######OpenITI# #META#Header#End# # الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~الله التحمن التي ~~[2/أ]، [2/ ب] ~~الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد ~~ان سيدنا ومولاتا محمدا عبده ورسوله إلى جميع المكلفين. # الهم فصل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى ألهم وصحبهم ~~اجمعين، صلاة وسلاما دائمين أبد الآبدين ودهر الداهرين، آمين آمين آمين. # ابعد فقد كان سبق مني تأليف كتاب عيم في الأجوبة عن الأنبياء والمرسلين ~~االصحابة والتايعين، وتايع التابمين إلى عصرنا هذا، وهو سنة إحدى وستي ~~تسعمائة، فما تركت من شيء بلغني أنه نقل عن الأنبياء ومن بعدهم، لا يقبل ~~الأويل عن(1) بعض العلماء إلا وأجيب عنه، وقرىء بحضرة طلبة العلم مرات ~~استسنوه وهر في ملدين صتمين ~~اهذا كتاب ذكرت فيه الأجوبة عن صفات الحق جل وعلا، ورد ما يتوهمه ~~الملحدون، وضعفاه الحال في العلم بحسب مقامي؟ غيرة على جناب الحق جل ~~اعلا أن يتوهم أحد فيه ما لا يليق بجنابه تعالى. # اقد أطلعت عليه بعض العلماء الأكابر فاستحسته، وقال : هذا كتاب حقه أن ~~كتب ينور الأحداق. انتهى ~~اهو صادق فيما قال ، فإن جميع ما فيه إنما منزعه(2) الكشف الصحيح، المؤيد ~~ابالآيات والأخبار، وقواعد المتكلمين، وقد سميته: ~~القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية. # نفع الله به المسلمين أمين. # قد حيب إلي أن أبين لك يا أخي نبذة من شروط من يتصدر للجواب عن ~~(1) كذا في المخطوطات، ولعل الصواب (عند). # (2) المنزع : ما يرجع إليه الرجل من رأيه وأمره وتدبيره. تاج العرومن (نوع) PageV00P000 ~~القواصد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~الأمور التي يتوهمها الملحدون والعوام في جانب الحق جل وعلا، فأقول وبال ه ~~الوفيق: ~~ااعلم يا أخي أن من جملة شروط من يتصدر للرد على الملحدين في أيات ~~الصفات : أن يكون متبحرا في جميع علوم الشريعة المطهرة، من تقسير وحديث ~~افه وأصول، وتحو ومعاني وبيان ولغة، عالما يالخلاف العالي والنازل، وبما عليه ~~امهور أهل السنة والجماعة، وما عليه من خالفهم، مطهرا من جميع الذنوبب ~~الظاهرة والباطتة(1)، بحيث لا يكون ms001 في سريرته شيء يكرهه الله عز وجل ~~ذلك ليصح له الجواب عن جناب صفات الله عر وجل، ويدخل حضرة الل ~~انعالى، ويعرف آداب أهلها مع الله عز وجل وصفاته، فلا يضيف إلى جانب الحق ~~العالى شيئا، لا يضيفه إليه أهل الحضرة من الأنبياه والأولياء [3/ب] والملائكة. # علم أن من كان في سريرته شيء يكرهه الله تعالى، أو لم يتبحر في علوم ~~االتريعة واللغة، أو كان يجهل شيئأ من مجارات العرب واستعاراتها؛ فلا يصح له ~~ام العلماء بالله، ولا مقام الجواب عن أهل حضرته لعدم دخوله لها ~~اكان سيدنا علي الخواص(2) رحمه الله يقول : من لم يدخل الحضرة فلا يصح ~~الله الجواب عن أحد من أهلها، بل ربما كان جوابه عته كالهجو له، قال: وأمهات ~~ااب الحضرة الإلهية عندي عشرة الاف أدب، وأما فروعها فلا تنحصر. # سمعت سيدي عليا المرصفي(2) رحمه الله تعالى يقول: يحتاج من يريد ~~1) كيف هذا وقد قال سيدنا محمد : "كل اين آدم خطاه، وخير التطائين التوابون"، اللهم إلا أن ~~ايد الشيخ رحمه الله أن من تاب من الذنب عاد كمن ( دنب له إشارة إلى الحديث الصشهور. واله ~~أعلم ~~42 علي الخواص : هو علي البرلسي الخواص، أحد العارفين بالله تعالى، كان أمبا لا يقرأ ولا يكتب ~~ع ذلك كان بتكلم على الكتاب والسنة وأحوال القوم ومقاماتهم بكلام تفيس عالي، ويتكلم على ~~واطر الناس ويكاشفهم، توفي ستة (939) ~~(43 علي بن خليل المرصفي الشيخ العالم الصالع المربي، السالك الرباتي ولي الله تعالى ، العارف به ~~ار الدين المرصفي، كان متجمعا ملازما للذكر والعبادة والتواضع والخير، اجتمع عليه الفقرا ~~اصر وصار هو المشار إليه فيها لاتقراض جميع أقراته، اختصر الرسالة القشيرية بكتاب سماه ~~االرد الحذب" وكان يقرىء فيه المريدين. توفي يوم الأحد حادي عشر جمادى الأولى ستة ~~(930) PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~الجواب عن الصفات إلى كشف تام؛ بحيث يتكلم بالأمور على ما هي عليه في ~~فسها، لا يخالطه في ذلك فكر، ولا إمعان نظر في كتب، كلام](1)، جامعحا بين ~~اميع ما قاله ms002 المتكلمون سلفا وخلفا؛ بحيث يدخل حاصل معتمد كلامهم كله في ~~لك الجواب، ولا يخالفه شيء من كلامهم ~~سمعته [3/أ] رضى الله عنه يقول : إذا كان من يجيب عن الأنبياء عليهم ~~الصلاة والسلام قل أن يوافق مقامهم على المطابقة، فكيف بمن يتكام على صفات ~~الحق جل وعلا ، الذي لا يحيط الأكابر به علما"1 ~~محت شيخنا شيخ الإسلام زكريا(2) رحمه الله تعالى يقول: يعجب عنلي ~~اعلى العالم بالله عز وجل إذا أجاب الملحدين في جانب الصفات، ورد أقوالهم، أن ~~استشعر المشجل من الحق جل وعلا، ويقول في نفسه: والله لولا الغيرة على جناب ~~الحق جل وعلا من الخوض فمي صفاته تعالى بغير علم ما جوزنا لأمثالنا أن يجيب ~~عن ذلك. # اكان أخي أفضل الدين رحمه الله إذا سمع أحدا يخوض في آيات الصفات. # أخبارها بغير علم يقول : دستور يا ألله آن أجيب هذا الملحد في صفاتك بقدر ~~سحي ~~اكان يقول : يجب على كل عارف أن ينهى إخوانه عن الخوض في معاني آيات ~~االصفات بجهلهم(3) بمعانيها، وهذا النهي واجب ما لم يصل أحدهم إلى مقام ~~الكشف الصحيح ~~اكان سيدي على الخواص رحمه الله يقول : كن مع ربك في حال وجودك كما ~~كنت معه في حال عدمك، قإن جميع الأمور التي تقع في عالم الدنيا وعالم الآخرة ~~1) كذا في (أ) وقي (ب) : كلامنا. ولعل الصواب (كاملا)، والله آعلم . # 2) زكريا بن محمد بن آحمد الأنصاري السنيكي المصري الشافعي، أبو يحيى شيخ الإسلام، الفقيه ~~أصولي المكلم اللغوي، نشأ فقيرا معدما كان يجوع في الجامع الآزهر فيخرج بالليل يلتقط قشور ~~الطيخ فيعسلها ويأكلها، ولاه السلطان قاتيباي الجركسي قضاة القضاة، قلم يقبله إلا بعد إلحاح ~~امراجعة، من مؤلفاته الكثيرة "أسنى السطالب شرح روض الطالب"،"فتح الوهاب بشوح منهج ~~الطلاب" و"غاية الوصول شرح لب الأصول" ولمشرح ألفية المراقي" و"شرح إساغوجي9، توفي سنة ~~3) كذا في النسختين، وفي هامش (أ): لحله لجهلهم PageV00P000 ~~الواصد الكشفية الموضحة لمحاني الصفات الالهية ~~م قسمت، ونعوت أجريت، كيف تجتلب بحركات، أو تنال بسعايات، ومع ms003 ~~ال ا ا ا ا ا ا ال ~~اقال تعالى: (واتجرى كل نفي يما كسيت) [الجائية: 22] وبما عملت، وقال ~~اعالى في أهل الجنة : (جزله بما كانوأ يعملون) (السجدة: 17]، وقال في أهل النار: ~~ه ا د ~~جزلءا يما كانوأ يايلتا يتخحمدون) [فصلت: 28]، وقال في الحديث القدسي : "إنما هي ~~إلا نفسه" (1) وإن لم يكن ذلك من الحق تعالى حبا وتقريبا فهو ابتلاء وامتحان ~~اليين لعباده صدقهم في دعواهم الأدب معه، أو كذيهم فيه [4/ب]. # فمن قال عن شيء من مقدورات الحق تعالى: إنه ناقص، أو لو فعل الحق ~~انعالى خلافه كان أولى فهو كافر، وكأنه ادعى أنه أعلم وأحكم من الله تعالى. # من تمنى غير ما أوجد الله تعالى فكأنه يقول: يارب غير جميع ما سبق في ~~المك لأجل عقلي، وهو جهل وخطأ بإجماع جميع الملل. # سمعت سيدي عليا المرصغي رضي الله عنه يقول : وظيفة العبد في هذه الدار ~~انما هو الاشتغال بالعمل بما أمره به ربه لا غير، وإن اشتقلى بغير ذلك فقد ضيع ~~مره في الباطل، ومن توقف عن العمل بشيء حتى يعلم ماذا أراد الله به فهو ~~اعيف الإيمان، وقد ورد في الصيح مرفوتما: "جفت الأقلام وطويت ~~الصحف"(2) أي : مضت المقادير بما سبق به علم الله تعالى في الآزل، فلا يزاد فيه ~~لا ينقص. # إن قلت: فإذا السعادة والشقاوة لا أول لها؛ لأن العلم الإلهي لا أول له، وإذا ~~(1) أخرجه مسلم في الحديث المشهور (2577) الذي في أوله: "يا عبادي اني حرمت الطلم على ~~اي.. . الخ4، وفيه "إنما هي أعمالكم أحصيها..40، وآخوجه ابن أبي شيية (237/7) عن ~~اسان بن عطية قال بلغني أن القه تبارك وتعالى يقول يوم القيامة يا بني آدم إنا قد أنصتنا لكم منذ ~~خلقتكم إلى يومكم هذا فأنصتوا لتا تقرا أعمالكم عليكم فيمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد ~~ارا فلا يلومن إلا تفسه، فإنما هي أعمالكم نردها عليكم" . # 2) أحرجه بهذا اللفظ للمطيراني في "الكبيره (12988)، وآخرجه الضياء في "المختارة" (25/10) ~~لفظ "جفت الأقلام، ورفعت الصحفة، والترمدتي (2516) يلفظ: "رفحت ms004 الأقلام وجفت ~~الصحف" PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~ان لا أول للسعادة والشقاوة فما محنى حديث: "والشقي من شقي في بطن ~~أمه"(1) ~~فالجواب [أن])(2) معناه: من سبقت شقاوته عن السؤال عنه وهو في بطن أمه ~~احين يقال: "أشقي أم سعيد"(3) وهذا لا ينافي أن الشقي شقي الأزل، وإنما قال ~~لك ب لأنه أول زمن اشتهار أمره لملائكة التخليق فمن بعدهم، وإلا فلله تعالى ~~أان يظهر على شقاوته أو سعادته قبل ذلك من شاء من عباده، كما تقل عن بعض ~~العارفين أنه كان يقول: لم أزل أعرف تلامذتي وأربيهم في الأصلاب من يوم: ~~الست يرتكم) [الأعراف: 172]، وتقل أيضا عن بعض الأولياء أنه كان يقوم لوالد ~~ايدي إبراهيم المتبولي(4) كلما مر عليه، ثم ترك فقيل له في ذلك، فقال: إنما كنت ~~اقوم لولي كان في صلبه، وقد انتقل الآن إلى بطن أمه . انتهى [4/أ]. # اقال بعض أشياخي أيضا: إن أول ما يظهر لملائكة التخليق سعادة عبد أوا ~~اشقاوته من تكوينه في بطن أمه، فهناك يطلع الله تعالى على ذلك الملائكة، أو من ~~ااء الله من الخواص، كما يطلعهم على رزقه وأجله كذلك وهو في بطن أمه ، ولا ~~ارق لأحد ممن ذكر في العلم بسعادة أحد وشقاوته قبل وجوده في بطن أمه؛ لأن ~~لك من علم سر القدر الذي انفرد الحق تعالى بعلمه دون خلقه إلا من ارتضى، الا ~~ملائكة تخليق النطفة في الرحم كيف تستخرج ما عند الله تعالى من علم حال ~~(1) أخرجه الطراني في "الكبيره (3036). و"الصغيره (774)، والبزار (1447)، وقال السيوطي في ~~الدرر المخرة" (ص 12) : رواه الطلبراني في "الصغير4، والبزار بسند صحيح ~~(42 زيادة من المحقق ~~43 طرف حديث آخرجه اليخاري (6222)، ومسلم (2645) . # 44 إيراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأتصاري المتولي ثم القاهري الأحمدي، قدم من بلده متبول ~~العربية إلى صدا فأقام يضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة، ونزل بظاهر الحسينية فكان يدير بها ~~ارعة، وباشر بنقسه العمل فيها من عزق وتحويل، وغير ذلك من مصالحها، سكن زاوية بالقوب ~~درب السياع وصار التقراء ms005 يردون عليه فيها، ويقوم بكلفتهم من زرعه وغيره، قاشته آمره ~~زايد خيره، وكثرت أتباعه بحيث صار يخبز لهم كل يوم زيادة على أردب، وهرع إليه الأكاب ~~لا عمن دونهم لزيارته والتبرك به، وتزاحم عليه الناس في الشفاعات، فكان يقوم بها على أكمل ~~جه، توه سنة (877). PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~الله عالي ما شامه(1) اي : بظهر من قصاته ما شاء ما سيق به علمه ~~وحكمه، وتحلشت به ارادته. # اكان أبو المظفر السمعاني رضي الله عنه يقول: سبيل معرفة هذا الباب ~~القيف على ما ورد في الكتاب والسنة، دون محض القياس ومجرد العقول، ومن ~~ادل عن التوقيف، فقد ضل وتاه في بحار الحيرة، ولم يصل إلى ما يطمتن به قليه ~~اأه أي : العلم الذي استأثر الله تعالى به، إنما هو من علم سر القدر الذي ضربت ~~اونه الأستار" فلا يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فلا تصل إليه علوم ~~الأحكام الله تعالى فيه، وعدم الاعتراض، وإقامة الحجة لنفسه. # اان قال قائل: فكيف قال في حديث مسلم: "فحج آدم موسى" برفع الميم ~~امن آدم، حين اجتمع موسى هو وآدم في السماء، وقال له: "يا آدم أنت أبو اليشر ~~ال لذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، كيف أكلت من الشجرة وأخرجتنا من ~~الجنة؟ فقال له : وآنت يا موسى الذي اصطفاك الله تعالى بكلامه وكتب لك التوراة ~~اده، أتلومني على أمر قذره الله تعالى علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟"(3)، ~~اكيف ساغ لأدم عليه الصلاة والسلام آن يعير عن تقدير الله تعالى القديم بأربعين ~~اسنة مع سعة علم الأنبياء؟ # فالجواب: أن مراد آدم عليه الصلاة والسلام أربعون فأكثر، أو أن مراده ~~االأربعين سنة المدة التي ظهر فيها للملائكة التقدير في اللوح المحفوظ ، لا في أم ~~الكتاب الذي هو مكنون علم الله النفسي، ويؤيد هذا ما ورد أن آدم عليه الصلاة ~~والسلام قال: لايا موسى بكم وجدت الله تعالى كتب التوراة قبل حلقي؟ فقال: ~~ااربعين ستة"(4) ، فهذه الرواية مصرحة ببيان المراد بالتقدير، ولا ms006 يجوز أن يراد به ~~احقيقة علم القدر، فإن تقدير الله تعالى المقادير لا أول له. # اأما معنى قول تبينا : "فحاج ادم موسى" برفع الميم من آدم كما مر ~~(41 طرف من حديث البخاري ومسلم السايق ~~2) في (ب) : عقول. # 3) اخرجه مسلم (2652) وهو متفق عليه بألفاط أخرى ~~السلام) PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~فليس المراد به تشريع إقامة الحجة لنا على ربنا سبمانه وتعالى كما قد يتوهم ~~ات من الكتاب والسنة، من وجوب التوبة والتدم من كل ذنب، وعدم الاحتجا ~~اعلى الله تعالى بأنه قدر ذلك علينا قبل أن نخلق. # ومن هنا قالوا: نؤمن بالقدر ولا نحتج به ، وقد فتح آدم عليه الصلاة والسلام ~~اذا الباب لذريته بقوله: (رمتا طلتتا أنفستا وإن لز تغفر لنا وترحمتا لنكونن من ~~السرين) [الأعراف: 23] فقام بأدب العبيد مع ربهم، مح علمه عليه الصلاة ~~ما ~~عل ~~االسلام بأن ما وقع عليه من الأكل من الشجرة كان بقضاء وقدر، لا مرد له ~~حوأبب ~~أقدر ~~ايأتي إيضاحه في أول الباب الثاني إن شاء الله تعالى، في الكلام على ال ~~السيد آدم عليه الصلاة والسلام، في أكله من الشجرة بعد النهي [5/أ]. # فعلم أن أحدنا لو وقع في معصية، وقال هذا: أمر قدره الله علي ~~فه، فلا يجب على توبة منه، فهي حجة داحضة، لا يخرج بها عن اللوم واستحقاق ~~العقوبة، وان كان قوله هذا صدما؛ لأنه يجب علينا أن نؤمن بالقدر، ولا نحتج به . # اقد قلت مرة لشيخنا شيخ الإسلام زكريا رحمه الله تعالى: إن قوله ~~ع ~~مشل ~~فحجح أدم موسى" برفع الميم، يوهم ما لا يخفى من إقامة عذر العبد عند ربه ~~ميع ما يقع فيه من المعاصي ~~لفقال رضي الله عنه : هذا لا يكون إلا لو وقع هذا القول من آدم في ~~كليف؛ لأن من المعلوم أن وقوع هذه المحاجة ما كان إلا بعد موت ~~موسى [6/ب] وذلك الموضع ليس موضع تكليف، حتى يصح اللوم الذي ~~امن موسى لآدم عليهما الصلاة والسلام، ولا لوم على موسى؛ لأنه ms007 لا يجهل ~~لك، أما العاصي منا الآن فإنه في دار التكليف، وجار عليه أحكام المكلفين ~~اخلاف آدم عليه الصلاة والسلام، فكأن في وقوع اللوم على أحدنا والزج ~~ح ~~العقوبة زجر لغيره من العصاة. # اقال: ومما يؤيد أن المحاجة المذكورة كانت في غير دار التكليف: أنه ~~اسليم موسى لآدم، وعدم اعتراضه عليه لما احتج عليه بالقدر ، ولذلك ورد مرفو ~~ااذا ذكر القدر فأمسكوا"(() أي : عن الاحتجاج انتهى: ~~(1) أخرجه الطبراني في "الكبيره (1427)، والحارث كما في الزوائد" (742)، وقال الحراقي في ~~ريج أحاديث الإحياء: رواه الطبراني من حديث اين مسحود بإممتاد حسن PageV00P000 ~~القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: في قوله : "فسج ادم موسى. # أي : غلب آدم موسى بإقامة الحجة عليه؛ من حيث إن ادم علم بنيه بما قاله لموسى ~~الأدب والتسليم مع الله تعالى في أقداره، فكأنه يقول لموسى: يا ولدي انقلر أولا ~~ال من ناصية العباد بيد تصريف، ثم انظر إلى كسب العبيد، وأقم العذر لهم في ~~الأول باطنأ دون الثاني، وذلك لما كان عليه موسى من شدة الغيرة لله تعالى إذا ~~انهكت حرماته، قأراد آدم أن يخفف عنه بشهود تقدير الله تعالى السابق، وأن من ~~ال ملة كمال الوجود أن يكون فيها طائع وعاصي؛ لتحكم حضرات الأسماء قي أهلها ~~االعز والذل، والنصرة والخذلان وغير ذلك، فالكامل من أقر بكمال الوجود على ما ~~او عليه، من حيث الحكمة الإلهية، وامتثل ما أمر الله به ، وانتهى عما نهى الله ~~قال وفي بعض الكتب المنزلة: أنا الله لا إله إلا أنا، قدرت المقادير، ودبرت ~~الدابير، وأحكمت الصنع، فمن رضي قله الرضى مني حتى يلقاني، ومن سخط فله ~~السخط مني حتى يلقاني. انتهى ~~افي الحديث القدسي يقول الله عز وجل: "إن من عبادي من لا يصلح له إلا ~~القر، ولو أغتيته لقسد حاله، وإن من عبادي من لا يصلح له إلا الغنى، ولو أفقرته ~~اللسد حاله، وإن من عبادي من يصلح له إلا البيلاء، ولو صححت بذنه لفسل ~~حاله ms008"(1). انتهى ~~اياك يا أخي والاعتراض على شيء من أفعال القدرة الإلهية إلا بطريق شرعي ~~ايقبح القييح، ويحسن الحسن عند ذلك تبعا للشارع. # اقد بلغتا أن بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ابتلاه الله تعالى بالفقر ~~اوالجوع والقمل عشر سنين، فكان لا يتهنى بأكل ولا نوم، فكان يشكو حاله إلى ال ه ~~التعالى فلا يعجيبه، فقال: يا رب أما تنظر إلى ما أنا فيه من البلاه، فأوحى الله عز ~~اجل إليه : كم تشكو على حالك؟ مكذا كان بدو أمرك عندي في أم الكتاب قيل أن ~~أخلق الدنيا، أفتريد أن أغير ما سبق في علمي من أجلك؟ أم تريد أن أبدل ما قدرت ~~41 آحرجه أبو تعيم في "الحلية" (318/8) عن سبدتا أنس رضي الله عته، وقال صاحب "كنز العمال ~~201/1) فيه صدق ابن عبد الله السمين، ضحفه أحمد والبتاري والتسائي والدارقطتي، وقال أبو ~~ااتم محله الصدق، وأنكر عليه القدر فقط PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمحاني الصفات الللهية ~~عليك، فيكون ما تحب فوق ما أحب أنا، ويكون ما تريد فوق ما أريد، [6/أ] ~~عرتي وجلالي لثن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى لأمحون اسمك من ديوان ~~النبوة(1). انتهى [7/ب]. # سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: من كمال الوجود تفاوته في ~~المقامات وفي الذوات، فمنه الرئيس والمرؤوس، ومنه العامي والعالم، والصالح ~~والأصلح، والطاهر والأطهر، والنجس والأنجس، وكل ذلك كامل من حيث بروزه ~~امن خزانة الجود والفضل، كما أشار إليه الإمام الغزالي(6؛ رحمه الله تعالى بقوله: ~~ايس في الإمكان أبدع مما كان(3)، أي : لا يصح أن يرقى مخلوق عن الحالة التي ~~اق بها العلم الإلهي أبدا، فالنبي نبي في الأزل، والولي ولي في الأزل، والكافر ~~اافر في الأزل، والمنافق منافق في الأزل، والعاصي عاصي في الأزل، وهكذا. # امن قال: إنه يمكن أن يكون في الإمكان أبدع مما كان، يقال له : فهل هذا ~~الإبداع مما كان تضمنه العلم الإلهي آم لا؟ فإن قال: مما تضقنه الحلم الإلهي، قلنا ~~ه:. وهذا عين ما قلناه، وإن قال: مما لم يتضعنه العلم ms009 الالهي* قلنا له : هذا محال ~~الزوم الجهل بالأمور في جانب القدرة الإلهية . انتهى ~~وسمعته رضي الله عنه يقول أيضا: قد عم جود الحق سبحانه وتعالى الوجود ~~له أعلاه وأسقله، فلم يخص بجوده وفضله أحدا دون أحد، فالملانكه يستمدون ~~جوده، والأولياء يستمدول من جوده، والمؤمنون يستمدون من جوده، والعصاة ~~استمدولن من جوده، والكفار والمنافقون يستمدون من جوده، كما أشار إليه قوله ~~االى: كلا نيد هكؤلاء وهكؤلاء من عطاء ريلك وما كان عطاء ريلك محظورا ل) ~~الإسراء: 20]. # 1) لا بخفي عليك أن هذا الكلام إن لم يصح بسند صحيح فهو باطل، ذلك لأن سيدنا محمدا ي ~~عاذم الغقر ومن الجوبع، وقال: "سلوا الله العافية"، وقال: "عاقيتك أوسع لي9. والله أعلم ~~(42 الغزالي: مححد ين محمد ين محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد، حجة الاسلام، الفقيه الأصولي ~~المتكلم، أستاد الأساتيذ، الفيلسوف الكبير، والعالم التحرير، رحل إلى تيسايور ثم إلى بغداد ~~الجاز فبلاد الشرام فمصر، وعاد إلى بلدته، من آشهر كتبه: هاحياء علوم الدين و"الاقتصاد في ~~لاعتقاده وامقاصد الفلاسفة" و"تهافت الفلاسفة4، توفي سنة (505ه). # (3) كلمة الآمام الغزالي هذه قد احتلفب العلماء فيها بين مؤيد لها ورافض حتى آلف في ذلك رسائل ~~اها رسالة ليرهان الدين إيراهيم بن عمر اليقاعي المتوفى سنة (885ه) سماها: 8تهذيم الأركان في ~~اس في الإمكان أبدع مما كان". PageV00P000 # القولعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~وسحعت سيدي عليا المرصقي رحمه الله يقول : صدقة الحق تعالى عامة سابخة ~~اعلى جميع عباده، فتارة يتصدق من خزائته بالجواهر مثلا، وتارة بالذهب، وتارة ~~ايالفضة، وتارة بالفلوس، وأعلى ما تصدق به الحق سبحانه وتعالى على عباده هو ~~امد ثم سائر الأنيياء والأصفياء، على اختلاف طبقاتهم، فالأنبياه مثال ~~الجواهر النفيسة، والأولياء متال للذهب، والمؤمنون مثال للفضة، والفلوس مثال ~~لحاة حال عصيانهم، فقد علست آن جوده سبحانه وتعالي مطلي، بحسب ما سيق ~~الحلم، وذلك لانفاقه وتصدقه على عباده بجميع ما قسمه لهم، من التحف ~~الذي(1) في خزائنه. # لان قلت: فما وجه صدقته علينا بالكفارة ~~الحواي: وجه ذلك ما نأخذه ms010 من بعضهم من الجزية في الدنيا، وكون أحدنا ~~اطى يوم القيامة كافرا، ويقال له : هذا فداؤك يا مسلم من النار(2)، فاعلم ذلك. # ااياك أن يخطر في نفسك رائحة اعتراض على فعل القدرة الالهية، وتقول: ~~لم لم يجعل الحق تعالى الخلق كلهم سعداء، ولم يحوج المسلمين إلى فداء ~~الانا نقول لك: إن هذا لم يسبق به العلم الإلهي، وما سبق إلا آن يكون الكافر ~~فذداء لتا، فكان ذلك من كمال الوجود، فمسن تمتى غير ذلك فهو من أجهل الجاهلي ~~كمال صنع الله تعالى وتدبيره، وكأنه يقول: يا رب غير ما [8/ب] أبرزته وأبرزه ~~على كذا دون كذا لأجلي. # الفاعلم ذلك يأ أخي واعمل على جلاء قلبك من الصدأ والغبار، حتى تصير ترى ~~اما فعله الله تعالى أحسن مما تطلبه أنت. # اوكان الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى يقول: إياكم والاعتراض على شي ~~امن أفعال القدرة الإلهية، فيخشى عليكم الكفر ~~سيأتي في عقيدته [7/أ] أول الباب الآتي قوله رضي الله عنه : اعلم أنه تعالى ~~(1) كذا في النسختين، والأولى (التي)، والله أعلم ~~(42 الحديث أخرجه اين ماجه بلفظ: "دفع إلى كل رجل من السسلمين رجل من المشوكين فيقال هذا ~~ا5 من النار4* قال صاحب "مصياح الزجاجة: إستاده ضعيف لضحت كثير وجبارة، وقد أعله ~~الخاري. انتهى، وأخرجه مسلم (2767) بلقظ : "إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا ~~نصرانيا فيقول هذا فكاكك من التار" وقريب منه عند الإمام أحمد وغيره PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~اع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه، فإن أنعم فنعم فذلك فصله، وإن أبلى ~~فعذب فذلك عدله، لم يتصرف في ملك غيره حتى ينسب إلى الجور والحيف، ولا ~~لا لا ال ال ال ا ال ~~دله ~~اخرج العالم قبضتين، وأوجد لهم منزلتين، فقال: هؤلاء للجنة ولا أبالي، ~~اهؤلاء للنار ولا أبالي، ولم يعترض عليه معترض مناك؛ إذ لا موجود كان ثم ~~سواه، فالكل تت تصريف أسمائه، فقيضة تحت أسماء بلاثه، وقبضة تحت أسماء ~~الال(1). # الو أراد أن يكون العالم ms011 كله سعيدا لكان، آو شقيأ لما كان في ذلك من شان ~~كنه سبحانه لم يرد ذلك، فكان كما أراد، فمنهم الشقي والسعيد هنا وفي يوم ~~المحاد ~~ال قلا سبيل إلى تبدل ما حكم به القديم، وقد قال تعالى في حديث فرض ~~الصلاة : "هي خمس وهن خمسون ما يبدل القول لدي"(2) وما أنا بظلام للحبيد: ~~الصرفي في ملكي، وإنفاذ مشيتتي في ملكي، وذلك لحقيقة عميت عنها البصائر، ~~اولم تعثر عليها الأقكار والضمائر إلا بوهب إلهي، وجود رحماني لمن اعتتى اله ~~الى به من عباده، وسبق له ذلك في حضرة إشهاده ~~فعلم حين أعلم أن الألوهية أعطت هذا التقسيم، وأنه من رقائق القديم. # سبحان من لا فاعل سواه، ولا موجود بذاته إلا إياه (والله خلقكز وما تعملون ~~4 (الصافات: 96)، و9لا يتل عما يفعل وهم يتتلوب ج) (الانبياء: 23]، ~~فلله الحبة البللغة قلو شكء لهدنكم أجمعين) [الأنعام : 149] فما في الوجود طاعة ~~الا عصيان، ولا ربح ولا خسران، ولا شيء من جسيع المتضادات والمختلفات ~~االمتماثلات إلا وهو مراد للمحق، تعلقت إرادته في الأزل بإيجاده. # الو اجتمع الخلق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما ~~1) في هامش (أ) : أي تعماله ~~(2) أخرجه البخاري (342) و(3164)، ومسلم (163). وأما قوله : "وما أنا يظلام للعبيد... إلخ ~~قليست من الحديث، والله أعلم PageV00P000 ~~الواعد الحخفية الموضحة لساني الصفات الانهة ~~أرادوه، أو أن يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى لهم إيجاده، وأرادوه ما فعلوه ولا ~~اسسمتطاعوه؛ لحدم إقداره تحالى لهم عليه ~~ل الكفر والإيمان والطاعة، والعصيان من مشيئته وحكمه وإرادته، ولم يزل ~~اسسحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا والعالم معدوم، ثم أوجد العالم من غير تفكر ~~لا تدبر عن جهل فيعطيه التفكر والتدبر علم ما جهل ، جل وعلا عن ذلك، بل ~~أوجده عن العلم السابق، وتميين الإرادة [9/ ب] المنزهة الأزلية، القاضية على ~~العالم بما آوجدته عليه، من زمان ومكان، وأكوان وألوان، فلا مريد في الوجود ~~اعلى الحقيقة سواه، إذ هو القائل سبحانه: وما تشلمون إلا أن يشلة اللة [الإنسان: ~~3] وأطال ms012 الشيخ في ذلك في "الفتوحات المكية" فراجعه. # وسمعت سيدي عليا الخواص رضي الله عنه يقول: من سوء الأدب مع الل ~~عالى إضافة الصفات التي وصف بها نفسه إليه تعالى، على حذ ما يتعقله الناس، أوا ~~اأويلها بغير ما ورد به صريح الإذن في السنة، إذا وردت في غير إيمان بها على ~~اعلم الله تعالى فيها، فإن العلم لم يضف تلك الصفات إلى ربه، وإنما الحق تعالى ~~او الذي أضافها إلى نفسه على ألسنة رسله، سواء صفات الكمال في العرف، أو ~~ايرها كالاستهزاء والسخرية، والخدام والمكر والتسيان، ونحو ذلك؛ فإن هذه ~~الصفات وإن كانت نقصا فينا، فهي كمال في جانب الحق تعالى. # اكان يقول [8/أ] : من عرف الله تعالى بصفات التنزيه فقط، أو التشبيه فقط ~~هو على النصف من مقام المعرفة، والكامل من عرف الله تعالى من هدين ~~الطريقين، أما التنزيه فهو الأصل، وأما الصفات التي يعطي ظاهرها القرب من ~~افات الخلق؛ فإنما ذلك تنزل لعقول عباده، رحمة بهم ليتعقلوا معالي(، صفاته ~~الا أنهم يضيفونها إليه تعالى على حد ما يتعقلونه؛ فإن ذلك مخدث لا يليق بجنابه ~~ماته وتحالي ~~امن هنا أجمع أهل الكشف والنقل؛ من الفقهاء والمحدثين والأصوليين ~~اغيرهم على أنه لا يخرج أحد عن الجهل المذموم بالذات المقدس إلا بوحي أو ~~شف، وقالوا: كل شيء خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك، وقالوا: إن هذا هو ~~عتقاد الجماعة إلى قيام الساعمة، كما سيأتي بسطه في الكتاب في مواضع ~~(1) كذا في (أ) وفي (ب) : معاني. وكلاهما جائز، والله أعلم. PageV00P000 # 3 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~لحم الله من أمعن النظر في هذه الشروط والصوابط الذي(1) ذكرناها قبل ~~اطالعة الكتاب؛ فإنها تعين العيد على طهارة القلب من الآدناس؛ ليستنير قلبه ~~وشرف على ما تيسر له في عالم الغيب، ويصير حجابه كالزجاجة الصافية، فيرى ~~الملائكة والجان من ورائها، فلا يكاد يخطيء فيما يصفهم به من الأحوال؛ بخلاف ~~امن كان باطنه ملطخا بالأدناس؛ فإن حجابه مظلم لا يرى ما خلفه، والله تعالى ~~(1) كذا في ms013 المخطوطين، والأولى: (التي) . PageV00P000 # الواعد الكنفية الموضحة لساني الصفات الانهة ~~ال في متحي الحتا ~~اولشرع في مقصود الكتاب، فأقول وبالله التوفيق : بيان(1) جملة صالحة من ~~لاجوبة عما يتوهمه الجهلة والملحدون في جانب المحق القدوس وأسمائه وصفاته ~~اصدرا ذلك بعقيدة جامعة - مع شدة اختصارها - لأمهات عقائد الأكابر؛ من أهل ~~اسنة والجماعة؛ ليرجع إليها من استشكل شيئا من الأجوبة الآتية؛ فإنها مزيلة إن ~~ااء الله تعالى جميع إشكالات المحجوبين، وزاجرة لجميع الملحدين (10/ب]. # الاقول وبالله التوفيق: يجب على كل مسلم أن يحتقد اعتقادا جازما: ~~أن الله تعالى إله واحد لا ثاني معه ~~اانه تعالى منزه عمن الصاحبة والولد. # وأه تعالى مالك لا شريك له ، ملك لا وزير له، صانع لا مدبر معه. # اته تعالى موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجده، بل كل موجود في ~~أرض والسموات مفتقر إليه في وجوده، فالمالم كله موجود به، وهو تعالى موجود ~~اب ذاته، لا افستاح لوجوده و لانهاية لبقائه، بل وجوده مطلق مستمر قائم بنفسه ~~اأنه تعالى ليس بجوهر فيقدر له المكان، ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء، ولا ~~اسم فيكون له اليهة والتلقاء، مقدس عن الجهات والأقطار ~~اتي للمؤمنين بالقلوب والأبصار. # نا ا يلعوم نعالى على عرشه كما قاله، وعلى المعنى الذي أراده، كما أذ ~~العرش وما حواه به استوى ~~اوله الآخرة والأولى. # اس له تعالى مثل معقول، ولا دلت عليه العقول، لا يحده زمان ولا يقله ~~امكان، بل كان ولا مكان ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان، خلق التمكن ~~والمكان، وأنشبأ الزمان وقال : أنا الواحد الحي الذي لا يؤده حفظ المخلوقات. # ولا يشيه شيئا من صفاته صفات المحدثات. # (1) كذا في المخطوطين، وفيه حذف، وأصله : هذا بيان، أو إليك بيان . والله أعلم PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضمة لمعاني الصفات الإلهية ~~عالى أن تحله الحوادث أو يحلها، أو تكون قبله أو يكون قبلها، بل يقال ~~كان الله ولاشيء معه؛ فإن القبل والبعد من صفات الزمان الذي أيدعه. # ال لا يتبغي أن يطلق عليه إلا ما أطلقه ms014 تعالى على نفسه، فهو القيوم الذي ~~اام، والقهار الذي لا يرام، ليس كمتله شيء [9/أ] وهو السميع البصير خلق الل ه ~~اعالى العرش وجعله حد الاستواء، وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسماء، اح ~~انزل ~~الح والقلم الأعلى، وأجراه كاتبا بعلمه في خلقه إلى يوم الفصل والقضاء. # ابدع العالم كله على غير مثال سبق، وخلق الخلق، وأخلق ما خلق ~~ارواح في الأشباح أمناء، وجعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض. # خلفاء، وسخر لها ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ، فلا تتحرك ذرة الا ~~اليه وعنه، ختلق الكل من غير حاجة إليه، ولا موجب أوجب ذلك عليه، لكن ~~أخفى، ي ~~لم ~~يلم من سنلق ~~الم ~~دلك سبق، فلا بد آن يخلق ما خلق ~~اهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير ~~أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، يعلم السر ~~اخاشنة الأعين وما تخفي الصدور، كيف لا يعلم شيئا خلقه.أل ~~الف النبير ) [الملك: 14]. # اعلم الأشياء قبل وجودها، ثم أوجدها على حد ما علمها، فلم يزل ~~االأشياء كلها، لم يتجدد له علم عند تجدد الإنشاء(1) ، بعلمه أتقن الأش ~~اكمها، وبه حكم عليها من شاء وحكمها ~~الم الكليات والجزثيات على الإطلاق، فلا يحتاج علمه بها إلى تفصيل ~~11/ب] كما هو علم حخلقه، فهو عالم الغيب والشهادة، تعالى عما يشركون، ف ~~الما يريد، فهو المريد لجميع الكائنات في الأرضين والسموات ~~م تتحلق قدرته بإيجاد شيء حتى آراده، كما أنه تعالى لم يرده حتى علمه: ~~اتحيل أن ير يد سبحانه وتعالى ما لا يعلم، أو يفعل الخير(2) المتمكن من ~~ترك ~~لك الفعل ما لا يريده، كما يستيل آن توجد هذه الحقائق من غير حي، ~~ستيل آن تقوم هذه الصفات بغير ذات موصوفة بها ~~(1) كذا في (أ) وفي (ب) الأشياه. # (2) كذا في النسختين، وكتب في هامش (أ) : في نسخة : الغير PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~فما في الوجود طاعة ولا عصيان، ولا ربح ولا خسران، ولا عبد ولا حر ~~ولا ms015 يرد ولا حر، ولا حياة ولا موت، ولا حصول ولا فوت، ولا نهار ولا ليل ~~ولا اعتدال ولا ميل، ولا بر ولا بحر، ولا شفع ولا وتر، ولا روح ولا شبح، ولا ~~الظلام ولا ضياء، ولا أرض ولا سماء، ولا تركيب ولا تحليل، ولا غداة ولا ~~اصيل(1)، ولا بياض ولا سواد، ولا سهاد(2) ولا رقاد، ولا ظاهر ولا باطن، ولا ~~احرك ولا ساكن، ولا يابس ولا رطب، ولا قشر ولا لب. # لا شسيء من جميع المتضادات والمختلفات والمتمائلات إلا وهو مراد للمحق ~~ال وعلا، وكيف لا يكون مرادا له وهو أوجده؟ أم كيف يوجد المختار ما لا ~~ايد؟ ! لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، يؤتي الملك من يشاه، ويتزع الملك ممن ~~اشاه، ويعز من يشاه، ويذل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويضل من يشاء ~~اما شاه الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لو اجتمع الخلائق كلهم على آن يريدوا ~~ايتا لم يرد الله لهم آن يريدوه، أو أن يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى إيجاده ~~اأرادوه، ما فعلوه ولا استطاعوه، ولا أقدرهم تعالى عليه ~~فالكفر واللإيمان، والطاعة والعصيان، والتوفيق والمخذلان؛ كله من مشيتته ~~اوحكمته وإرادته، ولذلك قال أهل السنة : إن الحق تعالى إذا أراد من خلقه شيئا لم ~~يق مه لهم، كم يقدروا على اليجاده، بخلاف ما اذا اراد بهم ذلك ، فرقوابين ما ~~ايد بهم ويريد منهم، وهو أمر دقيق ~~ام يزل سبحانه وتعالى موصوفا بالارادة أزلا والعالم معدوم، ثم أوجد العالم ~~اان غير تفكر ولا تدبر عن جهل، فيعطيه التدبر والتفكر علم ما جهل، جل وعلا ~~اعن ذلك، بل أوجده عن العلم السابق، وتعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على ~~العالم بما أوجدته عليه [10/أ] من زمان ومكان وأكوان وألوان، فلا مريد في ~~الحقيقة سواه؛ إذ هو القائل سبحانه وما تتامون إلا آن يشاء الله) [الإنسان: 30] ~~اأه تعالى كما علم فأحكم، وأراد فخص، وقذر فأوجد. # ذلك سمع ورأى ما تحرك أو سكن، أو نطق في الورى من العالم الأسفل ms016 ~~(41 الغداة : ما يين صلاة الفجر وطلوع الشمس، والأصيل : الوقت بعد العصر إلى المغرب ~~(2) السهاد: الأرق. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~اوالأعلى، لا يسجبه سمعه البعد فهو القريب، ولا يحجب بصره شدة القرب فهو ~~البعيد ~~اسمع كلام النفس في النفس، وصوت المماسة الخفية عند اللمس، يرى ~~السواد في الظلماء، والماه في الماء، لا يحجبه الامتزاج، ولا الظلمات [12/ب] ~~اولا النور، وهو السميع البصير. # كلم تعالى لا عن صمت متقدم، ولا عن سكوت متوهم، بكلام قديم أزلي ~~كسائر صفاته، من علمه وارادته وقدرته، كلم به موسى عليه الصلاة والسلام، سما ~~التنزيل والزيور والتوراة والإنجيل والقرآن، من غير تشبيه ولا تكبيف؛ لأن كلامه ~~تعالى من غير لهاة(1) ولا لسان، كما أن سمعه تعالى من غير أصمخة(2) ولا آذان، ~~كما أن بصره تعالى من غير حدقة ولا أجفان، كما أن إرادته من غير قلبه ولا ~~خنان، كما أن قدرته من غير اضطرار ولا نطر في برهان، كما آن حياته من غير ~~بخار تجويف قلب حدث عن الأركان، كما أن داته وصفاته لا تقبل الزيادة ولا ~~سبمانه سبحانه من بعيد دان، عليم السلطان، جسيم الاحسمان، عسيم ~~الامتنان، كل ما سواه فهو عن جوده فائض، وفضله وعدله الياسط له والقابض ~~الكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه، لا شريك له في ملكه، ولا مدبر ~~مه في حخلقه ~~ان أنعم فتقم فذلك فضله، وإن أبلى فغذب فذلك عدله، لم يتصرف في ملك ~~ايره فينسب إلى الجور والحيف، ولا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك ~~الخوف ~~كلما سواه فهو تحت سلطان فهره، ومتصرف عن إرادته وأمره، فهو الملهم ~~افوس المكلفين التقوى والغجور، أي لتعمل بالتقوى وتتجنب الغجور، وهو ~~المتجاوز عن سيئات من شاء هنا وفي يوم النشور، لا يحكم عدله في فضله، ولا ~~فضله في عدله؛ لقدم صفاته كلها، وتنزهها عن الحدوث. # (1) اللهاة : لحمة حمراء في الحنك محلقة على عكدة اللسان، واللهاة : من كل ذي حلق اللحمة ~~المشرقة على الحلق، واللهاة: أقصى الفم. لسان العرب (لها ms017). # (2) الصماخ: مقرق الأذن PageV00P000 ~~القواعد الكشفية الموضحة لمحاني الصقات الالهية ~~اخرج العالم قبضتين، وأوجد لهم منزلتين، وقال : هؤلاء للمجنة ولا أبالي ~~وهؤلاء للنار ولا أبالي، ولم يعترض عليه معترض هناك؛ إذ لا موجود كان ثم ~~راده العل ست بعرف أساده بقعصة بجل اسماء بادهم رقيده بحن اسد ~~شان، لكنه تعالى لم يرد ذلك فكان كما آراد. # القديم، وقد قال تعالى في حديت فرض الصلاة: "هي خمس وهن خمسون لا ~~ايدل القول لدي"(1) وما أنا بظلام للعبيد؛ لتصرفي في ملكي، وإنفاذ مشيئتي في ~~لكي، وذلك لحقيقة عميت عنها البصائر، ولم تعثر عليها الأفكار ولا الضمائر، الا ~~هب إلهي وجود رحماني لمن اعتتى الله تعالى به، واصطفاه من بين عباده، وسبق ~~اله ذلك في حضرة إشهاده، فعلم حين أعلم أن الألوهية أعطت هذا التقسيم، وأنها ~~امن رقاتق القديم. # سيحان من لا فاعل سواه، ولا موجود بذاته إلا إياه (والله خلقكر وما تعملون ~~4 (الصافات: 96]، (13/ ب] لا يتتل عما يفعل ومم يتتلوب ) [الأنبياء: ~~23]، (قل فلله المحنبة البللغة فلو شاء لهدنكم أجميين) [الأنعام: 149] [11/أ]. # اكما أجينا في ضمن هذه الحقيدة عن الله تعالى، ورددنا كلام الملحدين في ~~اذاه وصفاته ، كذلك نجب عنه تعالى، وترد كلام الملحدين في شرعه وشرع أنبيايه، ~~اما يترتب على ذلك من الآثار في ضمن قولنا ~~اكما شهدنا له تحالى بالوحدانية، وما يستحقه من الصفات الحلى، فكذلك ~~شهد لرسول الله بالرسالة إلى جميع العالمين، فإن في ضمن ذلك الجواب ~~ان الله تعالى، اقتضاء بكم التعليق والخصوصية ~~شهد له بأن الله تعالى أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا ~~يرا، وقال تعالى في حقه: من يطع الرمئول فقد أطاع الله) [النساء: 80] وقال: ~~إن الليت يبايعونك إنما بايعوب الله ) [الفتح: 10]. # شهد أنه بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه، وأدى أمانته، ونصح أمته، ~~1) الحديث تقدم تتريجه، وهذا الكلام معظمه قد مر في كلام الشيخ ابن عربي السايق PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~وقف في حجة الوداع على كل من حضره من الأتباع، فخطب ms018 وذكر، ووعط ~~أنذر، وخوف وحذر، ووعد وأوعد، وأمطر وأرعد، وما حتص بذلك التذكير أحدا ~~ادون أحد، عن إذن الواحد الصمد، وقال : "ألا هل بلغت" فقال السامعون جميعا: ~~د بلغت يا رسول الله فقال : "اللهم أشهد"(1). # ؤمن بكل ما جاء به رسول الله مما علمنا معتاه، ومما لم نعلم معناه. # فمما علمنا وتحققنا من جملة ما جاء به وقرر: أن الموت عن أجل مسمى ~~اعند الله تعالى إذا جاه لا يؤخر، فنحن مؤمنون بهذا إيمانا جازما، لا ريب فيه ولا ~~شك ~~كما آمنا وصدقنا وأقررنا أن سؤال منكر ونكير في القبر حق. # اان عذاب القير ونعيمه حق، وأن البعث من القبور حق. # اأن العرض على الله تعالى حق، وأن الحوض حق، وأن الميزان حق، وأن ~~ال ا ا ا ا ا لاا ~~أن فريقا في الجنة وفريقا في السعير حق. # اوأن كرب ذلك اليوم على طائفة حق، وطائفة لا يحزنهم القزع الأكبر حق ~~أن شفاعة الأنبياء والملائكة وصالحي المؤمنين حق. # اأن شفاعة أرحم الراحمين حق، وصورتها كما أعطاه الكشف الصحيح : أن ~~اسماء الحنان واللطف والرحمة تشفع عند أسماء الانتقام والجبروت والقهر. # ؤمن بأن إيمان أهل اليأس لا ينفع صاحبه، ولا يسعد به لعدم قبوله، وذلك ~~ايمان فرعون ونحوه، ممن أمن وقد حضره الموت وعاين أسبابه؛ لأنه إيمان في ~~اير محل التكليف، فأشبه إيمان أهل النار. # ووكذلك تؤمن [14/ب] يأن جماعة من أهل الكبائر من الموحدين يدخلون النار ~~ام يخرجون منها بالشفاعة ~~أن كل ما جاعت به الأنبياء عن الله تعالى علم معناه أو جهل حق ~~أن التأبيد للمموحدين في النعيم المقيم، والتأبيد للكافرين والمنافقين ~~اوالمتكبرين والمعطلين والمجرمين [في العذاب الأليم)(2) حق. # (1) أخرجه البخاري (1654) و(6667)، ومسلم (1679) . # (2) زيادة يقتضيها التص PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~هذه عقيدة أهل السنة والجماعة إلى قيام الساعة، وهي بعحمد الله تحالى ~~اقيدتنا ، عليها حيتا وعليها نموت، نفعنا الله بهذا الإيمان، وثبتنا عليه عند الانتقال ~~الى الدار الحيوان، وأحلنا دار الكرامة والرضوان، وحال بيننا وبين دار سرابيل ms019 أهلها ~~القطران(1)، وجعلنا من العصابة التي تأخذ كتبها بالإيمان، ومن انقلب من الحوض ~~اوهو ريان(2)، ورجح له الميزان؛ إنه المنعم المحسان، آمين اللهم، آمين يا رب ~~العالمين ~~12/ أ] ثم لا يخفى عليك يا أخي أن مدار جميع عقائد أهل السنة والجماعة ~~انذور على كلام قعلبين. # أحدهما: الشيخ الإمام أبو منصور الماتريدي(1). # وواثاني: الشيخ الإمام أبو الحسن الأشعري(4) . # الكل من تبعهما أو أحدهما اهتدى، وسلم من الزيغ والفساد في عقيدته . # اقد ظهرت أتباع الساتريدي فيما وراء نهر سيحون فقط ~~ال ا ال ال ا ال اه اد والداد ردادام ~~امصر والمغرب، وغير ذلك من البلاد الإسلامية، فلذلك صار غالب الناس ~~اقولون: إذا مدحوا عالما فلان عقيدته أشعرية صحيحة، وليس مرادهم نفي صحة ~~اقيدة غير الأشعري، من الماتريدية وغيرهم من أثمة الكلام السابقين على ~~(1) السربال : القميص من أي جنس كان . لسان العرب (سويل) . والقطران: دعن من تركيب كبماوي ~~ايم عند اليشر يصنعوته من غلي شجر الأرز وشجر السرو وشجر الأيفل: يتخذ للتداوي من ~~الرب لليل وغير ذلك، وجعلت سراييلهم من قطران لأنه شديد الحرارة يؤلم الجلد الذي يقع ~~له اه يحفف من تغسير ابن عاشور ~~(2) الريان: ضد المطشان. لسان العرب ل(ررى) ~~3) ممدبن مححد ين مود من كسار علماه الإسلم: كان يقال له: إمام الهشى، من كه ~~الوحيد" و"المقالات" واييان أوهام المحترلة" وتأوبلت القرأن" وهو كتاب لا يوازيه فيه كتاب، بل ~~الا يدانيه شيء من تصانيف من سيقه في ذلك الفن . توفي ستة (333) . # 4) أبو الحسن الأشعري : شيخ المتكلمين علي بن إسماعيل بن إسحاق من نسل الصحابي الجليل أبي ~~اوسي الأشحري، مؤسس مذهب الأشاعرة، وامامهم ، تلفى مذهب المعتزلة وققدم فيهم ثم رجم ~~ااهر بخلافهم، قيل بلخت مصنفاته تلتمثة ستها: "إمامة الصديق" والود على المميمة ~~مقالات الإسلاميين" و"الإيانة عن أصول الدين" و"اللمع في الرد على أهل الزيخ والبدع" ، ثوفي PageV00P000 ~~يس ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~أشعري، كما أشار إلى ذلك في "شرح المقاصد"(1) بقوله : واعلم يا أخي أنه ~~ان المحققين ms020 من كل من الآشعرية والماتريدية اختلاف محقق4 بحيث ينسب كل ~~ام ان الفريقين إلى الآخر البدعة والضلال، وإنما ذلك اختلاف](2) في بعض المسائل، ~~مسألة الاستتناء في الإيمان بالله تعالى في قول القائل : أنا مؤمن إن شا ~~عالى، ونحو ذلك. انتهى ~~اواعلم يا أخي أن علماء الإسلام ما صنفوا كتب الحقائد؛ ليثبتوا في أنفسهم ~~الم بالله تعالى، وإنما وضعوها إرداعا للخصوم الذين جحدوا الإلهية، أو الصفات ~~أو بعضها، أو الرسالة أو رسالة محمد بخصوصها، أو حدوث العالم ~~الالعادة في هذه الأجسام بعد الموت، أو أنكروا النشر أو الحشر، أو نحو ذلك ~~الا يصدر إلا من المكذبين للرسل والكتب. # لطلب علماء الإسلام إقامة الأدلة القطمية عليهم؛ ليرجعوا إلى اعتقاد وجوب ~~الايمان بما جاءت به الرسل عن ربهم عز وجل لا غير، وإنما لم يبادروا إلى قتلهم ~~االسيف رحمة بهم، ورجاه لرجوعهم إلى طريق الحق، فكان البرهان عندهم ~~المعجزة التي يتناهون بها إلى دين الإسلام، ومعلوم أن الراجع بالبرهان أصح من ~~اجع بالسيف، إذ الخوف قد [15/ب] يحصل صاحيه على النفاق، وصاحب ~~االيرهان ليس كذلك، فلذلك وضعوا علم الجوهر والعرض ،، ويسطوا الكلام ~~ل ~~ذلك ~~ام لا يخفى آن الشخص إذا كان مؤمنا بالقرآن، قاطحا بأنه كلام الله عز و ~~فالواجب عليه أن يأخذ عقيدته منه، من غير تأوبل ولا عدول إلى أدلة الحقول ~~سبه ~~المجردة عن الشرع؛ فإن القرآن كله دليل قطعي، سمعي عقلي ~~فقد أثبت أته سبحانه وتعالى منزه عن أن يشبهه شيء من المخدثات، أو ~~او شيئا منها بقوله تعالى: (ليس كمثله شن وهو السميع البصير) [الشورى: ~~1)، وبقوله تعالى: (سن ريك ري العزة عما يصقوب ) (الصافات: 180]. # (1) كتاب "المقاصد وشرحه في علم الكلام"، كلاهما للإمام الرباني المحقق سمد الدين التفتازاتي ~~احمه ألله، وهو من أهم كتب علم الكلام على مذهب أهل الستة والجماعة ~~ادا قي المخطوطات، ولعل الصواب: اختلاف، إذ لا داعي للنصب، والله أعلم ~~الوهر: هو ما قلم ينفسه مثل الكتاب والجدار، والعوض: ماقام بغيره كاللون والحركة PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماتي ms021 الصفات الإلهية ~~اوأبت رؤيته في الآخرة للمؤمنين بقوله تعالى: (وجو يؤتهذ تاضة إل ريها ~~ااة ) [القيامة 22 -23] ويمفهوم قوله تعالى في الكفار : (كلا إنهم عن تيهم ~~لتبرود ) [المطففين: 15] فدل على أن المؤمنين يرونه. # اوأبت نفي الإحاطة بقوله تعالى: ل تدركة الأيفتدر) [الأنعام: 103] ~~بقوله تعالى: وكاب الله يكل شه تحيطا)(1) [النساء: 126]. # أبت كونه قادرا بقوله تعالى: (والله على حشل شىء قدير) [البقرة: 284] ~~و نحوها من الآيات. # اأيت كونه تعالى عالما بقوله تعالى: (لماط يكل شمنه علما) (الطلاق: 12]. # أبت كونه تعالى مريدا بقوله تعالى: (فعال لما يرييد) [هود: 107]. # أبت كونه تعالى سميعا بقوله: (قد ممع الله قول ألتى تجتدلك فى زوجها ~~(المجادلة: 1] الآية. # اأبت كونه تعالى بصيرا بقوله تعالى: (والله يما تعملون بعيير) (البقرة: ~~266) وبقوله: (ألا يقلم بأن اقه يرى ) [العلق: 14]. # أبت [13/أ] كونه تعالى متكلمأ بقوله تعالى: (وكلم الله موسى تتليا ~~[النساء: 164]. # اأبت كونه تعالى حيا بقوله تعالى: 9الله 2 إلنه إلا هو الحي القيوم) (البقرة: ~~(254 ~~اأبت تعالى إرساله الرسل بقوله تعالى: (وما أرملنا من قلك ين رصول ولا ~~[الحج: 52] وبقوله تعالى: (وما أزملنا من قبلك إلا رحالا نوج إلنهم)(2) ~~ريوسف: 109]. # أبت رسالة محمد بخصوصها بقوله تعالى: {تحمد زمول الله [الفتح: ~~[29 ~~أبت أنه آخر الأنبياء بعثا بقوله تعالى: (وخاتم التبيتن [الأحزاب: ~~(4 ~~(1) في المخطوط : (والله بكل شيء محيط)، وهو من سهو القلم ~~(2) في المخطوطات يوحى) بالياء، وهي قراءة، ما عدا حفصا من القراء PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضية لمعاتي الصفات الإلهية ~~اوأيت أن كل ما سواه خلقه تعالى بقوله تعالى : والله خلفكر وما تعملون) ~~92] وبقوله: اله خلق كل شيء) [الرعد: 16]. # الجن بقوله تعالى: وما خلقت للمن وآلإيس إلا ليعبدون ) ~~456 ~~وأب ~~دخولهم الجنة بقوله تعالى: (ل يطينهن إن قبلهر ولا جان) ~~456 ~~حشر الأجساد بقوله تعالى : (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ل) ~~[الصافات: ~~[الذاريات: ~~وائب ~~االرحمن: ~~وأب ~~[العاديات: 9] ~~اغير ذلك من آحوال الآخرة التي يجب الإيمان بها قال تعالى: (ما فرملنا ~~الكتي من شيء) [الأنعام: 38]. # اأبت المعجزة لنبينا بقوله تعالى : (فأتوا بتورة من تتلسه [البقرة: 3 ~~ان ms022 القرآن كله معجزته ~~فلم أن من أراد حفظ عقيدته من الزيغ والفساد، والشبه والضلالات؛. # ل ليأخذها [16/ب] من القرآن العظيم، فإنه كله متواتر قطعي معصوم، وانظر يا أخي ~~الى نبينا محمد لما قال له اليهود: انسب لنا ربك يا محمد كيف تلى عليهم ~~الورة الإخلاص (1)، ولم يقم عليهم من أدلة النظر دليلا واحدا. # اقوله تعالى: (قل هو الله آحد) [الإخلاص: 1) أثبت الوجود الحق أحد ~~ونفى العدد. # اقوله: الله الصمد) (الإخلاص: 2] نفى الجسمية. # وقوله: (لم ميلد ولم يولد) (الإخلاص: 3] نفى الوالد والولد. # قوله: (ولم يكن لم كفوا أحد) (الإخلاص: 4] نفى الشريك ~~االصاحية ~~افطلب صاحب الدليل العقلي من المؤمنين البرهان على صحة هذه المعاني ~~االعقل بعد ثبوتها بالدليل النقلي، إن ذلك لجهل. # اا ليت شعري من يطلب معرفة الله بالدليل، ويكفر كل من لا ينظر في ~~(1) أخرجه الترمذي (3364)، وأحمد (4133/5، والحاكم في "المستدرك (589/2). PageV00P000 # القواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~الأادلة؟! كيف كان حاله هو قبل النظر، وفي حال النظر، هل عو مسلم أم لا؟ وهل ~~كان يصلي ويصوم أم لا؟ وهل كان ثبت عنده أن الله تعالى موجود؟ وأن محمدا ~~اول الله ام لده فإن كان معقذا نهذا كله نهو حال العوام، فليتركهم على ما هم ~~اعليه من الإيمان، على قذر ما عندهم في الفطرة. # اان لم يكن معتقدا لهذا الأمر إلا بعد نظره في أقوال المتكلمين، فنعوذ بالله ~~امن هذا المذهب؛ حيث أداه سوء النظر إلى الخروج من الإيمان. # وو معت شيننا شيخ الإسلام زكريا رحمه الله تعالى بقول: عقائد العوام ~~ايحة بإجماع كل متشرع صحيح العقل، وهم مسلمون ولو لم ينظروا في كتب ~~ا ~~المتكلمين؛ لأن الله تعالى قد أبقاهم على صحة العقد بالفطرة الإسلامية؛ إما بتلقين ~~اوالتزيه الوارد في القرآن، وهم على صواب ما لم يعتقدوا ما يقدح في إيمانهم، أوا ~~اطرق أحدهم إلى التأويل، فإن اعتقدوا ما يقدح في إيمانهم فحكمه ظاهر، وإن ~~لطرق إلى ذلك خرج عن حكم العوام، والتحق بأهل النظر والتأويل، فهو على ~~حسسب تأويله، وعليه ms023 يلقى الله تعالى، فإما مصيب، وإما مخطيء بالنظر إلى ما ~~ناقض ظاهر الأدلة. انتهى ~~اوقد بسطنا الكلام على ذلك في مقدمة كتابنا المسمى بهاليواقيت والجواهر في ~~ابيبان عقائد الأكابر" [1/14] وهو مجلد ضخم، ما صنف في الإسلام مثله فيما ~~أظ، والحمد لله رب العالمين ~~أمل يا أخي في هله العقيدة العظيمة، وأجب عن جناب الباري جل وعلا كل ~~ان يلحد في ذاته وصفاته بما ينافيها، فإن كل ما كان بالضد مما فيها فهو إلحاد ~~اان عسر عليك إخراج الأجوبة عن الباري جل وعلا من صدر ألفاظها؛ فعليك ~~اطلب أستاذ عارف يرشدك إلى ذلك بطريقه الشرعي، فانظر في هذه الأجوية المرتبة ~~اعلى الأسئلة؛ فإنها كلها رد [17/ب] على الملحدين PageV00P000 ~~ود الخلق، ~~الخلق ~~الواصد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~السدابح نصهه ~~الاقار الالهية متوقف عل ~~المما أجيت به من يتوهم أن نفوذ الأقدار الإلهية متوقف ~~واولولا الخلق لما نفذ للحق تعالى أقدار، وهذا مؤذن برائحة افتقار في جانب الل ~~نعالى ~~والجواب: أن هذا توهم باطل؛ فإن الحق تعالى له الغنى المطلق عن خلقه ~~اوعن نفوذ أقداره التافذة فيهم، فكما أنه كان غنيا عن إيجادهم، وعن إخراجهم من ~~الدم، فكذلك هو عني عنهم، وعن نفوذ أقداره النافذة فيهم، كما يعرفه أهل ال ه ~~وجل، وإن كان ذلك صعب التصور على اهل العقول المحجوبة عن شهود كمال ~~الحق جل وعلا، فافهم ذلك، واباك أن تتبع ظاهر قول من قال من أهل ال ~~ابالحال: فلولاه ولولانا ما كنا وما كانا. # اقوله أيضا: الكل مفتقر ما الكل مستغني هذا الحق قد قلنا ولا نكني ~~اكت غتيا لا افتقار به فقد عرفت الذي في قولتا نعني ~~انا ولو حملنا ذلك من قائله على وجه : أن الخلق كلهم معلوم علمه تا ~~اولا يقال من معلوم علمه أنه يصح رفعه، فلا يخفى ما في اللفظط من رائحة سو ~~أدب مع الله تعالى، وقد قالوا: من علم الحقائق ما هو أحسن ما يعلم، وأقيح ما ~~اقال: والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~در ms024 مر عحده درت نسل اسند السه ~~اب من نولر ان مبة اللك لقي دحمحجتنال ~~الأفعال، أو كراهيته له، على حد صورة محبة الخلق لبحضهم بعضا، أو كراهتهم ~~و ذلك مؤذن بعدم مباينة صفات الحق تعالى لصفات خلقه ~~االجواب: أن الحق تعالى خالق للخير والشر، وهو الفاعل المختار، فلا يبر ~~افي الكون شيء على غير مراده، كما هو صفة الخلق، وانما أخبرنا بمحبته لشيء ~~اكراهته لشيء ليحصل عندنا الباعث على فعل ما يسبه تعالى، فيثيبنا عليه، وترك ما ~~الكرهه ليثيبنا عليه، فرجع أثر المحبة إلى الخلق، لا إلى الحق، وذلك لحديث: ~~أحب الكلام إلى الله: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"(1). # وحديث : "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"(2) فمعنى هذين ~~الحديثين أنه تعالى يعحب لكم ذلك أي : يثيبكم عليه؛ لترغبوا في الثواب فتبادروا ~~الذلك السمحبوب" بأن تفعلوه تعمة منه عليكم ~~معت سيلي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول: يجب على كل عبد أن ~~اب جميع الأقدار الآلهية، ويرضى بهاء سواء حسنت لديه أو شنعت عليه، ~~يجب عليه النظر إليها ثانيا من حيث التكليف، فتحب الطاعة وتكره المعصية، تبعا ~~الاتبياء والعارفين بالله تعالى في ذلك ~~الفي كلها بالأضافة إلى الله تعالى كجراب محشو مسكا وطييا، وبإضافتها إلى ~~الخلق، فمنها ما هو مسك، ومنها ما هو رجس؟ بالتظر للطاعات والمعاصي ~~فاعلم ذلك، وإياك أن تحمل صفات الحق تعالى على حد صفات خلقه ~~فتجهل وتسيء الأدب" والحمد للمه رب العالمين ~~(1) اخرجه مسلم (2137)، وأحمد (5/10)، واب حبان (835) ~~(2) أحرجه البخاري (1754)، مسلم (1151) PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~ااب من تهعير أن أسا يحلر الله حلع إحالة ~~ومما أجبت به من [18/ب] يتوهم أن أحدا من الخلق يحيط علما بالحق جل ~~اعلا إحاطة لا جهل فيها، فيساوي علمه علم ربه عز وجل بنفسه ~~والحواب: أن الإحاطة بالحق جل وعلا [15/أ] لا تصح لأحد من الخلق، ~~قال تعالى: (ولا يحيطوب به. علما) [طه: 110]. # اقول الشبلي(1) رحمه الله تعالى : إذا حيط الحق تعالى ms025 أحدا من خلقه ~~أحاط ~~اناه : أته يحيط به أنه تعالى لا تأخذه الإحاطة، نظير قولهم : العجز عن ~~لادراك إدراك، والقرق حيتئذ بين إساطة هذا بالحق، وبين إحاطة الحق تعالى ~~انفسه: أن إحاطة الحبد محدثة مفتقرة إلى الله تعالى، وإحاطة الحق تعالى قدي ~~واله تعالى أعلم ~~اايضاح ذلك: أن المراد بالإحاطة بالحق تعالى، ليس هو على حد الإ ~~ابالحلق، فيصح للميط أن يكون قبل المحاط به ، ويكون بعده، وهذا محال في ~~اق الحق جل وعلا؛ لأنه الأول والآخر من غير أولية وأخرية تحكم عليه، فيكو ~~معملولأ لها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. # امن ادعى أنه يحيط بالحق علما فكأنه يقول: أنا كنت قيل الله، وأكون ~~د الله، وذلك من أمحل المحال ~~الفان قال قائل: فما صورة إحاطة الحق تعالى بتفه؟ # فالجواب: صورتها حينئذ على هذا المعنى: أن الحق تعالى يحيط بنفسه أن ~~41 دلفه بن جحدر، وقيل : جحقر بن يونس، المعروف بالشبلي، الصالح المشهور، الخراساني ~~أصل البغدادي المولد والمنشأ، كان جليل القدر، مالكي المذهب، صحب الشيخ أبا القاسم ~~الجنيد، ومن في عسره من الصلحاء، كان ميدأ أمره واليأ في دنباوند، فلما تاب في مجلس خير ~~الناج مضى إليها وقال لأهلها: كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل، ومجاهداته في أول أمره فوق ~~الحد، وكان بيبالغ في تعظيم الشرع المطهر، وكان إذا دخل شهر رمضان المبارك جد في الطاعا ~~اقول هذا شهر عظمه ربي فآنا أولى بتعظيمه، توفي سنة (334) . PageV00P000 # الاعد الكشفية السوضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اأخذه الإحاطة، تنزيها لقدس جلاله، فإن من توهم أن الحق تعالى يحيط بنفسه ~~اعلى حد إحاطة الخلق بالخلق، فكأنه يقول: إن الله تعالى كان قيل ذاته، ويكون ~~اوجودا بعدها، وذلك محال، فهو تعالى يعلم أن ذاته لا تقيل الإحاطة لا له ولا ~~الغيره: لا أن عدم إدراكه تعالي الإحاطة بنقسه عجز، تعالى الله عن ذلك، ما علمه ~~تعالى بما هي ذاته، فلا شك عندنا في علمه تعالى بها على حد ما هي عليه ~~اهذه المسألة يخلط فيها كثير ms026 من الناس، فيبادر إلى الجواب بأن الحق تعالى ~~اط بنفسه ععلى حد ما يحيط المخلق ببحضهم بحضا، وذلك جهل بما يعيب للحق ~~نعالى من التنزيه. # اإن قال قائل: فما الفرق بين إحاطة الحق تعالى بنفسه على هذا التقدير ~~أحاطة خلقه به؟ # فالجواب: أن الفرق قد تقدم، ويمكن الفرق أيضا بأن علمنا بذلك إيمان ~~اعلم الحق سبحانه وتعالى بذلك ليس بإيمان كملم خلقه؛ إذ الإيمان متعلقه الخير ~~فافهم ~~ينبغي المعارف إذا سثل : هل يحيط الحق تعالى بنفسه؟ آن يقول: نعم؛ تنزيها ~~اه تعالى عن الجهل، ثم يقول عقب ذلك : لكن لا على حد ما يتعقل عباده؛ تنزيها ~~الدسه تعالى، وذلك لآن نفي البدو والنهاية من درجاته التي تميز بها عن خلقه كما ~~اقال تعالى: {رفيع الدرجت) [غافر: 15] فمتعلق هذه الإحاطة وعدمها الزمان لا ~~المكان، فإن الحق تعالى ليس بجسم حتى يقال: إنه يصح الإحاطة به كالأجسام ال ~~اقد كان تعالى موجودا قبل خلقه الزمان والمكان. # اسمعت سيلي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول : إذا كان الحقل لا يقدر ~~اعلى تعقل أول الوجود المخلوق، ولا على انتهائه، فكيف يقدر على تعقل خالقه؟1 ~~19/ب] فإن كل شيء وقف العقل على علمه، من العلويات والسفليات، وبقية ~~الجهات الست طلب العقل ما بعده، فلا بد أن عقلك يقول لك: وسا بعد ذلك؟ فإن ~~قلت له: فضاء أو جسم آخر، يقول لك: فما وراء ذلك؟ وهكذا أبد الآبدين، ودهر ~~لاهرين، فلا يكاد العفل يتعقل قولهم: ليس وراء العرش خلاء ولا ملاء أبدا ~~وقد سمعت مرة هاتفأ يقول: إذا ركعت للصلاة فقل : سبجان من كان جميع ما ~~ارفه الخلق من عظمته كذرة في هواء، ليس له سقف ولا أرض. انتهى PageV00P000 ~~ظموا فيه الرب"(1) فإن ها ~~وهو مأخوذ من معنى حديث "أما الركوع ~~ضلة تمظيمتا له فافهم ~~الجملة من فهم قوله تعالى: (لي كيتله. شتتيه لالشورى: 11) نزه ~~الححق جل وعلا عن صفات خلقه [1/16] وعن كل ما يخطر بالبال، والحمد ~~ود (876)، وأسمد (219/1). # ب العالمين PageV00P000 ~~الواعد لحخفية السوضحة لساتي الصفات ms027 الالهية ~~اب صن نوحر نعب ~~البهل إل الله بالعحال قبل إيجا ~~اومما أجبت به من يتوهم أن الله تعالى خلق الوجود من عدم في علمه أحذا من ~~قوله تعالى: (وقد خلقتلك بن قيل ولر تك شيئا) [مريم: 9] ومن قول جمهور ~~أئمة الكلام: إن المعدوم ليس بشيء، ومن قولهم : أوجد الوجود من عدم، وهذا ~~اودي إلى نسبة الجهل إلى جناب الحق جل وعلا بالعالم قبل إيجاده. # والجواب: أن العدم عدمان : عدم محض، وعدم إضافي ~~لالعدم المحض ليس فيه ثبوت عين حتى يتعلق بها علم الله تعالى ~~اوأما العدم الإضافي فهو الذي له عين ثابتة في علم الله تعالى. # يجب حمل الآية وكلام المتكلمين على هذا الثاني، ويكون المراد بقول ~~الحق: وكمر تلف شئا)، ويقول المتكلمين : إن المعدوم ليس بشيء، في علم ~~الخلق، لا في علم الله تعالى، فإنه لا يعزب عن علم الله تعالى شيء، وقد قال ~~تعالى: ( الله خلق ل شيء وهو على كلي شىء وكيد ل) (الزمر: 62]). # الا يقال : إن القدرة الإلهية تتعلق بلا شيء، مما ليس ثابتا في العلم الإلهي ~~الف افهم فإن هذه مسألة زلت فيها الفلاسفة، فقالوا بقدم الحالم من حيث إن العالم هو ~~علوم العلم القديم ~~االحق أن العالم قديم في العلم، حادث في الظهور، أي : إلى عالم الشهادة ، ~~كما بسطتا الكلام على ذلك في سؤلف مستقل، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~الواصد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الالهية ~~اب عل يتولعر أع النععياع ~~سده في حق الله يحالنسياخ ضي حتن ~~ومما أجبت به: من يثوهم من إضافة الحق تعالى إلى نفسه النسيان أو ~~استهزاء، أو الخداع أو السخرية ونحو ذلك ، أنها على حد ما يضاف إلى الخلق. # اوالجواب: أنه لا يجوز إضافة مثل ذلك إلى الحق على وجه إضافته إلى ~~الخلق، بإجماع أهل الكشف والنقل؛ لأن هذه الصفات وأمثالها صفات نقص في ~~الخلق فقط، وأما يالاضافة إلى الحق جل وعلا فهي صفات كمال، يجب الإيمان ~~اا على حد علم الله تعالى فيها، لا على حد ما ms028 يتعقله عباده. # فاعلم ذلك، وعليك بالايمان بكل ما ورد من عند الله تعالى على السنة رسل ه ~~اان لم تتعقله، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~القواصد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اب من بنيم أن أحا من الشل ~~ادي حلمه بالله تحالن حلر الله بخات ~~ل ال ~~ارف كنه (1) الذات المقدس، ويخرج من وصفه بالجهل به تعالى جملة، ويساوي ~~علمه بالحق تعالى علم الححق تعالى بنفسه. # والجواب: أن هذا التوهم باطل بإجماع أهل الكشف والنقل، وقد أجمعوا على ~~ان كل شيء خطر بيالك فالله تعالى بخلاف ذلك، وذلك أن غاية ما تصل العقول ~~ال معرفة كنهه - ولو بوجه ما - الأجسام والجواهر والأعراض، ومعلوم أن الحق ~~عالى ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، فلا يصح لعبد أن يعرف ربه معرفة لا ~~اهل فيها بحقيقته أصلا، قال تعالى: (ولا يحيطوب يه يلمام [طه: 110]. # ممعت سيدتي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: لم يكلف الحق تعالى ~~احدا من حخلقه بمعرفة كنه الذات أبدا، لأن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقايق، فلا ~~امع في خلقه في حد ولا حقيقة ولا نسبة، ولا جنس ولا فصل(6) . انتهى ~~ل الذي أقول به تبعا لأهل الكشف: إن العبد منا لا يعرف كنه نفسه أبدا؛ لأ ه ~~اعالى جعل النفس مرتبة تعجيز دونه تعالى، وكأنه يقول تعالى: إن عرفتم كنه ~~افوسكم فأنتم تعرفوني، ومعلوم أنه لم يبلغنا عن أحد أنه عرف كنه نفسه. # سمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول: لو صح لأحد معرفة ~~ه نفسه لعرف كنه الذات، ولا قائل بذلك من المحققين، [17/أ] ويؤيد ذلك ما ~~الد يشير إليه قوله تعالى: (من اهتدى فإنما يهتدى لنفسيد) (الإسراء: 15] أي: غاية ~~(1) الكنه: حفيقة الشيء ونهايته، التعاريف (ص 611) . # 2) الجنس عند المناطقة : اسم دال على كثيرين مختلفين بالتوع، كالمعيوان فإنه يطلق على الآنسان ~~االرس والبقر وغير ذلك. والقصل: كلي يحمل على الشيء في جواب أي شيء هو في جوهر ~~التاطق والحاس. التعريفات (ص 214) . PageV00P000 # االواعد الكشفية الموضحة لسمعاني الصفات الإلهية ~~اا يصل ms029 إليه العبد من المعارف لا يتحدى معرفة نفسه، يل هو محبوس ~~داثرتها. # افي بعض الهواتف الربانية، يقول الله عز وجل لبعض الخواص في سره ~~المارفين بي: إن رجعتم تسألون الزيادة من المعرفة فما عرفتموني، وإن رض ~~اا القرار على ما عرفتموه من صفاتي فما عرفتموني، وعزتي وجلالي ما آنا عير ~~رفتم، ولا عين ما جهلتم. انتهى: ~~سصحت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالي يقول: غاية ما عرفه الحارف ~~، إنما هو آثار صنعه في العالم، من إيجاد وإعدام، وولآية وعزل، وغير ذلك. # الفان قلت: فإذا لا ينبغي لأحد أن يطلب من الحق تعالى أن يعرفه بما ~~لقلنا: نعم، وهو كذلك كما يؤخذ بطريق الإشارة من قوله تعالى: (ويحثرح ~~ال نفسة) [آل عمران: 28] يعني : أن تتفكروا فيها، بقرينة قوله أيضا: ~~كلكم ~~ات الله"(1) أي : في معرفة كيفيتها. # الشيخ محي الدين رضي الله عنه في باب الأسرار من كتاب "الفتوحا ~~علم أن المخلوقات كلها معلولة، والكيفية في كيفية ذات الحق تعالى ~~لا بد من وجه جامع بين الدليل والمدلول في قضايا العقول، وال ~~ادرك بالدليل، فليس إلى معرفة كنه ذاته من سبيل. # لي موضع آخر من هذا الباب: اعلم يا أخي آن الذات [21/ ~~است بعلة ولا معلولة، ولا هي للدليل مدلولة، ومن شرط وجه الدا ~~حمتى في ~~ذكر ~~هولة ~~تعالى غير ~~قال ~~هجهولة ~~ان يربط الدليل بالمدلول، والذات لا ترتبط كما أنها لا تختلط . انتهى ~~اقال في موضع آخر : اعلم أن الذات](2) المقدس لا تدخل تحت إحاطة ~~الخلق ولا إدراكهم ~~اقال في الباب السادس من "الفتوحات" : حيث أطلقتا العلم بالله تعالى ~~كلامنا، فمرادنا العلم بوجوده، وبما هو عليه من صفات الكمال، وأما العلم بحقيةة ~~(1) هذا الحديث ذكوه التاج السبكي في طبقاته (342/6) في أحاديث "إحياء علوم الدين" التي لم ~~علي ستد ~~42 ما يين معكوفين ساقط من (ب) PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماتي الصفات ال ~~اداته فهو ممنوع بين المحققين، لا يعلم بدليل ولا ببرهان، وغاية معرفتنا به علمنا ~~ااأه ليس كمثله شيء، وأما الماهية فلا ms030 علم لأحد بها. انتهى ~~اوقال في الباب السادس عشر منها أيضا: لا خلاف عندنا أن الذات لات ~~بالكون أصلا؛ لأن الكون لا تعلق له إلا بالمراتب دون الذات، كالاسم ال ~~الق ~~اطلب وجود متلوق، والرارق يطلب وجود مرزوف، والرحمن يطلب و ~~رحوم" وهكلما ~~اقال في الباب الرابع والأربعين ومائة منها أيضا: اعلم أنه ليس لل ~~لا مجال في دات الحق جل وعلا، لا عقلا ولا شرعا، وسبب د ~~المناسية بين ذاتنا وذات الحق تعالى. # اقال في الباب الثامن وثمانين منها أيضا: أجهل الطوائف بالله تعالى من يطلب ~~عرفة كنه الذات. # اقال في الباب التاسع وسبعين وماشين : اعلم أن التجلي الذاتي في غير حجا ~~امنوع بين أهل الحقائق، وجميع التجليات الواقعة لقلوب الخلق إنما هي جسو ~~ابر عليها بالعلم، فيعلسون عند وقوفهم على آخر هذه الجسور أن وراء ~~المشهد أمرا، لا يصح أن يعلم ولا يشهد، وأنه ليس وراء هذا المشهود الذي ~~اشهد ولا يعلم حقيقة ما يعلم أصلا. # اقال في الباب الثاني والعشرين وثلاثمائة منها أيضا: اعلم أن كل من خا ~~كره في الذات فهو عاص لله ولرسوله؛ لتعرضه لأمر قد نهاه الله عنه، مع ش ~~بره من معرفة ذلك، وما أمر الله تعالى بذلك أحدا. # اقال في الباب الثاني والثمانين وثلاثمائة [18/ أ] : اعلم يا أخي أن للحق ~~االى بنفسه علما، ما هو عين ما حكم به العقل، ولا هو عين ما شهد به اليصر ~~الف ~~قه ~~الا هو عين هذين الاكمين ~~اقال في الباب السادس والستين من الفتوحات: لا يعرف أحد منا ح ~~الحق تعالى ولو هلك من شدة التحص؛ لأن بيثنا وبين حضرة الذات س ~~ول ~~اجاب من نور وظلمة، ونحن على الدوام خلف هذه الحجب، ل يمكننا أن ~~اعن ذلك، مع كون الحق تعالى أقرب إلينا من حبل الوريد. PageV00P000 # الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~وقال الشيخ في شرح كتابه المسمى باترجمان الأشواق" (1) : كل الخلق واقفون ~~اخلف كتاب العزة الالهي، لا يصح لأحد أن يتعدى هذا الحجاب ms031 إلى محرفة كنه ~~الذات. انتهى ~~قال في الباب السابع والسبعين ومائة من الفتوحات : قد حارت الحقول في ~~اعرفة كنه ذات الححق جل وعلا، وتعالى الله عن إدراك الحواس، وعن إدراك ~~العقول ~~اقال في الباب الحادي والخمسين ومائتين: فسبحان من لا يعلم إلا بإذنه ~~لم، وكفى بذلك تنزيهأ للمق تعالى [22/ب]، وتمييزا له عنا ~~اقال في الباب الرابع والخمسين ومائتين : إذا كان حجاب الحق تعالى علينا ~~اائما لا يرفع، والستر علينا داتما مسدل، قلا تقع عيننا إلا على حجاب دون الكنه ~~الحقيقة ~~اقال في الباب التاسع عشر وثلاثماية : اعلم أن الذات لم تزل مجهولة، وأنى ~~اثلاثمائة: إنما سرم العلماء بالله التفكر في ذات الله: ~~عرفة الذات أيدا، وإنما يؤدي إلى ما تخشى عواقيه ~~االسبعين وثلاثمائة: وإذا كانت ذات الحق تعالى غير ~~اما دون أخر جهل عظيم ~~المحدث معرفة القديم ~~قال في الباب الست ~~الأن ذلك التفكر لا يصل إلى ~~قال في الياب التاسع ~~لومة، فالحكم عليها بأمر ~~اقال في الباب التاسع والستين وثلاثمائة : ما سمى الحق تعمالى نفسه بالباطن ~~إلا لبطون العلم بالذات المقدس لخلقه، فهو من وراء كل معلوم انتهى ~~ووقال في "لواقح الأنوار"(2) للشيخ محي الدين : اعلم أن أكمل العلماء بالل ~~(1) قال في "كشف الظنونه (396/1) : هترجمان الأشواق في الغزل والنسيب"، المنشوب إلى الشنخ ~~الدين أين عربي صدر عنه في غرة شهر رجب وشميان ورمضان سنة (611ه) وشوحه وسماه ~~فح الذخائر والأغلاق" ذكر فيه أنه نظمه بمكة المكرمة في حال اعتماره وأشار به إلى معارف ريانية ~~أوار الهية، وجعل العبارة عن ذلك بلسان الغزله والتشبيب لتعشق النفوس هذه العبارات فتتوفر ~~الواعي إلى الإصغاء إليها. 1ه والكتاب مطيوع ~~(2) كتاب الواقح الأنوار القدسية المتتقاة من الفتوسات المكية" إنما هو للشيخ الشعراني صاحب كثابنا ~~ادا ، اختصر فيه "الفتوحات المكية" للشيخ محي الدين ابن عريي، ولم أجد من عزا كتابا بهذا العتوان ~~لشيخ ابن عربي فلعل المراد أنه قال ذلك في أصل هذا الكتاب، أي في "الفترحات"، والله أعلم PageV00P000 ~~الالهية ~~الواعد الكتقية الموضحة لمحاتي ms032 الصفات ~~اعند علماء الكلام من أوغل في تحرير الآدلة، وكلما قام بباطنه أمر تفاه من ذمنه، ~~اوغاية هذا أنه وقف بعد التعب العظيم مع قوله تعالى: ليس كيثله شي) ~~(الشورى: 11] وضيع عمره في التفكر فيمن لا تصح معرفته بالفكر، وشغل قلبه ~~نهاه الله تعالى عنه من طريق الإشارة بقوله تعالى: { ويعزردم الله نفسة) [ال ~~مران: 28] وأن أكمل الناس أدبا مع الله تعالى من كان هذا الأمر بدايته التي ترقى ~~اعنها، فاستراح من الخوض في ذات ريه بغير علم من أول قدم، وفرغ المحل فيتي ~~ابلا للمواهب والأسرار انتهى ~~ففاعلم ذلك وتأمل في هذا المحل، فإنه نافع جدا والحمد لله رب العالمين. PageV00P000 # الحق تعالى، و ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماتي الصفات الالهية ~~ابب صن ينولر آن م ~~ده كحار يحرفه بلا حيام ~~اومما أجيت به من يتوهم أن معرفته بالعلم بالحق ~~جاب العلم يرتفع بين الحبد وربه، فيصير يعرفه يلا حجاب علم ~~والجواب: أن حجاب العلم بين العبد وربه لا يصح رفعه، فالعالم هو الل ~~الحق ~~الحق تعالى لا العبد. # ووعبارة الشيخ محي الدين في الباب الثاني من "الفتوحات" : لا يعلم أحد ~~االى إلا بواسطة الحلم، فالعلم هو العارف بالحق تعالى لا العبد، فما عرف ~~إلا الحلم لا أنت، فإنما علمك داتما حاجب لك عن معرفتك بحقيقة كنه ~~ك، فأنت حلف علمك محبوس في داثرته ~~الاياك إن جريت على أسلوب الحقائق أن تقول : إنك علمت المحلوم؛ فإنك ~~اعلمت إلا العلم، والعلم هو العالم بالمعلوم، وبين العلم والمعلوم بحور ~~الوقيات لا يدرك قعرها(1)، [19/ أ] فإن سر التعلق بينهما مع تباين الحقائق. # اكبه عسير، لا تركبه العبارة أصلا ولا الإشارة، ولكن يدركه أهل الكشف من ~~الف حجب كثيرة، لا يحس بها أنها على عين بصيرته إلا الأنبياء عليهم الصلاة ~~االسلام، وكمل ورئتهم من الأولياء؛ لدقتها بغموضها، وإذا كاتت هذه [23/أ] ~~الحجب عسرة المدرك كما بيتا فأحرى من خلفها. انتهى ~~امن هنا قال بعض العارفين : إن العلم حجاب عن الله تعالى، إخبارا بالواقع ~~لفظن بعض ms033 الفقهاء أن دلك على سبيل الذم للملم، فأخطأ في حق العارفين بغير ~~اعلم، وكيف يذم العارفون العلم الذي مدحه الله تعالى، وجعله أساس الطريق ~~اصرته2! قافهم ذلك، وإياك والغلط، والحمد لله رب العالمين ~~(1) في هامش (أ): نسخة قرارها PageV00P000 ~~القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الإلهية ~~اب من يندعه ان مراقبة خات اللك غير ممرح ~~ومما أجيت به من يتوهم من الفقراء أو الفقهاء أن مراقية الذات لا تصح لأحد ~~امن القوم. # والجواب: أن مراقبة الذات الأحدية لا تصح لأحد؛ فإن الله تعالى ~~المراقب اسم فاعل لا المراقب اسم مفعول. # اوايضاح ذلك أن تعلم يا أخي أنه قد ثيت وتقرر: أن العلم بأمر ما لا يكون ~~اعرفة أخرى، قد تقدمت قبل هذه المحرفة بأمر أخر، يكون به بين المعرو ~~مناسبة، لا بد من دلك ~~اقد ثبت وتقرر عند العلماء بالله: أن لا مناسية بين العبد وبين ربه بوج ~~الوجوه، فليس بأيدينا علم متقدم بشيء من ذلك، حتى ندرك به ذات المحق ~~الي ~~اتقدس؛ لما بينهما من المناسبة، قلا يعلم تعالى لنا بعلم سابق أبدا، وكيف يا ~~د معرفة ذات ربه حتى يراقيها ~~امن المعلوم أن الحقل لا يدرك كنه نفسه، فضلا عن كنه ذات ربه جل و ~~امن حيث ما العقل باحث وناظر؛ لأن برهان المقل الذي يستند إليه هو الحس ~~الضرورة أو التجربة، والحق تعالى غير مدرك بهده الأصول الثلاثة، وإنما يدرك ~~اتالى موجود، وأن العالم كله مفتقر إليه افتقارا لا محيص له عنه ~~اان الأمر على هذا الترتيب، فلا يصح لأحد مراقبة ذات الحق تما ~~انالى لا كيف له(1)، ولا أين، ولا متى، ولا وضم، ولا إضافة، ~~لا كيف ولا أين.00) هذه ما تسمى بالمقولات العشر عند المتكلمين، والكيف: هو ~~لحق ~~اقيل القسمة واللاقسمة لذاته، ولا يتوقف تصوره على تصور غيره كالالوان، والأين : هو ح ~~االايء في المكان، ككون زيد في البيت أو المدرسة، والمتى : هو حصول الشيء في الزمان ~~رفه وهو الآن، وذلك ككون الكسوف في وقت كذا، والوضح ms034 : هو هينة حاصلة للمجم ييب ~~ابتين، كشسبة بعض أجزائه إلى بحض بالقرب والبعد والمحماذاة وغيرها، كالتيام والاستلقا ~~القعود؛ إذ القيام مثلا يعتبر فيه نسبة أجزاء الجسم يحضها إلى يعض. والإضافة: هي ~~الانسبة ~~الارضة للجسم بالقياس إلى نسية أخرى كالأبوة الحارضة للأب والنيوة العارضة للابن ، فإن ك ~~بدا، PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~ارض، ولا جوهر، ولا كم وهو المقدار، ولا ثم في الوجود إلا فاعل مجهول ~~امرثي أثره، ولا يعرف خبره، ولا يعلم عينه، ولا يجهل كونه، فلمن يراقب أحدنا ~~وما ثم من تقع عليه عين، ولا من يضبطه خيال، ولا من يحدده زمان، ولا من ~~ادده صفات وأحكام، ولا من تكيفه أحوال، ولا من يميزه أوضاع، ولا من تظهره ~~عو ~~إضصافة ~~اكيف تصح مراقبة من لا يصح في حقه شيء من هذه الصفات، وقد أج ~~اعلى أن من شرط العلم أن يرفع الخيال، فالكامل في المعرفة من عظمت في ال ~~عالى حيرته، ودامت حسرته، ولم يثل منه مراده، ولم يتحصل على آمر يض ~~له ~~ك ~~اي ~~ي تفسه ~~فاعلم ذلك يا أخي، ونزه ربك عن الخيالات والأشكال، حال مراق ~~اغيرها؛ فإن الحق تعالى بخلاف ذلك بإجماع أهل الكشف، والنقل والحمد ~~ب العالمين ~~منهما نسبة تعقل بالقياس إلى الأخرى. والعرض: ما استال بقاؤه. والجوهر: ما قام يتفس ~~اح وجوده من غير محل يقوم به. والكم: هو ما يقبل القسمة لذاته، وهو قسمان: منقصل ~~الأعداد، ومتصل كالمقادير وهي الزمان والخط...، وبقي ثلاثة لم يذكرها المؤلف وهي ~~اللك: وهو هيئة حاصلة للشيء بسبب ما يحيط به أو ببعضه وذلك كالتعمم والتقمص. وأن يفعل ~~الهو كون الشيء مؤثرا في غيره كالقاطع ما دام قاطعا . وأن ينفعل : وهو كون الشيء متأثرا عن ~~المقطع ما دام متقطما PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~ااب من يتوحو بحسة الاننء بالك تحالى لأ ~~اومما أجيت به : من يتوهم صحة الإنس بالله تعالى لأحد من الأولياء. # اوالجواب: أن ذلك لايصح لأحد من الأولياء؛ لما تقدم من الجهل ms035 بكنه ~~الذات، وقد قال الولي الكامل سيدي علي بن وفا رحمه الله تعالى [24/ب]: لا ~~اصح الأنس بالله تعالى لأحد من المحققين، وما أنس من أنس به إلا بما منه ~~القريبات(1)، لا بذات الله تعالى . انتهى [20/أ]. # اهكذا تظير ما قدمناه آتفأ في عدم صحة مراقبة الذات. # القلت: وقد أجمع أهل الطريق على ما قاله سيدي علي بن وفا(2) رحمه الل ه ~~االى: وقالوا الإنس لا يصح إلا بالمشاكل والمناسب، وليس بين الخلق وبين ربهم ~~شاكلة ولا مناسبة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. # اوكان الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه يقول كثيرا: إن الذات ~~المقدس لا تدخل تحت إحاطة علم ولا إدراك، وكان يقول : غاية علم الأولياء بالل ه ~~اعالى أن يصل إلى مقام محصول التجليات لا غير، وأما كيفية تجليه لأحد، فلا ~~لأحد علمه، لأنه من خصائص علم الحق تعالى بنفسه. # اايضاح ذلك: أن الذات مجهولة في الأصل، فجلم كيفية تجليها غير حاصل ~~ولا مدرك لأحد. انتهى ~~الفاعلم ذلك يا أخي، وإياك أن تقول : إنك قد أنست بالله تعالى عيتا، فإن ذلك ~~لا يصح ~~اقد سمعت مرة هاتفا يقول: إذا كان كل شيء خطر يبال عبدي فأنا بخلافه ~~كيف يصح له مناجاتي على الكشف والشهود أو الإنس بي12 انتهى، والحمد لل ه ~~ب العالمين ~~(1) كذا في المخطوطتين، ولم يتبين لي معناها، والله أعلم ~~21) علي بن محمد بن محمد بن وفا أبو المحسن القرشي الأنصاري الشادلي المالكي من كبار الصوفية ~~اي عصره إسكندري الأصل ولد وتوفي بالقاهرة، من مؤلفاته: "الوصاياء و"الباعث على الخلاص ~~الان أحوال الخواص" و"الكوثر المترع في الأبحر الأربع" في الفقه ومفاتيح الخزائن العلية ~~المامع الريانية" في التصوف، توفي ستة (807 ه) . PageV00P000 # تحقل ~~هاب سن ينو ~~اورة تعقل لأحد في هذه الدار ~~من ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الآلهية ~~له خلق آدم على صورته4(1) ~~ويتك حق، وقالوا قد ورد: لا ~~عالى ~~لله تحالن قر ~~ومما أجيت به : من يتوهم أن الله ~~اجه الإحاطة، أخذا ms036 من ظاهر حديث ~~لقول علماء التعبير لمن رأى ربه في المتام ~~لرويا للعبد المؤمن أن يرى ريه في منامه"(1) ~~والجواب: أن هذين الحديثين لا ينافيان تنزيه الحق تعالى؛ لأن الرؤيا ~~اعت لا تكون مكمفة للحق جل وعلا، فالعبد بر ربه من حيث صحت له رؤيته ~~امن غير تكييف ولا تمثيل، وذلك لأن من خصائص تجليات الحق جل وعلا أنه لا ~~ات منها شيء غير آن واحد كلمحة بارق، والتكييف إنما يكون في شيء ~~اين(3) فأكثر. # وبالجملة فإذا كانت حقيقة الحق تعالى ممخالفة لسائر الحقائق بإج ~~المحققين، فما بقي للحق تعالى صورة تعقل، بل هو تعالى لا تقبل ذاته الصو ~~اأما حديث : "إن الله تعالى خلق ادم على صورته" فقال الجلال السيوطي ~~ابدا ~~(1) أخورجه مسلم (2612) ولفطه: " إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم ~~صورتده ~~4) لم أجد هذا اللفط فيما يين يدي من المصادر، وفي مجمع الزوائد للهيتمي (174/7): ع ~~اريرة رضي الله عنه عن النبي قال : "رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد ربه في المنام ~~الطراني، وفيه من لم أعرفه ~~3) الآن: هو اسم للوقت الذي أنت فيه، وهو ظرف غير متمكن، وهو معرفة، ولم تدخل عليه ~~الام للتعريف لأنه ليس له ما يشرته. "التمريقات" (ص 55) . # 44 السيوطي : عبد الرحمن بن أبي بكر الحضيري السيوطي جلال الدين الإمام الحافظ المؤرخ الأديب ~~الفر ، تشأ في القاهرة يتيمأ ولما بلغ الأريعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس. # اعلى النيل منزويا عن أصحابه جميا كأنه لا يعرف أحدا منهم فألف آكثر كتبه، وكان الأغنيا ~~االأمراء يزورنه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها، وطلبه اللطان مرارا فلم يحضر إلي PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الالهية ~~احمه الله وغيره: إن الحديث وارد على سبب، وذلك *أن رسول الله رأى ~~اخصا يلطم وجه غلامه في بعض أزقة المدينة، فقال له : لا تفعل؛ فإن الله تعالى ~~لق آدم على صورته"(1) قالضمير في صورته راجع على هذا إلى الغلام، فمعنى ~~الحديث لا تلطمه على وجهه؛ لشبهه للسيد آدم ms037 عليه الصلاة والسلام انتهى ~~سيأتي أته ورد في الحديث: "أن لكل ما خلق الله تعالى صورة مخصوصة في ~~ااق العرش، أظهرها الله تعالى لإسرافيل، وأن خلق الله تعالى آدم عليه الصلاة ~~اوالسلام على صورته" (2) أي : التي هي منقوشة في ساق العرش. # اوأما حديث : الفإن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمان"(3) فقيل : إنه على ~~ف مشاف ~~اقال بعضهم: فليس المراد به أنه حلقه على صورة الذات؛ إذ لا صورة لها ~~اانما المراد به صورة الأفعال [25/ب] والأخلاق مع تباين الحقائق، فإن الله تعالى ~~اعل لآدم وبنيه الأمر والنهي، والتولية والعزل بإذن الله عز وجل؛ إذ الصورة تطلق ~~اراد بها الشأن والأمر والحكم أي : خلق الله تعالى آدم عليه الصلاة والسلام ~~اوأولاده إلى يوم القيامة، يأمرون وينهون، ويولون ويعزلون بإذني، لا بحكم ~~استقلال، كما قال تعالى في عيسى عليه الصلاة والسلام: (وإذ تخلق من الطين ~~ك ينة الطير يإذنى فتنفخ فيها فتكود طيرا يإذفى [21/أ] وثبرع الأحتمه والأبرم ~~اال وإذ تخيج الموقى يإذق) [المائدة: 110]. # اوقد سألت مرة سيدي عليا الخواص عن رؤية الحق جل وعلا في المنام في ~~اورة، مع أن الحق تعالى من حيث ذاته لا تقبل الصورة، فقال رضي الله عنه: من ~~اأن الخيال يجسد ما ليس من شأته التجسد؛ لقوة سلطانه فإنه يريك المعاني كلها ~~وأرسل له الهدايا فردها وبقي على ذلك إلى أن توفي، من مؤلفاته: "الإتفان في علوم القرآن" و"اللر ~~المشور1 و"تفسير الجلالين" و"جمع الجوامع" و"همع الهوامع" و"الجامع الكبير9. توفي سنة ~~(911ه). # 1) هكذا نقل ملا علي القاري في كتابه "مرقاة المفاتيح، (454/8) عن السيوطي حبث قال : كذا في ~~ااشية البخاري لليوطي ~~(42 لم أجد هذا الحديث فيما توفر لدي من المصادر، والله أعلم ~~3) رواه الطبراني في "الكبيرء (13580)، قال الهيئمي في "مجمع الزوائده (106/4) : رواه الطبراني ~~اجاله رجال الصيح غير إسححاق بن إسماعيل الطالقي، وهو ثقة وفيه ضحف PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اورا قائمة، فيريك العلم لبنا، والإسلام قية، والثبات في الدين قيدا ms038، ويريك ال ~~ا ~~العيد ~~اعالى في صورة مع أنه تعالى لا يقيل الصورة. انتهى ~~وقال في الباب الثامن والستين من "الفتوحات المكية" : اعلم أن أدنى ح ~~اجب العبد عن معرفة كنه ذات ربه عز وجل هو الصورة التي يقع في ذهن ~~الجلي فيها، فإنه سبحانه وتعالى ما هو عين تلك الصورة التي تقع في الذهن؛ ~~اجسدة متحيزة: تأخذها الحدود والجهات وتعالى الله عن دلك انتهى ~~وكان ينشد كثيرا: ~~اليس تنال الدات في غير مظهر ولو هلك الإتسان من شدة ال ~~أي: لا تعقل الذات في هذه الدار إلا في مظهر، وأما رؤية العبد إذا شاء الله ~~الهي من وراء العقل، كما يشير إليه قوله : نور أنى أراه"(1) أي : كيف أ ~~دار ~~اله عن تلك المظاهر المقيدة. # حمه الله تعالى يقول: إذا كان لا ب ~~في الصحيح، مع أن تلك الدار ليس ~~ربه ~~م انه ~~يوج ~~خلاف ~~افليس بين العباد وبين آن يرو ~~حين سئل: كيف رأيت ربك؟ وتعالى ~~عت سيلي عليا التواص ~~جاب العظمة في جنة حدن كما ورد ~~جاب، فكيف بدار الدنياة فقد ورد ~~الكبرياء على وجهه في جنة عدن4(2) ~~ارداء الكيرياء هو عدم الإحاطة. # وسمعت سيلي عليا المرصقي رحمه الله تعالى يقول: كل من ~~اات الحق جل وعلا في الآخرة على وجه الإحاطة، وعدم الجهل ~~الوجوه، فلا بد أن يظهر له في الآخرة خطأ ظنه، ويرى الأمر ~~اكان رضي الله عنه يقول : لو علمنا الذات لبطلت أحكام الربوبية، وا ~~طل ~~اظن ~~القدر، فاعلم ذلك يا أخي، ونزه ربك عن كل ما يخطر في البال، والحمد ~~الالمين ~~1) أخرجه مسلم (178)، والترمذتي (3282)، وأحمد (157/5) . # (42 أخرجه اليخاري (4597)، ومسلم [180). PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~اب صد ند اتا الخالتي بالمتلهقاب ~~الد الله حد يخلك حلها يحبير ~~ومما أجبت به من يتوهم أن كل ما وقع عليه بصر العبد هو الله عز وجل في ~~ف الأمر، كما عليه بعض من يدعي أنه من أهل الوحدة المطلقة، زاعمين أن ذلك ~~امن جملة تنزيه الحق، تعالى ms039 عن [26/ب] التحيز والجهة ~~اوالجواب: أن هذا مذهب مخالف لأهل الملل والتحل، فضلا عما أجمع علي ~~أنبياء والمرسلون، والأولياء والمؤمنون، وقد أجمع أهل الكشف على أن الوجود ~~الا يعقل إلا بوجود عبد ورب أزلا وأبدا، فإن العالم كله لم يزل في علم الحق جل ~~اعلا، على اختلاف تطوراته ممكنا، [و](1) كما لا افتتاح لعلم الحق جل وعلا ~~اكذلك لا افتتاح لمعلومه، من حيث تعلقه به، كما سيأتي بسطه في مبححث القول ~~دوث العالم ~~معت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: لم يزل العالم معلوما ~~الق جل وعلا، لا يعزب عن علمه منه شيء، والمراد بحتلقه إياهم إخراجهم من ~~اكنون حضرة علمه إلى عالم الشهادة، فما شهدوا نفوسهم، ولا غيرهم إلا بعد ~~اخراجهم من عالم الغيب، فهناك ذاقوا لذة الوجود، وعرفوا مقدار ما أنعم الله تعالى ~~اه عليهم، ومن فهم ما ذكرناه علم أن العالم عند الحق تعالى؛ من حيث أصل تعلق ~~الحلم به [22/أ] على حد سواء؛ في حال كونه معدوما، وفي حال كونه موجودا ~~اوقد تقدم ذكر إجماع أهل السنة والجماعة على أن كل شيء خطر ببال العبد ~~لاله تعالى بخلافه، هذا اعتقاد أهل السنة والجماعة إلى قيام الساعة، فإذا قامت ~~القيامة كان للخلق في معرفة ربهم أمر آخر، أرق وأصقى وأعلى مما كان لهم في ~~اار الدنيا، فإن النصوص قد جاعت برؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى في الدار ~~الآخرة، فوجب الإيمان بها، ولكن لا يعرف كيفية تلك الرؤية حتى نتكلم عليها ~~الآن، والكشف عن الأمور الذوقية لا توضحها عبارة. # 1) زيادة لاستقامة النص PageV00P000 ~~الاعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~وخاب وخسر والله أولثك البعض الذين يدعون أنهم أهل الوحدة المطلقة ~~ان(1) قد رفضوا جميع قواعد الشرائع والأحكام التي كلف الله يها عياده. # اسيأتي أن أبا القاسم الجتيد(6) رضي الله عنه كان يقول: لو كنت ذا سلطان ~~الضربت عنق كل من يقول: ما ثم إلا الله؛ لأنه ينفي بذلك أنيياء الله وملائكته ~~أحكامه، ويعطل جميع أحكام الأسماء والصفات وذلك ms040 كفر بإجماع المسلمين ~~تهي ~~اقد دخل علي شخص من فقراء العجم وأنا مريض، فقلت له : من تكون؟ # اقال: أنا إبليس، فقلت له : كيف؟ فقال : أنا الله، وأنا النبي، وأنا الخنزير، وأنا ~~كل شيء في الوجود، وما رأيت عندي قوة أمسكه بها حتى أجد من يشهد عليه ~~قلت له : آنت حاضر العقل؟ فقال : نعم، فقلت له : فكيف قلت ما قلت* قال: ~~الان الوجود كله صدر عن الله حين لم يكن هناك إلا الله وإليه يرجع، فقلت له: إن ~~هذا اعتقاد فاسد" قد تنزه إيليس عنه فضلا عن غيره؛ فإنه صرح بأنه مخلوق بقوله: ~~لقتني بن ثار) [الأعراف: 21] فلم يجد هذا الزنديق جوابا، وفارقني على اعتقاده ~~الفاسد الحبيث، نسأل الله العافية، فاعلم [27/ب] ذلك وإياك والخروج في ~~تقادك عن أهل السنة والجماعة، والمحمد لله رب العالمين ~~(1) قوله: (أن قد) أي: لأنهم قد .... إلخ والله أعلم. # 2) الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز أبو الفاسم سيد الطائقة وكبير الصوفية على الإطلاق ~~و لده ومتشأه ببغداد أصل أيه من نهاوند، عرف الجتيد بالخزاز لأنه كان يحمل بالخز، قال أحل ~~عاصريه: ما رأت عبناي مثله الكتبة يحضرون مسملسه لألفاه والشعراء لفصاحته والمتكلمون ~~المعانيه وهو أول من تكلم في علم التوحيد ببغداد، وقال ابن الأثير في وصفه : إمام الدنيا في زماته ~~امن كلامه طريقنا مضبوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم ينفقه لا ~~اتد به ، له "رسائل منها ما كتبه إلى بحض إخوانه، ومنها ما هو في التوحيد والألوهية وال ~~سائل أخري، وله "دواء الأرواح" رسالة صغيرة، توفي ستة (297 ه). PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضححة لمعاني الصفات الإلهية ~~اب ص يندلع ان نزهله ~~االل إله الننمماء الكنيا نزهل بيخان ~~مما أجبت يه من يتوهم من نحو حديث: "ينزل ربتا كل ليلة إلى سماء ال ~~لفقول: هل من سائل فأعطيه سؤاله"(1) إلى آخر ما ورد، أنه نزول بذاته، ويزعم أن ~~اله تعالى ذاتا توصف بالذات التقليدية، ويزعم أن الحق تعالى يتجلى في صفة التشبي ~~باده ms041، حتى يروه بقلوبهم ويتلذذوا بمشاهدته تعالي، وبرعم أن للحق تحالى أن ~~التصر من ذاته الأحدية ذاتا أخرى، جامعة لما في الكبرى، ويتجلى لعباده فيها ~~اان هذه الصورة هي الصورة التي خلق آدم على صورتها، وأنها هي الصور ~~التي ~~اليراها النائم في منامه كما أشار إليها خبر الطبراني "خير الرؤيا أن يرى المؤمن رب ~~ه في منامه" (2). انتهي. # كما سمعت جميع ذلك من أهل الشطح ~~والجواب: أن هذا اعتقاد فاسد لا يجوز بحال، ثم إنه يقال لهذا الملحد ~~اليلك على ما قلته؟ فلا يجد له دليلا واحدا يشهد له، وكذلك يقال له: اختصر ~~الحق تعالى من ذاته الأحدية ذاتا أخرى، جامعة لما في الكبرى من الصفات، فهل ~~صارت الكبرى بلا صفات، من حياة وعلم، وإرادة وقدرة، وسمع وبصر وكلام، أم ~~ذه الصفات باقية فيها بحكم الأصل، أو يحكم الفرع؟ وهل هي عينها أو غير ~~لعله تتدحض حجته الداحضة(3) بالكلية. # على ~~ااعلم ذلك وإياك أن تضيف إلى الحق جل وعلا ما لم يصفه إلى نفسه ~~اسنة رسله، فتفارق أهل السنة والجماعة، أو تكقر وتدخل الجحيم الأكبر، ~~اايت نحو ذلك في "شرح المشاهد" لسيدة العجم(4)، ولبعض الصوفية الأقد ~~(1) أخرجه اليخارتي (1094) و(5692)، وملم (758). # (2) تقدم تتريجه (ص5) ~~3) الداحضة: أي الياطلة ~~(4) المشامد رسالة لمحي الدين ابن عربي واسمها "مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية" لها ~~ة شروح، منها الشرح المذكور، وقد فرتت من تأليفها في صفر ستة (852ه) وهي ست PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الملهية ~~233/أ] ولفظه : اعلم أن الإله الذي جاء بوصفه ونعته الشارع، ما هو الإله ~~ادركه العقل؛ إذ الإله الذي أدركه العقل لا يحتاج إلى تأويل شيء من صفاته ، ~~و موصوف بصقاتتا كلها، يتنزل تعالى لعباده فيها؛ ليجبدوه ويعرفوه، وأطال ~~ذدلك. # ام قال : فمن عرف ما قلناه جعل صفات التنريه كلها للذات الأصلية، وصقا ~~الشنييه كلها للذات الفرعية، ولم يحتج إلى تأويل شيء من آيات الصفات؛ لأن ~~الأويل ما جاءنا إلا من اعتقاد : أن الحق تعالى لا يتنزل لمقول العباد في صفا ms042 ~~الشييه أبدا. انتهى. # على ~~ه وقد تقدم تأويل حديث "إن الله تمالى خلق آدم ~~وكن منزها لريك عن كل ما تخيلته في بالك؛ فإنه هو الأمر ~~ولا يخفى ما ~~صررته"(1) فراجعه ~~الحق في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين. # الحجم ينت النقيس بن أبي القاسم البغدادية، متصوفة فاضلة ، انتقلت من بغداد إلى حلب وبها الفت ~~الرح المذكور، توفيت بعد سنة (852ه) ، انظر كشف الظنون (1691/2) . # (1) تقدم تخريجه (صر59) . PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~ه أع الحالم ~~طده لك تعحالن ~~ا ~~ي ~~امما أجيت به من يتوهم قدم العالم بالذات، من حيث إنه معلوم علم الل ه ~~االى، فكما لا افتتاح لعلمه تعالى، فكذلك لا افتتاح لمعلومه، ويزعم أن ال ~~ساو للحق تعالى في الوجود ~~ووالجواب: أنه لا يجوز اعتقاد قدم العالم بالذات من حيث إنه معلوم علم ~~العالى؛ فإن الحق تعالى له رتية الفاعلية، ورتبة الواجب الوجود لذاته، والعالم له ~~اتبة الإمكان والمفعولية، ولا يمكن لأحد أن يرقى بالعالم إلى رتبة الفاعلية، ورتبة ~~ااجب الوجوب لذاته [28/ ب] أبدأ، فصح حينيذ قول الإمام أبي حامد العزالي ~~احمه الله تعالى : ليس في الإمكان أبدع مما كان ؛ لأنه ما ثم(1) لنا إلا رتبتان قدم ~~احدوث، فالحق تعالى له رتبة القدم، والعالم له رتبة الحدوث، فلو خلق تعالى ما ~~الق، فلا يخج عن رتبة الحدوث، فكلام الغزالي رضي الله عنه في ~~الوضوح. # سصعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول: لا يجوز اعتقاد مسا ~~العالم للحق تعالى في الوجود والعدم بوجه من الوجوه؛ لأن وجود العالم ما ~~امن موجد أوجده، وهو الله تعالى، فمن المحال مساواة العالم الممق تعالى في الرتبة ~~او لو كان العالم هو معلوم علمه تعالى، الذي لا افتتاح له، فإن حقيقة الموجد ~~ال يره: أن يوجد ما لم يكن موصوفا عند نقسه بالوجود، وهو المعدوم، لا أن يه ~~اما كان موجودا أزلا؛ فإن ذلك محال . انتهى. # يؤيد [ذلك](2) قول الشيخ محي الدين في باب الأسرار من كتا ~~االفتوحات" : لو كان ms043 العالم مساويا للحق تعالى في الوجود؛ لاقتضى ذلك وجود ~~(1) في (ب) : ما تم. # (42 زيادة يقتضيها النص PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~العالم لذاته، ولم يتأخر منه شيء من محدثاته [و](1)لو كان العالم له رتبة القدم ~~الاستحال العدم عليه، والعدم واقع فلا تدافع ~~ووقال: في هذا الباب أيضا: ما قال بالعلل إلا القائل بان العالم لم يزل، وأنى ~~العالم القدم، وما له في رتبة الوجود الوجوبي قدم . انتهى. # اقال في الباب الثالث والتسعين من "الفتوحات" : اعلم آن شبهة من توهم قدم ~~العالم من الفلاسفة : وجود الارتباط المعنوي الذي بين الرب والمربوب، والخالق ~~االمخلوق، وغيرهما من سائر الأسماء، إذ الرب يطلب المريوب، والخالق يطلب ~~المخلوق، والرازق يطلب المرزوق أزلا؛ لكون الأسماء قديمة، ولا يعقل الرب ~~االخالق مثلا إلا يوجود المربوب والمخلوق ~~فهذا هو الباب الذي دخل منه من توهم قدم العالم، وغاب عن الفلاسفة أنه لا ~~الزم وجود هذا الارتباط مساواة(46 العحالم للحق جلا وعلا؛ فإن الله تعالى هو ~~الفاعل، والعالم كله مفعوله تعالى، وأطال في ذلك ثم قال : فعلم أن المراد بارتباط ~~العالم [24/أ] بأسماء الحق تعالى : أن العالم مرتبط بالحق ارتباط عبودية بسيادة، لا ~~تباط مساواة في الرتبة، ومن لم يمتقد ما قلناه زلت به قدم الخرور في مهرات ~~الف : إذ الأعيان الثابتة في العلم الإلهي لم تزل تنظر إلى الحق تعالى بعين الافتقار ~~لا؛ ليخلع عليها اسم الوجود، ولم يزل الحق تعالى ينظر إلى استدعائها بعين ~~الحمة؛ ليجيبها إلى سؤالها، فلم يزل تعالى ربأ لها في حال عدمها كحال وجودها ~~اعلى سد سواء، فالإمكان لنا دائم كما أن الوجود له تعالى دائم. انتهى ~~سمعت ميدي عليا التواص رحمه الله تعالى يقول: كل أمر رأيته يطلب ~~الكون من الحضرات الإلهية؛ فهو من حبث كونه تعالى إلهأ وغافرا وراحما، وكل ~~امر رأيته لا يطلب الكون كالاسم الأحد أو الغني؟ فهو من حيث كونه تعالى ~~29/ب] ذاتا، فمهما أتاك من الصفات والآسماء، فزنه بهذا الميزان يتحقق لك ~~الأمر فيه. # فقلت ms044 له : ما قلتموه من أن الأسماء الإلهية تطلب أهل حضراتها لتحكم فيهم ~~ضاه، قد يضاهي العلة والمعلول ~~41 زيادة بقتضيها النص ~~2) كذا في المحطوطتين، وفي هامش (أ) : لعله لا يلزم من وجود هذا الارتباط، انتهى PageV00P000 ~~الو عد الكشفية الموضحة لساتي الصفات الانهية ~~قال: ليس مضاه لهما، لأن العلة والمحلول أمران وجوديان عند الفلاسفة ~~اوأما الألوهية ونحوها فهي عندنا نسبة عدمية لا وجودية، فإياك يا ولدي والخلط ~~قلت: فهل يجوز ان يقال : إن الحق تعالى موجد العالم أزلا من حيث ~~علوم علمه القديم ~~اقال رضي الله عنه : لا يجوز ذلك، فيقال : إنه تعالى مقدر الأشياء أزلا ~~ابقال: إنه موجدها أزلا؛ لأن ذلك محال، بيان ذلك : آن كون الحق تعالى موج ~~إنما هو أن يوجد ما لم يكن موصوفأ بالوجود، لا أن يوجد ما هو موجود؛ فإذا م ~~المحال أن يكون العالم أزلي الوجود؛ لأنه يرجع إلى قولنا: العالم المستفيد من ~~الوجود غير مستقيد من الله الوجود ~~القلت له : فلم شنع الأشعرية به على الحكماء في قولهم بالعلة والمعلول ~~أان ما شنعوا به على الحكماء يلزمهم في جعلهم سيق العلم الإلهي بذلك علة ~~قال: إن الأشعرية ما شنعوا على الحكساء إلا من حيث إطلاق لفط ال ~~اعلى الحق تعالى من الأسماء والصفات ~~االا قالذي هرب منه الأشعرية يلزمهم في ~~اعلى الله تعالى؛ فإنه لايجوز لنا أن نطلق ~~الا ما أطلقه على نفسه على ألسنة رسله، ~~ابق العلم؛ لكون(1) ذلك المعلوم؛ فإن سبق العلم يطلب كون المعلوم بذاته ولا ~~اه ولا يعقل بينهما كون مقدر، ولا يلزم كما لا يلزم مساواة المعلول علته ~~اميع الأحوال، إذ الحلة متقدمة على معلولها بالمرتية، سواء كان سيق العلم ~~اات الحق جل وعلا، فعلم أن المخلوق لا يصح أن يكون في رتبة خالقه أب ~~ااني. # لقلت له : فما مدلول لفظة الأزل الجاري في كلام العلماء؟ # لقال: هو عبارة عن نفي الأولية لله تعالى المعقولة؛ إذ الحق تعالى لا ~~الوجوده، فأوليته غير محقولة، فهو الأول لا بأولية تحكم عليه ms045، فيكون تحت حيطتها ~~امعلولا عنها كالأوليات المخلوقة، والله تعالى أعلم. # اقد بسطنا الكلام على ذلك في كتاب مستقل فراجعه، والححمد لله رب ~~لعالمين. # (1) كذا في (أ) وفي (ب) : بكون. PageV00P000 # الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اب من نهلعه حلول العالع في يثانه تععال ~~ومما أجبت به من يتوهم من آرباب الغيبة بغلبة الحال أن الله تعالى لما أمر ~~أجد العالم بعد أن لم يكن أوجده في ذاته؛ لأنه ما ثم غير ذاته تعالى حتى أن ~~ضهم آنشد في حال غيبته في مناجاته بيت شعر ~~طعت الورى من نفس ذاتك قطعة ولا أنت مقطوع ولا أنت قاعلع [1/25] ~~اوالجواب: أن هذا الكلام لا يجوز اعتقاده بإجماع المسلمين؛ فقد أجمع القوم ~~اعلى أنه لا يجوز أن يقال : إن الحق تعالى مصدر للأشياء؛ لإيهامه وجود المناسبة ~~الممكن والواجب، وبين من يقبل الأولية وبين من لا يقبلها، وبين من هو مفتقر ~~اي إيجاده إلى غيره وبين من هو غني بذاته، ولو أن العالم كان صادرا عن ذات ~~الحق جل وعلا [30/ب] كما تقدم، لكان حكمه حكم خالقه، ولم يرد لنا شرع ~~االاذن، بكون الحق تعالى يجوز أن يطلق عليه أنه مصدر للاشياء، إلا أن يكون ~~المراد أنه صادر عن قول الحق تعالى له : كن، فهذا لا بأس به ~~سمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول: من الآدب إذا سئل ~~أحدنا عن العالم من أين جاء به الله تعالى؟ أن يقول: لا نعلم؛ فإن الله تعالى ~~ااخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا من أحوالنا السابقة على وجودنا. انتهى ~~معته رضي الله عنه مرارا يقول: إن الله تعالى أوجد الكاثنات موافقة لما ~~ابق به العلم، بعد أن لم يكن لها وجود في أعيانها عند نفسها، كما لا علم لها ~~فسها، تم إنها آنيطت بموجدها سبحاته، ارتباط ممكن فقير عاجز، بغني واجب ~~لوجود قوي عمزيز، ولا يعقل لها وجود إلا به سبحانه وتعالى انتهى ~~قد سثل الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه عن العالم ms046 هل يقال فيه: ~~انه صادر عن الله عز وجل؟ فقال : هذا لا يجوز إطلاقه على الله تعالى؛ لأن العدم ~~كان أمرا وجوديا يشار إليه، لكان المكن صادرا عن الحق جل وعلا، فيكون ~~اادرا من وجود إلى وجود، وبكون له عين شخصية قائمة في الأزل، وذلك ~~ال. انتهي PageV00P000 ~~الواد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات ~~إن قيل : كيف صحت مخاطية الحق تعالى للمعدوم بقوله: كن) ~~فقالجواب: أن الله تعالى على كل شيء قدير، ومن قدرته أنه قال للم ~~في حال عدمها عندنا، ووجودها في علمه تعالى ما من معناه : اظهري من مكنون ~~اعلمي إلى عالم الشهادة، وإلا فالعدم المححض ليس فيه عين يتحلق علم الله عر ~~وجل بايجادها منه؛ لعدم ثبوتها في علمه فافهم، وسيأتي بسطه قريبا، إن شاء الله ~~اعد قول الشيخ محي الدين: عجبي من قائل كن لعدم، والذي قيل له لم يك ~~الى أخره فراجعه، والحمد لله رب العالمين. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~اب صن نهد آنه لهل ~~ايذا لله تحالى لما عرق هانيت ~~ومما أجبت به من يتوهم من أهل الشطح أو غيرهم أنه لولا توحيدنا للحق جل ~~اعلا ما فهمت وحدانيته، واستدل بحديث : "كنت كنزأ لم أعرف فأحببت أن أعرف ~~فخلقت الخلق فيي عرفوني"(1) . انتهم ~~االجواب: أن الإجماع على أن الحق تعالى واحد بنفسه، لا بتوحيد موحد كما ~~اشار إليه قوله: (فبي عرفوني) أي : لا بأنفسهم، أي : عرفوا أتني واحد لنفسي. # اكلام هذا الشاطح ربما يؤذن بأن الحق مفتقر في وجود صفاته إلى غيره ~~امرت الإشارة إليه أول الأجوبة، فهو كلام صدق من جاهل بالله تعالى؛ فإنه لا ~~اح إلا في حق من لم يكن واحدا في نفسه لنفسه، والحق تعالى يإجماع الملل ~~لها واحد لنفسه، وليست وحدانيته بتوحيد الموحدين له، إذ لو كانت وحدانيت ~~اوحيد الموحدين، لكان الحق تعالى الذي هو المقدس والمنزه محلا لتأثير هذا ~~الموحد فيه، وذلك محال، فتفطن يا أخي لهذه النكة العبيبة؛ فإنك لا تكاد تج ~~ي كتاب. # الفان قال قائل ms047 : فما الدليل على ذلك [31/ب] من القرآن؟ # فالجواب: من الدليل قوله تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو والمليكة ~~اؤلوا العلر) [26/أ] (آل عمران: 18] فأخبر تعالى أنه الموحد لنفسه، أي : أنه ~~االمخبر عن كونه تعالى واحدا في الألوهية، وأما عباده فإنما شهدوا على شهادته ~~اعالى لنفسه لما أوجدهم من حضرة غيبه، ولا يصح لهم أن يشهدوا مع شهادت ~~االى لنفسه في حضرة لا افتتاح لها، إنما يشهدون بعد علمهم بشهادته تعالى ~~(1) قاله الساوي في "المقاصد الحسنة" (521/1) : قال ابن تيمة إنه ليس من كلام النبي ولا ~~ارف له سند صحيح ولا ضعيف وتبعه الزركشي وشيخنا أي ابن حبر المسقلاني، وانظر الأسرار ~~المرفوعة في الأخبار الموضوعة (23/1)، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضو PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~النفسه، فكانت شهادتهم له بالألوهية، إنما هي على سبيل الاعتراف والإذعان ~~افهم ~~ال اذا قال قائل: فلم قال تعالى: (وأؤلوا العلر) [آل عمران: 18] ولم يقل: وألو ~~الإيمان؟ # فالجواب: أنه إنما قال تعالى ذلك، دون أولي الإيمان؛ لأن متعلق الإيمان إنما ~~او الخبر يواسطة عن وقوع أمر، فيسمع المؤمن ذلك عن الله تعالى فيؤمن ~~ااخباره تعالى عن نفسه بالتوحيد ليس هو عن إخبار، فاستفدنا من إضافتهم ~~العلم، دون الإيمان الإعلام من الله تعالى لنا، يأن المراد بأولي العلم هنا هم أهل ~~الوحيد، الذين حصل لهم ذلك من طريق العلم النظري، أو الضروري، لا من ~~اصل له ذلك من طريق الخبر، كأنه تعالى يقول : وشهد الملائكة ( وأؤلوا العلي ~~واقع ~~اوحيدي؛ بما جعلته عندهم من العلم الضرورتي، الذي استفادوه من التجلى ~~قلوبهم، وقام لهم مقام النظر الصحيح في الأدلة . انتهى ~~اان قال قائل : فلم عطف تعالى الملائكة (وأؤلوا العلر) على نفسه بالواو، وهو ~~احرف يقتضي الاشتراك حتى في الوقت؟ # اقالجواب: صحيح ذلك، ولكن لا اشتراك إلا في الشهادة دون وقتها، لأن ~~هادة الحق لم تكن في زمان، والله أعلم. PageV00P000 # حالن ~~ل العرش استون () ~~الاعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الالهية ~~اب من نهم جصة النمدقة لله ~~ومما ms048 أجبت به: من يتوهم من قوله تعالى:الرحم ~~اطه: 5] ما يسبق إلى أذهان العوام، من أنه تعالى في جهة الفوق دون ~~والجواب: أن ذلك إنما يقع من جامل بالله، فلا يقع مثل ذلك؛ لاع ~~ازما بأن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، فليس استواؤه تعالى على عرش ~~استواء الخلق، وانما يجب تنزيهه عن صفة المحدثات، فلا يصح أن يكون ال ~~كالمخلوق أبدا. # اوقد بلغنا عن سيذي أحمد بن الرفاعي(1) رضي الله عنه أنه قال: صعدت ~~الفوقيات إلى سبعمائة ألف عرش، فقيل له : ارجع لا وصول لك إلى العرش العظيم ~~الحاوي لجميع العروش، إنما ذلك خاص بممد ، فرجعت ثم نزلت في ~~السفليات، حتى جاوزت سبعمائة ألف أرض، فقيل لي : ارجع لو مكثت تجاون ~~أراضي عدد رمال الدنيا، ما وصلت إلى الأرض الكبرى الحاوية لجميع الأراض ~~حت ~~اقال أيضا: إن لله تعالى بحرا من رمل، يجري بين السماء والأرض، من ~~لق الله تعالى [32/ب] الدنيا إلى يوم القيامة، لله تعالى بعدد كل رملة منه مدينة ~~لدر دنياكم هذه، لا بد لكل ولي حق له قدم الولاية من دخول هذه المدا ~~االاحاطة بأهلها وحيواناتها، ومعرفة أسمائهم وأنسابهم وطيائعهم انتهى ~~اوحيث صح التقل فهو من بعض وسع معلومات الله تعالى، التي يطلع ع ~~امن يشاء من عباده، والله واسع عليم ~~(1) أحمد بن علي بن يحى الرفاعي الحسيني أبو العباس الإمام الزاهد مؤسس الطريقة الرفاعية ول ~~اناي حسن من أعمال واسط بالعراق وتفقه وتأدب في واسط وتصوف فاتضم إليه خلق كثير من ~~الفقراء، كان لهم به اعتقاد كبير وكان يسكن باليطائح وترفي بها وقبره إلى الآن محط ال ~~الكي طريقته وقد صف كثيرون كتبا خاصة به وبطريقته وأتباعه . توقي ستة (578 ه). PageV00P000 # الالهية ~~تأمل ~~ألف ~~لمه ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماني الصفات ~~وسمحت سيدي الشيخ عبد القادر الدشطوطي(1) رحمه الله يقول: من ~~الجود المحقول للخلق كلهم وجده متتاهيا، فهو بالنسبة لمعلومات الله تعالى ~~الا تتناهى؛ كذرة طائرة في هواء، لا سقف له ولا سفل. انتهى ~~وهذا يؤيد ما ms049 سبق عن سيدي أحمد بن الرفاعي، بل لو ضرب سبعماية ~~ارش، وسبعمائة ألف أرض في مثلها، عدد الرمال وأوراق الشجر، وعدد ما ~~الخلق من المخلوقات [27/أ] لوقف الأمر على شيء محصور، ولقال لسان ~~العقل: يمكن أن يقول لصاحبه : فما وراء ذلك أيضاة ~~سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: غالب الخلق جاه ~~اظمة الله عز وجل، ولا يعرف شيئا من عظمته تعالى المصطلح عليها عند القوم، الا ~~نفذ من الأقطار أجمعها، وتجاوز حد الرفع والخفض، وما دام العبد يشهد فوقه ~~اقفأ وتحته أرضا، يصح الاستقرار عليها، فهو لم يعرف عظمة الله عز وجل. انتهى ~~يؤيده قول سيدي علي بن وفا رحمه الله تعالى ~~د نفدت من الأقطار أجمعها وقد تجاوزت حد الخغض والرف ~~ذكر ما أنعم الله به عليه، من باب التحدث بالنعمة، وإظهار عظمة الله تعالى، ~~اقول: جلت في الملكوت هذا الجولان العظيم، ومع ذلك فما أحطت ع ~~فكأنه ~~تعالى ~~اله ~~افي حديث رواه [الحكيم] الترمذي(2) في "نوادر الأصول" مرفوعا: "إن ~~اعالى احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار وإن الملا الأعلى يطلبونه ~~تطلبونه أنتم"(2). انتهى. # 41 عبد القادر بن محمد النشطوطي الشيخ المعمر المعتقد المجرد العفيف العارف بالله المة ~~الشفاعة في الدولتين الجراكسية والعثمانية كان متقشفا يحب سماع القرآن وكلام الصوفية انتشر ~~ااقاده بين المصريين وكانوا يشاهدون منه كرامات وأحوالا، قال الشيخ زين الدين الشماع من أكابر ~~ارباب الأحوال . توفي ستة (924ه). # (42 محمد بن علي بن الحسن أبو عيد الله الحكيم الترمذي، باحث صوفي عالم بالحديث وأصول الدين ~~اان أهل ترمذ نفي منها بسيب تصنفه كتابا خالف فيه ما عليه أهلها فشهدوا عليه بالكفر فجاء إلى بلخ ~~اقبلوه لموافقته إياهم في المدهب من مؤلفاته فغرس الموحدين" و"المسائل المكنونة" وال ~~مقاصدها4، توفي سنة (320 ه). # ) لم أجله في النسخة المطيوعة من "توادر الأصول"، ولا في المصادر التي بين يدي والله أعلم PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمحاني الصفات الإلهية ~~أئ كما تطلبون الحق تعالى في جهة السفليات، وكان الشيخ محي الدين ms050 اين ~~العربي رضي الله عنه يقول: من أعجب الأمور أن المؤمن يقول: ليس الله تعالى ~~ي جهة دون أخرى، ثم بعد ذلك يغلب وهمه على عقله، ولا يتعقله إلا في جنهة ~~الفوق حال مخاطيته له تعالى في الدعاء، وغيره كحال المراقبة انتهى ~~قد سئل الشيخ محي الدين رضي الله عنه مرة عن قوله تعالى: {الرحمن على ~~الرش استوى () [طه: 5] فأنشد: ~~العرش والله بالرحمن محمول وخاملوه وهذا القول معقول ~~أي حولي لمخلوف ومقدرة لولاه جاة به شرع وتنزيل ~~اسم وروخ وأقوال ومرتبة ماثم غسيز الذي رقبت تفصيل ~~133ب) وهم ثمانية واللة يعلمهم واليوم أربعة ما فيه تأويل ~~ورضوان وخازنه وادم وخ ي ~~الحق بميكال إسرافيل ليس فنا سوى ثمانية غر يهالل ~~اذا هو الحرش إن حقفت صورته والمستوى به الرحمن مأمول ~~هي ~~اي: إن مجموع هذه الأمور هو حقيقة العرش الني وقع عليه الاستواء في ~~الصريف، لا العرش العظيم الذي وقع عليه الاستواه المطلق ، فإذا اجتمعت هذه ~~لأمور قام العرش على ساق، واستوى عليه تصريف خالقه فيه ~~اأطال في ذلك ثم قال: واعلم يا أخي أن الحق تعالى لما كان هو الملك ~~الحظيم، ولا يد للملك من حضرة معينة، يقصده عبده فيها لحوائجه، مع أن ذاته ~~اعالى لا تقبل المكان أصلا؛ اقتضت المرتبة له تعالى أن يخلق عرشا، ثم ذكر لعباده ~~انه استوي عليه، أي : حضر عنده، فمن سأله فيه أجابه نظير قوله : لاينزل ربنا ~~الى سماء الدنيا كل ليلة، فيقول: هل من سائل فأعطيه سؤاله، هل من مبتل ~~فأعافيه"(1) الحديث. # (1) الحديث تقدم تخريجه بدون فوله : "هل من مبتل فأعافيه" فإنها ليست من هذا الحديث وإتما وردت ~~حديث آخر أخرجه ابن ماجه (1388) فيما جاء في ليلة التصف من شعبان، ونصه : "إذا كانت ~~اليل النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى ~~اماء الدنيا فيقول: الا من يستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فغأرزقه، ألا من مبتل فأعافيه، آلا PageV00P000 ~~الواصد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الا ms051 ~~الع أنه تعالى يسمع دعاء عبده في كل وقت من ليل أو نهار، ولكن ال ~~ايري على العرف في كثير من الأحكام ؛ تنزلا لعقول العباد، فإذا انقضى حكم ~~ذلك ~~ن ~~النداء* كان بمثابة انفضاض موكب ملوك الدتيا، واسدالهم الحجاب بينهم ~~اعيتهم وخذامهم، ولله المثل الأعلى، ولولا ذكره تعالى لعباده ذلك، ولا ~~تزله ~~فإن ~~وما ~~اقولهم لبقي أحدهم حائرا، لا يدري أين يتوجه إلى سؤال ربه في حوائج ~~ال تعالى ما خلق الخلق إلا للمراتب في العبادة [28/ أ] كما في قوله تعالى: ~~لت ليلجن والإنس إلا ليعبدونه ) [الذاريات: 56] دون الأعيان؛ لغنائه تعالى ~~العالمين. انتهى ~~اهو كلام عظيم يكتب بنور الأحداق. # وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول : إنما كان المحجوبو ~~ق ~~الي ~~ل ~~ان عظمة الله تعالى، لا يكاد أحدهم يشهد ربه إلا في جهة الفوق؛ لأن ~~العالى خلق العبد ذا جهة، فلا يتعقل ربه إلا في جهة، اللهم إلا أن يمن الله ~~الى بعض أصغيائه بنور الكشف عن عظمة الله تعالي، يحسب استعداد ال ~~هناك يندرج نور عقله في نور كشفه وإيمانه، فيتساوى الجهات الست عنده من ~~اجيح، ويعلم كشفا ويقينا أن الحق تعالى لا يقيل التحير، ولا تأخذه الجها ~~نهي ~~اقال الشيخ مصي الدين في باب الآسرار من "الفتوحات" : اعلم أن المراد ~~ااستواء الحق تعالى على العرش، أو نزوله إلى سماء الدتيا كل ليلة ، إنما هو ~~كناية ~~ان إعلامه بعبده(1) يإذته في مناجاته ومسامرته بالدعاء، والسؤال في حوائجه ~~االاستخفار عن ذنوبه فإن استواءه تعالى ونزوله صفة من صفات ذانه، وصفاته ~~ستوا ~~ديمة، والعرش والسماء [34/ب] محدثات بإجماع، فلم يزل موصوفا بالا ~~النزول قيل خلق العرش والسماء، فما كنت تتعقله من صفة الاستواء والنزول ~~خلق العرش والسماه فهي الذي ينبغي تعقله بعد حلقهما ~~وأطال في ذلك ثم قال: وكما أذن لهم في مسامرته، كذلك هو تعالى يسام ~~كذا ألا كنا حتى يطلع الفجرء قال في مصباح الزجاجة : هذا إستاد فيه ابن أبي سيرة واسمه أبو بك ~~عيد الله بن ms052 محمد بن أبي سيرة، قال أحمد واين ممين: يضع الحديث ~~41 كذا في التسختين، وفي هامش (أ) : لعلها لعبله. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~ابقوله تعالى: "هل من سائل"(1) إلى آخره، فهو تعالى يقول لهم ويقولون له، كأنهم ~~ي مجلس واحد، ولله المثل الأعلى، وأنشد: ~~ان الملوك وإن جلت مراتبها لها مع السوقة الأسرار والس ~~وسمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول كثيرا: إنما أخبرنا الحق ~~عالى أنه يتنزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وإن كان النزول على وجه التقل محال ~~احقه تعالى؛ ليعلمنا التواضع مع المباد، ولا ترى نفوسنا على أحد منهم ~~وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: فوقية الحق تعالى ح ~~لك ~~اما وردت، المراد بها فوقية المكانة والرتية، لا فوقية المكان، تعالى الله عن ~~لوا كبيرا، وإذا كانت فوقية مكانة ورتبة، فلا فرق بين العلو والسقل، فمن قصده ~~في سجوده كان قاصدا جهة الفوقية، كما قالوا في عروج الملانكة : إن نزولهم ~~االسماء بالوحي عروج لحضرة الحق، وهنا أسرار يعرفها العارقون، لات ~~ط ~~تاب ~~اقال: فكما لا يلزم من إثبات الفوقية للحق جل وعاد إثبات الجهة، فكذلك ~~امن استوائه على العرش إثبات الجهة والمكان، وقد انحقد الإجماع على ذلك. # الفان قال قائل : فما المراد بقوله تعالى في الملائكة: (يخافون رتهم ين فوفهت) ~~بلزم ~~حل: 50]. # ققالجواب: المراد يخافون ربهم أن ينزل عليهم عذابا من فوقهم، فالفوقية را ~~الى العذاب، لا إلى ريهم جلى وعلا؛ لاستحالة التحيز في حقه تعالى، ولو كانت ~~الفوقية في الآية راجعة للحق جل وعلا، لما كان لقوله : "أقرب ما يكون العبد من ~~اه وهو ساجد"(2) معنن ولا خصوصية، فما قال ذلك إلا لينته أمته على أن الحق ~~اعالى لا يتقيد بالعلو دون السفل ولا عكسه، بقرينة قوله تعالى: {وهو آلله في التوت ~~في الأرض* [الأنعام: 3]، فلم يخص تعالى نفسه بجهة علو ولا عكسه، [29/أ] ~~الحديث مرفوعا: "الو دليتم بحبل لهبط على الله"(3) . انتهى ~~1) تقدم تخريجه (ص64) . # 42 آحرجه مسلم (482). # 3) أخرجه الترمذي (3298) عن أبي ms053 هريرة رضي الله عنه، ثم قال : قال أيو عسى : هذا حديث غريب ~~ال ن هذا الوجه ويروى . .. وفسر يعض أهل العلم هزا الحديث فقالوا: إنما هيط على علم الله PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~أ: كما يعلم الله تعالى سركم وجهركم، حال كونه موصوفا بكونه في ~~السماء، كذلك يعلم ذلك منكم، حال كوته موصوفا بكونه في الأرض، على أن ~~أاهال المكشف كلهم أجمعوا على أن فوقية الحق جل وعلا لا توصف بظرف زمان ~~ولا مكان؛ لمباينتها لظرفية الخلق. انتهى ~~ان قال قائل: فإذا كان العلو والسفل في حق الحق جل وعلا واحدا فأي فائدة ~~الاسراء برسول الله إلى السموات وما فوقها؟ فإنه يؤذن آن للعلو خصوصية على ~~السفل ~~فالحواب: أن الذي أجمع عليه المحققون من العلماء بالله عز وجل: أن ~~اسراء لم [35/ب] يكن ليزداد رسول الله علما بربه عز وجل، بل عين ما علمه ~~امان صفات ربه عز وجل في السماء، هو عين ما كان يعلمه في الأرض ، ولذلك قال ~~الى: لترية من مايثنا) [الإسراء: 1] فأخبر تعالى أن الإسراء إنما كان لرؤية ~~الاليات، أي العلامات، فلم يتغير صورة اعتقاده في ربه تعالى عما كان يعرفه منه ~~العالى في دار الدنيا، وغاية الأمر أنه عرف بذلك الإسراء اختلاف المواطن، وأن اله ~~اعالى له حضرة خاصة، يخاطب بها من شاء من عباده، وحضرة لا يخاطب أحدا ~~فان قلت : فهل كانت رؤيته لربه عز وجل منزهة عن الأين والكيف ~~الجهة؟ # الجواب: نعم قد أجمع على ذلك جميع العلماء بالله عز وجل، والله أعلم. # افإن قلت: فما أسلم الحقائد في آيات الصفات وأخبارها؟ # فالحواب: أسلم الحقائد فيها أن يؤمن العيد بها على علم الله تعالى فيها، وهي ~~كاية الاستواء، وكالنزول إلى سماء الدنيا، والانيان والمشي والهرولة، والضحك ~~التعجب وأشياهها؛ لآن الله تعالى لم يكلفنا بحقيقة معرفة وجه نسبة الصفات إلييه ~~جل وعلا. # وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصفه في كتابه ~~ه. قال ابن الجوزي ms054 في العلل المتناهية : هذا حديث لا يصح عن رسول الله والحسن [أي ~~ااوي الحديث) لم يسع من أبي هريرة وكان الحسن يروي من الضحفاء، وروى هذا الحديث أبو ~~اعفر الراري هن قتادة عن الحسن، قال أحمد ين حتبل : أبو جحفر مضطرب الحديث. "العلل ~~المتناهية" (28/1). PageV00P000 # الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~ال اذا سئلت : كيف استوى ربتا على العرش؟ أو كيف نزوله إلى سمام الدنياء أ ~~يتعجب؟ آو يضك مثلا؟ # قلتا: هو تعالى بتفسه عليم، وهو الصادق فيما أخبر، ونن مؤمنوف بما ~~امن عند الله على مراد الله، وأما علم الكيف في ذلك فنكله إلى الله تعالى. # ال ان قال قائل : فهل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مثلنا في ذلك، لا يعلمون ~~كيف نسبة هذه الأمور إلى الله تعالى، أم يعلمون ذلك ~~افالجواب: قد أجمع أهل الكشف على أن غاية علم الأتبياء عليهم الصلاة ~~اوالسلام أن يعلموا لماذا تجلى تعالى، وأما كيف تجلى فلا يصح لمخلوق علمه: ~~الأنه من علم سر القدر الذي طوي علمه عن الخلائق، فلا يعلمه إلا اللمه عز وجل ~~نه ~~لقلت: ويحتمل أن الله تعالى يعطي خواص أنبيائه ذلك، من حضرة الإطلاق ~~اي يمنح من علمه منها ما شاء لمن شاء، كما أشار إليه قوله تعالى: ولا يجيطون ~~من عليهه إلا يما شاء* [البقرة: 255] على وجه الكرامة والخصوصية، واله ~~أعلم ~~سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: قد يكون الآنبياء عليهم الصلاة ~~االسلام، يسلمون لله تعالى في علم تسبة الصفات إلى الله تعالى، كما تسلمها نسح ~~من غير تأويل، وقد يحطيهم الله تعالى العلم بذلك، من باب الخصوصية ~~والاصطفاء. # سمعته رضي الله عنه يقول مرارا : الاستواء المصطلح عليه عند بعض القوم ~~اعلى العرش العظيم خاص بالصفات، كالرحمة والخلق لا الذات؛ لأنه تعالى قال: ~~الرحن على العرش استوى ق) [30/ أ] [طه: 5] فلم يذكر الاستواء إلا للاسم ~~الحمن، والاسم هنا عندهم هو عين الصفة، وقال تعالى: { الذى خلق السموت ~~13ب] والآرض وما بينهما في ستة أيام ثر استوى على العرش ms055) (السجدة: 4). # ليس لنا أن نقول: إن الحق تعالى استوى على العرش بذاته وإن كان الصفة لا ~~اقارق الموصوف، أو قلنا إن الصفة في جانب الحق تعالى عين ذاته؛ لمباينة صفاته ~~فات عباده، كما سيأتي إيضاحه في ميحث الجواب عن محاني الأسماء، عنه ~~ضي الله عنه، ولم يرد لنا في كتاب، ولا سنة أن الحق تعالى استوى على العرش PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~ابداته، فلا نقول على الله تعالى ما لا نعلم. انتهى ~~وسمعت سيدي عليا المرصغي رحمه الله تعالى يقول : الذات الإلهية منزهة ~~الاستواء، أو النزول والمشي والهرولة، وإنما ورد ذلك على سبيل التنزل للعقول ~~وسمعته أيضا يقول: من رحمة الله تعالى ببعض خلقه أن آراهم صفاتهم في ~~ارات العلم الإلهي ، فشهدوا نفوسهم فيها، وزادهم علما حتى نزهوا الحق تعالى ~~كل ما يخطر ببالهم، لكن لما لم يزد آخرين علما؛ شهدوا نفوسهم فيها، فظنوا ~~خلاه ~~انها صفات الحق جل وعلا، ولو اتسع علمهم بالله لنزهوا الحق تعالى عن ~~خطر ببالهم. انتهي ~~فان قيل : إن جمهور أتمة المتكلمين يقولون إنه ليس وراء العرش العظيم ~~الولا ملاء وقد قال تعالى: {وترى الملكيكة ماقيب من حول العرش) [الزمر: ~~ي: من حارجه فكيف الحال؟ # افالجواب: حيث سلم ذلك [فا(1)إن الجواب في ذلك مثل الجواب ~~استوائه تعالى على العرش، وإن اختلف الأمر في ذلك، فكما يجب علينا الإيمان ~~ااية الاستواء وإن لم نتعقل كيفيته، كذلك يجب علينا الإيمان بكون الملائكة حافين ~~امان حول المرش، ونكل علم كيفب ذلك إلى الله عز وجل، ويشهد لذلك ~~ليه ~~الرمذي في شأن القبضة(2)؛ فإن آدم عليه الصلاة والسلام عينه في القبضة، ~~هوده نفسه خارجها. انهي. # اكان أبو طاهر القزويني(2، أحد أئمة الكلام يقول : المرش هو مجموعة ~~الكاثنات، فلا يعقل وراءه خلاء ولا ملاه، وكل من ظن أن وارء العرش خلا ~~فقد وهم، وليس ذلك هو العرش الذي وقع عليه الاستواء الرحماتي. # قال: ولم يبلغنا في كتاب ولا سنة أن الله تعالى خلق وراء العرش شيئا ~~استواء ms056 استتمام الخلق، أي : انتهاء الخلق السابق في علمه تعالى على العرش ~~ي ~~(1) زسادة من المحقق ~~2) أخرجه الترمذي (2955) ونصه : عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله ~~ان الله تعالى خلق آدم من قيضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو أدم على فدر الأرض ~~ق ~~اهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، والخبيث، والطيب" . # (3) لم أهثر على ترجمته PageV00P000 ~~الواعد الكخفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~كما في قوله تعالى: (ولما بلغ أشدم واستوى) [القصص: 14] وكما في قوله تعالى: ~~كزرم أخرج مطقه فتازره فاستغلظ فاستوى على سوقه) (الفتح: 29] وأولى ما يفسر ~~القرآن بالقرآن، قال : وهذا أحسن ما قيل في معنى الاستواء، لخلوه عن الإشكال ~~ووقد خبط الناس في ذلك [خبط] عشواء(1)، ولله في ذلك جكم وأسرار. # لعل قائلا يقول : إنك ابتدعت للآية تفسيرا خلاف ما قاله جميع المفسرين. # الفقول له : نعم قد أطلع الله تعالى بعض المتأخرين على ما لم يطلع عليه أحاد ~~امن العلماء المتقدمين [37/ب]، وإذا رأى الإنسان معنى خارجا عن الإشكال ~~ولكن ~~اعن الوقع في الخوض في ذات الله عز وجل بغير علم، وجب المصير إليه ~~الطام عما تلقاه العبد عن أبائه ومشايخه عير جدا، انتهى، وهر كلام تفيس ~~ال فان قال قاكلا: فما معنى قوله تعالى: وكاب عرشه على المله) [هود: ~~اانه يقتضي أن تحت المرش ماء، وإذا كان تحته ماه فأين قولكم: ليس خا ~~لعرش خلاء ولا ملاء؟ على معنى أن كان" هنا ليس الوجودية [31/أ] التي ~~فالحواب: قد أجمع أهل الكشف على أن "على" هنا بمعنى "في" أي : ~~ذلك ~~عالى ~~او قوله تعالى: (وكان الله يكل شىء عليما) [الأحزاب: 40]. # العرش في الماء مستويا فيه فبالقوة(6) ثم برز منه بعد ذلك بالفعل، ونظير ~~انسان خلق من الماء متبددا، فإذا الماء أصل الموجودات كلها، قال ~~(وحعلنا من آلمله كل شيء حي أفلا يؤينون) [الأنبياء: 30] وقال رسول الله ~~اجاءه يسأله عن كل شيء: "(كل شيء] خلق من الماء"(3). # سمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول ms057 : الماء أصل ~~ور ~~الملك كله، فكان له كالهيولي(4)، ظهر فيه صور العالم كله، الذي هو ملك ~~انعالى، ولا يقال: فمن أي شيء برز الماء؟ لأن ذلك من علوم سر القدر. # اقال الشيخ أبو طاهر في كتابه المسمى ب"سراج المقول" : العرش أعظم ~~اط عشواء: هي التاقة التي في يصرها ضحف تخبط إذا مشت لا تتوقمى شيتا. لسان العرب ~~خيط) ~~ذا في النستتين: والأولى: بالقوة. بدون الفام ~~اخرجه أحمد (295/2)، وابن حبان (2559)، والحاكم في المستدرك (139/6) ~~البولي: لفظ يوناني بمحنى الأصل والمادة، وفي الاصطلاح : هي جوهر في الجسم فايل لما PageV00P000 ~~القواحد الكشفية الموضحة لمساني الصفات الالهية ~~المخلوقات؛ لاستوائه على كل ما خلق الله تعالى، فلا يصح خروج شيء من ~~الخلق عنه، والحق تعالى فوق هذا العرش فوقية مرتية، لا فوقية مكان ~~وووذلك أننا إذا نظرنا فوقنا وجدنا الهواء، وإذا تظرنا قوق الهواء؛ نظرنا سما ~~وق سماء، ثم إذا نظرنا بقلوبنا فوق السموات وجدنا الكترسي، وإذا ترقينا بيصرنا ~~ال ما فوق الكرسي وجدنا العرش العظيم، الذي هو منتهى المخلوقات، التي ~~املتها تدل على الخالق جل وعلا، ثم إننا لو تدرجنا إلى ما فوق العرش لم نر ~~الفكر مرقاة البتة، فيقف فكرنا هناك ضرورة؛ إذ نظر الفكر ينتهي بانتهاء الأجسام، ~~اهنالك نرى بقلوبنا وعقولنا حضرة تصريف الرحمن عز وجل في جميع خلقه ~~اامدادهم بالوجود لذواتهم وصفاتهم* فإن رتبة الخالق فوف رتية المخلوق بلا شك ~~اهي فوقية مكانة كما تقدم ، تباين فوقية العرش على ما تحته من الكرسي والسموات ~~االأرضين؛ إذ فوقية العرش وما تحته لا يكون إلا بالجهة والمكان. انتهى ~~أمل يا أخي في هذه الأجوبة؛ فإنك ربما لا تجدها في كتاب، والحمد لل ه ~~ب الحالمين ~~يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال محل للصورتين الجمية والنوعية. "التعريفات" ~~(ص 321). PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الالهية ~~اب ماق يندعر من قواه نحالن ~~ولو شتنا لآنينا كل نفي هدنها) ~~ومما أجبت به من يتوهم من قوله تعالى: (ولو ثثنا لآئيتا ك نفي مدسها ~~السجدة: 13] أن ذلك ممكن ms058 في حضرة التقييد والإيمان، ويقول: لو أن الل ~~تعالى فعل كذا لكان أحسن. # والجواب: أن هذا جهل من قائله، فإنه يؤدي إلى تغيير ما سبق به العلم الإلهي ~~اي الأزل وهو محال. # اايضاح ذلك أن للحق تعالى حضرتين ~~اضصرة إطلاق يفعل منها ما يشاء ~~احضرة تقييد لا يخلفب فيها الميحاد، ولا يخير ما كان، فلا تعجعل الكاف ~~34/ب] نبيا ولا عكسه، بل جفت فيها الأقلام، وطويت الصحف، ومن كلام أهل ~~السنة والجماعة : ما كل ممكن للقدرة الإلهية واقع، وفي بعض طرق الحديث ~~الدسي السابق: "إن من عبادي من لا يصلح له إلا الغتى، ولو أفقرته لفسد حاله ~~اان من عبادي من لا يصلح له إلا الفقر، ولو أغتيته لفسد حاله، وإن من عبادي من ~~الا يصلح له إلا السقم، ولو لم أسقمه لفسد حاله، وإن من عبادي من لا يصلح له ~~الا الصحة، ولو أمرضته لفسد حاله" (1) وعدد تعالى أشياء. # اياك يا أخي ثم إياك والاعتراض على شيء من أقعال القدرة الإلهية إلا أن ~~اشهد قواعد الشريعة فتنكر بالشرغ نصرة للشرع، بوجهين مختلفين، فتشهد أخذ ~~لحق تعالى بناصية عبده إلى ذلك الفمل، [32/أ] وتشهد وجه تكليف العبد بعدم ~~لفعل ذلك الأمر، فتنازع أقدار الحق تعالى بالحق للحق، كما قاله الشيخ عبد القادر ~~االجيلي رضي الله تعالى عنه، وقال: الرجل هو المنازع للقدر، أي على ح ~~المضاف إذا خالف الشرع، لا الموافق له. انتهى. # (1) تقدم تخريجه (ص26) PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصقات الإلهية ~~وسمعت سيلي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول : بلغنا أن بعض الأكابر ~~امن أنبياء بني إسرائيل، ابتلاه الله تعالى بالجوع والفقر والقمل عشر سنين، وهو ~~شكو حاله إلى الله عز وجل فلا يجيب دعاءه، فقال : يا رب أما ترى حالي ~~امرضي وفقري وجوعي" فأوحى الله عز وجل إليه: كم تشكو إلي حالك، هكذا ~~كان بدو أمرك في أم الكتاب عندي، قبل أن أخلق الدنيا، أفتريد أن أغير خلق الدنيا ~~كلها من أجلك؟ أم تريد أن أبدل ما قدرته ms059 عليك؟ فيكون ما تحب فوق ما أحب، ~~يكون ما تريد فوق ما أربد، وعزتي وجلالي لئن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى ~~الأمحون اسمك من ديوان النبوة ~~اقد تقدمت الإشارة إلى ذلك بعبارة أخرى، وهذا من حضرة الإطلاق، وإلا ~~لفالنبوة وهب لا كسب، وما كان وهبا من الحق تعالى فلا يقع فيه سلت، كما قاله ~~اهل الكشف، والله أعلم. # سمعت سيدي عليا الحنواص رحمه الله تعالى يقول: من كمال الوجود كونه ~~اتقاوتا في الذات والصفات؛ لأن ذلك من كمال القدرة الإلهية، قال تعالى: ~~تلرين عله أن تتوى بنانه (القيامة: 40] أي : لو آراد الخلق كلهم أن يطيلوا ~~أصبعا خلقه الله تعالى ناقصا في الطول عن أخيه لا يقدرون، وقال تعالى:تحخن ~~اتا بيتهم معيشتهم في الحيوة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجي ليثخد بعضهم بعضا ~~اخريا)* [الزخرف: 32] ونحو ذلك من الآيات، فكان ذلك من كمال الوجود، أن ~~ايرز من حضرة الغيب على صورة ما سيق يه العلم، من عالم وجاهل، وغني ~~افقير، ورئيس ومرؤوس، وعالم وأعلم، وصالح وأصلح، وزاهد وأزهد، وهكذا ~~اي جميع ما خرج صورة من خرانة الوجود والفضل. # ام جوده سبحانه وتمالى الأعلى والآدنى، ولم يخص بجوده وفضله أحدا ~~اون أحد، فالملايكة [39/أ] يستسدون من جوده، والآنبياء يستمدون من جوده، ~~اكذلك القول في خواص الأولياء، وفي المؤمنين والكافرين، كما آشار إليه قوله ~~ارايم لالكلا يد مثؤله ومتؤلاه بن علة يلة وما كان عطلة رتلك عظتا ~~الإسراء: 20]. # اان قيل : قد جعلتم ملاد الكافرين في الدنيا استدراجا، وجاء النص بأنهم PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعحاني الصفات الإلهية ~~يزادون عذابا في الآخرة(1)، وأنهم يردون إلى أشد العذاب(2)، وأنهم لا يخفف ~~اعهم ما هم فيه(3)، وأن صفات الحق تعالى لا تتناهى، فأين رحمته للكفار حيثذ؟ # فالجواب: أنه تعالى يقدر على تعذيبهم بأشد من الأشد المهيا لهم، المشار إلي ~~بالألف واللام انتهى ~~وسمعته مرة أخرى يقول: صدقة الحق تعالى غامرة سابغة على جميع العباد ~~لكن تارة يتصدق على بعضهم بالجواهر، وتارة بالذهب، وتارة بالفضة، وتارة ms060 ~~القلوس الجدد. # أعلى ما تصدق به الحق تعالى على عباده إيجاد محمد، ثم سائر الأنبياء ~~اعلى اختلاف طبقاتهم، ثم الأتقياء على اختلاف طيقاتهم، من سائر الدعاة إلى ~~ن الله عز وجل ~~لفالانبياء مثال الجواهر [33/ أم) النفيسة على اختلاف أثمانها ~~خواص الأولياء مثال الذهب. # الحصماة ~~المؤمنون مثال الفضة. # الفلوس النحاس مثال ~~اقدمت الإشارة إلى نحو ذلك بعبارة أخرى عن سيدي علي المرصفي ~~صي الله عنه. # ان قيل : فما وجه صدقته تعالى على عباده بالكفار ~~الجواب: وجهه كما تقدم أن يدفع إلى كل مسلم يوم القيامة يهودي ~~(1) ورد ذلك في قوله تعالى : (الليت كفروا ومدوا عن سبيل الله زدنهم عدابا قوق العلاب يما كانوا ~~توت [النحل: 16]، وفي قوله تعالى: (ومن يهد أقه فهو الثهتة ومن يشلل قل تجد لكم ~~الالة ين ثونه وتحشرهم يوم القينمة على وجوههم عتما وشكا وصتا مأونهم جهنم كلما خيت زدنهت ~~(الإسراء: 97]. # (2) ورد ذلك في قوله تعالي: (ثم أنتم كؤلاء تفثلوت أنفسكم وتخريجرن قريفا تنكم بن ديكرهم ~~فرون عليهم بالاثم والفدون وإن يأتوكم أسكرى تفدوهم وهو تحرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ~~اض الكتني وتكذت يبغضن قما جراء من يفعل ذللك ينكم إلا يخزله فى الحيوة الدنيا ويوم ~~المة يردون إل لثر العتابي وما الله يقفلي عتا تقملون () [البقرة: 85]. # (3) ورد ذلك في قوله تعالى: (خلدين فيها لا يخفف عنهم العدان ولا هم يكروب ) (البقرة: 162]. PageV00P000 # الواصد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~انصراني، فيقال له : هذا فداؤك من النار(1)، وربما يقع ذلك في حق العصاة ~~الموحدين من أهل جنة الميراث، فقد علمت كمال الوجود، وأن جوده تعالى مطلق ~~الا تمحجير فيه؛ لإنفاقه تعالى، وتصدقه على عباده بجميع ما أحده تعالى لهم في ~~خزائنه، لا يذخر عنهم شيتأ مما فيها لهم ~~اياك يا أخي ثم إياك من الوقوع فيما فيه رائحة اعتراض على أفعال الحق ~~ايحانه وتعالى، فريما مسخ الله صورتك صورة خترير، كما وقع في زمن السلطان ~~احمد بن قلاوون، فاعترض إنسان على ربه، وقال: لو أنه فعل كذا لكان أفضل، ~~مسخه ms061 الله تعالى في الحال على صورة خنزير، ثم خرج من دمشق إلى البراري ~~انقطع خبره، والله يحفظ من يشاء، كيف يشاء، والحمد لله رب العالمين ~~(1) طرف من حديث تقدم تسترييه (ص28) PageV00P000 ~~الواحد اللكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اب عان يعو ~~أخخب الله تحالو بحتيخب الشل ~~ومما أجبت به من يتوفم من غضب الله تعالى على من جعل له تمالى زوجة ~~ادا، وقال: (يد الله مغلولة) (الماتدة: 64] وإن الله فقير ونح أغنيلة) [آل ~~مران: 181] إنه على وزان(1) غضب الخلق على من خالف أمرهم وأساء الأدب ~~اعهم وذلك وفم باطل ~~اوالجواب : أن الذي أجمع عليه أهل الحق : أنه تعالى ما أجرى على ألسنة ~~اض عباده كلمات الكفر بالله تعالى، أو بما فيه سوء أدب معه تعالى؛ إلا تنبيها ~~العباده؛ ليعلمهم تعالى الجلم على من خالف أمرهم؛ فإن الربويية لا تنتقم لنفسها ~~الكونها خالقة لأفعال العباد وأقوالهم، وإنما تنتقم تأديبا للعصاة من العباد، وزجرا ~~النيرهم أن [40/ب] يقعوا في مثل ما وقع فيه غيرهم، وإذا كان سيد المرسلين ~~ادنا محمد لم ينتقم لنفسه قط؛ تشريعا لأمته وتعليما لهم؛ ليتحملوا من آذاهم ~~اقول أو فعل، ولا يقابلونه بنظيره، فكيف برب الأرباب ~~قد علمت بذلك يا أخي سوء أدب من قال حين وقع الخلق في عرضه ~~قابلهم بنظير ذلك : إذا كان الحق تعالى لم يحتمل(6) قول من قال فيه البهتان بل ~~وعده بالنار فكيف بمثلي؟ انتهى ~~ال إن مثل هذا لا يجوز فهمه في جانب الحق تعالى أبدأ، بل اللائق أن يقول ~~العيد: إنما قضى الله تعالى على بحض عبيده بسوء الأدب معه؛ لأجلنا حتى لا يقع ~~احدنا فيما وقعوا فيه، ويكاد أحدنا يذوب من الخجل من الله تعالى، وممن وقعوا ~~لفي سوء الأدب مع الله تعالى؛ لأجلنا لجعلهم عبرة لنا، ولكونهم كانوا سببا في ~~(41 الوزان : بالكسر مصدر وازن، وقد يطلق على النظير، وقد يطلق على مرتية الشيء إذا كان متساويا ~~الكليات" (ص 964) ~~(2) كذا في النتتين، وفي هامش (1) : نسخة : يتحمل. PageV00P000 # القاحد اللحعقية الموضحة لمعلتي الصفابت ms062 ~~اجتتابنا ما وقعوا فيه؛ من حيث الحكمة والتقديز الإلهي، لا من حيث ال ~~الشرعي ~~الفافهم؛ فإن هذا موصع تزل فيه الأقدام؛ فإن كل من تامل وجد جميع ~~اضب الله عليهم، لهم - أي لوجودهم - الفضل عليه (1)، الذين كانوا سبيا ~~اتفيره من الوقوع في نظيز ما وقعوا فيه، وإن لم يقصدوا هم شيئا من ذلك ~~ارار يذوقها أهل الله تعالى، لا تسطر في كتاب لعلو مراقيها، والحمد لل ه ~~العالعين ~~(1) في هامش (1): أي على المتأمل. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الإلهية ~~من يدم آنه يم ~~ييحلقنا الله يما لا يطاقة لنا ~~امما أجبت به من يتوهم من قوله تعالى: ربنا ولا تحيلنا ما لا طاقة لنا يد ~~البقرة: 286] أن الله تعحالى قد يكلف عبده بما لا طاقة له بوجه من الوجوه ~~34/ أ) ولذلك شرع لنا سؤاله أنه لا يكلفنا بذلك. # والجواب: أن هذا توهم باطل؛ فإن أفعال الحق تعالى، كلها عين الحكمة، لا ~~ابالحكمة كما مر؛ لئلا تكون الحكمة علة لها، وتعالت أفعال الله تعالى عن العلل ~~الذور والتسلسل(1). # سمعت سدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: لو صح أن يكلف ~~انعالى عبدا بما فوق طاقته؛ ما كان لله الحجة البالغة على عباده، وقد قال الل ه ~~انعالى: قل فلله لككبة البكلعة [الأنعام: 149] وقال تعالى: ل يكلف الله ~~ل وسعها) [البقرة: 286] وقوله تعالى صدق وخق لا شك فيه . انتهى ~~جب على كل عبد الإيمان والتصديق بما وعد الله عز وجل، وبما أضافه ~~اباده من الأفعال التي يؤاحذهم عليها إلى أن يكشف الله تعالى عنه الحجاب ~~الدنيا، أو في يوم القيامة، ويعلم الأمر يقينا، ويعرف وجه نسبة الفعل إلى اله ~~االى، ووجه نسيته إلى العبد بطريق محقق لا شبهة فيه ، ولولا خوف إثارة الفتنة ~~المان المحجوبين لأظهرنا ذلك لإخواننا، وسيأتي نيذة من ذلك في الجواب الآتي ~~(41 الدور قسسان : سبقي ومحي، فالسبقي هو توقف الشيء بمرتبة أو مراتب على ما يتوقف عليه بمرتية ~~مراتب، مثال التوقف يمرتبة توقف وجرد زيد على وجود عمرو، وتوفف ms063 وجود عمرو على ~~ود ريد، ومثال التوقف بمرانب توخته وجود زيد المتوقف وجوده على عمر على يكر، وتوفف ~~اجود بكر على وجود زيد، وهذا هو الدور المستحيل، والدور المعي هو تلازم الشيئين في الوجود ~~اث لا يكون أحدهما إلا مع الآخر، وذلك كتوقف آبوة زيد على بنوة عمرو وبالعكس أي توقف ~~اوة عمرر على أبوة زيد. وهذأ الدور غير مستحيل ~~اللسل: هو توقف وجود الشيء على وجور أشياه مرتبة غير متتاهية . انظر "الكليات" (ص7. # ضوابط المعرفة، (ص 4341، و"التعربتات" (ص 80) PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماتي الصفات الالهية ~~ده، إن شاء الله تعالى، فالله تعالى يمن عليهم بكشف الحجاب، ويجعلهم ممن ~~قيم الحجة على تفسه، دون ربه باطتا وظاهرا، آمين اللهم آمين. # فعلم أن من توهم في الله تعالى أن يحمله من التكاليف ما فوق طاقته ~~413/ب]، فهو مسيء الآدب مع الله تعالى؛ لما في ذلك من رائحة إقامة الحجة ~~اعلى الله تعالى في سره، ولا يليق بالعبد إلا أن يفدي الحق تعالى بنفسه، في كل ما ~~ال يه رائحة اعتراض على شيء من أفعال القدرة الإلهية، فإن الله تعالى قد أضاف ~~العل إلى العبد، كما أضافه تعالى إلى نفسه، وهو تعالى صادق في كلا الإضافتين ~~لا بد لذلك من محل ينكشف للعبد فيه الأمر ~~جزى الله الأشياخ عن الأمة خيرا في عملهم، على كشف حجب المريدين ~~اى يخرجوا عن التقاق، وبصير أحدهم لا يقول شيتأ بلسانه إلا وهو مصدق به ~~اقلبه، أو مشاهد له، وذلك في مقام الإحسان ومقام الإيقان، وما دام العبد لم ~~اخل هذين المقامين، فمن الواجب عليه الإيمان بما أخبر الله تعالى به، لا أنزل ~~امن ذلك، فما يعده إلا الكفر بالله والله عليم حكيم. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اب ماق يتولعم من ~~اقله تعالد، يرقل فلله الحتجة البللغة) ~~ومما أجبت يه من ينوهم من نحو قوله تعالى: قل فله الححية البللغة ~~الأنعام: 149] أن المراد بها تعليمنا الأدب معه تعالى، لا تحقيق المناط (1) كما ~~اقالوا في ms064 المثل الساتر: يذ لا تقدر على عضها فقيلها، وربما قال هذا المتوهم أيضا ~~لو في نفسه : كيف يؤاخذني الله تعالى على أمر قدره الله علي قبل أن أخلق ~~اعلمه تعالى بعجزي عن رد أقداره النافذة في ~~اربما قال أيضا: إن الله تعالى هو الخالق لذواتنا ولصفاتنا ولقواتا، فلا نتح ~~الا إن حركتنا قدرته تعالى، فأين وجه إضافة الأفعال إلينا، ولكن قد أحسن ~~قال: ~~القاه قي اليم مكتوفا وقال له لياك إياك أن تيتسل بالم ~~والجواب: من هذا كله أنه كلام ساقط، لا يقع إلا من جاهل بالله تعالى ~~ابأحكامه، وقد قالت الرسل عليهم الصلاة والسلام، الذين هم أعلم الخلق بالله ~~اعالى وبأحكامه: (قالا ربنا خلتتا انفسا وإن لز تففر لنا وترحنا لنكونن من الخرين ~~4 [الأعراف: 23]. # اوقال موسى عليه السلام: (رب إني ظلمت نفيى فأغفر لي) [القصص : 16]. # قال يونس عليه الصلاة والسلام في الظلمات [35/أ] (أن لا إلنه إلا أنت ~~انلك إني كت من الظنليين) [الأنبياء: 87]، فأضافوا الطلم إلى أنفسهم ~~ادون الله تعالى؛ إضافة محققة مفهومة لهم، ولا شك أن الآتبياء عليهم الصلاة ~~االسلام أعرف بمعاني كلام ربهم من جميع العارفين من جميع الأولياء، فضلا ~~رهم ~~اقد أيدهم الله تعالى وصدقهم على إضافتهم الظلم إلى العباد بقوله تعالى: ~~41 المناط: موضع النوط، وهو التعلق والالصاق، من ناط الشيء بالشيء إذا الصقه وعلقه به PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصقات الالهية ~~وما ظلتنهم ولنكن كانوا أنفسهم يظلئون) [النحل: 118] وبقوله تعالى: (إب الله ~~الايغير ما يقوم حتى يغيروا ما يأنفية) [الرعد: 11] وبقوله تعالى: (وما ظلتتهم وللكن ~~انوا هم الظنلمين ) [الزخرف: 76] وبقوله تعالى: وما ريك يظلي للعبيد) ~~[قصلت: 46]. # احاشا الحق جل وعلا وأنبيائه أن يخبروا ويخبروا إلا يالواقع، فأين إيمان هذا ~~المتوهم المذكور بأخبار الله تعالى، وبأخبار أنبيائه، ولعل غالب الناس من العامة ~~ااقعون في هذا التوهم ~~الان قال قائل: فلأي شيء قسم الحق تعالى عبيده إلى شقي، وإلى سعيد؟ ولم ~~اعل العالم كله سعيدا [42/ب]، وعلى ما قررتموه فالعبد هو الذي أشقى نفسه ~~فكيف الحال ms065؟ # االجواب: أن مثل ذلك من علم سر القدر، ويكفينا الإجماع أنه لا فاعل في ~~الجود سواه، ولا موجود بذاته إلا إياه وآلله خلقكر وما تعملون 42)4 [الصافات: ~~96)، (لا يتنل عما يفعل وهم يتتلوب ج) [الأنبياء: 23]، ط(فله الحتبة البلغة فلو ~~اا لهدنكم أجمعين) (الأنعام: 149]، ولو شاء رئك لامن من فى الأرس كلهم ~~أفانت تكره الناي حتى يكونوا مؤسب () [يرنس: 99]، (ولو ياء رئك ~~ل الناس اية وحدة ولا يزالون تخنلهي ل إلا من زحم ريلة ولذلك لخقهة وتمت ~~ك لة ريك لأتلان جهتمر من الجنة والناس اجمعين ) [هود: 119-118]. # وأما قول هذا العبد كيف يؤاخذني الله تعالى على أمر قذره علي قبل أن ~~أخلق، مع علمه بعجزي عن رد أقداره النافذة في؟ # فالحواب: آنا نقول لهذا العيد: أما أنت محل لجريان أقداره عليك أزلا في ~~اعلمه، كما هو مشاهد؟ فلا يسعه إلا أن يقول : نعم أنا محل لجريان أقداره في ~~ل فقول له : قد أنصفت إذا وسقط اعتراضك حيث كنت كذلك في الافتتاح ولا يمكن ~~نيير ما سبق يه العلم ~~اان قال بقول المعتزلة: إنه يخلق أفعال نفسه، قلنا له : فإذا يقام عليك ميزان ~~الدل في قوله تعالى: لها ما كسبت وعليها ما أكتبت) (البقرة: 286] فلم ~~فسك، ولا تلم ربك؛ فإنك ادعيت أنك أنت الذي تخلق كلما يقع على يديك من ~~لأعمال والأقوال. PageV00P000 # ما أنت ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~اقد سمع الشيخ محي الدين بن العربي رضي الله عنه شخصا يقول ~~يؤاخذني الحق تعالى على فعل قدره علي قبل أن أخلق، وهو يعلم عجزي ~~أقداره النافدة فين؟ فقال له الشيخ: فهل تعلق علمه تعالى بك إلا على صورة ~~عليه في نفسك؟ فقال : نعم لم يتعلق علمه بي إلا على صورة ما أنا عليه، فقال ~~ما غزا ~~[قصلت ~~الشيخ: فإذأ لم نفسك، ولا تلم الحق جل وعلا، فإنه ما نسج لك ~~قيق أو غليظ، أو نفيس أو خيس، أو حرير أو مشاقة كتان . انتهى ~~وومن فهم ذلك عرف صدق قوله تعالى: وما ms066 رتك بغللر للعي ~~4] (وما ظلنتهم ولنكن ظلمرا أنفسهم) [هود: 101] ونحوها من الآيات، ~~لك من باب تحقيق الأمر، لا من باب تعليم الخلق الأدب مع ريهم ~~الان قلت: فما وجه إتيانه بصيغة ظلام دون ظالم، فإنه [36/ أ] إذا انتفى الظلم ~~اعن الحق مرة واحدة؛ انتغى عنه الظلم مرات من باب أولى؟ # فالجواب: أنه تعالى إنما جمع بالنظر لمجموع أفراد المالم، فلا يظلم هذا ~~او لا هذا ولا هذا فما أتى بصيغة الجمع إلا ردا لما يتوهمه كل عبد من المتوهمين ~~اي زعمه الباطن، ولا يقدر على التلفظ به فافهم، على أنه لا يصح وصفه تعالى ~~ان الوجوه؛ لأنه مالكه وخالقه، ولكن لما كانت هذه الدار دار ~~اعلى بال العبد شيء من الاعتراض، وتأمل إذا كشف الله تعالى ~~فأمر القيامة آن تقوم، ويهلك الخلق كلهم [43/ب] بالتفخة، ~~الطلم لحبده بوجه ~~اب* فربما خط ~~الجاب عحن الخلق ~~اال أحد الاعتراض أبدا؛ لاتكشاف الحجاب عن الخلق كلهم ~~فاذا كان كل شيء يقع من العالم، سبق به علم الله تعالى القديم ~~ال ما معنى قوله تعالى: (ولنبأوئكم حتى نعلر) [محمد: 31]. # ف لا يخطر على ~~فإن قال قائل: ~~اه تعالى يعلم أن المجاهدين قبل الجهاد مجاهدون بالقوة، وحين ~~الوم: إنه تعالى ما قال ذلك إلا دهليز](2) لإقامة الحجة على العباد ~~الذي لا افتتاح ~~فالوابب ~~الجهاد بالفعل ~~قال بحض ~~(1) قوله: (بالقوة، وبالفعل) هذان اصطلاحان عند المتكلمين والمراد بالقوة: كون الشيء مستعدا لأن ~~اجد ولم يوجد. والمراد بالفمل: هوكون الشيء خارجا من الاستعداد إلى الوجود، وذلك ~~الخمر فإنه مسكر في الكأس بالقوة، ومسكر بالقمل عند الشرب، "الكليات" (717) . # 42 الذهليز: فارسي معرب ما بين الباب والدار . "لسان العرب" (دهلز) PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اتزلا لعقولهم؛ ليريهم تعالى بيان صدقهم في دعاويهم المحبة له، أو الرصى ~~اأقداره، أو الصبر تحت بلاثه، مع إجماع سائر الملل والنحل أن الله تعالى عالم ~~اميع ما يقع من عباده في مستقبل الزمان، دنيا وأخرى؛ لأنه تعالى خالقهم وخالق ~~افعالهم، وقد قال تعالى: 9ألا ms067 يعلم من خلق) [الملك: 14]، ولكن لما كان كل ~~أحد لا يقدر على دوام شهود لهذا العلم ابتلاهم الله تعالى، ومعلوم عند كل عاقل: ~~ان الحجج إنما تقام على المحجوبين عن حكمة أسرار أفعال الله تعالى في العالم ~~اخلاف من رفع حجابه كالأنبياء، وأهل الكشف لا يقام عليهم حجة لا في الدنيا ولا ~~ال في الآخرة؛ لشهودهم الكمال في أفعال الله تعالى، ولاقامة الحجة على نفوسهم ~~لم مما قررناه أنه يجب على العيد أن يعلم: أنه لا يجري عليه إلا ما كان هو ~~اعليه في علم الله عز وجل القديم، وما فوق إقامة الحجة هو موضع: ل يستل عما ~~ل وهم يتتلوب ) [الأنبيام: 23]. # اانما كاتوا يسألون دونه تعالى: لأن الحق تعالى إذا أطلعهم عند السؤال على ~~الحالة التي كانوا عليها في العلم الذي لا افتتاح له ؛ تحققوا أن علمه تعالى ما تعلق ~~ام في الأزل إلا بحسب ما هم عليه فيه، وأنه ما حكم عليهم إلا ما كانوا عليه ~~ال فان وجودهم بأحوالهم في العلم الإلهي لا يقال: إنه مخلوق، وإنما المخلوق ~~اروجهم عن مكنون علمه الأزلي إلى فضاء عالم الشهادة، فهذا الذي يقال فيه ~~خلوف ~~هنا كان اعتقاد من يعتقد أنه تعالى خالقا بالاختيار والإرادة، لا بالذات، ~~ااياك والخلط. # ااسع يا أخي في تحصيل مقام الاطلاع على هذا المشهد النفيس؛ لتصير تقيم ~~الحجة لله تعالى على نفسك بحق وصدق، ولا يكاد يخطر في بالك رائحة اعتراض ~~على أحكام ربك. # سمعت سيدي عليا الخراص رحمه الله تعالى يقول: كل من لم يطلفه الل ~~اعالى على الحكمة في أفعاله تعالى، فمن لازمه الاعتراض غالبا؛ بخلاف من أطلع ~~اعل تلك الحكمة، فإنه يصير يعترفه بالحجة البالغة لله عليه من دات نفسه، طائما ~~اختارا، كشفا ويقينا، لا أدبا وتسليما من غير ذوق، كما هو شأن العوام. PageV00P000 # القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~وسمعته رضي الله عنه مرارا يقول: لو كنت ذا سلطان لضريت عنق كل من ~~رايته ينشد قول القائل [37/أ]: ~~القاه في اليم ms068 مكتوفا وقال لسه إياك إياك أن تبتل بالسما ~~الما في ذلك من رائحة إقامة الحجة على الله تعالى، والمروق(1) من تحت ~~اطاعته اختيارا. انتهى ~~فعلم أن مثل هذا القول لا يصدر من عارف بالله تعالى؛ لأن العارف سداه ~~وولحمته(2) أدب مع الله تعالى، وأن حجة الله تعالى قائمة على كل مؤمن. # اعبارة [44/ب] الشيخ محي الدين رضي الله تعالى عنه في "الفتوحات" في ~~عنى قوله تعالى: (قل فلله للحبة البنلغة)* [الأنمام: 149] : اعلم يا أخي آن أكشر ~~الناس لا يعلمون وجه هذه الحجة، وإنما يأحذونها على وجه الإيمان بها والتسليم ~~نحن وأمثالنا إنما تأخذها عيانا ويقينا؛ لعلمنا بموقعها، ومن أين جاء الحق بها. # انهي ~~ام إن من علامة من يأخذ حجة الله تعالى عليه على وجه الإيمان والتسليم، دون ~~الوق والعيان أن لا يتخيل الحجة عليه على وجهه حقيقة، بل ربما لسان حاله يقول ~~ال مكنني الحق تعالى من الاحتجاج حين يسألتي عن ذلك لقلت له : يا رب أنت الذي ~~لعلت ذلك حقيقة، أو قذرته علي في الأزل قبل أن أخلق، فلا يصح مني تركه بأن لا ~~اع على يدي، ولكن الأدب منا أن لا تسألك يا رت عما تفعل وتضيقه إلينا، ومثل ~~الهذا القول لا يقع إلا من جاهل بالأمر على ما هو عليه، بل لله الحجة البالغة مطلقا. # اقد قال الشيخ محي الدين رضي الله عنه في الباب السابع والخمسين ~~اأربعمائة في قوله تعالى: (فلله اكمية البكلغة) [الأنعام: 149] اعلم آن الحجة ~~البالغة ما كانت بالغة علينا إلا من جهة كون العلم تابعا للمعلوم، وما تميز علم ~~الحق تعالى عن المعلوم إلا(3) من حيث كونه تعالى له رتبة الفاعلية على العالم كل ه ~~ق](4) إن العالم كله مفعوله. # (41 المروق : هو الخروج من شيء من غير ملخله، والمارقة : الذين مرقوا من الدين لغلوهم فيه ~~(2) السدى : الأسفل من الثوب . واللحمة : الأعلى من الثوب. لسان العرب (لحم) . # 43 في النسختين: لا. # 4) زبادة لاستقامة التص. PageV00P000 # القواعد الكمغية الموضحة لمعاتي الصقات الالهية ~~ال اذا قال المعلوم ms069 شيئا أو فعله كان لله الحجة البالغة عليه، لو قال(1) : كيف ~~اؤاخذني بأن يقول له تعالى: ما تعلق علمي بك إلا على ما أنت عليه في حال ~~دمك وحال وجودك، فما أبرزتك إلى الوجود إلا على قدر ما أنت عليه في ذاتك ~~على قدر قبولك واستعدادك، وحينيث يعرف العبد أن ذلك هو الحق، وتندحض ~~اجة الخلق كلهم في موقف العرفان الألهي الخاص بالأكابر ~~اأما موقف العرفان في العموم؛ فالأمر فيه قريب، ويختلف الحكم فيه بحسب ~~اهم الرجال، فما كل أحد تقام عليه حجة، هي عين ما تقام على عبد آخر أبدا؛ بل ~~اكل عبد حجة عند الله تحالى، تقام عليه كما يليق بمقامه، وذلك ليظهر الحق تعالى ~~اهم فضله عليهم، أو ليظهر لهم مقام كونه تعالى هو القاهر فوق عباده؛ فإنه ما ~~الهرهم إلا بالحجة البالغة عليهم، وهو الحكيم الخبير، فيظهر لكل عبد ما يقيم ~~اعالى به الحجة عليه، فلولا إطلاق التكليف ما جعل نفسه تعالى محاجا لنا، ولا ~~اعل لنا معه مجلس حكم، ولا ناظرتا تعالى، وهذا من جملة إنصاف الحق تعالى ~~عباده؛ ليطلب منه التصف. انتهى ~~اقال في الباب السابع والسبعين والمائة في معنى قوله تعالى: (قل فلله الححة ~~الة [الأنعام: 149] اعلم أن في هذه الآية أعظم دليل على أنه تعالى ما كلف ~~اباده إلا ما يطيقونه عادة، ولم يكلفهم بنحو الصعود إلى السماء يلا سيب، ولا ~~االجمع بين [45/ب] الضدين(2)، ولو أنه تعالى كان كلفهم بذلك لما كان يقول: ~~فلله التقة البلنة) بل كان يقول: فلله أن يفعل ما يريد، كما قال: ل بستل عما ~~ل وهم يتتلوب ) [الأنبياء: 23] [38/ أ] في أصل القسمة الأزلية، فهذا ~~اوضع (لا يتثل عما يفعل). # اقال في باب الأسرار: من احتج عليك بما سبق في علمه، فقد حاجك ~~االحق، لكنها حجة لا تنفع صاحبها، ولا تحصم جانيها، ومع كونها ما نفعت ~~1) قوله : لو قال... إلخ، كذا في الشختين والظاهر أن في الكلام سقطا قبل (لو) ولم أهتد إلى ~~قديره، والله أعلم ~~(42 الضدان ms070 : هما ما لا يجتمحان ويسكن أن يرتفعاء مثل القيام والقعود فإنهما لا يجتمعان في شخص ~~ااحد ولكن يرتفحان بأن يكون الشخص مضطجعا PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~امعت وقيل بها، وإن عدل الشرع عن مذهبها؛ فإنه تعالى ل يستل عما يفعل ~~تتلوب، ولكن أكثر الناس لا يشعرون. # ووأطال في ذلك ثم قال: ومثل التلفظ بهذه المسألة لا يكون جهارا، ولا يت ~~الكلم بها إلا إشعارا، مع أنه لو جهر بها لكانت علما، ونفحث فهما، وأورثت في ~~الفؤاد كلما(1) دونه تخر القمم؛ لما يؤدي ذلك إليه من دزس(2) الطريق الأمم ~~اللي عليه جميع الأمم، وإن كان كل دابة هو أخذ بناصيتها فافهم ~~اقال في الباب الخامس والثلاثين وثلاثمائة في قوله تعالى : وما ظلتنلهم ~~ولكن ~~انوا أنفسهم يظلمون) [النحل: 118] من فهم مواقع خطاب الله تعالى لم يتوفف ~~اي شيء أضافه الحق تعالى إلى نفسه أو إلى عباده، فإن قوله تعالى: (ولنك كانوأ ~~ااهم يظييون) لا بد لها من مصرف؛ لأنه تعالى لا يقول إلا الحق، ومن مصارفها ~~ان تكون هذه في حق الطائفة الذين يقولون : نحن نخلق أفعال نفوسنا، فيقال لهم ~~اذا أنتم الذين ظلمتم أتفسكم انتهى ~~اقد أجمع أهل الملل والنحل على أن الله تعالى عالم بكل شيء {ألا يعلم م ~~ق [الملك: 14]. # ووقال في الباب الرابع والخمسين من "الفتوحات" : اعلم أن الحق تعالى ~~ازب عن علمه شيء بإجماع أهل الملل والتحل، حتى الذين قالوا ابتداء: إن علم ~~الحق تعالى يتعلق بالكليات دون الجزئيات، فإنهم لم يقصدوا بذلك نفي علم الحق ~~انالى بالجزثيات، وإنما قصدوا أنه تعالى يعلم الجزئيات في ضمن علمه بالكليات ~~اولا يتوقف علمه بها على تفصيلها بالعدد، كما يحتاج إليه خلقه، فقصدوا التنزي ~~الحق تعالى لفظا، فأخطأوا في التعبير بما يوهم جلاف المراد، ولو أن من نصب ~~الخلاف بيننا وبين الفلاسفة فهم ما ذكرناه(4)، ما كفرهم بذلك وإن كانوا كفارا من ~~وجوه آخر. # 1) الكلم: هو الجرح ~~2) درس الشيء : عفا، ودرسته الريح: محته، لسان العرب (درمن) . # 3) ذكر في ms071 لسان المرب عدة محان لأمم، لعل آنسبها لما هنا : الأمم بمعنى اليسير . والله أعلم. # 4) هذا الكلام من الشيخ قدس سره لابد له من أحد أمرين إما أنه مدسوس على الشيخ رحمه الله، وإما ~~اله قاله ساهيا عن أن المكفر لهم هو حجة الإسلام الغزالي رحمه الله، وإلا فكيف ينسب الإمام ~~الرالي إلى عدم فهم قصدهم وهو اللي حجرهم في أقماع السمسم؟ PageV00P000 # الواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~اوقال في باب الأسرار : اعلم أنه ليس في علم الحق تعالى إجمال؛ إذ الإجمال ~~الفي المعاني محال، وإنما الإجمال في الأقوال والأفعال. # اوقال في الباب الحادي عشر وأربعمائة من "الفتوحات" : من المحال أن يتعلق ~~العلم الإلهي إلا بما هو معلوم عليه في نفسه، فلو أن أحدا احتج على ربه وقال: قادا ~~ابق علمك في بأن أكون على كذا وكذا، فلم تؤاخذني؟ لقال له الحق عز وجل: ~~اهل تعلق علمي بك إلا على ما أنت عليه، فلو كنت على غير ذلك لعلمتك ~~ارجع إلى نفسك، وأنصف في كلامك. # ااذا رجع العبد إلى نفسه، وفهم ما ذكرناه، علم أنه محجوج، وأن الحجة ~~46/ب] البالغة عليه لله تعالى، بل يصير هو يقيم الحجة لله تعالى عليه أدبا ~~احقيقة، وهناك يلوح له أن قول الحق جل وعلا : (وما ظلتتهم وكنكن كانوا أنفسهم ~~يمون [النحل: 118] حق وصدق، كشفأ وبقينا. # معنى هذه الآية أن الحق تعالى بقول: وما ظلمتاهم؛ لأن علمنا ما تعلق بهم ~~اي الأزل إلا على صورة ما ظهروا به في الوجود من الأحوال، ولا تبديل ~~خلق الله. # وسمعت سيدي عليا الخواص رضي الله عنه يقول: من فهم قوله [39/أ] ~~اعالى: (وما ظلتنهم ولنكن كانوا أنفسهم يظلمون) [النحل: 118] لم يقل قط اللهم ~~احفظني من الوقوع في المعاصي؛ فإنك تعلم عجزي عن رد أقدارك النافذة في؛ لما ~~ال يه من رائحة إقامة الحجة على الله تعالى، وذلك معدود من الجهل بالله تعالى ~~سوه الآدب معه. انتهى ~~ووكان سيدي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه يقول : طليت مرة من الحق ms072 تعالى ~~ان يكشف لي عن أمر الخلق وأعمالهم، فرأيت أنه تعالى لما خلق الخلق ~~اأوجدهم، خلق لهم أعمالهم ثم خيرهم فيها، فاختار كل عبد منهم عملا معينا، ثم ~~انه تعالى طوى تلك الأعمال فيهم ، وطواهم في الغيب، ثم لما أظهرهم إلى عالم ~~الشهادة حجبهم بالعقول، وأجرى على كل عبد ما اختاره لتفسه، فبذلك وقحت ~~الحجة عليهم، ثم لم يكشف له(1) عما قلتاه اليوم فسيتكشف له غدا . انتهى. # (1) في هامش (أ) أي للعبد PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~الان قيل : فإذا كان تعلق علم الحق تعالى بالخلق قديما، وهم معلوم علمه ~~ومعلوم العلم لا يفارق العلم، فيم تميز الحق تعالى عن خلقه ~~اافقالجواب : قد تقدم في هذه الأجرية أن الحق تعالى تميز عن خلقه بكونه ~~خالقا، والمالم كله مخلوق، قلولا إخراجه تعالى للعالم كله من مكنون علمه إلى ~~الوجود الخاص بنا؛ لما قدر أحد من العالم أن يخرج نفسه من العدم ~~قد ذكر الشيخ رضي الله عنه هذه المسالة في الباب الحادي عشر وأربعماية ~~أطال بيانها ثم قال: وهذا يدلك على أن العلم تابع للمعلوم، [و](1) ما هو ~~المعلوم تابع للعلم، وهي مسألة دقيقة، ما في علمي أن أحدا نبه عليها من ~~اهل الله تعالى، إلا إن كان وما وصل(6) إلينا، وما من أحد إذا تحققها يمكنه أن ~~اكرها، وفرق بين أن يكون الشيء موجودا فيقذم العلم بوجوده، وبين كونه على ~~اهذه الصورة حال عدمه الأزلي له ؛ إذ لا يعقل بين العلم والمعلوم بوزن زماني ~~اما ثم تمييز إلا بالرتبة فقط، وهو آن العالم كله مفعول لله، والله تعالى هو ~~الفاعل له. # اقال: ولو لم يكن في كتاب "الفتوحات" إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل ذي ~~اظر شديد، وعقل سليم، وأطال في ذلك ثم قال في حديث: "إن أحدكم ليعمل ~~امل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل ~~أهل النار فيدخلها"(3) ~~ااعلم أن الحق تعالى ما كتب إلا ما علم، وما علم إلا ms073 ما شهد من صور ~~لمعلومات على ما هي عليه في أنفسها، ما يتغير منها وما لا يتغير، فهو يشهدها ~~الها في حال عدمها على تنويحات تغيراتها، فلم يوجدها إلا على صورة ما هي عليه ~~في علمه القديم، فما ثم كتاب يسبق إلا بإضافة الكتاب [47/ب] إلى ما يظهر به ~~(1) زيادة لاستقامة التص ~~2) هكذا العبارة في المخطوطتين، ولعل قوله (وما) من زيادة النساخ، ويكون أصل الكلام: إلا إن ~~اان وصل إلينا. أي إلى مقامنا، والله أعلم ~~3) أخرجه البخاري (3036) و(3154)، وملم (2643). PageV00P000 # لن فة لو فحة لمعالى الصفات الانهمه PageV00P000 ~~اب صن ينهلحو اع الينال ~~الاقع في الحوع من غير إرايتة الك تحال ~~وما أجيت به : من يتوهم من قوله تعالى: (وما الله يريد ظلا للعاد) [غافر: ~~3] أن الظلم الواقع في الوجود عن غير إرادة منه . # والجواب : أن الإرادة لا تتوجه إلا على معدوم لتوجده، وكل شيء في الوجوبر ~~اوجود في علم الحق تعالى، فلا تتوجه عليه الإرادة، فلا يريده تعالى لأته عذم ~~اما ثم إلا ظلم نسبي للخلق، دون الحق تعالى. PageV00P000 # القواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~قاب ص ينولعر ان اللهق يمتتي ~~لما ل يحن حفده تحالي اللك حن يثلك حلها يحبير ~~المما أجيت به من يتوهم أن الحق تعالى له مرتبة يستفيد من خلقه علما لم يكن ~~عده [40/أ]، كما قد يقع من أهل الفهم السقيم من نحو قوله تعالى: وكنبلوتك ~~ت نعلر [محمد: 31]. # والجواب: أن ذلك فهم لا يجوز اعتقاده؛ لأن المحق تعالى لم يزل عالما ~~اميع الأشياء قبل وجودها في عالم الشهادة، ثم إنه أوجدها لعالم الشهادة على حد ~~اما علمها، لم يتجدد له علم بها عند تجدد الأشياء، كما تقدم في العقيدة أول ~~الباب، ولم تزل الأمور كلها معلومة للحق تعالى في مراتبها بتعداد صورها، هكذاا ~~ادراكه تعالى للعالم كله حال عدمه ووجوده، فتتوعت الأعيان في خيال الممكنات ~~اا في علمها، ثم لما كشف لها عن نفسها وهي في العدم، امتفادت العلم بما لم ~~اكن عندها، لا حالة ms074 لم تكن عليها، فإن الله تعالى ما أوجد الأعيان إلا ليكشف لها ~~اعن أعيانها وأحوالها، شيئا بعد شيء على التوالي والتتابع. # اعلم يا أخي أن العلماء قد اضطريت أفهامهم في قوله تعالى: (ولتبلوئكم ح ~~ال وذلك لأن من أشكل العلوم إضافة العالم الإلهي إلى المعلومات، والقدرة إلى ~~المقدورات، والإرادة إلى المرادات، وظاهر ما يقتضي ذلك كون الحق تعالى جعل ~~فسه يستفيد العلم من المعلومات أشكل وأشكل عند أهل القصور من الفهم، فما ~~ااطربت أفهام العلماء إلا في تأويل ذلك للقاصرين بما تقبله أفهامهم؛ لأن من ~~أطاك العلم بنفسه، ولا يعلم هو نفسه، ولا ما يحطيك من العلم لا يكاد العقل ~~اعقله على ظاهره أبدا؛ فإن الحق تعالى لولا أنه أعطى الموجودات العلم بنقسها ما ~~اتت عرفت تقسها ~~أطال الشيخ محي الدين رضي الله عنه في الكلام على هذه الآية في الباب ~~الرايع وأربعمائة من "الفتوحات" ثم قال: وسبب اضطراب عقول العلماء في فهم ~~اهده الآية إنما هو من حيث حدوث التعلق، أعني تحلق كل صفة بمتعلقها، من PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~ايث العالم والقادر والمريد مثلا، فيإن المعلومات والمقدورات [48/ب] ~~اوالمرادات لا افتتاح لها في العلم الآلهي؟ إذ هي معلوم علمه تعالى ، الذي لا افتتاح ~~اله كما تقدم بسعطه في هذه الأجوبة. # اوأطال في ذلك ثم قال: ولما كان الأمر على ما أشرنا إليه، وعثر على ذلك ~~عثر من المتكلمين، كاين الخطيب قال بالاسترسال المعبر عنه عند الأشعرية ~~ادوث التعلق، فلذلك قال الله تعالى من هذا المقام: { حتى نعلر) أي: حتى يله ~~الكم علمنا بما علمنا من أحوالكم قبل ابتلائكم، فهو تتزل للعقول؛ كآيات الصفات ~~االي يعطي ظاهرها القرب من صفات التشبيه، والله أعلم ~~اقال في موضع آخر: إنه ما اضطربت أفهام فمول العلماء في فهم قوله ~~العالى: تى نعلر إلا لاضطراب أفكارهم، حتى إن من بعض القدماء أنكر تعلق ~~العلم الإلهي بالتقصيل، وذلك لعدم التناهي عنده في ذلك، وغاب عنه أنه تعالى ~~ايط بأن محلوماته لا تتتاهى ms075 بعد تحلق علمه بها كذلك ~~اقال الشيخ : وأما نحن فقد رفع الكشف عندنا الإشكال في هذه المسألة، فألقى ~~ال في قلوبنا أن العلم تسبة بين العالم والمعلومات، وما ثم من له القدم وعدم الحدوث ~~إلا ذات الحق تعالى فقط، وهي عين وجوده تعالى، ووجوده تعالى ليس له افتتاح ~~اولا انتهاء؛ لأن تفي البدء والنهاية من جملة درجاته التي تميز بها عن خلقه قال ~~انعالى: (رفيع الدرخب ذو العرش) [غافر: 15] ثم لما كانت المعلومات (41/أ] ~~اعلق وجوده تعالى، فتعلق ما لا يتناهى وجودا بما لا يتنأهى معلوما ومقدورا ~~امرادا وغير ذلك، فتفطنوا أيها الآخوان لهذا الأمر الدقيق، ولعله ما طرق سمعكم ~~قبل ذلك ~~فعلم أن ذات الحق تعالى لا تتصف بالدخول في الوجود المتناهي؛ إذ كل ما ~~اخل في الوجود المتناهي متناه، والباري جل وغلا هو الوجود الحقيقي، فما هو ~~ااتل في هذا الوجود المخلوق؛ لأن وجوده تعالى عين ماهيته، بخلاف وجود ~~يره، وعلى هذا نأخذ المقدورات والمرادات وغيرها. # إن قيل : هل وصل أحد من العلماء بالله تعالى إلى معرقة سبب بدء العالم. # االجواب: قد قال الشيخ محي الدين في الباب الرابع من "الفتوحات" ما نصه: ~~علم أن أكثر العلماء بالله تعالى ليس عندهم معرفة بسبب بده العالم، إلا تعلق PageV00P000 ~~الالهية ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصقات ~~العلم القديم به لا غير، فيكون سبحانه وتعالى من العلم ما علم أنه سيكون، وا ~~تهي علمهم ~~اوأما نحن فقد أطلعتا الله تعالى على ما فوق ذلك، من طريق الوهب الألهي ~~اوهو أن الأسماء الإلهية هي المدبرة في أهل حضراتها من جميع العالم، وهي المعبر ~~اعنها بالمفاتح الأول التي لا يعلمها إلا هو ، ولا أدري أأعطى الله تعالى ذلك غيري ~~الآمة، أو حخصني به من بينهم، وكل من تحقق يعلم ذلك علم أن الحجة ~~البالغة لله تحالى عليه، فإن الأسماء ما ديرت في العالم وجوده، وإنما دبرت خروجه ~~امان مكنون علم الله تعالى إلى هذا الوجود [49/ ب] المشهود لنا، لا غير. انتهى. # ال فان قلت ms076: فإذا حضرة العلم على التحقيق هي حضرة المعلومات، وهي نسبة ~~ان العالم والمعلوم. # فالجواب: نعم وهو كذلك كما ذكره الشيخ في الباب الشامن والخم ~~اخمسمائة من "الفتوحات" فليس للعلم أثر في المعلوم؛ لتأخره عنه عقلا، وتظير ~~االك المحال، فإن المحال لا أثر لك فيه من حيث علمك به؛ فإنه إذا أخطاك العلم ~~نفسه، أعطاك العلم به أنه محال ~~امن تعحقق بعلم ما قلناه، علم أن جميع أعيان الممكنات صدرت عن القول ~~الهي، كشفا وشرعا، كما صدرت عن القدرة الإلهية كشفا وشرعا وعقلا، وأنها لم ~~ظهر عن العلم الإلهي، وإنما ظهر الممكن في عينه، فتعلق به عقلا علم الذا ~~العالمة به ظهورا لا إيجادا، فلم يتعلق به معدوما ما(1) عتدها أبدا. # وكذلك من تحقق بعلم ما ذكرناه، فهو العالم بقوله تعالى: وما ظلتتنهم ولنكن ~~انوا أنفسهم يظلمون) [النحل: 118] وليس فوق ما ذكرناه من العلم لمن سوانا ~~اهذه الأمة في اعتقادنا إلا ما هو جهل فتأمل. # سصحت سيدي عليا المرصقي رحمه الله تعالى يقول: ليس بين علم المجق ~~اعالى وبين معلومه بون(2) يعقل أبدا من الزمان، فلم يكن بينهما إلا التميز بالرتبة ، ~~لا يصح أن يكون الخلق في رتبة الحق أبدا، كما لا يصح للمعلول أن يكون ~~(1) قوله: (ما) ساقطة من (ب). # 2) البون والبون: مسافة ما بين الشيئين. لسان العرب (بون) . PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~ابة العلة، من حيث ما هو معلول فيها؛ إذ العلم الالهي يطلب كون المعلوم بذاته ~~لا بد، ولا يعقل بينهما زمان مقذر و لا يلزم، كما لا يلزم مساواة المعلول علته ~~ي سائر المراتب، وكيف يتصور علم بلا معلوم به؟ انتهى ~~اوقد تقدم الكلام على قوله تعالى: ولتيلونكم حتى نعلر) [محمد: 31] وأنه لا ~~اح من العالم الخبير سبحانه وتعالى أن يستفيد علما من المعلرمات، وجعل(1). # له تعالى عن ظاهر ما يقتضيه قوله تعالى: ولنبلوتكم حتى نعلر) من أن معنى الخبير ~~او [42/أ]. من يحصل العلم بعد الابتلاء لا قبله، بل هو تعالى العالم بجميع ما ms077 ~~اكون من العبيد قبل كونه أي ظهوره، وهي من رحمة الله تعالى التنزل لعقول ~~اعباده، كما يتنزل لعقولهم في آية الاستواء، والتزول إلى سماء الدنيا(2)، ونحو ذلك ~~أن ظاهر ذلك كله ينافي صفات التنزيه التي هو تعالى عليها. # فان قيل : فإذأ يجب الإيمان بما أحبر به تعالى عن نفسه وإن لم يتعقل ذلك. # فالجواب: نعم يجب الايمان بذلك، ومن لم يؤمن به فاته من العلم بالله حظ ~~اوافر، وهو على التصف من مقام المعرفة بالله تعالى، فإنه تعالى تعرف إلينا بصفات ~~التزيه، وبصفات التشبيه، ولا سبيل لتا إلى رد صفات التشبيه؛ لورودها في الكتاب ~~السنة ~~اقد سئل الشيخ محي الدين رضي الله عنه عن قوله تعالى: (ولنبلونكم حت ~~وكان السائل له ابن أبي الصيف اليمني الشافعي(3) في الحرم الشريف المكي ، ~~فقال له: من علم الشيء قبل كونه، فما علمه من حيث كونه كما علمه قبل كونه ~~ان العليم يتغير بتغير المعلوم، ولا يتغير المعلوم إلا بالعلم به، فكيف الحكم ~~50/ب]؟ وأطال في ذلك. # ام قال: هذه مسألة حارت فيها العقول، وما دل عليها منقول، ولكن قد ~~استفهم العالم تلميذه؛ ليعرفه مقام علمه وآدبه وإيمانه ~~(1) قوله: (وجعل) كذا في النسختين ولعل الصواب: وجل. والله أعلم ~~42 حديث التزول إلى السماء الدنيا ققدم تحتريجه (ص24) . # 3) محمد بن إسساعيل بن علي، أبو عبد الله ابن أبي الصيف، فقيه شافعي يمني له علم بالحديث أصل ه ~~زبيد، أقام وتوفي بمكة، له كتب منها: "الأربعون حديثا" جمعها عن أربعين شيخا من أربعين ~~يثه، وكتاب سماه: زيارة الطائف" . توفى سة (609ه) . PageV00P000 # الالهية ~~الفتن ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات ~~06 ~~اوقال في باب الأسرار من "الفتوحات" : من أعجب ما في الابتلاء من ~~اقوله تعالى: (ولنبلونكم) وهو العالم بما يكون قبل أن يكون، ولكن إن من الل ه ~~تعالى عليك بفهم ذلك فاكتم، وإن سئلت عنه فقل: لا أعلم، فإن من علوم ال ~~لحقيقة ~~عالم ~~اما هو أحسن ما يعلم، وأقبح ما يقال. انتهى. # ممه با ~~وتأول ~~ألم، ~~اقال في ms078 موضع آخر من هذا الباب: لما أخبر الحق تعالى عن ~~العلم إليه من الكون (حتى نغلر) سكت العارف بالله تعالى وما تكلم، ~~الا بالنظر(1) لهذا القول حذرا مما يتوهم، ومرض قلب المتشكك وا ~~ذلك العالم بالله ولكنه يتكثم، وقال كقول الظاهري : الله أعلم . انتهى. # لم أنه يجب على كل مؤمن الإيمان بذلك على علم الله تعالى ~~اعاندت يا أخي في ذلك، فتأمل في قوله تعالى : (حتى نعلر وبما حكم الحق تعالى ~~اعلى نفسه فاحكم، ولله الحجة البالغة على جميع خلقه، حتى إيليس الذي هو ~~الاسطة في الوسوسة لجميع العصاة بالمعاصي، فإنه بلغنا أنه قال : يا رب كيف ~~ايد مني السجود لآدم، ولم يسبق ذلك في علمك؟ فقال له الحق جل وعلا: ~~لمت أنه لم يسبق في علمي السجود، قبل الإبائية أم بعدها؟) قال: يا رب ~~عدها، فقال له الحق جل وعلا : وبذلك أخذتك(2) ~~فتأمل يا أخي في هذا المحل؛ فإنه يكتب بنور الأحداق، والحمد لل ه ~~الحالمين. # (1) قوله: (وتأول عالم إلا بالنظر لهذا القول) هكذا العبارة في النسختين، ولعل فيها سقطا أو تحريفا . # 2) لعل هذا من الإسرائيليات، ولم أجده فيما بين يدتي من المصادر، والله أعلم PageV00P000 ~~109 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اب صن ينولعتر أن حموو الجلاء ليس ~~ال أنه ينبضي نزهله على الحاحي فت ~~لة ~~امما أجبت به من يتوهم أو يخطر بباله أن نزول البلاء على أهل م ~~المعاصي ليس هو بعدلي، ويقول: كان الأولى نزول البلاء على العاصي وحده، أو ~~على من رضي بذلك من أهل محلته، دون من كان من أشد المنكرين عليه ~~اع في ذلك بعض المتجرئين على الله تعالى، كابن الراوندي(1) ومن تبعه فيو ~~اعند المامة رائحة اعتراض على الله تعالى ~~والجواب: أن نزول البلاء على أهل محلة العاصي، أو أهل بلدة من ~~صلة ~~احمة الله تعالى بالعاصي؛ فإن العقوبة لو أنزلها الله تعالى على العاصي وحده؛ لكان ~~ال يه هلاك لغالب الأمة، فما منهم من أحد إلا وربما وقع في محصية [43/ أ ms079] بحسب ~~قامه، وقال الله تعالى: {ولو يؤلخذ الله التاس بما كسبوا ما ترلك على ظهرها ~~اان دابة) [فاطر: 45] فترى الحق تعالى يوزع ذلك البلاء النازل بسبب المعصية ~~اعلى الألف من الناس، فيخص كل إنسان جزءا خفيفا بالنسبة لما دفع الله عنه، ~~لا يكاد يح به. # لذلك قالوا: البلاء عام والرحمة خاصة، فينزل الله تعالى على المطيع ~~الحمة؛ لكونه فاعلا للطاعة، ولا ينال جيرانه منها إلا اليسير ويتزل الله تعالى ~~اعلى العاصي اليسير من العقوبة، ويوزع الباقي على أهل محلته، أو بلد ~~اقليسه. # (41 اين الرواندي: أححد بن يحى بن إسماق، أبو الحسين، فيلسوف مياهر في الالصاد. قمالا ~~كثير: أحد مشاهير الزنادقة، طليه السلطان فهرب، ولجأ إلى لاوي اليهودي (بالأهواز) وصتف له ~~افي مدة مقامه عند كتابه الذي سماه "الدامع للقرآن4 . وقال ابن الجوزي: أبو الحسين الريوندي ~~ال لحد الزتديق، وإنما ذكرته ليحرف قدر كفره فإنه معتمد الملاحدة والزنادقة ثم قال وكنت أسمع ~~اتاج ~~اه بالحفظائم، حتى رأيت ما لا يمخطر على قلب أن يتوله علقل، متها "فضيحة المعتزلة" و18 ~~االزمرده وانعت المحكمة" و"قضيب الذهب" و"الدامغ" المتقدم ذكره، توفي سنة (298ه) . PageV00P000 # الالهية ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماني الصفات ~~ووسمعت أخي فضل الدين رحمه الله يقول: لو نزل بلاء المعصية على صاحبها ~~فقط [51/ب]؛ لهلك غالب الناس، وتعطلت حضرات الأسماء الإلهية الخاصة. # اب ذلك الفعل؛ كالمنتقم والمذل والصبور والحكيم ونحو ذلك، فكان توزيع البلا ~~اعلى العاصي وغيره، أكمل مما يطليه بعض المعترضين على أفعال القدرة الإلهية ~~الي هي عين الحكمة لا بالحكمة. # اوليتأمل المعترض نفسه إذا وقع في شرب خمر مثلا، وأمسكه الوالي وا ~~اهل حارته في المغارم، أو قلة الأذى بطيبة نفس، كيف يصير يشكر الله تعالى ~~اعلى مساعدتهم له، ويقول: الحمد لله الذي لم يجعل تلك المغارم كلها علي ~~اتهي ~~وسمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول: في توزيع الناس المغارم ~~الى بعضهم بعضا؛ بسبب وقوع أحد منهم في معصية عمل بحديث الطبراني وغير ~~ارفوعا: لمن لم يهتم بأمر ms080 المسلمين فليس منهم"(1) فلو نزل البلاء على العاصي ~~احده لريما هلك، وفات أهله وجيرانه وأصحابه الأجر، الذي جعله الله في مقابلة ~~شاركتهم له في البلاء، الذي رغب فيه الشارع بقوله: "مثل المؤمنين في ~~الوادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا شكي منه عضو تداعى له جميع الجسد ~~الحمى والسهر"(2). # سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : من أطاع الله تعالى فقد ~~الى جميع أهله وجيرانه، وأهل بلده أو إقليمه، بحسب مرتبة تلك الطاعة وكثرة ~~اعها، ومن عصى الله تعالى فقد أسام على(2) جميع أهل بلده، أو جيرانه أو ~~أهله، ~~احسب قيح تلك المعصية، وكثرة ضررها في الوجود ~~امن فهم ما ذكرناه علم آن الرحمة عامة أيضا، كاليلاء على حد سواء ~~(1) أخرج الطبراني في "الاوسطه (7473) و"الصغير" (907)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ~~361/7)، قال الهييمي في مجمع الزواند" (248/10): رواه الطبراني وفيه يزيد بن ر ~~الحي وهو متروك ~~(2) أخرجه البخاري (5615)، ومسلم (2582) . # 3) كذا في النسختين، والأولى: (إلى). PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~لك سر خفي، وهر أن الحق تعالى أطلع الطائع على كثرة ما نزل عليه من الإمداد ، ~~الم يطلع العاصي على كثرة ما نزل عليه من البلاء؛ بتوزيعه على الناس رحمة بكل ~~امنهما، وذلك ليقوي يقين المطيع، فيزيد في الطاعات، وأما الماصي فلو أطلعه اله ~~اعلى كثرة ما نزل من البلاء بسبب محصيته، لربما كان يفوت نفسه من المحاصي ~~املة، فكان يبطل حكم القضاء والقدر في حقه، وذلك لا يصح. انتهى فتأمل في ~~لك، فإنه تفيس، والمحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~ف ريه"(1) أن ~~ريه ~~رف ~~اي مايولع ~~يت وصن حرة ناتم ~~هما أجيت به من يتوهم من حديث: لامن عرف نفس ~~ف ذلك لساوي علمه علم الحق تعالي نفسه، وأنه ليس فوق معرفته بنفسه م ~~اخرى في المعرفة نطلب. # والجواب: أن هذا الفهم خاص بمقام بعض العامة، لا الخواص، أما الخو ~~يعرفون أن للحق تعالى بنفسه علما أخر، زائدا على معرقة من عرف نفسه ~~لضتا ذلك، حتى ولو ms081 كان من أنبياثه وأصفيائه، فضلا عن أولياثه ~~اقد قال الإمام أبو بكر الباقلاني (2) : إن لله تعالى وصفا أخص [44/أ) ~~اسيل لأحد من الخلق إلى إدراكه. # قال(3) : وقد أشار إلى هذا المعنى أيضا الشيخ أبو اسحاق الإسفراييني ~~(1) عزاه في محلية الأولباء" (201/10) إلى سهل بن عبد الله، وذكر ساحب تنزيه الشريعة (2/2. # اا حديث موضوع ~~42 الباقلني : معحمد بن الطيب بن محمد بن جعتر بن القسم، المعروف بالباقلاني، البصري ~~اعلى مذهب الأشعري، ومؤيدا اعتقاده وناصرا طريقته، كان في علمه أوحد زمانه ، وانتهت إليه ~~الاسة في مذهب الأشعرية، وكان موصوفأ بجودة الاستنباط وسرعة الجواب، صنفه التصانيف ~~االشهورة في علم الكلام وغيره، فمنها: "إعجاز القرآن" و"الاتصاف" و"مناقب الأئمة" وال ~~النحل4، توفي ستة (403ه) . # 2) لا يصح أن يكون الضمير عاتدا إلى أبي بكر الباقلاني ، إذ لم يذكر في ترجمة أحد منهما أن أحا ~~ااخذ عن الآخر، وكل منهما إمام متفرد بل إن الباقلاني توفي قبل الإسقراييني بخمسة عشر عاما كما ~~اتبين لك من خلال ترجمنهما، ولو كان الياقلاتي تلميذا للإسفراييني لوجب أن تذكر ~~اللسفرايني إذ الباقلاني هو من هو في أهل السنة عامة والأشاهرة خاصة، والله أعلم ~~44 أبو إسحاق الإسفراييني هو: إيراهيم بن محمد بن إيراهيم بن مهران، الإسفرايني، الملقبي ~~الاين* الفقيه الأصولي المتكلم، الإمام الكبير، وهو المراد بالأستاذ عند الإطلاق في كتب الأصول ~~االكلام، يقال إنه بلغ رتبة الاجتهاد، من كتبه: "جامع الحلى في أصول الدين والرد الملسد ~~تعليقة في أصول الفقمه، توفي سنة (418). PageV00P000 # 19 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~احمه الله تعالى لكن نقل الشيخ سعد الدين(1، عن أبي محمد الجويني(1، آنه ك ~~- رضي الله عنه - يقول : للعقل مزية، فلا يبحد أن الله تعالى يكرم بعض الحتلا ~~امزية يدرك بها حقائق الذات، قال تعالى: (وقل ري زذني علماه [طه: 114] ~~[52/ب] ونعني بالمزية كمال قوة وإمعان في النظر(2) . انتهى . ولا يخفى ما فيه ~~ووكان أحتي فضل الدين رحمه الله تعالى يقول: قد مات غالب الناس بحر ~~امرفة الروح، وكيغية مجيء النوم للانسان ورواحه عنه ms082 مع أن الروح جاهلة أيض ~~افها؛ لأنها لا تعقل نفسها قط مجردة. # اكان الشيخ محي الدين رضي الله عنه يقول كثيرا : اعلم أن اللطيفة الإنانية ~~الا توجد دنيا وأخرى إلا مدبرة لمركب، ولا يصح أن تنزل لحظة واحدة لمشاهلة ~~اسيطها، وهي عرية عن مركبها من غير علاقة أبدا ~~اقال: وهذا بخلاف ما يراه بعض المتصوفة والفلاسفة، ممن لا علم لهم يب ~~أمر عليه، فإن النفس لا يصح أن تتصل أبد الآباد بالمنزه البسيط الأعلى؛ لأن ~~ادبيرها لمركبها وصف لازم لها، فلا تتفرغ لغيره. # اقال الشيخ في باب الأسرار من "الفتوحات" : اعلم أن الحق تعالى لا يعقل ~~الط إلا إلها منزها غير معقول، ولا يمكن في العلم به تعالى تجريده عن العالم ~~االربوب، وإذا لم يعقل معبردأ عن العالم لم تتعقل ذاته، ولم يشهد قط من حيث ~~اما هيه، فأشبه العلم به العلم بالنفس، والجامع عدم التجريد، فكما لا يتخلص لك ~~اهود العلاقة التي بين نفسك وبدنها، كذلك لا يتلخص لك معرفة العلاقة التي ~~الله تعالى وبين العالم ~~41 مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، سعد الدين، الأصولي المتكلم، المنطقي البلاغي، صاح ~~المؤلفات النافعة الشهيرة في الكلام والأصول وغيرهما، من كبه : "شرح المقاصده و"شرح العقن ~~اا لفيةه و"التلويح إلى كشف غوامض التتقبح" و"المطول9، توفي سنة (793ه) . # 2) عبد الله بن يوسف بن عد الله بن يوسف الجويني الفقيه الشافعي والد إمام الحرمين، كان إملمأ في ~~الفسير والفقه والأصول والعربية والأدب، تصدر للتدريس والفتوى، فتخرج عليه خلق كثير منهم ~~اله إمام الحرمين، كان مهيبا لا يجري بين بديه إلا الجد، وصنف التفسير الكبير المشتمل عنى ~~اواع الحلوم، وصتف في الفقه "التبصرة" و"التذكرة" و"متتصر المختصر" وغير تلك، توفي سنة ~~(438ه). # (3) في (أ) : المنظر، والصواب ما أثبته من (ب) PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية ~~اوأطال في ذلك ثم قال: فكل من قال بتجريد النفس عن تدبير هيكل ما، فما ~~عنده علم بالنفس ما هيه لأنها لا تعقل قط نفسها ms083 إلا في مركب. انتهى ~~الفان قال قائل: فما سبب الحيرة في الله تعالى؟ ومعلوم أن من لازم صاحب ~~الحيرة الجهل بالله تعالى، وقد أمرنا الحق تحالى بممرفته، وبالخروج من ~~الجهل ~~والجواب: آن سبب الحيرة في الله تمالى طلب معرفة داته تعالى بأحد هذين ~~الطريقين ~~إما بالأدلة العقلية. # إما بطريق تسمي المشاهدة. # اما الدليل العقلي فهو يمنع من المشاهدة. # اوأا الدليل السمعي فقد أومأ إليها وما صرح . وقد منع الدليل العقلي من إدراك ~~احقيقة ذاته تعالى عن طريق صفاته، من طريق الصفة الثبوتية النفسية(1)، التي هو ~~اعالى في نفسه عليها، فلم يدرك العقل بنظره إلا صفات السلوب(2)، وقد سمى ~~الوم رضي الله عنهم ذلك معرفة، وقالوا كلما زادت الحيرة في الله تعالى زاد العبد ~~في العلم به؛ كأنه يقول: الله أجل وأعظم أن يحيط بعظمته عقل، ومن هنا كانت ~~يرة أهل الكشف أعظم؛ لإدراكهم اختلاق التجليات مع الآيات، فلا يستقر لهم ~~ي معرفته تعالى قدم. # اقال: في "لواقح الأنوار": وليس عند الفلاسفة، ولا أصحاب الأفكار علم ~~فوسهم، فضلا عن غيرها من حقائقهم؛ قإنهم سلكرا بالفكر، فما برحوامن ~~الكون، فما عندهم، غيرهم وتمالى الله عما يتخيلونه في نفوسهم، ويولدوته ~~1) الصفة التفسية : هي التي لا يحتاج وصف النات بها إلى تعقل أمر زائد عليها كالإنسانية والوجود ~~الشيئية للانسان، ويقابلها الصفة المعتوية وهي ما يحتاج وصف الذات بها إلى تعقل أمر زائد على ~~ات الموصوف كالتحيز والحدوث، والصفة الثبوتية هي ما يشتق للموصوف بها اسم، أو هي التي ~~صف بها الذات لقيام معنى به كالعلم والقدرة والآرادة. "الكليات4 (ص547) . # 2) الصفة اللبية : هي التي يمتنع الاشتقاق لا لغيره، وبعبارة أحترى هي التي توصف بها الذات من ~~ار قيام معنى به مثل الأول والآخر والقابض والباسط "الكليات (547). PageV00P000 # الواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الالهية ~~اعقولهم؛ [53/ب] فإن الله تعالى قد أخبرنا بأنه لم يلد ولم يولد، [45/أ] فشمل ~~او لادة البراهين والأدلة والأفكار، وما تحتوه بأفكارهم، وإذا كان الدليل لا يعرف إلا ~~بالدليل، فما إلى معرفته تعالى ms084 سبيل* فإن من علمت به معلوما ما وجهلته، فما ~~علمته لأنك ما علمته به، وقد قالوا لكل عقل عقل مثله، وليس للحق تعالى حق ~~اتله، فمن عرفه تعالى بعقله وفكره فما عرفه ~~اقالوا: من كمال المعرفة بالله تعالى معرفته من طريق التنزيه، ومن طريق ~~افات التشبيه معا، ومن عرفه بأحدهما فهو على النصف من المعرفة، فإن التنزي ~~اشل، والتشبيه مثل، والاعتدال هو ما بين هاين، وذلك لا يوجد في العين ~~اقالوا: إياك أن تدعي معرفة خالقك؛ فإنك في المرتية الثانية من الوجود ~~اقال الشيخ في الباب العشرين وثلاثمائة من "الفتوحات": جميع من خاض في ~~اعرفة الذات فهو عاص لله ولرسوله، وما أمر الله بذلك أحدا، لا النافي ولا ~~المثبت، بل لو سئل من يطلب معرفة كنه الذات عن تحقيق معرفة ذات واحدة من ~~العالم ما عرف ذلك، ولو قيل له : كيف تدبر نفسك بدنك؟ [و](1)هل هي داخلة ~~ييه أو خارجة عنه، أو لا خارجة أو لا داخخلة؟ أو هل الزائد الذي يتصحرك فيه هذا ~~الجسم الحيواني، ويسمع ويبصر، ويتمخيل ويتفكر، لماذا يرجع؟ هل لواحد أو ~~ثثرين؟ وهل ذلك يرجع إلى جواهر أو عرض أو جسم؟ ويطالبه بالأدلة العقلية على ~~اا لك، فضلا عن الشرعية لما عرف لذلك دليلا عقليا أبدا، ولا عرف بالعقل أن ~~الأرواح بقاء ووجودا بعد الموت أبدا. # اقال: في باب الأسرار : اعلم أن العبادة لله لا تصح إلا بعد نوع من المعرفة ~~لا بد من تعلق العبد بما هو متهود، أو بما هو كالمشهود؛ كما أشار إليه "اعيد ال ه ~~كأنك تراه"(2)، فلا سبيل إلى العبادة مع الغيب المحض أبدا، ولو يؤاخذ تعالى ~~أصحاب التقييد للحق تعالى بعقولهم لأملكهم، فإن كل صاحب عقل قد قيد ربه، ~~احصره في كذا دون كذا، ولا ينبغي لله تعالى إلا الإطلاق، ولولا ذلك لكان بعض ~~(4) زيادة يقتضيها النص ~~(2) آخرجه اليخاري (50)، ومسلم (9) . PageV00P000 # الواحد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات ~~حش إنه تجالى إذا فجدعند غعيد يكون مفقودا عند ~~اة اللنه تحالى أنه عفى ms085 نعن الجنبيع؟ حيث يللوا وسعهم ~~الحبيد يعبلت ~~الالخر، ولكن من ~~ه أيات الصفات. # وأخبارها وقد ~~اسطنا الكلام في ذلك في كتاب "اليواقيت والجواهر" غزاب ~~والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الإلهية ~~اي م نهلعم آن فن ~~اللصبي لحصي وحنات الش ل بممبحانه تحال ~~امما أجبت به من يتوهم أن في التسبيح تنزيها للحق تعالى عن التقائص، وأن ~~الا يصح تنزيه إلا مع تعقل تجويز، أي: إمكان لحوق صفات النقص له تعالى، ~~ذلك محال ~~اوالجواب: أنه لا يلزم من التسبيح تعقل لحوق صفات النقص له تعالى، ومن ~~ال نا قالوا: يجب على كل مسبح أن لا يسبح [54/ب] الله تعالى إلا امتثالا لأمره ~~الا غير، ومن توهم أن صفات الحدث تلحقه تعالى بوجه من الوجوه، ثم صار ينزه ~~انها؟ فهو جاهل بما يجب لله تعالى من صفات الكمال. # من هنا قال الشيخ محي الدين رضي الله عنه في باب الأسرار: التسبيح ~~اريح أي : لأن من لا يلحقه نقص لا ينزه، وأما تسبيح العلماء بالله تعالى من ~~اا أنبياء، وكمل أتباعهم؛ [46/ أ] فهو حكاية عن قوله الله تعالى عن نفسه لا غير، ~~فيقولون ذلك على سبيل التلاوة. # وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن التنزيه أو التقديس الذي أمر به المبد أن ~~المه . أو يقوله؛ ليس هو التنزيه أو التقديس الذي ينزه الحق تعالى به نفسه أو ~~اقدسه؛ وذلك لأن تنزيه الأمر مركب، والمأمور بذلك مخلوق، ولا يصدر عن ~~الخلوق إلا مخلوق، لكن لما تعبد الحق تعالى عباده بالتنزيه والتقديس أقروه في ~~اوضعه، وقالوا كما أمرهم على جهة القربة إليه، مع اعتقادهم الجازم أنه ليس كمثل ه ~~لقان قال قائل: فما الفرق بين التقديس والتنزيه؟ # فالحواب: أن التقديس هو الذي يكون مع شهود صفات الكمال والجمال، ولا ~~اكون فيه استشعار لحوق نقص بالجناب الآلهي، بخلاف تنزيه العوام ~~سمعت سيدي عليا المرصفي رضي الله تعالى عنه يقول: تنزيه الأكابر لل ه ~~اعالى لا يكون مع استشعار نقص، فهو كالتقديس على ms086 حد سواء انتهى PageV00P000 ~~الواصد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~وسسعته يقول مرة أخرى: اعلم أن تقديس العباد لربهم أكمل من تنزيههم له ~~عالى؛ لأن التنزيه الواقع من العوام؛ لا يكون إلا مع استشعار لحوق نقص كوني ~~الحق، وذلك محال؛ فلأجل هذا الخاطر الذي هو كلمحة بارق شرع التنزيه، وإن ~~كان غير مستغرق القلوب. انتهى ~~ومسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: إنما شرع لنا التكبير أول ~~االصلاة، وحيث وقع؛ رفعا لما يتوهمه العبد وبخطر في باله، من أن الحق تعالى هو ~~اا تخيله العبد في قلبه، فكأن العبد يقول بلسان قلبه : الله أكبر عن كل ما يخطر ~~االي من الصور والمعارف، وأنه يجل عن كونه في جهة، قالوا: وإنما شرع الحق ~~اعالى التوجه إلى الكعبة في الصلاة رحمة بعباده، ليجمع همهم عليه؛ لئلا تتقرق ~~الويهم، وإلا فسائر الجهات في حقه تعالى واحدة. # سمعت سيدي عليا المرصفي رضي الله عنه يقول : الخاص بالتوجه إلىى ~~الكعبة إنما هو الجسم فقط، وأما القلب فهو متوجه إلى الله تعالى، فمقيد لمقيد ~~مطلق ما لمطلق. # اال: ولا يخفى آن من وقف في صلاته، وأخلى باطنه عن وجه الحق تعالى، ~~اجعل الحق في وهمه كالدائرة المحيطة به؛ فهو جاهل بالله عز وجل؟ لتحير الحق ~~االى في وهمه، فاعلم ذلك ونزه الحق تعالى مع شهود الكمال، كما تقدسه على ~~د سواه، والحمد لثه رب الحالمين PageV00P000 ~~الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اب ن نوه ان السي تحال ~~14 وك- بشيء له يجزله الرجوح منه ~~الومما أجبت به أن الحق [55/ب] تعالى إذا أوجب على نقسه شيئا لا يصح له ~~الرجوع فيه. # االجواب: أن للحق تعالى من حيث ما أخبر به عن نفسه، لا من حيث ذاته ~~ضرتين : حضرة تقييد، وحضرة إطلاق، وكلاهما يجب الإيمان به، ويحتاج ~~اصاحب هذا الايمان إلى عينين ~~ان ينظر بها إلى ما قيده الحق تعالى فيقيده. # اعين ينظر بها إلى ما أطلقه الحق تعالى فيطلقه. # اقال تعالى: (يغفر لمن يتاء ويعدب من يشاه ms087) [آل عمران: 129] فهذا من ~~احضرة الإطلاق، وقال تعالى: (إن الله لا يغقر أن يشرك بدس) [النساء: 48] فهذا ~~امن حضرة التقييد، ومن التقييد قوله تعالى أيضا: (كتب رتمكم على نفيه ~~الحمة* [الأنعام: 54] وقوله تمالى: (وكات حقا علينا نصر التؤهيين) [الروم: ~~قد أجمع المارفون بالله تعالى : على أنه تعالى إذا أوجب على نفسه شيئا، لاا ~~247 ~~احل تبحت حد الواجب على عباده فيه؛ لأنه يفعل ما يريد [47/أ] بخلاف الحبد ~~انه تحت التحجير والتكليف، فيأنم إذا ترك ما أوجبه على نفسه؛ كالتذر مع القدرة. # اعليه عقوية له، حيث زاحم الشارع في التشريع، وأوجب على نفسه شيئا لم ~~وجبه الله عليه ~~اوقال الشيخ محي الدين في الباب الثالث والثلاثين من "الفتوحات" في قوله ~~انعالى: (وكاب حقا علينا نصر التوينين) [الروم: 47]. # فإن قال قائل: إن الحق تعالى لا يجب عليه شيء، فكيف قال: وكاب حقا ~~لنا12 ~~االجواب: أن المراد بالوجوب هنا ما وجب من حيث النسية، وذلك أن العلم PageV00P000 ~~القواعد الكشفية الموضحة لمحاتي الصفات الإلهية ~~الهي إذا تعلق أرلا بما فيه سعادتنا، كان ذلك الوجوب على النسبة من هذا الوجه، ~~اي لا بد من وجوب تلك الطريق الموصلة إلى ذلك الأمر ، الذي تعلق به العلم ~~الالهي ~~اوأجمع أهل الحق كلهم على آن الحق تعالى له الرجوع عما أوجبه على نفسه ~~اهو فضل منه، وإن لم يوف قلا اعتراض عليه ~~ان ال قاقلى مل انا كان الوقاء منه بما وعد من الخير، فان كان بما توعد فيه ~~الصاة من الشر فما حكمه ~~لقالجواب: أنه ما ثم شيء صادر عن الحق تعالى إلا وهو خير، ولكن الخير ~~على قسسين ~~اخر محض وهو الذي تحبه النقوس ولا تكرهه. # اخير ممترج وهو الذي فيه ضرب من الشر كشرب الدواء الكريه، فصاحب ~~اهذا الخير كالمحذب المرحوم، يجد عذابه رحمة من الله تعالى وتأدييأ له، هذا ~~اكم عصاة الموحدين، وأما من حقت عليه كلمة العذاب من الأشقياء، فذلك في ~~ار محض، لا خير فيه بوجه من الوجوه الشرعية، إلا من حيث ms088 الحكمة الإلهية ~~فافهم دلك، واياك والغلط ~~اومما وقع أن إبليس - لعنه الله تعالى - اجتمع بسهل بن عبد الله التستري(1) ~~ضي الله عنه، وجادله في قوله تعالى: (ورحمتي وسيعت كلى شيء) [الأعراف: ~~156] فقال إبليس : هل أنا شيء؟ فقال: نعم، فقال : فبأي دليل تقولون: إن رحمته ~~الا تنالني؟ قال سهل : فغصصت بريقي، وصرت أردد الآية زمانا، فرأيت ألحق ~~انعالى عقبها [56/ب] بقوله(2) تعالى: (فسأكتبها للذين يثقون ويؤتوب الزكوة) ~~الأعراف: 156] إلبى آخر النسق، فقلت له : خذ جوابك، فقال له: قد عرفت ما ~~ارصت على قوله؛ فإن الحق ولو كتب على نفسه شيئا فله الرجوع، والتقييد صفتك ~~الا صفته، قال سهل: ففصصت بريقي، ولم أرد له جوابا، ثم قال لي : يا سهل ~~41 سهل بن عبد الله ين يونس بن يوتس التستوي الصالح السشهور لم يكن له في وقته نظير في ~~العاملات والورع وكان صاحب كراماته وكان له اجتهاد وافر ورياضة عطيمة سكن البصرة زمات ~~عدان ملة، توفي ستة (283ه). # (2) قوله: (يقوله) كذا في التسختمن، والأولى (قوله) لأن الفعل متعد بدون حرف الجر PageV00P000 ~~، ليتك سكت، ليتك سكت، ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~وواله ما كنت أظن بك هذا الجهل العظيم ابا ~~سكث. انتهى كلام سهل. # اولو كنت مكان سهل لقلت له: (ورحمتي وسحت كل شيء) مخصوصة بمن ~~كان مؤمنا، كما يشهد له قواعد الشريعة، فلا يصح أن تناله رحمة الله تعالى أبدا ~~ااجماع من السلف والمخلف؛ إذ التقييد ولو كان صفتي دونه وهو مطلق، فتؤمن بأن ~~الطلاق صفة، لكن لا يفعل ما يخالف ما أخبر بسبق العلم به، لأن تغيير ما سيق به ~~العلم محال، وحينثز فتقطع الحجة؛ لأنه يعلم استحالته، والحمد لله رب العالمي PageV00P000 ~~الت مد لعمة درن نسلي لعمند الها ~~الجهاب حمن يتهل إن الله تعال ~~ي حن إيباد الخلق ليا حد هجوع ~~ومما أجبت به من يقول: إن الحنق تعالى غني عن إيجاد الخلق، لا عن ~~اودهم، وقد أشكل ذلك على بعض العلماء ~~والجواب: أن الله تعالى غني عن العالمين مطلقا ms089، وجودا وإيجادا، هذا ~~اعتقادتا حتى نلقاه سبحانه وتعالى، [48/ أ] وبؤيد ما ذكرناه قول الشيخ محي الدين ~~ضي الله عنه في الباب الحادي والستين وثلاثمائة من "الفتوحات" : إن الله تعالى ~~اي عن وجود العالم، كما أنه غني عن إيجاده، لكن لما أطهر الله الأسباب ~~ارتب بحضصها على بعض4 زل نقلر بعض الناس، فقال: إن الله غتي عن إيجا ~~العالم، لا عن ثبوته في علمه، وهذا من أكبر زلات تقع للعلماء؛ فإن كون العالم ~~اابتا في العلم الإلهي، مع غناه عنه وعن إيجاده؛ لا يصح وصف الحق تحالى ~~بالافتقار إليه. # ااذا تعارضص عند المحقق آيتان أو حديثان، أحدهما يحطي التنزيه، والثاني ~~اطي التشبيه؛ فمن الواجب عليه الأخذ بما يوجب التنزيه، وإن تعارض ذلك عند ~~اض الناس؛ فذلك راجع إلى الحق تعالى، لا إلى العبد ~~لقلت: وإيضاح ذلك: أن العالم لما كان ثابتا في العلم، وقع به الاكتفاء ~~االاستغناء عن إيجاده وعن وجوده؛ فإنه وفى الألوهية حقها بإمكانه. # لولا أن الممكنات طلبت من الله تعالى بلسان الافتقار آن يذيقها طعم ~~الوجود، كما داقت طعم العدم ما أظهرها؛ فإنها سألت بلسان تبوتها في علم واجب ~~الجود أنه تعالى يخرجها من العدم، ويوجد أعيانها ليكون العلم لها ذوقا، فأوجدها ~~اها سبحانه وتعالى؛ إذ هو الغني عن وجودها، وعن كون وجودها دليلا عليه، أو ~~علامة على ثبوته. # ل الذي تقول به : إن وجودها كعدمها بالنسبة للدلالة عليه تعالى؛ فإن كل ~~ايء رحمه الحق تعالى، [57/ب] من عدم أو وجود، حصل به المقصود من العلم PageV00P000 ~~الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اكمال الله وجلاله، فلهذا قلنا: إن غناه تعالى عن العالم هو عين غناه عن و ~~العالم. # اوقال سيدي علي المرصقي : وهذه مسألة غريبة ذكرها الشيخ في "الغتوح ~~قال: و(1) وجه غرابتها أن فيها اتصاف الممكن بالعدم في الأزل، وكون الأزل لا ~~ك ~~قبل الترجيح، وكيف قبله الممكن مع أزليته؟ وذلك من حيث إنه ما هو ~~نفسه استوى فيه القبول للحكمين، فما يفرض له حال عدم إلا ms090 ويغرض ل ~~اجود، فما كان له الحكم فيه في الحال لغرض فهو مرجح. # الترجيح ينسعحب على الممكن أزلا في حال عدمه، وآنه منعوت ل ~~الامع ~~المرجح، ومعلوم أن الترجيح من المرجح - الذي هو اسم فاعل - لا يكون ~~الصد لذلك، والقصد حركة معنوية، يظهر حكمها في كل قاصد، بحسب ما ~~احقيقته؛ فإن كان محسوسا شغل حيزا وفرغ حيزا آخر، وإن كان معقولا أزال مع ~~أبت معنى ونقل من حال إلى حال. انتهى ~~علم من جميع ما قررناه من كلام بعضهم : أنه لا يقال : إن الحق تعالى ~~تضمين علمه القديم للمحلوم؛ إذ هو معلوم علمه تعالى، فهو ملحق بص ~~اعالى، فكما لا يقال : إن الله عني عن علمه، كذلك لا يقال: إن الله غني ~~سن علمه لمعلومه على حد سواء؛ لقلم التضمن ~~ااعتقادنا مع ما قررناه أنه موصوف بالخنا عن العالم، وإن كان معلوم علمه ~~انافهم فإنه أسلم، وأما غناه عن إيجاد العالم فهو محل وفاق ~~اقد قال في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة من "الفتوحات" في ال ~~على اسمه تعالى الباري : اعلم أن الله تعالى غني عن العالمين، ولكن لا با ~~اخيل وجود العالمين؛ ليظهر غنى الحق تعالى في الوجود، كما يقال في صا ~~المال: إنه عني عن حاله بماله؛ إذ المال هو الموجب له صفة الغتى عنه، فلا بدا ~~وجود العالم في الذهن؛ [49/أ] ليتعقل صورة الغتا عنهم ~~اأطال الشيخ محي الدين في بيان هذه المسألة ثم قال: وهذه م ~~اطيفة الكشف، وهي نظير كوننا سببا للثناء على الله تعالى من حيث وجودنا، ~~الا بد مثا ليظهر لعباده تنزيهه عن صفاتتا، فما تتزه عن صفاتتا إلا بنا، وما وقع ~~(1) قوله (ووجه) : الواو ساقطة من (أ) وأثيتها من (ب) . PageV00P000 # التواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~اعليه إلا ينا، فهو غني عنا بنا في الدائرة العقلية دون الكشفية، فإن كونه غنيا إنما هو ~~اناه عنا، ولا بد من تبوت هذا الغنى له نعتا: حتى يصح لنا تصور غناه عناء ~~كم ~~الا نتعقل غناه ms091 إلا بنا. # امن هنا قال سهل بن عبد الله : إن للربوبية سرأ لو ظهر لبطل ظهور ~~الريوبية. انتهى، وهو يؤيد ما نقلناه عن بعضهم، وأما على ما قررناه من البرهان ~~اناله تعالى غني على الإطلاق، والعالم هو الفقير إلى الله تعالى في وجو ~~58/ب] لا ينفك عنه الافتقار إليه طرفة عين ~~اإن قال قائل: فهل يوصف من أعطاه الله تعالى حرف "كن" بالافتقار إلى الله ~~عالى، أم يخرج عن صفة الفقر؟ # لقالجواب: أنه لا يصح خروجه قط لصفة الغتى، وذلك لأن الله تعالى هو ~~الي تفضل عليه بحرف "كن"، وليس له من ذاته قوة على تكوين شيء، وأيضا فإنه ~~امن أعطاه الله تعالى حرف "كن" لا يقول لشيء: كن، حتى يشتهيه، فما طلب إلا ~~اما ليس عنده ليكون عنده، وليس الأمر كذلك في حق الحق تعالى؛ فإنه ما أمر ~~االتكوين إلا ما هو ثابت في علمه؛ ليسبغ عليه نعمه إذا أوجده باستدعاء ذلك ~~المعلوم من ربه أن يوجده، ويخرجه من العدم ~~اهذا معنى قول بعضهم : إن الله تعالى أوجدنا لنا لا له، فضلا منه إلينا؛ لأننا ~~اا برحنا في علمه حال وجودنا، وحال عدمنا ~~الفان قال قائل: فهل الأولى أن يقال : إن فلان غني بالله، أو غني بما من الله ~~الجواب: أن الأولى أن يقال: فلان مستغن بما من الله لا بالله؛ لأن الغنى ~~اين الحق تعالى لا يصح، فلو قال العبد: يارب أنا جيعان أمره بأكل الرغيف، أوا ~~عطشان أمره بشرب الماء، وما وضع الله تعالى الأسباب سدى، فما أغنى من شا ~~امن عباده حقيقة إلا بالكون، ولا يصح أن يكون أحد غتيا عن جميع المخلوقين ~~اعامة، إنما يصح الاستغناه عن مخلرق ما بغيره فقط ~~لقول بعضهم: فلان قد استغنى بالله واستراح، جهل بحقيقة الآمر؛ إذا ~~الحق ~~االى من حيث ذاته لا يصح الاستغتاء به، كما بسط الشيخ الكلام عليه في الباب ~~الخامس والعشرين ومائة، فاعلم ذلك وتأمله، فإنه تفيس، ونزه الحق سبحا ~~اتعالى عن كل ما نزه عنه ms092 نفسه، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~الاصد الكعفية الموضحة لمعاني الصضات الالهي ~~اب من يتوو حلولا اه اتحا ~~حقه الله تحالن عد يخلك حلها يحبيرا ~~الومما أجيت يه من يتوهم بفهمه السقيم في الحق تعالى حلولا أو اتحادا بخلقه. # والجواب](1): يا أخي أن الله تعالى واحد لا شريك له، ومقام الواحد يتعالى ~~ان يحل فيه شيء، أو يحل هو في شيء، أو يتحد بشيء، ولما أحدث الله تعالى ~~العالم لم يحدث بابتداعه في ذاته حادث، إذ ليس هو محل للحوادث، فلا تحله ~~الحوادث ولا يحلها، ويقال لمن قال أنا الله: إن كتت صادقا فادفع الموت، أو شيئا ~~امن الأذى عن نفسك، أو أطلق بؤلك إذا خبس، أو أطلع لنا النيل، أو أنزل لنا ~~السطر مستقلا بلا سؤال لربك؛ فإنه تندحض حجته، ويعرف أن جميع ما فهمه طول ~~عمره من كلام العارفين فهم سقيم [1/50] ~~االب صصع جانتي التقين ابن العوبي ~~االلدل *المانسا في "الثتوحا" في مقة مفني ~~اقد صرح الشيخ محي الدين اين العربي بمنع الحلول والاتحاد في نحو مائة ~~وضع من "الفتوحات". # قال في الباب الثالث من "الفتوحات" : اعلم أنه ليس في أحد من الله شيء ~~لا يجوز ذلك عليه بوجه من الوجوه. # لقال(2) في باب الأسرار : لا يجوز لعارف ولو بلغ أقصى مراتب التقريب أن ~~ايقول: أنا الله، بل حاشا العارف [59/ب] من هذا القول حاشاه، يل الواجب علي ~~أان يقول: أنا العبد الذليل في المسير والمقيل. # اقال في الباب التاسع والستين ومائة : القديم لا يصح آن يكون محلا ~~تيادة المحقق. # (2) كذا في النسختين، والأولى: فقال PageV00P000 ~~الواعد الكشغية الموضحة لمحاتي الصفات الإلهية ~~الحوادث، ولا أن يكون حالا في المحدث، وإنما الوجود الحادث والقديم مربوط ~~اضه ببحض، ربط إصافة الحقل وحكم، لا ربط وجود عين؛ فإن الرب لا يجتمع ~~اع العبد في مرتبة واحدة أبدا، وغاية الأمر أن يجمع بين العبد والرب في الوجود ~~ليس ذلك بجامع؛ لأنتا إنما نعني بالجامع نسية المعنى إلى كل واحد، على حد ~~سبته إلى الآخر ms093، لا إطلاق الألفاظ، وهذا غير موجود انتهى ~~قالت الولية الكاملة سيدة العجم في "شرح المشاهد" : اعلم أن الربوبية مرتبطة ~~االعبودية ارتباط مقابلة، كارتباط حرف "لا"؛ لأن كل واحد من هذين الحرفين ~~الذين قد صار واحدا في النظر متوقف على الآخر، عند وضع حقيقة هذا الحرف ~~نهي ~~أي: فمعرفة العبد لله تعالى لا يعقل إلا بوجود العبد، وأما حديث: "فإذا ~~اخببته كنت سمعه الذي يسمع به"(1) إلى آخره، فليس المراد به معنى الحدوث في ~~ف الأمر، كما قاله سيدي علي بن وفا رضي الله عنه، وإنما المراد به أن ذلك ~~الكون الشهودي مرتب على ذلك الشرط، الذي هو حصول المحبة، فمن حيث ~~االرتيب الشهودي جاء الحدوث، لا من حيث التقرير الوجودي، وهذا نظير قوله ~~اعالى: وما يأنيهم من ذحتر من ريهم تحدث) [الأنيياء: 2] فإن المراد به أنه ~~احدث النزول، لا محدث الوجود، كما يقال : حدث الليلة عندنا ضيف، مع أنه ~~عمره قد يكون مائة سنة وأكثر. انتهى ~~اقال في الباب الخامس والستين وثلاثمائة : اعلم أنه لولا نداء الحق تعالى لن ~~نداؤنا له، ما تميز عنا وما تميزنا عنه، ففصل تعالى نفسه عنا في الحكم، كم ~~فصلنا نحن أنفستا عنه ، فلا حلول ولا اتحاد انتهى ~~اقال في باب الأسرار: من قال بالحلول فهو معلول، وهو صاحب مرض لا ~~اول، ومن فصل بينك وبينه؛ فقد أثبت عينك وعينه، ألا ترى إلى قوله: "كنت ~~امعه الذي يسمع به" فأتبتك بإعادة الضمير إليك؛ ليدل عليك، ولم يقل بالاتحاد ~~الا أهل الالحاد، فعلم أن من فصل فنعم ما فعل، ومن وصل فقد شهد على نفسه ~~اانه فصل حتى وصل، والشيء الواحد لا يصل نفسه ~~(1) آخرجه البخاري (6137) . PageV00P000 # الواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الالهية ~~اوقال في باب الأسرار أيضا: لو حل بالحادث القديم؛ لصح قول أهل التجسيم ~~ا ~~وقال فيه أيضا: أنت أنت، وهو هو، فاحذر أن تقول كما قال الحاشق: ~~انا من أهوي ومن أموي أنا انسحن روحان حللنا بدنا](1 ~~لهل قدر هذا أن يرد العين واحدة ms094، لا والله فإنه جهل، والجهل لا يستطاع ~~عقله حقا، فلا بد لكل أحد من غطاء ينكشف عند لقاء الله تعالى، فلا تقول: أنا ~~او، وتغالط فإنك لو كنت هو لأحطت به، ولم تجهله ولا شينا من مصنوعاته ~~و راك جاهلا بالله تعالى [60/ب] وبمصنوعاته [51/أ]. اتتهى ~~اقال في الباب الثاني والتسعين ومائتين: من أعظم دليل على نفي القول ~~االحلول والاتحاد - الذي ربما توهمه بعضهم - علمك عقلا يأن الشمس هي التي ~~اضت على القمر التور، وأن القمر ليس فيه من نور الشمس شيء مشهود؛ لأنها ~~ام تنتقل إليه بذاتها، وإنما القمر محل(6) لها، فكذلك العبد ليس فيه من خالقه ~~يء، ولا حل فيه. # اقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة في الكلام على اسمه تعالى اليديع ~~اد كلام طويل: وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الحق تعالى، ولا حل فيه ~~الحق تعالى، إذ لو كان عين الحق، أو حل فيه لما كان قديما، ولا بديعا. # اقال في الباب الرابع عشر وثلاثمائة: لو صح أن يرقى الإنسان عن إنسانيته، ~~والملك عن ملكيته، ويتحد بالحق تعالى؛ لصح انقلاب الحقايق، وحرج الإله عن ~~كونه إلها، وصار المخلق حقا، والحق خلقا، وما وثق أحد بعلم، وصار المحال ~~اجبا. انتهى ~~41 هذا البيت إنما هو للحلاج الزنديق السارق من ملة الإسلام الحتيفة، كما شهد على ذلك علما ~~صره حتى سيد الطايفة الإمام الجنيد، قال في سير أعلام النبلاء (330/4)، قال السلمي: يلغني ~~انه - أي الحلاج - وقف على الجنيد فقال : أنا المحق، قال بل آنت بالحق، أي خشية تفسد؟ يريد ~~انه سيصلب، وقال السلمي سمعت آبا بكر بن غالب يقول: سمعت بعض أصحايتا يقول لسا أرادوا ~~التل الحلاح أحضر لذلك الفقهاء، فسألوه اليرهان؟ فقال: شواهد يليسها المحق لأهل الإخلاص، ~~ادب في النفوس إليها جاذب القبول، فقالوا بأجممهم : هذا كلام أهل الزندةة. # (2) في النسختين: (محلا) ولعله من تحريف النساخ PageV00P000 ~~القواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اقال في الياب الثامن والأربعين: الوجود كله رب وعبد، وكل عارف نفى ~~اخلوق في ms095 وقت ما فيه(1)، خرج عن مقام الكمال، وكان صاحب حال وسكر، لا ~~احبه علم وتحقيق ~~وقال الشيخ في "لواقح الأنوار" : لا يقدر عبد مقرب - ولو ارتفعت درجته في ~~القريب إلى حضرة قاب قوسين أو أدنى - أن يقول : إن العالم عين الحق تعالى ~~اادا، وانظر إلى ذاتك فتعلم قطعا أنك واحد، لكن تعلم أن عمينك غير حاجبك ~~ايدك غير رجلك إلى غير ذلك، كما ذكرناه في كتاب فرائد القلائد في علم ~~العقائده فراجعه، ومن فهم عين ما قلناه عرف خطأ من قال: أنا الله، خطأ لا سك ~~يه، وكذلك من فهم ذلك عرف معنى قوله تعالى: (قل الزرح من أمر ريي ~~الاسراء: 85]. # اقال في الباب الثاني والسبعين وثلاثمائة من "الفتوحات" بعد كلام طويل: ~~فالقلوب به هائمة، والعقول حاترة، يريد العارفون أن يفصلوه عن العالم من جميع ~~الجود، ميالغة في التتزيه فلا يقدرون، وبريدون الدليل على أن يجعلوه من شدة ~~القرب عين العالم: قلا يتحقق ذلك لهم، فهم متحيرون ممسكون، وأما غيرهم ~~لتارة يقولون: هو، وتارة يقولون: ما هو، وتارة يقولون : هو ما، هو فتحيروا في ~~أسال عنهم دائماوهم م ~~شافه ررحي وهم بين أصلح ~~اته، كما تحيروا في صفاته وأنشدوا: ~~من عجيي أني أحن إلسيه ~~ع وهم في سوانه ~~نهي ~~اكان سيلي علي بن وفا رضي الله عنه يقول: مراد القوم بلفظ الاتحاد حيثت ~~اطلقوه فناء مرادهم في مراده تعالى، فلا يبقى لهم مراد في غير مرضاته، فكأن ~~المرادين مراد ذاب واحدة، وأنشدوا ~~لمك أن كل الأمر أمري هو المعنى المسى باتا ~~انهي ~~1) قوله: (وكل عارف نفى... فيه) لعله من تححريف النساخ، ولعل صوابه : وكل عارف تنفى مخلوقا ~~اي وقت ما خرج من.... إلخ. والله أعلم PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الآلهية ~~أي: كما يقال : فلان بينه وبين فلان اتحاد، لا يعنون آن ذاته اتصلت بذ ~~الآخر، فصارت واحدة، وإنما يعنون [61/ ب] أن كل واحد متهما يراعي ما ~~صلا عن المسلمين - ما تجرؤا على أن يجعل ~~ارتية دون الله تعالى بقوله ms096: هما نعيدهم إلا ليقربونا ~~كيف يظن أحد بأولياء الله تعالى آنهم [52/أ] ~~اعلى حد ما يتعقله العوام، هذا كالمال في حقهم ~~ولعمري إن عباد الأو ~~الهتهم هي الله، وإنما جعلوها ~~الى الله زلفى) [الزمر: 2]، ~~اولون بالاتحاد بالحق تعالى؟ # حقق في ربه أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق ~~االى بخلافه، لا سيما الشيخ الكامل محي الدير ~~امن أعظم الأولياء تنزيها للمحق جل وعلا، كمات ~~الحبث ~~الآخر. # اما منهم أحد إلا وهو يعلم و ~~أن كل ما خطر بالبال فالله ~~العربي رضصي الله عنه؛ فإنه ~~الذلك نصوصه السابقة في هذا ~~اقد ذكر في الباب الحادي عشر وثلاثمائة من "الفتوحات" ما نصه: 1 ~~اا أحي أتي لا أعلم أحدا الآن في عصري تحقق بمقام العبودية الخالص غيري ~~مثالي ~~عالم ~~كان هناك أحد فما وصل إليه علمي؛ فإني بلغت من مقام العبودية اللائقة بأ ~~اااية، فأنا العيد المحض الخالص ، الذي لا أعرف للربوبية على أحد من ~~طمعا، وقد منحني الله تعالى ذلك هبة منه، ولم أنله بعمل، وأرجو من فضله ت ~~ان يمسك ذلك علي، حتى آلقاه (فيذلك فليفرحوأ هو خير يتا يجمعون) [يون ~~458 انتهي ~~اكان سيدي علي بن وفا رضي الله تعالى عنه يقول: إنما كانت القلو ~~السليمة تحن إلى التنزيه أكثر من التشببه؛ لأن التنزيه هو الأصل، والتشبيه إنما ~~اتزل للحقول، ومن شأن الذات الاطلاق لذاتها، وتساوي النسب لصفاتها، فا ~~لك ونزه ربك عن صفات خلقه، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~الواعد لكتنفيه السوضحة لسلي الصفات الالعية ~~اي صن نوصر الأينية لله تحالل ~~وما أجبت به من يتوهم أن الحق تعالى له أيتية تليق به، أخذا من قوله تعالى: ~~اوهو معكز أين ما كريت) (الحديد: 4]. # والجواب: أنه قد أجمع المحققون على أن الحق تعالى قديم، والعا ~~احدث، فكما لا يتعقل له تعالى أينية قبل خلقه الخلق كلهم ، فكذلك لا يكون ~~ايانية بعد خلقه لهم، وأما قوله تعالى: (وهو معكو أين ما كذية) فالأينية را ~~الخلق؛ لأنهم هم المخاطبون في الأين، اللازم لهم لا له ms097 تعالى، فهو مع ~~احب أين بلا أين؛ لعدم ممائلته لخلقه بوجه من الوجوه ~~اقد قال في الباب الثاني والسبعين من "الفتوحات" : اعلم أنه ليست و ~~الحق تعالى لنا بأين؛ فإن من لا أينية له لا يقيل المكان، فهو مثل قولهم: ال ~~كان ~~الا يقبل المكان، فإذا كان لا أين لأين من له أين، فكيف يكون الاين لمن لا ~~رد، و ~~ب ما يكو ~~يتحيز، فت ~~طق ~~وقال في الباب الثامن والأربعين: إنما أمر الله تعالى ال ~~تعالى ~~ام قام قربه بقوله: واسبد وآقترب) (الصلق: 19] وبقوله ~~[62/ب] العبد من به وهو ساجد"(1) إعلاما لنا يأن الحق ~~القية إليه كنسبة التست إليه على حد سواء، فالساجد يطل ~~السغل بوجهه ويا ~~لا يطلب من الله تعالى قط شيتا من جهة السفل، وان كان يعتقد فيه تعالى ~~الحيز، لكن هكذا مشهد الخلق مع ربهم. # اقد زل تظر بعضهم من فوقية إمكانه إلى شهود فوقية المكان، فصار يشها ~~ام يصرفها في الحال عن ذهنه، بخلاف الأكابر فإنهم ثبتوا على شهو ~~وق ~~المكان ولم يزلوا، فهم يسألون الله من جهة السماء، من حيث إنها قبلة الدعا ~~كالكعبة قبلة الصلاة - مع اعتقادهم أن جهة الفوق كجهة السقل على حد سواء ~~1) تقدم تتريجه (ص 77) PageV00P000 ~~ورلهالكون، تعالى الله عن ذلك علزا كيرا، فاعا PageV00P000 ~~الواعد لكحضية الموضحة لمسعاني الصفات الالهة ~~اب من ندلعم أن محية الله تحالى مححنا محية نحي ~~ومما أجيته به من يتوهم أن معية الحق تعالى معنا كمعية متحيزين. # اوالحواب: أن ذلك محال، وإيصاح ذلك أن حقيقة المعية: مصاحبة شيء ~~آخر، سواء كانا: ~~اجبين كذات الحق تعالى مع صفاته. # او جائزين كالإنسان مع مثله. # او واجبا وجائزا وهو معية الحق جل وعلا مع خلقه بذانه وصفاته، المفهومة ~~امن قوله تعالى: (وهو معكد) ونحوها من الآيات كقوله تعالى: (ولن الله لمع ~~الحينين)(1) [العنكبوت: 69]، (إن اله مع القدبين) (البقرة: 153] وذلك لما هو ~~اعلوم من أن مدلول الاسم الكريم، إنما هو الذات اللازمة لها الصفات المتعينة ~~العلقها بجميع المسكنات، وليست ms098 كمعية متحيزين؟ لعدم مماثلته تعالى بخلقه؛ قان ~~امان لازمهم الجسمية المفتقرة للوازمها الضرورية، كالحلول في الجهة الأينية الز ~~المكانية. # ال معيته تعالى كما يليق بجلاله، من الكمال والجلال، وعدم الشبيه والنظير، ~~ال كيثله. شمن وهو السميع البصير) [الشورى: 11]، ولهذا اندفع ما ~~اوفمه، هذا المتوهم وانتفى القول بلزوم الحلول في حيز الكائنات، على القول ~~امعية الذات، مع أنه يلزم على القول بمعية الصفات دون الذات؛ لانفكاك الصفات ~~اع نها، وبعدها وتحيزها، وسائر لوازم المحية التي لا يصلح إطلاقها على ~~المقدس، ولا على صفاته تعالى. # حينثذ فيلزم من معية الصفات - التي منها العلم لشيء (2) - معية الذات له ~~ووعكسه؛ لتلازمهما مع تعاليهما عن المكان، ولوازم الإمكان؛ لأنه تعالى مباين ~~خلقه تبايتا مطلقا. # 1) في النستتين : إن الله مح المحسنين، وهو من خطأ النساخ ~~(2) كذا في النسختين، والأولى : بشيء، والله أعلم. PageV00P000 # العل ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الإلهية ~~اوكان سيدي محمد المغربي الشاذلي(1، رحمه الله يقول: يلزم من القول بأن ~~عالى معنا بالعلم فقط، استقلال الصفات بأنفسها دون الذات، وذلك ممنوع، و ~~امن قال ذلك إنما قاله قياسا على صفات الخلق؛ فإنه ربما رأى الإنسان يسلب ~~لم ~~وذاته كاملة، [63/ ب] لم ينقص منها شيء، فظن أن الحق تعالى كذلك، وا ~~قياس فاسد. # اقد قال الشيخ محي الدين رضي الله عنه في باب حضرات الأسماء ~~الفتوحات" : اعلم أنه ليس في حضرات الأسماء الآلهية من يعطي التنزيه، على ~~الحق تعالى معنا بذاته إلا الأمين الرقيب؛ لأنه من الرقبى، وهو أن تملك ار ~~ب ~~الشيء، ثم إذا ملكت رقية ذلك الشيء تبعته صفاته كلها، وما ينسب إليه، كما ~~شار ~~اليه قول الأعرابي لما قال له النبي: "إن الله تعالى ليضحك يوم القيامة من كذا ~~فقال: لا نعدم خيرا من رب يضحك"(2) فإنه أتبع الضحك وتوابعه (3) وآثاره ~~سمعت سيدي عليا المرصغي رحمه الله تعالى يقول: إنما قال تعالى (وهو ~~كو أين ما كنية) [الحديد: 4] إشارة إلى آن الأين في الآية، إنما أطلق لإفادة مع ~~اله تعالى للمخاطبين في الأين ms099 اللازم لهم، لا له سبحانه وتعالى، فهو مع كل ~~احب أين بلا أين ~~اكان الشيخ محمد المغربي رضي الله عنه يقول: معية الحق تعالى أزلية، ليس ~~1) محمد المغربي الشاذلي الشيخ الصالح العالم الزاهد الورع المسلك المرئي العارف بالله تعالى ~~الاين أخذ الطريق عن أبي العباس المرسي تلميذ شمس الدين الحفي كان بخيلا في الكلام بالطريق ~~ينار ~~يز النطق يما يتحلق بها، كان كريم النفس دخل عليه السلطان قايتبايي يزوره ورسم له ألف ~~ادها وأنشد "اقنع بلقمة وشربة ماء ولبس الخيش، وقل لقلبك ملوك الأرض راحوا بيش9، ت ~~تة (911ه). # 2) ليس هذا حديثا واحدا، بل جمع الشيخ فيه بين طرفي حديثين، فصحديث ضحك الله عز وجل ~~اليامة ورد في عدد من كتب الستة، منها ما أخرجه مسلم (191)، وفيد: "فتدعى الأمم بأوثانها وما ~~كات تعبد الأول قالأول ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تتظرون فيقولون تنظر ربنا فيقول أنا ربكم ~~تولون حتى نتظر اليك فيتجلى لهم يضحك..4، وأما قوله: الن نعدم خيرا..." فنصب ~~الحديث في إحلى رواباته عند الإمام أحمد (12/4) : "عن النبي أنه قال ضحك رينا من قتوط ~~اده وقرب غيره قال أبو رزين فقلت با رسول الله أوبضحك الرب عز وجل العظيم لن نعدم ~~ه بفسحك خيرا ~~3) قوله: (وتوابعه) كذا في التسختين، والأولى (توابعه) بدون الواو، والله أعلم PageV00P000 ~~القواد الكشقية الموضحة لمعاتي الصقات الملهية ~~الها ابتداء؛ لثبوت الأشياء أزلا في علمه تعالى تعينا بلا بداية؛ لتعلقها به تعلق](1). # اتيل عليه العدم؛ لاستتالة كون علمه الواجب وجوده يغير محلوم، واستحال ~~طريان تحلقه بالمعلومات؛ لما يلزم عليه من حدوث معلوماته في علمه تحالي، يعد ~~ان لم تكن، [54/أ] وكما أنها أزلية كذلك هي أبدية، أي ليس لها انتهاء، فهو معها ~~اد حدوثها من العدم عينا، على وفق ما هي في العلم تعينا، وهكذا أينما كانت في ~~اوالم بساطتها وتركيبها، وإضافتها وتجريدها، من الأزل إلى ما لا نهاية له اتتهى ~~اكان الشيخ تقي الدين بن المنصور(1) رحمه الله تعالى يقول: المعيات ~~خمس، ولكن ms100 يجمعها المعية الجامعة، الشاملة لكونه تعالى معنا أينما كنا، في حال ~~ونه في العمى، في حال كونه تعالى مستو على العرش، في حال كونه في ~~السموات وفي الأرض، في حال كونه تعالى أقرب إلينا من حبل الوريد، ولكل من ~~ذه المعيات معية تحتصها ~~أطال في ذلك ثم قال : واعلم أنه لا يجوز على الذات المقدس معية، كما أن ه ~~الا يجوز أن يطلق على الذات استواء(3) على العرش، وذلك لأنه لم يرد لنا التصريح ~~لك في كتاب ولا سنة، فلا نقول على الله ما لا نعلم . اتتهى فليتأمل. # اكان الشيخ محي الدين رحمه الله يقول : الأدب أن يقال: إن الله معنا، ولا ~~اقول: نن معه، لأننا لا نعلم داته ، يمتلافه سبحانه وتعالى، فإنه يعلمنا وبعلم ~~صلنا وفرعنا، وغاية ما قالوه في المعية : إنها معية الصفات وإن لم تنفك عن الذات ~~كما مز؛ فإن الأسماء تطلب العالم، والذات لا تطلب أحدا، فلا بد من معية الخلق ~~اع الصفات؛ ليظهر أثرها فيهم، فرحيم بمن، وعفو عن من، ومنتقم ممن وهكذا. # اقال في باب الأسرار : لا يشترط في المجاورة الجنس؛ لأنه علم في لبس ~~اجار عنده [64/ ب] بالمعية وإن انتفت المثلية. # سمعتر4) سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول: من الأدب والإيمان ~~1) قوله: (تعلقا) في التسختين: (تعلق) ولعله من تحريف النساخ ~~(3) كذا في (أ) رفي (ب) استوى. # (4) في (ب) : وكان سيدي... الخ PageV00P000 ~~الراعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~ان تقول: إن الله تعالى معنا، ولا نقول: نحن مع الله؛ لأن الشرع ما ورد به، ~~اوالعقل لا يعطيه، ولولا ما نسبه الحق تعالى إلى نفسه من المعية لم يقدر العقل أن ~~يتعقلها، فإن الحق تعالى ظاهر المعية من الوجه الذي يليق بجلاله، كما أنه تعالى ~~لا الا لا ا ا ال ا لا لص ~~قال: ولا يخفى أن من يقول: إن الحق تعالى معنا بصفاته دون ذاته أكثر أدبا ~~امن يقول: إنه تعالى معنا بذاته وصغاته، وإن كانت الصفة لا تضارق الموصوف ~~الأن التصريح ms101 بمعية الذات لم يرد لنا في كتاب ولا سنة، فأردت أن آورد عليه قوله ~~انعالى: (وهو معكر) (الحديد: 4] وقوله تعالى: (إب الله معنتا) (التوبة: 40] ~~اتظر جوابه ، فمتعتني هيبته ، وأنا أعتقد قدرته على الجواب عنه، فتأمل ذلك، واله ~~محاته أعلم. # الان قال قائل: فإذا كان الحق تعالى أقرب إلى العبد من حبل الوريد، فكيف ~~اح قرب إبليس منه - أي : من العبد - حتى أنه آمر بالاستعاذة منه؟ # الفالجواب: أن قرب الحق تعالى لا يكيف، لأنه ليس هو بمسافة كقرب الخلق ~~امن يعضهم بعضا، وهنا أسرار لا تسطر في كتاب، فاعلم ذلك وكن من أهل ~~التزيه، والحمد لله رب الحالمين ~~(1) زيادة يقتضيها التص ~~(2) أخرجه مسلم (1342)، وأبو داود (2598) . PageV00P000 # الواعد لكخفية الموضحة لساي الصفات الالهية ~~قاب من بينوله اي المول ~~و صجل يمحن أن يخبيه احللا ~~اومما أجيت به من يتوهم أن الحق تعالى يضبطه اصطلاح، فيكون ما يشهده منه ~~د، هو ما يشهده منه عمرو، ومعلوم أن ذلك يؤدي إلى حصر الحق تعالى ~~اقال تعالى عن نفسه: (والله وسع عليو) [البقرة: 247]. # والجواب: أن الله تعالى قال: (ليس كيثلهء شن وهو السميع البصير) ~~الشورى: 11] وإذا كان ليس كمثله شيء، فمن المحال أن يضبطه اصطلاح ~~1/553) فليس ما يتهده منه عسرو جملة واحدة، وبهذا القول عرفه الحارفون، كما ~~اقال الشيخ في الباب التاسع والستين وثلاثماتة من "الفتوحات" : فلا يتجلى تعالى ~~أن واحد لشخصين، ولا في شأن واحد مرتين. # اقال: وليس فوق هذه المعرفة مقام يطلب حصوله تضيط به التجليات أبدا. # اقال: وأما القدماء من الحكماء والأشاعرة والحنابلة والمعتزلة فقد اتفقوا ~~امر مضبوط في صفات الحى جل وعلا، وجعلوا ذلك ضابطا للحق جل وعلا، ~~امن تعداه أحتطأ ~~والذي نعتقده أن أثمتهم يقولون : تعالى الله عن التقييد بحال دون ح ~~العلهم إنما ضبطوا ذلك؛ مصلحة للموام الذين لا يعرفون مراتب التجليات ~~ارفون بها؛ بخلاف الكمل من العارفين، فإنهم يشهدون تنوع التجليات لقلوبهم من ~~الأنات، على اختلاف طبقاتهم، ولذلك [65/أ] كان لا يقدر عارف(1) أن يوصل ~~الى عارف آخر صورة ms102 ما يشهده من ربه عز وجل أبدا، وذلك لآن كل واحد: ~~شهد ~~امن لا مثل له، ولا يكون التوصل إلا بلا مثال. # علم أن الحق تعالى لا يثبت له محل في قلوب العارفين أكثر من آن وا ~~امن هنا كان لا يصح لعبد تكييفه تعالى إذا شهده؛ لأن التجلي لا يمكث لحظة ~~1) في النسختين (عارفا)، وهو من خطأ الناخ، والله أعلم. PageV00P000 # الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~احت يكيفه ويمثله، وقد أجمعوا على أنه لا يثني على الله عز وجل بأعظم من نفي ~~المثل. # فان قال قائل : فهل الكاف في (ليس كيثله. شن2) [الشورى: 11] كاف ~~الصفة، أو زائدة؟ # فالجواب: أن الكلام في ذلك فضول؛ لأن العلم الصحيح لا يدرك فيها ~~بالقياس، ولا بالنظر، بل هو راجع إلى ما يعلمه الحق تعالى من ذلك، وهو لم ~~يفصح لنا عن مراده بها - أي الكاف - من كونها أصلية أو زائدة. # وقال الشيخ رضي الله عنه في باب الأسرار من "الفتوحات" : ما حجب الرجال ~~إلا وجود الأمثال، ولهذا نفى الحق تعالى من نفسه المثلية؛ تنزيها لقدسه تعالى: ~~فإن كل ما تصوره العبد أو مثله أو خيله مالك، والله تعالى بخلاف ذلك، هذا ~~اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة انتهى PageV00P000 ~~الواصد الكغفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~دا ممن بندت ~~ألعساء الحتى وحثاته غير ميطلتة ~~ومما أجبت به من يتوهم أن أسماء الحق تعالى وصفاته غير مطلقة وبعتقد تقيا ~~لرائة ~~كل صفة بشيء هو خاص بها دون أحتواتها ~~والجواب): اعلم إن صفات الحق تعالى مباينة لصفات خلقه، وا ~~اتعدى ما جعله الحق تعالى فيها، فقوة الشم مثلا لا تعطي سوى وا ~~ول ~~الطر والنتن، ولما رأى بعض المحجوبين ذلك؛ ظن أن صفات الحق ~~تعالى كذلك، والحق أنه أول من غير ما هو آخر وظاهر وباطن، وآجر من غير ~~اهو أول وظاهر، وباطن من غير ما هو ظاهر وأول وآخر. # اكان الشيخ محي الدين يقول: الحق تعالى أول لا بأولية تحكم عليه، وطظا ~~حال ~~الا يعد استتار، ولا ms103 ينزل بعد ارتفاع كما قد يتوهمه بعضهم، بل هو الظاهر في ~~كونه باطنا، والياطن في حال كونه ظاهرا، واختلاف حكم التجليات إنما هو ~~ي ~~المتدركين والمشاهدين، بقدر ما يكشف عن سرائرهم وتعالى الله تعالى ~~اجسام، حتى أنه يظهر بعد استتار، أو يتنزل بعد ارتقاع. # اأطال في ذلك ثم قال : واعلم أنه تعالى ما أخيرنا بأنه الأول والآخر، ~~ووالظاهر والباطن، إلا ليرشدنا إلى ترك التعب في طلب معرفة الذات. # اي: الذي يطلبونه من الباطن هو عين ما يطلبونه من الظاهر، ومع ذا ~~66/أ] فلم تصغ أكثر النفوس من الثقلين إلى هذا الإرشاد، بل كل أمر ظهر لنا ~~طن ~~الصفات نطلب خلافه، ولو أنها كانت وقفت مع ما ظهر لها من وجوه الم ~~الاستراحت، وعرفت الأمر على ما هو عليه، فكان طلبها لما غاب عنها ~~اجايها، فما قدرت [66/ب] الذي ظهر لها حق قدره4 لشغلها بما تخيلت ~~انها، والله ما بطن عنها سيء هو من مقامها، وإنما حجب كل إنسان بما هو ف ~~قامه لا غير ~~اوكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي(1) رضي الله عنه يقول: قد محق الله تعا ~~(41 أحمد من عمر بن محمد الشيخ الزاهد الكبير العارف أبو العياس الأنصاري المرسي فقيه متصوف ح PageV00P000 ~~الواصد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~الأغيار كلها بقوله: (هو الأول والآخر والظهر والباطن) [الحديد: 3]، فإن ~~الحضرات الأربع هي مجموع الوجود. انتهى ~~اكان سيدي علي المرصفي رحمه الله تعالى يقول: لا يجوز حمل الا ~~الظاهر والباطن على محمل النسب والإضافات (1)، وإنما ينبغي حملها على أن ~~ااتي، يوصف به على الوجه الذي يليق به، ويعلمه تعالى من نفسه . انتهى، فا ~~لك والحمد لله رب العالمين ~~وارث شيخه الشاذلي تصرفا الأشعري معتقدا من أهل الاسكندرية، لأهل مصر اعتقاد كبير في ~~االلوم، وكان يكرم الناس على نحو رتبهم عند الله تعالى حتى إنه ربما دخل عليه مطيع فلا يحفل فيه ~~اربها دخل عليه عاص فأكرمه، وله كلام بديع في تفسير القرآن، من ذلك ما قاله في (الحمد لله رب ~~االالمين ms104) : علم الله عر خلقه عن حمده فحصد تفه بنفسه في أزله فلما خلق الخلق اقتضى من ~~مدوه ويسجده، توفي سنة (186ه) ~~(1) الإصافة : حالة نسبية متكررة بحيث لا تعقل إحداهما إلا مع الأخرى كالأبرة والنبوة، وهي لا ~~المارضة للشيء بالقياس إلى نسبة أخرى كالأبوة والنبوة، ومي امتزاج اسمين على وجه يفيد ت ~~تخصيصا. "التحريفات" (ص 45). PageV00P000 # الاعد الكنفية السوضحة لساتي الصفات الالهية ~~قدم ~~الله ~~طلق ~~ن ينده ~~جد المالمع ~~عالى أهي الحال ~~ومما أجيت يه من يتوهم أن الله ت ~~قال به بعض الأشاعرة. # والجواب](1) : اعلم يا أخي أن العدم عدمان : عدم مطلق، وعدم إضا ~~فالعدم المطلق هو ما لم يتضمنه علم الله القديم، فهذا لا وجود له ~~اس له عين ثابتة في العلم الإلهي. # اعدم إضافي وهو ما تكلم الناس فيه، وهو ما له عين ثابتة في العلم الا ~~هي ~~الهو عدم بالنسبة لعلم الخلق، ووجود بالنسية إلى علم الحق تعالى، ومن هنا ~~المحققون: العالم كله قديم في العلم الآلهي، حادث في الظهور. # اولعل مراد بعض الأشاعرة بقولهم : إن الله أوجد العالم من عدم، أي ~~بي إضافي، لا العدم المحض الذي لم يتضمنه علم الله القديم. # الفان قال قائل: فهل العالم مرئي للحق تعالى في حال عدمه، أو لم تتعلق ~~الرؤية إلا بعد إيجاده في عالم الشهادة ~~فالجواب: أن رؤية الحق جل وعلا لكل ما تضمنه العلم القديم رؤية وا ~~الا فرق في رؤيته له، بين أن يكون موجودا لنا، آو معدوما عندنا، لأن الامور ~~م تزل معلومة مرئية للحق تعالى في مراتبها، كلها على حد سواء ~~اهذه من أعز المسائل المتعلقة يسر القدر، وقليل من الأولياء من عثر عال ~~ققوده ~~االممكنات كلها مشهردة للحق تعالى، وإن لم تكن موجودة عندنا فما هي ~~اعد الحق تعالى، فهي في حال عدمها مرئية للتق تعالى، مسموعة له، ولا ي ~~المؤمن أن يتوقف في ذلك، وإن الله تعالى على كل شيء قدير ~~(1) من زيادة المحقق. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~فان قال قائل ms105: هل هذا الذي وصف الحق تعالى نفسه بالقدرة عليه يشصل ال ~~ال ~~المطلق، أم هو خاص بالعدم الإضافي ~~فالحواب : هو خاص بالعدم الإضافي كما مرت الإشارة إليه قريبا ~~ضسنه علمه القديم، ليس هو يشيء قديم ولا حادث، حتى يوصف ال ~~اانه قدر عليه، بل قالوا: لا يتصف الححق تعالى بالقدرة على نقسه؛ لقدمه ~~عليه شيء ~~اقد قال في الباب التسعين من "الفتوحات" : اعلم أن الله تعالى لا يوص ~~ابالقدرة إلا على شيء كما قال تعالى: (إب الله على كل شىء قدر) [البقرة: ~~لفى تعلق القدرة [67/ب] على ما ليس بشيء في علمه، وذلك لأن "لا شيء ~~اقبل التسبية (1)، إذ لو قبلها ما كانت حقيقته لا شيء، ولا يخرج معلوم قط ~~قيقته، وولا شيء" محكوم عليه بأنه "لا شيء" أبدا، وما هو شيء محكوم. # بأنه شيء أبدا. # اصح الجمع بين قولي الأشعرية والمعتزلة، بأن يحمل قول الأشعرية : إن ~~اعلى الحدم الإضافي، لا العدم المطلق ~~عن ثبوت، أي بثبوت في العلم، لا ~~حادث في الظهور ~~اما وجد عن لاكن" وجد عن عدم [157 ~~حمل فول المعتزلة: إن العالم كله و ~~الوجود الظاهر؛ إذ العالم قديم في العا ~~وقال في باب الأسرار: العجب كل العجب من رؤية الحق في القدم أع ~~االها المدم، ثم إن الله تعالى إذا أبرزهم إلى وجودهم تميزوا في الأعيان ~~الدنيا ~~اعة ~~ادودهم، انظر وحقق ما أنبهك عليه وأشير إليه، أوجد الله تعالى قي عالم ~~الكشف والرؤيا، فترى الأمور التي لا وجود لها في عينها قبل كونها، وترى ~~معجلاها، والحق تعالى يحكم بين عباده فيها حين جلاها، وما ثم ساعة وجا ~~لا حالة مما رآها شهدت، فتوجد بعد ذلك في مرآها كما رآها، فإن تفطنت ~~أرميت بك على الطريق، وهذا منهج التحقيق. انتهى ~~فان قال قائل: فما المراد بالحق المخلوق به السماوات والأرض في قوله ~~(1) كذا في (أ) وفي (ب) : التشبيه. PageV00P000 # القولعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الالهية ~~الهذا ~~طريق ~~العالى: (وما خلقنا الشوت والأرس وما بينهما إلا يالحق) [الحجر: 85] هل ms106 ~~الحق عين موجودة أم ل ~~قالجواب: أن هذا موضع غلط فيه جماعة من أهل الابتداء في طلب ~~أهل الله تعالى، فجعلوا لهذا الحق عينا موجودة ~~اوالحق أن الباء هنا بمعنى اللام، ولهذا قال الله تعالى في تمام الآية تعلى له ~~يشريكون)(1) [النمل: 63] من أجل الباء، فمعتى بالحق أي للحق، ومعنى ~~ال ذه الباه هي معنى عين اللام في قوله تعالى: (وما خلقت المن وآلإنس إلا ليعبدون ~~4 [الذاريات: 56] فإن الحق تعالى لا يخلق شيئا بشيء حقيقة، وإنما يخلق ~~ييا عند شيء ~~اكل باء تقتضي الاستعانة والسببية فهي لام، فما خلق الله تعالى شيئا الا ~~لحق * وهو أن يعبده ذلك المخلوق بحتسب مقامه، فيجازيه على ذلك بحسيه ما ~~اق له في علمه تعالى، فاعلم ذلك، واعتقد أن صفات الحق تعالى عالية عن ~~افات خلقه، والسمد لله رب الحالمين ~~(1) هذا من سهو القلم فليس من الآية السابقة تعالى الله عما يشركون) ، وإنما هي في سورة التمل ~~اما رأيت، ولعل الآية التي يريدها الشيخ هي قوله تعالى: (خلق السموات والأرض بالحق تعالى ~~اما يشركون) (النحل: 16]، والله أعلم PageV00P000 ~~الواهد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~صن بنه ~~الله خلق العحاله حلى مقال ماب ~~اما أجبت به من يتوهم من كون العالم كان ثابتا في العلم الإلهي، قبل أن ~~اخلقه الحق جل وعلا، أنه خلقه على مثالي سابق، فكأن هذا يقول: لا فرق بين ~~لق الله تعالى، وخلق عباده بإذنه ~~والجواب: أن هذا المتوهم ~~إن كان توهم أنه تعالى أوجد العالم على حد ما علمه فتوهمه حق، إلا أن ~~بارته فاسدة ~~اان كان توهمه أن الله تعالى لم يعلم صور المخلوقات إلا على حال سابق عن ~~علمه فذلك كفر ~~امعلوم أن العلماء قد أجمعوا على أن الله سيحانه وتعالى أبدع العالم كله على ~~ير مثال سبق، [68/ب] عكس ما عليه عياده، فإن الله تعالى إذا أقدر عبدا من ~~اباده على أن يخلق شيئا بإذنه، لا يخلقه إلا إذا أنشأه في نفسه أولا عن تدبير ~~اروية، ثم بعد ms107 ذلك تبرزه القوة العملية إلى الوجود الحسي، على شكل ما يعلم له ~~امتل؛ وهذا محال في حق الحق تعالى. # لم يزل الحق تعالى عالما بخلته أزلا، والخلق لا يعلمون بأنفسهم، ولا يجوز ~~ان يقال: إن الخلق كانوا على صورة، ثم علمها الحق جل وعلا قبل خلقهم؛ لأ ن ~~ودن بسبق صور العالم على العلم القديم، وأنه تعالى اخترع شيئا لم يكن يعلمه ~~ابل، وذلك كفر. # اوقد ثبت بالأدلة القاطعة على قوله(1) تعالى: (أل يعلم من غلق) [الملك: 14] ~~قوله إنه يكل شىء عليم) [الشورى: 12] أنه عالم بكل شيء، وأن علمه تعالى ~~لقديم، وأنه تعالى اخترعنا بالفعل على غير مثال سبق، وأننا خرجنا للوجود على حد ~~1) الجار والمجرور متحلقان بمحذوف تقدبره : (بناة أو المبنية) ، والله أعلم PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اا يحلمه الحق تحالى، وما لا يعلمه لا يريده، وما لا يريده ولايعلمه لا يوجده ~~الفكون نح حينئد موجودين بأنفسنا وبحكم الاتفاق، [58/أ] وإذا كنا كذلك، قلا ~~صم وجودنا عن عدم ~~وقد ثبت باليرهان القاطع وجودنا عن عدم أي إضافي، فإياك أن تفهم من قول ه ~~عالى: (فتبارك الله أحسن للخلقين) [المؤمنون: 14] إثبات الاستقلال بالخلق، ~~لخلق حيث أثيت تعالى أن هناك خالقين، ولكته تعالى أحسنهم خلقا؛ فإن الله ~~اعالى قد قيد خلق عيسى للطير بقوله: يإذنى) [المائدة: 110]، وقال: كهيتة ~~الطيره [المائدة: 110]، ولم يقل تخلق طيرا. # اايضاح قوله: أحسن المخلقين) هو أن يعلم أن الحق تعالى لا يخلق شيئا الا ~~اعن شهود في علمه، فيكسو ذلك المخلوق بالخلق له حلة الوجود، يعد أن كان ~~اعدوما قي شهود الخلق، بخلاف العيد إذا خلق الله تعالى على يديه شيئا، لا يقدر ~~العبد يخلقه إلا بعد تصور شيء متقدم من أعيان موجودة، فيريد أن يخلق مثلها أو ~~اتدع مثلها، والحق تعالى لم يزل عالما بالاشياء أزلا، ولا يحتاج إلى تقدم مثال ~~اخر؛ لأنه لا افتتاح لعلمه ولا لمعلومه، كما تقدم إيضاحه في هذا الباب مرارا، وقدا ~~اصل القرق بذلك بين خلق الله تعالى، وبين ms108 خلقه العباد بإذنه ~~قد سئل أبو القاسم الجنيد رحمه الله عن هذا العالم؛ هل هو قديم أو ~~احادث* فقال : هو وجود متردد بين وجود وعدم، لا يخلص لأحد الطريقين، فيالها ~~امن حيرة؛ فإنه لو كان موجودا لا يتصف بالعدم لكان حقا، ولو كان معدوما لا ~~صف بالوجود لكان محالا. انتهى ~~اقال الشيخ في الباب الثامن والتسعين ومائة من "الفتوحات" من قال : إن ~~العالم موجود عن عدم صدق، ومن قال: إنه موجود عن وجود - يعني في علم ~~الحق - صدق، وأطال في ذلك ثم قال [69/ ب]: ~~ما من قلاقت ~~اطن الأمر انت كنت ~~و لم تكن ثم ما وجلت ~~وت عين ققل صدقتا ~~اذقال كن لم تكن سمعت ~~لو رأيت الذي رأي ~~طساهر الأمر كان قول ~~د أنيت الشيء قول ربي ~~العدم المحض ليس في ~~ن PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~سه ن اود قر ~~أي شيء قلت منة الكون أو كون أنت انت ~~ي من قائل كنلعدم والذي قيل لة لم يك ثم ~~أن كان فلم قيلله ليكون والكونمالاينقسم ~~د أبطل كن قدرة من دل بالفقسل علفا وخك ~~كيف للعقل دليل والذي قذيناه العقل يالكشف فد ~~جاة الشفس في الشرع قلا ت إنتانا رأى شم جرم ~~اعتصم بالشرع في الكشفب فقذ فاز بالخير غبيذ قذعصم ~~اهمل الفكر ولاتحفل به واتركته مشل لحم ووضم(1 ~~ش الشر ل هو عل فه فل ~~واذا خالفك العقل فقل طورك الزم ما لكم فيه قده ~~ل ما جهل اللوح الني خط فيه الحق من علم القلم ~~اقال بعضهم : ووجه التعجب في كلام الشيخ كون الحق تعالى أضاف التكوين ~~ال في قوله تعالى: (إنما قولنا لشت إذا أردنله أن تقول له كن فيكون ح) [النحل: ~~4]) إلى ذلك الشيء الذي يكون، لا إلى القدرة الإلهية، فكأنه تعالى قال لمخلوق: ~~اخرج للصلاة فخرج. انتهى ~~قال بعضهم [59/أ]: الحق إن للحق تعالى أن يفعل ما يريد، ويكون ذلك ~~امن باب خطاب الصفة لموصوفها. انتهى فليتأمل. # االي نقول به نحن ms109 خلاف ما قاله هذان الشخصان، ولكن لا يذكر الا ~~اشافهة، والحمد لله رب الحالمين ~~اسمعت سيلي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول: في بعض الهواتف ~~الربانية : يا عبدي أنا النور لوجوبي، وأنت الظلمة المهرجة(2) لإمكانك. # و الا ن الال ا ال ل ال ال ا ا ا ا ا ل ل ال ~~اكر في لسان العرب (مرج) عدة معان للهرج أنسبها لما هنا (الاختلاط)، فالمحنى والله أعلم: ~~الظلمة المختلطة PageV00P000 ~~اللهية ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماني الصقات ~~اياك أن تحرض عن شهود ظلمتك، فتمرض عن إمكانك، جهلتني ~~ربك وموجودك(1) إلا إمكانك، ~~اعرفني؛ فإنه لا دليل لك على أني إلهك ~~اهوذ ظلمتك، فلا تنظر إلي نظر يغييك عني، فتجهل ما خلقتك له، فكن تارة ~~وتارة، وما خلقت لك عينين إلآ لتشهدني بواحدة، وتشهد ظلمتك بالأخر ~~ه ~~قد بان لك بما قررناه الفرق بين فعل الله تعالى وفعل عباده، وإن كان كل ~~العل في الوجود يرجع إلى الله وحده، والحمد لله رب العالمين. # 1) كذا في النسختين، وفي هامش (أ): لعله: وموجدك PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~حن يندله ~~قا الله تحالن سيته أه غيوه ~~اومما أجيت به من يتوهم أنن صفات الحق تعالى عين(1). # اعلم يا أخي أن الناس قد احتلفوا في ذلك اختلافا كثيرا ، قال إمام المتكلمين ~~المغرب أبو عبد الله الكتاني(2) رحمه الله تعالى : كل من تكلف دليلا على ~~ون ~~الصفات الإلهية عينا أو غيرا فهو قاصر، لكن من قال : إنها عين أكثر أدبأ مع اله ~~افات ~~اعالى ممن يقول: إنها غير؛ لأن جميع الأسماء والصفات الإلهية نسب وإض ~~70/أ] ترجع إلى عين واحدة؛ لأنه لا يصح هناك كثرة بوجود أعيان أخر، ~~زعمه بعض النظام. # اولو كانت الصفات الإلهية أعيانا زاتدة - وما هو إله إلا بها - لكانت الألو ~~اع لولة، ثم إنه لا يخلو أن تكون الصفات عين الإله ، فالشيء لا يكون علة لنفسه ~~او لا تكون عينه، فالحق تعالى لا يكون معلولا لعلة ليست عينه؛ فإن العلة متقدمة ~~اان ذلك ms110 افتقار الإله؛ من كونه معلولا لهذه الأعيان ~~فيلزم ~~احال، فيطل أن تكون الأسماء والصفات أعيانا ز ~~علوا كبيرا ~~افي الياب السادس والخمسين من "الفتوحات" ~~ذلك ~~ا، كل ذلك بنفسه، لا بأمر زائد على ذاته ؛ إذ لو ~~وهي صفات كمال، لا يكون كمال الذات إلا بها - ~~ااصفت داته بالنقص والغقر إذا لم يقم بها هذا الزائد ~~على المعلول بالرتبة ~~الزايدة، التي هي علة ~~على ذاته، تعالى الله عن ~~وقال الشيخ محي ~~أن الله تعالى عالم قادر ~~لك بأمر زائد على ذاته ~~ماله تعالى بشيء زائد. # قال: وهذا الذي دعا بعض المتكلمين إلى أن يقول في صفات الحق تعالى: ~~انها عينه ~~(1) كذا في (أ) وفي (ب) : غيره. # 2) كذا في (أ) وفي (ب) الكتاني، وعلى كل قلم أجد ترجمته. PageV00P000 # القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات اللهية ~~اوأما من قال : إن صفات الحق تعالى غيره، فدعاه إلى ذلك كونه رأى صفات ~~المعاني كالعلم بقدر(1) رفعه مع كمال ذات العالم من الخلق، فلما أعطاه الدليل ~~ذ لك طرده شاهدا وغائبا، يعني في حق الححق تعالى، كما هو في حق الخلق، ~~أخطأ كل الخطأ، وذلك لأن الحكم على المحكوم عليه بأمر ما - من غير أن تعلم ~~ات المحكوم عليه وحقيقته - جهل عظيم من الحاكم عليه، فرجم الله الإمام أيا ~~اتقة* حيث لم يقض على الغائب بشيء ~~اأما وجه قول من قال: إن صفات الحق تعالى لا هي عينه، ولا هي غيره ~~اففو أنه رأى العلم صفة للعالم من الخلق، وهي حجاب بينه ويين ربه، لا يمكن ~~العبد أن يرفع الحجاب أبدا، بل هو حلف علمه داتما، ولذلك قالوا: العلم حجاب ~~603/أ) بين العبد وربه، فما عرف الحق تعالى حقيقة إلا علم العبد لا العبد ، ~~ل قلما علم هذا القائل ذلك قال في الصفات: ما هي غيره فقط ووقف، ثم إنه رأى ~~الصفة أمرا معقولا زائدا على هو، فنفى هذا القائل أن تكون الصفات هو، وما ~~رتي على أن يتبت هو من غير علم يصحد به، فقال : وما ms111 هو غيره، فسار فنطق ~~اعطاه فهمه، وقال : صفات الحق لا هي هو، ولا هي غيره ~~اقال الشيخ محي الدين في الباب السبعين وأربعمائة : وهو كلام خلي من ~~الائدة، لا روح فيه ، يذل على فضول صاحبه في العلم ~~اأطال في ذلك ثم قال: ولكن إذا قلنا نحن مثل ذلك القول، لا نقوله على حدا ~~اما يقوله المتكلمون؛ لأنهم يعقلون الزائد ولا بد، ونحن لا نقول بالزائد. انتهى ~~اقال في الباب التامن والخمسين وخمسمائة: إن قلنا اليسب أمور عدمية ~~اعلنا للعدم أثرا في الوجود، وإن قلنا إنها أمور زائدة على الذات، وإنها وجودية ~~اولا كمال [71/ب] للحق تعالى إلا بها - جعلنا كماله تعالى بغيره. # اقال في الياب الحادي عشر وخمسمائة: من قال : إن الصفات هي هو صدق ~~امن قال : ما هي هو صدق، فمن هتا قال الأشعرية : صفات الحق تعالى منها ما ~~اي هو، وما هي عيره، وذلك الاحتتلاف الذي يراه التاظر فيها ~~1) كذا في (1) مضبوطة بالشكل، وفي (ب) : يقدر - ولم يضبطها- ولعلى ما في (ب) هو الصواب ~~الله أعلم PageV00P000 ~~الراعد الكشفية الموضحة لمعاتي الحفات الالهية ~~أأا(1) من قال: لا هي هو ولا هي غيره؛ فقد تقدم كلام الشيخ ~~تقد أن ضفات الحق تعالى عينه لسائر (2) صفات خلقه ~~إلا بالسلوك على يد شيخ وجب عليك السلوك؛ ليرفع ع ~~انتهي ~~قاعلم ذا ~~الم تصل إلى ذلك ~~الجاب، ودلك هو الكمال الذي فيه يعطي الحق تعالى الآدب على الكشف ~~اواليقين، ذون الظن والتتمين، والحمد لله رب العالمين ~~() القاهر أن الكلام من هنا إلى قوله (قرييا) من كلام الشعراني، والله أصلم ~~(2) كلا في النسختين، وفي ملمش (ا) : لعله كساير. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الآلهية ~~صن ن ~~ان ليس لله تحالى ايلمام الحواب*الأطقال ~~اومما اجبت به من يتوهم أن ليس لله تعالى إيلام الدواب والأطفال، ويحجر ~~على الحق تعالى في ملكه، كما بلغني عن بعضهم ~~اووالجواب: أن مثل هذا التوهم لا يقع إلا من جاهل بالله تعالى وبأحكاه ~~اان الله تعالى يتصرف في حلقه ms112 بالملك، وله أن يفعل بهم ما يشاء، ولو لم ~~انهم ذنب، كما يقع مته تعالى ذلك حين يأمر إسرافيل بنفخة الصعق، فيميتهم ~~أولهم إلى آخرهم، إلا من شاء الله، ولا يصح الاعتراض عليه إلا لو كان متصرفا ~~افي ملك غيره، وقد قال تعالى: { إن حكل من في السموت والأرض إلا ماتى الرحمن عبدا ~~4 [مريم: 93]، وقال تعالى: (ينفر لمن يشاء ويعذب من يشلة) (آل عمران: ~~124) من حضرة إطلاقه تعالى، كما أنه لا يغفر أن يشرك به من حضرة تقييده ~~فالكامل من أمن بهاتين الحضرتين. # اقرب من هذه المسألة اختلاف الناس في إنغاذ الوعيد بالحذاب، في حق ~~عصاة الموحدين، إذا ماتوا على غير توبة ~~اقد قال في باب الأسرار من "الفتوحات" : في قوله تعالى: (ظهر الفساد في ~~والبخر بيما كسبت أيدى الناس ليديقهم بقض الذى عيلوا) [الروم: 41]. # علم أن الله تعالى أخبر في هذه الآية أن كلما حصل للعبد من الآمور المؤلمة ~~هو جزاء، ما هو ابتلاء، فما البرية وهي برية ~~قال: وهذه مسألة صحبة المرتقى، قد اختلف فيها طائفتان كثيرتان من ~~المسلمين، فمنحت إحداهما ما أجازت الأترى، ونصرت واحدة ما قياء ~~رضها، وذلك عين مرضها ~~لقال: وأما الطبقة الحليا من أهل الكشف، فعلموا الأمر يقينا، وأنه لم يكن ~~الدنيا أمر مؤلم قط، إلأ وهو جزاء، ما هو ابتلاء، يقول الطبيب إذا تألم المريض. # امن التداوي: والله ما قصدت إلا نفعك بما وصفته لك من الدواء الكريه المؤلم PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصضات الالهية ~~اذا مرض الطبيب، ولم يدر من أي باب دحل عليه المرض، [1/61] قال له ~~ال وعلا : إنما أصابك هذا الألم؛ مجازاة لك على ما أدخلته على المرضى ~~الآلام، فخذ جزاء ما فعلته، وإن كان ذلك الألم ما قصدته. انتهى فليتأمل [72/ ب ~~اقال في الباب الثالث والعشرين وثلاثماثة : اعلم أن إنفاذ الوعيد قد نفاه ~~اع أنه واقع في دار الدنيا، وأثبته قوم، والذي أثبته هو المحق؛ فإن من قال با ~~اقيده بوقوعه في الآخرة، فيحصل الصدق بوقوع العقوبة في دار ms113 الدنيا بوج ~~الوجوه ~~فينيفي حمل كلام من قال بإنفاذه على الدنيا؛ بحصول الآلام النفسية والحسية ~~لفيها، وذلك صين إنفاذ الوعيد في حقهم؛ لأنه لا بد لكل مخلوق من وقوع ما ~~ابولمه، فصح قول المعتزلة في مسألة إيلام البريء والطفل؛ فإن الأشعري ي ~~ت ~~اقوع ذلك على الله تعالى، وما كل جائز واقع. # ضي الله عنه يقول: وكل ما احتج يه الأشعرية ~~القاقلون بإنقاذ الوعيد مصيبون، ولكن حيثت ~~الآخرة، فإذا نفذه في الدنيا عرض، أو ألم نفسي ~~اترأ له عن عذاب الآخرة. انتهى ~~لام من قال بإنفاذ الوعيد - ولا بد - على ~~امنها أحد، وأنها تكفي في إنفاذ عقوبة الذنو ~~اكان الشيخ محي الدا ~~المعتزلة ليس هو يملزم ~~في ~~وكان ~~هل ~~له ~~صاحبها، ما عدا الحصابة الذين يدخلون النتار من ~~العالمين ~~تيا ~~قوبة ~~ذلك ~~ال ~~و ~~الحق تعالى في ال ~~حي؛ كان ذلك ~~فادا علمت ~~الأمراض والآلام، ~~فقان الله تعالى قاد ~~موحدين، والحتمل PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقفات الالهية ~~إلينا ~~ه منه آره مس ~~و بحل ~~اب صن ينوفه آن قري ~~د حنا مرينا دبح ~~ومما أجبت به من يتوهم في قرب الحق تمالى من عبده ~~ما هو وصف الأجسام ~~والجواي]: اعلم يا أخي أن شهود البعد والقرب، إنما هو راجع إلى ش ~~من ~~العبد، لا إلى الله تعالى؛ فإنه على الدوام أقرب إلى العبيد من حبل الوريد ~~اواتف محمد بن عبد الجبار البقري(1، رحمه الله تعالى: يقول الله عز وجل ~~اهد قربي منه تارة، ويعدي عنه تارة فما عرفني؟ فإن القرب الذي عرف ~~اسافة؛ والبحد الذي عرفه مسافة، وذلك من صفات الأجسام، وأنا ليس بجسم ~~اعدي كما يليق بجلالي عرفوا، ولا قربي كما يليق بجلالي عرفوا. انتهى ~~اقال الشيخ محي الدين في باب الأسرار من "الفتوحات": من أعجب ~~اتقده أهل التوحيد وصقه تعالى بالقريب والبعيد، قريب ممن، وبعيد عمن ~~أقرب إلى جميع العبيد من حبل الوريد. # اقال في الباب الستين ومائتين : ليس للبعد من الله تعالى سييل، وإنما ال ~~نه تعالى ms114 أمر إضافي، يظهر في نسب آثار أحكام الأسماء الإلهية، فزمان نسبة أثر ~~اكم الاسم الإلهي في شخص هو زمان اتصافه - أي الاسم - بالقرب من ال ~~قرب العبد منه ~~اوأما الاسم الذي ما له حكم العبد في ذلك الوقت فهو بعيد عنه ، فإذا أ ~~العبد [73/ ب] فهو قريب من نسبة أثر الاسم العزيز مثلا، وإذا عصى فهو قريب ~~اسبة أثر الاسم المذل كذلك، ولا بعد في الحقيقة من الحق بوجه من الوجوه ~~اانما ذلك كله راجع إلى شهود العبد، وكثيرا ما يتوالى على العبد الطاعات، فيصير ~~بشدة قربه من الله تعالى، فيساله في حوائجه من غير واسطة، وتارة يحصي ~~1) لم أعثر على ترجمته، ولعل في اسمه هنا تحريفا، ويكون المراد به النفري صاحب المواقة ~~الواتف، وسيائي ذكره قريبا PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~يصير يشهد نفسه بعيدا، فيسأله بالوسائط حتى أنه يذق توابيت الأموات ~~عالى أقرب ~~حل ~~ويس ~~حق ~~الأولياء. # ووقد تقدم الجواب عن قول يحضهم [62/ أ] : إذا كان ال ~~طان ~~اعده من حبل الوريد، فكيف أمر العبد بالاستعاذة من الش ~~ادخل للوسوسة، وإن الإشكال لا يأتي في جانب الحق ت ~~قرب الأجسام؛ لاستحالة الجسمية في حقه تعالى. # فيس، وإياك أن تظن بالحق تعالى التحيز في جهة من الجها ~~والحمد لله رب العالمين ~~اعلم ذلك ~~الاجام فتخطى PageV00P000 ~~الواعد الحنفية السوضحة لساي الصفات الالهة ~~اب من ينورر آخ دحمامه تحالن سسبون بحس ~~ومما اجيت به من يتوهم أن كلامه سيحانه وتعالى يكون عن صمت متقدم ~~كوت متوهم ~~والجواب)(1) : اعلم يا أخي أن كلام الحق تعالى، قديم مباين كلام ~~كلم ب ~~سي ~~وو طقهم؛ لأنه قديم أزلي، لا يكيف كسائر صفاته، من علم وإرادة وقدرة، ~~اموسى عليه الصلاة والسلام، سماه التوارة والتنزيل والزبور والإنجيل، من غير ~~اولا تكييف، حتى لو سثل موسى عليه الصلاة والسلام : كيف سمعت كلام ربك ~~اققدر على إيصال(2) علم كيفية ذلك إلينا بعبارة؛ لانه من جملة علوم الاذواق ~~او قلت لمن ذاق العسل : دوتك صف لي طحمه، لا ms115 يقدر على إيصال صورة ~~الك في عبارة. # اايضاح ذلك أن علوم الأذواق لا تضبطها عبارة، كما أن القديم لا تضبط ~~بارة، سواء كلدم الله، أو غيره من صفاته تعالى؛ فإنه لا يصح تكييفه؛ إذ ~~كما أن سمعه من غير أصمخة ولا آدان، كما ~~عالى من غير لهات ولا لسان، ~~اره من غير حدقة ولا أجفان ~~القال الشيخ محي الدين في الباب السابع والتسعين من "الفتوحات" : اعلم ~~اول كلام شق أسماع الممكنات كلمة "كن"، فما ظهر العالم إلا عن صفة الكلام، ~~اوهو بوجه نفس الرحمن على عين من الأعيان، فتكيفه بذلك النفس شخصية ذل ~~المقصود، فيعبر عن ذلك الكون بالكلام، وعن ذلك الشيء المتكون عينه بالنفس ~~اعين الشيء المتكون فاعل بالعالم ~~علم أن نفس الحق تعالى لا يكيف ولا يعقل . انتهى ~~وقد وردت (74/ ب4 الإشارة إلى ذلك في نحو حديث: "إن نفس الرحمن ~~1) زيادة من المحقق. # (42 في هامش (أ): في نسخة: إيصاله PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الالهية ~~أتيني من قيل اليمن"(1) . انتهى، فكأن مراده بنفس الرحمن تنفسه عنه بالأ ن ~~احين آتوه من اليمن. # وقال في الباب الثاني والثمانين ومائة في قوله تعالى (وهو السميع البصي ~~(الشورى: 11]: إنما قدم الاسم السميع على البصير؛ لان أول شيء علمنا ~~الحق سيعحانه وتعالى القول منه، والسماع منا، فكان عند الوجود. انتهى ~~ل لم نعلم الكلام إلا بالسمع، فهو أول شيء علمتاه من الصفات ~~ااعلم يا أخي أن مسألة كيفية كلام الله تعالى، والكلام على حدوثه وقدمه من ~~اعضال المسائل، وقد حصل بسببها ضرب وقتل للأئمة، فنذكر لك أحسن ما رأينا ~~اان كلام المتكلمين، ثم ما رأيناه من كلام العارفين. # لفقول وبالله التوفيق: اعلم أن القرآن يطلق على معنيين، كما قاله الكمال ابن ~~ابي شريف(2) رحمه الله تعالى: ~~أحدهما: الكلام القائم بالذات المقدس ~~اثاني: اللفظ المنزل على محمد ~~اهل إطلاقه عليهما بالاشتراك، أو هو في الثاني مجاز مشهور؟ [63/أ] الظاهر ~~لاشتراك ~~ام إن القرآن بالمعنى الأول محل نظر علماء أصول الدين، وبالمعنى الثا ~~احل ms116 نظر علماء العربية والفقه وأصوله ~~اوجه الإضافة في تسمية(3) كلام الله تعالى، بالمعنى الأول أنه صفة الله تع ~~(1) قمال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (64/1) : أخرجه أحمد (541/2) من حديث أبي ه ~~اي حديث قال فيه: "وأجد نفس ريكم من قبل اليمين"، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح دون ~~وله: "وأجد قق ربكم من قبل البمين" وفيه نكاره فقد تفرديه شبيي - وهو ابن نعيم - وشمبي ~~ذا روى عنه أريعة منهم اثثان فيهما جهالة حال، ولم يؤثر توثيتة عن غير ابن حبان وباقي ~~لاستاد ثقات . اه ~~2) محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي أبو المعالي كمال الدين ابن ~~ااصر الدين عالم بالأصول من فقهاء الشافعية من أهل بيت المقدس مولدا ووقاة نعته ابن العماد ~~االامام شيخ الإسلام ملك العلماء الأعلام من تصمانيفه "الدرر اللوامع بتحرير جمع الجوامع ~~اصول الفقه و"الغرائد في حل شرح الحتائد، و"المسامرة على المسايرة" في التوحيد، توفي ~~906ه). # 3) كذا في النسختين ولعلها تسميته كلام الله PageV00P000 ~~الولعد الكشقية الموضحة لمحاني الصفات الإلهية ~~بالمعنى الثاني أنه تعالى أنشأه برقومه في اللوح المحفوظ، لقوله تعالى: يل هو ~~ان تجيد لح فى لوح تخفوظ [البروج: 21-22] أو بحروفه في لسان الملك ~~القوله تعالى: (إنة لقول رسولر كرير ج) [الحاقة: 40]، أو لسان التبي لقوله ~~عالى: (نزل يه الزوح الأمين على قليك) [الشعراء: 193-194] ومعلوم أن ~~المنزل على القلب، إنما هو المعنى دون اللفظ، لا بمجرد كونه دالا على كلامه ~~القديم ~~ام هل يعتير في التسمية بالقرآن بالمعنى الثاني خصوص المحل كما قيل: ~~ام لهذا المؤلف القائم بأول لسان اخترعه الله تعالى فيه، إذ لا يعتبر في التسمية ~~إلا خصوص التأليف الذي لا يختلف باختلاف المتلفظين. # قال [75/ ب] الكمال بن أبي شريف(1): الصحيح الثاني؛ لأنا نقطع أن كل ما ~~اقرأه كل واحد منا، هو القرآن المنزل على النبي، وعلى الأول يكون ما ~~لقرآن لا نفسه. # اقال: وقد منع السلف الصالح من إطلاق القول بحلول القرآن بالمعنى الثاني في ~~اللسان، أو في المصحف ms117، ومن القول بكونه مخلوقا أدبا، واحترازا عن ذهاب الوهم ~~الى القرآن بالمعنى الأول، الذي هو الكلام النفسي القائم بذاته تعالى . انتهى. # ووقال الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه الله : قد أجمع السلف كلهم على ~~القران كلام الله تعالى غير مخلوق، من غير بحث منهم، هل ذلك القراءة، أو ~~المقروء، أو المكتوب؟ كما أنهم أجمعوا أنهم إذا زاروا قبر رسول الله أن ~~المزور والمصلى والمسلم عليه هو التبي، من غير بحث آنه شخصه، أو رو ~~اأطال في ذلك ثم قال: وبالجملة فالأئمة الكبار من شيوخ السلف، مثل الإمام ~~أحمد وسفيان الثوري(2)، وأتمة الحديث قاطبة، رضي الله عنهم أجمعين، ~~انوا ~~(41 في (ب) زيادة: رحمه الله تعالى وتقعتا به ~~42 سقيان الثوري : سفيان بن سحيد ين مسروف التوري أبو عيد الله أمير المؤمنين في الحديث ~~اد أعل زمانه في علوم الدين والتقوى ولد ونشأ بالكوفة وراوده المنصور العباسي على أن يلي ~~اللكم قأبى وخرج من الكوفة ستة (144ه) فسكن مكة والمدينة ثم طليه المهدي فتوارى وانتقل ~~ال البصرى إلى أن مات فيها مستخقيا من مؤلفاته : "الجامع الكبيره و"الجامع الصغير ~~الفرائض"، توفي سنة (161ه). PageV00P000 # الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الالهية ~~أكثر عقلا وأغزر علما، ومن السحال أن يخفى عليهم مثل ذلك، وإنما زجروا ~~أصحابهم عن الخوض في مثل ذلك؛ لدقته وغموضته، كما ذموا الكلام على ~~الوحيد المطلق؛ لعلمهم بأن استخلاص الحق من بين فرث(1) التشبيه، ودم التعطيل ~~اعسر جدا، إلا من رزقه الله الفهم عنه؛ فإن غالب الناس لا يتفطتون للغرق بين ~~المقروء والقرآن. # ضاف السلف أن يتزلزل على أصحايهم عفائدهم، فأمروهم بمحافظة الأمر ~~الظاهر، والايمان به قطعأ، من غير بحث عن المعنى، إن قد صح إيمان المؤمنين ~~االه وملاتكته ورسله، وهم لم يروا الله وملائكته ورسله، ورأوا لأصحابهم أن ~~السكوت عن ذلك أسلم، وقالوا: البحث عن ذلك بدعة، وقالوا: لهم اقرؤوه كما ~~ااء من غير كيف، وقولوا: آمتا به وصدقنا. # قال. وهذا لعمري فيه مصلحة عطيمة للعوام. انتهى ~~أما كلام الصوفية في هذا المبحث ms118؛ فأسحسنه كلام الشيخ محي الدين [76/ب] ~~ضي الله عنه، وها أنا أذكر لك من نقوله ما لا تجده عند غالب الأقران، فأقول ~~بالله التوفيق: ~~اقال الشيخ في الباب الرابع والثلاثين من "الفتوحات" : إنما نزل القرآن كله ليلة ~~القدر، إشارة إلى أن به تعرف مقادير الأشياء وموازينها، وكان في الثلث الآخر منها ~~.