة، وأصل ثبات أبي بكر وصوله إلى مقام شهد فيه أن موت ~~سول الله حق وأنه محل لجريان أحكام الربوبية عليه وهناك تجرد أبو ~~اكر بقلبه إلى جانب الحق، وتوكل على الله وحده؛ ولما علم رسول الله ~~أن أبا بكر قلبه مع الله بالاعتماد عليه وحده دون غيره وأنه صار يترقب لما ~~الوحي الله به إليه على لسان رسول الله في كل خطاب سمعه منه قال في ~~حقه ما قال ~~قلت: ومن هنا جعل القوم حال أبي بكر المذكور ميزانا لكمال المريد ~~وأأه متى صار يرى شيخه محلا لجريان الأقدار وأن الأمر كله لله وصار لا ~~اتأثر لفقد شيخه إذا فقد بموت أو سفر بعيد كل ذلك التأثر فقد كمل حاله ~~وواستحق الفطام؛ وأطال في ذلك . وتقدم في الباب الثالث وثلاثمائة الكلام ~~اعلى حكمة ترتيب ولاية الخلفاء الأربعة فراجعه. # وقال فيه: من قال : إن الحق تعالى يحل في الصورة فهو أعمى البصر ~~ووالبصيرة لأن غاية الناس مرتبة الإحسان ثم الإيقان المشار إليها بقوله: "اعبد ~~اله كأنك تراه" . فتمثله في خيالنا مرئيا ولم يحجر الشارع علينا إلا أن نجعل ~~امعبودنا محسوسا كالأصنام لا أن نتخيله صورة فإن الشارع يعلم أن من ms147 مرتبته ~~الخيال أن يجد ويصور ما ليس بجسد ولا صورة، وهذا من رحمة الله بنا ~~الي وسعت كل شيء ومن شك في قولنا فليتخيل الحق في حال مناجاته في ~~الصلاة خلفه كما هو أمامه فإنه لا يقدر هذا حكم الوهم وأما من حيث ~~الإيمان بالله، فإنه تعالى لا يتحيز وليس هو في جهة فاعلم ذلك. # وقال: لما سحر رسول الله ، كان يخيل إليه أنه يأتي نساءه وهو لم ~~اأتهن فأتاهن في الخيال ولم يأتهن في الحس ومن هنا قالوا إن السحر له ~~وجه إلى الحق ووجه إلى الباطل إذ هو مشتق من السحر الذي هو اختلاط ~~الضوء والظلمة من غير تخلص لأحد الجانبين، قال : ومن أراد إبطال السحر PageV00P000 ~~فلينظر إلى ما عقد الساحر فيعطي لكل عقدة يحلها بها كانت ما كانت فإن ~~اقص عنها الكلمات بقي عليه من العقد شيء ضرورة فلا يزول السحر الا ~~ابحل جميع العقد والسلام. قال: وهذا من العلوم الإلهية فإن النبي ~~اقال: "إن روح القدس نفث في روعي" ولا يكون النفث إلا ريحا بريق لا بدا ~~امن ذلك حتى يعلم بخلاف النفخ فإنه ريح مجرد. وأطال في ذلك بذكر ~~رائب ~~ووقال: إنما كان حديث النفس مغفورا ما لم تعمل أو تكلم لأن الكلام ~~اععل فيؤاخذ العبد به من حيث ما هو متلفظ به كالغيبة والنميمة، فإنه مؤاخل ~~احسب ما يؤدي إليه ذلك اللفظ وإن كان تلفظ به وله عمل زائد على التلفظ ~~ابه فلم يعمل به فما عليه إلا وزر عين ما تلفظ به فهو مسؤول عند الله من ~~حيث لسانه . قال: ولا يدخل الهم بالشيء في حديث النفس كما توهم إذ ~~الهم بالشيء له حكم آخر في الشرع خلاف حديث النفس ولذلك موطن كمن ~~ايريد في الحرم المكي إلحادا بظلم يذيقه الله من عذاب أليم سواء وقع منه ~~اذ لك الظلم أو لم يقع وأما في غير الحرم المكي فإنه غير مؤاخذ بالهم، وإن ~~الم يفعل ما هم به كتبت له حسنة إذا ترك ms148 ذلك من أجل الله خاصة فإن لم ~~اركها من أجل الله لم يكتب له ولا عليه فهذا الفرق بين الحديث النفسي ~~والإرادة التي هي الهم. # قلت: وسيأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني والعشرين وأربعمائة ~~اقول الشيخ: اعلم أن الله تعالى قد عفا عن جميع الخواطر التي تستقر عندن ~~إلا بمكة لأن الشرع قد ورد أن الله يؤاخذ فيه من يريد فيه بإلحاد بظلم وهذا ~~كان سبب سكنى عبد الله بن عباس بالطائف احتياطا لنفسه فإنه ليس في قوة ~~الإنسان أن يمنع عن قلبه الخواطر فمن لم يخطر له الحق تعالى خاطر سو ~~ف لذلك هو المحفوظ ومن لنا بذلك. قال: وقد أخبرني سليمان الدنبلي على ~~اوجه التحدث بالنعم أن له منذ خمسين سنة ما اخطر الحق تعالى في قلبه ~~اخاطر سوء انتهى . قال : وإنما نكر تعالى الظلم بقوله: "بظلم" ليجتنب من ~~كن مكة جميع الظلم في كبير وصغير، والله أعلم. # وقال في حديث: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" : أما نصرة المظلوم PageV00P000 ~~فمعلومة عند الجميع وأما نصرة الظالم فأن تنصره عن إبليس الذي يوسوس ~~في صدره بما يقع منه في الظلم بالكلام الذي تستحليه النفوس وتنقاد إليه ~~فتعينه على رد ما وسوس إليه الشيطان من ذلك فهذه نصرته إذا كان ظالما ~~ووكذا جاء الخبر في نصرة الظالم أن تأخذ على يديه والمراد به ما ذكرنا فلا ~~بد أن تكون النصرة واردة على شيء فافهم ~~ووقال: الشهادة بالوحي أتم من الشهادة بالمعاينة كشهادة خزيمة في ~~قصة بيع الجمل فإنه لم يكن حاضرا وإنما قال: أشهد بتصديقك يا رسول ~~الل، فحكم ة بشهادة خزيمة وحده لأنها شهادة بالوحي ولو أن خزيمة شهد ~~اشهادة عين لم تقم شهادته مقام اثنين وبذلك حفظ الله علينا: لقد جاءحمم ~~سولمد من أنفسكم)* [التوبة: 128] إلى آخر السورة فإنها ثبتت بشهادة ~~اخزيمة وحده وقد كان جامع القرآن لا يقبل آية منه إلا بشهادة رجلين فصاعدا ~~إلا هذه الآية . وقال : مما يدلك على أن الكلام لله والترجمة للمتكلم ms149 قول ه ~~اتعالى مقسما أنه - يعني: القرآن - لقول رسول كرير) [الحاقة: 40] فأضاف ~~الكلام إلى الواسطة والمترجم كما أضافه تعالى إلى نفسه بقوله تعالى: ~~فأجره حتى يسمع كللم الله) [التوبة: 6] سواء؛ فإذا تلي علينا القرآن فقد سمعنا ~~كلام الله وموسى لما كلمه ربه سمع كلام الله ولكن بين السماعين بعد ~~المشرقين فإن الذي يدركه من يسمع كلام الله بلا واسطة لا يساويه من يسمع ~~ابالوسائط وقال في قوله تعالى: (ثم أورثنا الكلب الذين اصطفينا من عبادنا) ~~فاطر: 32]. الآية اعلم أن الله عز وجل ما اصطفى عبدا قط إلا حفظه قبل ~~اصطفائه من الغوص في علوم النظر وحال بينه وبينها ورزقه الإيمان بالله وبما ~~اجاء من عند الله على لسان رسول الله ه، فإن صاحب النظر العقلي وإن ~~اعد لا يكون أبدا في مرتبة الساذج الذي لم يكن عنده علم بالله إلا من حيث ~~ايمانه وتقواه وهذا هو وارث الأنبياء في هذه الصفة. قال: وما بلغنا أنه تقدم لنبي ~~قبقل نبوته نظر عقلي في العلم بالله أبدا ولا ينبغي له ذلك، قال: وكل من تقدم له ~~امن الأولياء النظر العقلي فليس هو ممن أورثه الله الكتاب. وأطال في ذلك. # قلت: وتقدم قبيل الباب الثامن والستين وثلاثمائة، أن استدلال السيد ~~اباهيم بالكواكب إنما كان لإقامة الحجة على قومه لا عن اعتقاده والله أعلم PageV00P000 ~~وقال: للملك أن يعفو إلا عن ثلاثة أشياء وهي التعرض للحرم ~~وإفشاء سره، والقدح في الملك. # ووقال في الباب السبعين وثلاثمائة: لما كان الحق تعالى هو السلطان ~~الأعظم ولا بد للسلطان من مكان يكون فيه حتى يقصد بالحاجات مع أنه ~~عالى لا يقبل المكان اقتضت المرتبة أن يخلق عرشا ثم ذكر أنه استوى عليه ~~احتى يقصد بالدعاء وطلب الحوائج منه كل ذلك رحمة بعباده وتنزلا لعقولهم ~~وولولا ذلك لبقي العبد حائرا لا يدري أين يتوجه بقلبه وقد خلق الله تعالى ~~العبد ذا جهة فلا يقبل إلا ما كان له جهة، وقد نسب الحق تعالى لنفسه ~~الفلوقية من سماء وعرش وإحاطة ms150 بالجهات كلها بقوله: {فأينما تولوا فشم وجه ~~ال [البقرة: 115] وبقوله : "ينزل ربنا إلى سماء الدنيا"، وبقوله : "إن الله قي ~~اقبقلة أحدكم" وحاصله أن الله خلق الأمور كلها للمراتب لا للأعيان والله أعلم. # ووقال: من آمن بمحمد ، وبجميع ما جاء به كان له أجر من اتبع ~~اجميع الأنبياء وآمن بكل كتاب وبكل صحيفة لكن أجر الإيمان بهم لا أجر ~~ممن عمل بأحكامهم كلها فافهم. # ووقال في الباب الحادي والسبعين وثلاثمائة: لو أن العاصي علم أن ال ه ~~اؤأخذه على المعصية ولا بد ما عصى فلا يصح أن يكون على بصيرة في ~~العقاب أبدا؟ قال : وهذا هو الذي أجرأ النفوس على ارتكاب المحارم إلا من ~~حماه الله تعالى بخوف، أو حياء، أو رجاء، أو عصمة في علم الله خارج ~~اعن هذه الثلاثة ولا خامس لهذه الأربعة فتأمل ~~ووقال في قوله تعالى: (وانشقت السماء فهى يوميذ واهية) [الحاقة: 16]: ~~إنما انشقت لذهاب عمدها الذي كان يمسكها وهو الإنسان الكامل . فإذا زال ~~قطت إلى الأرض والسماء معلوم أنها جسم شفاف صلب فإذا هوت السماع ~~احل جسمها حر النار فعادت دخانا أحمر كالدهان السائل مثل شعلة النار كما ~~كانت أول مرة وزال ضوء الشمس فطمست النجوم فلم يبق لها نور وسبحت ~~فيي النار لكن على غير الوجه التي كانت في الدنيا عليه من السير . وأطال في ~~اذلك، ثم قال: فعلم أن آخر من تقبض روحه من بني آدم الإنسان الكامل PageV00P000 ~~الذي يقوم ذكره مقام ذكر جميع العالم لو قدر فقده وهذا هو المشار إليه ~~ابقوله : "لا تقوم الساعة حتى لا يبقى أحد على وجه الأرض يقول الله. # فما أمسك الله تعالى صور السموات أن تقع على الأرض إلا لأجل هذا ~~الإنسان الموحد الذي لا يمكنه أن يتكلم بالنفي إذ ليس في خاطره إلا له ~~الواحد الأحد. قال: وهذا الذكر الذي هو الله الله هو ذكر الله الأكبر المشار ~~إليه بقوله تعالى: { ولذكر الله أحتبر) [العنكبوت: 45] ولا يعترض علينا ~~المعطلة فإنهم كالعضو الأشل من الإنسان الكامل وأطال ms151 في ذلك. # وقال في قول عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله يذكر ال ه ~~اعلى كل أحيانه" أي : في جميع الأحوال : فيه إثبات المجالسة من رسول ~~الله قالل لربه عز وجل في جميع الأحوال وجلوس كل عبد مع ربه على قدر ~~اذكره له فإما علمت عائشة ذلك من طريق كشفها وإما أخبرها رسول الله ~~بذلك. وأطال في ذلك. # ووقال: خلق الله الأرض مثل كرة وهي مجموع أجزاء ترابية وحجرية ~~الم بعضها إلى بعض، ولما خلق الله السماء بسط الأرض بعد ذلك ليستق ~~اعليها من خلقت له ولذلك مادت ولو بقيت كرة ما مادت فخلق الله الجبال ~~فقال بها عليها دفعة واحدة وأدار بالماء المحيط بها جبلا جعله لها كالمنطقة ~~وجعل أطراف قبة السماء عليها. قال: وأما الزرقة التي ينسبها الناس إلى ~~السماء فإنما هي لبعد السماء عن البصر كما ترى الجبال إذا بعدت سودا ~~وزرقا وهي بيض. # ووقال: ما أخذ الله من أخذ من الأمم إلا في آخر النهار وذلك لاستيفاء ~~احركة الفلك فإن اليوم دائرة الفلك الأطلس فكان ذلك كالتربص بالعنين إلى ~~آخر السنة فإذا انقضت فصولها فرق بينه وبين المرأة أعني: زوجته؛ وذلك ~~الأن أسباب التأثير الإلهي المعتاد في الطبيعة قد مرت عليه وما أثرت فيه فدل ~~اعلى أن العنة فيه قد استحكمت لا تزول فلما عدمت فائدة النكاح من لذ PageV00P000 ~~وقال في الباب الرابع والسبعين وثلاثمائة في قوله: "هؤلاء للجنة ولا ~~أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي" : اعلم أن الجنة دار جمال وأنس ومنزل إلهي ~~الطيف وأما النار فهي دار جلال وجبروت فالاسم الرب مع أهل الجنة والاسم ~~الجبار مع أهل النار أبد الآبدين ودهر الداهرين، وإنما كان الحق تعالى لا ~~ابالي بذلك لأن رحمته سبقت غضبه في حق الموحدين أو في حق ~~المشركين، ويكون المراد بالرحمة رحمة الإيجاد من العدم لأنها سابقة على ~~ابب الغضب الواقع منه فلذلك كان تعالى لا يبالي بما فعل بالفريقين؛ قال: ~~اولو كان المراد بعدم المبالاة ما توهمه بعضهم لما وقع ms152 الأخذ بالجرائم ولا ~~وصف الحق تعالى نفسه بالغضب ولا كان البطش الشديد فهذا كله من ~~المبالاة والتهمم بالمأخوذ فلولا المبالاة ما كان هذا الحكم فللأمور والأحكام ~~امواطن إذا عرفها أهلها لم يتعدوا بكل حكم موطنه وأطال في ذلك. # وقال في قوله تعالى: (هو الله الوحد القهار) [الزمر: 4] : اعلم أن ~~القهر عذاب ومن أراد أن يزول عنه حكم هذا القهر فليصحب الحق تعالى بلا ~~ارض ولا تشوف بل ينظر في كل ما يقع في العالم وفي نفسه فيجعل ~~كالمراد له فيلتذ به ويتلقاه بالقبول والبشر والرضا فلا يزال من هذه حالت ~~مقيما في النعيم الدائم لا يتصف بالقهر ولا باللذة. قال: وما رأيت المقام ~~اذاثقا غيري وصاحبه يحصل له اللذة بكل واقع منه أو فيه، أو من غيره، أوا ~~في غيره، فإن اقتضى ذلك الواقع التغير له تغير لطلب الحق تعالى منه التغير ~~ووكان هذا التغير هو المطلوب لأنه هو الواقع إذ ذاك وليس بمقهور فيه بل هو ~~ام لتذ بالموجب للتغير فتأمل. قال: وإيضاح ذلك أن الإنسان لا يخلو نفسا ~~وواحدا عن طلب يقوم به لأمر ما وإذا كانت حقيقة الإنسان ظهور الطلب فيه ~~فليجعل متعلق طلبه مجهولا غير معين إلا من جهة واحدة وهو أن يكون ~~اتعلق طلبه ما يحدثه الله في العالم فذلك عين مطلوبه من خير وشر، فللخير ~~الرضا والروح، وللشر السخط والكراهة، ومن عرف هذا الذي ذكرناه عرف ~~اجهل من طلب المحال فقال لمن قال له: ما تريد؟ أريد أن لا أريد وإنما ~~الحق أنه كان يقول: أريد ما تريد فيتصف بالإرادة لما أراده الشارع خاصة ~~ولا يبقى له غرض في مواد معين وأطال في ذلك. PageV00P000 # وقال: رؤية الله تعالى لا تكون بالطلب لأنها امتنان من الله تعالى، وما ~~كان امتنانا لا يصح طلبه إنما يصح طلب ما كان سعاية . وأطال في ذلك، ثم ~~اقال: وإذا وقع ما وقع من الرؤية عن طلب فليس هو الرؤية الحقيقية الحاصلة ~~اعن الطلب وذلك لأن مطلوبه من المرئي إنما ms153 هو أن يراه على ما هو عليه في ~~نفسه وذلك محال فإن التجلي لا يقع لعبد إلا على صورة علمه به وإلا أنكره ~~فما تجلى تعالى لطالب الرؤية إلا في غير ما طلبه ، فلهذا كانت الرؤية إذا ~~ووقعت امتنانا على العبد لا استحقاقا وجزاء ثم إذا وقع الالتذاذ بما رآه وتخيل ~~أنه مطلوبه تجلى له بعد ذلك من غير طلب فكان ذلك التجلي امتنانا إلهيا ~~وأعطاه من العلم به ما لم يكن عنده ولا خطر على باله وكان تنعمه بتلك ~~الرؤية كنعيم أهل الجنان. وقال: وهذه المسألة ما نبه عليها أحد غيري فيما ~~أعلم وأطال في ذلك. # اوقال في الباب الخامس والسبعين وثلاثمائة، في قوله تعالى: كل ~~ازب بما لديهم فرحون [المؤمنون: 53]: اعلم أن كل جاهل متنعم بجهل ~~ابالأمور لكن لا يعلم أنه جاهل بها فإنه لو علم أن ثم علما خلاف ما يعلمه ~~او لأدركه التنغيص وما تنعم بجهله قط فليس كل حزب بما لديهم فرحون ~~في الدنيا، وإنما ذلك في الآخرة، وأما في الدنيا فذلك في كثير من الناس لا ~~في كلهم. # ووقال في قوله تعالى في المنافقين: (وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا ~~ووا خلوا إلى شيطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون لقلح الله يستهزع بهم} ~~[البقرة: 14 -15] : اعلم أن المنافق برزخ بين المؤمن والكافر فإذا انقلب ~~تخلص إلى أحد الطرفين وهو طرف الكفر ولم يتخلص للإيمان إذ لو تخلص ~~الهنا للإيمان ولم يكن برزخا لكان إذا انقلب لا ينقلب إلا إلى الله في دار ~~كرامته فما أخذ المنافق إلا بأمر دقيق لا يشعر به كثير من العلماء وقد نبه ~~اعلى ذلك بقوله: (وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ،امنا)* [البقرة: 14] فلو أنهم ~~اقالوا ذلك حقيقة لسعدوا وكذلك قوله : وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا: إنا ~~معكم أي: لو قالوا ذلك وسكتوا لما أثر فيهم الذم الواقع ولكنهم زادوا ~~اقولهم: {إنما نحن مستهزءون) [البقرة: 14] فشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا PageV00P000 ~~كافرين فما أخذوا إلا بما أقروا به وإلا فلو أنهم ms154 بقوا على صورة النفاق من ~~اعير زيادة لسعدوا ألا ترى أن الله تعالى لما أخبر عن نفسه في مؤاخذته إياهم ~~كيف قال: 4 الله يستهزئ بهم) [البقرة: 15] . فما أخذهم بقولهم إنا معكم ~~اوإنما أخذهم بما زادوا به على النفاق من قولهم: إنما نحن مستهزئون كما ~~ار، وفي الحديث : لمداراة الناس صدقة" والمؤمن يداري الطرفين مداراة ~~احقيقة ولا يزيد على المداراة شيئا من الاستهزاء فيجني ثمرته، قال: فتفطن ~~الذلك فإنه سر غامض في القرآن ووضوحه إخفاء وانظر إلى صورة كل منافق ~~اتجده ما أخذ إلا بما زاد على النفاق. قال : فالمؤمن المداري منافق لكنه ناج ~~ووفاعل خير لأنه إذا انفرد مع أحد الفريقين أظهر الاتحاد به ولم يتعرض إلى ~~اذكر الفريق الآخر الذي ليس بحاضر عنده فإذا انقلب إلى الآخر كان معه ~~بهذه المثابة والباطن في الحالتين مع الله عز وجل، وقد قال تعالى لموسى ~~وهارون: فقولا لمر قولا لينا) [طه: 44] وذلك عين المداراة فإنه يتخيل في ~~ذلك المقام أنك معه. # اقال الشيخ رحمه الله : ولما صح لي هذا المقام واتحدت بالملوك ~~ووالسلاطين ما قضيت لأحد من الناس حاجة إلا من طريق المداراة ولذلك ما ~~ادوا لي شفاعة في أحد قط وذلك أني كنت أبسط للملك بساطا أستدرجه فيه ~~احتى يكون هو السائل في قضاء تلك الحاجة فيقضيها على الفور بطيب نفس ~~الما يرى له فيها من المصلحة. قال: ولقد كلمت السلطان الملك الظاهر بأمر ~~الله بيبرس أبا الفتوحات صاحب حلب في حوائج كثيرة للناس فقضى لي في ~~اليوم واحد مائة حاجة وثمان عشرة حاجة ولو كان معي ذلك اليوم أكثر من ~~اذلك لقضاه لي. قال: ومن علم أن الحق تعالى مع الجبابرة لزم أدب ~~الخطاب معهم وهذا عزيز جدا. وأطال في ذلك. # ووقال في الباب السادس والسبعين وثلاثمائة: وجه من قال: إنه ليس ~~الحاكم أن يحكم بعلمه بل بالبينة كون الحق تعالى مع علمه بما فعل عبيد ~~الا يؤاخذهم يوم القيامة إلا بعد إقامة البينة عليهم وذلك أخلص للحكام في ~~الدنيا ms155 والآخرة وأبعد عن التهمة، ومن هنا يعلم أن الحق تعالى لا يؤاخذ ~~اعباده إلا على صورة ما شرعه لهم في الدنيا ولهذا يقول النبي عن أمر PageV00P000 ~~به: ري أحكر بالحق) [الأنبياء: 112] يعني: بالحق الذي بعثتني به ، ~~وو شرعت لي أن أحكم به فيهم أي: لأنه رحمة فسأله الرحمة لأمته بهذا القول ~~على سبيل التضرع ~~وقال فيه في قوله تعالى: (كتب ريكم على نفسه الرحمة) [الأنعام: ~~54، وقوله: {وكات حقا علينا نصر المؤمنين) [الروم: 47] ونحوهما من ~~الايات : اعلم أن للحق تعالى أن يوجب على نفسه ما شاء لأنه يفعل ما يريد ~~اولكن لا يدخل تحت حد الواجب على عباده، فله تعالى أن يخلف ما كتب ~~ولا يلحقه ذم ولا لوم بخلاف العبد إذا أوجب على نفسه شيئا كالنذر يدخل ~~احت حد الواجب فيأئم الناذر إذا لم يقم به عقوبة له حيث أوجب على نفسه ~~اما لم يوجبه الله عليه وزاحم في التشريع، ولهذا نهى الشارع عن النذر ~~فافهم . ثم إذا وفوا بنذرهم أجرهم الله عليه، ثواب الواجبات الشرعية فضلا ~~نه ورحمه ~~ووقال في حديث: "يقول الله عز وجل يوم القيامة أكملوا لعبدي فريضة ~~امن تطوعه" أي : ما نقص من الفرض الواجب كملوه من الفرض الذي في ~~النوافل كالقراءة والركوع والسجود ونحو ذلك وما نقص من سنن الغرض ~~الواجب كملوه من السنن التي في النوافل كل شيء بمثله. قال: واعلم أن ~~النوافل هي كل ما جاء زائدا على الفرائض من جنسها فإن لم يكن لذلك ~~الزائد عين صورة في الفرائض فليس هو بنافلة بل عمل مستقل وله مرتبة في ~~الأجر ليست للنوافل. # اوقال في حديث: "لا يقبل من صلاة الرجل إلا ما عقل منها" : اعلم ~~أن في حديث "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين" إشارة إلى أن أكثر ما ~~اكون حق الله تعالى النصف في الصلاة من غير زيادة وأما هنا فهو القدر ~~الذي غينه تعالى له من صلاة عبده وهو العشر فإنه قال : "عشرها تسعها ثمنها ~~ابعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها ms156"، وما ذكر النصف إلا في الفات ~~فعلمنا المعنى فعيناه في جميع أفعال الصلاة وأقوالها بل في جميع ما كلفنا ~~امن الأعمال فأما عينه فهو ما انحصرت فيه الفاتحة وهي تسعة أقسام القسم ~~الأول: يسر الله التحمن التحيز الثاني: الحمد لله رب PageV00P000 ~~المين ()* الشالث: (الرجمن الرحير الرابع: (مذلك يومر الدين ~~الخامين وإياك نعبده السادس: (وأتاك نستعيذ) السابع ~~دنا الصرط البيبقية ليحا* اليثامنن (صرط الليب أنعمت عليهم* ~~الاسع: اغير المغضوب عليهم ولا الضالين) [الفاتحة: 1 -7]. فالخاسر ~~الساهي عن صلاته من لم يحضر مع الله في قسم واحد من هذه التسعة ~~الألقسام التي ذكرناها في الفاتحة وهي التي ذكرها الله في القبول من العشر ~~إالى النصف، فمن رأى البسملة آية منها ولا يفصلها فالقسمة على ما ذكرناه ~~في الفاتحة فإن حكم الله تعالى في الأشياء حكم المجتهد فهو معه في ~~اجتهاده ومن أداه اجتهاده إلى الفصل ففصل البسملة من الفاتحة وجعلها ~~اليست بآية منها جعل الله له الجزء التاسع ولا الضالين والبسملة أحق وأولى ~~فإنها من القرآن بلا شك عند العلماء بالله وتكرارها في السور مثل ما تكرر ~~في القرآن من سائر الكلمات وما زاد على التسعة فعقله في التلاوة على عدد ~~احروف الكلمة فقد يعقل المصلي حرفا من حروف الكلمة ثم يغفل عن الباقي ~~لفهذا معنى قوله العام: أنه لا يقبل منها إلا ما عقل، فالعاقل من آتى بها ~~كاملة ليقبلها الله كاملة ومن انتقص منها شيئا في صلاته جبرت له من قراء ~~الفاتحة في نوافله من الصلاة فليكثر من النوافل فإن لم تف قراءتها في ~~النوافل فما نقصه من قراءة الفاتحة في الفريضة أكمل له من تلاوته بحضور ~~في غير الصلاة المعينة وإن كان في جميع أفعاله في صلاة كمن هم على ~~صلاتهم دائمون فاعلم ذلك. # ووقال في الباب السابع والسبعين وثلاثمائة: اعلم أنه لا يلزم من شهود ~~العبد ربه بقلبه أن يكون هو ذلك المطلوب له إلا بإعلام الله وجعله العلم ~~الضروري في نفس العبد مثل ما يجد النائم في نومه ms157 من رؤية صورة رسول ~~اله ل أو الحق تعالى في النوم، فيجد في نفسه علما ضروريا من غير سبب ~~اظاهر أن ذلك المرئي هو الرسول إن كان الرسول، أو الحق تعالى إن كان ~~اهكذا العلم بالله فلا يدرك إلا هكذا، وأما النظر والفكر فلا PageV00P000 ~~الذين أخذ بهم ذات الشمال إنما قال وهو الرءوف الرحيم: "سحقا ~~احقا" لأن من كان عالما بالأمور لا يزيد على حكم ما يقضي به الوقت ~~و لذلك قالوا: الصوفي ابن وقته ثم إنه إذا زال الحال تلطف في المسألة ~~ووتشفع في كل موحد هوت به الريح من أمته في مكان سحيق. # اوقال في قوله تعالى: (وإذا الأرض مدت) [الانشقاق: 3]: اعلم أن مد ~~الأرض هو تدكدك جبالها حتى تصير رضا فما كان منها عاليا في الجو إذا ~~ابسط زاد في بسط الأرض. قال: ولهذا جاء في الخبر "إن الله يمد الأرض. # اليوم القيامة مد الأديم" فشبه مدها بمد الأديم لأن الإنسان إذا مد الأديم طال ~~امن غير أن يزاد فيه شيء لم يكن في عينه فما زاد إلا لما كان فيه من النقيض ~~والنتوء فلما مد انبسط عن قبضه وفرش ذلك النتوء الذي كان فيه فزاد في ~~اسعة الأرض ورفع المنخفض منها حتى بسطه فزاد فيها ما كان من طول من ~~اسطحها إلى القاع منها كما يكون في الجلد سواء فلا ترى في الأرض هناك ~~اوجا ولا أمتا فيأخذ البصر من المبصر جميع من في الموقف بلا حجاب من ~~ااتفاع وانخفاض ليرى الخلق كلهم بعضهم بعضا فيشهدون حكم الله في ~~الفصل والقضاء في عباده، وأطال في ذلك. # وقال في الباب التاسع والسبعين وثلاثمائة: إنما سمي القرآن قرآنا لأ نه ~~اجمع بين ما نزل في الكتب والصحف وما لم ينزل فيها ففيه كل ما في ~~الكتب المنزلة وفيه ما لم ينزل في كتاب ولا صحيفة كما قيل في الفاتحة إن ~~الله تعالى أعطاها نبيه محمدا خاصة دون غيره من الرسل من كنز تحت ~~العرش فلم توجد في كتاب ms158 منزل ولا في صحيفة إلا في القرآن خاصة. # وقال في قوله : "إن ربكم واحد وإن أباكم واحد" إنما لم ~~اقل: إن أبويكم اثنان، يعني: حواء وآدم كما وقع في الظاهر، لأ ن ~~اواء عين آدم إذ هي عين ضلعه فلم يكن إلا أب واحد في صورتين ~~ام ختلفتين وليس أبوك إلا من أنت عينه فما ثم إلا أب واحد وأطال في ذلك. # اوقال في حديث: "حبب إلي النساء والطيب" : لم يبين من حبب ~~اليه ذلك ولكن نحن نعلم يقينا من وجه عصمته أن المراد تحبيب الله تعالى PageV00P000 ~~اليه ذلك فإنه معصوم عن أن يحب لطمع أو طبع أو حذر، فعلم أن من ~~أحب النساء والطيب بحكم الطبع مثلا فليس بوارث للنبي ، في هذا ~~المقام. وسيأتي معنى "وجعلت قرة عيني في الصلاة" في الباب الثامن ~~والثمانين وثلاثمائة فراجعه. # اوقال في قوله م: "العلماء ورية الأنبياء" : اعلم أنه ليس المراد بالعلم ~~اهنا ما تستقل العقول والحواس بإدراكه دون الأخبار فإن ذلك ليس بوراية ~~اوإنما المراد به هنا ما لا تستقل العقول بإدراكه من حيث نظرها بل تحكيه ~~بأدلتها فاعلم ذلك. # ووقال في الباب الأحد والثمانين وثلاثمائة: إنما كان أكابر الرجال لا ~~امقام لهم معروف لأن مشهودهم الحق تعالى ومن كان كذلك فلا غاية ~~المشهوده ولا لشهوده بخلاف أصحاب المقامات من الصوفية فإن هممهم ~~امنحصرة إلى غايات ونهايات فكلما وصلوا إلى تلك الغايات تجددت لهم في ~~قلوبهم غايات أخر تكون تلك الغايات التي وصلوا إليها بدايات لهذه الغايات ~~الأخر فتحكم عليهم الغايات بالطلب لها، ولا يزال هذا الأمر لهم دائما ~~بخلاف الكمل من الرجال. # وقال فيه : اعلم أن للخيال سلطانا عظيما على الطبيعة حتى إنه يجسد ~~اما ليس من شأنه التجسد فيريك الإسلام قبة والقرآن سمنا وعسلا والقيد ثباتا ~~في الدين، قال : ومن أراد نجابة ولده فليقم في نفسه عند الجماع صورة من ~~اشاء من أكابر العلماء وإن أراد أن يحكم ذلك فليجامع وهو ينظر ذلك العالم ~~امثلا من وراء حجاب ويتأمل في ms159 جماله ويذكر ذلك الجمال أيضا لامرأته ~~ويستفرغان في النظر إلى حسنه فإنه إن وقع للمرأة حمل من ذلك الجماع أثر ~~في ذلك الحمل ما تخيلاه بقدرة الله تعالى فيخرج المولود بتلك المنزلة ولا ~~البد فإن لم يخرج كذلك فإنما هو لأمر طرأ في نفس الوالدين عند نزول النطفة ~~في الرحم أخرجهما ذلك الأمر عن مشاهدة تلك الصورة في الخيال من حيث ~~الا يشعران، قال: ويعبر عما ذكرناه عند العامة بالتوحم وقد يقع بالاتفاق عندا ~~الوقاع في نفس أحد الزوجين صورة كلب أو أسد أو حيوان ما فيخرج الولد ~~امن ذلك الوقاع في أخلاقه على صورة ما تخيلاه حسنا وقبحا. وأطال في PageV00P000 ~~اذلك، ثم قال: وتأمل كيف أثر الخيال في زكريا حين دخل على مريم ~~المحراب ورأها بتولا؛ يعني : منقطعة عن الرجال فطلب من عند الله أن يهبه ~~ولدا من لدنه وليا؛ أي : من عندية الله من حيث الرحمة واللين والعطف ل ~~وكانت مريم في خياله من حيث مرتبتها فجاء يحيى على صورتها حصورا: ~~أي: منقطعا عن مباشرة النساء وهو العنين عندنا كما كانت مريم منقطعة عن ~~ام باشرة الرجال. قال: واسمها حنة ومريم لقب لها ~~وقال في الباب الثاني والثمانين وثلاثمائة في قوله تعالى : كذلك يطبع ~~ال على كل قلي متكبر جبار) [غافر: 35] : اعلم أن الحق تعالى ختم ~~اعلى كل قلب أن تدخله ربوبية الحق تعالى فلا أحد قط من الخلق يجد في ~~نفسه أنه رب إله بل كل أحد منهم يعلم من نفسه أنه عبد ذليل مفتقر محتاج ~~فلذلك طبع الله على كل قلب متكبر جبار أن لا يدخله كبر إلهي أبدا لختمه ~~اعلى باطن كل عبد أن يدخله تأله، وأما الألسنة فلم تعصم من التلفظ بدعوى ~~الألوهية كما لم تعصم الأنفس أن تعتقد الألوهية في غيرها فعصمت أن ~~تعتقدها في نفسها دون أمثالها. وأطال في ذلك، وقال: من أراد الدخول إلى ~~فهم كلام ربه فليترك عقله ويقدم بين يديه شرعه ويقول لعقله: أنت عبد مثلي ~~كيف أترك ما ms160 نسبه الحق إلى نفسه لعجزك عن تعقله مع أنك قاصر عن معرفة ~~ابك ولو ألزمت نفسك الإنصاف للزمت حكم الإيمان والتلقي وجعلت النظر ~~والاستدلال في غير ما لم يرد عن ربك وأطال في ذلك. # ثم قال في قوله تعالى: ما يأنيهم من ذتر من ربهم تحدث ~~االأنبياء: 2]: اعلم أنه لا يلزم من حدوث الأمر عندك أن يكون حادثا في ~~انفسه لا عقلا ولا عرفا ولا شرعا، فإنك تقول: حدث عندنا اليوم ضيف ~~ووهو صحيح حدوثه عندك لا حدوثه في نفسه ذلك الوقت بل كانت عينه ~~اموجودة من قبل بنحو سبعين سنة وأكثر وأطال في ذلك. وقد ذكرنا ذلك ~~أيضا في أجوبة شيخنا والله أعلم. # وقال في قوله تعالى: (منه ءايث محكت هن أم الكللب وأخر متشبه) ~~ال عمران: 7]: اعلم أن المحكم من الأيات كله عربي والمتشابه كله موسوي ~~الانه أعجمي والعجمية عند أهل العجمية عربية والعربية عند الإسلام عجمية PageV00P000 ~~وما ثم عجمة إلا في الاصطلاح والألفاظ والصور الظاهرة، وأما المعاني فلا ~~اعجمة فيها بل كلها عربية فمن ادعى علم المعاني وقال بالتشابه به فلا علم له ~~أصلا بما ادعى أنه علمه من ذلك فإن المعاني كالنصوص عند أهل الألفاظ ~~الانها بسائط لا تركيب فيها والعجمة من شرطها التركيب فلولا التركيب ما ~~اظهر للعجمة صورة في الوجود. # ووقال في الباب الثالث والثمانين وثلاثمائة معنى قوله لبلال ~~استفهمه: "ابم سبقتني إلى الجنة؟" مع أنه ، يعلم أن السبق له هو: أي ~~ام صرت مطرقا بين يدي في الجنة كالمطرقين في الدنيا بين يدي الملوة ~~اقال: فأفهمنا ، أن من فعل مثل بلال من أنه كلما أحدث توضا وصلى ~~اكعتين كان كذلك مطرقا بين يدي رسول الله ، ولبلال الأولية وغيره تبع ~~ووقال في الباب الخامس والثمانين وثلاثمائة، في قوله للسوداء: ~~لأين الله2" : اعلم أنه قد دل الدليل العقلي استحالة حصر الحق في أينية ~~اولكن الشارع لما علم أن الجارية المذكورة ليس في قوتها أن تعقل ~~اموجدها إلا على ما صورته في نفسها خاطبها بذلك ولو ms161 أنه خاطبها