######OpenITI# #META# URI: 1375FilibDiTarrazi.TarikhSahafaCarabiyya.Hindawi47590408 #META# Tags: history #META# ID: 47590408 #META# Title: تاريخ الصحافة العربية #META# AuthorID: 47597385 #META# Author: فيليب دي طرازي #META# EditorID: None #META# Editor: None #META# TranslatorID: None #META# Translator: None #META# Related_books: None #META#Header#End# # مقدمة الكتاب‏ # المقدمة‏ # التوطئة‏ # 1 - تحديد الصحافة وأشهر مسمياتها ومواضيعها المختلفة‏ # 2 - تعريف الصحافة من أقوال مشاهير ~~الملوك والكتاب والصحافيين‏ # 3 - مؤرخو الصحافة العربية‏ # 4 - وجوه تسمية الصحف الدورية لدى العرب‏ # 5 - فوائد تاريخية وشذرات أثرية عن الصحافة عموما والعربية ~~منها بنوع خاص‏ # 6 - عطا بك حسني‏ # 7 - معرفة الجميل‏ # 8 - الصحافة وأعاظم الرجال‏ # الكتاب الأول‏ # الباب الأول‏ # 1 - تكون الصحافة العربية‏ # 2 - أخبار الصحف من أول نشأتها إلى ~~سنة 1850م‏ # 3 - أخبار الصحف من منتصف القرن التاسع عشر إلى فتنة بر الشام ~~سنة 1860‏ # 4 - أخبار الصحف من فتنة بر الشام ~~سنة 1860 إلى سنة 1869‏ # 5 - أحوال الصحافة العربية في الحقبة ~~الأولى وأمثلة من كتاباتها‏ # الباب الثاني‏ # 1 - الشيخ ناصيف اليازجي‏ # 2 - بطرس البستاني‏ # 3 - رفاعة بك الطهطاوي‏ # 4 - أحمد فارس الشدياق‏ # 5 - الكونت رشيد الدحداح‏ # 6 - خليل الخوري‏ # 7 - رزق الله حسون‏ # 8 - ميخائيل مدور‏ # 9 - إلياس بك حبالين‏ # 10 - الحاج حسين بيهم‏ # 11 - سليمان الحرائري‏ # 12 - يوسف الشلفون‏ # 13 - إبراهيم سركيس‏ # 14 - حنا بك أبو صعب‏ # 15 - حسن العطار‏ # 16 - عبد الله أبو السعود‏ # 17 - سليم الخوري‏ # 18 - سليم شحادة‏ # 19 - الشيخ يوسف الأسير‏ # 20 - محمد بيرم الخامس‏ # 21 - فرنسيس مراش‏ # 22 - الدكتور كرنيليوس فانديك‏ # الكتاب الثاني‏ # المقدمة‏ # الصحافة العثمانية‏ # 1 - يشتمل على أخبار كل الجرائد ~~والمجلات في مدينة بيروت‏ # 2 - تراجم مشاهير الصحافيين في بيروت ~~في الحقبة الثانية‏ # 3 - أخبار الصحف في سائر البلدان العثمانية خارجا عن مدينة ~~بيروت‏ # 4 - تراجم مشاهير الصحافيين العثمانيين خارجا عن بيروت في الحقبة ~~الثانية‏ # صحافة أوروبا‏ # 1 - يشتمل على أخبار كل الصحف العربية ~~في أوروبا في الحقبة الثانية‏ # 2 - تراجم مشاهير الصحافيين في أوروبا في ~~الحقبة الثانية‏ # جدول عام‏ # 1 - صحف السلطنة العثمانية‏ # 2 - صحف أوروبا‏ # الكتاب الثالث‏ # مقدمة‏ # وصف أحوال الصحافة المصرية بوجه ~~الإجمال‏ # الباب الأول‏ # 1 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1869 ~~إلى 1877‏ # 2 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1878 ~~إلى 1882‏ # 3 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1883 ~~إلى 1886‏ # 4 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1887 ~~إلى 1889‏ # 5 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1890 ~~إلى نهاية الحقبة الثانية سنة 1892‏ # الباب الثاني‏ # 1 - أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1869 إلى 1876‏ # 2 - أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1877 إلى 1880‏ # 3 - أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1881 إلى 1886‏ # 4 - أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1887 إلى 1892‏ # الباب الثالث‏ # 1 - أخبار مجلات القاهرة من سنة 1848 ~~إلى ms001 سقوط الخديو إسماعيل سنة 1879‏ # 2 - أخبار مجلات القاهرة من سنة 1880 ~~إلى 1886‏ # 3 - أخبار مجلات القاهرة من سنة 1887 ~~إلى 1889‏ # 4 - أخبار مجلات القاهرة من سنة 1890 ~~إلى 1891‏ # 5 - أخبار سائر مجلات القاهرة إلى ~~نهاية الحقبة الثانية‏ # الباب الرابع‏ # 1 - أخبار مجلات الإسكندرية من سنة ~~1881 إلى 1888‏ # 2 - أخبار سائر مجلات الإسكندرية إلى ~~نهاية الحقبة الثانية‏ # الكتاب الرابع‏ # المقدمة‏ # القسم الأول‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية في آسيا‏ # 2 - فهارس جميع المجلات العربية في آسيا‏ # القسم الثاني‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية في أفريقيا‏ # 2 - فهارس جميع المجلات العربية في أفريقيا‏ # القسم الثالث‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية في أوروبا‏ # 2 - فهارس جميع المجلات العربية في أوروبا‏ # القسم الرابع‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية ~~في أميركا الشمالية والوسطى‏ # 2 - يتضمن فهارس جميع المجلات ~~العربية في أميركا الشمالية ~~والوسطى على الإطلاق‏ # القسم الخامس‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية ~~في أميركا الجنوبية‏ # 2 - فهارس جميع المجلات العربية ~~في أميركا الجنوبية‏ # ذيل‏ # الخاتمة‏ # إحصاء عام‏ # إحصاء إجمالي (1)‏ # إحصاء إجمالي (2)‏ # إحصاء إجمالي (3)‏ # إحصاء إجمالي (4)‏ # مقدمة الكتاب‏ # المقدمة‏ # التوطئة‏ # 1 - تحديد الصحافة وأشهر مسمياتها ومواضيعها المختلفة‏ # 2 - تعريف الصحافة من أقوال مشاهير ~~الملوك والكتاب والصحافيين‏ # 3 - مؤرخو الصحافة العربية‏ # 4 - وجوه تسمية الصحف الدورية لدى العرب‏ # 5 - فوائد تاريخية وشذرات أثرية عن الصحافة عموما والعربية ~~منها بنوع خاص‏ # 6 - عطا بك حسني‏ # 7 - معرفة الجميل‏ # 8 - الصحافة وأعاظم الرجال‏ # الكتاب الأول‏ # الباب الأول‏ # 1 - تكون الصحافة العربية‏ # 2 - أخبار الصحف من أول نشأتها إلى ~~سنة 1850م‏ # 3 - أخبار الصحف من منتصف القرن التاسع عشر إلى فتنة بر الشام ~~سنة 1860‏ # 4 - أخبار الصحف من فتنة بر الشام ~~سنة 1860 إلى سنة 1869‏ # 5 - أحوال الصحافة العربية في الحقبة ~~الأولى وأمثلة من كتاباتها‏ # الباب الثاني‏ # 1 - الشيخ ناصيف اليازجي‏ # 2 - بطرس البستاني‏ # 3 - رفاعة بك الطهطاوي‏ # 4 - أحمد فارس الشدياق‏ # 5 - الكونت رشيد الدحداح‏ # 6 - خليل الخوري‏ # 7 - رزق الله حسون‏ # 8 - ميخائيل مدور‏ # 9 - إلياس بك حبالين‏ # 10 - الحاج حسين بيهم‏ # 11 - سليمان الحرائري‏ # 12 - يوسف الشلفون‏ # 13 - إبراهيم سركيس‏ # 14 - حنا بك أبو صعب‏ # 15 - حسن العطار‏ # 16 - عبد الله أبو السعود‏ # 17 - سليم الخوري‏ # 18 - سليم شحادة‏ # 19 - الشيخ يوسف الأسير‏ # 20 - محمد بيرم الخامس‏ # 21 - فرنسيس مراش‏ # 22 - الدكتور كرنيليوس فانديك‏ # الكتاب الثاني‏ # المقدمة‏ # الصحافة العثمانية‏ # 1 - يشتمل على أخبار كل ms002 الجرائد ~~والمجلات في مدينة بيروت‏ # 2 - تراجم مشاهير الصحافيين في بيروت ~~في الحقبة الثانية‏ # 3 - أخبار الصحف في سائر البلدان العثمانية خارجا عن مدينة ~~بيروت‏ # 4 - تراجم مشاهير الصحافيين العثمانيين خارجا عن بيروت في الحقبة ~~الثانية‏ # صحافة أوروبا‏ # 1 - يشتمل على أخبار كل الصحف العربية ~~في أوروبا في الحقبة الثانية‏ # 2 - تراجم مشاهير الصحافيين في أوروبا في ~~الحقبة الثانية‏ # جدول عام‏ # 1 - صحف السلطنة العثمانية‏ # 2 - صحف أوروبا‏ # الكتاب الثالث‏ # مقدمة‏ # وصف أحوال الصحافة المصرية بوجه ~~الإجمال‏ # الباب الأول‏ # 1 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1869 ~~إلى 1877‏ # 2 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1878 ~~إلى 1882‏ # 3 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1883 ~~إلى 1886‏ # 4 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1887 ~~إلى 1889‏ # 5 - أخبار جرائد القاهرة من سنة 1890 ~~إلى نهاية الحقبة الثانية سنة 1892‏ # الباب الثاني‏ # 1 - أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1869 إلى 1876‏ # 2 - أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1877 إلى 1880‏ # 3 - أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1881 إلى 1886‏ # 4 - أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1887 إلى 1892‏ # الباب الثالث‏ # 1 - أخبار مجلات القاهرة من سنة 1848 ~~إلى سقوط الخديو إسماعيل سنة 1879‏ # 2 - أخبار مجلات القاهرة من سنة 1880 ~~إلى 1886‏ # 3 - أخبار مجلات القاهرة من سنة 1887 ~~إلى 1889‏ # 4 - أخبار مجلات القاهرة من سنة 1890 ~~إلى 1891‏ # 5 - أخبار سائر مجلات القاهرة إلى ~~نهاية الحقبة الثانية‏ # الباب الرابع‏ # 1 - أخبار مجلات الإسكندرية من سنة ~~1881 إلى 1888‏ # 2 - أخبار سائر مجلات الإسكندرية إلى ~~نهاية الحقبة الثانية‏ # الكتاب الرابع‏ # المقدمة‏ # القسم الأول‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية في آسيا‏ # 2 - فهارس جميع المجلات العربية في آسيا‏ # القسم الثاني‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية في أفريقيا‏ # 2 - فهارس جميع المجلات العربية في أفريقيا‏ # القسم الثالث‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية في أوروبا‏ # 2 - فهارس جميع المجلات العربية في أوروبا‏ # القسم الرابع‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية ~~في أميركا الشمالية والوسطى‏ # 2 - يتضمن فهارس جميع المجلات ~~العربية في أميركا الشمالية ~~والوسطى على الإطلاق‏ # القسم الخامس‏ # 1 - فهارس جميع الجرائد العربية ~~في أميركا الجنوبية‏ # 2 - فهارس جميع المجلات العربية ~~في أميركا الجنوبية‏ # ذيل‏ # الخاتمة‏ # إحصاء عام‏ # إحصاء إجمالي (1)‏ # إحصاء إجمالي (2)‏ # إحصاء إجمالي (3)‏ # إحصاء إجمالي (4)‏ # | تاريخ الصحافة العربية # | تاريخ الصحافة العربية # | مقدمة الكتاب # يحتوي على أخبار كل جريدة ومجلة عربية ظهرت في العالم شرقا ~~وغربا ms003 مع رسوم أصحابها والمحررين فيها وتراجم مشاهيرهم. # فيليب دي طرازي. # يا معشر الصحب ذا رسم به اقترنت # رسومكم وبها قد صار مزدانا # فتلك آثارنا أضحت تضم معا # رغما عن الدهر في ذا السفر إخوانا # | المقدمة # أما بعد فيقول الفقير إليه تعالى فيليب بن نصر الله بن أنطوان ~~بن نصر الله بن إلياس بن بطرس دي طرازي: إنني منذ سنتين أذعت ~~نشرة معلنا فيها عزمي على تأليف كتاب شامل لتاريخ الصحافة ~~العربية في مشارق الأرض ومغاربها، فصادف مشروعي ارتياحا لدى ~~روام المسائل التاريخية الذين أتحفوني برسائل التنشيط واستحثوني ~~على إبراز هذا الفكر إلى حيز العمل، ولا يخفى ما يحول دون ذلك من ~~المصاعب الكثيرة التي تستلزم درسا طويلا وجهدا متواصلا؛ لقلة ~~ما كتب في هذا الموضوع حتى الآن. ولما كان قدماء الصحافيين قد ~~طواهم الزمان وكادت آثارهم تنقرض بمرور الأيام اضطررت إلى التفتيش ~~عن صحفهم بكل وسيلة فعالة فضلا عن مفاوضة الشيوخ من معاصريهم ~~لبلوغ الضالة المنشودة، فكأن خدمة الأدب والأدباء ذللت أمامي ~~كل الصعاب، ومهدت لي سبيل الوصول إلى الغاية المقصودة بعد ~~البحث المدقق. ولكي يحيط العموم علما بأهمية هذا المشروع أكتفي ~~بإيراد عبارة شهيرة قالها أحد أفاضل الكتاب وهي تستحق أن تكتب ~~بماء الذهب: «البلاد التي لا صحافة فيها لا صحة فيها.» # فأقدمت على تحقيق هذه الأمنية تعزيزا لمقام صحافتنا الشريفة ~~وإعلاء لمنارها أمام الغربيين الذين برزوا في هذا الفن الجليل ~~وجاهدوا في جادته الجهاد الحسن. وهكذا تيسر لي بعد العناء الشديد ~~أن أسد هذه الثلمة في لغتنا العربية وأزف عملي لكل ناطق ~~بالضاد. وهو يحتوي على أخبار الصحف إفرادا وإجمالا مع أميال ~~أصحابها وأسماء محرريها وتراجم المشاهير منهم بعبارة يفهمها الخاص ~~والعام. وتخليدا لذكرهم زينت الكتاب برسوم الصحافيين الذين ~~توفقت إلى الحصول عليها بعد بذل النفس والنفيس، آسفا لعدم الفوز ~~برسومهم قاطبة، فجاء سفرا جزيل المنافع لا يستغني عنه السياسي ~~والصحافي والمؤرخ والشاعر والأديب والمصور والتاجر والأستاذ ~~والتلميذ والحاكم والمحكوم؛ إذ يجد فيه كل واحد منهم ما يتوق ms004 إليه ~~من ضروب السياسة، أو كنوز الصحافة، أو آثار التاريخ، أو أساليب ~~النظم، أو بدائع الرسوم، أو أطايب الأخبار والفكاهات؛ ما لا يلاقيه ~~في كتاب سواه؛ فإنه أشبه شيء بدائرة معارف عصرية لا تقتصر موادها ~~على الصحافة فقط، بل تتضمن أيضا أكثر مطالب العلوم والآداب ~~والفنون المفيدة. # وقد انتقدت كل جريدة أو مجلة أو نشرة أو رسالة موقوتة بما ~~تستحقه من المدح والذم، بقطع النظر عن مذاهب أربابها وأحوالهم ~~الشخصية، وذلك بنية صادقة وقصد سليم. واستندت فيما رويته إلى ~~أوثق المصادر حرصا على الحقيقة وعملا بحرفة التاريخ. وقسمت ~~الكتاب إلى أربعة أقسام أو حقب، بحيث تتناول كل حقبة قسما من ~~أخبار الصحافة، ثم صدرته بتوطئة ذات ثمانية فصول؛ في تعريف ~~الصحافة وآدابها وأسماء مؤرخيها وغير ذلك مما تهم معرفته إتماما ~~للفائدة، وختمته بجدول عام يشتمل على أسماء الصحف بلا استثناء شيء ~~منها، على قدر ما يستطيعه باحث محقق في بلاد الشرق، وقد رتبتها ~~بحسب البلدان والممالك التي ظهرت فيها، متتبعا في تاريخ صدورها ~~نظام الأقدم فالأقدم، وجعلت بجانب كل منها اسم صاحبها وبيان ~~خطتها ويوم نشأتها؛ ليكون العمل وافيا بكل أطرافه. ومع إقراري ~~الصريح بأني لست من فرسان هذا الميدان فإنني واثق بشهامة القراء ~~الكرام وحملة الأقلام وسائر أرباب النهضة الأدبية أنهم سيتلقون ~~كتابي بسرور، ويطالعونه بلذة، ينسياني شيئا من التعب الذي عانيته ~~في المراجعة والمقابلة والمراسلة والبحث والتنقيب، وحسبي الله ونعم ~~الوكيل. # | التوطئة # وفيها ثمانية فصول # الفصل الأول # | تحديد الصحافة وأشهر مسمياتها ومواضيعها المختلفة # الصحافة صناعة الصحف، والصحف جمع صحيفة وهي قرطاس مكتوب، ~~والصحافيون القوم ينتسبون إليها ويشتغلون فيها، والمراد الآن ~~بالصحف أوراق مطبوعة تنشر الأنباء والعلوم على اختلاف ~~مواضيعها بين الناس في أوقات معينة، فإن فيها من تواريخ ~~الأول، وأخبار الدول، وفكاهات الروايات، وغرائب الاكتشافات، ~~وأسعار التجارة، وفنون الصناعة، وضروب الانتقاد، وشئون ~~الاقتصاد، وأخلاق الغرباء، وعوائد البعداء؛ ما يغني عن التوجه ~~إلى بلادهم، ومخالطة شعوبهم، والوقوف على أحوالهم. ولذلك عول ~~الفضلاء على إنشاء الصحف؛ بحيث أصبح سكان أقاصي ms005 المشرق يصل ~~إليهم خبر أقاصي المغرب بأقرب حين، بعد أن كانت الأنباء تتجاوز ~~الأيام العديدة للوصول من مكان لمكان آخر مجاور له، فتأتي ~~مختلفا فيها لا يكاد الباحث عنها يعلم الحقيقة. # وأول من استعمل لفظة «الصحافة» بمعناها الحالي كان الشيخ ~~نجيب الحداد # 1 # منشئ جريدة «لسان العرب» في الإسكندرية وحفيد ~~الشيخ ناصيف اليازجي، وإليه يرجع الفضل في اختيارها، فقلده ~~سائر الصحافيين من بعده. وكانت تسمى الصحف في أول عهدها ~~«الوقائع»، ومنها جريدة «الوقائع المصرية» كما دعاها به رفاعة ~~بك الطهطاوي، وسميت أيضا «غزتة» نسبة إلى قطعة من النقود ~~بهذا الاسم كانت تباع الصحيفة بها فعرفت كذلك. وقيل أيضا إن ~~أول صحيفة ظهرت في البندقية سنة 1566 كانت تسمى «غزتة»، فشملت ~~هذه التسمية كل صحيفة بلا استثناء. ولما نشأت الصحافة العربية ~~أطلقت عليها لفظة غزتة؛ لأن هذه الصناعة كانت حديثة العهد عند ~~الناطقين بالضاد ولا أثر لها لدى كتابهم الأقدمين. # السيدة لبيبة هاشم؛ صاحبة مجلة «فتاة الشرق» ~~في القاهرة. (نشرنا في خلال فصول «التوطئة» ~~رسوم بعض السيدات المحصنات ورجال الفضل الذين ~~مدوا لنا يد المساعدة الأدبية في مشروعنا ~~هذا، كما نوهنا بذلك في الفصلين السادس ~~والسابع من الباب المذكور.) # ولما أنشأ خليل الخوري سنة 1858 جريدة «حديقة الأخبار» في ~~بيروت أطلق عليها لفظة «جرنال» وهو كلمة فرنسية معناها ~~«يومي» أي المنسوب إلى اليوم؛ للدلالة على الصحف اليومية، بينا ~~كانت جريدته أسبوعية. وإليك ما كتبه أديب إسحاق في نبذة له ~~عنوانها «مباحث في الجرائد» قال: # ولا مناسبة بين الجرنال وبين الجريدة إلا أن يقال ~~إنه أطلق أولا على الصحائف اليومية من قبيل تسمية ~~الشيء بما هو عليه، ثم عممه الاصطلاح فعرفت به ~~الجرائد يومية كانت أو غير يومية. # ثم رأى الكونت رشيد الدحداح اللبناني صاحب جريدة «برجيس ~~باريس» الباريسية سد هذه الثلمة فاختار لفظة «صحيفة»، وجرى ~~مجراه أكثر أرباب الصحف في ذاك العهد وبعده؛ فما كان من أحمد ~~فارس الشدياق اللبناني صاحب «الجوائب» في القسطنطينية ومناظر ~~الكونت رشيد الدحداح في بعض المسائل اللغوية إلا أنه ms006 عقد ~~العزيمة على استعمال لفظة «جريدة» وهي «الصحف المكتوبة» كما ~~ورد في معجمات اللغة، ومن ذاك الوقت شاع اسم الجريدة لدى جميع ~~الصحافيين بمعناها العصري. # ومنهم من استعمل غير ذلك من المسميات كالقس لويس صابونجي ~~السرياني صاحب «النحلة» الذي اتخذ لفظة «نشرة» بمعنى جريدة أو ~~مجلة، وهكذا صنع المرسلون الأميركيون أصحاب «النشرة الشهرية» ~~و«النشرة الأسبوعية» في بيروت وغيرهم. ومن تلك المسميات أيضا ~~«الورقة الخبرية» أو «الرسالة الخبرية» وقد استعملتهما جريدة ~~«المبشر» مع أكثر الصحف الدورية في بلاد الجزائر المغربية ~~التابعة لحكومة فرنسا في شمال أفريقيا، ومنها «أوراق الحوادث» ~~وهو الاسم الذي أطلقه للدلالة على صحف الأخبار نجيب نادر صوايا ~~منشئ مجلة «كوكب العلم» في القسطنطينية. # وكان الصحفيون لا يفرقون أولا بين الجريدة # Journal # وبين المجلة # Revue # في الاستعمال، ومن ~~المعلوم أن الإفرنج أطلقوا اسم المجلة # Revue # على الصحف الدورية التي تصدر على شكل ~~الكراسة. # فلما تولى الشيخ إبراهيم اليازجي إدارة مجلة «الطبيب» ~~البيروتية سنة 1884 بالاشتراك مع الدكتورين بشارة زلزل وخليل ~~بك سعادة أشار باستعمال لفظة «مجلة» # 2 # وهي صحيفة علمية أو دينية أو أدبية أو انتقادية ~~أو تاريخية أو ما شاكل تصدر تباعا في أوقات معينة، فأثبتها ~~بمعناها العصري، وتابعته في هذا الاصطلاح جميع المجلات التي ~~صدرت بعدها والتي كانت قبلها، ثم شاعت في جميع الأقطار العربية ~~شيوعا أجهز على المعنى الأصلي حتى صار مهجورا بالمرة، فلا ~~يتبادر الآن إلى ذهن المطالع لدى عثوره على لفظه «مجلة» إلا ~~الصحيفة الدورية دون سواها، ولا يطلق أحد من كتاب العصر هذه ~~التسمية على «صحيفة فيها الحكمة» إلا إذا كانت تصدر تباعا في ~~آونة معينة، ومع ذلك إذا طالعت المعاجم العصرية لا ترى فيها ~~للفظة المذكورة معناها الحالي الشائع بل القديم المهجور. # 3 # هكذا توفق العرب المولدون إلى وضع أسماء لمسميات ~~الصحافة الحديثة، وهو مطلب غير بعيد على أهل هذه اللغة طلبوه ~~بأسبابه ودخلوه من أبوابه. # وتختلف مواضيع الصحف باختلاف غايات أصحابها ونزعاتهم ~~ومشاربهم، فتارة تكون دينية وطورا سياسية وحينا أدبية، وقس ~~عليها العلمية والفنية والانتقادية والروائية ms007 والهزلية ~~والتهذيبية والإخبارية والعمرانية والقضائية والأخلاقية ~~والتاريخية وغيرها. ولكل من هذه التقاسيم الكبرى فروع بل ~~فروع فروع يطول بنا شرحها لكثرتها فنضرب عنها صفحا. وقد ~~أصاب الدكتور شبلي شميل فيما كتبه بهذا المعنى قال: # 4 ~~«الصحف أنواع بقدر المواضيع التي تتناولها معارف ~~البشر، وربما قصروها على فرع من علم، بل على مبحث من فرع؛ ~~استيفاء للبحث، وساعدهم على ذلك كثرة خاصتهم وحب عامتهم لرفع ~~شأن العلم ... بحيث لم تنقصهم في سبيلها النفقات التي هي لحياة ~~الصحف كالغذاء لحياة الأبدان، فتكاثر عددها عندهم جدا، حتى ~~صارت فوائد العلم بها قريبة المنال عامة العرفان في كل مكان؛ ~~إذ ليس للعلم وطن يؤثره على وطن.» # ولما كانت الصحف تصدر في آجال معلومة فقد سماها الإفرنج ~~«الصحف الدورية» أو «الصحف الموقوتة» أعني Presse pèriodique ~~؛ لأنها ~~تنشر شهرية أو أسبوعية أو يومية، بل منها أيضا ما يصدر ~~مرتين في الشهر أو الأسبوع أو اليوم أو غير ذلك من ~~المواعيد. # الفصل الثاني # | تعريف الصحافة من أقوال مشاهير ~~الملوك والكتاب والصحافيين # تحت هذا العنوان نورد ما قاله أعاظم مشاهير الأرض وأفاضل ~~حملة الأقلام عند أكثر القبائل العربية وغيرها في تعريف ~~الصحافة. وهي مجموعة نفيسة من الأقوال السامية الدالة على شرف ~~هذه المهنة التي تحسب بلا مراء أعظم قوة في دولة القلم؛ فيرى ~~القارئ مرآة تنعكس فيها أفكار أرباب الدين والشرع والسيف ~~والسياسة والعلم والأدب بمظهر حسن ترتاح إليه القلوب، وتهتدي ~~بنبراسه عقول الكتاب. وقد اقتطفناها من مصادرها المختلفة بعد ~~البحث الطويل؛ لأننا رأيناها جامعة بين اللذة والفائدة، بل ~~جديرة بأن تدون في بطون التاريخ؛ فعسى أن يتخذها الصحافيون ~~الصادقون قاعدة لمصلحتهم التي تعلو على كل مصلحة، ويبتروا ~~لسان المتطفلين على هذه المهنة الجليلة صونا لكرامتها وخدمة ~~للحق. وقد سردنا أولا أقوال مشاهير الأرض، ثم ألحقناها بأقوال ~~حملة الأقلام مرتبة على حروف الهجاء لأسماء أصحابها: # قال البابا لاون الثالث عشر: «الصحف رسالة خالدة.» # وقال الإمبراطور نابليون الأول: «الصحافة ركن من أعظم ~~الأركان التي تشيد عليها دعائم الحضارة والعمران.» # وقال روزفلت رئيس ms008 جمهورية الولايات المتحدة في أمريكا: «ليس ~~المجرم الحقيقي هو من يعتمد القتل أو ارتكاب أعظم المعاصي، بل ~~هو الذي يملك شيئا لا يكون من أهله بالغش والخداع، كالصحافي ~~المقلد أو السياسي المنافق؛ لأن الواجبات الأولية في الصحافي ~~أو السياسي هي أن يكونا حاصلين على ثقة الشعب بمجرد القدوة ~~الصالحة في الأعمال والأقوال.» # وقال الأمير حسين كامل باشا نجل إسماعيل خديوي مصر: «إن كل ~~أمة متمدنة يجب عليها أن تحترم الصحافة، ونود أن تكون معها ~~يدا في يد لتتعلم منها وتستفيد مما ينشر فيها من الفوائد، ~~الجرائد أكثر من أن تكون مهنة لتعيش أصحابها، بل هي أشرف من ~~ذلك، ولها فوائد عامة عديدة.» # وقال اللورد رز بيري: «يجب أن تكون قاعدة الصحف: كن صادقا ~~ولا تخف.» # وقال تولستوي الفيلسوف الروسي الطائر الصيت: «الجرائد نفير ~~السلام وصوت الأمة وسيف الحق القاطع ومجيرة المظلومين وشكيمة ~~الظالم، فهي تهز عروش القياصرة وتدك معالم ~~الظالمين.» # وقال اللورد ملنر أحد كبار الساسة الإنكليز: «إن الصحافة ~~أجل وأعظم حرفة في العالم، وربما استثني من ذلك منصب ~~الوزارة.» # وقال فولتير الكاتب الفرنسي الشهير: «الصحافة هي آلة يستحيل ~~كسرها، وستعمل على هدم العالم القديم حتى يتسنى لها أن تنشئ ~~عالما جديدا.» # وقال تشارلس دانا: «إن الذريعة الوحيدة لتعلم الصحافة أن ~~تفترش الصحف وتقتات الحبر.» # وقال هنري وترسون: «إن أساس النجاح في الصحافة هو العادات ~~الجيدة، والعقل الحاذق، والشواعر الصادقة، والتهذيب الكامل؛ ~~وبالتالي الثبات.» # وقال الشيخ إبراهيم اليازجي صاحب مجلة «الضياء» في القاهرة: ~~«الجرائد عند كل قوم تتخذ عنوانا على منزلتهم من العلوم ~~والآداب والأخلاق والعادات؛ لأنها المرآة التي تتجلى فيها صور ~~هذه المعاني كلها وتتمثل بها درجة الكاتب والقارئ جميعا؛ لأن ~~الكاتب إنما يكتب على مكانة علمه وذوقه، وإنما يختار من ~~المباحث ما يعلم أنه يقع من قارئه موقعا مقبولا، وإلا سقطت ~~جريدته من نفسها فقضي عليها بالإهمال.» # وقال الشيخ إبراهيم اليازجي والدكتور بشارة زلزل منشئا مجلة ~~«البيان» في القاهرة: «فهي جليس العالم وأستاذ المريد، والموعد ~~الذي يتلاقى فيه ms009 المفيد والمستفيد ، بل هي خطيب العلم في كل ~~ندوة، وبريده إلى كل خلوة، والمشكاة التي تستصبح بها بصائر ~~أولي الألباب. والمنار الذي تأتم به المدارك إذا اشتبهت ~~عليها شواكل الصواب.» # وقال أحمد الأزهري ومصطفى الدمياطي صاحبا مجلة «المنتقد» في ~~القاهرة: «إن نعمة الجرائد على البلدان لا تقل عما تشرف به ~~الإنسان من نعمة البيان، وإن كل بلاد توفر حظها من هاته ~~النعمة تكون أسمى وأرقى من التي لم تنل حظا بدرك هذه ~~النعمة.» # وقال الشيخ أحمد حسن طبارة منشئ جريدة «الاتحاد العثماني» في ~~بيروت: «الصحافة قوة معنوية عظيمة، عرف العالم المتمدن ~~حقيقتها؛ فأكرم منزلتها ورفع مكانتها وجعلها والوزارة في ~~مرتبة واحدة، فبينما ترى فلانا صحافيا إذا هو متربع في دست ~~الوزارة، أو وزيرا إذا هو جالس وراء منضدة الصحافة. وهذا ~~المستر روزفلت رئيس جمهورية أمريكا لم يكد يتخلى عن كرسي ~~الرئاسة حتى عين رئيسا لتحرير إحدى الجرائد الأمريكية. على ~~أن هذه القوة هي كسائر القوى التي أودعها الله في هذا المعترك ~~الحيوي، فإن وجهتها إلى الخير والإصلاح أفادت فائدة كلية، وإن ~~استعملتها في وجوه الأغراض والشهوات أضرت ضررا ~~كبيرا.» # وقال أحمد نديم صاحب جريدة «النصيحة» بالقاهرة: «الصحافة ~~اليوم تعد القوة الوطنية الكبرى، بل هي الجند الباسل الذي ~~يهاجم ويدافع ... غير أنه جند سلام لا جند حسام.» # وقال إدوار جدي صاحب مجلة «الثريا» في القاهرة: «لا شيء يدل ~~على أخلاق الأمة ومكانتها من الهيئة الاجتماعية مثل الجرائد، ~~فهي المنظار الأكبر الذي ترقب فيه حركاتها وسكناتها، بل الصفحة ~~البيضاء التي تكتب فيه حسناتها وسيئاتها، بل هي رائد الإصلاح ~~ومهب ريح التقدم والفلاح، بل هي كواكب الهدى السيارة، ومطلع ~~شمس التمدن والحضارة، رآها الناس آية فهاموا بها وعظموا ~~شأنها ورفعوا مقامها، فأصبحت من أعظم أسباب حياتهم الأدبية، بل ~~من أعظم ما يحتاجون إليه في هذه الحياة.» # وقال أديب بك إسحاق صاحب جريدة «مصر» في القاهرة: «الجريدة ~~لفظ أطلق اصطلاحا على الصحيفة المفردة، أو الصحائف المصحفة ~~تطبع في أوقات معينة، مشتملة أنباء وآراء ومباحث ms010 من السياسة ~~أو الأدب أو العلم، أو منهن جمعاء.» # وقال أسعد خالد ونعوم لبكي صاحبا جريدة «الرقيب» في ريودي ~~جانيرو: «والذي يقال عن اليراع من حيث هو خادم العقل، وممثل ~~تصوراته بمرئيات الأمثلة، ومجسم أوهامه أجسام الحقيقة؛ يقال عن ~~الصحافة نزيعته بالفائدة، وشقيقته بحميد العاقبة؛ فهي المعرض ~~تتعارض به نفيسات نفثاته، فمؤثره حميد ومنبوذه أحمد، والساحة ~~تعترك فيها صوارم الأقلام، فقتيلها راض والقاتل بريء.» # وقال الخوري أفتيميوس عفيش وحافظ عبد الملك منشئا «جريدة ~~العالمين» في منتريال بأميركا: «يحسب بعضهم أن الصحافة مهنة ~~للاستعطاء، ويعدها آخرون من أشرف المهن، إنها كالماء يتلون ~~بلون الإناء، هي للاستعطاء إذا كان صاحبها مستجديا، وهي شريفة ~~إذا كان صاحبها شريفا ... هي كالخطابة، إلا أن صوتها يرمي إلى ~~أقصى، تسيطر على الناس بشيء محسوس، ولكنه غير محدد ولا معروف ... ~~قد تزول دولة السيف والمدفع، وتلاشى قوة الكهرباء، وأما ذلك ~~الفوز وتلك القوة المنبثقان من سماء الفكر، والمتجليان على طور ~~الصحافة فلن يزولا.» # وقال الآباء اليسوعيون أصحاب جريدة «البشير» في بيروت: ~~«الصحف إنما جعلت لسد منافذ الرذيلة وفتح أبواب ~~الفضيلة.» # وقالت الأميرة ألكسندرة ملتيادي أفيرينوه صاحبة مجلة «أنيس ~~الجليس» في الإسكندرية: «الصحافة إنما هي مدرسة جوالة، ترود ما ~~بين الأفهام لتصلحها، وتجول ما بين المدارك لتهذبها، وإن كل ~~منشئ لها إنما هو أستاذ لكل هؤلاء الناس الذين يقرءونها. وحسبك ~~بهذا تعريفا للمنزلة العليا التي وصلت إليها، والمكان الرفيع ~~الذي بلغته دون سواها من فنون الآداب التي تقدمتها.» # وقال الشيخ إسكندر العازار صاحب امتياز جريدة «صدى البرق» في ~~بيروت: «الجرائد لسان الأمة، وهي كالحمامة تجوب البلاد وتحمل ~~الأخبار إلى كل قطر.» # وقال إلياس زيادة صاحب جريدة «المحروسة» في القاهرة: ~~«الصحافة دليل ارتقاء الأمة؛ فهي عنوان نشاطها وبرهان تقدمها، ~~فكلما كانت جرائد أمة ما راقية كانت تلك الأمة راقية أيضا. ~~ومن الثابت الذي لا يحتاج إلى دليل أن الصحف الساقطة لا يتسنى ~~لها أن تعيش في وسط مرتق، وأن الجرائد المرتقية لا يمكنها ~~أن تحيى وتنشأ في دائرة منحطة ms011.» # وقال الأب أنستاس الكرملي منشئ مجلة «لغة العرب» في بغداد: ~~«الصحافة هي نتاج العقل والعقل العامل، وحيث لا عقل عامل لا ~~صحافة، نعم قد يكون أصحاب البلد الواحد عقلاء وعلماء وأذكياء ~~بدون نشر الصحف والمجلات بين ظهرانيهم، لكن يقال عن هؤلاء ~~الفضلاء النجباء الألباء: إن عقولهم راكدة جامدة هامدة لا ~~نشاط فيها، بل لا حراك فيها، بل ولا حياة فيها، وإنما طائر ~~الموت قد نشر جناحيه عليها فأسكت نأمتهم وأخمد ناشئتهم. ~~والعكس بالعكس؛ أي إذا رأيت أمة عاملة نشيطة رافعة علم ~~العلم ولواء العمران يخفق عليها حكمت بالضرورة أنها ذات ~~صحافة راقية، وأن أهلها من أبعد الناس إمعانا في الحضارة. ~~وكما أن العاقل العامل قد يكون عاملا للخير وعاملا للشر؛ ~~تكون الصحافة أيضا عاملة للخير وعاملة للشر، فهي إذا من ~~أقوى الوسائل لبث الصلاح بين الأمة، كما هي من أعمل العوامل ~~لنشر المفاسد بين الصلحاء أنفسهم.» # وقال أنطون الجميل منشئ مجلة «الزهور» في القاهرة: «كان حامل ~~القلم كحامل السيف في يمين كليهما سلاح ماض ... وأصبح حامل ~~القلم في العصر الحديث كالقابض على الصولجان كلاهما نافذ ~~الكلمة مرعي الجانب، ولكن لا يتم ذلك للكاتب إلا إذا فهم حقيقة ~~مهمته، وأدرك شرف مهنته، فإذا لم يكن كل من هز الحسام بضارب ~~فكذلك ليس كل من هز اليراع بكاتب، وأبعد حملة الأقلام نفوذا ~~الآن هم الصحافيون؛ بفضل انتشار الصحف وإقبال الكبير والصغير ~~عليها؛ وعليه يجب أن تكون الصحافة - كما قال أحد كبار المفكرين ~~- شجرة الحقيقة يغرد على أفنانها الكتاب الصادقون.» # السيدة جان ديريو، المعروفة أيضا باسم ~~«جمانة رياض» أو «فاطمة الزهراء»، منشئة مجلة ~~«الإحياء» في مدينة الجزائر بشمال ~~أفريقيا. # وقال بشارة عبد الله الخوري منشئ جريدة «البرق» في بيروت: ~~«الصحافة من الأمة آلة الحياة، وأمة بدون صحافة لا عين لها ~~فتبصر ولا قلب لها فتشعر ... وعنوان كل أمة صحافتها؛ فإنك لتعرف ~~بها قسط كل شعب من الرقي ~~ومبلغه من المدنية، فحيث كانت الصحافة راقية بمادتها فاحكم ~~برقي تلك الأمة مادة وأدبا، وحيث كانت ms012 الصحافة ضعيفة في ~~الأدب والمادة فقل: إن هنالك لأمة ذات هلال يصير إلى البدر أو ~~ذات بدر يصير إلى الهلال.» # وقال جبرائيل دلال الحلبي منشئ جريدة «السلام» في الآستانة: ~~«الجرائد هي مرآة الكائنات.» # وقال جرجي باز صاحب مجلة «الحسناء» في بيروت: «الصحافة مهنة ~~كالتجارة والصناعة تتناول الجرائد والمجلات إنشاء وتحريرا ~~وإدارة ومراسلة، وهي فن مؤثر في الناس تأثيرا عظيما، وله ~~قواعد وأصول، وقد أنشئوا له في أوروبا وأمريكا مدارس لتعليم ~~طالبيه قواعده وأصوله، وهو شاق متعب يجهد العقل ويذيب حبات ~~القلب، ولطالما رجع عنه المقدمون عليه بصفقة المغبون بالنظر ~~لما يقتضيه من وفرة القوى الأدبية والمادية.» # وقال جرجي زيدان منشئ مجلة «الهلال» في القاهرة: «الجرائد ~~عنوان الحضارة ودليل المدنية، فإذا رسخت قدم جماعة في المدنية ~~كثرت جرائدهم وتعددت مواضيعها.» # وقال حبيب كرم صاحب مجلة «الأقباط الكاثوليك» بالقاهرة: «إن ~~عنوان كل أمة راقية في هذا الزمان وميزان رقيها هو صحافتها، ~~فللصحافة إذا شأن عظيم في تقويم الآراء وإرشاد الأمم وتهذيب ~~النفوس؛ لأنها اللسان الفصيح الناطق بأوضح تعبير وأعذب مورد ~~وأسهل أسلوب وأنصع بيان.» # وقال حسن لبيب البري صاحب جريدة «سيف العدالة» بالقاهرة: ~~«الصحافة الحقيقية يراد بها تقويم المعوج وإصلاح الفاسد ~~وعلاج المعتل.» # وقال خليل البدوي صاحب جريدة «الأحوال» في بيروت: «الجرائد ~~على ما قيل أقلام الحق ولكن إذا صحت مبادئها، وألسنة الصدق ~~ولكن إن استقامت غايتها وأخلصت للوطن خدمتها، بل هي والحالة ~~هذه لسان الأمة ومرآة أحوالها، ودواء أدوائها، ومهماز تمدنها، ~~ودليل تقدمها، وعماد آدابها، فضلا عن كونها للمستوحش سميرا ~~أنيسا، وللأسيف معزيا، وللجاهل أستاذا، وللعالم ~~تذكرة.» # وقال داود مجاعص منشئ جريدة «الحرية» في بيروت: «الصحافة حزب ~~للحق تنصره حيث كان، وتنظر إلى ما يقال وما يفعل لا إلى من ~~يقول ومن يفعل.» # وقال المحامي داود نقاش في بيروت: «الصحافة للناس كالهواء ~~النقي، فعلى الشعب أن يسعى للانتفاع بها وعلى الحكومة أن تحافظ ~~على كيانها كمحافظتها على الصحة العمومية.» # وقال الشيخ سعيد الشرتوني منشئ قاموس «أقرب الموارد» في ~~بيروت: «الجرائد خطباء ms013 منبثة في كل وجه من البلاد، فكأن كل ~~جريدة قائمة على منبر في مشهد عام غاص بالخواص والعوام، ~~وليس فيهم إلا الصاغي المشتاق إلى سماع ما تقول ... فالجريدة ~~تسطو على الأفكار بقوتين؛ قوة البرهان وقوة حسن التعبير، فلا ~~سطوة لجريدة لا تجرد سيف الدليل القاطع ولا تظهر بثوب البلاغة ~~الجميل الرائع.» # وقال سليم عقاد محرر جريدة «الأحوال» سابقا في بيروت: ~~«الصحافة مرآة تنعكس فيها آداب كتابها ومبادئهم، وكل إناء ~~بما فيه ينضح.» # وقال سليم عنحوري مؤسس جريدة «مرآة الشرق» في القاهرة: ~~«الجرائد هي مرآة أبكار أفكار، ومجموعات طرف وأخبار، ومعارض ~~تحف وآثار، وصحائف تواريخ وقصص الأجيال الغابرة، ومشخصة أحوال ~~رجال كل بادية وحاضرة.» # أم التمدن بنت كل مزية # حسنى ربية كل أصمع فاضل # جرثومة العمران أصل سعادة ال # إنسان مصدر كل خير حاصل ~~«كيف لا وهي لسان حال الأمة، ونقادة أحوال الحكومة، وشكيمة ~~جماح كل ظالم غاشم، ومطلق عنان كل مظلوم عادم، وعصا تأديب كل ~~آمر عسوف، ومأمور بسوء الإدارة موصوف، وممهدة أعمال الزراعة ~~والصناعة، ومبينة أحوال التجارة والإمارة، ورائد الوطن ودليله، ~~وحاديه ورسوله، تجوب السهول والأوعار، وتمخر في الأنهار ~~والأبحار، وتدخل قصور الملوك، وبيوت الصعاليك، وتسترق السمع من ~~كل من شب، في الشرق والغرب. خائضة مطامع الحرب والحرب، ~~خارقة صفوف أرباب المآدب والطرب، جائلة بين طوائف العجم ~~وقبائل العرب.» # وقال سليم النقاش صاحب جريدة «العصر الجديد» في الإسكندرية: ~~«المرشد الحر الصادق في خدمة الإنسانية هو الجرائد وصحف ~~الأخبار اليومية والأسبوعية والشهرية، فهي الآن بين يدي سكان ~~الكرة كالأستاذ، تأتي بكل غريبة وتحدث عن كل عجيبة، وهي وإن ~~كانت متعددة المنشأ متنوعة الإنشاء مختلفة الألسن فلا تخلو ~~واحدة منها من الثمرات والفوائد الجمة.» # وقال شبل دموس اللبناني صاحب جريدة «الإصلاح» في نيويورك: ~~«الجريدة مدرسة العالم الكبرى، ومن الواجب أن تلقي على طلابها ~~العلم الصحيح لينتفعوا به، فإن كانت جاهلة أضلتهم، وإن كانت ~~على هدى قادتهم في منهج الرقي؛ لذلك يتوجب على الجريدة ألا ~~تنشر بين أعمدتها إلا كل ما هو ms014 ممحص بالبرهان ~~السديد.» # وقال شكري جرجس أنطوان صاحب جريدة «العدل» في ريودي جانيرو: ~~«الصحافة في العالم الراقي موقرة معتبرة، وهي قائدة الرأي ~~العام ... الصحافة في العالم المتمدن قوة تخشاها جنود البر ~~ومدافع البحر، الصحافة في العالم الراقي هي الحاكم وهي المراقب ~~وهي الأمة ... روزفلت بعد أن وصل إلى أكبر وظيفة في العالم، أي ~~رئاسة جمهورية أمريكا الشمالية، البلاد الغنية بالمال والرجال ~~والعلم والمعارف، لم ير أحسن من الصحافة مهنة، اختار روزفلت ~~الصحافة؛ لأنها منبر حر، اختارها لأنها مراقبة على أعمال كبار ~~الأرض.» # وقال السيد عبد الرحمن الكواكبي صاحب جريدة «الاعتدال» في ~~حلب: «إن موضوع الجرائد هو مطلق خدمة الإنسانية؛ من حيث تهذيب ~~الأخلاق، وتأليف الأفكار، ورذل النقائص، واحترام الكمالات، ~~والمحافظة على العدالة، والمحاماة عن الحقوق، إلى غير ذلك من ~~الوظائف العمومية الجليلة التي تجعل الإنسان يعتبر الجرائد ~~بمقام خادم عمومي ساع بالخير.» # وقال عبد الحميد زكي صاحب جريدة «السياسة المصورة» بالقاهرة ~~«الجرائد مدرسة العامة.» # وقال السيد عبد القادر الإسكندراني صاحب مجلة «الحقائق» ~~بدمشق: «وضعت الصحف لتعرف الإنسان بما له وما عليه من ~~الواجبات ... ونرى أنها الدالة على حضارة قومها وترقي آلها، ~~وأنها يد البائس وعضد المسكين ولسان الخائف وساعد المظلوم، ~~وأنها تاريخ عام للمحسن والمسيء تنتقد للإصلاح، وتسير على نهج ~~الفلاح، تصدع بالحق ولو آلمها، وتجهر بالصدق ولو ~~جرحها.» # وقال عبد القادر حمزة صاحب جريدة «الأهالي» في الإسكندرية: ~~«إذا حوسب كل امرئ على عمله كان حسابه مجملا لا مفصلا، وإذا ~~حوسب الكاتب الصحافي على ما يرقش ويسطر كان حسابه على كل كلمة ~~من كلماته وتعبير من تعبيراته؛ لأن الكاتب الصحافي مرشد ومؤرخ ~~وقيم وناصح ومعلم، وبمقدار هذه الصفات الجليلة يحاسبه الجمهور ~~عليها حسابا كبيرا.» # وقال السيد علي باش حانبة صاحب جريدة «التونسي» في تونس: «لا ~~مراء ولا فرية في أن الصحف في هذا العهد هي: أعضاد الحكومات، ~~وسواعد الأمم، ومطايا الأحزاب، ورسل الأفكار، ونوادي الآراء، ~~ومنابر الأنباء، وملتقى القرائح، ومحك النباغة، وأسفار ~~التهذيب، ولسان الدفاع، وصدى صوت المظلوم ونفير الاجتماع ms015، ~~ومدرسة التقدم ، ونذير الحروب، وداعية السلام.» # وقال فارس دبغي صاحب جريدة «الأمازون» في سان باولو: ~~«الصحافة عمل شريف وشرفها صادر عن سمو الغاية، فهي قوام العلم ~~والفضيلة والأدب والسياسة، تطرد الضلال وترد إلى الهدى، تحوي ~~الحديث العذب المورد، وتنقل الخبر الرائق المجتنى الجزيل ~~النفع، تضرب على أيدي الطغاة لتقديس حقوق الأمة، وتظهر للفرد ~~واجباته نحو وطنه، وتفرض على الشعب المطلب الرفيع، وتستنهض ~~الهمم لنشد المجد فتقيلها من أدوار الانحطاط والعسف.» # وقال قيصر المعلوف صاحب جريدة «البرازيل» في سان ~~باولو: # ترى ما الذي ترجو الصحافة خيره # إذا لم يكن ما ترتئيه له صدى # فهل نفعت خيل بدون فوارس # وهل دفعت سمر القنا وحدها العدى # وقال قيصر باشا كرم صاحب جريدة «تركيا» في القاهرة: «الجرائد ~~في كل أمة مرآة تمدنها، وعنوان حضارتها، والوسيط الوحيد بينها ~~وبين الهيئة الحاكمة، وترجمان عواطفها، فالتصدر لإنشائها وعر ~~السبيل، صعب المنال، وعلى صاحبه فروض كثيرة: أولها الصدق ~~والاعتدال، ثم الإخلاص في النصيحة، والتمسك بالوطنية التامة، ~~مع ميل عن كل ما تشتم منه رائحة التمليق والغرض.» # وقالت السيدة لبيبة هاشم صاحبة مجلة «فتاة الشرق» بالقاهرة: ~~«لا ريب في أن الجرائد أعظم مهذب للأمة، وأفضل مقياس لدرجة ~~ارتقائها؛ فهي المدرسة الثانية التي يوكل إليها تنوير الأذهان ~~وإصلاح الأخلاق والآداب، ولذلك أنشأ لها الغربيون مدارس خاصة ~~لتعليم آداب اللغة والتاريخ والفلسفة، إلى غير ذلك مما يلزم ~~الصحافي لترويج بضاعته وإفادة قرائه، فارتقى بذلك شأن الصحافة، ~~وسمت منزلة أصحابها أدبيا وماديا.» # وقال لطفي بك عيروط صاحب جريدة «المنعم» في القاهرة: ~~«الجرائد هي مدرسة الشعب الكبرى، التي تعلمه شرف المبدأ، ~~والأخلاق الحسنة، والعوائد القويمة، والآداب الاجتماعية، ~~وتوقفه على مجريات أحوال الأمم النائية من سعادة وشقاء وارتقاء ~~وهبوط، ويقرأ الإنسان فيها ما يطرأ من الحوادث المهمة في ~~داخلية البلاد وخارجيتها ليكون على بينة من أمره وقومه، ليتمكن ~~أن يهيئ لنفسه المقام الأول من الثروة والسؤدد والملك والتقدم ~~في العلوم والصنائع.» # وقال الأب لويس شيخو اليسوعي صاحب مجلة «المشرق» في بيروت: ~~«إنها لشريفة مهنة ms016 الصحافة ورتبة الكتابة في الهيئة ~~الاجتماعية؛ إذ يجرد الكاتب قلمه لخدمة كل مشروع صالح وكل ~~مسعى حميد من شأنه ترقية الخير العام ورفع شأن الوطن، غير أن ~~هذا القلم أشبه بسيف ذي حدين؛ إذا وقع في أيدي الجهال ولعبت ~~بنصله الأغرار، فربما كان آفة وبيلة، وآلة مشئومة، يجرح بها ~~اللاعب نفسه، ويضر بغيره.» # هنري غلياردو؛ واضع أساس تاريخ الصحافة ~~العربية. # وقال السيد محمد الجعايبي منشئ جريدة «الصواب» في تونس: ~~«للصحافة مقام رفيع بين الأمم الراقية؛ لأنها تعتبرها ترجمان ~~أفكارها ورائد مقاصدها والمنبه الوحيد للحكومات إذا زلت ~~أقدام ساستها أو تنكبوا عن طريق العدالة والمساواة، فهي كما ~~قال بعضهم: صديق لا يراوغ، ونصوح لا يبخل بإسداء ~~النصيحة، ومعاتب لا يمل ~~العتاب، ولئن كانت لها سيئات فلها من حسناتها ألف شفيع كما قال ~~مسيو كمبون سفير فرنسا بلندره.» # وقال محمد سامي صادق صاحب جريدة «الوجدان» في طرابلس الشام: ~~«الصحافة عامل قوي في تهذيب الأمة والنهوض بها من قرارة ~~الفساد والجهل، ولكن بشرط أن يكتبوا بأقلام لا يحاولون فيها ~~اتجارا بوطن وشعب، بل الغاية التي يرمون إليها هي الخدمة ~~الصادقة التي ينجم عنها احتقار المصلحة الخاصة حيال الصالح ~~العام.» # وقال محمد الشريف ابن الشيخ المنوبي التجاني صاحب جريدة ~~«خطيب العالم» في تونس: «الصحافة هي العمل الذي تهابه ~~السلاطين، ويخضع له كل جبار في العالمين.» # وقال السيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني منشئ مجلة «العلم» ~~في النجف: «أليست هي (الصحافة) للأمة عينا مراقبا، ولسانا ~~ناطقا، وخطيبا صادقا، ودرعا واقيا، ومعلما هاديا، ~~ومؤدبا ناصحا، وصراطا واضحا، تأمر بالمعروف وتنهى عن ~~المنكر، لا تحمي في الباطل حميما، ولا تهضم في الحق خصيما، ~~وكل صحيفة أخطأت هذا الصراط فعلى الأمة تأديبها ولو ~~بالسياط.» # وقال محمد غانم بالقاهرة: «الصحف هي ملك للجمهور، فصاحب ~~الجريدة لا يملك منها سوى الحبر والورق وما يحصله من قيمة ~~الاشتراك، وهذه أشياء لا تتعلق بجوهر الصحافة التي ما وجدت ~~إلا لتؤدي وظيفة الخدمة العامة للأمة.» # وقال محمود بك حسيب صاحب مجلة «المجلات العربية ms017» في القاهرة : ~~«الصحافة كما لا يخفى هي لسان حال الأمة وترجمانها لدى ~~حكومتها، والمشكاة التي تبدد ظلمات الجهل بنور الآداب، والمورد ~~العذب الذي يرتشف منه الأدباء ماء العلوم على أهون سبيل، بل هي ~~المربي الذي يثقف عقول أبناء الوطن ويرشدهم إلى سبل المجد ~~ورفعة الشأن، والجنة الدانية القطوف فيجني الناس منها ثمار ~~الآداب وفواكه العرفان.» # وقال محمود الشاذلي منشئ مجلة «الصيحة» في طنطا: «الجرائد في ~~كل الأمم هي القائدة إلى مواطن الحكم، وهي المرشدة إلى الصواب، ~~المنبهة باجتناب ما يعاب، وهي الناقلة لأخبار من مضى ~~والممثلة لأعمال من حضر، الداعية إلى ما يجلب الخير، الناهية ~~عن جانب الضرر، الناطقة بثناء العادلين، الخافضة بمقام ~~الظالمين، وما من أمة كثرت فيها الجرائد وراج سوقها، إلا وكان ~~لها القدح المعلى في المدنية، والقسط الأوفى من الآداب، ~~والنصيب الأعظم من العلم والعرفان.» # وقال محمود كامل كاشف صاحب مجلة «الإخاء» في طوخ قليوبية ~~بمصر: «الصحافة في الغرب حكومة عاملة في قلب حكومة ~~عاملة.» # وقال مصطفى راغب توكل صاحب جريدة «الإصلاح الحجازي» في جدة: ~~«الجرائد وجدت لتهذيب الشعب، ومساعدته في حياته الاجتماعية ~~والعمرانية ... إن مهنة الصحافي من أشرف المهن، وعليه أن يكون ~~صبورا حكيما متحملا لكل أنواع الصعوبات التي تقوم في وجهه، ~~ومخلصا نحو قرائه وساعيا لخيرهم من كل الوجوه.» # وقال الأمير نسيب محمود شهاب أحد أصحاب مجلة «العريس» في ~~حمص: «الجرائد هي قادة الأفكار وترجمان الأمة والمثقفة ~~الحكيمة، تكرس أيامها لفائدة قرائها وتعرض ذاتها لانتقام ~~بعض الناس رغبة في الإصلاح، تبش تارة وتعبس أخرى، تضرب ~~طورا بمنديل من حرير وطورا بعصا من حديد حسب مقتضى الحال ~~والزمان، بواسطتها تعرف أخلاق البلاد وعادات السكان ودرجة ~~رقيهم الصحيح ومركزهم الحقيقي من التمدن والآداب، فمتى ~~ارتقت الجرائد في دولة فبشر الإنسان بارتقاء تلك ~~الأمة.» # وقال نسيم ملول صاحب جريدة «السلام» في القاهرة: «الجرائد هي ~~عامل من عوامل الإصلاح والرقي وقوة لا يستهان بها، تجمع ما ~~بين القلوب المتنافرة وتصلح معوج الأمة، وهي أس النجاح واليد ~~القوية في إحياء ms018 الشعوب.» # وقال نعيم صوايا صاحب مجلة «الحقيقة» في الإسكندرية: ~~«الصحافة مجلى عمران الأمة ومجرى سوابق أفكارها ومرآة أخلاقها ~~وعاداتها، فهي طائرها الغرد ومرشدها الحكيم ودليلها الأمين، بل ~~هي من الأمة بمثابة المرضع من الطفل؛ تغذوه بلبانها وترأمه ~~بحنانها وتغذيه بروحها، ولا تدع سبيلا لمرضاته إلا نهجته ~~مسوقة إليه بحادي الحب والحنو، وهما منها في الغاية القصوى ~~والذروة التي لا يبلغها متناول.» # وقال ولي الدين بك يكن مؤلف كتاب «المعلوم والمجهول» في ~~القاهرة: «الجرائد هي ألسن العقلاء تنطقها الحكمة ولا ~~يستميلها الهوى، وإن الواجب عليها أن تقود لا أن ~~تقاد.» # الفصل الثالث # | مؤرخو الصحافة العربية # (1) # لما كانت الصحافة العربية حديثة العهد لم يقم ~~أحد بين الكتبة تحرى البحث عن تاريخها سوى في ~~الآونة المتأخرة، وأول من شمر عن ساعد الجد لطرق ~~هذا الباب كان هنري غلياردو قنصل فرنسا سابقا في ~~حيفا ونزيل بيروت حالا، فإنه أثناء وجوده في منصب ~~ترجمان لقنصلية دولته في القاهرة سنة 1884م وضع ~~تقريرا مسهبا في اللغة الفرنسية يتضمن تاريخ ~~الصحف العربية التي تنشر حينئذ في وادي النيل، ~~ثم أضاف إلى أخبار كل جريدة ترجمة صاحبها وأمياله ~~السياسية وأغراضه الذاتية. ولهذا التقرير نسختان ~~مخطوطتان إحداهما في خزائن الوزارة الخارجية في ~~باريز والثانية في الوكالة الإفرنسية بعاصمة ~~الخديوية المصرية. هكذا أتيح لأمة الفرنسيس أن ~~يكون السبق لأحد أبنائها في وضع زاوية البنيان ~~لتاريخ الصحافة العربية، كما أتيح لها أن يكون ~~تأسيس باكورة الصحف العربية على يد أحد أبطالها ~~العظام الإمبراطور نابليون الكبير. ~~(2) # أما أول الذين كتبوا بعده أخبار الصحافة من ~~الناطقين بالضاد فكان جرجي زيدان الذي أنشأ مقالة ~~ذات ثماني صفحات سماها «الجرائد العربية في ~~العالم» ثم نشرها في العدد الأول للسنة الأولى من ~~مجلة الهلال. وبعدما تكلم باختصار عن هذا الموضوع ~~سرد أسماء الجرائد والمجلات التي ظهرت إلى سنة ~~1892م، فبلغ مجموعها على روايته مائة وسبعا ~~وأربعين صحيفة، ولولا حرصه على إحياء ذكرها لدخل ~~كثير منها في خبر كان، وطمس عليها الزمان، وباتت ~~في زوايا النسيان. غير ms019 أنه مع شدة تدقيقه فاتته ~~أسماء صحف شتى، إما سهوا وإما لعدم وقوفه عليها؛ ~~لقلة عناية الشرقيين قبله وعدم اهتمامهم بصيانة ~~آثار الأقدمين، وذكر بعض جرائد لم نعرف لها اسما ~~ولا رسما بين الصحف العربية كجريدة «تلمسان» في ~~مدينة تلمسان من أعمال الجزائر، وإنما توجد جريدة ~~فرنسية لا عربية بهذا العنوان كما أفادنا أكثر من ~~واحد من علماء تلمسان الخبيرين ولدينا نسخة منها. ~~ثم ألف سنة 1910م نبذة أخرى أوسع من الأولى ~~عنوانها «تاريخ النهضة الصحافية في اللغة ~~العربية»، وطبعها في الجزء الثامن للسنة الثامنة ~~عشرة من مجلته المذكورة، وهنا أسهب الكاتب في ~~البحث عن هذا الموضوع لا سيما فيما يتعلق بالصحافة ~~المصرية التي نالت المقام الأعلى بين رصيفاتها في ~~سائر الأقطار. وقد روى أن عدد الجرائد العربية ~~التي صدرت في العالم من أول عهد الصحافة إلى ظهور ~~المقالة المذكورة بلغ نحو ستمائة صحيفة، والحال ~~أنها تبلغ أكثر من ضعفي هذا العدد، كما يتضح من ~~جدول الصحف في آخر كل جزء من هذا الكتاب. فكفى ~~منشئ الهلال فخرا أنه فتح السبيل لغيره لأجل ~~التفتيش عن عتائق الصحافة ومهد لهم طريق معرفة ~~أخبارها، ونحن أول من يعترف بفضله الواسع، ويثني ~~على حماسته العظيمة لإعلاء شأن الأدب وخدمة لسان ~~العرب، كما سنبينه في المجلد الثاني من هذا ~~الكتاب. ~~(3) # وفي 13 آذار 1893م نشر محمد كامل البحيري في ~~العدد الأول من جريدته «طرابلس» نبذة ذات ثلاثة ~~أعمدة ونيف، سرد فيها تاريخ نشأة الجرائد وفوائدها ~~وعددها في العالم، فلما أتى على ذكر الصحف العربية ~~منها جعل «حديقة الأخبار» في بيروت وجريدة «الرائد ~~التونسي» في تونس أقدمهما عهدا، مع أن الأولى ~~تحسب ثامنة الجرائد والأخرى تعد الثانية عشرة ~~بالنسبة إلى عدد الصحف التي أنشئت قبل كليهما وهي: ~~أولا «الحوادث اليومية»، ثانيا «الوقائع ~~المصرية»، ثالثا «المبشر»، رابعا «مجموع فوائد»، ~~خامسا «أعمال الجمعية السورية»، سادسا «مرآة ~~الأحوال»، سابعا «السلطنة»، ثامنا «حديقة ~~الأخبار»، تاسعا «عطارد»، عاشرا «برجيس باريس»، ~~حادي عشر «الجوائب»، ثاني عشر «الرائد التونسي»، ~~ثم روى أن عدد ms020 الجرائد العربية التي صدرت إلى ~~التاريخ المذكور يقارب الأربعين، والحال أنه أكثر ~~من ذلك بأضعاف بحيث كان يناهز المائتين بكل ~~تأكيد. # جرجي زيدان؛ أول من كتب في تاريخ ~~الصحافة العربية بين الناطقين ~~بالضاد. ~~(4) # ونشر عبد الله الأنصاري أستاذ اللغة العربية في ~~دار العلوم الخديوية بالقاهرة سنة 1312 ~~هجرية/1893م كتاب «جامع التصانيف المصرية الحديثة ~~من سنة 1301 إلى سنة 1310 هجرية» في 76 صفحة، فخصص ~~منها تسع صفحات للصحف العربية التي نشأت في المدة ~~المذكورة، كما أورد المستعرب مرتين هرتمان في ~~كتابه # The Arabic Press Of ~~Egypt # الذي سيأتي ذكره. غير ~~أننا لم نطلع على كتاب الأنصاري لنبدي رأينا ~~فيه. ~~(5) # وفي فاتحة سنة 1895م أصدر نجيب غرغور في ~~الإسكندرية مجلة «العام الجديد» مستترا تحت اسم ~~«حاجب فضلي» وضمنها تاريخ أهم الجرائد المصرية ~~مع تراجم أصحابها ورسومهم في إحدى عشرة صفحة، فجاء ~~عمله المفيد فريدا بل مبتكرا في بابه، ثم كتب في ~~2 كانون الثاني 1910م مقالة ذات اثني عشر عمودا ~~عنوانها «الصحافة في ثلاثين عاما» ونشرها على ~~صفحات جريدة «الاتحاد المصري» بمناسبة دخولها في ~~السنة الثلاثين من عمرها، وقد أورد فيها أخبار أهم ~~الصحف التي برزت في مدينة الإسكندرية في الحقبة ~~المذكورة، ثم ختمها بسرد أسماء الصحف التي أنشأها ~~باسمه أو باسم مستعار أو بالاشتراك مع غيره، وقد ~~بلغ عددها تسع صحف بين جريدة ومجلة. ~~(6) # وفي السنة ذاتها عول ديمتري نقولا الدمشقي ~~صاحب مجلة «الفكاهة» سابقا في القاهرة على وضع ~~تاريخ الصحافة، فاعتنى أولا بجمع آثار الصحف ~~العربية التي صدرت منذ نشأتها إلى ذاك التاريخ ~~تمهيدا للمشروع المذكور، فتوفق باجتهاده للحصول ~~على أكثر الصحف القديمة والحديثة من أطراف الشرق ~~والغرب، وما كاد يباشر العمل حتى اضطر إلى تركه ~~لموانع خاصة، فكان ذلك داعيا لأسف الأدباء الذين ~~يعهدون بالعالم المشار إليه مقدرة وكفاءة لمثل ~~هذا العمل الخطير. ~~(7) # وفي السنة التابعة ظهر إعلان بتوقيع حكمت شريف ~~باشكاتب المجلس البلدي في طرابلس الشام سابقا ~~ومنشئ جريدة «الرغائب» حالا ينبئ بأنه باشر تأليف ~~كتاب «الخرائد في الجرائد» خدمة للآداب العربية ~~وللهيئة الاجتماعية، وكان في ms021 نيته أن يجمع أسماء ~~الصحف العربية والتركية والفارسية على ترتيب حروف ~~المعجم، وقد كتب لنا أنه ضرب صفحا عن متابعة ~~العمل؛ لما كان يحول دون ذلك من المصاعب الجمة في ~~عهد الاستبداد الحميدي. ~~(8) # وسنة 1899م نشر الدكتور مرتين هرتمان أستاذ ~~اللغات الشرقية والآداب الإسلامية في برلين كتابا ~~سماه # The Arabic Press Of ~~Egypt # في اللغة الإنكليزية، ~~وضمنه تاريخ الصحافة المصرية حتى السنة المذكورة ~~في 94 صفحة بدقة يشكر عليها، فبلغ عدد الصحف التي ~~وصفها 168 بين جريدة ومجلة، قد استند في أكثرها ~~إلى ما وقف عليه من المجاميع المحفوظة في دار ~~الكتب الخديوية؛ ولذلك فاته ذكر جانب كبير من ~~الصحف التي لا أثر لها في المكتبة المشار إليها ~~كما هو معلوم ولا في غيرها، وهذا النقص لا يقلل ~~شيئا من قدر الكتاب ولا يحط من منزلة مؤلفه، ~~وقد انتقده جرجي زيدان في مجلة «الهلال» مبينا ما ~~فيه من الحسنات والسيئات بما لا يوصف من ~~العدل. ~~(9) # وبتاريخ 26 حزيران 1897م نشر ميخائيل بن أنطون ~~صقال الحلبي في مجلة «الأجيال» بالقاهرة مقالة ~~ذات أربع صفحات ضمنها وصف «الصحافة في القطر ~~المصري» لذاك العهد بكل اختصار، ثم ألحقها بجدول ~~يحتوي على أسماء الجرائد والمجلات وقسمها بحسب ~~مواضيعها فبلغ عددها 49 صحيفة، ورغما من كثرة ~~اجتهاده فقد فاته ذكر بعض الجرائد إما سهوا وإما ~~لعدم وقوفه عليها، وأخطأ في تاريخ ظهور بعض الصحف ~~كجريدة «الرائد المصري» التي جعل تأسيسها سنة ~~1897م بدلا من سنة 1896م، والمؤيد سنة 1890م ~~بدلا من 1889م، والوطن سنة 1878م بدلا من 1877م، ~~والمحروسة سنة 1877م بدلا من 1880م، والمقتطف سنة ~~1877م بدلا من 1876م، والفلاح سنة 1888م بدلا من ~~1885م، والفردوس سنة 1898م بدلا من 1896م، ~~والتوفيق سنة 1896م بدلا من 1897م. ~~(10) # وقام بعده المستشرق الفرنسي أكليمنت ~~هوار # Clèment Huart # ونشر سنة 1902م كتابا سماه # Littèrature ~~Arabe # وأودعه فصلا عن تاريخ ~~الصحافة العربية عموما في سبع صفحات، فأصاب ~~المرمى في جميع مباحثه كرجل عاش بيننا واختبر ~~أحوالنا ووقف على أسرار لغتنا وآدابنا. ~~(11) # وفي السنة ذاتها ظهر في مدينة سان باولو من ~~أعمال ms022 البرازيل كتاب «التحفة العامية» بقلم شكري ~~الخوري صاحب جريدة أبو الهول المستتر تحت اسم ~~«زيد» كما يتضح من الكتابة المطبوعة في أسفل رسم ~~المؤلف، وفي آخره نبذة عنوانها «جرائدنا في ~~البرازيل» تتضمن أخبار الصحف التي ظهرت في هذه ~~البلاد من عام 1896م مع أسماء أصحابها ومحرريها ~~ورسومهم، وهي عبارة عن اثنتي عشرة صفحة بقطع ~~صغير. ~~(12) # وللمستعرب الفرنسي السيد ميرنت # Mirante # مدير جريدة ~~«المبشر» الجزائرية نبذة عنوانها # La Presse Pèriodique ~~Arabe # نشرها سنة 1905م في ~~الجزء الثالث من كتاب # Actes du ~~Xlve Congrès International des ~~Orientalistes ~~، إلا أننا لم ~~نتوفق للوقوف عليه. ~~(13) # وللأب لويس شيخو اليسوعي منشئ مجلة «المشرق» ~~كلام مفيد عن الصحافة وعن تاريخ أشهر الصحافيين ~~في كتابه المسمى «الآداب العربية في القرن التاسع ~~عشر» حيث روى أمورا متفرقة لم يروها الذين سبقوه ~~في هذا المضمار، غير أن مباحثه لا تتناول موضوع ~~الصحافة بوجه خاص، بل تشمل الكلام عن الآداب ~~والأدباء بين الناطقين بالضاد في جميع ~~البلاد. ~~(14) # وفي 10 كانون الثاني 1907م كتب محمد صادق ~~المحمودي في جريدته «المعارف» الصادرة بتونس لمعة ~~ذات ستة أعمدة عنوانها «تاريخ الجرائد» تتضمن ~~مختصر أخبار الصحافة لا سيما التونسية منها، فجاءت ~~روايته طبق المرام إلا في بعض أمور تافهة كنسبته ~~جريدة «المقطم» إلى القبط مع أن أصحابها سوريون، ~~ومنها أيضا قوله إن الشيخ سليمان الحرائري أصدر ~~جريدة «برجيس باريس»، بينما أن مؤسسها كان الكونت ~~رشيد الدحداح اللبناني الذي تركها للشيخ سليمان ... ~~وغير ذلك من الأغلاط. ~~(15) # ونشر # L. Bouvat # سنة 1907 في مجلة # Revue du monde ~~Musulman # المطبوعة في باريز ~~مقالة عنوانها «الصحافة العربية التونسية» في ست ~~صفحات، فأتى فيها على وصف الجرائد التي صدرت في ~~إمارة تونس وتاريخها وبيان خطتها، غير أنه أهمل ~~ذكر جانب كبير منها كجريدة «المنتظر» و«سبيل ~~الرشاد» و«لسان الحق» و«القلم» و«حبيب الأمة» ~~و«ترويح النفوس». ~~(16) # ثم نشر # L. ~~Mercier # في المجلة ذاتها ~~بتاريخ شهر آذار 1908م مقالة فرنسية عن «الصحافة ~~الإسلامية في مراكش» في 12 صفحة، فذكر أنها كانت ~~حديثة العهد في السلطنة المشار إليها جاعلا جريدة ~~«لسان المغرب» لمنشئها فرج الله نمور ~~سنة 1907م ~~باكورة الصحف العربية في ms023 تلك البلاد، ومن المعلوم ~~أنه ظهر في مراكش قبل العهد المذكور أكثر من جريدة ~~وأشهرها «المغرب» عام 1888م لصاحبيها عيسى فرح ~~وسليم كسباني اللبنانيين ثم «الاستقصا في المغرب ~~الأقصى» سنة 1900م لمحررها إبراهيم يزبك اللبناني ~~أيضا، ومنها جريدة «السعادة» سنة 1905م وجريدة ~~«الصباح» عام 1906م لمحررهما وديع كرم ~~اللبناني. ~~(17) # وفي 20 حزيران 1909م أنشأ جرجي باز مقالة ~~عنوانها «المجلات النسائية العربية» نشرت في ~~مجلته «الحسناء» في ثلاث صفحات ونيف، فذكر منها ~~أربع عشرة مجلة طبعت بأسرها في القاهرة ~~والإسكندرية ما عدا مجلته المذكورة التي ظهرت في ~~بيروت، لكن فاته التنويه ببعض مجلات نذكر منها: ~~أولا «الفردوس» لصاحبتها لويزا حبالين في ~~القاهرة، والثانية «البرنسيس» لمنشئتها فطنت هانم ~~في المنصورة، والثالثة «الزهرة» لصاحبتها مريم ~~مسعد في الإسكندرية، والرابعة «مجلة ترقية المرأة» ~~لمنشئتها فاطمة راشد في القاهرة، والخامسة ~~«المودة» لسليم خليل فرح بالإسكندرية، ولجرجي باز ~~مقالة أخرى ذات ثماني صفحات عنوانها «الصحف ~~والصحافيون» نشرها بتاريخ 4 كانون الثاني 1904م في ~~مجلة «المحبة» البيروتية، وقد ألمع فيها إلى آداب ~~الصحافة وتاريخها في العالم بعبارة شائقة تدل على ~~ذكاء منشئها، ودقة مباحثه، ورسوخ قدمه في صناعة ~~التحرير، غير أنه جعل صدور «الوقائع المصرية» عام ~~1830م بدلا من 1828م، ومثلها «حديقة الأخبار» عام ~~1857م بدلا من 1858م. ~~(18) # ومنذ 31 آذار 1910م أخذ عيسى إسكندر المعلوف ~~ينشر في مجلة «النعمة» التي تصدرها بطريركية الروم ~~الأرثوذكس في دمشق مقالات متتابعة عن «الصحافة ~~العربية» على الإطلاق، ومن مميزات مباحثه أنه ~~بين ما كانت عليه الصحافة في دورها الأول من ~~الركاكة في التعبير، وما آلت إليه الآن من بلاغة ~~الكلام والمعاني، ثم أورد على ذلك أمثلة شتى ~~وبراهين دامغة تشير إلى ما عاناه من شدة التنقيب ~~في مباحثه الصحافية، وقد أجاد غاية الإجادة فيما ~~كتبه عن الدورين الأول والثاني بحيث إنه أسهب في ~~هذا الموضوع أكثر من جميع المؤرخين الذين سبقوه. ~~ولما كان البحث في تاريخ الصحافة العربية من أصعب ~~المباحث لخلوها من المصادر الموثوق بها؛ فلا عجب ~~إذا فات صديقنا عيسى أفندي ms024 بعض حقائق نستأذنه ~~بالإشارة إليها، وربك فوق كل ذي علم عليم. # فلقد ~~رأينا في أبحاثه المفيدة أنه أهمل ذكر كثير من ~~الصحف كجريدة «المبشر» المطبوعة في الجزائر وهي ~~ثالثة الجرائد العربية في قدمة ~~العهد، ونسب ~~جريدة «أبو الهول» في باريز سنة 1881 للدكتور لويس ~~صابونجي وهي ليست له كما أفادنا الدكتور المشار ~~إليه، ثم جعل جريدتي «المخير» و«البستان» بين صحف ~~الجزائر بدلا من تونس ولم يشر إلى أنهما كانتا ~~تطبعان بالحرف العبراني، ولما تشرفنا بزيارته ~~سنة 1911 في منزله بمدينة زحلة ألفتنا نظره إلى ~~هذا السهو لأجل إصلاحه في طبعة أخرى، وأحصى ~~«العلم المصري» و«المنتقد» و«اليانصيب» و«الأرغول» ~~وغيرها بين الجرائد المصرية في الدور الثالث مع ~~أنها مجلات، وأخطأ في تاريخ ظهور صحف شتى بحيث ~~إنه قدم أو أخر بعضها على بعض كما يتضح ~~بالمقابلة بين الجداول التي نشرها وبين الجداول ~~التي نشرناها في هذا المجلد أو سننشرها في الأجزاء ~~التالية، إنما كل ذلك لا يشوه على الإطلاق ما ~~بذله من الدقة في التفتيش عن تاريخ الصحافة التي ~~خدمها بكل أمانة قولا وعملا. ولعيسى أفندي مقالة ~~نشرها في مجلة «الزهور» المطبوعة في القاهرة (سنة ~~1، عدد 9، صفحة 376)، وذكر فيها أن عدد الجرائد ~~العربية بلغ ثمانمائة صحيفة، مع أنها كانت في ذلك ~~العهد (أي سنة 1911) لا تقل عن ألف وأربعمائة ~~صحيفة أكثرها موجود عندنا ~~وتحت ~~يدنا. ~~(19) # وبتاريخ 25 و27 تشرين الأول 1910م نشرت جريدة ~~«العلم» في القاهرة خطبة عنوانها «مركز الصحافة ~~في مصر والأدوار التي تعاقبت عليها في عهد ~~الاحتلال الإنكليزي» في اثني عشر عمودا، وهذه ~~الخطبة ألقاها المحامي عبد الرحمن الرافعي في إحدى ~~جلسات المؤتمر الوطني الذي عقده أحرار مصر سنة ~~1910م في مدينة بروكسل، وتتناول هذه الخطبة أخبار ~~الصحافة المصرية بعد الاحتلال المذكور مع كل ما ~~طرأ عليها من التقييد أو الحرية بأسلوب حسن ~~وإسهاب كامل، لكن لهجته لا تخلو من المغالاة في ~~ذم المحتلين. ~~(20) # وفي شهر كانون الثاني 1911 نشر السيد البشير ~~الفورتي صاحب جريدة «التقدم» في تونس مقالة عن ms025 ~~«تاريخ الصحافة التونسية» على صفحات جريدة «الهدى» ~~النيويوركية، وهي ضافية الذيول كثيرة الفوائد كما ~~أفادنا السيد محمد الجعايبي التونسي، ولكننا لم ~~نقف عليها لنقوم بوصفها رغما مما بذلناه من السعي ~~في هذا السبيل. ~~(21) # وفي غرة شباط 1911 نشر الأب أنسطاس الكرملي في ~~مجلة «المسرة» اللبنانية مقالة مسهبة تقع في 38 ~~صفحة عن «صحافة بغداد» فوصفها وصفا صحيحا لم ~~تبق بعده زيادة لمستزيد، فإنه ذكر كل واحدة منها ~~مبينا ما فيها من الحسنات والسيئات بعين نقادة ~~ونفس مجردة عن الغرض خدمة للغة والتاريخ. ~~ولا ريب في أن ~~أدباء الزوراء يشكرون له هذا الصنيع، ويسعون في ~~رقي جرائدهم التي أكثرها لا يعود بالافتخار على ~~مدينتهم، التي كانت في القرون الغابرة مهدا ~~للمعارف والآداب العربية على عهد الخلفاء ~~العباسيين. # رزوق عيسى؛ منشئ مجلة «العلوم» في ~~بغداد. # ديمتري نقولا؛ صاحب مجلة «الفكاهة» ~~سابقا في القاهرة. ~~(22) # وفي 7 شباط للسنة ذاتها وضع توفيق حبيب؛ صاحب ~~مجلة «فرعون» ومنشئ جريدة «الإكسبرس» في القاهرة ~~مقالة عنوانها «الصحافة القبطية» تقع في 14 صفحة ~~كبرى مخطوطة باليد، فأجاد وأفاد فيما كتبه عن صحف ~~طائفته بلا محاباة ولا تحيز؛ لأنه أورد الحقيقة ~~على علاتها مستهجنا ما رآه في الصحف مما يستحق ~~الذم ومستحسنا منها ما يوافق المدح، وقد اعتمدنا ~~في أكثر ما قلناه عن الصحف القبطية على رواية هذا ~~الكاتب المنصف المدقق. ~~(23) # وفي 29 تشرين الثاني 1912م كتب الطيب بن عيسى ~~صاحب جريدة «المشير» بتونس نبذة في «تاريخ الصحافة ~~التونسية» إجابة لطلبنا، ~~وهي ذات تسع ~~صفحات تتضمن أخبار الصحف التي ظهرت في القطر ~~المذكور باختصار وصدق ونزاهة وتدقيق، وقد ذكرها ~~قاطبة، وما فاته منها سوى الجرائد العربية ~~المطبوعة بحرف عبراني. # هذا ما أمكننا الاطلاع عليه من الكتابات المتعلقة بأخبار ~~صحافتنا سواء كانت من قلم أبناء اللسان العربي أو الأجانب، وقد ~~حملنا داعي البحث على إبداء رأينا الضعيف في كل من الكتابات ~~المذكورة توصلا للحقيقة لا تنكيتا بأصحابها الأجلاء الذين ~~سبقونا في هذا الميدان الوعر، وحاشا لنا أن نقصد في هذا العمل ~~مس حاساتهم أو الخفض ms026 من قدرهم؛ لأننا نعتقد فيهم صلاح النية ~~والتجرد عن كل غاية في خدمة هذا الفن الشريف، وليس من منكر ما ~~لهم من المساعي المشكورة في سبيل تعزيز شأن الصحافة التي تتحدث ~~بفضلهم، وترفع لواء الثناء على منزلتهم الرفيعة في عالم ~~الآداب. # الفصل الرابع # | وجوه تسمية الصحف الدورية لدى العرب # لما ظهرت الصحافة العربية كان أكثر أسمائها مبتكرا؛ لأن ~~الكتاب تبعوا فيها اصطلاحات اللغة وذوق أهل العصر، فلقبوا ~~الصحف بأسماء تطيب معانيها وتروق ألفاظها كقولهم: حديقة ~~الأخبار ومرآة الأحوال ونزهة الأفكار وغيرها، ثم توسعوا شيئا ~~فشيئا بحيث حذوا حذو الغربيين في مسميات الجرائد والمجلات ~~فعربوها وأطلقوها على صحفنا. هكذا درج عندنا كما درج عند ~~الإفرنج أسماء: الزمان، والوقت، والصباح، والفجر، والأيام، ~~والحضارة، والمدنية، والعمران، والترقي، والتقدم، والنجاح، ~~والتمدن، والنهضة، والإصلاح. وتبعوهم أيضا في أسماء المدن: ~~كالقاهرة والإسكندرية وطنطا وحلوان والفيوم والخرطوم والقدس ~~وبيروت ودمشق وحمص وطرابلس واللاذقية وبغداد والبصرة وباريس ~~ودير القمر، وقس عليها أسماء الدول: كتركيا ومصر وتونس وزنجبار ~~والبرازيل وصدى المكسيك، أو أسماء الأقاليم والولايات كسورية، ~~والحجاز، وفلسطين، وبين النهرين، والسودان، وطرابلس ~~الغرب. # ومن هذا القبيل أسماء البحار والأنهار والينابيع: كالمحيط، ~~والكوثر، والفرات، والأمازون، والنيل، والبردوني، وبردى، ونهر ~~العاصي، والشاغور، ومثلها أسماء الجبال: كلبنان، والكرمل، ~~وصهيون، وعرفات، والمقطم، وجبل عامل، أو أسماء الجهات: كالشرق ~~والمشرق والمغرب وصدى الجنوب، تليها أسماء القارات كقولهم: ~~كوكب أمريكا، وكوكب أفريقيا، والعالم الجديد، وجريدة ~~العالمين. # وقلد صحافيونا كتاب الإفرنج في استعمال أسماء الكواكب ~~والسيارات فدعوا بها بعض صحفهم وهي: الشمس، والزهرة، والهلال، ~~والقمر، والمشتري، والشهاب، والثريا، ونجم المشرق، واتخذوا ~~مثلهم ثلاث كلمات الدستور: الحرية والمساواة والإخاء، ومن ذلك ~~أسماء الفضائل: كالعدالة والاستقامة والحق والصدق والحكمة ~~والثبات والوفاء والإخلاص والسلام والإيمان والرجاء والأمل ~~والمحبة، ومنها الأسماء الدالة على النور: كالمصباح والفانوس ~~والنبراس، أو على فصول السنة: كمجلة الشتاء ومجلة الربيع، أو ~~على الآفات: كالطاعون، ثم اقتفوا آثارهم أيضا في أسماء العلوم ~~والصنائع والفنون: كالزراعة والتجارة ومجلة المساحة والاقتصاد ~~والحقوق والشرع والقضاء والبيان والبلاغة والآداب، وجروا ms027 ~~مجراهم في الأسماء الهزلية كقولهم: المسخرة، وعيواظ، وكراكوز، ~~وحط بالخرج، وضاعت الطاسة، وانخلي يا هلالة، والحشاش، ~~والمكنسة، وأبو نظارة، وأبو صفارة، وأبو زمارة، والجاسوس، ~~وحمارة منيتي، وحمارة بلدنا، والعصا وظهرك بالك. # وعمد بعض الصحافيين إلى استعمال الأسماء الدينية أو الواردة ~~في كتب الدين فأطلقوها على صحفهم تبركا: كالصليب والكلمة ~~والنعمة والمسرة والصخرة والحرمين والخلافة والكنيسة ~~الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية والمجمع الفاتيكاني ومظلة ~~داود وأخبار عن انتشار الإنجيل، ورغب بعضهم في ألفاظ التحبب: ~~كالفتى والفتاة والعريس والعروس والنديم والحسناء وأنيس الجليس ~~وفتاة الشرق واللطائف والظرائف والتودد والشبيبة، وعول بعضهم ~~على أسماء تشير إلى النبات وما له علاقة بالطبيعة: كالحديقة ~~والبستان والريحانة والروضة والرياض والجنان والجنة والجنينة ~~والمرج والفردوس والثمرة والثمرات والزهور، كذلك قل عن أسماء ~~الحيوان: كالنحلة والغزالة والطاووس والأسد الإسلامي والأسد ~~المرقسي والفيل الأبيض ويعسوب الطب والحمارة، وقس عليها ~~الأسماء الدالة على الصوت وآلات الطرب كالنفير ونفير سوريا ~~ونفير الحرب والصدى ورجع الصدى وصدى الأهرام وصدى بابل ولسان ~~الحال ولسان العرب ولسان الشرق ولسان المغرب والصيحة والأرغول، ~~ومن هذا القبيل ما استعملوه من الأسماء الدالة على الجولان: ~~كالجوائب والبريد والطواف والطائف والسيار والسفير ورائد النيل ~~والرائد التونسي والرائد المصري. # محمد عثمان؛ مدير مجلة «الصدق العثماني» في ~~القاهرة. # ولبعض الصحف أسماء تدل على المهن: كالطبيب والرسام والأستاذ ~~والمهندس والمحامي والخطيب والمبشر والمرشد، وغيرها يشير إلى ~~العظمة والافتخار: كالسلطنة واللواء والعلم والبيرق والمنار ~~والطغراء والمنبر والمفتخر والممتاز والعجائب والمستقل ~~والاستقلال ودار الخلافة وطوالع الملوك والكائنات وضياء ~~الخافقين والدنيا في باريس، وبعضها يتناول الآثار العتيقة ~~والمدن المندرسة: كالأهرام وأبي الهول والأرز والفسطاط ونينوى ~~ومنفيس والكنانة، ومنها ما هو منسوب إلى المعاهد العلمية ~~الكبرى أو الجمعيات الشهيرة: كالأزهر والكلية والشرقية ~~والجمعية العلمية السورية ~~وأعمال شركة مار منصور والعروة الوثقى والتوفيق ومجلة الملاجئ ~~العباسية، وغيرها يعبر عن أسماء الشعوب أو الطوائف أو القبائل: ~~كجريدة آل سام ونهضة العرب والاتحاد العربي والاتحاد العثماني ~~والائتلاف العثماني والإخاء العثماني والعالم الإسلامي ~~والاتحاد المصري والمارونية الفتاة والأقباط الكاثوليك وجراب ~~الكردي ms028. # وتفرد صحافيو العرب في استعمال أسماء لجرائدهم لم ينسج على ~~منوالها لدى سائر الأمم إلا ما ندر، فمنهم من أعطاها اسمه: ~~كسركيس والحافي والصادق والشدياق والرسائل الغانمية، وبعضهم ~~أطلق عليها نعوت البلدان: كالشهباء والفيحاء والزوراء ~~والمحروسة، وغيرهم اتخذ أسماء مشاهير الرجال أو النساء: ~~كالأصمعي وأبي نواس وأبي الهدى وجهينة وحذام، وقسم منهم تيمن ~~بأسماء السلاطين والملوك والخلفاء والأمراء: كالرشيد والمأمون ~~والرشاد والمعتصم والظاهر وفرعون والعباس والمنعم، ولجأ بعضهم ~~بلا ضرورة إلى الأسماء الأجنبية فاستعملوها كقولهم: ~~الإكسبرس والبورصة والبوستة ~~والتلغرافات الجديدة وتلغراف الريف، ونختتم هذا الفصل بعبارة ~~نشرتها مجلة الزهور (عدد 5، سنة أولى) في القاهرة وهي: # ومن الجرائد ما لا ينطبق اسمها على حقيقتها، ~~فالإكسبرس مثلا جريدة أدبية لطيفة الأسلوب تصدر مرة ~~في الأسبوع، مع أن اسمها يفيد معنى جريدة سياسية ~~تتلقى الأخبار قبل سواها وتصدر على الأقل مرتين في ~~النهار وأخرى في الليل، وكذلك قل عن البرق ~~البيروتية. # الفصل الخامس # | فوائد تاريخية وشذرات أثرية عن الصحافة عموما والعربية ~~منها بنوع خاص # نذكر في هذا الفصل فوائد شتى اقتطفناها بعد البحث الطويل من ~~مصادر متفرقة وموارد كثيرة. وهي جامعة بين الفكاهة والعلم ~~والاختصار لما فيها من الشئون التاريخية التي تتعلق بالصحافة ~~عموما والعربية منها خصوصا، ولهذه المعلومات اعتبار كبير ~~لدى عشاق التاريخ والباحثين عن الآثار العتيقة؛ لأنه لم يسبق ~~نشرها كلها في كتاب أو جريدة أو مجلة على الإطلاق، فأحببنا أن ~~ننشرها على صفحات هذا الكتاب ليطلع عليها الناطقون بالضاد ~~وهي: ~~(1) # أول جريدة أنشئت في العالم «كين بان» سنة 911 ~~قبل المسيح، وهي الصحيفة الرسمية لحكومة الصين، ~~ولم تزل حتى الآن بحيث إنها تنشر ثلاث مرات في ~~اليوم؛ صباحا بلون أصفر، وظهرا بلون أبيض، ~~ومساء بلون أحمر. ~~(2) # وأول جريدة ظهرت في أوروبا «الأعمال اليومية» في ~~رومة على عهد الإمبراطور يوليوس قيصر في أواسط ~~القرن الأول للمسيح. ~~(3) # وأول جريدة مطبوعة اسمها «كنبو» ظهرت محفورة ~~على الخشب في بكين عاصمة الصين منذ أربعة قرون ~~تقريبا ولم تزل حية حتى الآن. ~~(4) # وأول جريدة برزت بعد ms029 انتشار فن الطباعة الحديثة ~~كانت تسمى «غزتة» عام 1566م في مدينة البندقية ~~بإيطاليا. ~~(5) # وأول مجلة علمية «مجلة العلماء» الفرنسية صدرت ~~عام 1665م. ~~(6) # وأول جريدة يومية «الدايلي كوران» الإنكليزية ~~ظهرت في 11 آذار 1702م. ~~(7) # وأول جريدة ظهرت في العالم الجديد «بوسطن ~~نيولستر» سنة 1704م في مدينة بوسطن بالولايات ~~المتحدة. ~~(8) # وأول جريدة عربية هي التي أنشأها نابليون الأول ~~سنة 1799م في القاهرة عندما كان قائدا للحملة ~~الفرنسية في وادي النيل، واسمه حينئذ الجنرال ~~بونابرت. ~~(9) # وأول صحيفة ظهرت في السلطنة العثمانية جريدة ~~«بريد أزمير» الفرنسية سنة 1825م. ~~(10) # وأول جريدة تركية «تقويمي وقائع» ظهرت في ~~القسطنطينية سنة 1832م بعناية مصطفى رشيد باشا في ~~عهد السلطان محمود. ~~(11) # وأول من اعتنى بجمع الجرائد في العالم كان ~~أندراوس ورزي في نواحي سنة 1835م. ~~(12) # وأول من كتب عن الصحافة كان أندراوس ورزي المشار ~~إليه، فإنه ألف تاريخا يتضمن في نحو 300 صفحة ~~أخبار جرائد بلجيكا من سنة 1605م إلى سنة ~~1844م. ~~(13) # وأول جريدة عربية أنشأها رجل عربي هي «مرآة ~~الأحوال» في الآستانة سنة 1854م لرزق الله حسون ~~الحلبي. ~~(14) # وأول جريدة عربية مصورة «أخبار عن انتشار ~~الإنجيل في أماكن مختلفة» سنة 1863م للمرسلين ~~الأميركيين في بيروت. ~~(15) # وأول مجلة عربية مصورة بكل معنى من معاني ~~الكلمة «النحلة» أنشأها القس لويس صابونجي ~~السرياني بتاريخ 15 حزيران 1877م في لندن. ~~(16) # وأول من كتب عن الصحافة العربية هنري غلياردو ~~قنصل فرنسا سابقا في حيفا عندما كان موظفا في ~~قنصلية القاهرة سنة 1884م. ~~(17) # وأول صحيفة عربية مرسومة بألوان جريدة «أبو ~~نظارة» في باريس للشيخ يعقوب صنوع المصري بتاريخ ~~22 كانون الثاني 1887م. ~~(18) # وأقدم جريدة عربية لم تزل منتشرة حتى اليوم ~~«الوقائع المصرية» المؤسسة في 20 تشرين الثاني ~~1828م في القاهرة. ~~(19) # وأول ناد تأسس للمولعين بجمع الصحف كان سنة ~~1890م في مدينة بروكسل عاصمة بلجيكا. # يوحنا غوتنبرج وفاوست؛ وهما أول ~~من اخترع فن الطباعة الحديثة في ~~العالم. ~~(20) # وأول جريدة عربية ظهرت في العالم الجديد «كوكب ~~أمريكا» بتاريخ 15 نيسان 1892م. ~~(21) # وأول معرض للجرائد كان سنة 1893م في ~~بروكسل. ~~(22) # وأول مؤتمر للصحافة ms030 أنشئ سنة 1894م في مدينة ~~انفرس أثناء معرضها العام. ~~(23) # وأول صحافي عربي حضر بصفة رسمية مؤتمرا ~~عاما للصحافة كان الأمير أمين أرسلان اللبناني ~~سنة 1897 في استوكهلم عاصمة أسوج. ~~(24) # وأول مدرسة للصحافة أنشئت عام 1899م في ~~باريس. ~~(25) # وأول مؤتمر للصحافة العربية التأم سنة 1900م ~~بهمة أصحاب جرائدنا في المهجر في مدينة نيويورك ~~بالولايات المتحدة. ~~(26) # وأجمل نسخة صدرت بين جميع الصحف العربية قديما ~~وحديثا عدد جريدة «البشير» المنشور في 22 شباط ~~1902م في فرصة اليوبيل الحبري الفضي للبابا لاون ~~الثالث عشر. ~~(27) # وأول متحف للصحافة تأسس في بروكسل عام 1907م، ~~وهو يحتوي على أوسع مجموعة للجرائد والمجلات في ~~العالم كله. ~~(28) # وأول من اخترع آلة لصف حروف الطباعة العربية ~~وآلة لتوزيع الحروف تسهيلا لسرعة انتشار الجرائد؛ ~~كان رشيد أفندي الخوري صاحب جريدة «الرموز» سابقا ~~في بونس أيرس سنة 1908م. ~~(29) # وأول جريدة عربية أقامت احتفالا رسميا لمرور ~~خمسين سنة على عهد ظهورها «حديقة الأخبار» ~~البيروتية في 13 كانون الأول سنة 1908م. ~~(30) # وأشهر مجموعة للجرائد والمجلات خاصة بالأفراد ~~خلا المجاميع العمومية يملكها ألبرت دي فوفنت، ~~ويبلغ عددها نحو 55 ألف صحيفة مختلفة الأسماء ~~واللغات. ~~(31) # وأوسع مجموعة للصحف العربية وحدها يملكها فيليب ~~دي طرازي كاتب هذه السطور. وهي تبلغ نحو 1200 ~~جريدة ومجلة مختلفة، ما عدا التقلبات والتغييرات ~~التي طرأت على كل منها، ولدى كاتب هذه السطور ~~أيضا مجموعة نفيسة من الصحف التي ظهرت في اللغات ~~الشرقية كالسريانية والتركية والأرمنية والفارسية ~~والعبرانية والتترية والأردوية واليابانية ~~والصينية والملاوية والجاوية وغيرها من ألسنة ~~الشعوب البعيدة. ~~(32) # وأول مرة في تاريخ الصحافة الأميركية لم تصدر ~~الصحف كان ذلك في عيد الميلاد سنة 1912م. # الفصل السادس # | عطا بك حسني # لا يجهل أحد ما لهذا الرجل الوجيه من المآثر الطيبة؛ فإنه ~~بلا مراء من أبناء مصر الذين وقفوا حياتهم في سبيل خدمة الأدب ~~والوطن والملة، ولذلك قرظته الصحف الوطنية والأجنبية ونشرت ~~رسمه مع ترجمته إقرارا بفضله، فمن الجرائد العربية والتركية ~~نذكر: «ثروت فنون» في الآستانة ثم «الوطن» و«الرقيب» ~~و«المفتاح» و«المحيط» و«الجريدة المصورة» و ms031«المعرض» و«العمران» ~~و«الراية العثمانية» وغيرها من الصحف المصرية، أما الصحف ~~الأجنبية فنذكر منها: # The Near ~~East # في لندن ومجلة # Magazine Illuslré # في ~~باريس ومجلة # La Donna # في رومة ~~وجريدة # Le Bosphore # ومجلة # The Sphinx # في القاهرة ~~وغيرها، فإنها أجمعت قاطبة على امتداح سعادته بعبارات التعظيم ~~والتوقير وأشارت إلى مساعيه الحميدة في جانب المنافع العمومية ~~والأعمال المبرورة نحو كل النحل والملل. # وما كاد يبلغ خبر عزمي على تأليف كتاب «تاريخ الصحافة ~~العربية» مسمعي هذا الشهم الجليل حتى أبدى ارتياحه لهذا العمل ~~وأطراه، وشدد عزائمي على إخراجه من حيز القوة إلى دائرة ~~الوجود، فبادر كرما منه وأتحفني بمجموعة نفيسة من الجرائد ~~والمجلات العربية التي يبلغ عددها نيفا وثلاثمائة صحيفة ~~مختلفة لأستعين بها في مشروعي المذكور، وإليك نص الرسالة التي ~~بعث لي بها في هذا الشأن: # جناب الفيكونت المفضال الكريم الخلال # أسأل خاطر جنابكم الخطير بالإكرام الجزيل والاعتبار ~~الوفير، والمعروض أنه قد أطلعني المحب المخلص صديقنا ~~الكاتب الأديب ديمتري أفندي نقولا على خطابكم الكريم ~~الذي نوهتم فيه بي، ورغبتم في الاطلاع على مجموعة ~~الجرائد العربية الموجودة عندي. ولما كانت عنايتكم ~~بأمر العلوم والآداب موجبة لمزيد الإعجاب والثناء ~~المستطاب، فإنني بادرت بمزيد الارتياح إلى تقديم هذه ~~المجموعة هدية لمكتبة جنابكم الحاوية نوادر الأخبار ~~ونفائس الآثار راجيا تكرمكم لقبولها عنوان ولاء ~~وتذكار وفاء مع المجلد الأول من «حلى الأيام في خلفاء ~~الإسلام» وتشريفي بكل ما يعرض لجنابكم من الأمور ~~والمهام، فإنني أتمنى توثيق عرى التعارف الثمين، ~~وتوطيد دعائم الولاء المتين، بفضل مناقبكم العالية ~~ومظاهر وجاهتكم السامية ... مكررا لذاتكم الكريمة ~~اعتباري الصميم واحتراماتي العظيمة، ودامت معاليكم ~~أفندم. # أول ذي القعدة سنة 1328. # صديقكم المخلص # عطا حسني # فمن صميم القلب أرفع لسعادته عبارات الشكران، وعواطف ~~الامتنان والإحسان، متوسلا إلى العزة الصمدانية، أن تكلأه ~~بعين عنايتها الربانية، وتجعل مقامه مرفوعا على منارة الأدب، ~~بين العجم والترك والعرب، وقد رأيت تخليدا لذكره الميمون، أن ~~أسرد خلاصة ترجمة حياته لتبقى آثاره محفوظة على ممر القرون، ~~وأفردت لها فصلا مخصوصا قبل تراجم مشاهير الكتاب، الذين ~~سيأتي الكلام عنهم في أجزاء هذا ms032 الكتاب: # هو عطا بك ابن حسن حسني بك أمير الحج ابن صالح بن حسن بك من ~~أشراف مدينة ديار بكر، ولد في شهر ذي الحجة 1298 / 1881 ~~ميلادية في مدينة القاهرة، ويتسلسل أجداده من إحدى العشائر ~~المشهورة بين الأكراد في بلاد الأناضول. ومنذ نعومة أظفاره دخل ~~المدارس العالية فانصب على تحصيل العلوم واللغات حتى نال ~~منها النصيب الأوفر، وبعد خروجه من المدرسة أخذ يتردد على صفوة ~~العلماء ونخبة الأساتذة، فازداد تعمقا في درس التاريخ ~~الاجتماعي وسائر المعارف العصرية، وكان يراقب سير الترقيات ~~الحديثة بعين يقظى وفطنة وقادة حتى صار عالما أخلاقيا ~~وسياسيا محنكا ومؤرخا شرقيا بكل معنى من معاني الكلمة، ~~وقد قال أحدهم عنه إنه «الرجل المصري المثري الوحيد الذي شغف ~~بالعلوم، وبذل نفسه لأجل خدمة وطنه وملته، وأنفق جزءا كبيرا ~~من ماله في سبيل المصلحة العامة.» # عطا بك حسني. # واستهل عطا بك أعماله بتأليف كتابه المسمى «خواطر في ~~الإسلام» ثم ترجمه بقلمه إلى اللسان التركي باسم «خاطرات ~~إسلام» فنال شهرة واسعة حتى أعيد طبع النسخة العربية التي ~~كثر إقبال القراء على مطالعتها، وألف أيضا كتاب «حلى الأيام ~~في خلفاء الإسلام» وهو يتضمن تاريخ الأمة المحمدية من عهد ~~الهجرة إلى الآن، وله كتاب «السياحة العثمانية» وهو مزين ~~بصور مشاهير الدولة العلية ورسوم المشاهد المهمة والآثار ~~القديمة، أنجزه مؤلفه بعد أن ساح مرارا في أقطار السلطنة ~~العثمانية وامتزج بسكانها على اختلاف عناصرها، فشرح فيه حال ~~السلطنة قبل إعلان الدستور وبعده، وأتى على وصف مشاهد أوروبا ~~وعواصمها التي جال فيها كلها، وهذا الكتاب تحت الطبع مع كتاب ~~آخر دعاه «صيانة الإسلام في وجود دولة آل عثمان» شرح فيه أدواء ~~الدولة العثمانية، فجاء سفرا حاويا سديد الآراء وبعد النظر ~~في غور السياسة الشرقية. # وظهرت مآثره ظهورا جليا في جريدة «الجوائب المصرية» ~~اليومية التي جدد صدورها في القاهرة وأنشأ لها مطبعة كبيرة، ~~فأودع فيها من نفثات قلمه حتى صارت الصحيفة الشرقية التي ~~أنشئت لخدمة المصلحة القومية، فدافع عن حقوق الاستقلال ~~العثماني بمقالات اجتماعية وإصلاحية تعود بالخير ms033 والإسعاد على ~~الشرق والشرقيين. # ونظرا لشهرته في عالم الأدب عينته الجمعية العلمية في ~~باريس عضوا عاملا لها، ثم انتدبته الجمعية الجغرافية للخطابة ~~في حفلتها السنوية في مدينة رمس # Reims # فلبى الطلب وألقى خطبة نفيسة دافع ~~بها عن العثمانيين خاصة والشرقيين عامة، ونشرت هذه الخطبة في ~~الكتاب الذهبي للمؤتمر المذكور. # واتصف صاحب الترجمة بدماثة الأخلاق ومحبة عمل الخير وكرم ~~اليد والابتعاد عن التعصب الذميم لوطنه ودينه، ولنا على صحة ~~هذا القول براهين كثيرة تشهد بشهامة نفسه ونزاهة مبادئه؛ فمن ~~ذلك أنه تبرع لمنكوبي أطنه من الأرمن بمساعدة مالية وافرة ~~سلمها لمطران هذه الطائفة في القاهرة، وتبرع أيضا بمبلغ ~~آخر من المال مساعدة لبناء كنيسة الطائفة المارونية في ~~الخرطوم، وقد رفعت البطريركية المارونية تقريرا بهذا الشأن ~~إلى قداسة الحبر الأعظم؛ فكان ذلك داعيا لسرور الدوائر ~~الفاتيكانية وامتنانها. ولما عرج على رومة سائحا حظي ~~بمقابلة البابا بيوس العاشر في مقابلة خصوصية مدة عشرين دقيقة ~~كان فيها موضوع التفات قداسته. وقد عامله الحبر الأعظم كما ~~يعامل الأمراء الأجانب، وأمر باطلاعه على متاحف الكرسي الرسولي ~~وخزائن الكتب وسائر الآثار القديمة، ثم تلطف وأهداه «وسام ~~القديس غريغوريوس الكبير» طبقته الأولى. # وتشرف أثناء وجوده في باريس بمقابلة مظفر الدين شاه إيران ~~سابقا، فشكر له الشاه على صدق أمانته الملية وأظهر إعجابه ~~به، ثم منحه وسام «شير خورشيد» الثاني وعلقه بيده على صدر ~~الممنوح له مع «وسام المعارف» الذهبي، ونال أيضا بعض علامات ~~الشرف كوسام «سرتيب» الأول من دولة إيران، ووسام «المجيدي ~~الثاني» ثم «مدالية الحجاز الذهبية» والرتبة الأولى من الصنف ~~الثاني من الدولة العثمانية، وأحرز وسام «نجمة الصباح» الأول ~~من سلطان لحج، ووسام «فخر عمان» الأول من سلطان مسقط وعمان ~~وغيرها. # وفي رحلته إلى الآستانة سنة 1910م قابل في زيارة خاصة ~~الأمير يوسف عز الدين ولي عهد السلطنة العثمانية، فلقي لدى ~~سموه من الحفاوة ما لم ينله مصري سواه قبل الآن، وقد أهداه ~~الأمير المشار إليه رسمه متوجا باسمه الكريم ومكتوبا بخط ~~يده، وما عدا ذلك فإن عطا ms034 بك فاز بمقابلة كثير من الملوك ~~والأمراء شرقا وغربا فأهدوه رسومهم وشملوه بانعطافهم، ومما ~~لا يسعنا السكوت عنه في هذا المقام أن داره العامرة أصبحت ~~بلطفه وكرمه محطا لعظماء الرجال وكبار السياح والعلماء ~~الأعلام؛ وغيرهم الذين يزورون وادي النيل. # نسأل الله سبحانه أن يكلل بالنجاح جميع مساعيه العائدة ~~لعمل الخير وتعزيز كلمة الوطن وتوسيع نطاق المعارف، وأن يمنح ~~سعادته عمرا طويلا مقرونا بالعز والهناء والعافية، ويصون ~~أنجاله المحروسين بعين عنايته الصمدانية، إنه أكرم الأكرمين ~~وخير المسئولين . # الفصل السابع # | معرفة الجميل # لما كان بعض الأدباء والأديبات قد مدوا لي يد المساعدة في ~~إرسال ما لديهم من الصحف القديمة والحديثة تعزيزا لمشروعي ~~وخدمة للصحافة؛ تحتم علي هنا أن أرفع ألوية الثناء على ~~حماستهم العربية ونخوتهم الأدبية، وإنني بكل افتخار أنشر ~~رسومهم على صفحات «التوطئة» في صدر هذا الكتاب تنويها بكرمهم ~~وإقرارا بصنيعهم، فبلسان الناطقين بالضاد قاطبة أقدم ~~لحضراتهم عبارات معرفة الجميل؛ ليبقى فضلهم فضلا ما توالت ~~الأعوام، وتحدثت بعلو هممهم أفواه الشعراء وحملة الأقلام، وها ~~إنني أسرد أسماءهم مرتبة على حروف الهجاء: ~~(1) # في مقدمة الجميع أذكر حضرة المحامي الشهير ~~والشهم الكريم إبراهيم أفندي جمال صاحب جريدة ~~«الحقوق» في القاهرة؛ فإنه أهداني مجموعة كبيرة ~~من الجرائد والمجلات النادرة الوجود قد عني ~~بالتقاطها منذ خمس عشرة سنة ليزين بها خزائن كتبه ~~ويستفيد من مطالعتها. وتشتمل المجموعة على جانب ~~كبير من الصحف العربية النفيسة التي ظهرت قديما ~~وحديثا في العالم كله، وترى رسمه منشورا في ~~محل آخر من هذا الكتاب. ~~(2) # الشيخ يعقوب صنوع المصري الملقب بأبي نظارة ~~وصاحب الجريدة الهزلية المعروفة باسمه في باريز، ~~فإنه أرسل لي المجموعة الوحيدة الموجودة لديه من ~~كل جرائده الكثيرة مع غيرها من الصحف، وقد نشرت ~~رسمه في غير هذا المكان. ~~(3) # حضرة الكاتب الاجتماعي الطيب بن عيسى صاحب جريدة ~~«المشير» في تونس الخضراء، فإنه أتحفني بأول عدد ~~من نحو ثلاثين صحيفة مختلفة برزت في الإمارة ~~التونسية منذ عهد بعيد إلى الآن. # السيد هبة الدين الشهرستاني؛ صاحب ~~مجلة «العلم» في النجف ms035. ~~(4) # حضرة الكاتبة المستعربة السيدة جان ديربو منشئة ~~مجلة «الإحياء» في مدينة الجزائر بشمال أفريقيا؛ ~~فقد جمعت لي أكثر الصحف المطبوعة في أنحاء عديدة ~~من البلاد الجزائرية الفرنسية والسلطنة المراكشية ~~وروسيا وغيرها، وتعرف هذه السيدة عند الجزائريين ~~الأصليين باسم «جمانة رياض» أو «فاطمة ~~الزهراء». ~~(5) # حضرة العالم المفضال ديمتري أفندي نقولا منشئ ~~مجلة «الفكاهة» سابقا في القاهرة؛ فإنه كان أكبر ~~عضد لي في الحصول على أهم الجرائد والمجلات ~~العتيقة والحديثة التي لم يتيسر لي الوصول إليها ~~بواسطة غيره من الأدباء، وقد زاد على فضله فضلا ~~أنه أفادني بمباحثه الصحافية وتنقيبه عن أمور شتى ~~تتعلق بهذا الكتاب. # يوسف صفير؛ صاحب مكتبة «المدارس» في ~~بيروت. ~~(6) # حضرة السيدة الجليلة روزا بسول أرملة المرحوم ~~نجيب بن ميخائيل مدور في بيروت؛ فإنها تكرمت علي ~~بصحف نادرة الوجود موروثة من قديم الزمان عن ~~أسرة زوجها المشهورة بالنهضة العلمية والآثار ~~الأدبية. ~~(7) # حضرة الكاتب الألمعي عيسى أفندي رزوق منشئ مجلة ~~«العلوم» في بغداد؛ فإنه عانى تعبا وافرا في ~~التقاط جانب كبير من الصحف التي صدرت في أنحاء ~~العراق وأتحفني بها. ~~(8) # حضرة الكاتبة البليغة والخطاطة البارعة السيدة ~~لبيبه هاشم منشئة مجلة «فتاة الشرق» وصاحبة ~~المحاضرات الشهيرة في «الجامعة المصرية» بالقاهرة؛ ~~فإنها بعثت لي بعدد وافر من الصحف المصرية ~~الحديثة العهد. ~~(9) # حضرة العلامة الخطير الأب لويس شيخو اليسوعي ~~صاحب امتياز مجلة «المشرق» في بيروت؛ فقد أهداني ~~كل ما عثر عليه من الصحف المفيدة في سبيل مشروعي، ~~ثم سهل لي السبل لمطالعة ما كنت محتاجا إليه في ~~«المكتبة الشرقية» المؤسسة بعنايته في كلية القديس ~~يوسف، ونظرا لاتضاعه لم يشأ أن ننشر صورته هنا، ~~وسنبذل الجهد للحصول عليها ونشرها لدى الكلام عن ~~مجلة «المشرق». ~~(10) # حضرة الشهم الكريم محمد أفندي عثمان مدير مجلة ~~«الصدق العثماني» في القاهرة؛ فإنه بعث لي بنيف ~~وثلاثين مجلة وجريدة قديمة العهد، أكثرها من ~~القطر المصري. ~~(11) # حضرة العالم الكبير السيد هبة الدين الشهرستاني ~~منشئ مجلة «العلم» في النجف؛ فإنه أتحفني بعدد ~~وافر من الجرائد والمجلات الصادرة في العراق ~~والهند والفرس وغيرها ms036. ~~(12) # حضرة الكاتب الأديب يوسف أفندي صفير صاحب مكتبة ~~«المدارس» في بيروت ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء ~~عرامون ومزارعها في كسروان؛ فإنه أتحفني بالعدد ~~الوافر من الصحف التي صدرت في أنحاء مختلفة من ~~العالمين القديم والجديد وكانت محفوظة في مكتبته ~~العامرة. # ثم أضيف إلى من سبق ذكرهم بعض الأعيان والأفاضل ~~الذين فتحوا لي خزائن كتبهم المعتبرة وتكرموا ~~علي بما تيسر لديهم من منثورات الصحف، وهذه ~~أسماؤهم على ترتيب حروف الهجاء أيضا مع حفظ ~~الألقاب: إبراهيم حنا العورا، والشيخ إسكندر ~~العازار، وجرجي ديمتري سرسق، وجرجي نقولا باز، ~~وسليم أيوب تابت، والخوري فضل الله فاضل الماروني، ~~والأب لويس معلوف اليسوعي مدير جريدة «البشير» في ~~بيروت، وعيسى إسكندر المعلوف في زحلة، ونجيب ~~ميخائيل ساعاتي في القدس الشريف، ومحمد فهمي بشير ~~في الإسكندرية، والخورفسقفوس عبد الأحد جرجي ~~السرياني في بغداد، والقس باسيل أيوب السرياني في ~~حلب. # وفي الختام أسدي الشكر الجزيل لسائر الذين ~~أعاروني رسوم بعض الصحافيين التي زينت بها هذا ~~الكتاب وهم: صاحب العزة خليل أفندي سركيس مؤسس ~~«المطبعة الأدبية» وجريدة «لسان الحال» الغراء ~~في بيروت، وعزتلو جرجي بك زيدان صاحب مجلة ~~«الهلال» الشهيرة في القاهرة، ثم الكاولير يوسف ~~بن خطار غانم مؤلف كتاب «برنامج أخوية القديس ~~مارون» في بيروت، وسليم سركيس صاحب المجلة ~~المعروفة باسمه في القاهرة، وأنطون أفندي الجميل، ~~وأمين أفندي تقي الدين صاحبا مجلة «الزهور» ~~المعتبرة في عاصمة وادي النيل، وغيرهم. لا زالت ~~الآداب العربية، باسمة الثغر، مرفوعة الشأن؛ بفضل ~~من تقدم ذكرهم. والله ولي التوفيق. # الفصل الثامن # | الصحافة وأعاظم الرجال # تناقلت بعض الجرائد العربية كلمات مأثورة عن أعاظم رجال ~~العصر الحاضر تتعلق بالصحافة، فرأينا أن نثبتها هنا؛ لما فيها ~~من الحكمة السامية والعبرة الفائقة والفائدة التاريخية، ثم ~~أضفنا إليها أقوالا أخرى منسوبة لغيرهم من الملوك ومشاهير ~~الأرض إتماما للغرض المقصود وهي بالحرف الواحد: # قال السلطان عبد الحميد الثاني بعد خلعه من عرش السلطنة ~~العثمانية: «لو عدت إلى يلدز لوضعت محرري الجرائد كلهم في ~~أتون كبريت.» # وقال نابليون الأول: «إنني أوجس خوفا ms037 من ثلاث جرائد أكثر ~~مما أوجس من مائة ألف جندي.» # وقال نقولا الثاني قيصر روسيا: «جميل أنت أيها القلم، ولكنك ~~أقبح من الشيطان في مملكتي.» # وقال عمانوئيل ملك البرتغال للصحافيين بعد سقوطه من عرش ~~المملكة: «أنتم سبب سقوطي، ولا تزالون تطلبون رأيي بالحكومة ~~الجديدة.» # وقال غيليوم الثاني إمبراطور ألمانيا لشقيقه الأمير هنري عند ~~ذهابه إلى الولايات المتحدة الأمريكية: «إنك ستجتمع بكثير من ~~الصحافيين فيها، فاعلم أن لهم هناك من المنزلة مثل ما لقوادي ~~في الجيش.» # وقال السنيور كسترو رئيس حكومة فنزويلا سابقا: «لا أخاف ~~بوابة جهنم إذا فتحت بوجهي، ولكني أرتعش من صرير قلم محرر ~~الجريدة.» # وقال مظفر الدين شاه إيران سابقا: «إنها لقضية صعبة عندما ~~تقابل صحافيا.» # يوسف خطار غانم. # هاك رسمي يبقى مدى الدهر ذكرا # لشهيد البرنامج المشهور # قمت أسعى في جمع آثار قوم # قاصدا حفظ رسمهم للدهور # كان كل الجزاء أن أنفق العمر # أسيفا في موت مسعى خطير # وقال دياز رئيس جمهورية المكسيك: «أود أن أكون صاحب معامل ~~الورق والحبر لأحرقها.» # وقال روزفلت رئيس حكومة الولايات المتحدة الأميركية: «يجب أن ~~يكون كاتب بين كل عشرة أنفار من هذه البلاد.» # وقالت ماري خريسيين ملكة إسبانيا: «بين الحشرات تجد ~~الصحافي.» # وقال ألفونس الثالث عشر ملك إسبانيا: «ويعرف الصحافي خفايا ~~قصرنا كذلك.» # وقال مولاي يوسف سلطان مراكش لمكاتب جريدة # Le ~~Temps # في مدينة طنجة: «نعم إنني أعلم ذلك، ~~فالصحافيون مع كونهم أعظم الذين لا يستطيعون كتمان السر فإنهم ~~عين الأمم وروحها وفكرها، فمن واجباتنا أن نرحب بهم ونلاطفهم؛ ~~لأن الحكم علينا في المستقبل يستند إلى ما يكتبون.» # وبعث دي بلويتر مكاتب «التيمس» الباريسي إلى جريدته بصورة ~~معاهدة مؤتمر برلين قبل أن وقع عليها معتمدو الدول، فلما ~~اجتمعوا في اليوم الثاني من مؤتمرهم رفع البرنس بسمرك غطاء ~~المنضدة المسترسل، فقيل له: لماذا؟ فأجاب بسمرك: «لأرى إذا كان ~~دي بلويتر مختبئا تحتها ليستطلع أسرارنا!» # وقال وليم ستيد صاحب «مجلة المجلات الإنكليزية» الذي غرق في ~~حادثة الباخرة «تيتانك» سنة 1912م: «الكاتب السياسي يرتعش من ~~منظره ms038 رئيس مجمع الشياطين.» # وقال أرثر برسيان الكاتب الأميركي الشهير: «أموت لأجلها ... ~~ولكني أفضل العذاب في سبيل القلم.» # وقال باكس: «في جنة عدن كان الصحافي.» # وقال روكفلر بالكونت تولستوي: «أمعه مال بقدر ما يحوي على ~~أفكار؟» # وقال أحد كبار رجال السياسة الإنكليزية: «أنشئوا الجرائد؛ ~~لأن بها حياة الأمة.» # وقال المسيو كمبون سفير فرنسا في لندن: «ولئن كانت للصحافة ~~سيئات فلها من حسناتها ألف شفيع.» # | الكتاب الأول # الحقبة الأولى # تمتد منذ تكون الصحافة إلى تاريخ افتتاح ترعة السويس ~~1799-1869م # | الباب الأول # يشتمل على أخبار كل الجرائد والمجلات التي ظهرت في هذه ~~الحقبة مع وصفها وبيان أحوالها. # الفصل الأول # | تكون الصحافة العربية # بزغت شمس الصحافة العربية في ختام القرن الثامن عشر بمدينة ~~القاهرة، وكان ذلك على يد الحملة الفرنسية التي جاءت وادي ~~النيل بقيادة الجنرال بونابرت؛ الذي ارتقى بعد ذلك إلى العرش ~~القيصري في فرنسا باسم نابليون الأول. وهكذا أتيح لأمة غريبة ~~أن تدخل هذا الفن الشريف إلى البلاد العربية مع سائر جراثيم ~~التمدن الحديث. # وكانت البعثة العلمية التي رافقت الحملة البونابرتية قد ~~أحضرت معها مطبعة من باريس يديرها رجلان فرنسيان: أحدهما ~~عالم والآخر عامل بسيط، أما العالم فهو المستشرق يوحنا يوسف ~~مرسال، وأما العامل فهو مرك أوريل، وقد تنوسي هذا الرجل ثم ~~أحيت ذكره الأيام، وأول عمل باشرته هذه البعثة العلمية أنها ~~نشرت ثلاث جرائد في المطبعة المذكورة: إحداها «الحوادث ~~اليومية» كان يحررها إسماعيل بن سعد الخشاب، وهي جدة الصحف ~~في لغة الناطقين بالضاد، والثانية # Décade ~~Egyptienne # والثالثة # Courrier d’Egypte # وهما ~~باللسان الفرنسي، وقد انقرضت هذه الصحف برجوع تلك الحملة إلى ~~بلادها سنة 1801. # وبقيت اللغة العربية محرومة من فوائد الصحافة حتى قيض الله ~~لها بعد 27 سنة عصرا جديدا من الفلاح بفضل محمد علي باشا ~~الكبير رأس العترة الخديوية، الذي أنشأ «الوقائع المصرية» ~~لحكومته، ثم رأت الدولة الفرنسية أن تصدر جريدة في أملاكها ~~بشمال أفريقيا تكون واسطة للتفاهم بينها وبين السكان الوطنيين؛ ~~فأنشأت «المبشر» عام 1847م في مدينة الجزائر عاصمة المغرب ~~الأوسط. # نابليون الأول إمبراطور الفرنساويين؛ واضع ms039 ~~أساس الصحافة العربية. # أنشأت بكر صحائف عربية # فرفعت شأن لساننا بين الورى # شهدت لك الدنيا بأنك فردها # ولذاك أحرزت الفخار بلا مرا # أما أول رجل عربي الأصل أصدر باسمه صحيفة عربية واستحق ~~دون سواه هذه الكرامة الجليلة فهو رزق الله حسون الحلبي منشئ ~~«مرآة الأحوال» سنة 1855م في عاصمة آل عثمان؛ ولأجل ذلك يمكننا ~~بكل صواب أن نسميه إمام النهضة الصحافية عندنا بلا مراء، بل ~~جد الصحافيين وزعيمهم على الإطلاق، فاقتفى أثره بعض أرباب ~~العلم والفضل من أبناء سوريا المسيحيين الذين برزوا في هذه ~~المهنة وخلدوا آثارا تذكر فتشكر؛ وهم: إسكندر شلهوب صاحب ~~جريدة «السلطنة» عام 1857م في الآستانة، وخليل الخوري مؤسس ~~«حديقة الأخبار» سنة 1858م في بيروت، والكونت رشيد الدحداح ~~منشئ «برجيس باريس» 1858م في عاصمة فرنسا، وأحمد فارس الشدياق # 1 # صاحب «الجوائب» 1860م في الآستانة، والمعلم بطرس ~~البستاني منشئ «نفير سورية» 1860م، ويوسف الشلفون ناشر «الشركة ~~الشهرية» 1866م في بيروت، وفي سنة 1858م نشر المستشرق الفرنسي ~~منصور كرلتي جريدة «عطارد» في مرسيليا. # ثم تنبه المسلمون المصريون إلى هذا الأمر الجلل؛ فنشروا في ~~آخر الحقبة الأولى ثلاث صحف في القاهرة: إحداها «يعسوب الطب» ~~سنة 1865م لمحمد علي باشا البقلي، والثانية «وادي النيل» 1866م ~~لعبد الله أبي السعود، والثالثة «نزهة الأفكار» 1869م لإبراهيم ~~المويلحي ومحمد عثمان جلال، ونضيف إلى ذلك جريدة «نتائج ~~الأخبار» التي صدرت بتونس في نواحي سنة 1863م لمنشئها حسين ~~المقدم. # وهناك صحف أخرى، منها رسمية أنشئت في بعض الولايات ~~العثمانية أو التابعة لسيادة الباب العالي وهي: «الرائد ~~التونسي» 1861 في تونس، ثم «سوريا» 1865 في دمشق، وكذلك ~~«لبنان» 1867 في بيت الدين قاعدة جبل لبنان، و«الفرات» 1867 في ~~حلب، وأخيرا «الزوراء» 1869 في بغداد. ومنها علمية ظهرت كلها ~~في بيروت وهي: «مجموع فوائد» سنة 1851 ومجلة «أعمال الجمعية ~~السورية» 1852 ومجلة «مجموع العلوم» سنة 1868 للجمعية العلمية ~~السورية. ومنها دينية صدرت قاطبة في بيروت وهي: «أخبار عن ~~انتشار الإنجيل» 1863 ومجلة «النشرة الشهرية» 1866 للمرسلين ~~الأميركان، وثالثتها «أعمال شركة مار منصور دي بول» للجمعية ~~المعروفة بهذا الاسم ms040. ومنها جدلية كمجلة «رجوم وغساق» 1868 ~~لرزق الله حسون في لندن. # يتضح مما سبق بيانه أنه ظهر في الحقبة الأولى سبع وعشرون ~~صحيفة لم يزل ربعها حيا وهي: الوقائع المصرية والمبشر ~~والرائد التونسي وسوريا ولبنان والفرات والزوراء، ويمكننا أن ~~نضيف إليها صحيفة ثامنة وهي «النشرة الأسبوعية» التي قامت على ~~أنقاض «النشرة الشهرية». # وإذا راعينا نسبة عدد تلك الصحف إلى الممالك التي ظهرت فيها ~~فيكون السبق في هذا المضمار للدولة العثمانية؛ فإنه صدر فيها ~~وحدها 16 صحيفة، أما الباقي فيتوزع كما يأتي: خمس في مصر، ~~واثنتان في تونس، وواحدة في الجزائر، واثنتان في فرنسا ، وواحدة ~~في إنكلترا. ومن الغريب أن بواكير هذه الصحف؛ أي «الحوادث ~~اليومية» و«الوقائع المصرية» و«المبشر» ظهرت للوجود في البقعة ~~الأفريقية دون سواها. # الفصل الثاني # | أخبار الصحف من أول نشأتها إلى ~~سنة 1850م # (1) الحوادث اليومية # صحيفة يومية رسمية، أنشأها نابليون الأول سنة 1799 ~~عندما كان قائدا للجيوش الفرنسية في وادي النيل؛ لنشر ~~أخبار مصر وإذاعة أوامر حكومته بين سكان القطر المذكور. ~~وعهد بكتابتها إلى إمام زمانه في العلوم الأدبية السيد ~~إسماعيل بن سعد الخشاب كاتب «سلسلة التاريخ» في ديوان ~~الحكومة المصرية؛ فقام بهذه المهمة أحسن قيام، كما روى ~~معاصره العلامة عبد الله بن حسن الجبرتي في تاريخه (4، ~~238) بالحرف الواحد: # إن الفرنساوية عينوه في كتابة التاريخ ~~لحوادث الديوان وما يقع فيه كل يوم؛ لأن القوم ~~كان لهم مزيد اعتناء بضبط الحوادث اليومية في جميع ~~دواوينهم وأماكن أحكامهم، ثم يجمعون المتفرق في ~~ملخص يرفع في سجلهم بعد أن يطبعوا منه نسخا ~~عديدة يوزعونها في جميع الجيش، حتى لمن يكون منهم ~~في غير المصر من قرى الأرياف؛ فتجد أخبار الأمس ~~معلومة للجليل والحقير منهم. فلما رتبوا ذلك ~~الديوان كما ذكر كان هو المتقيد برقم كل ما يصدر ~~في المجلس من أمر أو نهي أو خطاب أو جواب أو خطأ ~~أو صواب، وقرروا له في كل شهر سبعة آلاف نصف ~~فضة، فلم يزل متقيدا في تلك الوظيفة مدة ولاية ~~عبد الله جاك منو ms041 # Menou # حتى ارتحلوا من ~~الإقليم. # أما اسم الجريدة فلم نتحققه على رغم ما بذلناه من البحث ~~والتنقيب والاجتهاد، فعسى يتوفق غيرنا إلى معرفته خدمة ~~للتاريخ وتقريرا للحقيقة. ومن المعلوم أن الجبرتي روى عن ~~إسماعيل الخشاب أنه كان يعتني بضبط «الحوادث اليومية» ~~ويطبع منها نسخا ويوزعها على جميع الجيش، فاستنادا إلى ~~رواية هذا المؤرخ الجليل ترجح لدينا أن «الحوادث ~~اليومية» هو اسم الجريدة، فعولنا على استعماله سيما أنه ~~يطابق على أوصاف هذه الصحيفة التي كانت تنشر يوميا كما ~~رأيت، فلم يبق ريب بعد ذلك في أن هذه النشرة التي تأسست ~~بعناية حكومة فرنسا تعد أم الجرائد العربية ~~وباكورتهن. وقد انطفأ سراجها لدى انسحاب العساكر ~~الفرنسية من مصر في 14 تشرين الأول 1801 وانكسارهم أمام ~~جيوش تركيا وإنكلترا في الإسكندرية، وقد ورد ذكر هذه ~~الصحيفة في مقالة عن صحافة الشرق بقلم الشيخ صالح اليافي ~~منشئ جريدة «الرشيد» البيروتية (عدد 1، سنة أولى) حيث قال: ~~«ولما دخل الفرنساويون مصر اتخذوا لهم وريقة ولكنها لم ~~تدم.» # وكان إسماعيل بن سعد الخشاب محرر هذه الجريدة كاتبا ~~بليغا وشاعرا أديبا بشهادة علماء عصره، وقد ترك ديوان ~~شعر صغير الحجم جمع بعد وفاته بعناية صديقه العلامة ~~الشيخ حسن العطار. وكانت وفاته في 2 ذي الحجة سنة 1230 ~~الموافقة لسنة 1815 مسيحية. ~~(2) الوقائع المصرية # بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر بقيت اللغة العربية ~~محرومة من فوائد الصحافة، حتى قيض الله لها سندا ~~قويا في شخص محمد علي باشا الكبير رأس العترة الخديوية، ~~فما كادت قدم هذا المصلح العظيم ترسخ في وادي النيل بعد ~~حروبه مع الإنكليز والوهابيين والسودانيين واليونان وغيرهم ~~حتى صرف همته إلى توسيع نطاق المعارف بين سكان القطر ~~المصري؛ فاشترى مطبعة يوحنا يوسف مرسال المذكورة وحسنها ~~وزاد عليها. وهكذا أسس سنة 1822 مطبعة بولاق الشهيرة التي ~~أدت خدما وافرة وجزيلة لجميع الناطقين بالضاد، وكان ~~إلياس مسابكي الدمشقي من جملة العمال الذين اصطنعوا قاعدة ~~الحروف البولاقية وخدموا فن الطباعة في مصر. ثم رأى محمد ~~علي باشا أن الحاجة ماسة إلى إيجاد جريدة تقوم بنشر ~~أوامر ms042 الحكومة وإذاعة إعلاناتها وسائر الحوادث الرسمية؛ ~~فأنشأ في 20 تشرين الثاني 1828 بعناية الدكتور كلوت بك ~~مؤسس مدرسة «قصر العيني» الطبية؛ جريدة «الوقائع المصرية» ~~التي جعلها لسان حال الحكومة الخديوية، ولا تزال حية إلى ~~الآن. وقد فوض إدارتها وتحريرها إلى العالم الكبير رفاعة ~~بك ابن رافع الطهطاوي بعد عودته من باريس، حيث تلقى ~~الدروس الكاملة على نفقة الحكومة المصرية. وكان رفاعة بك ~~مؤسسا وناظرا لمدرسة الألسن؛ فنبغ من تلاميذه عدد وافر ~~نهضوا بمصر نهضة تنطق بفضل الرجل وعظيم شأنه. # محمد علي باشا خديوي مصر؛ منشئ جريدة ~~«الوقائع المصرية» في القاهرة. # هذا العلي محمد البطل الذي # دهشت له الدنيا وعزت مصره # صدق المؤرخ إذ روى في حقه # تفنى الدهور وليس يفنى ذكره # ظهرت الوقائع المصرية في أول عهدها في اللسان التركي ~~فقط، ثم برزت في اللغتين العربية والتركية، ثم عادت ~~تركية محضة ثم عربية خالصة ولم تزل. وهي تصدر الآن ثلاث ~~مرات في الأسبوع في اثنتي عشرة صفحة متوسطة الحجم، وكانت ~~قبل ولاية الخديو إسماعيل تصدر غير منتظمة فرتب أحوالها ~~وجعل لها إدارة خاصة بها. # وقد تولى تحريرها بعد الطهطاوي كثير من أرباب الشهرة ~~الواسعة في العلم وهم: أحمد فارس الشدياق اللبناني، وحسن ~~العطار، والسيد شهاب الدين محمد بن إسماعيل المكي، والشيخ ~~أحمد عبد الرحيم، والشيخ مصطفى سلامة، وصالح مجدي بك، ~~والشيخ محمد عبده، وعبد الكريم سلمان، والشيخ سليمان ~~العبد، وسواهم. أما إدارتها ومطبعتها فمنوطتان برجل ~~إنكليزي كسائر المصالح المصرية. ~~(3) المبشر # لويس فيليب الأول ملك الفرنسيس؛ مؤسس ~~جريدة «المبشر». # صحيفة رسمية أنشأتها حكومة فرنسا في ~~15 أيلول سنة 1847 باللغتين العربية والفرنسية لعموم ~~ولاية الجزائر في المغرب الأوسط، وكان ذلك في عهد الملك ~~لويس فيليب الذي غزا بجيوشه البلاد المذكورة التي كانت ~~خاضعة للأمير عبد القادر الجزائري الشهير، فشاء هذا الملك ~~أن تكون لأهلها صحيفة خاصة بهم ترشدهم إلى سبيل العلم ~~والحضارة والزراعة والتجارة والصناعة أسوة بسائر الدول ~~الإسلامية سيما السلطنة العثمانية والخديوية المصرية، ثم ~~صدر أمره الملكي بإخراج ~~هذا الفكر إلى دائرة ~~العمل، فكانت ms043 تصدر مرتين في الشهر بحجم صغير في ثلاث ~~صفحات وفي كل صفحة أربعة أعمدة، وهي من حيث قدمة العهد ~~ثالثة الجرائد العربية في العالم كله. ولهذه الجريدة ~~مجموعتان إحداهما محفوظة في مكتب الإدارة والأخرى في خزائن ~~المكتبة العمومية في عاصمة الولاية. وللمبشر ثلاثة أدوار ~~أولها من يوم نشأته إلى سنة 1884، والثاني إلى سنة 1905، ~~والثالث إلى الزمان الحاضر. وكانت عبارته ركيكة في بادئ ~~الأمر ثم أخذت بالتحسين تدريجا حتى صارت صحيحة الإنشاء، ~~وكانت تستعمل فيه أولا لفظتا «الرسائل الخبرية» بمعنى ~~الجريدة، وبعد ذلك درج بدلا منهما استعمال «الورقة ~~الخبرية» بالمعنى المذكور. # وأول الذين تولوا إدارته كان السيد أرنو # Arnaud # مدة ثلاثين سنة، ~~وخلفه المستعرب الشهير ميرنت # Mirante # ثم # Labouthiére # ثم ميرنت ~~للمرة الثانية وهو المدير الحالي. أما الذين تولوا كتابة ~~القسم العربي في هذه الجريدة منذ البداية حتى الآن فهذه ~~أسماؤهم مرتبة بحسب التاريخ واحدا بعد الآخر: أحمد ~~البدوي إلى سنة 1886 وهو أقدمهم عهدا، ثم علي بن عمر، ~~وعلي بن سماية، ومحمود وليد الشيخ علي، وقدور باحوم، وعلي ~~ولد الفكاي، والحفناوي بن الشيخ، ومحمد بن مصطفى، ومصطفى ~~بن أحمد الشرشالي، ومحمد بوزار، ومحمد بن بلقاسم. ونورد ~~هنا نص المقدمة التي نشرها «المبشر» في صدر عدده الأول ~~ليقف القراء على ما كان عليه إنشاء الصحف في عهد تكونها: # ورود الأخبار # من جميع الأقطار # 5 شوال سنة 1263 # 1 # 15 شتنبر سنة 1847 # مقصود المبشر # اعلموا يا مسلمين، أرشدكم الله، أن المعظم سلطان ~~أفرانصه، نصره الله، اتفق له برأيه وقوع هذا مختصر ~~لفايدتكم وخيركم وتواتر النعمة عليكم، والشاهد لكم ~~في ذلك كل ما يدل على نعمتكم ومسراتكم هو بفؤاده، ~~ويرضى لكم ما يرضى لنفسه، ولا سيما أنكم بمسكن ~~قلبه كعزيز الرعية عنده. واعلموا أن سلاطين أجناس ~~النصارى مهما أرادوا يعرفون الرعية بالأمور ~~الواقعة يبعثون لهم رسايل خبرية كما هو معروف ~~عند جميع الدول كسلطان إصطنبول وصاحب مصر، وهكذا ~~مراد سلطان أفرانصه، نصره الله، الإعلام لكم بكل ~~أمر صادر من البايلك؛ أي من أرباب دولته من تصرفات ~~الجزاير وساير عمالتها لتتحققوا بسبب ms044 وقوع هذه ~~الأمور، وباطلاعكم وفهمكم لما ذكر يظهر لكم من فعل ~~هذه الدولة المنصورة العدل والإنصاف والسيرة على ~~الطريقة المستقيمة. فلأجل ذلك أمر الأمير بورود ~~هذا المبشر عليكم مرتين في كل شهر، وبه يعرفون ~~الولات والأعيان السيرة مع الرعية، وكذا الرعية ~~تعرف السيرة مع الأعيان والولات. وبهذا الإعلام ~~يتضح لكم مراد هذا الدولة منكم، وأعيانكم يجدون ~~سهولة في التصرفات عليكم، وأنتم تعرفون حدود ~~أحكامهم عنكم بحيث لا تخشون من تعديتهم وجواز ~~الحدود التي بينها السلطان الأعظم كما بمراده. ~~ومع ذلك إن هذه الرسالة التي اسمها المبشر تطلق ~~على أخبار وفوايد شتى. واعلموا أن جميع العلوم ~~والصنايع أنواع لا يدركها الإنسان ويزداد في ~~تعليمها إلا بعد معرفته بأنواعها؛ ولذلك أردنا أن ~~نخبركم بجميعها لكي تزدادوا معرفة وعلما بها مهما ~~تبدلت، ولأنكم تختارون ما أردتم منها على حسب ~~بلدتكم، ليسهل عنكم تعليمها وتكثر لديكم فوايدها ~~مع قلة خدمتها وتعبها. وكل ما يدل على ذلك بأرضكم ~~من تجارة وفلاحة نعرفكم به، ونخبركم أيضا عن جميع ~~أرزاق ثمار أشجاركم وجميع نبات زرع أرضكم ~~ومعادنها، وكذلك غلة أموالكم؛ أي من مواشيكم ~~الرقيقة والغليظة، وجميع ما تستخرجونه من الكسوة ~~بصناعة أيديكم يجوز بيعه بأسواقنا، كذلك نخبركم ~~بما ينتج من أرزاق أرضنا يجوز بيعه ببخس الثمن في ~~أسواقكم لتحصل الألفة ويجري بدل البيع والشراء ~~بيننا وبينكم، وأيضا الأخبار التي نعلمكم بها ~~ليست على إقليم الجزائر فقط بل على جميع الأقاليم، ~~وسعادة سلطان أفرانصة له معرفة ومحبة بالغة مع ~~سلاطين الإسلام وهم: صاحب إصطنبول، وصاحب العجم، ~~وصاحب الهند وصاحب مصر، وصاحب الغرب، وصاحب تونس. ~~وثبوت المحبة بينه وبين هؤلاء الدول العظام ~~معرفتهم بإحسانه وعظيم سطوته وقوته مدة مديدة. ~~وسنخبركم بجميع ما يقع في هذه الدول المذكورة، ولا ~~سيما بلغكم من الحجاج الذين يسافرون بتذكرة من ~~عندنا لجميع القوانصة وهم وكلة سعادة سلطان ~~أفرانصة الذين ببر مصر وبر الحجاز وجميع بر الشام. ~~وإن تلك التذكرة المذكورة هي حمايتهم، وبها ~~يعتزون، وفي ذلك فايدة عظيمة. وهذا يشهد لكم عن ~~عظيم ms045 هذه الدولة الفرانصوية التي أنتم تحت ~~حمايتها، معظمة عند جميع الدول وعلو رايتها ~~مساو مع أفخر الدول. وأيضا لنا معرفة وتحقق ~~بالمؤلفين والعلماء من سالف الزمان أكثرهم من ~~عندكم، وعلماؤكم الأوايل هم الذين ألفوا علم ~~التاريخ وعلم السير والأدب وعلم الشعر وعلم الفلك ~~والفقه وعلم الديانة وساير العلوم. والآن في هذه ~~الأخبار التي أنشأناها نذكركم ببعض مسائل كتبكم ~~المذكورة التي هي الآن بعضها عندكم مفقودة. وأيضا ~~آخر فوائد هذا المبشر الذي أنعمنا عليكم بإنشائه ~~هو لما تعلموا بمقصودنا وجميع ما يجب عليكم من ~~إجراء الحكم والتصرفات وتطلعون على هذه الأخبار ~~يقصي عنكم بسبب ذلك كلام الوشات أهل الشيطنة، ~~دمرهم الله، الذين يسعون لكم في الهلاك وجر البلاء ~~إليكم منا سابقا لتخليطهم وكذبهم، ونبين لكم طريق ~~الشرع بالعدل التي نسير نحن بها، كما نعلمكم ~~بالفوائد التي تحصل لكم بها الألفة معنا؛ فهذا ~~غرضنا ومقصودنا. والله هو المعين في ~~أمورنا. # الفصل الثالث # | أخبار الصحف من منتصف القرن التاسع عشر إلى فتنة بر الشام ~~سنة 1860 # (1) مجموع فوائد # الدكتور عالي سميث؛ مؤسس مجلة «مجموع ~~فوائد». # يا رئيسا قد غادر الحزن ينمو # في صميم القلوب والأكباد # أنت عال قصدت دار الأعالي # حسبما يقتضيه رأي السداد # مجلة سنوية ~~أنشأها المرسلون الأميركان ببيروت في غرة عام 1851 ونشروها ~~في مطبعتهم الشهيرة على يد زعيمهم القس عالي سميث. وهي ~~باكورة كل المجلات التي ظهرت باللسان العربي وأقدمها عهدا ~~على الإطلاق؛ فكانت مصدرة بتقويم الشهور الشمسية ~~والقمرية، ومباحثها تدور على الشئون الدينية والعلمية ~~والتاريخية والجغرافية وسواها من المواضيع المفيدة. وعام ~~1855 ظهر منها ثلاثة أجزاء ثم احتجبت فبلغ مجموع عدد ~~صفحاتها 144 صفحة، وكان عالي سميث رجل اجتهاد وعلم وفضل، ~~فإنه رتب أحوال المرسلين الأميركيين في سوريا، وأنشأ لهم ~~المدارس العديدة وجهز مطبعتهم في بيروت بكل أدوات فن ~~الطباعة الحديثة، وباشر مع الشيخ ناصيف اليازجي سنة 1849 ~~ترجمة الكتاب المقدس الذي أنجزه من بعده الدكتور كرنيليوس ~~فان ديك، ولما حلت وفاته في 11 كانون الثاني 1857 رثاه ~~خليل الخوري صاحب «حديقة الأخبار» بقصيدة نورد منها ms046 هذين ~~البيتين المنشورين تحت الرسم السابق. ~~(2) أعمال الجمعية السورية # أنشئت الجمعية السورية عام 1847 في بيروت لنشر العلوم ~~وتنشيط الفنون بين الناطقين بالضاد، وكان أعضاؤها من خيرة ~~العلماء الوطنيين والأجانب الذين يشار إليهم بالبنان، فمن ~~الوطنيين نذكر: الشيخ ناصيف اليازجي، والمعلم بطرس ~~البستاني، والدكتور ميخائيل مشاقة، وميخائيل مدور، وشكر ~~الله بن نعمة الله خوري، وسليم دي نوفل، وميخائيل فرج ~~الله، ونعمة ثابت، وأنطونيوس الأميوني. ومن الأجانب نخص ~~بالذكر: القس عالي سميث، والدكتور كرنيليوس فان ديك، والقس ~~وليم طمسن، والمستشرق منصور كرلتي، والدكتور يوحنا ورتبات، ~~ويوسف كنفاغو، وتشرتشل بك. وفي 6 كانون الثاني 1852 أنشأت ~~هذه الجمعية مجلة باسمها وعهدت بكتابة مقالاتها إلى ~~المعلم بطرس البستاني، وكانت مباحثها تشتمل على جميع ~~المواد العلمية والفنية والتاريخية والتجارية والأدبية ~~والفلكية والشرائع والاكتشافات والاختراعات العصرية وغير ~~ذلك. وكان أكثر أعضاء الجمعية يساعدون المعلم بطرس في ~~تحرير المجلة ويدون كل منهم ما يكتبه بتوقيعه كالشيخ ~~ناصيف اليازجي أحد مؤسسيها وغيره. ~~(3) مرآة الأحوال # جريدة أسبوعية سياسية أصدرها رزق الله حسون الحلبي سنة ~~1855 أثناء حرب القرم بين الدولة العثمانية وروسيا، وهي ~~أول صحيفة عربية نشأت في عاصمة السلطنة وعاشت نيفا وسنة، ~~فكانت تنشر وقائع الحرب المذكورة وأشياء أخرى عن أحوال ~~بلادنا السورية، لا سيما لبنان وبعلبك وحاصبيا وغيرها. وقد ~~تضمنت فصولا لا تخلو من تقبيح الأتراك والتنديد بأعمال ~~الحكومة العثمانية؛ لأن حسون كان حر الأفكار، طويل الباع ~~في الإنشاء، مر الهجو في الشعر كالفرزدق، فصمم الباب ~~العالي على إلقاء القبض عليه؛ ففر هاربا إلى الروسية، ~~فحكم عليه الأتراك حكما غيابيا بالإعدام. وقد نظم ~~حينئذ بعض أبيات في الفخر خاطب بها دولة الأتراك، ونحن ~~نورد منها هذين البيتين اللذين رواهما لنا محمد باشا ~~المخزومي: # أنا ابن حسون رزق الله أشهر من # نار على علم والكل بي علموا # كرا وبلغهم عني مغلغلة # يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ~~(4) السلطنة # عنوان جريدة سياسية صدرت عام 1857 في الآستانة لمنشئها ~~المرحوم إسكندر شلهوب السوري الأصل. وهي ثانية الصحف ~~العربية السياسية في عاصمة السلطنة وسائر الممالك ms047 ~~العثمانية. وما كادت تظهر لعالم الوجود حتى عطلها صاحبها ~~قبل بلوغها تمام السنة من عمرها، كما أفادنا أحد الأدباء ~~من آل شلهوب. ومن غرائب الاتفاق أنه في 20 آيار 1897 ظهرت ~~صحيفة مصورة كبرى في مدينة القاهرة عنوانها «السلطنة» ~~واسم صاحبها «إسكندر شلهوب» أيضا، وقد أراد الثاني بذلك ~~إعادة مجد تلك الصحيفة القديمة، وإحياء ذكر مؤسسها الذي ~~كان له نسيبا، ومن أخص رجال الفضل. ~~(5) حديقة الأخبار # صحيفة أسبوعية سياسية علمية تجارية تاريخية، برزت ~~في غرة كانون الثاني 1858 على يد مؤسسها خليل الخوري ~~اللبناني. وهي أول جريدة سياسية أنشئت في البلاد ~~العثمانية خارجا عن عاصمة السلطنة. وكان خليل الخوري قبل ~~إنشاء «حديقة الأخبار» عازما على تسمية جريدته «الفجر ~~المنير»، وعرضها للاشتراك على أعيان بلادنا وأدبائها، ~~وعلمنا ذلك من وثيقة محفوظة في بيت ميخائيل مدور ~~ومذيلة بأسماء الذين بادروا إلى الاشتراك في الفجر ~~المنير. إنما نجهل السبب الذي حمل خليل الخوري على تبديل ~~هذا الاسم بحديقة الأخبار، وإليك نص الوثيقة المذكورة ~~بالحرف الواحد: # إنه سيطبع ~~في مدينة بيروت بمطبعة خصوصية مجموع حوادث عربي ~~العبارة يحتوي على حوادث هذه البلاد وعلى الحوادث ~~الخارجية مؤلفة ومترجمة من أحسن وأعظم جرنالات ~~الأوروبا، وعلى فوائد علمية عامة وأحوال متجربة ~~ليكون نافعا سائر طبقات الناس، وذلك بهمة جمعية ~~مؤلفة من أحذق وأنبه رجال البلاد المؤلفين ~~والمترجمين والمصححين الذين ستشهر أسماؤهم فيما ~~بعد لا سيما جناب عمر أفندي الأنسي الحسيني وجناب ~~الشيخ ناصيف اليازجي، وابتداء العمل يكون حين ~~ورود الفرمان العالي بعد أخذ الأسماء اللازمة لهذه ~~العملية، فنلتمس من كل مهذب يرغب نفع البلاد أن ~~يشرفنا بوضع اسمه في هذه القائمة، وثمن هذا ~~المجموع مائة وعشرون غرشا بالعام تدفع عند ~~استلام أول عدد، وهو يطبع في كل أسبوع تحت إدارة ~~كاتبه خليل الخوري واسمه الفجر المنير. # وكانت حديقة الأخبار المظهر الوحيد للرسائل العمومية ~~والأنباء المفيدة وتنشيط الناس على إقامة المدارس وتعميم ~~الزراعة وترويج الصناعة وتحسين التربية والأخلاق والعادات، ~~وقد حافظت في جميع أدوار حياتها على مبدأ الاستقامة والعدل ~~وحب النفع ms048 العام؛ ولذلك قرظها الأمراء والوزراء والعلماء ~~شرقا وغربا بما تستحقه من المدح، كأمير الأمراء السيد ~~حسين التونسي، والصدر الأعظم خير الدين باشا الشهير، ونذكر ~~منهم السيد رينو أحد أعضاء المحفل العلمي الفرنسي ورئيس ~~«الجمعية الآسيوية» وأستاذ اللسان العربي في باريس وحافظ ~~المخطوطات الشرقية في مكتبة الدولة الفرنسية، فإنه تلا ~~تقريرا مطبوعا أمام الجمعية المذكورة في 29 حزيران 1858 ~~وخصصه بوصف «حديقة الأخبار» مشبها إياها بأعظم الجرائد ~~الأوروبية، ثم ذكر ما كابده منشئها من العناء في تعريب ~~الأوضاع المستحدثة في أوروبا وإيجاد ألفاظ عربية تقابلها ~~وتؤدي معناها الحقيقي بكل أمانة، ومنهم السيد فليشر أحد ~~أركان «الجمعية الشرقية الألمانية» وأستاذ اللغات الشرقية ~~في كلية ليبسيك، فإنه تلا خطابين سنة 1858 وسنة 1859 على ~~محفل هذه الجمعية ونشرهما باللغة الألمانية، وهما يتضمنان ~~الثناء على أسلوب إنشاء حديقة الأخبار التي مثلها بلسان ~~حال التمدن السوري. # خليل الخوري؛ مؤسس جريدة «حديقة ~~الأخبار» وصاحب امتيازها الأول. # صحبي لكم مني التحية والثنا # فأنا لكم طول الزمان خليل # وكان أكبر عضد في إنشاء هذه الصحيفة القديمة العهد رجل ~~الفضل والشهامة ميخائيل بن يوسف مدور من أعيان بيروت ~~وترجمان قنصلية فرنسا فيها؛ ولذلك قرظه خليل الخوري في ~~العدد الخامس بما يأتي: «قد جعل بمساعدته حديقة الأخبار أن ~~تزهر برياض الشام وتجري من ثغر بيروت زلالا ترتشفه أبناء ~~الوطن، وهي تكون مشروعا يؤمل بواسطته تقدم ونجاح ~~المعارف والتهذيب في هذه البلاد.» ولا غرو فإن ميخائيل ~~مدور من أعاظم نصراء الأدب. # ولما حضر فؤاد باشا إلى سوريا سنة 1860 خصص حديقة ~~الأخبار بخدمة الحكومة واتخذها بمثابة جريدة نصف رسمية، ~~وقد عين لصاحبها بإرادة سنية راتب شهري قدره عشرون ~~ليرة عثمانية إعانة على نشرها حتى ظهرت جريدة «سورية» ~~الرسمية، وفي 13 آب 1868 صدرت باللغتين العربية والفرنسية؛ ~~لأن فرنقو باشا حاكم جبل لبنان جعلها الصحيفة الرسمية ~~لحكومته بدلا من جريدة «لبنان» الملغاة، وبمقابلة ذلك نال ~~منشئها ثلاثين ليرة عثمانية راتبا شهريا، وكان يساعده ~~في تحريرها أخوه سليم الخوري مع سليم بن ميخائيل شحادة ~~وغيرهما من الأدباء، وبعد أن قطعت ms049 حكومة الجبل عن حديقة ~~الأخبار راتبها الشهري استمر خليل الخوري على نشرها لحسابه ~~إلى آخر أيامه وعهد بتحريرها إلى أخيه وديع. # وعلى إثر وفاته في 26 تشرين الأول 1907 تحول امتياز ~~الحديقة إلى أخيه المشار إليه، وقد أتيح لصاحب الامتياز ~~الثاني أن يحتفل بيوبيلها الذهبي في 13 كانون الأول 1908 ~~بحضور أركان الحكومة وأعيان المدينة ومشاهير حملة الأقلام ~~فيها، وهو أول احتفال رسمي قامت به جريدة عربية تذكارا ~~لمرور خمسين سنة على تأسيسها، فتليت الخطب البليغة ~~والقصائد الشائقة التي نورد منها الأبيات الآتية لناظم ~~عقدها داود بك نقاش: # هذي الحديقة طالما # أرجت بها غر الأزاهر # بعثت إلى الأدباء تن # شر من لها قد كان ناشر # هي أم كل جريدة # عربية وبها نفاخر # فالحر كل الحر من # في مدحها أبدا يجاهر # وأخو الكمال فتى علي # ه مذ بكت شقت مرائر # والصدق في تاريخه # لحديقة الأخبار شاكر # 1908 # وكانت حديقة الأخبار قد احتجبت عاما كاملا قبل وفاة ~~مؤسسها لاعتلال صحته، فبقيت كذلك حتى أعاد نشرها صاحب ~~الامتياز الثاني ومحررها بالاشتراك مع أخيه حنا الخوري، ~~فأصدراها يومية في 18 كانون الأول 1908 تيمنا بافتتاح ~~مجلس النواب للمرة الأولى بعد إعلان الدستور في السلطنة ~~العثمانية، وقد ضمناها مقالات شائقة في السياسة ~~والأخلاق، وفصولا مفيدة في تأثير النساء وتهذيب البنات، ~~وهي مأخوذة من كتاب مطول لصاحب الامتياز الثاني عنوانه ~~«المرأة زهرة الآداب» لم يطبع للآن. وفي 17 حزيران 1909 ~~توقف إصدار الحديقة لاختلال طرأ فجأة على آلة طباعتها، ~~ثم عادت إلى الظهور من 15 تشرين الثاني 1910 إلى 20 نيسان ~~1911 ولم تزل محتجبة حتى اليوم. أما الذين تولوا تحرير ~~«حديقة الأخبار» مع صاحبي الامتياز فهم: ميخائيل مدور، ~~ونقولا منسي، وسليم بن جبرائيل الخوري، وسليم شحادة، وسليم ~~بن عباس الشلفون. وقد بلغ مجموع الأعداد التي صدرت منها ~~منذ تأسيسها إلى حين احتجابها 2973 عددا. # حنا الخوري؛ مدير شئون جريدة «حديقة ~~الأخبار». # وديع الخوري؛ صاحب الامتياز الثاني ~~لجريدة «حديقة الأخبار». # وقد أنعم السلطان محمد الخامس على وديع الخوري بخاتم ~~مرصع بالحجارة الكريمة تقديرا لمساعيه في سبيل الصحافة ~~والوطن. ومن مآثره ms050 الأدبية أيضا ديوان شعر طبع قسم من ~~قصائده في جريدتي التقدم وحديقة الأخبار ومجلتي الجنان ~~والمقتطف. ومنذ بضعة أعوام شرع في تعريب رواية «تليماك» ~~نظما، فحذا فيها حذو سليمان البستاني في تعريب «الإلياذة» ~~للشاعر اليوناني هوميرس، وقد راعى فيه الأصل والمعنى كل ~~المراعاة حتى جاءت ترجمته من أحسن ما يلقى بين أيدي ~~المتأدبين وطلاب المدارس، ثم نظم تاريخا شعريا ~~مفصلا عن الحرب العثمانية الإيطالية في طرابلس الغرب، ~~وقد جعله قسمين؛ ينتهي أولهما بفاجعة بيروت في 24 شباط سنة ~~1912 عندما أطلق عليها الإيطاليان قنابلهم، ويتضمن الثاني ~~بقية حوادث الحرب. ~~(6) عطارد # صحيفة سياسية أنشئت عام 1858 في مدينة مرسيليا بفرنسا ~~وهي تاسعة الصحف العربية، وقد أسسها المستعرب الشهير ~~منصور كرلتي # Carletti # الذي درس اللغة العربية في بيروت، وكان عضوا في الجمعية ~~السورية العلمية السابقة الذكر، وما عتمت أن توقفت عن ~~النشر في سنتها الأولى، ثم ذهب صاحبها بعد ذلك إلى تونس ~~حيث كلفه الباي محمد الصادق باشا بإنشاء جريدة «الرائد ~~التونسي» كما سترى. ~~(7) برجيس باريس # جريدة سياسية نصف شهرية ظهرت بتاريخ 24 حزيران 1858 في ~~مدينة باريس لمحررها الكونت رشيد الدحداح اللبناني ومديرها ~~الأب فرنسيس بورغاد ~~رئيس مدرسة القديس لويس، وكان رسم النسر الإمبراطوري ~~الفرنسي يعلو عنوان هذه الجريدة، التي تعد باكورة الصحف ~~العربية بكبر حجمها وجودة حروفها وإتقان طبعها واتساع ~~مواضيعها، وقد ذاعت شهرتها في الخافقين، وأقبل الأدباء ~~على الاشتراك فيها من كل الأقطار العربية، كما يتضح من ~~أسماء وكلائها وأماكن بيعها المنشورة في صدرها إلى جانبي ~~العنوان؛ فكانت عبارتها فصيحة، ومباحثها مفيدة تتناول كل ~~فن ومطلب. وقد قرظها بعض العلماء والشعراء الذين نذكر ~~منهم الشيخ محمود قبادو التونسي إذ قال: # أيا مجريا في البحر شم بوارج # ويا منضيا في البيد قب ~~الركائب # عليك ببرجيس الرشيد فإنه # كفيل بما تعنى له من عجائب # فما هي إلا لمحة من سطوره # وقد دارت الأخبار من كل جانب # فتروي لك الدنيا بعرض صحيفة # وتشهد من أنبائها كل غائب # وفي سنتها الرابعة عرضت للكونت رشيد الدحداح أشغال مهمة ~~مع باي ms051 تونس محمد الصادق باشا ألجأته إلى تسليم الجريدة ~~للشيخ سليمان بن علي الحرائري الحسني التونسي من مشاهير ~~كتاب ذاك العصر، فتولى هذا تحريرها حتى احتجبت في السنة ~~الخامسة من عمرها، وقد نشر فيها كتاب «قلائد العقيان للفتح ~~بن خاقان» ثم «سيرة عنترة» وطبعهما على حدة. ~~(8) الجوائب # صحيفة أسبوعية سياسية برزت في الآستانة بتاريخ شهر ~~تموز 1860 لمنشئها أحمد فارس الشدياق اللبناني، الذي كان ~~ينشرها في المطبعة السلطانية. وقد أرخ الحاج حسين بيهم ~~البيروتي صدورها بهذه الأبيات: # إن الجوائب بالأخبار قد ~~شهدت # بالسبق في كل ميدان ~~لمعربها # من كل فاكهة زوجين قد ~~جمعت # فطاب واردها من طيب ~~مشربها # تجوب دوما جهات الأرض ~~جالبة # أخبار مشرقها أرخ ~~لمغربها # سنة 1278 هجرية # ومنذ السنة العاشرة ~~أنشأ أحمد فارس مطبعة خاصة بها، وجهزها بكل أدوات فن ~~الطباعة؛ حتى صارت تعد من أشهر المطابع في السلطنة ~~العثمانية. وقد انتشرت الجوائب انتشارا عظيما في الشرق ~~والغرب، ونالت شهرة واسعة لم تنلها جريدة سواها منذ ظهور ~~الصحافة العربية حتى ذاك العهد؛ فكان يقرؤها سلاطين العرب ~~وملوكهم وأمراؤهم وعلماؤهم في تركيا ومصر ومراكش والجزائر ~~وتونس وزنجبار وجاوا والهند وغيرها. وقد ساعد السلطان عبد ~~العزيز على توسيع نطاق هذه الجريدة لبث فكر الخلافة ~~النبوية بين المسلمين المنتشرين خارجا عن الدولة ~~العثمانية. وكان أحمد فارس يقبض كل سنة خمسمائة ليرة ~~عثمانية من السلطان المشار إليه؛ لهذه الغاية. وكان كل ~~من إسماعيل باشا خديو مصر ومحمد الصادق باشا باي تونس ~~ينفحه بمثل المبلغ المذكور لأجل خدمة أفكارهما وترويج ~~مصالح بلادهما. # وفي شهر تموز 1879 صدر الأمر بتعطيل الجوائب مدة ستة ~~شهور؛ لامتناع مديرها من نشر مقالة أدرجتها جريدة «ترجمان ~~حقيقت» التركية طعنا في إسماعيل باشا الخديو، ومقابلتة ~~تلك المقالة بمقالة أخرى عنوانها «سفاهة الحقيقة» دفاعا ~~عن أمير مصر. وكانت الجوائب محقة بدعواها؛ إذ ليس من ~~قانون يجبرها على نشر مقالة لم تعط لها بصورة رسمية، ~~وللحاج حسين بيهم في تعطيل الجوائب حينذاك وإعادة نشرها ~~بيتان نوردهما بالحرف الواحد: # لئن حجبت شمس «الجوائب» برهة # فذاك ms052 لسر قد بدا خيره فينا # حكت قمرا حين احتجاب وقد بدت # كبدر بأنواع المعارف يهدينا # وبهذه المناسبة أيضا نظم كثير من الشعراء قصائد ~~التهنئة لأحمد فارس بإعادة نشر جريدته، ونقتصر منها على ~~ذكر الأبيات الثلاثة التي ختم بها حنا بك صعب قصيدته ~~مخاطبا صاحب الجوائب: # وأرجعت للدنيا جوائب فارس # فسرت بها الأقطار من كل ~~جانب # وفي عودها قد قلت فالعود أحمد # فأهلا وسهلا ذر بدر ~~الثواقب # وها قد تلا الصعبي حنا بن ~~أسعد # لأحمدها حمدا بقلب وقالب # وسنة 1882 قبض أحمد ~~فارس من سفارة إنكلترا في الآستانة مبلغ ألف ليرة ~~إنكليزية حتى يطبع صورة المنشور الذي صدر من الباب العالي ~~بإعلان عصيان عرابي باشا لإثارته نار الفتنة في وادي ~~النيل؛ فكان ذلك سببا لانكسار عرابي وسقوط اعتباره من ~~عيون المسلمين عامة والمصريين خاصة. # وكانت الجوائب لا تخلو من المناظرات العلمية أو ~~السياسية، بين صاحبها وبين أكبر علماء ذاك العهد؛ كالشيخ ~~إبراهيم اليازجي، والكونت رشيد الدحداح، والشيخ إبراهيم ~~الأحدب، والدكتور لويس صابونجي، والشيخ سعيد الشرتوني، ~~والمعلم بطرس البستاني، ورزق الله حسون، ويوسف باخوس، ~~وسواهم من أساطين الجهابذة. ومما يعاب على أحمد فارس خلطه ~~المناظرة العلمية بالمقاذعة، ثم العدول عن البرهان إلى ~~الطعن والذم والشتم، إلى ما شاكل ذلك مما يغض من مقام ~~العالم، ويحط من قدر الكاتب. وأقدم تلك المناظرات وأشهرها ~~هي المناظرة اللغوية التي جرت بين جريدتي الجوائب وبرجيس ~~باريس؛ فاستفحل الأمر بهذا المقدار حتى توسط بينهما الشيخ ~~العلامة عبد الهادي نجا الإبياري، فإنه أبدى حكمه في كراسة ~~عنوانها «النجم الثاقب في المحاكمة بين البرجيس والجوائب» ~~وكان كلامه فصل الخطاب، وعلى إثر ذلك نظم أحمد فارس قصيدته ~~الدالية التي يقول فيها: # أبدى لنا في مصر نجما ثاقبا # لكن سناه بكل مصر هاد # فيه الفوائد والفرائد فصلت # موصولة البرهان بالإسناد # إن قال لم يترك لقوال مدى # أو صال هال وطال كل معاد # هو فيصل في الحكم يرضى فصله # من كان لم يقنع من الأشهاد # لولاه لم يقطع لسان المفتري # عني ولم يفصل ms053 جدال جلاد # فلذاك كان على الجوائب مدحه # حقا وإيجابا مدى الآباد # ولما مات الشيخ ناصيف اليازجي سنة 1871 رثاه أحمد فارس ~~على صفحات الجوائب، وانتقده في معرض التأبين، وكان موضوع ~~الانتقاد لفظة «فطحل» كأنها وردت في مقامات كتاب «مجمع ~~البحرين» ساكنة الثاني وقد يكون ذلك غلطا مطبعيا، ~~فانتصر الشيخ إبراهيم اليازجي لأبيه على ~~صفحات مجلة «الجنان» ~~لبطرس البستاني، فحمل عليه أحمد فارس وقابله بكلام جارح، ~~فقام الشيخ إبراهيم ورد عليه ردا طويلا بليغا وضمنه ~~بيتين دلا على أدبه الجم ونفسه الكبيرة: # ليس الوقيعة من شأني فإن عرضت # أعرضت عنها بوجه بالحياء ندي # إني أضن بعرضي أن يلم به # غيري فهل أتولى خرقه بيدي # 1 # ومن تلك المناظرات أيضا أن الشيخ سعيد الشرتوني انتقد ~~كتابا لأحمد فارس يسمى «غنية الطالب ومنية الراغب» في ~~الصرف والنحو وحروف المعاني، ثم جمع هذه الانتقادات في ~~كتاب سماه «السهم الصائب في تخطئة غنية الطالب» وطبعه سنة ~~1874 في بيروت، وقد كبر هذا الأمر على صاحب الجوائب؛ ~~فاستنجد الشيخين يوسف الأسير وإبراهيم الأحدب، فألف كل ~~منهما ردا على الكتاب المشار إليه، ومع شدة ميلهما الى ~~المستنجد لم يسعهما أن يفرا في كثير من المواضع من ~~الإقرار بصوابية الانتقاد، وقد وقفنا على قصيدة شائقة رثى ~~بها الشيخ سعيد الشرتوني مناظره أحمد فارس، نورد منها ~~الأبيات الآتية: # إن المنية أنشبت بالكاتب # أظفارها فغدا صريع معاطب # قد كان يلعب بالعقول بيانه # لعب المدامة بالنزيف الشارب # ليس الجدال بمانعي عن حقه # وأرى رثاه اليوم ضربة لازب # أبقى الجوائب شاهدا من بعده # يقضي له بالفضل غير موارب # كانت عليها كالعيال جرائد # ترجو لقاها كالحبيب الغائب # كنا نود معاده ويوده # فأتى الحمام فحال دون رغائب # أرجو له عفو الإله وصفحه # والله أعلم بالجزاء الواجب # وبعدما لعبت الجوائب دورا مهما في سياسة الشرق نقلت ~~إدارتها سنة 1883 إلى عاصمة القطر المصري بحيث خلفتها ~~جريدة «القاهرة» ثم جريدة «القاهرة الحرة» اللتان سيأتي ~~ذكرهما. وكان احتجاب الجوائب قبل وفاة منشئها بأربعة ~~أعوام. وقد جمع سليم بن أحمد فارس أنفس ms054 ما نشرته هذه ~~الجريدة من منثور ومنظوم، ثم طبعه في سبعة مجلدات سماها ~~«كنز الرغائب في منتجات الجوائب». وكان سليم فارس الروح ~~العاملة في هذه الجريدة الطائرة الصيت، وله اليد الطولى في ~~تدبير شئونها وإدارة سياستها وتشغيل مطبعتها، وكانت ~~المقالات الافتتاحية مدبجة ببراعة ومشتملة على أهم حوادث ~~الكون. ~~(9) نفير سوريا # هو اسم جريدة صغيرة ذات صفحتين أذاعها المعلم بطرس ~~البستاني سنة 1860 بعد الحرب الأهلية في بر الشام، وقد ~~جعلها على شكل رسائل وطنية تتضمن نصائح مفيدة لشد ~~عرى الألفة بين السكان على اختلاف مذاهبهم كالإسرائليين ~~والنصارى والمسلمين والدروز، ثم أوقف نشرها بعد استتباب ~~الراحة في هذه البلاد وخلود الناس إلى السكينة. وظهر من ~~هذه النشرة ثلاثة عشر عددا، موسومة بالنفير الأول والنفير ~~الثاني حتى الأخير، بدلا من العدد الأول والعدد الثاني ... ~~إلخ، كما جرت العادة. وقد أتحفنا خليل سركيس صاحب جريدة ~~«لسان الحال» بفقرة منقولة عن «نفير سوريا» فأثبتناها هنا ~~بالحرف الواحد: # يا أبناء الوطن! # إن الفظائع والمنكرات التي ارتكبها أشقياؤنا هذه ~~السنة كسرت القلوب وأسالت الدموع، وعكرت صفاء ~~الألفة وأضاعت حق الجوار، أما تمالح الجاران؟ ~~أما شربتم ماء واحدا؟ أما تنشقتم هواء ~~واحدا؟ أما رأيتم العقلاء ساعين في تشييد أركان ~~الألفة ورفع منار العلم؛ رغبة منهم في ارتقاء ~~البلاد وسعادة العباد؟ اعلموا أنكم بعملكم المنكر ~~قد أرجعتم الوطن إلى الوراء نصف قرن ... إلخ إلخ. ~~هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل. # الفصل الرابع # | أخبار الصحف من فتنة بر الشام ~~سنة 1860 إلى سنة 1869 # (1) الرائد التونسي # صحيفة رسمية أسبوعية تأسست في غرة محرم 1278ه/9 تموز ~~1861م على يد محمد الصادق باشا؛ الباي الثالث عشر للدولة ~~التونسية. وهي باكورة الصحف الدورية التي ظهرت في القطر ~~المذكور، رأى هذا الأمير أن الصحافة من أقوى دعائم العمران ~~للممالك؛ إذ ثبت لديه بالاختبار ما نتج من الفوائد العظيمة ~~بواسطة انتشار صحيفة «الوقائع المصرية» في وادي النيل ~~وجريدة «المبشر» في الجزائر؛ فأراد أن يقتفي آثار هاتين ~~الحكومتين المجاورتين لبلاده ويفتح عهد حكمه بمأثرة ~~جليلة تعزيزا لشأن العلم ms055 وتمهيدا لأسباب الحضارة في ~~الإمارة التونسية؛ فأنشأ جريدة «الرائد التونسي» على مثال ~~الجريدتين المذكورتين لتكون لسان حال الإمارة، وقد ~~صدرها بهذه العبارة «حب الوطن من الإيمان، فمن يسع في ~~عمران بلاده إنما يسعى في إعزاز دينه.» التي جعلها شعارا ~~لها، وتوصلا للغاية المقصودة استدعى لديه رجلا فرنسيا ~~من مشاهير المستعربين يسمى منصور كرلتي صاحب جريدة «عطارد» ~~سابقا في مرسيليا، ثم كلفه بإخراج هذا المشروع من حيز ~~القوة إلى حيز الفعل؛ فقام منصور بمهمته أحسن قيام؛ إذ ~~هيأ المطبعة ونظم أدواتها، وعلم العملة ترتيب ~~الحروف، وكان يحرر بذاته أكثر فصول الجريدة ويساعد العمال ~~في طبعها . وبعد استقالته من هذه الوظيفة خلفه الشيخ محمد ~~السنوسي، ثم السيد محمد بيرم الخامس، والحاج حسن لازغلي ~~وسواهم في كتابة هذه الجريدة القديمة وإدارتها، فقضى ~~الرائد التونسي أدوارا مهمة نفقت فيها آداب الكتبة، ~~وتخرجت فيها جماعة من حملة الأقلام لا تزال آثارهم تشهد ~~لهم بكمال الاقتدار والبراعة. ومن جملة أولئك الكتاب خير ~~الدين باشا التونسي؛ ~~الصدر الأعظم الشهير الذي نشر على صفحات الرائد «فصولا ~~سياسية تسترق الألباب ليست مذيلة باسمه» كما روى محمد ~~الجعايبي صاحب مجلة خير الدين. وبعدما بسطت الحكومة ~~الفرنسوية حمايتها على تونس خصصت هذه الجريدة بالشئون ~~الرسمية والإعلانات الشرعية، ثم جعلتها نصف أسبوعية، وزادت ~~عدد صفحاتها التي لا تقل الآن عن اثنتي عشرة صفحة. وللرائد ~~قسم فرنسي أسبوعي يطبع منفردا عن النسخة ~~العربية. # محمد الصادق باشا؛ الباي الثالث عشر على ~~المملكة التونسية ومؤسس جريدة «الرائد ~~التونسي». # الصادق العلم الحسيني الذي # به تونس حيطت بأعظم سور # إذ إنه الملك الذي أحيا لها # ربع المعارف بعد محض دثور # وقد روى جرجي زيدان في ترجمة أحمد فارس الشدياق المطبوعة ~~في كتابه «تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر» أن ~~أحمد فارس حرر في جريدة الرائد التونسي، والحال أن ~~المشار إليه زار تونس قبل سنة 1857 ولم يعد إليها مرة ~~ثانية، وكان ذلك قبل تأسيس الرائد التونسي بأربع سنين في ~~عهد الباي أحمد باشا، وروى مثل ذلك الأب ms056 لويس شيخو في ~~كتابه «الآداب العربية في القرن التاسع عشر» فاقتضى ~~التنويه؛ لأنه لما صدر «الرائد التونسي» كان أحمد فارس ~~يحرر جريدة «الجوائب» في الآستانة التي لم يزايلها إلى ~~أواخر أيامه. ~~(2) أخبار عن انتشار الإنجيل في أماكن مختلفة # هي نشرة شهرية دينية مصورة يرتقي عهد أقدم أعدادها ~~إلى غرة آذار 1863، أنشأها الدكتور كرنيليوس فان ديك ~~الشهير من رؤساء المبشرين الأميركيين في سوريا. وهي تعد ~~باكورة الصحف الدينية والمصورة معا في لسان العرب وسائر ~~الألسنة الشرقية، وغرضها إذاعة أخبار المرسلين البروتستانت ~~في أقطار العالم وتعميم انتشار الإنجيل بين القبائل ~~المختلفة في الشرق الأدنى، فكانت تطبع أولا في صفحتين ~~صغيرتين بقطع ربع، ثم نشرت في أربع صفحات حتى احتجبت في ~~ختام سنة 1865 وأنشئت مجلة «النشرة الشهرية» بدلا منها، ~~وكانت رسومها مطبوعة بغاية الإتقان، ويؤتى بقوالبها محفورة ~~في أميركا. ~~(3) نتائج الأخبار # عنوان لجريدة أسبوعية سياسية أنشأها السيد حسين ~~المقدم في عاصمة الإمارة التونسية، وهي باكورة الصحف ~~السياسية التي ظهرت في شمال أفريقيا من وادي النيل إلى ~~المغرب الأقصى، فكانت تطبع بحجم صغير على مطبعة حجرية ~~وتنشر أهم أخبار العالم شرقا وغربا. وروى لنا السيد ~~الطيب بن عيسى صاحب جريدة «المشير» المعتبرة في تونس أن ~~«نتائج الأخبار» ظهرت في نواحي سنة 1863 ولم يصدر منها سوى ~~أعداد قليلة. ~~(4) يعسوب الطب # مجلة طبية ظهرت في القاهرة سنة 1865 لصاحبيها محمد علي ~~باشا الحكيم رئيس الأطباء بمصر، وإبراهيم الدسوقي. وهي أول ~~مجلة من نوعها في اللسان العربي، شعارها «يخرج من بطونها ~~شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس» وكانت تطبع في مطبعة ~~بولاق الأميرية بنفقة الحكومة المصرية، وقد دعيت بهذا ~~الاسم إشارة إلى أنها تجني لمطالعيها من أزهار الطب ما ~~يغنيهم عن مراجعة مطولات الكتب والمجلات كما يجني ~~اليعسوب (أمير النحل) مواد العسل من زهور البساتين. ومنذ ~~العدد السادس والعشرين انسحب إبراهيم الدسوقي من إدارتها؛ ~~فتولاها محمد علي باشا وحده، ثم انضم إليه محمد إسماعيل ~~منذ العدد الثاني والأربعين الصادر في 24 ربيع الآخر 1287، ~~وصارت تصدر باسم كليهما. وما عدا ms057 المقالات الطبية التي كان ~~ينشرها المديرون المشار إليهم فقد حرر في هذه المجلة ~~كثير من الكتاب والكاتبات الذين نذكر منهم: أحمد ندا، ~~وخليل حنفي، وحسن عبد الرحمن، والقابلة الشهيرة جليلة ~~تمرهان. # وقد توفي محمد علي باشا في الحبشة سنة 1877 عندما رافق ~~الأمير حسن باشا ابن الخديو إسماعيل باشا رئيس الحملة ~~المصرية هناك، وترك بعض تآليف مفيدة، منها كتاب «غاية ~~الفلاح في أعمال الجراح» وغيرها، وتولى رئاسة المدرسة ~~الطبية ومستشفيات الحكومة وتخرج على يده كثير من مشاهير ~~الأطباء المصريين، واشتهر بين أبنائه الدكتور أحمد باشا ~~حمدي. ~~(5) سورية # أحمد جودت باشا؛ مؤسس جريدة «فرات» في ~~حلب . # جريدة أسبوعية رسمية صدرت في 19 تشرين الثاني 1865 ~~بعناية راشد باشا والي ولاية سورية، وهي تظهر في أربع ~~صفحات كبيرة، نصفها تركي يكتب بقلم مكتوبي الولاية، ~~والنصف الآخر عربي يقوم بتحريره أحد الكتبة الدمشقيين ~~الذين نعرف منهم أديب نظمي صاحب جريدة «الكائنات» حالا، ~~ومحمد كرد علي صاحب مجلة «المقتبس» وجريدة «المقتبس» ~~أيضا. وليس لهذه الجريدة «سورية» شأن في عالم الإنشاء ~~والآداب والسياسة؛ لأنها مختصة بنشر أوامر الحكومة ~~ونظاماتها، والحوادث الرسمية في الولاية من عزل ونصب، مع ~~إعلانات دوائر الحكومة، وهي ما برحت حتى اليوم بإدارة مدير ~~تحريرات الولاية. # وأول من رتب أحوالها ونظم مطبعتها كان خليل الخوري ~~اللبناني منشئ جريدة «حديقة الأخبار» البيروتية، فلما ~~انتظمت شئونها تركها بعدما تخرج على يده بعض العمال ~~الماهرين، وآخر الذين تولوا إدارتها مصطفى واصف صاحب ~~امتياز جريدتي «الشام» و«السكة الحجازية» سابقا. ~~(6) الشركة الشهرية # مجلة شهرية أنشأها يوسف بن فارس الشلفون في غرة كانون ~~الثاني 1866 بقطع صغير، ونشرها في المطبعة العمومية، وكان ~~كل جزء منها تبعا لرتبته العددية يعرف بالشهر الأول ~~والشهر الثاني والشهر الثالث، بدلا من الجزء الأول والجزء ~~الثاني والجزء الثالث ... إلخ. فعاشت هذه المجلة ثمانية شهور ~~ثم احتجبت لقلة مباحثها وعدم إقبال القوم على مطالعتها؛ ~~لأن منشئها اقتصر على أن ينشر فيها نبذا من كتب الأقدمين ~~أو قصصا مترجمة عن كتبة الإفرنج المحدثين، فأجزاؤها ~~الثلاثة الأولى تضمنت نبذة ms058 من تاريخ «يوسيفوس بن كربون» ~~اليهودي، ونشرت في الرابع والخامس قصة «منتوكريستو» ~~لإسكندر دوماس مترجمة بقلم سليم صعب، وحوى السادس نبذة في ~~«تهذيب الأخلاق» لأبي زكريا بن عدي، وطبع في السابع ديوان ~~السلطان خليل الأشرف، وظهرت في الجزء الثامن والأخير ~~«لامية العجم» للطغرائي. ~~(7) النشرة الشهرية # هو اسم لجريدة شهرية دينية مصورة ذات ثماني صفحات ~~صغيرة، أنشأها الدكتور كرنيليوس فان ديك، وقد ظهر عددها ~~الأول في غرة كانون الثاني 1866 على أنقاض الصحيفة المسماة ~~«أخبار عن انتشار الإنجيل في أماكن مختلفة» المار ذكرها، ~~وكانت الغاية من إصدارها بث تعاليم المذهب البروتستانتي، ~~مع إذاعة أخبار المبشرين به وأعمالهم بين الشعوب الناطقة ~~بالضاد، فكان يحرر فيها قسوس الطائفة الإنجيلية وأبناؤها ~~كالدكتور المشار إليه، والمعلم شاهين سركيس، وأخيه المعلم ~~إبراهيم سركيس، والأستاذ رزق الله برباري وسواهم، وبعدما ~~عاشت خمس سنين كاملة خلفتها عام 1871 جريدة «النشرة ~~الأسبوعية» التي لم تزل حية إلى الآن، وفي العام الأخير من ~~عمرها جرى بينها وبين مجلة «المجمع الفاتيكاني» الخاصة ~~بالآباء اليسوعيين جدال يتناول بعض المسائل المختلف عليها ~~بين الكاثوليك والبروتستانت، وكانت هذه الجريدة مكتوبة ~~بعبارة بسيطة ملائمة لأهل ذلك العصر خاصتهم ~~وعامتهم. ~~(8) وادي النيل # هو عنوان مجلة سياسية علمية أدبية أنشأها سنة 1866 ~~عبد الله أبو السعود ناظر المدرسة الكلية التي أسسها محمد ~~علي باشا الكبير في القاهرة، وهي أول صحيفة عربية تناولت ~~هذه المباحث في القطر المصري، وكانت تصدر مرتين في ~~الأسبوع مكتوبة بعبارة صحيحة وأفكار راقية وذوق سليم، ~~ولا غرو فإن أبا السعود اشتهر بين علماء زمانه بفنون ~~الإنشاء شعرا ونثرا، وعاشت جريدة «وادي النيل» اثنتي ~~عشرة سنة حتى تعطلت عام 1878 بوفاة صاحبها، وكان الخديوي ~~إسماعيل من أكبر المساعدين لها؛ لأنها كانت تخدم أفكاره ~~بإخلاص تام واعتدال المشرب من دون أن تتعرض في جميع ~~مباحثها للشئون الدينية. ~~(9) فرات # صحيفة أسبوعية رسمية أسسها الوزير الخطير والمؤرخ ~~التركي الشهير جودت باشا والي حلب سنة 1867م/1284 هجرية، ~~وخصصها بنشر أخبار الولاية المذكورة وأوامر الحكومة ~~وإعلاناتها، وكانت تطبع أولا في اللسانين العربي ~~والتركي ms059، ثم أضيف إليهما في السنة الثانية قسم ثالث ~~باللغة الأرمنية، فدام سنة ونصف سنة. وهي الآن تنشر فقط ~~باللغتين الأوليين؛ أي العربية والتركية. وبعد إعلان ~~الدستور في السلطنة ~~العثمانية سنة 1908 اتسع نطاق مباحثها وتحسنت عبارتها ~~وأخذت تنشر المقالات المفيدة سياسيا واجتماعيا ~~وزراعيا واقتصاديا لمنفعة قرائها، وبعد أن كان لا ~~يطالعها سوى أرباب المصالح ورجال الحكومة صارت كسائر ~~الجرائد السيارة يقرؤها التاجر والكاتب والصانع والزارع ~~والكبير والصغير. وأول من تولى كتابة قسمها العربي كان ~~أحمد مصطفى زاده، وقد خلفه السيد عبد الرحمن الكواكبي ~~الشهير مدة خمس سنين، ثم تولاها الشيخ كامل الغزي، وغيرهم، ~~حتى انتهت اليوم كتابة القسم المذكور إلى حنفي أفندي، أما ~~إدارتها وشئون مطبعتها فمتعلقة بجبرائيل برغود منذ سنين ~~عديدة. ~~(10) المشتري # فرنسيس مراش؛ منشئ المقالات الشائقة في ~~«الجوائب» و«المشتري» و«المجمع الفاتيكاني» ~~و«البشير» و«النحلة» و«الزهرة» و«الجنان» ~~و«الجنة» و«مرآة الأحوال» و«النشرة ~~الأسبوعية». # أنا لا أرى في الأرض شيئا ~~يروقني # لذلك نور العمر عندي ناره # أيطربني هذا الزمان وكله # عراك على الدنيا يثور غباره # هو عنوان لجريدة ~~سياسية كانت تنشر في باريس أثناء معرضها العام سنة 1867 ~~في عهد نابليون الثالث إمبراطور الفرنسيس، واسم صاحبها ~~مجهول لدينا على رغم ما بذلناه من التنقيب لمعرفته، وإنما ~~يترجح عندنا أن منشئها كان الكنت رشيد الدحداح ~~اللبناني الذي كان مقيما حينئذ في عاصمة فرنسا، ولا شك ~~أنها كانت على جانب عظيم من الفائدة والمكانة؛ لأن الشاعر ~~الحلبي الكبير فرنسيس بن فتح الله مراش أطراها، وقد ~~وصفها بهذه الأبيات: # لي عين تظل جنح الدياجي # ترقب المشتري فيا سعد عيني # كوكب قد غدت أشعته أخبا # ر صدق ما شابها من مين # فمن الغرب قد بدا وللقيا # ه غدا الشرق باسط الراحتين # يرشد الناس للتمدن والتهذ # يب فهو الآتي من النوعين # فيه شمل الأخبار يحكي الثريا # فإليه يشار بالكفين ~~(11) أعمال شركة مار منصور دي بول # ميخائيل فرج الله؛ مدير مجلة «أعمال ~~شركة مار منصور» وأحد مؤسسيها. # مجلة شهرية ظهرت في ms060 غرة حزيران 1867 بعناية شركة ~~القديس منصور دي بول في بيروت، وتولى إدارتها أحد مؤسسيها ~~الطيب الأثر ميخائيل بن نقولا فرج الله، فكانت تنشر ~~أخبار الشركة المذكورة، وميزانية حسابها السنوي، وخلاصة ~~وقائع جلساتها العمومية، مع أنباء سائر فروعها الممتدة في ~~أنحاء المعمور. وكان يحرر فصولها كرما منهم نخبة من آل ~~الفضل والأدب كالخوري يوسف البستاني، والشيخ حبيب ابن ~~الشيخ ناصيف اليازجي، وأنطون عيد الصباغ، وسليم بك تقلا، ~~ودرويش تيان، وسواهم. واستمرت هذه المجلة على خطتها ~~الشهرية حتى كثرت الصحف في بيروت؛ فصارت تصدر منذ مطلع ~~السنة 1874 مرة كل ثلاثة شهور، ثم أبطلت بعد زمن قليل ~~حتى قيض للشركة أن تنشر برنامجها السنوي عام 1898 عندما ~~تولى رئاستها كاتب هذه السطور، فاقترح على مجلس شورى ~~الشركة أن يوضع لها تاريخ يتضمن شتات أخبارها وحوادثها ~~منذ نشأتها حتى ذاك العهد؛ فاستحسن المجلس هذا الرأي، ~~وعين بتاريخ 11 كانون الثاني 1898 لجنة مؤلفة من فيليب ~~دي طرازي رئيس الشركة، وأنطون شحيبر نائب الرئاسة، ونقولا ~~قماطي، وخليل يارد، وشكري غلاييني، والمرحوم نجيب حبيقة؛ ~~للقيام بهذا العمل. ولما كان يستحيل على أعضاء اللجنة ~~الاجتماع بنظام لكثرة أشغالهم فوضوا إلى الرئيس المشار ~~إليه أن يضع تاريخا جامعا لأخبار الشركة؛ فلبى الطلب ~~بكل ارتياح، وكانت اللجنة تصدق على كتاباته بعد تدقيق ~~النظر في محتوياتها؛ حتى أنجز العمل الذي جاء وافيا ~~بالغاية المقصودة والضالة المنشودة. هكذا انتشر تاريخ ~~جمعية مار منصور الذي أحيا آثار أعضائها والمحسنين إليها، ~~ووفاهم نصيبهم من الثناء بمكيال الحق والعدالة. ولبث ~~الرئيس بعد ذلك معتنيا بكتابة برنامج الشركة سنة فسنة ~~مدة ثمانية أعوام متوالية حتى تنازل برضاه واختياره عن ~~الرئاسة، عندما احتفلت الشركة سنة 1910 بيوبيلها الذهبي ~~عينت لجنة لطبع برنامج هذه السنة وكان نقولا قماطي أحد ~~أعضائها، فاستقل وحده بالعمل، ونسب لنفسه دون سواه ~~وخلافا للحقيقة؛ تأليف التاريخ المذكور آنفا، ثم ضرب ~~صفحا عن إيراد مآثر كثير من ذوي الفضل الذين سطرت لهم ~~الشركة أعمالا تذكر فتشكر؛ بحيث جاهدوا الجهاد الحسن. ~~فدفعا للالتباس وجب الإلماع إلى ذلك على ms061 سبيل إظهار ~~الحقيقة، وهنا نورد نص الرسالة الرسمية التي ~~وجهتها الشركة للرئيس ~~المشار إليه بعد استقالته، وحسبنا بها برهانا قاطعا لفصل ~~الخطاب في هذه القضية، وهاك نصها بالحرف الواحد: # جناب الفاضل الهمام الفيكونت فيليب دي ~~طرازي ~~الأفخم ~~رئيس شركة مار منصور دي بول ~~سابقا # أيها الأخ المحترم # إن استقالتكم من رئاسة شورى شركة القديس منصور ~~دي بول في بيروت كان لها تأثير محزن ومؤثر ~~للغاية في نفوس جميع إخوانكم أبناء هذه الشركة ~~المحبوبة لا سيما أعضاء شوراها، فإنهم يذكرون ~~بالشكر والافتخار ما لكم في سبيلها من الأيادي ~~البيضاء من يوم انضوائكم تحت لوائها وخصوصا أثناء ~~رئاستكم العامة عليها مدة ثماني سنين متوالية، نعم ~~أيها الأخ المحترم لقد أحييتم رسوم مؤسسي الشركة ~~وجمعتم آثار الأولين من أعضائها الذين أتوا في ~~جادتها ونهضتها كل أثر يذكر فيشكر، ثم سعيتم ~~في تجديد برنامجها السنوي وعنيتم بأوقافها ~~ومدارسها وجمعياتها واحتفالاتها وسائر مصالحها ~~الخيرية، قائمين بكل استحقاق بالمهمة السامية التي ~~تقلدها أسلافكم الرؤساء الأفاضل الذين طابوا ~~أثرا وذكرا وهم: يوسف برطالس الشريف نسبا، ~~وبطرس ديشان الملتهب غيرة، وبشارة خوري المتدفق ~~كرما؛ فأحرزتم جميع هذه الصفات المعتبرة، كما ~~أنكم توفقتم إلى استدرار البركات الروحية ~~والإمدادات الزمنية من لدن الأحبار الأعظمين ~~ورؤساء الطوائف الكاثوليكية وسراة القوم، فضلا عن ~~التبرعات السخية والخدم الجليلة التي بذلتموها ~~حبا بالشركة التي تذكر لكم أيضا ما امتزتم به ~~من علو الهمة وشهامة النفس ونبل المقاصد وسائر ~~المناقب الفريدة. وفي الحقيقة أنكم جاهدتم في سبيل ~~نجاحها جهادا حسنا حتى إنكم نلتم ثناء الجميع ~~وصارت الشركة في عهد رئاستكم تتفاخر وتتباهى بين ~~سائر الجمعيات الخيرية بانتظام أحوالها ونمو ~~وارداتها واتساع دائرة أعمالها المبرورة. # وبناء عليه فمجلس الشورى في جلسته المنعقدة في ~~مساء اليوم الرابع من شهر تموز الغابر قد أقر ~~على كتابة هذا الرقيم معلنا شكره الحميم لجنابكم، ~~ومعربا عن أسفه الشديد لاستقالتكم من منصب ~~الرئاسة، ~~وبرهانا على ما سبق ذكره، رأينا أن نزين قاعة ~~الاجتماعات برسمكم الكريم الذي سيبقى أثرا خالدا ~~يذكرنا بمساعيكم ms062 المحمودة وغيرتكم الوقادة. وفي ~~الختام نتوسل إلى الله سبحانه أن يوفق أموركم ~~ويوليكم مع أسرتكم العزيزة سوابغ النعم وقرائن ~~القسم، وأن يمد بحياتكم الثمينة ويجعل التوفيق ~~لكم أليفا والسعد حليفا والهناء ملازما والزمان ~~خادما بمن الله سبحانه وكرمه. # صدر عن ~~مركز الشركة ببيروت في 3 آب 1906 ~~(مكان الختم) # أمين الصندوق # كاتب الوقائع # الرئيس # حبيب فرنسيس نادر # شكري غلاييني # أنطون شحيبر ~~(12) لبنان # داود باشا؛ مؤسس جريدة «لبنان» ~~الرسمية. # صحيفة أسبوعية رسمية، أنشأها داود باشا حاكم جبل لبنان ~~سنة 1867 لخدمة مصالح الحكومة اللبنانية وإذاعة أوامرها ~~وإعلاناتها. وقد نشرها في أربع صفحات حسنة التبويب لطيفة ~~الحروف، نصفها عربي العبارة ونصفها الآخر فرنسي، وطبعها في ~~المطبعة التي أتى بها إلى «بيت الدين» مركز الحكومة ~~الصيفي، وانتدب لتنظيمها رجلا بيروتيا ذا همة كبيرة ~~يدعى يوسف الشلفون، فرتب داود باشا للجريدة مكتبا ~~مخصوصا وإدارة منتظمة على نسق الجرائد الكبرى في الدول ~~المتمدنة، وجعل لها مراسلين في جميع الجهات، وكان كل عدد ~~منها يتضمن خلاصة سياسية بوجه الإجمال ثم أنباء الحوادث ~~الخارجية والأخبار الداخلية وغيرها. وقد تولى كتابة قسمها ~~العربي أولا صاحب السيف والقلم حنا بك صعب، ثم خلفه حبيب ~~خالد الحلو، ثم الأستاذ الشهير إلياس بك حبالين الذي صار ~~فيما بعد رئيس قلم الترجمة في مجلس نظار مصر. أما ~~قسمها الفرنسي فكان يحرره فرنسيس دياب رئيس القلم الأجنبي ~~في الحكومة اللبنانية. وكانت هذه الجريدة متقنة الطبع، ~~فصيحة العبارة، كبيرة الحجم، تعد من أهم صحف ذاك العهد، ~~وبعدما عاشت عامين كاملين عطلها فرنقو باشا حبا ~~للاقتصاد، واتخذ جريدة «حديقة الأخبار» البيروتية بدلا ~~منها، لكنها بعد أربعين سنة عادت إلى الظهور في 25 كانون ~~الثاني 1909 بعناية يوسف باشا المتصرف السابع على جبل ~~لبنان ونجل فرنقو باشا المشار إليه، وقد تعين بولس زين ~~محررا فيها ومديرا لشئونها. وهي الآن مكتوبة ~~باللغة العربية فقط ~~وتطبع في «بعبدا» ولا تنشر سوى الإعلانات الرسمية وأوامر ~~الحكومة، وقد نظم حنا بك صعب قصيدة في مدح داود باشا لدى ~~إنشاء مطبعة «بيت الدين» جاء في مطلعها ms063: # في عصر داود مولانا المشير لقد # جادت سواجعنا في كل تغريد # مولى له الراية البيضاء في ملأ # غيث وغوث لظمآن ومنكود # وقال في آخرها: # كانت جوائبنا بالحزن ~~منبئة # والآن تنبي بسر كل تهجيد # لذاك فرض علينا الدهر ~~ننشدها # في حمد مولى سليم القلب ~~داود # أنباء شكر على إيجاد ~~مطبعة # في طود لبنان لا زالت ~~بتجديد # إن تتل مدحا بتاريخ ترق ~~جمل # راج لداود تأييدا ~~بتأييد # 1867 ~~(13) مجموعة العلوم # مجلة تشتمل على أعمال «الجمعية العلمية السورية» في ~~بيروت، وعلى مباحث عمومية كالزراعة والصناعة والتجارة ~~والتاريخ والشعر وسائر المواضيع العلمية، نشأت في 15 كانون ~~الثاني 1868 بعناية الجمعية المذكورة، وكان صدورها مرة ~~في الشهر، يختلف باختلاف أوقات التئام الأعضاء، فظهرت منها ~~في السنة الأولى عشرة أعداد، وفي السنة الثانية سبعة ~~أعداد، آخرها في 25 آيار 1869 ثم احتجبت. وقد قرظها سليم ~~رمضان مؤرخا افتتاحها بهذين البيتين: # قلت للدهر والنجاح ~~تبدى # قمر في بلادنا السورية # أي يوم يتم ذا قال ~~أرخ # يوم فتح الجمعية العلمية # سنة 1284 هجرية # وغرض هذه الجمعية تنشيط المعارف وتعزيز شأن الآداب ~~وزيادة انتشار المدارس لتنوير أذهان الشعب وارتقاء الأمة ~~في معارج الفلاح، وكانت عمدتها مؤلفة من الأدباء والأعيان ~~الآتي ذكرهم: (الرئيس) الأمير محمد ابن الأمير أمين ~~أرسلان، (المميزون) الحاج حسين بيهم، وسليم البستاني، ~~وحنين الخوري، (أمين الصندوق) رزق الله خضرا، (المصححان) ~~المركيز موسى دي فريج وسليم رمضان، (الكاتبان) عبد الرحيم ~~بدران وسليم شحادة، (مدير الأشغال) حبيب جلخ، (أمين ~~المكتبة) يوسف الشلفون، وفي 20 كانون الثاني 1869 انتخبت ~~الجمعية عمدة جديدة فأصابت الرئاسة الحاج حسين بيهم، ~~وعين سليم البستاني لنيابة الرئاسة، وانضوى تحت لواء هذه ~~الجمعية كثير من الوزراء والأعيان وحملة الأقلام في بيروت ~~والآستانة ودمشق وحمص وحماة ولبنان وطرابلس واللاذقية ~~وبعلبك وصيدا وصور وعكا وحيفا ويافا والقدس وحلب والقاهرة ~~والإسكندرية وغيرها من المدن الشرقية، وإليك أسماء البعض ~~منهم: # فؤاد باشا الصدر الأعظم سابقا، يوسف كامل باشا رئيس ~~المجلس العالي، كامل باشا الصدر الأعظم سابقا، مصطفى فاضل ~~باشا، محمد رشدي باشا وزير المالية، صفوت باشا وزير ~~المعارف ms064، فرنقو باشا حاكم جبل لبنان، جميل باشا سر قرناء ~~الحضرة السلطانية، راوف باشا باش ياور حرب الحضرة ~~السلطانية، أمين بك رئيس كتاب السلطان عبد العزيز، مرزا ~~حسين خان سفير إيران، البارون قراندل سفير بلجيكا في ~~الآستانة، إسكندر كاتسفليس قنصل روسيا، وأنطونيوس يني قنصل ~~الولايات المتحدة في طرابلس، الدكتور شبلي أبيلا قنصل ~~أميركا في صيدا، الدكتور ميخائيل مشاقة قنصل أميركا في ~~دمشق، المطران مكاريوس حداد، الكونت نصر الله دي ~~طرازي، حبيب باشا مطران، أحمد باشا أباظة، الأمير سعد ~~شهاب، الأمير مصطفى أرسلان، الأرشيمندريت غبريل جبارة، ~~خليل الخوري، خليل غانم، الشيخ إبراهيم اليازجي وأخوه ~~الشيخ حبيب، سليم بك تقلا، حبيب بسترس، المعلم جرجس زوين، ~~الشيخ خطار الدحداح، عبد القادر الدنا، إلياس بك حبالين، ~~جبور بك رزق الله، إسكندر بك التويني، السيد نصري كيلاني، ~~نقولا بك مدور، حنا بك أبكاريوس، الدكتور يوحنا ورتبات، ~~سعيد بك تلحوق، الدكتور ملحم فارس، الدكتور سليم فريج، ~~إبراهيم فخري بك، خليل أيوب، أسبر شقير، إبراهيم يعقوب ~~تابت، بشارة زينية، إلياس صالح، خطار البستاني، جرجس مرزا، ~~جرجس نحاس، قيصر بك نوفل، أسعد خلاط، قيصر كاتسفليس، سليم ~~طراد، أيوب تابت، سليم أبو أحمد، جبرائيل أسبر، ديمتري ~~شلهوب، نقولا بحري، أنطون الشامي، جبور نمور، علي بك ~~حمادة، عبد النجيب الأيوبي، المعلم إلياس كركبي، يوسف ~~الجلخ، حبيب نوفل، يوسف باخوس، جرجس الجاهل، شاكر شقير، ~~سليم الخوري، ضاهر خير الله، وغيرهم. # المركيز موسى دي فريج؛ أحد مؤسسي مجلة ~~«مجموعة العلوم» الخاصة بالجمعية العلمية ~~السورية. # وخلفت لنا هذه الجمعية المعتبرة آثارا جليلة تشهد ~~لأعضائها بطول الباع في العلوم الحديثة والقديمة، وفي هذا ~~المقام نورد شيئا من مآثرهم تخليدا لذكرهم الحسن وعبرة ~~لسواهم: «أرجوزة على افتتاح الجمعية» نظمها حسين بيهم وهي ~~تتضمن 151 بيتا، خطبة في «فوائد العلم» للأمير محمد ~~أرسلان، مقالة في «احتياجات العقل» وتاريخ «حياة سقراط» ~~وخطبة في «الزراعة» ومقالة في «تاريخ التمدن الأوروبي» ~~لحنين الخوري، وقصيدة في «الحث على التقدم» وخطبة موضوعها ~~«الطب القديم» بقلم الشيخ إبراهيم اليازجي، وخطبة في ~~«التجارة» ومقالة موضوعها ms065 «التمدن» أنشأهما المركيز موسى ~~دي فريج، ونبذة مدارها «علم الطبيعيات وتصوير الشمس» بقلم ~~يوسف الجلخ، وخطبة في «معرفة أعضاء جسم الإنسان ووظائفها» ~~للدكتور ملحم فارس، ومقالة في «الموسيقى» لسليم رمضان، ~~ونبذة عن «حالة العلم» لسليم شحادة، وخطبة في «الاحتياج ~~إلى التمدن» ألقاها إبراهيم يعقوب تابت، ومقالة في «الدم ~~ودورته» كتبها سليم دياب، وقصيدة في «الحث على الاجتهاد» ~~نظمها المعلم ضاهر خير الله، وخطبة في «تاريخ سوريا» ~~أنشأها المعلم جرجس زوين، ومقالة في تاريخ «هارون الرشيد» ~~لعبد الرحيم بدران، ومنها «رسالات سينكا الفيلسوف ~~الروماني» بقلم سليم شحادة، وخطبة موضوعها «الخرافات ~~اليونانية» ليوسف الشلفون. ~~(14) رجوم وغساق: إلى فارس الشدياق # هو عنوان لمجلة جدلية صغيرة صدرت عام 1868 في لندن ~~لمنشئها رزق الله حسون الحلبي مؤسس جريدة «مرآة الأحوال» ~~في الآستانة، غرضها الرد على أحمد فارس الشدياق صاحب جريدة ~~«الجوائب» لإطالة لسانه وتحريك قلمه بالسفاهة في حق رزق ~~الله حسون، فاشتد الجدال بهذا المقدار حتى انتقلت ~~المناظرة بينهما إلى المشاتمة والمهاترة. وكانت كتابات ~~كليهما وردود الواحد على الآخر مشحونة بالهجو المر ~~والطعن الموجع؛ ولذلك يسوءنا أن نسطر أخبارا كهذه على ~~صفحات التاريخ عن رجلين كبيرين يفتخر اللسان العربي ~~بآثارهما الصحافية، وقد احتجبت هذه المجلة بعد صدور ~~عدديها الأولين. ~~(15) الزوراء # صحيفة رسمية أنشأها سنة 1868 مدحت باشا عندما كان ~~واليا على بغداد، وقد جعلها لسان حال الولاية المذكورة ~~لنشر الأخبار والأوامر والإعلانات في اللغتين العربية ~~والتركية، وهي أول جريدة ظهرت في العراق بمساعي زعيم ~~الأحرار العثمانيين. أما الذين حرروا قسمها العربي ~~فمعارفهم متباينة جدا؛ لأن عبارتها بلغت تارة مناط ~~العيوق في الفصاحة والبلاغة، وطورا انحطت إلى الحضيض في ~~الركاكة والسخافة، وهذا أجلى دليل على تباين طبقات ~~محرريها في صناعة الإنشاء. ولما كانت القيود القديمة ~~لهذه الجريدة قد احترقت فلم نعثر إلا على أسماء الذين ~~تولوا إدارتها وكتابة فصولها من سنة 1877 وهي: حسن أزوم ~~(1294-1299ه) زهيد أفندي (1299-1313ه) إسماعيل أفندي ~~(1313-1317ه) أحمد فهمي (1317-1319ه) فهمي أفندي ~~(1319-1321ه) عباس حمدي (1321-1323ه) فهمي أفندي ~~(1323-1326ه) عبد الوهاب أفندي (1326ه ms066). ~~(16) نزهة الأفكار # صحيفة سياسية أسبوعية ظهرت في القاهرة سنة 1869 ~~لصاحبيها ومحرريها إبراهيم بك المويلحي ومحمد عثمان بك ~~جلال، فما كاد هذان الشريكان الفاضلان يتفقان على إصدارها ~~حتى تعطلت بعد ظهور العدد الثاني منها، ودخلت في خبر ~~كان. ويعزى السبب في ذلك إلى شاهين باشا الذي أبدى للخديو ~~تخوفه من أنها تهيج الخواطر وتبعث على الفتن؛ فصدر أمر ~~إسماعيل باشا بإلغائها. # وقد ترك محمد عثمان جلال بعض تآليف نذكر منها «السياحة ~~الخديوية» التي كتبها عندما رافق الخديو توفيق الأول في ~~رحلته إلى جهات القطر المصري، ثم نقل من اللسان الفرنسي ~~رواية «بول وفرجيني» إلى اللسان العربي، ونظم ~~بالشعر العربي أمثال ~~لافونتين الشاعر الفرنسي وجمعها في كتاب سماه «العيون ~~اليواقظ في الأمثال والمواعظ» ثم طبعه. ومات في 16 كانون ~~الثاني 1898 بالغا السبعين من العمر، أما إبراهيم بك ~~المويلحي فسننشر ترجمته في محل آخر. # الفصل الخامس # | أحوال الصحافة العربية في الحقبة ~~الأولى وأمثلة من كتاباتها # إلى هنا انتهى الدور الأول من تاريخ الصحافة التي رافقناها ~~من مهد الولادة على ضفاف النيل إلى عهد الطفولة على ساحل ~~البوسفور، ثم أخذت بالنمو تدريجا على سنة الارتقاء الطبيعي ~~حتى عم انتشارها في أهم العواصم والبلدان شرقا وغربا، وإذا ~~قابلنا حالة صحفنا مع مثيلاتها في سائر الممالك الراقية في ~~دورهن الأول نرى بين الفريقين بونا كبيرا؛ لأنه رغما من ~~قلة العارفين بالقراءة في لغتنا العربية نشأت لدينا 27 صحيفة ~~في مدة سبعين عاما، وهو عدد لم تسبقنا إليه دولة عند تكون ~~صحافتها بين سائر الدول المشهورة بتقدم العلوم وميل الناس فيها ~~إلى مطالعة الصحف، والذي يقضي بالعجب العجاب هو أنه بين جميع ~~الجرائد والمجلات التي ذكرنا أخبارها لم تنشأ منها صحيفة ~~واحدة في البلاد العربية الصميمة، بل صدرت بأسرها إما في ~~الممالك الأجنبية وإما في الأقطار التي افتتحها العرب بعد ظهور ~~الإسلام. # وكانت صحافتنا في بداية أمرها ضعيفة الأفكار، ركيكة ~~التعابير، سقيمة الطبع، خالية من تبويب أبحاثها، بوجه الإجمال ~~إلا ما ندر، ولا غرابة في ذلك؛ لأن هذا الفن ms067 كان مجهولا، ~~وسوق العلم كاسدة، وآثار الحضارة مندرسة في أكثر أنحاء ~~الشرق. ومن المعلوم أن صحف الأخبار تشمل كل ما تهم معرفته ~~الإنسان عن أحوال السياسة والتجارة والعلم والتاريخ ~~والاكتشافات والاختراعات، وما يتعلق بالشئون الاقتصادية ~~والبيتية والاجتماعية والأخلاقية والانتقادية وغيرها، ولكل ~~من هذه الفروع اصطلاحات، خاصة عند الغربيين في أساليب التعبير، ~~كان يجهلها صحافيو العرب الذين عانوا مشقات جسيمة في هذا ~~المسلك الوعر؛ لأن أكثر نشرياتهم كان معربا عن اللغات ~~الأجنبية، غير أن تلك الألفاظ الركيكة أو التعبيرات السقيمة ~~التي كان يستعملها أرباب الجرائد أولا في كتاباتهم قد بطلت ~~شيئا فشيئا باختمار الصحافة وارتقاء الأفكار وانتشار العمران ~~وانصباب الناس على اكتساب المعارف. ومن أعظم دواعي ترقيها ~~إقبال أدباء بلادنا على الأسفار الشاسعة ومخالطة الغربيين ~~ومجاراتهم في كثير من الأمور. # وأول من تنبه من الصحافيين إلى هذا الأمر المهم بل جاهد في ~~سبيله جهادا عظيما كان الكونت رشيد الدحداح، فإنه عزز ~~كرامة أبناء جنسه بما نشره من كنوز اللغة على صفحات برجيس ~~باريس وغيرها من المطبوعات النفيسة، ولم يكن أقل جهادا منه في ~~هذا السبيل أحمد الشدياق صاحب «الجوائب»؛ لمعرفته التامة ~~باللغة العربية وخبرته الواسعة بشئون الغربيين الذين سبر غور ~~سياستهم ووقف بذاته على أحوال بلادهم، فإنه سد هذه الثلمة ~~باتخاذ الأوضاع العربية لأكثر المعربات الإفرنجية كقوله: ~~«المؤتمر» بمعنى # Congrés # عند ~~الفرنسيس ثم الأسطول بمعنى # Escadre # والباخرة بمعنى # bateau á vapeur # والبريد ~~بمعنى # poste # والمنطاد # ballon # والحافلة بمعنى # Omnibus # والأزمة المالية ~~بمعنى # Crise # والسند بمعنى # Traite # عند الفرنسيس أو ~~عند الإيطاليان # Cambiale # والسلك البرقي بمعنى # télégraphe # وغير ذلك من ~~الأوضاع التي يطول شرحها؛ ولذلك كانت جريدته أرقى جميع جرائدنا ~~بأفكارها وسياستها ومباحثها، وكان صحافيو الغرب يعولون عليها ~~في معرفة أخبار الشرق. وتتمة لفائدة التاريخ نسرد بعض أمثلة ~~من كتابات جرائدنا الأولى ليقف القارئ على أحوالها السالفة، ~~ويحكم بما آلت إليه الآن من الرقي بفضل انتشار العلوم وتهذيب ~~الأخلاق واتساع دائرة التمدن. وقد سبق لنا نشر مقدمة جريدة ~~«المبشر» والآن نشفعها بأمثلة من بعض الجرائد القديمة ~~وهي: # قالت جريدة «حديقة الأخبار» في مفتتح العدد ms068 الأول لسنتها ~~الأولى بتاريخ غرة كانون الثاني 1858 ما نصه بالحرف الواحد: # جرنال عربي # قد تعلقت الإرادة السنية الملوكية بإعطاء الرخصة ~~بطبعه في مدينة بيروت رغبة في إشهار المعارف والفنون، ~~وتقدم تهذيب عبيدها الذين رشفوا كئوس الراحة والأمان ~~تحت ظلها الظليل، فبناء على الأوامر التي تشرفنا ~~بورودها سنطبع هذا الجرنال في كل أسبوع مرة، مشتملا ~~على كل ما يتعلق بالفوائد الإنسانية، قسم منه يحتوي ~~على أخبار بلادنا السورية مع الحوادث الأجنبية مترجمة ~~من أحسن وأعظم الجرنالات، وقسم يشتمل على نبذ مختلفة ~~وفوائد علمية، وقسم يتضمن ملاحظات وأمورا متجرية، ~~والقسم الأخير يبتدئ بتاريخ مفيد يطبع بالتتابع ~~بذيل كل آخر صحيفة من الجرنال كي تقطع تلك الأوراق ~~الأخيرة في آخر كل عام ويجتمع منها كتاب تاريخ، وثمن ~~هذا الجرنال بالعام مائة وعشرون غرشا في بيروت ~~وتوابعها، ويضاف عليه أجرة توصيله إلى الجهات فيكون ~~ثمنه إلى كل مكان خالص المصاريف مائة وأربعة وأربعين ~~غرشا، فنرجو من كل ذي عناية يرغب تقدم البلاد، ومن كل ~~ذي ذوق سليم يميل إلى التهذيب؛ أن يبادر بكتابة اسمه ~~إلى المدير. # وقالت جريدة «برجيس بريس» بتاريخ 24 نيسان ~~1862 ما نصه: # قيل إن السلطان المعظم سافر إلى بروسة ليقيم فيها ~~أسبوعا، وقبل سفره استدعى منشئ الصحيفة التركية ~~المسماة «ترجمان الأحوال» وسأله: لم لا تتكلم ~~مياومة على السياسة؟ فأجاب بأنه لم يتكلم على ذلك ~~خشية أن يلحقه لوم، واحترازا من وقوع صحيفته في ~~الخطر. فقال له: تكلم على السياسة والأمور العامة بما ~~ظهر لك من الواقع ونفس الأمر ولا تخش شيئا. فإن ثبت ~~هذا فجزى الله السلطان خيرا على إنصافه وإباحته ~~لرعيته أن تذب عن حقوقها، وهذا يشهد له بالفضل ~~والفخر، وهو في الحقيقة تحصل منه مصلحة الجانبين؛ إذ ~~تستمر به الموافقة بين الدولة والرعايا، وفي محكم ~~التنزيل: # وشاورهم في ~~الأمر ~~. # وقالت جريدة «أخبار عن انتشار الإنجيل» بتاريخ غرة تشرين ~~الأول 1863 تحت العنوان الآتي: # إفريقية الغربية # إنه في سيراليون وليبيريا وراس بالماس وكامبيا ~~وكوريسكو من إيالات إفريقية الغربية يوجد الآن أكثر من ms069 ~~ستين ألف نفس من المسيحيين المؤمنين الذين كان أصلهم ~~وثنيين، وانتظمت كنايس كثيرة وابتنت مدارس مختلفة ~~وكراخين، ومنهم ذهب عدد ليس بقليل ليبشروا بالإنجيل ~~بين جيرانهم الوثنيين، ولكن الأمر المحزن هو أن ملك ~~داهومي لم يزل يمارس طقوسه الدموية في تقديم ألوف من ~~الشعب ذبيحة في جنائز الأغنياء والولاة، وقيل إن ~~سوقا واحدا من أسواق مدينة كوماسي قد تسمى «سوق لا ~~ينشف دمه» لكثرة المساكين الذين يذبحون فيه يوميا، ~~وعلى جانبي ذلك السوق يتكوم رءوس المقتولين منظرا ~~للأهالي الذين ينظرون إليها بالضحك والهزو لكي يرضوا ~~بذلك ملكهم؛ لأن الذي لا يفرح بذلك المنظر يقتل ~~ويطرح رأسه عبرة للآخرين، فكيف يمكننا أن نستريح ~~وإخوتنا من الجنس البشري في هذه الحالة، وكيف لا نصلي ~~بلجاجة ومواظبة إلى رب الحصاد ليرسل فعلة إلى ~~حصاده. # ولما تعين ناشد باشا واليا على حلب في شهر آيار 1868 نشرت ~~جريدة «الفرات» ما نصه: # لقد اجتمع يوم الاثنين الماضي في دائرة الولاية كل ~~من اعتاد الحضور من الذوات الكرام، وصفت العساكر ~~النظامية وأخذت الموسيقة في الترنم، وقد فتح الأمر ~~العالي المتضمن مأمورية صاحب الدولة والإجلال ناشد ~~باشا والي الولاية وقرئ بصفات التعظيم والتكريم، ثم ~~بعد ختام التلاوة ابتدأ بالدعوات الخيرية لدوام سلطنة ~~الذات العلية الملوكية، وأمن كل من حضر على ذاك ~~الدعاء بأصوات حسنة عن عنانها للسماء. # | الباب الثاني # تراجم مشاهير الصحافيين في الحقبة الأولى # كان بودنا أن ننشر تراجم جميع أرباب ~~الصحافة والمحررين فيها لا سيما القدماء منهم، ولكن حال دون ~~رغبتنا كثرة عددهم أو عدم وقوفنا على أخبار البعض منهم، ~~فاقتصرنا في ذلك على المشاهير منهم والذين قضوا شطرا كبيرا ~~في خدمة الصحافة، ثم راعينا في سرد التراجم المذكورة زمان صدور ~~الصحف لا الزمان الذي اشتهر فيه أربابها أو عاش فيه كتبتها؛ ~~ولذلك يتفق أن ننشر ترجمة الواحد منهم في الحقبة الثانية تبعا ~~لزمن تأسيس الجريدة مع أنه تولى كتابتها في الحقبة الثالثة أو ~~الرابعة، نضرب على ذلك مثلا الأستاذ رشيد الشرتوني الذي خدم ~~الصحافة في ms070 الحقبة الثالثة، فإننا نشرنا ترجمته في الحقبة ~~الثانية؛ لأن جريدة «البشير» التي حرر فيها أنشئت في هذه ~~الحقبة، وقس عليه غيره من حملة الأقلام في المدات ~~المتأخرة. # الفصل الأول # | الشيخ ناصيف اليازجي # أمضي وتبقى صورتي فتعجبوا # تمضي الحقائق والرسوم تقيم # والموت تجلبه الحياة فلو حوى # روحا لمات الهيكل المرسوم # هو ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن ~~سعد اليازجي، اللبناني المولد، الحمصي الأصل، هاجر جده سعد ~~المذكور من حمص مع جماعة من ذويه ~~نحو سنة 1690؛ لحيف وقع ~~عليهم في تلك الديار، فتوطن أناس منهم في ساحل لبنان في ~~الجهة المعروفة بالغرب وآخرون في وادي التيم من أعمال دمشق، ~~وتفرق بعضهم في مواضع أخرى، ولا تزال بقية أسرتهم في حمص ~~ونواحيها. وهم عشيرة كبيرة من ذوي الوجاهة واليسار، وأكثرهم ~~من طائفة الروم الأرثوذكس، أما فرع الشيخ ناصيف فإنه ينتمي ~~إلى الروم الكاثوليك. وقد اقتطفنا بعض أخبار صاحب الترجمة مما ~~كتبه حفيده الشيخ أمين الحداد. # كان مولده في قرية كفر شيما من قرى الساحل المذكور في 25 ~~آذار سنة 1800، وتلقى مبادئ القراءة على راهب من بيت شباب يقال ~~له القس متى، وكان والده عبد الله من الأطباء المشهورين في ~~وقته على مذهب ابن سيناء، وكان مع ذلك أديبا شاعرا إلا أنه ~~كان قلما يتعاطى النظم لقلة الدواعي إليه إذ ذاك، ومن شعره ~~أبيات قرظ بها ديوان الخوري حنانيا المنير أحد شعراء ذلك ~~العصر، لم يحفظ منها إلا بيتان رواهما الشيخ إبراهيم ~~اليازجي، وهما قوله: # عش بالهنا والخير والرضوان # يا من غنيت بنظم ذا الديوان # إني لقد طالعته فوجدته # نظما فريدا ما له من ثان # فنشأ ولده ناصيف على الميل إلى الشعر، وأقبل على الدرس ~~والمطالعة بنفسه، وتصفح ما تصل إليه يده من كتب النحو واللغة ~~ودواوين الشعراء، ونظم الشعر وهو في العاشرة من عمره، غير أنه ~~لما لم تكن الكتب لذلك العهد ميسورة لقلة المطبوع منها؛ إذ لم ~~يكن في البلاد السورية ولا المصرية إلا مطابع نادرة، قلما ~~كانت تشتغل بطبع ms071 الكتب العلمية؛ كان جل معتمده على كتب ~~يستعيرها من بعض الأديار والمكاتب القديمة، فمنها ما يقرؤها ~~مرة فيحفظ زبدتها، ومنها ما ينسخها بخطه. ولا يزال كثير من ~~تلك الكتب باقيا إلى اليوم محفوظا عند أسرته، وهي جميلة الخط ~~على القاعدة الفارسية، وبعضها يبلغ عدة مئات من ~~الصفحات. # وقد بلغ من كل علم لبابه ودرس أشهر مصنفاته، وله في جميعها ~~تآليف مشهورة بين مختصر ومطول هي اليوم عمدة التدريس في ~~أكثر المدارس السورية وبعض المدارس المصرية لما هي عليه من ~~الوضوح وحسن الترتيب، أشهرها «فصل الخطاب في أصول لغة الإعراب» ~~وهو من أفضل المتون في الصرف والنحو، وعليه شرح ~~بقلمه، كتاب «الجوهر الفرد» ~~في موجز الصرف وقد علق عليه الشروح ولده الشيخ إبراهيم في ~~كتاب سماه «مطالع السعد في مطالع الجوهر الفرد» وطبعه، وله ~~«طوق الحمامة» في مبادئ النحو، ثم أرجوزة «لمحة الطرف في أصول ~~الصرف» وأرجوزة «الباب في أصول الإعراب» في النحو، ومنها ~~«الجمانة في شرح الخزانة» وهو مطول في الصرف، ثم «نار القرى ~~في شرح جوف الفرا» وهي أرجوزة مطولة، وقد اختصرها ولده ~~الشيخ إبراهيم، ومنها «عمود الصج» وهي رسالة في التوجيهات ~~النحوية انتهى بها إلى المفعول فيه فقط ولم تطبع، وكتاب «عقد ~~الجمان في المعاني والبيان» ثم «الطراز المعلم» وهو أرجوزة ~~مختصرة في البيان مشروحة بقلمه، و«نقطة الدائرة» في العروض ~~والقافية، ومنها «اللامعة في شرح الجامعة» وهي أرجوزة مطولة ~~مشروحة بقلم ولده الشيخ حبيب، وكذلك «قطب الصناعة» وأرجوزة ~~سماها «التذكرة» في أصول المنطق، ثم «القطوف الدانية» وهو ~~شرح مطول على بديعيته، وكتاب «مجموع الأدب في فنون العرب» ~~وهي مجموعة في المعاني والبيان والبديع والعروض، وأرجوزة ~~مختصرة سماها «الحجر الكريم في الطب القديم» نشرت في مجلة ~~الطبيب، ومعجم سماه «جمع الشتات في الأسماء والصفات» لم ينشر ~~بالطبع وهو يبحث في أعضاء الإنسان والصفات التي على أفعل. ~~وساعد المرسلين الأميركيين في ترجمة الكتاب المقدس ونظم لهم ~~المزامير وبعض الأغاني الدينية. وكان قد شرع في وضع شرح لديوان ~~المتنبي لم ms072 يستوفه، وكان يعلق عليه الحين بعد الحين ما يعن ~~له من تفسير بعض الأبيات الغامضة، فأتمه بعده ولده الشيخ ~~إبراهيم وسماه «العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب» وأضاف ~~إليه ما يروى للمتنبي من الشعر الذي لم يثبته في ديوانه، ~~وذيله بنقد مطول على شعر المتنبي وكلام شراحه. وأشهر ~~تآليفه وأعظمها مقاماته المعروفة باسم «مجمع البحرين» التي ~~عارض فيها مقامات الحريري، وهي ستون مقامة ضمنها من بلاغة ~~الإنشاء والفوائد اللغوية والعلمية وتواريخ العرب وأمثالهم؛ ما ~~دل على غزارة محفوظه وقوة عارضته في النظم والنثر، وأودعها ~~من الفنون البديعة الصعبة المرتقى في بعض منظوماته كالجناسات ~~الخطية، وجناس ما لا يستحيل بالانعكاس، وغيرها ما لا يضطلع ~~به إلا عن مقدرة فائقة. # وقد تفنن في صناعة التاريخ الشعري تفننا غريبا يقضي له ~~بالسبق في هذا المضمار على الشعراء قاطبة، ومن أبدع ما نظمه في ~~هذا الباب بيتان قالهما سنة 1248 هجرية في فتح مدينة عكا قد ~~اقترحهما عليه الأمير بشير الشهابي الكبير، وهما يتضمنان ~~ثمانية وعشرين تاريخا بحساب الجمل، وذلك يحصل من كل ~~شطر منهما ومن مهمل كل بيت ~~منهما ومن معجمه، ومن مهمل كل شطر مع معجم كل شطر فيهما، ~~وبالعكس صدرا لصدر وعجزا لعجز، وبالخلاف سوى التاريخ الناطق ~~لفظا، وهما: # في فتح عكا برد نار معاطب # دار الخليل وللديار به البكا # رأس الثمان وأربعين بطيه # مئتان مع ألف فبارك ربكا # نظم من هذا القبيل أيضا بيتين سنة 1283 في مدح السلطان عبد ~~العزيز، وله في مدح كل من إبراهيم باشا المصري والسلطان المشار ~~إليه قصيدة جعل كل شطر منها تاريخا وصدرهما ببيتين قد ضمن ~~كل شطر منهما تاريخين، ثم وزع حروف البيت الأول على أوائل ~~أبيات الغزل من القصيدة، ووزع حروف البيت الثاني على أوائل ~~أبيات المديح منها. ومن مبتكراته في فن النظم بيتا المديح ~~اللذان إذا عكست قراءتهما انعكسا هجاء، ثم البيتان اللذان ~~طردهما مديح وعكسهما هجاء. ومن مخترعاته في هذا الباب «عاطل ~~العاطل» وهو أن تكون حروف الكلمة خالية من النقط ms073 كتابة ~~وهجاء، وذلك لأن الحروف المعروفة بعاطل العاطل ثمانية فقط ~~وهي: الحاء والدال والراء والصاد والطاء واللام والهاء والواو، ~~فلا يسع المتكلم أن يركب منها كلاما كثيرا، وقد نظم من ~~هذا النوع أربعة أبيات لا يعرف سواها في لسان العرب ~~وهي: # حول در حل ورد # هل له للحر ورد # لحصور حلو وصل # ورده للصحو طرد # وله صول وطول # وله صد ورد # دهره حر صدور # هل له لله حد # وكان يصحح مطبوعات المطبعة المخلصية في بيروت، ووقف على ~~طبع كتاب «مواعظ القديس يوحنا فم الذهب» بعد أن أصلح عبارته ~~وهذبها، وله الفضل بتأسيس «الجمعية العلمية السورية» التي ~~اشتهر أمرها وأنشئت لها مجلة باسمها. وقد قرظ الشعراء كتاب ~~«مجمع البحرين» بما يستحقه من الثناء والإجلال، فنظموا ~~القصائد الرنانة التي نورد منها أبياتا للسيد شهاب الدين ~~العلوي الموصلي: # هذا المصنف فوق الفضل قد رفعت # فضلا مقاماته والفضل قد جمعت # ففي البلاد إذا دارت فلا عجب # لكل طالب علم أنها وسعت # أشعارها الأصمعي لو كان ينشدها # بمثلها قال أذن الدهر ما سمعت # ثم الحريري أحرى لو يقاومها # بأن يقول مقاماتي قد اتضعت # يتيمة رب متعنا بوالدها # عن غيرها فطم الألباب ما رضعت # تمت كمالا وقد جاءت منزهة # عنها النقائص تهذيبا قد انخزعت # على الكمالات طبع اللطف أرخها # لطفا مقامات ناصيف التي طبعت # وترك ثلاثة دواوين شعرية تعد من عيون الشعر، كثير منها ~~محفوظ على الألسنة ولا سيما الأبيات الحكمية منها، وهي في شعره ~~أكثر من أن تحصى. ويسمى أقدم دواوينه «النبذة الأولى»، ~~والثاني «نفحة الريحان»، وآخرها «ثالث القمرين» وقد تجدد طبعها ~~في السنين الأخيرة. ونظم التواريخ الكثيرة التي نقشت على ~~القبور أو علقها على الكنائس والقصور والآثار البنائية. وله ~~خلا ما نظمه في عهد الصبا مما لم يثبته في دواوينه المطبوعة، ~~وهو شيء كثير لو جمع بأسره لزاد على المشهور منه، ومع أنه لا ~~يبلغ طبقة المشهور من شعره فإن الإجادة ظاهرة فيه؛ مما يدل على ~~أنه - رحمه الله - كان مطبوعا على الشعر، فلم ms074 يكن يتكلفه ولا ~~يتعمل لأجله، ولا تجد فيه حشوا ولا تعقيدا، وذلك مع حسن ~~اختياره للألفاظ الجامعة بين الجزالة والرقة، واتساع تصرفه في ~~أساليب الكلام مما كان به نادرة وقته. وإذا ضممت هذا إلى ما ~~له من التآليف العلمية وإحكام وضعها وحسن تنسيقها، ثم إلى ما ~~في مقاماته من الإبداع وجريها كلها على سنن واحد من علو ~~الطبقة، مما دل به على قوة ملكته في الصناعة اللسانية ~~وانطباعه على الفصاحة العربية؛ علمت أنه قد انفرد بأمور لا ~~تجدها مجموعة في غيره، وكان في أوائل أمره قد ذاع صيت علمه بين ~~الخاص والعام، فانتدبه السيد أغناطيوس الخامس بطريرك الروم ~~الكاثوليك سنة 1816 ليكون كاتبا عنده في «دير القرقفة» المشيد ~~في قمة كفر شيما، فلبث ناصيف بهذه الوظيفة مدة سنتين حتى نقل ~~البطريرك إقامته إلى الزوق، ثم اتصل بالأمير بشير الشهابي ~~الشهير فقربه إليه وجعله كاتب يده، ومع أنه لبث في خدمته ~~نحوا من اثنتي عشرة سنة؛ أي إلى سنة 1840، وهي السنة التي خرج ~~فيها الأمير بشير من البلاد الشامية فلم أجد له فيه إلا مدائح ~~قليلة، ولعل ذلك لأن شاعره الخاص كان الشاعر الكبير المعلم ~~بطرس كرامة فلم يشأ أن يزاحمه، وبعدما ارتحل الأمير بشير ~~انتقل، رحمه الله، بأهل بيته إلى مدينة بيروت، وأقام بها ~~منقطعا للمطالعة والتأليف والتدريس في «المدرسة البطريركية» ~~للروم الكاثوليك ثم «المدرسة الوطنية» للبستاني وكذلك «المدرسة ~~الكلية» للأميركان، فاشتهر ذكره في جميع البلاد العربية ~~وراسلته أكابر الشعراء من ~~العراق ومصر وغيرهما، وقد طبع ما دار بينه وبينهم في ديوان ~~مخصوص عنوانه «فاكهة الندماء في مراسلات الأدباء» وهو فريد في ~~بابه. ولا ندري أحدا بين حملة الأقلام في الشرق اجتمعت ~~العلماء والأدباء على مدحه كصاحب الترجمة، وللشيخ عبد الهادي ~~نجا الإبياري قصيدة قرظ بها «النبذة الأولى» من ديوان ~~اليازجي، جاء فيها: # هو قاضي البلاغة الفاضل الند # ب الذي ظل في المعارف أوحد # ملك القول من يقسه بقس # فهو لا شك في القياس مفند # ما سمعنا بمثله عيسويا # يتحدى بمثل ms075 معجز أحمد # ألمعي لكنه عيسوي # كان أولى بفضل دين محمد # فلما اطلع مارون النقاش على هذه القصيدة لم يتمالك من الرد ~~عليها ظانا أن فيها إهانة لصاحب الترجمة ومساسا لكرامته، ~~فنظم قصيدة على نفس الوزن والقافية بلا علم من الشيخ ناصيف ~~وأرسلها للشيخ عبد الهادي قال فيها: # أيها السيد الخطيب لماذا # قمت تبدي ما لم يكن فيك يعهد # ورأينا من بحرك الشعر يهدى # فهو در من غلفه لو تجرد # مفحم مبكم فريد مزيد # إنما زاد بالحد حتى تزيد # عربي لكنه جاهلي # آه لو كان عيسويا فينشد # لم يكن فن الشعر إرثا ولكن # من يخض بحره استطال إذا جد # لا ولا الفخر بالمذاهب إلا # يوم تصفو فيه الوجوه وتكمد # فعلام انزلقت في غير وقت # تتعدى لفتح باب مسدد # نحن في عصر والمودة تنمو # والتداني بين الفريقين يوجد # إن أردت الشقاق والبعد عنا # جاور البيت إنه لك أجود # أما صفاته الشخصية فكان معتدل القامة، فوق الربعة ممتلئ ~~الأعضاء، أسمر اللون حنطيه، أسود الشعر، أجش الصوت، وكان ~~مهيبا وقورا شهما كاملا متواضعا متأنيا في حديثه ~~وحركاته، قليل الضحك عفيف اللسان لم تسمع له كلمة بذية قط ~~لا في حديثه ولا في كتاباته، ولم يهج أحدا ولا هجاه أحد في ~~زمانه. ويروى أن له ~~بيتين قالهما ارتجالا في رجل يوصف بالبخل كان يدعى الأمير ~~علي شهاب من كفر شيما مسقط رأس الشيخ ناصيف، والبيتان أقرب إلى ~~المداعبة والمباسطة منهما إلى الهجو الحقيقي وهما هذان: # قد قال قوم إن خبزك حامض # والبعض أثبت بالحلاوة حكمه # كذب الجميع بزعمهم في طعمه # من ذاقه يوما ليعرف طعمه # وكان ودودا مخلصا رقيق القلب حسن التدين مبالغا في اجتناب ~~السحت، لا يعطي مالا ولا يأخذ مالا بالربا ولا يكتب صكا ~~فيه ربا، وكان واسع المحفوظ كثير النكات والنوادر، وكان يروي ~~القصة بتواريخها وأسماء أصحابها وأسماء بلدانهم. ومن غريب ~~ذاكرته أنه كان إذا نظم الشعر لا يكتبه بيتا بيتا، ولكنه كان ~~ينظم الأبيات ثم يكتبها، حتى إنه في مدة اعتلاله ms076 الأخير أملى ~~ثمانية عشر بيتا دفعة واحدة، وقد ألف إحدى مقاماته وهي ~~المقامة اليمامية على ظهر الفرس، وكان مسافرا بأهل بيته من ~~بيروت إلى بحمدون سنة 1853 بقصد الاصطياف، فلما انتهى إليها ~~أخذ قرطاسا فعلقها، فكان يحفظ القرآن بتمامه ويعي من الشعر ~~شيئا كثيرا ولا سيما شعر المتنبي لشدة إعجابه به، وكان يقول ~~«كان المتنبي يمشي في الجو وسائر الشعراء يمشون على ~~الأرض.» # وهو من المحافظين على لهجة قومه وتقاليد أهل بلاده في الطعام ~~واللباس والجلوس وسائر العادات كما كانوا في عصورهم القديمة؛ ~~فكان لا يطيب له إلا أن يتغنى بما تغنوا به، وأن يحذو ~~حذوهم في كل شيء، وكان يلبس العمامة في رأسه والجبة والقفطان ~~على بدنه ويضع الدواة تحت منطقته. وروى تلميذه وابن وطنه ~~الدكتور شبلي شميل أنه سمعه مرة يقول على سبيل المزاح: «لو ~~فقد الشاش لاعتممت بالقطوعة.» وهي في لغة عامة سوريا قطعة من ~~الحصير القديم. ومن عادته أن يكتب على ركبته متربعا فوق ~~منبذة مطروحة على الحضيض، وأمامه منضدة صغيرة لوضع القلم ~~والحبر والقرطاس. واشتهر بصناعة الخط الذي أتقنه كثيرا. ويقال ~~إنه لو جمع ما كتبه في حياته بخط يده لكان ذلك لا يقل عن ~~محمول جملين، وله ولع شديد باستعمال التبغ فكان يدخن ~~بالغليون ويكثر من تناول القهوة، ويروى من جملة نوادره أنه ~~زار المعلم إبراهيم سركيس في منزله، فلما قدمت له القهوة ~~أنشده إبراهيم هذا البيت: # قهوة البن حرام # قد نهى الناهون عنها # فأجابه الشيخ ناصيف اليازجي ~~من فوره قائلا: # كيف تدعوها حراما # وأنا أشرب منها # وفي عام 1869 أصيب بمرض عضال؛ فانفلج فالجا نصفيا عطل ~~نصفه الأيسر، ثم أصابته سكتة دماغية؛ فتوفي فجأة بتاريخ 8 ~~شباط 1871 في منزله الكائن في زقاق البلاط بالقرب من «المدرسة ~~الوطنية» البستانية سابقا في بيروت، فجرى لمشهده احتفال ~~عظيم جدا اشترك فيه العلماء والكبراء والتجار وتلامذة ~~المدارس وجم غفير من الناس مما لم يسبق له مثيل؛ فكان ذلك ~~أوضح دليل على سمو منزلته لدى جميع طبقات الشعب من النصارى ~~والمسلمين ms077 واليهود. وبعد الصلاة عن روحه نقلت جثته بين تصاعد ~~الزفرات وسكب العبرات وتوالي الحسرات إلى مقبرة الروم ~~الكاثوليك في الزيتونة، وهناك دفن في ضريح خاص نقشت فوقه ~~هذه الأبيات: # هذا مقام اليازجي فقف به # وقل السلام عليك يا علم الهدى # حرم تحج إليه أرباب الحجا # أبدا وتدعو بالمراحم سرمدا # هو مغرب الشمس التي كم أطلعت # في شرق آفاق البلاغة فرقدا # فخر النصارى صاحب الغرر التي # ضربت على ذكرى البديع وأحمدا # هذا عماد العلم مال به القضا # فأمال ركنا للعلوم مشيدا # أمسى تجاه البحر جانب تربة # هي مجمع البحرين أشرف مجتدى # فعليك يا ناصيف خير تحية # طابت بذكرك حيث فاح مرددا # لو أنصفتك النائبات لغيرت # عاداتها ووقتك حادثة الردى # تتنزل الأملاك حولك بالرضى # ويجود فوقك باكرا قطر الندى # وجميل حظك في الأعالي رحمة # أرخ وذكر في الصحائف خلدا # الفصل الثاني # | بطرس البستاني # باني المدارس للأحداث مرشدهم # إلى الصفات التي طابت مزاياها # أعماله في جبين الدهر قد كتبت # محبة الوطن الإيمان مبداها # هو بطرس بن بولس بن عبد الله بن كرم بن شديد ~~بن أبي شديد بن محفوظ بن أبي محفوظ البستاني، ولد في تشرين ~~الثاني 1819 في «الدبية» بلبنان، ودخل منذ صباه مدرسة «عين ~~ورقة» حيث تلقى أصول اللغات العربية والسريانية ~~والإيطالية واللاتينية، ~~فأنفق هناك بين تعلم وتعليم مدة عشر سنين حتى أحرز كل العلوم ~~التي تعلمها تلك المدرسة، ثم زايلها وجاء بيروت فتعرف ~~بالدكتور عالي سميث رئيس الرسالة الأميركانية وقسوسها الذين ~~أحبوه لنجابته وشملوه بعنايتهم، فقرأ عليهم اللغات اليونانية ~~والعبرانية والإنكليزية مع بعض العلوم العصرية وتبع مذهبهم ~~البروتستانتي. وإذ آنسوا منه براعة في المعارف جعلوه سنة 1846 ~~أستاذا في مدرسة عبيه حيث تخرج عليه كثير من شبان سوريا ~~ولبنان، وبعد سنتين عين ترجمانا لقنصلية أميركا في ~~بيروت. # واتخذه المرسلون الأميركان معاونا لهم في إدارة شئون ~~مطبعتهم؛ فساعدهم في تآليف كثيرة، لا سيما ترجمة التوراة من ~~العبرانية إلى العربية. وألف حينئذ كتاب «مصباح الطالب في ~~بحث المطالب»، وكتاب «مفتاح المصباح» في الصرف والنحو ms078، وكتاب ~~«كشف الحجاب في علم الحساب» ثم «روضة التاجر في مسك الدفاتر»، ~~وكتاب «باكورة سوريا» في تاريخ أسعد الشدياق. وتولى رئاسة ~~«مدرسة الأحد» خمس عشرة سنة، وترجم نفعا لها عدة رسائل ~~دينية وأدبية وتهذيبية فضلا عن الرسائل التي أنشأها داعيا ~~فيها إلى تربية الأولاد والإمساك عن شرب المسكرات. وله الفضل ~~في وضع قانون الكنيسة الإنجيلية في بيروت وقانون «المدرسة ~~الداودية الدرزية» في عبيه. واشتهر في فن الخطابة، وله في هذا ~~المعنى آثار مشكورة، وأهمها خطاب عنوانه «تعليم النساء»، وكان ~~المعلم بطرس أول من طرق هذا الباب من خطباء الشرق وغيرها. ثم ~~وضع في مجلدين كبيرين معجما مطولا للغة العربية سماه ~~«محيط المحيط» واختصره في «قطر المحيط»؛ فكافأه السلطان عبد ~~العزيز بجائزة مالية تبلغ 250 ليرة مجيدية، ومنحه الوسام ~~المجيدي الثالث. ثم وضع كتاب «بلوغ الأرب في نحو العرب» ولا ~~يزال غير مطبوع. ونقل إلى اللسان العربي كتبا شتى نذكر منها: ~~«سياحة المسيحي» ثم «تاريخ الإصلاح» ثم «تاريخ الفداء» ورواية ~~«روبنصن كروزي»، ونقح وطبع كتاب «أخبار الأعيان في جبل لبنان» ~~لمؤلفه الشيخ طنوس الشدياق. وسنة 1863 أحدث «المدرسة ~~الوطنية» التي أقبل إليها التلامذة من كل المذاهب وهي أقدم ~~المدارس الكبرى في بيروت، فتكللت مساعيه بالنجاح ونبغ كثير ~~من تلامذة مدرسته الذين شرفوا البلاد الشرقية بمعارفهم الواسعة ~~ومآثرهم الجليلة، وكان هو بنفسه يلقي عليهم الدروس مع اشتغاله ~~في التأليف والمطالعة. وله الفضل في إنشاء كتاب «دائرة ~~المعارف» الذي جارى فيه علماء الإفرنج وضمنه المباحث المفيدة ~~والعديدة في كل فن ومطلب، وهو مشروع مبتكر لم يقدم عليه أحد ~~من علماء العربية قبله وبعده؛ فأحرز ثناء الأعارب والأعاجم، ~~وابتاع سلعة افتخار تخلد ذكره مدى الأجيال، فأبرز في حياته من ~~هذا الأثر النفيس سبعة مجلدات تاركا إنجاز العمل لهمة أنجاله ~~من بعده. وإليك ما ورد في وصف هذا المشروع نقلا عن ترجمة حال ~~المعلم بطرس في كتاب دائرة المعارف: # هذا وإننا لا ~~نغالي فيما إذا قلنا إنه أبدى من العزيمة الماضية ~~والهمة السامية في تأليف الكتاب وطبعه ms079 ما لا يتوقع من ~~رجل واحد ولا سيما في ديار الشرق، ولكنه ألفى هو ~~وولده الفاضل سليم أفندي من مواطنيه وكل أهل المطالعة ~~والأدب عموما ومن الحكومة المصرية خصوصا يدا بالندى ~~ندية. أما الحكومة المصرية فارتاحت أيما ارتياح إلى ~~اقتناء هذا الكتاب شدا لأزر صاحبه أولا وجلبا ~~للنفع إلى مدارسها ومكاتبها ومحافلها العلمية ثانيا. ~~لا جرم أنه لا أولى بالثناء ممن اشترك في المساعدة ~~والمعاونة، ثم إن الذي يعلم من تاريخ الإنسكلوبيديات ~~الابتدائية الأوروبية أنها لم تكن في منشأ أمرها على ~~ربع ما هي عليه «دائرة المعارف» من إحكام التأليف ~~وغزارة المادة والضبط وحسن الطبع والورق والتجليد ~~والصور، مع قلة في الثمن لا أقل منه إلا أثمان الكتب ~~العادية؛ فحق إذن لأبناء اللغة التباهي والتفاخر بذلك ~~الرجل الذي وصفه أحد فلاسفة العصر «بالجبار» في ~~أعماله؛ لما أنه لم يبال قط بالمنايا في ميدان الكفاح ~~العلمي، ولا امتنع عن الكر والفر وإن علت الأسوار ~~وعمقت الخنادق. ولو لم يكن غير هذا المشروع لكفاه، ~~فكيف وقد تقدمته تأليفات عديدة وترجمات كثيرة؟ ~~تسبقها وتعقبها ألوف من الخطب والعظات ارتجالية كانت ~~أو غير ارتجالية. # وكان المعلم بطرس رئيسا للجمعية الخيرية البروتستانتية ~~وعضوا في عمدة الكنيسة الإنجيلية في بيروت، وتعين عضوا ~~فخريا في المجمع الديني الأعلى في الولايات المتحدة، وسمي ~~عضوا في «الجمعية العلمية السورية» سنة 1852 فاعتنى بتنظيم ~~أشغالها، ثم صار عضوا في «المجمع العلمي الشرقي» آخذا على ~~عاتقه مراسلة كثيرين شرقا وغربا في شئون علمية. # أما مآثره الصحافية فهي أشهر من نار على علم؛ لأنه أنشأ ~~منفردا ومتحدا مع نجله البكر سليم البستاني أربع صحف شهيرة ~~يغني ذكرها عن وصفها وهي: نفير سوريا، والجنان، والجنة، ~~والجنينة. وخلاصة القول أنه كان من أعظم أركان النهضة العلمية ~~في القرن التاسع عشر، بل إنه رفع شأن الآداب العربية بما تركه ~~من الآثار الخالدة التي ضفرت على رأسه إكليل الافتخار. وكان ~~وديعا لطيف المحاضرة واسع الاطلاع مقداما على المشاريع ~~الكبيرة التي لم يقدم على مثلها غيره من أبناء ms080 الشرق على ~~اختلاف ألسنتهم ومذاهبهم. وحلت وفاته بين المحابر والأقلام في ~~غرة آيار 1883 بالغا السنة الرابعة والستين من عمر قضاه في ~~التعليم والتأليف وخدمة الوطن؛ فأبنه الخطباء، وناح عليه ~~الشعراء، ورثته الجرائد بأقوال تدل على سمو منزلته العلمية. ~~وقد ألفتت نظرنا قصيدة رنانة للشيخ خليل اليازجي أنشدها بلسان ~~«المدرسة الكلية الأميركانية» نقتطف منها الأبيات الآتية التي ~~نجعلها مسك الختام لترجمة هذا الرجل المفضال: # يا قطر دائرة المعارف والحجا # ومحيط فضل فاض في إمداده # تبكي العلوم عليك واللغة التي # بقريضها ترثيك في إنشاده # فإذا المحيط بكاك لم يك دمعه # دون المحيط يزيد في أزياده # يبكي الحساب عليك متخذا له # دمعا يسيل عليك من أعداده # تبكي المدارس والجرائد حسرة # والشرق بين بلاده وعباده # خدم البلاد وليس أشرف عنده # من أن يسمى خادما لبلاده # الفصل الثالث # | رفاعة بك الطهطاوي # هو السيد رفاعة بك بن بدوي بن علي بن محمد ~~بن علي بن رافع، ويلحقون نسبهم بمحمد الباقر بن علي زين ~~العابدين بن الحسين ابن فاطمة الزهراء. # ولد في طهطا بمديرية جرجا من صعيد مصر سنة 1216 هجرية/1801 ~~ميلادية. ويؤخذ مما كتبه عن نفسه في رحلته التي سيأتي ذكرها أن ~~أجداده كانوا من ذوي اليسار، وأخنى الدهر عليهم وقعد بهم كما ~~هو شأنه في بني الزمان، فلما ولد المترجم كانت عائلته في عسر؛ ~~فسار به والده إلى منشأة النيدة بالقرب من مدينة جرجا، وأقام ~~بين قوم كرام يقال لهم بيت أبي قطنة من أهل اليسار والمجد، ~~فأقاما هناك مدة ثم نزحا إلى قنا ولبثا بها حتى ترعرع الغلام ~~فأخذ يقرأ القرآن، ثم نقل إلى فرشوط، وأخيرا عاد إلى طهطا ~~وكان قد حفظ القرآن، وقرأ كثيرا من المتون المتداولة على ~~أخواله، وفيهم جماعة كبيرة من العلماء الأفاضل كالشيخ عبد ~~الصمد الأنصاري، والشيخ أبي الحسن الأنصاري، والشيخ فراج ~~الأنصاري وغيرهم. # ثم توفي والده فجاء رفاعة إلى القاهرة وانتظم في سلك الطلبة ~~بالجامع الأزهر سنة 1223ه، وجاهد في المطالعة والدرس جهادا ~~حسنا حتى نال من العلم شيئا كثيرا ms081، ولم تمض عليه بضع سنين ~~حتى صار من طبقة العلماء الأعلام في الفقه واللغة والحديث ~~وسائر علوم المعقول. وكان في جملة من تلقى العلم عليهم من ~~العلماء الشيخ حسن العطار المتوفى سنة 1250ه شيخ الجامع ~~الأزهر، فأحب صاحب الترجمة وميزه عن سائر أقرانه التلامذة، ~~وخصه بالتقرب منه لما آنس فيه من الذكاء والاجتهاد؛ فكان ~~يتردد إلى منزل الشيخ يأخذ عنه بعض العلوم أو يستشيره في أمر ~~أو ما شاكل ذلك. وقضى صاحب الترجمة بمجاورة الأزهر زهاء ثماني ~~سنوات، وكان، كما قدمنا، في عسر، وكانت والدته تنفق عليه بما ~~تبيعه من بقايا حليها ومصاغها، فلما أتم دروسه تعين سنة 1240ه ~~إماما في بعض آلايات الجند براتب يساعده على القيام بأود ~~حياته. # وكان ذلك العصر زاهيا بالمغفور له محمد علي باشا مؤسس ~~العائلة الخديوية الكريمة، وكان رحمه الله آخذا في مشروعاته ~~تعزيزا لشأن هذا القطر السعيد وفي جملتها نشر العلوم؛ فأحب ~~إرسال جماعة من شبان هذا القطر إلى أوروبا لتلقي العلوم ~~الحديثة ليكونوا له أعوانا في فتح المدارس وبث تلك العلوم في ~~أبناء البلاد، فأمر بتعيين صاحب الترجمة إماما لهم للوعظ ~~والصلاة، فسارت الإرسالية المشار إليها من مصر سنة 1241 وهي ~~أول إرسالية مصرية إلى فرنسا، فتاقت نفس المترجم إلى علوم ~~المغرب؛ فعكف على درس اللغة الفرنساوية من تلقاء نفسه رغبة ~~منه في تحصيل العلوم بها، أو نقله منها إلى العربية لعله يتخلص ~~من مهنة الإمامة. وكان معظم درسه اللغة بنفسه؛ فلم يتقن ~~التلفظ بها، ولكنه تمكن من فهم معانيها فهما جيدا. وأخذ ~~يطالع العلوم الحديثة فأتقن التاريخ والجغرافيا وعلوما أخرى. ~~وكان ميالا إلى التأليف والترجمة فترجم وهو في باريس كتابا ~~سماه «قلائد المفاخر في غرائب عوائد الأوائل والأواخر» وغيره، ~~فبلغ المغفور له محمد علي باشا ما أظهره السيد رفاعة من ~~النباهة والرغبة في العلم من تلقاء نفسه؛ فسر به سرورا ~~عظيما واستبشر بطالعه. # وفي سنة 1247ه عاد، رحمه الله، إلى الديار المصرية بعد أن ~~نال الشهادات الناطقة بدرجته من العلم والفضل، فولاه ms082 محمد ~~علي منصب الترجمة في المدرسة الطبية التي كان أنشأها سنة 1242 ~~في قرية «أبي زعبل» قرب القاهرة برئاسة كلوت بك الشهير. وكان ~~متوليا رئاسة الترجمة بها قبله المرحوم يوحنا عنحوري من أبناء ~~سوريا، وله فيها خدمات جليلة، وشهد لصاحب الترجمة بقصب السبق؛ ~~فولوه الترجمة. وعمل على خدمة البلاد لا سيما وأن عارفي ~~اللغات الأجنبية إذ ذاك كانوا يعدون على الأصابع. ومما ~~يعد له فضلا جزيلا أنه أول من باشر إنشاء جريدة عربية في ~~سائر المشرق وهي «الوقائع المصرية» فإنها أنشئت بمساعيه ~~ومساعدته سنة 1248، ولا تزال إلى الآن وهي الجريدة الرسمية ~~المصرية. # وفي سنة 1249 انتقل من مدرسة «أبي زعبل» إلى مدرسة الطوبجية ~~في «طره» لترجمة الكتب الهندسية والفنون العسكرية. وفي سنة ~~1251 افتتح المغفور له عزيز مصر مدرسة للألسن الأجنبية وعهد ~~بإدارتها إلى صاحب الترجمة، وسميت عند فتحها مدرسة الترجمة، ~~فقام الشيخ رفاعة إذ ذاك حق القيام بإدارة هذه المدرسة، واختار ~~لها التلامذة من مدارس الأرياف بسائر جهات القطر، فبلغ عدد ~~تلامذتها في أول الأمر خمسين تلميذا ثم زاد حتى صار 250 ~~تلميذا. وكان في أبي زعبل مدرسة تجهيزية للطب فنقلت إلى جهات ~~الأزبكية، فعهدت إدارتها إليه فضلا عن مدرسة الألسن ومدارس ~~أخرى فرعية، منها مدرسة للفقه والشريعة، وأخرى للمحاسبة، وأخرى ~~للإدارة والأحكام الإفرنجية. وفي سنة 1258 تشكل قلم الترجمة ~~من أول فرقة خرجت من مدرسة الألسن، وبعد سنة ونصف من تشكيله ~~نال رتبة قائمقام، وكان قد نال ما يتقدمها من الرتب تدريجا في ~~أوقات متتابعة. وفي سنة 1262 نال رتبة أميرآلاي؛ فصار يدعى ~~رفاعة بك بدلا من الشيخ رفاعة. # وما زال رفاعة بك ناظرا لمدرسة الألسن حتى أقفلت على عهد ~~المغفور له عباس باشا الأول، فأمر بإرساله إلى السودان لنظارة ~~مدرسة الخرطوم. وما زال هناك حتى توفي عباس باشا المشار إليه ~~سنة 1270ه وتولى المرحوم سعيد باشا، فعاد يشكر الله على نجاته ~~من تلك الأقطار، فمثل بين يدي سعيد باشا، فعهد إليه سنة 1281 ~~وكالة مدرسة الحربية بجهات الصليبة تحت رئاسة المرحوم سليمان ~~باشا الفرنسوي ms083. وبعد قليل أنشئت مدرسة الحربية بالقلعة فأحيلت ~~إليه نظارتها مع نظارة قلم الترجمة ومدرسة المحاسبة والهندسة ~~الملكية والتفتيش والمعمارجية، وعند ذلك نال الرتبة ~~الممايزة. # وفي سنة 1277 ألغيت كل هذه المدارس، فبقي رفاعة بك بغير ~~منصب إلى سنة 1280 فأعيد إلى نظارة قلم الترجمة، وتعين ~~عضوا من قومسيون المدارس وتولى إدارة جريدة «روضة المدارس» مع ~~مثابرته على التأليف. وما زال قائما بهذه المهام حتى توفاه ~~الله سنة (1290ه/1873 ميلادية) بداء النزلة المثانية وله من ~~العمر 75 سنة. وقد ملأ الديار المصرية من المترجمين والأساتذة ~~والمهندسين وغيرهم ممن استفادوا من مؤلفاته وتعاليمه. وقد ~~اطلعنا على كتاب خطي اسمه «حلية الزمن بمناقب خادم الوطن» ~~تأليف صالح بك مجدي، عدد فيه مناقب صاحب الترجمة، وعنه أخذنا ~~معظم ما ذكرناه هنا. وقد ذكر فيه أيضا عددا كبيرا من الذين ~~أخذوا العلم عنه ونبغوا واشتهروا، وذكر مناصبهم ووظائفهم ~~وأعمالهم مما لا محل لذكره هنا. # وكان - رحمه الله - قصير القامة، واسع الجبين، متناسب ~~الأعضاء، أسمر اللون، حازما مقداما، على ذكاء وحدة، وهذا ما ~~نهض به من حضيض العسر إلى مراتب المجد والفخر؛ حتى أصبح ممن ~~يشار إليهم بالبنان، ويقتدي بأعمالهم بنو الإنسان. وكان في ~~أوائل حياته إلى أن عاد من الديار الإفرنجية يلبس اللباس ~~العربي الخاص من الجبة والعمامة والقفطان كما ترى رسمه في هذه ~~المقالة، ثم بدله باللباس الإفرنجي المشهور. ونختم ترجمة ~~حاله بذكر مؤلفاته الواحد بعد الآخر مع وصفها بقدر الإمكان: ~~(1) «خلاصة الإبريز والديوان النفيس» وهو رحلته إلى فرنسا ذكر ~~فيه ما شاهده من العادات والأخلاق والأزياء وآثار التمدن ~~الحديث وكل ما يتعلق بذلك، ثم أمر بطبعها وتفريقها في الدواوين ~~وبين الوجهاء والأعيان. (2) «التعريبات الشافية لمريد ~~الجغرافية» وهو مجلد ضخم ترجمه من الفرنساوية إلى العربية ~~لتدريس الجغرافية في المدارس المصرية، وقد طبع غير مرة في ~~مجلد كبير. (3) «جغرافية ملطبرون» وهو كتاب مؤلف من عدة ~~مجلدات كبيرة، يبحث في الجغرافية بحثا تاريخيا مطولا، ~~ترجم منه المؤلف أربعة مجلدات كبيرة طبعت في مطبعة بولاق، ~~ويظهر من مطالعتها أنه ترجمها ms084 على عجل، والواقع يؤيد ذلك لأننا ~~علمنا أنه ترجم مجلدا منها في ستين يوما سنة 1265 هجرية. (4) ~~كتاب «قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر» ترجمه في ~~باريس وقد تقدم ذكره. (5) كتاب «المرشد الأمين في تربية البنات ~~والبنين» وهو مجلد واحد ألفه للتعليم في مدرسة البنات. (6) ~~كتاب «التحفة المكتبية» في النحو، ألفه لتعليم قواعد النحو ~~في المدارس الابتدائية مطبوع طبع حجر. (7) «مواقع الأفلاك في ~~أخبار تليماك» وهو تعريب وقائع تليماك الفرنساوية، ترجمه يوم ~~كان في الخرطوم، مع بعض التصرف، وهو مطبوع في بيروت. (8) ~~«مباهج الألباب المصرية في مناهج الألباب العصرية» وهو بحث عن ~~آداب العصر وسياسته وصنائعه وعلومه وفنونه، ومطبوع بمطبعة ~~بولاق الأميرية. (9) «مختصر معاهد التنصيص» وهو اختصار المعاهد ~~مع بعض الزيادات إلى الأصل ولم يطبع. (10) «المذاهب الأربعة» ~~وهو بحث في المذاهب الأربعة ألفه أثناء رئاسته لمدرسة ~~الألسن. (11) «شرح لامية العرب». (12) «القانون المدني ~~والإفرنجي» مطبوع. (13) كتاب «توفيق الجليل وتوثيق بني ~~إسماعيل» وهو تاريخ لمصر طبع ونشر. (14) كتاب «هندسة ساسير» ~~ترجمه من الفرنساوية إلى العربية وقد طبع ببولاق. (15) «رسالة ~~في الطب» لم تطبع. (16) «جمال الأجرومية» وهو منظومة سهلة في ~~الأجرومية (مطبوعة). (17) «نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز» ~~وهو آخر مؤلفاته طبع في روضة المدارس بمطبعة المدارس ~~الملكية. # وله رحمه الله غير ما تقدم ذكره من المآثر العلمية بين ~~منظومات ورسائل ومقالات شيء كثير لم يطبع وقد وقفنا على ~~بعضه، وأما خدماته في التعليم والتهذيب فغنية عن البيان، ويقال ~~بالإجمال إن رفاعة بك رافع خدم خدمة كبرى في نشر العلوم ~~الحديثة بنقلها إلى اللغة العربية، وتسهيل تناول اللغات ~~الأجنبية بمدرسة الألسن وقلم الترجمة وغيرهما. # جرجي زيدان # الفصل الرابع # | أحمد فارس الشدياق # هو فارس الشدياق عين زمانه # من كان في نكت البلاغة أوحدا # جابت «جوائبه» البلاد بأسرها # وغدت لها غرر المعاني سجدا # عرف الجميع علو رتبة علمه # وبفضله اعترف الأحبة والعدى # هو فارس بن يوسف بن منصور ~~بن جعفر بن فهد الشدياق، من سلالة المقدم رعد ابن المقدم خاطر ~~الحصروني الذي تولى جبل كسروان ms085 سبعا وثلاثين سنة في أوائل ~~القرن السابع عشر. # ولد سنة 1804 في عشقوت بلبنان من أسرة مارونية تتسلسل منها ~~فروع عيال شهيرة أتحفتنا برجال عظماء خدموا العلم والوطن، ~~وحسبنا أن نذكر منهم السيد يوسف سمعان السمعاني صاحب «المكتبة ~~الشرقية» وسائر العلماء السمعانيين، ومنهم المطران جرمانس ~~فرحات الحلبي الطائر الشهرة، ثم البطاركة الموارنة يعقوب عواد، ~~وسمعان عواد، وبولس مسعد، ويوحنا الحاج، وغيرهم من المطارنة ~~والكتبة. ومن عائلته اشتهر أخوه أسعد، وأخوه الآخر طنوس مؤلف ~~كتاب «أخبار الأعيان في جبل لبنان»، وأخيرا سليم فارس الشدياق ~~ابن صاحب الترجمة. # لما بلغ فارس من العمر أشده تلقى الآداب العربية ~~والسريانية في مدرسة «عين ورقة» فنال قصب السبق على أقرانه، ~~وبعد ذلك سافر إلى القطر المصري فكتب في جريدة «الوقائع ~~المصرية» وأكب على إتقان اللغة العربية حتى صار من أكبر ~~جهابذة عصره فيها، ثم دعاه المرسلون الأميركان سنة 1834 إلى ~~جزيرة مالطة حيث عهدوا إليه إدارة مطبعتهم وتصحيح مطبوعاتها، ~~فأقام عندهم 14 سنة وعلم في مدارسهم ثم تبع مذهبهم ~~البروتستاتني، وطبع هناك كتبا شتى من تآليفه وهي: «الواسطة في ~~معرفة مالطة» ثم كتاب «اللفيف في كل معنى طريف» ثم «الباكورة ~~الشهية في نحو اللغة الإنكليزية»، وأخيرا «المحاورة الأنسية ~~في اللغتين العربية والإنكليزية» ثم جال مدة عشر سنين في ~~أوروبا وهو محافظ على لباسه الوطني ولم يغير منه شيئا، ~~وعرب حينئذ «ترجمة التوراة» وصنف كتابين أحدهما «كشف ~~المخبا عن فنون أوروبا» والآخر «الساق على الساق فيما هو ~~الفارياق» طبع في باريز، والفارياق لفظ مقتطع من اسمه فارس ~~الشدياق. وبعد ذلك كلفه باي تونس إلى خدمة مملكته وأرسل له ~~سفينة مخصوصة لتقله إلى بلاده، فلبى الدعوة، وهناك ترك ~~مذهب البروتستانت وتبع دين الإسلام؛ وصار يعرف بالشيخ أحمد ~~فارس الشدياق. # وفي السنة 1857 اتخذ الآستانة محلا لسكناه فأنشأ فيها بعد ~~ثلاث سنين جريدة «الجوائب» التي سبق وصفها، ثم ألف كتبا شتى ~~مبتكرة في بابها نذكر منها: كتاب «سر الليال في القلب ~~والإبدال» في مجلدين، وهو يحتوي على تبيين معاني الألفاظ ~~وانتساق وضعها ms086، ثم كتاب «الجاسوس على القاموس» الذي انتقد فيه ~~قاموس الفيروزآبادي، وكتاب «المرآة في عكس التوراة» لم يزل غير ~~مطبوع، وهو يشتمل على أكثر من سبعمائة صفحة كبيرة، وكتاب «لا ~~تأويل في الإنجيل» لم يزل غير مطبوع أيضا، وكتاب «الأجرومية»، ~~وكتاب «النفائس في إنشاء أحمد فارس»، وكتاب «الروض الناضر في ~~أبيات ونوادر»، وكتاب «غنية الطالب ومنية الراغب» في الصرف ~~والنحو، وكتاب «السند الراوي في النحو الفرنساوي»، وكتاب ~~«منتهى العجب في خصائص لغة الغرب» أتلفه الحريق قبل أن يطبع. ~~وله ديوان شعر كبير الحجم بحيث إنه أعظم من كتاب الجاسوس، ~~وكتاب «السلطان بخشيش» مع ترجمته للمسيو أرنو الترجمان الأصلي، ~~وكتاب «التقنيع في علم البديع» وغيرها، وله أيضا عدة رسائل ~~أدبية وردود على انتقادات الشيخ إبراهيم اليازجي اللغوية. ~~وبهمته برزت من مطبعة الجوائب كتب شتى قديمة في التاريخ ~~والشعر والأدب والمنطق والفقه استخرجها من مكاتب الآستانة ~~وغيرها، ولا غرابة في ذلك فإنه كان أشهر من نار على علم بمآثره ~~العلمية التي تنطق بأفصح بيان عما اتصف به من سمو المدارك وسعة ~~المعارف ومضاء العزيمة في إحياء اللغة العربية. وقد ورد وصف ~~قلمه في كتاب «تراجم مشاهير الشرق» فنقلنا عنه الفقرة الآتية: ~~«امتاز المترجم بإتقان فني النظم والنثر والإجادة ~~في كليهما؛ فتراه إذا نظم أو نثر إنما يفعل ذلك عن سعة ~~وارتياح كأنه وعى ألفاظ اللغة في صدره وأخذ عليها ~~عهدا أن تأتيه صاغرة حالما يحتاج إليها، فإذا خطر له ~~معنى سبكه في قالب من اللفظ لائق به بغير أن يتكلف في ~~ذلك مشقة أو ترددا؛ فترى كتاباته طلية طبيعية، ليس ~~فيها شيء من التكلف أو التقعر على كونها بليغة ~~فصيحة، والسبب في ذلك حدة ذهنه وقوة ذاكرته وسعة ~~اطلاعه وكثرة محفوظه مع حرية قلمه، وكان يطلق لقلمه ~~العنان غير محاذر، وأظنه السبب فيما نراه ببعض مؤلفاته ~~من المجون الذي تنفر منه طباعنا وتمجه أذواقنا، على ~~أن المجون إذا لم يتجاوز حده كان إحماضا أو هو بمثابة ~~الملح للطعام، وذلك كثير في كتابات المترجم ms087؛ مما يرغب ~~المطالع في المطالعة فلا يمل منها وإن طالت. ومن ~~خصائص كتابة الشيخ أحمد فارس السلاسة وارتباط المعاني ~~بعضها ببعض وانتساقها مع التوسع في التعبير وتتبع ~~الموضوع إلى جزئياته مع مراعاة الموضوع الأصلي والعود ~~إليه، وترى ذلك واضحا في كتابه «كشف المخبا» فإذا ~~أراد وصف عادة من عادات أهل باريس مثلا ~~فإنه يتطرق منها ~~إلى ما يماثلها من عادات العرب أو الأتراك، فيذكر وجه ~~الخطأ هنا أو هناك وما هو سبب هذه العادة، وربما جاء ~~بتاريخها ومن جاء بها حتى يخال لك أنه خرج عن الموضوع، ~~ثم لا تشعر إلا وقد عاد بك إليه بغير تكلف، وكل ذلك ~~بغاية السلاسة والطلاوة مع البلاغة. وترى في مؤلفاته ~~كثيرا من الألفاظ العربية جاء بها للتعبير عن معان ~~حديثة إفرنجية لم تكن عند العرب وهي في الغالب تدل ~~على حسن اختياره. ومن الأدلة على اقتداره في التعبير ~~أنه مغال، فإذا مدح بلغ ممدوحه عنان السماء، وإذا ~~هجا أنزل مهجوه دركات الجحيم، وترى كتاباته على ~~بلاغتها وحسن سبكها تتجلى فيها البساطة والسهولة كأن ~~كاتبها كان يكتب كل ما يمر بذهنه على غير تكلف أو ~~مراعاة لخطة الكتاب قبله، وهو استقلال في الرأي ~~واعتماد على النفس.» # ولم يفتر عن معاناة العلوم والمطالعة والتأليف حتى ضعف بصره ~~وأثقلت الشيخوخة كاهله، فأوقف الجريدة وهبط مصر سنة 1885 حيث ~~أكرم الوزراء والعلماء وفادته، وأثناء إقامته هناك نال شرف ~~المثول لدى الخديو توفيق الأول الذي أثنى على خدمه الطويلة في ~~سبيل إعلاء شأن اللغة العربية، ثم عاد إلى القسطنطينية ولم ~~يفارقها حتى حل به القضاء المحتوم في 20 أيلول 1887 وهو في ~~السنة الرابعة والثمانين من عمره، فأذاعت شركة روتر التلغرافية ~~نبأ وفاته في أطراف المعمور ورثته جرائد الشرق والغرب بما ~~يستحقه من الثناء، وبعد تسعة أيام شيعت جثته من الآستانة ~~لتنقل إلى جبل لبنان مسقط رأسه، فجرى له مشهد فخيم اشترك ~~فيه وزراء السلطنة وسفراء الدول الأجنبية والأمراء والعلماء ~~والأطباء والتجار والأعيان وأرباب الجرائد، وقد دفنت جثته في ~~الحازمية بغاية ms088 التعظيم والتكريم إلى جانب قبور المتوفين من ~~حكام جبل لبنان، وقد جمع يوسف آصاف في كتاب عنوانه «هو الباقي» ~~ترجمة الفقيد مع بعض ما ورد في رثائه من أقوال الجرائد وقصائد ~~الشعراء التي أجمعت بأسرها على إكبار الخطب بفقده، فمن ذلك ما ~~كتبته جريدة «الوطن» في القاهرة: ~~«فالجرائد العربية بهديه اهتدت وبمثاله اقتدت ... فكان ~~كالبحر الزاخر، الذي لا أول له ولا آخر، بل كان آية ~~من آيات الله الكبرى في نثره ونظمه وتآليفه وتصانيفه.» # وإليك فقرة من جريدة «الاجيبسيان غازت» في القاهرة أيضا: ~~«وللفقيد جملة رحلات في أوروبا وتونس والجزائر مع ~~عدة تآليف غراء فريدة في بابها، وكان عزيزا بين ~~قومه، محبوبا لدى العظماء، مقربا من الملوك ~~والأمراء، فكانوا يقدمون له أنفس الهدايا وأسمى ~~النياشين الافتخارية، وقد أنشأ الجوائب في الآستانة ~~العلية متوليا تحريرها، فنال أعظم شهرة في حسن ~~التعبير والتحبير وبلاغة الإنشاء وفصاحة العبارة، ~~وأحرزت الجريدة بذلك أهمية ما نالتها قط جريدة عربية ~~لا قبلها ولا بعدها، ولا شك أننا بفقد هذا العلامة ~~العظيم فقدنا أعظم ركن للأدب. # وكان لأحمد فارس مراسلات مع عظماء العالم وملوكهم، وقد وجدوا ~~بين أوراقه بعد وفاته مئات من هذه الرسائل التي تدل على علو ~~منزلته وسعة معارفه واشتهار صيته، ومما يؤخذ عليه إطالة لسانه ~~وقلمه في حق الذين ناظروه من جهابذة العلم أثناء مجادلاته ~~معهم، كما أثبتنا ذلك عندما ذكرنا أخبار جريدة ~~«الجوائب». # الفصل الخامس # | الكونت رشيد الدحداح # فتاهت أرض باريس افتخارا # وعزت إذ حوت شهما هماما # غدا في تربها كنزا دفينا # وجاور في الثرى قوما فخاما # فقلت مؤرخا ذكراه توا # إلى باريس إحمل لي سلاما # لأسرة الدحداح شهرة بعيدة في جبل لبنان، ~~ويرتقي أصلها إلى جدها الأعلى الشيخ جرجس الذي كان مقترنا ~~بابنة غزال القيسي الماروني ~~مقدم العاقورة في الربع الثالث من القرن الرابع عشر، وإلى هذه ~~الأسرة ينتمي صاحب الترجمة الذي نذكر هنا أخباره باختصار ~~فنقول: # هو الشيخ رشيد ابن الشيخ غالب ابن الشيخ سلوم ابن الشيخ موسى ~~ابن الشيخ يوسف ms089 ابن الخوري جرجس ابن الخوري يوسف ابن الخوري ~~ميخائيل ابن الشيخ جرجس الدحداح، ولد سنة 1813 في عرامون إحدى ~~قرى كسروان من جبل لبنان، ثم أرسله أبواه إلى مدرسة «عين ورقة» ~~حيث أتقن أصول اللغة العربية وفروعها، ودرس اللغتين السريانية ~~والإيطالية وسائر العلوم، وبعد ذلك دخل مدرسة بزمار للأرمن ~~الكاثوليك فاشتغل في تحصيل اللغة التركية وبرع فيها. # وسنة 1838 عينه الأمير بشير الكبير حاكم لبنان كاتبا ~~لأسراره، فلبث في هذه الوظيفة حتى خلع الأمير ونفي من الجبل، ~~وسنة 1843 ذهب إلى صيدا فانصب على درس الشريعة الإسلامية إلى ~~أواخر عام 1845 بحيث سافر إلى مرسيليا وتعاطى فيها التجارة ~~اثنتي عشرة سنة، ثم رحل مع عائلته إلى باريز واقفا نفسه على ~~خدمة الآداب العربية التي برز فيها علما وعملا، فنال فيها ~~القدح المعلى. # ومن مآثره الأدبية أنه نشر بالطبع شرح ديوان الشيخ عمر بن ~~الفارض في نحو ستمائة صفحة، ثم أنشأ في اللغتين العربية ~~والفرنسية جريدة «برجيس باريس أنيس الجليس» التي شحنها ~~بالمقالات الرنانة في السياسة والتاريخ واللغة والأدب، فذاعت ~~شهرتها شرقا وغربا، وعرب رسالة عنوانها «كتاب التمثال ~~السياسي» بقلم المسيو دي لاكيرونيار أحد وزراء فرنسا في عهد ~~نابليون الثالث، وطبع كتاب «طرب المسامع في الكلام الجامع» ~~الذي جمع فيه أشعارا لأشهر شعراء العرب، ونشر في مرسيليا ~~بمعاونة الشيخ سمعان ابن عمه معجما عربيا للمطران جرمانس ~~فرحات بعد أن هذبه ورتبه وأصلح ما فيه من الأغلاط، فأطنب ~~في مديحه المجمع ~~العلمي الفرنسي # L’Académie Française # وأحسن صلته، ثم ألف كتاب ~~«قمطرة طوامير» الذي طبع أولا في فينا وثانيا في باريز وقد ~~ضمنه مقالات لغوية وفوائد أدبية، ونشر كتاب «فقه اللغة» في ~~باريس لأبي منصور الثعالبي، وألف كراسة في فن المناظرات ~~سماها «ترويح البال في القلم والمال» لم تنشر بالطبع. ومن ~~مؤلفاته التي لم تزل مخطوطة ديوان شعر وكتاب «السيار المشرق في ~~بوار المشرق» وهو تاريخ كبير في مجلدات شتى، وله غير ذلك من ~~المناظرات الأدبية والمقالات اللغوية والمراسلات نثرا وشعرا ~~التي جرت بينه وبين فطاحل اللغة العربية كالأمير ms090 عبد القادر ~~الحسيني الجزائري، والشيخ ناصيف اليازجي، وأحمد فارس الشدياق، ~~والشيخ محمود قبادو التونسي، وغيرهم. # وفي خلال سنة 1862-1864 حضر باي تونس إلى فرنسا فتقرب إليه ~~صاحب الترجمة وساعده على قرض مالي بشروط موافقة جدا لم يكن ~~ليرجو الباي الحصول على بعضها، سيما وأن الثقة بمالية المملكة ~~التونسية وإدارتها كانت مفقودة في ذاك العهد؛ فسر الباي من ~~مساعي الشيخ رشيد وكافأه بمبلغ عظيم على سبيل الهدية تقديرا ~~لصدق خدمته، وقد مدح المترجم باي تونس بقصيدة لامية ذات 83 ~~بيتا عارض فيها معلقة كعب بن زهير، وهذا مطلعها: # بانت سعاداتنا والفتح مكفول # باسم المليك فلا تلهيك عطبول # وفي سنة 1867 منحه البابا بيوس التاسع لقب «كونت» يتسلسل في ~~أبكار أنجاله الذكور من بعده ، ثم شملت هذه النعمة جميع أبناء ~~الكونت رشيد وسلالتهم من بعدهم، وسنة 1875 ابتاع على ساحل بحر ~~المانش في شمال فرنسا قرية صغيرة تدعى دينار # Dinar # مع الأراضي المجاورة لها ~~فأنشأ فيها بلدة تعد من أنظم البلدان وأحسنها موقعا وأجودها ~~مناخا، وهي الآن إحدى المرافئ المعدودة في فرنسا، بحيث اتصلت ~~بها السكة الحديدية وصارت مصيفا لأغنياء الإنكليز وسواهم ~~الذين يقصدونها لقضاء فصل الحر، ثم شيد فيها قصرا فخيما دعاه ~~«قصر الضفتين» وفي اللغة الفرنسية # chateau des ~~deux rives # وأقام فيه على سعة العيش مع ~~أولاده وأحفاده. وتصرم حبل حياته في 5 آيار 1889 بالغا ~~السنة السادسة والسبعين من عمر قضاه في مزاولة العلم والمساعي ~~المبرورة والأعمال المشكورة. # الفصل السادس # | خليل الخوري # يا هلالا قد أرانا # في الدجى وجها جميلا # سوف نلقى منك بدرا # كاملا يدعى خليلا # هو خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل بن ~~عبده الخوري، أبصر النور في 28 تشرين الأول 1836 في الشويفات ~~من أعمال جبل لبنان، وبعد زمن قليل انتقل والده إلى بيروت، ~~فتلقى المترجم أصول اللغة العربية في مدرسة الروم الأرثوذكس ~~وزاولها حتى أتقنها، ثم تعلم اللغتين التركية والفرنسية على ~~أساتذة مخصوصين فأجاد فيهما. وفي غرة كانون الثاني 1858 أنشأ ~~صحيفة «حديقة الأخبار» فكانت أول جريدة عربية صدرت برخصة ~~رسمية من طرف الحكومة العثمانية خارجا عن عاصمة ms091 السلطنة، ~~ولهذا كان خليل الخوري من أخص رجال النهضة الأدبية في سوريا ~~في القرن التاسع عشر بما وضعه من التآليف أو نشره على صفحات ~~جريدته من النبذ المفيدة والمباحث المختلفة. وقد نظم الشعر ~~منذ حداثته فنبغ في هذا الفن كما شهد له بذلك الشيخ ناصيف ~~اليازجي في قصيدة مدحه بها وختمها بالبيتين المنشورين تحت ~~رسم صاحب الترجمة وهما هذان: # وخلف صاحب الترجمة ستة دواوين شعرية في مواضيع مختلفة ~~بلغ مجموع أبياتها 10874 بيتا وهي: أولها «زهر الربى في شعر ~~الصبا»، وثانيها «العصر الجديد»، وثالثها «السمير الأمين»، ~~ورابعها «الشاديات»، وخامسها «النفحات»، وسادسها «الخليل» ~~والأخير وحده لم يطبع، وهنا ننقل عن «مجلة النور» # 1 # المطبوعة في الإسكندرية ما كتبه جرجي بن نقولا باز ~~صاحب مجلة «الحسناء» في وصف شعر المترجم قال: # نظم الخليل الشعر في أربعة أدوار حياته فتى وشابا ~~وكهلا وشيخا، وشعره طبيعي منسجم في غاية الرقة ~~والطلاوة والسلاسة حتى جازت تسميته بالسهل الممتنع. ~~وجل ما تناوله من المواضيع الغزل والمديح والتهنئة ~~والرثاء وغيره. وله تواريخ أبجدية عديدة ضم بعضها ~~إلى ما طبع من منظوماته. وامتاز بمدح جلالة السلاطين ~~العظام، ووصف رجال الدولة، وبيان عظمة السلطنة؛ حتى ~~دعي بحق «شاعر الدولة». وبمناسبة بعض قصائده نال ~~الوسام المجيدي وبلغ المحظوظية السلطانية بإرادة سنية ~~عدة مرات، وقد ترجم بعض أشعاره إلى اللغة الفرنسية ~~المسيو رينو رئيس «الجمعية الآسيوية» في باريز ونشرها ~~في مجلة الجمعية ونشر بعضها في جريدة «الديبا» وغيرها ~~من صحف الفرنسيس المعتبرة. وكتبت عنه جريدة الديبا ~~وقرظت بعض قصائده كالعناب والرمان وغيرهما. وترجمت ~~قصيدته «الزيارة القدسية»، التي قدمها إلى إمبراطور ~~النمسا حينما زار القدس، إلى اللغة النمسوية ونشرت في ~~جريدة «فينيراباندا بوسط». وكتب عنه لامرتين الشاعر ~~الإفرنسي مقالات أذاعت فضله في أوروبا، ويقال إنه نظم ~~له بعض قصائده المترجمة ونشرها، وكان بينهما صداقة ~~ومراسلة، ومثلها كان لشاعرنا مع كثير من شعراء الترك ~~والفرس والعرب. وكتبت مرة عن شعره وسيرته جريدة ~~«المورنن بوست» الإنكليزية. وقد كان بالإجمال شاعرا ~~مطبوعا سيال القريحة، واسع الخيال، لطيف ms092 المعاني، ~~رقيق الغزل، مكثرا من النسيب وإيضاح خفايا الحب ووصف ~~وقائع المحبين؛ حتى سمي «قيس زمانه وجميل عصره» ~~وعد من مشاهير شعراء العرب الممتازين بالوصف ~~الغرامي، وما خلا شعره من لمحات فلسفية وردت في بعض ~~قصائده. وقد عزز الشعر بعدم استخدامه إياه وسيلة ~~للاستجداء وجني المال. ومما يروى عنه أنه عندما زار ~~سوريا سعيد باشا خديو مصر في سنة 1859 مدحه عدة شعراء ~~فأجازهم بجوائز مالية بين العشرة والخمسة عشر ~~جنيها، أما الخليل فلم يقبل الجائزة على قصيدته ~~«السعادة»، بل كتب في حديقته أنه نظمها إظهارا ~~لإحساساته لا طمعا بالمال؛ لعلمه أنه جاء الوقت الذي ~~يجب فيه ألا تكون كلمة «شاعر» مرادفا لكلمة «متسول» ~~واقتدى به وقتئذ الشاعر أسعد طراد ، ولذلك اشترك ~~الخديو بخمسين نسخة من الخديو بكل سرور وإعجاب. # وله غير ذلك كثير من الآثار الأدبية التي نورد منها: (1) ~~«النعمان وحنظلة» وهي رواية تمثيلية. (2) «وي إذن لست ~~بإفرنجي» هو كتاب أخلاقي وضعه على أسلوب القصة وضمنه ~~انتقادا دقيقا على الأخلاق والعادات مع ملاحظات لطيفة على ~~المتنبي وألفنس دي لامرتين. (3) «خرابات سوريا» خطاب ألقاه في ~~15 آذار 1859 في الجمعية العلمية ببيروت. (4) «تاريخ مصر» وضعه ~~بإيعاز من سعيد باشا خديو مصر وهو غير مطبوع، فأتمه سنة 1864 ~~وقدمه للخديو إسماعيل الذي أجازه عليه بألفي جنيه. ~~(5) «النشائد الفؤادية» يتضمن ترجمة فؤاد باشا الصدر الأعظم مع ~~القصائد التي نظمها له المؤلف. (6) «تكملة العبر» عربه عن ~~كتاب تاريخي وضعه في اللغة التركية صبحي باشا والي سوريا ~~سابقا، وهو تتمة لتاريخ ابن خلدون ويتضمن اقتسام قواد ~~الإسكندر الكبير ممالكه بعد وفاته. (7) «الدولة العثمانية في ~~الماضي والحال والاستقبال» هو خطاب فرنسي لمدحت باشا نقله صاحب ~~الترجمة إلى اللغة العربية. (8) «الدستور» تولى بموجب إرادة ~~سلطانية إدارة ترجمته من التركية إلى العربية بقلم نوفل بن ~~نعمة الله نوفل الطرابلسي. (9) «الكواكب العثمانية في تاريخ ~~الدولة العلية» تاريخ شعري منقطع النظير يتضمن منشأ سلاطين آل ~~عثمان وعلو شأن دولتهم، وقد انتهى به إلى أواخر عهد السلطان ~~محمود الثاني، وهو من بحر واحد وقافية ms093 واحدة وفيه ما يزيد ~~على 3100 بيت. (10) مقتطف تاريخي من كتاب «روضة الأوائل ~~والأواخر» لابن الشحنة. # وانفرد بعدم الاستجداء بشعره عن سائر شعراء عصره كما سبق ~~القول، ولكنه نال عدة جوائز مهمة أتحفه بها الملوك والعظماء ~~وهي: خاتم من الماس أنعم به عليه إسكندر الثاني قيصر روسيا، ~~وخاتم آخر من الماس أهداه إياه الغراندوق قسطنطين شقيق القيصر ~~المشار إليه، وخاتم من الفيروز أكرمه به ملك إنكلترا إدوار ~~السابع، وعلبة من الذهب الإبريز يعلوها إكليل مرصع بثلاثة ~~وعشرين حجر الماس نالها من صادق باشا باي تونس، ومسبحة من ~~المرجان أتحفه بها الصدر الأعظم خير الدين باشا التونسي، وخاتم ~~من الزمرد دائره مرصع بالماس أهدي له من الغراندوق ~~نقولا، وما خلا ذلك فإنه نال شرف المثول لدى بعض الملوك ~~والأمراء، وراسله كثير من رجال الدولة العثمانية ومشاهير أدباء ~~العصر. # وبعد فتنة سوريا سنة 1860 عينه فؤاد باشا مأمورا بمعيته، ~~وسنة 1865 فوضت إليه ولاية سوريا إدارة مطبعتها وجريدتها ~~الرسمية بإرادة سلطانية، وسنة 1870 تعين مفتشا للمكاتب غير ~~الإسلامية ومديرا للمطبوعات في ولاية سوريا ومفتشا فخريا ~~لمدارس جبل لبنان ومطبوعاته، وسنة 1880 صار مديرا للأمور ~~الأجنبية في الولاية المذكورة، ومن مآثره المبرورة أنه أنشأ ~~الجمعية الخيرية الأرثوذكسية في بيروت. # وسنة 1887 سافر إلى لندن حيث اقترن في 4 آب بالسيدة ظافر بنت ~~حبيب نوفل وحفيدة موسى بسترس، وقد جرى لزفافهما احتفال شائق ~~شهده أكابر القوم، ثم جاء العروسان إلى بيروت، وبعد مائة يوم ~~من تاريخ القران المذكور أصيب الخليل بفقد زوجته التي قصفتها ~~يد المنون في السنة الخامسة والعشرين من عمرها، وفي 26 تشرين ~~الأول 1907 فاضت روحه فأقيم له مأتم عظيم وأبنه مطران ~~الأبرشية وبعض الأدباء والشعراء، وهي السنة التي أتم فيها ~~السنة الخمسين من تأسيس «حديقة الأخبار» القديمة العهد، أما ~~الرتب والنياشين التي أحرزها في حياته فهذه ~~أسماؤها: ~~(1) # الرتبة الأولى من الدولة العثمانية. ~~(2) # الوسام العثماني الثاني من الدولة ~~العثمانية. ~~(3) # الوسام المجيدي الثاني من الدولة ~~العثمانية. ~~(4) # وسام إيزابلا الكاثوليكية من إسبانيا. ~~(5) # وسام القديسة حنة من روسيا. ~~(6) # وسام تاج بروسيا من بروسيا ms094. ~~(7) # وسام شير خورشيد من إيران. ~~(8) # وسام فرنسيس يوسف من النمسا والمجر. ~~(9) # وسام تاج إيطاليا من إيطاليا. ~~(10) # وسام موريس ولازار من إيطاليا. ~~(11) # وسام المخلص من اليونان. ~~(12) # وسام النسر الأحمر من ألمانيا. # الفصل السابع # | رزق الله حسون # نشأت أسرة حسون الأرمنية في بلاد العجم، وقيل في ديار بكر، ~~وقد أشار المترجم إلى هذا في قوله من قصيدة: # ديار كرج وأرمن وطني # قبل انتقال أبي إلى أخرى # فجاء جدها الأعلى وسكن حلب وولد أولادا ذهب أحدهم إلى مدينة ~~أزمير، فبقي اسم أولاده أولا بني حسون ثم عرفوا ببني حلب ~~أوغلي (أي أولاد حلب) وهم فيها بهذا الاسم الأخير إلى عهدنا، ~~وذهب أحدهم إلى الآستانة قبل تغيير اسمهم «حسون» وبقيت سلالته ~~فيها باسم بني حسون إلى عهدنا، ومنهم نشأ البطريرك حسونيان ~~(وزيادة الياء والألف والنون من اصطلاحات اللغة الأرمنية)، ~~وكان من رجال الفضل والعلم، ولا تزال بقية أسرته في الآستانة ~~إلى يومنا. وذهب أحد أولاد حسون الجد الأعلى المذكور إلى القطر ~~المصري، أما ولده الآخر فبقي في حلب ومن أسرته ولد المترجم نحو ~~سنة 1825، فتعلم فيها مبادئ القراءة وأتقن الخط على الشيخ سعيد ~~الأسود الحلبي الشهير بجودة خطه. وما ترعرع حتى انتقل إلى دير ~~بزمار وهو دير لرهبنة الأرمن الكاثوليك الأنطونية وفيه مقر ~~الرئيس العام وموقعه في ساحل كسروان من أعمال لبنان، فدرس ~~العلوم اللاهوتية واللغات الفرنسية والتركية والأرمنية ~~والعربية والعلوم الرياضية. وكان نابغة في جودة حفظه وذكائه ~~حتى إنه نظم الشعر وهو تلميذ، وذلك أنه لما استقدم المطران ~~باسيليوس عيواظ إلى دير بزمار ليسام فيها أسقفا على الأرمن في ~~حلب وتمت سيامته في 4 فبراير (شباط) سنة 1838 أنشده رزق الله ~~قصيدة من نظمه وهو في الثالثة عشرة من عمره. # ولما أتم دروسه في بزمار عاد إلى مسقط رأسه حلب وكان يمارس ~~التجارة لأن والده كان غنيا. وكثيرا ما كان يختلف إلى دار ~~قنصلية النمسا في حلب حيث كان والده ترجمانا فيها؛ فيتمرن على ~~أعمال الترجمة في القنصلية، ثم نزعت نفسه إلى طلب العلى فذهب ms095 ~~إلى أوروبا وطاف في لندن وباريس، وجاء مصر واستنسخ كتبا ~~كثيرة؛ لأنه كان ولوعا بالمطالعة، كثير الميل إلى صناعة الخط ~~التي عرف بيتهم بها، كما أشار إلى ذلك بقوله من قصيد: # لا خاملا لا دنيا منشئي حلب # فسل وهاك بفضلي يشهد القلم # ثم عاد إلى الآستانة وتقرب من رجالها ونال منزلة عندهم، ~~واتخذه الحاج أبو بكر آغا القباقيبي من كبار أغنيائها وتجارها ~~وأعيانها مديرا لشئونه ومؤتمنا على أمواله، وبواسطته استخدم ~~في الحكومة. وقد اتصل بالمرحوم يوسف جلبي الحجار وتزوج السيدة ~~متيلدة ابنته سنة 1848، وأرخ ذلك بطرس كرامة بقوله من ~~أبيات: # فلا زلتما طول الزمان بصحبة # وعيش رغيد برده الأمن والرفد # زفاف سعيد والهناء مؤرخ # مواف لرزق الله بالخير ما تلد # وقد كان بينه وبين ~~أدباء عصره في سوريا ومصر والآستانة مراسلات ومساجلات ولا سيما ~~وطنيه الشاعر نصر الله الطرابلسي المشهور وأحمد فارس الشدياق ~~وبطرس كرامة، وغيرهم ممن جاء بعدهم مثل فرنسيس مراش وشقيقه عبد ~~الله، وجبرائيل الدلال وشقيقه نصر الله من مواطنيه، والقس لويس ~~الصابونجي وديمتري شحادة الدمشقي والمطران أغابيوس صليبا ~~الأرثوذكسي وخليل الخوري وغيرهم. ولقد عرف رؤساء الأساقفة ~~بعهده ومدحهم، من ذلك أبيات موجودة بخطه في دار بطريركية ~~الروم الكاثوليك بدمشق؛ مدح بها الطيب الذكر البطريرك مكسيموس ~~مظلوم الحلبي الشهير سنة 1842م/1252ه، مطلعها: # صرفت كربة من ناجاك مبتهلا # ولم ترد صرف من ينحوك ذا بدد # وقال من قصيدة مدح بها الطيب الذكر البطريرك بولس مسعد ~~الماروني الشهير: # إمام على سر الإله أمين # أضاءت بنور من سناه دجون # بدا علما في أوج لبنان للهدى # ولبنان للدين القويم عرين # سمي الإناء المصطفى نعته الصفا # على نسج أسلاف طوته قرون # هو البطريرك الندب بولس ذو الحجا # وكعبة فضل للزمان جبين # وختمها بقوله: # ودونكم نظم ابن حسون فائقا # بمعنى وألفاظ لهن رنين # ومن ذلك ما بعث به إلى صديقه بطرس كرامة شاعر الأمير بشير ~~الشهير من قصيدة ذكرت في ديوانه صفحة 385 منها: # خدين المعالي وابن بجدتها الفرد # بقيت بقاء الدهر يخدمك السعد ms096 # وزادك رب العرش أسنى كرامة # قرين بها الإقبال والفخر والمجد # ولا زلت في أمن وموفر نعمة # ويمن أياد كسبها الشكر والحمد # وبعد فقد طال البعاد ومهجتي # يكاد من الأشواق يضرمها الوجد # فأبغي للاطمئنان منكم ألوكة # إذا لم يكن منكم قدوم هو القصد # فأجابه بطرس كرامة بأبيات تجدها في ديوانه ومنها ~~قوله: # فلا تحسبوا بعدي بعادا وإنما # ودادي لكم قربا وبعدا هو الود # وإني لأرجو كل يوم لقاكم # ولكن دهري شأنه المنع والصد # فلا زلت رزق الله خدن كرامة # ويصحبك التوفيق والعز والسعد # ولما انتشبت حرب القرم بين روسيا والدولة العلية وتداخلت ~~فيها الدول المتعاهدة منحازة إلى دولتنا سنة 1854؛ أنشأ ~~المترجم جريدة «مرآة الأحوال» في دار السعادة، فكانت أول ~~جريدة عربية فيها وكان يصف فيها حرب القرم ومواقعها ويكتب ~~الفصول السياسية الدالة على حنكته، ويتطرق إلى وصف أحوال ~~بلادنا ولا سيما بعلبك ولبنان وحاصبيا وما كان يجري فيه إذ ذاك ~~من الفتن الأهلية، فذاعت جريدته شهرة وزادت نجاحا بعد ذلك إلى ~~أن عطلها. # ولما نشبت حوادث سنة 1860 في سوريا وسفكت الدماء وتفاقم ~~الخطب وجاء فؤاد باشا لإصلاح ذات البين كان صاحب الترجمة من ~~رجاله، اتخذه لتعريب المناشير والأوامر التي يصدرها للشعب، ~~وكان قد نال لديه حظوة أيام كان وزيرا للخارجية في أثناء حرب ~~القرم ومدحه في جريدته «المرآة» وأثنى على بسالته حينما كان ~~قيما على الجند بقيادة عمر باشا النمساوي في حرب ~~القرم. # واتصل وهو في دمشق بالأمير عبد القادر الجزائري الشهير وله ~~فيه مدائح نشر بعضها في كتابه «النفثات» الذي قدمه له، ~~وتبادل المودة مع أدباء بيروت ودمشق ولبنان. # وعثر وهو في دمشق على كثير من الكتب المخطوطة القديمة ~~وأحرزها، ومن جملتها إنجيل عربي وجده في قرية «عين التينة» ~~قرب معلولا في جبل القلمون نسخ سنة 7045 لآدم و947ه/1540م)، ~~فأهداها إلى المرحوم متري شحادة الدمشقي لما كان في ~~القسطنطينية سنة 1863 وهو الآن في المكتبة البطريركية ~~الأرثوذكسية في دمشق (عدد 1006)، وخطه كنسي جميل، وقد تفقد ~~مكاتب دمشق القديمة ووقف على نوادر ms097 مخطوطاتها ونسخ بعض تعاليق ~~مفيدة عنها كان يفيد بها المستشرقين بعد ذهابه إلى ~~أوروبا. # ولما عاد فؤاد باشا إلى الآستانة نائلا منصب الصدارة العظمى ~~سنة (1278ه/1861م) نال ~~المترجم حظوة لديه فكان من خاصته. ولم يلبث فؤاد باشا أن صار ~~عضوا في مجلس الأحكام العدلية في السنة الثانية من صدارته، ~~وذهب إلى معرض مدينة لندن معتمدا عثمانيا سنة (1279ه/1862م) ~~فأخذ المترجم معه، ولما عاد إلى الآستانة أعاده معه فرقاه ~~إلى نظارة جمارك الدخان؛ فكثر حساده ومناوئوه واشتد الأمر بينه ~~وبينهم، فوشي به أنه رمي بالغلول في مال الجمارك هو وبعض ~~المستخدمين فسجن معهم، ثم فر إلى روسيا، وهناك أطلق لسانه ~~بالانتقاد على الحكومة وألف رسالة بعنوان «قول من رزق الله ~~حسون يبرئ نفسه من الغلول»، وذكر البعض أنه أنشأ جريدة في ~~فرنسا لهذه الغاية، وذلك غير ثبت إلا إذا كان قد أعاد نشر ~~جريدة مرآة الأحوال. ثم توسط في أمره فقبلت الحكومة أن ترسل ~~إليه أسرته أي زوجته وأولاده فلم يقبل إلا بجميع مطاليبه منها؛ ~~فأوغر صدر السلطان عبد العزيز عليه، فطلب من الحكومة أن تمنعه ~~عن التنديد بالدولة فلم يصخ لها سمعا بل غادرها وحل لندن، ~~وأصدر فيها جريدته «مرآة الأحوال» وخصها بالشكوى من أعمال ~~بعض موظفي الحكومة لعهده. وقد رأيت منها العدد السادس عشر ~~بتاريخ 18 كانون الثاني سنة 1877 مكتوبا بخطه الجميل مطبوعا ~~على الحجر وفيه مقالات سياسية بليغة. وكان يكتب فيها كثير من ~~أدباء عصره ومواطنيه ولا سيما المرحومان جبرائيل الدلال وعبد ~~الله المراش شقيق الشاعر الشهير فرنسيس مراش. وكان قد أصدر ~~مجلة عربية عنوانها «رجوم وغساق إلى فارس الشدياق» نشر منها ~~عددين في لندن؛ الأول في 4 آيار سنة 1868 في 14 صفحة صغيرة، ~~والثاني في 5 آيار سنة 1868، وذلك ردا على المرحوم أحمد فارس ~~الشدياق صاحب «الجوائب» على أثر ما حدث بينهما من الخصام ~~الشديد. وكانا يتناظران مناظرات موجعة شديدة اللهجة، وكان ~~يبيع من «مرآة الأحوال» في سنتها الأولى في لندن 450 ~~نسخة. # ثم عطل مرآة الأحوال ونشر مجلة عربية ms098 طبعت في لندن سنة ~~1879 كانت تصدر كل خمسة عشر يوما مرة عنوانها «حل المسألتين ~~الشرقية والمصرية». وهي أول مجلة عربية شعرية؛ لأنها كانت ~~قصائد تبحث في هذه المواضيع، فاجتمع منها مجلد بقطع ربع في ~~أكثر من ثلاثمائة صفحة. # ثم انقطع بعد ذلك إلى النسخ والاشتغال بتصحيح حروف الطباعة ~~العربية في أوروبا ومساعدة كثير من المستشرقين حتى بلغ ما ~~استنسخه من نفائس الكتب أكثر من عشرين، أهمها «ديوان الأخطل» ~~و«ديوان ذي الرمة» و«المتمم» لابن درستويه و«الأناجيل المقدسة» ~~ترجمة أبي الغيث الدبسي الحلبي و«ديوان حاتم الطائي» وهذا طبعه ~~كما سيجيء. ولا تزال بعض مخطوطاته في مكاتب روسيا وفرنسا ~~وإنكلترا حيث كان يتردد بين هذه الممالك. وجاء حلب قبل وفاته ~~بسبع سنوات متنكرا فتفقد مكاتبها واستنسخ منها بعض الآثار ~~النادرة، ثم عاد إلى إنكلترا التي اتخذ معظم سكناه فيها ولا ~~سيما قرية وندسورث حيث تفرغ لوضع كتبه وطبعها. # وعلى الجملة فإن رزق الله حسون كان سياسيا حرا يرغب في ~~إصلاح الدولة العثمانية ويذهب مذهب كبار أحرارها كمدحت باشا ~~وأعوانه. ولما ذهب مدحت باشا إلى لندن قابله فيها وسر به، ~~ولا صحة لما شاع من أنه سعى في قتله. # أما منزلته الأدبية فإن نثره من النمط العالي المتين وسجعه ~~كثير ينحو فيه نحو الأقدمين، وشعره يدل كثير منه على طبيعته، ~~ولكنه كان قليل التدقيق في الأوزان ومراعاة الأصول الصرفية ~~والنحوية؛ فيشبع الحروف التي لم يرد مسوغ لإشباعها، ويسكن ~~ويحرك ويختار القوافي الصعبة، وهذا التكلف ظاهر في كتابه «أشعر ~~الشعر». ومع هذا فإن بين قصائده فرائد بليغة فصيحة اللفظ ~~متينة القوافي تعد من الطبقة العليا في الشعر. وقد خرج في ~~بعض القصائد عن الطرق المألوفة؛ فلم يتقيد بقافية كما ترى في ~~كتابه «أشعر الشعر»، وكثيرا ما يميل إلى الألفاظ المهجورة. ~~وبقي بين المحابر والأقلام إلى أن توفي فجأة في مدينة لندن، ~~وقيل إنه توفي مسموما، وذلك نحو سنة 1880 غريبا عن أسرته ~~التي بقيت في الآستانة، وولده ألبير الوحيد حي إلى اليوم ms099 فيها. ~~ولما شعر رزق الله بدنو أجله نظم احتضاره (على أصح الروايات ~~التي محصتها) بهذين البيتين: # قد قضى الله أن أموت غريبا # في بلاد أساق كرها إليها # وبقلبي مخدرات معان # نزلت آية الحجاب عليها # وقد أتقن فوق اللغات التي تلقنها في بزمار وبرع بها اللغة ~~الإنكليزية وألم بالروسية، وأهم ما وصلت إليه يد البحث من ~~مؤلفاته ومطبوعاته هو: ~~(1) ~~«النفثات» وهو قسمان أولهما في تعريب قصص كريلوف ~~شاعر الصقالبة التي وضعها على طريقة بيدبا الهندي ~~في كليلة ودمنة ولافونتين الفرنسي في خرافاته ~~ولقمان في حكاياته وما شاكل. عربها نظما في 41 ~~قصة تقع في 69 صفحة بقطع ربع، وألحق بها نخبة من ~~منظوماته من تواريخ وأوصاف ومدائح وشكوى. وبينها ~~قطعة عرض فيها بالشيخ أحمد فارس الشدياق حتى إن ~~الشدياق لما انتهت إليه قال فيها عبارته الشهيرة: ~~«كان حسون لصا وله سرقات، فأصبح صلا وله ~~النفثات.» وجميع هذا الكتاب يقع في 84 صفحة، ~~وقدمه للمرحوم الأمير عبد القادر الجزائري نزيل ~~دمشق وطبعه في لندن سنة 1867. ~~(2) ~~«أشعر الشعر» وهو نظم سفر أيوب الصديق في 74 ~~صفحة بقطع ربع، فرغ منه في 29 نيسان سنة 1869، وهو ~~في وندسورث (إنكلترا) ثم نشيد موسى النبي، ثم سفر ~~الجامعة ونشيد الإنشاد لسليمان الحكيم ومراثي ~~أرميا النبي، وهذه بدأ بنظمها في 28 نيسان سنة ~~1869 وأتمها في 3 آيار، والكتاب يقع جميعه في ~~136 صفحة وهو مطبوع في المطبعة الأميركية ببيروت ~~سنة 1870، ووضع في أوله مقدمة قال فيها إن أيوب ~~وهوميروس وشكسبير أشعر الخلق، وأشار إلى نظمه سفر ~~أيوب في أيام اعتقاله، وأنه نظم الفصل الثامن عشر ~~منه على أسلوب الشعر القديم بلا قافية، وقد كتب ~~بعض الفصل نثرا بليغا، وربما أبقى بين ما نظمه ~~في بعضها فقرات نثرية. وفي «أشعر الشعر» من ~~الركاكة والجوازات الشعرية ما يدل على اضطراب بال ~~المؤلف حين نظمه وسرعة إعداد بعض الأسفار الأخرى، ~~فلم تمسه يد النقد ولا جال فيه خاطر ~~التهذيب. ~~(3) ~~«السيرة السيدية» وهو عبارة عن مزج الأناجيل ~~الأربعة المعروفة بالبشائر، طبع بمطبعة الأميركان ~~في بيروت في 190 صفحة. ~~(4) # رسالة مختصرة ms100 في «الطباعة العربية» والاقتصاد ~~فيها ماديا ووقتا، وقد وجدت منها نسخة بخطه ~~الجميل في مكتبة أسقفية الأرثوذكس بحلب فاستنسختها ~~سأنشرها قريبا لفوائدها. ~~(5) ~~«ديوان حاتم الطائي» المشهور بكرمه، استنسخه عن ~~نسخة قديمة وطبعه في لندن سنة 1872 في 33 ~~صفحة. ~~(6) # كتاب «المشمرات» طبع في سان باولو من أعمال ~~البرازيل، سعت بطبعه إدارة جريدة «المناظر» منذ ~~بضع سنوات. ~~(7) ~~«حسر اللثام» وهو كتاب جدلي تم تأليفه سنة 1859 ~~ولا أظنه طبع. # ولقد ذكر المترجم كثير من المستشرقين وآخرهم ثناء عليه ~~المسيو كليمان هوار الفرنسي في كتابه «تاريخ آداب اللغة ~~العربية»، وقد اقتصر على ذكر كتابه «النفثات» وجريدته «مرآة ~~الأحوال» في لندن ولم يذكر نشأتها في الآستانة. # عيسى إسكندر المعلوف # الفصل الثامن # | ميخائيل مدور # لك الفعل الجميل وأنت عقد # لجيد الدهر والدنيا يزين # عليك وفاء حق العلم دين # وفيك محبة الأوطان دين # وأنت بذي الديار عماد مجد # وركن في أعاليها متين # وإن كان المدور ليس قطبا # لدور المكرمات فمن يكون # هو ميخائيل بن يوسف مدور، ~~ولد في بيروت بتاريخ 30 تموز سنة 1822 ودرس اللغتين الفرنسية ~~والإيطالية في مدرسة عين طورا، وقرأ قواعد اللغة العربية ~~وفقهها بدون أستاذ؛ فأصاب منها سهما وافرا. وتعاطى التجارة ~~مع إخوته إلى سنة 1852 وفيها اقترن بتاريخ 3 شباط بالسيدة روزا ~~بنت نقولا صالحاني، وكانت سيدة فاضلة قرظتها وردة اليازجي ~~بأبيات جاء فيها: # تنبهت العيون النرجسية # على نغم البلابل في العشية # ولكن غارت الأقمار لما # تجلى وجه روزا الصالحية # زهت باللطف في خلق وخلق # وأوصاف حسان عنبرية # أديبة عصرها من خير قوم # لهم شرف وأنساب سنية # بها افتخرت نساء العصر لما # رأت أخلاقها الحسنى الرضية # ثم صار ميخائيل ترجمانا في قنصلية فرنسا ولبث في هذا المنصب ~~إلى آخر أيامه، وانكب على العلم ولا سيما على التاريخ وشعر ~~العرب وأخبارهم حتى عد من فصحاء الكتبة في اللغتين العربية ~~والفرنسية؛ ولذلك نال بكل استحقاق أن يكون عضوا في «الجمعية ~~العلمية الآسيوية» في باريس وعضوا في «الجمعية العلمية ~~السورية» في بيروت. وكان صديقا حميما للغوي المشهور الشيخ ~~ناصيف اليازجي ms101، فطبع له مقامات «مجمع البحرين» على نفقته سنة ~~1854 بعد أن طبع مقامات الحريري، فأنشده الشيخ ناصيف قصيدة ~~نفيسة نورد منها الأبيات الآتية: # ملكت الفضل في شرع وعرف # فليس على كمالك بعض خلف # إذا عدت رجال العصر يوما # فإنك واحد بمقام ألف # 1 # يسوغ لك المديح بكل لفظ # وليس يسوغ أن تهجى بحرف # غلبت الشعر في الأوصاف يا من # غلبت الناس في أدب وظرف # فلا يسع التأمل فيك فكري # ولا تسع الثناء عليك صحفي # والتقارير الرسمية التي كان ~~يرسلها ميخائيل مدور للوزارة الخارجية في فرنسا شهدت له ~~بالبراعة والحذق وجودة الآراء؛ فضلا عما كان له من المراسلات ~~مع أعاظم علماء بلاده وعلماء الفرنسيس كالشاعر لامرتين وسواه. ~~ثم سعى مع رؤساء طائفة الروم الكاثوليك في إدخال الحساب ~~الغريغوري بدلا من الحساب اليولي عند الملة المذكورة. وكان ~~أكبر عضد لخليل الخوري في تأسيس جريدة «حديقة الأخبار» القديمة ~~العهد؛ فإنه ساعده ماديا وأدبيا على إنشائها وكتب فيها ~~الفصول المفيدة والمقالات الإصلاحية؛ ولذلك قرظه خليل الخوري ~~في العدد الخامس منها بما نصه: # قد جعل بمساعدته حديقة الأخبار أن تزهر برياض الشام ~~وتجري من ثغر بيروت زلالا ترتشفه أبناء الوطن، وهي ~~تكون مشروعا يؤمل بواسطته تقدم ونجاح المعارف ~~والتهذيب في هذه البلاد. # وقد سعى سنة 1858 مع الكنت دي برتوي بطلب امتياز طريق ~~العربات من بيروت إلى دمشق، وخدم الدولة العثمانية أثناء فتنة ~~الشام سنة 1860 خدمة جلى؛ جلب له لأجلها فؤاد باشا الوسام ~~المجيدي. وزار أوروبا بعد ذلك فقابل البابا بيوس التاسع في ~~رومة ونال منه علامة شرف. وقابل نابليون الثالث ورجال دولته في ~~باريس ثم تجول في إنكلترا وسويسرا وألمانيا والنمسا. وبعد ~~عودته تملك عدة أراض في البقاع العزيز وجهات عكا وصار عضوا ~~فخريا في مجلس بلدية بيروت. وقد اجتهد في جمع إعانة لجرحى ~~العساكر الفرنسية في حرب سنة 1870 من أعيان سوريا ولبنان. وفي ~~سنة 1872 شيد في قرية ثعلبايا سبيلا للماء؛ فنظم فيه سليم بك ~~تقلا هذه الأبيات مؤرخا: # جزا الإحسان إحسان فيولى # جزاء الخير نخلتنا المدور ms102 # بظل الشاه سلطان عزيز # أقام بناه بالجهد المكرر # ببذل الدرهم الوضاح منه # سقى وراده ذوبان سكر # وعنه قيل تاريخ وفيه # ردوني وارشفوا سلسال كوثر # سنة 1872 # جميل مدور؛ المحرر في جريدة «المؤيد» ~~المصرية سابقا. # نجيب مدور؛ كاتب المقالات الشائقة في الصحف ~~العربية والفرنسية. # وسعى في جلب مياه نهر ~~الكلب إلى بيروت مع المسيو تفنن، ثم زاول التجارة إلى عام 1882 ~~وبعد ذلك اعتنى بإصلاح أملاكه. وفي عام 1884 زار مصر وقابل ~~خديويها توفيق الأول وأعاظم رجال وادي النيل. وفي آخر أيامه ~~مال إلى العزلة والانفراد حتى توفاه الله في 12 آب 1889 بينما ~~كان يتفقد أراضيه في عكا، فنقلت جثته إلى بيروت على باخرة ~~مخصوصة ودفن في تربة أجداده بالتكريم. وقد أفاضت الجرائد ~~العربية في تأبينه؛ لأنه كان عضدا كبيرا لتعزيز المعارف ~~والمشاريع الوطنية، وكان منزله حافلا بالعلماء والأدباء ~~والشعراء الذين نظموا فيه القصائد الرنانة التي لا تزال محفوظة ~~عند أولاده وأحفاده، وأشهرهم الشيخ ناصيف اليازجي وولداه الشيخ ~~إبراهيم والشيخ خليل، وسليم بك تقلا، وبشارة باشا تقلا، ~~والخوري جرجس عيسى، والشيخ عمر الأنسي، والشيخ عبد الرحمن ~~النحاس، وأسعد طراد، وخليل الخوري، والشيخ سليمان الحداد، ~~والدكتور بشارة زلزل، وشاكر البتلوني، وإسكندر آغا أبكاريوس، ~~وخليل شاهين المعلوف، والسيدة وردة اليازجي وغيرهم. # وخلف أربعة أبناء توفي منهم اثنان وهما نجيب وجميل اللذان ~~اشتهرا كأبيهما في آداب اللغتين العربية والفرنسية، أما الأول ~~فحلت منيته في 17 شباط 1907 بعدما خدم القنصلية الفرنسية ~~كترجمان فخري نيفا وعشرين سنة بنشاط وأمانة استحق عليهما وسام ~~«جوقة الشرف» من رتبة كافلير، وكان حائزا أيضا على «الوسام ~~المجيدي» طبقته الثالثة ووسام «القديس غريغوريوس الكبير» من ~~رتبة كومندوز. ثم ترك كثيرا من الآثار الأدبية نخص منها ~~بالذكر كتاب «بلاد الأندلس وأهلها» وهو بحث تاريخي مدقق لم ~~يزل غير مطبوع، وانتقد ترجمة كتاب «ألف ليلة وليلة» التي نقلها ~~الدكتور يوسف مردروس من اللسان العربي إلى الفرنسي في مجلدات ~~شتى فعلق عليها الشروح الوافية والآراء السديدة، إلا أن الوفاة ~~عاجلته قبل نشر هذا الأثر النفيس بالطبع، وله أيضا مقالات ms103 ~~شائقة في «البشير» و«الجنة» و«لسان الحال» في بيروت وجريدتي ~~«الأهرام» و«الوقت» في الإسكندرية. وقد أرخ الشيخ ناصيف ~~اليازجي ولادته بهذين البيتين: # يا حبذا النجل الذي بوروده # قد قيل هذا الشبل من ذاك ~~الأسد # فكتبت والتاريخ كان مبشرا # هذا نجيب من نجيب قد ورد # سنة 1854 # ونشر نجيب مدور المقالات ~~الضافية في أعظم الصحف الفرنسية شهرة وهي: أولا # Journal Asiatiqne # وثانيا # Revue des deux Mondes # وثالثا # Les Debats # وغيرها. ~~وسافر ثلاث مرات سائحا في بعض أنحاء أوروبا: أولا سنة 1878 ~~فقابل البابا لاون الثالث عشر في مواجهة خاصة، وثانيا عام ~~1889 أثناء معرض باريس العام، وثالثا سنة 1903 لمشاهدة آثار ~~التمدن الأوروبي الحديث. وكان حريصا على جمع الكتب ومطالعة ~~تآليف الأقدمين، ونظم في صباه شيئا من الشعر، وقد وقفنا له ~~على قصيدة مدح بها أحد العلماء مطلعها : # رقصت بلابلنا على الأغصان # وتغردت في أطيب الألحان # ثم قال في الممدوح: # هذا الذي نبع العلوم بصدره # يسقي البعيد ويستزيد الداني # ولأخيه جميل الذي ولد سنة 1862 آثار جديرة بالذكر خدم بها ~~اللغة والتاريخ والصحافة، فمنها كتاب «حضارة الإسلام في دار ~~السلام» الذي يغني ذكر اسمه عن وصفه، وقد قدر هذا الكتاب ~~قدره وأنزله منزلة رفيعة كما يستحق كل من أحمد جودت باشا ~~وزير المعارف العثمانية وأحمد مختار باشا الغازي المعتمد ~~السلطاني في مصر سابقا وغيرهما من مشاهير الرجال، وقد كافأه ~~عليه حينئذ السلطان عبد الحميد بجائزة مالية تنشيطا له على ~~خدمة العلم. ومنها كتاب «تاريخ بابل وآشور» وكتاب «التاريخ ~~القديم» ورواية «أتلا» وغيرها. وفي آخر حياته تولى تحرير جريدة ~~«المؤيد» في القاهرة فأظهر من المقدرة الصحافية ما يشهد له ~~بطول الباع في أساليب الإنشاء بين أدباء زمانه. وقد أدركته ~~المنية في 24 كانون الثاني 1907 بعيدا عن وطنه وذويه ومأسوفا ~~عليه من الرفيع والوضيع. وللشيخ ناصيف المشار إليه بيتان ~~نظمهما مؤرخا ولادته وهما هذان: # لنخلة قد أتى نجل جميل # كما سمي فسر أبا وأما # دعوت فقلت بالتاريخ ينشو # غلام طابق الاسم المسمى # سنة 1862 # الفصل التاسع # | إلياس بك حبالين # المحرر في جريدة «لبنان» الرسمية # هو إلياس ms104 بن يوسف بن طنوس بن يوسف حبالين ولد في 5 تشرين ~~الأول 1839 في قرية الزوق بجبل لبنان، وتعمد في 26 شباط سنة ~~1840 بيد المطران يوسف الخازن الذي ارتقى بعد ذلك إلى السدة ~~البطريركية على الموارنة، ولما ترعرع أدخله والده مدرسة الآباء ~~اللعازريين في عين طورا فأحرز نصيبا وافرا من العلوم العقلية ~~والنقلية وأتقن آداب اللسانين العربي والفرنسي، ونظرا لبراعته ~~الفائقة تعين أستاذا في أشهر مدارس بيروت حيث تخرج على يده ~~كثير من التلامذة الذين ترقوا إلى أعلى المناصب وخدموا الوطن ~~بالصحافة والتجارة وسائر الأعمال النافعة. وكان في اللغة ~~الفرنسية بنوع خاص كاتبا نحريرا وخطيبا مصقعا حتى كان ~~رجال الفرنسيس يعجبون بفصاحة لسانه وبلاغة يراعه. وفي سنة 1868 ~~تولى تحرير جريدة «لبنان» الرسمية إلى حين احتجابها، وفي الوقت ~~ذاته صار عضوا في «الجمعية العلمية السورية» التي قام فيها ~~خطيبا مرات شتى وخدمها قولا وعملا؛ فكافأة السلطان عبد ~~العزيز بالوسام المجيدي الرابع ونفحه بخاتم مرصع بالحجارة ~~الكريمة، وجرى لذلك احتفال كبير في «مدرسة ثلاثة أقمار» شهده ~~أرباب الحكومة وأعيان المدينة، وفي طليعة الجميع كان والي ~~سوريا محمد رشدي باشا شرواني الذي قدم الهدية لصاحب الترجمة ~~باسم الحضرة السلطانية، وقد قرظته جريدة «حديقة الأخبار» على ~~هذه المنحة السنية بهذين البيتين: # ولاك سلطاننا السامي أجل على # بخاتم نوره كالنجم في الفلك # يومي بأنك في علم اللغات بما # أبداه جدك تحكي عزة الملك # ثم جعلته الحكومة الفرنسية ~~ترجمانا أول لقنصليتها في بيروت حتى سافر سنة 1875 إلى وادي ~~النيل، فأخذ يتقلب في وظائف الحكومة المصرية إلى أن فوضت ~~إليه رئاسة قلم الترجمة في مجلس النظار، فنال ثقة أولياء ~~الأمور واحترامهم باجتهاده وشهامة نفسه. وكافأه الخديو توفيق ~~باشا بالرتبة الثانية والوسام المجيدي الثالث. ولنا على ذلك ~~شهادة صريحة بما قاله عنه رياض باشا رئيس الوزارة المصرية ~~حينئذ في مجلس حافل بأعاظم القوم وهي: «إن إلياس بك حبالين ~~يستحق كل ثناء؛ لأنه كفؤ ليعيض عن عشرة رجال من ذوي الهمة ~~والإقدام.» وكان في طائفته من ذوي الغيرة الوافرة ومن الذين ~~أنشئوا ms105 لها «جمعية المساعي الخيرية» في القاهرة، وعلى يده ~~عرفت هذه الجمعية رسميا من الحكومة المصرية وصودق على ~~قانونها، وقد فاجأته المنية في 8 تشرين الثاني 1889 وجرى ~~لتشييع جثته مشهد حافل، وأبنه فوق ضريحه كل من يوسف دياب ~~وعزيز بك زند صاحب جريدة «المحروسة» سابقا. وكان سمين الجسم، ~~طويل القامة، أسمر اللون، أجش الصوت، طاهر الوجدان رقيق ~~المعاشرة، لا يمل جليسه من حديثه، ولا يسع ناظره لدى رؤيته ~~إلا أن يقف له متهيبا، وكان سخيا يبذل الدراهم نسبة لحالته ~~بأكثر من أقرانه. # الفصل العاشر # | الحاج حسين بيهم # الحاج حسين بيهم؛ رئيس «الجمعية العلمية ~~السورية» وأحد مؤسسي مجلة «مجموع العلوم». # إن غاب شخص أحبتي عن ناظري # فهم بقلبي والشمائل صورتي # أو غبت عنهم فالرجا من ودهم # أن ينظروا عند التشوق صورتي # هو الحاج حسين بن السيد عمر بن السيد الحسين ~~بيهم العيتاني الشافعي ولد سنة (1249ه/1833م) في بيروت، وينتمي ~~إلى عائلة جمعت كرم المحتد ~~إلى الوجاهة والثروة وحب الأعمال الخيرية، وكان منذ حداثته ~~كلفا بتحصيل المعارف والاجتماع بأهل الأدب والفضل، فقرأ على ~~جهابذة زمانه كالشيخ عبد الله خالد والشيخ محمد الحوت. وبعد أن ~~زاول التجارة حينا يسيرا نزع إلى العلم فبرع بفنون الإنشاء ~~على اختلافها، ثم نظم الشعر فصارت له به ملكة راسخة بحيث كان ~~يقوله ارتجالا في محافل الوزراء والكبراء والأدباء، فيأتي ~~بالنادرة الغريبة التي كانت تسير سير المثل. وكان يصح له نظم ~~التواريخ الشعرية بما يطرب ويعجب، فمن ذلك ما نظمه لما أتى ~~فؤاد باشا إلى سوريا سنة (1860م/1277ه) وكان ناظر الخارجية، ~~فوجهت عليه رئاسة الأحكام العدلية ثم أعيدت إليه في السنة ~~التابعة نظارة الخارجية وهو في بيروت، فقال صاحب الترجمة في ~~ذلك مؤرخا: # إن الفؤاد له في الملك معرفة # فالخارجية لم تترك نظارته # لذاك سلطاننا المنصور رد ~~له # مع حسن أنظاره أرخ بضاعته # سنة 1278 هجرية # ومن شعره ما قاله في كأس فضة مؤرخا: # يا من يريد شرابا حل مورده # أو شرب ماء ليطفي حر غصته # اشرب هنيئا بكأس ms106 راق منظره # يحكي صفاتك أرخنا بفضته # سنة 1282 هجرية # وقال هذه الأبيات مشطرا: # الدهر يفترس الرجال فلا تكن # ذا غفلة عنه بحالات الطرب # واحذر معاداة الرجال وإن ترى # ممن تطيشه المناصب والرتب # كم نعمة زالت بأيسر نقمة # أردت بصاحبها إلى أردى العطب # أنسته ما قد طاب من أوقاته # ولكل شيء في تقلبه سبب # وكان حريصا على اقتناء الكتب النادرة حتى جمع مكتبة عظيمة، ~~وهو لا يمنع طالبا من إعارة ما يريده منها بحيث كان الكتاب ~~يبقى لدى المستعير أعواما وربما تناساه، وكان حاضر الجواب ~~عالي الفكر عالما بأصول السياسة محبوبا عند الرفيع والوضيع، ~~واشتهر بالصلاح ومناصرة العلماء وإغاثة المحتاجين من أي مذهب ~~كانوا، وتقلد مأموريات شتى في خدمة الحكومة والوطن، فإنه ~~تعين عضوا في «مجلس إيالة صيدا الكبير» ثم في «قوميسيون فوق ~~العادة» ثم في «محكمة استئناف التجارة» ثم في «المجلس البلدي» ~~ثم في «مجلس الإدارة» وغيرها، وتولى سنة 1869 رئاسة «الجمعية ~~العلمية السورية» وأنشأ لها مجلتها التي سبق وصفها. وظهر ~~اقتداره خصوصا لما انتدبه سكان وطنه ليمثلهم سنة 1878 في مجلس ~~النواب العثماني للمرة الأولى، فذهب إلى الآستانة ونال حفاوة ~~كبرى لدى وزراء السلطنة وأعاظم رجالها. وبعد عودته إلى بيروت ~~اعتزل المأموريات منقطعا إلى الآداب والمطالعة وعمل الخير. ~~وقد كافأته الدولة على ذلك بأن منحته رتبة «باية أزمير» ~~الرفيعة، وكان وديعا متوقد الذهن شريف المبادئ طاهر السيرة ~~والسريرة مقداما على المشاريع العمومية. ومن مآثره أنه أدى ~~لجمعية «المقاصد الخيرية» في بيروت خدما تذكر فتشكر وكان من ~~مؤسسيها الأفاضل. وحلت وفاته في 24 صفر 1298ه/24 كانون ~~الثاني 1881، ثم دفن في اليوم التابع بمشهد حافل يشهد بفضله ~~وعلو مكانته وكثرة عوارفه، وقد رثاه الشعراء بقصائد رنانة ~~ضاعفت الأسف عليه والبكاء على خسارته، وقد أدرج جثمانه في ~~ضريح والده، ونقشت عليه هذه الأبيات من نظم الشيخ إبراهيم ~~الأحدب: # وفيه ثوى من بعد ذلك نجله # حسين فوفاه الكريم مناه # على أن هذا الفرع بالفضل ~~والتقى # وكسب العلى والعلم فاق سواه # لقد كف عن دنياه أرخت حبه # ولاقى ms107 بجنات الخلود أباه # سنة 1298 هجرية # ومما رثي به الحاج حسين بيهم قول السيد محمد طاهر ~~الأتاسي: # أيا حاملين النعش كيف حملتم # من الفضل طودا لا يوازنه العصر # ويا غاسليه ما دعاكم لغسله # أنغسله بالماء مع أنه بحر # وما دفنوه عند حد مقامه # فإن الثريا تشتهي أنها القبر # كأن بطون الأرض من ظلماتها # شكت فأتاها من منازله البدر # الفصل الحادي عشر # | سليمان الحرائري # محرر جريدة «برجيس باريس» # ينتمي صاحب الترجمة إلى عائلة فارسية قديمة نزحت من بلاد ~~العجم إلى شمال أفريقيا الأوسط، واسمه أبو الربيع عبده سليمان ~~بن علي الحرائري الحسني ولد سنة 1824 في مدينة تونس، فقرأ ~~العلوم الدينية أولا على علماء وطنه، ثم أكب على درس الطب ~~والطبيعيات والرياضيات واللغة الفرنسية حتى أتقنها. وسنة 1840 ~~ولاه باي تونس رئاسة الكتاب في مملكته، وبعد ست سنين من ذلك ~~العهد رحل إلى باريس حيث عينته حكومتها أستاذا للغة العربية ~~في مدرسة الألسن الشرقية. وأثناء وجوده في عاصمة الفرنسيس ~~استلم تحرير جريدة «برجيس باريس» التي كان أنشأها الكنت رشيد ~~الدحداح، فنشر فيها قسما من «سيرة عنترة» وكتاب «قلائد ~~العقيان» للفتح بن خاقان ثم طبعهما على حدة. وعرب بعض الكتب ~~الأوروبية في العلوم المستحدثة والاختراعات الجديدة، فكانت ~~تعريباته دليلا على سعة اللسان العربي وكفايته للمعارف ~~العصرية؛ فنهج المعربون بعد ذلك منهجه لا سيما المرسلون ~~الأميركيون في بيروت. ومن مآثره العلمية «رسالة في حوادث الجو» ~~طبعها سنة 1862 في باريس وضمنها خلاصة العلوم الطبيعية ~~والظواهر الجوية، وألف سنة 1867 كتاب «عرض البضائع العام» ~~الذي وصف فيه معرض باريس، ونقل إلى اللغة العربية كتاب «الأصول ~~النحوية» بقلم مؤلفه لومون، ووضع رسالة في القهوة سماها «القول ~~المحقق في تحريم البن المحرق» وغير ذلك. ونشر بالطبع كتاب ~~«مقامات الشيخ أحمد بن محمد الشهير بابن المعظم» أحد أدباء ~~القرن الثالث عشر للمسيح، وتوفي بالغا نحو السنة الخمسين من ~~عمره. # الفصل الثاني عشر # | يوسف الشلفون # يوسف الشلفون؛ منشئ صحف «الشركة الشهرية» ~~و«الزهرة» و«النجاح» و«التقدم». # هو يوسف بن فارس بن يوسف ms108 الخوري الشلفون ~~ولد سنة 1839 وتعد عائلته من أقدم العائلات المارونية في ~~بيروت، وكان جده حاكما على ساحل لبنان بأمر الأمير بشير ~~الثالث الشهابي الكبير، فدرس صاحب الترجمة أصول اللغة العربية ~~وبعض اللغات الأجنبية في مدارس وطنه، ثم اتخذه خليل ~~الخوري مرتبا للحروف في ~~«المطبعة السورية» التي أنشأها سنة 1857 لنشر جريدة حديقة ~~الأخبار، فتعلم حينئذ فن الطباعة وأتقنه حتى صار من الماهرين ~~في هذه الصناعة التي زاولها أكثر أيام حياته. ولما جاء فؤاد ~~باشا أثناء الفتنة الشهيرة عام 1860 استدعاه لترتيب المحررات ~~الرسمية التي كانت تطبع في اللغتين التركية والفرنسية وترسل ~~إلى سفراء الدول في القسطنطينية ومعتمديها في بيروت. وفي السنة ~~التابعة أنشأ «المطبعة العمومية» التي نشر فيها أكثر من ستين ~~كتابا بين دينية وفلسفية وجدلية وشعرية وتاريخية وعلمية ~~وأدبية وفقهية وسواها. وسنة 1867 استدعاه داود باشا لترتيب ~~مطبعة الحكومة اللبنانية في «بيت الدين» فقام المندوب بهذه ~~المهمة القيام الحسن. ولما تأسست «الجمعية العلمية السورية» ~~عام 1868 كان من أقدم أعضائها وتعين حارسا لمكتبتها، وقد ألقى ~~في جلساتها خطبا وقصائد شتى نورد منها القصيدة التي أنشدها ~~لدى افتتاح الجمعية قال في مطلعها: # بشرى لنا اليوم نور العلم قد لمعا # في أفقنا وضيا التهذيب قد سطعا # وفي بروج ربي بيروت بلدتنا # بدر المعارف بالآداب قد طلعا # وقطرنا نال من حظ التمدن ما # قد كان في نيله بالأمس ممتنعا # وقال في الختام مؤرخا: # وما بدا عام تاريخ به طلعت # بشرى لنا اليوم نور العلم قد لمعا # أما الصحف التي أنشأها فهي: أولا «الشركة الشهرية» سنة 1866 ~~وقد مر ذكرها. ثانيا «الزهرة» سنة 1870. ثالثا «النجاح» ~~سنة 1871 بالشركة مع القس لويس صابونجي السرياني الذي تركها له ~~بعد حي. رابعا «التقدم» عام 1874، وسنروي أخبار الصحف الثلاث ~~الأخيرة في الجزء الثاني من هذا الكتاب. وسنة 1871 عقد شركة مع ~~رزق الله خضرا لنشر الكتب، على شرط أن يقتسما نفقات المطبعة ~~وأرباحها، فبقيت شركتهما سنتين ثم تنازل صاحب الترجمة لشريكه ~~رزق الله خضرا عن امتياز جريدة «النجاح» والمطبعة، وسنة 1874 ~~طلب رخصة من وزارة ms109 المعارف لإنشاء «المطبعة الكلية» وجريدة ~~«التقدم» التي عاشت 15 عاما. وخلف يوسف الشلفون بعض آثار ~~علمية نذكر منها: «ترجمان المكاتبات» وكتاب «تسلية الخواطر في ~~لطائف النوادر» ورواية «حفظ الوداد» وديوان «أنيس الجليس». ~~وفي سنة 1875 أذاع نشرة في ~~14 صفحة صغيرة يعلن فيها عزمه على طبع كتاب «عقود الدرر في ~~أخبار مشاهير الجيل التاسع عشر» وافتتحها بهذين ~~البيتين: # إليك كتابا به ترجمت # فضائل من بالبلاد اشتهر # وفيه فرائدهم نظمت # لذلك سمي عقود الدرر # غير أن هذا المشروع طوى عليه الزمان ولم يخرج إلى دائرة ~~الوجود، ويقال إنه نسب لنفسه بعض القصائد المتضمنة في ديوانه ~~وهي ليست من نظمه، بل إن ناظميها الحقيقيين كان القس لويس ~~صابونجي والشيخ فضل القصار وأديب إسحاق وسليم نقاش ومصباح ~~رمضان والله أعلم. وقد أضر به تقلبه في الأشغال والمبادئ، ~~وتوفي خاملا سنة 1896 كما روى الأب لويس شيخو، # 1 # ويروى لأديب إسحاق بيتان قالهما على سبيل المداعبة ~~في صاحب الترجمة وهما: # سألت فتاة العرب أنى اغتيالها # من العجم قالت إنهم شلفوني # فأشكوك فاشكوني لأهلي فإنني # فتاة سباني يوسف الشلفون # الفصل الثالث عشر # | إبراهيم سركيس # إبراهيم سركيس؛ المحرر في «النشرة الشهرية» ~~و«النشرة الأسبوعية» و«كوكب الصبح المنير». # وإن نقض البيت الذي أنا ساكن # فلي في السما بيت من الله قد ~~بني # ونفسي تحيا عند فادي دائما # وإن يكن الجسم الترابي قد فني # ولد إبراهيم بن خطار سركيس عام 1834 في ~~عبيه من أعمال جبل لبنان، وتلقى العلوم في مدرسة القرية ~~المذكورة عندما كانت برئاسة الدكتور كرنيليوس فان ديك، وقد ~~توفي والده سنة 1847، فنظم الشيخ ناصيف اليازجي بيتين يتضمنان ~~تاريخا لينقش على قبره وهما هذان: # خطار سركيس في هذا الضريح ثوى # لكن له في مقاصير العلى دار # يقول في طي تاريخ أعد له # أنا إلى جنة الفردوس خطار # وبعد أن أنهى دروسه انتقل إلى بيروت وسكن فيها، فكلفه ~~المرسلون الأميركيون بتبييض النسخة الأولى من الكتاب المقدس ~~والإشراف على تصحيح مسوداتها التي كان يترجمها الدكتور عالي ~~سميث من لغاتها الأصلية إلى اللسان العربي ms110، ثم عين مديرا ~~للمطبعة الأميركية ومصححا لمطبوعاتها، فقام بهذه الوظيفة خير ~~قيام إلى أن توفاه الله في 10 نيسان 1885 في بيروت، وكان ~~كاتبا ضليعا أطرف «النشرة الشهرية» ثم «النشرة الأسبوعية» ~~وجريدة «كوكب الصبح المنير» بالفصول العلمية والأدبية، ونظم ~~كثيرا من الأشعار في مواضيع دينية يترنم بها أبناء الطائفة ~~الإنجيلية في معابدهم، وعددها يزيد عن سبعين ترنيمة مطبوعة في ~~كتاب «الترانيم والتسابيح» الصادر من المطبعة المشار إليها، ~~وشعره لطيف الأسلوب قريب للأفهام خال من التعقيد كالبيتين ~~المنشورين في أسفل رسمه، وله تقريظ حسن لكتاب «مجمع البحرين» ~~وهو: # بنى اليازجي الفرد قطب زمانه # مقامات در زانها النظم والنثر # فلا تعجبوا للدر فيها لأنه # إلى مجمع البحرين ينتسب الدر # وألف مع أخيه شاهين كتاب «تحفة الأخوين إلى طلبة اللغتين» ~~في الإنكليزية والعربية، ثم وضع كتاب «الأجوبة الوافية في علم ~~الجغرافية» وكتاب «الدر النظيم في التاريخ القديم» وكتاب ~~«الدرة اليتيمة في الأمثال القديمة» و«صوت النفير في أعمال ~~إسكندر الكبير» و«أوضح الأقوال في متلف الصحة والصيت والمال» ~~وكتاب «الأجوبة الوفية في العلوم الصرفية» وكتاب «الحساب ~~العقلي»؛ وغير ذلك من التآليف العلمية والحسابية والفلكية ~~والخطب والمقالات التي لم تشهر بالطبع. وكتب في مجلة «الجنان» ~~فصولا شتى تدل على طول باعه في المعارف، وكان فاضلا أديبا ~~بشوشا يذكره بالخير جميع المرسلين الأميركيين في هذه الديار؛ ~~لأنه أفادهم كثيرا وأدى لمشاريعهم خدما وافرة، وقد نقشت على ~~قبره الأبيات الآتية: # لحد لإبراهيم سركيس الذي # أسفا عليه كل دمع قد ~~جرى # أبكى المعارف والحجا ~~فقدانه # والبر والتقوى كما أبكى ~~الورى # هذا خليل الله والناس الذي # ناداه رب العرش من أعلى ~~الذرى # دفنوه في طي التراب فلم ~~يزل # كالسيف في التاريخ يغمد في ~~الثرى # سنة 1885 # وكان لإبراهيم ثلاثة إخوة: أحدهم خليل سركيس منشئ «المطبعة ~~الأدبية» وجريدة «لسان الحال» الذي سيأتي ذكره، وثانيهم أمين ~~سركيس الذي توفي في 26 كانون الثاني 1896 بعدما تعاطى التجارة ~~بكل استقامة، ثم ثالثهم وكبيرهم شاهين سركيس الذي ولد سنة 1830 ~~في عبيه وهو والد الصحافي الشهير سليم سركيس ms111، وكان شاهين ~~خطيبا مصقعا وكاتبا بارعا في اللغتين العربية والإنكليزية ~~اللتين تلاهما في مدرسة عبيه. وفي سنة 1848 أسس المرسلون ~~الأميركيون مدرسة في بيروت وعينوه رئيسا لها، فكانت الوحيدة ~~في بابها ونبغ فيها عدد من الشبان على اختلاف المذاهب، ثم ~~تنحى عن خدمة العلم إلى خدمة التجارة زمنا قصيرا، وكتب في ~~«النشرة الشهرية» مع أخيه إبراهيم وله فيها المقالات العديدة. ~~وعام 1865 انتدبته الرسالة الأسكتلندية إلى إنشاء مدرسة يتولى ~~إدارتها فلبى الدعوى وأنشأ مدرسة جمعت نخبة الشبان وأحرزت ~~نجاحا باهرا، ثم علم مدة في «المدرسة الوطنية» لمنشئها ~~العلامة بطرس البستاني، ولبث في هذه الوظيفة حتى وافاه الأجل ~~المحتوم في 23 آيار 1870 مذكورا بالثناء والرحمة، فرثاه الشيخ ~~ناصيف اليازجي بقصيدة وردت فيها الأبيات المنشورة تحت هذا ~~الرسم: # شاهين سركيس؛ المحرر في صحيفة «النشرة ~~الشهرية». # قل للمدارس بعد شاهين اندبي # أسفا عليه وقد يقال لك اخربي # يربي الغلام مؤدبا في حجره # أضعاف ما في حجر والده ربي # كانت له الخطب التي يلقى بها ال # جم الغفير وليس بالمتهيب # الفصل الرابع عشر # | حنا بك أبو صعب # حنا بك أبو صعب؛ المحرر في جريدة «لبنان» ~~الرسمية. # لحنا قد أقر العرب طرا # بفوز بالسباق لدى الرهان # له شهد اليراع بحسن خط # كما سجد السيوف مع السنان # يتصل نسب المشايخ الصعبيين الموارنة بأبي ~~صعب الأول المشهور الذي ولاه جبة بشراي عمر باشا والي طرابلس ~~سنة 1649 وجعله شيخا عليها، وبعد موته أقر حسن باشا علي ابن ~~الصجال على الجبة فتفرق الصعبيون وجاء أحدهم المسمى ~~أبا جودة بلاد المتن ~~وسكنها، وإليه تنسب عائلة أبي جودة المشهورة في قضاء المتن، ~~وفي سنة 1680 تملك خالد أحد أحفاده تولا البترون وانتقل إليها ~~ودعيت سلالته فيها بعائلة الزغبي، وفي سنة 1709 رحل منها ~~حفيده يونان إلى المتين وسكنها وتسمت سلالته فيها بعائلة أبي ~~سليمان، ونبغ منها جرجس ابن الخوري بطرس وتقرب من الأمير يوسف ~~الشهابي، فكان من خواصه ورافقه في حروبه فأظهر شجاعة وحكمة ~~ودهاء، فأحبه الأمير وولاه مقاطعة القويطع في شمالي لبنان ~~وشيخه عليها ودعاه ms112 بأبي صعب وهي كنية جده الأعلى، وسيره ~~إلى الشمال لإخماد فتنة حدثت فيه فأخمدها واستقر في مقاطعته، ~~وتملك إحدى عشرة قرية واقعة بين جبة بشراي وبلاد البترون ~~والكورة، واستحسن منها بقعة جميلة يجري فيها نهر «العصفور» ~~وتظللها أشجار الأرز والصنوبر؛ فشيد بها أبنية له ولأولاده ~~ورجاله، فانتقل إليها، فدعيت باسمه. ونبغ من هذه الأسرة رجال ~~كبار تفوقوا في الغيرة والنزاهة والإقدام وتقلبوا في مناصب ~~الحكومة في مدة قرنين وخدموا بلادهم خدمات صادقة خلدت ~~ذكرهم في صفحات التاريخ كصاحب الترجمة الذي نورد أخباره ~~فنقول: # هو حنا بن أسعد بن جرجس (المكنى بأبي صعب) ابن الخوري بطرس ~~بن فاضل بن بطرس بن يونان بن موسى بن خالد بن ضاهر بن فارس ~~(المكنى بأبي جودة) بن أبي صعب، ولد سنة 1820 في قرية «أبي ~~صعب» وكان والده رئيسا أول للعساكر اللبنانية. وفي سنة 1823 ~~توفي أبوه وقيل إنه قتل مسموما فاعتنت أمه بتربيته. ومنذ ~~حداثته ظهرت عليه علائم الذكاء فتلقى أصول اللغتين العربية ~~والسريانية على أشهر أساتذة ذلك العصر، وما كاد يبلغ السنة ~~الرابعة عشرة من عمره حتى جعله الأمير أمين ابن الأمير بشير ~~الشهابي الكبير رئيس كتبته مدة ستة أعوام، وأثناء إقامته هناك ~~كان صاحب الترجمة يتردد على المعلم بطرس كرامة الشاعر المشهور ~~فتعلم منه نظم الشعر حتى أتقنه كثيرا، ثم سافر سنة 1840 مع ~~الأمير المشار إليه في رحلته إلى جزيرة مالطا والقسطنطينية، ~~فانتهز الفرصة لدرس اللغات الإيطالية والفرنسية والتركية، ~~وأكب على إتقان بعض العلوم كالفقه والمنطق والمعاني والبيان ~~والرياضيات والحساب والفلك وغيرها، وتعلم أيضا صناعة الخط ~~بقواعده وأوزانه أعني الثلث والنسخي والجلي والتعليق والديواني ~~والرقعي حتى صار يضرب فيه المثل بجودة الخط، وعنه أخذ الخطاط ~~المشهور علام بن يوحنا علام هذه الصناعة وأنشأ لها ~~القواعد المتداولة الآن بين ~~أيدي تلامذة المدارس في كل البلاد العربية، ولبث صاحب الترجمة ~~في القسطنطينية حتى سنة 1849؛ أي قبل وفاة الأمير بشير التي ~~حلت في 29 كانون الأول 1850. # فعاد إلى وطنه مشمولا بتعطفات السلطان عبد المجيد الذي منحه ~~أوسمة ms113 الشرف، وقد تعين حينئذ كاتبا لمصطفى باشا الشكودري في ~~بيروت، فلبث لديه سنة ثم صار ترجمانا لخلفه وامق باشا الذي ~~أنعم عليه سنة 1855 بلقب البكوية. وهو أول من نال لقب «بك» بين ~~نصارى جبل لبنان وبلاد الشام قاطبة. ثم سكن في «بيت الدين» ~~مركز الحكومة اللبنانية وأنشأ فيها سنة 1852 مطبعة حجرية نشرت ~~فيها بعض الكتب، وأهمها كتاب «شرح المعلقات» للزوزني فإنه ~~أصلحه وكتبه بخط يده وطبعه في المطبعة المذكورة، وبعد ذلك صار ~~«كتخدا» الأمير بشير أحمد اللمعي قائمقام نصارى لبنان، ولما ~~تشكلت الحكومة اللبنانية بعد فتنة سنة 1860 أقامه داود باشا ~~رئيسا للقلم العربي، فلبث في هذه الوظيفة إلى أن توفاه الله ~~في 17 أيلول 1897 بالغا السنة الثامنة والسبعين من عمر قضاه ~~في التأليف وخدمة الوطن، فكان مثالا صالحا لسائر المأمورين ~~بالنزاهة وعفة النفس وإخلاص الخدمة. وكان يمقت الرشوة ويكشف ~~النقاب عن الحقيقة ولا يقبل الهدايا؛ فاستعبد القلوب بهذه ~~الصفات التي يندر أن تجتمع في مأمور لبناني بزماننا الحاضر. ~~وكفاه فخرا أنه خدم الحكومة وتقلب في مناصبها نيفا وخمسين ~~سنة بطهارة الذيل وحرية الضمير وسداد الرأي مما يشهد له به ~~الخاص والعام. وهو الذي وضع طريقة المكاتبات الرسمية في مجالس ~~حكومة لبنان التي لم تزل جارية عليها إلى الآن. وكان فارسا ~~مشهورا يضرب المثل ببراعته في هذا الفن كما يضرب المثل ~~بنبوغه في أساليب الإنشاء وصناعة الخط؛ ولذلك سماه القوم بكل ~~حق «صاحب السيف ~~والقلم». # ولما أنشئت جريدة «لبنان» الرسمية سنة 1867 تولى كتابتها ~~مدة من الزمان ونشر على صفحاتها الفصول الطويلة والمقالات ~~المفيدة، وكتب بخطه عنوان الجريدة الذي لم يزل مستعملا فيها ~~حتى الآن. وخلف مؤلفات شتى غير مطبوعة في النحو والمنطق ~~والفلك وطبائع الحيوان، وله ديوان كبير يقع في 474 صفحة برز ~~مطبوعا سنة 1891 من المطبعة الكاثوليكية في اللغتين العربية ~~والتركية، وهو يحتوي على ما نظمه من الشعر في التهنئة والرثاء ~~والمدح والغزل والحكم والحماسة والاستغاثة والتوبة والألغاز ~~والمراسلات والتواريخ الشعرية وغيرها، وبلغ مجموع أبيات ديوانه ~~8236 منها 7777 بيتا في القسم العربي و459 ms114 بيتا في القسم ~~التركي، وشعره بالعموم متين القوافي رشيق المعاني خال من ~~التعقيد والتكلف، وعلى سبيل المثال نورد منه بعض الأمثلة، ومما ~~أنشده في الحماسة: # من يبتغي طول الحياة بذلة # ميت عن الدنيا بحال حياة # ويخال في حال الحياة وجوده # مع أنه حي بحال ممات # فالشهم من يأبى الحياة بهونها # ويعيض عن طول البقا بوفاة # وقال ارتجالا هذين البيتين لرجل يسمى «شمعة» ليطبعهما على ~~ورق السكاير باسم نصر الله فرنقو باشا المتصرف الثاني على جبل ~~لبنان: # يا سائلا ورقا للتبغ مر على # حانوت شمعة وخذ من أحسن التحف # واشرب هنيئا بنصر الله معتصما # وزير لبنان سامي القدر والشرف # وإذ ذهب يوما ومعه بعض أحبابه لزيارة الشيخ ناصيف اليازجي ~~ولم يجدوه، فنظم له صاحب الترجمة هذه الأبيات وتركها له في ~~بيته وذهب: # أيا مفتي الهوى أفتيت ظلما # أجاز بشرعكم قطع الزيارة # قطعت بذا النوى أوصال وصلي # وكاد القلب أن يبدي نفاره # لماذا الجور يا كبار قوم # أليس الشر ينتج عن شرارة # أنا وأبيك كنت نويت صرما # ولا أبغي اللقاء ولا ادكاره # وكم حاورت قلبي عن قدوم # إلى علياك يا شيخ الحضارة # ولكن جرني قلب مشوق # كقود الحر شطر بني الإمارة # مق الإنصاف صاح وكن نصيفي # وخير الناس من قد زار جاره # وقال هذين البيتين وأرسلهما للدكتور كرنيليوس فانديك مع بعض ~~قواعد من خطه إلى تلامذة المدرسة الأميركية وبها يعتذر عن عدم ~~حسن الحبر بها: # فانديك يا ذا الفيلسوف ألا اقتبل # عذري لأنك أنت أول عاذر # ما الحبر يا حبر العلوم بنافع # فلذاك خطي لم يرق للناظر # وقال مهنئا نصارى سوريا ولبنان بقدوم فؤاد باشا ونجاتهم من ~~غدر الأشقياء الثائرين عليهم في فتنة سنة 1860 من أبيات قصيدة ~~طويلة: # سلام الله أقبل يا عباد # فزال الدور وانقشع العناد # وصبح الأمن شق ظلام ظلم # وضاءت من سنا العدل البلاد # وأومض برق سيف الحق نصرا # على الباغين فانفصم الفساد # بوفد منيب ملك قد تسامت # به العليا وخص به الرشاد # فؤاد فيه روح الملك حلت # وراق ms115 لعينها مثوى وزاد # ومذ ثارت ببر الشام قوم # بغاة عن سبيل الله حادوا # فحرك همة بيمين حزم # وعزم منه تندك الطواد # ولما في سما لبنان ذرت # شوارقه لقد خلع الحداد # أفاض مراحما يما عبابا # بصيبها على الدنيا امتداد # الفصل الخامس عشر # | حسن العطار # كان أهله من المغرب فانتقلوا إلى مصر، وولد حسن في القاهرة ~~سنة (1180ه/1766م) وكان أبوه عطارا استخدم ابنه أولا في ~~شئونه ثم رأى منه رغبة في العلوم فساعده على تحصيلها، فاجتهد ~~الولد في إحراز المعارف وأخذ عن كبار مشايخ الأزهر كالشيخ ~~الأمير والشيخ الصبان وغيرهما حتى نال منها قسما كبيرا. وفي ~~أيامه جاء الفرنسويون إلى مصر فاتصل بأناس منهم فاستفاد منهم ~~الفنون الشائعة في بلادهم وأفادهم اللغة العربية، ثم ارتحل إلى ~~الشام وأقام مدة في دمشق، ومما نظمه حينئذ قوله في متنزهات ~~دمشق: # بوادي دمشق الشام جز بي أخا ~~البسط # وعرج على باب السلام ولا ~~تخط # ولا تبك ما يبكي امرأ القيس ~~حوملا # ولا منزلا أودى بمنعرج السقط # فإن على باب السلام من البها # ملابس حسن قد حفظن من العط # هنالك تلقى ما يروقك منظرا # ويسلي عن الأخدان والصحب ~~والرهط # عرائس أشجار إذا الريح هزها # تميل سكارى وهي تخطر في مرط # كساها الحيا أثواب خطر فدثرت # بنور شعاع الشمس والزهر ~~كالقرط # وتجول هذا الشيخ حسن في بلاد كثيرة يفيد ويستفيد حتى كر ~~راجعا إلى مصر فأقر له علماؤها بالسبق، فتولى التدريس في ~~الأزهر وقلد رئاسة هذه المدرسة بعد الشيخ محمد العروسي سنة ~~1246ه فدبرها أحسن تدبير إلى سنة وفاته في آخر سنة ~~1250ه/1835م. وكان محمد علي باشا خديو مصر يجله ويكرمه، وقد ~~خلف عدة تآليف في الأصول والنحو والبيان والمنطق والطب، وله ~~كتاب في الإنشاء والمراسلات تكرر طبعه في مصر، وكان هذا الشيخ ~~عالما بالفلكيات، له في ذلك رسالة في كيفية العمل بالأسطرلاب ~~والربعين المقنطر والمجيب والبسائط، وكان يحسن عمل المزاول ~~الليلية والنهارية. وقد اشتهر أيضا الشيخ العطار بفنون الأدب ~~والشعر، ومما يروى عنه أنه ms116 لما عاد من سياحته في بلاد الشرق ~~رافق إمام زمانه في العلوم الأدبية السيد إسماعيل بن سعد ~~الشهير بالخشاب، فكانا يبيتان ويتنادمان ويتجاذبان أطراف ~~الكلام فيجولان في كل فن من الفنون الأدبية والتواريخ ~~والمحاضرات، واستمرت صحبتهما وتزايدت على طول الأيام مودتهما ~~إلى أن توفي الخشاب، فاشتغل الشيخ العطار بالتأليف إلى موته. ~~وله شعر رائق جمع في ديوانه، فمن ذلك ما رواه له الجبرتي (4، ~~233) في تاريخه يرثي الشيخ محمد الدسوقي المتوفى سنة ~~1230ه/1815م: # أحاديث دهر قد ألم فأوجعا # وحل بنادي جمعنا فتصدعا # فقد صال فينا البين أعظم صولة # فلم يخل من وقع المصيبة ~~موعبا # وجاءت خطوب الدهر تترى فكلما # مضى حادث يعقبه آخر مسرعا # وهي طويلة قال في ختامها: # سعى في اكتساب الحمد طول حياته # ولم تره في غير ذلك قد سعى # ولم تلهه الدنيا بزخرف صورة # عن العلم كيما أن تغر ~~وتخدعا # لقد صرف الأوقات في العلم والتقى # فما أن لها يا صاح أمس مضيعا # فقدناه لكن نفعه الدهر دائم # وما مات من أبقى علوما لمن ~~وعى # فجوزي بالحسنى وتوج بالرضا # وقوبل بالإكرام ممن له دعا # وممن مدحوا الشيخ حسن العطار المعلم بطرس كرامة اللبناني، ~~فقال فيه لما قابله في مصر: # قد كنت أسمع عنكم كل نادرة # حتى رأيتك يا سؤلي ويا أربي # والله ما سمعت أذني بما نظرت # لديك عيناي من فضل ومن أدب # الفصل السادس عشر # | عبد الله أبو السعود # منشئ جريدة «وادي النيل» في القاهرة # ولد عبد الله أبو السعود المصري سنة 1244ه/1828م في دهشور ~~قرب الجيزة، ودرس في المدرسة الكلية التي أنشأها محمد علي باشا ~~في القاهرة فبرع بين أقرانه، ثم ندبته الحكومة إلى نظارة ~~أعمالها، فكان في قت الفراغ يواصل دروسه ويعكف على التأليف ~~شعرا ونثرا، وحرر في جريدة وادي النيل وكاتب أدباء زمانه، ~~ونقل بعض كتب الفرنج إلى العربية. ومن تآليفه كتاب «منحة أهل ~~العصر بمنتقى تاريخ مصر» نظم فيه مجمل حوادث تاريخ مصر ~~للجبرتي، ووضع تاريخا لفرنسة ألحقه بتاريخ ولاة مصر ms117 من أول ~~الإسلام، دعاه بنظم اللآلي، وباشر بترجمة تاريخ عام مطول ~~وسمه ب «الدرس التام في التاريخ العام» طبع منه قسم سنة 1289، ~~وكان أبو السعود شاعرا مجيدا له ديوان طبع في القاهرة أودعه ~~كثيرا من فنون الشعر كالمديح والمراثي والفراقيات. ونبغ في ~~المنظومات المولدة كالمواليا والموشحات، وله أرجوزة نظم فيها ~~سيرة محمد علي باشا، كثيرة الفوائد بينة المقاصد، تبلغ عشرة ~~آلاف بيت. وله غير ذلك مما تفنن فيه وسبق آل عصره، توفي أبو ~~السعود أفندي في ربيع الأول سنة 1295ه/1878م، وقد رثاه أحد ~~شعراء وطنه بقصيدة قال في مطلعها: # خلق الهبوط مع الصعود # ومع القيام بدا القعود # إلى أن قال: # ليس البكاء لغادة # أبدت لمغرمها الصدود # لكنه لما قضى # رب القريض أبو ~~السعود # من لم يجبه بدمعه # فكأنما نقض العهود # فهو الحري بأن تذو # ب عليه بالأسف ~~الكبود # بحر تدفق ماؤه # لكنه عذب الورود # بقريحة سالت على # أرجائها سبل العهود # كم أنتجت نخبا له # فكأنها الأم الولود # أبدا توقد بالذكا # ء فليس يعروها خمود # نشبت مخالبها المني # ة فيه وهو من الأسود # لا غرو أن صعد السما # بين الملائكة السجود # فبنات نعش قد حملن # سريره لمن الشهود # لويس شيخو # الفصل السابع عشر # | سليم الخوري # المحرر في جريدة «حديقة الأخبار» # هو سليم بن جبرائيل بن حنا بن ميخائيل بن عبده الخوري ولد ~~سنة 1843 في بيروت، وقرأ أصول اللغة العربية وآدابها على الشيخ ~~ناصيف اليازجي فاقتبس منه الميل إلى صناعة الشعر، فنظم القصائد ~~الشائقة منذ صباه وترك ديوان شعر نفيس سيبرز قريبا إلى عالم ~~الوجود. وكان ذا ذوق سليم في الفنون والصنائع، وتعمق خصوصا في ~~فن الموسيقى حتى بلغ به اجتهاده إلى أن يحسن التوقيع على أكثر ~~آلات الطرب. وقصد أن يضبط الألحان العربية على الروابط ~~الإفرنجية فوضع مقدمة لتأليف مخصوص في هذا الفن، ولكن الأجل ~~لم يفسح له بإتمامه. ثم شرع بوضع «تاريخ سوريا» شعرا فنظم منه ~~أبياتا شتى وتركه أيضا. وسنة 1868 انتظم في سلك «الجمعية ~~العلمية السورية» وله فيها ms118 آثار مشكورة. وساعد أخاه خليل ~~الخوري في تحرير جريدة «حديقة الأخبار» في قسميها العربي ~~والفرنسي مدة خمس عشرة سنة. وألف رواية «الشاب الجاهل والوصي ~~الغافل» وهي أدبية، وله رواية «نكبة البرامكة» ورواية ~~«أنطيوخوس بن سلفقوس» وهما مأساتان تاريخيتان، وأنشأ رواية ~~«أمراء لبنان» مع سميه سليم بن ميخائيل شحادة ترجمان قنصلية ~~روسيا. # وفي سنة 1873 سافر إلى وادي النيل حيث قدم للخديو إسماعيل ~~كتابا يتضمن قصائد التهنئة التي نظمها بمناسبة زفاف أنجاله ~~الأمراء توفيق الأول الخديو السابق، وحسين كامل باشا، وحسن ~~باشا؛ فسر به إسماعيل باشا وأجازه على ذلك بعطية مالية، ثم ~~سافر إلى القسطنطينية ونال حظوة لدى أعاظم رجال السلطنة ~~العثمانية الذين امتدحهم بالقصائد الشائقة. # وبعد إيابه إلى وطنه اتفق مع سليم شحادة على وضع كتاب «آثار ~~الأدهار» وهو المعجم التاريخي الجغرافي الذي كان صدور الجزء ~~الأول منه في بداية سنة 1875 مرتبا على الحروف الهجائية ، ولما ~~رفعاه إلى السلطان عبد العزيز كافأهما عليه بمائتين وخمسين ~~ليرة عثمانية؛ لأنه أول معجم من نوعه في لسان العرب وسائر ~~الألسنة الشرقية. وقد اقتدى بهما المعلم بطرس البستاني في كتاب ~~«دائرة المعارف» الشهيرة، إلا أن المنية أنشبت أظفارها بصاحب ~~الترجمة بعد صدور الجزء الأول من «آثار الأدهار» فمات في 10 آب ~~1875 في قرية «سوق الغرب» مصابا بالهواء الأصفر، ولكن سليم ~~شحادة استأنف العمل وحده فطبع باسمه واسم زميله ستة أجزاء أخرى ~~من هذا الكتاب بلغت صفحاتها نيفا وألف صفحة بحجم كبير ولم ~~تتجاوز حرف الباء. وقد أبقى السليمان حسرات في القلوب لعدم ~~نجاز هذا المشروع العظيم الذي كان يرجى من ورائه نفع كبير ~~لأبناء اللغة العربية. # وكان المترجم ممتلئ الجسم، طويل القامة، حنطي اللون، شديد ~~الذكاء، وكان كاتبا بليغا وشاعرا مطبوعا ومؤرخا مدققا، ~~ومن شعره قصيدة عنوانها «العود الحسن» رفعها للسلطان عبد ~~العزيز سنة 1867 لدى رجوعه من معرض باريز العام مطلعها: # قد سارت الركب لا نوق ولا هجن # وإنما البحر تسري فوقه القنن # سار العزيز منير الشرق مالكنا # للغرب والنور يحيي من به ~~قطنوا # شق البحار ms119 بأطيار البخار فقل # أين الرياح بما لا تشتهي ~~السفن # وله قصيدة نظمها في تهنئة نصر الله فرنقو باشا عند تعيينه ~~حاكما على جبل لبنان نذكر منها هذه الأبيات: # بنصر الله والفتح القريب # لقد فاض السرور على القلوب # ولاح على علا لبنان فجر # تبدى من ضيا الملك المهيب # فمد بأرزه كفا لشكر # يردده بأفواه اللهيب # وخط على عمامته سطورا # بأقلام من النور العجيب # ورثاه بعد وفاته عدد من العظماء والشعراء منهم محمد راشد ~~باشا وزير الخارجية العثمانية حينئذ، فإنه أرسل إلى أخيه خليل ~~الخوري أبياتا تركية رقيقة المعنى، ومنهم جرجس بن إسحاق طراد ~~الذي قال: # من لم نقم أبدا بحق ثنائه # ولى فهل من قائم برثائه # أبكى العيون دما وأودع جمرة # في كل قلب كان من تبعائه # هذا السليم سليم قلب قد مضى # فمضى سليم العهد من نظرائه # الفصل الثامن عشر # | سليم شحادة # سليم شحادة ؛ المحرر في جريدة «حديقة ~~الأخبار» ومنشئ مجلة «ديوان الفكاهة». # هو سليم بن ميخائيل شحادة ولد في بيروت يوم ~~الثلاثاء في 14 ديسمبر (كانون الأول) سنة 1848م في بيت عرف ~~بالفضل والعلم، فدرس في المدرسة الأرثوذكسية الكبرى المعروفة ~~بالثلاثة أقمار (التي أسست أولا في سوق الغرب نحو سنة ~~1852م) على أشهر أساتذة عهده ولا سيما إلياس حبالين، فأتقن ~~عليه الفرنسية والعربية وعلى بعض الأساتذة، ثم درس الإنكليزية ~~والعلوم على بعض المرسلين، وتعمق في التاريخ والجغرافية وانقطع ~~إلى مكتبته الغنية بالمؤلفات المطبوعة والمخطوطة (مجلة المشرق، ~~10، 961). وتبحر في المعارف وتبسط في التاريخ تبسطا ~~كافيا، وكان يتمرن بمساعدة والده ميخائيل شحادة في القنصلية ~~الروسية التي دخلها في سنة 1866. وعرف بأصالة رأيه وحصافة ~~عقله ومقدرته في اللغتين العربية والفرنسية. وله مع والده ~~اليد الطولى في تأسيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية في مدينة ~~بيروت، فترأسها نحو سبع عشرة سنة وتولى إدارة شئون مدرستها نحو ~~عشر سنوات فنجحت وأزهرت، وفي أثناء ذلك تجددت «الجمعية السورية ~~العلمية» سنة 1868م بعد المغفور لهما راشد ناشد باشا والي ~~سورية وكامل باشا متصرف لواء بيروت فانتظم المترجم في سلك ms120 ~~أعضائها العاملين. ونحو سنة 1880 تجدد انتظامها ثالثا باسم ~~المجمع العلمي الشرقي، وكان من أهم أعضائها من نذكرهم بحسب ~~الحروف الهجائية: إبراهيم الحوراني، إبراهيم اليازجي، إسبر ~~شقير، الدكتور إسكندر بك البارودي، بطرس البستاني، جرجس همام، ~~جرجي زيدان، جرجي يني، سليم البستاني، سليم شحادة، سليم نوفل، ~~الدكتور فارس نمر، الدكتور كرنيليوس فان ديك، مراد بك ~~البارودي، نعمة يافث، الدكتور يعقوب صروف، الدكتور يوحنا ~~ورتبات وغيرهم، فألقى المترجم مثل كثير من زملائه الأعضاء ~~خطبا شائقة منها رسالات سنيكا الفيسلوف الروماني إلى ~~لوسيليوس، نشرت في المجموعتين الثامنة والتاسعة ~~لأعمالها. # ولما نشرت جريدة «حديقة الأخبار» لصديقه المرحوم خليل أفندي ~~الخوري باللغتين الفرنسية والعربية سنة 1870م حسب طلب المغفور ~~له فرنكو باشا ثاني متصرفي لبنان كان المترجم ينشئ القسم ~~الفرنسي مع زميله المرحوم سليم شقيق صاحب الحديقة، وله فيها ~~مقالات تشهد بطول باعه في السياسة والإنشاء، وعلى منضدة مكتب ~~تلك الجريدة اتفق السليمان على وضع «آثار الأدهار» في التاريخ ~~والجغرافية وساعدهما في بعض أبوابه المرحوم أديب إسحاق الكاتب ~~الشهير، فطبعا الجزء الأول من القسم الجغرافي في أوائل سنة ~~1875م بالمطبعة السورية في 192 صفحة، ثم على أثر ذلك هصرت ~~المنية زميل المترجم بالهواء الأصفر فبقي هو مثابرا وحده على ~~العمل، وطبع الجزء الثاني في 15 نوفمبر سنة 1875م والثالث في ~~13 مارس سنة 1876م ثم الجزأين الرابع والخامس، وجميعها الآن في ~~مجلد واحد لم تتجاوز حرف الباء وصفحاتها 980 صفحة بقطع كبير ~~في عمودين بحرف من الجنس الثاني ونهاية مباحثه بعض تاريخ ~~بلجيكا. ومن فوائده أنه ذكر فيه جميع قرى ومدن سورية وأوروبا ~~وأميركا إلخ القديمة والحديثة، وما تقلب عليها، وتاريخ نشأتها ~~ومميزاتها. ومن إنصاف المترجم أنه أبقى جميع الأجزاء باسمه ~~واسم زميله الذي عاجلته المنية على أثر إنجاز الجزء الأول. أما ~~القسم التاريخي فطبع الجزء الأول منه سنة 1877م في 384 صفحة ~~وحفظ فيه اسم زميله بعد أن مضى على وفاته سنتان وفاء بحقوق ~~الإخاء، ورفع الكتاب بقسميه خدمة للأعتاب السلطانية، وصدر ~~القسم التاريخي بمقدمة في فلسفة العمران صدرها بالبحث ms121 عن ~~الإنسان وشئونه، ثم استرسل إلى علم التاريخ وأحواله ومنشئه ~~ونتائجه وتقسيمه في 14 صفحة بقطع الكتاب وحرفه وجاء بما لم يجئ ~~به إلا كبار علماء العمران. # وعلى الجملة فإن «آثار الأدهار» هو أول دائرة للمعارف ~~التاريخية والجغرافية في اللغة العربية مرتبة على الحروف ~~الهجائية وافية المباحث المفيدة، وعلى أنقاضه قامت «دائرة ~~المعارف» العربية التي أسسها المرحومان بطرس البستاني وولده ~~سليم، ولقد ذكر الآثار كثيرون من المستشرقين، ولما أنشأ ~~الصحافي الشهير خليل أفندي سركيس اللبناني مجلة «المشكاة» أنشأ ~~المترجم فيها مقالات هامة في تاريخ الأندلس وتراجم أهله ~~ونوادرهم، ونشر في «المقتطف» مقالة ضافية في الجغرافية ~~وجغرافيي الإسلام. وأنشأ سنة 1885 مجلة «ديوان الفكاهة» ~~الروائية بشركة سليم طراد. # وكان رفيع المنزلة بين أصدقائه وجيها في قومه تولى الترجمة ~~في القنصلية الروسية أعواما عديدة، فأنعم عليه القيصر بوسام ~~القديسة حنة الثالث سنة 1902 وقضى حياته يخدم السياسة والعلم ~~واشتغل في أواخر أيامه بوضع تاريخ مطول للكنيسة لم يتمه، ~~وتوالت عليه المحن في أواخر عمره بوفاة معظم إخوته ووالديه ~~فأثر به الحزن فأصيب بعلة قلبية ذهبت بحياته في 15 أكتوبر ~~1907. # تراجم مشاهير الشرق # الفصل التاسع عشر # | الشيخ يوسف الأسير # أحد محرري جريدة «لبنان» ~~الرسمية و«ثمرات الفنون» ~~و«لسان الحال» # ولد الشيخ يوسف بن السيد عبد القادر الأسير في ذي القعدة سنة ~~1230ه/1815م في صيداء، ومال منذ حداثته إلى تحصيل المعارف فقرأ ~~شيئا منها على الشيخ أحمد الشرمبالي، ثم ذهب إلى دمشق حيث ~~تعلم في «المدرسة المرادية» مدة سنة، وأثناء إقامته فيها نعي ~~إليه والده فرجع إلى مسقط رأسه لتدبير أحوال عائلته، ونظرا ~~لاجتهاده أحب زيادة التعمق في العلوم فسافر إلى القاهرة، وهناك ~~انتظم في سلك تلامذة الجامع الأزهر الذي كان برئاسة الشيخ حسن ~~العطار، ولما توفي حسن العطار تقلد مشيخة الأزهر سميه حسن ~~القويسني فقال فيه أحد الشعراء معترفا بفضل الحسنين: # ولئن مضى حسن العلوم لربه # فلقد أتى حسن وأحسن من حسن # أنت المقدم رتبة ورئاسة # وديانة من ذا الذي ساواك ~~من # ولبث الشيخ يوسف ms122 ~~الأسير سبع سنين في الأزهر حتى نبغ في جميع العلوم كالفقه ~~واللغة والحديث والتوحيد والتفسير والشعر والمنطق وصار إماما ~~يرجع بها إليه، ثم عاد إلى صيدا فلم يطل الإقامة فيها بعدما ~~درس وهذب الطلبة الذين كانوا يتهافتون من كل صوب إليه، فسافر ~~إلى طرابلس الشام وهناك قضى ثلاثة أعوام، فأخذ عنه العلم كثير ~~من فضلاء سكانها وغيرهم، نخص منهم بالذكر السيد يوحنا الحاج ~~بطريرك الموارنة، ويوحنا الحبيب مؤسس جمعية المرسلين ~~المارونية. وكانت بيروت في ذاك الحين أخذت تزهر بالمدارس ~~والمطابع؛ فاختار الإقامة فيها، وتولى في أثناء ذلك رئاسة ~~كتاب محكمتها الشرعية، وكلفه المرسلون الأميركان بتصحيح ~~عبارة الكتاب المقدس الذي ترجموه من لغاتها الأصلية إلى اللسان ~~العربي. وعلم بعضهم اللغة العربية كالدكتور عالي سميث ~~والدكتور كرنيليوس فان ديك، ونظم لهم كثيرا من الترانيم ~~المستمدة مواضيعها من المزامير والكتاب المقدس، وهي مطبوعة ~~بأسرها ومستعملة في الكنائس الإنجيلية، ثم تولى منصب الفتوى في ~~عكا وتعين مدعيا عموميا مدة أربع سنين في جبل لبنان على عهد ~~متصرفه الأول داود باشا، وقد كتب حينئذ مقالات في جريدة ~~«لبنان» الرسمية التي أشار إليها في هذه الأبيات: # نرى لبنان أهلا للتهاني # فقد نال الأمان مع الأماني # وأضحى جنة من حل فيه # قرير العين مسرور الجنان # وجدت للعلوم به دروس # وكانت في الدروس وفي التواني # وللأخبار قد وجدت سلوك # كذلك طبع ذي الصحف الحسان # ثم انتقل إلى الآستانة حيث تعين أستاذا للسان العربي في ~~دار المعلمين الكبرى، وتولى رئاسة التصحيح في نظارة المعارف ~~وكتب في جريدة «الجوائب» لمنشئها أحمد فارس. وأثناء إقامته في ~~العاصمة العثمانية أخذ العلم عنه بعض أعاظم رجالها كالصدر ~~الأعظم رشدي باشا شرواني، وأحمد جودت باشا وزير المعار، ووصفي ~~أفندي رئيس كتاب شورى الدولة، وذهني أفندي رئيس مجلس المعارف، ~~والمسيو بوره سفير فرنسا، وغيرهم. # ولما ثقلت عليه وطأة البرد في الآستانة زايلها عائدا إلى ~~بيروت، فأخذ يعلم في مدارسها الكبرى كالمدرسة الوطنية ~~للبستاني، ومدرسة الحكمة للمطران يوسف الدبس، والكلية ~~الأميركانية، ومدرسة «ثلاثة الأقمار» للروم الأرثوذكس ms123 وغيرها. ~~وأكب على التأليف فوضع كتابا في الفقه سماه «شرح رائض ~~الفرائض» وشرح كتاب «أطواق الذهب» للزمخشري، وألف رواية ~~تمثيلية سماها «سيف النصر» وأرصد ريعها لمشترى أدوات لجريدة ~~«ثمرات الفنون» عند أول نشأتها، وطبع كتاب «رد الشهم السهم» ~~جوابا على كتاب «السهم الصائب» الذي انتقد فيه الشيخ سعيد ~~الشرتوني كتاب «غنية الطالب» لأحمد فارس الشدياق. وله قصائد ~~وموشحات وأبيات حكمية جمعت في ديوانه «الروض الأريض» المطبوع ~~في بيروت، غير أن هذا الديوان لا يحتوي إلا على النزر اليسير ~~من أشعار صاحب الترجمة؛ لأن كتاباته وأكثر مؤلفاته احترقت ~~فذهبت فريسة النار. وللشيخ ناصيف اليازجي قصيدة نفيسة مدح بها ~~صاحب الترجمة وقرظ فيها الديوان المذكور نقتطف منها هذه ~~الأبيات: # أسير الحق في حكم تساوى # فما يدرى الحبيب من البغيض # يقلب في المسائل كل طرف # ويلقى الناس بالطرف الغضيض # إمام الشعر يبتدع القوافي # ويأمن دونها حول القريض # يقل له الثناء ولو أخذنا # قوافيه من الروض الأريض # رسم يمثل عمدة «المدرسة الوطنية» لمنشئها بطرس ~~البستاني في بيروت سنة 1866 # الواقفون؛ سعيد شقير، إبراهيم الباحوط، سعد ~~الله البستاني، عبد الله البستاني، شاهين ~~سركيس، الشيخ خطار الدحداح، سليم البستاني. ~~الجالسون؛ خليل ربيز، عبد الله شبلي، فضل الله ~~غرزوزي، الشيخ يوسف الأسير، بطرس ~~البستاني. # وتولى رئاسة تحرير جريدتي «ثمرات الفنون» و«لسان الحال» مدة ~~من الزمان، وقد توفاه الله في 28 تشرين الثاني 1889م/1307ه ~~مشكورا بكل لسان لرقة أخلاقه وزهده في حطام الدنيا وحبه لنشر ~~المعارف. ومن الذين درسوا عليه في آخر حياته غريغوريوس الرابع ~~البطريرك الأنطاكي للروم الأرثوذكس، والدكتور مرتين هرتمان ~~أستاذ اللغة العربية في مدرسة الألسن الشرقية في برلين، ورثاه ~~كثير من الشعراء وأرباب الصحف في الآستانة وسوريا ومصر معددين ~~فضائله، فاعتنى بجمعها الشيخ قاسم الكسني ونشرها بالطبع في ~~كتاب مخصوص. ومن الترانيم النفيسة التي نظمها للمرسلين ~~الأميركيين ترنيمة تتضمن «وصايا الله العشر» وهي: # غيري إله لا يكن # لا تسجدن للصنم # لا تأخذ اسمي باطلا # ولا تهنه بالقسم # والسبت فاحفظ واصنعن # لوالديك المكرمة # والقتل فاحذر والخنى ms124 # في عمل أو كلمة # لا تختلس شيئا ولا # تكذب وقل قول التقى # ولا تكن مشتهيا # ما للقريب مطلقا # وكل هذي جمعت # وصية الفادي الحبيب # أحبب بجهد ربنا # واحبب كنفسك القريب # ومن المراثي التي تليت بعد الصلاة عليه في الجامع العمري ~~الكبير قصيدة للشيخ سليم الجارودي مطلعها: # من الدنيا لقد سار الأسير # إلى الأخرى فيا نعم المسير # إمام كان للأفضال قطبا # عليه مدارها أبدا يدور # مصاب هد ركن العلم حزنا # عليه وأظلم الفلك الأثير # الفصل العشرون # | محمد بيرم الخامس # المحرر في «الرائد التونسي» ومنشئ جريدة «الأعلام» في ~~القاهرة # هو من علماء تونس ووجهائها ومن أكثر المسلمين تفانيا في ~~نصرة الإسلام ولد في تونس سنة 1256ه/1840م، ويتصل نسبه ببيرم ~~أحد قواد الجند العثماني الذي جاء تونس بقيادة سنان باشا سنة ~~981ه. تفقه في جامع الزيتونة ونشأ حر الضمير يكره الاستبداد؛ ~~فسره إنشاء مجلس الشورى في تونس على عهد الصادق باشا، وكان ~~من أكبر نصرائه، وتولى رئاسة المجلس الوزير خير الدين ~~باشا. # وتعين بيرم سنة 1287ه مدرسا في الجامع المذكور وبعد سنتين ~~توفي والده عن ثروة طائلة، وظهرت في أثناء ذلك فتنة عمومية ~~في الإيالة التونسية على أثر انحلال مجلس الشورى، فشق ذلك عليه ~~وتمكنت علائقه مع خير الدين باشا من ذلك الحين لاتفاقهما في ~~النقمة على الحكومة. # وفي سنة 1290ه عاد خير الدين باشا إلى الوزارة الكبرى في ~~تونس، فجاهر بيرم بنصرته وصرح بآرائه السياسية على صفحات ~~الجرائد، وهو أول من تجاسر على ذلك هناك؛ وأعجب الوزير بنشاطه ~~وتعقله فعهد إليه إدارة الأوقاف سنة 1291ه فأحسن إدارتها ~~ونظمها. وأصيب في السنة التالية بانحراف حمله على السفر إلى ~~أوروبا للاستشفاء، ولقي في باريس المارشال مكماهون فأكرمه، ~~وحضر المعرض العام وشاهد كثيرا من ثمار قرائح أهل هذا التمدن، ~~فلما عاد إلى تونس أخذ في تنظيم مستشفاها على نحو ما رآه في ~~مستشفيات أوروبا. # ووقع في أثناء ذلك بين قنصل فرنسا الكونت دوسانسي والحكومة ~~التونسية نزاع على بقعة أرض كانت الحكومة منحته إياها لتربية ms125 ~~الخيل على شروط أخل بها، فأرادت استرجاعها فأبى، وبينما هي ~~تنازعه وتجادله عليها ذهب الوزير وهو يومئذ مصطفى بك إسماعيل ~~إلى تلك الأرض ودخلها عنوة في زمرة من أعوانه، فاغتنم القنصل ~~هذا التعدي لتمكين سيادة دولته في تونس، فرفع أمره إليها وطلب ~~عزل الوزير فخاف هذا وأسرع إلى الترضية فعينوا لجنة تحكيم ~~كان بيرم أحد أعضائها، فأخذ جانب الدفاع عن الحكومة بكل قواه ~~وكان نحيف البنية مصابا بمرض في الأعصاب الموصلة بين المعدة ~~والقلب مع ضعف شديد في الدم يستخدم المورفين لتسكين آلامه، ~~فأثر ذلك في صحته واضطر أن يشخص إلى باريس للاستشفاء، وأما ~~اللجنة فصدر حكمها لمصلحة القنصل. # ونهض التونسيون على أثر ذلك يطلبون الجنوح من الحكم ~~الاستبدادي إلى الشورى، وسعوا في ذلك سعيا حثيثا لم يأت ~~بنتيجة لأن أمير البلاد يومئذ لم يعضد مطالبهم، ويقال إن ذلك ~~كان بتحريض فرنسا؛ لأنها تعتقد أن الحكومة الدستورية تخالف ~~مصلحتها هناك، وأما بيرم فقد كان في مقدمة الراغبين في الشورى ~~وعاتبه الأمير على تعضيده الأهالي في مطالبهم، فأجابه بحرية لم ~~يعهد مثلها وبين له خطأه. # وتوجه تلك السنة إلى باريس كالعادة واغتنم وجوده هناك ورفع ~~إلى غمبتا تقريرا مسهبا يشكو فيه سوء تصرف القنصل ووقوفه في ~~سبيل كل مشروع نافع للبلاد، وبلغ خبر ذلك إلى القنصل فزاد ~~غضبا ونقمة. واتفق في أثناء طلب التونسيين الشورى أن الدول ~~كانت مشغولة بخلع إسماعيل باشا خديوي مصر، وكان الصدر الأعظم ~~في الآستانة يومئذ خير الدين باشا، ونظرا لما يعلمونه من ~~علائق بيرم بخير الدين استنتج الفرنسويون أن مطالب التونسيين ~~لم يكن الغرض منها إلا فتح السبيل لمداخلة الباب العالي، ~~واتهموا صاحب الترجمة أنه الواسطة بذلك، ولما بلغه الخبر ~~استعفى من منصبه في تونس وعزم على البقاء بعيدا عنها، لكنه ~~عاد إليها بعد إلحاح أصدقائه. وكان قد فهم وهو في باريس رغبة ~~فرنسا في ضم تونس إلى أملاكها ضما كليا، وأنها أغرت الوزير ~~مصطفى فمالأها طمعا بالترقي؛ فذهبت آمال صاحب الترجمة بإنقاذ ~~بلاده، فعزم على ms126 الخروج منها فلم تأذن الحكومة بسفره، فاحتال ~~بطلب الرخصة للحج فأذن له فخرج سنة 1296. وجاء مصر وسافر منها ~~إلى الحرمين، ثم يمم سوريا فالقسطنطينية فأحسنت الدولة وفادته. ~~ولكن الوزير التونسي كتب إلى الباب العالي بإرجاع الشيخ بيرم؛ ~~لأنه لم يقدم حسابا عن إدارة الأوقاف التي كانت في عهدته ~~فنصره خير الدين ولم يسلمه. ولما تم لفرنسا ضم تونس إلى ~~أملاكها سنة 1298 عزلت الوزير مصطفى وعاملته معاملة ~~الخائن. # واشتغل الشيخ محمد بيرم في أثناء إقامته في الآستانة ~~بالكتابة والتحرير، وراعى صحته فتحسنت كثيرا وقل استعماله ~~للمورفين، وكانت وجهته النظر فيما آل إليه حال البلاد ~~الإسلامية من طمع الأجانب، ووصف الأدوية لملافاة ذلك ولم يجد ~~الكلام نفعا. # ولما تحقق رسوخ قدم فرنسا بتونس يئس من العودة إليها، فأراد ~~أن يكون قريبا من أهله فانتقل إلى مصر بعد الحوادث العرابية، ~~سنة 1884، وقد باع أملاكه في تونس ونقل عائلته منها، وأنشأ في ~~مصر جريدة سياسية اسمها «الأعلام» تصدر ثلاث مرات في الأسبوع، ~~ثم صارت أسبوعية. وكانت خطتها محاسنة الإنكليز والاستفادة ~~منهم، فانتقد بعضهم عليه هذه الخطة؛ لأنها تخالف ما كان عليه ~~في تونس، وأنه إنما هجرها فرارا من الحكم الأجنبي فكيف يكلف ~~المصريين عكس ذلك؟ ولكن الذين يرون رأيه كانوا يعتذرون بأنه ~~إنما حث على محاسنة الإنكليز والاستفادة منهم؛ لأن معاكستهم ~~وأمر البلاد في أيديهم لا تجدي نفعا، وأن مجافاة الفرنساويين ~~أوجدت أسبابا ساعدتهم على ضم تونس إلى بلادهم. وقد ألجأه إلى ~~انتهاج هذا المسلك أيضا ما قاساه من ظلم الحكم الاستبدادي في ~~تونس وما آنسه من العوامل المحركة في مصر بإغراء بعض الأجانب ~~الذين يوغرون صدور الناس على حكامهم؛ مما يعود بالضرر. # واضطر بعد إقامته سنتين بمصر أن يعود إلى أوروبا فتمم ~~سياحاته فيها، وعاد إلى مصر فعينته الحكومة سنة 1889 قاضيا ~~في محكمة مصر الابتدائية. وكثيرا ما كلفته الوزارة كتابة ~~ملاحظاته على القضاء الشرعي؛ لأنه كان واسع الاطلاع فيه. وما ~~زال عاملا مجتهدا رغم ما يعتوره من المرض حتى توفي سنة ~~1307ه/1889م ms127. # وقد خلف آثارا كتابية أكبرها كتاب «صفوة الاعتبار بمستودع ~~الأمصار» طبع بمصر في خمسة أجزاء، وهو عبارة عن رحلة عامة في ~~أوروبا ومصر والشام والحجاز وغيرها، وذكر فيها كثيرا من ~~الحقائق التاريخية والاجتماعية عن بلاد العرب وتونس والجزائر ~~لا تجدها في كتاب آخر، وأكثرها شاهده بنفسه أو كان داخلا فيه ~~ولا سيما تاريخ تونس والجزائر. # وله ما خلا ذلك رسالة «تحفة الخواص في حل صيد بندق الرصاص» ~~ومختصر في فن العروض، ورسالة في «التحقيق في شأن الرقيق» بحث ~~فيها عن كيفية معاملة الرق عند المسيحية وأن منع الحكومات ~~الإسلامية لتجارة الرقيق شرعي، وكتاب «تجريد الأسنان للرد على ~~الخطيب رينان» رد فيه على ما كتبه رينان في الإسلام والعلم، ~~ورسالة في جواز ابتياع أوراق الديون التي تصدرها الممالك ~~الإسلامية حتى تبقى أموال المسلمين في بلادهم ولا يحجبهم عنها ~~اشتباه الربا، وهو لا ينطبق في هذه الحالة عليها. وألف ~~كتابا مسهبا في شأن التعليم بمصر، ذهب فيه إلى وجوب انتشاره ~~باللغة العربية لسهولة تناوله وتعميمه بين طبقات الناس. وله ~~كتابات أخرى لم نقف على أسمائها، ويؤخذ من مجملها أن صاحب ~~الترجمة كان من محبي الإصلاح وتقريب المسلمين إلى عوامل التمدن ~~الحديث، وإزالة ما قد يعترضهم من أشباه الموانع الدينية على ~~نحو ما كان يفعله الشيخ محمد عبده رحمهما الله. # جرجي زيدان # الفصل الحادي والعشرون # | فرنسيس مراش # كانت منزلة آل مراش بين نصارى حلب بنهضتهم الأدبية في النصف ~~الثاني من القرن التاسع عشر كمنزلة آل اليازجي وآل البستاني في ~~لبنان والديار الشامية، فإنهم أيقظوا روح المعارف في أبناء ~~وطنهم وخدموا العلوم بالتأليف والصحافة، واشتهروا منذ القرن ~~الثامن عشر بالوجاهة وطيب الأرومة والصيت الحسن، ومنهم قام ~~الشاب بطرس بن نصر الله مراش الذي استشهد في سبيل دينه في 16 ~~نيسان 1818 على يد خورشيد باشا والي حلب مع عشرة شبان آخرين، # 1 # وقد رثاه حينئذ الشاعر الكبير نقولا الترك ~~بقصيدة طويلة نورد منها بعض أبيات وهي: # كم يشتكي قلبي الموجع كلما # قد مضه الهم الذي قد كلما ms128 # ما حسرة الثكلاء ما الخنساء مذ # كانت تئن توجعا وتألما # تبكي نعم لكن على صخر الفلا # وأنا على صخر العلى أبكي دما # شلت يد الباغي الذي قد أهرقت # دمه الزكي وحللت ما حرما # لله فجعة بطرس كم فتتت # كبدي وألقت في فؤادي أسهما # وافى إلى سفك الدما بشهامة # وغشى المنايا مسرعا متقحما # وانضم منحازا مع الشهداء في # جنات خلد بالسماء منعما # فلذاك قلت صلوه تمجيدا بتا # ريخي ففي دمه الزكي ورث السما # ثم اشتهر فتح الله مراش وكان ذا إلمام وافر باللغة العربية ~~وآدابها، وترك منها آثارا مخطوطة. وسنة 1850 سافر إلى فرنسا ~~لضرورة دعت إلى ذلك فمكث فيها ثلاث سنين، وقد استصحب معه في ~~هذه الرحلة بكر أنجاله فرنسيس الذي خلفه في آدابه، بل فاق عليه ~~بالذكاء والمعارف وفنون الإنشاء شعرا ونثرا. وإليك ما ورد في ~~كتاب «الآداب العربية في القرن التاسع عشر» عن أخباره ~~باختصار: # ولد فرنسيس بن فتح الله بن نصر الله مراش في 29 حزيران سنة ~~1836 ثم تلقن العلوم اللسانية وآداب الشعر ، وانكب على ~~دراسة الطب أربع سنوات تحت نظارة طبيب إنكليزي كان في ~~الشهباء، وأراد أن يتم دروسه في عاصمة الفرنسيس فسافر إليها في ~~خريف سنة 1866، وقد وصف سفره إليها في كتاب «رحلة باريس» الذي ~~طبعه سنة 1867 في بيروت، ولم يسعده الدهر في غربته فكر ~~راجعا إلى وطنه وتفرغ للتصنيف رغما عما أصابه من ضعف البصر ~~وانحطاط القوى حتى أفل نجم حياته فمات سنة 1873 في مقتبل ~~الكهولة. وكان فرنسيس صادق الإيمان كثير التدين. وقد ألف ~~كتابا بناه على مبادئ العلوم الطبيعية والعقلية بيانا لوجود ~~الخالق وإثباتا لحقيقة الوحي، سماه «شهادة الطبيعة في وجود ~~الله والشريعة» أعرب فيه عن دقة نظر ومعرفة بأحوال الطبيعة ~~والعلوم العصرية. ومن مصنفاته التي جمع فيها بين الفلسفة ~~والآداب فأودعها آراءه السياسية والاجتماعية على صورة مبتكرة ~~كتاب «غابة الحق» الذي طبع في حلب سنة 1865، ثم كرر طبعه في ~~بيروت ومصر، ومثله كتاب «مشهد الأحوال» المطبوع في بيروت سنة ~~1883 على أسلوب لطيف ونسق حديث ms129، وفي بيروت طبعت له رواية ~~حسنة دعاها «در الصدف في غرائب الصدف»، ومما طبعه قبلها في حلب ~~كتاب «المرآة الصفية في المبادئ الطبيعية» (1861) لخص فيه أصول ~~علم الطبيعة، ثم خطبة في «تعزية المكروب وراحة المتعوب» ~~(1864)، وكتاب «الكنوز الغنية في الرموز الميمونية» (1870)، ~~وهي قصيدة رائية في نحو خمسمائة بيت ضمنها رموزا خفية على ~~صورة رواية شعرية، ومن نظمه أيضا «ديوان مرآة الحسناء» طبعه ~~له محمد وهبة سنة 1873 في بيروت. # وكان فرنسيس المراش يحب في كلامه الترفع عن الأساليب ~~المبتذلة فيطلب في نثره ونظمه المعاني المبتكرة والتصورات ~~الفلسفية فلا يبالي بانسجام ~~الكلام وسلاسته، فتجد لذلك في أقواله شيئا من التعقد والخشونة ~~مع الإغضاء عن قواعد اللغة، فمن شعره ما قاله يشكو ~~الدهر: # رمت قلبي نبال الدهر حتى # رأيت دمي يسيل من العيون # فلو كان الزمان يصاغ جسما # لكنت أذيقه كاس المنون # ومن أشعاره الحكمية قوله: # صدقوني كل الأنام سواء # من ملوك إلى رعاة البهائم # كل نفس لها سرور وحزن # لا تني في ولائم أو مآتم # كم أمير في دسته بات يشقى # باله والأسير في القيد ناعم # أصغر الخلق مثل أكبرها جر # ما لهذا وذا مزايا تلائم # والخلايا للنحل أعجب صنعا # من قصور الملوك ذات الدعائم # وكان فرنسيس المراش يراسل أهل الفضل في زمانه كالشيخ ناصيف ~~اليازجي وغيره، وله مآثر عديدة وفصول إنشائية وقصائد وأراجيز ~~نشرها أرباب الجرائد في عهده كأصحاب «الجوائب» و«النحلة» ~~و«الزهرة» و«الجنان» و«النشرة الأسبوعية» و«المشتري» و«البشير» ~~و«المجمع الفاتيكاني» و«مرآة الأحوال» و«الجنة» وغيرها. وقد ~~رثاه الأديب المرحوم بشارة الشدياق فقال يذكر تآليفه: # تركت يا مفردا شأنا يذكرنا # شذاه كالمسك لما فاح في الطلل # من مشهد قد جلا الأحوال بأن لنا # منه عجائب أفعال بلا خلل # ومن غرائب ما شاهدت من صدف # أبهى من الدر أو أشهى من ~~العسل # ورحلة سرت فيها قد حوت حكما # صيغت من الدر من قول ومن عمل # ونقشت أخته مريانا الشاعرة الشهيرة على نعش أخيها فرنسيس بعد ~~وفاته ms130 هذين البيتين: # ويلاه من جور دهر قد أحل بنا # مصائبا شأنها أن تصدع الحجرا # يشتت الشمل منها حيثما نزلت # تفني الجميع ولا تبقي له أثرا # الفصل الثاني والعشرون # | الدكتور كرنيليوس فانديك # قال علم الطب لما # قد قضى ذاك الهمام # مات فنديك النطاسي # فعلى الطب السلام # ولد الدكتور كرنيليوس فان ديك في 13 أغسطس ~~(آب) سنة 1818 في قرية كندر هوك من أعمال ولاية نيويورك ~~بأميركا، ووالداه هولانديان هاجرا إلى الولايات المتحدة ~~بأميركا وولدا غيره سبعة هو أصغرهم، وكان في صغره ~~يتعلم في مدرسة في قريته ~~فامتاز بالاجتهاد والثبات، وبرع في اليونانية واللاتينية حتى ~~حاز قصب السبق على رفقائه وكانوا كلهم أكبر منه سنا. # وكان أبوه طبيبا فجعل يدرس الطب في صباه عليه وكان يخدم في ~~صيدليته؛ فأتقن فن الصيدلة فيها علما وعملا. ولما حصل ما ~~تيسر له الحصول عليه عند أبيه جعل يتلقى الدروس الطبية في ~~سبرنكفيلد، ثم أتم دروسه في مدرسة جفرسن الطبية بمدينة ~~فيلادلفيا من مدن الولايات المتحدة حيث نال الدبلوما والرتبة ~~الدكتورية في الطب، وكان تعلمه في هذه المدرسة على نفقة ذويه، ~~فكانت مساعدتهم هذه له أساسا للأعمال العظيمة التي عملها في ~~سورية وسائر البلدان العربية من التعليم والتهذيب والتأليف ~~وخدمة الصحافة وإنشاء المدارس. # وفي الحادية والعشرين من عمره فارق الخلان والأوطان وأتى ~~سورية مرسلا من قبل مجمع المرسلين الأميركيين، وكان قد سبقه ~~طبيب آخر أميركي وهو الدكتور آسادوج الذي توفي في القدس سنة ~~1835 بعد إقامته فيها نحو سنتين، وكان وصول الحكيم فانديك بعد ~~نحو 5 سنوات لوفاته، وحل في بيروت في 2 أبريل (نيسان) سنة ~~1840، ولكن لم تطل إقامته فيها حتى قام منها بإيعاز المجمع ~~المذكور، وأتى القدس طبيبا لعيال المرسلين الذين كانوا فيها ~~أيام فتوح إبراهيم باشا في بلاد الشام، فأقام فيها تسعة أشهر ~~ثم قفل راجعا إلى بيروت حيث شرع في درس العربية، وحينئذ تعرف ~~بالمرحوم بطرس البستاني وكانا كلاهما عزبين، فسكنا معا في ~~بيت واحد وارتبطا من ذلك العهد برباط المودة والصداقة وبقيا ~~على ذلك طول الأيام ms131 حتى صار يضرب المثل بصداقتهما. ولما توفي ~~البستاني كان أشد الناس حزنا على فقده حتى إنه لما طلب منه ~~تأبينه خنقته العبرات وتلعثم لسانه عن الكلام، وبقي برهة يردد ~~قوله: «يا صديق صباي» حتى لم تعد ترى بين الحاضرين إلا عينا ~~تدمع وقلبا يتوجع. # وجعل يدرس العربية على الشيخ ناصيف اليازجي ثم على الشيخ ~~يوسف الأسير الأزهري وغيرهما من علماء اللغة، وبذل الجهد في ~~درسها والأخذ بحذافيرها حتى صار من المعدودين في معرفتها وحفظ ~~أشعارها وأمثالها وشواهدها ومفرداتها واستقصاء أخبار أهلها ~~وعلمائها وتاريخها وتاريخهم. فهو بلا ريب أول إفرنجي أتقن ~~معرفة العربية والنطق بها والبيان والتأليف فيها حتى لم يعد ~~يمتاز عن أولادها، وبقي على ذلك إلى خريف سنة 1842 ثم انتقل ~~إلى عيتات وهي قرية بلبنان، واقترن هناك بالسيدة جوليا بنت ~~مستر آبت قنصل إنكلترا في بيروت، المشهورة بفضلها وحسن ~~أخلاقها، ثم انتقل من عيتات إلى قريتة عبيه، وهناك أنشأ مع ~~صديقه بطرس البستاني مدرسة عبيه الشهيرة. وشرع من يومه في ~~تأليف الكتب اللازمة للتدريس في تلك المدرسة، فألف كتابا في ~~الجغرافية، وآخر في الجبر والمقابلة، وآخر في الهندسة، وآخر في ~~اللوغارتمات، وفي المثلثات البسيطة والكروية، وفي سلك الأبحر ~~والطبيعيات، وقد طبع بعضها وبعضها لم يطبع. وبعد أن قضى في ~~عبيه أربع سنوات على ما ذكرنا في التدريس والتأليف دعاه مجمع ~~المرسلين إلى صيدا فلبث فيها سبع سنين وسافر سنة 1853 إلى مسقط ~~رأسه، وفي تموز سنة 1854 رجع إلى سورية، وعند وفاة الدكتور ~~سميث سنة 1857 تعين من المرسلين في سورية بتصديق المجمع ~~الأميركي وجمعية الكتب المقدسة لترجمة كتابه تعالى؛ فشمر عن ~~ساعد العزم وأخذ يعاني المشاق بتجشم المصاعب بتطبيق كل كلمة ~~على أصلها حتى تم له ذلك. وكان في هذه الأثناء متوليا إدارة ~~المطبعة الأميركية المشهورة وحسن فيها وزاد الشكل على الحروف ~~حتى صارت من أحسن مطابع الشرق وأشهرها. وأتم الترجمة سنة 1864 ~~وبعثه مجمع المرسلين إلى الولايات المتحدة سنة 1865 ليتولى أمر ~~طبعها وعمل الصفائح بالكهربائية لها هناك. فأقام في الولايات ~~المتحدة ms132 سنتين حتى أتم ذلك وعاد إلى سورية سنة 1867. # وفي تلك الأثناء تم أمر إنشاء «المدرسة الكلية السورية» في ~~بيروت على نفقة جماعة من أهل الخير في الولايات المتحدة ~~بأميركا فعرضت عليه عمدتها الكبرى في أميركا أن يكون أستاذا ~~فيها فأجابها إلى ذلك. ثم طلبت إليه أن يعين راتبه السنوي ~~بنفسه فكتب 800 ريال مع أن راتب أصغر أستاذ فيها لا يقل عن ~~1500 ريال! وقد فعل ذلك حبا بخير البلاد ونفع أهلها. # ولما وصل إلى بيروت باشر ترتيب المدرسة الكلية الطبية مع ~~صديقه الفاضل الدكتور يوحنا ورتبات. ووضعا نظاما لدروسها ~~وشرعا في التعليم من ساعتهما لا يحاسبان على أتعاب ولا ~~ينتظران من أحد تبجيلا لقدرهما ومدحا لاسميهما. بل إن ~~الدكتور فانديك لما رأى أن المدرسة تفتقر إلى أستاذ يدرس ~~الكيمياء فيها أقبل من فوره على تدريسها حال كونه معينا ~~أستاذا لعلم الباثولوجيا وحده. ولم يكن في المدرسة حينئذ من ~~كل أدوات الكيمياء إلا قضيب من زجاج وقنينة عتيقة؛ فأنفق من ~~ماله مائتي ليرة إنكليزية على ما يلزم من الأدوات. ولم يكن في ~~يد التلامذة كتاب يطالعون فيه؛ فجعل يلقي عليهم العلم خطبا، ~~مبتدئا بالتجارب الكيماوية ومستطردا من الجزئيات إلى الكليات ~~على أسلوب يقرب هذا العلم من الأفهام، ويرسخ حقائقه في ~~الأذهان. وألف حينئذ كتابا مختصرا في مبادئ الكيمياء ثم ~~توسع فيه وطبعه على نفقته وهو يعلم أنه لا يسترجع نفقات طبعه ~~قبل مماته. وبقي يدرس هذا الفن ست سنوات متواليات وينفق ~~على لوازم التدريس من جيبه. وجاء أستاذ الكيمياء وبقي سنتين ~~من الزمان يدرس العربية والدكتور فانديك يدرس مكانه مجانا ~~حبا بصالح المدرسة وخير أبناء البلاد. ولما تولج أستاذ ~~الكيمياء أشغاله اعتزل الدكتور فانديك عنها وترك للمدرسة كل ما ~~أنفق عليها ولم يأخذ مقابله إلا مائة ليرة إنكليزية. # ولم يقتصر على هذا التبرع بل إنه تولج منصب أستاذ ثالث وهو ~~أستاذ علم الفلك؛ وذلك أن المدرسة لم يكن عندها مال يقوم بنفقة ~~أستاذ لهذا العلم؛ فتبرع بتدريسه مجانا وألف له كتابا ~~مسهبا ms133 وطبعه على نفقته أيضا كما طبع كتاب الأنساب والمثلثات ~~والمساحة والقطوع المخروطية وسلك الأبحر. ولم يكن في المدرسة ~~آلات فلكية يعتد بها، فما لبثت أن شرعت في بناء مرصدها حتى ~~ابتاع له آلات بسبعمائة ليرة إنكليزية من ماله الخاص وأثث ~~وفرش فيه على نفقته. وكان أسلوبه في تعليم الكيمياء ~~والباثولوجيا مبنيا على العمل والمشاهدة حتى يجد الطالب فيه ~~لذة قلما يجدها في درس العلوم العويصة كهذا العلم. # وأنشأ للمرصد اسما كبيرا حتى صار معروفا في المشارق ~~والمغارب مقصودا من القريبين والبعيدين مراسلا لأشهر مراصد ~~الأرض. ولما خلفه الدكتور فارس نمر في تدريس علم الفلك الوصفي ~~ألف كتابا في الفلك العملي وجعل يعلم به الطلبة على ~~الآلات. وكان مع تدريسه علم الباثولوجيا وعلم الكيمياء وعلم ~~الفلك يتولى إدارة المطبعة الأميركية فينقح ما يطبع فيها من ~~الكتب ويهتم بتأليف جريدة «أخبار عن انتشار الإنجيل» وجريدة ~~«النشرة الشهرية» وجريدة «كوكب الصبح المنير» ثم «النشرة ~~الأسبوعية» ويطبب في مستشفى ماري يوحنا حيث كان يتقاطر إليه ~~المرضى أفواجا أفواجا حتى يبلغ عددهم الألوف في السنة. وما ~~بقي من الوقت الذي يخصصه البعض بالنزهة والرياضة والراحة ~~والنوم كان يقضيه في تأليف الكتب العلمية والطبية والدرس ~~والمطالعة والتجارب العلمية وحضور الجمعيات النافعة ومراسلة ~~العلماء في سائر أقطار الأرض؛ ولذلك كنت تراه معدا كل ما ~~يطلب منه قبل زمان طلبه. وكان كلما طلب منه أهل بيته أيام ~~اشتغاله في المدرسة الكلية أن يستريح بين عمل وآخر ويؤخر ~~الأشغال إلى أوقاتها حرصا على صحته يجيبهم: «أخاف أن يفاجئني ~~مرض أو يعارضني معارض فأكون سبب خسارة لكل من تتعلق أشغالهم ~~ومصالحهم بي؛ فالواجب علي أن أكون سابقا في إنجاز أشغالي ~~حذرا من ذلك.» ولكثرة اهتمامه بأشغال المدرسة واشتغاله ~~بمصالحها عن غيرها كان أصحابه يكلمونه في ذلك فلا يسمع لهم، ~~حتى صار من الأقوال الشائعة بين معارفه أنك إذا رمت أن تكون ~~على رضى مع فانديك فإياك أن تشغله بشاغل عن المدرسة الكلية. ~~وإذا أردت أن تسر قلبه فكلمه عن المدرسة ms134 والتلامذة ~~والمرصد والتآليف. وقد ألف أثناء وجوده في المدرسة الكلية ~~كتابه في الباثولوجيا وهو مجلد ضخم وكتبا في التشخيص الطبيعي ~~وفي الكيمياء وفي الفلك الوصفي وفي المثلثات والمساحة وفي ~~القطوع المخروطية وكلها مطبوع. وألف كتابا في الفلك العملي ~~وآخر في أمراض العينين وآخر في تخطيط السماء وقد طبع ~~حديثا. # وكان تعليمه متين التحقيق متأنيا في التقرير حسن الفكرة، ~~حافظا للمسائل، صحيح النقل، جامعا بين العلوم القديمة ~~والحديثة، ذاكرا التجارب الماضية، مطلعا وراويا الاكتشافات ~~الحاضرة، كثير الإحسان للطلبة معلما ناصحا وأبا صالحا، ~~يشجع الأقوياء ويرق للضعفاء ويشفق على البلداء. وقد ~~تخرج على يده في الكلية السورية سبعون طبيبا وسبعون ~~بكلوروسيا وسبعة صيادلة كلهم أخذوا الشهادات وتشرفوا ~~بمصادقته عليها بخط يده. وأكثرهم عنه حب العلم أخذوا. ومن ~~مآثره أنه تخرج على يده كثير من مشاهير أرباب الصحف العربية ~~والمحررين فيها كالدكتور يعقوب صروف، والدكتور فارس نمر، ~~والدكتور شبلي شميل، والدكتور بشارة زلزل، والدكتور إسكندر ~~بارودي، والدكتور نقولا نمر، والدكتور خليل سعادة، والصيدلي ~~مراد بارودي، وجرجي زيدان ، والدكتور فارس صهيون، والدكتور لويس ~~الخازن. # وكان وهو أعجمي اللغة عربي المنطق، وله في محاسن اللغة ~~وبدائع منثورها ومنظومها القول الصحيح والرأي الرجيح حتى كان ~~يحسب آية ظاهرة في آدابها وأقوالها، وأعجوبة باهرة في نكاتها ~~وأمثالها؛ لأنه كان قوي البادرة كثير المحفوظات لذيذ العشرة ~~لطيف المنظر جيد المخبر، وهو يجري معها إلى طبع سليم وخلق ~~دمث ومحاورة سارة. # وفيما هو لاه بأشغال التأليف والتدريس والرصد والمراسلات ~~العلمية عما سواها من مطامع البشر نكبت المدرسة الكلية بحادث ~~أبعد عنها أكثر أساتذتها، فتركها محتملا آلام فراقها محافظة ~~على مبادئه، وبقي يطبب في مستشفى ماري يوحنا على جاري عادته ~~إلى أن اضطر أن يتركه على غير رضى منه، لكنه إنما تركه ليحيي ~~في الوجود مستشفى طائفة الروم الأرثوذكسيين الذي صار له فيه ~~أياد تذكر في الرحمة بالمسكين ومعالجة المرضى ~~والبائسين. # وقد تقدم المستشفى بعنايته وفضله تقدما عجيبا؛ فازدادت ~~أهميته حتى صار من أعظم المستشفيات في الشرق. ولما أن توفاه ms135 ~~الله في 13 تشرين الثاني 1896 كان المرحوم نخلة بن حبيب بسترس ~~رئيسا لعمدة المستشفى، فتبرع من جيبه الخاص بدفع مبلغ كبير ~~لإقامة تمثال لفانديك في ساحة المستشفى الكبرى، ثم عرض على ~~سائر أعضاء العمدة أن يشتركوا في هذا المشروع، فأظهر الجميع ~~رغبتهم في الإقبال عليه، وقرروا وجوب إقامة أثر خالد للرجل ~~الذي اجتمعت القلوب على حبه واعترفت الألسن بفضله، وفي 26 شباط ~~1899 جرى الاحتفال بنصب الأثر؛ فإذا هو تمثال من المرمر الأبيض ~~الناصع يمثل صاحب الترجمة وقد كتب عليه بحروف ~~واضحة: # أثر حميد لخير فقيد نصب إقرارا بفضل علم العلماء ~~والحكماء المرحوم. # كرنيليوس فانديك عفي عنه - 1895. # ولما اخترمته المنية بالتاريخ المذكور جرى لمشهده احتفال ~~عظيم ثم دفن في المقبرة المحاذية للكنيسة الإنجيلية، وبناء ~~على ما شاع بأنه أوصى ألا يؤبن توقف الأدباء والشعراء عن ~~تأبينه وفي قلوبهم جمرات من التحسر عليه. وقد اهتم فريق من ~~أصدقائه وتلامذته بإقامة نصب على ضريحه، فجمعوا بإدارة أحدهم ~~الصيدلي القانوني مراد البارودي مبلغا كافيا، واستحضروا من ~~أوروبا قطعتين بديعتي الصنع إحداهما من الرخام وضعوها مسطحة ~~على القبر والأخرى من الحجر الأعبل قائمة عليه، وقد نقشت عليه ~~هذه العبارة باللغتين العربية والإنكليزية: # هذا الضريح شاده بعض من خلانه وتلامذته السوريين ~~ذكرا لما أتاه. # من فضل وبر في خمس وخمسين سنة من عمره ~~بين. # أبناء اللغة العربية. # وفي 2 نيسان (أفريل) سنة 1890 احتفل أهل سوريا بمرور خمسين ~~عاما على إقامته بينهم، فأقاموا له يوبيلا شاركهم فيه أفاضل ~~المشارقة في مصر والعراق وغيرهما بالاكتتاب، وتقاطرت عليه ~~الرسائل والقصائد وكتب التهنئة من وجهاء سوريا وأمرائها ~~وجمعياتها وبطاركتها وأساقفتها ومجامعها على اختلاف المذاهب ~~والنحل، وملأت جرائد القطرين السوري والمصري أعمدتها بذكر ~~مآثره وأفضاله وأعماله، ولولا ضيق المقام لجئنا ببعض ما قيل ~~فيه، ولكن ذلك مجموع في كتاب عنوانه «حياة فانديك» مطبوع على ~~حدة بعناية تلميذه الدكتور إسكندر بارودي صاحب امتياز مجلة ~~«الطبيب» البيروتية. # وكان فانديك يجتزئ باليسير من الغذاء والملبس غير عاكف على ~~شيء من الملاذ الدنيوية، بل همه الأمور الجوهرية، يؤثر ms136 العزلة ~~على الاجتماع، والاجتماع مع من احتاجه على العزلة، ويصرف في ~~مكتبته ما فضل من أوقاته عن الواجبات بين مطالعة جرائد وتأليف ~~كتب وتصحيح مسودات، وكنت تراه وهو مرتد بالعباءة الشرقية كأن ~~لسان حاله يقول: # ولبس عباءة وتقر عيني # أحب إلي من لبس الشفوف # وبث معارف في دور علم # أحب إلي من كسب الألوف # أما مؤلفاته فتشمل أهم العلوم القديمة والحديثة، وهو أول من ~~ألف في تلك العلوم ونشرها باللسان العربي في الديار الشامية ~~فأجاد وأفاد، وهي: ~~(1) «الباثولوجية الداخلية الخاصة» وتبحث في مبادئ الطب ~~البشري النظري والعملي في مجلد ضخم (2) «محيط الدائرة» في ~~العروض والقوافي (3) «المرآة الوضية في الكرة الأرضية» طبعت ~~غير مرة (4) «الروضة الزهرية في الأصول الجبرية» (5) «الأصول ~~الهندسية» (6) «التشخيص الطبيعي» (7) «الأنساب والمثلثات ~~المستوية والكروية ومساحة السطوح والأجسام والأراضي وسلك ~~الأبحر» (8) «أصول الكيمياء» (9) «رسالة الجدري والحصبة» ~~للرازي مع ملحق بقلم الدكتور (10) «أصول علم الهيئة» في الفلك ~~(11) «إرواء الظماء من محاسن القبة الزرقاء» (12) «النقش في ~~الحجر» في ثمانية مجلدات صغيرة كل منها يبحث في علم من ~~العلوم الحديثة كالفلسفة الطبيعية والكيمياء والجغرافية ~~الطبيعية والنبات والفلك والجيولوجيا وغيرها؛ يراد بها تعليم ~~هذه العلوم في المدارس العالية أو نشرها بين الذين شبوا ~~وتعاطوا التجارة أو الصناعة ولم يدرسوا شيئا منها (13) ~~«النفائس لتلامذة المدارس» (14) «قصة شونبرج وبركا» وهما ~~دينيان (15) «أصول الإيمان المسيحي» (16) «ترجمة العهد الجديد» ~~(17) «النشرة الشهرية» (18) «النشرة الأسبوعية» في أول نشأتها ~~(19) جريدة «كوكب الصبح المنير» في أول عهدها (20) رسالة ~~«الافتخار بالصليب» (21) «أخبار عن انتشار الإنجيل» (22) ترجمة ~~«تاريخ الإصلاح» في القرن السادس عشر في مجلدين (23) «السهم ~~الطيار والفخ الغرار» لتوقية الكروم من الثعالب الصغار (24) ~~كتاب «كشف الأباطيل في عبادة الصور والتماثيل» (25) كتاب «بزوغ ~~النور على ابن حور» (26) كتاب «طب العين» (27) كتاب ~~«الباثولوجية المرضية» لم يطبع منه سوى بعض مقالات في مجلة ~~«الطبيب» البيروتية (28) كتاب «الباثولوجية العامة» وهو غير ~~مطبوع (29) كتاب «تاريخ الأطباء» نشرت مقالات منه في مجلة ~~«المقتطف» في سنيها الأولى، وهو الذي أوعز إلى الدكتور يعقوب ~~صروف أن ينقل كتاب «سر النجاح ms137» إلى اللغة العربية؛ فكان سببا ~~كبيرا في إنهاض الذين قرءوه من شبان بلادنا إلى الاقتداء ~~بأعاظم رجال العلم والعمل مع النسج على منوالهم. # ونختتم هذه الترجمة بالأبيات التي نظمها إلياس حنيكاتي عند ~~نصب تمثال الدكتور فانديك في باحة المستشفى الأرثوذكسي ~~وهي: # لفنديك في شرق البلاد وغربها # مآثر لا تخفى على أحد منا # تجلت كنور الشمس قبل وفاته # وتبقى إلى ما شاء ربك لا تفنى # همام بنى في ساحة الفضل منزلا # وهذا لعمر الحق من خير ما ~~يبنى # ألا حسبه وصفا له حسن شهرة # يضوع شذاها كلما طائر غنى # إمام قضى في الشرق معظم عمره # فمعظم أهل الشرق يبكونه حزنا # ولا سيما جمعية شد أزرها # بتعزيز مستشفى تعول به المضنى # ففي عامها العشرين جدد ذكره # وأرخ بدا تدشين تمثاله الأسنى # | الكتاب الثاني # الحقبة الثانية # تمتد من تاريخ افتتاح قناة السويس إلى التذكار المئوي ~~الرابع لاكتشاف العالم الجديد 1869-1892 # عبد الحميد الثاني؛ سلطان العثمانيين وأكبر عدو ~~للصحافة والصحافيين. # أعطيت ملكا فلم أحسن سياسته # وكل من لا يسوس الملك يخلعه # ومن غدا لابسا ثوب النعيم بلا # شكر عليه فعنه الله ينزعه # | المقدمة # كانت الصحافة في الحقبة ~~الأولى شبيهة بالجنين؛ إذ قضي عليها بالتخلق والتكون قبل تخطيها ~~إلى دور الانتشار الذي تحرينا البحث عنه في هذه الحقبة الثانية، ~~وتسهيلا لذلك نبسط الكلام عن صحافة كل مملكة أو كل قطر على حدة ~~مبتدئين بالدولة العثمانية؛ لأن أكثر الصحافيين في هذا الدور كانوا ~~من العثمانيين لا سيما أبناء سوريا الذين يرجع إليهم الفضل في ~~إحياء النهضة العربية والحركة الفكرية شرقا وغربا، وسنتتبع هذا ~~الأسلوب في الأدوار اللاحقة كي يقف القارئ على سنة التدريج الطبيعي ~~الذي رافق تاريخ الصحافة العربية في العالم عموما وفي كل قطر ~~خصوصا. ولم يكن للصحافة في سنة 1870 شأن يذكر حتى قيض الله لها ~~رجالا من ذوي النشاط فأقدموا على إنشائها وهم عالمون بالصعوبة ~~التي كانت تحول دون انتشارها ماديا وأدبيا، فصادفوا العقبات ~~الكثيرة في أول عهدها، ولكنهم تغلبوا على تلك المصاعب بثباتهم ~~واجتهادهم ms138 حتى أوصلوا الصحافة إلى ما هي عليه الآن من الأهمية ~~والاعتبار، وكان انتشارها في بادئ الأمر بطيئا جدا لقلة استعداد ~~القوم يومئذ لقبولها، ثم لم تلبث أن هبت من رقادها وأنارت ~~بنبراسها عقول الشعب؛ فأقبل عليها وهو يزيد إقبالا على مر ~~الأيام والأعوام. وقد قسمنا أخبار الصحافة في هذه الحقبة إلى أربعة ~~أقسام كبرى وهي: أولا الصحافة العثمانية، وثانيا صحافة أوروبا، ~~وثالثا صحافة مصر، ورابعا صحافة سائر الأقطار، وكل قسم منها ~~يحتوي على أبواب، وكل باب يتفرع إلى فصول، استوفينا فيها البحث عن ~~هذا الموضوع الجلل. # رسم المطبعة الأميركية؛ المؤسسة في بيروت سنة ~~1834 بعناية الدكتور عالي سميث. # ومن الأمور الجديرة بالذكر أنه بين الجرائد والمجلات التي ظهرت ~~في الحقبتين الأولى والثانية أتيح لأكثر من ثلاثين صحيفة أن ~~تعيش شوطا بعيدا من العمر، ولما كان ثلاثة أرباعها لم يزل حيا ~~حتى الآن فقد جعلنا نجمة صغيرة بجانب الصحف التي احتجبت تمييزا ~~لها عن سواها وهي: أولها وأقدمها عهدا «الوقائع المصرية» المؤسسة ~~عام 1828 في القاهرة بلغت اليوبيل الألماسي، وأربع منها تجاوزت ~~عيدها الذهبي؛ أي خمسين سنة وهي: المبشر (1847) في مدينة الجزائر ~~بشمال أفريقيا، ثم حديقة الأخبار* (1858) في بيروت، والرائد ~~التونسي (1861) في تونس، وسوريا (1865) في دمشق، ويمكن أن يضاف ~~إليها جريدة «النشرة الأسبوعية» التي قامت على أنقاض جريدتي ~~«النشرة الشهرية» المؤسسة عام 1866 و«أخبار عن انتشار الإنجيل» ~~التي صدرت عام 1863 في بيروت. # وإليك أسماء بقية الصحف التي بلغت خمسا وعشرين سنة فما فوق على ~~ترتيب أعوام ظهورها وهي: الجوائب* (1860) في القسطنطينية، لبنان ~~(1867) في لبنان، فرات (1868) في حلب، أعمال شركة مار منصور (1868) ~~في بيروت، الزوراء (1868) في بغداد، النحلة* (1870) في بيروت ولندن ~~والقاهرة، البشير (1870) في بيروت، طرابلس الغرب* (1870) في طرابلس ~~الغرب، ثمرات الفنون* (1875) في بيروت، المقتطف (1876) في بيروت ~~والقاهرة، الأهرام (1876) في الإسكندرية والقاهرة، الطبيب (1877) ~~في بيروت، أبو نظارة* (1877) في القاهرة وباريس، الوطن (1877) في ~~القاهرة، لسان الحال (1877) في بيروت، صنعا (1879) في اليمن، ~~المصباح* (1880) في بيروت، المحروسة (1880) في الإسكندرية ~~والقاهرة، الاتحاد المصري (1881) في الإسكندرية، الموصل (1885) في ~~الموصل ms139، الصفا (1886) في بيروت ولبنان، اللطائف* (1886) في ~~القاهرة، بيروت الرسمية (1886) في بيروت، الحقوق (1886) في ~~القاهرة، الحاضرة (1887) في تونس، الزهرة (1889) في تونس، المقطم ~~(1889) في القاهرة، المؤيد (1889) في القاهرة. # فيتضح مما سبق بيانه أن أطول الصحف العربية عمرا بلغ عددها ~~أربعا وثلاثين جريدة ومجلة منذ ظهور الصحافة إلى الآن، منها تسع ~~صحف احتجبت ودخلت في خبر كان، وخمس وعشرون لم تزل منتشرة في الوقت ~~الحاضر، ولا يستثنى منها سوى مجلة «أعمال شركة مار منصور» التي ~~تحولت إلى برنامج سنوي، وبهذه الصفة يمكن اعتبارها صحيفة دورية ~~كما لا يخفى، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لخدمة الأدب وإعلاء منار ~~لسان العرب، وهو ولي التوفيق والإحسان إنه الكريم المنان. # | الصحافة العثمانية # الباب الأول # | يشتمل على أخبار كل الجرائد ~~والمجلات في مدينة بيروت # الفصل الأول: أخبار جرائد بيروت في سنة 1870 # على أثر المذابح الفظيعة التي جرت في سوريا سنة 1860 ~~ولطخت وجه الإنسانية بمداد العار حضرت العساكر الفرنسوية ~~إلى بيروت لمساعدة الدولة العثمانية على تأييد الراحة ~~والاقتصاص من الثائرين الذين عاثوا في البلاد شرا، وبعد ~~انسحاب العساكر المذكورة أخذت الحركة الفكرية تنتعش في روح ~~السوريين فأنشئوا المدارس الابتدائية والعالية في بيروت ~~لتعليم الناشئة الحديثة، ولم يكن حينئذ في سوريا كلها ~~مدرسة كبرى سوى مدرسة عينطورا المؤسسة عام 1834 بعناية ~~الآباء اللعازريين، وأول من شمر عن ساعد الهمة لهذه الغاية ~~الشريفة كان المعلم بطرس البستاني الذي أنشأ سنة 1863 ~~«المدرسة الوطنية» الشهيرة، ثم غريغوريوس الأول بطريرك ~~الروم الكاثوليك الذي أسس عام 1865 «المدرسة البطريركية»، ~~ثم المرسلون الأميركان الذين نقلوا سنة 1866 مدرستهم ~~المؤسسة في عبيه عام 1846 إلى بيروت وسموها «المدرسة ~~الكلية السورية الإنجيلية»، فاقتدى الآباء اليسوعيون ~~بمثلهم وافتتحوا سنة 1875 «كلية القديس يوسف» التي ~~شيدوها في بيروت على أنقاض مدرستهم القديمة في غزير، وفي ~~تلك السنة قامت «مدرسة الحكمة» للمطران يوسف الدبس ~~الماروني ثم «المدرسة الإسرائيلية» على يد الحاخام زاكي ~~كوهين، وظهر أيضا غيرها من المدارس الثانوية التي نضرب ~~عنها صفحا لكثرتها كمدرسة «ثلاثة الأقمار» للروم ~~الأرثوذكس سنة 1862، ثم «المدرسة السريانية» بإدارة ~~الدكتور لويس ms140 صابونجي سنة 1864. # وكانت الحكومة الفرنسية تمد بالمال المدارس ~~الكاثوليكية منها، كما أن الجمعيات البروتسانية كانت تجود ~~على المدارس الإنجيلية بسخاء وافر، وكان التلامذة يؤمون ~~هذه المعاهد العلمية من بيروت ولبنان وسائر جهات بلاد ~~سوريا ومصر وقبرص وأرمينيا والآستانة وما بين النهرين ~~والعراق وسواها. هكذا تفجرت ينابيع المعارف وفي وقت قصير ~~كثر عدد الكتاب والمؤلفين وأنشئت المطابع ودخلت البلاد ~~في عصر جديد من الرقي والفلاح، وكان النصيب الأوفر في هذا ~~الحركة الفكرية للصحافة البيروتية التي جابت البلاد طولا ~~وعرضا وأنارت الشعب بمصباح المعارف. وحسبنا القول إن عدد ~~الصحف التي ظهرت عام 1870 في بيروت وحدها بلغ سبعا بين ~~جريدة أو مجلة، وهو أمر جدير بالذكر في تاريخ الصحافة ~~العربية. # كان السلطان عبد العزيز أكبر عامل على تنشيط الآداب لا ~~سيما بعد ما شاهد بعينه واختبر بذاته حضارة الغربيين أثناء ~~رحلته المشهورة عام 1867 إلى معرض باريز بدعوة مخصوصة من ~~الإمبراطور نابليون الثالث، وكان خديو مصر إسماعيل باشا ~~الموصوف بالكرم الحاتمي شديد الرغبة في الاقتداء بالخلفاء ~~العباسيين الذين كانوا يقربون إليهم العلماء والشعراء؛ ~~فأخذ يقتفي آثارهم لإحياء الآداب العربية، ويجود بالعطايا ~~على أئمة الصحافة لا سيما على بطرس البستاني عميدهم في ~~بيروت وأحمد فارس الشدياق زعيمهم في الآستانة، وكانت مصر ~~قبل تقدم صحافتها تلجأ إلى صحف تركيا لمعرفة ~~الأخبار. # فلما اعتلى عبد الحميد الثاني أريكة الدولة العثمانية ~~كانت الصحافة مطلقة الحرية تنشر الأنباء على علاتها ~~زينا كان أو شينا، وتنتقد أعمال الحكومة ومأموريها، حتى ~~إنها لم تشفق على السلطان نفسه، وناهيك أن جريدة الجوائب ~~في الآستانة وصحف الجنان والجنة والبشير والتقدم وثمرات ~~الفنون في بيروت كانت بلا أدنى خوف تنشر المقالات الضافية ~~الذيل عن مواقع الخلل في تركيا، بل إنها كتبت صريحا عن ~~مقتل الوزراء في دار الخلافة، وذكرت خلع السلطانين عبد ~~العزيز ومراد الخامس عن سرير الملك، وأذاعت خبر انتصار ~~الروس سنة 1877 على العساكر العثمانية. غير أن السلطان عبد ~~الحميد الذي لم يكن يهمه من كل أمور السلطنة إلا صيانة ~~حياته خشي سوء ms141 العاقبة من دولة الجرائد وصولة كتابها، ~~فأصدر أمرا بتقييد حريتها وضيق عليها المراقبة حتى صارت ~~جسما بلا روح، فما كانت تنشر سوى ما يطيب للسلطان المشار ~~إليه من ألفاظ التفخيم والتعظيم والتمجيد في مدح عدالته ~~الموهومة على رغم مظالمه واستبداده ~~وسوء إدارته التي كادت ~~تجر الخراب على المملكة لولا لطف الباري سبحانه كما ~~سترى، ومن ألطف الأقوال في وصف مراقب الجرائد في تركيا ما ~~نظمه أحمد شوقي شاعر خديو مصر بهذا المعنى وهو: # لو ابتلى الله به عاشقا # مات به لا بالجوى والوله # لو دام للصحف ودامت له # لم تنج منه الصحف ~~المنزلة # لو خال «بسم الله» في مصحف # تغضب تحسينا من البسملة # وعزة الله بلا «عزت» # لا ينفع القارئ ولا خردلة # هكذا سئمت نفوس الأدباء فهاجر أكثرهم إلى مصر والبلاد ~~الأجنبية حيث أنشئوا الصحف المعتبرة كما جرى لرزق الله ~~حسون والدكتور لويس صابونجي في لندن، وكما جرى لجبرائيل ~~دلال وخليل غانم وميخائيل عورا ويوسف حاج والأمير أمين ~~أرسلان في باريس، ومنهم أنطون فارس وعقل بشعلاني في ~~مرسيليا ووديع كرم في طنجة ويوسف باخوس في غلياري، ومثل ~~ذلك فعل سليم بك تقلا وبشارة باشا تقلا وأديب إسحاق وسليم ~~نقاش وخليل نقاش وروفائيل زند وعزيز بك زند ورشيد شميل ~~وخليل زينيه والشيخ نجيب الحداد والشيخ أمين الحداد وعبده ~~بدران وطانيوس عبده ويعقوب نوفل ونجيب إبراهيم طواد والشيخ ~~شاهين الخازن والشيخ نسيم العازار وحنا جاويش وسبع شميل في ~~الإسكندرية، ثم نذكر أنيس خلاط والدكتور يعقوب صروف ~~والدكتور فارس نمر وشاهين مكاريوس والشيخ إبراهيم اليازجي ~~والشيخ خليل اليازجي وسليم بك عنحوري وسليم فارس وجرجي بك ~~زيدان ومحمد رشيد رضا ونقولا بك توما وأمين شميل وأمين بك ~~ناصيف والدكتور شبلي شميل وحبيب فارس وديمتري نقولا وسليم ~~سركيس ومحمد سلطاني ومحمد كرد علي وإبراهيم نجار وأيوب عون ~~والدكتور أديب زيات والدكتور بشارة زلزل ونجيب جاويش وأمين ~~شدياق وإسكندر شاهين والشيخ يوسف الخازن وفرح أنطون ويوسف ~~آصاف وسواهم في القاهرة، أخيرا نضيف إلى هؤلاء جميع أرباب ms142 ~~الصحف في أميركا الشمالية والجنوبية وهم يعدون بالعشرات ~~فضلا عن مشاهير الكتبة الذين كانوا يساعدون كل من ذكرنا ~~في التحرير والتحبير ونضرب صفحا عن سرد أسمائهم لكثرتهم، ~~فإنهم قاطبة تركوا البلاد العثمانية كي يخدموها بصدق في ~~جرائدهم ويكونوا آمنين على حياتهم من غدر السلطان عبد ~~الحميد وأعوانه. # الزهرة # يوسف الشلفون؛ منشئ جريدة «الزهرة» ~~و«التقدم» و«النجاح» و«الشركة الشهرية»؛ ~~(رسمه في سنة 1870). # نشرة أسبوعية ذات ثماني صفحات ~~صغيرة أنشأها في غرة كانون الثاني 1870 يوسف الشلفون ~~على عهد راشد باشا والي سوريا، وهي تتضمن فصولا ~~تاريخية ونكتا أدبية وفوائد علمية وأخبارا مستظرفة ~~بقلم منشئها وبعض حملة الأقلام السوريين، فعاشت حولا ~~كاملا وصدر آخر أعدادها في 24 كانون الأول للسنة ~~المذكورة، ثم خلفتها مجلة «النجاح» التي سيأتي ذكرها. ~~وأخص الذين كتبوا فيها هم: الشيخ إبراهيم اليازجي ~~وفرنسيس مراش والسيد محمد سعيد دجاني وسليم بك تقلا ~~وسليم نقاش وأسعد طراد والدكتور بشارة زلزل وإبراهيم ~~الحوراني وإبراهيم مشاقة وشاكر شقير وسليم الخوري ~~وداود كنعان ونخلة جريديني. وقد روى غلطا عيسى إسكندر ~~المعلوف في مقالته عن «الصحافة العربية» أن القس لويس ~~صابونجي ويوسف ~~الشلفون أصدرا الزهرة بالشركة (راجع مجلة النعمة: سنة ~~2 صفحة 719) فاقتضى التنويه والتنبيه، وقد نظم الشاعر ~~البيروتي الحاج حسين بيهم قصيدة في مدح هذه الجريدة ~~نورد منها الأبيات الآتية: # صاح نور «الزهرة» الغراء ~~لاح # في ربى بيروت فازداد ~~الفلاح # يا لها من نشرة قد نشرت # نشر طيب طاب نشرا حين ~~فاح # أزهرت أغصانها بل أثمرت # بفكاهات وجد ومزاح # قطفت من كل فن ثمرا # فيه تغني الروح عن أقداح ~~راح # المهماز # هو عنوان نشرة دينية أدبية تاريخية روائية ذات ~~ثماني صفحات بحجم صغير، ظهرت في 25 شباط 1870 مرتين ~~في الشهر لمنشئها خليل عطية اللبناني، وكانت معتدلة ~~المشرب تحتوي على شذرات مفيدة ونصائح حكمية وأشعار ~~لطيفة، وفي 12 آب للسنة ذاتها احتجبت بعد صدور العدد ~~الثاني عشر منها، وقد طبعها صاحبها في المطبعة ~~اليزبكية وصدرها بهذين البيتين: # يا باذلا بجنى الفوائد ~~جهده # إن شئت أن تغنى عن ms143 ~~الأعواز # فإلى السباق على مطهم همة # وطنية وعليك ~~بالمهماز # ولما ظهرت جريدة «الهدية» لجمعية التعليم المسيحي ~~الأرثوذكسي عام 1883 تولى خليل عطية كتابة فصولها مدة ~~سنتين كاملتين كما أفادنا المحامي البارع إلياس بن ~~جرجس طراد، وتوفي رحمه الله بعد التاريخ المذكور بزمن ~~قليل. # الجنة # صحيفة أسبوعية سياسية تجارية أدبية أنشأها في 11 ~~حزيران 1870 سليم ابن المعلم بطرس البستاني، وكان ~~عنوانها محتاطا بغصنين من ورق الغار يعلوهما رسم ~~الهلال والنجمة كأكثر الصحف العثمانية في ذاك العهد، ~~وإلى جانبي العنوان أسماء وكلاء الجريدة ومحلات ~~الاشتراك في الجهات. وقد اشتهرت هذه الصحيفة بصدق ~~المبدأ وانتقاء الأخبار الصحيحة وجلب الأنباء البرقية ~~لحسابها الخاص عند اللزوم، وكان التجار يعولون عليها ~~في أسعار التجارة وسوق القراطيس المالية والحوادث ~~السياسية. وفي الشهر الثاني من ظهورها صارت تصدر مرتين ~~في الأسبوع بمطبعة المعارف إلى غرة كانون الأول 1881 ~~فصارت تطبع في المطبعة الأدبية لمنشئها خليل سركيس. ~~وحينئذ جرى الاتفاق بين المعلم بطرس البستاني منشئ ~~«الجنان» وسليم البستاني مدير «الجنة» وخليل سركيس ~~صاحب «لسان الحال» على ضم هذه الصحف إلى إدارة واحدة ~~ومطبعة واحدة، فاستلم خليل سركيس إدارتها وفوض ~~إليه أمر طبعها وتوزيعها وحساباتها، وإنما بقيت كتابة ~~كل صحيفة متعلقة بصاحبها الأصلي كما كانت سابقا، وبعد ~~وفاة سليم البستاني في 13 أيلول 1884 تحول امتياز ~~الجنة إلى أخيه نجيب الذي أصدرها مدة حولين كاملين، ~~ثم أوقفها باختياره مودعا الصحافة التي خدمتها الأسرة ~~البستانية نحوا من خمس وثلاثين سنة بما لا يوصف من ~~الغيرة والصدق واعتدال المشرب. # وسبب ذلك أنه لما اشتدت المراقبة على الجرائد في ~~سوريا اغتاظت الحكومة من نجيب البستاني لنشره ترجمة ~~مدحت باشا زعيم الأحرار العثمانيين، فأصدرت الأوامر ~~بتعطيل جريدة «الجنة» ومجلة «الجنان»؛ مما ألحق ~~بصاحبهما خسارة كبيرة. ولما كانت الصحيفتان ~~المذكورتان قد عرفتا بالدفاع عن حقوق العثمانيين ~~والضرب على أيدي المفسدين أبت نفس صاحبهما أن يجعلهما ~~آلة في أيدي مأموري المطبوعات أو هدفا للأهواء؛ ~~فتوقف عن إصدارهما رغما من صدور الإرادة السلطانية ~~بالعفو عنهما بمساعي نامق باشا شيخ الوزراء وسعيد باشا ms144 ~~ناظر الخارجية سابقا في عاصمة الدولة. وبالإجمال فإن ~~هاتين الصحيفتين كانتا في عهدهما من أرقى الصحف ~~العربية وأكثرهن نفعا وأعظمهن انتشارا، وقد عاشتا ~~نيفا وست عشرة سنة ولم تزل فوائدهما مذكورة بكل شفة ~~ولسان. ونظم الحاج حسين بيهم قصيدة في مدح جريدة ~~«الجنة» عند أول ظهورها ثم ختمها بتاريخين أولهما على ~~الحساب الهجري وثانيهما على الحساب الميلادي، فأحببنا ~~أن نجعلها مسك الختام لأخبار هذه الجريدة المعتبرة، ~~وقد ضمنها أسماء كل الصحف العربية التي كانت منتشرة في ~~ذلك الحين وهي مطبوعة بين قوسين: # ألا يا بني الأوطان عوجوا ~~«لجنة» # لأخبارها بالصدق ألطف ~~رنة ~~«حديقة أخبار» «جوائب» ~~حكمة ~~«جنان» معان لفظها شهد ~~«نحلة» ~~«وقائعها» «كالنيل» عذب ~~«فراتها» # تفضلها «الزوراء» عن بحر ~~دجلة ~~«كروضة» علم قد غدت ~~«لمدارس» ~~«ورائدها» يهدي لنا نشر ~~«زهرة» ~~«بسورية» الفيحاء يعبق ~~نشرها # وبالشرق ثم بالغرب فازت ~~بشهرة # لمنشئها العلامة الشهم ~~شهرة # بخدمته الأوطان في كل ~~لحظة # يغار على نشر المعارف في ~~الورى # ويجهد في تكثير أنواع ~~صنعة # ويندبنا للاتحاد الذي ~~به # وبالجد لا نحتاج بعد ~~لأمة # بظل مليك العصر سلطاننا ~~الذي # لدولته للعلم أعظم ~~دولة # عدالته الغراء مدت ~~رواقها # علينا فصرنا في أمان ~~وبهجة # فلا زالت الأقطار تزداد ~~رونقا # بأيامه ما طاب قارئ ~~«نشرة» # وما قال من تهدي لعلم ~~«جنانه» ~~«وجنته» تهدي لنا كل ~~طرفة # ألا استمعوا أرخ لأخبار ~~جنة # وتاريخها يلفى كألطف ~~غرة # سنة 1287 هجرية/سنة 1870 ~~ميلادية # البشير # صحيفة كاثوليكية دينية إخبارية أسبوعية أنشأها ~~الأب أمبروسيوس مونو رئيس الآباء اليسوعيين في سوريا ~~على أنقاض مجلة «المجمع الفاتيكاني» في 3 أيلول 1870 ~~لخدمة الطوائف المسيحية الكاثوليكية الشرقية، وقد اتخذ ~~كلمات السيد المسيح «تعرفون الحق والحق يحرزكم» شعارا ~~لها، ويعد البشير من أرقى الجرائد التي يركن إلى صحة ~~أخبارها وصفاء مبادئها وإخلاص خدمتها للآداب والعلم ~~والوطن، وكان في أول عهده صحيفة صغيرة تحتوي على ~~ثماني صفحات بقطع «النشرة الأسبوعية» للمرسلين ~~الأميركان، ثم تحول في 2 كانون الأول 1872 إلى جريدة ~~منشورة بأربع صفحات متوسطة، وما زال ينمو شيئا ~~فشيئا حتى صار من أكبر ms145 الصحف حجما وأكثرها أخبارا ~~وأشدها إتقانا، ومنذ 3 كانون الثاني 1911 صار يظهر ~~مرتين في الأسبوع بعدما لبث أسبوعيا إحدى وأربعين ~~سنة كاملة، وفي 3 كانون الثاني 1913 صدر ثلاث مرات في ~~الأسبوع مع بقاء قيمة الاشتراك فيه كما كانت في عهده ~~الأسبوعي. # رسم عنوان البشير في أوائل ~~عهده. # وبقي 15 سنة يصدر بالحرف الأميركاني حتى أبدله في 16 ~~نيسان 1884 بالحرف القسطنطيني. وقد برز في فرص شتى ~~بمظهر جميل يروق للأبصار بنقوشه البديعة ورسومه ~~الفاخرة التي لم يعهد لها مثيل في سائر الصحف العربية ~~حتى الآن. وأخص أعداده الممتازة التي تستحق الذكر هي ~~التي صدرت في المواعيد الآتية: (1) اليوبيل الذهبي سنة ~~1887 لكهنوت البابا لاون الثالث عشر. (2) اليوبيل ~~الذهبي الأسقفي سنة 1893 للحبر الأعظم المشار إليه. ~~(3) اليوبيل الفضي سنة 1895 لتأسيس جريدة البشير. ~~(4) اليوبيل الفضي سنة 1902 لارتقاء لاون الثالث عشر ~~إلى السدة البطرسية. (5) جلوس البابا بيوس العاشر سنة ~~1903 على العرش الرسولي. (6) اليوبيل الذهبي في السنة ~~المذكورة لتأسيس المطبعة الكاثوليكية. (7) العيد ~~الخمسيني سنة 1904 لإعلان عقيدة الحبل بلا دنس. (8) ~~اليوبيلان الكهنوتي الذهبي والأسقفي الفضي سنة 1908 ~~للبابا بيوس العاشر. (9) اليوبيل الفضي الأسقفي سنة ~~1912 للسيد أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك السريان ~~الأنطاكي. # وإليك أسماء الآباء اليسوعيين الذين تولوا إدارة ~~البشير من يوم نشأته حتى الآن مع تواريخ السنين: الأب ~~يوحنا بلو (1870-1874)، والأب يوسف روز (1875-1876)، ~~والأب فيلبس كوش (1877)، والأب لويس أبوجي ~~(1878-1879)، والأب جرمانس دروبرتوله (1880)، والأب ~~فيلبس كوش للمرة الثانية (1881)، والأب بطرس ماليه ~~(1882)، والأب سليمان غانم (1883-1884)، والأب لويس ~~أبوجي للمرة الثانية (1885)، والأب سليمان غانم للمرة ~~الثانية (1886-1890)، والأب أنطون صالحاني ~~(1891-1893)، والأب هنري لامنس (1894)، والأب أنطون ~~صالحاني للمرة الثانية (1895-1899)، والأب هنري لامنس ~~للمرة الثانية (1900-1902)، والأب أنطون رباط ~~(1903-1906)، والأب لويس معلوف (1906-...) وهو المدير ~~الحالي، وكنا نود ~~نشر رسوم جميع مدراء البشير منذ نشأته إلى الزمان ~~الحاضر تقديرا لفضلهم وتخليدا لذكرهم، ولكن حال دون ~~ذلك امتناع الأحياء منهم عن تلبية رغبتنا محافظة على ~~قانونهم الرهباني، ولم نحصل بعد الجهد إلا على رسوم ~~بعض الأموات منهم مع رسم قديم لأحد الأحياء الذي ~~وجدناه عند عائلته. # الأب لويس أبوجي؛ مدير جريدة البشير ms146 ~~(1878-1879) و(1885). # الأب فيلبس كوش؛ مدير جريدة البشير ~~(1877 و1881). # وكان لهؤلاء الآباء مساعدون في التحرير بعض أفاضل ~~الكتبة الذين نذكر منهم: المعلم جرجس زوين ~~(1870-1876)، والخوري يوسف البستاني (1877-1881)، ~~وخليل البدوي (1882-1890)، ورشيد الشرتوني ~~(1891-1907)، وأنطون الجميل (1908)، والخوري بولس طعمة ~~(1909-...) وهو المحرر الحالي. # وعام 1878 نشرت إدارة البشير بعناية الأب بطرس ~~دمياني اليسوعي تقويما سنويا يعرف باسم «تقويم ~~البشير» لا يزال يتزايد كل سنة كمالا وإتقانا، ~~وقد حسنه بعد ذلك ~~الأبوان أنطون رباط ولويس معلوف اليسوعيان وزادا في ~~حجمه وزيناه بالرسوم الفاخرة، وقد وصفته مجلة ~~«المسرة» اللبنانية (سنة 2، جزء 12) بقولها: # فهو يتضمن جداول عديدة لمعرفة الأيام ~~والأسابيع والشهور والأعياد والصيامات إلخ، ثم ~~يذكر الرؤساء الروحيين الكاثوليكيين، ثم يليه ~~جدول للنقود العثمانية مع مقابلتها مع أهم ~~النقود الأوروبية، ثم جدول للمساحات والعيارات ~~والمعدودات المترية مع فوائد لتحويل النقود ~~والمعدودات، ثم يعقبه نظر في التقسيمات ~~الإدارية في الدولة العلية مع ذكر قناصل الدول ~~الأجنبية والمديرين وأخص المأمورين في ~~الإدارات والشركات في الدولة، ثم فوائد شتى في ~~البوسطة والتلغراف والجرائد والمجلات، وقد ~~امتاز بنوع أخص بوضع جدول شامل يتضمن السنين ~~الهجرية وما يقابل بدء كل منها ~~في السنين ~~المسيحية مع أمثاله وفوائد صحية وعلمية ~~وفكاهية إلى غير ذلك مما يجعل هذا الكتاب الذي ~~يشتمل على 215 صفحة كاملا في بابه، ويكفيه ~~مدحا أن نقول عنه بلا مراء: أحسن تقويم يصدر ~~في اللغة العربية، وأننا لا يمكننا أن نجد في ~~كتاب سواه الإفادات التي نجدها فيه. # ومن أحسن الشهادات التي يركن إلى صدق ينبوعها وثقة ~~روايتها عن نزاهة مبدأ البشير ما روته جريدة «سورية» ~~الرسمية في شهر كانون الثاني 1887 قالت: «البشير ~~جريدة قديمة ... لا تكتب في سياق الأخبار السياسية ~~وحوادث العالم شيئا مضرا بحق الدولة والملة ~~أصلا.» # أبنية كلية القديس يوسف للآباء ~~اليسوعيين في بيروت: «1» المكتب الطبي، ~~«2» الكلية، «3» الكنيسة، «4» الرواق ~~الأعلى «5» الممشى الأوسط «6» المكتبة ~~الكبرى «7» المطبعة «8» الأب أمبروسيوس ~~مونو مؤسس جريدة «البشير» ومنشئ الكلية ~~«9» الأب باليو مهندس الكلية. # الأب أنطون رباط؛ مدير جريدة ~~البشير (1903-1906). # ولما نشبت الحرب في طرابلس الغرب بين ms147 الدولة ~~العثمانية وإيطاليا سنة 1911 و1912 أصدر ناظر الحربية ~~العثمانية أمرا منع فيه الجرائد عن نشر المعلومات ~~المتعلقة بالدفاع الوطني، فتخيل للمجلس العرفي في ~~بيروت أن جريدة ~~«البشير» خالفت الأمر المذكور، فحكم على مديرها ~~المسئول بدفع ستين ليرة عثمانية وبتعطيلها لمدة ~~الحرب، ولكن حازم بك والي بيروت قد وجد هذا القرار ~~شديدا، فطلب فسخه من الآستانة واستحصل عليه ثم عادت ~~الجريدة إلى الانتشار، وفي مدة تعطيلها صدرت باسم «صدى ~~البشير» في 4 حزيران 1912 وقد ظهر منها عددان ~~فقط. # واشتهر البشير بصدق الرواية وجرأة الكتابة في كل ~~أدوار حياته، وكان في أول ظهوره مكتوبا بعبارة ركيكة ~~مثل بقية صحف ذلك العهد، وكانت مواضيعه تتناول المسائل ~~الدينية وبعض الحوادث المحلية وسائر أخبار الكون التي ~~لها علاقة بالدين. وكان لا يطالعه سوى جماعة الكاثوليك ~~دون غيرهم، فلما تولى الأب سليمان غانم اللبناني ~~اليسوعي إدارته كان خليل البدوي قائما بشئونه ~~التحريريه، فأنعش كلاهما روحا جديدة في البشير ~~ووسعا نطاق مباحثه وحسنا عبارته ومواضيعه حتى صار ~~يطالعه الكاثوليكيون وغير الكاثوليكيين، وعلى أثرهما ~~جرى مديرو الجريدة والمحررون فيها إلى الزمان الحاضر. ~~وصارت نسخ البشير تباع ~~بكثرة كسائر الصحف ~~السيارة في أسواق بيروت والجهات. والذي ساعد على نجاحه ~~تسليم إدارته للآباء الوطنيين اليسوعيين بعد ما كان ~~يتولاه منهم الأجانب عن بلادنا ولغتنا، وقراؤه يعدون ~~بالألوف في بيروت وكل قرى لبنان وسائر أنحاء سوريا ~~وفلسطين وقبرص ومصر والسودان وشمال أفريقيا والعراق ~~وبين النهرين، وله مشتركون عديدون في أوروبا وأميركا ~~والهند والحبشة وأستراليا وغيرها من الأقطار المأهولة ~~بالمسيحيين الناطقين بالضاد. ومديره الحالي الأب لويس ~~معلوف رجل نشيط مشهود له بالعلم والغيرة والفضل ~~وسداد الرأي، وله اليد البيضاء في ترقية شئون الجريدة ~~وزيادة تحسينها، وإليه يرجع الفخر في إصدارها مرتين ~~في الأسبوع، ثم ثلاث مرات في الأسبوع بعدما لبثت ~~أسبوعية أكثر من أربعين سنة. # أنطون الجميل؛ مؤسس مجلة «الزهور» ~~في القاهرة وأحد محرري «البشير» ~~و«الأهرام» سابقا. # وقضى البشير ~~أيام بؤس في عهد المراقبة على المطبوعات، وبسبب ذلك ~~تعطل مرات شتى بلا ms148 مسوغ قانوني سوى تعنت المراقبين ~~لا سيما في عهد حسن فائز الذي كان يضغط بكل قواه على ~~الجرائد، فاضطر حينئذ رئيس اليسوعيين ~~مع الأب أنطون ~~صالحاني مدير البشير أن يذهبا إلى الآستانة ويقيما ~~الشكوى لدى الباب العالي على المراقب المذكور، ~~فساعدتهما سفارة فرنسا للحصول على إنصاف السلطان الذي ~~أمر بإعادة ظهور الجريدة. # وللبشير مجادلات دينية ومناظرات علمية شهيرة في ~~مواضيع مختلفة جرت بينه وبين أهم الصحف العربية التي ~~نذكر منها: «الجنان» و«النشرة الشهرية» و«النشرة ~~الأسبوعية» و«الجنة» و«التقدم» و«ثمرات الفنون» ~~و«الهدية» في بيروت، ثم «المقتطف» في بيروت والقاهرة، ~~ومنها «الفلاح» و«اللطائف» و«الهلال» في القاهرة، ~~وأخيرا «المناظر» في بعبدات بجبل لبنان وغيرها. وقد ~~ذكرنا أكثر تلك المجادلات وأسبابها ومواضيعها عندما ~~سردنا أخبار الصحف المذكورة. وقد تلطف كثير من ~~الوزراء والعظماء فزاروا إدارة «البشير» ومطبعته، فلما ~~زارها عزيز باشا والي بيروت سنة 1889 أخذت آلات ~~المطبعة بأسرها تنشر مدائحه باللغات التركية والعربية ~~والفرنسية، وهاك منها هذه الأبيات: # باهت عراص الدار لما ~~زارها # وال خطير في الكرام ~~عزيز # بالله يا بكم اهتفي ~~بقدومه # فليحي مولانا وعاش ~~عزيز # قد أرخوا بالرغد كن أرخت ~~نل # سد في الورى واظفر وقاك ~~عزيز # 1889/1307 # الفصل الثاني: أخبار جرائد بيروت منذ سنة 1871 إلى سنة ~~1876 # كوكب الصبح المنير # رسم عنوان جريدة «كوكب الصبح ~~المنير» للمرسلين الأميركيين. # هو عنوان نشرة شهرية دينية مصورة ذات أربع صفحات ~~متوسطة الحجم، أصدرها القسوس الأميركان في بيروت ~~بتاريخ غرة كانون الثاني سنة 1871 لتوزيعها مجانا على ~~تلامذة مدارسهم البروتستانية. وهي تتضمن أخبارا ~~وحكما وألغازا روحية وترانيم دينية وفوائد أدبية، ~~وقد جعلوا شعارها هذه الآية: «المجد لله في الأعالي ~~وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.» وكان عنوانها ~~مكتوبا بشكل كوكب تنبعث أشعته على بيروت، وإلى طرفي ~~العنوان رسمان آخران يمثل أحدهما بناية الكنيسة ~~الإنجيلية مع برج الساعة الأميركية في هذه المدينة. ~~وفي 31 تموز 1306 مالية (12 آب 1890 مسيحية) تعطلت؛ ~~لأن أصحابها كانوا غير حائزين على الرخصة الرسمية من ~~الحكومة بنشرها، فأبدلوها بنشرة شهرية ذات ms149 صفحتين ~~موسومة «بالنشرة ~~الأسبوعية» لم تزل حية حتى الآن، وهي غير النشرة ~~الأسبوعية التي تصدر مرة في الأسبوع وحجمها أكبر ~~قليلا من الثانية. وأخص الذين كتبوا في جريدة «كوكب ~~الصبح المنير» هم: الدكتور كرنيليوس فانديك وإبراهيم ~~سركيس وإبراهيم الحوراني ورزق الله البرباري. # النشرة الأسبوعية # الدكتور هنري جسب؛ مدير جريدة ~~«النشرة الأسبوعية». # هو عنوان ~~صحيفة دينية أسبوعية مصورة شعارها «فتح كلامك ينير» ~~أنشأها المرسلون الأميركان في 10 كانون الثاني 1871 ~~خلفا لجريدة «النشرة الشهرية» التي سبق وصفها في ~~الجزء الأول، وهي ذات ثماني صفحات صغيرة مطبوعة ~~طبعا نظيفا، وقد تولى إدارتها وتحريرها في أول عهدها ~~الدكتور كرنيليوس فانديك، ومن بعده تحولت إدارتها ~~لعهدة القس صموئيل جسب ثم لأخيه هنري جسب الأميركيين، ~~فكتب فيها حينئذ الأساتذة إبراهيم سركيس ورزق الله ~~برباري وأسعد شدودي، وبعد ذلك عهد بتحريرها للكاتب ~~البليغ والشاعر المطبوع إبراهيم الحوراني الذي لم يزل ~~قائما بهذه المهمة منذ سنة 1880 حتى الآن، وفي السنين ~~الأخيرة أخذ يساعده في الترجمة من اللغة الإنكليزية ~~إلى العربية الأستاذ إلياس بهنا من راشيا . وفي شهر ~~كانون الثاني 1890 تعطلت بأمر الحكومة سنة كاملة؛ ~~لأنها نقلت عن الجرائد المحلية تلغرافات لا توافق ~~مشرب الحكومة في ذلك العهد، فلما احتج مدير النشرة لدى ~~المراجع الإيجابية على هذه المعاملة، أجابه مراقب ~~المطبوعات أن الحكومة تعول على صدق أصحاب «النشرة ~~الأسبوعية» وتدعوهم إلى زيادة التحري في انتقاء ~~الأخبار. # وقد جرت مناقشات طويلة بين «النشرة الأسبوعية» ~~وغيرها من الصحف البيروتية لا سيما «البشير» و«الهدية» ~~سنة 1888 فيما يتعلق ببعض القضايا المختلف عليها بين ~~الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت، وحمي وطيس الجدال ~~بين هذه الجرائد الثلاث واستعرت نيرانها فكانت الواحدة ~~تخطئ الأخريين وتسعى في إسقاطهما. ومن أهم فصول ~~النشرة أثناء المناقشة المذكورة مقالات تحت عنوان «سيف ~~ذو حدين» أو «أمضى من كل سيف ذي حدين» وغيرها، ~~حملت فيها على البشير والهدية، وبعد احتجاب الأخيرة ~~عام 1889 حصلت مجادلات ليست ذات شأن بين الأوليين ثم ~~انقطعت تماما في الزمان الحاضر. ومذ تولى إبراهيم ~~الحوراني تحرير «النشرة الأسبوعية» تحسنت ms150 عباراتها ~~وأخذ ينشر على صفحاتها فصولا أدبية وعلمية جزيلة ~~النفع، ولكنها صارت تصدر خالية من الرسوم إلا ما ندر. ~~ولهذه الجريدة نسخة شهرية ذات صفحتين ينشرها ~~المرسلون الأميركان منذ سنة 1890 بدلا من جريدة «كوكب ~~الصبح المنير» الملغاة، وهي مخصصة بصغار التلامذة في ~~المدارس البروتستانية. # الجنينة # جريدة سياسية تجارية ذات صفحتين بقطع متوسط ظهرت ~~عام 1871 لصاحبها سليم البستاني، وهو أول صحافي عربي ~~حاول أن يصدر جريدة يومية، فتسنى له ذلك بإصدار ~~«الجنينة» أربع مرات كل أسبوع في أيام الاثنين ~~والأربعاء والخميس والسبت. وكانت جريدته «الجنة» ~~السابقة الذكر تظهر في يومي الثلاثاء والجمعة من كل ~~أسبوع. وهكذا كان قراء هاتين الصحيفتين يتناولون ~~الأخبار الجديدة في كل يوم، وكانت «الجنينة» مصدرة ~~بالأنباء البرقية السياسية تليها الحوادث المحلية ~~ومراسلات الجهات، وكان القسم التجاري فيها مطولا ~~ومتقنا يشمل أسعار التجارة والقراطيس المالية، وقد ~~عاشت نيفا وأربع سنين ثم احتجبت عام 1875 عندما ~~تفشى الهواء الأصفر في بيروت وبعض أنحاء سوريا. وكان ~~بدل الاشتراك السنوي في «الجنينة» وحدها عشرة فرنكات، ~~أما بدل اشتراكها مع «الجنة» فكان 17 فرنكا ومع ~~«الجنان» و«الجنة» 33 فرنكا. وكان اسم الجريدة ~~محتاطا برسم بديع تخفق بجانبيه رايتان عثمانيتان قد ~~نقش على إحداهما رسم الهلال والنجمة وعلى الأخرى شكل ~~الطغراء السلطانية. وهذا الرسم صنعه الحفار المشهور ~~ميخائيل فرح اللبناني، وكان سليم البستاني ينشئ فصول ~~«الجنة» و«الجنينة» بمساعدة نسيبه العلامة سليمان ~~البستاني معرب «الإلياذة» للشاعر اليوناني أوميرس ~~وأحد أعضاء «مجلس الأعيان» في السلطنة العثمانية ~~حالا. # التقدم # جريدة عمومية صدرت في مفتتح عام 1874 بعد إلغاء ~~مجلة «النجاح» لصاحب امتيازها يوسف الشلفون، فكانت ~~أولا نصف أسبوعية في صفحتين متوسطتي الحجم يحررها ~~منشئها وحده، ثم انضم إليه أديب بك إسحاق الدمشقي الذي ~~كتب فيها سنة كاملة وتركها. وفي عامها الثالث صارت ~~أسبوعية في ثماني صفحات صغيرة خالية من المواضيع ~~المفيدة وطلاوة الأنباء الجديدة. وكانت مقالاتها ~~منقولة على الغالب من الصحف المحلية أو المصرية أو ~~الجوائب في الآستانة؛ فانحط شأنها، وسئم الناس من ~~مطالعتها، واضطر صاحبها إلى تعطيلها ms151 في السنة الرابعة. ~~وقد نظم فيها حينئذ القس لويس صابونجي هذا البيت ~~المشهور: # إن التقدم دائما يتأخر # ما زال للشلفون اسم يذكر # ولبثت محتجبة إلى ~~بداية سنة 1881 فعادت إلى الظهور مرتين في الأسبوع ~~بأربع صفحات كبيرة، وصارت تطبع في مطبعة القديس جرجس ~~للروم الأرثوذكس بعدما كانت تنشر في «المطبعة الكلية» ~~لصاحب امتيازها يوسف الشلفون. وقد تولى حينئذ تحريرها ~~أديب إسحاق للمرة الثانية بعد عودته من أوروبا وكان ~~يدفع لصاحب الامتياز ستين فرنكا في الشهر لقاء تنازله ~~عن إدارتها له، فألبسها حلة قشيبة من البلاغة ورتب ~~مباحثها وحسن مواضيعها حتى أقبل القوم على مطالعتها ~~من كل البلاد العربية. وقد افتتحها بمقدمة نفيسة جاء ~~فيها ما نصه: # ولقد أتى على هذه الصحيفة حين من الدهر ~~دفنت حبة قصدها وجرد غصن نفعها بما طرأ ~~عليها من حوادث الأيام وعاديات الحدثان، ثم ~~انجلت بهذا المظهر لم تنشأ من العدم البحت ولم ~~تبد بعد المحو المطلق، ولكن تقمصت من ~~الحياة ثوبا جديدا. # رسم عنوان جريدة «التقدم» في بداية ~~نشرها. # وكان الشيخ إسكندر العازار مع اشتغاله في بنك «سرسق ~~أبناء عم» يساعد صديقه أديب إسحاق في كتابة بعض فصول ~~«التقدم» بدون توقيع اسمه على صفحات الجريدة، ومثل ذلك ~~كان يفعل صديقه الآخر سليم نجار مدير أشغال محل مورك ~~دالك. وبعد مرور سنة من التاريخ المذكور سافر أديب إلى ~~مصر فخلفه في تحرير الجريدة جرجس بن ميخائيل نحاس، ~~وانتقلت من بعده إلى عوني إسحاق، ولما كان عام 1883 ~~استلم تحريرها أديب للمرة الثالثة مدة شهور قليلة حتى ~~اشتدت عليه العلة التي ذهبت بحياته، فأخذ حينئذ ~~الشلفون يصدرها مرة في الأسبوع بحجم أصغر واشترك فيها ~~معه رجل لبناني يدعى يوسف جرمانوس. وإنما قل إقبال ~~الناس عليها لخلوها من مثل المقالات الشائقة التي كان ~~أديب يدبجها ببراعة العسال. ودامت الحال على هذا ~~المنوال ثلاثة أعوام تتنازعها عوامل البقاء والفناء ~~حتى استلم إدارتها وتحريرها إسكندر بن جرجس طاسو ونجيب ~~بن إبراهيم طراد البيروتيان، فأصدراها في 31 تشرين ~~الأول 1887 بحجم الجرائد الكبرى، وأنعشا ms152 فيها روح ~~النهضة الأدبية. وفي 7 شباط 1888 عطلها نصوحي بك حاكم ~~بيروت لمدة غير معلومة؛ لأنها نشرت في اليوم السابق ~~عبارات موجبة لتهييج الأفكار، ثم صدر العفو عنها ~~وعاشت إلى أواخر سنة 1889 بإدارة إسكندر طاسو المشار ~~إليه. وقد جرت بين «التقدم» لا سيما في عهد أديب إسحاق ~~وبين جريدة ~~«البشير» للآباء اليسوعيين مناقشات طويلة لاختلافهما ~~في المبادئ على قضية «التعليم الإلزامي» بالمدارس ~~العلمانية في فرنسا، فإن الأولى كانت في أعوامها ~~العشرة الأخيرة من الصحف الحرة التي تضرب على وتر ~~الأفكار العصرية، بينا الثانية تحافظ أشد المحافظة ~~على التقاليد الكاثوليكية بكل معنى من معاني الكلمة. ~~ولما قرظ اليسوعيون في بشيرهم كتاب «الدرر» لأديب ~~إسحاق شهدوا لمؤلفه بآداب المناظرة وهذا ما كتبوه # 1 # بالحرف الواحد: # ومما يمدح به أنه في جداله معنا لو قابلناه ~~مع كتاب بعض الجرائد وجدناه متعاليا عنهم ~~في عدم تطويح قلمه مثلهم فيما يشينهم من ~~السفاهة والطعن الشخصي؛ فكان الأجدر بأصحاب ~~أديب كتبة هذه الجرائد خصوصا أن يقتفوا أثره ~~في جدالهم معنا. # الشيخ إسكندر العازار؛ المحرر في ~~جريدة «التقدم» سابقا وصاحب امتياز جريدة ~~«صدى البرق». # السيد عبد القادر قباني؛ صاحب ~~امتياز «ثمرات الفنون» (رسمه عند تأسيس ~~الجريدة). # ثمرات الفنون # صحيفة أسبوعية سياسية علمية أدبية أنشأتها ~~«جمعية الفنون» المؤلفة من بعض أدباء المسلمين ~~وأعيانهم برئاسة الحاج سعد ابن السيد عبد الفتاح ~~حمادة، وفوضت إدارتها لصاحب امتيازها السيد عبد ~~القادر قباني أحد أعضاء الجمعية المذكورة، وهي أولى ~~الجرائد الإسلامية في بيروت وثانيتها في السلطنة ~~العثمانية بعد «الجوائب» في الآستانة. وكانت ثمرات ~~الفنون في بداية عهدها شركة مساهمة تتألف من اثني عشر ~~سهما وقيمة كل سهم ألفان وخمسمائة غرشا، وهي من هذا ~~القبيل باكورة الصحف العربية خلافا لما رواه جرجي زيدان # 2 # من أن جريدة «اللواء» المصرية كانت أول ~~جريدة عربية ~~مساهمة، إلا أن «جمعية الفنون» لم يطل عمرها لحلول روح ~~الحسد في بعض النفوس واندفاعها إلى معاكسة الجمعية ~~التي دخلت في خبر كان عند وفاة مؤسسها الحاج سعد ~~حمادة، فانتقل اسم الجريدة ومطبعتها ms153 إلى صاحب الامتياز ~~الذي جعل قبلته خدمة الأمة الإسلامية والجامعة ~~العثمانية، وكثيرا ما افتتح الاكتتابات على صفحات ~~جريدته في سبيل الإعانات الخيرية والوطنية، وأهمها ~~اكتتابان أحدهما لإعانات عائلات غرقى الباخرة «أرطغرل» ~~العثمانية في مياه اليابان، والآخر لمشروع السكة ~~الحديدية الحجازية. # وكان صدور العدد الأول من «ثمرات الفنون» في 20 ~~نيسان 1875 فتولى كتابتها رهط من أفاضل المحررين ~~والمترجمين وهم: الشيخ يوسف الأسير الأزهري، والشيخ ~~إبراهيم الأحدب، وإسماعيل ذهني بك محاسب جي حكومة ~~لبنان ~~سابقا، وسامي قصيري، وعوني إسحاق، وسليم بن عباس ~~الشلفون، وإسكندر بن فرج الله طراد، والشيخ أحمد حسن ~~طبارة، والحاج محمد محمود الحبال وغيرهم. وفي شهر ~~تشرين الثاني 1889 كبرت حجمها فصارت أعمدتها 16 بعد أن ~~كانت 12 فقط، وفي 12 آيار 1899 جرى الاحتفال بعيدها ~~الفضي احتفالا زاهيا بأهل الفضل والوجاهة تقديرا ~~لخدمة صاحب امتيازها ورئيس تحريرها المشار إليه، فنشرت ~~الجرائد عبارات الثناء وعدت ذلك حادثا تاريخيا ~~للصحافة العربية، وفي تلك الأثناء صدرت بثماني صفحات ~~وكانت تصدر في أربع فقط، وبعدما كانت صفحاتها الثماني ~~تتألف من 24 عمودا صارت 32 عمودا، وعلى أثر ما ~~أحرزته هذه الجريدة من المكانة بخطتها الوطنية ودعت ~~عالم الصحافة يوم الاثنين الواقع في 2 تشرين الثاني ~~1908 بالغة العام الرابع والثلاثين لعهد ~~نشأتها. # وكانت للمسلمين ثقة عظيمة بهذه الصحيفة التي بقيت ~~لسان حالهم مدة طويلة لا سيما بعد احتجاب «الجوائب» ~~في الآستانة، فكانوا يطالعونها من جميع الجهات؛ لأنها ~~كانت تنشر أخبارهم وحوادث ممالكهم وأحوال شعوبهم في ~~مشارق الأرض ومغاربها، وتدعوهم لطاعة أمير المؤمنين ~~والالتفاف حول عرش الخليفة، وكثيرا ما جرت المجادلات ~~بينها وبين بعض الصحف كالجوائب لأحمد فارس والبشير ~~لليسوعيين، أما الجوائب فنظرا لسفاهة عباراتها فقد ~~أعرضت عنها «ثمرات الفنون» وتركتها وشأنها، وجريدة ~~«البشير» معروفة بتعصبها للدين الكاثوليكي كما أن ~~«ثمرات الفنون» موصوفة بتعصبها للدين الإسلامي، وكان ~~أهم جدال بين هاتين الصحيفتين يتناول مسألة «النخاسة» ~~التي قررت دول أوروبا إلغاءها من شمال أفريقيا وما ~~وراءها من الصحراء على يد الكردينال لافيجري، فاستحسنت ~~«ثمرات الفنون» هذا الرأي، ولكنها خشيت أن يكون القصد ~~منه تنصير ms154 القبائل الإسلامية في تلك الأصقاع وبسط ~~الحماية الأوروبية عليها، فذهب «البشير» غير هذا ~~المذهب بحجة أن عمل الكردينال لافيجري هو محض خدمة ~~لخير الإنسانية وأن لا علاقة لذلك بالدين ~~والسياسة. # وعقيب إعلان الدستور في الدولة العثمانية سنة 1908 ~~جاهر السيد عبد القادر قباني صاحب «ثمرات الفنون» بما ~~يأتي وحبذا القول: «إن مسئولية أصحاب الجرائد في زمن ~~الدستور أعظم منها في دور الاستبداد، ولذلك يلزم أن ~~يقوم بتحرير كل جريدة نخبة من الكتاب من جميع ~~العناصر للمحافظة على تأليف وحدة عثمانية من عناصر ~~الوطن؛ فتعتز الجامعة العثمانية بهذه الوحدة. ولا أقدر ~~من الجرائد لتحقيق ~~هذه الأمنية التي هي روح الدستور إذا اتفق كتابها على ~~التفاهم والتحاب ونبذ كل ما يدعو إلى سوء التفاهم.» ~~ولعل عدم فوزه بهذه الأمنية حمله على إهمال نشر ~~الجريدة. # الفصل الثالث: أخبار جرائد بيروت من سنة 1877 إلى سنة ~~1885 # لسان الحال # جريدة ~~سياسية تجارية علمية زراعية صناعية ظهرت في 18 ~~تشرين الأول 1877 لصاحب امتيازها خليل سركيس، فجرت منذ ~~أول نشأتها حتى الآن على خطة الاعتدال والمسالمة وعدم ~~التشيع إلى عنصر دون آخر، فاشتهر أمرها بذلك ونالت ثقة ~~القريب والبعيد وأقبل الناس على مطالعتها من جميع ~~الملل والنحل، وبين مشتركيها عدد كثير يرتقي عهد ~~اشتراكه فيها إلى أول ظهورها بلا انقطاع، وذلك برهان ~~جلي على ميل الناس إلى هذه الجريدة القديمة التي عرف ~~منشئها بشيخ الصحافيين وانتدب مرارا لفصل الاختلافات ~~الطارئة بين أهل مهنته في حاضرة بيروت. وقد ظهرت في ~~بدء عمرها صغيرة الحجم، ثم أخذت تنمو وتتحسن تبعا ~~لسنة الارتقاء الطبيعي حتى بلغت الحد الذي يمكن ~~لجريدة وطنية أن تبلغه في هذا الزمان، وكانت أولا ~~نصف أسبوعية، ثم صارت تصدر ثلاث مرات في الأسبوع، ثم ~~أربع مرات في الأسبوع، حتى انتهى بها الأمر في 23 ~~أيلول 1895 أن تصدر بمظهرها اليومي، ومن ذاك العهد ~~أصدرت عددا أسبوعيا يتضمن خلاصة حوادث الأسبوع ~~وأخباره المهمة. ومن مزايا هذه الجريدة أنها اقترحت ~~مرارا على المتأدبين وأساطين اللغة أن يضعوا ألفاظا ~~ترادف بعض التعابير الأجنبية وينحتوا ms155 منها ألفاظا ~~تكون على أوزان الأسماء العربية، فصادف اقتراحها ~~استحسان المشتغلين باللسان العربي. وهكذا درجت ~~بالاستعمال ألفاظ كثيرة أقرها الأدباء في كتاباتهم، ~~أما الذين تولوا تحرير «لسان الحال» مع صاحب امتيازه ~~فهذه أسماؤهم مرتبة بحسب التاريخ واحدا بعد الآخر: ~~المعلم جرجس زوين - الشيخ يوسف الأسير - أمين أفرام ~~البستاني - يوسف قيقانو - سليم سركيس - نجيب المشعلاني ~~- الدكتور رزق الحداد - المعلم إلياس بهنا - المعلم ~~عبد الله البستاني - المعلم رشيد عطية - سليم بن عباس ~~الشلفون - سعيد فاضل عقل، وهو المحرر الحالي مع يوسف ~~قيقانو المشار إليه. # خليل سركيس - صاحب امتياز جريدة ~~«لسان الحال» ورئيس تحريرها؛ (رسم صورته ~~التي أهديت له في يوبيل «لسان الحال» ~~الفضي). # ومواد «لسان الحال» تشتمل اليوم على المواضيع ~~الآتية: في الصفحة الأولى مقالة افتتاحية سياسية أو ~~عمرانية ثم أخبار بريد أوروبا وخلاصة أقوال صحف الكون، ~~وفي الصفحة الثانية الأنباء البرقية والأخبار المحلية ~~ومراسلات الجهات، وفي الصفحة الثالثة أسعار التجارة ~~والقراطيس المالية وحركة البواخر وأحوال ميزان الحرارة ~~والمطر وفصل من رواية تهذيبية يستطيع قراءتها كل إنسان ~~لخلوها من كل ما يشين الآداب، والصفحة الرابعة مختصة ~~بالإعلانات الكثيرة على اختلاف أنواعها. وهي مطبوعة ~~طبعا نظيفا وحروفها مصنوعة في المسكب الخاص ~~بالجريدة، وفي فرص شتى ظهرت مزينة بالرسوم والنقوش ~~التي تستحق الوصف المخصوص. # سليم سركيس؛ المحرر في جريدة «لسان ~~الحال» سابقا وجريدة «المؤيد» المصرية ~~ومنشئ صحيفة «الأرز» المدرسية في عين ~~زحلتا، و«المشير» في الإسكندرية والقاهرة ~~و«رجع الصدى» في لندن، و«الراوي» في ~~نيويورك، و«البستان» في بوستون، وأخيرا ~~«مجلة سركيس» في القاهرة؛ (رسمه بالملابس ~~العربية). # رامز سركيس؛ مدير جريدة «لسان ~~الحال». # واشتهرت هذه الجريدة في العالم الأدبي بأخبارها ~~الصادقة ومباحثها المفيدة ومبادئها الشريفة وإخلاص ~~خدمتها للوطن، يشهد على ذلك إقبال القوم على مطالعتها ~~وتزاحم باعة الجرائد على باب إدارتها صباحا ومساء ~~لمشترى النسخ العديدة منها، وما عابها في أكثر أدوار ~~حياتها قبل إعلان الدستور العثماني سوى مبالغتها في ~~محاسنة الحكومة ومدح المأمورين الخائنين مدفوعة إلى ~~ذلك بحكم الضرورة ومراعاة أحوال الزمان ms156، أما اليوم ~~فإنها أطلقت للقلم عنان الحرية وجاهرت على صفحاتها ~~بانتقاد أعمال الحكام مع وجوب تعميم الإصلاح في ~~السلطنة عموما وبيروت خصوصا تحت ظل الراية ~~العثمانية. # وفي 17 أيلول 1895 نكبت باحتراق بنايتها الواسعة ~~فالتهمت النار مطابع الجريدة والحروف والكتب وصناديق ~~المرتبين وسائر المطبوعات الباقية هناك منذ سبع وعشرين ~~سنة، ولا تسل عما كان فيها من الأوراق على اختلاف ~~أجناسها ومن الحبر والرصاص والقماش وغيره من لوازم ~~المطابع، فلم يبق من ذلك كله سوى هيكل مطبعتين ~~بخاريتين ومطبعة يد ومطبعة حجرية، ولم يسلم من ~~المطبعة سوى مكتب الإدارة ودفاترها، فكان ذلك خسارة ~~عظيمة على صاحبها تقدر بمائة ألف فرنك. # وفي 22 نيسان 1904 جرى الاحتفال بيوبيل الجريدة ~~الفضي فأهديت لمنشئها التحف النفيسة والتقادم المالية ~~والقصائد الرنانة إقرارا بفضله. وبهذه المناسبة جمعت ~~تقاريظ الأدباء وأقوال الجرائد في كتاب خاص يتألف من ~~115 صفحة، ومن جملة تلك القصائد نثبت هذه الأبيات ~~الرقيقة التي نظمها الشيخ إسكندر العازار وفيها يعتذر ~~عن الاشتراك في الاحتفال بداعي ألم في عينيه: # حل في العينين إنذار العمى # فأنا في سجن بيتي ~~مختبي # حرمتني شقوة الطالع من # مشهد مذ ربع قرن ~~مطلبي # لي بحرماني قصاص ثم لي # من شقاء الحال ما يشفع ~~بي # يا لسان الحال ها تهنئة # من قريض بالعيا ~~مضطرب # من صديق عرسك الفضي في # سفر ناديه اسمه لم ~~يكتب # أنت وجه حسن لكنما # نحن فيه حبة من حلب # بي أنا أفديك لا غير فقد # رحم الرحمن أمي وأبي # نفع الله بكم أمصارنا # وبجمع الرصفاء النجب # وأرانا الذهبي المشتهي # نخلط الجد به باللعب # أنت بالعكاز تمشي وأنا # أسكب الفضة فوق الذهب # هي كأس سر من يشربها # وهي أيضا سر من لم ~~يشرب # يوسف قيقانو؛ أحد محرري «لسان ~~الحال» ومترجم روايات مجلة «ديوان ~~الفكاهة». # ولخليل سركيس روزنامة سنوية يرتقي عهد ظهورها إلى ~~سنة 1869 تعرف بالروزنامة السورية، وهي من أقدم جميع ~~التقاويم السنوية التي برزت في لغة العرب بعد تقويم ~~مجلة «مجموع فوائد» التي سبق ذكرها، فكانت هذه ~~الروزنامة في بادئ أمرها تطبع ms157 بالمئات فزادتها السنون ~~والأيام رواجا وإقبالا حتى صارت ~~تطبع بعشرات ~~الألوف، وهذا دليل كبير على ثقة الشعب بها واعتماده ~~على ضبطها وإتقانها وإحصاءاتها وسائر مضامينها ~~المفيدة، وما قلناه عن الروزنامة نقوله عن «مفكرة لسان ~~الحال» السنوية المشهورة. # سعيد فاضل عقل؛ أحد محرري «لسان ~~الحال» حالا و«صدى المكسيك» و«الأحوال» ~~و«البصير» سابقا. # ومنذ سنتين نيطت إدارة الجريدة وشئون مطبعتها برامز ~~سركيس نجل صاحب الامتياز لاحتياج والده إلى بعض الراحة ~~من عناء الأعمال التي أثرت في جسمه وتعاطاها مدة خمسين ~~سنة بلا انقطاع. ورامز سركيس هو شاب نشيط زكي الفؤاد ~~أخذ عن أبيه كل الصفات المحمودة لا سيما محبة الوطن ~~وخدمة المعارف والصدق في المعاملات والانصباب على ~~الأشغال وحسن السلوك بين الناس. ولا غرو فأحسن ما يقال ~~فيه: «إن هذا الشبل من ذاك الأسد»، وله على صفحات ~~«لسان الحال» كتابات شائقة تدل على سلامة ذوقه في ~~صناعة التحرير والتحبير. # المصباح # اسم لجريدة سياسية تجارية علمية أدبية ظهرت في ~~غرة كانون الثاني 1880 ثلاث مرات في الأسبوع لمنشئها ~~نقولا نقاش، فكانت خطتها كاثوليكية وصبغتها مارونية ~~تنشر أخبار هذه الطائفة وتدافع عن مصالحها، وبنوع ~~أخص كانت لسان حال المطران يوسف الدبس رئيس أساقفة ~~بيروت الماروني الذي لا تنكر مساعدته المادية لها من ~~أول نشأتها حتى أدركته المنية، وقد قدرت فضله عليها ~~فكانت تنطق في كل فرصة بالثناء عليه، ولما جرى ~~الاحتفال بيوبيله الأسقفي الفضي أصدرت عددا ممتازا ~~في 20 آذار 1897 يتضمن رسم المطران المشار إليه ~~والفصول الطويلة عن ترجمته وأعماله، وقد نظم فيها ~~الشاعر البيروتي مصباح رمضان هذين البيتين: # هذي صحيفة أخبار لقد بزغت # من أفق عصر تسامى فيه ~~إصلاح # كأنما هي مشكاة وأحرفها # ليل ومفهومها للعقل ~~مصباح # جان بك نقاش صاحب الامتياز الثاني لجريدة ~~«المصباح». # وللشاعر الدمشقي ~~جبران البحري ثلاثة أبيات أيضا ضمنها تاريخا لصدور ~~«المصباح» وهي: # سطع المصباح في أفق ~~النهى # وظلام الجهل فيه ~~انقرضا # ونفى الشر وبالخير ~~أتى # وأصاب السهم فيه ~~الغرضا # ولسان العصر نادى ~~أرخوا # قد بدا مصباح خيري ~~وأضا ms158 # سنة 1880 ميلادية # وفي كل أدوار حياته اشتهر «المصباح» ببلاغة الإنشاء ~~فيما كان ينشر على صفحاته من اللمع السياسية والمقالات ~~الأدبية والفصول الاقتصادية والآثار العدلية، وكان ~~أكثر قرائه والمشتركين فيه من اللبنانيين، ولذلك كان ~~يكثر من المباحث المتعلقة بشئونهم في الوطن والمهجر، ~~ولما توفي بطل لبنان يوسف بك كرم في 8 نيسان 1889 ~~منفيا في مدينة نابولي رثاه «المصباح» بمقالة رنانة ~~لم ترق في عيون أرباب الحكومة فصدر الأمر بتعطيله، ~~وكانت المقالة المذكورة مفتتحة بهذه الأبيات: # من للشجاعة من للسيف ~~والقلم # من للمهمات من للضيف ~~والكرم # لقد مضى ذلك الشهم الذي ~~اشتهرت # آثاره الغر بين العرب ~~والعجم # يا لهف لبنان بل يا لهف ~~طائفة # عن مثله عقمت فلتبكه ~~بدم # أنطون بك شحيبر؛ المحرر في جريدة ~~«المصباح» سابقا. # وعند احتضار نقولا نقاش عام 1894 تحول امتياز ~~الجريدة ومطبعتها باسم نجله جان بك نقاش الذي جرى على ~~خطة والده، وأشهر الكتاب الذين تولوا تحرير «المصباح» ~~تباعا في عهد صاحبيه المشار إليهما هم: المعلم جرجس ~~زوين وبولس زين والشيخ خطار الدحداح وسليم نقاش وأديب ~~إسحاق وأنطون شحيبر وداود نقاش وسليم الشلفون. ولما ~~كانت أشغال المحاماة التي ورثها صاحب الامتياز الثاني ~~عن سلفه تستغرق أكثر أوقاته سلم إدارة الجريدة ~~وتحريرها في 28 آب سنة 1899 لإبراهيم بن سليم نجار، ~~فأصدرها النجار أسبوعية على نفقته وحسابه بحجم أصغر ~~من حجمها الأول في 16 صفحة. وكان «المصباح» في عهده ~~أنطق الصحف وأجرأها حتى إن جرأته هي التي جنت عليه؛ ~~فتعطل عقب مقالة إصلاحية انتقد فيها أعمال بلدية ~~بيروت وما فيها من الخلل، وبعد الإفراج عنه أعاد جان ~~بك إصداره في أربع صفحات كبيرة مدة سنتين، وفي عام ~~1903 أناط إدارته وتحريره بالمرحوم نجيب حبيقه وإلياس ~~جدعون، فتبع هذان خطة إبراهيم نجار تماما، ولكن ~~بلهجة معتدلة، ومع ذلك فإنهما لم يسلما من شدة ضغط ~~مراقب المطبوعات الذي عطل الجريدة؛ لأنهما لم يدفعا له ~~ما يبهر نظره عنهما. وبعد ذلك بقي «المصباح» محتجبا ~~حتى إعلان الدستور سنة 1908 في الدولة العثمانية، ~~فأصدر منه صاحب الامتياز بعض أعداد ms159 في 4 صفحات صغيرة، ~~ولم يزل معطلا من ذاك العهد. # وقد تلقى جان بك نقاش دروسه في كلية الآباء ~~اليسوعيين، ثم انتقل إلى «مدرسة الحكمة» فقرأ علم ~~الحقوق على والده وعلى الشيخ يوسف الأسير ونال الشهادة ~~في ذلك، وسنة 1888 صار يتعاطى مع والده فن المحاماة ~~حتى تعين سنة 1897 عضوا في محكمة استئناف ولاية ~~بيروت، فخدم هذه الوظيفة أربع سنين ثم عاد إلى معاطاة ~~فن المحاماة، وألف كتاب «مغني المتداعين عن ~~المحامين» ونال الرتبة الثانية مع الوسام العثماني ~~الثالث من الحكومة العثمانية، وأحرز وسام «محامي ~~القديس بطرس» من الجمعية المعروفة بهذا الاسم. # الهدية # هي نشرة شهرية دينية ذات صفحتين صغيرتين ظهرت في ~~بادئ أمرها باسم «هدية إلى أولاد مدارس الأحد ~~الأرثوذكسية» على مثال صحيفة «كوكب الصبح المنير» ~~للبروتستانت في بيروت، غير أن الأولى كانت أصغر حجما ~~من الثانية وخالية من التصاوير. وأنشئت «الهدية» في ~~عهد السيد غفرئيل شاتيلا مطران الروم الأرثوذكس ~~وبإيعازه، فصدر عددها الأول بلا تاريخ، ثم ظهر العدد ~~الثاني مؤرخا في غرة كانون الثاني 1883، ثم العدد ~~الثالث في شهر شباط وهلم جرا. وظلت تصدر بهذه الهيئة ~~مدة ثلاثة أعوام كاملة وتنشر قصصا وحوادث دينية ~~توافق ذوق الأولاد التي كانت تهدى إليهم. وكانت ~~تديرها «جمعية التعليم المسيحي الأرثوذكسية» ويحرر ~~فيها تبرعا منهم بعض أعضاء هذه الجمعية الذين نذكر ~~منهم: خليل عطية ووديع فياض وسامي قصيري وفضل الله أبي ~~حلقة وغيرهم، وكان الشيخ إسكندر العازار معتنيا ~~بالشئون الجدلية وكتابة مقالاتها. # وفي بدء عام 1886 أطلق عليها اسم «الهدية» فترقت ~~أحوالها وتحسنت مواضيعها وصارت تصدر في الشهر مرتين ~~بهيئة شبه مجلة، فتولت تحريرها لجنة أيضا من «جمعية ~~التعليم المسيحي» تتألف من الشماس غريغوريوس حداد (هو ~~غبطة البطريرك الأنطاكي حالا) ويوسف بن توماترزي ~~الحائز على شهادة اللاهوت من مدرسة خالكي في الآستانة ~~والشيخ رشيد نفاع اللبناني، وفي أواسط تلك السنة ~~استقال الأخيران من تحريرها وبقي الشماس غريغوريوس ~~وحده ينشئ فصولها، ثم أضيف إليه الشماس جراسيموس مسرة ~~(سيادة مطران بيروت حالا) واعظ الكرسي الأنطاكي ~~حينئذ بصفة ms160 مراسل في دمشق، وفي أثناء ذلك جرت ~~المناظرة المشهورة بين «الهدية» وجريدة «البشير» على ~~موضوع «رئاسة القديس بطرس» وسواه من المواضيع المختلف ~~عليها بين الأرثوذكس والكاثوليك كعصمة بابوات رومة ~~وسعادة القديسين والمطهر وغيرها. وكان لهذه المناظرة ~~شأن كبير من الوجهتين الدينية والتاريخية بحيث أفرغ ~~كل من الفريقين المتناظرين جهده لتأييد دعواه ~~بالأدلة التي توافق تعليم كنيسته. # الشيخ رشيد نفاع؛ أحد المحررين في ~~جريدة «الهدية». # وفي بداية سنة 1887 صدرت «الهدية» مرة في كل أسبوع ~~ولبثت إدارة تحريرها بيد الشماس غريغوريوس حداد، وقد ~~زاد احتدام الجدال حينئذ بين الصحيفتين المار ~~ذكرهما؛ فاضطرمت نيران المناظرة واشتد سعيرها حتى ~~انقطع الجدال أخيرا بمداخلة بعض أصدقاء الطرفين ~~وعقلاء الطائفتين الكاثوليكية والأرثوذكسية. وفي ~~فاتحة عام 1888 استقال الشماس المشار إليه من إدارة ~~شئون الجريدة وتحريرها، فتولاها بعده الشيخ رشيد نفاع ~~مدة سنتين كاملتين، وكانت مواضيعها ما بين دينية ~~وعلمية وتاريخية وسواها ما خلا السياسة. وفي أواخر سنة ~~1889 جرت تلك المناظرة الشهيرة بين «الهدية» وجريدة ~~«النشرة الأسبوعية» للبروتستانت على مواضيع شفاعة ~~القديسين والصلاة لأجل الموتى وغيرها، وبعد ذلك بوقت ~~قصير توقفت الهدية فظهرت بدلا منها مجلة «المنار» ~~لصاحب امتيازها الشماس أرسانيوس حداد مطران اللاذقية ~~حالا، وسيأتي الكلام عن «المنار» في جزء آخر من هذا ~~التاريخ. # وكانت «الهدية» ثانية الصحف الدينية التي أنشأها ~~أبناء الطائفة الأرثوذكسية بعد جريدة «المهماز» ~~المار ذكرها، ومن مميزاتها أنها أنعشت في قلوب ~~الأرثوذكسيين روح النهضة الأدبية وحملتهم على التنقيب ~~عن مفاخر أجدادهم وعتائق تواريخ كنيستهم، ومن ذلك ~~الحين انتشرت عندهم أكثر من سائر الطوائف الشرقية ~~الصحف الدينية الرسمية وهي: «المنار» و«المحبة» في ~~بيروت و«الكنيسة الأرثوذكسية» في القاهرة و«الكلمة» في ~~نيويورك و«النعمة» في دمشق و«حمص» في حمص و«بشير ~~فلسطين» في القدس الشريف. # الفصل الرابع: أخبار جرائد بيروت من سنة 1886 إلى سنة ~~1892 # بيروت # هو اسم جريدة علمية سياسية تجارية أدبية برزت ~~مرتين في الأسبوع بتاريخ 22 آذار 1886 لصاحبها محمد ~~رشيد الدنا، فراجت سوقها كثيرا؛ لأن منشئها عرف ~~بلين الجانب واعتدال المشرب ms161 وإخلاص النية في خدمة ~~الوطن، واتفق حينئذ أن شقيقه عبد القادر الدنا كان ~~رئيسا لمجلس تجارة بيروت وذا كلمة نافذة يؤيده كامل ~~باشا الصدر الأعظم، فأرسلت الجريدة لجميع تجار بيروت ~~ولبنان وسوريا وسائر الجهات فاشتركوا فيها إكراما ~~لخاطره، ولم يستطع أحد منهم أن يرفضها؛ لأن أعيان ~~بلادنا لسوء الحظ كانوا ولم يزالوا يضنون ببذل ~~الدرهم في سبيل المشاريع الأدبية، ولذلك كان أكثرهم ~~يشترك في الجرائد خجلا من أصحابها لا يقصد مطالعة ~~أخبارها والاستفادة منها. وفي شهر تشرين الثاني 1889 ~~ظهرت «بيروت» بحلة بهية من الحروف القسطنطينية ~~المصنوعة في المطبعة الكاثوليكية وزادت فيها 112 ~~سطرا. # وبعد وفاة منشئها عام 1901 انتقل امتيازها لعهدة ~~أخيه محمد أمين الدنا الذي جعلها أسبوعية، ثم قضت عليه ~~أعماله التجارية بالانسحاب من إدارتها عام 1905 مع ~~بقاء الامتياز باسمه، فتولاها أخوه عبد القادر الدنا ~~وكان عهدئذ رئيسا للمجلس البلدي، فحسن مواضيعها ثم ~~جعلها يومية بعد إعلان الدستور العثماني بمدة قليلة، ~~وما لبث أن أوقفها لكثرة ما ظهر في ذلك العهد من الصحف ~~اليومية والأسبوعية والشهرية التي ثبت منها العدد ~~القليل. ولما تعين أدهم بك سنة 1909 واليا على ~~بيروت للمرة الأولى قامت بعض الجرائد تطعن فيه، فأوعز ~~الوالي إلى عبد القادر الدنا أن يعيد إصدار الجريدة ~~دفاعا عنه وساعده بالمال، فصدرت «بيروت» ثلاث مرات في ~~الأسبوع، ولكن بلا انتظام وكان حجمها يختلف باختلاف ~~كثرة موادها أو قلتها، وجرت حينئذ بينها وبين جريدة ~~«الاتحاد العثماني» تلك المناقشة الموجعة التي أدت ~~بهما إلى الطعن الشخصي، وعلى أثر ذلك احتجبت «بيروت» ~~في شهر تموز 1909 بعدما بلغت عامها الرابع ~~والعشرين. # ومن مميزات هذه الجريدة أنها كانت تحاسن النصارى ~~أكثر من سائر الجرائد الإسلامية لذلك العهد، وكانت عند ~~ذكرها رؤساء الدين المسيحي لا تبخل عليهم بالألقاب ~~المختصة بهم رسميا، بل إنها كانت تعاملهم بالقسط كما ~~تعامل الصحف المسيحية رؤساء الدين الإسلامي من هذا ~~القبيل، وقد حرر فيها مدة 18 سنة سليم بن عباس ~~الشلفون ثم خلفه الشيخ محيي الدين خياط وكلاهما من ذوي ~~الفضل والمعرفة. # دليل بيروت ms162 # أمين الخوري؛ منشئ صحيفة «دليل ~~بيروت» في بيروت وجريدتي «العثماني» ~~و«الإعلان» في الإسكندرية. # جريدة إحصائية ~~ظهرت عام 1888 بهيئة مجلة صغيرة تصدر سنويا تحت ~~عنوان «الجامعة» أو «دليل بيروت» لمنشئها أمين الخوري، ~~وقد حذا فيها حذو الإفرنج تقريبا، للصلات بين الوطني ~~والغريب، وتسهيلا للأشغال والعلاقات مع بقية الجهات ~~على ما هو جار في الممالك المتمدنة، فإنه ضمنها كل ~~ما تهم الإنسان معرفته عن أحوال بيروت وأخبارها ~~ومأموري حكومتها ومشاهير رجالها وأسماء تجارها ~~وأطبائها وصيادلتها ورؤساء الأديان وقناصل الدول ~~ووكلاء الدعاوى وسائر أرباب الحرف فيها. وهي تشتمل ~~أيضا على أسماء المعابد والمدارس والمكاتب والمطابع ~~والجرائد والأنزال والشوارع والمصارف والمستشفيات ~~والشركات المهمة والمتنزهات العمومية إلخ. فكان هذا ~~المشروع المبتكر في بلادنا الشرقية نموذجا جرت عليه ~~سائر البلدان العربية لإرشاد الغريب إلى كل ما يهم ~~معرفته من أحوالها، وهكذا ظهر من بعده «دليل مصر» ثم ~~«دليل الإسكندرية» ثم «الدليل» في باريس ثم «دليل مصر ~~والسودان» وغيرها. واستمرت الجامعة تصدر سبع سنوات ~~متوالية حتى أوقفها صاحبها بداعي سفره إلى الإسكندرية ~~وسكناه فيها، فلما رجع إلى بيروت أعادها بمظهر جريدة ~~تحت عنوان «دليل بيروت» فقط. إلا أنها كانت غير منتظمة ~~في أوقات نشرها، وكل ما صدر منها بعد إعلان الدستور ~~العثماني لا يتجاوز عدد الأصابع. ولصاحبها أمين الخوري ~~مكتبة تعرف بمكتبة الآداب في بيروت، وقد وضع مؤلفات ~~شتى مذكورة في قائمة مكتبته أهمها معجم في اللغتين ~~العربية والفرنسية مزين بالرسوم العديدة. # بيروت الرسمية # عبد الغني سني بك؛ مكتوبي ولاية بيروت ~~وأحد المحررين في جريدة «بيروت ~~الرسمية». # صحيفة رسمية أسبوعية أنشئت في 22 ~~كانون الأول 1888 بعناية علي باشا حاكم بيروت بعد ~~انفصالها عن ولاية سوريا. وهي تنشر باللغتين العربية ~~والتركية لإذاعة ~~أوامر الحكومة والإعلانات الرسمية. وكان يقوم بتحرير ~~قسمها العربي بعض المأمورين كأحمد فائق، وإبراهيم بك ~~حكيم، وكمال الشريف، وعبد الرحمن الحوت، وممدوح بك، ~~وصبحي أبي النصر، وحسين الأحدب، وعبد الغني سني، ~~والشيخ محيي الدين الخياط. ومنذ العدد 1116 الصادر في ~~17 ربيع الأول 1329ه/18 آذار 1911 أدخلت فيها تحسينات ms163 ~~شتى وترقت عبارتها، وقد اتسعت دائرة مباحثها بحيث ~~صارت تظهر في ثماني صفحات وتنشر المقالات العلمية ~~والأدبية المشتملة على الخدمة العمومية. وفي 22 تشرين ~~الأول 1912 أخذت تصدر عددا يوميا في أربع صفحات ~~صغرى لإذاعة الأخبار البرقية وحوادث الحرب بين الدولة ~~العثمانية ودول البلقان؛ أي بلغاريا والسرب والجبل ~~الأسود واليونان، ثم أوقفت نشر هذه النسخة اليومية بعد ~~شهر من إصدارها. # ولهذه الجريدة مطبعة خاصة بها مع مطبعة حجرية قد ~~استدعي لتركيبها الأخ أنطون كنعان اليسوعي المشهور بفن ~~الطباعة، فلما فرغ من العمل أرادت الحكومة أن تؤدي له ~~ولمساعديه أجرة أتعابهم، فأبت نفسه الكريمة قبول ذلك ~~لقاء هذه الخدمة الوطنية، غير أن الولاية قدرت عمله حق ~~قدره فأرسلت إلى رئيس اليسوعيين كتابا يعلن شكر ~~الحكومة لطغمتهم، ثم شفعته بساعة ذهبية على سبيل ~~التذكار للأخ أنطون المشار إليه. # وتطبع هذه الجريدة بحرف حسن وعلى ورق جيد، وقد صدر ~~منها عددان ممتازان بالنقوش والتصاوير وهما من أبدع ما ~~ظهر حتى اليوم من الصحف العربية المصورة وطبعا في ~~مطبعة اليسوعيين، أولهما ظهر في 9 شعبان 1326 بمناسبة ~~تذكار الجلوس السلطاني، والآخر برز في السنة التابعة ~~احتفاء بجلوس السلطان محمد الخامس على الأريكة ~~العثمانية. أما مدير هذه الجريدة ومطبعتها والقائم ~~بجميع مهامها فهو حضرة النشيط عبد المجيد أبو النصر ~~الذي لم يزل في خدمتها منذ نشأتها حتى الآن. # الفوائد # نشرة دينية علمية إخبارية ذات أربع صفحات صغيرة ~~أنشأها خليل البدوي في شهر آذار 1889 لمنفعة فتيان ~~طائفة الروم الكاثوليك، فصدرت أربع مرات في سنتها ~~الأولى ثم صارت شهرية في سنتها الثانية، ومنذ 10 كانون ~~الثاني 1891 تحولت إلى جريدة أسبوعية أدبية ~~علمية إخبارية في ثماني صفحات، وقد اتخذها غريغوريوس ~~الأول بطريرك الروم الكاثوليك لسان حال طائفته بمنشور ~~أذاعه في اليوم ~~السادس عشر من الشهر المذكور. ولكن عمر هذه الجريدة لم ~~يطل إلا خمسة أسابيع؛ إذ صدر أمر الباب العالي ~~بتعطيلها؛ لأنها قالت عن مدينة رومة العظمى إنها مقام ~~«الخلافة البطرسية»، فاختلق الأعداء لهذه العبارة ~~تأويلا سياسيا وأوهموا السلطان عبد الحميد أنها ~~ترمي ms164 إلى نقل الخلافة من القسطنطينية «رومة الجديدة» ~~إلى رومة القديمة مقر البابوات. ولهذا السبب الخيالي ~~ورد إلى والي بيروت عزيز باشا تكدير تلغرافي شديد ~~اللهجة من جانب الصدارة العظمى؛ لأنه لم يأبه إلى هذه ~~الدسيسة الموهومة، فاضطر صاحب «الفوائد» أن يذهب بنفسه ~~إلى عاصمة السلطنة حيث تغيب نحوا من ثلاثة أشهر، ~~وبجهد عظيم أفهم أصحاب الشأن أنه ليس بالرجل الذي ~~يعزون إليه الفتنة، وأن لقبه «البدوي» لا يدل على أنه ~~من صميم العرب الناقمين على الخلافة في آل عثمان. فلما ~~حصل الاقتناع والاطمئنان من جانبه صدرت له الأوامر ~~السلطانية بإنشاء جريدة «الأحوال» بدلا من «الفوائد» ~~الملغاة. # الأحوال # جريدة سياسية تجارية علمية أدبية زراعية ~~صناعية أنشئت في غرة تشرين الأول 1891 لصاحبها خليل ~~البدوي الذي أسسها على أنقاض جريدة «الفوائد» الملغاة. ~~وفي عامها الثالث صدرت كل يوم وهي أول جريدة يومية ~~نشرت في السلطنة العثمانية، وكانت تطبع في السنين ~~الثلاث الأول من عمرها في مطابع المدينة، ثم أنشئت ~~لها مطبعة خاصة باسم «مطبعة الفوائد» التي كان قد صدر ~~امتياز بها مع امتياز جريدة «الفوائد» السابقة الذكر. ~~وفي سنة 1900 قيض الله لمنشئها أن يشيد لها بناية ~~فخيمة قائمة في جادة المرفأ وهي من أجمل أبنية ~~بيروت. وقد صادفت الأحوال في طريقها الصحافية عراقيل ~~جمة من كل الوجوه ونزلت بها مصائب شديدة كانت كل ~~واحدة منها كافية لقتلها، ولا سيما أن صاحبها كان على ~~ضعفه وقلة أنصاره حرا جسورا لا يحسب للائمين ~~حسابا. وبالرغم من هذه المحن أفلحت الأحوال وأحرزت ~~مقامها العالي بين الصحف. وقد ذاقت الأمرين من ~~المراقبة واضطهاد المأمورين وأعداء الإصلاح، فصودرت ~~أمام المحاكم مرارا وصدرت عليها عدة أحكام بدائية ~~ردتها محكمة الاستئناف إلا مرة واحدة غرمتها ~~المحكمة بدفع ثمانية عشر ألف غرش بإغراء أحد العمال ~~الخونة مدفوعا من بعض الأعداء، وكان رئيس المحكمة ~~شديد الوطأة على الأعضاء فنجح في تثبيت الحكم في ~~التمييز، فدفع صاحب الجريدة ثمانية عشر ألف غرش ~~ظلما. # خليل البدوي؛ مؤسس مجلة «الكنيسة ~~الكاثوليكية» وجريدة «الفوائد» وصحيفة ~~«الأحوال ms165» ومحرر جريدة «البشير» سابقا ~~(رسمه في سنة 1889). # وعطلت الأحوال مرارا لجرأتها في نشر الحقائق ~~الجارحة، وهي أول جريدة بشرت بإعلان الدستور في هذه ~~الديار ونادت على صفحاتها بالحرية والمساواة والإخاء ~~قبل جرائد العاصمة نفسها. وفي غرة أيلول 1908 صدرت ~~مرتين في النهار صباحا ومساء؛ فأحرزت بذلك قصب السبق ~~على سائر الصحف العربية في جميع الأقطار، وذلك يدل على ~~همة منشئها وإقدامه على عظائم الأمور وشدة تفانيه في ~~سبيل الخدمة العمومية. لكن اندفاعها في الغيرة على ~~إصلاح البلاد قد أثار الأحقاد في صدور الأعداء ~~والحساد؛ فهيجوا عليها العامة من جهلاء المدينة، فهجم ~~منهم على إدارتها نحو عشرة آلاف رجل شاكي السلاح يوم ~~الأربعاء في 7 نيسان 1909 وكادوا يفتكون ~~بصاحبها لولا عناية ~~الله التي أنقذته من أيديهم. وكان هذا الاعتداء الفظيع ~~سببا لهد ركن صحته، فلازم البيت زهاء عشرين يوما ~~لم يفتر في خلالها من مداومة نشر المقالات الإصلاحية ~~وتقبيح أعمال الجهال والمفسدين، على أنه إجابة لدواع ~~عائلية اضطر أن ينسحب أخيرا من الصحافة، فباع المطبعة ~~في أوائل سنة 1910 وأجر الجريدة إلى عشرين سنة لقيصر ~~بوبز وشركاه تحت شروط معلومة، فنشرها أصحاب الإدارة ~~الجديدة مدة سنتين وسبعة أشهر ثم اضطروا إلى توقيفها ~~في 10 أيلول 1912 لأسباب مالية، فكان ذلك سببا لأسف ~~مطالعيها من التجار والأدباء وأصحاب المصالح الذين ~~كانوا يرتاحون إلى طلاوة كتاباتها ويعتمدون على صدق ~~أخبارها. وقد بلغنا أنها ستستأنف الظهور قريبا بهمة ~~صاحبها المفضل. # واشتهرت الأحوال بسرعة نقل الأخبار قبل سواها من ~~الجرائد وخصصت قسما وافرا من أعمدتها بإذاعة ~~الأسعار التجارية والمالية لتسهيل المعاطيات بين ~~الناس، ولها الفصول الشائقة في الدفاع عن مصالح الشعب ~~والتنديد بالحكومة وعمالها على قدر ما تستطيعه جريدة ~~في بلاد لم تنضج فيها الحرية الحقيقية. وسافر منشئها ~~مرارا إلى أوروبا بحيث كان يتحف القراء بالمقالات ~~الضافية عن حضارة الغرب، ويحث الشرقيين على اقتباس ~~حسنات الغربيين. وأجمل عدد صدر من الأحوال كان في غرة ~~أيلول 1900 بمناسبة اليوبيل الفضي لجلوس السلطان عبد ~~الحميد الثاني؛ فإنه يروق للأبصار بتأنق ألوانه وجمال ~~نقوشه ms166. وأخص الذين تولوا كتابتها مع صاحب الامتياز ~~نذكر منهم: خليل مطران ونجيب شوشاني وأمين الحلبي ~~وإبراهيم الخوري البكاسيني وقيصر بوبز وسليم عقاد ~~وسعيد فاضل عقل. # الفصل الخامس: أخبار مجلات بيروت من سنة 1870 إلى سنة ~~1875 # المجمع الفاتيكاني # مجلة أسبوعية دينية ذات ثماني صفحات نشرها الآباء ~~اليسوعيون في غرة كانون الثاني 1870 بإدارة سليل ~~طغمتهم الأب فرنسيس غوترلت، وكان يساعده في التحرير ~~الأب يوحنا بلو المستشرق اليسوعي والمعلم جرجس زوين ~~اللبناني الماروني. وغرضها إذاعة أخبار هذا المجمع ~~المسكوني وإعلان أحكامه ومباحث آبائه بين الطوائف ~~الشرقية الكاثوليكية، فظهر منها 35 عددا آخرها في 27 ~~آب للسنة المذكورة. ~~وكان شعار البابا بيوس التاسع مطبوعا في رأس المجلة ~~تعزيزا لشأن خليفة القديس بطرس في سوريا. وقد تعطلت ~~المجلة عند توقيف أعمال المجمع بسبب دخول عساكر ~~الإيطاليان إلى عاصمة البابوات واستيلائهم عليها. ومما ~~لا يسعنا السكوت عنه أنه جرى جدال بين مجلتي «المجمع ~~الفاتيكاني» و«الجنان» لأن الثانية نشرت فصولا منقولة ~~عن جريدة «التيمس» الإنكليزية ضد حقوق الحبر الأعظم، ~~فقامت الأولى للدفاع عن رأس البيعة الجامعة وبينت ~~لمجلة «الجنان» فساد زعم القائلين بأن السدة الرومانية ~~تقصد سلب ما يسمونه «استقلال الكنائس الشرقية». وكان ~~فرنسيس مراش الحلبي يكتب المقالات الطويلة منتصرا ~~للمجمع الفاتيكاني ضد «الجنان» مع محافظته على أصول ~~الجدال وآداب المناظرة وعدم التعرض للطعن ~~الشخصي. # الجنان # اسم لمجلة سياسية علمية أدبية تاريخية صدرت في ~~غرة كانون الثاني 1870 مرتين في الشهر لمنشئها المعلم ~~بطرس البستاني، فجعل شعارها «حب الوطن من الإيمان»، ~~ومن ذاك العهد درجت العادة عند أكثر أرباب الصحف ~~الغربية أن يتخذوا لجرائدهم ومجلاتهم شعارا خاصا ~~ويصدروها به، وقد افتتحها المعلم بطرس بهذين ~~البيتين: # إليك صحيفة نشرت حديثا # فأغنت بالسماع عن ~~العيان # كفردوس حوى ثمرا شهيا # لذاك دعوتها باسم ~~الجنان # ثئوفيلس أنطون قندلفت؛ مطران طرابلس ~~والنائب البطريركي على السريان في بيروت ~~سابقا ومنشئ المقالات النفيسة في ~~«البشير» و«النحلة» و«الجنان» و«الجنة» ~~و«النجاح». # وكانت سوق «الجنان» رائجة في البلاد العربية شرقا ~~وغربا لما ناله صاحبها من الشهرة ms167 العلمية الواسعة ~~والصيت العظيم بتأسيس «المدرسة الوطنية» وتأليف قاموس ~~«محيط المحيط» وكتاب «دائرة المعارف» وغيرها من ~~الآثار. وكان سليم البستاني ابن المعلم بطرس ينشئ أكثر ~~مقالاتها ولا سيما السياسية والتاريخية والروائية، ~~وأهمها وأشهرها كتاب «تاريخ عام قديم» وكتاب «تاريخ ~~فرنسا الحديث» الذي نشر على حدة سنة 1884 في مجلد ~~ضخم. وآخر صفحة من المجلة كانت تتضمن ملحا فكاهية ~~وأشعارا أدبية وحكما تهذيبية. ونالت «الجنان» عناية ~~أحمد مدحت باشا في ولايته لسوريا حتى إنه كان يزور ~~إدارتها في مجيئه لبيروت ويبث أفكاره الإصلاحية ~~بواسطتها، فيصدر العدد منها بجميع مواده لغاية واحدة ~~كالتكريه بالحاكم الظالم ومحبة الحاكم العادل وما ~~أشبه. ومن جملة الآثار المهمة التي زينت صفحات ~~الجنان كتاب عنوانه «ألبانيا والألبانيون» بقلم واصا ~~باشا المتصرف الرابع على جبل لبنان سابقا، وقد نقله ~~نجيب البستاني من اللغة الفرنسية إلى اللسان العربي في ~~فصول شتى. # وبعد وفاة منشئها سنة 1883 تحول امتيازها لنجله ~~البكر سليم، ثم في السنة التابعة لثالث أنجاله نجيب ~~البستاني، حتى انطفأ سراجها في العام السابع عشر ~~لظهورها. ولأكثر علماء ذاك العصر مقالات شائقة ظهرت ~~في هذه المجلة نذكر منهم: الشيخ إبراهيم اليازجي ~~وسليمان البستاني والمطران أنطون قندلفت والدكتور ~~كرنيليوس فانديك وإسكندر أغا أبكاريوس والمركيز موسى ~~دي فريج والشيخ خطار الدحداح وسليم دياب ونوفل نوفل ~~وأديب إسحاق والمعلم إبراهيم سركيس وإبراهيم الحوراني ~~وفرنسيس مراش وشاكر شقير وجميل مدور وجرجي يني وأسعد ~~طراد ونعمان قساطلي وسواهم. وقد نشر فيها جرجي يني ~~المشار إليه كتابه المشهور «تاريخ حرب فرنسا وألمانيا» ~~الذي طبع بعد ذلك على حدة سنة 1911 بعناية يوسف توما ~~البستاني. ولما تكلم عيسى إسكندر المعلوف في مقالته ~~«الصحافة العربية» عن تأثير الصحف على الأقلام قال: # أما التأثير على الأقلام فإن بعضها كان في ~~أول عهده ركيك العبارة إفرنجي الأسلوب، ولكن ~~سمو أفكارها كان يشفع بركاكة ألفاظها، ولا ~~سيما مجلة «الجنان» فإن فيها أفكارا دقيقة ~~تحت عبارات ركيكة مما يدل على أن منشئيها ~~انصرفوا بكليتهم عن اللباس اللفظي إلى الجوهر ~~المعنوي. # جرجي يني؛ أحد ms168 منشئي مجلة «المباحث» ~~في طرابلس الفيحاء وكاتب المقالات البليغة ~~في أشهر المجلات العربية وأقدسها في سوريا ~~ومصر. # ولعل المعلم بطرس البستاني عمد إلى هذه الوسيلة في ~~كتابات مجلته عند أول ظهورها؛ لأن أكثر القوم في ذلك ~~العهد كانوا لا يكترثون لمطالعة الصحف المكتوبة ~~بعبارات فصيحة، فتسهيلا لهم كان يضيء فصول «الجنان» ~~بلغة تفهمها العامة ولا تأنف منها الخاصة، وهي خطة ~~حسنة يشكر عليها المعلم بطرس البستاني وأنجاله ~~الذين أجادوا ~~وأفادوا في ابتكار هذه الطريقة دون سواهم لخدمة ~~الصحافة والعلم والوطن. وكانت هذه المجلة مطبوعة طبعا ~~نظيفا وتنشر من وقت إلى آخر رسوم المناظر الشهيرة ~~وصور أعاظم الرجال. # النحلة # القس لويس صابونجي. هو مؤسس مجلة ~~«النحلة» في بيروت ولندن والقاهرة ومجلة ~~«النجاح»، ونشرة «النحلة الفتية» في بيروت ~~و«النحلة الحرة» في القاهرة، وصحيفة ~~«الخلافة» و«الاتحاد العربي» في لندن، ~~و«موسى الحلاقة» في ليفربول، وجريدة «مجلس ~~المبعوثان» في القسطنطينية، ومحرر «مرآة ~~الأحوال» في لندن، وهو أول كاهن صحافي ~~عند جميع الطوائف الشرقية وعميد الأحياء ~~قاطبة بين الصحافيين الناطقين ~~بالضاد. # خدمت إله العرش قسا ~~مقدسا # على مذبح حولي الملائك ~~سجد # وصرت سياسيا أدير صحافة # بها الملك والأوطان تهدى ~~وترشد # فسبحان من في كفه أمر ~~خلقه # يغير فيهم ما يشاء ~~ويقصد # مجلة أسبوعية صدرت ~~في 11 آيار 1870 لمنشئها القس لويس صابونجي السرياني، ~~وهو أول كاهن دخل في سلك الصحافة من جميع كهنة الطوائف ~~المسيحية الشرقية، وكانت النحلة تتناول ما راق وأفاد ~~من أهم المواضيع مرتبة على عشرة أبواب ما خلا الدين ~~والسياسة، وهي: العلم والصناعة والتاريخ واللغة ~~والحوادث الداخلية والحوادث الخارجية والتجارة ~~والفلسفة والفكاهات والروايات الأدبية؛ لذلك فإنها تعد ~~أم المجلات العربية في حسن تبويبها وترتيب موادها ~~وكثرة مباحثها؛ بحيث لم ينشأ قبلها مجلة منتظمة عندنا ~~كالمجلات الراقية عند الإفرنج. وروى الأب لويس شيخو ~~غلطا في كتابه «الآداب العربية في القرن التاسع عشر» ~~أن «النحلة» أنشأها يوسف الشلفون بالاشتراك مع لويس ~~صابونجي فاقتضى التنويه، وقد صدرها صاحبها بالأبيات ~~الآتية: # ها نحلة تجني زهور معارف ms169 # من روضة فيها صدور ~~تنشرح # زهدت ببحث ديانة وسياسة # حفظا على دين وحكم ~~مقترح # قلد أمور الدين أرباب ~~الهدى # ودع السياسة للرئاسة ~~تسترح # وكان الكونت نصر الله دي طرازي أكبر عضد للقس لويس ~~صابونجي في تأسيس هذه المجلة ... فإنه ساعدة ماديا ~~وأدبيا على نشرها بين أعيان بلادنا وتجارها ~~وأدبائها، ثم سعى له في ترويجها في كثير من أنحاء ~~أوروبا على يد أخويه نعمة الله طرازي في مرسيليا وفتح ~~الله طرازي في منشستر. وهي المجلة الأولى التي جعلت ~~فهرسا لمواد كل عدد منها على مثال المجلات الأوروبية، ~~وكان العدد الأول منها مفتتحا بقصيدة في مدح السلطان ~~عبد العزيز الذي كان يجود بالعطايا السخية على العلماء ~~عموما والصحافيين خصوصا. وكان العدد الواحد منها ~~يتألف من 16 صفحة مطبوعة بحرف دقيق في المطبعة ~~المخلصية. # تاج الحكمة مخافة الرب. # وبعد صدور ~~العدد الحادي والثلاثين منها صدر أمر راشد باشا والي ~~سوريا بتعطيلها؛ لأن صاحب النحلة ندد بالمعلم بطرس ~~البستاني وخطأه في بعض المسائل العلمية التي نشرت في ~~مجلة «الجنان» وجريدة «الجنة» المار ذكرهما. ثم إنه ~~تجاوز الحدود التي كان قد فرضها على نفسه وتطرف إلى ~~مسائل سياسية ومناظرات دينية، وكان القس لويس يكتب ~~أكثر مقالات المجلة بقلمه وينشر فيها فصولا شائقة ~~وقصائد بليغة لبعض الأفاضل والعلماء والأعيان الذين ~~نذكر منهم: المطران أنطون قندلفت السرياني وكان حينئذ ~~خوريا في حلب، والمركيز إسكندر دي جروه في ~~الإسكندرية، والدكتور بشارة زلزل، والدكتور يوسف أبيلا ~~قنصل دولتي إنكلترا وإسبانيا في صيدا، والدكتور قصير ~~أبيلا، والخوري أسطفان صوصة سليل الرهبانية المخلصية، ~~وسعيد بك تلحوق، والدكتور بشارة منسى، وإبراهيم معوض، ~~وفضل الله عربيني وسواهم. وقد قرظها سليم بك تقلا ~~أستاذ الآداب العربية حينئذ في المدرسة البطريركية ~~بقصيدة نورد منها هذه الأبيات: # حبذا نحلة علم قد ~~جنى # ثمر الآداب منها ~~الرجل # جمعت من أحسن الأزهار ~~في # كل فن ما به ~~يحتفل # وكذاك النحل من ~~عاداته # جمع ما يحلو وما ~~يقتبل # مبحث الأديان عنها ~~والسيا # سات عدلا قد غدا ~~يعتزل # أصبحت للمرء مشكاة ms170 ~~الذكا # بفنون ليس فيها ~~خلل # لذة للعقل أرخ ~~واصفا # من صفاها بات يقضى ~~الأمل # سنة 1870 مسيحية # قد تبدت نزهة من حيث ~~لي # س لمن يقرأ فيها ~~ملل # مذ جنيت الشهد من ~~أفنانها # عن معان ليس فيها ~~زلل # قلت أرخ شاديا في ~~حدها # من قفير النحل يجنى ~~العسل # سنة 1288 هجرية # الكنت نصر الله دي طرازي؛ صاحب اليد ~~البيضاء على مجلة «النحلة» ومن أعضاء ~~«الجمعية العلمية السورية» في ~~بيروت. # ما مات من عاش في رضوان ~~خالقه # بل ذكره دائما حي بكل ~~فم # لئن مضى جسمه فالرسم بات ~~لنا # من بعده ناطقا بالفضل ~~والكرم # وقد وقفنا على قصائد كثيرة في تقريظ هذه المجلة ~~واستحسان خطتها نقتصر منها على أبيات لطيفة نظمها ~~الحاج حسين بيهم الشاعر البيروتي، وهي بالحرف ~~الواحد: # هات راحي يا صاح من شهد ~~نحلة # لست أرضى ببنت كرم ~~ونخلة # إن شهد العلوم خير دواء # كل ندب فيه يطبب ~~جهله # إنما العلم للأنام كنور # مدحته من الورى كل ~~ملة # يا رعى الله نحلة قد رعت ~~من # كل روض ما ترتضي كل ~~نحلة # نشرة تنشر العلوم وفي ~~الأسبوع # تبدى من الفنون مجلة # عذبت موردا وطابت ورودا # وجلت مشربا وفاقت ~~محلة # هي كالروض للعلوم فمنها # كل شخص ينال لا شك ~~سؤله # قد غدت للآداب سوق عكاظ # قسه بالفنون يكرم ~~أهله # عالم بارع أديب نجيب # وعباراته البليغة ~~سهلة # رق طبعا ودق فكرا ~~وأضحى # مظهرا للأنام بالعلم ~~فضله # رام نفع الأوطان في نشر ~~علم # إن نفع الأوطان أكرم ~~خصلة # دام يولى حسن الصنيع ويهدي # من خفايا أفكاره شهد ~~نحلة # النجاح # مجلة سياسية ~~علمية تجارية نصف أسبوعية، ظهرت في 9 كانون الثاني ~~1871 لصاحبيها القس لويس صابونجي السرياني ويوسف ~~الشلفون اللذين أصدراها على أنقاض صحيفة كل منهما ~~وهما النحلة والزهرة؛ فصادفت إقبالا كبيرا. ثم انسحب ~~القس لويس من هذه الشركة قبل نهاية سنتها الأولى ~~لاعتماده على الطواف حول الكرة الأرضية، فاتفق الشلفون ~~مع رزق الله خضرا صاحب المطبعة العمومية على متابعة ~~نشرها وإصدارها مرة في الأسبوع بعشرين صفحة بدلا ms171 من ~~مرتين في 16 صفحة، وانتدبا الشيخ إبراهيم اليازجي ~~لتحريرها لقاء حصة معلومة من أصل الأرباح؛ «فظهر ~~اقتداره على الإنشاء العصري مما لم يعهد الناس مثله في ~~المرحوم أبيه، فضلا عن تمكنه من قواعد اللغة ومعاني ~~ألفاظها.» كما ورد في ترجمته المطبوعة في كتاب «تراجم ~~مشاهير الشرق». # فلما رأى اليازجي أن واردات الجريدة لا تقوم ~~بمصروفها ترك تحريرها بعدما اشتغل فيها نحو السنة. ~~فتقدم الشريكان شلفون وخضرا إلى المطران يوسف الدبس ~~الماروني وطلبا مساعدته المادية، فأجاب إلى طلبهما ~~وكلف كلا من نقولا نقاش وبولس زين بتحرير «النجاح» ~~وأوعز إلى نعمان الخوري اللبناني أن يترجم لهما ~~الأخبار الخارجية نقلا عن صحف أوروبا. ودامت هذه ~~الحال إلى أواخر العام الثالث، وتعطل النجاح، وكان ~~احتجابه بسبب مقالة شديدة اللهجة نشرها على إثر حادثة ~~جرت في حي المصيطبة بين النصارى والمسلمين وأورد فيها ~~نصائح لم ترق في عيون أرباب ~~الحكومة حينئذ، ~~فأصدر رائف أفندي متصرف بيروت أمره بتعطيل المجلة ~~متذرعا إلى ذلك بدعوى أنها تصدر خلوا عن رخصة ~~رسمية، مع أن صدورها كان سابقا لوضع هذا القانون في ~~عهد راشد باشا والي سوريا. وكان للمقالة المذكورة ~~تأثير عظيم بين القراء؛ حتى إن النسخة الواحدة من ~~العدد الذي نشرت فيه بيعت بأربعة فرنكات، وقد نظم ~~الحاج حسين بيهم أبياتا وختمها بتاريخ شعري لظهور ~~هذه الصحيفة وهي: # أحاطتنا بأحوال ~~البرايا # مع الإمعان يعقبها ~~الفلاح # وفي بيروت دار العلم ~~لاحت # جرائد في قراءتها ~~انشراح # تريك حوادث الدنيا ~~ومنها # نؤرخ بالهنا ظهر ~~النجاح # سنة 1287 هجرية # الفصل السادس: أخبار مجلات بيروت من سنة 1876 إلى سنة ~~1885 # المقتطف # مجلة شهرية علمية صناعية زراعية أنشأها في غرة ~~حزيران 1876 الدكتور يعقوب صروف والدكتور فارس نمر من ~~بواكير تلامذة المدرسة الكلية الأميركية في بيروت ومن ~~نوابغ علماء سوريا، فكانت تشتمل أولا على 24 صفحة ثم ~~اتسع نطاقها تدريجا حتى بلغ عدد صفحاتها 104 بحرف ~~دقيق. وهي الآن من أكثر المجلات العربية الراقية ~~انتشارا، بل من أعظمها شهرة وأوسعها مادة وأدقها ~~بحثا وأجزلها فائدة في مشارق الأرض ومغاربها ms172. وناهيك ~~أن مباحثها تتناول كل فن ومطلب بحيث لو جمعت موادها ~~العديدة على ترتيب حروف الهجاء لتألفت منها دائرة ~~معارف أو قاموس كبير يرجع إليه الباحثون في فروع ~~العلوم المختلفة؛ فإذا أرادوا معرفة ما قيل عن عمر ~~الأرض مثلا قالوا: هلم إلى مجموعة المقتطف لنرى ما ~~فيها عن هذا الموضوع. وهكذا قل عن سائر المواضيع ~~العلمية والأدبية والصناعية والتاريخية والتجارية ~~والزراعية والفنية والآثار القديمة والاكتشافات ~~الحديثة والاختراعات العصرية وتراجم مشاهير الرجال ~~وغيرهم. أما أخبار تأسيس «المقتطف» فقد رواها صاحباه ~~كما يأتي: # ورأينا في تلك الأثناء أنه يستحيل علينا أن ~~نجاري الأمم الغربية في العلوم والمعارف إذا ~~اقتصرنا على ما يترجم ويؤلف من الكتب؛ لأن ~~العلوم ~~الحديثة جارية جريا حثيثا، فما يؤلف فيها ~~هذا العام يمسي بعضه قديما في العام التالي، ~~ولا بد من جريدة تقطف ثمار المعارف والمباحث ~~العلمية شهرا فشهرا وتذيعها في الأقطار ~~العربية، فعقدنا النية على إنشاء المقتطف لهذه ~~الغاية ورسمنا خطته التي سار عليها منذ إنشائه ~~إلى الآن، ولم نختر له اسما بل قمنا كلانا ~~وذهبنا إلى أستاذنا الدكتور فانديك، وكان في ~~المرصد الفلكي حيث كان يقضي أكثر أوقاته، ~~فاستشرناه بما عزمنا عليه وسألناه أن يختار ~~لنا اسما له، فأبرقت أسرته وجعل يشدد ~~عزائمنا ويسهل علينا الصعاب، وقال سمياه ~~«المقتطف» واجعلاه كاسمه وحسبكما ذلك. ثم كتب ~~إلى صاحب السعادة خليل أفندي الخوري الشاعر ~~المشهور وكان مديرا للمطبوعات في سورية يطلب ~~إليه أن يسعى لنا في جلب الرخصة السلطانية ~~بأسرع ما يمكن ففعل. ولم يمض شهر من الزمان ~~حتى أتتنا الرخصة السلطانية، فذهبنا وبشرناه ~~بها، فقال: «سيرا في عملكما والله معكما وأنا ~~سأشرع من هذه الساعة في كتابة بعض الفصول ~~للمقتطف.» فكتب فصول «أطباء اليونان والشرق» ~~ونشرنا أول فصل منها في الجزء الثاني من ~~المقتطف الذي صدر في غرة يوليو (تموز) سنة ~~1876، وأباح لنا كل ما عنده من الكتب والجرائد ~~والآلات والأدوات لكي نستعملها كما نشاء من ~~غير ~~سؤال. # شفيق بك منصور؛ من كبار حملة ~~الأقلام المصريين ومنشئ ms173 الفصول الشائقة في ~~«المقتطف». # وقد صرف منشئا هذه المجلة غاية الجهد في انتقاء ~~مواضيعها وزيادة تحسينها وتزيين صفحاتها بالرسوم حتى ~~صارت منهلا للقاصي والداني، وأقبل القوم من كل ~~الطوائف على مطالعتها في خمسة أقطار المسكونة، ولذلك ~~ثبتت ثبات الجبال الرواسي فأطلق عليها القراء لقب «شيخ ~~المجلات العربية»؛ لأنها بلغت عمرا طويلا لم تبلغه ~~مجلة سواها على الإطلاق، فكانت واسطة لنشر المعارف ~~وتاريخا للمكتشفات العلمية والصناعية وسبيلا لنقل ~~علوم أهل الغرب إلى الشرق على قدر ما تستطيعه المجلات. ~~ولما اشتدت المراقبة على المطبوعات في الدولة ~~العثمانية لم ير منشئاها حيلة لمتابعة هذه الخدمة ~~الجليلة إلا الانتقال بمجلتهما إلى عاصمة القطر ~~المصري، فهجرا إليه سنة 1884 وأول عدد صدر منها هناك ~~كان السادس من المجلد التاسع، وجعلا فاتحة سنتها في ~~بدء السنة الميلادية بدلا من غرة حزيران وهو تاريخ ~~نشأتها. فلقي ~~المقتطف من عظماء المصريين وعلمائهم ترحيبا بمن يخدم ~~بلاده ولغته، وقد وصفه الوزير الخطير مصطفى رياض باشا ~~رئيس الوزارة المصرية بقوله: # إنني ولعت بمطالعته منذ صدوره إلى اليوم، ~~فوجدت فوائده تتزايد وقيمته تعلو في عيون ~~عقلاء القوم وكبرائهم، ولطالما عددته جليسا ~~أنيسا أيام الفراغ، ونديما فريدا لا تنفد ~~جعبة أخباره، ولا تنتهي جدد فرائده سواء كان ~~في العلم والفلسفة أو في الصناعة ~~والزراعة. # وفضلا عن المقالات التي يكتبها في المقتطف صاحباه ~~العلامتان فإنه مشحون بفصول كثيرة لأفاضل حملة ~~الأقلام في الشرق، وبيانا لذلك نسرد هنا أسماء بعضهم ~~وهي نقطة من بحر: # أولا: # أسماء الأطباء والصيادلة: كرنيليوس ~~فانديك، بشارة زلزل، وليم فانديك، يوحنا ~~ورتبات، يوسف أبيلا، شبلي شميل، وديع ~~برباري، نقولا ~~فياض، ~~أمين معلوف، بشارة منسي، سليم داود، نقولا ~~نمر، إلياس صليبي، إبراهيم شدودي، توفيق ~~صوصة، سعيد أبو جمرة، يعقوب ملاط إبراهيم ~~عربيلي، إسكندر بارودي، سليم موصلي، سالم ~~أبي خليل، أمين أبي خاطر، جورج بوست، ~~ميخائيل ماريا، ميخائيل مشاقة، مراد ~~بارودي، جرجس طنوس عون. # بولس الخولي؛ منشئ القسم العربي في ~~مجلة «الكلية» البيروتية وناشر المقالات ~~المفيدة في «المقتطف». # ثانيا: # أسماء جهابذة اللغة: الشيخ ms174 إبراهيم ~~اليازجي، الشيخ سعيد الشرتوني، إبراهيم ~~الحوراني، سليمان البستاني، جبر ضومط، ~~جرجس همام، السيد محمود حمزة، الشيخ حسين ~~الجسر. # ثالثا: # أسماء الشعراء: الأمير شكيب أرسلان، ~~سليم بك عنحوري، وديع الخوري، أحمد بك ~~شوقي، أسعد داغر، حافظ إبراهيم، الشيخ ~~إبراهيم الأحدب. # إقليميس يوسف داود؛ مطران دمشق على ~~السريان، ومن أشهر العلماء الذين زينوا ~~صفحات «المقتطف» بالمقالات ~~التاريخية. # مضى الحبر إقليميس عن أعين ~~الورى # وخلف آثارا مدى الدهر ~~تشكر # فبتنا وكان الرسم خير ~~ذخيرة # لنا بعد من بالعلم والفضل ~~يذكر # رابعا: # أسماء المؤرخين: إقليميس يوسف داود ~~مطران دمشق على السريان، جرجي يني، جرجي ~~بك زيدان، عيسى إسكندر المعلوف، حنين ~~الخوري، نعوم شقير، وسليم شحادة. # خامسا: # أسماء الصحافيين: أحمد كامل، بولس ~~الخولي، نجيب بستاني، عبد القادر حمزة، ~~محمد كرد علي، جرجي الخوري المقدسي، ~~صموئيل يني، إسكندر شاهين، أحمد بك تيمور، ~~سليم مكاريوس، إبراهيم جمال، نقولا بك ~~توما. # سادسا: # أسماء الكاتبات: سارة خير الله، ~~مريم جرجي ليان، شمس شحادة، مريانا ماريا، ~~فريدة حبيقة، روجينا شكري، جوليا طعمة، ~~أنيسة صيبعة، ندى شاتيلا ، ياقوت صروف، ~~مريم مكاريوس مريم سركيس، جميلة كفروني، ~~فريدة عطية، سلمى طنوس وغيرهن. # سابعا: # أسماء العلماء والأدباء: حسن محمود ~~باشا، رفيق بك العظم، إدوار بك إلياس، ~~نجيب شاهين، قاسم بك أمين، نجيب صروف، ~~خليل ثابت، أمين ظاهر خير الله، الشيخ ~~سليمان العبد، نسيم برباري، محمد أبي العز ~~الدين، نسيم خلاط، فارس الخوري، شفيق بك ~~منصور، متري قندلفت، مصطفى الرافعي، جميل ~~مدور، إسكندر البستاني، حسن بيهم، محمود ~~باشا الفلكي، نعمة يافث إلخ. # وقد جرت بين المقتطف وجريدة «البشير» البيروتية عدة ~~مناظرات علمية يطول شرحها، وإنما أشهرها المناظرة على ~~قضية «مذهب الارتقاء والنشوء» المنسوبة إلى دروين ~~القائل بأن الإنسان يتسلسل من القرد، فأراد المقتطف ~~على رواية مناظره إثبات الآراء الدروينية بحجة أنها لا ~~تناقض الدين ولا تضاد الكتاب المقدس، فخالفه «البشير» ~~في هذا الرأي واحتدم الجدال بين الفريقين. ~~وللعلامتين يعقوب صروف وفارس نمر مركز أدبي سام ~~في البلاد الشرقية والغربية، وحسبهما فخرا أنهما نالا ~~سنة ms175 1890 رتبة دكتور في الفلسفة من «المدرسة الجامعة» ~~في نيويورك، ثم أحرز ثانيهما «وسام المعارف الذهبي» من ~~حكومة أسوج، وهو الذي قال عنه اللورد كتشنر معتمد ~~إنكلترا في مصر «إن الدكتور نمر كله عقل.» # وكان المقتطف مضمارا تتبارى فيه أقلام كبار ~~المنشئين والعلماء والمؤرخين من كل البلاد العربية، ~~ومن مزايا صاحبيه الدكتورين الفاضلين أنهما إذا ~~ارتكبا خطأ في مسألة وأرشدهما أحد إلى الصواب بادرا ~~إلى الإقرار بالخطأ مع الشكر لمن نبههما عليه، وهاك ~~برهانا ناصعا بما كتباه # 3 # للسيد إقليميس يوسف داود مطران دمشق ~~السرياني الذي رد على انتقادهما لكتابه «القصارى» وهو ~~بالحرف الواحد: # هذا وإننا نختم هذه الأسطر بالشكر الجزيل ~~لسيادته ونؤكد له أننا نجل الرسالة التي ~~تنبهنا إلى خطأ ارتكبناه أكثر من الرسالة ~~التي تمدحنا على صواب أتيناه، ولسنا ممن يحسب ~~أن قدر الناس يحط بالاعتراض على أقوالهم، ~~ويا حبذا لو كانت كل الرسائل التي ترد إلينا ~~مثل رسالة سيادته في العلم واللطف. # وللشيخ العلامة إبراهيم الأحدب الطرابلسي قصيدة ~~شائقة قرظ بها مجلة «المقتطف» نقتطف منها الأبيات ~~الآتية: # وإن أحسن ما جلت مقاصده # صحيفة سميت منها ~~بمقتطف # تلك التي أوضحت طرق الفنون ~~لنا # حتى بدت كسراج لاح في ~~الصدف # فشاقنا وردها إذ راق مشرعه # فكم عليل بطيب الورد منه ~~شفي # أبان يعقوب مجلى يوسف ~~بسنا # آياته فانجلت للطرف ~~بالطرف # وفارس قد جرى فيها فأحرز ~~في # مضماره قصبات السبق ~~بالشرف # الطبيب # مجلة شهرية طبية صيدلية ظهرت في غرة كانون الثاني ~~1878 لصاحب امتيازها الدكتور جورج بوست أستاذ الجراحة ~~والنبات في المدرسة الكلية الأميركية، وغرضها نشر كل ~~ما يهم الأطباء والصيادلة من معرفة مهنتهم وممارستها، ~~فكانت مباحثها تتناول علم الكيمياء والنبات والحيوان ~~والجماد والتشريح والمواد الطبية والطب الشرعي ~~والأعمال المستشفوية وغيرها، وبقي منشئها قائما ~~بإدارتها وتحريرها في أعوامها الثلاثة الأولى، ومنذ ~~العام الرابع سلم إدارتها لشاهين مكاريوس واتخذ ~~مساعدين له في التحرير الدكتور وليم فانديك والدكتور ~~نقولا نمر والصيدلي مراد بارودي. # الدكتور خليل بك سعادة؛ أحد مدراء ~~مجلة «الطبيب» والمحررين فيها ~~سابقا. # مراد ms176 بك البارودي؛ الصيدلي القانوني ~~والمحرر في مجلة «الطبيب» في عهد نشأتها ~~الأولى. # وفي 15 آذار ~~1884 صارت تصدر مرتين في الشهر محبرة بقلم الشيخ ~~إبراهيم اليازجي والدكتورين بشارة زلزل وخليل بك سعادة، # 4 # وكانت موادها تدور على المباحث الطبية ~~والعلمية والصناعية، وهي أول صحيفة دورية عربية ~~استعملت لفظة «مجلة» بمعناها العصري، وقد أشار ~~باستعمالها شيخنا اليازجي رحمه الله. ومنذ التاريخ ~~المذكور بدأت سلسلة أعوامها الجديدة بدون الالتفات إلى ~~ما سبق من أعوام ~~حياتها الماضية، وبقيت بإدارة هذه اللجنة التحريرية ~~إلى العام التابع ثم توقفت. وقد وضعت حينئذ مئات بل ~~ألوفا من الأوضاع اللغوية والمسميات العصرية ~~والمعربات التي أشار إلى بعضها عيسى إسكندر المعلوف، ~~وهاك شيئا منها: مقياس الثقل (بارومتر) - الميزان ~~المئوي (ترمومتر) - الخرشوف (أرضي شوكة) - الشعار ~~(القميص) - الدثار (ما فوق القميص) - الشعرية (الفرشاة ~~التي يطلى بها) - الطلاء (الورنيش) - راجبيات ~~(بكتيريا) - أنبوبيات (باشلش) - نقاعيات (أنفوزوريا) - ~~ذريرات (مكروككس) - رواميز (مساطر) - أنزال ~~(لوكندات) - فيالج (شرانق) - مقوى (كرتون) - المنظر ~~الطيفي (سبكتروسكوب) - الأكمه (الأعمى خلقة) - أجار ~~(صانع الآجر أي القرميد) - شكيكة (سلة توضع فيها ~~الفاكهة ) - مشوش (منديل خشن تمسح به الأيدي) بمعنى ~~المنشفة - اللحم الغريض (الطازة؛ أي الجديد) - الخزرة ~~(وجع الظهر) - الآح (زلال البيض) - المح (صفار ~~البيض) ... إلى غير ذلك مما انتبه أصحابها إليه بطريق ~~القياس أو الاشتقاق أو استخرجوه من كتب اللغة. وكان ~~لهذا الدور الثاني من تاريخ حياة «الطبيب» شأن كبير ~~في عالم الصحافة العربية لما نشر على صفحاته من ~~الفوائد الجليلة التي جعلته في طليعة أعظم المجلات ~~شهرة وانتشارا. # الدكتور إسكندر بك البارودي؛ صاحب ~~الامتياز الثاني لمجلة «الطبيب» ~~ومحررها. # وفي غرة حزيران 1895 تولى تحريرها الدكتور إسكندر ~~بارودي الذي أصدرها مرة في الشهر، فجرى على خطة من ~~سلفوه وفتح فيها بابا جديدا ~~لكل من الفروع ~~الطبية نظريا وعمليا وللعمليات الجراحية والطبابة ~~الأهلية والطب البيطري والمسائل العمومية، ثم جعل لها ~~في هذه السنين الأخيرة فرعا تحت عنوان «حفظ الصحة ~~والزراعة» يصدر شهريا في كراس على حدة، وفي 23 ~~كانون الثاني 1910 استقل بامتيازه وإدارته وتحريره ~~على أثر وفاة الدكتور ms177 جورج بوست صاحب الامتياز ~~الأول. # وما زال «الطبيب» ينشر في مطابع بيروت إلى هذه ~~المدات الأخيرة، ثم صار يطبع منذ سنة 1912 في ~~المطبعة الرشادية في كفر شيما بلبنان، وكان في جميع ~~أدوار حياته مكتوبا بعبارة بليغة تدل على سعة ~~معارف أصحابه ومحرريه الذين تخرجوا في الكلية ~~الأميركية الشهيرة أو درسوا فيها، وهو وحده بين جميع ~~المجلات الطبية العربية بلغ هذا الشوط البعيد من ~~العمر. ومما ساعد على نجاح هذه المجلة في أدوار حياتها ~~السابقة أن مدرسة «قصر العيني» المصرية ومدرسة «الكلية ~~الأميركية» في بيروت كانتا تدرسان علم الطب في اللسان ~~العربي، فلما أبدلتاه باللسان الإنكليزي انصرفت عناية ~~أكثر أطبائنا الوطنيين لسوء الحظ عن مطالعة «الطبيب» ~~إلى مطالعة المجلات الطبية ~~في اللغات ~~الأجنبية، ومن ذلك الحين قل عدد قرائه ومريديه ~~بإلغاء اللغة العربية من المدارس الطبية. ورغما من ~~هذا كله فإن الدكتور إسكندر بك البارودي لا يألو جهدا ~~في نشر المواضيع الجليلة وخلاصة الاختراعات الحديثة ~~التي تعود بالفائدة على قراء مجلته القديمة العهد ~~خدمة للعلم وحفظا للمنزلة السامية التي أحرزها ~~«الطبيب» في عالم الصحافة. # المشكاة # خليل سركيس؛ صاحب امتياز جريدة ~~«لسان الحال» ومجلة «المشكاة» (رسمه في ~~سنة 1878). # اسم لمجلة شهرية سياسية علمية صناعية تاريخية ~~فكاهية ذات 16 صفحة، أصدرها خليل سركيس بتاريخ غرة ~~نيسان 1878 في أثناء تعطيل جريدة «لسان الحال» مدة ~~أربعة شهور بأمر الحكومة، فكانت جزيلة الفوائد معتدلة ~~اللهجة ومحلاة بمقالات لأبرع كتاب ذاك العهد، نذكر ~~منها مقالة «المقل النرجسية في الأخبار الأندلسية» وهو ~~تاريخ الأندلس أيام الإسلام إلى فتوح دولة الملثمين ~~بقلم سليم بن ميخائيل شحادة ترجمان القنصلية الروسية ~~وأحد صاحبي كتاب «آثار الأدهار» وغيره، واحتجبت ~~«المشكاة» على أثر ~~صدور العدد الرابع منها عندما أعيد نشر «لسان الحال» ~~بعد عطلته. ولا تختلف مجلة «المشكاة» عن شقيقتها «لسان ~~الحال» في اعتدال المشرب وسلامة الذوق وإخلاص الخدمة ~~للوطن وحسن انتقاء الأخبار الصادقة. # الفصل السابع: أخبار مجلات بيروت من سنة 1886 إلى ~~1892 # الصفا # مجلة شهرية علمية صناعية تاريخية فكاهية نشرت ~~في غرة كانون الثاني ms178 1886 لصاحب امتيازها علي ناصر ~~الدين اللبناني، وهي باكورة الصحف الدورية التي ظهرت ~~على يد أبناء الطائفة الدرزية، فعاشت ثلاثة أعوام ثم ~~تعطلت لقلة ~~رواج سوق الأدب حينئذ بسبب شدة المراقبة على ~~المطبوعات. وقد حرر فيها حينئذ إلياس بن جرجس طراد ~~والشيخ فضل القصار، وعام 1897 انتقلت إدارتها إلى ~~«بعبدا» في لبنان حيث ظهرت مدة سنة كاملة، وفي 18 ~~شباط 1899 تحولت إلى جريدة أسبوعية أدبية سياسية ~~وصارت تطبع في «عبيه» مدة أربع سنين، فاحتجبت بعد ~~ذلك حتى عادت إلى الظهور بتاريخ 11 نيسان 1908 في قرية ~~«كفر متى» ثم نقلت منذ 2 آيار 1909 إلى عاليه، ~~ومنزلتها عند الدروز كمنزلة جريدة البشير عند ~~الكاثوليك والنشرة الأسبوعية عند البروتستانت. وهي ~~الآن من أرقى جرائد لبنان بنزاهة المبدأ وإخلاص النية ~~خلافا لبعض الجرائد التي تعودت التمليق والتزلف ~~من الكبراء خوفا منهم أو طمعا بمساعدتهم، وإثباتا ~~لذلك ننقل فصلا ورد فيها بتاريخ غرة كانون الثاني ~~1911 تحت عنوان «أين السعيد من الأمين» وهذا نصه ~~بالحرف الواحد: # الأمير أمين أرسلان قنصل جنرال الدولة ~~العلية في الأرجنتين رجل شهدت له أعماله بأنه ~~من خيرة الرجال، ولو عمدنا إلى ذكر تلك ~~الأعمال لكان ذلك من قبيل تحصيل الحاصل، وكفاك ~~برهانا على مكانته في النفوس استقبال ~~العثمانيين إياه في المهجر ذلك الاستقبال ~~المقرون بالحفاوة. وفي الحديث الذي دار بينه ~~وبين رئيس تلك الجمهورية الذي أجل استقباله ~~مع أركان حكومته ما ينبئنا عن حصافته ~~ومكانته. وللأمير شقيق كنت أود أن تكون ~~سجاياه وأعماله كسجايا وأعمال شقيقه، لكن لسوء ~~الطالع قضي بألا يكون السعيد كالأمين ... في ~~بدء الحوادث الحورانية قام الأمير أمين يطلب ~~إلى قائد الحملة أن يعامل الدروز بالتؤدة، وأن ~~يعرض عليهم الطاعة قبل أن يبدأهم بالشدة، أما ~~الأمير سعيد فقام يدعوه إلى استئصال شأفتهم ~~قائلا إنه لا يأسف لا على أفرادهم ولا على ~~مجموعهم؛ لأن وجودهم مضر بالهيئة ~~الاجتماعية، فانظر الفرق بين الاثنين! وبعد أن ~~بعث سامي باشا تكذيبا رسميا للذين زعموا أن ~~بين أشقياء العربان في فتنة الكرك دروزا لم ~~يشأ حضرة الأمير سعيد ms179 الأفحم إلا أن يجعل ~~للدروز نصيبا في الفتنة رغما عن حقيقة الحال ~~وعن سامي باشا، فكتب في جريدة «النصير» مقالة ~~زعم فيها أن للدروز يدا في الحادثة، لكن زعمه ~~هذا لم يكن له من نتيجة إلا إطالة الألسنة في ~~سبه وقول الناس: أين السعيد من الأمين؟ # ويتولى الآن رئاسة تحرير الصفا أمين ناصر الدين نجل ~~صاحب الامتياز ومن الكتبة المعدودين الذين يشار إليهم ~~بالبنان، وهو أيضا شاعر مجيد كان يقول أبياتا من ~~الشعر قبل أن يتعلم القراءة والخط، فكان والده يكتبها ~~له ويصحح لغتها دون وزنها، ومرة بعث إلى الشيخ خليل ~~اليازجي بيتين من شعره الصبياني فسر بهما كثيرا ~~وأجابه عليهما بهذه الأبيات: # أنت الصغير الكبير النفس ~~منتسبا # بها لأسلافك الشم ~~العرانين # هلال سعد نرجي منه بدر ~~سنا # يلوح في أفق باليمن ~~مقرون # غالبت فن القريض المستطاب ~~وقد # غلبته بانتصار منك ~~ميمون # منه لك الأمن والنصر المبين ~~ولا # بدع فأنت أمين ناصر ~~الدين # نخلة قلفاط؛ منشئ مجلة «سلسلة الفكاهات» ~~في بيروت والقاهرة. # قلبي إلى مجمع الخلان ~~يدفعني # والجسم عنهم قضاء الله ~~دافعه # لم يبق منه سوى رسم ~~لهيكله # عند الأحبة للتذكار ~~أودعه # سلسلة الفكاهات # لا يجهل أحد اسم «سلسلة الفكاهات في أطايب الروايات» ~~التي نشرها في تشرين الثاني 1884 نخلة قلفاط البيروتي، ~~وهي مجموعة قصص تاريخية وروايات أدبية تعد من ~~أقدم الصحف من نوعها. كانت تصدر أجزاء متواصلة تارة ~~مرة وطورا مرتين في الشهر، وكان من أعوانه في ترجمة ~~بعضها عن اللغة الفرنسية سامي قصيري وغيره، فنالت ~~رواجا عظيما في كل الديار العربية ثم تعطلت في ~~السنة الرابعة لظهورها، وقد نفي حينئذ صاحبها إلى ~~مدينة قونية بدسيسة من جواسيس الحكومة الذين اتهموه ~~زورا وظلما بإثارة الخواطر بين أفراد الشعب، فلبث في ~~منفاه سنتين يتقلب على جمرات العذاب حتى أفرج عنه ~~بعد دفع كل ما ملكت يداه لإشباع بطون الحكام الظالمين، ~~وهناك انتهز الفرصة لدرس اللغة التركية حتى أتقنها ~~وصار يستطيع الترجمة منها وإليها، وفي أثناء إقامته في ~~المنفى نظم قصيدة استرحامية ms180 ورفعها للسلطان عبد ~~الحميد قال في مطلعها: # أمين الله جئتك مستجيرا # أجل وقد اتخذتك لي ~~نصيرا # أمين الله روح العدل أنتم # فكيف أكون مظلوما ~~حقيرا # أمين الله أولادي صغار # ورحمتكم غدت لهم ~~مجيرا # أجرني يا أمين الله إني # ظلمت وحقكم ظلما ~~كبيرا # إلى أن قال: # فمن سنة نفيت بغير ذنب # وحسبي الله في ظلمي ~~خبيرا # وحسبي الله إنك لي ملاذ # فلا أخشى بذي الدنيا ~~شرورا # ولما كان قد يئس من قضاء العيشة تحت سماء الدولة ~~العثمانية عول على السكنى في وادي النيل، وهناك أصدر ~~سنة 1893 مجلة باسم «سلسلة الفكاهات» قرظها عبد الله ~~فريج بقصيدة جاء فيها: # مجلة قد علت أعلى ~~المقامات # كأنها في بهاء روض ~~جنات # لله سلسلة بالبشر قد برزت # في أوج علم حوت حسن ~~الفكاهات # ثم عاد إلى وطنه ~~وتعاطى مهنة بيع الكتب بالشركة مع سليم ميداني، فانتهز ~~أنصار الاستبداد هذه الفرصة أيضا لينصبوا له المكائد ~~ووشوا به لدى الحكومة بحجة أنه يتاجر بالكتب الممنوعة ~~ككتاب «أم القرى» وسواه، فألقي القبض عليه سنة 1904 ~~وزج في السجن مع أصحاب الجرائم الكبرى مدة سنة كاملة ~~أصيب في أثنائها بداء الفالج ومات في 13 تشرين الأول ~~1905 بعد إطلاق سبيله من الحبس بأيام معدودة، وقد ~~نقشت على ضريحه هذه الأبيات التي نظمها الأستاذ إلياس ~~بهنا: # فقدت بنو قلفاط نخلة من ~~به # أهل المعارف والمكاتب ~~تأنس # واروا بهذا اللحد شهما ~~فاضلا # ندبا له أضحى المقام ~~الأقدس # من بعد ما نشر المعارف حل ~~في # دار البقا حيث المهيمن ~~يحرس # لما هوى الموت الزوام ~~بنخلة # أرختها بسما الأعالي ~~تغرس # سنة 1905 # ولد نخلة بن جرجس بن ميخائيل بن نصر الله قلفاط سنة ~~1851 في بيروت وقرأ مبادئ العلوم على إسكندر آغا ~~إبكاريوس، ثم مالت نفسه إلى درس علم الفقه والقوانين ~~الدولية فنال منها نصيبا وافرا. وكان نخلة قلفاط ~~رجلا نشيطا خلف من الآثار الأدبية ما يشهد بفضله ~~واجتهاده، وقد كافأه قيصر الروس على ذلك بوسام شرف ~~ونفحه بهبة مالية قدرها ألف وخمسمائة فرنك. وإليك ~~أسماء الكتب التي ألفها ms181 أو ترجمها من اللغات ~~الأجنبية بقطع النظر عن الكتب التي طبعها على نفقته: ~~حقوق الدول، تاريخ روسيا، تاريخ ملوك المسلمين، حمزة ~~البهلوان، بهرام شاه، فيروز شاه، ألف نهار ونهار، ~~ديوان أبي فراس الحمداني (شرح أكثر أبياته)، ضرر ~~الضرتين (رواية تمثيلية)، الملك الظالم (رواية ~~تمثيلية)، الزوجة الزائغة، هالكات باريس، مائة حكاية ~~وحكاية، مونتو كريستو، وخلف ديوان شعر يحتوي على ~~منظومات شتى في مواضيع مختلفة نقتطف منها هذه ~~الأبيات التي رفعها لكامل باشا عندما وجهت إليه رتبة ~~الصدارة العظمى، وكل بيت منها يتضمن تاريخا لإحدى ~~السنين الثلاث الميلادية والهجرية والمالية: # لسان الهنا أرخت جاء ~~مرددا # بكامل باشا اليوم تزهو ~~الصدارة # سنة 1885 ميلادية # وقد أشرقت يوم البشائر ~~أرخوا # بهاء وعدلا منه تلك ~~الإدارة # سنة 1301 هجرية # ألا بشر الدنيا بحكمة ~~ذاته # وأرخ بها حقا تليق ~~الوزارة # سنة 1302 مالية # ديوان الفكاهة # مجلة شهرية تشتمل على روايات تاريخية وغرامية ~~وأدبية كانت تنشر في مطبعة القديس جاورجيوس للروم ~~الأرثوذكس، وهي أول مجلة روائية صدرت باللسان العربي، ~~أنشأها في غرة سنة 1885 المرحومان سليم بن ميخائيل ~~شحادة وسليم بن بولس طراد، وهما من أخص أعيان مدينة ~~بيروت وأقدم عائلاتها، وكان أكثر رواياتها معربا عن ~~اللغة الفرنسية بقلم الكاتب البارع يوسف بشارة قيقانو. ~~وبعد عامها الرابع احتجبت مدة ثلاث سنين ثم استقل ~~بها إلى نهاية أجلها سنة 1893 سليم طراد وحده، وقد ~~تولى حينئذ تعريب رواياتها شاكر شقير اللبناني صاحب ~~مجلة «الكنانة» المصرية الذي صدرها بهذين ~~البيتين: # تحالف الناس والزمان # فحيث كان الزمان ~~كانوا # أيها المعرضون عني # عودوا فقد عاود ~~الزمان # وكان «ديوان الفكاهة» مجموعا حسن الوضع والترتيب ~~حاويا من أطايب الروايات على أشهاها، ومن أشهر ~~الرحلات على أكثرها فائدة ومن آداب الحكايات والقصص ~~على أدناها مأخذا وألطفها مشربا وأرقها أسلوبا. ~~وكان بوجه الإجمال لا يتعرض لمذهب ديني ولا يلمح ~~لأمر سياسي ولا ينشر إلا ما يوافق طرحه بين أيدي ~~القوم كبارا وصغارا نساء ورجالا. وكان إقبال الناس ~~كبيرا على مطالعة رواياته اللذيذة المنزهة من ~~الشوائب الأدبية التي لا يخلو منها ms182 أكثر الروايات ~~المطبوعة في زماننا. # الكنيسة الكاثوليكية # الأيكونوموس ثئوفانس البدوي؛ الرئيس ~~العام على الرهبانية الباسيلية الحلبية ~~سابقا ومدير مجلة «الكنيسة الكاثوليكية» ~~وشقيق صاحب امتيازها. # هي رسالة شهرية تعليمية تاريخية أنشأها خليل ~~البدوي بتاريخ كانون الثاني 1888 في أثناء قيامه ~~بتحرير جريدة البشير، وهي ذات ثماني صفحات صغيرة، ~~كانت إدارتها متعلقة بالآباء اليسوعيين الذين نشروها ~~لحسابهم في مطبعتهم الكاثوليكية، وقد جعلها منشئها ~~لخدمة طائفة الروم الكاثوليك وطبعها بإذن بطريركهم ~~غريغوريوس الأول، فأقبل القوم على مطالعتها والاشتراك ~~فيها لما كانت تذيعه على صفحاتها من المواضيع المفيدة. ~~وفي عامها الثاني اتسعت دائرة مباحثها وصارت تصدر في ~~32 صفحة مرتين في الشهر، فاستحسن جميع بطاركة الطوائف ~~الشرقية الكاثوليكية خطتها القويمة وامتدحوا منشئها ~~برسائل خاصة، وعند ذلك أخذ خليل البدوي ينشرها ~~بمصادقتهم منذ العدد الرابع عشر المؤرخ في 30 تموز ~~1889. # ولبثت «الكنيسة الكاثوليكية» على هذه الحال حتى ~~احتجبت في أواخر عامها الثالث عندما ترك صاحبها جريدة ~~البشير، وفي شهر كانون الثاني 1902 صدر منها عدد فرد ~~بإدارة الأيكونوموس ثئوفانس البدوي شقيق صاحب امتيازها ~~المشار إليه، وكان ذلك بأمر البطريرك بطرس الرابع ~~(الجريجيري) الذي قصد إعادة نشرها لخدمة بني ملته، ~~ولكن المرض الذي أصاب البطريرك حينئذ ثم ساقه إلى ~~القبر حال دون متابعة نشر المجلة التي دخلت في خبر ~~كان، وبعد ذلك تعين الأيكونوموس ثئوفانس نائبا ~~أسقفيا على أبرشية حمص وحماة ولم يزل في هذه الوظيفة ~~إلى يومنا. ومن أهم المباحث التي نشرت في هذه المجلة ~~نذكر: «التوفيق بين العلم وسفر التكوين» للأب دي كوبيه ~~اليسوعي ومعربة بقلم خليل البدوي، ثم مقالة «الموسيقى ~~الكنسية» للخوري كيرلس رزق، ومنها كتاب «كشف المكتوم ~~في تاريخ آخري سلاطين الروم» ونبذة في «تاريخ مصر ~~وزراعتها» وغير ذلك من المقالات المفيدة بقلم منشئ ~~المجلة. # الباب الثاني # | تراجم مشاهير الصحافيين في بيروت ~~في الحقبة الثانية # سليم البستاني # منشئ مجلة «الجنان» و«الجنة» ~~و«الجنينة». # رسمه في سنة 1866 بالملابس الوطنية ~~القديمة. # أفنيت عمرك في على ومآثر # وإفادة للعلم أو تصنيف # وسبحت في بحر العلوم مكابدا # أمواجه والناس ms183 دون سيوف ~~*** # هو بكر أنجال المعلم بطرس بن بولس بن ~~عبد الله بن كرم بن شديد ابن أبي شديد بن محفوظ ابن أبي ~~محفوظ البستاني، ولد في 28 كانون الأول 1848 في قرية عبيه ~~عندما كان والده أستاذا هناك في المدرسة الأميركانية، ~~فقرأ العلوم العربية على الشيخ ناصيف اليازجي في بيروت ~~وأتقن معرفة اللغات التركية والإنكليزية والفرنسية على ~~أشهر الأساتذة، وفي سنة 1862 صار ترجمانا لقنصلية ~~الولايات المتحدة الأميركية بدلا من أبيه، وكان الساعد ~~الأيمن له في جميع الأعمال الأدبية التي قام بها لا سيما ~~في تدبير شئون «المدرسة الوطنية» التي كان نائب رئاستها، ~~وتولى فيها تدريس الصفوف العالية الإنكليزية، واشتغل في ~~تأليف كتاب «دائرة المعارف» وتحبير المقالات المهمة في ~~مجلة الجنان. ثم أخذ على عاتقه تحرير جريدتي الجنة ~~والجنينة، واشتغل بنشاط في «الجمعية العلمية السورية» التي ~~كان نائب رئاستها ومن أهم أركانها. وفي عام 1871 اعتزل ~~أشغال القنصلية وأقبل يضافر والده في مهماته العلمية ~~والصحافية. كل هذا ولم يكن عذار خده قد بقل بعد، وترجم ~~كتاب «تاريخ فرنسا الحديث» في مجلد ضخم بمعاونة الشيخ ~~خطار الدحداح اللبناني، وألف عدة روايات تمثيلية أو ~~قصصية كرواية «الإسكندر» ورواية «قيس وليلى» ورواية «يوسف ~~واصطاك» ثم «الهيام في جنان الشام» و«زنونيا» و«بدور» ~~و«أسمى» و«سلمى» و«سامية»، وقد جمع فيها من ضروب الأدب ~~والسياسة والاقتصاد والإدارة والتاريخ والنصائح وإصلاح ~~العادات وصقل الطباع الخشنة إلى غير ذلك من المقاصد ~~النبيلة. # فتمكنت مكانته في الوطن وقربه الحكام إليهم، وكان قلمه ~~أعظم ترجمان للتمدن الغربي في ديار الشرق، وسار مرتين إلى ~~مصر وعاد منهما والحقائب تحدث عن مكارم الحضرة الخديوية ~~في تعضيد مشاريعه وترويج مصنفاته، وفي عام 1880 نشأت فيه ~~رغبة التجارة فاتجر ولكنه لم يفلح، فأعاد أموره إلى ~~نصابها الأدبي كأنما قدر له أن يحيا ويموت في سبيل خدمة ~~العلم. وبعد وفاة والده استقل وحده بكل المشاريع ~~المذكورة، وطبع الجزء الثامن من كتاب دائرة المعارف وهيأ ~~أكثر مواد أجزائه الباقية، غير أن الأجل لم يفسح له الوقت ms184 ~~الكافي لإتمام هذا المشروع الخطير، فاعتنى إخوته أمين ~~ونجيب ونسيب مع سليمان البستاني بإبراز الأجزاء التاسع ~~والعاشر والحادي عشر إلى لفظة «عثمانية» فقط ثم توقفوا عن ~~العمل، ولا نتمالك هنا من إبداء الأسف الشديد لعدم إنجاز ~~هذا الأثر العظيم، بل الكنز الثمين الذي يتوق إلى إحرازه ~~كل ناطق بالضاد؛ لأنه وحده يغني عن اقتناء خزانة كتب ~~برمتها. # وكان سليم البستاني موصوفا بدماثة الأخلاق وحدة ~~الذكاء جامعا بين علو الهمة وشهامة النفس وسلامة ~~السريرة، وكان حريصا على ولاء الأصدقاء لا ينقض وعدا ولا ~~يحل عهدا. وبتاريخ 13 أيلول 1884 انتقل فجأة من هذه ~~الحياة في قرية «بوارج» حيث كان يروح النفس من عناء ~~الأشغال تحت سماء لبنان مع نسيبه سليم بك أيوب تابت، ~~فقصفته يد المنية غصنا رطيبا في ربيع العمر ثم شيعت جثته ~~إلى بيروت بين تردد الحسرات وذرف العبرات، ودفنت بجانب ~~تربة والده المأسوف عليه في مقبرة الطائفة البروتستانتية ~~بعدما رثاه الشعراء والخطباء، فأبنه بالكنيسة راعي ~~الطائفة الإنجيلية وفي المقبرة الدكتور فارس نمر وإلياس ~~طراد وسامي قصيري، وخلف ولدا وحيدا يدعى حبيبا قد درس ~~فن الزراعة في أوروبا وسكن في القطر المصري مع والدته ~~السيدة حنة بنت أيوب تابت، وقد رثاه بعض الشعراء بقصائد ~~نفيسة فاخترنا هذه الأبيات لناظمها الشيخ خليل ~~اليازجي: # وهو الموت إلا أن خطبك أعظم # ورزؤك في الأرزاء أشجى ~~وأجسم # ومن فلتات الدهر أمرك أنه # لأشفق في أمثال هذا وأرحم # لك الله ميتا كالقتيل ولم ~~يسل # له من دم لكن مدامعنا ~~الدم # وإن نحن طالبنا المنايا بثأره # رمتنا وقالت من يطالب ~~عنكم # وإن نحن عاتبنا الزمان بفعله # قرعنا سماعا ما له من ~~يترجم # فعدنا وقد خبنا من الدهر ~~مأملا # ننوح على ما كان منه ~~ونلطم # كذا الدهر إلا أن من زاد همه # وقصر عن تفريجه يتظلم # فقدنا بني الأوطان عضوا ~~مكرما # كجسم مضت منه يد فهو ~~أجذم # ألا أننا في فقده اليوم أسرة # وأوطاننا في نوحه اليوم ~~مأتم # على مثله يبكى وهيهات مثله # فتى طاب منه القلب واليد ms185 ~~والفم # وكان ضليعا باللغات العربية والتركية والإنكليزية ~~والفرنسية فكان يكتب فيها ويترجم منها وإليها بسهولة ~~وبلاغة، وباشر تأليف معجم تركي على نسق كتاب «دائرة ~~المعارف»، وقصد أن يسافر للآستانة ليقدمه للحضرة ~~السلطانية، إلا أن الوفاة عاجلته قبل إبراز هذا العمل ~~لدائرة الوجود، وكان شاعرا مطبوعا نظم كثيرا من القصائد ~~المتفرقة التي نؤمل أن يقوم من يجمعها في ديوان خاص قبل ~~أن تلعب بها أيدي الضياع. ومن جيد نظمه ما يأتي: # تقلبت الدنيا فما جدها جد # ولا وصلها وصل ولا صدها ~~صد # فراق وراء الوصل فيها وما لها # وفاء ولا عهد يدوم ولا ~~وعد # نشيد للآمال قصرا محصنا # فتهدمه جبرا ولا ينفع ~~الجهد # تطاردنا الأيام مثل عداتها # فيمسي أمير القوم وهو لها ~~عبد # إلى أن قال: # ومن يرتقي في حالة الفقر ~~والعنا # سريعا إلى العليا يضر به ~~المجد # ومن يدخل الغش الخبيث فؤاده # فما نومه نوم ولا سهده ~~سهد # ومن لطيف أشعاره في رواية «قيس وليلى» هذه ~~الأبيات: # الموت صعب والصبابة أصعب # والكل من هجر الحبيبة ~~أعزب # والقلب يطلب قرب من أحببتها # والموت من قرب الحبيبة ~~أقرب # دون الديار مناهل وذوابل # وصواهل وكتائب تتكتب # يا قلب صبرا في المصائب ~~فالفتى # من كان أقتاب المصائب ~~يركب # الدكتور لويس صابونجي ~~*** # هو يوحنا لويس بن يعقوب بن إبراهيم بن إلياس بن ميخائيل ~~بن يوسف صابونجي الأرفلي، ولد في 7 تشرين الثاني 1838 ~~بمدينة «ديرك» التابعة لولاية ديار بكر، وكانت ولادته هناك ~~من باب الصدفة أيام خرج إليها والده فرارا من وباء الهواء ~~الأصفر الذي فشا وقتئذ بديار بكر، وقد أشار إلى ذلك في ~~أبيات من قصيدة له: # خلقت بأرض قد تجلت ببهجة # سقاها إلهي من فرات ~~ودجلة # بلاد ثواها آدم بعد جنة # إليها انتمى الأبطال في كل ~~حقبة # ولدت بها فورا على غير ~~موعد # غداة أتاها والداي لنزهة # بشهر فشا فيها الوباء مؤلفا # وشاع انتشارا في بلاد ~~الجزيرة # وسكن والده بمدينة ~~ماردين بعدما هاجرت أجداده من أورفا ثم انتقل منها إلى ~~ديار بكر، فلما بلغ لويس ms186 السنة الثانية عشرة خرج إلى سوريا ~~يريد الدرس على أساتذة مدرسة الشرفة بجبل كسروان، وبوصوله ~~إلى مدينة بيروت حل ضيفا على منزل المرحوم أنطون طرازي ~~جد كاتب هذه السطور. وفي 3 كانون الثاني 1850 انتظم في ~~سلك تلامذة المدرسة المذكورة حيث تلقى أصول اللغات ~~العربية والسريانية والإيطالية. وفي سلخ كانون الأول 1854 ~~أرسله أغناطيوس أنطون سمحيري بطريرك السريان الأنطاكي إلى ~~مدرسة مجمع انتشار الإيمان في رومة، فتلقى فيها العلوم ~~العقلية والنقلية على اختلافها حتى نبغ فيها كلها ونال ~~رتبة ملفان (دكتور) في الفلسفة. # وفي شهر حزيران 1863 عاد إلى الشرق ميمما مدينة ~~ماردين، فأراد البطريرك المشار إليه أن يمنحه رتبة ~~الكهنوت، فتردد المترجم متمنعا عن قبولها؛ لأنه لم ير ~~من نفسه ميلا إلى الدخول في هذا السلك الروحاني، ولكنه ~~رضخ أخيرا لإرادة البطريرك بتشويق بعض الكهنة، واقتبل في ~~29 تشرين الثاني 1863 الرتبة المذكورة، ثم ذهب إلى ديار ~~بكر لمشاهدة أهله ومنها جاء بيروت حيث تعين رئيسا للطائفة ~~السريانية؛ فأنشأ فيها مطبعة لنشر الكتب في اللغات العربية ~~والسريانية والتركية، وأسس مدرسة صار لها شأن عظيم حتى ~~قصدها طلبة العلم من كل أرجاء المدينة، فصارت تباري غيرها ~~من المدارس العالية وكان من جملة تلامذتها أنجال متصرف ~~بيروت كامل باشا الذي صار بعد ذلك صدرا أعظم. وهو الذي ~~أدخل فن التصوير الشمسي في بيروت وكاد يكون مجهولا فيها ~~قبل ذلك الحين، فعلمه لأخيه جرجس الذي برز في هذه المهنة ~~حتى استحق أن ينال لقب «مصور العائلة الإمبراطورية ~~البرلينية». # ولما قدم فرنقو باشا إلى جبل لبنان عين القس لويس ~~أستاذا لأولاده ومرشدا لآل بيته في أمور الدين، ثم عكف ~~المترجم على درس فن الموسيقى فأحكمه في وقت قصير، ~~واختاره حينئذ الدكتور بلس رئيس المدرسة الكلية الأميركية ~~أستاذا لتلامذتها في اللغة اللاتينية، وكلفه أيضا ~~الخوري فيلبس نمير رئيس المدرسة البطريركية بتعليم اللغتين ~~التركية والإيطالية لطلبتها. # وفي 11 آيار 1870 أصدر مجلة «النحلة» ابتغاء الإصلاح ~~وتعميم المعارف، ولكن طرأت على منشئها حوادث ساقته إلى ~~تجاوز الحدود التي كان قد فرضها على نفسه وتحرش ms187 بمسائل ~~سياسية ومناظرات دينية ساقت راشد باشا والي سوريا إلى ~~إلغاء النحلة، فتجلد صاحبها وأصدر مجلة أخرى سماها ~~«النجاح» فنابها ما ناب النحلة من سوء العقاب، ثم أعاد ~~نشرها وجعل يوسف الشلفون كاتبها المسئول حتى تنازل عنها له ~~ابتغاء الراحة، فلما استراح من تضييق الحكام سولت له ~~نفسه أن يطوف حول الكرة الأرضية، فركب البحر الجمعة لثلاث ~~عشرة بقيت من شهر آب 1871 واستكمل دورة الأرض في سنتين ~~وسبعة شهور، فكان أول طواف من آل سام أتيح له أن يقوم ~~بمثل هذه السياحة الكبرى كما أشار إلى ذلك في أبيات له من ~~قصيدة في الفخر: # وقد طفت حول الأرض شرقا ~~ومغربا # وصيتي سرى قبلي يذيع ~~برحلتي # وما طاف قبلي من بني سام طائف # ولا جال منهم بالبسيطة ~~جولتي # ولما عاد إلى بيروت واستراح من عناء ذلك السفر الطويل ~~اقترح عليه بعض الأصدقاء إعادة نشر صحيفة «النحلة» فلبى ~~طلبهم وأصدرها باسم «النحلة الفتية»، واتفق في غضون ذلك ~~ظهور مسألة تاريخية تتعلق بأصل إيمان الطائفة المارونية، ~~فاستنصر القس لويس للقائلين بعكس ما ترتئيه الملة المذكورة ~~ونشر في صحيفته مقالات خارجة عن هذا الموضوع، فثارت عليه ~~من جراء ذلك فتنة من الرعاع كاد يذهب فيها قتيلا، فهاجر ~~إلى ليفربول حيث نشر رسالة سماها «موسى الحلاقة» وشحنها ~~بالرد على أخصامه المذكورين، ورحل مرة ثانية إلى أميركا ~~ولبث في نيويورك وفيلادلفيا بضعة شهور، ثم عاد إلى بلاد ~~الإنكليز قاصدا مدينة منشستر، فاخترع فيها آلة صغيرة ~~لنقل التصاوير وأحرز امتياز التوحد بالعمل بها من دولة ~~بريطانيا العظمى، ولما نقل سكناه إلى لندن باع حقوقه في ~~الآلة المذكورة إلى شركة تعرف باسم # Stereoscopic Company ~~، ~~واخترع آلة أخرى لفن التصوير سماها # Authomatic Apparatus # فأحرز امتياز التوحد بالعمل بها من الحكومة ~~الفرنسية. # ثم استعاد بلندن نشر صحيفة «النحلة» عام 1877 وأصدرها ~~بتاريخ 2 نيسان باللغتين العربية والإنكليزية، وجلاها ~~بمناظر البلاد وتصاوير رجال العصر المعدودين في السياسة ~~والعلم، وأنشأ فيها أيضا جريدة «الاتحاد العربي» وجريدة ~~«الخلافة» وساعد رزق الله حسون في تحرير صحيفة «مرآة ~~الأحوال» الشهيرة، فنشر ms188 فيها كلها آراءه التي كانت ترمي ~~إلى تعميم الإصلاح ومحاربة الاستبداد في الدولة ~~العثمانية. # وكان صاحب النحلة وكيلا خصوصيا للسيد برغش سلطان ~~زنجبار مدة ثماني سنين حتى قبض هذا إلى رحمة ربه، وكان ~~السلطان يكاتبه كل شهر ويلح عليه بمراسلته مع كل بريد، ~~فاتفق للصابونجي أنه سهى مرة عن موعد سفر البريد من لندن ~~إلى زنجبار وما رفع كتابا إلى السيد برغش، فبعث يعاتبه ~~عتابا لطيفا ويطلب منه ألا يغفل عن رفع تفاصيل الأحوال ~~إليه مع كل بريد، وكان يتقاضى لقاء ذلك مبلغا سنويا من ~~المال عدا الهدايا التي كان ينعم السلطان بها عليه. ~~وتشرف في 27 آيار 1879 بالمثول بين يدي فكتوريا ملكة ~~بريطانيا العظمى، ونال مثل هذا الشرف مرتين لدى الحبر ~~الأعظم في رومة ولدى ناصر الدين شاه إيران. وسنة 1881 زايل ~~لندن ليطوف في بلاد نجد وخيل ابتغاء الوقوف على أحوال سكان ~~تلك الأقطار، ثم عرج على وادي النيل فخدم مصالح الدولة ~~البريطانية نحو السنتين في أثناء الفتنة العرابية، وسعى مع ~~مستر بلونت وليدي آنه حفيدة اللورد بيرون الشاعر الإنكليزي ~~المشهور في إنقاذ عرابي باشا من الحكم الذي أصدره غلادستون ~~رئيس الوزارة الإنكليزية في إعدامه مباشرة بلا ~~محاكمة. # ولما عاد إلى إنكلترا تعلق على إلقاء الخطب في مسائل ~~علمية وتاريخية وما يتعلق بسياحته، ولبث يخطب تسعة أسابيع ~~متواصلة في «قصر البلور» بلندن، واتفق له في بعض الأيام أن ~~يخطب تسع مرات في النهار وكان يحضر الخطب نحو ألف وخمسمائة ~~نفس، ثم خطب في محفل «الأثينيوم» بمدينة منشستر وفي مدرسة ~~الصم والبكم، وكان أستاذهم يترجم لهم مآل الخطبة بالإشارات ~~الموضوعة لتعليمهم فصار ذلك مصداقا لما قاله الدكتور ~~صابونجي في بيت من قصيدة له في الفخر: # وإن قمت بين الصم والبكم ~~خاطبا # أنفذ سمع الصم تقريع ~~وعظتي # ثم خطب بمدينة باريس في قاعة الخطب الكائنة في الشارع ~~المسمى # Boulevard des ~~Capucines # وفي «أنستيتو رودي» الكائن ~~في الشارع الملكي وكذلك في بعض القاعات المعدة للخطب في ~~المعرض العام سنة 1889، وفي أثناء ذلك اختاره ولي عهد ~~إنكلترا ms189 (صار فيما بعد ملكا باسم إدوار السابع) أستاذا ~~للغات الشرقية في دار الفنون التي أنشأها هذا الأمير بلندن ~~وسماها # The Imperial ~~Institute ~~، وتناول الطعام مرتين على ~~مائدة سموه بدعوة مخصوصة، وقد انضم حينئذ إلى سلك ~~الجمعيتين المعروفة إحداهما باسم # Society ~~The Royal Asiatlc # في لندن والأخرى ~~باسم # Accademia Lettararia degli ~~Arcadi # في رومة العظمى، وقد أتحفه ~~الملوك المشار إليهم وإمبراطور اليابان وملك حيدر آباد ~~وحمد بن ثويني سلطان زنجبار أيضا بالرسائل العديدة التي ~~يعربون فيها عن اعتبارهم لصاحب الترجمة. وما عدا ذلك فإن ~~لديه شهادات كثيرة من أعيان الإنكليز وعلمائهم في تقريظ ~~مجلة النحلة. # رسم منزل الدكتور لويس صابونجي في جزيرة ~~الأمراء بضواحي القسطنطينية. # وفي سنة 1890 خرج إلى الآستانة فأمر السلطان عبد الحميد ~~بتعيينه في المعية الشاهانية، وأنعم عليه بدار فسيحة في ~~أحسن بقعة من ضواحي الآستانة بكل ما فيها من الرياش، وجعل ~~له خمسين ليرة عثمانية راتبا شهريا وأصدر إليه إرادته ~~السنية بالمثول بين يديه مرتين في الأسبوع، واختاره ~~أستاذا لأنجاله في فن التاريخ العام ومترجما لجلالته من ~~اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية إلى ~~التركية، ثم أقامه عضوا في المجلس الكبير لنظارة المعارف، ~~وكانت خدمته للسلطان بإذن صريح من بطريرك السريان جرجس ~~الخامس ومن السيد بونتي القاصد الرسولي بالآستانة، ولبث ~~الدكتور صابونجي على هذه الحال حتى أعلن الدستور في ~~السلطنة العثمانية فاعتزل المأموريات ملازما بيته ~~ومنقطعا إلى التأليف والمطالعة. وهذا البيت المعروف باسم ~~«قفير النحل» قائم في جزيرة الأمراء على شكل هندسي ~~جميل، وقد نقش في صدر البيت صورة «عين» مع هذه العبارة ~~«عين الله تعالى على محبيه الصادقين» وحفر فوق المدخل ~~والأعمدة سبعة أبيات قال في آخرها: # اجعل بلطفك يا إله سعادتي # يومي بها بالعز يتلو ~~ليلتي # أما ما كان من صفات ~~الأستاذ صابونجي فإنه ولع بالدرس واكتساب المعارف منذ ~~نعومة أظفاره، وقد اعتاد الكتابة والمطالعة ليلا إلى ما ~~بعد نصف الليل بساعة أو ساعتين، وإذا خرج إلى التنزه شغل ~~باله في النظم أو في إنشاء المقالات السياسية والعلمية ~~وأثبتها في دفتر يحمله دائما في جيبه وهو يطوف الشوارع ms190 ~~ويتجول في الحدائق من دون أن يبالي بضجيج المركبات ~~وازدحام الناس، وقد أشار إلى ذلك في أبيات له: # أسير إلى التنزيه طورا ودفتري # رفيقي أنيسي في مسيري ~~وجلستي # وكم من برود في السياسة حكتها # وكم قلت شعرا في شوارع ~~بلدة # وفي البر ثم البحر قلت قصائدا # وما خمدت طول الليالي ~~قريحتي # نظمت قريضا أو كتبت مقالة # وقد جن ليل دون نور ~~وشمعة # وكان إذا أرق ليلا وطرقه فكر في هدو الغياهب وليس ~~لديه يراع ومداد وقرطاس وثب من فراشه وحرق قضيب كبريت وفحم ~~رأسه وأثبت به أفكاره في جدار الحجرة كما قال: # وليل أتاني فكر شعر بديهة # ولا حبر عندي في دواة ~~بليقة # حرقت قضيبا قد تكبرت رأسه # كتبت بفحم في جدار قصيدتي # حذوت بفعلي حذو آدم عندما # أتاه من الرحمن إلهام ~~كثبة # وقد تحرى الطلاوة في شعره وتحاشى فيه الكلام المهجور ~~والألفاظ اللغوية البعيدة عن إدراك الجميع، وقد سلك فيه ~~أسلوبا جديدا لا يعهد في أساليب شعراء العرب، ونهج ~~منهجا حديثا يندر فيه ذكر البيداء والنوق والرحال ~~والرمال والخيام وما جرى مجراها مما يدور عليه محور كثير ~~من أشعار أهل الوبر، واعتاض عن ذلك بالسكك الحديدية ~~والقطار والباخرة والكهرباء وما أشبه ذلك من اختراعات ~~العصر عند الحضر، وقد أشار إلى ذلك في هذه الأبيات: # لأسفار أهل البيد رحل وهودج # ونوق عليه العرب تغزو ~~وتسرح # ونحن قد اعتضنا عن الكل في ~~السرى # بفلك كحوت البحر تجري ~~وتسبح # وفي البر سرنا في قطار يجره # بخار يحاكيه العقاب ~~المجنح # ومما يستحق الذكر شدة ~~ولعه بالصنائع وتركيب الآلات وله فيها اختراعات مفيدة كما ~~سبق الكلام، وتعلق على درس عشر لغات فأحكم أصول سبع منها ~~فقط وهي: العربية والسريانية والتركية والإيطالية ~~واللاتينية والفرنسية والإنكليزية. وقد تحرى في شعره ونثره ~~الكلام البسيط الخالي من التعقيد والمحسنات اللغوية التي ~~لا فائدة منها للعموم ولا تهذب أخلاقهم ولا تساعدهم على ~~اكتساب معيشتهم، فهو «كاتب شعبي وليس بمنشئ لغوي» كما ~~قال عن نفسه، فكأنه أراد بذلك أن يقتفي ms191 آثار السيد المسيح ~~الذي كان يخاطب الشعب بأمثلة بسيطة مأخوذة من الشباك ~~وصيد السمك وزراعة الحقول وغير ذلك، أو كما قال محمد نبي ~~العرب للصحابة: «أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم.» ~~أو كما قال يوحنا الذهبي الفم: «خير لي أن ألحن في كلامي ~~ويفهم عموم الشعب مضمونه من أن أتفاصح في أقوالي ولا ~~يفهمها إلا القليلون.» ومن أشرف مناقبه مراعاة الذمام وقد ~~قام الدليل على ذلك في أبيات له: # ورثت مراعاة الذمام سلالة # رعيت وداد الخل منذ ~~فتوتي # تقر لي الأعداء رغما بأنني # أراعي ذمام الخل حتى ~~المنية # وأجزي بخير من دهاني بشره # وأصفح عن قوم أرادوا ~~أذيتي # وإذا أحسن إليه محسن حسب إحسانه طوق منة في عنقه لا يحل ~~له خلعه ولو في الجفاء، والشاهد على ذلك أبيات أنشدها لأحد ~~رجال الإنكليز كان أحسن إليه وهي: # أموت وشكري لا يموت مدى الدهر # ويحيا ذمامي في ترابي إلى ~~النشر # أموت وفي قلبي من الشكر نسمة # لمن مد كف الجود نحوي مدى ~~العمر # وإن مت ما مات الوفاء بمهجتي # وديدان جسمي تنشد الشكر في ~~قبري # فلا رحمة مثل الوفاء مفيدة # ولا يرحم الرحمن نفسا بلا ~~شكر # واشتهر الصابونجي بتمسكه بالعقائد الدينية وثباته على ~~المبادئ الصحيحة رغما عن الاختلافات التي طرأت بينه وبين ~~رؤساء الدين وحملته على إهمال وظيفة الكهنوت، فحاججه ذات ~~يوم قوم من الدهريين في مسألة خلود النفس فأنشدهم بعدما ~~أفحمهم بالأدلة الفلسفية: # إلى الله تنحو النفس بعد ~~انفصالها # وتجزى بخير أو بشر فعالها # وإن قيل: بعد القبر ليس قيامة # فقلنا: على الزنديق كان ~~وبالها # وإن قيل: ليس النفس تدري ~~معادها # فقلنا: ستدري حين يأتي ~~ارتحالها # إلى الله عود النفس بعد جهادها # متى حل من قيد الحياة ~~عقالها # وحاججه كذلك ذات يوم فيلسوف من طائفة يوسف إسبينوزا ~~اليهودي الجاحد وجود الله سبحانه، فأنشده صاحب الترجمة هذه ~~الأبيات بعد جدال طويل أفحمه فيه: # يسبح من في البر والبحر والعلا # إلها تجلى بالخلائق ~~للملا # كيان بلا بدء وحد وحيز # به البدء ms192 منذ البدء كان ~~ممثلا # إله على عرش بلا حد مركز # يسوس وحيدا لا شريك له ~~ولا # رآه بعين العقل كل موحد # وغاب عن الزنديق بالكنه ~~واعتلى # ونظم هذه الأبيات لتنقش على قبره: # قضى العمر في الأسفار طالب ~~حكمة # يروم فنونا لا تحد ~~وتحصر # ومن كانت الدنيا الفسيحة كلها # تضيق لديه في الحياة ~~وتصغر # كفته بعيد الموت أضيق حجرة # كما اكتفيا بالمثل كسرى ~~وقيصر # ومن مآثره التي تستحق الذكر أنه رسم صورة طولها أربعة ~~أمتار وعلوها ثلاثة أمتار بألوان الزيت، وهي تمثل تسلسل ~~جميع الأديان من عهد آدم إلى يومنا هذا، وفيها 660 شخصا ~~من جملتها تصاوير جميع الذين أنشئوا دينا أو مذهبا مع ~~طريقة عبادتهم ورموز عقائدهم وطقوسهم، وكلها منقول عن ~~آثار قديمة اكتشفها الحفارون في بلاد مختلفة، وهذه ~~الصورة التي ليس لها نظير في كل الدنيا قد اشتغل الأستاذ ~~صابونجي في أمرها منذ كان في أميركا سنة 1872 حتى أكملها ~~سنة 1909 فجاءت فريدة في نوعها. وقد ألف رسالة باللسان ~~الإنكليزي هي بمثابة دليل أو مفتاح للصورة المذكورة، وما ~~فيها من الرسوم مع ذكر تاريخ تلك الأديان وزمان اكتشاف ~~الآثار الدالة عليها والأماكن التي كانت مطمورة فيها إلى ~~غير ذلك من الأمور المهمة. # ونال من علامات الشرف وسام «شيرخورشيد» من ناصر الدين ~~شاه إيران، ثم «الوسام العثماني» من دولة تركيا، ووسام ~~«الكوكب الدري» من سلطان زنجبار، وغيرها. ومن مزايا ~~الأستاذ المشار إليه أنه شديد الحرص على وقته وصحته، فإنه ~~رغما عن كبر سنه لا يضيع دقيقة واحدة بلا عمل مفيد، ~~وكذلك لا يستعمل التبغ ولا يذوق اللحم ولا الكحول ولا ~~القهوة على الإطلاق، ويقنع من كل أنواع الطعام بشرب الحليب ~~وأكل البيض وبعض الأثمار الناضجة. وقد كتبت ترجمته ونشرت ~~مطولا بقلم الأستاذ المستشرق «فروست» معلم الرياضيات ~~سابقا في دار الفنون بمدينة أكسفورد من بلاد بريطانيا ~~العظمى. هذا ما تيسر جمعه بكل اختصار من أخبار الدكتور ~~لويس صابونجي عميد الأحياء بين أرباب الصحافة العربية، ~~ونختتم ترجمته بجدول يحتوي على ما اتصل بنا من ms193 أسماء ~~مؤلفاته الكثيرة وهي: ~~(1) # نقل إلى اللغة الإيطالية اثني عشر كتابا من ~~أشعار «ورجيل» الشاعر اللاتيني. ~~(2) # ترجم من اللسان اللاتيني إلى العربي قاموس ~~الألفاظ المصطلح عليها في العلوم الفلسفية ~~وسائر العلوم والفنون (غير مطبوع). ~~(3) # تاريخ فتنة حلب سنة 1850 (غير ~~مطبوع). ~~(4) # تاريخ فتنة لبنان وسوريا في سنة 1860 (غير ~~مطبوع). ~~(5) # تاريخ الثورة العرابية في الديار المصرية ~~سنة 1882 (لم يطبع). ~~(6) # فلسفة ما بعد الطبيعة. ~~(7) # تهذيب الأخلاق (طبع في بيروت). ~~(8) # الحق القانوني (غير مطبوع). ~~(9) # المرآة السنية في القواعد العثمانية (ألفه ~~الوزيران الخطيران فؤاد باشا وجودت باشا، وقد ~~نقله الدكتور صابونجي من اللغة التركية إلى ~~العربية وأفرغه في قالب الأسئلة والأجوبة ~~وطبعه في بيروت). ~~(10) # تاريخ بطاركة السريان (يحتوي على تاريخ ~~طائفة السريان الكاثوليك منذ سنة 1852 إلى ~~الزمان الحاضر، ومنه نسخة مخطوطة في دار التحف ~~البريطانية بلندن وهو غير مطبوع). ~~(11) # مشاهير الرجال (يشتمل على سير العلماء من ~~اليونان والروم والعبرانيين والسريان والكلدان ~~في اللغة اللاتينية وهو غير مطبوع). ~~(12) ~~«جمال الكائنات» أي وصف الجمال في الحيوان ~~والنبات والجماد (هو فن يقال له # Estetica # في اللغة الإيطالية). ~~(13) # الرحلة النحلية (تتضمن رحلة المؤلف حول ~~الكرة الأرضية في اللغتين العربية والتركية، ~~وقد ذكر فيها أهم الشئون العلمية والتاريخية ~~المنوطة بالبلاد التي زارها مع سكانها ولغاتها ~~وصناعتها وزراعتها وتجارتها وحيوانها وأديان ~~أهاليها وعاداتهم وأخلاقهم، وقد طبع قسما ~~منها في القسطنطينية وزينه بالرسوم ~~الناصعة). ~~(14) # النحلة (مجلة علمية نشرها في بيروت ولندن ~~والقاهرة). ~~(15) # النحلة الفتية (رسالة انتقادية طبعها في ~~بيروت). ~~(16) # موسى الحلاقة (رسالة انتقادية أيضا طبعها ~~في ليفربول من إنكلترا). ~~(17) # قاموس إنكليزي وعربي (نشره بالاشتراك مع ~~الدكتور جرجس باجر في 1244 صفحة بالقطع الكامل ~~وأتقن تشكيله بالحركات). ~~(18) # النحلة الحرة (مجلة جدلية نشرها في مصر سنة ~~1871). ~~(19) # النحلة (جريدة سياسية نشرها في لندن سنة ~~1884). ~~(20) # النجاح (مجلة سياسية نشرها في بيروت سنة ~~1871 بالاشتراك مع يوسف الشلفون). ~~(21) # الاتحاد العربي (جريدة سياسية نشرها في ~~لندن سنة 1881). ~~(22) # الخلافة (جريدة سياسية أصدرها في لندن سنة ~~1881). ~~(23) # مجلس المبعوثان (جريدة طبعها في ~~الآستانة). ~~(24) # تنزيه الأبصار في رحلة سلطان زنجبار (يحتوي ~~على سياحة السيد برغش ms194 سلطان زنجبار بقلم كاتبه ~~الأول زاهر بن سعيد، وقد نقحه الدكتور صابونجي ~~ورتب أبوابه وعلق فوائد كثيرة على متنه ~~وجلاه بمناظر المدن التي دخلها السلطان، ~~وزينه أيضا بصور الملوك والملكات والأمراء ~~والأميرات وأصحاب الشهرة الذين أكرموا منزلة ~~حاكم زنجبار مدة طوافه في بلادهم، فخلع عليه ~~السيد برغش خلعة ثمينة مشفوعة بمبلغ خمسمائة ~~جنيه إنكليزي). ~~(25) # الأصول المنطقية (بحث في الفلسفة العصرية ~~والقديمة لم يطبع). ~~(26) # مرآة الأعيان في تسلسل الأديان (نشره على ~~صفحات مجلة النحلة في لندن). ~~(27) # مجموع مقالات سياسية كتبها باللسان التركي ~~ويبلغ عددها 200 مقالة (لم تطبع). ~~(28) # مجموع قصائد لاتينية نظمها في صباه. ~~(29) # قصائد ونشائد في اللغة الإيطالية. ~~(30) # مجموعة قصائد ومقالات سياسية في اللغة ~~الإنكليزية. ~~(31) # مواعظ في اللغات العربية والإنكليزية ~~والفرنسية والإيطالية. ~~(32) # أفكاري (كتاب مخطوط جمع فيه كل ما جرى له من ~~الحوادث مدة حياته في مجلدات شتى، وفيه من ~~سمو الأفكار والأعمال ما يندر اجتماعه إلا في ~~أعاظم الرجال). ~~(33) # ديوان «شعر النحلة في خلال الرحلة» يحتوي ~~على قسم من منظومات الدكتور صابونجي في 586 ~~صفحة كبيرة مزينة برسوم الملوك والأمراء ~~والعلماء والشرفاء والأحبار، وقد طبعه في ~~الإسكندرية ورفع منه نسخة مرصعة بالجواهر ~~الكريمة إلى السلطان العثماني. ~~(34) # The Turkish ~~Misrule # طبعه في ~~أميركا. ~~(35) # أصل العرق الأيرلندي (وضعه في اللسان ~~الإنكليزي وسماه # The Origine ~~of the Irish race # ثم ~~طبعه في إنكلترا). ~~(36) # مختصر تاريخ جميع الأديان (وضعه في اللغة ~~الإنكليزية مبتدئا من الديانة الطبيعية ~~فالآثورية فالمثرائية فالبرهمية فالبوذية ~~فالوثنية فالمصرية فاليهودية فالمسيحية ~~فالمحمدية فالبروتستانية فالشيكر فالرولر ~~فالجمبر وهلم جرا، وقد طبعه في لندن، ثم ~~ترجمه إلى التركي والإيطلياني ولم يطبعه ~~بعد). ~~(37) # مختصر تاريخ الأديان (في اللغتين التركية ~~والإيطالية وهو غير مطبوع). ~~(38) # رسالة في اللغة الإنكليزية هي بمثابة دليل ~~للصورة التي مر ذكرها عن تسلسل جميع ~~الأديان. ~~(39) # كتاب «السكان في النجوم والأقمار» يحوي نحو ~~ألف وخمسمائة صفحة مزينة بالرسوم الكثيرة، ~~وقد قسمه مؤلفه إلى ثلاثة أقسام: الأول وفيه ~~ذكر العلماء والشعراء والفلاسفة والفلكيين ~~وأصحاب الأديان العظام الذين علموا من أعصار ~~قديمة إلى القرن العشرين وجود خلائق ناطقة على ~~سطح النجوم والكواكب، وأورد في ms195 القسم الثاني ~~أحوال الشمس وسياراتها وسكانها العلوية، وأتى ~~في الثالث على وصف النجمة الأرضية. ولهذا ~~التأليف شأن كبير بين المؤلفات العصرية بتعدد ~~مواضيعه وأهمية مباحثه، وهو أول كتاب من نوعه ~~وضعه في اللغة العربية ويشهد لمنشئه بطول ~~الباع في المعارف والفنون، وقد وصف أحدهم هذا ~~الكتاب ومؤلفه بما نصه: «لأن الذي يتجرأ على ~~جمع المواد من مصادرها المختلفة العديدة يجب ~~عليه مثل الدكتور صابونجي أن يكون مؤرخا ~~وفيلسوفا وفلكيا وشاعرا ومتفننا، ~~ولاهوتيا وقسيسا وصحافيا وسياسيا ~~ونديما للملوك وجوالا وسائحا، ومتضلعا ~~من اللغات اللاتينية والفرنسية والإيطالية ~~والإنكليزية والعربية والتركية والسريانية، ~~ليتيسر له أن يطالع ما كتبه العلماء في تلك ~~اللغات من العلوم والمعارف، ثم يصرف نحو 40 ~~سنة في جمع المواد جمع النحل للعسل، ثم أن ~~يلوك ويلوك ثم يلوك تلك المواد ثم يهضمها ثم ~~يسوقها إلى دماغه دما صافيا، ثم يبرزها من ~~دماغه دررا مخروطة ثم ينظمها عقدا، ثم ~~يطرزها ببراعة على قرطاس بنص صريح خال من ~~التعقيد يجمع فيه بين المسلي والمفيد كقول ~~هوراس الشاعر اللاتيني: # llle ~~tulit prœmium qui miscuit utile ~~dulci. ~~(40) # شاءول وداود (رواية تمثيلية ترجمها عن ~~اللسان الفرنسي عام 1869 وطبعها بخط يده على ~~المطبعة الحجرية في 65 صفحة). ~~(41) # كتاب «حر عثمانلي» أو # The ~~Freen Ottoman # وضعه ~~باللغتين التركية والإنكليزية في 124 صفحة ~~بعد إعلان الدستور في السلطنة العثمانية، ~~فأورد فيه الحجج التي تثبت مطابقة القانون ~~الأساسي على الشريعة المحمدية وكيفية تشكيل ~~مجلس المبعوثان بالإنصاف والعدالة، ثم ذكر ~~مطامع الأجانب بتركيا المريضة مشخصا ~~أمراضها ومبينا العلاجات التي تكفل لها ~~الشفاء لا سيما من داء فساد الأخلاق، وقد ~~زينه برسوم بعض المناظر كالكعبة ومدينة مكة ~~وغيرهما. ~~(42) # مراثي أرميا الثاني الشجية على خراب أورشليم ~~السريانية. ~~(43) # ديوان الفارض (طبعه في بيروت مشكلا ~~بالحركات). # الأب يوحنا بلو اليسوعي # مدير مجلة «المجمع الفاتيكاني» وجريدة ~~«البشير» وأحد مؤسسيهما. ~~*** # ولد صاحب الترجمة في غرة آذار من السنة ~~1822 في «لوكس» بلدة من ولاية برغنديا من أعمال فرنسا، ~~فعرف منذ حداثة سنه بالنشاط والجد، بيد أن تقاه ورغبته ~~في خلاص النفوس حملاه على أن يهاجر العالم ويزهد بالدنيا ~~بعد ms196 دروسه الأولى في مدرسة ديجون الأكليريكية؛ فطلب ~~الانضواء تحت راية القديس أغناطيوس، وانتظم في سلك ~~الرهبانية اليسوعية في 18 حزيران من سنة 1842 وسعى من وقته ~~أن يضع في نفسه أساسا متينا للفضائل التي مارسها طول ~~حياته، وباشر ببناء ذلك البرج الروحي الذي تكلم عنه ~~المسيح في إنجيله فبلغه بجده وهمته علوا شامخا. # وكانت الدولة الفرنسوية في تلك الأثناء قد عهدت إلى ~~الآباء اليسوعيين بتربية أولاد الذين نفتهم من فرنسا ~~لسوابقهم، وكان هؤلاء الأحداث ألفوا البطالة وسوء السلوك ~~فرضي اليسوعيون بتهذيبهم في «بن أكنون» قريبا من الجزائر ~~وتحملوا في ذلك مشقات عديدة، فطلب الأب يوحنا بلو أن يرسل ~~إلى ذلك الدير بعد نهاية زمن امتحانه رغبة في مشاركة ~~إخوته في أتعاب هذا العمل، فقضى ثمة سنتين (1844-1846) ~~استوقف فيهما أنظار روسائه وأسر بحبه قلوب تلامذته. # وكان في بعض آنات الفراغ يتجول في أحياء مدينة الجزائر ~~فرأى عربها وأحب أن يختلط بهم ويخدمهم، وذلك ما حدا به ~~إلى درس العربية على بعض أساتذة تلك الديار رجاء أن يستفيد ~~بمعارفه ويتوسل بها لصلاح الأهلين. ولما ذهب سنة 1847 إلى ~~قسنطينة # Constantine # توافرت لديه الوسائط لمواصلة هذا الدرس، فانعكف عليه وألف ~~لفظ تلك البلاد. # ثم انكب مدة في دير فلس قريبا من مدينة لوبوي في ~~فرنسا ثلاث سنوات على درس الفلسفة والرياضيات، فبرع فيها ~~حتى إنه أوعز إليه بتدريسها بعد ذلك بقليل، على أن هذه ~~العلوم لم تشغله عن درس العربية، وكان إذا وجد ساعة ~~لترويح النفس أسرع إلى مراجعة أصولها والنظر في آدابها، ~~ولما رأى أن بعض رصفائه من طلبة الفلسفة يرغبون مثله في ~~تخصيص نفوسهم بخدمة الناطقين بالضاد من أهل الجزائر أو ~~نصارى الشرق في بلاد الشام تولى تعليمهم اللغة العربية، ~~ووضع لهم تأليفا إفرنسيا دعاه أصول الغرامطيق ~~العربي # Eléments de la Grammaire arabe # في 240 صفحة ضمنه الصرف والنحو ~~ومبادئ علم العروض، وطبعه على الحجر في دير فلس سنة 1849 ~~وصدره بهذه الآية الكتابية بيانا لما ينويه من تمجيد ~~الله فقط: «كل لسان يعترف لله.» # وفي سنة 1850 أتيح للكاثوليك في فرنسا فتح ms197 المدارس ~~للتعليم الثانوي فانتدب الأساقفة اليسوعيون لتهذيب ~~الأحداث في الآداب وترويضهم في العلوم، فلبى اليسوعيون ~~دعوتهم وأنشئوا عدة مدارس تقاطر إليها الطلبة من كل فج، ~~فأرسل الأب يوحنا بلو إلى إفينيون ثم إلى بوردو فدرس ~~البيان وتولى إدارة الدروس فزاد التلامذة بهمته عددا ~~ونجاحا، ودفعته رغبته في تنشيط الأحداث وحسن سمعة المدرسة ~~إلى أن يقدم أمام أكاديمية إكس فحصا رشحه لشهادة ~~البكالوريوس في فنون الآداب القديمة، وأنجز كل ذلك وهو لم ~~يبلغ الثلاثين من عمره وقبل ترقيته إلى درجة ~~الكهنوت. # وكانت المهام التي قام بها والخدم التي أداها لم تسمح ~~له بدرس اللاهوت فلم يشأ الرؤساء أن يحرموه هذه النعمة مع ~~ما عرفوا من سمو فضائله، فسيم كاهنا سنة 1852 يوم عيد ~~الغطاس بوضع يد السيد فرينند بونه رئيس أساقفة بوردو ~~والخطيب المصقع الشهير، وبقي في شئونه إلى سنة 1854 حيث ~~استطاع الرؤساء أن يخففوا العبء عن عاتقه ويعينوا له ~~خلفا في نظارته، فأرسل إلى رومية لدرس اللاهوت ووافق ~~وصوله إليها في سنة إثبات عقيدة الحبل بمريم العذراء بلا ~~دنس الخطيئة، فحضر تلك الحفلة التي قلما يجري مثلها رونقا ~~وأبهة في أنحاء المعمور وهي أبقت في قلبه ذكرا لم يمحه ~~وطء السنين، وقد حظي أيضا في خلال دروسه بمعاينة بيوس ~~التاسع والتبرك بلثم أقدامه، ثم نال من ألطاف عمال الكرسي ~~الرسولي عدة إنعامات روحية وذخائر ثمينة كان يحافظ عليها ~~إلى آخر حياته بكل حرص وتقى. # ثم تقلب الأب يوحنا بلو بعد نهاية دروسه اللاهوتية في ~~أعمال متعددة وفاها كلها حقها من الاهتمام والكمال ~~نخص منها بالذكر تهذيبه لطلبة الرهبانية في دير ~~«كلرمون». وهذه المهنة تعد في كل الجمعيات الرهبانية من ~~أهم المشروعات وأخطر المراتب؛ لما يترتب على صاحبها من ~~المسئولية لحياة الجمعية وترقيها في سبيل الكمال، ولا بد ~~لمن تعهد إليه أن يكون هو مثالا حيا لكل الفضائل؛ إذ ~~إن عيون المبتدئين شاخصة إليه ينسجون على منواله ويقتدون ~~بأعماله أكثر منهم بأقواله. والحق يقال إن الرؤساء أحسنوا ~~في اختياره لهذا العمل الذي ms198 تولاه مدة خمس سنوات بغيرة لا ~~تعرف السأم، وقد سمعنا غير واحد ممن كانوا تحت تدبيره أنه ~~لم يفرض على مرءوسيه فرضا إلا يتقدمهم في إتمامه، حتى إن ~~مبتدئيه كانوا يتنافسون في مجاراته بهذا الميدان الروحي ~~الذي لم يشق له فيه ~~غبار. # وكان يرأس دير «كلرمون» في أيامه أحد مشاهير الآباء ~~اليسوعيين وهو الأب يوسف بارال # Barrelle # الذي خلد في فرنسا ذكرا طيبا ~~بأعماله المبرورة ومساعيه المشكورة، كما تشهد عليه سيرته ~~المسطرة في جلدين ضخمين، فوجد في الأب يوحنا بلو أشد ~~مؤازر لمشروعاته الخيرية فكانت رائحة البر تسطع بهمتهما من ~~ذلك الدير أو بالحري من ذاك المقدس الذي كانت تقصده النفوس ~~المشغوفة بالكمال وممارسة الفضائل المسيحية. ولما توفي ~~الأب بارال برائحة القداسة في 17 تشرين الأول من سنة 1863 ~~خلفه في رئاسته رجل آخر من أسرة فرنسوية شريفة يدعى ~~الأب دي فورستا لم يكن دون الأب بارال فضلا وفضيلة، وهو ~~منشئ المدارس الرسولية التي أدت للرسالات الأجنبية خدما ~~لا تحصى، فكان هذا يعتبر الأب يوحنا بلو كرجل الله ولا ~~يأتي أمرا دون مشورته. # ومن آثاره في تلك المدة تأليف بعض الكتب الروحية التي ~~أقبل عليها القراء فنفدت بزمن قليل، منها كتاب في «الصلاة ~~كسلاح المسيحي» طبع سنة 1864، وكتاب آخر في «مواهب الروح ~~القدس السبع» نشره في كلرمون سنة 1865، وكتاب ثالث في ~~«الدعوة إلى السيرة الرهبانية» طبع في ليون سنة ~~1869. # وكان صاحب الترجمة مع نشاطه الغريب في فلاحة كرم الرب لا ~~يزال يطلب من الرؤساء أن يرسلوه إلى حيث يمكنه أن يتفانى ~~في سبيل الخير وخلاص القريب في الأقطار النازحة عن وطنه ~~ليكون الله غايته القصوى بعيدا عن كل سلوة بشرية. وكانت ~~رغبته أن يرجع إلى بلاد الجزائر لكن الطاعة أوعزت إليه بأن ~~يركب البحر إلى سورية؛ فطفح قلبه فرحا لهذه البشرى وأبحر ~~إلى بيروت في أول خريف سنة 1866. # رسم «المطبعة الكاثوليكية» التي كان ~~الأب يوحنا بلو متوليا إدارتها وتصحيح ~~مطبوعاتها مدة 36 سنة. # ما كاد المرسل الجديد يطأ أرض بلادنا حتى أفرغ كل همة ms199 ~~في إتقان اللغة العربية ليساعد بمعرفتها إخوته في الأعمال ~~الروحية، فقضى سنته الأولى في مدرستنا المنشأة في غزير ~~بصفة أب روحي. وكان مع درسه للعربية يعلم اللاهوت الأدبي ~~ويرشد الطالبين للترهب، وغير ذلك مما يثقل عبؤه على غير ~~واحد، ثم دعاه في العام المقبل رئيس الرسالة إلى بيروت ~~فقدمها ولم يخرج منها إلى آخر حياته، فصرف 36 سنة في أنفع ~~الأعمال لخير البلاد ولمجد الكنيسة، وقد عرفناه طول هذه ~~المدة فيمكننا أن نشهد له - ولا نخاف أن يرد أحد ممن عرفه ~~شهادتنا - بأنه كان مرآة لكل الفضائل الرهبانية ومنشطا ~~لكل المساعي الأثيرة. # وكان مما عهد إليه في أول وصوله بيروت إدارة المطبعة ~~فدخلت بهمته في طور جديد، فإنه هو الذي باشر لأول جريدة ~~كاثوليكية في هذه الديار، وكان ذلك سنة انعقاد المجمع ~~الفاتيكاني، فوسمت به الجريدة لمدافعتها عن تعاليمه وكان ~~إذ ذاك قطعها قطع ربع، وفي السنة التالية ظهر بدلا منها ~~«البشير»، فنهج له الأب بلو خطته الدينية التي لم يحد قط ~~عنها وجعلها منارا تستضيء به كل أبناء الكنائس الشرقية، ~~وقد منحه الله أن يرى هذه حبة الخردل تنمو فتمد أغصانها ~~كالأدواح الباسقة حتى إنها حظيت كل حظوى لدى الكرسي ~~الرسولي وممثلي الطوائف الكاثوليكية الأجلاء. # ولما رأى مكاتب الأحداث في حاجة إلى كتب مدرسية لدرس ~~العربية أخذ في تأليف مجموع ذي خمسة أجزاء رتبه مع الأب ~~أغوسطينوس روده ومساعدة اللغوي الشيخ إبراهيم اليازجي، ~~نعني به كتاب «نخب الملح» الذي طبع بالشكل الكامل في السنة ~~1870 وتم سنة 1874 فأقبل عليه أرباب المدارس وتكررت طبعاته ~~مرارا عديدة. # ومما سعى به عمل جليل أفاد الكنائس الشرقية أعظم فائدة، ~~نريد تعريب الكتاب المقدس، فإن الأب يوحنا بلو وإن لم يكن ~~من معربيه، لكنه أجدى العمل حسنا بمراجعة كل الملازم ~~الطبعية وإصلاحها ومقابلتها على النسخ الأصلية المعتمد ~~عليها في كنيسة الله مع حرصه على جودة طبعها والإسراع في ~~الشغل، ولما نجز هذا التأليف استفاد منه لتصنيف عدة كتب ~~روحية ومدرسية، فطبع الأناجيل الأربعة وأضاف إليها فهارس ms200 ~~لقراءة الفصول اليومية على حسب ترتيب الطقوس الكاثوليكية، ~~ثم جمع سيرة السيد المسيح كما هي في الروايات الإنجيلية ~~ونظمها بحيث جعلها رواية واحدة مسرودة على سياق تاريخ ~~أعمال الرب من ميلاده الأزلي إلى صعوده الجليل إلى السماء، ~~وهو كتاب «القلادة الدرية» جارى فيه دياطسارون طاطيانوس ~~وحذا حذو الأب بتريزي معلمه في الكلية الرومانية، وزين ~~الكتاب بخارطة أورشليم كما كانت في عهد المسيح، وكذلك ~~اقتطف لأحداث المدارس أجمل روايات الأسفار المقدسة في ~~ثلاثة أجزاء وسمها باسم «الغصن النضير» وقد طبعت طبعات ~~متوالية. # وكان في أثناء ذلك يسعى بمطبوعات أخرى دينية أعظمها ~~شأنا ككتاب «مروج الأخيار في تراجم الأبرار» كان الأب ~~بطرس فروماج عربه قديما، فعني الأب يوحنا بلو بمراجعة ~~عربيته مع الشيخ الفاضل سعيد الشرتوني، وزاد عليه تراجم ~~أولياء الله الذين أدرجت الكنيسة أسماءهم حديثا في مدارج ~~القديسين، فطبعه أولا سنة 1878 ومنه اجتنى بعدئذ «قطف ~~الأزهار في مروج الأخيار» جعلها كراريس منفردة ليطالعها ~~أحداث المدارس وزينها بالتصاوير وأتقن تجليدها، ومما ~~عني به أيضا في ذلك الوقت تنقيح «شرح التعليم المسيحي» ~~الذي عربه الأب فروماج. # وللأب بلو كتب أخرى دينية ألفها أو نقحها كرياضات ~~القديس أغناطيوس مع شروح الأب جانسو وتساعيات لإكرام ~~القديسين يوسف وأغناطيوس وكسفاريوس وكتاب «قلائد الياقوت ~~في واجبات الكهنوت» ترجمة الأب فروماج، هذا فضلا على ~~تآليف أخرى عديدة كان هو الساعي في طبعها ومراجعة ملازمها ~~«كالكمال المسيحي» للأب رودريكوس و«مدخل العبادة» للقديس ~~فرنسيس دي سال و«العهد العتيق والجديد» للخوري رويومند ~~وغير ذلك. # ومع وفرة هذه المطبوعات قد استحق الأب بلو شكرا خاصا ~~لدى المستشرقين الأوروبيين بما وضع لهم من التآليف لدرس ~~اللغة العربية وتقريب معضلاتها، وقد عرفوا له فضله وأثنوا ~~مرارا على مصنفاته الجليلة، فمن ذلك معاجمه الثلاثة أعني ~~«الفرائد الدرية في اللغتين العربية والإفرنسية» وقاموسه ~~المطول الفرنسوي والعربي في جزأين مع مختصره، وهذه الكتب ~~لجل فوائدها وحسن تنظيمها صارت من جملة الكتب المدرسية ~~في أغلب الكليات الأوروبية، ولم يزل مؤلفها ينظر فيها ~~وينقحها ويزيد عليها إلى ms201 آخر أيام حياته، ومنها أيضا ~~غرامطيقة الفرنسوي في مبادئ اللغة العربية طبعه طبعتين ~~وألحقه بتمارين وجداول، وكذلك اهتم سنين عديدة بطبع ~~«تقويم البشير» وضبط حساباته. # هذه بعض أعمال ذلك الراهب الهمام الذي صح فيه قول أحد ~~الكتبة عن رجل مثله «إنه كان مصلوبا بقلمه.» تراه أبدا ~~في كتابة أو تأليف، قلنا إن هذه بعض من أعماله؛ لأن الأب ~~بلو بصفة كونه مديرا للمطبعة كان ينظر في كل المطبوعات ~~ويصلح ملازمها مرة ومرتين، وهو شغل ممل لا يعرف ثقل ~~وطأته إلا من باشره، وقد لزم هذا العمل مدة نيف وثلاثين ~~سنة دون سأم ولا استثقال؛ ولذلك كان العملة كلهم يعتبرونه ~~كأحد أولياء الله ولا يذكرونه إلا بالخير. # والحق يقال إن فضائل الأب بلو كانت أعظم من فضله لا نذكر ~~منها إلا شيئا قليلا ليتحقق القراء أن كلامنا ليس ~~تقريظا فارغا بل هو عين الحق. وأول ما يجدر بنا ذكره أنه ~~لم يطلب من أشغاله كلها غير وجه الله، فإذا مدح كاتب أحد ~~تآليفه لم يكترث لمدحه وإن انتقد عليه منتقد شكره وأقر ~~بسهوه إذا وجد نقده صحيحا، وكثيرا ما كان يستشير إخوته ~~الرهبان منقادا لحكمهم بسذاجة الطفل شاكرا لفضلهم، وكان ~~على عكس ذلك إذا أدى لأحد خدمة لا يحفل بما صنع ويأبى ذكر ~~عمله مهما كان عظيما. هذا ونضرب عن ذكر أعمال أخرى كثيرة ~~لو أوردناها لأخذ قراءنا العجب من برارة صاحبها، وقد بلغ ~~شيخوخة، ومع ما كان يكابد قبل وفاته بأشهر من ثقل العمر ~~وأسقامه كنا نراه مثابرا على الشغل مجتهدا في إصلاح ~~ملازم المطبعة جهد إمكانه. وفي 14 آب 1904 انطفأ سراج ~~حياته برائحة القداسة بين أسف الجميع على خسارته. # لويس شيخو # الشيخ إبراهيم اليازجي # منشئ مجلة «البيان» ومجلة «الضياء» في ~~القاهرة ومحرر مجلتي «النجاح» و«الطبيب» في بيروت. رسمه ~~في سنة 1872 باللباس الوطني القديم والطربوش ~~المغربي. # ومصور بالشمس وهو نظيرها # أهدته صورتها برسم مثاله # ولو أن شمسا صورت بضيائها # ما صوروه بغير نور جماله ~~*** # هو الشيخ إبراهيم ابن الشيخ ناصيف ms202 بن ~~عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي، ولد في 2 ~~آذار سنة 1847 في بيروت وبها نشأ، ومنذ حداثته أخذ العلوم ~~عن أبيه فأحكم أصول اللغة العربية وتعلق على آدابها، ونظم ~~الشعر صبيا ثم انصرف عنه في كهولته، وله فيه القصائد ~~النفيسة والمقطعات البليغة وهي مجموعة في ديوان كبير ~~مخطوط بيده لم يزل غير مطبوع، ولما علت منزلته في هذا الفن ~~كثر تقاضي الناس له النظم في الأغراض المختلفة من مدح ~~ورثاء وتهنئة وغير ذلك، وتواردت عليه رسائل الشعراء حتى ~~وجد أن استمرار تلك الحال سيفضي به إلى الانقطاع للشعر ~~وإهمال ما سواه، فترك النظم بتة وعكف على الاشتغال باللغة ~~وسائر فنون الأدب والعلوم العقلية، وقرأ مبادئ الفقه ~~الحنفي على الشيخ محيي الدين اليافي من مشاهير أئمة بيروت. ~~وفي سنة 1872؛ أي بعد وفاة والده الشيخ بنحو سنة تولى ~~كتابة مجلة «النجاح» فلبث على تحريرها أشهرا، ثم انتدبه ~~المرسلون اليسوعيون في بيروت للاشتغال في تعريب الأسفار ~~المقدسة، فقضى في هذا العمل مع تصحيح كتب أخرى لهم نحوا ~~من تسع سنوات تولى أمر التعريب فيها مع أحد أكابر علمائهم، ~~ودرس اللسان العبري واللسان السرياني بنفسه تلقيا عن ~~الكتب الإفرنجية لتطبيق عبارة التعريب على الأصل، وهذه ~~النسخة مشهورة بفصاحة العبارة وجزالة الأساليب. وفي سنة ~~1884 تولى كتابة مجلة «الطبيب» بمعاونة الدكتور بشارة زلزل ~~والدكتور خليل سعادة، وهي المجلة التي كان أنشأها الجراح ~~الشهير الدكتور جورج بوست الأميركي، فأصدر منها مجلدا ~~واحدا ثم توقف عن إصدارها لما رأى من قلة طلاب البضاعة ~~العلمية لذلك العهد. وكان في سنة 1882 قد شرع في تتميم شرح ~~ديوان المتنبي وكان والده الشيخ ناصيف قد علق على بعض ~~أبياته شرحا موجزا، فعكف على إتمامه باقتراح جماعة من ~~أفاضل الأدباء حتى أتمه في مدة أربع سنوات، والشرح ~~مشهور متداول فلا حاجة إلى الإطناب في وصفه. # أما تآليفه في اللغة وعلم البيان والصرف والنحو والشعر ~~فكلها متداولة بين الأيدي مشهورة، وقد أعاد النظر في أكثر ~~كتب والده الشيخ ناصيف واختصر كتابيه ms203 في علم النحو والصرف ~~وهما «نار القرى في جوف الفرا» و«الجمانة في شرح الخزانة»، ~~وجدد طبع «مجمع البحرين» و«النبذة الأولى» و«نفحة ~~الريحان» و«ثالث القمرين» وهي الثلاثة الأجزاء المشهورة من ~~ديوان والده و«مفاكهة الندماء» و«الجوهر الفرد» ~~إلخ. # وقد شرع سنة 1904 بطبع كتاب «نجعة الرائد وشرعة الوارد ~~في المترادف والمتوارد» نسق فيه ما جمعه من ألفاظ اللغة ~~وتراكيبها ورتبه على المعاني دون الألفاظ، وهو كتاب يقع ~~في ثلاثة أجزاء كبيرة، فأصدر الجزء الأول منه ثم غل ~~المرض يده وأقعده عن السعي في إنجاز الجزأين ~~الباقيين. # وكان قد اقترح عليه بعضهم منذ عهد بعيد أن يضع معجما ~~في اللغة العربية يكون متفردا على ما تقدمه، فلم يجد ~~بدا من إجابة ملتمسهم وأخذ في وضعه من ذلك العهد، فجاء ~~آية في بابه فريدا في أسلوبه وطريقته؛ إذ جعله يشتمل على ~~المأنوس من كلام العرب الأولين وعما طرأ من موضوعات ~~المولدين والمحدثين مقتصرا على الفصيح دون المولد ~~والمحدث في الاصطلاح، وقد وضعه على نسق غير متابع فيه ~~أحدا ولا مقلد أحدا وسماه «الفرائد الحسان من قلائد ~~اللسان» فلم تفسح الأيام في أجله لإتمامه وحرمت المتأدبين ~~من الانتفاع بهذا الأثر الجليل، فعسى أن يندب له من يجمع ~~شتاته ويمثله للطبع ضنا بفوائده الكثيرة الجديرة ~~بالإحياء واستدرارا للرحمة على واضعه، جزاه الله على ما ~~عانى فيه خير الجزاء. # وخلا ما ذكر من ~~تبحره في العربية وفنونها فإنه من العارفين بالفرنسوية ~~والإنكليزية، وله عدا ذلك مشاركات في العلوم الرياضية ~~والطبيعية ولا سيما علم الهيئة، وله فيه مباحث دقيقة ~~اشتهر فيها بين أرباب هذا العلم في أوروبا وأميركا، وقد ~~انتدبته كل من الجمعية الفلكية في باريز والجمعية ~~الفلكية الجوية في السلفادور أن ينتظم في عضويتها. # أما الكتب التي تولى تصحيحها وتهذيب عبارتها فكثيرة: ~~منها الكتاب المشهور في «تاريخ بابل وآشور» تأليف جميل ~~مدور، فإنه بيضه بقلمه وأفرغه في قالب لفظه وأسلوبه فجاء ~~من أبلغ ما كتب في هذا العصر وأفصحه عبارة، ومنها الكتاب ms204 ~~الذي جمعه المرحوم شاكر البتلوني أشار له فيه إلى ما ينبغي ~~جمعه من أقوال علماء الإنشاء والترسل وتولى ضبطه وأضاف ~~إليه شيئا من وضعه ورسائله، ومنها كتاب «نفحات الأزهار في ~~منتخبات الأشعار» من جمع المشار إليه أيضا، ومنها كتاب ~~«عقود الدرر في شرح شواهد المختصر» للمعلم شاهين عطية وضعه ~~في شرح الشواهد الشعرية الواردة في مختصر كتاب «نار القرى» ~~في علم النحو، وله علية تذييل لطيف في تحقيق رواية بعض ~~الأبيات ومعاني بعضها، وساعد الأبوين اليسوعيين يوحنا ~~بلو وأوغسطينوس روده في جمع كتاب «نخب الملح» وترتيبه في ~~خمسة أجزاء، وتكررت طبعات هذا الكتاب مرارا عديدة، وطبع ~~خطابا عنوانه «أدب الدارس في المدارس» ألقاه في الاحتفال ~~السنوي للمدرسة البطريركية، ومنها غير ذلك مما لا نطيل ~~باستقصائه، وله مقالات كثيرة في انتقادات لغوية نشرها ~~على صفحات «الطبيب» و«البيان» و«الضياء» وهي: ~~(1) «اللغة والعصر»، (2) «لغة الجرائد» فقد انتقد بها ما ~~هو شائع في الصحف السيارة من الغلط اللغوي. (3) مقالة في ~~«التعريب» بين بها شروط التعريب وتاريخ ذلك من صدر ~~الإسلام. (4) أغلاط العرب القدماء. (5) اللغة العامية ~~واللغة الفصحى. (6) أصل اللغات السامية. (7) «نقد لسان ~~العرب» وهو بحث طويل انتقد به الطبعة المتداولة من معجم ~~لسان العرب. (8) «أغلاط المولدين» بين فيها ما وقع ~~للمولدين من الغلط اللغوي في صدر الإسلام إلى الآن، وفي ~~جملة ذلك ما وقع للمرحوم والده، ثم ذكر ما وقع هو نفسه فيه ~~من الخطأ في بعض المواضع. (9) مقالة في «المجاز». (10) ~~مقالة في «النبر» وهما في اللفظ العربي. (11) «تكون ~~العالم الشمسي» وغيرها. وقد قضى أكثر أيامه الماضية في ~~بيروت ولبنان وهو عاكف على الاشتغال والتدريس لا يلوي على ~~غير ذلك، وكان أكثر إلقائه في المدرسة البطريركية، وقد ~~تخرج عليه كثيرون من رجال العصر في العلوم الأدبية لا سيما ~~الصحافة والشعر، ونال على ذلك «الوسام العثماني» من لدن ~~الحضرة العلية السلطانية، ونال «نوط العلوم والفنون» من ~~جلالة أوسكار الثاني ملك أسوج، وقد أهدى إلى المجمع اللغوي ~~الذي عقد تحت رعاية جلالته طائفة من ms205 كتبه وله في الملك ~~أوسكار قصيدة غراء. # وفي سنة 1894 سافر إلى البلاد الأوروبية وساح فيها مدة، ~~ثم انقلب إلى القطر المصري فأصدر في القاهرة مجلة «البيان» ~~سنة 1897 بالاشتراك مع الدكتور بشارة زلزل، فصدر منها ~~مجلد واحد ثم حالت عوائق دون متابعة إصدارها، فأنشأ بعدها ~~سنة 1898 مجلة «الضياء» المشهورة تابع فيها العمل على وجهه ~~من انتقاء المباحث العلمية والعملية وإثبات الحقائق ~~العقلية والنقلية بحيث كان يجد فيها كل وارد مشرعا وكل ~~رائد منجعا، وقد أصدر منها ثمانية مجلدات مشحونة بالفوائد ~~اللغوية والأدبية وفصول الاكتشافات والاختراعات العصرية ~~إلى غير ذلك من كل ما فيه فائدة للبيب أو فكاهة للأديب، ~~وكان صدور العدد الأخير من المجلد الثامن في شهر تموز 1906 ~~عندما اشتدت عليه وطأة المرض العصبي (روماتزم) الذي أودى ~~بحياته في 28 كانون الأول لتلك السنة بالغا الستين من ~~عمره ولم يتزوج، وهو آخر غصن من الدوحة اليازجية إلا الشيخ ~~حبيب ابن أخيه الشيخ خليل، فجرى لمشهده في اليوم الثاني ~~احتفال كبير ونقلت جثته بقطر خاص من منزله في المطرية ~~إلى القاهرة فمشى في جنازته عدد كبير من العلماء والوجهاء ~~والأدباء وكبراء العاصمة، وعقدت الحفلات لتأبينه في ~~القاهرة والإسكندرية وأكثر أنحاء سوريا، وعولت عائلته ~~وأصدقاؤه على نقل جثته إلى بيروت لتدفن في ضريح الأسرة ~~اليازجية، وقد أرسل الخديو عباس الثاني بواسطة سر تشريفاتي ~~سموه كتاب تعزية إلى الشيخ حبيب اليازجي وهذا نصه: # جناب الفاضل الشيخ حبيب اليازجي # لما علم الجناب الخديوي العالي بعظيم رزء اللغة ~~العربية وآدابها لانتقال العلامة الشيخ إبراهيم ~~اليازجي من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية ~~أظهر مزيد أسفه على انقضاء تلك الحياة الطيبة ~~الحافلة بجلائل الخدم للعلوم العربية في القطرين ~~مصر والشام، وأمرني سموه الفخيم أن أبلغ جنابكم ~~وسائر أعضاء الأسرة اليازجية تعزيته السامية، وإني ~~أشترك مع قراء العربية في تقديم واجب التعزية إلى ~~حضراتكم. # سر تشريفاتي الخديو # أحمد زكي # وقد أجاد المؤرخ المدقق جرجي بك زيدان منشئ مجلة ~~«الهلال» المصرية في وصف أخلاق صاحب الترجمة ومواهبه ~~وإنشائه وقرائحه وشعره ms206 وأعماله وآثاره فاقتطفنا منها ما ~~يأتي: # أخلاقه وصفاته # كان ربع القامة، نحيف البنية، عصبي المزاج، حاد ~~البصر، ذكي الفؤاد، سريع الخاطر، حاضر الذهن، لطيف ~~المحاضرة، حلو المفاكهة، لا يمل مجلسه، يطرب للنكتة ~~الأدبية ويضحك لها، وكان مع ذلك شديد الحرص على ~~كرامته، لا يحتمل مسها في جد أو هزل تلميحا ولا ~~تصريحا، وكان سريع الانتباه لما يتخلل أحاديث ~~المجالس من الإشارات الأدبية، وكان متعففا بطعامه ~~وشرابه ولولا ذلك ما صبر على معاناة صناعة القلم بضعة ~~وأربعين عاما مع نحافة بنيته. وقضى أعوامه الأخيرة ~~يقتصر في عشائه على كأس من اللبن خوف التثقيل على ~~معدته، وإنما العمدة في الغذاء على أكلة الغداء، ولم ~~يكن نهما، وأما في الصباح فيتناول طعاما خفيفا ~~ويعكف على العمل، فإذا تغدى الظهر شرب قهوته ودخن ~~شيشته ونام، ثم ينهض ويقضي بقية النهار في الراحة أو ~~في عمل لا يتعبه، ويخرج لترويح النفس في بعض الأندية ~~يلاعب بعض معارفه بالنرد على سبيل التسلية أو يقضي ذلك ~~الوقت بالمباسطة والمفاكهة، فإذا آن العشاء عاد إلى ~~منزله فيتناول اللبن ويستأنف العمل. وكان مولعا ~~بتدخين الشيشة في أثناء الكتابة كما كان والده مولعا ~~بالقهوة وتدخين التبغ في ذلك الحين. # وكان عفيف النفس كثير الإباء ظاهر الأنفة إلى حد ~~الترفع ولا سيما فيما يتعلق بالارتزاق، يعد مجاملة ~~الناس في سبيل الكسب تملقا، وكلما قل ماله زادت ~~أنفته وعظم إباؤه، وكثيرا ما أراد أصدقاؤه إقناعه أن ~~سنة الارتزاق تقضي بمجاملة الناس والتقرب من كبارهم ~~بالحسنى، فربما أطاع ناصحه برهة ثم يعرض له خاطر فيعود ~~إلى الإباء، ولولا ذلك لعاش في سعة وراحة ولكن القناعة ~~كانت من أكبر أسباب سعادته. # على أنه كان يشتغل بالقلم التماسا لتلك اللذة التي ~~كثيرا ما أغوت أصحاب القرائح واستنزفت قواهم فعاشوا ~~فقراء وماتوا أعلاء، ولو أراد الشيخ مجرد الارتزاق ~~لكان له مما فطر عليه من دقة الصناعة اليدوية خير ~~سبيل، بل لم يكن يعدم منصبا في بعض مصالح الحكومة، ~~وقد ندب أن يكون قائمقام على مدينة زحلة ms207 من لبنان سنة ~~1882 فلم يقبل. # ومن إبائه وكرم أخلاقه أنه كان صادقا في معاملته ~~على اختلاف وجوهها لا يحلف ولا يخلف، وكان أمينا فيما ~~ينقله أو يقتبسه من الآراء أو الأقوال، ينسب الفضل إلى ~~صاحبه، وكان عكس ذلك فيما يفعله هو مع الآخرين من ~~تصحيح مقالة أو تنقيح عبارة؛ فإنه كان شديد الإنكار ~~لذلك، ولكن ديباجته كانت تنم عليه لظهور أسلوبه من ~~خلال السطور. وكان برا بأبيه وقد خدم اسمه وزاد في ~~شهرته بما أتمه من آثاره أو شرحه من كتبه، فأنفق في ~~سبيل ذلك جانبا كبيرا من وقته، وأتم شرح المتنبي أو ~~هو شرحه كله فنسب الشرح إلى والده واستبقى لنفسه فضل ~~التتميم. # قرائحه ومواهبه # أظهر قرائحه ~~الإتقان الفني فإنه كان متأنقا في إتقان ما يتعاطاه ~~من صناعة أو أدب أو شعر سواء اصطنعه بيده أو أنشأه ~~بقلمه أو نظمه بقريحته بما يعبر عنه الإفرنج بقولهم # Artist # فكنت ترى ~~التأنق والإتقان ظاهرين في كل عمل يعمله حتى في ~~لباسه وجلوسه ومشيه وكلامه وطعامه، وكل ذلك فرع من ~~تأنقه في الصناعة اليدوية فكان حفارا ماهرا ~~ومصورا متقنا، ظهر ميله إلى ذلك منذ حداثته. حدثنا ~~صديقنا المستر إدوار فانديك نجل أستاذنا الدكتور ~~فانديك أنه عرف الشيخ الفقيد منذ نيف وأربعين سنة؛ إذ ~~كان يتردد على مطبعة الأمريكان في بيروت وإدارتها ~~يومئذ بيد الدكتور فانديك، وكانت للشيخ ناصيف علاقة ~~حسنة بالأمريكان من التعليم بمدارسهم والتصحيح في ~~مطبعتهم، قال صديقنا المشار إليه إنه كان يلاحظ في ~~الشيخ إبراهيم من ذلك الحين ميلا خصوصيا لصناعة ~~الحفر، وكثيرا ما كان يحفر الأختام على سبيل الغية، ~~ثم حفر الصور والنقوش، وخطر له يوما أن يصنع روزنامة ~~عربية تعلق على الحائط من قبيل الروزنامات الشائعة ولم ~~تكن معروفة يومئذ بالعربية، فاستأذن الدكتور فانديك ~~في استخدام بعض أدوات المطبعة لحفر الأحرف والأشكال ~~اللازمة لهذا العمل، فأمر رئيس العمال في ذلك العهد ~~موسى عطا ألا يمنعه شيئا يحتاج إليه في هذا السبيل، ~~فتأنق الشيخ في رسم حروف الروزنامة وأرقامها حتى ms208 ~~أتمها على أجمل ما يكون، وهي أول روزنامة عربية من ~~هذا النوع. # على أن تأنقه ظهر في خط يده فكان جميل الخط من ~~حداثته وظل خطه جميلا إلى آخر أيامه وقاعدته فارسية، ~~والذين يقرءون رسالة بخطه لا يكون إعجابهم بجمال ذلك ~~الخط أقل من إعجابهم ببلاغة أسلوبه، ومن هذا القبيل ~~تأنقه في التصوير باليد حتى صور نفسه عن المرآة صورة ~~ناطقة رأيناها معلقة في منزله. وأهم ما نجم من ثمار ~~هذه القريحة اصطناع الحروف الحديثة التي سنذكرها في ~~جملة آثاره. # إنشاؤه # ومن قرائحه اقتداره الغريب على الإنشاء المرسل مع ~~سلامة ذوقه في انتقاء الألفاظ. وأسلوب عبارته جمع بين ~~المتانة والبلاغة والسهولة يشبه أسلوب ابن المقفع ~~شبها إجماليا، ولكنه من أكثر وجوهه خاص بالشيخ، على ~~أن إنشاء ابن المقفع لم يصل إلينا كما كتبه صاحبه، ~~ولكنه جاءنا بعد أن هذبته أقلام المنشئين ونقحته ~~قرائح اللغويين زهاء اثني عشر قرنا، أما الشيخ فلم ~~يمس عبارته سواه، ناهيك بما يعترض الكاتب اليوم من ~~المعاني الجديدة التي لم يعرفها القدماء وليس في ~~المعجمات لفظ يدل عليها مما يقف عثرة في طريق ~~المنشئين. # أما فقيدنا اليازجي فكان يتخطى هذه العقبات على ~~أهون سبيل فجاءت عبارته خالية من غريب اللفظ ووحشي ~~التركيب، وقد يأتي باللفظ الغريب فيضعه موضعا يجعله ~~مألوفا فلا يمجه السمع ولا ينكره الفهم، فكان ~~أسلوبه بليغا بلا تقعر أو تعقيد، سهلا بلا ضعف أو ~~ركاكة، متسلسلا متناسبا متناسقا يطابق ما قدمناه ~~من توخيه التأنق والإتقان في كل شيء. ورغبته في ~~الإتقان حملته على التأني في نشر ما يكتبه، فكان لا ~~يرسل المقالة إلى المطبعة إلا بعد تنقيحها وتهذيبها ثم ~~يكتبها بحرف واضح جلي كأنه سلاسل الذهب حذرا من ~~الوقوع في الخطأ، فآل ذلك إلى إبطائه في إخراج بنات ~~أفكاره وقلل مقدار ما كان يرجى الحصول عليه من ثمار ~~علمه ودرسه. # ومما حمله على المبالغة في التأني أنه كان شديد ~~الوطأة في انتقاد ما يعرض له من الغلط اللغوي فيما ~~يقرؤه من الصحف أو ms209 الكتب؛ وذلك طبيعي فيمن يخصص بحثه ~~في فرع من فروع العلم يستقصيه ويدرس دقائقه فيكثر ما ~~يقع عليه نظره من الغلط فيما يكتبه سواه في ذلك الفرع، ~~فلا يصبر على السكوت عنه ولا سيما إذا كان عصبي المزاج ~~مطبوعا على التأنق والإتقان مثل فقيدنا، فالانحراف ~~عن الصواب كان يؤلمه ولا يشفي ألمه غير النقد، ويمتاز ~~نقده بشدة اللهجة وبما يتخلله من قوارص الكلم لا يراعي ~~في ذلك صداقة ولا عهدا، وسبب تلك الشدة على الغالب ~~غيرته على اللغة وإخلاصه في خدمتها، فلما كتب «أغلاط ~~المولدين» لم يستثن والده ولا نفسه؛ لأنه كان يرى ~~الغلط اللغوي أو النحوي من أكبر السيئات، ويرى السلامة ~~منهما من أكبر الحسنات؛ ولذلك كان يثني على شعر ابن ~~الفارض، ويعجب بشعر المتنبي على الخصوص لقلة ذلك الغلط ~~فيهما، وربما احتقر شعر شاعر مطبوع أو مقالة عالم ~~كبير إذا رأى فيها غلطا لغويا أو نحويا، فكان ~~يبالغ في تنقيح ما يكتبه ويتأنق في إتقانه خوفا من ~~الانتقاد، ولعله تنبه لذلك على الخصوص منذ أخذ في ~~الدفاع عن والده لما انتقده الشيخ أحمد فارس وشدد ~~النكير عليه. وكان الشيخ إبراهيم في إبان شبابه فأجاد ~~في الدفاع وتعود الحذر من الخطأ بالمراجعة والتنقيح من ~~ذلك الحين. فاعتبر مع سعة علمه بمفردات اللغة وجزالة ~~أسلوبه كم تكون لغته صحيحة وعبارته بليغة فصيحة حتى ~~أصبح استعماله حجة وإنشاؤه قاعدة، فلا عجب إذ دعوناه ~~حجة اللغة وإمام الإنشاء، وأكثر ما يكتبه مرسل سهل، ~~وإذا سجع فلا تجد في تسجيعه تكلفا. # شعره # وقد رأيت أنه نظم الشعر في شبابه وقعد عنه في ~~كهولته، على أن شاعريته ظاهرة فيما ظهر من شعره، وبين ~~منظوماته ما جرى على ألسنة القوم مجرى الأمثال مع ~~رغبته في كتمانه؛ إذ جمعه في كتاب بخط يده وضن على ~~الناس بنشره وهو لا يزال باقيا كما تركه، ومن أشهر ~~شعره قصيدته السينية التي مطلعها: # دع مجلس الغيد الأوانس # وهوى لواحظها النواعس # وأختها التي تلاها في «الجمعية العلمية السورية» ~~ومطلعها: # تنبهوا ms210 واستفيقوا أيها ~~العرب # فقد طمى الخطب حتى غاصت ~~الركب # والقصيدتان مهيجتان ~~اقتضتهما بعض الأحوال السياسية في سوريا من التحريض ~~على النهوض، ولعل الفقيد حمل على نظمهما بإشارة جماعة ~~أو أمر رجل كبير فجاء نظمهما بليغا، ومن قوله في ~~النسيب والغزل: # ما مر ذكرك خاطرا في ~~خاطري # إلا استباح الشوق هتك ~~سرائري # وتصببت وجدا عليك نواظر # باتت بليل من جفائك ~~ساهر # ومن قوله في الحكم أيضا: # وإنما نحن في دار إذا ~~اعتبرت # ليست سوى مأتم ناحت به ~~البشر # في كل يوم أناس فوقها ~~فجعوا # على أناس طوتهم تحتها ~~الحفر # بئس الحياة التي ما زال ~~واردها # يمازج الورد في كاساته ~~الصدر # حالان إحداهما مملوءة ~~حذرا # مما يليها وأخرى فاتها ~~الحذر # ومما جرى مجرى الأمثال ويصح أن يكتب بماء الذهب ~~بيتان قالهما في معرض رد على أحمد فارس الشدياق لما ~~انتقد كتب والده وشدد الطعن عليه فقال الشيخ ~~إبراهيم: # ليس الوقيعة من شأني فإن ~~عرضت # أعرضت عنها بوجه بالحياء ~~ندي # إني أضن بعرض أن يلم ~~به # غيري فهل أتولى خرقه ~~بيدي # ومن نكاته الشعرية: # تعجب قوم من تأخر حالنا # ولا عجب في حالنا أن ~~تأخرا # فمذ أصبحت أذنابنا وهي ~~أرؤس # غدونا بحكم الطبع نمشي إلى ~~الورا # وكانت له قريحة في الرياضيات واطلاع واسع في علم ~~الفلك اتصلت بسببه مخابرات بينه وبين بعض كبار ~~الفلكيين الفرنساويين، واشتغل في حل المشكلة الرياضية ~~المشهورة وهي قسمة الدائرة إلى سبعة أقسام، وتوصل قبل ~~وفاته ببضع سنين إلى حل يقرب من الصواب كثيرا بعث به ~~إلى أكاديمية العلم في باريس ولا نعلم ما صار إليه ~~أمره، وكان عارفا اللغة الفرنساوية وله إلمام ~~بالعبرية والسريانية ومشاركة حسنة في العلوم ~~الطبيعية. # أعماله وآثاره # نظرا لما قدمناه من طبعه في التأنق والإتقان ~~وتوخيه التأني والتدقيق فقد جاءت ثمار قرائحه أقل ~~مقدارا مما كان يرجى من مثله كما قدمنا، فضلا عن ~~انصراف ذهنه في شبابه إلى الاشتغال بالحفر والرسم، على ~~أنه خدم اللغة العربية من هذا الطريق خدمة ذات بال ~~باصطناع حروف ms211 الطباعة العربية في بيروت، وذلك أن ~~الطباعة بالحروف الإفرنجية لم تكد تظهر في أوروبا ~~بأواسط القرن الخامس عشر حتى اهتم أصحابها هناك ~~باصطناع الحروف العربية؛ فاصطنعوا حروفا طبعوا بها ~~كتبا بالبندقية ورومية وباريس ولندرا وأكسفورد ~~وغيرها، ولكل منها تقريبا شكل خاص وإن تشابهت على ~~الإجمال، ثم ظهرت الطباعة العربية في الآستانة وحرفها ~~يعرف بالحرف الإسلامبولي، وفي أوائل القرن الثامن عشر ~~ظهرت الطباعة في سوريا نقلا عن حروف رومية، ثم جاء ~~المرسلون الأميركان إلى سوريا في أوائل القرن الماضي ~~ولهم مطبعة عربية في مالطة أسسوها سنة 1822 وحروفها ~~من حروف مطابع لندن، وطبعوا بها كتبا بعناية المرحوم ~~الشيخ أحمد فارس، ثم نقلوها إلى بيروت سنة 1834 وبعد ~~انتقالها بأربع سنين اهتم مديرها يومئذ عالي سميث ~~باصطناع حروف جديدة، فاستخدم أحد كتبة الآستانة فكتب ~~له حروفا جميلة سبكها في لايبسك وهي الحروف ~~الأميركانية المشهورة. # ولكن القاعدة الأميركانية على جمالها ورونقها كانت ~~كثيرة النفقة في اصطناعها لكثرة أشكالها، والقاعدة ~~الإسلامبولية تفضلها من هذا القبيل لكنها تقل عنها ~~من جهات أخرى، فعني الشيخ صاحب الترجمة سنة 1886 ~~بصنع قاعدة جديدة يجمع بها حسنات الحرفين، وهي ~~القاعدة المعروفة بحرف «سركيس»؛ لأنها تسبك في مسبك ~~خليل أفندي سركيس صاحب لسان الحال في بيروت، وهي ~~القاعدة الشائعة الآن في أكثر المطابع العربية في ~~سوريا ومصر وأميركا، واصطناع هذه الحروف يحتاج إلى دقة ~~ومهارة لا يعرف مقدارهما إلا من يعاني هذه الصناعة؛ ~~لأن الحرف لا يتمثل للطبع إلا بعد أن يحفر على قضيب ~~من الفولاذ حفرا دقيقا ويقال له باصطلاح الطباعة ~~«الأب»، ثم يضرب على النحاس ضربا حتى يطبع غائرا في ~~النحاس ويسمونه حينئذ «الأم» وعلى هذه الأم يصبون ~~الرصاص فيخرج الحرف المعروف في المطابع، فالشيخ كان ~~يصطنع الأب من الفولاذ ويضربه على الأم النحاسية ~~واصطنع هذا الحرف عدة أقيسة، ولما جاء القاهرة صنع ~~حرفا على قياس متوسط بين الحروف الكبرى والصغرى ~~يعرف بحرف «بنط 20»، وقد اتخذته مسابك القاهرة ~~واصطنعوا له قوالب وشاع استعماله في مطابعها. # وأدخل في الطباعة العربية بعد ms212 قدومه مصر صورا ~~للحركات الإفرنجية يحتاج إليها المعربون في التعبير عن ~~الحركات الخاصة بها التي لا مقابل لها في العربية، ~~ولما أرادت الحكومة المصرية صنع حروف مطبعة بولاق سنة ~~1903 على قاعدة مختصرة مفيدة كانت الأبصار متجهة إلى ~~الشيخ؛ لأنه أقدر من يستطيع ذلك بالدقة والرونق، ولو ~~فوضت إليه هذا العمل لأحسنت صنعا واستثمرت قريحته ~~ثمرا نافعا للغة العربية على الإجمال. ومن آثار عمله ~~أنه انتقى ألفاظا اصطلاحية لما حدث من المعاني ~~العلمية بنقل العلوم الحديثة إلى اللغة العربية بما ~~عرف به من سلامة الذوق في اختيار الألفاظ، وقد أوردنا ~~أمثلة على ذلك لما روينا أخبار مجلة «الطبيب» التي ~~كانت في عهدته. ونختم هذه الترجمة بالقصيدة النفيسة ~~التي نظمها الأستاذ الكبير إبراهيم الحوراني في رثاء ~~الشيخ إبراهيم اليازجي وهي: # أضحى ألبسي حللك الدياجي ~~واخلعي # حلل الشعاع على كواكب ~~مدمعي # لا تلمعي ودعي الشروق ~~لأنه # غربت أشعة ذي الضياء ~~الألمع # نعت النعاة ولم أثق إذ لم ~~يزل # في ناظري وحديثه في ~~مسمعي # كيف التفت أراه مبتسما ~~على # عهدي به فكأنما يحيا ~~معي # صور بها أنسى البلية ~~لحظة # تمحى فيتلوها أشد ~~تفجع # يا ليت أخيلة السلو ~~حقيقة # فأبشر الدنيا بمحيا من ~~نعي # نفذ القضاء فما الخيال ~~بدافع # جاءت جهينة باليقين ~~الموجع # سجت بإبراهيم سابحة ~~النوى # في اللج من عبرات كل ~~مشيع # لم يبق بعد اليازجي ~~لرائد # من نجعة غير السرى في ~~البلقع # عقد اللسان عن البيان ~~وعقده # نثرت فرائده الحسان ~~كأدمعي # لك يا أبا البلغاء معجز ~~منطق # في طرس ما كتبت يمين ~~المبدع # لك يا بن ناصيف بن عبد الله ~~في # نسب العلا آي الدليل ~~المقنع # أشقيق «وردة» شامنا ذكر ~~اسمكم # ورد «حديقته» بواد ~~ممرع # أأخا «الخليل» «العين» سال ~~عبابها # فتولد «القاموس» من ذا ~~المنبع # لم أبككم لكن بكيت بكم ~~على # قلب بسيف بعادكم ~~متقطع # ولهان ودعت الحياة ~~وطيبها # أسفا على من سار غير ~~مودع # جهد البلاء قضى بذا ~~ورضيته # يرضي الوجيع من المصاب ~~الأوجع # يا نفس يوم الجمع يوم ~~الملتقى # بالصحب بعد ms213 تفرق ~~المتجمع # لم تفن تلك الذات لكن ~~غيرت # صور المركب من فتات ~~اليرمع # دفنوا حجاب النفس في جوف ~~الثرى # والنفس حلت بالمحل ~~الأرفع # وأولو البلاغة والنهى ~~دفنوه في # جدث تحيط به حنايا ~~الأضلع # يا ذا اليقين غدا أراك فما ~~بنى # أهل الشكوك على سوى ~~المتزعزع # قالوا الممات من الحياة وما ~~دروا # أن الحياة من الممات ~~المفجع # ماذا تخيل شاعر بل ~~حكمة # نزلت على روع الحكيم ~~الأروع # فالحب ينبت بعد ما يبلى ~~أما # للحي بعد ذهابه من ~~مرجع # غربت لتطلع شمس طلعتكم ~~ألا # إن الغروب السير نحو ~~المطلع # ما ميتة الإنسان إلا ~~رقدة # فقيامة الموتى انتباه ~~الهجع # ومعادنا كالحتف يحدث ~~مرة # ما للتناسخ عندنا من ~~موضع # إن الخلود حقيقة ~~أزلية # نفي النفاة لها هباءة ~~زعزع # لم ينفها العلم الحديث ~~وأثبتت # في مجمع العلم القديم ~~المجمع # أذوي الحجا دون الحقائق ~~برقع # والكل يجهل ما وراء ~~البرقع # لو أسفرت هان الردى وبدا ~~لنا # حزن الضريح الصعب سهل ~~المضجع # وعلام لا نهوى شعوب ~~وحبها # لأولي الأسى طبع بغير ~~تصنع # يوم الولادة للمنية ~~مشرع # والعمر مدة ورد ذاك ~~المشرع # يأتي الوليد إلى بسيطة ~~باكيا # فكأنه قد ود لو لم ~~يوضع # وكأنه ميت بلا كفن ~~وقد # خيطت له كفنا ثياب ~~الرضع # قل يا خبير لمن يريد ~~سعادة # في الأرض تطلب مستحيلا ~~فاربع # كم من عزيز ذي غنى ~~وكرامة # حسد الصريع على سريع ~~المصرع # لله سر في البرية ما ~~طوى # من نهجه الحكماء عرض ~~الإصبع # لو شمت لمحة بارق من ~~كنهه # لكشفت أسرار الجهات ~~الأربع # إني جهلت فكان غيث ~~مدامعي # جودا وما في الجو غير ~~اليلمع # يا ساكن الرمس الذي ~~أقصيته # ودنا بطيب نشره ~~المتضوع # أعطيت مصر النفس غير ~~مطالب # فتمسكت بنزيلها ~~المتبرع # شربت هوى النيلين مصر ~~فغيبت # أصفاهما في قلبها ~~المتصدع # يا مصر أبكار العلوم ~~استودعت # أنقى صعيدك أنفس ~~المستودع # فسقاه قطر الشام قطر ~~نجيعه # من مقلتيه وقال يا أرض ~~ابلعي # ودجاه قال لأعين ترعى ~~السها # أسماء طوفان الأسى لا ~~تقلعي # نظم الرثاء فيا مطوقة ~~اسجعي ms214 # وسلاف أحزاني اجرعيه ~~ورجعي # أمسيت بعد ضيائه أحيي ~~الدجى # بين الغوارب والنجوم ~~الطلع # وشغلت أسحاري بسمع ~~حمائم # تبكي هديلا غائبا لم ~~يرجع # وعلى غريب الدار نحت ~~فأرخوا # ناح الأسيف على غريب ~~المربع # سنة 1906 ميلادية # وهجرت شدوي والسرور ~~ختمته # بغموم تاريخي وفاة ~~اللوذع # سنة 1324 هجرية # السيد عبد القادر قباني # مؤسس جريدة «ثمرات الفنون» وصاحب ~~امتيازها. # رسمه بالملابس الرسمية. ~~*** # يتصل نسب السيد عبد القادر ابن السيد ~~مصطفى ابن السيد عبد الغني قباني بالإمام زين العابدين من ~~أحفاد الإمام الحسين كما ورد ذلك في كتاب «بحر الأنساب»، ~~وأصل عائلته من الحجاز ثم انتقلت إلى جهات العراق فأقام ~~أجداده فيها، وفي عهد الحروب الصليبية أقبل بعضهم إلى ~~سوريا وانضموا إلى جيوش السلطان صلاح الدين الأيوبي ~~لمحاربة الأعداء، فسكنوا أولا في مدينة جبيل بلبنان ثم ~~تحولوا إلى بيروت، ولما كان عبد الله باشا واليا على عكا ~~انتدب إليه السيد مصطفى والد صاحب الترجمة وجعله قائدا ~~لعساكره، وعند سقوط عكا في 27 آيار 1832 بيد إبراهيم باشا ~~ابن محمد علي باشا المصري وقع مصطفى جريحا وأرسل إلى ~~وادي النيل، فكلفه محمد علي باشا أن يخدمه بالأمانة التي ~~خدم بها عبد الله باشا على أن يعينه أمير لواء ويعوض ~~عليه كل ما خسرت يداه، إلا أنه زايل مصر متنكرا يتنقل من ~~بلد إلى بلد حتى بلغ القسطنطينية، فأكرمته الدولة ~~العثمانية وجعلت له راتبا كافيا لمعيشته، فاستاء إبراهيم ~~باشا منه ثم أبعد عائلته إلى جزيرة قبرص، فأقاموا فيها إلى ~~ما بعد خروج إبراهيم باشا من سوريا وحينئذ تسنى للسيد ~~مصطفى أن يعود إلى بيروت بعائلته التي لم تزل فيها إلى ~~الزمان الحاضر. # أما صاحب الترجمة فإنه ولد في بيروت سنة 1849م/1265ه ~~وتعلم في مكاتبها الإسلامية، ثم درس مدة في «المدرسة ~~الوطنية» لبطرس البستاني وتلقى بعض العلوم على الشيخ عبد ~~القادر الخليل والشيخ محيي الدين اليافي والشيخ إبراهيم ~~الأحدب، وكان من أعضاء «جمعية الفنون» التي اهتم بتأليفها ~~الحاج سعد حمادة لخدمة المعارف والفقراء، وجرى الاتفاق على ~~أن يكون السيد عبد ms215 القادر مديرا للمطبعة التي أنشئت باسم ~~الجمعية المذكورة ويطلب امتيازا باسم جريدة «ثمرات ~~الفنون» التي مر ذكرها، ولما لم يطل أجل تلك الجمعية ~~تحولت الحقوق في المطبعة والجريدة إلى اسم صاحب ~~الترجمة. # وفي غرة شعبان 1295ه/1878م تألفت بمساعيه وبمساعي بعض ~~أصدقائه «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» وتعين رئيسا ~~لها، وقد تأسست على يدها المكاتب الابتدائية للذكور ~~والإناث ونالت نصيبا وافرا من النجاح، إلا أن روح الحسد ~~حمل البعض على الوشاية بها ونسبوا لمدحت باشا والي سوريا ~~حينذاك فكر الاستقلال في سوريا بواسطة الجمعية المذكورة، ~~فألغتها الحكومة وأبدلت اسمها باسم «شعبة المعارف» وعينت ~~رئيسا لها الحاكم الشرعي، وكان يومئذ عبد الله جمال ~~الدين أفندي الذي صار فيما بعد قاضيا للديار المصرية ~~وتوفي هناك، وقد تبدلت حال الشعبة المذكورة بانتقال عبد ~~الله جمال الدين إلى مصر وتفرق أهم أعضائها في أنحاء ~~مختلفة. # وتقلب السيد عبد القادر قباني في وظائف الحكومة سنين ~~عديدة، فصار سنة 1880 عضوا في مجلس إدارة لواء بيرت ثم ~~عضوا في المحكمة البدائية، ولدى تشكيل ولاية بيروت سنة ~~1888 تعين عضوا في محكمة الاستئناف فخدم هذه الوظيفة ~~مدة عشرة أعوام، وفي سنة 1898 انتخبه أهالي بيروت رئيسا ~~للمجلس البلدي فجرت على يده إصلاحات كثيرة في المدينة. ~~وفي مدة رئاسته زار غيليوم الثاني إمبراطور ألمانيا فلسطين ~~وسوريا، وجرى له في بيروت احتفال عظيم يليق بمقامه السامي ~~وبالمدينة التي سماها «درة في تاج سلاطين آل عثمان». وفي ~~عهد رئاسته أيضا وافق العيد الفضي لمرور خمسة وعشرين ~~عاما على ارتقاء السلطان عبد الحميد الثاني إلى الأريكة ~~العثمانية، فسعى مع أعيان المدينة في تشييد السبيل الواقع ~~في ساحة السور تذكارا للعيد المشار إليه، وأنشأ من أموال ~~البلدية برج الساعة الكائنة بين الثكنة الشاهانية ~~والمستشفى العسكري، وهو بديع الصناعة مرسوم على الطراز ~~العربي بقلم المهندس البارع يوسف أفتيموس. وبعد أن أتم ~~صاحب الترجمة مدته النظامية في رئاسة المجلس البلدي تعين ~~بإرادة سلطانية مديرا لمعارف ولاية بيروت، وبلغنا أن ~~لوائحه التي قدمها للمراجع الإيجابية في إصلاح المدارس ~~ورقي ms216 المعارف بقيت في زوايا النسيان وأهملتها الحكومة ~~رغما من اجتهاده في تحقيق هذه الأمنية، وبعد أن لبث في ~~هذه الوظيفة نيفا وست سنين تبلغ في 13 آب 1908 خبر عزله ~~بلا سبب ومن دون محاكمة، فاستدعى تكرارا من وزارة المعارف ~~معاملته بالإنصاف أو إجراء محاكمته؛ فأصدرت الوزارة أمرها ~~استنادا إلى قرار مجلس المعارف بجواز استخدامه وبإعطائه ~~راتب المعزولية توفيقا لقانون التنسيق وذيله، وذلك دليل ~~على عدم وجود سبب للعزل. وفي أواخر السنة المذكورة ودع ~~الصحافة التي خدمها أربعا وثلاثين سنة كما سبق القول في ~~أخبار جريدة «ثمرات الفنون». # وبعد ذلك ألف مع بعض أبناء الوطن شركة للقيام بأمور ~~عمرانية عمومية لا سيما استخراج الحديد وزيت البترول في ~~أراضي ولاية سوريا، فنالت الشركة رخصة الحكومة بذلك، ~~وبلغنا أن الدلائل تبشر بالحصول على المقصود، وقد كافأته ~~الدولة على إخلاص خدمته لها بالرتبة الأولى من الصنف الأول ~~وبالوسام المجيدي الثاني والوسام العثماني الثالث ومدالية ~~التخليص ومدالية السكة الحجازية ومدالية وصول الخط الحجازي ~~إلى معان، وأهداه إمبراطور ألمانيا وسام «النسر الأحمر» من ~~الرتبة الرابعة. # الشيخ إبراهيم الأحدب # محرر جريدة «ثمرات الفنون» وأحد أركان ~~النهضة العلمية في القرن التاسع عشر ~~*** # هو ابن السيد علي الأحدب ولد سنة ~~1826م/1242ه في طرابلس الشام ويتصل نسبه بالإمام الحسين، ~~وطلب العلوم اللسانية والأدبية منذ نعومة أظفاره فقرأها ~~على الشيخ عرابي والشيخ عبد الغني الرافعي فبرع فيها، وقد ~~لازم كبار العلماء فتقدم بجده على أقرانه وسار صيته بين ~~الأفاضل شرقا وغربا، وفي الثانية والعشرين من عمره عكف ~~على التدريس فأقبل عليه الطلبة يستفيدون من إلقائه، وكان ~~نابغة في حفظ أشعار المتقدمين والمتأخرين ويملي عن ظهر ~~قلب عدة متون من النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق ~~ومقامات الحريري مع وفور اطلاع على أمثال العرب وتواريخهم ~~ونوادرهم ووقائعهم، وقد قال الشعر في صباه وبرع فيه حتى ~~بلغ ما نظمه نحو ثمانين ألف بيت، وكل بيت من شعره لا يخلو ~~من صناعة بديعية أو نكتة أدبية أو حكمة بالغة أو مثل ~~سائر، وكان سريع الخاطر ms217 يملي بأسرع من لمح البصر ما يقترح ~~عليه كتابته نظما أو نثرا فيبرز ذلك كأحسن شيء دون ~~تكلف، وقد زار مدينة القسطنطينية على عهد السلطان عبد ~~المجيد فامتدحه بقصيدة مطلعها: # بنصرة دين الله وافت لنا ~~البشرى # فأولت أولي الإيمان من نشرها ~~بشرا # وفي سنة 1852 استدعاه سعيد بك جنبلاط حاكم مقاطعة ~~الشوفين بلبنان إلى مركزه في «المختارة» فاتخذه مستشارا ~~في الأحكام الشرعية، وبعد ثمانية أعوام انتدبته حكومة ~~بيروت وعينته نائبا في محكمة الشرع، وعند إجراء تنسيقات ~~النواب صار رئيسا لكتاب المحكمة المذكورة فتعاطى شئونها ~~نيفا وثلاثين سنة، وفي خلال هذه المدة تولى التحرير في ~~جريدة «ثمرات الفنون» فأودعها كثيرا من المقامات البديعة ~~والرسائل الأدبية والفصول الحكمية ما لو جمعت لبلغت ~~مجلدات، وقد عرضت عليه نيابة صنعاء اليمن فامتنع عنها ~~لبعده عن الأوطان، وكان عضوا في مجلس معارف الولاية ~~فامتاز فيه بسعة آدابه، ومع ذلك كله كان مجدا في نشر ~~العلوم وله في كل يوم دروس مختلفة مع اشتغاله بالتأليف ~~ونقله ما ينوف عن ألف كتاب ورسالة بخطه الظريف، وفي سنة ~~1872 زار الديار المصرية فرحب به علماؤها لا سيما الشيخ ~~عبد الهادي نجا الإبياري، وقد روى في كتابه «الوسائل ~~الأدبية في الرسائل الأحدبية» ما جرى بينهما من ~~المكاتبة. # وكان له من علم الأدب أوفر نصيب، راسل الشعراء والعلماء ~~ونظم القصائد في مدح أمراء العرب ووزرائهم وكبارهم كالأمير ~~عبد القادر الجزائري وباي تونس محمد صادق باشا الذي أحسن ~~إجازته، كما أن مصطفى باشا كبير وزراء تونس أرسل إليه ~~علبة مرصعة بالألماس وعليها رسمه بالألبسة الرسمية واسمه ~~منقوش بالحجارة الكريمة، وأنشأ رسالة «لا سلامة من الخلق» ~~وهي التي اقترحها حسين باشا وزير المعارف بتونس على ~~الأدباء، فحكم لصاحب الترجمة بالسبق على سواه وأرسل له ~~الجائزة المعينة مع سبحة من العنبر ورسالة بخط يده، ومن ~~شعره اللطيف قصيدته البائية التي أودعها فنون الحكم ~~مطلعها: # ورد المعاني بما يصفو من الأدب # يقضي براح الصفا في أرفع ~~الرتب # ومنها في الختام: # هذي بدائع قد أودعتها نكتا # من ms218 المعاني نبت عن سمع كل ~~غبي # جرى إليها يراعي محرزا قصبا # فأطرب السمع في مغناه ~~بالقصب # لامية العجم استعلت بنسبتها # وهذه دعيت بائية العرب # أنشأتها حكما طابت لخاطبها # إن كان في ذوقه ضرب من ~~الضرب # ومن الأشعار التي نظمها في مدح الأمير عبد القادر الحسني ~~الجزائري هذه الأبيات: # إني بمدح ابن محيي الدين ذو ~~همم # غدا نظامي بها في أرفع ~~الدرج # وفي مآثر عبد القادر اطردت # أبيات شعري فراقت كل ~~مبتهج # غوث النزيل وغيث فيض نائله # من الأنامل يجري الدر في ~~خلج # شمس أنارت بلاد الشرق فابتهجت # سورية بسناها الفائق ~~البهج # في الكون آثاره كالمسك قد نفحت # إلا لمزكوم طبع عد في ~~الهمج # لله غرب حسام منه قد شهدت # في الغرب آثاره كالصبح في ~~البلج # لا زلت تهدى لك الأمداح ما ~~طلعت # شمس بنورك تغنينا عن ~~السرج # وأشهر مؤلفاته هي: ~~(1) «ديوان شعر» نظمه في صباه ورتبه على ثمانية فصول. ~~(2) ديوان «النفح المسكي في الشعر البيروتي» نظمه سنة 1283 ~~هجرية. (3) له «ديوان ثالث» نظمه بعد هذا الديوان يشتمل ~~على كثير من القصائد الرائقة. (4) له «مقامات » تبلغ ~~الثمانين مقامة أملاها على لسان أبي عمر الدمشقي وأسند ~~روايتها إلى أبي المحاسن حسان الطرابلسي جارى في إبداعها ~~العلامة الحريري. (5) كتاب «فرائد الأطواق في أجياد محاسن ~~الأخلاق» يتضمن مائة مقالة نثرا ونظما جارى بها مقالات ~~العلامة جار الله الزمخشري. (6) كتاب «فرائد اللآل في مجمع ~~الأمثال» نظم فيه الأمثال التي جمعها العلامة الميداني في ~~نحو ستة آلاف بيت وقد شرحها في مجلدين طبعا بعد وفاته في ~~المطبعة الكاثوليكية بهمة نجليه سعيد وحسين. (7) له ~~«رسالتان في المولد النبوي» إحداهما مطولة والأخرى ~~مختصرة. (8) كتاب «تفصيل اللؤلؤ والمرجان في فصول الحكم ~~والبيان» يشتمل على مائتين وخمسين فصلا في الحكم والآداب ~~والنصائح. (9) له «عقود المناظرة في بدائع المغايرة» وهو ~~جزآن مشتملان على خمس وعشرين مغايرة. (10) له «نشوة ~~الصهباء في صناعة الإنشاء». (11) له «منظومة اللآل في ~~الحكم والأمثال». (12) كتاب «نفحة الأرواح على مراح ~~الأرواح»، (13) كتاب «إبداع الإبداء لفتح أبواب البناء» في ~~علم ms219 الصرف. (14) كتاب «كشف الأرب عن سر الأدب». (15) كتاب ~~«مهذب التهذيب» في علم المنطق نظمه وعلق عليه شرحا ~~لطيفا. (16) كتاب «الوسائل الأدبية في الرسائل الأحدبية» ~~يشتمل على القصائد والرسائل التي دارت بينه وبين الشيخ عبد ~~الهادي نجا الإبياري في مصر. (17) له «ذيل ثمرات الأوراق» ~~طبعه على هامش كتاب «المستظرف» وغيره. (18) وآخر مؤلفاته ~~«كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان» ألفه في مدة ~~أربعة أشهر وقد طبعه الآباء اليسوعيون بنفقتهم. (19) رسالة ~~«لا سلامة من الخلق» التي مر ذكرها. وكان له كلف بالروايات ~~حتى بلغ ما جمعه منها نحو عشرين رواية بعضها مبتكر له ~~وبعضها مأخوذ من التاريخ أو مترجم عن لغة أوروبية كرواية ~~«إسكندر المكدوني» ورواية «السيف والقلم» ورواية «المعتمد ~~بن عباد» وغيرها. # وقد بلغت شهرة رواياته مسمعي راشد باشا والي سوريا في ~~دمشق فأعجب ببراعة منشئها، ولما أراد أن يحتفل بختان ~~أنجاله في نواحي سنة 1868 كلف صاحب الترجمة أن يعلم رواية ~~«إسكندر المكدوني» لجوق من الممثلين ويذهب بهم إلى دمشق ~~لأجل تمثيلها، ففعل الشيخ إبراهيم ذلك، وكان لتمثيل ~~الرواية صدى استحسان لم يزل يردده سكان الفيحاء إلى الزمان ~~الحاضر. وعند رجوع الشيخ إبراهيم إلى بيروت أهداه راشد ~~باشا خاتما ثمينا مرصعا بالألماس ونفحه بمائة ليرة ~~عثمانية، ثم إنه نال من مكارم أعيان دمشق وإكرامهم ما لم ~~ينله عالم سواه في عصره. # وفي ليلة الثلاثاء في 22 رجب 1308ه/2 آذار 1891م أتم ~~أنفاسه الأخيرة فتولى طلبة العلم حمل نعشه وشيعه خلق ~~كثير من الأشراف والعلماء والوجهاء إلى مقبرة «الباشورة» ~~حيث دفنوه بالتعظيم اللائق، وتليت المراثي العديدة ~~تعدد محاسنه وشمائله؛ لأنه كان من أكمل العلماء في عصره ~~خلقا وخلقا وفضيلة وفضلا، وبين الشعراء الذين رثوه ~~الشيخ قاسم أبو حسن الكستي من قصيدة طويلة جاء ~~فيها: # لفقدك هذا العصر يا من قضى ~~نحبا # على أهله قد أوجب الحزن ~~والندبا # نعزي بك الآداب يا من حويتها # وكنت لمن يرتادها منهلا ~~عذبا # يظنك بعض الناس أنك في الثرى # ولم يدر عند الله منزلك ~~الرحبا # وقد نقشت على ms220 قبره الأبيات الآتية: # هذا ضريح توارى فيه ذو ~~شرف # قد كان يملأ عين الدهر ~~مرآه # كنز المعارف إبراهيم من ~~شهدت # له بحسن التقى والفضل ~~دنياه # بطلعة الأحدب الماضي له ~~لقب # ورأيه قد حكى بالفضل ~~معناه # تكفلت خدمة الشرع الشريف ~~له # بأنه سوف يعطى ما ~~تمناه # وبشرتنا بأن الله ~~عامله # بالعفو أرخ وبالإكرام ~~أرضاه # سنة 1308 هجرية # أديب بك إسحاق # مؤسس جريدة «مصر» في القاهرة والإسكندرية ~~وجريدة «التجارة» في الإسكندرية، وصحيفة «مصر القاهرة» في ~~باريس، وأحد المحررين في جرائد «ثمرات الفنون» و«التقدم» ~~و«المصباح» في بيروت. # سوى القرطاس لم تعرف حبيبا # فإن بصدره رسم الحبيب # وإذ رسموك كفت كل عين # بهذا الرسم عن حسد ~~القلوب # ولا ينسى الأديب فتى أديب # أنارت ذهنه درر ~~الأديب ~~*** # ولد في دمشق الشام عام 1856 فلم ينفطم ~~عن الرضاع حتى ظهرت عليه مخايل النجابة طفلا تخترق ذهنه ~~مؤثرات التربية لأدقها إشارة وأقلها ظهورا، ولما ~~ترعرع أدخله والده مدرسة الآباء اللعازريين فتلقى فيها ~~مبادئ العربية والفرنسوية بما كان يزيده في أوقات الامتحان ~~تقدما على أقرانه، وكان أستاذه في العربية يقول لأبيه: ~~«إن ابنك سيكون قوالا.» أي شاعرا؛ لأن أكثر كلامه كان ~~يرد مسجعا عفو القريحة وهو لا يعرف إذ ذاك شيئا من قواعد ~~اللغة. ولما بلغ العاشرة أخذ ينظم الشعر كلفا به. وفي ~~الحادية عشرة دخل في خدمة الجمرك براتب يسير وأخذ يعول ~~عائلته؛ إذ أصابها في ذلك العهد سوء حال وعطلة أعمال، وما ~~أتم الثانية عشرة من سنيه حتى كان له عدة قصائد وموشحات، ~~ثم عرض لوالده أن سافر إلى بيروت ودخل في خدمة البريد ~~العثماني فاستدعاه إليه من دمشق ليكون معينا له في خدمته ~~وهو في الخامسة عشرة، فجاءها وتعرف ببعض أدباء بيروت وله ~~مع أكثرهم كمصباح رمضان والشيخ فضل القصار وبولس زين ~~والشيخ إسكندر العازار وجرجس بن ميخائيل نحاس وسليم بن ~~عباس الشلفون وغيرهم مطارحات ومراسلات شعرية، وفي السابعة ~~عشرة نال وظيفة في إدارة جمرك بيروت فقضى فيها مدة ~~يسيرة. # ثم نزعت به نفسه إلى ms221 الاشتغال بفن الكتابة والانصباب على ~~الإنشاء فتولى أولا تحرير جريدة «ثمرات الفنون» ثم ~~جريدة «التقدم» بعيد نشأتها الأولى زمنا طويلا، وله ~~فيهما فصول شائقة كما له قصائد كثيرة في ديوان يوسف ~~الشلفون. وكان يصرف أوقات فراغه في المطالعة ومعاشرة ~~الأدباء ونظم الشعر فألف كتابا سماه «نزهة الأحداق في ~~مصارع العشاق» وهو أول ما ظهر بالطبع من نفثات قلمه، ومن ~~ذلك الحين صارت شهرته الأدبية تنمو شيئا فشيئا؛ لأنه ~~اتخذ أسلوبا جديدا في كتاباته قلده فيها سائر حملة ~~الأقلام لا سيما في سوريا ومصر. # ثم دخل «جمعية زهرة الآداب» وكانت برئاسة سليمان ~~البستاني فقام فيها عضوا مهما يلقي على مسامع أقرانه ~~الخطب البليغة والقصائد الرائقة والمحاضرات المفيدة ~~ويباحثهم في المواضيع الأدبية، وبعد ذلك كلفه سليم شحادة ~~بمشاركته مع زميله سليم الخوري في تحرير كتاب «آثار ~~الأدهار» عام 1875، وهو كتاب نفيس أتينا على وصفه في ~~الجزء الأول، فاشتغل فيه مدة وكانت سنه دون العشرين وله ~~في ثلاثة أجزاء منه فصول تدل على سعة اطلاعه وغزارة مادته، ~~ولبث على هذه الحال إلى أن جاء الإسكندرية بإشارة سليم ~~نقاش ، فساعده في تمثيل الروايات العربية على عهد الخديو ~~إسماعيل الذي أمدهما بالمال. وكان قد عرب في بيروت عن ~~«راسين» الشاعر الفرنسي المشهور رواية «أندروماك» وهو في ~~التاسعة عشرة من العمر إجابة لطلب قنصل فرنسا، فترجمها ~~ونظم أشعارها وعلم أدوارها في مدى ثلاثين يوما ودفعها إلى ~~القنصل، فمثلت إسعافا للبنات اليتامى ثلاث مرات فجمعت ~~خمسة ثلاثين ألف غرش، فلما حضر إلى الإسكندرية قلبها ~~بطنا لظهر ونظم فيها أبياتا جديدة من الشعر الرائق ~~فحصل لها وقع عظيم، ~~وهي مثبتة في كتاب «الدرر» مع رواية «شارلمان» التي ترجمها ~~في الإسكندرية ونالت من استحسان القوم حظا ~~وفيرا. # ثم قصد القاهرة عاصمة البلاد المصرية ولزم العلامة جمال ~~الدين الأفغاني فقرأ عليه شيئا من الفلسفة الأدبية ~~والفلسفة العقلية والمنطق، ورغب في أثناء ذلك في إنشاء ~~جريدة عربية فدان له الوطر بذلك فأنشأها باسم «مصر» عام ~~1877 وليس في جيبه أكثر من عشرين ms222 فرنكا، ولما رأى من ~~إقبال الناس عليها ما يشد الأزر نقل إدارة الجريدة إلى ~~الإسكندرية يشاركه في إدارتها وتحريرها سليم نقاش؛ فلقيا ~~نجاحا ليس باليسير، ثم أنشأ كلاهما جريدة «التجارة» ~~فأصدراها يومية وأبقيا «مصر» أسبوعية فحصل لهما جميعا ~~إقبال عظيم، ثم ألغيت الجريدتان لمقتضيات دعت إلى ~~إلغائهما، كما سنذكر ذلك في الجزء الثالث من هذا الكتاب، ~~فابتعد الأديب عن مصر عام 1880 مهاجرا إلى باريس حيث أنشأ ~~جريدة «مصر القاهرة» وكتب فيها فصولا متناهية في البلاغة ~~لا يعاب أكثرها إلا بما كان فيها من آثار الحدة ~~وكفى. # وحصلت له في باريس حظوة موصوفة بأقلام بعض كتاب ~~الجرائد الباريسية وجريدة «مشورت» التركية في تلك العاصمة، ~~وتعرف ببعض المتقدمين من رجال الدولة الفرنسوية وحضر في ~~مجلس النواب جلسات كثيرة، فزادته خطب البلغاء منهم ~~إقداما، وتقدم على الخطابة، ودخل «المكتبة الأهلية» ~~فطالع فيها عدة مؤلفات من المخاطيط العربية القديمة ونسخ ~~عنها نتفا كثيرة، ومن حين إلى حين كان يكتب مقالات عن ~~الشرق في الصحف الباريسية، وألف كتابا سماه «تراجم مصر ~~في هذا العصر» لعبت به أيدي الضياع في جملة ما فقد من ~~آثاره. # وكانت صحته في الإسكندرية قد تعرضت للمؤثرات، فلما ذهب ~~إلى باريس اتفق أن بردها كان في منتهى الشدة فأصيب بعلة ~~الصدر وتألم منها مدة الشتاء، ثم عاد إلى بيروت مصدورا ~~بعد أن قضى في باريس تسعة أشهر، فعهد إليه صاحب «التقدم» ~~بتحرير جريدته، فتولى تحريرها للمرة الثانية وأقام على ~~ذلك نحوا من سنة، فلما حصل انقلاب الوزارة المصرية في ~~أواخر عام 1881 عاد إلى مصر مدعوا إليها فودعه أصحابه ~~وخلانه بنفوس الآسفين على فراقه فما رأيت قلبا غير مائل ~~إلى اصطحابه، وقد أنشده أحد وجهاء بيروت حسن بيهم قائلا ~~له ساعة الوداع: # إنا نودع روحنا وفؤادنا # ومع الأديب نودع ~~الآدابا # فأجابه بقوله: «ليس ~~ببقائك وداع للآداب» ثم سار وأتى القاهرة فعين ناظرا ~~لقلم «الإنشاء والترجمة» بديوان المعارف، ورخصت له الحكومة ~~في استئناف نشر جريدة «مصر» فأصدرها أولا في شكل كراس ثم ~~أعادها ms223 إلى مظهرها الأول بأربع صفحات، ونال خلال ذلك ~~الرتبة الثالثة وعين كاتبا ثانيا لمجلس النواب، ولما ~~طرأت الحوادث العرابية عاد إلى بيروت فيمن هاجر إلى القطر ~~السوري ونفح جريدة «المصباح» بنفثات قلمه، وبعد أن حل ~~الإنكليز في الإسكندرية جاءها مرة أخرى في التماس شأنه ~~الأول فلم يحصل عليه، فأبعد إلى بيروت بعد أن أودع السجن ~~بضع ساعات ونظم في خلالها أبياتا ذيل بها قصيدة في مدح ~~سلطان باشا، منها قوله: # أمولاي هذا نظم حر وتلوه # كلام سجين أوثقته المآثر # أتوه بنكر وهو للعرف مرتج # وجازوه للخذلان وهو مناصر # أيبعد ذو فضل ويدنى منافق # ويسجن واف حين يطلق ~~غادر # ويكرم جاسوس عن الصدق حائد # ويظلم همام على الحق سائر # ويرفع نمام عن الريب كاشف # ويخفض كتام على العيب ~~ساتر ~~(بذا قضت الأيام ما بين أهلها) # معايب قوم عند قوم مفاخر # على أنني والشين تأباه شيمتي # لراض بعقبى ما وفيت ~~وصابر # فإن لم تفدني للوفاء أوائل # عقدت رجائي أن تفيد ~~الأواخر # وما أرتجي فيه من الناس نائلا # ولكنني للبر والعرف ذاكر # فأقام في بيروت متوليا تحرير جريدة «التقدم» للمرة ~~الثالثة إلى أن اشتد عليه الداء، فأشار عليه الأطباء ~~بالذهاب إلى مصر مستفيدا من ملاءمة هوائها لصحته فالتمس ~~الرخصة في العودة إليها بواسطة المغفور له سلطان باشا، ~~فأجابت الحكومة الخديوية التماسه كرما وإحسانا فأتاها ~~ساعيا إلى العفو، لدى من لقي من شمائله عفو الكريم وأهل ~~به من عرفوا قدر أدبه، فأقام في مصر أياما قليلة ثم عاد ~~إلى الإسكندرية فصرف بضعة أيام في محلة الرمل التماس ~~العافية، ولكن ضاقت به سعة العمر فلم يرج الأطباء له ~~شفاء فأقنعوه بالعود إلى أهله في بيروت، فعاد إليها ولم ~~يمض على عودته ثلاثون يوما حتى وافته المنية بتاريخ 12 ~~حزيران 1885 في قرية «الحدث» بلبنان حيث كان قد ذهب ~~تبديلا للهواء، فاحتفل أصدقاؤه بدفنه وقام بعضهم بتأبينه ~~كخليل باشا خياط والأستاذ إبراهيم الحوراني والشيخ إسكندر ~~العازار وسامي قصيري والدكتور بشارة زلزل. وقد جمعت آثاره ~~المطبوعة والمخطوطة مع ترجمة ms224 حاله ومراثي الشعراء وأقوال ~~الجرائد فيه في كتاب مخصوص عنوانه «الدرر» في 616 صفحة، ~~ومن نفيس شعره هذه الأبيات التي جرت مجرى الأمثال: # قتل امرئ في غابة # جريمة لا تغتفر # وقتل شعب آمن # مسألة فيها نظر # والحق للقوة لا # يعطاه إلا من ظفر # ذي حالة الدنيا فكن # من شرها على حذر # وله هذه الأبيات المذكورة في رواية «الباريسية الحسناء» ~~التي عربها عن اللسان الفرنسي: # حسب المرأة قوم آفة # من يدانيها من الناس هلك # ورآها غيرهم أمنية # ملك النعمة فيها من ملك # فتمنى معشر لو نبذت # وظلام الليل مشتد الحلك # وتمنى غيرهم لو جعلت # في جبين الليث أو قلب ~~الفلك # وصواب القول لا يجهله # حاكم في مسلك الحق سلك # إنما المرأة مرآة بها # كل ما تنظره منك ولك # فهي شيطان إذا أفسدتها # وإذا أصلحتها فهي ملك # جرجس زوين # محرر مجلة «المجمع الفاتيكاني» وجرائد ~~«البشير» و«لسان الحال» و«المصباح» و«لبنان» غير الرسمية ~~وأحد أعضاء «الجمعية العلمية السورية». ~~*** # هو المعلم جرجس ابن الخوري سمعان زوين ~~ينتمي إلى أسرة مارونية قديمة العهد في جبل لبنان، ولد ~~سنة 1830 في قرية «يحشوش» وتلقى كل دروسه اللسانية ~~والأدبية والفلسفية واللاهويتة في مدرسة الآباء اليسوعيين ~~في غزير، فلبث فيها مدة عشر سنين وكان من بواكير تلامذتها ~~وأنجبهم، فأحكم معرفة اللغات العربية والسريانية ~~واللاتينية والفرنسية والإيطالية مع إلمام بالعبرية ~~واليونانية القديمة، وبعد خروجه من المدرسة خدم المعارف ~~والآداب بالتأليف وقام بالتعليم في كثير من المدارس ~~الوطنية والأجنبية للذكور والإناث في مدينة بيروت، وانتظم ~~سنة 1868 عضوا في «الجمعية العلمية السورية» وألقى فيها ~~خطبة عن «تاريخ سوريا» نشرت في مجلة «مجموع العلوم»، ثم ~~أنشأ غيرها من الخطب والمقالات التي تشهد بعلو كعبه في ~~حلبة المعارف. # ثم مالت نفسه إلى خدمة الصحافة فكان أول من تولى التحرير ~~سنة 1870 في مجلة «المجمع الفاتيكاني» وجريدة «البشير» مدة ~~سبع سنوات، ثم انتدبه خليل سركيس سنة 1877 لكتابة صحيفة ~~«لسان الحال» فأقام على تحريرها عشرة أعوام، وعندما صدرت ~~جريدة «المصباح» لنقولا نقاش حرر فيها مدة قصيرة ms225 وتركها، ~~وفي آخر حياته عهدت إليه كتابة جريدة «لبنان» لإبراهيم ~~الأسود، وكان كاتبا مجيدا واسع الاطلاع حسن المحاضرة ~~معروفا بذكاء القريحة وسرعة الخاطر، ومن آثاره القلمية ~~كتاب «الرد القويم على ميخائيل مشاقة اللئيم» رد فيه على ~~الدكتور ميخائيل مشاقة لما أخذ هذا يطعن في الكنيسة ~~الكاثوليكية، ونقل من اللغات الإفرنجية إلى اللسان العربي ~~كتبا كثيرة نذكر منها: «مصباح الهدى لمن اهتدى»، وكتاب ~~«رواشق الأفكار» لامبرتوس، وكتاب «كنيسة الروم الشرقية ~~بإزاء المجمع المسكوني الفاتيكاني» وهي كلها دينية، وعرب ~~أيضا رواية «وردة المغرب» ورواية «فريدة المغرب» وغيرهما، ~~وساعد أيضا في تنقيح بعض مطبوعات «المطبعة الكاثوليكية» ~~للآباء اليسوعيين. # وحلت وفاته صباح يوم الخميس الواقع في 28 تموز 1892 في ~~قصبة «بعبدا» المركز الشتوي لحكومة لبنان، فجرى له مأتم ~~حافل وأبنه عيسى إسكندر المعلوف صاحب مجلة «الآثار» ~~الزحلية، بكلام مؤثر، ثم نقلت جثته إلى غزير فدفنت في ~~كنيسة مدرسة القديس لويس في مشهد كبير جمع رؤساء الدين ~~وأعيان البلاد، وقد رثاه الشاعر المشهور الخوري يوحنا رعد ~~الماروني وداود بركات محرر جريدة «الأهرام» حالا وغيرهما ~~من الأدباء، ومات صاحب الترجمة بلا عقب وله من العمر ~~اثنتان وستون سنة. # الشيخ إبراهيم الحوراني # رئيس تحرير «النشرة الأسبوعية». # رسم يمثلني لكل مشاهد # أبقيته ليدوم ذكري في ~~البشر # لكنه أثر يزول فما على # أرض البلى عين تدوم ولا ~~أثر ~~*** # هو إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن يعقوب بن سليمان فرح ~~الحوراني، ولد في حلب في 14 أيلول من سنة 1844 وعاد ~~والداه به وبأخ له أكبر منه إلى وطنهما حمص في آخر أيلول ~~1845، ولما بلغ السنة الخامسة أخذ يتعلم القراءة فأحكمها ~~في ستة أشهر، ثم أخذ يقرأ على معلميه الكتب الشعرية ~~المختلفة فحفظ كثيرا من القصائد النافعة كلامية ابن ~~الوردي ولامية العجم ولامية المعري التي أولها «ألا في ~~سبيل المجد ما أنا فاعل» وبعض المعلقات السبع، وفي سن ~~السابعة أخذ يتعلم مبادئ الحساب والأجرومية، وكان يتمرن ~~بما يلقى عليه من الأسئلة الحسابية المتعارفة عند العامة ~~مثل أن إنسانا خرج من بستان له ثلاثة ms226 أبواب بمقدار من ~~التفاح، فأخذ حارس الباب الأول نصف ما معه من التفاح ونصف ~~تفاحة، وأخذ حارس الباب الثاني نصف ما بقي معه ونصف تفاحة، ~~وأخذ حارس الباب الثالث نصف ما بقي من الباقي ونصف تفاحة ~~وبقي معه واحدة وفي كل ذلك لم تجزأ تفاحة، وتلك المسائل ~~كثيرة فكان يحل كل مسألة تعرض عليه مع صغر سنه، فنشأ في ~~نفسه حب الشعر وحب الرياضيات، وكان يقصد كل مشهور من علماء ~~حمص ومنهم الخوري عيسى الحامض العلامة الطبيب أبو العلامة ~~سليمان الخوري الطبيب أبي العلامة الطبيب الدكتور كامل ~~الخوري المشهور ويقرأ عليهم ما يختارونه له. # وفي سنة 1860 هاجر ~~أهله إلى دمشق وبعد قليل أرسله والداه إلى مدرسة «عبيه» ~~القديمة العهد وكانت أعلى مدارس سورية، فأحكم فيها بعض ~~الرياضيات والصرف والنحو والجغرافيا ومبادئ علم اللاهوت، ~~وكان أساتذتها ثلاثة سمعان كلهون وإسحاق برد ورزق الله ~~برباري، ثم أقام بدمشق يقرأ العلوم المختلفة على الدكتور ~~ميخائيل مشاقة فأحكم علم الجغرافيا السماوية وكثيرا من ~~الرياضيات والمنطق وبعض مبادئ الفسيولوجيا والفلسفة ~~الطبيعية، وقرأ الكيمياء على الدكتور يوسف دمر، وكان يطالع ~~كل فن تصل كتبه إليه ويسأل أربابه بيان ما يصعب عليه فهمه. ~~وفي دمشق أحكم كل آداب اللغة من معان وبيان وغيرها. وفي ~~سنة 1870 طلب للتدريس في المدرسة الكلية السورية ~~الإنجيلية في بيروت فدرس فيها آداب اللغة العربية والمنطق ~~والجبر والهندسة وقياس المثلثات البسيطة والكروية وسلك ~~الأبحر وعلم التسهيل في كتاب التعاليم للدكتور كرنيليوس ~~فنديك، وكان لهذا العلامة وافر الفضل عليه كما كان للدكتور ~~ميخائيل مشاقة؛ فإنه كان يفيده كثيرا من علم الهيئة ويريه ~~بالمرقب في مرصد الكلية ما لم يكن قد رآه من سيار وقنو ~~وسديم وجبال القمر وأوديته وسهوله وتغيرات الزهرة من كونها ~~هلالا إلى مصيرها بدرا، ومنها أقمار السيارات كأقمار ~~المشتري وأقمار زحل وحلقاته والنجوم المتعددة في المواقع ~~المفردة لمجرد النظر كالنجم النير المعروف بقلب العقرب، ~~فإنه في الواقع نجمان كما يرى في المرقب، وهذا النجم أحمر ~~لامع متوقد ذكره أبو العلاء المعري ms227 في قوله: # غادرتني كنات نعش ثابتا # وتركت قلبي مثل قلب ~~العقرب # وظل يفيده ما يتعلق بعلم الفلك عدة سنين ثم حصل على ~~أصطرلاب وربع مجيب وأخذ يرصد النجوم في بيته عدة سنين، ~~وقلما مضت ليلة منها لم يراقب فيها وجه السماء بمنظاره، ~~وكان هذا العمل يملأ نفسه عجبا ويقوي ~~إيمانه بوجود الواجب ~~تعالى وقدرته وحكمته، وكان من تلاميذه في تلك المدرسة ~~كثيرون من أقدر كتبة العصر وعلمائه ومنهم: الدكتور داود ~~مشاقة، ورشيد ناصر الدين، والمرحوم سعيد البستاني، ~~والدكتور مراد العازوري، والدكتور سعيد ناصر الدين، ~~والأستاذ جبر ضومط، والدكتور أمين المغبغب، والدكتور فارس ~~نمر، ومراد بك البارودي، والدكتور أمين بك أبو خاطر؛ ~~وغيرهم من الكتبة والعلماء المشهورين. # وله عدة مؤلفات طبع منها «الشهب الثواقب» وهو كتاب جدلي ~~ألفه في أول الشبيبة، و«جلاء الدياجي في الألغاز ~~والمعميات والأحاجي» و«مناهج الحكماء في مذهب النشوء ~~والارتقاء»، و«الحق اليقين في مذهب دروين»، و«الآيات ~~البينات في عجائب الأرض والسماوات» وكلها نفذت إلا الآخر ~~فإنه باق قليل منه في المطبعة الأميركية في بيروت، وله ~~مقالات منها وخطب كثيرة جدا أكثرها في «النشرة ~~الأسبوعية» ومجلة «الرئيس» و«المحروسة»، وقليل منها في ~~«الطبيب» في سنيه الأولى وفي «المقتطف» ومجلتي «الصفا» ~~و«المباحث» وغيرها، ونقل عن هذه بعض الجرائد والمجلات ~~كثيرا منها. ومن الكتب التي لم تطبع كتاب مطول في ~~المنطق عنوانه «شمس البرهان في علم الميزان»؛ أي ميزان ~~العلوم وهو علم المنطق وسيطبع مختصره. # وكان صاحب الترجمة مولعا في صبائه وشبيبته بنظم الشعر، ~~ولكنه كان قليل الحرص على ما ينظمه، ولولا حرص بعض أصدقائه ~~وتلاميذه والمجلات والكتب التي ذكرت بعضها لم نقف على شيء ~~منها، قال بعضهم: إنه لو جمعت منظومات الحوراني كلها لكانت ~~بضع مجلدات، وامتاز شعره بسمو المعاني، وحسن الترتيب، ~~وفصاحة الألفاظ، وبلاغة العبارات، والخلو من التكلف، وتمكن ~~القافية، والخلوص من الحشو، حتى إنك إذا أردت أن تجعله ~~نثرا صعب عليك أن تغير ترتيبه بلا خسارة شيء من محاسنه ~~كقوله في الدنيا: # حكت ms228 العباد بها الهشيم ~~وأصليت # نار المصائب فالحياة دخان # وقوله من قصيدة طويلة: # قدم الزمان وصبوتي تتجدد # فكأنني في كل عصر أولد # شيخا أرى بين الشيوخ وأمردا # في المرد مما شاب منه ~~الأمرد # قالت غواني الرقمتين وقد رأت # ثلج المشيب أظن نارك تخمد # فأجبتها: ما الشيب بل لهب ~~الهوى # في الرأس مما في الحشا ~~يتوقد # قالت: مشيبك أسود في ناظري # قلت: الحقيقة أن لحظك ~~أسود # ومنها قوله: # لولا المحبة كان سكان الثرى # حطبا له في كل أرض موقد # ومن نفيس شعره قوله: # كرة الهواء ولجة الدأماء # أنفاس أحزان وماء بكاء # والأرض معترك الردى وترابها # آثار قتلى الغم والأرزاء # غذي النبات بها فكان غذاءنا # وغذاء كل بهائم الغبراء # فالحي ينمو من بقايا ميته # متغيرات الشكل والأسماء # يا ويل سكان البسيطة إنهم # رمم البلى في صورة ~~الأحياء # يتعظمون بمترفات جسومهم # مع أنها من أحقر الأشياء # وقوله من قصيدة مدح بها خالد بك أحد ولاة بيروت الماضين ~~وأنشدها في محفل دار الحكومة: # وطالب سلمى والأسود حماتها # كطالب رؤيا الطيف والطرف ~~ساهد # أسود الشرى من كل ليث مقذف # عليه دماء الجحفلين ~~شواهد # يرى النقع والمران تخطر تحته # ضبابة روض تحتها البان ~~مائد # ويبسم في الهيجاء والموت عابس # كأن المنايا الحمر بيض ~~خرائد # ومنها بيت التخلص قوله: # وأيد دين الوالهين جمالها # كما أيد الأحكام بالعدل ~~خالد # ومن أشعاره في صبائه قوله لمن لاموه على الغرام ~~صغيرا: # لا تلوموا على التصابي صبيا # هب منذ الفطام يهوى ~~الأحبة # ما تجافى بالحب عن دين عيسى # إن دين المسيح دين المحبة # ومنها قوله: # أقول وقد أذابت كل قلب # بإرخاء الفروع على ~~الترائب # أرباب الذوائب لا تتيهي # فنحن اليوم أرباب الذوائب # وقوله من قصيدة طويلة: # غيد مغانيها لأرباب الهوى # سوق وكل فيه أعظم خاسر # تاجرت في حب الحسان بمهجتي # فيها فكان السقم ربح ~~التاجر # فشغلت أقلامي بشرح صبابتي # وملأت من وصف الحبيب ~~دفاتري # وأنشد في فتاة حسناء شاهدها تبكي فقال لها: أعلى من ~~قتلت تبكين أم على من لم تقتلي؟ قالت ms229: بل عليك لأنك لم ~~تمت: # شاهدتها في الحمى تبكي فقلت ~~لها # قتلاك تبكين أم من عن هواك ~~لها # قالت: وتربة من أهلكتهم ولها # لم أبك إلا على من لم يمت ~~ولها # ونظم هذين البيتين متغزلا: # تعلمت من سلمى عفافا ورقة # وحلما وصبر الحر في حومة ~~الحرب # فإن لم تكن هذي ثمار الهوى فما # يكون الهوى إلا هوانا على ~~الصب # وورث الشاعرية عن جد أبيه أبي يحيى يعقوب بن سليمان فرح ~~الحوراني، فقص عليه أبوه ذلك وأسمعه بيتين من نظم جده ~~وحثه على الشعر، فقال إبراهيم وهو من أول منظومه: # يقول أبي: بني الشعر فخر # لمن بمقاله الغاوين يهدي # فزاول نظمه وانشر علينا # ذكي النشر من ورد ورند # فجدك كان ذا شعر نفيس # فقلت: انشر لنا نفحات جدي # فقال: إليك ما نقلت حداة # به كانت مطي الشوق تحدي ~~«ألا دع ما استطعت حديث نجد # ففي ذاك الحديث قديم وجد» # فجز تلك الربوع فإن فيها # لقتلى غادة ربوات لحد # فقلت: طربت من ذا الجد جدا # سأبذل في نظام الشعر جهدي # وله مقاطيع عديدة كثير منها بين مبتده ومرتجل، وله ~~مبتكرات في المنطق والرياضيات منها عبارات لجمع الأسراد ~~المعينة ومعادلة الجيوب ومعادلة أضلاع الأشكال القياسية ~~الوترية وقد نشرت في النشرة الأسبوعية، ومن مبتكراته مقالة ~~فيما ترجع إليه الرياضيات نشرت في المقتطف، وله طرق مختصرة ~~لحل المسائل الصعبة كان يمليها على تلاميذه في الكلية ~~الأميركية ولا تزال معلقة على هوامش كتب الطلبة الأولين، ~~علم في تلك المدرسة ثماني سنين ثم اختير لتحرير «النشرة ~~الأسبوعية» وترجمة بعض الكتب وإصلاح الكتب ذات الشأن من ~~المخطوطات والمطبوعات، وكان محررا للنشرة الأسبوعية منذ ~~سنة 1880 وهو رئيس تحريرها اليوم، وعلم عدة سنين في ~~المدرسة البطريركية في بيروت، وكان من أصدقاء البطريرك ~~بطرس الجريجيري وله فيه عدة قصائد بليغة طبع أكثرها في ~~كتاب مخصوص بذلك البطريرك الفاضل، ولا يزال إلى اليوم ~~رئيسا لتحرير النشرة ومصلحا للكتب مع تدريس طلبة ~~«المدرسة اللاهوتية الإنجيلية» في بيروت، وله مترجمات ~~كثيرة منها «المواعظ الميلادية ms230» لسبرجن و«مواعظ مودي» ~~و«رجال التلغراف» و«الطريق السلطانية» و«تفسير التوراة» أي ~~الأسفار الخمسة بزيادة تفسير له على الأصل و«سيرة القديس ~~أوغسطينوس» و«سكان وادي النيل» وغيرها كثير من الخطب ~~والمقالات التي لم تنسب إليه، وهو خطيب مشهور فكثيرا ما ~~دعته عمد المدارس والجمعيات العلمية والأدبية والخيرية ~~لإلقاء الخطب في بيروت وصيدا وطرابلس وزحلة والشوير ~~والشويفات وغيرها. ومما اشتهر به أنه أحكم كل ما حصله من ~~العلوم أحسن إحكام، وأن العلوم التي حصلها بالمطالعة أكثر ~~من التي حصلها في المدارس، وكثيرا ما أرسلت إليه صعاب ~~المسائل الطبيعية والرياضية وغيرها من دمشق ومصر وحلب ~~وبغداد وأنحاء أميركا من علماء المهاجرين السوريين وغيرهم ~~فحلها ونشرها في ~~«النشرة الأسبوعية»، ولا يزال يدأب ويجتهد ويزيد علما ~~واختبارا، ويقوم بأعمال ثلاثة مجتهدين من أقوياء الشبان ~~في التعليم والتحرير والتحبير، وهو ينسب كل ما أوليه ~~إلى الله من إدراك كل غاية ويقول: إن الفضل له تعالى في ~~البداءة والنهاية. # الدكتور جورج بوست # منشئ مجلة «الطبيب» وصاحب امتيازها ~~الأول. ~~*** # هو جورج بن إدورد بوست ولد في كانون ~~الأول من سنة 1838 في مدينة نيويورك، وتهذب في مدرستها ~~المعروفة بكلية مدينة نيويورك ونال شهادتها سنة 1854؛ أي ~~وهو في سن السادسة عشرة، ومنح درجة «معلم علوم» سنة 1857 ~~وكان أبوه من كبراء الجراحين. وأحكم الدكتور جورج الدروس ~~الطبية وامتحن في كل فروعها وهو ابن عشرين سنة ونال ~~الإجازة بالتطبيب، ودخل «مدرسة الاتحاد اللاهوتية» ودرس ~~سنة واحدة فاستطاع أن يدرك الشهادة اللاهوتية، والظاهر ~~أنه درس كثيرا من الدروس الطبية كالنبات والكيمياء ~~والفيسيولوجيا وغيرهما من العلوم التي لا بد منها للطبيب ~~في المدرسة العلمية، وامتحن فيها في المدرسة الطبية فأعفي ~~من درسها ثانية. ودرس التشريح وتركيب الأدوية والتشخيص ~~والباثولوجيا والجراحة وغيرها من جوهريات الطب في زمن ~~قصير. # ولما التظت الحرب المدنية عرض نفسه للخدمة فقبلت، ~~وتزوج في 17 أيلول سنة 1863 السيدة «سارة ريد» وتعرف بمسس ~~بوست، وبعد قليل اختار الخدمة المرسلية وأتى بيروت في 28 ~~من تشرين الثاني من سنة 1863، وذهب منها ms231 إلى طرابلس وبقي ~~فيها إلى 30 من أيلول سنة 1868 وعلمه فيها العربية ~~الأستاذ إلياس سعادة، ورجع منها في تلك السنة إلى الولايات ~~المتحدة ورغب هناك في إنشاء مدرسة طبية في كلية بيروت، ~~فأدرك مبتغاه ورجع إلى بيروت سنة 1868 أستاذا للجراحة ~~وبقي كذلك إلى سنة 1909، فكانت مدة تدريسه 41 سنة واستعفى، ~~وكان جراح مستشفى القديس يوحنا منذ تأسيسه إلى سنة وفاته، ~~وكان عضو عدة جمعيات منها «الجمعية النباتية» في لندن ثم ~~«الجمعية النباتية» في نيويورك و«الجمعية النباتية» في ~~أيدنبرغ و«المجمع الطبي» في نيويورك، وكان أيضا رئيس ~~«جمعية الأطباء والصيادلة» في بيروت. # ونقل عدة وسامات فخرية منها «الوسام العثماني» من ~~الدولة العثمانية ووسام «آل دوكان» من مملكة السكس ووسام ~~«النسر الأحمر» من حكومة ألمانيا ولقب «فارس» من «جمعية ~~فرسان أورشليم» الألمانية، وله مؤلفات كثيرة منها: (1) ~~كتاب «نبات سوريا وفلسطين وسينا» في اللغة الإنكليزية وهو ~~من أهم مؤلفاته، (2) كتاب «النباتات البوسطية» طبع في ~~جينوا من سويسرا في اللغتين اللاتينية والفرنسية. وله في ~~اللغة العربية: (3) كتاب «نبات سوريا وفلسطين ومصر»، (4) ~~كتاب «مبادئ علم النبات» يتضمن شرح بنيته ووظائفه ووصف ~~الفصائل الطبيعية، (5) كتاب «علم الحيوانات ذوات الثدي»، ~~(6) كتاب «علم الطيور»، (7) كتاب «مبادئ التشريح والهيجين ~~والفيسيولوجيا»، (8) كتاب «الأقرباذين» أو المواد الطبية، ~~(9) كتاب «المصباح الوضاح في صناعة الجراح» وهو مطول في ~~الجراحة العلمية، (10) كتاب «فهرس الكتاب المقدس» وهو ~~فهرس أبجدي لجميع الألفاظ الواردة في التوراة والإنجيل ~~والزبور، (11) كتاب «قاموس الكتاب المقدس» في مجلدين، ~~(12) مجلة «الطبيب» أنشأها وحرر فيها بنفسه مدة أعوام ~~كثيرة، وله مقالات وخطب عديدة كمقالة «العلم ينفخ» ~~وغيرها. # ويعد من أرباب النهضة العلمية في سوريا في أواخر ~~القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ولم يتول شيئا ~~من الأمور إلا نبغ فيه وعد الأستاذ الأكبر، واشتهر بأنه ~~من عظماء الرجال في العالمين القديم والحديث، وكان واعظا ~~إنجيليا أكثر مواعظه في «الفداء» الإلهي، وبعد أن جاهد ~~حياته كلها في سبيل العلم وخدمة الإنسانية حلت وفاته في 29 ~~أيلول 1909 في قرية «عاليه» بلبنان، فنقلت جثته إلى بيروت ~~ودفنت في ms232 المقبرة الواقعة بجانب الكنيسة الإنجيلية، وقد ~~أقيمت له حفلة تذكارية في «المدرسة الكلية السورية» حيث ~~ألقيت خطب شتى وقصائد بليغة إقرارا بفضله عليها. وقد ~~وصف جرجي بك زيدان أعماله وآثاره وأخلاقه فاقتطفنا منها ~~شيئا قال: # قضى 41 سنة وهو يعلم الجراحة وغيرها في «المدرسة ~~الكلية الأميركية» ويعالج المرضى في المستشفى البروسيوي ~~بالجراحة - وهو الفرع الذي خصص نفسه له واشتهر به بين ~~الخاصة والعامة حتى أصبح لفظ «بوست» في عرف البعض مرادفا ~~للفظ «جراح»؛ لأنه أول من اشتهر بينهم بهذا الفن في أثناء ~~هذه النهضة - ولم يكن عمله قاصرا على التعليم والتطبيب ~~والتأليف فقد كان يشتغل بعلوم أخرى يساق إليها شغفا ~~بالعلم ورغبة في العمل كاشتغاله بالنبات، وكان مولعا به ~~وله فيه وفي علم الحيوان آراء واكتشافات مهمة وخصوصا في ~~النبات، فإنه اكتشف كثيرا من أنواعه في سياحاته بسوريا ~~وفلسطين ومصر وسينا والأناطول، وقد سمي بعضها باسمه ~~«بوست» وألف على أثر ذلك كتابه في «نبات سوريا وفلسطين ~~ومصر» وأصبح ثقة بجغرافية فلسطين الطبيعية. # وقد جمع بتوالي الأعوام معرضا نباتيا بالمدرسة الكلية ~~يعد من المعارض الثمينة، وكان يقضي أكثر ساعات الفراغ ~~فيه، وقد أعانه في جمعه تلامذته في النبات؛ لأنه كان يفرض ~~على كل منهم أن يجمع أمثلة من النبات ويجففها ويقدمها ~~له، فيختار هو ما يستحسنه منها ويضيفه إلى معرضه، فهو بهذا ~~الفن وحده يستحق لقب «العالم العامل» ويعد من كبار علماء ~~النبات، وكان له في المدرسة فضلا عن معرض النبات معارض ~~للمواد الطبية والمستحضرات الجراحية، وفيها آثار ما أجراه ~~من العمليات الجراحية كالحصى المثانية والأورام ~~والعظام. # وكان مع ذلك يجد فراغا يشتغل فيه بهندسة أبنية المدرسة ~~فقد رسم بعضها بيده وكثيرا ما كان يتعهد بناءها بنفسه، ~~ولم يكن يضيع فرصة لا يفيد بها تلامذته حيثما التقى بهم من ~~شرح عملية في المستشفى أو تفسير حادثة على الطريق أو في ~~المنزل، وكان رابط الجأش وهو يعمل العمليات، فكثيرا ما ~~سمعناه يتحدث في السياسة أو الأدب أو الاجتماع ويداه ~~غائصتان في الدم، لا ms233 يظهر عليه الارتباك مهما يكن من خطر ~~العملية التي يشتغل بها فضلا عن خفة يده في العمل، وكان ~~يرحل إلى أميركا سعيا في جمع الأموال للمدرسة وخصوصا ~~للقسم الطبي، ومن ثمار سعيه إنشاء قاعة العلم التي جعلوها ~~دارا للمعارض العلمية وقد سميت باسمه # G. ~~E. Post Science Hall ~~، ومن آثاره ~~الأدبية في خدمة هذه المدرسة أنه أنشأ لتلامذة الطب جمعية ~~سماها «الجمعية الكلية» يتباحث فيها التلامذة في المواضيع ~~المفيدة، وقد تولى رئاستها مدة طويلة ووضع لها نظامات ~~كانت مثالا لكثير من الجمعيات التي نشأت في سوريا بعد ~~ذلك. # وكان مدققا في سائر معاملاته لا يقصر في ما عليه ~~للآخرين ولا يحتمل تقصير الآخرين في حقه، وهذا هو السبب ~~فيما أشيع عنه من التدقيق في اقتضاء حقه من مرضاه، فلم يكن ~~يتجاوز عن شيء من أجرة العيادة أو العملية، وربما نقص ~~المبلغ المطلوب غرشا أو بعض الغرش فلا يتحول ما لم يقبضه ~~ولو كان المريض فقيرا معوزا؛ ويعدون ذلك بخلا منه. وظهر ~~هذا البخل مجسما بالمقابلة مع أريحية زميله الدكتور فنديك ~~وسخائه، فقد كان هذا كثير التساهل مع مرضاه يعين بعضهم ~~بثمن الدواء والطعام فضلا عن أجرة العيادة، فظهر تدقيق ~~صاحب الترجمة بخلا قبيحا وتحدث الناس به، والحقيقة أنه ~~إنما كان يفعل ذلك جريا على طبيعته في دقة المعاملة كما ~~تقدم؛ بدليل ما علمناه عن ثقة أنه كان إذا دعي لإعانة في ~~مشروع خيري تبرع بأضعاف ما يتبرع به سواه والتمس ألا ~~يذكر اسمه في قائمة المتبرعين. # وكان عصبي المزاج حاد الطبع يتسرع إلى سوء الظن - ربما ~~بعثه على ذلك بالأكثر صمم كان في إحدى أذنيه - فإذا رأى ~~اثنين يتخاطبان سبق إلى ذهنه أنهما يتكلمان عنه فيحكم ~~بالظن وقد يعاتب على الشبهة، وكثيرا ما جر ذلك إلى ~~التنافر بينه وبين تلامذته حتى آل إلى التقاضي لدى عمدة ~~المدرسة، وتجسم الخلاف مرة حتى اشتكاه طلبة الطب كافة إلى ~~لجنة المبشرين الكبرى في سوريا على أثر الخلاف الذي وقع ~~بين الطلبة وعمدة المدرسة سنة 1882 وكنا من أولئك الطلبة ms234، ~~فاجتمعت تلك اللجنة من أنحاء سوريا للنظر في ذلك الخلاف ~~لكنها لم تحسن السياسة في حكمها، فخرج معظم طلبة الطب من ~~المدرسة واستعفى الدكتور فنديك انتصارا لهم في حديث طويل ~~لا محل له هنا. والكمال لله وحده. # محمد رشيد الدنا # مؤسس جريدة «بيروت» وصاحب امتيازها ~~الأول. # لئن حسنت فيه المراثي وذكرها # لقد حسنت من قبل فيه ~~المدائح ~~*** # هو الحاج رشيد ابن الحاج مصطفى ابن ~~السيد سعيد الدنا، ولد سنة ~~1857م/1274ه في بيروت، ~~وقرأ الأصول الدينية في حداثته على السيد محمد مرتضى ~~الحسني، ثم دخل «المدرسة الوطنية» للمعلم بطرس البستاني ~~فتلقى آداب اللغات العربية والتركية والفرنسية ونصيبا ~~وافرا من العلوم والفنون، وقد خدم لأول عهده في مصلحة ~~التلغراف وأخذ يترقى في معارج التقدم حتى ظهر اقتداره ~~وعينته الحكومة مديرا لشعبة البريد والتلغراف في مدينة ~~مكة، وجاور هناك أكثر من سنتين ثم حضر إلى مسقط رأسه ~~بإشارة أخيه الأكبر عبد القادر الدنا وكان وقتذاك رئيسا ~~لمحكمة التجارة في بيروت. # ولما كانت الحكومة العثمانية في ذلك العهد تضن بترقية ~~مأموريها غير الأتراك إلى الوظائف العالية رأى صاحب ~~الترجمة أن يستقيل من منصبه حرصا على مستقبله، ويتجرد ~~للخدمة العمومية الوطنية بواسطة الصحافة، فطلب امتيازا ~~بإنشاء مطبعة وجريدة سماها «بيروت» وأصدرها في 22 آذار سنة ~~1886، وهي الجريدة التي خدم بها الوطن وأبناءه على اختلاف ~~مذاهبهم ومشاربهم مدة ست عشرة سنة بصدق اللهجة وإخلاص ~~النية. ومن آثاره الأدبية أنه طبع في مطبعته كتبا مفيدة ~~أشهرها «تاريخ الدولة العثمانية» للكاتب الشهير أحمد جودت ~~باشا، وقد نقله أخوه عبد القادر من اللغة التركية إلى ~~اللسان العربي؛ ولذلك فقد كافأته الدولة على مساعيه ~~الجليلة بأن منحته الوسام «المجيدي الثالث» والوسام ~~«العثماني الرابع» مع «الرتبة الثانية المتمايزة»، وبينا ~~كان عاملا على خدمة الصحافة بنشاط أصابته حمى شديدة ~~جاشت بدمه مدة عشرة أيام، فمات على أثرها في 6 آيار ~~1902م/28 محرم 1320ه مبكيا من الرفيع والوضيع لما كان ~~متزينا به من الشمائل الحسنة ومحبة عمل الخير، وقد حمل ~~نعشه بغاية الإكرام تتقدمه ms235 فرقة من البوليس والجندرمة ~~وكتائب من الجنود البرية والبحرية وكثير من العلماء ~~والوجهاء الذين رافقوا الجثة إلى تربة «الباشورة» ودفنوا ~~الفقيد إلى جوار شيخه وأستاذه السيد محمد مرتضى الحسني. # 1 # وقد رثاه بعض الشعراء بكثير من المراثي التي لم نتوفق ~~إلى الوقوف عليها لنثبت شيئا منها، وبعد وفاته احتجبت ~~جريدة «بيروت» مدة أربعة أشهر ثم عادت إلى الظهور في 8 ~~أيلول 1902 بعد تحويل امتيازها لعهدة أخيه محمد أمين ~~الدنا، وقد كتبت على ضريح صاحب الترجمة هذه الأبيات ~~مختتمة بتاريخ شعري: # قبر به حل رشيد الدنا # وقد بكا حزنا عليه ~~الزمان # بيروت تبكيه بدمع جرى # فوق خدود الطرس مثل ~~الجمان # كان لها ركنا ركينا ~~وقد # نالت به بالشرق أسمى ~~مكان # قضى فنال الفوز في ~~قصده # مولى كريما ضيفه لا ~~يهان # وإن هذا الفوز أرخته # به غدا محله في ~~الجنان # سنة 1320 هجرية # نقولا نقاش # محرر مجلة «النجاح» ومؤسس جريدة «المصباح» ~~وصاحب امتيازها الأول. ~~*** # هو نقولا بن إلياس بن ميخائيل نقاش، ~~ولد في بيروت في أوائل سنة 1825 إثر أن ترك والده صيدا ~~واتخذ بيروت موطنا له. ومذ بلغ صاحب الترجمة السنة ~~الرابعة من عمره انكب على تعلم مبادئ اللغتين العربية ~~والسريانية فظهرت عليه مخايل النجابة والذكاء، وما لبث أن ~~أحكم اللغتين المذكورتين قراءة وخطا مع الفنون ~~الحسابية. # وبعد ذلك انكب على طلب اللغة الإيطاليانية وما فتئ أن ~~أتقنها وأصبح يتكلم وينشئ بها كأربابها، ثم أخذ يتخرج على ~~شقيقه مارون نقاش فأخذ عنه مبادئ اللغة التركية وطريقة مسك ~~الدفاتر على النسق الأوروبي، ولما كان أخوه مارون أزمع في ~~ذلك الحين على السفر إلى أوروبا خلفه في باشكتابة جمارك ~~بيروت وملحقاتها، وبقي على هذه الخطة بضع سنوات طلب ~~بأثنائها العلوم العربية بفروعها على العلامة الخوري يوسف ~~الفاخوري فصار ينشئ المقالات الرنانة وينظم القصائد ~~المحبرة، وفي الوقت ذاته انعكف أيضا على مطالعة كتب اللغة ~~التركية بدون أستاذ حتى برع فيها وتضلع منها وصار فيها ~~كاتبا بارعا وشاعرا مجيدا، وكان بأثناء ذلك قد أنشأ ~~شقيقه مارون المرسح العربي وألف ms236 بالعربية أول رواية، ~~فأخذت الحمية صاحب الترجمة وبادر إلى تأليف جملة روايات ~~بالعربية أودعها الحكم والفوائد المصلحة للآداب والأخلاق، ~~فجاءت أبكار أفكار تشهد بطول باع مؤلفها. # وفي سنتي 1852 و1853 تعاطى التجارة باسمه ولحسابه الخاص، ~~ثم بعد ذلك قدم بيروت أنطون بك ملتزما جمارك الأمتعة في ~~سورية، فأقام صاحب الترجمة محاسبا لها ثم مديرا عليها، ~~ولما سافر أنطون بك إلى الآستانة عهد إلى صاحب الترجمة ~~بإدارة جميع أعماله، ومنذ سنة 1859 تعاطى أعمال البانقة ~~بشركة نعوم قيقانو بعنوان «قيقانو ونقاش وشركاهم». # ولما كان في جميع المهام الآنفة الذكر وفي جميع مؤلفاته ~~ومنشوراته قد أثبت إخلاصه للدولة العثمانية اتخذه كامل ~~باشا بمعيته؛ إذ كان متصرفا على بيروت، ثم انتخب عضوا ~~لمجلس الإدارة في اللواء المذكور، ولما نصب مديرا لجمارك ~~الدخان انعكف على مطالعة قوانين ونظامات الدولة العثمانية ~~حتى أتقنها، وإثر ذلك أخذ العلوم الشرعية عن أشهر المشائخ ~~العلماء ولا سيما «علم الفرائض» الذي أخذه عن العلامة ~~الشيخ يوسف الأسير، ومن سنة 1869 حتى سنة 1876 كان عضوا ~~لمجلس إدارة ولاية سورية في دمشق، وبأثناء ذلك ترجم وطبع ~~كتاب «قانون الأراضي» وغير ذلك من الكتب القانونية ، وفي ~~سنة 1877 كان في جملة النواب الذين انتخبتهم ولاية سوريا ~~ليمثلوها في مجلس المبعوثان، وفي سنة 1880 أنشأ جريدة ~~«المصباح» التي كتبنا أخبارها في الباب الأول من هذا الجزء ~~وعاشت ثمانية وعشرين عاما، وكان في سنة 1872 قد تولى ~~تحرير مجلة «النجاح» التي أصدرها القس لويس صابونجي ~~السرياني ويوسف شلفون، وفي سنة 1889 نصب عضوا دائما ~~لمحكمة بيروت التجارية، ثم استقال منها واتخذ المحاماة ~~والوكالات في الدعاوى مهنة له حتى آخر حياته. # الوسامات والرتب # أن الدولة العلية قد نظرت إلى اجتهاد صاحب الترجمة ~~وصداقته بعين الرضى فأنعمت عليه أولا بالرتبة الرابعة ~~ثم رقته إلى الثالثة ثم إلى الثانية، وقد أنعمت عليه ~~أيضا بالوسام المجيدي من الطبقة الرابعة ثم بالوسام ~~المجيدي من الطبقة الثالثة تبديلا مكافأة لترجمته ~~«شرح قانون الجزاء»، وقد أهدى إليه الحبر الأعظم الطيب ~~الذكر البابا بيوس التاسع وسام «القديس غريغوريوس» من ms237 ~~طبقة كواليير مكافأة لما أبداه من آثار الفضيلة وما ~~قام به من الأعمال الخيرية، وفي سنة 1869 أقبل على ~~سورية زائرا حضرة صاحب السمو الأمير فريدريك (الذي ~~صار فيما بعد إمبراطورا لألمانيا وهو والد ~~الإمبراطور غليوم الثاني)، فامتدحه صاحب الترجمة ~~بقصيدة محبرة وقعت لديه أحسن موقع فأهدى إليه الأمير ~~دبوسا ثمينا مرصعا بحجر كريم، ولما أقبل ~~الغراندوق نيقولا شقيق قيصر الروسية للسياحة في سورية ~~رفع إليه نقولا نقاش قصيدة فريدة في بابها فأهدى إليه ~~خاتما ثمينا. # مؤلفاته وترجماته # أما ما للفقيد من الآثار العلمية والأدبية في عالم ~~المطبوعات تأليفا وتعريبا فهي كما يأتي: # أولا: # رواياته: «الشيخ الجاهل» «والموصي» ~~و«ربيعة» فضلا عن غيرها من الروايات ~~الأدبية. # ثانيا: # ديوانه، وهو يشتمل على منظومات في ~~الآداب والحكم والرثاء والمديح ~~والأخلاق. # ثالثا: # ترجماته القانونية التي أضاف إلى ~~شرحها كثيرا من آرائه والفوائد التي ~~اقتبسها بالمزاولة والاختبار، وهاك أسماء ~~الكتب المذكورة: قانون الأراضي، قانون ~~الجزاء، قانون أصول المحاكمات الجزائية، ~~قانون أصول المحاكمات الحقوقية، قانون ~~التجارة، شرح قانون التجارة، ذيل قانون ~~التجارة (نقل بمناظرته)، رسالة في القانون ~~(تأليف)، قانون الأبنية، قانون تشكيلات ~~المحاكم، تعريفة الخروج في المحاكم ~~النظامية والدوائر العدلية، ثم ترجمة ~~كليات شرح الجزاء وهو سفر ذو 414 صفحة، ~~ثم بعض أجزاء من شرح قانون أصول المحاكمات ~~الجزائية، وهذه الترجمات معتمد عليها في ~~جميع المحاكم النظامية والدوائر العدلية، ~~ثم ترجمة كليات شرح الجزاء وهو سفر ذو 414 ~~صفحة، ثم بعض أجزاء من شرح قانون أصول ~~المحاكمات الجزائية، وهذه الترجمات معتمد ~~عليها في جميع المحاكم النظامية في كل من ~~ولايات سورية وبيروت وحلب ومتصرفيتي ~~لبنان والقدس الشريف وغيرها. # رابعا: # مقالاته العدلية التي نشر أكثرها في ~~جريدة المصباح بعنوان «آثار ~~عدلية». # خامسا: # كتاب «تكريم القديسين» أثبت فيه ما ~~للأولياء من الشفاعة. # سادسا: # جريدة «المصباح» التي أنشأها سنة ~~1880. # وفي 4 كانون الأول 1894 انتقل إلى دار البقاء فشيعت ~~جنازته باحتفال إلى الكنيسة المارونية الكاتدرائية ثم ~~إلى المقبرة، وقد أبنه الخوري أسطفان الشمالي وأنطون ~~قيقانو والدكتور سليم جلخ والشيخ سعيد الشرتوني ~~وإبراهيم الأسود ms238 ويوسف خطار غانم وأنطون شحيبر بما ~~شف من شديد الأسف على خسارته، فإنه كان واسع الاطلاع ~~خبيرا في أحوال الزمان موصوفا بالتأني وتوقد الذهن ~~وذكاء القريحة، وقد رثاه فارس شقير بقصيدة نفيسة نورد ~~منها هذه الأبيات: # من كان بالأمس نقاش الصحاف ~~هدى # ينسيك حسان أو يزري ~~بسحبان # إذا انبرى لا يبارى في ~~مناظرة # وإن جرى لا يجارى بين ~~أقران # مضى إلى الله حيث الدار ~~خالدة # مستوفيا أجر أعمال ~~وإيمان # الدكتور يعقوب صروف # أحد مؤسسي مجلة «المقتطف» في بيروت ~~والقاهرة وجريدة «المقطم» في القاهرة. ~~*** # هو يعقوب بن نقولا صروف ولد في الثامن ~~عشر من شهر تموز سنة 1852 في قرية «الحدث» بلبنان، وتلقى ~~العلوم العالية في «المدرسة الكلية السورية» في بيروت ونال ~~سنة 1870 شهادة «بكالوريوس» في العلوم مع أول فرقة خرجت ~~منها، وأقام سنتين في صيدا يدرس المرسلين الأميركيين ~~اللغة العربية، وأنشأ المرسلون حينئذ مدرسة عالية في ~~طرابلس الشام وعرضوا عليه رئاستها فتولاها سنة واحدة، ~~وفي آخرها اختارته عمدة «المدرسة الكلية السورية» لتدريس ~~العلوم الرياضية والفلسفة الطبيعية فيها فاستعفى من رئاسة ~~مدرسة طرابلس في أواخر سنة 1873 وعاد إلى المدرسة الكلية، ~~وعكف على الدرس والتدريس وقرن العلم بالعمل وجعل تلامذته ~~يطبقون علم الهندسة وحساب المثلثات على مساحة الأراضي ~~ويصنعون الآلات الطبيعية كلفائف الحدة والأجراس ~~الكهربائية، وكان ذلك دأبه وهو تلميذ فإنه صنع آلة تدور ~~بالماء على مبدأ مطحنة «باركر» وهو يدرس علم السائلات، ~~فأخذها رئيس المدرسة وحفظها بين أجهزة الفلسفة الطبيعية ~~وهي التي ذكرته به حينما كانت المدرسة تفتش عن أستاذ ~~لتدريس علم الطبيعيات. # واستعفى أستاذ الكيمياء بعد حين فوقع الاختيار على يعقوب ~~لتدريسها بدلا منه، وجعل يدرس الكيمياء الوصفية ~~والتحليلية، ويقرن القضايا النظرية بالتجارب العلمية حتى ~~لم يترك تجربة كيماوية تذكر في كتب التدريس إلا امتحنها ~~أمام تلامذته ولو تحت الخطر الشديد، ودرس تلامذة الطب ~~الكيمياء الباثولوجية والإقرباذينية وعلم السموم ~~(التكسكولوجيا)، وهذه العلوم الثلاثة لم تكن تدرس في ~~المدرسة الكلية قبلا؛ فاضطر أن يؤلف لها خطبا جمعها من ~~المطولات الإنكليزية فأنهك الشغل ms239 جسمه وكاد يذهب ببصره، ~~وكان إذا كل عقله من البحث في موضوع يريحه بالبحث في ~~موضوع آخر، ودام على ذلك إلى أن ترك المدرسة الكلية في ~~أواخر سنة 1884 بعد أن أقام فيها خمس عشرة سنة أربعا ~~كتلميذ وإحدى عشرة كأستاذ. # وألف وهو في المدرسة الكلية كتابا كبيرا في الكيمياء ~~وخطبا في العلوم الثلاثة المتقدمة، وترجم كثيرا من الكتب ~~الأدبية ككتاب «سر النجاح» و«الحرب المقدسة» و«الحكمة ~~الإلهية»، وترجم بالاشتراك مع رصيفه الدكتور فارس نمر كتاب ~~«سير الأبطال والعظماء» وكتاب «مشاهير العلماء»، وأنفقا ~~أجرة ترجمتهما على مدرسة يومية كانا يقومان بنفقاتها، ~~ووضعا هذه التراجم في اللغات العربية والإنكليزية ~~والفرنسوية. # ولكن العمل الأعظم والتأليف الأكبر الذي وقف له العمر ~~ولم يزل قائما به حتى الآن هو «المقتطف» المجلة العلمية ~~الشهيرة، فقد أنشأه بالاشتراك مع رصيفه الدكتور فارس نمر ~~سنة 1876 وهما في المدرسة الكلية، وظلا يحررانه سوية إلى ~~أن أصدرا المقطم سنة 1889 فانقطع الدكتور نمر لإنشاء ~~«المقطم» والدكتور صروف لإنشاء «المقتطف». # ولما انتقلا بالمقتطف إلى القطر المصري سنة 1885 كانت ~~شهرتهما العلمية قد سبقتهما إليه فرحب بهما عظماء مصر ~~وعلماؤها، والدكتور صروف مولع بالمقتطف فيقضي أكثر أوقاته ~~مهتما بما يكتبه فيه ولا سيما بعد أن تفرغ له، فهو ~~الكاتب الآن لكل مقالاته إلا ما ينشر منها تحت اسم غيره، ~~وهو الكاتب أيضا لكل أبوابه كباب الصناعة وباب الزراعة ~~وباب تدبير المنزل وباب التقاريظ وباب المسائل والأخبار. ~~وقد يمضي عليه أسبوع كامل وهو يبحث عن المواد اللازمة ~~لمقالة واحدة، بل قد يمضي عليه أيام وهو يبحث عن كلمة ~~واحدة، والغالب أنه يشرع في الكتابة عند الساعة السادسة أو ~~السابعة صباحا، فلا يأتي الظهر حتى يكون قد كتب ما يملأ ~~خمس صفحات أو ستا من صفحات المقتطف على ما تقتضيه من ~~التدقيق والتحقيق والمراجعة في الكتب والصحف المختلفة، ~~ويقضي بقية النهار في المطالعة وقراءة المسودات والاهتمام ~~بشئون الإدارة، ولعلمه أن قراء المقتطف مختلفون علما ~~ومشربا، وأنه لا بد من جر النفع إليهم كلهم حتى يجد ms240 كل ~~منهم ما يفيده في كل جزء من أجزائه تراه يبذل جهده لكي ~~ينشر في كل جزء مقالات مختلفة المواضيع بين فلسفية وعلمية ~~وأدبية، عدا ما ينشره في أبواب «المقتطف» الخاصة من ~~الفوائد الصناعية والزراعية والمنزلية والأخبار المتقطفة ~~من أشهر الصحف العلمية في أوروبا وأميركا. # ويختلف إنشاؤه في هذه المواضيع باختلافها، فالمواضيع ~~الأدبية «كالصداقة» و«نعيم الدنيا» و«الاغتراب» ~~و«المهاجرة» و«فوائد الغنى ومضاره» أكثر فيها من السجع ~~والتمثل بالأشعار، ومن قبيل ذلك الفصول التي كتبها في ~~رحلته إلى الصعيد الأعلى وسماها «رسائل النيل» وفي رحلته ~~إلى عواصم أوروبا وسماها «مشاهد أوروبا» ونشرت كلها في ~~المقطم والمقتطف، والمواضيع الفلسفية «كقياس العقول» ~~و«الحياة وآراء الفلاسفة فيها» و«آراء الناس في النفس» ~~و«غرائب العقول» و«حرية الإرادة» بدأها غالبا بالأمثلة ~~لكي يتدرج القارئ من المحسوسات إلى المجردات ومن الجزئيات ~~إلى الكليات فلا يعز إدراكها على جمهور القراء، ~~والمواضيع العلمية سواء كانت طبيعية أو صحية أو اجتماعية ~~وهي الجانب الأكبر من مقالات المقتطف سلك فيها مسلك البسط ~~والإيضاح، وغرضه الذي يرمي إليه في كل ما يكتبه جمع ~~الحقائق وبسطها لتقريبها من أذهان القراء والاقتصار على ما ~~ترتاح النفس إلى مطالعته ويتصفحه المرء من غير ~~ملل. # ومن مذهبه أن العلم للعقل كالطعام للمعدة فيجب أن يكون ~~صحيحا خاليا من كل الشوائب معدا لدخول العقل والبقاء ~~فيه، وأن يكون أيضا في حد الكفاف غير زائد عليه وإلا ~~أتخم العقل به ولم ينتفع منه، كما أن الطعام يتخم ~~المعدة ويضرها إذا كان فاسدا أو مشوبا بالشوائب أو غير ~~معد للهضم بالطبخ والمضغ أو زائدا عن الكفاف. # ولا يذخر وسعا ولا يضن بتعب مهما كان شاقا في تكثير ~~منافع المقتطف وتعميم فوائده، وكثيرا ما تدعوه كتابة ~~مقالة واحدة إلى تصفح كتاب كبير أو كتب كثيرة ~~كمقالاته في «نوابغ العرب والإنكليز»، فإنه لما أخذ يقابل ~~بين أبي العلاء المعري والشاعر ملتن الإنكليزي اضطر أن ~~يتصفح ديوان المعري المعروف بسقط الزند وديوان ملتن ~~المعروف بالفردوس المفقود ms241، ثم عاد إلى ديوان المعري وأشار ~~إلى كل الأبيات التي حسب أن لها ما يقابلها في أشعار ملتن، ~~وكرر على ديوان ملتن حتى اختار منهما أبياتا متشابهة اتفق ~~خاطراهما فيها، وفعل مثل ذلك لما قابل بين سيرة السلطان ~~صلاح الدين الأيوبي والملك رتشرد قلب الأسد الإنكليزي، ومن ~~هذا القبيل تلخيصه لكتاب سلاتين باشا «السيف والنار في ~~السودان» في فصول قليلة. # ولحرصه على تعميم الفوائد يبحث عن كل الخطب والمقالات ~~التي تنشر في الصحف والكتب الإفرنجية وأعمال الجمعيات ~~العلمية، حتى إذا وجد فيها فوائد يرغب أبناء العربية في ~~الاطلاع عليها ترجمها أو لخصها أو اقتطف منها ما منه ~~فائدة كبيرة، ولذلك قلما تتلى خطبة كثيرة الفوائد في ~~نوادي أوروبا وأميركا أو تنشر مقالة عميمة المنافع في ~~صحفها العلمية إلا ترجمها أو لخصها ونشرها في المقتطف أو ~~نشر فيه شيئا من فوائدها، فألف قراؤه أسماء أساطين العلم ~~وأراكين الفلسفة كهكسلي وسبنسر وتندل وكلفن وورخوف وبستور ~~ولنغلي ومركوني وكوخ وغيرهم، كما ألف قراء الصحف السياسية ~~اسم غلادستون وبسمارك وسلسبري وجيرس وغمبتا وهنوتو، ~~وجاروا أكثر فروع العلم في تقدمها. # وله طريقة مبتكرة في المقابلة بين أقوال المتقدمين ~~والمتأخرين، فإذا وصف حيوانا أو نباتا ذكر ما قاله فيه ~~المتقدمون من علماء العرب واليونان. وإنشاؤه سلس بعيد عن ~~التعقيد كما هو بعيد عن أساليب الأعاجم ولو كان المكتوب ~~مترجما. وهو يكره غريب الألفاظ ويبعد عنها جهده؛ لأنه ~~يحسب اللغة وسيلة لا غاية، فما أدى المراد منها على أسهل ~~السهل وأقربها ولم يخالف قواعد اللغة فهو الفصيح الجدير ~~بالاتباع. # ونظم الشعر الجيد وهو في الرابعة عشرة من عمره، لكنه سمع ~~أستاذه في اللغة العربية الشيخ ناصيف اليازجي يقول: إن ~~بضاعة الشعر بارت وسوق الأدب كسدت وانحط مقام الشعراء، ~~فرغب عن الشعر وعقد النية على ألا يقوله في التزلف إلى ~~مخلوق، ولهذا تجد أشعاره كلها في وصف أو رثاء كوصف «مشاهد ~~أوروبا» ولا سيما «وداع باريس» و«وداع لندن» و«وصف رأس ~~البر»، وإذا أراد التمثل ببيت وخانته ms242 الذاكرة نظم بيتا في ~~معناه، وعلى سبيل المثال نورد قصيدته في «وداع باريس» ~~قال: # ودعت باريس مفتونا بمرآها # وآي حسن تجلى من ~~محياها # وجاه ملك رفيع الشان جاورها # دهرا طويلا ولم يبرح ~~بمغناها # رواقه مسيطر في معالمها # وبدره مشرق في أوج علياها # مرسومة في جبين الدهر صولته # تتيه عجبا بأولاها ~~وأخراها # وعصبة عصمتهم في صناعتهم # إلهة الحسن فاستهدوا ~~بسيماها # وخلدوا ذكر أرباب السيوف ومن # فاق الورى حجة أو فاقهم ~~جاها # أو خاض بحر المعاني فاجتنى ~~دررا # وصاغ منها حلى حسن بها ~~باهى # أو غاص في لج بحر العلم ~~مجتليا # غوامض الكون تعميما ~~لجدواها # وآل علم وفضل طار صيتهم # فطبق الأرض أقصاها ~~وأدناها # هم الألى في سماء المجد قد ~~رفعوا # لها منارا وأعلوه ~~فأعلاها # هذي كليمات صدق صغتها قدما # 2 # في وصفها قبل أن تجلى ~~خباياها # وقبلما تتجلى في مرابعها # آيات حسن يهيج الشوق ~~ذكراها # وقبلما تتبارى في معارضها # ممالك الأرض أقصاها ~~وأدناها # نثرا ونظما قصدت الوصف ~~فامتلكت # يراعتي مدهشات لست أنساها # والمرء يحصر والأقلام يودي بها # في موقف المجد روع أن ~~تولاها # فكيف أسطيع وصفا بعدما نشرت # بيارق المجد أعلاها ~~وأسناها # وبعدما ملئت من كل مفخرة # من واسع الأرض أعيانا ~~وأشباها # وأقام أربع سنوات يكتب أكثر ما ينشر في مجلة «اللطائف» ~~لمنشئها شاهين مكاريوس من مقالات وفكاهات ونبذ مختلفة، ~~وينقح ما ينشر فيها من غير قلمه، وإذا غاب رصيفه الدكتور ~~فارس نمر أو امتنع عن التحرير بسبب ما؛ تولى تحرير المقطم ~~بدلا منه وأكب على كتابة المقالات الإنشائية فيه وإلا ~~فما يكتبه فيه قليل جدا. ولما كان في بيروت تولى رئاسة ~~«جمعية شمس البر» بضع سنوات ثم رأس «المجمع العلمي الشرقي» ~~وهو الذي وضع قانونه وله اليد الطولى في تأسيسه، وفي سنة ~~1890 نال لقب دكتور في الفلسفة من المدرسة الجامعة في ~~نيويورك. # وزار عواصم أوروبا سنة 1893 ولقي كثيرين من علمائها ~~وفضلائها، وانتدبته لجنة مجمع المعرض الأميركي العام مع ~~رصيفه الدكتور نمر للكتابة عن أحوال القطر المصري ~~ومستقبله؛ فأنشأ في ذلك رسالة ms243 مسهبة باللغة الإنكليزية ~~تليت في إحدى جلسات ذلك المجمع، ثم زار أوروبا مرة أخرى ~~عام 1900 في أثناء معرض باريز العام. وفضله في نقل علوم ~~الأوروبيين والأميركيين إلى ربوع المشرق بواسطة المقتطف لا ~~ينازع فيه أحد، وله فضل آخر لا يعلمه أبناء المشرق وهو أن ~~كثيرين من علماء أوروبا وأميركا يعتمدون عليه في تحقيق ~~المسائل العلمية التي في الكتب العربية، فيكاتبونه في ذلك ~~وهو يبذل الجهد في إجابة طلبهم. # ولاشتغاله الطويل بالعلم والفلسفة اطلع على آراء أكثر ~~علماء العصر وفلاسفته، فشرح كثيرا منها في صفحات المقتطف ~~وتابع أصحابها فيما ظنه صوابا، وخطأهم في ما ظنه خطأ؛ ~~فشرح أن العربية لغات قبائل مختلفة بدليل كثرة مترادفاتها ~~وأن الدخيل فيها أكثر مما يظن كثيرا، وأن أصل كلمات ~~كثيرة غمض بخطأ النساخ كما في كلمة «يحيا» فإن أصلها ~~«يحنا»، وأن على الحكومة أن تضع حدا لمطامع الأغنياء ~~ومالكي الأرض كما تضع حدا لأقوياء الأبدان والمهرة في ~~استعمال السلاح حتى لا يستعملوا أبدانهم وأسلحتهم للإضرار ~~بالغير، وأن تجيز صك النقود الفضية من غير قيد ثم تبدلها ~~كل بضع سنوات بما يساوي قيمتها الأصلية وتتحمل الخسارة كما ~~فعلت إنكلترا لما استردت أنصاف الجنيهات الناقصة بطول ~~الاستعمال وأبدلتها بما يساوي قيمتها الأصلية، إلى غير ذلك ~~مما تراه مسطورا في صفحات المقتطف. # واقترن سنة 1878 بالسيدة ياقوت بركات وهي من فضليات ~~النساء ومن أوفرهن علما وأبلغهن إنشاء، فرأست بيته ~~وجعلته ناديا لأصدقائه الكثيرين من أهل العلم والفضل ~~ونشرت على صفحات المقتطف كثيرا من المقالات التي تدل على ~~باع طويل في العلم والأدب، وهو ينسب نجاحه وتمكنه من ~~مواصلة أشغاله العقلية إلى مشاركتها له في الرأي وإلى ~~الراحة البيتية التي متعته بها. هذا ما علمناه من أخبار ~~صاحب الترجمة استنادا إلى ما ورد في كتاب «مرآة العصر» ~~المطبوع في القاهرة سنة 1897 وأضفنا إلى ذلك معلوماتنا ~~الخاصة. # خليل سركيس # رسم أخذ في سنة 1912. # صاحب امتياز جريدة «لسان الحال» ومجلة ~~«المشكاة». ~~*** # هو ~~خليل بن خطار سركيس ولد في 22 من كانون الثاني 1842 في ms244 ~~«عبيه» من لبنان، وفي عام 1850 قدم مع عائلته إلى بيروت ~~حيث انتظم في سلك طلبة المدرسة الأميركية التي كان يديرها ~~وقتئذ القس طمسن، وكانت المدرسة الوحيدة في بيروت فأخذ من ~~العلم فيها ما تضمنته لائحة دروسها في تلك الأيام. ولما ~~كانت المدرسة بجوار المطبعة الأميركية كان يتردد إليها وقد ~~وجد من نفسه نزوعا طبيعيا إلى الصناعة، وما لبث أن ~~حقق رغبته في تعلم صناعة الطباعة، فدخل إلى المطبعة عام ~~1860 ولم يكن إلا القليل من الزمن حتى أتقن هذا الفن، ~~فأنشأ مطبعة عام 1868 بشركة سليم البستاني سماها «مطبعة ~~المعارف»، وفي عام 1873 تزوج السيدة لويزا إحدى كريمات ~~المعلم بطرس البستاني وهي من خيرة النساء وأفضلهن، وفي عام ~~1875 رغب عن الشركة في استحصال امتياز مطبعة خاصة به ~~سماها «المطبعة الأدبية» وامتياز جريدة دعاها «لسان الحال» ~~وامتياز مجلة دعاها «المشكاة»، ولما تم له ذلك وانفرد في ~~العمل لم يدخر الوسع في إعطاء كل من المطبعة والجريدة ~~حقها من الرقي والنماء، ففي المطبعة عدة آلات للطباعة على ~~اختلاف حجمها، فمنها لطبع المؤلفات والجرائد ومنها للأشغال ~~التجارية وكلها تدار بالبخار. # رسوم المطبعة الأدبية وجريدة لسان ~~الحال : (1) المكتب (2) مسبك الحروف (3) ~~المطابع. # وقد وجه عنايته إلى سبك الحروف التي اشتهرت بالجودة ~~والإتقان في القارات الخمس، فبعد أن كانت من قبل محصورة ~~بالحرف الأميركي أوجد بمعاونة الشيخ إبراهيم اليازجي ~~الحرفين الأول والثاني الإسلامبولي، وما عتم أن استصنع ~~أيضا بعد حين سائر أجناس الحروف التي اشتهرت عنه كالثلث ~~الأكبر والثلث الأوسط والثاني السميك والرقعي، وهو أول من ~~أوجد أكبر حرف عربي رصاصي يبلغ طوله ميليمترا وأكبر ~~حرف خشبي يبلغ طوله 25 سنتيمترا، وكذلك له الفضل في إيجاد ~~الحرف الفارسي في الطباعة على ثلاثة أنواع واستحضار مسابك ~~الحروف على الاصطلاح الجديد الذي يمكنه من سبك 170 ألف حرف ~~في اليوم الواحد لمن شاء، وأكثرها يكون صالحا للترتيب كما ~~يتوضح ذلك في برنامج المطبعة. # فؤاد سركيس. # وفي سنة 1892 شخص إلى الآستانة وكان موضوع اعتبار وإكرام ~~أولياء الأمر فيها بدليل تقليده الوسامين «المجيدي ~~الثالث» و ms245«العثماني الرابع» بكل استحقاق، وله كتاب في هذه ~~الرحلة يشتمل على ما راق وطاب من الحوادث التاريخية ~~والفوائد الجليلة، وفي السنة عينها أعلنت الدولة العثمانية ~~اشتراكها في «معرض شيكاغو» فنهض كثيرون من أبناء الوطن ~~يريدون الذهاب إليه لاستعراض ما عندهم من الطرف الشرقية من ~~صناعية وغيرها، وخطر لبعضهم أن ينشئوا مرمحا في ذلك ~~المعرض فألفوا شركة لذلك، ولما شق عليهم جمع المال ~~المطلوب للقيام بهذا المشروع طلبوا إليه ملحين أن يتولى ~~إدارة الشركة، وما زالوا به حتى أقنعوه على الرئاسة، ~~فتعين رأس مال الشركة عشرين ألف ليرة إنكليزية، وفي أقل ~~من أربع وعشرين ساعة تغطت القيمة ضعفين، ولكن لم تصادف ~~هذه الشركة نجاحا لما اعترض في سبيلها من المصاعب التي لا ~~محل لسردها هنا، فانتهت بخسائر فادحة كان حظ صاحب ~~الترجمة منها الأوفر، وقد جمع في كتاب خاص أخبار رحلته ~~إلى الآستانة وأوروبا وأميركا بعد أن نشرها تباعا في ~~جريدة «لسان الحال» وضمنها من الفوائد الأدبية والأخلاقية ~~والتجارية وغيرها ما يستعين به الإنسان في سفراته إلى ~~البلاد التي ذكرنا. # سلمى سركيس. # وفي سنة 1895 التهمت النار بقضاء وقدر قسما من مطبعته ~~الكاملة المعدات، ولما نمى إليه الخبر بادر مسرعا إلى ~~السوق وعندما اقترب من محل المطبعة وقد اندلع لسان اللهيب ~~من جهاتها الأربع قال لمن كان يرافقه: «إن جرائد الثغر لا ~~تعدم في هذا الصباح نشر أهم خبر محلي.»