######OpenITI# #META#Header#End# # (11) ~~الاةالالحته ~~اسم اللالا ~~اانبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ~~االحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على سيدنا محمد وعلى سائر ~~الألنبياء والمرسلين، وعلى الهم وصحبهم أجمعين، وأقول: سبحانك لا علم ~~النا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم. # بعد فهذا كتاب نفيس، صعير الحجم، كيير التدر ضمتته جملةصاح ~~اما كان عليه السلف الصالح من صفات معاملتهم مع الله تعالى ومع خلقه ~~احررته على الكتاب والسنة تحرير الذهب والجوهر، وذلك بحسب فهمى ~~احال التأليف، فهوكالكتاب المسمى "المنهاج" للإمام النووى فى الفقه فكما أن ~~اعلماء العصر يفتون الناس بما فيه، وما حوى من الترجيمحات كذلك علما ~~الصوفية تلح- يفتون بما فى هذا الكتاب من النقول المحررات الجيدات، فإنى ~~ايدت أخلاقه بأفعال السلف الصالح من الصحابة، والتابعين، والعلما ~~الاملين - قنم- وبما من الله تعالى على بالتخلق به أوائل دخولى فى طريق ~~احبة القوم خوفا أن يقول بعض المتعنتين : كيف يأمرنا فلان يالتخلق بأخلاق ~~القوم وهو نفسه لم يقدر على هذه الأخلاق. # فلذلك صرحت بكثير من الأخلاق التى من الله تعالى بها على دو ~~اقراتى بقولى : وهذا خلق غريب لم أجد من تخلق به في هذا الزمان غيرى ~~انبيها للسامعين على تخلقى به، وأننى ما دعوتهم إلى التخلق يه إلا بعد ~~خلقى به، ولولا ذلك لكان الأولى بنا كتم ذلك عن الإخوان كبقية أعمالنا ~~ال لم نر من يطلب الاقستداء بتا فيها، إذ لا فائدة فى إظهار الأعمال الا ~~الاحد شيئين : إما ليقتدى الناس بالعبد فيها، وإما ليظهرها من باب الشكر له ~~تالى، لا غير، وكأن لسان حالى يقول لكل متعنت : انظر يا أخى فى ~~اخلاقي، فما وجدتنى يا أخى متخلقا به فتخلق به وما بقى لك عذر، وما PageV00P000 ~~اتبيه المفترين للامام الشعرانى ~~الم تجدنى متخلقا به فعذرى عذرك فيه، وكثيرا ما أكرر الخلق مرارا بعبارات ~~مضتلفة اقتداء بالقرآن العظيم، وبصحيح الإمام اليخارى وغيره من كتب ~~الادلة، وبيانا للاعتناء بشأن ذلك الخلق، وكثرة تساهل الناس بتركه كما أقول ~~الى ms001 بعض الأوقات: وهذا الخلق قد صار غريبا في هذا الزمسان، ولا أعلم ~~أحدا من أقسراتى تخلق به غيرى، إشارة لقلة من تخلق به الأقران لا ازدراء ~~الاخوان كما قد يتوهم معاذ الله أن أقصد مثل ذلك ~~ووكان من السباعث الأعظم لى على تأليف هذا الكتاب ما رأيته من ~~اتيش جماعة مولانا السلطان سليمان بن عثمان فى التصف الثانى من ~~القرن العاشر على ما اختلسه العمال وغيرهم من ماله تصرة له، وما رأيت ~~أحدا من علماء الشرع يفتش على ما اندرس من معالم أخلاق الشريعة ~~الحمدية تصرة لرسول الله -4- كما فعل جماعة مولانا السلطان تصر ~~ال، فأخذتنى الغيرة الإيمانية على الشريعة، وألفت هذا الكتاب كالمبين لما ~~انلنرس من معالم أخلاقها قى دولة علماء الظاهر والباطن، فهو نافع لكل ~~قفيه وصوفى في هذا الزمان لا يكاد أحد منهم يستغنى عن النظر فيه كما ~~اتعرفه عند مطالعتك الكتاب إن شاء الله تعالى، وهو كالسيف القاطع ~~التق كل مدع للمشيخة في هذا الزمان، وبغير حق لأنه يفلسه حتى يرى ~~اننفسه متسلخة من أخلاق القوم كما تنسلخ الحية من ثويها، وإنى أعرف ~~بضص جماعة يلغهم أمر هذا الكتاب فتكدروا، ولو آمكنهم سرقته وغسله ~~الفعلوا خوفا أن ينظر فيه أحد من يعتقدهم، فيتغير اعتقاده فيهم حين ~~اليراهم معزل عن التخلق بأخلاق القوم الذين يزعمون أنهم خلفاؤهم ~~ووكان الأولى بهم الغرح والسرور به، فإنه كله نصح، ولا يجد أحد منهم ~~امن ينصحه بمثله في مثل هذا الزمان، وقد ألف أخى الشيخ أبو الفضل - ~~حمه الله - ميزاتا في نصح إخوانه وغيرهم نحو خمسة أوراق فكتبوها يما ~~الذهب واللازورد، وفوحوا بها أشد الفرح، فرضى الله عن الصادقين ~~اوكان تأليقى لهذا الكتاب بحسب الوقائع التى تقع منى ومن أصحابى ~~أمين. PageV00P000 # نيبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~اوما من خلق ذكرته فيه إلا وهو وارد على سبب أعرفه، فرحم الله من رأى ~~يه خللاأ فأصلحه مساعدة لى على الخير، فإنه ليس متقولأ من كتب ~~ابالأصالة، وإنما هو كالاستنباط من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة ms002، وجميع ما ~~اذكرته فيه من النقول إنما هو كالاستشهاد لما ذكرت لا غير كما ستراه إن شا ~~الله تعالى. # اواذا كان المؤلف أول مستنبط كما ذكرتاه احتاج كلامه إلى من يتحقبه ~~ستدرك عليه شرورة كما استدرك العلماء من المتأخرين على من سيقهم ~~اخلاف من كان مؤلفه مجموعا من نقول المتأخرين، فإن كلامه لا يحتاج إلى ~~العقب إلا فى النادر، وذلك لأنه يرى تتكيت العلماء على بعضهم، فيأخذ ~~العبارة السالمة من التنكيت كما فعل شيختا شيخ الإسلام زكريا الإنصارى فى ~~امو لفاته -قات فلذلك من ألف كتابا لم يسبق إليه فقد جعل كلامه هدقا ~~الجميع المفسرين، والمحدثين، والفقهاء، والأصوليين، والتحاة، والمتكلمين ~~اوالصوفية والبيانيين وغيرهم، فيحتاج فى كل قوله إلى جدال جميع هؤلا ~~العلماء قبل أن يضع تلك القبولة. قال تعالى: ولو كان من عند غير اله ~~الوجدوا فيه اخسلافا كشيرا [التاء: 82]، وذلك لعسر استحضار المؤلف ~~اميع ما قيل في تلك المسألة وما يرد على منطوقها ومفهومها حال ~~الكتابة، ولو أنه قدر على ذلك ما احتاجت الكتب إلى شروح، ولا احتاجت ~~الشروح إلى حواش عليها، وهذا شأنى فى مؤلفاتى كلها ما عدا الحديث ~~والمختصرات من أصول، فكلها مستتبطة من الكتاب والسنة. # ووقد كان الإمام عمر ين الحتطاب يغتى الناس ويقول : هذا قول عمر فان ~~كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر انتهى ~~ووكذلك كان أبو حنيفة -قافف - يفتى ويقول : هذا أكثر ما قدرنا عليه ~~لفى العلم، فمن وجد أوضح منه فهو أولى بالصواب، وكثيرا ما كان يقول: ~~اهذه فتوى النعمان فإن كانت صوابا فمن الله، وإن كاتت خطأ فمن النعمان ~~اوالتبعة عليه فيها فى الدنيا والآخرة. # ووهكذا يقول مؤلف هذا الكتاب: وأرجو من فضل الله أن يكون هذا PageV00P000 ~~انبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~الكتاب كسالميين لما اندرس من أخلاق القوم -ف - بعد الفتسرة التى حصلت ~~اعد موت الأشياخ الذين أدركناهم فى النصف الأول من القرن العاشر، فقد ~~أدركنا بحمد الله تعالى نحوا من مائة شيخ كان كل واحد منهم يستسقي به ms003 ~~الغيث: كسيدي على المرصفى، وسيدى محمد الشناوى وسيدي محمد بن ~~اود، وسيدي أبى بكر الحديدى، وسيلى عبد الحليم بن مصلح، وسيلى ~~أاي السعود الجارحى، وسيدى تاج الدين الذاكر، وسيدى محمد بن عنان ~~وسيدى على الختواص وغيرهم من ذكرناهم فى كتاب اطيقات العلما ~~اوالصوفية"، فكل هؤلاء كانوا على قدر عظيم في الزهد والعبادة والورع ~~اكف الجوارح الظاهرة والباطنة عن استعمالها فى شىء مما نهاهم الله عنه، ~~ووكان أحدهم لا يقبل شيئا من أموال الولاة ولو كان في غاية الضيق، بل ~~اطوى ويجوع حتى يجد شيقا من الحلال، ولم يكن أحد منهم يحانى ركوب ~~الخيل ، ولا الملابس الفاخرة ولا الأطعمة التفيسة، ولا يتزوج المنعمات، ولا ~~اسكن فى القاعات المرخمات إلا إن وجد ذلك من حلال في نادر من ~~الأوقات، وكان الملوك يعرضون عليهم الرزق والجوالى والمساميح والمرتيات ~~امن بيت المال فيأبون ذلك، ويقولون مال السلطان إنما هو معد لصرفه فيى ~~المصالح، وإقامة شعائر الدين، وإنفساقه على الجند الذابين عن المسلمين ~~ونحن ليس فينا نفع لاحد. # اوكان أحدهم يقنع بالكسرة اليابسة يفتها فى الماء، ويغمسها يملح ~~كتفى بها، منهم : الشيخ أمين الدين الغمرى، والشيخ محمد المغربى شيخ ~~الجلال السيوطى، ودخل عليه السلطان قايتباى مرة وهو يأكل رغيفا يابسا يله ~~ف الماء، فعرض عليه ألف دينار فردها، وقال لا حاجة لى بها وأنشد ~~السلطان يقول: ~~ع بلقمة وشربة ماء وليس الخيش( وقل لعقلك: ملوك الأرض راحوا بيش ~~فحصل للسلطان عبرة ويكى، وحمل الألف دينار، فأين حال هؤلاء ~~الملشايخ من مشايخ هذا الزمان الذين يسافرون من مصر أو الحجاز أو الشام ~~الى الروم أو العراق ليسألوا أن يرتب لهم السلطان جوالى، أو مسموحا، أوا PageV00P000 ~~اتنيه المترين للإمام الشعرانى ~~ارتبا مع أن أحدهم يجد قى بلده ما يكفيه، وكان الأولى بهم لو عرض ~~اعليهم ذلك أن يردوه ولا يزاحموا جند السلطان في مال المصالح كما درج ~~اعليه سلفهم الصالح، يل لم نر أحدا من مريدى المشايخ الذين أدركتاهم ~~اسافر من بلده فى طلب الدنيا فضلا عن ms004 المشايخ، لأن أول قدم يضعه المريد ~~في الطريق أن يخرج عما بيده من الدنيا، ويرميه فى بحر الاياس كما هو ~~اعلوم. وقد سافر مرة من مشايخ مصر شخص إلى الروم، فاجتمع يالوزير ~~إياس باشا، فقال له : ما صنعتك؟ فقال: شيخ من أهل الطريق، فقال له ~~اياس : فما حاجتك التى جئت فيها؟ قال : ترتبوا لى شيتا من بيت المال ~~القال له الوزير: هل تعلم أن أحدا فى مصر مثلك فى الطريق؟ فقال: لا ~~فقال له إياس: أف لك من شيخ إذا كان هذا حالك، وأنت تزعم أنه ليس ~~أحد فى مصر أعلى منك مقاما فى الطريق، فكيف ببقية المشايخ؟ لقد أزريت ~~االقراء وبهدلت الطريق، فإن آحاد المريدين لو فعل مثل ذلك وسافر من ~~ابله إلى غيرها في طلب الدنيا لخخرج عن طريق الإرادة، فكيف تفعل أنت ~~متل ذلك في حال نهايتك؟ وزجره وأمر بإخراجه من عنده،. فرجع خاسرا لما ~~اطلب. ووقع لشخص من الشام أنه سافر إلى الروم يطلب له زيادة مرتب من ~~الجوالى، وكانوا أعطوه قبل ذلك أربعين تصفا كل يوم، فلما بلغ إسلاميول ~~اجلس فى طريق البلد، وأرسل قاصده إلى الوزير، وكان إذ ذاك إياس باشا ~~أيضا يعلمه بقدوم سيدى الشيخ ليخرج إلى لقائه، قأبى الباشا وقال ~~القاصد: قل له: إن كان لكم عندتا حاجسة فأتونا إلى البيت، فذهب القاصد ~~الشيخ، وأخبره بمقالة الوزير، ثم قال الوزير : يا عجياء كيف يسافر هذا من ~~الشام إلى الروم في طلب الدنيا ويطلب من الأمراء أن يعظموه ويخرجوا إلى ~~القائه مع أنه يحتاج إليهم، وليس أحد منهم يحتاج إليه؟ وإذا كان هذا يزعم ~~اه ولى، وقد راض نفسه بأصناف المجاهدات وهو يرمى نفسه على الأمرا ~~اجل طلب الدنيا، فكيف بنا نحن مع عدم رياضتتا نفوستا، وعدم حاجتنا ~~إليه، ثم إن الباشا أرسل للشيخ ضيافة، ولم يأت إليه وقال : إنما فعلت ذلك ~~اع الشيخ لأعلمه الأدب، فإن ذهاب مثلنا إتما يكون لمن تعرض عليه الدتيا ~~الفردها علينا، وأما من يطلبها منا ويسافر من ms005 وطته لأجل ذلك فلا يستحق أن ~~حدا متا يمشى إليه PageV00P000 ~~يه الترين للإمام الشمراني ~~(16) ~~اوأخر الأمر أن الشيخ رد خائبا إلى بلاده، وقال لى الأمير محمد دفتر ~~ااذار مصر مرة : أنا لا أعتقد فى مشايخ مصر الآن ولو مشسى أحدهم فى ~~الهواء(1) فقلت له : لماذا؟ فقال : لأتى رأيتهم يجتهدون فى طلب الدنيا أكثر ~~ما نجتهد نسن فيها ~~قال: وقد دخل على شيخ منهم فى رمضان ليفطر عندى، فقلت له: ~~اهذا الطعام عندى فى حالة شك قلا تآكل مته، فقال قدمه لى وعلى حسابه ~~فى الآخرة، فكيف أعتقد مثل هذا وأنا لا تطيب نفسى أن آكل منه أنى ~~حدود من الظلمة. اه ~~لما مات الشيخ نور الدين الشعرانى رأيته فى المنام، وقال : أنا نادم ~~اعلى قيول الرزقة التى أعطاها لى خابر بيك، فإنى طول عمرى كنت حرا ~~ال اياك يا أخى أن تظن بالمشايخ الذين آدركناهم أنهم كانوا مثل هؤلا ~~ال ف قلة الورع والقناعة فتسىء الظن يهم . وإياك يا أخى أن تتظاهر بالمشيخة ~~ف هذا الزمان إلا إن كنت محفوظ الظاهر والباطن من التخليط كأكل أموال ~~الكشاف، ومشايخ العرب والظلمة، فإن تظاهرت بذلك وظاهرك غير ~~افوظ فقد خنت الله ورسوله وأهل الطريق، وأتلفت دين من يتبعك ~~اكان عليك إنم الأئمة المضلين زيادة على إثمك لا ميما إن ادعيت أنك ~~اعلى مشايخ مصر مقاما، فلذلك وضعت هذا الكتاب كالميزان الذى يتميز ب ~~الابح من الخاسر والمحق من المبطل، والصالح من الطالح، فاعرض يا أخى ~~اما فيه من الأخلاق على كل من طلبت أن تصحبه من هؤلاء المشايخ ~~الظاهرين فى هذا الزمان، فإن وجدته متخلقا به فاصحبه واقتد به وقبل ~~(1) قلت : اعتقاد هذا الكلام خلاف ما آمرنا به رسول الله -- من عدم الثناء على أحد ~~أو أن نقطع بصلاحه بل أمرنا صلوات الله وسلامه عليه فى الحديث المتفق عليه الذى قال ~~ال يه: "من كان منكم مادحا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلاثا - والله حسيبه -، : ولا ~~اكى على الله أحدا، أحبه، إن ms006 كان يعلم ذاك، كذا وكناه. # اقال الإمام النووى فسى شرح صحيح ملم (9/ 355) ط. الحديث : قوله: "ولا أزكى ~~على الله أحدا" : أى لا أقطع على عاقبة أحد أو ضميره، لأن ذلك مغيب عنا، ولكن ~~احسب وأظن لوجود الظاهر المقتضى لذلك. PageV00P000 # ااتييه المغترين للإمام الشعراتى ~~له، وإن وجدته غير متخلق يه، فاضرب عنه صفا من غير ازدراء له ~~اوكل أمره إلى الله تعالى، فأكرم به من كتاب جاء على حين فترة من أيام ~~الجال الصادقين مجددا لما هدم من أخلاق القوم كما درج عليه العلما ~~العاملون فى كل عصر، فيأتى أحدهم مجددا يمؤلفاته ما اندرس من معالم ~~الطريق كسالحارث المحاسبى، وأبى طالب المكى، وأبى نعيم، وأيى القاسم ~~الشيرى، والامام الغزالى، والشهاب السهروردى، وغيرهم -ف ~~ووقد كان من آخر المجددين فى القرن الشامن سيدى الشيخ أبو عبد لله ~~احمسد الغمرى المدفون بالمحلة الكبرى - رحمه الله تعالى - فكانوا يسموت ~~القيه الصوفية، فإنه ضبط فى مؤلفاته أخلاق رسول الله-4 -، وأخلاق ~~السلف الصالح، ولا أعلم أحدا جاء بعده حذا حذوه فى ضبط أخلاق القوم ~~ايرى بحمد الله تعالى كما ستراه إن شاء الله تعالى فى هذا الكتاب، ولو أن ~~أحدا فعل ذلك فى هذا العصر غيرى لكنت دللت الإخوان على مطالعة ~~اؤلفه، وكنت لم أتعب نقسى فى تأليف هذا الكتاب، لأنه يصير حيتتذ لا ~~الائدة فيه، ولعل قائلا يقول : إن مطالعة كتابك هذا تكشف عورات الفقراء ~~امن أهل العصر، فهلا أسبلت ذيل الستر على إخوانك، فإنه لا يعد أحدا ~~اتقد فى أحد من مشايخ هذا العصر، فنقول لهذا القائل: إن جمهور ~~العلماء والصوفية من السلف قد سيقونا إلى التأليف فى مثل ذلك، وبينوا ~~أخلاق الصالحين من الطالحين، والصادقين من الكاذيين، والمتفعلين من ~~الخلصين، ولم يلتفتوا إلى كون ذلك يلزم منه كشف سوأة من كان بخلاف ~~الصفة من أخلاق السلف الصالح. # ، قال الله تعالى: {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء ~~ليكفر [الكهف:29]، قهو وإن لزم من بيان صفات الصالحين هتك أستار ~~الكاذبين، فلا حرج ms007 عليهم فى ذلك لقصدهم بالأصالة الخير للمسلمين ~~وومعلوم أن الإيم إنما هو تابع للقصد نظير ما قاله العلماء فى الجتب يقرا ~~الرآن لا بقصد القرآن أنه لا يأثم ، قالوا لأنه لا يكون قرآنا إلا بالقصد، ~~اويؤيد ذلك ما ذهب إليه جمهور علماء الأصول من أن لازم المذهب ليس ~~ذهب، فعلم أنه يجب حمل أشياخ الشريعة والحقيقة الذين حطوا على أهل PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~نمانهم أنهم إنما قصدوا رفع همة إخوانهم إلى أرفع ما هم عليه من الأخلاق ~~الحسنة لا غير محبة فى رسول الله -46 - وفى إحياء شريعته، لا تشفيا ~~الفس من الأقران، وطلبا للرياسة عليهم ، وانتشارا للصيت عليهم بالصلاح ~~ااشاهم -قلفه- من قصد مثل ذلك، وأسأل الله تحالى من فضله أن ينفع ~~اهذا الكتاب مؤلفه، وكاتبه، وسامعه، والناظر فيه، إنه سبحاته وتعالى ~~تبيلهالمغترين ~~اواخرالضرق الحاش ~~م وسحيته ~~ل ماحالواقيبه ساصم المااه ~~عله الله تعالى خالصا لوجهه الكريم، وأعيذه بكلمات الله التامات ~~امن شر كل عذو وحاسد يدس فيه ما ليس من كلامي ما يتالف ظاهر ~~الكتاب والسنة، كل ذلك لأجل أن يتفر الناس من مطالعته، ويحرمهم ما فيه ~~امن الفوائد كما وقع لى ذلك في كتابى المسمى ب "البحر المورود فى المواثيق ~~اوالعهود4، وقى مقدمة كتابى المسمى "بكشف الخمة عن جميع الأمة4 ~~وحصل بسبب ذلك فتنة عظيمة في الجامع الأزهر وغيره، وظن غسالب ~~الهورين أن ما دسوه من العقائد الزائغة، والمسائل الخارقة لإجماع المسلمين ~~امن جملة ما اعتقدته وتدينت به، وما سلم من الوقوع في عرضى إلا قليل ~~المن الناس، ثم لم تحتمد تلك الفتتة حتى أرسل التختين الصحيحتين من ~~الهود، ومن كشف الغمة إلى العلماء بالجامع الأزهر ~~كنت بحمد الله تعالى قد أطلعت عليهما مشايخ الإسلام، ووضعوا ~~اطوطهم عليهما وأجازوهما ومدحوا تأليفهما، ففتشوهما فلم يجدوا فيهما ~~يقا مما دسه الحسدة وأشاعوه، فعند دلك سبوا من فعل ذلك وبرءو ~~ااحتى، من تلك العقائد الزائفة بحمد الله، وما تخلف بعد ذلك عن تبريتى ~~الا من وقف مع حظ نفسه، ولم ms008 يستبرئ لديته وكان من جملة من برأنى ~~احماه الله من الوقسوع فى عرضى سيدنا ومولانا شيخ الإسلام الشهاب ابن PageV00P000 ~~اتييه المغترين للإمام الشعرانى ~~النجار الحنيلى، وسيدنا ومولانا الشيخ ناصر الدين اللقانى، وسيدنا ومولانا ~~الشيخ شهاب الدين الرملى، وسيدنا ومولاتا الشيخ شهاب الدين الحليى ~~الحتفى، وسيدنا ومولانا الشيخ ناصر الدين الطبلاوى، والأخ الصالح الشيخ ~~امس الدين محمد الخطيب الشربينى، والأخ الصالح الشيخ تور الدين ~~الطندتائى، والأخ الصالح الشيخ نجم الدين الغيطى، والأخ الصالح الشيخ ~~اراج الدين الحانوتى الحنفى، والأخ الصالح الشيخ شمس الدين العلقمى ~~اوالاخ الصالح الشيخ عبد القادر الرشدى، والأخ الصالح الشيخ شمس ~~الاين البرهمتوشى الحنفى، والأخ الصالح الشيخ زين الدين الجيزى، والأخ ~~الصالح الشيخ أمين الدين بن عبد العال، وجماعة كثيرة ذكرناهم في طبقات ~~الاخيار - ~~فكل هؤلاء لم يبلغنى أن أحدا منهم صدق في شيئا مما دسه الحسدة، ~~اأعرف بعض جماعة من المتهورين فى الوقوع فى أعراض الناس يعتقدون في ~~الوء الحقيدة بحكم تلك الإشاعة إلى وقتنا هذا، وما منهم أحد اجتمم يى ~~قط، ولا قاوضنى فى علم، ولا رآنى وأنا أؤلف، ولا قامت عنده بذلك بين ~~عادلة، فالله تعالى يغفر لهم ويسامحهم ~~اقد بلغنى عن شخص من ينسب إلى العلم صار يقول: ما هذه الأمور ~~ال تواترت عن هذا الرجل، وسماها متواترة مع أن الدس والإشاعة لم ~~كن من سوى شخصين من أهل مصر خاصة، وهما معروقان بين أصحاينا ~~الا ينيغى ذكرهما خوفا من سب الناس لهما، وقد ماتا ودرجا إلى رحمة ~~اله تعالى، فطالع يا أخى كتبى وانتفع بما فيها من التصح، ولا تصغ إلى ~~اقول حاسد فإنى حررتها بحمد الله على الكتاب والسنة قبل أن أضعها فيى ~~الرق، وأنا رجل سنى محمدى، وما ألفت شيئا من الكتاب حتى تيحرت ~~ف علوم الشريعة، وحررت موادها على مشايخ الإسلام كالشيخ زكريا ~~الأنصارى، والشيخ برهان الدين بن أبى شريف، والشيخ عبد الحق ~~الستباطى، والشيخ نور الدين المحلى وآضرابهم فاه ~~اواياك يا أخى أن تلتفت إلى قول أحد من أتباع ms009 هذين الشخصين. PageV00P000 # يه المفترين للامام الشعراتى ~~(20) ~~الذين وقع منهما الدس فى كتى، فربما كان يعتقسد في السوء تقليدا ~~الشيخه، وكان سبب تحريك داء الحسد فى هذين الشخصين أنهما لما رأوا ~~الناس يادروا إلى كتابة مؤلفاتى، ديرا تلك الحيلة، ودسا فى كتبى العقائد ~~الزائغة المتعلقة بالباطن لعلمهما أنهما لو رميانى بالفسق والمعاصى الظاهرة ~~الكذبهما التاس، ولم يحصل لهما ما قصداه من تتفير الناس عن مطالع ~~تبى، وقد أبرأت ذمتهما فى الدنيا والاخرة وسامحت جصيع من اغتابنى ~~ببهما، فالحمد لله رب العالمين الذى جعلنا من أهل العفو والسماح، إذا ~~علمت ذلك، فلنشرع فى مقصود الكتاب هذا إن شاء الله تعالى، قأقول ~~وبالله التوفيق والإعانة. # اف أخلاق السلفالصبالحرضجاللهعنيم-ملازمةالكتاب ~~والستفكلزوم الخقل للشاخص و يتصد رأحمد ضم للراوشاد إم ~~ف ه ف صاوم الضرالمماصرت مبت يحالع لي مي ~~41لاصب الحتد وبست والحست حصلف ويصيرر شلاع الحلماء ف ~~السى المناخطرة ببالحجج الضامطحة أو الراجحة الواضحف وكتي ~~القوم مشحوفة بكلاي كمايخاهرمن أقواليم واضحاليم ~~اوقد كان سيد الطائفة الإمام أبو القاسم الجنيد -ت - يقول: كتابنا هذا ~~النى القرآن سيد الكتب وأجمعها، وشريعتنا أوضح الشرائع وأدقها ~~اطريقتنا يعتى طريق أهل التصوف مشيدة بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ ~~القرآن، ويحفظ السنة، ويفهم معانيهما لا يصح الاقتداء به(1)، وكان -ق ~~اقول: ما تزل من السماء علم وجعل الحق تعالى لغير نبى إليه سبيلاة الا ~~ووجعل لى فيه حظا ونصييا ~~ووكان -فافه يقول لأصحابه : لو رأيتم رجلا قد تربع فى الهواء فلا ~~اقتدوا به حتى تروا صنعه عند الأمر والنهى، فإن رأيتموه ممتثلا لجميع ~~الأوامر الإلهية مجتتيا لجميع المناهى فاعتقدوه واقتدوا به ، وإن رأيتموه يخل ~~بالأوامر، ولا يجتنب المناهى فاجتنبوه انتهى ~~(1) قلت : يا ليت أهل التصوف اتبعوا ما ذكره الجنيد والترموا بالكتاب والسنة، ولم يبتدعوا ~~الدين ما لم يأت عليه دليل من كتاب أو سنة. PageV00P000 # (21) ~~تييه المفترين للامام الشعراقى ~~قلت: وهذا الخلق قد صارغريبا فى فقراء هذا الزمان، فصار أحدهم ~~امع يمن ليس له قدم فى الطريق، ويتلقف منه كلمات فى ms010 الفناء والبقاء ~~والشطح(1) مما لا يشهد له كتاب ولا سنة ثم يلبس له جبة، ويرخى له ~~اع ذبة، ثم يسافر إلى بلاد الروم مثلا، ويظهر الصمت والجوع فيطلب له مرتبا ~~او مسموحا، ويتوسل فى ذلك بالوزراء والأمراء، فربما رتبوا له شيئا فيصير ~~اأكله حراما فى بطنه لكونه أخذه بنوع تلبيس على الولاة واعتقادهم فيه ~~الصلاح، وقد دخل على شخص منهم فصار يخوض بغير علم ولا ذوق في ~~الفلناء والبقاء، ومعه جماعة يعتقدوته فواظبنى أياما، فقلت له يوما: أخبرنى ~~اعن شروط الوضوء والصلاة ما ه؟ فقال لى : أنا ما قرأت فى العلم شيئا، ~~لقلت له : يا أخى إن تصحيح العبادات على ظاهر الكتاب والستة أمر واجب ~~االاجماع، ومن لم يغرق بين الواجب والمتدوب، ولابين المحرم والمكروه ~~الهو جاهل والجاصل لا يجوز الاقتداء به لا في طريق الظاهر، ولا فى ظريق ~~الباطن، فخرس ولم يرد جوابا، ثم انقطع عنى من ذلك اليوم، وكان قد ~~أباتي شرا من سوء أدبه، فأراحنى الله منه. # اكان شيخنا سيدي على الختواص - رحمه الله - يقول: إن طريق القوم ~~ه محررة على الكتاب والستة تحرير الذهب والجوهر ، وذلك لأن لهم ~~فف كل حركة وسكون نية صالحة بميزان شرعى، ولايعرف ذلك إلا من تبحر ~~فى علوم الشريعة. # قلت: فكذب والله واقترى من يقول: إن طريق الصوفية لم يأت بها ~~(1) الشطح : قال أبو حامد الخزالى : الشطح يعنى به صفين من الكلام أحدثه بعض ~~الصوفة: أحدها الدعاوى الطويلة العريضة فى العشق مع الله والوصال المغنى عن ~~الالعمال الظاهرة، حتى يتهى قوم إلى دعوى الاتحاد وارتفاع الحجاب والمشاهدة بالرؤية ~~اوالمشافهة بالخطاب فيقولون : قيل لنا كذا وكذا يتشبهون فيه يالحسين بن متصور الخلاج ~~الذى صلب لأجل إطلاقه كلمات من هذا الجنس. # االصنف الثانى: كلمات غير مفهومة لها ظواهر رائعة وليس ورائها طائل وهى إما أن ~~ون غير مفهومة عند قائلها بل يصدرها عن خبط في عقله وتشويش في خياله لقل ~~احاطته بمعتى كلام قرع سمعه وهذا هو اللكثر ثم قال رحمه الله : ولا ms011 فائدة لهذا الجتس ~~امن الكلام إلا أنه يشوش القلوب ويدهش العقول. PageV00P000 # اتبيه المفترين للإمام الشعرانى ~~(22 ~~كتاب ولا سنة(11، وقوله ذلك من اكبر العلامات الدالة على كثرة جهله ~~ان حقيقة الصوفى عند القوم هو عالم عمل بعلمه على وجه الآخلاص لا ~~ر، وغاية ما يطلبه القوم من تلامذتهم بالمجاهدات يالصوم والسه ~~اوالعزلة والصمت والورع والزهد وغير ذلك أن يصير أحدهم يأتى ~~االعبادات على الوجه الذى يشبه ما كان عليه سلفهم الصالح لا غير ~~اولكن لما اندرست طريق السلف باتدراس العاملين بها ظن بعض الناس ~~أها خارجة عن الشريعة لقلة من يتخلق بصفأت أهلها كما بسطنا الكلام ~~اعلى ذلك فى كتاب (المنهج الميين فى بيان أخلاق العارفين) فاعلم ذلك ~~والحمد لله رب العالمين ~~ومن أخلاقهم برت- : توقفهم عن كل فعل أو قول حتى يعرفوا ~~ام يزانه على الكتباب، والسنة، أو العرفي لأن العرف من جملة الشريعة. قال ~~اله تعالى: { خذ العفر وأمر بالعرف) [الاعراف:199]، فعلم أن القوم لا ~~اكفون فى أقوالهم وأفعالهم بمجرد عمل الناس بها لاحتمال أن يكون ذلك ~~الفعل أو القول من جملة البدع التى لا يشهد لها كتاب ولا سنة، وفيى ~~الحديث "لا تقوم الساعة حتى تصير السنة بدعة، فإذا تركت اليدعة يقول ~~الاس تركت الستة" وذلك لتوارث الفروع البدع عن أصولهم، فلما طال ~~زمن العمل بالبدع ظن الناس أنها سنة مما سنه رسول الله - ~~امن القوم طائفة إذا لم يجدوا لذلك العمل دليلا من سنة النبى ~~4 - الثابتة في كتب الشريعة يتوجهون بقلوبهم إليه -6-، فإذا ~~1) قلت : الغالب على ما يسمى بالطرق الصوفية الآن العمل بالبدع الشركية من دعا ~~اذبح واستغائة وسؤال الأموات من دون الله وهذا من الشرك الاكير - تسأل الله العفو ~~اوالعافية - كما تقل عن بعضهم في الاحتقال الذى يقام ستويا فى الاحتفال بالسيد ~~البلدوى فقال: "إننا اليوم فى الاحتقال بمولد اليد البدوى المهاب، الذى إن دعى ف ~~البر والبحر أجابه - نسأل الله السلامة ونعوذ به من الحتذلان - ومن سلم من البدع ~~الشركية، فلا يسلم من البدع القولية ms012 كقولهم : مدد يا سيدى واجتماعهم على الذكر ~~الجماعى، وذكرهم الله بما لم يم به تفسه كقولهم: "هو هو4، ويقصدون أن فهو ~~امن الأسماء الحسنى PageV00P000 ~~(23) ~~تبيه المغتربن للامام الشعرانى ~~ضروا بين يديه سالوه عن ذلك، وعملوا بما قال لهم إلا أن مسثل ذلك ~~خاص بأكابر الرجال(1). # الإن قيل: فهل لصاحب هذا المقام أن يأمر التاس بما أمره به رسول الله ~~- أم لا2 ، فالجواب: لا ينبغى له ذلك لأنه أمر زائد على السة ~~الصحيحة الثابتة من طرق النقل، ومن أمر التاس بشىء زائد على ما ~~ات من طريق النقل فقد كلف الناس شططا، اللهم إلا أن يختار أحد ~~ااذ لك فلا حرج كما هو شآن مقتدى المذاهب المستتبطة من الكتاب ~~السنة، والله أعلم ~~اوقد كان السلف الصالح ولقع- يحثون الناس لا سيما أصحابهم على ~~القيد بالكتاب والسنة، واجتتاب البدع، ويشددون فى دلك حتى إن أمير ~~االمنين عمر بن الختطاب فاففه ربما كان يهم بالأمر، ويعزم عليه فيقول له ~~بعض الناس: إن رسون الله - - لم يفعل ذلك، ولم يأمر به فيرجع عما ~~كان عزم عليه. # قال: وهم مرة أن يأمر الناس بنزع ثياب كانوا يلبسونها حين بلغه أنها ~~اصبغ ببول العجائز، فقال له شخص : إن رسول الله -- قد لبس متها ~~اولبسها الناس في عصره، قاستغفر الله تحالى ورجع، وقال فى نفسه: لو كان ~~دم لبسها من الورع لما لبسها - ~~وقد بلغنا أن الإمام زين العابدين قاف : قال لولده: اتخذ لى ثوبا ~~البسه عند قضاء الحاجة، وأنتزعه وقت شروعى ف الصلاة، فإنى رأيت ~~الذباب يجلس على النجاسة ثم يقع على ثوبى، فقال له ولده: إنه لم يكن ~~ال سول الله -2 إلا ثوب واحد لصلاته وخلائه، فرجع الإمام عما كان ~~عزم على فحله ~~(1) الأحكام الشرعية لا تثبت بمثل هذا التوجه القلبى، بل لها أصول وقواعد بعد القرآن ~~اوالسنة كالاجماع والقياس والمصالح المرسلة والاستصحاب وغير ذلك مما هو معروف في ~~اصول الفقه ويكفى لرد ذلك قول الرسول الكريم في الحديث الصحيح: 9من ~~احدث في أمرنا ما ms013 ليس منه فهو رده. PageV00P000 # ايه المغترين للإمام الشعرانى ~~اقلت: المنقول أن رسول الله -4 - لم يكن الذباب يتزل على ثوبه ~~اولا على بدنه، فلا يصلح ما ذكر دليلا إلا أن يكون قال له ولده لم يأمر ~~أحدا فليتأمل، وأما ما نقل من أبى يزيد البسطامى - رحمه الله تعالى - من ~~انه كان له ثوب لصلاته، وثوب لخلائه، فليس ذلك من حيث وقوع الذباب ~~اكما وقع لزين العابدين، وإنما ذلك من باب الأدب أن لا يكون ثوب الخلا ~~اهو ثوب الصلاة، نظير ما قالوا فى تحريم استقبال القبلة واستدبارها فيى ~~النائط، فطلب الشارع أن لا تكون جهة قضاء الحاجة هى جهة الوقوف ~~الصلاة فافهم ~~فعليك يا أخى باتباع السنة المحمدية فى جميع أفعالك وأقوالك ~~ووعقائدك، ولا تقدم على فعل شىء حتى تعلم موافقته للكتاب والسنة. # الكذب والله وافترى من يقول: إن طريق القوم بدعة(1)، وإذا كان من ~~ااب مخالفة الشريعة ويتوقف عن العمل حتى يعلم موافقته للشرع مبتدع ~~اففا بقى على وجه الأرض ستى، والحمد لله رب العالمين. # ومن اخلاقهم - نافه - :كثرة تفويضهم إلى الله تعالى فى أمر أنفسهم ~~اوأولادهم وأصحابهم: فلا يكون معولهم فى أمر هدايتهم إلا عليه عز ~~اجل، ولا يطلبون شيئا قط بأنفسهم وهم غائبون عن الاستتاد إلى لله ~~تعالى. # اقد كان ولدى عيد الرحمن ليست له داعية إلى طلب العلم، وكتت ~~ف حصر عظيم من جهته، فألهمتى الحق سبحانه أن أفوض أمره إليه ففعلت ~~فأصيح من تلك الليلة يطالع فى العلم بنفسه من غير أمرى له بذلك ~~احصلت له حلاوة العلم من تلك الليلة وصار فهمه يرجح على فهم من ~~سبقسه بالاشتغال بسنين، فأراسحتى الله تعالى بتقويضى إليه من التعب الذى ~~كتت فيه، فالله تعالى يجعله من العلماء العاملين يما علموا آمين ~~(1) قلت : واقع القوم الآن يشهد بذلك، ويكفى أن ترى أحد الموالد التى تقسام سنويا من ~~انشار الشركيات فضلا عن الفواحش من زنا وخنا واختلاط بين الرجال والنساء، وشرب ~~المسكرات، وغير ذلك من الموبقات. ولقد شاهدت بعينى فى ms014 مولد للمسين - برأهاله ~~ما يحدث - كثيرا من هذه الامور. PageV00P000 # ييه المغترين للإمام الشعراتى ~~وقد سمعت شيخنا سيدي عليا الخواص - رحمه الله تعالى - يقول: ما ~~ام أنفع لأولاد العلماء والصاحلين من الدعاء لهم بظاهر الغيب مع تفويض ~~أمرهم إلى الله تعالى، وذلك لأن أحسدهم يتربى فى الدلال على والده مع ~~ساعدة أمه إن كانت، ويكتفى بتعظيم الناس له بحكم التبع لأبيه، فلا يصير ~~اعنده داعية لاكتساب الفضائل غالبا، ويقول فى تفسه: إن الذى كنت أتعب ~~ف تحصيله من الجاه بالاشتغال بالعلم والرياضة قد حصل لى بواسطة والدى ~~اخلاف أولاه العوام خصوصا الفلاحين، فإن أحدهم يفتح عينه على الضرب ~~االحبس والإهانة من الحكام وأعوانهم، ويأخذون منهم الخراج بالإهان ~~الشديدة، فيصير يتفكر فى عمل حيلة تعتقه من ذلك، فيلهمه الحق تعالى أن ~~ايتغل بالعلم والقرآن فلا يزال كلما عظمه الناس يزداد رغبة فى العلم ~~ووالمجاهدة حتى يصير شيخ الإسلام أو شيخ الطريق. وقد كان سيدى الشيخ ~~أحمد الزاهد - رحمه الله - يخلى والده على كل خلوة أريعين يوما، قلا ~~اع عليه فيقول: يا ولدى لو كان الأمر بيدى ما قدمت أحدا عليك فيي ~~اعرفة الطريق. انتهى ~~اقلت: وقد خولقت هذه القاعدة فى يعض أولاد العلماء والصالحين ~~كأولاد الشيخ تقى الدين السبكى وأولاد الشيخ سراج الدين اليلقينى ~~جاء أولادهم في غاية الكمال، وكذلك فى بعض جماعة من علما ~~صرتا وفقرائه كسيدي محمد بن الرملي، وسيدي محمد ين اليكرى ~~سيدى عيد القدوس بن الشتاوى، وسيدى على بن الشيخ محمد المنير ~~وسيدى محمد ابن الشيخ أبى الحسن الغمرى وجماعة ذكرتاهم في طيقات ~~العلماء والصوفية التى سميناها (لواقح الأنوار فى طبقات الأخيار) أكثر ~~اله في المسلمين من أمثالهم، ونفعنا بيركاتهم أمين، والحمد لله رب ~~العالمين ~~صفا4م3- خلانت -:كثرة إخلاصهم فى علمهم وعملهم ~~اخوفهم من دخول الرياء فى ذلك، ونبسط لك يا أخى فى هذا المحل لكثرة ~~احاجة الناس إلى ذلك فتقول : ثبت فى الأحاديث الصحيحة أن رسول الله PageV00P000 ~~انييه المقترين للامام الشعرانى ~~(26) ~~له- قال : "لما خلق الله عز ms015 وجل جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت، ولا ~~أاذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" قال لها: تلكمى، فقالت: قد أقلح ~~المؤمنون ثلاثا، ثم قالت: أنا حرام على كل بخيل ومراه(1)، وكان وهب بن ~~امنيه رحمه الله تعالى يقول: من طلب الدنيا بعمل الآخرة نكس الله قلبه ~~وكتب اسمه فى ديوان أهل النار. # وكان الحمسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: كان عيسى علي ~~الصلاة والسلام يقول: من عمل بماعلم كان وليا حقا ~~ووكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: قالت لى والدتى: يا ~~لا تتعلم العلم إلا إذا تويت العمل به، وإلا فهو ويال عليك يوم القيامة ~~كان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - كثيرا ما يعاتب نفسه ويسوبعها ~~ابقوله: تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين، وتفعلين فعل الفاسقين ~~الملمافقين المرائين، والله ما هذه صفات المخلصين، وكان الغضيل بن عياض ~~احمه الله تعالى - يقول: من لم يكن فى أعماله أكيس من ساحر وقع فى ~~الرياء، وقد قيل لذى النون المصرى - رحمه الله تعالى - متى يعلم العبد أته ~~المن المخلصين؟ فقال : إذا بذل المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة عتلد ~~الناس . وكان محمد بن المنكدر - رحمه الله تعالى - يقول: أحب للاخوان ~~ان يظهر أحدهم السمت الحسن بالليل، فإنه أشرف من سمت التهار لأنه فيي ~~انهار يراه الناس، وفى الليل يكون لرب العالمين، وقد قيل مرة ليونس بن ~~يد - رحمه الله تعالى - هل رأيت أحدا يعمل بعمل الحسن البصرى؟ # فقال: والله ما رأيت من يقول بقوله، فكيف أرى من يعمل بعمله، كان ~~اعظه ييكى القلوب، ووعظ غيره لا يبكى العيون ~~(1) أخرجه الطبرانى في الكبير (11439/11) وفي الأوسط (1/ 738) عن ابن عباس ~~مرفوعا، وأخرجه أيصا في الكبير (12/ 12723)، وفى "الأوسط" (5/ 5518) ~~لفظ آخر، وعزاه الهيتمى فى المجمع (10/ 397)، والمتذرى في "الترغيب" (4/ ~~558) للطبرانى فى الكبير والاوسط وقالا : أحد إسنادى الطبراتى جيد وقال الالبانى في ~~العيفة (3/ 444) وفيما قالا نظر، وضعف الحديث كما فى الضحيفة (1284)، ~~ضعيف الجامع (4471) ولفظ "قالت : أنا حرام على كل بخيل ومراء" ليست في ~~اوايتى العطبرانى، وعزا هذه ms016 الجملة الزبيدى فى الاتحاف (8/ 197) لابن عساكر. PageV00P000 # (27) ~~اتييه المغترين للإمام الشعرانى ~~وقيل ليحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - متى يكون العبد مخلصا ~~قال: إذا صار خلقه كخلق الرضيع لا يبالى من مدحه أو ذمه، وقد كان أبو ~~السائب - رحمه الله تعالى - إذا طرقه بكاء فى سماع قرآن أو حديث أو نحو ~~اذ لك يصرفه إلى التبسم، وكان أبو عبد الله الأنطاكى - رحمه الله تعالى ~~اقول: إذا كان يوم القيامة قال الله للمرائى: خذ ثواب عملك من كنت ~~ارائيه، وفى رواية عنه : إذا طلب المرائى ثواب عمله يوم القيامة يقال له : خذ ~~ثواب عملك ممن كنت ترائيه، وفى رواية يقال له: ألم توسع لك الناس فيى ~~الجالس لأجل عملك وعلمك؟ ألم تكن رئيسا فى دنياك، ألم ترخص لك ~~الناس بيعك وشراءك، ألم يكرموك ألم ألم؟ مثل هذا وأشباهه. # وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: ما دام العبد ~~ال ستأنس بالناس، فلا يسلم من الرياء، وكان الأنطاكى يقول: المتزينون ثلاثة ~~اترين بالعلم، ومتزين بالعمل، ومتزين بترك التزين، فهو أغمضها وأحبها ~~إلى الشيطان. وكان إياس بن معاوية أخا لإبراهيم التيمى، وكان كل منهما ~~الا يتنى على الآخر من ورائه ويقول: الثناء معدود من الجزاء، وأنا لا أحب ~~اقص ثواب أخى بالثناء عليه يين التاس . وكان أبو عبد الله الأنطاكى - رحمه ~~ال - يقول: من طلب الإخلاص فى أعماله الظاهرة وهو يلاحظ الخلق ~~اقليه، فقد رام المحال لأن الاخلاص ماء القلب الذى به حياته والرياء يميته ~~قد كان يوسف بن آسباط - رحمه الله تعالى - يقول: ما حاسبت تفسى قط ~~الا وظهر لى أننى مراء خالص. # اوكان الحسن اليصسرى - رحمه الله تعالى - يقول: من ذم نقسه في ~~الا، فقد مدحها وذلك من علامات الرياء، وكان ابن السماك - رحمه الله ~~اعالى - يقول: لو أن المرائى بعلمه وعمله أخبر الناس بما في ضميره لمقتو ~~سصهوا عقله ~~وكان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - يقول: لا تسأل أخاك عن ~~صيامه، فإنه إن قال: أتا صائم فرحت نفسه بذلك ms017، وإن قال: أنا عير ~~اائم حزنت نفسه، وكلاهما من علامات الرياء، وفى دلك فضية PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للامام الشعرانى ~~(28) ~~المسثول، واطلاع على عورته من السائل. وكان عبد الله بن المبارك ~~احمه الله تعالى - يقول: إن السرجل ليطوف بالكعبسة وهو يرائى أهل ~~اخراسان، فقيل له : وكيف ذلك؟ قسال: يحب أن يقول فيه أهل خراسان ~~ان فلانا مجاور بمكة على طواف وسعى فهنيئا له، وكان الفضيل بن عياض ~~رحمه الله تعالى - يقول: أدركنا الناس وهم يراؤون بما يعجلون، قصاروا ~~الان يراؤون بما لا يعملون. وكان إذا قرا قوله تعالى: { ونبلو أخباركم ~~مصمد:41]، يقول : اللهم إنك إن بلوتنا فضحتنا، وهتكت أستارتا، وأنت ~~أرحم الراحمين ~~اوكان أيوب السختيانى - رحمه الله تعالى - يقول: إن من الرياء بما لا ~~اتعمل تطاولك على غيرك بما تحفظه من كلام الناس وأقوالهم فى العلم فان ~~لك الذى تتطاول به ليس من عملك ولا استنبطته. وكسان إبراهيم بن ~~ادهم - رحمه الله تعالى - يقول: ما اتقى الله من أحب آن يذكره التاس ~~اخير. ولا أخلص له . وكان عكرمة - رحمه الله تعالى - يقول: أكثروا من ~~الية الصالحة فإن الرياء لا يدخل فى النية، وكان عبد الله ين عباس - ~~اقول: لا يحتاج شىء من فروع الإسلام إلى نية بعد اختيار صاحبه ~~الخول في الإسلام، وكان أبو سليمان الدارانى - رحمه الله تعالى ~~اقول: كل عمل يعمله المؤمن من أعمال الإسلام مما لم تحضره فيه نية فنية ~~الاسلام تجزيه. # قلت : وفى ذلك تقوية للحنفية. وكان تعيم بن حماد - رحمه الله ~~تعالى - يقول: ضرب الظهر يالسياط أهون علينا من النية الصالحة. # اكان منصور بن المعتمر - رحمه الله تعالى - وثابت الينانى - رحمه الله ~~اعالى - يقولان : طلينا العلم وما لنا فيه نية، فرزقنا الله التية الصالحة ~~اد ذلك لأن العلم كله يبعث صاحبه على الإخلاص فيصير يطليه حتى ~~صل له ~~اوكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: دخول أهل الجنة ~~اأهل التار فيهما يكون يالأعمال وخلودهم فيهما يكون بالتيات. وكان PageV00P000 ~~يه المقترين للامام الشعرانى ~~ابو داود الطيالسى - رحمه الله ms018 تعالى - يقول : ينبغى للعالم إذا حرر ~~كتابه أن يكون قصده بذلك نصرة الدين لا مدحه بين الأقرآن لحسن ~~التأليف. # وفى التوراة: كل عمل قبلته فهو كثير، وإن كان قليلا، وكل عمل ~~اددته فهو قليل وإن كان كثيرا . وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى ~~اقول: إذا كان يسأل الصادقين عن صدقهم مثل إسماعيل وعيسى عليهما ~~الصلاة والسلام، فكيف بالكاذبين من أمثالنا؟ ولبس داود الطائى ثوبه مقلوا ~~ارة فقالوا له : ألا تغيره؟ فقال: إنى لبسته لله فلا أغيره(1). وقد كان أمير ~~المؤمنين على -فاشمه يقول : إن للمرائى ثلاث علامات: يكسل إذا كسان ~~اوحده، ويصلى النوافل جالسا، وينشط إذا كان مع الناس، ويزيد فى العلم ~~إذا مدحوه كما ينقص منه إذا دموه، وكان سغيان الثورى - رحمه الله تعالى ~~القول: كل شىء أظهرته من عملى لا أعده شيئا لعجز أمثالنا عن الإخلاص ~~اذا رآه الناس. # اوكان إيراهيم التيمى يلبس لبس الفتيان، فكان لا يعرف أحد أنه من ~~العلماء إلا أصحابه . وكان يقول : المخلص من يكتم حسناته كما يكتم ~~ايياته. وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: قل عالم تكبر ~~لقة درسه إلا ويطرفه العيب ينفسه. وقد مر الحسن البصرى على ~~طاوس - رحمهما الله تعالى - وهو يملى الحديث فى الحرم فى حلقة كبير ~~قرب منه وقال له في آذنه: إن كانت نفسك تعجيك فقم من هذا المعجلس ~~لقام طاوس فورا، وقد مر إبراهيم بن آدهم على حلقة بشر الحافى - رحمهما ~~اله تعالى - فأنكر عليه لكبر حلقة درسه وقال: لو كانت هذه الحلقة لأحد ~~امن الصحابة ما أمن على نفسه العجب. # وقد كان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - لا يترك أحدا يجلس إليه ~~إلا نحو ثلاثة أنفس ففعل يوما فرأى الحلقة قد كبرت فقام فزعا، وقال: ~~(1) ليس هذا الفعل من الطاعات في شء PageV00P000 ~~ال ييه المغترين للمامام الشعرانى ~~أخذنا والله ولم نشعر، والله لو أدرك أمير المؤمنين عمر-فاشه مثلى ~~وهوجالس فى هذا المجلس لأقامه وقال له : مثلك لا يصلح لذلك، وكان ~~رحمه الله تعالى ms019 - إذا جلس لإملاء الحديث يجلس مرعوبا خائفا، وكانت ~~ااسحابة تمر عليه فيسكت حتى تمر، ويقول: أخاف أن يكون فيها حجارة ~~ارجمنا بها، وقد ضحك شخص مرة في حلقة الأعمش - رحمه الله تعالى ~~اجره وأقامه وقال: تطلب العلم الذى كلفك الله تعالى به وأتت تضحك ~~ام هجره نحو شهرين، وكان أبو هريرة ياشته. يقول: لولا آية في كتاب لله ~~تعالى ما حدثتكم { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ~~[البقرة: 159] الآية. # اقال: ولما ترك سفيان الثورى -تافته- التحديث قالوا له في ذلك فقال ~~اوالله لو أعلم أن أحدا منهم يطلب العلم لله تعالى لذهبت إلى منزله ولم ~~اتعبه، وقد قيل مرة لسفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - ألا تجلس فتحدثنا؟ # فقال: والله ما أراكم أهلا لأن أحدثكم، ولا أرى تفسى أهلا أن تسمعوا ~~نن، وما مثلى ومثلكم إلا كما قال القائل : افتضحوا فاصطلحوا. # قد كان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى - يقول: لا يجلس لتعليم ~~العلم فى المساجد إلا جامع للدنيا، أوجاهل بما عليه فى ذلك من ~~الواجبات، وكان عبد الله ين عباس -4 مع جلالته فى العلم إذا فرغ من ~~اسيره للقرآن يقول: اختموا مجلستا بالامتغفار. وكان شداد بن حكيم ~~احمه الله تعالى - يقول: من كان فيه هذه الثلاث خصال فليجلس ليعلم ~~الناس وإلا فليدع الجلوس : أن يذكرهم بتعم الله تعالى ليشكروه، وبذنبوهم ~~اليتوبوا منها، وبعدوهم إبليس ليحذروا منه ~~ووكان اين وهب - رحمه الله تعالى - يقول : سألت الإمام مالكافاف ~~اعن الراسخين فى العلم من هم؟ فقال: هم العاملون بالعلم، وليس شى ~~أعز من العلم لأن صاحبه يحكم به على الملوك. وقد قيل لابن المبارك ~~احمه الله - من الناس عتدك؟ ققال : العلماء العاملون المخلصون. قيل له ~~فمن الملوك؟ قال : الزهاد فى الدنيا. قيل له : فمن السفلة؟ قال: الذين PageV00P000 ~~(31 ~~التبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~اكلون الدنيا بعلمهم وعملهم ودينهم، وكان الحسن البصرى - رحمه الله ~~عالى - يقول: العلماء سرج الأزمنة، فكل عالم مصباح زمانه يستضىء يه ~~أهل عصره، ولولا العلماء لصار الناس كالبهائم ~~اكان سفيان ms020 الثورى - رحمه الله - يقول: حياة العلم بالسؤال عته ~~والعمل يه، وموته يتركهسما. وكان عكرمة - رحمه الله تحالى - يقول: لا ~~علموا العلم إلا لمن يعطى ثمنه. فقيل له : وما ثمنه؟ قال : أن يضعه العالم ~~عند من يحمل به . وكان مالم بن أبي الجعد - رحمه الله - يقول اشترانى ~~اولاي بثلاثمائة درهم فاشتغلت بالعلم، فما مضى على سنة حتى جاءنى ~~الخليفة زائرا فلم أفتح له . وكان الشعبى - رحمه الله تعالى - يقول: من أدب ~~العلماء إذا علموا أن يعملوا، فإذا عملوا شغلوا بذلك عن الناس، فإذا شغلوا ~~الفقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، وإذا طلبوا هربوا خوفا على دينهم من الغتن، وفى ~~الحديث: "أشد الناس عذابا يوم القيمة عالم لم ينفعه الله بعلمه" (1)، وفى ~~الحديث أيضا: "سيأتى على الناس زمان يكون عبادهم جهالا، وعلماؤهم ~~ساقا"(2)، وكان عبد الله بن مسعود ثوقت يقول: من أفتى الناس فى ~~الشكلات من غير تربص ولا تأمل فقد عرض تفسه لدخول النار. وكان ~~اقول: من أفتى الناس فى كل ما يسألونه فهو مجنون. وكان الحسن البصرى ~~رحمه الله تعالى - يقول: لا تكن من يجمع علم العلماء ويجرى في ~~جرى السفهاء ~~(1) صضعيف جدا : أخرجه الطبرانى فى الصغير (1/ 498)، والبيهقى فى الشعب من حديثت ~~اابي هريرة ~~وو ذكره المتذرى في المجمع (1/ 185) وقال رواه الطيرانى فى الصغير وفيه عثمان البرى ~~قال الفلاس: صدوق كثير العلط، صاحب بلعة، ضعفه أحمد والنساتى والدارقطنى ~~اوقال الشيخ الألبانى فى الصعبفة (1634) : ضعيف الإسناد جدا ~~(2) موضوع : أورده الألبانى في الضعيفة ((4472) بلفظ "يكون في آخر الزمان عباد جهال ~~وقراء فقة". # وقال: أخرجه ابن حبان فى المجروحين (3/ 135)، والحاكم (4/ 315)، وأبو نعيم ~~(2/ 331، 332)، وعته الديلمى (4/ 319)، وأيو يكر الآجرى فى أخلاق العلماء ~~ص62)، وذكره أيضا في ضعيف الجامع برقم (6440) وقال : موضوع PageV00P000 ~~انييه المفترين للممام الشعرانى ~~اوقد بلغتا أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان يقول: ما أكسثر العلوم ~~اوليس كلها بنافع، وما أكثر العلماء وليس كلهم برشيد. وكان إبراهيم بن ~~اتية - رحمه الله تعالى - يقول: أطول الناس ندما يوم القيامة عالم يتعاظم ~~ابعلمه على التاس، وكان أمير المؤمنين ms021 عمر بن الخطاب -قان يقول: أحوف ~~اا أخاف على هذه الامة من عالم باللسان جاهل بالقلب، وكان سفيان ~~الورى - رحمه الله - يقول : يهستف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل ~~ووكان عبد الله ين المبارك - رحمه الله تعالى - يقول: لا يزال المرء عالما ~~انتهي ~~اما دام يظن أن فى بلده من هو أعلم منه، فإذا ظن أنه أعلمهم فقد جهل. # اوكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول : إنى لأبكى على العالم ~~إذا رأيت الدنيا تلعب به ولو كان لأهل القرآن . والحديث صبر على الزهد ~~فى الدنيا ما تمندل بهم الناس، واسوأتاه من أن يقال : فلان العالم أو العابد ~~اقد قدم حاجما في نفقة فلان التاجر . وكان يحى بن معاذ - رحمه الله تعالى ~~ايقول: إذا طلب العالم الدنيا ذهب بهاؤه. وكان الحسن البصرى - رحمه لله ~~االى - يقول: عقوية العلماء تكون يموت قلوبهم، وموت قلوبهم يكون ~~اطلبهم الدنيا بعمل الآخرة فيتقربون بذلك عند أبناء الدنيا، وكان سعيد بن ~~السيب - رحمه الله تعالى - يقول : إذا رأيتم العالم يغشى آبواب الأمراء فهو ~~اقد كان الأوزاعى - رحمه الله تعالى - يقول: ما من شىء أبغض إلى ~~لص ~~اله من عالم يزور عاملا من العمال، وكان مكحول - رحمه الله تعالى - ~~اقول: من قرأ القرآن وتفقه فى الدين ثم مشى إلى بيت أمير لغير حاجة ~~روريه فقد ختاض في جهنم بعدد خطاه. وكان مالك بن دينار - رحمه الل ~~اعالى - يقول: قرأت فى بعض الكتب المنزلة : إن أهون ما أنا صانع بالعالم ~~اذا طلب الدنيا بعلمه أن أحرمه لذيذ متاجاتى. # اوكان أمير المؤمنين عمر ين الخطاب -ففي يقول : إذا رأيتم العالم ~~اب الدتيا فاتهموه فى دينه، فإن كل محبه يخوض فيما أحب. اتتهى PageV00P000 ~~ت ييه المغترين للمامام الشعرانى ~~اوكان الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى - يقول: واعجباه من ألسة ~~صف، وقلوب تعرف، وأعمال تخالف. وقد كان حاتم الأصم- رحمه الله ~~عالى - يقول: إن من أشقى الناس يوم القيامة عالما عمل الناس بعلمه وهو ~~الم يعمل به . وقد كان إبراهيم التيمى ms022 - رحمه الله تعالى - يقول: ما عرضت ~~ولى على عملى إلا وجدت عملى مكذبا لقولى . وكان إيراهيم بن ~~اداهم - رحمه الله تعالى - يقول: لقد أعربنا فى الكلام فلم نلحن، ولحتا فى ~~العمل فلم نعرب. وكان الأوزاعى - رحمه الله تعالى - يقول: إذا جا ~~الاعراب فى الألفاظ ذهب الخشوع من القاري والسامع . وكان سفيان الثورى ~~رحمه الله تعالى - يقول: بلغتا أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان يقول ~~امئل من يتعلم العلم ولا يعمل به كمثل امرأة زنت سرا فجاءها المخاض ~~فافتحضت، وكذلك من لم يعمل بعلمه يفضحه الله يوم القسيامة على ~~اوس الأشهاد. وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: كان ~~سول الله - يقول : "إذا جاء الشيطان إلى أحدكم وهو يصلى فقال: ~~إنك مراء فليزدها طولا"(1)، وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى ~~قول: العمل لأجل الناس رياء، وترك العمل لأجل الناس شرك ~~والإخلاص آن يعافيك الله منهما. # قلت: ومعنى ترك العمل لأجل الناس أن لا يحب أن يعمل إلا فيي ~~حل يحمده الناس فيه ، فإن لم يجد من يحمده ترك العمل وكسل عته. # قد كان بشر الحافى - رحمه الله تعالى - يقول: لا ينبغى لأمثالتا أن ~~هر من أعماله الصالحة ذرة، فكيف بأعماله التى دخلها الرياء ~~فالأولى بأمثالنا الكتمان، وقد بلغنا أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان ~~يقول للمحواريين -في: إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته ~~يمسح شفتيه لئلا يرى الناس أنه صائم. وقد كان الفضيل بن عياض ~~احمه الله تعالى - يقول: خير العلم والعمل ما خفى عن الناس، وكان ~~كرمة - رحمه الله - يقول: ما رأيت أقل عقلا ممن يعلم من نفس ~~(1) أخرجه البيهفى فى الشعب (5/ 6882) عن الحارث بن قيس موقوفا عليه. PageV00P000 # نبيه المفترين للامام الشعراتى ~~السوء، ويحب من الناس أن يصفوه بالعلم والصلاح، ولايد لقلوب ~~المؤمتين أن تطلع على سوء سريرته، ومثله مسثل من غرس شوكا وطلب ~~أن يحمل له رطبا. # كان قتادة - رحمه الله تعالى - يقول: إذا راءى العالم بعلمه وعمله ~~اقول الله تعالى لملائكته عليهم السلام: انظروا إلى ms023 هذا يستهزئ بى، ولم ~~اخش منى وأنا العظيم الجبار . وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب-فاف ~~اذا رأى أحدا يطأطئ عنقه فى الصلاة يضربه بالدرة ويقول له : ويحك إن ~~االخشوع فى القلب. وقد مر أبو أمامة -ف42- يوما على شخص ساجد ~~هو يبكى فقال : نعم هذا لو كان في بيتك حيث لا يراك الناس، وقدا ~~كان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول : من آراد أن ينظر إلى ~~امراء فينظر إلى، وكان إبراهيم ين أدهم - رحمه الله تعالى - يقول: مررت ~~عل حير فرأيت مكتسوبا عليه آنت بما تعلم لا تعمل فكيف تطلب زيادة ~~العلم ~~كان يوسف بن أسباط - رحمه الله تعالى - يقول: أوحى الله تعالى ~~ال نبى من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: قل لقومك يخفوا أعمالهم عن ~~الخلق وأنا أظهرهسا لهم . وكان أبو عبد الرحمن الزاهد يوبخ نفسه كثيرا ~~اوقول فى مناجاته: من أسوأ حالا منى؟ عاملت عبادك في الظاهر بالأمانة ~~ووعاملتك فى السر بالخيانة ~~اوكان الفضيل بن عياض يقول: من يدلنى على عابد بكاء بالليل صوام ~~ابالنهار وأنا أدعو له . وكان ميمون ين مهران - رحمه الله تعالى - يقول: إن ~~اعلانية بغير سريرة صالحة مثل كنيف مزخرف من خارجه. وكان الفضيل بن ~~عياض - رحمه الله تعالى - يقول: لو صحت التية في الحلم لم يكن عمل ~~افضل منه، ولكتهم تعلموه لغير العمل به، وجعلوه شبكة لصيد الدنيا، وقدا ~~اخل سفيان الثورى على القضيل بن عياض - رحمهما الله تعالى - يوما فقال ~~الله : عظنى يا أبا على، فقال له الفضيل : وبماذا أعظكم معاشر العلماء؟ كنتم ~~رجا يستضاء بكم في البلاد فصرتم ظلمة، وكتتم نجوما يهتدي بكم في PageV00P000 ~~ايه المغترين للإمام الشعرانى ~~ظلمات الجهل، فسصرتم حيرة يأتى أحدكم إلى أبواب هؤلاء الولاة فيجلس ~~اعلى فرشهم ويأكل من طعامهم ويقبل هداياهم، ثم يدخل بعد ذلك إلى ~~السجد فيجلس فيه ثم يقول: حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله- ~~اكذا، والله ما هكذا يطلب العلم، قال: فيكى سفيان حتى ختقته العبرة ~~خرج ~~اكان الفضيل بن عياض ms024 - رسمه الله تعالى - يقول: إذا رأيتم العالم أو ~~العابد ينشرح لذكره بالصلاح عند الأمراء وأبناء الدنيا، فاعلموا أنه مراء ~~اوكان سفيان ين عيينة - رحمه الله تعالى - يقول: إذا رأيتم طالب العلم كلما ~~اداد علما كلما رغب قى الدنيا وشهواتها، فلا تعلموه، فإنكم تعينوه على ~~اخول النار بتعليمكم إياه. وكان كحب الأحبار -فيافه- يقول: سيأتى على ~~الناس زمان يتعلم جهالهم العلم، ثم يغايرون به على القرب من الأمراء كما ~~اتغاير التساء على الرجال، فذلك حظهم من العلم ~~ووكان صالح المرى - رحمه الله تعالى - يقول: من ادعى الإخلاص فى ~~العلم، فليعرض على نفسه إذا وصفه الناس بالجهل والرياء، فإن اتشرح ~~صدره لذلك فهو صادق، وإن انقبض من ذلك فهو مراء، وكان - رحمه الله ~~اعالى - يقول: احذروا عالم الدنيا أن تجالسوه فإنه يفتتكم بزخرفة كلامه ~~امدحه للعلم وأهله من غير عمل به، وكان الغضيل بن عياض - رحمه الله ~~االى - يقول: من علامة المرائين بعلمهم أن يكون علمهم كالجبال، وعملهم ~~كالذر. وكان يقول: لو آن حامل العلم عمل به لتجرع مرارته ولم يفرح ب ~~الأنه كله تكاليف، وكلما ازداد علما ازداد تكاليف، فلا ينبغى للعالم أن ~~ارح يعلمه إلا بعد مجاوزة الصراط ~~اكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: اطلبوا العلم للعمل ~~ان أكثر الناس قد غلطوا في ذلك، فظنوا النجاة بعلمهم من غير عمل به ~~فأين الآيات والأخبار الواردة في تعذيب من لم يعمل بعلمه؟ وكان ذو النون ~~الصرى - رحمه الله تعالى - يقول : لقد آدركنا الناس وأحدهم كلما ازداد ~~اعلما ازداد زهدما فسى الدنيا، وتقليلا من متاعها، ونراهم اليوم كلما ازداد PageV00P000 ~~نييه المقترين للإمام الشعراقى ~~ااحدهم علما ازداد في الدنيا رغية، وكثرة لأمتعستها من لياس ومطعم ~~ومسكن ومنكع ومركب وخلم ونحو ذلك. # وكان سفيان بن عبينة - رحمه الله تعالى - يقول: كيف يكون حامل ~~القرآن عاملا به وهو يتام الليل، ويفطر النهار، ويتناول الحرام والشبهات. # اوكان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - يقول: لو أن هؤلاء القراء ~~احياء لوجدوا ألم النار فى بطونهم ms025 إذا أكلوا الحرام ولكنهم أموات يرتعون فيى ~~الجحيفب والنار. وقد كان منصور بن المعتمر - رحمه الله تعالي - يقول لعلما ~~ازمانه : إنكم لسستم علماء، وإنما أنتم متلذذون بالعلم يسمع أحدكم المسألة ~~يحكيهسا للناس، ولو أتكم عملتم بعلمكم لتجرعتم المرارات والغصص ~~الحثكم علمكم على التورع حتى لا يجد أحدكم رغيفا يأكله. # ووكان الربيع بن خيثم - رحمه الله تعالى - يقول : كيف يصح للعالم ~~يرائي بعلمه وهو يعلم من نفسه أن تعلمه لغير الله وذلك حابط من ~~أصله، فكيف يرى نفسه على الناس بما هو حايط. وقد كان الامام ~~النووى - رحمه الله تعالى - إذا دخل عليه أمير على غفلة وهو يدرس فى ~~العلم فى المدرسة الأشرفية أو جامع بنى أمية يتكدر لذلك، وإذا يلغه أن ~~أحدا من الاكابر قد عزم على زيارته فى يوم درسه لا يدرس العلم ذلك ~~الوم خوفا أن يراه ذلك الأمير وهو فى محقله ودرسه العظيم، ويقول ~~المن علامة المخلص أن يتكدر إذا اطلع الناس على محاسن عسمله كما ~~اكدر إذا اطلعوا على مساويه، فإن فرح النفس بذلك معصية، وربما كان ~~الرياء أشد من كثير من المعاصى، وكان الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى ~~يقول : قييح بالعالم أن يشبع فى هذا الزمان من الحلال، فكيف بمن ~~اشبع من الحرام؟ والله لو أتى اكلت أكلة وصارت في بطنى كالآجرة ~~كفينى حتى أموت، فقد قيل إنها تمكس فى الماء أكثر من ثلاثمائة سنة ~~اوكان يقول: ورع العلماء إنما هو فى ترك تناول الشهوات. أما المعاصى ~~الظاهرة فتراهم يتركونها خوفا أن تذهب عظمتهم من قلوب الناس، وكان ~~رحمه الله تعالى - يقول: بلغنى آنه يأتى فى آخر الزمان رجال يتعلمون PageV00P000 ~~ييه المقترين للامام الشعراتى ~~العلم لغير الله تعالى كى لا يضيع، ثم يكون عليهم تبعة يوم القيامة، ~~القلت: ويؤيده حديث: "إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"(1) واله ~~كان بكر بن عيد الله المزنى - رحمه الله تعالى - يقول: من علامة ~~أعلم. # المرائى بعلمه أن يرغب الناس فى العلم، ويذكر لهم ما فيه من الفضائل، ثم ms026 ~~إن شاوره أحد من القراء على أحد من أقرانه لا يرغيه فيه كل الترعيب ~~ووكان عبد الله بن الميارك - رحمه الله تعالى - يقول: قدغلب على القراء فى ~~اهذا الزمان أكل الحرام والشبهات حتى غرقوا فى شهوة بطونهم وفروجهم ~~ااتخذوا علمهم شبكة يصطادون بها الدنيا. وكان الفضيل بن عياض - رحم ~~اله تعالى - يقول: لولا نقص دخل على أهل القرآن والحديث لكانوا خيار ~~االناس، ولكنهم اتخذوا علمهم حرفة ومعاتا، ولذلك هانوا في ملكوت ~~السموات والأرض . وكان بشر الحافى - رحمه الله تعالى - يقول: من عقل ~~العاقل أن لا يطلب زيادة العلم إلا إذا عمل بكل ما علم ، فيتعلم حينتذ ~~العلم كى يعمل به، وكان الشعبى - رحمه الله تمالسى - يقول: اطلبوا العلم ~~وأتم تبكون، فإنه كله حجة عليكم عند ربكم. # قال: ولما ترك بشر الحافى - رحمه الله تعالى - الجلوس لإملا ~~الحديث، قالوا له : ماذا تقول لربك يوم القيامة؟ فقال: أقول يا رب إنك ~~امرتنى فيه بالإخلاص، ولم أجد عند نفسى إخلاصا. # كان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: إذا رأيتم طالب ~~العلم يطلب الزيادة من العلم دون العسمل، فلا تعلموه فإن من لم يعمل ~~اعلمه كشجرة الحنظل كلما ازداد ريا بالماء ازداد مرارة، وكان يقول: وإذا ~~ايتموه يحخلط في مطعسمه ومشربه وملبسه ونحو ذلك ولا يتورع، فكفوا ~~اعن تعليمه تخفيفا للحجة عليه غدا. وكان الحسن البصرى - رحمه اله ~~(1) متفق عليه: أخرجه البخارى (6/ 3062/ فتح)، ومسلم فى الإيمان (111/ عبد ~~الباقى) من حديث أبى هريرة -فلاقته- PageV00P000 ~~ان ييه المغترين للإمام الشعرانى ~~(38) ~~اعالى - يقول: لو أن عيدا علم العلم كله، وعبد الله حتى صار كهذ ~~السارية أو الشن البالى ثم إنه لم يفتش ما يدخل جوفه أحلال هو أم حرام ~~اما تقيل الله منه عبادة. وكان بشر الحافى - رحمه الله تعالى - يقول: والله ~~اللقد أدركتا أقواما كاتوا لا يعلمون أحدا العلم حتى يروضوا نفسه سنين ~~كثيرة ويظهر لهم صلاح نيته ~~اوكان عبد الرحمن بن القاسم - رحمه الله تعالى - يقول: خدمت ~~الالام مالكا -فاف- عشرين سنة، فكان منها ثمانية ms027 عشر في تعليم الأدب ~~وسنتان منها فى تعليم العلم، فياليتنى جعلت المدة كلها فى تعليم الأرب ~~ووقد كان الإمام مالك -فيفه يقول : ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم ما ~~ع وعمل به صاحبه. # اكان الإمام الشافعى -فافته- يقول: قال لى الإمام مالك- ~~اا محمد اجعل عملك دقيقا، وعلمك ملتا. وقد كان عبد الله بن ~~المبارك - رحمه الله تعالى - يقول: من حمل القرآن ثم مال بقلبه إلى الدنيا ~~فقد اتخذ آيات الله هزوا ولعيا، وإذا عصى حامل القرآن ربه ناداه القرآن من ~~اجوفه والله ما لهذا حملت، أين مواعظى وزواجري وكل حرف متى يناديك ~~ويقول: لا تحص ربك. # ووكان الإمام أحمد بن حنبل -فالله- إذا رآى طالب العلم لا يقوم من ~~اليل يكف عن تعليمه، وقد بات عنده أبو عصمة ليلسة من الليالى، فوضع ~~اله الامام أحمد ماء للوضوء، ثم جاء قبل الغجر فوجده تائما والماء بحاله ~~الفأيقظه وقال له : لم جثت يا أبا عصمة؟ ققال له : جئت أطلب منك الحديث ~~ايا إمام، فقال له الإمام أحمد : كيف تطلب الحديث وليس لك تهجد في ~~اليل؟ اذهب من حيث جئت. # اكان الإمام الشافعى -نوفي- يقول : ينبغى للعالم أن يكون له خبيتة ~~امان عمل صالح فيما بينه وبين الله تعالى، فإن كل ما ظهر للتاس من علم أو ~~اعمل قليل النفع فى الآخرة، وما رأى أحد أحدا في منامه بغد موته، وقال ~~اغر الله لى بعلمى إلا قليل من الناس . وقد رؤى الإمام أبو حنيفة PageV00P000 ~~(39 ~~اتتيه المقترين للامام الشعرانى ~~بعد موته، فقيل له : كيف حالك؟ قال: غفر الله لى، قيل له: بالعلم؟ # قال: هيهات إن للعلم شروطا، وآفات قل من ينجو منها. قال: ورأى ~~اضهم الجتيد بعد موته - رحمه الله تعالى - فقال له: ما فعل الله بلي؟ # فقال: قد طاحت تلك الإشارات، وفتيت تلك العبارات، وما نفعنا إلا بعض ~~اكيعات كنا تركعها في السحر. قال: ورأى بعضهم أبا سهيل الصعلوكى بعد ~~اوته - رحمه الله - فقال له : ماذا صنع علمك؟ فقال : كل ما كان ms028 من دقائق ~~العلوم وجدته هياء متثورا إلا بعض مسائل سألنى عنها العوام. انتهى ~~فتش يا أخى نفسك فى علمك وعملك، وايك على نفسك إن رأيت ~~اندها رياء أو سمعة ما ينهاك عنه هؤلاء السادة من العلماء الحاملين ~~الخلصين، والحمد لله رب العالمين ~~وصن أحلافصم- تافنه - : هجرهم لأتيهم إذا خالط الأمراء وتردد إلى ~~ابوابهم لغير ضرورة شرعية ولا لمصلحة كقيامه بالامر بالمعروف ونحوه عملا ~~احديث: "إن فى جهنم واديا يقال له: هبهب أعده الله للجبارين وللقراع ~~المداهنين الذين يدخلون على أمراء الجور"(1) . وقد قال والى البصرة يوما ~~اللمالك ين ديتار - رحمه الله تعالى - أتدرى ما الذى أجرأك علينا فى إغلاظك ~~القول، وعدم قدرتنا على مقابلتك عدم طمعك فيما بأيدينا وزهدك فيه ~~ووكان ابن السماك - رحمه الله تعالى - يقول : دخلت يوما على والى البصرة ~~لفقال لى: عظتى يا بن السماك، فقلت له : أف عليك وعلى من ولاك مظالم ~~العباد، إنما تصلحون أن يسد بكم الجسور. وقد دخل محمد بن واسع على ~~القية بن مسلم وعليه مدرعة صوف، فقال له قتيية : ما الذى دعاك إلى ليس ~~درعة الصوف، فسكت محمد، فقال: ما لى أكلمك وأنت ساكت؟ فقال ~~(1) ضعيف : أخرجه الحايم فى المستدرك (5/ 596)، والطبراتى فى الاوسط (4/ 3548)،. # أي يعلى (13/ 7249) وابن عدى في الكامل (1/ 430) من حديث أيي موسي - ~~اه- بلفظ "فى جهنم واد، وفى الوادى بثر يقال لها: هيهب، حق على الله أن يسكنها ~~كل جباره. # ضعفه الشيخ الألبانى فى ضعيف الجامع (ح 4011)، والمشكاة (ح 5689) . PageV00P000 # انيه المقترين للامام الشعرافى ~~(40) ~~حمد: إن قلت زهدا زكيت نفسى، وإن قلت فقيرا شكوت ربى، وكان ~~الضيل ين عياض - رحمه الله تعالى - يقول: والله لو استأذن على هارون ~~الشيد ما أذنت له إلا أن أغلب على ذلك، فكيف بمن يذهب هو إليه من ~~اؤلاء الفسقراء؟ وقد جاء محمد بن إبراهيم والى مكة يسلم على سفيان ~~الورى فى المطاف، فقال: ماذا تريد بالسلام؟ إن كنت تريد آن أعلم أنك ~~طوف اذهب فقد علمت . وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى ~~القول: لا ms029 يصلح أن يدخل على الأمراء ويخالطهم إلا مثل أمير المؤمنين عمر ~~ان الخطاب سقاففه وأما أمثالنا فلا يصلح له الدخول عليهم لعجزه عن ~~اواجهتهم بالنصح والانكار عليهم فيما يراه متهم من الظلم والجور ونحو ~~كفرش الحرير والستائر وغير ذلك ~~اقد ذكروا مرة عند معاوية -قفي كلاما، وكان الأحنف بن قيس ~~- رحمه الله - جالسا فلم يتكلم، فقال له معاوية : مالك لا تتكلم يا أحتف؟ # فقال: إنى أخشى الله تعالى إن كذبت، وأخشاك إن صدقت، فرأيت ~~السكوت أولى. اتتهى ~~وسيأتى زيادة على ذلك مفرقا، والحمد لله رب العالمين ~~ال علينا العصود فى أحلاقمم: فمنها عملهم على ترك النفاق ~~ايث تتمساوى سريرتهم وعلانيتهم فى الخير، فلا يكون لأحتدهم عمل ~~اتضح به غدا في الآخرة. ومن وصية أبى العياس الخضر عليه السلام لعمر ~~ان عبد العزيز لما اجتمع به فى المدينة المشرقة، وسآله أن يوصيه بوصية فقال ~~اله : إياك يا عمر أن تكون وليا لله فى العلانية، وعدوا له في السر، فإن من ~~ام تتساوى سريرته وعلانيته فهو منافق، والمنافقون في الدرك الأسفل من ~~النار، فيكى عمرحتى بل لحيته، وفى الحديث : "يخرج فى اخر الزمان أقوام ~~احتالون(1) أى يطلبون الدنيا بعمل الآخرة: أى الدنيا بالدين، يلبسون جلود ~~الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول ~~(1) الذى وقفت عليه في المصادر الحديثية لفظ "يختالون". PageV00P000 # تبيه المغترين للامام الشعراتى ~~ال تعالي: أبى يغترون أم علي يجترئون؟ فبى حلفت لأبعثن على أولئك فتنة ~~اتدع الحليم فيهم حيران"(1). # اكان المهلب بن أبى صفرة - رحمه الله تعالى - يقول: إنى لاكره ~~الجل يكون للسبانه فضل على فعله . وكان عبد الواحد ين زيد - رحمه اله ~~اعالى - يقول: ما بلغ الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - إلى ما بلغ الا ~~الكونه كان إذا أمر الناس يشىء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شىء كان ~~ابعدهم منه . وكانوا يقولون: ما رأينا أحدا سريرته أشبه بعسلانيته من الحسن ~~الصرى، وكان معاوية بن قرة - رحمه الله تعالى - يقول: بكاه القلب خير ~~امن بكاء ms030 العين . وكان يحيى بن معاذ- رحمه الله تعسالى - يقول: القلوب ~~كالقدور ومغارفها ألسنة أصحابها، فكونوا عبيدا بأفعالكم كما أنكم عبيد ~~اباقوالكم. # كان مروان بن محمد- رحمسه الله تعالى - يقول: ما وصف لى ~~اجل قط إلا وجدته دون ما وصفوه به إلا وكيعا - رحمه الله تعالى - فإنى ~~ووجدته فوق ذلك. وكان عتبة بن عامر - رحمه الله تعالى - يقول: إذا ~~اوافقت سريرة الحبد علانيته، قسال الله تعالى لملائكته: "هذا عبدى حقا ~~ووكان أبوعبد الله الأنطاكى - رحمه الله تعالى - يقول: أفضل الأعمال ترك ~~الماصى الباطتة، فقيل له : ولم ذلك؟ قال : لأن الباطسنة إذا تركت كان ~~اصاحبها للمعاصى الظاهرة أترك، فمن كانت سريرته أفضل من عسلانيت ~~القلك الفضل، ومن تساوت سريرته وعلانيته فذلك الحدل، ومن كانت ~~اعلانيته أفضل من سريرته قذلك الجور. وكان يوسف بن أسباط - رحمه ~~اله تعالى - يقول: أوحى الله تعبالى إلى نبى من الأنبياء عليهم الصلاة ~~اوالسلام: أن قل لقومك يخفوا إلى أعمالهم وأنا أظهرها لهم، وقد مر ~~امثل ذلك في الخلق قبله. # (1) ضعيف جدا: أخرجه الترمذى فى الزهد، باب: 59، (ح2404)، وابن المبارك فى ~~الزهد (ح 170)، واين عبد البر فى جامع بيان العلم (1/ 1140). وقال الشيخ ~~الاليانى فى ضعيف الترمذى (421) : ضعيف جدا PageV00P000 ~~ايه المفترين للإمام الشعرانى ~~(42) ~~اوكان أيو عبد الرحمن الزاهد يقول فى مناجاته: يا ويحى عاملت ~~الاس يالأمانة، وعاملت ربى بالخيانة، قليتنى عكست ثم يبكى، وكان مالك ~~ابن ديتار - رحمه الله تعسالى - يقول: من أمر التاس بشىء لم يبلغه حاله ~~فهومتافق إلا أن يسأله أحد عن حكمه. # اكان يقول: إياك أن تكون فى النهار أبا عيد الله الصالح، وفى الليل ~~اشيطان طالح، وتقدم عن إبراهيم التيمى أنه يقول: ما عرضت علمى على ~~اعملى إلا وجدت نفسى ععير عامل بما علمت. وكان الزبير بن العوام -فافه ~~اقول: اجعلوا لكم خييئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيثة من العمل ~~السيئ. وتقدم قول معاوية بن قرة: من يدلنى على رجل يبكى بالليل ~~وبتسم في التهار أى أن ذلك لقليل. # ووكان مسسلم الخخولاني - رحمه ms031 الله تحالى - يقول: من نعمة الله على ~~أان منذ ثلاثين سنة ما فعلت شيئا يستحيا منه إلا قربى من أهلى. وكان أبو ~~عبد الله السمرقندي - رحمه الله تعالى - إذا مدحه الناس يقول: والله ما ~~املى ومثلكم إلا كمثل جارية ذهبت بكارتها بالفجور، وأهلها لا يعلمون ~~دلك فهم يترحون بها ليلة الزفاف وهى حزينة خوف الفضيحة. # اوكان أبو أمسامة فالك- يعيب على الرجل بكاءه في المسجد بحضرة ~~االناس . وكان ميمون بن مهران - رحمه الله تعالى - يقول : علانية بغير سرير ~~امل كنيف من خارجه، ومن داخله التتن والخخبث، ومن افتخر بمال لم يصب ~~كذبه كسبه. # وككان يحيى بن معاذ- رحمه الله تعالى - يقول: من أراد أن بعده ~~الناس من الصالحين بالقول فقط دون موافقتهم فى الأعمال، فهو كمن دخل ~~اوليمة الملك لقوم خاصين بغير إذن، ومن اكتفى بالقول دون العلم جازاه الله ~~الوعد دون العطاء عقوبة له . وكان يلال بن سعد - رحمه الله تعالى - يقول ~~إذا ادعى الفقير الزهد بغيرحق رقص الشيطان حوله يضحك عليه ويسخر به ~~اكان عبد الله بن عمر -فف- يقول : لا يجد عبد صريح الايمان حتى يعلم ~~ابأن الله تعالى يراه، فلا يعلم سرا يفتضح به يوم القيامة . وكان مالك بن PageV00P000 ~~(43) ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~دينار - رحمه الله تعالى - يقول: لو علمتم ما أغلق بى عليه دونكم ماجلس ~~أحد منكم حولى. وقلت : وهذا من باب الهضم لنا والاتهام له -فاف- وكان ~~افيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: قد غلب على القراء فى هذا ~~الزمان الرياء يظهرون للناس النسك والعبادة وباطنهم مشغول بالقل والحقد ~~اوالشحتاء لبعضهم، وإذا كان لكم حاجة عند قاري فلا تتشفعوا عنده يقارى ~~متله، فيقو قلبه عليكم، ولكن تشفعوا عنده بأحد من الأغتياء، فإنه أقضى ~~حاجتكم. انتهى ~~سيأن الكلام حلىهذا الخلق في مواضع من هنا الكتابب ~~ففتش نفسك يا أخى هل تساوت سريرتك وعلانيتك أم لا؟ وأكثر من ~~الاستغفار . واعلم أن من أظهر للناس خلاف ما فى باطنه فهو منافق يحشر ~~اذا من المنافقين، فافهم ذلك ms032، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقصم - ظت2 -: كثرة الصبر على جور الحكام، وشهودهم أن ~~لذ لك دون ما يستحقونه بذنبوهم، وكان صالح المرى - رحمه الله تعالى ~~اققول: إذا لم تتساو سريرة الناس وعلانيتهم فلا يستغربون ما يحل بهم من ~~أأواع البلايا والآفات. # ووكان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - يقول: كان الحجاج ~~القفى بلاء من الله وافق خطيئة. وكان الإمام أبوحنيقة تافه يقول: إذا ~~اتليت بسلطان جائر فخرقت دينك بسببه، فرقعه بكثرة الاستغفار لك وله ~~ايضا. وقد كتب أخ لمحمد ين يوسف - رحمه الله تعالى - يشكو إليه من ~~اور الولاة في بلاده، فأجابه محمد بقوله : قد بلغنا كتابك، ولا يخفى عن ~~علصك يا أخى أنه ليس لمن عمل بالمعصية أن ينكر وقوع العقوبة، وما أرى ما ~~انم فيه إلا من شؤم الذنب والسلام. وقد حيس هارون الرشيد - رحمه الله ~~الى - رجلأ ظلما، فكتب إليه الرجل: اعلم يا هارون أنه ما من يوم ~~اضى من حبسى وبؤسى إلا ويمضى من عمرك وتعيمك مثله، والأم ~~ريب، والحاكم بينى ويينك الله تعالى، قال : فلما قرأها الرشد خلى سييله ~~أحسن إليه. PageV00P000 # بيه المفترين للامام الشعرانى ~~قال: وجاءوا مرة بمال من السلطان لإبراهيم بن أدهم - رحمه الله ~~عالى - ليفرقه على الفقراء الذين يعرفهم، فرده إبراهيم غعليهم وقال: إذا ~~حاسب الله تعالى الظالم يوم القيامة على ما اكتسه من المال يقول : أعطيته ~~الابراهيم، فيرجع يوم القيامة الظالم على بذلك، ولكن من جمعه فهو أولى ~~تقرقته. # وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول : مكتوب فى التوراة ~~اقول الله تعالى : "قلوب الملوك بيدى، فمن أطاعنى جعلتهم عليه رحمة ~~ومن عصانى جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم يسب الملوك، وتوبوا ~~الى أعطفهم عليكم" . وكان عبد الملك بن مروان - رحمه الله تعالى - يقول ~~الرعيته: أنصفونا يا معاشر الرعية : تطلبون منا أن نسير فيكم سيرة أبى بكر ~~عمر -44- ولا تسيرون أنتم بسيرة رعاياهم، فنسأل الله أن يعين كل واحد ~~اتا على صاحبه. وكان ابن السماك - رحمه الله تعالى - يقول ms033 : كما ايتليتم ~~ابالأعمال التى لا ترضى ربكم، وقلتم : إن الله تعالى قدر ذلك، فأقيموا ~~العذر لولاتكم، فإن الله تعالى هو المقدر عليهم ما ظلموكم به فإن أحدهم ~~الود أن لا يظلم أحدا منكم، ولكن أعمالكم هى السبب فى ظلمكم. قال: ~~اولما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - يكى ثم خير ~~انساءه وجواريه، وقال : قد أتانى أمر شغلنى عنكن ، قلا أتفرغ لكن حتى ~~ايرغ الناس من الحساب يوم القيامة، فيكى عند ذلك أهل بيته حتى ظن ~~رانهم آته مات عنلهم أحد ~~وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول : لقد أدركنا العلما ~~اوهم يرون جلوسهم فى بيوتهم أفضل، فصاروا اليوم وزراء الأمراء وقهارمة ~~الظلمة . وقد سئل عطاء بن أبى رباح - رحمه الله تعالى - عن شخص يكتب ~~بقلمه عند الأمراء لا يجاوز ما جعلوه له من الرزق، فقال عطاء: أرى أن ~~ارك ذلك، وأما سمع قول موبى عليه الصلاة والسلام:{ رب بما أنعمت ~~ال فلن أكون ظهيرا للمجرمين [القصص:17]، وكان وهب بن منبه ~~احمه الله - يقول : إذا هم الوالى بالجور أدخل الله التقص فى أهل مملكته PageV00P000 ~~(45 ~~التييه المغترين للإمام الشعرانى ~~احتى فى الأسواق والأرزاق والزروع والثمار والضروع وفى كل شىء. وكان ~~ابو ذر افيه يقول : سيأتى على الناس زمان تكون اعطيتهم من الولاة أثمان ~~اديانهم . وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: من تبسم فى وج ~~اظالم، أو وسع له في المجلس، أو أخذ من عطائه فقد نقض عرى الإسلام ~~اكتب من جملة أعوان الظلمة، والمراد بعرى الإسلام هنا مخالفة قواعد ~~السلف ~~قد كان طاوس - رحمه الله تعالى - يكثر الجلوس فى بيشه. فقيل له ~~لفى ذلك، فقال : إنما اخترت ذلك لحيف الائمة، وفساد الرعية، وذهاب ~~السنة، فإن من فرق بين ولده والعبد فى إقامة الحق فهوجائر. وكان ميمون ~~ان مهران - رحمه الله تعالى - يقول: لم يكن أحد أحب إلى من عمر بن ~~اعبد العزيز، ولأن آراه متيا أحب إلى من أن أراه ولى عملا. وكان مالك بن ~~نار - رحمه ms034 الله تعالى - يقول : إذا سمن الأمير بعد الهزال، فاعلموا أنه قد ~~اان رعيته وخان ربه . قال: ودخل أبو العالية يوما على الرشيد - رحمهما ~~اله تعالى - فقال له : احذر دعوة المظلوم فإن الله لا يردها ولو من فاجر. # افى رواية : ولو كان من كافر. انتهى ~~أمل يا أخى فى نفسك، وانظر هل وفيت بحق رعيتك في زاويتك ~~ححق جوارحك بحيث استعملتها في مرضاة الله تعالى، ومنعتها محاصيه، أو ~~ششت نفسك وجوارحك، فإن كل راع مسئول عن رعيته، وإياك يا أخى ~~والدخول على الأمراء، ولو بقصد أنك تأمرهم وتنهاهم فإن ذلك لا يتم لك ~~هم، والحمد لله رب العالمين ~~وصن أحلافصم- لتيم - :غيرتهم لله تعالى إذا انتهكت حرماته نصرة ~~الشريعة المطهرة، فكانوا لا يفعلون فعلا، ولا يصحبون أحلما إلا إن علموا ~~اضا الله تعالى فيه، فلا يحبون أحدا، ولا يبغضونه لعلة دنيوية، وقد ثبت ~~الحديث: "الحب فى الله، والبغض فى الله من أوثق عرى الإيمان"(1) ~~(1) حسن : أخرجه أحمد (286/4) من حديث اليراء، وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح ~~الجامع (ح 20.9) PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للامام الشمرانى ~~(46) ~~اف فلو عبد الشخص ربه كعبادة الثقلين طلبا للثواب وهوغافل عن كون ذلك ~~امن مرضاة الله تعالى فهو خارج عن الطريق، وقد أوحى الله تعالى إلى ~~وسي -ليتلام- : هل عملت لى عملاة ققال : نعم يا رب صليت وصحت ~~اتصدقت وذكر أشياء، فقال الله تعالى: هذا لك ولكن هل واليت لأجلى ~~وليا، أو عاديت لأجلى عدوا؟ فعلم عند ذلك موسى أن الحب فى اله ~~االبخض فى الله من أفضل الأعمال. # اكان على بن الحسين -4 يقول: لا يصطحب اثتان على غير طاع ~~اله إلا تفرقا على غير طاعة الله . وقد كان يوسف بن أسباط - رحمه الله ~~اعالى - يقول : إذا دخلتم على الولاة قلا تخصوهم بالدعاء، فإنهم حاربوا ~~اله ورسوله، ولكن ادعوا للمسلمين، فإن كانوا منهم لحقتهم الدعوة، وكان ~~عدالله بن مسعود -خاففه يقول: إذا صححبت أحدا لا تسأل عن مودته لك، ~~ولكن انظر مافى قليك له وتفسك فإن ما عندك مثل الذى ms035 عنده على حد ~~مواء. انتهى ~~ووكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: إذا أحدث الرجل حدثا ~~ولم يبتضه من زعم أنه أخوه، فمحبته لقير الله، إذ لو كاتت لله لغضب ~~اعلى من عصاه. وكان أبو هريرة -فافنه يقول: يؤتى بالعبد يوم القيامة بين ~~الدى الله تعالى فيقول الله عز وجل له : هل أحببت لى وليا حتى أهبك له؟ . # انهى. فأحيوا الصالحين، واتخذوا عندهم أيادى، قإن لهم دولة يوم القيامة ~~اوكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: مصارمة الفاسق قربة ~~ال الله تعالى . قلت : ومراده مصارمته بالقلب، أما في الظاهر فلا ينبغى ~~صارمته لأجل تقويم عوجه، وتبغيضه في صفات الفسق، فإن الفاسق ضالة ~~كل داع إلى الله تعالى، فافهم ذلك والله أعلم. # وقد سئل سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - هل نعزى الفاسق إذا مات ~~اله ميت؟ قال: لا.، وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يذكر أبا ~~اكر وعمر -فل44- وبيكى ويترحم على معاوية خانه ويقول: إنه كان من ~~اكابر العلماء إلا أنه ابتلى بحب الدنيا. انتهى PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للإمام الشعراتى ~~قلت: النسى ينبغى حمل حبه للدنيا على أنه يحبها لعمل الآخر ~~كما عليه السلف الصالح بل هو أولى يقصد ذلك من الأولياء لأنه ~~حابى جليل -فاللته- والله أعلم. وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى ~~يقول: من ادعى أنه يحب عيد الله تعالى ولم ييتضسه إذا عصى الله ~~الى فقد كذب فى دعواه أنه يحب لله . وكان محمد بن الحتفية -فافه ~~اقول: من أحب رجلا من أهل النار لخير ظهر مته آجره الله على ذلك ~~اومن أبغض رجلا من أهل الجنة لشر ظهر منه آجره الله على ذلك. وقدا ~~كان مالك ين دينار - رحمه الله تعالى - لا يطرد الكلب إذا جلس بحذايه ~~اويقول: هو خير من قرين السسوء، وكفى بالمرء شرا أن لا يكون صالحا ~~ايقع في الصالحين. وكان أحمد بن حرب - رحمه الله تعالى - يقول ~~اليس شىء أتفع لقلب العبد من متالطة الصالحين والستظر إلى ~~افعالهم . وليس شىء أضر على ms036 القلب من مخالطة الفاسقين، والنظر إلى ~~افعالهم. وكان يحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول: ولى الله ريحان ~~ال ف الأرض، فإذا شمه المريدون ووصلت رائحته إلى قلويهم اشتاقوا إلى ~~بهم. انتهي ~~فتأمل يا أخى حالك هل أحببت أحذا لله وأبغضته كذلك لله تعالى؟ أم ~~احبيت يالهوى وأبغضت يالهوى؟ وابك على نفسك وأكثر من الاستغقار ليلا ~~ونهارا، والحمد لله رب العالمين ~~ومف أحلاقصم- فاف-: قلة الضحك وعدم الفرح بشىء من الدنيا ~~ل كانوا ينقيضون يكل شيء حصل لهم من ملايسها ومراكبها ومتاكحها ~~مناصبها عكس ما عليه أيناء الدنيا كل ذلك خوفا أن يكون جملة ما ~~جل لهم من تعيم الآخرة، وكيف يفرح بشىء من هو في السجن ~~اسبوس عن لقاء الله عز وجل، فكما يحزد المحبوس عن داره وعياله ~~ويتكدر، كذلك يزن أولياء الله تحالى على طول عمرهم وسجنهم في ~~ذه الدار عن لقاء ربهم عز وجل، وقى الحديث أن رسول الله ~~قال: "والذى نفسسى بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم PageV00P000 ~~اتبيه المفترين للممام الشعرانى ~~(48) ~~يرا، ولما قلذذتم بالتساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون ~~ال الله عز وجل"(1) وقد كان عيد الله ين مسعود -فاته يقول: عجبت ~~ضاحك ومن ورائه النار، ومن مسرور ومن ورائه الموت، وكان الحسن ~~الصرى - رحمه الله تعالى - لا يراه أحد إلا ظن أنه قريب عهد بمصيبة لم ~~ااه به من شدة الحزن والحتوف . وكان الفضيل بن عياض -رحمه الله ~~اتعالى - يقول: رب ضاحك، وأكفانه قد خرجت من عند القصار. وكان ~~ابن مرزوق - رحمه الله تعالى - يقول: من ادعى أن الذتوب غمته وأحزتته ~~انم جمع فى إدامه يين عسل وسمن فهوكانب، وكان الأوراعى - رحمه الله ~~االي - يقول فى قوله تعالى: لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا ~~أحصاها [الكهف: 49]، الصغيرة هى التبسم فى هذه الدار، والكييرة هى ~~الهقهة فيها. قلت: ولعل مراده - رحمه الله تعالى - بالتبسم هنا الصحك ~~وت يسمه من في مجلسه إذ التبسم كان ضحكه -4، وكان ~~ثابت البنانى - رحمه الله تعالى - يقول ms037: ما ضحك مؤمن قط إلا وهو في ~~غفلة عن الموت. # وكان عامر بن قيس - رحمه الله تعالى - يقول : أكثر التاس ضحكا فيي ~~اليا أكثرهم بكاء فى النار، ومكث سعيد بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - ~~ام يضحك متذ أربعين سنةحتى مات، وكذلك غزوان الرقاشى ~~وكان أنس بن مالك فلقت- يقول: مع كل ضحاك في مجلس شيطان ~~اقد مرت معاذة العحدوية - رحمها الله تعالى - يوما على شبان يضكون ~~اعليهم نياب صوف فقالت: سبحان الله لياس الصالحين، وضح ~~الغافلين. وكان وهيب بن الورد - رحمه الله - يقول: الضحك الذى لا ~~(1) أخرجه البخارى (8/ 4621/ فتح)، ومسلم (4/ 2359/ عبد الياقى) بلفظ : الو ~~المون ما أعلم لضحكتم قليلا، وليكيتم كثيرا" من حديث أنس -قاق- ~~اأما لفظ المصنف فقد أخرجه البيهقى في الشعب (1/ 793) من حديث أيى الذرداء ~~ذكره السيوطى فى "الجامع الصغيره وعزاه للطبرانى فى الكبير والحاكم، وحسته الشيخ ~~الالبانى فى صحيح الجامع" (ح 5262) . PageV00P000 # بيه المقترين للامام الشعرانى ~~اسراف فيه هو الذى يظهر به السن ولايسمع له صوت، واللباس الذى ~~الا إسراف فيه هو ما وارى العورة، ووقاك من الحر والبرد، والطعام ~~الذى لا إسراف فيه هو ما سد الجسوع، وكان دون الشيع. وكان عون بن ~~اب زيد رحمه الله تعالي - يقول: صحبت عطاء السلمى - رحمه الله ~~مسين سنة فما رأيته ضاحكا قط. وقد كسان عبد العزيز ين أبي داود ~~احمه الله تعالى يقولي: لما ظهر المزاح فى أصحاب يرسول الله أنزل ~~اله تعالى: { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ~~[الحديد:17]، فتركوا المزاح حنيئذ وخشعوا-- انتهى ~~والآثار في ذلك كثيرة مشهورة فى كتاب الرقائق، وما تميز أهل الله عز ~~اجل عن غيرهم إلا بالإقيال على الآخرة والتهيؤ لأحوالها قتأمل يا أخى فيى ~~فسك وما أنت منطو عليه من الغفلة، والسهو عما يقربك إلى الله تعالى ~~وأكثر من الاستغفار، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أخلاقعم -غاث - : تمنى الموت إذا خافوا على أنفسهم الوقوع في ~~اما يسخط الله عز وجل عليهم، وذلك يأمارت تظهر لهم من أنفسهم هي ms038 ~~كالمقدمات للمعاصى والقرائن معدودوة من الأدلة فى كثير من المواضع ~~اقد كان عيس الغفارى -فالنه- فى أيام الطاعون يقول : يا طاعون ~~ذنى، ويكرر ذلك، فقال له ابن عم له كيف تقول ذلك يا عابس وقد ~~معت رسول الله -46- يقول: 9لا يتمنى أحدكم الموت فإنه اتقطاع ~~العمله"(1) فقال عايس: نعم سمعته يقول ذلك، ولكنى أخاف ستا ~~امعته -- ، يتخوفهن على أمته: إمارة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع ~~الحكم، وقطيعة الرحم، والاستخفاف بالدم، ونشوا يتخذون القرآن مزامي ~~ادمون أحدهم ليس بأفصحهم فى الدين، ولكن يقدمونه ليختيهم ب ~~ناه. انتهي ~~(1) صحيح: أخرجه مسلم (ح 2682) في الذكر والدعاء، باب : كراهة تمنى الموت لغير نزل ~~ا، من حديث أبي حريرة -تاه، وأحمد (2/ 316، 350) بلففل: لا يسى ~~احدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات انقطع عمله، ...9. PageV00P000 # ايه المغترين للمإمام الشمراتى ~~(50) ~~وكذلك تمتى أبو بكرة الموت -ق- فقيل له فى ذلك، فقال : أخاف أن ~~ادرك زمائا لا أمر فيه بالمعروف ولا نهى فيه عن المتكر، وقد كان أبو هريرة ~~فه يقول: سيأتى على التاس زمان يكون الموت أحب إلى العلماء فيه من ~~الذهب الأحمر حتى يأتى الرجل قبر أخيه فيقول: ليتتى كنت مكاتك. # ووكان يحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول: من أطاع الله لم يتمن ~~الموت . وكان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - إذا رأى أحدا فيه خير ~~قال له : ادع لى بالموت. وكان أبوالدرداء -قافه يقول: ما من مؤمن ولا ~~افر إلا والموت خير له، فإن الله تبعالى يقول: {وما يمند الله خي ~~للأبرار) [د عمران: 198]، وقال: { إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم ~~داب مهين [ عمران: 178]، وقد كان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - ~~ول: لقد أدركت مشايختا وهم يتسنون الموت -4 فكتت أعجب متهم ~~اتى صرت الآن أتعجب مما لا يحب الموت . وكان عبد الله بن مسعود -قافم ~~اقول: ذهب صفو الدنيا وبقى كدرها، فالموت اليوم تحفة لكل مسلم. # اكان عمر ين عبد العزيز - رحمه الله تعالى - يقول: ما أحي أن ~~افف عنى ms039 الموت لانه آخر شىء يؤجر عليه المؤمن . وكان أبو الدرداء ~~فه يقول: ما أهدى إلى أخ هدية هى أحب إلى من السلام، ولا بلغتى ~~اير عنه قط أحب إلى من موته. وقد كان عطاء السلمى - رحصه الله - ~~امتى الموت، فقال له عطاء الأزرق - رحمه الله - كيف تتمنى ما نهى التبى ~~- عنه؟ فقال : إنما يريد الحياة من يزداد كل يوم خيرا، وأما مثلى ~~وومثلك فما يرجو بالحياة؟ وكان أبو عتبة الخولانى - رحمه الله تعالى - يقول ~~كان من صفة أصحاب رسول الله -46- أن لقاء الله تعالى أحب إليهم من ~~الشهد ولم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا، بل كانوا واثقين برزق الله ~~وكانوا يحبون الموت أكثر مما يحب أحدكم الصحة. وكان عبد الله بن الميارك ~~رحمه الله تعالى - يقول: قلت مرة لسهل التسترى - رحمه الله - أتحب يا ~~اسهل أن تموت غمدا؟ فقال : لا ولكن الساعة. وكان سفيان الثورى - رحمه ~~اله تعالى - يقول: لقد أدركتا الناس وهم يخافون من الأمراض والبلايا خوقا PageV00P000 ~~(51 ~~اتيه المفترين للامام الشعرلتى ~~اعلى أنفسهم أن يقعوا فى كراهة قضاء الله تعالى، فلم يكن خوفهم من البلاء ~~إلا لما فيه، ووالله ما أدرى ماذا يقع منى لو ابتليت فلعلى اكفر ولا أشعر ~~اقد بلغتى أن لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بتى إنى حملت الصخر ~~اوالحديد، فلم أر شيئا أثقل من الدين، وأكلت الطيبات، وعانقت الحسان ~~لف لم أر شيئا ألد من العافية، وذقت المرارات كلها، فلم أذق شيئا أمر من ~~الحاجة إلى الناس. وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول ~~اكوا على أهل البلاء وإن كان جرمكم أعظم من جرمهم فيحتمل أنكم ~~اتعاقبون على ذنوبكم كما عوقيوا أو أشد. وكان كثيرا ما يبعث إلى أهل ~~السجن بما عنده من الطعام والدراهم، ويقول: إنهم مساكين. وكان سهل بن ~~اعد التسترى - رحمه الله تعالى - يقول: من أعظم ما يبتلى به العبد الفراغ ~~امن أعمال الدنيا والآخرة، ولكن لا يشعر به أنه بلاء إلا القليل من الناس. # ووكان مسلم بن قتيبة - رحمه ms040 الله تعالى - يقول : من أعظم المروءة الصير على ~~اى الرجال، ولقد أدركنا الناس وهم يعدون اللإمارة أعظم بلاء ونراهم اليوم ~~اططلبونها، وكانوا إذا تولى صديقهم الإمارة يقولون : اللهم أنسه ذكرنا حتى ~~اصير لا يعرفنا ولا نعرفه. # كان يعحى بن الحسين - رحمه الله تعالى - يقول: من طلب السلامة ~~احتمل الملامة، وكان يقول : اليلاء كله ينشأ من العافية، ولو أن فيرعون ~~أصابه المرض ما قال الذى قاله، وهو قوله: { أنا ريكم الأعلى ~~النارعات:24]" وقد سمعت سيدي عليا الخنواص - رحمه الله تعالى - يقول ~~امن أعظم البلاء وقوع العبد فى الرياء بعلمه وعمله، ولكن لا يشعر بذلك ~~الا قليل من الناس . فاعلم ذلك وفتش يا أخى نفسك، وإياك أن تقول كما ~~اقال يعض المحبين حين ابتلى: اللهم إن كان فى هذا رضاك، فزدنى منه. فان ~~اجال البلاء إتما هم الأنبياء عليهم الصسلاة والسلام، وقد كان الإمام الشافعى ~~ته مبتلى يمرض البواسير، فكانت تنضح عليه دما ليلا ونهارا حتى كان ~~فه يجلس للحديث، والطشت تحته يقطر فيه الدم، فقال يوما: اللهم إن ~~كان في هذا رضاك فزدنى منه، فسمعه شيخه الإمام مسلم بن خالد الزنجى PageV00P000 ~~اتيه المغترين للممام الشعرانى ~~52 ~~احمه الله تعالى - فزجره وقال له : مه يا محمد، سل الله العافية فأنا وأنت ~~السنا من رجال اليلاء. # اوكان أيو يكر الصديق -نلفته يقول فى خطبته : أيها الناس، سلوا الله ~~العفو والعافية فإن المؤمن لم يعط بعد الإسلام أفضل من الحفو والعافية ~~ووسيأتى بسط الكلام على هذا الخلق مفرقا فى الباب إن شاء الله تعالى، ~~والحمد لله رب العالمين. # وم أحلدقمم-تلنه-: كثرة خوفهم من الله تعالى في حال ~~ابدايتهم وحال نهايتهم، لكن في حال بدايتهم من الذنوب، وخوف ~~العذاب، وفى حال نهايتهم خوف الاجلال والتعظيم، ومن لازم خوفهم ~~الم ضرورة في الحالتين، وفى الحديث أن رسول الله -- قال: "ي ~~اقية همة رسول الله، ويا فاطمة بنت محمد أنقذا أنفسكما من التار فإنى ~~الا أغنى عنكم من الله شيقا"(1)، وفى الحديث: "البر لا يبلي، والذنب لا ms041 ~~اليسى، والديان لا يفنى، فكن كما شئت كما تدين تدان"(2). وقد كان أيو ~~اعيد الختدرى -ت يقول : أربع إذا أفرط فيها الرجل أهلكته واستهوته: ~~كثرة الجماع، والصيد، والقمار، والذنوب، وكان أبو تراب النخشبى ~~احمه الله تعالى - يقول: إذا أجمع الرجل على ترك الذنوب أتته ~~الإمدادات من الله تعالى من كل جانب. ومن علامة سواد القلب ثلاث: ~~ان لا يجد للذتوب مفزعا، ولا للطاعة موقعا، ولا للموعظة منجعا ~~اكان أبو محمد المرزوى - رحمه الله تعالى - يقول: إنما شقى إبليس ~~(1) صحيح: أخرجه مسلم (ح 204، 205، 2.6) في الإيان ، باب : فى قوله تعالى: ~~وأنذر عشيرتك الأقربين) ، من حديث أبى مريرة وعائشة -رضم ~~(2) ضحيف : ذكره الشيخ الأليانى فى الصعيفة (ح 1579) وعزاه للبيهقى فى الأسما ~~والصفات (79)، وابن الجوزى في ذم الهوى (210) من طريق عبد الزراق قال أنبأنا ~~اعمر عن أيوب عن أبى قلاية قال: قال رسول الله- -: فذكره. # ام قال : وهذا إسناد صعيف، من أجل أن أيا قلابة - واسمه عبد الله ين زيد الجرمى ~~وقد أرسله، ثم ذكر له علة أخرى وهى الوقف كما في زوائد الزهد (1555). # المروزى فقد جاء بنقس الاستاد موقوفا على أيى الدرداء PageV00P000 ~~(53 ~~ت ثييه المغترين للإمام الشعرانى ~~خمسة خصال لأته لم يقر بذتيه، ولم يندم عليه، ولم يلم نفسه، ولم ~~ايادر إلى التوية، وقنط من رحمة الله تعالى. # قال: وعكس ذلك آدم عليه الصلاة والسلام فإنه سعد بخمس خصال: ~~أقر بذنبه، وندم عليه، ولام تفسه، وبادر إلى التوبة، ولم يقنط من رحمة ~~اله تعالى . وكان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى - يقول: إذا عصيت ربك ~~فادر بالتوبة والندم، ولا تعتذر للناس، فاعتذارك إليهم أعظم من معصيتك. # اكان إبراهيم ين أدهم - رحمه الله تعالى - يقول: لأن أدخل التار وقد ~~أطعت الله تعالى أحب إلى من أن أدخل الجنة وقد عصيته(1) . وقد كان ~~الأوزاعى - رحمه الله تعالى - إذا رأى أحدا من قرابة رسول الله -- في ~~اعصية يقول له : لا تغرنكم قرابتكم من رسول الله- مع مخالفتكم ~~اهديه وأمره، فإنه قال لابنته قاطمة - فاقتها "أنقذى نفسك من ms042 النار، قإنى لا ~~أغنى عنك من الله شيئا"(2). # ووكان أحمد بن حرب يقول: ألم يأن للمذنب أن يتوب، فإن ذتبه في ~~الديوان مكتوب، وهو غدا في قيره مكروب، وبه إلى الثار مسحوب. وكان ~~اعبد الله بن عباس -قو4 يقول: لا ينبغى لعاقل أن يؤذى محبوبه، فقيل له: ~~اكيف ذلك؟ قال : يؤذى الرجل نفسه بحصيانه ريه . وكان جعفر بن محمد ~~ه يقول: من أخرجه الله تعالى من ذل المعصية أغناه بلا مال، وأعزه بلا ~~عشيرة، وآتسه بلا بشر ~~اكان عبد الله بن عباس -4- يقول : العمل الصالح مع قلة الذنوب ~~أحب إلى الله من كثرة العمل الصالح مع كثرة الذنوب. وكان يحيى بن معاذ ~~رحمه الله تعالى - يقول: على قدر الخروج من الذنوب تكون الإقالة ~~الذنوب. وقد كان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: من علامة ~~امن غرق قى الذنوب عدم انشراح صدره لصيام النهار وقيام الليل. وكان ~~(1) قلت : لا يتحمل مخلوق عذاب جهنم، فكيف يقال مثل هذا14. فهذا مخالف لهدى ~~السلف الصالح ~~(42 صحيع. سبق تخريجه PageV00P000 ~~بيه المفترين للإمام الشعرانى ~~حمد بن وامع - رحمه الله تعالى - يقول لأصحابه : قد غرقنا فى الذنوب ~~اولو أن أحدا منكم يسجد منى ريح الذنوب لما استطاع أن يجلس إلى. وكان ~~االحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: مساكين قتلة الحسين -فاخه ولو ~~اخلوا الجنة يفضل الله تعالى، كيف يتجرأ أحدهم أن يمر بالنبى ~~ووقد قتل ولده، ووالله لو أن لى مدخلا في قتله وخيرت بن الجنة والتار ~~الاخترت دخول النار خوفا أن ينظر إلى النبى- فى الجنة نظرة غضب ~~تتوذيني وتؤديه ~~ووكان ابن السماك - رحمه الله تعالى - يقول: لو لم يكن فى الطاعة الا ~~ال ظهور نور الوجه وبهاؤه، والمحبة فى القلوب، والقوة فى الجوارح، والأمن ~~اعلى النفس ، والتجويز فى الشهادة على الناس لكان فى ذلك كفاية في ترك ~~الذنوب، ولو لم يكن فى المعصية إلا النكارة فى الوجه، والظلمة فيى ~~القلب، واللعنة فى الذكر، والإسقاط فى الشهادة، والخوف على النفس. # الكان فى ذلك كفاية فيجعل الله ms043 تعالى لكل من الطائع والعاصى أمارات ~~اليفرح هذا ويحزن هذا ~~لقلت: ولعل المراد باللعن المذكور السب له حال التعيين، أو دخوله في ~~اعموم العصاة إذ اللعن المعين لا يجوز إلا بنص والله أعلم ~~- * وكان عطاء بن أبي رباجيو رحمه الله - يقول في قوله تعالى: ومن ~~اظم حرمات الله فهو خير له عند ريه [الحج: 30]، هى المعاصى يعظمه ~~اى لا يقع فيها. وكان كعب الأحبار قه يقول في قوله تعالى:{ إن ~~ايراهيم لأواه حليم [التوبة:114]، قال : كان يقول: أوه قبل الوقوع في ~~النار، أوه قبل أن لا ينفع أوه . وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - ~~اول: أبى الله إلا أن يذل من عصاه فى الدنيا والآخرة بين الناس، وما ~~أانب عيد في الليل إلا وأصبح ومذلته على وجهه. وكان الفضيل بن عياض ~~وحمه الله تعالى - يقول في قوله تعالى: { لا يغادر صغيرة ولاكبيرة إلا ~~أحصاها) [الكهف:49]، صحوا من الصغائر قبل الكبائر . وكان العوام بن ~~حوشب - رحمه الله تعالى - يقول: أربع بعد الذنب شر من الذنب، وهى PageV00P000 ~~(55) ~~تبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~استغقار من غير الإقلاع، والاغترار بحلم الله، والأصرار والاستبشار بالمغفرة ~~إذا عمل بعده طاعة فقد لا يغفره الله بها . وكان عيد الله بن عباس ق ~~اقول: من أطاع الله فقد ذكره. وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ، ~~ومن عصاه فقد تسيه. ومن علامة العلماء الحاملين بعلمهم أن لا يوجد ~~أحدهم إلا في عمل صالح ~~اوقد سئل سفيان بن عيينة - رحمه الله - عن الملائكة كيف تكتب ما هم ~~اه العبد ولم يعمله؟ فقال : الملكان الكاتبان عليهما الصلاة والسلام لا يعلمان ~~الغيب، ولكن إذا هم العبد بحسنة فقد فاح مته رائحة المسك فيعلمان أنه قد ~~اهم بالححسنة، وإذا هم العيد يالسيتة فاح مته رائحة النتن، فيعلمان أنه قد هم ~~االسيئة. قلت : ولعل المراد يالهم هنا العزم المصمم ليوافق الأحاديث ~~اوالقواعد الشرعية والله أعلم ~~اكان عمر بن عبد العزيز - رحمه اللهتعالى - يقول: إن الله أمر ~~ابالطاعة، وأعان عليها، ولم يجعل فنى تركها عذرا، ونهى ms044 عن المعصية ولم ~~اعل لمن فعلها حجة، ولوأراد سبحانه أن لا يعصى فى الأرض أصلا لما ~~لق إبليس، فإنه رأس الخطيئة . وكان أبو سليمان الدارانى - رحمه اللله ~~اعالى - يقول: ما أحب المتقون البقاء في هذه الدار إلا ليطيعوه فيها. وكان ~~اقول: أدخلهم الله الجنة قبل أن يطيعوه، وقدر عليهم المعصية قبل أن يحصو ~~لا سبق في علمه عز وجل. وقد كان بشر الحافى - رحمه الله تعالى - يقول: ~~القد أدركنا الناس ولهم أعمال صالحة كالجبال، ومع ذلك كانوا لا يغترون ~~أنتم لا أعمال لكم ومع ذلك تغترون، والله إن أقوالنا أقوال الزاهدين، ~~اأعمالنا أععمال الجبابرة والمنافقين . وكان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى ~~اقول: إذا عصيت ربك وأصيحت رأيت تعمه سابغة عليك فاحذره، فإن ~~لك استدراج، ولقسد أدركنا السلف وهم يستعظمون صغار الذنوب اكثر مما ~~تستعظمون أنتم كبارها. # ووكان الربيع بن خيثم - رحمه الله تعالى - إذا ضحى فى العيد يقول: ~~عزتك وجلالك لو علمت رضاك فى ذبح نفسى لذبحتها لك. قال: وقدا PageV00P000 ~~ايه المغترين للاامام الشعراقى ~~ككث كهمش بن الحسن - رحمه الله - أربعين سنة ييكى على غسله يد ~~تراب جاره بغير إذنه . وكان يقول: ربما كان أحدكم يظن أن الله تعالى غفر ~~اله دنبه حين بتقادم عهده وذلك غرور ~~اقد يلغتا أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه الصلاة والسلام: يا داود ~~اقل لبنى إسرائيل بأى طريق وصل إليكم أنى قد غفرت لأحدكم ذنبه حتى ~~اييترك الندم عليه. وعزتى وجلالى لأوقفن كل مذنب على ذنبه يوم القيامة ~~قلت: ولعل معتى وقوف العبد على ذنبه ليريه تعالى فضله عليه، فلا يلزم ~~امن ذلك عدم المغفرة والله أعلم. # اكان يزيد الحميرى - رحمه الله تعالى - يقول: قلت مرة لراهب: لم ~~أرتم لبس السواد على البياض؟ فقال : لأنه شعار أهل المصائب . ونحن أهل ~~الذنوب، وهى أعظم المصائب. قال: ومر عتبة القلام - رحمه الله - يوما ~~اعلى مكان فارتعد ورشح عرقا. فقالوا له في ذلك، فقال: هذا مكان ~~صيت الله فيه وأتا صغير وقد حج مالك بن دينار ms045 - رحمه الله تعالى - ماشيا ~~امن البصرة، فقيل له : ألا تركب؟ فقال : أما يرضى العبد العاصى الآبق أن ~~ااتى إلى صلح مولاه إلا راكبا، والله لو أنى أتيت مكة على الجمر لكان ~~ذلك قليلا. انتهى ~~افاعلم ذلك يا أخى، وإياك أن تتهاون بالاستغفار إذا تتسادم عهد ~~النب، فإنك من المعصية على يقين، ومن المغغرة على شك، واكثر من ~~الاستغفار ليلا ونهارا، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقهم - نوته-: كثرة الخوف من الله تعالى أن يعذبهم على ~~اا جنوه من مظالم نفوسهم، ومظالم العباد، ولو عودخلال لأحد أو إيرة ~~اخيطون يها لا سيما إن كان أحدهم يستقل أعماله الصالحة فى عيته، فإنه ~~شتد خوفه وكربه لعدم أن يكون معه شيء من الحسنات يعطى منها الخخصوم ~~اليوم القيامة، وريما شح أحد المظلومين يوم القيامة فلا يرضى بجميع أعمال ~~الظالم الصالحة في مظلمة واحدة من مال أوعرض أو لطمة . وفى الحديث أن ~~سول الله -- قال : "أتدرون من المفلس من أمتى يوم القيامة؟ فقالوا PageV00P000 ~~انييه المغترين للامام الشمرانى ~~الس فينا من لا درهم له ولا دينار ولا متاع، فقال - -: المفلس من يأتى ~~اليوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة وحج، ويأتى وقدشتم هذا، وأكل مال هذا ~~وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن ~~ت قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم قذف في ~~النار"(1) . وكان عبد الله بن أنيس -تفع يقول: ينادى رب العزة يوم ~~القيامة : أنا الملك الديان لا ينبغى لأحد من أهل النار أن يدخل التارء ولا ~~ايينى لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد عنده مظلمة حتى أقتص ~~اله منه. وقد كان وهب بن متبه- رحمه ألله تعالى - يقول: تاب شاب من ~~إشرائيل عن جميع المعاصى، ثم صار يتعبد فعبد الله سبعين سنة لا يفطر ~~اولا ينام، ولا يستظل بظل، ولا يأكل سمينا، قلما مات رآه بعض إخوانه في ~~المنام. فقال له : ماذا فعل الله بك؟ قال: حاسبنى، ثم غفر لى كل ذنب ms046 الا ~~ودا خللت به أسناني بغير إذن صاحبه فأنا محبوس عن الجنة يسييه إلى ~~اقتى هذا. قلت: ويؤيد ذلك حديث: "إن الله تعالى أخفى ثلاثا في ثلاث ~~أخفى رضاه في طاعته، وأخفى سخطه في معصيته، وأخفى أولياءه فيي ~~باده" الحديث . فريما علق الحق تعالى سخطه على عبد بوقوعه فى دنب ~~اتير فى عينه كأخذه الخلال المذكور لأسنانه، أو غسل يده بتراب جاره بغير ~~إذنه كما مر آنفا، والله أعلم ~~اوكان الحارث المحاسيى - رحمه الله تعالى - يقول : بلغنا أنه تاب كيال ~~اعن الكيل، وأقيل على عيادة ريه عز وجل، فلما مات رآه بعض أصحابه في ~~ام امه. فقالوا له : ما فعل الله يك يا فلان؟ قال: أحصى على خمسة عشر ~~الفيزا من أنواع الحبوب التى كنت أكتالها. فقال له : كيف ذلك؟ قال: كنت ~~أغفل عن تعاهد الكيل بالنقص من الغبار فتراكم فى قعره من التراب، فكان ~~كل كيلة تنقص بقسدر ما فى القعر من التراب. قال : وكذلك وقع لشخص ~~كان لا يتعاهد الميزان يمسحها من الغبار، فكان يعذب فى قيره، ويسمح ~~(1) صحيح: أخرجه مسلم (ح 2581) في البر والصلة والآداب، باب : تحريم الظلم، من ~~حديث أبي هريرة PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للإمام الشعراتى ~~(58 ~~الناس صياحه فى القبر حتى شفع فيه بعض الصالحين4 - وكان أبو ميسرة ~~- رحمه الله تعالى - يقول: بلغنا أن ميتا ضرب فى قبره ضربة التهب قبر ~~امنها نارا، فقال: على ماذا تضربونى4 فقالوا: إنك مررت على مظلوم ~~فاستغاث بك فلم تغثه، وصليت مرة بغير وضوء أى وأنت متحقق. وكان ~~اريح القاضى - رحمه الله تعالى - يقول: إياكم والرشوة فإنها تعمى عين ~~الحكيم، وفى رواية : تحمى عين الحكم الحق. # وقد كان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - إذا رأى أحدا من الولاة ~~أعوانهم يتصدق على آحد من الفقراء يقول له: أيها المتصدق على ~~االساكين لترحمهم ارحم أنت الذى ظلمته، ورد إليه ظلامته فإنه أخلص ~~الذمتك. وكان ميمون بن مهران - رحمه الله تعالى - يقول: من ظلم رج ~~ظلمة وفاته أن يخرج من مظلمته، فليستغفر له دبر ms047 كل صلاة قإنه يخرج ~~امن مظلمته إن شاء الله تعالى . وكان حذيفة -خاقته يقول: من اقتراب ~~الساعة أن يكون أمراء فجرة، وعلماء فسقة، وآمناء خونة . وكان ميمون ~~اان مهران - رحمه الله تعالى - يقول: إن الرجل ليلمن تفسه فى الصلاة ~~ولا يشعر، فقيل له : وكيف ذلك؟ قال يقرأ: ألا لعنة الله على ~~الظالمين* [مود: 18]، وهو قد ظلم نفسه بالمعاصى، وظلم الناس بأخذ ~~أموالهم والوقوع في أعراضهم. وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى ~~اقول: إياكم أن تكونوا أوصياء فإن الوصى قيد لا يقدر على العدل فيي ~~اصيته ولو بالغ فى التحرز. وكان مالك ابن دينار - رحمه الله تعالى ~~ايقول: أمين الخائن خائن، وأمين العشار عشار. وكان يحيى بن معاذ ~~احمه الله تعالى - يقول: اياك آن تكون وصيا، فإن الوصى يريد أن ~~ستصلح بك المال، ويفسد عليك ديتك فكن على دين نفسك أحرص منك ~~ل حفظ ماله. وكان أبو يوسف صاحب أبى حنيفة -4 يقول ~~الخول فى الوصية أول مرة غلط، والمرة الثانية خيانة ولا كلام، وقد رأى ~~عب الأحبار -ففه رجلا يظلم الناس فى يوم الجمعة، فقال له: أما ~~اخشى من ظلم الناس فى يوم تقوم فيه القيامة، وفيه خلق أبوك آدم عليه PageV00P000 ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~الصلاة والسلام. وكان عيد الله بن مسعود -يافنه- يقول: من أعان ظالما ~~عل ظلمه، أو لقنه حجة يدحض بها حق امري مسلم فقد باء بغضب من ~~اله. وكان الفضيل بن عياض -ت4- يقول: بلغنا أن الله تعالى إذا أراد أن ~~ف عبده سلعال عليه من يطلمه. انتفهي ~~وف الحدييت: "من دعا على من ظلمه فقد انتصر"(1)، وكان يحى ~~اابن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول: لو ظلمنى أحد، ولم أكافئه كان أحب ~~ال. وكان أمير المؤمنين -فيفيه يقول : ميا ظلم أحد إحدا، ولا أساء أحد ~~أحدا حقيقة، لأن الله تعالى قال: { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساع ~~عفيها* (الجائية:10]، وكان أحمد بن حرب - رحمه الله تعالى - يقول ~~ارج من الدنيا أقوام أغنياء من كثرة الحسنات فيأتون يوم ms048 القيامة مفاليس من ~~أجل تبعات الناس . وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: لأن ~~الق الله تعالى بسبعين ذتبا فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذتب ~~اواحد فيما بينك وبين العباد. انتهى ~~لتأمل يا أخى فى خوف السلف واقتد يهم فى ذلك، قإنك على شفير ~~الهلاك، ومن خاف سلم، والحمد لله رب العالمين ~~وم أحلاقيمرضىاللهحنهم: كثرة الخوف من الله تعالى إذا ~~اذكروا أهوال يوم القيامة، وكثرة الغشيان، والصعق إذا سهمعوا القرآن والذكر ~~اقد قرا رسول لله - يوما قوله تعالى: { إن لدينا أنكالا وجحيما ~~(12) وطعاما ذا غصة وعذابا أليما [لزمل:13]، وكان وراءه حمران بن أعين ~~خر ميتا -فياقته ~~اقد دخل يزيد الرقاشى على عمر بن عبد العزيز - رحمهما الله تعالى ~~يوما، فقال له : عظنى يا يزيد، فقال له : يا أمير المؤمنين إنك أول خليقة ~~وت، فيكى عمر وقال له : زدنى. فقال له: ليس بينك وبين أبيك آدم ~~(1) ضعيف : أخرجه الترمذتن (5/ 3552) من حديث عائشة -يلفيما وضعقه الشيخ ~~الألبانى ف ضعيف الجامع (ح 5578) . PageV00P000 # نيه المغترين للإمام الشعراتى ~~أب حى، فيكى عمر وقال له : زدنى فقال له : ليس بين الجنة والنار منزلة ~~أخرى، فسقط عمر مغشيا عليه، وكان الحسن بن صالح - رحمه الله تعالى ~~- يؤذن مرة فقال : أشهد أن لا إله إلا الله فغشى عليه، فحملوه من المنارة ~~نزلوا به وصعد أخوه، فأذن وصلى بالتاس والحسن فى غشيته . وكان أبو ~~اليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: ما رأيت أحدا أكثر خشوعا ~~من الحسن - يعنى ابن صالح - رحمه الله - قام ليلة إلى الصباح بسورة ~~عم يتساءلون [النبا:1]، يرددها ويغشى عليه إلى الفير ولم يتم ~~السورة. # وكان كلما غشى عليه يجدد طهارة، وقد مر داود الطائى يوما على ~~امرأة قبكى على قبر لها وتقول: ليت شعرى بأى خديك بدأ الدود، فخر ~~اداود مغشيا عليه. وقد كانت شعوانة العابدة - رحمة الله عليها - تقول فى ~~ناجاتها: إلهى أنت آكرم الكرماء، وسيد السادات ورجاء المسلمين، فأسألك ~~ان تغفر اليوم لكل من تعرض لمعصيتك بعد معرفته بعقويتك، ثم ms049 تصرخ ~~اويشى عليها وتقول: هاه، وقد قرأ أمير المؤمنين عمر بن الخطابق ~~الما: إذا الشمس كورت [التكرير:1]، حتى بلغ قوله تعالى: { وإذا ~~االصحف نشرت [التكوير:10]، فخر مغشيا عليه وصار يضطرب على ~~الأرض ساعة طويلة. قال:، وسمع الربيع بن خيئم رحمه الله تعالى - قارئا ~~اقرأ قوله تعالى: { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ~~[الفرقان: 12]، فخر مغشيا عليه، ثم حمل إلى بيته ففاته الظهر والعصر والمغرب ~~والعشاء، وكان هو الإمام فى حارته، وفى رواية : كان القارئ عيد الله ~~وقد كان أبو سليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: صلى سفيان ~~الثورى - رحمه الله تعالى - ركعتين خلقب المقام، ثم نظر إلى السماء فاتقلب ~~فشيا عليه. قال الدارانى: وما فعل به ذلك مجرد نظره إلى السماء، وإنما ~~لك من التفكر فى أهوال القيامة، وكان وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - ~~اقول: كان إيراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - إذا ذكر خطيئته يغشى PageV00P000 ~~اتبيه المقترين لهومام الشعراقى ~~اعليه، ويسمع وجيب قليه من مسيرة ميل . فيقال له : تفحل ذلك وأنت خليل ~~الرحمن؟ فيقول : إذا ذكرت خطيئتى نسيت خلتى ~~اقال: وصلى الفضيل بن عياض . رجمه الله تعالى - الفجر يوما فقرا ~~فلما بلغ قوله تعالى: { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع ~~لدينا محضرون [ي: 53]، فسقط ابنه على - رحمه الله - فلم يفق حتى ~~ال طلع الشمس. وقد كان على هذا إذا أراد أن يقرا سيورة لم يقدر أن يتمها ~~ووكان لا يقدر أن يسمع سورة { إذا زلزلت الأرض زلزالها، ولا سورة ~~القارعة أبدا . قسال : ولما مات ضحك أبوه الفضيل فقيل له فى ذلك، وكان ~~كثير الحزن فقال: إن الله أحب موته فأحببت ذلك لحب الله. وكان يقول ~~الوالده: ادع الله لى أن يقدرنى على سماع سورة كاملة، أو على ختم القرآن ~~ولو مرة قبل موتى ~~اكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: كان أحدهم يقرا ~~القرآن فى الليل، فإذا أصبح عرف الناس ذلك فى وجهه من شدة التغير ~~اوالاصفرار والنحول والتبول، فصار الناس اليوم يقرأ أحدهم ms050 القرآن كله فيي ~~اليل، فإذا أصبح لا يظهر على وجهه مته شىء وكأنه حمل رداءه. وكان ~~اممون بن مهران - رحمه الله تعالى - يقول: مسمع سلمان الفارسى ~~اقاريا يقرأ قوله تعالى: وإن جهنم لموعدهم أجمعين) [الحجر: 43]، فصاح ~~وضع يده على رأسه وخرج هائما لا يدرى أين يتوجه مدة ثلاثة أيام. # أمل يا أخى فى أحوال سلفك، فهل غشى عليك قط عند سماع ~~كلام ربك عز وجل خالصا، أم لم يغش عليك لا خالصا ولا مرائيا لقسوة ~~قلبك؟ فخذ حذرك وعليك يالجوع فإنه يرقق القلب، والحمد لله رب ~~العالمين. # ومن أخلاقصم - نانف- : انخلاع قلوبهم من أجسامهم في كل مرضة ~~ارضونها لاحتمال أن تكون تلك المرضة إخراجا لهم فلا يمكنهم التوبة ~~الا تدارك الحقوق فيذهبون إلى الآخرة وهم عصاة كالعبد المجرم الذى فسق ~~حريم سيده، وأتوه به حال اشتداد غضبه عليه ولله المثل الأعلى، وقدا PageV00P000 ~~بيه المغترين للامام الشعراتى ~~(62) ~~رض مرة حسان بن سنان - رحمه الله - فدخل عليه أصابه يعودونه ~~قالوا له : كيف نجدك؟ فقال : بخير إن نجوت من النار ، فقالوا: ماذا تشتهى؟ # افقال: ليلة طويلة أحيبها بالصلاة والاستغفار قبل أن أموت. وكان مالك بن ~~ينار - رحمه الله تعالي - يقول: دخلت على جار لي وهو في مرض موته ~~اوكان مسرفا على نفسه فقلت له : ألا تعاهد الله تعالى على أنك لا تحصيه ~~فلعلك تموت على ذلك؟ قال مالك: فسمعت النداء من داخل البيت إن كان ~~اهده مثل عهودك التى تعاهدنا عليها تم تنقضها، قلا فائدة فيه بل يزاد به ~~تا وطردا، فخر مالك مغشيا عليه. وقالوا للربيع بن خيثم في مرض موته: ~~الا ندعو لك طبيبا؟ا فسكت ساعة ثم قال: أين عاد وثمود وأصحاب الرس ~~وقرونا بين ذلك كثيسرا . وكلا ضربتا له الأمثال، وكلا تبرنا تتبيرا - مع أنهم ~~كان فيهم المعالجون والأطباء ومع ذلك ماتوا جميعا، ثم قال: والله لا أدعو ~~الى طبيبا أبدا. # ادخلوا على مغيرة الخراز في مرض موته، فقالوا له: كيف نجدكك ~~قال: موقرا بالذنوب. فقالوا: هل تشتهى شيئا ms051؟ فقال: نعم، أن يمن على ~~بالتوبة عن كل ما يكره قبل موتى. ولما مرض وهيب بن الورد سير إليه أمير ~~مكة بطبيب تصرانى، فقال له : ما تجده فقمال: معاذ الله أن أخبرك بما بى ~~لفقال له القوم: أخيرنا ونحن نخبره. فقال: سبحان الله أين هذه الحقول؟ # أأمرونى أن أشكو ربى إلى عدو من أعدائه، قوموا عنى أجمعون، وكان ~~افيان بن عيينة يقول. دخلنا على الغضيل بن عياض تموده فقال: لو لم ~~اتوا لكان أحب إلى من مجيتكم، إنى أخاف أن أشكو لكم ربى، وكان ~~اى بن معاذ يقول: عدتا مرة مريضا ققلنا له : كيف نجدك؟ فقال: أخرجت ~~ال الدنيا وأنا راغم، وقد عشت فيها وأنا ظالم، وأفارقها وأنا نادم ~~ودخل الحسن البصرى على عطاء السلمى وهو مريض قد علا ~~الصفار، فقال له : يا عطاء لو خرجت إلى صحن الدار، ققال: إنى أستحى ~~اان يراني ريي أسعى في حفظ نفسي، ولما مرض عمر بن عبد العزيز أتو ~~بطبيب فنظر إليه الطبيب وقال: هذا رجل قد قطع الخوف من الله كبده، فلا ~~اقدر على دوانه PageV00P000 ~~(63 ~~انبيه المقترين للإمام الشعراتى ~~ولما مرض أبو بكر بن عياش، دخل عليه طبيب نصراني، فمنعه أن ~~مس يده، قلما قام النصراتى أتبعه أبو بكر بصره، ثم قال: يأ رب كما ~~عافيتنى من بلائه الذى هو الكفر، فافعل بى ما شئت . وكان سفيان الثورى ~~اقول: قل أن ينفك مريض من غير الاكابر عن هذه الأربع : الطمع والكذب ~~االشكوى والرياء. وكان شداد بن حكيم إذا حم بالمرض يتصدق بمائة درهم ~~كرا لله تعالى على المرض ~~اكان عمر بن الحتطاب-فا إذا مرض لا يتداوى بإشارة طبيب ~~وقالوا له مرة: ألا ندعو لك طييبا؟ فقال : تالله لو علمت أن شفائى فى مس ~~انن ما مسستها، نعم ما يقعله ربى عز وجل(1) . ولما عادوا يحى ين معاذ ~~لقالوا له : كيف نجدك؟ قال: عشت فى الدنيا ظالما . وقيل للإمام الشافعى: ~~كيف نجدك؟ قال : أصبحت من الدنيا راحلا ولسوء أعمالى ملاقيا، وعلى ~~فضل ms052 ربى ممولا. ودخل بعض الأمراء على داود الطائى في مرضه فوضع ~~ال جنبه ألف دنيار فقال له : خذها عافاك الله . فقال له : ألك من حاجة ~~قال: نعم أن لا تأتينى بعد اليوم، ثم التفت للحاضرين، وقال: هذا يريد أن ~~زيدني دنسا على دنسى قبل موتى، ودخلوا على الفضيل ين عياض يعودونته ~~قالوا له: ما تشتهى؟ قال: نظرة إلى أخى يوسف بن أسباط قبل موتى ~~ووكان حاتم الأصم إذا رأى بخيلا يتصدق في مرض موته يقول: اللهم أدم ~~امرصه فإنه تكفير لخطاياه، وأفضل للفقراء. وقالوا لمحمد بن سيرين في ~~ارض موته: كيف نجدك؟ فقال: أجدنى فى بلاء شديد أجوع، فلا أستطيع ~~ان أشبع، وأعطش قلا أستطيع أن أروى، وأرقد قلا أذوق الكرى. وقالوا: ~~اوكان قليل الشكوى فى مرضه، ولكنه اشتد عليه قلم يطق حمله فشكا إلى ~~اخوانه ليدعوا له باللطف. ومرض الفضيل بن عياض مرة فقالوا له: كيف ~~(1) قلت : قد أمر النبى -4 . بالتداوى فى الحديث الصحيح الذى رواه أصحاب السن ~~الأريعة وأحمد وابن حبان والحاكم من حديث أسامة بن شريك أن رسول الله- ~~اقال: "تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد ~~الهرم" . فالله أعلم ايصح نسب هذا القول إلى عمر بن الخطاب أم لا PageV00P000 ~~تتبيه المغترين للإمام الفعرانى ~~اجدك؟ فقال: بخير ولكن ادعوا لى بطول المرض حتى لا أرى التاس ولا ~~روني. ودخلوا على أبي بكر بن عبد الله يعودونه فخرج إليهم يهادى بين ~~اجلين فقالوا: ادع الله لتا، فقال: رحم الله من اشتغل بطاعة ربه قبل أن ~~اصير إلى مثل حالى هذا . ودخلوا على المأمون فى مرضه الذى مات فيه فإذا ~~اهو قد أمر خدامه أن يفرشوا تحته جل الدابة، ويبسطوا عليه الرماد، وصار ~~ارغ عليه وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه، ودخلوا على ~~اعبة الغلام في مرض موته فقالوا: كيف نجدك؟ فأنشد يقول ~~رجت من الدنيا وقامت قيامتى غداة يقسل الحاملون جستازتى ~~جل أهلي حفر ms053 قبري وصيروا خروجي وتصجيلي إليه كرامتي ~~أنهم لم يسعرفواقط صورتي غداة أتي يومي علي وليلتي ~~قال عمر بن عيد العزيز: ولما طعن عمر بن الخطاب-ف دعا بلبن ~~شرب منه فخرج اللبن من طعنته فقال: الله أكبر فجعل جلساؤه يثنون عليه ~~اخيرا، فقال: والله لوددت أنى خرجت من الدنيا كفاقا كما دخلت فيها، ولو ~~كان إلى اليوم جميع ما طلعت عليه الشمس وما غريت لافتديت به من هول ~~المطالع. # الما حضرت الوفاة سلمان الفارسى بكى وقال : إن رسول الله ~~القد عهد إلينا وقال : "ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب"(1) وها أنا قد ~~امعت هذه الآمتعة وأشار إليها، فلما مات قوموها بخمسة عشر درهما ~~الما حضرت إبراهيم النخعى الوفاة بكى، فقيل له في ذلك فقال : إنى أنتظر ~~سولا يأتينى من ربى لا أدرى هل يبشرتى بالجنة أو بالنار. # ولما حضرت محمد بن المنكدر الوفاة بكى فقيل له : ما يبكيك؟ فقال: ~~(1) صحسيح: أخرجه أحمد (5/ 438) والسلفظ له، والترمذى (4/ -178) من حديث ~~اشة، وابن ماجه (4104/2) من حديث سلمان. # صححه الشيخ الألبانى فى صحيح سنن ابن ماجه (ح 3312)، وصحح الجامع (ح PageV00P000 ~~اتييه المغترين للامام الشعرانى ~~أكى على ذتوبى التى رأيتها فى عينى هيتة، وهى عند الله عظيمة. ولما ~~حرت محمد بن سيرين الوفاة بكى فقيل له : ما يبكيك؟ فقال: أبكى على ~~اريطى فى الأيام الخالية، وإدخالى النار الحامية . ولما حضرت عمر بن عيد ~~العزيز الوفاة قال: اللهم إنى أذنبت فإن غفرت لى فقد منتت، وإن عذبتنى ~~القد عدلت، وما ظلمت، لكنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول ~~ل، ثم قض نحبه -فاش- ~~لما حضرت عامر بن قيس الوفاة بكى وقال: إنى لم أبك جزعا من ~~الوت ولا حرصا على الدنيا، ولكنى أبكى على عدم قضاء وطرى من طاعة ~~اي، وقيام الليل فى أيام الشتاء. ولما حضرت عبد الله بن المبارك الوفاة قال ~~اللغلامه : اجعل رأمى على التراب، فبكى الغلام. قال : ما يبكيك؟ قال: ~~اكرت ما كنت فيه من النعيم، وأنت هو ذا ms054 تموت على هذا الحال فقال: إنى ~~األت ربى أن أموت على هذا الحال ثم قال: لتنى يا أخى لا إله إلا الله إذا ~~الحال تغير، ولا تعد على ذلك إلا إذا تكلمت بعده بكلام ~~وكان عطاء بن يسار يقول: وقف إيليس تجاه أحمد بن حنبل وقال: يا ~~أحمد خرجت من الدنيا وأنت أمن منى: فقال له: ما أمنتك بعد. ودخل ~~االحسن البصرى على رجل وهو يجود بنفسه فقال: إن أسرا هذا آخره لحقيق ~~ان يزهد في أوله، ولما حضرت آبا ذر الوفاة قال: يا موت اخنق وعجل فإنى ~~احب لقاء الله . ودخل أبو الدرداء على محتضر فوجده يقول: الحمد لله ~~فقال له: أصبت يا أخى إن الله إذا قضى أمرا أحب من عبده أن يحسمده ~~اعليه. ودخل سفيان الثورى ععلى ولد يجود بتفسه وأيواه ييكيان عنده، فقال ~~الهما: لا تبكيا فإنى قادم على من هو أرحم بى منكما. # اولما حضرت معاوية بن أبى سفيان الوفاة قال : اللهم ارحم الشيخ ~~العاصى ذا القلب القاسى، اللهم أقل عثرتى، واغفر دلتى، وعد بحلمك ~~اعلى جهل من لم يثق بأحد سواك، ولم يرج غيرك، ثم بكى حتى علا ~~احييه . ولما حضرت هشام بن عبد الملك الوفاة نظر إلى أولاده وهم يبكون ~~حوله فقسال: قد جاد لكم هشام بالدنيا، وجدتم عليه بالبكاء وترك لكم ما PageV00P000 ~~بيه المفترين للإمام الشعرانى ~~(66) ~~امع، وتركتم عليه ما اجترم، فما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله له. # ولما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى فقالوا له : ما يبكيك؟ فقال: بعد السفر ~~اوقلة الزاد، وضعف اليقين، وخوف الوقوع من الصراط فى النار. انتهى ~~أمل يا أخى نفسك قإنك محتضر على الدوام ليس فى يدك نفس ~~اواحد يطلع أو ينزل واكثر من الاستغفار آناء الليل، وأطراف النهار ، فإنك ~~اعلى شفا جرف هار، والله يتولى هداك وهو يتولى الصالحين، والحمد له ~~اب العالمين وعليه الاعتماد. # مف أحلاقهم - بلشه كثرة الاعتبار والبكاء والاهتمام بأمر الموت إذا ~~اأوا جنازة . وقد كان أبو هريرة خافته إذا ms055 رأى أحدا يحمل جتازة يقول لها ~~اض إلى ربك فإنا على أثرك ماضون. # اكان مكحول الدمشقى يقول إذا رأى جنازة: اعمدوا فإنا رائحون ~~اموعظة بليغة قليلة، وغفلة شنيعة، يذهب الأول والآختر لم يعتبر، وكان ~~ايظل كأنه لا عقل له مدة أيام. وكان أسيد بن حضير يقول: ما حدثتنى ~~فسى قط عند رؤية الجنازة إلا بما للميت صائر إليه، وربما ترك الأكل ~~اوالشرب أياما، وخرج مرة فى جنازة فلما أدخلوا الميت القبر غشى عليه فما ~~اجعوا به إلى بيته إلا في النعش. وخرج مالك بن دينار في جنازة أخ له ~~فكى وقال: والله لا تقر عينى حتى أعلم ما صار عليه أخى. وكان الأعمش ~~ايقول: كنا تشهد الجنائز ولا نعرف من يعزى لأن الحزن قد عم الناس كلهم ~~وكان ثابت البنانى يقول: كنا نشهد الجنائر فلا نرى إلا متلفعا باكيا. ومر ~~ابراهيم الزيات على جماعة يترحمون على ميت، فقال لهم: خافوا على ~~افسكم خير لكم، فإن ميتكم قد جاوز ثلاثا، رؤية ملك الموت، وذوق ~~رارة الموت، وأمن من سوء الخاتمة. # حضر عمرو بن ذر جنازة رجل كان مسرفا على نفسه وتحاشى الناس ~~ان يحضروا جنازته من شدة إسرافه، فلما أدلوه في القبر قال له عمرو: ~~احمك الله يا فلان حييت على التوحيد، وعفرت وجهك بالتراب وإن كانوا ~~قالوا عليك: إتك مذنب كثير الخطايا. فمن هو منا لم يذنب ولم يخطى PageV00P000 ~~لنبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~فكى من كان حامل النعش . فاعلم يا أخى ذلك واعتبر كما اعتبر هؤلاء ~~اوأكشر من اليكاء والتمصيب. فإن بين يديك من الأهوال ما لا يوصف ~~والحمد لله رب العالمين. # ومن اخلاقهم -بلقيم -: كثرة الحزن والهم كلما تذكروا الموت ~~وسكراته وخوف سوء الخاتمة حتى تزلزل عقولهم من شسدة الألم. وقد كان ~~عب الأحبار يقسول: لما أتى البشير إلى يعقوب عليه السلام قال يعقوب: ما ~~اعندى شىء أكافئك به ، ولكن هون الله عليك سكرات الموت ~~قلت: قد تقدم عن بعضهم أنه كان يقول: لعلى اكره تعتفيف طلوع ~~اوحى، وإنما ms056 أحب التشديد لأته آخر عمل يثاب عليه المؤمن، فما هتا فى ~~احق من يخاف عليه السخط إذا شدد الله عليه والله أعلم. # وكان يقول: مثل الموت كشجرة الشوك أدخلت في جوف ابن آدم ~~فأخذت كل شوكة بعرق، ثم اجتذبها رجل شديد الجذب، فقطع ما قطع، ~~وأبقى ما أبقى . وكان سلمان الفارسى يقول : إذا رشح جبين المؤمن عند ~~الوت، وذرفت عيناه، وانتشر منخراه فهو فى رحمة الله قد نزل، وإذا غط ~~اطيط المخنوق، وخمد لونه، وازيدت شفتاه فهو فى عذاب الله قد نزل ~~اكان الحسن البصرى إذا حضر قبض روح أحد من إخوانه يمكث أياما لا ~~ايذوق طعاما ولا شرابا، إنما هو البكاء والنحيب، وكان يقول: ثلاثة لا ينبغى ~~المؤمن أن ينساهن: الدنيا وتصرم أحوالها والموت. وكان سفيان الثورى إذا ~~اكروا بين يديه الموت لا ينتفع به أحد أياما، وإذا سأله أحد عن شىء يقول: ~~الا أدرى. وكان شقيق الزاهد يقول: قد خالف الناس فى السنة أمورا : قالوا: ~~ان الله تعالى تكفل بأرزاقنا، ثم لم تطمئن قلوبهم إلا بشىء يجمعوته عندهم ~~وقالوا: إن الآخرة خير من الأولى، وتراهم يجمعون المال ولا ينفقونه ~~فكأنهم لم يدخلوا الدنيا إلا ليحملوا الذنوب، وقالوا: لا يد لنا من الموت ~~اوهم يعملون أعمال من ليس على ياله موت. ولما حضرت الوقاة عطا ~~السلمى نظر إلى أصحابه وهم يدعون له بالتهوين فقال: كفوا عن الدعا ~~والله إنى أود أن روحى تزدد بين لهاتى وحتجرتى إلى يوم القيامة خوقا مما PageV00P000 ~~نبيه المغترين للإمام الشعراتى ~~(68) ~~أهيم عليه يعد الموت. وكسان يقول: من أراد أن ينظر إلى الأرض بعد ~~أهلها، فلنيظر إلى منازل الحجاج حين يرتحلون عنها، وأنشد أبو العتاهية: ~~اف وتبقى الأرض بعد كمثل ما يبقى المناخ وترحل الركبان ~~ووكان الحسن بن عمران يقول: الموت أشد من نشر المناشير، ومن طيخ ~~التدور، ولو أن ألم شعرة واحدة من الميت وضع على أهل الدنيا لوجدوا من ~~لك ألما يشغلهم عن الاكل والشرب. ومر الحسن بن على ي44 على باب ~~اار ms057 فقال: ما لى أرى هذه الدار ساكتة بعد أن كانت تاطقة؟ فأجابته امرأة من ~~اوراء الباب: قد صار أهلها يتامى وأيامى، فبكى الحسن حتى بل حليته . ولما ~~طعن عمر بن الخطاب -فافع قالوا له : إنا لنرجو أن لا تمسك التار، فقال: ~~اواله إنكم لجاهلون إنى لأخشى أن أصير فحمة من فحم جهنم . ودخل عليه ~~اماعة وهو مطعون قالوا له : استخلف ولداك عبد الله بعداك فإنه عبل ~~الصالح، فقال: فه أما يكفى من آل الخطاب واحد يأتى يوم القيامة ويداه ~~مغلولتان إلى عتقه. # كان ابن آبى مليكة يقول: لما قبض الخليل عليه الصلاة والسلام رآه ~~ابعض ولده فقال: يا أيت كيف وجدت الموت؟ فقال إبراهيم عليه السلام: ~~وجدت تفسى كأنها تنزع بالسلاسل وقد سألنى ربى عن ذلك فأجبته بهذا، ~~قال الله تعالى: أما أنا قد هوناه عليك وكان ابن عباس يقول: لما جاء ملك ~~الوت إلى موسى عليه الصلاة والسلام ليقيض روحه قال: يا موسى أشربت ~~مرا اليوم؟ فقال: سبحان الله إتى صائم، فاستنكهه فقبض روحه في ~~انكهته، فقيل له يعد موته: كيف وجدت الموت يا موسى4 فقال: كشاة يسلخ ~~اجلدها وهى حية(1)، وكان الربيع بن خيثم يقول : تمتوا الموت فى هذه الدار ~~اهدكم قبل أن تصيروا إلى دار تتمتون الموت فيها، فلا تجابون يعنى النار. # كان ابن سيرين إذا ذكروا الموت عنده مات كل عضو مته ~~(1) كل هذه الاخبار من الإسرائيليات التى أذن لنا الرسول الكريم-- في التحدث بها ~~ولكن بدون أن تصدق أو نكذب. PageV00P000 # (69) ~~اتبيه المفترين للإمام الشعرانى ~~وكان كعب الأحبار يقول: لما أحيا عينى بن مريم سام بن توح قال له ~~عيسى: مذ كم أنت ميت؟ قال : منذ آربعة آلاف سنة . قسال: كيف وجدت ~~الوت؟م قال : إلى الآن لم تذهب عنى سكرته ولا حرارته. وقيل لرابعة ~~الدوية: أتحبين الموت؟ فقالت : لو عصيت آدميا ما أحببت لقاءه خجلا منه ~~فكيف وقدعصيت ربي عز وجل ~~وسمع يى بن معساذ نائحة في دار رجل من الأغنياء فقال: ويح ~~المخترين فى ms058 الدنيا إلى متى يسمعون صيحة الآخرة في دورهم قلا يتتهون ~~ووكان حامد اللفاف يقول: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل ~~التوبة، وقتاعة النقس، والتشاط فى العبسادة وقال وهب بن متبه: لما مات ~~اوسى عليه الصلاة والسلام جاءت الملائكة في السموات بعضهم إلى بعض ~~ااضعى أيديهم على خدودهم وهم يقولون: مات موسى كليم الله فأى الخلق ~~الا يموت . وكان -خافه يقول: لا يموت عبد حتى يرى الملكين الكاتبين ، فإن ~~ان صحبهما يخير قالا له: جزاك الله من صاحب خير، فنعم الصاحب ~~كتت، فكم أحضرتنا معك فى مجالس الخخير، وكم شممتا متك الروائح ~~الطيبة حال طاعتك الخالصة، وإن كان قد صحبهما بسوء قالا له: لا جزاك ~~له عنا من صاحب خيرا، فكم أحضرتنا محك حال معاصيك، وكم شممن ~~امك رائحة النتن . وكان خافه يقول : لا يقدر على رضا الله إلا من يعلم ~~ان الله تعالى يراه على الدوام. # قلت: قد ذكر المحققون أن مراقبة الله تعالى مع الأنفاس ليست من ~~قدور اليشر، فليتأمل ماهنا . وكان سفيان الثورى يقول : ما استعد للموت ~~امن ظن أنه يعيش غدا، وكان يقول: الطاعات تتقرع عن ذكر الموت. # والمعاصى تتفرع من نسيانه. # فاعلم يا أخى ذلك، وعليك بالوحدة، ومجالسة العسياد والزهاد ~~اوالعلماء العاملين، وإياك ومجالسة الغافلين والراغبين، فإن مخالطتهم ظلمة ~~اعلى القلب، وحجاب عن شهود أهوال يوم القيامة، والحمد لله رب ~~العالمين. PageV00P000 # انبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~من اخلاقهم - فييم -: النظر إلى الدنيا بعين الاعتبار لا بعين المحبة ~~الها وشهواتها كما قد درج عليه جمهور السلف الصالم قلققه وقد جاء سعد ~~ان أبى وقاص يوما إلى رسول الله - - فقال له: "أين كنت يا سعدا ~~لقال: كنت عند قوم فى البادية همتهم لذات بطونهم وفروجهم، فقالل ه ~~ار سول الله - : ألا أخبرك بما هو أصجب من ذلك؟ فقال: بلي، فقال: من ~~ارف مثل هذا الذى أنكر عليهم، ثم فعل كفعلهم". # ووكان سفيان الثورى -تلف يقول: من أعمل الفكرة والعبرة فى الدنيا ~~الم ينقص له عمل صالح. وقيل ms059 لحاتم الأصم: متى يكون أحدتا من أهل ~~الاعتبار فى الدنيا؟ فقال : إذا رأى كل شىء فى الدنيا عاقيته إلى الخراب ~~اصاحبه يذهب إلى التراب، وكان يحيى بن معاذ يقول: ليكن نظرك إلى ~~الدنيا اعتبارا، وسعيك لها اضطرارا، ورفضك لها اختيارا. وكان حاتم ~~الأصم يقول: من خرجت من داره جنازة ولم يعتبر لها لم ينفعه علم ولا ~~اكمة ولا موعظة. وكان أحمد بن حرب يقول: تعجب الأرض من ~~اجلين: عمن يمهد مضجعه للتوم ويوطى فراشه، تقول له الأرض: يابن آدم ~~الم لا تذكر طول بلاك في بلا فراش، وتعجب ممن تشاجر مع أخيه في قطعة ~~ام نها تقول له الأرض : لم لا تتفكر فى أريابها قبلك فكم مضى من الناس ~~جل ملكها ولم يقم فيها. # وكان مالك بن دينار يقول: كل من لم يعتبر بصره وبصيرته من هذه ~~الدار إلى الدار الآخرة فهو محجوب القلب قليل العمل . وقال إبراهيم بن ~~اهم: كان إبراهيم التيمى يبول في صحن داره، فخرج ليلأ من حجرته ~~اليبول فيه فلم يزل شاخصا إلى الصباح، فقيل له فى ذلك، فقال: لما أردت ~~ان أيول تذكرت أهل النار وما هم فيه لم يزالوا يعرضون على بسلاسلهم ~~اقيودهم إلى الصباح قلم يأخذنى نوم ~~اكانت فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز تقول: والله ما سم عمر ولا ~~القل كما قيل، وإنما مات فى خشية الله، وخوف النار، وكان ثابت البنانى ~~اقول: مر داود عليه السلام بتتور يوقد، فتذكر التار الكبرى، فاضطرب PageV00P000 ~~نبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~وصعق وكادت تخلص اعضاؤه وأوصاله، وكانوا يشدونها بالحيال حتى يقدر ~~اعلى أن يحركها فلا تزال كذلك مشدودة أياما. وكان يقول فى أيام الحرت ~~الى لا صبر لنا على حر شمسك فكيف نصيرعلى حر نارك؟ وكان يزيد بن ~~ارثد لا يزال عيناه تهملان بالدموع، فقيل له في ذلك، فقال: لو أذن الله ~~تعالى على أن يدخلتى فى ماء الحمام إن عصيته لكان يحق لى أن أبكى ~~الم، فكيف وقد وعد من عصاه أن يحرقه يالنار ~~ومر ms060 عيسى عليه الصلاة والسلم على مقبرة فسمع قائلا يقول: كم من ~~ادن صحيح، ووجه مليح، ولسان فصيح بين أطباق الثرى يصيح. وكان ~~أحمد بن حرب يقول: ما رأيت أسخف من عقولتا نؤثر الظل على الشمس ~~اولا نؤثر الجنة على النار، فاعلم يا أخى، واجعل نظرك للوجود عبرة ~~االححمد لله رب العالمين ~~صع أحلاقصم - بين - : تحذيرهم للناس أن يتيعوهم على أفعالهم ~~الرديثة نصحا للعباد في حياتهم، وبعد مماتهم لئلا يلحتمهم الإثم بسبب من ~~ابعهم على تلك الصفات الرديئة التى رما تقع منهم فى غفلة أو سهو. وقدا ~~ابلغنا أن السيل كشف عن قير أيام إسكندر ذى القرنين من ذهب طوله عشر ~~ارع وعرضه كذلك، فكشفوا الغطاء فإذا فى ذلك القبر شخص نائم على ~~رير قوائمه من ذهب، وهو منطى باخرير، وفي عنقه لوح من زيرجد ~~اكتوب فيه اسم واجب الوجود وعلة العلل، كل ماله ابتداء فله اتتهاء، قد ~~ام لكت الربع المسكون من الدنيا ألف سنة ويلغ خراجى كل يوم زنة قبرى هذا ~~لذهبا ، وسخر لى الشمس والقمر والأفلاك، وأطاعنى الريح والمام والنار ~~االحديد، ثم صعدت إلى الجو العلوى، وتركت هذا الجسد بينكم يتلاشى ~~اليتبر به من بعدى، فلا مسخلوق إلا سيفنى، والياقى الله رب العالمين، ذكره ~~الغزالى. # لفى ذلك تحذير هذا الملك للناس من أن يتبعوه فى الغفلة عن الموت ~~اتعالا يالدنيا: وكان وهب بن منبه يقول: دخل داود عليه السلام غارا من ~~اغوار بيت المقدس فإذا فيه سرير عليه رجل ميت، وعتد رأسه لوح مكتوب PageV00P000 ~~اتنبيه المغترين للممام الشعرانى ~~(72) ~~فيه: "أنا قلان الملك" ملكت الدنيا ألف عام، وتزوجت ألف بكر، وبنيت ~~الف مدينة، وهزمت ألف جيش، وهذا مصرعى فاعتبروا بى يا أهل الدتيا ~~ووكان الغضسيل بن عياض يقول: كم أراد عدو الإنسبان أن يضره ~~فاصرفه الله عنه، ولا يشعرثم يقرأ قوليه تعالي: {اذكروا نعمت ل ه ~~اع ليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم* ~~والائدة:11]، وكان أنس بن مالك يقول : لا تذهب الأيام والليالى حتى ms061 يكون ~~اماع الشعر أحب إلى الناس من سماع القرآن . وكان يحيى ين معاذ يقول: ~~اجبت من أقوام يعييون على الصالحين المباح، ولم يعيبوا على أنفسهم ~~الذنوب القباح، فترى أحدهم يقع فى الغيية والنميمة والحسد والحقد والغل ~~والكبر والعجب، ولا يستغغر من ذلك، ثم ينكر على الصالحين لبس أحدهم ~~الثوب المباح، أو أكل الحلاوة أو السكر المباح. وكان أبو حمزة البغدادى ~~القول: لا تنظروا لشكر العامة في العلماء إذا ماتوا، ولكن انظروا إلى شكر ~~الزهاد والعباد لهم ~~وقال صالح المرى يوما: من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له ~~لقالت امرأة: وهل أغلق بابه تعالى قط؟ فقال صالح: امرأة عقلت، وشيخ ~~اهل. وكان عيسى عليه الصلاة والسلام يقول: لا يسب النبى والصالح إلا ~~أهل مدينته آوجيرانه لأنه ينصحهم فيكرهونه ويسبونه . وكان ييى بن معاذ ~~ايقول: إذا رأيت العالم في مكان من الأماكن التى تزرى به فلا تعجل باللوم ~~اعليه، فربما كان أحذر متك في حضوره، وأقل لوما منك على لومك. # قلت: وسيأتى في هذا الكتاب أن من الصالحين من لا يقارق مواضع ~~الملحاصى يشقع فى أهلها، ويحوطهم من أن ينزل عليهم بلاء، ولا ينبغى ~~الادرة يالاتكار عليه إلا بعد الفحص عن حاله، والله أعلم ~~اكان يحيى ين معاذ يقول: إذا صادفت النفس مالأ فقد صادف الذئب ~~اانما في البرية، وكان أبو الدرداء يقول : لا تجعلوا عبادته تعالى بلاء عليكم ~~قيل : كيف ذلك؟ قال : يوقف أحدكم على تفسه العمل ثم لا يفى به ~~اوكان عيسى عليه الصلاة والسلام يقول : كل كلام القه يرجع معناه إلى أن PageV00P000 ~~(73) ~~بيه المفترين للامام الشعرانى ~~الآخرة خير من الأولى، ولا يتبغى لأحد أن يشك فى ذلك . قال: وكان ~~احاتم الأصم يقول: من أحب الدرهم لذاته فقد أحبه للآخرة ~~الفاعلم ذلك يا أخى وقل : اللهم لا تجعلنا عبرة لغيرنا، وبصرنا بعيوبنا ~~والحمد لله رب العالمين. # من أحلاقصعم -ظتقم-: رؤيتهم نفوسهم أنهم من أفسق الناس، وأن ~~لهم لا يستحق أن يجيب الله له دعاء، ولذلك كان أحدهم يمتنع من ms062 أن ~~ارج مع الناس للاستسقاء ودفع الوباء. # ووقد كان سعيد بن جبير يقول: قحط الناس في زمن ملك من ملو ~~انبي إسرائيل فاستسقوا، فلم يسقوا ققال الملك: إن لم يرسل اللهعلينا السماء ~~اوالا آذيته . قيل : كيف تقسدر أن تؤذيه وهو الحق تعالى مستحيل عليه أن ~~اكون فى السماء لأنه تعالى منزه عن المكان والزمان(1). قال: أقتل أولياءه ~~اأهل طاعته، فيكون ذلك له أذى، فأرسل الله تعالى عليهم السماء فضلا ~~امنه وحلما. وقالوا لمالك بن دينار: ألا تخرج معنا للاستسقاء فقال: أخاف ~~أان تمطر عليكم حجارة لأجلى، وكان يقول: إنكم تستبطئون المطر، وأنا ~~استبطي الحمير. # كان وهب بن منبه يقول: خرج عيسى -يت يستسقى، فخرج ~~الضبر ولم يسق، فقال : من أذتب منكم ذنبا فليرجع فرجع الناس كلهم الا ~~واحدا فقال له : أما لك ذنب، فقال: نعم. نظرت مرة إلى امرأة فلما ولت ~~اخلت أصبعى فى عينى مذه فقلعتها، فقال له عيسى -ليتام : فادع الله ~~اللقوم فدعا فجللت السماء لوقتها وأمطروا ~~اخرج موسى -تلتم ثلاثة أيام يستسقى فلم يسق، فأوحى الله إليه: ~~إن فيكم رجلاة نماما فلا أستجيب لكم وهو فيكم، فقال موسى: يا رب من ~~(1) قلت : بل الله عز وجل فى السماء كما ثبت ذلك في الترآن والسنة، وقد ذكر الإمام ابن ~~اليم فى كتابة الرائع "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" الأدلة على ذلك ~~نانظرها PageV00P000 ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~هو حتى نخرجه من بيننا؟ فقال : يا موسى أنهاكم عن النميمة واكون نماما ~~قال موسى -تتيتلام : توبوا كلكم عن النميمة، قتايوا فسقوا فى الساعة ~~اوكان سفيان الثورى يقول: قحط بنو إسرائيل سبع سنين حتى اكلوا الميت ~~اوالأطفال، فكانوا يخرجون إلى الجبال ويتضرعون فلا يجابون، فأوحى الله ~~الى موسى: أن قل لهم لو عبدتمونى حتى صرتم كالسوط البالى ما قبلت ~~الكم دعاء حتى تردوا المظالم إلى أهلها. وأصاب بنى إسرائيل مرة أخرى ~~حط فاستسقوا فلم يسقوا فأوحى الله تعالى إلى موسى لينلام: كيف ~~استجيب لهم وقد خرجوا بأبدان نجسة، ورفعوا إلى أكفا قد ms063 أكلوا بها الحرام ~~اتى ملثوا بطونهم فلا يزدادون منى إلى بعدا وقحطا، قليتوبوا وأنا أرفع ~~هم التحط ~~اوقطوا مرة أخرى حتى أكلوا الكلاب والميتة وكانوا يستسقون فلا ~~سقون، فأوحى الله تعالى إلى موسى: قل لهم: لو مشيتم بأقدامكم حتى ~~اثوا على ركبكم ويبلغ عملكم عنان السماء، وتكل ألسنتكم من الدعاء ~~انى لا أجيب لكم داعيا، ولا أرحم فيكم باكيا حتى تردوا المظالم لأهلها ~~قال موسى لهم ذلك ققالوا: نحن لا تحصى عدد المظالم حتى نردها ~~فماتوا عطشا وجوعا ~~فانظر يا أخى إلى كثرة اتهام السلف أنفسهم، وإياكم والمبادرة إلى ~~الخروج إلى الاستسقاء إلا إن كنت تظن أن الله غفر لك ذتوبك كلها، فإن ~~الم تظن ذلك فتربص، ثم تب إلى الله تعالى واخرج، والحمد لله رب ~~العالمين. # من أحلاقهم-يالنقم-: كثرة العفو والصفح عن كل من أذاهم ~~اضرب أو أخذ مال، أو وقوع في عرض، أو تحو ذلك تخلقا بأخلاق رسول ~~ل -اله - فإنه -6 - كان لا ينتقم لنفسه، وإنما ينتقم إذا انتهكت حرمات ~~اكان جعفر بن محمد يقول: لأن أندم على العفو أحب إلى من أندم ~~اعلى العقوبة . وكان حاتم الأصم يقول : من عدم إنصافك أن تبغض الناس إذا PageV00P000 ~~(75 ~~انبيه المقترين للامام الشعرانى ~~صوا ربقهم، ولا تيغض نفسك إذا عصيت ربها. قلت: المراد بيغض ~~الانسان نفسه معاقبتها بالجوع والعطش، وعدم النوم على فراش وتحو ذلك ~~فيعاملها معاملة الشخص لمن يكره بالخضب، وعدم الشفقة لا كمعامل ~~الحب لمحبوبه . وقد قال الشيخ أبو يزيد البسطامى - فافنه: دعوت نفسى ~~ال العبادة مرة فأبت، فعاقبتها فمنعتها الماء(1) سنة، وكان المدايتى يقول: ~~اقبح المكاقاة المجازاة بالإساءة، وكان التيمى يقول : كثرة الاحتمالى تورت ~~الحبة. قال: أدخلوا على اين الزبير رجلاة: قد أحدث أى أذنب فدعا ~~االسياط ليضربه، فقاله له الرجل: أسألك بمن تكون يوم القيامة بين يديه ~~ال متى بين يديك إلا عثوت عنى، فنزل اين الزبير عن سريره، وألصق ~~اخده بالأرض، وقال: قد عفوت. قلت: ولعل تركه للتأديب على من ~~اقم عليه لعذر شرعى كأن ms064 خاف من إقامته مفسدة أعظم من إقامته ~~التاديب عليه والله أعلم ~~ووسئل قتادة: من أعظم الناس قدرا؟ قال : أكثرهم عفوا ~~سرقت امرأة مصحف مالك ين دينار وملحفته فجعل يتبعها: أن ~~امالك خذى الملحفة وهاتى المصحف لا تخاقى. وكان أبو سعيد المقبرى ~~اقول: من تمام العفو ترك مكافأة الظالم والترحم عليه، وكثرة سؤال الله أن ~~افو عنه. ولما ضرب الإمام مالك جعل ضاربه في حل من أول سوط ضربه ~~اه . وكذلك بلغنا عن الإمام أحمد لما ضرب، وكان يقول: وماذا على رجل ~~ان لا يعذب الله أحدا بسبيه. وكان كعب الأحبار يقول: من صبر على أذى ~~امرأته أعطاه الله من الأجر ما أعطى آيوب عليه السلام، ومن صبرت على ~~أاى زوجها لها أعطاها الله تعالى من الأجر مثل ما أعطى آسية بنت مزاحم ~~يهل وسيأتى أواخر هذا الكتاب بسط الكلام على هذا الخلق إن شاء اله ~~عالى، والحمد لله رب العالمين ~~(1) هذا الفعل ليس عليه دليل من كتاب ولا ستة، بل النبى - . لما دخل المسجد وشاهد ~~ابلا ممدودا بين ساريتين فقال: "ما هذا؟" قالوا: لزينب تصلى، فإذا كسلت أو فترت ~~اسكت به ، فقال: "حلوه، ليصل أحدكم نشاطه. فإذا كسل أو فتر قعده. PageV00P000 # انبيه المفترين للامام الشعرانى ~~احلاصم-بنيم - : كثرة تعظيمهم حرمة المسلمين، ومحبة الخير ~~الم لأنها من جملة شعائر الله تعالى. وقد كان أبو يكر الصديق -ف ~~قول: لا يحقرن أحد أحدا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير ~~اكان عيد الله بن عباس يقول: أفضل الحسنات إكرام الجليس، وكان ~~اليي ظر إلى الكعبة ويقول: إن الله سحرمك وشرفك وكرمك والمؤمن أعظم حرمة ~~اعد الله تعالى منك. وكان عكرمة -فلافه يقول: إياكم أن تؤذوا أحدا من ~~العلماء، فإن من آذى عالما فقد آذى رسول الله - . وكان أبو هريرة ~~ولت- يقول: المومن أكرم على الله تعالى من بعض الملائكة الذين عنده. # وقيل لحاتم الأصم: لم كانت يد السارق المسلم تقطع فى خمسة دراهم مع ~~أان ديتها خمسمائة دينار؟ فقال: لهتكه الستر ms065، وفعله الجور، وتركه الحرمة. # تأمل يا أخى فى نفسك هل عطمت حرمات المسلمين فضلا عن العلما ~~الصالحين، كما ذكرنا أم احتقرتهم، ووقحت في أعراضهم، وصرت من ~~الاسقين يذلك فاستغقر الله. # ومن أحلاقهع- ظفع -، صبرهم على أذى زوجاتهم، وشهودهم أن ~~كل ما بدا من زوجة أحدهم من المخالفات له صورة محاملته لربه: فلما ~~خالف ربه كذلك خالفته زوجته وهى قاعدة أكثرية لا كلية، فخرج الأنبياء ~~اعليهم الصلاة والسلام من ذلك لعصمتهم . وكان عوام السلف إذا لم يشهدوا ~~اما ذكرناه صبروا على أذاها لشهودهم أن تفعها اكثر من ضررها. وكانوا ~~قع- يؤدون إلى المرأة حقها على الكمال ولا يمنعهم مخالفتها لهم عن ذلك ~~املأ بنحو حديث : "أد الأمانة لمن ائتمنك، ولا تخن من خانك"(1)، وإن ~~كان كل من الزوجين الحق للآخر كما هو مقرر فى كتب الحديث والفته ~~ووتقدم في الخلق قيله قول كعب الأحبار: من صبر على أذى زوجته له أعطاه ~~امن الأجر ما أعطى أيوب-تلم ~~(1) صحيح: أخرجه أبو داود (ح 3535) في الإجارة، باب : فى الرجل يأخذ حقه من تحت PageV00P000 ~~(77) ~~لتبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~وكان على بن أبي طالب كرم الله وجهه- يقول: من جهاد المرأ ~~احسن التبتل لزوجها. وكان الحسن البصرى يقول: أربعة من الشقاء: كثرة ~~العيال، وقلة المال، وجار السوء فى دار الاقامة، وزوجة تخون زوجها ~~ووكان سفيان الثورى يقول: من تزوج فقد أدخل الدنيا بيته، ومن أدخل الدنيا ~~اايه فقد تزوج ابنة إبليس، ومن تزوج ابنة إبليس أكثر إبليس التردد إلى بيته ~~الأجل ابنته، فاحذروا من التزويج، قلت : كلام سفيان -ف فى حق من ~~ازوج بغير نية صالحة، فإن في الحديث : "من تزوج لله كفى ووقي"(1) لا بد ~~امن هذا الحمل ليخرج من تزوج من الأنبياء والمحغوظين والأولياء والله ~~في الحديث: "لولا أن الله ستر المرأة بالحياء لكانت لا تساوى ~~أعلم ~~كفا من تراب"، وكان على بن أبى طالب يقول: من سعادة المرء خمسة ~~اشياء: أن تكون زوجته موافقة، وأولاده أبرارا، وإخوانه آتقياء، وجيراته ~~الحين، ورزقه في ms066 بلده. وقد كان -4 - يقول: "اللهم إنى أعوذ بك ~~امن صاحب غفلة، ومن جار سوء، ومن زوج يؤذى"(2)، ولما ماتت زوجة ~~االك بن دينار لم يتزوج بعدها، وكان يقول: لو أنى قدرت على طلاق ~~افسى لطلقتها، وكان أحمد بن حرب يقول: إذا اجتمع فى المرأة ست ~~اصال فقد كمل صلاحها: المحافظة على الخمس، وطواعية زوجها ~~مرضاة ربها، وحقظ لسانها من الغيبة والتميمة، وزهدها فى متاع الدنيا ~~صبرها عند المصميبة ~~(1) لم أجده بهذا اللفط، ولكن أخرجه الطيرانى في الأوسط (ح 8789، 7643) بلفظ ~~من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله فى شطره الثانى4 وحسنه ~~الشيخ الالبانى فى الصحيحة (ح 625) . # (2) لم أجده بنهذا اللفط، ولكن أخرج الطبرانى عن عقية بن عامر أنه قال : قال رسول الله ~~-: "اللهم إنى أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن صاحب السوء ~~من جار بالسوء فى دار المقامة" وقد حسنه الشيخ الأليانى فى صحيح الجامع (ح PageV00P000 ~~ييه المقترين للإمام الشعرانى ~~(78) ~~ووكان عبد الله بن المبارك يقول: من فتنة النساء التى حذر النيى ~~4- منها، أنهن يدخلن على الأزواج القطيعة للقراية، ويحوجونهم ~~الادنى المكاسب الزائدة على فتنة الشهوة والميل . وكان حاتم الأصم يقول: ~~المرأة الصالحة عماد الدين، وعمارة الييت، وعون على الطاعة، والمرأ ~~الخالغة تذيب قلب صاحبها، وهى ضاحكة. وكان عبد الله بن عمر يقول ~~اعلامة كون المرأة من أهل التار أن تضحك لزوجها إذا أقبل، وتخونه إذا ~~أادابر. وكان شقيق البلخى يقول لامرأته : لو كان أهل بلخ كلهم معى وأنت ~~على ما قدرت على حقظ ديتى ~~اوكان المداينى يقول: شكا نبى من الأنبياء إلى ربه سوء خلق امرأته ~~فأوحى الله إليه: إنى جملت ذلك حظك من العقاب. وكان عبد الملك بن ~~عمير يقول: إذا طعتت المرأة فى السن تعقم رحمها، واختل لسانها، وساع ~~القها، وإذا طعن الرجل فى السن استجمع رأيه، وذهبت حدته، وحسن ~~اخلقه. وكان حاتم الأصم يقول: من علامة المرأة الصالحة أن يكون حسبها ~~اخافة الله ، وغناها القناعة بقسمة الله، وحليها السخاوة ms067 بما تملك، وعبادتها ~~احسن خدمة الزوج، وهمتها إلى استعداد الموت . وكان يقول: كن مع زوج ~~نك أو أختك تقم دينها بذلك، ولا تكن مع ابنتك أو أختك على زوجها ~~قسد عليها دينها . وشكا أبو مطيع البلخى إلى أيوب بن خلف زوجته، ققال ~~اه أيوب: من لم يصبر على أذي زوجته كيف يدعى أن له درجة عليها. # اكان حساتم الأصم فى بيته كالدابة المربوطة إن قدموا له شيئا أكل، اوالا ~~اكت وطوى. وفى الحديث : "المرأة الفاجرة كبألف فاجر". وكان إياس بن ~~المعاوية يقول: اثتان لا أدرى لهما دواء: حاقن البول، والمرأة السوء، وسيأتى ~~سط هذا الخلق في مواتع من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى . وقد درج ~~السلف كلهم على الصبر على الزوجة وعدم مقابلتها أو أدبها إلا لمصلحتها، ~~اوالحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا به ~~وم أحلاضمم -بلتةم- : ترك طلب الرياسة حتى تفجأهم، وتقدمهم ~~الناس على أنفسهم ويصير أحدهم يقول: ما آنا بأهل للامامة مثلا، فيقول PageV00P000 ~~(79) ~~ييه المقترين للإمام الشعرانى ~~الناس له : بل أنت أهل لذلك وزيادة . وقد كان سفيان الثورى -فايم يقول ~~امن طلب الرياسة قبل مجيئها فرت منه وفاته علم كثير. وكان يقول: لا ~~اطلب أحدكم الرياسة إلا بعد مجاهدة نفسه سبعين سنة ~~اكان عيسى - عليه الصلاة والسلام - يقول: إذا جعلكم الناس رعوسا ~~افكونوا أذنابا . وكان حجاج بن أرطأة يقول: قد فتلنى طلب الرياسة وحبها. # ووكان الأتطاكى يقول: الرياسة رأس حب الرياء، ومعشوق النقس، وقرق ~~العين للشيطان، وكان إبراهيم بن آدهم يقول: كونوا أذتابا ولا تكونوا رءوسا ~~فان الذنب ينجو والرأس يهلك ~~ووكان الفضيل بن عياض يقول: ما أحب أحد الرياسة إلا أحب ذكر ~~اناس بالتقائص والعيوب ليتميز هو بالكمال، ويكره أن يذكر الناس أحداا ~~اعنذده بخير . ومن عشق الرياسة فقد تودع من صلاحه. وكان سفيان الثورق ~~اقول: ترك الرياسة، وترك محبة المرأة أمر من الصبر. وكان ميمون بن مهرال ~~اقول: إياكم أن تدعوا أحدا يمشى معكم أو فى ركابكم إذا ركبتم لقض ~~احاجة فإن ms068 ذلك معدود من القتتة للمتبوع والمذلة للتابع . قال: وأول من مشى ~~اعه الرجال يشيعونه من المسجد إلى الدار الأشحث بن قيس، فكان يركب ~~والغلمان بين يديه، فقال الناس: قاتله الله من جبار. فإياك يا أخى، وحب ~~الرياسة في شىء من أمور الدنيا أو ما يثول إليها، وسيأتى بسط ذلك فييا ~~امواصع من هذا الكتاين إن شاء الله تعالى، والحمد لله رب الحالمين. # من أخلاقهم - واشم - : نصح بعضهم بعضا، فكان الكبير لا يتكدر ~~امن تصح الصغير له وبالعكس، وهذا بخلاف ما عليه أمل الرعونات اليوم ~~اوقد نصحت أنا مرة، شيخا من مشايخ هذا الزمان فهجرنى إلى آن مات ~~وكان أنس بن مالك خاقته يقول: ما من شىء آحب إلى الله من شاب ~~اح شيخا، وشيخ يتصح شابا، وبذلك صار الشاب التائب حبيب الله ~~اقال -4 - : "أوصيكم بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة ألا وإن الله تعالى ~~أارسلثى شاهدا ومبشرا ونذيرا فجالسنى الشباب وخالفنى الشيوخ" وأنشدوا ~~فى ذلك. PageV00P000 # اتبيه المفترين للإمام الشعراتى ~~(80) ~~ان الغصون إذا لايتها اعتدلت ولن يلين إذا لايتته الخشب ~~اقال أنس : وكان الشباب على عهد رسول الله -4- لا يتعبدون ~~إلا قليلا، فلما توفى رسول الله - - زادوا في العبادة، وقالوا: إن ~~كنا فى أمان من تزول العذاب بنا في حياة رسول لله - -، فلما مات ~~اسول الله -46 ذهب ذلك الأمان. وكان أحمد بن حرب يقول: ~~اييغى للرجل أن يرتدع عن اللهو والمعاصى إذا بلغ الأربعين سنة ، وإذا ~~اطلع الشيب فى رأسه، وإذا حج إلى ييت الله الحرام، وإذا تزوج فان ~~الانا بعد التزويج أقبح من كل قبيح: قلت : والمعنى أن ما ذكر يشتد ~~الحه على من تخلق بهذه الصفات لا أنها كانت مباحة لمن يبلغ الأربعين ~~اظير ما قالوا يستحب للصائم ترك الغيبة، وكان يحيى بن معاذ يقول ~~اما أمر الإنسان في هذه الدار ولو طال إلا كنفس واحد من جنب عيش ~~الجنة، ومن ضيع نقا واحدا يعيش به عسيش الأبد إنه والله من ~~الحتاسرين ~~ووكان كعب الأحبار يقول: الشاب المتعيد أحب إلى ms069 الله من الشيخ ~~التعبد، ومر رجل على حذيفة بن اليمان وحوله فتيان جلوس، فقال: ما ~~الؤلاء الأحداث جولك؟ فقال: وهلي الختهيرإلا في الشباب أما سمعت قول ~~اله تعالى: { قالوا سمعنا فتى يذكيرهم يقال له إبراهيم) [الأنياء:60]، ~~اقوله تعالى:{ إنهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى) [الكهف: 13]، وقوله ~~تعالى:{ قال لفتاه آتتا غداءنا [الكهف: 62]، وإن الله لم يبعث نبيا إلا وهو ~~ااب. وفى الزبور : ما يلغ أحد سبعين سنة إلا اشتكى من غير علة. وكان ~~احمد بن حسان يقول: لا تطلب من نفسك العمل فى هذه السنة مثل عملها ~~لفى السنة التى قيلها، لأن الإنسان كل يوم في تقص ~~وقد قيل لشيخ: كيف حالك؟ فقال: صار يسبتتى من هو معى ~~يدركنىي من هو خلفى، وصرت آنسى كل شيء سمعته من الخير، وصرت ~~اذا قمت دنت منى الأرض، وإذا قعدت تياعدت، وصرت أبصر الواح ~~انين واسود متى ما كنت أحب أنه أبيض، وابيض منى ما كنت أحب أنه PageV00P000 ~~(81 ~~انبيه المقترين للإمام الشبعراتى ~~سود، واشتد منى ما كنت أحب أنه يلين، ولان منى ما كنت أحب أنه ~~شتد. انتهي ~~تأمل يا أخى ما ذكرته لك واستغنم شبابك، ورقع مشيبك بكثرة ~~الاتسغفار، فلعلك تجبر ما انصدع من دينك، والحمدلله رب العالمين. # ومن أخلاقهم - زاشم - : حسن أدبهم مع الصغير فضلا عن الكبير ~~امع البعيد فضلا عن القريب، ومع الجاهل فضلا عن العالم، وقد قال ~~اتعالى لموسى وهارون: فقولا له قولا لينا ) [44:5]، مع أن فرعون كان ~~امن أفسق الكفار. وأجمعوا على أن علو الدرجات إنما يكون بزيادة الأدب ~~اوالأصل في الأدب شهوة النقص فى أنفسهم، والكمال فى غيرهم عكس من ~~كان قليل الأدب. وقد كان -- يكره الرجل أن يحد النظر إلى أخيه. # اوكان ميمون ين مهران إذا دعى إلى وليمة جلس مع الصييان والمساكين من ~~الرجال، وترك الأغنياء وكان سعيد بن عامر يقول: من وصف إنساتا بما ليس ~~فيهه لعنته الملائكة، فقال له رجل يوما وهو لا يعرفه: يا أصلع، فقال له: يا ~~اخى إن كنت لغنيا ms070 عن لعن الملائكة لك . وكان على بن أبى طالب فا ~~اقول: أعلم الناس بالله أشدهم تعظيما لأهل لا إله إلا الله، وكان بكر بن ~~عد الله المزنى يقول : إذا رأيت من هو أكبر منك فعظمه وقل : إنه مسبقنى ~~إلى الإسلام والعمل الصالح، وإذا رأيت من هو أصغر منك فعظمه، وقل ~~ى نفسك : إنى قد سبقته إلى الذنوب، وإذا كرمك الناس فقل : هذا من ~~لفضل الله على لا أستحقه، وإذا أهانوك فقل : هذا بذنب أحدثته، وإذا رميت ~~كلب جارك يحصاة فقد آذيته. # اوكان وهب بن منبه يقول: لما أكثر بنو إسرائيل المسائل على موسى ~~عليه الصلاة والسلام - وأبرموه أوحى الله تعالى فى يوم واحد إلى ألف ~~اابى ليكونوا أعوانا له تكرمسة لموسى، فمال الناس إليهم، فوجد موسى من ~~فسه غيسرة، فأماتهم الله فى يوم واحد، قلت : غيرة الأنيياء عليهم الصلاة ~~اوالسلام محمودة خروجهم من حظط النفوس بالعصحة، وليست إماتة الله ~~اعالى لهؤلاء الأنبياء عقوبة، وإنما ذلك لما سبق فى علمه تعالى فى انتها PageV00P000 ~~انيه المغترين للإمام الشعرانى ~~احالهم بعد معاونتهم لموسى عليه الصلاة والسلام. وكان محمد بن واسع ~~ايقول: لا يبلسغ العبد مقام الإحسان حتى يحسن إلى كل من صحبه ولو ~~اساعة، وكان إذا باع شاة يوصى بها المشترى، ويقول: قد كان لها معتا ~~احية. وكان حاتم الأصم يقول : قد قلت أخلاق الرجال في ثلاث: تعظيم ~~أخلاق الاخوان، وستر معايبهم، واحتمال أذاهم ~~كان يحبى بن معاذ يقول: ييس القوم قوم إن استغنى بينهم المؤمن ~~امدوه، وإن افتقر أذلوه، وما مشى صغير قدام كبير إلا عوقي بحرمان ~~الخيسرات. ومدحوا عند الفضيل بن عياض رجلا وقالوا له: إنه لا يأكل ~~الخجيص، فقال: وما ترك آكل الخبيص؟ اتظروا كسيف صلته الرحم، انظروا ~~كيف كظمه الخيظ، انظروا كيف عطفه على الجار والأرملة واليتيم، انظروا ~~كيف حسن خلقه مع إخوانه؟ وكان أحمد بن حرب يقول: مثل الذى يعلم ~~الناس الخير ويزشدهم إليه مثل من استآجر أجراء يعملون له بأبدانهم ~~اأموالهم الليل والنهار في حياته وبعد مماته ms071. # وسمع يحى بن معاذ رجلا يتمنى مالأ، فقال له: ماذا تصنع به ~~فقال: أجود به على المقلين، فقال : دع المقلين تكون مؤنتهم على الله التصير ~~هم، قإنهم إذا صارت مؤنتهم عليك أبغضتهم، وثقلوا على قلبك. وكان ~~ايقول: من تعظيم أخيك المسلم إذا مات له ميت فى بلد أخرى أن تسافر إلى ~~اتزيته وخرج أيو معاوية الأسود من الشام إلى مكة ليعزى الفضل في ولد ~~اعلى، ولم يخرج لحج ولا عمرة، وكان أبو بكر الصديق -2- يقول: من ~~اره أن يظله الله تعالى من نار جهنم يوم القيامة، فليكن بالمؤمن رحيما رفيق ~~القلب. وكان محمد بن المتكدر يقوم الليل، وإذا طلبت أمه أنه يغمز رجلها ~~إلى الصباح يرى ذلك أفضل من صلاته . قلت : وقد قالوا مثل ذلك في حق ~~اشيخ الإنسان، وكان كهمش بن الحسن يقول: كنت أخدم أمى، وأرفع القذر ~~امن تحتها، فأرسل إلى سليمان ين على بصرة وقال: اشتر بها خادما يخدم ~~أاماك فأبيت، وقلت : إن والدتى لم ترض غيرها لخدمتى وأنا صغير فكذلك ~~الا أرضى غيرى لخدمتها وأنا كبير PageV00P000 ~~(83) ~~نبيه المقترين للامام الشعراتى ~~ووكان مورق العجلى -تافحم يفلى رأس أمه، ولا يدع أجبدا يفليها ~~غيره، وكان الحسن البصرى يقول فى قوله تعالى: { فلا تقل لهما أف ~~[الإسراء: 23]، قال : إذا بلغا سن الكير وولى من قذرهما ما كانا يليان من قذره ~~ف الصخر، فلا يقل لهما أف ولا ينهرهما، ولا يمسك بأنفه من رائحة ~~اقدرهما كما كانا لا يمسكان أنفهما من رائحة قذره، وسيأتى فى هذ ~~الالخلاق بسط الأدب مع الوالدين فى مواضع، وأن من نادى أباه أو أمه ~~ااسمهما فقد عقهما إلى أن يقول: يا أبى أو يا أماه وإن من مشى بين يلى ~~االيه فقد عقهما إلا إن كان يميط الأذى بين يديهما كما قاله ابن محيريز ~~- فتأدب يا أخى مع جميع إخوانك المسلمين لا سيما الفقراء والمساكين ~~الحمد لله رب العالمين ~~ومف أحلاقصم- تلنيم - : شدة خوفهم من الله تعالسى أن يختم لهم ~~اسوء، فيكونوا من المحجوبين عته ms072 فى النار . وكان أحدهم يأخذ فى التفكير ~~ووالحزن حستى يغيب عن الحاضرين . وكان الحسن البصرى -فم إذا سمع ~~حديث "أخر من يخرج من النار رجل يخرج يعد ألف سنة"(1) يقول: ~~الحسن : يا ليتنى كنت ذلك الرجل . وقيل له يوما في ذلك، فقال: أليس ~~ارج من النارة وكان سفيان الثورى تافته يقول: ما أمن أحد على دينه ~~اييعنى عالبا إلا سلبه . وكان الإمام أبوحتيفة فافع يقول: أكثر ما يسلب من ~~الاس الإيمان عند الموت. # وكان بشر الحافى - رحمه الله تعالى - يقول: إذا صعدت الملائكة بروح ~~االمن وقد مات على الإسلام تعجبت الملائكة منه وقالوا: كيف نجا هذا من ~~الدنيا وقد هلك فيها خيارنا؟ وكان الربيع بن خيثم - رحمه الله تعالى - ~~(1) لم أجده بهذا اللفظ، ولكن آخرجه ابن خزيمة فى التوحيد (ص 205، 206) من طريق ~~الام بن مسكين قال : ثتا أبو ظلال القسملى عن أنس بن مالك عن النبى - - قال: ~~كث رجل فى النار فينادى آلفه عام يا حتان يا منان، فيقول آلله تبارك وتعالى بيا ~~اريل، أخرج عبدى فإنه يمكان كذا وكذا، فيأتى جبريل النار..." وقال الشيخ الألبانى ~~ف الضعيقة (ح 1249): ضعيف جدا. PageV00P000 # اتبيه المغترين للاممام الشعرانى ~~ايقول: تطلع روح العبد على ما كان الغالب عليه قبل موته. قال: وقدا ~~اخلت على محتضر، فكنت كلما أقول : لا إله إلا الله يحسب الدراهم. # اوكان مطرف ين عبد الله يقول: إنى لا أعجب من هلك كيف هلك؟ وإنما ~~اعحب ممن تجا كيف نجا، وما من الله على عبد بنعمة أفضل من آن يميته ~~اعلى الإسلام. وكان زيد بن أسلم يقول: لو كسان الموت بيدى لأذقته نفسى ~~أانا محب للآسلام، ولكته ليس ييدى. وبكى سفيان الثورى مرة حتى عشى ~~اعليه، فقيل له : علام تبكى؟ فقال : بكينا على الذنوب زمانا، ونحن الآن ~~اننكى على الإسلام أى خوفا آن يذهب منا . وكان يقول: ربما يعبد الرجل ~~الأوثان وهوفى علم الله سعيد، وربما يطيع وهو فى علم الله شقى لحديث: ~~ان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما ms073 يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيعمل ~~بعمل أهل النار قيدخلها"(1) الحديث، وهذا هو الذى أذهل العقول. وفيى ~~الحديث : "أصدق المؤمنين إيمانا أكسثرهم تفكرا في الدنيا، وأشد الناس فرحا ~~فى الجنة أكثرهم بكاء في الدنيا". # اكان يحيى بن معاذ يقول: التفكر والاعتبار يخرجان من قلب المؤمن ~~اجسائب الحكمة، فتسمع منه أقوالأ ترضاها الحكماء، وتخضع لها رقاب ~~العلماء، وتعسجب منها الفقهاء، ويسارع إلى حفظها الأدباء. وكان سغيان ~~الثورى يقول: خوف المؤمن وسحزنه على قدر بصيرته، وكان وجه محمد بن ~~اواسع كأنه وجه ثكلاء فقدت ولدها، وكان لا يراه أحد إلا زالست من قليه ~~القسوة. وكان يقول: لا تصحب من الناس إلا من يفضلك برؤيته قبل ~~كلامه. وكان وهيب بن الورد يقول : أوحى الله تعالى إلى إبراهيم علي ~~الصلاة والسلام اغسل قلبك، فقال : يارب الماء لا يصل إليه فكيف أغسله؟ # لفقال: اغسله بطول الهم والغم والحزن على ما فاتك متى وما يقوت. وكان ~~إبراهيم بن أدهم يقول: إن الأسقام التى تصيب القلب أصلها من الذنوب ~~كما أن الأسقام فى البدن تنشأ من الأمراض، وقد جعل الله تعالى لكل داا ~~(1) متفق عليه : أخرجه البخارى في (ذكر الملائكة/ 3208/ فتح)، ومسلم فى (القدر ~~12643 عبد الباقي) من حديث أبى معيد الخدرى -ففي- PageV00P000 ~~(85 ~~نييه المفترين للإمام الشعراتى ~~ادواء، فإذا اشتد حزن الرجل رجعت دموع عينيه إلى قلبه فانحلت بدنه. # وقيل لابراهيم: ألا تخضب شيب لحيتك؟ فقال : الخضاب معدود من الزينة ~~وو حن فى مأتم وحزن ليلا ونهارا، وقالوا لبشر بن الحرث: ما لنا لم تزل ~~اراك مهموما؟ فقال: لأنى رجل مطلوب من الحاكم بالحقوق. وكان يقول: ~~كل حزن سوف ينقضى إلا حزن الذنوب، فإنه يتجدد ميع الأنفاس. وكان ~~احاتم الأصم يقول في قوله تعالى: { ألا تخافوا ولا تحزنوا) [فصلت:3]، ~~انا يقال ذلك لمن طال خوفه وحزنه في الدنيا، وأما من آذنب وبطر ولم يندم ~~فلا يقال له شىء من ذلك، وكان معاذ ين جبل يقول: لا يتبغى لعبد أن ~~اظهر الغرح حتى يجاوز جسر جهنم - يعنى الصراط - وكان ms074 على ين أيى ~~اطالب -ان يبكى ويقول : تستريح اليهائم والطيور والحيتان وأنا مرتهن ~~ملى، وكان صالح بن عبد الجليل -فلقته يجمع عياله وآهله في كل يوم ~~اعيد، ويجلسون فيبكون، فقيل له فى دلك، فقال: إنى عبد أمرنى الله تعالى ~~اطاعته ونهانى عن محصيته، فلا أدرى هل وفيت بهما أم لا، وإنما يليق ~~الرح والسرور يوم العيد لمن كان آمتا من عذاب الله. # وقد كان رسول الله -- يقول: "ما أتانى جبريل -يتله قط الا ~~وهو خائف يرعد من هيبة الله تعالى"(1). وكان وهب بن منبه يقول: إنما ~~اخذ الله إبراهيم خليلا لكونه كان شديد الخوف منه ، وكاتوا يسمعون خفقان ~~قلبه من مسيرة ميل. وكان موسى بن مسعود يقول: كنا إذا جلسنا عند ~~م قيان الثورى، فكأتما نار أحاطت ينا لما نرى عليه من شدة الخوف والجزع ~~اوكان الفضيل بن عياض يقول: إن لله عبادا إذا ذكروا عظمة اله ~~اقطعت قلوبهم فى بطونهم، ثم تندمل، ثم تنقطع، ثم تتدمل، ثم تنقطع ~~ام تتدمل أبدا ما عاشوا. وكان يقول: خوف العبد من الله على قدر معرفت ~~(1) ذكره الزبيدى في الإتحاف (9/ 245) وقال العراقى فى المغنى عن حمل الأسفار: لم ~~أجده بهذا اللفظ، وروى أيو الشيخ فى كتاب العظمة عن ابن عباس قال: إن جبريل ~~اليتلم- يوم القيامة لقائم بين يدى الجبار تبارك وتعالى ترعد فراتضه فرقا من عذاب ~~له. .. الحديث" وفيه : زميل بن سماك الحنفى يحتاج إلى معرفة. اه PageV00P000 ~~انبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(86 ~~اه. وكان إيراهيم ين الحرث لا يرفع طرفه إلى السماء أبدا خوفا وحياء من ~~اله تعالى من حيث إن السماء قبلة الدعاء. قالوا: وكان الخوف كثيرا ما ~~الب على سفيان الثورى، ومالك بن دينار والفضيل بن عياض فيخرجون ~~اعلى وجوههم لا يدرون أين يذهبون. وكان عمران بن حصين يقول: واله ~~ان لأود أن أصير رمادا تنسفنى الريح فى يوم عاصف. وكان إسحاق بن ~~اخلف يقول: ليس الحتائف الذى ييكى ويمسح دموعه، وإنما الخائف من ترك ~~ال عل الأمور التى يخاف أن ms075 يعذبه الله عليها. وكان الحسن البصرى، يقول: ~~لرأت قوله تعالى: { كل نفس ذائقة الموت} [ال عمران:185]، وصرت ~~أرددها، قإذا يهاتف يهتف ويقول: كم تردد هذه الآية وقد قتلت أربعة آلاف ~~امن الجن لما سمعوها، فلم يرفعوا طرفهم إلى السماء حتى ماتوا ~~اوقف القضيل بن عياض فى يوم عرفة قابضا لحسيته نبكى من الزوال ~~ال عروب الشمس وهو يقول: واسواتاه وإن غغرت لى . وكان حماد بن ~~ايد لا يجلس قط إلا مستوفزا فقيل له فى ذلك، فقال: إنما يجلس مطمئنا ~~امن كان آمنا من عذاب الله، وأنا غير آمن من نزوله على ليلا وتهارا. وكان ~~اععر بن عبد العزيز يقول: لولا الغفلة لمات الخلق كلهم من خشية الله عز ~~اجل، وكان مالك بن دينار يقول: والله لقد هممت أن أوصى أهلى إذا أن ~~الت أن يقيدونى ويغلونى ويدخلونى القير كذلك كما يفعل بالعبد المجرم ~~الأبق من سيده، وكيف يستى أحدكم نقسه بدخول الجنة، والتنعم بالحود ~~ووالقصور، وهو مستوجب للسعير والثبور. وكان الفضيل بن عياض يتول ~~واله إنى لا أغبط نبيا مرسلا، ولاملكا مقربا لأن كل هؤلاء يشاهدون أهوال ~~الوم القيامة، وإنما أغبط من لم يخلق بعد، وتقدم قول سنيان بن عييتة: ~~ابغى للعبد أن يكون عند الله من أجل عبيده، وعند نقسه من أشر العبيد ~~اعند الخخلق من أوسطهم. وكان فرقد السنجى يقول: دخل بيت المقدس ~~امسمائة بكر نغص عليهن بعض الأحيار شيئا من أمور الآخرة فمتن جميعا ~~ى ساعة واحدة، وكان لباسهن المسوح. وكان عطاء السلمى -قاف يقول ~~الهم إنى أسألك العفو والصفح، ولا يتجرا قط أن يقول: اللهم أدخلنى PageV00P000 ~~(87) ~~انببيه المغترين للإمام الشعرانى ~~اجنة، قال فرقد السنجى : ودخلنا مرة على عطاء السلمى، فوجدناه قد ~~ضع خده على الأرضص فى الشمس، فنظرنا إليه، فإذا مجرى دموعه في ~~اخديه قد انسلخ من البكاء، ورأينا ما تحت خده من الأرض قد صار طيتا ~~اوحلا، وكان كثيرا ما يتلقى دموعه بيده، ويرشها حوله حتى يظن الداخل ~~ان ذلك ماء الوضوء. وبلغنا أنه مكث ms076 لم يرفع طرفه إلى السماء أربعين ~~اتة. فرفع طرفه يوما غفلة، ووقع على بطنه فانفتق فى بطته فتق، فلم يزل ~~اريضا به إلى أن مات. وكان إذا أصاب أهل بلده بلاء يقول: هذا بذنوب ~~طاء لو أنه خرج من بلادهم لما نزل عليهم بلاء ~~وكان غالب الليل يمس جلده مخافة أن يكون قد مسخ، وكان يقول ~~ارجنامهرة مع عتبة الخلام، فمررت على مكان فسقط مخشيا عليه، فلما ~~افاق قال : هذا مكان عصيت*الله فيه وأنا دون البلوغ، وكان ذلك بعد أن ~~الى الصح بوضوء العسشاء نحو أربعين سنة هو وأصحابه، حتى نحلت ~~أابدانهم، وتغيرت ألوانهم حتى صارت كأنها قشور البطيخ الهتلى. # سيأتى قى هذا الكتاب زيادة على ذلك، وأنه كان يخشى على أحدهم من ~~الكاء، وبعضهم يبكى بكاء الميت إلى أن مات رحمه الله، والحمد لله رب ~~العالمين. # ومف اخلاقهم - تلنيم -: مواظبتهم على قيام الليل صيفا وشتاء ~~ارؤيتهم تأكده عليهم كأنه فرض حتى قالوا: كل فقير نام فى الليل من غير ~~لية، فلا يجىء منه شىء فى الطريق وقد أغفل هذا الخلق كثير من الفقراء ~~ينامون فى الليل على طراريح كما ينام العامة وأبناء الدنيا، وبعضهم يدخل ~~كل يوم الحمام، قلا يخرج منه حتى تطلع الشمس من غير ضرورة بل ~~افها، وما أقبح الشيخ وهو ذاهب إلى الحمام كل يوم بكرة النهار والعامة ~~ووالمريدون يرونه . وكان آخر من أدركت من فرسان الليل الشيخ محمد بن ~~اعنان، وكان ورده كل ليلة خمسمائة ركعة وهى ورد المهدى (1) بعلى نبينا ~~وعليه أفضل الصلاة والسلام ~~(1) لم يرد شيئا من ذلك عن المهدى فى حديث صحيح PageV00P000 ~~بيه المقترين للإمام الشعرانى ~~(88 ~~ووكان الشيخ الصالح ذو الأحوال والكرامات الشيخ فرج بتاحية شان ~~المون بالشرقية يجىء لسيدى محمد هذا ويقول له : أهلا براعى الصهيب ~~الأجل كونه كان مواظبا على قيام الليل، وكان لا يتهجد ليالى الشتاء إلا قوق ~~السطح -فينحه وفى الحديث: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم ~~وومقربة إلى ربكم، وتكفير لخطاياكم، ومنهاة عن الإثم، ومطردة ms077 للداء على ~~الجسد"(1). وقالت أم سليمان بن داود: يا بنى لا تنم الليل، فإن من نام ~~اليل جاء يوم القيامة وهو مقلس من الحسنات. # أوحى الله تعالى إلى داود - ايتلم : يا داود كذب من ادعى محيتى ~~ال اذا جنه الليل نام عنى، وفى الحديث: "إن الله تعالى يباهى ملائكته بالعبد ~~إذا قام يتهجد من الليل في الليلة الباردة ويقول: انظروا إلى عبدى خرج من ~~ات لحافه، وترك الدتيا، وامرأته الحسناء يناجى بكلامى أشهدكم أنى قد ~~فرت له"(2) قاله نافع ~~ووكان عبد الله بن عمر يقوم من الليل ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ # فيقول له: لا، فيقوم لصلاته، ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: نعم ~~اليقعد فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الغجر . وكان الإمام زين العابدين ~~اشه يقول: نام يحى بن زكريا عليهما السلام ليلة عن ورده، وكان قدا ~~ابع من خبز الشعير، فأوحى الله تعالى إليه : يا يحى لو اطلعت على جن ~~الردوس اطلاعة لذاب جسمك، ولبكيت الصديد بعد الدموع، وللبست ~~الحديد بعد المسوح. وكان عمر بن الخطاب -فال- ربما تمر عليه الآية فيي ~~ارده من الليل، فيسقط مخشيا عليه حتى يصير بعاد أياما كما يحاد المريض ~~(1) أخرجه الحاكم (1/ 308)، والبيهقى (2/ 502)، وابن عدى فى الكامل، وقال الشيخ ~~الالبانى فى (الإرواء) (ح 452) : الحديث حسن دون الزيادة (أى ومطردة للداء عن ~~الجسد) وقال الحافظ العراقى فى تعتريج الإحياء: "رواه الطبرانى فى الكبير والبيهقى بسند ~~(2) موضوع : ذكره السيوطى فى الجامع الصغير بتحوه وعزاه لابن الستى. وقال الشيخ ~~الالبانى ف ضعيف الجامع (ح 1682): موضوع. PageV00P000 # (89 ~~نبيه المغترين للامام الشعرانى ~~اوكان -تاشه أيام خلافته لا ينام ليلا ولانهارا، وإنما هى خفقات برأسه وهو ~~اجالس . وكان يقول: إذا نمت فى الليل ضيعت نقسى، وإن نمت فى النهار ~~حت رعيتى وأنا مستول عنهم ~~اكان عبد الله بن مسعود يقوم للتهجد إذا هدأت العيون، فيسمع ل ~~اوى كدوى التحل حتى يصبح. وكان سفيان الثورى إذا غفل عن نفسه فأكل ~~كثيرا يقوم الليلة كلها ويقول: إن الحمار إذا زيد فى علفه ms078 زيد فى تعبه في ~~ابقية الأحمال الشاقة، وكان طاوس - رحمه الله - يفرش فراشه من العشاء ~~صير يتقلب عليه، ويثن إلى الصباح لا ينام، وكثيرا ما كان يقوم في ~~العشاء إلى الفجر شاخصا، وكثيرا ما يمكث جالسا مطرقا إلى القجر لا ~~ايكلم. وكان يقول: إن خوف جهنم أطار نوم العابدين ~~اوكان السلف الصالح -- يعرفون وجه من نام عن قيام الليل ~~وويقولون: ما رأيناك في الحضرة الألهية، وقد حضر فلان وفلان، وفرقوا ~~اعلهم التحف، وكان يعسيب يحضهم على بحض التوم على فراش وطىء له ~~اكان بعضهم قعد على فراش حين قدم من سغر، فتام عن ورده تلك الليلة ~~فلف أنه لاينام على فراش حتى يموت. وكان عبد العزيز بن أبي داود ~~ارش له الغراش، فيضع يده عليه ويقول: ما ألينك ولكن فراش الجنة ألين ~~ام ن ك ثم يقوم إلى صلاته، فلا يزال يصلى إلى الفجر. وكان الفضيل بن ~~عياض يقول: إنى لأقوم الليل فيطلع الغجر قيرجف قلبى، وأقول: جا ~~النهار بما فيه من الآفات. # اكان بشر الحافى، وأبو حنيفة، ويزيد الرقاشى، ومالك بن دينار ~~اسفيان التورى، وإبراهيم ين أدهم يقومون الليل كله على الدوام إلى أن ~~اماتوا، وقالوا مرة لبشر الحافى: ألا تستريح لك فى الليل ساعة؟ فقال : إن ~~اسول الله - قد قام حتى تورمت قدماه، وقطر منهما الدم مع أن الله ~~اعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكيف أتام أنا ولم أعلم أن ~~اله بغفر لى ذنيا واحدا. وكان الحسن البصرى يقول: ما ترك أحد قيام ليلة ~~إلا يذنب أذتبه تفقدوا نفوسكم كل ليلة عند الغروب، وتوبوا إلى ربكم PageV00P000 ~~ان يه المغترين للمإمام الشعرانى ~~(90) ~~القوموا الليل. وكان كثيرا ما يقول : إنما يثقل قيام الليل على من أثقلته ~~الخطايا. وكان أبو الأحوص يقول: أدركتا العلماء والعباد وهم لا ينامون ~~اليل. وكنت إذا طفت بدار أو مسجد فى الليل سمعت فيه دويا كدوى ~~الحل، فما بال هؤلاء أهل زمانتا يأمنون مما كان أولنك يخافون منه . # وكان صلة بن ms079 أشيم -فافته- يصف قدميه للصلاة من العشاء إلى الفجر، ثم ~~يقول: إذا فرغ من صلاته يا رب أجرنى من النار، فإن مثلى لا ينبغى له ~~سؤال الجنة ~~ووقال رجل لإبراهيم بن أدهم : إنى لا أقدر على قيام الليل، فصف لى ~~اواء؟ فقال له : لا تعصيه بالنهار وهو يقيمك بين يديه فى الليل، فان ~~وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف والعاصى لا يستسحق ذلك ~~الشرف وكان عتبة الغلام يقول : إذا توضا من الليل قبل أن ينتصب للصلاة: ~~الهم إنى قد خملت نفسى ما لا أطيق من المعاصى والقبائح حتى أستحق ~~الخسسف والمسخ، ودخول التار، وها أنا أريد أن أقف بين يديك خلف كل ~~اارض على وجه الأرض رجاء أن تغغر لأحد منهم، فيصيبنى شىء من ~~المغفرة. # اكان الحسن بن صالح يقوم الليل هو وجاريته فياعها لقوم فلما صلت ~~العشاء افتتسحت بالصلاة فما زالت تصلى إلى الغجر، وكانت تقول لأهل ~~الدار كل ساعة تمضى من الليل، يا أهل الدار قوموا يا أهل الدار صلوا ~~اقالوا لها: نحن لا نقوم إلى الفجر، فجاءت إلى الحسن بن صالح وقالت: ~~اتنى لقوم ينامون الليل كله، وأخاف أن أكسل من شهود نومهم قردها ~~الحسن إليه رحمة يها ووفاء يحقها ~~ووكانت رابعة العدوية تتوضا كل ليلة وتتطيب وتقول لزوجها: ألك ~~احاجة؟ فإن قال لا : قامت إلى الصباح. وكانت تقول أول الليل : إلهى نامت ~~العيون، وغارت التجوم، وأغلقت ملوك الدنيا أبوايها، وبابك لا يغلق ~~ااعفر لي، ثم تصف قدميها للصلاة وتقول: وعزتك وجلالك هذا موففى ~~ان يديك إلى الصياح ما عشت. وكان سفيان الشورى يقول: عليكم بقلة PageV00P000 ~~(91 ~~نييه المقترين للمإمام الشعراتى ~~الالكل تملكوا قيام الليل . وكان ثابت البنانى يصلى الليل كله ويقول لأهله: ~~القوموا فصلوا، فإن قيام الليل أهون من مكابدة أهوال يوم القيامة، وكان أبو ~~الجويرية يقول: صحبت الإمام آيا حنيفة لا أفارقه ستة أشهر، فما رأيته وضح ~~اجبه إلى الأرض فى ليلة منها، قالوا: ولم يكن لأبى حنيفة فراش فى ~~اليل: وكان سفيان الثورى ms080 يقول: ما رأيت أعبد من أبى حنيفة، ولا أزهدا ~~اولا أورع منه . وكان الفضيل بن عياض يقول : بلغنا أن الله تعالى يقول حين ~~اجلعى من الليل : أين المدعون لمحبتى فى النهارة أليس كلى محب يحب ~~الخلوة بحبيبه؟ فها أنا الآن مطلع على أحبايى يكلمونى على الحضور ~~وخاطيونى على المشاهدة، وغدا أقر أعينهم فى جنتى. وكان المغيرة بن ~~يب يقول: رمقت عيناي ليلة مالك بن ديتار وقد انتصب بين يدى الله ~~انالى من العشاء قابضا عن لحيته، فما زال يبكى ويقول: يا رب ارحم شيبة ~~الك إلى أن طلع الفجر. قال: ورمقت عيد الواحد بن زيد شهرا فرأيته لا ~~اينام من الليل شيئا. وكان يقول لأهل الدار كل ساعة مضت من الليل: يا ~~أاهل الدار انتبهوا فما هذه دار نوم عن قريب يأكلكم الدود. وكان صهيب ~~العابد رقيقا لامرأة بالبصرة، وكان يقوم الليل كله، فقالت له سيدته يوما: إن ~~اطول القيام بالليل يضرك بخدمتك بالتهار فقال لها: ماذا أصنع؟ وإذا ذكرت ~~هنم طار تومي. وكان أزهر بن مغيت -تالفه- يقول: رأيت ليلة حوراء من ~~أجمل النساء فقلت لها: لمن أنت؟ فقالت: لمن يقوم الليل فى ليالى الشتاء. # اوكان العلاء بن زياد يقوم الليل كله . فقالت له امرأته : ألا تستريح لك لحظظة ~~فأطاعها، فأتاه آت في منامه، وأخذ بمقدم شعر رأسه، وقال: قم قصل ولا ~~اتع حظك من عبادة ربك. فقام فوجد تلك الشعرات واقفة، قلم تزل ~~واققة حتى مات. # اونام إبراهيم بن أدهم ليلة فى بيت المقدس، فسمع صوتا من جانب ~~الصخرة يقول : قيام الليل يطغئ لهب النهار، ويثيت الأقدام على الصراط ~~لفلا تتسساهل فى قيام الليل، فما تركه بعد ذلك حتى مات، قأعلم ذلك يا ~~اخى واعمل به، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~اتييه المقترين للامام الشعرانى ~~الباب الثانى ~~فى جملة أخرى هن الاسخلاق ~~ومن أحلاضهم - رصىاللهتحالى حنهم : شدة هضمهم لنفوسهم ~~ايث يصير أحدهم يتبرك بتلميذه، وبحتمله الحملة، ولا ينظر إلى كون ~~أاعلم من مريده، أو أكثر عملا منه بطريقة الشرعى ms081 إذا كان لا يخشى عليه ~~فتة بذلك ~~القد بلغنا أن الإمام الشافعى -تونقه لما أرسل قاصده للإمام أحمد بن ~~اتبل بأنه سيقع فى محنةعظيمة، ويخلص منها سالما يعتى مسألة هل القران ~~اخلوق أو غير مخلوق؟ فلما أخبره القاصد تزع الإمام أحمد له قميص ~~ارورا بقدوم رسول الشافعى فلما رجع الرسول بالقميص، وأخبر الشافعى ~~ابه قال له: هل كان هذا القميص على جسده من غير حائل؟ قال: نعم ~~اقال: فقبله الإمام الشافعى، ووضحه على عينيه، تم صب عليه الماء في إنا ~~عركه فيه، ثم عصره ووضع غسالته عنده في قارورة. فكان كل من مرض ~~امن أصحايه يرسل له شيئا من تلك الغسالة، فإذا مسح به جسده عوفى من ~~ارضه لسوقته(1). فانظر يا أخى تواضع الإمام الشافعى مع الإمام أحمد مع ~~كوته من تلامذته، وهذا يدلك على أن القوم مع كثرة أعمالهم الصالحة كانوا ~~فه لا يرون نفوسهم على أحد من المسلمين عكس ما عليه المتمشيخون ~~فى هذا الزمان. # كان آخر من أدركته يعتقد في تلميذه، ويتبرك به، ويرسل له ~~االرمد والمريض ليرقيه الشيخ محمد السرورى - رحمهما الله تعالى - فكان ~~الشيخ محمد بن عنان يرسل من يريد الدعاء لمريضه إلى الشيخ يوسف ~~االحريثى - رحمه الله - وكان الشيخ محمد السسرورى يرسله إلى الشيخ على ~~الحديدى - رحمه الله - مع أن الشيخ يوسف، والشيخ على المذكورين من ~~(1) لم تثبت مثل هذه الحكايات عن الشافعى وأحمد رحمهما الله ويظهر عليها لوائح الوضع: PageV00P000 ~~(93) ~~التيه المقترين للإمام الشعراتى ~~اتلامذة هذين الشيخين فرضى الله تعالى عن الصادقين . فاعلم دلك والحمد ~~لله رب العالمين ~~ومن أخلاقصم- وضىاللهتمالى عنمم: كثرة الغيرة على ذكر ~~االه تعالى أن يذكره أحد وهو غافل، وذلك كقصد الوالدة بالذكر تنويم ~~اولدها إذا سهرت به فى الليل، فإن ذكر الله يجل عن مثل ذلك، وقد قال ~~اض الصالحين يوما لمريض: قل يا لطيف وهو غافل عن كونه بين يدى الله ~~اعالى، فعاتبه ربه عز وجل على ذلك فى المتام، وقال له : قسد جعلت ذكر ~~اسمى لعبا ولهوا ms082. انتهى ~~لفاعلم ذلك يا أخى، واعمل عليه والحمد لله رب العالمين. # ومن أخلاقعم- ربصىاللهتحالى عنيم ، آن يكون أحدهم هيتا ~~اليا ينقاد للصغير كما ينقاد الجمل، وفى الحديث الذى فيه الأمر بتيوية ~~الفوف: "ولينوا في يد إخواتكم"(1)، وفى القرآن العظيم: ولو كنت ~~فتقا غليظ القلب لانفضوا من حولك [ا عمران:159]، إذا علمت ذلك ~~اعلم أن من جملة لين الفقراء أن أحدهم إذا دخل على جماعة يذكرون اله ~~اعالى كذكر الأعجام، أو المغاربة، أو الشناوية، والمطاوعة، أو الرفاعية مثلا ~~ان يذكر معهم كهييتهم فى الصورة بطريقه الشرعى وكذلك يوافقهم فيى ~~اذكرهم الذى لقنوه حين دخلوا في الطريق من نفى أو إثبات(2)، ولا يقول: ~~(1) صحيح: آخرجه أحمد (5/ 262) من حديث أبي أمامة -باقي-، وآخرجه أيفا أحمد ~~(2/ 98)، وأبو دادود (ح 666) من حديث ابن عمرو -14-، وصحسحه الشيخ ~~الالباني في صيح آبي داود (ج 620)، وصحيح الترغيب والترهيب (ح 488 ~~(2) لم يثبت الذكر الجماعى عن الرسول الكريم - -، أو عن أحد من صحابته الكرام. # ابل عندما يلغ ابن مسعود أن قوما جلسوا فى المسجد جلقا، وفى كل حلقة رجل يقول: ~~بروا مائة فيكبرون مائة فيقول: هللوا مائة، فيهللوا مائة. فأتى على حلقة منها فقال ~~اا هذا الذى أراكم؟ قالوا: يا أيا عبد الرحمن، حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ~~اوالتحميد، قال : فعدوا سيئاتكم قأنا ضامن آن لا يضيع من حسناتكم بشىء، ويحكم ~~اا أمة محمد ، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء أصحابه وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم PageV00P000 ~~انييه المغترين للامام الشعرانى ~~ان هذه الكيفية ليست طريقة شيخنا كما وقع فى ذلك كثير من الناس. # يفوتهم الأجر مع وقوعهم فى الجفاء، وغلظ الطبع. فاعلم ذلك واعمل ~~عليه والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقمم- رضى اللفحالى حنصم : شدة الجوع بطريق ~~الشرعى، وإن لم يجدوا شيئا حلالا يأكلوه طووا الأيام والليالى، وقدا ~~اربوا فوجدوا التور كله، والخير فى خلو البطن، حتى قالوا فى المثل ~~السائر فى الطبل إنما كان صوته قويا جهوريا لكونه خالى الجوف. وقدا ~~قالوا: يتبغى للعالم أن لا يشبع قط لا ms083 سيما أيام التأليف، وذلك لئلا ~~احجب عن كمال الفهم فى القرآن والحديث والفقه وغير ذلك، وذلك لأن ~~اهم الشبعان يكون ضعيقا، ومن شك فليجرب وقد أدركنا جماعة كثيرة ~~امن الفقراء كانوا -- على قدم الصدق فى الجوع حتى كان أحدهم لا ~~الخل الخلاء إلا كل صبعة أيام مرة حياء من الله تعالى أن يكثر تردده ~~الخلاء، وهو مكشوف العورة ~~اقد انتهى أمر سيدى الشيخ تاج الدين الذاكر - رحمه الله تعالى - إلى ~~ان صار يتوضا في كل اتتى عشر يوما مرة. وقد كان كسيدى على الشهاوى ~~الشهوز بالدؤيب - رحمه الله تعالى - يأمر كل من لقيه بالجوع، ويقول: إن ه ~~الاح المؤمن، وصاحب الجوع إن لم يطع الله لم يحصه لعدم وجود داع ~~ايدعوه إلى المعاصى ~~ومن صام الدهر كله(1) أخى الشيخ عمر النبتيتى المكشوف الرأس، ~~ولده عمه الشيخ عبد التادر المكشوف الرأس أيضا، وصار كل منهما فى ~~تكر، والذى نفسى بيده إنكم لعلى ملة هى أهدى من ملة محمد، أو مفسحوا باب ~~لالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير . قال: وكم من مريد للخير لن ~~روى الدارمي أيضا عنه بإستاد صحيح أنه قال: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم" . # (1) قلت : قد نهى النى - - عن صيام الدهر، فقال في الحديث المتفق عليه: لا صام ~~من صام الدهر4. PageV00P000 # انبيه المغترين للامام الشعرانى ~~اية التورانية، وعلو الهمة - رحمهما الله تعالى - قاتبع يا أخى سلفك في ~~اذلك، ولا تأكل إلا بعد جوع شديد، وهو أن تشتعل أمعاؤك وتصير تلذعك ~~العدم وجود طبيعة تشتغل بطبخها. فاعلم ذلك يا أخى واعمل عليه، والحمد ~~اله رب العالمين ~~ومن أخلاقهم - رضى اللحتحالى صنهم: إذا علموا بالقرائن ~~اعدم إخلاص من يتعلم منهم العلم أن يداوموا على تعليمه، ولكن يتوجهوا ~~إلى الله تعالى فى الدعاء له بإصلاح النية، فيؤجرون هم وإياه ولا يتركون ~~اعليمه فإن ذلك بمراد الشارع، وذلك لأن العلم يحمل لأمرين للعمل ي ~~او لاحياء الشريعة به، فصاحبه مأجور على كل حال إما أجرا كاملا أو أجرا ms084 ~~اناقصا. وقد كان سيدي على الخنواص - رحمه الله تعالى - يقول: ما من ~~اامل علم إلا وهو يعمل به، ولو فى حق تفسه إذا ارتكب المعاصى لأ ~~اوب ويندم إذا وقع فيها، فلولا علمه بالحكم ما اهتدى لكون ذلك ذنيا ~~لا تاب سنه فقد عمل هذا بعلسه من تلك الحيثية، وإن كان من ارتكب ~~المعاصى لم يعمل يعلمه على مصطلح الناس فافهم، فالعلم تافع لصاحب ~~على كل حال، ولم يزل علم كل إنسان اكثر من عمله فى كل عصر ~~الحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقهم- رصى اللهتحالى حنيم : عزمهم على العمل ~~الم كل عالم رأوه لا يعتنى بالعمل بما علم، فيعملون بعلمه، ثم يجعلون ~~انواب ذلك في صحائف هذا العالم، ويطلبون أجرهم من الله تعالى من باب ~~ال والفضل كما أنهم إذا قرءوا فى علم من العلوم يجعلون ثواب ذلك ~~المؤلف ولا يزاحموته في ذلك لأن ثواب كل قول لقائله، فافهم ولكن هذا ~~أمر لا يتحقق به إلا من كان أشفق على المؤمنين من أنفسهم بحكم الآرث ~~اللسول الله -6 كما بسطنا الكلام على ذلك فى كتاب المنن الكبرى ~~والحمد لله رب العالمين. # ومف أحلاقهم- رصىاللهفحالى حنيم : مخالطتهم لمن كان ~~دوا لهم في السر، ويدعى محبتهم ظاهرا، وإيهامهم أن أحدهم صدقه في PageV00P000 ~~اه لند لهلم الشرا ~~اعواه المحسبة له، ولم يلحق لما عتده من عدم الصدق ولا يكذبوته قط في ~~اعواه، وكذلك لا يمتنع قط من تقريبه إذا طلب مته القرب، فإن ذلك يزيده ~~اعداوة وتعظيما للمفتنة لكن يحتاج هذا المخالط للعدو إلى حقظ جوارحه من ~~سائر المخالفات لأن العدو ربما كان قصده من المخالطة إطلاعه على عورة ~~أخيه ليصير يهجوه بذلك في المجالس أيام ظهور عداوته له كما هو واقع ~~ك يرا ، فليكن المخالط لعدوه على حذر، ولا يخالط إلا من يعتقد فيه ~~الصداقة والمحبة، فإن البعد من العدو أولى لكل من لم يكن عنده كمال ~~اسياسة وكثرة دين . فاعلم ذلك، والحمد لله رب العالمين. # من أخلاقهم- وصىاللمتحالى حنهم : رؤية محاسن ms085 الناس ~~اوالتعامى عن مساويهم حتى إن أحدهم لا يكاد يرى في أخيه المسلم عيبا ~~جوه يه أبدا، ويصير الناس كلهم عنده صالحين، فعلم أن الصالحين الا ~~اعادون أحدا لحظ النفس، وإنما التاس هم الذين يعادونهم حسدا وعدوانا. # فان قيل إن صاحب هذا المقام يقل نفعه لاصحابه من سيث عدم التصح ~~والتحذير من المنكر، فيصير هذا مرتكبا للمعاصى على الدوام، ولا يهتدى ~~الحذيره عنها لحدم شهودها فيه إذ حمله على المحامل الحستة، فالجواب أنه ~~اتدى للتحذير بالألهام الصحيح يواسطة رابطته يه، أو بقياسه على نفس ~~اقول: كما أنى أرتكب المعاصى مثلا، فكذلك أخى قد لا يخلو منها، فإن ~~اا جاز في حقي جاز في حق غيري، ومعلوم عند القسوم آن ذكرهم نقائص ~~اخوانهم لا يكون إلا على وجه التحذير دون التشفى لبراءتهم عن مثل هذا ~~الفعل لأن الكامل يكنى عند القوم أبا العبون، فلكل شىء عنده عين يرا ~~يشهد سلامة أتيه من التقاتص كالرياء والنفاق ونحوهما بعين، ويحتاط له ~~احتياط من يتهمه النقائص فعلا أو تقديرا بالعين الأخرى، ويحذره منها ~~بالعين الأخرى والله أعلم ~~ومن أخلاقهم - وضىالله قحالى عنهم : كثرة شكرهم لله تعالى ~~اذا كثر حسادهم وأعداؤهم، ثم كثرة استغفارهم بعد ذلك، فيشكرون الله ~~اعالى على تلك النعمة التى حسدهم الناس عليها ويستغفرونه عز وجل من PageV00P000 ~~اننبيه المغترين للإمام الشعراتى ~~ايث إنه لولا وجودهم ووجود النعمة التى عليهم ما وقع أحد فى حسدهم ~~المحرم، فاستغفارهم المذكور إنما هو تورع من حيث اللازم للنعمة، والا ~~فوجود النعمة ليس بيدهم، ويسمى هذا استغفار الاكابر، وكذلك كثرة ~~ااتغفارهم لمن يحسدهم ورحمتهم له وشفقتهم عليه لكونه أهلك دينه بكثر ~~اسده لهم، فيقول أحدهم : اللهم اغفرلحاسدينا، فإتهم لما عندهم من الضيق ~~الا يحتملون رؤية النعم التى علينا دونهم، ولوا اتسعت تفوسهم لم يقعوا فى ~~اسدنا، وهذا الخلق لا يكاد يتخلق به إلا قليل من الناس بل غالبهم يتمنى ~~لحاسده كل سوء. والله أعلم. # ومن أحلاقهم - رضى اللهتعالى حنهم : إنصافهم لكل من ~~اى لهم عند الأكاير والأمراء ms086 في تحصيل رزقه، أو حوالى، أو هدية وتحو ~~لك فيقاسمونه بالتصف أو الربع بقدر ما يرونه يرضيه لاسيما إن وصف ~~أحدهم بالصلاح والزهد والورع. حتى أعطوه ما أعطوه، فإن ذلك من ياب ~~الصب والتلبيس، فلا ينبغى للشيخ أن يشح عليه بما يطلبه من ذلك لأنه ~~اعدود من كسب ذلك الناصب حقيقة، فالأولى له عدم أخذ شىء مته مطلق ~~الا بطريق شرعى، وقد كثر النصب فى أهل هذا الزمان، فصار أحدهم ~~ايوقف النقيب مثلا ينصب له عند الأمراء، أو مشايخ العرب، ثم إذا أتاه به ~~اختص به، ولا يعطى النقيب الذى تصب وتعب شيئا، وذلك حيف عظيم ~~اقد رأيت بعضهم رفع الشيخ إلى الحاكم وذكر فيه العجر والبجر حتى قال ~~القاضى وجماعته للشيخ: إنك يا رجل طماع عظيم ~~ال اياك يا آخى أن تظن فى مشايخ العصور المتقدمة أنهم كانوا كذلك ~~فتسىء بهم الظن بل كانوا على جانب عظيم من الزهد والورع ~~فاعلم ذلك يا أخى، والحمدلله رب العالمين. # ومن أحلةمم- وضياللفحالى حنهم : عملهم بالسنة إذا ~~اطبوا امرأة، فيرون منها الوجه والكفين، قال بعضهم: ويكون ذلك بغير ~~شهوة لأنها ليسست يمحل الاستمتاع بها الآن ، ولكن الجمهور على خلافه ~~الاذان الشارع له في النظر، ولا يتعلل أحدهم بالحياء، فإن فى ترك النظر PageV00P000 ~~انبيه المغترين للامام الشعراتى ~~مأسد. وحصول شرور إذا لم تحجيه، ثم إذا رأى أحدهم المخطوبة لا ~~ى منها إلا بقدر الحاجة، فإن علم من نفسه الطغيان، فلينظر دون القدر ~~الأذون فيه، ويفوض أمره إلى الله تعالى، أو يأذن لامرأة يثق بها تنظرها له ~~اكم النيابة، فعلم أن من ترك النظر، وتعلل بالحياء، فهو جاهل بالستة ~~اافى الطبع، وإن حياءه الذى تعلل به طييعى لا شرعى، والحمد لله رب ~~العالمين ~~ومن أحلاقهم - رصىاللهتحالي عنمم : كثرة أذبهم مع من ~~اعلمهم سورة أو آية من القرآن، وهم أطفال، فلم يزل أحدهم يتأدب مع من ~~اعلمه السورة أو الآية، أو الباب من العلم حتى إنه لا يقدر يمر عليه راكبا ~~لا يتزوج له مطلقة ms087، ولو صار من مشايخ الإسلام، أو من الطريق ومن ~~املة آدبهم معه أيضا افتقاده بالهدايا والسكسوة له ولعياله، ومن يلوذ به ~~إكراما له. # ومن أحلدقم4- وصالللفحالى حني، عدم البخل على ~~الفقيه الذى يعلم أطفالهم القرآن، ولا يستكثرون عليه شيئا يعطونه له في ~~قد حكى عن أبى زيد القيروانى صاحب الرسالة - رحمه الله ~~الدنيا. # اعالى - أنه أعطى فقيه ولده لما علمه حزبا من القرآن مائة دينار، فقال له ~~الفقيه : أنا يا سيدى ما عملت شيئا أستحق به هذا كله، قال: فحول ~~الشيخ ولده من عنده إلى فقيه آخر وقال: هذا رجل مستهين بالقرآن. # اقلت: وقد عملت أنا هذا الخخلق بحمد الله تعالى مع فقيهى الشيخ حسن ~~االحلبى - رحمه الله تعالى - فكنت آكسوه هو وأولاده إلى أن مات، ولم ~~ار أننى قمت بواجب حقه - رحمه الله - وقد كنت مارا يوما مع الشيخ ~~مس الدين الدمياطى - رحمه الله تعالى - في سنة ثمان عشر ~~اتسعمائة، فرأى الشيخ رجلا أعمى تقوده اينته، فنزل الشيخ من على ~~ادابته وقبل يده وماشاه طويلا، فلما رجع سألته عنه فقال: هذا رجل ~~لرأت عليه، وأنا صبى شيئا من القرآن، فلا أقدر أمر عليه وآنا راكب PageV00P000 ~~اننيه المفترين للإمام الشعرانى ~~اع أن الشيخ شمس الدين المذكور كان قد أعطى من الجاه، والاعتقاد ~~ووالعلم والصلاح عند الملوك، فمن دونهم ما لم نر أحدا أعطى مثله من ~~اقرانه حتى إنى رأيته بين القصرين يوما، والناس يزدحمون عليه لتقييل ~~ايه، ومن لم يصل إليه نشر رداءه وحذفه عليه حتى يصيبه من ثياب ~~ااشيخ، ثم يصير يقبل ذلك الرداء كما يفعل الناس ذلك بكسوة الكعبة ~~اين تمر عليهم بالقاهرة، فرضى الله تعالى عن أهل الأوب . فاعلم ذلك ~~ااقتد بهم، والحمد للهرب العالمين. # وم أحلاقمم- رصىاللهفحالى عنيم: عدم شهودهم في ~~اوسهم أن لهم نوافل من العبادات، ولو قاموا حتى تورمت أقدامهم، واتما ~~اليون ذلك كالجابر ليعض النقص الحاصل فى فرائضهم إذ النوافل حقيقة إنما ~~اكون لمن كملت فرائضه كما أشار إليه قوله سبحانه وتعالى: ومن ms088 الليل ~~هجد به تاقلة لك، فذكر تعالى أنها نافلة له لكمال فرائضه-- إذ ~~او معصوم من النقص فى عباداته كما ذكر الحاقظ الجلال السيوطى - رحم ~~ال - في الخصائص وغيره أيضا، وإن قدر أن أحدا من الأولياء أتى بعبادته ~~اعلى الكمال، فذاك بحكم الإرث لرسول الله --، وقد رأيت في كلام ~~بعض العلماء أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام لا تعرض على الله تعالى ~~الاة أحد إلا بعد تكملتها له من نوافله آدبا مع الله تعالى، وقد فعل جماعة ~~الملوك مثل ذلك فيمن كان ببدنه عاهة مثلا، قلا يعرضونه على السلطان أبدا ~~يانة له آن يقح بصره على ناقص، وإن حدث ذلك في وزير أو دفتردار أو ~~احوهما عزلوه، واستنابوا غيره، وماجعله الناس أديا مع الملوك، فهو أدب ~~الع الله تعالى، فإن الشرع قد يتبع العرف فى كثير من المسائل كما هو ~~حلوم ~~فاعلم ذلك يا أخى، واعمل عليه، والحمد لله رب العالمين. # وم أحلقمم- وصيالاستحالى سنهم: عدم استشراف ~~افوسهم إلى هدية أحد جاء من الحجار أو من الشام مثلا، فلا يحدث ~~أحدهم نفسه بأن فلانا سيهدى إليه شاشا أو مداسا أو فاكهة أو نحو ذلك PageV00P000 ~~بيه المفترين للإمام الشعرانى ~~اباذدا، بل هم غافلون عن مثل ذلك، وكذلك إذا أهدوا هم إلى أحد جا ~~امن السفر المذكور شيئا ابتسداء لا تحدثهم أنفسهم بأنه سيكافتهم على ذلك ~~ابل هم عافلون عن ذلك بالكلية، وليس ذلك من باب سوء الظن منهم ~~ابأخيهم إتما هو من باب ترك الطمع، فهو وإن لزم من ظنهم بأخيهم آنه لا ~~اكافيهم سوء الظن فليس ذلك مقصودا لهم، ولا يؤاخذ الشخص إلا يما ~~وقد كان سيدي على الخواص - رحمه الله تعسالى - إذا سمع أحدا ~~كر أشعب الطماع وأنه كان يفستش على الدخان يترحم عليه، ويقول: ~~ان كان حسن الظن بجيرانه، فجزاه الله تعالي خيرا يعنى أنه محمود في ~~ال نه الحتير بالجيران، وإن لسزم منه الطمع فافهم . واعلم أنه يتبغى لك إذا ~~ارسلت هدية، وعلمت من أخيك المكافأة عليها لما ms089 هو عليه من المعروف ~~ان تخبره بذلك على لسان القاصد، تقول له : قل لأخى فلان إن هذا ~~أامر يستحق مكافأة عليك، وقد أقسم عليك أخوك بعدم المكافأة فيه جبرا ~~الخاطره، وذلك لأجل أن يستريح من تعب المكافاة، ولو لحظة . وقد ~~أرسلت مرة لأخى الشيخ شمس الدين البرهمتوشى - رحمه الله تعالى ~~اهدية قليلة، فأرسل إلى أضعافها، فعلمت يذلك كبر مروءته لكن لا ~~اخفى أن البداءة يالهدية مطلوبة شرعا لا سيما لمن بيتهما عداوة في السر ~~خبر "تهادوا تحابوا"(1) وخبر "الهدية تذهب وحر الصدر"(2) أى غشه ~~شؤمه فابدأ بالهدية يا أتى بطريقه الشرعى، واحذر من استشراف ~~فسك إلى هدية ممن جاء من سفر أو إلى مكافأة من أهديت أنت إليه ~~متى خالفت ذلك فقد خرجت عن طريق سلفك، فاعلم ذلك، والحمد ~~الله رب العالمين. # (1) حسن : أخرجه البخارى فى الأدب المفرد (ح 594) وحسنه الشيخ الالبانى فى الإروا ~~(ح1601). # (2) ضعيف : أخرجه الترمذي (4/ 2130) من حديث أبى مريرة -ف- وضعفه الشيخ ~~لالبانى فى ضعيف الجامع (ح 2489) . PageV00P000 # نيه المغترين للإمام الشعرانى ~~من أحلافقعم- رصى اللتحالى عنعم : أن يشددوا فى العزومة ~~اعلى الضيف، فإنه لا يأكل بعد ذلك إلا رزقه الذى قسمه الله له . وقد كان ~~الشيخ عبد الحليم بن مصلم - رحمه الله تعالى - يحلف على الضيف أنه لا ~~أككل عند أحد غيره ما دام فى بلده، فكان الضيف بعد ذلك لا يأتيه الا ~~اادرا، وقد قلت له مرة فى ذلك، فقال لى : قد استفدنا فى التشديد على ~~العزومة بياض الوجه، ولم يأكل إلا ما قسم له، ولو أنى لم أشدد فيى ~~العزومة لربما أكل عتذى على رغم أنفى، وأكون مذموما عنده وعند الله ~~ووعند الخخلق، وقد فعلت أنا بذلك مع أولاد سيدي الشيخ محمد الشناوى ~~اوأولاد الشيخ عبد الرزاق البخارى - رحمهما الله تعالى - لما أقاموا عندى مرق ~~او ثلاثة أشهر فكنت أغضب منهم إذا اكلوا عند غيرى. وكان يحصل لهم ~~لك انشراح قلب، ويزول ما كاتوا يتوهمونه من حصول ثقل عندي ~~أوحصول تقل منهم ~~فاعلم ذلك يا ms090 أخى، والحمد لله رب العالمين. # وصف أحلاقصم- رصى اللهفحالى حنح-: شدة ورعهم فى أمر ~~الطعام والشراب، حتى إن أحدهم كان لا يأكل إلا أن يرى سبعة أيد تداولت ~~اعلى ذلك الطعام، أو ثلاثة أيد فى الحل، فإن لم يجدوا ذلك طووا حتى ~~اجدوا حلالا يناسبهم، وقد كان أخى الشيخ أقضل الدين - رحمه الله تعالى - ~~امن آخر من رأيته من المتورعين، فكان لا يأكل من طعام إلا إن تداولت عليه ~~اميعة أيد فى الحل، وكان إن لم يجد طعاما على هذا الحكم طوى الأيام ~~الواليةحتى تأكل الأمعاء بعضها، ويخاف على عقله ودينه، فهناك يأكل ~~كالمضطر. وكان - رحمه الله تعالى - يعرف تداول تلك الأيدى من طريق ~~الكشف، وقد من الله تعالى على باقتفاء أثره لكن يتداول ثلاثة أيد فقط، ثم ~~ان حصل عندى شك في ذلك تقايأته وتارة يطلع هو بنفسه، فالحمد لله رب ~~العالمين. # ومن أحلاقهم- رصىاللدفحالى حنمم : تعقد نفوسهم كل ~~ااعسة ليخرجوا منها صفات المناققين ويدخلوا فيها صفات المؤمنين لأنها PageV00P000 ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(102 ~~عكسها، فمن جملة صفات المؤمنين ما ذكره الله تعالي في كتابه العزيز بقوله ~~اعز وجل: {التاثبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون ~~اامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبش ~~المؤمنين) [التوبة:112]، . ومنها قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون (1) ~~الذين هم في صلاتهم خاشعون) [المؤمتون:201]، ونحوهما من الآيات، وفى ~~الحاديث : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسسه" (1)، وفيى ~~احديث آخر: "لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه، قالوا: وما بوائقه يا ~~سول الله؟ قال: غته وظلمه"(2). # ووكان أمير المؤمنين عمر ين الخطاب -قالته يقول : إذا رأيتمونى زغت ~~اعن الطريق، فقومونى واتصحونى فإن المؤمن لا يكون إلا ناصحا لأخيه. # وقد جمع يحبى بن معاذ- رحمه النه تعالى - جملة من صفات المؤمن في ~~اعض رسائله، فقال : أن يكون كثير الحياء، قليل الأذى ، كثير الخير، قليل ~~الفساد، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل ~~الفلفضول، كثير البر للرحم، وصولا، وقورا، شكورا كثير الرضا عن ال ه ms091 ~~اذا ضيق عليه الرزق، حليما رفيقا بإخوانه عفيفا شفوقا لا لعانا ولا سيابا ~~ولا عيابا ولا مغتابا، ولا نماما ولا عجولا، ولا حسودا ولا حقودا، ولا ~~اكبرا ولا معجبا، ولا راغيا في الدنيا، ولا طويل الأمل، ولا كثير النوم ~~والخفلة، ولا مرائيا، ولا متافقا، ولا بخيلا هشاشا يشاشا" ولا خساسا ~~ل جساسا يحب فى الله، ويرصى فى الله، ويخضب لله، زاده تقواه ~~وهمته عقباه وجليسه ذكراه، وحبيبه مولاه، وسعيه لاخراه، وذكر نحو ~~ثلاثمائة وصف. # (1) متفق عليه: أخرجه البخارى (ح 13) في الإيمان، ومسلم (ح 45) في الإيمان، باب: ~~اليل على أن من خصال الايمان آن يحب لاخيه المسلم ما يحب لنفسه ~~(2) أحرجه اليخارى (ح6010) في الأدب، باب: إنم من لا يأمن جاره بوائقه، بلفظ: ~~والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، فتيل: من يا رسول الله، قال: الذى لا ~~أمن جاره بوائقه4، ومسلم (ح 46) في الايمان، باب: تحريم إيذاء الجار بلفظ: لا ~~يدخل الجنة من لا يأمن جاره بواثقه" كلاهما من حديث أبى هريرة PageV00P000 ~~ييه المفترين للإمام الشعرانى ~~وكان مالك ين دينار - رحمه الله - يقول : لو نيت للمنافين أذناب ما ~~اوجد المؤمنون أرضا يمشون عليها يعنى لكثرتهم وكان حذيفة -قافتع يقول ~~كان الرجل يتكلم بالكلمة الواحدة على عهد رسول الله -2-، فيصير بها ~~افتا، وإنى لأسمعها من أحدكم فى المجلس الواحد عشر مرات وهولا ينتبه ~~الها، وفى الحديث : "المنافق همته فى الطعام والشراب، والمؤمن همته فى ~~الصيام والصلاة". وكان عمر بن عيد العزيز - رحمه الله تعالى - يقول: قوة ~~المؤمن فى قليه، وقوة الكافر والمتافق فى يده. وكان حاتم الأصم- رحمه الله ~~اعالى - يقول: من علامة المؤمن أن يفعل الطاعات، ومع ذلك يبكى، ومن ~~اعلامة المنافق آن ينسى العمل ثم يضحك . وكان الفضيل بن عياض - رحمه ~~اله تعالى - يقول : المؤمن يزرع نخلا، ويخاف أن يثمر شوكا، والمنافق يزرع ~~شوكا، ويطلب أن يثمر رطبا ~~فاعلم ذلك يا أختى، وفتش نفسك قيل موتك، وابك عليها إن وجدت ~~اا فيها أخلاق المنافقين، وآكثر من الاستغفار ms092، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقهم- رصى اللفحالى حنيم-: عدم إمساك الدينار ~~والرهم في بداية أمرهم، ثم جمعهما للاتفاق فى نهاية أمرهم، وذلك لأن ~~الشخص فى بداية أمره فى الطريق حكم الطقل الرضصيع فيحتاج عند الفطام ~~ال وضع الصبر ونحوه على الثدى ليصير يكره الرضاع من اللين الذى ~~اضره، فإذا وثقنا كراهية مصه لذلك صار هو يكره شرب اللبن، وتعافه نفسه ~~كذلك الفقير في حال نهايته يصير يعاف الدنيا، وهناك يكون الكمال فيى ~~اساكه لها ليعف بها نقسه عن سؤال الناسب، وينغق منها في سبيل الله كما ~~أمره الله، وعلى هذا التقدير ينزل قول من نهى عن الدنيا من السلف، ومن ~~أمر بإمساكها. # وقد كان مسلم النحات - رحمه الله تعالى - يقول: لما ضرب الدينار ~~االدرهم وضعهما إبليس على جبهته وقبلهما وقال : من أحبكما فهو عبدى ~~احقا. قلت : لابد من استثتاء من أحب الدنيا للآنفاق من هذا الإطلاق، واله ~~أعلم، لأنه إطلاق في محل تفصيل وقد كان كهمس بن الحسن - رحمه الله PageV00P000 ~~ييه المغترين للامام الشعراتى ~~(104 ~~عالى - لا يمسك بيده دينارا ولا درهما ويقول: والله لجراب بعر أحب إلى ~~من جراب ذهب. وقد كان إبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - يقول: لا ~~اكمل مقام الققيز إلا يرفض الدنيا، وعدم تقديم نفسه فيها على إخوانه الا ~~ان يكون أحوج منهم، وقد طلب رجل صحبة إبراهيم بن أدهم - رحمه الله ~~ققال له : بشرط أن لا تكون أحق بمالك منى فقال : لا طاقة لى على ذلك ثم ~~وفي المتوراة: حرام على قلب يحب الدنيا أن يقول الحق. وكان يحيى ~~تهي ~~ان معاد - رحمه الله تعالى - يقول: اعلموا أن الدرهم عقرب، فمن لم ~~حسن رقيته قتله سمه، فقيل: وما رقيسته؟ قال: أن يؤخذ من حله ويوضع ~~ف محله. وقد كان سميط بن عجلان - رحمه الله تعالى - يقول: الدراهم ~~أمة المنافقين يقادون بها إلى المهالك. وكان عيسى عليه الصلاة والسلام ~~ايقول: لا يكون الرجل صالحا حتى يتساوى عنده الذهب والتراب. # وكان شقيق البلعخى - رحمه الله تعالى ms093 - يقول: من انشرح لدخول ~~النيا عليه فهو منافق - يعنى بذلك من تظاهر للناس بالزهد في الدنيا - وأما ~~امن لم يتظاهر بذلك فلا والله أعلم ~~ووكان أمير المؤمتين على فاقه يسضع الدرهم فى كفه ويقول: أف لك ~~امن درهم لا تنفعنى إلا إن خرجت عنى . وكان سفيان الثورى - رحمه الله ~~اعالى - يقول : إذا دخل الدرهم الحرام من الباب خرج الحق من الكون ~~فقيل له : فإن سدت الكوة؟ فقال: يخرج من حيث يأتى ملك الموت. وكان ~~العلاء بن زياد - رحمه الله - يقول: لا يكمل العالم إلا إن عف عن الدنيا ~~ووعن النساء. وقد كان سفيان الثورى - رحمه الله - كثيرا ما يتشد قوله: ~~ان وجدت فلا تظتوا غيره أن التورع عند هذا الدرهم ~~اذا قدرت عليه ثم تركته فاعلم بأن تقاك تقوى المسلم ~~افاحذر يا أخى من فضول الدنيا، واقتد بسلفك الطاهر فى الزهد تسلم ~~امن آفاتها، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~نبيه المغترين للامام الشعرانى ~~أص وصى الافال حنع، محبتهم لتقديم ~~اريدهم خدمة الله تعالى على خدمتهم فإذا دعوا أحدا إلى حاجتهم ولم يأت ~~الاشتغاله بتلاوة القرآن مثلا، أو بذكر الله تعالى كان ذلك أرجح عندهم من ~~احاجتهم، ولو كانت ضرورية كطحن القمح، وطبخ الطعام، ونحو ذلك ~~اوهذا الخلق لا يعمل به إلا من خلص من رعونات النفس، وصحت له محبة ~~اله تعالى حتى صار يقدمها على جميع أهوية نقسه. # اقد كان لى ورد فى الصلاة على النى - - فطاب لى الذكر ليلة ~~استمريت فيه حتى فاتنى وردى في الصلاةعلى النيى -4- فخجلت بعد ~~لك منه- حياء منه، فلما أصيحت عرضت ذلك على شيخنا سيدي ~~اعلى الخواص - رحمه الله تعالى - فقال لى : لا ينبغى الخجل منه ~~الاجل ذلك، فإنه -- يحب ربه سبحانه وتعالى آكثر من نفسه بيقين ~~لا ينبغى آن يتوهم فيه -46- أنه يتكدر منك لأجل ذلك بل هو-ل ~~ارح بذكر لله عز وجل من الصلاة عليه مع أن الصلاة عليه - - لابد ~~فيها من ذكر الله تعالى والله أعلم ~~ووكذلك ينبغى أن يكون الشيخ ms094 ينشرح لاشتغال المريد بالصلاة على ~~سول الله -- أكثر مما ينشرح إذا صار المريد يقول : اللهم ارحم شيخى ~~واغفر له، ونحو ذلك لكون التبى -44- أحب إلى كل شيخ من نفسه ومن ~~اهله، قافهم ذلك يا أخى، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أخلافهم- رضىاللهتحالى عنهم ، تقديم أعمال الآخرة ~~ادائما على أعمال الدنيا، فيقدم أحدهم ورده بعد صلاة الصبح على سائر ~~اهماته كما يقدم التهجد فى الليلة الباردة على نومه تحت اللحاف، وعلى ~~لك درج السلف الصالح كلهم 4 فمن أصبح وهمته فى الدنيا ~~ال فهفوخارج عن طريقهم، قد رأيت مرة شيخا أراد التتزه فى بستان، فترك ذلك ~~الوم الورد، وصلاة الصبح مح الجماعة، وكان له عمامة صوف وعذبة ~~لقلت له : يا أخى لو لبست لك عمامة مخططة، وثوبا معخططا مما يلبسه ~~العياق، وصليت الصيح فى جماعة، وقرأت الورد لكان ذلك أفضل لك عند PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للامام الشعرانى ~~(106) ~~اله تعالى، فلم يرد جوابا، وكان يونس بن عبيد - رحمه الله تعالى - يقول: ~~ام لم تكن عتده تسبيحة أو تهليلة واحدة خيرا من الدنيا وما فيها، فهو من ~~اثر دنياه على آخرته. # كان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: ومن خطب الدنيا ~~اطلبت منه دينه كله في صداقها لا يرضيها منه إلا ذلك، وكان سيدى الشيخ ~~ابو الحسن الشاذلى - رحمه الله تعالى - يقول: الدتيا ابنة إبليس، فمن خطيها ~~كثر تردد أبيها إليه، فإن دخل بها أقام عنده بالكلية. # قلت: المراد بخطبته الدنيا تمنيها، وبالدخول بها إمساكها أى إمساك ~~الفاضل منها عن حاجته لغير غرض شرعى، فاعلم أن من آراد أن إيليس لا ~~كن عنده مع تزويجه ابنته، فقد رام المحسال، ولذلك كان يتوسوس في ~~الصلاة والوضوء والنيات كلها كثير من الناس يحبون الدنيا بقلوبهم، والحمد ~~الله رب العالمين. # ومن أحلاقمم- وصىالقدقحالى حنهم: عدم خوفهم من ~~ياع ذريتهم من بعدهم، ولذلك كانوا ينفقون كل ما دخل يدهم من ~~الدنيا، ولا يدخرون شيئا، ولو أنهم خافوا على ذريتهم الضياع لحكم ~~اعليهم الحرص والبخل والشح، وخرجوا عن صفات ms095 القوم، وفى الحديث: ~~الولد مبخلة مجبنة"(1)، أى يدع أباه بخيلا جبانا عن الجهاد وغيره، وفيى ~~الحديث أيضا: "مالك ما قدمت، ومال وارثك ما أخرت"(2) . وكان الحسن . # البصرى - رحمه الله - يقول: أنفق يابن آدم ولا يغرنك من حولك من هذه ~~السباع الضارية ابنك وحلائلك وكلالتك، وخادمك، فإن ابتك مثل الأسا ~~اي نازعك فيما فى يدك ليختص به دوتك، فلا هو يتصدق به عنك، ولا هو ~~(1) ضعيف : ذكره الهندى في كنز العمال (16/ 44516) وعزاه للطيرانى عن خولة بنت ~~كيم، وأخرجه أبو بعلى (2/ 1032) عن أبى سعيد -فا -، وضعفه الشيخ الألبانى ~~فى ضعيف الجامع (ح 6165) ~~(2) صحيح: أخرجه البخارى (ح 6442) في الرقاق، باب: ما قدم من ماله فهو له، من ~~حديث عبد الله بن مسعود، بلفظ: "إنما مال أحدكم ما قال، ومال وارثه ما أخره PageV00P000 ~~(10) ~~انيه المفترين للامام الشعراتى ~~ايدعه ف يدك لتنفق منه فى مرضاة الله تعالى، وأما حلائلك فهسن مثل ~~الكلية في اليصبصة والهرير، أما كلالتك فوالله لدرهم يصل إليهم بعد ~~موتك أحب إليهم من حياتك، وأما خادمك فمثل الثعلب فى الحيل ~~والسرقة، فلا تطلب المحبة من هؤلاء، وتدخر مالك لهم، وتوفر ظهرك ~~إنهم إنما هم معك على غلالة، فإذا وضعوك فى اللحد رجعوا إلى ~~ابوتهم، فبخروا الثياب، وعانقوا النساء، وأكلوا وشربوا وبطروا يمالك ~~وأنت المحاسب بذلك. # وكان أبو حازم - رحمه الله تعالى - يقول: أنفقوا ولا تخشوا ~~الضيعة على أولادكم، فإنهم إن كانوا مؤمنين فإن الله يرزقهم بغير ~~احساب، وإن كانوا فاسقين، فلا تساعدوهم على الفسق يأموالكم ~~كان سسالم بن أبي الجعد - رحمه الله تعالى - ينفق كل ما دخل يده ~~أولا فأولا، فلامته امرأته على ذلك، فقال لها : لأن أدهب بخير ~~ووأترككم بشر أحب إلى من أن أذهب يشر، وأترككم بخير. وكان ~~مد بن يوسف - رحمه الله - يقول: أنفق على أخيك الصالح، فإن ~~اخر لك من ورثتك، وذلك لأنه يدعو لك وأنت يين أطباق الثرى حتى ~~تخرج من قبرك، وليس عليك ذنب بدعائه وأما ورثتك فإنهم ~~اتسمون مالك وينسونك، ولا يرون لك فضلا عليهم ms096، ويقولون إن الله ~~عالى جعل لنا ذلك، وكان مالك بن دينار- رحمه الله تعالى - لا يقتنى ~~بيته شيئا سوى الحصير والمصحف والايريق، وقد أعطاه شخص مرة ~~اكوة جسديدة، فلما أصبح أعطاها مالك لشخص من أصحابه، وقال ~~اله: خذها يا أخى فإنها أشغلت قلبى خوفا أن يسرقها أحد من بيتى ~~ووكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول : دخلت يوما على أخ ~~أزوره، فرأيت عينيه قد غارتا من الجوع، فأخرجت لسه درهمين ~~وقلت له : خذهما واشتر لك بهما شيئا تقتات به يقويك على العبادة ~~أى أن يقبلهما وقال : فى قدرة الله تعالى أن يقوينى على عبادة هذه ~~اليلة بلا طعام ولا شراب، وإنى أخاف أن آختذهما منك فيبيتا عندى PageV00P000 ~~اتبيه المفترين للإمام الشعرانى ~~أموت، ولم أشتر بهما شيئا، وإن رسول الله-46- قيض، ولم يجدوا ~~بيته دينارا ولا درهما ~~قال: ولما حضرت الوقاة محمد بن كعب القرظى - رسحمه الله تعالى ~~أأنق ماله كله، فقالوا له : هلا ادخرت شيئا منه لذريتك؟ ققال : ادخاره ~~النفسى أولى، وأما دريتى فادخرت لهم فضل ريى، وقد كان يحى بن معاذ ~~احمه الله تعالى - يقول : يخاف أحدنا من فضيحة الدنيا وفقزها، ولا يخاف ~~فضيحة الآخرة وفقرها مع أن فقر الشخص من الأعمال الصالحة فى الآخرة ~~اكون يه أشد خجلا من الناس، فبئس ما فعلنا، وكان يقول: إن هم النفقة ~~اوالأكل والشرب قد منع قلوب الغافلين عن كل خير، ولدرهم واحد يتصدق ~~ابه العبد في حياته خير له من آلف دينار بعد موته ~~اكان المداينى - رسمه الله تعالى - يقول: توريث الأولاد الأدب خير ~~الم من توريث المال، لأن الأدب يكسبهم المال والجاه، والمحبة للآخوان ~~ايجمع لهم بين خيرى الدنيا والآخرة، وأما المال فإنه يعدم سريعا، ويصيرون ~~الا دينا ولا آخرة، وقد جرينا المال الموروث غالبا، فوجدتاه لا خير فيه ولا ~~ابكة لكونه ليس هو بكسب الوارث، وريما كان المورث بخيلا به على ورثته ~~اغيرهم، فاعلم يا أخى ذلك، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أخلاقهم - رصىاللهفعالى عنهم : زيارتهم لقبور المسلمين ~~كل ms097 قليل عملا بقوله -- : "زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة"(1) ~~ووهذا الخلق قل من يعمل به الآن من الناس، وإن وقع أنهم دخلوا تربة فليس ~~ى دخولهم اعتبار، وإنما دلك لأمر عادى كزيارتهم للميت في أول جمعة ~~أو عند تمام الشهرخوفا من تغير خاطر أهل الميت مثلا لا سيما إن كان لهم ~~اعليه حق فى زيارتهم ولده أو والده لما مات، وهو غسرض آخر أجنبى عما ~~القلناه، وكان آخر من رأيته عاملا بهذا الخلق سيدى الشيخ محمد ين عتان ~~1) صحيح: أخرجه مسلم (ح 976) في الجنائز، باب : استثذان النبى -- ربه عز وجل ~~زياره قبر أمه PageV00P000 ~~ييه المغترين للإمام الشعرانى ~~كان - رحمه الله تعالى - يزور القرافة كل يوم جمعة، فكان يزور من عرف ~~امن الأموات، ومن لم يعرف، وكان عندما يرى القبور يبكى ويقول: الذكر ~~الوارد في ذلك ثم يقول: ما منهم أحد إلا وهو يشتهى أن يصلى ركعتين ~~أو يقول: لاإله إلا الله ولو مرة واحدة، فاستغنموا عمركم، وكان يزيد ~~القاشى - رحمه الله تعالى - إذا زار المقيرة يبكى ويقول: ليت شعرى بأى ~~اعمالكم اغتبطتم واستبشرتم، ثم يصرخ كما يصرخ الثور ~~ووكان هشام الدستوائى - رحمه الله تعالى - إذا زار المقابر ورجع إلى ~~ااره يمكث أياما لا يستضىء بسراج ويقول : أتذكر ظلمة القبر، وكان عمر ~~ابان عبد العزيز - رحمه الله تعالى - يزور قبور آبائه من ينى أمية ويقول ~~كأنكم يا آبائى لم تشاركوا أهل الدنيا فى لذة ولا نعيم، وكان يقول: ما ~~احسن ظواهر هذه القيور وإنما الدواهى فى بوطانها، وقد رأى الحسن ~~البصرى - رحمه الله تعالى - رجلأ يضحك في المقابر، فقال له : أما يكفيك ~~ان رسول الله - - كان يكره ذلك. # اكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: إن الميت يفتن فى قبره ~~ابعة أيام، ولذلك استحبوا التصدق عنه تلك المدة مساعدة له حتى يلقن ~~جته. وكان عبد الله ين عمر -ت63- يقول: مررت على مقيرة، فرأيت ~~اخصا خارجا من قبر وهو يتلهب نارا من فرقه إلى قدمه، فقال لى: يا عبد ~~الله اسقتى ماء ms098، فلا أدرى أعرفنى باسمى أم نادانى كما ينادى الرجل من لا ~~رفه، فأردت أن أسقيه، فقال لى الموكل به: لا تسقه، ولا زال يضربه ~~بالسوط حتى رجع إلى قيره فانطبق عليه. # اكان عطاء السلمى - رحمه الله تعالى - كثيرا ما يخرج بعد العشاء إلى ~~القابر، فلا يزال يناجيهم إلى الصباح ويرجع، وكان يقول: يا أهل المقابر ~~اتم فواموتاه، وعاينتم أعمالكم فواعملاه. # قد مر عبد الله بن عمر -فلش4- يوما على مقبرة، ففرش رداءه وصلى ~~اكعتين هناك، فقيل له في ذلك، فقال: ذكرت أهل القبور وقد حيل بينهم PageV00P000 ~~اتنيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(110) ~~اوبين العيادة، فأحببت أن أتقرب إلى الله تعالى بركعتين بينهم. وكان أبو ~~الدرداء -فلافه يقول: إن أعمالكم تعرض على موتاكم، فتارة يسرون، وتارة ~~احزنون. وكان كثيرا ما يقول: اللهم إنى أعوذ بك أن أعمل عملا تخزى به ~~أمواتى بين الأموات. وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - إذا حض ~~افن ميت يكاد يغشى عليه ويقول: والله إن أمرا هذا آخره لحقيق أن يزهد في ~~أوله، ويخاف من آخره. واعلم يا أخى أنه ليس من أصلاق القوم حفر ~~ورهم في حال جياتهم أدبا مع الله سبحانه وتعالى في قوله عز وجل: ~~وما تدرى نفس بأي أرض تموت) [لفمان:34]، أى وتدفن، ولكن قدا ~~التتا آن عصر بن ععبد العزيز - رسمه الله تعالي - قد حقر فبره بدير سمعان ~~او وفتيانه فجعل يحفر، والفتيان ينقلون التراب حتى فرغ من حفره، فدف ~~يه يوم السابع، وكذلك قد بلغنا عن رجلين من بنى خولان أنهما حفرا ~~ليريهما بياب القرافة بمصر، ونقشا اسميهما على لوح رخام هناك، وأنهما ~~اشهدان آن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله-4- وقد قرأته أيام ~~ياحتى، ولم يكن أحدهم يبتى على قيره قبة(1)، ولا يعمل له مقصورة ~~لا يزخترف له حائطا، ولا يجعل له في طيقات قبته قمرية خلاف ما حدث ~~امن بعقص متصوفة زمانتا، ورجما كان من مال بعض الظلمة. # الفاحذر أيها الأخ الصالح من مثل ذلك، فقد قالوا: كم من ms099 ضريح يزار ~~وصاحبه فى النار، وقد رأيت شيخا من مشايخ العجم باع كتبه وثيابه وأمتعة ~~اداره، وعمل له قية وتابوثا وسترا وشخاشيخ، ونحو ذلك صرف عليها جملة ~~كثيرة، ثم كتب على بايها يقول: ~~قف على الباب خاضعا وأحسن الظن وارتج ~~(1) قلت : يناء القباب والمشاهد على القبور وجعلها فى المساجد أمر قد نهى عنه الرسول ~~الكريم. - في أكثر من حديث، وقد قال على بن أبى طالب زاي فى الحديث ~~الصحيح : ألا أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله - -، أن لا أدع قبرا عاليا الا ~~اويته، ولا صورة إلا طمتها، كمما أنه قال قيل موته: "لعن الله اليهود والنصارى ~~اخذوا قبور أنبياءهم مساجده PageV00P000 ~~(111) ~~اتبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~و با مر قضاءاواق ~~صار كل من رأى تلك القبة وتلك الكتابة يضحك على ذلك الفقير ~~ويقول: إنه خاف أن لا يعتنى يه أحد بعد موته، فعلم هو ذلك حتى يقال ~~ايخ، وهذا كله غرور، وقتح باب للاستهزاء بالصالحين، فلا حول ولا قوة ~~إلا بالله العلى العظيم، والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاقمم- رضيالق-نعالى عنم*، عدم غفلتهم عن ذكر ~~اله تعالى، وعن الصلاة على رسول الله-- في كل مجلس جلسوه عملا ~~بقوله -2- : "لا يجلس قوما مجلسا لم يذكروا الله فيه،ولم يصلوا على ~~اهم محمد -6ه- إلا كان عليهم ترة"(1)، أى تبعة ونقصا يوم القيامة ~~ووأيضا عملا يقوله. : "ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ~~الم يذكروا الله فيها"(2) اه. # اكان الحسن البصرى - رجمه الله تعالي - يقول: قد خفف الله تعالى ~~علينا بقوله عز وجل: { فاذكرونى أذكركم) [البقرة: 152]، ولم يخص ~~امكانا دون مكان، ولو أنه تعالى عين لنا مكائا نذكره فيه لكان الواجب عليتا ~~السعى له، ولو كان مسيرة مائة سنة كما صنع فى دعاء الناس إلى الكعبة ~~فلله الحمد والمنة ~~اكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعسالى - يقول : إذا ذكرتم الخلق ~~لف مجالسكم، فاذكروا الله تعالى، فإن ذكره دواء لداء ذكر الخلق. وقد كان ~~ابراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - يشترط ms100 على من يريد معجالسته أن لا ~~يفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى. # اوكان عطاء السلمى - رحمه الله تعسالى - يقول: لا يتبفى لمن ظلم ~~فسه أن يذكر الله تعالى إلا بعد التوبة والاستغفار، فإن الله تعالى يلحن ~~(1) صحيح: أخرجه أحمد (2/ 453) من حديث أبى هريرة، وصححه الشيخ شعيب ~~الأرنؤوط ~~(2) أخرجه الطبرانى (20/ 182)،. والببهقى فى الشعب (ح 512، 513) عن معاذ -قاف - ~~اقال الشيخ الالبانى في صحيح الجامع (ح 5449) : آقرب للضعف PageV00P000 ~~اتيه المغترين للإمام الشعراتى ~~الطالم إذا ذكره ما دام مصرا. قلت : وهو يريد ما ذهب إليه القوم من ~~الوبة كلما أرادوا أن يذكروا ربهم عز وجل استياطا لنفوسهم، ولاحتمال ~~اظلمهم لها، ولو بارتكاب مكروه أو غفلة أو خاطر مذموم ونحو ذلك ~~اه. والله أعلم ~~ووكان داود الطائى - رحمه الله تعالى - يقول: إن كل نفس تخرج من ~~الدنيا عطشانة إلا نفس الذاكرين . وكان وهيب بن الورد - رحمه الله تعالى ~~اقول: إن أولى الناس بالله من افتح المجلس بالذكر، وكان ثابت البنانى - ~~احمه الله تعالى - يقول: إنى لأعرف متى بذكرتى الله تعالسى، قيل له: ~~كيقي ذلك؟ قيإل: إذا ذكرته سبحانه وتعالى ذكرنى، قال تعالى: ~~فاذكرونى أذكركم، وكان أبو المليح - رحمه الله تعالى - إذا ذكر لله ~~عالى يحصل له طري يقول: إنما طربى بذكر الله تعالى لى، فإنه سيحانه ~~وتعالى يقول: فاذكرونى أذكركم ، وكان إذا مشى فى طريق وهوغافل ~~اعن ذكر الله تعالى رجع ثانيا، وذكر الله تعالى فيها ولو مرحلة، ويقول: إنى ~~أحب أن تشهد لى البقاع التى أمر فيها كلها يوم القيامة . وقد كان داود - ~~ال يقول: اللهم اجعلنى من الذاكرين لك، وإذا رأيتنى جاوزت مجلس ~~الذاكرين إلى مجلس الغافلين فكسر رجلى، فإنها نعمة منك على. وكان ~~ى ين معاذ - رحمه الله تعسالى - يقول: حادثوا القلوب بذكر الله تعالى ~~انها سريعة الغفلة. وكان وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - يقول: واعجبا ~~امن الناس ييكون على من مات جسده، ولا يكون على من مات قلبه وهو ~~وقد كان بشر بن منصور - رحمه الله تعالى - يقلل من معجالسة ms101 الناس ~~ويقول: الاجتماع يالناس محل الخفلات، ووالله ما جلس عندى أحد الا ~~رأيت ترك مجالسته أفضل لأنها تصيرخيرا لى وله . انتهى . فاعلم ذلك يا ~~اخى، والحمد لله رب العالمين. # ومف أملقمم- وصى اللدتالى عنيم : عدم وضع جنبهم في ~~الأرض إلا عتد العجز عن الجلوس، وعلمهم بالقرائن أن الله سبحانه وتعالى PageV00P000 ~~بيه المقترين للإمام الشعراتى ~~الامحهم بمثل ذلك، وكان آخر من آدركته على هذا القدم سيدى الشيخ تاج ~~الدين الذاكر - رحمه الله تعالى - فإنه أخبر أصحايه ليلة وفاته أن له سسبعا ~~وعشرين سنة ما وضع جنبه إلى الأرض، وكذلك سيدى الشيخ أيو السعود ~~الجارحى - رحمه الله - وقد كان على هذا القدم من السلف عمر بن عبد ~~العزيز، وبشر الحافى، ومحمد بن إسماعيل البخارى، والإمام أحمد بن ~~احنبل، والإمام أبو حتيفة، ورابعة العدوية، والأوزاعى، وجماعة ذكرناهم ~~الف الطبقات -فخ- وكان عمر ين عبد العزيز - رحمه الله - إذا غليه النوم ~~اوم فيجول في الدار وينشد قوله ~~ووكيف تتام العين وهى قريرة ولم تدر فى أى المحلين تتزل ~~وكذلك كانت رابعة العدوية، وشعوانة، وفاطمة الرملية رحمة اله ~~عليهن - كن يقلن : نخاف أن نؤخد على بغتة، فعلم أن كل من ادعى ~~الصلاح، ونام فى الأسار بلا عذر فهو كاذب، فاعلم ذلك. والحمد لقهرب ~~العالمين. # ومن أحلافهم- رصىاللهقحالى عنمم : رقة قلوبهم، وكشر ~~اكائهم على تفريطهم في حقوق الله تعالى لعل الله أن يرحمهم، وكان على ~~اهذا المقام الإمام أبو بكر الصديق -فاشه وعمر بن الخطاب، وأيو الدردا ~~4 وكان لعمر بن الختطاب-قوفع خطان أسودان في وجهه من مجري ~~الموع، وكذلك عبد الله بن عباس -ف62. وكذلك كان لعمر ين عبد العزي ~~ايزيد الرقاشى، والغضيل بن عياض، وبشر الحافى، ومعروف الكرخى ~~ت ~~كان يزيد الرقاشى - رحمه الله - إذا دخل بيته يبكى، وإذا قدم إليه ~~الطعام بكى، وإذا جلس إليه إخوانه يكى وأبكاهم ويقول: وهل خلقت النار ~~الالمثلى، وكان عمر ين عيد العزيز - رحمه الله - طول ليله يبكى، ويجول ~~ف داره، ويصرخ إلى الصباح، وكثيرا ما يقع مغشيا ms102 عليه، وكان يصلى في ~~طع غرفته فييكي في سجوده حتي تجري دموعه وتتقاطر من الميزاب على ~~التائمين تحته حتى كانوا يظنون أنها سحابة مارة فأمطرت عليهم PageV00P000 ~~ابيه المغترين للإمام الشعرانى ~~وقد كانت رابعة العدوية - رحمة اللهعليها - تبكى وترش دمعها ~~اولها حتى كان يظن الداخل إليها أن ذلك من ماء الوضوء، وكان ابن ~~السماك - رحمه الله تعالى - إذا حمى مجلسه وتباكى الناس يذكر لهم بكا ~~ااود عليه الصلاة والسلام، ويكاء سفيان الثورى، وداود الطائى، والفضيل ~~ان عياض، وعمر بن عيد العزيز وأضرابهم، فيستصغر الناس عند ذلك ~~اكاءهم، وذلك كعب الأحبار -فافيه- يقول : لأن أبكى من خشية الله حتى ~~اخرج من عينى قطرة واحدة أحب إلى من أن أتصدق بجبل من ذهب، وأن ~~ليظ القلب، وكان على -قالته يقول: علامة الصالحين صفرة الألوان ~~عمش العيون، وذبول الشفاه - أى من كثرة سهرهم وبكانهم وجوعهم- ~~ووكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: ليس البكاء بكاء العين ~~انا البكاء بكاء القلب، فإن الرجل قد تبكى عيناه، وقلبه قاس لأن بكا ~~المافق يكون من رأسه لا من قليه ~~ووكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: البكاء عشرة أجزاء ~~فواحد منها لله تعالى، والتسعة كلها رياء، قإذا جاء ذلك الجزء الذى لله ~~اعالى فى السنة مرة واحدة نجا صاحبه من النار إن شاء الله تعالى . قلت: لا ~~اكمل مقام الرجل فى البكاء إلا ببكاء عينيه وقلبه. وآما الباكى بأحدهما ~~اناقص لا سيما إن كان له أتباع، فإن بكاءه بالقلب لا يذوقه أتباعه فيحتاج ~~إلى بكاء العين ضرورة وإن كان مقامه قد ارتقى عن ذلك والله تعالى أعلم ~~قد بكى رجل رياء في مجلس صلة بن أشيم فرحمه الناس فقيل له ~~ل المنام : خذ أجر بكائك ممن أحببت آن يراك باكيا. # كان سميط ين عجلان - رحمه الله تعالى - يقول: كان سقيان ين ~~يينة - رحمه الله تعالى - إذا بكى يردد الدمع فى عينه ويقول إنه أبقى ~~اللكمد، وكان عمر ين عبد العزيز - رحمه الله تعالى - إذا يكى بكت ms103 زوجته ~~ووعياله وخدمه، ولا يدرون لم ذلك البكاء، وكان صالح المرى - رحمه الله ~~االى - يقول: الذتوب تطمس القلوب، ولا يزيل ذلك إلا البكاء، وقد ~~شحيب بن حرت- وحمه الله تعالي - في مجلس طاوس -رحمه الل PageV00P000 ~~يه الخرين ل مام الشعراى ~~تعالى - حتى أيكى الناس، وظن أنه فعل أمرا عظيما، فقال له طاوس: اعلم ~~اليا أخى أنه لو بكى معك أهل السماء، وأهل الأرض لأجل ذنب واحد فعلته ~~الكان ذلك قليلا، فكيف تظن أن ذنوبك تممسى لبكائك وحدك، وقد قيل ~~المالك بن دينار - رحمه الله تعالى - ألا ثأتيك بقارئ يسمعك القرآن؟ فقال: ~~الكلى لا تحتاج إلى نائحة، وكان الضحاك - رحمه الله تعالى - يبكى كل ~~عشية حتى يغشى عليه ويقول: إنى لا آدرى ما صعد اليوم من عملى القبيح ~~اعل غفر لى، أو هو باق في صحيفتى حتى أقف عليه غدا، وكان مكحول ~~المشقى - رحمه الله تعالى - يقول : إذا رأيتم أحدا يبكى، فابكوا ولا تظطنوا ~~ابه الرياء، فإنى ظنتت ذلك مرة برجل فحرمت البكاء سنة. اه ~~فعلم أن كل من ادعى الصلاح، ولم يبك بقلبه عند سماع القرآن فهو ~~كادب، لأن قسوة القلب تنافى أخلاق الصالحين، فاعلم ذلك، والحمد له ~~ب العالمين ~~وص احلاقهم- وصىاللهتحالى عنصم، ظنهم بنفسهم الهلاك ~~ابب تقصيرهم في الطاعات فضلا عسن وقوعهم في المعاصى ويقولون ~~الرجاء في الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنها هو تحصيل الحاصل، وإنما الشأن ~~فف طن أحدهم أن الله تعالى يؤاخذه على التقير والقطمير ليخف وقوفه ~~اللحساب يوم القيامة، فإن من لم يحامب نفسه هنا يطول وقوفه للحساب ~~ناك، نسأل اللله تعالى اللطف، وقد كان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ~~احمه الله تعالى - يقول: فتشوا أنفسكم فيما هى عليه من القبائح فإن كل ~~أحد يحشر عدا مع جنسه، فمن وقع فى سائر المعاصى فله مع كل قوم ~~شر، وكان - رحمه الله تعالى - كثيرا ما يعاقب نفسه ويوبخها ويقول لها: ~~ان المنادى ينادى يوم القيامة : يا أهل خطيئة كذا قوموا، فتقوم يا أعرج ~~اهم، ثم ms104 يتادى : يا أهل خطيئة كذا قوموا فتقوم با أعرج معهم، ثم ينادي ~~اليا أهل خطيئة كذا قوموا، فتقوم يا أعرج معهم فأراك يا أعرج تقوم مع كل ~~ال طائفة. وقد كان سيدى على الخواص - رحمه الله تعالى - يقول: لا يكمل ~~القير حتى يكون ليلا ونهارا كأن أهوال القيامة نصب عينيه لأجل أن يستعد PageV00P000 ~~التبيه المفترين للامام الشعراتى ~~الها من هذه الدار، وكان رحمه الله تعالى كثيرا ما يقول: من أراد هدو ~~السر قى القبر، فلا يجعل له سريرة يفتضح بها يوم القيامة، وما دام له ~~اريرة سيئة، فالرعب من لازمه إلى أن يبعث من قبره مرعوبا، ولذلك كان ~~القمان عليه السلام يقول لابنه: يا بنى كما تنام كذلك تموت، وكما تستيقظ ~~كذلك تبعث، فاعمل عملا صالحا لأجل أن تتام ، وتستيقظ كالعروس ~~اولا تعمل سوء فتنم، وتستيقظ مرعوبا كالمجرم الذى طلبه السلطان ليسفك ~~ووكان أويس القرنى - رحمه الله - يقول: استعمل الخوف فى هذه الدار ~~انه أنجى لك من العذاب . وكان سيدى على الخواص - رحمه الله تعالى ~~اقول: اعمل لتفسك ولا تعول على غيرك من صاحب وشيخ، فإن لكل ~~امنهم يومئذ شأن يعنيه، وصف أعمالك من الرعونات، فإن نورها يوم القيامة ~~اعلى قدر إخلاصك فيها، واعلم أنه لا يستضىء منافق فى نور مؤمن كما لا ~~استضىء الأعمى بنور اليصير. # اوكان كعب الأحبار -تافي يقول: من أغلق بابه وعصى الله تعالى ~~اوامستحيا من المخلوقين دوته عز وجل حاسبه الله تعالى حسابا شديدا، ووبخه ~~اوييخا منكرا، ثم نظر إليه تظر الغضب، ويقول لملائكته: خذوه فيبتدره ألف ~~لك، أو يزيدون ويسحبونه على وجهه، قال: فيتفتت في أيديهم، فانظر يا ~~ان آدم هل وقعت في ذلك، وتشفع بأنبيساء الله ورسله عسى أن يغفر لك ~~الالجل من استشفعت بهم. وكان الربيع ين خيثم - رحمه الله تعالى - يقول ~~النفسه: كيف بك يا ربيع إذا حملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة؟ وقد ~~كان أبو عمران الجونى - رحمه الله تعالى - يقول: إن البهائم إذا رأت ما ~~اع ببنى آدم يوم ms105 القيامة تقول: الحمد لله الذى لم يجعلنا من بنى آدم ~~ووكان يحى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول: لا تكن من يفضحه الميزان ~~والحساب يوم القيامة، فقد بلغنى أن أهل الجمع يعضون كلهم أناملهم خجلا ~~احياء من الله تعالى كل واحد حزنه عن قدر ما فرط في جتب الله . وقد ~~محت سيدي عليا الخواص - رحمه الله تعالى - يقول: يسهل الله تعالى PageV00P000 ~~بيه المغترين للإمام الشعراتى ~~اعلى العبد طلوع روحه يقدر ما ذاق من الغخصص فى مرضاة الله تعالى ~~قلت له يا سيدى: إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أكثر الناس بلاء، ومع ~~ذ لك فقد ورد أن أحدهم يشدد عليه المرض وغيره، فقال : تشديد المرض على ~~الكابر قد يكون تعظيما لأجورهم لا لعلاقة دنيوية تجذيهم إليها، بل لا ~~اوز حملهم على ذلك، وبعضهم يصحب عليه طلوع روحه لأجل تلامذته ~~ال فريد عدم الخخروج من الدنيا حتى يكملهم ويرشدهم إلى كمال مقام المعرقة ~~اع محبته للقاء الله تعالى أيضا، فلما تجاذب عنده الأمران حصل بذلك ~~اوبة طلوع الروح، ولولا ما عنده من كمال الشفقة على تلامذته لكان ~~اسرع التاس خروجا لروحه طلبا للقاء الله تعالى. اه ~~كان وهب بن منيه - رحمه الله تعسالى - يقول: سأل ينو إسرائيل ~~سى -4- أن يحيى لهم سام بن نوح عليهما الصلاة والسلام، فقال: ~~اروتى قيره، فذهبوا به إليه، فوقف على قبره وقال: ياسام قم بإذن اله ~~الى، فقال : فقام حيا وإذا برأسه ولحيته بيضاء، فقال له عيسى: يا سام ~~انك قد مت وشعرك أسود؟ فقال سام: نعم، ولكن لما سمعت النداء ظننت ~~أها القيامة ، فلذلك شابت رأسى ولحسيتى الآن، فقال له عيسى: كم لك من ~~السنين ميت؟ فقال له: خمسة آلاف ستة، وإلى الآن لم تذهب عنى حرارة ~~اطلوع الروح. # اقد كان عيسي -- إذا ذكر يوم القيامة بين يديه يصيحك صياح ~~الكلاء ويقول: لا ينيغى لابن مريم أن يسكت عند ذكر القيامة . وكان وهيب ~~المكى - رحمه الله تعالى - يقول: كيف ينبغى لأحد أن يضحك فى الدنيا ~~اهو ms106 يعلم آن بين يديه يوم القيامة صرخات وجولات ووقفات يكاد الإتسان ~~ان تنقطع مفاصله من شدة الرعب والختوف . وكان عبد الله بن مسعود ف ~~اقول في قوله تعالى: في يومكان مقداره خسسين ألف سنة ~~(المعارج: 4]، قال : هو من طلوع شمس يوم السبت إلى نصف النهار، فلا ~~اتصف النهار حتى يفرغ الخلائق من الحساب، ويستقر أهل الجنة في الجنة ~~وأهل النار فى التار. PageV00P000 # نبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~وكان سيدي على الخواص - رحسمه الله تحالى - يقول: من وجد في ~~فسه داعيه للتفرج في البساتين، والنوم مع النساء الحسان فى الفرش ~~الولطيئة، ولبس فى الثياب المبخرة، فهوغافل عن أهوال القيامة إلا أن يكون ~~امن كمل الأولياء الذين لا يشغلهم عن الله تعالى شاغل فى الدارين، فاعلم ~~اذلك يا أخى، والحمد للهرب العالمين. # ومن أحلاقهم - وضىاللهقحالى حنعم-: عدم الاعتناء ببنا ~~الدور ونحوها، ثم إن وقع أن أحدهم بتى دارا اقتصر منها على ما يدفع ~~الضرورة من غير زخرفة، وذلك لعدم وجود ما يكفى ذلك من الحلال، وعدم ~~طول أمل، قلا يدعهم قصر أملهم يفعلون ذلك. # قد بتى سيدي أحمد الزاهد - رحمه الله تعالى - جامعه وداره بطين ~~اطوب وسقف ذلك بالجسريد، فعسلم أن كل من ادعى الصلاح وبنى اليناء ~~الحكم فرحا بالدنيا فهو كاذب فى دعواه لا سيما من ادعى الانقطاع إلى لله ~~اتعالى، فإن ذلك لا يليق به بحال إلا إن كان يرصد ذلك على جهات بر ~~اصدقة ونحو ذلك فيكون الباعث له على أحكام اليتاء دوام الصدقة بعد ~~اوته كسما وقم لسيدى مدين، وسيدى أيى العياس الغمرى وأضرابهما ~~احمهما الله تعالى - قلا حرج على مثل ذلك. اه ~~قد مر سيدى الشيخ عبد القادر الجيلى - رحمه الله - على شخص ~~ني دارا ويحكمها، فأنشد يقول: ~~أابنى بناء الخالدين وإنما مقامك فيها لو عقلت قليل ~~القد كان في ظل الأراك كفاية لمن كان يوما يقتفيه رحيل ~~من أدركته على هذا القدم شيختا سيذى على الخواص - رحمه الله ~~اتعالى -: كان يعيب على الفقير إذا رآه يينى دارا ms107 ويقول له: إن الذى تصرفه ~~اعلى هذا البناء لا تلحق تسكن به، ولما بنى أخى أبو العباس - رحمه الله - له ~~اا فى جامع البشير صرف عليه سبعمائة دينار فزجره الشيخ وقال له : لو ~~اكنت بأجرة لكفاك العشر ما صرفته في هذا البناء، وكنت تتصدق بالباقى PageV00P000 ~~(119 ~~ييه المفترين للأمام الشعراتى ~~ام مات أخى أبو العباس بعد سبع سنين أو نحو ذلك، وكان الشيخ - رحمه ~~الله تعالى - يقول: إذا عمر الفقير بيتا من أموال إخوانه، فمن الأولى له ~~اصحهم فى عدم صرفهم مالهم فى ذلك، وإرشادهم إلى ما يكون أثقل في ~~ايزانهم يسوم القيامة هذا لو أنهم سألوه في ذلك، فكيف لو فعلوا ذلك عن ~~اؤال منه تعريضا أو تصريحتا، وقد درج السلف الصالح كلهم على عدم ~~الحرص، وطول الأمل حتى إن رسول الله - - بلغه أن أسامة بن زيد ~~اشترى وليدة إلى شهر، فصار -42- يقول : "ألا تعجبون من أسامة ~~المشترى إلى شهر، والله إن أسامة لطويل الأمل"، ثم قال- - : "والله ما ~~افعت قدمى وظننت أنى أضعها حتى أقبض، ولا فتحت عينى وظتنت أنى ~~أخمضها حتى أقبض، ولا لقمت لقمة وظننت أنى أسيفها حتى أقبض"(1)، ~~افى رواية "حتى أخص بالموت" . وكان يحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - ~~اقول: من جاع وقصر أمله لم يجد الشيطان محلا من قلبه . # وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: يابن آدم إنما أنت أيام ~~كل يوم يمضى فقد مضى بعضك، وقد أفاموا الصلاة مرة بحضرة معروف ~~الكرخى - رحمه الله تعالى - فقدموا فقيرا ليصلى بهم، قأبى وقال: أخاف ~~أن أموت في الصلاة، فأشوش على الناس صلاتهم فعزموا عليه، فقال: ~~شرط أن لا أصلى بكم صلاة أخرى. فقال له معروف عند ذلك: تأخر يا ~~اخى فإنك رجل مخلط تخاف أولا أنك تموت في الصلاة، ثم تحدثك نفسك ~~اك تعيش إلى صلاة أخرى، ثم قدم غيره فصلى يالناس ~~ووكان داود الطائى - رحمه الله تعالى - يقول: من لازم من طال أمله ~~ان ينسى العمل غالبا، ويسوف بالتوبة. وكسان الحسن البصرى - رحمه ms108 الله ~~عالى - يقول: من شأن قصير الأمل أن يظن فى كل شىء أكله أنه لا يخرج ~~(1) ذكره المتذرى في الترغيب (4/ 242) وعزاه لاين أبى الدنيا فى كتاب قصر الأمل، وأبو ~~ام فى الحبلية (6/ 91)، والآتحاف (10/ 238) وقال العراقى فى المغنى عن حمل ~~الأسقار (4/ 437) : رواه ابن أبى الدنيا فى قصر الأمل والطبرانى فى مسند الشاميين ~~اأبو نعيم فى الحلية والبيهقى في الشعب بسند ضعيف. PageV00P000 # ات ييه المغترين للامام الشمرانى ~~امن بطنه إلا على يد الغاسل بعد موته، وأن ما جمعه لا ينتفع يه إلا غيره ~~اومتى ظن خلاف ذلك قهو طويل الأمل، وكان أبو عثمان النهدى - رحم ~~اله تعالى - يقول: إن عمرى الآن مائة وثلاثون سنة فما من شىء إلا وقدا ~~اتير على إلا أملى، فإنى أجده كما هو فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى ~~العظيم، وكان يحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول : الدنيا مطلقة الزهاد ~~الا تنقضى عدتها منهم أبدا، وكل من طلق الدنيا تزوجته الأخرى على ~~وقد سححت سيدي عليا الخخواص - رحمه الله تعالى - يقول: لا يسلم ~~الفور ~~إنسائا منا من طول أمله لكن كل بمقامه، فأعلاهم من كان أمله نفسا واحدا، ~~اطول الأمل من رحمة الله لكل أحد، ولولاه ما هتأ أحدا منهم العيش. # اكان عبد الله بن عباس -فقها- يقول: مكتوب على ظهر الحوت فى البحر ~~اعلى ظهر السنواة من الثمر: هذا رزق فلان بن فلان لا يأكله غسيره، ومع ~~لك فالحريص يجتهد ويخاف على رزقه أن يأخذه غيره. فاعلم ذلك يا ~~أاخى، والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاقهم- رصىاللهفعالى سنيم-: كشرة الشفقة على ~~السلمين الطائع والعاصى، وعلى سائر الحيوانات، والعمل على حصول عدم ~~اقص لدين أحد يسييهم، وهذا من أشرف أخلاقهم ولا يقدرعلى العمل به ~~الا من تور الله تعالى بصيرته، وكان أشفق على الناس من أنفسهم بحكم ~~ارث لرسول الله - -، وهناك يرغب التاس فى القرب منه حتى ريما ~~ازادوا في الدار المجاورة له أكثر من المجاورة لأهلهم، وكان عبد الله بن عمر ~~6- يقول : يزاد في ثمن ms109 الدار إذا كان جارها طلق الوجه، حلو اللسان ~~ووقد كان آبو مسلم الختولانى - رحمه الله تعالى - من المبالغين فى التخلق ~~ابالرحمة، حتى أنه ربما كان يمر بالسقوم فلا يسلم عليهم، ويقول: أخاف أن ~~اتقرونى فلا يردوا على السلام، فيأثموا بسببى ~~اوكان أبو عيد الله الأنطاكى - رحمه الله - يقول : إذا علمت من الناس ~~القوع في عرضك إذا رأوك، فسلا تجتمع بهم رحمة لهم إلا فى أوقسات PageV00P000 ~~انبيه المغترين للامام الشعرانى ~~الصلاة، وكان أبو عيد الله المغاربى - رحمه الله تعالى - يقول: من لم ينظر ~~العصاة بعين الرحمة فقد خرج عن الطريق . وقد كان مسعروف الكرخى ~~احمه الله تعالى - إذا رأى عاصيا دعا له بالمغفرة ورجاله بالرحمة ويقول: إن ~~اله تعالى أرسل محمدا --، وبعثه لنجاة الناس والرحمة لهم ~~ووالشيطان لعنه الله بعث لاهلاكهم والشماتة فيهم، قال: ومر على معروف ~~احمه الله - قوم فى زورق فى الدجلة، وبين أيديهم الخمر ونحوه، فقيل له: ~~الا تدعو الله على هؤلاء القوم العصاة؟ فقال : اللهم كما فرحتهم فى الدتيا ~~فرحهم في الآخرة. # ففقالوا: إنما سألناك أن تدعو عليهم وها أنت تدعولهم، فقال: معاذ اله ~~أان أدعو على مسلم، وإن الله تعالى لا يفرحهم فى الآخرة إلا إن تاب عليهم ~~الدنيا، وغغر لهم، وهذا من حسن سياسته رحسه الله، وكان إبراهيم ~~التمى - رسمه الله - لا يدعو قط على من ظلمه، ويقول: يكفيه ما حل ~~اعليه من وزر تظلمه، وكان عمر بن عيد العزيز - رحمه الله تعالى - إذا نزل ~~اناء داره رفقه وناموا يسهر يحرس متاعهم إلى الصباح من غير علمهم ~~بذدلك، وقد روى أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب دلنى على ~~أاحب الخخلق إليك؟ فقال الله تعالى: يا موسى أحب الخلق إلى من إذا سمع ~~اان أخاه المؤمن شاكته شوكة حزن لها كأنها شاكته هو. اه. # وكان سالم بن الجعد - رحمه الله تعالى - يقول: بلغنا أن رسول الله ~~ة جلس يوما في الظل، وأصحايه -4- في الشمس، فنزل جبريل ~~اعليه الصلاة والسلام فقال يا محمد: تجلس فى ms110 الظل وأصحايك فيى ~~الشمس، أى عاتيه -- على ذلك تشريعا لأمته، وكان أبوعبد الله ين ~~اوف - رحمه الله تعالى - يقول: أول ما يرفع من هذه الأمة الرحمة ~~والشفقة، وقد كان سفيان الثورى - رسحمه الله تعالى - إذا حصل لأحد من ~~المسلمين أمر يهتم به سغيان حتى ربما يبول الدم من شدة الحصر، وكان ~~الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: من علامة الأيدال كثرة الشفقة ~~اوالرحمة لعامة المسلمين، وكان معروف الكرخى - رحمة الله تعالى - يقول: PageV00P000 ~~اننبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(122) ~~امن قال كل يوم: اللهم ارحم أمة محمد، اللهم أصلح أمة محسمد، اللهم ~~ارج عن أمة محمد كتيه الله من الأبدال. اه ~~الاعلم ذلك يا أخى، واقتد بسلفك فى الرحمة، والحمد لله رب ~~العالمين. # ومن أخلاقهم - رصضى اللهتعالى عنهم-: موافقة الفقيه إذا أنكر ~~اييا من أحوال أهل الطريق أو أمرهم بشىء، ولا يقيم أحدهم عليه الحجة ~~إلا إن علم أنه يرجع إلى قوله، وذلك لأن الفقيه في دائرة لا يعرف غيرها ~~فإذا قال: إن القطب مثلا، أو البدل، أو الوتد لا حقيقة له فقل له : نعم ~~واقصد بذلك آنه ليس له حقيقة عنده، وإذا قال : إن الأولياء قد اتقرضوا ~~لم يبق منهم أحد فقل له: صدقت أى على معتقده هو، وكذا إن قال ~~الخضرلا وجود له، فقل له : نعم لا سيما إن أتى بكلام أحد ممن ينكر ذلك ~~كابن تيمية، وقد خالف جماعة هذا الخلق، وخالف الغقيه، فوقع بينهم ~~ارور، وقذف أعراض، وسب للطائفة وما هكذا كان الأشياخ السابقون(1) ~~اكان أخى الشيخ أفضل الدين - رحمه الله تعالى - إذا جلس إليه فقيه، وأراد ~~أان ييحث معه فى علم يقول له: قال الإمام الغزالى كذا وكذا، فقلت له في ~~اذ لك، فقال : إنما ننقل لهؤلاء الفقهاء عن الغزالى لأنه من دائرتهم فى الأصل ~~(1) قلت: مسألة الأبدال هذه لا يصح فيها حديث ~~القال الشيخ الألبانى في الضعيقة (5/.52) أحاديث الأبدال لا يصح منها شىء وألفاظها ~~اتلفة جدا، كما يتبين للقاري بالاطلاع عليها في رسالة السيوطى المطبوعة فى "الحاوى ms111 ~~الفتاوى" بحيث لا يمكن القول بأن متنا معينا منها بعيته حسن لغيره، غاية ما فى الأم ~~اان هذه الروايات وغيرها ما روى تلتقى كلسها على الاعشراف بوجود الأبدال، ويشهد ~~لك استعمال أئمة الحديث كالشافمى وأحمد والبخارى وغيرهم لهذا اللغظ، فنجدهم ~~كثيرا ما يقولون: فلان من الابدال، ونحو ذلك وأما عددهم ومكاتهم، فالروايات ~~ال ضطربة جدا، لا يمكن الاعتماد على شىء منها أما معنى الأيدال فقد ذكر شيخ الإسلام ~~ان تيمية في الفتاوى أنهم فسروه يمعان منها: أنهم ايدال الأنبياء، ومنها: ~~انه كلما مات منهم رجلأ أبدل الله مكانه رجلأ، ومنها: أنهم أبدلوا اليشات من ~~اخلاقهم وأعمالهم وعقاتدهم بحسنات، وهذه الصفات لا تختص بأربعين ولا بأقل، ولا ~~اكثر، ولا تحصر بأهل بقية من الأرض. PageV00P000 # اتييه المقترين للإمام الشعراتى ~~اقل التصوف، ولو أنى تقلت لهم شيئا عن أحد ممن ليس هو من دائرتهم لما ~~قبلوه منا ~~اقلت: ومما يدل على وجود الأيدال قوله -4 - : "إن بدلاء أمتى لم ~~ادخلوا الجنة بكشرة صوم ولا صلاة، وإنما دخلوها بسخاوة النقوس ~~والنصح للأمة"(1)، وكان أمير المؤمنين على نايه يقول : الأبدال بالشام ~~االتقباء بالعراق، والشجباء بمصر . وقد سئل الإمام أبو عبد الله بن ماجد ~~الجريمى - رحمه الله تعالى - أيكون من النساء أبدال؟ قال: تعم ~~وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: لولا الأيدال لخسفت ~~الأرض بمن فيها، ولولا الصادقون لفسدت الأرض، ولولا العلماء لكان ~~الناس كالبهائم، ولولا السلطان لأهلك الناس بعضهم بعضا، ولولا الحمقى ~~اا خربت الدنيا، ولولا الريح لأنتن ما بين السماء والأرض، وكان الفضيل بن ~~اض - رحمه الله - يقول: ما من نبى إلا وله نظير من أمته . والحمد ~~ب العالمين. # ومن أحلاقمم- رصى اللهنحالى عنم-، كثرة رياضة نفوسهم ~~اتى يصير أحدهم ينظر الذي عليه يبادئ الرأي دون الذى له، فيإذا سمع ~~او قوله تعالى: هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ~~[الزمر:9]، يرى نفسه جاهلأ، ويرى سميع أقراته علماء ببادئ الرأى، وأنه لا ~~الستوى مع واحد منهم، ولا يقاربه في مقام، ولا حال عكس ما ms112 يتبادر إلى ~~الهن لا سيما ذهن من لم يجاهد نفسه، فاعلم ذلك، واعمل عليه تجد فيه ~~اراحة عظيمة، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقم- رصي اللقحالى حنه، كثرة عملهم على ~~اقة الحجاب حتى يروا كل شىء فى الوجود حيا، ويعاملونه معاملة ~~الأحياء، فلذلك كانوا لا يجد لأحدهم خلوة يعصى الله فيها أبدا لانه يرى ~~(1) ضعيف جدا: أورده الشيخ الألبانى فى الضعيفة (ح 1477، 1478) وقال: ضعيف PageV00P000 ~~ايه المفترين للإمام الشعرانى ~~كل شىء تاظرا إليه بعينيه يستحى منه، ويصير يعطيه حقه من الأدب ~~ووذلك لأن كل أحد يعلم أن المكان الذى عصى الله تعالى فيه لابد أن ~~اهد عليه بين يدى الله يوم القيامة، فإذا عصى فى محل، فقد عرض ~~الوجوب الشهادة عليه، ولو ذكر أحدهم كلاما قبيحا يكاد أن يذوب من ~~دة الحياء، ويود أن الأرض ابتلعته، ولا يكاد يتلغظ بذلك، وهذا خلق ~~ريب والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقهم - رصىاللهفحالى عنهم ، أنهم لا يطلبون من ~~اله تعالى إجابة دعائهم في حق أنفسهم أو فى حق أحد من الخلق إلا إن ~~كان أحدهم مستقيم القلب مع الله تعالى الاستقامة الممكنة فى حقه بحيث ~~الا يصير له سريرة يفتضح بها في أحد الدارين، أو فيهما ليأتى للاجابة من ~~اابها. وكان سيدي على الختواص - رحمه الله تعالى - يقول: من أراد أن ~~الا يرد له دعاء، فليكن على قدم الملائكة عليهم الصلاة والسلام فى عدم ~~العصيان. وقد كان أبو نجيح - رحمه الله تعالى - يقول: لو أن المؤمن لم ~~الص ربه عز وجل لكان إذا أقسم على الله تعالى أن يزيل له الجبل ~~الأجابه. # اكان خالد الريعى - رحمه الله تعالى - يقول: كان إبراهيم بن أدهم ~~احمه الله تعالى - جالسا فى ظل الكعبة يوما، فقسام إليه رجل وقال: يا أبا ~~اسحاق، ما علامة المستقيم؟ فقال : علامته، وأومأ إلى جبل أبى قييس آن زل ~~ان مكانك لأزاله الله تعالى له، قال: فعند ذلك تحرك أبو قبيس للازالة ~~فأومأ إليه إبراهيم أن قف، فإنه لم أعنك بهذا فوقف. وقد ms113 بلغنا عن الجنيد - ~~احسه الله تعالى - أنه كان يقول: شهد شخص على الوليد زورا، فقال ~~الوليد: اللهم إن كان كاذبا على، فأمته الساعة، قال: فانكب الرجل على ~~اجهه ولا زال يضطرب حتى مات في الوقت. # اوكان الأعمش - رحمه الله تعالى - يقول: نعم الرب ربنا عز وجل لو ~~أطعناه في كل ما أمرنا لأجابتا فى كل ما سألناه سبحانه وتعالى، قال: ~~اكان إيراهيم بن آدهم - رحسمه الله تعالى - يوما جالسا تحت فتطرة تسمى PageV00P000 ~~ييه المغترين للامام الشعرانى ~~امرو الروز، فوقع رجل من أعلى القنطرة، فقال إبراهيم : اللهم أمسكه فيى ~~الهواء حتى يأتى من ينقذه من الهلاك، قال: فوقف فى الهواء حتى أتا ~~الناس فأنزلوه سالما. اه ~~ارب رجل من أعوان الولاة مالك بن دينار بالسوط، فقال مالك ~~الهم اقطع يده، فقطعت يد الرجل من الغد، ومر عليه وهى معلقة. قال: ~~وكذب رجل على مطرف بن عبد الله - رحمه اللهتعالى - فقال مطرف: اللهم ~~إن كان كاذبا فأمسته الساعة، قال: فوقع الرجل ميتا في الحال، والناس. # انظرونه، فتعلق الناس يطرف، وأخذوه إلى والى البصرة، وقصوا عليه ~~القصة، فلما سمع الوالى بذلك قال: إن هى إلا دعوة رجل صالح صادفت ~~امنية الرجل، والحمد لله رب العالمين ~~ومفن أحلاقمم- رصى الفهفحالى حنهم-: أن لا يدعى أحد منهم ~~احبة أحد إلا بعد أن يعرض على نفسه مقاسمته فى ماله، وإذا أصابه بلا ~~ى جسده، يتألم كما يتألم المصاب، فإن طابت النفس يما ذكر ، فليقل له: ~~ان محب، وإلا فليكف عن الكذب فإنه نفاق، وهذا الخلق قل من يتخلق ~~اه الآن، وقد تخلقت أنا به فى حق بعض أصحابى دون البعض، فاعلم ~~اذ لك يا أخى، والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاقصم- وصى اللهتحالى عنيم : رحمة العصاة، وعدم ~~ادرائهم، وفداؤهم بأنفسهم حتى يود أحدهم أن جلده يقرض بالمقاريض ~~اولا يعصى أحد منهم ربه، وكانوا يرون كثرة الشفقة على العصاة أفضل من ~~الدعاء عليهم، وكان مطرف بن عبد الله - رحمه الله - يقول: من لم يجد ~~اعنده رحمة للعصاة ms114، فليدع لهم بالتوبة والمغفرة، فإن من أخلاق الملائك ~~اعليهم الصلاة والسلام أنهم يستغفرون لمن فى الأرض، وكان زهير ين نعيم ~~احمه الله تعالى - يقول: وددت والله أن جلدى يقرض بالمقاريض ولا يعصى ~~أحد ربه تبارك وتعالى، وكان حبيب العجمى - رحمه الله تعالى - إذا قرأ أية ~~ها أن الله غضب على قوم يبكى على فراءتها، ويقول: يا رب إنك قدا ~~أاخلت قلبى الرحمة لهم، قإن شثت فاغفر لهم، وإن شئت عذبنى عنهم PageV00P000 ~~انييه المغترين للامام الشعراتى ~~قلت: ولعل مراده - رحمه الله - بالرحمة التى دخلت قلبه فتعح باب سؤال ~~ابه أن يرضصى عنهم لا التحجير على الجق تعالى فى غضبه عليهم، فإن ~~الكامل من شأنه أن يغضب لغضب الحق، ويرضى لرضاه عز وجل، وقد ~~ان حبيب هذا - رحمه الله - محدودا عند التابعين من علبت عليه أجوال ~~الفقراء، وأرباب الأحوال لا يقتدى بأفعالهم عند أهل الطريق، فإن الله تعالى ~~ارحم يعباده من حبيب هذا، والله أعلم ~~ككان منصور بن محمد - رحمه القه تعالى - يرحم الرجل آن يأمره ~~اأمر، ويقول: أخاف أن يخالفب أمرى فيأثم ويقع فى العقوبة، وأكون أنا ~~السيب، وكان سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى - يقول: لولا أن يأيم ~~الناس فى لقلت: إن من يغتابنى ويذمنى أحب إلى من يمدحتى، لأن ~~الادح لى قد يكذب، وقد كان شفيق البلخى - رحمه الله تعالى - يقول: ~~امن لم يرحم الرجل السوء، فهو أسوأ حالا منه، ومن ذكر عنده رجل ~~االح فلم ييد لذكره حلاوة، فهو رجل سوء، وكان ميمون بن مهران ~~احمه الله تعالى - إذا سمع بقوم ظلموا فى بعض أقطار الأرض يمرض ~~الأجلهم حتى يصير يعاد كما تعاد المرضى، فإذا قيل له: قد فرج الله عنهم ~~ايزول مرصه لوقته، وقد كان ثابت البنانى - رحمه الله تعالى - إذا سأله ~~اد حاجة يصير لا يصلى صلاة إلا دعا له في سجوده حتى تقضى ~~اجته، وقد رد شريك - رحمه الله تحالى - ثملة فارسية رآها في سفرت ~~امن مقدار أريعة فراسخ رحمة لها، وكان - رحمه الله تعالى ms115 - يفت الخبز ~~النمل، ويدر لهم الدقيق على بيوتهم، وكسان أبوالدرداء -فاف يشترى ~~الصافير الصتار التى يمسكها الأطفال، ويرسلها إلى عشها، وكذلك ~~الأمهات يرسلها إلى أولادها إذا صيدت. # قلت: وليس هذا من باب تسييب السوائب وإنما الخرض رحم ~~الأم أو الولد والله أعلم، وكان معاوية إذا سأله أحد فى حاجة فقضى ~~اها يسن بتتعيف الهم بضدوها من شدة ارتياطه باخوانه - رحم ~~الله تعالى - . اه. PageV00P000 # نبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~فتش يا أخى نفسك هل وجدت شيئا من ذلك لاجل إخوانك، وابك ~~على نفسك حيث لم يكن لك نصيب فى مقام الصالحين، والحمد لله رب ~~العالمين ~~وم أحلاقهم- رصضىاللهفحالى سنهم-: القتاعة بالموجود وعدم ~~اطلبهم الزيادة في الدنيا من مطعم، آو مشرب، أو مليس، أو مركب، أو ~~كح، أو مسكن، أو غير ذلك، وكان وهب بن منيه - رحمه الله تعالى - ~~ايققول: خرج الغتى والعز يجولان يطلبان من يقيمان عنده، فلقيا القانع ~~لفاستقرا عنده، وكان محمد ين واسع - رحمه الله تعالى - يأكل الخبز بالملح ~~أو الخل ويقول: من رضى من الدنيا بمثل هذا لم يذل نفسه للناس، وكان ~~اسفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: من لم يقنع بعخبز الشعير فى هذا ~~الزمان ايتلى بالذل والهوان، وقد استأذنه مرة شخص فى جمع المال، ققال ~~ه. من جمع المال ابتلى يخمس خصال: طول الأمل، وشدة الحرص، وكثر ~~الشح، ونسيان الآخرة، وقلة الورع ~~وقد كان حامد اللفاف - رحمه الله تعالى - يقول من طلب الغتى ~~ابالقناعة فقد أصاب الطريق. ومن طلبه بالمال فقد أخطأ الطريق، وقد ~~ادركت بحمد الله تعالى من أصحاب هذا المقام خلقا كثيرا: منهم شيخنا ~~ايخ الإسلام زكريا، وشيخنا الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمرى ~~االشيخ عبد الحليم بن مصلح، والشيخ على التبتيتى، والشيخ على ~~الحيرى، والشيخ محمد بن عنان، والشيخ محمد المتير، والشيخ محمل ~~العدل وغيرهم له- ورأيتهم يقتون الخبز اليابس في الماء ويكتفون به ~~وكان الشيخ تاج الدين الذاكر - رحمه الله تعالى - يقول: ليس القتاعة بأن ~~يأكل الشخص كل ما وجد من غير كلفة ms116، وإنما القناعة أن يكون عنده المال ~~الكثيسر والطعام، ومع ذلك لا يأكل إلا كل خمسة أيام أكلة صغيرة، أوا ~~ثلاثة أيام، وقد كان سيدى على الخواص - رحمه الله - إذا أكل لا يجاو ~~اسع لقم، ويقول: قال رسول الله-ة- : "حسب ابن أدم لقيمات يقمن PageV00P000 ~~شييه المفترين للإمام الشعرانى ~~ليه4(1)، واللقيمات من الشلاث إلى التسع، وقوله -- حق ~~صدق، فمن آمن به -4 - الإيمان الكامل كفته التسع لقم ولا يحتاج ~~الى زبادة عليها. وقد سمعته - رحمه الله - مرة يقول: من لم يكتف ~~االتسع لقم فى اليوم والليلة فهو لم يؤمن الإيمان الكامل، لقسوله ~~: "حسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه" . قلت : وينبغى حمل ذلك ~~اعلى غير أصحاب الأعمال الشاقة، أما أصحابها كالحراث والحصاد ~~اوالتراس والنوتى والقاعل ونحوهم، فلا يكفيه مثل ذلك إلا إن كانت ~~صير قوته ملكية، وغلبت روحانيته على جثمانيته، كما قلع جبريل ~~اعليه الصلاة والسلام مدائن قوم لوط عليه الصلاة والسلام، ورفعها إلى ~~انحو السماء، حتى سمع أهل السماء صياح الديكة، ونباح الكلاب كما ~~ارد مع أن جيريل عليه الصلاة والسلام لا يأكل ولا يشرب فافهم ~~والحمد لله رب العالمين ~~ومف أحلاقم- رضى اللهتحالي حنصع ، شدة عملهم على رقة ~~اابهم حتى يصير أحدهم يرى الآخرة ونعيمها بعين قلبه، وذلك ليصح ~~زهده في الدنيا، ويتفرغ للآخرة، وإلا فمن حجب رؤية الآخرة فيعيد عليه ~~الهد فى الدنيا، وكان عبد الله بن سلام -فاففه يقول: من أراد أن يزهد في ~~الدنيا من غير أن يرى الآخرة بين يديه، فقد رام المحال، وكان أبو واقد الليثى ~~رحمه الله تعالى - يقول: لقد كايدنا الأعمال فلم نجد فى أعمال الآخرة ~~اععملا أبلغ من الزهد فى الدنيا، وقد سمع مالك بن دينار - رحمه الله تعالى ~~رجلا يقول: لو أعطاتى الله تعالى فى الجنة بيتا صغيرا لرضيت به فقال لها ~~االك : ليتك يا أخى زهدت في الدنيا كما زهدت في الجنة. وقد سمعت ~~ايدي عليا الختواص - رحمه الله تعالى - يقول: ما طلب سليسمان بن داود ~~اعليهما الصلاة والسلام ملكا لا ms117 ينبغى لأحد من بعده إلا ليتحقق بمقام ~~الهد، لأن الزهد مع وجود الدنيا أعظم ممن كان زهده فيها مع الفقد، وكان ~~(1) صحيح: أخرجه الترمذى (2380) في الزهد، باب : ما جاء فى كسراهية كثرة الاكل، ~~اابن ماجه (ح 3349) في الأطعمة، باب : الاقتصاد فى الاكل وكراهة الشبع، وأحمد PageV00P000 ~~ييه المغترين للامام الشعرانى ~~ابو الدرداء -فلانه يقول: لو حلف حالف أن الزاهد فى الدتيا خير الناس ~~القلت له : صدقت لا تكفر عن يمينك ~~اوكان الإمام الشافعى -قليه يقول: لو أوصى رجل بمال إلى أعقل ~~الناس لصرفته إلى الزاهد فى الدنيا. وكان الحسن البصرى - رحمه الله ~~اعالى - يقول : يحشر التاس كلهم عراة إلا الزاهد فى الدنيا، وكان شقيق ~~اللعخى - رحمه الله تعالى - يقول: الزأهد الصادق يقيم زهده يفعله ~~االمتفعل يقيم زهده بقوله من غير فسعل، وقد قال رجل لسفيان بن عيينة ~~احمه الله تعالى - أشتهى أن أرى عالما راهدا فى الدتيا، فقال له : تلك ~~الالة لا توجد الآن، لأن الزهد لا يكون إلا في الحلال المحض، وأين ~~اوجد ذلك حتى إن الأنسان يزهد فيه؟ قلت: إن الحلال موجود ~~االمقامات موجودة ولكن حلال كل إنسان ومقامه على قدر حاله، ولذلك ~~اطلب الشارع - منا أن نأكل حلالا، ونتأسى به فى الأخلاق ~~والمقاصات، ولولا وجود الحلال وإمكان الترقى لبطلت الأحكام الشرعية من ~~رون متعددة. فما ثم إلا من يأكل حلالا، ويخاف الله عز وجل ويزهد ~~اتورع، ولكن على قدر حظه ونصيبه، فلعل قوله لم يوجد الحلال على ~~اسبيل المبالغة والله أعلم ~~اقد كان عبد الله بن مسعود -تاقته يقول: من كان أكثر الناس زهذا ~~الدنيا قهو أكثرهم عملا صالحا. وكان إبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى ~~يقول: من ادعى الزهد فى الدنيا ثم غضب من يتقصه عند أهلها فهو ~~اذب في دعواه، وكان ابن زيد - رحمه الله تعالى - يقول: ليس شي ~~اقطع لظهر إبليس من الزهد في الدنيا، وكان ابن السماك - رحمه الله ~~اقول: قد صار الزهد في الدنيا مذكورا في الكتب، ولا نجد له فاعلا. وقدا ~~امئل ms118 يونس بن عبيد - رحمه الله تعالى - عن غاية الزهد فى الدنيا، فقال: ~~الوعدم الراحة فيها بالكلية . قلت: وممن أدركته من رجال هذا المقام شيخنا ~~ايدى على الخواص، والشيخ عبد الله الفيومى المدفون بتربة الأمير يشبك ~~اارج مصر، والشيخ على المفتى بالصالحية يمصر والشيخ شمس الدين PageV00P000 ~~ان بيه المغترين للامام الشعرانى ~~السمنودى، والشيخ محمد المنير، والشيخ أبو الحسن الغمرى، والشيخ عبد ~~الحليم بن مصلح، والشيخ محمد بن داود، وشيخنا الشيخ أمين الدين إمام ~~اامع الغمرى، فكل هؤلاء -- كانت الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم ~~ووكانوا لا يردون سائلا ولو طلب عمامة أحدهم أعطاها له، وقد لقى الشيخ ~~مد المنير - رحمه الله تعالى - شخصا هرب جماله في طريق الحج ~~لفأعطاه خمسمائة دينار، فلما وصل الرجل إلى مكة آتاه بعوضها، فأبى ~~الشيخ أن يأخذها، وقال له: إنى لم أعطها لك وآخذ بدلها مع أنه لم يكن ~~اينهما معرفة قبل ذلك ~~لفانظر يا أخى فى فقراء زمانك هل يفعل أحد منهم مثل ذلك مع ~~اصاحيه الاكيد في طريق الحج من غير رجوع عليه، مع أن أحلدهم ريما ~~اقول: ويظن آن الشيخ محمدا المنير دونه فى المقام، فابك على نفسك في ~~اخلفها عن مقامات الصالحين، والحمدلله رب العالمين ~~ومف أحلاقهم- رضمى اللهتحالى عنهم : سرعة المبادرة للإحرام ~~اخلف الإمام إن كسان فى الصلاة، إذ فى ذلك تعظيم لأمر الله عز وجل أن ~~اليهاون أحد منهم قى تأخيره لكن لا لعلة ثواب ولا للذة مجالسة للحق عز ~~ووجل فى تلك الصلاة، فإن المبادر لأجل ذلك إنما هو ساع فى حظ نفسه ~~بخلاف من كان الباعث له على تلك المبادرة تعظيم أمر الله سيحانه وتعالى ~~اعدم التهاون يه ، ولدلك لما أمر إيراهيم عليه الصلاة والسلام بالاختتان ولم ~~اجد الموسى اختتن بالقدوم، فقيل له : هلا صبرت حتى تجد الموسى، فقال: ~~إن تأخير أمر الله عز وجل لعظيم، فاعلم ذلك يا أخى واعمل عليه، والحمد ~~الله رب العالمين. # ومف أحلاقيم - رصىالندقعالى عنمم-، هوان الدنيا عندهم ~~ووشدة رفضهم لها عملا بقول ms119 رسول الله -4 - : "إن للدنيا بنين، وللآخرة ~~ابين، فكونوا من آبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا"، وقد روى الطبرانى ~~اغيره عن أنس -فلاه قال : "دخلت على رسول الله -6- يوما فوجدته PageV00P000 ~~(131) ~~نبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~الدفع شيئا بيديه، فقلت: يا رسول الله ما هذا الذى تدفعه؟ فققال: الدتيا ~~طاولت لي، فقلت لها: إليك عنى". # ف الحديث أيضاء أن رسول الله -4- وقف على مزبلة قوم ~~لرأى شاة ميتة، فمسك يأذنها وقال : "أترون هذه هانت على أهلها؟ قالوا ~~امن هوانها عندهم ألقوها يا رسول الله، فقال -46 - : للدنيا أهون على ال ه ~~امن هذه على أهلها"(1)، وفى حديث آخر : "لو أن الدنيا تزن عند الله جناح ~~اوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء"(2) وكان محمد بن المنكدر - رحمه الله ~~اعالى - يقول: تجىء الدنيا يوم القيامة تتبختر فى زينتها، فتقول: يا رب ~~اجعلنى لأحسن عبادك دارا، فيقول الله تعالى : لا آرضاك له اذهيى يا لا ~~اء كونى هياء منثورا، وفى رواية فيقول لها : اذهبى إلى التار، فتقول: يا ~~ب، ومن يحبنى معى فيقول لها: ومن يحبك؟ فتأخذهم جيمعا إلى ~~النار، وكان أبو حازم - رحمه الله تعالى - يقول : يوقف من يعظم الدنيا بين ~~ايلى الله، فيقال له: هذا الذى عطم ما حقره الله، فيسقط لحم وجهه من ~~الخجل، فمن ادعى أنه يحب الله تعالى وهو يحب الدنيا فهوكاذب، لأن من ~~ارط المحب أن يكره ما كرهه محبوبه، وإن الله يكره الدنيا. وكان مالك بن ~~تار - رحمه الله تعالى - يقول: بلغنا أن الله تعالى يقول: إن أهون ما أتا ~~اصانع بالعالم إذا آثر شهوته على طاعتى أن أحرمه لذيذ مناجاتى . وقد كان ~~هب ابن متبه - رحمه الله - يقول لأصحابه: تعالوا بنا نتوب من الذنب ~~الذى ترك التاس التوية منه، فيقولون: وما هو؟ قيقول: حب الدنيا، وسوف ~~ي الدنيا رجال حتى يعبدوها ويعبدوا أهلها ~~اوكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: من لم يجعل حب ~~النيا من الكبائر فقد أخطأ الطريق ، وذلك لأن الكفر ينبنى على الرغبة ~~(1) صحيح ms120: أخرجه مسلم فى الزهد والرقائق (ح 2957). من حديث المستورد ين شداد ~~(2) صحيح: آخرجه ابن ماجه (ح 4110) في الزهد، باب: مثل اللنيا، من حديث سهل ~~سعد -فا- وصححه الآليانى في صحيح ابن ماجه (ح 3318) . PageV00P000 # التيه المفترين للإمام الشعرانى ~~(132) ~~اى الدنيا. قلت : وذلك لأن سيب الكفر بالله تعالى عصيان ماجاءت به ~~السل عليهم الصلاة والسلام حسدا أو كيرا، وكلاهما من حب الدنيا ~~والله أعلم. وقد كان عيسى عليه الصلاة والسلام يقول للحورايين يحق ~~أقول لكم إن حب الدنيا رأس كل خطيئة. وكان مالك بن دينار - رحم ~~اله تعالى - يقول: اتقوا السحارة التى تسحر قلوب العلماء وتلهيهم غن ~~اله تعالى، - يعنى الدنيا - وهى أسحر وأقبح من سسر هاروت ~~ماروت، لأن ذاك يفرق بين المرء وزوجه، وهذا يفرق بين العيد ~~اريه . وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: لقد أدركنا الناس ~~اهم يرون الدنيا عندهم كوديعة يؤدونها إلى صاحبها ليس لهم فيها ملك ~~واولذلك ذهبوا إلى الآخرة خقافا. # وكان أيو سليمان الدارانى - رحمه الله - يقول: كل الحنبز الحاف وأنت ~~اائف من الدنيا، وإياك أن تعد نقسك بعد ذلك أنك من الزاهدين فان ~~اغير الدنيا يجر إلى كبيرها من حيث لا يشعر العبد. وكان سفيان بن عييتة ~~رحمه الله تعالى - يقول: إنما أكثر القوم من ذكر الله تعالى لتيعد عنهم ~~النيا، فإنهم إذا ذكروا الله بعدت، وإذا تفرقوا عن الذكر أخذت بأعناقهم ~~فاعلم ذلك، والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاقه*- رضي اللهتعالى عنصم ، استحياؤهم من كثر ~~اددهم إلى الخلاء، وذلك بدوام الجوع المشروع مع الجدة اقتداء برسول الله ~~- فقد كان -- يشد الحجر على بطنه الشريف من الجوع ~~الت عائشة -فا ولو شاء -} - لاكل، ولكنه كان يؤثرعلى نفسه ~~فلت: قد كان له-6- مقام آخر اكمل من هذا، وهو أنه كان يبدأ بنفسه ~~اولا يجوع إلا اضطرارا ، لأن الكامل من شأنه آن يوفى طبيعته حقها لأ ن ه ~~امستول عنها، فما جاع - اختيارا، وآثر على نفسه إلا ليقتدى به في ~~ذلك فافهم ~~اكان عبد الرحمن بن أيى ms121 نعيم - رحمه الله تعالى - لا يأكل إلا كل ~~امسسة عشر يوما أكلة، فيلغ ذلك الحجاج بن يوسف، فدعاه تم أمر به PageV00P000 ~~(133 ~~انبيه المغترين للامام الشعرانى ~~فوضع فى بيت : وأغلق عليه الباب خمسة عشر يوما، ثم قتح عليه فإذا ~~او قائم يصلى. وكان عبد الله بن الزبير -4 يطوى الأسبوع، فكان لا ~~اياكل إلا يوم السبت. وكان الإمام أبوحنيفة -ف - مقللا في الأكل جدا ~~كان يأكل كما يأكل الطير فى القلة، ولم يكن فى بيته إلا الحصير. وقدا ~~كان أبو سليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: أحلى ما تكون لى ~~العبادة إذا الصقت بطنى بظهرى، فإن الحكمة كالعروس تطلب الييت ~~الخالى تنام فيه لتخلو فيه بصابها. وكان الحسن البصرى - رحمه الله ~~اعالى - يقول: لا تجمعوا بين أدمين، فإنه طعام المتافقين. وقد رأى أمير ~~المؤمنين عمر بن الخطاب فاقنه رجلا قد تدلت جلدة بطنه فعلاه بالدرة ~~قال: إن هذه تشبه جلدة بطن كافر . وكان -فلقته إذا رأى رجلا يشترى ~~االم كشيرا يضربه بالدرة ويقول له : أما علمت أن لهذا اللسحم ضراوة ~~كصراوة الخمر. وقد كسان الإمام الأوزاعى - رحسمه الله تعالى - يدخل ~~الخلاء كل شهر مرة، فصار يدخل فى الشهر مرتين، فكانت أمه تقول ~~الاصحايه : ادعوا لعبد الرحمن فإنه صار مبطوتا . وكان مالك بن ديتار ~~حمه الله تعالى - يقول: والله لقد استحييت من ترددى إلى الخلاء كل ~~ثلاثة أيام مرة، وكذلك كان الإمام مالك بن أنس، والإمام البخارى ~~- . وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: بلغنا أن رسول ~~ال -ه - قال: "شرار أمتى الذين يأكلون مخ الحنطة، ووالله لقد خلطت ~~اتي بالرماد وأكلته مدة حتى صحف جسدي، ولو أنى قويت عليه ما ~~ركته أيد4"(1)، وكان سفيان الشورى، وإبراهيم بن أدهم ح4 إذا لم ~~اجدا طعاما جلالا استفا الرمل الخمسةعشر يوما أو اكثر ~~كان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: بت عند الحجاج بن ~~رفطة - رحمه الله تعالى - أحد عشر يوما فما رأيته ذاق طعاما ولا شرابا ~~اولا قام لشىء سوى الصلاة. فإن قيل ms122: إن ما ذكرتموه فى هذا الخلق من الطى ~~(1) ذكره الزبيدى فى الإتحاف (7/ 412) وقال العراقى فى المغنى عن حمل الأسفار (3/ ~~89) : لم أجد له أصلاة PageV00P000 ~~انيه المقترين للإمام الشعراتى ~~(134) ~~اكثر من ثلاثة أيام لم يفعله النبى - - ، وقد قيدتم هذا الخلق أولا بالجوع ~~الشرعى، فما وجه الزيادة على ثلاثة أيام؟ فأجاب يعضهم بقوله: إن رسول ~~ال -4- كان رحمة على أمته، وكان يقول: "اقدروا القوم بأضعفهم"(1) ~~أنه-- قد ورد أنه كان يواصل الصوم فيحتمل أن هؤلاء القوم الذين ~~اجاعوا تلسك المدد الطويلة كانوا من الورثة له -- ويحمل نهيه - ~~اعن الوصال على من لم يطق ذلك، فنهاه عن أن يحذب نفسه لثلا تصير ~~فسه تكره العبادة، وقد بلغنا أن أيا عقال المغربى - رحمه الله تعالى - كان ~~يكل فى كل ستة أشهر أكلة . وقد سمعت سيدى عليا المرصغى - رحمه الله ~~يقول: قد وقع لسيدي عيسى بن نجم المدفون بساحل بحر البرلس - رحم ~~االه تعالى - أنه مكث سيعة عشر سنة لا يأكل ولا يشرب ولا ينام وهو على ~~وصوء واحتد. اه ~~وقد أجاب أيضا بعض المحققين آن هؤلاء الذين كانوا يطوون تلك ~~المدد الطوال أن أحدهم كان يتناول تحو الزبيبة ونحو القطرة من الما ~~ارج بذلك عن الوصال المنهى عنه، وذلك هو الظن بهم والله أعلم ~~ووقد أجمع القوم على أن الجسوع من أعظم أركان الطريق حتى قالوا: إذا ~~اطلب المريد الأكل بعد خمسة أيام، فأمروه بالكسب فإنه لا يصح منه فى ~~الطريق. وكان أبو عثمان الجيزى - رحمه الله تعالى - يقول: كنت أمكث ~~السنة كاملة في بداية أمرى وسياحتى لا يخطر الأكل على بالى إلا إن ~~ضمر بين يي. اه ~~فانظر يا أخى جوعك تجده لا شىء بالنسية لجوع مؤلاء القوم - ~~اع أن جوعهم لم يخرج عن السنة كما مر تقريره لقوتهم عليه. وما نهى ~~اعن الجوع بالأصالة إلا لخوف الضرر على النفس. وكان سهل بن عبد الله ~~السترى - رحمه الله تعالى - يقسم عقله وقوته ومعرفته إلى سبعة أجزاء ~~(1) حسن صحيح: أخرجه أحمد (4/ 218) وابن ماجه (ح 987) في ms123 كتاب إقامة الصلاة ~~ابباب: من أم فليخفف، من حديث عثمان بن أبى العاص، وقال الشيخ الالبانى ف ~~حيح ابن ماجه (ح806) : حسن صحيح PageV00P000 ~~(135 ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~فكان لا يأكل حتى يذهب من كل واحد ستة ويقول: لولا أخاف الهلاك ~~كنت لا آكل حتى تقنى السبعة أجزاء، فاعلم ذلك، والحمد لله رب ~~العالمين. # ومف أحلاقهم- رصى الل-فعالى حنقم : تقديمهم السلامة على ~~الغنيمة من حيث رفض الدنيا وفراع يدهم منها، فكانوا يقدمون فراغ يدهم ~~ان الدنيا على جمعها وإنفاقها فى سبيل الله تعالى خوقا أن يمنعوا منها ~~احقها حتى كان أحدهم يقول: يا طالب الدنيا لتير يها غيرك تركك لهما أبر ~~وأبر ~~اوكان الجنيد - رحمه الله - يقول : تجديد العيد من الدنيا أفضل من ~~اجمعها وإنفاقها. وقد كانوا إذا قيل لأحدهم: خذ هذه الدراهم ففرقها على ~~الساكين يأبى ذلك ويقول: إن من جمعها أولى بتغريقها، وربما يكون فيها ~~ارام وشبهة، فتكون الهنأة للفقراء، والتبعة على من فرق. وكان الحسن ~~االصرى - رحمه الله تعالى - يقول: إن من تفرغ لعبادة ربه أفضل من تركها ~~اسعى على عياله، وقد كان إيراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - يقول: إن ~~انكم وبين القوم بعدا أقيلت عليهم الدنيا ففروا منها، وآدبرت عنكم ~~تبعتموها، وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى - يقول: تجرع مرار ~~الدنيا أشد من تجرع مرارة الصبر ~~ووكان مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - يقول: لا يبلغ أحد متازل ~~الصديقين حنى يترك زوجته كأنها أرملة وأولاده كأنهم يتامى. وقد بلغتا أن ~~عيسى عليه الصلاة والسلام مر ليلة على شخص نائم والناس قائمون يصلون ~~قال له : قم فصل، قال له : إنى قد عبدت الله تعالى بأفضل العبادة، فقال ~~اله عيسى: وما هي؟ قال: قد عبدت الله بأفضل العبادة وهو أنى زهدت فيي ~~الدلنيا، فقال له عيسى: تم فقد فقت العابدين. ومن أدلة القوم فى هذا الخلق ~~اا ورد أن رسول الله -46- خرج يوما على أهل الصفة 4- فقال: ~~اايكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان فيأتى ms124 بناقتين كوماوتين؟ فقالوا: ~~لتا نحب ذلك يا رسول الله، فقال-: لأن يترك أحدكم ذلكم ثم PageV00P000 ~~ان ييه المغترين للامام الشعرانى ~~(136) ~~هب إلى المسجد فيتعلم ايتين من كتاب الله خير له من اثتتين وثلاث خير ~~امن ثلاث وأربع خير من أربع من أعدادهن من الإبل"(1). # اولكل مقام رجال، ومن شأن الشارع أن يرغب كل أحد فيما أقامه الله ~~اتعالى فيه لئلا تتعطل المراتب، والحمد للهرب العالمين. # ومن أحلافهم - وصىاللهنعالى حنهم : إذا رأوا شخصا انقطع ~~اعن الناس فى الجبل مثلا ثم رأوه صار ينزل للناس، ويحضر ولائمهم ~~ايزور أمواتهم أن لا يحملوه على علة فاسدة كأن يقولسوا عته إنه لا يقدر ~~اعلى الوحدة التى شهر نفسه بها، أو يقولوا إنه يفعل ذلك مع الناس لأجل ~~يصيروا يحضروا مولده أو تحو ذلك، بل يجب حمله على أنه يفعل ذلك ~~االصا لوجه الله من باب حسن الظن، وحسن الخلق مع إخوانه المسلمين. # الفاياك يا أخى أن تظن فى أحد من عباد الله المنقطعين فى تربة أو جبل ~~اوعا إذا رأيت أحدهم خالط الناس، وتقول: إن هذا قد انقطع عن التاس ~~فما له ولمخالطتهم، يل الواجب أن تظن به خيرا، فاعلم ذلك، والحمد لله ~~ب العالمين. # وصف أحلاقمم- رصىاللدتعالى عحنفم : عدم اهتمامهم بأمر ~~الرزق، واتشراح صدورهم إذا لم يبت عند أحدهم ديتار ولا درهم، وكانوا ~~اكرهون ادخار قوت غد، وإذا وقع أن أحدهم ادخر قوت الغد أو الجمعة أو ~~الشهسر أو نحو ذلك كان دلك على اسم العائلة لا على اسم نفسه تسكينا ~~الالضطراب الذى رما يقع فى قلب العائلة إذا لم يكن عندهم شىء يأكلونه ~~لفربما وقع أحدهم في سوء الظن بربه عز وجل ~~وقال بعضهم: ربما ادخر القسوت الذى علم من طريق كشفه أته ررقه ~~و لايصح لأحد غيره أن يتناول منه شيقا، ولكن قد سمعت سيلى عليا ~~(1) صحيح: أخرجه مسلم (ح 803) في صلاة المسافرين وقصرها، باب : فضل قراء ~~القرآن فى الصلاة وتعلمه، وأبو داود (ح 1456) في تفريع أبواب الوتر، باب: في ~~اواب ms125 قراءة القرآن ، من حديث عقبة بن عامر -باه PageV00P000 ~~(137 ~~ييه المغترين للإمام الشعرانى ~~الخواص - رحمه الله تعسالى - يقول : من كسمال العارف إذا اطلع على أن ~~الشءالفلانى من رزقه أن لا يخزنه بل يصبر حتى يأتيه فى الوقت الذىا ~~اجعله الله تعالى فيه إيثارا لفراغ اليد من الدنيا على إمساكها إذ لا قائدة ~~الادخار. # ووقد سمعت الشيخ عليا النبتيتى البصير - رحمه الله تعالى - يقول: من ~~ارط من يجتمم بالخضر يتلام من الأولياء أن لا يدخر قوت غد، فمن ~~اا قوت غد لم يجتمع به، ولو كان على عبادة الشقلين. قال: ومن شأن ~~الخضر عليه السلام أن يأتى للعارفين فى اليقظة وللمريدين فى المنام لأن ~~الريد لا يقسدر على صحبته يقظة، ولذلك يأتيه مناما يعلمه الآداب التى ~~اهلها. وقد كان أبو عبد الله اليسرى أحد رجال الرسالة - رحمه الله تعالى ~~اتمع به يقظة ويحادثه طويلا، ثم انقطع عنه بعد ذلك في اليقظة، وصار ~~اأتيه في المنام، قال: فسأله عن سبب انقطاعه عنه يقظة فقال له: نحن لا ~~اصحب من يخبا رزق غد وأنت قد قلت لزوجتك: فى الوقت الفلانى خذى ~~اهذا الدرهم، فاجعليه على الرف إلى غد، فقال أيو عبد الله: صحيح ذلك ~~اولكنى تبت إلى الله تعالى عن الادخار، قال : وبعد ذلك لم يأته فى اليقظة ~~ال أن مات كما أخبر عن تفسه في مرض موته - رحمه الله تعالى - ~~اوكان أويس القرنى - رحمه الله تعالى - يقول: لا يقبل الله من عبده ~~ملا وهو يهتم بآمر رزقه إذ المهتم بأمر رزقه متهم لله عز وجل، والمتهم لربه ~~الا يرفع له عمل . قلت: قد يهتم العبد لرزقه ويسعى في طلبه بكل وجه ~~اهتماما بأمر الله تعالى بالكسب لا شكا فى أنه يضيعه، وعلى ضد ذلك ~~امل كلام أويس -خاقته وقد قيل مرة لأبى يزيد البسطامى - رحمه الله ~~الى - أنت من أين تأكل وتشرب؟ فقال: من حيث يرزق الله الذباية ~~االبعوضة افتراه يطعمها وينسى آيا يزيد. قال: وصلى خلف إمام مدة ~~فسأله الإمام يوما وقال ms126 له : إنى أراك لا كسب لك فمن أين تأكل؟ فقال له ~~ابو يزيد: دعنى أعيد الصلاة التى صليتها خلفك، ثم أجيبك فإنك لا تعرف ~~اله تعالى ولاتصح صلاة من لم يعرف الله سبحانه وتعالى قلت: وهذا لا PageV00P000 ~~انيه المغترين للامام الشعرانى ~~(138) ~~نافى حديث: "صلوا خلف كل بر وفاجر"(1) لأن الحديث ورد فى سد باب ~~الخروج على الأئمة ، وهذا فى مقام الكمال للإمام واعلم أن دليل القوم في ~~اعدم الادخار ما روى أن شخصا أهدى إلى رسول الله -- ثلاث طوائر، ~~فأطعم خادمه طائرا منها، فلما كان الغد أتته بها فقال -42- : "ألم أنهك ~~أن ترفعى شيئا لغد فإن الله يأتى برزق كل غد"(2). اه. # امتحن نفسك يا أخى بعدم ادخار شىء لغد. قإن رأيتها مضظربة، ~~قل لها: ليس لك في مقام الصالحين نصيب، والحمد لله رب العالمين. # ومن أخلافهم- رصىالقتحالى عنيم : اختيارهم الشدة ~~اواليلاء على النعمة والرخاء لأن بذلك يدوم توجههم إلى الله تعالى، ومن ~~احي الله أحب ما يقربه إليه ويذكره يه . وكان وهب ين منبه - رحمه الله ~~اقول: من لم يعد اليلاء نعمة والرخاء مصيبة، فليس هو بففيه . وقد دخل ~~جماعة على مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - وهوجالس في بيت مظلم ~~ووفى يده رغيف فقالوا له : يا مالك، آلا سراج ألا شىء تضع عليه الرغيف؟ # فقال: دعونى، فإنى والله نادم على ما مضى، وكان الحسن البصرى - رحم ~~اله تعالى - يقول: من وسع الله عليه في الدنيا، ولم يخف أن يكون ذلك ~~كرا به، فقد أمن مكر الله تعالى، وكان أمير المؤمنين عمسر بن الخطاب ~~- يقول: من وجد كل ليلة كسرة يابسة يأكلها، فليس هو بققير إنما ~~القير من لم يجد شيئا، وقد كان الربيع بن أنس - رحمه الله تعالى - يقول ~~إن البعوضة تحيا ما جاعت، قإذا شبعت سمنت وإذا سمنت ماتت، وكذا اين ~~ادم إذا امتلا من الدنيا مات قلبه . وكان حغص بن حميد - رحمه الله تعالى - ~~اقول: أجمع العلماء والفقهاء والحكماء والشعراء على أن كمال النعيم فى ~~الآخرة ms127 لايدرك إلا بنقص النعيم فى الدنيا ~~(1) ضعيف : أخرجه آبو داود (ح2533) في الجهاد، باب : فى الغزو مع أئمة الجور ~~ضعفه الشيخ الألبانى فى ضعيف الجامع (ح 3478) . # (2) ضحيف : أخرجه أحمد (3/ 198)، وضعفه الشيخ الألبانى فى ضعيف الجامع (ح PageV00P000 ~~(139 ~~انبيه المغثرين للإمام الشعرانى ~~وواعلم أن من أدلة القوم على هذا الخلق ما ورد آن رسول الله ~~قال: "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقمه، وأصغى بسمعه، وحتى بجبهت ~~نتظر متى يؤمر فيتفخ"(1). # اجلم أن الكاملين ينظرون إلى أهوال يوم القيامة من هذه الدار ، فذلك ~~هو الذى متعهم لذة الأكل والشرب والنوم والجماع وغير ذلك فافهم ~~والحمد لله ربب العالمين ~~ومفن أخلاقهم - وصىاللهتعالى عنهم ، إذا سألهم أحد فيي ~~اجة وهو في حارة شيخ من مشايخ عصرهم آن يردوا صاحب تلك ~~االخاجة إلى ذلك الشيخ الذى هو فى حارته، ويحسنوا اعتقاد صاحب تلك ~~الحاجة فيه، ومتى قضوا لذلك المحتاج حاجته فقد أساءوا الأدب مع ذلك ~~الشيخ، وقد كان ذلك دأب شيخنا سيدى على الحتواص : كان - رحمه الله ~~عالى - إذ جاءه أحد وسأله في حاجة يقول له : أنت من أى حارة؟ فإذا ~~أخبره قال له: ارجع إلى شيخ حارتك فإن الله تعالى لم يجعله في حارتك ~~الا ليتحمل هموم أهلها، فاعلم ذلك يا أخى، واعمل عليه، والحمد لله ~~ب العالمين ~~ومن أخلافهم - رضىاللهتحالى عنهم : انشراح صدورهم إذا ~~ارف الله تعالى عنهم الدنيا وذلك لأنهم يحبون الله ورسوله، ومن أحب ~~اله تعالى ورسوله -4- كره الدنيا ضرورة لأنها تشغل عن كمال ~~العبادة، فلذلك كان من اكبر أخلاقهم انقباض قلويهم من إقيال الدتيا ~~اعليهم، وتأمل يا أخى لما كان الصحابة -4- أكثر الناس محبة لرسول الله ~~ه- كيف كان أكثرهم يبيت ويصبح، وليس عنده دينار ولا درهم، ~~وقد دعا -44- لأهل بيته -جخ- لشدة محبته لهم، ومحيتهم له، فقال ~~(1) صحيح: أخرجه الترمذى ل(رح 2431) في صفة القيامة، باب: ما جاء في شان الصور ~~اارح 3243)، وأحمد (3/ 7، 73) من حديث أيى سعيد الخدرى، وصححه الشيخ ~~الألبانى فى صحيح الجامع (ح 4592)، والصحيحة (ح 1078، 1079). PageV00P000 # اننيه المغترين للامام ms128 الشعرانى ~~(140) ~~الهم اجعل رزق آل محمد قوتا"(1) وذلك ليكون العبد مقبلا على اله ~~عالى لا يسعوقه عنه عائق لا سيما إن كان ليس عنده صبر على الجوع ~~قلا، فإنه يصير مقبلا على الله تعالى ليلا ونهارا يسأله قوته لا يقتر عن ~~لك، وكان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - يقول: الدنيا سجن ~~المؤمن، وأعظم أعماله فى السجن الصبر، وكظم الغيظ، وليس للمؤمن فى ~~النيا دولة، وإتما دولته غدا في الآخرة. وقد كان عبد الله بن مسعود -قافم ~~ايقول: سيأتى على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من الأمة، فيعيش كدود ~~الخل فى الخل، وكان عبد الله بن عباس 4 يقول: من حبس الله عن ه ~~الدنيا ثلاثة أيام وهوعنه راض وجبت له الجنة، وكان عبد الله بن بكر المزنى ~~احمه الله تعالى - يقول: إن الله عز وجل ليجرع عبده المؤمن، ويذيقه مرارة ~~الدنيا محية فيه كما تجرع المرأة ولدها الصبر لأجل العافية. # امن أدلة القوم فى هذا الخلق ما ورد: أن رجلا قال لرسول الله - ~~ل : إنى أحبك يا رسول الله، فقال له النبى - - : "إن كنت تحبنى ~~ال فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنى من السيل إلى ~~امتهاه4(2) . وقد كانت عائشة -ل تقول: ما زالت الدنيا علينا عسرة ~~درة حتى قبض النيى -4-، فصبت علينا الدنيا صبا أى لأنا كنا ببركته ~~- ، في حسماية من الدنيا، فلما توفى النبى- ذهبت تك ~~الحماية ، ودخل علينا التقص، وقد سمعت سيدى عليا الخنواص - رحمه ~~اعالى - يقول : إذا ترقى العيد فى مقسامات العرفان صارت الدنيا تزداد منه ~~قرة، ولو أنه طلبها لما أجايته، وذلك لعدم رؤيتها محلاا من قليه تمكث ~~يه. اه ~~(1) متفق عليه: أخرجه البخارى (ح 6460) في الرقاق، باب : كيف كان عيش النبى ~~- ، ومسلم (ح 1055) في الزكاة، باب: فصل التعفف والصبر، من حديث أبى ~~ريرة -ا ~~(2) منكر: أخرجه الترمذى (ح 2350) في الزهد، باب : 36، وقال الشيخ الألبانى فى ~~الضعيفة (ح 1681) : منكر PageV00P000 ~~(141 ~~يه المغثرين للامام الشعرانى ~~فاعلم أن من علامة من ادعى الفقر كذبا ms129 أن يزداد من أمتعة الدتيا ~~وزيتتها كلما طعن فى السن، فاعلم ذلك، والحمد لله رب العالمين ~~ومف أخلاههم - وضى اللتحالى صقهم- : شدة الفرح فى الدنيا ~~كلما حيل بينهم وبين الوصول إلى شهواتهم فيها، فيقولون: لولا آن الله ~~عالى يحينا ما حال بيتنا، وبين ما يحجبنا عته . وكان مالك ين دينار - ~~حمه الله تعالى - يقول: قال لى معلمى عبد الله الراذي - رحمه الله ~~االى - إن أردت القرب من الله تعالى، فاجعل بينك وبين الشهوات ~~ائطا من حديد. وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام: ~~احرام على قلب أحب الشهوات أن أجعله إماما للمتقين . وكان عمر بن ~~اععد العزيز - رحمه الله تعالى - يقول: أميتوا الشهوات في أنفسكم، ولا ~~ايتوا أنفسكم في الشهوات فإن من جعل شهوته تحت رجليه فر الشيطان ~~امن ظله كما أن من جعلها فى قليه ركبه الشيطان، فصرفه كيف شا ~~بتسليط الله تعالى ~~اقد كان عيسى عليه الصلاة والسلام يقول: الجنة ترجع بجملتها إلى ~~ايئين الراحات والشهوات، ولا يدخل أحد الجنة إلا بترك الراحات ~~االشهوات فى الدنيا، وكان عبد الله بن عباس -ف4- يقول: سيأتى على ~~االناس زمان يكون همة آحدهم بطنه، ودينه هواه، وسيفه لسانه. وكان ~~الحن البصرى - رحمه الله تعالى - يقون: ليست الدابة الجموح بأحوج إلى ~~الجام من تفسك . وكان سفيان الثورى - رحمه الله - يقول: ما عالجت شيتا ~~أد من نفسى مرة معى ومرة على، وكان يقول: كفوا أنفسكم عن الشهوات ~~اقل أن يخاصم بعضكم بعضا، ومن أدلة القوم فى هذا الخلق قول النبى ~~- : "حقت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"(1)، وقد ورد أنه قدم ~~الى رسول الله مرة سويق اللوز، فرده وقال: "هذا طعام المترفين في الدنيا" ، ~~(1) متفق عليه: أخرجه البخارى (ح 1487) في الرقاق ، ياب: حبيت النار بالشهوات ~~ومسلم (ح 2823) في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، من حديث أبى هريرة، وأخرجه ~~لم (رح 2822) من حديث أنس -يا PageV00P000 ~~اب انمرس لهلم النسورل ~~كان أبو هريرة -فالفم يقول: ما زاد على لون واحد، فهو طعام ~~الفساق. اه ~~سأتى ms130 زيادة على ذلك في محله إن شاء الله تعالى، والحمد لله رب ~~العالمين ~~ومن أحلقمم- وصىالاهتحالى حنهم، عدم التغالى في ~~الثياب، بل كانوا يليسون ما وجدوا من الحلال ولو خيشة، وإذا لبس أحدهم ~~اجة أو عمامة صوف لا يتغالى فى ثمنها عكس ما عليه فقراء هذا الزمان ، ~~ربما تكون جية أحدهم أو عمامته الصوف أغلى ثمتا من ثياب التجار. اللهم ~~الا أن يكون أحدهم ممن لا تدبير له مع الله تعالى، فهذا يلبس ما شاء من ~~الاح، وقد كان حاتم الأصم وأصحابه فلحه لا يلبسون من الدنيا إلا ما ~~لق من الثياب، وصارت فيه رقع كثيرة. # اوقد كان أويس القرنى -فيف يلتقط الخرق من المزابل، ثم يخيطها بعد ~~اسلها وبليسها. وكان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - يلبس الجبة ~~السوداء حتى تتشق عليه، وقالوا له مرة: كم لهذه الجبة عليك؟ فقال : تسع ~~اتين ما تزععتها قط. وقد كان الحسن البصرى - رحمه الله - يليس الثوب ~~اتى يتسخ جذا، فإذا قيل له : ألا تغسل ثوبك؟ يقول: الأمر أعجل من ~~ذ ذلك، وقد قال على بن أبى طالب لعمر بن الخطاب لتيها إن أردت ~~الحوق بصاحبيك فرقع قميصك، واخصف نعلك، وقصر أملك، وكل دون ~~الشيع ~~اوقد كان أبو ذر -فافته- بيته خال من المتاع ليس فيه سوى المطهرة التى ~~اوضا منها فقيل له يوما: ألا تجعل فى بيتك متاعا؟ فقال: إن رب البيت لا ~~الدعنا نقيم فيه، وإن لنا بيتا آخر ستوجه إليه صالح أعمالتا إن شاء الله ~~اعالى. وكان أبو إدريس الخولانى - رحمه الله تعالى - يقول: لأصحابه: لا ~~اتتتوا بغسل ثيابكم فلقلب نقى فى ثوب دنس أحب إلى الله تعالى من قلب ~~نس في ثوب نقي. وكان عبد الله بن مسعود -توفي يقول: كان أصحاب PageV00P000 ~~(143) ~~اتبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~سول الله -- أخشن منكم ثيابا، وأرق قلوبا، وسيأتى زمان يكون أهله ~~أرق ثيابا وأخشن قلوبا. وكان أبو عبيدة -فاف- يقول: رب مبيض لثيابه ~~دنس لدينه . وقسد قيل مرة لأيى سليمان الدارانى - رحمه الله ms131 تحالى - ألا ~~اسرح لحيتك؟ فقال لسه : إنى إذا لفارغ القلب . وقيل لإبراهيم بن أدهم ~~احمه الله تعالى - ألا تخضب لحيتك؟ فقال: الحتضاب زينة، وما نحن من ~~أهلها الآن. وكسان ثابت البنانى - رحمه الله تعالى - يقول: ربما أريد أن ~~أاغسل ثوبى، فأفكر فى قليبى فأتركه، وكان يغسل ثوبه يالأشتان فقط دون ~~الصابون ~~وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - لا يزيد على العبادة صيفا ~~اشتاء ليلا ونهارا، وكان أبو إسحاق السبيعى - رحمه الله تعالى - يقول: ~~كانت طيالس الناس قعر بيوتهم ولم يكن يلبس الطيلسان على عمامته إلا ~~هر بن حوشب فقط رحمه الله. وقد كان أنس بن مالك -تفه يقول: ما ~~سهت الناس اليوم في المساجد، وعليهم الطيالسة إلا بيهود خيير . اه. # قلت: المطلوب من الطيلسان على الرأس إنما هو كف النظر عن فضول ~~النظر للحيطان وغيرها. وليس هو بكبير أمر، وإنما الشأن أن يلبس على قلبه ~~اليانا يمنعه أن يمد بصره إلى شىء من شهوات الدنيا، قال تعالى: ولا ~~دن عينيك إلى ما متعنا به آزواجا منهم [طه:131]، ولكل مقام رجال ~~اوالله أعلم. وقد كان عروة بن الزبير قلقه يقول: رأيت رداء رسول الله . # يالذى كان يخرج به إلى الوقود طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراعان ~~شبر، فكان عند الحتلفاء بعده -4 حتى خلق كانوا يليسونه يومي ~~العيدين ~~كان مالك بن دينار - رحمه الله - يقول : يا قارئ ما لك وللطيلسان؟ # انا ينبغى لك مدرعة صوف، وعصا كراع تقر من الله إلى الله، وتشوق ~~اخوانك إلى الله. وقد كان يوسف بن أسباط - رحمه الله تعالى - يقول: ~~اأيت سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - فى طريق مكة فقومت ما عليه من ~~الثاب حتى نعله، فوجدت ذلك يساوى درهما واحدا وأربع دوانق PageV00P000 ~~ات ييه المفترين للإمام الشعراتى ~~اواعلم يا أخى أن دليل القسوم فى هذا الخلق قسوله : "البذاذة من ~~الايمان"(1) واليذاذة لبس الخلق من الثياب، فلا ييالى الشخص بأى ثوب ~~اليس، والحمد لله رب العالمين ~~ومف أحلاقصم- وصضىاللهقعالى حصع: عدم إسرافهم فى الحلال ~~إذا وجدوه، وذلك ms132 لان الحلال غريب فى كل زمان بحسب تفاوت أهله في ~~القام، فربما كان حلالا عند قوم، وغير حلال عند قوم آخرين. وقد كان ~~السلف يقدمون كسب الدراهم الحلال على سائر مهماتهم ، وذلك لأنهم من ~~ابانباء الآخرة بيقين، والأعمال الأخروية الخالصة لا تقع على يدى من أكل ~~اراما أو شبهات، فإن من أكل حراما نشأ عنه فعل الحرام، ومن أكل شبه ~~انشأ عنه فعل الشبهة حتى لو أراد من أكل الحرام آن يطيع الله لما قدرعلى ~~ذلك، وكان يونس بن عبيد - رحمه الله تعالى - يقول : ما ثم اليوم أقل من ~~ارهم طيب، ولو وجدناه لاستشفينا به مرضانا. وكان سفيان الثورى - رحم ~~اله تعالى - يقول: إن الرجل حيث رعيفه من حل، وإن أهل بيت يوجد ~~اعلى مائلتهم الآن رغيف من حل لغرباء فى هذا الزمان، وكان عبد الله بن ~~اعياس -ولققما- يقول: كسب الحلال أشد على المؤمن من نقل جبل إلى جبل ~~اوقد كان وهيب بن الورد رحمه الله تعالى - يقول: إن لم ير العبد الحلال ~~لفى زمانه كالميتة للمضطر وإلا هلك. وقد سمع الحسن بن على 4 ~~خصا يقول: اللهم ارزقنى حلالأ صاقيا فقال له : يا هذا سل ربك رزقا لا ~~اعذيك عليه فإن الحلال الصافى إنما هو رزق الآنبياء عليهم الصلاة والسلام ~~وكان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - كثيرا ما يعمل إلى آخر التهار ~~ال اذا أعطوه أجرته نظر إليها وقال لأصحابه: إنى أخاف أن أكون لم أيذل ~~الوتى كلها التى طلبها متى صاحب الزرع، ثم يتركها ويذهب طاويا تلك ~~اليلة، وكان يرى الحضور مع الله تعالى فى عمل الحرفة شرطا للحل، وكل ~~ايء عمله بلا حضور لا يأخذ له أجرة. # (1) صحيح: أخرجه ابن ماجه (ح 4118) فى الزهد، باب : من لا يؤيه له، وصحه ~~الالانى فى صحيح ابن ماجه (ح 3324)، وانظر الصحيحة (ح 341) . PageV00P000 # لتبيه المقترين للإمام الشعراتى ~~وكان سعد بن كدام - رحمه الله تعالى - يقول: لا أعرف اليوم بقى من ~~الحلال إلا ما يشربه الرجل من الدجلة أو النيل بكفه ms133 . قال: وطلب رجل ~~الحلال فما صفا له إلا الحشيش الذى على حافات الأنهار، فصار ياكل منه ~~اتى اخضر جلده ثلاثين سنة، فإذا هو بهاتف يقول له : الآن قد صفا لك ~~اكل الحلال، وخلصت من الحرام . قال: وامتنع بعضهم من الأكل مما يدخل ~~اادي بنى آدم، ثم ذهب إلى البرية يأكل من حشيشها فنودى فى سره هب ~~اناك تتورع من اليوم، فما تفعل فى القوة التى اكتسبتها حتى مشيت إلى هنا ~~فانظر من أين حصلتها. # وقد سئل مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - عن نبيذ الجرار فقال ~~الالسائل ويحك انظر إلى الثمر من أين هو قبل أن ينيذ فى الماء. وكان إيراهيم ~~ان أدهم - رحمه الله تعالى - يقول: رأيت عابدا يقوم إلى الصلاة بثقل ~~لفظرت فإذا هو من عدم صفاء ماكله، ولو أنه أكل حلالأ لم يحصل ل ~~اقل. وكان سفيان الثورى - رحمه الله - إذا ذهب إلى وليمة أخذ معه رغيفا ~~اأكل مته، فإذا قال له صاحب الوليمة : هل لا تأكل من خبزى يا سيدى ~~اقول له: إنك تدرى خبزك من أين هو؟ وأنا أدرى خبزى من أين هو، فكل ~~واحد يأكل ما يدرى. # قلت: ومن أدركته من أصحاب هذا المقام سيدى الشيخ محمد بن ~~اعنان كان - رحمه الله تعالى - إذا دعى إلى وليمة يأخذ معه رغيفا يأكل من ه ~~إذ نصب السماط. وقد ستل سفيان الثورى عن فضل الصف الأول؟ فقال: ~~اظر رغيفك من أين هو، فكله وصل فى أى صف شئت ولا حرج عليك ~~اكان عبد الله بن عباس -4- يقول: لا يقبل الله صلاة العبد وفسى جوفه ~~اء من الحرام، وكان السرى السقطى - رحمه الله تعالى - يقول : النجاة فى ~~الثلاث، سبيل الهدى، وكمال التقى، وطيب الغذاء، وكان وهيب ين الور ~~رحمه الله - يقول: لو صمت وصليت حتى صرت مثل هذه السارية ما ~~فعك ذلك إلا بعد أن تنظر ما يدخل جوفك، ، وابعلم أن دليل القوم فى هذا ~~الخلق قوله تعالى:{ كلوا من الطيبات واعملوا صالحا (المؤمنون: 51]، PageV00P000 ~~تنيه المغترين للإمام ms134 الشعرانى ~~(146) ~~وهوخطاب للرسل. وقد صرح فى الحديث بأن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر ~~ابه المرسلين - اه. ومن أدلتهم أيضا ما ورد أن رسول الله -4- قال: ل. # اكتسسب عيد مالأ من حرام فيبارك له فيه، ولا يتصدق مته فيؤجر عليه، ولا ~~اركه خلف ظهره إلا كان دافعا له إلى التار، إن الله لا يمحو السيي بالسي ~~ولكن يمحو الخبيث بالطيب"(1) ~~لفانظر يا أخى إلى طعامك فى هذا الزمان، وعليك بالجوع المفرط ~~وواوياك أن تأكل من طعام أمير أو مياشر أو قاض فضلا عن أطعمة الظلمة. # والمكاسين من غير تفتيش، فإنك تهلك فى دينك، ولوكان على رأسه عمامة ~~اوف وجية ولك عذبة . فافهم، والحمد لله رب الحالمين ~~ومف أحلاصهم- رصىاللتحالى عنهع: كثرة الوصايا من ~~اتصهم ليعض، وقبولهم المواعظ وشكرهم الواعظ، وعدم رؤية أحدهم في ~~فسه أنه قام بواجب حق من نصحه ولو أحسن إليه مدى الدهر، وذلك لأن ~~الأمور الأخروية لا تقابل بالأعراض الدنيوية . وقد قال رجل للحسن البصرى ~~رحمه الله تعالى - أوصنى، فقال له: أعز أمر الله حيثما كنت يعزك الله ~~احيثما كنت، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعحالى - أوصنى ~~قال له: احذر أن تكون ممن يخالط الصالحين ولاينتفع بهم، أو يلوم ~~المنبين، ولا يجتنب الذنوب، أو من يلعن الشيطان في العلانية، ويطيعه في ~~السر، وقال رجل للفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - أوصنى، فقال له : ~~العل مات والدك؟ قال: نعم، فقال له : قم عنى، فإن من يحتاج إلى من ~~اظه بعد موت والده لاتنفحه موعطة، وقال رجل لمحمد ين واسح - رسمه ~~الله - أوصنى، فقال له : كن ملكا فى الدنيا والآخرة، قال: كيف ذلك؟ # قال: ازهد في الدنيا، فقال له الرجل: زدنى، قال له : اجعل نفسك ذنبا ~~وواجلس إلى الناس، ولا تجعل نفسك رأسا، وتطلب متهم أن يجلسوا إليك ~~ووقد دخل عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تحالى - يوما على عايد، وقال ~~(1) ضعيف : أخرجه أحمد (1/ 388) وضعفه الشيخ الآلبانى فى غاية المرام (ح 19) . PageV00P000 # بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~اله ms135: جشتك لأجل أن تعظنى، ققال له العابد: لو علمت أنك ممن يخاف الله ~~اعالى لوعظتك، فغشى عمر من كلامه. # كان عمر بن عبد الحزيز - رحمه الله تعالى - يقول: رأيت أبا ~~العباس الخضر عليه السلام بالمدينة المشرفة فقلت له : أوصتى، فقال: ~~اياك يا عمر أن تكون وليا لله تعالى فى العلانية، وعدوا له فى السر ~~اقال رجل لعيسى عليه الصلاة والسلام: عظتى يا روح الله، فقال له ~~الى كم يوعظ أحدكم ولا يتعظ، لقد كلفتم الواعظين شططا وتعبا ~~وقال رجل للحسن البصرى - رحمه الله تعالى - أوصنى، فقال له: لا ~~تذنب فتلقى نفسك في النار مع أنك لو رأيت أحدا يلقى برغوثا في ~~النار لأنكرت عليه ، وأنت تلقى نفسك فى النار كل يوم مرات كثيرة ~~لا تنكر عليها، وقال رجل لعبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى ~~أوصنى، فقال له : اترك فضول التظر توفق للخشوع، واترك فضول ~~الكلام توقق للحكمة، واترك فضول الطعام توفق للعبادة، واترك ~~الجسسس على عيوب الناس توفق للاطلاع على عيوب تفسك، واترك ~~الخوض فى ذات الله توق الشك والنفاق . وقال رجل لمحمد بن سيرين ~~حمه الله تعالى - أوصتى، فقال: لا تحسد أحدا، فإنه إن كان من أهل ~~الار فكيف تحسده على دنيا قانية سيصير بعدها إلى التار، وإن كان من ~~أهل الجتة فاتبعه فى أعمالها، واغبطه عليها، فإن ذلك أولى من حسدك ~~الهه على الدنيا. # وقال رجل للحسن البصرى - رحمه الله تعالى - عظلتى؟ فقال: ~~ااعيبا من ألسنة تصف، وقلوب تعرف، وأعمال تخالف. وقال رجل ~~الأابى الدرداء -اف أوصتى؟ فقال له : اذكر يومسا تصسر السريرة قيه ~~اعلاتية . وقال رجل لسفيان بن عبينة - رحمه الله تعالى - أوصتى؟ فقال ~~اله: إياك أن تتكبر أو تأكل شيئا من أموال الناس بغير حق، فإن من ~~اكبرعلى الناس ذل، ومن اغتنم أموال التاس افتقر. وقد سمع الحسن PageV00P000 ~~انيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(148) ~~الصرى - رحمه الله تعالى - مرة رجلا يقول: "المرء مع من أحب"(1) فقال ~~ال: لا يغرنك يا أخى هذا القول، فإنك لن تلحق بالأيرار ms136 إلا إن عملت ~~ائل أعمالهم فإن اليهود والتصارى يحبون أنبياءهم، وليسوا معهم فى الجنة ~~الخلفهم عنهم في الأعمال، ومخالفتهم لهم، ثم قال: واعسجبا من قوم ~~أمروا بالزاد، ونودوا بالرحيل وهم جلوس يضحكون، فإن من كان الليل ~~والتهار مطيته فهو يسار به ولا يشعر. وكان شقيق البلخى - رحمه الله ~~االى - يأمر أصحابه يالتهيؤ كل وقت للموت، ويقول: ربما يتهيا الواحد ~~اا خمسين ممنة للموت، ولا يصح له تهيؤ إنما التهيو لمن زهد في الدنيا ~~كعمر بن الخطاب -تففنه فإنه كان يقول:للموت كل صباحتا ومساء: يا ~~ملك الموت خذنى في أى وقت شئت. اه. # من أدلة القوم فى هذا قوله -4 - : "اغتنم خمسا قبل خمس ~~ابابك قيل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل ~~فلك، وحياتك قبل موتك"(2)، فاعلم ذلك يا أخى، وانتبه لنفسك ~~والحمد لله رب العالمين ~~ومن أخلاقهم - وضىاللهفعالى عنهم ، أنهم لا ينصحون ولا ~~اوصون إلا من علموا منه بالقرائن قبول النصح والوصايا منهم، وأما من ~~اعلموا منه أنه تتحرك نفسه إذا نصحوه ونحو ذلك، فالأولى الإعراض عنه ~~اوتأخير ذلك حتى يجد أحدهم طريقا شرعيا يدخل إليه منها، وكان حامد ~~الفاف - رحمه الله تعسالى - يقسول: ولا تنصح أحدا إلا إن علمت منه ~~(1) متفق عليه : أخرجه البخارى (ح 6167) في الأدب، باب: ما جاء فى قول الرجل: ~~ولك، و(6171، 7153)، ومسلم (ح 2639) في السبر والصلة والآداب، باب: المر ~~من أحب، من سديث أنس -- وأخرجه البخارى (ح 9170)، وملم (ح ~~1441) من حديث أبي موسي ~~(2) صحيح: أخرجه الحاكم في المستدرك (306/4) وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على ~~اط الشيخين ولم يرجاه، ووافقه الذهبى، والبيهقى فى شعب الإيمان (ح 10248). # حديث ابن عياس -42- ، وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع ( PageV00P000 ~~(149) ~~تنيه المغترين للإمام الشعرانى ~~القول، وإلا فريما أعقبك ذلك التصح صررا لا تطيقه . وإياك أن تطلب ~~الرياسة على أحد في هذا لزمان، فإن كل أحد قد عد نفسه أبا فلان، وإياك ~~أان تقتدى بكل أحد قإن الأهواء قد انتشرت انتشارا عظيما، وإياك أن تفشى ~~اسرك إلى أحد، فإن ms137 الأمانة قد ارتفعت. # قلت: وقد صدق - رحمه الله - فإنه قد وقع لى أنى نصحت مرة شيخا ~~امن مشايخ العصر بأنه لا يأكل من بيوت الظلمة، وكسان ذلك بينى وبينه ~~لففكث سبع عشرة سنة لا يكلمنى وما صالحته إلا بجهد عظيم، فكيف حالى ~~اعه لو كنت نصحته في الملأ لعله كان يسعى فى قتلى، فاعلم ذلك يا أخى ~~واعرف زمانك، وانصح إخوانك بسياسة، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقم4- رصياللهقحالى حنيم: تقليل أعمالهم في ~~اونهم من حيث كسبهم لها، ولو كانوا على عبادة الثقلين، فكانوا لا يرون ~~أانهم قاموا بذرة واحدة من حقوق الله عز وجل، وقد قام رسول الله-4 ~~احتى تورمت قدماه الشريفان، وقطر متهما الدم ~~ففقالوا له : تفعل ذلك يا رسول الله، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك ~~اوما تأخر؟ فقال : "أفلا أكون عبدا شكورا"(1). وقد كانت امرأة مسروق ~~حمهما الله - تقول: كان مسروق - رحمه الله - يصلى حتى تنتفخ ساقاه من ~~طول القيام حتى كنت أجلس خلفه أيكى رحمة له . وكان الحسن اليصرى ~~حمه الله تعالى - يقول: لقد أدركت أقواما كان أحدهم أشح على ديت ~~عمره من أسدكم على ديناره ودرهمه. وكان عمر بن عتية - رحمه ~~اتعالى - يخرج إلى المقاير كل ليلة فيصلى تجاهها من العشاء إلى الفجر ثم ~~اليجع فيصلى الصبح فى المسجد. وكان يقول لأهل المقابر : إذا أقبل عليها: ~~اا إخوانى قد طويت صفحتكم. وكان أويس القرنى - رحمه الله تعالى - ~~(1) متقق عليه: أخرجه البخارى (ح .113) في التهجد، باب: قيام النى--، ولح ~~4836، 6471)، ومسلم (ح 2819) في صفات المنافقين، باب: إكشار الأعمال. # والاجتهاد في العبادة. PageV00P000 # اتبيه المفترين للإمام الشعرانى ~~(150) ~~احيى الليل كله في سبدة واحدة، فكان لا يرفع رأسه حتى يحس بعظمه ~~قد داب من شدة البكاء بين يدي ربه عز وجل ~~قال: ولما تاب عتبة الغسلام - رحمه الله تعالى - كان لا يهنأ بأكل ولا ~~ارب ولا نوم حتى مات. قال: ولما حج مسروق - رحمه الله تعالى - كان ~~الا يضع جنبه إلى الأرض أبدا، وإتما كسان يغقل وهو جسالس ms138 فى بعض ~~أوقات. وكان مجاهد - رحمه الله - يقول لعياد أهل زمانه : أنتم لستم عيادا ~~وولكنكم متلذذون يالعبادة، ولقد أدركنا أقواما كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين ~~اتة طوي فراش التوم حتى يموت ق- وكان كهمس بن الحسن - رحم ~~اله تعالى - يصلى كل يوم ألف ركعة، فما يفرغ منها حتى يصير يزحف من ~~الضعف ثم يقول لنفسه بعد ذلك: قومى لهذه العيادة الأخرى يا مأوى كل ~~ر، قلما ضحف آخر عمره كان يصلى كل يوم خمسمائة ركعة، ثم يبكي ~~ويقول: يا ويلى من ربى عز وجل، وقد نقصت نصف عبادتي. وقد كان ~~أويس القرتسى - رحمه الله تعالى - إذا غليه النوم انتبه فزعا مرعوبا، ثم ~~اقول: اللمهم إنى أعوذ بك من عين نوامة، ونفس لوامة، وبطن لا تشبع ~~اكان اين الجويرية - رحمه الله تعالى - يقول: صحبت أقواما كابدوا الليل ~~ما رأيت أحسن مكابدة من أبى حنيفة زافه أقمت عنده ستة أشهر فما ~~ارايته وضع جنبه إلى الأرض ليلة من الليالى . وكان ابن مقاتل - رحمه الله ~~اقول: صلى أبو حتيفة -ق4- الصبح بوضبوء العشاء عشرين سنة، وفي ~~اواية أربعين سنة، وفى رواية سبعا وأريعين سنة، وفى رواية خمسين ستة ~~ولعل كل واحد أخبر عنه بما في زمنه. # كان يوسف بن خالد - رحمه الله تعالى - يقول: كان أبو حتيفة ~~نت يحيى تصف الليل فقط فمر يوما على قوم فسمعهم يقولون: هذا ~~احى الليل كله وأشاروا إليه. فقال: أرانى أوصف بما لا أفعل، ثم قام الليل ~~كله من ذلك الوقت حتى مات، وكان أبو مطيع - رحمه الله تعالى - يقول: ~~الم يكن لأبى حتيفة -فياته فراش فى الليل إنما كان يغفل وهو جالس غفلة ~~اسيرة. وكان سفيان بن عييتة - رحمه الله تعالى - يقول: ما رأيت أورع من PageV00P000 ~~(151 ~~ايه المفترين للإمام الشعرانى ~~اب حتيفة، ولا أعيد منه -فاه- وكان أبو مسهر - رحمه الله تعالى -لا يضع ~~انيه إلى الأرض لا ليلا ولا نهارا لدوام شهوده أنه فى حضرة ربه عز وجل ~~كاتت وسسادته ركبته، فكان ينام لحظة يسيرة ms139 بين الظهر والحصر، ~~كان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: ما ثمت قط إلا وخفت أن ~~اينزل على عذاب وأنا نائم، ولو قدرت أن لا أنام ما نمت أبدا . وكان الحسن ~~البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: آدركت سبعين رجلأ من أهل بدر -ق ~~الو رأوكم لقالوا: هؤلاء مجانين، ولو رأوا ما فعله الناس اليوم لقالوا: هؤلا ~~الا يؤمنون بيوم الحساب، أو ليس لهم في الآخرة من نصيب. وكان أحدهم ~~الا يخرج من بيته إلا للوضوء وصلاة الجماعة في المسجد. وكان المغيرة - ~~حمه الله تحالى - يقول: رمتت مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - ليلة ~~وصا بعد العشاء ثم قام يريد أن يصلى، فقيض على لحميته وصار ييكى ~~اويتضرع إلى الفجر، ولم يقدر يركع شيئا. وقد كان أحدهم يحن إلى الليل ~~اذا أقبل ليخلو فيه بحضرة ربه عز وجل، ويتكدر من النهار إذا آقبل خوفا ~~امن الناس أن يشغلوه عن عبادة ربه. وكانوا قد بلغوا من الحبادة الغاية ~~الصوى يحيث لو قيل لأحدهم : إن القيامة تقوم غدا لا يجد زيادة على ما ~~او فيه. وكان إبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - كثيرا ما يصلى العشاء ~~ام يضطجع إلى الصياح ويقول: إن خوف النار لم يدعنى هذه الليلة أنام ولا ~~أصلى، ولا أتكلم، تم يقوم لصلاة الصبح بوضوء العشاء. وكان شداد بن ~~أوس - رحمه الله تعالى - كأنه حبة قمح فى مقلاة إلى الصباح ويقول: إن ~~اوف النار منعنى أن أتام أو أصلى أو أتكلم هذه الليلة. # القلت: إنما خاف الأكابر من التار لما فيها من الحجاب عن الله تعالى لا ~~الذاتها لأنهم لا يخافون إلا من الله تعالى وحده، كما أن من أحب الجنة من ~~الالكابر لم يحبها لنعيم الأكل ونحوه وإنما أحبها لكونها دار المشاهدة لله تعالى ~~والله أعلم ~~اكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول : لقد أدركت أقواما كان ~~أحدهم يصلى حتى يأتى إلى فراشه زحقا. وكان يحيى بن معاذ - رحمه اله PageV00P000 ~~انبيه المفترين للامام الشعراى ~~عالى - يقول: لو ms140 كانت العيادة طائرا لكان جناحها الصوم والصلاة، وكانوا ~~الا ينامون فى الشتاء إلافوق الأسطحة كما أنهم كانوا يلبسون رقاق الثياب ~~احتى يبرد أحدهم فلا ينام. وقد كانت فاطمة بنت عبد الملك تقول: ما أعلم ~~عمر ين عبد العزيز - رحمه الله تعالى - اعتسل من جنابة متذ ولى ~~الحلافة. وكان الأسود بن يزيد - رسحمه الله - يصوم فى شدة الحر حتى يصفر ~~دنه تارة ويخضر أخرى، فقيل له : إلى كم تعذب هذا الجسد؟ فقال: إتما ~~أطلب راحته ونعيمه، وكان مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - قد حفر في ~~اليته قبرا، فكان ينزله كل ليلة فيصلى فيه إلى الصباح. قال: ولما أفضت ~~الخلافة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -فاقه- كان لا ينام ليلا ولا تهارا ~~ويقول: إن تمت فى الليل ضيعت نفسى، وإن تمت فى النهار ضيعت رعيتى ~~أنا مستول عتهم ~~لفانظر يا أخى إلى حالك، وتأمل قول يعض هؤلاء الجماعة الذين ~~بزوا فى هذا الزمان فأكلوا الحرام والشبهات، ولبسوا الثياب المبخرات ~~ووصار أحدهم أكثر ما يجرى على لسانه فضل الله تعالى واسع يعنى أن أكل ~~الحرام لا ينقص لنا مقاما . فساعلم يا آخى ذلك، وناقش نفسك إن قبلت ~~النصح، والححمد للهرب العالمين ~~ومف أحلاة م3- رصياللتحالى عنيم : كثرة خوفهم من ~~اخول الآفات في علمهم وعملهم، وفى إرشادهم الأمة إلى ما فيه صلاح ~~الدنيا والآخرة، فلا تظن يا أخى أن أحدا منهم كان يحب التقدم فى أمر من ~~أاور الدنيا، بل كل أحدهم يكره الفتيا ويقول: إن رسول الله - قال: ~~اان المفتى يدخل فيما بين الله وبين عباده". # اوقد كان عبد الرحمن بن أبى ليلى. رحمه الله تعالى - يقول: أدركت ~~ائة وعشرين من أصحاب رسول الله-4-، فما كان منهم -ي4- محدث ~~الا ويود أن أخاه كان كفاه الحديث ولا مفت إلا ويود أن أخاه كان كفاه ~~الفتيا. وكان يزيد بن أبى حبيب - رحمه الله تعالى - يقول: إن من فتتة ~~العالم فى دينه أن يكون الكلام أحب إليه من السكوت والاستماع، وقد قيل PageV00P000 ~~(153 ~~اتيه ms141 المفترين للإمام الشعراتى ~~الامام مالك -فانه- إن فلاثا كثير العيادة، فقال: نعم ولكته يتكلم كلام شهر ~~ف جمعة، وفى رواية فى يوم: وقد كان الشعبى - رحمه الله تعالى - يقول ~~اهدنا كل الجهد فى إبراهيم التيمى - رحمه الله تعالى - أن يجلس للناس فى ~~الجد ليحدثهم فأبى . وكان إذا دخل المسجد لا يستند إلى سارية ولا إلى ~~اجدار. وكان الزهرى - رحمه الله تعالى - مع وقور علمه لا يفتى وكان يقول ~~امن أفتى بغير وفور كان للامام معاقتبه لأن المفتى على شغير جهنم . قلت: ~~وولذلك لم يتصدر غالب القوم للفتيا احتياطا لأتفهسم. وكان القضيل بن ~~ايأض - رحمه الله تعالى - يقول: بذل الدنانير للناس أحب إلى من بذل ~~االحديث لهم وأهون على نفسى ~~ووكان الحسن البصرى - رحمه القه تعالى - يقول: إن خفق النعال حول ~~الرجال قلما تثبت معه قلوب الحمقى من أمثالنا. قال: والتفت عيد الله ين ~~امسعود -تافه يوما، فرأى الناس يمشون خلفه. فقال: والله لو رأيتم ما ~~أصنع إذا أغلقت بابى من الغفلة عن الله تعالى واشتغالى بالعيال ما تبعتى ~~اكم أحد. وقد نظر عمر بن الخطاب فافنه إلى أبى بن كسعب قي ~~والناس حوله، فعلاه بالدرة وقال : إنها فتتة للمتبوع، وذلة للتابع ~~اوكان سلمان الفارسى -قافت- إذا رأى التاس يمشون خلفه يقول: هذا ~~اخير لكم وشر لى، فإن شئتم فارجعوا عنى. وكان الربيع بن خيثم - رحمه ~~الله تعالى - إذا مشى خلفه أحد يقول: والله لولا أتقى ألسنتكم ما حدتتكم. # فقيل له : يا آيا محمد لعل الله أن ينفع يك وبعلمك الناس؟ فقال : هذا بعيد ~~انى إذا لم أتتفع أنا بعلمى، فكيف ينتفع به غيرى؟ وكان يقول: من أحب ~~انكم تجلسون إليه فلا تجلسوا إليه، كما أن من أحب أنكم تقومون له فلا ~~اقوموا له . وكان يحيى بن سعيد - رحمه الله تعالى - يقول لأصحابه: إذا ~~ااتحلى أحدكم الحديث فلا يحدث. وكان الحسن البصرى - رحمه ~~اعالى - يقول : لقد أدركنا أقواما كانت الكلمة من الحكمة تبدو لأحدهم ~~فيكتمها خوف الشهوة، ولو آنه كان نطق ms142 بها لنفعته ونفعت أصحابه، وكان ~~الناس إذا اجتمعوا يكره أحدهم أن يخرج أحسن ما عنده من الكلام، وقد PageV00P000 ~~اتييه المقترين للإمام الشعرانى ~~كان عبد الله بن عباس -44- يقول : إن لله تعالى عبادا أسكتهم خشية الله ~~اعالى، وإنهم لفصحاء. وقد كان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى - يقول ~~الا يجلس فى الجامع لا جامع للدنيا، وقد قال إسماعيل بن خلف لسفيان ~~الثورى - رحمهما الله تعالى - يوما: إنى أراك لنشطا إذا حدثت الناس، يعلو ~~اوتك، وإذا كنت لا تحدث أراك كالميت . فقال له : يا أخى أما علمت أن ~~الكلام فتنة، ووالله ما جلس إلى أكثر من ثلاثة أنفس إلا وتنكرت على ~~انسى. وقد كان أنس بن مالك خاقفه- يقول: همة السفهاء الرواية: وهمة ~~العلماء الدراية، وكان إيراهيم الضخعى - رحهمه الله تعالى - يكره القصص: ~~اى الوعظ، ويقول: بلغنا أن آمير المؤمنين عليا خالفه- دخل مسجد الكوقة ~~فرأى قاصا يقص على الناس . فقال: ما هذا؟ قالوا: شخص يحدث. فقال: ~~اهذا رجل يقول: اعرفونى أنا فلان. # قد مر إيراهيم بن أدهم على حلقة الأوزاعى - رحمهما الله تعالى ~~لرأى ازدحاما كثيرا . فقال : لو كان هذا الازدحام على أبى هريرة فافه ~~الجز عنه فيلغ ذلك الأوزاعى، فترك الجلوس من ذلك اليوم، قال: ولما قدم ~~يسى بن يونس - رحمه الله تعالى - إلى مكة فأحاط به الناس فى المسجد ~~االحرام، وازدحموا عليه قمر به الفضيل ين عياض - رحمه الله تعالى - فدنا ~~الته وقال له : يا أخى انظر إلى قلبك فلعله نفير من كثرة الازداحم عليك ~~لفظر عيسى إلى نفسه ساعة، ثم قام فورا وترك المجلس من ذلك اليوم، وقدا ~~كان سفيان الثورى - رحمه الفه تعالى - يقول: إن استطعت أن تكون عالما لا ~~ايرفك التاس فافعل ، فإن التاس لو عرفوا ما في نفسك لاكلوا لحمك. وقدا ~~اطلب الناس من سفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - أن يجلس يحدنهم فأبى ~~وقال: ما أنا بأهل أن أحدث ولا أنتم بأهل أن تسمعوا، وما مثلى ومثلكم ~~إلا كما قال القائل: افتضحوا فاصطلحوا ~~اقد قيل ms143 لعلقمة - رحمه الله تعالى - ألا تجلس فتحدث الناس فتؤجر ~~على ذلك؟ فقال: أما يرضى المتكلم أن ينجو كفافا، يعتى لا له ولا عليه. # قال: ولما ترك بشر الحافى - رحمه الله تعالى - الجلوس للحديث قالوا له PageV00P000 ~~(155 ~~انبيه المغترين للإمام الشعراتى ~~اماذا تقول لربك يوم القيامة إذا قال لك: لم تركت تحديث التاس بأحاديث ~~ي محمد -ه -؟ فقال: أقول يا رب إنك أمرتتى فيه بالإخلاص، ولم ~~أجده عند نفسى. وقد كان سفيان الثورى - رحمه الله - يحدث فكان إذا ~~وجد لذة في نفسه من حسن كلامه وكبر حلقته مثلا قام فزعا مرعوبا، وترك ~~الحديث وقال: أخذنا والعياذ بالله تعالى ولم نشعر. وكان ميمون بن مهران ~~- رحمه الله تعالى - يقول: لا يخلو القاص من إحدتى ثلاث: إما أن يسمن ~~اقوله بما يهزل دينه، وإما أن يعجب بقوله، وإما أن يقول ما لا يفعل. # قلت: وما قاله - رحمه الله تعالى - محمول على الغالب وإلا فالحارف ~~ططلوب منه آن يسمن قوله، وأن يحجسي به من حيث كونه شرعا لغسيره ~~ايتهم نفسه لأنه يقول ما لا يفعل، إذ لا يخرج أحد عن اللوم ولو يالغ في ~~الخلاص فى عمله ، وذلك محمول عن الخلق، وكان أبو مسلم الختولانى ~~احمه الله تعالى - يقول : كثير من الناس يعيش الناس بعلمهم، ويهلكون فى ~~اوسهم يعني بالعجب ورؤية النفس ~~اوكان الحسن البصرى - رحمه الله - يقول: لا تكن ممن يجمع علم ~~العلماء ويفعل أفعال السفهاء. وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - ~~اول: كنت آتى أنس بن مالك فافه أنا وثابت البنانى، ويزيد الرقاشى ~~امع منه الحديث، فكان يقول لنا: ما أشيهكم بأصحاب رسول الله- ~~ام يقول: رءوسكم والحاكم، وقد كان عيسى عليه الصلاة والسلام يقول ~~مثل الذى يحمل العلم، ولا يعمل به كمثل الأعمى يحمل سراجا ليستضى ~~ععيره ~~ووكان وهيب بن الورد - رحمه الله تعالى - يقول: لو أن العلماء إذا لم ~~املوا بعلمهم قالوا للتاس : خذوا علمنا ولا تقتدوا بنا في ترك الأعمال ~~الصالحة لتنجوا كان ذلك خيرا، ولكنهم لبسوا على الناس ms144 وادعوا العمل ~~اجروا الناس إلى أعمالهم الخخبيثة . وقد كان عيسى عليه الصلاة والسلام ~~اقول: إن كنتم علماء حكماء فلا تجعلوا أسماعكم غرابيل تمسك النخالة ~~ترسل الطحين. وقد كان آيو سليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: PageV00P000 ~~النرمن لهلم الشراي ~~(156) ~~إذا ناظرت عالما فغضب، فلا تخف منه، فإنه لم يبق له رأس مال من دين ~~اوقد كان عبد الله بن عمر سلة4- يقول لعلماء زمانه: لقد أزريتم العلم ~~وأذهبتم قدره، ووالله لو رأي عمر - يعنى أباه - أحدا مثلى وهو يحدتكم ~~الأوجعنى وإياكم ضربا ~~اكان الأعمش - رحمه الله تعالى - يقول: إن لى نحو عشرين سنة ما ~~اأيت مخلصا فى علمه إنما صار العلم حرفة للمفاليس . وكان شعبة - رحمه ~~اله تعالى - يقول: ما رأيت أحدا طلب الحديث خالصا إلا هاشم الدستوائى ~~- رحمه الله تعالى - وكان أبو حازم - رحمه الله تعالى - يقول: قد رصى ~~اعلماء زمانتا هذا بالكلام، وتركوا العمل . وقد كان السلف قيم يفعلون ~~الا يقولون، ثم صار الدين بعدهم يفسعلون ويقولون، ثم صار الذين بعدهم ~~اقولون ولا يفعلون، وسيأتى زمان أهله لا يقولون ولا يفعلون وقد كان عبد ~~الرحمن السلمى - رحمه الله تعالى - يقول : لقد أدركنا الناس وهم يتعلمون ~~القرآن عشر آيات عشر آيات، قلا ينتقلون من عشر حتى يعملوا بها. وقدا ~~القيل للشعبى - رحمه الله تعالى - مرة أفتنا أيها العالم، فقال: لا تقولوا لمثلى ~~عالم، فإن العالم هو الذى تقطعت مفاصله من خشية الله تعالى. وكان ~~افيان الثورى - رحتمه الله تعالى - يقول: العالم طبيب الدين ما لم يجل ~~النيا بعلمه فسإذا جلب الدنيا بعلمه، فقسد جلب الداء إلى نفسه، وإذا جلب ~~الاء إلى نفسه فكيف يطب غيره . وقد كان الفضيل ين عياض - رحمه لله ~~اتعالى - يقول: لن تهلك أمة إلا من جهة علمائها السوء، جلسوا على طريق ~~الرحمن فقطعوا الطريق على عباد الله بأعمالهم الخبيثة . # وكان مالك بن مغول - رحمه الله تعالى - يقول: سسئل رسول الله ~~ل- أى الناس شر؟ فقال : "العلماء إذا فسدوا" . وكان سفيان الثورى - ~~احمه الله تعالى - يقول: من ms145 علامة من يطلب العلم لله تعالى أن يتخلق ~~ابالزهد والورع والخشية من الله، ويحتمل الأذى من الناس . وقد كان محمد ~~ابن سيرين - رسحمه الله تعالى - يقول : قفد ذهب العلماء ولم يبق من علمهم ~~الا غبرات في أوعية سوء. وكان يحى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول PageV00P000 ~~(157) ~~اليه المفترين للإمام الشعرانى ~~إن العالم إذا لم يكن زاهدا، فهو عقوبة لأهل زمانه وفستنة، وكان يقول: يا ~~أاهل العلم قد صارت بيوتكم كسروية، وأخلاقكم شيطانية فأين المحمدية؟ # اكان أيو الدرداء -فافته يقول: إنى أخاف أن يقال لى: يا عويمر ماذا ~~انعت فيما علمت؟ وقد سئل الإمام مالك -ق عن الراسخين فى العلم ~~امن هم؟ فقال: هم العاملون به المتبعون لآثار من قيلهم. وقد ستل مرق ~~الشعبى - رحمه الله تعالى - عن مسألة فقال: لا أدرى، فقالوا له: ألا ~~استحى من قولك : لا أدرى وأنت عالم العراق؟ فقال: إن الملائكة عليهم ~~الصلاة والبسلام أكثر أدبا وعلما منا، ولم تستحى من قولهم: سبحانك لا ~~اعلم لنا إلا ما علمتنا [البقرة:32]. وكان كعب الأحبار -فايه يقول: يكون ~~الف آخر الزمان علماء يتغايرون على القرب من الأمراء كتسغاير الرجال على ~~النساء أولتك شرار خلق الله سبحانه وتعالى. # ووكان المعتمر بن سليمان - رحمه الله تعالى - يقول : إياكم أن تقولوا: ~~ان أصحاب رسول الله - لعبوا الشطرنج، أو لبسوا المعصفر، أو شربوا ~~البيذ المثلث، فتكونوا فاسقين، إنما فعل أحدهم ذلك قبل بلوغ النهى، فأين ~~انتم منهم، وأنتم تفعلون بما يخالف كتاب ريكم عز وجل، وسنة نييكم ~~- * وكان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى - يقول: من اكتفى بالكلام ~~المن العلم دون الزهد والفقه تزندق، ومن اكتفى بالزهد دون الفقه والكلام ~~ادع، ومن اكتقى بالفقه دون الزهد والكلام تفسق، ومن جمع بينها ~~خلص ~~اقد كان الامام الأوزاعى - رحمه الله تعالى - يتكلم بالكلام العارى ~~المن الإعراب ويقول: إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع ولقد أعربنا فى الكلام ~~اوولحتا في العمل، وكان أبو حفص الحداد - رحمه الله تعالى - يقول لعلما ~~ومانه: إلى متى تكتبون الكراريس والدواوين، إنما ms146 العلم آلة، فإذا حضر ~~العدو وأنت تجمع الآلة، فسمتى تقاتل؟ وكان الإمام مالك -فاف- يقول: إذا ~~أحب العالم أن يعرف بالعلم فهو شر من إبليس. قلت: ولعل مراده -تف ~~ان يعرف لغير غرض شرعى. وكان ابن السماك - رحمه الله تعالى - يقول PageV00P000 ~~ابيه المفترين للإمام الشعرانى ~~العلماء زمانه: كم من مذكر لله تعالى منكم وهو له ناس، وكم من مخوف ~~من الله تعالى منكم وهو جرىء على معاصيه، وكم من مقرب إلى الله تعالى ~~وهو بعيد منه، وكم من داع إلى الله وهو فار مته . وقد وققت امرأة يوما على ~~اراهيم بن يوسف - رحمه الله تعالى - تنظر إليه فقال لها: هل لك حاجة؟ # لفقالت: لا غير أنكم ترون أن النظر إلى وجه العالم عبادة فأنا أنظر إليك ~~الأجل ذلك. قال : فيكى إبراهيم حتى خنقته العيرة، ثم قال : إن هذه المرأة ~~القد غلطت في، إن الذين كان النظر إلى وجوههم عبادة قد صاروا في المقابر ~~ان أطباق الشرى منذ أريعين سنة مثل أحمد بن حنبل، وخلف بن آيوب ~~و شقيق البلخى وأضرابهم قشه- فسيرى إلى مقابرهم وتأملى فيها ~~وكان بشر بن الحرث - رحمه الله تعالى - يقول: ما رأيت أحدا في ~~زماننا هذا أوتى العلم إلا أكل بدينه ما عدا أربعة: إبراهيم بن آدهم، ووهيب ~~اان الورد، وسليمان الختواص، ويوسف بن أمباط ق- وكان سفيان ~~الورى- رحيمه الله تجالى - يقول: من أبكاه عليه فيهو العاليم، قال تعالى: ~~إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ~~االإسراء:107]، وقال تعالى: إذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا ~~وبكبا [مريم: 58]. # فانظر يا أخى نفسك: هل وفيت بحق علمك وعملك كما وفيى ~~اهولاء؟ أم أنت عنهم بمعزل وأكثر من الاستغفار ليلا ونهارا، والحمدلله رب ~~العالمين ~~وم أحلاقهم- رصى اللفحالى عني-:كشرة الحط على ~~اصحابهم إذا خالطوا الأمراء وكثرة شكرهم لمن نصحهم، وكثرة اعتقادهم ~~الفسق فى نفوسهم كلما كثر علمهم، وذلك لعلمهم بعجز الإنسان غالبا عن ~~العمل بكل ما علم، وإذا لم يعمل الأنسان ms147 يكل ما علم انسحب عليه اسم ~~الفسق فيما لم يعمل به، فإن من العمل بالعلم البعد عن الأمراء، وعدم ~~اخاذ العلم شبكة يصطاد أحدهم به الدنيا، والمناصب، وعدم الفرح بكبر ~~احلقة درسه، وعدم اللذات بقول الناس: قلان عامل، أوفلان أعلم أهل هذا PageV00P000 ~~(159) ~~تنبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~البلد ونحو ذلك . كما أن من عدم العمل بالعلم أن يغتم من أضداد هذه ~~وكان سيدي على الخنواص - رحمه الله تعالى - يقول: من علامة عدم ~~العمل بالعلم محبة الصيت بالصلاح والاشمتزاز من قول الناس فلان محب ~~فف الدنيا، أو مراء بعلمه وعمله ونحو ذلك مما ذكرناه في كستابنا (البح ~~الورود فى المواثيق والعهود) ، فعلم بذلك أن من فرح يما ذكرناه أو انقبض ~~ااطره من ضده، فهو لم يعمل بعلمه، فليبك على نفسه، وفد روى عن ~~سول الله -6. "أكثر متافقى أمتى قراؤها"، وكان وهب بن منبه ~~احمه الله تعالى - يقول: كان فى ينى إسرائيل قراء فسقة، وسيكون فى هذه ~~الأمة أمثالهم، وكان سفيان الثورى - رحمه الله - يقول: استعيذوا بالله من ~~أمور تحدث في القراء بعد مائتى سنة . واعلموا أن من يدخل النار تفسقا ~~اخف حن يلخلها تبدعا، وأخف من يدخلها تقريا وهو مراء بعلمه وعمله ~~اوكان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - يقول: من دخل النار بالمعاصى ~~الظاهرة أخف ممن دخلها بالرياء والسمعة. # قد كان حييب العجمى - رحمه الله تعالى - يقول: ما كنا نظن أن ~~انعيش إلى زمان صار الشيطان يلعب بالقراء فيه كما يلعب الصبيان بالكرة ~~اكان عبد العزيز بن أبى رواد - رحمه الله تعالى - يقول : كان فسقة الجاهلية ~~اكثر حياء من قراء زماننا . وقد كان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى ~~اقول: والله إنى لأخشى إذا قيل يوم القيامة : أين القراء الفسقة أن يقال: ~~هذا منهم فنذوه، وقد قال رجل خحماد بن زيد- رمه الله تعالى ~~أوصنى، فقال له : إياك أن تجعل لك اسما مع القراء فى صحيفة.. وكان ~~اقيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: احذروا القراء، واحذرونى مهم ~~فانى لو خالفت أكثرهم ms148 ود إلى فى زمانه، فقلت: هى حامضة، وقال: هو ~~ل حلوة لا آمن أن يسعى في قتلى عند سلطان جائر ~~اكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: أشتهى أن تكون ~~اارى بعيدة عن القراء، مالى ولقوم إذا رأونى فى نعمة حسدوتى، وإن رأونى PageV00P000 ~~قنبيه المفترين للامام الشعراتى ~~ف زلة هتكوتى. وقد كان ذو التون المصرى - رحمه الله تعالى - يقول: إياك ~~والقرب من القراء، فإنهم ريما حسدوك فرموك بالزور والبهتان، وقبل ذلك ~~ام نهم، وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: ما أقبح قلة ورع ~~العالم، وما أقبح قول الناس : إن العالم الفلاتى قدم حاجا بمال الأمير ~~الاتى، أو بمال المرأة الفلانية، وفى الحديث : "سيأتى على أمتى زمان يكون ~~اماهكم باسم الرجل خيرا من أن تلقوه، ولو لقيتموه خيرا لكم من أن ~~ربوه، فانكم إن جربتموه أبغضتموه وأبغضتم عمله" . وقد كان الفضيل بن ~~عياض - رحمه الله تعالى - يقول : كيف تحمدون القراء مع غلظ رقابهم ورقة ~~ايابهم وأكلهم مخ الحنطة، والله إن سف الرماد كثير على من يخشى اله ~~ويتقيه ~~كان يوسف ين أسياط - رحمه الله تعالى - يقول: لما مات مفيان ~~الثورى - رسمه الله - قال الناس للقراء: معاشر القراء كلوا الآن الدنيا ~~بالدين، فقد مات الثورى لكونه كان أشد الناس حظا على القراء ولكثرة ~~ناقشته لهم - رحمه الله تعالى - وكان الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى ~~ايقول: لن تزال العلماء في كتف الله تعالى ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم ~~ابالحية، فإذا مالوا إليهم رقع الله تعالى يده عنهم، وسلط عليهم الجبايرة ~~فساموهم سوء العذاب، وقذف فى قلوبهم الرععب، وكان فرقد السبخى ~~احمه الله تعالى - لم يزل يلبس الكساء فقال له الحسن البصرى - رحمه الله ~~عالى - أتحب أن لك فضلا على الناس بكسائك هذا إنه قد ورد أن أكثر أهل ~~النار أصحاب الأكسية. # وقد قيل مرة لمالك بن دينار - رحمه الله تعالى - ما لنا نراك تعرض ~~اعن الشاب القارئ الناسك؟ فقال : إنما أعرض عنه لكثرة تجسريبى للقراء ~~اوقد كان حذيفة بن ms149 اليمان -فافته يقول: إنى لأكسره للعالم أن يقرب من ~~أابواب الأمراء فإنها مواقف الفتن فى دار الدنيا. وكان الفضيل ين عياض ~~احمه الله تعالى يقول: كتا تتعلم اجتناب أبواب السلطان كما نتعلم ~~السورة أو الآية من القرآن، وكان سعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى- PageV00P000 ~~اتييه المفترين للامام الشعرانى ~~اقول: إذا رأيتم العالم يغشى أبواب السلطان فهو لص، وكان ميمون بن ~~اهران - رحمه الله تعالى - يقول: صحبة السلطان مخاطرة عظيمة، فإنك ~~ان أطعته خاطرت بدينك، وإن عصيته خاطرت بنفسك، قالسلامة أن لا ~~اعرفه ولا يعرقك. وقال: ولما خالط الزهرى - رحمه الله تعالى - السلطان ~~القام عليه الزهاد وقالوا: قد آنست وحشته، وكان الفضيل بن عياض ~~احمه الله تعالى - يقول: من يأتى بالفرائض فقط ولا يدخل على السلطان ~~اير من يصوم النهار، ويقسوم الليل، ويجاهد ويج ويدخل على ~~السلطان، وكان سفيان الثورى - رحسمه الله تعالى - يقول: إذا رأيتم العالم ~~أتى القاضى لغير حاجة، فلا تشهدوا فيه يالخير، ولا تسلموا عليه ~~ااتهموه في دينه، وكان الضحاك بن مزاحم - رحمه الله تعالى - يقول ~~مكثت ليلة كاملة أتفكر فى كلمة ترضى السلطان، ولم تسخط الله تعالى ~~فلم أجدها، وكان الأصمعى - رحمه الله تعالى - يقول: شرار الأمرا ~~ابعدهم من العلماء وشرار العلماء أقربهم من الأمراء، وقد ذكرنا جملة من ~~الأحاديث المحذرة من قرب الأمراء فى كتاب العهود المحمدية، فراجعها ~~تأمل فى نفسك هل أنت متخلق بالأخلاق الحسنة كما كان سلفك ~~والحمدلله رب العالمين. # ومنأخلاقهم- وصىاللهتحالى عنيم ، إذا لم يكن لهم مال ~~اوكان إخواتهم يكسونهم وينفقون عليهم أن لا يكثروا من إعطاء الناس الثياب ~~ووالطعام، بل يحملون كلفتهم عن إخوانهم ما أمكن، وذلك لأنهم لا يدعون ~~أحذا عريانا ولا جوعانا، وقد كنت سلكت هذا المسلك، فتوبنى عنه شيخى ~~ايدى محمد بن عبد الله، وشيخى سيلى نور الدين الستوسى - رحمه اله ~~اتعالى - فقلت له : يا سيدى فإن أقسم على السائل بالله أو برسوله ~~لقال: لا تعطه وقل : بدل ذلك جل الله العظيم، أو صل على رسول الله - ~~-، فإن القسم ms150 إنما يستحب للعبد إبراره إذا كان له مال، وأما من ينفق ~~اعليه الناس، فلا يؤمر بإيرار القسم إلا بطريقه الشرعى، كأن لا يكون فى ~~اعطائه ماتع أشد ضررا من إبرار القسسم، ولما علم إخوانى أنى أعطى السائل PageV00P000 ~~تنيه المغترين للإمام الشعرانى ~~وختى، أو فروتى، أو عمامتى، ولا أتوقف صار أحدهم يوقف على ما ~~اطه لى من الثياب، وبحتسهم يعيعله عارية عسندي، وبحضهم يعلق طلاق ~~اوجته على إعطاء ذلك لأحد بغير إذنه ، فلهذا العذر تجدنى أشح فى بعض ~~الأوقات على السائل ولا أعطيه، ولو أنه كان سألنى ما هولى لم أشح عليه ~~احمد الله تعالى، ولو كان جسوختى الجديدة، أو صوفى الجديد في أول يوم ~~اياك يا أخسى والمبادرة إلى سوء الظن بأحد من أشياخ الطريق إذا ~~لسته ~~اخل عليه عريان وسأله ثوبا من ثيابه مثلا فلم يعطه، ويقول: هذا خروج ~~اعن طريق الفقراء، يل افحص قبل ذلك عن القضية، فربما كان ذلك ~~الشيخ له عذر مما قدمناه، ولم يمنع ذلك السائل لشح عنده، والحمد لله ~~ب الحالمين ~~ومن أحلاقم- رمياللهفحالي عنمم : كتمانهم عن أهل ~~اصرهم كل ما ينكرونه من الكرامات، فإن إظهارها لا فائدة فيه اللهم الا ~~ان يترتب على ذلك مصلحة شرعية فلا حرج على الوالى فى إظهارها ~~فى حال كتابتى لهذا الموضع رأى شخص رسول الله -4- في المنام ~~أرسل إلى السلام معه بأمارة صحيحة، وسأله الرائى عن مسألة، فأجابه ~~- عنها، فلم يفهم الرجل الجواب، فلما رآه -- قد توقف في ~~فهمها قال له : اذهب إلى مصر واسأل عن الشعرانى، فإنه يشرحها لك ~~ووكان ذلك الرجل فى ناحية جرجة، فسافر على أثر الرؤية إلى مصر وسأل ~~اعنن، فاجتمع بى وقال لى : لم يكن لى فى مصر حاجة إلا الاجتماع بك ~~ااتالا لأمره -- ، ثم قال لى على المسألة ففسرتها له بحمد الله تعالى، ~~اوقد كنت ذكرت في هذا الكتاب أن من أخلاق القوم تع أنهم يصلون ~~الصلوات الخمس خلف رسول الله-- في قبره الشريف، وأنهم ~~اسمعون رده عليهم السلام حين يقولون ms151 فى تشهدهم السلام عليك أيها ~~الببي ورحمة الله وبركاته فتوقف فى ذلك بعض أصحابنا من طلبة العلم ~~وقالوا: ما من كرامة إلا وهى موروئة من أحد من سبق، ولم يصل إليتا PageV00P000 ~~تبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~ان أحدا من الصحابة .- ولا من التابعين أنه رد عليه السلام من النبى ~~ة- من القبر الشريف يعد موته، فلما وقع ذلك التوقف ولم أر أحدا ~~طلب الوصول إلى هذا المقام بالمجاهدة والرياضة رفعت ذلك من الكتاب ~~اعلى أنه ما من عام إلا ويصح أن يخص منه أمر كما هو مقرر فى علم ~~الأصول إلا ما استثنى شرعا ~~وقد نقل العلامة ابن زهرة فى تفسيره أن من الكرامات التى لم ~~ورث، ولم يقع مثلها لأحد قبل صاحيها إتيان آصف بن برخيا بعرش ~~القيس، وقال: هذه كرامة لم تكن موروثة عن أحد قبله من الأتبيا ~~عليهم الصلاة والسلام ولا غيرهم، وقد سسعت سسيدى عليا الخواص ~~احمه الله تعالى - يقول: لا يحق لأحد قدم الولاية المحمدية حتى ~~اتمع برسول الله -6 وبالخضر وإلياس عليهما السلام، وقد درج ~~الصادقون كلهم على ذلك ، فلا يقدح فيه إنكار بعض المحجوبين عنه ~~قد كان سيدي الشيخ أبو العباس المرسى - رحمه الله تعالى - يقول ~~الأصحابه: هل فيكم أحد إذا سلم على رسول الله-4 يسمع رد ~~اعليه بأذنه ، فيقولون: لا ليس فينا أحد يقع له ذلك، فيقول: ابكوا على ~~لوب محجوبة عن الله ورسوله- . ثم يقول: والله لو احتجيت عن ~~سول الله-4- لحظة من ليل أو نهار لما عددت نفسى من المسلمين ~~قلت: ولكن بين الفقير وبين مقام الآخذ عن رسول الله- وسماع ~~وته بالرد على من سلم عليه مائة آلف مقام، وسيعون وأربعون ألف ~~اقام، وتسعمائة وتسعة وتسعون مقاما، قمن ادعى ذلك طالبناه بهذ ~~الملقامات، فإذا رأيناه لا يعرفها كذبناه في دعواه ذلك . وقد ادعى هذا ~~المقام جماعة من أهل العصر فى حياة سيدى على المرصفى - رحمه الله ~~اعالى - فأمر بحضورهم إلى عنده، قلما رآهم قال لهم: مقصدى أسمع ~~نكم الكلام على بعض ms152 مقامات مما ذكرتم أن الله تعالى خصكم بها ~~لم يدر أحدهم ما يقول، فزجرهم عند ذلك وأمر بإخراجهم من ~~احضرته فماتوا على أسوأ حال، والعياذ بالله. PageV00P000 # تييه المغترين للإمام الشعراتى ~~فاياك يا أخى أن تدع شيئا من المقامات التى تصل إليها، فتعاقب ~~ارمانها، قلت : وقد أخذ جماعة من أهل عصرنا بجانب عن هذا المقام ~~ابالكلية، وجعلوا علو مقامهم بالاجتماع على الباشا، والدفتردار، وقاضى ~~السكر وتصوهم، وصار أحدهم إذا كسان في مجلس تراه يقول: قلت ~~البلاشا، قال لى الباشا، قال لى الدفتردار، ونحو ذلك، ولكن على كل حال ~~ام أخف ضررا من يقول قال لى رسول الله -4 - كذا وكذا، وهو غير ~~اادق، فاعلم ذلك يا أخى، والحمد لله رب العالمين. # ومقأخلاقهم - رضى القهتحالى عنهم-: أن لا يمكنوا أحدا ممن ~~ايقاد لهم أن يلى القضاء، أو شيئا من الأمانات التى لا خلاص فيها غاليا الا ~~ان تعين عليه ذلك بطريق شرعى لما ورد من التحذير فى مثل ذلك. وقد كان ~~افيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول : لا تكن فى هذا الزمان إماما ولا ~~امؤذنا ولا عريفا، ولا تأخذ من أحد مالا لتفرقه على الفتراء، وكان محمد ~~ابن واسع - رحمه الله تعالى - يقول: أول من يدعى للحساب يوم القيامة ~~الضاة، فلا ينجو منهم إلا القليل وكل من ساعدهم فهو شريكهم فى ~~وقد استقضى هرم بن حيان - رحمه الله تعالى - مرة فأوقد حوله نارا ~~فمسعت الناس أن يأتوه في ذلك اليوم حتى عزل نفسه، قال: ولما أكرهوا ~~الامام آبا حنيفة -تاف على القضاء وحبسوه كانوا يحترجونه من السجن ~~فصربونه أياما ليدخل فى أمرهم له بالقضاء، فلم يفعل حتى إنه بكى في ~~بعض الأيام كسيكاء الأطفال، ثم صار يقول: كم من حق يبطله القاضى ~~اكم من ياطل يحقه. وكان الحايس له ابن هبيرة الوزير . وكان سفيان بن ~~اعيية - رحمه الله - يقول: سمعت مناديا ينادى على جبل أبى قييس : أمان ~~اله تعالى على كل أسود وأبيض ما عدا اثنين سفيان وفلانا الزنديق.، وكان ~~مسروق - رحمه الله ms153 - يقول في قوله تعالى: { أكالون للسحت ~~(المأدة: 42]، إنها الهدية للقاضى، ومن أراد آن لا تستعبده الولاة فليقنع بالخل ~~والملح PageV00P000 ~~(165 ~~انبيه المقترين للامام الشعرانى ~~وقد سمعت سيدي عليا الختواص - رحمه الله تحالى - يقول: صمارت ~~الولايات في هذا الزمان غالبها جور وظلم حتى لو آراد الشخص أن يعدل لا ~~ايقدر على العدل لعدم استحقاق الناس ذلك . وقد ولى القضاء رجل من ~~عارف الشيخ - رحمه الله - فلامه الشيخ على ذلك، فقال له : يا سيدى ما ~~اوليت ذلك إلا لآمر بالمعروف، وأنه عن المتكر، فسقال له الشيخ: إن هذا من ~~ارور إبليس لك، فإن من كان قبلكم من القضاة لم يصح لهم ذلك مع أن ~~زسانهم كان قابلاأ للنصح، وأما في هذا الزمان، فقد صار الولاة يدعى ~~أحدهم الولاية والصلاح ويقول: نحن الأولياء لأن الناس يحتاجون إليتا ~~ونحن لا نحتاج إلى أحد منهم ~~وقد سمعت أنا أن بعض الولاة دخل إليه شيخ من مشايخ العصر شفع ~~عنده شفاعة، فردها ولم يقيلها، ثم جعل يقول: إنما يشغع عندنا هؤلا ~~االدعون للصلاح طلبا للشهرة لا مصلحة ومحبة للمشفوع فيه، فتسول ~~الالحدهم نفسه أنه إذا شفع وقيلت شغاعته يصير الناس يقولون ما فيي مصر ~~الآن إلا قلان، فإنه هو الذى يحمل هموم المسلمين، ويشفق عليهم، فإذا ~~ااشتهر بذلك تسامع به الملوك والوزراء، فرتبوا له الجوالى، والأرزاق، فهذا ~~و سبب ردى شفاعته، وقى ذلك مصلحة له خوقا عليه من الإعجاب الذى ~~فيه هلاك ديته. # اقد رأيت بعض القضاة يييع أمتعة داره في اليوم الذى لا يأتيه فيه ~~احصول كثير، ويقول: أخافب أن يعزلنى من أنا تجت حكمه حتى صار فقيرا ~~امن أمتعة الدنيا، وقد سمعت عن بعض قضاة الأرياف أنه إذا لم يأته ~~احصول فى بعض الأيام سلط على من يراه ذا مال الدعاوى الباطلة ليأتيه ~~المحصول من ذلك ، فمثل هذا كيف يصح له أن يحق الحق ويبطل الباطل، ~~الفالسلامة فى هذا الزمان أن لا يتولى الإنسان الولايات إلا إن تعين عليه ذلك ~~رعا أو يكون مكرها في ms154 ذلك، والحمد لله رب العالمين. # وم أحلاقمم- رضىالففحالى حنهم: كثرة سؤالهم عن ~~أحوال أصحايهم، وذلك لأجل أن يواسوهم بما يحتاجون إليه من الطعام PageV00P000 ~~اه اللفترين للامام الشعرانى ~~والثياب والنقود، ووفاء الديون، وتحمل الهموم لا مجائا، وهذا الخلق صار ~~أهله غرباء في هذا الزمسان، فإن الناس اليوم على خلاف ذلك، وربما يقول ~~أحدهم لصاحبه. إيش حالكم؟ فيقول: طيب ويكتم أمره لعلمه بفراغ قلب ~~اصاحبه منه، وأن قوله : إيش حالكم كلام يحكم العادة من غير ثمرة كما هو ~~امشاهد، بل وكشيرا ما يقول المار على أخيه، إيش حالكم؟ ولا ينتطر ~~الجواب، فلا السائل يتريص حتى ينتظر الجواب، ولا المسثول يكلف نفسه ~~النطق بالجواب ~~ومن هنا كان سيدي على الخواص - رحمه الله تعسالى - يقول: إن لم ~~اكن أحدكم عازما على موساة أخيه، أو تحمل همومه، آو الدعاء له، والا ~~اقلا يقولن له: إيش حالكم لأنه يصير نفاقا، وكان حاتم الأصم - رحمه الله ~~عالى - يقول: إذا قلت لصاحبك: كيف أصبحت وقال لك: إنى محتاج ~~ال شىء فتلاهيت عنه ولم تعطه حاجته فقولك له : كيف أصبحت سخرية ~~اه، وهذا هو الغالب على أحوال إخوان هذا الزمان. وقد سمعت سيلى ~~اعليا الختواص - رحمه الله تعالى - يقول: إنما كانوا يسأل بعضهم بعضا عن ~~أاحوالهم ليتبهوا الغافل على شكر الله تعالى فيشكره فيحصل له ولهم الخير ~~اب ذلك. وفى الحديث: أن رجلا قال للنبى- - : كيف أصبحت يا رسول ~~ال؟ فقال - : "أصبحت خيرا من أتاس لم يعودوا مريضا، ولم يشيعوا ~~اجخازة" وقد قيل لأبى يكر الصديق -ف*- كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت ~~اعدا ذليلا لرب جليل، أصبحت مأمورا بأمره، وقد قيل للحسن اليصرى ~~حمه الله - كيف أصبحت؟ فقال : أصبحت حتيقا مسلما لا أشرك يالله ~~تا وقيل لمالك بن دينار - رحمه الله تعالى - كيف أصيحت؟ فقال: ~~أاصبحت لا أدرى أأنقلب إلى جنة أو إلى نار . وقيل للإمام الشافعى -ف ~~كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أكل رزق ربى، ولا أقوم بشكره، وقد قيل ~~ايسى عليه الصلاة والسلام: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت لا أملك ms155 نفع ~~اما أرجو، ولا أستطيع دفع ما أحاذر، وأتا مرتهن بعملى والأمر كله بيد ~~ارى، ولا فقير أفقر منى، وقيل للربيع بن خيثم - رحمه الله تعالى - كيف PageV00P000 ~~(167) ~~تنيه المغترين للإمام الشعرانى ~~أصبحت؟ فقال: أصبحت ضعيفا مذنبا آكل رزق ربى، وأعصى أمره. وقيل ~~الأبي الدرداء -فافته كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت بخير إن نجوت من ~~النار. وقيل لمالك بن دينار - رحمه الله تعالى - كيف أصبحت؟ فقال: ~~أصبحت في عمر ينقص، وذنوب تزيد. وقيل لحامد اللفاف - رحمه اله ~~عالى - كيف أصبحت؟ قال: سليم معافى، فقال له حاتم الأصم: يا حامد ~~السلام والعاقية إنما يكونا بعد مجاوزة الصراط ودخول الجنة، ققال حامد ~~ادقت، فاعلم ذلك، والحمد لله رب العالمين ~~ص أحلاقم*- رصىاللهفالى حني : عدم الغفلة عن ~~اأربة إبليس، والتجسس على معرفة مكائده ومصايده، وهذا الحتلق قد ~~أغفله اليوم غالب الناس، فإن إيليس كما لم يغفل عنا فينبغى لنا أن لا نغفل ~~اه، فإنه بالمرصاد حريص على وقوع العبد فى سخط الله تعالى. وفى ~~لحديث : "إن إبليس يضع عرشه فى البحر ويرسل سراياه وجنوده، فأعظمهم ~~عنذده منزلة أعظمهم فتنة للمناس"(1). # وكان وهب ين منيه - رحمه الله تعالى - يقول: يلغنا أن إبليس لعت ~~اله قال: يا رب أما ترى حب عيادك لك ومع ذلك يعصونك، وكثرة ~~اضهم لى مع كثرة طاعتهم لى، فأوحى الله تعالى إلى الملائكة إنى قدا ~~افرت لهم كثرة عصيانهم لى بمحيتهم لى، وتجاوزت عن كثرة طاعتهم ~~الالبليس بكثرة بغضهم له . وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى ~~اول: إن إيليس إذا ظفر من ابن آدم يإحدى ثلاث فقال: لا أطلب منه ~~رها: إعجابه بنفسه، واستكثاره عسله، ونسيانه نويه، وفى رواية بإحدي ~~اريع وهى زيادة الشبع وهو أعظمها، فإن الثلاثة تنشأ عنه. # كان وهب بن متبه - رحمه الله تعالى - يقول: إياكم أن تعادوا ~~الشيطان فى العلاتية، وتطيعوه فى السر، فإن كل من بات عاصيا بات ~~الشيطان لأجله عروسا، وقد كان محمد بن واسع - رحمه الله تعالى - يخلس ~~(1) صحيح : أخرجه مسلم (ح 2813) في صفات ms156 المنافقين، باب : تحريش الشيطان وبعته ~~مراياه، من حديت جابر بن عيد الله -فا. PageV00P000 # انييه المقترين للمامام الشعراتى ~~ال المسجد فتمثل له الشيطان يوما فى صورة إنسان يحمل له السراج بين ~~اديه، وكانت ليلة باردة مظلمة، فأشرفت عليه امرأة من شباك لها، فقالت: ~~الما أقصى قلب هذا الشاب يكلف هذا الشيخ أن يحمل له السراج فى مثل ~~اهذه الليلة، فسمعها محمد ين واسع، فقال لها: دعيه يشقى أشقاه الله ~~اعالى، فعرف إبليس أنه عرفه، فأطفأ السراج وهرب ~~اقد يلغنا أن إبليس لعته الله دخل على الجنيد - رحمه الله تعالى - فى ~~اورة إنسان وعليه مرقعة، وفسى عنقه سبحة، وفى وسطه منطقة على شكل ~~اخدام المشايخ، وقال له: يا سيدى إنى أحسببت أن أخدمك لعل أن تنالنى ~~كتك، فمكث يخدمه ويوضيه نحو عشرين سنة، فلم يجد له عليه طريق ~~الدخل إليه منها فى وقت من الأوقات، فلما أراد الانصراف قال له: أما ~~اتعرفنى؟ فقال له الجنيد: بلى قد عرفتك في أول دخولك على، وإنك أبو ~~امرة، إيليس، فقال له إبليس : ما رأيت أحدا على قدمبك يا أبا القاسم ~~فقال له الجنيد : اذهب عنى يا ملعون أردت أن لا تفارقنى إلا بشىء تتلف به ~~اينى وهو الإسعجاب بمحالى . وقد كان محعمد بن واسع - رحمه الله تعحالى ~~اقول كل يوم بعد الصبح: اللهم إنك سلطت عليتا عدوا لنا بصيرا بعيوبنا ~~اطلعا على عوراتنا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه، اللهم فأيسه منا كما ~~استه من رحمتك، وقتطه منا كما قنطته من عفوك، وباعد بينتنا وبينه كما ~~اعدت بينه ويين مغفرتك وجنتك إنك على كل شىء قدير، قال: فتمثل له ~~ابليس يوما، وقال له: يا محمد لا تعلم هذا الدعاء لأحد وأنا لا أعود ~~اعرض لك يسوء أبدا، فقال له محمد: والله لا أمنتعه من أحد، واصنع أنت ~~اقال: وقد تراءى يوما إيليس لعنه الله لعيسى: عليه الصلاة والسلام ~~اقال له : يا روح الله قل : لا إله إلا الله، فقال عيسى كلمة حق أقولها ~~اولكن ms157 لا لقولك لا إله إلا الله . قال : سيدى على الخواص - رحمه الله تعالى ~~أراد إيليس بذلك أن يكون عيسى تليمذا له فى كلمة التوحيد، فلم يفعل ~~اسى عليه السلام ومنعته العصمة . وكان كعب الأحيار - قافه يقول: ذك ~~اله تعالى فى جتب الشيطان كالاكلة في جنب ابن آدم . وكان عبد العزيز بن PageV00P000 ~~(169 ~~اتنيه المغترين للإمام الشعرانى ~~رواد - رحمه الله تعالي - يقول : لقد حججت ستين حية، وعملت ~~أعماللا كثيرة من القربات، ومع ذلك فما حاسبت نفسى قط إلا وجدت ~~صب الشيطان من ذلك أقوى من نصيب ربى عز وجل فليتتى خرجت من ~~الدنيا كفافا لا على ولا لى. # اوكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: إياكم وخوف الفقر ~~انه ليس للشيطان سلاح يقاتل به اين آدم أشد من خوفه الفقر لأنه إذا خاف ~~الفقر أخذ من الباطل، ومنع من الحق، وتكلم بالهوى، وظن بربه مو ~~الظن، فلقى كل سوء. وقد كان الإمام الشافعى -فاف يقول: من نعم الله ~~اعلى أنى ما فررت من الفقر قط . وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى ~~يقول:: مييقطح ظهه إيليس شىء مثل من أحسن عمله. قال تعالى ~~ليبلوكم أيكم أحسن عملا) [مود:7]، ولم يقل أكثر عملا. وكان - ~~احمه الله تعالى - يقول: إذا بلغ العيد أربعين سنة ولم يتب من جميع ~~الملمعاصى والذنوب مسح الشيطان بيده على جبهته، وقال: قديت وجها لا ~~لح. قلت : ويؤيد ذلك ما رواه الطبرانى مرفوعا، : "من بلغ أربعين ستة ~~لم يغلب خيره شره، فليتبوأ مقعده من النار4(1) ~~كان مجاهد - رحمه الله تعالى - يقول: ليس عتدى شيء أقطع ~~الظهر إيليس عند النكبة والعشرة مثل قول: لا إله إلا الله لأنك إذا لعنته لم ~~اتأثر لذلك وإنما يقول: لعنت ملعنا . وكان مفيان بن عيينة - رحمه الل ~~اعالى - يقول: إن إبليس له ثلاثمائة وستون صكا فيها غروره ومكايده ~~ابني آدم، فلابد كل يوم أن يعرضها على قلوبهم واحدا بعد واحد. وكان ~~مد بن سيرين - رحمه الله تعالى - يقول: ليس لايليس كيد أعطم من ~~اؤية العبد ms158 نفسه على إخوانه، فإنه إذا مات على ذلك مات وربه ساخط ~~(1) ذكره العجلونى فى كشف الخفا (ح 2344) وقال أخرجه الأزدى فى ترجمة نافع بن عيد ~~اله بن هالك الهروى بسنده إلى اين عباس ~~اقال القسارى: وأشار إليه الخطيب حيث قال : عجب من المؤلف يقرره وعلامة الوضع ~~الأحة عليه، وقال القارى: إن كان العلامة على إسناده فمسلم، وإلا قليس فى معناه ما ~~دل على بطلان مبتاه. PageV00P000 # شيه المنترين للامام الشعراقى ~~عليه لم ينفعه شيء من أعماله. وقد كان ميمون بن مهران - رحمه الل ~~عالى - يقول: لو أقامنى الله عز وجل بين بديه وقال: اثتتى بسجدة ~~وواسحدة لا حظ للمنفس آو الشيطان فيها لأدخلك بها الجنة لقلت له : يا رب ~~لا أجد ذلك. اه ~~نبه يا أخى لتفسك، وإياك أن تظن أن إبليس اتقطع عنك حين ترى ~~اوالى عبادتك، بل انظر فيها وابحث كل البحث، والحمد لله رب ~~العالمين. # وم أحلاقم3- وصى 1لا-تحالى حنهم : مجانبتهم للأمور ~~الل فيها رائحة تكبر على الإخوان كعدم حضور جنائز أطفالهم ~~أوخدمهم، وأرقائهم، وعدم عيسادتهم إذا مرضوا، وذلك لأن الفقراء ما ~~اادوا على الناس فى الدارين إلا بالذل وخفض الجناح، ثم إن أحدهم إذا ~~اضر الجنازة يكون حزينا نادما على ما فرط في جنب الله تعالى، وفي ~~الحديث: "كفى بالموت واعظا"(1)، ولم يكن أحد منهم يذكر شيئا من ~~احديث الدتيا في طريق الجنازة، ولا يتكلم بالمباح فضلا عن المذموم، وهذا ~~الخلق قد صار غرييا في هذا الزمان في الناس، فأكثرهم لا يعتبر بحضور ~~الجنائز، وإن قدر أنه حضر صار حكويا، بل وريما حكى الحكايات ~~المصحكة عند السرير كما شاهدت ذلك من شيخ بعمامة صوف، فاله ~~اعالى يغفر لنا وله، وقد كانوا يخرجون للجنائز فى الثياب البذلة لأنها ~~اشفاعة في الميت، وكلما كان إلى الذل أقرب كان إلى قبول الشفاعة ~~اقرب، كما قالوا في الخروج للاستسقاء ورفع الوباء، فينبمغى اجتناب ~~الياب النفيسة لا سيما إن كانت معطرة، فعلم أن كل فقير خرج إلى ~~الجتائز وهو لابس مساسن ms159 ثيابه بغير نية صالحة، فهو بعيد عن أحوال ~~(1) ضعيف جدا : ذكره الشيخ الألبانى فى الضعيفة (ح 502) وعزاه إلى أبى معيد الأعرابى ~~ف معجمه، والقضاعى (1/114)، وأبو نعيم، وقال الشيخ الألبانى : هذا إسناد ~~عيف جدا، الربيع بن بدر متروك PageV00P000 ~~(171) ~~اتبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~القوم غافل عن تذكر الموت لحديث: "ومن أراد الآخرة ترك الدنيا"(1)، ~~اوفى الحديث أيضا : "عودوا المريض واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة"(2)، ~~انى وإذا ذكرتم الآخرة زهدتم فى ملاذ الدتيا. # اقد كانوا إذا حضروا جنازة يستغرقون في التفكر في ذكر الموت ~~أحوال الناس فى القبور حتى يظل أحدهم مسحزوثا الأيام المتوالية يعرفون ~~لك الحزن في وجهه . وقد كان يحتيى بن أبي كثير - رحمه الله تعالى - إذا ~~ايع جنازة يرجعون به في النعش لا يستطيع المشى ولا الركوب، ويمكث ~~الأيام لا يقدر أحد أن يكلمه من شدة خوفه . وقد كان أهل الزمن الأول ~~استحبون خفض الصوت عند الجنازة، ويزجرون من يرفع صوقه، ويقولون ~~الهل: ما أنت إلا جبار أما فى رؤيتك للموت موعظة . قلت : وإنما سكت ~~العلماء عن رفع الصوت بالذكر والصلاة على النبى -- حتى علموا ~~كثرة لغط الناس فى الجنائز فرأوا أن ذكر الله تعالى أولى من حديث الدنيا ~~امن باب ظلم دون ظلم، والله تعالى أعلم ~~قد رأي عبد الله بن مسعود -12ف- رجلا يضحك في جنازة ~~جره تم هجره أياما، قال : ورأى الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى ~~اجلا يأكل في المقبرة فزجره، وقال له : إنك منافق. وكان الأعمش ~~حمه الله تعالى - يقول: كنا نحضر الجنائز فلا ندرى من نعزي من شدة ~~ععوم الحزن للقوم وبكائهم. وقد كان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى ~~اقول: مداواة القلب بحضور الجنائز فريضة . وكان إيراهيم الزيات ~~احمه الله تعالى - إذا رأى أحدا يبكى فى الجنازة يقول له : ابك على ~~نفسك يا أخى، وترحم عليها، فإن هذا الميت قد نجا من ثلاث: رأى ~~لك الموت -يتلمس، وذاق حرارة الموت، وأمن من سوء الخاتم ~~خلافك أنت . اه ~~(1) حسن: أخرجه الترمذى (ح 2458) قي صفة القيامة، باب: 24، وأحمد ms160 (1/ 387)، ~~االحاكم (4/ 323)، وحسنه الشيخ الألباتى. # (2) أخرجه أحمد (3/ 23، 48) من حديث جابر بن عبد الله-فاش PageV00P000 ~~انيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(172) ~~اوسيأنى أيضا زيادة على ذلك، والحمد لله رب العالمين. # ومن أخلافهم- رضىاللهتحالى عنهم-: تنزيل الناس منازلهم ~~الف الأيمان والنفاق، فللمنافق عندهم مقام دون مقام المؤمن السالم من ~~القفاق. فإن قيل : فبم يعرف المتاقق؟ فالجواب أنه معروف بالعلامات التى ~~أخر بها رسول الله-له - نحو قوله : "علامة المنافق ثلاث: إذا حدث ~~كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اثتمن خان"(1)، وفى رواية: "أربع" فزادوا: ~~اوإذا خاصم فجر"، ونحو قوله -4: "إن للمنافقين علامسات فادعوهم ~~الهبا: لا يأتون المساجد إلا هجرا، ولا يشهدون الصلاة إلا دبرا، ولا يألفون ~~وولايؤلفيون مستكبرين جيفة بالليل بطالون بالنهار"، ونحو ذلك من ~~الاحاديث الواردة. # اكان الأوزاعى - رحمه الله تعالى - يقول: علامة المتافق أن يكون كثير ~~الكلام، قليل العمل. وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله - يقول: من ~~اعلامة المتافق أن يحب المدح بما ليس فيه، ويكره الذم بما فيه، ويبغض من ~~صره بعيوبه ويفرح إذا سمع بعيب أحد من أقرانه. وكان يوتس بن عبيد ~~احمه الله تحالى - يقول: من أراد أن ينظر إلى رجل منافق فليتظر إلى. فقيل ~~اله: وكيف ذلك؟ قال: لأنى كثيرا ما أعد المائة خصلة من خصال الخير، فلا ~~أجد واحدة منهن ف، وأعد خصال السوء فأجدها كلها في، فيا ويحى من ~~صيحة يوم القيامة، وكان سفيان الثورى - رحمه الله تمالى - يقول: إذا ذكر ~~االصالحون كنا عنهم بمعزل، وإذا ذكر الطالحون كنا في جوف المنزل. وكان ~~الك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: من علامة المنافق أن يخيا رزق ~~اد، ويزاحم غيره على الدنيا، ويحب أن ينفرد بالصيت. وفى رواية: من ~~اعلامة المناقق أن يحسد الناس، ويكون فى قلبه الحقد والضغائن لمن آذاه أو ~~زاد عليه في الجماه. اه ~~(1) متفق عليه: أخرجه البسخارى (ح 34) في الإيمان ، باب: علامة المنافق، و(2459)، ~~ملم (رح 58) في الايمان، باب : بيان خصال المنافق من حديث عبد الله بن عمرو ~~أخرجه مسلم (ح 59) من حديث أبى هريرة ms161 PageV00P000 ~~انبيه المفترين للإمام الشعرانى ~~فانظر يا أخى فى نفسك، وفتشها ونقها من النفاق، والحمد لله رب ~~العالمين ~~وم أحلقم4- وصمىاللهفحالى حنم اجتناب الشبع ~~الوجب لقساوة القلب، وذلك حتى يخشعوا فى صلاتهم فإن من شبع ~~اطلب الخشوع فى صلاته، فقد أخطأ الطريق، وقد كان رسول لله- ~~الطوى الأيام والليالى، ويشد على بطنه الشريف الحجر من الجوع، وكان ~~إذا صلى يسمع لجوفه أزيز في الصلاة كأزيز المرجل على النار كما ~~رد. وكان اين عباس 44- يقول: ركعتان مع تفكر وتدبرخير من قيام ~~اليل كاملة، والقلب ساه عن ربه عز وجل. قلت: ومراده - بالتفكر ~~نا تفكرالعبد في الآداب المتعلقة بالصلاة، وبحضرة الله عز وجل، وليس ~~امراده التفكر فى استنباط الأحكام كما يتوهم، فإن الصلاة ليست بمحل ~~الذلك، ولذلك صرح بعض العلماء -فم- بكراهيته. وكان اين مسعود ~~تته إذا قام إلى الصلاة كأنه ثوب ملقى، وكان إذا سمع أهله يقولون: ~~الا تتكلموا، فإن عبد الله يصلى يقول لهم: تحدثوا ما شئتم فإنى لست ~~اسمع حديثكم وأنا في الصلاة. وكان الحكم بن عيينة - رحمه الله ~~اقول: من تلقت عن يمينه وعن شماله فلا صلاة له، وقد كان إيراهيم ~~الخليل عليه الصلاة والسلام إذا قام إلى الصلاة يسمع وجيب قلبه من ~~املين. وقد كان سلمان الغارسى -فانه- يقول: من لم يحضر في صلاته ~~فهو من المطغفين، وقد علمتم ما قال الله فيهم، فإن الصلاة يمكيال من ~~اف وفى له . وقد بلغنا أن يعسقوب القاري - رحمه الله - سرق رداؤه من ~~اعلى كتفه وهو في الصلاة، فأخذه الناس من اللص وزجروه وطردوه، ثم ~~اصعوا الرداء على عنق يعقوب كل ذلك وهو لا يشعر. قلت: وكذلك ~~قع فى عصرنا لسيدي محمد ين عنان - رحمه الله تعالى - وهو يصلى في ~~اجامع البحر أنهم سرقوا رداءه من على عنقه، وأخذ من اللص، وضرب ~~وطرد، ووقعت ضجة عظيمة كل ذلك وهو لا يشعر، وهو آخر من ~~ادركتاهم من أهل الخشوع -فايه PageV00P000 ~~ابيه المقترين للامام الشعرانى ~~اوكان سعيد التنوخى - رحمه الله تعالى - إذا وقف ms162 يصلى سالت دموع ~~كالمطر. وقد دخل عود فى عين رابعة العدوية - رحسمة الله عليها - وهى ~~اصلى فما شعرت يه حتى سلحت من الصلاة فقالت: انظرواهذه الخشونة ~~ال فى عينى. فما نزعوا العود من عينها إلا بمشقة من شدة ما ارتشق. # وكان مجاهد - رحمه الله تعالى - يقول: لقد أدركنا العلماء وأحدهم كان إذا ~~اام إلى الصلاة هاب الرحمن حتى لا يقدر يشد بصره إلى شء. أو يحدث ~~افه بشىء من أمور الدنيا، وقد انهدم الجامع مرة ومسلم بن يسار رحمه ~~اصلى فيه، فعخرج كل من في المسجد إلى السوق، ووفعت ضجة كبيرة ~~ومسلم لم يشعر. وقد كان الذباب لم يزل يأكل من عين جلف بن أيوب ~~احمه الله تعالى - وهو يصلى، فلا يطرده عن نفسه فقيل له يوما في ذلك ~~فقال: بلغنى أن الفساق يتصيرون تحت سياط الحاكم إذا ضربوا ليقال : قلان ~~اصبور ويفتترون بذلك، وأنا قائم بين يدى رب العزة سيحانه، فكيف أتحرك ~~ال ذيابت وكان سميط بن عجلان - رحمه الله تعالى - يقول: كيف يدعى ~~أحدهم الحضور مم الله تعالى في صلاته وهو يحس بقرصة البرغوث، إذا ~~صه، والله لقد طعن أحدهم بالسنان وما دري حتى مساخت نفسه من ~~اروج الدم، ووقع على الأرض . وقد كسان أمير المؤمنين على وي إذا ~~احضر وقت الصلاة يصير يتغير ويتلون ويرتعد، فإذا قيل له في ذلك قال: ~~أاما تعلمون أنه وقت أمانة عرضها الله تعالى على السموات والأرض ~~اوالجيال، فأيين أن يحملنها، وقد حملتها أنا فلا أدرى هل أحسنت ما ~~حصلت أم لاب ~~كان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: لا تصلوا خلف ~~حب الدنيا، وقد كان السلف إذا بلغهم أن أحدا تلفت في صلاته يذهبون ~~اليه ولو في داره، ويسالونه عن سبب ذلك لما كان عتدهم - من ~~اعرفة عظمة الله تعالى . وقد صلى عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى ~~خلف إمام مرة فسمعه يلسن، فقال له : لولا فضل الجماعة ما صليت ~~لفك لم لا تقرأ العربية على العلماء؟ وكان الفضل بن ms163 عياس - فا PageV00P000 ~~انبيه المفترين للامام الشعراقى ~~اقول: عجبت من هؤلاء الناس أراهم إذا مات لى ولد يعزيتى فيه أكثر من ~~اللف إنسان، وتفوتنى صلاة الجماعة فلا يعزينى في ذلك أحد، ووالله إن ~~لفوات صلاة الجماعة عندى أعظم من موت ولدى البالغ العاقل العالم ~~الصالح. # كان محمد بن واسع - رحمه الله - يقول لأصحابه: إنى أشتهى من ~~الانيا شيئين : الأول أخا صالحا في الله تعالى يقومنى إذا تعوجت، والثانى: ~~ان لا تفوتنى صلاة الجماعة أبدا ما عشت . وكان شقيق البلخى - رحمه الله ~~اعالى - يقول لأصحابه : اعلموا أن الشيطان لعنه الله تعالى لا يغيظه من ابن ~~ادم إلا شيئان : الأول: عدم الاكتراث بوسوسته، والثانى : عدم التفكر فيى ~~ات الله سبحانه وتعالى. اه ~~فاتظر يا أخى فى نفسك وتأمل حالك هل خشعت في صلاتك كما ~~اشع هؤلاء القوم - في وقت من الأوقات، أم أنت بالسضد من ذلك ~~اواكثر من الاستغفار ليلا ونهارا والحمد لله رب العالمين. # هما ~~ه لهما لهم PageV00P000 ~~ابيه المقترين للإمام الشعراتى ~~الباب الثالث ~~ن جملة اخري من الاخلاق ~~ومن أحلدقمم- رصىاللهقالى حنمم شدة خوفهم من ~~اوء الخخاتمة، والعياذ بالله تعالى ولو كان أحدهم على عيادة الثقلين ~~ووذلك لأن الله تعالى يفعل ما يشاء، وليس مع أحد من الخلق علم ~~خاتمته على وجه الجزم، إنما غاية أمر أحدهم حسن الظن بربه عز وجل ~~الف الحالة الراهنة فقط، وليس معه علم بدوام الشهادتين معه حتى تطلع ~~زوحه عليها. وقد ورد فى الحديث : "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجة ~~اتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل ~~أهل النار فيدخلها"(1) . وكان حبيب الحجمى - رحمه الله تعالى ~~اول: إن من ختم له بقسول: لا إله إلا الله دخل الجنة، ثم يبكى ~~ايقول: من لى بأن يختم لى بقول: لا إله إلا الله. وكسان الرييع بن ~~يشم - رحمه الله تعالى - يقول: دخلنا على رجل بالأهواز وهو في ~~النزع، فكنا نقول له: قل : لا إله إلا الله فيقول: ده يازده مشترى طيب ~~قطعسة ms164 مليحة أى لأن ذلك كان الغالب عليه فى حال الصحة. وكان ~~االحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول : بلغنا آن رجلأ يخترج من ~~النار بعد ألف سنة، ثم يقول: ليتنى كنت ذلك الرجل لأنه مقطوع له ~~ابالخروج من النار. اه ~~اياك يا أخى من أن تسامح نفسك فى الاشتغال بأمور الدنيا إلا بقدر ~~الضرورة الشريعة، فربما أتاك الموت على غفلة فتخسر الدارين، والعياذ ابالله ~~عالى. فاعلم ذلك يا أخى وتأمله، والله يتولى هداك ~~(1) متفق عليه: أخرجه البخارى (ح 3208) في بدء الخخلق، باب: ذكسر الملائكة، ولح ~~3332، 47454 ومسلم (ح 2643) في القدر، باب : كيفية الخلق الآدمى فى بطن PageV00P000 ~~نييه المفترين للمإمام الشعرافى ~~ومف أحلاضصم- رصي اللفحالى حني: عدم مبادرتهم بالدعا ~~ابالشفاء إذا دخلوا على مريض بل كان أحدهم يتربص حتى يعلم سبب مرض ~~الهذا المريض وانتهاؤه، ثم يدعو بعد ذلك لأن المرض ربما كان رفع درجات ~~ال لا ينبغى الدعاء برفعه، وكذلك القول فيه إذا كان عقوبة ، فالأولى أن يصبر ~~العابد حثى تبلغ العقوبة حدها آدبا مع الله تعالى، وإن كان أحدهم له حال ~~اع الله تعالى، فله أن يسآله الشفاء من باب الفضل والمنة، فاعلم ذلك يا ~~اخى، والحمد لله رب العالمين. # وم املقمم- رصاللهتحالى حن: محبتهم في سكني ~~الييوت الملاصقة للمسجد ليسهل عليهم الجلوس فى المسجد في أغلب ~~أوقاتهم إذا عملوا بآداب المساجد، وذلك لما ورد مرفوعا: "المساجد بيوت ~~المتقين" (1)، ومن كانت المساجد بيته ضمن الله له السروح والراحة. والجوا ~~اعلى الصراط، وكان أبو صادق الأزدى - رحمه الله تعالى - يقول: الزموا ~~الجلوس فى المساجد فإنه بلغتى أنها كانت مجالس الأنبياءعليهم الصلاة ~~والسلام، وكان حكم بن عمير -فاف يقول: اتخذوا المساجد بيوتا، وكان ~~ابو إدريس الحتولانى - رحمه الله تعالى - يقول: المساجد بيوت الكرام على ~~اله تعالى من الناس، ومحل جلوسهم، فقد ورد: "المساجد بيت كل تقي4، ~~اقد كان عيسى عليه الصلاة والسلام ينهى من لم يعرف أدب المساجد أن ~~اكثر الجلوس فيها . وقد رأى عليه السلام مرة قوما يلغون فى المسجد، فلف ~~اداءه ms165 وضربهم به، وأخرجهم منه وقال : اتخذتم بيوت الله أسواقا للدنيا ~~اوانا هى أصوات الآخرة. # قد كان المسجد بيت عطاء بن آبى رباج - رحمه الله تحالى - مدة ~~اربعين سنة، وكان مالك بن دينار - رحسمه الله تعالى - يقول: لولا البول ~~خرجت من المسجد في ليل ولا نهار، فقد بلغتى أن الله عز وجل ~~(1) حسن : ذكره الهيتمى في المجمع (2/ 22) بلفظط "المسجد بيت كل تقى... الحديث. # اقال: رواه الطبرانى في الكبير والاوسط والبزار، وقال: إستاده حسن قلت: (أى ~~الهييمى) رجال البزار كلهم رجال الصحيح. وحسنه الالبانى فى الصحيحة (ح 716) . PageV00P000 # انييه المغترين للامام الشعرانى ~~ايقول: إنى لأهم بعذاب عبادى، فأنظر إلى عمار المساجد، وقراء القرآن ~~ولدان الإسلام فيسكن غضبى. وكان خلف بن أيوب - رحمه الله تعالى - ~~اليوما جالسا في المسجد، فأتاه غلامه فسأله عن شىء من حوائج الدنيا ~~فقام حتى خرج من المسجد وأجابه، ثم رجع وقال: كرهت أن أتكلم ~~اكلام الدنيا في المسجد، وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الحتطاب -فاشتع إذا ~~امع صوتا عاليا في المسجد يضرب صاحبه يالدرة ويقول له : تدرى أين ~~أانت*م فإن من جلس فى المسجد وإنما يجالس ربه عز وجل. وقد سئل ~~اعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى - أيما أحب إليك حضور الصلاة على ~~الجنازة أم الجلوس فى المسجد؟ فقال: الجلوس فى المسجد أحب إلى لأن ~~الائكة عليهم الصلاة والسلام تستغفر لى ما دمت فى المسجد، وذلك ~~اقضل من حصول القيراط أو القيراطين أو الثلاث من الأجر الذى ورد لمن ~~صلى على جنازة. # اوكان الفضيل ين عياض - رحمه الله تعالى - يقول : لقد أدركنا التاس ~~اهم لا يكلم بعضهم يحضا ما داموا جالسين في المسجد في شيء من أمور ~~الدنيا. اهس ~~لفتأمل يا أخى ما ذكرته لك ولا تتكلم مادمت فى المسجد إلا بنية ~~االحة تسلم وتفتم، والحمد لله رب الحالمين ~~وم أحلقمم -تضم: معاتبة من اتقطع عن زياتهم من إخوانهم ~~ان حيث حرمانه من الثواب العائد نفعه عليه لا من حيث الخلل بحقوقهم ~~كما قد يتوهم ذلك بقطع ms166 النظر عن عود فائدة ذلك عليهم، وذلك حتى ~~اكون أحدهم من سعى فى مصالح إخوانه لا في مصالح نفسه فقط، وهذا ~~اخلق ما رأيت له فاعلا من أقراتى إلا القليل جدا، والحمد لله رب ~~العالمين. # ومن أحلاقمم- وصىاللسفالى عنهم : اجتناب الجلوس في ~~السوق لبيع أو شراء إلا بعد معرفة أحكام الشرع فى المعاملات، وغلبة ظنهم ~~ان أحدهم لا يشتغل بذلك عن أعمال آخرته لأن كل ما يشغل عن الله فهو PageV00P000 ~~(129) ~~انبيه المقترين للامام الشمراتى ~~ام شؤوم على صاحبه في الدنيا والآخرة. وقد ورد أن رسول الله-4 - كان ~~اذا دخل السوق قال: "اللهم إنى أسألك من خير هذا السوق، وأعوذ بك ~~امن بك الكفر والفسوق". # ووكان أبو الدرداء -تاننه- يقول: إياكم ومجالسة السوقة، فإنها تلهى ~~اوتلغى. وقد كان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: لا تنظروا إلى ~~ظاهر ثياب التجار والسوقة، قإن تحتها ذئاب كاسرة. وكان مالك بن دينار ~~احمه الله تعالى - يقول: السوق مكثرة للمال مفسدة للدين ~~ق كان سفيان الشورى - رحمه الله تعالى - يقول إياكم ومجالة ~~الأغنياء وقراء الأمراء والسوقة. وكان ابن السماك - رحمه الله - إذا دختل إلى ~~السوق يقول: يا أهل السوق سوقكم كاسد، وخياركم حاسد، وبيعكم ~~اسد، فاستيقظوا لأنفكم، وكان حماد بن زيد - رحمه الله تعالى - يقول: ~~اا افتقر تاجر قط إلا بوقوعه في شىء من هذه الحتصال، وهواللغو والكذب ~~اوالحلف والغل والخيانة والحسد، وتقويت صلاة الجماعة، ومجالس العلم ~~واتباع الشهوات الدنيوية. # وقد كان الإمام مالك فافي يأمر الأمراء فيجمعون التجار والسوقة ~~ايعرضونهم عليه : فإذا وجد أسحدا منهم لا يفقه أحكام المعاملات، ولا يعرف ~~الحلال من الحرام أقامه من السوق، وقال له : تعلم أحكام البيع والشراء، ثم ~~الاجلس فى السوق، فإن من لم يكن فقيها أكل الربا شاء أم أبى . وكان قتادة ~~رحمه الله تعالى - يقول: عجبا للتاجر كيف يسلم وهو بالتهار يحلف ~~ووبالليل يحسب، وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: نعم ~~الاجر الذى تكون الدنيا عليه ساخطة، والآخرة عنه راضية، فقد بلغنى أن ~~ابليس لعنه ms167 الله تعالى قال: يا رب أين أجعل بيتى؟ قال: الحمام. قال: فما ~~مصائدى؟ قال : النساء. قال: فما مزاميرى؟ قال : الشعر. قال: فأين أجعل ~~مجلسى؟ قال: الأسواق. اه ~~فانظر يا أخى فى ذلك ولا تمدح تاجرا حتى تراه يسلم من الآفات ~~والشبهات. والحمد لله رب العالمين. PageV00P000 # ابيه المغترين للامام الشعرانى ~~(180) ~~ومف أحلاقهم - وضىاللهتحالى عنهم: كثرة الحلم على من ~~اى عليهم، وكظم الغيظ عملا بأخلاق رسول الله-4-، فإنه كان لا ~~يضب لنفسه وإنما يخضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل كما يأتى. وقدا ~~كان أمير المؤمنين على -فافيه- يقول : أول مجازاة من حلم على من جنى ~~عليه أن يصير الناس كلهم أنصاره. وقد قال إيليس لعنه الله ليسيى علي ~~الصلاة والسلام: أعظم مصائدى الغضب، فيه أسرت الناس وعوقتهم عن ~~طريق الجنة، وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - إذا قيل له: إن ~~لفلانا يقع فى عرضك يقول: والله لأغيظن من أمره يعنى إيليس، ثم يقول ~~الهم إن كان صادقا فاغفر لى، وإن كان كاذبا فاغفر له، وقد قال رجل لأبى ~~اريرة -قافت أنت أيو هريرة؟ قال: نعم، فقال: أنت سارق الهرة. فقال أبو ~~اريرة: اللهم اغفر لى ولأخى هذا، ثم قال: هكذا أمرنا رسول الله ~~أأن نستغفر لمن ظلمتا . وقال رجل لأبى ذر -قافم- أنت الذى نفاك معاوية إلى ~~الشام؟ لو كان فيك خير ما نفاك. فقال أيو ذر: يا أخى إن بين يدي عقبة ~~اوداء فلو نجوت منها لم يضرنى ما قلت في، وإن لم أنج منها فأنا شر ما ~~وقد قالت امرأة لمالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يا مرائى. فقال ~~اها: يا هذه قد عرفت لقبى الذى أضله أهل البصرة ولم يعرفوه. وقد كان ~~سي - - يقول: من احتمل كلمة سفه كتب له عشر حسنات. وقدا ~~كان على -فيانفه- يقول: إذا سمعت كلمة سفه فأعرض ولا تجب عنها، فإن ~~اها عند قائلها أخوات يجيبك بها. وكان محمد بن كعب القرظى - رحم ~~اله تعالى - يقول : لا تغضبوا على كسر أوانيكم فإن ms168 لها آجالا كآجالكم. # قد كان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقسول: ليس بحليم من نفذ ~~ضبه فى حمار أو هرة. وكان يقول: أشد ما على السفيه الإعراض عن ~~اوابه، وإظهار عدم التأثير له . وكان الحسين بن على -4 إذا شتمه ~~أحد يقول له : يا أخى إن كان قولك صدقا فسيجازيك الله بصدقك، وإن ~~كان كذيا فالله أشد تقمة منى لك . وقد لطمه إنسان مرة على وجهه -قاشم PageV00P000 ~~(181 ~~نبيه المفترين للامام الشعراتى ~~فلم يتغير بل قال: من قدر هذا؟ فقيل له : الله تعالى قدره. فقال: أفترون ~~أي أرد قضاء الله؟ # كان ابن المقنع - رحسمه الله تعالى - يقسول: كظم الغيظ أولى من ذل ~~الاعتذار، وقسيل له مرة: ما الفرق بين الحزن والغضب؟ فقال : الحزن يكون ~~امن مخالفة من هو فوقك لهواك، والغضب يكون من مخالفة من هو دونك ~~الهواك. وقد كان أبو معاوية الأسود - رحمه الله - يدعو لمن يدعو له ولمن نال ~~امنه. قال: وشتم رجل بكر بن عبد الله المزنى - رحمه الله - وبالغ في شتمه ~~ووهو ساكت، فقيل له : ألا تشتمه كما شتمك؟ فقال : إنى لا أعرف له شيئا ~~من المساوئ حتى أشتمه به ، ولا يحل لى آن آرميه بالكذب. # اوكان الأعمش - رحمه الله تعالى - يقول : قالت الأذن لولا خوفى أن ~~أصر وأتجمع بالجواب لطلت كما طال اللسان . وقال رجل لثور بن يزيد ~~احمه الله - يا قدرى يا رافضى. فقال له: إن كنت كما قلت لى، فأنا رجل ~~سوء، وإن كنت على خلاف ذلك فأنت فسى حل متى . وقد كان مكحول ~~الهشقى - رحمه الله تعالى - يقول : لا يبين حلم الرجل إلا تسليط الجاهلين ~~عليه، وقد قال رجل مرة لسالم بن عبد الله ين عمر خق يا شيخ السوء ~~لقال له سالم: ما أراك أبعدت يا أخى. وروى أن لقمان عيه السلام قال ~~لابنه : يابنى إن أردت أن تؤاخى أحدا فأغضبه فإن أتصقت وهو مغضب ~~الفواخه وإلا فاحذره، وقد سئل السرى السقطى - رحمه الله تعالى - مرة عن ~~الحلم: ما هو؟ فقال للسائل ms169 : أى حلم تريد؟ فإن الحلم على خمسة أقسام: ~~الالول: حلم غريزي وهو هبة من الله تحالى للعبد به يعفو عمن ظلمه ويعطى ~~امن حرمه، ويصل به رحمه، وإن قطعت، والثانى: حلم تحالم وهو أن ~~اكطم العبد غيظه رجاء الثواب وفى القلب كراهة، والثالث : حلم مذموم ~~هوحلم العبد على من جنى عليه رياء وسمعه يحنى يراني به جلسا ~~ووهوحاقد ساكت، والرابع: حلم كبر وهو أن الشخص لا يراه أهلا بأن ~~جاوبه، والحتامس: حلم مهانة ومذلة . اه ~~فاعلم ذلك فإنه نفيس، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~نبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(182) ~~ومف أحلفمم- رحمى اللهفحالى حنه : الاتعاظ يما يرون ~~اليعضهم في المنام، أو يرى لهم وعدم قولهم هذه أضغاث أحلام كما عليه ~~ابعض المتصوفة من أهل هذا الزمان، فلا يلتفتون لميل ذلك، وربما يقول ~~اضهم : إن المنام إنما هو للرائى لا للمرئى له، وذلك من الجهل، فإن ~~الرؤيا وحى المؤمن يأتيه بها ملك الإلهام فى المنام ليعرفه بما جهل من حاله ~~ف اليقظة، وقد بينت فى غير هذا الكتاب عملى بذلك من حيثت ~~الجربة، قينيهنى الله تعالى بذلك على صورة ما وقعت فيه من النقائص ~~امن حيث لا آشعر، أما ما أشعر به فلا أحتاج فيه إلى منام ، يل أكتفى فيه ~~اهى الشارع -، وما توعدنى على ذلك النقص من العقوبة ~~وقد كان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: رأيت مسلم بن ~~سار - رحمه الله تعالى - فى المنام بعد موته فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال ~~الل: والله لقد رأيت أهوالا وزلازل شدادا، وكان إبراهيم التيمى - رحمه الله ~~عالى - يقول: رأيت موسى بن مهران فى المتام بعد موته - رحمه الله تعالى ~~ققلت له: ما فعل الله بك؟ فقال : إنى أحاسب منذ مت على أكلى من ~~طعام الأمراء، وقال بعضهم: رأيت الحسن ين ذكوان فى المنام بعد موته بسنة ~~رحمه الله تعالى - فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال: أنا محبوس من جه ~~ايرة استعرتها ولم أردها، فقلت له : يا أخى أى القبور أكثر إضاءة ms170؟ قال: ~~لقبور أهل المصائب فى الدنيا. وكان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى ~~اقول: ربما يرى يعضهم الرؤيا السوء للرجل الصالح ليزداد بها نشاطا، ورما ~~يعضهم الرؤيا الصالحة للرجل السوء ليزداد بها استدراجا، كما قال ~~اضهم للرييع بن خيثم - رحمه الله تعالى - إنى رأيتك فى المنام كأنك من ~~أهل النار، قال : فكان الربيع بعدها لاينام الليل مطلقا، ويقول: خوف النار ~~القد منعنى النوم، وقال رجل للعلاء بن زياد - رحمه الله تعالى - إنى قد ~~ارأيتك البارحة وأنت تخطر فى الجتة، فقال له : أما وجد إيليس أحدا يسخر ~~اه عيرى، ولا أحدا أحقر فى عينه منك حتى يجعلك رسوله، وكان فرقد ~~السنحيى - رحمه الله تعالى - يقول: خطر في نفسى مرة أنى قد صرت من PageV00P000 ~~انبيه المغترين للامام الشعرافى ~~الصابرين، فرأيت تلك الليلة قائلا يقول لى : لا تكن من الصابرين حتى ~~ستقل أعمالك فى عينك وتخاف عليها من الرد والفساد ~~وقال حوشب لمالك بن دينار - رحمهما الله تعالى - رأيت كأن قائلا ~~امن جهة السماء يقول: يا أهل الأرض الرحيل الرحيل، فما رأيت أحد رحل ~~إلا محمد بن واسع قال: فخر مالك مغشيا عليه . وقال فرقد السنجى ~~احمه الله تعالى - سمحت مناديا ينادى من جهة السسماء ويقول: يا أشيا ~~الهود إن أعطيتم لم تشكروا، وإن ابتليتم لم تصبروا ومع ذلك تزعمون أنكم ~~امن الصالحين، فكونوا على حذر من سطوات ربكم ~~قد رأي بعض أصحاب عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - أن ~~القيامة قد قامت ونادى المنادى: أين فلان بن فلان؟ فصار الناس يحاسبون ~~ام يذهب بهم إلى التار، ثم نادى المنادى أين عمر بن عبد العزيز؟ فأتى به ~~حوسب تم نجا وأمر به إلى الجنة . قال: فلما قص الرائى هذه الرؤيا على ~~امر، ووصل إلى قوله : أين عمر خر مغشيا عليه، فصار الرجل يناديه فيي ~~اذنه ويقول: رأيتك والله قد نجوت وعمر لا يحى ما يقول. اه ~~لفتش يا أخى نفسك فأنت أعرف بها من غيرك، ولا تركن إلى قول ~~الضهم لك ms171: رأيتك البارحة في الجنة مثلا إلا بعد عرض أفعالك وأقوالك ~~وعقائدك على الكتاب والسنة، فاعلم ذلك يا أخى، ولا تكن مغرورا ~~والحمد لله رب العالمين ~~ومف أحلاقهم- رصىاللهتحالى حنهم- : أن لا يبادروا بالدعاء ~~الال سألهم أن يدعوا له إلا إن علم أحدهم أن الله تعالى راض عنه ، وذلك ~~ارض أعماله على الكتاب والسنة، فإن رأى فيها مخالفة فمن الأدب أن ~~األ الله تعالى العقوعن تفسه، ثم بعد ذلك يدعو لمن يشاء، وهذا الخلق قدا ~~أفله غالب الفقراء السيوم، وقد كان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى ~~ايقول: الدعاء حقيقة هو ترك الذنوب، فمن تركها فعل الله تعالى به ما يختار ~~من غير سؤال، وكان وهب ين منيه - رحمه الله تعالى - يقول: رأيت في ~~اض الكتب الالهية يقول الله عز وجل: كسيف تدعونى وقلوبكم معرضة PageV00P000 ~~اتييه المفترين للإمام الشعراتى ~~اع. وقد أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه الصلاة والسلام: أن قل لبنى ~~اسرائيل لا يدخلوا بيتا من بيوتى إلا بقلوب طاهرة، ونفوس وجلة، وأبصار ~~اخاشعة، وجوارح مطهرة من الفواحش، فمن دخل بيتى وهو متلطخ بشي ~~امن الذنوب لعنته، وأعلمهم أنى لا أجيب لأحد منهم دعوة، ولأحد من ~~الخلق عليه مظلمة ، أو فى بطنه لقمة من حرام ~~وكان إبراهيم النخعى - رحمه الله تعالى - يقول: دعاء الرجل فيى ~~اخلوته أفضل من دعائه في مجالس القصاص. وقال رجل لزياد بن ظبيان ~~احمه الله تعالى - كثر الله في المسلمين من أمثالك، فقال له : لقد سألت الله ~~اططا وسألت للناس أن يكونوا من أهل الشر. وقال رجل لعمر بن عبد ~~العريز : أطال الله بقاءك، فقال: هذا أمر قد فرغ منه ادع لى بصلاح الحال ~~القلت: فينيغى للداعى لأخيه بطول البقاء أن ينوى فى تفسه إن كان ذلك خيرا ~~اله نظير ما روى فيمن خاف الفتنة، وإلا فقد يكون طول اليقاء شرا له لما يقع ~~يه من المعاصى والمخالفات ونحو ذلك والله أعلم ~~قال رجل لعامر ين قيس - رحمه الله تعالى - ادع الله لى، فقال: ~~اواله إنى لأستحى ms172 منه عز وجل أن أسأله شيئا يسرتى، فكيف أسأل لغيرى، ~~اوحك إنها شفاعة ولا تكون إلا من المقربين. قلت: وبالجملة فكل شيخ ~~اصدر في هذا الزمان فينبغى له آن لا يبادر بالشفاعة فى غيره إلا إن علم أن ~~اله تعالى عفا عنه، وأن لا يكون فى بطنه لقمة من شبهة، فإن دعا لأحد ~~ليس هو بسالم من ذلك فليسال وهو فى غاية الحياء والخجل من الله ~~اعالى، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلافهم - رصى الاقحالى عنهم : زيادة الخوف من الله ~~اعالى كلما أحسن إليهم وقربهم إلى حضرته كما عليه أهل مجالسة الملوك ~~واوله المثل الأعلى. وقد كان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول : لقدا ~~أادركنا الناس وأحدهم كلما ازداد نعمة من الله وقربا كلما ازداد خوفا . وكان ~~افيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: يكفى العامة من الخنوف أن يتتهوا ~~اعما نهاهم الله تعالى عنه، ثم يقول: يا ليتنى كنت منهم، وكان حماد بن PageV00P000 ~~انييه المغترين للامام الشعرانى ~~زيد - رحمه الله تعالى - لا يجلس دائما إلا مستوفزا على قدميه، فإذا قيل له ~~ذلك يقول: إنما يجلس مطمئنا من أمن من عذاب الله عز وجل، وأتا ~~اواله غير آمن من ليل أو نهار من أن تنزل على نار من السماء تحرقتى. وكان ~~امر بن عيد العزيز - رحمه الله تعالى - يقول: لقد رحم الله تعالى الخلق ~~ابالغفلة فى بعض الأوقات، ولولا ذلك لماتوا من خشية الله تعالى، وكان ~~عطاء السلمى - رحمه الله تعالى - إذا ثارت ربح يصير يقوم ويقعد ويعخرج ~~ايدخل، ويأحذ بجلدة بطنه كأته امرأة أخذها الطلق. # وكان أبو سليمان الداراني - رحمه الله تحالى - يقول: إذا غلب ~~الرجاء على الخوف فسد القلب كما عليه الحمقى من أمثالنا. وقد كان ~~الشعبى - رحمه الله تعالى - يقول: خف من الله تعالى حتى يأتيك الأمن ~~فإنه أحب إليك من رجائك فيه حتى يأتيك الخوف، وكان أبو سليمان ~~الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: والله إنى لأخاف أن أكون أول من ~~يست على وجهه يوم القيامة إلى التار ms173 . وقد غلب الحتوف على سفيان ~~الثورى - رحتمه الله تعالى - حتى صار يبول الدم، فأتوه بطبيب يهودى ~~فلما جس يطنه قال: ما أظن فى الحنيفية مثل هذا، وصار اليهودى ييكى ~~ايقول: إن هذا الرجل قد قطع الخوف من الله تعسالى كبده، وليس لى فيه ~~ايلة . وكان عطاء السلمى - رحمه الله تعالى - يقول: لو أوقدت نار ~~اوقيل: كل من ألقى نفسه فيها صار لا شىء، ولم يدخل النار الكبرى ~~لالقيت نفسى فيها. وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -توفيه- يقول : لو ~~أوقفوتى بين الجنة والنار، وخيرونى بين أن أصير رمادا، أو بين أن أصبر ~~اتى أعرف أين مصيرى لاخترت آن أكون رمادا . وكان مالك بن دينار ~~حمه الله تعالى - يقول: أشتهى أن يوقفتى ريى عز وجل بين يديه ~~يقول: رضيت عنك يا مالك، ثم أصير ترابا بعد ذلك ~~وكان على بن بكار - رحمه الله تعالى - يقول: مكث عطاء السلمى ~~احمه الله تعالى - على فراشه مزمتا من شدة الخوف أربعين سنة يعاد، فبلغ ~~اذلك بعض العباد فقال : وأى شىء الأربعون سنة، والله لو عبد الله تعالى PageV00P000 ~~ايه المغترين للإمام الشعرانى ~~(186) ~~اعدد شعر رأسه آلافا من السنين لكان ذلك قليلا في جنب سيئة واحدة ~~ايفعلها الحبد. وقد كانت فاطمة بنت عبد الملك - رحمها الله تعالى - تقول ~~اما رأيت أخوف لله تعالى من عمر بن عبد العزيز كان - رحمه الله تعالى ~~إذا جلس مجلس الرجل من امرأته ارتعد من الهيبة، واتتفض كالطي ~~الملذيوح، ثم لما ولى الخلاقة جمعنا وجمع جواريه وقال : قد جاءنى أمر ~~اغلتى عنكم، فما أتفرغ لكن حتى أفرغ من الحساب يوم القيامة فمن شاء ~~ان يقيم عندى ولا يطالبتى فليفعل، ومن شاء الفراق فليفارق، ثم ترك ~~القرب من عياله حتى مات. وقد كان عطاء السلمى - رحمه الله تعالى ~~اعامة ليله يمس جلده بيده مخالفة أن يكون قد مسح، وكذلك كان السرى ~~السقطى وبشر الحافى - رحمهما الله تعالى - ~~وكان إسحاق بن خلف - رحمه الله تعالى - يقول: ليس الخائف الذى ~~اكى ويمسح عيتيه وهو ms174 مرتكب للمعاصى إنما الخائف الذى ترك الذتوب ~~اوفا من ربه. وكان السرى السقطى - رحمه الله تعالى - يقول: ليس الخائف ~~الذى تأخذه رقة عند تلاوة القرآن مثلا، إنما الخائف الذى ترك طعامه وشرابه ~~اطلق النوم حتى يعرف أين ينتهى حاله. وكان أبو سليمان الدارانى - رحم ~~اله تعالى - يقول: لم يقدر على بن الغضيل - رحمه الله تعالى - على سماع ~~القراءة سورة القارعة حتى مات، وقد سسمعها مرة على غغلة، فمكث ثلاثة ~~أايأم بلياليها لم يع شيئا. وكان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - كثيرا ما ~~اشد قول الشاعر: ~~إاذاما الليل أظلم كابدوه فيسفر عنهم وهم ركوع ~~اطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن فى الدنيا هجوع ~~فاعلم ذلك واتبع سلفك يا أخى تسلم، والحمد لله رب العالمين ~~م أحلاقهم - وضىاللهتحالى عنهم: كثرة الحزن على ما ~~لفطوا في جنب الله ولو كانوا على عبادة الثقلين لا يرون أنهم قاموا بواجب ~~احق الربوبية الذى عليهم ، ولا فرق فى ذلك بين العارف والمبتدى خلاف ما ~~اعليه بعض المتصوفة في هذا الزمان من قولهم: إنما يكون الخوف للمبتدى PageV00P000 ~~(187) ~~ن بيه المغترين للإمام الشعراتى ~~وأما العارف فلا حزن عليه ولا خوف، وهذا من ريادة الجهل، فإن الأكابر ~~اقد درجوا كلهم على توالى الحزن إلى أن ماتوا، ولكن يحمل قسول من قال ~~امن الاكابر: إن العارف لا حزن عليه - أى على فوات أمور الدنيا -، وأما ~~الالخرة فترك حزنهم على فواتها مذموم، فقد ورد في الحديث آن الله تعالى ~~احب كل قلب حزين يعنى على فوات حظه من الله تعالى في الآخرة. وكان ~~وسى بن سعيد - رحمه الله تعالى - يقول: لقاح الحمل الصالح الحزن ~~وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: إن القلب إذا لم يكن في ~~اون شرب كما أن البيت إذا لم يكن فيه ساكن خرب. وكان الحسن اليصرى ~~رحمه الله تعالى - يقسول: والله ما يسع المؤمن فى الدنيا إلا الحزن وكان ~~ااود الطائى - رحمه الله تعالى - يقول : كيف لا يحزن فى الدنيا من تتجدد ~~اعليه ms175 المصائب فى كل ساعة يعنى الدنوب ~~لما مات الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - قال وكيع - رحمه الله ~~قد ارتفع الحزن البالغ اليوم من الأرض، وكان عيد الواحد بن زيد - رحمه ~~اله تعالى - يقول: لو رأيتم الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى - لقلتم: إن ~~اله تعالى قد بث عليه حزن الختلائق أجمعين من طول تلك الدمعة وتواصل ~~النشيج. وكان الربيع بن خيثم - رحمه الله تعالى - يقول: ليس أحد أشد ~~اهما في الدنيا من المؤمن لأنه شارك أهل الدنيا فى المعايش، وزاد عليهم ~~ااهتمامه بأمر الآخرة، وقد كان الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى - لا يرا ~~أحد إلا ظن أنه قريب عهد يمصيبة لما يه من شدة الحزن وكذلك أصحابه. # قد كان هرم بن حبان - رحمه الله تعالى - لم يزل مهموما الشهر ~~والدهر، قإذا قيل له فى ذلك يقول: ومن أولى منى بذلك وأنا لا أعرف ماذا ~~اليه مصيري- اه ~~عليك يا أخى بالحزن حتى لا تجد لك وقتا تتفرغ فيه لشىء من شهوات ~~افسك في الدنيا وإلا فأنت مغرور، فانتبه يا أخى، والحمد لله رب العالمين. # مف أخلافهم - رضى اللهقعالى عنهم : عدم الاغترار ابالله ~~اعالى بحيث يعتمد أحدهم على عفو الله ويترك الاعمال الصالحة، بل PageV00P000 ~~نبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(188) ~~كانوا يبالغون فى الاجتهاد فى العبادة، ثم يعتمدون على فضل الله تعالى ~~الا على أعمالهم، وفى الحديث: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد ~~الوت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى"(1) . وقد سئل ~~اعيد بن جبير - رحمه الله - عن الاغترار بالله تعالى : ما هو؟ فقال: هو ~~اادى العبد في العصيان، ثم يتمتى على الله المغفرة. وقد كان الحسن ~~البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: إن أقواما خرجوا من الدنيا وليس لهم ~~احسنات من كثرة ما آلهتهم أمانى المغفرة يقول أحدهم : إنى لحسن الظن ~~اب عز وجل، قلا أبالى أكثر العمل أم قل وهوكاذب فى ذلك إذ لوكان ~~اسن الظبن بربه حقيقة لأحيين العمل. قبال تعالى: { وذلكم ظنكم ~~الى ظننتم بربكم أرداكم ms176 فأصبحتم من الخاسرين[فصلت: 23]، وقد ~~كان ميسرة العابد - رحمه الله تعالى - قد بدت أضلاعه من كثرة المجاهدة، ~~اوكان إذا قيل له: إن رحمة الله واسعة يزجر القائل ويقول: صحيح ذلك ~~الولا سعة رحمته لأهلكنا بذنوبنا في طاعتنا فضلا عن معاصسيتا. وكان ~~احذيفة بن قتادة - رحمه الله تعالى - يقول: لو قال لى شتص: والله إن ~~أعمالك أعمال من لا يؤمن ييوم الحساب لقلت له : صدقت لا تكفر عن ~~ميتك ~~وكان يونس بن عبيد - رحمه الله تعالى - يقول: إن اليد تقطع فى ~~رقة خسمة دراهم، ولا شك أن أصخر ذتوبك أقبع من سرقه خمسة ~~اراهم، قلك بكل ذنب قطع عضو فى الدار الآخرة، وكان حذيفة المرعشى ~~احمه الله تعالى - يقول: إن لم تخف أن يعذبك الله تعالى على أحسن ~~اطاعاتك لما فيها من التقص وإلا فأنت هالك. وكان الحسن البصرى - رحمه ~~اله تعالى - يقول: ما أحد منا آمن أن الله تعالى يغفر له ذنيا واحدا فيصير ~~أحدنا يعمل في غير معمل. وكان سقيان الثورى - رحمه الله تعالى ~~اقول: أرجى الناس للنجاة أخوفهم على نفسه ألا ترى يونس عليه الصلاة ~~(1) حسن: آخرجه أسمد (4/ 124)، وابن ماجه (ح 4260) فى الزهد، باب : ذكر الموت ~~الاستعداد له، وضعفه الشيخ الالبانى فى ضعيف الجامم (ح 4305) . PageV00P000 # اتييه المغترين للامام الشعرانى ~~اوالسلام لما ظن أن الله لا يعاقبه على دعسائه على قومه عجل الله له المؤاخذة ~~حيسه في بطن الحوت. # لفعليك يا أخى بالخوف من الله عز وجل بطريقه الشرعى، فإنه أولى ~~اك، وهيهات أن تنجو مع كثرة أعمالك الصالحة واكثر من الاستغفار ~~والحمد لله رب العالمين. # ومف أحلاقم4- رضىاللهقحالى نه : كثرة الصبر على ~~البلايا والنوازل، وعدم سطهم على مقدور ربهم عز وجل، وكاتوا ~~قولون: من لم يصبر فليتصبر لحديث "ومن يتصبر يصبره الله تعالى"(1 ~~فعلم أن من لم يصبر على فضول من طعام ومنام وكلام وجماع وغير ذلك ~~الا تقول له الملائكة يوم القيامة { سلام عليكم بما صبرتم) [الرعد:74]، ~~ال هو يومئذ في هم وغم وعدم أمن بخسلاف من ms177 سلمت عليه الملائك ~~اعليهم الصلاة والسلام، فإنه يأمن ويزول عته الهم والخم ويصير فى فرح ~~سرور وأمن. وقد كان عبد الله بن مسعود بنوففه يقول: في قوله تعالى: ~~والصابرين في البأساء والضراء وحين البآس [البقرة: 177]، أنه الفقر ~~االمرض وكان كعب الأحبار -فافع يقول : لا يوصف بالصبر إلا من صبر ~~على أذى الناس له، ولم يقابلهم بنظيره يعتى لا سرا ولا جهرا، حتى ~~ابالدعاء عليهم والتوجه فيهم إلى الله تعالى وأعظم الصبر أيضا صبر العبد ~~اعا نهى الله عنه وعلى ما آمره بفعله . وقد كان الفضيل بن عياض - ~~احمه الله تعالى - يقول: إن الله تعالى ليواصل البلاء بعيده المؤمن ، فينزل ~~عليه بلاء بعد بلاء حتى يمشى وليس عليه خطيئة. وقد عثرت امرأة فتع ~~الوصلى - رحمها الله تعالى - مرة، فطار ظفرها فضحكت، فقيل لها: ألم ~~ادى ألم الظفر؟ قالت: بلى، ولكن ثواب ذلك ألهانى عن وجود الاشتغال ~~بالألم. # (1) متفق عليه : أخرجه البخارى (ح 1469) في الزكاة، باب : الاستعفاف عن المسألة ~~مسلم (س 1.53) في الزكاة، باب : فضل التعفف والصبر، من حديث أبى سعيد ~~لخدوي -بلي PageV00P000 ~~نييه المفترين للمامام الشعراتى ~~اوكان الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى - يقول: لولا الفقر والمرض ~~اوالموت مسا طأطأ ابن آدم رأسه من شدة الكسر، ثم مع ذلك هو وثاب على ~~اصى الله تعالى، وقد شكا الأحنف بن قيس - رحمه الله تعالى - وجم ~~رسه لعمه، فقال له : يا أحتف آراك تشكو وجع ضرسك من ليلة وأحدة ~~والله إن لى بذلك نحو ثلاثين سنة ما أظن أن أحدا شعر بذلك غيرك. وكان ~~أابو سليمان الداراتى - رحمه الله تعالى - يقول: مر موسى عليه الصلاة ~~اوالسلام يوما برجل قد خرقت السباع بطته ونهشت لحمه، فحرفه موسى ~~لفوقف عليه وقال: يارب إنه كان ميطعا لك، فماذا الذى آرى؟ فأوحى الله ~~اليل يا موسى إنه سألنى درجة لم يبلغها بعمله، فأبتليته لأبلغه تلك الدرجة. # قد كان كعب الأحبار -فافته- يقول: من شكا مصيبة نزلت به إلى غير اله ~~اعالى لم يجده للعبادة بعد ذلك حلاوة حتى ms178 يتوب الله تعالى عليه. وكان ~~هب بن منبه - رحمه الله تعالى - يقول : أوحى الله تعالى إلى العزير علي ~~السلام: إذا نزلت بك بلية فساحذر أن تشكونى إلى خلقى، وعاملتى كما ~~أعاملك، فكما لا أشكوك إلى ملائكتى إذا صعد إلى عملك القبيح كذلك لا ~~اييغى أن تشكونى إلى خلقى إذا نزل بك بلاء. # قد بلغنى أنه لما أهلك الله تعالى جميع مال أيوب عليه الصلاة ~~ووالسلام دخل بيته ونزع ثيابه وقال: هكذا خرجت إلى الدنيا وكذا أخرج ~~امنها، وقد أوحى الله إلى داود عليه الصلاة والسلام يا داود اصبر على المؤن ~~اأتيك من الله المعونة. وقد كان عمر ين عبد العزيز - رحمه الله تعالى - ~~قول: لو كانت الدنيا نعيما لا كدر لكانت هى الجنة، ولم نحتج إلى ~~الانتقال منها. وكان محمد ين الحنفية فافتع يقول : احذر من الشكوى. # لانها تفرح عدوك، وتحزن صديقك. اه. فاعلم يا أخى ذلك، وكن صابر ~~تتم، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أخلاقصم - رصى اللهقحالى حفهم : كثرة التسليم لأمر الله ~~اتعالى، والرضا بقضائه عند فقد ولد أو أخ أو أحد من الأهلين والأقارب ~~ايثارا لمراد الله عز وجل على مرادهم . وقد مات مرة ولد لداود عليه الصلاة PageV00P000 ~~(191) ~~اتبيه المغترين للامام الشعرانى ~~والسلام، فحزن عليه حزنا شديدا، فقيل له : ما كان يعدل عندك* قال: مل ~~الأرض ذهبا أتفقه فى سبيل الله عز وجل، قأوحى الله إليه لك من الأجر ~~مثل ذلك. وكان بكر المزنى - رحمه الله تعالى - يقول: موت الوالد ملك ~~اادث، وموت الأخ كسر جناح، وموت الولد صدع فى القلب لا ينجير. # ووكان مورق البجلى - رحمه الله تعالى - يقول: ما أحد أعلم أنى مؤجر على ~~اوته إلا أحببت أن يموت، وكان ابن أبى كثير - رحمه الله تعالى - يقول: ~~الا قائدة في الجزع بعد الموت لأنه لا يرد فائتا . وقد كان حاتم الأصم ~~احمه الله تعالى - يقول: إذا رأيتم صاحب المصيبة قد مزق ثيايه وأطه ~~الجزع، فلا تعزوه فإنه صاحب إتم، فمن غزاه فقد شاركه فى الاتم، وإنما ms179 ~~الواجب نهيه عن ذلك. وكان أبو سعيد البلخى - رحمه الله تعالى - يقول ~~من أصيب بمصيية فمزق ثوبا، أو ضرب خدا فكأنما أخذ رمحا يقاتل به ربه ~~عز وجل ~~كان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - يقول: من أصيب بمصيبة ~~ليفعل فى اليوم الأول ما يفعله فى اليوم الخامس من مصيبته يعنى من ~~احك وأكل وغير ذلك، وفى الحديث قال -44- : "من سعادة العبد رضا ~~بقضاء الله تعالى"(1) وكان عبد الله بن عباس -فق4ا- يقول: أول شىءكتبه الله ~~ال ف اللوح المحفوظ، إنى أنا الله لا إله إلا أنا محمد رسولى، من لم يستسلم ~~القضائى ولم يصبر على بلاثى، ولم يشكر تعمائى، فليتخذ له ربا سواى ~~من استسلم لقضائى، وصير على بلائى، وشكر نعمائى كتبته صديقا وبعتته ~~الع الصديقسين. وكان أبو هريرة -فات يقول: من ذروة الإيمان الاستسلام ~~اللرب جل جلاله. وكان وهب بن منيه - رحمه الله تعالى - يقول: من حزن ~~علي ما في يد غيره يعنى حسد أخاه على رزقه فقد سخط على قضاء ريه. # (1) ضعيف : أخرجه الترمذى (ح 2151) في القدر، باب : ما جاء في الرضا بالقضاء، . # وأمد (1/ 4168، والحاكم (1/ 518) من حديث سحد بن أبى وقاص، وضعفه ~~الالبانى فى ضعيف الجامع (ح.530)، والضعيفة (ح 1800) ولفظه "من سعادة ابن ~~ادم دضاه يما قضى الله له6. PageV00P000 # يه المغترين للإمام الشمرانى ~~اوقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام، يا داود إن أسلمت لى ~~اا أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لى ما أريد أتعبتك قيما تريد، ثم لا ~~يكون إلا ما أريد. # اقد قيل لعمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - ما الذى تريد ~~قال : أريد ما يريد الحق تعالى، وإن كسانت نفسى تكره المعاصى. وكان ~~امون ين مهران - رحمه الله تعالى - يقول: من لم يرض بالقضاء قليس ~~لحمقه دواء. وكان عيد العزيز بن أبي رواد - رحمه الله تعالى - يقول: ليس ~~الشأن فى لبس العباءة، وأكل الخل والشعير، ولكن الشأن فى رضا العبد عن ~~ابه. وقد كان عبد الله بن سلام ms180 -قافه يقول: شكا نيى من الأتبياء عليهم ~~الصلاة والسلام ما ناله من المكروه إلى ربه عز وجل، فأوحى الله إليه إلى ~~م تشكوني ولست بأهل ذم ولا شكوى هكذا كان بدء شأنك في عالم ~~العيب، فلم تسخط على حسن قضائى عليك* أفتريد أن أغير الدنيا من ~~أجلك؟ وأبدل اللوح المحفوظ بسببك؟ وأقضى لك يما تريد دون ما أريد ~~كون ما تحب دون ما أحب؟ فبعزتي حلفت لئن تلجلج هذا في صدرك ~~امرة أخرى لأسلبنك ثوب النبوة، ولأوريتك النار ولا أبالى. قلت: قد أجمع ~~العلماء على أن المعصوم لا يصح سليه، فالظاهر أن ما ورد هنا على سبيل ~~الفلرض والتقدير، وما كل ما توعد الله به عباده واقع فليتأمل، والله تعالى ~~أعلم، وكان محمد بن شقيق - رسحمه الله تعالى - يقول: اشتريت مرة لأمى ~~اطيخة فلسم تعجبها فسخطت، فقلت لها: يا أماه على من تسخطين على ~~ابائعها أم على مشتريها، أوعلى خالقها؟ فوالله إن خالقها لأحسن الخالقين ~~اوان البائع والمشترى ما أعطياك إلا ما قسم لك فى الأزل، قال: فاستغفرت ~~أامى من ذلك وتابت . وكان عيد الله بن مسعود -فالفه يقول: لأن ألحس ~~خمرة بلسانى أحب إلى من أن أقول لشىء وقع. لم وقع هذا. وكان محمد ~~اين واسع - رحمه الله - يقول: ما ثم فعل لله تعالى إلا ويجب على العبد PageV00P000 ~~(193 ~~يه المفترين للممام الشعرانى ~~كر ربه عليه من حيث إنه حكيم عليم، وأما من حيث كسب العبد فيجب ~~اعليه عدم الرضا به إن كان مذموما تعظيما لجتايه عز وجل، وقد طلعت مرة ~~رجل محمد ين واسع قرحة شديدة، فقال له رجل من أصحابه: واله ~~أنى لأرحمك من أجل هذه، فقال له محمد: إن كنت تحبتى يا أخى فاشكر ~~اله تعالى معى الذى لم يطلعها في لسانى، أو فى عيتى، أو فى أذتى، أوا ~~ثديي، أو تحت إيطى، أو فى فرجى ~~لما سقطت مقادم أسنان معاوية خاف قال : الحمد لله الذي لم يذهب ~~امعى ولا بصرى. وقد روى عن يونس عليه الصلاة ms181 والسلام أنه قال يوما ~~لججريل عليه الصلاة والسلام : دلنى على أعبد أهل الأرض، فدله على رجل ~~قد قطع الجذام يديه ورجليه وشهب ببصره وسمعه وشحره، قال: فدنا يوتس ~~امنه، فسمعه يقول: إلهى قد متعتتى بقوتى كما تشاء، ثم سلبتتى قوتى كما ~~اشاء، وأبقيت لى فيك الأمسل بالخير ، فلك الفضل على، وكان بشر بن ~~االحرث * رحمه الله تعالى - يقول: اجتمعت فى سيساحتى برجل ميذوم ~~اببرص أعمى مجنون وقد صرع فى الشمس والقمل يأكل لحمه، قسال: ~~لفرفعت رأسه من الأرض، ووضعتها فى حجرى، فلما أفاق قال: من هذا ~~الفضولى الذي يدخل بينى وبين ربى عز وجل؟ فوعزته وجلاله لو قطعتى ~~اربا إربا ما ازددت فيه إلا حبا. # اوقد روى أن عيسى عليه الصلاة والسلام مر يوما برجل أعمى أيرص ~~اقعد مضروب الجنيين بالجذام والقالج، وقد تتاثر لحمه من الجدام، فدنا منه ~~اسى فسمعه يقول: الحمد لله الذي عافانى ما ابتلى به كثيرا من خلقه ~~فقال له عيسى: وأى شىء صرفه عنك من البلايا يا هذا؟ فقال له: صرف ~~انف الجهل به، وخلع على معرفته، فقال له عيسى: صدفت هات يدك ~~تاوله يده فذصب ما كان به، وصار من أحسن الناس وجها، وصحبه يحيد ~~اله تعالى معه إلى أن رفع عيسى -- . وكان أبو سليمان الدارانى PageV00P000 ~~اليه المغترين للإمام الشعرانى ~~احمه الله تعالى - يقول: الرضا عن الله تعالى والرحمة للخلق من أخلاق ~~المرسلين، وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول : الرضا عن الله ~~اعالى أفضل من الزهد فى الدنيا، لأن الراضى عن ربه عز وجل لا يتمنى ~~لوق متزلته. وكان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: لو أن الله تعالى ~~ادخلني النار لكنت راضيا عنه . وكان سليمان الخواص - رحمه الله - يقول ~~من قال يأ رب ارتص عنى فليس هو براض عن ريه . وكان أبو عبد الله البلتى ~~رحمه الله تعالى - يقول: عبيد الدنيا يريدون من ساداتهم أن يرصوا عتهم ~~عبيد الله تعالى يريد منهم أن يرضوا عنه . وكان سفيان الثورى - رحمه الله ~~ايقول: رضا ms182 الناس غاية لا تدرك . اه ~~لفاتظر يا أخى فى هذا الختلق الذى ذكرناه، واشكر ريك إن رأيت ~~فسك من أهل الصبر وإلا فاستغفره وتب إليه، والحمد لله رب العالمين ~~ومأحلاقمم- رصىاللهقحالى نيم : شهودهم في تفوسهم ~~أانهم لم يقوموا بذرة واحدة من شكر ربهم، وذلك أنهم يرون أن جميع ما ~~اشكروته به من جملة نعمه عليهم، فلا تنفد نعم الله تعالى أبدا، ولا يصح ~~امن أحد مقابلتها. وكان بكر ين عبد الله المزنى - رحمه الله - يقول: ما قال ~~اد: الحمد لله إلا وجب عليه بذلك شكر أخر. وكان وهب بن منيه ~~احمه الله تعالى - يقول: إذا كان الذى تشكر الله تعالى به نعمة مته عليك ~~امن نعمه عز وجل، فما ثم شكر حقيقة، وإنما الشكر اعترافك بكثرة نعم ه ~~اعليك، وإنك لا تحصى ثناء عليه عز وجل. وكان سهل بن عبد الله التسترى ~~رحمه الله تعالى - يقول: آداء الشكر لله تحالى آنك لا تعصيه بنعم ~~اعليك، فإن جوارحك كلها من نعمه عليك، فلا تعصه بشىء متهار وقد كان ~~اجاهد ومكحول - رحمهما الله تعالى - يقولان في قوله تعالى{ ثم لتسألن ~~معد عن النعيم) [التكاثر:8]، إنه الشراب البارد، وظل المساكن، وشبع ~~البطن، واعتدال الخلق، ولذة المتام PageV00P000 ~~الت يه المترين للإمام الشعرانى ~~اوقد سئل الحسن البصرى عن الفالوذج أهو من أكبر النعم؟ فقال : نعمة ~~اله سبحانه وتعالى علينا في الماء البارد العذب أعظم منه . وقد مر وهب بن ~~منبه - رحمه الله - تعالى يوما على رجل أصم أبكم مصاب، فقال ل ~~اشخص : هل بقى على هذا نعمة؟ فقال وهب: تعم إساغة ما يأكل وما ~~شرب وتسهيله وتو ذلك، يعنى إذا خرج فذلك أعظم من النعم الظاهرة ~~الل فاتته . وكان الشعبى - رحمه الله تعالى - يقول: لو قاس التاس البلاء يما ~~وقه لوجدوا بعض اليلايا عافية . وقد كان عيد الله بن عمر تي6ا- إذا قدم ~~إليه طعام يقول: الحمد لله الذى جعلتى أشتهيه . فكم من يقدر عليه ولا ~~ايشتهيه، يعنى من شدة المرض والوجع ~~وكان سفيان الثورى ms183 إذا مر عليه أحد من أهل الشرطة يخر ساجدا لله ~~اتعالى، ويقول: الحمد الله الذى لم يجعلنى شرطيا ولا مكاسا، ثم يقول ~~الأصحابه : إنه يمر على أحدكم المبتلى الذى يؤجر على بلانه، فتسألون ربكم ~~العافية، ويمر عليكم هولاء الظلمة الذين يأثمون يبيلائهم فسلا تسألون الله ~~العافية. وكان زيد بن أسلم - رحمه الله تعالى - يقول : مكتوب فى التوراة ~~العافية ه الملك الخفى . وكان عبد الله بن عباس -فف يقول: من كان له ~~زوجة ومسكن ومركب وخادم فهو من الملوك. وكان جعفر بن سليمان ~~احمه الله تعالى - يقول: في قوله عز وجل:{ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة ~~وباطنة [لقمان:20]، إن الظاهرة الإسلام وما حسن من خلقك ورزقك ~~اوالباطنة ما ستر الله تعالى عن الناس من عيوبك ودنوبك ذكره ابن عباس ~~وكان عون بن عبد الله - رحمه الله تعالى - يقول: إن الله تعالى أنعم ~~اعلى العباد على حسن كرمه، وطلب منهم الشكر على قدر حالهم، وكان ~~االحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول فى قوله تعالى { إن الإنسان لربه ~~الكنود [العاديات:6]، ، قال: يعتى يعد المصائب وينسى النعم، وكان عون بن ~~د الله - رحمه الله - يقول: في قوله تعالى: { يعرفون نعمت الله ثم PageV00P000 ~~اليه المقترين للامام الشعرانى ~~كرونها) [النحل: 82]، يعنى يرون النعم أنها من الله عسز وجل، ثم ~~ايفونها إلى الخلق غافلين عن الله تعالى، ويقولون: لولا فلان ما وصلت ~~وكان بشر الحسافى - رحمه الله تعالى - يقول: من شكر الله يلسانه ~~إلينا. # اون يقية أعضائه فقل شكره، لان شكر البصر إن رأى خيرا وعاه أو شرا ~~اتره، وشكر السمع إن سمع خيرا حفظه أو شرا نسيه، وشكر اليدين أن ~~الا يأخذ بهما ولا يعطى إلا حقا، وشكر البطن آن يكون ملآنا من العلم ~~اوالحلم، وشكر الفرج أن لا يفعل به إلا ما أبيح له، وشكر الرجلين أن ~~الا يمشى بهما إلا في الصلاح، فمن فعل ذلك قهو من الشاكرين ~~قا اه. # فتش نفسك يا أخى وانظر هل شكرت ربك كما شكر هؤلاء أم ~~قصرت فاستغفر الله ms184، والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاحهم- رصىالاه تحالى حنيم ، شدة تدقيقهم في ~~التقوى، وعدم دعوى أحد منهم أنه متق، فإن الله تيارك وتعالى رما ~~أحصى على العبد مثاقيل الذر، وهذا خلق عغريب فى هذا الزمان بل ~~االب الناس يدعى التقوى من غير مناقشة لنفسه، ويقنع بذكره لله تعالى ~~اصباحا ومساء مثلا، ولا يناقش نقسه فى قول ولا فعل، ولا مطعم، ولا ~~شرب، ولا مليس، بل هو كسالتمساح الهائم على الحرام، فصورة ~~امامته وعذبته صورة شيخ، وأقواله وأفعاله على صورة الفسقة ~~اوالمنفاقين . وكان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - يقول: لا يبلغ ~~أحد مقام التقوى حتسى لا يكون له فعل ولا قول يقتضح به فى الدنيا ~~والآخرة، وقد قال له رجل مرة: متى يبلع العبد سنام التقوى؟ فقال: ~~إذا وضع جصيع ما فى قلبه من الخواطر فى طبق، وطاف به فى السوق ~~ولم يستح من شيء فيه PageV00P000 ~~(197) ~~التيه المفترين للامام الشعراتى ~~وكان وهب بن منيه - رحمه الله تعالى - يقول: الايمان عريان ~~واولباسه التقوى. وكان أمير المؤمنين علي -فم يقول: لا يقل عمل مع ~~قوى لأنه مقبول، قال تعالى: إنما يتقبل الله من المتقين ~~(المائدة: 27]"، وكان عسمر بن ععيد العزيز - رحمه الله تعالى - يقول: ليس ~~القوى فى صيام النهار وقيام الليل مع التخليط فيما بين ذلك، وانما ~~التقوى ترك ما حرم الله تعالى، وآداء ما افترض الله، فمن زاد بعد ذلك ~~فهوخير إلى خير. وكان - رحمه الله تعالى - كثيرا ما يقول : علامة المتقى ~~ان يلجم عن الكلام كما يلجم المحرم حال إحرامه ويحتاج المتقى أن يكون ~~اعالما بالشريعة كلها وإلا خرج عن التقوى من حيث لا يشعر. وكان أيو ~~الدرداء -خاقت- يقول: من كمال التقوى أن يخاف العبد من ريه فى مثقال ~~ارة، وقد سئل أبو هريرة -فف عن التقوى فقال : هى طريق الشو ~~اتاج الماشى فيها إلى صبر شديد. وكان سفيان الثورى -ق- يقول: ~~أادركنا الناس وهم يعحبون من قال لأحدهم: اتق الله تعالى، وقد صاروا ~~الوم يتكدرون من ذلك ms185. وقد قال رجل لعمر بن عبد العزيز: اتق الله يا ~~عمر فخر مغشيا عليه من هيية الله تحالى . وقال رجل للغضيل بن عياض ~~حمه الله تعالى - أى البلاد تحب لى أن أقيم فيه؟ فقال له: ليس بينك ~~بين بلد تسب بل خير البلاد ماحملك على التقوى، وكان سفيان الثورى ~~رحمه الله تعالى - يقول: لو اتقى أحد منا ربه ما هنأه عيش ولا أخذه ~~وم. اه ~~فتش يا آخى نفسك هل اتقيت الله تعالى كتقوى هؤلاء السلف، أم ~~صرت عنهم، . واستغفر ربك، والحمد لله رب العالمين ~~ومف أخلاقصم- رصى اللهفحالى حن : كثرة سترهم لإخوانهم ~~السلمين، وشدة مناقشتهم لنفوسهم فى مقام التورع، فكاتوا لا يحبون أن ~~اظهر لأحد عورة، وكانوا يحاسبون أنفسهم فى أقوالهم وأفعالهم وطعامهم ~~اشرابهم، وتفقد جميع جوارحهم في وقوعها فيما حرم الله عليها لا سيما ~~السان والبطن والفرج والعين، وقد بسطنا هذا الخلق فى كتابنا المنهج المبين ~~وفى الحديث : "انته عما نهاك الله عنه تكن أورع الناس" . PageV00P000 # اتبيه المغترين للامام الشعراتى ~~(198 ~~اكان اين عياس -4 يقول: لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار ~~صليتم حتى تكونوا كالحنايا ما تفعكم ذلك إلا إذا كان معكم ورع صادق ~~اوكان أبوهريرة -توفع يقول: جلساء الله تعالى يوم القيامة هم أهل الورع ~~االزهد. وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: لا خير في فقه ~~الا ورع فيه كما لا خير فى صلاة لا خشوع فيها، ولا مال لا جود فيه ~~اوكان يونس بن عبيد - رحمه الله تمالى - يقول : حقيقة الورع هو الخروج ~~اعن الشبه ، ومحامبة التفس مع كل خطوة، فمن لم يكن كذلك فليس هو ~~ابورع. وكان أبو عبد الله الأنطاكى - رحمه الله تعالى - يقول: لا تستهن ~~االورع فى اليسير، فإن الاستهانة فيه سلم لترك التورع فى الكثير. وكان ابن ~~السماك - رحمه الله تعالى - يقول: من طلب العلم بلا عمل كان قدوته ~~الييس، ومن طلب الرياسة كان قدوته فرعون، ومن طلب الورع كان قدوته ~~الانبياء والأصفياء عليهم الصلاة والسلام. # اكان الضحاك - رحمه الله تعالى - يقول ms186: لقد آدركنا الناس وهم ~~ايتعلمون الورع، ويسافرون لتعلمه الثلاثة أشهر وأكثر، وقد صاروا اليوم لا ~~يطليون ذلك ولا يعسملون به ولو نبهوا عليه، فسلا حول ولا قوة إلا بالله ~~وقد كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى - إذا رأى بحض شبهة في ~~يء تركه كله، ولو كان جميع بيت المال. وكسان أمير المؤمنين عسمر بن ~~الحخطاب -فافته يقول : كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة أن نقع فى ~~الحرام، وكان السلف إذا وقع من أحدهم دينار في مكان، ثم تذكره ورجع ~~الراه لا يأخذه ويقول يحتمل أن هذا وقع من غيرى، وأن ديتارى أخذه ~~أحد. وقد سيل محمد ين سيرين - رحمه الله تعالى - عمن يسد أنفه عتل ~~الم المسك فى الغنيمة هل به بأس؟ فقال : لا أقول فيه شيئا. وقد سئل ~~اعن ذلك أيضا القاسم بن مسحمد ؟ فقال : هو كالتورع ولا أقول هو ورع ~~اديا في اللفظ. وقد قيل لرباح القيسى - رحمه الله تعالى - حدثنا بما ~~اأيت من ورع عمر بن عبد العزيز؟ فقال: دعانا - رحمه الله تعالى - ليلة ~~إالى طعامه، فيينما نحن نأكل إذ قال لتا: أمسكوا فإن زيت هذا المصباح ~~امن زيت العامة الدى أنظر فيه ديوانهم، وكان طلحة بن مصرف - رحمه اللهه PageV00P000 ~~تيه المغترين للاسام الشعراتى ~~اتعالى - إذا ينى جدارا أو خصا يجعل الجدار مائلا إلى ناحيته ليكون الطين ~~الذى يطين به البناء من غير جهة الطريق ~~وكان يوتس بن عبيد - رحمه الله تعالى - يتورع أن يقول: سبحان الله ~~اعالى عند التعجب من شىء إجلال لربه. وقد كان عمر بن عبد العزيز ~~احمه الله تعالى - إذا تتاول ولده تفاحة من الفىء ينرعها من فيه يشدة ~~وويقول: أنتزعها خوفا من الله تعالى، وكأتنى أتتزعها من قليى. وقد بلغنا ~~ان الإمام أبى خنيفة فطفه أنه ذهب إلى غريم له ليطالبه بدين، وكان ~~الجل شجرة على باب داره، فوقف الإمام فى الشمس وطالبه فقيل له : ألا ~~اقف فى ظل الشجرة؟ فقال: لا إن لى على صاحيها دينا، وكل قرض جر ~~افا ms187 فهو ريا، كما ورد ذلك عن التبى- ~~اوكان المغيرة بن شعبة - رحمه الله تعالى - إذا اشترى شيئا من طوافى ~~الأسواق يعدل به عن الشارع، ويشترى منه خوفا أن يحجز المشى على ~~المارة، وقد استعار القاضى بكار بن قتيية - رحمه الله تعالى - من والدته ~~اداء ليخيز فيه خبزة، فكلمه شخص من أصحابه في الطريق فلم يقف له ~~فقال له : لم لا تكلمنى؟ فقال : يا أخى إنما استعرت هذا الرداء لأخبز فيه ~~الا لأقف مع أحد في الطريق، ولو علمت أنك تكلمنى لكنت استأدنتها ~~ي ذلك، وكان بكر بن عبد الله المزتى - رحمه الله تعالى - يجعل ميزاب ~~اطحه إلى جهة داره دون الشارع خوفا أن يشوش على أحد، وقد ماتت ~~اعنده هرة فحفر لها ودفتها في داره، ولم يرمها فى المزابل خوفا أن يشوش ~~اها على التاس، وقد كان الفضيل بن عياض - وحمه الله تعالى ~~اقول: إياكم أن تسافروا إلى مكة بشىء من الشيهات، فإن رد دانق من ~~ارام أو شيهة أفضل عند الله تعالى من خمسمائة حجة فيها شبهة. وقد ~~ارك يزيد بن دريح مال والده رحمهما الله لما مات، وكان مالأ جزيلك ~~ووقال : كتت أشك فى حل كسبه لكوته كان يبيع على الولاة، وكان عبد ~~اله بن المبارك - رحمه الله تعالى - لا يأكل من كسب غلامه إذا باع شيئا ~~صلى على النبى -- عند بيعه، فكان يقول : إنك أطريت عليه ~~ابالصلاة على رسول الله- - ومدحته بها حتى اشتراه الناس ، فإياك أن PageV00P000 ~~انييه المغترين للإمام الشعرانى ~~افعل ذلك، أو تقول للمشترى: هذا رخيص أو مليح مثلا، بل بعه وأنت ~~اساكت . وقد دخل الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - السوق ليشترى ~~الأولاده خبزا، فرأى الخباز يسبح الله ويهلله، ويصلى على النبى ~~اعند بيعه الخبز فأبى القضيل أن يشترى منه ، وطوى هو وأولاده حتى لقى ~~امن الغد شخصا يبيع الخبز وهو ساكت، فاشترى منه فقيل له : إن هذا أمر ~~امهل يا أيا على، فقال: إن سهلكم هذا أخاف آن يوردنى النار. وكان ~~اونس بن ms188 عبيد - رحمه الله تعالى - يبيع البرد والاكسية فإذا كان يوم غيم ~~الا يبيع ولا يخرج بها إلى السوق، فسئل عن ذلك؟ فقال: إن المشترى رما ~~اي ما يراه حسنا في التيم وهو معيب ~~اوقد كان الأصمعى - رحمه الله تعالى - يقول: من طلب من الفقهام ~~الرخصة عند المشتبهات فعلمه زاده إلى التار. وقد اشترى أبو على ~~االيورانى - رحمه الله تعالى - فميصا وليسه، فقال له شخص: إنى ~~اشتريت هذا الثوب وفيه درهم من شسبهة. قال: فدخل الماء وتعرى من ~~الميص، وقال: من يتصدق على بشوب حتى أخرج من الماء؟ فألقوا عليه ~~ثوبا. انتهى ~~فاتظر يا أخى قى هذا الخلق، وفتش نفسك، واتبع سلفك فيي ~~الورع، واترك دعوى الصلاح إذ لم تفعل ذلك فإن من لا ورع عنده فهو ~~الفسقة عند المتورعين ليس له نصيب فى مقامهم والحمد لله رب ~~العالمين. # ص أحلاقمم- رصم اللهفحالى عنيم-: التودد والسكينة ~~اوالوقسار، وقلة الكلام، وذلك لكمال عقولهم وكثرة تجاربهم لأهل ~~اصورهم. ومن كلام أمير المؤمتين على -تاش قوله : ينتهى طول العيد في ~~اتين وعشرين سنة، وينتهى عقله فى ثمان وعشرين سنة، وما بعد ذلك إلى ~~اخر عمره إنما هو تجارب ~~لفعلم أن كل من كان قسليل العقل لا يصلح أن يكون داعيا إلى الله ~~عالى لأن الذى يفسده أكثر من الذى يصلحه، وفى الحديث : "كرم الرجل PageV00P000 ~~(201) ~~اا ييه المقترين للمإمام الشعراتى ~~نه ومروءته عقله وحسبه حخلقه"(1) وكان قتادة - رحمه الله تعالى - يقول ~~الجال ثلاثة: رجل ونصف رجل، ولا شىء، فالرجل هو من كمان له عقل ~~ارأى يتتفع به، وتصف الرجل هو الذى يشاور العقلاء ويفعل برأيهم ~~اوالذى لا شىء هوالذى لا عقل، ولا رأى له، ولا يشاور أحدا، وكان ~~ايان بن عبينة - رحمه الله تعالى - يقول: أفره الدواب لا غنى له عن ~~الصوت، وأعقل النساء لا غنى لها عن الزوج، وأعقل الرجال لا غنى له ~~اعن مشورة ذوى الالباب. # ووكان اين عياس ق6 يقول: من صار يتدبر ما يقول قبل النطق فهو ~~أعقل الناس، وكان مطرف ms189 بن عبد الله - رحمه الله تعالى - يقول: عقول ~~الناس على قدر عصورهم، وقد ستل أمير المؤمنين على كرم الله وجهه عن ~~العقل أين مسكنه؟ قال : فى القلب، قيل له : فأين مسكن الرحمة؟ قال: في ~~الكبد، قيل له : فأين مسكن الرأفة؟ قال: فى الطحال، قيل له : فأين مسكن ~~النفس؟ قال : فى الرئة. وكان وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - يقول: من ~~اعى العقل ولم تكن همته الآخرة فهو كاذب. وكان محمد بن زياد - رحم ~~اله تعالى - يقول: لا يكمل عقل الرجل حتى يحذر من صديقه. وكان ~~اهشام الدمستوائى - رحمه الله تعالى - يقول: من آراد أن ينظر إلى قوم بلا ~~اقول فليتظر إلينا. وكان زياد - رحمه الله تعالى - يقول: ليس يعاقل من ~~احتال للأمر بعد الوقوع، وإنما العاقل من يحتال للأمر قبل الوقوع فيه، فإن ~~امير الرأى خير من فطيره. فاعلم ذلك يا أخى، واتيع سلفك الطاهر ~~سترح، والحمد لله رب العالمين ~~ومف أحلاقمم- وصىالافحالى حنعم : كثرة الصمت والتطق ~~ابالحكمة تسهيلا على الطالب نظير قوله -- : "أعطيت جوامع الكلم ~~(1) صحيح بشواهله: أخرجه أحمد (1/ 365)، وابن حبان (ح 443) من حديث أبى ~~اريرة -قايي- وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: وفى الياب عن سمرة بن جندب بلفظ: ~~لحسب المال والكرم التقوى4 عند الترمذى (ح 3271)، وابن ماجه (ح 4219) ومتن ~~ااديث صحيعم بشواصده، ولذا حسنه الترملي: وصه الحاكم PageV00P000 ~~انيه المفترين للامام الشعرانى ~~واختصر لى الكلام اختصارا" (1). وكان أبو الحسن الهروى - رحمه الله ~~اول: تهيج الحكمة من أريع خصال: الندم على الذنب، والاستعدا ~~الموت، وخلو البطن، وصححبة الزهاد في الدنيا ~~وكان سقيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: اشتغخل محمد بن ~~وسف - رحمه الله - بالعبادة فأورئه الحكمة، واشتغلنا بكتابة العلم قأورئتنا ~~الخصومات يعنى يذلك الجدال. وكان يحى بن معاذ- رحمه الله تعالى ~~اقول : تهوى الحكمة من السماء فلا تنزل على قلب فيه الأربع خصال ~~الركون إلى الدتيا وحمل هم غد وحسد لأخ وحب شرف على الناس، فمن ~~كان فيه خصلة من هذه فلا تدخل فى قلبه حكمة. # من جملة حكمهم -قي: قول ms190 حاتم الأصم - رحمه الله تعالى - لا ~~انظر إلى من قال وانظر إلى ما قال، وخذ الحكمة حيث وجدتها قإنها ضالة ~~الممن ، فإذا وجدتها فقيدها، ثم ايتغ ضالة أخرى. # ومنها قول الإمام أبى حنيفة -قالمم: من رضى بدون قدره رفعه الله ~~الفوق غايته، وقوله: عليك بالحكمة فإنها تجلس المساكين مجالس الملوك ~~اومنها قول آكثم بن صيفى - رحمه الله تعالى - الانقباض عن الناس مكسية ~~العداوة، والاتيساط إليهم مجلية لقرين السوء، فكن بين المنقبض ~~والمنبسط ~~اومنها قول الإمام الشافعى فاقيه: أقل الناس فى الدنيا راحة الحسود ~~والحقود. وقال رجل للأحنف بن قيس - رحمه الله تعالى - إنى أراك يا ~~احتف أعور فبم سودك قومك عليهم؟ فسقال له : لكونى لم أشتغل إلا يما ~~انينى فقط، كما اشتغلت أنت بما لا يعنيك، فإن قيل: ما ضابط الكلام ~~الذى لا يعنى الشخص؟ فالجواب : أن ضسابطه كل ما لا تدعو إليه حاجة ~~ادينية أو دنيوية والله أعلم ~~قد قيل ليحى بن معاذ - رحمه الله تعالى - متى يذهب من العبد ~~العلم والحلم والحكمة؟ فقال : إذا طلب الدنيا بشىء من هؤلاء الثلاث ~~(1) أخرجه مسلم (ح 523) فى أول كتاب المساجد، من حديث أبى هريرة، مقتصرا على ~~الشطر الأول. PageV00P000 # (203) ~~انبيه المغترين للمامام الشعرانى ~~وكان رحمه الله تعالى - يقول: إذا ذمك أبناء الدتيا، أو مدحوك فاصرف ~~لك إلى الخراقات لكونهم مطموسى اليصائر . واعلم أن تكسب الرجل ~~اوهو يحن إلى الزهد خير له من الزهد، وهو يحن إلى التكسب. وكان ~~احمه الله تعالى - يقول : خلوة المريدين غم الشياطين، ورؤية الناس نشاط ~~الرائين. وكان رحمه الله تعالى - يقول: من ستر عليك دنوبك ولم ~~ضحك فهو أولى بك من سائر الحتلق، فإنكه تذنب ألف دنب فيما بينك ~~بين الله تعالى فيسترها عليك، ولو أن الحتلق اطلعوا على عيب واحد ~~فيك لفضحوك بين العباد ~~اومتها قول أبى محمد الرادامارى - رحمه الله-: إذا جمعت المال فأنت ~~وكيل، وإذا أعطيت فأنت رسول، فالوكيل لا يخون والرسول لا يمن . قلت: ~~اعدم خيانة الوكيل لا يمتع أحدا من بخل بل ينفق ms191 كما أمره الله، ويمنع ~~لحكمة كما منع الله، وعدم من الرسول أن يرى الفضل لمرسله ولا يرى له ~~ففلا يما أعطى إلا على وجه الشكر لله تعالى، والله أعلم. # ومنها قول أيى معاوية الأسود - رحمه الله -: من طلب من الله الخي ~~الجزيل قلا ينم في الليل ولا يقيل، وقوله: من طلب الفضل من اللئام فلا ~~يلومن إلا نفسه إذا أهين. # اومنها قول إمامنا الشافعى -قلفف: أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن ~~الا يكرمه ورعب فى مودة من لا ينفعه، وقبل مدح من لا يعرفه، وقوله: ~~وومن نم لك نم عليك، ومن نقل إليك نقل عنك، ومن إذا أرضيته قال فيك ~~اما ليس فيك، كذلك إذا أغضيته قال فيك ما ليس فيك، وقوله: إذا تزوج ~~الرجل فقد ركب البحر، فإن ولد له ولد فقد كسرت يه المركب، وقوله. # الطلب الراحة في الدنيا لا يصح لأهل المروءات فإن أحلهم لم يزل تعيان فيى ~~كل زمان، وقوله: إذا ولى أخوك ولاية فارض منه بعشر الود الذى كان لك ~~ومنها قول أبى آمامة - رحمه الله تعالى -: من آذى الناس بلا سلطان ~~قبلها ~~القليصبر على الهوان، وقوله: من صبر على الإساءة عليه فقد مهد للاحسان PageV00P000 ~~يه المقترين للإمام الشعرانى ~~موضعا، وقوله: من لم ينلك الحتير فى حياته فلا تيك عيناك على وفاته ~~ووقوله: إذا رضى الراعى بفعل الذئب لم ينيح الكلب على الغريب، وقوله: ~~الالعتراف يهدم الاقتراف، ولم تزل الأشراف تبتلى بالأطراف ~~ومتها قول عبد الله بن مسعود -يلف: اللهم وسح على الدنيا ~~ووهدتى فيها، ولاتقترها على وترغبتى فيها، وقوله: اللهم اجعلنى اليوم ~~شغولا بما أكون عنه غدا مستولا، وقوله: التواضع يرفع الخسيس، والكبر ~~ع النفيس، ومن طلب الرياسة أعيته ومن فر متها تبعته وقوله : لا تفر ~~اكثرة العيال، فإن ذلك سوس المال وفضيحة الرجال ~~ومنها قول الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى -: من كثر عتابه قل ~~أصحايه . ومن أعطى الفاجر فقد أعانه على القجور، ومن سأل اللييم ققد ~~أهان نفسه. ومن طلب العلم من ms192 لا يعمل به زاده جهلا، ومن علم الأبل ه ~~لفقد ضيع عمره بلا فائدة، ومن صنع المعروف مع كفور فقد ضيع التعمة. # اومنها قول يخيى بن معاذ- رحمه الله تعالى - : فى الكف عن المحارم ~~اكون رضا الرب، وعند نزول اليلاء تظهر حقائق الصبر، وعند طول الغيبة ~~الظهر مواساة الإخوان، وبالأدب يفهم العلم، وبترك الطمع تثبت المؤاخاة ~~ووبصلاح النية تدوم صحية الأخيار، وقوله : من كان القرآن قيده كان إطلاقه ~~المته الموت. ومن ذبحته العبادة أحياه الفوز، ومن ترك شهوة الدنيا عوضه الله ~~اعالى شهوة ذكره. وقوله: من حلم ساد على أقرانه، ومن نفذ غضيه غمس ~~ال فى يحر هوانه . وقوله : كدر الاجتماع خير من صفاء الافتراق، وإذا كان ~~الريب عدوا فهو البعيد، وإذا كان اليعيد ودودا فهو القريب ~~ومنها قول بشر الحافى - رحمه الله تعالى -: إذا أخلت النوافل ~~االفرائض فاتركوا النوافل . وقوله: من لم يستحسن الحسن لم يستقبح ~~البيح، وقوله: ليس مع الاختلاف اتتلاف. وقوله : إنا لم نؤت من قبل ~~النم، وإنما أتينا من قلة الشكر عليها، كما أنا لم نؤت من قلة العمل وانما ~~ايتا من قلة الصدق فيه، كما أنا لم نؤت من كثرة الذنوب، وانما أتينا من ~~القلةل الحياء، كما أنا لم نؤت من قلة الاستغفار، وإنما أتينا من قلة الوفاء PageV00P000 ~~انبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~اوسرعة الرجوع إلى الذنوب من غير عقوبة عليها، ولو أن العقوبة عمجلت لنا ~~الانتهينا عن المعاصى جملة . انتهى ~~افاعلم ذلك يا أخى ونظف باطنك من مححية الدنيا وشهواتها، وأكشر ~~امن ذكر الله تعالى . فإذا تم جلاء باطتك فهناك ينطقك الله تعالى بالحكمة ~~اتصير حكيم زمانك . وأما مع محبتك الدنيا فهذا بعيد عنك والحمد لله رب ~~العالمين. # ومف أحلافهم - رصىالافحالى عنو: عدم الحسد لأحد من ~~السلمين، وبذل النصيحة لكل مسلم بطريقه الشرعى، ولذلك سادوا الناس ~~لو كان عندهم حسد لأحد أو غش لما سادوا ولا قبلت الملوك أقدامهم ~~ان طلبت يا أخى أن تكون كذلك. فاسلك طريقهم خالصا مخلصا، وإلا ~~فالمتفعل قد يطلع الله ms193 تعالي بعض الناس على تفعله، فلا يروج له أمر. وقدا ~~ممعت شيستتا سيدي عليا الخخواص - رحمه الله تعالي - يقول: من أخلص ~~اعمله لله تعالى جعل الله عز وجل قلوب المؤمنين تخلص فى محبته، وأما ~~امن ليس فى ديته أطلع الله تعالى بعض أصفيائه على باطنه فلا يخلص له ~~لب أحد منهم في محيته ~~وفى الحديت: "إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"(1) ~~ووإذا فنيت حسنات العيد ذهبت سيادته لانه يصير إما صاحب سيئات أو أمره ~~اوقوف لا حسنات ولا سيئات، ومن المعلوم أن السيادة والتعظيم إنما يكونان ~~المل فاق الناس في الأعمال والأخلاق الصالحة، وكان الأحنف بن قيس ~~احمه الله تعالى - يقول : لا راحة لحسود، ولا سيادة لسيئ الخلق . وكان أمير ~~المؤمنين عمر بن الحتطاب -فافته يقول: ما ثم صاحب نعمة إلا وله عليها ~~حساد. وكان فرقد السبعتى - رحمه الله تعالى - يقول : دواء ترك الحسد هو ~~الزهد فى الدنيا. وأما من رغب فى الدتيا، فالحسد من لازمه شاء أو أبى ~~(1) ضعيف : أخرجه أبو داود (ح4904) في الأدب، باب: الحسسد، وابن ماج ~~ح4210) في الأدب، باب: فى الحسد، من حديث أيى هريرة -ف-، وضعفه ~~الشيخ الالبانى فى ضعيف ابن ماجه (ح 922) . PageV00P000 # ايه المقترين للامام الشعرانى ~~وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول : من شأن الحسود عدم القهم ~~ف من أراد جودة الفهم فلا يحسد أحدا، وإنى لأترك فى بعض الأوقات ليس ~~الثوب الجديد مخافة أن يهيج الحسد عند جيرانى أو غيرهم، وكان يحبى بن ~~اعاذ - رحمه الله تعالى - يقول: المحسود على ما عنده من التعمة خير من ~~ال عنده نعمة يحسد عليها فيشكر الله تحالى على نعمته، ويعذر الحسود ~~قد كان وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - يقول: اتقوا الحسد فإنه أول ذتب ~~صى الله تعالى به فى السماء وأول ذنب عصى الله تعالى يه فى الأرض. # وكان ميمون بن مهران - رحمه الله تعالى - يقول: إن أردت أن تسلم ~~من شر من يسسدك قعم عليه أمورك. وكان مسعر بن كدام ms194 - رحمه ~~اعالى - يقول : ما آثر القوم النصيحة لإخوانهم إلا لوفور شغقتهم عليهم ~~اوقد صارت النصحية اليوم كالعداوة وما تصحت أحدا إلا وصار يفتش فيى ~~ويي، وينسى الحمل بنصصعحى. وكان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى ~~اقول: ماحسدت قط أحداعلى دين ولا دينار، وذلك من أكير نعم الله ~~اسيحانه وتعالى على. وقد كان أبو أيوب السختيانى - رحمه الله تعالى - من ~~اصح الناس لإخوانه شفقة على دينهم أن ينقص . وكان يقول: إنى لأرحم ~~ؤلاء العصاة الغافلين عن ربهم عزوجل، وكان إذا نزل بالمسلمين هم أو ~~ابلاء يمرض لذلك ويصير بعاد كما تعاد المرضى، فإذا ارتفع ذلك الهم يبرأ ~~امن وقته. قلت: من صح له هذا المقام قلا يتطيب بأحد من الأطياء لأنهم ~~اليس لهم يد فى ذلك والله أعلم ~~وقد قال عبد الملك بن مروانة - رحمه الله تعالى - يوما للحجاج بن ~~اوسف: يا حجاج ما من أحد إلا ويعرف عيب نفسه لا يكاد يخفى عليه ~~ايء منه فقل لى يا حجاج على عيبك. فقال له الحجاج: أعفنى من ذلك ~~اليا أمير المؤمتين . ققال عبد الملك : لا بد وأقسم عليه. فقال الحجاج: من ~~اععيى أنى لجوج حسود. فقال له عبد الملك: قاتلك الله ليس فى الشيطان ~~أشر مما قلت. وقد كان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: إنى ~~أجيز شهادة القراء على الناس، ولا أجيزها على بعضهم مع بعض لأنهم ~~القوم حسدة . وكذلك كان الإمام مالك -فافم يقول: سئل أوس بن خارجة PageV00P000 ~~اتنيه المخترين للإمام الشعرانى ~~امن سيدكم؟ فقال: حساتم الطائى فقيل له : أين أنت منه؟ فقال: لا أصلح ~~أان كون خادما له. # وسئل حاتم الطائى من يسودكم؟ فقال : أوس بن خارجة، فقيل له: ~~ايان أتت مته؟ قال: لا أصلح أن اكون مملوكا له، فكان الإمام مالك -قاف ~~اقول: أين فقهاؤنا من هذا الأمر. وقد قال عمر ين عبد العزيز - رحمه الله ~~عالى - يوما لرجل من بعض القبائل: من سيدكم يا هذا؟ فقال الرجل: أ ~~ايا أمير المؤمنين. فقال له عمر : كذبت ms195 لو كنت سيدهم ما قلت دلك. وقدا ~~كان اين السماك - رحمه الله تعالى - يقسول : من علامة الحساد أن يدتيه متك ~~الطمع ويبعده عنك سوء الطبع، وإن أعظم الناس حسدا الأقريون والجيران ~~الشاهدتهم النعمة التى يحسدون عليها بخلاف العبد، ولذلك كتب أمي ~~المتين عمر بن الخطاب لأبى موسى الأشعرى -فلفوه: أن مر ذوى القرابات ~~ان يتزاوروا ولا يتجاوروا. وقد قال القضيل بن عياض - رحمه القه تعالى ~~اسفيان الثورى - رحمه الله - اعلم أتك لو بذلت النصيحة للناس حتى صاروا ~~ثلك قى الدين ما وفيت بالتصيحة لهم فكيف توفيهم بالنصحية ولم ييلغوا ~~حالك. وكان شقيق اليلخى - رحمه الله تعالى - يقول : إذا كان فيك من ~~الخصال ما يخاف عدوك فليس فيك خير، فكيف إذا كان فيك ما يخاف ~~اديقك، واعلم أن من تعرض لمساوئ الناس عرض نفسه للهلاك، ومن ~~الم الناس منه سلم هو من الناس، ومن نم على الناس افتقر فى ديته ودنيا ~~وصار من خدام إيليس. اه ~~لفقتش يا أخى نفسك، وانظر هل سلمت من الحسد لإخوانك المسلمين ~~اعلى ما آتاهم الله تعالى من فضله، وهل بذلت لهم التصيحة كما أمرك الله ~~ام أنت بالضد من ذلك واستغقر الله، والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلقهم- رصىالاهفحالى عنعم ، شدة الجوع، وعدم ~~الشبع، وذلك ليكثر صمتهم ويقل كلامهم وقضول لغوهم كما هو شأن ~~العلماء العاملين، فإن من شبع كثر كلامه فيما لا يعنيه ضرورة. وكان محمد ~~الراهيى - رحمه الله تعالى - يقول: من أدخل فى بطنه قضول الطعام أخرج PageV00P000 ~~التبيه المغترين للامام الشعرانى ~~(208) ~~امن لسانه فضول الكلام. وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: ~~ام الناس بالسهام أخف من رميهم باللسان لأنه لا يخطئ ~~وكان إمامنا الشافعى -قالنه- يقول: الكلمة كالسهم إن خرجت منك ~~لكتك ولم تملكها. وكان جابر بن عبد الله -ول4 يقول: قلت للنى - : يا ~~سول الله ما أكثر ما تخاف على؟ فقال : "هذا وأشار إلى لساته-(1)-". # اكان إيراهيم التخعى - رحمه الله تسعالى - يقول: من تأمل وجد أشرف أهل ~~كل مجلس واكثرهم هيبة ms196 من كان أكشرهم سكوتا لأن السكوت زينة للعالم ~~وستر للجاهل . وكان وهيب بن الورد - رحمه الله - يقول: الحافية عشرة ~~أجزاء تسعة منها فى الصمت، وواحد فى الهرب من الناس . قال : ومكث ~~صور بن المعتمر أريعين ستة لا يتكلم يعد العشاء بلغو. وكان الحسن ~~الصرى - رحمه الله تعالى - يقول: واعجما لابن آدم ملكاه على ناييه ولسانه ~~قلمهما وريقه مدادهما وهو يتكلم فيما بين ذلك فيما لا يعنيه ~~اقد مكث الربيع بن خيثم تافه قبل موته عشرين سنة لا يتكلم ~~اكلام أهل الدنيا. وقد وقع لحسان بن سنان - رحمه الله تعالى - أنه تكلم ~~كلمة لغو قعاقب نقسه يصوم ستة، وكان حماد بن سلمة - رحمه الله تعالى ~~إذا تكلم بكلمة لغو يقول عقبها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الا ~~اله والله اكبر، ثم يقول: كانوا يكرهون كلام الدنيا في مجلس من غير أن ~~االطه كلام خير. وقد مكث مورق العجلى - رحمه الله - عشرين سنة ~~اعلم الصمت حتى تم له، وقد كان معروف الكرخى - رحمه الله تعالى ~~اقول: كلام الرجل فيما لا يعتيه من خذلان الله إياه. وكان مالك بن دينار - ~~احمه الله تعالى - يقول: كلام الرجل فيما لا يعنيه يقسى القلب، ويوهن ~~البدن، ويعسر أساب الرزق ~~اكان الفضيل ين عياض - رحمه الله تعالى - يقول: باللسان يحفظ ~~الرأس . وكان بشر الحاقى - رحمه الله تعالى - قليل الكلام جدا، وكان يقول ~~(1) صحيح: أخرجه مسلم (ح 38) في الإيمان ، باب : جامع أوصاف الإسلام، من حديث ~~افيان بن عبد الله التقفى- ف PageV00P000 ~~اتبيه المفترين للإمام الشعرانى ~~أصحابه : انظروا ما تملونه فى صحائفكم فإنه يقرأ على ربكم فيا ويح من ~~كلم بقبيح ولو أن أحدكم أملى إلى أخيه كلاما فيه قبح لكان ذلك قلة حياء ~~ه، فكيف بالرب سبحانه وتعالى، وكان الربيع بن خيثم - رحمه الله تعالى ~~إذا أصبح وضع قرطاسا وقلما، قكان لا يتكلم يومه بلغو إلا حاسب نفسه ~~اعليه عند غروب الشمس. وكان يقول: بلغنا أن أبا بكر الصديق -فاتم كان ~~الع الحجر فى فمه فعل ذلك ms197 عدة سنين حتى تعود قلة الكلام، وكان لا ~~ارج الحجر إلا عند الأكل وعند الصلاة كل ذلك خشية أن يتكلم فيما لا ~~النيه . ثم لما حضرته الوفاة -فلاقتنه صار يخرج لسانه ويقول: هذا هو الذى ~~اوردنى الموارد. وقد كان الإمام مالك إذا رأى رجلا يتكلم كثيرا يقول له ~~أمسك عليك بحض كلامك. وكان يونس بن عبيد - رحمه الله تعالى ~~اقول: ترك كلمة لغو آشد على النفس من صيام يوم لأن الرجل ربما يحتمل ~~الصوم فى الحر الشديد ولا يحتمل ترك كلمة لا تعنيه. # اعلم دلك يا أخى، وفتش نفسك هل وفيت بهذا الحديث أم قصرت ~~فيه، وأكثر من الاستغفار آناء الليل والنهار، والحمد لله رب العالمين ~~ومف أحلدفهم- وص الاهقحالى صنعج-وسد باب الغيبة في ~~الناس فى مجالسهم لثلا يصير مجلسهم مجلس إنم، ولعل ما قرأوه من ~~الحديث ومن كلام القوم أو الورد مثلا لا يقاوم غيبة، وقعوا فيها يوم ~~اليامة . وقد كان أخى الشيخ أفضل الدين - رحمه الله تعالى - يقول: إنما ~~الكثر من الأعمال الصالحة فى بعض الأوقات ليصير معى شىء من الأعمال ~~اوم القيامة أعطى منه خصمائى الذين لهم على تبعة من مال أو عرض ~~اوقد قلت مرة لشيخنا سيدى على الخواص - رحمه الله تعالى - الا ~~اأخذ الحهد يا سيدى على أصحابك أن لا أحد منهم يستغيبه أحدا في ~~اجلسك. فقال لى : إن أخذ العهد بذلك سوء أدب مع الله تعالى ومع ~~خلقه، وذلك لأن خلق الأعمال والأقوال التى تحدث على يد المريد إنما ه ~~الله عز وجل، فكيف آخذ على أحدعهدا بشىء ليس فى يده بل يخلقه الله ~~عالى فسيه على رغم أنفه. فقلت له: يا سيدى إن رسول الله-- بايع PageV00P000 ~~انيه امغترين للامام الشعرانى ~~أاصحابه -لنيح على السمع والطاعة، وعلى ترك أفعال كانوا يفعلونها ~~قال: إنما كان ذلك له -44- بوحى من الله سبحانه وتعالى بخلافنا نحن ~~عليك أيها الشيخ برجر أصحابك عن القيية والتميمة ولا تسامهم ~~بالسكوت على ذلك فإتك تصير شريكهم فى هذا الأمر وتفسقوا ms198 كلكم، وفي ~~الحديث أن رسول الله -- قال : "نظرت ليلة أسرى بى فى النار فإذا قوم ~~اأكلون الجيف فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذى يأكلون لحوم ~~الناس"(1). # وكان جابر -ناشع: يقول: هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله ~~- فقلتا: يا رسول الله ما أشد نتن هذه الريح؟ فقال-- : "إن ناسا ~~المن المنافقين اضتابوا ناسا من المسلمين، فلذلك هاجت هذه الريح الخبيثة" . # اكان أبو قلابة فلف- يقول: إن الغيبة تخرب القلب من الهدى، والخير ~~كان أبو عوف - رحمه الله تعالى - يقول: دخلت يوما على محمد بن ~~رين - رحمه الله - قنلت من عرض الحجاج بن يوسف عنده. فقال لى ~~احمد: يا أبا عوف إن الله تعالى حكم عدل فكما يتتقم من الحجاج كذلك ~~اتقم للحجاج وربما لقيت الله تعالى، فكان آصغر ذنب عملته أشد عليك ~~ووأعطم من أعظم ذتب عمله الحجاج. وكان الحسن البصرى - رحمه الله ~~االى - إذا بلغه أن أحدا اغتايه يرصل إليه بهدية ويقول له على لسان ~~الرسول: بلغنى يا أخى أنك أهديت إلى حسناتك، وهى بيقين أعظم من ~~اديتى هذه. وكان سيدى عبد العزيز الدرينى - رحمه الله تعالى - إذا بلغه ~~أان أحدا اغستابه يذهب إليه في داره ويقول له: يا أخى مالك ولذنوب عبد ~~العزيز تتحملها. وكان عمر بن عبد العزيز- رحمه الله تعلى - يقول: إياك ~~ان تقابل من ظلمك بسب أو شتم أوغير ذلك وذلك أنه يظلمك مرة فتصير ~~لعنه وتشتمه كلما تذكرت فعله حتى تستوفى بذلك حقك، ويصير عليك ~~بعد ذلك التبعة ~~(1) صحيح: أخرجه احمد (1/ 4257، وصحسه الشيخ أحمد شاكر، وهو جزء من ~~حديث طويل PageV00P000 ~~(211) ~~القيه المقترين للامام الشعرانى ~~ووكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول : فاكهة القراء فى ~~اهذا الزمان الغيبة، وتنقيص بعضهم بعضا خوقا أن يعلو شأن أقرانهم ~~ويشتهروا بالعلم والزهد والورع دونهم، وبعضهم يجعل الغيبة كالأدم فيي ~~الطعام، وهو أخفهم إنما . وكان إيراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - من ~~أد التاس زجرا للمغتابين، وقد دعاه رجل مرة إلى طعامه فلما ذهب إليي ~~ووجده ms199 يذكر رجلا بسوء، فقال له إبراهيم: عهدنا بالتاس يأكلون الخبز قبل ~~الحم وأنتم تأكلون اللحم قبل الخبز، ثم خرج ولم يأكل له طعاما، وكان ~~اهيب بن الورد - رحمه الله تعالى - يقول: والله لترك الغيبة عندى أحب إلى ~~المن التصدق بجبل من دهب. وكان وكيع بن الجراح- رحمه الله - يقول ~~امن عزة السلامة من الغيبة أنه لم يسلم منها إلا القليل . وكان سفيان الثورى ~~رحمه الله تعالى - يقول : اذكر أخاك إذا تواريت عنه يمثل ما تحب أن ~~ذكرك به إذا توارى عتك، وكان مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - يقول ~~كفى بالمرء إثما أن لا يكون صالحا ثم يجلس فى المجالس، ويقع فى عرض ~~الصالحين. # اقد سئل الزهرى - رحمه الله تعالى - عن حد الغيبة فقال: كل ما ~~كرهت أن تواجه به أخاك فهو غيبة، وقد نام شقيق البلخى - رحمه الله ~~عالى - ليلة عن ورده فسعتبته امرأته، فقال : لا تعتبينى بأن نمت عن ورشى ~~ذده الليلة فإن غالب علماء بلخ وزهادها يصلون لى ويصومون ويفعلون ~~قالت له : وكيف ذلك؟ قال: يبيت أحدهم يصلى طول الليل، ويصبح ~~صائما طول النهار، ثم ينال من عرض شقيق ويأكل لحمه فتكون حسناتهم ~~كلها في ميزانه. وكان أبو آمامة -خا- يقول: إن العيد ليعطى كتابه يعنى ~~الييم القيامة فيرى فيه حسنات لم يعملها فيقول: يا رب أنى لى بهذا؟ قيقال ~~اله : هذا يما اعتابك الناس وأنت لا تشعر. وكان عيد الله بن المبارك - رحمه ~~اله تعالى - يقول: لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت والدى لأتهما أحق بحسناتى ~~امن تغيرهما. وكسان محمد بن على الترمذي - رحمه الله تعالى - يقول: من ~~ع فني عرض أحد فكآنه قدمه بحسناته على نفسه وأحيه اكثر من نفسه. # اقلت : قلا ينبغى له التكدير بل يحبه لما حصل له من الثواب، وإن لم يقصد PageV00P000 ~~يه المغترين للامام الشعراتى ~~(412 ~~اهو ذلك، فعلم أن من تكدر ممن أهدى إليه حسناته فهو أحق إلا إن كان ~~كدره لغرض شرعي. وكان سعيد بن جبير - رحمه الله تعالى - يقول: إن ms200 ~~العبد ليعمل الحسنات الكثيرة فلا يراها فى صحائفه فيقول: يا ربه أين ~~احسناتى؟ فيقال له : دهبت ياغتيايك الناس وهم لا يعلمون، وكان منصور ~~اا المعتمر - رحمه الله تعالى - يقول : لا تثالوا السلطان إذا ظلم بل اكثروا له ~~الاستغفار، فإنه ما ظلمكم إلا يذنوبكم، وقد سئل الزهرى أى قيل له : أتقع ~~عرض من يسب أبا بكر وعمر -؟ قال: نعم. وكان محمد ين ~~ايرين - رحمه الله تعالى - يقول: من الغيبة المحرمة التى لا يشعر بها أكثر ~~الاس قولهم : إن فلاثا أعلم من فلان، فإن المفضول يتكدر من ذلك، ومن ~~المعلوم أن حد الغيية أن يذكر الشخص أخاه بما يكره. وقيل: إن طبيبين ~~اوديين دخلا على سفيان الثورى مرة فلما خرجا قال: لولا أخشى أن تكون ~~الاية لقلت: إن أحدهما أطب من الآخر. # ووكان أخى الشيخ أفضل الدين - رحمه الله تعالى - إذا سئل عن مقام ~~أحد من العلماء يقول: سلوا غيرى عن ذلك، فإنى ألحظ الناس بعين الكمال ~~والصلاح، وليس عندى كشف أعلم به مقامهم عند الله تعالى، والظن ~~اكذب الحديث . وكان عبد الله بن مسعودقاف إذا مر على قوم يغتابون ~~أحدا يقول: قوموا فتوضؤوا، فإن بعض ما تتكلمون به ربما كان أشد من ~~الحدث. وقد كان أبو تراب النخشيى - رحمه الله تعالى - يقول: الغيبة قاكه ~~القراء، ومزابل الاتقياء، وكان ميمون بن يسار - رحمه الله - يقول: اغتيب ~~اجل مرة فى مجلسى وأنا ساكت، فقدم إلى فى تلك الليلة جيفة منتنة وقيل ~~ال: كل هذا، فقلت : معاذ اللهكيف ذلك؟ فقيل : هذا بما اغتيب عندك ~~أت ساكت. وقد كان خالد الربعى - رسحمه الله تعالى - يقول: تناول الناس ~~اجلا يوما فى المسجد فأعنتهم عليه، فلما نمت تلك الليلة قدم إلى قطعة لحم ~~اخنزير، وقيل لى: كل . فقلت : معاذ الله أن آكله، فأدخلوها فى فمى كرها ~~اعلى" فاستيقظت وأنا أجد طعم ذلك فى فمى، ومكثت رائحته فى فمى ~~أربعين صباححا والناس تشمه منى PageV00P000 ~~(213) ~~بيه المغترين للامام الشعرانى ~~ووكان الفضيل بن عسياض - رحمه الله تعالى - يقول: مثال من ms201 يغتاب ~~الناس مثال من ينصب منجنيقا لحسناته، ويصير يرميها شرقا وغريا فى كل ~~اهة. وكان عطاء الخراسانى - رحمه الله تعالى - يقول: لا تتكدروا ممن ~~اتابكم، فإنه أحسن إليكم من حيث لا يشعر . وقد بلغنا أن من اغتيب غيية ~~واحدة غفر له نصف ذنوبه. وكان وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - يقول ~~الا يكمل صلاح الرجل عند الله تعالى حتى يكون علكا في أفواه الناس ~~ووكان عبد الله بن الميارك - رحمه الله تعالى - يقول: من قال: إن فى القوم ~~اجقفاء فليس ذلك غيبة إنما الغيبة أن يقول : هم جفاة أى لأنه عين من اغتابه ~~ككان يونس بن عسبيد - رحمه الله تعالى - يقول: عرضت على نفسى مرة ~~الصوم فى يوم حر شديد أو ترك ذكر الناس، فكان الصوم أهون عليها من ~~ااذ لك، وكان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - يقول : لا تذكروا أهل ~~ألهواء والبدع بسوء إلا لمن يبلغ لهم ذلك لعلهم يتزجرون، وإلا لا فائدة ~~الذكرهم عند من لم يبلغهم. قلت: قد يقصد القائل بذلك تقبيح تلك ~~الصفات في عيون الحاضرين، وتلك فائدة بلا شك، وكان يقول: فيى ~~حديث: "لا غيبة في فاسق"(1) أى لا تغتابوا الفسقة، وكفوا عن غييتهم ~~اكان حاتم الأصم - رحمة الله تعالى - يقول: ثلاث خصال إذا كن فى ~~اجلس، فإن الرحمة مصروفة عن أهله : ذكر الدنيا، وكثرة الضحك ~~اوالوقيعة فى الناس. وقد بلغتا أن الكاذب يتطور كلبا فى النار، والحاسد ~~ايطور في النار خنزيرا، والمغتاب يتطور فى النار قردا وكذا النمام. وكان أيو ~~اعد الله الأنطاكى - رحمه الله تعالى - يقول: إن من الغيية المحرمة أن تثبت ~~ب أخيك فى قلبك، وتترك أن تتكلم به خوفا من عدواته لك، وكان ~~اقول: من تجرأ على التصريح بغيية أحد جره ذلك إلى أن يصير يقول: فيى ~~الناس الزور والبهتان. اه. # فاعرض يا أخى على نفسك هذه الأمور، وانظر هل سلمت من ~~الوقوع فيها فتشكر الله تعالى أم وقعت فيها فتستغفره، وأكثر يا أخى من ~~(1) منكر: ذكره العجلونى في ms202 كشف الختفا (ح 3081). وقال : قال أحمد: منكر، وقال ~~الحاكم والدراقطنى والخطيي: باطل. PageV00P000 # اشيه المغترين للامام الشعرانى ~~الالعمال الصالحة فتعطى متهسا أصحاب الحقوق يوم القيامة، واعتقد فى ~~انفسك الفسق فضلاا عن اعتقادك فيها الصلاح من كثرة ما تسمع من ~~الحجويين عن الله تعالى فى حقك بأنك من الصالحين، وقد قالوا: أجهل ~~الجاهلين من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس، وقبيح على شيخ ~~الزاوية مثلاة أن يجلس فى مجالس الغيبة والنميمة، أو يقر أحدا على ذلك ~~فانه يصير فاسقا، وهذا أمر قد استهان به الناس الآن مع أنه أقبح من بيع ~~الحشيش، ومع ذلك فلا يكاد أحد يستقبحه كل القبح، فلا خول ولا قوة ~~الا بالله العلى العظيم، فاعلم ذلك يا أخى، واجتنب تلك الصفة، والحمد ~~الله رب العالمين. # ومن أحلاقهم. رصياللهتعالى حهم: عدم وسوستهم في ~~الوضوء والصلاة وفى القراءة فيها، وغير ذلك من العبادات مع مبالةة ~~أحدهم فى الورع إلى الغاية ، وذلك لأن حصول أصل الوسومة إنما هو من ~~اظلمة القلب، وظلمة القلب من ظلمة الأعمال، وظلمة الأعمال من أكل ~~الحرام، والشبهات، فمن أحكم أكل الحلال فليس لابليس عليه سبيل مطلقا ~~ووقد أكل قوم أطعمة الظلمة والمساكسين والقضاة والمباشرين، ومن يبيع عليهم ~~امن التجار وغيرهم، وطلبوا الحضور مع الله تعالى، والختشوع فى عباداتهم ~~معرفة ما فعلوه منها ما تركوه فلم يصح لهم ذلك، وكان غاية ما حصله ~~أاحدهم العتاء والتحب والقفز فى الهواء حال النية فى الصلاة كأنه يصطاد ~~ايتا تفلت من يده وتراه إذا كبر يقول: أك أك أك بار بار بار، وإذا أراد أن ~~اقرأ يقول: يس بس يس ال ال ال هى، وإذ أراد يتشهد يقول: أت أت أت ~~ايات، وإذا سلم يقول: اسم اس اس ونحو ذلك كما هو مشاهد من ~~أحوالهم، وقد أفتى بعض العلماء ببطلان الصلاة بذلك، وقال: إنه ليس ~~اببقرآن ولا ذكسر، وإنما هو كلام أجتبى من كلام الآدمسيين قاله صاحبه على ~~جه العمد لا السهو ~~وقد كان شيخنا سيدي على الختواص ms203 - رحمه الله تعالى - يقول: إ ~~أحق ما يتسم به هولاء الموسوسون أن يقال له : مبتدعة لا فقهاء، وذلك لأن PageV00P000 ~~التييه المقترين للمامام الشعرانى ~~أحدهم ريما يتوهم بطلان عبادة الصحابة والتايعين والأئمة المجتهدين، وأتت ~~الو قلت لأحد منهم : توضأ كما بلغك من وضوء رسول الله-4- أو ~~اضوء أصحايه -و4- ربما لا يرضى بذلك، ولا يحتقد صحته، تسال الله ~~الافية، وهذا هوالضلال المبين، وقد بسطنا الكلام على ذلك فى الباب ~~االخامس عشر من كتابنا المتن الكبرى، فراجعه إن أردت ذلك، والحمد لله ~~ب العالمين ~~ومن أخلاصهم - رصى اللهتحالى عنهم-: كتمانهسم الأسرار، ~~وعدم قبليغهم أحدا ما يسمعونه فى حقه، وقد قالوا: قلوب الأحرار قيور ~~الأسرار، وإن لم يكن أهل الله تعالى يكتمون الأسرار فمن بقى يكتمها ~~اوهذا الخلق قد صار غريبا في هذا الزمان، فرما يسمع الشيخ الكلمة الآن ~~فيكيها لغالب من يدخل عليه، وربما كان فيها خراب الديار، وتراه يقول ~~د أخبرنا بذلك شخص من أولياء الله تعالى لا يصح فى حقه تهمة ~~اويسميه وليا من أولياه الله، والحال آنه معدود من الفاسقين بنقل النميمة ~~اافساده بين التاس، وإن لم يقصد هو ذلك، وفى الحديث: "لا يدخل الجنة ~~قتات"(1) يعنى نماما. # وقجدر كان مجباهد - رحمه الله تعالى - يقول في قوله تعالى: ~~وامرأته حمالة الحطب) [المسد:4]، قال: كانت تمشى بالنميمة بين ~~الناس، وكان اكثم بن صيفى - رحمه الله تعالى - يقول: من علامة النمام ~~الذل بين الناس فلا تكاد تراه عزيزا أبدا . وكان يحيى بن أبى كثير - رحمه ~~اله تعالى - يقول: النمام شر من الساحر، ولا يشعر به أحد، فإنه قدا ~~امل فى ساعة ما لا يحمله الساحر فى شهر، فإن النميمة سفكت الدماء ~~اتهيست الأموال، وهاجت الفتن الحظام، وأخرجت الناس من أوطاتهم ~~اغير ذلك من المفاسد. وكان أبو موسى الأشعرى -تات- يقول: لا يسعى ~~ان الناس بالفساد إلا ولد بغى لأته يهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك ~~(1) متفق عليه : أسرجه اليخارنى (ح 6056) في الأدب، باب: ما يكره من النميمة ~~ومسلم (ح 105) في الإيمان، باب ms204 : بيان غلظ تحريم النميمة. PageV00P000 # اتبيه المغترين للممام الشعرانى ~~(216) ~~الذى أنهى إليه الكلام ، وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: ~~امن نقل إليك تقل عنك، ومن مدحك يما ليس فيك فلا تأمن أن يدمك بما ~~اليس فيك. # اوكان ابن السماك - رحمه الله تعالى - يقول: احذر ممن يكتم أكثر ~~من يحدث بما يسمع، قإن من يكتم يصدق الناس قوله أكثر لاستبعادهم ~~الكذب عليه وربما تكلم الشخص بكلمة لمن يأتمنه، فتكلم بها فأخرب ~~الديار، وكان عبد الله بن المبارك - رسحمه الله تعالى - يقول: لا يقدر على ~~تمان ما يسمع إلا من صح نسبه؟ وأما ولد الزنا فإنه لا يستطيع الكتمان ~~وقد ترك بعض إخوان إيراهيم ين آدهم - رحمه الله تعالى - زيارته زمائا ~~ام جاءه زائرا فوقع فى عرض بعض التاس عنده، فقال له إبراهيم: واله ~~إن ترك زيارتك لنا غنيمة بغضت إلى أخى، وأشغلت قلبى، فيالتيك لم ~~اتزرنا في هذا اليوم. # كان منصور ين زاذان - رحمه الله تعالى - يقول : والله إنى لفى ~~اهاد مع كل من جالستى حتى يفارقنى، قإنه لا يكاد يسلم من تبغيض ~~اديقى إلى، أو من تبليغ غيبة من اغتابنى، فيدخل على الكرب من ~~ذ لك، وكان شداد بن حكيم - رحمه الله تعالى - يقول: إذا رأيتم حسنات ~~أخيكمم أكثر من سيثاته فاذكروه بالمحاسن، وتجوزوا عن مساويه، وكان ~~اقول: من أيغض بقول الناس، وأجب بقول التاس أصبح نادما على ما ~~ال عل، فإنه قل أن يقع التعديل أو التجريح بحق، وإنما يقع ذلك بالعصبية ~~هوى النفس . وقد كان خالد بن صفوان - رحمه الله تعالى - يقول ~~امقتوا النمام وإن كان صادقا لأن النسيمة رواية، وقبولها إجازة، فيصير ~~قبولها شرا منها ~~لفاعلم ذلك يا أخى، واحذر من إفشاء سر إخوانك أو غيرهم فى هذا ~~الزمان ، ولا تقسل : إنى لم أقصد تلك، فإنك فى النصف الثانى من القرن ~~العاشر صاحب الفتن والغرائب، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أخلاقهم- رضىاللهتعالى بفيعالاشتغال بعيوب أنفسهم ~~اعن عيوب الناس عملا بقوله: { وفى أنفسكم أفلا تبصرون) [الداريات:21]، PageV00P000 ~~(217) ~~اتيه المغترين ms205 للمام الشعرانى ~~عملا بحديث : ل"طويى لمن شفله عيبه عن صيوب الناس4(1)، وأيضا فإن ~~الطلع على عيوب الناس معدود من جملة الشياطين أى اليعداء من رحمة اله ~~اعالى وأهل الله لا يرضون لنفوسهم أن يكوتوا كذلك. وقد كان زيد القمى ~~رحمه الله تعالى - يقول: قرأت فى بعض الكتب الإلهية: يا ابن ادم ~~الت لك مخلاتين مخلاة أمامك، ومخلاة خلفك، فالمحلاة التى خلفك ~~لفها عيوبك، والمخلاة التى أمامك فيها عيوب الناس، فلو نظرت إلى التىا ~~خلفك لشغلتك عن التى أمامك. # كان - رحمه الله تعالى - يقول: يتيقن أحدكم عيوب نفسه، ومن ~~لك يحبها، ويبغض آخاه المسلم علسى الظن فأين العقل؟ وكان بكر ين عيد ~~اله المزنى - رحمه الله تعالى - يقول : إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس ~~افاعلموا أنه عدو الله، وأن الله قد مكر به، وكسان بشر الحافى - رحمه الله ~~اتعالى - يقول: عجبا للناس يقع أحدهم فى عرض أخيه وهو غائب، فإذا ~~اضر أظهر محيته وسارع إلى مدحه، فمن زعم أن الله تعالى يحبه وهو ~~اض فى أعراض الناس فهو كاذب لأنه شيطان، والشيطان عدو الله . وكان ~~اى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول: من عقل العاقل أن لا يعير أحدا ~~نيه، فإنه ربما عيرت أحدا بذنبه، فابتليت بذلك الدنب بعد عشرين سنة. # ووقد بلغنا أن عيسى - - كان يقول : لا تنظروا في عيوب الناس كأنكم ~~ارباب، وانظروا في عيوبكم لانكم عبيد، فإن الناس رجلان مبتلى ومعافى ~~فارحموا أهل البلاء، واشكروا الله على العافية. # وقد كانت رابعة العدوية - رحمها الله - تقول: إن العبد إذا ذاق محبة ~~اله تعالى أطلعه على مساوئ عمله، فشغله بها عن مساوئ النأس. وكان ~~جاهد - رحمه الله تعالى - يقول: لو بغى جيل على جبل لهد الباغى ~~امنهما. قلت: ومما ينبغى التفطن له احتساب العبد بالله تعالى على من ~~لمه، فإنه يهلكه بذلك، وإن هذا أعظم فى هلاكه من مقابلته بالبغى علي ~~(1) ضعيف جدا: أخرجه الديلمى فى مسند الفردوس (3/ 3742) من حديث أنس، وقال ~~الألبانى فى ضعيف الجامع (ح 3144) : ضعيف جلبا ms206 . PageV00P000 # اانبيه المغترين للاسام الشعرانى ~~(218) ~~ف الظاهر، فما تركه هذا ظاهرا قابله بأشد منه فى الباطن، فينبخى لمن بغى ~~عليه أن لا يحتسب يالله على عدوه بل يسأل الله تعالى أن لا يؤاخذه بسببه ~~اوالله أعلم. وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -تلفته يقول: رحم الله من ~~أهدى إلى عيوبى. وكان عيد الله التيمى - رحمه الله تعالى - يقول: لا يعيب ~~الجل الناس إلا يفضل ما عنده من الحيب. وكان الشعبى - رحمه الله ~~اعالى - يقول: من استقصى عيوب إخوانه بقى بلا صديق، فقد بلغنا أن ~~الناس أتوا أمير المؤمنين عليا قاشم برجل عليه حد، والناس حوله كالجراد ~~قال على قافنه- أنشد بالله إن كل شخص أتى منكم هذا الحد فلينصرف ~~فانصرفوا كلهم. # فأحفظ لسانك يا أخى، فإن من شق جيب الناس شقوا جيبه، وإيا ~~ان تنسى نفسك إذا اطلعت على عيب أخيك المسلم بل الواجب عليك أن ~~عل ذلك مذكرا لعيبك، فإن الطينة واحدة، وما جاز وقوعه من غيرك جاز ~~اوقوعه منك، وفى الحديث: "من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمل ذلك ~~الذنب"(1). قلت : وإذا أطلعك الله تعالى على عيب أحد من طريق ~~كشفك، فاستغفر الله تعالى فإنه كشف شيطانى، قاعلم يا آخى واحذره كل ~~الحذر، والحمد لله رب العالمين ~~ومف أحلاقمم- رصىاللهتحالى حنيم ، حسن خلقهم مع جفا ~~الطباع تخلقا بأخلاق رسول الله --، وعملا بقوله: "وخالق الناس ~~اخلق حس"(2). وكان أمسير المؤمنين عمر بن الخطاب فافته يقول: إن ~~الرجل ليكون فيه تسعة أخلاق حسنة، وواحد سيح، فيغلب ذلك الواح ~~التسعة، فاتقوا عثرات اللسان . وكان بشر بن عمر - رحمه الله تعالى س ~~اقول: ليس لسئ الختلق إلا الهجران. وكان وهب بن منبه - رحمه الله تعالى ~~(1) موضوع : آخرجه الترمذى (ح 2505) في صفة القيامة، باب: 53، من حديث معاذ ~~ان جبل، وقال الشيخ الأليانى فى ضعيف الجامع (ح 51710)، والضعيفة (ح 178): ~~وضوع ~~(2) ححن: أخرجه أحمد (5/ 153)، والترمذى (ح 1987) في البر والصلة، باب: ما جا ~~ف معاشرة التاس، من حديث أبى فر، وحسنه الالبانى فى صحيح الجامع (ح ms207 97) . PageV00P000 # (219) ~~اتبيه المقترين للإمام الشعراقى ~~يقول: مثل السي الخلق مثل الفخارة المكسورة لاينتفع بها ولا تعاد طينا ~~وقد كان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: أول من يجنى على سحي ~~الخلق سوء خلقه، فإنه يحلب نفس صاحبه كما هو مشاهد، وقد سئل مرة ~~اع ن حسن الخلق المشار إليه بقوله -2 - : "وخالق الناس بخلق حسن" ~~قال: هو السخاء والعفو والاحتمال. وقد سئل أمير المؤمنين على -تافه ~~اعن ذلك أيضا فقال: هو موافقة الناس فى كل شىء ما عدا المعاصى، وكان ~~اقول: من كثر همه سقم بدنه، ومن قل ورعه مات قليه، وكان أبو حازم- ~~احمه الله - يقول: إن من سوء خلق الرجل أن يدخل على أهله وهم فيى ~~ارور يضكون فيتفرقون خوفا مه، ومن سوء خلقه أيضا هروب الهرة منه، ~~صعود كلبه الحائط خوقا مته. # وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: من خطب امرأة وهو ~~ايعلم من تفسه سوء الخلق، فليعلمهسا بذلك، وإلا غشها. انتهى. وسيأنى ~~ابسط ذلك مفرقا في هذا الكتاب، فإنه كله محاسن أخلاق ، فلا يصح لأحد ~~القليد بحسن الخلق إلا إن تخلق بها جميعا، وذلك عزيز جدا، ولا يعخرج ~~امن الغش إلا إن اتهم نفسه بسوء الحتلق، ثم إنه يقبح على من زعم أنه من ~~العاة إلى الله أن يكون خلقه سيئا يخاف الناس من شره كما أنه يقبح على ~~جماعته، فقد قسالوا: من علامة المتافق أن يتركه التاس اتقاء فحشه، وفى ~~الحديث مرفوعا: "شر الناس من تركه الناس اققاء فحشه"(1) فاعلم ذلك ~~اوإياك وسوء الخلق، والحمد لله رب الحالمين ~~وهف أحلاقهم-رضى اللهتحالى عنهم، كثرة الفتوة والمروع ~~خلقا بأخلاق رسول الله -، وأخلاق الصحابة والتابعين والعلما ~~الاملين -- أجمعين، فإنه لا خير فيمن لا فتوة عنده، ولا مروءة ولو ~~كان على عبادة الثقلين، وقد سئل الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - عن ~~(1) متفق عليه : أخرجه البخارى (ح 6054) في الأدب، باب: ما يجوز من اغتياب أهل ~~الاد والريب، ومسلم (ح 2591) في الير والصلة والأداب، باب : مدارة من يتقى ~~حشه، من حديث ms208 عائشة بلفظ : "إن شر الناس متزلة عند الله يوم القيامة من تركه ~~االاس اققاه فحشه". PageV00P000 # انيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(220) ~~الموءة فقال: هى ترك ما يعاب به عند الله وعند خلقه، وقد أجمع السلف ~~اعلى وجوب المروءة والفتوة فى طريق القوم، وإن تركهما من أخلاق ~~المتافقين، وفى الحديث: "سيأتى على الناس زمان تقصر فيه المروءة، وتدق ~~ال يه الأخلاق، ويستفنى فيسه الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وإذا وجد ذلك ~~اللينظروا العذاب صباحا ومساء" . وقد سئل عمرو بن العاص- عن ~~المروءة ما هى؟ فقال : ه عرفان الحق، وتعاهد الإخوان يالبر . وكان السرى ~~السقطى - رحمه الله تحالى - يقول: المروءة هى صيانة النفس عن الأدناس ~~اوعن كل شىء يشين العبد بين الناس، وإنصاف الناس فى جميع المعاملات ~~فمن زاد على ذلك فهو متفضل ~~اوكان ربيعة -نفه يقول: المروءة في السفر هى بذل الرجل الزاد ~~اوقلة خلافه على الآخوان، وعدم المزاح معهم، وكان بعضهم يقول: ليس ~~امن المروءة أن يربح التاجر على صديقه، قلت: بل المروءة فى التاجر ~~ضاه بالسربح اليسير لا ترك الربح بالكلية، لأن موضع التجارة إنما هو ~~الربح دنيا وأخسرى، فيأخذ من صديقه الربح اليسير الذى لا يرضى به ~~ايسره من التجار الأجانب أى لا يقنع يه، فإن من باع بغير ربح افتفر ~~ركبه الدين، والله تعالى أعلم. وقد سئل أبو عبد الله محمد بن عراق ~~احمه الله تعالى - عن المروءة ما هى؟ فقال : هى أن لا تفعل فعلأ تستحى ~~امن ظهوره في الدنيا والآخرة. وكان أبوهريرة -2ف- إذا سئل عن المروءة ~~اقول: هى الغداء والعشاء فى أفنية الدور لا في داخلها، وقد كتب الحسن ~~ابن كيسان - رحمه الله تعالى - على باب داره: رحم الله من دخل فأكل ~~وكان السلف إذا استعار أحدهم قدرا يطبخ فيه ردها ملآنة طعاما، وريما ~~ام لأها صاحبها طحاما، ثم أعارها لمن طليها، ويقول: كرهت أن أعيرها ~~الأخى فارغة، وقد سئل الأصمعى - رحمه الله تعالى - عن المروءة فقال: ~~طمام موضوع، ولسان حلو، ومال مبذول، وعفاف محروف، وأذى ~~كفوف ms209 PageV00P000 ~~(221) ~~ييه المقترين للإمام الشعراقى ~~فاعلم دلك يا أخى فقد سمحت مقال سلفك عن المروءة، فاعمل ~~اعليه، وكن يا أخى متشبها يأهل المروءات إن لم تكن منهم حقيقة، والحمد ~~الله رب العالمين. # ومف أحلاقم3 -رصى 1للفالى حنص-، كثرة السناء والجود ~~ابدذل المال، ومواساة الإخوان فى حال سقرهم، وفى حال إقامتهم، فإنه ~~ذلك يقع التعاضد في نصرة الدين الذى هو مقصودهم وفى الحديث: 9إذا ~~ان أغنياؤكم سمحاءكم، وأمراءكم خياركم، وأمركم شوري بيتكم، فظهر ~~الأرض خير لكم من بطنها، وإذاكان أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم ~~اخلاءكم، وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها"(1). # روى أن رجلا أتى التبى -42- فسأله شيئا فأمر له بأربعين شاة، فرجع ~~الرجل إلى قومه وقال: يا قوم أسلموا، فإن محمد يحطى عطاء من لا يخشى ~~الفلقر. وقد زوج الحسين بن على -ي- امرأة، فبعث معها بمائة جارية مع ~~كل جارية آلف درهم، قال : ودخل عبد الله بن أبى بكرة الصحابى - ~~اليوما مجلسا، ففسح له رجل فى المجلس، فلسما أراد القيام قال لذلك ~~الرجل، الحقنى إلى منزلى فلعحقه قأمر له بعشرة آلاف درهم - رحمه الله ~~اكان عبد الله بن عمر -ق ليشترط على من يريد أن يصحبه فى السفر أن ~~اكون عبد القه هو الدى ينفق عليه، وأن يكون خادما ومؤذنا، وقد كانت ~~اعائشة -نيعا تقول: الجنة دار الأسخياء، والتار دار اليخلاء، وكان عيد للله ~~ان عحباس -4- يقول : علامة الكريم أن يكون شييه في مقدم رأسه ولحيته ~~ووعلامة اللثيم أن يكون شيبه فى قفاه، وأن لا ينفع غيره بشىء إلا لرغية أوا ~~اهبة . وقد كان إبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - يقول: عجبا للرجل ~~اليم يبخل بالدنيا على أصدقاته، ويسخى بالجنة لأعدائه. وكان إمامنا ~~الشافعى -قالفه- يقول: من علامة اللئيم إذا ارتفع جفا أقاربه، وأنكر معارفه ~~وتكبر على أهل القضل والشرف، وكان محمد بن سيرين - رسمه الله تعالى ~~- يقول: لقد أدركنا الناس وهم يتهادون بالفضة فى الأطباق كالفاكهة. # (1) ضعيف : أخرجه الترمذى (ح 2226) في الفتن، باب: (278)، وضعفه الشيخ الالبانى. # ضعيف الجامع ms210 (ح 946). PageV00P000 # ان بيه المفترين للامام الشعرانى ~~وكان يحي بن معاذ- رحمه الله تعالى - يقول: عجبت مين ييبقي م ~~اال وهو يسمع قوله سبحانه وتعالى: إن تقرضوا الله قرضا حسنا ~~صاعفه لكم [التغابن:17]، قلت : ومتى كان سبب توقف العبد فى الإنفاق ~~وجوه الخير التى أمر الله تعالى بها مع عدم تصديقه يما وعده الله به من ~~الاجر، وتضعيف الثواب، فلا ينفعه عمل ولو صار من أمثال الجبال، لأته ~~اباه على غير أماس إذ من كمال المؤمن الكامل أن لا يتخلف عن مأمور ~~أمل يا أخى لوجلس إنسان وبين يديه زتبيل ملآن ذهبا، وقال: كل من ~~أععطى فقيرا درهما أعطيته ديتارا كيف ييادر الناس ويسارعون إلى بذ ل ~~الدراهم للفقراء بخلاف ما لو وعدهم بالديتار يعد ستة مثلا، فإنه لا يجييه ~~الا القليل منهم، وذلك لضعف تصديقهم له، ولو أن إيمانهم كان كاملا ~~الاجابوه كلهم، إذ من شرط كمال الإيمان أن يكون ما وعده به الشارع غييا ~~الحاضصر عنده على حد سواء، ومن هنا تقدم من تقدم، وتأخر من تأخر ~~والله أعلم، وقد سئل عبد الله بن مسعود -خاشه عن العاقل من هوة فقال: ~~امن يكنز ماله فى مكان لا يأكله السوس، ولا تصل إليه السلصوص - يعنى ~~لف السماء - . وقد كان كسرى يقول: أنت للمال ما أمسكته ، فإذا أنفقته كان ~~الك. قال : ودخل شخص البصرة، فقال: من سيد هذا المصر فقيل له الحسن ~~الصرى، قال: وبم سادهم2 قالوا: لأنه استغنى عما بأيديهم من الدنيا ~~وواحتاجوا لما عنده من العلم والدين، فقال الرجل: بخ بخ هذا سيدهم بلا ~~اك. وقد أوحى الله إلى موسى -- إنى لأشكو إليك من عبادى من ~~اربعة أشياء استفرضتهم ما أعطيتهم فيخلوا، وحذرتهم من إيليس فلم ~~اذروا، ودعوتهم إلى الجتة فلم يجيبوا، وخوفتهم من النار قلم يخافوا ~~اواجتهدوا في أعمالها . وقد جاءت امرأة يوما إلى الإمام الليث بن سعد ~~قته بإناء صغير تطلب منه فيه عسلا وقالت: إن زوجى مريض، قال: ~~لأمر لها الإمام براوية ملآتة عسلا، فقيل له ms211 : إنها طلبت قدحا صغيرا، ~~فقال: إنما طلبت على قسدرها، ونحن أعطيناها على قدرتا . وكان الحسن ~~الصرى - رحمه الله تعالى - يقول: عجبا لك يا بن آدم تتفق فى شهواتك ~~اسرافا وبدارا، وتبتل فى مرضاة ربك يدرهم ستعلم يالكع مقامك عند PageV00P000 ~~يبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~ادا" وكان يقسول أعطوا الشعراء وذوى اللسان فإن من لم يبال بالشكاية فيه ~~قد تادى على نفسه بالدناءة وقلة المروءة. وكان يقول: إياك أن تطلب حاجة ~~ان يخيل، فإن من طلب منه حاجة فهو كمن يطلب صيد السمك من ~~البرارى والقفار. وكان أبو القاسم الجتيد - رحمه الله تعالى - لا يمنع قط ~~أحدا سأله شيئا ويقول: أتخلق بأخلاق رسول الله -4- . قلت: ومن ~~أاسماء الله تعالى المانع، فيمتع سبحانه وتعالى من سأله حاجة لحكمة لا ~~الخل، تعالى الله عن ذلك، فما نقل عن بعض الاكابر أنه منع السائل فهو ~~االحكمة لا ليخل تعخلقا يأخلاق الله عز وجل، وقد بعث معاوية إلى عائشة ~~لقه- يوما بمائة ألف درهم ففرقتها فى وقتها ولم تبق لها عشاء ليلة. وقدا ~~ق طلة ين عيد-2- مائة آلف درهم وهو جالس يخيط في طرف ~~دائه ويرقعه. وكان عبد الله بن عمر -ق- يقول: ما رأيت بعد النبى ~~أجود من معاوية فاقي لقى الحسن بن على 4 فقال : مرحبا بابن ~~ات رسول الله -4 -، ثم أمر له بثلاثمائة ألف درهم، ثم لقى عبد الله ~~ابن الزبير -ق6 فأمر له بمائة ألف درهم، وكان حماد بن سلمة - رحمه الله ~~اعالى - يدعو على سماطه في كل ليلة من شهر رمضان خمسين رجل ~~اطرون معه، فإذا كان يوم العيد كسا كل واحد منهم ثوبا، وأعطاه مائ ~~درهم، وكان يعطى معلم ولده القرآن كل شهر ثلاثين دينارا، وقد انقطع زر ~~اويه مرة فأصلحه له الخياط، فأعطاه ثلاثين درهما، واعتذر إليه، وكان ~~احمه الله تعالى - يقول: لولا سؤال المحتاجين لى ما اتجرت فى شىء أبدا ~~ووكان - رحمه الله تعالى - إذا رأى امرأة جميلة تسأل الناس يكرمها ~~اوعطيها الدراهم والثياب، ويقول: إنما أفعل ذلك ms212 ليرغب الناس فى تزويجها ~~اوقا عليها من الفتتة. وكان عبد الله بن أبى بكرة -42- ينفق على جيران ~~ايعين دارا من كل جانب، ويفطر على الكسرة. وكان يبعث إليهم ~~ابالأضاحى والكسوة فى الأعياد، وكان يعتق كل سنة فى عيد الفطر مائة ~~لموك. وكان ععبد الله بن أبى ربيعة - رحمه الله تعالى - إذا حجمه عبد من ~~اعبيده أعتقه، واذا كان لغيره اشتراء من مولاه وأعتقه. ولما مرض الإمام عبد ~~اله بن لهيعة زاره الإمام الليث - رحمهما الله تعالى - فرآه يبكى، فقال له: PageV00P000 ~~انيه المغترين للإمام الشعراقى ~~(224) ~~الما ييكيك يا عبد الله؟ قال: على ألف دينار دينا، قال: فأرسل الإمام خادمه ~~ااتاه بها وأوفى عنه الدين . وقد دعى عبد الله ين جعفر -فلقل إلى وليمة ~~فلم يحضر لعايق حصل له، فأرسل إلى صاحب الوليمة خمسمائة دينار ~~اواعتذر إليه، وسأله أن يسامته فى عدم الحضور. وجاء رجل إلى سعيد بن ~~الاص -ناففه يسأله شيئا، قأمر له بخمسمائة وأطلق. فقال الغلام مستفهما ~~امن سيده: دتانير أو دراهم؟ فقال سعيد: أنا ما أردت إلا الدراهم، ولكن ~~حيثما ترددت أنت في ذلك فصيرها له دنانير، قال: فجلس الرجل ييكى ~~لقال له سعيد: ما يبكيك؟ فقال : أبكى على مثلك ينزل تحت الأرض ويأكله ~~الراب. وكان سعد بن عبادة -قلف يقول : اللهم ارزقنى مالأ أجود به ، قانه ~~الا يصلح الفعال إلا المال، ثم ينشد قوله: ~~أارى نفسى تتوق إلى فعال فيقصر دون مبلغهن مالي ~~لف لا نفسى تطاوعتى ببخل ولا مالى يبلغتى فعالي ~~فاعلم ذلك يا أخى، وإياك أن تتظاهر بالمشيخة وأنت على خلاف ~~أخلاق القوم فى الكرم والسخاء والجود والمواساة، فقد كانوا يعطون المال ~~الجزيل ولا يرون لهم قضلا على أحد، وكان أحدهم يشق إزاره نصفين ~~عطى أخاه نصفه. وقد سئل عبد الله بن عمر -42 ما حق المسلم على ~~السلم؟ قال: أن لا يشبع ويترك آخاه جائعا . ولا يليس ويترك أخاه عاريا ~~اولا يبخل عليه بالبيضاء والصفراء ~~اكان أبو الدرداء -فافه- يقول : كيف يبخل أحدكم بديناره، ودرهمه ~~اعلى ms213 أخيه، وإذا مات بكى عليه أشد البكاء. وقد كان الصحابة -- يهدى ~~اضهم الهداية إلى أخيه، فيهديها الآخر إلى أخيه، فلا تزال تلك الهدية ~~ور بيتهم حتى ترجع إلى مهديها الأول، ومع أن كلا منهم محتاج إليها ~~اولكن كانوا يؤثرون على أنفسهم، وكان أحدهم إذا تزوج وهو فقير يعطون ~~اعنه المهر، ويعطونه قوت سنة إدخالا للسرور عليه ودفعا لما لعله يقع فيه من ~~الاهتمام بأمر المعيشة، كما هو الغالب على من يتزوج. وكان الحسن بن على ~~لا يرد سائلا قط، وسأله مرة شخص فأمر له بعشرة آلاف دينار فقال PageV00P000 ~~(225) ~~اتيه المغترين للممام الشعراقى ~~ال الرجل: إنى لا أجد ما أحملها فيه، فأعطاه طيلسانه، وكان يكر بن عبد ~~اله المزنى - رحمه الله تعالى - يقول: أحب أموالى إلى ما وصلت به ~~اخوانى، وأبغضها إلى ماخلفته ورائى، وقد كانوا إذا أقبل عليهم السائل ~~رحون به، ويقولون: مرحبا بمن جاء يحمل أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرة ~~ويقل عنا ما يشغلنا عن عبادة ربنا سبحانه . وكان يرسل أحدهم إلى أخيه ~~الالف دينار ويقول له: فرقها على المحتاجين ولا تنسبها إلي، وقيد كان ~~انحاك - رحمه الله تعسالى - يقول فى قوله تعالى: إتا نراك من ~~الستين [يومف:36]، قال : كان إحسان يوسف عليه الصلاة والسلام أن ~~كل من مرض فى السجن قام عليه، وكل من احتاج وسع عليه، وكان : ~~له إذا لم يجد عنده شيئا للفقير يدور على الأبواب يسأل له الناس . وقدا ~~كان السلف إذا مات لأحدهم خادم يرسلون له خادما خلافه، وكان يقبل ~~لك وهو ساكت، ولا يرى له فضلا على أخيه، وكانوا إذا بلغهم أن على ~~أحد من إخوانهم دينا يوفونه عنه من غير آن يشاوره عليه، وكان المديون إذا ~~علم ذلك يسكت، وكآنه وفاه هو من ماله لما يعلم من طيبة نفس أخي ~~ذلك. وقد كانت معيشة الربيع بن خيشم وإبراهيم النخعى وعطاء السلمى ~~- من صلة الإخوان، ولم يكن لأحدهم زرع ولا ضرع، ولا غير ذلك. # قلت: وما جاء عن السلف من ذمهم ترك الحرفة ms214، والاكل من طعام الناس ~~احمول على من يمن بذلك عليهم، ويطعمهم لأجل دينهم ونحوه، وكانوا ~~إذا سألهم أحد من إخوانهم وفاء دين يوفونه عته، ويقولون: يا ويلنا قصرنا ~~اعن البحث عن حال أخينا حتى أحوجتاه إلى سؤالتا، وقد بلغ ابن المقنع ~~احمه الله - أن جاره عزم على بيع داره لديون عليه، فأرسل له ثمن الدار ~~اقال له : لا تبعها فإن نفعنا يها اكثر من نفعك أنت بها طالما جلسنا في ~~اظفلها، وكان إبراهيم التيمى - رحمه الله تعالى - يجمع كل قليل جماعة من ~~القراء ويجلسهم فى المسجد، ويقسول لهم: تعبدوا وأنا أقوم بخدمتكم ~~مؤنتكم، وقد كان ميمون بن مهران - رحمه الله تعالى - يقول: من طلب ~~ارضاة الإخوان بلا إحسان فقد أخطأ الطريق، وفى رواية فليصل أهل ~~القبور. وقد كان أمير المؤمنين على نفقفه يقول: خير المسلمين من أعانهم PageV00P000 ~~النيه امغترين للإمام الشعراتى ~~وفعهم، وكان عيسى -- يقول: استكثروا من شىء لا تأكله النار ولا ~~الراب، فيقولون: ما هو؟ قيقول: المعروف فإن لم تنفحك أيام صداقته فلا ~~عليك منه إن قرب أو بعد. اه ~~تأمل يا أخى فى نفسك واتبع أقوال سلفك الذين تزعم أنك خلفهم ~~والحمد لله رب العالمين. # وم أحلاقصم- وصمى اللفالى عنيم ، شدة محبتهم لاصطناع ~~المعروف إلى الإخوان ومحبة الانبساط إليهم، وإدخال السرور على بعضهم ~~اصا، وتقديم إخوانهم فى ذلك على أنفسهم، وكانوا لا يتوقفون على ~~استحقاق إخوانهم لذلك، ويقولون: إن لم يكن أخونا أهلا للمعروف فتحن ~~امن أهله. وكان على -فانت يقول: اصنع المعروف ولو إلى من يكفره، فإنه ~~ف الميزان أثقل مما يشكره، وكان محمد بن الحنفية فاته يقول: صانع ~~العروف لا يقع ولو وقع لا ينكسر، وكان جعفر بن محمد -قافه- يقول: إنما ~~حرم الله الربا لتلا يتمانع الناس المعروف، وكسان معمر - رحمه الله - يقول: ~~القد صار المعروف والإحسان اليوم سلما للسوء حتى قال الناس: اتق شر من ~~اسن إليه، كل ذلك لخروج الأمور من موضوعاتها لقرب الساعة. وكان ~~اقول: من أقبح المعروف أن تحوج السائل إلى ms215 أن يسأل وهو خجل منك فلا ~~اىء محروفك قدر ما قاسى من الحياء، وكان الأولى أن تتفقد حال أخيك ~~اترسل إليه ما يحتاج ولا تحوجه إلى السؤال. # كان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: تحن لا نعد ~~الرض من المعروف لأن صاحيه يطلب المقابلة، وإنما المعروف المسامة ~~الناس فى كل ما يطلبوته منك فى الدنيا وفى الآخرة، وكان السرى ~~السقطى - رحمه الله تعالى - يقول : ذهب المعروف وبقيت التجارة يحطى ~~احدهم لأخيه الشىء لأجل أن يسعطيه نظيره . وقد كان وهي بن منيه ~~احمه الله تعالى - يقول: من يكافئ صاحب الهدية فهو من المطفغين ~~اكان عبد الله بن عباس -4- يقول: لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال ~~اجيله وتصغيره فى عين معطيه وإخفاؤه عن الناس، وكان المهلب بن أبى PageV00P000 ~~الق ييه المغترين للإمام الشعرانى ~~صفرة - رحمه الله تعسالى - يقول : لقد أدركتا الناس وأحدهم يدخل دار ~~أخيه وهو غائب فيرى السلة مملوءة فاكهة، فيأخذها يأكل منها، ويفرق ~~امنها بغير إذن، فإذا جاء أخوه وأخيره فرح بذلك. وقد كان لمحمد بن ~~سيرين - رحمه الله تعالي - بغل مربوط في دهليزه فكان كل من احتاج ~~ال ركوبه أخذه وركبه من غير استذان لما يعلمون من طيب نفسه بذلك ~~اوكان عبد الله بن المبارك مع شدة ورعه يكتب من محبرة إخوانه بغير إذن. # وقد دعى مسلم بن زياد - رحمه الله تعالى - إلى وليمة فأبطا، ثم ذهب ~~فقلما رآه صاحب الوليمة قال له : إنك قد أبطأت. وقد أكل الناس الطعام ~~دهبوا وما يقى شىء، فقال له مسلم: لعل القصاع قد بقى فيها شى ~~الحسه، فقال له : إنا قد غسلناها، فقال : لعل القدور قد بقى فيها شىء ~~لقال: وقد عسلناها آيضا، فقال له : لعل كسرة من خبز، فقال له : لم ييق ~~عندنا ولا لقمة واحدة، قال : فتبسم عند ذلك مسلم ورجع، فقالوا له ~~انك لم تتكدر منه ونحن نراك قد تبسمت، فقال: إن الرجل قد دعانا ينية ~~االححة، وردنا كذلك بنية صالحة، فعلام نتكدر منه ~~وقد دخل جماعة دار ms216 سفيان الثورى - رحمه الله تحالى - وهو ~~اائب، فأخذوا ما يأكلون وجلسوا يأكلون ويتحدثون فى صلاح سفيان ~~لفيتما هم كذلك إذ أقيل سقيان فوجدهم على تلك الحالة فبكى، فقالوا ~~اله: ما ييكيك؟ قال: كيف لا أبكى وقد ذكرتمونى بأحوال السلف ~~الصالح، وعاملتمونى بأخلاق الصالحين، ولست منهم، وكان بقية ين ~~الوليد - رحمه الله - يدخل دار صديقه فى غيبته، ويأخذ القدر من على ~~النار ويضعه على باب الدار فيأكل منه ويقرق على الفقراء والمساكين، فإذا ~~اجاء أخوه فرح بذلك، وقال: جزاك الله من أخ صالح خيرا قدمت مالنا ~~اللوم معادنا. وقد كان جمفر بن محمد -4 يقول: ييس الاخ من لا ~~جرأ أخوه أن يفتح كيسه فى غييته، ويأخذ منه ما يحتاج إليه بغير إذنه. # قلت: قد يترك أحدهم ذلك لا لما يعلمه من أخيه من البخل، بل قياسا ~~على نفسه. والله أعلم. PageV00P000 # بيه المفترين للامام الشعراتى ~~(228 ~~وكان حامد اللفاف - رحمه الله تعالى - يقول : والله ما كنا نظن أتتا ~~اعيش إلى زمان صار الأخ إذا أعطى أخاه شيئا يرى له قسدرا في قلبه، فإذا ~~اظهر أخوك محبتك قلا تبادر إلى تصديقه، فإن الاخوان الآن قد صاروا ~~اريعى الانقلاب، وإذا قربك إنسان فكن منه على حذر. وقد كان عبد اله ~~ان عياس 64 يقول: من أدخل على إخواته السرور فهو من الآمنين من ~~عذاب الله تعالى يوم القيامة . وكان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - يقول: ~~القد أدركنا الناس وأحدهم لا يرى أنه أحق بمتاعه من أخيه إلا إذا كان أحوج ~~إلى ذلك من أخيه، وكسان معن بن زائدة - رحمه الله تعالى - يقول: ما ~~اددت سائلا قط إلا وتبين لى أنى مخطئ فى ذلك، وكان عبد الله بن عباس ~~- يقول: إنى لا أستحى من صاحبى أن يزورنى ثلاث مرات ولم أعطه ~~ايئا. وكان الزهرى - رحمه الله تعالى - يقول: إن كان لك إلى أخيك حاجة ~~فائته في بيته، فإن ذلك أقضى للحاجة. وقد قال رجل مرة لأوس بن ~~اخارجة - رحمه الله تعالى - إنى جئتك فى حاجة صغيرة، فقال ms217 له : اطلب ~~الها رجلا صغيرا، وكان الحسن ين على جي4 إذا سئل قى حاجة يبادر إليها ~~ووقول: إنى أخاف أن أبطئ بها فيستسغتى أخى عنها فيفوتتى الأجر. وكان ~~طرف ين عبد الله - رحمه الله تعالى - يقول: من كان له عندى حاجة ~~لف ليكتبها فى قرطاس، ويرسلها إلى فإنى أكره أن أرى ذل المسألة في وجه ~~اسلم، فإن السؤال أرحج من النوال، وإن جل، وكان الفضيل بن عياض ~~احمه الله تعالى - يقول: من المعروف أن ترى المنة لأخيك عليك إذا أخ ~~ك شيئا لأته لولا أخذه متك ما حصل لك الثواب، وأيضا فإنه خصك ~~بالسؤال ورجا فيك الخير دون غيرك. وكان محمد ين واسع - رحمه ~~اعالى - إذا سأل أحدا حاجة يقول: قد رفعنا أمرها إلى الله، فإن قضاها على ~~ديك حمدنا الله وشكرناك، وإن لم يقضها على يديك حمدنا الله تعالى ~~اعذرناك. وكان ميمون بن مهران - رحمه الله تعالى - يقول : إذا كان لك ~~عتد أحد حاجة فاجعل رسولك الهدية . فقد كانت عائشة شافه تقول ~~فتاح قضاء الحاجة الهدية . وكان عبد الله بن عباس -:44- يقول: لا تطلبوا ~~امن أحد حاجة بالليل، فإن الحياء فى العينين، وكان -نوفنه يقول: من بات PageV00P000 ~~بيه المغترين للامام الشعرانى ~~قلب على فراشه إذا نزل بى بلاء أوهم أوغم فلا أقدر على مكافأته لان ه ~~علني حاجته عند ربه عز وجل ~~اكسان عطاء - رحمه الله تعالى - يقول: إنى لأسسمع الحديث من ~~الرجل، وأكون أعرفه قبل ذلك، وسمعته مرارا فأصغى إليه إصغاء من لم ~~اييسمعه قط إلا منه ، وذلك خوقا أن يخعيل إذا سايقته إليه . وكان ابن عياس ~~ق6 يقول: لكل داخل دهشة فتلقوه بالرحب، وابدوه بالتحية. وفي ~~الحديث : "لا تنزلوا حوائجكم بمن لا يشتهى قضاءها" . وكان الربيع بن خيثم ~~رحمه الله تعالى - لا يعطى السائل كسرة ولا شيئا مكسورا، ولا ثويا ~~اخلقا، ويقول: أستحى أن تقرأ صحيفتى على الله تعالى وفيها الآشياء التاقهة ~~ال أعطيتها لأجله . انتتهى ~~فاعلم ذلك يا أخى، وفتش تفسك هل أنت على قدم سلفك ms218 فيما ~~امعته أم خالفت. وإياك أن تدعى أنك من الصالحين، والحمد لله رب ~~العالمين ~~ومف أخلاقهم- رصىاللتحالى حنيم : عدم ميادرتهم إلى ~~المأخاة فى الله تعالى بل يتريص أحدهم فى ذلك السنة وأكثر أدبا مع الله ~~عالى أن يؤاخى أو يصادق أحدا من غير معرفته بالوفاء بحقوقه، وتنزيله ~~الم نزلة نفسه في أمور الدنيا والآخرة، وهذا الخلق يخل به كثير من الناس ~~بادرون إلى مؤاخاة من طلب منهم ذلك ومصادقته، ثم بعد مسدة ~~اصارمان . وقد قالوا: فساد الانتهاء من فساد الأبتداء، وفى الحديث: لا ~~ايتواد اثنان فيغرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما"(1). رواه الإمام أحمد بن ~~احنبل -ته وفى الحديث أيضا: "فى آخر الزمان قوم إخوان العلانية أعداء ~~السريرة، قالوا: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: يتواخون رغبة ورهبة"(2) ~~اوقد كان أنس بن مالك -قاف- يقول: كان رسول الله -- يؤاخى بين ~~(1) أخرجه أحمد (71/5) ~~(42 فسحيف : آخرجه أحمد (5/ 235)، وفي إستاده أبو بكر بن آيي مريم وهو صعيف كم ~~التقريب (7974)، وكان قد سرق بيته فاختلط. PageV00P000 # انيه المقترين للامام الشعرانى ~~(230) ~~أصحابه -قه فتطول على أحدهم الليلة حتى يلقى صاحيه، وقد كانت ~~العامة إذا غاب أحدهم عن أخيه ثلاثة أيام يوبخ كل واحد منهم نفسه. وكان ~~احبيب بن أبى ثابت - رحمه الله تعالى - يقول : لا تؤاخى أحدا إلا إن كنت ~~الا تكتم عنه سرا، وإلا فهو أجنبى منك. وكان الحسن البصرى - رحمه الله ~~انعالى - يقول: لقد أدركنا الناس وهم يواسون بعضهم بعضا ولا يسألون عن ~~كون أخيهم محتاجا إلى ما يواسونه به أم لا، وتراهم اليوم يسألون عن ~~أحوال بعضهم، ثم لايسمح أحدهم أن يعطى أخاه درهما. # ووكان أيوحازم - رحمه الله تعالى - يقول: إذا كان لك أخ فى الله، قلا ~~عامله فى الدتيا، وأكثر من مواساته من غير طلب عوض منه على ذلك ~~التدوم لك صحبته. وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: لا ينبغى ~~الأحد أن يقول لاخيه : إنى أحبك لله إلا بعد أن يعرض على نفسه أنه لا ~~امنعه شيئا طليه مته، ولو طلاق ms219 زوجته ليتزوج بها، وقد سئل عن الاخوة ~~ف الله،؟ فقال: تلك طريق نبت فيها الشوك، فلا أحد يسلكها. وكان ابن ~~ااس -تلفعا يقول: من لم يشق عليه الذباب إذا تزل على بدن أخيه ~~لق ليس بأخ. وقد كان عمرو بن العاص - يقول : كلما كثر الأخلاء كشر ~~الخرماء يوم القيامة، ومن لم يواس إخوانه بكل ما يقدر عليه تقصوا من ~~احيته يقدر ما نقص من مواساتهم، والمراد بالغرماء الحقوق، وكان على بن ~~اكار - رحمه الله تعالى - يقول: ما رأيت فى زماتى أحدا قام بحق الأتوة ~~امل إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - كان يقسم الدرهم والثمرة والزييبة ~~اته وبين أخيه، وإن غاب حفظها له حتى يحضر. وقد قيل لميمون بن مهران ~~رحمه الله - ما لنا نراك لا يفارقك الأصدقاء . فقال : لأتى كلما رأيت أخى ~~احي شيئا أعطيته إياه، ولا أميز نفسى عليه، وان إمامنا الشافعى-فالفم ~~اقول: ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته والاعتذار إليه ~~وقد مات ولد ليونس بن ععبيد - رحمه الله تعالى - قلم يعزه ابن عوف ~~لقيل له : إن فلانا لم يعزك فى ولدك. فقسال: إنا إذا وثقنا بمودة أحد لا ~~اضرنا أن لا يأتيتا. وكان حامد اللفاف - رحمه الله تعالى - يقول: لقد أدركنا PageV00P000 ~~تنبيه المقترين للإمام الشعراتى ~~الناس وهم يسنون إلى أعدائهم، وتراهم اليوم لا يحسنون ولا ~~الأصدقائهم، وكان الأعمش - رحمه الله تعالى - يقول: لقد أدركتا الناس ~~ووأحدهم يمكث الأيام المتوالية لا يلقى أخاه، ثم إذا تلاقيا لا يزيد أحدهم ~~الآخر على قوله : كيف أنت، كيف حالك، ولو أنه سأله شطر ماله لأعطاه ~~اياه، ثم صار الناس اليوم لو لقى أحدهم أخاه كل يوم أو كل ساعة يقول: ~~ه: كيف حالك، كيف أنت، ويسأله عن كل شيء حتى عن الدجاجة فيي ~~البت، ولو أنه سأله درهما لم يعطه إياه، وقد قال شخص مرة لبشر الحافى ~~- رحمه الله تعالى -: إنى أحسيك فى الله، فقال له: ليس ما تقوله حقا ~~اريما كان حمارك أهم عندك منى فى تذكسره عند العشاء ms220، فكيف تدعى ~~وقال شخص لبشر بن صالح: إنى أحبك فى الله فقال له : ما حملك ~~اعلى الكذب؟ قال : كيف؟ قال : تدعى أنك تحينى، وبرذعة حمارك آكثر قيمة ~~امن عمامتى وثيايى، وقد سئل سفيان بن عيينة - رحمه الله - عن الأخوة فى ~~اله تعالى فقال: هى أن تخرج عن جميع مالك كما خرج الصديق فاف ~~ان ماله كله لرسول الله-22- . وقد سئل بشر الحافى - رحمه الله تعالى - ~~اعن الرجل يحب الرجل، ولكنه ربما يمتعه يعض منافع الدنيا أهوصادق فى ~~حبته؟ قال : نعم، ولكنه مقصر عن درجة الكمال . وكان إبراهيم بن أدهم ~~احمه الله - يقول: من علامة صدق المتحابين في الله عز وجل آن ييادر كل ~~أحد منهم إلى مصالحة صاحبه إذا أغضبه، قإنا لم نجد قط أحدا محيوبا إلى ~~اخواته وهو لا يواسيهم كما آنا لم نجد قط غضوبا مسرورا، ولا حريصا ~~اوقد قيل لعبد الله بن عمر -4: ما بال أحدنا ينظر إلى ما خرج منه ~~غنيا. # الفى الخلاء، قلا يكاد يغض طرفه عنه . فقال: لأن الملك يقول له : انظر إلى ~~اا يخلت به على إخوانك إلى ماذا صار، وكان مالك بن دينار - رحمه الله ~~اعالى - يقول: قد صارت أخوة الناس فى هذا الزمان كمرقة الطياخ طيية ~~الريح، ولا طعم لها، وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول PageV00P000 ~~انيه المغترين للإمام الشعرانى ~~امن شرط الصدق فى الأخوة أن يكرم الشخص أخاه إذا افتقر آكثرما كان ~~اكرمه حال الغنى، وذلك لأن الفقرأشرف من الغنى، وصاحبه أحق باللإكرام ~~امن حيسث المقام لا من حيث حاجة الفقر. وكان أيو مطيع - رحمه الله - ~~اقول: لقد أدركتا الناس وهم يتهادون بالمماليك والبراذين والدور والأطباق ~~امن المال، فصاروا اليوم يتهادون بالخبز والطعام وعن قريب يترك الناس ذلك ~~يميتون سنة السلف بالكلية، وقد كان أحدهم يتعهد أولاد أخيه من حين ~~اجع من جنازته إلى حين بلوسهم رشدهم، فصار الناس ينسى أحدهم ~~اولاد أخيه، وأهله أصلا ~~اكان إبراهيم التيمى - رحمه الله تعالى - يقول : الرجل بلا إخوان ~~كاليمين بلا شمال ms221، وقد كان آبو معاوية الأسود - رحمه الله - ينحت الحجارة ~~ويتقوت منها، فلما كبر قالوا له : أنك قد كثبرت وعجزت عن ذلك، فقال: ~~واله إن نحت الحجارة عندى أهون وألذ من سؤال الناس . وكان سفيان ~~النورى - رحمه الله تعالى - يكوم الذهب والفضة بين يديه، ويقول: لولا ~~اهذا لتمتدل الناس بنا، ولأن أخلف بعدى ثلاثين ألف دينار أسأل عنها يوم ~~اليامة أحب إلى من أن أقف على باب أحد أسأله حاجة، وكان ميمون بن ~~هران - رحمه الله تعالى - يقول: من كان الناس عنده سواء، فليس له ~~اديق، ومن لم يسال عتك بالخدوات ويصلك بالحشيات فاعدده من ~~الأموات، وكل من لم يحدك إذا مرضت، ولم يتحفك إذا احتجت، ولم ~~ازرك إذا قصرت عن زيارته، فهو من إخوان الطريق، ثم ينشد قوله ~~الا ذهب التذمم والوفاء وبساد رجاله وبقى الغثا ~~ووأسلمنى الزمان إلى أناس كأنهم الذئاب لهم عوا ~~إذاما جثتهم يتواقعونى كأنى أجرب الأعضاء دا ~~أخلاء إذا استغنيت عنهم وأعداء إذا نزل البلاء ~~أقول ولا ألام على مقالى على الإخوان كلهم العفاء ~~انهي PageV00P000 ~~تيه المغترين للإمام الشعراتى ~~افاعلم ذلك يا أخى، وفتش نفسك، وانظر هل عاملت قط إخوانك ~~اهذه المعاملات؟ أم فرطت في ذلك جهلا وبخلا، ولا تدع أنك من ~~الصالحين قط، ولو عصلت بأعمالهم، فافهم يا أخى، والحمد لله رب ~~العالمين ~~وم أحلقصمرصىاللفحالى نهم: إكرام الضيف ~~ووخدمته بأنفسهم إلا بعذر شرعى، تم لا يرون أنهم كافيوه يإطعامه وخدمته ~~اعلى تخصيصه إياهم بالإقامة عندهم، وإحسانه الظن بهم، وعدم اعتقاده ~~يهم البخل. وقد كان رسول -4-، يخدم الضيف بنفسه، وكذلك ~~اصحابه وأتباعه -قشه- ولما قدم وفد النجاشى عليه -4- لم يمكن أحدا ~~ادمهم غيره ، وقال: "إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين، وأنا أريد أن اكافتهم ~~اعلى ذلك" . وكان السلف يعدون ليلة الضيف كأنها ليلة عيد لما يحصل لهم ~~من السرور ~~اكان أمير المؤمنين على -فاته يقسول: لأن أجمع نفرا من أصحابى ~~على طعامى أحب إلى من عتق رقبة. وكان أنس بن مالك فافته- يقول ~~اكاة الدار أن يجعل فيها ms222 بيت للضيافة. وكان بكر بن عبد الله المزتى - رحمه ~~اله تعالى - يطعم الضيف، ثم يكسوه إذا أراد الانصراف ويقول: إن فضل ~~اجايته إلى طعامى أعظم مما صنعته أنا معه . وقد كانت كنية إبراهيم الخليل ~~اعليه الصلاة والسلام أبا الضيقان لكونه كان يذهب الميلين إلى الضيف ليأتى ~~ابه إلى منزله. وقد كانت عائشة -فاققعل تقول: ليس من السرف التبسط ~~الصيف قى الطعام، . وقد كبان مجاهد - رحمه الله تعالى - يقول في قوله ~~عالى: { ضيف إبراهيم المكرمين [الذاريات:24]، إتما كانوا مكرمين لأن ~~االخليل عليه الصلاة والسلام خدمهم بنفسه. # ووكان عبد الواحد بن أبى ليلى - رحمه الله تعالى - لا يدخل عليه أحد ~~الا أطعمه وسقاه، ثم اعتذر إليه أى اعترافا بأنه مقصر في حقه. قلت: ومن ~~ادركناه على هذا القدم سيدى الشيخ محمد بن عنان، والشيخ أبو الحسن ~~المرى، والشيخ عبد الحليم بن مصلح، والشيخ محمد الشناوى، والشيخ PageV00P000 ~~اه النري لهلم الفراى ~~ابو بكر الحديدى، وجماعة - أجمعين . وكانوا لايتكلفون للضيف خوفا ~~ان يضجروا منه إذا أتاهم مرة أخرى، ويقولون: من كان يطعم ضيفه ما يجد ~~لا ييالى به أى وقت جاء. وقد سئل عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - ~~اعن مناولة الضيوف الطعام لغيرهم. فقال: إن كان لبعضهم فلا بأس، وأما ~~الأجنيى فلا ~~اكان بكر بن عبد الله المزنى - رحمه الله تعالى - يقول: من دعى إلى ~~طعام قذهب معه يأخر استحق لطمة، قإن قيل له: اجلس ههنا فقال: بل ~~ال هنا استحق لطمتين، فإن قال لصاحب الدار : ألا تأكلى معنا استحق ثلاث ~~الطمات أى لأن ما فعله في الثلاث خصال فضول منه . وكان محمد بن ~~ايرين - رحمه الله تعالى - ييتها أن يطعم الضيف من شىء لم يكن عند ~~اذلك الضيف، ولا في بلده. قال خالد بن دينار - رحمه الله - دخلت على ~~مد ين سيرين - رحمه الله تعالى - ومعى رفقة، فأخرج إلينا شهدا ~~وقال: إن مثل هذا ليس هو عندكم؟ قلتا: تعم، وكان ميمون بن مهران - ~~احمه الله تعالى - يقول: من أطعم ولم يتمر ms223 أى لم يطعم الضيف تمرا أو ~~ايئا حلوا كان كمن صلى العشاء ولم يوتر . واعلم أن الواجب على المضيف ~~ان يطعم الضيت من الحلال، وأن يعلمه بمواقيت الصلاة، ولا يقصر عما ~~القدر عليه من الدسم، وحسن المطعم، وأن الواجب على الضيف أن يجلس ~~احيث أجلسوه، وأن يرضى بما إليه قدموه، وأن لا يخرج حتى يستأذن. وكان ~~أوس بن خارجة يقول: ما دعوت قط نقرا إلى طعامى وأكلوه إلا ورأيت ~~الفضل والمنة فيهم على أكثر من منتى عليهم ~~اوكان حامد اللفاف - رحمه الله تعالى - يقول: من علامة المتفعل فى ~~الزهد أنه إذا استضافه أحد يذكر له سخاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وإن ~~أضاف هو أحدا يذكر له زهد عيسى عليه الصلاة والسلام، وقد كان ~~الأصمحى - رحصه الله تعالى - يقول: إذا استضافك بخيل، قبادر إليه وعلمه ~~الكرم، ولا تأكل له طعاما، وإياك أن تنسى دابتك من العلف، فإنه ربما فرط ~~فى بعشائها. وكان يقول: ما استضقت عند بخيل إلا وصاحت دابتى جوعا PageV00P000 ~~(235) ~~اتبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~وواستغنيت عن الخلاء ، وأمنت من التخمة. قلت : وقد أنشدنى شيخ الإسلام ~~كمال الدين الطويل - رحمه الله تعالى - أبيائا في البخيل، وهى قوله: ~~واذا أردت إخاءه فارفع يمينك من طعامه ~~فالموت أهون عسنده من مضغ ضيف والتقام ~~يان كسر رغيفه أو كسرشييء من عناام ~~اذا مررت ببابه فاحفظظ رغيقك من غلام ~~انهي ~~الفاعلم ذلك يا أخى، وفتش نفسك هل تخلقت بتلك الأخلاق، أم ~~الرطت فيها وقلت: إن إطعام الطحام ليس هو من طريفتنا، ولا طريقة شيخنا ~~كمسا يقع فى ذلك بعض من ادعى الطريق بغير صدق ويقول: إن كل فقير ~~عل له سماطا، فكأنه جعل مكانه مناخا للبطالين. فاحذر يا أخى من ~~اذذك، فقد ورد في الحديث قوله - : "ما جبل ولى الله إلا على السخاء ~~حسن الخلق"(1) قلت : ولا أعلم الآن أحدا من إخواتنا في مصر أكرم من ~~الشيخ سليمان الحتضيرى والشيخ جمال الدين خليفة الشيخ شاهين كثر الل ه ~~ف المسلمين من أمثالهما، ونقعنا بيركتهما وزادهما ms224 من قضله، والحمد له ~~اب العالمين ~~وص أحلاقمم-رصضىاللهفحالى حنعم * عدم الإجابة إلى طعام ~~امن فى ماله شبهة من أمير ومباشر، وقاض، وكاشف، وشيخ عرب، وشيخ ~~ابلد، وتاجر يبيع على الظلمة، وأضرابهم، وكثرة تعففهم عما فى أيدى ~~الناس من الحلال . واعلم أن من علامة الشبهة فى الطعام أن ينوع الإنسان ~~أطعمة لأنه لو تبع الحلال لما وجد شيئا من الحلال يتوع به الطعام، ولذلك ~~النبى -- عن أكل طعام المتبادرين يعنى المتفاخرين . وكان عبد اله ~~ان عمر -يلنو4- يقول: لا تأكل إلا من طعام التقى النقى . ولا تطعم طعامك ~~إلا للتقى التقى . وكان قافه لا يجيب إلى وليمة إلا إن وثق بدين صاحبها ~~(1) موضوع: انظر السلسلة الضعيفة (ح 122). PageV00P000 # ات بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(236) ~~وثوقا شديدا. وكان أبو مسعود البدرى -فافع لا يجيب إلى وليمة إلا إن ~~اعلم أن لا يكون هناك شىء نهى الله عنه . وقد كان أبو أيوب الأنصارى ~~افيه إذا ذهب إلى وليمة ورأى فى البيت سترا يرجع ويقول: لا يستر ~~اليوت إلا الأكاسرة والجبابرة، ونحن لا نأكل لهؤلاء طعاما. وقد دعى ~~اذيفة -فيالته إلى وليمة فرأى هناك شيئا من زى العجم فرجع مسرعا ~~قال: من تشبه بقوم فهو منهم، ومن رضى يفعل قوم فهو شريكهم ~~كان محمد بن سلام السكندرى - رحمه الله تعالى - يقول: قد ذهبت ~~السنة في الولائم أن الجفان كانت تملأ طعاما، ويغدى بها إلى المسجد فيأكل ~~ها كل من كان حاضرا من غنى وقتير وشريف ووصيع، وكان صاحب ~~اليمة إذا خص الأغنياء بالدعوة لايأكل التاس له طعاما ويقولون: إنه شر ~~الطعام . وكان القضيل ين عياض - رحمه الله تعالى - يقول: إن الرجل ~~اليكون له موقع من قلبى، فإذا رأيته وسع فى الطعام سقط من عينى لقلة ~~ارعه. وقد قال لقمان عليه السلام لابنه : يابنى إياك وحضور الولائم، فإنها ~~تذكرك بالدنيا وشهواتها ~~اكان آيوب السختيانى - رحمه الله تعالى - يقول : لا يكمل الرجل حتى ~~اكون فيه خصلتان : التجغف عما فى أيدى الناس وتحمل الأذى منهم، وكان ~~امالك بن ms225 دينار - رحمه الله تعالى - إذا دعى إلى وليمة ورأى هتاك أحدا من ~~لاة الجور رجع مسرعا وقال : إنا لا تجالس الجبابرة. وكان ميمون بن مهران ~~رحمه الله تعالى - يقول: مؤاكلة المحب تهضم الطعام، ومؤاكلة العدو ~~اتخمه. وكان شقيق بن إيراهيم - رحمه الله تعالى - يقول: لم يبق فى هذا ~~المان وليمة على وفق السنة، ولقد ندمت على إجابتى الولائم، وكان ~~الثورى - رحمه الله تعالى - يقول لأصحابه : عليكم بعدم حضور الولائم ما ~~امكن إلا إن كانت سالمة من البدعة، فإنه ما أكل رجل قط من قصعة رجل ~~إلا ذل له . وقد كان أميرا المؤمنين عمر وعثمان -44 - لا يجيبان إلى حضور ~~الولائم ويقولان: نخاف أن يكون الطعام مياهاة وتفاخرا، وكان عبد الله بن ~~اسعود -تافه يقول: نهينا أن نجيب إلى طعام من أظهر لنا أمارات الرياء PageV00P000 ~~(237 ~~تبيه المفغترين للإمام الشعرانى ~~اوالسمعة فى طعامه أو كان فى بيته ستور كستور الكعية . وكان حاتم الأصم ~~احمه الله تعالى - يقول: إن مذمة الناس للشخص فى هذا الزمان مدحة له ~~الاهم لا يذمونه إلا بما لا تهواه نفوسهم. وكان موسى بن طلحة ~~اقول: أرسل إلى عبد الملك بن مروان بثلاث بدر فضة وأرسل يقول: فرقها ~~اعلى الفقراء، فأجبته إلى ذلك ثم أرسلت منها شيئا إلى أبى رزين العقيلى ~~اكان مجهودا - رحمه الله تعالى - فكأنى القيت عليه العقارب فردها وبات ~~اطاويا. وقد أرسل أمير المؤمنين عثمان بن عفان فافيه بمال إلى أيى ذر ~~افته مع ععبد له وقال له : إن قبله منك فأنت حر، فلما ذهب الحبد إليه ~~االال لم يقبله، فقال له العبد: يا سيدي إن قبولك له فيه عتقى فقال له أبو ~~اذر -تاشه إن كان فيه عتقك، فإن فيه رقى ~~الاعلم ذلك وفتش نفسك هل تعففت قط كما يتعفف هؤلاء، أم أكلت ~~كل ما دعيت إليه، وقلت الأصل الحل، وأتلفت نفسك ومن تبعك من يقول ~~الولا أن ذلك حلال لما أكل منه سيدى الشيخ، وإياك ودعوى الصلاح وأنت ~~الم تتعفف، والحمدلله رب العالمين. # هفاخلافهم -رصى ms226 اللهتعالى عنهم : كثرة الصدقة بكل ما ~~الففضل عن حاجتهم ليلا ونهارا سرا وجهرا، ومن لم يجد منهم شيئا من المال ~~االطعام مثلا تصدق بكف آذاه عن الناس وتحمل هو أذاهم، وقد كاتت ~~ادقات الفقراء فى الزمن الماضى أكثر من صدقات الأغتياء لعدم إدخارهم ~~الال والطعام بخلاف الآغنياء. ولا شك أن الفقراء أطيب نفسا بالصدقة من ~~الالاغعنياء لكمال إيمانهم ويقينهم وعدم بخلهم بالمال على المحتاجين ~~اوكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -فافته يقول: اللهم اجعل الفضل ~~اعند ختيارنا لأجل أن يعودوا به على أولى الحاجة منا . وقد كان بعضهم ~~السل إليه أخيه الرغيف أو التمرة أو النعل مثلا ويقول له : إنا نعلم غناك عن ~~امثل ذلك، وإنما إردنا أن نعلمك أنك على بال منا . وكان عبد العزيز ين ~~عير - رحمه الله - يقول: الصلاة توصلك إلى نصف الطريق، والصوم ~~اوصلك إلى باب الملك، والصدقة تدخلك إلى الملك، وكان - رحمه اله PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للامام الشعراقى ~~(238) ~~اعالى - يجمع الأموال ويقول: إنما أجمع ذلك لبطون جائعة، وظهور عارية ~~ولم أجمعه للماء والطين، وقد طلبوا منه شيئا لعمارة مسجد، فأبى ولم ~~اطهم شيئا وقال: الجائع أحق. وقال لقمان -قيتلم لابنه: يا بنى إذا ~~أخطأت فتصدق ولو يرغيف. وكان عيد الله بن عباس -4 يقول: من لم ~~اكرم بماله فتركه جمع المال أولى. وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - ~~اقول: لا يتصدق أحدكم إلا من كسبه الطيب، فمن تصدق على فقير من ~~سب خييث ليرحم دلك الفقير فهو مغرور ورسمته من ظلمه أولى بإعطات ~~اما أخذ منه. وكان مجاهد - رحمه الله تعالى - يقول: لا يقيل الله تعالى ~~دقه من تعلي بصدفته رحمه المحتاج وقد كان محمد بن سيرين ~~اله تعالى - لا يخرج صدقة فطره إلا مغربلة مطيبة . وكان إبراهيم النخعى ~~احمه الله تعالى - يقول: إذا كان مشهد العبد أن جميع ما يتصدق به إتما هو ~~لك لله تعالى فلا عليه ولا يضره إذاكان فيه عيب. وكان عروة ين الزبير - ~~احمه الله تعالى - يقول: تخيروا للصدقة فإن الله طيب ms227 لا يقبل إلا طييا ~~قلت: فلكل رجال مشهد. وكان أبو هريرة -قالفه- يقول: يتزوج أحدكم ~~لفلاتة بنت فلان بالمال الكثير، ولا يتزوج الحور العين بلقمة أو تمرة أو خلةة ~~اه ذا من العجب. وكان عيد الله بن عمر قلفم يتصدق كثيرا بالسكر ويقول: ~~ان أحبه، وقد قال تعالى: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [ ~~مران:92]، وكان الإمام الليث بن سعد فاقته- يقول : من آخذ منى صدقة أو ~~الهدية فحقه على أعظم من حقى عليه لأنه قبل منى قريانى إلى الله ع ~~وجل. وكان معاذ النسفى - رحمه الله تعالى - يقول: من لم ير نفسه أحوج ~~ال ثواب صدقته من الفقير إلى صدقته، فهو ممن أبطل صدقته بالمن لأن ه ~~اأى نفسه على الغقير وعتد ذلك يضرب بها وجهه، وكان حاتم الأصم ~~ححمه الله تعسالى - يقول: من أعطى درهما من مائة درهم ولم يكن هذا ~~الرهم أعظم وأحب إليه من بقية المائة المدخرة ردت صدقته عليه وضصرب بها ~~اوجهه. وقد كانت عائشة -فافتعا تقول: لا تحقروا من الصدقة شيئا فإن الحية ~~ام نها توزن يوم القيامة يجبال الأجر، وقد أعطت -فافقه حية عتب لفقي ~~الفردها، وكان استقلها في عينه فقالت له : أما تقرأ قوله تعالى: فمن يعمل PageV00P000 ~~شييه المفترين للامام الشعرانى ~~متقال ذرة خيرا يره) [الزلزلة:7]، فكم فى هذه العنبة من مثقال ذرة؟ قال: ~~فاستغفر الرجل. اه ~~اعلم ذلك يا أخى، وفتش نفسك فى ترك تصدقها بما فسضل عن ~~حاجتها، ولاتعد نفسك من القوم إلا إن تبعتهم فى أخلاقهم. وكان آخر من ~~ادركته من أصحاب هذا المقام سيدى الشيخ محمد الشناوى، والشيخ محمد ~~المنير، والشيخ عبد الحليم بن مصلح، والشيخ محمد بن داود والشيخ محمد ~~االدل وغيرهم -4- أجمعين، وكل هؤلاء كان ألف دنيار عندهم كفلس ~~لفافهم ذلك، والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاقهم -وصىاللتحالى حنهم : يشاشتهم للسائل ~~عدم نهرهم له، وحملها له على أنه ما سأل إلا لحاجة. وقد كان عيسى ~~يقول: من رد سائلا خائبا لم تغش الملائكة بيته سبعة ms228 أيام، وفي ~~الحديث: "لولا أن بعض المساكين يكذب ما أفلعح من رده" . وكان الحسن ~~البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: إن الله ليخول العبد في نعمته، وينظر ~~اماذا يصنع فيها مع عباده، فإن وفاهم ما طلبوا وإلاحولها عنه ، فلذلك كان ~~الالسلف يعزمون على أصحابهم ويشددون عليهم فى أنهم لا يردون ما أعطو ~~هم ~~وكان عبد الله بن الميارك - رحمه الله تعالى - يقول: أول من انتبه ~~امن رقدة الغفلة حبيب العجمى - رحمه الله تعالى - وذلك آنه اشمتهى يوما ~~مكيا، قلما أتى به إلى منزله ووضعه فى القدر جاءه سائل فرده فحول ~~اله تحالى السمك دما، فاتعظ بذلك وخرج عن جميع ماله . وكان سفيان ~~النورى - رحمه الله - ينشرح إذا رأى سائلا على بابه ويقول: مرحبا بمن ~~اجاء يغسل ذنوبى. وقد كان الفضيل ين عياض - رحمه الله تعالى - يقول: ~~انم السائلون يحملون أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرة حتى يضعوها في ~~الميمزان بين يدى الله تعالى . وقد كان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - ~~بل زهده في الدنيا إذا جاءه سائل يدخل إلى عياله ويقول لهم : قد ~~اجاءكم رسول المقابر، فهل توجهون إلى موتاكم شيئا من الصدقة . وكان PageV00P000 ~~نبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~(240) ~~اس بن مالك -فالقه- يقول: جاء سائل في مسجد في زمان بنى إسرائيل ~~اسأل، فلم يكترث به القوم فمات فجهزوه وصلوا عليه ودفتوه، فلما ~~اجعوا إلى المسجد وجدوا الكفن موضوعا في المحراب، وإذا مكتوب ~~عليه : هذا الكفن مردود عليكم، والرب ساخط عليكم. وكان معاذ بن ~~اجل -فوقفه يقول: بغضاء الله في أرضه سؤال المساجد أى لكونهم يسألون ~~النام في بيته غيره سيحانه وتعالى، ويتسببون فى مقتهم بعدم إعطائهم ما ~~اسألوا منهم، وقد قيل للحسن اليصرى - رحمه الله تعالى - إن الفقراء ~~اوالمساكين قد كثروا وهم يسألون فمن نعطى منهم؟ قال : أعطوا من وجدتم ~~فف قلويكم رأفة له . وكان أبو الأسود الدؤلى - رحمه الله تعالى - يقول: ~~الو أطعنا السؤال في أموالتا كنا أسوأ حالا منهم . قلت: فينبغى للمتصدق. # ان يبقى لنفسه ولعياله شيئا، ولا يتصدق ms229 إلا بما فضل عن حاجتهم. وقد ~~خل سالم بن عبد الله بن عمر يه الحرم يوما، فرأي هشام بن عبد ~~الملك، فقال له : سلنى حاجتك يا سالم؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنى ~~استحى أن أسأل فى بيت الله أحدا غيره تعالى . وكان الحسن البصرى إذا ~~ااءه سائل يعطيه، ثم يقول: اللهم إن هذا يسألنا القوت، ونحن نسألك ~~الغران، وأنت بالمغفرة أجود منا بالعطية . وقد دخل سائل يوما على ~~سروف الكرخى - رحمه القه تحالى - فلم ير عنده ما يعطيه عير نعله ~~لفأعطاه إياه، ثم بلغ معروفا بعد ذلك أنه باع النعل واشترى بثمنها قاكه ~~قال معروف: الحمد لله لعله كان يشتهى الفاكهة، فواسيناه بثمنها. قال ~~رأي سالم بن عبد الله بن عمر -- رجلأ يسأل يوم عرفة، فزجر ~~قال: أما تستحى من الله تعالى تسأل غيره فى مثل هذا الموطن، ومثل ~~هذا اليوم. اه ~~فاعلم ذلك يا أخى، وفتش نفسك فيما أعطيته للفقراء فى الزمن ~~القدم، فسريما متتت به ولو فى نفسك، فحبط أجرك، وريما تهرت المسكين ~~افكان ما نهرته أرجح مما أعطيته إياه من حيث الأذى، فاحذر ذلك، والحما ~~الله رب العالمين. PageV00P000 # ييه المفترين للامام الشعرانى ~~وه أخلافهم - وصى اللتعالى حنصم ، أنهم لا يتخذون من ~~الاخوان إلا من علموا من نفوسم الوفاء بحقه، فإن أخاك إذا لم توف ~~احقه كان فارغ القلب منك. وقد كان المغيرة بن شعبة - رحمه الله تعالى - ~~اليقول: أعطوا أولادكم ما سألوا بالمعروف، ولا تكونوا أقفالاا عليهم فيتمنوا ~~اوتكم ويملوا من حياتكم، وكان أمير المؤمنين على -فاش- يقول: عليكم ~~االاخوان فإنهم علية للدنيا والآخرة ألا تسمعون إلى قول أهل النارت ~~فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) [الشعراء:101،100]، وفي ~~الحديث: "ما أحدث عبد إخاء فى الله إلا أحدث الله له درجة فى الجنة"(1) ~~وكان المهلب بن أبى صغرة - رحمه الله تعالى - يقول: الصديق أعز من ~~السيف الصارم فى يده . وفى لفظ: فى كف الرجل، فإن المودة لا تحتاج ~~الى قرابة، والقرابة تحتاج إلى المودة، ومن حق الأخ ms230 الصادق أن لا تفرط ~~كثرة سؤاله من حوائجه وتقول: ما بينى وبينه شيء ماله مالى، ومالى ~~اماله كما يقع فيه كثير من الجهلة إذ من شأن البشر الشح، وخوف الفقر الا ~~امن شاء الله، وتأمل في العجل ولد البقرة إذا أكثر من مص بز أمه أجهدها ~~كيف تنطحه وترفسه. وقد كان الإمام الشافعى -فافه- يقول : لولا محادثة ~~الاخوان فى هذه الدار، والتهجد فى الأسحار ما أحببت البقاء بها. وكان ~~افيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: لا تصاحب فى السفر من هو ~~أوسع منك في الدتينا، فإنك إن ساويته أصر بحالك، وإن نقصت عنه ~~ااستذلك بين الناس . وكان سلمان الفارسى -ففه يقول: إذا صادقت غتيا ~~ااحدر من سؤاله إن طليت حفظ مقامك عنده فإن المسألة كدوح فى وج ~~السائل، ومن رد ما أعطى له كبر فى قلب المعطى قهرا عليه، وقد كان ~~الهلب بن أبى صفرة - رحمه الله تعالى - يقول : يتبغى للمعاقل أن يجتتب ~~امؤأخاة ثلاثة الأحمق والكذاب والقاجر، فأما الأحمق فإنه لا يشير عليك ~~ير، ولا يرجى لصرف سوء، وسكوته خير من نطقه ويعده خير من ~~(1) ضعيف جدا: ذكره السيوطى فى الجامح الصخير، وعزاه لابن أبى الدنيا في كتاب ~~الاخوان بلفظ : "ما أحدث رجل إخاء فى الله تعالى ، إلا أحدث الله له درجة فى الجلجنة ~~وقال الألبانى في ضعيف الجامع (ح 4982) : ضعيف جدا PageV00P000 ~~نيه المغترين للإمام الشعرانى ~~ربه، وأما الكذاب فلايهنأ لك معه عيش، ويتقل خبرك إلى غيرك ~~ويغرى بينك ويين الناس العدواة والبغضاء، وأما الفاجر فيزين لك فعاله ~~ولأيعينك على شىء من أمور دينك. وكسان إبراهيم ين زيد العدوى ~~احمه الله - يقول: أربعة تفرح القلب: التهجد فى السحر، والزوج ~~الجميلة الصالحة، والكفاف من الرزق، والاخ المؤمن. # فاعلم ذلك يا أخى، وفتش نفسك، وانظر هل وفيت بحقوق ~~اخوانك، وهل تعففت عن سؤالهم بالحال أو بالمقال أو بالتعريض؟ وهل ~~حبتهم لله تعالى أو لغرض تفسانى، فإن كل ما لم يكن لله فهو وبال ~~اعلى العبد فى الدنيا، والآخرة، فطالب نفسك يا ms231 أخى بحقوق الإخوان ~~الا تطالبهم بحقك لا ظاهراو لا باطتا، وقد أنشد إمامنا الشافعى -قلقته ~~اديق ليس ينفع يوم بأس قريب من عدو فى القياس ~~اولا يبفى الصديق يكل عصر ولا الإخوان إلا للتآسي ~~امرت الناس ملتمسا بجهدي آخاثقة فأكداه التماسي ~~كرت البلاد علي حتى كأن أناسها ليسوابناس ~~ككان فاق كثيرا ما ينشد بقوله: ~~قوله: ~~وليس كثيرا ألف خل لواحد وإن عدوا واحدا لكثير ~~وأشدتى شيخنا شيخ الإسلام زكريا - رحمه الله تعالى - قوله: ~~صاد الصديق وكاف الكيماء مسحا لا يوجدان فدع عن نقسك الطمعا ~~لفاعلم ذلك يا أخى، وانتبه لنفسك، والحمد لله رب العالمين. # ومن أخلاقمم -وصىاللهنعالى عنعم : ترك معاداتهم للناس، ~~اكثرة مداراتهم لهم، وعدم مقابلتهم أحدا بسوء، فالناس يعادوتهم وهم لا ~~اعادون أحدا وقد بلغنا أن داود عليه الصلاة والسلام قال لابنه: يا بنى لا ~~استقل يالعدو الواحد، ولا تستكثر أن يكون لك ألف صديق، وقد نظم ذلك PageV00P000 ~~(243 ~~تبيه المفترين للامام الشعراتى ~~الإمام الشافعى -نه وهو قوله المتقدم وليس كثيرا الخ. وكان وهب ين ~~نبه - رحمه الله تعالى - يقول: إياك أن تشمت يمصيسبة أخيك فإن ذلك ~~اتوان للعدواة، وقد قال -4 - : "لا تظهر الشماتة لأخيك فيعاقيه الله ~~وويبتليك"(1). وكان وهيب بن الورد - رحمه الله تعالى - يقول: من لم يلار ~~الناس لم يجد حلاوة الايمان. وقد كان محمد بن الفضيل - رحمه ~~االى - يجالس أعداءه ويلاطفهم بالكلام الحلو، ويعزم عليهم أن يأكلوا ~~عنده، فقيل له في دلك، فقال: لتخمد نار عداوتهم، وكتب صفوان - رحم ~~اله تعالى - على باب داره: رحم الله من لا يعرفتا ولا نعرفه، فإنه لم يأت ~~النا أذى إلا من إخوانتا الذين يعرقونا ونعرفهم، وقد قيل لأيوب عليه ~~السلام: أى شىء كان أضر عليك أيام بلاثك* فقال: شماتة أعدائى، وقدا ~~أانشد بعضهم في ذلك يقول ~~اميع فوائدالدنيا غرور فلا يبقى لمسرور سرور ~~فقل للشامتين بنا: استعدوا فإن نوائب الدتيا تدور ~~قال: ولما يلغ يزيد بن عيد الله وهو مريض أن هشاما سر بمرضه ~~وتتى موته أنشأ يقول: ~~مني رجال ms232 أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد ~~لفقل للذى يبغى خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فكأنى قد ~~ووكذلك يلغنا أن إمامنا الشافعى -فاففم قال ذلك لما تمنى الأقران موته ~~ووكان محمد بن كدام - رحمه الله تعسالى - يقول لاينه: يا بنى عش مع أهل ~~امانك، ولا تقتد بهم، ثم يقول: وما أشر هذا العيش مع الأحياء والاقتداء ~~بابالأموات، وكان يقول: لا تعادوا أحدا حتى تنظروا إلى عمله، فإن كان ~~عمله حستا، فإن الله لا يسلمه إليكم، وإن كان عمله سيئا فخطاياه تكفيه. # اكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول : لا تشتر مودة ألف رجل ~~ادواة رجل واحد، وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: إيا ~~(1) ضعيف : انظر ضعيف الجامع (ح 6245) . PageV00P000 # تيه المفترين للامام الشعرانى ~~(244) ~~وومعاداة الناس، فإنى ما خالفت صديقا فى هواه إلا وخفت على نفسى من ~~ان يسعى فى قتلى، فإن لم يسع فى قتلى يتمنى ظهور عيوبى للناس، وكان ~~حمد بن مقاتل - رحمه الله تعالى - يقول: أحذر شر من تحسن إليه، واعذر ~~أخاك بما تعذر به نفسك ثم يقول ~~وتعذر نفسك لما أساءت وغيرك بالعذرلاتعذ ~~بصر فى العين مته القذى وف عينك الجذع لا تبص ~~لفاعلم يا أخى ذلك، ولاياك ومعاداة الناس، لا سيما الزوالق، ومن ~~احب الانفراد بالصيت في يلدك، فإنهم يكدرون عليك العيش ولو كنت من ~~اكابر الأولياء، قإن الجزء البشرى فيك يرق ولا ينقطع فقد قالوا: من تهاون ~~اعاداة التاس فهو دليل على نقص عقله، وقالوا: لو ابتلى اكمل التاس ~~االعوام ورموه بالزور والبهتان لكدروا عليه قلبه، وصار لا يقرق بين الخواط ~~الربانية والشيطانية، وقد رأيت بعض إخوانتا تهاون يمعاداة شيخ من مشايخ ~~الصر وكان بعض الأمراء يعتقده، فكلم الشيخ ذلك الأمير، فكاتب فيه إلى ~~أابواب السلطان، فجاء الأمر يتفيه من مصر فتفوه، فاعلم ذلك، والحمد لله ~~ب العالمين ~~ومف أحلاقمم-رصى القهتحالى حنعم : كثرة مكاتباتهم إلى ~~الصهم بالتصح إذا يعدت الديار، وقبول المتصوح النصح، وشكره فضل ~~امن نصحه خلاف ما عليه الناس ms233 اليوم، فلا تكاد تنصح أحدا ويصير ينظر ~~عيوبك ليهجوك بذلك. وكان آخر من أدركت من أصحاب هذا المقام ~~يدى على الكاروانى نزيل مكة المشرفة كان سيدي محمد بن عراق ~~احمهما الله تعالى - يرسل له المكاتبات التى لا تحتملها الجبال، في فرح ~~الها ويقول: صدق فينا سيدي محمد، فجزاه الله تعالى عنا من أخ خيرا ~~وكتب الأنطاكى - رحمه الله تعالى - إلى بعض أصحابه يقول: إلى متى ~~أانت يا أخى تفرح بما يفتنك ويضرك، وتحزن على ما ينفعك من نقص ~~النيا وحظوظها، وكتب حذيفة المرعشى - رحمه الله تعالى - إلى يوسف ~~ابن أسباط - رحمه الله تعالى - يقول له يعد السلام: اعلم يا أخى أن من PageV00P000 ~~ييه المفترين للامام الشعرانى ~~كانت الفضائل أهم عنده من ترك الذنوب، فهو مخدوع، ومن حسصل ~~القرآن وخالف شيئا مما فيه فقد استهزأ بالقرآن، وكتب طاوس إلى مكحول ~~- رحمهما الله تعالى - يقول له : بعد السلام احذر يا أخى أن تغلن بنفسك ~~ان لك مقاما عظيما عند الله تعالى مما ظهر لك من أعمالك، فإن من ظن ~~انفسه ذلك انقلب إلى الآخرة صفر اليدين من الخير، وربما عظمك الناس ~~اسبب أعمالك الصالحة، فاستعجلت ثوابها بذلك. وكتب الربيع بن خيثم ~~رحمه الله تعالى - إلى بعض إخواته يقول له بعد السلام: كن يا أخى ~~اصى نفسك، ولا تتتظر أحدا من إخوانك ينهاك على نقصك ، فإن ذلك ~~أمر قد تودع منه والسلام. وكتب عبد الله بن زيادة إلى بكر بن عبد لل ه ~~النى - رحمهما الله تعالى - يطلب منه أين يدعو له، فكتب إليه بك ~~اقول له بعد السلام: أما بعد يا أخى، فاعلم أن الدعاء لا يكون إلا ممن لا ~~اقارف الذتوب وأنا قد اقترفت من الذنوب ما لا يحصى عدده إلا الله ~~اتعالى، ووالله إنى لأستحى من الله عز وجل أن آدعو لنفسى . فكيف لا ~~أاستحى أن أدعو لغيرى. # اكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -ف- إلى أبى موسى الأشعرى ~~يقول له بعد السلام: إياك يا أخى أن تكون مثل البهيمة ms234 كلما ~~انظرت إلى أرض خضرة رتعت فيها تبتغى السمن بذلك، وفى ذلك السمن ~~لاكتها وذبحها والسلام، فاعلم ذلك يا أخى، وانصح نفسك أولا، ثم ~~اصح إخوانك مشافهة ومكاتبة، وإياك آن تتكدر ممن نصحك، فإن ذلك ~~تكدرك منه من علامة أهل النار، والعياد بالله تعالى والحمد لله رب ~~كهه هم ~~الحالمين. PageV00P000 # ايه المغترين للامام الشعرانى ~~الباب الرابع ~~جملة أخرى من الخلاق ~~وم أخلدقمم -رصيالففحالي سم* كثرة عزلتهم عن ~~الناس، وعدم كثرة مخالطتهم إلا لمصلحة شرعية، وعلى ذلك درج ~~السلف الصالح، فكانوا كل يوم لا يجتمع بهم أحد فيه يعدونه يوم ~~اعيد، فمن أكثر مخالطة الناس فقد خرج عن طريق سلفه وفاته النفع ~~وذلك لأن من كشرت رؤية الناس له هان في عيونهم، وسقط عتدهم ~~اورأوه كأحدهم فى دناءة الاخلاق والغفلة عن الله تعالى. قلت: وما ~~أتذكر أنني زرت أحدا من مشايخ هذا العمصر، وسلم مجلسى معهم من ~~اليبة إلا قليل، فلذلك أقللت من زيارتهم خوقا على دينى ودينهم لا ~~اساهلا في حقهم ، فإذا كان هذا حكم مجالس الأشياخ فكيف بغيرهم ~~فاحفظ تفسك يا أخى كل الحفظ إذا زرت أحدا في هذا الزمان، ولا ~~اتتهاون بذلك ~~اكان أمير المؤمنين عمر بن الخطابفالقته يقول: خذوا حظكم ~~المن العزلة. وكان طلحة بن عبيد الله -فافف- يقول: من أراد أن يقل من ~~امعرفة الناس لعيوبه فليجلس فى بيته، فمن خالط الناس سلي دينه ولا ~~اتعر. وكان حذيفة بن اليمان -فاقفه يقول: وددت أن أغلق باب ~~ادارى، فلا أخرج لأحد حتى أموت، وكان الشعبى - رحمه الله تعالى - ~~اقول: لم يجلس الربيع بن خيثم - رحمه الله تعالى - في مجلس قوم ~~ل عمره ال مرة واحدة جلس على باب داره، فسقط عليه حجر ~~فشح رأسه لا يدرى من رماه، فقام وقال: لقد وعظت يا ربيع، ثم لم ~~ارج من بيته بعد ذلك إلا لضرورة حتى مات - رحمه الله - وكان ~~اقول: من جلس على الطريق، فليؤد حقه، ودلك برد السلام، ونصرة ~~الظلوم، والشهادة على الظالم، ومعاونة كل من كان ms235 في ضرورة، وكان ~~ابو حازم - رحمه الله تعالى - يقول: قل من يطيل مجالسة أخيه الا PageV00P000 ~~(247) ~~بيه المفترين للمأمام الشعرانى ~~اويقع من أحدهما ما يكره الآخر، فينبغى لكل من الأخوين أن لا يلقى ~~اخاه إلا غبا، وكان أمير المؤمنين على -ف- يقول: سيأتى على الناس ~~ازمان لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا يستقيم لهم الغنى الا ~~بالبطر والبخل، ولا يستقيم لهم صحبة الناس إلا باتباع الهوى، فمن ~~ادرك ذلك الزمان وصبر وحفظ نفسه أعطاه الله تعالى ثواب خمسين ~~صديقا ~~اوكان -قافنه يقول: بلغنا أنه لا تكون راحة لمؤمن فى آخر الزمان الا ~~ان كان خامل الذكر بين الناس . وقد بلغ الفضيل بن عياض أن ولده عليا ~~رحمهما الله تعالى - يقول: وددت أنى يمكان أرى الناس منه ولا يرونى ~~فقال أبوه: هلا أتمها، فقال : لا أراهم ولا يرونى، وكان وهيب بن الورد ~~احمه الله تعالى - يقول: خالطت الناس ختمسين ستة إلى يومى هذا، فما ~~اجدت أحدا منهم غفر لى زلة، ولا قال لى عثرة ولا أمتته على نقسى إذا ~~اضب منى . وكان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى - يقول: اجعل الناس ~~كالنار، فلا تدنو منهم إلا عتد الحاجة، وإذا دنوت منهم فكن على حدر ~~كما تحذر من النار إذا دنوت منها. وكان أبو الدرداء -فاف يقول: من ~~الط الناسب فلا بد أن يخربوا عليه قلبه، وكان جعفر بن حميد-قافته ~~يقول: الحق أنه لابد لك من الناس ، ولابد للناس منك، فليكن كل منكما ~~اعلى حذر من الآخر، وقد كان إبراهيم بن آدهم - رحمه الله - في سفر ~~فلما قدم منه قالوا لسليمان الخواص - رحمه الله - ألا تلقى إبراهيم ~~فقال : أخاف إذا لقيته أن أتزين له بكلام فأهلك. وقد كان الحسن بن ~~صالح - رحمه الله تعالى - يقول: لقد أدركتا التاس وهم يتحابون من ~~اعيد، ويكرهون اللقاء. وكان الربيع بن خيثم - رحمه الله - يقول: لايتبغى ~~الأحد أن يعتزل للمعبادة إلايعد التفقه فى دينه، فقد كان الإمام مالك -قافه ~~اقول: تفقه ثم اعتزل يعنى عن ms236 الناس، وكان عبد الله بن عباس ~~اقول: خير جلوس الرجل فى قعر بيته لا يرى ولا يرى. وكان سفيان - ~~احمه الله تعالى - يقول: والله لقد حلت العزلة عن الناس . وقلت: يعنى PageV00P000 ~~انبيه المقترين للامام الشعرانى ~~(248) ~~وجبت كما في حديث: "فقد حلت له شفاعتى"(1) أي وجبت. وكان أبو ~~سقيان يقول: اعتزلوا عن الناس جهدكم، فإنهم سراق العقول. وكان أبو ~~اكر الوراق - رحمه الله تعالى - يقول: لا تطمع فى الأنس بالله أبدا وأنت ~~خالط الخلق، ولا تطمع في رضا الله تعالى، وأنت تمخالط الظلمة ، ولا ~~اطمع فى حب الله لك، وأنت تحب الدنيا ولا تطمع فى لين قلبك، وأنت ~~تجفو على اليتيم، وكان داود الطائى - رحمه الله تعالى - يقول: لا تصلح ~~العزلسةعن التاس إلا لمن زهد فى الدتيا أما الراغبون فيها فلا فائدة فيا ~~اعلتهم. فمن اعتزل التاس ولم يجعل الحق تعالى مؤنسا، والقرآن محدثا ~~لفقد أخطأ الطريق، ولم تصح عزلته . وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى ~~يقول: اجعل جلوسك فى مكان يكون أخفى لشخصك، وأخفض ~~الصوتك. وكان مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - يقول: من لم يجالس ~~الحق تعالى والنبى - وأصحابه قه- فقد خابت عزلته، فقيل ~~اله : كيف ذلك؟ قال: يدرس القرآن بتدبر وينظر فى أفعال رسول الله - ~~- وأقواله وأفعال أصحابه -- وأقوالهم، فمن فعل ذلك فقد حادث ~~اله تعالى، وحادث النبى -4-، وحادث أصحابه -) ~~الما اعتزل عن الناس داود الطائى - رحمه الله - لامه أصحابه فى ~~اا لك، فقال: إنما فعلت ذلك حين رأيت الصغير لا يوقر الكبير، ورأيت ~~اخ يحصى على عيوبى ليهجونى بها حال سخطه على، وكان إبراهيم بن ~~اهم - رحمه الله تعالى - يقول : أقل ما فى العزلة عن الناس أن الإنسان لا ~~منكرا فينكره. وكان بشير بن منصور - رحمه الله تعالى - يقول: أقل ~~المن معرفة الناس جهدك، فإنك لا تدرى ماذا يقع لك من الفضيحة، والعيا ~~االله تعالى، فيكون من يعرفك من الناسن قليلا. وكسان أيوب السختيانى ~~احمه الله تعالى - يقول: إن من العزلة عسن الناس إذا خرجت لحاجة أن ms237 ~~اقصد المشى فى المواضع القليلة الناس . وقد كان لعمر بن عبد العزيز ~~(1) صحيح: أخرجه البمخارى (ح 614) في الاذان، باب : الدعاء عند الأذان، ومسلم ~~(ح 384) في الصلاة، باب: استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، من حديث ~~يد الله بن عمرو PageV00P000 ~~(249 ~~ييه المغترين للإمام الشعراتى ~~رحمه الله تعالي - ولسد اسمه عبد الله كان له سرداب ييلس فيه ولا يخرج ~~امنه إلا في أوقات الصلاة. # وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: هذا زمان السكوت ~~اولوم البيوت، والقنع بالقوت إلى أن تموت، وكان مكحول - رحمه الله ~~اقول: إن كان فى معجالسة الناس خير، قالعزلة عنهم أسلم للدين، وكان ~~فيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - يقول: اجتمعت بأيي حييب البدرى ~~اه ققال : يا سفيان ما رأينا خيرا قط إلا من الله تعالى، فما لنا لا نقبل ~~على من لا نرى الخير إلا منه . وقد رأيت إيراهيم بن آدهم - رحمه الله ~~عالى - بالشام، فقلت له: يا أبا إسحاق إنك قد تركت خراسان، وجلست ~~اهنا؟ فقال : نعم ما هنأ لى العيش إلا هنا أقر بدينى من جبل إلى جبل، فمن ~~اي ظن أنى ملاح أو جمال أو موسوس. وكان سفيان الثورى - رحمه الله ~~اعالى - يقول: لقد أدركنا الناس وهم دواء يستشفى بهم، فصاروا اليوم دا ~~الا دواء له . وكان حمساد بن زيد - رحمه الله تعالى - يقسول: زرت مالك بن ~~نار - رحمه الله تعالى - قرأيت عنده كلبا بحذانه، فأردت أطرده، ققال ~~: دعه يا حماد فإنه خير من جليس السوء الذى يختاب الناس عندى. ولما ~~القدم عيد الله بن الميارك من البصرة إلى بغداد سأل عن محمد بن واسع ~~حمهما الله تعالى - فلم يعرفه أحد، فقال عبد الله : إنه من قضله لم ~~رف، وازداد فيه محبة وتعظيما. وكان الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى ~~اقول: رأيت مرة رجسلا معتزلا عن الناس، فقلت له : لم لا تخالط الناس ~~قال لى : أنا مشغول عنهم ما هو أهم، فقلت له: وما هو؟ فقال: إنى ~~اصبح كل يوم يين نعمة وبين ذنب ms238، فأنا مشغول بالشكر لأجل النعمة ~~والاستغفار لأجل الذنب، فسقلت له : أنت أفقه من الحسن اجلس وحدك يا ~~أخى، وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: من سخافة عقل ~~الرجل كثرة معارفه ~~اقد قيل لأبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - آلا تخسالط الناس ~~تأمرهم بالمعروف، وتتهاهم عن المنكرة فقال لى : عدم لقائهم يسقط عنى PageV00P000 ~~بيه المفترين للإمام الشعرانى ~~(250) ~~االك، وقيل لعمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - ألا تجالس الناس؟ # لقال: إنى لم أتفرغ لهم، وقد كان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - ~~اول: إنما طلبوا العزلة، والوحدة لأنها تورث الانتباه من رقدة الغفلة ~~وتورث كثرة مراقية الله تعالى بالغيب، وما أحد عبد ربه إلا أحب أن لا ~~اشعر به أحد، فإن امستطعت أن تمشى للناس، ولا يمشوا لك، وتسألهم ولا ~~اسالونك فافعل، ووالله إنى لألقى الرجل فلا يسلم على، فأرى الفضل له ~~اكذلك إذا مرضت ولم يعدنى . وقد دخل عليه رجل مرة مهاجمة، فقام ~~اوترك له البيت، فقال له : الرجل: ما بالك يا أبا على قمت رحمة لى لماذا؟ # لفقال له الفضيل: وهل تريد إلا أن تتزين لى، وأتزين لك، وأنا والله لا أجد ~~الة ولا راحة إلا إذا كنت وحدى. # اكان أبو الدرداء -فافته يقول : لقد أدركنا الناس وهم ورق لا شوك ~~لفيه، وقد صاروا الآن شوكا لا ورق فيه . وكان سفيان بن عيبنة - رحمه الله ~~اعالى - يقول : قال لى سفيان الثورى - رحمه الله - فى حياته وبعد مماته حين ~~اأيته فى منامى: أقلل من معرفة الناس جهدك، فإن التخلص منهم شديد ~~الا يرى الشخص ما يكره إلا من يعرفه. وقيل مرة لإيراهيم بن أدهم ~~احمه الله تعالى - ألا تجالس الناس؟ فقال: إن الناس قد ذهبوا تحت أطباق ~~الرى. فاعلم ذلك يا أخى، واعتزل عنهم جهدك، فقد سمعت مفالاتهم في ~~المأة الثانية ، فكيف بك وأنت في المائة العاشرة، وإياك أن يلعب بك إبليس ~~ايقول لك. أنت بعحمد الله قد وصلت في المقام إلى حد لا يشخلك شى ~~اعن ربك ms239، فإن ذلك من دسائس إبليس، فإنك يا أخى بيقين أدون من ~~هؤلاء السلف فى المقام، فافهم ذلك والحمد لله رب العالمين ~~ومن أخلاقصم رصى القهدحالى حنيم : زيادتهم فى التواضع ~~كلما ترقى أحدهم فى المقام عكس حال من قرب إلى السراج، فإن الشخص ~~كلما قرب منه رأى نفسه كبيرا، وهولاء القوم كلما قربوا من حضرة الله ~~اعالى رأوا أنفسهم أصغر من البعوضة من شهودهم عطمة الله تعالى ولذلك ~~ال طرد إبليس من الحضرة لما تكبر، وقال : أنا خير منه، فافهم فكل فقير رأيته PageV00P000 ~~التنيه المغترين للإمام الشعرانى ~~اا أخى متكيرا، فابعد عنه، فإنه عدو الله كما قال ابن عباس4 : أوحى ~~اله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام، يا موسى أبقض خلقى إلى من ~~كير قلبه، وغلظ لسانه، ويخلت يده، وساء خلقه، وكان أبو مسلم ~~الخولانى - رحمه الله تعالى - يقول: ما تكير إلا وضيع، ولا افتخر الا ~~اقيط ولا تعصب بالباطل إلا دتىء الأصل. وكان أبو سليمان الدارانى - ~~احمه الله تعالى - يقول: لو اجتمع جسيمع الخلق على على أن ينزلونى عن ~~اهود حقارة نفسى لما استطاعوا ذلك . وكان أبو أيوب السختيانى - رحمه الله ~~اعالى - يقول: قد طلب قوم الارتفاع، فوضعهم الله، وأراد قوم الاتضاع ~~فرفعهم الله ~~اقال: ولما قدم سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - إلى الرملة أرسل إلييه ~~ايراهيم ين أدهم - رحمه الله تعالى - أن اثت إلينا فحدثنا، فقيل لإبراهيم: ~~اسل إلى مثل سفيان ليأتيك؟ قال : تعم أردت أن أريكم شدة تواضعه، ثم ~~ااء سفيانه فحدنهم، وكان سليمان الختواص - رحمه الله تعالى -يشي ~~اابيراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فى الكرم، وفى حسن الخلق. وكان ~~اروة ين الزبير -فلليغا يقول : عليكم بالتواضع، فإنه نعمة عظيمة، ولا ~~حسدكم أحد عليها، وكان سفيان بن عييتة - رحمه الله تعالى - يقول: من ~~اكبر بغير حق حرم الفهم في القرآن، ومن اكتسب عزا بغير حق أورئه ذلك ~~له بحق. وكان سفيان الثورى - رحسمه الله تعالى - يقول: الزاهد بغي ~~اواضع كالشجرة لا تقمر، ومن لم يتضع عند نفسه لم ms240 يرتفع عند غيره ~~ان عبد الله بن عمر-62 لا يحيس عن مائدته أجذم، ولا أبرص ~~اولامبتلى بل يأكل معسهم، وكان يقول: رأس التواضع أن ترضى بأدون ~~الجالس لا لحظ نفس، ققد يجلس أحدهم عند النعال ومعه من الكبر ما اله ~~اه عليم، وماحمله على مجلسه ذلك إلا ليقال: إنه متواضع ~~ووكان يقول: من علامة تواضعك أن تكره ذكرك بالبر والتقوى بين ~~الناس . وكان ابن السماك - رحمه الله تعالى - يقول : أفضل التواضع أن لا ~~ار لك فضلا على أحد، وترى فضل الناس عليك فتفضل كل من رآيته من PageV00P000 ~~اه انون لهم لفراي ~~(252) ~~أقرانك على نفسك بقلبك، وترجو رحمته، وتطلب دعوته، وتظن أن الله ~~اعالى يدفع عنك البلاء بتوسلك به ، فهذا هو التواضع الأكبر . وقد بلغنا أن ~~عيى - - كان يقول: أحق الناس بخدمته للناس العالم، وكان مالك بن ~~نار - رحمه الله تعالى - يقول: لو أن مناديا ينادى بباب المسجد ليخرج ~~اركم رجلا ما سبقتى أحد إلى الباب إلا أن يكون له فضل قوة على. # اوكان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى - يقول: لا يخرج الله تعالى ~~المكبر من الدنيا حتى يريه الهوان من أرذل خدمه وجيراته، ويتمرغ فى يوله ~~ووقذره قبل الموت. وكان أبو تراب النخشبى - رحمه الله تعالى - يقول: تحقير ~~الفقير هو عين الكبر، وكذلك الوقوع فى حق الضقراء من أخلاق الكلاب ~~قد دخل أبو سلمان يوما على عبد الملك - رحمهما الله تعالى - فوقف ~~عيدا، ققال له : لم وقفت بعيدا يا أبا سلمان؟ فقال : لأن أدعى من يعيد ~~أحب إلى من أن أدفع من قريب. وكان عمر بن عبد العزيز قبل أن يلى ~~الحلافة - رحمه الله تعالى - يلبس الحلة بألف دينار ويقول: ما أجودها لولا ~~شونة فيها، فلما استخلف كان يليس الحلة بخمسة دراهم، ويقول: ما ~~الينها وأجودها فقيل له فى ذلك؟ فقال: إن نفسى كانت تطلب الرفعة، فلما ~~اوليت الختلاقة وهى آرقع مقام عند أهل الدنيا طليت نفسى ما عند الله تعالى ~~ووهدت في الدنيا، قالوا: وكان قافه لا يسجد على ms241 فرش بل على ~~الراب. وكان عبد الله الرسمى - رحمه الله تعالى - يقول: لم يفرض اله ~~اعالى الركوع والسجود بالأصالة إلا على المتكبرين مثلى ومثل فرعون وغمرود ~~وأنو شروان. # وكان يحى بن خالد - رحمه الله تعالى - يقول: الشريف إذا تعبد ~~اواضع بخلاف الدنىء، وقد كان أبو هريرة -قافيه وهو آمير المدينة في أيام ~~امروان يحمل حزمة الحطب من السوق على رأسه، ويمشى يقول: أوسعوا ~~الأميركم، وكسان أمير المؤمنين عمر -فات يسرع فى المشى ويقول: هو أبعد ~~امن الزهو والعجب، وأسرع إلى قضاء الحاجة. وكان عمر بن عيد العزيز ~~احمه الله تعالى - يخدم الضيف بتفسه، ويصلح له السراج فى الليل، ولا PageV00P000 ~~اتيه المغترين للامام الشعرانى ~~اييه أحدا من الخدم . وفى الحديث: "أن سليمان بن داود عليهما الصلاة ~~والسلام لم يرقع طرقه إلى السماء تخشعا مع ما أعطى من الملك حتى قبضه ~~اله تعالى" وفى الحديث أيضا: "أن رسول الله -- كان يأكل مع الخادم ~~طحن معها إذا أعيت" . وكان -44- لا يمنعه الحياء أن يحمل يضاعته ~~امن السوق إلى أهله، وكان- يصافح الغنى والفقير ولما حج ~~ارمى جمرة العقبة لم يكن بين يديه ضرب ولا طود ولا إليك إليك. # وكان يحى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول : التكير على من تكبر ~~اعليك يما له تواضع لله عز وجل. وكان بشر الحافى - رحمه الله تعالى - ~~اقول: حج عيسى عليه الصلاة والسلام من الشام على ثور. وكان حاتم ~~الأصم - رحمه الله تعالى - يقول: لا تنظروا إلى صورة تواضع فقراء زمانتا ~~اهذا وعلمائه وقرائه، قإنهم عندهم من الكبر ما ليس عند الأمراء والملوك ~~يأتى زيادة على ذلك في مبحث غير هذا إن شاء الله تعالى مفرقا ~~فى هذا الكتاب، فتأمل يا أخى حالك، وانظر نفسك فريما تكون من أعظم ~~الكبرين وأنت لاه تشعر، وربما ليست الجبة الغليظة أو البشت، وكنت بذلك ~~أعظم في الكبر من لبس رقيق الثياب، والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاقيم -وصى اللفحالى حنهم- عدم التهاون بشىء من ~~الضائل التى رعبنا فى فعلها الشارع ms242 -26-، واكثارهم منها، وشهودهم ~~انها وإن كسانت كثيرة العدد لا يحصل لهم منها أجر فضيلة كاملة. وكان ~~ي بن أبي كثير - رحمه الله تعالى - يقول: من يلغه عن الله عز وجل ~~ايء فعمل به إيمانا به أعطاه الله تعالى أجر ذلك. وإن لم يكن كذلك. وقدا ~~رجل كثرة عبادة إبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - فتمتى أن يكون ~~امله، فيلغ ذلك إيراهيم فقال له : والله ياهذا لروعة تروعك على عيالك ~~اقصل من جميع ما آنا فيه . وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يكشر ~~المن فعل الطاعات ويقول: ليس لأمثالنا نوافل إنما التوافل لمن كملت فرائضه ~~اقد كان سلمان الفارسى -قانه يقول: مثل الذى يكثر الفضائل، ولا يكمل ~~الرائض مثل تاجر خسر رأس ماله وهو طالب للمربح. وقد كان عيسى علي PageV00P000 ~~انبيه المقترين للامام الشعرانى ~~(254) ~~الصلاة والسلام يقول: إن رب الدين لا يقبل الهدية إلا بعد وفاء دينه كله. # كان عييد بن عمير - رحمه الله تعالى - يقول: ما من عبد يضع جتيه على ~~الفراش ويذكر الله تعالى حتى أخذه النوم إلا كتب ذاكرا لله تعسالى حتى ~~ستيقعل ~~اكان وهيب بن الورد - رحمه الله تعالى - يقول: إياكم أن تطليوا ثوابا ~~اعلىى عبادتكم فإنها إلى الرد أقرب منها إلى القبول، أما ترون إلى قول الخليل ~~اعليه الصلاة والسلام لما بنى البيت:{ ريتا تقبل هنا) [البقرة: 127]، مخافة أن ~~الا يقبل بناؤه. وقد كان يونس بن عبيد - رحمه الله تعالى - يقول: من ~~استخف بالنوافل استخف بالقرائض . وكان إبراهيم النخعى - رحمه الله ~~اكره عد الآى والأذكار إلا إن كان لها عدد مشروع. اه ~~لفاعلم ذلك يا أخى، وكثر من النوافل والفضائل، ولا تمل متها، ولا ~~اري بعد دلك أنك قمت يواجب شكر نعمة واحدة من تعم الله عليك ~~والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاقمم -رصى اللهفحالى حنهم- " كثرة التوبة والاستغفار ~~اليلا ونهارا لشهودهم أنهم لا يسلمون من الذنب فى فعل من الأفعال حتى ~~طاعاتهم، فيستغفرون من نقصهم من خشوعها، ومن مراقية الله تعالى ~~فيها. وقد درج على ms243 ذلك السلف خلاف ما عليه غالب متصوفة هذا الزمان ~~الى نحن فيه، حتى إنى سمعت مرة بعضهم يقول: نحن قوم لا ذتوب ~~اعلينا بحمد الله تعالى فقلت له : وكيف؟ قال : لأننا نشهد أن الله تعالى هوا ~~الفاعل لا تحن، فقلت له : قإذا وجب عليك الاستغفار والتوبة لأنك هدمت ~~اميع أركان الشريعة، وأيطلت حدودها، والله لو كنت أنا ذا سلطان ~~الصربت عتق مثل هذا، فإن الأنيياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وجميع ~~الكابر كانوا يشهدون أن الله تعالى هو الخالق لأفعالهم، ومع ذلك استغفروا ~~بكوا حتى تبت العشب من دموعهم، وقد كان رسول الله-4 يقول ~~الا أنبئكم بدائكم ودوائكم، فإن داءكم الذنوب، ودواءكم الاستغفار". # اوقدكان أمير المؤمنين على -نافن- يقول : العجب من يقنط ومعه التجاة PageV00P000 ~~ات ييه المغترين للممام الشعرانى ~~الفاذا قسيل له : وما هى التجاة؟ يقول: كثرة الاستغفار . وكان الفضيل ين ~~ياض - رحمه الله تعالى - يقول: استغفار الله تعالى بلا إقلاع توبة ~~الكذابين، وكان يحى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يناجى الله تعالى بقوله: ~~ان إيليس لك عدو، وهو لنا عدو، ولا تغيظه بشىء هو أنكى له من عفوك ~~اعتا، فاعف عنا برحمتك يا أرحم الراحمين. وكان أبو عبد الله الأنطاكى ~~احمه الله تعالى - يقول : ترك معصية واحدة وإن صغرت أرجى للرحمة من ~~الف حجة، وألف غزوة وألف رقبة يعتقها العبد لله تعالى . وفى رواية: إن ~~ارك كذبة واحدة أو خلف وعد أو نظرة إلى ما لا يحل أرجى للرحمة ~~اوالمغفرة من كثرة النوافل مع الكذية أو التظرة أو خلف الوعد. وكان سفيان ~~الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: أربع لا يعبا بهم ، عاقل زهد الحتصيان في ~~الجماع، ونسك النساء، وتوبة الجتدى، وقراءة الصبيان ~~قد كانت رايعة العدوية - رحمها الله تعالى - تقول: استغفارنا يحتاج ~~إلى اصتغفار يعنى من عدم الصدق فيه-. وكان خالد بن معدان - رحمه الله ~~اعالى - يقول: يمر التوابون على جهنم، فلا يرونها فيقولون: يا ربنا ألم ~~عدنا أننا ترد النار، فيقال لهم، إنكم مررتم عليها وهى خامدة لكونكم كتتم ms244 ~~ااثبين، فإنها لا تهيج إلا من الذنوب، والإصرار عليها، وقد أجمع أهل ~~الستة على صحة توبة العبد من القتل، ومن أخذ المال يلا حق، ومن شرب ~~الخمر، ومن سائر المعاصى . قال: وقد ستل مسروق - رحمه الله تعالى - هل ~~القاتل المؤمن من توبة؟ فقال : لا أغلق بابا فتحه الله تعالى . وقد كان أبو ~~االجوزاء - رحمه الله تعالى - يقول: إن العبد ليذنب فلا يزال نادما حتى ~~الخل الجنة فيقول إيليس : ليتنى لم أوقعه فيه . وكان أمير المؤمنين على ~~فوقق يقول: خياركم كل مذنب تواب، ثم يتلو إن الله يحب التوايين ~~اوكان الربيع بن خيثم - رحمه الله تعالى - يقول: لا يقل أحدكم أستغفر الله ~~العالى، وأتوب إليه، فيكون ذلك ذنبا وكذبا إن لم يفعل، ولكن ليقل : اللهم ~~اعفر لى، وتب على، فقيل له : إن قول العيد أستغفر الله قد ورد فى السنة ~~فقال: ذلك في حق الصادقين. PageV00P000 # بيه المغترين للإمام الشعراتى ~~(256 ~~وكان ابن عباس -6- يقول: لم يبلغتى في كتاب ولا ستة، ولا ~~ابلغ علمى أن الله تعالى قال : الذنب لا أغفره، قلت: لعلي مراده ف ~~م ورود هذا السلفظ بخصوصه وإلا ففى القرآن إن الله لا يغفر أن ~~وشرك به [النساء:48]، فيحمل كلامه -يفه على ذنوب أهل الإسلام كما ~~احمل العلماء قوله تعالى: { إن الله يغفر الدتوب جميما [الزمر: 53]، ~~على ذلك. وقد كان ثابت البنانى - رحمه الله تعالى - يقول: ما شرب ~~اداودعليه الصلاة والسلام شرابا بعد الذنب إلا مزوجا بدموع عينيه . وكان ~~الك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: دخلت على جار لي وهو ~~ريض، وكان مسرفا على نفسه فقلت له: يا أخى عاهد الله تعالى أن ~~توب عسى أن يشفيك فبكى، فسمعت قائلا من ناحية البيت يقول: إن ~~كان عهده كعهدك معنا فلا فائدة فيه، فإنك عاهدتنا مرارا، فوجدناك ~~كاذبا، قال: فغشى عند ذلك على مالك . وكان طلق بن حبيب - رسمه ~~اله تعالى - يقول: إن حقوق الله تعالى أعظم من أن يقوم بها العباد. وإن ~~اا نمة الله تعالى أكثر من أن ms245 يحصوها . وكان ذو النون المصرى - رحمه الله ~~الى - يقول: إن الله تعالى رزقنا فوق قوتنا. وكلفنا دون قوتتا. فلم ~~كتف بما رزقتا من القوت، ولم تبذل قوتنا فيما كلفنا. وكان مجاهد - ~~احمه الله تعالى - يقول: من لم يتب كل صباح ومساء فهو من الظالمين. # ووقد قيل للمحسن البصرى - رحمه الله تعالى - ماذا تقول فيمن يتوب فم ~~نقض، ثم يتوب ثم ينقض وهكذا؟ فقال: ما أراه إلا مؤمنا فعل أخلاق ~~االمنين . وكان يحى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول: زلة واحدة بعد ~~التوبة أقبح من سيعين زلة قبلها. وقد سئل سفيان بن عينة - رحمه الله ~~عالى - ما علامة التوبة التصوح4 فقال: أربعة أشياء: قلة الدنيا، وذلة ~~الفس، وكثرة التقرب إلى الله تعالى بالطاعات، ورؤية القلة . والنقص فى ~~لك. وكان بكر ين عبد الله المزنى - رحمه الله تعالي - يقول: لو أن مذنبا ~~اطاف على سائر المجالس والأبواب وهو يقول: استغفروا الله لى ، لكان ~~اذلك أولى من سؤاله لهم اللقمة والخلقة ونحوهما. PageV00P000 # (257) ~~التيه المغترين للامام الشعرانى ~~وقذ سئل يحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - عن التائب من هو ~~فقال: هو من تاب أيام شبابه، ولزم الفطام حتى أتاه الحمام، وليست التوبة ~~اوبة الشيوخ لفمود نار شهوتهم عن المعاصى، وإن كان الله تعسالى وعد ~~اببقبولها حتى تطلع الشمس من مغربها. وقد كان يبعيد بن المسيب - رحمه الله ~~اعالى - يقول: أنزل الله قوله تعالى: فإنه كان للأوابين غفورا ~~(الإسراء:25]، في الرجل يذنب، ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب. وكان الفضيل ~~ان عياض - رحمه الله تعالى - يقول: قال الله عز وجل: يا داود بشر ~~النبين أنهم إن تابوا قبلت توبتهم وحذر الصديقين أنى إن وضعت عليهم ~~اعدلى عذيتهم . وكان عبد الله بن حبيب - رحمه الله تعالى - يقول: إنكم إن ~~اطيقوا غضب الله تعالى عليكم كلما عصيتموه، فأمسوا تائبين، وأصبحوا ~~كذلك تاثبين . وكان عبد الله بن عمر -تي4- يقول: من وقع فى خطيئة ثم ~~ذكرها فسوجل منها فى قلبه محيت عنه من آم الكتاب. وكان الفضيل ين ms246 ~~اياص - رحمه الله تعالى - يقول للمجاهدين إذا أرادوا أن يخرجوا للجهاد: ~~اعليكم بالتوبة فإنها ترد عنكم ما لا ترده السيوف. # اوكان يقول: لما عاين قوم يونس عليه الصلاة والسلام الحذاب قام ~~ال منهم، فقال: اللهم إن ذنوبى عطسمت وجلت وأنت أعطم منه ~~أجل، قاقعل بنا ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله، فكشف الله ~~انهم العذاب. وقد كان يحى بن معاذ- رحمه الله تعالى - يقول في ~~ام ناجاته في الليل: السلهم إن خطيئتى تعذبنى، وتوبتى تذوبنى، فعيشتى ~~ول دهري بين تعذيب وتذويب. وكان حبيب بن تمام - رحمه الله تعالي ~~يقول: من وقع في ذنب ثم خاف من الله تعالى أن يعذبه عليه غفره الله ~~اله. وكان عيد الله بن مسعود -فافيه يقول: إن للجنة ثمانية أبواب كلها ~~تح وتغلق إلا باب التوبة فإنه عليه ملكا موكلا يه لا يدعه يغلق ، فادعوا ~~اولا تيأسوا. وقد كان عبد الرحمن بن القاسم - رحمه الله تعالى - يقول: ~~ات ذاكرنا فسى إسلام الكافر وأنه يغفر له ما مضى فقلت: إنى لأرجو أن ~~اكون المسلم أولى بذلك عند الله تعالى، فإن توبة المسلم كإسلام بعد ~~اسلام أى كتكراره الشهادتين، وكان عبد الله بن سلام -فاف يقول: لا PageV00P000 ~~اتييه المغترين للإمام الشعرافى ~~(258 ~~أحدثكم إلا عن كتاب منزل، أو نبى مرسل : إن العبد إذا عمل ذنبا، ثم ~~انذم عليه طرقة عين، واستغفر الله تبارك وتعالى سقط عنه أسرع من ~~طرفةعين، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فانفه يقول: جالسوا ~~التوابين، فإنهم أرق أفئدة . وفى الحديث: "ما أصر من استغفر وإن عاد ~~لف اليوم أكثر من سبعين مرة"(1). وكان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله ~~اعالى - يقول: ما ألهم الله عبدا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه. وقد سئل ~~اللضيل بن عياض - رحمه الله - عن معنى قول العيد: أستغفر الله ~~قال : معناه اللهم أقلنى من ذتبى. وكان وهب بن منيه - رحمه الله تعالى ~~يقول: من قدم الاستغفار على الندم كان كالمستهزئ على الله تعالى ولا ~~شعر وإنها توبة الكذابين ms247، قلت: ويؤيد ذلك قوله تعالى: { أفلا يتوبون ~~الى الله ويستغفرونه) [المائدة:74]، ، فأخر الاستغفار عن التوبة المشتملة ~~اعلى الندم ، فليتأمل فإن الواو هنا للترتيب والله أعلم ~~قد سئل يحى بن معاذ - رحمه الله تعالى - ما يال المسلم إذا وقع فى ~~نب يكره أن يطلع عليه الناس أكثر من كراهته لاطلاع الله تعالى عليه. هل ~~لك من هوان منه بربه، عز وجل؟ فقال: لا، ولكن ذلك من شسدة معرفته ~~كرم ربه وجوده، وأنه سبحانه لا يفضحه بخلاف الناس ~~وقد بلغنا أن أعرابيا كان يقول فى دعائه: اللهم إن استغفارى مع ~~اصرارى لؤم، وتركى الاستغفار مع علمى بسعة عفوك ورحمتك عجز ~~الفاغفر لؤمى يرجائى لرحمتك يا أرحم الراحميين، وكان ييى بن معاذ ~~احمه الله تعالى - إذا سمع قوله تعالى: { فقولا له قولا لينا) [طه:44]، ~~اقول: إلهى إذا كان هذا قولك في حق من قال: أنا ربكم الأعلى، فكيف ~~اكون رفقك بمن لا يشرك يك شيئا؟ بل يعلم أنك أنت الله لا إله إلا أنت ~~حدك لا شريك لك . وكان رحمه الله تعالى - يقول : بلغتا أن الله سبحانه ~~ووتعالى يحاسب المسلمين يوم القيامة بالمن والفضل، ويحاسب الكافرين ~~ومتذ بالحجة والحدل. اه ~~(1) ضعيف : انظر ضعيف الجامع لح4 .50)، وضعيف أبي داود (ح 267) PageV00P000 ~~اا ييه المقترين للإمام الشعراتى ~~فاعلم ذلك يا أخى، وأكثر من الاستغفار ما دمت فى هذه الدار، فإن ه ~~اطفى عضب الجبار، ولا تظن محو ذنوبك إذا فعلت الأمور التى ورد فى ~~الشرع أنها مكضرة لذلك، فقد يكون لها شروط لم تأت بها، واعلم أن ~~المؤمن لا يطمئن حتى يدخل الجنة، فافهم والحمد لله رب العالمين. # وم أحلة مموصياللفحالى حنم: أمرهم بالمعروف ~~اونهيهم عن المتكر، وإن لم يفعلوا ولم ينتهوا، وهذا الحتلق يحل به كثير عن ~~الم يسلك على يد شيخ صادق فيقول: إن الأمر بالمعروف لايكون إلا ممن ~~كان تاثبا عن جيمع الذنوب، ونحن قوم قد غمرتتا الذنوب، وهذا مخالف ~~الا عليه العلماء العاملون، فقد ورد فى الحديث الشريف أن أبا هريرة -فا ms248 ~~قال: قلنا يا رسول الله: أنأمر بالمعروف، ونتهى عن المتكر، وإن لم نأتمر ولم ~~اته؟ فقال -- : "مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المتكر وإن ~~الم تنتهوا عنه كله"(1) . وكان أمير المؤمنين على -تالفه يقول: من نهى عن ~~الملمكر، وشنأ الفاسقين، وغضب إذا انتهكت حرمات الله غضب الله تعالى ~~ل، وقد قيل لحغص بن حميد - رحمه الله تعالى - ما الذي بلغ يسفيان ~~الثورى ما بلغ، فقد كان فى زمانه من هو مثله في كثرة العبادة والعلم ~~فقال: بلغ يه - رحمه الله تعالى - استخفافه بالحصاة فى مواضع الحق، وعدم ~~امراعاته لهم، وكان - رحمه الله - ربما يرى المنكر، قلا يقدر على إزالته ~~بول الدم من القهر. وكان أمير المؤمنين عمر بن الحتطاب - يقول ~~ايأتى على الناس زمان يكون صالحهم فيه هو من لم يأمر بالمعروف، ولا ~~الهى عن منكر فيقول التاس: ما رأينا منه إلا خيرا لكونه لم يغضب لله ~~االى . وكان يحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول : مصائب المؤمن فى ~~الدنيا ثلاثة: صلاة تفوته، وأخ صالح يموت، وحدث يحدث فى الاسلام ~~اوكان أمير المؤمنين على نلايته يقول: سيأتى على الناس زمان يكون منكر ~~المكر فيه أقل من عشر الناس، ثم يذهب العشر بعد ذلك، قلا يبقى أحد ~~ينكر منكرا. # (1) ضعيف جدا : انظر ضعيف الجامع (ح 5259)، والضعيفة (ح 2282) PageV00P000 ~~اتييه المقترين للامام الشعراتى ~~(260) ~~اوكان أويس القرتى -نافه يقول: إن قيام المؤمن بالحق لم يدع له في ~~الانيا صديقا، وما أمر أحد الناس يتقوى الله، ونهاهم عن المنكر إلا رمو ~~ابالعظائم، وشتموا عرضه. وقد كان كعب الأحبار -قافي يقول: جنة ~~الردوس خاصة بمن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر . وكان وهيب بن الورد ~~احمه الله تعالى - يقول فى قوله تعالى:{ وجعلني مياركا أين ما كنت ~~مريم:31]، ، أى كان يأمر المعروف، وينهى عن المنكر، وكان أنس بن مالك ~~فه يقول: من سمع أحدا يفعل منكرا، ولم ينهه جاء يوم القيامة أصم ~~اقطوع الأذنين. وكان جرير بن عبد الله - رحمه الله تعالى - يقول: ما من ms249 ~~القوم أعزاء على الناس، ثم لم يغيروا منكرا قدروا عليه إلا ذلهم الله عز وجل. # وكان أبو الدرداء -فافه يقول: لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أوا ~~السلطن الله عليكم سلطاتا ظالما لا يجل كبيركم، ولا يرحم صغيركم ~~ادعو عليه خياركم، فلا يستجاب لهم، ويستنصرون قلا تتصرون ~~يستغفرون فلا يغتر لكم، وكان حذيقة بن اليمان -قاشه يقول: دخلت ~~اعلى عمر ين الخطاب -تانفه فرأيته مهموما حزيتا، فقلت: ما يهمك يا أمير ~~المؤمنين؟ فقال : أخاف أن أقع فى منكر ، فلا ينهانى أحد منكم تعظيما لى ~~الفقال حذيفة: والله لو رأيناك خرجت عن الحق لنهيناك، فإن لم تنته ضربناك ~~بالسيف، قال: ففرح عمر وقال: الحمد لله الذى جعل أصحابا يقومونى إذا ~~اعوججت، وقد أوحى الله تعالى إلى يوشع بن نون عليه الصلاة والسلام: ~~ان مهلك من قومك أربعين ألفا من خيارها، وستين ألفا من شرارهم ~~قال: يا رب هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟ فقال: لأنهم لم يغضبوا ~~اللضبى، وواكلوهم وشاريوهم ~~اكان أبو أمامة فاته يقول: يحشر ناس من هذه الأمة على صورة ~~الردة والخنازير بملاصقتهم لأهل المعاصى، وتركهم نهيهم، وهم يقدرون ~~لقلت: إذا كان هذا حال من يخالط أهل المعاصى ولا يفعلها، فكيف ~~عليه ~~احال من لا يكاد تسلم له جارحة، تسأل الله اللطف . وقد كان سفيان الثورى ~~رحمه الله تعالى - يخرج إلى السوق، فيأمر المعروف . وينهى عن المنكر PageV00P000 ~~(261 ~~اتبيه المفترين للإمام الشعرانى ~~ام ترك ذلك. فقيل له : لم تركت؟ فقال : كان قد انفتح فى الدين قناة فطلبنا ~~ان نسدها، وأما الآن فقد اتفتح البحر، فمن يقدر بسده؟ وقد قيل لفضيل بن ~~ااض - رحمه الله تعالى - ألا تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكرة فقال: ~~أخاف أن أفعل ذلك فيصبينى أذى، فلا أقدر على تحمله، فيقع منى السخط ~~اوالندم على أمرى بالمعروف. وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول ~~الأصحايه : لا تقتدوا بى تهلكوا، فإنى رجل مداهن مخلط مقصر. وكان عيد ~~اله بن مسعود تافنه يقول: إن من اكبر الذنوب عند الله تعالى أن يقول ms250 ~~االشخص لآخر: اتق الله، فيقول له : عليك بنفسك، وكان سفيان ين عيينة ~~احمه الله - يقول: لا يلزم أحدا الأمر بالمعروف إلا فيما اجتمعت عليه الأم ~~أما ما اختلفوا فيه فلا يلزم أحدا. وكان حذيفة بن اليمان -خالفه يقول ~~اميأتى على الناس زمان نكون مجالسة الناس كجيفة حمار، وتكون جيقة ~~الحمار أحب إليهم من مجالسة المؤمن الذى يأمرهم وينهاهم . وكان سفيان ~~النورى - رحمه الله - يقول: ما بقى أحد فى سائر هذا الزمان يستحى منه ~~قيل له : ولم ذلك* فقال : إنما يستحى ممن يأمر يالمعروف، ويتهى عن ~~المكر، وأما من ليس كذلك لا هيبة له لعدم خوفه من الله تعالى. وكان أمير ~~الأمنين عمربن الخطاب -نلفه- يقول لأصحابه : من أهدى إلى عيوبى سألت ~~اله رحمة الله تعالى. # وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: بلغنا أته كان في بنى ~~ااسرائيل حبر يعظ الناس، ويجتمحون عليه يسمعون وعظه رجالأ ونساء في ~~اته، وكان له ولد شاب فغمز ابنه يوما امرأة جميلة من النساء، ورآه أبو ~~قال له: مهلأ يا ينى، قال : فسقط من سريره سرعة مكبا على وجهه حتى ~~اتطع بعض أعضائه، وأوحى الله تعالى إلى نبى ذلك الزمان أن أخبر فلانا ~~انى هذا الحبر أنى لا أخرج من صلبه صديقا أبدا، أما كان من غضبه لى ~~إلا أن يقول لابنه : مهلأ يابنى . وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - ~~اقول : إذا رأيتم الرجل مسحبوبا عند جيراته محمودا عندهم، فاعلموا أته ~~اداهن . وقد كان عبد الله بن مسعود -خاقع يقول : إذا مات الرجل ولم يذمه ~~أحد من جيرانه فاعلموا آنه مداهن. اه PageV00P000 ~~انيه المغترين للامام الشعراتى ~~اقلت: وحقيقة المداهن هومن يرضى الناس بما ينقص ديته، كسما أن ~~المداراة هى إرضاء الناس بما ينقص دتياه فالأولى حرام، والثانية مستحبة ~~وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول : بلغنا أن الله تعالى أوحى ~~الى الملائكة عليهم الصلاة والسسلام أن صيوا العذاب على قرية كذا وكذا ~~اسا، فصاحت الملائكة وقالوا: يا رب إن فيهم عبدك قلاثا ms251 العابد فقال ~~اعالى: أسمعونى ضجيجه من العداب فإن وجهه لم يتمعر قط إذا رأى ~~حارمى. وكان لقمان عليه السلام يقول: كذب من قال: إن الشر يطفأ ~~ابالشر، فإن كان صادقا، فليوقد تارا عند نار هل يطفئ إحداهما الآخرى، بل ~~الا يطقأ الشر إلا الخير كما يطفى الماء النار ~~قد دخل أبو إساق الغزارى على هارون الرشيد - رحمه الله تعالى ~~فيلغ ذلك يوسف ين أسباط - رحمه الله تعالى - فلامه وقال: كيف ~~ادخل على هذا الرجل وعنده الفرش الحرير؟ فقال أيو إسحاق : ما بلغك ~~الا الحرير يا يوسف؟ فأين الدماء والفروج والأموال، ولكنا إذا دخلنا عليه ~~الضرورة. وقد كان يقال: إن العالم إذا دخل على ظالم. ولم يسأل عن ~~اء فهو فى سعة، وإنى لم أسأل عن شىء، وأنا جالس عنده، فلو قيل ~~ال هذا الفرش حرام؟ لقلت: نعم هو حرام. قلت: في هذا الجواب ~~انظر، والله أعلم. وقد قيل لسقيان الثورى - رحمه الله تعالى - أيأمرالرجل ~~امن يعلم أنه لا يقبل منه؟ قال: نعم ليكون ذلك معذرة له عند الله تعالى. # كان مالك بن ديتار - رحمه الله - يقول: ذهب المعروف ييكى، وجا ~~المكر يضحك، ثم ينشد ~~اهب الرجال المقتدى بفعالهم والمنكرون لكل أمر منك ~~قيت في خلف يزكي بعضهم بعضاليدفع معور عن معور ~~اعرض يا أخى هذه الصفات على تفسك لتعرف هل أنت ممن تتكر ~~الملكر أو لام وهل أنت ممن يحبك الله تعالى أو لا؟ وهل تصرت شريعة ~~بك محمد - - أو خذلتها؟ فإنك تزعم أنك من الدعاة إلى الله تعالى ~~اكم التياية عن رسول الله -4- لكونه قد آمن علماء أمته على شريعت ~~امن بعده -- ، ولعل غالب الناس اليوم قد خذل الشريعة المطهرة بأقواله PageV00P000 ~~نبيه المغترين للامام الشعرانى ~~اوأفعاله وسكوته عن المنكر، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم والحمد ~~الله رب العالمين ~~وصف أحلافصم رصى الملهقحالى خنفم: عدم العجب والإدلال ~~ايء من أعمالهم بل يرون أنهم استحقوا التعذيب بالنار بصالح أعمالهم ~~اعنذهم قضلا عن سيتها لما يشهدونه يها من سوء ms252 الأدب مع الله تعالى. وقد ~~ارد أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان يقول: كم من سراج قد أطفأته ~~الريح، وكم من ععبادة قد أفسدها العجب. وكان وهب بن منيه - رحمه الله ~~اعالى - يقول: ساعة يزرى العبد فيها تفسه خير له من عبادة سبعين ~~استة. وكان أبو عبد الله الأتطاكى - رحمه الله تعالى - يقول : أضر الطاعات ~~اعلى العبد ما أنسته مساويه، وذكرته حسناته، فيزداد بها إدلالا واغترارا بين ~~الناس، فيذهب إلى الآخرة صفر اليدين من الخير والثواب، وهو يحسب أنه ~~امن الصالحين. # ووكان الشعبى - رحمه الله تعالى - يقول: بلغنا أن رجلا من سبق كان ~~إذا مشى يظله الساب لفضله، فرآه رجلا آخر، فقال: والله لأمشين فى ~~ال ظله لعل أن تنالنى بركته . قال : فأعجب الرجل الأول بنفسه حين رأى الناس ~~امشون فى ظله، فلما افترقا ذهب الظل مع ذلك الرجل التابع. وكان أمير ~~االممنين عمر بن الخطاب خاقفع يقول: من علامة صدق تويتك أن تعترف ~~اله بذنبك، وإن من إخلاص عملك أن ترفض عجبك، وإن من صدقك ~~كر أن تعرف تقصيرك. وقد كان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - ~~إذا خطب على المنبر، فحاف العجب قطع الكلام، وعدل إلى غيره مما لا ~~اجب فيه، وإذا كتب كتابا، فخاف العجب فيه مزقه وقال: اللهم إنى أعوذ ~~اك من شر نفسى. وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: إذا رأى ~~حلقة درسه قد كبرت قام عجلا مرعوبا وقال: أخذتا والله ولم نشعر قال: ~~لتيعه الناس يوما، وقالوا له : مثلك لايخاف من مثل ذلك* فقال: يلى أن ~~الخاف التاس من ذلك لما أعرفه من دناءه أخلاقى، ووالله لو رآنى عمر ين ~~الحطاب -ف جالسا في مثل هذا المجلس لضربتى بالدرة، وأقامتى وقال PageV00P000 ~~ال ييه المقترين للامام الشعراتى ~~الى: لاتصلح لمثل ذلك. وكسان مطرف بن عبد الله يقول: لأن أبيت نائما ~~ووأصبح نادما أحب إلى من أن أبيت قائما، وأصحب معجبا أرى نفسى على ~~الناشمين . وقد كان السلف يعيبون على العباد كثرة صيامهم، وقيامهم ms253 خوف ~~امن العجب، وكانوا يقولون لهم: تعلموا العلم، ثم اعملوا، فإن لكل عمل ~~ادبا شرعيا. وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول: لو أن عمل ~~ابن آدم كله كان حسنا لكان يهلك نفسه من الحجب، ولكن الله تعالى ابتلا ~~اشهود التقص فيه رحمة به . وقد قال رجل مرة لابراهيم التيمى - رحمه الله ~~اعالى - ما تقول يا فقيه فى كذا؟ فقال إبراهيم: إن زمانا صرت أنا فيه فقيها ~~المان سوء. وكان حذيفة المرعشى - رحمه الله - يقول: إن لم تخف أن ~~يعذبك الله تعالى على أفضل أعمالك عندك، فأنت هالك. # اوقد كانت رابعة العدوية - رحمها الله تعالى - تقول: أكثر ما أكون ~~اراجية للخير حين تقل أعمالى الصالحية أى لكونها كانت معتمدة على فضل ~~اله تعالى، وامتتانه لا على الأعمال. وكان حسان بن ستان - رحمه الله ~~اتعالى - يطلب من أعوان الولاة أن يدعوا له، فقيل له فى ذلك فقال: لعل ~~ف أحدهم خصلة يحبها الله تعالى، ولعل في خصلة يبغضها الله تعالى ~~ولعلى أرى نفسى خيرا مته، فيكون خيرا متى، ولما مرض عمر بن عبد ~~العزيز - رحمه الله تعالى - أشاروا عليه بالدفن فى المكان الرابع عند قبر ~~ارسول الله -- قال : فسارتعد من كلامهم، وقال: والله لأن يعذبنى الله ~~عالى بالتار أحب إلى من أن يعلم الله تعالى من قلبى أننى أرى نفسى أهلا ~~الذلك. # وقد ستل ابن السماك - رحمه الله تعالى - عن حقيقة العجب فقال : أن ~~اتطاول على الناس بعملك، فتحقر كل من رأيته مقصرا فى العمل. وكان ~~افيان الثورى - رحمه الله تعالى - يكثر العبادة، فقيل له يوما: إنا نراك تكثر ~~المن العبادة، فقال : لا يستكثر عبادته فى عينه إلا جاهل بالله تعسالى، قإن ~~الأكة عليهم الصلاة والسلام لا تقتر عن العيادة طرفة عين، ولو أنها ~~ااستكثرت أعمالها لم يجعلها الله تعسالى فى حضرته السماوية، وانهم مح ~~لك يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. وقد سمعت سيدي علي PageV00P000 ~~انيه المغترين للإمام الشعراتى ~~االخواص - رحمه الله تعالى - يقول: إن لم تعخف أن يهلكك الله ms254 تعالى ~~ابالنقص الذى فى أعمالك الصالحة فضلا عن معاصيك . فأنت هالك . وكان ~~يد بن هارون - رحمه الله تعالى - يقول: نظرت فى قيام الليل، فإذا ~~الحارس يحرس الليلة كلها بدانقين، أفيطلب أحدكم الجنة بسهر ليلة واحدة ~~بعبادة لعلها لا تساوى داتقين، وريما من بها على ريه. وقد كان الفضيل ين ~~اض - رحمه الله تعالى - يقول : السلامة من الرياء والنفاق من العلما ~~اوالقراء أعز من الكيريت الأحمر لأن أحدهم لا يقدر على سماع قول ~~الناس : ما أعلم فلاثا أو ما أحسن صوته بالقرآن إلا ويحصل عتده العجب ~~ذلك، وإن قالوا: ليس هو بعالم، ولا حسن الصوت شق عليه، وكا ~~الوت غما وذلك من أكبر علامات الرياء، ثم يشرع فى تحسين حاله ريا ~~ووسمعة. وكان السرى السقطى - رحمه الله - يقسول: كل من ظن بنفسه أ ه ~~محسن، فهوين زين له سوء عمله، ومن لم يظن أنه هالك فهو هالك. وقدا ~~اقال رجل لعبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - يقول إذا رأيت العيد لجوجا ~~ماريا العمل معجيا ينفسه، فأعلم أنه قد استكمل الخسارة. وكان آبو مطيمان ~~الارانى - رحمه الله تعالى - يقولك من أعجب يعمله، فهو قدرى لأته لو ~~اأ العمل خلقا لله تعسالى لم يحجب به. قلت: وذلك فى العلم ~~الحسن، وأما العلم السيئ فلا يجوز له تعزية تفسه عنه ، يل الواجب عليه أن ~~توب منه، وينلم ويستغفر مته، والله أعلم ~~اوقد كان لحطاء السلمى - رحمه الله تعالى - مخنثون يخدمونه في بيته ~~اويوضثونه فقيل له : ألا تستقذر هؤلاء أن يكونوا فى بيتك؟ فقال: والله إنهم ~~اع ندى أطهر من تفسى، وأقل ذنوبا، وأقل للرياء، ونفائا فيكف أستقذرهم؟ # ووقد كان أبان بن عياش - رحمه الله تعالى - يقول : لا يكره العمل بالرخص ~~لا معجب بتقسه، أو صاحب هوى أى لأن الرخص لا يحمد أحد فاعلها ~~لا يحصل عنده عجب. وقد كان أبو بكر الصديق -ف- يخاف من ~~العجب كل الحتوف، وكانوا إذا أثتوا عليه خيرا يقول: اللهم اجعلنى خيرا مم ~~اقولون، واضفر لى ما لا ms255 يعلمون. وكان عمر بن الخطاب فلاقته إذا أثنوا ~~اعليه خيرا يقول: اللهم إنى أعوذ بك من شر ما يقولون، وأسألك أن تعفر ~~ال ما لا يعلمون. وقد قال رجل لعائشة -لففطا: يا أم المؤمنين متى يعلم PageV00P000 ~~تيه المفترين للمامام الشعرانى ~~(266) ~~الرجل أنه من المحسنين؟ فقالت: إذا علم أنه من المسيئين، فقال الرجل: ~~وومتى يعلم أنه من المسيئين؟ قالت: إذا رأى نفسه من المحسنين. قال: ~~حضر بكر بن عبد الله المزنى ومطرف بن عيد الله - رحمهما الله تعالى- ~~الموقف بعرفة، فكان من دعاء مطرف أن قال: اللهم لا تردهم في هذا اليوم ~~امن أجلى خائبين. وكان من دعاء بكر قوله: ما أشرف هذه البقعة، وما ~~أرجاها للدعاء لو لم أكن فى الناس. # اكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالي - يقول: رب هالك بالثناء ~~عليه، ورب مستدرج بالأحسان إليه . وكان يحبى بن معاذ - رحمه الله تعالى ~~يقول: ربما بلغ العجب بالغقير إلى أن يصير يقول: لو عرضت على حور ~~الجنان ما التفت إليهن دون الله تعالى، وهو ربما لو رأى جارية من جوارى ~~الانيا لصالح قلبه بالميل إليها حتى بلغ العرش، ووالله لذنب تفتقر به إلى ~~اع فو الله تعالى خير لك من طاعة تفتخر بها على الحباد. وكان محمد بن ~~اواسع - رحمه الله تحالى - يقول: لعباد زمانه : آف لكم دخل العجب فيى ~~أعمالكم مع قلتها، وقد كان من قبلكم لا يحجبون بأعمالهم مع كثرتها ~~اواله ما أنتم إلا كالملاعبين بالنظر لعبادة من كان قبلكم ~~فاعلم يا أخى ذلك، وفتش نفسك كل التفتيش، فربما تعجب بترك ~~العجب، وتكون أسوأ حالا ممن عجب يعتى بالأعمال فافهم ، وإياك يا أخى ~~أان ترى نفسك على أحد من المسلمين والحمد لله رب العالمين. # وهف أحلاقصم -وصىاللهتحالى عنيم * تقديمهم إنفاق الدراهم ~~والدنانير في إطعام الجائع وكسوة العريان، ووفاء الديون التى على الناس ~~اوهم لا يقدرون على وفائها على عمارة الزوايا والدور ونموه لا سيما في ~~ذا الزمان الذى لا يوجد فسيه القوت إلا بمعاينة أسباب الموت إن كان ms256 الفقير ~~اترقا، آو بذهاب دينه إن كان متعبدا لا حرفة له . وقد رأيت مرة شيخا من ~~شايخ العصر يينى له فى قصريح بقبة وتابوت، فجاءه رجل أعمى معيل ~~طلب مته تصفا يأخذ لعياله به خيزا قلم يعطه فقلت له: أعط له نصغا، فهو ~~افضل من عمارة هذه القبة، قأبى أن يعطيه، فسقط من عينى من ذلك ~~الوم، وقد كان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - يعول أربعين دارا من PageV00P000 ~~يه المفترين للامام الشعراتى ~~كل جاتب، وكان الدجاج المشوى يحمل إلى سماطه، وسألوه في شى ~~ااونهم في عمارة مسجد فسأبى وقال : لقمة في بطن جائع آرجح في ميزاني ~~امن عمارة المسجد لو عمرته وحدى ~~ووقد كان النبى - - يقول : "إذا أراد الله بعبد شرا أهلك ماله قى الما ~~والطين"(1) وفي الحديث أيضا: "كل درهم ينفقه العبد، فإن الله يخلفه إلا ما ~~كان في بنيان أو معصية" . وقد كان أنس بن مالك فالته يقول: رأيت درجة ~~سلم غرفة رسول الله - تتحرك فأردت أن أبتيها يقطعة طين ~~لفهاني -- وقال: "ما لى وللدنيا"(2). وفى رواية: "إنى بعثت بخراب ~~الدنيا ولم أبعث بعمارتها". # اقد بنى آبو الدرداء -فافه- كنيفا، فبلغ ذلك عمر بن الحقطاب، وكان ~~خلافته -قانت- فكتب إليه يقول: من عمر إلى عويمر سلام عليك أما ~~عد ثكلتك أمك أما كان لك حاجة إلا أن تجدد عمارة الدنيا بعد رسول الله ~~- حكمت عليك أن لا تضع كتايى من يدك حتى تهدمه قال: فهدمه ~~الوقته. وقد كان وهب بن منيه - رحمه الله تعالى - يقول: من استغنى بأموال ~~الفقراء أفقرته، ومن سخر الفقراء فى بناء أعقبه ذلك الخراب، ومسعنى ~~استغنى بأموال الفقراء أخذها على اسمهم، واختص بها. وكان سفيان ~~النورى - رحمه الله تعالى - يقول: ما وقع لى أنى أنفقت درهما في بناء ~~قط، قال : ومالت حائط فى دار مطرف ين عبد الله، ققالوا له : ألاتصلحها ~~اليوما فقال: إن رب المنزل لا يدعتا نقيم فيه حتى نعمره. وقد كان خص نوح ~~- من خواص النخل فقيل له: لو ms257 بتيت لك بيتا، فقال : هذا كثير على ~~اكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: ما زخرف قوم ~~اليتاء إلا أوشك أن يرجموا من السماء. وكان ثابت البنانى - رحمه الله تعالى ~~(1) ضعيف : انظر الضعيفة (ح 2293، 2294). # (2) جزء من حديث أخرجه أحمد في مستده (301/1)، وابن حبان (ح 6352) من ~~يث عمر بن اتطاب -تاع- . وله شاهد حند مسلم (س 1479) من حديث عم ~~أايضا PageV00P000 ~~ااييه المغترين للامام الشحراتى ~~يقول: قد أوحى الله تعالى إلى نبى من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن ~~اعمر أمتك ثلاثمائة عام قال : فأخيرهم نبيهم بذلك فقالوا: إن عمرنا لقصير ~~ام خرجوا من دورهم، وضربوا الأخبية فى اليرية، وأقبلوا على عبادة ربهم ~~اعز وجل، قلم يتناسلوا، ولم يتوالدوا حتى ماتوا عن آخرهم. وقد دخل ~~احامد اللفاف - رحمه الله تعالى - على امرأته يوما فوجدها تطين كانونا لها ~~ووتزلفه، فقال لها: ما هذا؟ فاعتذرت إليه وقالت : إن ذلك أيقى للكانون ~~اتى لا يقع القدر من فوقه، فيذهب الطعام على الأرض، فقال : إن الله ~~م ططلع على باطنك. # وقد كان إيراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - يقول: كان لأبى دار ~~اواسعة ورثها من أبيه، وكان يسكن فى البيت متها، فإذا خرب تحول إلى ~~يره حتى مات في آخر بيت متها، ولم يعمر منها شيقا. وكان عبد الله بن ~~اسعود -القيه يقول: سياتى على التاس زمان يرفعون الطين، ويضيعون ~~الين، ويسمنون اليرادين، ويصلون إلى قبلتكم، ويموتون على غير ملتكم ~~كان أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله تعالى - يقول: كل شى ~~اله زهو ومياهاة من مركب ومليس ومطعم ومسكن، فهو سرف ومعصصية. # اكان أبو الدرداء -فطقه يقول : إذا منع الرجل الحق من ماله أهلكه الله في ~~الال والطين. وقد كان أمير المؤمنين على - فإنيع لا يصلى فى مسجد ~~خرف، وقد مر يوسا على مسجد بنى عيم، وكانوا قد زخرفوه، وقد ~~اضرته الصلاة، فقالوا: يا أمير المؤمنين ألا تصلى فى مسجد بنى عيم ~~لفقال: لا تقولوا في مجسد بنى تيم، ثم جاوزه وصلى فى مسجد بنى ms258 ليت ~~وقال: نهينا أن نصلى في مسجد أسس على غير تقوى. وقد مر عبد الله بن ~~اسعود -زالقه على مسجد متقوش فقال: لعن الله تعالى كل من بنى هذا ~~الانه أنفق ماله فى معصية الله تعالى، وإن له بكل درهم أنفقه فيه كية من ~~انار. وقد بلغ عمر بن عبد العزيز أن أساطين في مجسد دمشق قد حمروها ~~اخلقت بالزعفران، فكتب إلى عامله إن المساكسين أحوج إلى تلك الدراهم ~~امان الأساطين. وقد كان سقيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: من بنى ~~اناء ونقشه بالأحمر والأصفر، فهو أنم هو، ومن أعانه. وكان الحسن PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للامام الشعرانى ~~الصرى - رحمه الله تعالى - يقول : كنت أدخل حسجر أزواج النبى ~~أتتاول سقفها بيدي ~~وقد جاء رجل إلى الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - فقال له: إنى ~~عمرت دارا، وقصدى أن تدخلها، وتدعو لى فيها باليركة، فقال له الحسن: ~~القد غرك أهل الأرض، ومقتك أهل السماء ينيت شديدا وأملت بعيدا ~~وستموت قريبا. وقد سئل محمد بن سلام البيكندى - رحمه الله - عن السنة ~~لف طول البتاء في المساجد والمنازل؟ فقال : قدر قامة الرجل. وكان أحمد بن ~~حرب - رحمه الله تعالى - يقول: من نظر إلى يستان أو بنيان بشهوة من غير ~~عبرة سلبه الله تعالى حلاوة العبادة أربعين يوما ~~قد كان المعتمر بن سليمان - رحمه الله تحالى - يقول: سقط بيت لنا ~~ل لم يبنه أبى لتا، وقال : الأمر أعجل من ذلك، ثم ضرب لتا خيمة وأدخلنا ~~فيه، فنسن فيها ثلاثين سنة. # تأمل يا أخى هذه الاخلاق، واستغفر ربك إن وجدت نفسك مخالفا ~~الها، قإنه لا شرف للعبد إلا باتباع سلفه الطاهر في الأفعال والأقوال ~~اوالأخلاق. وقد رأيت من عمر له مسجدا فعادى غالب الناس لكونهم لم ~~اساعدوه، وصار مقراضا فى أعراضهم، نسأل الله العاقية، فمثل هذا عاص ~~اله سبحانه وتعالى، ولعل ثوابه الحاصل بيناء زاويته لا يرضى به واحد من ~~الذين اغتابهم فى غيبة واحدة اغتباها فيه، وإذا كان من له مال لا ينبغى ل ~~ان يتفقه في ms259 الماء والطين إلا لضرورة شرعية، فكيف بمن يسأل الناس أن ~~اساعدوه ويعاونوه فى البناء، فاعلم ذلك يا أتى، واحذره كل الحذر، ~~والحمد لله رب العالمين. # ومف أحلقمم-رصىاللهفحالى حنح: كثرة مجاهدة ~~انوسهم في العبادات، وترك الشهوات، وعدم رضاهم بعد ذلك عتها إلى ~~ان يموتوا، وهذا مجمع عليه عند القوم، فمن خالفهم فى ذلك فقد ~~ارق إجماعهم، وذلك حرام لانه من قاعدة ما لا يتم الواجب إلا به فهو ~~ااجب. وقد قالوا: من ظن آنه بغير بذل الجهد فى الطاعات يبلغ شيئا من PageV00P000 ~~اانبيه المغترين للامام الشعرانى ~~(270) ~~الرجات، فقد رام المحال. وقيل أيضا: لا تخرق لعيد العادات إلا إن زاد ~~اعلى التاس فى العبادات، وذلك لان الكرامات فرع المعجزات فكما تميز ~~الا- - بكثرة الطاعات والمعجزات، فكذلك الولى لا يقع له كرامة ~~الا إن جاوز أقرانه في الجهد والطاعات، وفى الحديث : "المجاهد من جاهد ~~فسه فى الله عز وجل"(1) . وقد كان أمير المؤمنين على فافحه يقول: أول ~~اما تتكرون من الجهاد جهاد نفوسكم. وكان أبو مالك الأشعرى -ت ~~قول: ليس عدوك الذى إن قتلته آجرك الله عليه، ولكن عدوك الذى بين ~~ابيك -يعنى النفس -، وامرأتك التى تضاجعك، وولدك الذى من ~~صلبك فهؤلاء أعدى عدو لك ~~ووكان خضر القاري - رحمه الله تعالى - يقول : نحت الجبال بالأظاف ~~احى تتقطع الأوصال أهون من مخالفة الهوى إذا تمكن فى النفس . وكان ~~اشر الحافى - رحمه الله تعالى - يقول: ستون من مردة الشياطين لا يفسدون ~~اما يفسده قرين السوء في لحظة. وستون من قرناء السوءلا يغسدون ما تفسد ~~انفس فى لحظة ، وإذا جعلت الأمور كلها على وفق المراد للعيد آتاه الخلل ~~فيها من قبل نفسه، وقد أجمع سائر الملل على آن رضا الرب جل وعلا من ~~امكروه النقس . وكان يحى بن معاذ - رحمه الله - يقول : الدنيا كلها محشوة ~~ابالعجائب، وأعجب العجائب نجاة نفوسنا ونفوس أمثالنا من النار، وكيف ~~جو من النار من كل أعماله تجره إليها. وكان إبراهيم بن آدهم - رحمه الله ~~اتعالي - يقول: آصاب شخص من الزهاد ms260 سهم فذيحه. فقال: الحمد لله ~~الذى أخذ لى بثأرى من نقسى. فكم ذبحتنى من ذبح. وكان يحيى بن معاذ ~~رحمه الله تعالى - يقول: أنا أعلم شقاوتى من الآن، فقيل له مرة: وكيف ~~اذللك؟ قال: لأنهم قالوا: من علامة سعادة المرء أن يكون عدوه عاقلا، وأن ~~أرى خصمى لا عقل له، فقالوا: ومن هو خصمك؟ قال : نفسى فقيل له: ~~(1) صحيح: أخرجه الترمذى (ح 1921) في فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل من ~~امات مرابطا، وأبي داود (ح.250) في الجهاد، باب : فى فضل الرباط، وأحمد فى ~~ستده (6/ - 2) من حديث فضالة بن عبيد-فالفه- . وصحه الالبانى فى صحيح ~~الجامع (ح6679). PageV00P000 # نبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~ات بحمد الله ذو عقل، فقال: كيف عقلى وأنا أبيع الجنة بشهوة نومة أو ~~القمة أو كلمة. # اوكان بشر الحافى - رحمه الله تعالى. يقول: الهوى كمين فى النفس ~~الا يؤمن اتباعه قال تعالى: أفرأيت من اتخد إلهه هواه) [الجاتية23]، وكان ~~ي بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول: تحن اليوم لا ترى أحدا يعمل ~~اعلى وفق السنة، وإنما كل يحمل على موافقة الهوى ما بين عالم وجاهل ~~اوعابد وزاهد، وشيخ وشاب كل يعمل ليحمدعلى ذاك إما عند الله، وإما عند ~~الناس، وكذلك يترك المعاصى خوفا من ازدراء الناس له لا خوفا من الله ~~اعالى، ومن ذا الذي لا يغضب منا ممن ذكره بسوء بين الناس، اصطلحنا ~~اوالله على المداهنة، وتحاببنا بالألسن، وتباغضتا بالقلوب، وطلينا العلم لغير ~~العمل بل للتزين والمياهاة والرياسة على الناس لنحن أول من تسعر بهم ~~الار. وقد بلغتا آن الله تعالى أوحى إلى داود عليه الصلاة والسلام: يا دواد ~~ان أردت محيتى لك، فعاد نعسك، وودنى بعداوتها . وكان عبد العزيز ين ~~اي رواد - رحمه الله تعالى - يقول: إذا ذكرت أحوال السلف بيننا افتضحتا ~~كلنا. وكان مالك بن دينار - رحمه الله - يقول: والله لو أنكم تجدون ~~الاصى ريحتا لما استطاع أحد منكم أن يجلس إلى من خبث ريحى. وكان ~~اعطاء السلمى - رحمه الله تعالى - إذا آصاب أهل بلد ms261 ريح أو غلاء أو فناء أو ~~ابلاء يقول: كل هذا من أجل ذنوب عطاء لو مات عطاء لاستراح الناس منه ~~وكان سفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - يقول : ينبغى للعبد أن يكون ~~عد الله من أجل التاس، وعند نفسه من أشرهم، وكان يحى بن مسعاذ - ~~احمه الله تعالى - يقول: كل من ادعى درجة سقط منها، وإذا كان الرجل ~~فف أعلى درجة، فمن حقه أن يحقر نفسه . وكان أبو معاوية الأسود - رحمه ~~اله تعالى - يقول: كل من فضلنى على نفسه من أصحابى فهو خير متى ~~ووكان أبو سليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - إذا جلس إليه أحد، وثقل ~~اعل قليه يويخ نفسه ويقول لها: إنك لاتحبين الصالحين، ولما رأيت خيرا ~~امن ك كرهته، وثقل عليك مجالسته . وكان الفضيل بن عياض - رحمه اللله ~~اعالى - كثيرا ما يقول: من أحب أن ينظر إلى مراء، فلنيظر إلى ثم يمسك PageV00P000 ~~اييه المغترين للإمام الشعرانى ~~لحته بيده وييكى، ويقول: كنت يا فضيل فى شبابك فاسقا، ثم صرت في ~~كهولتك مرائيا، والله للفسق أهون من الرياء. وقد قال شخص مرة لمالك بن ~~دينار - رحمه الله تعالى - يا مرائى، فقال له مالك : لقد عرفت يا أخى لقبى ~~الذى أضله أهل البصصرة. وكان يحيى بن معاذ - رحمه الله تعانى - يقول ~~كل من زعم أنه يحب الله وهو يحب نفسه، فقد كذب. وقد كسان الفضيل ~~ان عياض - رحمه الله تعالى - يقول: لا يكمل العابد حتى يصيرير ~~الخلاصه رياء، والله لو قيل لى: إن الخليفة داخل عليك الساعة، فسويت ~~حيتى بيدى لقدومه لخفت أن اكتب فى جريدة المنافقين ~~اوأما ترك القوم -ق- للشهوات فدليلهم فى ذلك الأخبار من ~~الكتاب والسنة . وقد كان وهب بن متبه - رحمه الله تعالى - يقول: تصدى ~~الشيطان لعنه الله لسليمان ين داود عليهما الصلاة والسلام، فقال له : ما ~~أانت صاتع بأمة محمد -4- إن أنت أدركتهم؟ فقال : أزين لهم الدنيا ~~اتى يكون الدينار والدرهم أشهى إلى أحدهم من شهسادة أن لا إله إلا ~~اله. وكان وهيب بن الورد - رحمه ms262 الله تعالى - يقول: من غلب شهوته ~~فهوخير من الملائكة لأنهم عليهم الصلاة والسلام عقول بلا شهوة، ومن ~~البته شهوته فهو شر من البهائم لأنهم شهوة بلا عقول. وكان الأحتف بن ~~س - رحمه الله تعالى - يقول: من أكل الشهوات، وطلب حفظ فرج ~~فقد رام المحال . وقد كان أيو حازم - رحمه الله تعالى - يمر على الجزار ~~ففقول له الجزار: خذ لك لحما، وأنا أصبر عليك، فيقول له : أنا أولى ~~مك بالصبر على نفسي. وكان يحيي بن معاد - رحمه الله تعالى - يقول ~~احارية الزاهدين تكون مع الشهوات، ومحاربة التوابين تكون مع ~~السيئات، ومن آراد حماية نفسه من دخول التار، فليترك سائر ما تشتهي ~~افسه فى الدنيا، وقد قال عتية الغلام يوما لعبد الواحد بن زيد - رحمهما ~~اله تحالى - إن فلاتا يصف تفسه بأخلاق لا تذوقها وهو صادق عتدنا، فما ~~بب عدم فهمنا بحاله؟ قال : لانه يأكل خبزه بلا إدام، وأنتم تاكلوه ~~ابالادام، وكل ما زاد على الخبز فهو شهوة. وكان أبو العباس الموصلى ~~احمه الله تعالى - يقول: من زعم أن أكل الشهوات لا يضره، فقد أعظم PageV00P000 ~~ت يه المقترين للإمام الشعرانى ~~الفرية على الله تعالى. وكان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: من ~~المحال أن يجد أحد لذة الطاعات وهو يتناول الشهواته. وقد كان طاوس - ~~احمه الله - يصف للمريض قلة الاكل، ويقول: لم يجعل الله تعالى ~~الصحيح ولا لمريض دواء أعظم من ترك الاكل، وما أتى المرض لمريض الا ~~امن جهة الأكل ، لذلك كانت الملائكة لا تمرض لعدم أكلهم عليهم الصلاة ~~اوالسلام. وكان أبو سليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: من نظر ~~ال قصر أو بستان أو غير ذلك فاستحسته إلا نقص من عقله بقدر ما ~~من ~~اكان وهيب بن الورد - رحمه الله تعالى - يقول: من تتاول الشهوات ~~لليتهيأ للذل في الدنيا والآخرة. وكان يحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - ~~اقول: شهوات النفس نيرانها، وحطبها لذتها، والجوع ماؤها التى تطفأ يه ~~اقد كان يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام من أطيب التاس طعاما كان ms263 ~~ااكل الجراد، وقلوب التخل، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب-فاي ~~اوع نفسه ويميتها ويقول لها: الأكل أمامك. وكان بشر بن السرى - رحم ~~اله تعالى - يقول: لأن أترك ذرة من غداى أو عشاى أحب إلى من عبادة ~~العابدين، وصلاة المصلين وحج الحاجين، وصوم الصائمين، وجها ~~المجاهدين ~~كان يحيي بن مماذ- رحمه الله تعالي - يقول: مذهب جميم ~~الصالحين الجوع، فمن فر منه فهو من الفاسقين، ولقد أدركنا العلماء وهم ~~ابيع، فصاروا الآن مزابل للدنيا، وإذا رأيتم الزاهد يرخص بأكل الشهوات: ~~فاعلموا أنه قد رجع عن الزهد لأن التبسط فى الدنيا مسعدود من فسق ~~الارفين، ووالله ما بقى أحد من زهاد هذا الزمان تقر العين برؤيته ولقد ~~اكنا أقواما كاتوا يحرصون على ترك الدتيا أكثر مما يحرص هؤلاء على ~~اصيلها . واعلموا أن من كان شبعه بالطعام لم يزل جائعا، ومن كان استناده ~~الى الخلق دون الله تعالى لم يزل مخذولا، وقد كان يزيد الرقاشى - رحم ~~اله تعالى - لا يشرب الماء البارد أبدا ويقول: أخاف أن أحسرم شربه غدا إن ~~اربته اليوم يعنى في الآخرة. وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - PageV00P000 ~~شييه المغترين للإمام الشعرانى ~~(274) ~~اقول: الناس يقولون: إن من ترك اللحم أريعين يوما قل عقله، وإنى قدا ~~اركته سنين، وما نقص من عقلى شيء، ولله الحمد. وكان - رحمه الله ~~عالى - لا يأكل من رطب البصرة شيتا، وإذا مضى زمنه يقول: يا أهل ~~البصرة هذا بطنى ما نقص ترك أكل الرطب منه شيئا، ولا زاد في بطونكم ~~يشا . وكان يحيى بن معاذ - رحمه الله تعالى - يقول: صاحب الشهوات ~~ع ذب في الدنيا والآخرة، فى الدنيا في تحصيلها، وفى الآخرة في الحساب ~~اعليها. واعلموا أن من كثر اكله كثر لحم بطته، ومن كثر لحم بطته كثرت ~~هواته، ومن كثرت شهواته كثرت ذنوبه، ومن كثرت دنيوه قسا قليه، ومن ~~ال سا قليه غرق فى الذنوب والآفات، ومن غرق فى الذنوب والآفات دخل ~~النار. وقد اشتهى مالك بن دينار - رحمه الله - في مرض موته خبزا ms264 أبيض ~~ولبنا، فلما أتوه به نظر إليه وقال : دافحت نفسى عن الشهوات طول عمرى ~~افأوافقها فى آخره، ثم قال: اذهبوا به إلى يتيم بنى فلان. ولم يأكله. وقدا ~~اكث معروف الكرخى - رحمه الله تعالى - ثلاثين سنة يشتهى أن يغمس ~~زرة في دبس، ثم مات - رحمه الله تعالى - ولم يفعل دلك. قال: وقدم ~~ان يدى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فافه- إناء فيه لبن وعسل، فرده ولم ~~يأكل مته، وقال: تذهب لذته وتبقى تبعته. # قد رأي ابنه عبد الله -خ46 يوما يأكل خبزا وسمنا فعلاه بالدرة، ~~وقال له : كل خبزا وملحا، واترك السمن لغيرك. اه. فتأمل يا أخى ~~افسك، وايك على حالك، فإن سداك ولحمتك شهوات، فأنت محجوب ~~اعن ربك في عموم الأوقات ، لا تلتذ بشىء من العبادات، ولا تراقب ربك ~~لف الخلوات، فكيف تدعى أنك من الصالحين، وأنت قد خالفتهم فى جميع ~~احوالهم، فإن لم توافقهم فى الآمور الباطنة، وإلا أخى فانزع زيهم الظاهر ~~امن ععمامة صوف وجبة وعذبة . وقد رأيت مرة شخصا بهذه الصفة في وليمة ~~د يده يميتا وشمالا، فيلتقط اللحم، وأطايب الطعام من بين إخوانه، وربما ~~ايعى إلى أكلة واحدة إلى المطرية خارج مصر أو بلبيس، فيسافر إليها، وربما ~~ادعى أنه يفعل ذلك جبرا لخاطر من يدعوه لا لأجل شهوة بطنه، والناقد ~~ير، والححمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~تبيه المغترين للإمام الشعزانى ~~من أحلاةموصي اللهتحالى حنيم-: شدة اجتهادهم في ~~العبادة ليلا ونهارا، رجالا ونساء ودوام مواظبتهم على قيام الليل لا سيما في ~~اليالى الشتاء، وعدم رؤيتهم نفوسهم بذلك على أحد من النائمين، أو أنهم ~~قاموا بذرة واحدة من واجب حقوق الله تعالى عليهم، يل يرون جميح ~~اعباداتهم من النعم التى لا يطيقون لها شكرا كما سيأتي بسطه في أماكن من ~~اهذا الكتاب إن شاء الله تعالى . وقد كان رسول الله -4لله- يقول: "رحم له ~~أقوما يحسبهم التاس مرضى وما هم بمرضى" قال الحسن: يعنى أجهدتهم ~~العبادة، وكاتوا يعملون أعمال البر، ويخافون عليها الرد، وكان الحسن ~~الصرى - رحمه الله ms265 تعالى يقول : لقد آدركت أقواما وصحبت طوائف فما ~~كانوا يفرحون بشىء من الدنيا أقبل، ولا يحزتون على شىء آدبر، وكانت ~~أعينهم أهون من التراب الذى يطئون عليها، كان أحدهم يعيش طول ~~عمره لا يطوى له ثوب، ولا يأمر أحسدا من أهله بصنعة طعام، ولا يجعلون ~~ايهم وبين الأرض شيئا إذا ناموا، وكاتوا عاملين بكتاب الله تعالى وستة نبيه ~~ل.، وكانوا إذا جنهم الليل قاموا على أقدامهم ، وافترشوا وجوههم ~~جرت دموعهم على خدودهم حتى كان يظن الداخل لهم أن هذا من ماع ~~الوضوء. وقد دخل جماعة على عمر بن عبد العحزيز - رحمه الله تعالى - في ~~ارضه يعودونه فرأوه ناحل الجسم جدا، فقالوا له: ما الذى يلغ يك إلى ما ~~انرىة فقال: هموم وأحزان تولدت من خوف الحتساب، وسوء المتقلب. ولما ~~امات منصور بن المعتمر - رحمه الله تعالى - قال رجل لأمه : ما فعل منصور؟ # قالت: إن متصورا - رحمه الله تعالى - صام فلم يفطر إلا عتد ربه عر ~~وجل، وقد كانت ابنة جاره تراه دائم القيام بالليل على سطح داره، فكانت ~~اظن أنه عمود لطول قيامه، فلما مات فقدته، فقالت لأهله: ما صنع ذلك ~~العمود الذى كان فوق سطحكم؟ فقالوا لها: قدم على ربه عز وجل ~~لفقالت : كيف؟ قالوا: لم يكن في سطحنا عمود وإنما ذلك منصور كان يقوم ~~ال طول الليل، وقد كان الإمام أحمد بن حنيل -قلفيه دائما يذكر ذلك، ويبكى ~~اتى تبتل لحيته . وكان داود الطائى - رحمه الله تعالى - يواصل العبادة ليلا ~~انهارا حتى لم يبق له وقت يأكل فيه لا يشرب، فكان يأكل السويق والفتيت PageV00P000 ~~التيه المفترين لملأمام الشمرانى ~~الدون الخبز ويقول: بين مضغ اللقمة وبلعها قراءة كذا وكذا آية . قال ودخل ~~جل يوما يزوره، فرأى في سقف بيته جزعا مكسورا، فأخبره بذلك، فقال: ~~اوالله يا أخى إن لى فى هذا البيت عشرين سنة ما رفعت رأسى إلى سقفه ~~اياء من الله تعالى . وقد كان الناس يجلسون إلى أحمد بن رزين - رحم ~~اله تعالى - فما يروته يلتفت يمينا ولا ms266 شمالا، فقالوا له فى ذلك، فقال: إن ~~اله تعالى إنما خلق العينين للاعتبار، فكل من نظر بغير اعتبار كتبت عليه ~~اطيئة . وقد كانت امرأة مسروق - رحمهما الله تعالى - تقول: والله ما كان ~~اروق يصبح من ليلة من الليالى إلا وساقاه منتفختان من طول القيام ~~وكنت أجلس خلفه، فأبكى رحمة له. وكان - رحمه الله - إذا طال علي ~~اليل وتعب صلى جالسا، ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته ~~احف كما يزحف البعير من الضعف. وكان أبو الدرداء -فافته يقول: لولا ~~اظمأ الهواجر، وقيام الليل ما أحببت البقاء فى هذه الدار. # اقد صام الأسود بن زيد - رحمه الله تعالى - في الحر حتى اخض ~~سده واصفر، وكان - رحمه الله تعالي - يصلى حتى يسقط من قيامه ~~اقد قالوا مرة لعلقمة بن قيس - رحمه الله تعالى - إلى كم تعذب هذا ~~الحسدة فقال: إنما أريد كرامته غدا، وقد صام العلاء بن زياد - رحمه الله ~~الى - حتى اخضر جسده، وصلى حتى سقط، فدخل عليه الحسن ~~الصرى، ومالك بن دينار - رحمهما الله - فقالا له : إن الله لم يأمرك يكل ~~اهذا، فقال: إنما أنا عبد مملوك، والله لو أنى سجدت على الجمر عمرى ~~كله، بل منذ خلق الله الدنيا إلى قيام الساعة ما أديت شكر عافية ساعة ~~اواحدة، ولا شربة ماء. وكان مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - يصلى ~~كل يوم ألف ركعة حتى أقعد من رجليه، فصار يصلى خمسمائة ركعة ~~قائما، ومثلها جالسا ~~ووكان على بن الفضيل - رحمه الله تعالى - لا يستطيع أن يقرأ سورة ~~القارعة، ولا يسمعها من غيره، قال: فهجم عليه شخص مرة، فقرأ بها في ~~اصلاة المغرب فغشى عليه ثلاثة أيام يلياليها لا يقيق . وقد كان الحرث بن ~~عيد - رحمه الله تعالى - يقول : مررنا يوما براهب، فرأينا شدة اجتهاده PageV00P000 ~~(277) ~~تبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~ومايصنع بنفسه، فلمناه على ذلك، فقال : وما هذا الأمر بالنسية لما ثلاقيه ~~اوم القيامة مما نحن عنه غافلون، ققال له بعضنا: نريد تسألك عن أمر، فهل ~~ات مخبرنا عنه؟ فقال: سلوا ms267 ولا تكثروا، فإن الوقت لن يعود، والعمر لن ~~اجع، والطلب حثيث، فعجبتا من كلامه، ثم قلتا له : ماذا حكم الخلق غدا ~~اعند ريهم فقال: يكونون على قدر نياتهم، فقلتا له: أوصنا، فقال: توودوا ~~اعلى قدر سفركم، ثم أدخل رأسه فى صومعته وتركنا. وكان عيد الواحد ين ~~د - رحمه الله تعالى - يقول: مررت يوما براهب من رهبان الصين، فقلت ~~اله: ياراهب فلم يجبنى، فقلت له : لم لا تجيبتى؟ فقال: خفت أن أقول تعم ~~فأكذب لأن الراهب هو من رهب من الله فى سمائه، وعظمه فى كبريائه ~~صير على بلائه، ورضى يقضائه، وحمده على نعمائه، وتواضع لعظمته ~~ودل لعزته، واستسلم لقدرته، وخضع لمهابته، وتفكر فى حسابه وعقابه ~~ووظل نهاره صائما، وليله قائما قد أسهره ذكر النار . ومساءلة الجبار فهذا هو ~~الراهب، وأما أنا فكلب عقور حيست نقسى فى هذه الصومعة ليلا أعقر ~~الناس . قال: فتعجبت من كلامه، ثم قلت له : أخبرنى ما الذى قطع الناس ~~اعن ريهم بعد أن عرفوه، فقال : قطعهم عنه حب الدنيا لأنها مل المعاصى ~~فالعاقل من رمى يها عن قلبه، وتاب إلى الله من ذتبه وأقيل على ما يقربه ~~من خضرة ريه ~~اقال: وقيل لداود الطائى يوما: ألا تسرح لحيتك، فإنها قد تلبدت. # لفقال: إنى إذا لفارغ. وكان أويس القرنى - رحمه الله تعسالى - يحيى الليل ~~كلهه بسجدة واحدة. ولما تاب عتبة الغلام - رحمه الله تعالى - كان لا يتفغ ~~الاكل ولا شرب، فقالت له أمه : لو رفقت بتفسك يا ولدى، فقال: دعينى يا ~~أاماه أتعب فى عمر قصير ليوم طويل. ولما حج مسروق - رسمه الله تعالى س ~~كان لم ينم قط فى الطريق إلا ساجدا على وجهه. وكان عيد الله بن هلال - ~~حمه الله تعالى - يقول: أرجو من الله تعالى - أن لا يشهد على ليل بنوم ~~اولا نهار بفطر. وكان عبد الله بن داود - رحمه الله تعالى - يقول : لقد أدركتا ~~الناس وأحدهم إذا دخل على الليل يصلى منه جانبا، فإذا بلغ الأربعين طوى ~~لراش النوم إلى أن يموت . وكان ms268 كهمس بن الحسين - رحمه الله تعالى PageV00P000 ~~يه المغترين للامام الشعرانى ~~(278) ~~اصلى كل يوم ألف ركعة، فإذا تعب قال لنفسه: قومى يا مأوى كل شر فلما ~~جز كان يصلى كل يوم خمسمائة ركعة، ثم ييكي ويقول: يا ويلى نقص ~~صف عبادتي ~~وقد كانت ابنة الربيع بن خيثم - رحمهما الله تعالى - تقول : يا أيت ما ~~الى أرى التاس ينامون وأنت لا تنام؟ فيقول لها: لأن أباك يخاف أن يموت ~~فى نومه، فيدخل النار. قال: ولما سافر مالك بن دينار لزيارة أويس القرنى - ~~احمهما الله تعالى - فدخل عليه بعد صلاة الصبح، فوجده جالسا، فلم ~~اعليه، فرد عليه السلام، ثم لم يتكلم إلى الظهر، فصلى الظهر ولم يتكلم ~~ال العصر فصلى العصر ولم يتكلم إلى المغرب، فصلى المغرب ولم يتكلم ~~ال العشاء، ثم صلى ولم يتكلم إلى الصبح، فلما صلى الصبح غلبته عين ه ~~ووهو جالس، فانتبه فزعا وهو يقول: اللهم إنى أعوذ بك من عين نوامة ~~ومن بطن لا يشيع. قال مالك فقلت في نفسى: حسبى هذا من شهود ~~أحواله، ثم رجعت ولم أكلمه . وقد نظر رجل إلى أويس - رحمه الله تعالى ~~فقال له: مالى أراك مريض الدهر؟ فقال : وما لأويس لا يكون مريضا إنا ~~المريض يطعم، وأويس غير طاعم، وينام المريض وأويس غير نائم، ثم قال: ~~اا عجبا ممن يعلم أن الجتة تزين فوقه، وآن النار تسعر تحته كيفب ينام من هو ~~ابنهما ينظر إليهماة ~~قد دخل رجل على إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - فوجده قا ~~الى العشاء، فجلس الرجل يرقبه إلى الفجر وإبراهيم مضطجع، فلما طلع ~~الجر قام إيراهيم إلى الصلاة، فقال له الرجل: كيف تصلى وقد كنت نائما ~~لفقال: لم يأخذنى نوم بل كنت جائلا في أودية النار أنظر عذاب أهلها فكيف ~~وقد كان ثابت البنانى - رحمه الله تعالى - يقول: لقسد أدركتا الناس ~~أنام. # اأحدهم يصلى، فلا يأتى فراشه إلا راحفا، وكان عامر ين ععبد الله - رحمه ~~اله تعالى - يصوم الدهر، ويقوم الليل كله فقيل له في ذلك، فقال ms269: وما هذا ~~ان هو إلا أنى جعلت النهار طعاما إلى الليل، ونوم الليل إلى النهار وليس PageV00P000 ~~ال يه المقترين للإمام الشعرانى ~~الف ذلك كبير أمر . وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: كان ~~الصحابة -44- يصيون شعتا غيرا قد باتوا سجدا وقياما يراوحون يين ~~اقدامهم وجباههم وكانوا إذا ذكر الله عز وجل يميدون كما تميد الشجرة في ~~ام الريخ، وتهمل أعيتهم حتى تيتل نيايهم وتصصير دموسهم كائار ما ~~الضوء، فإذا كان وقت السحر بدهنون وجوههم، وسكتححلون كأنهم باتوا ~~انائمين عافلين. # كان أيو مسلم الخولانى - رحمه الله تعالى - قد وضع فى مكان ~~اجده سوطا، فكان كلما أخذته فترة ضرب نفسه يالسوط، ويقول لها ~~اومى لعبادة ربك والله لأزحفن بك زحفا حتى يكون الكلال منك لا منى ~~اوانك أولى بالضرب من الدابة لموضع عقلك، وكثرة دعاويك. وقد تعبد ~~اضيفم العابد - رحمه الله تعالى - قائما حتى أقعد، وتعبد قاعدا حتى استلقى ~~عبد مستلقيا حتي مات - رحمه الله- وكان آبو حازم - رحمه الله تعالى ~~ايقول: لقد أدركنا قوما كانوا فى العبادة على حد لا يقبل الزيادة. قال: ~~اوتعقد ساقا صقوان ين سليم - رحمه الله تعالى من طول القيام حتى لو قيل ~~اله: إن الساعة تقوم غدا ما وجد زيادة على ما هو فيه . وكان إذا جاء الشتاء ~~اهجد فوق السطح حتى مات وهو ساجد لله وكان القاسم بن مححمد - رحم ~~ال تعالى - يقول: رأيت أم المؤمنين عائشة .نافيه تصلى الضحى، وهى تردد ~~اقوله تعالى: فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) [الطور:27]، إلى قرب ~~الزلوال وهى تبكى. وكان أمير المؤمنين على -ثالف- يقول: علامة الصالحين ~~افرة الألوان من طول السهر، وعمش العسيون من طول البكاء، وذبول ~~الشفاه من كثرة الصوم، وقد كان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - يقول ~~الجتهدى زمانه في العبادة: والله إن اجتهادكم كاللعب بالنظر لمن كان قبلكم ~~اوكان عتية الغلام - رحمه الله تعالى - يقطع الليل بثلاث صيحات، فكان ~~ع رأسه فى طوقه يتفكر، فإذا مضى كل ثلث من الليل يصيح صيحة ~~قالسوا ms270 لجعفر ين محمد الصادق -حع على ذلك، فقال : لا تنظروا إلى ~~اياحه، ولكن انظروا ماصاح منه . وقد كانت حبيبة العدوية - رحمها ال ~~االى - إذا صلت الحتمة قامت على سطح لها، وشدت عليها درعها PageV00P000 ~~تتبيه المغترين للامام الشعراتى ~~(280) ~~وخمارها. ثم تقيل على صلاتها إلى الفجر، وكانت تقول فى متاجاتها ~~الهم اخفر لى سوء أدبى فى صلاتى . وقد كانت عجرة العايدة - رحمها الله ~~عالى - تحيى الليل كله وهى مكفوفة، ثم تنادى بصوت محزون: إلهى سار ~~العابدون إلى حسضرتك وأتا ختامدة العزيمة . وقد كاتت عغيرة العابدة ~~احمها الله تعالى - لا تضع جتبها إلى الأرض فى ليل ولا تهار، وتقول: ~~أخاف أن أؤخذ على غرة وأنا ناتمة . وقد كانت شعوانة العابدة - رحمها الله ~~اعالى - تنوح كل ليلة ، وتبكى إلى الصباح، فدخل عليها جماعة يوما فقالوا ~~الها: ارفقى بنفسك، فقالت: والله لقد وددت أن أبكى الدم فضلا عن ~~الموع حتى لا يبقى فى جسدى قطرة من دم، وكانت تقول: اللهم اغفر ~~الكل من تعرض لمعصيتك بعد معرفتك، وقد قالت مرة: اللهم بحيك لى الا ~~اما غفرت لى فقالوا لها: ومن أين عرفت آنه يحبك؟ فقالت: لولا محتبه لى ~~ما أقامتى بين يديه فى الظلام والناس نيام ~~وقد كانت معاذة العابدة - رحمها الله تعالى - تحيى الليل كله بالصلاة ~~القاذا غلب عليها النوم قامت فجالت فى الدار وهى تقول: يا نفس التوم ~~أمامك في القبر إما فى سرور وفرح، وإما فى عذاب وحسرة. وقد أرادت أم ~~ايراهيم العابدة - رحمها الله تعالى - أن تجاوز بمكة، ثم تركت ذلك، فقالوا ~~الها في ذلك؟ فقالت: علم أنى لا أصلح لخدمته فطردتى من حضرته. وقدا ~~كان ذو النون المصرى - رحمه الله تعالى - يقول: خرجت ليلة من وادى ~~كتعان، قلما علوت الوادى إذا سواد مقبل، فحققت النظر، فإذا هى امرأ ~~لفقلت: من هذا السواد؟ فقالت: ومن هذا الرجل؟ فقلت: غريب، فقالت: ~~اسحان الله وهل مع الله غرية؟ قال ذو التون: فيكيت من قولها، فقالت: لوا ~~كنت صادقا ما يكيت، فقلت : وهل عدم ms271 اليكاء من الصدق؟ قالت: نعم ~~الان البكاء راحة للقلب، والصادق لا يطلب راحة فى هذه الدار، قال ذو ~~النون: فعسجبت من قولها، وقلت لها: عظينى بموعظة؟ فقالت لى : عليك ~~ابالحياء من الله تعالى، فإن عطاء السلمى مكث أربعين سنة لا يرفع طرفه إلى ~~السماء حياء من الله . وقد سمحت رابعة العدوية سقيان الثورى - رحمهما له ~~اعالى - يقول: واحزناه، فقالت له : يا سفيان لا تسقل ذلك لو كنت حزينا PageV00P000 ~~ييه المغترين للممام الشعرانى ~~ماتفرغت لهذا القول قل : واقلة حسزناه، فإنه إلى الصدق أقرب، وقد كانت ~~افيرة العابدة - رحمها الله تعالى - لا تمل من اليكاء فقيل لها: أما تسأمين ~~امن كثرة اليكاء؟ فقالت: كيف يسأم إنسان من دوائه وشفائه. وقد كانت أم ~~العلاء السعدية - رحمها الله تعالى - تبكى وتصلى طول ليلها، وتقول: ~~انويى كثيرة، فلم تزل تبكى حتى ذهب بصرها، وقد بكت بردة العابدة - ~~رحمها الله تعالى - حتى ذهب يصرها، فلاموها على ذلك. فقالت: لو ~~اايتم بكاء العصاة يوم القيامة لقلتم إن هذا البكاء كاللعب. وقد مكثت ايت ~~امد ين سيرين - رحمهما الله تعالى - عشرين سنة في مصلاها لا تقوم ~~الا للوضوء والصلاة فقط. وقد كانت معادة العدوية - رحمها الله تعالى - ~~اصلى فى الليل الطويل، فكانت تكل الرجال وهى لا تكل. وقد كانت ~~ارابعة العدوية - رحمها الله تعالى - لا تهدأ ولا تنام ولا تفطر حتى ماتت ~~اقال الدارانى رحمه الله : صليت معها ليلة، فلما كان الصباح قلت لها: يا ~~اابعة ما جزاء من قوانا على قيام هذه الليلة؟ قالت: أن نصوم له النهار ، ~~اونقوم له الليل حتى ثموت . وقد كانت رملة العابدة - رحمها الله - تكثر ~~الصوم حتى اسود جلدها، وبكت حتى عميت، وصلت حتى أقعدت، قال ~~أبراهيم الحتواص - رحمه الله - صليت معها ليلة، فلما كان السحر سمعته ~~القول: يا ليتنى لم أخلق، ثم تبكى. وكان صالح الجرى. رجمه الله تعالى ~~اقول: قرأت مرة قوله تمالى: يوم تقلب وجوههم في النار ~~الأحزاب:26]، فسمعها عابد، فصعق، ثم أفاق فقال: أعدها على، فأعدتها ~~اعليه فسعتر ms272 ميتا. وقد وعظ عيد الواحد بن زيد- رحمه الله - الناس مرة ~~صاح رجل من ناحية المسجد: كف عن كلامك يا واعظ فقد كشفت قناع ~~قليى، فلم يقف عيد الواحد، فصرخ الرجل ثم خرجت روحه. قال ابن ~~القاسم: وأنا من شهد جنازته - رحمه الله تعالى - ~~وقد قرأ زرارة بن أبى أوفى -قاللته قوله تعالى: { فإذا نقر في الناقور ~~(8) فذلك يومئذ يوم عسير) [الدنر:908]، وكان في الصلاة فخر ميتا ~~اكان عمرو بن أدهم - رحمه الله تعالى - يعصب عيتيه إذا خرج إلى السوق ~~الا يرى كافرا ولا غافلا عن الله تعسالى وكان له غلام يقوده، فقال لغلامه PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للامام الشعراتى ~~اييوما: أين نحن؟ قال : في المقابر، فحل العصابة عن عينيه فوقع بصره على ~~القبور فخر ميتا ~~اوقد كان إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام إذا ذكر النار بكى حتى ~~اعع وجيب قلبه من مسيرة ميل فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام ~~اوما : هل رأيت خليلا يعذب خليله؟ فقال: يا جبريل إذا ذكرت خطيئتى ~~سيت خلتى. وكان ميمون يبن ميهران -رممه الله تعالى - يقول: بلغنا أنه ~~الا نزل قوله تعالى: وإن جهنم لموعدهم أجمعين [الحجر: 43]، صاح ~~سلمان الفارسى -- ووضع يده على رأسه، وخرج هائما، فقمكث ~~ثلاثة أيام لا يعى شيئا. وكان محمد بن المنكدر - رحمه الله تعالى - إذا ~~اى مسح وجهه ولحيته بدموعه ويقول: بلغتى أن النار لا تأكلى موضعا ~~السه الدموع. وقد كان الإمام أبو بكر الصديق -توقته- يقول : من استطاع أن ~~كى فلييك، ومن لم يستطع فليتباك. وكان يحيى بن معاذ- رحمه الله ~~اعالى - يقسول: من كان يريد القرب من المحبوب فليكثر من البكاء على ~~الذنوب. وكان محتمد بن ععثمان - رحمه الله تعالى - يقول: ما شبهت ~~اعنى القضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - إلا كأنهما ميزابان. وقد قال ~~أان س بن مالك ف يوما لثابت البنانى - رحمه الله تعالى - ما أشبه ~~نيك بعيني رسول الله --، قال: فبكى ثابت حتى عمشت عيتا ~~رة على عينى رسول الله ._ أن يشبه بهما غيرهما. وقد يكى ms273 فتى ~~امن الأنصار -- حتى أظلم بصره فعوتب على ذلك، فقال: واله ~~الأبكين ما عشت، فإذا مت فعند الله أحتسب تقصيرى في مرضاته. ولما ~~اى الحسن اليصرى على ابنه سعيد - رحمهما الله تعالى - لاموه على ~~اا لك. فقسال: رحم الله سعيدا، والحمد لله الذى لم يجعل بكاء يعقوب ~~اعلى يوسف عليهما الصلاة والسلام عارا ولم يعاتبه الله على ذلك، والا ~~الو كان عارا كان الأمر قد ضيق عليتا. وكان العتبى - رحمه الله تعالى - ~~اقول : اجتمع أصحاب الحديث على باب القضيل ين عياض - رحمه الله ~~اعالى - فاطلع عليهم من كوة وهو يبكى، والدموع تتقاطر على وجه ~~اولحيته وهو يضطرب، فقال لهم : ما بالكم؟ فقالوا له : عظنا يا أبا على PageV00P000 ~~تبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~فقال: عليكم بالقرآن، عليكم بالسنة، عليكم بالصلاة، ويحكم هذا ~~الزمان ليس يزمان حديث، إتما هو زمان : احفظ لساتك، وأخف مكانك ~~اوعالج الليل، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر . وكان أبو سليمان الدارانى - ~~احمه الله تعالى - يقول: بلغنا أنه ما سالت قطرة من عين قبل الرواح إلى ~~الجمسعة إلا أوحى الله تعالى إلى كاتب الشمال أن أطو صحيفة عيدى ~~لقلان، ولا تكتب عليه خطيئة إلى مثلها من الجمعة الأخرى. وكان منصور ~~اابن زاذان - رحمه الله تعالي - يصلى وييكى ويحل عمامته كورة كور ~~سح يها دموعه حتى تبتل، ثم ينشرها في الشمس. وقد كان كعب ~~الألحبار -قاف- يقول : والذى نفسى بيده لأن أيكى من خشية الله تعالى ~~تى تسيل دموعى على وجهى أحب إلى من أن أتصدق بجبل من ذهب. # كان ذر بن عمرو - رحمه الله - يقول لأبيه: يا أبت مالى أرى المتكلمين ~~تكلمون، فلا ييكى أحد، فإذا تكلمت أنت سمعت البكاء من ههنا، ومن ~~الههتا؟ فقال : يا بنى ليست النائحة بالأجرة كالنائحة الثكلى. وقد كان كعب ~~اا أحبار -فالف- يقول : مر زكريا عليه الصلاة والسلام بولده يحيى مكبا ~~على قبر يبكى، فقال له : ما الذى ييكيك يا ولدى؟ فقال: أخبرنى جبريل ~~اعليه الصلاة والسلام أن بين الجنة والنار مفاوز لايطفىء ms274 حرها إلا الدموع ~~لقال له : عليك بالبكاء يا بنى، ثم أكب على القير يبكى معه حتى بل ~~الثرى. # ووكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: اللهم ارزقنى عينين ~~اطالتين تبكيان من خشيتك قبل أن تكون الدموع دما، والأضراس جمرا، ~~اكان ذو النون المصرى - رحمه الله تحالى - يقول : وقفت مرة على عابد فى ~~بل وهو يبكى، فقلت له : علام تبكى؟ فقال: لست أبكى على فوات شى ~~ااننا هى روعة يجدها الخائفون فى قلوبهم من هيبة الله تعالى لا يمكنهم ~~الفظ بها . وكان إيراهيم الخواص - رحمه الله تعالى - يكثر من البكاء أواخ ~~صره ويقول: يا رب قد كبرت، وقد ضعف جسمى، وقلت عبادتي فأعتقنى ~~بفضلك من النار، فإنى لا آقدر أن أمكث فيها لحظة . وقد كان نافع - رحمه ~~له تعالى - يقول: كان يوجه أمسير المؤمنين عمر بن الخطاب -فففه خطان PageV00P000 ~~نيه المقترين للإمام الشعراتى ~~(284) ~~اسودان من مجرى الدموع، ولما رمدت عينا ثابت البنانى - رحمه الله تعالى - ~~ضعف بصره قال له الحكيم : إن تركت البكاء والسجود أمكننى مداواتك ~~فقال ثابت : وما حياتى فى الدنيا بغير هذين اذهب قلا حناجة لى يداوتك ~~اقد قالوا لمالك بن دينار - رحمه الله تحالى - ههنا شخص حسن الصوت ~~ابالقرآن أفلا تأتيه فتسمعه؟ فقال : إن الثكلى لا تحتاج إلى نائحة. وقد كان ~~الضحاك بن مزاحم - رحمه الله تعالى - يبكى كل ليلة عند الغروب حتى ~~ابتل لحيته ويقول: إنى أخاف أن يكون قسد صعد من عملى فى هذا اليوم ما ~~اتط ربى، وكان مكحول المدشقى - رحمه الله تعسالى - يقول: إذا رأيتم ~~أحدا يبكى، فظتوا به ختيرا، قإنى تظرت مرة إلى رجل يبكى، فطننت به أن ه ~~اراء، فعوقبت بحرماني البكاء سنة . وكان يزيد بن ميسرة - رحمه الله تعالى ~~- يقول: البكاء يكون من خمسة أشياء: من الفرح، والحزن، والوجع، والقزع ~~اوالرياء، . وسادسها البكاء من خشية الله تعالى، وهو يأتى صاحبه بغتة ولا ~~اكون بالتفعل، وهذا هو الذى تطفئ الدمعة منه أمثال الجبال من النار ~~اكان كعب الأحبار -نطقته يقول : إن العبد ms275 ليبكى حتى يرسل له ال ه ~~اعز وجل ملكا، فيمسح عينيه بجتاحيه وحينثذ يبكى العبد من خشية الله ~~االى . وكان مجاهد - رحمه الله تعالى - يقول : بكى داود عليه الصلاة ~~اوالسلام أريعين يوما لا يرفع رأسه من السجود حتى نبت المرعى من دموعه ~~غطى رأسه حياء من الله عز جل، فنودى: يا داود أجيعان أنت فتطعم، أم ~~اظمان فتسقى، أم عريان فتكسى؟ قأجيب داود من غير ما طلب حتى تيلغ ~~المؤاخذة حدها . قال : ثم نحب داود تحبة هاج متها العفود، فاحترق من حر ~~اوفه، ثم أنزل الله تعالى عليه التوبة والمغفرة فقال : يارب اجعل خطيئتى فى ~~فى، فصارت خطيئته منقوشة في كفه، فكان لا يبسط كفه لطعام ولا ~~اشراب ولا غيرهما إلا رآها وبكى. وكان يؤتى القدح من الماء ليشربه، فما ~~اعه على شفتيه حتى يقبض من دنوعه، ولم يرفع بصره إلى السماء بعد ~~ذلك حياء من الله تعالى إلى أن مات عليه الصلاة والسلام ~~ووكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: بلغتى أن داود ~~اعليه الصلاة والسلام ذكر ذنبه دات يوم، فذهب صارخا واضعا يده على PageV00P000 ~~القييه المغترين للامام الشمراتى ~~اسه حتى لحق بالجبال، فاجتمعت إليه السياع. فقال : ارجعوا لست أريدكم ~~انا أريد كل بكاء على خطيئته مثلى، ومن لم يكن بذا خطيئة فماذا يصنع ~~اداود الختطاء؟ وقال كعب الأحبار -فل كان الناس إذا لاموا داود عليه ~~الصلاة والسلام على طول البكاء يقول: ذرونى أبكى قبل بكاء اليوم ~~الطويل، قبل تحريق العظام، واشتعال اللحى بالتار، قبل أن يؤمر بالعيد إلى ~~اهنم فتسحيه ملائكة غلاظ شداد. وقد كان عبد العزيز بن عمير - رحم ~~اله تعالى - يقول: لما أصاب داود عليه الصلاة والسلام الحتطيئة نقصت قوته ~~اح صوته. فقال : إلهى قد بح صوتى فى صفاء أصوات الصديقين، فأوحى ~~اله إليه إن الصديقين لا يخطئون . وقد كان وهب بن منبه - رحمه الله تعالى ~~يقول: كان داودعليه الصلاة والسلام قيل وقوعه في الخطيثة يقول: اللهم ~~الا تغفر لمن عصاك غيرة لجناب الحق عز ms276 وجل . قلما وقع فى الخطيقة صار ~~اقول: اللهم اعفر لكل خطاء حتى تغفر لعبدك داود معهم، وكان مجاهد - ~~احمه الله تعالى - يقول : لما اشتد البكاء على داود عليه الصلاة والسلام ولم ~~الي البكاء ينجح قال : يا رب آما ترحم بكائى؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا داود ~~اسيت ذنبك وذكرك بكاءك؟ فقال: إلهى كيف أنسى ذنبى، وكنت إذا تلوث ~~الزبور كف الماء الجارى عن جريه، وسكن هبوب الريح، وأظلنى الطير ، ~~اوأنست الوحوش إلى محرابى فما هذه الوحشة التى بينى وبينك يا رب ~~فأوحى الله إليه : يا داود ذاك أنس الطاعة، وهذه وحشة المعصية. يا داود آدم ~~لقته بيدي، ونفخت فيه من روحى، وأسجدت له ملائكتي، وأليسته ثوب ~~كرامتى وتوجته بتاج وقارى، وشكا إلى الوحدة فزوجته بحواء أمتى ~~أسكنته جنتى، قلما عصانى مرة واحدة بأكله من الشجرة طردته من جوارى ~~اريائا ذليلا، يا داود اسمع متى ما أقول والحق أقول : أطعتنا فأطعناك ~~سألتتا فأعطيناك، وعصيتنا فأمهلتاك، وإن عدت إلينا قيلناك ~~اقلت: اعلم أن الذى يجب على كل مسلم أن يعتقد أن خطايا الأنييا ~~اعليهم الصلاة والسلام لا تعقل لأمثالنا، بل ربما تقرب أحدنا بها إلى الله ~~اعالى، ولا يجوز حملها على ما نتعقله نمن من المعاصى التى تهاتا الله ~~اعنها. فاحسفظ يا أخى نفسك ولسانك في حق اكابر حضرة الله تعالى PageV00P000 ~~انيه المقترين للامام الشعرانى ~~اوخواص خلقه من أنبيائه وأصفيائه . وقد ذكرنا فى كتابنا الأجوبة عن الأكابر ~~ان معاصى الأتبياء عليهم الصلاة والسلام صورية لا حقيقية أجراها الله تعالى ~~اع لى أيديهم تعليمسا لهم بالفعل ليعلسوا قومهم كيفية الخروج من المعاصى ~~الحقيقية إذا وقعوا فيها، وكان بكاؤهم أيضا صوريا ~~فاعلم ذلك يا أخى، وابك على قلة بكائك، وادخل من الياب الذى ~~اخل منه البكاؤون من خشية الله تعالى وهوالجوع، وعدم أكل الحرام ~~الشبهات، فإن من شبع من دلك قسا قلبه ضرورة كما قدم لك بسطه ~~ارارا، وكان عبد الرحمن ين الأسود إذا اعتلت رجله قام على رجل واحدة ~~إالى الصباح، ولا يترك ms277 قيام الليل. وقيل للحسن البصرى مرة: ما بال ~~الملتهجدين أحسن التاس وجوها؟ فقال : لأنهم خلوا بالرحمن، فأليسهم نورا ~~من نوره. # اكانت شعواتة تقول لأصحابها: ألزموا قلوبكم الحزن، ومحية الله ثم ~~الا يبالى أحدكم حين مات. وكان لأبى بكر بن عياش خطان أسودان في ~~اخديه من الدموع، ولما سرق مصحف مالك بن دينار كان إذا وعظ الناس ~~اكوا، فيقول: كلنا نبكى، فمن سرق المصحف؟ والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقهم- رصضىاللهتحالى حنهم : كثرة الاستغفار، ~~ووخوف المقت كلما قرءوا القرآن لشهودهم عدم عملهم به . وكان عبد الله بن ~~المبارك - رحمه الله تعالى - يقول: كم من حامل للقرآن والقرآن يلعنه من ~~اوفه، وإذا عصى حامل القرآن ربه ناداه القرآن من جوفه والله ما لهذا ~~احملت، ألا تستحى من ربك؟ واعلم أنه يجب على تالى القرآن أن يروض ~~فسه على يد شيخ صادق حتى يلطف كثائفه وحجبه المانعة من العمل ~~االقرآن، وعن شهود عظمة الله تعالى، فإنه لو شهد عظمته عز وجل ما ~~اعصاه كما عليه الأتبياء عليهم الصلاة والسلام، وكمل ورئتهم، إذا لا يقع ~~أحد فى معصية قط إلا مع الحجاب. # ووقد كان يوسف بن أسياط - رحمه الله تعالى - كلما ختم القرآن ~~استغفر الله تعالى سبعمائة مرة ثم يقول: اللهم لا تمقتتى يما قرأته من غير PageV00P000 ~~(287) ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~اععل سيعين مرة. وكان الغضيل ين عياض - رحمه الله تعالى - يقول: حامل ~~القران مقامه يجسل عن أن يعصى ربه، وكيف يصح له أن يعصى ربه، وكل ~~ارف من القرآن يناديه بالله عليك لا تخالف ما أنت حامله منى؟ فلا ينبغى ~~الحامل القرآن أن يلهو مع اللاهين، ولا يسهو مع الساهين، ولا يغقل مع ~~الفافلين، وقد كان مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - يقول: يا أهل القرآن ~~اماذا زرع القرآن فى قلوبكم. فإن القرآن ربيع القلب كما أن الغيث ربيع ~~الأرض . وكان عبد الله بن مسعود -فالته يقول : ينبغى لحامل القرآن أن ~~رف بليله إذا الناس ناموا، وبنهاره إذا الناس أفطروا، وبحزنه إذا الناس ms278. # اكوا، وبصمته إذا الناس لغوا، وبخشوعه إذا الناس يختالون يعنى فى ~~فيايهم ومسيهم ~~اوقد كان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: لا يتبغى لحامل ~~العلم والقرآن أن يكون جافيا ولا مماريا، ولا رافعا صوته بالحديث والعلم ~~الولا راغبا في الدنيا لأن كل كلمة مما هوحامله تقول له : ازهد فى الدنيا. وقدا ~~معت سيدى عليا الخواص - رحمه الله تعالى - يقول: من تأمل وجد كل ~~كتاب أنزل يقول له : اتق الله سبحانه وتعالى . وكان صالح المرى - رحمه الله ~~عالى - يقول: قرأت القرآن على رسول الله -- في المنام، فلما ختمته ~~اقال لى - - : "هذا القرآن فأين البكاء؟"(1) وكان الفضيل بن عياض ~~احمه الله تعالى - يقول: ما ثم مصيية أعظم من مصيبتنا يتلو أحدتا القرآن ~~اليلا ونهارا ولا يعمل يه، وكله رسائل من ربنا إلينا. وكان ولده على ~~احمهما الله تعلى - يقول: من لم يبك على نفسه عند تلاوة القرآن فهو ~~غرور لأن المراد منه العمل لا التلاوة. وكان إذا قرأ القرآن ييكى حتى يكاد ~~الا يقدر على إتمام السورة، ويقول : إنى لأتعجب ممن يفرح كلما ختم القرآن ~~الاوة. ولا يطالب نفسه بشىء من مواعظه وزواجره وقوارعه. وقد كان أيو ~~اسليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: ريما أنى أقوم خمس ليال متوالية ~~ااية واحدة أرددها وأطالب تفسى بالعمل يما فيها، ولولا أن الله تعالى يمن ~~(1) لم أجده، ولوائح الوضع ظاهرة عليه. PageV00P000 # اتيه المفترين للمامام الشعراتى ~~اعلى بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمرى لأن لى فى كل تدبر علما ~~اديدا، والقرآن لا تتقضى عجائه. وقد سمحت سيدي عليا الختواص - رحم ~~اله تعالى - يقول: لولا أن الله تعالى يعطى لكل من الأولياء معانى القرآن ~~ابة منه تبارك وتعالى حال تلاوتهم له لما قدر أحد منهم على تلاوته كله في ~~اليل واحدة إذ الكمل ليست علمهم المتعلقة بالقران مستنيطة بفكر ولا إمعان ~~ظر، إنما هى مواهب يهبها لهم حال تلاوتهم، فتكون عين التلاوة هى عين ~~العاتى ومتى تخلفت المعانى عن النطق، قذلك من نتيجة الفكر. قال: ~~احمه ms279 الله - وعليه يحصل قول الحق عز وجل للإمام أحمد بن حنبل -قاف ~~احين رآه فى المنام وقال له : يا رب بم يتقرب إليك المتقربون؟ قال : بكلامى يا ~~أحمد، قال: يارب بفهم أم يغير فهم؟ قال تحالى: يفهم وبغير فهم، قالمرا ~~امن قوله : ويغير فهم أن معانيه تأتى إليهم من طريق الكشف لا يواسطة ~~الفكر، وهذا هو اللاثق بشرح هذا الكلام، وإن كان تالى القرآن له الثواب ~~على كل حال. # قلت: هو كلام عريب فليتأمل، وكان أنس بن مالك فاشه يقول ~~اب قال للقرآن والقرآن يلعنه. وكان أبو ميسرة - رحمه الله تعالى - يقول: ~~الغريب هو القرآن في جوف الفاجسر . وكان أبو سليمان الداراتى - رحمه الله ~~اعالى - يقول : الزبانية إلى حملة القرآن أسرع منهم إلى عبدة الأوثان أىا ~~الكوتهم خالفوا ماحملوا. وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: إذا ~~القرأ العبد كلام الله، ثم تكلم بلغو ثم عاد إلى القرآن قال الله تعالى له: ما ~~الك ولكلامي؟ قلت: ومن هنا كان سيدي على الخواص - رحمه الله تعالى ~~اا كان يقرأ ثم كلمه أحد في حاجة يقول بقليه: دستور يا رب أكلم ~~فلانا(1)، ثم يكلمه. # اوكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: إن حملة القرآن ~~اسألون يوم القيامة عما يسأل عنه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يعنى يسألون ~~(1) هذا الكلام لا يصح، وإنما الصحيح أن الفاري إذا كان فى قراءة القرآن ، وألقى عليه ~~السلام فيجب عليه قطع التلاوة ورد السلام، لان رد السلام واجب، أما قوله: (دستور ~~اليا رب) بقليه فهو من البدع المحدثات، والله أعلم PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للامام الشعرانى ~~اعن العمل بالقرآن أو غيره كاملا لأنهم مأمورون أن لا يخلوا مته بحكم ~~اواحد . وفى الحديث: "أكثر منافقى هذه الامة قراؤها" . وقد أخبرنى سيدى ~~الشيخ أبوالسعود الجارحى - رحمه الله - أنه مكث عشرين سنة يتلو فى التهار ~~اتما، وفى الليل ختما، وذلك قبل اجتماعه بشيخه فى الطريق سيدى أحمد ~~االرحومى - رحمه الله تعالى - فلما اجتمع به وآخيره بذلك قال له: ما ~~صلت شيئا لانك ms280 كنت تفرح بعدد الختوم، ولا تطالب نفسك بالعمل بشى ~~امنه فقال : نعم. قال: ثم أمرنى الشيخ بعد ذلك بالتدبر، ومطالبة تفسى ~~االعمل بكل آية، فما قدرت بعد ذلك على عشر ما كنت أقرأ، فاعلم ذلك ~~ايا أحى، والحمد لله رب العالمين. # وم أحلاقصح-وصى اللهقعالى صنصم: التهيؤ للوقوف بين ~~ادى الله تعالى فى كل صلاة من أول الوقت، فكان أحدهم يستشع ~~عطمة الله تعالى شيئا فشيئا من حين وصوئه، أو من حين ينادى بحى ~~اعلى الصلاة حتى يصل إلى الحضور مع الله تعالى بحسب مقامه لا سيما ~~ان كان أحدهم يطالع علما قيل الصلاة، أو فى خصومة، أو نحو لك ~~ان استجلاب الحضور عليه بعيد إلا إن كان يستعد له من قبل دخول ~~الوقت. # وقد كان أخى الشيخ أفضل الدين - رحمه الله - يستعد للوقوف فيى ~~الصلاة قبل دخول الوقت بعشر درج. فقلت له يوما: أنت بحمد الله ليس ~~الك علاقة دنيوية تمنعك من الحضور، فقال: إن لكل إنسان عوائق بحسب ~~قامه، ولولا الحجاب الذى لهم قبل الصلاة لما اصفرت ألوانهم عند القيام ~~اليها، فلا يد لكل ولى من حجاب ينكشف له عند القيام إلى الصلاة، قيزداد ~~ب ذدلك تعظيما لربه عز وجل، ولولا وجود الحجاب النسبى لما كان الخليل ~~اعليه الصلاة والسلام إذا دخل فى الصلاة يسمع لجوفه ضجيح من مسسيرة ~~اميل، وإنما تقل عن الاكاير زيادة التعظيم لله تعالى فى الصلاة لأنه يقفون ~~يها بين يدى الحق عز وجل كما يقف لام الملك بين يديه، ولله المثل ~~الأعلى PageV00P000 ~~انيه المقترين للامام الشعراتى ~~فى الحديث : "خمس صلوات كتبهن الله تعالى على العباد، فمن جاع ~~ان لم يصيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عهد عند الله أن يدخله ~~الجنة"(1) وفى الحديث أيضا: "أول مايحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ~~ان وجدت تامة قبلت منه سائر أعماله، وإن وجدت ناقصة رد عليه سائر ~~عمله"(2) . وقى الحديث أيضا: "من لم يتم ركوع الصلاة ولا سجودها ولا ~~اوعها خرجت وهى سوداء مطلمة تقول ms281 لصاحبها: صيحك الله كما ~~عتتى حتى إذا كانت حيث شاء الله تعالى لفت كما يلف الثوب الختلق ~~ضرب بها وجهه . وكان سيعد التتوخى - رحمه الله تعالى - كلما صلىي ~~اصير دموعه تتتائر على خده ولحيته. قال: ورأى الحسن اليصرى - رحمه الله ~~االي - رجلا يصلى وهو يحبث بلحيته فسمعه وهو يتول فى سيوده: اللهم ~~اوجنى في الجنة من الحور العين ما تقر به عينى . فقال له الحسن: يا هذا ~~ارأيت خاطيا للحور أقل حياء منك تخطب الحور من الله تعالى وأنت ~~لعب. وكان مسلم بن يسار إذا دخل في الصلاة لا يدرى أى شء يكون ~~امن حوله. وكان - رحمه الله تعالى - يقول لأهله : لا ترفعوا أصواتكم عندى ~~إلا إذا رأيتمونى دخلت في الصلاة فإنى إذا كنت فيها لا أسمع شيئا من ~~لامكم. وقد سقعط جانب المسجد وهو يصلى فيه، فوقعت ضجه عطيمة ~~اخرج الناس مسرعين منه وهو لا يعلم بذلك حتى سلم من الصلاة. وكان ~~أامير المؤمنين على -فانني إذا حضرت الصلاة يصفر لونه ويتغير ويقول: إنها ~~أامانة وأنها عرضت على السموات والأرض والجيسال فأبين أن يحملنها ~~ووحملتها أتا فلا أدرى هل أوفى بآدايها أم لا ~~كان وهب ين منبه - رحمه الله تعالى - يقول: قال داود علي ~~الصلاة والسلام: يا رب من الذى تقبل صلاته، وينبغى له أن يدخل ~~(1) صحح: آخرجه أبو داود (1420) في الصلاة، باب: فيمن لم يوتر، وابن ماجه (ح ~~141) في إقامة الصلاة، باب: ما جاء في فرض الصلوات، والنساتى (1/-23) في ~~الصلاة، باب: المحافظة على الصلوات الخمس، من حديث عبادة بن الصامت- ~~صححه الالبانى فى صحي أبى دأود (ح 1258) . # (2) صحيح : انظر صحيح الجاسع (ح 2574) PageV00P000 ~~(291 ~~انبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~ابتك؟ يعنى المسجد، فأوحى الله تعالى إليه من تواضع لعظمتى، وقطع ~~انهاره بذكرى، وكف نفسه عن الشهوات من أجلى، وأطعم الجائع وأوى ~~الريب ورحم المصاب، فذلك الذي ينبغى له أن يدخل بيتى، وأجيب ~~ادعاءه. وكان حاتم الأصم- رحمه الله تعالى - يقول: ما صليت صلاة ~~قط إلا ورأيت ما أتيت به فيها من ms282 سوء الأدب أكثر مما فعلت فيها من ~~الطاعة. وكان عبد الله بن عباس -4- يقول: ركعتان مع حضور قلب ~~ير من ألف ركعة والقلب ساه. وقد كان على بن عبد الله بن عباس ~~تع- يسمى السجاد لكثرة سجوده، وكان يقول: إن الختضوع فيه أفضل ~~المن الخضوع فى الركوع، فلذلك كنت أكثر منه . قيل : كان ورده كل يوم ~~ال ركعة. وكان عمر بن عيد العزيز - رحمه الله تعالى - يسجد في ~~اصلاته على التراب دون الحصير ويقول : إن ذلك أقرب إلى الختضوع بين ~~ادى الله تعالى. وكان سضيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: لقد ~~ادركتا الناس وأحدهم إذا دخل المسجد ارتسعد وتغير من شدة هيبة الله ~~اعالى حتى لا يعى شيئا من آمور الدنيا، ويذهل عن كل شىء. وقد كان ~~يختا سيدي على الخواص - رحمه الله تعالى - آخر من أدركته من رجال ~~اهذا المقام، كان - رحمه الله - لا يتجرا آن يدخل المسجد إلا تبعا للناس. # كان سعيد ين المسيب - رحمه الله تعالى - يقول من جلس في المسجد ~~انما يجالس ربه عز وجل، وسياتى على الناس زمان يجلسسون في ~~السجد حلقا حلقا حديثهم فيه الدنيا، فلا تجالسوهم، قلت: هذا فيي ~~الحديث المباح، فما بالك يمن يجلس فى المسجد يستغيبون فيه العلما ~~ووالصالحين تسأل الله العافية، فاعلم ذلك يا أخى، وتخاشع عسى تصير ~~امن الحقاشعين، والحمد لله رب العالمين ~~ومن أحلاقهم- رضى الله تحالى عنهم : العمل على كشف ~~جابهم حتي يصير أحدهم يصلي خلف رسول الله-4 في قبر ~~الشريف كلما شاء، وكذلك يصلى خلف كل نبى عليهم الصلاة والسلام ~~الما ورد أنهم عليهم الصلاة والسلام يصلون في قبورهم بأذان وإقامة ~~اوقد كان سيدى الشيخ أبو العباس المرسى قدس الله سره يصلى الصلوات PageV00P000 ~~تنييه المغترين للإمام الشعراتى ~~الخمس خلف رسول اله-- كما أخبر بذلك عن نفسه، وكذلك كان ~~أخى الشيخ أفضل الدين - رحمه الله تعالى - وقسد قال سيدى أبوالعباس ~~رحمه الله - يوما لأصحابه: أيكم يجالس رسول الله-- ولا ~~اتجب عنه فى ليل ولا نهار؟ فقالوا كلهم ms283: ليس متا أحد يقع له ذلك ~~القال لهم: ابكوا على قلوب محجوبة عن أسرار الكون والملكوت، والله ~~احتجب عتى رسول الله -4 لحظة ما عددت نفسى من المسلمين ~~لقلت: وهو مقام شريف لا يصل إليه السالك إلا يحد مجاوزة مائة ألف ~~خاب، وسبع وأربعين ألف حجاب، وتسعمائة وتسعة وتسعين حجاب ~~فليس ذلك لكل ولى كسما أوضحنا ذلك فى كتبانا (العهودالمحمدية) ~~وتقدم أيضا في أوائل هذا السكتاب، فاعلم ذلك(1)، والحسد لله رب ~~العالمين ~~ومن أحلاقصم- رصضىاللهتحالى عنيم-: مراعاتهم الأدب فى ~~الصوم والحج زيادة على آدابهم فى القربات الشرعية، وذلك ليحفظ أحدهم ~~امن وصول إيليس إليه بالوسوسة من العام إلى العام أو من بعد حجه إلى أن ~~اوت، كما أنه إذاحضر قليه فى صلاة الجمعة يحقط من إبليس الجمعة ~~الآتية، كما أنه إذاحضر قلبه فى صلاة من الخمس يمفظ من إبليس إلى ~~الصلاة التى بعدها كما يعرف ذلك من أطلعه الله تعالى على أسرار الشريعة ~~امن يصلون الصلاة المأمور بها شرعا، بخلاف من كانت صلاته عادية . وقد ~~امعت شخصا مرة يقول لسيدى على الختواص - رحمه الله تعالى - أصليتم ~~العصرة فسكت الشيخ، ولم يجبه لحظة، ثم قال له : لا تعد تقل لى مثل ~~اذ لك فتوقعنى فى الكذب، إذا لا تسمى صلاة إلاما حضر العيد فيها مع ربه ~~اع وجل من أولها إلى آخرها بحيث لا يمر بخاطره فيه إلا حب الله تعالى ~~كونه بين يديه، وما يتلفظ به ويفعله من قراءة وذكر وركوع وسجود ونحو ~~اذ لك، فقال الرجل: فماذا أقول لكم إذا أردت أن أسألكم عن مثل ذلك ~~(1) قلت : هذا الكلام لا يصح، ولم يثبت من كتماب ولا سنة ولا عن أحد من سلف الامةا ~~الصالحين، ولعله مما يلق به الشيطان فى قلوب النأس PageV00P000 ~~تبيه المغترين للامام الشعرانى ~~فقال له : قل لى: هل قمت وقعدت مع الناس فى الوقت أم لا؟ وكان ~~الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: لقد أدركتا التاس وهم ينزهون ~~اصومهم عن الضحك قيه، ويقولون: إنه شهر المسابقة ms284 إلى الخيرات لا شهر ~~الضحك واللعب والخفلة. # وكان الأحنف بن قيس - رحمه الله تعالى - يقول: إنه شهر الصوم ~~اهر الجوع، فمن لم يجع فيه حتى يتغيرجلده لا يحصل على طائل من ~~اومه. وقد كان الفضيل بن عسياض - رحمه الله تعالى - يقول: من لم ~~ابس جميع جوارحه عن المعاصى فهومقطر وإن ججاعم، ومن حبس جوارح ~~فهو الصائم حقيقة . قلت: والمراد به كالمفطر فينقص الأجر فى أحكام الآخرة ~~احين يوفى العامل أجره. وكان سفيان ين عيينة - رحمه الله تعالى - يقول ~~ح على بن الحسين -فالقنه فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وتغاي ~~وانتقض، ووقعت عليه الرعدة، ولم يستطع أن يلبى من الهبية، فقالوا له ~~أالا تلبى؟ فقال: أخشى أن نقول : لبيك فيقال لى : لا لبيك ولا سعديك ~~قيل له: لا بد من قولك، فلما لبى غشى عليه، وسقط عن راحلته، ولم ~~اليل يعتريه ذلك حتى قسضى حجه، ولما قسبل الحير الأسود قال: لولا أن ~~اسول الله -- قبلك وكذا أصحابه -4- ما قبلتك. قلت: وهذا يفهم ~~ان عدم تقبيل أصرحة المشايخ أولى من تقبيلها لكون التبى لم يثيت عته أنه ~~القل شيئا من قبور إخوانه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولا بلغنا أنه - ~~أقر أحدا على ذلك يعنى على تقبيل قبر أحد من صالحى أمته ، فلذلك ~~كان من الأدب التوقف عن تقبيل أضرحة المشايخ وأعتابهم، ويجعل يدل ~~اذلك الاقتداء بأخلاقهم(1). # الما أحرم أبو سليمان الداراتى - رحمه الله تعالى - بالحج لم يقدر أن ~~الييى حتى سار الركب ميلا، وأخذته كالغشية فى المحمل ثم فاق، فقال ~~(1) قلت : ليت الامام الشعرانى يشاهد ما يحدث اليوم عند قبورهم من دعاء واستغاية ~~او وذبح ونذر، وكل هنه الأشياء من الشركيات التى قد تخرج الإنسان من الملة وهو لا PageV00P000 ~~تنبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~الأحمد بن أبى الحوارى - رحمه الله - وكان معه، ياأحمد إن الله عز وجل ~~أوحى إلى موسى عليه الصلاة والسلام أن مر ظلمة بنى إسرائيل أن يقلوا ~~من ذكري، فإني أذكر من ذكرنى منهم باللعثة حتى يسكت عن ms285 ذكري ~~اويحك يا أحمد ما يؤمنتا أن الله تعالى يلعتا وقد ظلمنا أنفستا وظلمتا ~~وكان مالك بن دينار - رحمه الله - يقول: رأيت شابا محرما وهو ~~غيرنا ~~ساكت، فقلت له: لم لا تلبى يا غلام؟ فقال لى : يا شيخ وما تغنى عنى ~~البية، وقد سبق منى ذنوب وجرائم وقبائح وفضائح لا تحصى، فأخاف إذا ~~انا لبيت أن يقال لى : لا لبيك ولا سعديك لا أسمع كلامك، ولا أنظر ~~إليك، قال مالك فقلت له: يا ولدى إن الله تعالى كريم غقور، فقال: أوا ~~اشير على بالتلبية؟ قلت : نعم، فوقع جنبه على الأرض وقال : لبيك فشهق ~~خرجت روحه رحمه الله تعالى - وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله ~~اعالى - يقول: حج سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - ماشيا من البصرة ، ~~فقيل له: أم لك ظهر تركبه؟ فقال: أما يرضى العبد الآبق أن يأتى إلى ~~اصالحة سيده إلا راكيا، والله إنى لقى غاية الحنجل من مجيئى إلى تلك ~~الأرض، وقد كان أيو سليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: رأيت ~~اابا مصفراللون وهو متعلق بأستار الكعبة، وهو يقول: اللهم إن لك على ~~قوقا، فتصدق بها على، وإن لعبادك على حقوقا فتحملها عنى من ~~قلك، وقد تم فضلك على، وقد سمعت سيدى عليا الختواص - رحمه الله ~~اعالى - يقول: لقد أدركتا الناس وهم يحجون على الراحلة من غير محمل ~~الولا مظلة ويقولون: المحرم أشعث أغبر، وهذا ينافى ذلك . وكان أحدهم إذا ~~اراد الحج يمكث سنين يحصل فى الدراهم الحلال التى ينققها في حجه ~~اوكانوا لايستعينون فى حجهم بشىء من أموال الولاة ولا أعوانهم، والحمد لله ~~ب العالمين ~~وم أحاافمم رضىاللفحالى عنهم* شدة الحياء من رؤية ~~االخلق فسضلا عن شدة حيائهم من ربهم سبحانه وتعالى، وفى الحديث: PageV00P000 ~~(295) ~~انبيه المغترين للامام الشعرانى ~~الحياء من الإيمان، ولكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء"(1)، وكان بشر ~~الحافى - رسحمه الله تعسالى - يقول : لكل شىء زينة، وزينة الحياء ترك ~~الذنوب، ولكل شىء ثمرة وثمرة الحياء اكتساب الختير . وكان مالك بن دينار ~~رحمه الله تعالى - يقول: ما ms286 عاقب الله تعالى قلبا بأشد من أن يسلب مته ~~الحياء. وكان يوسف بن أسباط - رحمه الله تعالى - يقول : لقد أدركتا الناس ~~اهم يستحيون من الله تعالى أن يسألوه رضاه والجنة، وإنما يسألونه الحفو ~~والصفح ~~اقد كان الإمام مالك -ناللته يقول: أول من ضرب الأخبية فى سفر ~~أمير المؤمنين عثمان بن عفان -فلففه قال: إنى رجل شديد الحياء من التاس ~~لفاسترونى من رؤيتهم لى، وكان -فاشته لا يذهب إلى الخلاء إلا وهو مغط ~~أسه حياء من الملائكة عليهم الصلاة والسلام، قلت : ولذلك جوزى -فش ~~اباستحياء الملائكة منه دون غيره كما أشار إليه الحديث، وهو قوله - ~~ألا أستحى من تستصي منه ملائكة السماء"(1)، وكان إيراهيم بن أدهم ~~احمه الله تعالى - يقول: بلغنا آن عثمان -فالته- يفرش للملائكةعليهم ~~الصلاة والسلام رداءه على باب الخخلاء، ويقول : اجلسا ههنا حتى أخرج ~~اليكما. فاعلم ذلك، والحمد لله رب العالمين. # وهن أحلاةمم-وصىاللهتحالى عدهم ، شدة التقوى لهه ~~االى، ورؤيتهم نفوسهم بعد ذلك أنهم غيسر متقين، وحبهم لله ولرسول ~~-، وقد كان أمير المؤمتين عمر ين الخطاب -فانفه- يقول لتفسه : واله ~~(1) حن : آخرجه ابن ماجه (4184) في الزهد، باب : الحياء من حديث أبى بكرة بلفظ ~~الحياء من الإيمان ، والإيمان من الجنة" وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح اين ماج ~~اخرج شطره الثانى ابن ماجه أيضا (4181) من حديث أنس، و(4182) من حديث ~~ان عباس بلفظ : "إن لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء" وحسنه الشيخ الأليانى فى ~~حيح ابن ماجه (43370، (3371)، وانظر الصحية (940). # (42 صيح : أخرجه مسلم (2401) في فضائل الصحابة باب: فضل عثمان بن عفان، من ~~حديث عائشة - ناحها وهو بلفظ "ألا أستى من رجل تستى منه الملائكة. PageV00P000 # ايه المغترين للامام الشعرانى ~~التقين الله يابن الخطاب، أو ليعذبنك ثم لا يبالى بك، وكان -فوف ~~ول: من اتقى الله لم يصنع كل ما تريده نفسه من الشهوات، وفي ~~الحديث: "من قيل له: اتق الله فغضب أوقف يوم القيامة، فلم يبق ملك الا ~~ار به وعاتبه، وقال له: أنت الذى قيل لك: اتق الله فغضبت؟4" يعنى ~~يوبعتوته ms287 بذلك ~~اقد قيل لعمر بن الحتطاب -فافت: لا يزال الناس بخير ما دمت فيهم ~~ايا أمير المؤمنين، فقال : لا يزال الناس بخير ما أرضوا ربهم، ووكان الجين ~~الصرى - رحمه الله تعالى - إذا قرأ قوله تعالى: واتقون يا أولى ~~الألباب [البقرة: 197]، يقول: عاتبهم لحبه إياهم، وكان عروة الرقى ~~احمه الله - يقول: محبة العبد لربه حب القرآن والعمل به ، وحبه لرسول ~~- هو عمله يسنته، وكان مطرف بن عبد الله - رحمه الله تعالى - ~~ايقول: محبة العبد لربه أن لا يمل من تلاوة كتابه، وكان معيد بن جبير ~~احمه الله تعالى يقول : من علامة محبة العبد لربه كثرة النصب والتعب ~~ف عبادته، فإن حب الله تعالى لا ينال بالراحة . وكان عيد الواحد بن زيد ~~رحمه الله تعالى - يقول: مررت برجل نائم في الثلج، فقلت له: ما ~~حس بألم البرد؟ ققال: من ذاق طعم محبة الله لم يجد للبرد ولا للنار ~~الا، ومراده المحبة الكاملة يالنسية لكل مقام، وكان محمد ين واسع ~~احمه الله تعسالى - يقول: كم عن يزعم أنه مسحب لله تعالى، والله له ~~. اه ~~لفاعلم ذلك يا أخى، والحمد لله رب العالمين. # وصف أحااقص-وصى اللهتحالى عنهم- : الزهد فى الدنيا وذمهم ~~الكل من طلبها ومبالغة أحدهم فى ذلك حتى يصير ينطق بالحكمة كأنبياء بنى ~~اسرائيل عليهم الصلاة والسلام. وقد كان رأسهم فى الزهد رسول الله-4- ~~كان يأتى عليه أربعون ليلة ما يوقد فى بيته نار ولا مصباح فقيل لعائشة ~~اقعل كيف كنتم تعيشون؟ قالت : بالأسودين التمر والماء. وكانت تقول: ~~ض رسول الله -4- في كساء ملبد أى مرقع . وإزار عرنى غليظ . وقدا PageV00P000 ~~(297) ~~ييه المغترين للإمام الشعرانى ~~ان -- يقول: "إنما مثلى ومثل الدنيا كمثل رجل استظل تحت شجرة ثم ~~اح وتركها"(1). # اوقد كان سفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - يقول: الزهد ثلاث ~~أحرف، فمعنى الزاى أن تترك زينة الدنيا، ومعنى الهاء أن تترك هوى ~~اسسك، ومعتى الدال أن تترك الدنيا بأسرها، فإذا فعلت ذلك فأنت ~~ااهد . وكسان إيراهيم ين أدهم - رحمه الله تعالى - يقول: الزهد ms288 على ~~اثلاثة أصناف: فرض ويكون فى الحرام، وواجب ويكون فى الشبهات ~~ووستة ويكون في الحلال، قال : ولذلك كان الزهد في الرياسة أشد من ~~الهد في الذهب والغضة لأتك تيذلهما فى تحصيلها. وقد كان أبو ~~امليمان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: ليس للرجل أن يحمل أهله ~~اعياله على الزهد فى الدنيا وإنما عليه أن يدعوهم إليه . فإن أجايوه والا ~~زهد في نفسه وأتاهم با يصلحهم، وكان - رحمه الله تعالى - يقول ~~كل ما أشغلك عن ربك من أهل أو مال أو غير ذلك فهو مشؤوم ~~عليك ~~اقلت : وذلك لأن الله تعالى جعل الموجودات كلها مذكرة للعبد بريه ع ~~وجل، وهناك تكون مباركة عليه بخلافها إذا حجبت العبد عن ريه، ومن هنا ~~كان الولد والمال أعظم فتنة للعبد لأنه لا يصح الإقبال على الله تعالى مع ~~اليل إليهم فاقهم وقد بلغ وكيعا - رحمه الله تعالى - أن سفيان الثورى - ~~رحمه الله تعالى - أكل الطياهيج، فعاب ذلك عليه وقال: إن الناس يقتدون ~~اك في اكل الشهوات. وكان بلال بن سعد - رحمه الله - يقول: لو لم يكن ~~النا إلا رغبتنا فى الدنيا بعد أن زهدنا الله فيها لكان فى ذلك كفاية من ~~الذنب، وقد كان أبو سليمان الداراتى - رحمه الله تعالى - يقول: قد سمعنا ~~لف الزهد كلاما كثيرا، وأحسن ما رأيناه فيه أنه الزهد فى كل شىء يشغل ~~اعن الله تعالى حتى العلم والعمل. # (1) تقدم وهو فى اين حيان بلفظ : فما مثلى ومثل الدنيا إلا كراكب سار فى يوم صائف ~~استظطل تحت شجرة ساعة من تهار ثم راح وتركهاه. PageV00P000 # نييه المغترين للإمام الشعراتى ~~(298 ~~قلت: يعنى بأن دخل فيهما الرياء والعجب، أو حب ثناء الناس، أو ~~اننو ذلك، وإلا فمن أخلص فى علمه وعمله لا يصلح فى حقه الزهد في ~~ااذلك، لأن الأخلاص فيهما مما يجمع قلب العبد على ربه عز وجل، واله ~~أعلم، وقد قال رجل مرة لسفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - دلنى على ~~أهد أجلس إليه من العلمام، ققال له : يا هذا تلك صالة ms289 لا توجد، وكان ~~ى بن معاذ- رحمه الله تعالى - يقول: الزهد كسله تعب نفس، فمتى ~~امال صاحبه إلى الراحة فى الدنيا، فقد رجع عن الزهد حينئذ. وكان محمد ~~اان سيرين - رحمه الله تعالى - يقول: قد طلبوا الإمام أبا حنيفة للدنيا ~~رب منها، وطلبتا تحن الدنيا فهربت منا . فانظروا ما بين الرجلين ~~كان يوسف بن أسباط - رحمه الله - يقسول: طليت من الله تحالى ثلاث ~~صال: أن أموت وليس ملكى درهم ولاعلى درهم، ولاعلى عظمى ~~الحم، قال : فمات - رحمه الله - كذلك . وقد أرسل الحتليفة مرة بجوائز إلى ~~الفلقهاء فقبلوها، وأرسل إلى الفضيل بن عياض عشرة ألاف درهم فردها ~~فقال له أولاده: قد قبل الفقهاء ذلك، وهم قدوة الناس فهلا قبلت أنت ~~الآخر؟ فبكى وقال: ما مثلى ومثلكم إلا كمثل قوم لهم بقرة يحرثون ~~اعليها، قلما هرمت قالوا لبعضهم : ادبحوها قبل آن لا تنتفعوا بجلها ~~اولحمها، وكذلك أنتم تريدون ذبحى على كبر سنى، فاصيروا على الجوع ~~ايرأ لكم من أن تذبحونى، فقالوا: ما عندنا شىء نتقوت به اليوم، قال: ~~فأخذ سكينا وقطع لهم قطعة من بساط بال كان تحته، وقال: اشتروا يثمن ~~اهذه شيئا تأكلونه . وقد كان عيسى عليه الصلاة والسلام من رءوس الزهاد ~~افكان يليس الشعر، ويأكل من ورق الأشسجار، وليس له ولد يموت، ولا ~~ات يخرب، ولا يدخر قوت عد، وأى مكان أدركه المساء نام فيه . وقيل ~~اله مرة: يا روح الله ألا تتخذ لك حمارا تركبه؟ فقال : إنى أكرم على اله ~~امن أن يشغلتى بخدمة حمار وكان عليه الصلاة والسلام يقول للحواريين ~~احق أقول لكم: إن أكل نخالة الشعير مخلوطة بالرماد والنوم على المزابل ~~الع الكلاب، ولبس المسوح الخشنة لكثير على من يموت، قال: ولم يتخذ ~~اله عليه السلام فرشا ولا مخدة ولا قصعة، وقد وضح مرة لبنة تحت رأسه PageV00P000 ~~(299 ~~اتيه المغترين للإملم الشعراتى ~~جاءه جبريل -تلم وقال له: يا عيسى ركنت إلى الدنيا بعد زهدك ~~فيها، وجعلت تحت رأسك محخدة من لين؟ قال: فمن ذلك الوقت صار ~~اليام جالسا ms290 إلى أن رقع عليه الصلاة والسلام، وكان يقول: لبنى ~~اسرائيل: عليكم بالماء القراح، والبقل البرى، ونخالة الشعير، وإياكم وخب ~~البر فإنكم لن تقوموا بشكر نخالة الشعير. # اقد اشترى أمير المؤمنين على نففته قميصا بثلاثة دراهم وهو إذ ذاك ~~اخليفة، وقطع كميه من موضع الرسغين وليسه وقال: الحمد لله الذى هذا ~~امن رياشه . وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - إذا ليس القميص لا ~~الينزعه حتى يخلق. وقيل له مرة : ألا تغسل قميصك؟ فقال : الأمر أعجل من ~~اذ لك. وقد كان الفضيل ين عياض . رحمه الله تعالى - يقول: لو أن الدنيا ~~كانت بأسرها تحت يدى ما فرحت بها، ولو أن أحدا أخذها كلها من يدى ما ~~ابعته ولا حزنت عليها . وكان - رحمه الله - يتقوت من سقاية الماء يمكة كان ~~الله جمل ينقل عليه الماء ويبيعه ويتقوت هو وعياله منه . وكان عيد الواحد بن ~~د - رحمه الله تعالى - يقول: من صبط بطنه ضبط دينه، وقد كانت بلية ~~أايكم آدم عليه الصلاة والسلام أكلة واحدة، وهى بليتكم إلى يوم القسيامة ~~فاعلموا ذلك ~~اقلت: المراد بالبلية هنا الاختبار، وهو اختيار الحق سبحانه بنى آدم ~~اعل يصبرون على ترك شهواتهم أو يقعون فيها، وأما اختبار آدم- ~~ااتما كان صوريا أوقعه الحق تعالى على يديه ليعرف ما يقع من بتيه إذا ~~جدوا من باب إطلاع رسله على الغيب، وليعرفه يما وقع على يديه كيف ~~اوب بتوه إذا وقعوا فيه ، فالخطاب له والحكم لغيره كما أوضحنا ذلك فيي ~~كتاب الأجوبة عن الاكابر. ومن نطقه بالحكمة يعنى القوم لم ~~أحكموا الزهد في الدنيا قول إبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - ليس ~~ااقل من ارتكب الذنب، ومنه قول وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - من ~~قال فيك من الخير ما ليس فيك، فلابد أن يقول فيك من الشر ما ليس ~~لقيك، ومن عرض تفسه للتهمة فلا يلومن من ساء يه الظن، وقوله: إياكم ~~اوما يعتذر منه. وكان الحسن البصرى - رسحمه الله - يقول: ما رأيته يقينا PageV00P000 ~~اتبيه المغترين للإمام الشعراتى ~~(300) ~~أأبه ms291 بالكذب من يقين الناس بالموت مع غفلتهم عنه. وكان الأحنف بن ~~يس - رحمه الله - يقول: لا يرجع الشباب بالخضاب ولا الصح ~~ابالدواء. وكان معاوية -فافع يقول: أنت الزمان فإن صلحت صلح، يأن ~~ووقد قال معاوية -فيافيه مرة لرجل من سبأ: ما كان أجهل قومك حتى ~~اا لكوا عليهم امرأة فقال له الرجل: قومك أجهل، فيإن الله تعالى لما بعث ~~امدا- قالوا: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ~~فأمطر علينا حجارة من السماء أو اثتتا بعذاب أليم) [الاتغال:32]، هلا ~~الوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأهدنا له، قال: فسكت ~~ال عاوية، وفى الحديث : "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى ~~كافرا منها شربة ماء"(1) وفى الحديث أيضا : "الدنيا دار من لا دار له، ومال ~~امن لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، وعليها يعادى من لا علم له ~~اعليها يحسد من لا فقه له، وعليها يسعى من لا يقين له"(2) وكان الفضيل بن ~~اض - رحمه الله تعالى - يقول: إن الله تعالى جعل الشر كله فى بيت ~~ووجعل مفتاحه حب الدتيا، وجعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد ~~اف الدتيا. وكان مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - يقول: حب الدنيا ~~ارح حلاوة الإيمان من القلب، وقدكان وهب بن منيه - رحمه الله تعالى ~~يقول: من ملك الدنيا تعب، ومن أحبها صار عبدا لها، قليلها يكفى ~~ووكثيرها لا يغنى . وكان أيوسلميان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: ليس ~~الطالب الدنيا غاية يقف عندها كما أنه ليس لطالب الآخسرة غاية. وقد روى ~~ان عيسى عليه الصلاة والسلام كان يقول: لايستقيم حب الدنيا والآخرة فيى ~~قلب، كما أنه لا يستقيم جعل الماء والتار فى إناء واحد، ، وكان أيو حازم ~~احمه الله تعالى - يقول: من أخذ الدتيا من حلها وأنفقها فى مرضاه الله عز ~~جل فقد آرضي ربه سيحانه وتعالى ~~(1) تقدم. # (2) ضعيف : انظر ضعيف الجامع (3012). PageV00P000 # (301 ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~كان يحيى بن مسعاذ- رحمه الله ms292 تعالى - يقول: الدنيا حانوت ~~الشيطان، فلا تسرق من حانوته شيئا، فيأت في طلبك، فيأخذك، وقد روى ~~انه لما مات نوح -يتم قال له جبريل عليه الصلاة والسلام: يا أطول ~~النببين عمرا كيف وجدت الدنيا قال: كدار لها بابان دخلت من أحدهما ~~اخرجت من الآخر، وكان يحى بن محاذ - رحمه الله تعالى - يقول: الدنيا ~~وس ومبها ماشطتها، والزاهد فيها يمزق شعرها، ويسود وجهها ~~اويقطع ثيابها، ويكسر حليها. وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى ~~اقول: من علامة محبة العبد لربه عز وجل أن يبغض ما أبغضه الله، فمن ~~ااعى أنه يحب الله وهو يحب الدنيا فهو كاذب فى دعواه لأن الله يبغضها ~~كان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - يقول فى دعائه: اللهم يا حابس ~~السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه احبس عن إبراهيم الدنيا، وكان وهب ~~ان مبنه - رحمه الله تعالى - يقول: كنا معاشر بنى آدم نسلا من نسل الجنة ~~ل سبانا إبليس وأخرجنا منها إلى دار الفناء والبوار فلا ينبغى لعاقل آن يفرح ~~ايطمئن إلا بعد عوده إلى الدار التى خرج منها ~~اوقد دخل جماعة على رابعة العدوية - رحمها الله تعالى - فأكثروا من ~~م الدنيا عندها، فقالت لهم : كقوا عن ذكرها، فلولا موقعها من قلوبكم ما ~~اكثرتم من ذكرها، وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: إن الجسم ~~إذا تكامل سقمه لا ينجح فيه طعام ولا شراب، وكذلك القلب إذا علق فيه ~~اي الدنيا لا تنجح فيه المواعط . وكان الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - ~~اول: من نافسك في دينك قنافسه، ومن تافسك قى دتياك فألقها في ~~اره، والمنافسة المقاخرة، وقد كان كعب الأحبار -تافته يقول: مر عيسى ~~اعليه الصلاة والسلام يوما على رجل نائم، فقال له : ألا تقوم يا هذا فتعبد ~~اله عز وجل؟ فقال له الرجل: إنى قد عبدته بأفضل العبادة، قال ~~عيسى: وما هى؟ قال : تركت الدنيا لأهلها، فقال له عيسى: ضدقت نم ~~قد فقت العابدين ~~اكان وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - يقول: الدنيا جيفة ms293 فمن أراد ~~ام نها شيئا فليصير على مخالطة الكلاب له . وكان مسلم النحات - رحمه الله PageV00P000 ~~ايه المغترين للإمام الشعرانى ~~(302) ~~عالى - يقول: والله لجراب بعر أوقد به تحت التنور أحب إلى من جراب ~~ذهب. فاعلم ذلك يا أخى، واعمل عليه إن طلبت النجاة، فقد ورد في ~~الحديث: "إن بين يديكم عقبة كثودا لا ينجو منها إلا المخفون، فقال رجل: يا ~~اسول الله أمن المثقلين أنا أم من المخفين؟ فقال له: النبى -2 - : أعندك ~~القوت يومك؟ قال: نعم وغديا رسول الله، ققال - -: لو كان عندك قوت ~~اد غد كتت من المثقلين" فهذا ميزان الشريعة وأنت أعلم بنفسك، والحمد ~~اله رب العالمين. # ومن أحلافصح -رصى اللهتعالى حنوم : تقديمهم عمل الحرقة ~~االصنعة التى تكفهم عن سؤال التاس على سائر نوافلهم وواجياتهم ~~الموسعة . وقد سيلى الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - عن رجل يحتاج ~~الى الكسب، قلو ذهب لصلاة الجماعة احتاج ذلك النهار إلى سؤال ~~الاس، فقال : يتكسب وبصلى متفردا، وفى الحديث: "إن الله عز وجل ~~اعلم ادم عليه الصلاة والسلام ألف حرفة، وقال: قل لولدك يستعلمون هذهه ~~الحرف، ويأكلون بها، ولا يأكلون بدينهم"، وفى الحديث أيضا: "إن روح ~~القدس نقث فى روعى أن نفسالن تموت حتى تستوفى رزقها، وإن أبطأ ~~اتها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملكنم استبطاء الرزق على أن ~~اطلبوه بمعصية الله فإن الله لا يتال ما عنده بمعصية"(1) وكان أمير المؤمتين ~~امر بن الخخطاب تافه يقول: لا يقعد أحدكم في المسجد ويترك طلب ~~الرزق ويقول: اللهم ارزقنى، فإن ذلك خلاف السنة، وقد علمتم أن ~~السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. # اوقد سئل الإمام أحمد بن حنبل -فافيه عن رجل جلس فى بيته أو ~~فى المسجد، وقال: لا أعمل شيئا حتى يعطينى الله تعالى رزقى، فقال: ~~اه ذا رجل جهل العلم، أما سمع قول النبى -- : "جعل الله رزقى تحت ~~(1) أخرجه أبو نعيم فى الحلية (10/ 26، 27)، والبغوى فى شرح السنة (304/14) من ~~ديث أبى أمامة -فانه- وصححه الشيخ الالبانى فى صحيح الجامع (85-2) وانظر ~~ايضا تعليق الشيخ ms294 شعيب الأرنووط فى شرح السنة حيث ذكر شواهده. PageV00P000 # (303) ~~بيه المقترين للامام الشعرانى ~~اظل سيفي"(1). يعنى الغنائم، قلت : ويشهد لذلك أيضا حديث الطبرانى ~~ف الطير، وأنها تغدو خماصا وتروح بطانا فقد ذكر فيها أنها تغدوفى ~~اطلب الرزق. وكسان الصحسابة . يتجرون بيرا وبجها، والقيدوة بهم ~~أاوالى، وقد قال تعالى: { رجال لأ تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ~~انور: 37]، فسماهم رجالا لما قاموا في الأسياب، ولم يشغلوا بها عن ذكر ~~الله، وهذا هو الكمال. # اوقد روى أن عيسى عليه الصلاة والسلام مر يوما برجل جالس، فقال ~~اله: ما تفعل ههتا؟ فقال: أتعبد يا روح الله، قال: فمن يعولك؟ قال: ~~اخى، فقال له : أخوك أعبد منك، وفى الحديث : أنهم ذكروا للنبى ~~اجلا وصاروا يثنون عليه خيرا، ويذكرون من عبادته سفرا وحضرا، فقال ~~- : "فسن كان يطعمه ويسقيه ويعلف دابته ويكفيه صنيعته؟ قالوا: نحن ~~الا رسول الله، فقال- -: كلكم خير منه"، وكان حذيفة تالتنه يقول ~~ايركم من عمل لآخرته ودنياه، وقد كان عبد الله بن مسعود -خافيه يقول: ~~إنى لاكره أن أرى رجلا فارغا من أعمال الدنيا والآخرة. وكان أبو قلابة ~~يه- يقول: إذا كان الرجل فى معاشه ساعيا، فهو أفضل من الجالس فيى ~~االمسجل ~~اوقد كان أبو سلميان الدارانى - رحمه الله تعالى - يقول: ليس الشأن ~~أان تصف قدميك للعبادة وغيرك يتعب لك، إتما الشأن أن تحوز رغيفك فيي ~~ابيتك، ثم تعلقه وتصلى فلا تبالى بعد ذلك بأى داق دق الباب، يخلاف من ~~ام في بيته يصلى، وليس عنده شىء يأكله، فيصير كل داق دق الباب ~~قول: إن معه رغيفا . وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول ~~(1) صحيح: آخرجه أحمد (2/ 50-92) من حديث ابن عمر بلفظ: فبعثت بين يذى ~~الساعة بالسيف حتى يعبد الله وسحده لا شريك له، وجعل رزقى تحت ظل رمى ~~اجحل الزل والصغار على من خالف أمرى، ومن تشيه بقوم فهو منهم" . # صحه الأليانى فى صسبح الجامع (2831) والإرواء (1269)، ولابن رجب الحتبلى. # سالة موجزة حول شرح هذا الحديث بعنوان "الأداعة في مرح حديث بعثت ms295 بين يفى ~~الاعة* فانظرها لعظيم فائدتها PageV00P000 ~~انيه المغخترين للإمام الشعرانى ~~الأصحابه : عليكم بالحرفة، فإن عامة من أتى أبواب الأمراء إنما أتاهم من ~~ته.اه ~~فاعلم ذلك يا أخى واعمل عليه، واتبع سلفك، والحمد لله رب ~~العالمين ~~من أحلاقهمرصى اللتحالى حنهم : حب المساكين ~~اوالتواضع لهم والنفرة من مجالسة الأغنياء من غير احتقار لهم عملا بقوله ~~لة- : "اللهم أحينى مسكينا، وأمتنى مسكينا، واحشرنى في زمرة ~~المساكين"(1). وقد كان سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام مع ما ~~اوقيه من الملك إذا دخل المسجد يجالس المساكين، ويقول: مسكين جالس ~~اساكين . وكان عيسى عليه الصلاة والسلام يحب أن ينادى يأ مسكين ~~الم يكن يحب إلا هذا الاسم. وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - ~~اقول: يختير عقل الرجل بما إداجلس يجنيه على بساطه مسكين رث الهيتة ~~اير إذنه، قإن تكدر منه فهو ناقص العقل . وكان الفغضيل بن عياض ~~احمه الله تعالى - يقول: بلغنا أن نبيا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ~~قال: يا رب كيف لى أن أعلم رضاك عنى؟ فأوحى الله تعالى إليه أن انظر ~~افا المساكين عنك . وروى أن آبا بكر الصديق -2ف- زجر جماعة من ~~أال الصفة فى أمر بلغه عنهم -فتيم فيلغ ذلك رسول الله-4 -، فقال ~~اله : "لعلك يا أيا بكر أغضبتهم، إن كنت أغضبتهم فقد أغضبت ربك"(2) ~~قال: فذهب إليهم أبو بكر، وتعطف بهم، وقال: لعلى أغضبتكم ~~قالوا: لا ويغضر الله لك يا أبا بكر . وقد كان عبد الله بن عباس ~~يقول: أتباع الأنبياء فى كل زمان الفقراء والمساكين دون الأغنياء ~~والمتكبرين، وقد كان رسول الله-4 - أشد التاس تواضعا للفقراء، وكان ~~اذا جلس عندهم يضع الركبة على الركبة، ويقول: "إنما أنا عبد أجلس. # (1) صحيح : آخرجه ابن ماجه (41266) في الزهد، باب : منزلة الفقراء وصحعه الألبانى ~~ف الإرواء (861) . # (2) صحيح : أخرجه مسلم (2504) في فضائل الصحابة باب: من فضائل سلمان وصهي ~~بلال، من حديث عائذ بن عمرر -وا PageV00P000 ~~(305 ~~اتبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~كما يجلس العبد"(1) ، وفى الحديث : ل"من سره أن يتمثل له الناس قياما ~~فليتبوأ ms296 مقعده من الناره. # قلت: معنى الحديث كما قاله بعض العلماء: أن يحب وقوف الناس ~~ان يديه وهوجالس كما يقعل الملوك وبعض مشايخ العجم، واله ~~أعلم . وكان أنس بن مالك -قلم الله عنه - يقول: لم يكن أحد أحب إلينا ~~امن النبى --، وكنا إذا ورد علينا لا نقوم له لما نعلم من كراهيته لذلك ~~الا حسان بن ثابت -تفم كان يقوم له، ولا يتمالك الصبر عن ذلك ~~اويقول: لا يليق بمن له دين وعقل أن يراك يا رسول الله ، ولا يقوم، وكان - ~~- يقسره على ذلك. وقد كان أبا الدرداء-تف- يقول: لا يزداد عبد ~~اشى الناس معه إلا بعدا من الله تعالى . وفى رواية : لا يزداد العيد بالمشى ~~اخلفه من الله تعالى إلا بعدا. وقد قيل ليونس بن عبيد - رحمه الله تعالى - ~~الا انصرف من الموقف بعرفة: كيف كان الناس؟ قال : بخير إلا أتى كنت ~~فيهم، ولولا أن الله تعالى لطف بهم لما أنزل عليهم رحمة بسبيى. وكان زياد ~~الميرى - رحمه الله تعالى - يقول : الزاهد بغير تواضع كالشجرة التى لا ~~شمر ~~اوكان عيد العزيز بن أبى رواد - رحمه الله تعالى - يقول: والله لا ~~أعرف على وجه الأرض الان رجلا أشر منى، وكان عمر بن عبد العزيز ~~احمه الله تعالى - يخدم الضيوف بنفسه، ويقوم بصلح المصباح فإذا قيل ل ه ~~لف ذلك؟) يقول: قمت وأنا عمر، وجلست وأنا عمر، وكأن ميمون بن ~~اهران - رحمه الله تعالى - إذا دعى إلى وليمة يجلس بين المساكين، ويلحس ~~الأواتى معهم، قال: وثارت ريح حمراء فسألوا عبد الله بن مقاتل - رحم ~~الل - أن يدعو لهم؟ فقال: يا ليتنى لا أكون سببا لهلاكهم. قال: فرأى ~~اضهم النبى - - تلك الليلة فى منامه، وقال له : إن الله تعالى دفع ~~عنكم شر ذلك الريح يدعاء عبد الله بن مقاتل حين هضم نفسه، وقد صلى ~~اشر بن منصور- رحمه الله تعالى - مرة وأطال فيها، وكان ذا خشوع، وكان ~~(1) ضحيفه: مسيق تخويته PageV00P000 ~~ان ييه المغترين للامام الشمرانى ~~306) ~~اخلفه رجل لم يعلم به، فلما سلم ms297 من صلاته قال له: يا أخى لا يعجبنك ~~اما رأيت منىء فإن إيليس قد عبد الله تعالى مع الملائكة آلاقا من السنين ~~م صار إلى ما تعلم. وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى ~~اقول: لقد أدركنا الناس وهم ينفرون من مجالسة الأغنياء، ومن مجالسة ~~كل غافل عن الله تعالى، وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فف ~~ايقول: لا تدخلوا على هؤلاء الذين يجمعون الدنيا ولا ينفقونها في سبيل ~~اله تعالى، فإن ذلك مسخطة للرب عز وجل، وربما ازدرى أحدكم ما هو ~~يه من النعم برؤية أمتعتهم . وكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - ~~قول: كم من عالم يدخل على السلطان ومعه دينه، فيخرج وليس مع ~~امن دينه شىء، والعياذ بالله تعالى، وكان عبد الله بن المبارك - رحمه الله ~~االى - يقول: التعزز على الأغنياء تواضع. وقد كسان حذيفة قالن ~~اقول: اتقوا الوقوف على أبواب السلاطين، فإنه مواضع الفتن، وكان ~~ابوالدرداء -تافه يقول : ما أنصفنا إخواننا الأغنياء يقول لى أحدهم: إنى ~~احيك في الله يا أبا الدرداء، فإذا طلبت من أحدهم شيئا من الدنيا فارقنى ~~اهرب، ويكفينا من الأغنياء في الشرف فرارهم إلينا عند الشدائد وعدم ~~رارنا نحن إليهم ~~وقد كان سعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى - يتجر فى الزيت ويقول ~~ان فى هذا الغنى عن الوقوف على أبواب الأمراء. وكان ميمون بن مهران ~~احمه الله تعالى - يقول: صحية السلطان خطر عظيم، فإتك إن أطعته ~~اطرت بدينك، وإن عسصيته خاطرت ينفسك، فالسلامة أن لا تعرفه ولا ~~اعرفك ..ولما خالط الزهرى السلطان كتب إليه مالك بن دينار يقول: عفاتا ~~اله يا أخى مما وقعت أنت فيه من الفتن بعد أن كتت شيخا عالما ختمت ~~عمرك بصحية الظالمين، وصرت تحاجج عنهم إذا أنكر أحد عليهم، ولولم ~~اكن فى قربك منهم إلا أنك آنستهم وطردت وحشتهم لكفاك ذلك من ~~ائم، ثم إن مالكا هجره إلى أن مات. اه ~~الفاعلم يا أخى ذلك، وإياك ومجالسة الاغنياء وأبتاء الدنيا إلا لضرورة ~~ارعية يسوغ لك معها ms298 ذلك، والحمد لله رب العالمين PageV00P000 ~~(304) ~~اتبيه المغترين للإمام الشعرانى ~~ف أحلقمم-رصى اللهقعالى حفهم: محية المال للانفاق لا ~~الامساك، وتقديمهم الحتوف من الحاجة إلى التاس على خوف الحساب من ~~اهة ذلك المال الذى ريما دخلته الشبهة، وقد كان سفيان الثورى - رحمه الله ~~اعالى - يقسول : لأن أخلف بعدى أربعين ألف دينار أمسأل عنها يوم القيامة ~~أحب إلى من أن أقف على باب أحد أسأله حاجتى. وفى حكمة لقمان عليه ~~السلام قال لابنه: يابتى استغن بالكسب الحلال عن الفقر، فإنه ما افتقر أحد ~~الا وأصابته ثلاث خصال، الأولى: رقة الدين، والثانية : ضعف العقل، ~~االثالثة : ذهاب المروءة، وهى أعظمها، وأعظم من هؤلاء الثلاثة استخفاف ~~الناس به . وكان سغيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: حفظك لما فيي ~~ادك لتقضى به حاجتك أول من تصدقك به، وطلبك لمافى يد غيرك، فإن ~~العيد لايزال بخير ما حففظ خصلتين درهمه لمعاشه ودينه لمعاده. وكان قيس ~~ابن عاصم مع شدة زهده وورعه - رحمه الله تعالى - يقول لبنيه: عليكم ~~امع المال الحلال، فإنه يسر الصديق، ويكمد العدو، وتستغنوا يه عن سؤال ~~الناس لا سيما اللئيم، وإياكم وسؤال التاس، فإنه كسب العاجزين ~~اوكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول : لقد آدركنا الناس ~~اوهم يبيعون في السوق، وعلى أحدهم الزحام من الناس، فإذا سمع الأذان ~~الصلاة نهض مسرعا، وترك البيع، وأما أهل زماننا فإن نفق السوق أخروا ~~الصلاة، وإن كسد تدموا ~~اكان أيو قلابة -خاف يقول: عليكم بملازمة السوق والصتعة فإنكم ~~الل تزالوا كرماء على إخوانكم ما لم تحتاجوا إليهم وقد وقف سائل مرق ~~على ياب مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - فخرج إليه برغيف قأعطا ~~اله، فقال له : زدني فأعطاه آختر فلم يزل يسأل ويستزيد ومالك يعطيه حتى ~~اخرج إليه جميع ما عنده في البيت حتى الأوانى والفرش وغير ذلك ~~فقال له : زدنى، فقال مالك: والله يا أخى لم يبق عندى شىء إلا أن ~~اأخذنى وتبيعنى وتقبض ثمتى، قال: فتركه السائل وذهب ولم يأخذ شيئا ~~اما أعطاه، قال بعضهم ms299: ويقال: إنه كان ملكا جاء ليشتبره. وقد كان ~~ايسى عليه الصلاة والسلام يقول: من رد سائلا خائبا لم تغش الملائكة PageV00P000 ~~ابيه المغترين للاامام الشعرانى ~~(304 ~~اته سبعة أيام عقوبة له. قلت: ومحل ذلك ما إذا رده مع القدرة وأما ~~العاجز فلا والله أعلم. # ووقد سئل سحنون - رحمه الله تعالى - عن الرجل يسأله السائل فيخرج ~~اله بصدقته فيجده قد ذهب فماذا يفعل بتلك الصدقة؟ فقال: أحب أن ~~اصدق بها على غيره، وإن أعادها إلى ماله قلا بأس. اه ~~لفاعلم ذلك يا أخى، أنفق كل ما دخل فى يدك وفضل عن حاجتك ~~او لاتدخر شيئا إلا على اسم غيرك من العائلة ونحوهم، والحمد لله رب ~~العالمين. # ومن اخلاقم -رضى اللهتعالى عنيم-:كثرة الصدقة ليلا ونهارا ~~اكل ما فضل عن حاجتهم بشرط الحل في ذلك كما تقدم مرارا فقد ورد في ~~الحديث: "ولا يكسب عبد مالأ من حرام فيتصدق به فيقيل منه ولايتركه ~~اخلف ظهره إلا كان زاده إلى النار". # وقد كان سسيدي على الختواص - رحمه الله تعالى - يقول: ترك قبول ~~الشبهات وعدم التصدق بها أولى، وهذا الخخلق قد كثسر تخلق الفقراء به فيى ~~اذا الزمان فيأخذ أحدهم الشبهات ويتصدق بها ويعمل متها مواليد، ويطعم ~~الناس تآليفا لقلويهم أو لتعظم له عليهم الرياسة، وبعضهم يقبل الشبهات ~~اعلى اسم الفقراء ويأكلها وحده، وهذا أقبح حالا من الأول. # وقد حث رسول الله -4- على الصدقة وقال: "اتقوا النار ولو بشق ~~ارة فمن لم يجد فبكلمة طيية"(1)، ومعلوم أن الصدقة من الشبهات لا تقى ~~صاحبها من النار. # اوقد كانت عائشة -نافعل تقول: قال لى رسول الله-46- : "يا عائش ~~إذا طبختم قدرا فأكثروا من مرقتها وتعاهدوا الجيران"(2)، وكذلك قال ~~(1) متفق عليه: أخرجه البخارى (1413) في الزكاة، باب: الصدقة قيل الرد. ومسلم ~~(16 -1) في الزكاة ياب: الحث على صدقة ولو بشق تمرة، النسائى (75/5) في ~~الزكاة، باب : القليل من الصدقة . جميعا من حديث عدى بن حاتم سفاف- ~~(42 صح الحديث من حديث أبى ذر عند مسلم (2625) في الير والصلة باب : الوصية ~~ابالجار. واليخارى فى ms300 الأدب المفرد (114) بلفظ : "يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فاكثر PageV00P000 ~~(309 ~~ايه المغترين للمامام الشعراتى ~~- لأبى الدرداء -قلفه "يا أبا الدرداء إذا صنعت طعاما فأكشر المرق ~~وتعاهد جيراني". # اقد تصدقت عاتشة -فلفعا بسبعين ألف درهم وإن درعها لمرقع، وكان ~~جاهد - رحمه الله تعالى ب يقول : لا يتصدق أحجدكم إلا بما يشتهيه فإن اله ~~ايارك وتعالى يقول: { ويطعمون الطعام على حبه [الإتسان:8]، أى وهم ~~ستهونه ~~ووكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -قافته- يقول: اللهم اجعل الفضل ~~اعد خيارنا فلعلهم يعودون على أولى الحاجة منا، وكان عمر بن عيد العزي ~~- رحمه الله تعالى - يقول : تصدقوا قإنه بلغنا أن الصلاة تيلغ العيد نصف ~~الطريق، والصوم يبلغه باب الملك، والصدقة تدخله على الملك ~~افى الحديث: "أن عابدا عبد الله سبعين سنة ثم أصاب فاحشة فأحبط ~~مله بها، ثم نزل يغتسل فمر به مسكين فتصدق عليه برغيف فغفر الله له دنيه ~~رد عليه صمله"، وفى الحديث أيضا: "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا ~~اجاوزها"(1) وقد كان الصحابة-. لا يخرجون لصلاة الصيح إلا بشى ~~اصدقونه على أول مسكين يلقونه، ولو يلقمة أو بصلة أو زييبة، وكان يحمى ~~اان معاذ - رحمه الله تعالى - يقول : تصدقوا بالسليم فإنه لا ينبعى أن يكون ~~يما يخرجه المرء لله تتعالى عيب أو نقص، وقد سئل الإمام مالك خافه ~~اعن شرب الأغنياء من الماء الذى يسيل فى المسجد؟ فقال : لا بأس به لانه إنما ~~اعل للعطشان كائنا ما كان ولم يرد صاحبه تخصيص أهل الحاجة به ~~اوكان الفضيل بن عباض - رحمه الله تعالى - يقول: اكتسبوا من الحلال ~~اوتصدقوا منه، فإن رسول الله- - قال : "من لم يبال من أين اكتسب المال ~~ماءها وتعاهد جيراتك4. وفى الباب عن جابر عند البزار (1091)، وانظر صيح ~~الجامع (676، 677) والصحيحة (1368) . # (1) ضعيف جدا : ذكره الشيخ الالبانى في ضعيف الجامع (2317) وعزاه إلى الطبرانى في ~~اأاوسط من حديث على -فاقته- ، والييهقى من حديث أنس -فف- وقال رحمه اللله ~~تعالى: فصعيف جدا PageV00P000 ~~انيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(310) ~~الم يبال الله به من أين يدخله النار" وفى ms301 الحديث : "من أصاب مالا من مأئم ~~وصل به رحما أو تصدق به أو أنفقه في سبيل الله جمع له ذلك جميعاثم ~~قف به في نار جهنم" . وقد كانت عانشة -بلفقهل تقول: إنكم لتغقلون عن ~~الورع وهو أفضل العبادة، وقد كان عبد الله بن عمر -4- يقول: لو صليتم ~~اتى تكونوا كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالاوتار ما تقبل الله تحالى ذلك ~~امنكم إلا بورع حاجز. # ووكان إبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - يقول: ما أدرك من أدرك ~~امان القوم إلا لكونه يعقل ما يدخل جوفه -يعنى رغيفه من الحلال-، وكان ~~الضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: من عرف كل ما يدخل في ~~اوفه كتب عند الله صديةا، ومن لم يصحبه الورع في فقره أكل الحرام ~~الحض ولا يشعر، وكسان بشر الحافى - رحمه الله تعالى - يقول: الورع هو ~~ارك التأويل وترك الأخذ بالرخص عند الضرورات، وكان يونس بن عبيد ~~احمه الله تعالى - يقول: لو أنا نجد درهما من حلال لكنا نشتري به قمحا ~~نطحته ونحوزه عتدنا، فكل من عجز الأطباء عن مداواته داويتاه به فخلص ~~امن مرضه لوقته، وكان مسعر بن كدام فافع يقول: ما أعلم اليوم في زماننا ~~اهذا حلالاه إلا ما يشربه الرجل من النهر بكفه، وكان عيد الله ين عباس ~~يقول: كسب الحلال أشد من نقل جبل إلى جبل ~~وكان وهب ين الورد - رحمه الله تعالى - يقول: لو قام أحدكم حتى ~~اار مثل هذه السارية ما تقبل الله منه ذلك حتى يعلم ما يدخل في ~~وقه، وكان سفيان الثورى - رحمه الله تعالى - يقول: من تصدق من ~~ارام أو أنفقه قي طاعة فهو كمن يطهر ثوبه بالبول، وكان يقول: لا تكف ~~الصدقة شيئا من الذنوب إلا إن كانت من حلال، وكان عبد الله بن عباس ~~يقول: لا يقيل الله صلاة أحدكسم وفى جوفه شىء من الحرام، وقدا ~~اقام إيراهيم بالشام أربعا وعشرين سنة لأجل طلب القوت الحلال ولم يقم ~~جهاد ولا غيره، وكانت إقامته فى جبل لينان فكان يأكل من ms302 فواكهه المباحة ~~ال لم تدخل في ملك أحد من الخلق - رحمه الله تعالى - كان بشر ~~الحافى يقول : بلغنا أن معبدا - رحمه الله تعالى - ترب مرة كتاب من حائط PageV00P000 ~~تييه المغترين للامام الشعراتى ~~ااره يغير إذنه قرأى تلك الليلة في منامه قائلا يقول له : سيعلم المستخف ~~ابالتراب ما يلقاه غدا من سوء الحساب، وقد كان السلف يسافرون لتلعم ~~الرع كما يسافرون لطلب العلم والحج - فاعلم ذلك يا أخى ودقق ~~ف الورع، وهيهات أن تصل إلى شبهات السلف الصالح، والحمد لله رب ~~العالمين. # ومن أخلافهم وضى اللهتعالى عنيم-، عدم حبهم للرياسة في ~~اء من أمور الدنيا لما فيها من كثرة الآفات. # وقد كان الفضيل ين عياض - رحمه الله تعالى - يقول: ما أحب أحد ~~الرياسة على الناس إلا أحب ذكر عيوب الناس ونقائصهم، وكره ذكرهم ~~اخير لتتم له الرياسة عليهم، وكأن محل ذلك فيمن طلب الرياسة بغيرحق ~~أاما الطالب بالله فلا، وكان يقول: من أحب الرياسة على الناس لم يرتقع ~~وكان الإمام الشافعى فانت يقول : من طلب الرياسة قبل حينها ~~رت منه ومن تركها اتبعته، وكان يحيى بن الحسين -فافه يقول: سمعت ~~افيان الثورى يقول: من طلب الرياسة قبل وقتها فاته علم كثير، وتقدم ~~اسط الكلام على الرياسة في هذا الكتاب فراجعه، والحمد لله رب ~~العالمين. # ومن أحلاقهم - رصىاللدقحالى عنيم ؛ سرورهم بالفقر ~~اضيق المعيشة، وغمهم بالغتى إذا أقبل وهذا الخلق لا يوجد اليوم إلا في ~~بض أفراد من الفقراء الذين صدقوا في محبة رسول الله - . وقدا ~~ادركت بحمد الله تعالى جماعة من أشياخ مصر كانوا-4- ينشرحون ~~الالفقر وضيق المعيشة، ويكثرون من الحمد والشكر على ذلك منهم شيخنا ~~ايدى ععلى الخواص وسيلمى الشيخ محمد ين عنان، وسيدى محمد المنير ~~والشيخ محمد العدل وغيرهم، ولهذا الخلق لذة عظيمة أشد من لذة الغتى ~~كما ذقنا ذلك ولله الحمد، ولكن لا تحصل تلك اللذة إلا لمن كمل زهده ~~الف الدنيا كما تقدم بسطه مرارا، وقد كان رسول اله -- رأس PageV00P000 ~~تنبيه المغترين للامام الشعراتى ~~(312) ~~الزاهدين، وكان يقول: "اللهم ms303 اجعل رزق آل محمد قوتا"(1)، وفى رواية ~~كفافا" وهو الذى لا يفضل عن غدائهم ولاعشائهم شيء منه وفى ~~الحديث : "من أصبح أمتا فى سربه- أى تفسه - معافى في جسمه عنده ~~وت يومه فكأنه حيزت له الدنيا بحذافيرها"(2) . وقد قيل مرة لمحمد بن ~~اسع - رحمه الله - ألا تأتى السلطان فتسأله شيئا تأكله فإنا نخاف عليك ~~ان تموت مهزولا فقال : لأن ألقى الله تعالى مؤمنا مهزولا خير لى من أن ~~الاه منافقا سمينا، وقيل مرة لإبراهيم بن آدهم - رحمه الله تعالى - بم ~~لت هذه الحكمة التى نراك تنطق يهاء فقال: ببدن عار، وقلب خائف ~~ابطن جائع، وفى رواية قال: نلتها بقلة الأكل وقلة النوم، وقلة ~~الكلام، وعدم ادخار شىء لغد، وقد سثل ذو النون المصرى - رحمه الله ~~اعالى - من أقرب الناس إلى الوقوع فى الكفر؟ فقال: شخص ذو فاقة ~~ووعيال ولا صير له . قلت: ووقوع مثل هذا الكفر يكون بالألفاظ التى ~~اهرها السخط على مقدور الله تعالى والله أعلم ~~اوكان أبو الدرداء -توقته يقول: صاحب الدرهمين أشد حبا للدنيا من ~~اصاحب الدرهم الواحد، وكان القضيل بن عياض - رحمه الله - يقول: إن ~~افتقر أحدكم قلا يجعل فقره بينه وبين الناس وليجلعه فيما بينه وبين الله ~~(1) أخرجه مسلم (1055) في الزكاة باب : الكفاف القناعة، والبخارى (6460) في الرقاق ~~ااب: كيف كان عيش التبى -46 -، والترمذى (2361) في الزهد: باب: ما جاء في ~~يشة النبي -- وابن ماجه (4139) في الزهد: باب القتاعة، جميعا من حديث ~~هريرة -تت- ~~(2) حسن: أخرجه الترمذى (2346) في الزهد، وابن ماجه (4142) في الزهد باب: ~~الناعة وحسنه الالبانى فى صحيح الجامم (6044)، صحيح ابن ماجه (3340) . # الحديث الاول : أخرجه مسلم (1055) في الزكاة : باب الكفاف والقناعة. وأخرج ~~البخارى (6460) في الرقاق: باب كيف كان عيش النبى - - ، والترمذى (2361) ~~الزهد : باب ما جاء فى معيشة النبى -- ، وابن ماجه (4139) فى الزهد: باب ~~التاعة. كلهم من حديث أبى هريرة -ففه- ~~الحديث الثانى: أخرجه الترمذى (2346) في الزهد، وابن ماجه (4141) في الزهد ~~ااب: القناعة، وحسنه الشيخ الألبانى فى صحبح الجامع (6042)، صحيح ابن ماجه ~~(3340) PageV00P000 ~~(313) ~~اتييه المفترين للامام الشعراتى ~~الثلا ms304 يهون فى أعين الناس، ولو كشف الله الحجاب عن قلب العبد إذا ضيق ~~اعليه المعيشة، ورأى ما أعد الله تعالى له في الجنة لسأله أن يزيده من الضيق ~~ف الدنيا، وقد جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - بعشرة ~~الاف درهم فلم يقبلها منه، وقال له : تريد أن تمحو اسمى من ديوان الفقرا ~~ابدراهمك هذه وتحبسنى عن دخول الجنة قيل الأغنياء بخمسمائة عام أدهب ~~عافاك الله تعالى، وقد روى أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه الصلاة ~~اوالسلام يا موسى إذا رأيت الدنيا مقبلة عليك فقل : ذنب عجلت لى ~~قوبته. # اوكان أبو هريرة -قافته يقول: ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب: رجل ~~أراد أن يغسل ثوبه فلم يسجد له خلقة يلبسها، ورجل لم ينصب على ~~ستوقده قدرين، ورجل طلب شرابه فلا يقال له: أيهما تريد ~~ووكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعسالى - يقول : رأيت فى منامى ~~حمد بن واسع ويوسف بن أسباط - رحمهم الله - واقفين على باب الجت ~~فظرت أيهما يدخل أولا فإذا هو يوسف بن أسباط فقلت لملك كان هتاك ~~الم دخل هذا قبل هذا؟ فقال: لأنه كان له قميص واحيد وكان لهذا قميصان ~~اوقد وقع مرة حريق بالبصرة فخرج الناس بما لهم من الأمتعة ~~خرج هالك بن دينار - رحمه الله تعالي - ومصحفه معلق في عنقه ~~قال: هكذا نخرج من قبورنا غدا، وقد كان عبد الله بن عباس - ~~اقول: من أكرم الغتى وأهان الققير فهو ملعون، فإن حب الفقراء من ~~أخلاق المرسلين، والفرار من صحبتهم من صفات المنافقين، وكان إبراهيم ~~ان أدهم - رحمه الله تعالى - يقول: كان الفقراء فى مجلس سفيان الثورى ~~رحمه الله تعالى - كالأمراء وقد جاءه مرة رجل ققير فجلس بعيدا عنه ~~فقال له : تقرب يا أخى، فلو كنت غنيا ما قربتك، وكان أبوحازم - رحمه ~~اله تعالى - يقول: من خاف من الفقر لم يرفع له عمل إلى السماء لأته ما ~~ااف الفقر إلا لتهمته لربه عز وجل، والمتهم لله عدو لله وفى الحديث: ~~االجاهدوا أنتفسكم بالجوع ms305 والعطش فإن الأجر فى ذلك كأجر المجاهد فى PageV00P000 ~~اتبيه المقترين للامام الشعرانى ~~(314) ~~اسبيل الله4(1)، وفى الحديث: "لا تميتوا القلب بالطعام والشراب، فإن ~~القلب كالزرع يموت إذا كثرعليه الماء"(2)، وفى الحديث أيضا: "أذيبوا ~~عامكم بذكر الله"(3) وفى رواية: "والصلاة ولا تتاموا عليه - يعنى من ~~اير ذكر - فتقسوا قلوبكم"، وفى الحديث : "شرار أمتى الذين يأكلون ~~خ الحنطة". # اوكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -فالمع يقول: إياكم والبطتة فإن ه ~~اثلقل فى الحياة ونتن فى الممانت. # اوكان شقيق اليلخى - رحمه الله تعالى - يقول: آلة العبادة الجوع، فإن ~~المعمدة إذا امتلأت قعدت الأعضاء عن العبادة، وكان فتح الموصلى - رحمه الله ~~تعالى - إذا اشتد به المرض والجوع يفرح بذلك ويكثر من الشكر. # وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: قلت لمحمد بن ~~اواسع - رحمه الله - طوبى لمن كان له قوت يغنيه عن الناس فقال لى ~~طوبي لمن أصبح جائعا وأمسى جائعا وهو راض عن ربه عز وجل ثم ~~أخرج خبزا يابسا فيله بالماء وأكله يالملح وقال: من رضى من الدنيا يهذا ~~فلا يحتاج إلى الناس. # (1) قال الشيخ الألبانى فى الضعيفة (247) : باطل لا أصل له . وقد ذكره الغزالى في ~~الالحياء (3/ 69) مجزوما برفعه إلى النبى ولوائح الوضع عليه ظاهرة. وقد ~~اقال الحاقظ العراقى فى تعريجه: "لم أجد له أصلا" . وكذا قال البكى فى "الطيقات ~~لكبري* (4/ 62) ~~(2) لا أصل له : قال الشيخ الألبانى: لا أصل له، وإن جزم الغزالى بعزوه إلى النبى ~~-ا فقد قال مخرجه العراقى (3/ .7) لم أقف له على آصل . وانظر الضعيفة ~~(721) ~~(3) موضوع: قال الشيخ الالبانى في الضميفة (115): موضوع، أخرجه العقيلى في ~~الضعفاء (ص 57) وابن عدى في الكامل (2/40) وأبو نعيم فى أخبار أصبهان (1/ ~~92) وابن السنى فى عمل اليوم والليلة (ص 156 رقم 482)، والبيهقى في الشعب ~~(12 1/211) وابن نصر في قيام الليل (ص 19، 20) . # اورده ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 19) وقال: موضوع PageV00P000 ~~(315) ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~افاعلم ذلك يا أخى واقتد بسلفك الصالح والحمد لله رب العالمين ~~وم أملم رصاللفحالىحنه: كثرة الحزن على ~~ريطهم في جنب الله لا سيما عند رؤيتهم ms306 القبور وتذكرهم أهوال يوم ~~القيامة، وخوفهم من الفتنة ما داموا فى هذه الدار . وفى الحديث: "لا تقوم ~~الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: ليتنى كنت مكان صاحب هذا ~~القبر"(1). # اخاف القوم أن يدركوا ذلك الزمان فلا يصبح لهم فيه صير ويقح منهم ~~اخط فيهلكوا، قال: ولما رأى رسول الله -- قبر أمه بكى فقيل له في ~~اذ لك، فقال: "أخذنى ما يأخذ الولد من الرقة"(2) . وكان -- قد استاذن ~~اه فى أن يستغفر لها فلم يأذن له . قلت: وقد نقل الحافظ الجلال السيوطى ~~رحمه الله تعالى - وغيره من الحفاظ إحياء أبوى النبى-- حتى آمتا به ~~ام رجعا إلى القبر(3). # 1) متفق عليه أخرجه البخارى (7115) في القتن : باب لا تقوم الساعة حتى يغيط أهل ~~القبور، وأخرجه مسلم (9/ 261) نووى، فى الفتن : باب لا تقوم الساعة حتى يمر ~~الجل يقبر الرجل. .، وأخرجه ابن ماجه (4037) في الفتن، باب : شدة الزمان بلقظ: ~~والذى نفسى بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه، ويقول: يا ~~التى كثت مكان صاحب هذا القبر وليس به الدين إلا البلاء . جميعا من حديث أبى ~~ريرة تياقش ~~(2) لم أجده بهذا اللفظ، ولكن صح زيارة التبى-- قبر أمه ويكاءه وبكاه من حول ه ~~الكانه كما في مسلم (ح 976) قي الجنائز، باب: استنذان التبى -- ربه عز وجل ~~زيارة قبر أمه. من حديت أبي هريرة -في . وأخرجه أحمد في مسنده (15 ~~35 - 357-359) من حديث بريدة -ناف- آنه قال: كنا مع النبي- في سفر ~~اقفى رواية فى غزوة الفتح فنزل بتا ونحن قريب من ألف راكب فصلى ركعتين ثم أقيل ~~اعلينا يوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر بن الختطاب ففداه الأب والام يقول: يا رسول ~~اله مالك. قال : إنى سألت ربى عز وجل فى الاستخفار لآمى فلم يأذن لى فتصعت ~~اعيناى رحمة لها من النار... إلخ. صححه الشيخ الألبانى فى أحكام الجنائز ص108. # (3) لم يصح ما ذكره الشعرانى رحمه الله والبيوطى وهو يخالف قول الله عز وجل: إنك ~~الا تهدى من أحبيت ولكن الله يهدى من ms307 يشاء) وقوله: ما كان للنيى والذين آمنوا أن ~~استغفروا للمشركين) الآيات . ويخالف أيضا ما ورد فى الحديث الصحيح السابق ذكره PageV00P000 ~~بيه المغترين للإمام الشعرانى ~~(316) ~~اوكان أمير المؤمتين عثمان بن عفان تافف إذا مر بقير بكى حتى يبل ~~لحيته . وقد مر عمرو بن الحاص -فا- يوما على مقبرة فنزل وصلى ركعتين ~~القريبا من القبور فسئل عن ذلك، فقال: إنى رأيتهم قد حيل بينهم وبين ~~الصلاة فأحببت أن أتقرب بينهم بركمتين استغناما للعمر، وقد كان مجاهد - ~~احمه الله تعالى - يقول: أول من يكلم الميت حفرته فتقول له: أنا بيت ~~الغرية، أنا بيت الظلمة، آتا ييت الدود، هذا ما أعددته لك فأين ما أعددت ~~ال وقد كان الحسن البصرى - رسحمه الله تعالى - يقول: لما مات هرم بن ~~ان -قانقه جاءت سحابة فظللت على سريره فلما واريناه رشت على قبر ~~تى ساح الماء ولم ينزل على ما حول قبره قطرة، وكان أبو ذر - ~~يقول: : ألا أخبركم بيوم فقرى يوم أوضع في قبرى. # اوكان أبو الدرداد -قلفه يقعد بين القبور كثيرا فسئل عن ذلك. فقال: ~~انهم يذكروني معادى وإذا قمت وفارقتهم لم يغتابونى ~~كان جعفر بن محمد -42- يأتى المقابر ويناديهم فلا يجيبونه فيقول ~~النفسه: يا جعفر كأنك وقد صرت مثلهم لا يتجيب المنادى تم يصف قدميه ~~الصلاة فلا يزال كذلك إلسى النجر. وفى الحديث : لما من ليلة إلاومناد ~~ال نادى يا أهل القبور من تغبطون اليوم فيقولون: نغبط أهل المساجد لأنهم ~~اومون ولا نصوم ويصلون ولا نصلى ويذكرون الله ولا نذكره4، وكان ~~اعطاء السلمى - رحمه الله تعالى - إذا جنه الليل يخرج إلى المقابر فلا يزال ~~ااجيهم إلى الفير. وكان أحمد بن حرب - رسحمه الله - يقول: إن الأرض ~~العجب من رجل يمهد فراشه للتوم فى دار الدنيا وتقول له : ألا تذكر طول ~~رقادك في بطني من غير آن يكون بينى وبينك فراش ~~وكان ثابت البناتى - رحمه الله تعالى - يقول: دخلت المقابر فلما أردت ~~االخروج منها إذ أنا بصوت حزين يقول: يا ثابت لا يخرنك صموت أهلها ms308 ~~من قوله-- استأذنت ربى أن استغفر لأمى فلم يأذن لى . واستأذنته أن أزور قبرها ~~الفاذان لى4 . وليث شعرى من هؤلاء الحفاظ الذين عزا إليهم الشعرانى هذا الكلام الذين ~~االفوا النصوص الواردة في ذلك PageV00P000 ~~التبيه المغترين للمامام الشعراتى ~~م من نفس معذبة فيها وقد وقف محمد بن سليمان على قبر ابته ~~احمهما الله تعالى - وقال : اللهم أصبحت أرجوك وأخاف عليه كما أخاف ~~اعلى نفسى فحقق رجائى قيك يا أرحم الراحمين ~~ووقد وقف أبو سنان على قبر ولده - رحمهما الله - فقال : اللهم إنى قد ~~عفوت عنه وضفرت له ما وجب لى عليه فأسألك أن تغفر له ما وجب لك ~~عليه يا كريم. # وكان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - يقول: رأيت محمد ين يسار ~~اد موته - رحمه الله تعالى - فقلت له : ماذا فعل الله تعالى بك؟ فدمعت ~~اعيتاه وقال: رأيت والله أهوالا وزلازل عظاما شدادا، ثم خر مالك مغشيا ~~عليه، وكان يقم له ذلك كلما حكى هذه الحكاية ثم حكاها يوما فقشى عليه ~~مرض ثم مات بعد ثلاثة آيام - رحمه الله تعالى - ولما مات منصور ين عمار ~~- رحمه الله تعالى - رآه بعض أصحابه في المنام فسأله عن حاله وما فعل الله ~~عالى به؟ فقال: قال لى عز وجل : يا منصور قد غفرت لك على تمخليط ~~كثير كان منك لأنك كنت تحرض الناس على كثرة ذكرى. # اقد كان الحرث المحاسبى - رحمه الله تعالى - لا يزال يذكر أهوال يوم ~~القيامة ويقول لأصحابه : اجعلوا الأهوال التى بين أيديكم على بالكم لعل أن ~~اتويوا عن المعاصى قيل موتكم فإنه ما من أحد يعصى ربه عز وجل إلا وهو ~~ااس للحساب ومقاساة الأهوال وإتى أحذركم وأحذر نفسى من يوم آل الله ~~ل ه على نفسه أن لا يترك عبدا حتى يسأله عن عمله كله دقيفه وجليله سره ~~اعلانيته، فاتظروا بأى بدن تقفون بين يديه مع هول ذلك الموقف وبأى لسان ~~ايبون؟ فأعدوا للسؤال جوابا وللجواب صوابا ~~كان يحيي بن معاز- رحمه الله تعالى - يقول: كم من فضي ms309 ~~يكشفها الحساب غدا، وكان آبى بن كعب -تانف يقول: يؤتى بالتار يوم ~~القيامة تقاد بسبعين ألف زمام فى صورة الجاموس يقود كل زمام منها سبعون ~~الف ملك مغلقة أبوابها عليها ملائكة سود معهم السلاسل الطوال والانكال ~~القال وسرابيسل القطران ومقطعات النيران، لأعينهم لمعان كلمح البرق PageV00P000 ~~اتيه المقترين للمامام الشحراتى ~~(318) ~~الخاطف، ولوجوههم لهب كالنار شاخصة أيصارهم لا ينظرون إلى فى ~~الرش جل جلاله تعظيما له، فإذا دنت النار وكان بينهما وبين الخلائق ~~امسمائة عام زفرت زفرة فلا يبقى أحد إلا جثا على ركبتيه وأخذته الرعدة ~~الصار قلبه معلقيها المر حنجرته لا يخرج ولا يرجع إلى مكانه وذلك قول الله ~~عالى: إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين [غافر:18]، وينادى إيراهيم ~~الخليل وغيره من الأنبياء اللهم لا تهلك عبادك بخطيئاتنا، ثم توضع التار عن ~~اسار العرش، ثم يؤتى بالميزان فيوضع بين يدى الجبار جل جلاله ثم يدعى ~~الخلائق للمحساب، قلو أن للرجل مثل عمل سبعين نبيا ما ظن أنه ينجو من ~~شدة ذلك اليوم ~~امكث عتبة الغلام يأكل الخبز بالماء ثلاثين سنة، وكان يأتدم فى بعض ~~الأحيان بالملح أو البقل أوالخل . وكان يعجن عجينه ويقرصه فى الشمس فإذا ~~امد أكله ويقول: المراد يالاكل أن يرد عنى كلب الجوع، وكان يحى بن ~~معاذ يقول: جوع الصديقين كرامة لهم وجوع الزاهدين جوع حكمة ~~اكان أبو سليمان الداراتى يقول: الجوع عند الله في خزائنه لايعطيه الا ~~الملن أحب وكان يقول: أحلى ما تكون العبادة لى إذا لصق يطتى على ~~ال ظهرى. وكان يقسول: لأن أترك لقمة من عشاى أحب إلى من قيام ليلة إلى ~~الصباح ~~اوكان وهب بن منبه فاته- يقول : التقى ملكان فى السماء الرايحة. # فقال: أحدهما للآخر: من أين أتيت؟ فقال: أمرت بسوق حوت فى البحر ~~الى فلان اليهودى ليأكله. فقال الآخر: ومن أين جئت؟ قال: أريق زيتا ~~اشتهاه محمد العابد خوفا أن يأكله فيتقص من حظه في الآخرة. وفى ~~الحديث : "طويى لمن هدى للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع"(1) . ورأى بعض ~~(1) صحيح: آخرجه الترمذى (2349) في ms310 الزهد، باب: ما جاء فى الكفاف والصبر عليه ~~أخرجه أحمد في مستده (6/ 19)، والحاكم في المستدرك (1/ 34، 35) واين حبان ~~صيحه (705) . من حديث فضالة بن عبيد، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع PageV00P000 ~~(319 ~~اتبيه المقترين للإمام الشعرانى ~~الملوك فقيرا جلس فى ظل قصره فأكل كسرة يايسة بلها بالماء ثم شرب ونام ~~لفلما استيقظ طليه السلطان وقال: لما أكلت الكسرة وشربت الماء عليها وتمت ~~كنت راضيا عن ريك؟ فقال : نعم فدارت الكلمة فيه، ثم خرج من ملكه ~~ولبس المسوح وخرج سائحا ~~وومر رجل بعامر بن قيس وهو يأكل ملحا ويقلا، فقال له: يا قيس ~~اضيت من الدنيا بهذا؟ فقال : نعم ولكن أدلك على من رضى بآيسر من ~~هذا، فقال: نعم فقال: من رضى بالدنيا عن الآخرة. وكان محمد ين واسع ~~اخرج خبزا يابسا ويبله بالماء والملح ويأكله ويقول: من رضى من الدنيا بهذا ~~الا يحتاج إلى الناس، ودق هارون الرشيد باب الفضيل بن عياض بمكة ل ~~اح هارون قلم يفتخ له . فقال جعفر البرمكى: اقتح لرجل يجب عليك ~~ال طاعته فعلم الفضيل آنه الرشيد ففتح له فتحادثا طويلا، ثم أمر له بعشرة ~~الاف دينار فلم يقبلها الفضيل. فقال له : فرقها على المساكين، فقال من ~~امعها فهو أحق بتفريقها ثم غافله وهرب وترك الرشيد في الييت، فما ظهر ~~الفضيل حتى خرج الرشيد من مكة . وتقدم قول سفيان الثورى: تحففوا عن ~~اللكل من أطعمة الناس جهدكم فإنه ما وضع رجل يده فى قصعة رجل الا ~~فل له ~~اكان يزيد الرقاشى إذا وقع بصره على قبر يصرخ كما يصرخ الثور ~~ووكان حاتم الأصم يقول: من مر بالمقابر ولم يتفكر فى نفسه ولم يدع لنفسه ~~لهم فقد خان نفسه وخانهم ~~ووكان كرز بن وبرة إذا رأى قبرا بكى، وقال: ليت أمى كانت عقيما ~~الان لولدها في القبر حبسا طويلا. ومن بعد ذلك أهوالا عظاما يشيب منها ~~أطفال. وكان الحسن بن صالح إذا رأى القبور يقول: ما أحسن ظواهركم ~~اوانا الدواهى فى بواطنكم. وكان شقيق البلخى يقول: القبر روضة من ~~ااض ms311 الجتة على من كان يذكره وحفرة من حرف النار على من نسيه، وحفر ~~الربيع بن شيئم قبرا في داره فكان كلما وجد في قلبه قساوة ينزل فيه ويتفكر ~~ف أمره وما يلاقيه من أهوال يوم القيامة فلا يزال كذلك حتى يصبح، ونزل PageV00P000 ~~انيه المغترين للامام الشعراتي ~~(320) ~~ل ه مرة وصار يردد قوله تعالى: {قال رب ارجعون (99) لعلى أعمل ~~اصالحا [الزمنون:100،99]، ثم قال: يا ربيع قد ارتجعناك وها أنت فى الدنيا ~~فقم للصلاة فيقوم، وخرج الحسن البصرى فى جنازة امرأة الفرزدق الشاع ~~فقال الحسن للضرزدق: ماذا أعددت لهذا اليوم؟ فقال: أعددت له شهادة أن ~~الا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله منذ ستين سنة فقال: أفلحت يا فرزدق ~~إن مت عليها، وجاء حوشب ين مالك إلى مالك بن دينار. فقال: إنى رأيت ~~الارحة كأن مناديا ينادى أيها الناس الرحيل الرحيل فما رأيت أحدا ارتحل ~~مريعا سوى محمد بن واسع، فصاح مالك صيحة وخر مغشيا عليه. # وكان سفيان بن عيينة يقول: مات أخ لى فرأيته بعد موته فقلت له: ما ~~لففعل الله بك* فقال: غفر لى كل ذنب استغفرته منه، وما لم أستغفره مته لم ~~افره لى، وكان صالح بن بشر يقول: رأيت عطاء السلمى بعد موته، فقلت ~~اله : يرحمك الله لقد كسنت طويل الحزن فى دار الدنيا فما فعل الله يك ~~فقال: أعقبنى ذلك الحزن راحة طويلة وفرحا شديدا ~~قال: ورأيت الفضيل بن عياض بعد موته، فقلت له: ما فعل الله بك؟ # القال: لم أر شيئا أفضل من تآدية الغرائض فعليكم بها، وكان عبد الله بن ~~سعود -قوفته يقول: إنى لأود أن حستاتى تفضل على سيئاتى، ولو مثقال ~~ارة، ولو أنهم أوقفونى بين الجنة والنار وقالوا لى : تمن ما تريد؟ لتمنيت أن ~~اكون ترابا، وقد كان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: لو أنى ~~خيرت بين أن أبعث وأحاسب ثم أدخل الجنةبعد لك لاخترت أن لا أبعث ~~ووكان أبو ذر -قافت يقول: إن خوف الحساب لم يترك على بدنى ms312 لحما ~~اوقد كان أبو هريرة تاقفه- يقول: إذا سيق العصاة إلى جهنم وهم ~~اعطاش فأول ما يتحقون فى النار بسم العقارب والحيات فتذوب أبدانهم ~~والعياذ بالله تعالبى: وقد كان عبد الله بن عباس -فق4- يقول فى قوله تعالى: ~~ليس لهم طعام إلا من ضريع [الغاشية:6] ، إنه الشوك اليابس الذى يقف ~~حلوقهم ~~ووكان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - يقول: يرسل الله تعالى PageV00P000 ~~ييه المفترين للإمام الشعرانى ~~اعلى المحصاة البكاء، فلو آن السفن أجريت فى دموعهم لجرت، وقد تقدم أن ~~اسى عليه الصلاة والسلام كان يقول: كم من وجه صبيعح ولسان فصيح بين ~~اطباق الثرى بصيح، وأقاويل السلف في الخوف كثيرة والحمدلله رب ~~العالمين. # وصف أخلاقصم-رصضىاللهتعالى عنيم- : كثرة استشهادهم في ~~اربية المريدين بما أدب الله تعالى به عباده المقربين من الأنبياء والمرسلين عليهم ~~الصلاة والسلام، والأولياء والصلحاء -ته- في الكتب السالفة، وذلك ليعلم ~~الريدون أن تقوى الله تعالى لم يزل مأمورا بها فى كل شريعة ~~قدكان شيخنا سيدي على الختواص - رحمه الله تعالي - آكثر استشهاد ~~الشريعتنا يما فى الزبور مسن القوارع والزواجر، وكثيرا ما يخاطب الله تعالى ~~ل يه نبيه داود عليه الصلاة والسلام والمراد بذلك غيره، نظير ذلك قوله تعالي ~~اينا محمد ه : { لئن أشركت ليحبطن عملك) [الزمر:15]، و يا ~~ايا النبي اتق الله [الاحزاب:1]، ونحو ذلك، فكان الشيخ - رحمه الل ه ~~اتعالى - يقول لنا: إياكم أن تجالسوا المغتابين أو تصاحبوا النمامين فقد أوحى ~~الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام: يا داود طوبى لمن لا يقف فى ~~اواقف الخطائين ولا يجلس فى مجالس المتسهزئين، ولا يجالس المغتابين ~~لايصاحب التمامين، يا داود من ذكر عيوب الناس أو هم أن يذكر عيوبهم ~~فحته على رعوس الأشهاد يوم القيامة، يا داود من غض طرفه وصان فرج ~~احففظ لسانه فهو عندى من المقريين، وقد سمعته - رحمه الله تعالى - يقول ~~البعض العلماء: يا أخى عليك بالأمر بالمعروف والستهى عن المنكر فإن ذلك ~~امن زكاة العلم، فقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه ms313 الصلاة والسلام : يا داود ~~اذا ترك العلماء الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ذهبست الهيبة متهم وصارت ~~ف السغهاء والأشرار، طوبى للممنفردين عن الناس الصامتين عن عيويهم ~~طوبى لمن ترك قراشه فى الليل وقام يتاجيتى في شدة البرد والناس نائمون ~~ات لحفهم، طوبى لقوم عظمونى ولم ينظروا إلى الغروج الحرام خوقا منى ~~اا داود أهون ما أنا صانع بالزناة أن أذهب بهجة النضارة من وجوههم ~~اأمحق بركة عمرهم، يا داود قل لينى إسرائيل : تغقلون عنى والأقلام جارية PageV00P000 ~~بيه المقترين للإمام الشعرانى ~~(322 ~~الا تففل وقل للذين أغلقوا أبوابهم وأرخوا ستورهم عند المعاصى إنى لو ~~اششت أهلكتهم وخسفت بهم الأرض، يا داود قل لينى إسرائيل: يخافونى ~~الس وجوههم الهيبة والقبول وأجعل عدوهم تحت قدمهم كالكبش تحت ~~السكين، يا داود علامة من أحببته أن يقل كلامه، ويكثر استغفاره، يا داود ~~اض طرفك عن حرم المؤمنين تأتك الدنيا وهى راغمة، يا داود قد أحاط ~~اخطى بالزناة الذين يفسدون حرم المؤمنين، يا داود قل لبنى إسرائيل: لا ~~صوني سرا ويجعلوني في أعينهم أهون من عبادي فإنى أعذبهم بالتار ~~وقد سمعته - رحمه الله تعالى - كثيرا يقول: ربما كانت النعم على ~~العبد استدراجا لهم، فقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام يا ~~ااود قل للعقلاء: يخافون منى إذا ترادفت عليهم نعمتى، ويكثرون من التوح ~~كلما زادت عليهم التعم فإن ذلك استدراج لهم ولو أنى أحبيتهم لجردتهم عن ~~الدنيا، يا داود كن لليتيم كالأب الشفيق أكثر رزقك واكفر ذنيك، يا داود ما ~~ظمنى من عصانى، يا داود إذا مر بك امرأة جميلة فاذكر عرضك على يوم ~~القيامة، يا داود من لقيني وهو يراعى غيري سقط من رعايتي، يا داود غض ~~طرفك وصن لساتك فإنى لا أحب الفاسقين، يا داود قل لبنى إسرائيل: لا ~~اعوا فى أعراض الناس فإن الوقيعة فيهم تزيد القلب عسى وموتا، طوبى لمن ~~اظر قى عيب نفسه فأصلحه، يا داود انقطع إلى أنكس لك رءوس الملوك ~~األبس وجهك المهابة ، يا داود طهر ثيابك الباطنة ms314 فإن الظاهرة لا تتقعك ~~قد سمعته - رحمه الله تعالى - يقول لتاجر تحولت عته الدنيا: أبش ~~اير فإن الله تعالى قد أحبك، فقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة ~~ووالسلام: يا داود لا تقوم الساعة حتى يذل الأشراف وترتفع الأدلة ويهجر ~~ابى فلا يتلى ويكثر فيه رزق العاصى والفاجر، ويقل فيه رزق المؤمن ~~الطائع الفاضل، فإذا صار الأمر إلى ذلك حببت الدنيا إلى أهل ذلك الزمان ~~منعتهم من محية الآخرة، قإذا فعلوا ذلك سلطت عليهم سيف النقمة ~~اوأعليت أسحارهم، وجعلت الصغير لا يوقر الكبير وايتليتهم بالفسق ~~الجور، وذلك جزاؤهم عندي، يا داود كم من لسان فصيح آخرسته عن PageV00P000 ~~ييه المقترين للامام الشعراتى ~~الطق بالشهادة عند الموت لكثرة وقيعته في التاس، يا داود قل لبنى إسرائيل ~~ان لم تهجروا أباكم وأخاكم وولدكم من أجلى فلا أقبل لكم صلاة، يا داود ~~اقل لبنى إسرائيل : يردوا التبعات التى عليهم قبل الموت فإنى أقسمت على ~~سى أن أبعث صاحب التبعات وقى عنقه طوق من نار يكويه بكل تبعة ~~ية، يا داود ليس كل من صلى قبلت صلاته ولا كل من عيد رفعت ~~بادته ~~اوقد سسعته - رحمه الله تعالى - يقول لبعض الإخوان : عليك يا ولدى ~~اقوى الله وإياك أن تعصى ربك عز وجل وتقول ربنا غفور رحيم، فإن ذلكك ~~امن تسويلات النفس وكيد إبليس، وقد أوحى الله تحالى إلى داود عليه ~~الصلاة والسلام يا داود قل لبنى إمرائيل: كم من ليلة جاهرتمونى بالمعاصى ~~ام أصبحتم تخادعونى بالاستغفار من غير إقلاع عنها كأنكم تعاملون من ~~ب عنه مكركم وخداعكم، يا داود قل لبنى إسرائل: صونوا أحداقكم ~~لكم من ناظر نظر إلى أخيه وهو فى فاسحشة فأشاعها عنه وقد أتى هو اكير ~~امنها ولم أفضحه ولو شئت لقضحته، يا داود من طلب العلم لغير وجهى ~~أاختلته التار، يا داود من عمل يالمعاصى وسترها عن المخلوقين هل يقدر ~~عل سترها متي؟ يا دواد طويي للذين يستحيون مني آن يعصونى في ~~الخلوات، يا داود اصحب النواحين واترك البطالين وقل ms315 لعصاة بنى إسرائيل ~~ف تستحيون من عبادي دوني وجلالي لكم أظهر من جلالتهم لأني ~~لهم ~~ولقد سمعسته . رحمه الله تعالى - مرة أخرى يقول لشخص لا يعيش ~~اله ولد: قل الحمد لله الذى لم يشغلتى بأهل ولا ولد، فقد أوحى الله تعالى ~~ال داود عليه الصلاة والسلام ياداود لا تطلب الأولاد فليس كل الأولاد ينقع ~~ب ولد أشغل والده عن ربه وأشسعل عليه قبره نارا، يا داود احفظنى بظهر ~~الغيب أحفظك فى الملأ، وأكثر من ذكرى أكثر لك من الرزق، يا داود لا تبغ ~~على من بغى عليك فتتخلف نصرتى عنك، يا داود قل لبتى إسرائيل: كم ~~اعلمون أن الدنيا فانية وتتعبون جوارحكم فى جمعها، يا داود قل ليتى ~~اسرائيل : أما يخشى أحدكم إذا عصى أن أقبضه على تلك الحالة قبل التوبة PageV00P000 ~~تشبيه المفترين للاملم الشعرانى ~~(324) ~~لقانى وأنا غضبان عليه فأورده النار وبئس المصير، يا داود لو شئت لأمرت ~~السماء أن تقع على الحاصى أو أمرت الأرض أن تبتلعه، يا داود قل لبنى ~~اسرائيل إذا أردتم المعصية فاذكروا صولة الزباينة وضيق الأغلال فى طباق ~~اليران، يا داود لو اطلع عبادى على غضبى عليهم إذا عصوتى لماتوا ولكنى ~~ابأت عنهم عضبى رحمة بهم، يا داود ضع خدك على التراب وناجنى، يا ~~اواد أبوك آدم من أكرم الناس على لم يمس فرجه الحرام ولم يقتل نفسا، وانما ~~اهيته عن الأكل من الشجرة فأكل منها ناسيا فتطايرت الحلل من على بدن ه ~~وسقط التاج عن رأمه وأوقفته موقف الندم فكيف يمن مس قرجه حراما ~~ووقتل نفسا سبحانى ما أرأفنى بكم أيها الخلق وما أقل حياءكم منى تعصونى ~~وعينى ترعاكم ولو أن أحدا من عبادى رآكم لذبتم حياء منه وأنا أولى ~~االحياء، يا داود ما لى أراك مطمئنا لا تبكى مع الباكين ولا تنوح مع النائحين ~~قلو رأيت النار وزبانيتها وما أعددت للزناة فيها لذبت كما يذوب الرصاص. # ف النار، يا داود لخندمتك على وجهك فى الثلج أهون عليك من مناقسشتى ~~الك في الحساب، وعزتى ms316 وجلالى لأوقفن الحتصوم وأسأل أحدهم عن وزن ~~الخردلة، يا داود قل لبنى إسرائيل: ترمقون وتزنون كأنكم بأعيانكم تظنون ~~أان لا أراكم، يا داود من عصانى في الخلوات أطلعت المخلوقين على ~~اساوئ أعماله وفضحته وأدخلته النار. انتهى ما سمعته من مواعظ الزبور ~~اقد جمعت مواعظها كلها في جزء فاطلبه، والحمد لله رب العالمين ~~ووليكن ذلك آخر كتاب تنييه المغترين أواخر القرن العاشر على ما ~~اخالقوا فيه سلفهم الطاهر والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن ~~اهدانا الله، ولما شسرعت في خطية الكتاب كنت في حصر عظيم من عدم ~~اوجود المواد التى أسستمد منها فى الكتاب فدخل على شخص بكتاب عتيق ~~احروم من الأول بخط كوفى تاريخ كتابته خمسمائة سنة وشىء فوجدت ~~شحوتا بأحوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ورأيت مولفه يروى ~~اعن وكيع بن الجراح من أقران الإمام مالك -فينفه ففرحت بذلك أشد الفرح ~~الشيدت به أخلاق هذا الكتاب وكأن من طالعه صحب الصحابة والتابعين ~~وتابع التابعين، ورأى أقوالهم وأفعالهم وورعهم وزهدهم وخوفهم وخشيتهم PageV00P000 ~~ييه المغترين للإمام الشعرانى ~~ق- رضى الله تعالى عنهم أجمعين، وقد ذكرنا في خطبته أن من طالعه ~~ااصاف رأى نفسه فد انسلخت من أخلاق القوم كما تشسلخ الحية من ثوبها ~~فسأل الله تعالى من فضله أن ينفع به الإخوان ومن بعدهم ويختم لتا ولهم ~~الحسنى وأن يجعل آخر كلامنا من هذه الدار أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ~~ان محمدا رسول اله-2- وصلى على سسيدنا محمد آله وصحب ~~أاجمعسين، وسنذكر من كلام المؤلف من الأخسلاق المتبولية من آخر الكتاب ~~الخاتمة وما يتعلق بها إن شاء الله تعالى، وكان الحسن البصرى يقول: إن اله ~~اعز وجل يقسول لآدم : أنت يوم القيامة عدل بين ذريتك وبينى، فمن رجح ~~ايره على شسره مشقال ذرة دخل الجنة حتى تعلم أني لا أعجذب إلاظالم ~~النفسه. وكسان مجاهد يقول في قوله تعالى: تتقلب فيه القلوب ~~والأبصار [النور:37]، أن تقلب القلوب هو انتزاعها من أماكنها وأن تقلب ~~ألبصار هو أن ms317 تتقلب من الكحل إلى الزرقة، ومن الأبصار إلى العمى ~~والحمد لله رب العالمين. # ومن أحلاقصم -رصىاللهتمالى عنمم: حملهم لمن يكرههم ~~على أنه إنما يكرههم بحق وصدق خوفا من تزكية نفوسهم وتيرتهم من ~~العيب إذا حمولهم على أنهم كرهوهم بغير حق ~~اوقد كان أخى الشيخ أفضل الدين - رحمه الله تعالى - إذا بلغه على ~~أحد أنه يكرهه وينكرعليه يقول: والله إن قلب هذا نير الذي أدرك نقصى ~~الاطل وما أنا منطو عليه من الفواحش التى أخادع بها ربى عز وجل ~~وكذلك كانوا يناقشون تفوسهم إذا كرهت هى أحدا من المسلمين ~~اويقول أحدهم لنفسه : إن كراهتك لأخيك بغير حق ولم لا حملتيه على ~~المحامل الحسنة فيكون أحدهم على نفسه إذا كرهها أحد أو كرهت هي ~~أحدا، وعلى ذلك درج السلف الصالح كلهم فكانوا يتهمون نفوسهم فى كل ~~ايء ادعت الصدق فيه من مقام أو حال ويقول أحدهم لنفسه هي: أننى ~~اكذب عليك فى نسيتك إلى الرياء والتفاق مثلا فما تقولين فى هذا الغريب ~~الى وصفك بذلك: فإنه لا يجوز لك نسبته إلى الكذب إلا بطريق شرعى ~~ليس معك طريق؟ وقد كسان مالك بن ديتار - رحمه الله تعالى - PageV00P000 ~~نيه المقترين للإمام الشعراتى ~~قول: مكثت سنة ونفسى تنازعنى فى دعوى الإخلاص وأنا أقول لها: ~~اككذبين حتى مررت يوما فى أرقة البصرة فإذا بامرأة تقول لأخرى: إن أردت ~~ان تنظرى إلى رجل مراء فهذا مالك بن دينار فانظرى إليه قال مالك: ~~فرحت بالنى انتصرت على نفسى وقلت لها: يا نفس اسمعى لقبك القبيح ~~امن هذه المرأة الصالحة. # اوكان بعد ذلك يقول: من أراد أن ينظر إلى مراء فلينظر إلى ~~اوكان الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: لأن أحلف أنى ~~امراء أحب إلى من أن أحلف أنى لست بمراء، وكان كثيرا ما يعاتب نفسه ~~وبعنها ويقول: كنت يا فضيل في شيبوبتك فاستا عاصبا وصرت في ~~كهوليتك مرائيا منافقا والله للفاسق والعاصى أخف إثما عند الله من المرائى ~~الافق لأن العاصى ينتظر من الله المغفرة ولا كذلك ms318 المرائى والمنافق لأته ذنب ~~قل أن يشعر به صاحبه حتى يتوب منه، فاعلم ذلك والحمد لله رب العالمين ~~من أخلافهم رصبياللهتحالى نهم : ذكرهم لمناقب أقرانهم ~~الذى يكرهونهم ويحسدونهم ولا يصدهم حسدهم لهم وعداوتهم عن ~~كرهم بعخير ~~اقد كان بيسن عمرو بن الحاص وخالد بن الوليد رحمهما الله تعالى ~~اض شىء فذكروا عمرا عند خالد يوما فأثنى عليه خيرا فقيل له: إن ه ~~بكرهك فقال: إن الذى كان بيننا لم يبلغ إلى ديننا. # وقد تخلقت أنا بذلك يحمد الله وذكرت مناقب أعدائى وحسادى من ~~الفقراء والعلماء بالنظر إلى جانيهم لا إلى جانبى فإنى لا أعادى أحدا من ~~االسلمين لحظ نغسى وإنما هم الدين يعادونى لعدم تظاهرى لهم يما يوجب ~~العدواة من ترك صلاة أو شرب خمر أو تعاون الناس إذا ذكروا بالنقائص ~~امن ورائهم، أو مزاحمتهم في أمور الدنيا وتحو ذلك هذا مع شدة ~~اعداوتهم لى، وقد جعلت ذلك كالبرهان على عناية الله تعالى بى، فإن ~~االب الناس لا ينشرح لذكر اسم عدوه على لسانه فضلا عن أن ينشر ~~حاسته بين الأقران. PageV00P000 # اتبيه المقترين للامام الشعرانى ~~ووقد ذكرتا في كتاب المنن جمل من إيذائهم لى فبعضه سعى فى قتلى ~~رات وبعضهم سحى فى إتراجي من مصر، وبعضعه دس فى كتبي عقائد ~~اخالفة لأهل السنة والجماعة وأشاعها عنى فى مصر والحبار كما أشرتا إلييه ~~لف خطبة هذا الكتاب ، وبعضهم افترى على عند الباشا على الولير باشت ~~اصر أمورا لا ينبغى لمؤمن أن يتلفظ بها ومدار جميع الأذى الذى وقع لى ~~امن ثلاثة أنفس من أهل مصر عن ينسب إلى العلم والصلاح، وقد درج ~~الاثة إلى رحمة الله تعالى وأبرأت ذمتهم فى الدارين، وإتما ذكرت ذلك ~~التأسى بى إخوانى فى تحمل الأذى من أهل عصرهم مع أن هؤلاه الثلاثة ~~الأنفس كانوا يكرهون بعضهم يعضا، ولكن اجتمعوا كلهم على لمزاحمتى ~~الهم بالدعوة في اسم الصلاح والعلم لا غير، فصنعوا لى الأذى على صنوف ~~اسار أهل مصر برد وسلام على، وقد بالغت فى ذكر مناقب ms319 هؤلاء الثلاثة ~~الف طيقات العلماء والصوفية، وذكرتهم بأحسن الذكر بضد ما فعلوه معى ~~اظهارا لما من الله تعالى به على من العفو والصفح والمسامحة، وليقتدى بى ~~الاخوان ولم أعلم أن أحدا سبقنى إلى مثل ذلك من أقرانى، بل المنقول عن ~~اضهم مقابلة الأعداء بنظير ما فعلوا، والحمد لله الذى خلقنا بهذا الخلق ~~الحصدى" وجعلتا ممن لم يجز بالسيئة السيئة ولكن يحفو ويصفح، والحمد ~~اله رب العالمين الغفور الرحيم ~~وصف أحلاقصم -وض اللحقحالى حدمم :طرح نفوسهم بين يدى ~~اله تعالى إذا اطلعوا من طريق كشفهم على وقعهم فى شىء من المعاصى فى ~~الستقبل، وتبريهم من حولهم وقونهم ويصيرون يقولون في دعائهم وفي ~~اجودهم وغيره: اللهم إن كان ما اطلعت عليه قد حق به التقدير الإلهى ~~افاسترنا فيه بين الناس ولا تؤاخذنا به فى الدنيا ولا في الآخرة صدقة من ~~ادقاتك علينا، وإن لم يكن ذلك قد حق به التقدير الإلهى فنسألك من ~~اققصلك أن تزيله من شهودنا، فإنه قد كدر وقتنا، فإن الله تعالى ربما أجاب ~~اعاهء الحبد وستره وعفر له أو محاه من ألواح المحو والإثيات الشلاتماةة ~~اوالستين لوحا، وايضاح ذلك من أتى المخالفات بحكم التقدير الإلهى من ~~ار ميل ولا شهوة ريما يكون أخف عقوبة ممن أتاه بالميل والشهوة، وكان PageV00P000 ~~اننيه المغترين للإمام الشعرانى ~~اضهم يقول فى سيوده: اللهم إنك تعلم عجزي عن رد شيء من أقداركك ~~النافذة فى، فاغفر لى ما قد جنيته صدقة من صدقاتك على يا أرحم ~~الاحمين فإنه لا يقفر الذتوب إلا أنت، فاعلم ذلك واعمل عليه والحمد ه ~~اب العالمين ~~ومن أحلاقصم-رى اللهتحالى حني : عدم إتعاب سرهم في ~~اتميق الفاظ فى تأليف وكثرة تحريره إلا ينية صالحة ليمدحهم الناس على ~~اذ لك ويقولون: ما قصر فلان فى هذا التأليف. # اواعلم يا أخى أن البشر ولو بالغ في تحرير كتابه حتى حرره أشد تحرير ~~القلابد له غالبا من نسيان شرط للمسألة في بعض الاوقات أو إطلاق في محلى ~~الصييل. قال تعالى: { ولو كان من ms320 عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا ~~ثيرا [النساء: 82]، وكان الشيخ محى الدين بن العربى -فاش يقول: ما ~~اقت كتايا قط عن تدبير ولا اختبار إتما كنت أكتب في مؤلفى ما يلهمنى ~~اله تعالى إياه . وكان سيدى على الخواص - رحمه الله - يقول: سبب كون ~~كلام البشر لا يسلم من التطأ أو التحسريف أو التناقض عدم اليقطة الدائمة ~~فلذلك كان يقع في الغفلات والسهو. # اوكان سيدى أحمد الزاهد -تافته يقول: من الأدب أن لا يطلب العبد ~~العتراض عليه مطلقا بل يهرب من مضاهاة كلام اللهعز وجل ما أمكن. # فنبيهالمغرين ~~اواخرالقرنالحاشر ~~الى ماحالمعراقيه سلصصم الحلاضر ~~للشحرافى PageV00P000 ms321