بغير ما ~~اصورته في نفسها لارتفعت الفائدة المطلوبة ولم يحصل القبول فكان من ~~اكمته ، أن سأل مثل هذه الجارية بمثل هذا السؤال وبهذه العبارة ولذلك ~~الما أشارت إلى السماء قال فيها: إنها مؤمنة . يعني: مصدقة بوجود الله، ولم ~~ايقل إنها عالمة لأنها صدقت قول الله تعالى: (وهو الله فى السمكوات) [الأنعام: ~~3] ولو كانت عالمة لم تقيده بالسماء، فعلم أن للعالم أن يصحب الجاهل في ~~اجهله تنزلا لعقله والجاهل لا يقدر على صحبة العالم بغير تنزل. قال: ~~اوايضاح ما قررناه في الأينية أن الشرائع كلها إنما نزلت بحسب ما وقع علي ~~الواطؤ في ألسنة الأمم قال تعالى: (وما أرسلنا من ترسول إلا بلسان قومهم ~~البيب لهلم [إبراهيم: 4]. ثم إن التواطؤ قد يكون على صورة ما هي ~~الحقائق عليه وقد لا يكون والحق تعالى تابع لهم في ذلك ليفهم عنه ما أنزل ه ~~امن أحكامه وما وعد به وأوعد عليه فما جاء الشارع بلفظ الأينية في حق ~~الحق إلا من أجل التواطؤ الذي عليه بلسان المرسل إليهم، قال: ولو أن غير PageV00P000 ~~الرسول قالها لشهد الدليل العقلي بجهل القائل فإنه لا أينية لله تعالى فلما ~~اقالها الرسول وبانت حكمته وعلمه علمنا أنه تنزل للجارية والله أعلم ~~وقال في الباب الثامن والثمانين وثلاثمائة في قوله : "جعلت قرق ~~عيني في الصلاة" : ليس المراد به المناجاة وإنما المراد به شهود من ناجا ~~فيها قال: ولهذا قال : "إن الله في قبلة أحدكم"، وقال: "اعبد الله كأنك ~~راه" خطابا لمن ليس في مقامه ، فإنه كان يراه في عبادته ما كان ~~كأنه يراه. وأطال في ذلك. # وقال في قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحتنى وزييادة) [يونس: 26]: ~~األت شيخنا عن هذه الزيادة فقال : ما لا يخطر بالبال وقال تعالى: فلا ~~تلم نفس ما أخفى) [السجدة: 17] فنكر ونفى العلم بما أخفى لهم من قرق ~~أعين، فعلمنا على الإجمال أنه أمر مشاهد لكونه قرنه بالأعين ولم يقرنه ~~ابالأذن ولا بشيء من الإدراكات وفي الحديث : "إن في الجنة ما لا عين رأت ms162 ~~اولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشره . فلا بد أن يكون غير معلوم للبشر ~~اولا بد أن يكون للبشر صفة غير معلومة ولا معينة ليحصل لذلك الشخص. # الجزاء الذي لم يخطر على قلب بشر موازنة مجهول لمجهول. وقال: كل ~~اعمل لم يظهر له الشارع تعليلا من جهته فهو تعبد محض، والعبادة مع عدم ~~امعرفة العلة أظهر من العمل المعلل فإن العمل إذا علل ربما يكون الباعث ~~العبد على ذلك العمل حكمة تلك العلة وإذا لم يعلل لم يقمه إلى ذلك ~~العمل لا العبادة المحضة امتثالا لأمر الله لا غير. وقال: ثم مقام للأنبياء ~~اطب منهم أن يطلبوا رؤية الحق تعالى ولذلك طلب موسى الرؤية وأطال في ~~ذلك والله أعلم ~~ووقال في الباب التاسع والثمانين وثلاثمائة: من أراد فهم المعاني ~~الغامضة في الشريعة فليتعمل في تكثير النوافل في الفرائض، وإن أمكنه أن ~~اكثر من نوافل النكاح فهو أولى إذ هو أعظم نوافل الخيرات فائدة لما فيه من ~~الازدواج والإنتاج فيجمع بين المعقول والمحسوس فلا يفوته شيء من العلم ~~الصادر عن الاسم الظاهر والباطن فيكون اشتغاله بمثل هذه النافلة أتم وأقرب ~~التحصيل ما يرومه فإنه إذا فعل ذلك أحبه الحق وإذا أحبه صار من أهل ال ه ~~الكبريت الأحمر / م11. PageV00P000 # كأهل القرآن وإذا صار من أهل القرآن كان محلا لإلقائه، وعرشا لاستوائه ~~ووسماء لنزوله، وكرسيا لأمره ونهيه، فيظهر له منه ما لم يره فيه مع كونه كان ~~فيه. وأطال في ذلك. # وقال في قوله تعالى: (لو اطلعت عليهم لوليت منهر فرارا ولملثت منهم ~~عبا} [الكهف: 18] : اعلم أن الأنبياء لا تنهزم ولا تقتل في مصاف وقد ~~اصف الحق رسول الله ، بالانهزام وقول الله صدق لكن لم يكن تولي ~~الرؤية أجسامهم لأنهم أناس مثله وإنما توليه من شهود أمر يهوله مما قام ~~ابهم. قال: وقد رأيناهم في سياحتنا وما ملئنا منهم رعبا لأنا ما شهدنا منهم ~~إلا صور أجسامهم فرأيناهم أمثالنا مع أنه ، رأى ليلة الإسراء أمورا ~~امهولة، ولم يتأثر مثل ما كان ms163 يتأثر لو اطلع على أهل الكهف وروى البيهقي ~~ان رسول الله ، قال : "لما تدلى لنا الرفرف ليلة عرج بي غشي على ~~اجبريل ولم يغش علي من ذلك فعلمت فضل جبريل علي في العلم بذلك" . # اقال: وهنا نكتة وهي أن الله تعالى ما ذكر إلا رؤية عينهم بذكر الاطلاع ~~عليهم فهم أسفل منه بالمقام ومع ذلك خاف أن يلحق بهم فينزل عن مقامه ~~فامتلأ بذلك رعبا لئلا يؤثروا فيه تأثير الأدنى في الأعلى الرضا عنه والسخط ~~اعليه، فلذلك كان حقيقا أن يولي منهم فرارا كما يفر الإنسان من الوقوف ~~اعلى مهواة خوف السقوط. وأطال في ذلك فراجعه. # ووقال في الباب التسعين وثلاثمائة: لقد طفت بالكعبة مع قوم لا ~~أعرفهم فأنشدوني بيتين حفظت واحدا ونسيت الآخر: ~~اقد طفناكما طفتم ستينا بسهذا البيت طرا أجمسعيت ~~ووقال لي واحد منهم: أما تعرفني؟ فقلت: لا. قال: أنا من أجدادك ~~الأول. قلت له : كم لك منذ مت؟ قال لي : بضعة وأربعين ألف سنة فقلت ~~اله: ليس لآدم عليه السلام هذا القدر من السنين، فقال لي: عن أي آدم ~~اقول؟ عن هذا الأقرب إليك، أو عن غيره؟ فتذكرت حديثا روي عن رسول ~~اله ه: "إن الله قد خلق مائة ألف آدم" . فقلت: قد يكون ذلك الجد الذي ~~سبني إليه من أولئك والتاريخ في ذلك مجهول مع حدوث العالم بلا شك ~~فإن العالم لا يصح له مرتبة الأولية لأنه مفعول الله تعالى. PageV00P000 # وقال في الباب الأحد والتسعين وثلاثمائة في قوله تعالى : (فلم تقتلوهم ~~ولكرب الله قتله وما رميت إذ رميت ولكرب الله رمى) [الأنفال: 17]: اعلم ~~أان في هذه الآية إثبات القتل والرمي لمن نفاه عنه ثم إنه لم يثبت على ~~الالبات بل أعقب الإثبات نفيا كما أعقب النفي إثباتا بقوله: (ولكب الله ~~قتلهتر* [الأنفال: 17] وبقوله: وللكب الله رمى) [الأنفال: 17] فما أسرع ما ~~ال نف وما أسرع ما أثبت لعين واحدة، قال: وإيضاح ذلك أن الله تعالى قال: ~~(فاقتلوهم)* [البقرة: 191] فأظهر أمرا وآمرا ومأمورا في هذا الخطاب فلما وقع ms164 ~~الامتثال وظهر القتل بالفعل من أعيان المحدثات؛ قال: ما أنتم الذين ~~قتلتموهم بل أنا قتلتهم فأنتم لنا بمنزلة السيف لكم أو أي آلة كانت للقتل . # الفكما أن القتل وقع في المقتول بالآلة ولم يقل فيها: إنها القاتلة من الضارب ~~اهو القاتل كذلك الضارب بالنسبة إلينا ليس هو القاتل بل هو مثل السيف ~~بالنسبة إليه هو فافهم ~~وقال في الباب الثاني والتسعين وثلاثمائة في قوله تعالى: (وجزاؤأ سيية ~~ايية مثلها* [الشورى: 40] الآية : اعلم أن كل من غضب من العالم وانتقم ~~فقد رحم نفسه بذلك الانتقام لكونه شفاء له مما يجده من ألم الغضب ~~وصدقة الإنسان على نفسه من أفضل الصدقات، ثم إذا رحم نفسه وزال ~~الغضب لا بد أن تعقبه الرحمة وهو الندم الذي يجده الإنسان في نفسه إذا ~~اعاقب أحدا ويقول: لو شاء الله كان العفو عنه أحسن لا بد أن يقول ذلك إما ~~ادنيا أو أخرى يعني : في انتقامه لنفسه لئلا يتخيل أن إقامة الحدود من هذا ~~القبيل فإن إقامة الحدود شرع من عند الله ما للإنسان فيها تعمل. وأطال في ~~اذلك، ثم قال: واعلم أنه لم يأت في القرآن قط أن الله خير الآخذين ولا ~~اخير الباطشين ولا المعذبين ولا المنتقمين وإنما جاء خير الراحمين خير ~~الفاصلين، خير الشاكرين، خير الغافرين . وأما خير الماكرين فلحكمة لا ~~اييبغي أن تذكر إلا بين أهل الله تعالى، فتأمل ما تحته. # اوقال في الباب الثالث والتسعين وثلاثمائة في قول الله تعالر (وإن ~~ام نها) [البقرة: 74] ، أي : الحجارة لما يهبط من خشية الله) [البقرة: 74]: ~~اهذا دليل سمعي شهد للحجارة بالخشية ولا يخشى إلا حي دراك. قال: وقدا PageV00P000 ~~أخذ الله بأبصار الإنس والجان عن إدراك حياة الجماد إلا من شاء الله تعالى ~~كنحن وأضرابنا، فإنا لا نحتاج إلى دليل في ذلك لكون الحق تعالى قد ~~كشف لنا عن حياتها عينا وأسمعنا تسبيحها ونطقها. قال: وكذلك اندكاك ~~الجبل لما وقع التجلي إنما كان ذلك منه لمعرفته بعظمة الله عز وجل فلولا ~~الما عنده من العظمة ms165 لما تدكدك لأن الذوات لا تؤثر في أمثالها ذلك وإنما ~~الي ؤثر في الأشياء معرفتها بقدر من تجلى لها ومنزلته لا غير فالعلم بالمنزلة هو ~~الذي أثر لا الذات التي لها المنزلة الكامنة فيها. قال: وانظر الملك إذا دخل ~~السوق في صورة العامة ومشى بينهم وهم لا يعرفون أنه الملك كيف لا يقوم ~~اله وزن في نفوسهم ثم إذا لقيه في تلك الحالة من يعرفه قامت بنفسه عظمته ~~اوقدره وأثر فيه علمه فاحترمه وتأدب وخضع له فإذا رأى الناس الذين يعرفون ~~قرب ذلك الخاضع من الملك وأن منزلته تعطي أنه لا يظهر منه مثل هذا ~~الفعل إلا مع الملك حارت إليه أبصارهم، وخشعت له أصواتهم، وأوسعوا ~~اله وتبادروا لرؤيته واحترامه فهل آثر فيهم إلا ما قام بهم من العلم فما ~~احترموه حينئذ لصورته لأنها كانت مشهودة لهم حين لم يعلموا أنه الملك ~~الفان كونه ملكا ليس هو عين صورته وإنما هي رتبة نسبة أعطته التحكم في ~~العالم الذي تحت بيعته فتأمل ذلك فإنه نفيس ~~اوقال في الباب السادس والتسعين وثلاثمائة : مراد الحق تعالى من ~~اعباده بجميع ما خلق وأنزل من العلوم أن يجمعهم بذلك عليه ومن أتعب ~~فسه في جميع العلوم من غير أن ينظر في دلالتها على الحق تعالى فإنه ~~المقصود الأعظم، وحجب عن موضع الدلالة التي فيها على الحق حتى علوم ~~الحساب والهندسة والمنطق ونحوها فما منها علم إلا وهو طريق للعلم باله ~~عالى، ولكن أكثر الناس لا ينظر فيه من حيث ذلك الوجه الدال على ال ه ~~فوقع الذم من العارفين على أصحاب هذه العلوم حيث حجبتهم عما فيها من ~~الدلالة. وأطال في ذلك. # ووقال في الباب السابع والتسعين وثلاثمائة : إنما ظهر الشيخ عبد القادر ~~الجيلي بالتصريف في الوجود والتأثير والدعاوى العريضة لأن مشهده من ~~الحق تعالى كان حضرة الاسم الظاهر فأعطاه مقام الصولة والهمة والشطح PageV00P000 ~~وإظهار العلو على أمثاله وأشكاله، بل على من هو أعلى منه في مقامه؛ قال: ~~ووهذا المقام وإن كان رفيعا فثم ما ms166 هو أرفع منه وهو مقام الأدب وإظهار الذل ~~والمسكنة؛ قال : ومن شطح على أحكام الله أكثر أدبا ممن شطح على عباد ~~اله لأن الله تعالى يقبل الشطح لوسعه بخلاف المخلوق لضيقه؛ قال: وثم ~~أقوام يشطحون على أهل الله من شهود في حضرة خيالية فهؤلاء لا كلام لنا ~~امعهم لأنهم مطرودون عن باب الله وعلامتهم أنهم لا يرفعون بالأحكام ~~الشرعية رأسا ولا يقفون عند حدود الله تعالى مع وجود عقل التكليف ~~عندهم. وأطال في ذلك. # . وقال في الباب الثامن والتسعين وثلاثمائة، في قوله تعالى: قل إنما ~~أظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفردى) [سبأ: 46]: الواحدة أن يقوم ~~الواعظ من أجل الله إما غيرة وإما تعظيما وقوله : مثنى أي : بالله ورسوله فإنه ~~امن أطاع الرسول فقد أطاع الله فيقوم صاحب هذا المقام بكتاب الله وسنة ~~اسوله ة، لا عن هوى نفس ولا تعظيم كوني ولا غيرة نفسية وقوله: ~~ففرادى آي: بالله خاصة أو برسوله خاصة. # وقال: لا يجوز لأحد المبادرة إلى الإنكار إذا رأى رجلا ينظر إلىى ~~امرأة في الطريق مثلا فربما يكون قاصدا خطبتها أو طبيبا فلا ينبغي المبادرة ~~الإنكار إلا فيما لا يتطرق إليه احتمال. قال: وهذا يغلط فيه كثير من ~~المتدينين لا من أصحاب الدين لأن صاحب الدين أول ما يحتاط على نفسه ~~ولا سيما في الإنكار خاصة وقد ندبنا الحق تعالى إلى حسن الظن بالناس لا ~~الى سوء الظن بهم، فصاحب الدين لا ينكر قط مع الظن لأنه يعلم أن بعض ~~الظن إثم ويقول: لعل هذا من ذلك البعض وإثمه أن ينطق به وإن وافق العلم ~~ففي نفس الأمر، وذلك أنه ظن وما علم فنطق فيه بأمر محتمل وما كان له ~~اذلك. قال: ومعلوم أن سوء الظن بنفس الإنسان أولى من سوء ظنه بالغير ~~ووذلك لأنه من نفسه على بصيرة وليس هو من غيره على بصيرة فلا يقال في ~~احقه: إن فلانا أساء الظن بنفسه لأنه عالم بنفسه وإنما عبرنا بسوء الظن بنفسه ~~اباعا لتعبيرنا بسوء ظنه بغيره ms167 فهو من تناسب الكلام. قال: وإلى الآن ما ~~أيت أحدا من العلماء استبرا لدينه هذا الاستبراء فالحمد لله الذي وفقنا PageV00P000 ~~الاستعماله. # وقال في قوله تعالى: إب فى ذاللك لأيكت لكل صبار شكور) ~~ابراهيم: 5] يعني : في حق راكب البحر إذا اشتد عليه الريح ويرد فيما في ~~اذلك من النعمة يطلب منه الشكر وبما في ذلك من الشدة والخوف يطلب منه ~~الصبر قال: ومما يغفل عنه كثير من الناس عدم شهودهم ما في النعم من ~~البلايا وما في البلايا من النعم وذلك أنه ما من نعمة ينعمها الله على عباده إلا ~~اوهي محتفة ببلاء وذلك أن الله يطالبه بالقيام بحقها من الشكر عليها وإضافتها ~~إلى من يستحقها بالإيجاد وصرفها في الموضع الذي أمره الحق أن يصرفها ~~فيه ومن كان مكلفا بفعل هذه الأمور متى يتفرغ للالتذاذ بها حتى تكون في ~~احقه نعمة خالصة وكذلك القول في البلايا والرزايا هي في نفسها مصائب ~~وبلايا وهي محتفة ببلاء يطلب الصبر عليها ورجوعه إلى الحق في رفعها عنه ~~اوجوب تلقيها بالرضا أو بالصبر الذي هو حبس النفس عن الشكوى لغير ل ه ~~طلقا ووجه النعمة في المصائب ما فيها من الأجر في الآخرة وتوضع النفس. # في الدنيا للخاص والعام، فإن البلايا تذل نفوس الجبابرة. # اوقال في الباب السادس عشر وأربعمائة: اعلم أن كل من تكلف دليلا ~~اعلى كون الصفات الإلهية عينا أو غيرا فدليله مدخول هكذا كان شيخنا أبو ~~عبد الله الكناني إمام المتكلمين بالمغرب يقول. # وقال في الباب السابع عشر وأربعمائة في قوله تعالى في نوح علي ~~السلام: (إن أجرى إلا على الله ) [يونس: 72] : إنما كان أجرهم على الله لأن ه ~~تعالى هو الذي استخدمهم في التبليغ، وأطال في ذلك ثم قال: ولا يخفى ~~أن أجر كل نبي في التبليغ يكون على قدر ما ناله من المشقة الحاصلة من ~~المخالفين له وعلى قدر ما يقاسيه منهم ولا يعلم ذلك إلا الله، فصح طلب ~~الأجر المجهول عند الرسول من الله لأن الله تعالى يعلمه بخلاف ms168 طلب الأج ~~المجهول من الخلق لا بد من تقديره قبل الطلب. قال: فكل من يرد رسالة ~~اي ولم يؤمن بها أصلا فإن لذلك النبي أجر المصيبة وللمصاب أجر على ال ه ~~بعدد من رد رسالته من أمته بلغوا ما بلغوا، فله أجر الهداية وأجر المصيبة ~~ووعلى هذا فلا يكون أحد أكثر أجرأ من نبينا محمد م، فإنه لم يتفق لنبي PageV00P000 ~~امن الأنبياء ما اتفق له ، في كثرة طائعي أمته إجابته ولا في كثرة عصاة ~~أمته دعوته خارجين عن الإجابة . وأطال في ذلك. # ووقال في قوله تعالى: (فمن عفا وأصلح فأجر على الله) [الشورى: 40]: ~~المراد بالإصلاح هنا أن يحسن إلى من كان أساء عليه زيادة على العفو عن ه ~~اولو علم الناس قدر أجرهم عند الله إذا عفوا ما جازى أحد أحدا بإساءة وما ~~كان في العالم إلا عفوا مصلحا ولكن الحجب التي على أعين بصائر غالب ~~الناس كثيفة وليست سوى الأغراض واستعجال التشفي والمؤاخذة، ومن ~~أحسن إلى من أساء إليه فقد أزال ما قام به من الموجب للإساءة ولا شك أن ~~لك محبوب والله يحب المحسنين ولو لم يكن في إحسانه المعبر عن ~~باصلاح سوى حصول حب الله له الذي لا يعدله شيء لكان فيه كفاية في ~~الترغيب فيه لكنه شديد ما كل أحد يقدر على فعله كما أشار إليه قوله تعالى: ~~وما يلقلها إلا النين صبروا) [فصلت: 35]، أي : حبسوا نفوسهم عن مجازاة ~~المسيء بإساءته إساءة. وأطال في ذلك، ثم قال: واعلم أن الملائكة الكتاب ~~الا يكتبون على العبد من أفعال السوء إلا ما يتكلم به وهو قوله تعالى:. # ويلفظ من قول إلا لديه رقيي عتيد) [ق: 18]. وهو الكاتب فهم وإن كانوا ~~علمون ما يفعلون لا يكتبونه. # قلت: يرد على كلامه رضي الله تعالى عنه، قوله تعالى: إنا كنا ~~اتنيخ ما كنت تعملون) [الجائية: 29] . إلا أن يكون الشيخ حمل الاستنساخ ~~اعلى خلاف الكتابة والله أعلم. انتهى فليتأمل ويحرر ~~وقال في الباب الثامن عشر وأربعمائة، في قوله تعالى : (وقالوا قلوبنا فى ms169 ~~أكنة مما تدعونا إليه وفي ءاذانا وقر) [فصلت: 25 وفي قوله: كلا بل ران على ~~قلوبهم)) [المطففين: 14]، وقوله تعالى: (أ على قلوي أقفالها) [محمد: 224 ~~وو نحو ذلك : اعلم أن المراد بالكن أن يكون العبد في بيت الطبيعة مشغولا ~~اأمه ما عنده خبر من أبيه الذي هو الروح فلا يزال هذا في ظلمة الكن وهو ~~احجاب الطبيعة المشار إليه بقوله: (ومن بيننا ويينك حجاب) [فصلت: 5] . # ومن كان في حجاب كن وظلمة فلا يسمع كلام دعاة الشرع ولا يفهم، وأما ~~الوقر فهو ثقل الأسباب الدنياوية التي تصرفه عن الاشتغال بما ينفعه في PageV00P000 ~~الآخرة، وأما الران فهو صدأ أو طخاء في مرآة القلب يحدث من النظر ما لم ~~أمره الله بالنظر إليه، وجلاؤه يكون بذكر الله وتلاوة كلامه وأما القفل فهو ~~الأهل الاعتذار يوم القيامة من الموحدين فإنهم يقولون: ربنا إننا لم نقفل على ~~قلوبنا وإنما وجدناها مقفلا عليها ولم نعرف من قفلها فرمنا الخروج فخفنا ~~امن فك الختم والطبع فبقينا ننتظر الذي قفل عليها عسى يكون هو الذي ~~ايتولى فتحها فلم يكن بأيدينا من ذلك شيء. قال: وكان عمر بن الخطاب ~~ووأضرابه ممن أسلم من الصحابة من أهل تلك الأقفال فلما تولى الله فتحه ~~وأسلم شيد الله به الاسلام وعضده رضي الله عنه . # وقال: من أوتي الفهم في القرآن فقد أوتي الحكمة ومن أوتي الحكمة ~~فقد أوتي خيرا كثيرا إنما كثرها لما فيها من الوجوه؛ قال: وإيضاح ذلك أن ~~الهم في الكلام على قسمين : قسم مكتسب من مادة وقسم مكتسب من غير ~~امادة فالذي يكتسب من غير مادة لا يقال فيه فهم، وإنما يقال فيه علم. وأما ~~المكتسب من المادة فهو الذي يقال فيه فهم وهو تعلق خاص في العلم، فإذا ~~اعلم السامع اللفظة من اللافظ بها أو رأى الكتابة ففيه تفصيل فإن علم مراد ~~المتكلم من تلك الكلمة مع تضمنها في الاصطلاح معاني كثيرة خلاف مراد ~~المتكلم بها فهو الفهم وإن لم يعلم مراد المتكلم من تلك الكلمة على ~~الفصيل واحتمل عنده ms170 فيها وجوه كثيرة مما تدل عليه الكلمة ولا علم مراد ~~المتكلم من تلك الوجوه هل أرادها كلها أو أراد بعضها فمثل هذا لا يقال ~~ال فيه: إنه أعطي الفهم في القرآن وإنما أعطي العلم بمدلولات تلك الألفاظ ~~ابالاصطلاح الذي عرفه وأطال في ذلك . ثم قال: واعلم أن كلام الله تعالى ~~اقد أنزل بلسان العرب فإذا اختلفوا في الفهم عن الله ماذا أراد بكلامه مع ~~اختلاف مدلولات تلك الكلمة أو الكلمات كان كلام الله يقبل جميع الوجو ~~الي فهموها، وذلك لأن الله تعالى عالم بجميع تلك الوجوه فما من وجه ~~امنها إلا وهو مقصود لله تعالى من تلك الكلمة بالنظر إلى من يفهم منه ذلك ~~الوجه المقصود ومقصود أيضا لذلك الشخص المتكلم ما لم يخرج عن ~~السان فإن خرج عن لسان العرب فلا فهم، ولا علم. قال: وليس هذا ~~الكم الذي قررناه لكلام أحد من المخلوقين فقد يكون بعض الوجوه غير PageV00P000 ~~قصود لصاحب ذلك الكلام فليتأمل ويحرر والله تعالى أعلم ~~وقال في الباب التاسع عشر وأربعمائة في قوله : "من رأني في ~~المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي" : اعلم أن من التوفيقات ~~الالهية المبشرات وهي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، قال: وله ~~العمل بما فيها من الحكم في حق نفسه فقط بشرط أن يرى رسول الله ~~اعلى الصورة المجسدة التي كان عليها في دار الدنيا كما نقل إليه من الوج ~~الذي صح عنده حتى أنه يرى رسول الله مكسور الثنية العليا فإن لم يره ~~بهذه العلامة فما هو ذاك وإن تحقق أنه رأى رسول الله في رؤيا لكن ارا ~~اشخصا أو شابا مغايرا للصورة التي كان عليها في الدنيا، ومات عليها أو راه ~~في حسن أزيد مما وصف له أو في أقبح صورة أو وقع منه سوء آدب مع ~~سول الله ، فذلك راجع إلى الرائي، لا إليه ، فلا يجوز له الحكم ~~ابصحة ما رآه ولا يجوز له العمل بما أخبره به لا سيما إن خالف نصا صريحا ms171 ~~في الشريعة أو اقتضى نسخ حكم ثابت ونحو ذلك. قال: وقد رأيناه على ~~الصورة التي كان عليها وسألناه عن عدة أحاديث قيل بضعفها فأخبرنا ~~بصحتها فعلمنا بها، وقد ذكر الإمام مسلم في صدر كتابه عن شخص أنه رأى ~~سول الله في المنام فعرض عليه ألف حديث كان في ذهنه أنها صحيحة ~~لفأبت له من الألف ستة أحاديث وأنكر ما بقي، فعلم أن من ~~اراه في المنام فقد رآه في اليقظة ما لم تتغير عليه الصورة فإن الشيطان لا ~~وتمثل على صورته أصلا، فهو معصوم الصورة حيا وميتأ فمن رآه فقد رآه في ~~أي صورة لكن منها ما هو أوضح. وقد تقدم الكلام على الرؤيا في الباب ~~الثامن والثمانين ومائة فراجعه. # قلت: وكان شيخنا سيدي محمد المغربي الشاذلي رحمه الله يقول في ~~ؤية النبي يقظة كما يقول به بعضهم : المراد باليقظة هنا يقظة القلب لا ~~ايقظة الحواس الجسمانية وذلك لأن من بالغ في كمال الاستعداد والتقرب ~~اصار محبوبا للحق وإذا أحبه كان نومه من كثرة اليقظة القلبية كحالة اليقظة ~~الغيره قال : وحينئذ فما رآه إلا بروحه المتشكلة بشكل الأشباح من غير ~~انتقال ذاته الشريفة ومجيئها من البرزخ إلى مكان هذا الرائي لكرامتها وتنزيهها PageV00P000 ~~ال ~~تدركه الأبصلر) [الأنعام: 103]: يعني من كل عين من أعين الوجوه وأعين ~~القلوب، فإن القلوب ما ترى إلا بالبصر وأعين الوجوه لا ترى إلا بالبصر ~~فالبصر حيث كان هو الذي يقع به الإدراك لكن يسمى البصر في العقل عين ~~الصيرة ويسمى في الظاهر بصر العين إذ العين في الظاهر محل البصر كما آن ~~الصيرة في الباطن محل لبصر العين التي في الوجه فاختلف الاسم عليه وما ~~اختلف هو في نفسه فكما لا تدركه العيون بأبصارها كذلك لا تدركه البصائر ~~باعينها. # القلت: وقد أخبروا سيدي الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنه، أن ~~شخصا يزعم آنه رأي ربه بعين بصره، فقال : هذا شخص ملبس عليه وهو ~~أنه خرق من عين بصيرته خرق إلى باصر عين وجهه، فرأى ربه حينئذ ms172 فظن ~~انه رأه بعين بصره انتهى. ففي هذه الحكاية إشارة إلى صحة الرؤية بالبصيرة ~~في دار الدنيا فليتأمل مع كلام الشيخ محيي الدين فإني حاولت جمعا فلم ~~صل لي سوى أن المتفق عليه جواز الرؤية بنفس البصيرة لا بعين البصيرة ~~اولا بعين الوجه، ولا بعين القلب، فتكون البصيرة على هذا قدرا زائدا عن ~~الجميع وفي الجميع إنما يتأتى إذا قررنا الكلام على رؤيته تعالى في دار الدنيا ~~ولغيره ، أما رؤيته في الآخرة ورؤيته في الدنيا لرسول الله ، فنؤمن ~~بأن ذاك بعين الرأس قطعا والله أعلم. # ووقال في الباب الثاني والعشرين وأربعمائة : قد عفا الله عن جميع ~~الخواطر التي لا تستقر عندنا إلا بمكة كما مر إيضاحه في الباب التاسع ~~والستين وثلاثمائة. # وقال في قوله تعالى: (فأما من تقلت موزيش ليا فمو في عيشة ~~واضية (ح وأما من خفت موزينه ) فأمة ماوية ي) وما أدرنك ما ~~ال ية لتلما* [القارعة: 6 - 10]: اعلم أن الميزان يوم القيامة يظهر بصورة نشأة ~~الخلق من الثقل لأنهم إنما يحشرون وينشرون في الأجسام الطبيعية فمن PageV00P000 ~~ثقلت موازينه فهو السعيد فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى مائة ألف فما فوق ~~اذلك، وقد فعل هذا حسنا في ظاهر بدنه وأراد حسنا في باطنه وأما الذي ~~اخفت موازينه وهو الشقي فلأنه فعل سيئا والسيئة بواحدة فخفت موازين ~~ابالنسبة إلى ثقل ميزان السعيد قال: ولم يعتبر الحق تعالى في الوزن إلا كفة ~~الخير لا كفة الشر، فهي الثقيلة في حق السعيد الخفيفة في حق الشقي، معا ~~كون السيئة غير مضاعفة ومع هذا فقد خفت كفة خيره، فالكفة الثقيلة للسعيد ~~الي بعينها الخفيفة للشقي لقلة ما فيها من الخير أو عدمه بالكلية مثل الذي ~~ايخرجه الله من النار وما عمل خيرا قط، فميزان هذا ليس في كفة اليمين من ه ~~ايء أصلا وليس عنده إلا ما في قلبه من التوحيد الحاصل من العلم ~~الضروري وليس له في ذلك تعمل مثل سائر الضروريات فلو اعتبر الحق في ~~الثقل والخفة الكفتين معا كفة الخير وكفة ms173 الشر لكان يزيد بيانا في ذلك، فإن ~~إاحدى الكفتين إذا ثقلت خفت الأخرى بلا شك خيرا كان أو شرا، هذا حكم ~~وزن الخير والشر، وأما إذا وقع الوزن للعبد فيكون هو في إحدى الكفتين ~~ووعمله في الأخرى فذلك وزن آخر فمن ثقل ميزانه نزل عمله إلى أسفل ~~ووذلك لأن الأعمال في الدنيا من مشاق النفوس والمشاق محلها النار فتنزل ~~كفة عمله تطلب النار وترتفع الكفة التي هو فيها لخفتها فيدخل الجنة لأنها ~~العلو والشقي تثقل كفة الميزان التي هو فيها وتخف كفة عمله فيهوي في النار ~~وهو قوله: فأمم هاويية) [القارعة: 9] . فكفة ميزان العمل هي المعتبرة ~~لفي هذا النوع من الوزن الموصوفة بالثقل في السعيد لرفعه صاحبها ~~والموصوفة بالخفة في حق الشقي لثقل صاحبها وهو قوله : يحملون أوزارهم ~~اعلى ظهورهم، وليس إلا ما تعطيهم من الثقل الذي يهوون به في نار جهنم ~~ووحاصل ذلك أن وزن الأعمال بعضها ببعض يعتبر فيه كفة الحسنات ووزن ~~الأعمال بعاملها يعتبر فيه كفة العمل. انتهى فليتأمل ويحرر ~~ووقال في الباب الرابع والعشرين وأربعمائة: العبد المسلم محث لل ه ~~وومحبوب لله ولكن الابتلاء لا يكون إلا من وجه كونه محبا لله لا من وجه ~~كونه محبوبا وذلك ليظهر بالابتلاء الصادق في المحبة من الكاذب وأطال في ~~اذلك، ولا يرد على الشيخ قوله : "إذا أحب الله عبدا ابتلاه" ، لأنا نقول: PageV00P000 ~~امحبة العبد لله عز وجل من لازم محبة الله العبد وحيث كان ذلك فقد صح ~~كلام الشيخ ~~ووقال في الباب الرابع والثلاثين وأربعمائة في قوله تعالى: (ولو علم له ~~فيم خيرا لأتمعهم )* [الأنفال: 23] : ففيه نفي تعلق العلم لا نفي العلم مع أن ~~نفي العلم علم لمن فهم ~~وقال في الباب الخامس والثلاثين وأربعمائة في حديث: "من حلف ~~اعلى يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير": ~~إنما عوقب هذا بالكفارة لأن فيه حثا على فعل مكارم الأخلاق واليمين على ~~اترك فعل الخير من مذام الأخلاق فعوقب بالكفارة وفي هذا إشارة إلى آن ms174 لنا ~~اخلاف الوعيد إذا لم يكن حدا مشروعا وكان لنا الخيار فيه وعلمنا آن تركه ~~أولى من فعله عند الله قلنا أن لا نفي به وأن نتصف بالخلف فيه . وأطال في ~~اذلك، ثم قال : وهنا دقيقة وهو أن من أساء إلينا قد أعطانا من خير الآخرة ما ~~نحن محتاجون إليه حتى لو كشف الغطاء لقلنا: إنه لم يحسن إلينا أحد مثل ~~اما أحسن إلينا ذلك المسيء ومن كان هذا مشهده فلا ينبغي أن يكون جزا ~~المسيء إليه الحرمان بل يعفو عنه ولا يجازيه ويكفيه قوله تعالى: فمن عفا ~~وأالح فأجره على الله) [الشورى: 40]. أو يحسن إليه بما عنده من الفضل على ~~قدر ما تسمح به نفسه كما أشار إليه قوله تعالى: (ولا يأتل أولوأ الفضل منكر ~~واعة أن يؤثوا أولى القريى والمسكين) [النور: 22] الآية. فتأمل ذلك والله أعلم. # ووقال في الباب السادس والثلاثين وأربعمائة: للعبد أن يدعو على من ~~اذاه بحصول العقوبات والأنكاد والموت بقصد أن لا يريد التشفي فيه وإنما ~~ايكون ذلك خوفا عليه أن يزداد طغيانا وكفرا فيزداد من الله مقتأ ولكن الدعاء ~~المن آذاه بالإصلاح أولى من أن يدعو عليه بالهلاك والله سبحانه وتعالى ~~أعلم. # وقال في الباب الثامن والثلاثين وأربعمائة في قوله تعالى: (إن ءايكة ~~الكده أن يأنيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية) [البقرة: 248] ~~الآية : كانت السكينة في بني إسرائيل خارجة عنهم وجعلها الله في هذه الأما PageV00P000 ~~في قلوبهم فلم تكن في قلوب بني إسرائيل والسكينة هي الطمأنينة كما قال ~~تعالى: ألا بنكر الله تطمين القلوب)* [الرعد: 28]. فعلوم هذه الأمة كلها ~~أسرارهم في قلوبهم لا يكاد يظهر للناس منه إلا ما كان فيه إقامة حجة أو ~~فتح باب للاتباع والاقتداء ولذلك كان الناس ينكرون على أهل الله كل ما لم ~~اليظهر عليهم فيه أثر، وتأمل قصة الإسراء لما خرج بكرة تلك الليلة ~~وو ذكر لأصحابه ما وقع له في تلك الليلة كيف أنكر عليه بعضهم لكونهم لم ~~ايروا لذلك أثرا في الظاهر وموسى عليه السلام ms175، لما جاء من عند ربه كساه ~~اورأ على وجهه يعرف الناس به صدق ما ادعاه فما رآه أحد إلا عمي فكان ~~مسح الرائي إليه وجهه بثوب مما عليه فيرد الله عليه بصره من شدة نوره ~~وولذلك كان يتبرقع حتى لا يتأذى بذلك الرائي له عند رؤية وجهه. قال ~~الشيخ: وكان شيخنا أبو يعزى بالمغرب موسوي المقام فكان لا يرى أحد ~~ووجهه إلا عمي وممن رأه شيخنا أبو مدين فعمي فمسح آبو مدين عينيه ~~بالثوب الذي على أبي يعزى فرد الله عليه بصره، قال: وكان أبو يعزى في ~~زماني وما اجتمعت به لما كنت عليه من الشغل. وأطال في ذلك، ثم قال: ~~فمن جعل الله نوره في قلبه فقد ملأ يديه من الخير فتأمل والله أعلم ~~وقال في الباب التاسع والثلاثين وأربعمائة: ما تولى الله عز وجل عبدا ~~امن عبيده إلا وأسمعه كلامه من قلبه نثرا ونظما كما أشار إليه قوله ~~الحسان لما أراد أن يهجو قريشا نصرة لرسول الله: "قل يا حسان فإن روح ~~القلدس يؤيدك ما دمت تنافح عن رسول الله فلم يجعل للشيطان ~~على حسان سبيلا وأطال في ذلك. # ووقال: نشأة الآخرة تشبه في بعض الأحكام النشأة البرزخية فترى نفسها ~~وهي واحدة في صور كثيرة وفي أماكن مختلفة في الآن الواحد فيدخل ~~الأنسان من أبواب الجنة الثمانية في آن واحد من غير تقدم ولا تأخر ويجد ~~الإنسان نفسه داخلا من كل باب كما قال أبو بكر : فما على من يدخل منها ~~كلها يا رسول الله بأس، الحديث قال: ولذلك يطلب الناس رسول الله في ~~امواطن القيامة، فيجدونه من حيث طلبهم في كل موطن يقتضيه ذلك الطلب ~~في الوقت الذي يجده الطالب الآخر فيه وأطال في ذلك. PageV00P000 # ووقال في الباب الحادي والأربعين وأربعمائة: اعلم أن العلم والمعرفة ~~والفهم في الاصطلاح بمعنى واحد لكن بينهما تميز معقول في الدلالة كالتمي ~~الواقع في ألفاظهم فيقال في الحق: إنه عالم ولا يقال فيه: عارف ولا فهيم ~~وويقال هذه الثلاثة ألقاب في الإنسان ms176، قال : ولما أثنى تعالى على من اختص ~~امن عباده بالعلم أكثر مما أثنى به على من أعطاه المعرفة علمنا آن اختصاصه ~~بمن شاركه في الصفة أعظم عنده وأطال في ذلك. # وقال في الباب الثالث والأربعين وأربعمائة في قول الصديق رضي لله ~~اعنه لاما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله" : أثبت رضي الله عنه أنه يرى انفعال ~~الأكوان عن الحق وحده ليس للكون فيه أثر البتة وليس هذا المشهد لغير مقام ~~الصديق فافهم ~~وقال في الباب الثامن والأربعين وأربعمائة، في قول موسي: ري أرفي ~~اظر إليلك) [الأعراف: 4143) إلى قوله: (تبت إليلك وأنا أول التؤمنيب) ~~الأعراف: 143] : اعلم أن مراده بقوله : تبت إليك أي : لا أطلب رؤيتك على ~~الوجه الذي كنت طلبتها أولا فإني علمت عند تدكدك الجبل ما لم أكن أعلم ه ~~امنمك يا رب وأنا أول المؤمنين أي: بقولك: لن تراني لأنك ما قلت ذلك إلا ~~الي وهو خبر فلذلك ألحقه بالإيمان لا بالعلم، ولولا أن المراد بالإيمان ~~الإيمان بقوله: {لن ترنى ما صحت الأولية فإن المؤمنين كانوا قبله ولكن ~~بهذه الكلمة لم يكن مؤمن. وأطال في ذلك والله أعلم. # وقال في الباب السادس والخمسين وأربعمائة: لا ينبغي للأشياخ أن ~~يسلموا للمريد حركة الوجد الذي يبقى معه الإحسان بمن في المجلس ولا ~~اسلم له حركته إلا إن غاب ومهما أحسن بمن في المجلس تعين عليه أن ~~اجلس إلا أن يعرف الحاضرين أنه متواجد لا صاحب وجد فيسلم له ذلك ~~اعلى أن هذه الحالة غير محمودة بالنظر إلى ما فوقها. # ووقال في الباب الموفي ستين وأربعمائة في حديث مسلم في تجلي ~~الحق يوم القيامة في الصور حين يقع الإنكار من قوم : اعلم أن صاحب مقام ~~الإحسان هو الذي لا ينكره تعالى في تعجل من التجليات لأنه جاوز مقام PageV00P000 ~~الإسلام والإيمان وصاحب مقام الإيمان ينكره في تجليه في مقام الإحسان ~~اصاحب مقام الإسلام ينكره في تجلي مقام الإيمان والإحسان، فإن كل ~~إنسان إنما ينكر ما لم يذقه في دار الدنيا ولا يخفى أن ms177 الإسلام عمل والإيمان ~~اتصديق والإحسان رؤية أو كالرؤية فشرط الإسلام الانقياد وشرط الإيمان ~~الاعتقاد وشرط الإحسان الإشهاد. # قلت: رأيت في كلام سيدي علي بن وفا رضي الله تعالى عنه، أن ~~اوراء مقام الإحسان مقام الإيقان، ولم أر ذلك في كلام أحد غيره والله أعلم. # اوقال في الباب الثاني والستين وأربعمائة: اعلم أنه لا ذوق لنا في ~~ام قامات الرسل لنتكلم عليها وإنما غاية ذوقنا في الورائة خاصة. فلا يتكلم ~~في الرسل إلا رسول، ولا في الأنبياء إلا نبي، ولا في الأولياء إلا ولي، هذا ~~اهو الآدب الإلهي. # ووقال: لا بد في كل إقليم أو بلد أو قرية من ولي لله عز وجل به ~~يحفظ الله تلك الجهة سواء كان أهل تلك الجهة مؤمنين أو كفارا. # ووقال في الباب الثالث والستين وأربعمائة: ما ورد في تفضيل بعض ~~السور والآيات على بعض راجع إلى التالي لا إلى المتلو لأن المتلو لا ~~اتفاضل فيه لأنه كله كلام الله تعالى فالتفاضل راجع إلى ما هي الآية عليه من ~~احيث كونها متكلما بها لا في الكلام فليتأمل ويحرر ~~اقال في قوله : "يؤتى بشيخ يوم القيامة بين يدي الله عز وجل ~~فيقول له : ما فعلت من الحسنات؟ فيقول: يا رب فعلت كذا وكذا والله يعلم ~~أنه كاذب، فيأمر الله به إلى الجنة فتقول الملائكة : يا رب إنه كاذب، فيقول ~~الله تبارك وتعالى: قد علمت ذلك ولكني استحييت منه أن أكذب شيبته": ~~اعلم أن في هذا الحديث حثا لنا أن نظهر لمن كذب علينا بصورة من نصدقه ~~امن غير أن نتركه يلحق بنا فإن الشارع ما أخبرنا بذلك إلا لنكون بهذه الصفة ~~معم الناس. # وقال: سأل بعض الأقطاب ربه عز وجل أن يعطي مقامه لولده فقال له ~~الحق تعالى في سره: مقام الخلافة لا يكون بالورائة إنما ذلك في العلوم أوا PageV00P000 ~~الأموال. وقال: وقد يفتح الله تعالى على الطالب على لسان شيخه بعلوم لم ~~اكن عند الشيخ لحسن أدبه مع الله ومع شيخه، قال: وقد وقع لي ms178 ذلك ~~وأفدت الطالب علوما لم تخطر لي قط على بال قبل سؤاله. # وقال: من رأى محمدا في اليقظة فقد رأى جميع المقربين ~~الانطوائهم فيه ومن اهتدى بهديه فقد اهتدى بهدي جميع النبيين ~~ووقال: قد أجمعنا على أنه لا موجد إلا الله وأنه حكيم يضع الأمور ~~كلها في مواضعها ومن شهد هذا علم يقينا أن كل ما ظهر في العالم فهو ~~كمه وضعه في محله لكن مع هذا المشهد لا بد من الإنكار لما أنكره ~~الشارع فإياك والغلط. # ووقال: كنت من أبغض خلق الله تعالى للنساء وللجماع في أول دخولي ~~الطريق وبقيت على ذلك نحو ثمان عشر سنة حتى خفت على نفسي المقت ~~المخالفة ما حبب لرسول الله فلما أفهمني الله معنى حبب علمت أن ~~المراد أن لا يحبهن طبعا وإنما يحبهن بتحبيب الله عز وجل فزالت تلك ~~الكراهة عني، وأنا الآن من أعظم الخلق شفقة على النساء لأني في ذلك ~~اعلى بصيرة لا عن حب طبيعي. وأطال في ذكر قوله تعالى: (وإن تظنهرا ~~اعله فإن الله هو مولله وجتبريل) [التحريم: 4] الآية. # اقلت: وتقدم الكلام على هذه الآية أيضا في الباب الثاني والعشرين من ~~االفتوحات" فراجعه تر العجب والله أعلم ~~ووقال: إنما نسب الحق تعالى الخلق إلى عباده في قوله تعالى: ~~فتبارك الله أحسن الخللقين) [المؤمنون: 14] فإنه ثبت أن ثم خالقين ولكن لله ~~اتعالى أحسنهم خلقا وذلك أنه تعالى إذا خلق شيئا يخلقه عن شهود في علمه ~~فيكسوه الخلق حلة الوجود بعد أن كان معدوما في شهود الخلق بخلاف ~~العبد إذا خلق الله على يديه شيئا لا يخلقه إلا عن تقدم تصور أي تصور من ~~أعيان موجودة يريد أن يخلق مثلها أو يبدع مثلها فحصل الفرق بين خلق ال ه ~~وخلق العباد وأكثر من هذا لا يقال. # ووقال في الباب الخامس والستين وأربعمائة: "أعل هبل، أعل هبل" هو PageV00P000 ~~اصنم كان يعبد في الجاهلية وهو الحجر الذي يطؤه الناس في العتبة السفلى ~~امن باب بني شيبة وهو الآن مكبوب على وجهه، وبلط ms179 الملوك فوقه البلاط. # وقال في الباب السابع والستين وأربعمائة: أعلى المحامد عندنا لبلا ~~اخلاف عقلا وشرعا قولنا ليس كمثلهء ش [الشورى: 11] لأنه لا ~~اصح أن يثنى على الله تعالى مما لا يعقله العبد فما بقي إلا أن يثني عليه بما ~~ايتعقله والحق تعالى وراء كل ثناء للعبد فيه شرف فمتى علمت شيئا أو عقلته ~~كان صفتك ولا بد فحقيقة التسبيح عن التسبيح مثل قولهم التوبة هي التوبة ~~امن التوبة إذ التسبيح تنزيه ومعلوم أنه لا نقص في جانب الحق. قال: وإذا ~~كان كل شيء يسبعح بحمده، فسبح بعد ذلك أو لا تسبح فإنك مسبح شئت ~~أام أبيت علمت أو جهلت. وأطال في ذلك، ثم قال: واعلم أنا لا نحمد اللها ~~إلا بما أعلمنا أن نحمده به فإن حمده مبناه على التوقيف إذا التلفظ بالحمد ~~اعلى جهة القربة لا يصح إلا من جهة الشرع، ومن هنا كان لا ينبغي للعبد ~~أان يثني على الله تعالى بخلقه المحقرات عرفا والمستقذرات طبعا وإن كان ~~اذلك داخلا في قول العبد: الحمد لله خالق كل شيء، ولكن لا ينبغي في ~~الأدب التعيين للمحقر لئلا ينسب العبد إلى سوء العقيدة مع أن ذلك صحيح ~~الو قاله العبد. قال: ولا أمثل به لأني أستحيي أن يقرأ في كتابي مع أني ما ~~أارى شيئا في الوجود حقيرا من حيث إن الله تعالى اعتنى به وأبرزه في ~~الوجود والله أعلم. # ووقال في الباب الحادي والسبعين وأربعمائة في قوله عن الله عز ~~ووجل : لاما تقرب المتقربون إلي بمثل أداء ما افترضت عليهم ولا يزال عبدي ~~تقرب إلى بالنوافل حتى أحبه" الحديث: اعلم أن عبادة الفرض عبادة ~~اضطرار وعبادة النفل عبادة اختيار فيها رائحة دعوى لأنها كالتواضع ومعلوم ~~أن التواضع تعمل لا يقوم إلا ممن له سهم في الرفعة، والعبد ليس له سهم ~~في السيادة، ولهذا قالوا: العبد من لا عبد له فنقص النفل عن درجة الفرض ~~ووإيضاح ذلك أن علم العبد بربه ينقص بقدر ما اعتقده من النفل بل من ms180 أول ~~القدم يضعه في النفل يتصف بالنقص في العلم بما هو الأمر عليه، وأطال في ~~ذلك ثم قال: فعلم أن حب الله لصاحب الفرانض اكمل من حه لصاحب PageV00P000 ~~الالنوافل كما أشار إليه حديث: "إذا قال العبد لأخيه أنا أحبك فأحبه الآخر ~~فانه لا يلحقه في درجته في الحب أبدا لأن حب الأول ابتداء وحب الثاني ~~اجزاء فلم يكافئه أبدا كما أن حب العناية من الله للأنبياء أعلى من حب ~~الكرامة للأولياء". # قلت: ومن هنا كان الملامتية الذين هم أكابر القوم لا يصلون من ~~الفرائض إلا ما لا بد منه من مؤكدات النوافل خوفا أن يقوم بهم دعوى أنهم ~~أتوا الفرائض على وجه الكمال الممكن وزادوا على ذلك، فإنه لا نفل إلا ~~اعن كمال فرض. ونعم ما فهموا ولكن ثم ما هو أعلى وهو أن يكثر من ~~النوافل توطئة لمحبة الله لهم ثم يرون ذلك جبرا لبعض ما في فرائضهم من ~~النقص والله أعلم. # ووقال في الباب الثاني والسبعين وأربعمائة في قوله تعالى: لا يحب له ~~الجهر بألسوه من القول) [النساء: 148] : في هذه الآية نفي للمحبة أن يكون ~~امتعلقها الجهر بالسوء من القول مع أن الجهر بالسوء قد يكون قولا وقدا ~~اكون فعلا فيكون المراد بهذا السوء القولي، وأما السوء الفعلي فقد وقع ~~التصريح بالنهي عنه في آيات أخر وربما كان ذلك يؤخذ من هذه الآية بطريق ~~الأولى والمراد بالجهرية ظهور الفحشاء من العبد كما في حديث "من بلي ~~امنكم بشيء من هذه القاذورات فليستتر" يعني لا يجهر بها وأطال في ذلك. # ئم قال: فعلم أن السوء على نوعين سوء شرعي وسوء يسوؤك وإن حمده ~~الشرع ولم يذمه فهذا السوء هو سوء من حيث كونه يسوؤك لا أن السوء فيه ~~اكم الله كما في السيئة الثانية في قوله تعالى: (وجزاؤأ سيئة سيئة مثلها ~~الشورى: 40] فإن السيئة الأولى في الآية شرعية لأن صاحبها تعدى حدا الل ه ~~ووالسيئة الثانية التي هي جزاء ليست بشرعية وإنما سميت سيئة لأنها تسوع ~~المجازى بها، فإن ms181 الله لا يشرع البداءة بالسوء ولكن لما أطلق في الاصطلاح ~~في اللسان على السيىء والحسن نزل الشرع من عند الله بحسب التواطؤ فإنهم ~~اموا سوءا وقالوا: إن ثم سوءا فأخبرنا الله تعالى أنه لا يحب الجهر بالسو ~~امن القول إلا من ظلم أي لا يحب السوء الذي سميتموه أنتم سوءا لكونه لا ~~اوافق أغراضكم فما ثم إلا حسن بنسبة سيىء بالنسبة في الحقيقة ولكن كل PageV00P000 ~~اما وافق الأغراض من القول فهو حسن كما أن كل شيء من الله حسن ساع ~~ذلك أم سر فليتأمل ويحرر ~~وقال في قوله تعالى: إب فى ذلك لأيت لقوهر يعقلورب) [الروم: ~~24] : اعلم أن من الأدب أن تمشي حيث مشى بك الشرع وتقف حيث وقف ~~ابك فتعقل فيما قال لك فيه اعقل، وتؤمن فيما قال لك فيه أمن وتنظر فيما ~~اقال لك فيه : انظر يعني تفكر وتسلم فيما قال لك فيه سلم وذلك لأن الآيات ~~وردت في القرآن متنوعة فلايت لقوبر يعقلوب) ، ولأيت لقوير يؤمنون) ~~الأنعام: 99]، ولأيكتي لقوم ينفكرون) [الروم: 23]، ولايكت لقوه ~~يسمعون) [الروم: 23]، ولأيلت للعلمين) [الروم: 22]، و(ءايت للموقنين)، ~~اياي للثوقنين) [الذاريات: 20] وآيات لأولى النهى) [طه: 128] ولآيت ~~لأؤلى الألبي)) [آل عمران: 190] وآيات (لأولي الأبصر) [النور: 44] ففصل ~~كما فصل لك الحق ولا تتعد إلى غير ما ذكر لك ونزل كل آية وغيره ~~اموضعها وانظر فيمن خاطبه بها واجعل نفسك مخاطبا بها فإنك مجموع ما ~~الذكر فإنك منعوت بالعقل والإيمان والتفكر والتقوى والعلم والسمع واللب ~~ووالأبصار وغير ذلك، فانظر بنظرك في تلك الصفة الذي نعتك بها وأظهرتها ~~تكن ممن جمع له القرآن وأعطي الفرقان. # وقال في الباب الثالث والسبعين وأربعمائة في قوله تعالى: إن الله لا ~~يفر أن يشرك يوه) [النساء: 116] اعلم أن الشريك عدم لا وجود له هذا ~~يقنه المؤمن بإيمانه وإذا كان عدما فالإشراك عدم وإذا كان الإشراك عدما فلا ~~ايفره الله إذ الغفر الستر ولا يستر إلا من له وجود والشريك عدم فما ثم من ~~اليستر فهي كلمة تحقيق فمعنى قوله: إن الله لا ms182 يغفر أن يشرك بدء) [النساء: ~~116] أنه لا وجود له ولو وجده لصح وكان للمغفرة عين تتعلق بها. وأطال ~~في ذلك. # اوقال في الباب الخامس والسبعين وأربعمائة في قوله تعالى: والبدب ~~جعلنلها لكر من شعكير الله) [الحج: 36]: اعلم أن شعائر الله أعلامه، ~~وأعلامه الدلائل عليه الموصلة إلى معرفته، ويا عجبا كيف يصل إليه من هو ~~عنده. قال : ولما كانت البدن من شعائر الله لهذا كانت تشعر أي تجرح ليعلم PageV00P000 ~~أانها من شعائر الله وما وهب لله لا رجعة فيه إلا تراها أنها إذا ماتت قبل ~~الصول إلى البيت الحرام كيف ينحرها صاحبها ويخلي بينها وبين الناس ولا ~~ايأكل منها شيئا. قال : واعلم أن الشعائر جمع شعيرة وكل شعيرة دليل على ~~اله وأطال في ذلك. # وقال في الباب السادس والسبعين وأربعمائة: ثم من العلوم علم بعلم ~~اولا يعتقد ولا ينطق به ولا يجري على لسان عبد مختص إلا في مضايق ~~الأحوال لا غير. # ووقال في الباب الثامن والسبعين وأربعمائة في قوله تعالى: وما من ~~اا في الأرض إلا على الله رزقها) [مود: 6]: اعلم أن الحق تعالى لا بد أن ~~ايوصل لكل مخلوق رزقه الذي قسمه له؛ قال: وليس ذلك من إهانته عليه ~~اولا كرامته فإنه تعالى يرزق البر والفاجر والمكلف وغير المكلف وغاية اعتنائه ~~تعالى بالعبد أن يقسم له حلالا لا شبهة فيه قال تعالى: {بقيت الله خير ~~كم [هود: 86] أي ما أحل لكم تناوله من الشيء الذي تقوون به على طاعة ~~بكم قال: وليس رزق العبد إلا ما تقوم به نشأته وتدوم به قوته وحياته لا ما ~~اجمعه وادخره فقد يكون ذلك لغيره وحسابه على جامعه . وأطال في ذلك. # ووقال في الباب الثمانين وأربعمائة في قوله في الغيث: "إنه حديث ~~اعهد بربه" : أي قريب التكوين وكذلك عيسى عليه السلام لما لم يكن عن ~~أب عنصري لم يحل بينه وبين إدراك قربه من الله حائل لبعده عن عالم ~~الأركان في خلقه فلم يكن ثم ما يغيبه عمن صدر عنه فقال وهو صبي ms183 في ~~المهد مخبرا عما شاهده من الحال ما قال من جهة براءة أمه وبرأها الله بنطقه ~~اعما كانوا افتروا عليها فكان نطقه أحد الشاهدين، وتحنين الجذع إليه هو ~~الشاهد الثاني وقد اكتفي بالشاهدين العدلين في الحكومات ولا أعدل من ~~هذين، قال : وكان نطقه أن قال: "إني عبد الله" فحكم على نفسه بالعبودية ~~اله، وما قال: ابن فلان؛ لأنه لم يكن ثم "آتاني الكتاب" فحصل له الحكمة ~~اقبل بعثه فكان على بينة من ربه "وجعلني نبيا" فحكم بأن النبوة بالجعل ~~الوجعلني مباركا" أي خصني بزيادة لم تحصل لغيري وتلك الزيادة هي ختمه ~~الدورة الولاية ونزوله آخر الزمان وحكمه بشرع محمد وذلك ليرى ربه PageV00P000 ~~اليم القيامة في المرآة المحمدية التي هي أكمل المرايا أينما كنت دنيا وأخرى ~~وأوصلنى بألصلوة) [مريم: 31]، يعني : المفروضة في أمة محمد أن أقيمها إذا ~~انزنلت لأنه جاء بالألف واللام فيها والزكوة) كذلك (ما دمت حيا) زمان ~~الكليف وهو الحياة الدنيا (وبرا بولدتي) [مريم: 32] لأنها محل تكوينه ولم ~~ولنى جبارا شقيا) [مريم: 32] وذلك لا يكون إلا من الجهل والأنبياء تنزره ~~اعن ذلك (والسلكم على يوم ولدت)* [مريم: 33] ومعناه: السلامة من إبليس ~~الموكل بطعن الأطفال عند الولادة حين يصرخ الولد إذا خرج من طعنته فلم ~~صرخ عيسى بل وقع ساجدا لله حين خرج (ويوم أموري تكذبيا لمن ~~افترى عليه إنه قتل لأنه لم يقل: ويوم أقتل (ويؤم أبعث حيا)ه [مريم: 33] في ~~القيامة الكبرى فكان في إتيانه الحكم صبيا رضيعا في المهد بيان تمام وصلته ~~بببه وأنه أتم من يحيى ابن خالته لأن عيسى سلم على نفسه بسلام ربه ولهذا ~~ادعي فيه أنه إله ويحيى سلم عليه ربه تعالى. وأطال في ذلك. # ام قال: واعلم أن الناس إنما كانوا يستغربون الحكمة من الصبي ~~الصغير دون الكبير ، لأنهم ما عهدوا إلا الحكمة الحاصلة عن الفكر والرؤية ~~اوليس الصبي في العادة بمحل لذلك فيقولون: إنه منطق بها فتظهر عناية الله ~~ابهذا المحل الطاهر فزاد يحيى وعيسى بأنهما على علم بما نطقا به ms184 علم ذوق ~~الان ظهور مثل ذلك الزمان والسن لا يصح إلا ذوقا فإن الله آتاه الحكم صبيا ~~اوهو حكم النبوة الذي لا يكون إلا ذوقا . قال الشيخ: وقد قلت مرة لابنتي ~~زينب وهي في سن الرضاعة قريبا عمرها من سنة: ما تقولين في الرجل ~~اجامع مع حليلته ولم ينزل؟ فقالت: يجب عليه الغسل فتعجب الحاضرون ~~امن ذلك؛ ثم إني فارقت تلك البنت وغبت عنها سنة في مكة وكنت أذنت ~~والدتها في الحج، فجاءت مع الحاج الشامي فلما خرجت لملاقاتها رأتني من ~~لفوق الجمل وهي ترضع، فقالت بصوت فصيح قبل أن تراني أمها: هذا أبي ~~وضحكت ورمت بنفسها إلي . قال: وقد رأيت من أجاب أمه بالتشميت وهو ~~لفي بطنها وكان اسمه الشيخ عبد القادر بدمشق . وكذلك ذكره أيضا في الباب ~~الثالث وثلثمائة. وقال: شهد على الثقات بذلك ولم يذكر أنه سمعه وهو في ~~ابطنها حين عطست وسمع الحاضرون كلهم صوته من جوفها PageV00P000 ~~(قلت) : وقد تقدم في الباب الثاني والخمسين نحو ذلك فتزاد هذه ~~القصة على ما نظمه الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله بقوله: ~~موسى وعيسى والخليل ومريم ~~ووطفل لدى الأخدود يرويه مسلم ~~قال لها تزنسي ولا تتكلم ~~في زمن الهادي المبارك يختم ~~عم بنا خمعا وفللك متم ~~كلم في المهد النبي مسمل ~~مبري جريسج نما شاهد يوسف ~~وطفل عليه مر بالأمة التي ~~ومساشطة في عهد فرعون طفلها ~~بست لسعي الدين فدس سر ~~اوقال في الباب الأحد والثمانين وأربعمائة: الإحسان هو العمل على ~~استحضار ما أمكنه من عظمة الله وجلاله حتى يصير كآنه في حضرة الحق ~~وومشاهدته في العبادة في ذلك تنبيه عجيب فإنه بتلك الرؤية يبصر أن العامل ~~اهو الله لا هو وأن العبد إنما هو محل لظهور ذلك العمل لا غير. # اوقال في الباب السادس والثمانين وأربعمائة في قوله تعالى: (من يطع ~~الشول فقد أطاع الله [النساء: 80]: اعلم أنه لم يرد من يعص الرسول فقد ~~عصى الله وذلك لأن طاعة المخلوق لله ذاتية ومعصيته عارضة لأنها بالواسطة ~~لفلو أنزل ms185 هنا الرسول كما أنزله في الطاعة لم يكن تعالى إلها وهو إله فما ~~اصى من عصى ما إلا الحجاب وليس الحجاب سوى الواسطة بيننا وبين ~~اله، قال: فنحن اليوم أبعد من معصية الرسول من أصحابه إلى من ~~ادونهم إلينا لأنا ما عصينا إلا أولي أمرنا في وقتنا وهم العلماء منا بما أمر ال ه ~~بابه ونهى عنه فنحن أقل مؤاخذة وأعظم أجرا، لأن للواحد منا أجر خمسين ~~امن يعمل بعمل الصحابة كما في الحديث "للواحد منهم آجر خمسين ~~ايملون مثل عملكم" فاجعل بالك لكونه لم يقل منكم ~~وقال في الباب السابع والثمانين وأربعمائة فيء قوله تعالى: من عمل ~~اللما من ذكر أو أنفى وهو مؤمن فلنحيينهر حيوة طيبة) [النحل: 97]: من ~~الحياة الطيبة أن يبدل الله سيئات العبد حسنات حتى أنه يود أن لو كان أتى ~~اب سائر المعاصي الواقعة من الخلق حين يشاهد التبديل. قال: ورأيت من أهل ~~اهذا المقام في عمري كله رجلين أحدهما: شيخنا أبو العباس العريني بغرب ~~الأندلس والثاني: رجل بمكة. PageV00P000 # وقال في الباب الثامن والثمانين وأربعمائة في قوله تعالى: ورزق ريك ~~خير وأبقى [طه: 131] : اعلم أن رزق ربك هو ما أعطاك مما أنت عليه في ~~اوقتك وما لم يعطك فإن كان لك فلا بد من وصوله إليك وما ليس لك فلا ~~اصل إليك قط فلا تتعب نفسك في غير مطمع. قال: والمراد بقولنا إن كان ~~الك أن تأخذه على الحد الإلهي الذي أباحه الشارع لك فإن ما أخذ من حرام ~~الا ينبغي إضافته إلى الله أدبا وإنما يضاف إلى الطبع. وأطال في ذلك. # ووقال في الباب التاسع والثمانين وأربعمائة في حديث: "إذا مات ~~ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدا ~~اصالح يدعو له" : المراد بهذا العلم المذكور في الحديث هو ما سنه من ~~السنن الحسنة كما عليه الأئمة المجتهدون والمراد بالصالح المسلم والصدقة ~~الجارية مثل حفر الآبار ونحو ذلك. # قال في الباب التسعين وأربعمائة في قوله تعالى: (كأيهما ms186 الذين *امنوا ~~والم تقولوب ما لا تفعلون لكتي كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلوب) ~~االصف: 2 - 3] الآية : اعلم أن للمقت درجات بعضها أكبر من بعض، ومن ~~اقال قولا ولم يفعل هو به مقت نفسه عند الله أكبر المقت إذا اطلع على ما ~~احرمه من الخير بترك الفعل ولا سيما إذا رأى غيره قد انتفع به عملا؛ قال: ~~والناس يأخذون في هذه الآية غير مأخذها فيقولون إن الله مقتهم وما يتحققون ~~القوله تعالى عند الله أي تمقتون أنفسكم أكبر المقت عند الله إذا رجعتم إليي ~~الفي الدنيا أو الآخرة. وأطال في ذلك، ثم قال: وملخص القول أن الحق. # تعالى كأنه يقول: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون إن الفعل لكم وما هو كذلك ~~فإنه لي فكيف تضيفون إلى أنفسكم ما لا تفعلون، إن الله يحب الذين يقاتلون ~~في سبيله صفا أي يقاتلون من ينازع الحق في إضافة الأفعال، ويقول: إنا ~~الفعل للخلق كالمعتزلة حتى يرجع عن نزاعه، ويضيف الأفعال كلها إلى ~~الله، قال : فالمراد بالعندية عنا هو شهود الحق فاعلا وحده ومقته نفسه هو ~~الرجوع عن إضافة الفعل لنفسه إلا على وجه ما وبذلك يسعد ويلحق ~~بالعلماء فليتأمل ويحرر ~~وقال في الباب الثاني والتسعين وأربعمائة: العلم المأخوذ عن رسول PageV00P000 ~~الله بواسطة أو غيرها أوثق من العلم الذي يأخذه العبد من الله بلا واسطة ~~امن الوجه الخاص الذي هو الإلهام على أنه ليس لنا علم الآن يؤخذ عن ال ه ~~الا وهو من باطنية محمد لقوله: "فعلمت علم الأولين والآخرين" وأنت ~~اليا أخي من الآخرين بلا شك فلا تقل : قد حجرت واسعا لأني ما حجرت ~~اعليك العلم مطلقا وإنما حجرت عليك أن لا يأتيك إلا بواسطة وهذا ليس ~~بتحجير فتأمل . قال : وقد وافقنا على ما قلناه أبو القاسم بن قسي وما رأيت ~~هذا النفس لغيره ~~ووقال في الباب الخامس والتسعين وأربعمائة في قوله تعالى: لل ~~ججلنا منكم)) [المائدة: 48] : أي أيها الأنبياء (شرعة ومنهاجأ) [المائدة: 48] ~~فالضمير في منكم للأنبياء عليهم السلام ms187 لا للأمم إذ لو كان المراد به الأمم ~~الم يبعث قط رسول في أمة قد بعث فيها رسول إلا أن يكون مؤيدا لمن قبله ~~الفقط لا يزيد ولا ينقص وما وقع الأمر كذلك، قال: وقد تكلف في التأويل ~~اططا من جعل الضمير في منكم للأمم والرسل جميعا، فكون الضمير راجعا ~~ال الرسل أقرب إلى الفهم، وأوصل إلى العلم. وأطال في ذلك. # وقال في الباب السابع والتسعين أربعمائة في قوله تعالى: (وما يؤمن ~~أتثرهم يألله إلا وهم مشركون) [يوسف: 106]: أي يشركون نفوسهم في ~~الايمان فيرون أنهم أمنوا بنظرهم واستدلالهم ولم يروا أن الله تعالى هو الذي ~~ان عليهم بالإيمان هنا هو المراد بالشرك هنا فافهم، فإن المراد بالإيمان هنا ~~اهو الإيمان بالوجود لا التوحيد إذ لو كان المراد به التوحيد لم يصح قوله الا ~~وهم مشركون مع ثبوت الإيمان. # قلت: وقال بعضهم: المراد بالشرك هنا هو الاعتماد على الأسباب ~~انتهى فتأمل وحرر ~~وقال في الباب الموفي خمسمائة في قوله تعالى: (ومن يقل منهم إني ~~اله من دونوه فذالك نجزيه جهنر) [الأنبياء: 29] : اعلم أن من جعل نفسه إلها ~~فقد ادعى جعل نفسه في غاية القرب فلذلك أخبر أن هذا جزاء هذا القائل أن ~~اكون في غاية الشقاوة التي هي غاية البعد عن طريق السعادة الذي هو رد PageV00P000 ~~الى أصله فلذلك كان جزاؤه جهنم فينزل في قعرها لكونه طغى إلى مقام ~~الألوهية التي لها الاستواء على العرش يقال: بثر جهنام إذا كانت بعيدة ~~القعر. قال: واعلم أنه لم يبلغنا أن أحدا وقع في هذا القول سوى فرعون ~~احين استخف عقل قومه فقال: يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ثم ~~إنه جعل ذلك ظنا بعد شك في قوله: لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات. # فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا . وأطال في ذلك. # وقال في الباب السادس وخمسمائة في قوله تعالى: (ومكروا مكرا ~~مكرنا مكرا وهم لا يشعروب) [النمل: 50]: واعلم أن كل من شعر ~~ابالمكر فليس بممكور به إلا في حال ms188 واحد وهو أن يشعر بمكر الله في أمر ~~أقامه فيه ثم إنه إن داوم عليه بعد علمه بأنه مكر من الله فهذه المداومة مكر ~~امن الله فهو كقوله تعالى: (وأضله الله على علر) [الجائية: 23]. وأطال في ~~ذلك بكلام نفيس ~~وقال في الباب السابع والعشرين وخمسمائة في قوله تعالى: (وآصبر ~~افن سك مع الذين يدعوب ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهة) [الكهف: 28] ~~الآلية: اعلم أن كل خطاب خاطب الله تعالى به نبيه مؤدبا له قلنا فيه ~~اشتراك لا بد من ذلك فهو المقصود لله تعالى بالأدب أصالة ونحن ~~المقصودون بالتأسي به قال تعالى : (لقد كان لكم فى رشول الله أتوة حسنة) ~~االأحزاب: 21]. وقد كان بعد نزول هذه الآية إذا لقي أحدا من أهل ~~الصفة أو قعد في مجلس يكونون فيه لا يزال يحبس نفسه معهم ما داموا ~~اجلوسا حتى يكونوا هم الذين ينصرفون وحينئد ينصرف ، ولما عرفوا ~~ذ لك من رسول الله كانوا يخففون الجلوس والحديث معه . قال: ~~اوانما قيد تعالى (الذين يدعون ربهر بالغدوة والعشى) [الأنعام: 52] لأنه زمان ~~احصيل الرزق في المرزوقين وهو الصبوح والغبوق عند العرب، وأطال في ~~اقلت: إنما أمر بالصبر مع من ذكر لأن الكامل تصير عبادت ~~وحانية لا جسمانية فرجوعه إلى الكثائف من أصعب الأمور عليه إلا أن يؤمر ~~بذذلك هكذا شأن المقربين وإلى ذلك الإشارة بقوله: "الي وقت لا يسعني فيه PageV00P000 ~~اغير ربي" أي لا يسعني فيه الالتفات لغيره من ذكر أو غيره والله أعلم. # وقال في الباب التاسع والعشرين وخمسمائة: لا بد من الفترة لكل ~~اداخل طريق أهل الله عز وجل ثم إذا حصلت فإما أن يعقبها رجوع إلى الحال ~~الأول من العبادة والاجتهاد وهم أهل العناية الإلهية وإما أن لا يعقبه رجوع ~~الفلا يفلح بعد ذلك أبدا فيصير من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل. # وقال: للدنيا أبناء، وللآخرة أبناء وللمجموع أبناء فالكامل من جمع ~~ايهما فكان ابنا للدنيا والآخرة انتهى. # اولا يخفى أن من طلب الدنيا للآخرة فهو ابن لمجموعهما وهو أكمل ~~امن يريد ms189 الآخرة فقط كأهل الصفة والله أعلم ~~وقال في الباب السابع والثلاثين وخمسمائة في قوله تعالى: (وتخشى ~~اناس والله أحق أن تخشله) [الأحزاب: 37] : اعلم أن الرجل الكامل واقف مع ~~اما يمسك عليه المروءة العرفية حتى يأتيه أمر الله الحتم فيمتثله . قال: وكان ~~وقوع ما ذكر للنبي مكان قوله : "لو كنت موضع يوسف لأجبت الداعي". # اني : داعي الملك لما دعاه إلى الخروج من السجن فلم يخرج يوسف حتى ~~اقال: (ارجع إى ريلك)* [يوسف: 50] يعني : العزيز الذي حبسه (فسيله ما ~~ابال النسوة التى قطعن أيديهن) [يوسف: 50] ليثبت عنده براءته فلا تصح له ~~المنة عليه في إخراجه من السجن والرسول يطلب ثبوت عدالته عند أمته ومن ~~اهنا كانت خشية رسول الله للناس حتي لا يرد الناس دعوته لما وقع في ~~انكاح زوجة من تبناه إذ كان ذلك مما يقدح في المروءة عند العرب فلذك ~~أبان الله عن العلة في ذلك بقوله: (م) كان محمد أبا أحد من رجالك ~~االأحزاب: 40] الآية فرفع الحرج عن المؤمنين في هذا الفعل فكان من الل ه ~~عالى في حق رسوله ما كان من يوسف حين لم يجب الداعي سواء أولئك ~~الذين هدى الله فهداهم اقتداه أي فلو كان رسول الله مكان يوسف ما ~~أجاب الداعي ولقال مثل ما قال يوسف فعلم أنه ليس مراده بقوله: للو ~~كنت مكان يوسف لأجبت الداعي" إلا تعظيم يوسف كما قال: انحن أولى ~~بالشك من إبراهيم" وقد تقدم بسطه في الكتاب فليتأمل ويحرر PageV00P000 ~~(قلت) : ويحتمل أن يكون المراد من قوله عليه السلام "لأجبت ~~الداعي" ولم أراع الناس على حد ما راعاهم يوسف عليه السلام وإن ندبت ~~الى مراعاتهم من وجه آخر كما يعرفه أهل الله تعالى لا سيما وقد ورد: ~~أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض" ويكون قوله عليه ~~السلام: لانحن أولى بالشك من إبراهيم" حيث يتمشى على من يتبادر إلى ~~الأذهان ومعاتبة الله تعالى له عليه السلام في