، ومما اشتهر عنه ~~ثبات الجنان ورباطة الجأش والحزم والعزم في كل ما انتابه ~~من النوائب وألم به من المصائب، ثم جلس في غرفة احترمتها ~~النار وهي الغرفة التي كان قد اتخذها مكتبا له ومحلا ~~لاستقبال الزائرين فاستقبل وفود المسلين على اختلاف ~~الطبقات، وأما ما أتلفته النار فقوم بخمسة آلاف ليرة ولم ~~تكن هذه القيمة مضمونة، وكتب على أثر ذلك في «لسان الحال» ~~مقالة محبرة حكمية رددت صداها الجهات المختلفة بدليل ~~توارد الرسائل عليه، فلم يدع واحدة منها بدون جواب، وقد ~~أفرز لها كتابا سماه «عنوان الشهامة». # وفي سنة 1896 قبل أن ينسى تينك ms246 النكبتين استقبل ثلاثا ~~أشد منهما وقعا في النفس، بل دونها كل نكبة، لا يصبر ~~عليها إلا من أوتي نعمة خارقة من لدن الله؛ فجع بكبير ~~أولاده المرحوم «فؤاد» في الخامسة عشرة من عمره، وفي ثلاثة ~~أيام من بكائه عليه دهمه خطب ثان بفقد شقيقه الوحيد ~~«أمين» الذي كان قد بقي له من إخوته الذكور، وفي ثلاثة ~~أشهر منه مني بفقد «سلمى» إحدى بناته، وفي عشر سنوات نزلت ~~به النكبة الرابعة؛ إذ ابتلاه الله بدعوة ابنة ثانية إليه ~~تدعى «ندى»، وكان في جميع هذه النكبات موضوع حيرة ودهشة ~~في صبره وتجلده وتسليمه حتى صار معارفه يضربون به المثل ~~في احتمال النكبات والصبر على الشدائد. # هذا ومع توفر مشاغله لم يتقاعد عن الاشتراك في كل مشروع ~~نافع ينتدب إليه، فانتخب عضوا في «مجلس المعارف» في ~~الولاية ورئيسا «للجمعية الخيرية الإنجيلية» وعضوا ~~لقومسيون «مكتب الصنائع» وعضوا مؤسسا «لجمعية مستشفى ~~السل»، وفي سنة 1902 كان «لسان الحال» قد استوفى السنة ~~الخامسة والعشرين من ظهوره فأجمع مريدوه ومقدرو فضله على ~~أن يقيموا له عيدا وأن يقدموا له تذكارا ناطقا بخدمته ~~الصادقة للدولة والوطن، فألفوا لجنة دعت جميع أصدقائه ~~ومعارفه ومنهم العلماء والأدباء والوجهاء إلى داره حيث ~~صرحوا بفضله نظما ونثرا، وعلى إثر ذلك انتصب صاحب ~~الترجمة وخطب فيهم الخطاب الآتي: # نظرتم إلي بعين الرضى، وعين الرضى عن كل عيب ~~كليلة، فأرتكم القليل الذي قدر لي الله أن آتية ~~كثيرا، فإني وإن كنت بعيدا من الإعجاب والتيه، ~~فلا يسعني الآن إلا أن أعجب، كيف لا أعجب وجلة ~~من ذوات الثغر اهتمت لشأني، والتفتت إلى أعمالي ~~فأنزلتها منزلة الرضى والقبول! على أنني لست إلا ~~خادما للدولة وللوطن المحبوب، سعيت وأسعى ما دامت ~~الروح في الجسد في هذه الخدمة المقدسة، وحسبنا ~~دليلا واحدا من ألف ما جاء من إحصاء الكتب ~~المطبوعة في المطبعة الأدبية في مدة ثماني عشرة ~~سنة، فقد بلغ عدد الكتب التي طبعت فيها ستمائة ~~وخمسين مؤلفا ما بين أدبية وعلمية ودينية وزراعية ~~وصناعية، وبلغ عدد نسخ ms247 هذه المؤلفات مليونا ~~ومائة وتسعين ألف نسخة ما عدا جريدة «لسان الحال» ~~وغيرها من الجرائد والمجلات. # شرفتموني يا سادتي بمناسبة بلوغ جريدتكم «لسان ~~الحال» السنة السادسة والعشرين؛ أي لربع قرن مضى ~~من خدمتها، فلا أجازف إذا قلت: إنني خدمتها في هذه ~~المدة لتقوم بخدمتكم، فلم أكتب فيها حرفا إلا كان ~~مظهرا لفضل الدولة العلية وإصلاح شئونها، ولم ~~أسطر على صفحاتها كلمة إلا قصدت فيها فائدة التاجر ~~والصانع والزارع وتوقعت منها خيرا للوطن ~~عموما. # ولا يخفى عليكم أن الصحفي مكلف إرضاء التاجر ~~والصانع والشيخ والشاب والأوانس والعقائل والعازب ~~والمتزوج والذاهب والآيب والبائع والشاري مما يقرح ~~القلب، فلا أعرض عليكم ابتياعه واستبداله بقلب ~~ليس بذي قروح شأن ذاك المغرم، فقد اعتدت حمله حتى ~~صرت أقول: # وصرت إذا أصابتني سهام # تكسرت النصال على ~~النصال # وإذا كان قد بدر من «لسان الحال» بعض عبارات لم ~~تجئ في الوضع موافقة لما قصد منها فلم يعجز عن ~~إصلاحها والتماس العذر فيها والعصمة لله، ولئن كنت ~~قد أفرغت أيام الشباب في هذه الخدمة حتى ضعفت ~~النواظر وأزهر اللوز وبطئت حركة المطاحن وودعت ~~الشبيبة بقول ابن الوردي: # ودع الذكرى لأيام ~~الصبا # فلأيام الصبا نجم ~~أفل # فقد لقيت من عملكم يا سادتي ما يعيد الشباب ويرد ~~في العروق دمه وعزيمته ونشاطه. # بعثت محبتكم بكل ~~جوارحي # عزما أعاد إلي عزم ~~شبابي # أجل لقد تجددت في عروقي قوة الشباب بما تلقيت من ~~إحسانات ولي النعم مولانا وسلطاننا الأعظم، وما ~~رأيت من عناية وجهائنا في الثغر وغيره، ولا سيما ~~من عناية وإخلاص الصديق الحميم صاحب الوجاهة عين ~~أعيان الشهباء عزتلو جورجي أفندي خياط الذي اقترح ~~هذا المشروع على مواطنيه وإخوانه، ومن غيرة رصفائي ~~الأفاضل في بيروت ولبنان الذين اهتموا لهذا الأمر، ~~فأتوسل إليه تعالى أن يتيح لهم الاحتفال بالأعراس ~~الثلاثة وإن أكن وقتئذ في غير هذا العالم فإن ~~عظامي تشترك بأفراحهم. # وفي العام الماضي قبل أن يبلغ «اللسان» نهاية ~~السنة الخامسة والعشرين سألني كثير من الأصدقاء أن ~~نحتفل بمرور ربع قرن من ms248 صدوره، فشكرت لهم هذه ~~العناية وسألتهم الإغضاء عن ذلك، فتكرر هذا الطلب ~~فكررت الرجاء بالإغضاء إلى أن ترجح عندي قبول ~~رجائي، ولما كان شهر من دخول «اللسان» في السادسة ~~والعشرين كتب إلي عزتلو خياط أفندي في الموضوع ~~الذي كنت قد اعتقدت دخوله في خبر كان، فسألته ~~الإضراب عنه شاكرا لحسن ظنه بي مبينا له أن ما ~~فعلته لم يكن من خوارق العادات؛ لأنني إذا كنت قد ~~نشرت اللسان فقد أفدت واستفدت، وأين ما أتيته في ~~جانب آثار ذوي الفضل المشهورة الذين سبق أبناء ~~الوطن فاحتفلوا لهم بأعياد فضية كسيادة الحبر ~~العلامة المفضال المطران يوسف الدبس الذي بنى ~~كنيسة مار جرجس الشهيرة وغيرها من المعابد، ورفع ~~عماد «مدرسة الحكمة» التي أهدت للوطن أولادا ~~مثقفين فضلا عن تصانيفه العديدة ما بين علمية ~~وأدبية ودينية، وكذلك السعيد الذكر المرحوم ~~الدكتور فانديك الذي تشهد له كتبه العديدة عند ~~الناطقين بالضاد بعلو الهمة ورفعة المقام بين ~~العلماء الأعلام، فضلا عن خدمته الطويلة للطب ~~خدمة يقر بشكرها ألوف من الطلبة في أنحاء ~~المعمور، وكذلك حضرة الشيخ الجليل العالم الدكتور ~~دانيال بلس الذي شيد بسعيه «المدرسة الكلية » التي ~~يندر مثلها في أوروبا وأميركا والتي انبث ~~المتخرجون فيها في القارات الخمس، فكررت رجائي ~~عند صديقي المذكور بغض الطرف فألح علي ~~بضرورة إتمام مرتآه، وطال بيننا الجدال في هذا ~~الموضوع حتى استغرق عدة رسائل، وبينا كنت أعتقد ~~الإجابة إلى التماسي والإضراب عن الأمر الذي أطال ~~مراجعتي فيه أضاءت النار من خلال الرماد؛ أي أن ~~القول برز إلى حيز العمل، ووردني على أثر ذلك كتاب ~~من صديقي يقول إننا باشرنا العمل رضيت أو ~~أبيت. # فبأي لسان أشكر الذين أعلنوا رضاهم عني ~~بالاشتراك في هذا المشروع؟ وأي عبارة تفي بالثناء ~~على الذين قاموا به ولا سيما حضرة الشيخين ~~الفاضلين محمد أفندي بدران والعلامة الدكتور ~~ورتبات اللذين خصصا وقتا لهذا العمل مع تكاثر ~~أشغالهما؟ فالله أسأل أن يتولى مكافأتهم عني وأن ~~يوفق حضرات زملائي إلى مشاهدة أعراسهم الثلاثة، ~~وأختم كلامي بالدعاء المفروض ms249 على كل عثماني ببقاء ~~الحضرة العلية السلطانية وحفظ أنجالها العظام ~~ووزرائها الفخام وتأييد ملكها ما توالت ~~الأيام. # تابع لرسوم المطبعة الأدبية وجريدة لسان ~~الحال: (1) دائرة التجليد (2) الإدارة (3) ~~دائرة صف الحروف (4) الأشغال ~~التجارية. # نشرنا خطابه لبيان ما أتاه من الخدم الوطنية منذ بدء ~~عمله حتى الوقت الحاضر، فمن خدماته الأدبية تنقيح كتابي ~~«عنترة» و«ألف ليلة وليلة» وطبعهما بحيث تسنى للمخدرات ~~الاطلاع عليهما، وطبع «مقدمة ابن خلدون» و«مقامات الحريري» ~~وقدمهما لطلاب العلم بثمن يسهل لهم اقتناؤهما، وخدم ~~المدارس بتأليف كتاب «سلاسل القراءة» وهو ستة أجزاء قد ذاع ~~حتى دخل المدارس في أكثر جهات المعمور؛ لأنه لم ينسج على ~~منواله كتاب سهل التناول على الطلاب، وخدم السيدات بتأليف ~~«أستاذ الطباخين وتذكرة الخواتين»، وخدم القوم بإهدائهم ~~إلى أشرف العادات في تأليفه كتاب «العادات»، وخدم المحامين ~~والأطباء وغيرهم «بالمفكرة» التي يصدرها سنويا من ~~المطبعة الأدبية، وخدم محبي الرياضة برواية «سعيد وسعدى» ~~في سن الصبوة وكذلك بكتاب «نزهة الخواطر»، وخدم محبي ~~التاريخ بتأليف «تاريخ القدس الشريف» وكتاب «معجم اللسان» ~~وهو قاموس هجائي يحتوي على أسماء القواد والسفن والأماكن ~~التي ورد ذكرها في أخبار الحرب سنة 1904 بين روسيا ~~واليابان، وخدم التاجر والبائع والشيخ والشاب والعجوز ~~والصبية بالروزنامة السورية التي أصدرها في سنة 1868؛ أي ~~في سنة إنشائه المطبعة، فصادفت إقبال جميع الناطقين ~~بالضاد، وهي ثاني روزنامة عربية ظهرت في المعمور، وخدم ~~الدولة والوطن بجريدته «لسان الحال» ومجلته ~~«المشكاة». # وفي سنة 1898 زار إمبراطور ألمانيا أنحاء سورية وفلسطين ~~فأم ركبه بصفة رسمية وكتب رحلته في رسائل متواصلة ~~برقية وبريدية نشرت تباعا في جريدة لسان الحال ثم طبعها ~~في كتاب على حدة، وفي سنة 1911 اعتراه مرض تصلب الشريانات ~~فاضطر أن يعتزل معترك العمل، فاعتمد في إدارته الواسعة ~~الأطراف نجله الوحيد رامز سركيس فقام بإدارة المطبعة قيام ~~الأب من حيث ضبطها وانتظام أعمالها حتى صح قول القائلين ~~«إن هذا الشبل من ذاك الأسد». # ذكرنا ترجمة حياته على أننا لم نذكر شيئا عن صفاته التي ~~اتفقت الكلمة على الثناء عليه واعتباره ms250، فقد جمع بين اللطف ~~والذكاء والغيرة والنشاط والحزم، وله اصطلاح في الكتابة ~~يعرفه عدد كثير من الكتبة والأدباء، ومن محسنات كتاباته ~~أن القارئ لا يمل منها بل إنه يتبع قراءتها مهما كانت ~~كبيرة حتى النهاية؛ إذ لا بد من إدخال بعض الاستعارات ~~والأمثال التي تزيد كتاباته فكاهة وتحببا. وكتاباته ~~الإصلاحية والاجتماعية والفكاهية في لسان الحال دليل على ~~سلامة ذوقه في التحبير والإنشاء واختياره الأمور بدقائقها ~~ومعالجته الداء بدواء ناجع، وله في سرعة الخاطر نوادر ~~مستغربة يحوي صدره لكثير من النكات والنوادر ~~والأشعار. # وخليل سركيس كريم الأخلاق واسع الصدر هني في معيشته مع ~~عائلته وأصحابه، قدير وجسور على العمل، وكثيرا ما شاهدناه ~~في بيته كالولد الصغير وفي إدارة أعماله الواسعة كالقائد ~~عند هجوم العدو على جيشه، قلت له مرة «لماذا هذه الحدة؟» ~~فأجاب: «الأعمال لا تقوم إلا بالحدة.» # زاره صديق يوما فصادف ورود طابعة جديدة إليه فرآه ~~يفككها، فسأله صديقه: «ولماذا التعب ولا أرى في الآلة ~~ما يستوجب ذلك؟»، فأجاب: «من رئيسياتي أن كل آلة مهما كان ~~نوعها لا بد لي من فكها وتركيبها قبل تشغيلها حتى إذا ~~توقفت يوما أقدر أن أصلح الخلل في الحال.» # ويمكننا أن نقول بكل حرية إن صاحب الترجمة خير من ضبط ~~إدارة العمل، وعلم كيف يستفيد منها ويفيد؛ بدليل تقدمه في ~~الأعمال وانتشار حركة أعماله، يذكره المتعاملون معه ~~وأصدقاؤه بكل خير، وهم شديدو الاحتفاظ بصداقته؛ لأنه صادق ~~وحر لا يصاحب أحدا لمأرب خاص، ومن أجمل ما عرف فيه ~~المحافظة على الصداقة في الحالين لين وشدة والسراء والضراء ~~والميل إلى عمل الخير على يقين لا على رغبة في الشهرة، وهو ~~سليم النية طيب السريرة، وعلى الجملة فسوريا تبتسم فرحا ~~بأن يكون من أبنائها وطني فاضل كخليل سركيس خدم الوطن ~~والبلاد خدمة يسطرها له التاريخ جيلا بعد جيل، ونجعل مسك ~~الختام هذه الأبيات التي نظمها إلياس حنيكاتي عندما أنعم ~~على صاحب الترجمة بالوسام المجيدي الثالث في سنة 1897 ~~واختتمها بتاريخ هجري لسنة 1317 وهي: # لخليلنا سركيس غر مآثر # ومكارم ms251 موروثة عن وارث # شهم زها خلقا ورق شمائلا # وتراه عند الوعد ليس ~~بناكث # إخلاصه في حب دولتنا العلية # ظاهر لم يفتقر لمباحث # لما رأت منه الوفاء تعطفت # أرخ عليه بالوسام الثالث # الدكتور فارس نمر # أحد مؤسسي مجلة «المقتطف» في بيروت ~~والقاهرة وجريدة «المقطم» ~~في القاهرة وجريدة «السودان» في الخرطوم. ~~*** # هو فارس بن نمر بن فارس أبي ناعسة، ولد ~~في بلدة «حاصبيا» من أعمال ولاية سوريا في 6 كانون الثاني ~~سنة 1856، وبعد خمس سنين من ولادته حدثت المذابح الهائلة ~~في سوريا المعروفة بسنة ستين، وكانت حاصبيا إحدى النواحي ~~التي عمتها تلك المصائب فقتل أبو صاحب الترجمة أوانئذ، ~~فحملته أمه مع أخيه نقولا وأخته مريم إلى مدينة بيروت حيث ~~اتخذتها سكنا لها، ولما بلغ منتصف السادسة وضعته المرحومة ~~والدته في المدرسة الإنكليزية لتعلم مبادئ العلوم ~~اللازمة لمن كان في سنه، وفي نهاية السنة الأولى رفع إلى ~~منبر في الاحتفال السنوي فلفظ خطبة أدهش بها السامعين، ~~وقد تنبأ بعضهم بأنه سيكون أول خطيب في الشرق. # وفي أواخر سنة 1863 ذهبت به والدته إلى القدس الشريف ~~وأدخل هناك إلى «المدرسة الصهيونية الإنكليزية» فبقي فيها ~~نحو خمس سنين تعلم في أثنائها الإنكليزية والجرمانية ~~ومبادئ التاريخ والحساب، ثم عاد إلى بيروت ودخل في أواخر ~~سنة 1868 مدرسة «عبيه» في لبنان وفيها تلقى مبادئ الصرف ~~والنحو، ولم يقم في تلك المدرسة أكثر من أربعة أشهر ~~فتركها وسافر إلى حاصبيا مسقط رأسه حيث مرض مرضا ثقيلا ~~بالحمى، وبعد سنة جاء بيروت حيث كانت أمه قد عادت إليها ~~واستخدم في مخزن تجاري مدة ثم تركه طامعا بتعلم العلوم ~~العالية، فدخل «المدرسة الكلية السورية» وجعل همه التقاط ~~الفوائد واكتساب العلوم السامية فسهر وجد واجتهد، وكان ~~في مقدمة مؤسسي «جمعية شمس البر» الشهيرة في بيروت وله ~~فيها الخطب الرنانة والمباحث الجليلة ولم تمنعه وفرة دروسه ~~عن خدمتها وتوطيد أركانها، وكان أيضا وهو في حين تعلمه في ~~المدرسة المذكورة يدرس وقتا في مدرسة البنات البروسية ~~العالية، وكان يصرف ما يسرقه من أوقاته المدرسية في ترجمة ms252 ~~الكتب الدينية والتاريخية والعلمية وقد طبعت في «النشرة ~~الأسبوعية». # وبعد أن انتهى من دروسه القانونية نال الشهادة البكلورية ~~سنة 1874 وعين معاونا للدكتور فانديك في المرصد الفلكي ~~في بيروت ومعلما لعلمي الجبر والهيئة في المدرسة الكلية، ~~وكان يعلم أيضا اللغة الإنكليزية في المدرسة البطريركية ~~للروم الكاثوليك، وفي عام 1875 ترجم كتاب «الظواهر الجوية» ~~للأستاذ لومس الأمركاني وطبع الكتاب في مطبعة الأمركان في ~~بيروت، ثم أنشأ في عام 1876 بالشركة مع يعقوب صروف مجلة ~~«المقتطف» التي اكتسبت شهرة عظمى وثبتت على خطة واحدة ~~حتى اليوم، ثم عين مدرسا للعربية وآدابها وللاتينية في ~~نفس المدرسة الكلية، وبعد ذلك مدرسا للرياضيات العليا ~~والهيئة والظواهر الجوية. # وفي عام 1882 أنشأ مع جماعة من أهل الفضل كالدكتور ~~كرنيليوس فانديك والدكتور يعقوب صروف والدكتور بشارة زلزل ~~وجرجي بك زيدان وغيرهم «المجمع العلمي الشرقي» في بيروت، ~~وقد افتتحه بخطاب نفيس في «علم الهيئة القديم والحديث» ~~طبع في المقتطف وفي كتاب أعمال المجمع المذكور. # وفي عام 1883 عين مديرا للمرصد الفلكي والمتيورولوجي؛ ~~إذ كان قد استعفى الدكتور فانديك، وبقي عاملا على الرصد ~~فيه إلى حين تركه المدرسة الكلية وإتيانه إلى الديار ~~المصرية وذلك في أواخر عام 1884، وفي سنة 1885 نقلت مجلة ~~المقتطف إلى مصر وصارت تصدر في القاهرة، وكان لما بلغ ~~كبراء مصر وعلماءها الأعلام خبر التصميم على نقل إدارة ~~المقتطف إلى وادي النيل سروا سرورا عظيما، فكتب كل من ~~الوزيرين الخطيرين شريف باشا ورياض باشا يرحبان به، وهاك ~~ما كتبه رياض باشا بعد الديباجة: # أخبرت أنكم عزمتم على نقل جريدتكم الغراء إلى ~~الديار المصرية، فسرني ذلك لما تحويه من الفوائد ~~الجليلة والنفع الدائم لكل بلاد رفعت راية علومكم ~~فيها، وقد اغتنمت هذه الفرصة لأبدي بها نصيحتي ~~لأبناء هذا القطر بمطالعتها واجتناء فوائدها، فإن ~~للمقتطف عندي منزلة رفيعة وقد ولعت بمطالعته منذ ~~صدوره إلى اليوم، فوجدت فوائده تتزايد وقيمته تعلو ~~في عيون عقلاء القوم وكبرائهم، ولطالما عددته ~~جليسا أنيسا أيام الفراغ والاعتزال ونديما ~~فريدا لا تنفد جعبة أخباره ولا تنتهي جدد فرائده ~~سواء كان ms253 في العلم والفلسفة أو في الصناعة ~~والزراعة التي عثرت فيها على فوائد لا تثمن، ~~هذا علاوة على ما فيه من المباحث الآيلة إلى تهذيب ~~العقول وجلاء الأذهان وتفكيه القراء، فلذلك تترحب ~~مصر بالمقتطف الأغر وتحله محل الكرام الذين ~~اشتهر فضلهم وعمت فواضلهم. # رياض # وهذا ما كتبه محمد شريف باشا: # إن الذين خبروا حال العالم واستقصوا سنن الهيئة ~~الاجتماعية واستقروا أسباب ترقية البلدان واتساع ~~نطاق الحضارة في كل مكان أجمعوا على أن العلم أعظم ~~ركن في بناء التمدن والمعارف وأوثق رباط لحفظ ~~الأمم وتعزيز شأنها، ولذلك عظمت قيمة العلماء عند ~~أرباب العقول واعتبرت الوسائط التي من شأنها بث ~~العلوم وتعميم المعارف في البلدان. ولما كان ~~المقتطف خير ذريعة لنشر المعارف بين المتكلمين ~~بالعربية فلا عجب إذا نال ما نال من رفعة المقام ~~في اعتبار الخاصة والعامة معا. وقد بلغني في هذه ~~الأثناء خبر نقله إلى القطر المصري بعدما خبرته ~~وخبرت معارفكم زمانا، فاستحسنت أن أبدي مسرتي ~~بذلك لما فيه من الفوائد التي لا تستغني عنها ~~البلاد، ولا ريب عندي أن عقلاء مصر ونبهاءها لا ~~يغفلون عن تعميم فوائده ولا يتقاعدون عن السعي ~~لنشر علومه بينهم، لا سيما وقد علموا أن إنارة ~~الأذهان وتثقيف العقول أقوى واسطة لحفظ الأمة ~~وشد عرى اتحادها. # محمد شريف # وبعد مضي سنتين من وجود صاحب الترجمة في القاهرة أنشأ ~~بمعاضدة بعض أصدقائه «جمعية الاعتدال» في مصر وذلك في عام ~~1887 ثم انتخب عضوا لمجمع بريطانيا الفلسفي، وسنة 1889 ~~أنشأ مع زميليه الدكتور يعقوب صروف وشاهين بك مكاريوس ~~جريدة المقطم التي نالت الشهرة العظيمة في الشرق والغرب، ~~وأهدي إلى صاحب الترجمة أوانئذ من جلالة أوسكار ملك أسوج ~~ونروج بصفة كونه رئيس المؤتمر الشرقي «وسام المعارف ~~الذهبي» مكافأة له على خدمائه الجليلة العديدة في تعزيز ~~المعارف ونشر العلوم، وهاك نص ما كتبه إليه معتمد الدولة ~~الأسوجية في مصر: # حضرة الفاضل الأديب فارس أفندي نمر حفظه ~~الله # معلوم لجنابكم ما نحن عليه من حب أرباب المعارف ~~ومساعدتهم بما تحتمله القدرة رغبة في ms254 تنشيط الهمم ~~وإعلاء كلمة الأدب، وقد رأينا من آثاركم العلمية ~~على تنوع مواضيعها ما تقصر عنه عبارات البلغاء لو ~~عمدوا إلى بيانه، فلذلك طلبنا إلى جلالة مولانا ~~الملك أوسكار بلسان الرجاء أن ينظر إلى جنابكم ~~بعين لا ترى منه غير عضو من جسم الهيئة العلمية، ~~فوقع الطلب موقع القبول؛ إذ أنعمت الحضرة الملكية ~~على الجناب بوسام ذهبي (ميداليا) لا يحمله إلا ~~رجال الفنون والصناعات العالية، وسنقدم إلى مصر ~~به عما قريب فيزدان بصدر الجناب لا زال في المجالس ~~صدرا وفي المطالع بدرا والسلام عليه ورحمة ~~الله. # الكونت كرلودي لندبرج # قنصل دولتي أسوج ونروج العام # ووكيلها السياسي بمصر # وفي 18 تموز من عام 1888 اقترن بكريمة قنصل الإنكليز ~~سابقا في الإسكندرية فسافرا إلى سوريا لصرف صيف تلك السنة ~~في لبنان، وفي أواخر الصيف عاد إلى مصر، وفي شهر تموز عام ~~1890 نال رتبة دكتور في الفلسفة من مدرسة نيويورك الجامعة، ~~ومن ثم زار عواصم أوروبا في السنة نفسها وجاء لوندرا ~~واجتمع بكبار السياسيين فيها ونشرت جرائدها الشيء الكثير ~~عنه وعن آرائه، ثم زار أوروبا مرارا وذهب سنة 1900 لزيارة ~~معرض باريس، وفي سنة 1903 أنشأ جريدة «السودان» باللغتين ~~العربية والإنكليزية في مدينة الخرطوم، وهي ذات ست صفحات ~~كبيرة تبحث في جميع الشئون التي تعود بالنفع على البلاد ~~السودانية لا سيما الزراعة والتجارة. # وله في خلال السنين الطويلة التي صرفها ما بين التعليم ~~والعمل بالعلوم خطب كثيرة طبع قليلها، وبالاختصار أن ~~شهرته تغني عن كثرة الإطناب به، ومعارفه المعروفة عند ~~الخاصة والعامة تشهد له بعلو المنزلة في عالم الفضل، ~~والفوائد العميمة التي بذلها للبعيد والقريب حملت جماهير ~~العلماء والفضلاء على الاعتراف له بالسبق في مضمار العلم ~~والأدب، ولا يقوى السامع لكلامه والقارئ لمقالاته على ~~النكران، وقد قال اللورد كتشنر باشا معتمد بريطانيا العظمى ~~في مصر إذ سمعه ذات مرة يوضح خطابا إنكليزيا للجنرال ~~«سمث» في إحدى الجلسات في مصر «إن الدكتور نمر كله عقل.» ~~وقال غيره «إن عبارته العربية أفصح من عبارة الخطاب ~~الإنكليزية.» وهو يحسن الإنكليزية ms255 عدا لغات متعددة ~~أوروبية. # وكان قبل إعلان الدستور في الدولة العثمانية لا يستطيع ~~الرجوع إلى وطنه، فجاء بيروت سنة 1911 بعد غيابه عنها ~~ستا وعشرين سنة، فاحتفل العلماء والأصدقاء بقدومه وأقامت ~~المدرسة الكلية السورية حفلة خاصة في ناديها إكراما لهذا ~~الزائر الذي تعلم وعلم فيها، وكنا حينئذ في جملة ~~المدعوين وقد سمعناه يخطب بفصاحته المشهورة التي أعجب بها ~~كل الحاضرين، وهو الآن أبلغ كاتب سياسي في الشرق وأفصح ~~خطيب عربي بشهادة الذين عرفوه واختبروه، ومنذ إنشاء جريدة ~~«المقطم» انقطع إلى تحريرها مع مشاركة في تحرير مجلة ~~«المقتطف» عند سنوح الفرص، فنال المقطم مركزا عاليا بين ~~الصحف السياسية عموما والعربية خصوصا بقوة برهانه وغزارة ~~مادته وحرية مبادئه، وتعد هذه الجريدة ترجمان أفكار صاحب ~~الترجمة ولسان حاله، وقد أنفق عمره بين المحابر والأقلام ~~وسعى كثيرا في ترقية أحوال الشعب العثماني وتنبيه أفكاره ~~إلى المطالبة بالحرية وكسر قيود استبداد الحكام الظالمين، ~~وترجم مع زميله الدكتور يعقوب صروف كتاب «سير الأبطال ~~والعظماء» وكتاب «مشاهير العلماء» وغيرهما. # إلى هنا انتهى ما أمكننا الوقوف عليه من أخبار صاحب ~~الترجمة سواء كان بما نقله إلينا الرواة الموثوق بهم أو ~~بما اقتطفناه من كتاب «مرآة العصر». # جراسيموس مسرة # مطران بيروت للروم الأرثوذكس وأحد منشئي ~~جريدة «الهدية» لجمعية التعليم المسيحي. ~~*** # هو جرجي بن أسبيريدون بن نقولا بن مسرة ~~مسرة، ووالدته حنة بنت ميخائيل بن عطا الله العايق. أبصر ~~نور الوجود في الثامن عشر من شهر آب سنة 1858 # 3 # في مدينة اللاذقية، فتعلم في مطلع حداثته في ~~أحد مكاتبها البيتية مبادئ القراءة العربية، وعندما ترعرع ~~أدخله أبواه المدرسة الأرثوذكسية التي أنشأها في ذاك العهد ~~السيد ملاتيوس دوماني مطران اللاذقية، فتلقى فيها اللغة ~~العربية على الأستاذين جبران نقولا جبارة (السيد ~~غريغوريوس جبارة مطران حماة الحالي) وشاكر شقير، وألم ~~باللغتين اليونانية والتركية، وكان منذ نعومة أظفاره ~~مولعا بمطالعة الكتب الدينية والتراتيل الكنسية؛ مما حمل ~~صاحب المدرسة على أن ينظمه في سلك الكهنوت، فرقاه في 25 ~~كانون الأول 1873 إلى درجة الرهبنة وأبدل اسمه الأصلي ~~المتعارف «جرجي ms256» بجراسيموس، فكان في هذه الدرجة مشكاة ~~الفضائل ومثال الاجتهاد الروحي والأدبي، ولما رأى راعي ~~الأبرشية نشاطه وأمانته أرسله على نفقته إلى كلية «خالكي» ~~اللاهوتية التابعة للبطريركية المسكونية في ~~القسطنطينية. # وفي سنة 1879 هزه الشوق إلى مسقط رأسه لمشاهدة أهله ~~وإخوانه وترويح النفس من عناء الدرس، فما وصله حتى سامه ~~معلمه شماسا إنجيليا وذلك في 6 آب من السنة المذكورة ~~فكان هذا الترقي باعثا لنشاطه وإقدامه، ثم قفل راجعا إلى ~~مدرسته حيث أتم علومه ونال قصب السبق على أقرانه بإحرازه ~~شهادة قانونية موقعة من رئيس المدرسة ومصدقا عليها ~~من بواكيم الثالث البطريرك المسكوني المنتقل إلى رحمته ~~تعالى من عهد قريب، وذلك في سنة 1882 وهي أول شهادة حاز ~~عليها أحد أبناء سورية فخولته لقب «دكتور» في اللاهوت، ~~ثم عاد إلى اللاذقية حيث أقام في خدمة كنيستها مدة سنتين ~~يدرس في غضونهما اللغة اليونانية والموسيقى فضلا عن الوعظ ~~والإرشاد. فاتصل أمره بمسمعي السيد إياروثاوس البطريرك ~~الأنطاكي في دمشق فاستدعاه إليه وأناط به إدارة القلم ~~اليوناني، فخف صاحب الترجمة في 15 آب سنة 1884 إلى مركزه ~~الجديد الذي لم يتربع فيه أحد قبله من السوريين في مدة ~~البطاركة الأنطاكيين الذين كانوا إلى ذلك العهد من اليونان ~~الأصليين، فوفى وظيفته حقها فضلا عن توليه في ساعات ~~الفراغ تدريس اللغة اليونانية وموسيقاها في المدرسة ~~الأرثوذكسية الدمشقية. # وفي أواسط سنة 1887 باشر في دمشق بناء منارة في صحن ~~الكنيسة المريمية لتعليق جرس كبير كان أهدي إليه من عهد ~~بعيد ولم يكن له قبة ليعلق فيها، وقد شارف ذلك البناء ~~بنفسه مدة سنة كاملة. وبعد وفاة البطريرك إياروثاوس ~~المومأ إليه تضاربت الآراء واختلفت الأهواء على من يخلفه، ~~فأخذ المترجم يبين لجماعة الإكليروس والشعب شدة احتياج ~~الملة إلى حبر من أحبار الكرسي الأنطاكي خبير بحاجاتها ~~ومتفان في تحقيق رغائبها، وأراد به سيادة معلمه المطران ~~ملاتيوس دوماني مشيرا من طرف خفي إلى محاسن صفاته وجليل ~~مناقبه. # فكان أن عاكست الظروف فأصاب الانتخاب السيد جراسيموس أحد ~~مطارنة الكرسي الأورشليمي، فامتعض من هذا الأمر وخصوصا ~~مما كان ms257 يسمعه من أغلب الشعب وبعض رجال الكهنوت من أن ~~المطارنة الوطنيين لا يصلحون ولا يجوز لهم أن يكونوا ~~بطاركة، فعول على إزالة تلك الأوهام من عقولهم، وكان أول ~~ما نشره على صفحات جريدة «الهدية» وهي في أوائل نشأتها ~~نبذة تاريخية عنوانها «سلسلة البطاركة الأنطاكيين» وتطرق ~~منها إلى المناظرات الدينية بينه وبين أصحاب جريدة ~~«البشير» حتى حمل «جمعية التعليم المسيحي» صاحبة تلك ~~الجريدة على أن تصدرها أسبوعية بعد أن كانت تصدرها شهرية. ~~وقد أقام له البطريرك الأنطاكي حفلة خاصة في الكنيسة ~~المريمية وسماه فيها «واعظا للكرسي الأنطاكي». # رسوم قسم من الأبنية التي شيدها المطران ~~جراسيموس مسرة في دير القديس جرجس بسوق ~~الغرب. # على أن المترجم لم يكتف بما كان يحرره في «الهدية» بل ~~أخذ في تعريب وتأليف الكتب الدينية، فترجم أولا عن ~~اليونانية رسالة السيد أفجانيوس البلغاري «البينات الجلية» ~~ثم ألف كتاب «الأنوار في الأسرار» وغيرهما. ولما ذاع ~~صيته وطارت شهرته دعاه الشعب الإسكندري لرعايته وخدمة ~~كنيسته، فارتاح إلى هذه الدعوة؛ لأن الشعب الإسكندري كان ~~في مقدمة الشعوب التي خطبت وده وقدرت قدره. وقد رغب ~~البطريرك الأنطاكي أن يكافئه على خدمه المبرورة قبل ~~مبارحته دمشق فسامه في 21 من تشرين الثاني سنة 1888 كاهنا ~~فأرشمندريت، وقد شيع من أهالي الشام كما استقبل من ~~الإسكندريين بمجالي الاحتفاء والتكريم، وهناك تولى خدمة ~~الشعب والكنيسة بهمة لم يعترها ملل حتى ترطبت الألسنة ~~بإطرائه والثناء عليه. # وفي 28 حزيران سنة 1889 انتخبه المجمع الأنطاكي مطرانا ~~لأبرشية حلب غير أنه لأسباب صحية لم يستطع الإذعان ~~لدعوته، فلبث في القطر المصري نحو 14 سنة مواظبا على ~~الخدم الدينية والتأليف والوعظ والإرشاد. ومن حميد مساعيه ~~في القاهرة تأسيسه «الجمعية الخيرية الأرثوذكسية» التي لا ~~تزال إلى يومنا هذا معترفة بجميل مآتيه السابقة. # وفي عام 1900 يمم الحمامات المعدنية في أوروبا استشفاء ~~مما ألم به على أثر مرض الحمى (التيفوئيد)، وهناك زار ~~معرض باريس وتعرف إلى كبار رجالها، وبعد إبلاله قصد سويسرا ~~ثم انتقل إلى إيطاليا فتفقد معالمها ومعاهدها ولا سيما قصر ~~الفاتيكان وآثار روما الشهيرة ms258، وحظي بشرف المثول أمام ~~قداسة الحبر الأعظم لاون الثالث عشر فأكرم وفادته ونال من ~~لدنه وساما فخريا. وبعد عودته إلى الإسكندرية رأى أن ~~المجمع الأنطاكي أعاد انتخابه مرة ثانية أسقفا لأبرشية ~~حلب فلم يجد سيادته بدا من إجابة طلبه، غير أن الأطباء ~~لم يرخصوا له لأسباب صحية أيضا، وبينما هو والمجمع في هذه ~~المفاوضة وإذ رزئت أبرشية بيروت بمطرانها السيد غفرئيل ~~شاتيلا، فحامت أفكار البيروتيين على طلب صاحب الترجمة غير ~~أن فريقا منهم ظن أن لأبرشية حلب شأنا في هذا الانتخاب ~~فأخذ يعاكس ويحتج على انتخابه، وكثر التشيع والتحزب ~~للفريقين ورن صدى مقالاتهما في جريدة «الرقيب» الإسكندري ~~وغيرها فانقلبت المناظرة إلى المهاترة وكاد الأمر يفضي إلى ~~سوء المغبة. # أما المنتخب فكان لا يبدي ولا يعيد بالنظر لما رآه من ~~حراجة الموقف وخطورته، غير أن العناية الإلهية ألهمت ~~المجمع الأنطاكي بعد ردح من الزمن أن يلبي نداء ~~البيروتيين، فقرر انتخاب سيادته في يوم الخميس 28 آذار ~~شرقي سنة 1902 فقطعت إذ ذاك جهيزة قول كل خطيب، وترنحت ~~عواطف البيروتيين من خمرة الحبور وباتوا يهنئون نفوسهم ~~ويعللونها بقرب مشاهدة مطرانهم الجديد، وبعد ظهيرة السبت ~~في 9 آيار سنة 1902 احتفلت أهالي الإسكندرية على اختلاف ~~نحلها بوداع سيادته وأهدته أبناء طائفته صليبا مع سلسلة ~~من الذهب الخالص مرصعا بالحجارة الكريمة. وقد جرى له ~~استقبال في بيروت نادر المثال وأنشده كاتب سيادته الحالي ~~إلياس حنيكاتي وهو على ظهر الباخرة البيتين ~~الآتيين: # يا قلب وافاك الذي قربه # مسرة يزهو بها العمر # فاطرب بمرأى خير حبر بدا # واعجب ببحر فوقه بحر # رسم الدار الأسقفية التي شيدها المطران ~~جراسيموس مسرة في بيروت. # ثم توجه المترجم إلى دمشق وبمعيته وفد من سراة طائفته، ~~وبعد الاحتفال الشائق بسيامته مطرانا بوضع يد البطريرك ~~ملاتيوس الثاني عاد إلى بيروت على قطار خاص، وقد أقيمت له ~~الزينات الباهرة في كل محطة وكانت بيروت لابسة حلة من ~~الأزهار والأنوار لم تقع العين على أجمل منها، ولو شئنا أن ~~نأتي على وصف حفلة استقباله ونعدد ما أنشد من ms259 النشائد ~~وتلي من الخطب والقصائد في تهنئته ومدحه لضاق بنا المقام، ~~ومن أراد الوقوف على ذلك فعليه بكتاب «روض المسرة» ~~المشهور. أما مآتيه ومساعيه الخيرية في بيروت منذ تبوأ ~~كرسي أبرشيتها فهي عديدة، أهمها ترميم كنيسة القديس ~~جاورجيوس الكاتدرائية وإنشاء سوق لها مؤلفة من ست دور ~~وثلاثة وأربعين مخزنا، ثم تجديد دار المطرانية على أبدع ~~طرز مما جعلها في مقدمة جميع الدور المطرانية في الشرق، ~~وإنشاء مستشفى فخيم في محلة «الغابة» بدلا من المستشفى ~~القديم الكائن على طريق النهر، ومباشرته «مدرسة السلام» ~~التي أتم منها بناء الطابق السفلي، وتجديد كنيسة ~~«مارديمتريوس» وتنظيم مقبرتها وغير ذلك، وفي قرية «سوق ~~الغرب» التابعة لولايته الروحية جدد بناء كنيسة دير القديس ~~جورجيوس وأنشأ لها أوقافا مهمة أشهرها نزل «نزهة لبنان» ~~على رابية مرتفعة من أجمل المواقع، وتذكارا لترميم بيعة ~~القديس جرجس وإنشاء سوقها في بيروت صار نقش هذا التاريخ ~~فوق باب الكنيسة المذكورة: # لبيعة مار جرجس شيد ~~سوق # وأبنية على ركن ~~موطد # فقل مع راقم التاريخ ~~دامت # بسعي جراسموس الدهر ~~تشهد # سنة 1906 # المطران جراسيموس مسرة؛ أحد رسم أخذ له ~~وهو متقلد أوسمة الشرف. # وأما ما كان من مآثره الأدبية والعلمية فإنه ترجم رسالة ~~«البينات الجلية» و«منشور المجمع القسطنطيني» من اليوناني ~~إلى العربي، ونقل كتاب «إسحاق الكندي» من اللغة العربية ~~إلى اليونانية، ونشر كتاب «الأنوار في الأسرار» وكتاب ~~«تاريخ الانشقاق» وكتاب «التيبيكون» و«خدمة القداس» لرئيس ~~الكهنة والكاهن والشماس، ومن مآثره المبرورة أنه عزز ~~شئون الجمعيات الخيرية في أبرشيته ومد يد المساعدة ~~للمشاريع العمومية في الوطن ورتب أحوال الديوان الأسقفي ~~ونظمه وزاد في ريع الأوقاف. ومما يذكر عنه أنه عندما ~~احتفل المسلمون بإقامة تذكار للذين ذهبوا ضحايا القنابل ~~الإيطالية في 24 شباط سنة 1912 ذهب بنفسه إلى مقبرة ~~«الباشورة» الإسلامية ووزع الصدقات السخية على عائلات ~~القتلى في الحادثة المذكورة، وفي 25 شباط 1913 وزع ~~منشورا على عموم أبناء الوطن فروت عنه مجلة «المشرق» ~~للآباء اليسوعيين ما يأتي: # هو منشور لسيادة جراسيموس مسرة مطران بيروت على ~~الروم الأرثوذكس يدعو ms260 فيه المحسنين من كل الطوائف ~~إلى مساعدة عيال الجنود الأبطال الذين قتلوا في ~~ساحة الحرب البلقانية، وهي مرة ثانية استحق سيادته ~~شكر العموم لأريحيته في تخفيف بلايا الأهلين الذين ~~ضحوا أولادهم في سبيل الوطن. # وقد برهن صاحب الترجمة عن هذا القول بالعمل فكان في ~~مقدمة الذين قاموا بالواجب الوطني وأدى لعائلة كل عثماني ~~مات في ساحة الحرب مبلغا من المال، ولذلك فإنه جدير بما ~~ناله من علائم الشرف وهي: وسام «المجيدي الأول» ووسام ~~«اللياقة» الذهبي من الدولة العثمانية ووسام «جمعية ~~فلسطين» الذهبي من روسيا، وهو من أكثر الأحبار الشرقيين ~~لطفا وأوفرهم إحسانا وأشدهم تأنقا في معيشته وأعظمهم ~~إقداما على الأعمال الكبيرة، يقرن القول بالفعل ويبذل ~~الدينار في سبيل إعانة البائس ويأخذ بناصر المظلومين لدى ~~الحكام ويعامل الفقير من بني ملته كالغني، وكتاباته كلها ~~التي نشرها إما دينية وإما جدلية، إلا أنه بعد عهد أسقفيته ~~انصرف بكليته عن التأليف إلى سياسة الرعية وتوثيق عرى ~~الوئام والوفاق بين جميع العناصر، يخطب على المنابر وفي ~~جميع المجالس بوجوب الألفة وضرورة الاتحاد؛ فاكتسب محبة ~~الرفيع والوضيع والقريب والبعيد حتى أصبح ناديه من الصباح ~~إلى المساء تؤمه أصحاب المصالح من كل طبقة ورتبة على ~~اختلاف الأديان والطوائف. # سليم عباس الشلفون # المحرر في جرائد «ثمرات الفنون» و«التقدم» ~~و«بيروت» و«المحبة» و«المصباح» و«لسان الحال» ببيروت، ~~وجرائد «العصر الجديد» و«المحروسة» في و«البرهان» ~~و«البيان» و«مرآة الشرق» في القاهرة. ~~*** # هو سليم بن عباس الشلفون وأمه وردة ~~حاتم، ولد في شهر نيسان 1853 في بيروت، ولما بلغ الثامنة ~~من عمره أدخله أبواه المدرسة اليسوعية حيث أحكم أصول ~~اللغتين العربية والفرنسية وشيئا من الإيطالية، وفي ~~السنة الرابعة عشرة ترك تلك المدرسة ولازم العلامة الشيخ ~~إبراهيم اليازجي مدة خمسة أعوام متوالية حتى برع في اللغة ~~العربية نثرا ونظما، وكان في أثناء ذلك يتردد على إدارة ~~مجلة «النجاح» لنسيبه يوسف الشلفون فتعلم صف الحروف، ~~ومن ذلك الحين نزعت به نفسه إلى فن الصحافة التي خدمها إلى ~~آخر ms261 أيامه. ولما أنشئت جريدة «ثمرات الفنون» سنة 1875 ~~انتظم في سلك محرريها فلبث فيها مدة أربع سنوات، وكان في ~~الوقت نفسه ينشئ بعض الفصول في جريدة «التقدم». # ورأى صديقاه سليم ~~نقاش وأديب إسحاق فرط أدبه فأوعزا إليه أن يسافر إلى ~~الإسكندرية لمساعدتهما في تحرير صحيفتي «العصر الجديد» ~~و«المحروسة»، فباشر معهما سنة 1880 بتحرير الجريدة الأولى ~~التي لم يطل أمد حياتها، وقد خلف فيها المقالات الأدبية ~~والتاريخية والسياسية مما يشهد له بطول الباع وغزارة ~~المادة، ثم انتقل منها إلى «المحروسة» فتولاها مدة سنتين ~~حتى احتجبت بظهور الفتنة العرابية المشهورة، وقد تعرف ~~حينئذ بكثير من علماء مصر لا سيما السيد جمال الدين ~~الأفغاني والشيخ محمد عبده وإبراهيم بك اللقاني وعبد الله ~~نديم وغيرهم فأدرك لديهم منزلة رفيعة. وانخرط في الجمعيات ~~المصرية وكان من أهم أركان الحزب الوطني القائل بأن «مصر ~~للمصريين». # وكان رياض باشا يتولى وقتئذ رئاسة الوزارة المصرية ~~فأدرك ما للفقيد من المنزلة وما لكتابته من التأثير الكبير ~~والوقع العظيم في نفوس سامعيه وقارئيه، فحصل بينهما المقيم ~~المقعد وصدرت الأوامر بالقبض عليه، ففر من القطر المصري ~~إلى نابولي ونزل ضيفا مكرما عند إسماعيل باشا الخديو ~~الأسبق الذي كان يعجب بذكائه ودهائه وغزارة علمه وسعة ~~اطلاعه على المسائل التاريخية والأحوال السياسية. # وسافر بعد ذلك إلى الآستانة مزودا بالتوصيات إلى حليم ~~باشا الذي كان مرشحا للأريكة الخديوية فنال فيها التفات ~~أولياء الأمور ورجالها العظام، وكان حليم باشا والصدر ~~الأعظم خير الدين باشا التونسي يحبانه حبا عظيما ~~ويقدران فضله وعلمه حق قدرهما. # وأنشأ خير الدين ~~باشا في عاصمة السلطنة قصرا فخما في أرض فسيحة أهداه ~~إياها السلطان ونقش على كل من أبوابه الأربعة تاريخا ~~كل منها بلغة، فصادف التاريخ الذي نظمه صاحب الترجمة ~~باللغة العربية استحسان اللجنة التحكيمية؛ لأنه مع إيجازه ~~تضمن حكاية إنشاء القصر والهبة السلطانية وفيه اقتباس بديع ~~من كتاب القرآن، ففضلته اللجنة على سواه وأمر صاحب القصر ~~بنقشه فوق بابه. وبعد سكون الأحوال في القطر المصري عاد ~~إلى الإسكندرية ولكنه لم يلبث ms262 أن سافر منها إلى القاهرة؛ ~~لأنه كان يخشى القبض عليه، ثم نال العفو الخديوي فأخذ يحرر ~~في جرائد «البرهان» و«البيان» و«مرآة الشرق» الفصول ~~المدهشة ببلاغتها إلى أن قضت عليه الظروف بالعودة إلى وطنه ~~ومسقط رأسه. # ولما أنشأ الحاج محمد رشيد الدنا جريدة «بيروت» عام 1886 ~~تولى صاحب الترجمة تحريرها مدة 18 سنة، وانتقل منها إلى ~~تحرير جريدة «المحبة» فصحيفة «المصباح» فجريدة «لسان ~~الحال» التي لبث فيها تسعة أعوام وقضي عليه وهو قائم في ~~خدمتها، وحلت وفاته في 9 كانون الثاني 1913 وفي اليوم ~~التابع شيعت جنازته بالاحتفال اللائق، وقد أبنه في مضجعه ~~الأخير الشيخ إسكندر العازار ويوسف خطار غانم بما تستحقه ~~منزلته الأدبية وخدمته للصحافة العربية مدة أربعين سنة. ~~ومن لطيف شعره ما نظمه في تهنئة خليل سركيس ببلوغ جريدة ~~«لسان الحال» العيد الفضي لتأسيسها قال: # أحيك الشعر من منسوج فكري # بألفاظ عذاب كالزلال # وأنسج برده نسجا قشيبا # وأنظم عقده نظم اللآلي # وأسبك كل قافية ببيت # لأمدح فيه محمود الخصال # تركت الشعر قبل الآن لكن # بمدح خليلنا يحلو مقالي # أديب فاضل فطن نجيب # فريد في الفعال وفي ~~المثال # مآثره الكثيرة ليس تحصى # وأين العد من حصر ~~الرمال # لقد أنشا لسان الحال حتى # أفاد بنشره كل الأهالي # ففيه كل فائدة ونصح # وفيه كل إنصاف المقال # طوى خمسا على عشرين عاما # بنظم العقد منه بلا كلال # أفاد به وأحيا كل صاد # بمورده الشهي العذاب ~~الوصال # ففي يوبيله الفضي فخر # وإن الفخر صعب في المنال # عسى الذهبي أن يأتي عليه # وكل الحاضرين بحسن حال # رشيد الشرتوني # المحرر في جريدة «البشير» من سنة 1891 إلى ~~1906. # ويراعة فجعت بفقد وحيدها # كالأم قد فجعت بفقد وحيد # كل المصائب هينات عندها # إلا المصيبة بالإمام رشيد ~~*** # هو شقيق العلامة الكبير والجهبذ الشهير ~~الشيخ سعيد الشرتوني الذي رفع لواء الفصاحة والبيان ~~بتآليفه الكثيرة. ولد صاحب الترجمة سنة 1864 في بلدة ~~«شرتون» من أعمال جبل لبنان، وأبوه عبد الله بن ميخائيل بن ~~إلياس ابن الخوري شاهين الرامي، وقد غلبت عليه وعلى أخيه ~~النسبة إلى ms263 بلدتهما شرتون فعرفا بها بدلا من كنيتهما ~~«الرامي» ~~الأصلية. # سعيد الشرتوني # أحد أعلام اللغة العربية ومنشئ المقالات ~~المعتبرة في «البشير» ~~و«المشرق» و«المصباح» في ~~بيروت ومجلة «المقتطف» في القاهرة. # يحاول المرء في الدنيا البقاء ~~وما # تفوت قدرته تصوير تمثال # والرسم يبقى زمانا بعد صاحبه # دليل عجز وهاكم شاهد ~~الحال ~~*** # تلقى اللغات العربية والسريانية والفرنسية مع مبادئ ~~العلوم في مدرسة «مار عبدا هرهريا» المنسوبة لعائلة بني ~~آصاف في قضاء كسروان، فكان آية في الذكاء والاجتهاد بين ~~أقرانه. ثم درس حينا في مدرسة «عين تراز» للروم الكاثوليك ~~ومدرسة «عين طورا» للآباء العازريين، وبعد ذلك انقطع لخدمة ~~العلم والصحافة عند اليسوعيين في بيروت، فلبث يدرس الآداب ~~العربية في كليتهم 23 سنة ويحرر في جريدتهم «البشير» 15 ~~سنة متوالية، وقد تخرجت على يده حينذاك فئة كبرى من ~~الشبيبة التي أخذت عنه ونهجت منه في طلاوة الإنشاء وتحدي ~~الذوق في العبارة، وكنا نود ذكر بعض تلامذته الذين نبغوا ~~في المعارف لولا كثرة عددهم. وكان «البشير» في عهده من ~~أرقى الصحف العربية في السلطنة العثمانية ومن أكثرها جرأة ~~وأبلغها كتابة. وفي 24 أيلول 1906 ذهب إلى القاهرة حيث ~~تولى تدريس اللسان العربي في مدرسة اليسوعيين وفي مدرسة ~~القديس يوسف للطائفة المارونية. # وفي صيف السنة التابعة عاد لمشاهدة الأهل والوطن وكان ~~متمتعا بالصحة ففاجأته المنية في 23 تشرين الأول 1907 في ~~بيروت، فجرى له مأتم حافل، وأبنه يوسف خطار غانم ~~تأبينا مبتكرا في بابه؛ فأظهر جسامة المصاب به على العلم ~~والوطن، ثم نقلت جثته إلى مسقط رأسه ودفنت بضريح المرحوم ~~والده. # وقد عرف هذا الأستاذ بسلامة السريرة ورقة الأخلاق وجزيل ~~الفضل، فإنه صرف حياته بين المحابر والكتب واقفا أتعابه ~~على المعارف ومحييا لياليه في خدمة الأدب كما تشهد بذلك ~~تآليفه العديدة وهي: أولا «تمرين الطلاب في التصريف ~~والإعراب» وهو قسم للتلميذ وقسم للمعلم في 8 أجزاء، ثانيا ~~«نهج المراسلة»، ثالثا «مبادئ العربية» في الصرف والنحو ~~على طريقة مستحدثة في 3 أجزاء، رابعا «مفتاح القراءة ~~والخط والحساب»، خامسا مقالات لغوية وتاريخية نشرها في ~~مجلة «المشرق ms264». # ثم نشر بالطبع مع تصحيح العبارة: أولا «تاريخ الطائفة ~~المارونية» للبطريرك أسطفان الدويهي، ثانيا «منارة ~~الأقداس» في مجلدين للدويهي، ثالثا «شرح الشرطونية» ~~للدويهي، رابعا «سلسلة بطاركة الطائفة المارونية» للدويهي ~~أيضا، خامسا «بعض المجامع المارونية الإقليمية» ~~وغيرها. # ونقل الكتب الآتية من اللغة الفرنسية إلى العربية: (1) ~~«التوفيق بين العلم وسفر التكوين»، (2) «الزنبقة البهية في ~~سيرة مؤسس الرهبنة اليسوعية»، (3) «ريحانة الأذهان» في ~~سيرة مار لويس غنزاغا ومار استنسلاوس كوستكا، (4) «مظهر ~~الصلاح» في سيرة القديس الفونس رودريكس، وهذه الكتب من ~~تأليف الأب ده كوبيه اليسوعي، (5) «تاريخ لبنان» للأب ~~مرتين اليسوعي، (6) «السفر العجب إلى بلاد الذهب» للأب ~~ريغو اليسوعي، (7) «حبيس بحيرة قدس» للأب هنري لامنس ~~اليسوعي، (8) «الرحلة السورية في أميركا المتوسطة ~~والجنوبية» للأب لامنس أيضا، (9) «علم الفلسفة» للأب ~~طونجورجي اليسوعي (لم يطبع). وعدا ذلك فإنه تولى تصحيح ~~بعض الكتب في «المطبعة الكاثوليكية»، وقد اعتمد عليه يوسف ~~خطار غانم في مراجعة ما نشره على صفحات «برنامج أخوية ~~القديس مارون» من الفصول التاريخية. # الأب أنطون صالحاني اليسوعي # مدير جريدة «البشير» ورئيس تحريرها ~~سابقا. ~~*** # هو أنطون بن عبد الله صالحاني، وأمه مريم بنت شحادة ~~نعسان، ينتمي إلى أسرة من أقدم عائلات الطائفة السريانية ~~الكاثوليكية في سوريا ومصر، ولد في 5 آب 1847 في دمشق ~~وأخذ مبادئ العلم في مدرسة طائفته ومدرسة الآباء ~~اللعازريين، ولما بلغ السنة الثالثة عشرة من عمره قدحت في ~~9 تموز 1860 شرارة تلك الفتنة المشهورة التي ذهب فيها ~~العدد الكبير من المسيحيين الدمشقيين ضحايا الظلم ~~والاعتساف، وكان في جملتهم والد صاحب الترجمة الذي قتله ~~الثائرون بعدما أنزلوا به كل أنواع العذاب ~~والإهانة. # إلا أن أنطون نجا من القتل مع رفيقين له في المدرسة ~~بعناية إلهية، فصعدوا إلى السطح وأخذوا يقفزون من بيت إلى ~~بيت حتى بلغوا القلعة، فبقي هناك مع سائر اللاجئين إليها ~~مدة أربعة أسابيع حتى جاء فؤاد باشا من القسطنطينية ووطد ~~أركان الأمن في المدينة واقتص من الثائرين، ثم أخذ هذا ~~الوزير بالاتفاق مع الرؤساء الروحيين يجمع شمل النصارى ~~ويطيب نفوسهم بكلامه العذب ويوزع عليهم الإحسانات ms265 بسخاء، ~~وتولى بنفسه ملاحظة أيتامهم الذين جمعهم في أمكنة مخصوصة ~~وشملهم بألطافه. # أما صاحب الترجمة فقد أرسله مطرانه حينئذ السيد يعقوب ~~حلياني إلى محلة «الميدان» في دمشق ثم إلى بيروت وهو يجهل ~~مصير والده الذي غدرت به يد أثيمة، فدخل مدرسة الآباء ~~اليسوعيين ثم انتقل منها إلى مدرستهم في غزير حيث تلقى ~~كل العلوم الثانوية وشيئا من الفلسفة، وأحكم معرفة اللغات ~~العربية والفرنسية واللاتينية وبعض المبادئ اليونانية، ~~وكان يقضي أكثر أيام العطلة الصيفية في مدرسة الشرفة ~~للسريان الكاثوليك حيث كان لا يضيع ساعة واحدة بلا ~~مطالعة أو عمل مفيد، وفي سنة 1867 رافق الأب دي ~~داماس # De Damas # رئيس ~~اليسوعيين عندما افتقد أديرتهم في سوريا ولبنان وزار معه ~~داود باشا متصرف الجبل في «بيت الدين». # ومنذ حداثته نزعت به نفسه إلى اتباع السيرة الرهبانية ~~وطلب من اليسوعيين أن ينتظم في سلكهم، فأجابوا إلى رغبته ~~وأرسلوه مع الأب عطاء الله فرنيه إلى ديرهم في كلرمون # Clermont # بفرنسا، وكان ~~دخوله في 31 آب 1868 إلى الدير المذكور حيث قضى سنتين ~~يتمرن على السيرة الرهبانية وقوانينها. # وفي 8 أيلول 1870 أدى النذور الرهبانية الثلاثة وهي ~~العفة والطاعة والفقر، ثم أرسله رؤساؤه إلى دير # Sons le Sonier # فلبث ~~هناك مدة سنتين (1870-1872) يزيد تعمقا في المعارف ~~البيانية، وعلى أثرها قضى ثلاث سنين (1873-1875) في دير ~~فلس # Valse # يدرس ~~الفلسفة ونال شهادتها العالية، وفي سنتي 1876-1877 تولى ~~التدريس في مدينة أفينيون # Avignon # بكل نشاط، ومنها انتقل إلى دير ~~إكس # Aix # حيث تلقى علم ~~اللاهوت مدة ثلاثة أعوام (1878-1880) أحرز في نهايتها ~~شهادة ملفان (دكتور) في العلم المذكور. # وفي 22 آيار 1880 نال الدرجة الكهنوتية بوضع يد السيد ~~فوركاد مطران إكس وعاد إلى الوطن على أثر طرد اليسوعيين من ~~فرنسا في السنة المذكورة، فلبث في بيروت عاما واحدا ~~(1881) ثم ذهب إلى مصر فعلم فيها مدة أربع سنين ~~(1882-1885) واحدة في الإسكندرية وثلاثا في القاهرة، وفي ~~أثناء ذلك جرت الثورة العرابية فتجند صاحب الترجمة لخدمة ~~المنكوبين وتعزية المصابين اكتسابا للأجر، وفي سنة ~~1885-1886 سافر إلى دير رهبانيته بالقرب من وندسور في ~~إنكلترا فقضى هناك سنة درس في خلالها اللغة ms266 ~~الإنكليزية. # ثم عاد إلى بيروت ولم يزايلها إلا مدة عشرة شهور من سنة ~~1894 قضاها في الإرشاد وخدمة النفوس في مدينة حمص، وفي شهر ~~آيار 1893 حج إلى الأماكن المقدسة وشهد المجمع القرباني ~~الذي التأم في أورشليم برئاسة الكردينال لنجينو رئيس ~~أساقفة رمس وحضور عدد كبير من بطاركة الطوائف الشرقية ~~وأحبارها، ومن أخباره في بيروت أنه تولى فيها أولا تدريس ~~صف الخطابة وإدارة المدارس العربية في كلية القديس يوسف، ~~ثم عهد إليه بإدارة المدارس المجانية التي أنشأها ~~اليسوعيون في بيروت وضواحيها للذكور والإناث، وتعين ~~مرشدا لرهبانية «أخوات القلبين الأقدسين» مدة ~~طويلة. # وتولى مرتين إدارة جريدة «البشير» ورئاسة تحريرها ~~(1891-1893) و(1895-1899) فأظهر من الجرأة والإقدام ~~والثبات في خدمة الصحافة ما لم يقدم عليه سواه من ~~الصحافيين العثمانيين في عهد الاستبداد، وكانت المراقبة ~~على المطبوعات حينئذ في إبان اشتدادها؛ إذ كان يدير ~~شئونها حسن فائز الجابي وعبد الله أفندي اللذان تركا في ~~قلوب حملة الأقلام تذكارا سيئا، فإنهما حملا على ~~«البشير» وأصحابه حملة شديدة لا يصبر على احتمالها إلا من ~~كان كصاحب الترجمة جسورا مقداما مشهودا له بالحزم وصدق ~~المبادئ، فكان المراقبان المذكوران مع شدة ضغطهما على ~~الصحف المحلية عموما يتساهلان أحيانا مع بعضها في نشر ~~مقالات لا يسمحان للبشير بنشرها في الوقت نفسه، وقد اتصل ~~بهما التحيز إلى غض النظر عن تلك الصحف أن تطعن في البشير ~~بلا حق، وإلى منع البشير من الدفاع عن نفسه ولو كان الحق ~~بجانبه، فكان صاحب الترجمة يحتمل كل ذلك ويلجأ إلى نفوذ ~~قنصلية فرنسا وإنصاف الولاة كإسماعيل كمال بك (الزعيم ~~الألباني المشهور) وعزيز باشا وخالد بك ونصوحي بك الذين ~~كانوا يعلمون فضله ويساعدونه على تخفيف وطأة المراقبين عن ~~الجريدة. # وحدث مرة أن حسن فائز الجابي منع «البشير» من نشر رسالة ~~حبرية أذاعها البابا لاون الثالث عشر وهي تحتوي على نصائح ~~مفيدة ليس فيها شيء من السياسة كسائر الرسائل البابوية، ~~فأبان له الأب أنطون صالحاني خطأه ومعاملته المخالفة ~~للقانون وحرية الأديان في السلطنة، ولما لم تنجح مساعيه ~~بالوسائل ms267 المعقولة نشر الرسالة البابوية في الجريدة ووزعها ~~غير مبال بالمنع المذكور، فأصدر المراقب أمرا بتعطيل ~~الجريدة أوجب استياء كل عاقل من تلك المعاملة الظالمة، ~~وللحال سافر الأب كليرة رئيس اليسوعيين مع صاحب الترجمة ~~إلى القسطنطينية، وهناك قدما تقريرا بواقع الحال إلى ~~المسيو كمبون سفير فرنسا ورضا باشا وزير العدلية ويوسف ~~بهجت بك مدير مطبوعات السلطنة، وفي الوقت نفسه أرسل البابا ~~على يد وزيره الكردينال رمبلا يحتج لدى «الباب العالي» على ~~تلك المعاملة التي تمس حرية الأديان، فما كان من السلطان ~~إلا أن أصدر أمرا بإعادة نشر «البشير» وعدم التعرض ~~لكتاباته. # والأب أنطون صالحاني رجل نشيط لا يأخذه الملل في جميع ~~ما يعهد إليه من الأشغال مهما كانت شاقة، وهو عصبي المزاج ~~نحيف الجسم قليل الطعام كثير الاجتهاد يصبر على التعب ولو ~~كان مصابا بأعظم الأوجاع، وقد خدم المعارف العربية خدمة ~~كبيرة بما نشره من التآليف القديمة التي علق عليها الشروح ~~الوافية وهي: (1) كتاب «تاريخ مختصر الدول» لابن العبري، ~~(2) كتاب «ألف ليلة وليلة» في خمسة أجزاء، (3) كتاب «طرائف ~~وفكاهات في أربع حكايات»، (4) كتاب «رنات المثالث والمثاني ~~في روايات الأغاني» في جزأين ، (5) ديوان «شعر الأخطل» في ~~خمسة أجزاء وقد أعاد طبعه. # وألف كتبا ومقالات في مواضيع مختلفة نذكر منها: (1) ~~نبذة عنوانها «التوفيق بين السنين المسيحية والهجرية» ~~وجعلها جدولا في مقابلة السنين الهجرية بما يوافقها من ~~السنين المسيحية منذ ابتداء تاريخ الهجرة سنة 622 إلى سنة ~~1902 لتاريخ المسيح، (2) نبذة عنوانها «رد على منشور ~~بطريرك الروم القسطنطيني فيما يتعلق بعقيدة الحبل بلا ~~دنس»، (3) رسالة سماها «الطلاق عند المسيحيين»، (4) رسالة ~~«إيضاح مسألة في العماد»، (5) مقالة «قبل الولادة وبعد ~~الموت» رد فيها على مجلة المقتطف، (6) رسالة في «الخمير ~~والفطير»، (7) مقالة سماها «نقائض جرير والفرزدق»؛ وغير ~~ذلك مما نشره على صفحات مجلة «المشرق» أو لم يزل باقيا ~~بلا طبع. # سليمان البستاني # أحد المحررين في مجلة «الجنان» وجريدتي ~~«الجنة» ومنشئ مجلة «شيكاغو» التركية في شيكاغو بأميركا ~~الشمالية. ~~*** # نشأته # هو سليمان بن خطار بن سلوم شقيق المطران بطرس بن ~~نادر ms268 شقيق المطران عبد الله البستاني، ولد في 22 آيار ~~سنة 1856 في «بكشتين» إحدى قرى إقليم الخروب التابع ~~قضاء الشوف في لبنان، وتلقى مبادئ العربية ~~والسريانية من عم جده المطران عبد الله؛ إذ كان ~~مقيما مع عائلة خطار حفيد أخيه نادر، وفي السابعة من ~~عمره دخل المدرسة الوطنية في بيروت لنسيبه المعلم بطرس ~~وبقي فيها ثماني سنوات مجدا في التحصيل ممتازا بحسن ~~الصفات، وقد مثل مرة دور «منتور» في رواية «تليماك» ~~بمهارة يندر أن يأتي بمثلها من كان في سنه، وهذه ~~الرواية لأحد معلمي المدرسة الوطنية الشاعر سعد الله ~~البستاني مؤلف بعض الروايات والمحرر في «الجنان» ~~و«الجنة» و«الجنينة»، وقد ورد رسمه في [الكتاب الأول - ~~الباب الثاني] من هذا الكتاب. # وكانت ذاكرة سليمان قوية فساعدته على التوسع ~~بالمعارف والتمكن من حفظ المعاني حتى إذا احتاج إلى ~~شيء منها تذكرها دون أن يبحث عنها، وقد سرد مرة ~~«على الغيب» كأنه يقرأ في كتاب نشيدا ونصف نشيد من ~~نشائد ملتن الشاعر الإنكليزي في «فردوسه المفقود» مع ~~قسم وافر من قصيدة «سيدة البحار» لولتر سكوت كاتب ~~الإنكليز الروائي، واستظهر ألفية ابن مالك وأنشد بناء ~~على طلب رئيس المدرسة في حفلة عمومية مائتي بيت منها ~~ولم يتلعثم. # ومكث يتعاطى التعليم حيث تعلم ويحرر في «الجنة» ~~و«الجنان» وتولى تحرير «الجنينة» وساعد في تأليف ~~«دائرة المعارف» وانتظم في جمعية «زهرة الآداب» ~~وترأسها مرتين. # وجاهد في سبيل النهضة الأدبية وعد من مؤسسيها في ~~سوريا يوم لم يكن يهتم بهذا الأمر إلا القليل النادر ~~من بني البلاد. وفي السن الذي ينصرف فيه المرء إلى ~~اللهو والتمتع بالملذات الجسدية كان سليمان البستاني ~~منصرفا إلى ترقية نفسه وتهذيبها، بل إلى زيادة معارفه ~~وتوفير آدابه، ولم يكتف بشهادة المدرسة النهائية ولا ~~بمهنة محرر ولقب أديب، بل عكف على الدرس والتبحر ~~والاستفادة عارفا بأن العمر مهما طال أقصر من استيعاب ~~مطامع الإنسان وشاعرا بأن الشباب حري بهذا ~~الجهاد. # في العراق # فبعد صيته وامتدت شهرته إلى العراق فدعاه وجهاء ~~البصرة بزعامة قاسم باشا ms269 زهير لإنشاء مدرسة ونشر ~~جريدة، فذهب إليها وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، ~~فأنشأ مدرسة أدارها سنة ثم تركها لغيره واشتغل في ~~التجارة، وقد دعاه إليها ما رآه فيها من بواعث الأسفار ~~مما ينيله بغية استطلاع أحوال بلاد يرغب في درسها، ~~واتخذ بغداد مقرا له وتعين عضوا في محكمتها ~~التجارية ومديرا لبواخر عمان بينها وبين ~~البصرة. # وهذه البواخر تخص الحكومة وقد أصلح إدارتها مدحت ~~باشا مؤسس أول مطبعة وأول جريدة في العراق، وأنشأ ~~معملا للحديد كبيرا ألحقه بها إذ كان واليا لبغداد، ~~ولكنها ما برحت أن ساءت أحوالها وتقهقرت وانحطت بعد ~~ذهاب مدحت وتمادى فيها الخلل وعمها التشويش، ~~فانتهبت ورزحت عاجزة تحت أثقال الديون إلى أن تولى ~~البصرة ثابت باشا، ففاوض العاصمة بأمرها ففوضوه ~~بإصلاحها وبالاتفاق مع مجلس إدارة الولاية بعد البحث ~~الطويل عينوا البستاني مديرا لها وسلموه زمامها، ~~وعهدوا إليه أيضا بإدارة المعمل وأطلقوا يده في ~~التصرف الداخلي والعزل والتنصيب، فاشتغل ثلاثة أشهر ~~فقط فرتب الأشغال وأحسن اختيار العمال واقتصد بالنفقات ~~وأخلص بالعمل، فأصلحها ووفى الديون وجمع ألوف الليرات ~~أرباحا. # وأقام في العراق ثمانية أعوام ساح في خلالها مرات في ~~بلاد العرب والعجم والهند سياحات علمية مكنته من تثبت ~~أحوال تلك البلاد، وسار أياما في البادية ممتطي الإبل ~~حيث لا بشر ولا ظل، وزار «الرقمتين» وجميع الأماكن ~~المشهورة ودرس القبائل وعاداتها وفهم أخلاقها وأساليب ~~حياتها، وأحصاها بسبعة ملايين بدويا إحصاء دقيقا ~~لم يسبق إليه ولا فاقه أحد فيه مبتدئا به من سوريا ~~فالعراق فأطراف الأناضول فنجد والحجاز واليمن وعمان ~~وحضرموت وغيرها، وألف من أخبارها كتابا كبيرا يثبت ~~أن المؤلف من أدق الباحثين ومن أصدقهم رواية وأقواهم ~~حجة، وجمع من مرويات أهلها قصائد شتى في ديوان كبير ~~وعد بتمثيل منتخباته للطبع مذ أصدر الإلياذة وحالت ~~أشغاله دون طبعه، وإليه ينسب اكتشاف قبيلة عربية ما ~~دون اسمها في كتاب بعد ولم يعلم بها عالم ~~قبله. # في الآستانة # وجاء بيروت فاشتغل في «دائرة المعارف» وكان نسيبه ~~سليم أحد مؤلفيها قد شرع في ms270 ترجمتها إلى اللغة ~~التركية، وعهد بذلك إلى لجنة من خيرة كتاب الترك ~~برئاسة خلقي أفندي رئيس المكتب السلطاني فأنجزت منها ~~نحو مجلدين وتوفي سليم قبل مباشرة الطبع، فعزم سليمان ~~وإخوة الفقيد على إتمام العمل فسافر إلى الآستانة ~~يستأذن وزارة المعارف بذلك، فاتصل بكامل باشا وكان ~~يومئذ وزير الأوقاف وبسعيد باشا الصدر الأعظم وغيرهما ~~من الوزراء كجودت وصبحي، وظل يتردد على الوزارة ثلاثة ~~أشهر وهي تماطله إلى أن علم الصدر الأعظم بذلك بإشارة ~~كامل فقال له: «لو خطر لي أنك لقيت هذه المماطلة ~~لأغنيتك من تلقاء نفسي عن هذا العناء، فاذهب الآن ~~مطمئنا وعد إلي بعد ثلاثة أيام.»، وفي اليوم ~~التالي فاز بالإذن وصارت الرخصة بيده فزار سعيد باشا ~~في اليوم الثالث ليشكره لا ليشكو إليه، غير أن اشتداد ~~المراقبة والضغط على المطبوعات بعدئذ وأسبابا غيرها ~~معها آلت إلى إهمال المشروع فبقي طي الخفاء. # وما طال غياب البستاني كثيرا عن بغداد بل عاد إليها ~~وتزوج كلدانية غنية هي ابنة المثري أنطون البغدادي، ~~ولكنه لم يبق في الزوراء أكثر من عامين؛ إذ رجع إلى ~~الآستانة وصرف فيها سبعة أعوام غادرها في أثنائها إلى ~~أميركا لتولي إدارة القسم العثماني في معرض شيكاغو سنة ~~1893، وأنشأ مجلة تركية مدة المعرض باسم «شيكاغو» هي ~~أول وآخر صحيفة تركية أميركية، بل هي الوحيدة التي ~~لن يماثلها غيرها أبد الدهر بالإرادة سنية، حتى أحرفها ~~نالت نصيبا من سوء السياسة وسخافة الأوهام؛ إذ ~~اشترتها سفارة تركيا بعد توقف المجلة لئلا يستخدمها حر ~~في نقد سياسة الدولة، وكان نصيب منشئها الخسارة؛ لأنه ~~لم يملق الباب العالي ولا أطرأ المابين الهمايوني كما ~~أشير عليه، وبعد رجوعه سأله جواد باشا الصدر الأعظم ~~بعض نسخ منها فأرسلها إليه وكتب في صدرها هذه ~~الأبيات: # هذي صحيفتي التي سودتها # بدم الفؤاد وقد شططت ~~مزارا # أعظمت قدر كولمبوس فتبعته # بمشقة فيها شققت ~~بحارا # ولقيت ما لاقاه من أهل ~~النهى # فكفى بذا أهل النهى ~~تذكارا # ومن أشغاله في الآستانة سعيه لدى وزارة النافعة ~~لإصلاح الري في العراق ms271 وعمله تقريرا مسهبا بذلك ضمنه ~~معلوماته الواسعة عن تلك الأرجاء الخصبة، فكان أول من ~~كتب رسميا بهذا الشأن وقد طلب الترخيص بإرواء بغداد ~~وضواحيها بالرافعات البخارية فصمت مفاسد الدولة آذان ~~الوزارة. # ومما شاهده فيها من فظائع الاستبداد مذبحة الأرمن ~~عام 1896 شهدها من أولها إلى آخرها بما فيها من الهول ~~المرعب، وكان مقيما في «فنار باغجه» مجاورا لفؤاد ~~باشا منفي الشام المعروف بلقب «الدلي فؤاد» فرآه صاحب ~~الترجمة بعينه يطوف الشوارع بين الرعاع مسلحا جريئا ~~ناهيا عن سفك الدم واعظا منذرا متلطفا متهددا ~~يؤمن الخائف ويرعب الخائن. # في مصر # وأقام البستاني بعد ذلك في مصر إلى سنة 1908 يضارب ~~بالأسهم والأطيان ويشتغل بالمعارف والآداب، فأصدر فيها ~~سنة 1904 «الإلياذة» الشهيرة وسيأتي وصفها في الصفحات ~~التالية، ونشر بالاشتراك مع نسيبيه نجيب ونسيب ~~البستاني الجزأين العاشر والحادي عشر من دائرة ~~المعارف، وألف كتابه «عبرة وذكرى» على أثر الانقلاب ~~العثماني وأصدره بسرعة أعجب الناس بها. وترأس «جمعية ~~الكتاب» وانتخب عضوا في عمدة «الجامعة المصرية» ونال ~~من حفاوة العظماء ما هو جدير به، ولما صدرت إلياذته ~~احتفى به أعاظم المصريين والسوريين احتفاء شائقا في ~~نزل «شبرد» في القاهرة في 14 حزيران من تلك السنة، ~~فخطب في الاحتفال أعلم علمائهم، وكان لذلك تأثير جميل ~~رأى كاتب هذه السطور أن يردد صداه عامئذ في بيروت ~~باحتفال مثله عندما جاءها سليمان، فما استطاع لضغط ~~المراقبة واستبداد الحكومة، وعبثا كان اقتراحه ذلك في ~~جريدة لبنان. وقد جمع نجيب متري صاحب «مطبعة المعارف» ~~في مصر كل ما قالته الجرائد في الإلياذة وما قيل في ~~ذاك الاحتفال بكتاب على حدة نشره بيانا لما نالته من ~~الأهمية عند العلماء. # وكان يأتي لبنان في الصيف وقد شيد للتصييف منزلا ~~كبيرا في مسقط رأسه «بكشتين»، وكثيرا ما جال في ~~أوروبا وأميركا باحثا منقبا يدرس التمدن الحديث ~~مباشرة ويقتبس معارف الإفرنج وآدابهم حسا ومعنى، ~~وما زال متمصرا إلى حين إعلان الدستور؛ إذ غادر مصر ~~عائدا إلينا فانتخبناه نائبا عنا في مجلس المبعوثان، ~~وقد كتبت حينئذ مقالة كبيرة بهذا ms272 الشأن في جريدة ~~لسان الحال في 13 تشرين الأول سنة 1908، ولما تم ~~انتخابه نظمت فيه نسيبتي السيدة وردة اليازجي نزيلة ~~الإسكندرية هذين البيتين وقالتهما في وداعه: # أخلق ببيروت دار العلم من ~~قدم # أن تصطفيك على الأيام ~~معوانا # فالله لما ارتأى إعلان ~~حكمته # ما اختار من شعبه إلا ~~سليمانا # في المبعوثان والأعيان # ومذ تعين مبعوثا سكن الآستانة ولا يزال ساكنا ~~فيها، وقد انتخبه المبعوثان رئيسا ثانيا للمجلس سنة ~~1910 وأوفدته الدولة إلى أوروبا مرات بصفة رسمية ~~ورأسته بعض الوفود، فزار العواصم الكبرى توثيقا لعرى ~~الولاء بين الدولة والدول وحلا للمشاكل المهمة، ~~وقابل ملك الإنكليز ورئيس جمهورية فرنسا وغيرهما من ~~أعاظم السياسيين وكان خطيب الوفد ومجلى محامده، وقد ~~خطب في حضرة الملك إدوار وفي الحفلة السنوية لجامعة ~~أكسفورد إذ انتدبته عمدتها ليكون خطيبا لها، وإذ أعجب ~~الأوروبيون به تناقلوا رسمه بجرائدهم ونشروا سيرته في ~~إنسكلوبيدياتهم. وعندما هم عبد الحميد بالفتك ~~بالاتحاديين بفتنة نيسان المشهورة عام 1909 بقي ~~البستاني في العاصمة إلى التئام الجمعية العمومية في ~~«سان استفانو» فحضر الاجتماع وقرر مع المجتمعين خلع ~~السلطان، ولما جاء وفد مسلمي الهند لاستطلاع أسباب ~~الخلع أقنعهم بصحته ولزومه . وحالما ارتقى إلى عرش آل ~~عثمان السلطان محمد رشاد سار سليمان في طليعة معلني ~~ذلك إلى دول أوروبا كما سار قبلا في مقدمة الوفد ~~النيابي لرد زيارة النواب الأوروبيين. # ومن مآثره في المبعوثان تأليفه اللجنة النيابية ~~الدولية للتعارف وتأييد علائق الوداد بين المجلس وبقية ~~مجالس النواب في العالم، ولجنة التحكيم الدولي ~~العثمانية لإزالة سوء التفاهم في المشاكل التي تحصل ~~بين الدولة والدول وفضها بالتي أحسن، ودعمها بجمعية ~~مرتبطة بها لتمد فروعا لها في الولايات تحكيما لعرى ~~الإخاء بين العثمانيين على اختلاف عناصرهم، وهذه قد ~~صدق عليها مجلسا المبعوثان والأعيان وتلك عززها ~~البستاني بترؤسه لها كما أيد لجنة الأعمال الخارجية في ~~المجلس، وهو قد عضد اللغة العربية وأيدها في المحاكم ~~ومدارس الحكومة وبقية الدوائر في بلاد العرب، واستصدر ~~الأوامر الرسمية بمنع توظيف جاهليها في هذه البلاد، ~~ومنع غير أبنائها من تدريسها ms273 في المدارس الإعدادية ~~والرشدية والسلطانية وإرجاع من عزلوا من وظائفهم إليها ~~لجهلهم لغة الأتراك، ونقض الأمر بمنع الأطباء ~~والصيادلة المتخرجين في المدارس الأجنبية من الاستخدام ~~في البلديات ومستشفياتها واهتم بمواطنيه مهاجري سوريا ~~فألف لجنة رسمية للنظر في أمورهم، وسعى فأنشأت ~~الدولة بسعيه قنصليات لها حيث يكثرون وبهمته قرر ~~المبعوثان النفقات اللازمة لذلك. وجاهد لصيانة حقوقنا ~~نحن البيروتيين في «مكتب الصنائع» فمنع الحكومة من ~~الاستيلاء عليه، وبما أن هذا المكتب قد أنشئ بمالنا ~~فحفظه سالما لنا، وحمل وزارة النافعة على تقرير إصلاح ~~طريق المركبات من هنا إلى الشام، واعتنى بالتوفيق بين ~~الإكليروس والعلمانيين الأرثوذكسيين في فلسطين عندما ~~تنازعوا على إدارة الأوقاف وتأليف المجلس الملي ~~المختلط، وساعد على منع الضرائب غير المشروعة من ~~العراق واليمن وأوضح أحوال بعض العشائر البدوية لتتحسن ~~معاملتها الرسمية، ونفى التهم الموجهة إلى جرائد ~~السوريين إن في المهجر أو في الوطن، وحاول إزالة سوء ~~التفاهم بين الترك والعرب والتقريب بين قلوب العنصرين ~~ورغب في وفاقهما حبا بمصلحة الدولة، كما أنه كان ~~صلة خير بين جميع العناصر، وقد دافع عن سمعة الأمة ~~دفاعا مجيدا في صحف الفرنسيس والإنكليز وأقنع ~~الأوروبيين وغيرهم بموافقة الدستور لشرع الإسلام وأن ~~هذا لا ينافي ذاك إن فهمت أصوله. # ولم يطل أجل النيابة على سليمان إذ انتخبه جلالة ~~السلطان عضوا في مجلس الأعيان، وكان ولا يزال لجلالته ~~نظر عليه يستحقه فضله، وقد قابله مرارا وأناله منه ~~التفاتا سنيا. والصدور العظام قد عرضوا عليه تولي ~~بعض الوزارات أكثر من مرة فلم يرض بها، وله في هذا ~~المجلس مآثر عظيمة وهو ما فتئ يشتغل لخير البلاد وفي ~~كل يوم له مأثرة. # علومه وآدابه # على أن شهرة البستاني السياسية لم تكن شيئا بجانب ~~شهرته العلمية، ومجده الأدبي فاق مجده السياسي، وهو ~~متحف اللغة العربية بإلياذة هوميروس وكفاه بهذه ~~ذكرا خالدا، وقد عربها عن اليونانية شعرا ونظمها ~~بأحد عشر ألف بيت في خلال سبعة عشر عاما، وصدرها ~~بمقدمة فضلها بعضهم عليها، وشرحها ونظم بعضها ~~بأسلوب جديد بعد أن طالع ms274 ترجماتها إلى اللغات ~~الفرنسية والإنكليزية والإيطالية، ودرس لأجلها لغة ~~اليونان القديمة، وتمكن منها تمكنه من سبع لغات ~~غيرها عدا إلمامه بخمس؛ فجاءت تحفة مبتكرة أصح منها ~~في جميع اللغات المترجمة إليها، وبلغ عدد صفحاتها ~~ألفا ومائتين وستين صفحة. # والإلياذة أربعة وعشرون نشيدا تتألف من زهاء ستة ~~عشر ألف بيت نظمها هوميرس الشاعر اليوناني من نحو ~~ثلاثة آلاف سنة في وصف حادثة مفادها: أنه كان في جملة ~~السبايا التي غنمها اليونانيون من الترواديين في حرب ~~تروادا فتاة جميلة وقعت في سهم «أخيل» بطل اليونان ~~فانتزعها منه أغاممنون زعيمهم الأكبر، فعظم الأمر على ~~الأول وكاد يبطش بالثاني ولولا نزول أثينا إلهة الحكمة ~~من السماء ومنعها له قسرا، فانكفأ عنه واعتزل القتال ~~هو ورجاله، فاشتد لاعتزاله الترواديون ونكلوا بأعدائهم ~~منتصرين عليهم في مواقع عديدة، ولما ضايقوهم استعانوا ~~بأخيل وهو في عزلته يتلهب غيظا فرد وفودهم خائبين، ~~وإذ تواصلت انكسارات قومه وأشرفوا على الاندحار التام ~~أجاز لصديقه فترقل بناء على إلحاحه الشديد بأن ينجدهم ~~برجاله، ففعل وكاد يغلب الأعداء لو لم يقتل، ولما علم ~~أخيل بمصرعه التاع فؤاده وأسرع ليثأر له فصالح ~~أغاممنون وخاض المعامع فانتصر وقتل هكتور زعيم الترواد ~~وشتت شملهم. وكان سبب هذه الحرب أن فاريس بن فريام ملك ~~تروادا أوفد برسالة إلى إسبرطة ونزل ضيفا في ~~بيت ملكها منيلاوس، ~~وكان هذا غائبا عن عاصمتهم وله زوجة جميلة تسمى ~~هيلانة فأحبها فاريس وأغراها على الذهاب معه إلى ~~بلاده، فثار الإسبرطيون واليونان يحاولون استرجاعها ~~بالسلم فخابوا، فحاربوا الترواديين حربا هائلة ~~وحاصروا عاصمتهم «اليون» عشر سنين إلى أن فتحوها ~~ودمروها وعادوا بمن كانت السبب إلى زوجها. # وقد تخلل موضوع «الإلياذة» حوادث علمية دينية ~~وصفها الشاعر مع جغرافية محلاتها، وجميع العلوم التي ~~كان لها اتصال بها كالسياسة والدين والطب والفلك ~~والصنائع وسائر الفنون الجميلة؛ مما جعلها دائرة معارف ~~عصرها، وأنالها من الأهمية ما جعل اليونان يتناقلونها ~~من القرن العاشر قبل المسيح ويتناشدونها في كل مكان، ~~وحسب هوميرس منها أن عدوه لأجلها في مصاف الآلهة ~~وسكوا ms275 النقود باسمه ورسمه وشيدوا له الهياكل كإله ~~وعبدوه فيها. # أما تعريب «الإلياذة» فقد صدره البستاني بمقدمة ~~نفيسة أورد فيها سيرة ناظمها وبيان منظوماته ومنزلته ~~عند القدماء ورأي المتأخرين فيه وأقوال العرب في شعره. ~~وبحث في إلياذته وموضوعها وطرق تناقلها قبل الكتابة ثم ~~في جمعها وكتابتها وسلامتها من التحريف مع ما فيها من ~~قليل الدخيل والساقط والمكرر والمغلق، وأتى على ~~تحليلها وتشريحها وبسط فوائدها للأدب والتاريخ وسائر ~~العلوم والفنون والصنائع، وأوضح الأسباب الداعية إلى ~~إغفال العرب نقلها إلى لغتهم في صدر الإسلام، وروى كيف ~~عربها وذكر مناهج العرب في نقل الكتب الأعجمية وما ~~يجب أن يعول عليه من أساليبها، وقارن بين الإلياذة ~~والشعر العربي وأسهب في ذلك إسهابا كليا مع ~~المقابلة بين اليونان والعرب، ووصف آدابهم وأشعارهم ~~وكل ما له تعلق بهذا الموضوع وشرحها بإسهاب شرحا ~~مفكها مفيدا رصعه بزهاء ألف بيت عربي في مثل ~~معاني الإلياذة وحوادثها لنحو مائتي شاعر، ومثل المتن ~~الشعري بالشكل الكامل وزين الشرح بالرسوم وأضاف فهرسا ~~مستوفيا لكل محتويات الكتاب ومعجما لغويا ~~تاريخيا. # وسلك في النظم مسالك جديدة منها «المثنى» تبنى ~~قصيدته على قافية يرجع إليها في كل بيتين مرة، وعروض ~~البيت الثاني فيه مطلقة من القافية على نحو ما اصطلح ~~عليه المتأخرون في «الرباعي» أو «الدوبيت الأعرج» ~~ومثاله: # لو تربصت والعجاج استطارا # ونجيع الدماء سال ~~وفارا # وتبصرت بابن تيذيس لم # تدر أي الجيشين منه ~~أغارا # مستشيطا ينقد فوق الأعادي # ينهب السهل بين عاد ~~وغاد # كخليج يضيق بالسيل مجرا # ه فيستأصل الجسور ~~الكبارا # والمربع ومثاله: # كسا الفجر وجه الأرض ثوبا ~~مزعفرا # وزفس أبو الأهوال في أرفع ~~الذرى # على قمة الأولمب تصغي ~~مهابة # لمنطقه الأرباب ألف ~~محضرا # فقال: ليعلم كل رب وربة # بما اليوم في صدري فؤادي ~~أضمرا # فلا ينبذن الأمر عاص بل ~~أذعنوا # لأنفذ ما أبرمت أمرا ~~مقدرا ~~*** # لنصرة أي القوم من يجر ~~منكم # يأوبن منكوبا يخضبه ~~الدم # وإلا فمن شم الأولمب ~~براحتي # إلى ظلمات الدهم يلقى ~~ويرجم # إلى حيث أبواب الحديد قد ~~استوت # على عتب ms276 الفولاذ والقعر ~~مظلم # إلى هوة بين الجحيم ~~وبينها # مجال كأقصى الجو عن أسفل ~~الثرى # والمثمن أو المربع المسمط ومثاله: # قضيض الجيش مذ ذعرا # هزيما كالظبا نفرا # إلى إليون حيث هنا # ك خلف حصاره انحصرا # يجفف في ظلال قلا # عه عرقا به سبحت # كتائبه ويروي غ # لة فيها قد استعرا # وراءهم الإخاءة والجوا # ئن في عواتقهم # جرو لكن هكتورا ترب # ص يرقب القدرا # لدى أبواب أسكيا # قضاء الشوءم مثبطه # وبابن إياك آفلون # أحدق يصدق الخبرا # والموشح المثمن ومثاله: # سار هكتور حثيثا وأتى # باب أسكية والزان ~~ظليل ~~*** # فتلقته نساء وبنات # منه علما تتقصى ~~سائلات # عن بنيهن وأخوات ثقات # وبعول وأخلا فأمر # أن يبادرن على ذاك ~~الأثر # ويصلين لأرباب البشر # علها ترفع عنهن الأذى # ولزاهي قصر فريام مضى # هو صرح شيد بالنحت الجميل # فوق أبواب رواق ~~مستطيل ~~*** ~~••• # ضمنه صف بديع المنظر # غرف قد بنيت بالمرمر # كلها خمسون ملس الحجر # لبني فريام شيدت مضجعا # وثوت أزواجهم فيها ~~معا # ويجاذبهن صف رفعا # فيه بالإيناس والرغد ثوى # مع كل ابنة الصهر ~~الحليل # وتصريع المتقارب ومثاله: # خلت ساحة الحرب من كل رب # فعج العجاج بطعن وضرب # فمن سمويس إلى زنثس # قراع السيوف ومد ~~القسي # هذه أمثلة وجيزة مما أحدثه البستاني في نظم ~~الإلياذة نكتفي بها للدلالة على شيء منها عدا وصفها ~~وشرح مقدمتها بيانا لما حوته من الفوائد والمستحدثات، ~~ولذلك لا غرو إذا حسبنا إلياذته تحفة يحق للغة العربية ~~أن تفاخر فيها. # وهو قد نظم أيضا نحو خمسة آلاف بيت شعر لم يحفظ ~~عنده منها إلا ما اقتصر على وصف الحوادث وفلسفة ~~الأخلاق. ومن نظمه هذان البيتان عربهما عن ~~الفارسية: # قضيت إلهي بالعذاب ويا ترى # بأي مكان بالعذاب ~~تدين # فليس عذاب حيثما أنت كائن # وأي مكان لست فيه ~~تكون # وبيتان أيضا عربهما عنها في المعنى الآتي: # وحقك أدركت شفتي روحي # ومن شفتيك تنتظر ~~الإفادة # فديتك عجلي بالأمر واقضي # بموت اليأس أو عيش ~~السعادة # ومن نظمه أيضا: # أنا ما أنا أمسي ويومي وفي ~~غدي # سواء توالى الخير أو ms277 عظم ~~الشر # أحب محبي نابذا حاسدي ~~الذي # قلاني كما لو كان قد ضمه ~~القبر # ومن تواريخه الشعرية ما قاله في تهنئة صديقه يورغاكي ~~أفندي إليان أحد وجهاء حلب الأماثل عندما نال الرتبة ~~المتمايزة: # لا زالت الشهباء أكرم ~~موطن # فيها المناقب بالمناصب ~~فائزة # وبآل إليان تعز ~~شئونها # فلكم بهم غر المآثر ~~بارزة # ولكم ليورغاكي بها فضل ~~سمى # فحباه مولى الملك أفخر ~~جائزة # واحتل منصب عزة ~~تاريخه # قد نال أصدق رتبة ~~متمايزة # سنة 1885 # ومنها تاريخ لأحد جوامع البصرة نظمه باقتراح قاسم ~~باشا زهير ونال عليه جائزة فنقشوه على باب الجامع ~~أثرا خالدا، ومن مؤلفاته تاريخ مطول للعرب في ألفي ~~صفحة لم يطبعه بعد. وقد كتب سياحاته لحين إعلان ~~الدستور في نحو ألف صفحة، وله مقالات عديدة في ~~الجرائد والمجلات الإفرنجية أخصها الفرنسية ~~والإنكليزية. ومع تعمقه بالعلوم والآداب أتقن درس ~~لغات العرب والترك واليونان والفرس والسريان والفرنسيس ~~والإنكليز والإيطاليان وألم باللاتينية والعبرية ~~والهندية والألمانية والروسية، وعد أعرف سوري ~~بعادات وأخلاق الشرقيين والغربيين. # ومع كل ما فعله من عظيم الأعمال لم يتخذ رتبة ولا ~~لقبا حتى ولا وساما، بل كثيرا ما كان يرفض ما يعرض ~~عليه منها، ومع تباعده عن أمجاد العالم وتجنبه التظاهر ~~والمباهاة ما بلغ مكانا يعرف فيه قدر العلم وقيمة ~~الفضل إلا فاح طيبه كالعنبر فاحتفي به واحترم، ولا ~~شبهة عندي بأن أخلاقه مبعث الاحترام له فضلا عن ~~معارفه الغزيرة التي ندر أن يستجمعها رأس واحد، ~~وأخلاق البستاني من أشرف أخلاق الناس وأسماها. # جرجي نقولا باز # نجيب البستاني # صاحب الامتياز الثالث لمجلة «الجنان» ~~وجريدة «الجنة». ~~*** # هو ثالث أنجال المعلم بطرس بن بولس بن ~~عبد الله بن كرم بن شديد بن أبي شديد بن محفوظ بن أبي ~~محفوظ البستاني، ولد في 7 كانون الأول 1862 في بيروت، ~~فدخل أولا المدرسة الوطنية التي أسسها والده ثم الكلية ~~الأميركية، فأتقن العلوم العقلية والنقلية ودرس اللغات ~~العربية والتركية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية، وسنة ~~1878 عينه أبوه مساعدا له في تأليف كتاب «دائرة ~~المعارف» وكان العمل جاريا حينئذ في المجلد ms278 السادس منها، ~~فكان في جملة ما أنشأه مقالة ضافية عن روسيا، أجازه عليها ~~القيصر بعد ذلك بوسام القديس استانسلاس من الطبقة الثالثة. ~~ولما أدركت الوفاة المعلم بطرس البستاني سنة 1883 ثم سليم ~~البستاني سنة 1884 خلفهما في امتياز جريدتي الجنان ~~والجنة، وحررهما مدة سنتين وأودعهما المقالات السياسية ~~والأدبية والتاريخية والروايات، وبعد احتجابهما تفرغ ~~لتأليف «دائرة المعارف» بمساعدة أخويه أمين ونسيب وابن ~~عمهم سليمان فأصدروا المجلد التاسع، ثم اتفق ورثة أبيه على ~~أن ينيطوا به إتمام هذا المشروع العظيم فكتبوا له العقود ~~الرسمية وحولوا إلى اسمه حقوق اشتراك الحكومة المصرية في ~~الكتاب المذكور، وفي السنة 1886 استقدمه رياض باشا إلى مصر ~~للنظر في بعض شئون دائرة المعارف، فحظي مرارا بمقابلة ~~توفيق الأول خديو مصر الذي شمله بالتفاته ووعده بالعطف على ~~مشروع «دائرة المعارف» شدا لأزره في تأليفه ~~ونشره. # وسنة 1893 اشترك مع بعض أبناء سوريا في تأليف شركة ~~لتمثيل العادات الشرقية في «معرض شيكاغو» العام، وفي السنة ~~التابعة سافر إلى مصر فنال شرف المثول لدى خديويها عباس ~~الثاني، وبعد عودته إلى سوريا تعين عضوا فخريا في ~~دائرتي الحقوق والجزاء في بيروت وعضوا عاملا في مجلس ~~المعارف فأقام في هذه الوظيفة سنة كاملة. # وسنة 1895 انتدبه نعوم باشا حاكم جبل لبنان لرئاسة محكمة ~~المتن فخدمها ست سنين بالنزاهة المشهورة عن آل بستاني، وفي ~~تلك الأثناء اتفق صاحب الترجمة وأخوه نسيب مع ابن عمهما ~~سليمان على نشر كتاب دائرة المعارف في مصر لما كان يحول ~~دون ذلك من العثرات في الدولة العثمانية، فسافر نسيب ~~مصحوبا بمكتبة الدائرة إلى مدينة القاهرة حيث جرى فيها ~~إتمام وطبع الجزأين العاشر والحادي عشر. # وسنة 1900 تولى نجيب وظيفة المدعي العمومي الاستئنافي في ~~مركز متصرفية لبنان، فقضى فيها خمس سنين ونالت لعهده شأنا ~~كبيرا في القضاء بحكومة الجبل المذكور، وسنة 1905 استقال ~~منها وسافر إلى وادي النيل لمزاولة فن المحاماة، فتولى ~~رئاسة قلم القضايا في عدة شركات بلجيكية وقيدته محكمة ~~الاستئناف المختلطة في عداد المحامين لديها. # ولما ارتقى السلطان محمد الخامس إلى عرش الخلافة سنة ms279 ~~1909 ألف المسيحيون العثمانيون المقيمون في مصر وفدا من ~~الأعيان ينوب عنهم في تهنئة جلالته، فكان صاحب الترجمة في ~~جملة أعضائه ونال معهم شرف المثول والرعاية لدى الخليفة ~~الأعظم، وعدا وسام «القديس استانسلاس» المار ذكره فقد ~~أحرز المترجم وسام «القديس غريغوريوس الكبير» من البابا ~~لاون الثالث عشر، وحاز على «الرتبة المتمايزة» والوسامين ~~«العثماني الثالث» و«المجيدي الرابع» من الحضرة السلطانية ~~وعين عضوا في «الجمعية الآسيوية الإيطالية». # وقد دعي مرتين إلى مؤتمر المستشرقين في استوكهلم وروما ~~فأعد خطبة عن تاريخ النور وحكاية أحوالهم وعاداتهم ~~وأخلاقهم، ولما كانت أشغاله الكثيرة قد منعته من الحضور ~~بالذات في مؤتمر روما فجرت تلاوة خطبته في جملة محاضرات ~~المؤتمر المذكور، على أنه قدم لملك أسوج ولرئيس ~~الجمهورية الفرنسوية مجموعة مؤلفات والده مشفوعة بأجزاء ~~الجنة والجنان ودائرة المعارف، فورد إليه جوابان يتضمنان ~~الاعتراف بالفضل الأدبي والعلمي. # ولنجيب البستاني منظومات شعرية مختلفة المواضيع لم ~~تنشر بالطبع، وله خطبتان ألقاهما في «جمعية شمس البر» في ~~بيروت إحداهما عن «فينيقيا والفينيقيين» والأخرى في «غرائب ~~العلم» طبعتا في مجلة المقتطف، وله أيضا مقالات شتى ~~فرنسية نشرت في جريدة # Journal du ~~Caire # سنة 1909 أتى فيها على وصف ~~مدينة القسطنطينية وآثارها وجمالها الطبيعي وسياسة الدولة ~~العثمانية قبل إعلان الدستور وبعده. وسنة 1912 سافر إلى ~~إيطاليا وسويسرا وفرنسا وحظي في باريس بمقابلة حضرة وزير ~~المعارف وعدد من كبراء السياسة والمؤلفين والصحافيين. وهو ~~أبي النفس لطيف المحاضرة حسن المبادئ ورث عن أبيه محبة ~~نشر العلوم، غير أن شدة المراقبة على المطبوعات في السلطنة ~~العثمانية سابقا حملته على كسر القلم في سبيل خدمة ~~الصحافة والعلم؛ فاضطر إلى ترك هذه المهنة الشريفة التي ~~رفع البستانيون شأنها في الأقطار العربية شرقا وغربا، ~~ولا يزال الأدباء يعلقون عليه الآمال في إكمال طبع كتاب ~~«دائرة المعارف» الذي لا تخفى فوائده العظيمة عن كل ناطق ~~بالضاد. # سليم دي نوفل # أقدم محرر في جريدة «حديقة ~~الأخبار» وأحد مؤسسي ~~«الجمعية العلمية السورية» ومجلتها. ~~*** # لما نشرنا تاريخ جريدة «حديقة الأخبار» ~~في الجزء الأول من هذا الكتاب فاتنا ذكر صاحب ms280 الترجمة الذي ~~حرر في تلك الصحيفة لأول عهدها، ولما كان سليم دي نوفل من ~~ذوي الوجاهة والفضل والعلم الذين خدموا النهضة الأدبية في ~~النصف الأخير من القرن التاسع عشر رأينا أن نثبت ترجمته في ~~هذا الجزء، وقد استندنا فيما رويناه عنه إلى ما نشرته مجلة ~~«الجامعة» في الإسكندرية # 4 # لمنشئها فرح أنطون وإلى ما أمكننا الوقوف عليه ~~بعد البحث الطويل من مصادر شتى يوثق بها: # هو سليم بن عبد الله بك ابن جرجس نوفل، ولد في سنة 1828 ~~مسيحية في طرابلس الشام وربي فيها تربية كريمة؛ لأن ~~عائلته المشهورة في الفيحاء كان معظم رجالها من موظفي ~~الحكومة العثمانية، وقد استدل الجميع منذ صغره على حسن ~~مستقبله بما كان يلوح على وجهه من لوائح النباهة والذكاء، ~~ولكنه لم يدر في خلد أحد منهم أنه سيكون يوما من الأيام ~~من الرجال الذين يفتخر بهم الشرق ويدل الغرب على استعداد ~~الشرقي لكل تقدم وارتقاء. ولما كانت مدارس طرابلس مقصورة ~~على تدريس المبادئ العربية ذهب سليم إلى بيروت لداع عائلي ~~وتلقى في إحدى مدارسها من اللغة الفرنسوية ما يمكنه من ~~الفهم والتفهيم بها، وبعد خروجه من المدرسة بقي في بيروت ~~فلازم علماءها الأعلام كالشيخ ناصيف اليازجي والمعلم بطرس ~~البستاني، وهو الذي أنشأ معهما ومع بعض الفضلاء سنة 1852 ~~«الجمعية العلمية السورية» ومجلتها المشهورة. # ثم عاد إلى وطنه طرابلس وأكب على الدرس والمطالعة بغير ~~أستاذ، وفي سنة 1858 عهدت إليه وكالة البواخر الروسية، ~~ولكنه لم يقم فيها سنة واحدة حتى خرج يطوف في أنحاء ~~أوروبا لا سيما فرنسا وإنكلترا واكتسب كثيرا من آثار ~~التمدن العصري. وبعد رجوعه من طوافه اتخذه خليل الخوري ~~مساعدا له في تحرير صحيفة «حديقة الأخبار» وترجمة ما يلزم ~~لها من الصحف الإفرنجية. وفي سنة 1861 طلبته حكومة روسيا ~~إلى بطرسبرج بواسطة البطريرك الأنطاكي والبطريرك ~~الأورشليمي للروم الأرثوذكس؛ وذلك ليكون أستاذا للغة ~~العربية في كلية بطرسبرج، فسار على نفقة حكومة روسيا ولم ~~تكن السكة الحديدية قد اتصلت يومئذ بعاصمة القياصرة، ~~فاضطر إلى أن يبتاع مركبة بخيلها لتنقله ms281 إليها هو وعائلته، ~~وكان ذلك في فصل الشتاء القارس وما أدراك ما هو الشتاء في ~~روسيا، والذي زاد مشقة السفر جهله اللغة الروسية ومحاولة ~~الفلاحين الروس تعطيل مركبته ليضطروه إلى أن يشتري منهم ~~غيرها. # ولما استقر في بطرسبرج دخل في الجنسية الروسية، وانصب ~~على درس لغة سكانها والتأليف والخطابة باللغة الفرنسوية ~~والتدريس باللغة العربية للشبان الروسيين الذين يتهيئون ~~للمناصب السياسية في الشرق الأدنى، ولما اطلع القيصر ~~إسكندر الثاني على بعض خطبه ومقالاته أعجبته رشاقة ~~أسلوبها، واتفق أن الشيخ شامل الشركسي المشهور الذي حارب ~~روسيا مدة 32 سنة خضع وسلم لها في ذلك الزمن وكان لا يحسن ~~اللغة الروسية بل العربية، فكان سليم ترجمانا بينه وبين ~~القيصر، ومنذ هذا الحين ~~بدأ تقدمه الحقيقي؛ فإن القيصر أحبه لذكائه ونشاطه ودقة ~~نظره فقربه منه ووهبه دارا ومنحه لقب شرف وهو «دي» فصار ~~يسمى «سليم دي نوفل» أو «إيرنه دي نوفل». # وفي سنة 1876 عهد إليه القيصر رئاسة قلم في وزارة ~~الداخلية، وفي سنة 1877 منح رتبة «مستشار للبلاط ~~الإمبراطوري» وفي سنة 1879 منح رتبة «مستشار الدولة»، ~~وأرسلته الحكومة الروسية في مأموريات سرية إلى بعض البلاد ~~الأوروبية منها سفارة إلى روما لمخابرة الحضرة البابوية في ~~مسألة متعلقة بأهالي فنلندة الكاثوليك التابعين لروسيا، ~~وانتدبته عدة مرات للنيابة عنها في المؤتمرات الشرقية، ~~وكان يقوم بواجباته خير قيام؛ فمنحته حكومته عدة وسامات ~~منها «وسام القديسة حنة» من الدرجة الأولى، وقد جاء في ~~براءة هذا الوسام أن القيصر منحه إياه «مكافأة له على ~~خدماته السارة وتآليفه الممتازة»، ومنها «الوسام الروسي»، ~~وقد منحته فرنسا رتبة غران كوردون من وسام «جوقة ~~الشرف». # معارفه ومؤلفاته # كان المترجم ~~يعرف اللغة الفرنسية والعربية والروسية والإنكليزية ~~والتركية ويكتب فيها بفصاحة، وقد تلقى اللغة الحبشية ~~أيضا وطريقة درسه هذه اللغة لا تخلو من فكاهة؛ ذلك ~~أنه ورد في ذات يوم على القيصر كتاب سري من النجاشي ~~باللغة الحبشية فعهد القيصر إلى سليم بأن يترجمه له، ~~فأخذه ثم التمس إنجيلا باللغة الحبشية وأخذ، على ما ~~يقال، يتصفحه ويقابل كلماته بكلمات ms282 الكتاب، وأقام على ~~ذلك حتى فهم معنى الكتاب، ولعله استعان على ذلك بعارف ~~باللغة الحبشية وإنما كان يعرض عليه كلمات الإنجيل بلا ~~انتساق ويطلب منه تفسيرها دون أن يوقفه على الكلمات ~~الشبيهة بها في الكتاب. # أما مؤلفاته فهي كلها باللغة الفرنسوية وكان في هذه ~~اللغة كاتبا نحريرا، وكفى دليلا على ذلك أن الخطبة ~~التي ألقاها في مؤتمر المستشرقين الذي انعقد في باريز ~~في نواحي سنة 1895 كتبها في أقل من ساعة قبل انعقاد ~~الجلسة، ولكن الذي سهل له هذا الأمر الصعب أن ذهنه كان ~~مفعما بموضوعها «مطابقة الدين الإسلامي الحقيقي ~~للمدنية»؛ ذلك أن جميع مؤلفات هذا الجهبذ كانت في ~~المواضيع الشرقية الإسلامية، منها كتاب في ترجمة «صاحب ~~الشريعة الإسلامية» وقد حذا فيه حذو الفيلسوف رنان في ~~ترجمة السيد المسيح، ومنها كتاب عنوانه «الزواج في ~~الإسلام» وآخر عنوانه «الملكية في الإسلام» وآخر ~~عنوانه «النسل والطلاق»، ونقل من اللغة الفرنسية إلى ~~العربية رواية «المركيز دي فونتانج» وطبعها سنة 1860 ~~في بيروت، وله شعر رقيق نذكر منه أبياتا من قصيدة ~~رثى بها صديقه سليم دي بسترس وهي: # العيد وافى يا سليم إلاما # هذا التنائي عن الديار ~~إلاما # ما حظنا فيه التهاني وإنما # أهدي إليك من الدموع ~~سلاما # هاجت شجوني بعد موتك كلها # واسود عمري حاضرا ~~وأماما # أقفرت قلبي والديار كلاهما # أضحى ببعدك يا سليم ~~ظلاما # أبكيك لا أسف الحياة فإنها # حلم تبطن جوفه أحلاما # أبكيك لا أسفا لفقد شبيبة # مرت كما خرق الشعاع ~~غماما # أجل الزهور موقت بصباحها # وكذا الملائك لا تطيل ~~مقاما # لكنني أبكي السماحة ~~والنهى # أبكي العفاة إذا أتوك ~~زحاما # أبكي الفقير على ضريحك ~~واقفا # يذري الدموع على الخدود ~~سجاما # أبكي اليتيم وقوله أين ~~الذي # كنا نقبل كفذه ~~إكراما # وختمها بقوله: # أعجزت شعري يا سليم فلا ~~تلم # هذي دموعي فلا تسلني ~~كلاما # أخلاقه وآراؤه # كان رحمه الله ربعة الجسم كساه المشيب وقارا، وكان ~~في لوائح وجهه أنفة العالم واتضاع الفيلسوف، ومما يروى ~~عن فرط اتضاعه وكراهته للفخفخة الباطلة أنه لما كان في ~~باريز ms283 أيام اجتماع مؤتمر المستشرقين فيها أراد الذهاب ~~مع أعضاء المؤتمر لزيارة رئيس الجمهورية بصفته نائبا ~~عن روسيا فيه، ولكنه لم يلبس لباسه الرسمي ولم يضع ~~عليه وسام «جوقة الشرف» من درجة غران كوردون، فألح ~~عليه صديقه ورفيقه في المؤتمر حضرة الأمير أمين أرسلان ~~في وضع الوسام؛ لأن رئيس الجمهورية يبالغ في إكرامه ~~متى رآه حائزا عليه، فرضي أخيرا بذلك إكراما لنائب ~~روسيا إن لم يكن إكراما لنفسه، ولكنه لما كان على ~~الطريق في مركبة مع الأمير أمين غطى الوسام بملابسه ~~لكيلا يظهر إلا في حين الحاجة إليه. # أما آراؤه في الشرق والعرب والفلسفة فيقتضي بسطها ~~مقالا على حدة، إنما نكتفي هنا بذكر رأي له في ارتقاء ~~الآداب الكتابية في اللغة العربية؛ فإنه يرى أن السجع ~~والشعر على الطريقة القديمة من أشد العوامل الحائلة ~~دون ارتقاء الكتابة في هذه اللغة؛ لأن الكاتب العربي ~~لا يكون ذهنه إلى درر المعاني واعتبار الألفاظ لباسا ~~لها؛ أي أن اهتمامه يكون بالقشر لا باللباب وهذا من ~~أعظم مصائب بعض الكتاب، على أننا نظن أنه رأى هذا ~~الرأي قبل هذا العصر بعشر سنين أو عشرين سنة ؛ لأن ~~أسلوب الكتابة العربية قد تغير الآن تغيرا عظيما، ~~وذلك الأسلوب القديم لم يبق منه إلا الأثر وهو آخذ في ~~الزوال شيئا فشيئا، فلا يبقى إلا الأسلوب الطبيعي ~~الذي مقتضاه كتابة الكاتب كما يتكلم؛ لأن المقصود ~~إبلاغ المعاني لا صف الألفاظ. # مقامه في روسيا # وقد ذكرنا فيما تقدم منزلة المترجم في البلاط ~~الروسي، ونزيد على ذلك الآن أنه كان الصلة بين روسيا ~~وجميع العناصر الشرقية، فإن أمراء الشرق المسلمين ~~الذين يفدون على بطرسبرج كانوا يتعرفون به، وكان ~~مقصدا لكل شرقي مسلم أو مسيحي يفد إلى بطرسبرج لحاجة، ~~سواء كان من القوقاز وبخارى وغيرها من البلاد الروسية ~~التي يتكلم أهلها اللغة العربية أو من الولايات ~~العثمانية، وكانت له مراسلات مع السيد جمال الدين ~~الأفغاني وأكثر بطاركة الشرق الذين كانوا يحتاجون ~~شيئا في روسيا، فكانت علائقهم معها على يده، وحلت ~~وفاته في ms284 أوائل شهر تشرين الثاني من سنة 1902 في مدينة ~~بطرسبرج. # نجيب حبيقة # مدير جريدة «المصباح» وأحد المحررين ~~فيها. ~~*** # ولد في «الشوير» بلبنان سنة 1869 وتلقى دروسه في كلية ~~القديس يوسف للآباء اليسوعيين في بيروت، فنبغ بين أترابه ~~حتى إن ذكاءه كان ينبئ إذ ذاك بما سيصير إليه، وما لبث أن ~~دعاه رؤساء الكلية المذكورة إلى التدريس عندهم، فظل مدة ~~طويلة يدرس صفي البيان العربي والفرنسي، ثم انتدب ~~للتعليم في «مدرسة الحكمة» المارونية و«المدرسة العثمانية» ~~للشيخ أحمد عباس الأزهري فقام بمهمته خير قيام، وفي شهر ~~شباط 1903 تولى مع أشغاله الكثيرة تحرير جريدة «المصباح» ~~فكان يتحف عالم الصحافة بكتاباته الأنيقة ومقالاته ~~الشائقة وأفكاره المبتكرة، ونشر على صفحات الجرائد لا سيما ~~مجلة «المشرق» وجريدة «المحبة» فصولا شتى تدل على طول ~~باعه في صناعة الإنشاء، وكان ولعا بفن التمثيل؛ لأنه رأى ~~فيه وسيلة لتهذيب الأخلاق وترقية الآداب، فكتب فيه الفصول ~~الطويلة ونشر روايات تمثيلية منها مؤلفة ومنها معربة ~~نالت كلها صيتا بعيدا، وله عدة تآليف مدرسية وأدبية طبع ~~بعضها في المطبعة الكاثوليكية نذكر منها: ~~(1) كتاب «درجات ~~الإنشاء» في ستة أجزاء ثلاثة للمعلم وثلاثة للتلميذ. (2) ~~رواية «الفارس الأسود». (3) رواية «شهيد الوفاء». (4) ~~مقالة في «فن التمثيل». (5) مقالة في «الانتقاد». (6) ~~عرب روايتي «خريدة لبنان» و«الشقيقتين»؛ وله غير ذلك ~~مما يبلغ الخمس عشرة رواية تأليفا أو تعريبا، وكان شعره ~~لا يقل عن نثره في سلالة التعبير وبلاغة المعاني لا سيما ~~في رواياته التمثيلية، وما عدا ذلك فإنه كان قليل الاكتراث ~~لفن القريض الذي لم يمارسه إلا ما ندر، ومن نظمه قصيدة ~~سماها «السفينة البطرسية» تبريكا للبابا لاون الثالث عشر ~~سنة 1887 في يوبيله الكهنوتي الذهبي، وهي من أوائل ~~نظمه: # عصفت على بحر الأنام رياح # حجب النهار من الظلام ~~وشاح # وهوت صواعق مصعقات أزعجت # بشرا فكادت تزهق الأرواح # والبحر عاد عرمرميا مصخبا # والموج ثار فساء منه جماح # والناس في غمر الخضم جميعهم # خاضوا فليس من الغمار ~~براح # رأوا المياه تلاطمت أمواجها # وعلت عليهم كالجبال ~~وصاحوا # طمت المصيبة فالمنية قد دنت ms285 # آها أليس من الهلاك مراح # لكن على سطح الخضم سفينة # وعلى مقدمها يرى مصباح # قد أقبلت وتطايرت لخلاصهم # شكرا لجدك أيها الملاح # فيك النجاة وليس غيرك يرتجى # وإليك كل قلبه ملتاح # ها قد تقدمت السفينة نحوهم # فنجا بها قوم وفيها راحوا # لم ينأ عنها غير من قد آثروا # شرب الحتوف فذي الفعال ~~قباح # شاموا البروق فأملوا منها ~~الهدى # خابت ظنونهم فليس نجاح # لا نور في غير السفينة فاعلموا # من ينأ عنها ضاع منه صلاح # جدوا أيا غرقى وأموها يقو # دكم إليها نورها ~~الوضاح # جدوا فليس لكم خلاص دونها # ولجمعكم فيها الدخول مباح # أعداؤها سخروا بها قبحا لهم # قالوا بأن ستحطم ~~الألواح # فالموج يصدمها فيدفعها فلا # أمل لنفس بالنجاة متاح # وإذا بصوت صارخ: كن آمنا # بين السفينة والخضم كفاح # فسفينة الصياد تقهر خصمها # أبدا لأن لها الصفا ~~ملاح # للحين عاد النوء صفوا رائقا # وعن البلايا زالت الأتراح # ومع ما كانت تقتضي ~~أشغاله العقلية من الوقت كان يكرس الساعات الطوال لخدمة ~~الجمعيات الخيرية وتخفيف وطأة الشقاء عن ذوي الفاقة، فخدم ~~بغيرة يذكرها الجميع شركة القديس منصور دي بول وأخويه ~~القديس مارون، وأنشأ مع بعض أهل الفضل جمعية «أخواء ~~الفقراء» المارونية وكان يدير مدرستها المجانية بنفسه، وقد ~~خصه الله مع الذكاء والغيرة بدماثة الأخلاق ولين الطباع ~~والذوق السليم والرزانة، وأنشبت المنية أظفارها فيه عند ~~الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء الواقع في 25 كانون ~~الأول 1906 إثر علة أذبلت زهرة شبابه النضر دون أن يتوصل ~~طبيب إلى اسئصال جراثيمها القتالة، وبعد أربعين يوما ~~لوفاته أقام له أصدقاؤه في نادي «أخوية القديس مارون» ~~حفلة تذكارية جمعت كل عارف بفضله، فكانت الحفلة الأولى ~~التي أقيمت في بيروت من هذا النوع وتوالت فيها الشعراء ~~والخطباء فضفروا إكليلا من المجد خالدا لمن قضى حياته في ~~خدمة العلم الشريف، وقد ألقى حينئذ إلياس حنيكاتي خطبة ~~بليغة اختتمها بهذه الأبيات: # على ابن حبيقة الشهم النجيب # جديد تلهف ملء القلوب # ثوى في لحده غصنا رطيبا # فجف الدمع من فرط ~~النجيب # أرانا خطبه ms286 خطبا جديدا # بيوم الأربعين بلا ضريب # فليت يعاد مرآه قليلا # لنشفي غلة القلب الكئيب # وليت لنا صدى ما كان يلقي # على الأسماع من در رطيب # مضت تلك الحقيقة والأماني # ولم يبق سوى ذكر النجيب # ثم خطر لبعض ~~أحبائه وتلامذته أن يسعوا في إقامة أثر يخلدون به ذكره ~~إقرارا بفضله على الشبيبة البيروتية وخدماته العديدة في ~~سبيل الصحافة والتعليم والأعمال الخيرية، فقيض الله لهم أن ~~يجمعوا مبلغا من المال يزيد على السبعة آلاف غرش ونصبوا ~~له ضريحا في المقبرة المارونية الواقعة في محلة «رأس ~~النبع»، وهو أول عمل وطني من هذا النوع أقيم أيضا في ~~بيروت. وبعد ظهر الأحد 15 آيار 1910 اجتمع فريق من أهل ~~الفضل واحتفلوا بنقل رفات صاحب الترجمة إلى القبر ولمعت ~~الدمعة في كل عين، وقد تكلم باسم لجنة الاكتتاب يوسف بن ~~نخلة ثابت ثم بشارة بن عبد الله الخوري منشئ جريدة «البرق» ~~ونجيب مصور وجرجي بن نقولا باز منشئ مجلة «الحسناء» ويوسف ~~غلبوني ويوسف كامل والدكتور سليم جلخ، وكانت الحفلة ظاهرة ~~عليها أدلة التأثر؛ لأنها أعادت ذكرى الفقيد إلى كل قلب، ~~وقد شيد الضريح بكل ذوق ونقشت على صدره هذه ~~الأبيات: # حياك يا قبر منا غيث ~~أدمعنا # وجادك الله من أسنى ~~عطاياه # ضممت كنزا ثمينا دونه ~~مهج # تسيل حزنا وتدمي القلب ~~ذكراه # قد قدر الله أن نبكي عليه ~~فتى # غضا فصبرا على ما قدر ~~الله # يا ساهر العين في التاريخ ~~دامعها # حيي النجيب فهذا القبر ~~مثواه # سنة 1906 # نجيب إبراهيم طراد # محرر «التقدم» و«الصفا» في بيروت ومنشئ ~~«الرقيب» ومحرر «الأهرام» و«البصير» في الإسكندرية. # ينوب عني رسمي حين يحجبني # عن العيون ستار اللحد ~~والغسق # فإن عمري وإن طالت مسافته # في الأرض أقصر من عمري على ~~الورق ~~*** # أسرته # أسرة طراد قديمة العهد في بيروت ~~رفيعة المقام غنية بالرجال وبالمال، جاء جدها يونس بن ~~طراد من حوران وسكن «كفر حزير» في الكورة شمالي لبنان، ~~ثم قدم بيروت سنة 1643 على ما روى المؤرخ عيسى المعلوف ~~في كتابه «دواني القطوف» واتصل بالأمير ms287 فخر الدين ~~المعني وحظي عنده، فتوارثت سلالته الوجاهة جيلا بعد ~~جيل واشتهر منها أفراد عديدون كالمطران جراسيموس أسقف ~~حاصبيا وراشيا المتوفى سنة 1867 وكان حبرا فاضلا، ~~ومنهم أسبريدون ياور السلطان عبد العزيز الذي كبا به ~~الجواد عام 1870 فمات ورثاه كثير من الشعراء كخليل ~~الخوري مؤسس «حديقة الأخبار»، ومن قوله فيه: # ويلاه كيف كبا الجواد ~~ملاعبا # أيدي الردى بابن الطراد ~~الأمنع # أواه من أيدي المنية إنها # قنصت غريب الدار قبل ~~المرجع # يا أيها الغصن الموسد في ~~ثرى # دار السعادة بعد خصب ~~المرتع # قم لم يأن وقت انقصافك يا ~~فتى # قم لم يحن يا صاح يوم ~~المصرع # قم وأجل لطفك للصحاب ~~ترفقا # فعساك تنعش مهجة ~~المتفجع # قم واشف غلة من دعاك ~~بلفظة # من لي برقتها ترن ~~بمسمعي # ومن أدباء آل طراد المتوفين المقدسي عبد الله بن ~~مخايل مؤلف تاريخ «أبرشية بيروت» من أوائل القرن ~~السادس عشر إلى ربع التاسع عشر، وقد اعتمد على هذا ~~الكتاب أيضا غطاس قندلفت أحد أساتذة مدرسة البلمند في ~~تأليفه «تاريخ البطاركة الأنطاكيين» المنشور في السنة ~~الأولى لجريدة «المنار» البيروتية، وبطرس بن شاهين ~~طراد ألف بطلب من أحد الأمراء سنة 1817 وهو في جزيرة ~~مدللي تاريخا لحروب فرنسا وأوروبا في مدة أربع وعشرين ~~سنة على عهد نابليون الأول، ولا يزال تاريخه غير ~~مطبوع، وقد رأيت نسخة منه عند جرجي أبي مرعي بسترس ~~مكتوبة بخط يد المؤلف في 300 صفحة صغيرة على ورق ~~متين، ومنهم جرجي بن إسحاق طراد (1851-1877) كاتب ~~المقالات المفيدة في جريدة «الجوائب» ومجلة «النحلة» ~~وناظم ديوان شعر عندي نسخة منه بخط يده سأمثلها للطبع، ~~وله أيضا أرجوزة في الصرف ورواية شعرية، ومن نظمه ~~قوله في الحكم: # ما كل من رام نظم الشعر ~~يدركه # ولا الذي رام يفدي الناس ~~يفديها # ليس الذي عاش أياما مطولة # بل الذي عرك الأيام ~~يدريها # بين الحياة وكل الناس ~~معركة # بالحظ والبؤس تفنينا ~~وتفنيها # وجبرائيل بن حبيب طراد (1854-1892) نظم الشعر وهو ~~صبي، وفي السادسة عشرة من عمره، رثى نسيبه أسبيريدون ~~بقصيدة، ومن رثائه لسليم دي ms288 بسترس ~~ما يأتي: # على أنه قد كان أحرى بنا ~~بأن # نغبط من مثل السليم نما ~~سعدا # حصيف قضى دنياه في خوف ربه # فحدث ولا تطلب لأفضاله ~~حدا # فكم غاث محتاجا وأطعم ~~جائعا # وعاد أخا سقم فأوسعه ~~رفدا # وكم من أياد جاءها ومكارم # فكانت بجيد الدهر من فضله ~~عقدا # جدير بأن الفخر يشكو فراقه # ومنه رواق الفخر قد كان ~~ممتدا # وموسى بن نسيم طراد (1883-1911) كتب عدة مقالات في ~~بعض الجرائد منها «المحبة» وترجم بضع روايات، وله خطب ~~وقصائد في مواضيع مختلفة. # وكبير أدبائهم أسعد طراد الشاعر المشهور (1835-1891) ~~تلميذ مدرسة «عبيه» والموظف سنوات عديدة في الحكومة ~~والمتاجر في القطر المصري حيث توفي، وهو الذي قال فيه ~~أستاذه الشيخ ناصيف اليازجي: # لقد سبق القوم الطرادي ~~أسعد # إلى قصب السبق الذي ناله ~~غصبا # ووصفته جريدة الأهرام بأنه «كان يتدفق الشعر من فيه ~~كالماء» ووصفه سليم دي بسترس بما يأتي: # ذاك الفريد ومن بلطف صفاته # لا يلتقي بين الأنام ~~مماثلا # شهم بنظم الشعر أبدع إذ ~~أتى # في سحره الفتان يسحر ~~بابلا # لما بعقد النظم حلى ~~عصرنا # ما عدت أنظر قط جيدا ~~عاطلا # يا أسعدا في الناس إني ~~أسعد # بك إذ رأيتك نحو ودي ~~مائلا # وجاوبه سليم دي بسترس من مصر مرة على قصيدة أرسلها ~~إليه بقصيدة نورد من أبياتها: # ويا شوقي لأرض أنت فيها # فيا بيروت غيرك ما حلا ~~لي # رسالة أسعد حملت إلينا # سلاما من شذا زهر ~~الجبال # سكرت بكأسها المملوء لطفا # فسكري ليس من خمر ~~الدوالي # وجدت بنظمها درا مصاغا # عجبت لكاتب صاغ ~~اللآلي # فإن له قصائد وأبياتا من أحسن ما نظم الشعراء في ~~مواضيعها، جمع بعضا منها فضل الله ابن شقيقه خليل في ~~كتاب على حدة نشره سنة 1899 مما ورد فيه قوله: # قل للذي قد رد صبا ~~سائلا # ما رد طرفي قط دمعا ~~سائلا # لو كنت تنظر جود طرفي مرة # ما كنت تبقى بالتداني ~~باخلا # يا عاذلي في حبه مهلا فما # من عاشق قبلي أطاع ~~العاذلا # إني قتيل في الغرام على ~~رضى ms289 # وبمهجتي أخفيت ذاك ~~القاتلا # ومن قصيدة رفعها لتوفيق باشا خديوي مصر: # دع يوم دارة جلجل والغيدا # وظباء وجرة والعيون ~~السودا # وحمى تكاد تعد من أطلاله # مما وقفت به تعد ~~عميدا # إطلال خولة لا تخولك الوفا # وبكاك فيها لا يرد ~~فقيدا # أفتسمع الصم الدعاء وأنت ~~لم # تسمع هداية من أتاك ~~رشيدا # سميت أشفق ناصح لك عاذلا # ودعوت أصدق من هداك ~~حسودا # وطفقت تفتقد الأحبة في ~~الحمى # ونسيت تنشد قلبك ~~المفقودا # وغدرت ذاتك عند ذات غوائر # قد قيدتك عقاصها ~~تقييدا # تجري الدموع سدى فلا تطفي ~~بها # نارا جعلت لها حشاك ~~وقودا # ومن قوله في وصف الاختراعات العصرية متنبئا عن ~~الفونغراف والغراموفون والسينما تغراف: # وجه لحاظك للبخار وقل به # إني أرى ماء يجر ~~حديدا # وانظر لسلك البرق والتلفون ~~كم # قد قربا ما كان منك ~~بعيدا # غنت سليمى في الحجاز ~~فأطربت # مع بعدها أهل العراق ~~نشيدا # ولسوف أن رقصت بباريز ترى # في أصفهان لقدها ~~تأويدا # أله الفؤاد بذكر ذاك وذا ~~وذا # عجبا وهاك الطائر ~~الغريدا # يهدي إليك مع البريد بوصفه # فكأنما حمل البريد ~~بريدا # يصف البريد ببره وببحره # وبجوه متنوعا معدودا # ذاك الصديق الصادق الخل ~~الذي # لا يعرف التأجيل ~~والتعريدا # ويريك منه بوصفه خلا يرى # حفظ الأمانة سنة ~~وعهودا # حمل السفائح والنضار ~~لأهلها # وسرى بحول الله يطوي ~~البيدا # يطوي القفار فكم عليه حلة # منها وكم منه بها ~~أخدودا # متفرع في أرض مصر كنيلها # يسقي التجارة سقي ذاك ~~صعيدا # أبدا يطوف بها كصاحب ~~كرمة # يهدي لكل محطة عنقودا # جلب الثمين لنا بوفدته وقد # نظر العظيم من العفاف ~~زهيدا # يمسي ويصبح زائرا بهدية # ومودعا بنظيرها ~~تزويدا # ولكم وقفنا منه من سبأ ~~على # نباء يقين إذ أتى ~~وأعيدا # وهو الذي قد عاد بالغصن ~~الذي # عن كون غيض الماء كان ~~مفيدا # فلأجل ذلك ذا تتوج رأسه # أجر الأمين وذا تتوق ~~جيدا # وقوله في رثاء نسيبه أسبيريدون: # واها لقلب جواده فكأنه # قد كان ذاك اليوم مثل ~~نعاله # والمرء ما حفظ الوداد فما ~~الذي # ترجو من الحيوان في ~~أفعاله # ومن ms290 مرثاته لسليم دي بسترس: # فالميت حل برمسه والحي قد # نصبت مضاربه على ~~عتباته # يبكي الفقيد ولو تأمل نفسه # لبكى من استتباعه ~~خطواته # أبني أبينا ليس يجمع شملنا # يوم المعاد بحسب قول ~~ثقاته # وغدا يعزي بعضنا بعضا به # أبدا جزى الرحمن فضل ~~رواته # والمرء لولا موته لحياته # بالله كان تعيس ~~مخلوقاته # دنياه ذات مصائب ونوائب # لا تعتري الحيوان في ~~فلواته # فالويل للإنسان إن ساورهما # عدم يضيع العقل في ~~ظلماته # أمر به حار اللبيب وخاض في # بحر البيان فتاه في ~~لجاته # والنفس ثابتة الوجود تحجبت # عن أن ترى بحجاب ~~مكنوناته # ومن رثائه لأنطون ~~لاذقاني: # سلبت به يا أيها البين درة # لها قيمة عند المحبين ~~غالية # كأن به الحمى التي قد قضى ~~بها # رماها على قلبي لأعرف ~~ماهيه # فيا نيل مصر هل أرى منك ~~جرعة # لقلب كواه البين يا نيل ~~شافية # أغثني على ما أنت فيه من ~~الوفا # بكأس وخذ من دمع عيني ~~ساقية # ولكن على ما قيل للناس جنة # لمن سار في مرضاة مولاه ~~باقية # فسبحان من لا يعلم الأمر ~~غيره # إله الورى من عنه لم تخف ~~خافية # ومن وجهائهم إسحاق طراد الشهم الوديع محب الإنسانية ~~المحسن إليها ذو المآثر الطيبة خصوصا في حوادث عام ~~1860، وبولس طراد عين أرثوذكسي بيروت في عصره وخادم ~~طائفته في عضوية مجلس الإدارة، وولداه إسكندر ترجمان ~~قنصلية العجم ومعزز مدارس الطائفة وسليم ترجمان ~~قنصلاتو روسيا ومنشئ مجلة «ديوان الفكاهة» ومدير مطبعة ~~القديس جاورجيوس، وجرجس بن نقولا عضو محكمة التجارة ~~وأول من أبن ميتا في بلادنا على ما نعلم بتأبينه ~~المطران بنيامين سنة 1848. ومما يذكر من غرائب الاتفاق ~~أن وفاة إسكندر سنة 1888 كانت في مثل اليوم الذي توفي ~~فيه والده بولس وبذات الساعة أيضا بعد سبعة عشر ~~عاما، فقالت في ذلك مجلة «الصفاء»: # فكلاهما بين البرية نادر # ولذاك خطبهما غريب ~~نادر # وقد ابنه الشماس غريغوريوس حداد بطريرك أنطاكية ~~الحالي ضيف قيصر الروس اليوم. # ومن أحيائهم ~~المعاصرين الفقيه إلياس بن جرجس أحد أعضاء محاكم ~~الاستئناف ونائب رئيس «الجمعية الخيرية ms291 الأرثوذكسية» ~~ومدرس الفقه في مدرستي «الحكمة» المارونية ~~و«الأرثوذكسية الإكليريكية» ومؤلف كتاب «الترجمان ~~الإنكليزي» باللفظ العربي ومصحح قاموس إنكليزي وعربي، ~~وله شرح مختصر لأهم مواد أصول المحاكمات الحقوقية نشره ~~في جريدة «لبنان» التي حرر فيها وفي «الصفا» ~~و«المنار»، والمحامي إسكندر بن فرج الله مدير جريدة ~~«المؤيد» في مصر والمحرر في جريدة «ثمرات الفنون» ~~ومراسل جرائد «التقدم» و«لسان الحال» و«الأهرام» من ~~الآستانة حيث اشتغل ~~في المحاماة مدة طويلة، والكاتب نجيب بن نسيم رئيس ~~تحرير جرائد «المحبة» البيروتية و«باريس» و«نهضة ~~العرب» الباريزيتين و«الجديد» البرازيلي ومساعد ~~الدكتور نقولا فياض بتعريب رواية «الخداع والحب» لشار ~~الألماني، والمحامي بترو بن إسكندر أحد مؤسسي «جمعية ~~الإصلاح العمومية»، ونجيب بن نعمة عضو مجلسي الإدارة ~~والملة وشقيقه ميخائيل عضو محكمة وغرفة التجارة، ~~ونقولا بن يعقوب عضو المجلس العمومي، وحنا بن شكور ~~مضيف الأمراء والحكام، ومتري مدير البنك العثماني في ~~حلب وقونية وبيروت وشقيقه سليم الموظف في عدة مأموريات ~~حتى عضوية الاستئناف وهما شقيقا «نجيب» صاحب هذه ~~السيرة. # ومن فاضلاتهم وأديباتهم السيدة فريدة بنت إسحاق طراد ~~مديرة مدرسة «زهرة الإحسان» ورفيقة حياة رئيستها الأخت ~~مريم جهشان في الجهاد لتعليم البنات وتهذيبهن، والسيدة ~~أدما ابنة جرجي بن حبيب طراد وشقيقة أنيس بك المالي ~~المدقق وزوجة إلياس بك سرسق ورئيسة جمعية السيدات ~~لمساعدة مستشفى القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس ~~ونصيرة الجمعيات الخيرية، والسيدة ميليا ابنة فارس بك ~~رئيسة المدرسة الوطنية في الشويفات ذات العناية بتهذيب ~~الأحداث، ومنهن شقيقتا نجيب بن نسيم المأسوف على ~~صباهما «حنينة وسلمى» وقد كانتا من خيرة الذكيات ~~المستعدات، كتبت سلمى في بعض الجرائد كالنصير وغيرها ~~وخطبت في الدفاع عن حق المرأة وهيأت نفسها بالدرس ~~والاستطلاع إلى مستقبل مجيد، ولكن المنية عاجلتها في ~~ضواحي باريز قبل أن تبلغ العشرين، فأقامت لها إدارة ~~مجلة «الحسناء» حفلة تذكارية في شباط سنة 1910 في ~~«النادي العائلي البيروتي» حضرها مائتان وخمسون نفسا، ~~فافتتح الحفلة واختتمها كاتب هذه السطور وتكلم فيها: ~~فكتور شميل سكرتير النادي، وفليكس فارس منشئ «لسان ms292 ~~الاتحاد»، وجرجي عطية صاحب «المراقب»، وشبلي بك ملاط ~~منشئ «الوطن»، والدكتور إلياس عبيد عضو المجلس ~~العمومي، وإلياس حنيكاتي كاتب مطرانخانة الروم، ~~والأوانس جوليا طعمة، وروز ناصيف، والأميرة نجلا أبي ~~اللمع، وناب بالتكلم عن داود مجاعص صاحب جريدة ~~«الحرية» أمين بك خضر وعن قسطنطين يني رئيس تحرير ~~«حمص» بترو باولي مدير «الوطن والمراقب». # وما خلت جمعية خيرية أرثوذكسية من عضو أو عضوين من ~~آل طراد، وبالإجمال فإن أسرتهم لها عندنا في كل مأثرة ~~يد. # نشأته # ولد نجيب بن إبراهيم بن متري طراد في بيروت في منتصف ~~شهر كانون الأول سنة 1859 وطلائع الاضطراب الأهلي في ~~سوريا على وشك الظهور، تغذى جنينا دم الارتياع، وفي ~~عام الاستعداد للشر أبصر نور الوجود فرضع الحليب يكاد ~~يحمر ونشق النسيم ممزوجا برائحة الدم، وما بدأ يميز ~~بين الأصوات حتى بلغ أذنيه صليل السيوف ودوي ~~الرصاص، وأول كلمات فهمها عويل الثكالى وصياح الأيتام؛ ~~إذ تموج الهواء بهذه الأنغام من لبنان وحاصبيا والشام، ~~ورأى في طفولته المنكوبين يتوافدون إلى المدينة فرارا ~~من المذابح وهم بحالة يرثى لها رعبا وجوعا، فبقي في ~~نفسه أثر من فظائع البشر رافقه في حياته إلى الممات ~~فكانت عبارته الأخيرة في نزعه الأخير «الإنسانية ~~معناها السلام، ليعش الإنسان بسلام ليكون ~~إنسانا». # ونشأ في بيت فضل أراد ربه تنشئة بنيه على الحرية ~~والاستقلال فشب نجيب حرا مستقلا وارثا أطيب ~~الخلال، وكان ذكيا جدا قوي الذاكرة سريع الخاطر ~~تلقى مبادئ العربية في مدرسة القديس جاورجيوس للروم ~~الأرثوذكس. # وفي التاسعة من عمره دخل مدرسة الآباء اليسوعيين ~~ومكث فيها سنة واحدة، ثم انتقل إلى مدرسة كنيسة ~~اسكوتلاندا المعروفة باسم رئيسها «ستيكر» فمدرسة ~~الإنكليز على عهد مستر «موط»، وقبل أن يتجاوز عمر ~~البدر غادر المدارس إلى التجارة فاشتغل في محلين في ~~الثغر وفي الشام ولم يطل عليه الأجل تاجرا، بل عاد ~~إلى العلم وانصب على الدرس والمطالعة وشرع يزاول ~~الإنشاء بمقالات مختلفة، ودعي إلى حمص فعلم في ~~إحدى مدارسها ثم دعاه زعيم البابيين «عباس بن بهاء ~~الله» إلى عكا ms293 لتعليم أولاده فأقام في منزله مدة ~~يعلمهم، وإذ رأى مجال التقدم ضيقا على مواهبه في هذه ~~البلاد غادرها إلى الإسكندرية حيث حرر في جريدة ~~الأهرام تحت إدارة منشئيها سليم بك وبشارة باشا تقلا، ~~وتعين كاتبا في إدارة سكة الحديد المصرية، وبعد ذلك ~~توظف في وزارة الحربية في مصر، ومن أعماله المأثورة ~~فيها تعيينه ترجمانا لعرابي باشا في محاكمته بعد ~~الفتنة المشهورة التي احتل الإنكليز بسببها وادي ~~النيل، وتعليمه ونجت باشا الإنكليزي لغة العرب، وقد ~~حضر الحوادث العرابية واستطلع جميع أحوالها ولم يخش ~~منها بادرة الاغتيال، كما أنه لم يرهب الهواء الأصفر ~~إذ فتك بالمصريين ولا جنح إلى الهرب، بل ثبت في مواقفه ~~على أشدها خطرا عليه ولم يترك مركزه أملا بالترقي، ~~ولكنه إذ رأى حقه مبخوسا وترقيه بسلك الوظائف غير ~~عادل آثر الاستقالة على البقاء وعاد إلى بيروت بعد أن ~~رفضت الوزارة استقالته ووالاها ثلاث مرات. # رجوعه إلى بيروت # وشرع هنا يدرس الطب في الكلية الفرنسوية ولكنه لم ~~يكمل درسه، وقد أبدى من الذكاء والاجتهاد ما دعا عمدة ~~الكلية للإعجاب به والاهتمام بأمره حتى إنها قررت ~~تعليمه مجانا فيها وحرضته على إكمال الدرس بلا بدل، ~~ومع كل هذا التنشيط والمآزرة أبى إلا أن يتركهم واقتصر ~~على تعلم الحقوق وإتقان اللغات، فباشر بالألمانية ~~وأتقنها مع الفرنسية والإنكليزية والعربية وألم ~~بالإيطالية والتركية، وكان أستاذه بلغة الألمان خليل ~~الشماس مترجم «تاريخ حرب الإنكليز والحبش» تأليف ~~ثيوفيل ولدمير مؤسس بيمارستان العصفورية قرب بيروت، ~~ولكنه لم يدرس عليه إلا شهرا واحدا؛ إذ اكتفى بأن ~~يحصل بنفسه دون أستاذ جميع ما حصل، وكان اجتهاده ~~موافقا لذكائه وتدقيقه ملائما لمطامعه وكانت رغبته ~~في الاستفادة واسعة المدى ولا هم له إلا الدرس ~~والاطلاع، ومع تعمقه في اللغات تعلم «الفرائض» جيدا ~~ودرس الحقوق على نفسه أيضا وغيب بستة أشهر كود ~~(مجموعة قوانين) نابليون الأول. # وألف تاريخ مكدونيا والممالك التي انفصلت عنها ~~ونشره مطبوعا سنة 1886 بنحو مائتي صفحة، وتاريخ ~~الرومانيين من بناء رومية إلى تلاشي الحكومة الجمهورية ~~نشره بزهاء مائتين ms294 وثلاثين صفحة في السنة ذاتها، ~~وخص الجزء الثاني منه بتاريخ سلاطين رومية ولم ~~يطبعه، وكتب رسالة انتقادية في عادات معاصريه، وناظر ~~جريدة «ثمرات الفنون» مناظرة قوية الحجة سديدة ~~البرهان، وحرر في مجلة «الصفا» عام 1887 على عهد ~~مديرها جرجي غرزوزي ونشر فيها قسما من تأليفه تاريخ ~~الدولة الرومانية الشرقية وهو الجزء الثالث من تاريخ ~~الرومانيين، وتعريبه لمختصر تاريخ الفلسفة عدا النبذ ~~والمقالات العديدة، وتولى بعدها تحرير جريدة «التقدم»؛ ~~إذ كان يديرها إسكندر طاسو فقرظتها مجلة الصفا بقولها: ~~«رأينا فيها ما يحلها محلا رفيعا ويشف عن ~~غزارة فضل المحرر وسعة اطلاعه.» # وعرب عن الفرنسية رواية «اليهودي التائه» تأليف ~~«أوجان سو» ونشرها مطبوعة بأكثر من ألف وأربعمائة صفحة ~~بمجلدين، وهذه الرواية مشهورة في العالم لكثرة اللغات ~~التي ترجمت إليها عربها بسرعة زائدة وهو محاط بأشغال ~~مهمة، ومع ذلك أحسن تعريبها ووافق فيه الأصل، ومثلها ~~رواية «عثليا» عربها حرفيا عن الشاعر راسين ونظمها ~~شعرا في واحد وعشرين يوما، ولسبب مجهول أحرقها دون ~~أن تطبع أو تمثل، وعرب عن الإنكليزية رواية ~~«العبر» و«حداثة هنري الرابع»، ولعل هذه رابع رواية ~~طالعها في حداثته كاتب هذه السطور. # وتعين عضوا في محكمة بداية الولاية وكان شأنه في ~~سكة الحديد ووزارة الحربية في مصر مثال الأمانة ~~والنزاهة، وإذ رأى الفساد متمكنا من الحكومة ويستحيل ~~عليه الثبات في منصبه دون تزلف ومداجاة ووجد مبادئه ~~تكاد ترزح تحت أثقال الظلم واستقلال وجدانه معرضا ~~للضرر؛ هجر الوظيفة مستقيلا بعد أن عانى عداء ~~المستبدين، وفضل الانزواء في البيت على الظهور في ~~السراي. # ولم يمكث بعد استقالته طويلا حتى سافر إلى ~~الإسكندرية فحرر في جريدة «البصير» وأنشأ جريدة ~~«الرقيب» سنة 1898 وأصدرها بضع سنوات بأسلوب حسن ~~ومبدأ حر، ثم تركها لعهدة شريكه جرجي الغرزوزي مدير ~~«الصفا» سابقا وذهب إلى الآستانة فمرسيليا ورجع إلى ~~بيروت واستقر فيها بقية حياته. # وفي أثناء وجوده في الإسكندرية دعاه تلميذه ونجت ~~باشا حاكم السودان ليوظفه في حكومته وظيفة تليق به، ~~فلم يرض بسبب الحر السوداني المشهور، وبعد أن عزم ms295 على ~~طبع كتاب ألفه في «الحضارة والقانون» عدل عن عزمه، ~~وقد عرب روايات «المتمولة الحسناء» و«خليلة هنري دي ~~نافار» و«وقائع رنيه» و«الملكة كاترين» و«حصار باريز» ~~و«ملكة النور» و«حبائل الشيطان» و«العاشق الروسي» ~~ونشرها إلا الأخيرتين في «الرقيب» وطبعها كلها كتبا ~~على حدة، ولاحظ طبع النبذة من ديوان أسعد طراد وذيلها ~~بكلمة فيه. # الرجوع الأخير # ولازم بعد رجوعه بيته واعتزل فيه عن الناس تفرغا ~~للدرس والاطلاع إلى أن توعكت صحته واستولى عليه الضعف، ~~فانتقل من دنياه في 22 نيسان سنة 1911 ودفن في مقبرة ~~القديس ديمتريوس بمأتم حافل شيعه فيه عارفو فضله، ~~وقد رثاه إلياس حنيكاتي كاتب مطرانخانة الروم بهذه ~~الأبيات: # جزعت من سكوتك الكتاب # قبل هذا السكون ~~والآداب # وبكاك الوفا بدمع سخين # ورثاك الخلان ~~والأصحاب # لم يشأ بعدك «الرقيب» ~~ظهورا # إذ تولاه مثلك ~~الاحتجاب # وعرى ذلك «التقدم» صمت # حين لم يبق فيه منك ~~خطاب # وجرى مدمع الصحافة حزنا # وشكت فرط شجوها ~~الأعراب # يا لها ساعة رأيناك فيها # فاقد الحس لا ندا لا ~~جواب # لا خطاب يعيه سمعك منا # لا يراع تهزه لا كتاب # إن خطبا دهاك في يوم عيد # هو خطب قد ضاع فيه ~~الصواب # وغشت شمسه غيوم غموم # وعرا الناس وحشة ~~واكتئاب # أي فقيد الآداب كم لك فيها # من أياد تجلها ~~الكتاب # وتآليف سائغات المعاني # ثملت من رحيقها ~~الألباب # في طراد العلوم كنت المجلي # ليس تثنيك يا نجيب ~~صعاب # كنت قبل الدستور حرا ~~أبيا # ناشرا راية السوا لا ~~تهاب # جاهدا في نفع البلاد ~~بنفس # حرة ملوءها غنى ~~وشباب # فإذا لم تنل ثوابك فيها # فلك الأجر في السما ~~والثواب # ألهم الله آلك الغر ~~صبرا # وسقى رمسك الكريم ~~السحاب # وكان نجيب أبي النفس حر الشمائل صادقا مستقيما ~~لا يخلو مجلسه من نكتة أو مباحثة ولا يمل عشيره ~~أنسه ولطفه، وعى رأسه معارف واسعة وآدابا غزيرة، ~~ومع وفرة اشتغاله باللغات الأعجمية ظل إنشاؤه محضا ~~عربيا، ولديه في كل حين براهين تؤيد رأيه، وهو أول ~~صحافي عربي تعمق في ms296 اللغة الألمانية وعرب عنها ~~ولعله الوحيد بذلك بين صحافيي لغة العرب، وله قصائد ~~ومقاطيع عديدة من الشعر مع عدم رغبته فيه نكتفي بذكر ~~بعض منها للدلالة على شعره، فمن ذلك تقريظ لرواية ~~«ألم الفراق» تأليف سليم جدي أحد كتاب بيروت ~~وشعرائها المجيدين عندما تمثلت سنة 1888: # سحرتنا رواية أذكرتنا # بهجة العلم في العصور ~~الشهيرة # نسجتها يراعة ابن جدي # حدث طاب سيرة وسريرة # أودع اللفظ كل معنى لطيف # شف عن جودة ونفس ~~كبيرة # فهي مرآة قلبه عكس العلم # عليها نور الذكا ~~والبصيرة # ومن قوله في رثاء سليم المشار إليه: # أنت بالطبع شاعر عربي # نظم الشعر منذ كان ~~صبيا # وقوله في خزان ~~مصر سنة 1898: # نيل مصر يجري معينا فيجري # منه خصب تحيا به ~~السكان # إنما النيل للبلاد نضار # ولحفظ النضار ذا ~~الخزان # ومن شعره تاريخ لضريح إسحاق طراد المشار ~~إليه: # بنو طراد بكوا شيخا تلألأ ~~في # معالم المجد بالإحسان ~~والجاه # قاسى البلايا كأيوب ~~وهمته # ما لا يقاس بأمثال ~~وأشباه # قد أنحلت جسمه التقوى ~~وديدنه # ألا يعزيه في بلواه إلا ~~هي # والله قال له أرخ على ~~عجل # ضحيت نفسك يا إسحاق ~~لله # 1887 # جرجي نقولا باز # شاكر شقير # مترجم روايات مجلة «ديوان الفكاهة» في ~~بيروت ومنشئ مجلة «الكنانة» في القاهرة وأحد أعضاء ~~«الجمعية العلمية السورية». ~~*** # هو شاكر بن مغامس بن محفوظ بن صالح ~~شقير، ولد سنة 1850 في «الشويفات» بلبنان ودرس فيها مبادئ ~~العلم على يوسف أبي ناصيف، ثم انتقل إلى مدرسة الروم ~~الأرثوذكس في «سوق الغرب» وكانت بإدارة الدكتور يوسف ~~عربيلي، فأحكم معرفة اللغتين العربية والفرنسية وشيئا من ~~اليونانية على الأساتذة أسبر شقير قنشليار قنصلية إنكلترا ~~حالا في بيروت، وإلياس مالك الخوري أحد أعضاء مجلس إدارة ~~لبنان ليومنا هذا، وشاهين عطية الذي انتقل في 8 شباط 1913 ~~إلى رحمته تعالى، وبعد خروجه منها جاء بيروت وصار يتردد ~~على الشيخ ناصيف اليازجي فأخذ عنه فن القريض حتى برع فيه ~~كما سيأتي الكلام. # وفي عام 1867 انتدبه السيد ملاتيوس دوماني مطران ~~اللاذقية وعهد إليه بإدارة المدرسة الأرثوذكسية فأقام هناك ~~سنة ms297 واحدة، ثم عاد إلى بيروت فتعين أستاذا في مدرسة ~~«ثلاثة الأقمار» و«المدرسة الوطنية» فتخرج على يده كثير من ~~التلامذة النابغين، وفي سنة 1868 انتظم في سلك أعضاء ~~«الجمعية العلمية السورية» فكان من أهم أركانها. ولما باشر ~~بطرس البستاني وأنجاله سنة 1875 تأليف «دائرة المعارف» ~~اشتغل فيها شاكر شقير مدة عشر سنين متوالية، فأنشأ لها ~~الفصول المفيدة ونشر على صفحاتها كثيرا من المواد التي ~~كان يترجمها من الأنسكلوبيديات الإفرنجية، وكان في الوقت ~~نفسه يحرر في مجلة «الجنان» مقالات بعضها موقع باسمه ~~وأكثرها خال من توقيعه، وله مثل ذلك في صحف أخرى. # وفي سنة 1886 انتدبته إدارة مجلة «ديوان الفكاهة» لترجمة ~~ما كان ينشر على صفحاتها من الروايات الفرنجية فلبث على ~~هذه الحال ثلاث سنين، وبقي في بيروت يخدم المعارف بالتعليم ~~والتأليف والصحافة حتى ضاق في وجهه سبيل الارتزاق بسبب شدة ~~التضييق على حرية المطبوعات في السلطنة العثمانية؛ فسافر ~~سنة 1895 إلى عاصمة وادي النيل حيث أنشأ مجلة نصف شهرية ~~سماها «الكنانة» التي أودعها ~~كثيرا من المقالات ~~العلمية والروايات التمثيلية والقصص الأدبية والانتقادات ~~اللغوية وفنون الشعر وغير ذلك من المباحث الجليلة، وبعد ~~صدور عشرة أعداد منها عطلها؛ لأن هواء مصر أضر بصحته ~~التي كان قليل العناية بها، فعاد إلى مسقط رأسه حيث اشتدت ~~عليه العلة ومات في شهر تشرين الأول سنة 1896. # ويحسب شاكر شقير من نوابغ حملة الأقلام السوريين في ~~أواخر القرن التاسع عشر، فإنه كان حجة في معرفة لغة العرب ~~وأحوالهم وتواريخهم وعلومهم، وترك مؤلفات كثيرة تشهد بطول ~~باعه في المعارف وتفننه بالكتابة نذكر منها: كتاب «لسان ~~غصن لبنان» في انتقاد العربية العصرية، وكتاب «أساليب ~~العرب في صناعة الإنشاء»، وكتاب «مصباح الأفكار في نظم ~~الأشعار»، وكتاب «منتخبات الأشعار»، وباشر تأليف معجم في ~~اللغة العربية لم يفسح له الأجل بإتمامه، وله «أطوار ~~الإنسان في أدوار الزمان» وهي مقالات هزلية جدية ~~فكاهية أدبية تنطوي على مقاصد حكمية، وترجم «آثار الأمم» ~~للكاتب الفرنسي فولني، وعني بطبع «ديوان أبي العلاء ~~المعري» وكرر طبعه، وألف وعرب روايات كثيرة منها ms298 ~~تمثيلية ومنها قصصية لا ينقص عددها عن الثلاثين، وأشهرها ~~«أسرار الظلام» وهي تاريخية أدبية، ورواية «العيلة ~~المهتدية» وهي تمثيلية لتهذيب البنات مثلت عام 1872 في ~~مدرسة الثلاثة الأقمار، ومنها «الشجاعة الحقيقية» و«كنيسة ~~الحرش» و«اللحام وابنه» و«الورد والنسرين» و«الصبية ~~الخرساء» و«الابن الوفي» و«الولد الصياد» و«الزوجة ~~المضطهدة» و«أنيسة الصغيرة» و«البيضة الثمينة» و«الكنار» ~~و«اليتيمة المسكوبية» و«الغلام الحبيس» و«جزاء الخلوص» ~~و«الولد الشريد» و«الأمير الصغير» و«فضل إكرام الوالدين» ~~و«فريد ورشيد» ثم «الفتاة التقية والفتاة الشقية» و«اليتيم ~~المظلوم» ورواية «ذي الضرتين» وغيرها. # وتعاطى فن الشعر في أول صبائه فنظم سنة 1870 أرجوزة في ~~المعاني والبيان، وسنة 1872 نظم بديعية وشرحها شرحا ~~موجزا وألحقها بالأرجوزة المذكورة، ومن شعره النفيس قصيدة ~~«الهلال» التي نظمها وهو ابن عشرين سنة تبريكا لإسماعيل ~~باشا خديو مصر بوسام مرصع أهداه إليه إمبراطور النمسا، ~~وقد التزم في كل صدر من أبياتها تاريخا هجريا لسنة 1287 ~~وفي كل عجز تاريخا مسيحيا لسنة 1870، ووزع على أوائل ~~الأبيات حروفا إذا جمعت يتركب منها بيتان يتضمنان عشرة ~~تواريخ: أربعة هجرية وذلك من الحروف المهملة من كل بيت ~~منهما ومن الصدرين ثم ~~من العجزين، وستة مسيحية وذلك من الحروف المعجمة من كل بيت ~~ومن الصدرين ثم من العجزين ثم من صدر لعجز ثم من عجز لصدر، ~~وقد جعل الأبيات المصدرة بحروف البيت الأول نسيبا ~~والأبيات المصدرة بحروف البيت الثاني مديحا، أما البيتان ~~فهما: # أدركت بالله مجدا أنت رافعه ~~ال # باني ذراه ففي إدراكه رهج # فدمت تعلو بأوج السعد أكرم نس # ل رفده منه أكد مصر ~~تبتهج # وبعد هذه القصيدة نظم «المحبوكات»؛ أي من الشعر المحبوك ~~الطرفين جاريا فيها على طريقة الصفي الحلي في ارتقياته، ~~وهي تسع وعشرون قصيدة كل قصيدة منها تسعة وعشرون بيتا على ~~عدد حروف الهجاء، يبتدئ البيت منها بالحرف الذي ينتهي به ~~على ترتيب الحروف من الهمزة إلى الياء، وسماها «الذهب ~~الإبريز في مدح السلطان عبد العزيز» وقد صدر هذه القصائد ms299 ~~بهذين البيتين المبتكرين في صناعة التاريخ إذ لم يسبق ~~أحد إلى مثلهما: # بشر السنا، في جلا شكر، جنى ~~شرفا # في عصر صدق، بنشر النجح، عد ~~مثل # قد قمت مرجاة، مرتد، لنشر ندى # تسعى لأجمل، أجر تم، ثم ~~عدل # وهما مركبان من خمسة وثمانين حرفا ويتضمنان خمسة ~~وثمانين تاريخا هجريا لسنة 1288 تستخرج بالطريقة ~~الآتية: ترى أن البيتين مقسومان بالنقط إلى ثلاثة عشر ~~قسما فكل قسم منهما مع آخر مما سواه تاريخ، فيحصل من ~~الأول إذا جمع مع كل واحد مما بعده اثنا عشر تاريخا، ومن ~~الثاني مع كل واحد مما بعده أحد عشر تاريخا، ومن الثالث ~~مع كل واحد مما بعده عشرة تواريخ، وهكذا حتى تنتهي إلى ~~الثاني عشر فتجمعه مع الأخير فيحصل من كل ذلك ثمانية ~~وسبعون تاريخا، ثم تجمع كل ثاء في البيتين وكل ألف وكل ~~عين فيحصل تاريخ، وتجمع كل جيم وكل باء (بالصورة) والكاف ~~الوحيدة وكل نون فيهما مع كل شين في أول شطر فيحصل تاريخ، ~~وتجمع كل راء فيهما والشينين الباقيتين وميمات العجزين ~~ودالات البيت الأخير فيحصل مجموع تاريخين، وتجمع كل تاء ~~في الشطر الثالث وميمين منه وكل دال في الشطر الثاني فيحصل ~~تاريخ، وتجمع كل لام فيهما والميم الباقية في الشطر الثالث ~~وكل قاف فيه وكل تاء ~~وجيم وألف في الشطر الرابع فيحصل تاريخ، وتجمع كل فاء وكل ~~سين وكل ياء فيهما وكل صاد وقاف وحاء وياء في البيت الأول ~~مع كل راء وجيم في صدره فيحصل تاريخ، ويكون مجموع تواريخ ~~جمع الأحرف على النسق المذكور بدون إهمال حرف واحد ولا ~~تكرار حرف سبعة تواريخ، ومجموع الجميع خمسة وثمانون ~~تاريخا، وهذا من الاتفاقات الغريبة. # ولشاكر شقير رواية صنفها سنة 1869 عنوانها «سيرة مبارك ~~بن ريحان مع محبوبته بنت الحان» وهي غرامية أدبية علمية، ~~وضمنها أبياتا معجمة # 5 # وأبياتا خيفاء # 6 # وأبياتا رقطاء # 7 # وأبياتا ثلاثة من عاطل العاطل # 8 # عارض بها أبيات الشيخ ناصيف اليازجي الذي ~~ابتكر هذا النوع في فن الشعر وهي: # حلو وصل هل له للصد حد # ولحر ms300 حوله هل حل طرد # صدره للصد حر دهره # وصدود هل له وطد ود # ولوصل لحصور طل در م # له هول وهل للهول رد # وله من الجناس المربع هذه الأبيات التي تقرأ طردا ثم ~~تقرأ بنفس الألفاظ من أول كلمة من كل بيت فيتألف الأول، ~~وهكذا ما يليها كما ترى أمامك: # رأيت حبيبي فزاد هيامي # حبيبي جفاني اشتياقي أمامي # فزاد اشتياقي وهاج غرامي # هيامي أمامي غرامي مرامي # وله غير ذلك من الفنون الشعرية والأساليب الكتابية التي ~~برز فيها ففاق على كثيرين من نوابغ المنشئين والمؤلفين، ~~وقد نظم الأشعار التالية عندما عرب مختارات من حكايات ~~لافنتين: # أتحفتم الشرق يا إفرنج من زمن # بكل فن كثير النفع والطلب # ما بين علم وآداب ومخبرة # مما بقي غامضا في سالف ~~الحقب # من بعد آثارنا في المشرق ~~اشتهرت # آثاركم فاستفدناها بلا ~~تعب # من ذاك ما جاء لافنتين من حكم # يشف برقعها الهزلي عن ~~الأدب # إن كان أبدع في ذا الفن شاعركم # فلا يقصر عنه الشاعر ~~العربي # وكان مولعا ببعض الفنون الجميلة أيضا فإنه أحكم أصول ~~فن الموسيقى فأحرز منه نصيبا وافرا، وكان شديد الذكاء ~~سريع الخاطر ينظم الشعر ارتجالا بلا تكلف، ولو جمعت ~~أشعاره في ديوان مخصوص لبلغت نحوا من مجلدين ضخمين، ~~على أن بعضها منشور في المجلات والكتب ولم يزل أكثرها غير ~~مطبوع، وقد رثاه أخوه فارس شقير بقصيدة عصماء نورد منها ~~بعض أبيات: # لهفي عليه أخا جرحت به # جرحا بليغا غير مندمل # فالشمس كاسفة عليه أسى # والأرض كاسية دجى حلل # والعين عين الفضل دامية # والزند زند النبل في شلل # أسفا على نبراس ليلها # حزنا على ابن العلم ~~والعمل # عبثت به الأقدار غادرة # واستحكمت منه على عجل # ولو أنه استوفى مقاصده # واستمهلته فسحة الأجل # لأتى بما لم يأته بشر # في علمه من جلة الأول # كم خاض ميدان الهدى ظفرا # ببراعة أمضى من الأسل # وضع التآليف التي خلصت # من غلطة ندرت ومن خلل # وله رسائل كلها غرر # يحكي ترسلها هدى الرسل # وله المقالات التي ذهبت # في ms301 كل ناد مذهب المثل # فالشعر مثل النثر يرسله # سهلا بديعا غير منتحل # فيصيب فيه وهو مرتجل # وسواه يخطئ غير مرتجل # والنثر مثل الشعر يرصفه # جملا مرصعة على جمل # يا شاكرا لله منتقلا # عنا إليه خير منتقل # أغناك ربك بالأمان وقد # غادرتني في ظلمة الوجل # الباب الثالث # | أخبار الصحف في سائر البلدان العثمانية خارجا عن مدينة ~~بيروت # (1870-1892) # الفصل الأول: جرائد القسطنطينية ومجلاتها # السلام # اسم لجريدة أسبوعية سياسية أدبية ظهرت في 23 تموز ~~1879 لصاحبها جبرائيل بن عبد الله دلال الحلبي، فأطلق ~~فيها العنان لنفثات قلمه السيال وألبسها حلة قشيبة من ~~نسيج يراعه العسال، وقد أنشأها بإيعاز من الصدر الأعظم ~~خير الدين باشا التونسي الذي كان ينشر بها آراءه ~~السياسية ويذيع على صفحاتها أفكاره في طرق الإصلاح، ~~فاشتهر أمرها وعرفت أنها لسان حال الصدر الأعظم المشار ~~إليه، وبعد ظهور العدد الثامن منها تركها الدلال لرجل ~~يسمى عبد الله خالص فانصرفت عنها الأفكار لركاكة ~~عباراتها وقطع خير الدين باشا عنها المدد فانقرضت. ~~وعلى سبيل المثال نورد الفقرة الآتية التي نشرت في ~~العدد 11 للسنة الأولى عن الخديو إسماعيل باشا وهي ~~بالحرف الواحد: # لحد الآن ما تحقق إن كان إسماعيل باشا يبقى ~~في هذا الشتا مقيما في نابولي أو يأتي إلى ~~دار السعادة أو لمكان آخر، وإذا جاء إلى دار ~~السعادة لا يسكن داره التي في «أميركان»؛ ~~لأنها منذ مدة صارت مختصة بالحكومة المصرية، ~~حتى إنها عينت للذين مقيمين فيها من الخدمة ~~والمأمورين معاشا مع ما يلزم لأجل مصاريف ~~تعميرات لها ثمان آلاف ليرة، فبناء عليه ~~يقتضي له أن يشتري دار رفعت باشا التي هي في ~~الخليج؛ لأنها كبيرة أو دار سعيد باشا ~~الكائنية في «الببك» ويعمرها، ولقد سمعنا أنه ~~أرسل له من مصر بابورا مشحونا أشياء ومايتي ~~رأسا من الخيل وأن حريمه الثالثة لم تزل ~~مريضة. # مدرسة الفنون # عنوان مجلة علمية فنية ظهرت في 25 كانون الأول ~~1882م/15 صفر 1300ه لمنشئها حميد وهبي، فكانت تصدر في ~~الشهر مرتين وتنشر مقالات مفيدة غايتها تنشيط المعارف ~~وترويج الفنون على ms302 اختلاف أنواعها، وقد لاقت نصيرا ~~كبيرا في وزارة المعارف العثمانية التي اشتركت فيها ~~بنسخ شتى تعزيزا لشأن العلم بين الرعية، واحتجبت هذه ~~المجلة في السنة الثانية من عمرها. # الاعتدال # جريدة أسبوعية سياسية برزت في 29 آب 1883م/26 شوال ~~1300ه لصاحب امتيازها ومحررها أحمد قدري ترجمان اللغة ~~العربية في الباب العالي والكاتب الثاني للسلطان عبد ~~الحميد، فقرظها أحد أدباء العرب نزيل الآستانة ~~حينئذ بهذين البيتين مؤرخا: # سرنا نشر الاعتدال ~~الجديد # إذ أتانا بكل قول ~~سديد # قال عنوانه لراجيه ~~أرخ # يشكر الاعتدال سعي ~~الحميد # سنة 1300 هجرية # وقد وافق ظهور هذه الجريدة لدى أفول نجم «الجوائب» ~~التي قضت أثقال الشيخوخة على صاحبها بإهمال صحيفته ~~والسفر إلى القطر المصري، فأراد أحمد قدري أن يقتدي ~~بأحمد فارس الشدياق الذي نال القدح المعلى بين ~~الصحافيين بالعلم والجاه والسياسة والمال وأحرزت ~~جريدته حينئذ السيادة المطلقة على سائر الصحف العربية ~~في العالم بأسره، ولكن التوفيق لم يخدم ~~منشئ «الاعتدال» ~~كما خدم صاحب «الجوائب» في جميع أدوار حياته، وعاشت ~~جريدة «الاعتدال»، خمس سنين وتعطلت بسبب مرض صاحبها ~~ووفاته، وفي الإجمال كانت عبارتها صحيحة ولهجتها ~~معتدلة تذيع الأنباء الداخلية والخارجية بكل صدق، ~~وكانت ميدانا تتبارى فيه أقلام الكتاب بالمباحث ~~الشعرية والعلمية والأدبية والاجتماعية كأحمد عزت باشا ~~العمري الفاروقي والشيخ إبراهيم الأحدب وأبي النصر ~~يحيى السلاوي والشيخ عبد الحميد الرافعي وغيرهم من ~~أعلام الجهابذة، وقد حرر فيها حسن حسني باشا الطويراني ~~مددا كثيرة لا سيما في أول عهد نشأتها. # الإنسان: مجلة وجريدة # الإنسان هي مجلة دينية علمية فنية صناعية ~~زراعية أدبية أخلاقية ظهرت بتاريخ 28 آيار 1884م/غرة ~~شعبان 1301ه لصاحب امتيازها حسن حسني باشا الطويراني، ~~فكانت تصدر في الأسبوعين مرة في 24 صفحة مكتوبة ~~بعبارة بليغة وطافحة بالمقالات الطويلة لا سيما ~~الدينية منها، ونشرت على صفحاتها كتاب «النسر الدهري» ~~بقلم منشئها الفاضل، وقد عاشت إلى 15 جماد الآخر بعدما ~~صدر منها 19 عددا واحتجبت لأسباب استدعتها الأيام، ~~وفي 5 جماد الثاني 1303 عادت إلى الظهور أسبوعية بشكل ~~جريدة مؤلفة من ثماني صفحات متوسطة الحجم ناصحة ~~لأبناء العصر ms303 بما أوتيه صاحبها من الحكمة وروح ~~العرفان، ومن أهم منشوراتها «مقامات الحسن» ثم ~~«التهذيب الإلهامي في خدمة الدين الإسلامي» بقلم منشئ ~~الجريدة وغير ذلك. وقد عطلها صاحبها في نواحي سنة 1890 ~~عندما سافر إلى القطر المصري ليسكن فيه، وهناك أصدر ~~صحفا كثيرة سنأتي على ذكرها في أماكنها وفي ترجمة ~~حاله. # كوكب العلم # مجلة أسبوعية صغيرة الحجم ذات 32 صفحة صدرت في 13 ~~كانون الثاني 1885م/ ~~23 صفر 1302ه لصاحب امتيازها ومحررها نجيب بن نادر ~~صوايا اللبناني، وقد رسمت اللفظة الأولى من اسمها ~~بشكل «كوكب» داخلة فيه اللفظة الثانية أي «العلم»، وهو ~~فكر مستمد من جريدة «كوكب الصبح المنير» البيروتية ~~للمرسلين ~~الأميركيين، وكانت تبحث في العلوم والفنون والصنائع ~~وكافة المعارف بعبارة قريبة المنال خالية من التعقيد، ~~وتعميما للفائدة قد جعل لها منشئها قسما تركيا ~~مستقلا لا يقل عن القسم العربي بعدد صفحاته وجودة ~~مباحثه. # ومن مميزات هذه المجلة أنها كانت تدافع عن النساء ~~وتحافظ على حقوقهن في كل جزء من أجزائها تحت عنوان ~~«أبكار الأفكار في أفكار الأبكار» ونظن أنها المجلة ~~العربية الأولى التي تصدت قبل سواها للمباحث النسائية ~~وخصصت لها بابا مستقلا، وقد اطلعنا في جزئها الثالث ~~على البيتين المشهورين اللذين نظمتهما «الولادة بنت ~~المستكفي بالله العباسي» فشطرتهما حفيدتها الشاعرة ~~البليغة «م. ه» التي لم نتوفق إلى معرفة اسمها ~~قالت: # لحاظكم تجرحنا في الحشا # من بعد ما صالت رماح ~~القدود # فقلبنا يخشاكمو رهبة # ولحظنا يجرحكم في ~~الخدود # جرح بجرح فاجعلوا ذا بذا # واستعملوا الرفق وراعوا ~~الحدود # جميعنا يطلب ثأر الهوى # فما الذي أوجب جرح ~~الصدود # السلام # صحيفة سياسية أسبوعية أنشأها الحاج صالح الصائغي ~~سنة (1302 هجرية/1885 مسيحية)، فعاشت وقتا قصيرا ~~لأسباب مالية قضت على صاحبها بتعطيلها، وقد تولى ~~تحريرها في المدة المذكورة حسن حسني باشا الطويراني ~~منشئ جريدة «الإنسان» السابقة الذكر، وقد أرخ ظهورها ~~إبراهيم بك كرامة نجل الشاعر المعلم بطرس كرامة الحمصي ~~بهذين البيتين: # نشرت صحيفتنا السلام ~~ونشرها # قد طاب يا أهل الوفاء ~~لديكم # إن ضن بالخبر الصحيح ~~مؤرخ # يتلو حوادثه السلام ~~عليكم # 1302 # وقد ms304 أخطأ قسطاكي بك حمصي بنسبته هذه الجريدة لخاله ~~جبرائيل دلال بدلا من جريدة «السلام» الأولى التي ~~مر ذكرها، يتضح ذلك من ~~تاريخ البيت ~~المنشور أعلاه إذا جمعت أرقام حروفه الأبجدية فاقتضى ~~التنويه والتنبيه، (راجع كتاب «السحر الحلال في شعر ~~الدلال» صفحة 22). # الحقائق # مجلة أسبوعية ظهرت في 8 كانون الأول 1885م/غرة ربيع ~~الأول 1302ه لأبي النصر يحيى السلاوي، وكانت تشتمل على ~~المباحث العلمية والأدبية والمطالب الدينية والدنيوية ~~سيما العقليات وما جرى مجراها كالحكمة وأقسامها والحكم ~~وأحكامها والتمدن وملحقاته والآداب العمومية ~~والمنتخبات الصناعية والمواعظ العامة والنصائح الخاصة ~~والفنون المفيدة، وأضاف إليها منشئها ما يتعلق بجميع ~~ذلك من الحدود والتعريفات بحسب الموضوعات والمصطلحات ~~على اختلاف المذاهب والمشارب والمعتقدات قديمة كانت أو ~~حديثة وطنية أو أجنبية، وكان الغرض الأول من نشرها ~~تبادل الأفكار مع أرباب الصحف العثمانية فيما يئول إلى ~~تعميم المعارف وتنشيط الصنائع بين أفراد الأمة. # ويحسب أبو النصر يحيى السلاوي من أكبر شعراء عصره ~~وأبلغ كتاب زمانه، فإنه خلف آثارا نفيسة تشهد له بطول ~~الباع لا سيما في التاريخ والشعر، منها مقصورة غراء ~~تحت عنوان «عقد الجمان في تاريخ سلاطين آل عثمان» ~~اشتملت على خلاصة تاريخية شعرية من السلطان عثمان خان ~~إلى محمود الثاني، وقد وقفنا له على تشطير بديع ~~للقصيدة التي نظمها أبو المظفر منصور بن مبارك الواسطي ~~في مدح السيد أحمد الرفاعي الكبير ومطلعها: # سرت ناقتي ليلا فسبحان من ~~أسرى # إلى الساحة القعساء والحضرة ~~الكبرى # وحطت حمول السير مثقلة على # أريكة باب دونه جبهة ~~الخضرا # وهي تبلغ 21 بيتا شطرها السلاوي المشار إليه ~~قائلا: # سرت ناقتي ليلا فسبحان من ~~أسرى # بمن نال سر القرب في ليلة ~~الإسرا # ومدت خطا عنها المطايا ~~تقاعست # إلى الساحة القعساء والحضرة ~~الكبرى # وحطت حمول السير مثقلة على # محط رحال القوم تلتمس ~~العذرا # تقلصت من وادي الأراك بها ~~إلى # أريكة باب دونه جبهة ~~الخضرا # الحقائق # جريدة سياسية أسبوعية تبحث في السياسة والعلوم ~~ظهرت في 28 تشرين الثاني 1888 لصاحب امتيازها ومحررها ~~إبراهيم بك أدهم، وغرضها خدمة الدولة والملة والسعي ms305 في ~~جمع الوحدة الإسلامية وحسن الدفاع عن مصالح المسلمين ~~في أنحاء العالم، ثم صارت تنشر باللغتين العربية ~~والتركية مناصفة وعاشت نيفا وخمس سنين، وقد كتبت ~~عنها جريدة الأهرام بالإسكندرية ما نصه بالحرف الواحد: ~~«جريدة طلية العبارة كبيرة الحجم جميلة الحرف حوت كل ~~أنواع السياسة وأفانين الأخبار والحوادث من كل شيء ~~أحسنه، ومن كل معنى أرصنه بعبارة فصيحة وأسلوب ~~بديع.»