[1/642 ~~اقال في الباب التاسع والستين وثلاثمائة: المراد بقوله تعالى: {ما يأنيهم ين ~~ات من ريهم تحدث) [الأنبياء: 2] إنه محدث الإتيان لهم لا الوجود، فهو ~~القديم في العين، حادث في الإتيان، فحدث علمه عندهم حين سمعوه، كما نقول: ~~ادث اليوم عندنا ضيف، ومحلوم آنه كان موجودأ قبل أن يأتي إلينا، وقد جاه ~~الرآن العظيم في مواة حادثة، تعلق السمع بها، وكذلك القهم تعلق بما دلت عليه ~~الكلمات، فله الحدوث من حيث الاتيان، وله القدم من حيث العين ~~أطال في ذلك، ثم قال: ومما يدل على أن الكلام لله عز وجل، والترجمة ~~المتكلم قوله تعالى مقسما إنه) يعني القرآن العظيم (إنه لقول رسوله كريره ~~41 الغرث : السرجين ما دام في الكرس، "الصحاح (قرث) PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~(الحاقة: 40] فأضاف الكلام إلى الواسطة والمترجم، كما أضافه تعالى إلى نقس ~~قوله: فلجره حتى يسمع كلم الله) [التوبة: 6] فإذا تلي علينا القرآن؛ فقد سمعنا ~~كلام الله، وموسى عليه الصلاة والسلام لما كلمه ربه سمع كلام الله، ولكن بين ~~السماعين أبعد من بعد المشرقين؛ قإن الذي يدركه من سمع كلام الله تعالى بلا ~~اسطة، لا يساويه من يسمعه بالواسطة . انتهى ~~اقال في الباب الثامن والسبعين وثلاثماثة في الكلام على قوله تعالى: وآلزين ~~كفروا أغملهم كراب يقيعة يحسبه الظمتان ماة) [السنور: 39] إلسى آخره، أي: ~~لي بماء: اعلم أن حكم من يسمع كلام الله تعالى كذلك؛ فريما سمع العبد كلام ~~ااه بصوت وحرف إذا رأه في المنام، وليس هو بصوت ولا حرف في نفس الأمر ~~اإن كان من المحال أن يظهر أمر في صورة أمر آخر، إلا بمناسبة تكون بينهما، فهو ~~في النسبة، لا مثله في ms119 العين ~~اأطال في ذلك ثم قال : فكما أن الظمآن إذا جاء السراب لم يجده ماء كما كان ~~ااه من بعد، كذلك من سمع كلام الله في المنام، لو كشف عنه الغطاء لم ي ~~تال ~~وت ولا حرف، كما سمحه. انتهى ~~ووكان رضي الله عنه يقول: مثال ظهور الوحي [77/ب] في الألفاظ، ~~لهور جبريل عليه السلام في صورة يحية(1)؛ فإن لم يكن حين ظهر فيها بشرا ~~احضا، ولا ملكا محضا، ولا كان بشرا وملكا معا في آن واحد، فكما تبدلت في ~~أعين الناظرين، ولم تتبدل حقيقته التي هو عليها، فكذلك الكلام الأزلي، والأمر ~~الالحدي، يتمثل بلسان العربي تارة، وبلسان العبراني تارة، وبلسان السرياني تارة ~~اهو في ذاته أمر واحد أزلي، فالكافر والمشرك يسمع كلام الله، وموسى يسمع ~~كلام الله، ولكن بين سماعيهما أبعد من بعد المشرقين، ولو كان سماعهما وا ~~اطل الاصطفاء. انتهى ~~(41 دحية بن خليفة بن فروة الكلبي، من صحابة رسول الله، كان يأتي جبريل الني في ~~احيانا، بعثه رسول الله إلى قيصر رسولا سنة ست في الهدنة، حضر كثيرا من الوقاتع، وكان ~~كن ~~ارب به المثلى في حسن الصورة، وشهد اليرمرك وكان على كردوس، ثم نزل دمشق، و ~~المرة وعاش إلى خلاقة سيدنا محاوية PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~ااب الخامس والعشرين وثلاثمائة : اعلم أن مادام القرآن في القلب ~~قلوب ~~كما ~~وت، قإذا نطق به القاريء نطق بصوت وحرف. انتهى ~~الباب التاسع والعشرين وثلاثماثة : اعلم أن القرآن هو الوحي ~~وقال ~~قلا حرف ~~وقال ~~الي لا يتقطع من حيث معناه، فهو الجديد الذي لا يبلى، لكنه يظهر في ~~العلماء على صورة لم يظهر بها قي ألسنتهم؛ لأن الله تعالى جعل لكل موطن ~~الا يكون لغيره، فهو يظهر في القلب أحدي العين، ثم يأخذه الخيال فيج ~~قسمه، ثم يأخذه منه، فيصيره القاريء بشاكلة دا صوت وحرف، وبقيد ب ~~ممع ~~اذان، وقد قال تعالى: (فأجره حتى يتمع كلتم الله) [التوبة: 6] فتلاه رسول ~~بلسانه أصواتا وحروفا، سمعها الأعرابي بسمع إذنه، في حالة ms120 ترجمته ~~فالكلام لله بلا شك، والترجمة به لذلك المتكلم، كائنا من كان. انتهى ~~اقال في باب الأسرار : وما العجب إلا متا، كيف نتلو كلامه وهو قائم بذات ~~كلا ~~االه إنها لسطور مسدلة، وأبواب مقفلة، وأمور مبهمة، وعبارات موهمة ~~ام شتبهات من أكثر الجهات انتهى. # اقال في باب الأسرار أيضا: ذكر القرآن أمان، وبه يجب الإيمان، إنه ~~الحمن مع تقطع حروفه في اللسان، ونظم حروفه فيما زقم باليراع(1) والبنان، ~~حدثت الألواح والأقلام، وما حدث الكلام، وحكمت على الحقول الأوهام ~~جز عن إدراكه الأفهام ~~اقال فيه أيضا: الذكر القديم ذكر الحق وإن حكي ما نطق به الخلق، كما ~~كلم ~~الذكر العحادث ما نطق به الخلق، وإن كان كلام الحق، إذا كان الحق تعالى ي ~~اعلى لسان عبده، فالذكر قديم ومزاجه بالعبد من تسنيم، ل يعرف الحق في ~~المسألة إلا من كان الحق تعالى قواه، ولا يكون قواه إلا إن أيده وقواه. # اقال فيه أيضا: لا يضاف الحدوث إلى كلام الله إلا إذا كتبه الحدث أو تلاه ~~اولا يضاف القدم إلى كلام الحادث إلا إذا تكلم به الله، كموسى ومن شاء الله ~~حو قوله تعالى: وقال مومن) (الأعراف: 104]، (وقال فرعون) [يونس: ~~[79 ~~(1) اليراع : القصب، "الصحاح" (يرع). PageV00P000 # القواعد الكشفية الموصحة لمعاني الصفات الالهية ~~اوقال في باب الأسرار أيضا : اعلم أن أصدق القول ما جاء في الكتب المنزلة ، ~~اوالصحف المطهرة، ومع تنزيهه الذي لا يبلغه تنزيه؛ نزل إلى التشبيه الذي لا يمائل ه ~~شبيه، فنزلت آياته بلسان رسوله، وبلغ رسوله بلسان قومه، وما ذكر صورة ما جا ~~ابه الملك، هل هو أمر ثالث ليس هو مثلهما أو مشترك2 ~~ووعلى كل حال فالمسألة فيها إشكال؛ لان العبارات لخننا، والكلام لله ليس ~~او لتا، فما هو التنزل - والمعاني لا تتنزل - إن كان المبارات فما هو القول ~~الالهي؟ وإن كان القول فما هو اللفظ الكائن؟ وهو اللفظ بلا ريب، فأين الشهادة. # االغيب إن كان دليلا؟ فكيف هو أقوم قيلا وما ثم قيل إلا من هذا القبيل؟ وهو عند ~~علماء ms121 الرسوم فتحقق به ولا تنطق . انتهى ~~الان قال قائل: فهل كان يجوز لرسول الله أن يتصرف فيما أتزل عليه بعبارة ~~اخرى؛ فإننا ما علمنا كلام الله تعالى إلا منه ؛ كنظير ما قاله الحلماء: إنه يجوز ~~اواية الحديث بالمعنى للعارف ~~الجواب: أنه لا يجوز لأحد أن يعتقد أن رسول الله تصرف في اللفظ ~~المنزل عليه، أو أنه رواه بالمعنى؛ لآته لو صح في حقه ذلك؛ لكان مبينأ لنا صورة ~~همه ، لا صورة ما نزل عليه، وقد قال تعالى: لتبين للناس ما نزل إلتهم) ~~الحل: 44] فمن المحال أن يكون غير شيئا من أعيان تلك الآيات التي أنزلت ~~عليه، يل لو فرض أنه علم جميع معاني كلام الله تعالى؛ بحيت لا يشذ عنه شي ~~امن معناه، وعدل عما أنزل، فأي فائدة للعدول، وحاشاه من ذلك حاشاه، ولو أنها ~~اح في حقه تصرف في صورة ما نزل من المحروف اللفظية، لكان يصدق عليه أنه ~~الع إلى الناس ما نزل إليهم، ومأ لم ينزل إليهم، ولا قائل بذلك، فافهم فقد بان ~~الك تنزيه كلام الله تعالى عن صفة كلام خلقه، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~الصشلهقا ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماتي الصفات الالهية ~~اب سن ينو ~~اا حلاه الك تحالى ححلا ~~مما أجيته يه من يتوهم آن سساع جبريل أو مححمد كلام الله تعالى ~~اورته صورة سماع كلام الخلق لبعضهم بعضا، [66/أ] فتشكل(1) الحروف اللفظية ~~الي ينطق بها العبد في الهوى، ثم تتصل بمحال السماع، على صورة ما نطق ب ~~المتكلم، ثم إذا تشكلت في الهواء؛ فحيتتذ تتعلق بها أرواحها، فلا يزال الهوا ~~اك عليها شكلها وإن انقضى عملها، ثم بعد ذلك تلتحق بسائر الأمم، فيكون ~~غلها تسبيح ربها ~~والجواب: أن الذي عليه أهل الكشف قاطبة: أن سماع محمد وجبريل عليهما ~~الصلاة والسلام كلام الرب عز وجل لا يصح تكييفه، ولا يقدران على إيصال ذلك ~~الينا بعبارة؛ لأنه ليس بصوت ولا حرف، ولا هو عربي ولا هو أعجمي، ولا يشيه ~~لام شيء من سائر الحيوانات والجماد، ولكن ms122 يخلق الله تعالى لمن سمع كلامه ~~اعلما ضروريا، لا يشك فيه أن كلام الله تعالى يقذف في قلبه قذفا لا يدري كيف ~~صل إليه ولا يتحيز بجهة. # الفان قلت: إذا كانت الحروف المنطوق [79/ب] بها في ألسنة الخلق تتطور ~~املأكة تسبح ربها، ويكون ثوابها للمتكلم بها، كما قاله أهل الكشف، فما حكم ~~الكلمات التي نهى الله تعالى عنها؟ هل تتطور كذلك ملائكة تسبح الله تع ~~وتستغفر للناطق بها أو تسبه ~~الجواب الذي عليه أهل الكشف: آن الكلمات إن كانت ترضي الله تعالى ~~استغفر لصاحبها، وإن كانت تسخط الله تعالى فهي تلعن صاحبها، وفي الحديث: ~~اان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى، ما يلقي لها بالا، يهوى بها في ~~سعين خريفا"(2). # ذهب بعضهم إلى أن حروف الكلمة التي نهى الله تعالى عنها تستعفر لصا ~~(1) كذا في النسختين، وفي هامش (أ) : نسخة: فتشكل. # (2) أخرجه ابن ماجه (3970) قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (177/4): هذا إستاد ضعيف PageV00P000 ~~الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~امن عصاة المؤمنين؛ من حيث إنه كان سببا في ظهور نشأتها، ولا علم لها بما على ) ~~اصاحبها من الانم، والحديث ربما يرد ذلك، فإياك والغلط ~~اوقد سمعت بعض أهل الكشف يقول: إن الأفعال والأقوال التي نهى الله تعالى ~~اعنها، أو أمر بها هي التي تتولى عذاب أملها، أو نعيمهم، فتطور لهم بصورة نحو ~~اضوان، أو صورة نحو مالك خازن النار ~~ان قال قائل: فهل يدرك الحروف اللفظية الهوائية موت بعد وجودها ~~االجواب: قد أجمع أهل الكشف على أنه لا يلحقها موت، بخلاف الحروف ~~الرقمية، والفرق أن الحروف الرقمية تقبل التغيير والزوال؛ لأنها في محل يقبل ~~اذ لك، ولا هكذا الأشكال اللفظية؛ فإنها في محل لا يقبل التغيير، فكان لها البقاء.] ~~نه ~~انإن قال قائل: فما المراد بهذه الحروف أوانل الشور مثل "آلم"، و"حم"،. # ولاق"، و"ن24 ~~افالجواب : قد ذكر الشيخ محي الدين في الباب الثاني والتسمين ومائة من ~~االوحات" إن جميع الحروف المقطعة أوائل السور ملائكة ~~اقال: وقد اجتمعت بهم ms123 في بعض الوقائع، وما منهم أحد إلا وأفادني علما لم ~~فهم من جملة أشياخي من الملائكة، فإذا نطق القارئ بهذه الحروف ~~اأهم فيجيبون، فإذا قال القارئ: 9أ لم" مثلا، قال مؤلاء الثلاثة من ~~تقول؟ فيقول القاري ما بعد هذه الحروف، فيقولون له : صدقت، إن ~~وقال: هذا مؤمن حقا نطق يحق، وأخبر بحق، فيستغفرون له، وهكذا ~~ص" وتوها ~~جموع ذلك أربعة عشر ملكا آخرهم "ن4. # مثل ~~كة ~~ير ~~في ~~قال ~~اقال: وقد ظهروا في منازل القرآن على وجوه مختلفة، فبعض المنازل ظهر فيها ~~كن ~~كان ~~الملا ~~ان ~~القول ~~لك واحد، نحو "ص4 وفق4 و9ن4، [67/أ] ومنازل ظهر فيها اثنان، مثل لطس. # لتدليس ابن إسحاق، وأخرجه الححاكم (640/4) بلفظ : "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يظن أن تبلخ ~~بلخت يهوي بها سعين خرينا في التارء ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم ~~ه PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمحاني الصفات الالهية ~~ايس4 ولاحم" وهكذا، وصورها مع التكرار تسعة وسبعون ملكا، بيد كل ملك ~~اعبة كما ورد، والبضع من الواحد إلى تسعة؛ فقد استوفى غاية البضع ~~اوأطال الشيخ في ذلك ثم قال: فمن نظر إلى هذه الحروف بالباب الذي فتحته ~~اله؛ رأى عجائب عظيمة، منها أن هذه الأرواح الملاتكة التي هذه الحروف ~~اجسامها، تكون تحت تسخيره إذا نطق بها، فتمده بما ييدها من شعب الايمان ~~حفط عليه إيمانه إلى الممات . # اان قلت: فهل لمقام تلاوة رسول الله للقرآن بعده وارت أم لا ~~فالجواب: نعم له وارث، وكذلك القول في كل مقام، ما لم يرد لنا ش ~~خالفه ~~اوالفرق بين تلاوة الوارث وغير الوارث: أن الوارث يتلو القرآن عارفا بمعاني ~~اروه، وغير الوارث يتلو أحرفا نزلت من المخيال - الذي هو في مقدم الدماغ ~~ال ~~السان، فترجم بها من غير أن يجاوز حنجرته إلى القلب الذي في صدره، فلم ي ~~الى قليه منه شيء. # اايضاح ذلك: أن القارئ إذا لم يكن وارثا لمقام رسول الله في التلاوة ~~انا يتلو حروفا ممثلة في خياله، حصلت له من الألقاظ ms124، معلمة إن كان أخذ القرآن ~~القين، أو عن حروف كتابة إن كان أخذه من كتاب: فإذا أحضر تلك الح ~~االه، ونظر إليهأ بعين خياله؛ ترجم اللسان عنها، فتلاها من غير تدب ~~ه بل لبقاء تلك الحروف في حياله. # الفان قيل : فهل لهذا القارئ أجرة تلاوة القرآن أم لام ~~افالجواب : الذي دل عليه الكشف الصحيح أن لهذا التالي من الأجر مثل ~~امة، لا مثل أجر القرآن ، وذلك لأنه ما تلى المعاني، وإنتما تلى الحروف، ~~اال في الذين يقروون القرآن، لا يجاوز حناجرهم : "إنهم يمرقون من الدين ~~ارق السهم من الرمية"(1). انتهى، أي : يمرقون من الجزاء على قراءتهم، إن كانوا ~~المين، يعني الجزاء الكامل الحاصل للوارث، فافهم ونزه سماع جبريل ومحس ~~الى الله عليهما وسلم كلام الله عن صورة سماع الخلق كلام بعضهم [80/ ~~ضا، والحمد لله رب العالمين ~~(1) أخرجه البخاري (3414) و(4094)، ومسلم (1063) . PageV00P000 # الواعد الحخفة السرضحة لسلي لصفت الالهة ~~اب سن يتدحو ان المرا ~~اايات الحقات ما يتحوره الحوام منها ~~ومما أجبت به من يتوهم من آيات الصفات وأخبارها : أن المراد بها مايتعقله ~~العوام منها ~~والجواب: أن أهل الله قاطبة أجمعوا على أنه يجب الإيمان بآيات الصفات ~~اأخبارها، لكن على حد ما يعلمه الله تعالى، وعلى حد ما تقبله ذاته المقدسة، وما ~~ل(1) يليق بجلاله، ولا يجوز لنا رد شيء من ذلك، ولا تكييفه ، ولا نسية ذلك إلى ~~الحق جل وعلا على حد ما ننسيه إلينا، وذلمك لأننا جاهلون بذاته تعالى في هذه ~~الدار وفي الآخرة، لا ندري كيف يكون الحال. # اكل من رد شيئا أثبته الحق تعالى لنفسه على ألسنة رسله؛ فقد كفر بما جاء ~~اعتد الله، وكل من أمن ببحض ذلك وكفر ببعض؛ فقد كفر كذلك. # اكل من آمن بذلك، ولكن شبهه في نسبة ذلك إليه مثل نسبته إلينا، أو توهم ~~لك، أو خطر على باله ذلك، أو تصوره، أو جعل ذلك ممكنا وجه لا يخالف ~~اجماع(2)، أو ما يعلم له، أو لمثله من الدين في الصورة؛ فقد جهل وما كفر ms125. # اوذكر في الياب السادس من "الفتوحات" ما نصه : اعلم أن جميع ما وصف ~~الحق تعالى به تفسه؛ من خلق وإحياء وإماتة، [1/68] ومنع وعطاء، ومكر ~~ااستهزاء وكيد، وقرح وتعجب وتبشش، وقدم ويد ويدين، وأيد وأعين وإصبع ~~عية وضحك، وإتيان ومجيء، وسعتريا وهرولة، واستواه ونزول، وبصر وععلم ~~اكلام وصوت، وحد ومقدار، ورضى وغضب وذراع، ونسو ذلك، كله نعحث لربنا ~~ايح، فإننا ما وصفناه به من عند أنفستا، وإنما هو تحالى الصادق، وهم ~~الصادقون بالأدلة الحقلية. # اكان سيدي علي المرصغي رحمه الله تعالى يقول: جميع الصفات الواردة في ~~1) كذا في التسختين، ولعل الصواب ما يليق بجلاله، بدون (لا) ~~2) قوله: (وجه لا يخالف الإجماع) هكذا في النسختين، ولعل في العبارة سقطا أو تحريفا PageV00P000 ~~الواهد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~كتاب الله والسنة، مما يقرب من التشبيه، كلها معقولة المعنى لنا، مجهولة النسية ~~الى الله تعالى، يجب الإيمان بها؛ لأنه حكم حكم به الحق سبحانه وتعالى على ~~افسه، وهو أولى مما حكم به العقل. # لان قلت : فمن أين دخل الضلال على المتشبهة ~~فالجواب: دخل الضلال عليهم من التأويل؟ وحمل ما جاء من الآيات ~~االأخبار على غير وجهها، من غير رد علم ذلك إلى الله عز وجل، ولو أنهم بحثوا ~~اعما يجب لله تعالى؛ من التتزيه في أيات الصفات وأخيارها، وترك القول بما يسبق ~~وليس ~~ام نها إلى الأفهام، ووكلوا علم ذلك إلى الله ورسوله لأفلحوا، وكان يكفيهم ~~كشو شت [الشوري: 11]. # تى جاءهم حديت فيه تشبيه قالوا: إن الله تعالى قد نفى التشبيه عن نفسه ~~اي إلا أن هذا الخبر له وجه من وجوه التنزيه، وجيء بذلك لوجه الفهم العربي ~~الذي نزل القرآن بلسانه، [ف](1) إنك لا تجد قط لفظة، في آية أو حديث، إلا و ~~لك ~~اتمل عند العرب وجوها، منها ما يؤدي التشبيه، ومنها ما يؤدي إلى التتزيه ~~ل لا يوجد لدينا آية ولا حديث يكون نصا في التشبيه أبدا، فحمل المتأول . # الفظ على الوجه الذي يؤدي إلى التشبيه، ثم يأخذ في تأويله أجور ms126(2) على ذلك ~~الفظ؛ إذ لم يوفه حقه بما يعطيه، ووصفه في اللسان، مع ما في ذلك من التعد ~~العقل ~~اعل حدود الله عز وجل4 بحمل صفاته على ما لا يليق بجلاله. # اقد حببت لي أن أذكر لك تأويل بعض صفات لتقيس عليها ما لم نذ ~~ننمن ذلك حديث : "قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن"(2) تظر ~~يقتضيه الوضع من الحقيقة والمجاز، فوجد الأصبع لفظا مشتركا، يطلق على ~~الجارحة، وعلى النعمة، تقول العرب: ما أحسن أصبع فلان، يعني ماله، فإذا ~~أصبع يحتمل الجارحة والنعمة والثناء والحسن، فيأي وجه يحمل الأصبع ~~اة في جانب الحق تعالى، ويترك وجه التنزيل. # زيادة المحقق ~~الذا في النسختين، ولعلها: جور. # رجه مسلم (2654) بلفط: "إن قلوب بتي آدم كلها بين أصبعين..". # الجا PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الحفات الالهية ~~من ذلك القبضة واليمين، نظر العقل بما يقتضيه الوضع، فعرف من وضع ~~السان العربي أن معنى ذلك : أن الوجود كله في قيضته، وتحت حكمه، كما يقال: ~~لان في قبضة يدي، يريد آنه تحت حكمي وتصريفي فيه؛ فإنه ليس في يد ~~المحسوسة منه شيء، فلما استحالت الجارحة على الله تعالى، عدل العقل إلى روح ~~القبضة ومعناها وفاندتها، قال تعالى: (والأرض جيعا قبضته يوم القيمة ~~السموات مطويتت بيميية [الزمر: 67] فما ذكر اليمين إلا لكونها محل القوة، ~~االتصريفب المطلق عندنا، وفي ذلك [81/ب] إشارة إلى تمكن القدرة من الفعل ~~1/69] فوصل المعنى إلى أفهام العرب، في ألفاظ تعرفها، وتسارع بالتلقي إليها ~~ومن ذلك النسيان، ومعلوم أن الحق سبحانه وتعالى لا يجوز عليه النسيان، ~~كن لما عذبهم الحق تعالى عذاب الآباد، ولم تثلهم رحمته، فتدفع عنهم ما هم ~~فه، صاروا كأنهم كالمنسيين عنده. # امن ذلك الغضب على العبد، وبغض الله له، يجب حمله على أن ذلك إنما ~~او لما سبق به العلم الإلهي، وإلا فهو تعالى الخالق للذات المغضوب عليها ~~االمبخوضة ولصفاتهما(1)، فلا يجوز حمله على صفة غضب الخلق، وبخضهم ~~البعضهم بعضا؛ فإن مثل ذلك لا يصدر إلا من الخلق؛ لعجزهم عن رد ما ms127 يغضبون ~~الأجله، بخلاف الحق جل وعلا؛ فإنه خالق لجميع الأقوال والأفعال، ومعلوم أن ~~الخالق لا يغضب من فعل نفسه فافهم ~~امن ذلك التفس في نحو حديث: "إن نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمين"(2). # ومعلوم أنه تعالى منزه عن التنفس ، الذي هو الهواء الخارج من الجسم المتنفس ~~االجواب: كما قاله الشيخ محي الدين في الباب الثامن والتسعين ومائة من ~~الفتوحات المكية": أن المراد بتنفس الحق تحالى هو العماء، وليس المراد به ~~الهواء، ولهذا قال في بعض طرق حدبث صفة العماء، الذي كان الحق تعالى ~~ل فه قبل خلق الخلق من غير حلول: "تحته هواء وفوقه هواء"(2) بمعنى أن له صفة ~~الفوق والتحت، أما الغوق فمن كون الحق تعالى نسب إلى نفسه أنه فيه، وأما ~~1) في (ب) : لصفاتها. # (2) تقدم تحتريمجه (ص 153) ~~3) أخرجه الترمدي (43109، وابن ماجه (182)، وأحمد (11/4) . PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الالهية ~~الحت فلما تقدمت الإشارة إليه في حديث: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ~~ساجد"(1) ~~او ليس النفس الذي هو عندنا العماء كما تقدم مخلوقا، إذ لو كان العماء مخلوقا ~~لما كان للجواب فائدة. انتهى ~~ا: فيجب الايمان بهذا العماء، ويجب حمله على ما يليق بجلال الحق ~~اعالى، على علم الله فيه، فليتأمل مع ما تقدم في هذا الجواب قريبا، آن تفس ~~الحمن هو تنفيسه تمالى عنه بالأنصار حين أتوه من اليمين ~~او ذكر الشيخ محي الدين في كتابه "لواقع الأنوار" ما نصه : اعلم أنه ليس عندنا ~~الي كلام العرب مجاز أصلا، إنما هو حقيقة ، وذلك لأنهم وضعوا الفاظهم حقيقة ~~الا وضحوها له، فوضحوا يد القدرة للقدرة، ويد الحاجة للحاجة، ويد المعروف ~~لمعروف، وهكذا، من ادعى أنهم تجاوزوا في ذلك فعليه الدليل، ولا سبيل ل ها ~~اليه، ولما قالوا: فلان أسد، وضعوا هذا الإطلاق حقيقة لا مجازا ~~قال: ومن هذا تعلم يا أخي أن كل ما جاز(6) في الكتاب والسنة، من ذكر ~~العين واليد والهرولة، ونحو ذلك، لا يقتضي التشبيه في شيء، إذ التشبيه إنما يكون ~~الفظ المثل، أو كاف ms128 الصفة، وما عدا هذين الأمرين إنما هو الفاظ اشتراك، فنسبتها ~~اثث متى جاءت إلى كل ذات بما يناسبها ويعطيه(3) حقيقتها، ولو أن تلك الصفات. # الي جاءت بها الرسل، صلوات الله وسلامه عليهم، لا يصح إطلاقها على ال ه ~~عالى؟ لكان الصدق كذبا، وما بعث رسولا إلا بلسان قومه؛ ليبين لهم. # فجب علينا الإيمان بجميع آيات الصفات وأخيارها، على حد علم الله فيها ~~وجهلنا بكيفية ذلك التشبيه لا يقدح في إيماننا. انتهى ~~ااتمة ذكر الشيخ محي الدين في الباب الثالث والستين وثلاثمائة من ~~الفتوحات" ما تصه [70/ أ] : اعلم أن من عدم الإنصاف إيمان الناس بما جاءهم ~~امن أخبار الصفات على ألسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعدم إيمانهم بها إذا ~~ااهت على يد أحد من العلماء الوارثين للرسل، مع أن البحر واحد ~~(1) تقدم تريجه (ص14) . # (2) قوله: (جاز) كذا في النسختين، ولعل الصواب: (جاء)، والله أعلم ~~(3) كذا في التسختين، ولعلها (يعطيها) PageV00P000 ~~الالهية ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات ~~اكما جاءت الرسل بما تحيله العقول من الصفات، ووجب الإيمان به ~~اجب الإيمان بما جاه به الأولياء المحقوظون من التلبيس* وكما سلمنا ما ج ~~الأصل ، كذلك نسلم ما جاء به القرع بجامع الموافقة. # اوباليت الناس إذا لم يأمنوا بما جاء به الأولياء؛ جعلوهم كأهل الكتاب ~~صدقونهم ولا يكذيونهم. انتهى ~~فاعلم ذلك، وانسب آيات الصفات وأخبارها إلى الله عز وجل على علم ~~ال فيها، أو بتأويل يقبله لسان العرب فيها، لكن لا يخفى نقص إيمان المؤول، ما ~~الى، لا مما أوله بعقله؛ فق ~~الضرورة؛ كخوفهم على ال ~~احيث إن الله تعالى أمره أن يؤمن بما أنزل اله ~~اكون ذلك الأمر الذي أوله يرضاه الله تعالى. # اما أول [82/ب] العلماء بالله تعالى إلا. # كتشبيه وتمثيل ~~يت مسلم وتعيره: "جحت ~~الذين لم يصلوا إلى فهم التنزيل(1)، من محظور ~~دليلهم في ذلك قول الحق تعالى في ~~اعمني ومرضت فلم تحدتي" إلى آخر النسق، فإن الحق تعالى لما رأى عبده توقف ~~اقال: "كيف أطعمك وأعودك وأنت رب العالمين" أول له ذلك ms129: "أما علمت أن ~~ابدي فلان جاع، أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي" وقال في المرض 9 . # اناك عدته لوجدتتي عنده"(3) ~~1) في (ب) التنزيه. # (42 أخرجه مسلم (2569) بلفظ: "امتطممتك فلم تطحمني4، وليس فيه (جعت) ، والشيخ إنما يروي ~~لمحتى PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمحاني الصفات الالهية ~~اب مايد ~~يه ااتصين صن التبمي ~~وما أجيت به من يتوهم من حديث القدمين (1) اللتين تدلتا من العرش الكريم ~~أنهما كقدمي الآدمي، كما بلغني عن بعضهم، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. # الحواب: أن المراد بالقدمين هنا بإجماع أهل الكشف كلهم هما قدما الآمر ~~االنهي، ويعبر عنهما أيضا بالخير والشر، الذين هما من أثر الأمر والنهي، وكلاهما ~~ي، ستلاف ما توهمه المجسة ~~اايضاح ذلك : أن الكرسي تحت العرش، كاللم تحت الغرفة في العا ~~االعرش محل أحدية الكلمة؛ لغلبة الرحمة فيه على الرحمة التي في الكرسي ~~ارينة قوله تعالى: (الريمن على العرقر استوى )) [طه: 5] فما ذكر الاستواء ~~االاسم الرحمن ~~أما الكرسي فقد انقسمت الكلمة فيه إلى أمرين؟ ليخلق تعالى من كل ز ~~اانين، فظهرت الشفيعة في الكرسي بالفعل، فكانت في العرش بالفوة، فإن قدمي ~~أمر والنهي لما دلتا إلى الكرسي؛ انقسمت فيه الكلمة الرحمانية إلى قسمين : أهل ~~انة وأهل نار، وقال تعالى فيهم: "هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا ~~أبالي"(2) فاستقرت كل قدم في مكان غير مكان القدم الأخرى، وهو منتهى ~~دهما الجنة، والآختر جهنم، وليس بعدهما مكمان أخر ينتقل ~~ل فهل يتجاوز الكرسي عمل، أم الأعمال كلها إذا صعلت تقف ~~تقرارهما فسمي ~~اهل القبضتين إليه. # فان قال قائل: ~~ال فيه لا تتجاوزه، من حيث إن نهاية كل أمر يرجع إلى ما منه بدأ، وقد بدئنت الأوامر ~~والنواهي من الكرسي [71/أ]؟ # 1) أخرجه الطبراني في "الكييره (12404) موقوفا على اين عباس، قال ومبع كرسيه السماوات. # اوالأرض، قال : موضع القدمين ولا يقدر قدر عرشد، فلعل هذا ما يشير إليه الشيخ، والله أعلم ~~(2) أخرجه الساكم في المستدرك" (85/1) ، والبزار في "مسندهه (3032) PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصقات الالهية ~~القالجواب: إن أراد هذا القايل عالم ms130 الخلق والأمر فصحيح؛ لأن هؤلاء لا ~~ي نفذون الكرسي أبدا. # اوان أراد التكليف فلا، وذلك لما قاله أهل الكشف، من أن التكليف انقسم من ~~السدرة، فقطع أربع مراتب قبل السدرة [ل](1) أن السدرة هي المرتبة الخامسة؛ فإن ~~الكليف ينزل من قلم إلى لوح إلى عرش إلى كرسي إلى سدرة، فإذا صعدت أعمال ~~ادم كلهم، قلا تتجاوز سدرة المنتهى آبدا ~~الفإن قال قائل: هل نزلت الأحكام الخمسة من محل واحد، أو من أماكن ~~لالحواب: نزلت من أماكن مختلفة، فظهر الواجب من القلم، والمتدوب من ~~الوح، والمحظور من العرش، والمكروه من الكرسي، والمباح من السدرة؛ لأن ~~المباح قسم النفس. # االى هذه السدرة تنتهي نفوس عالم السعادة، وإلى أصولها - وهي الزقوم ~~انتهي نفوس عالم الشقاء، فإذا صعدت أحكام الدين الخمسة المذكورة، كان غايتها ~~الى الموضع الذي منه ظهرت، ذكره الشيخ في الياب الثاني والخمسين من ~~الفتوحابت". # اان قال قائل: فما كيفية صعود الأعمال مع أنها أعراض؟ # االحواب: ما قاله الشيخ في الباب السابع والتسعين وثلاثمائة من "الفتوحات": ~~إنها تتطور ملائكة، ثم تصعد على شاكلة فاعلها وعمله، حستا وقبيحا، فتخج من ~~الهيكل إلى محالها على مركبها، اللي هو روح الحضور فيها، فيقع طرف قدم ~~عل منتهى بصره، حتى يصل إلى محل نهايته. # اقال في الباب الثامن والخمسين من "الفتوحات" : يكون من القلم نظر إلى ~~الأعمال الواجبة، فيمدها بحسب ما يراه فيها ~~اوكون من العرش نظر إلى المطورات، فلا يمدها إلا بالرحمة؛ لأنه مستوى ~~الاسم الرحمان، ولهذا يكون مآل عصاة الموحدين إلى الرحمة ~~اكون من الكرسي نظر إلى الأعمال المكروهة، فيمدها بحسب ما يرى فيها ~~(1) زيادة من المحقق. PageV00P000 # القواهد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الالهية ~~اولا يخقى أنه رحمة الكرسي دون رسحمة المرش؛ إذ الرحمة تعظم بحسب ~~الب، وتصغر بصخره عادة ~~فالكرسي تحت حيطة العرش، كما أن المكروه تحت حيطة ال ~~والمستحب تحت حيطة الواجب؛ كاندراج الوضوء في الغسل؛ [83/ب] ~~اتمع على المكلف الحدث الأصغر مع الأكبر. # اليس فوق رحمة العرش رحمة، لأن رحمته عمت العالم ms131 كله بإذن الله ~~عالى ~~إما رحمة دوام، وإما رحمة إمهال، وإما رحمة تفيف عذاب، أو عدم مو ~~بالكلية. # اعلم أن الكرسي لما كان محل بروز الأمر والنهي كما قررتا، وكان فيه ~~مكروه" و ~~ا، عفى الله تحالى عن أهل حضرته في جميع ما فع ~~الأجر في تركه فيثاب تاركه، ولا يؤاخذ فاعله . انتهى ~~ااعلم ذلك، وإياك أن تعتقد في الله تعالى شيئا م ~~اتعالى مخالفة لسائر الحقائق، والحمد لله رب ال PageV00P000 ~~الواصد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اب صن ينوه آع حلبب ~~العل التار غمير يداله دانه بسينقةفي أخو الأص ~~ومما اجيت يه من يتوهم من قول الله عز وجل للقلم في الحديث القدسي ~~اكتبه علمي في خلقي إلى يوم القيامة" (1) أن الشقاء ينقصني لأنه من جملة ما كتبه ~~الم، كأن هذا المتوهم قال : جميع ما كتبه خاص بالأمور الواقعة في الدنيا فقط ~~التاهيها، وأما الآخرة فلا يكتب القلم علمه فيها؛ لعدم تناهيها، وما لا يتناهى أملده ~~الا يحويه الوجود، والكتابة وجود. انتهى ~~اوالجواب: أنه يجب قطعا اعتقاد تأبيد الخلود في النار لأهل النار الذين هم ~~أهلها، وهم أربع طوائف: المشركون بالله، والمتكبرون على الله، والمنافقون ~~اوالمعطلون؛ فإن الخلود في الدارين لأهلهما قد تبت بالنصوص القاطحة، وذلك لا ~~انافي دخوله في الكتابة المغيات بقوله تعالى: "اكتب علمي في خلقي إلى يوم ~~القيامة" لأن المراد اكتب علمي في خلقي، الذي من جملته تخليد الكافرين في ~~او المراد اكتب أعمالهم وأقوالهم، التي يجازون عليها إلى يوم القيامة، وأما ~~الجزاء الأبدي فلا تدخله الغاية، إلا لكونه أبديا، وأما غيره فتكتب غايته، فهو نظير ~~القوقل الإنسان لغلامه: إن فعلت كذا في اليوم القلاني حبستك سنة، أو لا أطلقك ~~حتى أموت. # معت سيلي عليا المرصفي رحمه الله تحالي يقول: قد غلط قوم من ~~المتصوفة فقالوا: إن مدة الشقاء تنقضي، فصايقوا بذلك التصوص القطعية، ولو ~~اهم تأملوا؛ لوجدوا التأبيد لأهل النار فيها من توابع تلك الأحكام، التي كتبها القلم ~~اعليهم؛ لتجزي كل نفس بما نوت وعزمت ms132، وقد كان أهل النار عازمين على الدوام ~~(1) أخرجه ابن أبي حاتم في "تغسيرهه (631/2)، وأبر الشيخ في "العظمة" (589/2) عن اين عباس ~~وقوفا PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~اعلى كفرهم ما داموا أحياء ولو أبدا، فجازاهم الله تعالى بالتأبيد في العذاب ~~العزمهم على التأبيد في الكفر، ومخالفة الرسل. # واهلم يا أخي أن الله تعالى خلق القلم الأعلى، واللوح المحفوظ، ثم خلق ~~ا، فما في اللوح المحفوظ لا ~~اته ثمانية وستين قلما أخرى، وثلاثمائة وستين ~~احخله مو، وما في هله الآلواح يدخله المحو ~~الفان قيل: فلم سمي اللوح الأعلى محفوظا ~~وأما ألواح المحو والإثبات ~~فالجواب: سمي بذلك لحفظ ما فيه من الم ~~ااي المشار إليها بقوله تعالى: يمكوا الله ما يشاء ورثبث وعندهء أم الكتب ) ~~الرعد: 39] أي اللوح المحفوظ ~~لقال الشيخ محي الدين : ومن هذه الألواح تنزلت الكتب الإلهية والصحف على ~~السل عليهم الصلاة والسلام، ولذلك دخلها النسخ، بل دخل في الشرع الواحد ~~الفان النسخ: عبارة انتهاء مدة الحكم لا على البداء(1) فإن ذلك يستحيل على ال ~~التعالى؛ فكأنه تمالى يقول لعباده: افعلوا كذا شهرا مثلا، فإذا مضى الشهر فات ~~لك، واعملوا بكذا، فقال [73/أ] العباد: السعداء سمعا وطاعة. # اأطال الشيخ رضي الله عنه في ذلك ثم قال : فاعلم أن القلم الأعلى آثبت ~~الوحه كل شيء، مما تحويه ألواح المحو والإثبات، ففي اللوح المحفوظ إثبات ~~المحو في هذه الألواح، واثبات الإثبات، ومحو الإثبات عنده وقوغ حكم وإنشا ~~أامر آخر كالقبلة، أو زوال صفة ودخول أخرى كالنسخ، فهو لوح مقدس عن ال ~~كما مرت الإشارة إليه. انتهى ~~سمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول : المو خاص بالا ~~اوالأحوال، دون الذوات؛ إذ الذات لا يتوجه إليها محو؛ بخلاف الأعمال ~~اوالأحوال، كما أشار إليه حديث: " إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة الحديث" ~~تهي ~~اإن قال قائل : فهل أحاط أحد من أهل الكشف بشيء مما في اللوح [44/ب) ~~1) البداء: هو أن يظهر له - أي للشخص - ما كان حقيا عليه ~~2) تقدم تحريجه (ص99) . PageV00P000 # الواعد الكشقية الموضحة ms133 لمعاتي الصفات الالهية ~~الددورناء كما مو مشهود ين الارنياء، فيقود احدمم: وأت في الوح المسدوط ~~كذا وكذا. # افالجواب: نعم كما ذكره الشيخ في الباب الثامن والتسعين وماية من ~~الفتوحات"، فقال : اعلم يا أخي أن جميع ما سطر في اللوح المحفوظ من آيات ~~الكتب الإلهية مائتا ألف آية، وتسع وتسعون ألف آية، وماتتا آية. # قال : وهذا ما أطلعنا الله عليه في اللوح من الأحكام المتعلقة بالخلق إلى يوم ~~القيامة ~~اقال في الباب الثالث عشر منها: اعلم أن القلم الأعلى هو رأس ملائكة ~~الدوين والتسطير، وأما اللوح فهو مستق من القلم، وله ثلاثمائة وستون سنا، كل ~~ان يغترف من ثلاثمائة وستين صنقا من العلوم الالهية الإجمالية، فيفصلها في ~~الوح، فإذا ضربت علوم التفصيل الثلاثمائة وستين صتفا في مثلها، فالخارج هو ~~قدار أمهات فروع العلوم الإلهية، المتعلقة بالخلق إلى يوم القيامة خاصة، لا تزيد ~~اعلما واحدا من الأمهات ولا تنقص. # ال ان قال قائل: فما عدد علوم الإمام المبين، الذي أحصى الله عز وجل فيه كل ~~؟ # لالجواب كما قاله الشيخ محي الدين : إن عدد علومه مائة ألف توع، وتسعة ~~اعشرون ألف توع، وستمائة نوع، لا تزيد علما واحدا ولا تنقص. # الان قال قائل: ذمن أين عرفوا الأولياء(1) هذه العلوم وليسوا بأنبياء؟ # الجواب: أنهم يعرفون ذلك بالكشف الصحيح، فيكشف الله تعالى عن ~~الوبهم الحجاب، ويصقي بأطنهم من الكدورات، فيرتسم في قلب أحدهم جميع ما ~~اقابله من الوجود العلوي والسفلي، كالمرآة المصقولة الكرة، إذا علقت بين السماء ~~االأرض؟ تحكي كلما قايلها من الجهات الست، ويصير صحيح البصر يحكي ~~الجود كله على التفصيل ~~اومن هنا كان الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه يقول لأصحابه : أيكم ~~1) قوله: (عرفوا الأولياء) كذا في النستين، وهو على لغة أكلوني البراغيث، وهي لغة ضعيفة كما هو PageV00P000 ~~الواعد الكثفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اطلعه الله تعالى على كل نطفة نزلت في رحم، أو ورق أو ثمرة خرجت من عود ~~أو نبات خرج من الأرض؟ فيقولون : لا تدري، فيقول : ابكوا على قلوب ms134 محجوبة ~~ان الملك والملكوت ~~اوقد كان سيلدي إسماعيل الأنبابي(1) يقول: رأيت في اللوح المحفوظ كذا ~~وكذا، فأفتى بعض العلماء المالكية بقتله [74/أ]، فقال: ومما رأيته آن هذا المفتي ~~يموت غريقا، فغرق في بحر الفرات. # اوكان أفضل الدين رحمه الله يقول : أنا أعرف ما تكتبه الملائكة في حقي الآن ~~اي الألواح السماوية، فقلت له كيف؟ فقال: لأن بين العالم العلوي والسفلي ارتباطا ~~اب قائق ممتدة ، وأقلام الالواح تكتب كلما يفعله العالم العلوي والسفلي أو يقوله ~~ووكذلك يقولون: كلما يخطر على بال أحدهم، فكل فعل يفعله، أو قول يقوله، أوا ~~اخاطر يخطر له، ثم يصر عليه، فهو الذي تكتبه الملائكة في حقه ذلك الوقت. # انهي ~~اقد بسطنا الكلام على كيقية تنزل الأمر من السماء إلى الأرض، وكيفية عروج ~~الملائكة، وهبوطهم بالأمر والنهي، في مبحث خلق اللوح والقلم، في كتاب ~~االيواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر" فراجعه، واعتقد أن الله تعالى قد يخرق ~~العادة لبعض أولياثه، فيرى ملكوت السماوات والأرض. # اانما منع بعض العلماء وقوع ذلك لغير الأنبياء؛ سدا لما يتطرق إليه من ~~اصديق الأولياء في مثل ذلك، مع عدم عصمتهم؛ فريما لبس الشيطان على أحدهم ~~امثل له ذلك لوحا محفوظا، وسطر له فيه شيئا يخالف ماجاعت به الشريعة، ~~فيحصل بذلك فساد في الدين، ولكن المرجع لميزان الشرع، فكل شيء أتى ب ~~الولي موافق للشرع قبلناه، وكلما يخالف ذلك رددناه، وإن جوزنا العصمة لغير ~~الألنبياء، فنعم ما فعل العلماء، والحمد لله رب العالمين ~~(1) لم أعثر على ترجمته. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~مماينور ~~حتابة اللك الأشياء في الأول ~~ومما أجيت به من يتوهم من كتابة الله تعالى شيئا في الأزل: أن ذلك في زمان ~~خلوق، سابق على الكتابة ككتابة الخلق. # االحواب: آنه يجب جزما اسمتقاد آن كتابة الحق جل وعلا حيث أطلقت ~~لفالمراد بها تعلق العلم بذلك المكتوب في العلم الإلهي، الذي لا افتتاح له، فما ~~اكر الله تعالى الكتابة إلا ليتعقل عباده من حيث وجودهم، ل من حيث الكتابة ~~قد سئل ms135 الشيخ محي الدين رضي [85/ب] الله عنه عن الأزل ما المراد به؟ # القال: المراد به القدم؛ إذ ليس بين وحدانيته تعالى وبين إخراجه الخلق من ~~العدم إلى الوجود(1)، وذلك زمان لا يتعقل، وآما الزمان المعقول فهو الزمان الني ~~امتد، وخلق الله فيه ما يراه(12) من الخلق، أي آبرزهم من العدم الإضافي، وهو ~~الذي أخذ الله تعالى فيه العهد الأول على بني آدم؛ إذ الزمان لا يتعقل إلا بوجود ~~العقل، ووجوده مشروط بوجود آدم، وقبل آدم لا عقل لنا فافهم ~~ان قال قائل: قد ورد في "الصحيح" أن الله تعالى كتب التوراة بيده(3)، ~~اكتابته تعالى قديمة، وإذا كانت قديمة فكيف وقع فيها التبديل والتغيير الذي هو من ~~علامة المحاثات* ~~لالجواب: أن التوراة في نفسها ما تغيرت؛ فإن فيها إعلاما برسالة محمد ~~احيث كان كذلك؛ ففي ضمنه الإعلام باثبات شرعه ، وإنما كتابتهم إياها ~~الفظهم بها هو الذي لحقه التغيير، فنسب مثل ذلك إلى كلام الله تعالى بحكم ~~المجاز لا الحقيقة [75/أ]، قال تعالى: (يحرفونة من بعد ما عقلوه وهم يتلمورب) ~~[البقرة: 75]. # (1) هكذا العبارة في التسختين، ولعل فيها سقطا، والله أعلم ~~(42 مكذا في النسختين، ولعلها: (يرى) ~~(43 أحترجه مسلم (2652). PageV00P000 # الواحمد الكففية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~الفهم يعلمون أن كلام الله تعالى معقول عندهم، ولكنهم أبدوا في الترجمة ~~الاف ما في صدورهم، وفي مصحفهم المنزل عليهم؛ فإنهم ما حرفوا إلا عند ~~ستهم من الأصل، وأيقوا الأصل على ما هو عليه؛ ليبقى لهم ولعلمائهم بع ~~العلم ~~لفان قال قائل: إن آدم عليه الصلاة والسلام، قد خلقه الله تعالى بيديه ~~حفظه من التغيير حين أكل ناسيا من الشجرة، وأين رتبة اليد من اليدين ، اللذين ~~كناية عن شدة الاعتناء به ~~االحواب: أن كلام الله تعالى ما غصم من التغيير، إلا من حيث كونه حكما ~~اجل، ومعلرم أن أحكامه تعالى قديمة، والقديم لا يلحقه تغيير. # اأما آدم فليس هو من أحكام الله عز وجلىء فلذلك لم يحفظه من التغيير ~~اوري، بجريان الأقدار فيه، بل هو المحل الأعظم لظهور ما ms136 ظهر منه كذلك. # ان قال قائل : إذا قلتم : إن خلق آدم باليدين؛ إشارة إلى شدة الاعتناء به ~~تعالى ~~ايره ، فإذا الأنعام أشد اعتناة من الحق تمالى لها من آدم ، من حيث إنه ~~امع في خلقها الأيدي بقوله تعالى: يما عيلت أييينا أنعكماهه [يس: 71]. # لفالجواب: أن توجه اليدين على آدم أقوى من توجه الأيدي [على الأنعام](1). # الان التثنية يرزخ بين المفرد والجمع، فلها القوة والتمكين، من حيث إنه لا ~~ال مرتبة الجمع إلا بها، ولا ينتقل عن المفرد إلا إليها. # لعلم أيضا أن كل من فسر اليد بالقدرة؛ ينتقض ذلك عليه باليدين والأيا ~~ان قدرة الله تعالى لا تثنى، ولا تجمع ~~ان قال قائل : فلم سمى الحق تعالى نفسه بالدهر، ومعلوم أن الدهر لا ي ~~إلا أنه زمان؟ # يقة ~~فالجواب: أن المراد به هنا الأزل والأبد، اللذين هما الأول والآخر ~~اوهما من نعوت الله تعالى يلا شك، فإنه سمى نفسه بالأول، ولكن لا بأولية تحكم ~~اعليه؛ كالأوليات المسبوقة بالعدم، فإن ذلك منتفب في حق الحق بلا شك؛ ~~(1) من زيادة المحقق. PageV00P000 # القواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات اللهية ~~كانت أوليته تعالى كأولية المخلوقات؛ لم يصف نفسه يالآخر، إذ الآخر: عبارة عن ~~جوده تعالى بعد انتهاء الموجودات المحدثة كلها ~~اهو تعالى آخر لا يآخرية تحكم عليه، نظير ما قلنا في اسمه الأول، فما كفر ~~الهرية إلا من ظنهم أن الدهر هو الزمان الفلكي، الذي لا حقيقة له في زمان اله ~~اتعالى، الذي لا يعقل، ولو أنهم اعتقدوا في الدهر أنه الأول والآخر ما كفروا، ولا ~~اجهت عليهم مؤاخذة، على أن بعضهم هرب من لفظ الزمان في حق الحق مطلقا ~~ولو لم يتعلق، فاعلم ذلك فإنه نفيس، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضة لمعاني الصفات اللالهية ~~صن يندلح ~~افي ققل قيء من أحوال القيحرة الإلهية ~~اومما أجبت به من يتوهم عقله في قول شيء من أحوال القدرة الالهية: ~~كادخال الحق تعالى السماوات والأرض مثلا من خرم إبرة، من غير آن يوسع ~~ذلك الخرم. # والجواب ms137](1) : اعلم يا أخي أن الله تعالى على كل شيء قدير، ومن شك في ~~القدرة الإلهية كفر، ولما استبعدت عقول المعتزلة [76/ أما وقوع أخذ العهد على ~~اي أدم، وهم في ظهر [86/ب] آدم؛ أنكروا هذا العهد، لتحكيمهم العقل ~~وتقديمه على الشرع. # زعموا أن معنى أخذ الحهد على بني آدم - وهم في ظهره - أنه أخذ بحضهم ~~المن ظهور بعض؛ بالتناسل في الدنيا إلى يوم القيامة، وليس هناك عهد، ولا ميثاق ~~احقيقة، وإنما المهد والسيثاق إرسال الرسل، واستكمال الحقل والنظر، واستدلال ~~جيه الخطاب إلى العهد ~~كيف يصح للمعتزلة ذلك، ومعظم الاعتقاد في إثيات الحشر والنشر ميني على ~~اله ذه المسألة؟ فالذي يظهر لي أنهم ما أتكروا ذلك، إلا فرارا من غموض مسائل هذا ~~المبحث، ودقة محانيه، والرضى بالجهل عند غالب الناس أمر سهل عندهم. # د ذكر العلماء في قوله تعالى: (وإذ لند ريك من بني ءادم من ظهورهر ~~هم [الأعراف: 172]. الآية اثني عشر سؤالا، ونحن نوردها صليك مع ~~الجواب عنها بما فتح الله تعالى به ~~الأول: أين موضع أخذ الله تعالى هذا العهد؟ # والجواب: أن الله تعالى أخذ ذلك ببطن نعمان، وهو واذ يجانب عرفة، قالها ~~ابن عباس وغيره(42. # (1) من زبادة المحقق ~~(2) قال السيوطي في "الدر المنثوره (599/3) : أخرج عبد بن حميد وابن المتلر واين أبي حاتم PageV00P000 ~~الواعد الحخفة لسوضحة لسعني الصنات الالهية ~~وقال بعضهم : أخذه بسرتذيب(1) من أرض الهند، وهو الموضع الذي هبط آدم ~~ان الجنة. # وقال الكلبي(2) : كان أخذ العهد بين مكة والطائف. # اعلي ين أبي طالب رضي الله عنه : كان أخذ العهد في الجنة. # اله الأمور محتملة، ولا يضرنا الجهل بالمكان بعد صحة الاعتقاد بأخذ ~~اثاني: كيف استخرجهم من ظهره؟ # هد ~~والجواب كما في الصحيح : أن الله تعالى مسح ظهر آدم، وأخرج ذريته منه ~~كلهم؛ كهيئة الذر(3). # اختلف التاس هل شق ظهره واستعخرجه منه، أو استخرجهم من ب ~~اقوب رأسه، وكلا الوجهين بعيد، والأقرب كما قيل : إنه استخرجهم من مسام ~~اعرات ظهره؛ إذ تحت كل شعرة ثقبة دقيقة، يقال لها: سم ms138، مثل سم الخياط في ~~النفوذ، لا في السعة، فتخرج الذرة الصغيرة منها، كما تخرج من العرق المنصب ~~االصيبان، وهذا غير بعيد في العقل، فيجب اعتقاد إخراجها من ظهر ادم ~~ااء الله، ولا يجوز اعتقاد أن الله تمالى مسح ظهر أدم على وجه المماسة؛ : ~~ااصال بين الحديث والقديم ~~الثالث : كيف أجابوه تعالى ببلى؟ هل كانوا أحياء عقلاء أم أجابوه بلا ~~الحال* ~~والجواب: أنهم أجابوه بالنطق، وهم أحياء عقلاء: إذ لا يستحيل في الل ~~وأبو الشيخ من ابن عياس في الآنة، قال: مسح الله ظهر آدم وهو بيطن نعمان - واد إلى جانب ~~فأخرج منه كل نسمة هو حالقها ~~1) سرنديب . مي جزيرة عظيمة في يحر هركتذ بأقصى بلاد الهند طولها ثمانون فرستا وص ~~كذلك، وهي جزيرة شرع إلى بحر هركند، وبحر الأعباب. "معجم البلدان" (216/3). # (42 محمد بن السائب بن يشر ين عمرو ابن الحارث الكليي أبو النضر نسابة راوية عالم بالتفي ~~االأخبار وأيام العرب، ولد وتوفي بالكوفة وشهد وقعة دير الجماجم مع ابن الأشمث من مؤلفاته: ~~ر للقرآن الكريم" وكتاب "الأصنام4، توفي ستة (146ه) . # 3) أخرجه الطبراني بسنده في تفسيره (112/9)، وابن حاتم في تفسيره أيضا (1613/5) . PageV00P000 # الوالحد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~ان الله تعالى يعطيهم الحياة والعقل والنطق مع صخرهم؟ فإن بحار قدرته تعالى ~~اواسعة، وغاية وسعنا في كل مسألة أن يثبت الجواز، ونكل علم كيفها إلى الله ~~تعالى ~~الرابع : فإذا قال الجميع : بلى، فلم قبل تعالى قوما ورد آخرين؟ # اوالجواب كما قاله الحكيم الترمذي: أن الله تحالى تجلى للكفار بالهيبة ~~قالوا: بلى مخافة منه، فلم يكن ينفعهم إيسانهم؛ تإيمان المتافقين، وتجلى ~~المؤمنين بالرحمة، فقالوا: بلى مطيعين مختارين، فتفعهم إيمانهم ~~اقال الشيخ أبو طاهر القزوبني : الصحيح عندي أن قول أصحاب الشمال: ~~لل، كان على وفق السؤال، [77/أ] وذلك أن الله تعالى سألهم عن مرتيهم، ولم ~~اسالهم عن إلههم، ولم يكونوا يومئن في زمان تكليف، وإنما كانوا في حالة التخليق ~~االتربية، وهي الفطرة فقال لهم: (آلست يرتبكم) [الأعراف: 172] فتالوا: بلى: ~~الان تربيتهم إذ ذاك كانت مشهودة ms139 لهم، فصدقوا في ذلك كلهم ~~ام لما انتهوا إلى زمان التكليف، وظهور ما قضى الله تعالى في سابق علم ~~الكل أحد، من السعادة والشقاوة، كان منهم من وافق اعتقاده في قبوله الآلهية إقراره ~~الأول، ومنهم من خالف، ولو أنه تعالى كان قال لهم: آلست يواحد؛ لقالوا كلهم: ~~ام، ولم يشرك به أحد، فليتأمل ولا يخفى ما فيه من فوات صورة الاحتجاج ~~االآيات، كما سيأتي قريبا ~~الخامس: إذا سيق لنا عهد وميثاق مثل هذا، فلأي شيء لا نتذكره اليوم؟ # والجواب : أننا إنما لم نتذكر هذا العهد؛ لأن تلك البنية قد انقضت، وتغيرت ~~ااوالها بمرور الزمان عليها في أصلاب الآباء، وأرحام الأمهات، ثم استحالت ~~اصريفها في الأطوار الواردة عليها، من العحلقة والمضغة واللحم والعظم، وهذا كله ~~ما يوجب النسيان ~~اكان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إني لأتذكر العهد الذي ~~اهد إلي ربي، وكذلك كان يقول سهل بن عبد الله رحمه الله تعالى، وزاد بأن ه ~~ارف تلامذته من ذلك اليوم، وأنه لم يزل يربيهم في الأصلاب حتى وصلوا ~~اليه(1). # 1) لا أظن هذا إلا مدسوسا على هذا العارف بالله PageV00P000 ~~القواعد الكشفية الموضة لمعاني الصقات الالهية ~~اوإنما أخبر تعالى بأنه أخذ الميثاق منا إلزاما للحجة علينا، وتذكرة لنا، فهذا هو ~~ارة الإنسان أم لا؟ # الأقرب من العقول عدم الاحتياج ~~اتقران إلى الصورة، بل يقتضيان ~~اجاز أن يتعلق بها السمع والمنطق ~~شرط ~~القول ~~السادس: هل كانت تلك الذراة متصورة بص ~~والجواب: لم يبلغتا في ذلك دليل، إلا أن ~~اان؛ إذ البنية عندنا ليست با ~~صورين بصورة الإنسان ~~[87/ ب] فائدة ذكر العهد. # الى كونها بصورة الإنسان؛ إذ السمع والنطق لا ~~حلا حيا لا غير، فإذا أعطاه الله الحياة والفهم: ~~اان كانت القدرة على ذلك لا تتقيد بصورة الإن ~~اانما أشترطها المعتزلة، ويحتمل أن يكونوا ~~اعالى: من ظهورهر ذريتهم) [الأعراف: 172] ولم يقل ذراتهم، ولفظ الذرية ~~على المصوري ~~السابع: متى تعلقت الأرواح بالذرات التي من الذرية، أقبل خروجها ~~المشون ~~ظهر ~~الجواب : قال بعضهم : إن ms140 الظاهر أنه تعالى استخرجهم أحياء ~~اللك ~~ظلما ~~هكذ ~~ظهره، أم بعد خروجها؟ # اارية، والذرية هم الأحياء، لقوله تعالى: (وماية لتم أنا تملتا ذريتهم في ~~4 [يس : 41] فيحتمل أن الله تعالى خلق الأرواح فيهم، وهم في ~~ايهم، ثم أدخلها مرة أخرى، وهم في طلمات بطون الأرض، ~~اسنة الله، فسمي ذلك خلقا. # قال ولا يرد قوله تعالى: ري هب لي من لدنت ذرية [آل عمران: 38] ~~قصده أحياء فليتأمل. # النامن : ما الحكمة من أخذ الميثاق منهم ~~االجواب: [78/أ] أن الحكمة في ذلك إقامة الله الحجة على من لم يوف ~~ذ لك الحهد، كما تقدمت الإشارة إليه، وكما وقع نظير ذلك أيام التكليف على ألسة ~~الرسل، وسائر الدعاة إلى الله تعالى. # الاسع : هل أعادهم إلى ظهر آدم أحياء، ثم(1) استرد أرواحهم، ثم أعادهم إلييه ~~أمواتا. # (1) قوله: (ئم) ساقطة من (ب) PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماتي الصفات الإلهية ~~والجواب: آن الظاهر أنه لما ردهم إلى ظهره قبض أرواحهم؛ قياسا على ما ~~عله بهم ، إذا ردهم إلى الأرض بعد الموت، فإنه قبض أرواحهم، ويعيدهم فيها ~~العاشر : أين رجعت الأرواح بعد رد الذرات إلى ظهره؟ # والجواب: أن هذه مسألة غامضة، لا يتطرق إليها النظر العقلي عندي بأكثر م ~~ان يقال: رجعت لما كانت عليه من مثل الذرات، كما سيأتي في الجو ~~من رأى في ذلك شيئا، فليلحقه بهذا الموضع. # الحادي صشر: قوله: وإذ أخذ ريك من بني مادم من ظهورهر ذريتهم) ~~الأعراف: 172] والناس يقولون : إن الذرية أخذت من ظهر آدم. # والجواب: أن الله تعالى أخرج من ظهر آدم بنيه لصلبه، ثم أخرج بني بنيه ~~ظهور بنيه فاستغنى، عن ذكر إخراج بني آدم من آدم، بقوله: {ي مادم) إذ من ~~المعلوم أن بنيه لا يخرجون إلا بنيه. # امثال ذلك مثال من أودع جوهرة في صدفة، ثم أودع الصدفة في خرقة، ثم ~~أدع الخرقة مع الجوهرة في حقة، ثم أودع الحقة في درج، ثم أودع الدرج في ~~ادوق، ثم أدخل يده في الصندوق، فأخرج منه تلك الأشياء بعضها من بعض، تم ms141 ~~ااخرج الجميع من الصندوق، فهذا لا تناقض فيه ~~الاتي عشر: في أي مكان أودع كتاب العهد والميثاق؟ # اوالجواب: قد جاء في الحديث أنه أودع في باطن الحجر الأسود، وأن للمحبر ~~الأسود عينين وفمأ ولسانا(1) ~~افان قال قائل: هذا غير متصور في العقل ~~فالجواب: أن كل ما عسر على العقل تصوره يكفينا فيه الإيمان به ، ورد ما ~~ال الله تعالى، وقد ذكر الشيخ محي الدين في الباب الخامس عشر وثلاثمائة: ~~اؤيد الإيمان بمثل ذلك، وهو ما رواه الترمذي وغيره آن رسول الله: "خرج ~~اوما على أصحابه، وفي يده كتابان مطويان، وهو قابض بكل يد على كتاب، فقال ~~الأصحابه : أتدرون ما هذان الكتابان؟ فأخيرهم أن في الكتاب الذي في يده اليمنى ~~اسماة أهل الجنة، وأسماء آبائهم؟ وقبائلهم وعشائرهم إلى يوم القيامة، وأن ال ~~11) انظر "الدر المشورء (605/3) PageV00P000 ~~الإلهية ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصغات ~~ي يده اليسرى فيه أسماة أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم إلى ~~القيامة"(1) . انتهى الحديث. # لو أن الإنسان أراد أن يكتب هذه الأسماء على ما هي عليه في هذين ~~الكتابين، لما قام بذلك ورق الدنيا، ومن هنا تعرف كتابة الله [88/ب] تعالى ما ~~كتابة المخلوقين ~~القال الشيع محي الدين: وهذا علم غريب عجيب، وقمد دفناه وشاهدناه ~~79/أ] وحكي أن فقيرا كان طائفا بالبيت، فقال له إنسان : هل نزلت لك ورقة من ~~السماء بعتقك من النار؟ فقال: لا وهل ينزل للناس أوراق؟ فقال له الحاضرون ~~ام وهم يمزحون، فلا يزال يطوف، ويسأل الله أن ينزل له براءة من النار، فتزلت ~~اعله ورقة من ناحية الميزان، فيها مكتوب عتقه من النار، ففرح بها وأطلع الناس ~~اعليها، وكان من شأن تلك الكتابة، أنها تقرأ على كل تاحية على السواء، لا تتغير ~~كلما قلبت الورقة اتقليت الكتاية لاتقلابها، فعلم الناس أن ذلك من عند ربه بلا ~~القال الشيخ محي الدين : واتفق في زماننا أن امرأة رأت في المنام؛ كأن القيامة ~~القد قاست، وأعطاها الله ورقة من شجرة، فيها مكتوب عتقها من النار، فمسكتها في ms142 ~~دها، ثم استيقلت والورقة قد انقيضت يدها عليها، فلم يقدروا على فتح يدها ~~ايلة، فأرسلوها إلي، فألهمني الله تعالى أن قلت لها : انوي بقليك مع الله تعالى: ~~اك تبتلعي الورقة إذا فتح كفك، فقربت يدها إلى فمها، ونوت ذلك فابتلعتها، ~~وذلك لأن الله تعالى أراد منها أنها لا تطلع عليها أحدا . انتهى ~~فاعلم ذلك يا أخي، وآمن بأن الله على كل شيء قدير، والحمد لله رب ~~العالمين. # (1) اخرجه احمه (2)/177)، والترمذي (2141)، وقال في آخره: وهذا حديث حسن غريب ~~ايح. قال الحافظ في المتح الباري" : إسناده حسن PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~لب صن نهلعع ان النقا ~~النفانية لما تحون إلا عد صببها ~~اومما أجيت به ضعيف العقل الذي يتوهم أن القوة الإلهية أو الحقائق، تعطي ~~ان هذه النشأة الإنسانية لا تكون إلا عن سبب واحد، يعطي بذاته هذه النشأة. # الجواب: أن الله تعالى قد رد هذه الشبهة في وجه صاحبها بقوله تعالى ~~وات مثل عيسي عند الله كمثل ادم خلقه من ترار) [آل عمران: 59]. # اايضاح ذلك كما قاله الشيخ محي الدين رضي الله عنه : أن ابتداء الجسوم ~~انسانية على أربعة أنواع: آدم، وحواه، وعيسى، وبنو آدم، وكل جسم من هذه ~~أربعة يخالف نشأة الآخر في السببية، والاجتماع في الصورة؛ لثلا يتوهم ضعيف ~~العقل أن الجسوم كلها وجدت بسبب واحد ~~لذلك أظهر الله هذا النشأ الإنساني في آدم بطريق لم يظهر به جسم حواء ~~أظهر جسم حواء بطريق لم يظهر به جسم ولد آدم، وأظهر جسم ولد آدم بطريق لم ~~هر به جسم عيسى عليه السلام ~~وقد جمع الله تعالى هذه الأنواع في آية من القرآن، وهي قوله تعالى: يتايها ~~اش إنا خلقتكر من ذكر وأنتي) [الحجرات: 13] الآية، فقوله: {خلقتكر يريد آدم ~~اجميع الناس، {ين تكر يريد حواء، {وأنتى) يريد عيسى، ومن المجموع من ~~اكر وأنثى معا بطريق النكاح، يريد بني آدم، فهذه الآية من جوامع الكلم، وفصل ~~لخطاب. انتهى ~~ان قيل: فهل يوصف آدم بكونه لم يولا؟ أم ذلك من ms143 خصائص الحق تعالى ~~اكون خلقه من تراب كتكوينه في بطن أمه، وظهور صورته كالولادة ~~فالجواب: نعم، يوصف بكونه لم يولد؛ لأن الله تعالى ما نفى أنه تعالى لم ~~ابولد، إلا تتزلا للمقول التي يلعب بها إبليس، كالعقول الضعيفة [80/أ) التي يقول ~~اها : من خلق كذا؟ من خلق (1) كذا حتى يقول لها: من خلق الله؟ وإلا فآدم عليه ~~الصلاة والسلام لم يولد، فافهم ~~(1) قوله: حخلق، سقطت من (أ)، وأثبتها من (ب) PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~الفان قال قائل : فلأي شيء كانت حواء مخلوقة من ضلع آدم القصير؟ # لقالجواب: أنه تعالى إنما استخرج حواء من ضلع آدم القصير؛ إشارة لقصورها ~~عن درجة الرجل، فما تلحق به أبدأ ~~الفان قيل : فليم لم يكن تعالى خلق أولاد آدم كلهم من ضلعه، كما فعل في ~~احواء، ولم يحوج التاس إلى نكاح؟ # فالجواب: إنما فعلى ذلك لما سبق في علمه تعالى* من عدم وجود شهوة في ~~اسم آدم، إلا بوجود زوجة يميل إليها، ولولا حواء ما كان في الوجود تناسل. # ان قيل : فما حكمة تخصيص خلق السيدة حواء من الضلع دون غيره ~~فالجواب: الحكمة في ذلك كونها تصير تحنو على ولدها وزوجها ~~الضلع من الانحناء، ولذلك كان حنو الرجل على المرأة، إنما هو حنو على نفس ~~الانها في الحقيقة جزء منه، وأما حنو المرأة على الرجل؛ فإنما لكونها خلقت ~~لعه، والضلع من شأنه الانحناء والانعطاف. # خرجت من ضلع آدم؛ عمر الله تعالى ذلك الموضع من ~~اى لا يبقى في الوجود خلاء، فلما عمره الله تعالى بالهواء ~~شم إن حوا ~~فسه كما مر، وكما حنت حواء الأخرى إليه؛ لكونه موطنها ~~الشهوة، وذلك ~~اليها حنيته إلى ~~شأت فيه [89/ ~~كان حب حواء حب الموط، وحب ادم حبه نفسه، ولذلك كان حب ~~المرأة يظهر إذ كانت عينه، بخلاف حب المرأة لزوجها، فإنه يخفى لما أعطيته ~~المرأة من القوة، المعبر عنها بالحياء، فقويت بذلك على الإخفاء، إذ الموطن لا ~~احد بها اتحاد آدم بها، وإن كان الحق تعالى، قد ms144 صور في ذلك الضلع جميع ما ~~اوره، وخلقه في جسم آدم على اختلاف الوضع، فإن نشء آدم في صورته كنشأة ~~الاخوري فيما ينشئه من الطين والطبخ، وأما نشء جسم حواء فكان كنشء ال ~~ل فيما ينحته من الصور في الخشب ~~ام إنه تعالى لما نحتها في الضلع، وأقام صورتها وسواها؛ نفخ فيها ~~اوحه، فقامت حية ناطقة أنثى؛ ليجعلها محلا للزراعة والحرث والإنبات، الذي هو ~~التناسل PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماتي الصفات الالهية ~~فان قلت : فما سبب تسمية عيسى عليه الصلاة والسلام روحا من الله تعالى ~~ادون غيره؟ مع أن أرواح الخلق كلها من الله تعالى، أي من خلقه وتقديره. # الفالجواب: كما قاله الشيخ أبو طاهر القزويني: أن الله تعالى لما خلق ~~الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، خبأها في مكنون علمه، ثم لما خلق الأجساد، ~~اخل في كل ذرة الروح التي كان خبأها في غيبه، مشاكلة لسعادتها أو شقاوتها، ~~فكانت تلك الذرات أزواجا لأزواجها، كما قال سبحانه وتعالى: (خلق الأزوج ~~علها ريس: 36] أي : خلقها مقرونة بما يشاكلها، ثم إن الله تعالى لما أراد ~~اخذ الميثاق منهم؛ أهبط بقدرته الأرواح من أماكنها على تلك الذرات، على وقق ~~علمه وحكمته تعالى، ثم إنه سبحانه وتعالى لما أخذ منهم الميثاق؛ [41/أ) ~~ال عقال الأزواج، فطارت إلى أماكنها التي كانت كامنة فيها للملكوت إلى ~~اقت التحاق ما تخلق النطف لقبولها(1)، فهناك يكون اتصالها بالأجنة في ~~الأرحام. # وأما روح عيسى قلم تتوقف على حصول نطفة. # اوقيل: لأن الله تعالى قال لروحه : ادخلي فيه بغير واسطة ملك. # قيل غير ذلك. # ام إن الله تعالى لما رفعه إلى السماه، فكان مكثه فيها بقدر ما فيه من ~~الوحانية، وكان مكثه في الأرض قبل الرفع بقدر ما فيه من جزء الطين. # اقال الشيخ أبو طاهر القزويني : وقول الله تعالى عنه حكاية وهو في مهده ~~وجعلنى مماركا أين ما صحت) [مريم: 31] إشارة منه إلى هذه الجملة، يعني أينما ~~ت من السماء والأرض، يؤيد ما قلناه قول أبي بين كعب(2) رضي الله عنه ms145: ~~خلق الله تعالى أرواح بني آدم لما أحذ عليهم الميثاق، ثم ردها إلى الملكوت ~~1) قوله: لقبولها، ساقطة من (1) وأثبتها من (ب) . # 2) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد من بني النجار من الخزرج أبو المنذر الصحابي الجليل، كان قبل ~~اسلام حبرا من أحبار اليهود مطلعا على الكتب القديمة يكتب ويقرأ ولما آسلم كان من كتاب ~~االحي، وشهد بلرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول اله، وفي الحديث أقرأ أمتي أبي بن ~~به، توفي في المدينة سنة (21ه) . PageV00P000 # الواحد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~ابني آدم إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى عليه الصلاة والسلام، فلما أراد ~~خلقه أرسل تلمك الروح إلى مريم عليها السلام، فكان منه عيسى عليه الصلاة ~~والسلام فلهذا قال: (وروح منه) [النساء: 171] انتهى(1). # ال ان قال قائل: فمن هؤلاء الملائكة الموكلون بنفخ الأرواح في الأجنة وتصوير ~~الأجسام. # لفالجواب: هم أعوان إسرافيل عليه السلام، فإنه هو الموكل بالصور، فلم يزل ~~ااظرا إلى صور الخليقة المصورة تحت العرش، فإن في الحديث : "إن لكل ما ~~اخلق الله تعالى صورة مخصوصة في ساق العرش، أظهرها الله تعالى لإسرافيل قبل ~~كوين الخلق"(2). انتهى ~~لكل صور بني آدم تشابه وتشاكل في الخلقة؛ لأن أصلهم آدم، وإلى ذلك ~~اشارة بقوله : "إن الله تعالى خلق آدم على صورته"(3) أي : التي نقشت في ~~ااق العرش، أو اللوح قبل خلق آدم، فإن الحق تعالى لا صورة له تعقل؛ لمخالفته ~~عالى لسائر الحقائق فافهم، قاله اين منبه ~~افاسرافيل دائما ناظر إلى الصور المنقوشة في ساق العرش، وإلى الأرحام عند ~~الصوير الأجنة، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى نفخ الروح في جنين؛ أحذ إسرافيل ~~ال لك الصورة المختصة بذلك الجنين، ويلقيها إلى ملك الأرحام، فيلقيها ملك ~~اأرحام إلى الجنين، فيصور في الرحم على شاكلة تلك الصورة، المنقوشة في ساق ~~العرش لها. # القال الشيخ أبو طاهر: وإلقاء الصورة في الحقيقة، إنما هو إلقاء لنسخها التي ~~اليق بها، قال تعالى: (هو الزى يموركة في الأرمام كيف يشلة [آل عمران: 6]، ~~أصاف التصوير إلى ms146 نفسه تعالى دون [90/ ب] غيره، فهو تعالى مصور للصور ~~امصور لمصوريها، لا خالق سواه، ولا مصور إلا هو، ولذلك شدد في الوعيد ~~(1) ذكره القرطبي في "تفسيره (202/6). # (2) تقدم تمتريجه (ص10). # (2) تقدم تخربيه (ص59). PageV00P000 # PageV00P000 ~~الاعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~لآخرة ل ~~يقه ~~اب من تهحه أن رقية الله ~~ن الاخرة تقتخي نحيزه بسبحانه *تحال ~~ومما أجبت به: من يتوهم أن رؤية الله تعالى المؤمنين في الدار ~~الذات، من غير حجاب، أو تكون متحيزة في جهة، تحالى الله عن ذلك علوا ~~بيرا ~~والجواب: هو أن تعلم يا أخي أن رؤية الله عز وجل: إذا وقعت تكون منزه ~~ان المقابلة والجهة والسكان: إذ الرؤية نوع من الكشف ، يدرك بها الرائي العلم ~~االمرتي، ويخلق الله تعالى ذلك له عند مقابلة الحاسة له يإبعاده، فجار أن يخلق ~~اله ذا القدر بعيته، من غير أن ينقص منه قدر من الإدراك، من غير مقابلة بهذه الحاسة ~~أاصلا، كما كان يرانا من وراء ظهره(1)، وكما أن الحق تعالى برانا من غير ~~اقابلة ولا جهة . باتفاقنا؛ إذ الرؤية نسبة خاصة بين طرفي راء ومرئي، قإن اقتضت ~~قلا كون أحدهما في جهة؛ اقتضت كون الآخر كذلك، فإذا ثبت عدم لزوم ذلك ~~افي أحدهما، ثبت مثله في الآخر. # ذا ما عليه جسهور المتكلمين والأصوليين، قالوا: وتكون رؤية الله تعالى ~~اللمؤمنين في الدنيا بالقلوب، وفي الآخرة بالأبصار، بلا كيف في الاثنين، وذلك ~~صص بقوله تعالى: ل تدرحث الابصر (الأنعام: 103]. # كان الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه الله يقول : العقل معزول هنا عن إدراك ~~اكيفية رؤية الله تعالى في الدار الآخرة، فلا يدرك في هذد الدار ، إلا أن يمد الله ~~اعالى أحد الخواص بقوة زائدة على العقل، فهذا ربما أحاط بذلك علما وذوقا ~~مة ممجلة من الله تعالى لذلك العبد في هذه الدار . انتهى ~~اكان رضي الله عنه يقول أيضا: إذا وقعت رؤية الله تعالى للمؤمتين في الدار ~~الآخرة، فتكون بواسطة مثال يليق به تعالى، منزه عن الشكل والصورة، ويكون ~~(1) اخرجه البخاري (686) ولفظه: "أقيموا ms147 صفوفكم فأني أراكم خلف ظهري4، ومثله عند ما PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~جليه تعالى من ذلك المثال؛ ليفهم عباده كلامه القديم - المنزه عن الصو ~~ووالحرف - بواسطة الحروف والأصوات. # افكما أن الكلام الأزلي منزه عن الصوت والحرف الحادثين، ويغهم بواسطتهما ~~كلامه القديم، كذلك يجوز أن تكون ذاته الأزلية المنزه(1) عن الصورة والشكل ، ~~انى بواسطة مثال يناسبها بأدنى معنى، فيكون كالمثل المذكور في القرآن في: {مثل ~~ه كيشكوقر) [النور: 35] بفتحتين، لا كالمثل - بكسر الميم وسكون الم ~~لثة ~~الي توجب الممائلة من كل وجه ~~اورة لا تناسب جلالة الصمدية في معنن ما، قالرائي ممن ت ~~رؤية الله تعالى في ذاته غير ممكنة لعدم صحة المثل وا ~~أما إذا رآه في ~~لان قال قائل: ~~ان الله تعالى إذا تجلى لعباده المؤمنين بذاته المقدسة، فال ~~ولكن ~~اه الشيطان ~~اي نفس الأمر. # فالحواب ~~ارف بالفطرة الأزلية أته هو الإله الحق. # اايضاح ذلك : أن النفس بآلاتها الخيالية لا تستطيع رؤية ما لا صورة له ، ~~اتصوره بوسائط وأمثلة، ثم تذهب الأمئلة كأنها جفاه، وتبقى ممها رؤية الله حقا ~~كما أن كلام الله تعالى القديم، [83/أ] يتعلم بواسطة الحروف الممثلة في الا ~~الح ~~ام يمحى اللوح، وييقى القرآن في الذهن. # امن هنا قالوا: إن الحق تعالى يصح أن يرى في صورة المنام في دار ~~الا يوجب ذلك التشبيه ولا التمئيل، بدليل رؤية المعاني المتجردة في صورة ~~كالإيمان والقرآن، والكفر، والشرف، والهدى والضلال، والحياة مع أن الإيمان ~~كل له ولا صورة، وكذلك ما بعده. # الكن قد أول النبي قميص عمر لما رآه في المنام يجره عمر بالإيمان(2) ~~اعل القميص له مثالا، وكذلك الكفر يمثل فيراه الناس ظلمة، وكذلك يرى ~~الكف ~~(1) كذا في التسختين، ولعلى الصواب: المنزهة ~~2) أخرجه البخاري (23)، ومسلم (2390) لكن الذي فيهما وفي غيرهما أنه أوله بالدين PageV00P000 ~~القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اوالشرف بواسطة ركوب الفرس، وكذلك القرآن في صورة اللمؤلؤ، ويرى الهدى في ~~اورة النور، كالضلال يرى برؤية العماء وهكذا ~~اولعل من منع رؤية الله تعالى ms148 [91/ب) في المتام في صورة، ظن أن المثل ~~احتين - هو المثل - بكسر الميم، وسكون المثلثة - الذي هو العدل. # اأمل قوله تعالى: (إنما مثل الحيوة الدنيا كله أنزلته من السملو) [يونس: 24] ~~لاية، مع أن الحياة لا صورة لها ولا شكل، والماء ذو شكل وصورة، لكنه لا لون ~~اله في نفسه، وانما لونه يكون بحسب ظرفه؛ لسر لا يذكر إلا مشافهة لأهله، فعلم ~~انه لا يشترط المساواة بالتشبيه من كل وجه فافهم، هذا أحسن ما وجدته من كلام ~~المتكلمين في هذه المسألة. # اأما كلام الصوفية فقد قال الشيخ محي الدين في علوم الباب التاسع والستين ~~ووثلاثماثة: اعلم أنه لا يصح لإنسان أن يعير عما طريقه الذوق بعبارة أبدا، ولكن لما ~~اع أن العقل يدرك الحق تعالى، مع أن المقل محدث: جاز أن يدركه بالبصر أيضا ~~لفي الدار الآخرة، من غير إحاطة ؛ إذ لا فضل لمحدث على محدث، إلا من حيت ~~الصفات، ومن قال : إن الحق تعالى يدرك عقلا، ولا يدرك بصرا فكالمتلاعب، ~~اعلم له بما هو العقل، ولا بما هو البصر، ولا بالحقائق على ما هي عليه ~~ال ا الال ل ال ال ا و من العر العادية والعور الطمية، ~~ف لا ينبغي لعاقل الكلام مع من هذا شأنه. # اوأطال في ذلك، ثم قال: ولولا أن موسى عليه الصلاة والسلام فهم من الأمر ~~ان كلمه ربه بارتفاع الوسائط؛ ما أجرأه على طلب الرؤية ما فعل؛ فإن سماع ~~كلام الله تعالى بارتفاع الوسائط هو عين الفهم عنه، فلا يفتقر إلى فكر ولا تأويل ~~(1) كان عين السمع في هذا المقام عين الفهم كذلك؛ سأل موسى عليه الصلاة ~~االسلام ربه الرؤية؛ ليعلم أتباعه، ومن ليس له(2) هذه المرتبة من الله تعالى أن ~~وية الله تعالى ليست بمحال. انتهى ~~قال الباب التسحين من الفتوحات [84/أ]: اعلم أن رؤية الحق تعالى أعظم ~~(1) كذا في النسخيين، ولعل الصواب : فلما، يدل عليه سياق الكلام. # (2) قوله: (له) ساقطة من (أ) وأثيتها من (ب). PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~انيم ms149 يكون للمؤمنين، لكن هنا دقيقة، وهي أن ما ورد في الحديث، من أن رؤي ~~اعالى لا نعيم فوقها لأهل الجنة، يقتضى شدة الالتذاذ بالرؤية، ومعلوم أن الالتذاذ ~~ابالرؤية لا يكون إلا برؤية من بيننا وبينه مناسبة، ولا مناسبة بينتا وبين المحق - تعالى ~~افي خلا ذاته - بوجه من الوجوه، فلا يصح لأحد تعقل ذاته حتى يلتذ بها؛ فربما ~~ام له مثالا يتخيله في عقله، يحكم [عليه](1) بالمطابقة، فيقع له الالتذاذ بذلك ~~السثال، أو الأمر الضروري من الله ونعمه، وتعالى الله في علا ذاته عن المثال ~~االأمر الاعتباري وعن الالتذاذ، ولعل هذا مراد العلماء بقولهم : يراه عباده المؤم ~~امن غير إحاطة ولا كيف . انتهى ~~اقال أيضا في الباب الثامن والتسعين ومائة : إذا أراد الحق جل وعلا أن ي ~~فسه لعيد من عبيده؛ أفناه بالتجلي عن شهود نفسه وعن الأكوان، وجرد ر ~~انها، فرأت الروح ريها كما تراه الملائكة، وإن أراد أن ينعم عبده بالتلذذ برؤيته ~~عبده، فوقع التلذذ للعبد برؤية ذلك المظهر الحجابي. # امن علوم الأسرار، وما أظهرتها باختياري، وإنما حكم ~~اظهار التنزيه لله تعالى، والعلم اليقيني في هذه الدار ~~أرسل الحجب بينه وبين ~~قال: وهذه المسألة ~~الجبر الإلهي علي إيثارا، ~~ست الجاب. انتهي ~~ايؤيد قوله رحمه الله تعالى في كتاب "لواقح الأنوار" : اعلم يا أخي ~~االمشاهدة يعني رؤية الباري جل وعلا، فيغيب عن حسه وعن لذته؛ إذ التفس أحدية ~~الذات، فليس في قدرتها أن تشتغل بمشاهدة هذه(2) بأمرين في آن واحد، إلا إن ~~أامدها الله تعالى بالقوة قوق طور البشر، فإذا لم يمدها الله تعالى بالقوة؛ كا ~~ال توجهة بكليتها لإدراك الرؤية أو قبولها. # علم أن الحق لا يشهدك نفسه إلا إن أفتاك عنك، وحينئذ فلا يجد الخطا ~~الا يتوجه عليه؛ فإذا أكملك أو وجدك، ولم يفنيك، وذلك لأنه لابد لقبول ~~النطاب منتك، فإذا فنيت فمن يتوجه الخطاب له فافهم ~~(1) من زيادة المحقق. # (2) هذه: من (ب)، وسقطت من (1) PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اوقد كان الإمام أبو العباس السياري(1) أحد ms150 رجال رسالة القشيري رحمه الله ~~163 ~~اعالى يقول : ما التذ عاقل بمشاهدة الحق، وذلك لأنها فناه، والفناء ليس فيه لذة ~~افي مواقف محمد بن عبد الجبار النفري(1، رحمه الله : إذا أقامك الحق تعالى ~~ي مشهد ما، وأشهدك نفسك معه، فاعلم أنك من أبعد الأبعدين منه ؛ لأن تفسك ~~اون، وأين الترب من رب الأرباب؟! لكن لك حينيذ مع الحق تعالى المجاورة ~~المعنوية، وهي أنه ليس بينك وبين الله تعالى أمر زائد، كما أنه ليس بين الجوهرين ~~المتجاورين حير ثالث، ولله المثل الأعلى. # ام إن هذه المجاورة مع قربها، لا بد أن يكون بينها وبين صاحبها [85/أ] ~~اين الحق تعالى سيعون ألف حجاب من نور [92/ ب] وظلمة، فما من تقس ~~امع شيئا من حس تلك الحجب إلا بانت لوقتها. انتهى ~~اقال في باب الأسرار من "الفتوحات" : اعلم أن الحق تعالى إذا عوين؛ فلا ~~ااين إلا من حيث العلم أو المعتقد، والله أجل وأعظم من أن تعلم ذاته . انتهى ~~اقال في باب الوصايا من "الفتوحات" : اعلم أن للأولياء في هذه الدار ~~المشاهدة للحق تعالى بقلوبهم، لا الرؤية يبصرهم، فإذا ادعى إنسان مقام المشاهدة ~~الحق تعالى بقليه امتحناه، وذلك بأن تأمره أن يعكس مرأة قليه إلى الكون، ثم ~~انظر، فإن رأينأه يعرف ما في ضسائر جميع الخلق من طريق الكشف، وصدفه ~~الناس على ذلك الذي في ضماترهم؛ فهو صادق في أنه يشاهد الحق تعالى يقطة ~~وان لم يعرف ذلك؛ فهو في حجاب النفس. # اإن قال قائل: فما الفرق بين الشهود الذي تقول به الطائفة وبين الرؤية؟ # االحواب: ما قاله الشيخ محي الدين في الباب السادس والستين ومائتين من ~~الفتوحات": إن من الفرق بينهما أن الرؤية لا يتقدمها علم بالمرئي، والشهود ~~قدمه علم بالمشهود، وهو المسسى بالعقائد، ولهذا يقع الإقرار والانكار في الرؤية ~~41 القاسم بن القاسم السياري من مرو، صحب الواسلي، ولنتمى إليه في علوم هذه الطائفة، وكان ~~اعالما، قال القشيري : كان شيخ وقته، من كلامه : عطاؤه تعالى على نوعين : كرامة واستدراج، فما ~~الاه عليك فهو ms151 كرامة، وما أزاله عنك فهو استدراب، ففل أنا مؤمن إن شاء الله، توفي سنة (342) . # 2) محمد بن عيد الجبار بن الحسن التفري الصوفي الحالم، من كتبه: "المخاطيات" و"السواقف ~~الاهما في التصوف، وكتابه "المواقف" شرحه عقيف الدين التلمساني PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~الوم القيامة من قوم كما ورد، ولا يكون في الشهود إلا الإقرار فقط، وما سمي ~~الشاهد شاهدا إلا لكون ما رآه يشهد له بصحة ما اعتقده. # الفكل مشاهدة رؤية ولا عكس، قال تعالى: أفمن كان على بينة من ريبه ويتلوه ~~اهد ينه) [هود: 217 أي يشهد له بصحة ما اعتقده. # امن هنا سأل موسى عليه الصلاة والسلام الرؤبة بقوله: أرفي أنظر إليلت ~~الأعراف: 143] ولم يقل : أشهدني؛ لأنه تعالى كان مشهودا له، ما غاب عنه ، ~~ال ال ال ا ا ال ا الا ~~هي ~~فان قال قائل: كيف يصح من معصوم طلب ما لم يعلم وقوعه في دار الدتيا ~~وذلك لا يليق؟ # لفالجواب: إنما طلب ذلك؛ لأن مقامه الشريف أعطي ذلك كما سأتي بسط ~~اي هذا المبحت إن شاء الله تعالى، وأما شهوده للحق جل وعلا كما يقم للأولياء ~~ف ذلك خبره (1) ودينه من حيث ولايته. # امن الفرق أيضا بين الرؤية والمشاهدة : أن المشاهدة هو ما يمسكه العبد في ~~ف سه من شاهد الحق المشار إليه بقوله : "اعبد الله كأنك تراه"(2) فقولك(3): ~~كانك تراه، هو شاهد الحق الذي أقمته في نفسك كأنك تراه ~~اقال الشيخ محي الدين : وهذه درجة التعليم للعامة، ثم إنك ترتقي منها إلى ~~ارجة الخصوص، وهي علمك بأن الله تعالى يراك ولا تراه، وذلك أبلغ في التنزيه. # اايضاح ذلك أنك إذا ضيطت شهوده تعالى في قليك؛ عند صلاتك مثلا في ~~اهة القبلة، [86/أ] فقد أخليت شهودك عن بقية الوجود السحيط بكن، فإذا ~~اققت بذلك: علمت عجزك عن رؤيته تعالى على وجه الإدراك الحقيقي الملمي ~~اكيف يرى المقيد السطلق؟1 ~~(1) كذا في (1) وفي (ب) : خيره ~~(2) تقدم تخريجه (ص 113) ~~(43 قوله: (فقولك) كذا في النسختين PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمماني الصفات ms152 ~~الالهية ~~اذا شهدت يا أخي هذا المشهد، بقيت مع نظره تعالى المحقق إليك، لا ~~ظر لك أنت المقيد المحدود، وهو تعالى المنزه عن القيود والحدود ~~اذا الشهود له المعرفة، والرؤية لها الكشف التام، فتعلم يا أخي الحقاي ~~والفرق بينهما(1)، والحمد لله رب العالمين. # اكان سيدي علي بن وفا رضي الله عنه يقول : لا يخرج أحد عن القول با ~~احالة رؤيته لله تعالى في الدار الآخرة، إلا أن أعطاه في الدنيا تصور البصر حتى نفذ ~~ال أقطار السموات والأرض، وصار يرى الوجود العلوي والسفلي؛ كأنه قنديل ~~اغير في جو، لا سماء ولا أرض، فإن نزل أبد الآبدين، أو صعد أبد الآبدين: ~~اد له مركزا، ولا رفعا ولا خفض. # من شهد ذلك فهو الذي له اعتقاد أن يرى الحق تعالى في غير ~~خصوصة، كما كان في دار الدنيا، وأما من كان متقيدا في السموات والأرض ~~اار الدنيا، فلا يتعقل رؤية الله في جهة، وذلك لأن كل عبد لا يجتي هناك إلا ~~علمه وعمله هنا. آنتهي ~~اؤيد ذلك قول الشيخ محي الدين في "لواقح الأنوار" : ما رأى عبد ربه ~~الا بصورة استعداد(2)، قوة وضعفا، وضيقا وسعة، وغير ذلك لا يكون، فإذا ما(3) ~~اأى الحق العبد، إلا وسعه من علم نفسه في مرآة معرفة الحق تعالى، وما رأى ~~الحق تعالى، نظير تلك المرآة إذا رأيت المصور فيها لا تراها، وما ثم مثال أقرب ~~ولا[93/ب] آشبه بالرؤية والتجلي من هذا، وأجهد في نفسك عند ذلك كما ~~الصورة في المرآة، أن ترى جرم المرأة لا تراه أبدا البتة. # فلا تطمع يا أخي في أن ترقى إلى أعلى من هذا المرقى، فما ثم أصلا(4)، وما ~~اده إلا العدم السض. انتهى ~~فإن قال قائل : كيف صح تفاضل الناس في الرؤية، مع أن الحق تعالى من ~~حيث هو، لا تقبل ذاته الزيادة والنقصان* ~~العل المناسب: بينها ~~لاب) : استعداده. # ي اب) فما ~~اكذا العبارة ولعل فيها سقطا أو تحريفا، والله أعلم PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضة لمماتي الصفات الالهية ~~الفالجواب : أن ms153 الناس ما تفاوتوا في الرؤية، إلا لكونهم إذا أرادوا أن يشهدوا ~~الحق تعالى في مرآة معرفته؛ سبقت صور حقائقهم في مرآة معرفة الحق تعالى ~~فمن هنا تفاوتوا في حضرة التجلي، ولو أنهم كانوا يشهدون عين الذات، التي ~~الي حقيقة الحقاتق عند القوم في الوجود؛ لتساووا كلهم في الرؤية، ولم يصح بينهم ~~تفاضل. انتهى ~~وقال في الباب الحادي والثلاثين وثلاثمائة: اعلم أن رؤية المؤمنين لربهم ~~ابحانه تعالى، إنما تفاضلت في الآخرة، من حيث تفاضلهم في مشاهدته بقلوبهم ~~87/ أ) في الدنيا، فكانت رؤيتهم لربهم على قدر علمهم بالله تعالى، وعلى قدر ما ~~هموه ممن قلدوه، وكان تفاضلهم في نعيم الرؤية تبعا لتفاضلهم في المعرفة، لا ~~رجون عن ذلك ~~نهم من ألقى إليه عالمه ما عنده من العلم بالله تعالى بحسب مقام ذلك ~~العالم ~~مهم من ألقى إليه عالمه على قدر ما علم من قبول عقل ذلك المتعلم ~~هكذا. # منهم طائقة يرون ربهم في مراة محرفتهم المقتبسة من مراة معرفة نييهم محمد ~~وهي أكمل المرائي؛ لأنها حاوية على جميع مرائي الأنبياء والأولياء. # الفهذا سبب تفاوتهم في كمال الرؤية، وتفاوتهم في اللذة في النظر ~~منهم من حظه في النظر إلى ربه لذة عقلية ~~ومنهم من حظه في دلك لذة نفسية ~~متهم من حظه من ذلك لذة حسية ~~ومنهم من حغله في ذلك لذة خيالية ~~ومنهم من حظه من ذلك لذة مكيفة(1) ~~ومنهم من حظه من ذلك لذة ينقال(2) تكييفها ~~ومنهم من حظه لذة ل(3) ينقال تكييفها. انتهى. # 1) في (ب) تكييفية. # 42 مكذا العبارة في النسختين ~~3) في (ب) : حظه أن لا ينقال. PageV00P000 # الالهية ~~الواعد الكشقية الموضية لمعاني الصفات ~~الفان قيل : فهل حجاب الكفار عن رؤية الله تعالى يوم القيامة وما ب ~~حقيقي؟ أو المراد أنهم يروته، ولكن لا يعرفون أنه هو. # اافالجواب: أن المعتمد عدم رؤيتهم له تعالى؛ لقوله تعالى إنهم عن ~~ايد لمتجوون ل) [المطففين: 15]. # اقيل: إنهم يرونه، ولا يعرفون أنه هو المتجلي في تلك المظاهر، ففاتهم لذ ~~ذلك ~~الظر التي هي أعظم نعيم يكون ms154 في الجنة، فحجابهم هو حجابه، صرح ~~بهم في الآخرة تكون بجميع أجسادهم: ~~اخرق العوائد فيها، أم يكون بباصر العين ~~الدين ابن بي المنصور في عقيدته؛ يأن ال ~~لي ~~الشيخ محي الدين بن العربي وغيره ~~لفإن قيل: فهل رؤبة المؤمتين ~~ميع وجوههم كما قيل؟ لأنها دار ~~او الأمر في رؤية الأشياء في الدنيا؟ # فالجواب: قد صرح الشيخ تقي ~~اكون بجميع أجسادهم؛ لكمال النعيم، فكل أجسادهم أبصار في الآخرة. # ان قيل : فهل يلزم من شهود العبد ربه بقلبه أن يكون المطلوب هو ما ~~القلبه، إلا أن يكون ذلك بإعلام من الله تعالى له؛ بخلقه العلم الضروري في نفس ~~العد، مثل ما يجد النائم في نومه ، فيجد(1) في نفسه علما ضروريا - من غير سبب ~~اظاهر - أن ذلك المرئي هو الحق تعالى، وذلك لوجداته حقا في نفسه، مطابقا لما ~~او الأمر عليه فيما رآه، هكذا يذرك العبد العلم بالله تعالى ، أما بالنظر الفكري فلا ~~ية ~~درك. اتتهى ~~اقال في الباب الثاني والأربعين وأربعمائة من "الفتوحات": اعلم أن ~~المرتي تعطي العلم به، ويعلم الراتي أمرا ما، وقد أحاط علما بما رأى بوجه ~~ارأينا الذي يرى الحق تعالى لا ينضبط له رؤية، [88/ أ] لمخالفة حقيقته تعالى ~~اسائر الحقاتق، ولسائر الصفات، ولعدم مكث التجلي آنين؛ لأنه كلمحة بارق ~~ومعلوم أن ما لا ينضبط لا يقال قيه : إن الذي رآه عرف أنه رآه؛ إذ لو رآه ~~يقة ~~العلمه، وقد علم تنوع صورة التجليات على قلبه في حال رؤيته ~~فعلى هذا لم ير الحق تعالى حقيقة، وإنما يعلم بعلمه الذي علم أنه ما رأه ~~(1) في (ب): قيجب، وهو نحريف PageV00P000 ~~القواحد الكنفية الموضحة لممانى الصقات الللهية ~~اقال موسى عليه الصلاة والسلام: أوف أنظر إليلي) [الأعراف: 143] فقال ربه ~~اله: لن ترثنى) [الأعراف: 143]. # اقال الشيخ محي الدين: والنكتة في ذلك قوله: (أيفي آنظر إليلي) بالهمزة في ~~انظر، ولو أنه قالها بالنون أو التاء؛ لربما لم يكن الجواب: لن تراني، مع أن ~~السؤال مجمل في قوله : انظر، والجواب مجمل في قوله: {لن ترى ms155). # ووايضاح ذلك : أن الرؤية بأداة النفي إلى 943/ أ] رؤية العين، أي: لن تراني ~~اعينك، والمقصود بالرؤية حصول العلم بالمرتي لا غير، ومعلوم أنك لا تزال ترى ~~افي كل رؤية خلاف ما تراه في المرائي التي تقدمت، فلا يحصل لك علم بالمريي ~~اي رؤيتك له تعالى أبدا، فصح قوله تعالى: لن تربنى) فكأن لسان حال المقام ~~اقول: ل(لن تركبى}؛ لأني لا أقبل من حيث ما أنا عليه في ذاته التنوع، وأنت أيها ~~العد المتطلب لرؤيتي من موسى وغيره، لا ترى ربك إلا منوعا بالنظر إليك لا ~~اليه، وأنت ما تنوعت أيضا، فما رأيتني ولا رأيت نفسك وقد رأيت، فلا بد أن ~~اقول: رأيت الحق وأنت ما رأيتني حقيقة، وإن قلت: رأيت نفسي، فما رأيت ~~فسك حقيقة، وما ثم إلا الحق تعالى وأنت، ولا واحدا من الحق تعالى والحق ~~اأيت، وأنت تعلم أنك رأيت، فما هذا الذي رأيت، فلن تراني بعبنك إلا إن قويتك ~~على ذلك. انتهى ~~اهذا من مشاهدة الحيرة في الله تعالى ~~اكان سيدي علي بن وفا رحمه الله يقول: من أعجب الأمور قوله تعالى ~~موسى عليه الصلاة والسلام: {لن تردني) أي : مع كونك تراني على الدوام ~~شعر. انتهي ~~اويويد ذلك قول الشيخ في الباب الثامن والأربعين وأربعمائة : اعلم أن الروية ~~اذا وقعت للخلق يوم القيامة ، فلا تكون إلا بقدر استعدادهم، والحق تعالى على ما ~~او عليه - من وراء جميع معقولاتهم - لا يقيل الزيادة ولا النقصان، ألا ترى إلى ~~اوسى عليه الصلاة والسلام ما أصحقه إلا ما كان عنده من العلم بالله تعالى، ولم ~~اك يعلم ذلك حين طلب من ربه الرؤية، فلما علم عند تدكدك الجيل ما يكن يعلم ~~المن الحق تعالى قال: تيت اليلك [الأعراف: 143] أي : لا أطلب رؤيتك على ~~الوجه الذي كنت طلبتها أولا؛ فإني قد عرفت ما لم أكن أعلمه منك: وأنأ أول PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمماني الصقات الل ~~المتيب* [الأعراف: 143] بقولك : (لن ترنى) لأنك ما قلت ذلك إلا لي و ~~اخبر، قلذلك ألحقه موسى ms156 عليه الصلاة والسلام بالإيمان دون العلم ~~اعليه الصلاة والسلام أراد مطلق الإيمان الذي هو أعم من الإي ~~لكن ~~قليل ~~ولو أنه ~~ن ما صحت له الأولية، فإن المؤمنين كانوا قبله كثيرا بيقتين، وا ~~ه ~~الذي هو أول من سمعه - لم يكن سبقه مؤمن، فكل من أمن ~~ن على بصيرة، وهو صاحب علم في إيسمان، وهو مشهد عزيز ~~أ) بمعنى الإيمان مع العلم؛ فإنه لما انتقل إلى العلم الذي ~~انتقل على إيمان إلى الشهود، فالكامل هو من يؤمن بما هو به عال ~~بقوله: ~~اهذا الخبر ~~لصحق، فقد ~~من ذاقه [89 ~~وضح، فقد ~~ذلك ليحوز أجر الإيمان مع أجر العلم معا، كما بسط الشيخ الكلام على ذلك ~~االاب الثامن والمتمسين وخمسمائة فراجعه ~~اقال في الباب الأحد وأربعمائة : إنما قال الله تعالى لموسى عليه الصلا ~~االسلام: {لن ترى)} لأن كل مرئي لا يصح للرائي أن يرى منه إلا على قدر منزلته ~~اتيته في العلم به لا غير، ولو كان الرائي للسق تعالى يحيط به؛ ما اخ ~~ف ~~الرؤية، وذلك أن الرائي لما شغل برؤية نفسه في حال تجلي الحق تعالى له : ~~لك عن كمال رؤية الحق تعالى، فما حجبنا عنه تعالى إلا بأنفسنا، ولو أننا زلنا ~~اا رأيناه أيضا(1)؛ لأنه لم يبق ثم من يراه إذا زلنا، وإذا لم نزل نحن فما رأينا ~~المرآة الصقالية إلا أنفسنا، وقد يتوسع في العبارة فيقول : إنا رأيناه. انتهى. # الان قال قائل: فلم أحال الله تعالى موسى على نظره للجبل حين سأل ربه ~~الرؤية؟ # فالجواب: إنما أحاله على ذلك لأن من صفات الجبل الثبوت؛ كأنه تعالى ~~اقول له : إن ثيت الجبل عندما تجليت له فستراني، من حيث ما في ذلك من صفة ~~ابوت الجبال، يقال: فلان جيل من الجبال، إذا كان يثبت عند الشدائد والأمو ~~الحظطام ~~اان قال قائل : لم رجع موسى إلى صورته بعد الصعق؟ بخلاف الجبل: فإنه لم ~~اجع بعد الدك إلى صورته. # (1) في (ب) : ولو أننا أيضا زلنا عنا ما رأيناه PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني ms157 الصفات الالهية ~~ااقالجواب: إنما زالت عين الجبل بالكلية؛ لخلوه عن الروح المدير له؛ بخلاف ~~موسى فإنه بقي بعد الصعق؛ لكونه كان ذا روح، فروحه هي التي أمسكت بإذن ال ~~عالى صورته على ما هي عليه، بخلاف الجبل ~~اوقال في الباب الخمسين وأربعمائة : اعلم انه لا طاقة للمحدث على رؤية ~~القديم، إلا إن كان الحق تعالى مؤيدا له في ذلك، كما أشار إليه حديث: "كنت. # معه الذي يسمع به4(1) إلى آخره. # الا ترى إلى موسى عليه الصلاة والسلام، كيف ثبت لسماع كلام الله تعالى ~~اين كان الحق تعالى سمعه الذي يليق أن يسمع كلامه به عند التجلي، [95/ب] ~~ام لما وقع التعجلي ثانيا - ولم يكن الحق تعالى بصره الذي يليق أن يبصر به، كما ~~ان سمعه - صعق ولم يثبت، ولو آنه تعالى كان أيده بالقوة المذكورة في بصره ~~ما آيده في سمعه لئبت ~~الان قلت: قد ورد: "لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحبيته ~~ت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به4(2)، ولا شك أن موسى عليه ~~الصلاة والسلام ربما هو أحب لشيء من بعض من تقرب بالنوافل، حتى أحبه الله ~~اعالى، فما الجواب عن كون الحق سبحانه وتعالى لم يكن بصر موسى4 ~~الجواب: أنه تعالى لم يقل : كنت بصره الني يبصر به إلى المبصرات العادية ~~المتصرف إليها، المراد عند الإطلاق، ونحن ما نفيتا القوة التي يبصر بها العبد ربه ~~سحاته وتعالى، فليتأمل [1/90] ~~الان قلت : اندكاك الجبل يؤذن بحياة المجيل؛ لأنه لولا حياته ومعرفته بعظمة ~~اله تعالى ما اندك، وقد نفى بعضهم حياة الجماد ~~لفالجواب: أن الله تعالى قد قال: وإن من المجارة لما يتقجر منه الآنهر وإن ~~ها لما يشقق فيخرج منه الملة وان ينها لما يهيط من غشية الله) [البقرة: 74] ومعلوم ~~انه لا يوصف بالحشية إلا حي دراك، وقد أحذ الله تعالى بأبصار غالب الجن ~~االانس عن إدراك حياة كثير من الجماد، إلا من شاء الله تعالى من الأولياء؛ فإنهم ~~1) تقدم تحتريجه (ص 124). # 2) هذا طرف ms158 من الحديث السابق الذي تقدم تخريجه PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~الا يحتاجون إلى دليل سمعي في ذلك؛ لأن الله تعالى قد كشف لهم عن ~~في ~~الجماد، واسمحهم تسبيحه ونطقه. # فعلم أنه لولا معرفة الجبل بعظمة الله ما اندك، فإن الذوات لا تؤثر ~~الي ~~ر ~~أامتالها، وإنسا يؤثر فيها معرفتها بعظمة من تجلى لا غير ، فالملم بالحظمة هو ~~أثر لا الذات. # ان قال قائل: فلم قال موسى دون سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: ~~اي أنظر إلتلكة)* [الأعراف: 143] مع أن رسول الله كان أشوق إلى ربه ~~جل من موسى عليه السلام بما لا يتقارب؟ # الحواب: أن موسى عليه الصلاة والسلام ما قال ذلك إلا لما علمه بجواز ~~امثله، ولما قام عنده من شدة التقريب الإلهي، وسماع كلام الباري من غير واسطة ~~الفاستغرقته اللذة فطمع في الرؤية، وسأل ما يجوز له السؤال فيه، ذوقا ونقلا ل ~~ق ~~عقلاة، لأن ذلك من محيرات العقول. # الو أنه صبر ولم يسأل الرؤية؛ لما تميز محمد عنه في مقام الأدب ~~كان أشوق إلى رؤية ربه من موسى، ولكن لما سلك الأوب وصبر؛ جازاه ~~اعالى؛ بأن دعاه الحق سبحانه وتعالى إلى رؤيته من غير سؤال. # اوقد يكون موسى عليه الصلاة والسلام إنما قصد بقوله: أرفي أنظر إليلة ~~الأعراف: 143] بحد اطلاعه على ما تقع به إجابة الحق تعالى له، من طريق ~~االحي أو الكشف بقوله: أن ترى) لبيان(1) انحطاط مقامه عن مقام محمد ، إذ ~~الأنبياه معصومون من الحسد لأحد من الخلق، وهم دائرون مع الحق، فإذا قرب ~~الحق تعالى عبدا وميزه عليهم؛ كانوا من أول ما يتظاهر بإظهار عظمة ذلك العبد . # البا لمرضات الله تعالى، وبما يجوز فيه السؤال وما لا يجوز. انتهى ~~لقال الشيخ محي الدين : ثم إن الحق تعالى لما أجاب موسى عليه الصلاة ~~االسلام بقوله: لن تركنى) بحكمة الإلهية، استدرك تعالى استدراكا لطيفا بقوله: ~~ولكن أنظر إلى الجبل) [الأعراف: 143] فأحاله إلى الجبل في استقراره عند ~~(1) في (ب) : ببيان، وصوابه: بيان، إذ هو مفعول لقوله ms159: (قصد) السابق، والله أعلم PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضححة لمعاني الصفات الإلهية ~~الجلي؛ إذ الجبل من جملة الممكنات، فلما تجلى تعالى له وتدكدك؛ حصل له من ~~ان ا الا ا الا ~~واذا ثبت أن الجبل الذي هو محدث رآه، فما المانع أن يكون موسى عليه ~~الصلاة والسلام رأى ربه حال تدكدك الجبل، ووقع النفي على الاستقبال، أو على ~~اي الرؤية على وجه الإحاطة بالكنه، [91/أ] والآية محتملة، وقد قام الدليل على ~~اوية الله تعالى في الآخرة، وما ثبت وقوعه هناك جاز تمجيله هنا لمن شاء الل ه ~~انعالى، فكان الصعق لموسى كالتدكدك للجبل، ويحمل قوله: وأنا أول المومتيب) ~~الاعراف: 143] أي : بوقوع هذا الجائز، كما حمل قوله فيما مضى قبل وقوع ~~االرية على قوله: (وأنا أول التؤمنيب) بكونك لا ترى، أي من حيث حقيقتك. # تهي ~~اقال في باب الأسرار : من أعجب الأمور أن الحق تعالى يعلم بالعقل ولا يرى ~~، ويري بالكشف ولا يعلم به. # قال: وهل ثم لنا مقام بجميع الرؤية والعلم؟ لا آدري. انتهى ~~ال إن قلت: فما المراد بقوله تعالى: 9ل1 تدريه الأنصدر) [الأنعام: 103] ~~اهو نفي مطلق، وقد ثبتت رؤبة المؤمنين لربهم في الدار الآخرة ~~افالجواب: أن المراد بقوله: لا تدرحثه الأتفدر) (الأنعام: 103] أي: ~~ابصار الكون الخلية عن النور المدرك له بفضله، فكثر وجمع، ولدلك لم يقل: لا ~~ادركه البصر؛ إذ الحق تحالى أحدي الوصف، فهو وإن تعددت ذوات التاظرين ~~لفاليصر(1) واحد من الجميع، وهو بالأصالة تور الحق تعالى الذي أودعه في تلك ~~لأحداق، لا تراه به. # اقد قام الدليل البرهاني على منع المناسبة بين العالم [96/ب] وبين هوية(2 ~~الحق جل وعلا، ومعلوم أنه لا يصح رؤية تكشف الحقائق من راء إلا بمناسبة تكون ~~ه وبين المريي ~~(41 في (ب) : والبصر، والصواب: ما أثيته. # 2) الهوية : والماهية بمعنى واحد، والمراد بهما حقيقة الشيء PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموصحة لمعاني الصفات الالهية ~~صاحب هذا الحلم في حال شهوده ورؤيته لريه، يحكم بان ما راه ورؤيته ~~احيحة؛ لأنه ما رأى الحق تعالى إلا بنور الحق، وهي أكمل ms160 المرائي ~~صح قول أهل السنة والجماعة : إن الحق تعالى يدرك بالبصر المنسوب إلى ~~العبد على هذا الشرط، وهو عدم الإحاطة بحقيقة الكنه ، فتفطن يا أخي لهذه النكة ~~ال انها نافعة جدا ذكرها الشيخ في الفتوحات في الباب الخامس والعشرين وأربعمائة. # وقال في الباب الحادي عشر ومائتين: اعلم أن قوله تعالى: ل تدره ~~أالصر) [الأنعام: 103] يحتمل معنيين. # أحدهما: أنه نفى أن تدركه الأبصار على طريق التشبيه على الحقائق، أي على ~~اعنى أن المدرك له تعالى ليس هو الأيصار، وإنما الإدراك يكون للمصرين ~~بالأبصار. # المعنى الثاني : أن يكون المعنى لا تدركه الأيصار المقيدة بالجارحة؛ لضعفها ~~اعن مقابلة النور الإلهي ~~فعلم أن الأبصار إذا لم تتقيد بالجارحة، أبصرته تعالى بنوره الذي وقع فيه ~~اال شبيه بالمصباح، لا بنورها المقيد الذي يقبل التشييه. # اقال في شرح "ترجمان الأشواق" : إذا كان الحق تعالى قد تنزه عن إدراك ~~الوهم له ، الذي هو ألطف من الإدراك الحسي، فكيف لا يتنزه عن إدراك البصر ~~الذي هو الأكثف، والله لقد أصاب من قال : كلما خطر ببالك فالله يخلاف ذلك ~~الان قال قائل : فما المانع من رؤية الحق جل وعلا مع شدة قريه المشار إليها ~~وله تعالى [92/ أ]: وتحن أقري إليه بن حتل الوريد) [ق : 16] وبقوله تعالى: ~~اوتت أقرب إليه منكم ولنكن لا نتصرون () [الواقعة: 85]. # فالجواب: أن شدة هذا القرب هي المانعة من الرؤية، لأن شدة القربب ~~جاب، ولذلك كان الهواء لا يرى باتصاله ببياض العين، وكذلك الماه إذا فتح ~~انسان عينيه فيه لا يراه، فقوله تعالى للحجب السبعين آلفاء التي بيننا وبينكم مع ~~ادة هذا القرب، فنحن أيها المؤمنون خلف الحجب على الدوام، ويسمى ذلك ~~اجاب العظمة الذي لا يصح رفعه في الدنيا والآخرة؛ لأنه لو رفع لأدرك الخلق ~~الذات، وذلك لا يصح بإجماع المحققين PageV00P000 ~~الواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الرلهية ~~ووقال في الباب العشرين وأربعمائة من "الفتوحات" في قوله تمالى: ~~رحكه الأيضر) [الأنعام: 103] يعني: من كل عين من أعين الوجوه، وأعين ~~القلوب؛ فإن القلوب لا ترى إلا باليصر ms161، والوجوه لا ترى آيضا إلا بالبصر، فالبصر ~~حيث كان هو اللي يقع به الإدراك، لكن يسمى البصر في القلب عين البصيرة ~~اوسمى في الظاهر بصر العين، والعين في الظاهر محل البصر، والبصيرة في الباطن ~~ال العين الني هو بصر في عين الوجوه، فاختلف الاسم عليه، وما اختلف ~~الرسل ~~اي تفسه، فكما لا تدركه العيون بأبصارها، كذلك لا تدركه البصائر بأعينها. # صعت مسيدي عليا الخواص رحمه الله تحالى يقول: إذا كانت ~~اوالملائكة مؤمنين بالله تعالى من خلف حجاب، كما أشار إليه قوله تعالى:(2امن ~~الول بما أنزل إليه من ريدء والمؤمنون كل مامن بالله وملتهكيي وكليوء ورسلوء) [البقرة: ~~28) فكيفه بأحاد المؤمنين. انتهى ~~قلت: ولعل المراد بهذا الحجاب هو حجاب العظمة الذي يكون في جنة عذدن ~~كما ورد، والله أعلم. # اقد بسطنا الكلام على هذا المبحت في كتاب "اليواقيت والجواهر" . # اوالحاصل أن الجامع بين من أنكر رؤية الحق تعالى، وبين من أثبتها أن يقال: ~~ان الرؤية تكون على قدر استعداد العبد لا غير، فلا يصح نفيها مطلقا، ولا إثباتها ~~اعل وجه الإحاطة ومعرفة الكته. # اوجه من أنكرها قوله: إن حجاب العظمة لا يصح رفعه، فلا يصح لأحد ~~ادراك حقيقة الذات، واذا لم تدرك حقيقة الذات؛ فما أحاط به ، وإذا لم يحط ~~فكأنه ما رآه مع أنه رآه. # افاعلم ذلك ونزه ربك في اعتقادك صحة رؤيته عن صفات رؤيتك، والحمد لل ه ~~ي العالمين PageV00P000 ~~الواعد الكشفية السوضحة لسعاني الصفت الالهة ~~اب من ينتي وقية الله تحالن ي المنا ~~ومما أجيت يه من ينفي وقوع رؤية الحق تعالى في المنام. # (والجواب)(1) اعلم يا أخي أن جمهور العلماء ذكروا وقوعها في المنام لكثير ~~المن العلماء والأولياء، كالإمام أحمد بن حنبل، وحمزة(2) الزيات، والإمام أبي ~~انيفة، وأبي يزيد البسطامي، وغيرهم ~~اوقره حمزة على الحق جل وعلا سورة يس فلما بلغ: تنزيل العزيز التحم ~~4 [يس: 5] بضم اللام، رد عليه الحق جلا وعلا [97/ ب] تنزيل بفتح اللام ~~وقال: إني نزلته تنزيلا وقرء عليه أيضا سورة طه، فلما بلغ ms162 إلى قوله تعالى: (وأتا ~~انترتك [طه: 13] [93/أ] قال له : "وأنا اخترناك" فهي قراءة برزخية(3)، وعلى ~~ذ لك علماء التعبير، وبالغ شيخ الإسلام ابن صلاح الدين(4) في إنكارها. # االحق ما عليه جمهور علماء السلف من أنه يجوز رؤية الله تعالى في المتام: ~~قوله "خير الرؤيا أن يرى العبد ربه في منامه، أو يرى نبيه، أو يرى أبويه إن ~~كانا مسلمين"(5)، ولقوله: "رأيت ربي في أحسن صورة"(6). # (1) من زبادة المحقق. # (2) حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات، أحد القراء السبعة، كان من موالي التيم قتسب ~~اليهم، وإنما لقب بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان، أخذ عن الأعمش وعن ~~اخذ الكسائي القراءة، توفي سنة (156ه) . # 3) قوله : (فهي قراءة برزخية) هذا كلام غريب، فقد قال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفا من ~~كاب الله إلا بأثر ~~44 ابن الصلاح : عثمان بن عيد الرحمن بن عثمان الشهرزوري الكردي الشرخاني، أبو عمرو، تقي ~~الين، المعروف باين الصلح المفسر المحدث الفقيه، من كبار علماء الإملام ورجالاته، ولد في ~~ارخان، وانتقل إلى الموصلى ثم إلى خراسان، فييت المقدس حيث ولي التدريس في الصلاحية ثم ~~اتقل إلى دمشق، فولي تفريس دار الحديث، من كتبه: "معرفة أتراع علم الحديث" المعروف ~~مقدمة ابن الصلاح" والفتاوى" واشرح الوسيط4، توفي سنة (643ه) . # 5) تقدم تخريجه (م59) . PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الالهية ~~ومما احتج به المانمون للرؤية أن الرائي لا يرى إلا صورة، وتعالى الحق عن ~~الصورة ~~والجواب: أن ذلك لا يمنع وقوع الرؤية؛ فإن الخيال أوسع الاكوان؛ فإنه ~~كم بحقيقته على كل شيء، وعلى ما ليس بشيء، وتصور العدم من المحض ~~االمحال والواجب، ويجعل الوجود عدما، والعدم وجودا، ويريك العلم لبنا ~~االاسلام قبة، ويريك الحق تعالى في صورة مع أنه تعالى لا يقبل الصورة، ولا ~~لتصوير من حيث دانه ~~في حديث الطبراني مرفوعا : "رأيت ربي الليلة في صورة شاب أمرد له وفرق ~~اعر وعلى وجهه فراش اللؤلؤ وفي رجليه نعلان من ذهب"(1) وقد اختلف الناس ~~اي تأويله، ومنهم من نفاه ms163. # اوقال الشيخ محي الدين : هذه الرؤية وقعت في عالم الخيال، ومن شأن الخيال ~~ان يجسد ما ليس من شأنه التجسد؛ لأن حضرته تعطي ذلك، وتعطى مجرد المعاني ~~اي الصور المحسوسة، فما ثم أقوى من الخيال ولا أوسع. # القال: ومن حضرته أيضا ظهر المحال، فيريك الحق تعالى في صورة؛ مع أن ~~اعالى لا يقبل الصورة؛ فقد قبل المحال الوجود الوجود في هذه الحضرة ~~اكذلك من قوة الخيال أنه يريك الجسم الواحد في مكانين، كما رأى آدم علي ~~الصلاة والسلام تفسه في حديث القبضة، الذي راوه الترمذي من قوله : "فلما بسط ~~الحق تعالى يدمه أي كما يليق يجلاله، "فإذا فيها آدم وذريته"(2) فآدم في هذا ~~الحديث في القيضة، وهو عينه خارجها ~~(2608)، قال في "مجمع الزرائده (1/ 237): رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن إبراميم بن ~~حسين عن أبيه، ولم آر من ترجمهما ~~1) ابخرجه الطيراني في الكبير (346) ولفظه : قرأيت ربي في المنام في صورة شاب موقر في خضر ~~ليه تحلان من ذهبه وعلى وجهه فراش من نمب"، الللىء المصتوعة (33/1) : مرضوع.. # ال اللامام أحمد عن هذا العحديث فقال : فمنكر، وانغظر الموضوعات (81/1،) ، وتنزيه الشريع ~~.(145/1 ~~2) أخرجه الترمذي (3368)، والحاكم في المستدرك (132/1)، وابن حبان (6167) . PageV00P000 # الواعد الحختية السوضحة لساني الصفات الاهية ~~لفي مكانه، فما تقول في هذا المحديث؟ # اابياء ليلة الإسراء في السماء، مع كونهم في قبور ~~فيا من يحيل كون ~~ونظير ذلك صلاته ~~في الأرض. # وو ظير ذلك أيضا رؤية الإنسان نفسه في المنام في بلد أخرى، يحالف ~~الي هو عليه في الموضع الذي نام فيه، وهو عينه لا غيره، ولولا ذلك لما ~~العقل على فرض المحال، فإنه لولا صوره في نفسه ما قدر على تعقله. # نظير ذلك أيضا الشهيد المقتول في سبيل الله، يرى مقتولا في المعركة ~~القبرء وهو حي عند الله، يرزق في حواصل طيور خضر، تسرح في الجنة ك ~~ووايضاح ذلك كما قاله الشيخ في الباب الرايع والستين وأربعمائ ~~الفتوحات" أن المواطن تحكم بنفسها على كل من ظهر فيها، فكل من مر ~~موطن اتصيخ به ms164 ~~اقال: والدليل على ذلك [94/ أ] رؤية العبد للحق تعالى في المنام، الذي ~~اوطن الخيال؛ فإنك لا ترى المحق تعالى فيه إلا في صوره، مع كونه تعالى ما ~~الصورة، فإذا كان حكم الموطن؛ قد حكم عليك في الحق تعالى بما هو ~~اعنه، ولا تراه إلا كذلك، فكيف يغيره؟ # انم إنك إذا خرجت من حضرة الخيال إلى موطن النظر العقلي؛ لم ترا ~~كم ~~اعالى إلا منزها عن الصورة التي أدركتها في موطن الخيال، وإذا كان ال ~~لمواطن؛ فأنت تعرف إذا رأيت الحق تعالى ما رأيت، وأثبت ذلك ال ~~المؤطن، حتى يبقى الحق تعالى لك مجهولا أبدا، فلا يحصل لك به علم أبدا ~~يخلو من موطن تكون فيه، يحكم عليك بحاله، وما عندك من معرفته في م ~~ادم منك في موطن أخر، فما عندك من العلم به تعالى ينعدم، وما عنده تعالى ~~علم نفسه لا يتغير، ولا يتبدل ولا يتنوع ~~(1) أخرجه مسلم (1887) PageV00P000 ~~وأما في ~~الان قال قائل: فما محل النوم من الأماكن؟ # اه محل ما مست مقير فلك الكوام الثايه وما دون ذلك الصير لا يم. PageV00P000 # الواعد الكشفية السوضحة لسماني الصفات الالهية ~~اي صان ند ~~الهه لما يح اتافة التحل للحب مطلقا ~~ومما أجبت به من يتوهم أن الفعل في الوجود لله تعالى وحده، وأنه لا يصح ~~ااافته إلى العبد بوجه من الوجوه، كما هو مذهب الجيرية ~~االجواب: أن هذا المذهب باطل بالإجماع؛ لهدمه جميع أركان [98/ ~~الشريعة، وجميع أحكامها، وقد قال الشيخ محي الدين: من قال : لا فعل لي ~~اله فقد كذب القرآن؛ لأنه من أوله إلى آخره : يفعلون، يعملون، يكسبون، ~~اولون، يصتعون، يغفهون، يتقون، وكذلك يكذب جميع الكتب الالهية؛ لا ~~أفحاله ~~تمملون ~~الذي ~~كلها نزلت بإضافة الأفعال إلى العباد ~~اقال في باب الأسرار من "الفتوحات" : ما في الوجود إلا الله ت ~~الع أنه حرم الفواحش، فسلم ولا تناقش. # اقال في الباب الثامن والتسعين ومائة في قوله تعالى: 9والله ~~[الصافات: 96] ابتدء تعالى الفعل للعبد بالضمير، ونفاه بالفعل ~~اخلق، كما انتفى أبو بكر، فلم ms165 يظهر له اسم في العمران، وأثبت ضمير التثنية ~~العمران. انتهى ~~اقال في "لواقح الأنوار" : اعلم أنه لا يجوز تعرية العبد من الفعل؛ لأن الا ~~ي ~~اعالى قد أضاف الفعل إليه، والحق تعالى لا يخبر إلا بالواقع، ولولا صحة ~~العل للعبد، لكان ذلك قدحا في الخطاب والتكليف، ومباهتة للحس، وكان ~~اوثق بالحس في شيء، وكأنه تعالى حينئذ يقول للعبد المزمن : امش يا مقعد ~~الالعل يا من لا يفعل، [95/ أ] وتعالى الله عن مثل ذلك كما بسط الشيخ الكلام ~~ي الباب السادس والثمانين ومائتين فراجعه ~~سمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله يقول : لا ينبغي أن يقال: إن ال ~~اجبور في عين اختياره؛ لما لا يخفى في ذلك من سوء الأدب، وسلب الأفعال عن ~~العباد، وذلك مخالف لسائر الكتب الالهية. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اوكان الشيخ أبو القاسم الجنيد رضي الله عنه يقول: إياك أن تقف في ح ~~رة ~~اهود الفعل لله وحده دون خلقه، فتقع في مهواة من التلف، ولا تصير ترى ~~با تتوب منه، وفي ذلك هدم للشرائع كلها. انتهى ~~وسمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله يقول أيضا: ما طلب الحق تعالى ~~باده الاستعانة في نحو قوله تعالى : إياك نعيد وإياك نستعين ) [الفاتحة: ~~) في قوله: { استعينوا يالله) [الأعراف: 128] إلا ليتبه الحباد على أنهم لا يجوز ~~الهم أن يعروا نفوسهم من الأفعال جملة ~~اوقال في الباب الثامن والستين في الكلام على الوضوء: اعلم أن منشأ الخلاف ~~ان أهل النظر في مسألة الكسب كونهم لم يدروا لماذا يرجع ذلك التمكن الذي ~~اعطاه الله تعالى للمعبد، ووجده في نفسه حال الفعل، هل يرجع إلى أن يكون ~~القدرة الحادثة فينا آثر في تلك العين الموجودة عن تمكننا، أو عن الآرادة المخلوةة ~~اينا فيكون التمكين أثر الإرادة، لا أثر القدرة الحادثة. # على ذلك ينبغي كون الإنسان مكلفا لعين التمكين الذي يجده في نفسه ~~احقق تعقله لماذا يرجع ذلك التمكين، هل لكونه قادرا، أو لكونه مختارا؟ فبذلك ~~الدر من التمكن الذي يجده من نفسه صح ms166 أن يكون مكلفا، ولهذا قال تعالى:. # اكف الله نفسا إلا ما ماتنها* [الطلاق: 7] فقد أعطاها أمرا وجوديا، ولا ي ~~أعطاها لا شيء . انتهى. # اقال في الباب الخمسين من "الفترحات". # إن قال قائل: إن الله تعالى هو الخالق والموجد لأعمالنا وحده، فمن أين ~~اجاءنا التكليف، وليس لنا معه فعل ولا اختيار؟ # لقالجواب: أنه تعالى ما كلفنا إلا بعد أن جعل لنا قدرة يعمجز العلماء بالله ~~نعالى ~~الافصاح عنها بعبارة، مع كون العبد يشهدها من نفسه، ولا ينكرها، فلم يكلفنا ~~الا بعد وجود هذه القدرة، وإذا فقدت لم يكلفنا، وتأمل الزمن كيف لم يكلفه الحق ~~انعالى بالصلاة قائما، ولا بالجهاد، ولا غير ذلك من الأمور التي كلف الله تعالى بها ~~السليم ~~قال: وهذه القدرة التي أظهرها النفخ الإلهي في الإنسان بواسطة الملك، فلولا PageV00P000 ~~الولعد الكشفية الموضحة لمماني الصقات الالهية ~~اهذه القدرة ما توجه علينا التكليف، ولا قيل لأحدنا قل : واياك نستعين؛ فإن في ~~الاستعانة إثيات جزء من الفعل للعبد. # اصدقت المعتزلة في إضافتها الفحل للعبد من جانب واحد بدليل شرعي ~~اصدقت الجبرية كذلك [96/ أ] في إضافتها الفعل لله بحكم الأصل. # اوأخطأت المعتزلة في إضافتها الفعل للعبد بحكم الاستقلال دون الله تعالى، ~~كما أخطأت الجبرية أيضا في عدم إضافتها الفعل للعبد جملة [99/ ب]. # اصدقت الأشعرية الذين هم الفرقة الناجية في إضافتهم الأفعال إلى الله تعالى ~~خلقا، وإلى العبد كسبا من الجانيين، بدليل عقلي شرعي. انتهى ~~اقال في الباب الثاني والتسعين من "الفتوحات" : اتفق النظار كلهم على أن ~~خلق القدرة المقارنة للفعل من العيد لله وحده، وأنها ليست من كسب العبد ولا من ~~اخلقه بالأصالة، وإنما الكسب إستاد الفعل إليه لا غير، فمن نقى إستاد الفعل إليه ~~اخطا، لأنه لا دليل له في العقل يخرج الفعل عن العبد، فهو موافق للشارع في ~~صحة إضافة الفمل إليه. # اجميع النصوص التي جاعت تخرج العبد عن إضاقة الفعل إليه تحتمل التأويل ~~او قوله تعالى: الله خنلق كلي شيء) (الرعد: 16] فإن أفعال المخلوقين مقدرة ~~المن الله تعالى، ووجود ms167 أسبابها بالأصالة أيضا من الله تعالى، وليس للعبد فيها ~~ادخل إلا من حيث إنه مظهر لها على يديه؛ إذ الأفعال أعراض، والأعراض لا ~~الظهر إلا في جسم ~~اأطال الشيخ في ذلك، ثم قال: فالحق تعالى يقول لك: اعمل، وهو العامل ~~اك لا أنت، ثم ينسب العمل إليك من حيث كونك مستخلفا في الأرض، أو امتحانا ~~الك، لينظر - وهو أعلم - أدبك معه بالفعل، هل تدعي ما أضافه إليك لنفسك، أوا ~~اترد الأمر إليه أديا معه؟ # لولا أن العمل ليس بمحل الجزاء من نعيم أو ألم؛ لكان الحقيق بالجزا ~~العمل(1) لا العبد، فلما لم يكن العمل (2) أهلا للتنعيم والتألم - ولا بد للجزاء من ~~(1) في (ب) : الفعل. # (42 في (ب) : الفعل PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اقأم يقوم به - جعل الله تعالى محله من نسب الفعل إليه حسا، وهو المكلف لأ ه ~~كالآلة للفعل . انتهى. # ووقال في باب الأسرار: ما أجهل من يقول: أن الله تعالى لا يخلق بالآلة وهو ~~ابل قوله تعالى: قتيلوهم يعديهر الله يأتديكم) [التوبة: 14] كما أن من يجعل ~~العل للعبد جاهل أيضا، لقوله تعالى : فلم تقتلوهم ولتكرب الله قتله وما رميت ~~رميت ولكرت الله رمن} [الأنفال: 17] فترى هذا يكفر بما هو به مؤمن، هذا هو ~~الجب العجاب، فالسيف آلة لك، وأنت والسيف آلة له. انتهى ~~اأطال الشيخ في تفسير هذه الآية في الباب الأحد والتسمين وثلاثمائة ~~االخامس والخمسين وخمسمائة في الكلام على الاسم الخالق من "الفتوحات". # أمر الله تعالى بنصره إلا وأعطاهم من الاشتراك ~~ويعني الاقتدار - فقد رد الآيات والأخبار، وكان ~~انه ممن نكث وألحق تكليف الشارع بالعبث ~~راجعها ترى العجب ~~اقال قي باب الأسرار منها: ~~افي أمره، فمن قال : لا قدرة لي ~~من يكب على وجهه في النار: ~~نه ~~معت سيلي عليا الخواص يقول [97/ا] : ليس الحجز من صفة العيد ~~احقيقة، وإنما هو كناية عن عدم إرادة الحق خلق ذلك الفعل، فإطلاق العجز على ~~العبد مجاز . انتهى فليتأمل. # اقال في الباب الثامن والتسعين ومائة : إذا نزهت الحق تعالى ms168 عن الشريك ~~ال قيده بالشركة في الملك دون الفعل؛ لأجل صحة التكليف؛ فإنه لولا أن للعيد ~~فمن ~~اشركة في الفعل ما صح تكليفه، لكن تلك الشركة من خلف حجاب الأسباب ~~انه ربه عن شركة الفعل أخطأ الشرائع. انتهى. # اقال في "لواقح الأنوار" : محال من الحكيم العليم أن يقول : امش يا مقعل ~~اافعل يا من لا يفعل؛ فإن الحكمة لا تقتضي ذلك، فبقي نسبة الفعل إلى الفاعل ~~نبغي أن تعرف [100/ب]. انتهى ~~اوقال في باب الوصايا من "الفتوحات" : اعلم أن الحق تعالى جعلك محلا ~~كل ~~اظهور العمل ووجوده، ولولاك لما ظهر للعمل صورة، فلك حكم الإيجاد ~~ععل يبرز على يديك لا أثر فيه. PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~وأورد في الباب الثالث والعشرين وثلاثمانة فقال: أكثر الناس لا يفرقون بين ~~الأثر والحكم، بل يظنون أن الأثر هو الحكم، وليس كذلك، وإن الله تعالى إذا أراد ~~ايجاد حركة، أو معنى من الأمور التي لا يصح وجودها، إلا في محل يقوم؛ فلا بدا ~~امن محل يظهر فيه تكوين هذا الأمر، الذي لا يقوم بنفسه، فللمحل حكم في ~~اهذا الممكن، وما له أثر فيه. # نهذا الفرق بين الأثر والحكم، من تحققه عرف وجه نسية الفعل إلى ~~لعالى، ووجه نسبته إلى العبد، وقام بالأدب مع الله، ومع شرعه ~~قال في الباب الحادي والستين وثلاثمائة: من قال : إن العبد مجبور في ~~اختياره؛ فما قام بالأرب مع الشريحة، وقد أنف أمل الله أن يصرحوا بمثل ذلك ~~امما يترتب عليه من حيث اللفظ، وإنما قالوا: إن الفعل لله تعالى خلقا وللعبد ~~اسنادا ~~اقال في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة : اعلم أنه لولا حكم النسب ~~اكسر النون - وتحقيق النسب بفتحهاء ما كان للأسباب عين، ولا ظهر عندها أثر ~~وو ل له الان الستاء العالم أكثر الى الأسباب، فما شاهد المؤمنون أثرا إلا منها، وما ~~عقلوه إلا عندها. # فمن الناس من قال: وجدت الآثار فيها ولا بد ~~امن الناس من قال عتدها ولا بد ~~اأما نحن وأمثالتا من أهل الكشف ms169 والتحقيق فتقول وجدت الآثار بها وعنده ~~قيقة ~~والله ~~ي عندها عقلا، وبها شهودا وحسا ~~فما طلب الحق تعالى من عباده إلا ما لهم فيه تعمل(1)، فلا بد من ~~اكون هنا، تعطي الإضافة في العمل إليك، مع كونه خلق لله تعالى لا لك ~~لقكر وما تعملون ) [الصافات: 96] فالعمل للعبد، والخلق لله تعالى، ~~العمل والخلق فرقان في المعنى واللفظ. # اقد يكون للأمر الواحد وجوه كثيرة فمن حيث ما هو عمل هو لك وتجازى ~~(1) هكذا كتبت وضبطت في (أ)، وفي (ب) : فعل PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~اه، ومن حيث ما هو خلق هو لله تعالى، [98/أ] فلا تغفل عن هذا؛ فإنه معنى ~~الطيف. انتهى ~~وهذا قريب مما قررناه مرارا في معنى: أنكم الرجييت) [الأعراف: 151] ~~اوهو أن جميع ما ظهر من الرحمة في الدنيا والآخرة، إنما ظهر على يد الأسباب ~~ابقية رحمة أرحم الراحمين القائمة بذاته لم يبذ لنا سنها شيء، فمن تأمل وجد ما ~~الظهر من الرحمة بالنسبة لما يظهر كذرة في أرض فلاة، والله أعلم، ومن تحقق ~~ذلك صح له جعل أفعل التفضيل على بابه. # اوقال في الباب التاسع والسبعين ومائتين : لولا الرابطة بين الرب والمربوب؛ ما ~~كان تعالى مكلفا عباده بالأمر والنهي، ولا جازاهم على أفعالهم، ولا كان المربوب ~~لقبل التخلق بأحتلاقه، ولا كان مما يدل على الله تعالى ويعرف عباده بالأدب معه. # الفطن يا أخي لما نبهناك عليه؛ فإني أظن أنه ما طرق سمعك قط، ومن لم ~~ارف ذلك فاته علم كثير، وذكر نحوه أيضا في الباب الحادي والستين ~~اقال في الباب الثاني والعشرين من "الفتوحات" : صورة مسألة خلق الأفعال ~~كسبها صورة (لا) في حروف الهجاء، لأن الرائي لا يدري ببادىء الرأي أي ~~االفخذين هو اللام، حتى يكون الآخر هو الألف، ويسمى هذا الحرف - الذي ~~101/ ب] هو لام ألف - حرف الالتباس في الأفعال، فلم يتخلص الفعل الظاهر ~~على يد المخلوق لمن هو ~~لان قلت: هو لله صدفت، وإن قلت : هو للمتلوق صدفت. # القال: ولولا ذلك ما صح خطاب ms170 العبد بالتكليف، ولا أضاف الحق تعالى الفعل ~~اليله في نحو قوله تعالى: { أعملوأ ما تثتم) [فصلت: 40]. انتهى. # اقال في الباب الثاني والعشرين وأربعمائة : إنما أضاف الحق تعالى إلينا ~~الأعمال؛ لكوننا محلا للثواب والعقاب، وهي لله تعالى خلقا، ولتا كسبا، فهو ~~عالى الفاعل فينا بنا، وأطال في ذلك. # اوقال في الباب الأحد والعشرين ومائة: اعلم أن مسألة خلق الأفعال، وتعقل ~~اجه الكسب فيها، من أصحب المسائل ~~اقال: وقد مكثت عمري الماضي كله استشكلها، ولم يفتح لي الحق تعالى PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~الفيها، وبالعلم بما هو الأمر عليه، إلا ليلة تقييدي لهذا الباب في سنة ثلاث وثلاثين ~~سستمائه ~~قلت: وذلك قيل موت الشيخ بخمس سنين، والله أعلم. # اقال الشيخ: وكنت قبل أن يفتح لي بعلمها، يعسر علي تصور الفعل بين ~~الكسب الذي يقول به قوم، وبين الخلق الذي يقول به أخرين، والآن فقد عرفت ~~صح ~~احقيق هذه المسألة على القطع الذي لا شك فيه. # اوقد قال الإمام أبو حامد الغزالي : هذه المسألة من مسائل سر القدر، لا ~~كشف علمها لأحد في هذه الدار، وهو معذور في ذلك ~~اقال الشيخ محي الدين: وصورة هذا الفتح: أن الحق تعالى أوقفني بين يدي ~~اي المنام، يكشف بصيرتي على المخلوق الأول، الذي لم يتقدمه مخلوق؛ إذ لم ~~اكن ثم إلا الله تعالى وحده. # اوقال: انظر هل ههنا أمر يورث الليس والحيرة؟ قلت : لا يا رب، قال لي ~~اهكذا جميع ما تراه من المحدثات، ما لأحد فيه ولا شيء من الخلق، [99/أ] فأنا ~~الذي أخلق الأشياء عند الأسباب، لا بالأسباب، فتكون عن أمري، خلقت النفخ في ~~سى، وخلقت التكوين(1) في الطائر. # قلت له : يا رب فنفسك إن خاطبت(2) بقولك : افعل ولا تفعل؟ فقال لي : إذا ~~اطلعتك بشيء من علمي فالزم الأدب ولا تحاقق؛ فإن الحضرة لا تحتمل المحافقة. # قلت له: يا رب وهذا عين ما نحن فيه، ومن يحاقق ومن يتادب" وأنت خالق ~~المحاققة والأدب، فإن خلقت المحاققة فلا بد من حكمها، وإن خلقت ms171 الآدب ~~من حكمه، فقال: هو ذاك فاسمع وأنصت ~~قلت له : يا رب ذلك لك، اخلق السمع حتى أسمع، والإنصات حتى أنص ~~سوى ما خلقت(3)، ققال لي : ما خلفت إلا ما علمت، وما ~~ب العزة لا يصدر عن العامي فضلا عن الشيخ اين العريي فلا بد أنه من ~~وما يخاطبك الآن ~~(1) في (ب) : التكون ~~(2) في (ب): أحاطت. # (3) سوء الأدب هذا مع ر ~~لسوس حليه PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اع لمت إلا ما هو المعلوم عليه في الأزل، حين يتعلق علمي به في لا في زمان، ولي ~~الحجة البالغة. انتهى ~~اقلت: ومع هذا الكشف العظيم، فلا بد من نسبة الفعل إلى العيد؛ لتجري عليه ~~الأحكام، وتقام عليه الحدود، والله أعلم ~~فان قلت : قد أضاف الله تعالى الخلق إلى الخلق، في قوله تعالى في عيسى ~~وإذ تخلق بن الطين كهيتة الطير يإذنى) [الماندة: 110]. # ال الحواب: أن قوله: { بإذني) رد إلى التكليف والعبودية، وغايته أنه خرج عن ~~الأم الذي يلحق المصورين، فكأنه نجار أو فاخوري لا غير ~~اقد ذكر الشيخ في الباب السابع والثلاثين وثلاثمائة من "الفتوحات" : في معنى ~~لقوله تعالى: (أرميتم ما تدعوب ين دون الله أرونى مانا خلقوا من الأرص) [الاجقاف:4]: ~~اعلم أن خلق عيسى [102/ب] للطير إنما كان بإذن من الله تعالى، فكأن خلقه ~~الالطير عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى؛ فإن الله تعالى ما أضاف الخلق حقيقة إلا ~~الاذان الله، فإن عيسى بالإجماع عبد، والعبد لا يكون خالقا ~~انال: وإنما جثنا بهذه المسألة لعموم كلمة (ما)؛ فإنها لفظة تطلق على كل ~~ايء ممن يعقل، وممن لا يعقل، مكذا قال سيبويه(1)، وهو المرجوع إليه في علم ~~السان؛ فإن بعض المتتحلين لهذا الفن يقولون : إن لفطة (ما) تختص بما لا يعقل ~~اامن) تختص بمن يعقل، وهو قول غير محرر؛ فقد رأينا في كلام العرب جمع ما ~~الا يعقل جمع من يعقل(2)، وإطلاق ما على ما يعقل ~~أطال في ذلك ثم قال: فعلم أنه لا يقال في لفظة (ما) من قوله ms172:2. # عوب بن دون الله : إن المراد بها من لا يعقل؛ فإن عيسى يعقل مع أنه لا ~~اخل في هذا الخطاب جزما، فما قاله سيبويه أولى بالاجتهاد من حيث إن ~~الاعدة أغليية . انتهى ~~(1) عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء أبو بشر الملقب بسيبويه إمام النحاة، وأول من بسط علم ~~انو، ولد في شيراز وقدم البصرة ورحل إلى بغداد فناظر الكسائي واجازه الرشيد يعشره آلاف ~~ارهم وصنف كتايه اكتاب سيبويه" في النو لم يصنع قبله ولا بعده مثله، قوفي ست ~~180ه) ~~(42 كذا العيارة في التختين وفيه تحريف، ولعل العبارة مكذا : إطلاق (من) على جمع ما لا يعقل. PageV00P000 # الالهية ~~القاعد الكشفية الموضحة لمحاني الصفاتا ~~الإن قيل: فإذا أعطى الله تعالى عبدا حرف (كن) وتصرف بها، فهل يؤا ~~بالمعاصي التي كونها ~~لقالجواب: نعم قال تعالى: 9لها ما كسبت وعلتها ما أكتسبت) [البقرة ~~اوهذا الخلق من جملة كسبها كما تقدم بسطه في ميحث: فلله آلحكيمة البلعة ~~الأنعام: 149] مع أن تصرف العبد يكون سوء آدب مع الله تعالى؛ لأنه قد ي ~~ااستدراجا واختبارا له [100/أ] حين ادعى الأدب مع ريه تعالى. # اكان الشيخ محي الدين رضي الله عنه يقول : الأدب لمن أعطاه الله حر ~~لسيحين و ~~اصة ~~س ~~نعالى ~~رو ~~كن ~~سالة ~~اكن) أن لا يتصرف بها كما يسط الكلام على ذلك في الباب السابع ~~امن "الفتوحات". # ام لما تركوا التصرف بها أدبا؛ لكون الحق تعالى جعلها بالأ ~~اععطاهم بدلها لفظ: "بسم الله الرحمن الرحيم" فيكوتون بها ما شاؤوا ~~اعلى الماء والهواء ونحو ذلك، فكان التكوين ببسم الله راجع](1) إلى اله ~~اهرا، كما هو له باطتأ عند تصريقهم بها، وإنما استعملها رسول الله في ~~انبوك بيانا للجواز فقال: "كن أبا ذر"(2) فكان، وقال لعسيب من النخل: ~~مفاه(3) فكان سيفا، وفي ذلك إعلام لبعض حواص أصحابه ببعض أسرار ~~عالى ~~الان قيل: فإذا خلق عبد بإذن الله تعالى إنسانا لو فرض، فهل هو إنسان ~~ايوان في صورة ظاهر جسم إنسان؟ # الجواب: الظاهر الثاني؛ لأنا لم نسمع إطلاق ms173 إنسان إلا على بتي آدم، وا ~~اس من بني آدم، ولا شك أن الله تعالى قد أعجز الخلق كلهم أن يخلقوا ذبا ~~لففصلا عن صورة الإنسان التي هي أكمل الصور. # لكن ذكر الشيخ في الباب الخامس والثلاثين وثلاثمائة : أنه رأى في كتاب ~~1) في الشختين : راجع، وهو من تحريف النساخ ~~2) أخرجه الحاكم في المستدرك (52/3) ~~3) أخرجه عبد الرزاق في المصتف (20539) ولفظه: "أن عبد الله بن جحش جاء إلى النبي يوم ~~اد وقد ذهب سيفه فأعطاه التبي عسيا من نخل فرجع في يده سيفا". PageV00P000 # الواعد الكغفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ~~ل الفلاحة النبطية" أن يعض العلماء بعلم الطبيعة كون من المني الإنساني، بتعفين ~~اخاص على وزن مخصوص، واعتبار مقدر من الزمان والمكان، إنسانا بالصورة ~~الالدمية، وأقام سنة يفتح عينيه ويغلقها، ولا يتكلم ولا يزيد على ما يتغذى به شيئا ~~فصات يحل سنه ~~قال الشيخ محي الدين : فلا يدرى أكان إنسانا حكمه حكم أخرس، أو كان ~~حوانا آخر في صورة إنسان؟ انتهى ~~وسبب الشك كونه من المني ~~الفان قلت: إن الله تعالى قد أضاف فعل السيئة إلى العبد دون الحسنة في قول ه ~~عالى: قا أمايك من حستة فمن الله وما أمليك من ميتةر فين تقيك) [103/ب] ~~النساء: 79]. # االجواب: إنما قال تعالى: {قن تقيك) ليعلمه الآدب، فيضيف الفعل ~~البيح إلى نفسه إستادا لا إيجادا، والفعل الحسن إلى سيده، وإلا فقد قال تعالى قبل ~~اا لك: قل كل من عند الله) [النساء: 78] ولم يزل الأكابر من أهل الأدب يضيفون ~~العل الموؤف، أي : القبيح إلى أنفسهم، إسنادا لا إيجادا ~~القال السيد إيراهيم الخليل عليه السلام: وإذا مرنت فهو يشفين ل ~~الشعراء: 80] لم يقل : وإذا أمرضني(1)، بل أضاف المرض إلى نفسه، حيث كان ~~اكرها للنفوس، وأضاف الشفاء إلى ربه لكونه محبوبا لها. # ووكذلك قال السيد أيوب عليه السلام: (أن مستي الضر وأنت أنكم الزحميت) ~~الأنبياء: 83] لم يقل : رب مسستتي بالضر فارحمني، بل حفظ أدب الخطاب ~~نظير ذلك قول الخضر عليه السلام: (فأردت أن أعيبها) (الكهف: 79] ~~أضاف العيب ms174 إلى نفسه لما كان العيب تكره النفوس إضافته إليهاء [101/أ] ثم ~~قال: ( فأراد ريك أن يبلغا أشدهما ويستخريا كنزهما) [الكهف: 82] حيث كان ذلك ~~حبوبا إلى النفوس. # اأطال الشيخ محي الدين في الباب الحادي والثلاثين من "الفتوحات" : في ~~(1) في هامش (1): نسخة: أمرضتني PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لسعاني الصفات الالهية ~~انى قوله: "بنس الخطيب أتت"(1) لمن جمع بين الله ورسوله في ضمير ~~واحد، وفي قوله (تعالى): (فآرتنا أن يتدلهما ريهما نيرا منه زكوه وأقرب رسما ل ~~[الكهف: 81] وأن رسول الله جمع نفسه مع ربه في قوله: "ومن يطع ال ه ~~رسوله فقد رشد ومن يعصهسا فقد غوي"(6) فراجعه فأدب الأنبياء لا يقاومه أدب. # فإن قلت: هل أطلع الله أحدا من الأولياء على ما يجريه الله تعالى على يديه ~~امان الأفعال المستقبلة إلى أن يموت ~~فالجواب: نعم أطلع الله على ذلك جماعة من الأولياء، كأبي يزيد البطامي ~~مسهل بن عبد الله التستري، وغيرهما ~~اقال الشيخ محي الدين في الباب الحادي والتلاثين وخمسمائة، في مسألة ~~اخلق الأعمال أو كسبها: قد عملت على قوله تعالى: (و(3) تعملون من عملي الا ~~كنا عليكر شهودا إذ تفيضون فيد) [يونس : 61] فصرت رقييا على نفسي نيابة عن ~~الحق تعالى، ولم أزل أراقب آثار ربي التي يوردها على قلبي، في جميع حركاتي ~~اسكناتي، وأقيم الوزن بين أمره ونهيه وبين إرادتي، لأرى مواقع الخلاف والوفاق، ~~اوما جعلني كذلك إلا قوله تعالى لمحمد: (فأستقم كما أمرت) [هود: 112] ~~فكان يجتهد أن تكون أفعاله كلها تحت الأمر الإلهي، لا يخالفه في شيء حتى أن ه ~~قال: "شيبتني هود وأخواتها"(4) ~~ال الشيخ: ولم أزل أراقب أنا ربي حتى عرفت الأمر الإلهي، الذي لا ~~اص، ومن هو المخاطب بذلك، وما هو الأمر الإلهي الذي يعصى في وقت ما ~~ذلك في الأوامر التي تكون بالواسطة؛ فإنها هي التي يصح أن تعصى؛ لغلية الارادة ~~اعلى الأمر، وهو على الحقيقة أمر لفظي صوري، وهو صيغة أمر لا حقيقة الأمر ~~اعلمت أيضا يتلك المراقبة أن المأمور بالأمر الإلهي، الذي لا يعصى ms175، إنما هو ~~المخاطب من عين الممكن، الذي قال له الحق "كن" فكان، وذلك هو الأمر الذي ~~(1) أخرجه مسلم (870)، والتساني (90/6) ، وأبو داود (1099) . # 92) أخرجه أبو داود (1097) بلفظ: "ومن يحصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شينياه ~~(3) في النسختين: "وماء وهو من سهو القلم ~~(4) أخرجه الترمذي (3297)، والحاكم في المستدرك (347/2) PageV00P000 ~~الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~الا يحصيه المخاطب أبدا، وغاية المكلف أته محل ظهور هذا المكون، كما أن ~~المكون هو محل التكوين ~~اقال: وقد أطلعني الله تعالى على مشاهدة تكوين الأشياء في ذاتي، وفي ذات ~~اري4 أعيانا قائمة داكرة مسبحة بحمد ربها، مع كونها يطلق عليها اسم محصي ~~اطاعة، ولا علين علم لها بما على المكلف بسبيها ~~فطلبت من الله تعالى أن يطلعني، هل لمسمى المعصية عين وجودية، أو لا ~~اي لذلك* وهل بينه وبين مسمى الطاعة فرقان (1)، أم الحكم في ذلك سواء ~~اان الله [104/ب] تعالى لا يأمر بالفحشاء، ومع ذلك فلا يتكون شيء إلا بإرادته ~~وأمره، فهل للمعصية تكوين أم لا ~~لفأطلعني الله تعالى على أن مسمى المعصية [102/أ] إنما هو ترك، والترك لا ~~ايء، ولا عين له، فوجدناها مثل مسمى العدم؛ إذ العدم اسم ليس تحته شيء ~~اولا عين وجودية، والشأن محصور في أمرين : فعل، ونهي(1) لا تمتثل. # اوأما اعصوا فلم يأت بها كتاب، فغير هذين الأمرين ما هو ثم(3) ، فإذا قيل لنا: ~~أقيموا الصلاة، ولم نفعل عصينا، وخالفنا أمر ربنا، فليس تحت عصيتا وخالقنا ولم ~~افعل إلا أمر عدمي، لا وجود له ، وكذلك القول في النهي؛ إذا قيل لنا : لا تفعلوا ~~ذا، مثل قوله: {ولا يغتب تعضكم بعضاه (الحجرات: 12] فلم نمتثل نهيه؛ فإن ~~دلول لم تمتثل عذم لا وجود له، ونظير ذلك احفظوا فروجكم، وغضوا أيصاركم ~~ال اذا لم نحفظ ولم نغض4 فليس لذلك عين وجودية ، وكذلك القول في قوله تعالى: ~~وولا يغتب تعضكم بعضا" هو لا عين له لأنه نفي، فإذا اغتبنا ظهر في محلنا عين ~~اوجودة، أوجدها الحق سبحانه وتعالى بالأمر التكويني، والقول الموجود في ms176 لسانتا ~~اعلى طريق خاصة هو الغيية، فامتثل ذلك القول [في لسانتا](4) أمر الحق الموجد ~~ال، ولم يضف إلينا مته إلا كوننا لم تمتثل نهيه، فانتفى عن محلتا الامتثال، فلم ~~(1) قوله: (قرفان) كذا في النسختين، ولعلى الصواب: فرق ~~(2) في (ب) : في أمر افعل ونهي لا تفعل. # (3) في (ب) : تم ~~4) ما يين معتوفين ساقط من (ب) PageV00P000 ~~القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~اليؤاخذنا الحق تعالى في الوجهين إلا بأمر عدمي، هو ترك الأمر والنهي، ولا بد لنا ~~ال لر لم نان وذلك الشال ليس ن اه اناد لعر في و حود ~~ا، إنما هو الله تعالى. # ووسمعت سيلي عليا الخواص رحمه الله يقول : إنما كان الحق تعالى لا ينتقم ~~الفسه؛ لأته خالق لأفمال عباده، وإنما يؤاخذهم بظلم بعضهم بعضا ~~اقال في الباب السادس والتسعين وماتتين من "الفتوحات" : كنت لا أزال أنفي ~~الجلي في الفعل تارة، وأثيته أخرى يوجه يقتضيه، ويطلب التكليف إذا كان ~~التكليف بالعمل من حكيم عليم، ولا يصح من الحكيم أن يقول لمن يعلم أنه لا ~~الفعل : افعل؛ إذ لا قدرة له على الفعل، وقد ثبت الأمر الإلهي بالعمل للعبد مثل: ~~(وأقيموا الصلوة) [البقرة: 43]. # اقلا بد أن يكون له في المتفعل عنه تعلق، من حيث الفعل به يسمى فاعلا ~~اراذا كان هذا واقعا صح وقوع التجلي في الفعل بهذا القدر من التسبة، ولهذا الطريق ~~كتت أثبته، وهو طريق في غاية الوضوح، يدل على آن القدرة الحادثة، لها نسبة ~~حححة يفعل بها ما كلفت به، لا بد من ذلك ~~وأطال في ذلك ثم قال: وحاصله أن العبد ما صحت له نسية الفعل، إلا من ~~كون الحق تعالى جعله خليفة في الأرض، ولو أنه تعالى جرد عنه الفعل؛ لما صح ~~ان يكون خليفة، ولما قبل التخلق بالأسماء. # اقال: وهذه الفائدة مما نبهني عليها تلميذي بدر الحبشي، وفي نسخة أخرى ~~تلميذي إسماعيل ~~القال فلما أفادها لي فلم يعلم مقدار ما دخل علي من السرور إلا الله تعالى ~~103/أ] انتهى. # فاعلم ذلك وتأمل في ms177 هذا المحل؛ فإتك ربما لا تجده عند أحد من أقرانك ~~الان، وأضف الأفعال إلى ربك خلقا، وإليك إسنادا كما قال سيدي الشيخ أبو ~~الحسن الشاذلي رضي الله عنه في قوله تعالى: (قا أصايك من حسنة فمن الله) ~~النساء: 79] إيجادا لا إسنادا (وما أسابك من سيئة فمن تفيك) (النساء: 79] أي ~~استادا لا إيجادا، والحمد لله رب العالمين. PageV00P000 # الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~صن بندل ~~4 السحمة صعجبه لأقحاله تال ~~اومما أجبت به : من يتوهم أن أفعاله تعالى بالحكمة، ويجعل الحكمة موجبة ~~، فيكون محكوما عليه تعالى بها، وتعالى الله عن ذلك ~~والجواب](1) : اعلم أن اعتقاد الطائفة العالية من أهل الله تعالى: أن أفعال ~~الحق تعالى كلها عين الحكمة [105/ب]، ولا يقال : إنها بالحكمة: ليلا تكون ~~الحكمة له، فيكون محكوما عليه بأمر ما ، وذلك محال فإنه تعالى أحكم الحاكمين ~~لا ينبغي أن تعلل أحكامه بالحكمة. # اقد قال في الباب الثامن والستين وثلاثماثة من "الفتوحات" في قوله تعالى: ~~(وما خلقنا التكوت والأرض وما بينهما إلا يالحق) (الحجر: 85]: الباء في قوله: ~~بالحق) بمعنى اللام، أي للحق، نظير قوله تعالى: (وما خلقت للجن والإنس إلا ~~اليدون 46) [الذاريات: 56] فإن الله تعالى لا يخلق شيئا بشيء، وإنما يخلق ~~اشيئأ عند شيء؛ طلبا لستر القدرة الإلهية. # لذلك كان إذا أراد نبع الماء من بين أصابعه يضع كفه في ماء قليل سترا ~~اأدبا مع الله تعالى، واقتداء به تعالى في الستر، وإلا فالمخلوق الأول الذي لم ~~اتقدمه مادة، مخلوق بلا شيء يتعين، ولم يزل الحق تعالى يخلق على هذه الصفة ~~لكن لما كثر مشاهدة الأسياب المولدات؛ ظن الناس أن الله تعالى يخلق شيئا ~~بشيء ~~اومن هنا قالوا: لله تعالى الفعل بلا آلة، والفعل بالآلة مشيا على ما توطا التاس. # اعلى اعتياده (2)، وإلا فاللاثق بقدرة الله تعالى أن يخلق الأشياء بلا آلة، ولو أثبتنا ~~الال فهي مخلوقة لا تتحرك، إلا إن حركها محرك، وهو الله تعالى كشفا وإيمانا ~~(41 من زيادة المحقق. # (2) قي (ب) : اعتباره. PageV00P000 # الالهية ~~فيه ~~فإذا ~~التواصد الكشقية الموضة لمعاني ms178 الصضات ~~والمخلوق شهودا، قال تعالى: (النى خلقكم والدين من قيلكم) [البقرة: 21] ~~اي الاستعانة أو السببية فهي لام ~~في ألوهية الأسباب. # اقال الشيخ محي الدين : وكل باء تقتض ~~أخبرنا الحق تعالى بأنه خلق شيتا بشيء؛ فتلك الباء لام، فعين خلقه هو ~~الحكمة، ولا يتبغي أن يعلل بالحكمة كما مر؛ لئلا يكون معلولا عنها، فاعلم ~~فانه نفيس* والحمد لله رب الحالمين PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لسماني الصقات الالهية ~~من نولعي اي الله تعحال ~~لقه الخلق نو ترهحهه علو ييال به ~~ومما أجيت به من يتوهم من قوله تعالى في الحديث القدسي: "هؤلاء للجةة ~~اولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي"(1) خلاف المراد ويقول : إن الله تعالى من حين ~~خلق الخلق تركهم، ولم يبال بهم ~~الوابب: أنه لو كان المراد بذلك ما فهمه هذا المحجوه، لما وقعت ~~المؤاخذة بالجرائم، ولا وصف الحق تعالى نفسه بالغضب على قوم، ولا قال: إن ~~ابش ريك لشديد } [البروج: 12] ولا كانت الرحمة محرمة على أهل النار، فهذا ~~كله من المبالاة بهم، والتهمم بأمر المؤاخذة، فلولا المبالاة ما كان هذا ~~المكم (2)، [104/أ] فللأمور والأحكام مواطن، إذا عرفها أهلها لم يتعدوا بكل ~~اكم موطته، فلم تتناقض عليهم الأمور، وأما عدم مبالاته بأهل الجنة وأهل النار ~~لكون رحمته سبقت عضبه ~~وسمعت سيدي عليا المرصضي رحمه الله تعالى يقول: الجنة دار جمال وأنس ~~اتنزل إلهي لطيف، وأما النار فهي دار جلال وجبروت وقهر، ولذلك خلقها الل ه ~~اطالع الأسد، الذي يقهر الحيوان ويفترسه، فالاسم الرب مع أهل الجنة، والاسم ~~الجبار مع أهل النار أبد الآبدين، ودهر الداهرين، فهو تعالى يتجلى لأهل الجنة ~~الجمال الصرف، ولأهل الدنيا بالجلال الممزوج بالجمال، فإنه تعالى لو تجلى ~~الأهل الدنيا بالجلال الصرف؛ لذابوا كأهل التار، فاعلم ذلك فإنه نفيس، والحمد لل ~~ب العالمين. # (1) تقدم تخريجه (ص167) . # (42 في (به) : الحكم. PageV00P000 # الواحد الكشفية الموضحة لمماتي الصفات الالهية ~~سن ينداي ححر ~~الها في التقهن *النبهرها ~~المما أجبت به من يتوهم من قوله تعالى: (قالهمها فورها وتقوتها ) ~~الشمس: 8] أن حكم الإلهام في التقوى ms179 والفجور واحد على حد سواء. # الجواب: قد قال تعالى: (ليب الله لا يأمه بالفحشله) [الأعراف: 28] ففرق ~~اا الخير والشر، [106/ب] ومعنى الآية: فألهمها فيورها لتعلم به فتجتنبه، ~~انمل به، والهمها تقواها لتعلمه فتلازمه، ولا تترك العمل به . انتفى ~~اهنا دفيقة لطيفة، وهي أن الله تعالى كما لم يأمر بالفحشاء؛ كذلك لا يريدها. # ابان كونه لا يريدها: أن كونها فاحشة ما هو عينها، وإنما هو حكم الله فيها ~~احكم الله في الأشياء غير مخلوق، وما لم يجر عليه الخلق لا يكون مرادا للحق ~~اعالى: لأن فلك الإرادة لا يتوجه على القديم، ومن هنا كان القرآن العظيم قديما ~~أه كله أحكام الله تعالى، فيقال : إن الله تعالى يريد إدحال الذكر في فرج الزانية ، ~~الا يقال: أراد ذلك من حيث كونه فاحشة وحراما؛ لأنهما حكمان لله تعالى ~~فافهم ~~اقد طلب مني الشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي (1) رضي الله عنه كتابة هذا ~~الكلام، وقال: هذا كلام يكتب بنور الأحداق . انتهى، والحمد لله رب العالمين. # (1) هو إبراهيم بن إيراهيم بن حن، أيو الآمداد الملقب ببرهان الدين اللقاني، نسبة إلى لقانة من قرى ~~اصر، كان عظيم الهيبة قوي التفس، تعخضع له رجال الدولة، ويقبلون شفاعته، جامعا بين الحقيةة ~~االشريعة، من كتبه: "عون المريدء و"تلعخيص التجريد لعمدة المريد4، و"هداية المريد لجو ~~الوحيده كلها في شرح منظومته المشهورة "جوهرة التوحيدة، توفي ستة (1014). PageV00P000 # الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~من يتعه ان حيتاب ~~العل النار هينتي نهو يحخلهع البةة ~~اومما أجبت به من يتوهم من قوله تعالى في الحديث القدسي: 9إن رحمتي ~~سبقت عذابي" (1) وفي رواية : "غلبت غضيي"(2) أن معنى السيق والغلبة انتهاء مد ~~الخضب على أهل التار، ودحتولهم في الجنة بعد دلك. # االجواب: أن هذا أمر لا يجوز اعتقاده بإجماع المسلمين في حق أهل الخلود ~~اي النار، وقد قال الشيخ محي الدين رحمه الله تحالى في "الفتوحات" : إياك أن ~~اهم يا أخي من قول بعضهم : إن أهل النار لا بد أن تنالهم رحمة الله تعالى، ثم ms180 ~~ارجون متها إلى الجنة، أن مرادهم بأهل النار الذين هم أهلها؛ فإن ذلك لا يقوله ~~ااقل، وإنما مرادهم بذلك عصاة الموحدين فقط، وإياك والغلط ~~لذلك قال الشيخ عبد الكريم الجيلي(2) في شرحه "لباب الأسرار" من ~~االتوحات المكية" فقال : إياك آن تظن بالشيخ محي الدين أو غيره بأنهم يقولون ~~ااخراج الكفار من التار، فإن ذلك ظن فاسد، وقد قال في عقيدته الصغرى أول ~~الفتوحات": [105/أ] ونعتقد تخليد الكافرين في العذاب المهين آبد الأبدين ~~ودهر الداهرين ~~كما صرح بتخليد فرعون في النار، وأنه لا يخرج منها أيدا، خلاف ما أشاعوه ~~نه، وإن وجد ذلك في كتاب "الفصوص" أو غيره فهو مدسوس عليه، دسه بعض ~~الملاحدة4 ليروج أمره بإضافته إلى الشيخ، واعتقاد التاس فيه، وفي غزارة علمه، أو ~~انفر الناس ععن مطالحة كلامه. # 1) أخرجه البخاري (6986)، ومسلم (2751)، والذي فيهما "غضي لا "عذابي4 . # (2) أخرجه البخاري (3022)، ومسلم (2751) ~~(3) عيد الكريم بن إيراهيم بن عيد الكريم الجيلي ابن سيط الشيخ عبد القادر الجلاني، من رجالات ~~الطريق، وعلماء الصوقية في عصره، له كتب كثيرة منها : "الإنسان الكامل في محرفة الأوالل ~~االأواخره في اصطاح الصوفية، و"الكهف الرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم4، وهالمناظ ~~الالهية" ، توفي ستة (832ه) . PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضة لمعاني الصفات الإلهية ~~كما هو الغالب من الحسدة، فإذا رأوا مؤلفا لبعض أقرانهم مدحه الناس وتلقوه ~~226 ~~ابالقبول؛ ربما غلبهم الحسد ودسوا فيه أمورا تخالف ظاهر الشريعة ~~كما فعلوا ذلك في كتابي المسمى ب"البحر المورود في المواثيق والعهوده ووقع ~~ذ لك فتنة عظيمة في جامع الآزهر وغيره، ولولا أني أرسلت لهم النسخة الصحيحة ~~السالمة من الدس، التي عليها خطوط مشايخ الإسلام ما سكنت الفتنة، ولكن ~~اراهم الله تعالى عني خيرا في إنكارهم علي، بتقدير صحة نسبة ذلك إلي، فلهم ~~نواب قصدهم وتيتهم هذا أمر وقع لي ~~اقد رأيت كتابا كاملا صنفه بعض الملاحدة، ونسبه إلى أبي حامد الغزالي ~~روج بذلك بدعته فطفر به الشيخ عز الدين ين جماعة(41، وكتب على طه ~~الكتاب: كذب والله وافترى من أضاف هذا ms181 الكتاب [107/ ب] إلى حجة الإسلام ~~ضي الله عنه. # فحتمل أن تكون هذه المواضع التي انتقدت على الشيخ محي الدين في كتاب ~~الفتوحات" و"الفصوص" دسها عليه بعض الحسدة، فإياك أن تضيف إلى الشيخ ~~اي الدين ما يمخالف ظامر الشريعة؛ فإنه إمام المحققين. # اقد قال في "الفتوحات" : اعلم أن أهل الجنة وأهل النار مخلدون فيها أبد ~~لأبدين، ودهر الداهرين، لا يخرج أحد منهم من داره أبدا، وأما عصاة الموحدين ~~ترجون من النار بالتصوص المتواترة؛ إذ النار بطبعها لا تقبل خلود موحد فيها ~~ابادآ، كما أنها بطبعها لا تقبل خروج أحد من أهلها منها أبدا؛ لأنها خلقت من ~~الضب السرمدي، هذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة. انتهى فاعلم ذلك ~~اقد ذكر الشيخ في الباب الرابع والأربعين وثلاثمائة في حديث: "ورحمتي ~~سقت غضيي4(2)، وفي حديث الترمذي وغيره: "أمتي أمة مرحومة ليس عليها في ~~1) عز الدين بن محمد بن إيراهيم اين جماعة الكتاني الحموي الأصل الدمشتي المولد ثم المصري ع ~~الين الحافط قاضى القضاة ولي قضاء الديار المصرية ستة (739ه) وجاور بالحجاز فمات يمك ~~امان مصنفاته : "هداية السالك إلى المناهب الأريعة في المناسك"، و"المناسك الصخرى4، وفتخريم ~~احاديث الرافحي4، و"التساعيات"، و"أنس الماضرة يما يستحسن في المداكرة4 . توفي ست ~~(767ه). # 2) تقلم تخريجه (ص225) PageV00P000 ~~الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~الآخرة عذاب، وإن عذابها في الدنيا الزلازل والفتن"(1)، وفي رواية : "عذاب أمتي ~~افي دنياها الزلازل والفتن"(2)، وفي حديث الطبراني مرفوعا : "الحمى حظ كل مؤمن ~~امن النار"(3) ما نصه : اعلم أن مراد الشارع بهذه الرحمة الرحمة الخاصة. # ابالموحدين، ومعنى ليس عليها في الآخرة عذاب : أي سرمد عليهم، بدليل الآيات ~~اوالأخبار الواردة في دخول طائفة من عصاة الموحدين النار [106/]]. # اقال في الباب الحادي والسبعين وثلاثمائة : في حديث ل"ينادي المنادي حين ~~ابدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار : يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل ~~النار خلود بلا موت"(4) ما نصه : اعلم أنه إذا وقع هذا النداء، ارتفع الإمكان من ~~للوب أهل الجنة من وقوع ms182 الخروج منها، وكذلك يرتفع الإمكان من قلوب أهل ~~النار، مع توقع خروجهم متها، فيا لها من حسرة ما أعظمها. # اقال: وتغلق أبواب النار حينئذ غلقا لا فتح بعده أبد الآبدين، ويصير الخلق في ~~النار كقطع اللحم التي جعلت في الماء في قدر، ثم أججت تحتها نار عظيمة؛ حتى ~~اارت صاعدة هابطة، والحمد لله رب العالمين ~~اقد بسطنا الكلام على أهل الجنة والنار، وعلى أحوالهم في الدارين، أواخر ~~كتاب "اليواقيت والجواهر في بيان عفائد الأكابر9، والحمد لله رب العالمين ~~(1) أخرجه أبو داود (2778)، والحاكم في المستدرك (283/4)، ولم أجدها في الترمذي، اواله ~~اعلم ~~2) أخرجه الساكم (114/1)، وكذلك غيره بلفظ "عذاب أمتي في دنياهاه بدون الزيادة المذكورة ، ~~الشيخ جمع بين حديثين، والله أعلم ~~3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7540)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائده : رواه البزار واسناده ~~(4) أخرجه البخاري (4453)، ومسلم (2849) . PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصقات الإلهية ~~اب من تهصم اي قاتل ~~ند خلبت اراته إراحة الله تحال ~~مما أجيت به من يتوهم من حديث: "بادرتي عبدي"(1) فيمن قتل نفسه أن ~~المراد: أن الله تعالى أراد حياته، وأراد هو موت تفسه، فغلب قاتل نفسه الإرادة ~~الالهية. # والجواب: أن من اعتقد مثل ذلك فهو أجهل الجاهلين بالله تعالى، وذلك بأن ه ~~اا بادر بقتل نفسه إلا بإرادة الله تعالى السايقة في الأزل؛ بأن يقتل هذا نفسمه، ثم ~~اخله الله تعالى النار، إن شاء الله تعالى، ولا يجوز أن يفهم أحد أنه بادر بقتل ~~سه مستقلا بذلك، دون إرادة الله تحالى ذلك، فافهم ~~امعلوم أن غالب الأحكام الشرعية دائرة مع حكم الأمر، وأما الإرادة فهي ~~اصيل حاصل؛ إذ لا تتحرك ذرة في الوجود ولا تسكن، إلا بارادة الله تعالى. # امن هنا قالوا: نؤمن بالقدر ولا تحتج به، فإن الإرادة لها النفوذ على الدوام ~~اا يخالف الأمر الالهي، أو بما يوافقه ~~علم أنه لا يموت أحد إلا يأجله حين انتهائه؛ [108/ب] لقوله تعالى:فإذ ~~ااة لبلهم لا يتتأخرون ساعة ولا يسقدتوت) (الأعراف: 34]. # الان قال قائل : فإذا كان أحد لا يموت إلا ms183 بأجله، سواء قتله أحد من الخلق ~~او مات حتف أنفه بمرض أو فجأة، فكيف تقتلون من قتله؟ # فالجواب: أن ذلك من حكم الله أيضا لا من حكمنا، فكأنه تعالى قال لنا: من ~~اقل أحدا بغير طريق شرعي فاقتلوه. قلنا: سمعا وطاعة. # ال ال ل مع فقعل ان عاه ال من ~~اتلنا له، ولا لوم على من امتثل لأمر ربه، فاعلم ذلك؛ فإنه نفيس كما بسطتا ~~الكلام عليه أواخر كتاب "الجواهر واليواقيت"، والحمد لله رب العالمين. # (1) أخرجه اليخاري (3276). PageV00P000 # الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الألهية ~~سن بدصن ~~اقله تعحالوء لقل الروح من أمر ربي" أع الوهع قحيعة ~~اوما أجبت به من يتوهم من قوله تعالى: قلي الزوح من أمر رتي) [الإسراء: ~~8) أن الروح قديمة. # اووالجواب: أنه لا يلزم من كونها من آمر ربنا أن تكون قديمة، وقد أجمع أهل ~~الكشف على أن المراد بكونها من آمر الله: أنها وجدت عن خطاب الحق تعالى ~~اغير واسطة، كما قيل في عيسى عليه الصلاة والسلام: إنه روح الله تعالى ~~1/1073) فإنه وجد عن نفح الححق تمالى، كما يليق بجلاله بلا واسطة، بخلاف ~~عيره من المتلق. # ولذهب الإمام الغزالي إلى أن معنى قوله تعالى : (قلي الروح من أمر ري) أي ~~امن عالم غيبه؛ فإن عالم الأمر عنده هو عالم الغيب، وعالم(1) الخلق عنده هو عالم ~~الشهادة. # احكى ذلك عنه الشيخ محي الدين في "الفتوحات"، ثم قال: والأمر عندنا هو ~~اخلاف ما قال الغزالي، وهو كلما أوجده الحق تعالى بلا واسطة؛ فهو من عالم ~~الأمر، قال له الحق تعالى : "كن" فكان، وكلما أوجده الحق تعالى بواسطة؛ فهو ~~امن عالم الخلق، سواء كان من عالم الشهادة، أو من عالم الغيب ~~ذكر الشيخ في الباب الرابع والستين ومائتين ما نصه : اعلم أن اليهود ما سألوا ~~اي عن الروح؛ إلا ليعرفوا من أين ظهر، ولم يسألوه عن الماهية كما فهمه ~~كثير من الناس؛ فإنهم لو سألوه عن الماهية لكانوا قالوا له : ما الروح؟ فإن "ماء هي ~~الي يسأل بها عن الماهية ms184، كما قال فرعون لموسى: وما ري العلميت [الشعراء ~~23] وإن كان السؤال بما أيضا محتمل، لكن قوى الوجه الذي ذهبنا إليه ما جاء لي ~~الجواب من قوله: {من أمر رفي) (الإسراء: 85] ولم يقل : هو كذا، وقد سمى ال ~~اعالى الوحي : روحا، فيحتمل أن يكون مرادهم بالروح الوحي. انتهى ~~(1) كذا في (ب) وفي (أ) غالب، ولعل الصواب ما في (ب) والله أعلم. PageV00P000 # الواصد الكشقية الموضحة لسعاتي الصفات الملهية ~~اوقد صرح الحديث الصحيح بخلق الأرواح بقوله : "إن الله تعالى حلق ~~الأرواح قبل الأجساد بألفي عام"(1) انتهى . والمراد بالخلق هنا ظهور التقدير بعد ~~خفائه ~~اوقال في الباب الثاني والسبعين من "الفتوحات" : لا يصح لأحد أن يطلع على ~~كته الروح؛ لأن الحق تعالى جعل معرفتها مرتبة ؛ تعجيزا للخلق عن معرفة كنه ذاته ~~تعالى ~~وقال في الباب الثامن والستين ومائتين : إنما قال تعالى لآدم: {ونفخت فيه من ~~اوى) [الحجر: 29] بياء الإضافة إلى نفسه تعالى، لينبه على مقام التشريف لآدم ~~اعليه الصلاة والسلام، كأنه تحالى يقول : من كان شريف الأصل، فلا ينبفي أن ~~اخالف فعل أهل الفضائل، ويقعل فعل الأرذال. انتهى ~~الفان قال قائل : فمن أين جاء تفاضل الأرواح، مع أنها من حيث النفخ الإلهي ~~تساوية؟ # االجواب: إنما تفاضلت الأرواح من حيث القوابل؛ فإن لها وجها إلى الطبيعة ~~وجها إلى الروحية المحضة، ولذلك كانت عند العلماء بالله من عالم [109/ب] ~~االبرزخ(2)، كالأفعال المذمومة سواء؛ فإنها أي الأفعال المذمومة من حيث كسب ~~العد لها ناقصة، ومن حيث كون الحق تعالى خالق لها كاملة ~~اإن قال قائل: فهل تشهد الأرواح في نفسها رئاسة على العالم؟ # القالجواب : كما قاله الشيخ محي الدين في الباب الثامن والسبعين ومائتين من ~~الفتوحات" : أنه لا رئاسة عند الأرواح بوجه من الوجوه، ولا تذوق لها طحما، بل ~~اي دليلة حناضعة لبارثها على الدوام. اننهى ~~الان قيل : فهل للروح كمية، حتى إنها تقبل الزيادة من حيث جوهر ذاتها؟ # فالجواب: أنه ليس للروح كمية - كما صرح به الشيخ في الباب قبله - فلا ~~اقيل الزيادة في جوهر ذاته ms185، وانما هو فرد لا يجوز عليه التركيب؛ إذ لو قبل ~~1) قال اليوطي في اللاكىء المصتوعة (349/1) : موضوع، عبد الله وأبوه كذايان. وانظر ~~الموضوعات لابن الجوزي (401/1) . # (2) في (ب) : البرازخ). PageV00P000 # بذلك ~~الاصد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ~~التركيب لجاز أن يقوم بجزء منه علم بأمر ما، [108/أ] وبالجزء الآخر جهل ~~الأمر عينه ، فيكون الإنسان عالما بما هو جاهل وذلك محال، فتركييه في جوهر ذاته ~~احال، وإذا كان هكذا فهو لا يقبل الزيادة ولا التقصان، كما هو شأن المركبات ~~انها تقبل ذلك، ولولا ما هو عاقل بذاته ما أقر بربوبية خالقه عند أخذ الميثاق، ولا ~~اخاطب الحق تعالى إلا من يعقل عنه خطابه، وهذا هو حقيقة الإنسان في نفسه ~~اأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن الله تعالى خلق الروح كاملا بالغا عاقلا، ~~اارقا بتوحيد الله تعالى، مقرأ بربوبيته، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها، المشار ~~اولود يولد على الفطرة وأبواه بهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"(1). # أمل فيه فإنه نفيس، ولا تنس قوله تعالى: كل شىء هالك الا ~~لام ~~اليها بخبر: "كل ~~اتهي ~~فاعلم ذلك ~~هة) [القصص: 88] وقوله: (كل من علتها فان ) [الرحمن: 27] وفي ~~الحكماء الأواثل كل ما له ابتداء فله انتهاء، والحمد لله رب العالمين ~~(1) أخرجه اليخاري (1292)، وسلم (265). PageV00P000 # الواحد الكشقية الموضحة لمحاني الصفات الالهية ~~اب عن يدلك عن ن ~~ققله تحال: "وسقى وجة رتك * أن خلك الهجه ~~صجه المخلهقا تحال الله ح يخلك حلها حبير ~~امما أجيت به من يتوهم من نمسو قوله تعالى: (كم شيء هالك إلا وجهن ~~القصص: 88]، وقوله: { ويقى وبة ريك) [الرحمن: 27] أن ذلك الوجه كوجه ~~المخلوقات وذواتها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ~~والجواب: قد أجمع أهل الكشف على أن الضمير في قوله: ق شيء هالك ~~الا وجهة راجع إلى وجه ذلك الشيء، لا إلى وجه الحق جل وعلا، والمراد أن ~~احقيقة كل شيء لا يصح فناؤها، لأنها معلوم علم الله تعالى، فإن الحقائق الثابتة في ~~العلم لا يصح فناؤها وملاكها، وإنما تنتقل من طور إلى طور، من غير ms186 هلاك ولا ~~اوقال في الباب الثالث والسبعين من "الفتوحات" : في قوله تعالى: ويقى وجه ~~فتاه ~~ذو الجلنل والاكراء [الرحمن: 27] المراد بوجه الرب هنا ما أضيف إليه ~~اتالى بحكم الاختصاص، كالعمل الصالح الذي أريد به وجه الله تعالى؛ فإنه باق ~~اد الله لا يفتى* بخلاف ما دخله الرياء وحب السمعة. انتهى ~~اكان الأستاذ سيدي علي بن وفا رضى الله عنه يقول: حيث ما جاء ذكر الوج ~~اي الصفات الإلهية الواردة في الكتاب والسنة، فالمراد به من كان واسطة بينك وبين ~~الحق تعالى، في الاستمداد من الحق تعالى من شيخ أو غيره؛ فإن منه يحصل ~~افاضة من الحق تعالى عليك وتتوع الإمداد، فكل من بلغك عن الحق تعالى حكما ~~او أدبا، فهو وجه الله [110/ب] تعالى الذي تعرف إليك ~~اقال: ووجه الحق تعالى الأعظم هو وجه شريعة محمد ، لكونها حاوية ~~الجميع شرائع الأنبياء. انتهى. PageV00P000 # القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية ~~افاعلم ذلك، ونزه ربك عن صفة الأجسام؛ فإن المجسمة كفآر على أح ~~الولين، المبني على أن لازم المذهب مذهبه، وذلك لأن المجمة عبدوا جسما ~~ل ا ل ل ~~الانه يلزم من إنكار الصفات إنكار أحكامها، وذلك كفر ~~اقال الشيخ كمال الدين بن أبي شريف : والصحيح أن لازم المذهب، ليس ~~مذهبه ولا كفر يمجرد اللزوم؛ فإن اللزوم غير الالتزام ~~اوقع في "المواقف" ما يقتضي تقييده بما إذا لم يعلم ذو المذهب اللزوم ~~109/أ] أو أن اللازم كفر، فإنه قال: من يلزمه الكفر ولا يعلم، فليس بكافر ~~انهي ~~انال: ومفهومه أنه إن علم ذلك - أي أنه كفر - ثم دام عليه كفر؛ لالتزامه إياه ~~اله أعلم. # اقد بسطنا الكلام على تكفير أهل الأهواء والبدع في مبحث قولنا ولا نكفر ~~احدا من أهل القبلة بذنب من كتاب "اليواقيت والجواهر9، وذكرنا أن الإمام أبا ~~أحد، والإسلام يشملهم ويحمفم ~~في رواية أنه قال : لا أكفر أحدا من أهل القبلة؛ لأن الجهل بالصفات ليس ~~هلا بالموصوف. انتهى ~~اتبعه أكثر الأئمة على ذلك، وقالوا: إن التكفير أمر هائل عظيم الخطر ms187، ومن ~~ك فر إنسانا فكأنه أخير عنه بأن عاقبته في الآخرة العقوبة الدائمة أبد الآبدين، وأنه في ~~النيا مباح الدم والمال، لا يمكن من نكاح مسلمة، ولا تجري عليه أحكام أهل ~~الأسلام في حياته، ولا بعد مماته. # اقالوا: الخطأ في ترك ألف كافر، أهون من الخطأ في سفك قدر محجمة من ~~م مسلم PageV00P000 ~~الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية ~~استل شيخ الإسلام السبكي(1) رحمه الله تعالى عن تكفير أهل الأهواء ~~اوالبدع، فقال: إن تكفير هؤلاء يحتاج إلى أمرين عزيزين ~~احدهما : تحرير المحتقد، وهو صعب من جهة صحوبة علم الكلام، وموطن ~~الاستنباط، وتمييز الحق فيه من غيره ~~الثاني: عسر معرفة ما في القلب، وتخليصه مما يشوبه، وإذا كان الإتسان ~~ز عن تحرير ممتقده في عبارة، فكيف بتصريره اعتقاد غيره في عبارة ~~اانما يحصل هذان الشرطان لرجل جمع صحة الذهن، ورباضة النفس، وخرج ~~اعن الميل إلى الهوى والتعصب، بعد امتلاثه من علوم الشريعة، فإن المسائل التي ~~اكفر بها الميتدعة في غاية الدقة والغموض لكثرة تشعبها، ودقة مداركها واختلاف ~~الرائنها ودواعيها، ومعرفة الألفاط المحتملة التأويل، وغير المحتملة، وذلك ~~استدعي معرفة جميع طرق أهل اللسان، من سائر قبائل العرب في مجازاتها ~~ااستعاراتها، [111/ب] وهذا عسر جدا على العلماء، فضلا عن آحاد الناس. # اتأمل يا أخي في جميع ما ذكرته لك في هذه الأجوبة، وإن تجد عيبا فسد ~~الخلل؛ فإن كل عبد إنما يجيب في الأحكام المسكوت في الشرع عن الإفصاح بها ~~قام ~~اقدر وسعه ودائرة علمه، وقد يكون ما أجاب به عن أسد الأكابر قريبا من ~~الجو له؛ لبعده عن ذوق مقامه، فكيف برت الأرباب جل وعلام ~~اما حملني على التورط في مثل ذلك؛ إلا الغيرة الإيمانية على جانب الحق ~~انعالى، من أن يقر أحد من الملحدين في أسمائه وصفاته على ما قاله فيها، فضلا ~~اعن كلامه في الذات المقدس. # افاعلم ذلك يا أخي، وان فتبع الله عليك بجواب أوضح من جوابي في هذا ~~الكتاب فألجقه به، نصيحة لله ولرسوله، والله يتولى هدانا وهداك ms188 وهو يتولى ~~الصالحين، والححمد لله رب العالمين ~~ا ~~(1) علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السيكي الأتصاري الخزرجي، أبو الحسن ، تقي الدين، شيخ ~~الاهرة ثم إلى الشام فولي فضاءها ستة (739) واعتل فعاد إلى القاهرة، فتوفي فيها، من كتبه ~~الر النظيم" في التفسير لم يكمله، و"مختصر طبقات العتهاءة، توفي سنة (756). PageV00P000 # القوعد لحخفة لسوضسة لسالي الصفت الالمة ~~ه ~~صلى الله على سيدنا محمد خير البرية، وعلى آله وأصحابه الصحبة ~~المرضية، وسلم تسليم كثيرا(1). # (1) جاء في نهاية (أ): وثان الفراغ من نقله صبح يوم الخنيس 17 شهر ربيع أوله سنة 1350 من ~~الجرة على صلبها أفضل الصلاة والسلام بقلم العابجز أخمد محمد شفر الله له ولوالديه ~~لمشابخه ولإخوانه المسلمين أجمعين أمين والحمد لله رب العالمين ~~اجاء في نهاية (ب) : وكان القراغ من نقلها 17 شهر شهوال سنة (1234) من الهجرة الثبوية على PageV00P000 ms189