الآية المذكورة قبل أن يوقفه ال ه ~~امن مقامه الشريف على ما هو ms190 الأرفع، والله أعلم. # وقال في الباب الرابع والأربعين وخميمائة في قوله تعالى: ل ~~معقبي من بين يديه ومن خلفهء يحفظونه من أمر الله) [الرعد: 11]: ليس المراد ~~اهؤلاء الملائكة هم الحفظة وإنما المراد بهم ملائكة التسخير وهم ملائكة ~~كونون مع العبد بحسب ما يكون العبد عليه يحفظونه عن أن يعرض علي ~~أمر خلاف ما هو مسخر له فهم تبع له . وأطال في ذلك. # وقال في الباب الخامس والخمسين وخمسمائة: قد أطلعني الله على ~~جميع الأولياء المتقدمين والمتأخرين إلى يوم القيامة وما يمنعني أن أعين ~~الناس الأقطاب والأبدال وغيرهم من أهل زماننا إلا خوف الإنكار عليهم ~~ووعدم التصديق لهم، فأكون بذلك سببا في مقتهم؛ على أن الله لم يكلفنا ~~باظهار مثل هذا حتى نكون عصاة لو تركناه وبسط الرحمة على كافة ~~المسلمين أولى من اختصاصها. # قلت: وقد فعل مثل هذا القشيري رحمه الله في رسالته فإنه ذكر ~~الأائل من الرجال في أول الرسالة وما ذكر فيهم الحلاج للخلاف الذي وقع ~~فيه حتى لا تتطرق التهمة لمن ذكره من رجال الرسالة ثم إنه لما ذكر عقائد ~~الرجال على الكتاب والسنة ذكر عقيدة الحلاج أولا وصدر بها الكلام ليزيل ~~بذلك ما في نفوس بعض الناس منه من سوء الطوية رضي الله عنه. # ووقال في الباب السادس والخمسين وخمسمائة : كان شيخنا أبو مدين ~~أحد الإمامين ثم قطب بعد ذلك إلى أن مات سنة تسع وثمانين وخمسمائة ~~اويدل على إمامته أنه كان يقول سورتي من القرآن تبارك الذي بيده الملك PageV00P000 ~~ووهي مختصة بالإمام الواحد من الإمامين والله أعلم ~~وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة، وهو باب جمع فيه ~~أسرار "الفتوحات" كلها من أولها إلى آخرها: اعلم أن التنزيه يرجع إلى ~~التحديد المنزه، والتشبيه يرجع إلى تثنية المشبه، والكمال الجمع بين ~~المرتبتين كما ورد. وقال: إن العالم علامة بدؤه ممن فهو علامة على من ما ~~ام إلا الله وحبله وما لا يسع جهله. وقال: وما نشأ الخلاف إلا من عدم ~~الإنصاف . وقال: كل علم أنتجه الفكر فلا ms191 يعول عليه لأن النكير يسارع إليه . # وقال: لا ضلال إلا بعد هداية كما أنه لا عزل إلا بعد ولاية. وقال: لا ~~ايشترط في المجاورة الجنس لأنه علم في لبس فالله جار عبده بالمعية وإن ~~انتفت المثلية . وقال: لولا الشبه ما كان الشبه. وقال: من أعجب ما ورد أن ه ~~الم يلد وعنه ظهر العدد فله تعالى أحدية العدد وما بالدار من أحد. وقال: ~~امن تعبدته الإضافات فهو صاحب أفات . وقال: لو كانت العلة مساوية ~~المعلول لاقتضى وجود العالم لذاته ولم يتأخر عنه شيء من محدثاته . وقال ~~الكثرة معقولة وما ثم علة إلا وهي معلولة. وقال: من الأمر الكبار خوف ~~النار بالنار لأن الشيطان المرجوم محروق بذات النجوم. وقال: علوم النظر ~~أوهام عند علوم الإلهام. وقال: الزمان ظرف المظروف كالمعاني مع ~~الحروف وليس المكان بظرف فلا يشبه الحرف. وقال في التنزيه: عين ~~التشبيه فأين الراحة التي أعطتها المعرفة وأين الوجود من هذه الصفة . وقال: ~~إذا استقصيت الحقوق حوسب الإنسان على ما اخترته في الصندوق ~~ووقال في قوله تعالى: كل من عليها فان) [الرحمن: 26]: اعلم أن ما كل ~~كل في كل موضوع ترد فيه تكون للحصر لأنها قد تأتي ويراد بها القصر مثل ~~قوله في الريح العقيم: (تدمر كل شىءم بأمر ريها) [الأحقاف: 25] وفي آية ~~أخرى (ما نذر من شيء ألت عليه إلا جعلته كالرمير) [الذاريات: 42] وقد ~~امت على الأرض وما جعلتها كالرميم. # ووقال: الشهيد يشبه الميت فيما اتصف به من الموت ولذلك يورث مال ه ~~وتنكح عيانه فطلاقه قد يشبه تطليق الحاكم على الغائب وإن كان حيا قد أبعد ~~في المذاهب. وقد ثبت عن سيد البشر : "لا ضرر ولا ضرار" وقد علم أن PageV00P000 ~~الشهيد بدار الخلود لا سبيل إلى رجعته ولا إلى إنزال من رفعته مع كونه حيا ~~ايزق وما هو عند أهله ولا طلق وهذه حالة الأموات وإن كانوا أحياء عند ~~بهم فعظامهم عندنا رفات وما لنا إلا ما نراه ولا نحكم إلا بما شهدنا ~~فاستمع تنفع. # وقال: الاشتراك بالأجسام ms192 من الأوهام لأن الكامل مع الله على كل ~~حال في أهل ومال. وقال: المال مالك وصاحبه هالك إن أمسكه أهلكه ~~البخل وإن منحه أضر به البذل وقد جبل بخلقه من نطفة أمشاج على الفاقة ~~والاحتياج لا يمتحن إلا صاحب دعوى، فمن ادعى فقد تعرض للبلوى ~~ووقال: ليس الوقوف خلف الباب بحجاب إذا كان يستحيل على من خلفه ~~الصول فإذن الباب عين المطلوب. وقال: من اتقى الله في موطن التكليف ~~اعلى كل حال حاز درجة الكمال عند الارتحال. وقال: إنما لم يجب الخليل ~~الآفل لأنه رآه يطلب السافل وهمته كانت في الدنو لصاحب العلو. وقال : إذا ~~احققت الأصول فلا زهد إلا في الفضول وأما ما تدعو الحاجة إليه فذلك ~~المعول عليه. وقال: لو تعطلت الأجور لالتبست الأمور. وقال: المباح أتم ~~اشرع شرع للإنسان وعليه جميع الحيوان، ألا ترى أن لهم الكشف التام في ~~اليقظة والمنام، ولهم الكتم فيما يرونه من عذاب القبر الحتم. وقال: كل ~~اجزء في العالم فقير إلى العظيم والحقير، فالكل عبيد النعم ومن النعم الأمان ~~امن حلول النقم والأمر إضافي ونسبي وإلا فأين حال قوله : "نور أنى ~~أراه") وقوله: "إنكم سترون ربكم" فأثبتها لنا ونفاها عنه لما علم منه . # ووقال: ليس من شرط البيان حركة اللسان فإن لسان الأحوال أفصح ~~ووميزانها في الإبانة عن نفس صاحبها أرجح ومن سكت ربما رمي بالخرس ~~ووقام له مقام الجرس فظهر سره وإن جهل أمره وكثرت فيه المقالات وتطرقت ~~اليه الاحتمالات ففتح بصممه أبواب الألسنة وعمر بملازمة بيته جميع الأمكة ~~اما شرف موسى عليه السلام إلا مما نسب إليه من الكلام وبالكلام وجدا ~~العالم وظهر على أتم نظام وكل قول برز فهو بحسب حقيقة القائل فمنه ~~الائم ومنه الزائل ومنه ما يكون إلا بحرف وهو لمعنى القول كظرف ومنه ما ~~الا حرف فيه فيزول فقد أبنت لك عن الأصول. PageV00P000 # ووقال: إن أردت أن تكون من الخدام فالتزم الأدب التزام الألف واللام. # ووقال: صاحب علم سر القدر لا يقول قط: أنا الله حاشاه ms193 من هذا ~~القول حاشاه، بل يقول: أنا العبد الذليل في المسير والمقيل. # ووقال: الإيمان برزخ بين الإسلام والإحسان، فله من الإسلام ما يطلبه ~~اعالم الأجسام وله من الإحسان ما يشهد به المحسان فمن أمن فقد أسلم ~~اوأحسن، ومن جمع الطرفين فقد فاز بالحسنيين الإسلام صراط قويم والإيمان ~~اخلق كريم والإحسان شهود القديم إذا صح الانقياد كان علامته خرق المعتاد ~~المسلم لا يحتاج إلى تأويل فهو معرس في حسن مقيل. # وقال: من مال إلى الآمال اخترمته الآجال؛ ليس بالمواتي من اشتغل ~~بالماضي والآتي؛ والحليم الأواه من كان مشتغلا بالله ومن كان عبدا لغير ل ه ~~فما عبد إلا هواه لأن العدو أخذ به عن طريق هداه. # ووقال في قوله تعالى: {حتى نعلر) [محمد: 31]: من علم الشيء قبل كونه ~~فما علمه من حيث كونه العلم يتغير بتغير المعلوم ولا يتغير المعلوم إلا بالعلم ~~فقولوا لنا: كيف الحكم هذه مسألة حارت فيها العقول وما ورد فيها منقول. # وقال: لا تقل نحن إياه لقوله: (فأجره حتى يسمع كلم الله) [التوبة: 6]. # فأنت الترجمان، والمتكلم الرحمن فقيده كلام الله بالأمكنة بكونه في ~~المصاحفب والألسنة، يقول القارىء قال الله، ثم إنه يتلو الحروف ظروف ~~ووالصفة غير الموصوف عند أهل الكشف والشهود وهو عين المقصود فإذا ~~طقت فاشهد بمن تنطق التنزيه تحديد فلا تقل بالتجريد ~~وقال في حديث: "شتمني اين آدم" : من اشتكى إلى غير مشتكى فقد ~~احال عن الطريق وعرج عن مناهج التحقيق ولولا اقتدار العبد على دفع الأذى ~~اما شكا الحق إليه ذا فالخلق مشتكي الحق والحق مشتكي الخلق ومن شكا ~~الى جنسه فما شكا إلا إلى نفسه. # ووقال: من ذل لله فقد أشبه الفروع ومن تكبر فقد أشبه الأصول ~~لفالرجوع إلى الفروع أولى من الوصول إلى الأصول. # ووقال: إذا أراد الحق تعالى بعبده أن يقطع أمله أشهده أجله وإذا بدل PageV00P000 ~~الله سيئات عبده حسنات يود آنه لو كان أتى بقراب الأرض خطايا أو حمل ~~اذوب جميع البرايا لما يعاينه من حسن التحويل وجميع صور التبديل ms194 ففان ~~الهذا في الدنيا باتباع الهوى وفي الآخرة بجنة المأوى وعلى هذا جزاء بعض ~~المذنبين أعظم من جزاء بعض المحسنين فيبدو للمذنبين من الخير ما لم ~~وكونوا يحتسبون وأكثر الناس في الدنيا بهذا لا يشعرون فحسنوا يا إخوتي ~~ظنكم بربكم تفوزوا بقربكم. # وقال: الأخذ بالعزائم نعت الرجل الجازم؛ أولو العزم من الرسل هم ~~الذين لقوا الشدائد في تمهيد السبل؛ ما جمح إلى الرخص إلا من يقع في ~~الغصص؛ من سلك هنا ما توعر تيسر له في آخرته ما تعسر، فما أثقل ظهرك ~~الوى وزرك فهنا تحط الأثقال أثقال الأعمال والأقوال، فاحذر من الابتداع ~~في حال الاتباع. # وقال: التخلق بالأسماء الإلهية على الإطلاق من أصعب الأخلاق لما ~~فيها من الخلاف والوفاق، فإياك أن يظهر مثل هذا عنك قبل أن تشهد مشهد ~~المن قال : أعوذ بك منك، فممن استعاذ وإلى من لاذ انظر. # ووقال: موافقة الأمثال من شأن الرجال ومن ألزم نفسه بحال فهو شديد ~~المحال فإن الرباط ملازمة والملازمة في الإلهيات مقاومة. # ووقال: جنة النعيم لأصحاب العلوم وجنة الفردوس لأصحاب الفهوم ~~اوجنة المأوى لأهل التقوى وجنة عدن للقائمين بالوزن وجنة الخلد للمقيمين ~~اعلى الود وجنة المقامة لأهل الكرامة . وقال: الاعتدال وبال لا يكون مع ~~الاعتدال إلا دوام الحال، انظر في وجود الخلق تجده عن إرادة الحق ~~ووالإرادة انحراف بلا خلاف فأين الاعتدال والأصل ميال فما ثم إلا ميل عن ~~اميل لطلب النيل لو كان؛ ثم اعتدال ما هوى إنسان ولا مال التنزيه ميل ~~اوالتشبيه ميل والاعتدال هو ما بين هذين وهذا لا يصح في العين؛ لو كان ثم ~~اعتدال لكان في الوقفة ولم يكن يميل من الميزان كفة من قال بالاستواء أو ~~الزوال قال بالانحراف والاعتدال (وله ما سكن فى أليل والنهار) [الأنعام: 13] ~~ووما ثم ساكن في الأغيار لا في البصائر ولا في الأبصار لا تراه جعله عبرة PageV00P000 ~~الأولي الأبصار فانظر واعتبر. وقال الحق في الاعتدال: فمن جار أو عدل فقدا ~~امال، لكن إن مال لك فقد أفضل وإن مال عليك ms195 فقد أبخس. # وقال: إنما اشترك الزوجان في الالتحام لأنه نظام التوالد فإن لم والا ~~الفالأولى التباعد إذ التباعد فيه التنزيه، والانتظام فيه التشبيه، وإنما حمدنا ~~فيمن تولد عنه به وقربناه. من قال إنه وحد فقد ألحد، إذ الأحدية لله لا ~~تكون بتوحيد أحد ولم يكن له كفوا أحدا)ه [الإخلاص: 4] عجبا في ~~تنزيهه عن الصاحبة والولد حتى لا يكون معه أحد وعنه وجد ما وجد من ~~العالم من ذي روح، وجسم وجسد، ثم إن ولادة البراهين الصحاح عن ~~انكاح عقول، وشرائع ما فيه جناح، وأما ما تولد عن نكاح الشبه في العقول ~~والأشباح فهو سفاح وهذا الباب مقفل وقد رميت إليك بالمفتاح ~~وقال: لما دعا الله تعالى الأرواح من هياكلها بمشاكلها حنت إلى ذلك ~~الدعاء وهان عليها مفارقة الوعاء فكان لها الانفساخ بالسراح من هذه الأشباح ~~اهم إذا وقعت الإعادة عادت إلى ما كانت عليه روحا وجسما هذا معنى ~~الرجوع ~~ووقال اسوداد الوجوه من الحق المكروه وكالغيبة والنميمة وإفشاء السر ~~فهو مذموم وإن كان صدقا فلذلك قال الله تعالى: { ليستل الصدقين عن ~~دقهة [الأحزاب: 8] أي هل أذن لهم في إفشائه أم لا فما كل صدق حق. # واعلم أنه لو كان نسبتنا إليه حقا ما ذم أحد خلقا ولو ذمه لكفر ولو كان ما ~~استتر فهو تعالى المعروف بأنه غير معروف، والحق الذي يقال: ما قبح وذم ~~فمنا، وما حسن وحمد فمما خرج عنا ~~وقال : العارف مسود الوجه في الدنيا والآخرة، لكن اسوداد السيادة لما ~~كان عليه من العبادة فإن وجه الشيء كونه وذاته وعينه. وقال في قوله: ~~وقل رب زدنى علما) [طه: 114]: الإنسان مجبول على الطمع فلا يقال فيه ~~ايوما إنه قنع فإن قنع فقد جهل وأساء الأدب ومن هنا كان العارف لا يزهد ~~اقط في الطلب وما أراد منك بذلك إلا دوام الافتقار في الليل والنهار فإذا ~~افت فانصب لحا وإلى ريك فأرغب لح) ) [الشرح: 7- 8] ولا يتقبل الحق من PageV00P000 ~~العباد إلا بما به عليهم جاد فمنه بدأ الجود وإليه ms196 يعود فيا من يطلب القديم ~~أانت عديم فقل لربك إنما نحن بك ولك خلقتنا لنعبدك وفي عبادتنا نشهدك ~~ام على قدر ما سألناك من الشهادة تنقصنا من العبادة. # وقال: لا يؤثر الحرص في القدر إلا إذا كان من القدر وكم من ~~حريص لم يحصل على طائل لعدم الأمر من القائل من قصرت همته في ~~اطب المزيد فليس من كمل العبيد لا تستكثر ما وهبك فإنه لو وهبك كل ما ~~اخل في الوجود لكان قليلا بالنظر إلى ما دخل في خزائن الجود فإياك ~~اوالزهد في المواهب فإنه سوء أدب مع الواهب فإنه ما وهبك إلا ما خلق ~~ووقال: لما علم الأكابر أن الأمور كلها في يديه اعتمدوا منه عليه ~~فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون، ولو ارتفعت الحاجات ~~ووزالت الفاقات لبطلت الحكمة وتراكمت الظلمة ولاحت الأسرار وزال كل ~~ايء عنده بمقدار فذهب الاعتبار وهذا لا يرتفع فلا بد من الاعتماد في العباد ~~الأن العبودية تطلب بذاتها الربوبية حقيقة وخليقة. # وقال: ما حجب الرجال إلا وجود الأمثال ولهذا نفى الحق المثلية عن ~~نفسه تنزيها لقدسه وكل ما تصورته أو مثلته أو خيلته فهو هالك والله تعالى ~~خلاف ذلك هذا عقد الجماعة إلى قيام الساعة. # وقال: كيف يصح المزيد بالتحميد والتمجيد والله تعالى قد أعطى كل ~~ايء خلقه ووفاه حقه فعين الشكر هو عين النعم والناس في غفلة معرضون ~~وأكثرهم لا يشكرون. # وقال: الدنيا متاع قليل وكل من فيها أبناء سبيل فما من جيل ولا قبيل ~~إلا وهو مملوك للقطمير، والنقير، والفتيل. فأكثر الناس تائه، ولهذا قنعوا ~~بالتافه. ليس في الكثرة زيادة إلا في عالم الشهادة وأما في عالم الغيب فما ~~في التساوي ريب. من رضي بالقليل عاش في ظل ظليل وكل ما في الوجود ~~قليل، ومن لم يأته غرضه طال في الدنيا مرضه قال تعالى: {رضى الله عنهم ~~ووضوأ عنه [البينة: 8] فالرضا منا ومنه . وقال : لا يرضى بالقليل إلا من لا ~~الكبريت الأحمر / م13. PageV00P000 # ارف دبيرا من قبيل اعتناء ms197 الحق بالنقير يدل على أنه كبير لا يخفى على ذوي ~~اعينين أن لله عناية بكل ما في الكونين وإخراج الشيء من العدم إلى الوجود ~~ابرهان على أنه في منازل السعود. من طلب من الحق الوفاء فقد ناط به ~~اعالى الجفاء وليسي برب جاف بلا خلاف وإذا كان الكل منه فما معنى {رضى ~~ال عنهم ورضوأ عنه [البينة: 8] . كل ما في العالم لديه وحاضر بين يديه لا ~~احب الله الجهر بالسوء من القول وما كل فريضة تقتضي العول كما لا ينكح ~~الأمة إلا من لم يجد الطول. # ووقال : ما حال بينك وبين حقك إلا عجلتك بنطقك، فإن الرزق ~~امقسوم ولا ينقص، ولا يزيل بسؤال أحد من العبيد مع أن طلب المزيد ~~امركوز في الجبلة في كل نحلة وملة، وما جعل القضاء يتأخر إلا القضاء ~~المقدر. لو كانت العلة في الأزل لكان المعلول لم يزل فلا معلول ولا عل ةا ~~اوقد تظهر الشبه في صورة الأدلة البراهين لا تحظى فإنها قوية السلطان وإنما ~~الخطأ راجع إلى المبرهن وإذا كان الدليل لا يعرف إلا بالدليل فما إلى علم ~~امن سبيل . من علمت به معلوما وما جهلته فما علمته لأنك أعلمته به فانتبه. # (وقال) : الموت للمؤمن تحفة، والنعش له محفة لأنه ينقله من الدنيا ~~الى محل لا فتنة فيه ولا بلوى، فليس بخاسر ولا مغبون من كان أمله المنون ~~فاز فيه اللقاء الإلهي، والبقاء الكوني. # وقال: الحصاد في القبر والبيدر في الحشر والاختزان في الدار الحيوان ~~ال بح الموت، وإن كان حسرة ففيه بشرى بانقطاع الكرة. أين الرد في الحافرة ~~امن قوله: (وننشئكم فى ما لا تعلمون) [الواقعة: 61]. ذبح الموت علامة ~~اللخلود في النحوس والسعود، وفي ذبحه ثبوت عزله وانتقاض غزله. # وقال: إن لله تعالى رجالا يساقون إلى الجنة بالسلاسل لعناية سبقت ~~وكلمة حقت وصدقت فدخلوا الجنة بلا تعب ولا نصب ولا جدال ولا ~~عب ~~وقال: من أعجب ما في البلاء من الفتن قوله تعالى: ولنبلوتكم حت ~~الر [محمد: 31] وهو العالم بما يكون منهم ms198 فافهم، وإذا فهمت فاكتم، وإن PageV00P000 ~~اسثلت فقل : الله أعلم. العالم في أوقات يتجاهل وعن الجاهل يتغافل واله ~~اليس بغافل وهو معكم في جميع المحافل فأين تذهبون إن هو إلا ذكر ~~اللعالمين ~~ووقال : إذا ربط تعالى مشيئته بلالو" فهو لو شاء الله كذا وما يشاء ولو ~~انشاء لصح المشاء، ولالو" حرف امتناع لامتناع فكيف يستطاع ما لا يستطاع ~~إذا تنوع الواحد فليس بواحد ولا بد من أمر زائد وليس العجب عند العليم ~~إلا تنوع إرادة القديم. # ووقال : دليل العقول قد يخالف ما صح عندها من المعقول. إياك واتباع ~~المتشابه أيها الواله فما يتبعه إلا الزائغ وما يترك تأويله إلا العاقل البالغ فإن ~~اجاءه من ربه في ذلك الشفا فهو المعبر عنه المصطفى. # وقال : لو راقب الناس مولاهم في دنياهم لأمنوه في أخراهم، ومن ~~اتفع في هذه الدار سقط وهنا وقع الغلط. # اوقال: ذبح النفوس أعظم في الألم من الذبح المحسوس، ومخالفة ~~الآراء أعظم في الشدة من مقابلة الأعداء، ومجانبة الأعراض غاية الأمراض، ~~ومن فاز بمخالفة نفسه سكن حضرة قدسه ~~ووقال: السيد خادم فهو في طاعة عبده قائم السيد أحق باسم الخادم من ~~الغير لأن بيده جميع الخير يحكم في عبده لعبده فهو يحكم عبده لو حكم ~~النفسه لبقي في قدسه. لا تكن من الملوك لأن الملك مملوك من صحت ~~سيادته صح تعبه وكبر والله نصبه هم لازم وغم دائم فإنه لو ترك خدمة عبد ~~اننزل، وكان ممن عصى المرتبة فزل ، كلكم راع ومسؤول عن رعيته. # ووقال : إذا مزجت فقلل ولا تعلل، ومازح العجوز وذا النغير ولا تقل ~~إلا الخير كما قال الشارع : لايا أبا عمير ما فعل النغير" وقال : "العجوز لا ~~تدخل الجنة" لرده تعالى عليها شبابها وإن لم يكن المزح هكذا فهو أذى ~~والإذاية من الكريم محال، ولولا صلابة الدين ما كان من المازحين لأ ه ~~ذهب بالهيبة والوقار عند المطموسين الأبصار؛ ألا تنظر إلى رب العباد في ~~قصة هناد حين أخرجه واستدرجه إلى أن قال له: أتهزأ بي وأنت ms199 رب PageV00P000 ~~العالمين فأضحكه، وهذا القول كان المقصود من الله به ولهذا ما أهلكه بل ~~أعطاه وخوله وملكه، فسرت هذه الحقيقة في كل طريقة ولو لم يصح بها ~~النعيم ما اتصف بها النبي الكريم ~~ووقال: لا تفرط في الرخاوة تكن غشاوة وهي مذمومة كالقساوة مع أن ~~الرخاوة في الدين من الدين ولهذا امتن الله تعالى على نبيه بجعله من أهل ~~الين في قوله: {فيما رحمتر من الله لنت لهم) [آل عمران: 159] ولهذا فضلهم ~~اولو كان فظا في فعله وقوله "لانفضوا من حوله" وإذا كانوا مع العفو واللين ~~الا يقبلون، فكيف مع الشدة والفظاظة لا ينفرون . الأفعى يتقى ضيرها مع أن ه ~~ايجى خيرها إذ هي من حملة عقاقير الترياق الذي يرد النفس إذا بلغت التراق ~~وومع ذلك فما قام خيرها بشرها فاعتبروا يا أولي الأبصار. # ووقال: ومن استحيا أمات، وأحيا من لا يكون إلا ما يريد لا يستحي ~~امن العبيد وإن استحيا في حال ما فلطلب الاسم المسمى. لولا التكليف ما ~~اهر فضل العفيف وإذا كانت القوة مخصوصة باللطيف فكيف يحجبه ~~الكثيف. # ووقال: الرفيق رقيق، وصحبة الرفيق الأعلى أولى، وقد اختار هذا ~~الرفيق من أبان الطريق فإنه خير فاختار ورحل عنا ومار وذلك ليلحق بالمتقدم ~~السابق، ويلتحق به المتأخر اللاحق ولعلمه أنه لا بد من الاجتماع اختيار ~~الخروج من الضيق إلى الاتساع، ألا ترى يونس لما نادى ربه نعجاه من الغم ~~ووكان في بطن الحوت فقذفه على ساحل اليم وأثبت عليه اليقطين لنعومته ~~ونفرة الذباب عن حومته، فهذا الغزل الدقيق من إشفاق الرقيق. # ووقال: الحادث لا يخلو عن الحوادث لو حل بالحادث الذكر القديم ~~الصح قول أهل التجسيم القديم لا يحل ولا يكون محلا ذكر القرآن أمان وبه ~~اجب الإيمان أنه كلام الرحمن مع تقطع حروفه في اللسان ونظمها فيما رقمه ~~اباليراع البيان فحدثت الألواح والأقلام وما حدث الكلام، وحكمت على ~~العقول الأوهام بما عجزت عن إدراكه الأحلام ~~وقال: الذكر القديم هو ذكر الحق وإن نطق به الخلق كما أن الذكر ms200 PageV00P000 ~~الحادث ما نطق به لسان الحق وإن كان هو كلام الخلق إذا كان الحق تعالى ~~السان العبد فالذكر قديم ومزاجه بالعبد من تسنيم إن الله تعالى قال على لسان ~~عبده . سمع الله لمن حمده فافهم ~~وقال: لولا الحواس ما ثبت القياس ولا شك أن الأمور كلها معلولة ~~والكيفية من الله مجهولة . انفرد بعلم العلل فأصله الأبد من الأزل. حلت ~~المثلات بأهل التفكر في المحدثات لأنه لا بد من وجه جامع بين الدليل ~~ووالمدلول في قضايا العقول، والحق لا يدرك بالدليل فليس إلى معرفته ~~ابيل؟ وقد دعانا إلى معرفته وما دعانا إلا لصفته فلا بد من صفة تتعلق بها ~~المعرفة، وما تم في العقل إلا صفة تنزيه والنقل ضم معها صفة التشبيه فعلى ~~اما هو المعول الآخر أو الأول. # ووقال: الفتى لا يقول قط متى بل يبادر الوقت خوف المقت. لا فتى ~~إلا علي لأنه الوصي، والولي الفتى من كان على قدم حذيفة في علم السر. # وقال: ما فتى من زعم أنه فتى، الفتى هو الكليم، ولكن أين رتبة كلام الحق ~~اله من اتباعه الخضر طلبا للتعليم؟ الفتى من لا يزال طالبا ومن الجهل هاربا. # ووقال : الغيور سريع النفور فيخطىء أكثر مما يصيب والحق أغير منه ~~فكيف لا تأخذ عنه فرق تعالى بين النكاح والسفاح حتى تتميز الأرواح ~~اوالزنا لا بد في الوجود منه وقد قال لصاحبه: استتر منه وصنه، هذا مع أنه ~~علم به ويراد وقدره وأمضاه ثم مع ذلك نهاه فهو وإن استتر عن أبناء جنسه ~~فما تستر عمن هو آقرب إليه من نفسه. # وقال: الأمر بين قرنين وهما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه ~~االأحزاب: 4] لكن جعل لكل قلب وجهين لأنه تعالى خلق (ين حملي زوجين ~~أنين [هود: 40] فبنى الجمع على الشفع وما ثم إلا وتر به الحق وهذه أسرار ~~اما عليها غبار وإن عميت عنها الأبصار وإليها الإشارة بنعم عقبى الدار وأنت ~~الدار وعليك المدار. # ووقال: القرآن أحق بالتعظيم من السلطان لأن القرآن لا يجور والسلطان ms201 ~~القد يجور، فلا يحجبك عما قلناه إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن فإن PageV00P000 ~~ذلك إنما هو من حيث أن السلطان ناطق، والقرآن صامت فاعلم الفرقان ~~تفهم القرآن. # وقال: الإخبار يعرب عن الإسرار والإخبار كما يشهد للمؤمن بالإيمان ~~كذلك يشهد عليه بالبهتان والدليل على ذلك خبر الهدهد فيما أخبر به ~~اس ليمان: قال سنظر أصدقت أم كنت من الكذبين) [النمل: 27] فإن شهد ~~اله العيان أو الضرورة من الجنان وقع الإيمان وإلا لحق بالبهتان . لو كان ~~طلق الإيمان يعطي السعادة لكان المؤمن بالباطل في أكبر عبادة ومن أمن ~~بالباطل أنه باطل فحاله غير عاطل. # ووقال: قسم الشارع سبله إلى ثلاثة أقسام: إسلام، وإيمان، وإحسان ~~لف بدأ بالإسلام وقرن به عمل الأجسام من تلفظ شهادتين وصلاة وزكاة وحج ~~اوصيام وثنى بالإيمان وهو ما يشهد به الجنان من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ~~وورسله والقدر خيره وشره حلوه ومره والبعث الآخر إلى الدار الحيوان وثلث ~~بالإحسان وهو إنزال المعنى منزلة المحسوس في العيان وليس إلا عالم ~~الخيال. # ووقال: التروك وإن كانت عدما فهي نعوت فالزم السكوت. الأمر ~~ابالشيء نهي عن ضده فهو ترك وهذا شرك. لا يترك الأغيار إلا الأغيار ولو ~~اترك الحق تعالى الخلق من كان يحفظه ويقوم به ويلحظه، فمن كمال التخلق ~~بأسماء الحق الاشتغال بالله وبالخلق. لو تركت الأغيار لتركت التكاليف التي ~~اجاءت بها الأخبار ولو أنك تركت التكاليف لكنت معاندا عاصيا أو جاحدا. # وقال: نصرة القوي محال فكيف الحال في قوله:{إن تنصروا له ~~ركم [محمد: 7] وإن لم تنصروه يخذلكم وإذا خذلكم فمن ذا الذي ~~اصركم من بعده فنصرته من جملة ما أخذ عليكم في عهده فيا أهل العهود ~~أفوا بالعقود ما أمركم الله بنصره إلا وأعطاكم الاشتراك في أمره فمن قال: ~~الا قدرة لي ويعني الاقتدار فقد رد الأخبار وكان ممن نكث وألحق تكليف ~~الحق بالعبث. # ووقال: أصدق الأخبار ما كان بالحال. من أثنى على نفسه بالكرم PageV00P000 ~~اتوقف السامع فيه حتى يتكرم فإذا كان العطاء ارتفع الغطاء. # ووقال ms202: إن الله عند لسان كل قائل وما تكلم إلا اللسان والقائل في ~~الشاهد هو الإنسان وفي الإيمان الرحمن لقوله : "كنت سمعه الذي يسمع به ~~ولسانه الذي يتكلم به" الحديث. فمن كذب العيان كان قوي الإيمان ومن ~~اردد في الإيمان تردد في العيان فلا إيمان عنده ولا عيان، ومن صدق العيان ~~وسلم الإيمان كان في أمان اللسان ترجمان الجنان، وما وسع الرب الا ~~القلب وأنت ترجمان الحق إلى الخلق فأين الكذب عند هذه المشاهدة، وما ~~ثم ناطق إلا الحق الصمد والواحد. # وقال: الروح واسطة وهو بين الرسول البشري والحق رابطة يوحى به ~~اليه إذا نزل بالوحي عليه وقد أمر بالأدب معه حتى يجمعه لأنه ما عجل به ~~احتى كشفه وما نطق به حتى عرفه فقيل له : اكتم السر حتى لا يعلمه الملك ~~بما لك. # ووقال: إذا كان الرسول حسن الصورة فذلك إشارة إلى جمال المرسل ~~اليه وقد حصل إدراك البغية بنزول جبريل في صورة دحية أين صورة مالك ~~امن صورة رضوان؟ أين النار من الجنان؟ # وقال: النفث في الروع من وحي القدس وهو عين الإلهام لكن ما هو ~~امثمل وحي الكلام ولا وحي الإشارة والعبارة وما ثم إلا ملهم وهو الخاطر ~~الخاطر من السحاب الماطر ويسمى الخاطر الأول لأن النفث لا يكون له ~~مكث فحلوله انتقاله ووروده زواله ~~ووقال : من احتج عليك بما سبق فقد حاجك بالحق ومع هذا فهي حجة ~~الا تنفع صاحبها ولا تعصم جانبها ومع كونها ما نفعت سمعت وقيل بها وإن ~~اعدل الشرع من مذهبها فإنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولكن أكثر الناس . # الا يشعرون ومثل هذه المسألة لا يكون جهارا ولا يكلم بها إلا إشعارا مع أنه ~~اللو جهر بها كانت علما ونقحت فهما وأورثت في الفؤاد كلما دونه نجز القمم ~~الما يؤدي إليه من دروس الطريق الأمم الذي عليه جميع الأمم وإن كان كل ~~ادابة مأخوذا بناصيتها. PageV00P000 # وقال: إنما ذهب بعض أهل الكلام إلى انعدام العرض لنفسه لا ~~الأجسام ليكون الخالق خلافا على ms203 الدوام، والعالم مفتقر إليه ومعول في ~~ولوجوده عليه، وأما أهل الحسبان فقالوا بتجدد جميع الأعيان في كل زمان وما ~~اخصوا عينا من عين ولا كونا من كون، وأما من يعلم أن المتحيز هو كل ما ~~اقام من الأعراض فهو جامع بين المذاهب والأغراض. # اوقال: الطلب من الأدب لأنه تعالى ما أوجدك إلا لتسأل فإنك الفقير ~~الأول فاسأل من كريم ولا تبخل فإنه ذو فضل عميم ومن اتبع هواه لم يبلغ ~~ووقال: معنى قول العارفين من وحد فقد ألحد أي مال إلى الحق لأن ~~الملحد هو المائل في لغة كل قائل. وقال: إلا الإلحاد لا بد منه، ولا ~~احيص لمخلوق عنه، ألا ترى أصحاب الأعراف لما تساوت كفتا ميزانهم ~~كيف وقفوا بين الجنة والنار فلا هم مع الأشرار ولا مع المصطفين الأخيار ~~فلولا ما تفضل الحق عليهم من السجود إليه ما برحوا عليه فلما سجدوا ~~افكوا من آسر السور والتحقوا بدار السرور ~~وقال: الحال المرتحل من يكرر تلاوة ما أنزل فانتهاؤه عين ابتداؤ ~~ولكن من تكرر عنده المعنى في تلاوته فما تلاه حق تلاوته وكان ذلك دليلا ~~اعلى جهالته ومن زادته تلاوته في كل مرة علما وأفادته حكما فهو التالي لمن ~~و في وجوده له تالي. # ووقال: من استدان من غير حاجة مهمة فهو ناقص الهمة وإنما كان من ~~رف نفسه عرف ربه لأن علم قلبه وسع ربه لا تعلم الذات إلا مقيدة وإن ~~أطلقت هكذا عرفت الأشباه وحققت فالإطلاق تقييد في حق العادات ~~اوالعبيد، فإن الخلق مع الأنفاس في خلع ولباس ولا يشعر بذلك إلا القليل ~~امن الناس . الذات مجهولة فما هي علة ولا معلولة ولا للدليل مدلولة فإن ~~وجه الدليل يربط الدليل بالمدلول والذات لا ترتبط ولا تختلط ~~وقال: الأحباب أرباب، والمحبوب خلف الباب، وإنما كان المحب ~~اصاحب بلوى لأنه رب دعوى ولذلك اختبر بخلاف المحبوب PageV00P000 ~~اوقال في قوله : "اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم" : أين ~~اهذا من قوله: "أنا سيد ولد آدم" فداخل الخليل. كان لآدم ms204 السجود ولمحمد ~~المقام المحمود، فيا ليت شعري هل تقوم الحلة مقام كون رسالة محمد تعم ~~كل ملة محمد صاحب الوسيلة في جنته ما نالها إلا بدعاء أمته أين أمته منه ~~في الفضيلة ومع هذا بدعائهم كانت له الوسيلة المدعو له أرفع بيقين من ~~الاعي فلتكن لقولنا : كما صليت على إيراهيم الحافظ الواعي ~~ووقال: الشوق يزول باللقاء والاشتياق يزيد بالالتقاء لا يعرف الاشتياق ~~إلا العشاق، من سكن باللقاء قلقه فما هو عاشق عند أرباب الحقائق. # اوقال: من قام بالخدمة عند طرح الحرمة والحشمة، فقد خاب وما ~~انجح وخسر وما ربح الخادم في مقام الإذلال فما له وللدلال وما لها ~~ولسؤال. إن لم يكن الخادم كالميت بين يدي الغاسل لم يحظ من مخدومه ~~بطائل. إذا دخل الخادم على مخدومه واعترض ففي قلبه مرض ( فزادهم لله ~~ممرضا ولهم عذاب أليا بما كانوا يكذبون) [البقرة: 10] وهم لا يشعرون ~~فبالحرمة تنال الرغائب في جميع المذاهب. # وقال : إذا كانت حركة المتواجد نفسية فليست بقدسية وعلامتها الإشارة ~~بالأكمام، والمشي إلى خلف وإلى قدام، والتمايل من جانب إلى جانب ~~والتفريق بين راجع وذاهب، وقد أجمع الشيوخ على أن مثل هذا محروم ~~ام طرود السماع لا يتقيد بالنغمات المعهودة في العرف إذ في ذلك الجهل ~~الصرف فإن الكون كله سماع عند صاحب الاستماع والإيقاع أوزان وال ه ~~اعالى وضع الميزان فالوجود كله موزون فلا تكن المحروم المغبون. ما أشبه ~~اليلة بالبارحة عند صاحب السماع بالقلب والجارحة. # وقال: كل كرامة لا تتصل بالقيامة فليس هي كرامة فاحذر من ~~الاستدراج في المزاج . القرآن كله : "قال الله" وما فيه قط تكلم الله فلو جاء ~~فيه تكلم الله ما كفر به أحد ولا أنكر فضله ولا جحد ألا ترى قوله: (وكلم ~~اله موسى تحتليما) [النساء: 164] كيف سلك به نهجا قويما فأثر فيه كلامه ~~وظهرت عليه أحكامه فإذا أثر القول فما هو لذاته، فافهم وفرق بين القول PageV00P000 ~~والكلام تكن من أهل الجلال والإكرام، كما تفرق بين الوحي والإلهام في ~~اليقظة والمنام. # ووقال: لو تكرر ms205 شيء في الوجود لضاق النطاق ولم يصح الاسم الواحد ~~ابالاتفاق وبطل كون الممكنات لا تتناهى ولم يثبت ما كان به بنياها من قال ~~بالرجعة بعد ما طلق فما طلق وكان صاحب شبهة وما تحقق الطرق الرجعي ~~ارحمة بالجاهل الغبي. لو قلنا في الرجال برجعة الطلاق لما وقع عليه الاتفاق ~~الفانه نكاح جديد فمذهب أهل الأشرار أن لا تكرار مع ثبوت العادة والإيمان ~~بالإعادة. # ووقال: ما من آية في القرآن إلا وهي أكبر من أختها وإن تولدت عنها ~~ووقامت لها مقام بنتها فقد يكون الولد أعظم في القدر من الوالد ولكن في ~~الشاهد لا في الغائب إلا في موضع واحد وهو ما تولد عندك من العلم بربك ~~اعن معرفتك بنفسك وإن كان ليس من جنسك فذلك العلم لهذا العلم كالولد ~~ووهذا الولد أعظم من هذا الولد عند كل أحد وما سوى هذا في الغائب فليس ~~بصائب فلا تقس الغائب على الشاهد فإنه مذهب فاسد فرحم الله أبا حنيفة ~~اوقاه كل خيفة حيث لم يحكم على الغائب. # ووقال: حكم وحي النائم المحفوظ حكم اليقظان بالدليل والبرهان ~~اوهو بمنزلة الصاحب في الاستماع عند أهل الاتباع لكن لا ينبغي له أن يتخذ ~~ال لك شرعا يتعبده وإن كان بحمده وهذه فائدة سرجها متوقدة من شجرة مباركة من ~~تشاجر الأسماء ويكفيك هذا الإيماء. # ووقال: السفر قطعة من العذاب لما يتضمنه من فراق الأحباب. وقال: ~~إنما كان المسافر فردا شيطانا لبعده عن الجماعة والاثنان شيطانان لعدم الناصر ~~اتوقع ما تقوم به الشفاعة، والثلاثة ركب محفوظ وهو بعين الله ملحوظ فهم ~~أهل الأمان غالبا في السفر لما عليهم من الخفر. التثليث من أجل المحدث ~~والمحدث والحديث. ما كفر القائل بالثلاثة وإنما كفر بقوله: ثالث ثلتتر ~~المائدة: 73] فلو قال : ثالث اثنين لأصاب الحق وزال المين. "ما ظنك باثنين ~~ال ثالثهما" يريد أن الله تعالى حافظهما يعني : في الغار في زمان هجرة الدار. PageV00P000 # ووقال: البقاء لا يصح على شأن واحد لما في المحدثات من طلب ~~الزائد إذ الأمر شؤون ms206 فلا يزال يقول للأشياء: كن فتكون. الوجود له كله ~~انصب وتعب ولهذا قال: {فإذا فرغت فأنصب) [الشرح: 7] فما فرغ إلا اشتغل ~~اولا قضى منه عمل إلا استعمل وقد كان في العمل صاحب راحة لأنه استراحة ~~اذا كان الرحمن كل يوم في شأن فما ظنك بالأكوان، فما قال بأن العدم شرإلا ~~امن جهل الأمر فليس الشر إلا العدم الذي ما فيه عين ولا يجوز على المتصف ~~ببدر كون وليس هذه إلا المحال الذي هو شر محض على كل حال وبخلاف ~~العدم الذي يتضمن الأعيان. # وقال: الشطح فتح، فمن شطح بحق فما شطح، وهذا من أعظم الملح ~~إلا أنه يلتبس على السامع فلا يعرف الجامع من غير الجامع ولهذا الالتباس. # اعله نقصا بعض الناس من باب سد الذريعة لما فيه من نطق المخلوق ~~ابالفاظ شنيعة لا تجيزها الشريعة، فمن تقوى في فتح الفتح لم يظهر علي ~~ايء من الشطح، ألا ترى ما قال صاحب القوة والتمكين في إنفاذ الأمر: ~~لانا سيد ولد آدم ولا فخر" فانظر إلى أدبه في تحليه كيف تأدب مع أبيه وما ~~اذكر غير إخوته. # وقال: ما أصعق الكليم إلا الذي دك الجبل العظيم وما أفاق الكليم من ~~صعقته إلا لما بقي عليه من أداء نبوته ولا يلزم من كون خلق السموات ~~والأرض أكبر من خلق الناس أن يكون أقوى من الناس فسلم تسلم واعرف ~~الأمر واكتم. # وقال: من كان جميع أمرك بيده فأنت لديه ما برحت منه حتى تسأل ~~اعنه. لم يرد خبر بالصفات لما فيها من الآفات بخلاف الأسماء، ألا ترى من ~~ال جعله موصوفا كيف يقول إن لم يكن كذلك كان مؤوفا ولفظ المؤوف شنيع ~~اعند أهل التشريع وما علم من جعله موصوفا أن الذات إذا توقف كمالها على ~~الوصف حكم عليها بالنقص الصرف، ومن لم يكن كماله لذاته افتقر كمال ه ~~ال صفاته والحق بإجماع كل واحد ليس بأمر زائد. # ووقال: لولا الأغيار ما كانت الأسرار والسر ما كان بينك وبينه وأخفى PageV00P000 ~~من السر ما ms207 ستر عنك عينه ~~اوقال: ما أعجب ما يعتقده أهل التوحيد وصفه بالقريب البعيد قريب ~~امن؟ بعيد عمن؟ هو أقرب ((من حبل آلوريد) [ق: 16] إلى جميع العبيد. # وقال: الاتصال ليس من مقامات الرجال كيف يتصل به أجنبي لا يقول ~~بهذا إلا غبي ففي الكتاب المنزل المثلية وإنما الأعمال بالنية . # وقال: ما كان بالحلول فهو معلول وهو مرض لا دواء لدائه ولا طبيب ~~سعى في شفائه من فصل بينك وبينه فقد أثبت عينك وعينه ألا ترى قوله. # الالكنت سمعه الذي يسمع به" فأثبتك بإعادة الضمير إليك ليدل عليك وما قال ~~ابالاتحاد إلا أهل الإلحاد وأما القائلون بالحلول فهم أهل الجهل والفضول ~~فإنهم أثبتوا حالا ومحلا وعينوا حراما وحلا فمن فصل فنعم ما فعل ومن ~~وصل فقد شهد على نفسه بأنه فصل والشيء الواحد لا تصل نفسه إلا إذا ~~اجزأ والواحد لا يصح فيه انقسام إلا بآمر زائد على ذاته وما ثم الا ~~صصتوعاته. # (قلت) : فكذب والله من افترى على الشيخ رحمه الله بأنه يقول ~~بالحلول والاتحاد فتأمل والله أعلم. # وقال: لو انقطع الأصل لانقطع النسل للتواصل سبب التناسل سوا ~~كان من نكاح أو من سفاح. # قال: إن نظرت بغير عينه بعظيم بينه وبينه هو فضله ووصله على هذ ~~وقع الاصطلاح عند الشراح فهو من أسماء الأضداد كالقرء في الطهر ~~والحيض المعتاد. # وقال: ليس من الملة القول بالعلة إذا لحق عند أهل الملة لا يصح أن ~~اليكون لنا علة لأنه تعالى قد كان ولا أنا فلماذا العنا؟ من كان علة لم يفارق ~~امعلوله كما لا يفارق الدليل مدلوله ولو فارقه ما كان دليلا ولا كان الآخر ~~عليلا، وما قال بالعلة إلا من جهل ما تعطيه الأدلة القول بالعلة معلول ~~اواضح الدليل وليس إلى مخالفته سبيل فإن أحكام الحق في عباده لا تعل ~~وهو المقصود المؤمل. PageV00P000 # ووقال: ما أظهر الشتاء والقيظ إلا تنفس جهنم من الغيظ ، فغيظها علينا ~~في العاجل دليل على الآجل أكل بعضها بعضا فأقرضها الله فينا قرضا فنرجو ~~أان يكون ما ms208 يصيب المؤمن هنا من حرورها وزمهريرها يحول في القيامة بينه ~~اوبين سعيرها وقد جازت من اقترضها في الدنيا بالخمود عنه في الأخرى ~~افتقول: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي. فالأدباء الأعلام يعتقدون القضاء ~~ويحاسبون نفوسهم على ما مضى ~~وقال: لا يلزم من الإيمان بالوقفية للحق تعالى الجهة ولا إلزام الشبه ~~الجهة ما وردت والفوقية قد ثبتت فانظر ما ترى وكن مع أهل السنة من ~~الورى ~~وقال: التلوين دليل على التمكين، نزل في سورة الرحمن (كل يوير هو ~~في شأن) [الرحمن: 29] إنما كان الثلث الآخر من الليل فيه البركة لأن فيه ~~الحركة فلا يصغى لقول من قال: كل يوم تتلون غير هذا بك أحسن. # اوقال: جميع ما في الوجود أفعاله مع أنه حرم الفواحش فسلم ولا ~~تناقش. # وقال: إن الله لا يمل حتى تملوا فارتحلوا أو حلوا؛ قيد نفسه تعالى ~~في عقدكم فقال: (وأوفوأ بعهدي أوف بعهدكم) [البقرة: 40] تنبيها لكم على ~~الأدب وخروجا لكم عن الريب. # ووقال: من نظر في ظله علم أن حكمه في الحركة والسكون من أصله ~~ففتحرك بحركته لا بتحريكه فإياك والابتداع ~~ووقال: من قام بالحق صدق في كل ما نطق من قام السيف وإن عدل ~~اصاحب حيف وإذا كان الأصل معلول فصاحبه مخذول لأنه أصل فاسد يحرم ~~العبد الفوائد. # وقال: الطريق ساقة وقادة إما إلى شقاوة أو سعادة فاعرف الطريف ~~وتخير الرفيق تنج من عذاب الحريق ~~ووقال: لا تكثر الوارد إلا على باب الأجواد فإن البخيل بابه مغلق ~~والجواد جواده مطلق . إذا فني الكريم عن شهود جوده في حال جوده فهو PageV00P000 ~~الدليل على صحة وجده ووجوده، فإنه ما أعطى للخلق إلا ما كان لهم في ~~اخزائن الحق ومع هذا فله الأجر في استعماله في هذا الأمر ومن تكرم وجاد ~~ووتخيل أن له فضلا على العباد فما جاد إذ المنة أذى فاعلم ذا ~~وقال: لا يتعدى قط حكيم ما رتبه العليم فما حكم به الولي في الخلق ~~امفضيه الحق وإن رده الحاكم الجائر فلا يلتفت إلى رده ms209 فإنه من صدق وعد ~~اوهو لا يخلف الميعاد فلا بد من رد أهل الإلحاد. # ووقال: قد كان الحق ولا شيء معه فهو السابق وهو الذي يصلي علينا ~~فهفو اللاحق، تارة يتجلى في اسمه الأول وتارة في اسمه الآخر. # وقال: من كان سهل القياد خيف عليه الفساد ولكنه أمن من العناد. ما ~~يسعد المنقاد إلا بحكم الاتفاق فليس مطلق الانقياد من مكارم الأخلاق فمن ~~كم العلم سلم وغنم ~~وقال: من كانت همته عالية لم يظهر لهمته تآثير في هذه الدار الفانية ~~فإنها تفنى بفنائها وترحل عن فنائها. # وقال: المشكور قد يمكر به فإن من أوصل حقا إلى مستحقه فقد أدى ~~إليه واجب حقه فعلام وقع الشكر ولا بدل ولا فضل، وقد قرن الله الزيادة ~~بالشكر لما علم فيها من المكر. # وقال : عطاء الله كله بدل وإن كان منعا ومن أثر على نفسه من ~~المؤمنين فهو الخاسر وإن نجا، فإن المؤمن قد باع نفسه من الله والمبيع لمن ~~اشتراه وحق الله، لكن الدعوى أوقعت العبد في البلوى. ابدأ بنفسك مقدما ~~الها على أبناء جنسك. # ووقال: من رأى الكون عينا مستقلة فهو صاحب علة؛ ما قال بالعلل الا ~~القائل بأن العالم لم يزل وأتى للعالم بالقدم وما له في الوجود الوجوبي قدم؛ ~~الو ثبت للعالم العدم لاستحال عليه العدم والعدم ممكن بل واقع عند العالم ~~الجامع لكن أكثر العبيد في لبس من خلق جديد فما عرف تجدد الأعيان إلا ~~أاهل الحسبان وأثبت ذلك الأشعري في العرض وتخيل الفيلسوف فيه أنه ~~ااحب مرض لجعله بسواد الزنجي وصفرة الذهب PageV00P000 ~~ووقال: الوقت سيف ومنه الخوف. كل الخوف زمانك حالك وفي ~~إقامتك ارتحالك، فسيرك يا هذا كسير سفينة بقوم جلوس والقلوع تطير ~~وقال: ولو كتم العبد سرا لما قيل له : لقد جئت شيئا إمرا ولا نكرا ولو ترك ~~السر مخزونا ما كان الكليم مغلوبا إن هي إلا فتنتك من شدة الشوق عن ~~وقال: العذاب الحاضر تعلق الخاطر. من يئس استراح وخرج من ~~ذوق. # القيد، وراح الأنس لا ms210 يكون إلا بالمشاكل والمشاكل ممائل والمثل ضد ~~والضدية بعد الأنس بالأنس لا يكون إلا المفتون والكتاب المكنون لا يمسه ~~إلا المطهرون. # وقال: إنما حرمت الخمرة في هذه الدار لأنها تبدي الأسرار وترفع ~~الأستار فحرمت في الدنيا لقوة سلطانها وهي لذة للشاربين حيث كانتا ~~الكنها في الدنيا محرمة وفي الآخرة مكرمة وهي ألذ أنهار الجنان ولها مقام ~~الإحسان. # وقال : لا يقطع العبد على ربه بأمر لأنه يفعل ما يريد وما عصى الا ~~بعلمه وما خولف إلا بحكمه، وكذلك حكم من أطاعه إلى قيام الساعة. # وقال : ليس لأهل الجنان عقل يعرف إنما هو شهوة وهوى يتصرف ~~العقل في أهل النار مقيله وبه يكثر حزن الساكن بها وعويله العقل من صفات ~~الخلق ولهذا لم يتصف به الحق العقل آلة التكليف، فإذا زال التكليف تأثر ~~وقال: الحق نزوله سرى إلى السماء التي تلي الورى فيسامرهم بالسؤال ~~العقل. # ووالنوال ويسامرونه بالأذكار والاستغفار ويقول ويقولون ويسمع ويسمعون ~~اهذا معنى النزول عند أرباب العقول. المخلوق ضعيف ولولا المصالح ما ~~انزل التكليف فخذ منه ما استطعت ولا يلزمك العمل بكل ما جمعت فإن ال ه ~~اما كلف نفسا إلا ما أتاها وجعل لها بعد العسر يسرا حين تولاها وشرع في ~~أحكامه المباح وجعله سببا للنفوس إلى السراح والاسترواح. ما قال في ~~الدين يرفع الحرج إلا من على منهج الشارع. درج الله يسر فما يمازحه PageV00P000 ~~عسر، ومن شدد على هذه الأمة بعث يوم القيامة في ظلمة. # وقال: ما العجب إلا من قوله: (وإليه يرجع الأتثر كله [هود: 123] ~~كيف قيل : يرجع إليه وهو ما برح لديه ولم تزل في يديه ستور مسدلة وأبواب ~~ام قفلة وعبارات موهمة وهي شبهات من أكثر الجهات ~~ووقال : إذا لمح القلب شهود الحق فهو حينئذ ضيف نازل يتعين على ~~المؤمن القيام بحقه والكرامة تكون على قدر القلب لا النازل عليه وفي ~~العموم عل النازل لا المنزل عليه ، فلا يحجبنك أنزلوا الناس منازلهم لأننا لو ~~اعاملنا الحق بهذه المعاملة لم يصح بيننا وبينه مواصلة ~~ووقال: حقيق ms211 على الخلق أن لا يعبدوا إلا ما اعتقدوه من الحق (وأوفوأ ~~بهبد أوف بعهدكم)* [البقرة: 40] فالكل من عندكم دليل الله أكبر إلى تحول ~~اليوم القيامة في الصور. وقال: لا تسكن إلا السهل إن آردت أن تكون من ~~الأهل، لا تدخخل بين الله وبين عباده ولا تسع عنده في خراب بلاده، هم ~~على كل حال عباده وقلوبهم بلاده ما وسعه سواها وما حوته ولا حواها ~~وولكنها نكت تسمع وعلوم مفرقة تجمع وقل كما قال العبد الصالح: إن ~~تعذبهم فإنهم عبادك} [المائدة: 118] الآية. # ووقال: ذهب بعض الأماثل أن العالم بجملته أبدا نازل يطلب بنزوله من ~~أؤجده والحق تعالى لا ينتهي إليه فكان ينبغي من أول حركة أن يعتمد عليه ~~الانه جل وعز أن تقطع دونه المفازات الحال يحيل العلم به فأين تذهبون ~~ايقول العارف لأبي يزيد: الذي تطلبه تركته ببسطام فدل على هذا المقام. # ووقال: كلما خبثت السريرة عميت البصيرة ويرفع الالتباس بتفاضل ~~الناس. وقال: ما من شخص إلا ويخاطبه الحق من قلبه ويحدثه من لبه وهو ~~الا يعرفه إنما يقول خطر لي كذا وكذا ولا يدري ذلك من أين لجهله بالعين ~~افما فاز أهل الله إلا بشهوده لا بوجوده مع أن شهود الحق لا ينضبط وهو مع ~~العالم مرتبط ارتباطأ عبد بسيد ومملوك بمالك ومقهور بقاهر ~~وقال: الجنين في كبد إلى أن يولد هو في ظلمة غمه ما دام في بطن ~~أمه، ولما علم أنه في أمر مريج أراد الخروج والعروج فأخرجه على الفطرة. PageV00P000 # الي كان عليها أول مرة، فالشقي هو الشقي في بطن أمه لما هو عليه من ~~امه والسعيد سعيد في بطن أمه لما خصه به من علمه فلقد رأيت من شمت ~~أمه وهو في بطنها حين عطست وحمدت فهذا واحد خصه الله بعلمه وهو في ~~اطن أمه فلا يحجبنك قوله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أنهلتكم لا ~~لموب شيئا)* [النحل: 78] فإن ذلك مثل من رد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم ~~امن بعد علم شيئا فلا يلزم من العالم ms212 حضوره دائما مع علمه وهكذا حال ~~الجنين إذا خرج من بطن أمه. # اوقال: العجب كل العجب من رؤية الحق في القدم أعيانا لها حالها ~~العدم، ثم إذا أبرزهم إلى وجودهم تميزوا في الأعيان بحدودهم انظر وحقق ~~اما أنبهك عليه واستر، أوجد الله في عالم الدنيا الكشف والرؤيا فيرى الأمور ~~الي لا وجود لها في عينها قبل كونها ويرى الساعة في مجلاها والحق يحكم ~~فيها بين عباده حين جلاها وما ثم ساعة وجدت ولا حالة مما رآها شهدت ~~فتوجد بعد ذلك في مراها كما رآها فإن تفطنت فقد رميت بك على الطريق ~~ووهذا منهج التحقيق. # وقال في قوله: {يكأيها التبي اتق الله) [الأحزاب: 1]: اعلم أن من علم ~~الخبير تآديب الصغير بالكبير آدب الأمة بتأديب رسولها لتبلغ باستعمال ذلك ~~الأدب إلى تحصيل مأمولها، فخاطب الرسول والمراد من أرسل إليه فابحث ~~اعليه. وقال: قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبخر بما كسبت أيدى الناس ~~الي ذيقهم بعض الذى عملوا) [الروم: 41] فأخبر تعالى أن ذلك جزاء ما هو ابتداة ~~افما ابتليت البرية وهي برية هذه مسألة صعبة المرتقى لا تنال إلا باللقاء ~~اختلفت فيها طائفتان كبيرتان فمنعت واحدة ما أجازت الأخرى والرسل بما ~~اختلفوا فيه تترى وما تحقق أحد منهم ما جاءت به الرسل ولا سلك فيه سواع ~~السبيل بل كان واحد ينصر ما قام في غرضه وهو عين فرضه إلا الطبقة العليا ~~لف انهم علموا الأمور في الدنيا فلم يروا أمرا في الدنيا مؤلما إلا وهو جزاء ما ~~اهو ابتداء بقول الطبيب إذا تألم المريض ما قصدت إلا نفعه بما أمرته به من ~~الأدوية المؤلمة وكذلك يقول الحق تعالى للطبيب إذا مرض ولم يدر من أي ~~اباب دخل عليه المرض : آلمك هذا إنما هو جزاء لما آلمت به المرضى فخذ ~~الكبريت الأحمر /م14. PageV00P000 # جراء ما فعلته. # ووقال: أصدق القول ما جاء في الكتب المنزلة والصحف المطهرة ومع ~~اتنزيهها الذي لا يبلغه تنزيه نزلت إلى التشبيه الذي لا يمائله تشبيه فنزلت آياته ~~بلسان رسوله ms213 وبلغ رسوله بلسان قومه وما ذكر صورة ما جاء به الملك هل ~~اهو أمر ثالث ليس مثلهما أو مشترك، وعلى كل حال فالمسألة فيها إشكال ~~الان العبارات لحننا والقرآن كلام الله لا كلامنا فما التنزل والمعاني لا تتنزل ~~إن كانت العبارات فما هو القول الإلهي وإن كان القول فما هو اللفظ الكياني ~~اوهو اللفظ بلا ريب فأين الشهادة والغيب إن كان دليلا فكيف هو أقوم قيلا ~~وما ثم قيل إلا من هذا القبيل، وهو معلوم عند علماء الرسوم فتحقق ولا ~~تنطق. # ووقال: لما أقام الشارع العصمة مقام الحرس لم يحتج إلى العسس ~~وطالما كان يقول: "من يحرسنا الليلة"؟ مع علمه بأن المقدر كائن والحارس ~~اليس بمانع ما قدر ولا صائن لكن المعبود طلب بذل المجهود وهو يفعل ما ~~ايشاء وهذا مما يشاء وما يشاء إلا ما علم وما علم إلا ما هو ثم فلله الحجة ~~البالغة فافهم ~~وقال : كيف للخلق أن يردوا دعوة الحق لولا أن صنعته ردت عليه ~~وبضاعته ردت إليه، ما أشبه ذلك بالصدى إذا قهر بدا، يتخيل المصوت أن ه ~~ايره وما ثم إلا أمره. الحق واحد والاعتقادات تنوعه وتفرقه وتجمعه وهو ~~في نفسه لا يتبدل وهو في عينه لا يتحول كما أنه يحصره الأين ويحد ~~الالنقلاب من عين إلى عين فلا يحاز فيه إلا النبيه ولا يتفطن إلى هذا التنبيه ~~إلا من أمن بما ورد من التنزيه والتشبيه وأما من نزه فقط أو شبه فقط فهو ~~اصاحب غلط لأن التشبيه تنزل للعقول وتمهيد للقبول ~~اقال : السيد يستخدم العبد بمقاله والعبد يستعخدم سيده بحاله ولسان ~~الحال أفصح من لسان المقال، إذ الأحكام التي تتضمنها الأحوال إنما تعرف ~~ابقرائن الأحوال والاصطلاح قد لا يكون له في كل باب مفتاح ~~وقال: مقاومة الأقدار للحق والمصابرة فيها فيها رائحة النزاع للأقدار PageV00P000 ~~فالسعيد من العبيد من كان مع الله كما يريد فإن أراد منه النزاع نازع لكن هو ~~ولزاع بحكم الشرع لا بحكم الطبع. لولا الفرج الإلهي ما تاب التائب ولولا ms214 ~~التبشبش الرباني ما اتصف آتي المسجد بالذاهب. # ووقال: لما أراد الحق تعالى المناجاة في مسجد الجماعات أمر بإعلان ~~الأذان لأصحاب الآذان ، فمن أجاب الداعي فهو صاحب السمع الواعي وما ~~ال لأحدية في النداء أثر ولا في شجرتها ثمر فالله أكبر مفاصلة ولا إله إلا اللها ~~فاصلة والشهادة بالرسالة مفاصلة عن مواصلة الحيعلتين مقابلة والنداء مؤذن ~~بالبعد والأذان لنا دليل على عدم عموم الرشد فإن رعاة الأوقات عارفون ~~بالميقات، فالأذان لا يكون إلا لمن هو مشغول بالأكوان مأثم إلا مشتغل لأ ه ~~بالأصالة ينفعل وإن كان الفاعل منفعلا للمنفعل فهو فضل منه أدعون ~~أاستجب لكر) [غافر: 60] . وقال: على قدر دعوى الإيمان يكون الامتحان ~~فالمؤمن ليس في أمان إلا في أكدار الحيوان. # وقال: الإيثار ليس هو من صفة علماء الأسرار لأن ما هو لك لا تقدر ~~اعلى دفعه وما هو لغيرك فلا تقدر على منعه فأين الإيثار؟ فالأمر أمانة فأدها ~~وإلا سلب عنك اسمها ~~وقال : ليس العجب ممن ساء سبيلا إنما العجب ممن اتخذ مستخلف ~~ووكيلا ولولا ورد بذلك الأمر الرباني لرده الأدب الكياني ما أجهل أكثر الناس ~~بمواطن الأدب وهو الذي أداهم إلى العطب وقد يكون ترك الأدب أدبا كما ~~اكون ترك السبب سببا، ومن قال: برفع الأسباب فلا بد له من الابتلا ~~فاعتبروا يا أولي الألباب. # وقال: لا تبلغ الأعاجم مع امتلاثها في سمائها مبلغ الأعراب دليلنا ~~الخيل العراب؛ الإعجام إبهام والإعراب إبانة الكلام. اختص الإعجاز بالقرأن ~~اوإن كانت جميع الكتب كلام الرحمن. وقال: المنزلة الرفيعة في التزام ~~الشريعة فلا تشرع من عند نفسك قط حكما وقل رب زدنى علما [طه: ~~114]. وقال : المشاورة وإن نبهت على ضعف الرأي فهي من الرأي لا يطلع ~~اعلى مراتب العقول إلا أصحاب المشاورة فإنها أجمع للفهم والفكر. وقال: PageV00P000 ~~الا تقل وصلت فما ثم نهاية ولا تقل لم أصل فإن ذلك عماية ليس وراء الل ه ~~اممى وهناك يستوي البصير والأعمى ~~ووقال : باب التشريع قد ضاع مفتاحه وقيد سراحه، فصباحه لا ينبلج ~~ووبابه لا ينفرج ms215 وإن خوطب به الكامل فهو تعريف بما ثبت وإعلام بما عنه ~~اكت. عليك بالصفوف الأول فمنها تشاهد الأزل وإياك أن تتأخر فتؤخر ~~وأنت ذو ورا مما ترى. # ووقال: إذا خاطبك الحق بلسان لا تعرفه فقف {وقل رب زدنى علما ~~اطه: 114] ولا تمش فيه بالفكر وعليك بالعمل بالقرآن تطلع على الفرقان ~~ووالقرآن المطلق يعطي ما لا يعطي القرآن المقيد وقيد الله قرآنه بالعظمة ~~والمجد والكرم. # اوقال: لا تعجب ممن وصف العجواد بالعطاء ولكن اعجب ممن وصفه ~~ابالإمساك، وأعجب منه من وصف الحق بما لا يليق به مع أنه ما أطلق ~~الألسنة عليه بذلك إلا هو. # وقال: "إياك وخضراء الدمن وهي الجارية الحسناء في منبت السوء ~~فإن الله تعالى يقول: (يوجى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) [الأنعام: ~~112] وهو ما يزينه الشيطان من الأعمال فإن كان لها وجه إلى الحق فالمعدن ~~اخبيث؛ جاء إبليس إلى عيسى عليه السلام فقال له : قل لا إله إلا الله فهذه ~~كلمة طيبة من معدن خبيث فقال: أقولها لا لقولك فما قال: لا إله إلا له ~~الي أمر بها إبليس فهذه جارية حسناء في منبت سوء ~~ووقال: ما عصى آدم إلا بالأخذ بالتأويل ولا عصى إبليس إلا بالأخذ ~~بالظاهر فما كل قياس يصيب ولا كل ظاهر يخطىء فإن قست تعديت الحدود ~~اان وقفت مع الظاهر فإنك علم كثير فقس مع الظاهر في التكليف وقس ما ~~عداه تحصل على فائدة عظمى وتخفف عن هذه الأمة فإن ذلك مقصود ~~انيها ~~ووقال: لو أخذوا بالظاهر في كتابهم ما نبذوه وراء ظهورهم فما أضر ~~بهم إلا التأويل فاحذروا من غائلته، فإن المكلف مخاطب بألسنة فصاح ولكن PageV00P000 ~~العيب والسقم من الفهم ~~وقال: إذا أيه الله بك في: يتأيها الذين ءامنوا* [الحجرات: 12] فكن أنت ~~اذلك المؤيه به فإن أخبرك فافهم ~~واعتبر وإن أمرك أو نهاك فامتثل وما ثم قسم رابع إنما هو خبر أو أمر ~~أو نهي. وقال: أنزله تعالى في خطابه إياك منزلة الأم من الشفقة إن لم ~~يمكنك الترقي إلى أعلى ms216 من أمك فإنه أشفق عليك منها بيقين وتلق منه ~~ابالقبول ما يورده عليك فإنه ما خاطبك إلا لينفعك ~~وقال: لا تجعل زمامك إلا بيد ربك اختيارا لا اضطرارا، فإن ناصيتك ~~بيده شئت أم أبيت وذلك لأن ثمرة الاختيار أرجح من ثمرة الاضطرار. # وقال : عليك بنسب التقوى فمن اتقى الله فقد صح نسبه، وإياك ~~ووالنسب الطيب فإنه غير معتبر كما أشار إليه علي بن أبي طالب القيرواني ~~بقوله: ~~الناس من جهة التمثيل أكفساء أبوهم أدم والأم حسوا ~~ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم علسى الهدى لمن استهدى أدلا ~~إلىى آخر ما قال ~~وقال: خشية الناس وهيبتهم منك على قدر خشيتك لله بظهر الغيب ~~اواء. فإياك أن تطلب من الناس أن يهابوك مع وقوعك في الرذائل بينك ~~وبينه وأنت أعرف بنفسك. وقال: لا تجعل لبيتك الذي هو قلبك سقفا ~~فيحول بينك وبين السماء فتحرم الرؤية ولا يصل إليك من غيث السما ~~اشيء. والغيث رحمة من الله رحم بها عباده ولا تسكن من البيوت إلا ~~أضعفها جدارا وذلك لأن الخراب يسرع إليها فتبقى في حفظ الله لا في حفظ ~~البيت. وقال: مجالسة الرسل بالاتباع ومجالسة الحق بالإصغاء إلى ما يقول ~~فكن سامعا لا متكلما. # (قلت) : وقد من الله علي في هذا المقام بلذة لا يقدر قدرها حين ~~أكون سامعا وأما إذا كنت أنا التالي فلا أجد تلك اللذة وما ثم عندي الأن ~~انعيم قط في دار الدنيا ألذ عندي من سماع القرآن فالحمد لله على كل حال. PageV00P000 # وقال: كل ما سوى الله معلول والمعلول ممراض ضرورة فملازمته ~~الطبيب فرض لازم ~~ووقال: كل عمل عملته من أعمال أهل النار فاختمه بالتوحيد يأخذ بيدك ~~الوم القيامة لأن التوحيد يرجح على كل عمل ولو بعد وقوع العقوبات. # ووقال: احذر أن تقول كما قال العاشق: أنا من أهوى ومن أهوى أنا، فإنك ~~أنت أنت وهو هو، وانظر هل قدر من قال ذلك أن يجعل العين واحدة؟ لا ~~واواله ما قدر لأنه جهل والجهل لا يستطاع. ولا بد ms217 لكل عارف من غطاع ~~يكشف فلا تغالط نفسك ~~وقال : إذا سمعت القرآن فاسمع بسمع نفسك لا بسمع الحق في مقام ~~المحبة لك فإن الحق لا يأمر نفسه ولا ينهاها وهذا من مزلات الأقدام لمن ~~اصار الحق سمعه من المحبوبين. وقال: لا سجود إلا عن قيام ولا قيام ~~الكون فإن القيومية لله وحده. قال: وما عرفنا نقصان مقام سهل بن عبد ال ه ~~إلا من قوله بسجود قلبه وما أخبر أنه رآه ساجدا كما هو الأمر عليه وإنما ~~أخبر أنه يسجد ولا سجود إلا عن شهود قيام قبل ذلك كما مر. وقال: إنما ~~كان كل حزب بما لديهم فرحون لجهلهم بما لهم، ولو علموا ما لهم لحزن ~~من ينبغي له أن يحزن. # ووقال : كلام الحادث محدث وكلام الله له الحدوث والقدم فله عموم ~~الصفة، لأن له الإحاطة وحدوثه وروده علينا كما يقال: حدث عندنا اليوم ~~اضيف ولو كان عمره ألف سنة. وقال: لا يضاف الحدوث إلى كلام الله الا ~~إذا كتبه الحادث أو تلاه، ولا يضاف القدم إلى كلام الحادث إلا إذا تكلم به ~~الله عند من أسمعه كلامه كموسى عليه السلام ومن شماء الله من عباده في ~~الدنيا والآخرة. # وقال في حديث "أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟" إلى آخره: إن ~~كان العماء؛ كالعرش فالسؤال باق من السائل وإذا قصد بالخلق كل ما سوى ~~الله فما هو العماء؛ قال: وهي مسألة في غاية الخفاء. وقال باستوائه تعالى ~~اعلى العرش: صح نزوله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا ومع هذا فهو مع PageV00P000 ~~اعباده أينما كانوا. وقال : لآدم على النساء درجة ولمريم على عيسى درجة لا ~~اعلى الرجال فالدرجة لم تزل باقية فما ثم مساواة ~~ووقال: الدنيا والآخرة أختان وقد نهى الله تعالى عن الجمع بين الأختين ~~ووجوز الجمع بين الضرتين، وما هما ضرتان حقيقة ولكن لما كان في ~~إحسان إلى أحد الأختين بالنكاح إضرار بالأخرى لذلك قيل فيهما ضرتان ~~وقال: من علامة العلم المكتسب دخوله في ميزان العقول وعلامة ~~فافهم ms218 ~~العلم الموهوب أن لا يقبله ميزان إلا في النادر وترده العقول من حيث ~~أافكارها. وقال: خزائن الله تعالى صدور المقربين وأبواب تلك الخزائن ~~السنتهم فإذا نطقوا أغنوا السامعين إن كانت أعين أفهامهم غير مطموسة. # وقال في الكلام بعد الموت: هل هو بحرف أو صوت؟ : اعلم أن ~~الكلام بعد الموت يكون بحسب الصورة التي ترى نفسك فيها فإن اقتضت ~~الحرف والصوت كان الكلام كذلك وإن اقتضت الصوت بلا حرف كان وإن ~~اقتضت الإشارة أو النظرة أو ما كان فهو ذاك وإن اقتضت الذات أن تكون ~~اعين الكلام كان، فإن جميع ذلك تقتضيه حضرة البرزخ، قال : وإن رأيت ~~انفسك في صورة إنسان حزت جميع المراتب في الكلام فإنه المقام الجامع ~~الأحكام الصور. وقال: إنما جعل الله لنا النوم في هذه الدار لنألف حالنا في ~~البرزخ بعد الموت فإن حال الميت كحال النائم لا أن علاقة تدبيره الهيكل ~~اباقية في النوم والموت لا علاقة له في التدبير. # ووقال: إذا رأيت من يتبرأ من نفسه فلا تطمع في صحبته فإنه منك أشد ~~تبرأ. وقال: إذا كنا نجهل ما سبق لنا في علم الله فلا ثقة لنا بحال فيا لها ~~من مصيبة. وقال: إياك والتأويل فيما أنت به مؤمن فإنك ما تظفر بطائل ~~وومتعلق الإيمان إنما يهو ما أنزل الله لا ما أوله عقلك (امن الرسول يما أنزل ~~إله من ريبهء والمؤمنون)* [البقرة: 285] الآية. وقال: إذا قرأت (مثل ما أوتى ~~ررل الله) [الأنعام: 124] فإن انقطع نفسكم على الجلالة كان وإلا فاقصد ذلك ~~ام ابتدىء (الله أعلم حيث يجعل رسالتر) [الأنعام: 124]. PageV00P000 # ووقال: احذر أن تفي بعهدك ليفي الحق تعالى لك بعهده بل أوف أنت ~~اهدك ودع الحق يفعل ما يريد فإن من وفى بعهده ليفي الحق له بعهده لم ~~اليزده على ميزانه شينا فاعمل على وفائك بعهدك من غير مزيد. وقال: إذا ~~ناجيت ربك فلا تناجه إلا بكلامه واحذر أن تخترع من عند نفسك كلاما ~~فتناجيه به فلا يسمعه منك ولا تسمع له إجابة فتحفظ من ms219 ذلك فإنه مزلة قدم. # قلت: فلا يليق وضع الأحزاب التي يقرؤها المريدون إلا من الكمل ~~الذين يأخذون عن الحق أو الرسول من الوجه الخاص، كما قال سيدي ~~أابو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : أخذت حزب البحر عن رسول الله ~~رفا بعد حرف والله أعلم ~~ووقال: الزم ذكر الاسم المركب وهو الرحمن الرحيم فإنه ببعلبك ورام ~~اوقال: خطاب الله بضمير المواجهة تحديد بضمير الغائب تحديد ولا بد ~~امنهما. وقال: ما أخبرنا الحق تعالى أنه ينزل إلى سماء الدنيا إلا ليفتح لنا ~~اباب التواضع بالنزول إلى ما هو دوننا في زعمنا. وقال: انظر بعقلك في ~~اجود الملائكة لآدم ما صرفت وجوهها إلى التحت إلا وهي مشاهدة للحق ~~عالى فيه مشاهدة عين . وقال: لو وقفت النفوس مع ما عرفته من الحق ~~العرفت الأمر على ما هو عليه، لكنها أبدا تطلب أمرا غاب عنها فكان طلبها ~~اعين حجابها فلذلك قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدرهه [الزمر: 67] لشغلها ~~بطلب الباطن الذي غاب عنها والله ما بطن عنها إلا ما ليس لها قدم في ~~امعرفته، فما خاطبنا تعالى بأنه الأول والآخر والظاهر والباطن إلا ليعلمنا أن ~~الذي نطلبه في الباطن هو الظاهر فلا نتعب نفوسنا في التفكر فيه ~~ووقال: إذا أخبرك الحق تعالى في أمور فانظر إلى ما قدم منها في الذكر ~~فاعمل به فإنه ما قدمه حتى تهمهم به فكأنه نبهك على الأخذ به ابدءوا بما ~~بدأ الله به (لقد كان لكم فى رشول الله أسوة حسنة [الأحزاب: 21]. # وقال: عطايا الحق كلها نعم وإن أعطانا المنع وخصها العامة بما وافق ~~الغرض وذلك مرض ثبت بالشرع المطهر حكم الحاكم بالشاهد واليمين وقاا PageV00P000 ~~اكون اليمين فاجرة والشهادة زورا فلا علم مع ثبوت الحكم مع أن الحاكم ~~صيب للحكم فهو صاحب علم لأن الله ما حكم إلا بما علم، وقد شرع ~~الحاكم أن يحكم بما غلب على ظنه فهو عنده غلبة ظن وعند الله علم ~~اوقال: الخلافة حكم زائد على الرسالة فإن الرسالة تبليغ والخلافة حكم ~~فافهم ms220 ~~اقهر. وقال: إذا ابتلاك الحق تعالى بضر فاسأله في رفعه عنك ولا تقاوم ~~القهره بالصبر تغلب وما سماك صابرا إلا من حيث حبسك الشكوى عن الخلق ~~الا عن الحق فافهم. وما قص الله عليك قول أيوب: (مسنى الضر) [الأنبياء: ~~83] إلا لتهتدي بهداه وإذا كان يقال لسيد البشر: { فبهدلهم أقتده [الأنعام: ~~29 فما ظنك بغيره. وقال: لا تقل قط إن الحق تعالى وصف نفسه بما هو ~~النا مما لا يجوز عليه كالنزول والإتيان والضحك ونحو ذلك، هذا سوء أدب ~~تكذيب للخق فيما وصف به نفسه دونك بل هو تعالى صاحب تلك الصفة ~~امن غير تكييف فالكل صفات الحق وإن اتصف بها الخلق بحكم الاستعارة إذ ~~الممنوع إنما هو نسبتها إلى الحق على حد نسبتها إلى العبد. وقال: لا يلزم ~~امن الفوق إثبات الجهة كذلك لا يلزم من الاستواء إثبات المكان كما مر. # ووقال : في حديث "إن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت" أي يراه بعد ~~اموته لا في حال موته كما توهمه بعضهم فما نفى الشارع إلا رؤية الله في ~~الحياة الدنيا لا غير. وقال: إنما قال تعالى: (فإذا قرأت القرءان فأستعذ بالله) ~~النحل: 98] ولم يقل إذا قرأت الفرقان فاستعذ لأن القرآن جمع فهو يدعو ~~أبليس إلى الحضور بخلاف الفرقان فإنه يطرده. وقال: من استفهمك فقد أقر ~~اللك بأنك عالم بما استفهمك عنه وقد يقع الاستفهام من العالم ليختبر به من ~~لفي قلبه ريب فيمتاز من يعلم ربه ممن لا يعلمه نظيره يتأيها الذين ءامنواه ~~الصف: 2] فهذا مؤمن أمر أن يؤمن بما هو به مؤمن ~~ووقال في حديث: "والله أغير مني ومن غيرته حرم الفواحش" أي ~~اجعلها حراما محرما كما حرم مكة وغيرها فمن وقع فيها فقد أنم من جه ~~انهاك حرمتها؛ قال: وقد تخيل الناس أن ذلك إهانة بالفواحش وليس كذلك ~~وإنما هو تعظيم لها من حيث أنها شعائر الله وحرماته ومن يعظم حرملت PageV00P000 ~~ال فهو خير لهر عند ربه) [الحج: 30] فتحريم الوقوع في المحرمات مثل ~~احريم التفكر في ذات الله ms221 فإن تحريم التفكر دليل على التعظيم انتهى فليتأمل ~~في معناه. # ووقال في قول علي رضي الله تعالى عنه: لاما من آية إلا ولها ظهر ~~وبطن وحد ومطلع" : اعلم أن الظاهر من الآية ما أعطاك صورته والباطن منها ~~الما أعطاك ما تمسك عليه الصورة والحد منها ما يميزها من غيرها والمطلع ~~امنها ما أعطاك الوصول إليه وأهل الكشف يميزون بين هذه المراتب ~~وقال : من ليس كمثله شيء ما هو ذو حياة ولا موت والحياة فإن من ~~اخلق الموت والحياة لا ينعت بهما فقد كان ولا هما فهو الحي ما هو ذو ~~احياة . قال : وكذلك له تعالى الأسماء ما له الصفات فتسمى الصفات أسما ~~الورودها في الكتاب والسنة؛ قال تعالى: ولله الآسمام الحتنى)) [الأعراف: ~~180]، وقال تعالى: {سبحان ريك رب العزة عما يصفوب) [الصافات: 180] فتنزه ~~اعن الصفة لا عن الاسم ~~وقال: الملائكة حجبة بين الله ورسله والرسل حجبة بين الملك ~~اوالرعايا فبعد بذلك والله إسنادنا والمقصود من الرواية علو الإسناد وكلما قل ~~ارجاله علا وقد عرفنا الشارع بذلك فقال: (أدعوا إلى الله على بصيرة ~~يوسف: 2108 فزال جبريل أنا ومن اتبعني فزال الرسول ومنه قال أبو يزيد ~~احدثني قلبي عن ربي فعنه أخذ هذا قوله : يا أيها المنكر. # وقال : الأحكام تختلف باختلاف الأسماء فإن قلت في سمكة إنها ~~اخخزير البحر حرمت هذا حكم الاسم. وقال: كرم الكرم هو أن يتكرم العبد ~~اعلى الصفح والعفو بالوجود فيعفو ويصفح لأن العفو والصفح كرم ~~وواستعمالهما كرم الكرم وكذلك يقال في إساءة الإساءة فإن المسيء من أتى ~~بما يسوء وإن كان جزاء إلا أن هذا الاسم مقصور حكمه على الخلق فلا ~~اجوز على الحق تعالى أدبا أدبنا به الحق. # وقال: الإسلام والإيمان مقدمتا الإحسان، مع أن الإيمان له التقدم ~~والإسلام تال وإلا لم يقبل. وقال أيضا: الإيمان تصديق فلا يكون إلا عن PageV00P000 ~~ام شاهدة الخبر في التخيل فلا بد من الإحسان والإسلام انقياد والانقياد لا ~~الكون إلا لمن انقاد طوعا وليس ذلك إلا لمن أحس بأن الحق آخذ ms222 بناصيته ~~الفان لم يحس فما انقاد إلا كرها، والإحسان أن ترى أنه يراك على المشاهدة. # وقال: ما أجهل من قال: إن الله لا يخلق بالآلة وهو يقرأ: وما رميت إذ ~~ميت ولككرت الله رمئ} [الأنفال: 17] فكيف بما هو به مؤمن هذا هو العجب ~~العجاب وقد تقدم قولنا: إن السيف آلة لك وأنت والسيف آلة له. وقال: ~~الأولى أن يقال: الخلق يكون عند وجود الآلة حقيقة لا بالآلة والله أعلم. # ووقال: التسبيح تجريح لأن المنزه لا ينزه إلا على سبيل الحكاية ونظير ~~لك عدم العدم فإنه وجود فليس في الحق تقص حقيقة ينزه عنه وإيضاح ~~اذ لك أن التقديس الذاتي يطلب التبري من تنزيه المتنزهين فإنهم ما نزهوا حتى ~~اخيلوا وتوهموا وما ثم متخيل ولا متوهم يتعلق به آو يجوز أن يتعلق به فينز ~~اع نه بل هو القدوس لذاته وأطال في ذلك. # وقال : من قتله أعداء الله ما مات بل جمع له بين الحياتين فإن ال ه ~~اعالى اعتنى بيحيى صغيرا وسلط عليه الجبار فقتله كبيرا وما حماه منه ولا ~~اضره ذلك لأن الصغير إنما اعتنى به رحمة به لضعفه فإذا كبر وكل إلى نفسه ~~فإن بقي في كبره بحكم صغره من الضعف صحبته الرحمة وإن ادعى القو ~~المجعولة ونسي ضعفه الذي كان له في صغره أضاعه الله في كبره برد ~~الضعف إليه، وتأمل الصغير كيف يقبل ويضم إلى الصدر مع استقدار بدنه ~~وثيابه ويشتهي والده حياته والكبير يستقدر ولا يقبل ويتمنى أهله موته. # وقال في قوله تعالى: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) [الكهف: ~~3] : والتمني من العمل فمن تمنى أنه لو كان له مال تصدق به أعطاه ال ه ~~ثواب من أنفق ذلك المال من غير كد ولا نصب. وقال: لولا عرف طيب ~~أنفاس الأحبة ما فاح المسك لمستنشق أما عرف مقدار طيب والأنفاس وما ~~تتعطيه من المعارف الإلهية إلا البهائم ألا تراها تشم بعضها بعضا عند اللقاءا ~~اولا تمر بشيء إلا وتميل برؤيتها إليه تشمه وقال : إذا ms223 رأيتم العارف يثبت عندا ~~ااردات الحق ولا يصعق ولا يفنى ولا يندك جبل هيكله فاعلموا أنه محبوب ~~ولكن له علامة وهو أنه إذا كان حاله لا يراه خلق إلا صعق إلا أن يكون مثله ~~219 PageV00P000 ~~فما ثبت لتجلي الحق تعالى وأما من يغشى عليه في حاله ويتغير عن هيئته ~~الي كان عليها أو يصعق أو يصيح أو يضطرب أو يفنى فاعلموا أنه غير ~~حبوب وما عنده من الحق شمسه ~~قلت: المراد بالواردات الأحوال الباطنة لا المحسوسة لقوله تعالى: ~~وخر موسى صعقا) [الأعراف: 143] مع أنه محبوب بإجماع فافهم. # وقال في قوله تعالى: (ومن ،انآب آليل فسيح وأطراف آلنهار) [طه: ~~13] : اعلم أن المراد بأطراف النهار الصباح والمساء فالمساء ابتداء الليل ~~اوالصباح انتهاء الليل والنهار هو ما بين الابتداء والانتهاء كما أن الليل كذلك ~~اما بين الانتهاء والابتداء وقد أمرنا الحق تعالى بالتسبيح آناء الليل وأطراف ~~النهار وما تعرض لذكر النهار في هذا الحكم لأنه قال: إن لك فى آلنهار سبحا ~~اطويلا) [المزمل: 7] أي فراغا فالنهار لك والليل وأطراف النهار لي، ومن كان ~~ام شتغلا بالله في الليل وأطراف النهار كان الله له في النهار لأنه استعداد للتفرغ ~~الحق في الليل والأطراف. # ووقال: الشريعة لب العقل والحقيقة لب الشريعة فهي كالدهن في اللبا ~~الذي يحفظه القشر فاللب الذي يحفظ الدهن والقشر يحفظ اللب كذلك ~~العقل يحفظ الشريعة والشريعة تحفظ الحقيقة ومن ادعى شرعا بغير عقل لم ~~صح دعواه كما أن من ادعى حقيقة بغير شرع لا يقبل. # ووقال: جمال صورتك في الآخرة يكون على قدر خواطرك المحمودة ~~في الشريعة هنا وقبح صورتك في الآخرة يكون على قدر قبح خواطرك ~~المذمومة فاجهد في نفسك قبل أن لا ينفعك الندم. وقال: مرتبتك عند الله ~~ففي التعظيم على قدر تعظيمه في قلبك وحيائك منه فإن اعتنيت به اعتنى بك ~~وإن استحييت منه استحيا منك وإن لم تبال به لم يبال بك فميزانك بيذك ~~فان شئت أرجح وإن شئت أخسر لا تلم إلا نفسك. # ووقال: العلم يقتضي العمل ms224 فمن قال: إن العلم يوجد بغير عمل فدعوا ~~باطلة ومنزع ذلك دقيق جدا من أجل مخالفة المتعدين حدود الله من ~~المؤمنين، فربما يقال: لو كانوا عالمين ما خالفوا، وهم عالمون بلا شك بأن PageV00P000 ~~اله تعالى حد لهم حدودا معينة حرم الله عليهم تعديها فعلمهم بذلك عمل ~~بالعلم ضرورة وما هم عالمون بمؤاخذة الله تعالى من عصاه على التعيين ~~فما عصى إلا من ليس بعالم بالمؤاخذة فعلم أنه ما خالف عالم علمه قط بل ~~هو تحت تسخير علمه فتأمل فإنه دقيق. # ووقال: الأمر الإلهي لا يخالف الإرادة الإلهية أبدا لأنها داخلة في ~~احده وحقيقته وإنما جاء الالتباس في تسميتهم صيغة الأمر أمرا وليست بأمر ~~المن تأمل، فإن الصيغة مرادة بلا شك وهذه الصيغ هي التي وردت على ~~ألسنة المبلغين وعصيت فما عصى أحد قط أمر الله إلا بهذا الاعتبار. قال: ~~ابهذا علمنا أن النهي لآدم عن قرب الشجرة إنما كان بصيغة لغة الملك الذي ~~أوحى إليه به فما وقع لعصيان إلا لصيغة المترجم عن أمر الله بلغة نفسه لا ~~الحقيقة أمر الله فتأمل ذلك فإنه دقيق. # ووقال: أخسر الأخسرين شاهد يشهد على نفسه كما أن أسعد السعداء ~~امن شهد لنفسه فهو في الطرفين مقدم على مرتبة من شهد عليه غيره وشهدوا ~~على أنفسهم أنهم كانوا كافرين فأشقوا نفوسهم بشهادتهم ولو أنهم علموا ~~الأمر على ما هو عليه لذبوا عن نفوسهم وشهدوا عليها بالفعل لا بالحكم ~~الذي هو المعصية فإن الجوارح لا تعرف إذا شهدت إلا الفعل خاصة وأما ~~الحكم فلا، فلو شهدوا بالفعل فقط لكان أقل فضيحة وأستر ممن شهد على ~~افسه بصريح المخالفة والكفر فافهم ~~اوقال في حديث "إن أصحاب الجنة محبوسون" : إنما حبسوا عن الجنة ~~الخروجهم بالمال عن أصلهم الذي هو الفقر مع أن العبد كلما أنفق أخلف ~~الله عليه أضعاف ما أنفق فزاده حجابا ولو أنهم وقفوا مع صفة فقرهم ولم ~~يطلبوا الغذاء بمضاعفة الحق لهم ما أنفقوه ما كان الحق تعالى يعطيهم إلا ما ~~ف يه قوامهم ms225 لا غير. # وقال: لما انتقل العلم من الكون إليه بظاهر قوله: { حتى نعلر [محمد: ~~31] سكت العارف على ما قيل وما تكلم وتأول عالم النظر هذا القول حذرا ~~اما يتوهم ومرض قلب المتشكك وتألم وسربه العالم بالله ولكنه تكتم فقال PageV00P000 ~~امثل قول الظاهري الله أعلم فالإلهي علم والمحدث سلم فاحمد الله الذي ~~علمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما؛ وأطال في ذلك ثم ~~قال: فعلم أن العلم المستفاد للعليم يعم الحديث على هذا والقديم وإن ~~عاندت فافهم قوله: { ولنبلونكم حتى نعلر) [محمد: 31] وبما حكم على نفسه ~~افاحكم كنظائره من آيات الصفات، وإن سئلت عن كيف ذلك فقل الله أعلم ~~ووقال: الذي يظهر لي أن الحق تعالى إنما قال مثل ذلك امتحانا لعباده ليتبين ~~اللهم مقامهم والإيمان هل يغلب إيمانهم على عقلهم فيؤمنوا بذلك من غي ~~اتتوقف أم يغلب حكم عقلهم على إيمانهم فيخسروا والله أعلم. وقال: للدنيا ~~اكم ليس لأختها والأم لا تنكح على بنتها ومن اتبع المتشابه فقد ضل وزاغ ~~وما على الرسول إلا البلاغ والله أعلم. # ووقال في الباب الموفي ستين وخمسمائة وهو آخر الأبواب: اعلم أن ~~اليد الله التي هي القوة مع الجماعة وما غلبت قط جماعة إلا عند افتراقهم ~~وكذلك جماعة القائمين بالدين لا يغلبون قط في أمر قاموا فيه وكل من ~~اعارضهم خذل فإذا تفرقوا غلبوا وكذلك جماعة أعضاء الإنسان إذا اجتمعت ~~الا يغلبها قط شيطان فإذا تفرقت غلبت. # ووقال: إذا أشعرت قلبك ذكر الله دائما في كل حال فلا بد أن يستنير ~~قلبك بنور الذكر فيرزقك ذلك النور الكشف وإذا جاءك الكشف جاء الحيا ~~صحبه دليلنا على ذلك استحياؤك من جارك وممن ترى له حقا وأطال في ~~وقال في حديث "من هم بحسنة فلم يعملها فأنا أكتبها له حسنة ما لم ~~يملها" : لاما) هنا ظرفية فكل زمان يمر على العبد وهو يحدث نفسه بعمل ~~اتلك الحسنة فإن الله يكتب له حسنة بلغت تلك الأزمنة من العدد ما بلغت فله ~~بكل زمان حدث ms226 نفسه بعمل تلك الحسنة حسنة. قال: وكذلك القول إذا ~~حدث نفسه بعمل سيئة فإن ما فيها ظرفية كما قلنا في الحسنة سواء من أنه ~~كتب عليه سيئة ما دام يحدث نفسه بعملها بالغا ذلك الزمان ما بلغ؛ ثم إن ~~العبد إذا عمل الحسنة التي حدث بها نفسه أو السيئة التي حدث بها نفسه فإن ~~اله يكتب الحسنة بعشر والسيئة بواحدة عملا بالعدل في الثانية والفضل في PageV00P000 ~~الأولى. # وقال: أعلى المشاهد في السماع من الحق بالقلب أن تحضر بقلبك معا ~~اوح محمد وه فتسمع ما يخاطب به الحق رسول الله فإن خطابه لنبيه ~~الييس كخطابه إياك وحدك لأن حضرة الربوبية ربما يسمع العبد فيها ما لا يقال ~~لفتكون في ذلك تبعا لنبيك فإن قال فقل، وإن كتم فاكتم، وما من حضرة ~~يكون فيها شخص أكبر من نبي أو ولي إلا وكلمة الحضرة مصروفة إليه. # وقال: أكابر الرجال أغناهم العيان عن الإيمان لقوتهم على تحمل الأمانة ولو ~~العفوا لحجبوا بالإيمان عن العيان ومن هنا كفر الناس من أفشى أسرار ~~الحضرة ونعم ما فعلوا ~~وقال: من كمل في مقام العرفان شاهد الاسم الذي بيده الختم الإلهي ~~الذي يختم به على قلوب أصحاب النبوات والرسالات والولاية أن يدخلها ~~كون بعد أن شهدت جمال الحق إلا على وجه الخدمة والأمر ثم يخرج ذلك ~~الكون بسرعة من القلب، ثم إن ما وقع بعد ذلك الختم من تعلق الخاطر ~~احب جارية مثلا فإنما ذلك بحكم الطبع لا بمنزلة السر الرباني المختوم علي ~~الذي هو بيت. قال: وأما أسرار العامة فقد ختم عليها والظلمة والعمى فيها ~~فلا تخلص لمحبة الله فهي تخبط خبط عشواء ~~ووقال : عليك بالبحث عن منازع الاعتقادات لتعرف مواطن تنكرات ~~الحق إذا تجلى بخلاف معتقدك في الآخرة فإن كل من لا معرفة له بمراتب ~~التكرات والتجليات يخشى عليه من الفضيحة فيرجع يقر بما كان ينكره أولا ~~ووهذه الحقيقة هي التي تمد المنافقين في نفاقهم والمرائين في ريائهم ومن ~~ري معجراهم ~~وقال في قوله تعالى: {ومكر ms227 الله والله خير المكرين) [آل عمران: ~~54): المراد بمكر الله هو مكر الله تعالى بهم فمكرهم هو العائد عليهم ~~فلمكر مسالك يخرج عليها فافهم ~~وقال في قوله : "أصدق بيت قالته العرب ألا كل شيء ما خلا لله ~~باطل" : اعلم أن الموجودات كلها وإن وصفت بالباطل فهي حق من حيث PageV00P000 ~~الوجود ولكن سلطان المقام إذا غابت على صاحبه يرى آن ما سوى الله باطل ~~من حيث أنه ليس له وجود من ذاته فحكمه حكم العدم. قال: وهذا من ~~بعض الوجوه التي يمتاز الحق تعالى به من كونه موجودا عن وجود خلقه مع ~~أانه على الحقيقة ليس بينه وبين خلقه اشتراك بوجه من الوجوه. # ووقال : لما كان الإنسان نسخة جامعة للموجودات كلها كان فيه من كل ~~اموجود حقيقة بتلك الحقيقة ينظر إلى ذلك الموجود وبها تقع المناسبة فمتى ~~اما أوقفك الحق تعالى على عالم من العوالم أو موجود من الموجودات فقل ~~الذلك الموجود بلسان تلك الحقيقة أنا معك بكليتي ليس أنا غيرك وأنا معك ~~ابالذات فإذا سمع ذلك اصطفاك وأعطاك جميع ما في قوته من الخواص ~~والأسرار وهذا لا يتحقق به إلا من ذاق تجلي معية الحق مع كل شيء. # وقال : ما استكبر مخلوق على آخر إلا لحجابه عن معية الحق تعالى ~~امع ذلك المخلوق الآخر ولو شهدها لذل وخضع ~~وقال : كل من قيده الظرف فهو محصور في قيد الأين محبوس في ~~اظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له ~~وورا من عنده فما له من نور من ذاته. وقال: إذا عوين الحق تعالى فلا يعاين ~~إلا من حيث العلم والمعتقد والله أجل وأعز من أن يشهد على وجه ~~الإحاطة . وقال: احذر أن تدعي الوصلة وجمع الشمل فإني أخاف عليك أن ~~ويكون جمعك بك لا به فتكون في عين الفصل والفراق فلا تغالط نفسك. # اقال: وعلامة صحة الوصلة بمشاهدة الحق أنك إذا عكست مرآة قلبك إلى ~~الكون عرفت جميع ما في ضمائر الخلق ويصدقك الناس على ms228 ذلك الكشف. # ووقال: من كان يأخذ معرفته للحق من الحروف فهو جاهل به فإن الحروف ~~التي أخذ عنها معرفته تحجبه، قال : وهذا من الذين يعبدون الله على حرف ~~وليس له رائحة من نفحات الجود بل أخذه من الحرف فهو من الكون إلى ~~الكون يتردد بداية ونهاية، وإن لهذا أجر الاجتهاد والدرس، فالأجر كون ~~أئضا فما خرج هذا من رق الكون ووثاق الحرف. # وقال: من كان من أهل الكمال فهو محجوب عن غيب الأكوان حتى PageV00P000 ~~إنه لا يعرف ما في جيبه ولا يفرق بين المحسوسات مع كونها بين يديه جهلا ~~ابها لا غفلة عنها ولا نسيانا وذلك لما حققه الحق به من حقائق الوصال؛ قال ~~اسيد هذا المقام "أنتم أعرف بمصالح دنياكم". # وقال : إياكم أن تعترضوا على المجتهدين وتجعلوهم محجوبين على ~~الإطلاق فإن لهم القدم الراسخ في الغيوب وإن كانوا يحكمون بالظنون ~~فظنونهم علوم وما بينهم وبين أهل الكشف إلا اختلاف الطريق لكن أهل ~~الكشف يدعون إلى الله على بصيرة لصدقهم في الاتباع بوقوفهم على حد ما ~~ارد وأهل الاجتهاد يحكمون اليوم بحكم ثم يرجعون عنه غدا فليسوا على ~~ابصيرة إذ البصيرة لا يرتفع حكمها إلا بورود أمر جديد من الشارع. وقال: ~~امن الأولياء من يتكلم على الخاطر وما هو مع الخاطر ومنهم من يطلع على ~~الأقدار قبل نزولها إلى الأرض فإن القضاء يدور في الجو من مقر فلك ~~القمر إلى الأرض ثلاث سنين وحينئذ ينزل، وهذا المقام يسميه القوم فهم الفهم ~~ووقال: الكامل لا يقول: اللهم لا تفضح سرائرنا لاستواء سريرته ~~وعلانيته وإنما يقول ذلك من لم يبلغ مقام الكمال. قال: ولقد بلغني عن ~~الشيخ أبي الربيع المالقي الكفيف الأندلسي أنه سمع تلميذه أبا عبد الله ~~الرشي المبتلى يقول: اللهم لا تفضح لنا سرائرنا فقال له الشيخ: يا محمد، ~~ولأي شيء تظهر للحق ما لا تظهر للخلق هلا استوى سرك وعلانيتك مع ~~الله؟ فتنبه القرشي واعترف واستعمل ما دله عليه الشيخ وأنصف فرضي ال ه ~~عنهما من شيخ وتلميذ. # ووقال ms229: إذا جمعك الحق به فرقك عنك فكنت صاحب تآثير في ~~الوجود، وإذا جمعك بك فرقك عنه فقمت في مقام العبودية فهذا مقام ~~الخلافة فاختر أي الجمعين شئت. قال : ولا يخفى أن جمعك بك أعلى من ~~امعك به، لأن جمعك بك يكون الحق مشهودك، وفي جمعك به غيبتل ~~اعنك باشتغالك به عن مقام عبوديتك فافهم ~~ووقال: احذر من لذة الأحوال فإنها سموم قاتلة وحجب مانعة، فإنها ~~اي الأحوال تسيدك على أبناء الجنس فيستعبدهم لك قهر الحال فتسلط عليهم ~~الكبريت الأحمر / م15. PageV00P000 # انعوت الربوبية وأين أنت في ذلك الوقت مما خلقت له فعليك بالعلم فإنه ~~أشرف مقام لأنه لا يزيدك إلا معرفة بنقائصك، قال : والأحوال كالبروق فكما ~~ولا تفوتك فكذلك لا تفوتها أنت فإنها نتائج الأوراد وكل من طلب ما لا بد ~~اله منه فهو جاهل وما اتخذ الله من ولي جاهل. # ووقال : العارف لا يأمن مكر الله طرفة عين وقد يكون ممن صار يسمع ~~انداء الحق فيرجع من ذلك المقام ويحجب عن سماع الحق بشهود الكون ~~فيتولد عنده صمم عن سماع نداء الحق فإذا نودي من الكون سمع فضل ~~وأضل نعوذ بالله من ذلك. # وقال : إياك أن تدعي معرفة ذات خالقك فإنك في المرتبة الثانية من ~~الوجود وإن فنيت، فما عرف الواحد تعالى إلا هو فجل معنى التوحيد عن ~~الذوق وما لنامنه سوى التجريد وهو المعبر عنه عند القوم بالتوحيد. وقال: لو ~~كان الحق تعالى علة لارتبط والمرتبط لا يصح له الكمال فهو تعالى خالق العلل. # ووقال : اجتمعت روحي بالحلاج فقلت له : لم تركت بيتك يخرب؟ # فتبسم، وقال : لما استطالت عليه أيدي الأكوان حين أخليته وخلفت هارون ~~ي قومي استضعفوه لغيبتي فأجمعوا على تخريبه فلما هدموا من قواعده ما ~~هدموا وكنت قد فنيت رددت إليه بعد الفناء فأشرفت عليه وقد خلت به ~~المثلات فأنفته نفسي وقلت: لا أعمر بيتأ تحكمت فيه يد الأكوان فانقبضت ~~اعن دخوله فقيل: مات الحلاج والحلاج ما مات ولكن البيت خرب والساكن ~~ارتحل. وقال: ولما غاصت رجل ms230 جمل ابن عطاء، قال ابن عطاء: جل الله ~~فقال الجمل: جل الله عن إجلالك هذا فإنه كما يطلبه الرأس من فوق كذلك ~~طلبه الرجل من أسفل؛ وفي الحديث : لالو دليتم بحبل لهبط على الله) . # قال: فكان الجمل أعرف بالله من ابن عطاء وكان من مشايخه. # ووقال : التوحيد الذي يستحقه الحق لا يعرفه إلا الحق فإذا وجدناه فإنما ~~ونوحده بتوحيد الرضا ولسانه فإن توحيد الاستحقاق لا يكون معه علم ولا هم ~~اولا اختيار ولا شيء، والعاقل لا يدخل دارا لا يعرفها فربما كان فيها مهاوي ~~وومهالك فيهلك لا يعرف الدار إلا بانيها وقد مناك الحق تعالى دارا له لتعمرها PageV00P000 ~~به ما أنت بنيتها (أفرهيتم ما تتنون للهحا ءأثر تخلقونه أم نحن الخلقون لكقح) ~~[الواقعة: 58 -59] فقف عند باب دارك حتى يأخذ الحق بيدك ويمسك فيك ~~وقال: كم ماش على الأرض والأرض تلعنه وكم ساجد عليها وهي لا ~~قبله، وكم داع لا يتعدى دعاؤه لسانه ولا خاطره محله وكم من ولي حبيب ~~اي البيع والكنائس وكم من عدو بغيض في الصلوات والمساجد حقت الكلمة ~~اوقفت الحكمة ونفذ الأمر، فلا زيادة ولا نقصان، لا راد لأمره، ولا معقب ~~الحكمه، انقطعت الرقاب وسقط في الأيدي وتلاشت الأعمال وطاحت ~~المعارف وقصمت الظهور بقوارع الدهور وأهلك الكون السلخ والخلع يسلخ ~~من هذا ويخلع على هذا. # وقال: أكثر من قول: لا إله إلا الله فإنها كلمة الإسلام وهي أفضل ~~الذكر لما تحتوي عليه من زيادة العلم لجمعها بين النفي والإثبات. وقال: ~~اياك ومعاداة أهل لا إله إلا الله فإن لهم من الله الولاية العامة، فهم أولياء ل ه ~~اوان أخطأوا أو جاءوا بقراب الأرض خطيتة لا يشركون بالله شيئا فإن اله ~~ايتلقاهم بمثلها مغفرة ومن ثبتت ولايته حرمت محاربته وكل من لم يطلعك ~~الله على عداوته لله فلا تتخذه عدوا، وأقل أحوالك إذا جهلته أن تهمل أمره ~~الفاذا تحققت أنه عدو لله وليس إلا المشرك فتبرأ فلا تعاد عباد الله بالإمكان ~~ل ال ال ل ل ل ~~اولا ms231 تقل هؤلاء ما عندهم خبر بما نفعله معهم، نعم معهم الخبر، وأنت الذي ~~الما عندك خبر. وقال: احذر أن تحتقر شيئأ من عملك فإن الله ما احتقره حين ~~اخلقه وأوجده وما كلفك بفعل أمر إلا وله بذلك الأمر اعتناء وعناية حتى ~~كلفك به مع كونك أعظم في الرتبة عنده من حيث كونك محلا لما كلفك به ~~امن الفعل وسببا لوجوده فلولاك ما ظهر للعمل صورة عليك بمراعاة أقوالك ~~كما تراعي أعمالك فإن قولك معدود من جملة أعمالك وفي الحديث: "إن الله ~~اعند لسان كل قائل" فما نهاك الله أن تتلفظ به فلا تتلفظ به وإن لم تعتقده فإن الله ل ~~ال ا ل ا ا ال ا الا ل ل PageV00P000 ~~ووقال في حديث: "الو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ~~فيستغفرون الله فيغفر لهم" : إنما قال: "ولجاء بقوم" وما اكتفى بإذهابهم ليلا ~~اتعطل الأحكام الإلهية؛ فإنه تعالى ما قضى على عباده بالوقوع في الذنوب ~~إلا ليستغفروه فيغفر لهم ~~وقال: الاتباع في ترك تسنين ما سكت عنه الشارع أولى من ~~السنين وأكثر أجرا وإن كان ذلك بدعة حسنة فإن من سن فقد كلف الأمة ما ~~اي شق عليها ولو كان ذلك محمودا لكان أولى به فاجعل بالك لما ذكرته ~~اللك فعلم أن كل من لم يكلف الأمة بأكثر مما ورد فهو حكيم الزمان فإنه لا ~~أعلى مما وضعه الكامل المكمل. # ووقال : قم في الأسباب من غير اعتماد عليها فإن الله ما نهاك عن القيام ~~في الأسباب وإنما نهاك عن الركون إليها والاعتماد عليها كما أشار إليه قوله ~~تعالى: (وما يؤمن أكثرهم يالله إلا وهم مشركون) ليوسف: 106] يعني هذا ~~الشرك الخفي الذي هو الاعتماد على الأسباب فإن رأيت نفسك يا أخي ~~اتسكن إلى الاعتماد على الأسباب فاتهم إيمانك وإن رأيت نفسك يتساوى ~~اعندها فقد السبب المعين وحالة وجود السبب، فاعلم أنك مؤمن حقا وهناك ~~يرزقك الله من حيث لا تحتسب فمن ادعى كمال التوكل ورزق من حيث ~~ايحتسب فما هو ms232 ذلك الرجل. قال: ومن الرزق الذي لا يحتسبه العبد أن ~~اأكل مما في خزائنه وتحت تصريفه وهو غير معتمد عليه ولأنه ليس في ~~احسابه أن الله يرزقه ولا بد من الذي هو حاصل عنده فما رزق هذا إلا من حيث لا ~~احتسب، وقال: وهذا أمر دقيق لا يشعر به إلا أهل الله عز وجل فاعلم ذلك. # وقال: احذر أن تريد في الأرض علوا أو فسادا أو الزم الذل والانكسار ~~ووالخمول، فإن أعلى الله تعالى كلمتك فما أعلاها إلا الحق وذلك بأن يرزقك ~~الرفعة في قلوب الخلق وإيضاح ما قلناه أن الله تعالى ما أنشأك إلا من ~~الأرض فلا ينبغي لك أن تعلو على أمك واحذر أن تتزهد وتتعبد وتتكرم وفي ~~نفسك استحلاء ذلك لكونه يرفعك على أقرانك فإن ذلك من إرادة العلو في ~~الأرض. وقال : إنما رغب الشارع أمته في ترك الجدال والمراء وإن كان ~~احقا خوفا أن يسمع ذلك من لا فهم له فيعمل بذلك المذهب الباطل مثلا PageV00P000 ~~احين ترك صاحبه ظاهر الحجة والمغالبة على خصمه، ثم إن النفس ربما ~~تخدع صاحبها وتقول له : إنما تجادل لنصرة الحق أو لتنقيح الذهن لنصرة ~~الأقوال الواهية التي قام بها إمام مذهبه وما علم هذا أن الله عند لسان كل ~~القائل بل المجادل في عين حضرة الحق وإن لم يشعر وإذا كنا نهينا عن رفع ~~أصواتنا بحضرة الأكابر فكيف بحضرة الحق تعالى فافهم ~~ووقال: لما رأى أهل الله أن العبد لا يقدر أن يأتي بخلق كريم يوافق ~~امزاج كل الناس أشغلوا نفوسهم بما يرضي الله عز وجل فقط، فالمؤمن ~~اييضيه ما يرضى به الله، والمنافق لا يبالي إذا سخط علينا في ذلك لأنه عدو ~~وقال : عليك بمشاركة جميع أصحاب الهموم والرزايا في أنفسهم ~~وأموالهم وأولادهم وإخوانهم إن أردت أن تثبت لك أخوة الإيمان فإن الله قد ~~وواخى بين المؤمنين كما واخى بين أعضاء الإنسان الواحد، واحذر من ~~الاكتراث بما يصيبك من الرزايا في هذه الدار فإن الله ما ابتلاك بها إلا ~~امحيصا ms233 لذنوبك حتى تلقاه طاهرا مطهرا من الذنوب فاشكر الله على ذلك. # ووقال : عليك بتلاوة القرآن ولو ثلاثة أحزاب كل يوم ولا تهجره كما ~~ايفعل ذلك طلبة العلم وبعض المتصوفة زاعمين أنهم قد اشتغلوا بما هو أهم ~~امن ذلك وهو كذب وزور فإن القرآن مادة كل علم في الدنيا فلا تكن ممن ~~اجر تلاوته بل اتله إن استطعت آناء الليل وأطراف النهار واستنبط منه ما ~~اششت من العلوم، كما كان عليه الأئمة المجتهدون وانظر في تلاوتك يا أخي ~~الى كل صفة مدح الله بها عباده فافعلها أو اعزم على فعلها وكل صفة ذم ال ه ~~تعالى عباده على فعلها فاتركها أو اعزم على تركها فإن الله ما ذكر ذلك ونزله ~~في كتابه إلا لتعمل به فإذا حفظت القرآن عن تضييع العمل به كما حفظته ~~تلاوة فأنت الرجل الكامل . وقال : حياة الذاكر لله عز وجل متصلة دائمة لا ~~انقطع بالموت فهو حي وإن مات كانت حياته أحيا وأتم من حياة الشهيد في ~~ابيل الله إلا أن يكون الشهيد من الذاكرين الله كثيرا فإن له حينئذ حياتان حياة ~~الشهادة وحياة الذكر، فالذاكر لله حي وإن مات وتارك الذكر ميت وإن كان في ~~الدنيا حيا بحياته الحيوانية . وفي الحديث "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر PageV00P000 ~~ابه مثل الحي والميت" فيخرج من ذلك أن حياة الذاكرين من حياة الشهيد إذا ~~الم يكن من الذاكرين. وفي الحديث: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند ~~املميككم وخير لكم من آن تلقوا عدوكم فيضرب رقابكم وتضربوا رقابهم2 ~~قالوا: بلى يا رسول الله، قال : "ذكر الله" فذكر ضرب الرقاب وهو الشهادة. # ووقال: عليك بعلم الشريعة فإن الشريعة هي سفينتك التي إذا انحرفت ~~اهلكت وهلك جميع من فيها وأنت مسؤول عن إقامة حدود الله في رعيتك ~~الخارجة عنك والداخلة فيك ولا تعرف إقامة الحدود عليها إلا بمعرفة شرع ~~ربك. # وقال: اخلف إيعادك لا وعدك وسم إخلاف إيعادك تجاوزا حتى لا ~~تسمى أنك مخلف ما أوعدت به ولو كان شرا، فإن ms234 الأحكام تتبع الأسما ~~كما سئل مالك رحمه الله عن خنزير البحر فقال: هو حرام فقيل له: إنه ~~امك من حيوان البحر فقال: أنتم سميتموه خنزيرا ما قلتم: ما تقول في ~~امك البحر؟ قال : وهذا الذي قررناه كان سبب وقوع المعتزلة فيما وقعوا فيه ~~امن القول بإنفاذ الوعيد؛ قالوا: لاستحالة الكذب على الله في خبره وما ~~اعلمت المعتزلة أن مثل ذلك لا يسمى كذبا في العرف الذي نزل به الشرع ~~فحجبهم دليلهم العقلي عن علم الوضع الحكمي وهذا من قصور العقول ~~اوفوقها وفي كل موطن مع أدلتها ولا ينبغي لها ذلك بل الذي كان ينبغي لها ~~النظر إلى المقاصد الشرعية في الخطاب ومن خاطب وبأي لسان خاطب ~~ابأي عرف أوقع المعاملة في تلك الأمة المخصوصة. قال بعض الأعراب في ~~مكارم أخلاقه: ~~اني إذا أوعدته أو وعسدته لمعخلف إيعادي ومنجز مسوعدي ~~الكن لا ينبغي أن يقال في حق الحق تعالى: إنه مخلف بل يقال: إنه ل ~~افور متجاوز عن عبده والله أعلم بالصواب. PageV00P000 # [(خاتمة] ~~اولنختم الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه ~~وعلى الجنة والنار أعاذنا الله تعالى منها بفضله وكرمه أمين ملخصا من أبواب ~~االفتوحات المكية" مشيدا بكلام بعض مشايخنا: ~~اعلم أن الله تعالى إذا أمر إسرافيل أن ينفخ في الصور بعثر ما في ~~القبور ثم حشر الخلق من الناس والوحوش بعد أن أخرجت الأرض أثقالها ~~اولم يبق في بطنها سوى عينها جيء بالعالم كله إلى الظلمة التي دون الحشر ~~فالقوا فيها حتى لا يرى بعضهم بعضا ولا يبصرون كيفية التبديل في السماع ~~ووالأرض حين تقع فتمد الأرض مد الأديم وتبسط حتى لا ترى فيها عوجا ~~اولا أمتا، وسميت ساهرة لأنه لا نوم فيها إذ لا نوم لأحد بعد زوال الدنيا ثم ~~اوضع الصراط من الأرض علوا على استقامة إلى سطح الفلك المكوكب ~~الفيكون منتهاه إلى المرج الذي هو خارج سور الجنة. قال: وأول جنة يدخلها ~~الناس جنة النعيم وأما المأدبة فتكون في المرج وهي در مكة ms235 بيضاء نقية فيأكل ~~امنها أهل المأدبة ثم يقوم بعضهم فيقطف من الثمار المدلاة من فروع أشجار ~~الجنة على السور وتوضع الموازين في أرض المحشر لكل مكلف ميزان ~~اخصه ويضرب سور الأعراف بين الجنة والنار، وقد جعله الله مكانأ لمن ~~اعتدلت كفتا ميزانه فلم ترجح إحداهما على الأخرى، واعلم أن معنى قولنا: ~~أن لكل مكلف ميزانا تخصه أن كل واحد يتلون له الميزان بصورة ما كان ~~العبد عليه في دار الدنيا وهو واحد في نفسه لا موازين متعددة هكذا أطلعنا ~~الله عليه في واقعة من الوقائع وقد خلق الله تعالى جسد الإنسان على صورة ~~الميزان وجعل كفتيه يمينه وشماله وجعل لسانه قائمة ذاته فهو لأي جانب ~~مال، قال تعالى: (وأقيموا الوزب بالقسط ولا تخيروا الميزان) [الرحمن: 69. # اني بالميل إلى المعاصي والوقوع فيها وقد قرن الله تعالى الساعدة بالكفة ~~اليمين والشقاء بالكفة اليسار، فالاعتدال سبب البقاء والانحراف سبب ~~الهلاك، قال: وموازين الآخرة كلها تدرك بحاسة البصر كموازين أهل الدنيا ~~ولكنها ممثلة عكس الدنيا فهي كتمثل لأعمال سواء ثم إذا وضعت الموازين ~~الوزن الأعمال جعلت فيها كتب الخلائق الحاوية لجميع أعمالهم لكن الظاهرة PageV00P000 ~~فقط دون الباطنة لأن الأعمال الباطنة لا تدخل الميزان المحسوس أبدا لكن ~~اليقام فيها العدل وهي الميزان الحكمي المعنوي فمحسوس لمحسوس ومعنى ~~المعنى يقابل كل بمثله. قال: وآخر ما يوضع في الميزان الحمد لله ولهذا وردا ~~ااوالحمد لله تملا الميزان" قال : وإنما لم تكن لا إله إلا الله تملا الميزان ~~كالحمد لله لأن كل عمل من أعمال الخير يقابله عمل آخر من جنسه ليجعل ~~الهذا الخير في موازنته ولا يقابل لا إله إلا الله إلا الشرك ولا يجتمع توحيد ~~وشرك في ميزان واحد من الخلق أبدا، بخلاف غير الشرك من سائ ~~المعاصي فإن الإنسان إن كان يقول: لا إله إلا الله معتقدا لها فما أشرك وإن ~~اشرك فما اعتقد لا إله إلا الله، فلما لم يصح الجمع بينهما لم تدخل لا إل ه ~~إلا الله الميزان لعدم ما يعادلها في ms236 الكفة الأخرى. # اقال: وأما صاحب السجلات فإنما دخلت لا إله إلا الله ميزانه لأنه كان ~~يقول: لا إله إلا الله معتقدا لها لكنه لم يعمل معها خيرا قط إنما عمل معها ~~اييات فتوضع لا إله إلا الله في مقابلة التسعة وتسعين سجلا من السيئات ~~فترجح كفة لا إله إلا الله بالجميع وتطيش السجلات فلم ينقل مع اسم الل ه ~~ايء فإذا فرغ الناس من الموازين وقفت الحفظة بأيديهم الكتب التي كتبوها ~~في الدنيا من أعمال المكلفين وأقوالهم ليس فيها شيء من اعتقادات قلوبهم ~~إلا ما شهدوا به على أنفسهم بما تلفظوا به من ذلك، فعلقوها في أعناقهم ~~ايديهم فمنهم من يأخذ كتابه بيمينه ومنهم من يأخذه بشماله ومنهم من يأخذ ~~امن وراء ظهره وهم الذين نبذوا الكتاب وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ~~اوليس أولئك إلا الأئمة المضلين الضلال الذين ضلوا وأضلوا. # اقال: واعلم أن الذي يعطى كتابه بيمينه هو المؤمن وأما الذي يعطى ~~كتابه بشماله فهو المنافق لأن المشرك لا كتاب له يقرأ ولذلك يقول الله عز ~~ووجل للمنافق: {أقرأ ككبك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) [الإسراء: 14] وقد ~~اعقب الله عز وجل الذي يأخذ كتابه بشماله بقوله: { إنه كان لا يؤمن لالله ~~الظير* [الحاقة: 33] فسلب عنه الإيمان دون الإسلام، لأنه كان منقادا ~~السلام في ظاهره ليحفظ أهله ودمه وماله وهو في باطنه إما مشرك أو معطل ~~أ متكبر أو كافر بخلاف الإيمان فإنه من أعمال القلوب لا يطلع عليه أحد. # 232 PageV00P000 ~~اقال: وأما الذين يأخذون كتبهم من وراء ظهورهم فهم الذين أوتوا الكتاب ~~فنبذوه وراء ظهورهم فإذا كان يوم القيامة قيل للواحد منهم: خذ كتابك من ~~اوراء ظهرك أي من الموضع الذي نبذته فيه في حياتك الدنيا فهو كتابهم ~~المنزل إليهم لا كتاب الأعمال فإنه حين نبذه وراء ظهره ظن أن لن يحور ~~أي: تيقن أن لن يرجع، وهذا هو الذي يقول الله عز وجل له يوم القيامة ~~احين يعاتبه ويقرره: أظننت أنك ملاقي الحديث ثم جيء بالحوض يتدفق ماؤ ms237 ~~اعليه من الأواني على عدد الشاربين منه لا تزيد ولا تنقص يرمى فيه أنبوبان ~~أنبوب ذهب وأنبوب فضة وهو لزيق بالسور، ومن السور ينبعث الأنبوبان ~~فيشرب منه المؤمنون، واعلم أن الحوض والصراط يتلونان لشاكلة العلم ~~اوالعمل وهما حقيقتا الشريعة وعلومها فالحوض علومها والصراط أفعالها ~~فعلى مقدار الإحاطة بعلم الشريعة يكون الشرب من الحوض، وعلى مقدار ~~اتباع الشريعة يكون المشي والاستقامة على الصراط فكل من ضيق على نفسه ~~ابالورع عن كل ما كرهه الله اتسع عليه الصراط وكل من ترك الورع هنا ضاق ~~اعليه الصراط هناك بقدر ما فر، فالصراط حقيقة إنما هو هنا لا هناك لأنه لا ~~امشي العبد هناك إلا على الصراط الذي أنشأه بأعماله في دار الدنيا من ~~الأعمال الصالحة أو غيرها فهو في دار الدنيا باطن لا يشهد له صورة حسية ~~امد للعبد يوم القيامة جسرا ممدودا على جسر جهنم محسوسا أوله في ~~الموقف وآخره على باب الجنة كما مر يعرف كل عبد إذا شاهده أنه بناؤ ~~بجوارحته وصنعته بيله ~~اقال: ولا يمشي كل إنسان على الصراط إلا في نور نفسه فقط لأن ~~الصراط لا نور له في نفسه ولا يمشي أحد عليه في نور أحد نسأل الل ه ~~اللطف، ثم يؤتى بمنابر من نور مختلفة في الإضاءة واللون فتنصب في تلك ~~الأرض ويؤتى بالأنبياء يقومون فيقعون عليها قد غشيتهم الأنوار لا يعرفهم ~~أحد في رحمة إلى الأبد عليهم من الخلع الإلهية ما تقر به أعينهم ويأتي كل ~~إنسان معه قرينه من الشياطين والملائكة وتنشر الألوية ذلك اليوم للسعداء ~~اوالأشقياء بأيدي أئمتهم الذين كانوا يدعونهم إلى الحق أو الباطل وتجتمع كل ~~أمة إلى رسولها من أمن منهم ومن كفر، وتحشر الأفراد والأنبياء بمعزل من PageV00P000 ~~الناس بخلاف الرسل فإنهم أصحاب العساكر فلهم مقام يخصهم، وقد عين ~~الله عز وجل في هذه الأرض بين يدي عرض الفصل والقضاء مرتبة عظمى ~~امتدت من الوسيلة التي في الجنة تسمى المقام المحمود وهو لمحمد ~~اخاصة، ويأتي ملائكة كل سماء على حدة متميزة ms238 عن غيرها فتكون سبع ~~اصفوف أهل كل سماء صف والروح قائم مقدم الجماعة وهو الملك الذي ~~انزل بالشرائع على الرسل، ثم يؤتى بالكتب المنزلة والصحف المكرمة وخلف ~~كل كتاب من نزل من أجلهم فيمتازون عن أصحاب الفترات وعمن تعبد نفسه ~~بكتاب لم ينزل من أجله وإنما دخل فيه وترك ناموسه لكونه من عند الله وكان ~~اناموسه عن نظر فكري من عاقل مهدي، ثم يأتي الله عز وجل على عرشه ~~ووملائكته الثمانية تحمله فيضعونه في تلك الأرض والجنة عن يمين العرش ~~اوالنار من الجانب الأخر، وقد عمت الهيبة الإلهية قلوب أهل الموقف من ~~انسان وملك وجان ووحش فلا يتكلمون إلا همسا بإشارة عين وخفي صوت ~~ام ترفع الحجب بين الله وبين عباده وهو كشف الساق ويأمرهم داعي الحق ~~ابالسجود المعهود فلا يبقى أحد سجد لله خالصا إلا سجد ولا سجد رياء اتقا ~~الآخر على قفاه وبهذه السجدة ترجح ميزان أهل الأعراف لأنها سجدة تكليف ~~فيسعدون ويدخلون الجنة ويشرع الحق تعالى في الفصل والحكم بين عباد ~~فيما كان بينهم، وأما ما كان بينهم وبين الله فإن الكرم الإلهي قد أسقطه فلا ~~ايؤأخذ الله من عباده بذلك ذلك الوقت . فهنيئأ لمن لم يشهد مخاصمة بينه ~~ابين أحد من الخلق ولم يقع له ذنب إلا بينه وبين الله ولن يقع له ذنب ~~طلقا ويختلف ذلك باختلاف المشاهد في التوحيد ثم تقع الشفاعة الأولى ~~امن محمد في كل شافع أن يشفع فيشفع الشافعون، ويقبل الله تعالى من ~~اشفاعتهم ما شاء ويرد من شفاعتهم ما شاء وقد بسط الله الرحمة في قلوب ~~الشفعاء في ذلك اليوم ومن رد الله شفاعته من الشافعين فليس انتقاصا ولا ~~اعدم رحمة بالمشفوع فيه وإنما ذلك إظهارا للمنة الإلهية على عباده فيتولى ال ه ~~اعادتهم ورفع الشقاوة عنهم . واعلم أن الشافعين في ذلك اليوم واحد وثلاثة ~~فالواحد أرحم الراحمين والثلاثة هم الملائكة والنبييون والمؤمنون؛ يقول ال ه ~~عالى في ذلك اليوم: شفعت الملائكة والنبييون والمؤمنون وبقي أرحم PageV00P000 ~~الراحمين فلكل شافع طائفة ms239 تخص حضرته فأرحم الراحمين يشفع في الذين ~~الم يعملوا خيرا قط غير توحيدهم لله فقط فهم كصاحب السجلات. # اقال: وهؤلاء هم الذين شهدوا مع شهادة الله والملائكة أنه لا إله الا ~~الهو، وأما الملائكة فتشفع فيمن كان على مكارم الأخلاق شفاعتهم تكون على ~~الرتيب وأخرهم شفاعة التسعة عشر فإن الملائكة إذا شفعت لن تشفع هذ ~~التسعة عشر، بل تتأخر إلى أن تنقضي مدة المؤاخذات كلها ويتصفون ~~بالرحمة وذلك عندما يرون أن غضب الله قد ارتفع عن عصاة الموحدين ~~اوأما النبييون فيشفعون في المؤمنين خاصة، والمؤمنون طائفتان مؤمن عن نظر ~~و تحصيل دليل فالشافع فيه النبييون فإن الأنبياء جاءوا بالخير إلى أممهم وذلك ~~الهو متعلق بالإيمان ومؤمن مقلد بما أعطاه أبواه أو أهل الدار التي نشأ فيها ~~فالشافع في هذا المؤمنون الذين فوقه في الدرجة بعد أن خلصوا بشفاعة ~~اسول الله فيهم يعني في الشافعين. قال: وصورة شفاعة أرحم الراحمين أن ~~اتشفع أسماء الحنان والرحمة واللطف عند الاسم الشديد العقاب والمنتقم ~~والجبار فهي مراتب أسماء الألهية لا شفاعة محققة فيتولى الحق تعالى بنفسه ~~اخراج من شاء من النار إلى الجنة ويملأ الله تعالى جهنم بغضبه وعقابه ~~ووالجنة برضاه تعالى ورحمته، وقد اختلف الناس في الجنة والنار هل خلقتا ~~الآن أم لا والخلاف مشهور وأقام كل طائفة الدليل على قوله بما رآه حجة ~~اأطال الشيخ محيي الدين رحمه الله الكلام على ذلك في الباب ~~الحادي والستين من "الفتوحات" ثم قال : وأما عندنا وعند أصحابنا من أهل ~~الكشف والتعريف فهما مخلوقتان غير مخلوقتين، فأما قولنا غير مخلوقتين ~~فكرجل أراد أن يبني دارا فأقام حيطانها كلها الحاوية عليها خاصة فيقال: قدا ~~بنن دارا فإذا دخلها أحد لم ير إلا سورا دائرا على فضاء وساحة ثم بعد ذلك ~~اشيء بيوتها على أغراض الساكنين فيها وتفاوت مراتبهم ودرجاتهم أو ~~ركاتهم من قصور وغرف وسراديب ومهالك ومخازن وما ينبغي أن يكون ~~افيها مما يريده الساكن من الآلات التي تستعمل فيها. وأطال في ذلك، ثم ~~اقال: فقوله تعالى ms240: أعدت للمتقين) [آل عمران: 133]، إشارة إلى تعيين PageV00P000 ~~أماكن كل إنسان في الجنة أو النار كما يعلم المهندس جدران البناء بالجص ~~اقبل بناء الأساسات ثم يشرع بعد ذلك في بناء السور ثم الدهاليز ثم أشجار ~~الفواكه ثم القصور أو الدركات. قال: فإن كانت الدار هي الجنة بنى سورها ~~امن التوحيد، وإن كانت الدار هي النار بنى سورها من الشرك أو الكفر أوا ~~النفاق أو التكبر ونحو ذلك على حسب دركات سكانها في طبقاتها فلا ينتهي ~~بناء جنة كل إنسان إلا بآخر أعماله في دار الدنيا فإذا انتهى البناء فما بقي إلا ~~السكنى فيقال له : اخرج إلى دارك فقد كمل بناؤها، فإذا طلعت روحه حبس ~~ففي البرزخ حتى يتكامل عدد السكان وتنتهي مددهم فينادي المنادي : اخرجوا ~~اجميعا إلى مساكنكم، فمعنى أعدت على هذا التقرير أي أعدت لهم قبل ~~اخولهم لها لا قبل خلقهم وإيجادهم ما عدا السور المتقدم ويؤيد ذلك ~~قوله : "من فعل كذا بنى الله له بيتا في الجنة" فعلق وجود ذلك البيت ~~اعلى فعل ذلك الأمر فدل على أنه لم يكن مبنيا قبل ذلك وكذلك يؤيده أيضا ~~اقوله قله: "إن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وإنها قيعان وغراسها سبحان الله ~~والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" ونحو ذلك. # اقال: وأما ما ورد في الصحيح "أن الله عز وجل خلق جنة عدن بيده ~~ووشق فيها أنهارها وأدلى فيها ثمارها" فهو صحيح لأن حضرة الحق لا ماضي ~~فيها ولا آتي ولا صباح ولا مساء فهو كقوله تعالى: (أ أمر الله) [النحل: 1] ~~لف لهه تعالى أن يخبر عن حضرته المذكورة بما شاء لأنها لا تتقيد بزمان كالخلق ~~في مصطلحهم في الألفاظ والله أعلم ~~(قلت) : ويحتمل أن الله تعالى خلق الجنان على ما شاء من الأوصاف ~~اي تسمى بها جنانا من أشجار وأنهار وأتراب ثم أبقى فيها أماكن خالية قابلة ~~الما يبنى فيها ويغرس من تناهي أفعال المكلفين غير ما ينعم الله تعالى بهه ~~عليهم لا في مقابلة أفعالهم والله أعلم. # اقال ms241 الشيخ: واعلم أن خواص المؤمنين ليس لهم بناء من أعمالهم الا ~~في الجنة، وأما غير الخواص فيبنون بأعمالهم في الجنة تارة وفي النار أخرى ~~على حسب طاعانهم ومعاصيهم PageV00P000 ~~ووقال الشيخ في الباب التاسع والثمانين ومائتين ما نصه: روينا عن ~~الشيخ أبي مدين إمام الجماعة رضي الله عنه أنه كان يقول: يدخل السعداء ~~الجنة بفضل الله والأشقياء النار بعدل الله وكل منهم ينزل في داره بالأعمال ~~وويخلد فيها بالنيات التي مات مصرا عليها بمعنى أنه لو مات وهو مؤمن عازم ~~اعلى ارتكاب ذنب سنة مثلا خلد في النار قدر سنة أو وهو عازم على عدم ~~التوبة منه إلى أن يموت خلد في النار قدر عمره وكل ذلك إن شاء الله تعانى ~~ام إن شاء غير ذلك فعفوه أوسع والله تعالى أعلم، غير أن الذي وصل إلى ~~علمنا أطول الناس مكثأ في جهنم من عصاة الموحدين من يمكث نحو ~~اخمسين ألف سنة ولعله كان يفرض أنه لو عاش إلى القدر المذكور لبقي على ~~امعصيته إلا أن يعتقد أن أحدا يريد منهم على ذلك أبدا لا بنص. قال: وهوا ~~كشف صحيح وكلام حر عليه حشمة انتهى ~~اقال الشيخ محيي الدين رحمه الله : وأصناف أهل الجنة أربع : الأول: ~~الأنبياء والرسل. والثاني : أتباعهم بشرط أن يكونوا على بصيرة وبينة من ~~ابهم وهم الأولياء والعلماء والعاملون. الثالث: المؤمنون أي المصدقون ~~ابالأنبياء وبما جاءوا به من الشرائع . الرابع: العلماء بتوحيد الله من أنه لا إله ~~إلا هو بالأدلة العقلية. قال: ومقام كل صنف متميز عن الآخر هناك بالنزول ~~اوان كان نازلا في الدرجة بالعلو إن كان عاليا ولا حسد بين الأدنى والأعلى ~~اهناك بخلاف الدنيا. قال: وإذا وقع التجلي الإلهي للرؤية ويكونون جلوسا ~~اعلى مراتبهم فالأنبياء على المنابر والأولياء على الأسرة والعلماء بالله على ~~الكراسي، والمؤمنون المقلدون في توحيدهم على مراتب وذلك الجلوس كل ه ~~اكون في جنة عدن على الكثيب الأبيض. قال: وأما من كان موحدا من ~~اطريق النظر في الأدلة فيكون جالسا على الأرض وإنما ms242 نزل على هذا عن ~~الرتبة التي للمقلد في التوحيد لأنه يطرقه الشبه من تعارض الأدلة والمقالات ~~في الله وصفاته فمن كان تقليده جزما هو أوثق إيمانا ممن يؤخذ توحيده من ~~النظر في دلالة يؤولها. قال: كان ضيافة أهل الجنة زيادة كبد الحوت إذا ~~اخلوها بشرى لأهل الجنة ببقاء الحياة لهم فيها لأن الحوت حيوان بحري ~~امأي من عنصر الحياة المناسب للجنة بخلاف ضيافة أهل النار تكون بطحال PageV00P000 ~~الثور الذي هو بيت الغم ومجمع أوساخ البدن. قال: وخلق الله تعالى الجنة ~~ابطالع الأسد الذي هو الأقليد لأنه برج ثابت، فللجنة الدوام وللأسد القهر ~~ولذلك يقول أهلها للشيء كن فلا يتخلف عن التكوين وليس في البروج من ~~اله السطوة مثل الأسد. قال : وأما الجنة المعنوية التي هي كالروح للجنة ~~المحسوسة فخلقها الله تعالى من الفرح والسرور والابتهاج فأجسام أهل الجة ~~تتلذذ بالأمور الجسمانية وأرواحهم تتلذذ بالأمور المعنويات كالروائح ~~والنغمات الطيبة والصور الحسان وغير ذلك. قال: لو كانت الأجسام تتلذذ ~~بالمعاني لكان كل حيوان من البهائم يتلذذ برؤية كل وجه جميل وليس الأمر ~~كذلك فما كل نعيم أهل الجنة إلا بتلذذهم بها حسا ومعنى لأنها دار الحيوان ~~بل نقول: هي أشد تنعما بأهلها الداخلين فيها كما ورد أنها تقول: لايا رب ~~أتني بأهلي فقد كثر حليي وعبقريي" . الحديث. # وقال: الناس في الشوق على أقسام فعصاة المؤمنين يشتاقون إلى الجنة ~~اوهي لا تشتاق إليهم وأرباب الأحوال من الأولياء تشتاق إليهم الجنة وهم لا ~~ايشتاقون إليها لسكرهم بحلالهم والمكذبون بيوم الدين والقائلون بنفي الجنة ~~المحسوسة لا تشتاق إليهم الجنة ولا يشتاقون إليها ~~وقد بسط الشيخ الكلام على أحوال الجنة في الباب الخامس والستين ~~امن "الفتوحات"، قال : ومن أعظم النعيم لأهل الجنة تنعمهم بالتمني فما ~~اوهم أحد منهم نعيما فوق نعيمه ويتمناه إلا حصل ووجد نفسه فيه بحسب ~~اا توهمه، إن توهمه معنى كان معنى وإن توهمه حسا كان محسوسا فهو تمن ~~احقق لوجود ما يتمناه، قال : وما جاءهم هذا النعيم المقيم والجزاء على مل ~~ال ms243 طاعاتهم في دار الدنيا إلا من حيث نيتهم الصالحة التي كانوا نووها في دار ~~الدنيا وهو أن أحدهم كان يتمنى أن لو قسم الله تعالى له جميع الطاعات ~~احتى فعلها وداوم عليها مدى الدهر، فلما قصرت به العناية في دار التكليف ~~أعطاه الله تعالى نظير هذا التمني في الجنة فيكون له فيها ما تمناه فلحق ~~ااصحاب تلك الأعمال في الدرجات الأخروية مع راحته في دار الدنيا من ~~التعب كما ورد "أنه من نام على نية أنه يقوم من الليل فأخذ الله بروحه إلى ~~الصباح كتب له قيام ليلة" الحديث بمعناه . قال : ولنا جنة برزخية أشار إليها PageV00P000 ~~القرآن العظيم في قوله تعالى: (مثل الجنة القى وعد التنقوب فيها انهر من يمام غير ~~اان وأنهر من لبنز لر يتغير طعمد وأنهر من خمر لذة للشريين وانهلر من عسلي ~~صف) [محمد: 15]. قال: وإنما كانت برزخية لأنها لا هي محسوسة لقول ه ~~تعالى: {متكين على شر تصفوفة) [الطور: 20] ولا روحانية كقوله تعالى: ~~فى مقعد صدقي عند مليك مقندر) [القمر: 55] فوصف الله تعالى الجنان على ~~احسب تفاوت عقول الناس. قال: وقد صرح المسيح عليه السلام بما أومأنا ~~اليه من النعيم الروحاني، فقال يوما للحواريين حين أوصاهم وفرغ من ~~وصيته : فإذا فعلتم ما أمرتكم به كنتم غدأ معي في ملكوت السماء عند ربي ~~وربكم وترون الملائكة حول عرشه تعالى يسبحون بحمده ويقدسونه، وأنتم ~~اهناك متلذذون بجميع اللذات من غير أكل ولا شرب. قال: وإنما صرح ~~المسيح بذلك ولم يرمزه لأن خطابه كان مع قوم قد هذبتهم التوراة وكتب ~~الأنبياء وكانوا متهيئين لتصورها وقبولها بخلاف نبينا محمد فإنه اتفق ~~بعثه في قوم أميين أهل براري غير مرتاضين بعلوم ولا مقرين ببعث ولا ~~الن شور، بل ولا عارفين بنعيم ملوك الدنيا فضلا عن نعيم ملوك الجنة فلذك ~~اجاء أكثر أوصاف الجنان في كتابهم جثمانية تقريبا لفهم القوم وترغيبا ~~النفوسهم. قال: ولما كانت أنهار الجنة أربعة أنهار لا غير علمنا قطعا أن ~~التجلي العلمي لا يقع إلا في أربع ms244 صور ماء ولبن وخمر وعسل، فأنهار الماء ~~الأصحاب العلوم التي تدخلها الآراء وأما أنهار اللبن الحليب الذي لم يتغير ~~اطعمه لعقده أو مخضه أو تربيته فهي لأصحاب العلم بأسرار الشرع من الأئمة ~~المجتهدين وأما أنهار الخمر فهي للأمناء من أصحاب العلوم الذوقية كعلم ~~الخضر عليه السلام وأما أنهار العسل المصفى فهي لأهل العلم بطريق الوحي ~~والإيمان وصفاء الإلهام. # وأطال الشيخ في ذلك في الباب التاسع والأربعين ومائة، قال: واعلم ~~أن أهل الجنة يعطون في الجنة التكوين، فكل ما خطر له تكوينه كونه أسرع ~~امن لمح البصر فلا يزال أهل الجنة خلاقين دائما بإرادة الله تعالى ذلك ~~الارتفاع الافتقار والذلة هناك، إذ الجنة ليست بمحل لذلك وإنما محله الدنيا ~~أو النار وأطال في ذلك . قال : وفاكهة الجنة كما وصف الله تعالى لا مقطوعة PageV00P000 ~~اولا ممنوعة أي تؤكل من غير قطع فيقطف الإنسان ويأكل من غير قطع ~~فالأكل موجود والعين باقية في غصن الشجرة، وليس المراد بأن الفاكهة غير ~~امقطوعة في شتاء ولا صيف أو يخلف مكان قطعها أخرى على الفور كما ~~افمه بعضهم، فعين ما يأكله العبد هو عين ما يشهده ونظير ذلك سوق الجنة ~~اظهر فيه صور حسان فإذا نظر أهل الجنان فكل صورة اشتهاها أحدهم دخل ~~فيها فيلبسها ويظهر بها ملكه ولعينه وهو يراها في السوق ما انفصلت ولا فقدت ~~اولو اشتهاها كل من في الجنة دخل فيها وهي على حالها في السوق ما برحت. # اذكره الشيخ في الباب التاسع والتسعين من "الفتوحات"، قال: وأقرب ~~ايء شبها بذلك في الدنيا تصور الولي أي وجوده في عدة أماكن وهو ذات ~~واحدة حقيقة في مظاهر متعددة في رأى العين، ويليه بقرب الشبه صورة ما ~~اراه في المرآة المقابلة لك فقد تكون في يدك تفاحة فتراها في المرآة لا تشك ~~أنها صورة ما في يدك إلا أن الأول أشبه والله أعلم. # ووقال في الباب الثاني والثمانين وثلثمائة منها: اعلم أن الصور التي في ~~اوق الجنة مباحة فكل من اشتهى صورة دخل فيها ms245 وينصرف بها إلى أهله ~~كما ينصرف بالحاجة مشتريها من السوق وقد يرى جماعة صورة واحدة من ~~اصور ذلك السوق فيشتهيها كل واححد من تلك الجماعة فيدخلها ويلبسها ~~فيحوزها كل واحد من تلك الجماعة ومن لا يشتهيها بعينها واقف ينظر إلى ~~كل واحد من تلك الجماعة قد دخل في تلك الصورة وانصرف بها إلى أهله ~~ووالصورة كما هي في السوق ما خرجت منه ولا يعلم حقيقة هذا الأمر إلا من ~~أطلعه الله من طريق كشفه على نشأة الدار الآخرة والله أعلم. قال: والذي ~~أعطاه الكشف الصحيح أن أجسام أهل الجنة تنطوي في أرواحهم فتكون ~~الأرواح ظروفا للأجسام عكس ما كانت في الدنيا فيكون الظهور والحكم في ~~الدار الآخرة للروح لا للجسم، قال: ولهذا يتحولون في أي صورة شاءوا ~~كما هم اليوم عندنا الملائكة وعالم الأرواح. وقال: وتجوهر أبدان أهل ~~الجنة بحسب صفاء أعمالهم الصالحة في دار الدنيا من الشوائب فكل من كان ~~أكثر إخلاصا في علمه وعمله كان بدنه أشف وأنور. قال: وإذا اشتهى أهل ~~الجنة التناسل حصل، فيجامع الرجل زوجته الآدمية أو الحوراء فيوجد الله PageV00P000 ~~اتعالى عن كل دفعة ولدا وذلك لأن الله تعالى قد جعل هذا النوع الإنساني ~~غير متناهي الأشخاص لشرفه عنده. قال : ولذة الجماع هناك تضاعف على ~~الذ جماع أهل الدنيا أضعافا مضاعفة فيجد كل من الرجل والمرأة لذة لاا ~~اقدر قدرها لو وجداها في الدنيا غشي عليهما من شدة حلاوتها ولكن تلك ~~الذة إنما تكون بخروج ريح إذ لا مني هناك كالدنيا كما صرحت به ~~الأحاديث فيخرج من كل من الزوجين ريح مثيرة كرائحة المسك فيلقيان في ~~الرحم فيتكون من حينه فيها ولد وتكمل نشأته ما بين الدفعتين فيخرج ولدا ~~اصورا مع النفس الخارج من المرأة ولا يزال هذا الأمر لهم دائما كلما ~~اشاءوا. قال : ويشاهد هذان الأبوان كل من تولد عنهما من ذلك النكاح في ~~كل دفعة ثم إن الأولاد يذهبون فلا يعودون إليهم أبدا كالملائكة المتطورين ~~امن أنفاس بني آدم في دار الدنيا لا ms246 يعودون إليهم، كالملائكة السبعين ألفا ~~الذين يدخلون البيت المعمور كل يوم. قال: ولا حظ لهؤلاء الأولاد في ~~النعيم المحسوس ولا المعنوي إنما نعيمهم برزخي كنعيم صاحب الرؤيا ~~وقال: وقد يقع مثل ذلك لبعض الأولياء في دار الدنيا فينكح الولي من حيث ~~روحه زوجته من حيث روحها فيتولد بينهما أولاد روحانيون بأجسام وصور ~~محسوسات، قال: وقد وقع لنا ذلك مرات. وأطال في ذلك في الباب ~~التاسع والستين وثلثمائة. # اقلت) : وليس لأهل الجنة أدبار مطلقا لأن الدبر إنما خلق في الدنيا ~~ام خرجا للغائط ولا غائط هناك ولو أن ذكر الرجل أو فرج المرأة يحتاج إلي ~~ي جماعهم وفي ولادتها إن وقعت لما كان وجد في الجنة فرج لعدم البول ~~فيها والله أعلم. # اقال: ونعيم أهل الجنة مطلق والراحة فيها مطلقة إلا راحة النوم فليس ~~عندهم من نعيم راحته شيء لأنهم ينامون ولا يعرف شيء إلا بذوق ضده. # وقال: وأما أهل النار فينامون في أوقات ببركة محمد وذلك هو القدر ~~الذي ينالهم من النعيم ونسأل الله العافية آمين . قال الشيخ محيي الدين: وهذا ~~يد لك على أن النار محسوسة بلا شك كما أشار إليه قوله تعالى: (كلما ~~خجت زدنهر سعيرا) [الإسراء: 97] فإن النار ما تتصف بهذا الوصف إلا من ~~الكبريت الأحمر / م16. PageV00P000 # كون قيامها بالأجسام لأن حقيقة النار لا تقبل هذا الوصف من حيث ذاتها ولا ~~تقبل الزيادة، وإنما الجسم المحرق بالنار هو الذي يسجر بالنار، ذكره في ~~أخر الباب الخامس والستين من "الفتوحات" . قال : واعلم أن عدد الجنات ~~امن حيث المراتب ثلاثة : جنة اختصاص وجنة ميراث وجنة أعمال ولكل ~~وواحدة منها أهل كما ذكره الشيخ في الباب السابع والسبعين ومائتين من ~~لالفتوحات" . فأهل جنة الاختصاص الأنبياء والأطفال والمجانين أهل التوحيد ~~العلمي ومن لم تبلغه دعوة نبي، وسميت بجنة الاختصاص لأنها لم تكن عن ~~عمل سابق، وأهل جنة الميراث هم كل من دخل الجنة ممن ذكرنا ومن ~~المؤمنين وهي الأماكن التي كانت معينة لأهل النار لو دخلوها كما ورد أن ه ~~يقال ms247 للمؤمن: ل"هذا مكانك من النار قد أبدلك الله به مكانا من الجنة" وسبب ~~وقوع هذا القول للمؤمن أن الوجود كله يطلب الإنسان وليس بعض الوجود ~~ي حقه أولى من بعض فإذا أمر الله بعبده إلى الجنة بفضله وكرمه بقيت نسبته ~~امن النار تستدعي حظها وملأها وكذلك من يدخل النار تبقى نسبته في الجنة ~~اتستدعي حظها وملأها فيقال له : انظر مكانك في الجنة، لو كنت آمنت البلالله ~~عالى لدخلتها فيزداد حسرة وندامة. # اقال: وأما أهل جنة الأعمال فهم أهل الأعمال الصالحة، فمن لم يكن ~~اله عمل صالح في دار الدنيا لا يكون له في جنة الأعمال نصيب، لأن الناس. # إنما ينزلون فيها بأعمالهم فقط، قال تعالى في هذه الجنة (ادخلوا الجنة بما ~~كنتة تقملون) [النحل: 32]. وقال: (تلكم الجنة أورثتموها يما كنتر تعملون) ~~والأعراف: 43] . قال : وهذه الجنة مشتملة على بضع وسبعين جنة على عدد ~~اشعب الإيمان لا يزيد على عددها ولا تنقص، والبضع من الواحد إلى التسع ~~فمن جمع شعب الإيمان كلها فهو الذي يتبوأ من الجنة حيث يشاء. قال: ~~ووصورة مجاورة الجنان الثمانية لبعضها بعضا دوائر ثمانية جنة في قلب جنة ~~أعلاها عدن وهي قصبة الجنة بمنزلة دار الملك يدور عليها ثمانية أسوار