، وإليك أيضا ما وصفتها به جريدة «البشير» ~~البيروتية للآباء اليسوعيين في عددها 984 الصادر ~~بتاريخ 23 تشرين الثاني 1889 قالت: # الحقائق هي الجريدة السياسية العربية ~~الوحيدة المطبوعة في الآستانة لصاحب امتيازها ~~ومحررها البارع إبراهيم أفندي أدهم الذي اتخذ ~~فيها خطة محمودة حظيت بالقبول ... وتمتاز هذه ~~الجريدة الإسلامية بمنهاجها السلمي واعتدال ~~مشربها ... # الحقوق # مجلة شهرية صدرت في 13 تموز 1890 باللغتين العربية ~~والتركية لصاحب امتيازها الدكتور إلياس بك مطر الحائز ~~على شهادتي الحقوق والطب ومديرها إلياس بك رسام من ~~مشاهير وكلاء الدعاوى في القسطنطينية، وهي تبحث عن ~~الحقوق العادية والتجارية وتشكيلات المحاكم وأصول ~~المحاكمات المدنية والجزائية وحقوق الدول، وعن حكمة ~~الحقوق وتاريخ الحقوق والحقوق الطبيعية والمحاكمات ~~والقرارات المهمة إلخ، فكانت منزهة عن كل غرض، تتحرى ~~حل ما غمض من المشاكل وإذاعة ما راق من المسائل ~~والفوائد، وعطلتها الحكومة ثلاث مرات؛ لأنها كانت ~~تنتقد أعمال المحاكم ومقرراتها وتبين لها وجوه ~~الإصلاح. # وأخيرا تهدد رؤساء الدوائر العدلية صاحبيها ~~الفاضلين بالسوء إذا استمرا على خطتهما الانتقادية، ~~ولما كانت مصالحهما الذاتية تقضي عليهما بمراعاة جانب ~~الحكام في عهد السلطان عبد الحميد اضطرا مكرهين على ~~هجر الصحافة وتوقيف نشر المجلة بعد تعطيلها للمرة ~~الثالثة حذرا من شر العاقبة. ومحررها إلياس بك رسام ~~ينتمي إلى أسرة كريمة من أقدم عائلات الموصل في بلاد ~~بين النهرين، هاجر أبواه المدينة المذكورة إلى حلب، ~~وهناك أبصر نور الوجود، ثم رحلت عائلته إلى أورفا ولم ~~يزل بعضهم فيها إلى الزمان الحاضر. وبعد حين جاء إلياس ~~بك رسام مدينة القسطنطينية فسكن فيها وتعاطى الأشغال، ~~وقد اشتهر لدى الخاص والعام بصدق معاملاته ومحاسن ~~صفاته واستقامة مبادئه، وهو حائز على ms306 بعض الرتب وأوسمة ~~الشرف التي نالها بكل استحقاق، وقد طلبنا منه أن ~~يتحفنا بسيرة حياته ورسمه حتى نثبتهما في هذا الكتاب ~~فلم نفلح لشدة اتضاعه وكراهته لحب الشهرة، أما زميله ~~إلياس مطر فقد أفرزنا له ترجمة مخصوصة في الباب الرابع ~~من الجزء الثاني. # الفصل الثاني: أخبار جرائد دمشق ومجلاتها # دمشق # جريدة أسبوعية سياسية ظهرت عام 1878 باللغتين ~~العربية والتركية لصاحب امتيازها أحمد عزت باشا العابد ~~الذي ترقى بعد ذلك إلى أعظم مناصب الدولة حتى صار ~~كاتبا ثانيا للسلطان عبد الحميد، وكان لدى تأسيس ~~جريدة «دمشق» رئيسا لقلم المخابرات التركية والعربية ~~في حكومة سوريا على عهد واليها جودت باشا المؤرخ ~~الشهير الذي حرضه على إنشائها، وقد نشر على صفحاتها ~~فصولا كثيرة أشار فيها إلى مآثر العرب ومفاخرها ~~وعلومهم وفضائلهم، وبعد انتشارها بخمسة شهور احتجبت ~~زمانا قصيرا لشواغل شخصية، ولما أسند منصب الولاية ~~إلى مدحت باشا سنة 1879 رافقه أسعد أفندي أحد أبطال ~~تركيا الفتاة، واشتهر أسعد أفندي بهجومه مع علي سعاوي ~~على قصر «جراغان» لإنقاذ السلطان مراد الخامس من الحبس ~~وتقليده سيف الخلافة بدلا من عمه السلطان عبد العزيز ~~المخلوع، فأوعز مدحت باشا إلى أحمد عزت باستئناف نشر ~~الجريدة التي أعيد ظهورها في 9 آب للسنة المذكورة، ~~وعهد إلى أسعد أفندي بكتابة قسمها التركي لرسوخ قدمه ~~في قواعد اللغة العثمانية، وبعد سفر مدحت باشا من ~~سوريا اشترك أسعد أفندي مع جبران لويس في تعاطي فن ~~المحاماة ثم صار مديرا لرزي التبغ في دمشق، وقد نفي ~~في آخر أيامه إلى فزان بطرابلس الغرب ومات ~~هناك. # أما القسم العربي من الجريدة فتولى كتابته سليم بك ~~عنحوري الذي كان إذ ذاك محرر مقاولات مركز الولاية ~~فنشر فيها المقالات السياسية والعمرانية تعزيزا ~~لأركان الدستور، وفي أثناء ذلك انضم أحمد عارف بك ابن ~~الملا نور الله قاضي دمشق إلى صاحب الامتياز فاشتركا ~~معا في إدارة هذه الصحيفة، ثم انتقل تحريرها بعد سنة ~~إلى يد أديب نظمي ومصطفى واصف اللذين أنشآها نحو ~~السنتين. ولما أخذ أحمد عزت باشا يتقلب في ms307 مأموريات ~~السلطنة خارجا عن مسقط رأسه اضطر إلى إهمال مصلحة ~~الجريدة التي صارت تصدر بلا انتظام إلى آخر عهدها في ~~سنة 1887. # مرآة الأخلاق # مجلة نصف شهرية ظهرت في غرة كانون الثاني 1886 ~~لصاحبيها سليم وحنا عنحوري، فكانت تنشر بشكل كتاب ~~يتألف منه في آخر السنة 24 جزءا وكل جزء في 24 صفحة ~~صغيرة بدون امتياز من طرف الحكومة، وقد استهلاها ~~بهذين البيتين: # ألا أسرع صاح للمرآة ~~وانظر # بها صور المشارق ~~والمغارب # ففي المرآة يظهر كل شيء # إذن قل تلك مرآة ~~العجائب # وكانت هذه المجلة على قسمين كما صرح صاحباها في ~~فاتحة المقال: «أحدهما روايات تتجاذب طرفي الغرام ~~والأدب وتأخذ بناصيتي الفكاهة والعلم، والثاني يخوض كل ~~عباب ويبحث في كل ركاز وتراب، فحيثما فاز بدرة ~~كنزها، وأينما ظفر بشذرة أحرزها خلا السياسة ~~والدين.»، وعلى أثر صدور العدد الأول منها حجزت عليها ~~الحكومة استبدادا لوشاية قدمت على أحد صاحبيها سليم ~~بك بحجة أنه يتحدى القرآن في المقالات التي ينشرها في ~~القسم الأول منها وهو المختص به تحريره، وبعد المرافعة ~~التي انجلت عن التبرئة أضربا عن اطراد نشرها حذرا من ~~مظالم الحكام، ثم نال سليم بك امتيازا بتأسيس مطبعة ~~باسم «الاتحاد» ومجلة باسم «مرآة الأخلاق» على يد ناشد ~~باشا والي سوريا، ولكن شدة التضييق والمراقبة على ~~المطبوعات في ذلك الوقت حالت دون استئناف إصدار ~~المجلة؛ فبقيت مطوية إلى الآن. # سليم بك عنحوري؛ منشئ مجلة «مرآة ~~الأخلاق» ومحرر صحف «دمشق» و«الشام» ~~و«المشكاة» في دمشق ومؤسس جريدة «مرآة ~~الشرق» ومجلة «الشتاء» في القاهرة وكاتب ~~المقالات العديدة في أشهر الجرائد ~~العربية. # وكان شريكه ~~حنا بن روفائيل بن حنا عنحوري من نوابغ الشبان ~~السوريين، فإنه ولد سنة 1864 وتخرج في المدرسة ~~البطريركية في بيروت واشتغل بفن التمثيل في دمشق مع ~~جورج مرزا مدة من الزمان، ثم سافر مع خاله المطران ~~ملانيوس فكاك سنة 1887 إلى روما فباريس، وهناك أخذ ~~يدرس الطب ويعلم الآداب العربية في مدرسة القديس يوحنا ~~فم الذهب إلى أن مات فجأة في 13 آذار 1890 عن ست ~~وعشرين سنة ms308، وكان بارعا في اللغة العربية ومن بلغاء ~~كتابها، وقد انتخبه «المجمع العلمي الآسيوي» عضوا له ~~في باريس، وله من المطبوعات رواية «الهوى شرك الهوان» ~~ورواية «شقاء المحبين» وغير ذلك من الآثار الأدبية، ~~وكان يتردد كثيرا على المكتبة الكبرى في باريس ~~للمطالعة ونسخ بعض المخطوطات القديمة، وبعد وفاته نشر ~~كراس مصدر برسمه وحاو لترجمته ومآثره. # الفصل الثالث: جرائد حلب # الشهباء # صحيفة أسبوعية عامة المباحث ظهرت في 10 آيار 1877 ~~لصاحب امتيازها هاشم عطار وطبعت في المطبعة العزيزية، ~~ثم انضم إليه عبد الرحمن الكواكبي ~~وميخائيل بن أنطون ~~صقال واشتركوا معا في إصدارها، وصادف ظهورها على أثر ~~إعلان الحرب الشهيرة بين الدولتين العثمانية والروسية ~~فكانت تنشر أنباء هذه الحرب مع سائر الحوادث الداخلية ~~والخارجية، وبعد ظهور العدد الثاني منها تعطلت بأمر ~~كامل باشا والي حلب ثم أعيد نشرها، وقد ورد شيء من ~~أخبارها في مقدمة جريدة «الاعتدال» الحلبية التي صدرت ~~في 25 تموز 1879 لمنشئها عبد الرحمن الكواكبي وهاك نصه: # وبناء على ذلك كان إصدار جريدة الشهباء التي ~~وقفت خدمتها بأمانة وجعلتها تحوز حسن القبول ~~من العموم، غير أنها أصيبت اضطهاد الوالي ~~السابق دولتلو كامل باشا فعطلها ثلاث مرات، ~~ولا نرى حاجة لبسط أسباب وقوعها تحت هذا ~~التعدي لشهرة أمره ... على أننا نكتفي بالقول إن ~~حضرة الوالي المشار إليه ماذا يجيب إذا سئل في ~~محكمة الإنسانية عن سبب مقاومته جهده في صد ~~هذا المشروع الخيري ومعارضة القائمين به ~~وإضرارهم ماديا وأدبيا، هل له من جواب ~~يدفع عنه الحكم الحق بأن السبب ليس إلا ما في ~~فطرته من عداوة الحرية؟ ... لأن كامل باشا في ~~التعطيل الثالث أمر أولا بالحجز على المطبعة ~~ووضعها تحت مراقبة الضابطة، ثم لم يشأ اعتراف ~~أعلام المحكمة الابتدائية في براءتها كما أنه ~~لم يعمل بعد أيضا بتصديق المحكمة الاستئنافية ~~على البراءة، بل استبد في تعطيلها بصورة ~~غريبة جدا، أما حضرة دولتلو مظهر باشا فإنه ~~منذ تشريفه لا زال يبذل لها عواطف التنشيط ~~والتشويق والوعد بالمساعدة والحماية وامتلاك ~~الحرية مصرحا بأنها إن وجدت في أعمال ms309 ~~وإجراءات دولته نفسه ما يقتضي التنبيه أو ~~التنديد يسره أن يراها غير متحاشية من ذكره ... ~~لكن قد ساءنا أخيرا كون «الشهباء» عاقها بعض ~~الموانع عن أن تغتنم هذه الفرصة فقامت مقامها ~~في ذلك «الاعتدال». # الاعتدال # صحيفة أسبوعية سياسية ظهرت في 25 تموز 1879 لمنشئها ~~السيد عبد الرحمن ابن الشيخ أحمد الكواكبي بدلا من ~~جريدة «الشهباء» المار ذكرها، وكان نصفها مطبوعا ~~باللسان العربي ونصفها الآخر باللغة التركية تعميما ~~لفوائدها بين سكان ~~ولاية حلب الذين يغلب فيهم العنصر التركي على سواه، ~~أما خطتها وعبارتها وغرضها ومباحثها فيتضح كله مما ورد ~~في المقالة الافتتاحية وهذا نصه بالحرف الواحد: # على أن الاعتدال هي الشهباء من كل حيثية، ~~وقد أخذت على نفسها من قبل ومن بعد القيام ~~بكامل وظائف الجرائد الأهلية من نشر حسنات ~~الإجراءات وإعلان سيئات المأمورين وعرض ~~احتياجات البلاد إلى مساعي أولي الأمر ونشر كل ~~ما يقتضيه تهذيب الأخلاق وتوسيع دائرة المعارف ~~من أبحاث علمية وسياسية وغيرها. وبناء على ~~كون الاعتدال مصممة بإخلاص على أن يكون ~~مسلكها معتدلا في جميع مقاصدها تعلن أنه إذا ~~وقع تقصير ما ونبهت عليه تبادر لإصلاحه ~~متشكرة أفضال المنبهين؛ لأن أشرف ما يكون ~~للجرائد أن تحوز على حسن القبول والولاء من ~~العموم. # وانطفأ سراج حياة هذه الجريدة في مطلع حياتها؛ لأن ~~صاحبها المشهور بحرية الضمير وحب الوطن كان ينبه ~~الحكومة على مواضع الخلل بكتاباته الشائقة وإرشاداته ~~الصائبة، فلما ضايقته الحكومة اضطر إلى توقيف ~~«الاعتدال»؛ وهكذا حرمت الدولة من نشرياته الإصلاحية. ~~وكان الكواكبي الممثل الحي بلا نزاع للجامعة الإسلامية ~~التي سعى في إيجادها جمال الدين الأفغاني، وإليك ما ~~كتبته جريدة «الرأي العام» البيروتية بتاريخ 11 كانون ~~الثاني 1912 قالت: # أما الكواكبي فقد كان مع ذلاقة لسانه في ~~الخطابة صاحب نظر دقيق ونير، وقد أخذ فكرة ~~الأفغاني في عقد المؤتمر الإسلامي فشرحها ~~شرحا مطولا في كتابه الذي صدر باسم «سجل ~~جمعية أم القرى»، وضمن هذا الكتاب أعمال ~~المؤتمر الذي لم يمكن عقده، ووصف بأسلوبه ~~الحسن حالة العالم الإسلامي وشخص أمراضه بكل ~~انتباه مع ذكر ms310 الدواء اللازم لها. الكواكبي هو ~~العالم النظري الذي دعا للجمعية الإسلامية وهو ~~المفكر الذي لم يؤثر فيه الوعيد والتهديد، ~~وإذا كان الأفغاني قد أظهر الميل إلى عبد ~~الحميد بمجيئه إلى الآستانة حتى مات فيها، فإن ~~الكواكبي ظل دائما العدو الألد لعبد الحميد ~~حتى ألف كتابه - طبائع الاستبداد ومصارع ~~الاستعباد - تشنيعا على حكومته. # الفصل الرابع: جرائد جبل لبنان # الجعبة # اسم لجريدة أسبوعية هزلية صغيرة الحجم مطبوعة على ~~الهلام (الجلاتين) أصدرها في نواحي سنة 1873 الشيخ ~~نوفل الخازن في قرية «درعون» بلبنان، وهي تتضمن شيئا ~~كثيرا من النوادر والحكم واللطائف التي اشتهر هو بها ~~خصوصا والمشائخ الخازنيون عموما، وكانت تحتوي أيضا ~~على حوادث يوسف بك كرم أشهر أبطال لبنان في القرن ~~التاسع عشر مع أخبار الحروب التي جرت بينه وبين داود ~~باشا أول متصرف على الجبل المذكور، فكان أهل الذوق ~~يتهافتون إلى مطالعتها وقد عطلها منشئها بعد صدور ~~أعداد قليلة منها. # يوسف بك كرم؛ صاحب السيف والقلم ~~وأشهر أبطال جبل لبنان في القرن التاسع ~~عشر. # ولد الشيخ نوفل من أبيه قانصوة بن حصن بن نوفل بن ~~حصن بن نوفل بن حصن بن فياض بن نادر بن خازن بن ~~إبراهيم بن سركيس ~~الخازن، وكان جده الشيخ نوفل بن حصن قنصل فرنسا في ~~بيروت وكاتب المجمع اللبناني الذي التأم سنة 1736 في ~~دير اللويزة، وقد تلقى صاحب «الجعبة» مبادئ العلوم في ~~دير الشرفة للسريان الكاثوليك، ثم أخذ علم الفقه عن ~~المطران يوحنا الحبيب منشئ جمعية المرسلين اللبنانيين، ~~وتولى القضاء مدة في محاكم لبنان فكان مثال النزاهة ~~والاستقامة، وبعد أن ترك القضاء زاول فن المحاماة إلى ~~آخر أيامه، وحلت وفاته في أواخر تشرين الثاني 1905 ~~في بيروت على أثر مرض السرطان، فنقل إلى مسقط رأسه في ~~درعون حيث دفن بإكرام وتولى صلاة الجنازة عن روحه ~~بطريرك الطائفة المارونية وأحبارها ومطارنة سائر ~~الطوائف، وكان مشكور الأعمال طيب السريرة ينظم الشعر ~~بلا تكلف، ولأجداده آثار تذكر فتشكر في سبيل نصارى ~~جبل لبنان كما يتضح ذلك من الفرامين السلطانية ~~والبراءات البابوية ms311 وامتيازات الشرف الممنوحة لهم من ~~ملوك فرنسا، وهي محفوظة بأسرها لدى الكونت حصن دي خازن ~~شقيق الشيخ نوفل في منزله بدرعون وشاهدناها مرارا، ~~ومن منظوماته الأنيقة قصيدة رثى بها الكونت أنطون دي ~~طرازي الذي مات غريقا بتاريخ 21 نيسان 1900 في مينا ~~بيروت وهي: # الموت حكم ليس منه مهرب # ولدن إصابته التصبر ~~أصوب # هذا كلام صادق في حده # حكما وأبلغ ما يقال ~~ويكتب # لكن في خطب تفاقم رزؤه # عذرا لمن يبكي الفقيد ~~ويندب # يا من تقول الصبر أولى ~~بالفتى # فالصبر صبر صابه لا ~~يعذب # كيف اصطباري بعد من لا ~~أرتجي # في ذي الحياة لقا به ~~وتقرب # فاعذر إذا سكب العيون ابن ~~العلى # ديما تهل على الصدور ~~فتلهب # إن أبك أنطون بن طرازي ~~فلا # حرج وفيه الشرق يبكي ~~المغرب # من كان غوث المستغيث ~~وملجأ # لم يطو كفا عن فقير ~~يطلب # أسفي على غصن رطيب قد ذوى # لم تجده نفعا دموع ~~تسكب # فرماه سهام بسهم منونه # والموج أمسى فوقه ~~يتقلب # قد كان في برج الثريا ~~كوكبا # واليوم أمسى في التراب ~~الكوكب # أبكيه بل تبكيه والدة له # وأشقة وابن وحيد ~~ينحب # وإذا طلبت من الجماد بكاءه # جزعا عليه فلا يعز ~~المطلب # كم خلت أن الشمس في رأد ~~الضحى # غابت لغيبته فطال ~~الغيهب # يا ساعة ما كان أثقل ظلها # فوق الأضالع والترائب ~~تضرب # هي نكبة جلى إذا نزلت ~~على # صرف القضا لم يحتملها ~~المنكب # يا من تفرد بالشهامة ~~والتقى # وبنجدة الملهوف وهو ~~معذب # يا من حوى درر المكارم ~~صدره # فالبحر رحب وهو منه ~~أرحب # يا من تساوى والنسيم ~~لطافة # والند عرفا وهو منه ~~أطيب # غادرتنا فسلبت كل قلوبنا # هلا حياة بعد ذلك ~~تسلب # فالعيش أمسى بالمصاب ~~مرارة # هيهات تحلو بعد ذاك ~~وتعذب # قد كان صحبك في حياتك ~~باسما # والآن صحبك في مماتك ~~يندب # لا غرو خطبك ليس خطب واحد # فيه خطوب لا تعد ~~وتحسب # تبا لدهر جار في أحكامه # قد جاء يفتك بالقلوب ~~ويعطب # وسطا على خير امرئ فأذاقه # كأس الردى صرفا فبئس ~~المشرب # ضاق التأسي ms312 في أليم مصابه # يا رب برد نار قلب تلهب # فثوى غريقا في البحار ~~وكلنا # غرقى الدموع لموته ~~نتعذب # يا راحلا مني إليك تحية # وعلى ضريحك دمع عيني ~~يسكب # سلمت أمري للمهيمن قائلا # الموت حتم ليس منه ~~مهرب # لبنان # عنوان لصحيفة أسبوعية سياسية علمية تجارية ~~أدبية أنشئت في «بعبدا» بتاريخ غرة تشرين الأول 1891 ~~لصاحبها إبراهيم بك الأسود أحد أعضاء مجلس إدارة جبل ~~لبنان لذاك العهد، فكانت مشمولة بعناية واصا باشا ~~وصهره كوبليان أفندي اللذين فرضا على كل الأعيان ~~وأصحاب المصالح ومأموري الحكومة أن يشتركوا في ~~الجريدة؛ فراجت بمساعيهما رواجا كبيرا وجلبت لمنشئها ~~أرباحا كثيرة. وفي سنتها الثانية عطلها نعوم باشا ~~المتصرف الخامس على الجبل وكان قد صدر منها 86 عددا. ~~ثم أعيد نشرها وكانت لسان حال الحكومة اللبنانية تنشر ~~الإعلانات القضائية والأوامر الرسمية، وقامت بكثير من ~~الاكتتابات الخيرية، منها اكتتاب في أثناء الحرب ~~العثمانية اليونانية فنال صاحبها لأجله المدالية ~~المخصوصة، ومنها اكتتاب السكة الحجازية وقد أحرز ~~إبراهيم بك لأجلها مدالية السكة المذكورة، وفوق ذلك ~~منحته الدولة «الرتبة الثانية» مع الوسامين «المجيدي ~~الثالث» و«العثماني الرابع». # وهي تعد أول جريدة سياسية نشرت في الجبل بحيث كانت ~~فيه كمدرسة نقالة ولذلك كانت فائدتها عظيمة للناشئة ~~المحلية، ومن المعلوم أنها كانت في بعض الأحيان تنشر ~~ما يكلم ويؤلم دفاعا عن صاحب امتيازها الذي لا يخلو ~~من الأخصام المختلفين معه في المبدأ والمشرب، وقد خدمت ~~بصورة خصوصية الدين ورجاله لعلمها أن الدين غريزة من ~~الغرائز المؤثرة في صلاح النفوس، # 1 # وبعد الانقلاب العثماني سنة 1908 نقلت ~~إدارتها إلى بيروت وصارت تطبع فيها، وكان صاحب ~~الامتياز يكتبها بقلمه ويساعده في ذلك بعض حملة ~~الأقلام الذين نذكر منهم: المعلم جرجس زوين، وسعيد ~~البستاني، وإلياس جرجس طراد، وإلياس حنيكاتي، وعيسى ~~ميخائيل الخوري، وإسكندر عيسى المعلوف، ونجيب ~~المشعلاني، ومحبوب الخوري الشرتوني، وإلياس نقولا ~~الضاهر. أما مدراؤها فكانوا: قيصر الأسود، وإبراهيم بك ~~سليمان، وميشال بك الشامي. # وفي 9 كانون الثاني 1913 استقل الشيخ شاهين الخازن ~~بإدارتها وتحريرها ومخابرة وكلائها والمشتركين فيها، ~~وذلك بموجب شركة عقدها ms313 مع صاحب الامتياز انصرافا من ~~الثاني إلى أشغاله الخاصة والقيام بوظيفته كعضو في ~~دائرة الحقوق الاستئنافية في الجبل، فأخذ الشيخ شاهين ~~يعمل على تعزيز شأن الجريدة ويزين أعمدتها بنشر الفصول ~~الجديرة بأن يقرأها كل لبناني، ولا غرو فهو الصحافي ~~الذي تجسمت الشهامة الوطنية في كتاباته وأعد قلمه ~~لخدمة الحياة القومية والمبادئ الحرة، تشهد على ذلك ~~مقالاته البليغة في أشهر الصحف السورية والمصرية ~~وسنأتي على تفصيل كل ذلك في حينه إن شاء الله ~~تعالى. # الفصل الخامس: أخبار الصحف العثمانية في شمال أفريقيا ~~وشبه جزيرة العرب # طرابلس الغرب # هي جريدة أسبوعية رسمية ذات أربع صفحات أصدرتها ~~الحكومة العثمانية عام 1871 في مدينة طرابلس الغرب ~~بأمر السلطان عبد العزيز، فنشرتها في اللغتين العربية ~~والتركية وخصصتها بالولاية المعروفة بهذا الاسم في ~~شمال أفريقيا. وكانت هذه الصحيفة ركيكة العبارة سقيمة ~~الحروف تطبع في مطبعة الولاية وتقتصر على نشر الأوامر ~~والوقائع والإعلانات والتوجيهات كسائر الصحف الرسمية ~~في السلطنة العثمانية. ولما اغتصب الإيطاليون هذا ~~القطر في 29 أيلول 1911 وأعلنوا ضمه إلى أملاكهم ~~أطلقوا قنابل مدافعهم على مدينة طرابلس الغرب ~~ودمروها، فنالت المطبعة نصيبها من الخراب؛ ومن ذلك ~~الحين تعطلت الجريدة بعد ما عاشت إحدى وأربعين سنة، ~~وكان القائمون بإنشاء فصولها بعض مأموري الحكومة ~~المحلية الذين لم يتيسر لنا الوقوف على ~~أسمائهم. # صنعا # جريدة أسبوعية رسمية ظهرت عام 1877 في مدينة ~~«صنعا» قاعدة ولاية اليمن في شبه جزيرة العرب، وقد أمر ~~بإنشائها السلطان عبد الحميد الثاني لنشر أفكاره وخدمة ~~مصالح حكومته في تلك الأصقاع النائية، فكانت تطبع في ~~مطبعة الولاية باللغتين العربية والتركية في أربع ~~صفحات كبيرة ثم صارت تصدر في ثماني صفحات صغيرة بحرف ~~جلي وأكثر إتقانا، أما عبارتها فكانت ركيكة تدل على ~~قصر باع كتابها في صناعة الإنشاء ثم تحسنت شيئا ~~قليلا في السنين الأخيرة، ولم تزل هذه الصحيفة تصدر ~~حتى اليوم في أوقاتها المعلومة كما سبق الكلام، وهي ~~الأولى والوحيدة التي ظهرت في تلك الولاية الواسعة؛ ~~لأن سكانها ليسوا على شيء من العلم والحضارة ~~والاستعداد لقبول التمدن العصري ms314، ويرجع أكثر اللوم في ~~ذلك على الحكومة العثمانية التي كانت ترسل إلى اليمن ~~عمالا ينصرفون إلى منافعهم الذاتية ويهملون مصالح ~~الشعب ويجهلون لغة السكان ويختلفون معهم مشربا، ولذلك ~~كثرت الفتن بين الحكومة وزعماء تلك البلاد كالشيخ ~~الإدريسي والإمام يحيى وغيرهما من أمراء العرب الذين ~~اشتهر أمرهم. # الباب الرابع # | تراجم مشاهير الصحافيين العثمانيين خارجا عن بيروت في الحقبة ~~الثانية # غريغوريوس الرابع # بطريرك أنطاكية وسائر المشرق على الروم الأرثوذكس ~~ومدير جريدة «الهدية» ومحررها سابقا في بيروت ومؤسس مجلة «النعمة» ~~حالا في دمشق. # وددت بقائي بين أهلي وإنما # رماني زماني بالبعاد من الصغر # فقلت لهم إن تمنع العين عنهم # أعوضهم رغما عن العين بالأثر ~~*** # هو غنطوس بن جرجس بن غنطوس حداد، ولد بتاريخ ~~غرة تموز 1859 في «عبيه» إحدى قرى الشوف بجبل لبنان، فتلقى مبادئ ~~العلوم في مدرستها البروتستانتية التي كانت بإدارة المرسلين ~~الأميركيين، ثم نزعت نفسه إلى العيشة الرهبانية فقصد السيد غفرئيل ~~مطران بيروت ولبنان على الروم الأرثوذكس طالبا منه الانتظام في ~~سلك تلامذة مدرسته الكهنوتية، فدخلها في 10 آيار سنة 1872 وكان ~~أستاذه فيها المعلم شاهين عطية، فحاز قصب السبق على أقرانه وكان ~~آية في الذكاء وقدوة في السيرة الصالحة وغير ذلك من الصفات ~~الحسنة، فأحبه مطرانه المشار إليه وجعله كاتبه الخاص في 24 كانون ~~الأول سنة 1875 وهو في السادسة عشرة من عمره، وفي 19 كانون الأول ~~1877 اتشح بالإسكيم الرهباني في دير سيدة النورية، وفي 29 آب سنة ~~1879 رقاه إلى درجة الشماس الإنجيلي وسماه غريغوريوس، وأناط به طبع ~~كتاب «البوق الإنجيلي» وإدارة «جمعية بولس الرسول» التي غايتها ~~مساعدة الكنائس والمدارس الأرثوذكسية في جبل لبنان، وقد ألغيت هذه ~~الجمعية بعد قسمة الأبرشية إلى أبرشيتين وهما بيروت ولبنان، ولما ~~أنشأت «جمعية التعليم المسيحي الأرثوذكسي» عام 1883 جريدة «الهدية» ~~تولى صاحب الترجمة إدارتها وتحريرها مدة طويلة من الزمان. # ميخائيل رومانوف؛ مؤسس الأسرة القيصرية المالكة ~~في روسيا. # وسنة 1890 وقع الانتخاب عليه لكرسي مطرانية طرابلس الشام فاقتبل ~~في 6 آيار الدرجة الكهنوتية، ثم نال رتبة الكهنوت من يد البطريرك ~~الأنطاكي جراسيموس الذي انتقل بعد ms315 ذلك إلى السدة الأورشيليمية ~~البطريركية ومات فيها، فساس صاحب الترجمة هذا الكرسي الأسقفي بكمال ~~الغيرة والنشاط حتى أجمعت قلوب الرعية على محبته وإجلاله؛ لأنه ~~أزال بحكمته ما كان قد طرأ من الشقاق في عهد سلفه المطران صفرونيوس ~~نجار وألقى الألفة في قلوب الجميع، فانقادت له الرعية انقياد ~~القطيع وانقلب العداء محبة والخصام سلاما، وقد خلد له في هذه ~~الأبرشية آثارا جليلة بما أنشأه فيها من المدارس والكنائس ~~والجمعيات الخيرية التي تنطق بفضله، وأشهرها مدرسة «كفتين» التي ~~عاشت من سنة 1893 إلى 1897 وأتحفت الوطن بكثير من رجال العلم في ~~العصر الحاضر. وبعد ستة عشر عاما من جهاد مستمر في خدمة منصبه ~~المذكور انتدبه أحبار الكرسي الأنطاكي بطريركا عليهم بكل استحقاق ~~خلفا للسيد ملاتيوس الثاني، وصباح يوم الأحد الواقع في 26 آب 1906 ~~جرى تنصيبه باحتفال عظيم في الكنيسة المريمية الكبرى بدمشق، وهو ~~البطريرك الوطني الثاني الذي تولى هذا المنصب بعد استيلاء اليونان ~~عليه مدة 175 سنة (1724-1899)؛ أي من عهد جلوس سلوسترس القبرصي إلى ~~خلع سبيريدون وجلوس ملاتيوس الثاني، وقد أوجب ذلك استياء بطاركة ~~اليونان في القسطنطينية والإسكندرية وأورشليم، فأبوا الاعتراف ~~بانتخابه الشرعي كما رفضوا الاعتراف بسلفه المشار إليه؛ لأنهما من ~~أصل غير يوناني، ولكنهم لم يلبثوا أن بعثوا له برسائل الشركة معهم ~~وأثنوا على مناقبه الشريفة وفضائله السامية، فأرسل له البطريرك ~~القسطنطيني بهذا المعنى كتابا مؤرخا في 14 آب 1909 وجرى مجراه ~~البطريرك الأورشليمي بتاريخ 29 أيلول من السنة ذاتها، وهكذا انفض ~~الخلاف بحكمة صاحب الترجمة الذي زين السدة الأنطاكية الأرثوذكسية ~~بما أوتيه من جزيل الفضل وسمو المدارك. # وما كادت تلقى إليه مقاليد الرئاسة حتى شمر عن ساعد الجد وباشر ~~أعمال وظيفته بهمة لا تعرف الكلال، وقد وجه عنايته الخاصة إلى ~~تعزيز شأن المدارس وترقية المعارف لا سيما مدرسة «دير البلمند» ~~الشهيرة، وأنشأ مجلة «النعمة» التي جعلها لسان حال الملة ~~الأرثوذكسية، وسلم إدارتها لجماعة من أفاضل الكتبة الذين ينشرون ~~على صفحاتها آثارا أدبية وتاريخية وعلمية ودينية وطائفية، وهو ~~يزينها من حين إلى حين بالمناشير الراعوية والمباحث المفيدة. ومن ms316 ~~مآثره أيضا أنه جدد الدار البطريركية في دمشق على أحسن طرز، وحسن ~~حال الأوقاف ورسم على الكراسي الفارغة أحبارا من ذوي الفضل ~~والعلم. وفي أواسط سنة 1911 خرج لافتقاد الأبرشيات التابعة لسلطته ~~الروحية ولا يزال مباشرا تتميم هذه الزيارة الرعوية. # وفي أثناء ذلك دعاه قيصر روسيا نقولا الثاني دعوة رسمية ليترأس ~~الحفلات الدينية التي تقام بتاريخ 6 آذار (21 شباط على الحساب ~~اليولي) 1913 في بطرسبرج عاصمة المملكة تذكارا لمرور ثلاثمائة سنة ~~من نشأة أسرة «رومانوف» وجلوسها على العرش القيصري، وأصدر نقولا ~~الثاني حينئذ منشورا جاء فيه: # إنه بالنظر للعلاقات التاريخية القديمة بين أسلافنا ~~العظام قياصرة الروس وبين بطاركة أنطاكية الشرقيين قد ~~أصدرنا أمرنا القيصري بدعوة غبطة بطريرك أنطاكية السيد ~~غريغوريوس ليترأس الحفلات الدينية بمناسبة مرور ثلاثمائة ~~سنة على أسرتنا رومانوف المالكة التي ستبتدئ في 21 شباط ~~1913. # فلما صدر هذا الأمر الإمبراطوري اجتمع أعضاء المجمع الروسي ~~الروحاني مع ممثل جلالة القيصر وقرروا ما يأتي: ~~(1) إن العادة الجارية حتى اليوم في الاحتفالات بخدمة الأسرار ~~الإلهية أن المطارنة ورؤساء الأساقفة والأساقفة والأرشمندريتية ~~يلبسون جميعهم التيجان إذا اشتركوا في الخدمة، ولكن إكراما لغبطة ~~البطريرك الأنطاكي ستتبع العادة الشرقية مدة وجوده فلا يلبس ~~التاج غير غبطته. (2) يذهب وفد خاص من قبل المجمع المقدس إلى ~~أودسا لاستقبال غبطته رسميا بالحلل الكهنوتية وبالتراتيل الدينية ~~ومرافقته حتى بطرسبرج، وكذلك في كل محطة يخرج الأساقفة والكهنة ~~لاستقباله حسب الطقوس الدينية. (3) يجري استقباله في بطرسبرج ~~باحتفال عظيم ويركب أمام عربة غبطته أرخدياكون الكرسي البطريركي ~~حاملا عكاز البطريركية. (4) تجري مقابلة غبطته لجلالة القيصر على ~~مثال ما كانت تجري المقابلة بين القياصرة البوزنطيين وبطاركة ~~القسطنطينية، أي أن غبطة البطريرك يلبس المنتية (الوشاح الملكي) ~~وجلالة القيصر في بزته الرسمية. (5) ينزل غبطته في دير «القديس ~~نفسكي» العظيم ويجلس وقت الاحتفالات الدينية على عرش ذهبي، وقد ~~أرسلت إلى موسكو بدلة بطريركية ذهبية ثمينة جدا تخصصت لغبطته. ~~(6) عند المقابلة القيصرية يعلق على صدر غبطته وسام القديس إسكندر ~~نفسكي من الدرجة الأولى. # رسم كنيسة «سيدة قزان» الكبرى؛ التي احتفل فيها ~~البطريرك ms317 غريغوريوس الرابع بالتذكار المئوي الثالث ~~للأسرة القيصرية. # فلبى البطريرك غريغوريوس الرابع دعوة القيصر ولدى مروره ~~بالقسطنطينية قابل السلطان محمد الخامس الذي أهداه الوسام العثماني ~~المرصع، ثم استأنف السفر إلى أودسا على سفينة مخصوصة كانت أعدتها ~~له الحكومة الروسية وحاشيته إلى أودسا، وفي 5 آذار انتهى إلى عاصمة ~~الروس حيث غص الموقف بألوف من الخلق وفي مقدمتهم ممثلو علية ~~الإكليروس ورؤساء مفوضات المجمع ونائب القيصر ومحافظ المدينة ~~وسيادة المطران فلاديمير، وعند ما ترجل أنشد الشعب - وقد حسر ~~جميعه عن رأسه - ترنيمة «إلى أعوام عديدة». # ثم توجه بموكب حافل إلى كنيسة القديس إسكندر نفسكي تتقدم عربته ~~عربة عليها المطران فلاديمير ونائب القيصر، ويتلوها قطار من ~~العربات عليها الإكليروس والأرخديا كون وبيده عكاز غبطته ~~والأرشمندريت حامل الصليب، ثم عربة غبطته الفاخرة التي أرسلت خاصة ~~من القصر الإمبراطوري لركوبه يجرها أربعة من جياد الخيل، وفي أثرها ~~ياوران من لدن القيصر وبعدها عربات رجال حاشيته، وكانت أجراس ~~الكنائس تقرع احتفالا بقدومه، وقد استقبله عند باب الدير الكهنة ~~والرهبان بالحلل الكنسية مرتلين وحاملين الشموع والصلبان. # وهناك رحب بغبطته رئيس الأساقفة وقدم له الصليب ليقبله، ثم ~~دخل إلى كاتدرائية الدير وإلى جانبه مطران بطرسبرج ونائب القيصر، ~~وبعد الدعاء لجلالة القيصر وأسرته وشكر رؤساء الأساقفة والأساقفة ~~والرؤساء دخل إلى الهيكل حيث اجتمع بأعضاء المجمع، وبعد ذلك ذهب ~~إلى مقر مطران بطرسبرج وأمامه رهبان الدير تتقدمهم الشمعة والصليب ~~الذهبي الذي أهداه الإسكندر الثالث إلى مطران بطرسبرج وهو مرصع ~~بالألماس والياقوت. # وفي الساعة الثالثة بعد الظهر ذهب إلى كنيسة القديسين بطرس ~~وبولص حيث مدافن أسرة «رومانوف» وترأس حفلة الصلاة بحضور القيصر ~~وبناته ووالدته وكثير من الأمراء والأميرات، وبعد نهاية الصلاة ~~توجه إلى منزل نائب القيصر حيث وفد للسلام على غبطته ممثلا ~~البطريركين القسطنطيني والأورشليمي ورؤساء الأساقفة وأعضاء مجلس ~~الأعيان وكبار أعيان الروس. # وفي صباح اليوم التابع جرت في كنيسة «سيدة قزان» الكبرى # 1 # حفلة العيد التي رن صداها إلى أقاصي المعمور، وفي ~~الساعة الثالثة ونصف الساعة بعد الظهر ركب غبطته عربة فخيمة ms318 من ~~عربات القصر الإمبراطوري وإلى جانبه سيادة المطران ألكسندروس ~~والأرشمندريت أنطونيوس والأرشمندريت غفرئيل، وقد ركب الأرخديا كون ~~توما على عربة ثانية وبيده الصليب ومعه المنتيات؛ لأن من العادة ~~الجارية في روسيا أن يلبس علية الإكليروس المنتيات عند مقابلة ~~القيصر بالصفة الرسمية. وقد توجهوا إلى القصر الإمبراطوري واستووا ~~نحو بضع عشر دقائق في بهو فسيح كان يقبل في أثنائها الأمراء ~~والأميرات من الأسرة المالكة للسلام عليهم. # نقولا الثاني قيصر روسيا. # وأخيرا أقبل رئيس الياوران ودعا غبطته وسيادة المطران ألكسندروس ~~والأرشمندريتين للمقابلة، فلبسوا المنتيات وتقدموا نحو الردهة التي ~~استوى فيها القيصر. ومن العادة ألا يدخل عليها أكثر من اثنين ~~فدخل غبطته والسيد ألكسندروس، وكان في الردهة جلالة القيصر ~~والقيصرة وولي العهد ووالدة القيصر وبناته الأربع وبعض أفراد ~~الأسرة الإمبراطورية، وكان القيصر جالسا إلى عرشه وفي أعلاه صورة ~~العذراء، فرفع البطريرك نظره إليها وانحنى أمامها وتلا ترتيلتها ~~«بواجب الاستيهال» ثم التفت إلى القيصر وسلم عليه بإكرام، فنزل ~~القيصر عن عرشه واستقبله كاشف الرأس وانحنى أمامه، فباركه البطريرك ~~وقبله حسب العادة الروسية في كتفه، وأما القيصر فقبل رأس البطريرك ~~أولا ثم يده اليمنى وبقي الاثنان واقفين. # وبعد أن هنأه بسلامة الوصول وسمع جوابه كلفه أن يجلس على مقعد ~~إلى جانب العرش، ثم صعد القيصر إلى عرشه وتابع الحديث معه في ~~مواضيع مختلفة إلى أن قال له: «سمعت منذ زمان عن عزمك إلى المجيء ~~إلي وتمنيت كثيرا أن أراك، وإني أعرف برك وطهارتك فأرجوك أن ~~تتوسل لله العلي وتصلي لأجلي.» # فقال البطريرك: «إنني رجل خاطئ يا مولاي ولكن فليعطك الرب مثل ~~قلبك وحسب إيمانك ويتمم كل آمالك ويؤيد عرشك إلى الأبد.»، فلما سمع ~~القيصر هذا الجواب المتضمن كلام داود النبي سر وتخشع وقبل يمين ~~البطريرك مرة أخرى، ثم قدم البطريرك له الهدايا وهي من خشبة الصليب ~~المكرم والميرون المقدس وإنجيل ثمين وأيقونة مع ذخيرة من بقايا ~~يوحنا المعمدان وبلسم وبخور ومن وأقمشة حريرية إلخ. فشكر له ~~القيصر هديته ثم ودعه البطريرك باحترام وانصرف من لدنه ms319 شاكرا هذه ~~المقابلة. # وفي أثناء المقابلة تلا البطريرك خطابا باللغة العربية وجيز ~~العبارة ترجمه السيد ألكسندروس إلى الروسية، وكان الخطاب مطبوعا ~~على درج من رق غزال وفي صدره صورة القديسين بطرس وبولس حتى إذا ~~انتهى من تلاوته قدمه إلى القيصر، ثم سلم كل من غبطته وسيادته على ~~القيصرة وولي العهد وعلى سائر الحضور فكان الجميع يقبلون أيديهما، ~~وقد علق القيصر على صدر البطريرك وسام «القديس إسكندر نفسكي» طبقته ~~الأولى وأهداه صليبا ذهبيا مرصعا بالماس ليوضع على ~~اللاطية. # وفي 9 آذار وهو آخر أيام الاحتفالات اليوبيلية قام البطريرك في ~~الكنيسة الكاتدرائية بخدمة القداس الإلهي، ومما يذكر أنه قرأ ~~الإنجيل الشريف باللغة العربية، كما أنه دعا للقيصر باللغة نفسها، ~~وفي ذلك النهار دعي مع حاشيته إلى مأدبة كبرى في القصر الملكي ~~حضرها 2500 شخص جلسوا إلى 18 مائدة، أما الأواني فكانت من الذهب ~~والفضة والصيني الثمين، وقد جلس القيصر إلى رأس المائدة والقيصرة ~~عن يمينه ووالدته عن يساره ثم أفراد الأسرة المالكة والوزراء، وجلس ~~البطريرك في المركز الأول إزاء القيصر تحيط به حاشيته وسائر أرباب ~~الكهنوت، وكانت لائحة الطعام مكتوبة على رقعة مرسوم عليها نسر ~~وقائدان من الجيل السادس عشر، وقد شرب على المائدة ثلاثة أنخاب: ~~الأول نخب القيصر وقرينته ووالدته، والثاني نخب ولي العهد والأسرة ~~المالكة، والثالث نخب البطريرك ورجال الدين، وكانت المدافع تطلق من ~~القلعة بعد كل نخب والموسيقى الإمبراطورية تشنف الآذان بأطيب ~~الألحان. # وفي أثناء إقامته في روسيا زار أكثر معاهدها الشهيرة فلقي حفاوة ~~لم يسبق لها مثيل عند جميع الطبقات من العرش القيصري حتى أفراد ~~الشعب، وقد ألهمه الله أن يزور تلك البلاد في أمجد أيامها ~~التاريخية وأعظم أعيادها الوطنية، وعندما حضر جلسة من جلسات ~~المجمع المقدس أهدي إليه الصليب المرصع الذي أخرجه المجمع ~~لاستقباله؛ وليحمل أمامه في الحفلات الدينية، وهو تقدمة من والد ~~القيصر إلى المجمع المذكور. هذه خلاصة ما جرى للبطريرك الأنطاكي ~~الأرثوذكسي في عاصمة الروس من الاحتفالات العظيمة التي يخلد ~~التاريخ ذكرها جيلا بعد جيل. وعند كتابة هذه ms320 الترجمة لا يزال ~~صاحبها مظهرا للتكريمات السامية التي لم يسبق مثلها لأحد البطاركة ~~أسلافه في القرون الغابرة. # وصاحب الترجمة جميل الصورة، رخيم الصوت، طاهر الذيل، محب ~~للسلام، يتقد غيرة على صالح رعيته، وهو ضليع في اللغة العربية ~~التي يكتب فيها نثرا ونظما ببلاغة، وقد أحكم بنوع خاص علم الفقه ~~والمنطق والجبر والرياضيات والتاريخ، لا سيما علم الفرائض الذي ~~تلقاه على الشيخ يوسف الأسير في بيروت، وله معرفة باللسان اليوناني ~~وبعض الإلمام باللغتين التركية والروسية، وقال الشعر منذ حداثته، ~~ومن نظمه بيتان أرسلهما من طرابلس إلى الشيخ رشيد نفاع تهنئة بعيد ~~الميلاد وبفاتحة عام 1895 وهما: # لمولى قد تسمى بالرشيد # هنا بالعيد والعام الجديد # فدم بالخير ما وافاك عام # وبالإسعاد عيد بعد عيد # ومن ذلك بيتان قالهما في خلال التأبين الذي ألقاه بمناسبة وفاة ~~إسكندر الثالث قيصر الروس: # سقى قبره الدمع السخي وكله # سخين فكاد الترب يحرق بالدمع # وبرد مثواه دعاء خلائق # له بينهم طول المدى أجمل الصنع # ومن نظمه أبيات قرظ بها كتاب «آفات المدنية الحاضرة» لمؤلفه جرجي ~~نقولا باز: # ورد الكتاب مبينا آفاتنا # وملافيا ما فاتنا بمجاز # فاسلم طبيبا شارحا ومشرحا # ومعالجا جرجي نقولا باز # لا زلت بالتوفيق في الدنيا وفي ال # أخرى تنال رضى الذي سيجازي # وفي غرة عام 1912 وافق وجوده في بيروت زائرا عند المطران ~~جراسيموس مسرة فأهداه المطران قلما ذهبيا، فتناوله البطريرك ~~وكتب به أبياتا ارتجالية جاء في مطلعها: # كتبت بالقلم المهدى بلطفكم # إلى حقارتنا تذكار شكراني # الله يحفظكم يا رافعا علما # للفضل والنبل بل يا خير مطران # أحمد عزت باشا العابد # الكاتب الثاني للسلطان عبد الحميد ومنشئ جريدة ~~«دمشق»، وأحد المحررين في جريدة «سورية» الرسمية سابقا. ~~*** # نشأته # هو ابن محيي الدين أبي الهول (المشهور باسم هولو باشا) ابن ~~عمر آغا ابن عبد القادر آغا ابن محمد آغا ابن الأمير قانص ~~العابد من أمراء المشارفة، ينتمي إلى عشيرة عربية تعرف بقبيلة ~~«الموالي» وتسكن الخيام في بادية الشام بين الزور وتدمر، وهي ~~تنتسب إلى قبيلة «بكر بن وائل ms321» الحجازية القرشية كما ذكر الشيخ ~~أبو الهدى الصيادي في كتابه المسمى «الروض البسام في أشهر ~~البطون القرشية في الشام». # ولد أحمد عزت باشا سنة 1872 هجرية/1855 ميلادية في دمشق ~~وقرأ مبادئ العلوم في حداثته على أشهر جهابذة ذلك العصر كالشيخ ~~عبد الرحمن الإسنوي، والشيخ أحمد الشطي، والشيخ أحمد عابدين؛ ~~فأخذ عنهم الصرف والنحو والفقه الحنفي وأصول الحديث وقسما من ~~الرياضيات، وتعلم مبادئ اللغات التركية والفرنسية والإنكليزية ~~في مدرسة الآباء اللعازريين وعلى أساتذة مخصوصين في بيت أبيه، ~~ثم انتقل إلى المدرسة البطريركية في بيروت فأتقن بها اللغة ~~الفرنسية وأخذ العلوم العربية العالية على الشيخ ناصيف اليازجي ~~كالمنطق والبديع والمعاني والبيان. # وكان والده هولو باشا من المتقدمين في وظائف الحكومة ~~العثمانية لذلك العهد، فإنه أحرز رتبة «بيلر بك» وتوصل إلى أن ~~يكون متصرفا على بعض الألوية مع أنه عربي الأصل، فسعى لبكر ~~أنجاله صاحب الترجمة في وظيفة بمركز ولاية سوريا لما كان ~~يتوسمه فيه من الذكاء والاستعداد لأرفع المناصب. وما كاد أحمد ~~عزت يزايل المدرسة حتى تعين كويتبا في قلم المخابرات ~~التركية، حيث أخذ يترقى رويدا رويدا حتى صار في سنة 1873 ~~رئيسا لذلك القلم ولقلم المخابرات العربية أيضا، وقد عهدت ~~إليه الحكومة وقتئذ تحرير القسمين العربي والتركي في جريدة ~~«سورية» الرسمية لبراعته في فنون الإنشاء، فنزعت به نفسه إلى ~~خدمة المعارف بطريق الصحافة، وأصدر باسمه عام 1878 جريدة ~~«دمشق» التي دافع بها عن الدولة والوطن، وقد نشر على صفحاتها ~~فصولا كثيرة أشار فيها إلى مآثر العرب ومفاخرهم وعلومهم ~~وفضائلهم لا يبغي من ذلك كله ربحا ماديا، ولبث على ذلك ~~أعواما شتى حتى تكاثرت أشغاله وتعين لبعض الوظائف خارجا عن ~~مدينة دمشق فترك الجريدة. # وفي سنة 1876 تعين كاتبا لمجلس إدارة ولاية سوريا، وبعد ~~ثلاثة أعوام من التاريخ المذكور صار رئيسا لمحكمة الحقوق ثم ~~مسيطرا عاما على جميع المحاكم في ولايتي سوريا وبيروت ولواء ~~القدس. ومما يثبت اقتداره في ضبط المحاكم ومعرفة القوانين أن ~~رستم باشا وواصا باشا كانا يعتمدان عليه ويستدعيانه لإصلاح ~~شئون محاكم جبل ms322 لبنان؛ فذاعت شهرته في البلاد وقام لفيف من ~~العلماء والأشراف والتجار والشعراء فقدموا له مجموعة تتضمن ما ~~خطه كل منهم نظما ونثرا من آيات الثناء عليه، وجعلوا ~~ضفتي المجموعة من الذهب الإبريز ونقشوا اسمه على ظاهرها مرصعا ~~بالحجارة الكريمة. وفي سنة 1884 تعين لمثل وظيفته في ولاية ~~قونية فاعتذر عن قبولها وحينئذ أرسلته الحكومة مفتشا عاما ~~لمحاكم ولاية سلانيك. # وبعد سنة صار رئيسا لمحكمة الجزاء البدائية في العاصمة ثم ~~رئيسا لمحكمتها الاستئنافية، غير أنه لم يمض شهران على ذلك ~~حتى أقيم رئيسا عاما على محاكم التجارة الأهلية والمختلطة ~~مدة ستة أعوام، وفي خلال ذلك أظهر اقتدارا في كثير من معضلات ~~الدعاوى مع الأجانب بكشف الباطل ونصب ميزان العدالة. وفي سنة ~~1891 صار عضوا لدائرة التنظيمات في مجلس شورى الدولة، وفي عام ~~1895 انتدبه السلطان عبد الحميد الثاني فجعله كاتبا وقرينا ~~له، ثم عهد إليه عضويات جميع اللجان المالية وسماه رئيسا على ~~لجنة المهاجرين إلى الدولة العثمانية؛ فكان أحمد عزت مشمولا ~~بعناية السلطان الخاصة وأحرز من المجد وعلو المنزلة ما لم ~~يحرزه أحد أبناء العرب المسلمين وغيرهم قبل هذا العهد في دولة ~~الأتراك منذ تأسيسها. # ولبث في وظيفته الأخيرة ثلاث عشرة سنة يخدم دولته وسلطانه ~~حتى طرأ الانقلاب العثماني في 23 تموز 1908 وجرى ما جرى مما هو ~~مشهور ومعلوم، فخرج حينئذ من العاصمة على سفينة أجنبية ~~مودعا وطنه الذي أخذت تتلاعب فيه عواصف السياسة وتنتابه ~~المصائب الجسيمة من كل جهة، فذهب إلى لندن أولا ولم يتخذ ~~مركزا مخصوصا للإقامة فيه، بل هو يتنقل من بلد إلى آخر كمصر ~~وسويسرا وفرنسا وإنكلترا بحسب اختلاف فصول السنة؛ لأن الأطباء ~~أشاروا عليه باعتزال الأشغال مراعاة لأحوال صحته التي أثرت ~~عليها العوامل السياسية. # آثاره العلمية # سبق القول إن المترجم تعلم اللغات العربية والتركية ~~والفرنسية والإنكليزية وأحكم أصولها تكلما وكتابة، وله ~~أيضا إلمام بغيرها من الألسنة القديمة والحديثة التي لم يتمكن ~~من درسها درسا كافيا لانصرافه إلى خدمة الدولة بطريق ~~السياسة، ومع ذلك فإنه نقل من اللغة التركية إلى العربية ms323 كتاب ~~«حقوق الدول» لمؤلفه حسن فهمي باشا والمجلد الأول من «تاريخ ~~جودت باشا» لاحتوائه على فلسفة التاريخ، وترجم كتاب «الأحكام ~~الشرعية في الأحوال الشخصية» من اللسان العربي إلى التركي، ~~وأنشأ جريدة «دمشق» المار ذكرها، وحرر جريدة «سورية» في قسميها ~~التركي والعربي مدة من الزمان، وشيد في المدينة المنورة مدرسة ~~لمائتين من الأطفال وأنشأ لها أوقافا تضمن بقاءها ونجاحها في ~~المستقبل. # آثاره الوطنية # للمترجم أعمال جديرة بالذكر في جانب الوطن والأمة العربية؛ ~~فإنه لزم طريق الاقتصاد حتى كادت السلطنة العثمانية تستغني عن ~~استقراض الأموال الأجنبية. ولما كان المقام يضيق دون نشر كل ~~مساعيه النافعة نجتزئ منها بالقليل ونبسطه للقراء، فمن ذلك أن ~~نظارة التلغراف كانت طلبت 130 ألف ليرة عثمانية لتنشئ خطا ~~برقيا بين فزان وطرابلس الغرب، ولدى مراجعته استكثر هذا ~~المبلغ فأخذ على عاتقه إنشاء الخط المذكور مع خط آخر يمتد من ~~بنغازي إلى طرابلس الغرب بأقل من نصف المبلغ المشار إليه، ثم ~~أحدث بين «كله مش» من أعمال ولاية أزمير وبين «بنغازي» في ~~طرابلس الغرب خطا برقيا بلا سلك، فسهل للدولة العثمانية ~~حرية المخابرة بينها وبين أملاكها في شمال أفريقيا ولم يكلف ~~الخزينة أكثر من عشرة آلاف ليرة مرة واحدة ، وبهذا العمل ~~أنقذها من استبداد شركة «أسترن» التي كانت تقبض من الدولة في ~~كل سنة ثمانين ألف ليرة ما عدا أجور المخابرات غير الرسمية؛ ~~فعادت هذه الأرباح لخزينة السلطنة، ثم مد خطا تلغرافيا بين ~~دمشق والمدينة المنورة ولم يكلف الدولة أكثر من خمسة آلاف ~~ليرة؛ لأنه تبرع بأكثر أعمدة الخط من أخشاب أحراشه الخاصة، ~~واستعان بالبعض الآخر مما تبرع به أهل الخير في دمشق. # وفي ذلك الحين طلبت الشركة التلغرافية الهندية رخصة بمد ~~خط مستقل للمخابرات التلغرافية بين أوروبا والشرق الأقصى مع ~~حق السيطرة عليه، فأبت أريحية صاحب الترجمة إجابة هذا الطلب ~~وعهد إلى نفسه مد الخط المذكور على نفقة الخزينة تخلصا من ~~سيطرة أجنبية، فأنجز العمل في أقل من شهر ولم يكلف الخزينة ~~بأكثر من ستة آلاف ليرة، مع ms324 أن نظارة التلغراف كانت قدرت ~~احتياج عمل هذا الخط بمائة وثلاثين ألف ليرة، وعند إتمامه تمثل ~~أوقونور سفير بريطانيا العظمى في القسطنطينية لدى السلطان عبد ~~الحميد شاكرا ومستغربا قصر مدة العمل وقلة أكلافه. # ولما كانت المياه الواردة إلى المدينة المنورة تأتيها بمجرى ~~تتخلله جراثيم الأوبئة القتالة أراد أن يضع حدا لهذا الخلل ~~الذي طالما ذهب بأرواح الكثيرين من السكان والحجاج، فافتتح ~~اكتتابا حبيا جمع فيه نحوا من خمسة آلاف ليرة وابتاع بها ~~قساطل حديدية وآلات بخارية رافعة وأنابيب على الطراز الصحي، ~~ثم بعث بها لحصر مياه الينابيع في القساطل وجرها إلى المدينة ~~المنورة سالمة من الأقذار التي تلقى في مجاريها ليستقيها ~~الناس ماء قراحا خاليا من تلك السموم، وما كاد يشرع بالعمل ~~حتى اضطر أن يفارق الوطن فتوقف الشغل ولم تزل القساطل والآلات ~~البخارية وفروعها ملقاة في محطة حيفا وسائر محطات السكة ~~الحجازية. # ومن مآثره الوطنية أنه تولى رئاسة لجنة المهاجرين مدة لا ~~تتجاوز ثمانية عشر شهرا، فأنشأ في خلالها نيفا وأربعين قرية ~~وأسكن فيها نحوا من خمسين ألف مهاجر أكثرهم في ولايتي سوريا ~~وحلب، ثم شيد من ماله الخاص في المدينة المنورة مستشفى لخمسين ~~مريضا ورباطا لخمسين عائلة ومدرسة لمائتين من الأطفال، وجعل ~~لهذه المباني أوقافا مسجلة في الآستانة وفي المحكمة الشرعية ~~بالقاهرة، وعلى ما اتصل بنا الآن أن المباني المذكورة ~~استعملتها الحكومة لغير ما وضعت له. # السكة الحديدية الحجازية # وكان المترجم منذ حداثة سنه يستعظم الأتعاب التي تلم ~~بالمسلمين في ذهابهم إلى الحج وإيابهم منه، وكان يستهجن ~~الأموال الطائلة التي تبذلها السلطنة في هذا السبيل وفي نقل ~~الجنود ومهماتها، فأخذ يتتبع ما فعلته حكومة روسيا بإنشاء ~~السكة الحديدية لسيبريا، وبعد أن أتم أبحاثه عرض على السلطان ~~وجوب إنشاء السكة الحديدية الحجارية بأيدي العساكر، ثم أوضح له ~~الأخطار التي تتولد عن بقاء الحالة على ما هي عليه وما يلحق ~~بالدولة من الأضرار السياسية والاقتصادية، وأخذ على عاتقه ~~القيام بهذا المشروع الخطير الذي لم يقم في الدولة العثمانية ~~مشروع آخر ms325 يضاهيه أهمية ونفعا حتى الآن، فاستحسن السلطان ~~رأي كاتبه وأذن له بمباشرة العمل بينا لم يكن في يده دانق ~~واحد ولا آلة ولا مورد يستند إليه، فافتتح أحمد عزت باشا لوائح ~~الاكتتاب مقترحا على الشعوب الإسلامية وملوكها وأمرائها ~~وأغنيائها وعلمائها أن يشتركوا في المساعدة، فلبى جميعهم ~~نداءه من مشارق الأرض ومغاربها وتبرعوا بالأموال الوافرة التي ~~بلغ مجموعها نحوا من ثلاثة ملايين ونصف مليون جنيه، فأنشأ ~~بهذا المبلغ خطا طوله ألف وخمسمائة كيلومتر يمتد من حيفا إلى ~~دمشق فالمدينة المنورة بمدة وجيزة لا يتصور العقل الإتيان ~~بمثلها، وقد تحدث الاختصاصيون بذلك وقدروا صاحب الترجمة حق ~~قدره لما أتى به من المدهش بهمته الشماء حتى أدرك البغية ~~المنشودة. ولا ريب في أنه خدم المسلمين بهذا المشروع الجليل ~~خدمة عظيمة بحيث سهل لهم وسائل الاقتصاد والراحة بتقريب ~~المسافات وتقليل النفقات وتوفير الأتعاب، وكان يؤمل أن يمد ~~خطين من المدينة المنورة: أحدهما إلى مكة وجدة وصنعاء اليمن ~~والآخر إلى البصرة، وأن تكون أكلاف إتمامهما من ريع خط الحجاز ~~ومن الرسوم الطفيفة التي أحدثتها السلطنة لهذه الغاية، ولكن ~~أبت الظروف إلا أن يضطر للخروج من وطنه فذهبت تلك الآمال أدراج ~~الرياح، ولما تم خط «المدينة المنورة» أدخل إليها النور ~~الكهربائي ولم يكن حينذاك له أثر في البلاد العثمانية، وقد عهد ~~بإنشائه إلى ضباط الجيش البحري ولم يصرف في سبيله دانقا ~~واحدا من خزينة السلطنة. # الرتب وأوسمة الشرف # أخذ صاحب الترجمة يترقى في مدارج المراتب منذ كان في السنة ~~الخامسة عشرة من عمره، فأحرز أولا الرتبة الرابعة في عهد راشد ~~باشا والي سوريا الذي توسم فيه الذكاء والنجابة، ثم صارت ~~تتوالى عليه الإنعامات مرة بعد المرة حتى منحه السلطان عام ~~1894 رتبة «بالا» مع «الوسام المجيدي الأول» عندما كان بين ~~المتمثلين لديه للتبريك في عيد الأضحى، ثم نال «الوسام ~~العثماني المرصع» مكافأة له على إنشاء الخطوط البرقية في ~~طرابلس الغرب، وحاز على «الوسام المجيدي المرصع» عند إتمامه ~~خطوط الكويت فأوروبا ودمشق فالمدينة المنورة، وأنعم عليه بوسام ~~«الافتخار ms326 المرصع» لما أبرز من السرعة بعمار القرى لإسكان ~~المهاجرين. وفي سنة 1900 طلب بعض وزراء الدولة عقد قرض لأداء ~~جانب من الديون، فاعترضهم أحمد عزت باشا واتخذ وسائل أوجد بها ~~ما يفي تلك الديون بغير قرض، فرقاه السلطان إلى رتبة الوزارة ~~تقديرا لمساعيه في هذا العمل الجليل، ولما انتهت السكة ~~الحديدية الحجازية إلى معان أنعم عليه بوسام «الامتياز المرصع» ~~مع المداليتين الذهبية والفضية، وهو حائز أيضا على جميع ~~المداليات الافتخارية العثمانية بلا استثناء. أما سائر ~~الوسامات التي أهدتها إليه الدول الأجنبية فعديدة وجميعها من ~~أعلى طبقة كما هو ظاهر من رسمه، وكثير منها مرصع بالحجارة ~~الكريمة وقد خلا رسمه من بعضها لوفرة عددها. # صفاته # هو رجل إقدام، لطيف المعاشرة، معتدل القامة، حسن الأخلاق، ~~شديد الإكرام للضيف، محب لبني جنسه. وعندما كان في أوج مجده ~~لدى السلطان عبد الحميد الثاني نفع كثيرا من أبناء العرب طلاب ~~الوظائف في الحكومة وما رد أحدا منهم خائبا، فسعى لكل من ~~لجأ إليه في تعيينه بوظيفة أو ترقيته إلى منصب أعلى بحسب ~~كفاءته ولياقته؛ فاكتسب بذلك ثناء الخاص والعام وفاز بمحبة ~~مواطنيه على اختلاف النحل والملل، وتواردت عليه مدائح الشعراء ~~والبلغاء من داني البلاد وقاصيها. وبعد اعتزاله الحياة ~~السياسية صار يقضي جانبا كبيرا من أوقاته في مطالعة الصحف ~~ودرس أحوال الأمم والعناية بأملاكه الواسعة في سوريا ومصر. ~~وكان للسلطان ثقة فيه يعول عليه في الأمور العظيمة؛ لأنه رأى ~~فيه وزيرا عالي الهمة قوي الحافظة واسع الاطلاع في أهم مناهج ~~الحكومة قضائيا وسياسيا وماليا. وكنا نود بسط الكلام في ~~سائر ما يتعلق بشئون هذا الوزير العربي الذي أحرز شهرة في ~~صحائف التاريخ الحديث قبل الانقلاب المشهور سنة 1908 في ~~السلطنة العثمانية، ولكن نترك للمستقبل الحكم له أو عليه بعد ~~خروج هذه الدولة من المأزق الحرج الذي أوصلتها إليه السياسة ~~الحاضرة فتقطع جهينة قول كل خطيب. # عبد الرحمن الكواكبي # محرر جريدة «فرات» ومنشئ جريدتي «الشهباء» ~~و«اعتدال» في حلب. ~~*** # العظمة والشهرة صديقتان يغلب أن تتصاحبا؛ فلا ~~تكون إحداهما بدون ms327 الأخرى، ولكنهما كثيرا ما تفترقان فتكون العظمة ~~بلا شهرة والشهرة بلا عظمة، فترى بين أهل الشهرة الواسعة من إذا ~~لقيتهم وسبرت غورهم رأيتهم كالطبل يدوي صوته إلى بعيد وجوفه ~~فارغ، وإنهم إنما نالوا تلك الشهرة بما طبعوا عليه من الميل إلى ~~نشر محامدهم في الصحف ليقرأها الناس ويتحدثوا بها، وقد ينفقون ~~المال ويتحدون أوعر أسباب السعي في هذا السبيل، وترى بينهم من لا ~~محمدة له فينتحل محامد غيره أو تكون له حبة منها فيجعلها قبة، فإذا ~~نشر ذلك عنه في صحيفة أو نشرة أو كتاب حمله وطاف به في الأهل ~~والأصدقاء يترنم بقراءته عليهم ويتلذذ بما يلقى من آيات الإعجاب ~~وخصوصا في هذه البلاد - بلاد المجاملة التي يزداد فيها المغرور ~~غرورا؛ إذ لا يسمع من الناس إلا إطراء وإعجابا ولو كانت حاله ~~تدعو إلى التقريع والتعنيف - ويعدون ذلك من آداب الحديث. # فما كل شهير عظيم ولا كل عظيم شهير، فكم بين ظهرانينا من ~~رجال توافرت فيهم شروط العظمة ولو رافقتها الأسباب لأتوا بالأمور ~~العظام، وقد تظهر مواهبهم من خلال أعمالهم وإن ضاقت دائرة العمل، ~~ولكنهم لرغبتهم عن الشهرة لا يعرف أسماءهم إلا القليلون فإذا ~~أصابهم سوء أذاع مريدوهم أخبارهم وتحدثوا بأفضالهم. # ومن هذا القبيل عبد الرحمن الكواكبي الحلبي فقد جاء مصر سنة ~~1316ه وأقام في قلب العاصمة، ومع سعة علمة وغزارة مادته لم يسمع ~~بذكره أحد ولا عرفه إلا الأصدقاء والأخصاء، وهناك أناس يقصرون عن ~~إدراك بعض منزلته علما وفضلا، ولكنهم لا تطأ أقدامهم مصر حتى ~~تتناقل الصحف أخبارهم بما ينشرونه فيها من نفثات أقلامهم أو ثمار ~~قرائحهم - وقد لا تكون تلك الثمار شهية - وإنما يعمدون إلى نشرها ~~رغبة في الشهرة، فالكواكبي لم يكن من أولئك، ولكن همه كان منصرفا ~~إلى خدمة الوطن ونشر المبادئ الصحيحة فيه بالتأليف والتلقين ~~والصحافة بعد أن قضى معظم العمر في خدمة الحكومة العثمانية في حلب، ~~وقاسى أمورا صعابا من وشايات ذوي الأغراض فلم يلق تربة تصلح ~~لغرس مبادئه فجاء مصر ونشر بعض كتبه، فعاجله ms328 الأجل فمضى ومضت معه ~~أمانيه وهي شبيهة بأماني جمال الدين الأفغاني، وقد استهلك في ~~سبيلها كما استهلك ذاك من قبله. # ترجمته # آل الكواكبي أسرة قديمة في حلب هاجر إليها أجدادهم منذ ~~أربعة قرون ولهم شهرة واسعة ومقام رفيع في حلب والآستانة، ~~يرجعون بأنسابهم إلى إبراهيم الصفوي أحد أمراء أردبيل العظام ~~ولهم آثار مشهورة منها «المدرسة الكواكبية» في حلب، ونبغ منهم ~~جماعة كبيرة من العلماء ورجال الإدارة ومنهم عبد الرحمن الذي ~~ولد في حلب سنة 1265 هجرية/1849 ميلادية وأبوه الشيخ أحمد ~~الكواكبي أحد مدرسي الجامع الأموي الكبير. # تلقى عبد الرحمن مبادئ العلم في بعض المدارس الأهلية ودرس ~~العلوم الشرعية في المدرسة الكواكبية، وأتقن العربية والتركية ~~وبعض الفارسية، ووقف على العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها من ~~العلوم الحديثة. وكان ميالا من حداثته إلى صناعة القلم فاشتغل ~~في تحرير جريدة «فرات» التي كانت تصدر في حلب باسم الحكومة وهو ~~في السابعة والعشرين من عمره، حررها خمس سنوات، وأنشأ في 10 ~~آيار 1877 بالشركة مع هاشم عطار جريدة سماها «الشهباء»، ثم ~~أصدر لنفسه في 25 تموز 1879 جريدة سماها «الاعتدال» باللغتين ~~العربية والتركية. واشتغل بخدمة الحكومة فتقلب في عدة مناصب ~~علمية وإدارية وحقوقية، وأهل النقد يذكرون فضله في كل واحدة ~~منها كبيرها وصغيرها؛ لأن اقتدار الرجل يظهر في الصغائر كما ~~يظهر في الكبائر، وكان حب الإصلاح وحرية القول والفكر باديين ~~في كل عمل من أعماله، فلم يرق ذلك لبعض أرباب المناصب العليا ~~فوشوا به فتعمدت الحكومة حبسه ثم جردوه من أملاكه، فلم يقلل ~~ذلك شيئا من علو همته فغادر الوطن في أوائل شهر محرم سنة 1316 ~~هجرية وطلب بلاد الله، فجاء مصر ثم خرج منها سائحا فطاف ~~زنجبار والحبشة وأكثر شطوط شرق آسيا وغربيها ثم رجع إلى ~~مصر. # ومما يذكر له ونأسف لضياع ثماره أنه رحل رحلة لم يسبقه أحد ~~إليها ويندر أن يستطيعها أحد غيره، وذلك أنه أوغل في أواسط ~~جزيرة العرب فأقام على متون الجمال نيفا وثلاثين يوما فقطع ~~صحراء الدهناء في اليمن، ولا ندري ما استطلعه من الآثار ms329 ~~التاريخية أو الفوائد الاجتماعية؛ فعسى أن يكون ذلك محفوظا في ~~جملة متخلفاته، وتحول من هذه الرحلة إلى الهند فشرقي إفريقيا ~~أيضا وعاد إلى مصر، وكان أجله ينتظره فيها فمات سنة ~~1903. # كان الكواكبي واسع الصدر طويل الأناة فصيح اللسان معتدلا في ~~كل شيء، وكان عطوفا على الضعفاء حتى سماه الحلبيون «أبا ~~الضعفاء»، وجاء في جريدة «الرائد المصري» أنه كان له في بلده ~~مكتب للمحاماة يصرف فيه معظم نهاره لرؤية مصالح الناس، ويبعث ~~إلى المحاكم من يأمنهم من أصحابه ليدافعوا عن المظلومين ~~والمستضعفين. # وكان واسع الاطلاع في تاريخ المشرق على العموم وتاريخ ~~الممالك العثمانية على الخصوص وله ولع في علم العمران، وألف ~~كتبا لم ينشر منها إلا كتاب «طباع الاستبداد ومصارع ~~الاستعباد» وهو فريد في بابه، وكتاب «أم القرى» الذي راجعه معه ~~الشيخ محمد عبده، ومع تمسكه بالإسلامية والمطالبة بحقوقها ~~والاستهلاك في سبيل نصرتها فقد كان بعيدا عن التعصب يستأنس ~~بمجلسه المسيحي والمسلم واليهودي على السواء؛ لأنه كان يرى ~~رابطة الوطن فوق كل رابطة، ومن يقرأ ترجمة الكواكبي والأفغاني ~~وغيرهما من رجال هذه النهضة ويدرس أعمالهم والأحوال المحيطة ~~بهم يعترف بفضلهم في نصرة الحقيقة وتأييد الحق والحرية. وقد ~~نقلنا هذه الترجمة عن الجزء الأول من كتاب «تراجم مشاهير الشرق ~~في القرن التاسع عشر» لجرجي بك زيدان وتصرفنا فيها ~~قليلا. # حسن حسني باشا الطويراني # مؤسس مجلة «الإنسان» ومحرر جرائد «السلام» ~~و«الاعتدال» و«أرتقا» و«زمان» في ~~القسطنطينية ومحرر مجلة «المهندس» ومنشئ جريدة «النيل» ومجلات ~~«الشمس» و«الزراعة» و«المعارف» في القاهرة ~~*** # هو ابن حسين عارف بك ابن حسن سهراب بك ابن محمود ~~بك ابن مسيح بك ابن علي باشا الكبير أحد أمراء الأتراك في مقدونيا ~~منذ عهد بعيد، كان مولده بتاريخ 6 ذي القعدة من سنة 1266 ~~هجرية/1850 ميلادية في مدينة القاهرة، ومنذ حداثته نزعت به نفسه ~~إلى تحصيل العلوم فنال منها نصيبا وافرا، وأحكم أصول اللغتين ~~العربية والتركية فبرز فيهما شعرا ونثرا حتى صار من أعظم الكتبة ~~المعدودين في عصره، وطاف مرات كثيرة ms330 في آسيا وأفريقيا وشرق أوروبا ~~وقد أعرب عن نفسه بقوله: # شرق النسر وغرب # وتترك وتعرب # فتحرى وتدرب # وتناءى وتقرب # ولئن أطرى وأطرب # فهو نصاح مجرب # وهو إن أعرب أغرب # وهو إن أعجم أعرب # وفي نواحي عام 1880 سكن القسطنطينية وأخذ يحرر في صحفها الشهيرة ~~من عربية وتركية وهي: «السلام» و«الاعتدال» و«أرتقا» و«زمان» ~~وغيرها، وأنشأ في 28 آيار 1884 مجلة «الإنسان» التي حولها بعد ~~ذلك إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام، ثم سافر إلى القطر المصري حيث ~~أصدر جريدة «النيل» ومجلة «الشمس» ومجلة «الزراعة» ومجلة «المعارف» ~~وكتب في مجلة «المهندس» وغيرها من الصحف التي سيأتي ذكرها في جزء ~~آخر من هذا الكتاب، وحلت وفاته في أواخر شهر حزيران 1897م/1315ه ~~في القسطنطينية فرثاه الشاعر الكبير ولي الدين بك يكن بقصيدة نورد ~~منها هذه الأبيات: # أفروق شأنك في الورى عجب # دأب لأرضك تأكل الحرا # قال النعاة طوى الردى حسنا # قلت اندبوه فقد طوى الدهرا # وطوى الطبيعة بعده وطوى # ما بعدها حتى طوى النشرا # وفي أثناء دفنه ارتجل أحد أصدقائه تاريخا لوفاته فقال (غفر له) ~~فجاء مطابقا للسنة نفسها (1315) بحساب الجمل. وكان صاحب الترجمة ~~حر الطباع، حاد المزاج، قضى عمره بخدمة الدين الإسلامي وإعلاء ~~شأن المعارف لا يتزلف لكبير متمول ولا يرضخ لعدو، وقد كافأه ~~السلطان على ذلك بأن منحه رتبة «مير ميران» وبعض أوسمة الافتخار، ~~أما هيئته فقد وصفها عبد الغني العريسي صاحب جريدة «المفيد» ~~البيروتية بما يأتي: «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، كان دميم ~~الخلق، قبيح المنظر، غائر العينين، مستطيل الوجه، نحيف الجسم ~~متراخي الأطراف، قيل في حنكه عوج وفي رجله عرج، تبدو على أسارير ~~وجهه سيماء الوفاة، وبين تضاعيف قلبه طيب الحياة ...» # وألف كتبا كثيرة طبع بعضها وبقي البعض الآخر غير مطبوع، وهي: ~~«حجة الكرام في محجة أهل الإسلام»، و«خلاصة الكلام في وجوب ~~الإمام»، و«الأعد في الأيد»، و«حجة الإسلام في علم الكلام»، ~~و«إرشاد الخليل في فن الخليل»، و«النصيح العام في لوازم عالم ~~الإسلام»، و«الخلافة ms331 في الإسلام»، و«أحكام التصوير»، و«أحكام ~~الدخان»، و«إجابة السائل لحل بعض المسائل»، و«الإنصاف في حقوق ~~الأشراف»، و«معراج الأخلاف لمنهاج الأسلاف»، و«ارتياح الجنان ~~بأرواح الجنان»، و«التوحيد»، و«حسن المساعي»، و«التهذيب الإلهامي ~~في خدمة الدين الإسلامي»، و«تحفة الأعيان في آثار الإخوان»، و«الحق ~~روح الفضيلة»، و«خط الإشارات» يشتمل على موضوع الإشارات الكتابية ~~التي تستخدم في بيان المفاهيم الزائدة على الحروف والأحوال ~~الصوتية، و«شرح المبادئ الحسنية في أصول الحكمة الدينية»، و«الروضة ~~الندية في الطريقة الأحمدية»، و«دليل أهل الإيمان على صحة القرآن»، ~~و«الرحلة الحسنية» و«الرحلة السودانية»، و«زهرة الحياة الدنيا في ~~شعر الأموات والرؤيا»، و«دلالة الشعر في مستقبل الأمر»، و«عصمة ~~الجماعة في وجوب الطاعة»، و«الحديث» و«سر القدر»، و«السيار ~~الشرقي»، و«سوط العذاب»، و«شمس المشرق في سماء المنطق»، و«درس ~~الحكم»، و«السيف القاطع في إثبات النبوة»، و«صبابة الرحيق في كئوس ~~الشقيق»، و«مطية الحقيقة في ترتيب الخليقة»، و«صولة القلم في دولة ~~الحكم» في ستة مجلدات، و«الصدع والالتئام في أسباب انحطاط وارتقاء ~~الإسلام»، و«فاسقة الأخلاق ومنظومة الأخلاق»، و«النشر الزهري في ~~رسائل النسر الدهري » يشتمل على مواضيع خيالية تحتها أفكار فلسفية ~~وسياسية وسواها، و«الوطن»، و«الإخاء العام بين شعوب أهل الإسلام»، ~~ورسالة «ضلال المهدي» و«ظهير الشرق»، و«رسائل اليانوس» وهي أدبية ~~فلسفية، وقصة «الوارث ابن تارك مع حبيبه الباكي ابن ضاحك» فيها ~~مضامين سياسية، ورسالة «هدية الأتقياء في نسب الأنبياء»، و«مصابيح ~~الفكر في السير والنظر»، و«أحكام السياسة وحكمها»، و«منارة الأحباب ~~في جنات الآداب»، و«مقامات الحسن»، و«منشآت الحسن» وهي مقالات ~~سياسية نشرها في جريدة «النيل» تباعا ثم استبدلها بعنوان ~~«المستوجزات»، و«الشكل في سر الرمل»، ورسالة في «الزجل»، و«مدهشات ~~القدر»، و«فهرست الانقلاب»، و«يوم الدهر في انقلاب مصر»، و«أدوار ~~مصر والمصريين»، وباشر تأليف بعض الكتب ولم يتممها وهي: «التاريخ ~~العثماني»، و«التفسير ms332 القرآني»، و«عوامل المستقبل في أوروبا»، ~~و«التوفيق الخيري»، وترك جملة دواوين شعرية وهي: «ثمرات الحياة» ~~في جزأين، و«شطحات القلم»، و«طوالع الأماني»، و«ندوة الراح»، ~~و«لواحق الثمرات»، و«منظومة البديع»، و«منظومة جواهر ~~العقائد». # أما تآليفه في اللغة التركية فهي: «حجة الأبرار على محجة ~~الأشرار»، و«جان كوكل صحبتي»، و«خلاصة تاريخ بيغمبري»، و«رازدرون»، ~~و«أولمش برشئ»، و«سيار أفكار»، و«شجاعت»، و«قاموس خيال»، ~~و«يادكار»، و«خلاصة مدنيت إسلام»، وله أيضا ديوانان في الشعر ~~التركي: أولهما «كلشن شباب» وثانيهما «ديوان حسني». # ونختتم سيرة هذا الصحافي بسرد شيء من نفثات شعره، فمن ذلك ما ~~قاله ردا على القصيدة التي مطلعها «دع مجلس الغيد الأوانس» بقلم ~~الشيخ إبراهيم اليازجي وهذا أول الرد: # دع عنك خائنة الوساوس # فالذل عاقبة الدسائس # واخش الكلام فكم جنت # حرب البسوس وسبق داحس # ماذا تريد بشنها # دهياء توحش كل آنس # ومن أطيب ما نظمه قوله: # إن الحياة وطيبها ونعيمها # مما يؤمل في الزمان ويعشق # غاياتنا فيه بداية غيرنا # كالشمس مغربها لغيرك مشرق # وقال في الحماس: # خلقت للسيف والقرطاس والقلم # فالدهر عبدي وأهل الدهر من خدمي # لا تنثني هممي عن نيل محمدة # ولا ترد على رغم العدا كلمي # تنزهت شيمي عن كل شائبة # وبذخت فاعتلت هام العلا قدمي # حفظت ماء المحيا إذ ضننت به # وقلت هنئت يا يوم الفخار دمي # لو أن عقد الثريا كان لؤلؤه # نثار حظي لما هشت له هممي # أو أن بدر السما يسعى بشمس ضحى # لما استمال فوادي أو سبى حكمي # دعني أخا الشوق لا تذكر لدي هوى # ما أبعد العهد بي من جيرة العلم # وقال في الحكم: # لا تقل إني صديق # أو فلان لي صديق # إنما أنت وهذا # كرفيق في طريق # فاجتماع في اتساع # وافتراق وقت ضيق # وقال أيضا: # أما والذي فوق السموات عرشه # وتحت الثرى من غامض الأمر فرشه # ومن عمم الجاني والبر فضله # ومن أدرك الجبار ذا الجأش بطشه # لكل الذي في الكون أضغاث حالم # وميت ms333 ولا يدري ورجلاه نعشه # فيا ليت لم أخلق وإذ كنت ليتني # ألفت الفلا أو حام نحوي وحشه # الدكتور إلياس بك مطر # منشئ مجلة «الحقوق» في القسطنطينية. ~~*** # جاء منكوبو حاصبيا إلى بيروت سنة 1860 وهم بحالة ~~يرثى لها ثكلا ويتما عدا الرعب والتعب، وقد بعثرتهم المذبحة ~~وشتتت شملهم بعد أن نهبهم الثوار وصادروهم فلجئوا إلى بيروت ~~عائلات مفردة وجماهير، ولكن العناية عوضت عليهم أضعاف ما ~~خسروا، فتعلم بعضهم وامتاز بالعلم وأثرى البعض الآخر واشتهر ~~بالثروة وجمع غيرهم بين الأمرين معا، وكان بمقدمة المستفيدين ~~علما ومالا الدكتور فارس نمر أحد أصحاب «المقتطف» و«المقطم» في ~~مصر والدكتور إلياس بك مطر منشئ مجلة «الحقوق» التركية العربية في ~~القسطنطينية. # وقد ولد إلياس في حاصبيا سنة 1857 وكان أبوه ديب بن إلياس مطر ~~تاجرا فيها وأسرته أكثر أسرها عددا ومن أهمها مكانة، وكانت أمه ~~خاتون بنت يوحنا دوماني لبنانية من دير القمر وعائلتها معروفة ~~بالوجاهة والفضل، فلما حدثت مذبحة حاصبيا سنة 1860 هجر ديب مطر ~~وعائلته تلك الربوع وجاءوا بيروت عن طريق «المختارة» بحماية سعيد ~~بك جنبلاط أحد زعماء الدروز واستقروا هنا، ونشأ منهم الطبيبان ~~الدكتور إلياس والدكتور إبراهيم والصيدليان ملحم وفيليب. # فتلقى إلياس مبادئ اللغتين العربية والفرنسية في مدرسة طائفة ~~الروم الأرثوذكس الكبرى «ثلاثة الأقمار» على عهد مديرها إلياس بك ~~حبالين محرر جريدة «لبنان» الرسمية، ثم دخل «المدرسة البطريركية» ~~للروم الكاثوليك وأتقن فيها لغة العرب على سليم بك تقلا مؤسس جريدة ~~«الأهرام» والشيخ ناصيف اليازجي العلامة الشهير، وبرع بلغة ~~الفرنسيس وألم بالتركية، وبعد أن لازمها خمس سنوات انتقل منها ~~إلى «الكلية السورية الإنجيلية» للأميركان حيث درس الكيميا والنبات ~~فالصيدلة، وكان يمارس هذا الفن عند أخيه ملحم في صيدلية «النحلة» ~~الباقية إلى اليوم بعهدة أخيهما فيليب، وكان يأخذ منه أجرة شغله ~~ويدفعها راتبا للدكتور فارس نمر ليعلمه الكيميا علاوة على الدروس ~~المفروضة، وألف بأثناء ذلك تاريخا لسوريا، وكان شديد الرغبة في ~~المطالعة والدرس فلم يصرف ساعة من فتوته باللهو إلا ما استوجبته ~~الرياضة، وكثيرا ما اختلى في غرفة ms334 وارتقى الفرش في الخزانة كمنبر ~~وأوقف المساند وخطب فيها كأنها بشر وأشبعها نصحا وإرشادا أو ~~تأنيبا وانتقادا وهو دون الثالثة عشرة من عمره، وقد امتاز بين ~~أترابه بالذكاء والاجتهاد، ولما بلغ العام الثامن عشر مذ أبصر نور ~~الشمس سافر إلى القسطنطينية ليؤدي امتحانا بالصيدلة وينال شهادة ~~رسمية، وبعدما أدى الامتحان ونال الشهادة طلب من وزارة المعارف ~~رخصة بطبع كتابه «تاريخ سوريا» فأجازت له بطبعه، وقابل وزيرها ~~جودت باشا العالم المشهور والد الكاتبة التركية فاطمة علية وقدم له ~~قصيدة؛ فسر الوزير بجرأة الفتى وأعجب باستعداده، فدعاه إلى ~~تعليم ابنه علي سداد بك ومعاشرته والمعيشة معه في بيته، فأقام عنده ~~معززا مكرما زهاء عشر سنوات درس جيدا في خلالها لغة الأتراك ~~وأتقنها على ممدوح بك أحد علمائها الذي صار بعد ذلك وزيرا ~~للداخلية وبقي فيها إلى إعلان الدستور. وقد اختار جودت باشا هذا ~~الأستاذ لمعلم ابنه احتراما منه لأهليته، ثم أشار عليه بدرس الطب ~~في المكتب السلطاني فدرسه ونال الشهادة الطبية رسميا، وعينه ~~ملازما في وزارة المعارف وأبقاه عشيرا لولده ونزيل قصره. # وإذ تعين جودت واليا للشام جاء معه إلياس وتعين طبيبا ~~لبلدية دمشق، ولما ترك الولاية عاد وإياه إلى العاصمة فوظفته وزارة ~~المعارف مفتشا للمدارس العالية وعينته نظارة المكتب الطبي ~~طبيبا لهذه المدارس، وحالما أنشئ مكتب الحقوق دخل يدرس فيه حقوق ~~الناس وشرائعهم ونظاماتهم مع بقائه في الوظيفتين، وهو من أول صف ~~نال شهادة هذا المكتب إلا أنه بعد نيله هذه الشهادة ترك طبابة ~~المدارس واشتغل بالمحاماة مدة، وانتظم عضوا في محكمة التجارة في ~~بك أوغلي (بيرا) وانتقل منها إلى عضوية محكمتي الحقوق فالجزاء، ~~واتفق حينئذ أن تلاميذ المكتب الطبي نفروا من أستاذ حفظ الصحة ~~واستبدل بغيره وهذا لم يوافقهم، فتعين الدكتور مطر أستاذا لهم ~~وبقي عضوا في محكمة الجزاء، فسروا به كثيرا وصفقوا لأول درس ~~منه تصفيقا حادا، وإذ بدت مقدرته بهذا العلم عينوه أستاذا له ~~أيضا في المكتب الملكي الشاهاني وفوق ذلك عينوه لتدريس المواد ~~الجزائية في مكتب الحقوق ms335؛ وهكذا كان أستاذ ثلاثة مكاتب عالية رسمية ~~في وقت واحد. وظل يأخذ رواتب أربع وظائف معا نحو عشرين سنة إلى أن ~~أحيل على التقاعد سنة 1909 لداء اعتراه مع حفظ الحق له بالرجوع ~~إليها حالما يشفى. # ومع وفرة أشغاله وتعدد وظائفه قد اعتنى كثيرا بالعلم والأدب ~~وألف اثنين وثلاثين كتابا طبعها كلها في العربية والتركية منها ~~بلغتنا «تاريخ سوريا» «وشرح مجلة الأحكام»، وأنشأ مجلة «الحقوق» في ~~اللغتين العربية والتركية بالاشتراك مع المحامي إلياس بك رسام ~~وأصدرها خمس سنوات، وله كتاب في «علم حفظ الصحة» قررت وزارة ~~المعارف تدريسه في المكاتب العالية. # وقد تدرج بالرتب الرسمية إلى أن بلغ الأولى صنف أول ونال ~~الوسامين العثماني والمجيدي واكتفى بلقب بك، وكان عضوا في ~~«الجمعية الطبية العثمانية» و«دائرة التأليف والترجمة» في نظارة ~~المعارف، وكانت الدولة تعتمد عليه في درس بعض المسائل وفض بعض ~~المشاكل؛ مما زاد عن واجباته في مأمورياته، وبحكمته جمع ثروة ~~وافرة وقد ربح من تدريسه الطب وتآليفه فقط نحو خمسة آلاف ليرة، ~~وتزوج آنسة يونانية وولد ابنتين وصبيين، وكان ضليعا في ~~العربية والتركية والفرنسية يحسنها كلها تكلما وكتابة، وملما ~~بالإنكليزية، ومتقنا التكلم بلغة اليونان. # عاد إلى بيروت في أواخر عام 1909 يشكو الزلال داء به وهو في ~~الثانية والخمسين؛ فما أفاده تغيير الهواء ولا مهارة الأطباء. وفي ~~الرابع والعشرين من شهر آذار سنة 1910 توفي فجرى له مأتم حافل ~~اشتركت فيه الحكومة رسميا وعززته بفرقة من الجند تكريما ~~للفقيد، وقد أقيمت الصلاة عليه في كنيسة القديس ديمتريوس وابنه ~~المطران جراسيموس مسرة، ودفن في مقبرة النبي إلياس بطينا منضما ~~إلى رفات والديه، وكان قصير القامة، ممتلئ الجسم، أبيض اللون، ~~أسود العينين. # جرجي نقولا باز # جبرائيل دلال # منشئ جريدة «الصدى» في باريس و«السلام» في ~~القسطنطينية ومراسل صحف «الجوائب» و«الجنان» و«الأهرام» و«مرآة ~~الأحوال». # أحباي قد شطت دياري عنكم # ودهري فيما أبتغيه يعاند # فؤادي قريب منكم في بعاده # ومن غيركم في قربه متباعد ~~*** # نشر قسطاكي بك حمصي سنة 1903 ترجمة هذا الصحافي ~~الجليل ms336 في كتيب عنوانه «السحر الحلال في شعر الدلال» فاقتطفنا ~~منها ما يأتي وأضفنا بعض زيادات تناسب المقام: # ولد في 2 نيسان 1836 وهو سليل بيت كريم من أعرق بيوتات حلب في ~~العز والجاه، فنشأ في بيت أبيه عبد الله دلال ومجلسه إذ ذاك منتدى ~~الفضلاء ومثابة النبلاء يقصده أدباء الوقت وشعراؤه كفتح الله مراش ~~ونصر الله الطرابلسي وسواهما. وفقد صاحب الترجمة أباه صغيرا ~~فاعتنت شقيقته مادلينا بتربيته وهي من فاضلات النساء، وقد نظم ~~المعلم بطرس كرامة تاريخا لضريح عبد الله دلال بقوله: # لحد ثواه ابن دلال التقي فغدا # برحمة الملك القدوس ~~مغمورا # قضى الحياة على نهج الصلاح وقد # لاقى المنية مبرورا ~~ومشكورا # ناداه رب غفور إذ نؤرخه # نل جنة الخلد عبد الله ~~مسرورا # سنة 1847 # ولما أكمل درس مبادئ القواعد العربية أرسلته أخته إلى مدرسة عين ~~طورا بلبنان فلم يلبث فيها إلا ستة شهور، ثم عاد إلى حلب وكأنه قد ~~درس الفرنسية والإيطالية سنين طوالا، وذلك لما أوتيه من توقد ~~الذهن وملكة الحفظ، فأقام فيها يطالع العلوم بنفسه ويدرس أصول ~~اللسان التركي، ومال إلى اقتناء الكتب فلم يقع كتاب نفيس في يده ~~إلا اشتراه فأصاب حظا وافرا من علوم العرب، وكان يحفظ جل ما ~~كان يقرؤه فكان يتذكر في الخمسين من عمره ما كان قرأه مرة واحدة ~~قبل ذلك بثلاثين سنة، وكان يحفظ ديوان المتنبي وأكثر شعر الصفي ~~ومقامات الحريري وكثيرا من مقدمة ابن خلدون والمعلقات السبع ~~وطائفة من أشعار العرب وقسما كبيرا من القرآن، وكانت له مشاركة ~~في أكثر العلوم ودرس فن الرسم فأصاب شيئا منه، وكان شديد الولوع ~~بالغناء عارفا بفن الموسيقى متمكنا من علمي الجغرافية والتاريخ، ~~وله رسالة في التاريخ العام غير كاملة، وكان يحرز حصة حسنة من ~~العلوم الرياضية والفلسفة والطب، وكان يتتبع العلوم والفنون ~~العصرية والاكتشافات والاختراعات، فكان صدره أشبه بخزانة علوم ~~وفنون فلا يسأل عن علم أو اختراع أو مسألة فلكية أو سياسية إلا ~~ويجيب أحسن جواب، بل كثيرا ما كان يأخذ في الشرح والتعليل كأنه من ms337 ~~أئمة ذلك الفن فيجيد غاية الإجادة. # وكان طيب الحديث لسنا فصيحا وشاعرا متفننا من الطراز الأول، ~~سريع التصور لطيف الشمائل خفيف الروح صحيح الانتقاد يميل إلى ~~المزاح أحيانا، وكان الغالب على طباعه سلامة السريرة وكثرة الوفاء ~~وحرية الفكر. لما كان في نحو العشرين من عمره مات له عم في ~~القسطنطينية بلا عقب وترك ثروة كبيرة، فسافر إليها ليستولي على ~~حصته من التركة المذكورة ثم عاد إلى وطنه بعد خمسة شهور، وعلى أثر ~~رجوعه بمدة قصيرة تزوج فتاة من أجمل بنات الشهباء بل بنات الشرق ~~جامعة بين الذكاء والصيانة، وفي سنة 1868 عاد إلى القسطنطينية ~~فلبث فيها إلى السنة التالية، وفي تلك الأثناء نظم من القصائد ~~والمقطعات شيئا كثيرا كقوله من قصيدة يمدح بها جودت باشا: # العلم بعض صفاته والفضل بع # ض خلاله والحلم بعض خصاله # والجود من أسمائه والسعد من # قرنائه واليمن من إقباله # ثم استصحب قرينته معه إلى أوروبا وزارا أكثر مدنها الشهيرة، وبعد ~~مدة قصد صاحب الترجمة بلاد البرتغال لقضاء حاجة كانت في نفس أحد ~~أصحابه من الأشراف كان توسل إليه في التماسها من ملك تلك الدولة، ~~فلما تشرف بمقابلة الملك أجاب الملك سؤله وبلغه مأموله وربح ~~جبرائيل من ذلك مالا جزيلا ، ومر في طريقه بإسبانيا وأحب أن ~~يتفقد آثار العرب في الأندلس وما كان لهم هناك من ضخامة الملك ~~واتساع الحضارة، ثم عاد إلى مرسيليا حيث أصيبت قرينته بمرض عضال ~~فماتت مأسوفا على شبابها، فرثاها رثاء مؤثرا بقوله: # لي حالة يكتمها تجلدي # إظهارها يصدع قلب الجلمد # قد شرد الغم جناني بالأسى # وقيد الهم لساني ويدي # فباطن تبكي له أحبتي # وظاهر تضحك منه حسدي # وما جرى نفى الكرى وفي الورى # بعد الذرى عدت أرى في الوبد # من محنتي وفكرتي ولوعتي # تجلدي تسهدي تنهدي # وهمتي تأبى الخمول فترى ال # جد مقيمي والقضاء مقعدي # على شبابي والبلاد والغنى # وا حسرتى وا حزني وا كمدي # ولما لم يطق الإقامة في المدينة المذكورة بعد هذا المصاب سار إلى ~~باريس ومنها إلى بلاد الجزائر ms338 في المغرب الأوسط ومنها إلى بلجيكا، ~~ثم رجع فألقى عصا التسيار في باريس وهناك انتدبه سنة 1877 وزير ~~المعارف لتحرير جريدة «الصدى» العربية التي كانت تصدر فيها بأمر ~~الحكومة الفرنسية، وكان يترجم بين سفراء الحكومات العربية الذين ~~كانوا يقصدون باريس كوزراء مراكش وتونس وزنجبار وبين وزراء فرنسا ~~وغيرهم من أشراف العاصمة. وبين أولئك الوزراء نذكر خير الدين باشا ~~وزير باي تونس فإنه اتخذ صاحب الترجمة نديما له وجعله أمين سره ~~وكلفه ترجمة رسالات عديدة سياسية من اللسان العربي إلى الفرنسي ~~وتهذيب بعض الرسائل التي كان يكتبها الوزير بالعربية، وقد توثقت ~~عرى المودة بينهما فلم يكن يستغني عنه يوما حتى إنه استصحبه معه ~~إلى حمامات فيشي حيثما كان يذهب في صيف كل عام أكثر رجال السياسة ~~من سائر الممالك للمذاكرة في المهمات متسترين ببراقع الاستحمام. ~~ومن غرر أشعاره الموشح الذي مدح به خير الدين باشا ومطلعه: # ساعد الحظ بذا اليوم السعيد # طالع ميمون # فغدا عود اللقا أبهج عيد # صفوه مضمون # جرد البرق على عنق الغمام # صارما بتار # فانبرى يفتك في جيش الظلام # آخذا بالثار # وهفا خفقا كقلب المستهام # إثر ركب ثار # ولما انتدب خير الدين باشا سنة 1879 لمنصب الصدارة العظمى كتب ~~إلى جبرائيل يستدعيه إلى القسطنطينية، فلبى هذا الأمر الصدر ~~الأعظم وكان يأكل على مائدته ويملي على سمعه درر مفاكهته، وكلفه ~~الصدر المشار إليه إنشاء جريدة «السلام» وكان خير الدين باشا ينشر ~~بها آراءه السياسية وأفكاره في طرق إصلاح السلطنة، ثم ألغيت ~~الجريدة وكان صاحب الترجمة قد نال شهرة بعيدة لدى أعاظم رجال ~~الدولة العثمانية. # وبعد استقالة خير الدين باشا من منصب الصدارة وردت الرسائل على ~~الدلال من رئيس المكتب الملكي في فينا عاصمة النمسا يطلب بها إليه ~~أن يكون أستاذا أول في المكتب المذكور، فرحل إليها سنة 1882 حيثما ~~لبث سنتين، وألف لتلامذته رسالة في الهمزة وأحكامها، ورسالة ~~ثانية في قواعد اللغة العربية تقرب منالها على الطالبين من الفرنج. ~~وكان يراسل في أسفاره أهم جرائد ذلك العصر كصحيفة «الجوائب» في ~~الآستانة و ms339«الجنان» في بيروت و«الأهرام» في الإسكندرية و«مرآة ~~الأحوال» في لندن، وفي تلك الأثناء اقترح عليه السيد موسى المفضل ~~وزير مراكش أن يمدح سلطانها مولاي حسن فنظم قصيدة من غرر القصائد ~~حازت حسن القبول، ولما وافى باريس ناصر الدين شاه إيران طلب سفيره ~~حينذاك يعقوب خان إلى جبرائيل دلال أن يمدح جلالته، فنظم قصيدة ~~شائقة مطلعها: # يا أيها الملك المظفر # ذو البطش والليث الغضنفر # يا ناصر الدين الذي # في الملك قام مقام حيدر # وفي صيف سنة 1884 عاد إلى حلب بعد أن طال رحيله عنها نحو سبعة ~~عشر عاما وقد طبقت شهرته الآفاق، واشرأبت لرؤيته الأعناق، فأقام ~~في منزله مجلسا للآداب، جمع فيه شتيت ذوي الألباب، لم تر مثله ~~الشهباء منذ قديم الزمان، غير أن بعض الحساد افتروا عليه قولا ~~زورا وفعلا يعلو هذا الصحافي عنه علوا كبيرا، فعكروا صفاء ~~أيامه وسئمت نفسه الإقامة في وطنه مع شدة تعلقه به؛ فرحل عنه ولسان ~~حالة ينشد مع الشاعر: # سيذكرني قومي إذا جد جدهم # وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر # وأم مدينة بيروت فلقي من حفاوة علمائها به ما أنساه شيئا من ~~الأكدار التي صادفها في آخر أيام إقامته بحلب، ثم قصد القسطنطينية ~~وحل ضيفا على صديقه منيف باشا وزير المعارف الذي أعاده إلى ~~الشهباء وعينه بوظيفة أمين خزانة مجلس المعارف في مركز ولايتها، ~~وأضاف إليه منصب أستاذ أول للغة الفرنسية في المكتب الإعدادي في ~~المدينة المذكورة، وقال له حينئذ هذا الوزير: «إن هذا دون ما يليق ~~بفضلك ووجاهتك ولكن قدر الله فستنال بعده ما يشرح صدور أهل ~~الفضل.» # فقام الدلال بخدمة ذلك المنصب بكل أمانة إلى أن اتهم بتأليف وطبع ~~قصيدة «العرش والهيكل» المشهورة التي لم ترق في عيون الحكام ~~المستبدين في العهد الحميدي، فعزل من منصبه وألقي في السجن مدة ~~سنتين حتى فاجأته المنية في صبح الرابع والعشرين من كانون الأول ~~1899 عن ستة وخمسين عاما قضاها في الأسفار وخدمة العلم، فتقاطر ~~آله وأصحابه ونقلوه إلى منزله ثم دفن بين ذرف العبرات ms340 وتردد ~~الحسرات، وقد نظم قسطاكي بك حمصي هذه الأبيات لتنقش على ~~ضريحه: # ها هنا اليوم ثوى بدر النهى # بعدما كان ينير الخافقين # ها هنا قد ألحدوا بحر الحجا # فيلسوف القطر نظام اللجين # ذاك جبرائيل دلال الذي # فضله قد ضاء مثل الفرقدين # يا أولي الفضل الثموا هذا الثرى # واندبوه أثرا من بعد عين # عيسى إسكندر المعلوف # مؤسس مجلة «الآثار» ومنشئ جريدة «الشرقية» وصحيفة ~~«المهذب» في زحلة ومحرر جريدة ~~«لبنان» في بعبدا ومجلة «النعمة» وصحيفة «العصر الجديد» في دمشق ~~وناشر المقالات المختلفة المواضيع في أكثر من ثلاثين جريدة ومجلة ~~عربية في سوريا ومصر وأميركا. # إن رسمي سر جسمي # وفعالي سر نفسي # بفعالي وصف حالي # وبرسمي ذكر رمسي ~~*** # هو عيسى بن إسكندر ابن الخوري إبراهيم بن عيسى ~~بن شبلي أبي هاشم المعلوف، ولد في قرية «كفر عقاب» اللبنانية في ~~11 نيسان سنة 1869 فتلقى مبادئ العلوم في مدرسة قريته الإنجيلية، ~~وفي أواخر سنة 1884 مسيحية دخل مدرسة الشوير العالية الإنجيلية في ~~لبنان ودرس الإنكليزية والعلوم على رئيسها الدكتور وليم كرسلو ~~الإسكتلندي وتخرج بالعربية، ثم ترك المدرسة لداع في أسرته ودرس ~~على نفسه، ثم درس في مدرسة الآباء اليسوعيين في قريته وولع ~~بالمطالعة واقتناء الكتب، وفي 5 كانون الأول سنة 1890 عين ~~محررا لجريدة «لبنان» التي أنشأها نسيبه إبراهيم الأسود وكاتبا ~~لإدارتها أيضا في بعبدا ومصححا لمطبوعاتها، وكتب فيها مقالات ~~عمرانية وأدبية ولا سيما في الزراعة والصناعة والتجارة والاقتصاد ~~والأوضاع العربية، وتولى تصحيح كتاب «البصائر النصيرية» في المنطق ~~بمشاركة جرجس صفا بالمقابلة على نسخة قديمة، ولم يتم من هذا ~~الكتاب إلا نحو نصفه لقفل المطبعة والجريدة في أول عهد نعوم باشا ~~متصرف لبنان بعد أن ظهر من الجريدة 86 عددا. # فعاد إلى مسقط رأسه واشتغل في التصنيف فوضع كتاب «لطائف السمر ~~في لبنان والقرن التاسع عشر» وهو يبحث في شئون لبنان وحكوماته ~~وعادات سكانه وخرافاتهم وآدابهم إلخ، ولا يزال مخطوطا، وكذلك بدأ ~~بوضع كتابه «دواني القطوف» في تاريخ أسرة المعلوف والأسر الشرقية ~~وهو الذي طبعه بعد ذلك، ووضع كتاب «الإغراب ms341 في الإعراب» ولا يزال ~~مخطوطا، وسنة 1893 طلب لتدريس آداب العربية والعلوم العالية ~~والإنكليزية في «مدرسة كفتين» الأرثوذكسية في لبنان قرب مدينة ~~طرابلس الشام، فدرس فيها بضع سنوات وتخرج عليه كثير من الأدباء ~~والكتبة والشعراء، ونظم فيها ثلاث روايات تمثيلية هي: «مقتل بطرس ~~الأكبر لولده ألكسيس» و«جزاء المعروف» و«ذبح إبراهيم لولده إسحاق» ~~وهي مخطوطة، ووضع في تلك المدرسة بعض مؤلفات مثل: «الكتابة» التي ~~طبع منها الجزء الأول، ورسالة «الشعر والعصر» المطبوعة أيضا، ~~و«شحذ القريحة في المقطعات البليغة الفصيحة» وهو في الشعر والشاعر ~~والفنون الشعرية ومنتخبات الأشعار مرتبة على أسلوب جديد يقع في ~~1600 صفحة، و«تحفة المكاتب للمعرب والكاتب» وهي في الأوضاع ~~اللغوية والمعربات، و«المشجرات» وهي تقسيم العلوم العربية لتسهيل ~~تعلمها على طريقة «السينوبتيك» الفرنجية، وهذه الكتب الثلاثة لم ~~تطبع، ثم عاد إلى تحرير جريدة «لبنان» بعد استئناف نشرها، وإذ ذاك ~~تزوج السيدة عفيفة كريمة إبراهيم باشا معلوف من زحلة، وجاء زحلة ~~مستقدما لتدريس الحلقات العليا في «الكلية الشرقية» المنشأة إذ ~~ذاك عام 1898 فدرس فيها آداب العربية والرياضيات والإنكليزية بضع ~~عشرة سنة، على أنه غادرها سنة واحدة انتدب فيها سنة 1908 لإدارة ~~المدارس الأرثوذكسية في دمشق، فاستقدمته «الكلية الشرقية» إليها في ~~السنة التالية ولا يزال فيها مدرسا إلى الآن. ولما كان في دمشق ~~حرر جريدة «العصر الجديد» ثم مجلة «النعمة» البطريركية التي رتبها ~~وأنشأ مقالاتها التاريخية والعلمية، منها «تاريخ الصحافة» الذي ~~أشرنا إليه في [التوطئة - الفصل الثاني: تعريف الصحافة من أقوال ~~مشاهير الملوك والكتاب والصحافيين]. # ولما كان في «الكلية الشرقية» أنشأ في أول تشرين الأول سنة 1901 ~~جريدة «المهذب» لطلبة البيان فطبعها على الهلام (الجلاتين) ثم نيل ~~امتيازها وتولى تحريرها مدة وهي الآن بيد الخوري بولس كفوري، وأنشأ ~~سنة 1909 جريدة «الشرقية» على الهلام أيضا لتلاميذه، وكان في 6 ~~آذار سنة 1903 قد أنشأ في تلك المدرسة «جمعية النهضة العلمية» ~~وترأسها، وهي إلى الآن للتمرين على الخطابة والمباحث ~~الأدبية. # ولقد تخرج على يده معظم ناشئة زحلة ولبنان الجديدة وهم من ~~الأدباء والصحافيين في ms342 الوطن والمهجر، وفي شهر تموز سنة 1911 أنشأ ~~مجلة «الآثار» الشهيرة، وهي متحف لأقلام كبار الكتاب في سوريا ~~والعراق ومصر، وكان أول ما نشر فيها صورة الأمير فخر الدين الثاني ~~المعني وترجمته المطولة عن مخطوطات نادرة أهمها تاريخ «الخالدي» ~~و«ذيل الكواكب» للنجم الغزي ونحوهما، ونشرت له مقالات كثيرة ~~وقصائد في أهم المجلات والجرائد في سورية ومصر والمهجر كالبيان ~~والضياء والمقتطف والهلال والمشرق والشمس والرئيس والمقتبس والطبيب ~~والإنسانية والصفاء والنور والحقيقة وفتاة الشرق والسمير والزهور ~~والكوثر والاقتصاد والحسناء وكوكب البرية والنعمة ولسان الحال ~~والأحوال ولبنان والمنار والمحبة والعصر الجديد والبرق وحمص ~~والأيام والبرازيل والأفكار والمحيط والشهاب والرائد المصري ~~والطرائف وزحلة الفتاة والمهذب وأشباهها، وبعضها يدفع له راتبا ~~خاصا لقاء مقالاته. # ومما نشره مؤخرا من مؤلفاته «تاريخ زحلة» و«خطاب الأخلاق مجموع ~~عادات» و«الأم والمدرسة»، ومما لا يزال مخطوطا منها «أسرار ~~البيان» و«مغاوص الدرر في أدباء القرن التاسع عشر» و«الأخبار ~~المروية في الأسر الشرقية» في بضعة مجلدات و«قطوف الفوائد من رياض ~~الجرائد» في بضعة عشر مجلدا و«الطرف الأدبية في تاريخ اللغة ~~العربية» و«العصريات»، وديوانه الذي سماه «بنات الأفكار» وفيه أكثر ~~من عشرة آلاف بيت في المواضيع الحديثة مثل قوله في الجرائد: # إذا فاح طيب من رياض الفوائد # فناشر رياه نسيم الجرائد # هي العلة الأولى لرفع مواطن # هي الغاية الجلى لشهم مجاهد # تهذب أخلاقا ترقي مواطنا # تعزز آدابا بأفضل عائد # فتاريخنا اليومي فيها مسطر # سيبقى بقاء النقش فوق الجلامد # رعى الله آثار الصحافة إنها # منار الهدى يبدو كقطب لراصد # وسقيا لكتاب تجارى يراعهم # بميدان طرس كالجواد المطارد # أسالوا على القرطاس ماء دماغهم # بذهن زكي زنده غير صالد # إذا صنع اليوبيل يوما لفاضل # فللكاتب النحرير من دون جاحد # وإن نصب التمثال تذكار همة # فللقلم السيال قيد الأوابد # ومن شعره العلمي قوله: # ماذا أؤمل في حياتي مرتجى # من صاحب مهما استقمت تعرجا # عجبي لما في طبعه فكأنه # ماء وليس يسير إلا أعوجا # ومن حكمه قوله: # كل شيء تقتنيه في ms343 الورى # عندما تعطيه بعض الهمم # إنما العلم إذا أعطيته ال # كل يعطي البعض فابذل تغنم # وقوله: # دع عنك ما قد جنت الكبريا # من ثمر الشر الذميم الوخيم # فالكبرياء زهرة قد نمت # في حقل شيطان الشرور الرجيم # ومن تعريبه قوله عاقدا حكمة شكسبير كبير شعراء الإنكليز: # كم نرى الخمرة داء # يورد المرء رداه # إنها في فيه لص # سارق منه نهاه # وقال معربا لشاعر إفرنسي: # إن بيتا ليس فيه # ولد يولي المسرة # قفص لا طير فيه # وجنان دون زهرة # ومن تواريخه الشعرية قوله يؤرخ مجلة «البيان» اليازجية سنة 1897 ~~مضمنا شطر التاريخ من قول أبي القاسم الخلوف: # هذي مجلة من بوافر علمه # ضرب البيان موارد الأمثال # علامة العصر الرفيع مقامه اب # ن اليازجي محطة الآمال # في عهد عباس الأمير بمصره # قد نال إبراهيم أوج معالي # والعصر بالتاريخ جل وقد محا # فلق البيان غياهب الأشكال # إلى غير ذلك من القصائد العصرية والمعربات الكثيرة من أشهر قصائد ~~شعراء الفرنج على اختلافهم ولا سيما الشعر التاريخي، فإنه أكثر منه ~~كما قال نسيبه قيصر بك المعلوف من قصيدة في مدحه: # جعلت منه سنا التاريخ منبثقا # وكان قدما سناه خير منبثق # أما أخلاقه ومزاياه فإنه حاد المزاج والذهن، كثير الجلد على ~~الكتابة والمطالعة لا يكاد يمل. وقد صرف نحو ثلاثين سنة في ~~العمل العقلي الدائم وهو متمتع بصحته كأنه في مقتبل الشباب. وهو ~~طيب القلب لا تنحني ضلوعه على ضغينة، ولا يدخل قلبه حب انتقام، ~~متساهل في آرائه على غير تردد ولا تسرع. فكير في العواقب، ~~ولوع في التاريخ، ولا سيما تاريخ الأسر الشرقية. جيد الحافظة، ~~كاتب شاعر خطيب، يرتجل الكلام متى أراد بلا لكنة ولا تحبس. ~~اقتنى مكتبة مهمة قلما توجد عند الأفراد، بينها كثير من ~~المخطوطات القديمة والرسائل والأوراق التاريخية والأدبية. ولديه ~~كثير من مخطوطات يده وتعاليقه لا يكاد يصدق من يراها أنها نسج ~~قلمه. وهو يدرس في «الكلية الشرقية» خمس ساعات كل يوم لحلقاتها ~~العليا، وينشئ مجلة «الآثار» ويديرها بيده، ويكتب في مجلة ~~«النعمة» وغيرها ms344. ويستنسخ الكتب ويعرب المقالات توسعا في ~~مباحثه، فضلا عن اشتغاله بكتاب تاريخ «الأسر الشرقية» المتواصل، ~~مما يدل على اجتهاده وجلده. # القس توما أيوب # القس توما أيوب؛ مراسل جريدة «البشير» البيروتية ~~من حلب مدة 25 سنة. ~~*** # هو باسيل بن توما بن جرجس أيوب، ولد في أوائل ~~شهر آذار سنة 1861 في مدينة حلب، ولما ترعرع اختاره السيد أغناطيوس ~~جرجس الخامس بطريرك السريان الأنطاكي من بين الرفاق وأرسله إلى ~~مدرسة الشرفة بلبنان فقرأ فيها اللغات السريانية والعربية ~~الإيطالية، ثم رحل عنها إلى مدرسة الآباء اليسوعيين ببيروت، وهناك ~~كان يدرس اللغة العربية ويدرس الفرنسوية واللاتينية واليونانية ~~والبيان والخطابة والمنطق والفلسفة. ثم عاد إلى مدرسة الشرفة فقرأ ~~فيها اللاهوت النظري والأدبي، وتخرج في الطقوس البيعية إلى أن ~~جاء إلى حلب، فرقاه فيها البطريرك المشار إليه إلى الدرجة ~~الدياقونية ثم إلى درجة الكهنوت؛ وذلك في 2 شباط سنة 1885، وجلاه ~~باسم توما على اسم أبيه. # ومنذ أول نشأته الكهنوتية صرف معظم همه واجتهاده إلى تهذيب ~~الشبيبة وتربيتها وإيقاظ الآداب فيها من غفلتها. وقد أنفق 27 سنة ~~في خدمة العلم والتعليم في أهم معاهد الشهباء العلمية. وكانت ~~المدارس تتنافس في الحصول عليه والسعيدة من كان فيها أستاذا؛ لأنه ~~كان لغويا مدققا واقفا على أعمق أسرار البلاغة، ضاما ~~لشتات آداب العرب. وقد عرف بتسهيل وعورة مسالك الدروس وإدناء ~~مجانيها من أفهام الطلبة مهما عاصت. ولا يكاد يرى بين أدباء ~~الشهباء من ابن خمس وأربعين سنة فما دون من لم يقرأ شيئا عليه ~~ويلتقط من جواهر فيه. وكأنك ببيته سوق عكاظ يختلف إليه أبناء ~~الأدب ليعرضوا عليه مقالات نثرهم وقصائد شعرهم. وكان يستقبلهم بما ~~عهد به من طلاقة المحيا والبشاشة والإيناس. # وقد أسس ناديا سماه «نادي الأدب» ضم فيه من شبان الشهباء من ~~يميل إلى البحث عن بلاغة العرب وأسرارها. وكان يشغلهم بإلقاء الخطب ~~ودرس العلوم عن الملاهي المحرمة والملاعب الشائنة للآداب. وقد ~~كان همه الأكبر في جمع الكتب المفيدة حتى أصبح عنده مكتبة عامرة ~~جمعت من كل صنف، وكانت مفتوحة الأبواب لكل ms345 مطالع ومستعير. وبذلك ~~كان يقي آداب الشبيبة من الفساد بقراءتهم سواها من كتب العهر ~~والكفر. # ولما بلغ السنة الخامسة والعشرين للكهنوت، وهي سنة 1909 استفزت ~~الحمية والمحبة ومعرفة الجميل تلامذته الشبان فأقاموا له يوبيلا ~~شائقا كان كعيد وطني لجميع سكان الشهباء، أقبل عليه فيه المهنئون ~~بتقادمهم وخطبهم وقصائدهم ودعواتهم الخيرية وبرهنوا بذلك على ~~تعلقهم به وتقديرهم قدر فضله. # هكذا قضى حياته بين الطروس والمحابر والدروس والمنابر حتى اعتراه ~~مرض طويل المدة قاسى منه مر العذاب صابرا متجلدا، واستأثرت به ~~رحمة الله عصر يوم الخميس الواقع في 5 تشرين الأول 1911 وسير ~~بجنازته صباح يوم الجمعة في غاية التهيب والاحترام، وقد تقدم نعشه ~~مطران السريان ولفيف كهنة الطوائف وتلامذة مدارسها للذكور والإناث، ~~وكانت موسيقى مدرسة الروم الكاثوليك تعزف بأنغامها الشجية قياما ~~بجميل الفقيد؛ لأنه تولى التدريس فيها سنين طويلة، وكان الأسف عليه ~~شديدا عاما؛ لأن الشهباء فقدت بموته إماما وحجة في اللغة ~~العربية يرجع في حل معضلات المشاكل إلى رأيه، وخدم الصحافة مدة ~~ربع قرن كامل بصفة مراسل من حلب لجريدة «البشير» البيروتية فكان ~~يتحفها بالأخبار الصادقة والمقالات الأدبية، ونشر على صفحات مجلة ~~«المشرق» وغيرها من الصحف نبذا مفيدة. # وخلف آثارا علمية كثيرة نقتصر منها على ما يأتي: كتاب «شبكة ~~بطرس» يتضمن نحو مائة وخمسين موعظة زاجرة لا تزال قيد خطه، وله ~~ديوان شعر رقيق عنوانه «عرف الصبا» في نحو مائة صفحة، وكتاب «موارد ~~السلوان لمتناولي القربان» وكتاب «تحقيق الأمنية في عبادة ~~الوردية»، وكان له الباع الطويل في الترجمة والتصرف في العبارات ~~الفرنجية فيفرغها في قوالب عربية لا يشتم منها القارئ شيئا من ~~رائحة الأصل، من ذلك رواية «فابيولا» أو «بيعة الدياميس» المطبوعة ~~في مطبعة الآباء الفرنسيسيين في أورشليم وهي بقلم الكردينال نقولا ~~وسمن، وقد راجعها بعد ذلك على الأصل الإنكليزي وأضاف إلى حسنها ~~رونقا وطلاوة، ومن الروايات المترجمة بقلمه أيضا: «خالدة» أو ~~بيعة قرطجنة، و«شهيد الجلجلة» أو مجموع تقاليد شرقية عن حياة السيد ~~المسيح وموته، ومنها «قرة العين في رواية إلى أين ms346»، ورواية ~~«الكفارة» أو ماجريات أوائل القرن الرابع، ورواية «غد الطوقان» ~~يحوي حكاية أحوال الأعصر الأولى في بابل ومصر، وله نحو ستين رواية ~~تمثيلية بعضها من تأليفه وبعضها مترجم بقلمه وقد جرى تمثيل أكثرها ~~في المدارس أو الجمعيات الخيرية وأنفق ريعها في سبيل البر، فكان في ~~حين واحد يهذب أخلاق الجمهور بالحكم السنية ويجبر كسر البؤساء ~~بأرباحها المادية، ثم جمع الأمثال الجارية على ألسنة القوم في وطنه ~~وطبعها بعنوان «المنتخب في أمثال حلب»، وله غير ذلك من الرسائل ~~والفكاهات والمطارحات الأدبية والآثار الجليلة التي تخلد ذكره ~~الحسن بين علماء عصره. # مريانا مراش # أول سيدة عربية كتبت في الصحف السيارة. ~~*** # نختتم هذا الباب بترجمة أول سيدة سورية أنشأت ~~مقالة في مجلة أو جريدة، فمريانا مراش هي الكاتبة الأولى التي نشرت ~~أفكارها في الصحف العربية على ما نعلم، فحري بتاريخ الصحافة أن ~~يدون سيرتها وأن يسبق سير الصحافيات بها، لا سيما؛ لأنها إحدى ~~شهيرات شاعراتنا ومن بواكيرهن في القرن التاسع عشر، وكلما تذكرنا ~~وردة الترك ووردة اليازجي تذكرنا مريانا مراش. # ولدت مريانا في حلب في شهر آب سنة 1848 وترعرعت في أحضان ~~والدين كريمين ترضع لبان الأدب وتتغذى ثمار العلم، فنشأت أديبة ~~عالمة تجيد الإنشاء وتحسن الشعر ، وكان أبوها فتح الله بن نصر الله ~~بن بطرس مراش رجلا فاضلا عني بالمطالعة واقتناء الكتب، وجمع ~~مكتبة نفيسة ورغب في الكتابة وتمرن عليها وله كتابات عديدة مختلفة ~~المواضيع لم تطبع، وكانت أمها ذكية عاقلة من آل أنطاكي نسيبة ~~مطران حلب يومئذ ديمتريوس أنطاكي وكلتا الأسرتين معروفتان ~~بالوجاهة وجليل الصفات، وأخواها فرنسيس وعبد الله مشهوران في عالم ~~الأدب؛ كان الأول شاعرا متفننا ومنشئا مجيدا، درس الطب في وطنه ~~على طبيب إنكليزي وقصد باريز لينهي دروسه فيها، ومن آثاره الأدبية ~~المطبوعة نثرا ونظما: «غابة الحق» و«مشهد الأحوال» و«مرآة ~~الحسناء» و«رحلة باريز» و«شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة» ~~و«تعزية المكروب وراحة المتعوب» و«المرآة الصفية في المبادئ ~~الطبيعية» و«الكنوز الفنية في الرموز الميمونية ms347»؛ وكان الثاني ~~كاتبا لوذعيا عاش في إنكلترا وفرنسا يتعاطى التجارة، ومن ~~مؤلفاته رسالة في التربية بالغة حدها من التدقيق نشرها في مجلة ~~«البيان» للشيخ إبراهيم اليازجي؛ وغير ذلك من الآثار الصحافية ~~والعلمية. # فتربت مريانا في هذا البيت الكريم على مهاد الذكاء والمعرفة، ~~وإذا اقتضت أشغال والدها أن يكثر في أثناء حداثتها التغيب عن بيته ~~والسفر إلى أوروبا قامت والدتها بتربيتها قياما حسنا لم يكن يرجى ~~من كثيرات من أمهات تلك الأيام، وكان من الفتاة أن دخلت المدرسة ~~المارونية في الخامسة من عمرها، وانتقلت بعد ذلك إلى المدرسة ~~الإنجيلية التي أنشأها الدكتوران أدي وورتبات فدرست فيهما مبادئ ~~اللغة العربية والحساب وبعض العلوم، وفي الخامسة عشرة أخذ أبوها ~~يعلمها الصرف والنحو ثم العروض، وعلمها بعض لغة الفرنسيس التي ~~أحسنتها فيما بعد على بعض المعلمين، ودرست فن الموسيقى وأتقنته ~~جيدا دون أستاذ. # فتفردت في حلب وامتازت على أترابها فنظر الناس إليها بغير ~~العين التي ينظرون بها إلى غيرها، وتهافت الشبان على طلب يدها ~~فرضيت منهم زوجا لها حبيب غضبان، ورزقا ولدا وابنتين: جبرائيل ~~وليا وأسما. بدأت بالكتابة والشعر في صباها وأول مقالة رأيناها ~~لها «شامة الجنان» نشرتها في مجلة «الجنان» في الجزء الخامس عشر ~~لعامها الأول سنة 1870 وصدرتها بهذين البيتين لشاعر ~~قديم: # بنفسي الخيال الزائري بعد هجعة # وقولته لي بعدنا الغمض تطعم # سلام فلولا البخل والجبن عنده # لقلت أبو حفص علينا المسلم # وعارضته باستحسان قومه صفتي الجبن والبخل بالنساء، ودعت قومها ~~إلى بدلهما بالحرص والشجاعة مميزة بين الاقتحام والجرأة، وانتقدت ~~بمقالاتها هذه عادات معاصراتها وحضتهن على التزين بالعلم ~~والتحلي بالأدب، ثم كتبت في العام التالي للجنان مقالة «جنون ~~القلم» تشكو فيها حال انحطاط الكتاب وتحرض على تحسين الإنشاء ~~وترقية المواضيع والتفنن بها، وتدعو بنات جنسها إلى الشروع في ~~الكتابة وترغبهن فيها، ومن مقالاتها في هذه المجلة «الربيع» ~~وموضوعها التربية نشرتها في المجلد السابع سنة 1876 وكلها فوائد ~~غرر، ونشرت بعض مقالات على صفحات الجرائد كلسان الحال ~~وغيره. # ونظمت قصائد عديدة في الغزل والمدح والرثاء ms348 وعدة أغاني على ~~أنغام مختلفة جمعت منها ديوانا صغيرا نشرته برخصة رسمية من ~~نظارة المعارف بعنوان «بنت فكر» مطبوعا سنة 1893 في المطبعة ~~الأدبية هنا، وقد هنأت بشعرها السلطان عبد الحميد عندما صار ~~سلطانا وعايدته في أحد أعياد جلوسه وهنأت أمه بقصيدة، ومدحت ~~توفيق الأول خديو مصر، وجميل باشا وأمين باشا والي حلب، وأيوانوف ~~قنصل روسيا فيها، ورثت أخاها فرنسيس وكثيرا من صديقاتها، من ذلك ~~قولها لأم السلطان: # كما رعيت صباه خوف نائبة # قد صار يرعى زمام الملك للأمم # ومن منظوماتها ما يأتي في مدح خديو مصر: # زهور الروض تبسم عن ثغور # زهت فحكت عقودا من جمان # نداها يبهج الأرواح رشفا # به ماء الحياة لكل دان # إذا هب النسيم على رباها # تعطرت المعاهد والمغاني # رعاه الله من روض أرانا # من الأغصان قامات الحسان # وحورا إن سفرن وملن عجبا # سلبن عقول أرباب المعاني # وقد قامت طيور الأنس تشدو # بألحان أرق من المثاني # هنا جنات بشر قد تراءت # لدى الأبصار في شبه الجنان # ومنها في مدح جميل باشا والي حلب: # أفديه لا أفدي سواه جميلا # أولى المحب تعطفا وجميلا # بدر عنت دول الجمال لحسنه # فأبى لذا تمثاله التمثيلا # فإذا تجلى فوق عرش كماله # تجثو له زهر النجوم مثولا # وإذا توارى في حجاب سنائه # لا تبلغ الجوزا إليه وصولا # كملت محاسنه فبالإشراق وال # أنوار صار عن الشموس بديلا # ومنها في مدح أيوانوف قنصل روسيا: # بزغت شموس السعد بالشهباء # فجلت لياليها من الظلماء # قشعت غيوم الضيم عنها فانجلت # كعروسة تزري ببدر سماء # وغدت بها السكان تمرح بالهنا # وتجر ذيل مسرة وصفاء # تتمايل الغادات مائسة بها # كتمايل النشوان بالصهباء # من كل غانية زهت بجمالها # ودلالها كالروضة الغناء # ماست كغصن فوقه بدر له # مرأى الثريا في بديع بهاء # بحواجب مقرونة قد أوترت # قوسا ترن بها سهام فنائي # إن كلمت صبا بنبل لحاظها # كان الشفاء له بعذب الماء # حتى ترد إليه ذاهب روحه # فيعود معدودا من الأحياء # وقالت أيضا مشطرة بعض أبيات من نظمها: # للعاشقين بأحكام الغرام رضا ms349 # يمسون صرعى به لم يؤنفوا المرضا # لا يسمعون لعذل العاذلين لهم # فلا تكن يا فتى للجهل معترضا # روحي الفداء لأحبابي وإن نقضوا # ذاك الذمام وقد ظنوا الهوى عرضا # جاروا وما عدلوا في الحب إذ تركوا # عهد الوفي الذي للعهد ما نقضا # قف واستمع سيرة الصب الذي فتلوا # وكان يزعم أن الموت قد فرضا # أصابه سهم لحظ لم يبال به # فمات في حبهم لم يبلغ الغرضا # رأى فحب فرام الوصل فامتنعوا # فما ابتغى بدلا منهم ولا عوضا # تقطع القلب منه بانتظار عسى # فسام صبرا فأعيا نيله فقضى # وقالت ترثي صبية توفيت محترقة بالبترول: # عفافة نفس مع بديع محاسن # ورقة أعطاف فلله كم تسبي # لقد جمعت ضدين في حد ذاتها # ففي اللحظ إيجاب يشير إلى السلب # وقالت وقد اقترح عليها ذلك: # بذكر المعاني هام قلبي صبابة # فيا نور عيني هل أكون على القرب # عسى الشمس من مرآك للعين ينجلي # فتنقل للأبصار ما حل بالقلب # ولها أيضا: # ذو العقل يسمو بالحجا ويسود # وبحسن رأي يمدح الصنديد # إن الفتى المقدام من يوم الوغى # خاض المعامع والعداة شهود # والندب من نال الفخار وزانه # بالجد آباء له وجدود # ومن منظوماتها الحكمية قولها: # شرف الفتى عقل له يسمو على # كل الورى فينال غايات المنى # وكذاك حسن الخلق فخر مسود # متسربل باللطف نعم المقتنى # والمرء إن شهدت له أفعاله # بالفضل والآداب يكتسب الثنا # ما كل من طلب الكرامة نالها # من رام صيد الظبي حل به العنا # ذو المال يذهب ذكره مع ماله # لكن ذكر الفاضلين بلا فنا # وقالت ترثي أخاها فرنسيس: # ما لي أرى أعين الأزهار قد ذبلت # ومال غصن صباها من ذرى الشجر # ما لي أرى الروض مكمودا وفي كرب # والماء في أنة والجو في كدر # ما لي أرى الورق تنعى وهي نادبة # فراق خل وتشكو لوعة الغير # نعم لقد سابق الأحياء أجمعها # وناب ذا اليوم مطروحا على العفر # من فقه الناس في علم وفي أدب # ونور الكل في شمس من الفكر # أبدى من الفضل ضوءا لا ms350 خبو له # والشمس شمس وإن غابت عن النظر # وإنه بحر علم لا قرار له # وقد حوى كل منظوم من الدرر # هذا الذي جابت الأقطار شهرته # قد صار مطرحا في أضيق الحفر # خنساء صخر بكته حينما نظرت # إليه ملقى بلا سمع ولا بصر # أقلام أهل النهى ترثيه وا أسفى # هل عاد من عودة يا مفرد البشر # مذ غاب شخصك هذا اليوم عن نظري # جادت عيوني بدمع سال كالمطر # فيا لدهر خئون لا ذمام له # قد راش سهما أصاب الفضل بالقدر # فحزن يعقوب لا يكفي لندبك يا # ندبا تفرد بالأجيال والعصر # ويلاه من حزن قلب نال غايته # مذ واصل القلب في غم مدى العمر # في لجة الحزن نفسي ضاق مسكنها # من ذا يسلي فؤادي قل مصطبري # واشتهرت مريانا بلطفها وخفة روحها وبحسن صوتها وجمال مغناها، وقد ~~جعلت بيتها ناديا لأهل الفضل تجول معهم في مضامير العلم والأدب. ~~سافرت مرة إلى أوروبا واطلعت على أخلاق الأوروبيين وعاداتهم عن قرب ~~فاستفادت منهم كثيرا، ثم عادت إلى وطنها تبث بين بنات جنسها روح ~~التمدن الحديث والأخلاق الصحيحة، وهي اليوم مريضة في حلب تلازم ~~بيتها وحالتها يرثى لها، وقد وصفها مرة جبرائيل دلال بقصيدة جاوب ~~بها من بيروت ابن أخته قسطاكي بك حمصي على قصيدة أرسلها إليه من ~~بيت مريانا في حلب قال منها: # ولا أشتهي سواكم ولا أر # غب فيها من بعد تلك ~~الوقائع # غير قرب الفريدة اللطف ذات ال # صوت والحسن والذكا ~~والبدائع # ربة الفضل والفضائل مريا # نا التي ذكرها يسر ~~المسامع # والتي زانها الكمال إذا زا # ن سواها الحلى وسدل ~~البراقع # جرجي نقولا باز # | صحافة أوروبا # الباب الأول # | يشتمل على أخبار كل الصحف العربية ~~في أوروبا في الحقبة الثانية # 1870-1892 # الفصل الأول: وصف أحوال الصحافة الأوروبية بوجه ~~الإجمال # كان للصحافة العربية في أوروبا شأن محترم في هذه الحقبة ~~لا سيما بعد ارتقاء عبد الحميد الثاني إلى عرش الدولة ~~العثمانية، فإن هذا السلطان المشهور بمظالمه بث العيون ~~على الصحافيين الأحرار، وأراد أن يجعلها آلة صماء ms351 لتنفيذ ~~مآربه، فلاذوا بأوروبا حيث العدالة رافعة لواءها؛ ليكونوا ~~آمنين على حياتهم من شر هذا الطاغية الكبير، فعاشوا هناك ~~ونشروا جرائدهم ليحاربوا دولة الظلم ويخدموا وطنهم المحبوب ~~بالإخلاص ويمهدوا بحرية قلمهم للبلاد الشرقية سبيل ~~الارتقاء إلى أوج الحضارة، وإثباتا لذلك نورد فقرة نشرها ~~الأخ أنستاس ماري الكرملي صاحب مجلة «لغة العرب» البغدادية ~~على صفحات مجلة «المسرة» اللبنانية في مقالة عنوانها ~~«الصحافة في بغداد» ومنها تتضح حالة الصحافة العثمانية في ~~عهد الاستبداد وهي: # كانت الصحافة في بلاد الدولة العثمانية في عهد ~~الاستبداد منحطة غاية الانحطاط هاوية إلى أبعد ~~دركة من التسفل، بل كان الصحافي عبارة عن رجل ~~قد كم فمه، وعصبت عيناه، وغلت يداه وقيدت ~~رجلاه، ونزع قلبه وفلج دماغه، لا حراك له حتى لم ~~يبق له من البشرية إلا الصورة الظاهرة؛ لأنه ما ~~كان يصدر منه أو من قلمه ما يدل على أنه رجل حر ~~مفكر عامل لمنفعة أبناء جنسه، بل كل ما يدل على ~~أنه آلة عجماء بيد قوم من الظلمة الفجار، وبقيت ~~هذه الحالة ما ينيف على ثلاثة عقود من السنين حتى ~~قيض الله لهذه الأمة المهضومة الحقوق أناسا ذوي ~~همة علياء شماء ضربوا على أيدي أبناء الجور ~~والاستبداد، فافتر من ورائهم للحال ثغر صباح ~~الدستور، فأعلنت حرية المطبوعات، وتفتقت الألسنة ~~بآلاء الحمد والشكر، ولألأ جبين الحق بنور الإخاء، ~~وانقلبت الأمور إلى ما به خير العموم. # إن الأمور لها رب يدبرها # في الخلق ما بين تجميع ~~ومفترق # قد يفرج الضيق يوما بعد أزفته # ويكتسي الغصن بعد اليبس ~~بالورق # وكان معظم صحافيي العرب في أوروبا زهرة ~~الأدباء العثمانيين أو المصريين لذاك العهد، وأكثرهم من ~~المسيحيين المتخرجين في المدارس العالية أو المبرزين في ~~حلبة المعارف كالدكتور لويس صابونجي وخليل غانم وزرق الله ~~حسون وعبد الله مراش وجبرائيل دلال ويوسف باخوس وأديب ~~إسحاق وميخائيل عورا ونعمان بك الخوري ومنصور جاماتي ~~وسواهم، أما المسلمون فأشهرهم السيد جمال الدين الأفغاني ~~والشيخ محمد عبده المصري وإبراهيم المويلحي، ونذكر من ~~الإسرائيليين الشيخ يعقوب صنوع المعروف ms352 بأبي نظارة. # فأخذوا ينشرون الجرائد العديدة التي جابت مشارق الأرض ~~ومغاربها، بل لعبت دورا مهما في سياسة الشرق عموما، ~~وكانت تلك الصحف تتكلم عن الأحوال السياسية بلا محاباة ~~وترسل إلى القراء والمشتركين في تركيا بطريقة خفية حذرا ~~من جور المأمورين وجواسيس عبد الحميد، وقد انحصر ظهورها في ~~إنكلترا وفرنسا وإيطاليا، ومنها صحيفتان في جزيرة قبرص ~~وصحيفة صدرت في جزيرة مالطا وكانت تنشر بلغة سكان هذه ~~الجزيرة وهي مزيج من اللغة العربية العامية واللغة ~~الإيطالية وغيرهما، وكانت تلك الصحف تطبع غالبا على ~~الحجر لقلة العمال العارفين هناك بترتيب الحروف العربية في ~~ذاك العهد. وفي الفصول التابعة نتكلم عن هذه الجرائد ~~واحدة فواحدة لبيان مقصدها وكشف النقاب عن غايتها وغرض ~~أصحابها، وبلغ مجموعها اثنتين وثلاثين صحيفة، منها ثمان ~~في لندن وثماني عشرة في باريز وواحدة في «أنجه» بفرنسا ~~وواحدة في نابولي وواحدة في «غلياري» من أعمال جزيرة ~~سردينيا وواحدة في جزيرة مالطا واثنتان في قبرص. # الفصل الثاني: جرائد مدينة لندن ومجلاتها # آل سام # اسم لجريدة أسبوعية سياسية برزت عام 1872 لصاحبها ~~رزق الله حسون الذي كان يرتب حروفها بنفسه ويطبعها على ~~المكبس في بيته في قرية «وندسورث» بالقرب من لندن، وقد ~~اخترع هو تلك الحروف وحفرها بأنواع الخطوط المختلفة ~~التي تفوق بها وجهز بها مطبعته المعروفة بمطبعة «آل ~~سام»، وكان قصده في إصدار هذه الجريدة مبنيا على ~~أمرين كانا عنده من أهم الأمور وهما: أولا الاقتصاد ~~المالي، وثانيا التقبيح في دولة الأتراك التي كانت ~~تتلاعب بها أيدي السياسة الخرقاء؛ ولذلك أخذ يشوق ~~الشرقيين إلى محبة روسيا التي كان يتمنى لها الاستيلاء ~~على القسطنطينية، ولم يصدر من نشرة «آل سام» سوى ~~أعداد قليلة؛ لأن منشئها كان يقلد الفرزدق في الهجو ~~ويقدح قدحا مريعا بالأتراك ودولتهم. # مرآة الأحوال # جريدة أسبوعية سياسية أخلاقية ظهرت في 19 تشرين ~~الأول 1876 لصاحبها رزق الله حسون الذي نشرها لإظهار ~~الخلل السائد في تركيا، فكانت آية في الظرف وبلاغة ~~الإنشاء وجودة الكتابة، وطبعت على الحجر بخط صاحبها ~~المشار إليه، «وكان رزق الله ms353 حسون من رجال السياسة ~~يسعى مع الأحرار في إصلاح تركيا، وذلك ما ألجأه إلى ~~سكن لندن إلى آخر حياته.» # 1 # وقد جرى الاتفاق بينه وبين الدكتور لويس ~~صابونجي على أن ينشئ الأول مقالاتها الأدبية ويترجم ~~لها أهم الأخبار عن الصحف الإنكليزية، ويحرر الثاني ~~فصولها السياسية، لكن الصابونجي افترق عن زميله بعد ~~ظهور بعض أعداد منها لوفرة أشغاله، فاستعان حينئذ ~~مؤسس الجريدة برجل أديب من وطنه يسمى عبد الله بن فتح ~~الله مراش كان كاتبا في محل «فتح الله طرازي» التجاري ~~بمانشستر، فتولى إنشاء المقالات السياسية فقط في صدر ~~الجريدة وكان رزق الله حسون يكتب سائر موادها وينسخ ~~بخطه الجميل كل فصولها على ورق مستحضر لينقل إلى ~~الطبع على الحجر، ثم تركها عبد الله مراش في عامها ~~الثاني لخلاف طرأ بينه وبين حسون الذي كان يغير بعض ~~كتابات المراش عند نسخ الجريدة. واشتهرت «مرآة ~~الأحوال» في كل الأقطار حتى إن عدد النسخ التي كانت ~~تباع منها في لندن وحدها بلغ 450 على قلة الناطقين ~~بالضاد؛ فتأمل. أما سبب تعطيلها فقد ذكره حسون في ~~مقدمة مجلته «حل المسألتين الشرقية والمصرية» وهذا نصه: # ضاعف الله أيام السادة المشتركين في مرآة ~~الأحوال وزاد بهجتهم ونضرتهم بكرمه ومنه إنه ~~ولي كل إحسان. صدني وقاكم الله ضعف عن القيام ~~بكتابة مرآة الأحوال ... وامتنع تصديرها بحروف ~~الطباعة لما تقتضيه علاوة أضعاف النفقة ~~الليتغرافية، ولم يواز دخل المرآة ربع ~~نفقتها. # النحلة # مجلة مصورة كبيرة الحجم متقنة الطبع ظهرت بتاريخ 2 ~~من شهر نيسان 1877 مرة في الأسبوعين لمنشئها الدكتور ~~الفاضل لويس صابونجي الذي صدرها بهذه الأبيات: # يا بني الأوطان هبوا ما ~~لكم # في رقاد عن نجاح ~~واجتهاد # قد غرسنا جنة في أرضكم # وانتخبنا نحلة تجني ~~المواد # شهدها فيه شفاء للورى # من أتاها نال منها ما ~~أراد # وازدهت آدابنا في روضها # من قفير النحل شهد ~~يستفاد # ضاء نور العلم فيها بعدما # مال جهل واستوى فيها ~~السداد # رن في الآفاق عالي صوتها # من صداه قد دوى حتى ~~الجماد # يجتني اليعسوب ما يحلو لكم # من ms354 مواد شأنها وصف ~~البلاد # أكرم اليعسوب حتى مصحف # خصه الرحمن رشدا ~~للعباد # اطلبوا منها رشادا للنهى # من جناني تجتني زهر ~~الرشاد # حكمة في نزهة في لذة # يستقي من وردها صاد ~~وغاد # الدكتور لويس صابونجي؛ صاحب ~~«النحلة» وجريدتي «الاتحاد العربي» ~~و«الخلافة» في إنكلترا؛ رسمه عندما قابل ~~ناصر الدين شاه إيران. # وهي المجلة التي أسسها على أنقاض مجلته البيروتية ~~المعروفة بهذا الاسم ونقش على غلافها هذه العبارة: ~~«النحلة الأدبية رأت التصاوير البهية تهدي العقل شهد ~~العلم وهو يتبصر في حقائقه بالنور الطبيعي.» وقد نشرها ~~أولا في اللغة العربية ثم في العربية والإنكليزية ~~معا حتى بلغت عامها الرابع وعطلها لأسباب. وتعد ~~«النحلة» من أرقى المجلات وأحسنها بتعدد مواضيعها ~~وإتقان رسومها وسهولة عباراتها، لا سيما في ذلك العهد ~~الذي كانت فيه مجلاتنا العلمية في عهد الطفولة، وكل من ~~طالع أجزاءها لا يتمالك من الإقرار بفضل صاحبها ~~العلامة الذي أحاط بجميع أنواع العلوم إحاطة السوار ~~بالمعصم، وزين الصحافة العربية بنفثات قلمه التي ~~جابت الخافقين واشتهرت في العالمين، وحسبنا برهانا ~~على سمو منزلة هذه المجلة أنها لم تترك بابا من أبواب ~~العلوم القديمة والحديثة إلا طرقته وجالت في مضماره ~~وهي: الآثار العتيقة والتاريخ والجغرافية والأدب ~~واللغة والنبات والمعادن والفلسفة والفلك والرياضيات ~~والطب والطبيعيات والكيميا والآلات والزراعة والصناعة ~~والتجارة والاكتشافات العصرية والاختراعات العقلية ~~وغيرها، وأضاف إليها كل ما جد وجل من أخبار الدنيا ~~وحوادثها مما يتشوق إلى معرفته الناطقون بالضاد بعد ~~التحري بسبر غثها من سمينها، وانتقاد صحيحها من ~~فاسدها، وعانى الدكتور لويس صابونجي تعبا جزيلا في ~~سبيل مجلته التي ~~أنشأها في ظل الدولة الإنكليزية لعلمه «بأن زهر ~~المعارف لا يجنى إلا في رياض الحرية وربيع السلام ~~وربوع الأمان.» كما قال في فاتحة العدد الأول. # وبين الذين عضدوا الدكتور صابونجي لنشر مجلته نذكر: ~~إسماعيل باشا خديو مصر، والسيد برغش سلطان زنجبار، ~~وأحمد علي خان نواب رمبور، والسير «سالر جنك» وصي ~~«النظام» حاكم حيدر آباد ووزيره الأعظم، وقاسم باشا ~~الزهير البغدادي، والدكتور جرجس باجر، والدوق «أف ~~وستمنستر ms355» واللورد «شافتسبري» والسير «موسى منتيفيوري» ~~ومستر «داود ساسون» والسير «ويليام ماكينن» وغيرهم من ~~أعاظم الرجال. وقد قرظت أمهات الجرائد الإنكليزية ~~الكبرى مجلة النحلة بما تستحقه من الثناء كما هو مسطر ~~على صفحات كتاب «حر عثمانلو» والعدد الأول من جريدة ~~«النحلة» المطبوعة عام 1895 في القاهرة، وممن قرظها ~~قيصر أبيلا بقوله: # ألا حبذا القوم الكرام الألى ~~لهم # على وطن من خير أفضالهم ~~فضل # عليهم ثناء لا يزال مؤبدا # يطيب كما طاب الذي جنت ~~النحل # فأكرم بمن من روض أفكارهم ~~لنا # جنى نحلة يخلو وأثمانه ~~تغلو # تطيب لنا مما حوته فوائد # وأعذب شيء ما يلذ به ~~العقل # وقد قرظها أيضا جرجس بن إسحاق طراد بهذه ~~الأبيات: # هي نحلة من كل فن قد جنت # وجلت عن التاريخ ما هو ~~مظلم # هبوا بني الأوطان واجنوا ~~شهدها # قد حان آن قطافه ~~والموسم # وشى صحائفها جليل ماجد # في وصفه الأوطان تزهو ~~وتبسم # حل المسألتين الشرقية والمصرية # هي أول مجلة شعرية ظهرت في اللسان العربي بعناية ~~مؤسسها رزق الله حسون الذي نشرها عام 1879 مرتين في ~~الشهر، وكانت تتضمن البحث في سياسة مصر خصوصا والشرق ~~الأدنى عموما، وقد عاشت نحو السنة فبلغ مجموع صفحات ~~أجزائها أكثر من ثلاثمائة صفحة، وكانت تطبع بقطع الثمن ~~على قرطاس رقيق جدا جدا حتى يسهل إرسالها إلى ~~المشتركين ضمن ظروف مختومة كرسائل البريد ولا تصير ~~مصادرتها من الدولة العثمانية؛ لأن المجلة كانت تحتوي ~~على قصائد مشحونة بالهجو الفظيع في حق رجال الحكومة ~~العثمانية لا سيما مختار باشا الغازي الذي انكسر من ~~الجيوش الروسية في القرص. وكانت مكتوبة بيد منشئها ~~ومطبوعة على الحجر كسائر الصحف التي نشرها حسون في ~~عاصمة الإنكليز، وتعطلت عام 1880 بوفاته؛ إذ فاجأته ~~المنية ليلا في قطار السكة الحديدية بينما كان سائرا ~~من بيت أحد أصحابه السوريين المقيمين في لندن إلى داره ~~التي كانت بشارع «ألفا ترس» # Alpha Terrace # في قرية وندسورث، وفي ~~الغد شق الأطباء صدره ليعلموا سبب موته فوجدوا قلبه ~~محفوفا بمواد كثيفة شحمية، فحكموا على موته بسكتة ~~القلب من شدة الاضطراب ms356 الذي استولى عليه في تلك ~~الليلة؛ لأنه بقي إلى نصف الليل مع أصحابه من أبناء ~~العرب يرغو ويزبد ويشتد غيظا على الأتراك ويطعن فيهم، ~~وقد أنشدهم قصيدته التي هجا بها الغازي مختار باشا ~~ومطلعها: # هل أتاكم بأن مختار غازي # أصبح اليوم وهو محتار ~~باشا # بات مثل البرغوث أو قملة ~~مفرو # كة قصعت بلحية باشا # الخلافة # صحيفة سياسية أنشئت في كانون الثاني 1881 في أربع ~~صفحات مخطوطة بيد صاحبها الدكتور لويس صابونجي ~~ومطبوعة على الحجر أيضا، فجعل شعارها «حرية واستقلال ~~ونجاح وإقبال»، ثم افتتحها بهذه الآية # لا ظلم اليوم إن الله ~~سريع الحساب ~~، وقد تبرع بعض ~~المتمولين في إنكلترا برأس مال قدره عشرة آلاف جنيه ~~لنشر هذه الجريدة التي لم نشاهد قط أكثر منها جرأة ~~وأنطق لسانا وأشد لهجة في تشخيص أمراض الدولة ~~العثمانية ونشر الحقائق الجارحة عن السلطان ووزرائه، ~~وكانت في الوقت ذاته تترجم إلى اللغات التركية ~~والفارسية والهندية تعميما لفوائدها في جميع الأقطار ~~الإسلامية، ومن أهم مقالاتها التي تستحق الذكر هي: ~~«مسألة الخلافة والمسلمون» ثم «الخلافة في آل عثمان» ~~وكذلك «حي على الاستقلال أيها الأبطال» ومنها «الخلافة ~~والقانون الأساسي» إلخ، فلما اطلع عليها موزوروس باشا ~~سفير تركيا في لندن بعث ببعض نسخ منها إلى السلطان عبد ~~الحميد الثاني ليقف عليها، فاضطرب السلطان لذلك وارتعش ~~فؤاده خوفا من سوء العاقبة ثم أرسل أمرا إلى السفير ~~بأن يقنع منشئ الجريدة ويلاطفه ويطمعه بالمال ~~لإبطالها؛ فاستدعاه موزوروس باشا إليه وكلمه مليا ~~بهذا الشأن، فأبى الدكتور صابونجي أن يذعن لإرادة ~~السفير مصرا على إصدار الجريدة؛ لأن أمراء المسلمين ~~كانوا يعضدونه في هذا السبيل، وقد احتجبت «الخلافة» ~~عندما أبدلها منشئها بجريدة «الاتحاد العربي» التي ~~سيأتي وصفها. # الغيرة # نشرة سياسية نصف شهرية ذات صفحتين أصدرها في 10 ~~شباط 1881 رجل هندي يسمى عبد الرسول كان يتردد على ~~السفارة العثمانية للاستعطاء، فأوعز إليه موزوروس باشا ~~بإنشائها وأمده بالمال لدحض مقالات جريدة «الخلافة» ~~المشار إليها، وكان عبد الرسول قليل المعارف قاصر ~~البصر والبصيرة ذا عين واحدة نحيف الجسم قد أكل ms357 ~~الجدري وجهه، وكان عمر جريدته قصيرا بحيث لم يصدر ~~منها سوى تسعة أعداد مكتوبة بعبارة ركيكة ومطبوعة ~~بحرف دقيق، فلما شاهد السفير العثماني أن «الغيرة» لا ~~تفي بالقصد الذي أنشئت لأجله قطع المدد النقدي عن عبد ~~الرسول وتوقفت النشرة عن الظهور. # الاتحاد العربي # صحيفة سياسية أسبوعية أصدرها في عام 1881 الدكتور ~~لويس صابونجي أيام كان مرتبطا ومشتغلا بسياسة مصر في ~~عهد عرابي باشا، وكان القصد من نشرها اتحاد الناطقين ~~بالضاد وتأليفهم عصبة واحدة على الأتراك في جميع ~~البلاد العربية، ولكن لما شاهد أن الفساد قد دق ~~عظم العرب ولا أمل باتحاد كلمتهم أهمل إصدار الجريدة ~~بعد ظهور العدد الثالث منها، وكانت هيئتها شبيهة بهيئة ~~جريدة «الخلافة» المار ذكرها من جهة الحجم والطبع ~~وبلاغة الإنشاء وشدة الانتقاد واختيار المواضيع ~~المختلفة. # النحلة # جريدة أسبوعية صدرت بتاريخ 26 نيسان 1884 لصاحبها ~~الدكتور لويس صابونجي، غرضها البحث في سياسة بريطانيا ~~العظمى بالقطر المصري والسودان والهند الشرقية، ~~وشعارها هي الآية الواردة في سفر أرميا النبي (46، 5) ~~القائل: «مصر عجلة سمينة يأتيها الخراب من الشمال.» ~~وفي الأعداد الأولى من هذه الجريدة ورد مطبوعا تحت ~~عنوانها قول الخليفة عمر بن الخطاب وهذا نصه: «مصر ~~تربة غبراء، وشجرة خضراء، طولها شهر، وعرضها عشر، ~~يكنفها جبل أغبر، ورمل أعفر، يخط وسطها نهر ميمون ~~الغدوات، مبارك الروحات.» # ولما كانت المطابع العربية في إنكلترا نادرة الوجود ~~ومرتبو الحروف بطيئي الشغل لجهلهم هذه اللغة اقتضى ~~إصدار النحلة مكتوبة بخط يد منشئها مطبوعة على ~~المطبعة الحجرية حتى يتيسر تتبع الحوادث أسبوعا ~~فأسبوعا، وقد لزم الدكتور لويس في أكثر مباحثه حدود ~~النقل عن الجرائد الإنكليزية وتعريب خطب رجال المجلس ~~النيابي البريطاني بدون تعرض أو تنديد بأعمال الرجال، ~~بل ترك الأمر للقارئ أن يبرم فيه الحكم كما شاء، وكان ~~في كل كتاباته لا يكترث لحث الناس على التعصب لدين ~~من الأديان أو التشيع لحزب من الأحزاب، لكنه اقتصر على ~~ذكر جوهر الحوادث السياسية التي تهم المصريين خاصة ~~والشرقيين قاطبة. ولصاحب «النحلة» مقالات جليلة دافع ~~بها عن حقوق أبناء وادي ms358 النيل مقبحا سياسة ~~الإنكليز، وأخصها رسالتان على جانب عظيم من الأهمية ~~بعث بهما في 11 آب 1884 إلى غلادستون رئيس وزراء ~~إنكلترا واللورد غرنفيل وزير خارجيتها، وإذ رأى ~~غلادستون أهمية الرسالة المرفوعة إليه أوعز إلى كاتم ~~سره بإرسالها إلى اللورد نورثبروك المعتمد الإنكليزي ~~الخارق العادة في مصر للتدقيق في مضمونها. وبالجملة ~~فإن هذه الجريدة المعتبرة لعبت دورا كبيرا في سياسة ~~الشرق لذاك العهد ونالت إقبالا وشهرة عظيمين. # الفصل الثالث: أخبار مجلات باريس وجرائدها # الصدى # هو عنوان لصحيفة سياسية أسبوعية أنشئت عام 1877 ~~بأمر حكومة فرنسا، وقد جعلتها الجمهورية الفرنسية لسان ~~حالها ترويجا لمصالحها السياسية والتجارية ~~والاقتصادية في البلاد التي ينطق سكانها بالضاد لا ~~سيما في الشرق الأدنى، وعهدت بتحرير فصولها إلى الكاتب ~~الشهير جبرائيل بن عبد الله دلال الحلبي ترجمان وزارة ~~المعارف في باريس، فقام بهذه المهمة خير قيام لكنه لم ~~يكن يكتب فيها ما يريد، بل ما يراد بإيعاز الوزارة ~~المشار إليها. وقد تعطلت في العام الثاني من عمرها؛ ~~لأن منشئها سافر إلى القسطنطينية بدعوة من الصدر ~~الأعظم خير الدين باشا التونسي لإنشاء جريدة «السلام» ~~في عاصمة آل ~~عثمان. # جرائد أبي نظارة # للشيخ يعقوب صنوع (جمس سانوا) المعروف بأبي نظارة ~~جريدة هزلية أسبوعية عنوانها «أبو نظارة زرقاء» ~~نشرها عام 1877 في وادي النيل، فكانت سببا لنفيه من ~~مصر بأمر الخديو إسماعيل باشا؛ لأن سياسته كانت شديدة ~~اللهجة، غير أن النفي لم يؤثر فيه ولم يغير شيئا من ~~مبادئه بل ضاعف همته لخدمة مصالح بلاده، فلجأ إلى ~~باريس حيث أصدر جريدة «رحلة أبي نظارة زرقاء» التي ~~أعاد فيها الكرة على إسماعيل باشا منتقدا أعماله ~~بجرأة عظيمة ظاهرها هزل وباطنها جد، صدر منها ثلاثون ~~عددا أولها في 7 آب 1878 وآخرها في 13 آذار للسنة ~~التابعة، فكان يتلقاها أنصارها بما تستحقه من الاعتبار ~~ويتهافتون على مطالعتها بما لا يوصف من اللذة ~~والإقبال في المدن والأرياف شرقا وغربا، وكانت ~~مباحثها تتناول المحاورات الظريفة والنوادر اللطيفة ~~والمواعظ المفيدة والمقالات السديدة مكتوبة باللغة ~~العامية المصرية، وكان يطبع منها في كل أسبوع ms359 ستة آلاف ~~نسخة، بل أكثر من ذلك حتى بلغ في بعض الأوقات 15 ألف ~~نسخة، وهذا العدد نادر جدا في الصحف العربية التي ~~ظهرت إلى الزمان الحاضر. # ثم أعاد في 21 آذار 1879 للجريدة اسمها الأول الذي ~~عرفت به في مصر وهو «أبو نظارة زرقاء» ونشرها مزينة ~~بالرسوم في اللغتين العربية والفرنسية، غير أنه اضطر ~~إلى استبدالها مرارا بأسماء جديدة؛ لأن الحكومة ~~المصرية اشتدت في إعنات من تصل إليهم الجريدة في وادي ~~النيل، ولذلك أنشأ في مدة أربع سنين ست صحف أخرى ~~مختلفة الأسماء وهي: «النظارات المصرية» في 16 أيلول ~~1879، ثم «أبو صفارة» في 4 حزيران 1880، ثم «أبو ~~زمارة» في 17 تموز 1880، ثم «الحاوي» في 5 شباط 1881، ~~ثم «أبو نظارة» في 8 نيسان 1881، ثم «الوطني المصري» ~~في 29 أيلول 1883 وغيرها من الصحف التي سيرد ذكرها في ~~الحقبة الثالثة من تاريخ الصحافة. وفي سنة 1886 أنشأ ~~جريدة «الثرثارة المصرية» أو «البافار إجبسيان» بثماني ~~لغات شرقية وغربية. # فتح الله بك خياط؛ شيخ شعراء حلب ~~وناشر المقالات الإصلاحية والقصائد ~~الرنانة في جريدتي «أبي نظارة» و«تركيا» ~~وغيرهما من الصحف السيارة. # وكان يعقوب صنوع يطعن على صفحات جرائده في الاحتلال ~~الإنكليزي بوادي النيل ولا يخشى من المناداة بأعلى ~~صوته «مصر للمصريين»، فلما أطلقت الحرية للمطبوعات ~~المصرية أبطلت الحكومة تشديدها على جرائده، فاستأنف ~~إصدار جريدة «أبي نظارة» جاعلا شعارها «سعادة الشعوب ~~في صفاء القلوب» حتى بلغت عامها الرابع والثلاثين ~~وتعطلت بداعي مرض منشئها وضعف بصره، فودع الصحافة في ~~31 كانون الأول 1910 بعدما خدم الحرية في مصر، وكان ~~أول من رفع لواءها في عصر الاستبداد، وكانت جرائد أبي ~~نظارة تنشر كثيرا من المقالات السياسية والفصول ~~الفكاهية والقصائد الرنانة بقلم مشاهير الكتبة كالسيد ~~جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وفتح الله بك ~~خياط والسيد عبد الله نديم وأحمد سمير وإبراهيم ~~اللقاني وسواهم. ونختتم أخبارها بقصيدتين نفيستين ~~نظمهما فتح الله بك خياط شيخ شعراء حلب في هذا العصر ~~تبريكا ليعقوب صنوع ببلوغه اليوبيل الخمسيني في عام ~~1905 لحياته الصحافية وهما: # تهاليل اليوبيل # باريس يا جنة النعمى ~~لمطلب # يا بهجة الكون ms360 بل يا آية ~~العجب # بك العواصم قد باهت ~~مفاخرة # فتيهي فخرا على السيارة ~~الشهب # واستبشري بسنى يوبيل ~~شاعرنا # سنوا الذي به عزت دولة ~~الأدب # هذا هو السيد الميمون ~~طالعه # يتيمة الدهر صنو العز ~~والحسب # تالله ما سمعت أذني ولا ~~نظرت # عيني نظيرا له في السادة ~~النجب # يمم حماة تجد بحرا ~~لمغترف # زهرا لمقتطف ذخرا ~~لمصطحب # نعم الصديق الذي يشقى العدو ~~به # فمن يعاديه في الدنيا ولم ~~يخب # كم كربة نفست للصحب ~~همته # فحقه أن يسمى كاشف ~~الكرب # وكم خطوب عن الأوطان ~~زحزحها # لا بالصفائح بل بالصحف ~~والخطب # ذو همة مثل وري الزند لو ~~لمست # موج الخضم لأمسى الموج في ~~لهب # أثيل مجد تسامى في الورى ~~كرما # مورثا بالتوالي عن أب ~~فأب # فلا نقسه بمن رام اللحاق ~~به # كلا وكيف يقاس الرأس ~~بالذنب # عمت فواضله فاحت ~~فضائله # حاكت شمائله ضربا من ~~الضرب # فالعلم زينته والحزم ~~شيمته # والحلم حليته لا حلية ~~الذهب # يا من يحاول جهلا أن ~~يماثله # دع عنك هذا ولا تغتر ~~بالكذب # ليس العصي كحد السيف ~~نحسبها # شتان بين صقيل العضب ~~والقضب # إن الصحافة قد عزت به ~~وغدت # تميل عجبا كميل الشارب ~~الطرب # وسل إذا شئت عن آثاره ~~فلقد # ضاقت بذاك بطون الصحف ~~والكتب # له أشارت فرنسا وهي ~~قائلة # يا بوسوي العصر يا علامة ~~العرب # فذاك لو سمعت أذناه ~~منطقه # أقر طوعا لهذا الجهبذ ~~العذبي # أكرم بمملكة بالعلم ~~عامرة # حازت بسنوا الفتى ما عز من ~~أرب # إذ زانها من سنى تاريخه ~~درر # والعز نالته في يوبيله ~~الذهبي # 1905 # تفاؤل المادح الصادح # حجت علاك عرائس ~~الأطراس # وتلت ثناك نفائس ~~الأنفاس # ورأى الكرام مروءة ~~وفريضة # تخليد ذكر الفضل بين ~~الناس # جعلوا لك العيد المذهب ~~موسما # يزري بخير مواسم ~~الأعراس # سموك شاعر ملكهم لو ~~أنصفوا # سموك ملك الشعر ~~والقرطاس # أنفقت نصف القرن في فن ~~الصحا # فة لا تبالي فيه صعب ~~مراس # ما اعتل بين الخلق خلق ~~مفسد # إلا غدوت له الطبيب ~~الآسي # ورد الورى من عذب علمك ~~مشرعا # طهرت مجاريه من ~~الأدناس # وسقيتهم ماء ms361 طهورا ~~صافيا # أنساهم معنى حميا ~~الكاس # شهدت لك الأعراب والأعجام ~~بال # آداب والحلم الرسيس ~~الراسي # لك في القلوب منازل ~~مرفوعة # وبصدر أندية العلوم ~~كراسي # مولاي إني عن مديحك ~~قاصر # لكنني للفضل لست ~~بناس # أدعو بحفظك في الليالي ~~هاجدا # وأكرر الدعوات في ~~الأغلاس # يهناك عيدا أنت بهجة ~~أنسه # وببرد مجدك وارتقائك ~~كاس # وحييت أرغد عيشة ~~متزملا # من نسج عافية بخير ~~لباس # وبقيت تحرز رفعة أرخ ~~سمت # حتى تشاهد عيدك ~~الألماسي # مصر القاهرة: مجلة وجريدة # هو عنوان لمجلة سياسية شهرية شعارها «حرية - ~~مساواة - إخاء» ظهرت بتاريخ 24 كانون الأول 1879 في 16 ~~صفحة لمنشئها أديب بك إسحاق، وقد أسسها على أنقاض ~~جريدة «مصر» التي كانت تصدر في وادي النيل لنشر ما ~~يعود بالنفع على البلاد العربية، وصدرها بهذه ~~العبارة: «ما تغيرت الحقيقة بتغير الرسم ولا تغيرت ~~الصحيفة بتغير الاسم، بل هي مصر خادمة مصر.» أما خطتها ~~فقد صرح بها أديب إسحاق في أول عدد برز من صحيفته قال: # على ~~أني لا أقصد الانتقام وإنما أروم مقاومة ~~الباطل ونصرة الحق والمدافعة عن الشرق وآله ~~وعن الفضل ورجاله، فمسلكي: أن أكشف حقائق ~~الأمور ملتزما جانب التصريح متجافيا عن ~~التعريض والتلميح، وأن أجلو مبادئ الحرية ~~وآراء ذوي النقد، وأن أبين ما يظهره البحث من ~~عواقب الحوادث ومقاصد أهل الحل والعقد، وأن ~~أوضح معايب اللصوص الذين نسميهم اصطلاحا ~~«أولي الأمر»، ومثالب الخونة الذين ندعوهم ~~وهما «أمناء الأمة»، ومفاسد الظلمة الذين ~~نلقبهم جهلا «ولاة النظام»، وأن أعين واجبات ~~الإنسان الشرقي بالنسبة إلى نفسه وإلى قومه ~~وإلى بلاده وما يقابل تلك الواجبات من الحقوق. ~~ومقصدي: أن أثير بقية الحمية الشرقية وأهيج ~~فضالة الدم العربي، وأرفع الغشاوة عن أعين ~~الساذجين وأحيي الغيرة في قلوب العارفين، ~~ليعلم قومي أن لهم حقا مسلوبا فيلتمسوه ~~ومالا منهوبا فيطلبوه، وليخرجوا من خطة ~~الخسف وينبذوا عنهم كل مولس يشتري بحقوقهم ~~ثمنا قليلا ويذيقوا الخائنين عذابا وبيلا، ~~وليستصغروا الأنفس والنفائس في جنب حقوقهم، ~~وليستميتوا في مجاهدة الذين يبيعون أبدانهم ~~وأموالهم وأوطانهم وآلهم من الأجانب بما ~~يطمعون فيه من ms362 رفعة المقام، فمن قتل دون دمه ~~فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن ~~قتل دون أهله فهو شهيد، ومن عاش بعد أولئك ~~الشهداء فهو سعيد. # وقد كتب فيها فصولا متناهية في البلاغة وحاوية من ~~آثار حدة المزاج ما دفعه إليها نزق الشباب، وكثيرا ما ~~ندد بسياسة رياض باشا رئيس الوزارة المصرية فحمل عليه ~~وعلى سياسة الدول الأوروبية في وادي النيل حملات ~~شديدة، ثم حول المجلة إلى جريدة أسبوعية ولكنها قبل ~~بلوغها الحول الأول من العمر أصيب أديب بعلة الصدر ~~فزايل باريس عائدا إلى وطنه، وكانت هذه الصحيفة تصدر ~~مطبوعة على الحجر ومكتوبة بخط يد منشئها أو بخط عبد ~~الله مراش الحلبي المشهور بالأدب وجودة الكتابة. وإليك ~~ما كتبه عنها الدكتور لويس صابونجي في مجلة النحلة في ~~لندن (عدد 10، سنة 3) قال: # ورد إلينا العدد العاشر من جريدة حرة ~~سياسية اسمها «مصر القاهرة» قد أنشأها صديقنا ~~الفاضل اللبيب أديب أفندي إسحاق بحاضرة باريس ~~الزاهرة، وهي نشرة بديعة المعاني فصيحة ~~المباني قد حوت مقالات غراء يستفاض فيها، وقد ~~عمل الفكرة منشئها أعزه الله في تزيين عمدها ~~بنبذات بارعة يستفز بها همة الشرقيين إلى ~~النهوض من سقطة الخمول والانتباه من سنة ~~الغفول والاعتصام بحبال النخوة العربية، ~~والاعتياض عن التقاعد وصرف الزمان الثمين سدى ~~بتجريع قلوبهم وإجماع كلمتهم المتفرقة والذب ~~عن مصالح أوطانهم. وقد تحرينا إثبات شذرة من ~~مقالاته البديعة في عمد النحلة على سبيل ~~الأنموذج ليتفكه بها أبناء المشرق، ويتفقه ~~بها من يود أن يفرق. # الحقوق # اسم لجريدة حرة أسبوعية شعارها «الجريدة الحرة ~~مقدمة حامية الوطن» أسسها في 16 نيسان سنة 1880 ~~ميخائيل بن جرجس عورا للدفاع ~~عن حقوق الشرق، وقد ~~سلكت نهج الاعتدال في كل كتاباتها التي تدل على وجدان ~~طاهر وإخلاص تام في خدمة مصالح البلاد العربية، وكانت ~~هذه الصحيفة قويمة المبدأ بليغة العبارة كثيرة المباحث ~~مرتبة المواد يكتبها منشئها بخطه الجميل ثم يطبعها ~~على الحجر، وكان يرسلها ضمن غلافات مختومة إلى ~~المشتركين في السلطنة العثمانية حتى تصل إليهم بطريقة ~~مأمونة، فكان ms363 القراء يتهافتون على مطالعة أنبائها، لما ~~هو معهود بصاحبها من المقدرة الصحافية وذكاء القريحة ~~وغزارة المعارف لا سيما في الشئون القضائية، وبعدما ~~عاشت نحو السنة احتجبت عن الظهور لسفر ميخائيل عورا ~~إلى وادي النيل حيث خدم الصحافة في بعض الجرائد ~~والمجلات التي سيأتي ذكرها في الجزء الثالث من هذا ~~الكتاب. # الاتحاد - الأنباء - الرجاء # الاتحاد هي جريدة أسبوعية سياسية أنشأها إبراهيم ~~بك المويلحي سنة 1880 انتقاما من الدولة العثمانية ~~وبيانا لمساوئ رجالها، فما كادت تظهر لعالم الوجود ~~حتى تعطلت وأبدلها صاحبها بنشرة عنوانها «الأنباء» # 2 # ثم بصحيفة ثالثة تسمى «الرجاء»، وكانت ~~تضرب قاطبة على وتر واحد، وقد توقفت هذه الجرائد بعد ~~صدورها بزمن قليل؛ لأن منشئها كان ينشرها لغرض في ~~النفس فإذا ناله عطلها، ولهذا سعى سفير تركيا لدى ~~حكومة فرنسا في طرده من بلادها ففعلت، وقد كتب أحمد ~~فؤاد صاحب جريدة «الصاعقة» في القاهرة يصف إبراهيم ~~المويلحي وجرائده قال: «وكل جريدة بينها من اختلاف ~~الرأي ما بين الروافض، ومن البعد في الفكر ما بين ~~المسجد الحرام والمسجد الأقصى.» # 3 # البصير # جريدة أسبوعية حرة تشتمل على وقائع الشرق والغرب ~~أنشئت في 21 نيسان 1881 لصاحبها خليل غانم، وكانت ~~مباحثها تتناول شئون السياسة ~~والأدب والاقتصاد ~~والحكمة بأسلوب حسن لمنفعة الناطقين بالضاد، وقد ~~استهلها منشئها مستغيثا بالعزة الصمدانية ~~بقوله: # عليك كل اعتمادي أيها ~~الصمد # قد فاز عبد على مولاه ~~يعتمد # فضل الله دباس؛ أحد مؤسسي جريدة ~~«البصير» في باريس. # وكان غمبتا رئيس وزارة فرنسا لذاك العهد أكبر عضد ~~لها؛ لأنه عين راتبا شهريا قدره 2000 فرنك من خزينة ~~دولته لأجل القيام بنفقات الجريدة المذكورة، وقد صدر ~~عدداها الأولان بقلم مؤسسها وشريكه فضل الله بن خليل ~~دباس البيروتي الذي انتقل إلى رحمة مولاه في 12 تشرين ~~الأول سنة 1912 في الإسكندرية، وكان فضل الله دباس من ~~أذكياء بيروت وقد نال وسام «الافتخار» من محمد الصادق ~~باشا باي تونس، ثم دعي لتحرير «البصير» يوسف باخوس ~~اللبناني صاحب جريدة «المستقل» في غلياري، فكتب فيها ~~سنة كاملة حتى عاد إلى وطنه انتجاعا ~~للعافية من داء ms364 ~~أصيب به، ثم خلفه في التحرير نعمان الخوري اللبناني ~~الذي توفي بتاريخ 15 آب 1910 في طنجة بعدما عهدت إليه ~~فرنسا وظائف مهمة كان آخرها قنصلية مراكش، وقصدت ~~فرنسا بإنشاء «البصير» تأييد نفوذها والدفاع عن ~~مصالحها في الإمارة التونسية وتمهيد السبل لإعلان ~~حمايتها على تلك البلاد. وكان عبد الحميد الثاني ~~مستاء من خطة هذه الجريدة الحرة؛ لأنها كانت تضرب ~~بعصا من حديد على أيدي الخائنين من رجال تركيا وتبين ~~لهم وجوه الإصلاح لخير السلطنة؛ ولذلك طلب السلطان ~~المشار إليه مرارا من فرنسا إلغاء جريدة «البصير» ~~للنجاة من انتقاداتها المتوالية، لكن مساعيه ذهبت ~~أدراج الرياح حتى حل القضاء المحتوم بالوزير غمبتا، ~~فقطع الراتب عن الجريدة التي عاشت إلى أواخر سنتها ~~الثانية. # كوكب المشرق # صحيفة سياسية أنشأها رجل فرنسي عام 1883 بعد ~~احتجاب جريدة «البصير» المار ذكرها، وكانت تنشر في ~~مطبعة # Charles Blot # ويحررها عبد الله بن فتح الله مراش الحلبي، وقد تولى ~~ترتيب حروفها جرجي مكر الدمشقي صاحب المطبعة التجارية ~~حالا في بيروت، فسعى منشئها مرارا في أن ينال ~~لجريدته راتبا شهريا على مثال جريدة «البصير» من ~~الحكومة الفرنسية فلم يفلح، ولذلك اضطر إلى تعطيلها في ~~السنة التابعة؛ لأن وارداتها كانت غير كافية لسد ~~نفقاتها، وكانت مباحث «كوكب المشرق » تتناول حوادث ~~الكون عموما ولا سيما الشرق الأدنى وشمال ~~أفريقيا. # العروة الوثقى # لا ~~انفصام لها # Le Lien Indissoluble # أحمد باشا المنشاوي؛ صاحب اليد ~~البيضاء على جريدة «العروة الوثقى» وأحد ~~مؤسسيها. # جريدة سياسية أدبية أسبوعية أنشئت في 13 آذار ~~1884م/15 جمادى الأولى 1301ه لمدير سياستها السيد محمد ~~جمال الدين الحسيني الأفغاني ومحررها الشيخ محمد عبده ~~المصري، وهي بليغة العبارة كثيرة المباحث تعد الحجر ~~الأول لأساس النهضة الإسلامية الحديثة بما كانت تنشره ~~من المقالات الرنانة تعزيزا للإسلام وتنديدا ~~بالسيطرة الإنكليزية في الهند ومصر، وقد صدر من هذه ~~الجريدة ثمانية عشر ~~عددا آخرها في 16 تشرين الأول 1884 فحالت الموانع دون ~~الاستمرار في نشرها حيث صادرتها حكومة إنكلترا ومنعت ~~دخولها إلى الهند وسائر البلاد التي لها فيها نفوذ. ~~وكانت لسان حال جمعية بهذا الاسم تأسست في ms365 مدينة ~~الإسكندرية في أوائل عهد الخديو توفيق الأول للدعوة ~~إلى الجامعة الإسلامية، ويقال إن إبراهيم بك المويلحي ~~نشر على صفحاتها شيئا من نفثات قلمه. # راعت في جميع سيرها تقوية الصلات العمومية بين ~~الشعوب الإسلامية وتمكين الألفة في أفرادها، وتأييد ~~المنافع المشتركة بينها والسياسات القويمة التي لا ~~تميل إلى الحيف والإجحاف بحقوق الشرقيين، فكانت تطبع ~~بنفقة إسماعيل باشا خديو مصر سابقا وغيره من أمراء ~~العرب والهند وأغنيائهم وأعيانهم، وفي مقدمة الذين ~~ساعدوا على انتشارها وأمدوها بالمال أحمد باشا ~~المنشاوي صاحب المبرات الشهيرة والمثري الكبير في وادي ~~النيل، وكانت ترسل إلى جميع الجهات ~~ولكل من يطلبها ~~مجانا بدون مقابل ليتداولها الأمير والحقير والغني ~~والفقير، وقد عينت أجرة للبريد خمسة فرنكات في السنة ~~لمن تسمح به نفسه، وإليك ما ورد عنها في كتاب «العروة ~~الوثقى» المطبوع في بيروت بالحرف الواحد: # تلك الجريدة التي لم تقو حرية أم الحرية ~~«إنكلترا» على احتمالها واتساع صدرها لها في ~~حين أنها وسعت أكثر الجرائد حرية وأكثرها ~~تطرفا، فمنعتها من الهند ومصر والسودان ~~واستصدرت الأوامر بمنعها عن سائر البلاد التي ~~لها فيها نفوذ أو تطمح إلى أن يكون لها ذاك ~~النفوذ، تلك الجريدة التي لم يكف إنكلترا ~~منعها من تلك البلاد؛ لأن أشعة نورها كانت ~~وهاجة تخرق الحجب وتنفذ الأغشية وتدخل إلى ~~أعماق القلوب، فاستعملت الوسائل لمحوها من ~~عالم الوجود وإطفاء نورها الذي كان يبدد ظلمات ~~الاعتساف، تلك الجريدة التي تعد أم الجرائد ~~الحاضرة على الإطلاق والتي لم يزل الناهضون من ~~بني الشرق يسيرون في دعوتهم إلى النهوض على ~~أثرها. # الشمس # جريدة أسبوعية سياسية أدبية ظهرت في 22 شباط 1885 ~~لمديرها سليم قويطة ومحررها الياهو ساسون وهما من ~~أبناء تونس الإسرائيليين، وهذه الجريدة مؤلفة من ~~أربع صفحات كان يطبع نصفها بحرف عربي، أما النصف ~~الآخر فكان يطبع بحرف عبراني وعبارة عربية لا تختلف ~~بشيء عن عبارة النصف الأول سوى بصورة الحروف، وهي أول ~~جريدة من نوعها وشكلها برزت في لسان الناطقين بالضاد، ~~وغرضها نشر حوادث المملكة التونسية والدفاع عن مصالح ms366 ~~شعبها الوطني بعد إعلان الحماية الفرنسية عليها، فكان ~~طبعها متقنا لكن عبارتها ركيكة وخالية من مسحة ~~البلاغة في الإنشاء، وإليك على سبيل المثال فقرة وردت ~~بعنوان «الروسيا والأفغان» في عددها التاسع الصادر في ~~26 نيسان 1885 وهي: # إن المسألة الأفغانية قد عظمت الآن وصارت في ~~أصعب حال، وإن كلا من الطرفين متعصب لجهة ~~الأخرى وإن الحرب قريبا للظهور، وقد أقلقت ~~الناس هذه الخبرية، وكدرت سامعيها، ~~إنما قيل ~~أيضا في هذا الأسبوع: إن دولة ألمانيا مستعدة ~~للمواسطة بين الدولتين، وإن من الأمل أن تصلح ~~الأحوال بينهما ولكن قولا فقط ولم يظهر شيء ~~بالعملية. # الفصل الرابع: أخبار الصحف العربية في فرنسا خارجا عن ~~باريس # الشهرة # جريدة سياسية أدبية علمية تجارية مصورة صدرت ~~بتاريخ غرة آب سنة 1888 بهيئة مجلة كبيرة الحجم ~~لمنشئها المسيو بوردين صاحب «مطبعة اللغات الشرقية» ~~ومحررها منصور جاماتي، فكانت تصدر نصف شهرية بمدينة ~~أنجه # Angers # في ~~فرنسا مزينة برسوم بديعة، وهي حسنة الأسلوب متقنة ~~الطبع على ورق صقيل بالحرف القسطنطيني وطافحة ~~بالمباحث الجليلة والروايات المفيدة والأخبار الصحيحة، ~~ومن أهم فصولها التي تستحق الذكر المخصوص «فن الاقتصاد ~~السياسي» بقلم خليل غانم، ومن أحسن رواياتها رواية ~~«ذات الخدر» تأليف سعيد بن راشد البستاني اللبناني ~~وغير ذلك. ومن الرسوم التي نشرت فيها صورة السلطان عبد ~~الحميد الثاني وكرنو رئيس جمهورية فرنسا وعلي باي تونس ~~وتوفيق الأول خديو مصر، ومنها منظر مدينة الجزائر ~~ومدينة تونس وبيرسة القديمة وبرج إيفل وقفصة وموانئ ~~قرطاجنة، وخلاصة القول أن «الشهرة» كانت من أرقى جرائد ~~ذاك العهد واحتجبت في نهاية الحول الأول من عمرها بعد ~~صدور أربعة وعشرين عددا منها. # ولد منصور بن حبيب جاماتي سنة 1846 في قرية «عين ~~طورا» بلبنان وتلقى العلوم في مدرستها الشهيرة بإدارة ~~المرسلين اللعازريين، فنال شهادتها العالية إذ أحكم ~~معرفة لغات شتى وفنون كثيرة جعلته في مقدمة النابغين ~~من تلامذة المدرسة المذكورة، وبعد ذلك تولى التدريس ~~مدة من الزمان في «مدرسة المحبة» في قرية عرامون، ثم ~~سافر إلى وادي النيل حيث دخل مع يوسف أخيه البكر إلى ms367 ~~مدرسة «قصر العيني» الطبية في عهد الخديو إسماعيل، ~~فخرج منها قبل إتمام دروسه وتعين أستاذا للترجمة في ~~«مدرسة المهندسخانة» في القاهرة، وفي عام 1887 سافر ~~إلى فرنسا وأصدر جريدة «الشهرة» في مدينة أنجه فعاشت ~~عاما واحدا، ثم انتقل إلى باريس واقترن فيها بفتاة ~~فرنسية وأخذ يتعاطى مهنة بيع الكتب وتعليم اللغة ~~العربية. # الفصل الخامس: أخبار الجرائد العربية في ~~إيطاليا # الخلافة # صحيفة أسبوعية سياسية دينية صدرت عام 1879 ~~باللغتين العربية والتركية في مدينة نابولي، وقد نشرها ~~إبراهيم بك المويلحي لما سافر بصفة كاتب لإسماعيل باشا ~~بعد خلعه من سرير الخديوية المصرية، فأراد بذلك إظهار ~~إخلاصه لمولاه الخليع والتنديد بالسلطان عبد الحميد ~~الثاني الذي وافق الدول الأوروبية على تنزيل الخديو ~~المشار إليه. وكان المويلحي يذيع على صفحات جريدته أن ~~مقام الخلافة عند المسلمين يتسلسل من أصل عربي، وأنه ~~انتقل بلا حق إلى آل عثمان سلاطين الأتراك، وكان يقول: ~~إن خديو مصر هو أولى من سواه بهذه الكرامة الدينية؛ ~~لأن مصر كانت مقرا للخلفاء في سالف الزمان. # فاضطرب السلطان عبد الحميد الثاني لذلك وخاف من ~~امتداد هذا الفكر بين الأمة العربية الإسلامية التي ~~يتألف منها القسم الأكبر من سكان السلطنة العثمانية، ~~فأوعز إلى سفيره في باريس أن يسعى في تعطيل الجريدة ~~المذكورة بكل الوسائل الفعالة قبل أن ينتشر خبرها بين ~~المسلمين، واتفق أن الدكتور لويس صابونجي كان موجودا ~~حينئذ في عاصمة الفرنسيس فأشار على السفير العثماني ~~بأن أفضل وسيلة لبلوغ الغاية المقصودة هي إغراء ~~المويلحي بالمال، فتبع السفير نصيحته؛ وهكذا توقف ~~إبراهيم المويلحي عن استئناف نشر جريدته بعد صدور ~~العددين الأول والثاني منها. # المستقل # بعدما أمنت إيطاليا على كيان وحدتها بضم جميع البلاد ~~الخاضعة الآن لصولجان أسرة «سافوا» المالكة طمحت ~~أنظارها إلى التوسع خارجا عن شبه جزيرتها بطريق ~~الاستعمار، وأحبت أن تعزز نفوذها في تونس وتنشر ~~حمايتها عليها، غير أن فرنسا أخذت تزاحمها على امتلاك ~~هذه البقعة الثمينة حرصا على مركزها في جزائر الغرب ~~فضلا عما لها من الديون عند الحكومة التونسية. # ولما كانت الصحافة ms368 سلاحا قويا لرجال السياسة في ~~العصر الحاضر عمدت إيطاليا إلى استخدامه لبلوغ غايتها، ~~فطلبت من قنصلها في بيروت أن يتحرى التنقيب عن كاتب ~~توافرت فيه الشروط الموافقة للقيام بهذا المشروع، ~~فلبى كسبار بستلوسا متولي أعمال قنصلية إيطاليا في ~~المدينة المذكورة طلب دولته واستدعى إليه يوسف باخوس ~~اللبناني أستاذ الفلسفة والآداب العربية في مدرسة ~~الحكمة المارونية، وأوعز إليه بالسفر إلى رومة لمعاطاة ~~صناعة التدريس العربي والترجمة، وعند وصوله إلى رومة ~~أمرته وزارتها الخارجية بالذهاب إلى جزيرة سردينيا ~~مزودا بالمحررات الرسمية إلى مدير جريدة «مستقبل ~~سردينيا» الذي ذهب به إلى تونس، وهناك أبرم العهد بين ~~يوسف باخوس وبين السنيور ماتشو قنصل إيطاليا وجول ~~بستلوسا الترجمان الأول للقنصلية على إحداث صحيفة ~~عربية تدرأ عن مصالح العرب عموما وسكان شمال أفريقيا ~~خصوصا، وقر رأيهم على أن تطبع بنفقة حكومة إيطاليا ~~وتكون ترجمان أفكارها، وأن يجعل مركز إدارتها في مدينة ~~«غلياري» قاعدة جزيرة سردينيا ويتولى يوسف باخوس كتابة ~~فصولها. # فسافر يوسف باخوس إلى غلياري وأنشأ في 28 آذار 1880 ~~جريدة «المستقل» وهي أسبوعية سياسية أدبية، وكان ~~الشيخ أسعد حبيش مع ابن وطنه زين زين يساعدانه في رصف ~~حروف الجريدة، وأعداد «المستقل» الأولى ما تخطت حد ~~الإفصاح عن مجد العرب الباسق في القرون السابقة وعن ~~انحطاط شأنهم في العصور اللاحقة، ثم أخذت تطعن في ~~حكومة فرنسا التي كان نفوذها يتهدد نفوذ إيطاليا في تونس. # 4 # فلما نشرت الحكومة الفرنسية حمايتها على هذه المملكة ~~صرف يوسف باخوس نظره عن إيطاليا وذهب إلى باريس ليتولى ~~كتابة جريدة «البصير» بدعوة خاصة من صاحبها خليل ~~غانم، وعاش «المستقل» إلى نهاية شهر نيسان 1881 وكان ~~من أرقى صحف عصره في بلاغة الإنشاء وسمو المعاني وحرية ~~الأفكار وحسن انتقاء الأخبار. # الفصل السادس: أخبار صحف الجزائر البريطانية في البحر ~~المتوسط # مالطا # جريدة سياسية ظهرت في مدينة لافالتا # La Valetta # قاعدة ~~جزيرة مالطا في البحر المتوسط ولا نعلم اسم منشئها، ~~فكانت تصدر باللغة المالطية ثم تعطلت قبل سنة 1892 كما ~~روى جرجي زيدان في مجلة «الهلال» المصرية (عدد 1، سنة ~~1)، واللغة المالطية ms369 تتألف من ألفاظ عربية عامية ~~مخلوطة بألفاظ إفرنجية سيما الإيطالية منها، وحروف ~~هذه اللغة هي نفس الحروف الأوروبية وإليك شيئا من ذلك ~~على سبيل المثال: # 5 # Scuola di Taglio per Sarti ~~& Sarte # Fi Strada Reale No. 32 ~~Birchircara, infethet Scola gdida ~~tat-tifsil gbar-rglel u innisa. Dauc ~~colla I'iridu jithallamu ifasslu fuk ~~l'arti tal geometria, jirricorri ghand ~~ll prot, Vincenzo Grech, ippremiat minn ~~bosta Accademt ta Londra, Parigi u ~~Torino Ghall’ arti li jippossiedi ta ~~intagliatur. Hinijetlmit - 8 ta fill ~~ghodu sat - 8 ta fill ~~ghaxia. # وإليك كتابتها العربية مع ترجمة ألفاظها المكتوبة ~~بالحروف الإفرنجية: # مدرسة التفصيل للخياطين والخياطات # في الشارع الملكي عدد 32 في بير كركارا (اسم ~~مدينة) انفتحت مدرسة جديدة للتفصيل على ~~الرجال والإناث، فإذا كل اللي يريدوا يتعلموا ~~يفصلوا بحسب فن الهندسة يذهبوا عند المعلم ~~منصور غريك الحائز من محافل لندن وباريز ~~وطورينو على شهادة فن التفصيل، ينوجد من ~~الساعة 8 في الغدا إلى الساعة 8 في ~~العشا. # زمان # أنشئت هذه الصحيفة السياسية الأسبوعية باللسان ~~التركي سنة 1878 في نيكوزيا عاصمة جزيرة قبرص، وكان ~~صاحبها درويش باشا رجلا تركيا أميا اتخذ مهنة ~~الصحافة سبيلا للارتزاق في ظل الراية البريطانية، ~~فأخذ يكشف النقاب عن آفات الدولة العثمانية ويوضح ~~أسباب انحطاطها بما لا يوصف من حرية الأفكار، وأفسح في ~~جريدته مجالا لأرباب الأقلام لنشر آرائهم فيها، فحسب ~~السلطان عبد الحميد الثاني لذلك ألف حساب وسعى في ~~استمالة درويش باشا إليه بقوة المال، فرتب له معاشا ~~سنويا قدره 200 ليرة عثمانية ترويجا لسياسته ~~الخرقاء، وكان مؤسس هذه الجريدة ينشر من وقت إلى آخر ~~على صفحاتها مقالات عربية ليطلع عليها المسلمون ~~الناطقون بالضاد، وقد أنشأ فيها الشيخ حبيب ابن الشيخ ~~صعب الخوري اللبناني سنة 1896 فصولا جديرة بالذكر ~~حث فيها العثمانيين على طلب إعادة الدستور لتركيا، ~~فكان ذلك داعيا لصدور إرادة السلطان بإعدامه كما ~~سنروي ذلك في الحقبة الثالثة من هذا الكتاب. وانتهت ~~حياة جريدة «زمان» بقطع المدد عن درويش باشا لدى حدوث ~~الانقلاب العثماني سنة 1908. # ديك الشرق # اسم لجريدة سياسية أدبية أسبوعية ظهرت عام 1889 ~~في قاعدة جزيرة قبرص لمنشئها علكسان سرافيان، وهو ~~أرمني الأصل لجأ إلى الجزيرة المذكورة بعد تعطيل جريدة ~~«الزمان» المشهورة التي كان ينشرها قبل هذا العهد في ~~عاصمة وادي النيل. # وخطة «ديك الشرق» ترمي إلى الدفاع عن الأرمن وحقوقهم ~~المهضومة في الممالك العثمانية، ثم تستنجد الدولة ~~الإنكليزية لحماية مصالحهم من تعديات الأكراد ونجاتهم ~~من ms370 مظالم عبد الحميد الثاني سلطان العثمانيين. وقد ~~جاهد صاحبها في هذا السبيل جهادا مستمرا إلى أن عطل ~~جريدته بعد سنتين من عهد ظهورها. # الباب الثاني # | تراجم مشاهير الصحافيين في أوروبا في ~~الحقبة الثانية # 1870-1892 # خليل غانم # أحد منشئي مواد الدستور العثماني ومؤسس ~~جريدتي «البصير» العربية و«تركيا ~~الفتاة» العربية ~~الفرنسية، والصحيفتين الفرنسيتين «الهلال» ~~و«لافرانس إنترناسيونال» ~~في باريز، وجريدة «الكروزان» في سويسرا، ومحرر ~~جريدة «مشورت» و«الديبا» ~~و«الفيغارو» و«تركيا» في باريس وغيرها من الصحف. ~~*** # هو خليل بن إبراهيم بن خليل بن إبراهيم بن إلياس ~~بن إبراهيم بن زيتون بن خليل بن إبراهيم بن سرجيس بن جرجس من سلالة ~~موسى ابن المقدم سعادة اللحفدي الذي اشتهر في جبل لبنان في أوائل ~~القرن الرابع عشر، وأمه مريم بنت عبود بن نصر بن نجم بن ضو بن نصر، ~~وهي لبنانية الأصل أيضا من قرية «شننعير». # ولد بتاريخ 8 تشرين الثاني 1846 في بيروت ولما بلغ الحادية عشرة ~~من عمره دخل مدرسة عينطورا، فجلى في مضمار اللغة الفرنسية وكان ~~فيها شاعرا مطبوعا وكاتبا ضليعا وخطيبا بليغا ورياضيا ~~بارعا، ثم أخذ اللغة العربية عن الشيخ ناصيف اليازجي، واللغة ~~التركية عن المعلم إبراهيم الباحوط، وأحكم أصول اللغة الإنكليزية ~~حتى بلغ من هذه الألسنة شأوا بعيدا. # وقد بدأت حياته السياسية عام 1862 بتعيينه عضوا في محكمة ~~التجارة، وفي السنة التابعة عينه إبراهيم باشا متصرف بيروت ~~ترجمانا للمتصرفية وأنهى له بالرتبة الثانية وزاده إنعاما بزيادة ~~المعاش. ولما تولى راشد باشا سنة 1865 ولاية سورية جعله ترجمانا ~~للولاية فخدم هذه الوظيفة بعزة النفس وحرية الضمير في مدة الوالي ~~المشار إليه ومدة الواليين صبحي باشا وأسعد باشا، وعندما أسندت ~~الصدارة العظمى لعهدة هذا الأخير استصحبه معه وجعله ترجمانا ~~للوزارة الخارجية، فبقي في هذا المنصب إلى غاية سنة 1875؛ إذ فيها ~~تقلد ترجمة الصدارة العظمى ورئاسة تشريفاتها، وفي سنة 1877 انتخبه ~~سكان سوريا نائبا عنهم في مجلس المبعوثان. # وقد عهد إليه مدحت باشا أن يطالع مع أغوب باشا قانون حكومات ~~الدول الدستورية ويؤلفا منه قانونا ملائما ms371 وموافقا لحالة ~~الدولة، فقام هذان العظيمان خليل وأغوب بوضع القانون الأساسي ~~بإخلاص للدولة والأمة، وأظهر خليل في جلسات ذاك المجلس ما اختل من ~~النظامات ودافع عن كيان الدولة، وأعلن بحرية ضمير وثبات جأش مطامع ~~الدول الأجنبية والدسائس الخفية مظهرا واجبات المندوب الأمين ~~والنائب عن قوم وبلاد يعلقون عليه الآمال الطوال. # وقد حمل حملة شديدة في المجلس مع أحمد أفندي مبعوث أزمير على ~~الحكومة لنفيها مدحت باشا، وقاوم آراء حسين فهمي باشا الذي تعرض ~~لمناقشة المجلس في نفي مدحت باشا، وكانت قد بلغت الجاسوسية وأعداء ~~الوطن والدولة العثمانية غايتها من إقناع السلطان عبد الحميد بفض ~~مجلس المبعوثان فأمر بفضه، فتعرض خليل لإرادة عبد الحميد بحل ذاك ~~المجلس وكان أول المعارضين فيه، عندئذ خطب خطابه المشهور ولفظ فيه ~~آيته المأثورة: «أيد حرية المنبر وأسندها إلى القانون، ومنذ شاء ~~السلطان أن يمنح الدستور فلا يحق له الرجوع عما صدق عليه ومنحه ~~وصدرت إرادته به رسميا، والسلطان تحت الدستور لا فوقه.» فلما ~~نقلت الجاسوسية حرية أفكار خليل لعبد الحميد أصدر أمره بالقبض على ~~بعض أعضاء المجلس الأحرار وبإعدامهم، وفي مقدمتهم الخليل الذي هيأت ~~له العناية أحد الأمناء فأعلمه بالدسيسة فاضطر مكرها للالتجاء إلى ~~السفارة الفرنسوية، فللحال أرسلته على إحدى بواخرها التجارية إلى ~~مرسيليا، ومنها يمم باريس، وليس من درهم في الكيس؛ لكونه مع كل ~~المناصب السامية التي تقلدها لم تشبه شائبة الارتشاء. # وبعد وصول المترجم إلى باريس خالي الوفاض أنشأ جريدة عربية ~~ودعاها باسم «البصير» خدمة للوطن ولكسب المعاش الضروري معا، غير ~~أن جريدته لم تطل حياتها؛ حيث إن الحكومة العثمانية منعت دخولها ~~إلى بلادها وأنذرت بالعقاب الشديد كل من وجدت عنده، وقد شددت ~~المراقبة على دخولها بالبريد العثماني والأجنبي فاضطرته هذه ~~المضايقة إلى العدول عن نشرها، وقد انصب بعدها على التأليف ~~والتحرير في الجرائد ليكتسب ما يسد به الرمق في ذلك المنفى الطويل، ~~فألف كتاب «الاقتصاد السياسي» بالعربية وكتيبا أنكر فيه حماية ~~الأجانب للعثمانيين المسيحيين نشرته جريدة «تركيا»، ونظم قصيدة ~~بالفرنسوية على أثر ms372 الثورة الإيطالية واستقلال إيطاليا، وألف ~~كتاب «تاريخ سلاطين آل عثمان» في مجلدين بالفرنسية وهو تأليف نادر ~~المثال، وله قصيدة قدمها للبرنس كلوتيلد والبرنس نابوليون حينما ~~كانا في سوريا، وقد أظهر عدة جرائد كان يقدمها تقدمة مجانية خدمة ~~للدولة والوطن كجريدة «تركيا الفتاة» بالفرنسية والعربية و«الهلال» ~~بالفرنسية و«لافرنس انترناسيونال»، وكان يحرر بجريدة «مشورت» ~~لصاحبها أحمد رضا بك، وله كتاب «حياة المسيح» بالعربية، وأنشأ ~~كثيرا من المقالات الشائقة التي كانت تزدان بها أعمدة جريدة ~~«الديبا» و«الفيغارو» وغيرهما من الجرائد. # فطار ذكره في أوروبا عامة وفي باريس خاصة لسمو مداركه وغزارة ~~علمه وأصالة رأيه وشدة إخلاصه لوطنه، فأصبح محجة خواطر العلماء ~~وأرباب السياسة وذوي النفوس الشماء وأصحاب المقامات العالية من مثل ~~المسيو هانوتو سفير الدولة الفرنسوية في لندن، والفيلسوف الشهير ~~جمال الدين الأفغاني شهيد الحرية، ومدحت باشا شهيد الإنسانية ~~والعثمانية، والعلامة الشيخ محمد عبده، وغمبتا رئيس الوزارة ~~الفرنسوية الذائع الصيت بين أهل السياسة. وكان غمبتا يعتمد على ~~آرائه وقد أحبه وآخاه وكان يتأبط ذراعه في ساحات باريس العمومية ~~وهما يتجاذبان أحاديث السياسة؛ وهو ما دعا الباريسيين أن ينظروا ~~إليه بناظرة الاعتبار والإكرام كما ينظر الناس إلى الرجل العظيم ~~والسياسي الخطير والفيلسوف الشهير. وسنة 1893 أنشأ في سويسرة جريدة ~~«الكروازان» الفرنسية وحمل بها على السلطان وحاشيته وجاهد لأجل ~~القانون الأساسي. # وبعد جهاد طويل في سبيل الوطن بما كان يحرره في الجرائد ~~الفرنسوية من المقالات السامية في المسائل الشرقية عرف الأتراك ~~فضله وحرية ضميره وصدق وطنيته، فوافاه منهم إلى باريس جمهور كبير ~~قد هجروا الأوطان هربا من الاستبداد وفي مقدمتهم محمود باشا داماد ~~صهر السلطان عبد الحميد، وأحمد رضا بك رئيس مجلس النواب سابقا، ~~والأمير صباح الدين، وأديب بك إسحاق، والأمير أمين مجيد أرسلان ~~صاحب جريدة «كشف النقاب» التي كان يطبعها في باريس، وسليم سركيس ~~صاحب جريدة «المشير» سابقا ومجلة سركيس حاليا. # وقد يمم باريس غير من تقدم ذكرهم كثير من الرجال الأحرار فأثار ~~فيهم خليل غانم روح النهضة الوطنية، وألف لهم «جمعية ms373 تركيا ~~الفتاة» فرأسوه عليهم، وبقي رئيسا لتلك الجمعية المقدسة إلى ~~الممات، وأخذوا ينشرون على صفحات الجرائد مبادئهم الشريفة، فلما ~~أدرك السلطان عبد الحميد جهاد المترجم أهدى إليه بواسطة سفيره في ~~باريس «النيشان العثماني» من الصنف الأول وإلى قرينته «نيشان ~~الشفقة» من الطبقة الأولى مع خمسة عشر ألف ليرة عثمانية راجيا منه ~~قبولها وكف جهاده في طلب الدستور ونشره نور الحرية، وعرض عليه أن ~~يكون معتمدا للدولة في باريس بمعاش وافر مدى حياته وكان ذلك إثر ~~الحوادث الأرمنية الهائلة، بيد أنه رفض بعزة نفس قبول النيشان ~~والوظيفة والمبلغ الطائل قائلا: «إنني لا أحب أن أدنس صدري وصدر ~~امرأتي بنياشين مهداة من يد أثيمة سفاكة دماء عباد الله، ولا ~~أقبل نقودا جمعت من الرشوة أو سرقت من بيت مال الدولة وكان حقها ~~أن تبذل في إصلاح شئون الأمة العثمانية، ولا أرغب مطلقا في أن ~~أكون معتمدا لمن لا يعتمد عليه لا في مصلحة نفسه ولا في مصلحة ~~دولته وتبعته.» # أحمد رضا بك؛ رئيس مجلس النواب العثماني سابقا ~~ومنشئ جريدة «مشورت» ورفيق خليل غانم في الجهاد ~~لإنقاذ السلطنة العثمانية من نير الظلم ~~والاستبداد. # فمن هذا الجواب ومن المقالات التي كان ينشرها في الجرائد العربية ~~والفرنسية والتركية في الحوادث الأرمنية عن سوء السياسة الحميدية ~~أقام عليه السلطان عبد الحميد دعوى في محاكم باريس بكونه اتهمه ~~وتعدى عليه بما هو بريء منه وطلب مجازاته، فأقيمت الدعوى على ~~المترجم وعلى رفيقه أحمد رضا بك منشئ جريدة «مشورت» فاضطربت لهذه ~~الدعوى باريس وقامت وقعدت، وهب عامة المحامين الشهيرين من مثل ~~«روشفور» وخلافه وقدموا أنفسهم للمحاماة مجانا في هذه الدعوى عن ~~المدعى عليهما، وقد صار طبع متفرعات هذه الدعوى ومحاماة المحامين ~~بظروفها وماجرياتها في جريدة «مشورت» المذكورة، وقد جمعت في كتاب ~~خاص وهي من أهم الكتب التي تشتاق النفس مطالعتها، وقد أسفرت هذه ~~الدعوى عن لا شيء. # وفي غرة حزيران سنة 1883 اقترن بالسيدة ماري رينو من أسرة شهيرة ~~في باريس ولم يرزق منها سوى ابنة افترطها في السنة ms374 السابعة من ~~عمرها، ونال في باريس أوسمة عديدة منها وسام جوقة الشرف «اللجيون ~~دونور» وانتخب عضوا عاملا في الجمعية العلمية الوطنية في باريس، ~~فأحيا بذلك شأن الاسم السوري وعرف فيه الغربيون مقدرة العقل ~~الشرقي، وقد كان قدوة كمال ومشكاة فضائل ومرآة محاسن المبادي ~~للجميع، ولم يتعرض حياته كلها لدين من الأديان، وكان مع احترامه ~~لرؤساء جميع الأديان ذا ميل خاص إلى رؤساء طائفته المارونية ~~وإجلالهم. # وقد واصل جهاده المبرور وسعيه المشكور بالدفاع عن الوطن محاربا ~~الاستبداد ومحييا النهضة الراقية وخادما أمينا لجمعية «تركيا ~~الفتاة» متفانيا في بث مبادئها الشريفة إلى أن دعاه ربه لملاقاته ~~فوافاه براحة ضمير، وقد أتم أنفاسه المعدودة في أرض الغربة في ~~باريس في غرة حزيران سنة 1903 فذهب شهيدا في سبيل الحرية والوطن ~~والإنسانية، وكانت آخر نفثات قلمه مقالة فرنسوية نشرتها جريدة ~~«مشورت» في أول شباط سنة 1903 عنوانها «خاتمة سنة عمل وجد» فكانت ~~كنبوءة لخاتمة عمله وجده. ولما طار منعاه للعالم الإنساني اهتزت ~~له جوانبه وأثر خطبه تأثيرا عظيما على جمعية «تركيا الفتاة» ~~لفقدها رئيسها الأعظم، وشهد مشهده نخبة رجال الفضل والحرية من ~~العثمانيين والفرنسويين فندبوه وبكوه وأبنوه ورثوه، واشتركت ~~الحكومة الفرنسية رسميا في جنازته؛ لأنه كان حاملا لوسام «جوقة ~~الشرف» منذ كان صديقا لغمبتا، وقد أبنه صديقه الحميم وخله الوفي ~~أحمد رضا بك صاحب جريدة «مشورت» ورئيس مجلس النواب تأبينا باللغة ~~الفرنسوية نثرا أظهر فيه شرف عواطفه وصدق ولائه وإخائه للفقيد، ~~فترجم يوسف خطار غانم هذا التأبين وألبسه حلة شعر عربي ننقله عن ~~«الرسائل الغانمية» بالحرف الواحد: # اليوم أطفئ نور بدر لامع # بسما المواطن فالمصاب به وقع # وخبا شهاب فؤاد حر صادق # ومجاهد أضناه بالوطن الولع # قد فاجأتنا الحادثات وأسرعت # بسقوط صاعقة لها القلب انصدع # في يوم محمود # 1 # تعلمت الأسى # وقبيله كنا وما كان الوجع # والآن قد سالت جراح قلوبنا # بعد الخليل الغانم المنشي البدع # رجل الكمال بعينه عرفوا به # رجل الضمير الحر بل رجل الورع # إن المصاب به مصاب محرق # كلسان «بركان» على الأرض اندلع ms375 # ما خص فيه حزبنا متفردا # بل كل أحزاب المواطن قد جمع # مذ غاب عن بيروت مسقط رأسه # في مجلس النواب فالظلم ارتفع # وأنال سوريا بنسبته لها # فخرا ومجدا خالدا لا ينتزع # بجدارة وبجد عزم ثابت # لإراحة الأهلين جهدا لم يدع # ومضى لباريس يواصل نفعه # في كل رأي صائب فيه نفع # بجرائد الأعراب والأتراك وال # إفرنج راح محررا أسمى القطع # فيها لإصلاح البلاد نصائح # عن خبرة وسعت وعن علم وسع # مشروعه ما شابه غبن ولا # غرض سوى النهج القويم بما شرع # قراء «مشورت» لقد حفظوا له # تلك المقالات التي فيها طبع # منها لقد عرفوا جدارة كاتب # بعواطف كرمت بها الشأن ارتفع # ما كنت في هذا المقام مبينا # شرف الحياة به وفخر المجتمع # مع أنه فرض علي وواجب # لكنما حزني الشديد له منع # بعد البواكر من دموعي والأسى # آتيكم في بسط تاريخ سطع # لكن قصدي الآن كان مجردا # في وقفتي هذي لأصرخ عن جزع # أنا ترجمان يا ضريح فقيدنا # للسان حزب للوداع قد اجتمع # بتلهف يبكي رئيسا أعظما # حجبته ظلمتك التي فيها انصرع # يسدي فروضا بالأسى لأقارب # في غربة فقدوه قبل المرتجع # وجعا تذوق «فتاة تركيا» به # وأنا أشد مرارة ذقت الوجع # قد كنت يا شخص الخليل بغربتي # خلا وفيا ثابتا فيما اتبع # أواه لو سمح الزمان بفرصة # حتى أذكركم به وبما صنع # عن فرط حبيه لكم وثباته # بحياته قطعا فما عنه انقطع # يا أهل ودي خطبنا أضحى به # خطبا جسيما سهمه لا يندفع # أمثولة وافى يعلمنا بها # هذي الحقيقة بالعيان وبالسمع # فمرارة المنفى تقصر عمرنا # حقا وهاكم سيفها فينا لمع # فنلسرعن لنصرنا بتضافر # قبل الوصول ليوم سوء لم يدع # من دون إبطاء بنهضة عامل # أفتى بحب مواطن وبها شفع # رجل الحقيقة لن يموت لدى الأولى # سمعوه واعتبروه بالحق ادرع # ما مات غانمنا بل يحيا إذن # في نهجنا في فكرنا فيما وضع # وفؤاده كنه الطهارة إنه # لقلوبنا يوحي ثبات المجتمع # ومحرك فيها صلاح مواطن # عظمت وبالنصر القريب المرتفع # هذا النشيط قد استراح ms376 اليوم من # تعب الحراثة والزراعة واضطجع # لكن فما زرعت يداه لم يضع # إذ لا نزال الحافظين لما زرع # كيلا يجف الزرع في بستانه # ويرى الفريسة للنسور وللبجع # فبذاك في حضن المواطن خلنا # يحيا بأمن لن يخامره فزع # ويدوم معتزا بما أهداه من # حرية في نورها وطن رتع # إبراهيم بك المويلحي # منشئ جريدة «الخلافة» في نابولي وصحف «الاتحاد» ~~و«الأنباء» و«الرجاء» في باريس، ومؤسس جريدتي «نزهة الأفكار» ~~و«مصباح الشرق» ومحرر جريدة «سوق العصر» وغيرها من الصحف في ~~القاهرة، وناشر بعض المقالات في جريدة «العروة الوثقى» بباريس ~~ومراسل جرائد شتى من القسطنطينية. ~~*** # يتصل نسبه ببيت من البيوتات الكريمة التي ظهرت ~~بمصر بعد الانقلاب في أول القرن الماضي، وكان جده السيد إبراهيم ~~المويلحي في أول أمره كاتبا للمرحوم حبيب أفندي «كخيا» المغفور له ~~محمد علي باشا الكبير، ثم ارتقى كما ارتقى سواه من ذوي المواهب في ~~مثل حال مصر في دورها الانتقالي من عصر الأمراء المماليك إلى عصر ~~التمدن الحديث؛ إذ هددتها مطامع الدول وحام حولها طلاب السيادة من ~~الوزراء والقواد، فتسابقت العقول واختلفت الأغراض ففاز كل بما ~~بلغ إليه إمكانه وساقته إليه فطرته، فارتقى بعضهم إلى منصات الحكم ~~وأثرى آخرون بالتجارة أو الزراعة أو الصناعة أو غيرها، فكان للسيد ~~إبراهيم المويلحي جد المترجم حظ كبير من ذلك الارتقاء. ومع ~~انغماس أهل ذلك الانقلاب بالمطامع السياسية والمكاسب المالية ~~واشتغالهم بالملاذ والملاهي لتسلط الجهل على معظمهم فالسيد ~~إبراهيم كان محبا للأدب، لا يخلو مجلسه من الأدباء والشعراء ~~يطارحهم ويذاكرهم، وقد أدى لمحمد علي في أوائل ولايته خدما جليلة ~~حفظها له البيت الخديوي فانتفع بها المترجم في حال ضيقه كما ~~سترى. # ولد صاحب الترجمة في أوائل سنة 1262ه/1846م في بيت وجاهة وعز، ~~وكان والده مشهورا بصناعة الحرير نسيج مصر وله فيها بيت تجاري ~~كبير فجمع ثروة طائلة، ونشأ إبراهيم في سعة ورغد وهو يتهيأ للعمل ~~في تجارة والده، ولكنه كان مولعا بالأدب والشعر من حداثته وورث ~~ذلك من جده، ولم يخطر له ms377 ولا لوالده أنه سيجعل الأدب مهنته وهي ~~يومئذ مهنة الفقراء ... ولكن الأقدار ساقته إلى الاشتغال بها في ~~كهولته فكان من أعظم نوابغها. # ظل إبراهيم في حجر والده آمنا سعيدا حتى توفي الوالد سنة ~~1282ه والمترجم في العشرين من عمره، فتولى تجارة أبيه وقبض على ~~ثروته وجرى على خطته في العمل حينا فازداد تقدما، وكانت مضاربات ~~البورصة حديثة العهد في هذا القطر وقد تحدث الناس بمعجزاتها وبهروا ~~من سرعة الإثراء بها، وكان إبراهيم طلابا للعلى فلم يكتف بما ~~بين يديه من الرزق الواسع وحدثته نفسه أن يطلب الزيادة بالمضاربة، ~~فضارب وهو يكسب تارة فيطمع بالمزيد ويخسر أخرى فيطلب التعويض على ~~نحو ما نشاهده الآن مع ما يعلمه الأكثرون من عواقبها الوخيمة، فما ~~زال المترجم يتدرج في المضاربة حتى استنزفت ثروته وأثقلته ~~بالديون. # على أن فروغ يده من المال لم يذهب بما نشأ عليه من العز والأنفة، ~~ولا ضاعت مآثر جده لدى البيت الخديوي، فنظر إسماعيل باشا الخديو ~~يومئذ في هذا البيت نظر الانعطاف وكان إسماعيل إذا أعطى أغنى، ~~فوهبه هبات الملوك فوفى الديون ووسع التجارة، ثم أنعم عليه بالرتبة ~~الثانية وعينه عضوا في مجلس الاستئناف وهو في الثامنة والعشرين ~~من عمره، وأنعم على أخيه عبد السلام باشا بتلك الرتبة أيضا وأبقاه ~~في مزاولة التجارة محافظة على ذلك المعهد التجاري، وتأييدا لذلك ~~أصدر أوامره لجميع من في قصوره من النساء أن يعدلن عن لبس الأنسجة ~~المصرية من صنع هذا البيت، وألا يدخل في تشريفات السيدات سيدة ~~لابسة غير هذه الأنسجة، وأمر باصطناع كمية منها لإرسالها إلى معرض ~~فينا في تلك الأيام. # وما زال المترجم في وظيفته بمجلس الاستئناف حتى أفضت رئاسته إلى ~~المرحوم حيدر باشا يكن فوقع بينهما شقاق انتهى باستقالة المترجم، ~~ولكن عناية الخديو إسماعيل ما زالت شاملة له فأمر بإعطائه مصلحة ~~تمغة المشغولات والمنسوجات على سبيل الالتزام، واتفق في أثناء ذلك ~~سقوط وزارة نوبار باشا المختلطة التي كان فيها عضوان أجنبيان ~~وخلفتها وزارة شريف باشا المعروفة بالوزارة الوطنية، وهموا بإنشاء ms378 ~~اللائحة الوطنية لتأسيس مبادئ الحكومة الدستورية، فانتدب المترجم ~~للاشتغال في ذلك مع المرحوم السيد علي البكري، ثم صدر الأمر ~~بتعيينه سكرتيرا للمرحوم راغب باشا ناظر المالية ولم يتول هذه ~~الوظائف إلا لما ظهر من نجابته وسداد رأيه. # على أن ميله إلى الأدب والشعر كان ينمو فيه بين مشاغل السياسة ~~والإدارة، فاتفق مع المرحوم عارف باشا أحد أعضاء مجلس الأحكام بمصر ~~وصاحب المآثر الكبرى في نشر الكتب على تأسيس جمعية عرفت بجمعية ~~المعارف غرضها نشر الكتب النافعة وتسهيل اقتنائها، وأنشأ هو مطبعة ~~باسمه سنة 1285 لطبع تلك الكتب وهي من أقدم المطابع المصرية، على ~~أن الجمعية كانت تطبع كتبها أيضا في مطابع أخرى وخصوصا المطبعة ~~الوهبية، ولهذه الجمعية شأن كبير في تاريخ هذه النهضة؛ لأنها نشرت ~~كثيرا من الكتب المهمة ككتاب «تاج العروس» و«أسد الغابة» و«رسائل ~~بديع الزمان» و«سلوك الممالك» و«ألف باء» وغيرها من كتب التاريخ ~~والأدب والفقه. # أما صاحب الترجمة ففي السنة التالية لإنشاء مطبعته اتحد مع محمد ~~عثمان بك جلال لإنشاء جريدة عربية ولم يكن من الجرائد العربية ~~بمصر يومئذ إلا الجريدة الرسمية وجريدة وادي النيل، فنال رخصة ~~بجريدة سماها «نزهة الأفكار» ولكنه لم يصدر منها إلا عددين ثم ~~حالت العوائق دون إصدارها، ويقال عن السبب في ذلك إن المرحوم شاهين ~~باشا أظهر لإسماعيل باشا تخوفه من أنها تثير الأفكار وتبعث على ~~الفتن فصدر الأمر بإلغائها، وظلت المطبعة تشتغل بطبع الكتب لجمعية ~~المعارف وغيرها، وقد طبع فيها كتبا على نفقته. # فترى أن المترجم قد تقلب في أعمال مختلفة بين تجارة وخدمة في ~~الحكومة وإنشاء المطابع والجرائد ونشر الكتب وغيرها وهو دون ~~الثلاثين من العمر، ولم ينل كل مرامه من واحد منها مع اقتداره ~~وذكائه، ولعل السبب في ذلك لحاجته في استثمار عمله قبل أن ينضج ~~وعدم ثباته في خطة واحدة؛ لأنه لو ثبت في التجارة مثلا ولم يرغب ~~عنها في خدمة الحكومة لكانت تجارته من أوسع التجارات، أو لو ثبت في ~~الخدمة ولم يعدل عنها إلى ms379 الصحافة والطباعة لكان من أكبر أصحاب ~~المناصب، ولو ثبت في الصحافة إلى الآن لكانت صحيفته من أكبر الصحف ~~وأهمها، ولكنه لم يكن يستقر على حال، والأذكياء الذين لا يثبتون في ~~عمل إنما يكون سبب تقلبهم الرغبة في النجاح السريع يريدون الطلوع ~~إلى الأوج دفعة واحدة، فإذا استبطئوا الوصول إلى قمة النجاح في ~~عمل تركوه وانتقلوا إلى سواه فيئول ذلك في الأكثرين إلى ضياع العمر ~~في بناء القصور بالهواء، ولو ثبتوا في عمل واحد مهما يكن نوعه ~~لكفاهم مئونة الشكوى من معاكسات الزمان. # على أن المترجم لم يشك ضيما؛ لأنه كان مرعي الجانب، وما زال ~~الخديو إسماعيل يذكر صدق خدمته له، فلما حدث التغيير في منصب ~~الخديوية سنة 1879 وأبعد الخديو إلى أوروبا واستقر في إيطاليا ~~استقدم المترجم إليه فجاءه وأقام في معيته بضع سنوات كان في ~~أثنائها كاتب يده (سكرتيره العربي) يكتب عنه الرسائل إلى الملوك ~~والأمراء، ولم يكن ذلك ليمنعه من العمل لنفسه فأنشأ في أثناء ~~إقامته بأوروبا عدة جرائد كجريدة «الاتحاد» وجريدة «الأنباء» ولم ~~يثبت في واحدة منهما أو لعله كان ينشئها لغرض مؤقت فإذا ناله ~~عطلها. # في سنة 1303ه ذهب إلى الآستانة على أثر إنشائه تلك الجرائد فأكرم ~~السلطان وفادته وعينه عضوا في مجلس المعارف، وناظرها يومئذ ~~منيف باشا العالم الشهير؛ فقدر الرجل حق قدره وقربه منه وعول عليه ~~في كثير من شئون النظارة، وبعد أن أقام في هذا المنصب نحو عشر ~~سنوات عاد إلى مصر وعاد إلى الاشتغال بالكتابة وقد نضجت مواهبه ~~الإنشائية، واكتسب ملكة الصحافة لطول ممارسته إياها مع ما اختبره ~~بنفسه في أثناء أسفاره ومخالطته كبار رجال السياسة واطلاعه على ~~مخبآت الأمور، فعمد أولا إلى مراسلة الجرائد بمقالات جامعة بين ~~السياسة والأدب وقواعد العمران أشهرها ما جمع على حدة في كتاب «ما ~~هنالك»، ثم أنشأ جريدة «مصباح الشرق» الأسبوعية وهو يتردد في خلال ~~ذلك إلى الآستانة ويعود منها مشمولا بالنعم السلطانية من العطايا ~~والرتب؛ حتى بلغ الرتبة الأولى من الصنف الأول، وما زال عاملا في ms380 ~~خدمة الصحافة العربية مخلصا للبيت الخديوي شديد التعلق بمرضاة ~~الجناب العالي، وسموه يخصه بالمنح والمنن حتى توفاه الله في 29 ~~يناير سنة 1906 وهو في الستين من عمره. # كان ربع القامة ممتلئ الجسم حسن الملامح كما ترى رسمه في صدر هذه ~~الترجمة، وكان حلو الحديث لطيف النادرة سريع الخاطر حسن الأسلوب ~~نابغة في الإنشاء الصحافي وفي الطبقة الأولى بين كتاب السياسة ~~رشاقة ومتانة وأسلوبا مع ميل إلى النقد والمداعبة. ولا يخلو ~~نقده من لذع أو قرص لا يراعي في ذلك صديقا ولا قريبا حتى قيل «لم ~~ينج من قوارص قلمه إلا الذي لم يعرفه.» وقد انتقدوا عليه تقلبه ~~في خطته وذلك تابع لتقلبه في سائر أحوال معايشه لما قدمناه من ~~تردده في أعماله حتى قضى العمر في التنقل من عمل إلى آخر، وضاعت ~~الفائدة التي كان يرجى استثمارها من مواهبه؛ لأنه كان نادرة في ~~الذكاء وحدة الذهن والاقتدار على تفهم الأمور والإحاطة بخفاياها ~~وكشف غوامضها، فلو رافقه الثبات في المبادئ والأعمال لكان من هذا ~~الرجل غير ما كان. # جرجي زيدان # عبد الله مراش # محرر جريدة «مرآة الأحوال» في لندن وصحف «مصر ~~القاهرة» و«الحقوق» و«كوكب ~~المشرق» في باريز وناشر المقالات المفيدة في مجلتي ~~«البيان» و«الضياء» في القاهرة؛ ~~وغير ذلك من الصحف. ~~*** # هو عبد الله بن فتح الله بن نصر الله بن بطرس ~~مراش، من أسرة عريقة في الفضل والوجاهة معروفة بالعلم والأدب، ~~وكفاه شهرة أنه أخو فرنسيس مراش كبير شعراء حلب، وشقيق مريانا ~~مراش الشاعرة العربية ومن شهيرات النساء الكاتبات في سوريا. ولد ~~في حلب في 14 آيار سنة 1839 ونشأ بها وتأدب على والده وغيره، ~~فتلقى في حداثته مبادئ علوم العربية والخط والحساب ثم دخل مدرسة ~~الرهبان الفرنسيسيين فأخذ عنهم أصول اللغة الإيطالية، وبعد ذلك ~~انصرف إلى أعمال التجارة فتخرج في أبوابها وفنونها، ولما بدت ~~نجابته فيها انتدبته جماعة من جلة تجار حلب لعقد شركة تجارية ~~ينشئ لها محلا في منشستر من بلاد الإنكليز، فسافر إليها سنة 1861 ~~ولبث بها إلى سنة ms381 1869 واشتهر بما كان عليه من الأمانة والدراية، ~~فكان له مقام محمود بين معامليه من أرباب التجارة وأحرز منها ~~ثروة صالحة، وفي تلك السنة تم فتح خليج السويس فاستشف من وراء ~~هذا الفتح أنه سيكون ضربة قاضية على تجارة حلب؛ لأنه قدر أن ~~البضائع التي كانت ترسل إليها فتحملها القوافل برا إلى نواحي ~~العراق وبلاد العجم لا بد أن ترسل بعد ذلك بحرا عن طريق السويس ثم ~~البصرة، ولهذا السبب ولأسباب أخرى نوى العدول عن التجارة بتة ~~وشرع في حل الشركة وتصفية أعمالها. # وبعد أن وضعت الحرب أوزارها بين الفرنسيس والألمان سنة 1870 ~~انتقل إلى باريس فأقام بها يتعاطى التجارة وخدمة المعارف. ولما ~~أنشأ رزق الله حسون سنة 1876 جريدة «مرآة الأحوال» في لندن تولى ~~عبد الله مراش تحريرها، ثم عاد إلى منشستر فلبث بها إلى سنة 1880 ~~كاتبا لأشغال فتح الله طرازي وأعماله التجارية، وبعد ذلك فارقها ~~فأتى باريس مرة ثانية حيث حرر في جريدة «مصر القاهرة» لأديب إسحاق ~~وجريدة «الحقوق» لميخائيل عورا وصحيفة «كوكب المشرق» لأحد رجال ~~الفرنسيس، ثم زايلها وسافر إلى مرسيليا وألقى بها عصاه، ولم يزل ~~مقيما فيها إلى أن توفاه الله إليه في 17 كانون الثاني ~~1900. # هذا مجمل ما يذكر من تاريخ هذا الرجل وما تقلب فيه من أطوار ~~الحياة، وقد عبرت أيامه كلها على السكينة والدعة؛ لأنه كان قليل ~~المزاحمة والتطال إلى بعيد الشئون والتفاني في معالجة الحظوظ ~~وابتغاء الشهرة والمقامات العلية بالإكثار من الجلبة والحراك، على ~~أنه كان على حظ من الدنيا بلغ به مبلغ الرضى وهو الغنى كله فلم يكن ~~بعد ذلك يحرص على حشد الدينار ولا يعاني الكسب، ولكنه انصرف إلى ~~المطالعة والتوسع في العلم وهو ما لم ينقطع عنه قط مع اشتغاله ~~بالتجارة أيضا؛ فإنه كان كثير الاختلاف إلى مكاتب لندن وباريز ~~يتصفح ما فيها من الأسفار قديمها وحديثها ولا سيما الخطية منها، ~~فأدرك حظا وافرا من لغة العرب وتواريخهم وآدابهم وانتسخ منها ~~عدة كتب عزيزة، نذكر منها كتاب «يتيمة الدهر» للثعالبي وهو مصنف ~~ضخم ms382 يكون نحوا من ألف وخمسمائة صفحة كبيرة انتسخه من مكتبة ~~باريز، ثم عارضه بنسخة لندن وأشار إلى مواضع الفرق بين النسختين ~~ونبه على ما وجده مباينا للصحة من غلط النساخ مما استدركه ~~بنفسه، وبعد ذلك عارضه بالنسخة المطبوعة في دمشق، وبعد أن جمع ~~بينها وبين نسخته وقد تتبعها صفحة صفحة وسطرا سطرا علق على ~~هوامشها كل ما وجده من الفروق والزيادات وغيرها، فكانت كل واحدة من ~~هاتين النسختين أصح نسخ هذا الكتاب. # وهناك كتب ورسائل أخر كلها من غرر آثار الأقدمين ونوادر ~~تآليفهم، انتسخها بخطه مع العناية والتدقيق في مقابلتها وتصحيحها. ~~وكان مليح الخط نقي الرقعة كثير التأنق كأكثر خطاطي حلب، وكان ~~يكتب أولا بقلم من القصب الهندي وهو شديد الصلابة لا يكاد يتشعث ~~ولا يتغير، ثم صار يكتب بأقلام الحديد؛ ولذلك ترى خطه من أول ~~الكتاب إلى آخره واحدا. # وكان عبد الله من أكابر أهل الإنشاء، حسن الترسل، سهل العبارة، ~~واضح الأسلوب، بصيرا باختيار الألفاظ والتراكيب، حسن النق، حريصا ~~على البلاغة ووضوح المعاني، آخذا بالنصيب الأوفر من قوالب فصحاء ~~العرب وألفاظ الخاصة من أهل الأدب. وكان مع ذلك متقنا للغة ~~الإنكليزية والفرنسوية والطليانية يكتب فيهن جميعا، وكان له باع ~~طويل في التاريخ والفلسفة وعلم الأخلاق والأديان والشرائع ~~المختلفة ، مشاركا في كثير من علوم المعاصرين كالطبيعيات والهيئة ~~وسائر الفنون الرياضية. وكان بصيرا بالسياسة مطلعا على أسرارها ~~ودقائقها، وله في كل ذلك مقالات ورسائل شتى، منها ما هو باق بخطه ~~ومنها ما نشر في بعض الجرائد العربية في لندن وباريس وجرائد ~~ومجلات القطر المصري، وأشهر ما طبع له منها مقالة «التربية» التي ~~نشرها تباعا في مجلة «البيان» اليازجية؛ فلا حاجة إلى الإطناب في ~~وصفها. وأما النظم فإنه مع تضلعه من فنون البلاغة وكثرة ما كان ~~يحفظ من أشعار العرب والمولدين، ومع اشتهار بيتهم بالشعر؛ كان قليل ~~الرغبة فيه والمعاناة له، ولا سيما مع ما بلغ إليه الشعر في هذا ~~العصر من الانحطاط والتفاهة ومع قلة المميزين بين جيده ~~ورديئه. # وأما صفاته ms383 الشخصية فقد كان ربعة القوام، معتدل الجسم، أبيض ~~اللون طلق المحيا، فصيح اللسان، مهذب المنطق، واسع الرواية، لطيف ~~المحاضرة. وكان رجلا جليل القدر، كامل الصفات، قد جمع بين رزانة ~~الإنكليز ورقة الفرنسيس وأريحية العرب. وكان على أعظم جانب من ~~الزهد وخفض الجناح بعيدا عن الزهو والخيلاء منزها عن الدعوى ~~والكبر، حتى إنه مع سعة فضله ورسوخ قدمه في العلم والإنشاء وإجماع ~~المطالعين على استحسان كلامه كان يتفادى من ذكر اسمه في أكثر ما ~~كتبه وما طبع له، ويشترط ذلك على من يروم نشر شيء من آثاره، هذا ~~ولا جرم من عنوان تمام فضله وتناهيه في الكمالات الإنسانية؛ لأنه ~~لم يكن يتوخى فيما يكتبه إلا نشر فائدة أو تقرير حقيقة دون ابتغاء ~~الشهرة والتهالك على طلب الإطراء. وتوجد من آثار قلمه رسالتان ~~إحداهما جمع فيها فوائد متفرقة في «علم الهيئة وتخطيط الأرض» ~~والثانية عرب فيها خواطر الدوك دلارشفوكو في «الأخلاق ~~والآداب». # وأما فصوله في «الهيئة» فإنها لا تخلو من إحياء ألفاظ من مصطلحات ~~العرب في هذا العلم مما ذهبت بأكثره الأيام إلا من بعض الأسفار ~~الباقية إلى هذا العهد في خزائن أوروبا؛ مما دل على وفرة اطلاعه ~~وإمعانه في البحث والتقييد، وله أيضا نقد مطول على ترجمة ~~فرنسية لكتاب «مروج الذهب» بقلم واحد من أكابر علماء الفرنسيس يقال ~~له بربياي دي مينار، وهو نقد جزيل الفائدة نشرته مجلة «الضياء» ~~اليازجية في القاهرة سنة 1900. # الشيخ أبو نظارة # منشئ الصحف الآتية: «أبو نظارة زرقاء» و«رحلة أبي ~~نظارة زرقاء» و«أبو زمارة» و«أبو صفارة» و«الحاوي» و«الوطني ~~المصري» و«النظارات المصرية» و«أبو نظارة» و«الثرثارة المصرية» ~~و«التودد» و«المنصف» و«العالم الإسلامي» وغيرها، وناشر المقالات ~~الكثيرة في أشهر الصحف الفرنسية. ~~*** # لا نظن أحدا من كتبة الأعارب والأعاجم في هذا ~~العصر يجهل اسم الشيخ أبي نظارة المصري الذي اشتهر ذكره في ~~الخافقين ورن صدى مقالاته اللطيفة من مشارق الأرض إلى مغاربها، ~~فهو الكاتب الانتقادي الكبير الذي علت شهرته في عالم ms384 السياسة، وذاع ~~صيته بين خاصة الناس وعامتهم، وما زال منذ أكثر من نصف قرن يدافع ~~قولا وعملا عن وطنه المحبوب، بل يجاهد بثبات جأش وحماسة لا توصف ~~عن مصلحة بلاده واستقلالها من نير الغرباء، فنرى من باب العدل ~~تخليدا لمآثره أن نكيل له بمكيال أعماله، ونزين صفحات هذا الكتاب ~~برسمه وترجمته: # هو يعقوب بن رافائيل صنوع # 2 # ولد في القاهرة بتاريخ 9 شباط 1839 من أبوين ~~إسرائيليين، وأتقن منذ نعومة أظفاره تعاليم التوراة حتى استحق أن ~~يكون لاويا أي مؤمنا بعقيدة وجود الله سبحانه، ثم درس الإنجيل ~~والقرآن ووقف هكذا على عقائد الأديان القائلة بوحدانية اللاهوت. ~~وكان أبوه مستشارا لدى الأمير أحمد باشا يكن حفيد محمد علي باشا ~~الكبير رأس العائلة الخديوية، وإذ شاهد هذا الأمير نباهة يعقوب ~~أرسله على نفقته إلى أوروبا لإتقان العلوم العصرية، فذهب الفتى إلى ~~مدينة ليفورنو # Livourne # في ~~إيطاليا حيث تلقى العلوم وبرع فيها، ثم عاد منها بعد ثلاث سنين ~~بالغا الحول السادس عشر من عمره، وفي أثناء ذلك فقد أباه والمحسن ~~إليه فتأسف عليهما كثيرا وبكاهما بكاء مرا، ومن ذاك العهد ~~أخذ يدرس اللغات لأغصان العائلة الخديوية وأبناء الأعيان حتى ~~نبغ كثير من تلامذته الذين ارتقوا إلى أعلى المناصب ~~والمراتب. # وسنة 1870 أنشأ أول مرسح عربي في القاهرة بمساعدة الخديو ~~إسماعيل الذي منحه لقب «موليير مصر» ونشطه على عمله وشهد مرارا ~~تمثيل رواياته، فألف صاحب الترجمة حينئذ اثنتين وثلاثين رواية ~~هزلية وغرامية، منها بفصل واحد ومنها بخمسة فصول، لم يزل صداها ~~يرن في آذان الشيوخ على ضفاف النيل، ثم أسس سنة 1872 جمعيتين ~~علميتين إحداهما «محفل التقدم» والأخرى «جمعية محبي العلم» وتولى ~~رئاستهما، وسنة 1874 سافر إلى أوروبا حيث بقي مدة يدرس أحوالها ~~السياسية وأخلاق شعوبها، ثم قفل راجعا إلى وطنه مشغوفا بتقدم ~~الإفرنج وملتهبا بنار الغيرة لبث روح الحضارة العصرية بين الشعب ~~المصري. # وكان السيد جمال الدين الأفغاني الفيلسوف المشهور، والشيخ محمد ~~عبده مفتي الديار المصرية سابقا متحدين معه بعرى المحبة، وقد ~~درسا عليه شيئا من اللغة الفرنسية، فاتفق ثلاثتهم ms385 على إنشاء ~~جريدة عربية هزلية لانتقاد أعمال الخديو إسماعيل، ثم قر رأيهم ~~على أن يتولى إدارتها صاحب الترجمة ويحرر فيها معه العالمان ~~المذكوران، وقد أوعز السيد جمال الدين إلى يعقوب في إيجاد عنوان ~~للجريدة يليق بمسلكها، فخرج هذا إلى بيته باحثا عن حمار يركبه، ~~فإذا بالفلاحين أصحاب الحمير قد تجمعوا حوله وأراد كل منهم أن ~~يركبه حماره، فلما زاحموه أحب التخلص منهم وإذا بصوت من ورائه ~~يناديه «يا أبا النظارة الزرقاء» وكان وقتئذ يستعمل النظارات ~~الزرقاء وقاية لعيونه من حرارة الشمس، فرن هذا الصوت في أذنيه ~~واستحسن عبارة «أبي النظارة الزرقاء» وصمم على اتخاذها عنوانا ~~للجريدة الهزلية، فرجع من ساعته إلى السيد جمال الدين وأخبره بما ~~جرى له مع أصحاب الحمير وباختياره العنوان المذكور للجريدة، فضحك ~~من كلامه لكنه استحسن الاسم. وهكذا صدر العدد الأول سنة 1877 من ~~الصحيفة المذكورة التي تعد أولى الصحف الهزلية عند الناطقين ~~بالضاد، فانتشرت في أربعة أقطار المعمور حتى صار اسمها ملازما ~~لصاحبها الذي أطلق عليه من ذاك الحين اسم «الشيخ أبي نظارة». وكان ~~يعقوب صنوع أول من استعمل القلم الدارج عند عامة المصريين في ~~الكتابة فتبعه كثير من الكتاب الذين أنشئوا صحفا شتى بالقلم ~~العامي في جميع الأقطار العربية شرقا وغربا. # ولما كانت مقالات جريدته تنتقد أعمال خديو مصر بلهجة شديدة أصدر ~~إسماعيل باشا أمرا بإبطالها بعد ظهور العدد الخامس عشر منها، وكان ~~الخديو متعمدا الانتقام من منشئها بكل الوسائل حتى القتل لو ~~استطاع إلى ذلك سبيلا، وأوعز إلى قنصل إيطاليا بأن يطرده من ~~الديار المصرية؛ لأنه كان محتميا بالدولة المذكورة، فتوجه صاحب ~~الترجمة إلى الإسكندرية ومنها ركب سفينة لتقله إلى أوروبا، فمر ~~الخديو بعربته أمام رصيف المينا ورأى بعينه ألوفا من الناس ~~يشعيونه، فصاح بعضهم وقال له: «انظر يا أبا النظارة الزرقاء كيف ~~جاء شيخ الحارة # 3 # ليشتفي منك ويراك بعينه منفيا من بلاده!» فأجابهم ~~بقوله: «بعد سنة ينفى هو مثلي من مصر.» وفي الواقع خلع إسماعيل من ~~سرير الخديوية بعد سنة من التاريخ المذكور ms386. # فسافر صاحب الترجمة إلى باريس وهناك استأنف إصدار الجريدة بعنوان ~~«رحلة أبي نظارة زرقاء» مقبحا فيها سياسة إسماعيل، ولبث الخديو ~~يصادر الجريدة محرما على الناس مطالعتها حتى اضطر الشيخ إلى ~~تبديل اسمها تارة باسم «أبي زمارة» وطورا باسم «أبي صفارة» وحينا ~~باسم «الحاوي» وآنا باسم «الوطني المصري» أو «النظارات المصرية» ~~لئلا تفوت القراء فائدتها. ثم أصدر مجلة «التودد» وجريدة «المنصف» ~~وجريدة «العالم الإسلامي» وجريدة «أبي نظارة» وغيرها أيضا، وقد ~~أصدر سنة 1886 جريدة بثماني لغات سماها «الثرثارة المصرية» أو ~~«البافار إجبسيان» وهي أول جريدة في العالم صدرت بهذا العدد الكثير ~~من اللغات على ما نعلم. ولم تقتصر همته على كتابة جرائده المذكورة، ~~بل كان ينشر المقالات الضافية الذيول في الجرائد الفرنسية الكبرى ~~من مثل «التان» و«الماتين» و«الفيغارو» وسواها. # وفي 22 أيلول 1900 ألقى في معرض باريز تحت رئاسة السيد حسن ابن ~~السلطان عمر الهنزواني خطبة بعشر لغات مختلفة رددت صداها جرائد ~~العاصمة الفرنسية، وبعد ذلك حمل على أكف السامعين بموكب حافل ~~يتقدمه جوق الموسيقى إلى ساحة «برج إيفل» حيث دعا دعاء حارا ~~لفرنسا وللدول الشرقية، ثم ترنم القوم بالنشيدين الفرنسي ~~والخديوي، وفي تلك السنة دعاه شاه العجم إلى ضيافته في «كنتر كسفيل ~~ليبين» وأهداه وساما عاليا وخاتما ثمينا. # وسنة 1901 زار الشيخ أبو نظارة سمو الخديو عباس الثاني في مدينة ~~ديفون بفرنسا، فأوعز إليه الخديو بالرجوع إلى وادي النيل ممتعا ~~بالحرية التامة، لكن شيخنا رفض إجابة الطلب: ما زال القطر المصري ~~مقيدا بالاحتلال الإنكليزي. وفي السنة ذاتها زاره في مصيفه الواقع ~~في شامبيني # Champigny # السلطان عمر ~~حاكم الهنزوان فتناول عنده طعام الظهر وتبادل الاثنان نخب المحبة ~~ثم تصورا في رسم واحد. وسنة 1902 وافق مرور خمسة وعشرين عاما ~~على ظهور جريدته الأولى فاحتفل أصحابه بذلك احتفالا شائقا ~~وأقاموا له مأدبة أنيقة جمعت مائة نفس من مصريين وسوريين ~~وتونسيين وجزائريين وفرنسيس وسواهم. وسنة 1905 جرى الاحتفال ~~باليوبيل الخمسيني لدخوله في سلك التأليف والتدريس، فكان هو أول ~~صحافي عربي نال هذه الكرامة الشريفة في حال حياته. # ولصاحب ms387 الترجمة معرفة تامة بلغات شتى قديمة وحديثة بحيث إنه ~~كان يكتب نثرا وشعرا في العبرانية والعربية والإيطالية والفرنسية ~~والإنكليزية والألمانية مع إلمام بالإسبانية واليونانية وغيرها. ثم ~~أتقن بعض الفنون الجميلة كالموسيقى والرسم فإنه ألف ألحانا ~~بديعة للملوك والأمراء ورسم بقلمه أكثر التصاوير التي نشرها في ~~جرائده منذ نشأتها حتى احتجابها. وكان في الخطابة آية عصره ولو ~~جمعت خطبه لبلغت المجلدات، وقد أعجب الغربيون بفصاحة لسانه وقوة ~~حجته، وكان مرتبطا بعلائق المودة مع أكبر علماء زمانه في مصر ~~وسوريا والعراق وتونس والمغرب الأقصى والهند، فضلا عما أحرزه من ~~الاعتبار لدى جهابذة الفرنسيس كالجنرال دودس وجول سيمون ولمبرت ~~وسواهم. وابتكر في اللغة الفرنسية طريقة النثر المسجوع كما هو شائع ~~عند العرب، فألف من هذا النوع مقالات شتى وخطبا عديدة نذكر ~~منها النبذة المعروفة بالعنوان الآتي # Constitution ~~Ottomane et ses héros # فإنها بليغة المعاني ~~والمباني، وقد كتبها احتفالا بإعلان الدستور في السلطنة ~~العثمانية، وله مؤلفات كثيرة غير ذلك. # وبمناسبة يوبيله الخمسيني المذكور أجمعت الجرائد العربية ~~والإفرنجية على تقريظه؛ فتواردت عليه رسائل الإطراء بكثرة من ~~الأمراء والشعراء والعلماء والعظماء شرقا وغربا، ونال من رؤساء ~~الحكومات وسامات الشرف الكثيرة التي زينت صدره، فجاءت مصداقا ~~على سمو منزلته الأدبية عندهم، ولولا اتضاعه لأحرز أضعافها، وإليك ~~أسماء البعض منها: # الوسامات ذات الدرجة الأولى أو غران كردون: وسام «النجوم الثلاث» ~~من محمد سلطان جزائر القمور، وسام «الكوكب الدري» من السيد برغش ~~سلطان زنجبار، وسام «الهنزوان» من السيد عمر سلطان ~~الهنزوان. # الوسامات ذات الطبقة الثانية أو غران أوفيسيه: وسام «سام مارينو» ~~من رئيس جمهورية سان مارينو في إيطاليا. # الوسامات ذات الطبقة الثالثة أو قومندور: «الوسام العثماني» من ~~السلطان عبد الحميد، وسام «الشمس والأسد» من ناصر الدين شاه إيران، ~~ووسام «إنج» من سلطانها، وسام «الافتخار» من محمد الهادي باي تونس، ~~ووسام «أوبوك» من حاكم هذه الولاية. # الوسامات ذات الطبقة الرابعة أو أوفيسيه: «الوسام المجيدي» من ~~السلطان عبد الحميد، ووسام «المحفل العلمي الفرنسي» أو أكاديمي من ~~رئيس جمهورية فرنسا، ووسام «كمبودج» من دولة الكمبودج، ووسام ~~«أنام ms388» من ملك هذه الدولة. # الوسامات ذات الطبقة الخامسة أو كواليير: وسام «إيزابلا ~~الكاثوليكية» من ملك إسبانيا، ووسام من ليوبلد الثاني ملك بلجيكا؛ ~~وغير ذلك من الأوسمة وعلامات الشرف التي نالها من الحكومات ~~والجمعيات الأدبية والمحافل العلمية. # وله مع أكثر الملوك المشار إليهم لا سيما مع سلاطين الإسلام ~~وأمرائهم وعلمائهم وشعرائهم ومشاهيرهم؛ مكاتبات تضمنت آيات الثناء ~~على مآتيه الحسنة، وقد أتحف بها قبل وفاته مؤلف هذا التاريخ على ~~سبيل الهدية والتذكار، وهي مجموعة أدبية ثمينة يندر وجود نظيرها ~~عند أحد الشرقيين الذين لا يكترثون عادة لصيانة الآثار القديمة أو ~~النفيسة. # ونال الشيخ أبو نظارة ألقابا مهمة من السلاطين والملوك نذكر ~~منها: لقب «موليير مصر» من إسماعيل باشا خديو مصر على أثر حضوره ~~تمثيل بعض روايات من قلمه، ولقب «صديق الإسلام» سنة 1891 عندما زار ~~السلطان عبد الحميد الثاني في القسطنطينية، فكلفه السلطان تبليغ ~~سلامه إلى كرنو رئيس الجمهورية الفرنسية، ثم كان سنة 1899 الواسطة ~~الودية بين السلطان المشار إليه وبين لوبه رئيس جمهورية فرنسا، ~~ونال سنة 1900 لقب «صديق فرنسا الكبير» من حكومة فرنسا عند افتتاح ~~معرض باريس العام، وأحرز لقب «شاعر الملك» من شاه إيران، ولقب ~~«كوكب الشرق» من سلطان الهنزوان، ولقب «الوطني المخلص» من عباس ~~الثاني خديو مصر، ولقب «مقوي الرابطة الأخوية العامة» من «دون ~~بدرو» إمبراطور البرازيل. # وبعد إعلان الدستور في السلطنة العثمانية بثلاثة أيام سافر إلى ~~الآستانة للاشتراك مع العثمانيين في أفراحهم الوطنية، ثم عاد ~~مشيعا بالإكرام إلى باريس، ومن ذاك الحين أخذ نور عينيه يضعف حتى ~~كف بصره، وفي 31 كانون الأول 1910 أصدر العدد الأخير من جريدة ~~«أبي نظارة» ... بعد انتشارها أربعا وثلاثين سنة ودفاعها عن حقوق ~~وادي النيل بثبات لا يوصف، وبعدما قضى أربعا وسبعين سنة توفاه ~~الله في 30 أيلول 1912 في باريس فنقلت شركة «روتر» التلغرافية خبر ~~نعيه إلى الشرق والغرب. # الشيخ محمد عبده # الشيخ محمد عبده؛ محرر جريدة «الوقائع المصرية» في ~~القاهرة و«العروة الوثقى» في باريس. ~~*** # نشأته الأولى # نشأ في قرية صغيرة «محلة نصر» من أبوين فقيرين ms389، فلم يمنعه ~~ذلك من الارتقاء بجده واستعداده حتى بلغ منصب الإفتاء، وأصبح ~~علما في الشرق وقطبا من أقطاب الدهر سينقش اسمه على صفحات ~~الأيام، ويبقى ذكره ما بقي الإسلام. # ولد عام 1258ه/1842م، وأبوه يتعاطى الفلاحة وقد أدخل فيها ~~أولاده إلا محمدا، لأنه توسم فيه الذكاء؛ فأراد أن يجعله من ~~الفقهاء فأدخله كتاب القرية، تردد إليه حينا، ثم أرسله إلى ~~«الجامع الأحمدي» في طنطا، أقام فيه ثلاث سنوات ثم نقله إلى ~~«الجامع الأزهر» فقضى فيه عامين لم يستفد فيهما شيئا. وهو ~~ينسب ذلك بالأكثر إلى فساد طريقة التعليم، ثم انتبه لنفسه ولم ~~ير بدا من تلقي العلم فاستنبط لنفسه أسلوبا في المطالعة ~~وأعمل فكرته في تفهم ما يقرؤه، فاستلذ العلم واستغرق في طلبه ~~فأحرز منه جانبا كبيرا على ما يستطاع إدراكه بتلك ~~الطريقة. # واتفق أن ورد على مصر سنة 1288ه/1871م السيد جمال الدين ~~الأفغاني فيلسوف الإسلام وصاحب الترجمة لا يزال في الأزهر وقد ~~أدرك الثلاثين من عمره، وتولى جمال الدين تعليم المنطق ~~والفلسفة فانخرط محمد في سلك تلامذته مع جماعة من نوابغ ~~المصريين تخرجوا على جمال الدين، فخرجوا لا يشق لهم غبار كأن ~~الرجل نفخ فيهم من روحه ففتحوا أعينهم وإذا هم في ظلمة وقد ~~جاءهم النور، فاقتبسوا منه فضلا عن العلم والفلسفة روحا حية ~~أرتهم حالهم كما هي؛ إذ تمزقت عن عقولهم حجب الأوهام، فنشطوا ~~للعمل في الكتابة فأنشئوا الفصول الأدبية والحكمية والدينية، ~~وكان صاحب الترجمة ألصق الجميع به وأقربهم إلى طبعه وأقدرهم ~~على مباراته، فلما قضي على جمال الدين بالإبعاد من هذه الديار ~~قال يوم وداعه لبعض خاصته: «قد تركت لكم الشيخ محمد عبده وكفى ~~به لمصر عالما!» # وتقلب محمد في بعض المناصب العلمية بين تدريس في المدارس ~~الأميرية وتحرير في «الوقائع المصرية» وكتابة في الدوائر ~~الرسمية حتى كانت الحوادث العرابية، فحمله أصحابها على السير ~~معهم وهو ينصح لهم ألا يفعلوا وينذرهم بسوء العاقبة، ولما ~~استفحل أمر العرابيين اختلط الحابل بالنابل وسبق الناس بتيار ~~الثورة وهم لا ms390 يعلمون مصيرهم، فدخل الإنكليز مصر والشيخ محمد ~~عبده في جملة الذين قبض عليهم وحوكموا، فحكم عليه بالنفي؛ ~~لأنه أفتى بعزل توفيق باشا الخديوي السابق، فاختار الإقامة في ~~سوريا فرحب به السوريون وأعجبوا بعلمه وفضله، فأقام هناك ست ~~سنوات فاغتنموا إقامته بينهم وعهدوا إليه بالتدريس في بعض ~~مدارسهم. # وانتقل من سوريا إلى باريس فالتقى فيها بأستاذه وصديقه جمال ~~الدين وكانا قد تواعدا على اللقاء هناك، فأنشئوا جريدة «العروة ~~الوثقى» وكتابتها منوطة بالشيخ محمد؛ فكانت لها رنة شديدة في ~~العالم الإسلامي ولكنها لم تعش طويلا، وتمكن الشيخ في أثناء ~~إقامته بباريس من الاطلاع على أحوال التمدن الحديث وقرأ ~~اللغة الفرنساوية على نفسه حتى أصبح قادرا على المطالعة فيها، ~~ثم سعى بعضهم في إصدار العفو عنه فعاد إلى مصر، فولاه الخديو ~~السابق القضاء وظهرت مناقبه ومواهبه فعين مستشارا في محكمة ~~الاستئناف وسمي عضوا في مجلس إدارة الأزهر، وعين أخيرا ~~مفتيا للديار المصرية سنة 1317ه/1899م، وما زال في هذا المنصب ~~حتى توفاه الله في 11 تموز 1905 ولم يعقب ذكرا يبقى به اسمه، ~~ولكنه خلف آثارا يخلد بها ذكره. # مناقبه وأعماله # كان ربع القامة، أسمر اللون، قوي البنية، حاد النظر، فصيح ~~اللسان، قوي العارضة، متوقد الفؤاد، بليغ العبارة، حاضر ~~الذهن، سريع الخاطر، قوي الحافظة؛ وقد ساعده ذلك على إحراز ما ~~أحرزه من العلوم الكثيرة الدينية والعقلية والفلسفية والمنطقية ~~والطبيعية، وتلقى اللغة الفرنساوية وهو في حدود الكهولة في ~~بضعة أشهر، وكان شديد الغيرة على وطنه حريصا على رفع شأن ~~ملته وذاع ذلك عنه في العالم الإسلامي، فكاتبه المسلمون من ~~أربعة أقطار المسكونة يستفتونه ويستفيدون من علمه وهو لا يرد ~~طالبا ولا يقصر في واجب. # ناهيك بما عهد إليه من المشروعات الوطنية؛ فقد كان القوم لا ~~يقدمون على عمل كبير إلا رأسوه عليه أو استشاروه فيه، فرأس ~~«الجمعية الخيرية الإسلامية» وألف «شركة طبع الكتب العربية» ~~وشارك مجلس شورى القوانين في مباحثه، وآخر ما عهد إليه تنظيم ~~مدرسة يتخرج فيها قضاة الشريعة ومحاموها، فضلا عما اشتغل فيه ~~من ms391 التأليف والتصنيف وما كان يستشار فيه من الأمور الهامة في ~~القضاء أو الإدارة بالمصالح العامة والخاصة، وبالجملة فقد كان ~~كنز فوائد للقريب والبعيد، بين إفتاء ومشورة، وإحسان وكتابة، ~~ومداولة ووعظ وخطابة، ومباحثة ومناظرة، واستنهاض وتحريض وتنشيط ~~وغير ذلك. # إصلاح الإسلام # على أن عظمته الحقيقية لا تتوقف على ما تقدم من أعماله ~~الخيرية أو العلمية أو القضائية، وإنما هي تقوم بمشروعه ~~الإصلاحي الذي لا يتصدى لمثله إلا أفراد لا يقوم منهم في ~~الأمة الواحدة مهما طال عمرها إلا بضعة قليلة، وهذا ما أردنا ~~بسطه على الخصوص في هذه العجالة: # العظمة الحقيقية # تختلف العظمة شكلا وأثرا باختلاف السبيل الذي يسعى ~~صاحبها فيه أو الغرض الذي يرمي إليه، فمنهم العظيم في ~~السياسة أو الحرب أو العلم أو الدين، ومن العظماء من يوفق ~~إلى إتمام عمله ومنهم من يرجع بصفقة الخاسر من نصف الطريق ~~أو ربعه أو عشره. على أن أكثر العظماء إنما يأتون العظائم ~~لمجرد الرغبة في الشهرة الواسعة ويغلب أن يكون ذلك في رجال ~~الحرب، وهؤلاء تنحصر ثمار أعمالهم في أنفسهم أو أهلهم أو ~~أمتهم على أنهم لا يستطيعون نفعا لأنفسهم إلا بضر ~~الآخرين، اعتبر ذلك في سير كبار الفاتحين كالإسكندر ~~وبونابرت وغيرهما، فكم سفكوا في سبيل عظمتهم من الدماء أو ~~ارتكبوا من المحرمات، وكان النفع عائدا على أنفسهم أو ~~أمتهم ولم يطل مكثه فيهم إلا قليلا! # وأما رجال العلم فعظمتهم تقوم بما ينيرون به الأذهان من ~~الأصول العلمية أو يكتشفونه من أسباب الأمراض والوقاية ~~منها أو يضعونه من النظامات والقوانين أو غير ذلك، ونفعهم ~~يشمل القريب والبعيد، الرفيع والوضيع، ولا يسفكون في سبيل ~~نشره دما، ولا يرتكبون محرما، وهو باق ما بقي الإنسان ~~وينمو بنمو المدنية. # وأما رجال الدين ومن جرى مجراهم من واضعي الشرائع ~~والأحكام فتأثيرهم أوسع دائرة وأعم شمولا؛ لأنه يتناول ~~البشر على اختلاف طبقاتهم وأجناسهم رجالا ونساء كبارا ~~وصغارا، وعليهم يتوقف نظام الاجتماع وآدابه وأخلاق الناس ~~وعاداتهم وعلائقهم بعضهم ببعض. وعظماء الدين فئتان: الفئة ~~الأولى واضعو الشرائع كالأنبياء ms392 أو من في معناهم ممن ~~ينسبون أعمالهم إلى ما وراء الطبيعة، والفئة الثانية ~~المصلحون الذين يصلحون الدين بعد فساده؛ لأن الدين إذا مر ~~عليه بضعة قرون فسد وتغير شكله، وانقلب وضعه تبعا لمطامع ~~الذين يتولون شئونه؛ فتفسد الأمة وينحط شأنها حتى يقوم ~~من يصلحه ويعيده إلى رونقه. ووضع الأديان عمل شاق قل من ~~يفوز به، والإصلاح الديني لا يقل مشقة عنه، وربما كان ~~إدخال دين جديد أيسر من إصلاح دين قديم، فالديانة ~~المسيحية لم تكلف البشر في قيامها من الدماء أكثر مما ~~كلفتهم في إصلاحها، على أن ما يضيعه رجال الدين في نشره من ~~الدماء يعوضونه بسرعة انتشاره، اعتبر ذلك في الفرق بين ~~النصرانية والإسلام في قيامهما، ويقال نحو ذلك في الإصلاح ~~فقد طلبه وسعى فيه غير واحد من رجال النصرانية فلم يتفق ~~منهم إلى إصلاح كبير غير «لوثير» لأن أهل السياسة نصروه، ~~ولا بد من استعداد الأذهان لقبول الإصلاح وتهيئة الأسباب ~~الأخرى، فكم نهض من المصلحين بالسيف فغلبوا على أمورهم ~~وذهب سعيهم عبثا! وأقربهم عهدا منا صاحب مذهب «الوهابية» ~~في نجد فقد استفحل أمره في أوائل القرن الماضي وأراد في ~~الإسلام نحو ما أراده لوثير في النصرانية، فلم يوفق إلى ~~غرضه؛ لأن الجنود المصرية غلبته وفلت عزيمته، أما ~~المصلحون بالموعظة الحسنة والتعليم فعملهم بطيء ولكنه أرسخ ~~في الأذهان وأصبر على كوارث الحدثان - والشيخ محمد عبده ~~واحد منهم. # هو وجمال الدين # نشأ الشيخ المفتي نير البصيرة حر الضمير وربي في ~~الإسلام وتعلم علومه فشب غيورا عليه، ثم اطلع على علوم ~~الأمم الراقية من أهل هذا التمدن ودرس تاريخ الاجتماع ~~ونواميس العمران، فرأى الإسلام في حاجة إلى نهضة ترفع شأنه ~~وتجمع كلمته، واتفق اجتماعه بالسيد جمال الدين الأفغاني ~~فأخذ عنه الفلسفة والمنطق والحكمة المشرقية، وكان جمال ~~الدين غيورا على الإسلام راغبا في جمع كلمته ورفع شأنه، ~~فتوافقا في الغاية ولكنهما اختلفا في الوسيلة؛ لأن جمال ~~الدين سعى في ذلك من طريق السياسة فأراد جمع شتات المسلمين ~~في أربعة أقطار العالم تحت ms393 ظل دولة إسلامية واحدة، وقد ~~بذل في هذا المسعى جهده وانقطع عن العالم من أجله فلم يتخذ ~~زوجة ولا التمس كسبا، وإنما جعل همه السعي إلى تلك الغاية ~~فلم يوفق إلى غرضه لأسباب عمرانية طبيعية لا محل ~~لذكرها، وكان الشيخ محمد عبده رفيقه في كثير من مساعيه ~~واطلع على دخائل أموره وعرف أسباب حبوطه، فعلم أن جمع كلمة ~~المسلمين ورفع شأنهم من طريق السياسة لا يتيسر الوصول ~~إليه؛ فسعى فيه من طريق العلم، فجعل همه رفع منار الإسلام ~~وجمع كلمة المسلمين بالتعليم والتهذيب وتقريبهم من أسباب ~~المدنية الحديثة ليستطيعوا مجاراة الأمم الراقية في هذا ~~العصر، ورأى ذلك لا يتأتى إلا بتنقية الدين مما اعتوره من ~~الشوائب التي طرأت عليه بتوالي العصور وتغالب الدول ~~واختلاف أغراض أصحابها وأئمتها كما أصاب النصرانية في ~~القرون المتوسطة؛ إذ تمسك الناس بالعرض وتركوا الجوهر، ~~واستغرقوا في الأوهام ونبذوا الحقائق. والسبيل الوحيد ~~لمغالبة الأوهام والخرافات إنما هو العلم الصحيح على ما ~~بلغ إليه في هذا العهد. وعلم صاحب الترجمة أن محور العلوم ~~الإسلامية اليوم مصر ومركز العلم بمصر أو في العالم ~~الإسلامي كافة «الجامع الأزهر»، فرأى أنه إذا أصلح ~~«الأزهر» فقد أصلح الإسلام؛ فسعى جهده في ذلك؛ فاعترضه ~~أناس من أهل المراتب يفضلون بقاء القديم على قدمه، ~~واستنصروا العامة عليه، وغرسوا في أذهانهم أن المفتي ذاهب ~~بالمسلمين إلى مهاوي الضلال والبدع. فلم يهمه قولهم لعلمه ~~أن ذلك نسيب أمثاله من قديم الزمان، على أنه لم ينجح في ~~إصلاح الأزهر إلا قليلا، ولكنه وضع الأساس، ولا بد من ~~رجوع الأمة إلى تأييد هذه النهضة ولو بعد حين فيكون الفضل ~~له في تأسيسها. # على أن الجانب الأعظم من عقلاء المسلمين وخاصتهم يرون ~~رأيه في إصلاح الدين ورجاله، وربما سبقه كثيرون منهم إلى ~~الشعور بحاجة الإسلام إلى ذلك ولا سيما المتخرجين بالعلوم ~~العصرية من الناشئة المصرية، ولكنهم لم يجسروا على التصريح ~~بأفكارهم في غير المجتمعات الخصوصية لئلا ينسبهم الناس إلى ~~المروق من الدين، فلما جاهر محمد عبده برأيه وافقوه ms394 وصاروا ~~من مريديه ونصروه بألسنتهم وأقلامهم. فحاجة الإسلام إلى ~~الإصلاح ليس هو أول من انتبه إليها ولكنه أول من جاهر بها، ~~كما أن لوثير المصلح المسيحي ليس أول من انتبه لحاجة ~~النصرانية إلى الإصلاح، ولكنه أول من جاهد في سبيلها وقد ~~فاز بجهاده لقيام السياسة بنصرته، وأما مصلح الإسلام فكانت ~~السياسة ضده وإنما حمله على تلك المجاهرة حرية ضميره ~~وجسارته الأدبية ومنصبه الرفيع في الإفتاء. # الإسلام والمدنية # فلما صرح الشيخ محمد عبده بحاجة الإسلام إلى الإصلاح ~~انقسم المسلمون إلى فئتين: فئة ترى بقاء القديم على قدمه ~~وهم حزب المحافظين، وفئة ترى حل القيود القديمة وإطلاق ~~حرية الفكر والرجوع إلى الصحيح من قواعد الدين ونبذ ما ~~خالطه من الاعتقادات الدخيلة، وكان زعيم هذه الفئة يناضل ~~عن مبادئها بلسانه وقلمه وبكل جارحة من جوارحه، وكانت ~~مساعيه من هذا القبيل ترمي إلى غرضين رئيسيين: الأول ~~تنقية الدين الإسلامي من الشوائب التي طرأت عليه، والثاني ~~تقريب المسلمين من أهل التمدن الحديث ليستفيدوا من ثمار ~~مدنيته علميا وصناعيا وتجاريا وسياسيا، فأهل ~~العصبية الإسلامية يرون هذا التقريب مغايرا لما يرجونه من ~~استقلال المسلمين بالجامعة السياسية؛ لأن مجاراة أهل ~~التمدن الحديث بأسباب مدنيتهم وتسهيل الاختلاط بهم يضعف ~~عصبية الإسلام على زعمهم، ويبعث على تشتيت عناصره فيستحيل ~~جمعها في ظل دولة واحدة، ولكن الشيخ المفتي كان يرى ذلك ~~الاجتماع السياسي مستحيلا في هذه الحال؛ فلم يشأ أن يضيع ~~وقته سدى كما أضاعه أستاذه وصديقه جمال الدين وأن يخسر ~~فائدة تقرب المسلمين من أسباب هذا التمدن؛ فسعى في ذلك بما ~~نشره من فتاويه المتعلقة بالربا والموقوذة ولبس القبعة ~~ونحو ذلك مما يقرب المسلمين من الأمم الأخرى ويسهل أسباب ~~التجارة. # تنقية الدين # وأما تنقية الدين الإسلامي من الشوائب الطارئة عليه ~~فأساس سعيه فيها أنه أطلق لفكره الحرية في تفسير القرآن، ~~ولم يتقيد بما قاله القدماء أو وضعوه من القواعد التي ~~يحرم الأئمة تبديل شيء منها، فرأى أن يحل نفسه من هذه ~~القيود ويفسر القرآن على ما يوافق روح هذا العصر ms395، فيجعل ~~أقواله وآراءه فيه موافقة لقواعد العلم الصحيح المبني على ~~المشاهدة والاختبار ولنواميس العمران على ما بلغ إليه هذا ~~العلم إلى الآن مع مطابقته لأحكام العقل وأصول الدين كما ~~فعل النصارى في تفسير الكتاب المقدس بعد ثبوت مذاهب العلم ~~الجديد، وهو أوعر مسلكا في الإسلام لارتباط الدين ~~بالسياسة فيه، والقرآن أساس الدين والدنيا عندهم فيعلقون ~~على تفسيره أهمية كبرى؛ لأنه مرجع الفقه وغيره من الأحكام ~~الشرعية والسياسية، ولذلك رأى أهل السنة تقييده بأقوال ~~الأئمة الأربعة وخالفهم الشيعة باستبقاء باب الاجتهاد ~~مفتوحا فلا يرون بأسا في العدول عن تفسير إلى آخر بشروط ~~يشترطونها في مفسريهم، وهم يعرفون عندهم بالأئمة ~~المجتهدين. # التفسير # وقد توالى على تفسير القرآن أحوال تختلف باختلاف العصور ~~من الإسلام إلى الآن ترجع إلى أربعة أعصر: # الأول العصر الشفاهي: # وهو ينحصر في أيام النبي وأصحابه فقد ~~كانوا عند ظهور الدعوة كلما تليت عليهم ~~سورة أو آية فهموها وأدركوا معانيها ~~بمفرداتها وتراكيبها؛ لأنها بلسانهم وعلى ~~أساليب بلاغتهم، ولأن أكثرها قيلت في ~~أحوال كانت القرائن تسهل فهمها، وإذا أشكل ~~عليهم شيء منها سألوا النبي فيفسره لهم، ~~وكان التفسير مختصرا بسيطا لسذاجة ~~الدولة الإسلامية يومئذ. # ثانيا العصر التقليدي: # ونريد به عصر التابعين أو حواليه وكانت ~~الدولة الإسلامية قد أخذت في النمو ~~والارتقاء فاحتاجوا إلى التوسع في ~~التفسير ، وكان أكثرهم أميين فإذا أعجزهم ~~تفسير بعض الآيات سألوا عنها من أسلم من ~~أهل الكتاب، ولا سيما اليهود المقيمين في ~~اليمن وكانوا قد أسلموا وظلوا على ما كان ~~عندهم من التقاليد المتناقلة شفاها أو ~~كتابة مما لا تعلق له بالأحكام ~~الشرعية. # ثالثا العصر الفلسفي المنطقي: # ونريد به تدوين التفسير وضبطه بالقياس ~~الفلسفي والحكم المنطقي بعد أن اختلط ~~المسلمون بأهل العلم القديم في الشام ~~والعراق وفارس واطلعوا على علوم القدماء ~~وفلسفة اليونان والهند ونقلوا ذلك إلى ~~لسانهم واستخرجوا منه علم الكلام، وكان ~~العرب قد وضعوا العلوم اللسانية وضبطوا ~~معاني الألفاظ وأساليب التعبير، فنظروا في ~~التفاسير السابقة نظر الناقد ومحصوها ~~وضبطوها بالقياس العقلي بالاعتماد على ~~قواعد المنطق ms396 بما تقتضيه الفلسفة ~~اليونانية القديمة على نحو ما فعله ~~لاهوتيو النصارى قبل ذلك. # رابعا العصر العلمي: # الذي نحن فيه، وهو عصر الفلسفة الجديدة ~~المبنية على العلم الطبيعي الثابت ~~بالمشاهدة والاختبار، ويمتاز عن العصر ~~السابق بإطلاق حرية الفكر من قيود التقليد ~~القديمة التي أغلت ألسنة أسلافنا ~~وأقلامهم وأوقفت مجاري التمدن أجيالا ~~متطاولة. فالشيخ المفتي أراد أن ينقل ~~التفسير إلى روح هذا العصر فيفسر القرآن ~~بما يطابق أحكام العقل ويحل الإسلام من ~~قيود التقليد، فسار في هذا الطريق شوطا ~~بعيدا فألقى على طلبة «الأزهر» خطبا ~~كثيرة في التفسير نشرت في مجلة «المنار» ~~وطبع بعضها على حدة وكان لها تأثير حسن ~~في نفوس العقلاء، ولو مد الله في أجله ~~لأتم هذا العمل، ولكنه قضى آسفا خائفا ~~ولسان حاله يردد هذين البيتين وقد قيل ~~إنهما من قصيدة نظمها في أثناء مرضه ~~وهما: # ولست أبالي أن يقال ~~محمد # أبل أو اكتظت عليه ~~المآتم # ولكن دينا قد أردت ~~صلاحه # أحاذر أن تقضي عليه ~~العمائم # على أنه خلف جماعة من تلامذته ومريديه أكثرهم من أهل ~~العلم وأرباب الأقلام، وفيهم نخبة كتاب المسلمين وشعرائهم ~~في هذا العصر، وأكثرهم مجاهرة بنصرته وإذاعة لآرائه رصيفنا ~~السيد رشيد رضا صاحب «المنار» الإسلامي. # والشيخ محمد عبده زعيم نهضة إصلاحية لا خوف منها على ~~الدماء أو الأرواح، وأكثر نهضات الأمم في سبيل إصلاحها لا ~~تخلو من إهراق الدماء، فهو رجل عظيم يجدر بالمسلمين أن ~~يبكوه وأن يقتفوا آثاره في التوفيق بين الإسلام والمدنية ~~الحاضرة وتنقيته مما ألم به بتوالي الأزمان، وذلك ميسور ~~لمن أطلق فكره من قيود التقليد واسترشد بما يهديه إليه ~~العقل الصحيح بالإسناد إلى العلم الصحيح، على أننا نرجو ~~ألا تعدم هذه النهضة من يخلف الإمام في الانتصار لها ~~والعمل بها. والله على كل شيء قدير. # جرجي زيدان # جمال الدين الأفغاني # فيلسوف الإسلام وأحد مؤسسي جريدة «العروة الوثقى» ~~في باريس ومدير سياستها وناشر المقالات الشائقة في جرائد «مرآة ~~الشرق» بالقاهرة و«مصر» و«المحروسة» بالإسكندرية. # هذا جمال الدين أمسى نازلا # جدثا ms397 تضمن منه أي دفين # قدر به عم البكاء على امرئ # فقدت به الدنيا جمال الدين ~~*** # هو السيد محمد جمال الدين الحسيني ابن السيد ~~صفتر ينتمي إلى أسرة عريقة النسب كانت تحكم قسما من أراضي الدولة ~~الأفغانية في خطة «كنر» من أعمال كابل، وإنما نزع السيادة من ~~أيديها دوست محمد خان أمير الأفغان وأمر بنفي السيد صفتر وسائر آله ~~إلى مدينة كابل، ويتصل نسبه بالسيد علي الترمذي المحدث الشهير، ~~ويرتقي إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب. # ولد السيد جمال الدين في «أسعد آباد» التابعة لخطة كنر سنة 1254 ~~هجرية/1838 مسيحية، وتلقى العلوم العقلية والنقلية في كابل على ~~أشهر الأساتذة حتى استكمل دروسه في الثامنة عشرة من عمره، ثم سافر ~~إلى الهند حيث أتقن العلوم الرياضية على الطريقة الأوروبية، ومنها ~~ذهب في سنة 1857 إلى الحجاز لأداء فريضة الحج فوقف على كثير من ~~عادات الأمم التي مر بها في سياحته، وبعد عودته إلى وطنه انتظم في ~~سلك خدمة الحكومة مدة إحدى عشرة سنة على عهد الأمير المشار إليه، ~~ثم لأمور سياسية اضطر أن يفارق بلاده فارتحل عن طريق الهند إلى ~~القطر المصري على نفقة الحكومة الإنكليزية ومنه إلى عاصمة ~~تركيا. # وفي أثناء إقامته في الآستانة أحرز كرامة عالية في عيون رجال ~~السلطنة العثمانية لا سيما أمين عالي باشا الصدر الأعظم فعرفوا له ~~فضله، وبعد ستة شهور عين عضوا في مجلس المعارف فخدم وظيفته ~~بنشاط وأشار إلى طرق لتوسيع نطاق العلوم خالفه فيها زملاؤه في ~~المجلس المذكور. ولما كلفه الصدر الأعظم للخطابة في دار الشورى ~~ارتجل خطبة في الصنائع غالى فيها إلى حد أن أدمج النبوة في عداد ~~الصناعات المعنوية، فشغب عليه طلبة العلم وشددت جريدة «الوقت» عليه ~~النكير بما ألجأ الصدر إلى إبعاده عن تركيا، فزايلها في 22 آذار ~~سنة 1871 متوجها إلى وادي النيل حيث عينت له الحكومة المصرية ~~راتبا شهريا بمساعي رياض باشا. وهناك التف حوله كثير من طلبة ~~العلم الذين قرءوا عليه ونقلوا عنه وأذاعوا بين طبقات المصريين ~~فنون الكلام الأعلى ms398 والحكمة النظرية وعلم الهيئة الفلكية وعلم ~~التصوف وأصول الفقه الإسلامي، ولذلك دعاه تلامذته بفيلسوف الشرق ~~وفاخروا به سائر علماء عصره. وإليك ما ورد عنه في كتاب «العروة ~~الوثقى» المطبوع ببيروت: # وكانت مدرسته بيته من أول ما ابتدأ إلى آخر ما اختتم، ~~ولم يذهب إلى الأزهر مدرسا ولا يوما واحدا، نعم كان ~~يذهب إليه زائرا وأغلب ما كان يزوره يوم الجمعة، ثم وجه ~~عنايته لحل عقل الأوهام عن قوائم العقول، وحمل تلامذته على ~~العمل في الكتابة وإنشاء الفصول الأدبية والحكمية والدينية ~~فاشتغلوا على نظره وبرعوا، وتقدم فن الكتابة في مصر ~~بسعيه. # وقد وصفه سليم عنحوري في ديوان «سحر هاروت» بالعبارة الآتية: ~~«يلبس السواد ويتزيا بزي العلماء، طلي الكلام ذرب اللسان ... مليح ~~النكتة سمح الكف طلق المحيا وقور السمت، يجتنب النساء ويعظم ~~نفسه عن الشهوات، يكره الحلو ويحب المر، وقلما خلت جيوبه من خشب ~~الكينا والرواند يتنقل فيهما تفكها، يأكل الوجبة (مرة كل يوم) ولا ~~يأكل إلا منفردا، يكثر من شرب الشاي والتبغ وإذا تعاطى مسكرا ~~فقليلا من الكونياك، وليس له من التآليف المطبوعة سوى «تتمة ~~البيان في تاريخ الأفغان»، يكره الكتابة ويتثاقل منها، فإذا رام ~~إنشاء مقالة ألقى على كاتب من مثل إبراهيم اللقاني إلقاء قلما ~~يراجعه ويصلحه، فيجيء من أول وهلة مسبوكا مفرغ المعالي بقوالب ~~لفظ لا تنقص عنها ولا تزيد.» # وكان السيد جمال الدين ذا إلمام واسع في الشئون السياسية، إلا ~~أنه كان متطرفا في حرية الأفكار إلى درجة متناهية، فأخذ يعقد ~~الاجتماعات السرية والعلنية ويلقي الخطب الرنانة حاضا المصريين ~~بلهجة شديدة على المطالبة بحقوقهم والتنصل من ربقة الظلم. وقد وقف ~~يوما سنة 1879 في «ساحة محمد علي» المعروفة بالمنشية الكبرى في ~~الإسكندرية وخاطب الفلاح المصري على مسمع من محافظ المدينة وقواد ~~الجيش والعلماء والأعيان قائلا: «أنت أيها الفلاح المسكين تشق ~~قلب الأرض لتستنبت منها ما تسد به الرمق وتقوم بأود العيال، ~~فلماذا لا تشق قلب ظالمك؟ لماذا لا تشق قلوب الذين يأكلون ثمرة ~~أتعابك؟» # وكان السامعون ينظر بعضهم إلى ms399 بعض مندهشين؛ لأنهم لم يسمعوا في ~~حياتهم مثل هذا الكلام، فوشوا به إلى الخديو الذي أمر بتوقيفه في ~~دار المحافظة ونفيه إلى بلاده في شهر أيلول 1879 فأخذ غلسا وقبض ~~على من كان في حلقته، وأرسل هو وخادمه الأمين «أبو تراب» مخفورين ~~إلى السويس، وقبيل السفر أتاه السيد النقادي قنصل إيران بذلك الثغر ~~ومعه نفر من تجار العجم وقدموا له مقدارا من المال على سبيل ~~الهدية أو القرض الحسن فرده وقال لهم: «احفظوا المال فأنتم إليه ~~أحوج، إن الليث لا يعدم فريسة حيثما ذهب.»، ونزل إلى الباخرة ~~ميمما البلاد الهندية وأقام بمدينة «حيدر آباد الدكن». # جمال الدين الأفغاني وهو في مرضه الأخير. # ولما قدحت شرارة الثورة العرابية بمصر كلفته الحكومة ~~الإنكليزية إلى الإقامة في مدينة كلكتا حتى استتب الأمن في وادي ~~النيل، ثم رخص له بالسفر إلى حيث شاء فجاء أوروبا وأقام في باريز ~~نيفا وثلاث سنين، وهناك أنشأ مع الشيخ محمد عبده المصري جريدة ~~«العروة الوثقى» لدعوة المسلمين إلى الاتحاد سياسيا ودينيا تحت ~~لواء الخلافة الإسلامية، فنشر منها ثمانية عشر عددا ثم قامت ~~الموانع دون استمرارها، كما سبق الكلام عن أخبارها في الباب ~~السابق. وكتب في جرائد باريس فصولا تبحث في سياسة روسيا وإنكلترا ~~وتركيا ومصر فنقلت كثيرا منها صحف إنكلترا، وجرت له أبحاث فلسفية ~~في «العلم والإسلام» مع رينان الكاتب الفرنسي الذي شهد له بقوة ~~البرهان وغزارة المعارف، ثم شخص إلى لندن بإيعاز من اللورد شرشل ~~واللورد سالسبري ليطلعا على رأيه في «المهدي» وظهوره في ~~السودان. # وبعد رجوعه إلى فرنسا استقدمه إلى طهران ناصر الدين شاه الفرس ~~على لسان البرق، فسار إليها وأكرم الشاه وفادته وجعله وزيرا ~~للحربية، فنال لدى أمراء تلك البلاد وسراتها وعلمائها منزلة سامية ~~حتى صاروا يتسابقون إلى منزله للاستفادة من علمه، فخشي الشاه من ~~ذلك وتغير عليه، فأدرك السيد جمال الدين ارتياب الشاه منه ~~فاستأذنه في السفر تبديلا للهواء، فسافر إلى روسيا واختلط بمشاهير ~~أرباب العلم والسياسة فيها، وكتب في صحفها فصولا طويلة تبحث في ms400 ~~أحوال الدول الفارسية والأفغانية والعثمانية والروسية والإنكليزية، ~~كان لها تأثير عظيم في عالم السياسة، وهنا ننقل ما رواه جرجي بك ~~زيدان عن بقية أخبار صاحب الترجمة قال: # واتفق إذ ذاك فتح معرض باريس لسنة 1889 فشخص جمال الدين إليها، ~~فالتقى بالشاه في مونيخ عاصمة بافاريا عائدا من باريس فدعاه الشاه ~~إلى مرافقته، فأجاب الدعوة وسار في معيته إلى فارس، فلم يكد يصل ~~طهران حتى عاد الناس إلى الاجتماع به والانتفاع بعلمه، والشاه لا ~~يرتاب من أمره كأن سياحته في أوروبا محت كثيرا من شكوكه، فكان ~~يقربه منه ويوسطه في قضاء كثير من مهام حكومته ويستشيره في سن ~~القوانين ونحوها، فشق ذلك على أصحاب النفوذ وخصوصا الصدر الأعظم ~~فأسر إلى الشاه أن هذه القوانين وإن تكن لا تخلو من النفع فهي لا ~~توافق حال البلاد فضلا عما ستئول إليه من تحويل نفوذ الشاه إلى ~~سواه، فأثر ذلك في الشاه حتى ظهر على وجهه، فأحس جمال الدين بالأمر ~~فاستأذنه في المسير إلى بلدة «شاه عبد العظيم» على 20 كيلومترا من ~~طهران فأذن له، فتبعه جم غفير من العلماء والوجهاء وكان يخطب ~~فيهم ويستحثهم على إصلاح حكومتهم، فلم تمض ثمانية أشهر حتى ذاعت ~~شهرته في أقاصي بلاد الفرس وشاع عزمه على إصلاح إيران، فخاف ناصر ~~الدين عاقبة ذلك فأنفذ إلى شاه عبد العظيم خمسمائة فارس قبضوا على ~~جمال الدين وكان مريضا، فحملوه من فراشه وساقوه يخفره خمسون ~~فارسا إلى حدود المملكات العثمانية، فعظم ذلك على مريديه في إيران ~~فثاروا حتى خاف الشاه على حياته. # أما جمال الدين فمكث في البصرة ريثما عادت إليه صحته، فشخص إلى ~~لندرا وقد عرفوه الإنكليز من قبل فتلقوه بالإكرام ودعوه إلى ~~مجتمعاتهم السياسية وأنديتهم العلمية ليروه ويسمعوا حديثه، وكان ~~أكثر كلامه معهم في بيان حال الشاه وتصرفه في المملكة وما آلت إليه ~~حالها في عهده مع حث الحكومة الإنكليزية على السعي في خلعه، وفيما ~~هو في ذلك ورد عليه كتاب من المابين الهمايوني بواسطة رستم باشا ~~سفير الدولة العلية في ms401 لندرا إذ ذاك أن يقدم إلى الآستانة، فاعتذر ~~لأنه في شاغل وقتي لإصلاح بلاده، فورد عليه كتاب آخر وفيه ثناء ~~وتحريض، فأجاب الدعوة تلغرافيا على أن يتشرف بمقابلة جلالة ~~السلطان ثم يعود، فقدم الآستانة سنة 1892 فطابت له فيها الإقامة ~~لما لاقاه من التفات الحضرة السلطانية وإكرام العلماء ورجال ~~السياسة، وما زال فيها معززا مكرما وجيها محترما حتى داهمه ~~السرطان في فكه أواخر سنة 1896 وامتد إلى عنقه، فتوفاه الله في 9 ~~مارس سنة 1897 واحتفل بجنازه ودفنه في مدفن «شيخلر مزارلغي» قرب ~~«نشان طاش». # صفاته الشخصية # كان أسمر اللون بما يشبه أهل الحجاز، ربعة ممتلئ البنية، ~~أسود العينين، نافذ اللحظ، جذاب النظر مع قصر فيه، فإذا قرأ ~~أدنى الكتاب من عينيه ولكنه لم يستخدم النظارات، وكان خفيف ~~العارضين مسترسل الشعر بجبة وسراويلات سوداء تنطبق على ~~الكاحلين وعمامة صغيرة بيضاء على زي علماء الآستانة. # طعامه # كان قانتا قليل الطعام لا يتناوله إلا مرة في النهار ويعتاض ~~عما يفوته من ذلك بما يشربه من منقوع الشاي مرارا في اليوم، ~~والعفة في الطعام لازمة لمن يعمل أعمالا عقلية؛ لأن البطنة ~~تذهب الفطنة، وكان يدخن نوعا من السيكار الإفرنجي الجيد، ~~ولشدة ولعه بالتدخين وعنايته في انتقاء السيكار لم يكن يركن ~~إلى أحد من خدمه في ابتياعه فيبتاعه هو بنفسه. # مسكنه # كان يقيم في أواخر أيامه بقصر في «نشان طاش» بالآستانة أنعم ~~عليه به السلطان وفيه الأثاث والرياش وعربة من الإصطبل العامر ~~يجرها جوادان، وأجرى عليه رزقا مقداره خمس وسبعون ليرة ~~عثمانية في الشهر، فكان قبل مرضه الأخير يقيم معظم النهار في ~~منزله، فإذا كان الأصيل ركب العربة لترويح النفس في متنزه ~~«كاغد خانة» بضواحي الآستانة، وكان كثير القيام لا ينام إلا ~~الغلس إلى الضحى. # مجلسه وخطابه # كان أديب المجلس، كثير الاحتفاء بزائريه على اختلاف طبقاتهم، ~~ينهض لاستقبالهم ويخرج لوداعهم، ولا يستنكف من زيارة أصغرهم ~~على امتناعه من زيارة أكبرهم إذا ظن في زيارته تزلفا. وكان ~~ذا عارضة وبلاغة لا يتكلم إلا اللغة الفصحى بعبارات واضحة ~~جلية، وإذا ms402 آنس من سامعه التباسا بسط مراده بعبارة أوضح، ~~فإذا كان السامع عاميا تنازل إلى مخاطبته بلغة العامة، وكان ~~خطيبا مصقعا لم يقم في الشرق أخطب منه، وكان قليل المزاح ~~رزينا كتوما قد يخاطب عشرات من الناس في اليوم فيبحث مع كل ~~منهم في موضوع يهمه، فإذا خرج جليسه كان خروجه آخر عهده بذلك ~~الموضوع حتى يعود هو إليه بشأنه. # أخلاقه # كان حر الضمير، صادق اللهجة، عفيف النفس، رقيق الجانب، ~~وديعا مع أنفة وعظمة، ثابت الجأش، قد يساق إلى القتل فيسير ~~إليه سير الشجاع إلى الظفر. وكان راغبا عن حطام الدنيا لا ~~يذخر مالا ولا يخاف عوزا، وكان مقداما حاثا على الإقدام ~~فلا يخرج جليسه من بين يديه إلا وقد قام في نفسه محرض على ~~العلى منشط على السعي في سبيلها، ولكنه كان على فضله لا يخلو ~~من حدة المزاج ولعلها كانت من أكبر الأسباب لما لاقاه من عواقب ~~الوشاية. # عقله # كان ذكيا فطنا حاد الذهن سريع الملاحظة يكاد يكشف حجب ~~الضمائر ويهتك أسرار السرائر، دقيق النظر في المسائل العقلية ~~قوي الحجة ذا نفوذ عجيب على جلسائه، فلا يباحثه أحد في موضوع ~~إلا شعر بانقياد إلى برهانه وربما لا يكون البرهان بحد ذاته ~~مقنعا، وكان مع ذلك قوي الذاكرة حتى قيل إنه تعلم اللغة ~~الفرنساوية أو بعضها وصار يقدر على الترجمة منها ويحفظ من ~~مفرداتها شيئا كثيرا في أقل من ثلاثة أشهر بلا أستاذ إلا من ~~علمه حروف هجائها يومين. # علومه # كان واسع الاطلاع في العلوم العقلية والنقلية وخصوصا ~~الفلسفة القديمة وفلسفة تاريخ الإسلام والتمدن الإسلامي وسائر ~~أحوال الإسلام، وكان يعرف اللغات الأفغانية والفارسية والعربية ~~والتركية والفرنساوية جيدا مع إلمام باللغتين الإنكليزية ~~والروسية، وكان كثير المطالعة لم يفته كتاب كتب في آداب الأمم ~~وفلسفة أخلاقهم إلا طالعه، وأكثر مطالعاته في اللغتين العربية ~~والفارسية. # آماله وأعماله # يؤخذ من مجمل أحواله أن الغرض الذي كان يصوب نحوه أعماله ~~والمحور الذي كانت تدور عليه آماله توحيد كلمة الإسلام وجمع ~~شتات المسلمين في سائر أقطار ms403 العالم في حوزة دولة واحدة ~~إسلامية تحت ظل الخلافة العظمى، وقد بذل في هذا المسعى جهده ~~وانقطع عن العالم من أجله؛ فلم يتخذ زوجة ولا التمس كسبا، ~~ولكنه مع ذلك لم يتوفق إلى ما أراده، فقضى ولم يدون من بنات ~~أفكاره إلا رسالة في نفي مذهب الدهريين ورسائل متفرقة في ~~مواضيع مختلفة قد تقدم ذكرها. ولكنه بث في نفوس أصدقائه ~~ومريديه روحا حية حركت هممهم وحددت أقلامهم فانتفع الشرق ~~وسوف ينتفع بأعمالهم. # ميخائيل عورا # منشئ جريدة «الحقوق» في باريس ومؤسس مجلة ~~«الحضارة» وجريدة «البيان» ومحرر ~~صحيفة «الزمان» في القاهرة ومراسل جريدتي «الأهرام» و«المحروسة» ~~وغيرهما من الصحف السيارة. ~~*** # أسرته # قليلة هي العائلات السورية التي يتسلسل فيها الكتاب ~~والمنشئون والخطاطون من قديم الزمان بلا انقطاع، وأقدم عائلة ~~استحقت هذه الكرامة - على ما نعلم - أسرة «عورا» التي قضى ~~أفرادها السنين الطوال بين المحابر والأقلام أو في خدمة دواوين ~~الحكومة العثمانية والخديوية المصرية، فإنها نشأت في مدينة ~~صيدا أولا ثم انتقلت منها إلى عكا في عهد وإليها أحمد الجزار. ~~ويتصل نسبها بميخائيل جدها الأعلى الذي عاش في أوائل القرن ~~السابع عشر، غير أن أخبارها طمس عليها الزمان ولم يحفظ منها ~~التاريخ سوى ما كتبه سليلها إبراهيم (1796-1863) أحد أحفاد ~~الجد المشار إليه أو ما نقله بعض الرواة الموثوق ~~بصدقهم . # أما منشأ هذه الأسرة فقد روى البعض أنه من أصل يوناني، وذهب ~~غيرهم إلى أنه يتصل بالكونت عورا أو «قنطورا» الذي كان حاكما ~~على حاصبيا سنة 1173 في عهد الصليبيين، وقد ورد ذكر هذا الرجل ~~في كتاب «تاريخ الأعيان في جبل لبنان» صفحة 44-45 لمؤلفه الشيخ ~~طنوس الشدياق اللبناني، وهذا نصه بالحرف الواحد: # وكانت الإفرنج حينئذ قد استولت على وادي التيم ~~وتوطنوا حاصبيا وحصنوها بالآلات الحربية والعساكر ~~الوفية، فلما بلغهم نزول آل شهاب بعشايرهم في الظهر ~~الأحمر جمع قنطورا قايدهم خمسين ألف مقاتل وطلب ~~الإمداد من ذفاتر الإفرنجي صاحب قلعة الشقيف وما ~~يليها، فأمده بخمسة عشر ألف مقاتل وزحف بعساكره لقتال ~~الشهابيين، فلما التقى الجيشان استل الأمير ms404 منقذ ~~سيفه وتبعه قومه وغاروا على الإفرنج فكسروهم وقتلوا ~~منهم ثلاثة آلاف رجل، وقتل من عشاير الشهابيين ~~ثلاثماية فارس فدفنوهم بثيابهم وكتبوا إلى نور الدين ~~يبشرونه، ولما طلع النهار زحف الجيشان للقتال فصرخ أحد ~~قواد الإفرنج بالعربية «ليبرز إلي أشجعكم!» فبرز ~~إليه الأمير نجم ابن الأمير منقذ وهجما على بعضهما ~~وتضاربا، فلم يقدر أحدهما على الآخر فتعانقا حتى سقطا ~~عن جواديهما على الأرض، فاستل الأمير نجم خنجر ~~الإفرنجي وضربه به فقتله، فانكسرت الإفرنج إلى ~~الحولانية وقتل منهم خلق كثير، وقتل من عشاير ~~الشهابيين ستماية رجل وانهزم قنطورا بخمسماية رجل إلى ~~حاصبيا، فأسر الشهابيون ذلك اليوم خمسماية أسير من ~~الإفرنج وأرسلوهم إلى نور الدين فأجابهم مادحا ~~شجاعتهم وجهادهم، وفي اليوم العاشر قصد الشهابيون ~~الإفرنج وتدرجوا إلى حاصبيا ليلا فتملكوها بالسيف ~~وبقي قنطورا في القلعة مع خاصته الشجعان محاصرا عشرة ~~أيام، ثم تملكها الشهابيون بالسيف وقتلوا قنطورا ~~وأصحابه وأرسل الأمير منقذ رءوسهم إلى نور الدين، فسر ~~بذلك وولاه أميرا على تلك البلاد التي فتحها وأرسل له ~~خلعة سنية مع أحد خواصه، ولما بلغ ذفاتر الإفرنجي ~~صاحب قلعة الشقيف ما جرى أرسل يطلب الصلح. # وأقدم من اشتهر من آل عورا المعلم ميخائيل بن إبراهيم بن حنا ~~بن ميخائيل فإنه ولد في سنة 1746 وكان بارعا في اللغات ~~العربية والفارسية والتركية، فأحبه أحمد الجزار والي عكا ~~لفضله وأدبه واستقامة مبادئه، وجعله بوظيفة «ديوان أفنديسي» ~~فخدمها إلى نهاية أجله في 5 شباط 1776. # وقام من بعده بكر أولاده حنا (1763-1828) الذي خلفه في ~~منصبه وعمره 16 سنة وكان ذا خط حسن وأدب جم، فلما افتكر ~~الجزار بإعلان الحرب على الأمير بشير الشهابي الكبير ~~والاستيلاء على جبل لبنان كما استولى على بلاد صفد وبلاد ~~المتاولة أوعز إلى المعلم حنا عورا بمرافقة سليم باشا رئيس ~~العساكر في الحملة المذكورة، وقد رافقهم بعض القواد كسليمان ~~باشا وعلي باشا وسليم باشا الصغير، فبدلا من محاربة ~~اللبنانيين اتفق سليم باشا مع قواده على الرجوع إلى عكا بعد ~~خروجهم منها للفتك بالجزار تخلصا من مظالمه، غير ms405 أن الجزار ~~أحس بالمؤامرة فقابلهم بعساكر القلعة وبدد شملهم، وذهب ~~المعلم حنا حينئذ إلى مدينة صور فأقام فيها حتى استقدمه إليه ~~الجزار وأعاده إلى وظيفته، ثم أمر بحبسه في أحد الأيام ظلما ~~وبتعذيبه ضربا على رجليه حتى تناثر اللحم من ساقيه، وبعد ذلك ~~أصدر أمره إلى السجان بقطع أنوف بعض المحابيس وبقلع عيون البعض ~~الآخر فكان نصيب المعلم حنا أن قطعوا أنفه، فتظاهر الجزار ~~بالاستياء من فعل السجان وأمر بقتله، وأطلق سبيل المعلم حنا ~~الذي هرب إلى جبل لبنان ثم إلى دمشق، فلبث حنا هناك إلى سنة ~~1804 وفيها عاد إلى عكا مع سليمان باشا واليها الذي جعله ~~رئيسا لديوانه، ثم توفي سنة 1828 في عهد عبد الله باشا والي ~~الأيالة المذكورة، وقد رزقه الله سبعة أبناء نجباء اشتهر منهم ~~ميخائيل وإبراهيم وجبرائيل وروفائيل، فاعتنى بتربيتهم وتدريبهم ~~على سنن الآداب فنبغوا في الكتابة وقضوا حياتهم في هذه المهنة ~~الشريفة. # فأكبرهم ميخائيل (1794-1868) وضع مواد «تاريخ سوريا» التي ~~جمعها ابنه يوسف من بعده وتوسع فيها كما سيأتي الكلام، وثانيهم ~~جبرائيل الذي ولد في تشرين الثاني 1804 في دمشق وخدم الحكومة ~~المصرية في عكا على عهد إبراهيم باشا، ثم انتقل إلى خدمة ~~الحكومة العثمانية في بيروت سنة 1840 عندما صارت هذه المدينة ~~مركزا لأيالة صيدا الملغاة، فأحرز مكانة رفيعة وجاها عريضا ~~بآدابه وعفة نفسه. ومن مآثره أنه جمع في كراس مخصوص «وقائع ~~إبراهيم باشا المصري» وكتب أخبار الأربعة عشر واليا الذين ~~حكموا أيالة صيدا إلى سنة 1860 ميلادية، وتوفي سنة 1871 فنقشوا ~~على ضريحه هذا التاريخ الشعري: # شهم قضى من آل عورا نحبه # فغدت عيون المكرمات ~~تسيل # سبع وستون سنوه قد مضت # وبصدق خدمة ربه مشغول # ولذا فضائله تؤرخ قائم # في خدمة الرحمن ~~جبرائيل # سنة 1871 # وثالث أبناء المعلم حنا ابن المعلم ميخائيل عورا كان روفائيل ~~الذي ولد في شهر أيلول سنة 1806 في عكا، فدخل في الخدم ~~الأميرية حتى صار سنة 1845 رئيسا للديوان في عهد مصطفى باشا ~~والي أيالة صيدا، وفي عام 1865 تعين مديرا لتحريرات بيروت ~~فلبث في هذه الوظيفة ms406 عشر سنوات حتى استقال منها لمرض طرأ على ~~عينيه، وكان منشئا بليغا في اللغات العربية والتركية ~~والفارسية مع إلمام بالإيطالية، واشتهر شهرة خاصة بإجادة ~~الخطوط على اختلاف أشكالها ونسخ كتبا عديدة من دينية وعلمية، ~~ووضع جدولا بديعا لمطابقة السنين والشهور والأيام القمرية ~~على السنين والشهور والأيام الشمسية، وجمع نبذا فكاهية في ~~كتاب خاص سماه «تحف وطرف الزمان» لم يطبع، وقال الشعر منذ ~~صباه ومن نظمه نذكر هذا التخميس: # إذا ما الشوق في قلبي ألما # تذكرت الحبيب فزدت سقما # يذكرني الهوى شوقا ولما # أمر على الديار ديار سلمى # أقبل ذا الجدار وذا الجدارا # نسيم رسائل الأحباب هبي # على روحي ولحماني ولبي # خليلي سر بنا أحياء حبي # فما حب الديار شغفن قلبي # ولكن حب من سكن الديارا # ولما كان قليل الحرص على صيانة منظوماته فقد لعبت بأكثرها ~~يد الضياع، وانتقل إلى جوار ربه في 4 آب 1879 في بيروت فدفن في ~~ضريح خاص ونقشت فوقه هذه الأبيات: # رمس به من بني العوراء ~~مرتحل # أجرى العيون لدى ترحاله ~~أسفا # ناحت عليه العلى والمكرمات ~~كما # أبكى المحابر والأقلام ~~والصحفا # مرت على الخير والإحسان ~~مدته # حتى ثوى في جوار الله ~~منصرفا # فقلت لما مضى أرخ لساحته # في جانب العرش روفائيل قد ~~وقفا # سنة 1879 # ورابع أنجال المعلم حنا ابن المعلم ميخائيل عورا بل أشهرهم ~~كان إبراهيم الذي ولد بتاريخ 31 آب 1796 في صور بينما كان ~~والده فارا من وجه الجزار، فتفقه باللسان العربي وأحرز ~~شيئا من اللغات التركية والإيطالية واليونانية، واتصل بسليمان ~~باشا وعبد الله باشا من ولاة عكا فخدم في ديوانهما حتى سقطت ~~سوريا سنة 1830 فيما بعد بيد العساكر المصرية، فأبقاه إبراهيم ~~باشا المصري في وظيفته ثم غضب عليه بدسيسة بعض الحساد وألقى ~~القبض على أفراد عائلته وزجهم في الحبس، فتمكن إبراهيم من ~~الهرب بواسطة قنصل روسيا وسافر إلى جزيرة قبرص، ولم يزايلها ~~إلا بعد خروج المصريين من سوريا، وكان قدومه إليها مع الأسطول ~~العثماني، ومن ذلك الحين عاد إبراهيم إلى خدمة الحكومة ~~العثمانية فقام بمهام وظيفته بكل ms407 إخلاص ثم تركها لمعاطاة ~~التجارة حتى توفاه الله في 2 نيسان 1863 في بيروت، فنظم الشيخ ~~ناصيف اليازجي مؤرخا وفاته في هذين البيتين: # لا تجزعوا يا بني العوراء ~~واصطبروا # بفقد ذخر لكم بالأمس فقد ~~فقدا # من فوقه أحرف التاريخ ~~ناطقة # في طاعة الله إبراهيم قد ~~رقدا # سنة 1863 # وكان إبراهيم طاهر الذيل عالي الهمة قوي الحجة صبورا على ~~الأشغال راغبا في العلوم لم يقع بيده كتاب إلا نسخه بخطه حتى ~~أربى عدد المخطوطات التي كتبها بيده على المائتين عدا، إلا ~~أن القسم الوافر منها غرق في مينا يافا ولم يسلم سوى ما هو ~~محفوظ عند عائلته وفي بعض خزائن الكتب، وكان له ولع بتدوين ~~أخبار أيامه وهذا ما دعاه إلى تأليف «تاريخ سليمان باشا» ~~و«تاريخ عبد الله باشا» وهما من ولاة عكا، وجمع شذرات من حوادث ~~سنة 1248 إلى سنة 1255 هجرية، وله رسائل وكراريس شتى مطبوعة ~~بحث فيها عن الحسابين اليولي والغريغوري (أي الشرقي والغربي)، ~~وله أيضا مقالة في «الذمة» وأخرى في «صحة الاعتقاد» وغيرهما ~~من المسائل الدينية لم تطبع، ونال في شهر رجب 1268 هجرية ~~«الوسام المجيدي» من السلطان عبد المجيد ثم وسام «القديس ~~سلوسترس» في 27 آذار 1860 من البابا بيوس التاسع. # حنا عورا؛ مراقب الجرائد سابقا في ~~بيروت. # وبين آل عورا الذين اشتهروا بخدمة المعارف حنا بن إبراهيم ~~ابن المعلم حنا، ولد بتاريخ 29 حزيران 1831 في عكا وقضى حياته ~~كلها في خدمة الحكومة العثمانية، فتقلب في مأموريات شتى وتولى ~~في بيروت مديرية التحريرات ووظيفة مميز لقلم المكتوبي وعضوية ~~محكمة الاستئناف ومراقبة المطبوعات والجرائد، ولما تشكلت ~~حكومة لبنان بعد حوادث سنة 1860 جعله داود باشا كاتبا خاصا ~~له، ومما يؤثر عنه أنه أول من هيأ المواد لنظام جبل لبنان سنة ~~1861 فكتبها بخط يده طبقا لحاجة المكان والسكان بإيعاز من ~~داود باشا الذي حوره بالاشتراك مع فؤاد باشا، وهو نفس النظام ~~الذي أرسل بعد ذلك إلى القسطنطينية حيث جرى التصديق عليه من ~~الدولة العثمانية والدول الكبرى الموقعة على النظام المذكور، ~~وكانت وفاة حنا في 9 تشرين الأول 1907 وكان ms408 حائزا على الرتبة ~~المتمايزة والوسام المجيدي، ونسخ بيده بعض كتب وكان يعرف ~~اللغات العربية والتركية واليونانية والإيطالية ~~والفرنسية. # ومن آل عورا يوسف بن ميخائيل ولد سنة 1828 وعاش في ~~القسطنطينية ومات فيها سنة 1912 بالغا شيخوخة كبيرة، وقد ترك ~~آثارا كتابية أشهرها «تاريخ بونابرت» الذي وصفه جودت باشا ~~الوزير العثماني قائلا إنه شبيه بتاريخ نقولا الترك، وله في ~~مدح نابليون الثالث قصائد نفيسة أيضا، وجمع مواد «تاريخ ~~سوريا» التي وضعها أبوه ميخائيل وزاد عليها ورتبها فجاءت ~~وافية بالمقصود. # ومنهم بتراكي أخو يوسف بن ميخائيل ولد في نيسان 1831 وتولى ~~رئاسة كتاب الجمرك ثم أمانة الصندوق في لواء بيروت، ولما تشكلت ~~المحاكم العدلية تعين مدعيا عموميا للواء حماة، ثم استقال ~~من وظائف الحكومة وتعاطى مهنة المحاماة في دمشق حتى توفاه الله ~~في 7 كانون الثاني 1880 ميلادية، وكان بتراكي من أدباء عصره ~~فإنه نشر مقالات عديدة في مجلة «الجنان» وجريدة «الجنة» ~~البستانيتين، وترجم من اللسان التركي إلى العربي «قانون ~~الإجراء» للمعاملات الجزائية وبعض شذرات في الحقوق وغير ~~ذلك. # ترجمته # هو ميخائيل بن جرجس بن ميخائيل ابن المعلم حنا ابن المعلم ~~ميخائيل بن إبراهيم بن حنا بن ميخائيل عورا وأمه حنة بنت ~~ديمتري نحاس، ولد سنة 1855 في عكا، وما كاد يفطم عن الرضاع ~~حتى فقد أباه فاعتنت والدته بتربيته، ولما تأسست المدرسة ~~البطريركية سنة 1865 في بيروت دخل إليها فكان من بواكير ~~تلامذتها ونوابغهم، وتلقى فيها العلوم العقلية والنقلية وأحكم ~~معرفة اللغات العربية والإيطالية والفرنسية والتركية فبرع فيها ~~كلها مع إلمام بالإنكليزية. وكان أستاذه الشيخ ناصيف اليازجي ~~فأخذ عنه أسرار اللسان العربي حتى صار يشار إليه بالبنان في ~~براعة الإنشاء شعرا ونثرا، وبعد إحرازه شهادة المدرسة أكب ~~في بيته على المطالعة ثم درس الفقه على الشيخ يوسف الأسير ~~فأحكم أصوله. # ولما أنشأت الحكومة الفرنسية سنة 1878 معرضها العام طمحت ~~نفسه إلى التجارة، فذهب بالبضائع الشرقية إلى باريس ولكن ~~تجارته لم تفلح فخسر مالا كثيرا، وفي أثناء إقامته في عاصمة ~~الفرنسيس أصدر بتاريخ 16 نيسان 1880 جريدة «الحقوق» التي عطلها ~~بعد وقت ms409 قصير بداعي سفره إلى مصر، وهناك عرفت الحكومة ~~الخديوية فضله فجعلته مديرا لمكتب الترجمة، ثم ترك وظيفته ~~وأنشأ في 22 آيار 1882 مجلة «الحضارة» التي ما كادت تبرز لعالم ~~الوجود حتى احتجبت بظهور الفتنة العرابية المشهورة. ولما كانت ~~خطته السياسية تقبيح سياسة مصطفى رياض باشا رئيس الوزراء ألقت ~~الحكومة المصرية القبض عليه، ولكنه نجا بفضل تداخل قنصل فرنسا ~~فلجأ إلى بيروت ولبنان فلبث فيهما مدة سنة. # وبعد استتاب الراحة في وادي النيل وصدور العفو العام عن ~~المتهمين بقضايا سياسية عاد إلى القاهرة فحرر في جريدة ~~«الزمان» لصاحبها علكسان صرافيان، وقضى مدة يراسل جريدتي ~~«الأهرام» و«المحروسة» اللتين كان مركزهما حينئذ في ~~الإسكندرية، وفي 13 آذار 1884 أصدر بالشركة مع يوسف شيت صحيفة ~~«البيان» التي عاشت ثلاث سنين ونالت نصيبا وافرا من النجاح، ~~ثم ترك مهنة الصحافة وتعاطى فن المحاماة لدى المحاكم فاكتسب ~~ثقة جميع المتعاملين معه، وفي سنة 1906 سافر إلى أوروبا ~~انتجاعا للعافية فأدركته المنية في شهر تموز في مدينة نابولي ~~بينما كان مستعدا للرجوع إلى مصر. # وكان حاد الذكاء صائب الرأي حر الضمير واسع الاطلاع يجيد ~~الترجمة من اللغة العربية إلى الفرنسية والتركية وبالعكس، وكان ~~كثير الإعجاب باللغة العربية فخاض عبابها واتسع في كشف غوامضها ~~وإظهار محاسنها، قيل إنه ترك بعض التآليف النفيسة التي لعبت ~~بها أيدي الضياع في أثناء هربه من وجه الحكومة المصرية. ومن ~~مآثره الأدبية رواية «منتهى العجب في آكلة الذهب» المطبوعة عام ~~1885 ورواية «الجنون في حب مانون» وغيرهما، وترك خزائن غنية ~~بالأسفار الكثيرة والمخطوطات النادرة لا سيما في العلوم ~~الفلسفية والشرعية، وشغف بنظم الشعر منذ حداثته ولكنه قلل منه ~~في آخر حياته، ومن شعره الرقيق قصيدة في رثاء أديب إسحاق سنة ~~1885 قال: # الصبر ليس على فراقك يحسن # ولمثل هذا الخطب تبكي الأعين # يا من تحركت النفوس تأسفا # لفراقه هيهات بعدك تسكن # فلئن تمكن منك سلطان الردى # لنفوسنا فيها الأسى متمكن # يا عين جودي بالبكا وتكلمي # بمدامع إن المدامع ألسن # هل ثم عين لم تجد بدموعها # لهفا عليك ومقلة لا ms410 تحزن # أو ثم قلب لم يمزقه الأسى # أو هل هنالك قوة لا توهن # تالله ما الدنيا بدار يبتغى # فيها الثوا ويطيب فيها المسكن # كلا ولا للدهر عهد يرتجى # منه الوثوق وليس منه مأمن # والأرض يورثها الإله عباده # وهمو مسيء نفسه أو محسن # كأس الممات على البرية شربه # حتم ومنه ليس ينجو ممكن # كيف النجاة من الممات وهذه # جند المنية بالأسنة تطعن # أم كيف يطمع في الصفاء فتى له # بالطين والماء المهين تكون # والمرء مرمى الموت فهو إذا نجا # منه النهار ففي غد لا يمكن # لا ينفع الأسف الغموس ولا الأسى # الكف أولى والتصبر أحسن # يوسف باخوس # مؤسس جريدة «المستقل» في غلياري ومحرر صحيفة ~~«البصير» في باريس. ~~*** # أسرته # من العائلات الوجيهة في جبل لبنان أسرة «باخوس» التي تنتمي ~~إلى أصل آثوري من بلاد بين النهرين، وقد جاء سوريا أحد ~~أفرادها في القرن السابع عشر وكان على مذهب السريان اليعاقبة ~~القائلين بطبيعة واحدة في المسيح، فانقسمت سلالته فيها من ~~بعده إلى فرعين كبيرين: أولهما سكن في دمشق فتبع مذهب ~~السريان الكاثوليك، وأقام الآخر في قصبة «غزير» من جبل لبنان ~~فانحاز إلى الطائفة المارونية. # وقد اشتهر من الفرع الثاني اللبناني أبو أنطون يوسف الذي كان ~~في سنة 1805 مديرا لأشغال الأمير حسن الشهابي أخي الأمير بشير ~~الثالث الكبير، ومنهم الأستاذ الفاضل نجيب بن فارس الذي عولنا ~~على أبحاثه في أخبار عمه يوسف صاحب هذه الترجمة، ومنهم سليم بك ~~ناظر إدارة القسم المالي في محافظة القاهرة، ثم خليل ~~بن طنوس منشئ جريدة «الروضة» حالا، ونعوم بن جبرائيل الذي ~~انتخبه سكان قضاء كسروان نائبا عنهم في مجلس إدارة لبنان، ثم ~~جددوا انتخابه بإجماع الآراء في شهر حزيران 1913 لما تزين به ~~من الصفات التي رفعته بكل استحقاق إلى هذا المنصب الشريف. ومن ~~أشهر العائلات المرتبطة بالنسابة مع أسرة باخوس آل أصفر وثابت ~~وتيان وخضرا ودوماني وخوام وسواهم، وقد عرف بنو باخوس بغيرتهم ~~الوطنية وبكثير من الأعمال المبرورة. # ترجمته # هو يوسف بن حبيب باخوس ولد في بلدة «غزير ms411» قاعدة كسروان في ~~5 آيار من سنة 1845 ولما بلغ أشده أدخله والده مدرسة «ماري ~~عبدا هرهريا» الشهيرة في ذلك الحين في عرامون بجوار غزير، فدرس ~~فيها اللغات العربية والإيطالية واللاتينية والسريانية والعلوم ~~الفلسفية والتاريخية وبرع في جميعها لا سيما في اللغة العربية ~~التي جعلها غاية همه ومرمى لسهمه. # وكان رئيسه ومدرسوه الأفاضل يعجبون بتوقد فؤاده وحدة ذكائه ~~وخصوصا بغرابة حافظته وسرعة خاطره، وبعد أن أنهى دروسه في ~~المدرسة المشار إليها درس الفقه وقوانين الدولة العثمانية على ~~الأب العالم الخوري أرسانيوس الفاخوري، ثم عين مدرسا ~~للبيان في اللغة العربية في مدرسة عينطورا للآباء اللعازريين ~~على عهد رئاسة الأب كوكيل الطيب الذكر. # وفي مدة وجوده في هذه المدرسة انصب على درس اللغة الفرنسية ~~بمزيد الهمة والنشاط حتى حذقها ومهر فيها، وهناك ألف كتابه ~~«الهدية السنية لأبناء المدرسة اللعازرية»، وهو مؤلف جزيل ~~الفائدة قد ضمنه جل القواعد الصرفية والنحوية في اللغة ~~العربية جرى فيه مأمورا على الخطة المتبوعة هناك في تعليم ~~القواعد الإفرنسية، وقد نشر بالطبع مرتين. # ثم ما لبث أن ترك مدرسة عينطورا وانتدبه رهبان دير المخلص ~~بالقرب من صيدا لتعليم الفلسفة والآداب العربية في مدرستهم، ~~ومن تلاميذه فيها جرمانوس معقد مطران اللاذقية وأفتيميوس زلحف ~~مطران صور وغيرهما من مشاهير الرهبان، ثم أبحر بعد سنتين إلى ~~الآستانة لقضاء بعض المهام فنال إذ ذاك حظوة في أعين رجال ~~الدولة العظام، وامتدح بعضهم بقصائد غراء نذكر منها واحدة قد ~~نظمها في مدح صفوت باشا وزير الخارجية في ذلك الحين قال في ~~مطلعها: # هي المراتب قد عزت مبانيها # والحزم والعزم طبعا من ~~مباديها # وذي المعالي فمن رام الدراك لها # بالفخر فالجد يؤتيه معاليها # لا يدرك المجد إلا فارس بطل # ولا يؤم المعالي غير واليها # لا بد للمجد من شهم ومن نبه # يزهى به المجد في عليائه تيها # كالفرد صفوت من تاهت بعزته # مراتب المجد دانيها وقاصيها # هو الوزير الذي شاعت مآثره # في المجد لا يبرح التاريخ ~~يرويها # وأقبلت شعراء العصر تنشدها # وتستهل القوافي من معانيها # ومنها ms412 في الختام: # حمدا وشكرا لمولانا العزيز على # إنعامه حين أعطى القوس باريها # سلطاننا المالك الدنيا بقبضته # مولى الخلافة ملجاها وكاليها # يا رب خلد مدى الأيام شوكته # واحفظ عدالته وردا لظاميها # يا رب نعم رعاياه برأفته # وغيث نعمته لا زال يحييها # ثم آب إلى بيروت واشتغل في إنشاء الفصول الفلسفية في كتاب ~~«آثار الأدهار» لصاحبيه سليم شحادة وسليم الخوري، وعين ~~مدرسا للفصاحة العربية في مدرسة الحكمة المارونية لسيادة ~~مؤسسها المطران يوسف الدبس الذي قدره حق قدره فأجله ورفع ~~منزلته، وله في مدح سيادته القوافي المتينة والمنظومات ~~الرائعة، منها قصيدة في بيان «محاسن اللغة العربية» رفعها ~~لسيادة الحبر المشار إليه قال في مطلعها: # للشعر في خطرات الفكر آمال # وللقصائد إعراض وإقبال # وللعروض بحار عم طالبها # طورا نداها وطورا خاب تسآل # وللمعاني إذا جادت بها درر # يزينها النظم لا فعل وفعال # بيانها السحر من أسراره انكشفت # غوامض الحكم يروي سعدها الفال # ومنها: # نطوي وننشر من تدبيجها غررا # والطبق والجمع والتفريق إشكال # حلت عقود معاليها بتورية # حلت بها الذوق والتشبيه سلسال # عزت فلا وصل إلا من مكارمها # يرجى وبالفضل للآمال آجال # تلقي المدائح إسنادا بمسندها # وتستقل بها في الحمد أقوال # عن حسنها غرر الأشعار قد قصرت # وصفا وبالقصر إحسان وإجمال # أنعم بها فهي إعرابية سفرت # وأسعد بطلعتها فالسعد إقبال # تفردت بين أبكار اللغي وعلت # قدرا وعزت بها بالفخر ~~أجيال # صحت بإعلالها الأفهام واعتصمت # حكما وفي صحة الأحكام إعلال # وقد نحت نحوها الأفكار وارتفعت # بنصبها منصب التفضيل إبطال # تنازعتها معاني الوصف واشتغلت # بنعت عاملها الموصوف أشغال # ومنها: # وكم رجال أفاض الدهر شهرتهم # براية المجد في مضمارها جالوا # هيهات هيهات إدراك لشوطهم # فدون ذلك أخطار وأهوال # وكل علم وفن ظل ينشدهم # بدائع الشكر تقريظا لما ~~نالوا # لا زال يزهو سناهم كلما خطرت # للشعر في خطرات الفكر آمال # وفي 30 تموز سنة 1879 دعته الحكومة الإيطالية بواسطة قنصلها ~~في بيروت ليتولى تحرير جريدة عربية «المستقل» تطبع في ~~غلياري # Cagliari # في ~~سردينيا # Sardaigne # من ~~أعمال إيطاليا، وشأنها أن تدرأ عن المصالح العربية ms413 وتدافع عن ~~حقوقها وأبنائها، فأجاب إلى هذه الدعوى بطيب الخاطر وغاية ما ~~يتمناه وقوف النفس للدفاع عن حقوق أمته العربية. وواقع الأمر ~~أن أعداد «المستقل» الأولى ما تخطت ولا تعدت حد الإفصاح عن ~~مجد العرب الباسق السابق وعن إمحاء ذلك البهاء في أخريات ~~الأيام. # فغادر هذه الأصقاع مريدا أولا رومة العظمى حيث حظي بمقابلة ~~البابا لاون الثالث عشر الذي رمقه بعين الرعاية والالتفات ~~متمنيا له الفوز والنجاح في مهمته الجديدة، وبقي يتنقل في ~~البلاد الإيطالية من مكان إلى آخر متفقدا ما فيها من جميل ~~الآثار التي لم تقو عليها صروف الزمان، وفي أثناء ذلك كتب ~~رسالته المعنونة «عشرون يوما في رومة» أتى فيها بأطلى ~~عبارة وأجمل أسلوب على ذكر ما تحويه المدينة الأبدية من الآثار ~~التي تركها الأقدمون، وقد طبعت منها مقالة نفيسة في وصف مشهد ~~الألعاب القديم. # وفي 28 آذار من سنة 1880 ظهر العدد الأول من «المستقل»، ~~فأحسن الأدباء استقباله وتهافتوا على الاشتراك بهذه الصحيفة ~~التي عظم شأنها وانتشارها، واشتهر أمر محررها، ولعبت دورا ~~مهما في عالم الصحافة والسياسة، فتشاغلت بها الجرائد ~~الأوروبية لا سيما الإفرنسية وتحدثت عنها مرارا عديدة كما ~~أثبت ذلك من مقالة نشرها في أعمدة تلك الصحيفة، وبعد أن مر ~~على تحريره للمستقل نيف وسنة غادر غلياري قاصدا باريس مدعوا ~~من قبل الحكومة الإفرنسية لتحرير جريدة عربية أيضا تعرف ب ~~«البصير» فوصلها في اليوم الثالث من شهر آيار لسنة ~~1881. # وعند وصوله إلى محطة السكة الحديدية أحسن استقباله بعض ~~الكتبة ومحررو الجرائد الذين أظهروا مزيد الارتياح والسرور ~~للتعرف بعالم شرقي اشتهر أمره في بلادهم «وأعطي موهبة تنميق ~~الألفاظ فسحر الألباب بعبارته الطنانة.» كما ذكروا ذلك مرارا ~~في بعض جرائدهم، ثم لم يلبث أن أصاب «البصير» من النجاح ما قد ~~أصاب «المستقل» في إيطاليا، وكنا نود أن نأتي هنا على ذكر بعض ~~عبارات من مقالات نفيسة نشرها في أعمدة تلك الجريدة إنما ~~يمنعنا عن ذلك ضيق المجال. # وقد عرفت إذ ذاك الحكومة التونسية ما كان لمقالات محرر ~~البصير وكتاباته ms414 من النفع والوقع في نفوس أبنائها وذويها، وما ~~أتاه من الجد والجهد في سبيل إحياء روح اللغة العربية في تلك ~~الأصقاع الغربية؛ فمنحته وسام كومندور من «نيشان الافتخار» ~~وذلك في 15 تموز لسنة 1881. # وبقي متوليا إدارة البصير وتحريره إلى أن أصيب بمرض عضال ~~فأشار عليه الأطباء بالعود إلى وطنه، فعاد إليه وقد تخون ~~جسمه النحول والهزال حتى لم يعد ينجح به دواء ولا يرجى له ~~شفاء، فاستأثر به الله في شرخ الشباب ونضارة العمر غير متجاوز ~~السابعة والثلاثين من سنه، فبكى عليه ذوو الأدب والمعارف ~~الذين كانوا يتوسمون به حسن الاستقبال ودفن في ضريح خاص في ~~غزير قد علق عليه تاريخ نظمه المرحوم الخوري الشاعر أرسانيوس ~~الفاخوري. # وكان شهما ذكيا متضلعا في العلوم الفلسفية والتاريخية ~~وخطيبا مصقعا وشاعرا مجيدا له شعر أعذب من الماء الزلال ~~وأغرب من السحر الحلال، وكان سريع الخاطر طلق اللسان لطيف ~~المعاشرة يطرب الألباب ويسكر العقول، بل تعشق كلامه الطباع ~~وتلذ به الأسماع، يشهد له بذلك كثير من ذوي الأدب والعلم في ~~الديار الشرقية والغربية الذين كانوا يعجبون ويطربون بكلامه ~~الدري، وله مع بعض محرري الجرائد في ذلك الحين ولا سيما مع ~~أحمد فارس الشدياق محرر «الجوائب» المناقشات الحسنة والمجادلات ~~اللطيفة التي تشف عن دهاء ودراية في الأمور، واتساع في ~~العلوم، وطول باع في الإنشاء. # | جدول عام # يحتوي على أسماء جميع الصحف العربية التي ~~ظهرت في السلطنة العثمانية وبلاد ~~أوروبا في الحقبتين الأولى والثانية ~~1799-1892 # الفصل الأول # | صحف السلطنة العثمانية # اسم الجريدة # اسم منشئها # تاريخ صدورها # أولا: جرائد مدينة ~~القسطنطينية # مرآة الأحوال # رزق الله حسون # 1855 # السلطنة # إسكندر شلهوب # 1857 # الجوائب # أحمد فارس الشدياق # تموز 1860 # السلام # جبرائيل دلال # 23 تموز 1879 # الاعتدال # أحمد قدري # 29 آب 1883 # الإنسان # حسن حسني باشا الطويراني # 5 جمادى الآخرة 1303ه/1886م # السلام # الحاج صالح الصائغ # 1885 # الحقائق # إبراهيم أدهم # 28 تشرين الثاني 1888 # ثانيا: مجلات مدينة ~~القسطنطينية # مدرسة الفنون # حميد وهبي # 25 كانون الأول 1882 # الإنسان # حسن حسني باشا الطويراني # 28 أيار 1884 # كوكب العلم # نجيب نادر صوايا # 13 كانون الثاني 1885 # الحقائق # أبو النصر يحيى السلاوي # 8 كانون ms415 الأول 1885 # الحقوق # إلياس مطر وإلياس رسام # 13 تموز 1890 # ثالثا: جرائد مدينة ~~بيروت # حديقة الأخبار # خليل الخوري # 1 كانون الثاني 1858 # نفير سوريا # بطرس البستاني # 1860 # أخبار عن انتشار الإنجيل # المرسلون الأميركيون # 1 آذار 1863 # النشرة الشهرية # الدكتور كرنيليوس فانديك # 1 كانون الثاني 1866 # الزهرة # يوسف الشلفون # 1 كانون الثاني 1870 # المهماز # خليل عطية # 25 شباط 1870 # الجنة # سليم البستاني # 11 حزيران 1870 # البشير # الآباء اليسوعيون # 3 أيلول 1870 # كوكب الصبح المنير # المرسلون الأميركيون # 1 كانون الثاني 1871 # النشرة الأسبوعية # المرسلون الأميركيون # 10 كانون الثاني 1871 # التقدم # يوسف الشلفون # 1 كانون الثاني 1874 # ثمرات الفنون # عبد القادر قباني # 20 نيسان 1875 # لسان الحال # خليل سركيس # 18 تشرين الأول 1877 # المصباح # نقولا نقاش # 1 كانون الثاني 1880 # الهدية # جمعية التعليم المسيحي الأرثوذكسية # 1 كانون الثاني 1883 # بيروت # محمد رشيد الدنا # 22 آذار 1886 # دليل بيروت # أمين الخوري # 1 كانون الثاني 1888 # بيروت الرسمية # علي باشا # 22 كانون الأول 1888 # الفوائد # خليل البدوي # 1 آذار 1889 # الأحوال # خليل البدوي # 1 تشرين الأول 1891 # رابعا: مجلات مدينة ~~بيروت # مجموع فوائد # المرسلون الأميركيون # 1 كانون الثاني 1851 # أعمال الجمعية السورية # الجمعية السورية # 6 كانون الثاني 1852 # الشركة الشهرية # يوسف الشلفون # 1 كانون الثاني 1866 # أعمال شركة مار منصور # ميخائيل فرج الله # 1 حزيران 1867 # مجموعة العلوم # الجمعية العلمية السورية # 15 كانون الثاني 1868 # المجمع الفاتيكاني # الآباء اليسوعيون # 1 كانون الثاني 1870 # الجنان # بطرس البستاني # 1 كانون الثاني 1870 # النحلة # القس لويس صابونجي # 11 أيار 1870 # النجاح # القس لويس صابونجي ويوسف الشلفون # 9 كانون الثاني 1871 # الطبيب # الدكتور جورج بوست # 1 كانون الثاني 1874 # المقتطف # يعقوب صروف وفارس نمر # 1 حزيران 1876 # المشكاة # خليل سركيس # 1 نيسان 1878 # سلسلة الفكاهات # نخلة قلفاط # 1 تشرين الثاني 1884 # ديوان الفكاهة # سليم شحادة وسليم طراد # 1 كانون الثاني 1885 # الصفا # علي ناصر الدين # 1 كانون الثاني 1886 # الكنيسة الكاثوليكية # خليل البدوي # 1 كانون الثاني 1888 # خامسا: صحف مدينة ~~دمشق # سورية (جريدة) # راشد باشا # 19 تشرين الثاني 1865 # دمشق (جريدة) # أحمد عزت باشا العابد # 19 تشرين الثاني 1878 # مرآة الأخلاق (مجلة) # سليم وحنا عنحوري # 1 كانون الثاني 1886 # سادسا: جرائد مدينة ~~حلب # فرات # جودت باشا # 1867 # الشهباء # عطار وكواكبي وصقال # 10 آيار 1877 # الاعتدال # عبد الرحمن الكواكبي # 25 تموز 1879 # سابعا: جرائد جبل ~~لبنان # لبنان # داود باشا # 4 أيار 1867 # الجعبة # الشيخ نوفل الخازن # 1873 # لبنان # إبراهيم الأسود # 1 تشرين الأول 1891 # ثامنا: جرائد سائر أنحاء ~~السلطنة العثمانية # الزوراء (بغداد) # مدحت باشا # 1868 # طرابلس الغرب (طرابلس الغرب) # رسمية # 1871 # صنعا ms416 (اليمن) # رسمية # 1877 # الموصل ~~* ~~(الموصل) # رسمية # 1885 ~~* # حدث سهو في عدم نشر أخبار هذه الجريدة ~~الرسمية بين صحف الحقبة الثانية فلزم ~~التنويه. # الفصل الثاني # | صحف أوروبا # اسم الجريدة # اسم منشئها # تاريخ صدورها # أولا: جرائد مدينة لندن في ~~إنكلترا # آل سام # رزق الله حسون # 1872 # مرآة الأحوال # رزق الله حسون # 19 تشرين الأول 1876 # الخلافة # الدكتور لويس صابونجي # كانون الثاني 1881 # الغيرة # عبد الرسول الهندي # 10 شباط 1881 # الاتحاد العربي # الدكتور لويس صابونجي # 1881 # النحلة # الدكتور لويس صابونجي # 26 نيسان 1884 # ثانيا: مجلات ~~لندن # رجوم وغساق # رزق الله حسون # 1868 # النحلة # الدكتور لويس صابونجي # 2 نيسان 1877 # حل المسألتين الشرقية والغربية # رزق الله حسون # 1879 # ثالثا: جرائد باريس في ~~فرنسا # برجيس باريس # الكونت رشيد الدحداح # 24 حزيران 1858 # المشتري ~~(مجهول) # 1867 # الصدى # جبرائيل دلال # 1877 # رحلة أبي نظارة زرقاء # يعقوب صنوع # 7 آب 1878 # أبو نظارة زرقاء # يعقوب صنوع # 21 آذار 1879 # النظارات المصرية # يعقوب صنوع # 16 أيلول 1879 # مصر القاهرة # أديب إسحاق # 24 كانون الأول 1879 # الحقوق # ميخائيل عورا # 16 نيسان 1880 # الاتحاد # إبراهيم المويلحي # 1880 # الأنباء # إبراهيم المويلحي # 1880 # الرجاء # إبراهيم المويلحي # 1880 # أبو صفارة # يعقوب صنوع # 4 حزيران 1880 # أبو زمارة # يعقوب صنوع # 17 تموز 1880 # الحاوي # يعقوب صنوع # 5 شباط 1881 # أبو نظارة # يعقوب صنوع # 8 نيسان 1881 # البصير # خليل غانم # 21 نيسان 1881 # كوكب المشرق # عبد الله مراش # 1883 # الوطني المصري # يعقوب صنوع # 29 أيلول 1883 # العروة الوثقى # جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده # 13 آذار 1884 # الشمس # سليم قويطة والياهو ساسون # 22 شباط 1885 # الثرثارة المصرية # يعقوب صنوع # 1886 # رابعا: جرائد سائر أنحاء ~~فرنسا # عطارد (مرسيليا) # منصور كرلتي # 1858 # الشهرة (أنجه) # منصور جاماتي # 1 آب 1888 # خامسا: جرائد ~~إيطاليا # الخلافة (نابولي) # إبراهيم المويلحي # 1879 # المستقل (غلياري) # يوسف باخوس # 28 آذار 1880 # سادسا: صحف الجزائر ~~البريطانية في البحر المتوسط # مالطا (مالطا) ~~(مجهول) # نواحي سنة 1889 # زمان (قبرص) # درويش باشا # 1878 # ديك الشرق (قبرص) # علكسان صرافيان # 1889 # | الكتاب الثالث # الصحافة المصرية في الحقبة الثانية من سنة 1869 إلى سنة ~~1892 # محمد توفيق الأول؛ خديو مصر في النصف الأخير من ~~الحقبة الثانية لتاريخ الصحافة العربية ~~1879-1891. # | مقدمة # ما كاد يصدر الجزآن الأول والثاني من تاريخ الصحافة العربية حتى ~~أقبل على مطالعته علماء التاريخ وأرباب النهضة الأدبية من كل ~~ناحية، فكان ذلك منشطا لي على مثابرة القيام بهذا المشروع المفيد، ~~بل ms417 أنساني ما بذلته في سبيله من المشاق الكثيرة والمعدات الوافرة ~~والنفقات العظيمة والوقت الطائل مما لا يعلمه إلا الذين ~~يعانونه. # لا يعرف الشوق إلا من يكابده # ولا الصبابة إلا من يعانيها # وقد أفاضت صحف الأخبار والمجلات العلمية شرقا وغربا في إطرائه ~~وبيان محاسنه وإظهار فوائده بعبارات أطلقت لساني بالشكر والثناء، ~~ذلك فضلا عن التقاريظ الشعرية والنثرية التي امتدحه بها فطاحل ~~الشعراء ومشاهير حملة الأقلام من الناطقين بالضاد ما لو قصدت جمعه ~~لتألف من ذلك كتاب مستقل بذاته، مع أن كل ما صدر حتى الآن لا ~~يعد إلا زاوية في البنيان الذي يجب أن يشيده المؤرخ لصحافتنا ~~الشريفة. وكما أن صحفنا العربية نقلت عنه فصولا طويلة كذلك ~~المستشرقون في أوروبا أنزلوه منزلة الاعتبار، وفسحوا لمديحه مجالا ~~في مجلاتهم العلمية ووضعوه بين أيدي تلامذتهم، وقد أخذ أحدهم في ~~مدينة برلين يترجمه إلى اللغة الألمانية لفائدة بني جنسه المولعين ~~بدرس الآداب العربية. # تكلمت في الجزء الأول عن الحقبة الأولى (1799-1869) من تاريخ ~~الصحافة العربية، وباشرت في الجزء الثاني أن أبحث عن الحقبة ~~الثانية (1869-1892) فأوردت منها أخبار الصحافة العثمانية وصحافة ~~أوروبا فقط، ولم يبق منها سوى ما يتعلق بشمال أفريقيا والهند ~~وسائر الأقطار التي يدور عليها بحثنا الآن. # لما أقدمت على العمل في البداية شعرت بنفسي أهمية الموضوع وصعوبة ~~مسالكه وكثرة ما يحول دون القيام به من العقبات، ولكن ما لاقيته من ~~تنشيط أرباب هذه المهنة الجليلة حملني على مواصلة السعي لإتمام ~~مشروعي الكبير رغما من الخسائر المادية التي لحقت به؛ لأن المصلحة ~~العامة تعلو على المصلحة الخاصة، والمنافع المعنوية لا يلزم أن تقف ~~في سبيلها العوائق المادية، ولي ملء الثقة بالصحافيين الكرام أنهم ~~ينظرون بعين الرضى إلى هذا الأثر الذي يخلد مآثرهم وأخبار صحفهم ~~لإعلاء منار الأدب وتهذيب الأخلاق وإسعاد حال البلاد العربية ~~وترقيها في معارج الحضارة، والله الموفق إلى الصواب في البدء ~~والمآب. # | وصف أحوال الصحافة المصرية بوجه ~~الإجمال # كانت الصحافة المصرية في ختام حقبتها الأولى مؤلفة من ثلاث صحف ~~حية وهي «الوقائع ms418 المصرية» ومجلة «وادي النيل» ومجلة «يعسوب الطب» ~~دون سواها، فما كان يلوح هلال الحقبة الثانية حتى أخذت الصحف تنتشر ~~بكثرة في مدينتي القاهرة والإسكندرية ولم تتعداهما، وكان معظم ~~أرباب الصحف والمحررين فيها من المسيحيين السوريين الذين سبقوا ~~غيرهم من الناطقين بالضاد في هذا الفن، ومنهم تعلم المصريون ~~وتنبهوا على إنشاء الجرائد بكثرة، فإن السوريين تركوا بلادهم ~~لائذين بحمى الخديو إسماعيل؛ لأن شهرة كرمه طبقت الخافقين، فكان ~~يمدهم بالمال ويسهل لهم سبل الرزق ويشد أزرهم في كل الأمور طمعا ~~بما كانت تتوق إليه نفسه من حب الاستقلال، وكانت عطاياه لا تتناول ~~كتاب الصحف العربية فقط، بل الشعراء والأدباء وأرباب التمثيل ~~وأصحاب الصحف الأجنبية أيضا، ولولا تنشيطه الأدبي والمادي لبقيت ~~الصحافة منحطة وما شاهدنا لها تلك النهضة الكبيرة التي تزايدت مع ~~الأيام شيئا فشيئا، وقد ساعده وزراء مصر في تعزيز هذه الحركة ~~الأدبية كعلي باشا مبارك وعبد الله باشا فكري لا سيما رياض باشا ~~رئيس النظار، وفي هذا المقام نورد شهادة ناطقة بفضل الصحافيين ~~السوريين وعلو منزلتهم الأدبية في وادي النيل، وقد جاءت في الخطاب ~~الذي ألقته الناثرة الشاعرة الفرنسية السيدة مردروس في إحدى حفلات ~~«النادي الشرقي» في القاهرة حيث خاطبت أبناء سوريا بقولها: # إن ابن وطنكم الدكتور فارس نمر ذلك الشرقي الذي يحق لنا ~~أن نعده - هو والدكتور صروف شريكه في الجهاد - في مصاف ~~أعظم أرباب الصحافة وأهل الصدق والاستقامة من الغربيين ... ~~على أني أعلم الآن ما تحققته وهو أنكم هنا في مصر العنصر ~~الذي لا غنى عن علمه وعقله وذكائه، فإنكم قد أثبتم مقدرتكم ~~وبراعتكم بالامتحان حتى أراكم في مقدمة الأقران، سواء كان ~~في حركة الأفكار أو في المكتب والجرائد أو في الخدمة ~~والوظائف أو في الصناعة التي لا تزال في مهدها أو في ~~التجارة والأشغال. # وكانت حرية الصحافة مطلقة في أيام إسماعيل، لكنه كما قال جرجي ~~زيدان «لم يكن يصبر على من ينتقده، فكان الكتاب يراعون جانبه، ومن ~~تجاسر على انتقاده أصبح في خطر القتل كما أصاب مدير الأهرام ms419 رحمه ~~الله لما أشار إلى مال صرف من الخزينة ولم يعلم مصيره، ولو لم ~~تنصره فرنسا لذهب ضحية الملاحظة.»