بين ~~كل سورين جنة، ويلي جنة عدن في العلو والفضل جنة الفردوس ثم جن ~~الخلد ثم جنة النعيم ثم جنة المأوى ثم دار السلام ثم دار المقامة . قال: ~~اوككل جنة يصدق عليها اسم أخواتها، فجنة النعيم جنة خلد ودار سلام وجن PageV00P000 ~~امأوى ودار مقامة وهكذا . قال: والوسيلة الخاصة برسول الله في أعلى ~~اجنة عدن تسمى فيها دار المقامة . قال : ولسائر الجنان اتصال بهذه الوسيلة ~~اليتنعموا بشهوة طلعة صاحبها ويتفرع منها سائر الجثاب، فلها شعبة في ~~كل جنة ومن تلك الشعبة يظهر محمد لأهل تلك الجنة فهي في كل جن ~~أعظم منزلة تكون فيها. # اقال الشيخ في الباب السادس والتسعين ومائتين : ودرجات الجنة على ~~عدد دركات النار، لأنه ما من درجة إلا ويقابلها درك من النار حتى أنه ms248 تعالى ~~الما قال في أهل الجنة {ولدينا مزيد) [ق: 35] ، قال في أهل النار : {زدنهم ~~اذابا فوق العذاب) [النحل: 88] إلا أنه ليس في النار دركة اختصاص كما ~~اياتي، وإيضاح ذلك أن الأمر والنهي لا يخلو العبد إما أن يعمل بهما أو لا ~~امل، فإن عمل بالأمر كانت له درجة في الجنة معينة لذلك العمل خاصة ~~افي موازنة هذه الدرجة المخصوصة لهذا العمل الخاص إذا تركه الإنسان ~~ارك في النار لو سقطت حصاة من تلك الدرجة في الجنة لوقعت على خط ~~استواء في ذلك الدرك من النار، فإذا سقط الإنسان من العمل بما أمر فلم ~~ويعمل كان ذلك الترك لذلك العمل عين سقوطه إلى ذلك الدرك ~~اقال: واعلم أن الأعراف هو درج العمل بالأمر والنهي ودرك ترك ~~العمل بهما فما منع صاحب الأعراف من النزول إلى درك تلك الأعمال ~~السيئة إلا التوحيد وأطال في ذلك. ثم قال: واعلم أن محمدا مل ~~الجنان، فلا ولي يتنعم بجنته إلا وهو متنعم بنعمته مشارك له فيها لأن ~~الولي ما وصل إلى ذلك إلا باتباعه له فلهذا كان سر النبوة قائما به في ~~تنعمه وهو معنى قوله *: المن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل ~~ابها" فله أجر جميع الأنبياء من تبعهم لكونه نبي الأنبياء، لكل نبي أجر ~~امن تبعه من غير أن ينقص من أجرهم شيء. وقال: وأما منزلته يوم ~~الزور الأعظم على يمين العرش، ومنزلته يوم القيامة بين يدي الحكم العدل ~~ممن حضرات الأسماء الإلهية لتنفيذ الأوامر الإلهية، فكل أهل موقف يأخذون ~~اعنه في ذلك الموطن لأنه وجه كله يرى من جميع جهاته وله من كل جانب ~~أعلام من الله تعالى يفهم عنه ما يريد على لسان ملك بصوت وحرف لكمال PageV00P000 ~~النعيم والأنس، وأما شجرة طوبى فهي في منزل الإمام علي بن أبي طالب ~~اضي الله عنه وهي حجاب مظهر نور فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فما من ~~اجنة ولا درجة ولا بيت ولا مكان إلا وفيه فرع من شجرة طوبى وذلك ليكون ms249 ~~ار كل نعيم في كل جنة، ونصيب كل ولي فيها من نور فاطمة رضي ال ه ~~اعنها في حجاب ذلك الفرع ~~اوأطال الشيخ في ذلك في الباب الحادي والسبعين وثلثمائة، وقال: ~~افشجرة طوبى لجميع شجر الجنات كلها كآدم لما ظهر فيه من البنين، وذلك ~~أن الله تعالى لما غرس شجرة طوبى بيده ونفخ الروح زينها بشمر الحلى ~~والحلل اللذين هما زينة لكل لابس، فنحن على التحقيق أرضها كما قال ~~تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لما) [الكهف: 7] وأعطت من حقيقتها ~~امار الجنة عين ما هي عليه، كما أعطت النواة النخلة وما تحمله مع النوى ~~الذي في ثمرها انتهى ~~اقال: واعلم أن جميع التفاضل الواقع في النعيم بين الأنبياء إنما هو من ~~احيث جنة الاختصاص، وأما جنة الأعمال فهم فيها متساوون من حيث أن ~~كل عامل لخير له جنة جزاء عمله ويقع التفاضل بحسب المشاهد في الأعمال ~~وقوة الاستعداد وضعفه. وقال : وأما الطائفة الذين يعطيهم الله تعالى في ~~الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فهم أهل ~~التوحيد في الأفعال الذين يشهدون أعمالهم خلقا لله لا لهم حال مباشرة ~~الأعمال فيفعلونها امتثالا لأمر الله من غير أن يعينوا لهم في أنفسهم جزا ~~فكان جزاؤهم غير محدود، وذلك لأن عيونهم لم تر عملهم واذانهم لم ~~سمع به ولم تخطر أعمالهم على قلب بشر من غيرهم أو منهم لتجردهم ~~اعنها لله وحده ما عدا نسبة التكليف. قال: ويعرف أهل الجنة فيها الليل ~~ووالنهار بالكشف والرؤية والمقادير التي في الفلك الأطلس المعبر عنها ~~ابالبروج، فيعلمون بذلك حد ما كان عليهم في دار الدنيا مما يسمى بكرة ~~ووعشيا وكان لهم في هذا الزمان في الدنيا حالة تسمى الغذاء والعشاء ~~فيتذكرونها هنالك فيأتيهم الله تعالى برزق خاص في ذلك الوقت الخاص ~~ف لذلك قال تعالى: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) [مريم: 62] إذ لا شمس PageV00P000 ~~اهناك ولا قمر. قال: ومعنى قوله تعالى في الجنة أحملها دآيه) [الرعد: ~~3] أن الأكل لا ms250 ينقطع عنهم متى اشتهوه، ولا أنهم يأكلون دائما فالدوام في ~~الأكل هو عين التنعيم بما يكون به الغذاء للجسم، فإذا أكل الإنسان حتى ~~ابع فليس ذلك بغذاء ولا بأكل على الحقيقة وإنما هو كالجابي الجامع للمال ~~في خزانته، والمعدة جامعة لما جمعه هذا الآكل من الأطعمة والأشربة فإذا ~~اختزن ذلك في معدته ورفع يده فحينئذ تتولاها الطبيعة بالتدبير وينتقل ذلك ~~الطعام من حال إلى حال، ويغذيه بها في كل نفس فهو لا يزال في غذا ~~ادائم ولولا ذلك لبطلت الحكمة في ترتيب نشأة كل متغذ، ثم إن الخزانة إذا ~~اخلت من الأكل حرك الطبع الجابي إلى تحصيل ما يملؤها به وهكذا على ~~الدوام. قال: فهذا معنى قوله: أكلها دايو) [الرعد: 35] وأطال الشيخ في ~~اذلك في الباب الثامن والتسعين وثلثمائة فراجعه. # اقال: واعلم أن الحركة التي كانت تسير بالشمس ويظهر من أجلها ~~اطلوعها وغروبها موجودة في الفلك الأطلس الذي هو سقف الجنة، وجميع ~~الكواكب السيارة في النار كلها سابحة فيها كسباحتها الآن في أفلاكها على ~~احد سواء. قال: ولولا ذلك ما عرف أهل التقويم الأن متى يكون الكسوف ل ~~ولا كم يذهب من ضوء الشمس عن أعيننا فلولا المقادير الموضوعة ~~والموازين المحكمة التي قد علمها الله تعالى للمقومين ما علم أحد منهم ~~ذ لك. قال : واعلم أن الكثيب الذي في جنة عدن هو مسك أبيض وجنة عدن ~~اي قصبة الجنان وقلعتها وحضرة الملك الخاصة ولا يدخلها غير الخواص ~~الا بحكم الزيارة. وقال: وفي هذا الكثيب منابر وأسرة وكراسي ومراتب لأن ~~أهل الكثيب أربع طوائف: رسل وأنبياء وأولياء ومؤمنون، وكل صنف منها ~~امتفاضل وإن اشتركوا في المنابر مثلا قال تعالى : (تلك الرسل فضلنا بعضهم ~~اعلى بعض) [البقرة: 253] . وقال: (ولقد فضلنا بعض النبيعن على بعض) [الإسراء: ~~55] وقال: (ورفع بعضكم فوق بعض درجلت) [الأنعام: 165] يعني الخلق فدخل ~~فيه جميع بني آدم دنيا وآخرة، فإذا أخذ الناس منازلهم في الجنة استدعاهم ~~الحق تعالى إلى رؤيته فيسارعون على قدر مراتبهم ومشيهم هنا في طاعة ~~بهم، فإن ms251 منهم البطيء ومنهم السريع ومنهم المتوسط ويجتمعون في الكثيب PageV00P000 ~~اوكل شخص يعرف مرتبته علما ضروريا يجري إليها ولا ينزل إلا فيها كما ~~الجري الطفل إلى الثدي لو رام أحدهم أن ينزل في غير مرتبته لما قدر ولو ~~ارام أن يتعشق بغير منزلته لما استطاع بل يرى في منزله أنه قد بلغ منتهى أمله ~~وقصده فهو يتعشق بما هو فيه من النعيم تعشقا طبيعيا ذاتيا ولولا ذلك لكانت ~~ادار ألم وتنغيص ولم تكن جنة ولا دار نعيم، غير أن الأعلى له نعيم بما هو ~~افيهيه في منزلته وعنده نعيم الأدنى. قال: وأدنى الناس منزلة مع أنه ليس هناك ~~أدنى من لا نعيم له إلا بمنزلة خاصة، وأعلاهم الذي لا أعلى منه من ل ~~انعنيم بالكل، فعلم أن كل شخص نعيمه مقصور عليه فما أعجب هذا الحكم ~~ام إذا نزل الناس في الكثيب للرؤية وتجلى الحق تعالى تجليا عاما كان ~~التجلي واحدا من حيث العين وكثيرا من حيث اختلاف الصورة، فإذا رأوه ~~انصبغوا عن أخرهم بنور ذلك التجلي فمن علمه في كل معتقد شرعي فله كل ~~معتقد من علمه في اعتقاد خاص لم يكن سوى نور صورة ذلك المعتقد. # قال: واعلم أن الخلق في حال الرؤية لا بد أن يفنوا عنهم، فلم يقع لهم لذ ~~في زمان رؤيتهم فإن اللذة عند أول التجلي حكم سلطانها عليهم فأفنتهم عنها ~~وعن أنفسهم فهم في اللذة في حال فناء لعظيم سلطانها؛ قال: وهذا ذوق ~~اريب لا يعرفه إلا من ذاقه لا يقدر على إنكاره من نفسه. قال: وإذا وقع ~~الأهل الجنة رؤية الله عز وجل كان الناس فيها على أقسام: فمنهم من يرى ~~به بباصر العين ومنهم من يراه بكلها، ومنهم من يراه بجميع وجهه ومنهم ~~من يراه بجميع جسده وهذه تكون للأنبياء وكمل ورثتهم بحكم التبع لهم ~~وقال : وليس بين الخلق وبين ربهم هناك إلا حجاب العظمة لا غير: ~~ووهو أنهم يرونه بقدر وسعهم وطاقتهم لا غير من غير إحاطة، فقصورهم عن ~~الإحاطة هو ms252 حجاب العظمة. قال : وتشبيهه رؤيتنا لله تعالى برؤيتن ~~الشمس والقمر ليس المراد بها رؤيتنا لهما حال ضوئهما، وإنما المراد رؤيتنا ~~الهما حال كسوفهما لأن البصر عند ذلك يدرك ذات الشمس والقمر التي لا ~~اقبل الزيادة النورية ولا النقصان فهذا هو الإدراك المحقق لذات الشمس ~~ولذلك لما قيل له أرأيت ربك يا رسول؟ الله فقال: نور أنى أراه؟ يعني: ~~كيف أراه ونوره شعشعاني يخطف الأبصار لأنه ليس من جنس النور المخلوق PageV00P000 ~~بالتشبيه من حيث إدراك الذات ليكمل به النعيم لا من حيث الإحاطة فتحيط ~~بالحق تعالى كما تحيط بالشمس والقمر حال الكسوف وغيره فافهم. ثم قال: ~~فعلم أن نور الرب الذي يقع فيه التجلي يوم القيامة وفي الجنة لا شعاع له ~~اف لا يتعدى ضوؤه نفسه وذلك ليدركه البصر وهو في غاية الوضوح ~~اقال: وأقسام الناظرين إلى الحق تعالى لا تنحصر، إذ الرؤية تابعة ~~الاعتقادهم في دار الدنيا سعة وضيقا إجلالا وتعظيما وذلك ليجني كل أحد ~~امرة اعتقاده، فمنهم من حظه النظر إلى ربه لذة عقلية ومنهم من حظه لذة ~~افسية ومنهم من حفله لذة حسية ومنهم من حنظه لذة خيالية ومنهم من حله ~~الذة مكيفة، ومنهم من حظه لذة غير مكيفة ومنهم من حظه لذة ينقال تكييفها ~~وومنهم من حظه لذة لا ينقال تكييفها وهكذا، فهم درجات عند الله كما كانوا ~~في الدنيا والفطر مختلفة من أصل المزاج الذي ركبها الله عز وجل عليه. # اقال: وهذا هو السبب في اختلاف نظر الخلق بأفكارهم في المعقولات فحظ ~~ؤلاء في لذة النظر مثل ما تخيل إليهم في نظرهم سواء. # اقال: واعلم أن خواص الأولياء والعلماء لا ينظرون ربهم إلا في مرا ~~انيهم له لكونها أكمل المرايا إذ هي حاوية لجميع المرايا. قال: وغير ~~الخواص من الأولياء والعلماء ينظرون في مرايا من هم على أقدامهم من ~~الأنبياء السابقين وذلك لأن تجليه تعالى في معارف قلوب الأنبياء أتم وأكمل ~~امن تجليه في قلوب غيرهم، لا سيما في باب الإيمان بما جاءت به الرسل ~~امن ms253 الصفات التي تخيلها العقول فالكامل من لا يطأ مكانا لا يرى فيه قدم ~~الالتباع لنبيه أبدا. قال: ومن الأولياء من يطلعه الله تعالى على مستند كل ~~امعتقد فهذا يشارك الكل في نعيم الرؤية، فما أعظمها من لذة ذلك فضل ال ه ~~ايؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ~~اقال الشيخ رحمه الله: وأما النار أعاذنا الله منها، فاعلم يا أخي أن له ~~تعالى خلقها من تجلي قوله تعالى في الحديث القدسي: لاجعت فلم تطعمني ~~وظمئت فلم تسقني" الحديث. وهذا من أعظم تنزل تنزل الحق تعالى به ~~العباده لطفا بهم ورحمة، فمن هذه الصفة خلقت النار ولذلك تجبرت على ~~الجبارين وقصمت المتكبرين. قال: واعلم أن عذاب أهل النار إنما هو بما PageV00P000 ~~ايكون في النار لا بنفس النار إذ النار إنما هي دار سجن أهلها وسكناهم لا ~~اير وإنما عذاب أهلها بما يخلقه الله تعالى فيهم من الآلام متى شاء ~~فعذابهم حقيقة من الله تعالى وهم محل له، قال: ونضج الجلود في جهنم ~~اليس عن النار حقيقة وإنما هو متولد بين النار وأهلها نشأ من مجاورتهما لأن ~~انفس جمرات النار محرقة بالثار فما هي النار انظر وتأمل. وقال: وما في ~~النار من الزمهرير هو أحد أركان النار لأن الحقائق لا تتبدل وقد خاطب ال ه ~~تعالى النار بقوله: (قلنا يكنار كونى بردا وسلما على إنزهير) [الأنبياء: 69] فلولا ~~أن من حقيقتها البرد ما بردت فالنار تقبل البرد كما تقبل الحرارة سواء. # اقلت: وهذا المحل يحتاج إلى تأمل وتحرير، وقد أطال الشيخ الكلام ~~اعلى النار في الباب الحادي والستين والباب الثاني والستين من "الفتوحات" ل ~~والله أعلم. # اقال: واعلم أن النار لا تحرق من عصاة الموحدين إلا جوارحهم ~~الظاهرة فقط لأن إيمانهم يمنع من تخلصها إلى قلوبهم، فانظر يا أخي عناية ~~التوحيد بأهله كيف أمات جوارح جسده حتى لا تحس بالنار فهم كالنائم ~~اواء حتى تأتيهم الشفاعة فإذا بعثهم الله من تلك النومة وجدوا إيمانهم على ~~اباب النار ينتظرهم فإذا غمسوا في نهر الحياة ms254 الذي على باب الجنة دخلوا ~~الجنة، فلا يبقى في النار من علم أن الله إله واحد جملة واحدة، قال: ~~وومحل ظهور سلطان الغضب في جهنم إنما هو إذا دخل أهلها إليها، أما إذا ~~الم يكن فيها أحد فلا ألم فيها في نفسها ولا في نفس ملائكتها بل هي ومن ~~لفيها منهم متنعمون متلذذون يسبحون الله لا يفترون. قال: وإنما احتاجت ~~النار إلى جرها بالسلاسل كما ورد لغلبة الرحمة منها على الموحدين فتقول: ~~أتسلل شيئا فشيئا لعل الله تعالى أن يتطاول بالرحمة على عباده كما هو شأن ~~ابطانة الخير عند الملك، فإذا حق الغضب الإلهي على قوم غضبت لغضب ~~الحق كما أنه يقول: سحقا سحقا لمن أخذ بهم ذات الشمال من أمته ~~احين يقال له : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك بعد أن كان قال: أمتي أمتي ~~أول ما رأهم وهم يسحبون إلى النار . وقال في موضع آخر: إنما امتنعت ~~اهنم من الإتيان بسرعة واحتاجت إلى جرها بالسلاسل للرحمة القائمة بها PageV00P000 ~~اعلى من تنتقم منه وذلك لأنها ما فتحت عليها من حين خلقت إلا على ~~امسبح لله بحمده، لا نعرف ما هي الأحكام التي استحق بها المكلف النارالا ~~أن تعلم ذلك بإعلام من الله تعالى، فإذا جيء بها وأمرت بالانتقام من ~~الجبابرة والعصاة جذبت إليها أهلها بالخاصية جذب المغناطيس للحديد ~~وذلك لأن الشهوات والأفعال المحرمة كانت تجذبهم إلى النار ورسول ~~الله لاه آخذ بحجزهم عنها وهم يتفلتون من يده، قال: وقد أوجد الله تعالى ~~اجهنم بطالع الثور ولذلك كان صورتها الجاموس، وكان طعام أهلها إذا ~~اخلوها طحال الثور الذي هو بيت الدم والأوساخ ومحل يجتمع فيه الدم ~~الفاسد إذ الثور حيوان ترابي طبعه البرد واليبس، فناسب ذلك أهل النار أشد ~~امناسبة فيما فيه من الدمية ، لا يموت أهل النار بما فيه من أوساخ البدن والدم ~~الفاسد المؤلم لا يحيون ولا ينعمون، بل كلما أكلوا من ذلك ازدادوا مرضا ~~وسقما. # اقال: واعلم أن محل النار وما تحت مقعر أرض الجنة الذي هو ms255 سقف ~~النار وبهذه النار يكون صلاح ما في الجنة من المأكولات والفواكه كما تؤثر ~~الشمس النضج في فواكه أهل الدنيا والشمس والقمر والنجوم كلها في النار ~~افعل في الأشياء هنالك النضج في العلو، كما كانت تفعل النضج هنا في ~~السفل، وكما هو الأمر هنا كذلك ينتقل الأمر هناك بالمعنى وإن اختلفت ~~الصور والأحكام. ألا ترى أن أرض الجنة مسك وهو حار بالطبع لما فيه من ~~النارية وأشجار الجنة مغروسة في تلك التربة المسكية ، فالمسك هناك بمثابة ~~الزبل هنا في تعفين الأرض لتصيب الثمار كما ذكره الشيخ في الباب السادس ~~والثمانين. قال: واعلم أن جميع الكواكب التي في جهنم مظلمة الأنوار لا ~~نور لها فالقمر والشمس يطلعان ويغربان في النار لكن بلا نور فصورة ~~الكواكب فيها كصورة الكسوف التام عندنا، فشمس جهنم شارقة لا مشرقة. # قال: وإنما لم يكن أهل النار يشهدون نور الكواكب لما في الدخان من ~~الكدورة، وكما كانوا في الدنيا عميا عن إدراك ما جاءت به الشرائع من الحق ~~كذلك صاروا عميا في النار عن إدراك الأنوار، فليل أهل النار لا صباح ل ~~كما أن نهار أهل الجنة لا ليل له، قال: ولا يزال هذا الأمر للفريقين أبدا PageV00P000 ~~الأبدين، ولذلك سمى الله تعالى يوم القيامة باليوم العقيم لأنه لا يوم بعده. # اقال: هو يوم السبت لأن القيامة تقوم يوم الجمعة وما يجيء وقت الضحى ~~امن يوم السبت حتى يقع جميع ما في يوم القيامة من الحساب وتعمر الداران ~~ابأهلهما من ذلك الوقت، وتغلق جهنم على أهلها غلقا لا فتح بعده وترى ~~الخلق والشياطين فيها كقطع اللحم في القدر إذا أوقدت تحته نار قوية نسأل ~~الله العافية. # (قلت) : وتمام استقرار أهل كل من الدارين فيها قبل انتهاء ضحى ذلك ~~اليلوم على ما سيأتي في إنهاء الكتاب عند قول الشيخ : وينقضي بيوم القيامة ~~اجميع ما فيه من المؤاخذات ~~اقال: واعلم أن الفلك المكوكب مخلوق في جوف الفلك الأطلس وما ~~ابيهما من خلق الجنات بما فيها، فهذا الفلك أرضها والأطلس سماؤها ms256 ~~اقال: ومقعر فلك الكواكب هو الدار الدنيا ومن هناك إلى ما تحته يكون ~~استحالة جميع ما تراه إلى الآخرة، فينتقل من ينتقل من الدنيا إلى الجنة من ~~اننسان وغير إنسان وما بقي بعد ذلك فهو في النار. ذكره في الباب الحادي ~~والسبعين وثلثمائة، فعلم أن حد النار من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى ~~أسفل سافلين وذلك بعد فراغ الناس من الحساب. قال: واعلم أن أهل النار ~~الذين لا يخرجون منها أربع طوائف: المتكبرون والمعطلة والمنافقون ~~ووالمشركون ويجمعها كلها المجرمون؛ قال تعالى: (وامتلزوا اليؤم أيها ~~الجرمون* [يس: 59] أي المستحقون لأن يكونوا أهلا لسكنى النار فهؤلا ~~الأربع طوائف هم الذين لا يخرجون من النار من إنس وجن. قال: وإنما ~~اجاء تقسيمهم إلى أربع طوائف من غير زيادة لأن الله تعالى ذكر عن إبليس ~~أانه يأتينا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ولا يدخل أحد ~~النار إلا بواسطته، فهو يأتي للمشرك من بين يديه ويأتي للمتكبر من عن يمينه ~~ويأتي المنافق من عن شماله ويآتي للمعطل من خلفه. قال: وإنما جاع ~~المشرك من بين يديه لأن المشرك رأى بين يديه جهة غيبته فأثبت وجود الله ~~اولم يقدر على إنكاره فجعله إبليس يشرك بالله في ألوهيته شيئا يراه ويشاهده، ~~اوإنما جاء للمتكبر من جهة اليمين لأن اليمين محل القوة فلذلك تكبر لقوته PageV00P000 ~~الي أحس بها من نفسه، وإنما جاء للمثافق من جهة شماله الذي هو الجانب ~~الأضعف لكون المنافق أضعف الطوائف كما أن الشمال أضعف من اليمين ~~ولذلك كان في الدرك الأسفل من النار ويعطى كتابه بشماله . قال: وإنما جاء ~~المعطل من خلفه لأن الخلف ما هو محل نظر، فقال له: ما ثم شيء، قال: ~~فهذه أربع مراتب لأربع طوائف ولهم من كل باب من أبواب جهنم ج ~~اقسوير) [الحجر: 44]، قال : وهي منازل عذابهم، فإذا ضربت الأربعة التي هي ~~المراتب في السبعة أبواب كان الخارج ثمانية وعشرين منزلا عدد منازل القمر ~~وغيره من الكواكب السيارة. قال : وكان مما ظهر من تسيير ms257 هذه الكواكب ~~السيارة وجود ثمانية وعشرين حرفا، منها ألف الله تعالى الكلمات وظهر بها ~~الكفر والإيمان في العالم فترجم بها كل شخص عما في نفسه من إيمان وكفر ~~وكذب وصدق لتقوم حجة الله على عباده ظاهرا بما تلفظوا به . قال: وإنما كان ~~الجهنم سبعة أبواب لأن أبواب الجنة كذلك سبعة، وأما الباب الثامن فخاص ~~بجنة الرؤية وهو الباب المغلق في النار، ويسمى باب الجحيم فلا يفتح أبدا ~~اقال: وإنما كان الأمر كما ذكرنا لأن صورة هذه الأبواب صورة الباب الذي إذا ~~فتح انسد به موضع آخر فعين غلقه لمنزل فتحه منزلا آخر، فأبواب النار إذا ~~اللقت عين فتح أبواب الجنة. # (قلت) : وأهل كل باب مبينون، ففي القرآن فأهل جهنم هم الذين ~~كفروا بربهم، وأهل السعير هم الشياطين وأهل لظى هم كل من آدبر وتولى ~~اوجمع فأوعى، وأهل سقر هم كل من لم يصل ولم يطعم المسكين وخاض ~~امع الخائضين وكذب يوم الدين، وأهل الجحيم كل هماز مشاء بنميم مناع ~~الخير معتد أثيم إذا تتلى عليه آيات الله قال: أساطير الأولين، وأهل الحطمة ~~اهم كل هماز لماز جماع للمال يحسب أن ماله أخلده، وأهل الهاوية هم كل ~~من خفت موازينه والله أعلم ~~اقال: وإذا دخل إبليس النار يكون ملأها، فإنه لا يعذب أحد فيها إلا ~~ابليس سبب تعذيبه ومشارك له فيه؛ قال م: "ومن سن سنة سيئة فعليه ~~اوزرها ووزر من عمل بها" فبهذا الاعتبار كان ملء النار بحقيقته فإنه ما دخل ~~أحد النار إلا لموافقته له. قال: وهذا سر كون مستقره في النار في الطابةة PageV00P000 ~~الرابعة فليس هو تخفيفا عنه بالنسبة للدركات السفلية وإنما ذلك للاحاطة ~~والشمول. قال: ويكون عذابه في النار تارة بالزمهرير المضاد لنشأته، وتارةق ~~بالنار. قال: ونظير ذلك الجسم الحساس يكون حياته بخروج النفس، فإذا ~~ام نع بالشنق أو الخنق انعكس راجعا إلى القلب فأحرقه فمات، وأهل النار من ~~الجن هم الكفار لا غير لأنه ليس في الجن مشرك ولا معطل ولا منافق ولهذا ~~قال الله تعالى ms258: كمثل الشيطن إذ قال للإيسن أكفر فلما كفر قال إن ~~ب منلك [الحشر: 16] الآية . فألحق الله تعالى الشيطان بالكفار ولم يلحقه ~~ابالمشركين، وإن كان هو الذي يوسوس للإنس بالشرك حتى يشركوا، فكل ~~م شرك كافر وليس كل كافر مشركا، أما كفر المشرك فلعدوله عن أحدية الإل ه ~~الحق ليسترها عن النظر في الأدلة والآيات وتعيينها في عيسى مثلا وأما شركه ~~فباتخاذه مع الله إلها آخر ويلحق به من آمن ببعض وكفر ببعض، وتأمل قوله ~~تعالى: (لقد كفر الذيب قالوا إن الله هو المسيح أبن مييم) [المائدة: ~~72] ما قال : لقد أشرك لأنه لم يجعل مع الله إلها آخر انتهى، فليحرر هذا ~~المحل فإنه دقيق. # اقال: واعلم أن أهل النار يتزاورون لكن على حالة مخصوصة وهي أن ~~الا يتزاور إلا أهل كل طبقة مع طبقته كالمحرور يزور المحرورين والمقرور ~~ايزور المقرورين فلا يزور مقرور محرورا وعكسه بخلاف أهل الجنة للإطلاق ~~والسراح الذي لأهلها المشاكل للنعيم ضد ما لأهل النار من الضيق والتقييد . # ووقال: اعلم أنه ليس في النار من دركة اختصاص كما في الجنة لأن الناس . # إنما يعذبون في النار بأعمالهم لا غير وما أخبرنا الحق تعالى قط أنه يختص ~~ابنقمته من يشاء أبدا فما نزل من نزل النار إلا بأعماله فقط. قال: ولهذا يبقى ~~فيها أماكن خالية فيخلق الله تعالى لها خلقا يعمرونها وهو قوله تعالى: فيضع ~~الجبار فيها قدمه فتقول قط قط أي حسبي حسبي. قال: وإنما دخل زياد ~~العذاب على الطائفة التي قال الله تعالى فيهم : زدنهم عذابا فوق العداب ~~النحل: 88] من جهة أنهم أضلوا غيرهم وأدخلوا عليهم الشبه فالزيادة ~~المذكورة خاصة بالأئمة المضلين وإضلالهم من أعمالهم حقيقة فما ثم زيادة ~~إلا من هذه الحيثية فافهم . قال : وأشد العذاب على أهل النار ما يقع في PageV00P000 ~~بواطنهم من التوهمات، فإنهم لا يتوهمون قط عذابا أشد مما هم فيه إل ~~تكون في نفوسهم لوقته وإليه الإشارة بقوله تعالى: نار الله الموقدة لكي) ~~التطلع على الأنقدة حا ) [الهمزة: 6-7]. قال: واعلم أن أطول ms259 الناس ~~اكثا في جهنم من عصاة الموحدين هو من يمكث فيها نحوا من خمسين ~~أالف سنة ثم يخرج منها بالشفاعة، قال : وإنما قلنا نحوا من خمسين ولم نقل ~~اخمسين لأنا لسنا من كمال الخمسين على يقين وإنما استروحنا إلى ما قلناه ~~امن قوله تعالى: (في يوم كان مقدارو خمسين ألف سنة (المعارج: 4] والمقدار ~~إنما يكون تقريبا ولا يقطع بتحديده. قال: وينقضي بيوم القيامة جميع ما فيه ~~امن المؤاخذات لعصاة الموحدين فلا يبقى في النار بعد ذلك اليوم أحد ممن ~~ووحد الله تعالى ولو مرة في عمره ومات على ذلك فيوم القيامة متصل بيوم ~~الدنيا وليس بينهما إلا ليل البرزخ وفي فجر هذه الليلة تكون نفخة البعث وفي ~~اطوع شمس يومه يكون إتيان الحق تعالى للفصل والقضاء كما يليق بجلال ه ~~وفي قدر ركعتي الإشراق ينقضي الحكم وتعمر الداران بأهلهما كما مر فكل ~~امنهم خالد فيما هو فيه . قال: وليس عند أهل النار الذين هم أهلها نوم وإنما ~~يكون النوم فيها لعصاة الموحدين فقط وهذا القدر الذي يتنعمون به في النار ~~وويستريحون فمنهم من ينام الألف سنة ومنهم من ينام الأحد عشر ألفا ومنهم ~~أالى قريب الخمسين ألف سنة على ما مر، قال : وذلك من رحمة الله بعصاة ~~الموحدين، قال: فعلم أن أهل النار الذين هم أهلها لا ينامون لقوله تعالى: ~~ل يفتر عنهر وهم فيه مبلشون) [الزخرف: 75] يعني العذاب: وهم فيه ~~مبلسون ذكره في الباب العشرين من "الفتوحات"، قال: وإذا نام عصاة ~~الموحدين يكون نعيمهم في منامهم بالرؤية الحسنة فيرى نفسه مثلا أنه خرج ~~امن النار وصار في فرح وسرور وأكل وشرب وجماع، ثم إذا استيقظ لا يرى ~~اشيئأ كما يرى أهل الدنيا ذلك في منامهم سواء. قال: ومنهم والعياذ بالله من ~~اى نفسه في منامه ذلك في بؤس وضر وعقوبات وفراش من شوك ونحو ~~ذلك نسأل الله العافية. # قلت: فقد كذب والله وافترى من نقل عن الشيخ محيي الدين أنه كان ~~يقول: إن أهل النار يتلذذون بدخولهم النار وأنهم ms260 لو أخرجوا منها تعذبوا PageV00P000 ~~ابذلك الخروج وإن وجد نحو ذلك في شيء من كتبه فهو مدسوس عليه ~~فاي مررت على كتابه "الفتوحات المكية" جميعه فرأيته مشحونا بالكلام على ~~اعذاب أهل النار وهذا الكتاب من أعظم كتبه وآخرها تأليفا، وأنا أسأل لبل لها ~~العظيم كل ناظر في هذه الخاتمة إذا وجد دليلا لكلام الشيخ من الكتاب أوا ~~السنة فليلحقه بموضعه أو دليلا على ضد كلامه فليكتبه كذلك في موضعه فإن ~~كلام أهل الكشف لا يتمشى كله على ظاهر النقول، على أن أكثر اختلاف ~~أهل النقل وأهل الكشف إنما هو في الكيفيات والعلل، وأما الأحكام فلا ~~اخلاف عندهم فيها إذ الكشف الصحيح لا يجيء قط إلا مؤيدا للشريعة ولا ~~ايقبل من صاحبها إن قدر مخالفته لها. واعلم يا أخي أني لم أذكر عن الشيخ ~~احمه الله في هذه الخاتمة إلا بعض الأمور التي تحتملها العقول وأما ما لا ~~حتمله العقول فتركناه حتى يشاهده أهل الجنة إذا دخلوها وأهل النار إذا ~~اخلوها والحمد لله رب العالمين ~~والحمد لله الذي هدانا إلى هذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وقدا ~~اجاء بحمد الله تعالى كتابنا نفيسا يخضع له عنق كل مصنف ترك التعصيب ~~اوالحمية للنفس، فإن الشيخ رضي الله عنه كان من أكبر الوارثين كما ذكرنا ~~ااذ لك في خطبة الكتاب، وقد أخبرني شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين ~~الحنبلي الفتوحي رحمه الله بعد أن اطلع عليه وكتب عليه وبعد حلفه بالله عز ~~ووجل أنه طول عمره ما مر على خاطره حكم واحد مما فيه ولا مما في ~~االجواهر والدرر" فرضي الله عن أهل اللإنصاف، وأرجو من مدد الله ثم من ~~ادد رسول الله أن يكون جميع ما رقمناه بأناملنا منقوشا في نفوسنا ~~ومحفوظا في أرواحنا ليكون ذلك وسيلة إلى العمل ببعض ما فيه من الأخلاق ~~المحمدية والآداب الشرعية، ونسأل الله تعالى أن يخلصنا من الدنيا على ~~الرضا والتسليم وأن يخلص أهلها منا بالنظر إلى عوراتنا دون عوراتهم وأن لا ~~يضحنا بظنوننا ودعوانا ولا ms261 بما خفي علمه علينا من عظيم زلاتنا وقبيح ~~ارادتنا ودقيق خطراتنا، وكيف لنا بذلك في هذا الزمان الذي هو محل ظهور ~~العجائب والأحوال الرديئة، وقد استوفينا غالب الأعمال التي أهلك الله بها ~~الأمم السالفة والقرون الماضية وحلت بنا نبأتنا وتحكمت عمالنا فينا بأعمالنا PageV00P000 ~~وقد قرب انشقاق الفجر الأخروي بقوة عسكر الظلم والضلال وقبض العلوم ~~اعن العمل بها وفيض الضلال، فلا تختم الدنيا إلا على حثالة كما لا يرتفع ~~في منخل التحليل إلا النخالة؛ وقد وصف بعض أهل المائة السادسة زمانه ~~فقال: قد صارت حكماء أهل زماننا ذبابا وعلماؤنا ذئابا وقروده فضلاء ~~ووفهوده عقلاء وتجاره حوفية وفجاره صوفية وثعالبه زهادا وثعابينه عبادا ~~ووأتقياؤه فصاحا وأشقياؤه نصاحا وعقاربه وعاظا وحياته حفاظا، استغنوا ~~ابالفضائح عن النصائح وعن المعارف بالمغارف وعن الطيبة بالغيبة وعن أسرار ~~الغيوب بأشرار العيوب فلا الآيات السماوية تذكرهم ولا الآيات النفسانية ~~تحجبهم. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ~~أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى من كل خطا وزلل وقع من ~~الجوارحي الظاهرة والباطنة إلى وقتي هذا عدد كل ذرة في الوجود، قال ذلك ~~اكتبه مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه ومغفرته ومسامحته عبد الوهاب بن ~~أحمد بن علي الشعراني عفا الله عنه وعن والديه وعن مشايخه وجميع ~~المسلمين ~~وكان الفراغ من تأليفه في يوم الأحد حادي عشر شهر رمضان المعظم ~~القدره سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة من الهجرة الشريفة وصلى الله على سيدنا ~~امحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إلى يوم الدين وحسبنا ~~اله ونعم الوكيل، وأنا أستغفر الله العظيم وأتوب إليه من الأقوال والأفعال ~~ووالحمد لله رب العالمين PageV00P000 ms262