، وكانت الأهرام في مقدمة جميع ~~الجرائد المصرية في هذه الحقبة، ولا تزال منذ نشأتها تدافع عن ~~الوطن بما عهد في أصحابها من الاقتدار في هذه المهنة الشريفة، ~~وكانوا لا يبالون بالخسائر المادية في سبيل خدمة البلاد رغما عما ~~أصابهم من دخول السجن وخطر القتل ثم احتراق مطبعتهم في أثناء ~~الحوادث العرابية. # ولما تولى توفيق الأول سرير الخديوية بعد خلع أبيه إسماعيل ~~اندفعت الجرائد الوطنية في التنديد بأعمال الحكومة لمراعاتها جانب ~~الإفرنج، فإن هؤلاء تداخلوا فعليا في شئون مصر واندمجوا في سلك ~~وزارتها، وتولوا بعض إداراتها الكبرى تأمينا على الأموال التي ~~استدانتها منهم الخزانة المصرية، وكان زعيم هذه الحركة الفكرية عبد ~~الله نديم صاحب جريدة «الطائف» المشهورة، فإنه أضرم في قلوب ~~مواطنيه نار الحركة المذكورة وأخذ يوالي معهم الاجتماعات العلنية ~~والسرية، ثم يحرضهم على الجامعة العربية بكتاباته وخطبه حتى ~~اضطر الخديو إلى أن يمنح أمته مجلسا نيابيا تحت رئاسة سلطان ~~باشا. ولما كان سلوك الحزب الوطني من طريق لا تحمد عقباه تفاقم ~~الخطب في البلاد ثم أفضى الأمر سنة 1882 إلى الاحتلال الإنكليزي، ~~وبعد ذلك صار إيقاف المجلس النيابي لأمور سياسية، وكانت اليد ~~الطولى في إيقافه لدولة الاحتلال. ومن المعلوم أن الإنكليز وعدوا ~~بالجلاء عن مصر بعد تأييد الراحة فيها ورجوع المياه إلى مجاريها، ~~فلما طال أمر محاولتهم ولم يأنس الوطنيون من المحلتين أقل إشارة ~~إلى الجلاء القريب قاموا يطالبون الإنكليز بترك البلاد ويذكرونهم ~~بوعودهم. # وعلى أثر ذلك انقسمت الصحف إلى حزبين كبيرين: أحدهما احتلالي ~~ينتصر للإنكليز مستحسنا خطتهم، والآخر وطني يقبح سياستهم ~~مناديا بضرورة جلائهم عن وادي النيل، فبدأت من ذاك العهد حرب ~~الأقلام والأفكار بين الحزبين حتى بلغ أشده بظهور جريدة «المقطم» ~~سنة 1889 لأصحابها صروف ونمر ومكاريوس، وكانت هذه الجريدة لسان حال ~~المحتلين تخدم نواياهم وتنصرهم في كل حال، فلم يكن من الوطنيين إلا ~~أنهم أنشئوا في السنة ذاتها جريدة كبرى ms420 سموها «المؤيد» بإدارة ~~صاحبيها الشيخ أحمد ماضي والشيخ علي يوسف للقيام في وجه المحتلين ~~والمنتصرين لهم، وهي باكورة الجرائد الإسلامية المهمة التي علا ~~صوتها دفاعا عن حقوق الوطنيين، فعضدوها ماديا وأدبيا وأقبلوا ~~على قراءتها من كل حدب وصوب. هكذا كانت حالة الصحافة المصرية في ~~منسلخ الحقبة الثانية، فكان بعض الجرائد يضرب على وتيرة المقطم في ~~مبادئه الاحتلالية وبعضها ينتمي إلى المؤيد في خطته الوطنية، قال ~~جرجي زيدان: «وهناك جرائد أخرى أخذت بناصر الدولة العثمانية ضد ~~الاحتلال وأكثرها كان عبد الحميد (السلطان المخلوع) يدفع إليها ~~الرواتب، وبعضها كان ينصر الفرنسويين ويحاسن العثمانيين وهو ~~الأهرام.» # الدكتور مرتين هرتمان؛ أستاذ الآداب الإسلامية ~~بمدرسة اللغات الشرقية في برلين ومؤلف «تاريخ ~~الصحافة المصرية» منذ ظهورها إلى سنة 1899 باللسان ~~الإنكليزي ورئيس «الجمعية الألمانية لمعرفة أحوال ~~البلدان الإسلامية» ومؤسس مجلتها [التوطئة - الفصل ~~الثالث]. # يتضح مما تقدم أن قسما من الجرائد المصرية كان يندد بالدولة ~~العثمانية ويميط النقاب عن ظلم عمالها فلا يرى بابا للشكوى إلا ~~ولجه ولا خللا إلا طلب إصلاحه، وقسم آخر يذود عن السلطنة المشار ~~إليها فلا يذكر لها سيئة ولا يرى فيها مأثمة، فعوضا عن أن تصيخ ~~تركيا لأقوال المنددين وتعمد إلى استجلاء حقيقة أفعال مأموريها ~~منعت تلك الصحف من الدخول إلى ممالكها، فنقلتها من طور التظلم من ~~بعض العمال الخونة إلى الطعن فيها عموما. ويا ليت أن الدولة وقفت ~~عند هذا الخطأ بل تجاوزته إلى أعظم منه إذ أوعزت إلى معتمدها أحمد ~~مختار باشا الغازي أن يسعى في إلغاء الجرائد المذكورة؛ فاتفق مع ~~المسيو كوكوردان معتمد فرنسا على ذلك فأخفق سعيا، ولم يجد ~~الدولة العثمانية سوى أنه نقل تلك الصحف إلى طور العداء لتركيا ~~وجعل أكثرها ينقب عن سيئات الدولة تشفيا وانتقادا، فكان من وراء ~~السعي المذكور أن اللورد كرومر معتمد بريطانيا العظمى وقف سدا ~~دون نجاح مختار باشا وكوكوردان، وأيد مبادئ الجرائد المذكورة وأمال ~~بها نحو إنكلترا، فجعلت تطبق الأرض في الثناء على عدل الإنكليز ~~وتخدم سياستهم الاحتلالية خدمة صادقة لو بذلوا ms421 في سبيلها الألوف ~~المؤلفة من الدنانير لما حصلوا عليها، فأتتهم غنيمة باردة لم ~~تكلفهم أقل تعب أو نفقة. # أما الصحف المناصرة لتركيا فقد بالغت في الدفاع عن حوضها وتكذيب ~~ما ينسب من الظلم إلى مأموريها مبالغة أفقدتها ثقة القراء الذين ~~أصبحوا ينظرون إلى كتاباتها عن السلطنة العثمانية بعين الارتياب، ~~ثم نقلتهم من الشك بصحة تلك الأقوال إلى القطع بأن ما تنشره عار ~~عن الصدق مناف للحقيقة. # ولا بد لنا في هذا المقام من التصريح بأن صحافة وادي النيل بلغت ~~أو كادت تبلغ شأو الجرائد الأوروبية من حيث الحجم ووفرة الأخبار ~~وغير ذلك من المحاسن، والفضل في ذلك عائد إلى الحكومة المصرية التي ~~تحدت الحكومات الأوروبية ما أمكن بتأثير الاحتلال الإنكليزي. ~~وعلى الجملة فالصحافة العربية في تاريخ حقبتها الثانية لا تستحق أن ~~تعد بين الصحف الراقية إلا في مصر، ولا يمكن أن ترتقي في سائر ~~الأقطار إلا بقدر ارتقاء المحيط الذي تصدر فيه كما نشاهد الآن ذلك ~~بالفعل في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية. # | الباب الأول # يشتمل على أخبار كل الجرائد والمجلات في مدينة ~~القاهرة # الفصل الأول # | أخبار جرائد القاهرة من سنة 1869 ~~إلى 1877 # (1) حديقة الأبصار # جريدة سياسية ظهرت في عهد إسماعيل باشا (1863-1879) ~~خديو مصر، ونجهل بالتدقيق سنة صدورها واسم منشئها وخطتها ~~السياسية حتى نقوم بوصفها وصفا تاريخيا، وكل ما نعلمه ~~عنها أن ذكرها ورد في كتاب «تاريخ مصر الحديث» لجرجي بك زيدان # 1 # فاكتفينا بالإشارة إلى ذلك، وإنما يترجح لدينا ~~أن صدورها كان بعد السنة 1875. ~~(2) أبو نظارة زرقاء # جريدة فكاهات ومسليات ومضحكات صدرت في 21 آذار 1877 ثلاث ~~مرات في الشهر لمديرها ومحررها يعقوب صانوواع (جمس سانووا) ~~أستاذ الألسن الشرقية ومؤسس فن التمثيل العربي في مصر، ~~ولعنوان هذه الجريدة نادرة تاريخية نرويها في هذا المقام ~~فنقول: # كان ليعقوب صانوواع صديقان مرتبطان معه بروابط المحبة ~~وهما السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده مفتي ~~الديار المصرية سابقا، فاتفق ثلاثتهم على إنشاء جريدة ~~هزلية لانتقاد أعمال الخديو إسماعيل ثم قر رأيهم على أن ~~يتولى أولهم إدارتها، فأوعز ms422 السيد جمال الدين إلى يعقوب في ~~إيجاد عنوان للجريدة يليق بمسلكها، فخرج هذا إلى بيته ~~باحثا عن حمار يركبه فإذا بالفلاحين أصحاب الحمير قد ~~تجمعوا حوله وأراد كل منهم أن يركبه حماره، فلما ~~زاحموه أحب التخلص منهم وإذا بصوت من ورائه يناديه «يا أبا ~~النظارة الزرقاء» وكان وقتئذ يستعمل النظارات الزرقاء ~~وقاية لعيونه من حرارة الشمس، فرن هذا الصوت في أذنيه ~~واستحسن عبارة الفلاح مصمما على اتخاذها عنوانا لصحيفته، ~~فرجع من ساعته إلى السيد جمال الدين وأخبره بما جرى له مع ~~أصحاب الحمير وباختياره العنوان المذكور للجريدة، فضحك من ~~كلامه ولكنه استحسن الاسم وهكذا صدرت جريدة «أبي النظارة ~~الزرقاء» التي تعد أول صحيفة حرة هزلية عند الناطقين ~~بالضاد. # ولما كانت مقالاتها تنتقد بعبارات جارحة أعمال الخديو ~~أصدر إسماعيل باشا أمرا بإلغائها بعد صدور العدد الخامس ~~عشر منها، بل إنه كان متعمدا الانتقام من منشئها بكل ~~الوسائل حتى القتل لو استطاع إلى ذلك سبيلا، فأوعز إلى ~~قنصل إيطاليا بطرد يعقوب من الديار المصرية؛ لأنه كان ~~محتميا بالدولة المذكورة، فسافر هذا إلى باريز وهناك ~~استأنف إصدار جريدته مقبحا بها سياسة إسماعيل وأعماله ~~الاستبدادية، كما روينا ذلك بالتفصيل في الجزء الثاني من ~~هذا الكتاب. ~~(3) حقيقة الأخبار # هو اسم لجريدة سياسية أسبوعية ذات أربع صفحات صدرت في ~~أوائل سنة 1877 لمؤسسها ورئيس تحريرها أنيس بك خلاط ~~الطرابلسي، وقد ساعده ماديا وأدبيا على إنشائها ~~وانتشارها صاحب الأيادي البيضاء منصور باشا يكن صهر الأسرة ~~الخديوية، وكانت خطتها وطنية تراعي أميال المسلمين عموما ~~وتدافع عن حقوق العثمانيين خصوصا في الحروب التي دارت ~~رحاها بين تركيا وبين روسيا وسائر الدول البلقانية، وكانت ~~المقالات الافتتاحية مدبجة ببراعة وهي تدل على طول باع ~~في الإنشاء وبعد نظر في الشئون السياسية. # وكتب فيها بعض مشاهير حملة الأقلام المصريين والسوريين ~~كالشيخ محمد عبده ونقولا بك توما والسيد عبد الله نديم ~~وأمين خلاط وأنطون نوفل، وقد التزم لها منشئها برقيات ~~شركتي روتر وهافاس وصار ينشرها بملحقات يومية ليقف ~~القراء على أهم الأنباء الكونية، وهو ms423 أول من عمد إلى هذه ~~الطريقة بين جميع الصحافيين في عاصمة وادي النيل. هكذا ~~انتشرت «حقيقة الأخبار» انتشارا سريعا في كل البلاد ~~العربية؛ لما كانت تتضمنه من الحقائق والأخبار المفيدة، ثم ~~احتجبت هذه الصحيفة في عامها الثالث بانخراط صاحبها في سلك ~~خدمة الحكومة المصرية. ~~(4) الوطن # جريدة أسبوعية سياسية أدبية تجارية أنشأها ميخائيل ~~عبد السيد في 17 تشرين الثاني سنة 1877 في القاهرة، ونشرها ~~في المطبعة التي استجلبها من أوروبا الأنبا كيرلس الرابع ~~الكبير بطريرك الأقباط الأرثوذكس على يد رافائيل عبيد من ~~مشاهير أعيان السوريين بمصر في ذلك العهد، فلما وصلت ~~المطبعة إلى محطة القاهرة استقبلها نيابة عن البطريرك ~~مطارنته وكهنته وشمامسته بالموسيقى والملابس المختصة ~~بالخدمة البيعية، وساروا بها قاطبة إلى الدار البطريركية ~~وهم يرتلون التراتيل الروحية. ومما يروى عن هذا البطريرك ~~حينئذ أنه لشدة الفرح أعلن لمن كانوا حوله قائلا: «لولا ~~الخوف من لوم الجهال لرقصت أمام المطبعة في الطريق كما رقص ~~داود أمام تابوت العهد.» # الشيخ يوسف الخازن؛ مؤسس جريدتي «بريد ~~الأحد» و«الأخبار» وصاحب مجلة «الخزانة» ~~ورئيس تحرير جريدة «الوطن». # فلما ظهرت جريدة الوطن تولى ميخائيل عبد السيد تحريرها ~~بالاشتراك مع نخبة من شبان الأقباط لا سيما جرجس ميلاد ~~ويسي بك عبد الشهيد، وكانت في أول عهدها صغيرة الحجم ~~واشتهرت قبل الاحتلال وبعده بتحيزها للوطنيين، كما أنها ~~كانت من أشياع العرابيين في عهد الثورة، وعرفت بالانتصار ~~لرياض باشا رئيس الوزارة المصرية في معاكسته للمحتلين. ~~ولما اشتد الخلاف بين الأقباط وبطريركهم سنة 1892 بشأن ~~الأوقاف والمجلس الملي كانت جريدة الوطن من أنصار ~~البطريرك ولها في الدفاع عنه مقالات معروفة، واستمرت على ~~الصدور أسبوعيا حتى أواخر سنة 1895، ثم صدرت مرتين في ~~الأسبوع حتى آخر سنة 1898 حيث عطلها صاحبها؛ إذ رأى أن ~~الرغبة فيها قلت لوفرة الجرائد اليومية. # وفي 25 آب 1900 ابتاع جندي إبراهيم امتياز جريدة «الوطن» ~~من ميخائيل عبد السيد بمبلغ مائة جنيه إنكليزي وأصدرها ~~يومية في أربع صفحات ذات ستة أعمدة، فطبعت حينئذ في مطبعة ~~«جمعية التوفيق» وكان ميخائيل عبد السيد يوافيها من ms424 حين ~~إلى آخر بفصول سياسية، واشتغل بالتحرير فيها بعض شبان ~~الأقباط نذكر منهم: ميخائيل كيرلس وميخائيل قسيس وحنا يوسف ~~منصور المحامي لدى محاكم الاستئناف ورمزي تادرس وتوفيق ~~حبيب وتوفيق عزوز، وكذلك اشتغل فيها بضعة شهور كتاب من ~~المسلمين نذكر منهم: محمد حسين ومحمد نجيب وأحمد الكاشف، ~~ثم تولى التحرير فيها نفر من نخبة الكتاب السوريين مثل ~~خليل بك مطران ونجيب جاويش وإبراهيم نجار ونجيب شاهين ~~وأنطون نوفل والشيخ يوسف الخازن، ولم يكن خليل مطران ~~يتناول راتبا عن عمله، بل رضي أن يتعهد له جندي بك ~~إبراهيم بطبع «المجلة المصرية» مقابل أتعابه في التحرير ~~والترجمة اللازمين لجريدة الوطن. # لكن هؤلاء كلهم لم يلبثوا فيها زمنا طويلا، بل تركها ~~بعضهم بعد أن صرف فيها شهرين، وانقضى عهد الجميع في مفتتح ~~سنة 1902 حيث عهد في رئاسة تحريرها إلى إسكندر شاهين صاحب ~~جريدة «الرأي العام» المحتجبة ويساعده في ذلك جرجي طنوس ~~وفريد كامل، وكانت قبل أن يتولى التحرير فيها إسكندر شاهين ~~بدون مبدأ سياسي معروف، ولم يكن يقرؤها إلا بعض ~~الراغبين في مطالعة الفصول الأدبية أو ذوو العلاقة ببعض ~~محرريها، ولما اشتدت الحركة الوطنية وعلا صوت مصطفى كامل ~~باشا هبت جريدة الوطن تسفه المبادئ الوطنية وتحقر ~~القائمين بها بعبارات هزلية مجونية فلم يبال بها أحد، ثم ~~وقعت حادثة دنشواي (التي اعتدى فيها جماعة من أهل الريف ~~على عساكر الإنكليز فحكم على من ثبتت عليهم الجريمة ~~بأحكام مختلفة بين إعدام وسجن)، فأخذت جريدة الوطن بناصر ~~الإنكليز، ورمت المصريين بكفران النعمة، وادعت أنهم لا ~~يستحقون دستورا ولا استقلالا، ولم تفرق في كلامها بين ~~حزب وحزب، بل رمت جميع أهل الحركة الوطنية بتهمة الجنون ~~والثورة والسعي إلى خراب البلد. # واستعرت بينها وبين جريدة «مصر» القبطية نيران الجدال ~~بشأن المسألة الطائفية، فإن صاحب «الوطن» بعد أن كان ~~مؤيدا المجلس القبطي وناقما على البطريرك ورجال الدين ~~وقع بينه وبين بعض أعضاء المجلس ما دعاه إلى تحويل سياسته ~~شيئا فشيئا حتى أصبح عدوا ألد لكل من يقول كلمة عن ~~البطريرك ms425. ومما يروى عن «الوطن» في هذه الحركة أنه كتب ~~يوما عن الشبيبة القبطية ما رأوه ماسا بعواطفهم فجمعوا ~~حزمة من أعواد «الوطن» وأشعلوا فيها النيران بأحد ~~الميادين الكبرى في القاهرة. # ثم جرت حادثة مقتل بطرس باشا غالي رئيس الوزارة المصرية ~~فاتفق صاحب جريدة «الوطن» وصاحب جريدة «مصر» القبطيتين على ~~تناسي ما بينهما من الخصام، واتحدا يدا واحدة على محاربة ~~الوطنيين واتهامهم بالمؤامرة على قتل بطرس باشا ورميهم ~~بالتعصب، واشتهرت مقالات جريدة «الوطن» في هذه المسألة ~~بالحدة والتطرف اللذين لا زيادة بعدهما لمستزيد. # وجندي إبراهيم صاحب جريدة «الوطن» لا يكتب شيئا في ~~جريدته، ولكنه - كما وصفه أحد الأدباء في جريدة المؤيد - ~~يراقب المحررين مراقبة دقيقة فيوزع عليهم الأعمال ويرشدهم ~~إلى كتابة المقالات، ثم يراقب ما يكتبونه ويغير ويبدل ~~عباراتهم وألفاظهم ويأمر أحيانا كثيرة بإعادة كتابتهم، ~~ويتولى بذاته دائما وضع العناوين ويتخذ لها غالبا ~~ألفاظا وأمثالا وعبارات عامية. # ويجتهد صاحب «الوطن» في أن يكون زعيما لحركة الأقباط، ~~ولذلك لا يكاد يشتهر أحد من الأدباء حتى يعمد إلى التشهير ~~به والحط من مقامه واتهامه بالخيانة والمروق، وقلما ~~احتاط فيما يوعز بكتابته عن الأشخاص فلا يمر حين حتى يساق ~~إلى المحاكمة، ولا تنشر جريدة الوطن مقالات موقعة باسم ~~أحد من محرريها تصريحا أو تلميحا، ولكن لا يذكر اسم ~~الوطن بين المتأدبين وأهل الرأي إلا مقرونا باسم إسكندر ~~شاهين، وهو الكاتب السوري البليغ الذي قضى معظم حياته ~~الصحافية في خدمة الطائفة القبطية بإخلاص. ولبث إسكندر ~~شاهين قائما برئاسة تحرير هذه الصحيفة حتى سافر سنة 1913 ~~إلى العالم الجديد حيث أنشأ جريدة «أميركا» لحسابه الخاص، ~~وقد خلفه في «الوطن» كاتب آخر من نوابغ السوريين وهو ~~الشيخ يوسف الخازن مؤسس جريدة «الأخبار» الملغاة التي ~~سيأتي ذكرها بين جرائد الحقبة الثانية، وفي سنة 1911 نال ~~جندي إبراهيم من منليك نجاشي الأحباش وسام «النجمة» طبقته ~~الأولى. # وقد وصف ولي الدين بك يكن جريدة الوطن في كتابه «المعلوم ~~والمجهول» صفحة 13 حيث قال: «فكانت جريدة الوطن وحدها تغني ~~مصر كما تهوى مصر بل ms426 كما يجب عليها لمصر، حفظت العهود عهود ~~أجدادها الصيد الأول نسل الشمس وخدمت قومها كما أراد ~~قومها، ولما كان الأقباط أولو مصر قوما امتازوا بحب ~~وطنهم وشرف نفوسهم وبعد هممهم ومحبتهم الجد ومجانبتهم ~~المعايب لم تثن هماتهم عداوات البعض من مواطنيهم ~~المتعصبين، وكما حموا مجدهم على قلتهم وكثرة حسادهم وظلم ~~حكامهم أعانوا جريدتهم فعاشت لهم واستفادوا بها.» ~~(5) مصر # صحيفة سياسية أسبوعية ظهرت عام 1877 لصاحب امتيازها ~~أديب إسحاق الدمشقي، قال سليم بك عنحوري في ديوانه الموسوم ~~بعنوان «سحر هاروت» صفحة 179-180 ما يأتي: # وبعد أن ذهب المنشئ الكاتب أديب إسحاق إلى ~~الإسكندرية قصد تمثيل الروايات تحت رئاسة الفاضل ~~المغفور له سليم نقاش؛ سنحت عوارض قضت بإلغاء ~~التمثيل، فأصبح أديب خالي الوفاض بادي الأنقاض، ~~فبعث به المرحوم حنين الخوري إلى القاهرة مصحوبا ~~بكتاب وصاة إلى جمال الدين الأفغاني، فأحسن هذا ~~لقياه لما توسمه فيه من أمارات الذكاء ومخايل ~~النجابة، ولزمه ثمت ملازمة اللام للألف وأقبل عليه ~~إقبال الهائم العاني الكلف فحصل له امتياز صحيفة ~~اسمها «مصر»، واتخذ له دكانا بباب الشعرية هيأ له ~~فيها من أدوات الطبع بالحرف البولاقي المشهور ما ~~قوي معه على إصدار تلك الصحيفة، فكانت ترد مودعة ~~فصولا وأمالي منسوجة بيراع جمال الدين ومنشورة ~~باسم «المزهر ابن وضاح» أصارت لتلك الصحيفة شأنا ~~مذكورا. # عوني إسحاق؛ رئيس تحرير جريدة «مصر» في ~~القاهرة وجريدة «التقدم» في بيروت ~~سابقا. # ثم رأى أديب أن مدينة الإسكندرية أقرب لاصطياد الأخبار ~~فنقل إليها إدارة الجريدة بعدما اتفق مع سليم نقاش على ~~إصدارها بالشركة بينهما، فتضاعف حينئذ عدد قرائها وزاد ~~انتشارها بسرعة عجيبة في الأقطار العربية. ولجمال الدين ~~الأفغاني في جريدة «مصر» مقالتان مشهورتان سمى إحداهما ~~«الحكومات الشرقية وأنواعها» والأخرى «روح البيان في ~~الإنكليز والأفغان» ترنحت لهما أعطاف العلماء طربا، ~~وكان لهما تأثير عظيم على أذهان أرباب السياسة الأوروبية ~~حتى إن غلادستون رئيس وزارة إنكلترا أثبت في بعض الجرائد ~~مقالة تشهد لجمال الدين أنه من أئمة علماء الشرق حالة كونه ~~من ألد أعداء الإنكليز. # واشتهرت هذه الجريدة ms427 بمقالاتها الضافية في تعريف الوطنية ~~والدعوة إلى الاعتدال في الحرية، فإنها قد بلغت وهي في سن ~~الطفولية مقام الكهول وصار لها من الراغبين في مدة أشهر ما ~~لم يجتمع لغيرها في مدة أعوام، وهي الجريدة الأولى التي ~~وردت فيها كلمة «مصر الفتاة» ثم درجت بالاستعمال عند أرباب ~~النهضة المصرية، فأدى أديب خدمة عظيمة للغة العربية بما ~~صرف من العناية إلى تهذيب عبارة الجرائد وتقرير المعنى في ~~الأفهام من أعذب وجوه الكلام، فاتبع الصحفيون طريقته في ~~كتاباتهم وأخذوا يتأنقون فيها، وقد أشار جرجي زيدان إلى ~~ذلك في «تاريخ النهضة الصحافية» حيث قال: # فانتقل الإنشاء الصحافي من العبارات الضعيفة ~~الركيكة إلى الرشاقة والطلاوة العصرية، ومقدام هذه ~~النهضة المرحوم أديب إسحاق؛ فقد كان نابغة في ~~الإنشاء مع المتانة وصحة العبارة، فقلده الكتاب ~~في عبارته وتحدوه في أسلوبه. # وكان أديب إسحاق من أنصار شريف باشا رئيس الوزارة ~~المصرية، ووقف جريدته على خدمته، فلما عين رياض باشا ~~وزيرا للداخلية سنة 1879 أخذ أديب ينتقد سياسته انتقادا ~~جارحا؛ فبعثت الحكومة إليه الإنذار تلو الإنذار وعطلت ~~جريدته، فاضطر إلى الهرب من وادي النيل. وبعد سنتين جاء ~~مدينة الإسكندرية فاستأنف نشر صحيفته في شكل مجلة، ثم ~~أعادها منذ العدد التاسع الصادر في 6 شباط 1882 إلى مظهرها ~~الأول بأربع صفحات. ولما عهدت إليه وظيفة «ناظر الإنشاء ~~والترجمة» في وزارة المعارف صدر له الأمر بالتفرغ لمهام ~~وظيفته الرسمية والانقطاع عن الجريدة، فامتثل. وفي 8 آذار ~~للسنة المذكورة نقل مركزها إلى القاهرة؛ مكان ظهورها ~~الأول، وعهد في إدارتها وإنشائها إلى أخيه عوني إسحاق، ~~فودعها بمقالة رنانة استهلها بهذا العنوان «قفي ~~ودعينا قبل وشك التفرق». # فاقتفى عوني إسحاق آثار أخيه الأديب في الإجادة بتحبير ~~مقالات «مصر» مجتهدا في توفير موادها وتكثير فوائدها؛ مما ~~دل على أدبه الجم وبراعته في فنون الكتابة، وقد تعطلت بعد ~~شهور قليلة لدى حدوث الفتنة العرابية، وكان ذلك آخر عهدها ~~في عالم الصحافة. # الفصل الثاني # | أخبار جرائد القاهرة من سنة 1878 ~~إلى 1882 # (1) بستان الأخبار # جريدة وطنية طبية أدبية علمية سياسية ظهرت في ms428 شهر ~~تشرين الأول 1878 لمديرها صالح رضوان ومحررها حسن البليهي، ~~واشتهرت بالترغيب في العلم والطب وخدمت الوطن خدمة صادقة، ~~وقد احتجبت في العام الثاني من تاريخ نشأتها. ~~(2) روضة الأخبار # في عام 1878 برزت لعالم الصحافة هذه الجريدة السياسية ~~الأسبوعية في مدينة القاهرة لمنشئها محمد أنسي، وقد عاشت ~~عمرا قصيرا بحيث ألغتها الحكومة المصرية قبل بلوغ تمام ~~الحول من ظهورها لتهورها في المسائل السياسية المخالفة ~~للمصالح الوطنية. ~~(3) مرآة الشرق # الشيخ علي يوسف؛ المحرر في جريدة «مرآة ~~الشرق» ومؤسس جريدتي «الآداب» ~~و«المؤيد». # صحيفة سياسية أدبية نصف أسبوعية أنشأها باقتراح من ~~الخديو إسماعيل في 24 ~~شباط 1879 شاعر دمشق الفيحاء سليم بك عنحوري، وكان قد قدم ~~للخديو كتابه «كنز الناظم» الذي هو نسيج وحده في مرادف ~~اللغة العربية وفقهها وجمع أوابدها، فجعل خطة الجريدة ~~معتدلة ترمي إلى مناهضة النفوذ الأجنبي في مصر، ~~وكانت عباراتها رشيقة ~~طلية، تدل على اقتدار منشئها في أساليب البلاغة، وقد زين ~~العدد الأول منها بمقالة عن الجرائد جاء في مطلعها ما نصه: # تنفس صبح التمدن في أفق الممالك الغربية بعد أن ~~عسعس ليل التوحش فيه أمدا طويلا، فيا ابن ~~الغرب: # عهدناك تفري القاع والوهد ~~والربى # حثيثا لكي تصطاد وحشا ~~فتغتذي # فأصبحت هذا الحين تصطاد ~~لبنا # بما نلت من علم ومال فما ~~الذي # وبعدما أصدر 17 عددا منها عاد إلى دمشق لانحراف طرأ ~~على صحته، وكان قد استدعاه إليها مدحت باشا والي سوريا، ~~وله في صدر العدد الثاني منها مقالة عنوانها «نفثة مصدور» ~~كان لها في مصر رنة ودوي إذ أتى بها على ~~بيان ما ينال الوطنيين ~~من الغبن والحيف بسبب تحكم الغربيين وتبسطهم في أحكام ~~البلاد ومرافقها، وقد ضمن مقالته هذا البيت: # ولم أر ظلما مثل ظلم ينالنا # يساء إلينا ثم نؤمر ~~بالشكر # وقد تنازل سليم بك عنحوري عن حقوقه في «مرآة الشرق» إلى ~~مديرها أمين بك ناصيف الذي عهد بتحريرها إلى الشيخ محمد ~~عبده وإبراهيم بك اللقاني، فنجحت نجاحا باهرا؛ لأنه ~~جعلها لسان حال الشيخ جمال الدين الأفغاني وتحت رعاية ~~سليمان باشا ms429 أباظة، وقد نددت حينئذ بولاية سوريا وتحاملت ~~على بعض مأموريها في أيام واليها أحمد حمدي باشا، فلما ~~قضي على السيد جمال الدين بالنفي من وادي النيل أوعز ~~الخديو توفيق الأول بتعطيلها فتوقفت عن الظهور نصف سنة، ~~فحولها أمين بك ناصيف في 6 نيسان 1882 إلى مجلة أسبوعية، ~~وكان يحررها الشيخ خليل ابن الشيخ ناصيف اليازجي، وبعد ~~شهرين من ذلك التاريخ حدثت الفتنة العرابية وقضي على ~~المجلة بالاحتجاب. وفي 14 نيسان 1883 عادت إلى مظهرها ~~الأول فصدرت بشكل جريدة يومية يحررها صاحب امتيازها ~~الثاني، وفي 9 آيار للسنة المذكورة تولى تحريرها فقيد ~~المحامين نقولا بك توما مشتركا فيها مع أمين بك ناصيف. ~~وإليك ما ورد عنها بقلم سليم سركيس # 1 # بالحرف الواحد: # وفي سنة 1884 صدر قرار مجلس النظار بتعطيل هذه ~~الجريدة مدة ثلاثة أشهر، فأخذ يناصرها جماعة من ~~رجال البرلمان الإنكليزي اهتماما منهم بحرية ~~المطبوعات وعلى الخصوص المستر أوبراين العضو ~~الأيرلندي، ونشرت جريدة التيمس ما دار من الجدال ~~بهذا الشأن في دار الندوة الإنكليزية، ثم صدر ~~قرار وزاري آخر بالعفو عن هذه الجريدة فعادت ~~إلى الظهور بعد احتجابها مدة قليلة. # ولبثت كذلك حتى انطفأ سراج حياتها في السنة الثامنة من ~~عمرها، وبعد نقولا بك توما استلم تحريرها سليم بن عباس ~~الشلفون ثم إسكندر نحاس ثم سعيد البستاني ثم الشيخ علي ~~يوسف، وانتشرت حينئذ انتشارا عظيما فأقبل الناس على ~~قراءتها إقبال الجياع على القصاع؛ لأن سياستها كانت مخالفة ~~لسياسة الاحتلال الإنكليزي في وادي النيل، وبيانا لأهمية ~~هذه الجريدة نقول: إن عدد النسخ اليومية التي كانت تطبع ~~منها بلغ نيفا وستة آلاف نسخة رغما عن انحطاط شأن ~~المعارف حينذاك بين عامة الشعب المصري، ومن مميزاتها أنها ~~كانت أول جريدة يومية برزت في مدينة القاهرة. # أما سبب إلغائها فهو أن سليم فارس الشدياق الذي أتى مصر ~~لإنشاء صحيفة «القاهرة» بلغ الباب العالي زورا أن «مرآة ~~الشرق» تنشر الفصول المهيجة ضد السلطان عبد الحميد والدولة ~~العثمانية؛ فطلب الباب العالي تلغرافيا من الحكومة ~~المصرية إلغاءها، وللحال قرر مجلس النظار برئاسة نوبار ~~باشا ms430 تعطيلها مؤبدا في شهر نيسان 1886. ~~(4) الكوكب المصري # هو عنوان لصحيفة سياسية علمية أدبية تجارية أسبوعية ~~تأسست في أوائل عام 1879 لمنشئها الكاولير موسى كاستلي ~~صاحب المطبعة المشهورة باسمه في القاهرة، وقد تولى تحريرها ~~في سنتيها الأوليين «وفا محمد» حارس المكتبة الخديوية ومن ~~علماء الأزهر، ثم كتب فيها محمد الطموني إلى نهاية أجلها ~~في السنة الرابعة، وكانت هذه الجريدة أقل انتشارا وشهرة ~~من رصيفاتها في وادي النيل حينذاك كالأهرام والمحروسة ومصر ~~والطائف ومرآة الشرق والزمان والتنكيت والتبكيت والمفيد، ~~وسبب ذلك أنها كانت قليلة الجرأة ولم تكن لها خطة معروفة ~~كسائر الصحف. ~~(5) البوصفور ~~المصري # LE BOSPHORE EGYPTIEN # ظهرت هذه الجريدة في أواخر أيام الخديو إسماعيل باشا ~~باللغة الإفرنسية فقط، وكان صاحبها الكاتب الإفرنسي الشهير ~~المسيو بارير كما أخبرنا خليل أفندي زينية، ولما حدث ~~الاحتلال البريطاني في مصر وتباينت فيها المصالح ~~الإنكليزية والفرنسية نشرت هذه الجريدة على صفحاتها قسما ~~باللسان العربي، وكان القصد من ذلك اكتساب أميال المصريين ~~إلى فرنسا وترغيبهم في محبتها والانتصار لسياستها بتقبيح ~~سياسة الإنكليز وأعمالهم في وادي النيل، وقد عطلتها ~~الحكومة الخديوية في نواحي سنة 1885 بالاتفاق مع قنصلية ~~فرنسا. ~~(6) الحجاز # بين الجرائد المصرية التي تستحق الثناء لاعتدال مشربها ~~في هذه المدة جريدة «الحجاز» التي نكتب أخبارها، وهي ~~أسبوعية وطنية سياسية أدبية أنشأها في 24 تموز 1881 ~~صاحبها ومحررها الشيخ إبراهيم سراج الدين المدني من علماء ~~الأزهر، وكانت خطتها شريفة لا سيما في آداب المناظرة كما ~~ورد في عددها الثاني عشر تحت عنوان «نفثة مصدور» بتاريخ 16 ~~تشرين الأول 1881 وهذا نصه بالحرف: # ادعى بعض الناس أن جريدتنا حادة القول منحرفة ~~المزاج، وما هي فيما أعلم إلا مسلمة تدعو إلى ~~الإصلاح الحقيقي على يد أي مصلح كان، ومن أهم ~~الإصلاحات وأحسنها حفظ العهود والعلاقات مع ~~الأجانب الذين لا ينكر جريان بعض المحسنات على ~~أيديهم، ومن العجب أن هذا المدعي يغالط ويزعم أني ~~إذا ذكرت الأروباويين إنما أريد بهم مواطنينا من ~~الإفرنج الذين لهم في بلادنا ما لنا وعليهم ما ~~علينا، وهذا لا شك خطأ واضح فإني لا أعتبر ms431 ~~الأروباويين المقيمين في مصر إلا من جملة ~~المصريين، والأروباويون الذين ذكرتهم بحسب ~~المناسبة مرة أو مرتين هم أهل المجامع السياسية في ~~العواصم الأروباوية لا هؤلاء الذين ألفنا بهم ~~وألفوا بنا. وخلاصة الأمر أن من أراد أن يغالط ~~فليغالط غيرنا أو ليخبرنا متى حصل من العرب نقص في ~~حق جارهم في المشارق والمغارب، ولله در ~~قائلنا: # وما ضرنا أنا قليل ~~وجارنا # عزيز وجار الأكثرين ~~ذليل # وليعلم من لم يعلم أن العرب ليس في كتابهم ولا ~~سنتهم ولا عاداتهم ولا أخلاقهم أن ينظروا إلى ~~جارهم بعين المقت، فهم يضعونه على رءوسهم إن لم ~~تسعه الأرض، فعلى العرب ونزلائهم أن ينشدوا قول ~~القائل: # الحمد لله أني في جوار ~~فتى # حامي الحقيقة نفاع ~~وضرار # لا يرفع الطرف إلا عند ~~مكرمة # من الحياء ولا يغضي على ~~عار # وكان الشيخ إبراهيم سراج الدين من أفضل العلماء والشعراء ~~في زمانه، وقد بعث بقصيدة إلى الشيخ ناصيف اليازجي، فأجابه ~~عليها اليازجي بهذه الأبيات التي تدل على علو كعب الاثنين ~~في صناعة النظم وسمو منزلتهما في عالم الأدب: # هل للذي في حشاه حزن يعقوب # من حسن يوسف يرجى صبر ~~أيوب # وكيف صبر بلا قلب يقوم به # فقلب كل محب عند محبوب # مضى الزمان على أهل الهوى ~~عبثا # فلم يكفوا ولا فازوا ~~بمطلوب # تطيب أنفسهم تحت الظلام على # وعد الخيال وتنسى وعد ~~عرقوب # كل الملاح فدى خود ظفرت بها # تخلو عذوبتها من كل تعذيب # يزينها الحبر فوق الطرس لا حبر # تحت الحلى وطراز في ~~الجلابيب # محجوبة تحت أستار تغيب بها # ونورها كالدراري غير ~~محجوب # علمت أن عروسا ضمن هودجها # لما تنسمت منه نفحة ~~الطيب # هدية جاد مهديها علي كما # تهدى عطاش الربى قطر ~~الشآبيب # جاءت على غير ميعاد لزورتها # وأعذب الوفد وفد غير ~~محسوب # كريمة من كريم عز جانبه # يا حبذا كاتب منه كمكتوب # أثنى علي بما لا أستطيع له # شكرا فألقي إليه عذر ~~مغلوب # حيا الصبا أرض مصر والذين بها # وجادها كل هتان الأساكيب # في أرضها غابة العلم التي ms432 سمحت # لغيرها بالشظايا ~~والأنابيب # على الخليل سلام الله تقرؤه # ملائك العرش من أعلى ~~المحاريب # ومن لنا بسلام نلتقيه به # وبرد شوق كتلك النار ~~مشبوب # هو الأديب الذي رقت شمائله # وصانه الله من لوم وتثريب # منزه عن فضول القول منطقه # في النظم والنثر مقبول ~~الأساليب # وأحسن الشعر ما راقت موارده # مستوفيا حق تهذيب وتأديب # ومن أقام على ألفاظه حرسا # مثل الشكائم للجرد ~~السراحيب # ومن إذا عرضت في الناس تجربة # أغنته عن شق نفس في ~~التجاريب # إليك يا ابن سراج الدين قد ~~وفدت # تبغي الضياء فتاة ~~للأعاريب # خطارة في سخيف البرد عاطلة # مدت إليك بنانا غير ~~مخضوب # رفعت قدري بمدح قد خفضت له # رأسي فناظره سمعي بمنصوب # علي شكرك مفروض أقوم به # يا من عليه مديحي غير ~~مندوب ~~(7) الميمون # جريدة يومية جدية أدبية فكاهية أصدرتها إدارة جريدة ~~«الكوكب المصري» في القاهرة في شهر أيلول 1889 لصاحبها ~~الكاولير موسى كاستلي، وكان قسم منها مكتوبا بعبارة ~~صحيحة والقسم الآخر بلسان العامة ليوافق هزلها الغرض ~~المقصود منها ولا يفوت نواله القراء، وكان احتجابها عند ~~احتجاب جريدة «الكوكب المصري». ~~(8) المفيد # لا نظن أن جريدة قبل هذا العهد نفخت روح الفوضى في ~~الأمة العربية مثل جريدة «المفيد» التي نحن بصددها، فإنها ~~حملت حملة عشواء على سلطة الخديو الشرعية في وادي النيل ~~وتجاوزت حدود المعقول بسياستها الخرقاء وكتاباتها المضرة، ~~وكانت نتيجة ذلك أنها مع بعض رصيفاتها ضلت عن سواء السبيل ~~فأوقعت القطر المصري في حبائل الثورة الداخلية التي جرت ~~عليه الاحتلال الإنكليزي. وقد ظهرت في 12 تشرين الأول ~~1881م/سنة 1298ه لصاحب امتيازها مصطفى ثاقب ومحررها حسن ~~الشمسي اللذين أصدراها مرتين في الأسبوع، فقرظها حينئذ ~~عبد الله فريج بقصيدة ختمها بهذه الأبيات: # يا من تروم الفضل قد # وفقت للخير ~~العتيد # إن رمت منه تجتني # أو شئت منه ~~تستفيد # فهلم صاح مؤرخا # واقرأ بنا خبرا ~~مفيد # سنة 1298 هجرية # وما كادت تظهر لعالم الوجود حتى جردت سيف الطعن على ~~الأجانب، وأخذت تبث روح الثورة ضدهم بين الوطنيين، فتأثر ~~العقلاء من خطتها المتطرفة ms433 وأصدرت الحكومة أمرا بتعطيلها ~~لئلا تسري جراثيم مبادئها، ثم صدر العفو عنها في أوائل شهر ~~نيسان 1882 إلى أن تعطلت نهائيا في أثناء الفتنة ~~العرابية. وإليك ما كتبه جرجي زيدان في مقالته «تاريخ ~~النهضة الصحافية» بالحرف الواحد: «فلما تولى الخديو توفيق ~~وكان سهلا هينا يحب الوطن المصري وأهله اندفعت الصحف في ~~الحرية وحدثت ثورة أفكار وطنية، وظهرت جرائد ثورية ~~نقادة كالتنكيت والطائف والمفيد خافتها الحكومة، فعمدت إلى ~~تقييد الصحافة فسنت قانون المطبوعات سنة 1881 فلم ~~يجدها ذلك نفعا؛ لأن الثورة كانت قد أخذت مجراها فأفضت ~~إلى الحوادث العرابية المشهورة التي انتهت باحتلال ~~الإنكليز مصر سنة 1882.» ~~(9) النجاح # هي صحيفة سياسية ظهرت لعالم الوجود في شهر محرم سنة ~~1299ه/تشرين الثاني 1881م لصاحبيها مصطفى ثاقب وحسن شمسي، ~~وقد قامت على أنقاض جريدة «المفيد» التي ألغيت بأمر ~~الحكومة الخديوية لما كانت تنشره من الكتابات الداعية إلى ~~تهييج الأفكار وإثارة الفتن بين سكان وادي النيل على ~~اختلاف أديانهم وأميالهم، وما لبثت الصحيفة الثانية بعد ~~ظهورها بزمن قليل حتى لحقت بالأولى وصدر الأمر بإلغائها ~~أيضا. ~~(10) السفير # هو عنوان لجريدة متوسطة الحجم ذات أربعة صفحات نشرها ~~حسن شمسي مرتين في الأسبوع بعد تعطيل جريدة «النجاح» التي ~~كان قد أنشأها بالشركة مع مصطفى ثاقب، صدر عددها الأول ~~بتاريخ غرة شوال سنة 1299ه/16 آب 1882م في القاهرة، وهي ~~أدبية سياسية ترمي إلى تعزيز مبادئ حزب «مصر للمصريين» ~~بلهجة عنيفة وأسلوب يخالف مصالح الحكومة؛ ولذلك كان ~~مصيرها الانقراض السريع كشقيقتها «المفيد» و«النجاح» ~~اللتين سبق ذكرهما. ~~(11) التيمس المصري # تأسست هذه الجريدة السياسية الأسبوعية على يد المستر ~~بيمين قبل عهد الاحتلال البريطاني في وادي النيل بوقت ~~قصير، وكان نصفها ينشر باللسان العربي والنصف الآخر ~~باللسان الإنكليزي، وقد توخى فيها صاحبها خدمة مصالح بني ~~جنسه المحتلين وإفهام سكان مصر الوطنيين منافع الاحتلال ~~لتوفير أسباب نجاحهم وتأييد الأمن في بلادهم، وقد عاشت هذه ~~الجريدة مدة لا تتجاوز الأربعة أعوام كما أخبرنا سليم ~~بن عباس الشلفون الذي كان متوليا كتابة قسمها العربي. # أحمد عرابي باشا ms434؛ زعيم الثورة الشهيرة ~~التي جرت الاحتلال البريطاني على مصر ~~سنة 1882. ~~(12) الزمان # هي صحيفة سياسية ظهرت في 6 آذار 1882م/16 ربيع الثاني ~~1299ه مرتين في الأسبوع لصاحب امتيازها علكسان صرافيان ~~ومحررها حسن حسني باشا الطويراني، فنهجت في سياستها خطة ~~الاعتدال والحرية في القول بحيث إنها كانت تذب عن حقوق ~~مصر وتبين للشعب طرق الوصول إلى الإصلاح الحقيقي، وكانت ~~تظهر للملأ مفاخر أرض الفراعنة إذ وصفتها بهذين ~~البيتين: # تحقق أن صدر الأرض مصر # ونهداها من الهرمين شاهد # فيا عجبا فكم أفنت قرونا # على شرف وذاك الثدي ناهد # وفي أول عدد صدر منها نشرت مقالا عنوانه «الحاكم روح ~~الحكمة» فقسمت فيه الحكومات إلى ثلاثة أقسام، وروت أن ~~الأمة الإسلامية مختصة بالقسم المطلق منها وأن الإطلاق شرط ~~من شروط الإسلام، فأخطرها محمود سامي باشا ناظر الداخلية ~~في 19 ربيع الآخر 1299 بألا تعود إلى نسبة هذا النوع من ~~الحكم إلى دين الإسلام الذي يعتبر الحاكم والمحكوم مقيدين ~~بالشريعة في جميع الأعمال. واشتهرت مقالاتها كلها بالمباحث ~~المفيدة التي جعلت القراء يتهافتون على مطالعتها والاشتراك ~~في الجريدة. وكانت فصولها الافتتاحية بعنوان «مستقبل مصر» ~~تبحث في شئون وادي النيل العمرانية كالمعارف والزراعة ~~والتجارة والاقتصاد والأمن العام والأخلاق وغير ذلك، وفي ~~13 نيسان للسنة ذاتها ألغيت إلغاء مؤبدا بأمر محمود ~~سامي باشا لما نشرته من المطاعن الشخصية ومخالفة أوامر ~~الحكومة. # ثم عادت إلى الظهور بعد الاحتلال البريطاني فكانت أول ~~جريدة عربية أخذت بناصر الإنكليز؛ لأنها توسمت فيهم ~~خيرا لمصلحة البلاد وتأمين العباد، وقد تولى تحريرها ~~حينئذ ميخائيل بن جرجس عورا مدة من الزمان فكان إقبال ~~الناس عليها عظيما، ثم خلفه في رئاسة التحرير أمين بن ~~إبراهيم خلاط الطرابلسي الذي توفي على أثر عملية جراحية ~~أجراها له الدكتور سالم باشا، وعام 1888 تولى تحريرها جرجي ~~بك زيدان صاحب مجلة «الهلال» فزادت شهرتها في عالم ~~الصحافة، وبعد سنة تركها وسار بصفة مترجم مع الحملة ~~الإنكليزية لإنقاذ غردون باشا، وكان احتجابها على أثر ذلك ~~بوقت قصير فألغتها الحكومة الخديوية بطلب من مختار باشا ~~الغازي؛ لأنها طعنت ms435 في الدولة العثمانية، ثم سافر مؤسسها ~~إلى جزيرة قبرص حيث أنشأ جريدة «ديك الشرق» التي سبق ذكرها ~~في الجزء الثاني من هذا الكتاب. ~~(13) الفسطاط # من جملة الصحف التي استخدمها الثوار المصريون لبلوغ ~~مآربهم السافلة ضد السلطة الحاكمة جريدة «الفسطاط»، وهي ~~أسبوعية وطنية سياسية أدبية صدرت في 20 نيسان 1882 ~~لمنشئها عبد الغني المدني ومديرها محمد عبد الله، فكانت ~~خطتها متطرفة ولهجتها شديدة في حق الأجانب لا سيما ~~الفرنسيس منهم، فتطعن فيهم طعنا موجعا ومتجاوزا حدود ~~اللياقة؛ ولذلك أنذرها محمود سامي باشا البارودي ناظر ~~الداخلية مرارا بالكف عن الطعن والتنديد بدون برهان ~~حقيقي، ومن جهة أخرى كانت كتاباتها تضرب على وتيرة ~~«المفيد» فتثير الخواطر ضد الخديو بل تحرض ~~الأهالي على الانتصار ~~لعرابي زعيم الثورة ضد مولاه. وبعد ضرب الإسكندرية على يد ~~الإنكليز صارت تنشر ملحقا يوميا عن أخبار الحرب ~~العرابية وتذيعه بين قرائها في العاصمة وسائر أنحاء مصر، ~~ثم تعطلت هذه الصحيفة في السنة الأولى من ظهورها. # الفصل الثالث # | أخبار جرائد القاهرة من سنة 1883 ~~إلى 1886 # (1) الإعلام # هو عنوان لصحيفة علمية سياسية نشرها السيد محمد بيرم ~~الخامس التونسي في شهر ربيع الأول 1302/1884 ميلادية ~~للتقبيح بسياسة الحكومة الفرنسية في تونس، فأصدرها في ~~«المطبعة الإعلامية» ثلاث مرات في الأسبوع ثم حولها إلى ~~جريدة أسبوعية حتى وافاه الأجل المحتوم سنة 1889 بعدما ~~ظهر منها 269 عددا، وهي ذات أربع صفحات، صحيحة العبارة ~~كثيرة المواد جزيلة الفوائد، نالت مقاما رفيعا بين ~~رصيفاتها، وكان لها صوت مسموع عند قرائها المنتشرين في كل ~~البلاد العربية لشهرة صاحبها في عالم السياسة وعالم ~~الكتابة، وكانت خطتها مجاملة الإنكليز والاستفادة منهم ~~وخدمة مصالحهم في وادي النيل، فساء ذلك بعضهم وانتقدوا ~~عليه هذه الخطة؛ لأنها تعاكس ما كانت عليه سياسته في تونس ~~التي هجرها فرارا من حكم الأجانب، ولكن الواقفين على ~~أسرار آرائه كانوا يعتذرون بأنه إنما تحرى الخطة المذكورة؛ ~~لأن مجافاة الاحتلال الإنكليزي لا تجدي نفعا. وقد نشر على ~~صفحات «الإعلام» مقالات اجتماعية حاول فيها بيان طرق ~~إصلاح الإسلام وتقربهم من عوامل التمدن الحديث. واشتهر ms436 في ~~الدفاع عن حقوق الدولة العثمانية في مصوع وبعض سواحل البحر ~~الأحمر التي امتلكتها حكومة إيطاليا. وكان ينشئ فصولها ~~بقلمه، وساعده في ذلك بعض الكتبة كسليم بن عباس الشلفون ~~وأحمد مفتاح وسواهما. # ولما كان السيد محمد بيرم قد لعب دورا مهما في مناهضة ~~الحكم الاستبدادي في وطنه وسعى في تعزيز المبادئ الشوروية ~~فنحيل القارئ إلى مطالعة ترجمته التي نشرناها في الجزء ~~الأول من كتابنا «تاريخ الصحافة العربية». ~~(2) البيان # بينما كان البعض من الصحف الوطنية المصرية يتعمد الحط من ~~هيبة الحكومة وكرامتها كان البعض الآخر يحمي بيضتها ويسعى ~~في تعزيز شوكتها، وصحيفة «البيان» التي نقوم الآن بوصفها ~~كانت من النشرات الموالية للعرش الخديوي تناضل عنه وتتفانى ~~في إخلاص الخدمة له، وهي سياسية علمية أدبية تجارية ~~تاريخية فكاهية تأسست في 13 آذار 1884 لمنشئها يوسف شيت ~~ومحررها ميخائيل بن جرجس عورا، فصدرت مرتين في الأسبوع ~~طافحة بالمقالات الشائقة والأبحاث النافعة، وكانت خطتها ~~وطنية معتدلة غايتها «مصر للمصريين»، ثم احتجبت في السنة ~~الثالثة من عمرها لما لحق بصاحبيها من الخسائر المادية. ~~ووصفتها مجلة «الطبيب» البيروتية على عهد الشيخ إبراهيم ~~اليازجي بقولها: «وقد تواطأت أعداد البيان كلها على حسن ~~الأسلوب وتوخي الفائدة.»، ومن حملة الأقلام الذين تولوا ~~كتابتها سليم بن عباس الشلفون الذي نشرنا ترجمته ورسمه في ~~الجزء الثاني من تاريخ الصحافة العربية. ~~(3) الفلاح # أنطون نوفل؛ المحرر في جرائد «حقيقة ~~الأخبار » و«الوطن» و«الفلاح» ومجلة ~~«الفتاة». # جريدة سياسية أدبية علمية أنشأها سليم باشا حموي في ~~10 تشرين الأول 1885 على أنقاض جريدة «روضة الإسكندرية» ~~ووقفها لخدمة مصر تحت سيادة الباب العالي، وكان منشئها ~~يتزلف كثيرا إلى السلطان عبد الحميد المخلوع وينشر ~~الفصول الطوال في مدح عدالته الموهومة، ويقيم الزينات ~~الشائقة في كل سنة بمناسبة تذكار ولادته وجلوسه. ولا ريب ~~في أن المنافع الشخصية كانت تسوقه إلى اتباع هذه الخطة ~~ترويجا لجريدته واستدرارا للآلاء الشاهانية عليه وعلى آل ~~بيته، فنال رتبة ميرميران والوسام العثماني الثاني وبعض ~~مداليات الافتخار، ونالت قرينته وسام الشفقة من الطبقة ~~الثانية وأحرز بكر أنجاله ms437 إلياس بك الرتبة الثانية. ولما ~~كان القطر المصري متمتعا بالحرية الصحافية في ذلك الدور ~~البائد خلافا للبلاد العثمانية كان يجب على سليم حموي أن ~~ينشر الحقائق على علاتها ويؤثر المنفعة العامة على ~~منفعته الخاصة، وإليك ما نشرته جريدة «البشير» البيروتية ~~في العدد 942 بتاريخ 31 تشرين الأول 1888 بيانا لخطة ~~جريدة الفلاح بالحرف الواحد: # إن هذه الجريدة لما رأت إقبال الناس على سواها ~~من الجرائد إيثارا لهذه عليها لسوء إنشائها ~~وطبعها، ولما كانت خاملة لم تفلح رغما عن تيمنها ~~بالفلاح ودت الشهرة واستلفات أنظار المسيحيين ~~والمسلمين إليها لتكثير مشتركيها، ولما لم يمكنها ~~أن تشتهر بحسن المشرب واعتدال المذهب اضطرت أن ~~تلتجئ إلى كسر مزراب العين؛ أي إلى الجور ~~والاعتساف بطعنها على قداسة البابا ونيافة ~~الكردينال لافيجري وسائر رؤساء الكنيسة ~~الكاثوليكية لتلزم النصارى بقراءتها والرد عليها، ~~ولاستمالة المسلمين إذ هم الأكثرون في الديار ~~المصرية تظاهرت بالمحاماة عن الدين الإسلامي، لكن ~~بئست الوسيلة التي تذرعتها جريدة الفلاح؛ لأنها من ~~وجه أساءت إلى النصارى فنفروا عنها، ومن وجه آخر ~~لم تقو على استجلاب عامة المسلمين إليها؛ إذ لا ~~يفتقرون إلى رجل نصراني مثله يذود عنهم بل من شأنه ~~أن يغضبهم؛ لأنه نسب التقاعس والتقاعد إلى من يجب ~~عليه منهم المناضلة والمدافعة عن الشريعة ~~الإسلامية، ولا شك أنهم يفطنون إلى الغاية التي ~~قصدها بالدفاع عنهم، وطالما لا يهجر النصرانية ~~ويتمذهب بالإسلام لا يلفونه مخلصا لهم بل مرائيا ~~راغبا في فلسهم. # وكان سليم باشا الحموي يتعرض كثيرا في جريدته لبعض ~~الأشخاص ويطعن فيهم، ومن ذلك أنه حكم عليه يوما بدفع ~~مائة جنيه إلى مدكور بك تعويضا له على مس إحساسه، # 1 # وعاشت هذه الجريدة إلى ما قبل إعلان الدستور ~~العثماني بوقت قصير واحتجبت، وبين الذين تولوا تحريرها ~~نذكر أنطون نوفل وفرح أنطون والشيخ حمزة فتح الله. ~~(4) القاهرة # جريدة سياسية صدرت في 23 تشرين الثاني 1885 مرتين في ~~الأسبوع لصاحب امتيازها سليم فارس ابن الشيخ أحمد فارس ~~الشدياق، وبعد أيام قليلة جعلها يومية حاذيا فيها حذو ~~جريدة «الجوائب» فنالت نصيبا عظيما من ms438 الشهرة في عالم ~~الصحافة لما هو معهود بمنشئها من علو المكانة في الشئون ~~السياسية، وقد حرر فيها أفاضل الكتاب السوريين ~~والمصريين برئاسة سليم فارس الذي كان لا يبالي بالنفقات في ~~سبيل مصلحة الجريدة، لكن حياة «القاهرة» تصرم حبلها بعد ~~مدة وجيزة فاستعاض عنها صاحبها بجريدة «القاهرة الحرة» ~~التي سيأتي الكلام عنها، وكان مبدأ الجريدتين سياسة ~~التأليف بين الآستانة ومصر، وهي سياسة المحال؛ لمخالفتها ~~لمصالح الحاشية التي أحاطت بالسلطان عبد الحميد الثاني، ~~ولا يخفى أن تلك الحاشية كانت مؤلفة من حشرات القوم الذين ~~رجحوا أصول التفريق على التوفيق حتى قضوا على حتفهم ~~بظلفهم. ~~(5) القاهرة الحرة # صحيفة سياسية يومية صدرت عام 1886 على أنقاض جريدة ~~«القاهرة» لصاحبها سليم فارس ومحررها نجيب هندية، وكانت ~~خطتها انتقاد سياسة بريطانيا العظمى في الشرق وتقبيح أعمال ~~الحكومة العثمانية ومساعيها ضد توفيق الأول خديو مصر، إلا ~~أن عدم اهتمام المصريين حينئذ بالشئون السياسية سد ~~أبواب النجاح في وجه «القاهرة الحرة» التي كان صاحبها يقصد ~~إبدالها باسم «الجوائب» جريدة أبيه المشهورة، والعامل ~~الأكبر على قتل هذه الصحيفة كان هواء مصر الذي لم يكن ~~موافقا لمزاج صاحبها ومحررها المشار إليهما، فما كان من ~~سليم فارس إلا أنه حول امتيازها للكاتب اللوذعي محمد عارف ~~بك المارديني من مشاهير حملة الأقلام ومن أعاظم رجال تركيا ~~الفتاة، فنجحت «القاهرة الحرة» بإدارة محمد عارف بك وكان ~~ولي الدين بك يكن يحرر فيها مشاركا لصاحبها، وقد حرر فيها ~~أيضا كل من محمد بك المويلحي وعزيز بك الزند وحسن الدرس ~~وأيوب عون اللبناني وغيرهم، واستمرت تنشر في عهد محمد عارف ~~بك مدة أربعة أعوام وستة شهور حتى احتجبت عام 1893 لداعي ~~سفر مديرها إلى الآستانة بدعوة من السلطان عبد الحميد ~~فطالت مدة إقامته هناك، ثم أعاد إصدارها أسبوعية في 15 آب ~~1895 بحجم أصغر في ثماني صفحات، وعهد بإدارتها إلى رجل ~~يسمى محمد شريف، وكان داود بركات اللبناني محرر «الأهرام» ~~حالا يكتب أكثر فصولها بقلمه البليغ، ولم يمض وقت قصير ~~حتى اشتراها السيد كمال الدين الدمشقي الذي نشرها إلى ms439 نحو ~~السنة 1897 ثم دخلت في خبر كان، وإليك ما وصفها به الكاتب ~~الشهير ولي الدين بك يكن بالحرف الواحد: # 2 # الشيخ عبد الحميد الزهراوي؛ رئيس ~~المؤتمر العربي الأول في باريس سنة 1913 ~~وعضو في مجلس النواب العثماني سابقا، ~~وعضو في مجلس الأعيان العثماني حالا، ~~والمحرر في جريدة «المؤيد» المصرية ومؤسس ~~صحف «الحضارة» و«الإدارة» و«المدنية» في ~~القسطنطينية. # وكما انتصر أبو الهدى على خصومه بالوشايات انتصر ~~عليهم بالجرائد، فوجه إلى مصر في نحو سنة 1892 ~~رجلا من دراويشه اسمه السيد كمال الدين الدمشقي، ~~فأتى هذا الرجل إلى مصر محملا بالمال، مصحوبا ~~برعاية أبي الهدى وقوته، وكان خليعا ظريفا ~~وسيم المحيا يمشي وكأنه مروحة في يد حسناء، فأصدر ~~كمال الدين جريدة القاهرة (الحرة) التي أسسها سليم ~~فارس ثم نشرها من بعده محمد عارف الكاتب الشهير، ~~فكأن خيبة الجد استكثرت على «القاهرة» سابق ~~«مجدها» فأرادت أن تنزلها بعد الرفعة إلى أسفل ~~الدركات، فأخذت تنشر جريدة القاهرة كل أسبوع بعد ~~أن كانت تنشر كل يوم، وسودت صفحاتها بمقالات ~~الدراويش وأهل المجون بعد أن كانت ترصعها ~~باللآلئ أقلام مشاهير الكتاب في عهد سليم فارس ~~ومحمد عارف، وأتتها قصائد الصوفية مطولة باردة ~~مظلمة كليالي الشتاء، وقد اشتغلت الدسائس بين مصر ~~والآستانة، فأخذ كثير من الأغنياء يحبون كمال ~~الدين للمال ويتخذونه شفيعا إلى أبي الهدى في ~~استجلاب رتبة أو وسام أو قضاء حاجة دخلت فيها ~~المشكلات، وأخذت جماعة من رجال عزت العابد تنتصر ~~بالمعية وأخذت المعية تطارد جمال الدين، وبذا عرف ~~المصريون من مكانة أبي الهدى ~~ما لم يعرفوا ~~من قبل فأقبلوا على سفيره المعمم يمشون وراءه، ~~ودخل أبو الهدى أبوابا لم تكن تنفتح له لولا ~~جريدته ودرويشه، فقصد إليه المتنازعون مع المعية ~~في أمر جزيرة طاشيوز وتحملوا إليه الدراهم، ~~ويممه أصحاب وقف العلماء في قضية الأزهر ثم تاجر ~~بالرتب والنياشين فربحت تجارته. ~~(6) الحقوق # شهرة هذه الجريدة الحقوقية القضائية التاريخية الأدبية ~~تغني عن وصفها، فإنها أنشئت في 6 آذار 1886 لصاحب ~~امتيازها ومحررها أمين شميل اللبناني، وهي أول صحيفة ~~قضائية ظهرت ms440 في اللسان العربي ومن أمهات الصحف التي ثبتت ~~ثبات الأهرام في خطتها القويمة وآرائها الحكيمة، فانتشرت ~~انتشارا كبيرا في الخافقين وعرف القاصي والداني أن ~~منشئها العلامة قد أحكم وضعها وشحنها بالمواضيع المفيدة، ~~وتصدر مرة في الأسبوع ويختلف حجمها من ثماني إلى ست عشرة ~~صفحة بحسب المواد، وتبحث في جميع الأمور المتعلقة بنظام ~~الهيئة الحقوقية، وتخوض عباب التواريخ السابقة واللاحقة ~~الأثرية، وتذيع كل ما يتعلق بذلك من الخلاصات المهمة لتكون ~~دليلا ونبراسا لأهل الزمان الحاضر وسجلا ومقياسا ~~لأبناء العصور التالية، ولكنها لا تمس للسياسة يدا، ولا ~~ترد للإدارة موردا؛ إذ لا تحب أن تشتغل فيما لا ينفع ~~منه لقرائها. # على أثر وفاة أمين شميل في 6 كانون الأول 1897 انتقلت ~~الجريدة لعهدة صاحبها الحالي المحامي البارع إبراهيم جمال، ~~فتولى إدارتها وتحريرها مقتفيا آثار مؤسسها المشار إليه ~~في انتقاء المباحث النافعة وخدمة المصالح العمومية. وقد ~~أصابت مجلة «الأصمعي» فيما روته عن «الحقوق» بقولها # 3 # إنها تشتمل على «أهم الأخبار والحوادث ~~القضائية والمقالات الحقوقية مما لا يستغنى عن مطالعته ~~للفقيه والأصولي والقاضي والمحامي.» ولذلك قررت المحاكم ~~الأهلية في مصر تعيينها رسميا لنشر الإعلانات التي تتعلق ~~بالمجالس البدائية والاستئنافية ومنشورات لجنة ~~المراقبة القضائية، وقد ~~توفقت إلى اجتياز عيدها الفضي ولم تزل حية إلى الآن ~~وقائمة بكل أمانة في خدمة الوطن والأمة والعلم، وتشتمل ~~أبحاث هذه الجريدة على الأقسام الآتية: # أولا: # القسم التشريعي - وهو يشتمل على نصوص ~~جميع القوانين المصرية الجديدة والأوامر ~~العالية والقرارات والمنشورات الوزارية ~~التي لها علاقة بالقضاء وما يترتب على ~~مخالفة نصوصها فعل جنائي، والتقارير ~~الرسمية المختصة بهذه الأمور بحيث إن ~~جريدة الحقوق تغني في هذا الشأن المشتغلين ~~بالقوانين عن الجريدة الرسمية والمجموعات ~~الرسمية. # ثانيا: # القسم الحقوقي - وهو يشتمل على مقالات ~~ومباحث ومحاضرات في الحقوق والقوانين ~~لصاحب الجريدة وغيره ممن يكتب في هذا ~~الباب. # ثالثا: # القسم القضائي - وهو يشتمل على (1) نصوص ~~أحكام محكمة الاستئناف وسائر المحاكم ~~الأهلية ذات المباحث القانونية في جميع ~~فروع الحقوق المدنية والجنائية مصدرة ~~هذه الأحكام بخلاصة القواعد القانونية ~~التي بنيت عليها ms441. (2) نصوص منشورات لجنة ~~المراقبة القضائية. (3) قواعد قانونية من ~~أحكام محكمة الاستئناف المختلطة. # رابعا: # القسم التاريخي والأدبي - وهو يشتمل على ~~(1) أهم الحوادث التاريخية العصرية التي ~~لها علاقة بالحقوق العامة مثل المعاهدات ~~وقرارات المؤتمرات الدولية ونحو ذلك. (2) ~~الأخبار القضائية الهامة في محاكم القطر ~~وغيره، وأخبار نقابة المحامين، ومؤلفات ~~رجال الحقوق وما أشبه ذلك. (3) أجوبة ~~قضائية على أسئلة السائلين. (4) جميع ما ~~له علاقة بالقضاء مما يهم نشره. ~~(7) الصادق # جريدة يومية سياسية علمية أدبية ظهرت في 2 أيلول ~~1886 لصاحب امتيازها أمين بك ناصيف اللبناني مدير المدارس ~~الإنكليزية سابقا في القاهرة، فدعاها بهذا الاسم مختار ~~باشا الغازي المعتمد السلطاني حينئذ في مصر ورئيس مجلس ~~الأعيان في الآستانة والصدر الأعظم سابقا وجعلها تحت ~~رعايته، وقد أنشئت بعد تعطيل صحيفة «مرآة الشرق» التي سبق ~~وصفها فجرت على خطتها ونجحت مثلها وأقبل الناس بلذة على ~~مطالعة أخبارها الصادقة، لكنها كانت أشد منها لهجة ضد ~~الاحتلال الإنكليزي ومكتوبة بعبارة بليغة؛ لأن المحررين ~~فيها كانوا من أعلام حملة الأقلام. وبعدما عاشت أربع سنوات ~~احتجبت احتجابا اختياريا لما طرأ من الانحراف على صحة ~~أولاد منشئها الفاضل، فإن الأطباء أوعزوا إليه بمزايلة ~~وادي النيل بتاتا لخير عائلته، ومن ذلك الحين سكن أمين بك ~~ناصيف في فلسطين فأقام ست عشرة سنة في القدس الشريف، ثم ~~انتقل منها إلى مدينة يافا ولم يزل فيها حتى الآن، وهو من ~~أفاضل الرجال علما وأدبا وفضيلة وقد خدم الصحافة بأمانة ~~يشكر عليها من الخاص والعام. # الفصل الرابع # | أخبار جرائد القاهرة من سنة 1887 ~~إلى 1889 # (1) الآداب # جريدة أسبوعية تاريخية علمية أدبية فكاهية صدرت ~~بثماني صفحات متوسطة الحجم في 4 شباط 1887 لمنشئها الشيخ ~~علي يوسف، فرخصت له الحكومة المصرية بذلك بعد ممانعة ~~طويلة واحتمل صاحبها من المشاق والنفقات ما يتخذ دليلا ~~على عظيم ثباته وقوة عزيمته، وكان الشيخ أحمد ماضي ينشر ~~فيها المقالات المفيدة والمباحث المهمة، وفي السنة الثانية ~~احتجبت عن الظهور مدة من الزمان ثم عادت في شهر كانون ~~الثاني 1889 في مظهر حسن مشحونة بالفوائد الأدبية ~~والمواضيع النافعة، وقد عطلها صاحبها ms442 في السنة الثالثة من عمرها # 1 # وحصر عنايته في جريدة «المؤيد» السياسية التي ~~سيأتي الكلام عنها، وأحرزت «الآداب» شهرة كبيرة لما هو ~~معهود بالشيخ علي يوسف من الذكاء والاقتدار، وقد نزع فيها ~~إلى الأسلوب القديم فلم توافق ذوق العصر ولا نالت رواجا ~~فكان ذلك سبب تعطيلها، وكانت مباحثها منقسمة إلى ثلاثة ~~أقسام كبرى وهي: القسم التاريخي، والقسم العلمي، والقسم ~~الأدبي. وقد قرظ السيد شاكر الجرجاوي الأزهري صدور ~~«الآداب» بهذه الأبيات مؤرخا: # يا مصر بالآداب عزك ~~قائم # وببردة العليا توشح ~~واتزر # لله در مديرها بصحائف ~~ال # بلور تورد مجتناها من ~~صدر # نجل الكمال علي يوسف من ~~علا # عرش العلا برفيع همته ~~استقر # رب الفضائل حلية الآداب ~~سر # بال البلاغة بين بدو ~~والحضر # ربته طفلا فانتضى ~~أفكاره # ليعزها وكذا يجازى من ~~شكر # لا زالت «الآداب» مصدر ~~فضله # تتلو علينا من شرائعها ~~سور # يحدو بها الحادي يقول ~~مؤرخا # تروى عن الآداب للداني ~~درر # سنة 1304 هجرية # ثم انتقلت إلى عهدة المنشئ المصري الشهير محمد بك مسعود ~~الكاتب الفني في قلم المطبوعات بنظارة الداخلية حالا، ~~فحسن مواضيعها عما كانت عليه في عهد مؤسسها المشار إليه ~~وجعلها مجلة نصف شهرية بعد أن كانت جريدة أسبوعية، وكان ~~مشاركا له في تحريرها جملة من مشاهير الكتاب العصريين ~~وأفاضلهم كما يتضح من مطالعة فصولها المفيدة، وقد احتجبت ~~«الآداب» عندما أبدلها صاحبها بجريدة «منفيس» التي سيأتي ~~ذكرها في جزء آخر. ~~(2) مكارم الأخلاق # نادرة هي الصحف الدورية التي ينطبق اسمها على مسماها ~~وتدل مواضيعها على حقيقة عنوانها، ومن الصحف التي يصح ~~فيها هذا الوصف جريدة «مكارم الأخلاق» التي أسسها في 29 ~~تشرين الأول 1887 الكاتب الأديب أحمد الشريف، وهي ذات ~~ثماني صفحات متوسطة الحجم كانت تتناول أبحاثا شتى في ~~الحكم والمواعظ والتواريخ والشعر والفقه والآداب، ونشرت ~~بعض مسائل مقتطفة من الحساب والهندسة وتعريب ما للإفرنج من ~~غرائب الاكتشافات وعجائب الاختراعات خالصة من الخرافات ~~وملآنة من صحيح المنقولات والمعقولات. # وعلى قصر عمرها فإنها كانت ميدانا لفرسان الأقلام ~~وسوقا عرضت فيه بضائع علماء الكلام في تلك ms443 الأيام، وقد ~~طالعنا فيها فصولا لمشاهير الكتاب كإسماعيل باشا عاصم ~~ومحمود عمر بمدرسة دار العلوم ويحيى قدري بك مندوب الحضرة ~~الخديوية في قولة وغيرهم، ومنهم حسن حسني باشا الطويراني ~~الذي نفحها بنفثات قلمه ولا سيما قصيدته الشهيرة «لامية ~~الترك» وهذا مطلعها: # الجد في القول ينفي الهزل في ~~العمل # والعز باليأس يمحو الذل ~~بالأمل # وقال في الختام: # سميتها بعد أن أخلصت جوهرها ~~«لامية الترك» تسمو الزهر في ~~نزل # وصغتها للعلى حتى تسير على # رغم الحواسد بين الناس ~~كالمثل # يشقى بها حاسدوها وهي ناعمة # تلهو فتهدى إليهم وردة ~~الخجل ~~(3) الجريدة المصرية # جريدة يومية سياسية تجارية أدبية برزت في أوائل سنة ~~1888 لصاحبها فكتور فيليب ومحررها جرجس بن ميخائيل نحاس، ~~وهي النسخة العربية للصحيفة الإنكليزية المشهورة بعنوان # The Egyptian Gazette # اليومية، وخطتها ذات مشرب معتدل وعبارة صحيحة عليها مسحة ~~الطلاوة العصرية، وكانت «الجريدة المصرية» لسان حال ~~الاحتلال الإنكليزي؛ تصدع بأوامره وتذيع آيات فضله، وإليك ~~فقرة في هذا المعنى وردت في العدد 268 للسنة الأولى تحت ~~عنوان «كلمة حق» فنقلناها بالحرف الواحد: # استلفتت جريدة الوطن في عددها الأخير أفكار ~~القراء إلى سلوك الإنكليز في حسن معاملاتهم للأمم ~~التي يحلون في بلادها ويديرون أمورها وأعمالها، ~~فرأيناها كلمة حق وعدل لما نعلم من أن الموظفين ~~الإنكليز لا يوجهون التفاتهم الدائم بنوع خاص إلا ~~إلى مراعاة أخلاق وعادات الأهالي الذين يتولون ~~إدارة شئونهم، وهذا هو سر النجاح في سياسة الدولة ~~الإنكليزية بصفة دولة مستعمره، فكأننا بجريدة ~~الوطن قد أصابت المرمى فيما نطقت به حقا ~~وصوابا. # وجرجس نحاس الذي يعد من نوابغ السوريين اشتغل مدة طويلة ~~في الصحافة مع أديب إسحاق وسليم نقاش وسليم باشا حموي ~~ويوسف الشلفون وروفائيل مشاقة وسواهم، وله آثار قلمية تدل ~~على طول باعه في صناعة التحرير والتحبير، وأهمها كتاب «مصر ~~للمصريين» الذي اشترك في وضعه مع مؤلفه المرحوم سليم نقاش ~~ثم أكمله بعد وفاته، ومنها أيضا كتاب «الأثر» يحتوي على ~~أخبار الخديو توفيق الأول، وجمع في كتاب سماه «الدرر» ~~أنفس ما خلفه صديقه أديب إسحاق من المقالات والخطب ms444 ~~والقصائد حتى لا تعبث بها أيدي الضياع وغير ذلك من الآثار ~~المخطوطة. # جرجس بن ميخائيل نحاس؛ المحرر سابقا في ~~جريدة «التقدم» البيروتية وصحف «روضة ~~الإسكندرية» و«المحروسة» و«الاتحاد ~~المصري» في الإسكندرية و«الجريدة المصرية» ~~في القاهرة. ~~(4) النور التوفيقي # هي صحيفة علمية أدبية صناعية تاريخية فكاهية مصورة ~~ظهرت في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 1888 بشكل شبه مجلة ذات ~~16 صفحة، وكانت تصدر في كل خمسة عشر يوما مرة واحدة ~~لمنشئها ديمتري مسكوناس ورئيس تحريرها فرنسيس ميخائيل، وقد ~~دعيت كذلك تيمنا باسم توفيق الأول خديو مصر كما يتضح من ~~بيت الشعر الوارد في صدرها وهو: # إذا رمت أن تهدى إلى الرشد ~~فاستضئ # بأنوار توفيق الأنام ~~فتهتدي # فلما برز «النور التوفيقي» إلى الوجود استحسن بعضهم خطته ~~وقرظها، وانتقده البعض الآخر كجريدة «البشير» البيروتية ~~التي أشارت بطلف إلى خطئه ~~في بعض المباحث، فرد ~~عليها «النور التوفيقي» بكلام خارج عن حدود اللياقة وأدب ~~المجادلة، ومن أخص الكتاب الذين نشروا فيها المقالات ~~المفيدة أو القصائد النفيسة أو الألغاز والفكاهات نذكر: ~~عبد الله فريج وبطرس شلفون وتوفيق ميخائيل وفريد عبد الله ~~وبطرس حنا. # وفي أوائل عام 1889 اشترك منشئاها مع سليم الخوري مدير ~~جريدة «المنارة» سابقا في الإسكندرية، فاشتغلوا فيها إلى ~~أن احتجبت في أواخر عهد الخديو المشار إليه الذي كان يبسط ~~لها يد المساعدة كما ساعد كثيرا غيرها من الصحف المصرية، ~~فكانت عبارتها صحيحة بالإجمال ومباحثها مفيدة وقلما ظهر ~~عدد من أعدادها خاليا من رسم أو أكثر لأعاظم الرجال ~~والمناظر الشهيرة والآثار القديمة. ~~(5) المقطم # من كبريات الصحف العربية في الزمان الحاضر ومن أبعدها ~~صيتا وأكثرها انتشارا واعتبارا جريدة «المقطم» القديمة ~~العهد، وهي يومية سياسية تجارية أدبية أسسها في 14 شباط ~~1889 ثلاثة أفاضل من سوريا وهم: الدكتوران يعقوب صروف ~~وفارس نمر صاحبا مجلة «المقتطف» وشاهين بك مكاريوس منشئ ~~مجلة «اللطائف» الشهرية، وقد جرت على خطة الاحتلال ~~الإنكليزي تعزز أركانه وتناصره في مبادئه وتنطق بلسان ~~حاله مع المحافظة على صوالح القطر المصري، وقد صرح أصحابها ~~بأن غرضهم السياسي من تأسيسها معلوم ظاهر ms445 في كل صفحة من ~~صفحاتها، وهو تأييد السياسية الإنكليزية التي لولاها ما ~~كان في الشرق بلد يستطيع أحد أن يعيش فيه ويجاهر بآرائه وأقواله. # 2 # إلياس صالح؛ المحرر في جريدة ~~«المقطم». # فكان ذلك سببا لنهوض الشعور الوطني بين المصريين الذين ~~كانوا إلى ذلك الحين يعللون الآمال بخروج الإنكليز من وادي ~~النيل، فنقموا على المقطم وأصحابه وأنشئوا الجرائد الوطنية ~~لمقاومة الاحتلال ومريديه، ثم اشتد الجدال بين الفريقين ~~بحيث قام حملة الأقلام على ساق وقدم يتطاحنون في ميدان ~~السياسة، وقد حمي وطيس الجدال بهذا المقدار حتى إنه لا ~~يروى في تاريخ الصحافة شرقا وغربا أنه حصل اهتمام بإحدى ~~المسائل الخطيرة (ما عدا مسألة دريفوس) مثل اهتمام الصحافة ~~المصرية بمسألة الاحتلال الإنكليزي، فأصبح مركز «المقطم» ~~من أصعب المواقف إزاء ~~أخصامه؛ لأنه زعيم الجرائد الاحتلالية، وإليك ما قاله جرجي ~~بك زيدان في «تاريخ النهضة الصحافية» بالحرف الواحد: # أما المقطم فلاقى في سبيل البقاء في خطته مشقات ~~جسيمة قل من يصبر عليها. # وروى ولي الدين بك يكن # 3 # ما نصه: # وما لاقاه المقطم من أعدائه أعظم، فكم تآمروا ~~عليه جماعات وقصدوا إلى إدارته ليضربوا أصحابه ~~ويلحقوا بهم كل سوء فتعجلتهم الحكومة المصرية ~~بحمأة الأمن ففرقوا المهاجمين ودفعوا عن المقطم ~~شرهم، وكم حاولت حكومة الاستبداد كسر تلك الأقلام ~~التي نمقت ديباجة المقطم والانتقام ممن صرت في ~~أناملهم فحال اللورد كرومر بينهم وبين ما ~~يشتهون. # ويعد المقطم الآن من أهم الصحف وأكثرها انتشارا بين ~~الجرائد العربية الكبرى، ومن مميزاته أنه يراعي قوانين ~~الآداب في كل مباحثه ومناظراته، وينهج منهاج الاعتدال في ~~الإطراء مع التأدب في النقد وتحاشي الذم، وهو أول من ~~تحرى اجتناب النعوت والألقاب الفارغة التي كان الكتبة ~~يملئون بها صفحات الجرائد للمدح أو للقدح، فاقتصر على ~~الألقاب التي تمنحها الجماعات المعروفة في الهيئة ~~الاجتماعية أو التي تشهد بها فعال المرء وسجاياه، ولم يزل ~~سالكا هذه الخطة التي سلكتها الصحف الممتازة من بعده فكان ~~له فضل التقدم، وهو أول جريدة عربية صدرت في ثماني صفحات ~~كبيرة فجرت مجراها ms446 سائر الصحف اليومية الشهيرة للناطقين ~~بالضاد في مصر وأميركا. # وللمقطم أيضا مواقف خطيرة في مكافحة ظلم السلطان عبد ~~الحميد الثاني بقلم كالسيف تستله جرأة أدبية نادرة ~~المثال، ووقف أعمدته على مظاهرة أحرار الدولة العثمانية ~~والجهاد العظيم في سبيل تحريرها من ربقة الاستبداد ~~والاستعباد، فلما أعلن الدستور في تركيا ذهب أصحاب المقطم ~~لزيارة وطنهم بعد غيابهم عنه نحو ربع القرن، فاحتفل بهم ~~أبناء سوريا ولبنان وعقدوا لهم الجلسات الأدبية التي رن ~~صداها في كل ناحية تقديرا لمنزلتهم العالية سياسيا ~~وعلميا، ومن المعلوم أن المقطم كان محظورا دخوله للبلاد ~~العثمانية قبل إعلان الدستور فيها سنة 1908 لجهاده العنيف ~~في سبيل رفع الضيم عن العثمانيين، وكان أحد مؤسسيه الدكتور ~~فارس نمر قد استل يراعا أشد من الحسام مضاء في ~~المناضلة عن الحق، فكانت كل كلمة يخطها تدل على ما يكنه ~~فؤاده من الغيرة على بلاده ودولته، وكانت الجريدة ميدانا ~~متسعا للأحرار ينشرون على صفحاتها مقالاتهم الرنانة ~~وأفكارهم القويمة نخص منهم بالذكر: ولي الدين بك يكن ~~والدكتور شبلي شميل ورفيق بك العظم وإمام العبد، وكان معظم ~~تلك المقالات تتناقلها أهم الصحف العربية والتركية ~~والأجنبية لما حوته من المباحث الجليلة والفصول ~~العمرانية. # وبعد إعلان الدستور في تركيا انهال القراء العثمانيون ~~على المقطم من كل مكان انهيال السيل وأقبلوا على مطالعته ~~إقبالا لا يوصف، حتى إن النسخة الواحدة منه بيعت بريال ~~مجيدي في بعض جهات سوريا كما روى بعض الثقات، وما ذلك إلا ~~لكون السوريين قد علموا أن المقطم اختار لنفسه سياسة حرة ~~عطلت مصالحه المادية زمانا طويلا، ولكنها أعلت منزلته ~~الأدبية حتى أكسبته ثقة الأمة العثمانية، وهي في اعتبار ~~أصحابه خير من المال والرتب والنياشين التي كانت تنال على ~~يد الظالمين. # وقد كان صروف ونمر ومكاريوس يطمعون بأن يبقوا المقطم ~~الذي يوزع في البلاد العثمانية العربية يوميا فأبقياه ~~إلى نهاية سنة 1908 على حاله، لكن لما كان معظم مدن ~~الأقطار العربية وقراها الكبرى بعيدا عن الثغور البحرية ~~والسكك الحديدية فلا يصلها البريد سوى مرة أو مرتين في ms447 ~~الأسبوع، ولما كانت حالة كثيرين من بعض الطبقات واجبة ~~المراعاة اقترح على أصحاب المقطم جمهور كبير من محبيه ~~والراغبين في مطالعته أن يصدروا نسخة أسبوعية منه يقتصرون ~~فيها على الأخبار والمقالات والرسائل التي تختص بالممالك ~~العثمانية وتهم أهلها والمقيمين فيها، فلم يجدوا بدا ~~من الجري على مقتضى اقتراحهم وأصدروا المقطم الأسبوعي من ~~غرة كانون الثاني 1909 وظلوا ينشرون النسخة اليومية ~~كالعادة. # وفي 12 حزيران 1910 أدركت المنية شاهين بك مكاريوس أحد ~~مؤسسي هذه الجريدة، فحل محله ابنه سليم بك مكاريوس الذي ~~نهض بها مع شريكيه نهضة عظيمة وأثبت حسن إدارته ودرايته. ~~وللمقطم مراسلون أو مندوبون في أهم مراكز السياسة وعواصم ~~الممالك يوافونه بالأخبار الصادقة والأنباء المهمة، ولما ~~نشبت الحرب أولا بين الدولة العثمانية وإيطاليا في طرابلس ~~الغرب ثم بين الأولى والممالك البلقانية كان إبراهيم بن ~~سليم نجار اللبناني مندوبا عن المقطم في القسطنطينية ثم ~~خلفه في مهمته أسعد داغر اللبناني أيضا، وهذه أسماء ~~أخص الكتبة الذين تولوا التحرير في هذه الجريدة مع ~~أصحابها وهم: إلياس صالح والشيخ يوسف الخازن وإسحاق صروف ~~وخليل ثابت وسامي قصيري ورشيد عطية ومحمود زكي وسليم ~~مكاريوس ومحمد القلقيلي ونجيب هاشم وإدوار مرقص وغيره ممن ~~لم نتوفق إلى معرفة أسمائهم. ~~(6) المؤيد # لا يجهل أحد أهمية هذه الصحيفة اليومية السياسية ~~التجارية التي ظهرت في غرة كانون الأول 1889م/8 ربيع ~~الثاني 1307ه لمديرها الشيخ أحمد ماضي ومحررها الشيخ علي ~~يوسف وكلاهما من تلامذة الجامع الأزهر، وهي أرسخ جريدة ~~إسلامية وأقدمها عهدا بين الجرائد الحاضرة في أرض ~~الفراعنة. ومنذ أول نشأتها التف حولها أعيان المصريين ~~وحملة أقلامهم فعززوا شأنها لمعاكسة مبدأ الاحتلال ~~الإنكليزي والمنتصرين له؛ فنالت من الصيت المسموع ~~والانتشار الواسع ما لا يختلف فيه اثنان. وللوزير رياض ~~باشا اليد الطولى في معاونة صاحبي هذه الجريدة الوطنية ~~على إصدارها لتكون على مذهبه ورأيه. # وبعد ظهورها بشهور قليلة تنحى مديرها عن العمل لمرض ~~اعتراه فابتاع منه بعض الأفاضل حصته ووهبوها للشيخ علي ~~الذي تفرد بها ووسع دائرة مباحثها، وقد قاسى في سبيلها ~~مصاعب ms448 شتى إذ وشي إلى الخديو توفيق الأول بأنها جريدة ~~حزب وطني سري يعمل لإسقاطه عن الأريكة المصرية ويثير ~~نار التعصب الديني. وكان أعداء الشيخ علي يوسف يقولون إن ~~اسمه وهمي وإن الذي يدير حركة الجريدة ويحرر فيها هم أناس ~~آخرون، ودام ذلك حتى تبدلت وزارة رياض باشا بوزارة فهمي ~~باشا، وبعد بضعة أسابيع من تولية هذا الوزير أصدر أمرا ~~بمنع صاحب المؤيد من دخوله ودخول عماله في دواوين الحكومة ~~لالتقاط الأخبار كأصحاب سائر الجرائد، ولكن المؤيد ثبت على ~~خطته التي عرف بها وأنشئ لأجلها، وقد أقيمت على صاحبه ~~تلك القضية المشهورة التي اتهم فيها بأنه شريك في سرقة ~~رسالة برقية بعث بها السردار إلى ناظر الحربية ونشرها ~~المؤيد بحروفها في ثاني يوم ورودها، ولا يخفى ما تقلبت ~~عليه هذه القضية من الأدوار وما تنقلت فيه من الأطوار حتى ~~أفضت في 20 تشرين الثاني 1896 إلى تبرئة الشيخ والمتهم ~~بالفعل الأصلي، فكان لذلك تأثير عظيم دوى صداه في كل ~~الأنحاء حتى بلغ متوسط ما كانا يطبع يوميا من الجريدة ~~في أثناء المرافعة عشرة آلاف نسخة، وفي بعض الأيام كان ~~يزيد ألفا أو ألفين على الكمية المذكورة. # وبعد تأليف الأحزاب المصرية كان المؤيد في مقدمة «حزب ~~الإصلاح» الذي قال عنه الشيخ إبراهيم الدباغ ما نصه: # 4 # كان هذا الحزب إبان تكوينه بعيدا عن التلوين ~~والتزويق، وطنيا قوي العارضة، لو استطاع أن يكتب ~~ضد الاحتلال بالفأس بدل القلم وبالنار بدل المداد ~~لفعل، ثم انقلب زعيمه المستتر جوازا إلى مصانعة ~~الاحتلال ومداعبته، ثم كر وطنيا ولم يشأ أن ~~يرتد مرة ثانية احتلاليا بحتا لما يلحق العمائم ~~في ذلك من العار، فتوسط بين هؤلاء وهؤلاء فدعا إلى ~~حرب الإنكليز حربا سلمية معتقدا أن الملاينة أخت ~~الخديعة، وصنع معهم صنع معاوية مع علي بن أبي طالب ~~فطورا يجرد الحسام وأخرى يرفع المصاحف على ~~الرماح. # وكتب أيضا حسين شفيق المصري صاحب جريدة «المباحث ~~السياسية» المحتجبة حيث قال ما نصه: # المؤيد الذي يقرأ الآن غير المؤيد الذي كان ~~المصريون يحبونه، والشيخ ms449 علي يوسف صاحب المؤيد ~~الحاضر غير الشيخ علي يوسف الذي حمل على الأعناق ~~بعد حكم قضية التلغراف المشهورة، فقد تغيرت الحال ~~مع الصحيفة وصاحبها، والبون بعيد بين اجتماع ~~الوطنيين لتوقير أم الصحف وأبي الصحفيين وبين ~~اجتماعهم للنداء بإسقاطهما في الحضيض الأسفل، وليس ~~الإقرار بهذه الحقيقة من الأمور التي تسر ~~الوطنيين ... والمؤيد أقدم صحيفة إسلامية حية ~~فهبوطه مما يؤلمنا جميعا، ويجوز أنه يعود إلى ~~سيرته الأولى كما يجوز أن يبقى على مذهبه الجديد ~~إلى أن يفنى؛ فتكون تلك إحدى الخسائر التي تصيب ~~أبناء مصر الغيورين على ما يحتمل أن يفيدهم يوما ~~ما، وغير مختلف في أن المؤيد من كبريات الصحف ~~العربية بل هو من كبريات أمهاتها وله صوت مسموع ~~في سائر أقطار المسكونة، وكان الكثيرون يعدونه في ~~المقدمة من حيث جودة الكتابة وإتقان الصناعة، فلا ~~تكن على الشيخ غضاضة إذا نحن بينا له ما يخفيه ~~عنه اعتماده على صيته الطائر ومركزه الذي يحبه ~~باقيا على رسوخه، فإن المؤيد قد أخذ في التقهقر، ~~وهذا مما يؤلم كل غيور على هذا البلد؛ لأن الجميع ~~يريدون أن تعيش هذه الصحيفة وتحيا حياتها ~~الأولى. # محمود سامي باشا البارودي؛ رئيس مجلس ~~النظار وناظر الداخلية وقلم المطبوعات ~~المصرية سابقا ومنشئ بعض المقالات في ~~الجرائد في أثناء الفتنة العرابية. # ولا ينكر ما للشيخ علي يوسف من الاهتمام الكبير في شأن ~~ترقي جريدته، فإنه سبق جميع الصحافيين الشرقيين على اختلاف ~~جنسياتهم ولغاتهم في استعمال القوة الكهربائية بمطبعته ~~لنشر المؤيد، وفي 2 تشرين الثاني 1906 احتفل احتفالا ~~عظيما بصدور جريدته في ثماني صفحات كبيرة، فأنشده شاعر ~~مصر الكبير حافظ إبراهيم مهنئا بهذه الأبيات: # أحييت ميت رجائنا بصحيفة # أثنى عليها الشرق ~~والإسلام # أضحت مصلى للهداية عندما # سجدت برحب فنائها الأقلام # فعلى مؤيدك الجديد تحية # وعلى مؤيدك القديم سلام # وسنة 1910 منع الباب ~~العالي جريدته من الدخول إلى تركيا؛ لأنها نشرت فصلا قالت ~~فيه بكل صواب إن الدارعتين اللتين اشترتهما وزارة حقي ~~باشا من بحاتر الدوارع الحربية لا تنفع بحرية الدولة بل ~~ستكون حملا ثقيلا ms450 على ماليتها، وعلى أثر سقوط الوزارة ~~المذكورة أفرج الباب العالي عن جريدة المؤيد بعدما قضي ~~عليها ثلاثة عشر شهرا ألا تدخل الممالك ~~العثمانية. # وبين الذين تولوا تحرير المؤيد نعرف أسماء: جميل مدور، ~~وسليم سركيس البيروتيين، والشيخ عبد الحميد الزهراوي، ~~والشيخ حامد إبراهيم، وإسماعيل شكري، ومحب الدين الخطيب، ~~وعمر منصور، وعبد المؤمن الحكيم، وسليمان فوزي، ومحمود ~~الباجوري، ومصطفى لطفي المنفلوطي، ومحمد مسعود، وسليم ~~قبعين، ومحمود زكي، والشيخ عبد القادر المغربي، وأحمد كمال ~~الحلي، ومساعد اليافي، وحافظ عوض، ومحمد كرد علي، ومحمد ~~أبو شادي، وإمام العبد، وأحمد عبد الرحمن، والسيد ~~كامل. # وقد نشر محمد مسعود جريدة «المؤيد» باللغة الفرنسية ~~وضمنها أهم ما كان في هذه الجريدة من المقالات السياسية. ~~وفي سنة 1911 حولها الشيخ علي إلى شركة مساهمة؛ لأن ~~الديون أثقلت كاهله، وفي 3 آذار 1912 أسندت إليه مشيخة ~~السادة الوفائية لمصاهرته آل السادات المشهورين؛ فاستقال ~~حينئذ من إدارة سياسة الجريدة وتعين محمد بك أبو شادي ~~وكيلا لمجلس إدارتها. وفي شهر آذار 1913 أصر البنك ~~العقاري المصري على بيع عمارة جريدة المؤيد الواقعة في ~~شارع محمد علي في القاهرة وأثاث بيت صاحبها لاستيفاء ما له ~~عليه، فبيعت العمارة مع الأثاث بسبعة عشر ألف جنيه، وبعد ~~وفاة الشيخ علي يوسف في 25 تشرين الأول 1913 بقيت جريدته ~~حية ومنتشرة، وإليك ما كتبه عن صاحب المؤيد زميله ولي ~~الدين بك يكن قال: # الشيخ علي يوسف سهل التأليف شديد المضاء، هو في ~~بيانه أقرب إلى العامة منه إلى الخاصة، إذا غالب ~~غالب بصوته دون روحه، صحافي محنك وليست الكتابة ~~من عمله، # كأنما يراعه سوطه # يضرب إن جد ولا ~~يكتب # لا تدع العجمة أسلوبه # فليس في أسلوبه ~~معرب # وقال يوسف البستاني: # أنظر إليه بعين الصحافي فأراه عظيم البراعة في ~~تقليب اليراعة، وشديد الحصافة في ميدان الصحافة، ~~ولو وجد قلمه من عواطفه دعامة لرفعه بيننا إلى ~~مقام الزعامة، ولقد زاد فضله أنه من الطبقة ~~العصامية وجهال اللغات الأجنبية. # الفصل الخامس # | أخبار جرائد القاهرة من سنة 1890 ~~إلى نهاية الحقبة الثانية سنة 1892 # (1) المحاكم # جريدة قضائية ms451 علمية أدبية أنشأها في 4 آيار 1890 يوسف ~~أصاف اللبناني، كانت تنتشر أولا ثلاث مرات في الأسبوع ~~بأربع صفحات متوسطة الحجم، ثم صارت أسبوعية ذات ثماني ~~صفحات صغيرة مشتملة على المقالات الشرعية والفصول ~~القضائية، ولم تزل حية حتى الآن. ~~(2) صدى الشرق # ولي الدين بك يكن؛ منشئ صحف «المقياس» ~~و«الاستقامة» و«القانون الأساسي» والمحرر ~~في جريدتي «القاهرة الحرة» و«النيل» ~~بمدينة القاهرة ومؤسس جريدة «الإقدام» في ~~الإسكندرية وناشر المقالات الرنانة في ~~أشهر الصحف العربية. # ما من صحيفة عربية قبل هذا العهد كافحت في سبيل كسر ~~قيود الاستبداد في بلادنا مثل جريدة «صدى الشرق» الذائعة ~~الصيت، وهي أسبوعية سياسية أدبية تجارية ظهرت في 6 ~~نيسان 1891 لمحررها حبيب فارس اللبناني وصاحب امتيازها ~~خريستيان بوجاد الفرنسي الأصل، وغرضها كشف الستار عن مظالم ~~بعض رؤساء مأموري الحكومة اللبنانية لا سيما زعيمهم ~~كوبليان أفندي صهر واصا باشا حاكم الجبل؛ فراجت الجريدة ~~رواجا عظيما بين الخاصة والعامة بما لم يعهد له مثيل قبل ~~ذاك العهد. وهي من أوليات الصحف التي أقدمت على إعلان ~~الحقيقة بلا محاباة، ومهدت السبل لكسر قيود الظلم في ~~السلطنة العثمانية، ورغما من مصادرتها من الحكومة أقبل ~~الناس على مطالعة مقالاتها الرنانة التي كانت تضرب بعصا ~~من حديد على أيدي المأمورين الخائنين الذين عمموا الرشوة ~~في الجبل حيث لم يعرف لها اسم ولا رسم في سالف الأيام، ~~وكان بعض أعدادها مزينا برسوم مشاهير أولئك الخونة ~~تأديبا لهم وعبرة لسواهم. وقد ساعد على نشرها رهط من ~~أعيان سوريا ولبنان نذكر في طليعتهم يوسف بن بشارة هاني ~~الذي بسط لها يدا سخية، وكان من أكبر أنصارها وأعظم ~~مروجيها. # فلما عجزت حكومة لبنان عن استقدام محرر «صدى الشرق» من ~~وادي النيل عمدت إلى معاملة أبيه الطاعن في السن وأخيه ~~أنطون فارس معاملة الوحوش الكاسرة، فأرسلت شرذمة من جنودها ~~لإلقاء القبض على أنطون فارس الذي لجأ إلى مغاور الأرض حتى ~~تمكن من الفرار من وجه الظلم بمساعدة قنصل فرنسا العام في ~~بيروت والمطران يوسف الدبس، فسافر إلى مرسيليا آمنا وهناك ms452 ~~أنشأ جريدة «المرصاد» في ظل الراية المثلثة الألوان، ~~فحولت حكومة واصا باشا قوتها لتعذيب والد حبيب فارس الذي ~~نزل به داء الفالج على أثر ما شاهده من اعتساف تلك الحكومة ~~الغاشمة، وكانت تصدر الأوامر مشددة لاستقدام ذلك الشيخ ~~العاجز محفوظا لمركز المتصرفية حتى يكف ولده حبيب عن ~~إعلان الحقيقة، ولكن أحد الأطباء ذوي المبادئ الشريفة وهو ~~الدكتور فارس نجيم أعلن مع زميله الدكتور داود مشاقة أنه ~~يستحيل إخراج الشيخ المريض من بيته بلا وقوع الخطر على ~~حياته. # فأخذت الحكومة آنئذ تضطهد وكلاء جريدة «صدى الشرق» ~~ومراسليها كالشيخين فيليب وفريد الخازن في جونية، ويوسف ~~بك الشدياق في بيروت، فألقت القبض على الشيخ فيليب ويوسف ~~بك ثم ساقتهما كما يساق كبار المجرمين إلى مركزها الصيفي ~~في «بيت الدين» حيث زجتهما بالحبس للانتقام منهما بكل ~~الوسائل البربرية، بل كادت تفتك بحياتهما لو لم يقيض لهما ~~مساعدا في شخص سليم فارس ابن الشيخ أحمد فارس الشدياق ~~المشهور بالوجاهة والدهاء ونفوذ الكلمة عند الباب العالي، ~~فإنه أنقذهما من الإهانة والاغتيال وأخرجهما من السجن ~~بإرادة سلطانية منتصرين على أنصار الظلم وزعماء ~~الاستبداد. # ثم حولت الحكومة اللبنانية اهتمامها إلى استقدام حبيب ~~فارس محرر «صدى الشرق» من مصر لأجل الانتقام منه، وبينما ~~كان يكتب يوما في غرفته بشارع كلوت بك وافاه رسول يحمل ~~بطاقة من الرجل اللبناني الغيور داود بك عمون ينبئه فيها ~~بأن الحكومة الخديوية أصدرت الأوامر إلى دائرة البوليس ~~لإلقاء القبض عليه وتسليمه لجنود مخصوصين قادمين من جبل ~~لبنان؛ فأخذ حبيب فارس قرطاسا وكتب يشكو ظلامته إلى ~~اللورد كرومر معتمد الدولة البريطانية بمصر، ثم بعث ~~بالرسالة مسجلة في البريد وكانت آنئذ الساعة الثامنة ~~ليلا، فلما أصبح الصباح أقبل عليه الدكتور فارس نمر أحد ~~صاحبي جريدة «المقطم» ومجلة «المقتطف» وقال له: «إنني أتيت ~~لأدعوك حتى تكون حاضرا عند الساعة العاشرة من هذا الصباح ~~في دار اللورد كرومر؛ لأن كتابك بلغه وكنت حينئذ بناديه، ~~وعند تلاوته لأسطرك الوجيزة اغرورقت عيناه بالدموع وأمرني ~~أن أدعوك لداره.» # وفي الوقت المعين ms453 ذهب حبيب فارس إلى مقابلة اللورد ~~المشار إليه فخاطبه اللورد بما يأتي: «كن مطمئن البال لأنك ~~مصون من كل الاعتداء، فأنت حر أن تكتب ما تشاء، حتى إنني ~~أبيح لك انتقاد الحكومة البريطانية؛ لأن كل حكومة راقية ~~لا تضغط على حرية الصحافة، ولقد قرأنا شيئا كثيرا عن ~~حكومة لبنان فلنا الأمل أنك تصلح حالها.» # فخرج حبيب فارس من لدنه وضاعف همته في تقبيح أعمال ~~الخائنين من متوظفي جبل لبنان، وعاشت جريدته إلى منتصف سنة ~~1892 بحيث تبدلت الأحوال بوفاة واصا باشا وتعيين نعوم باشا ~~بدلا منه. ~~(3) الدليل # عندما تنازل سليم فارس الشدياق عن حقوق امتيازه في جريدة ~~«القاهرة الحرة» المار ذكرها تركها أيضا نجيب هندية ~~الحلبي أحد المحررين فيها، ففكر هذا في تأسيس جريدة لحسابه ~~الخاص تبحث في الشئون التجارية والاقتصادية من دون أن ~~تتعداهما إلى مباحث أخرى، وقد تم ذلك سنة 1891 بحيث أنشأ ~~جريدة «الدليل» في اللغتين العربية والفرنسية تعميما ~~لفوائدها بين الوطنيين والأجانب، إلا أن «الدليل» احتجب ~~بعد صدور أعداد قليلة منه؛ إذ اضطر منشئه إلى السفر ~~لأوروبا لمعالجة مرض ألم به، ولما استقر به المقام في ~~عاصمة الإنكليز أخذ يحرر في جريدة «حريت» التركية التي ~~نشرها هناك سليم فارس المشار إليه، وكانت خطتها إفشاء ~~مظالم السلطان عبد الحميد الثاني وتشهير رجاله المستبدين ~~وإيقاظ العثمانيين للمطالبة بحكومة دستورية. # وسنأتي في جزء آخر من كتاب «تاريخ الصحافة العربية» على ~~أخبار جريدة «الخلافة» العربية التركية التي أصدرها كلاهما ~~في لندن، ونورد حينئذ ما طرأ على نجيب هندية وأخيه سليم ~~هندية بسبب ذلك من الاضطهادات الشديدة من طرف حكومة الباب ~~العالي. ~~(4) النيل # عبد القادر المغربي؛ منشئ جريدة ~~«البرهان» في طرابلس الشام حالا والمحرر ~~في جريدة «المؤيد» المصرية سابقا. # جريدة سياسية علمية يومية صدرت بتاريخ 17 كانون الأول ~~1891م/15 جمادى الأولى 1309ه في 4 صفحات لمنشئها حسن حسني ~~باشا الطويراني صاحب جريدة «الإنسان» في القسطنطينية ~~سابقا، وقد استدعي منها لإنشاء صحيفة «النيل» لتقوم لدى ~~الرأي العام المصري مقام صحيفة «المؤيد» التي كان يعزو لها ~~الأوروبيون ms454 وقناصلهم في وادي النيل أقوالا وأفكارا مضرة ~~بهم، ويلقون على صاحبها تهمة التعصب الديني، إلا أن حسن ~~حسني باشا اتبع في جريدته سياسة عثمانية مسالمة للاحتلال ~~الإنكليزي نفر منها الناس وخيب آمالهم فيها، فبقي «المؤيد» ~~كما كان؛ الجريدة الإسلامية الوحيدة في القطر المصري، # 1 # وفي شهر آذار 1893 تحول «النيل» إلى جريدة ~~أسبوعية ذات ثماني صفحات متوسطة الحجم، وكان يديرها جورج ~~مرزا المسيحي البيروتي ويحرر فيها ولي الدين بك يكن الكاتب ~~المصري المشهور وحبيب فارس وداود بركات الكاتبان ~~اللبنانيان واحدا بعد الآخر، ثم أبطلت عام 1896 عقب حادثة ~~الإسكندرية التي قامت لها الجرائد الأوروبية، وقد وصف ولي ~~الدين بك يكن المشار إليه هذه الصحيفة # 2 # قال: # فأما المقطم فقد ثبت على سياسته إلى يومنا هذا ~~ولم يبد منه أدنى تغيير فيؤاخذ عليه، وأما النيل ~~فقد تغير في أواخر أيامه وظهر تغيره للعيان وما ~~غيره صاحبه بل أنا غيرته، على أنه لم ينتقد ~~السياسة البريطانية ذاتها، بل استكبر حمايتها ~~للأحرار العثمانيين ممن هبطوا مصر ليستمتعوا ~~بحريتها ويحتشدوا بها على حرب الحكومة المستبدة ~~المنقرضة، فكنت أنا وصاحب النيل رحمة الله عليه ~~ننكر على الأحرار مساعيهم ونأبى مشاركتهم فيها، ~~ومن هنا يتبين للمتأمل أن اختلاف المقطم مع النيل ~~لم يكن إلا من الوجهة العثمانية والداخلية، وذلك ~~أن أصحاب المقطم نشئوا في أعظم مدرسة غربية أسست ~~في الشرق وهي الكلية الأميركية الكائنة ببيروت، ~~وأخذوا علومهم على أعظم حكيم غربي قطن الشرق وهو ~~طيب الذكر الدكتور كارنيليوس فانديك، فعرفوا ~~التمدين العصري وبرعوا في العلوم الجديدة وأشربوا ~~الحرية فشبوا عليها وكأنهم ولدوا في أوطانها، ~~وصاحب النيل لم يكن كذلك فإن الرجل كان من ~~الراسخين في العلوم العقلية والنقلية مما نحله ~~إياها أحزاب الفكر القديم، فكان مؤرخا فقيها ~~وكاتبا المعيا ولكن لم يخل قلبه من التعصب، ~~كانت نفسه الكبيرة لا تستحب النزوع عن القديم ~~ولا تستطيب شيئا من القديم فاهتديت أنا برأيه ~~ولكن وقعت في خطائه. # ولما استوفت هذه الجريدة عامها الرابع نشر صاحبها في ~~العدد 455 مقالة عنوانها «حياة النيل الصدورية ms455» جاء فيها ~~على خلاصة أخبارها من يوم ظهورها إلى ذلك التاريخ، قال: # ولقد صادف صدور النيل صعوبة لم تصادفها جريدة في ~~بلاد حرة كمصر، وذلك أن الثقة العمومية المصرية ~~التي لم يزدها طول زمان التباعد إلا تزايدا ~~وتوكيدا ولم يبدل منها القرب شأنا - وهي النعمة ~~التي أشكر الله عليها دائما - كانت أحدثت صعوبات ~~مضافة إلى قرب عهد العودة من دار الخلافة العظمى ~~كما لا يخفى، واختلفت مساعي أرباب الأغراض إلى ~~فرقتين: الأولى تتزلف لدى رجال الإنكليز وبعض ~~المأمورين بأنها ستكون جريدة ضد منافع إنكلترا في ~~مصر، والثانية تتلهف للباب العالي وللمقامات ~~العالية بعكس القضية؛ ترويجا لمقاصدهم الفاسدة ~~وبضاعة خيالاتهم الكاسدة، فلم يزل النقض والإبرام ~~حتى عاد رئيس النظار ودفعت قيمة التأمين نقدا وهو ~~الأمر الذي لم يجر في حق جريدة منذ وضع قانون ~~المطبوعات المصري. # ولما ظهرت الجريدة وخابت آمال المرجفين تجمهروا ~~ليقاوموها فزعموا أن النيل ميال مماش للإنكليز، ~~وإنما روجوا كذبهم لأنني لم أشتم الإنكليز شتم ~~الأسافل، وقلت إن الواجب على مصر أن تحتاط في حكمة ~~السير، وألا تجعل للإنكليز حجة عليها، وأن تسلم ~~مقاليد السياسة للدولة العلية مالكة ~~البلاد. # وكانت خطة النيل ألا يكون مع دولة أجنبية ضد ~~الإنكليز وألا يكون مع الإنكليز ضد الدولة العلية، ~~وأن سياسته العامة سياسة مقام الخلافة وأن سياسته ~~المصرية الخاصة سياسة الخديوي، وأنه يرفع احتياجات ~~الأمة إلى الحكومة بلسان التربية والأدب ويخدم ~~الأمة بعرض واجبات الحكمة، وزاد على كل ذلك أن ~~أطلقت الحرية للعموم في التنقيد على النيل وعلى ~~النشر ولي حق المدافعة. # وما تأخر النيل عن خدمة الحق والحقيقة ومصالح ~~الدولة والملة ولا تلمس الزلفى، حتى إنني لما ~~حدث الضغط على النيل في مسألة الغازي مختار باشا ~~التزمت أن أترك امتياز الجريدة والمطبعة ولا ~~أتكلف ذلك الضغط فتلطفت بي الحكومة ولم تقبل مني ~~ذلك الترك، ولا أجحد لطف الحكومة إذ كانت تعلم ما ~~ضحيت في سبيل الاحتياط والحكمة من المنافع. # وفي محرم سنة 1310 أصدرت خلاصة أسبوعية للنيل ~~مخصوصة بالأقطار الخارجة عن ms456 الديار المصرية، وفي ~~سنة 1893 ابتلي النيل بالتصديات العظيمة المبنية ~~على الأغراض القديمة، ولكنه استمر محافظا على ~~وتيرته بدون تزلف إلى ذي صلف، وبعد 15 مارس سنة ~~1893 عطلت صدوره يوميا واكتفيت بصدوره ~~أسبوعيا وعم نشره جميع أقطار المسكونة من ~~الغرب الأقصى إلى الشرق الأقصى. # ولما اشتدت ثورة الجرائد المخالفة ضد الترك ~~خصوصا وضد العثمانيين عموما قامت الحجة ووجب ~~الوقوف موقف الدفاع عن الدين والدولة والخلافة ~~والقومية، وما زال النيل جاريا على قدر يموت ~~تارة ويحيى أخرى وحيدا لا يعتمد على أحد سوى ~~الله تعالى، تقيمه الهمة وتقعده الحالة، لا يبالي ~~رضي عنه الناس أم غضبوا، أثنوا عليه أو انثنوا ~~عنه، قانعا برضاء الله واثقا بما لديه إلى ~~اليوم، وناهجا منهج الحق المبين قائما بفريضته ~~الملية على شرعة الرسوخ والتمكين. ~~(5) النشرة الدينية الأسبوعية # نشرة هي شبه مجلة ذات ثماني صفحات، ظهرت في 21 شباط 1892 ~~لمؤسسها القمص يوسف حبشي (المشهور بالفرنساوي)، وهي أول ~~صحيفة دينية أنشأها أحد قسوس الكنيسة القبطية ~~الأرثوذكسية، وكان كل عدد منها يحتوي على فصل من الإنجيل ~~المقدس مع تفسيره من أقوال آباء البيعة وعلماء اللاهوت، ~~وكانت أبحاث هذه المجلة مقصورة على المواضيع المذكورة إلا ~~ما ندر، وقد عاشت نحو السنتين ثم احتجبت. ~~(6) وقائع البوليس # اشتهر الإنكليز بتيقظهم الزائد لتأييد الأمن في كل أنحاء ~~القطر المصري، ومن جملة مساعيهم المشكورة أنهم أوعزوا إلى ~~ديوان عموم البوليس بإحداث نشرة مصورة عنوانها «وقائع ~~البوليس» صدرت بتاريخ 26 آيار 1891 مرة كل أسبوعين، ~~والغرض منها أن تنشر أسماء الأشخاص الذين لم يتيسر القبض ~~عليهم وهم مطلوبون للمحاكمة أو لاستيفاء مدد السجن المحكوم ~~عليهم بها، وأن تذيع أيضا أوصافهم ورسومهم منقولة ~~بالطريقة الشمسية (فوطغراف) والجرائم التي ارتكبوها ~~والأحكام الصادرة عليهم، وغير ذلك من الأمور التي تسهل ~~الاستدلال عليهم، وكانت تنشر أهم الحوادث الجنائية التي ~~تحدث في جهات القطر المصري فتذكر كيفية وقوعها وإجراءات ~~البوليس فيها، وقد أبدلها ديوان البوليس في 4 تشرين الثاني ~~سنة 1898 بجريدة أخرى عنوانها «النشرة الإدارية» التي ~~سنتكلم عنها في جزء تابع إن شاء الله تعالى ms457. # | الباب الثاني # يشتمل على أخبار كل الجرائد والمجلات في مدينة ~~الإسكندرية # الفصل الأول # | أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1869 إلى 1876 # (1) الكوكب الشرقي - شعاع الكوكب ~~«الكوكب الشرقي» هو صحيفة سياسية أدبية أسبوعية ~~أنشأها في 20 تموز 1873 سليم باشا الحموي وأخوه عبده، ~~و«شعاع الكوكب» جريدة يومية أدبية تجارية نشرها الأخوان ~~المشار إليهما في نهاية السنة المذكورة، فالأولى هي جدة ~~الصحف العربية والأخرى هي أم الجرائد اليومية في مدينة ~~الإسكندرية، فكان يكتب فيهما صاحباها مع الشيخ حمزة فتح ~~الله الذي صار فيما بعد مفتشا للمدارس الأميرية المصرية، ~~ولكن لم يطل عمرهما حيث أصدرت الحكومة أمرا بإلغائهما بلا ~~ذنب ولا سبب، فاستدعى محافظ الإسكندرية إليه صاحب الامتياز ~~سليم الحموي وأجبره بالعنف على إرجاع الرخصة إلى الحكومة ~~تنفيذا لإرادة الخديو بإلغاء الجريدتين، فتظلم سليم ~~الحموي للخديو إسماعيل باشا بواسطة خيري باشا نثرا ~~وشعرا، ومما قاله في هذا الموضوع: # مولاي إن لراحتي # شأنا أراه براحتي # ولعيشتي شمت الصحا # فة أشرف الأشيا لدي # فتخذتها لي مهنة # منها أؤمل كل شي # ووجدت إقبالا ولكن # حال حجب جريدتي # فامنن بفضلك سيدي # وارددهما كرما علي # جبرائيل مخلع؛ أول من ساعد بماله وسعيه ~~لنشر الجرائد العربية الأولى في مدينة ~~الإسكندرية. # فاستقدمه الخديو إسماعيل وقال له: «يسرني أن أرى شابا ~~مثلك ساعيا وراء الجد والارتقاء، وأتمنى أن يكون في بلادي ~~كثير من أمثالك يصرفون أوقاتهم في خدمة الآداب والحكومة ~~والوطن، ولكن بما أن حالة البلاد لا تستوجب انتشار جرائد ~~عربية فيها بالوقت الحاضر رأيت أن ألغي جريدتيك بلا ذنب ~~ولا إثم يستوجبان هذا القصاص، ولكن ما قدر كان فاطلب ما ~~شئت عوضا عما خسرته.»، وقد أبت نفسه إلا عدم الطلب ~~مكتفيا بانعطاف الخديو عليه. فأمر له إسماعيل باشا بمبلغ ~~50 جنيها على سبيل الإنعام وعين له عشرين جنيها راتبا ~~شهريا من جيبه الخاص، ثم أمر أيضا بأن تحال المطبوعات ~~اللازمة لجميع مصالح الحكومة على مطبعته ولم يدم ذلك ~~بالنظر لتظلم مأموري مطبعة الحكومة، أما الراتب فبقي نحو ~~السنة ثم انقطع بسبب حضور المستر غوشن ms458 مفتشا للمالية ~~وتعرضه لمسائل كثيرة مثل هذه. ونجعل مسك الختام لأخبار ~~هذه الصحيفة ما كتبه عنها نجيب غرغور في مقالة له عنوانها ~~«الصحافة في ثلاثين عاما» نشرت في العدد 2934 من جريدة ~~«الاتحاد المصري» بالإسكندرية: # ومن النوادر الجميلة عن فقر الصحافة وتعاستها في ~~ذلك العهد البعيد ما رواه لي صديقي المرحوم خليل ~~أفندي إبراهيم مأمور إدارة المحلة ~~الكبرى سابقا، ~~وقد كان، رحمة الله، عليه من رجال الفضل والأدب ~~قال: لما صدر الكوكب اجتمع عشرون سوريا من نزلاء ~~المحلة الكبرى ودفع كل منهم فرنكا واحدا ~~ليشتركوا جميعا في نسخة واحدة من الكوكب؛ لأن ~~قيمة الاشتراك كانت عشرين فرنكا، وجعلوا ينتظرون ~~يوم الجمعة من كل أسبوع انتظار هلال العيد، ولما ~~يحضر القطار ويوزع البريد يقف نبيه القوم عند دار ~~البريد وباقي المشتركين وراءه على صف طويل، ~~وينادي أبعدهم عن القوم سائلا بملء فيه «ما أجا ~~الكوكب؟» فإذا أجابه المتقدم سلبا ينهال ~~المشتركون على المسكين «الحموي» بالسباب وأنواع ~~الشتائم، وقد أكد لي راوي هذا الخبر أنه تاريخي ~~صحيح، وفي هذه النادرة ما يدل على تقدم الصحافة في ~~هذا العهد لأن قراء بعض الصحف أصبحوا بفضل العلم ~~والعرفان يعدون بالألوف. # وكان عنوان الجريدة «الكوكب الشرقي» محفورا على صحيفة ~~مزينة برسوم تمثل أهرام مصر ومسلة فرعون وتمثال أبي الهول ~~وغيرها من الرموز المصرية القديمة، يعلو جميع ذلك شعار ~~الأسرة الخديوية تيمنا وافتخارا، وإلى جانبي العنوان ~~المذكور أسماء وكلاء الجريدة في أنحاء القطر المصري وسائر ~~البلدان الخارجية، وكان «الكوكب الشرقي» مكتوبا بعبارة ~~بسيطة ومطبوعا على قرطاس رقيق بالحرف البولاقي ~~القديم. ~~(2) الأهرام # رحم الله من قال عن جريدة الأهرام إنها «مدرسة ~~الصحافيين» بلا معارض، ورحم الله الشيخ علي يوسف الذي ~~وصفها سنة 1901 عند وفاة أحد مؤسسيها بشارة باشا تقلا في ~~جريدة «المؤيد» بقوله: «الأهرام ثبتت بين زلازل الحوادث في ~~ربع قرن ثبات تلك الأهرام الشامخة في أربعين قرنا.»، ولا ~~غرو فإنها الآن أقدم صحيفة حية على الإطلاق بين جميع ~~الصحف السياسية التي أنشأها الناطقون بالضاد قديما ~~وحديثا في ms459 العالم بأسره، ورحم الله الشيخ نجيب الحداد ~~حفيد الشيخ ناصيف اليازجي إذ نظم الأبيات الآتية في وصف ~~جريدة «الأهرام» قال: # انظر إلى الأهرام في بنيانها # وإلى جريدتها وقس تمثيلا # هذي دلالة ظلم بانيها وذي # قامت على عدل البناء ~~دليلا # هذي تفيد الناظرين وتلك قد # أضحت تفيد نواظرا وعقولا # هذي توافيها الأنام وتلك قد # تخذت إلى كل الأنام سبيلا # هاتيك ثابتة وذي سيارة # تطوي البلاد تغربا ~~ورحيلا # هاتيك خرساء اللسان وهذه # جاءت تجيد رسائلا وفصولا # واليوم قد ثبتت لدينا مثلما # ثبتت سميتها بمصر طويلا # تأسست هذه الجريدة السياسية التجارية الأدبية في 5 آب ~~1876 لصاحب امتيازها ورئيس تحريرها سليم بك تقلا ومديرها ~~بشارة باشا تقلا، فكانت في أول أمرها أسبوعية صغيرة الحجم ~~جامعة من المباحث ما يستخف له إذا قابلناه بما نعهده ~~اليوم، ولكن ترتيب الجريدة كان أساسا للوضع الحسن الذي ~~انتهت إليه الأهرام في وقت قصير ثم جرت عليه جميع صحف ~~الشرق بعدها، وما زالت تنمو حتى صارت صحيفة يومية كبرى ~~يقرؤها الأكابر والأصاغر في داني البلاد وقاصيها، وقد لاقى ~~صاحباها من المصاعب في مهنتهما ما يقصر عن وصفه قلم الكاتب ~~البليغ، وناهيك أنه في سنة 1879 سجن أحد صاحبيها لأنه ندد ~~بالخديو إسماعيل يوم مد يده إلى الخزانة المصرية، فكان ذلك ~~منتهى الإقدام وكبر النفس؛ لأنه لم يكن أحد يجسر في ذلك ~~الزمان أن يقابل إسماعيل باشا ببسمة فضلا عن طعنة ، ولم ~~يخرج من الحبس إلا بعد ثلاثة أيام بتوسط حكومة ~~فرنسا. # وبعد حدوث مذبحة الإسكندرية سنة 1882 هجم الثائرون على ~~مطبعة الأهرام فأحرقوها؛ لأنها كانت مناصرة للخديو ضدهم، ~~فاضطر بنو تقلا إلى نشر جريدتهم في مطبعة غريبة ريثما ~~ابتاعوا مطبعة جديدة، فصدرت الأهرام مشحونة بالمقالات ~~العائدة على الوطن بالخير الحقيقي فقدر المصريون هذه ~~الخدمة الشريفة، ثم تألف وفدان من أعيانهم ونواب مجلس شورى ~~القوانين والمجالس العمومية فزارا إدارة الأهرام سنة 1884 ~~وأهديا كلا من صاحبيها ساعة ذهبية مرصعة بالجواهر ~~الكريمة؛ فاستاءت الحكومة من ذلك وعطلت جريدة الأهرام في ~~20 أيلول للسنة المذكورة بحجة أنها ms460 كتبت فصلا قالت فيه: ~~إن الحكومة لا تخدم مصر بل إنكلترا، ثم انجلت المسألة عن ~~حضور نفس المأمورين الذين أقفلوا المطبعة إلى الباب الذي ~~أوصدوه وختموه، وقد فتحوه باليد بعد الاعتذار والترضية ~~الرسمية لقنصلية فرنسا من قبل نوبار باشا رئيس ~~النظار. # الشيخ أمين الحداد؛ أحد مؤسسي جريدة ~~«لسان العرب» والمحرر في جريدتي ~~«الأهرام» و«البصير» ومجلة «أنيس الجليس» ~~بالإسكندرية. # وكانت خطة الأهرام الداخلية مصرية عثمانية بمعنى أنه ~~يجب أن تكون مصر للمصريين تحت سيادة الدولة العثمانية، ~~وكانت سياستها الخارجية تميل إلى فرنسا لعدة أسباب ذاتية ~~وعامة، فأما الأسباب الذاتية فهي أن فرنسا حمت مؤسس ~~الأهرام من إسماعيل باشا أيام سجنه وكان على وشك أن يأمر ~~بقتله، وأما الأسباب العامة فهي أن الخطة التي جرت عليها ~~فرنسا وجدت مطابقة للمرام من حيث صداقتها التاريخية للباب ~~العالي ومناظرتها لإنكلترا في وادي النيل واهتمامها ~~بمصالحه. # وبعد وفاة سليم بك تقلا سنة 1892 استقل بالأهرام أخوه ~~بشارة باشا الذي نقل إدارتها سنة 1898 إلى القاهرة فوسع ~~حجمها وجعلها من كبريات الصحف العربية، وفي الوقت ذاته ~~أصدر جريدة «صدى الأهرام» في الإسكندرية لتقوم مقام ~~«الأهرام» في نشر الأخبار بين سكان الثغر المذكور، وهي غير ~~«صدى الأهرام» اليومية التي صدرت في 3 أيلول 1876 بل أكبر ~~منها حجما، وسيأتي ذكرها، ثم أنشأ في القاهرة نسخة ~~فرنسية للجريدة الأولى سماها Pyramides # ليقف ~~الأجانب في الشرق والغرب على محتويات النسخة العربية. ولما ~~توفي سنة 1901 خلفه نجله جبريل بك في إدارة الجرائد ~~والمطبعة، وإثباتا للمنزلة السامية التي أحرزتها الأهرام ~~في عالم الصحافة نحيل القارئ على ما ورد تقريظا لها في ~~الكتابين اللذين جمعت فيهما مراثي صاحبيهما الفاضلين ~~رحمهما الله تعالى، ونكتفي من كل ذلك بما كتبه العلامة ~~الشيخ إبراهيم اليازجي منشئ مجلة «الضياء» المصرية بعد ~~وفاة بشارة باشا تقلا، وهذا نصه بالحرف الواحد: # وقد نالت جرائده الثلاث ولا سيما الأهرام ~~العربية منها أعلى مكان من الأهمية في المقامات ~~الرسمية، وحاز لأجلها المكافآت الجمة من أكثر ~~الدول، وكان لها من الفائدة بين قراء العربية وعلى ms461 ~~الخصوص في القطر المصري ما لا يسع أحدا إنكاره، ~~فإنها بدئت وليس في القطر المصري من يقرأ جريدة، ~~ولا يعلم شيئا من أمور السياسة والحقوق، ولا يهتم ~~لسماع حادث من الحوادث الخارجية ولا الداخلية، فما ~~لبثت بضع سنين حتى انتشرت الرغبة في المطالعة بين ~~خاصة الناس وعامتهم، وازداد عدد القراء سنة بعد ~~سنة حتى صاروا يعدون بالآلاف، وتتابعت بعد ذلك ~~الجرائد في القطر فلم تعدم واحدة منهن عددا ~~كبيرا من القراء، فكانت منزلة الأهرام ولا جرم ~~منزلة أستاذ لأهل القطر وممهد لسائر الجرائد ~~وموطئ لانتشار العلم والإقبال عليه، وهو فضل لو ~~لم يكن لصاحب الأهرام سواه لكفى، وليس هنا محل ~~ترجمة حياته بالتفصيل، وإنما ذكرنا ما ذكرنا ~~بيانا لمزية الرجل وإلماعا إلى ما استحق به ~~المنزلة التي بلغها من الجاه العريض والدنيا ~~الواسعة مما لم يبلغه كاتب قبله في الشرق. # ومنذ العدد 10680 الصادر في 19 نيسان 1913 بدأ ظهور ~~جريدة «الأهرام» مضاعفا في ثماني صفحات كبرى لزيادة ~~إقبال القراء على مطالعتها، فكان ذلك برهانا ساطعا على ~~شدة عناية صاحبها جبريل بك بشئونها واهتمامه بتحسينها ~~وتوفير مواضيعها والثبات على خطتها الرشيدة، وفي السنة ~~ذاتها اتفقت مع إدارة جريدة «الديلي تلغراف» في لندن على ~~أن توافيها الثانية بأنبائها البرقية الكونية في كل يوم ~~ولا سيما فيما يتعلق بالشرق الأدنى، ثم صحت عزيمتها على ~~إعادة نشر شقيقتها الفرنسية «البيراميد» في حجم كبير ~~يومي بعد احتجابها، وقد اتفقت مع عدد من كبار الكتاب ~~الفرنسيس على التحرير فيها، فباتت إدارة «الأهرام ~~والبيراميد» اليوميتين من أكبر إدارات الصحف العربية ~~والإفرنجية في الشرق كله، وهذه خطوة عظمى في سبيل نهضة ~~الصحافة الشرقية كما لا يخفى. # أما المحررون الذين كتبوا في جريدة الأهرام فهذه أسماؤهم ~~نذكرها بترتيب التاريخ: إسكندر كسيب وفتح الله صوصة ~~وإسكندر صباغ وجرجي نصار وقيصر زينية وخليل زيدان والشيخ ~~نجيب الحداد ورشيد شميل وخليل زينية وخليل المطران وخليل ~~جاويش وداود بركات ويوسف البستاني ونقولا حداد وأنطون جميل ~~ونجيب هاشم وتوفيق فرغلي وإدوار مرقص وإبراهيم بن سليم ~~نجار ms462. # ونضيف إلى من تقدم ذكرهم اسم فتح الله بك جاويش الذي قام ~~بوكالة هذه الجريدة في عموم سوريا وتولى مراسلتها مدة 19 ~~سنة بأمانة ونشاط، وكان هذا الوكيل شديد الغيرة على ترويج ~~مصالح الجريدة وإكثار المشتركين فيها حتى زاد عددهم في ~~سوريا وحدها على ألف وخمسمائة مشترك، وقد كلفه بنو تقلا ~~بتجهيز مطبعتهم بالأدوات والحروف التي اشتراها لهم من ~~المطبعتين الأميركية والأدبية في بيروت. وفي مدة وكالته ~~توقفت «الأهرام» سبع مرات عن الدخول إلى الولايات ~~العثمانية؛ فسعى بواسطة صديقه يوسف بك مطران لدى أولياء ~~الأمور في القسطنطينية في إبطال المنع، ونال في كل مرة ~~رخصة بإعادة دخول الجريدة إلى سوريا، ولما توقفت في عهد ~~حمدي باشا والي سوريا سنة 1884 كان الوالي المشار إليه عند ~~ورود البريد المصري إلى بيروت يستحضر رزم «الأهرام» ويأمر ~~بإحراقها أمام عينيه في دار الحكومة لئلا يفلت عدد منها ~~إلى يد أحد الأهالي. ~~(3) صدى الأهرام - الوقت - الأحوال # هي أسماء لثلاث صحف يومية سياسية تجارية صغيرة الحجم ~~أنشأها سليم بك تقلا وأخوه بشارة لنقل الأخبار السريعة ~~التي كان يهم قراء «الأهرام» الأسبوعية أن يقفوا عليها، ~~فكان صدور «صدى الأهرام» في 3 أيلول 1876 وهي الجريدة ~~اليومية الثالثة التي برزت في وادي النيل، وقد تعطلت بعد ~~سنتين من ظهورها بأمر الخديو إسماعيل؛ لأنها انتصرت ~~للفلاح المظلوم وطعنت في الحكومة عند اشتداد الأزمة ~~المالية المصرية، فاستاء إسماعيل باشا من بشارة تقلا مدير ~~«صدى الأهرام» وسجنه وأقفل جريدته، فلما أفرج عنه أنشأ مع ~~أخيه سليم صحيفة «الوقت» التي عاشت إلى أيام الفتنة ~~العرابية وتعطلت أيضا، وفي 9 حزيران 1882 قامت على ~~أنقاضها جريدة «الأحوال» فكانت أيامها قصيرة؛ لأن نجمها ~~أفل باحتراق مطبعة الأهرام في الشهر التابع، وأخص الكتبة ~~الذين حرروا في هذه الصحف الثلاث هم فتح الله صوصة وجرجي ~~نصار وقيصر زينية من أدباء جبل لبنان. # الفصل الثاني # | أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1877 إلى 1880 # (1) حقيقة الأخبار # هي نشرة سياسية أصدرها الأخوان سليم بك وبشارة باشا ~~تقلا سنة 1877 لإذاعة الأنباء البرقية التي ضاقت عن نشرها ~~صفحات ms463 جريدتي «الأهرام» الأسبوعية و«صدى الأهرام» اليومية ~~في أثناء الحرب الروسية العثمانية، وكانت تظهر مرة أو ~~أكثر في النهار ومثل ذلك في الليل لسرعة نقل الأخبار إلى ~~القراء والمشتركين، وهي النشرة الدورية الوحيدة التي كانت ~~تطبع وتوزع ليلا على المشتركين فيها بين جميع الصحف ~~العربية قديما وحديثا، وقد خصص صاحباها نصف دخلها ~~بمساعدة الجنود العثمانية واحتجبت بانتهاء الحرب ~~المذكورة. ~~(2) التجارة # صحيفة يومية أصدرها في 15 آيار 1878 سليم نقاش وأديب ~~إسحاق بالشركة بينهما لنشر الأخبار المالية وحركة السوق ~~التجارية وأنباء الكون عموما، فراجت كثيرا بإقبال الناس ~~على مطالعتها والاشتراك فيها من كل ناحية، وقد وصفها سليم ~~بك عنحوري بقوله: # 1 # إن الشيخ محمد عبده وإبراهيم اللقاني كانا ~~يخدمانها قلما وسعيا ما استطاعا إلى ذلك سبيلا، وكان ~~السيد جمال الدين الأفغاني يواصلها بشذرات من قلمه البديع ~~وخطرات من فكره حتى كان سبب شهرتها كما كانت بتعظيمها له ~~في النعوت والألقاب من مثل «مهبط أسرار الحكمة وأسطرلاب ~~فلك العلوم»؛ إلى غير ذلك مما اعتادت أن تصفه به سبب نماء ~~شهرته وانتشار صيته. # وكان جبرائيل مخلع وحنين بن نعمة الله خوري من كرام ~~السوريين في الإسكندرية وأفاضل علمائها يجودان بسخاء ~~لمساعدة هذه الجريدة التي بلغت حد الشهرة والانتشار. ولا ~~حاجة بنا أن نذكر ما كانت عليه من الانحياز إلى جانب ~~المصريين؛ فإن ذلك لا يزال معروفا بين الناس يردده من لا ~~يزال يحفظه من الأبناء عن الآباء ما توالت الأيام، ولما ~~كان مشرب «التجارة» لا يوافق هوى الحكومة إذ ذاك أخذت ~~الحكومة في معاكسة صاحبيها بموالاة الإنذارات إليهما، ~~وانتهى الأمر بإلغاء الجريدة. # وقد صرح جرجي بك زيدان # 2 # بأن هذه الجريدة مع شقيقتها «مصر» كانتا من ~~أعظم أركان النهضة الإنشائية في الجرائد، وتحداهما الكتاب ~~ونسجوا على منوالهما من أساليب التحرير البسيط الخالي من ~~التعقيد أو التقييد، فأحدث ذلك حركة في الأفكار وحرية في ~~الأقوال لم تكن معروفة من قبل فأصدرت الحكومة أمرها ~~بإلغائها. ~~(3) الإسكندرية # كان لسليم باشا حموي ولع مخصوص بالصحافة التي خدمها ~~خمسا وثلاثين سنة متوالية ms464، وإنما لم يكن كسواه من أفاضل ~~رصفائه في ذلك العهد يستخدمها بنزاهة وعزة نفس، ولذلك طاش ~~سهمه في الجرائد الكثيرة التي نشرها باللغة العربية في ~~وادي النيل وباللسان التركي في القسطنطينية فضعفت ثقة ~~الناس بها، وأغلب الأحياء من القراء يعرفون خطتها القائمة ~~على أساس المنفعة الخاصة مما لا يختلف فيه اثنان، ويسوءنا ~~كثيرا التصريح بمثل هذه الحقائق الجارحة التي كنا نود ~~السكوت عنها لولا الواجب التاريخي. # وكتابات جريدة «الإسكندرية» الأسبوعية التي أنشأها على ~~أنقاض «الكوكب الشرقي» و«شعاع الكوكب» في 11 تموز 1878 مع ~~سائر ما أنشأه من الصحف هي شاهد حي على صحة هذا القول، وقد ~~أوقف نشرها سنة 1882 عندما حدثت الفتنة العرابية فسافر إلى ~~القسطنطينية فتونس فأوروبا فسوريا، وبعد رجوعه من رحلته ~~المذكورة أعاد نشر هذه الجريدة وجعل لها فرعا يوميا ~~سماه «روضة الإسكندرية» كما سترى، وكان احتجاب هاتين ~~الصحيفتين الشقيقتين في سنة 1885 بحيث سافر منشئهما إلى ~~القاهرة وأصدر فيها جريدة «الفلاح» التي كتبنا أخبارها في ~~الباب الأول من هذا الجزء. ~~(4) مصر الفتاة # أديب إسحاق؛ منشئ جريدة «مصر الفتاة» و«مصر» ~~و«التجارة» في مصر، والمحرر في جريدة «التقدم» ~~البيروتية. # جريدة أسبوعية سياسية شعارها «البحث عن حقوق كل إنسان ~~فاكر» برزت لعالم الوجود عام 1879 بعد اعتلاء توفيق الأول ~~مسند الأريكة الخديوية، فصدرت باللغتين العربية والفرنسية ~~وكان أديب إسحاق يحرر فيها ويعرب الفصول التي كانت تنشر ~~في القسم الإفرنسي منها ، وقد أصدرتها «جمعية مصر الفتاة» ~~المؤلفة من أذكياء أبناء وادي النيل والنازلين بساحته، ~~وغرضها تنبيه الغافل من الأمة المصرية ~~وتوثيق عرى الألفة بين ~~أفرادها، ودفع ما ألم بها من الأضرار المادية والمعنوية في ~~آخر أيام الخديو إسماعيل، وبعبارة إجمالية كانت تروم حفظ ~~الحقوق الوطنية وكف يد الأجنبي عن استقلال الوطن والسعي ~~وراء ضالتهم المنشودة وهي أن تكون «مصر للمصريين». # وقد تعطلت بعد ظهورها بوقت قصير بمساعي مصطفى رياض باشا ~~رئيس الوزارة المصرية الذي كانت تطعن في سياسته طعنا ~~موجعا، فأقام صاحب «مصر الفتاة» في شهر كانون الثاني سنة ~~1880 الحجة على الحكومة ms465 المصرية في المجلس المختلط وقاد ~~إليه وكيلها صاغرا، وكان المحامي المشهور «وريجوس» وكيلا ~~للمدعي في المحاكمة فأطلق لسانه الفصيح في مجال الدفاع، ~~وأظهر من معايب الإدارة ومفاسد الوزارة ما تقشعر منه ~~الأبدان حتى خيل للسامعين أنهم يرون الإدارة متقمصة جسم ~~إنسان منخطف اللون بادي النحول. ~~(5) المحروسة - العصر الجديد # بعدما احتجبت جريدتا «التجارة» و«مصر» المار ذكرهما برزت ~~في أوائل سنة 1880 صحيفة «المحروسة» الأسبوعية لمنشئها ~~سليم نقاش، وكان هو يحررها بمساعدة بعض الكتبة الأدباء ~~كعبد الله نديم والشيخ محمد عبده وإبراهيم اللقاني وجرجس ~~بن ميخائيل نحاس وأديب إسحاق وإسكندر نحاس وروفائيل الخوري ~~وأمين البستاني وسليم بن عباس الشلفون، وكان الشيخ إسكندر ~~العازار يراسلها من بيروت بمقالاته المشهورة فيطالعها ~~أدباء القطرين. # وأول فصل كتب فيها كان داعيا لتعطيلها فظهرت جريدة ~~«العصر الجديد» بدلا منها جارية على خطتها ومشربها ~~ومتهالكة في الدفاع عن مصالح المصريين، ثم عفا الخديو ~~توفيق الأول عنها فعادت إلى الظهور يومية، وبقي «العصر ~~الجديد» يصدر أسبوعيا حتى بدت طلائع الفتنة العرابية، ~~فاحتجبت الجريدتان بعد مذبحة الإسكندرية في 11 حزيران 1882 ~~ولجأ صاحبهما إلى سوريا، ثم عادت «المحروسة» وحدها عام ~~1884 بعدما قبض صاحبها مبلغ أربعين ألف فرنك من الحكومة ~~تعويضا عما لحق به من الخسائر باحتراق المطبعة، ومن ذاك ~~العهد صدرت أسبوعية لحين وفاة منشئها في أواخر السنة ~~المذكورة فكان بذلك نهاية دورها الأول، وقد اشتهرت حينئذ ~~بمناظراتها السياسية مع صحيفة «الأهرام»؛ لأن «المحروسة» ~~كان شعارها «مصر للمصريين» وكانت «الأهرام» تدافع عن مصر ~~وتحاسن الحكومة الفرنسية. # وتولى إدارتها بطريق التوريث خليل نقاش والد مؤسسها الذي ~~أصدرها يومية مدة سنتين، وقد كتب فيها سليم عباس الشلفون ~~المشار إليه وجرجس بن ميخائيل نحاس، فكانت خطتها معتدلة ~~تستحسن الحسن وتقبح القبيح فيما يتعلق بالوطنيين ~~والمحتلين، وقبيل وفاة خليل نقاش في 2 تشرين الثاني 1886 ~~اشتراها يوسف آصاف ونسيبه عزيز بك زند، فنقلا إدارتها مع ~~مطبعتها سنة 1887 إلى القاهرة وعهدا بتحريرها تباعا إلى ~~يوسف البستاني وداود بركات ونقولا حداد وأيوب عون وغيرهم، ~~وامتازت المحروسة إذ ذاك بالدفاع عن ms466 مصر تحت سيادة الباب ~~العالي وبمناهضة الاحتلال الإنكليزي، ثم استقل بها عزيز ~~بك زند مع والده روفائيل زند وكانا يتقاضيان راتبا ~~سنويا من السلطان عبد الحميد الثاني للغاية المذكورة، ~~واستمرت منتشرة مدة من الزمان غير قصيرة إلى أن قضت دواعي ~~الأحوال باحتجابها فكان بذلك نهاية دورها الثاني، غير أنها ~~انحط شأنها في أيام روفائيل زند وولده عزيز وتلاعبت بها ~~الأغراض الشخصية ففقدت ما كان لها من المنزلة السامية في ~~عهد مؤسسها الفاضل. # وفي 11 كانون الثاني 1909 تحول امتيازها لمديرها الحالي ~~إلياس زيادة الذي وسع نطاق مباحثها وسلك فيها خطة الاعتدال ~~كمنشئها الأول، فأصدرها يومية وعهد بتحريرها إلى كتاب ~~أفاضل تولوا معه إنشاء فصولها واحدا بعد الآخر وهم: ~~إبراهيم الحوراني وإدوار مرقص وسليم قبعين وأمين تقي الدين ~~وسيد علي ومحمد مصطفى الههياوي وفرح أنطون، وللكاتبة ~~الرقيقة السيدة «مي زيادة» بنت صاحب الامتياز مقالات ~~رائقة تواصل بها المحروسة من حين إلى آخر. ولما استلم ~~إلياس زيادة إدارة الجريدة نشر في صدر العدد الأول هذه ~~الأبيات: # قدم الزمان وما فتئت عروسا # أسقي النديم من القديم ~~كئوسا # محروسة مذ كنت عن قصد الهوى # لمؤذن أو ضارب ناقوسا # أروي الصحيح من الحديث ولا أرى # غير الصحيح لصاحبي مأنوسا # وإذا رويت العلم أنشر ما بدا # كالصبح منه وأترك ~~المطموسا # وأزف من آداب أرباب النهى # أبكار طهر تشنأ التدنيسا # وإذا مدحت فلا أدلس إنني # من بدء كوني أبغض ~~التدليسا # أرضي فلاسفة وما من مغضب # بمقالتي شيخا ولا قسيسا # أبغي الإخاء فكل حر لي أخ # يرجى وأضرب بالسوى إبليسا # والسلم نهجي لست أسلك غيره # ما لم أر الحق المقدس ~~ديسا # علمي بأن الكبر ذل ما نهى # عن أن أرى شرف النفوس ~~نفيسا # فأنا الغزالة في الكناس فإن ~~أهن # فأنا الغضنفر يهجر ~~العريسا # ونجهل السبب الذي حمل عزيز زند على إضافة خمس سنين إلى ~~عمر الجريدة خلافا لواقع الحال، فجرى إلياس زيادة مجراه ~~وجعل أيضا تأسيس المحروسة عام 1875 بدلا من عام 1880 وهي ~~سنة ظهورها لعالم الصحافة، ولدينا نسخ كثيرة من ms467 أعداد ~~سنتها الأولى فما بعدت تثبت هذا القول، ومن المعلوم أن ~~مؤسسها حينئذ كان مأمورا في جمرك بيروت سنة 1876 قبل ~~ذهابه إلى القطر المصري، وأول جريدة أنشأها في حياته كانت ~~«التجارة» عام 1878 كما سبق الكلام في هذا الفصل، ولنا على ~~صحة ذلك شهادة لا ترد بقلم أديب إسحاق كما ورد في الصفحة ~~74 من كتاب «الدرر» المطبوع سنة 1909 في بيروت. وتحرير ~~الخبر أنه لما ألغيت جريدتا «التجارة» و«مصر» عام 1879 ~~وعد صاحباها سليم نقاش وأديب إسحاق بنيل الرخصة في إنشاء ~~جريدتين أخريين باسم «المحروسة» و«العصر الجديد» من طرف ~~الحكومة، ثم طال المطال في ذلك فكتب أديب إلى علي باشا ~~مبارك ناظر الأشغال العمومية يومئذ يتقاضاه وعد الحكومة، ~~وإليك نبذة من الرسالة المذكورة ننقلها بالحرف الواحد: # ولقد صار (العصر الجديد) قديما بما مر عليه من ~~مؤثرات الانتظار، وأصبحت (المحروسة) على قدم اليأس ~~تستجير بالأولياء والأنصار، وتتلو وهي في عالم ~~القوة بين المخاوف والأخطار، إذا ما الفكر حار، ~~وإذا ما الزمان جار، أتنسى مصر مزية البر ~~بالجار، أم لا يسمع بين براياها صدى نداء ~~المستجير. # وفي 4 حزيران 1911 أصدر إلياس زيادة عددا أسبوعيا ~~يتضمن نفثات أقلام الجالية السورية في مصر وخلاصة المباحث ~~الجليلة التي يكتبها الأدباء في سوريا، وقصد بذلك أن يجعل ~~«المحروسة» رسول السوريين ولسان حالهم في القطرين ~~المذكورين. # وفي شهر تشرين الأول 1913 ظهرت المحروسة في ثماني صفحات ~~كبرى على مثال جرائد الأهرام والمقطم والمؤيد وغيرها ~~طافحة بالمواضيع المفيدة والمواد اللذيذة والأخبار ~~الصادقة، ومنذ التاريخ المذكور قد تولى رئاسة تحريرها فرح ~~أنطون منشئ مجلة «الجامعة» الذائعة الصيت، وتعد الآن هذه ~~الجريدة من أرقى الصحف المصرية وأوسعها انتشارا بعناية ~~صاحب امتيازها الذي أعادها إلى منزلتها الرفيعة، وقد أخذت ~~على نفسها أن تكون الآن هي هي جريدة المحروسة كما كانت ~~عليه إبان نشأتها الأولى وزمن شهرتها من السير على ~~الطريقة المثلى وسلوك الجادة الفضلى منكبة على طرفي ~~التفريط والإفراط مبتعدة عن لغو الكلام وهجر القول، فلا ~~تمدح إلا من استحق المدح ولا تذم وإنما ms468 تذكر الأعمال، ~~وليست مصلحتها الخاصة إلا ما جاء من جانب مصلحة مصر العامة ~~فهي بذلك بعيدة عن الغايات الشخصية. # الفصل الثالث # | أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1881 إلى 1886 # (1) الاتحاد المصري # بلغت هذه الجريدة شوطا بعيدا في الحياة الصحافية ولم ~~تزل منتشرة إلى الآن، وهي سياسية أدبية قضائية صدرت في ~~2 كانون الثاني 1881 باللغة الفرنسية باسم # L’Union Egyptienne # لمنشئها روفائيل بن بشارة بن يوسف مشاقة، ثم أوقف صاحبها ~~الطبعة الإفرنسية وحولها بعد شهور إلى جريدة عربية ~~لينقطع إلى خدمة الوطن واللغة، ففاز من ذلك بالأمنية ~~واشتهر بالثبات في هذا الموقف الحرج بحيث أتت أدوار عسرة ~~نجت الصحيفة من عواقبها بحسن تدبيره، وقد عرفت بالنزاهة ~~والاعتدال والجهاد في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، وفي ~~أوائل سنة 1906 احتفلت بعيدها الفضي احتفالا شائقا شهده ~~جمهور من كرام القوم والصحافيين تليت فيه الخطب وتبودلت ~~عبارات التبريك؛ لأن صاحبها تغلب على مشاق الصحافة العربية ~~خمسة وعشرين عاما وذلك من الحوادث النادرة فيها، ولما ~~اجتازت العام الثلاثين من عمرها برزت في ثوب قشيب ومظهر ~~جميل فأصدر صاحبها عددا ممتازا بالرسوم والمواضيع ~~ومكتوبا بقلم نجيب غرغور، وبهذه المناسبة نظم الشاعر ~~البليغ الشيخ أمين الحداد حفيد الشيخ ناصيف اليازجي ستة ~~أبيات لهذا العدد من «الاتحاد المصري» وهي بنصها ~~الشائق: # كل هذا الوجود بالاتحاد # قائم بين مختف أو باد # من نبات ومن هواء ومن ماء # وحي إلى أدق الجماد # ونجوم بالاتحاد لقد ضاءت # وقامت تسمو بغير عماد # علة الكون كله من غرام # وزواج وصحبة ووداد # فهو لولاه لم يكن من قوي # بل محال يقوى امرؤ ~~بانفراد # فعجيب يعيش فينا «اتحاد» # في بلاد تعيش دون اتحاد # إدجار مشاقة؛ صاحب الامتياز الثاني ~~لجريدة «الاتحاد المصري» وابن روفائيل ~~مشاقة صاحب الامتياز الأول. # وفي 10 تشرين الثاني 1910 ظهرت باسم إدجار مشاقة خلفا ~~لأبيه ومؤسسها الذي وافته المنية قبل التاريخ المذكور ~~بأربعة أيام. ومن أخص الأدباء الذين زينوا «الاتحاد ~~المصري» بكتاباتهم ونفثات أقلامهم نذكر: جورج مرزا وجرجس ~~بن ميخائيل نحاس من أبناء سوريا، ومنذ سنة 1889 تولى ~~تحريره نجيب غرغور الذي ms469 لم يزل قائما بهذه المهمة إلى ~~الآن، وهو من الكتاب الذين خدموا فن الصحافة العربية ~~زمنا طويلا بكل نشاط في مدينة البطالسة كما سيأتي ذكره ~~في هذا الجزء وفي غيره أيضا. ~~(2) البرهان # إزاء الصحف الفوضوية التي جلبت الدمار للقطر المصري في ~~أثناء الحوادث العرابية وجدت صحف أخرى معتدلة المشرب ~~ومخالفة للأولى في الرأي والسياسة، وجريدة «البرهان» التي ~~نحن بصددها هي من جرائد الفئة الثانية بحيث اتخذت خطة ~~النصح للعرابيين بالإقلاع عما هم عليه ومبينة لهم سوء ~~الحالة ووخامة العاقبة بلسان العقل والدين، صدرت هذه ~~الصحيفة الوطنية الأسبوعية في 5 آيار 1881 لصاحبها معوض ~~محمد فريد ورئيس تحريرها الشيخ حمزة فتح الله، ثم نقلت في ~~عامها الثالث إلى عاصمة الديار المصرية وصارت تصدر مرتين ~~في الأسبوع، وكان حينئذ يدبر شئونها يوسف شيت ويحرر فيها ~~أحمد سمير، ثم تولى الشيخ البشير الغمار التونسي # 1 # رئاسة تحريرها مدة من الزمان، وقد قرظها عند ~~ظهورها السيد إبراهيم سراج الدين المدني صاحب جريدة ~~«الحجاز» في القاهرة بهذين البيتين: # أرى مصر قد فازت بكل فضيلة # فليس لها في الشرق والغرب ~~أشباه # فمن أنكر التمدين فيها فحمزة # بجرناله «البرهان» يقطع ~~دعواه ~~(3) الطائف # نقولا حداد؛ منشئ جريدة «المحبة» ~~المدرسية في صيدا وجريدة «الحكمة» ~~المدرسية في بيروت والمحرر في جرائد ~~«الأهرام» و«المحروسة» و«الرائد المصري» ~~في القاهرة وجريدة «الجامعة» ومجلتها في ~~مدينة نيويورك. # أنشئت هذه الصحيفة الأسبوعية المصرية السياسية التهذيبية ~~بعد احتجاب «التنكيت والتبكيت» سنة 1881 لصاحبها ومحررها ~~السيد عبد الله نديم، فكانت في أول أمرها ناهجة طريق ~~السداد والرشاد ثم قلبت ظهر المجن لما اغتصبها منه قواد ~~الجيش في أثناء الفتنة العرابية ولم يدعوا له منها غير ~~الاسم، فكانوا ينشرون على صفحاتها ما يريدون من المقالات ~~المهيجة دون أن يستطيع ردعهم عن عملهم حتى انتهت الحرب ~~بفوز الإنكليز في معركة «التل الكبير» كما هو معلوم. وعاشت ~~هذه الجريدة نيفا وسنة فنالت من الرواج والشهرة ما لم ~~تنله صحيفة قبلها من التأثير على الأفكار، وكانت تطبع في ~~مطبعة «المحروسة» لصاحبها سليم نقاش ms470 بعد اختفاء جريدتي ~~التجارة ومصر، فلما رأى سليم أن عبد الله نديم تجاوز كل ~~حد في زرع بذور الشقاق بين سكان القطر حصل خصام بينهما ~~كاد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، ولكن أصلح الأصدقاء ذات ~~البين بينهما وظلت جريدة «الطائف» تصدر في مطبعة المحروسة ~~حتى نقلت إدارتها إلى القاهرة منذ العدد 26 الصادر في 5 ~~كانون الثاني 1882 ميلادية، فتضاعف حجمها واتسع نطاق ~~مباحثها وزاد عدد المحررين فيها وصارت تطبع في «مطبعة ~~وادي النيل» ثم في «مطبعة الاتحاد». # ومنذ العدد 42 الصادر في 6 آيار للسنة المذكورة تولى ~~أحمد سمير كتابة فصولها لضعف ألم بصحة عبد الله نديم، ~~وكان منشئها ينشر على صفحاتها تحت عنوان «مصر وإسماعيل ~~باشا» فصولا تاريخية أظهر فيها مساوئ هذا الخديو وتحامل ~~عليه تحاملا عظيما بالطعن والذم، وقد ظهرت في هذه ~~الجريدة مقالات مهمة بأقلام أحمد عرابي باشا ومحمود سامي ~~البارودي ويوسف آصاف اللبناني صاحب جريدة «المحاكم» وكامل ~~ميخائيل وحبيب سالم وإبراهيم نظمي وسواهم. ~~(4) روضة الإسكندرية # بعد استتباب الراحة على أثر الفتنة العرابية في مصر رجع ~~إليها سليم باشا حموي وأصدر في 9 تشرين الثاني 1882 جريدة ~~«روضة الإسكندرية» اليومية بدلا من جريدة «الإسكندرية» ~~السابقة الذكر، فظهرت مرتين في الأسبوع ريثما تهيأت له ~~المعدات اللازمة لإصدارها يومية في الشهر التابع، واستقدم ~~معه حينئذ من بيروت جرجس بن ميخائيل نحاس وجعله مساعدا ~~له في التحرير، وقد أطلق عليها عنوان «روضة الإسكندرية» ~~تفاؤلا بما في الرياض من داعيات النزهة والانشراح ~~وتيمنا بما لهذا الاسم من الانتساب إلى مصطفى رياض باشا ~~رئيس الوزارة المصرية؛ لأن الحكومة المصرية رخصت بإصدار ~~هذه الصحيفة اليومية في أيام وزارته فضلا عما كان له ~~عليها وعلى منشئها من اليد البيضاء، وبعدما عاشت هذه ~~الصحيفة ثلاثة أعوام احتجبت بانتقال صاحبها سنة 1885 إلى ~~القاهرة حيث أنشأ جريدة «الفلاح» التي أوردنا أخبارها في ~~الباب الأول من هذا الجزء. ~~(5) الاعتدال # الشيخ حمزة فتح الله كاتب قديم العهد خدم الصحافتين ~~المصرية والتونسية منذ أكثر من أربعين سنة، فبعد أن كتب في ~~«الرائد التونسي» بتونس و ms471«الكوكب الشرقي» و«البرهان» في ~~الإسكندرية أنشأ جريدة «الاعتدال» الأسبوعية في 31 تموز ~~1882م/15 رمضان 1299ه على أثر ضرب الإسكندرية بأيام قليلة، ~~وكان ذلك بأمر من الخديو توفيق الأول الذي أوعز إليه أن ~~ينهج في إنشائها خطته الصالحة التي كان يحرر بها ~~«البرهان» وكفل الصرف عليها من جيبه الخاص، وكانت جريدة ~~«الاعتدال» اسما على مسمى؛ لأن صاحبها توخى فيها أن يكم ~~أفواه مشايعي عرابي باشا زعيم الفتنة ويبين لهم استنادا ~~إلى الشرع المحمدي أن عملهم يفضي إلى عواقب سيئة، ثم ~~أصدرها مرتين في الأسبوع ليزداد انتشارها وتعم فوائدها ~~بين خاصة الشعب وعامته، ولكن منشئها عطلها في السنة ~~التابعة؛ لأن خيري باشا ناظر المعارف إذ ذاك اختبر مكانته ~~من العلم فسعى في تعيينه مفتشا للعلوم العربية في المدارس ~~المصرية. # الفصل الرابع # | أخبار جرائد الإسكندرية من سنة ~~1887 إلى 1892 # (1) الببغاء # برزت هذه الصحيفة الأسبوعية الهزلية المصورة في عام 1887 ~~لمنشئها نجيب غرغور، وقد عين لها وكيلا يكاد أن يكون ~~أميا يسمى نسيم بن حسين وكان جزائري الأصل فرنسي ~~التبعية ولكنه كان خائر العزيمة، فما سئل هذا الوكيل عن ~~اسم صاحب الجريدة حتى أفشى اسمه واختفى وراء ستار، وقد ~~احتجبت بعد صدور خمسة أعداد منها؛ لأن عثمان باشا عرفي ~~محافظ الإسكندرية حينئذ اضطهدها وصادرها، وكانت رسومها ~~تأتي من مدينة بولونيا بإيطاليا وهي ذات الرسوم التي كانت ~~تنشرها جريدة «الباباغلو» الإيطالية في المدينة المذكورة، ~~أو بالحري كانت نسخ هذه الجريدة تأتي مرسومة ولكنها بيضاء ~~بدون تحرير، فكان نجيب غرغور يحررها ثم يكتبها بقلمه على ~~«الورق الزفر» ويطبعها على الحجر، وكان الطباع يتقاضى لذلك ~~أجرة تزيد على الأجرة الاعتيادية مرارا. ~~(2) المنارة # جريدة أسبوعية أدبية ذات رسوم وصور برزت عام 1888 ~~لمحررها نجيب غرغور ومديرها سليم الخوري بشارة، فما كاد ~~يظهر منها بعض أعداد لعالم الأدب حتى انطفأ مصباحها وأظلم ~~نورها وتعطلت لأسباب شخصية، وقد باح بذلك نجيب غرغور في ~~مقالة له «الصحافة في ثلاثين عاما» فنروي كلامه بالحرف ~~الواحد: # المنارة، هي أول جريدة مصورة في هذه البلاد، ~~أنشأتها وجعلت ms472 لها مديرا رجلا لم أكن خبرته وهو ~~أمي مطرود من بيت أبيه، ~~فأطعمته وكسوته ~~ودفعت عنه أجرة الفندق وجعلت له اسما كبيرا؛ لأن ~~الشعراء كانوا يتبارون في مدحه وبيان محامده ~~وعلمه وفضله ورشاقة قلمه، وليس منهم من يذكر ~~بالثناء ذلك المسكين - حاجب فضلي - وهو الاسم الذي ~~كنت أوقع به مقالاتي، ثم حصل معظم اشتراكات ~~الجريدة وأركن إلى الفرار مع أنه كان لها أكثر من ~~ألف وخمسمائة مشترك في مدة لا تزيد على ~~شهرين. # ومن لطيف ما يذكر من الألغاز التي كانت تنشر في هاته ~~الجريدة حل لغز بقلم إبراهيم بك رمزي منشئ جريدة «الفيوم» ~~وجريدة «التمدن» المحتجبتين ومدير الشركة الصناعية ~~التجارية الآن إذ قال في حل لغز عن «المنارة»: # ألا يا ملغزا عن اسم شيء # رشيق القد يعرف ~~بالإشارة # تبدى لغزك الأسنى كبدر # زها في أفق هاتيك ~~المنارة # أما رسوم المنارة فكان يرسمها مصور إيطالي بارع يدعى ~~«ألبرتو فابي» وهو من مشاهير المصورين في مدينة بولونيا ~~بإيطاليا، وكان نجيب غرغور يكتبها بكلياتها وجزئياتها ~~ويعد مواضيع رسومها ويطبعها. ~~(3) الحقيقة # لما عزم الحاخام فرج مزراحي على إصدار هذه الجريدة أراد ~~أن يدعوها باسم «الصدق»، ثم استحسن لها اسم «الحقيقة» ~~وأصدرها بالشركة مع نجيب غرغور الذي تولى رئاسة تحريرها. ~~ولما لم تكن في الإسكندرية معامل زنكوغرافية استحضر ~~المنشئان اسم «الحقيقة» محفورا على الخشب ثم مسبوكا ~~بالنحاس من مطبعة الآباء اليسوعيين في بيروت، وقد اشتريا ~~لها حروفا جميلة من حروف تلك المطبعة قبل أن تشتهر الحروف ~~القسطنطينية وحروف «المطبعة الأدبية» في القطر ~~المصري. # صدرت هذه الصحيفة السياسية الأدبية التجارية الفكاهية في ~~2 آذار 1888 فحرر فيها نجيب غرغور مدة سنتين، على أن بعض ~~الدواعي الخصوصية لم تسمح بالاستمرار على نشر الجريدة ~~فاحتجبت عن الظهور، وبعد حين أصدرها أحد أدباء ~~الإسرائيليين الحلبيين فلم تفلح في عهدته، ثم انتقلت إلى ~~يد جورج مرزا البيروتي، ولكن عدم استقلاله في إدارتها ~~وتحريرها أدى إلى توقيف نشرها نهائيا على كبير أسف ~~العارفين بأهميتها. # وكانت «الحقيقة» من الصحف المشهورة بإتقانها وكثرة ~~موادها ms473 ونظافة طبعها، وكانت مضمارا تتبارى فيه أقلام ~~مشاهير الكتاب السوريين والمصريين، أما خطتها فوطنية ~~معتدلة تبين لسكان وادي النيل وجوه الإصلاح بلهجة منزهة ~~عن كل غرض، ومن جهة أخرى كانت تعترف للإنكليز بحسناتهم في ~~مصر وتشير إلى مساوئهم ودهائهم السياسي، وكان نجيب حاج ~~صاحب جريدة «أبو الهول» المحتجبة في القاهرة يكاتب ~~«الحقيقة» وله على صفحاتها المقالات الشائقة. ~~(4) السرور # كان يوم صدور هذه الجريدة يوما مشئوما على القطر ~~المصري بحيث حلت فيه وفاة مليكها الخديو محمد توفيق الأول، ~~ولذلك تشاءم الناس من عنوانها «السرور» الذي وقع وقعا ~~سيئا في النفوس للسبب المذكور ولو كان جميلا في حد ~~ذاته. # نقولا عبد المسيح؛ مؤسس جريدة «السرور» ~~في الإسكندرية. # ظهرت هذه الجريدة ~~الأسبوعية الأدبية الإخبارية الزراعية التجارية الفكاهية ~~في 8 كانون الثاني 1892 لصاحبها نقولا عبد المسيح، فاستلم ~~هو إدارتها وإنما عهد بتحريرها لبعض الكتاب تحت نظارته؛ ~~لأنه كان ضعيف الإنشاء في اللسان العربي، واشتهر الذين ~~تولوا كتابتها جورج مرزا وأنطون نوفل السوريان، وهي بلا ~~مبدأ معروف؛ لأن خطتها كانت شبيهة بخطة جرائد سليم باشا ~~حموي تتزلف للكبراء وتكثر من عبارات المدح للأعيان ~~والأمراء تعزيزا لمركزها الأدبي، وقد عاشت نيفا وعشر ~~سنين ثم احتجبت غير مأسوف عليها. # ولد نقولا بن جرجس بن إبراهيم عبد المسيح في غرة شباط ~~1865 في مدينة القاهرة، وعائلته من أقدم العائلات السورية ~~المتوطنة في القطر المصري، وقد تلقى العلوم أولا في ~~مدرسة الروم الكاثوليك ثم في مدرسة إخوة المدارس المسيحية، ~~وفي عام 1876 انتقل والده إلى الإسكندرية، وهناك أتم صاحب ~~الترجمة دروسه عند الإخوة المشار إليهم، ولما خرج من ~~المدرسة أخذ يعلم اللغتين العربية والفرنسية للأفراد حتى ~~أنشأ سنة 1882 «المدرسة السورية» لحسابه الخاص، وفي سنة ~~1886 وسع نطاقها متحدا مع أخيه إبراهيم عبد المسيح منشئ ~~جريدة «الإخلاص» المحتجبة في القاهرة، وبعد مدة تاقت نفسه ~~إلى خدمة عالم المطبوعات فنال سنة 1882 امتيازا بنشر ~~جريدة «السرور» وبإنشاء «المطبعة الوطنية»، ولبث على هذه ~~الحال حتى احتجبت الجريدة فباع المطبعة وسافر إلى أميركا ~~ولم يزل فيها إلى الآن ms474. # | الباب الثالث # يشتمل على أخبار كل المجلات في مدينة القاهرة # الفصل الأول # | أخبار مجلات القاهرة من سنة 1848 ~~إلى سقوط الخديو إسماعيل سنة 1879 # (1) الجريدة التجارية الزراعية # مهما اجتهد الإنسان وبالغ في التنقيب والتفتيش عن الآثار ~~القديمة لا يستطيع أن يبلغ الغاية القصوى من الكمال في ~~أبحاثه الدقيقة، وقد حملنا على الإقرار بذلك خلو الجزء ~~الأول لتاريخ الصحافة العربية من أخبار مجلة أو جريدة ~~عنوانها «الجريدة التجارية الزراعية» أصدرها الخديو ~~إبراهيم باشا قبل وفاته بعشرة أيام، فإنه مات في 10 تشرين ~~الثاني 1848 فنظم أحد الشعراء تاريخا هجريا لوفاته سنة ~~1264 قال: # فمضى وقلت مؤرخا # الله يرحم من مضى # وقد تنبه إلى هذه الجريدة صاحب العزة أحمد بك تيمور ~~المصري المشهور بمعارفه الواسعة، فكتب إلى عيسى إسكندر ~~معلوف منشئ مجلة «الآثار» اللبنانية وأرسل إلينا على يده ~~نص هذين المنشورين التاليين نقلا عن مجلد عتيق لجريدة ~~«الوقائع المصرية» محفوظ بدار الكتب الخديوية، ويتضمن ~~المنشور الأول منهما نص الإرادة الخديوية بإصدار الجريدة، ~~ويشتمل الثاني على نص الأمر الخديوي المؤذن بطبعها ونشرها ~~بين الناس: # المنشور الأول # العدد 135 الصادر في يوم الاثنين 12 ~~ذي القعدة سنة 1264 ~~هجرية/ 11 ~~تشرين الأول سنة 1848 ميلادية # لما كان أمر التجارة والزراعة أساسا للرفاهية ~~والثروة، وقد أراد الجناب الخديوي أن يطبع «جرنال ~~جمعي» في شأن ذلك بحيث يشتمل على أخبار التجارة ~~والزراعة والإعلانات الملكية، وأن ينشر على البلاد ~~والقرى كافة زيادة على نسخ الوقائع # 1 # المعتاد نشرها في كل أسبوع لتعلم ~~أرباب التجارة والزراعة بمطالعة ما يتحصل من ~~الرواج ويكون وسيلة إلى استحصال الفوائد العامة، ~~حصل تنظيم لائحة ببيان الإفادات والكشوف ~~والإعلانات الواجب إرسالها في كل أسبوع إلى ديوان ~~المدارس بالأخبار المذكورة، وقدمت صورتها اللازم ~~نشرها على المديريات لأعتاب الداوري # 2 # وتوج أعلاها بأوامره السنية وبعث بها ~~إلى من يلزم إرسالها إليهم. # المنشور الثاني # يوم الاثنين ثالث ذي الحجة سنة 1264 ~~هجرية/ ~~غرة تشرين الثاني 1848 ميلادية ~~«قد ذكر في طبع من نسخ الوقائع سابقا المنمرة ~~بنمرة 135 أن الإرادة الداورية تعلقت بطبع جرنال ~~عربي العبارة يحتوي على الحوادث التجارية ~~والإعلانات ms475 الملكية، وينشر في كل أسبوع على كافة ~~البلاد والقرى بالسوية خلاف نسخ الوقائع المعتاد ~~نشرها لتعلم أرباب التجارة والزراعة منه رواجها ~~ومحسناتها، وإذ كان ذلك معدودا من أساس الرفاهية ~~واليسار ومن وسائل قوت العالم كما هو جلي لدى ~~أهل البصيرة والاستبصار؛ بودر إلى الشروع في طبع ~~الجرنال المذكور من الآن طبق مراد الآصفي علي ~~الشان، وسينشر في كل يوم جمعة بدون انقطاع، وقد ~~حررت في هذا الأسبوع أول نسخة منه وطبعت، وعلى ~~كافة المديريات نشرت.» # في هذين المنشورين ~~دلالة على أن أول جريدة أو مجلة زراعية أنشئت في عام ~~1848 ميلادية، وهي رابعة الصحف العربية منذ تأسيسها إلى ~~الآن ونجهل كم بقيت من الزمان بعد عهد نشأتها، فنثني على ~~صاحب الفضل أحمد بك تيمور الذي أتحفنا بهذه الفوائد خدمة ~~للتاريخ واللغة. ~~(2) الجريدة العسكرية المصرية # لما نشرنا أخبار الحقبة الأولى فاتنا أن نذكر هذه المجلة ~~القديمة التي أنشئت بعناية إسماعيل باشا خديو مصر، وقد ~~نبهنا إلى ذلك عيسى إسكندر المعلوف منشئ مجلة «الآثار» ~~اللبنانية. # وهي شهرية قمرية تسمى «الجريدة العسكرية المصرية» ~~وعنوانها يدل على مباحثها، كانت تطبع في المطبعة الأميرية ~~وتوزع مجانا على القراء، وقطعها كبير كقطع مجلة ~~«المقتطف» في زماننا وكل جزء من أجزائها الثلاثة التي ~~نشرت يتألف من 36 صفحة، ظهر منها الجزء الأول في 22 أيلول ~~1865م/غرة جمادى الثانية 1282ه ومن مقالاته «نبذة مختصرة ~~من تاريخ فن العسكرية وكيفية تقدمه عند أشهر الأمم ~~المتقدمين والمتأخرين». ~~(3) روضة المدارس المصرية # مجلة علمية أدبية فنية ظهرت في أوائل سنة 1870 ~~لمنشئها علي باشا مبارك # 3 # أحد وزراء مصر السابقين ومن كبار ذوي النهضة ~~العلمية فيها، وقد نشر على صفحاتها كثيرا من الفصول التي ~~تدل على طول باعه في حلبة المعارف على اختلاف أنواعها، ~~فتولى إدارتها وتحريرها رفاعة بك رافع الطهطاوي الشهير ~~الذي نشرنا ترجمته في [الكتاب الأول - الباب الثاني] من ~~هذا الكتاب، وبعد وفاته عام 1873 خلفه في إدارتها ابنه علي ~~فهمي ناظر قلم مطبوعات المعارف فوسع دائرة مباحثها وزادها ~~تحسينا، وقد كتب فيها نخبة من ms476 علماء مصر كصالح مجدي بك ~~وتادرس وهبي والشيخ محمد دياب ومحمد حافظ ومنصور أحمد ~~أستاذ الكيميا والطبيعيات بمدرسة المهندسخانة الخديوية ~~والشيخ حسين بن أحمد المرصفي مدرس علوم الأدب بدار العلوم ~~الخديوية وغيرهم، وكانت المجلة مصدرة بهذين ~~البيتين: # تعلم العلم واقرأ # تحز فخار النبوة # فالله قال ليحيى # خذ الكتاب بقوة # وكانت «روضة المدارس المصرية» كثيرة المواد جزيلة ~~الفوائد تطبع بعناية نظارة المعارف في وادي النيل، وكان ~~الخديو إسماعيل باشا يساعد على انتشارها بسخائه المشهور ~~كما ساعد كثيرا غيرها من الصحف العربية، فطار صيتها وذاع ~~وملأ الآفاق ثناء على مؤسسها ومحرريها الأفاضل الذين ~~أتحفوا اللغة العربية بتآليف شتى في علوم مختلفة. ~~(4) جريدة أركان حرب الجيش المصري # حقي بك العظم؛ أحد مؤسسي جريدة «الشورى ~~العثمانية» العربية - التركية في القاهرة ~~وكاتب المقالات السياسية الكثيرة في الصحف ~~المصرية والسورية. # يرجع الفضل في معرفة أخبار هذه الصحيفة التي كنت أجهل ~~وجودها إلى صديقي البحاثة عيسى إسكندر معلوف منشئ مجلة ~~«الآثار» اللبنانية، وهي شبه مجلة بقطع صغير نشر منها ~~العدد الأول في 15 جمادى الأولى 1290 هجرية/11 تموز 1873 ~~ميلادية، كانت تصدر في منتصف الشهور القمرية وكل سنة منها ~~مقسومة إلى مجلدين؛ أي ستة أجزاء في كل مجلد، وقد يلحق ~~ببعض الأجزاء رسوم للأسلحة ومصورات (خرائط) لبعض المواقع ~~الحربية التي يقتضي المقام توضيحها، قام بنظارة تحريرها ~~أولا البكباشي موري أفندي من أركان الحرب، ثم خلفه ~~البكباشي عمر أفندي رشدي من أركان الحرب أيضا ، وهذا صار ~~بعد ذلك عمر باشا رشدي ومات وهو مدير للغربية في مصر، ~~والمعروف من هذه المجلة أجزاء السنتين الأولى والثانية ~~ونصف السنة الثالثة. ~~(5) النحلة الحرة # هي مجلة جدلية ذات 19 صفحة مخطوطة بيد منشئها القس لويس ~~صابونجي ومطبوعة على الحجر، ظهر منها سنة 1871 العدد ~~الأول فقط وهو الثاني ~~والثلاثون لمجلة «النحلة» التي تأسست في بيروت، ثم ألغيت ~~بأمر راشد باشا والي سوريا على يد خليل أيوب الدمشقي، وكان ~~قصد القس المشار إليه من نشرها تبرئة ساحته مما نسبته إليه ~~مجلة «الجنان» وجريدة «الجنة» البيروتيتان من تهمة الطعن ms477 ~~في حق صاحبها المعلم بطرس البستاني، ولذلك أصدر مجلته ~~الجديدة في القاهرة وصدرها بالعبارة الآتية مع الأبيات ~~التي تليها قال: «النحلة الحرة تطبع في بلاد حرة تنشر عند ~~اللزوم دون ميعاد لإصلاح ما تفسره الجنة والجنان بين ~~العباد.» # أهلا وسهلا نحلتي ما ذا ~~الجفا # قد غبت عن عيني وأخرت ~~الوفا # قالت رماني وابتلاني من بغى # جورا فلازمت قفيري في ~~خفا # عهدي على دحض الضلالة ثابت # قد جئت عن بعد لحقي ~~منصفا # وقد قرظ هذه المجلة ~~الشاعر الكبير محمود سامي باشا البارودي رئيس مجلس النظار ~~سابقا في مصر بالأبيات الآتية: # ألا يا نحلة سرحت فحازت # سلالة ما تولته الوهاد # تلقتها النجاد بما أسرت # ضمائرها وحيتها الوهاد # سعت جهدا فنالت ما تمنت # كذاك الدهر سعي واجتهاد # فلا عجب إذا طرقت بخير # فلولا النحل ما كان ~~الشهاد # وتتضمن هذه المجلة انتقادات على المعلم بطرس البستاني في ~~بعض المسائل الجغرافية والفلكية والعلمية، فمن ذلك أن ~~المعلم بطرس ترجم جبل «جينيزيو» بمعنى الرماد غلطا، ثم ~~قال إن ارتفاعه يبلغ 35 كيلومترا مع أن أعلى جبال الأرض ~~وهي سلسلة جبال هملايا لا يتجاوز ارتفاعها ثماني ~~كيلومترات، ومما يؤاخذ عليه القس لويس صابونجي تحامله ~~الشديد على النابغة البستاني وتصويب سهام الطعن عليه ~~بعبارات جارحة تحط من مقام أهل الذوق السليم والأدب ~~الصحيح، وقد فعل مثل ذلك في حق كل من خليل أيوب المشار ~~إليه وخليل الخوري مؤسس جريدة «حديقة الأخبار» وترجمان ~~ولاية سوريا، ويعلم الجميع أن الأول كان من عيون أعيان ~~دمشق المشهورين بالاستقامة والوجدان الطاهر، وكان الثاني ~~من مؤسسي الصحافة العربية وأركان النهضة العلمية الحديثة ~~في سوريا الذين يخلد الشرق ذكرهم جيلا بعد جيل. # الفصل الثاني # | أخبار مجلات القاهرة من سنة 1880 ~~إلى 1886 # (1) نشرة الشركة الزراعية المصرية # لكل بلد خاصة يمتاز بها عن سائر البلدان، فالقطر المصري ~~الذي يخترقه النيل المبارك قد خصه الله بخصب التربة حتى ~~صار بذلك مثلا سائرا على ألسنة الناس، وقد عرف هذه ~~الحقيقة حكام مصر من أمراء الأسرة الخديوية فصرفوا ~~اهتمامهم إلى تنشيط ms478 الزراعة وتوسيع نطاقها في كل أنحاء ~~البلاد الخاضعة لصولجانهم، ولبلوغ غايتهم حفروا الترع ~~وأقاموا الخزانات وشيدوا القناطر الخيرية وأسسوا المصارف ~~المالية ومدوا السكك الحديدية وعمموا غرس الأشجار وجلبوا ~~النباتات الكثيرة الخيرات وأنشئوا الشركات والمعامل على ~~اختلاف أنواعها ورتبوا مسائل الري طبقا للأصول الفنية ~~وأوفدوا الإرساليات العلمية إلى مدارس أوروبا لتحصيل ~~المعارف العالية، وذلك كله ليستعينوا به على تحسين شئون ~~الزراعة التي يتوقف عليها عمران القطر المصري وتوفير ~~موارده وإسعاد حال سكانه. # وكانت الصحافة من جملة الوسائل الفعالة التي عولوا عليها ~~لنجاح مساعيهم، وثاني مجلة زراعية ظهرت بعنايتهم لعالم ~~الوجود في أرض الفراعنة «نشرة الشركة الزراعية المصرية» ~~التي تأسست في 31 كانون الثاني (يناير) سنة 1880 ميلادية، ~~وهي مجلة شهرية صغيرة الحجم ذات عشر صفحات مطبوعة بحرف ~~دقيق تبحث في المسائل الزراعية علما وعملا. وكانت هذه ~~الشركة تسعى في انتشار استعمال النباتات المختلفة الأجناس ~~التي يمكن نموها ونجاحها في القطر المصري والانتفاع من ~~غلاتها، ولحصول الفائدة المرغوبة كانت الشركة تقدم ~~لأعضائها جميع ما لديها من أصناف البذور، وترشدهم إلى طرق ~~استعمالها لتنوير أذهان العموم وتوفير ثروة البلاد وتدريب ~~الشعب المصري على استثمار أطيانه المشهورة بالخصب. ~~(2) المنتخب # هو عنوان لمجلة شهرية علمية طبية صناعية أصدرتها ~~الحكومة المصرية في أواخر شهر آيار سنة 1881 وسلمت إدارتها ~~للدكتور أحمد باشا حمدي مفتش الصحة، وقد أنشأتها على أنقاض ~~مجلة «يعسوب الطب» التي مر ذكرها في الجزء الأول من تاريخ ~~الصحافة العربية وجعلت إدارتها تابعة لإدارة جريدة ~~«الوقائع المصرية» الرسمية، فتولى تحريرها رئيس المدرسة ~~المذكورة الدكتور عيسى باشا حمدي وبعض أساتذتها كعثمان بك ~~غالب وغيرهما من مشاهير الأطباء المصريين الذين يشار إليهم ~~بالبنان، وكان هؤلاء يتبرعون بتحرير «المنتخب» بلا أجرة ~~خدمة للبلاد وسعيا في نشر المعارف بين أبنائها. # وتحتوي هذه المجلة على أصول وفروع من المعارف العمومية ~~التي يستفيدها كل ناظر ويستطيع إدراكها كل كاتب وقارئ، ~~وتشتمل أيضا على كثير من الفوائد الطبية من تشخيص أمراض ~~بطريقة سهلة وتعيين علاجات بسيطة وتقريب وسائل لحفظ الصحة ~~فضلا عن الاكتشافات الجديدة ms479 والاختراعات المهمة، أما ~~عبارتها فكانت قريبة التناول خالية من التعقيد إلا ما ندر، ~~وقد تعطلت بعد زمن قصير من عهد ظهورها لقلة ميل ~~المصريين عموما في ذلك العهد إلى مطالعة الصحف العلمية ~~وترويج بضاعتها. ~~(3) مرآة الشرق # سبق لنا وصف هذه المجلة الأسبوعية ضمن أخبار جريدة «مرآة ~~الشرق» التي أوردناها في [الكتاب الثالث - الباب الأول - ~~الفصل الثاني]. ~~(4) الحضارة # في 22 آيار 1882 برزت لعالم الصحافة هذه المجلة الأدبية ~~العلمية التاريخية بقلم ميخائيل بن جرجس عورا مدير مكتب ~~الترجمة بمصر، فكانت تصدر مرتين في الشهر وكل جزء منها ~~يحتوي على 32 صفحة مطبوعة بحرف دقيق ومشحونة بالمباحث ~~العديدة والفوائد الجليلة. وكان منشئها الفاضل منذ نعومة ~~أظفاره كثير الإعجاب باللغة العربية؛ فخاض عبابها واتسع في ~~كشف غوامضها وإظهار محاسنها. وعلى سبيل المثال نورد فقرة ~~من مقالة له في «اللغة» نشرت في العدد الأول من «الحضارة» ~~وقد جاء فيها ما نصه: # ومن ذلك ما تقع المماثلة في اللفظ دون المعنى ~~بين لغتين فأكثر كالنار، فإنها تعتبر في اللغة ~~العربية بمعنى النار المحرقة المعلومة وفي اللغة ~~التركية بمعنى الرمان، ومما قلت في المعنى: # دعي صدري وتعذيبي # كفى ما كان من ~~هجرك # فنار العرب في صدري # ونار الترك في ~~صدرك # وقد انطفأ سراج حياتها على أثر ظهورها بوقت قليل؛ لأن ~~صاحبها لاذ بالفرار من مصر إلى سوريا بسبب الفتنة ~~العرابية، وبعد استتباب الراحة عاد إلى القاهرة فأخذ يحرر ~~في جرائدها السيارة حتى وفاته، وقد نشرنا ترجمته في ~~[الكتاب الثاني - الصحافة العثمانية]. ~~(5) الشفاء # الدكتور شبلي شميل؛ مؤسس مجلة «الشفا» ~~في القاهرة. # ظهرت هذه المجلة ~~الشهرية الطبية الجراحية العلمية والعملية في 15 شباط 1886 ~~لصاحب امتيازها ومحررها الدكتور شبلي شميل، وهو باكورة ~~الأطباء الذين تخرجوا في المدرسة الكلية السورية الإنجيلية ~~ببيروت، فكانت أسعد حالا وأوفر مادة وأفصح عبارة من ~~مجلة «يعسوب الطب» ومجلة «المنتخب» الطبيتين اللتين سبق ~~عنهما الكلام، وكانت مباحثها تتناول علم الطب والجراحة وما ~~يتعلق بهما مع كل ما يئول إلى رفع مقام الطب والأطباء في ~~الشرق، وقد تولى إدارتها جرجي ms480 بك زيدان منذ السنة الرابعة ~~فصار عدد صحفاتها 40 بعدما كانت 32 عند ظهورها، ثم توقفت ~~عن النشر في السنة الخامسة من عمرها بعدما انقطعت مصالح ~~الصحة عن إمدادها باشتراكات معلومة، وقد افتتحها الدكتور ~~شبلي بمقدمة طويلة أوضح فيها «حاجتنا» إلى العلم، نقتطف ~~منها الفقرة الآتية: # فارتقاء الأمم وانحطاطها وتقدمها وتقهقرها ~~وقوتها وضعفها لا يكون إلا بالنظر إلى حال العلم ~~فيها، الحكم العدل الذي يعطي كل أمة بقدر ~~استحقاقها منه، فلا منعة المعاقل والحصون ولا كثرة ~~الرجال والعدد تحمي الديار وتدفع العار وتصد هجمات ~~العدو عن المواطن والحمى؛ إن لم يكن العلم ضاربا ~~فيها أطنابه داقا فيها أوتاده وأسبابه رافعا ~~فوقها قبابه، وماذا تنفع المعاقل إذا ارتفعت، ~~والحصون إذا امتنعت والرجال إذا اشتدت والعدد إذا ~~عدت ما دام العلم يخلق لها كل يوم ما يدقها ~~دقا، ويمحقها محقا، ويذرها هباء منثورا، كأن ~~لم تكن شيئا مذكورا، فبدونه لا تستقل أمة، ولا ~~تدفع ملمة، ولا تحسن صناعة، ولا تستقيم تجارة أو ~~زراعة، فالعلم هو السيف الذي لا يعتريه فلل، ~~وأصحابه هم الجند الذين لا يصيبهم فشل، فالسياسة ~~خادمة للعلم وإن أنكر المنكرون، وأصحابها عبيد ~~لأصحابه وإن استكبر المستكبرون، فويل لقوم سادت ~~كبراؤهم، وذلت علماؤهم، فإنهم قوم خاسرون، وعما ~~قليل سيمحقون. # كأن لم يكن بين الحجون إلى ~~الصفا # أنيس ولم يسمر بمكة ~~سامر # وكان يساعد في تحرير ~~المجلة مشاهير أطباء مصر الذين نذكر منهم: سالم باشا ~~وأباتي باشا وحسن باشا محمود وغرانت بك وأحمد باشا حمدي ~~وهربرت ملتون ومحمد بك علوي وإبراهيم صوصة وفوكة ~~وغيرهم. # وما حرمت هذه المجلة من مساعدة رياض باشا وعنايته، فإن ~~صاحبها قبل سفره إلى أوروبا لدرس آراء كوخ في السل دخل على ~~هذا الوزير مودعا، فلما سأله عن موعد سفره قال له: «قابل ~~حمدي باشا قبل السفر لأمر يطلعك عليه.» فذهب الدكتور شميل ~~إلى حمدي باشا الذي سلم إليه صرة وقال: «إن الوزير يهدي ~~إليك هذا القليل لتنفقه في سبيل مباحثك الجليلة.» # 1 ~~(6) اللطائف # مجلة شهرية علمية أدبية تاريخية فكاهية ms481 أنشئت في 15 ~~آيار 1886 لصاحب امتيازها شاهين بك مكاريوس السوري الأصل ~~وأحد أصحاب جريدة «المقطم» في القاهرة، فكانت حاوية لكثير ~~من الملح والنوادر والروايات والفوائد وتنشر أحيانا أخبار ~~الماسون وتدافع عنهم، غير أنها كانت بسيطة العبارة ولا ~~سيما في أعوامها الأولى كأكثر المجلات في ذاك العهد، وقد ~~جرت بينها وبين جريدة «البشير» البيروتية مجادلات كثيرة ~~وهما على طرفي نقيض في المبدأ؛ لأن الأولى كانت تنتصر ~~لجماعة الماسون وتعظم شأنهم والثانية تقبح أعمالهم ~~وتذيع مساوئهم، وتبين أن غايتهم نقض الخير ومقاومة الحق ~~وتقويض أركان الدين. ولدى بلوغها السنة الخامسة والعشرين ~~من تاريخ ظهورها تصرم حبل حياتها بوفاة منشئها التي ~~حلت في 12 حزيران 1910 بمدينة حلوان. # ومن مزايا شاهين مكاريوس أنه لم يتعلم على أستاذ طول ~~حياته، بل حصل أصول الصرف والنحو والعروض بينما كان يشتغل ~~في صف الحروف بالمطبعة الوطنية عند عمه جرجس شاهين في ~~بيروت، فكان يلتقط ذلك من الأدباء والشعراء الذين كانوا ~~يختلفون إلى المطبعة المذكورة لطبع مؤلفاتهم، ثم عين ~~مديرا لهذه المطبعة أربع سنين وانتقل منها إلى المطبعة ~~الأميركانية حيث استوقف اجتهاده وبراعته أبصار أوليائها ~~فجعلوا اعتمادهم عليه، وبعد ذلك سافر إلى وادي النيل حيث ~~أنشأ مجلة «اللطائف» واشترك مع الدكتورين صروف ونمر في ~~تأسيس جريدة المقطم، وقد ترك بعد وفاته بعض آثار علمية ~~وأدبية شعرا ونثرا نذكر منها كتاب «تاريخ ~~الإسرائيليين». # هذا ما أمكننا الوقوف عليه من أخبار هذا الصحافي القديم ~~من أحد أصدقائه في بيروت، وقد كتبنا مرارا إلى نجله سليم ~~بك مكاريوس مدير جريدة «المقطم» المصرية ليتحفنا بترجمة ~~والده ورسمه لننشرهما على صفحات هذا التاريخ فبقيت رسائلنا ~~مهملة على أسف منا. # الفصل الثالث # | أخبار مجلات القاهرة من سنة 1887 ~~إلى 1889 # (1) الأزهر # نشرت هذه المجلة الشهرية العلمية الأدبية في غرة آب ~~1887 لصاحبيها الدكتور حسن باشا رفقي أحد أصهار العائلة ~~الخديوية وإبراهيم بك مصطفى ناظر مدرسة دار العلوم وأستاذ ~~الكيميا في المدرسة الطبية، ولم تقتصر مباحثها على المسائل ~~العلمية والأدبية فقط، بل كانت تتناول أيضا مسائل شتى ~~كالطب والتاريخ والصناعة ms482 وغيرها، وكانت تعابيرها مألوفة، ~~عليها مسحة من البلاغة؛ مما يشهد لمنشئيها بالبراعة في ~~أحكام اللغة العربية، ولا يشوبها سوى بعض الأوضاع ~~الإفرنجية المستعملة بدلا من الألفاظ التي تقابلها عند ~~العرب للدلالة على المسميات العلمية والاختراعات الحديثة. ~~وفي غرة كانون الثاني 1893 انتقلت إدارة المجلة إلى المستر ~~ولكوكس مدير عموم الخزانات بمصر والشيخ أحمد الأزهري، وقد ~~جرت حينئذ بين أحدهما ولكوكس وبين عبد العزيز فريد أستاذ ~~الرياضة في مدرسة المهندسخانة مناظرات فنية وعلمية تتعلق ~~بالقطر المصري دلت على علو كعب الثاني في المعارف وشهامته الوطنية، # 1 # وعاشت هذه المجلة إلى السنة الثامنة من عهد ~~ظهورها وكانت من المجلات الراقية في عهدها. ~~(2) الصحة # مجلة علمية أدبية طبية ظهرت في غرة آب 1887 للدكتور ~~حسن باشا رفقي وإبراهيم بك مصطفى صاحبي مجلة «الأزهر» ~~المار ذكرها، فكانت ~~كشقيقتها مشحونة بالفوائد الكثيرة والمباحث الجليلة، ~~وكفانا برهانا على ذلك أن نذكر أسماء الكتبة الذين كانوا ~~يؤلفون لجنة تحريرها بالاشتراك مع منشئيها وهم: الدكتور ~~غرين باشا والدكتور عيسى باشا حمدي والدكتور محمود بك ~~مصطفى والدكتور حسن أفندي خورشيد والمسيو بريس، وطالت ~~حياتها خمس سنين تقريبا ثم احتجبت. ~~(3) الأحكام # مجلة شهرية قضائية أدبية ظهرت لعالم الوجود في غرة ~~حزيران 1888 بعناية منشئها القانوني الشهير نقولا بك توما، ~~فإنه صرف كنانة الجهد لتعميم منافعها بما كان ينشره فيها ~~من المواد الشرعية والفتاوى وأحكام المواريث مع شرحها ~~بعبارة بليغة تتناولها أفهام الخاصة والعامة، ولا غرو في ~~ذلك فإن نقولا بك نال القدح المعلى بين زملائه في علم ~~الفقه وفن المحاماة لدرجة ليس وراءها زيادة لمستزيد، وقد ~~نال مساعدة جودت باشا وزير العدلية في الآستانة بحيث قرظ ~~مجلة الأحكام # 2 # واشترك بعدد وافر من نسخها لمكتب الحقوق ~~الشاهاني، وقد أصدر جودت باشا قرارا وزاريا بتدريس مواد ~~المجلة المذكورة في مدرسة الحقوق السلطانية العثمانية ~~لتلامذة الدرجة الأولى، وهي شهادة ناطقة بفضل المنشئ ~~وغزارة علمه وتضلعه من القانون. # وقد توقفت «الأحكام» عن النشر بعد صدور الجزء العاشر ~~منها لكثرة أعمال منشئها في فن المحاماة، ثم أعيد نشرها ~~سنة ms483 1895 فعاشت عمرا قصيرا بعدما نالت شأنا حسنا في ~~عالم الصحافة، وقد قرظت جرائد كثيرة في الشرق والغرب هذه ~~المجلة حتى إن جريدة «الوقائع المصرية» أعطتها حقها من ~~المدح والإطراء وهي جريدة رسمية لا تنطق إلا بالصدق، ~~وبمثل ذلك تواردت قصائد جمة من شعراء مصر وسوريا وتونس ~~والعراق يصح جمعها ديوانا، نذكر منهم الإمام الشيخ عبد ~~الهادي نجا الإبياري الذي قال في وصف المجلة ما ~~يأتي: # يهتز سامعها حتى تراه غدا # يهتز عطفا كمثل الشارب ~~الثمل # فلا تعر غيرها سمعا ولا بصرا # في طلعة الشمس ما يغنيك عن ~~زحل ~~(4) المخبر المصري # مجلة أسبوعية صدرت في 24 تشرين الثاني 1887 لمنشئها ~~ديمتري مسكوناس صاحب جريدة «النور التوفيقي» التي سبق ~~وصفها، وهي تتألف من ثماني صفحات مشحونة بالإعلانات ~~الصناعية والتجارية والزراعية والعقارية، وفي آخرها بعض ~~أخبار وملح لتفكهة أذهان القراء، واحتجب «المخبر المصري» ~~بعد ظهور أجزاء قليلة منه. ~~(5) الرياض المصرية # بهذا العنوان أنشئت هذه المجلة العلمية الصناعية الأدبية ~~التاريخية في 7 أيلول 1888 ميلادية، وصاحباها رجلان من ~~أدباء مدينة بيروت هجرا وطنهما للتمتع بالحرية تحت سماء ~~وادي النيل، اسم أحدهما عبد الرحمن الحوت والآخر ابن ~~شقيقته محمد حسن سلطاني المخزومي (صار بعد ذلك محمد باشا ~~المخزومي)، فكانت المجلة تصدر مرتين بالشهر في 32 صفحة ~~كبيرة وقد استهلها منشئاها بهذين البيتين: # فيا لك من مصر هو التبر تربها # حدائقها خضر وتوفيقها بدر # ويا لك من نيل تبارك ماؤه # على ضفتيه من رياض الهنا ~~زهر # نجيب كنعان؛ مراسل جريدة «البصير» ~~الإسكندرية من القاهرة والمحرر في صحف ~~مصرية شتى. # وكانت لمصطفى رياض باشا رئيس وزراء مصر سابقا عناية ~~خاصة بصاحبيها فسمياها باسمه تيمنا وافتخارا، وكان ~~أحدهما محمد باشا يكتب أكثر فصولها وأهم مقالاتها النفيسة ~~التي نذكر منها: حرارة الجو وشعورنا بها - الحضارة ~~والمساواة - حركات ما على وجه الأرض - حجة البدو في سكن ~~القفر - مزايا الخلافة - سبب اختلاف الأمم في تسمية الشهور ~~والأعوام - الائتلاف بالتجانس - مراتب القضاء - سؤدد الأمة ~~وحفظ مكانتها، ومن أشهر مقالاتها «تحرير الأرقاء وإسارة ~~الأحرار» التي تناقلتها الجرائد وترجمت ms484 إلى اللسان ~~الإنكليزي بطلب من اللورد كرومر معتمد إنكلترا في ~~مصر. # وبعدما عاشت هذه المجلة نيفا وسنة احتجبت عن الظهور ~~بداعي سفر أحد مؤسسيها محمد باشا المخزومي إلى أوروبا، وفي ~~الجزء التابع سننشر إن شاء الله رسمه وترجمته مع سائر ~~أخبار الصحف التي أنشأها في مدينة القسطنطينية. ~~(6) فواكه الأرواح # صدرت هذه المجلة الأسبوعية الأدبية التاريخية الفكاهية ~~في 2 تشرين الثاني 1889 بحجم صغير جدا لمديرها يوسف ~~حبيب ومحررها نقولا ذكا، وهي تتألف من 32 صفحة مشتملة على ~~أربعة أقسام: القسم الأول في فنون الأدب واللغة والتاريخ ~~ويليه بعض فكاهات، والأقسام الثلاثة الباقية معربة عن أهم ~~الروايات الأجنبية، ومراعاة لسهولة مطالعتها واقتنائها قد ~~نشرت كل قسم منها على حدة في ثماني صفحات بحيث كان كل جزء ~~منفصلا عن سواه حتى يتيسر تجليده مستقلا بذاته مع عدم ~~الإضرار بالباقي. # الفصل الرابع # | أخبار مجلات القاهرة من سنة 1890 ~~إلى 1891 # (1) كنز الزراعة # هي ثالثة الصحف الزراعية التي ظهرت في اللسان العربي، ~~كانت ذات ست عشرة صفحة وصدرت مرتين في الشهر لمديرها ~~كريستيان بوجاد ورئيس تحريرها حبيب فارس اللبناني، وهما ~~اللذان أسسا جريدة «صدى الشرق» المار ذكرها، وقد ظهر أول ~~أعدادها في 15 نيسان 1891 وشعارها «اطلبوا الرزق في خبايا ~~الأرض»، وكانت مباحثها تتناول المواد النباتية والحيوانية ~~والمعدنية والاختراعات وأحوال الري وسائر ما تفيد معرفته ~~الزارع والصانع والتاجر، واحتجبت عند احتجاب جريدة «صدى ~~الشرق» المشار إليها، وهاك ما ورد في فاتحة الجزء الأول ~~منها ننقله بالحرف الواحد: # أما بعد فإن القصد من جريدتنا هذه هو خدمة ~~نقدمها لهذا القطر العزيز، نبحث فيها عن الزراعة ~~ومتعلقاتها لعلمنا بأن هذا المطلب من أهم المطالب ~~التي تفيد مباحثها وتنفع مطالعتها؛ لأن الزراعة من ~~أهم الكنوز المادية التي خص الله بها الأرض ~~وجعلها واسطة لقيام حياة من عليها، وبالحقيقة أن ~~الزراعة كنز لا يفنى ولا يفرغ ولا يمنع نواله عن ~~طالبه إذا ما قصده بطريق الجهد والكد والاجتهاد ~~والصبر والعلم بقواعده وأحواله، وقد ورد «اطلبوا ~~الرزق في خبايا الأرض» والحق يقال إن الزراعة كانت ~~كافية ms485 الإنسان سادة حاجته في بداية أمره أوان ~~بساطة حاله، وما زالت مصدرا لقوام حياته ومدار ~~معاشه بعد أن بلغ بالمدنية شأنا عليا، وعليه ~~نرى الإنسان ~~معتنيا بها خادما لها في كل أدواره، ومن غالى في ~~خدمتها وعرف طرق تدبيرها نال منها خيرا ورزقا ~~أوسع. ومن البديهي أن توافر المادة الموجبة للشيء ~~تكثر من نتائجه إذا تدبرت بحسب ناموسه وطبق ~~مقتضياته، وإذ كان أهم مواجب توافر نتاج الزراعة ~~تربة جيدة وماء غزير وفصول موافقة كانت أرض مصر ~~من أغنى الكنوز الزراعية، فإن الله سبحانه جعل ~~تربتها حسنة وماءها غزيرا بأن أجرى إليها نيلها ~~المبارك، فزاد تربتها خصبا وأرضها غنى وجعل لها ~~فصولا مرتبة وحرارة كافية لنمو نباتها، وما ذلك ~~إلا فضل الله يؤتيه من يشاء فلم ينقصها والحالة ~~هذه إلا إتقان العمل لتزيد خيرا على خيرها، فهذا ~~وما يتعلق به سيكون قاعدة مباحثنا في جريدتنا هذه ~~إن شاء الله واضعين بأفكارنا وإزاء أعيننا خدمة ~~هذا القطر السعيد على قدر استطاعتنا مدققين البحث ~~بكل ما نرى منه وفيه فائدة لأصحاب الأطيان وللفلاح ~~موضحين ما أمكننا الوصول لمعرفته من الطرق ~~السهلة والأقرب مأخذا لأجل الحصول على أثمار ~~الأرض وغلاتها، فإن في زراعة الأرض ونتاجها ~~البركة ممن سطر على جبهة الإنسان هذه الآية ~~الشريفة: بعرق جبينك تأكل خبزك. ~~(2) الزراعة - الزراعة المصرية # أيوب صبري؛ صاحب جريدة «الوطنية» ومحرر ~~جريدتي «الوطن» و«مصر» ومراسل جريدة ~~«المؤيد» سابقا. # أنشئت مجلة «الزراعة» في 23 نيسان 1891 لصاحبها أيوب عون ~~اللبناني، وهي أسبوعية تبحث في المواد الزراعية والصناعية ~~والتجارية والاقتصادية والفكاهية، وغايتها ترقية شأن ~~الفنون المذكورة في القطر المصري والسلطنة العثمانية ~~وتنوير أفكار الفلاحين فيهما لمعرفة الطرق التي تمكنهم من ~~زيادة قدر محاصيلهم وبيعها بأغلى الأسعار وكيفية اجتنائهم ~~للأرباح المضاعفة باستصناع قسم منها بدلا من البيع، وقد ~~لاقت هذه المجلة من الإقبال فوق ما كان يؤمله العارفون ~~بأحوال البلاد في ذاك العهد، لا سيما أن الحكومة الخديوية ~~عضدتها واشتركت في نسخ خاصة منها، ولبث أيوب عون ينشرها ~~حتى أدركته الوفاة بتاريخ ms486 15 تموز 1894 في جبل لبنان، وكان ~~قد بدأ بترجمة إلياذة هوميرس نثرا وأخذ ينشر منها ملحقا ~~بثماني صفحات في كل جزء من أجزائها الأخيرة. # وقد نشطه إلى إنشاء هذه المجلة الأمير حسين باشا كامل ~~ثاني أنجال الخديو إسماعيل باشا، وأمده بالمساعدة ~~المعنوية المستر ولس الإنكليزي مدير المدرسة الزراعية في ~~الجيزة فكانت المجلة لسان حال المدرسة المشار ~~إليها. ولأيوب عون فضل ~~كبير في ارتقاء الزراعة المصرية واستعمالها على الطرق ~~العلمية الحديثة؛ لأن ذلك كان في بدء النهضة إلى درس مكروب ~~النبات ومقاتلة العلة بواسطة العلم. # وبعد ذلك تحولت المجلة لعهدة إسكندر كركور فسماها ~~«الزراعة المصرية» وعاشت بإدارته حتى بلغت العام العاشر من ~~عمرها واحتجبت. وتسهيلا للمشتركين ولا سيما الفلاحين منهم ~~الذين تمنعهم أشغالهم عن قضاء مصالحهم أمام دوائر الحكومة ~~وسائر الإدارات الكبرى فقد وقفت إدارة هذه المجلة نفسها ~~لخدمتهم مجانا، وكانت تتوسط لهم لدى المصارف المالية ~~وتقوم بكل حاجاتهم رهنا وشراء وبيعا، وكانت تقوم مقامهم ~~لدى التجار وأصحاب مخازن الآلات الزراعية في كل ما يلزمهم ~~منها، وكانت تهدى للمزارعين الفقراء الذين لا مقدرة لهم ~~على تأدية بدل الاشتراك، وقد أخطأ إسكندر كركور بنشره في ~~صدر مجلته «الزراعة المصرية» أن أيوب عون كان منشئا لأول ~~مجلة زراعية عربية، والحال أنها رابعة المجلات من نوعها ~~كما رأيت. ~~(3) الإعلان # أنشئت هذه المجلة الأسبوعية في 15 تشرين الثاني 1891 ~~بعناية إبراهيم جمال المحامي بالاشتراك مع ابن عمته غنطوس ~~مصوبع، وهي جديدة في أسلوبها وموضوعها لخدمة التجارة ~~والصناعة، وكانت توزع مجانا بلا ثمن وتنشر الإعلانات ~~باللغة العربية وسائر اللغات الإفرنجية الشائعة في الشرق، ~~وقد ضمنها صاحباها الأخبار التجارية كأسعار المحاصيل ~~والكنتراتات والأسهم والسندات وغيرها، وتشتمل على قسم ~~روائي في ملزمة ذات ثماني صفحات تجمع عند انتهائها ~~كتابا، وفي أول كل شهر كان يطرح سؤال في أحد الفنون يعطى ~~لمن يحله جائزة نقدية أو خلافها. وكان المعول على القيام ~~بنفقات هذه المجلة وجني الربح منها أجرة الإعلانات، إلا أن ~~البلاد الشرقية لم تكن، بل ليست حتى الآن، مستعدة لمثل هذا ms487 ~~المشروع فنشرها صاحباها مدة نصف سنة ثم تركاها. ~~(4) الفوائد الصحية # إن منزلة الصحف في عالم الأدب تتفاوت مراتبها كمنزلة ~~الإنسان في الهيئة الاجتماعية، فبينما نرى مركز بعض الصحف ~~الراقية مساويا لقدر فوائدها نرى البعض الآخر منها حائزا ~~إما على شهرة تفوق على استحقاقها وإما على منزلة دون ~~الواجب لها، فمجلة «الفوائد الصحية» الشهرية وإن تكن قليلة ~~الشهرة فهي من الصحف التي تستحق الاعتبار المخصوص للمباحث ~~الجديدة التي تفردت وامتازت واستقلت بها بل لم يطرق ~~أبوابها غيرها من المجلات قبلها، وقد أنشئت في غرة كانون ~~الأول 1891 بعناية الدكتور شلهوب بك المتخرج في المدرسة ~~الطبية العليا بباريس، وكانت أبحاثها منطبقة على ما جاء ~~مسطرا في مقدمة العدد الأول وهو: # وسأجعل من أبحاث هذه المجلة الإفاضة في طرق الطب ~~المنعي وهو اتخاذ الاحتياطات المانعة لوقوع الداء ~~قبل وقوعه، فإن في ذلك نجاة من مقاساة الآلام ~~واقتصارا في إنفاق الدرهم الرنان، وما المقصد من ~~مشروعي هذا إفادة حضرات الأطباء وإنما غرضي الأول ~~إفادة من لم يتم لهم الاطلاع على هذه الصناعة؛ ما ~~يؤخذ منه تجنب العوامل المؤدية إلى العلل، واتخاذ ~~الوسائل الحافظة لنظام الجسم ووظائفه مما يتعلق ~~معظمه بالنظافة في البيوت وخارجها وما يتطرق إليه ~~من المأكل والمشرب واللباس؛ إذ قد تكون آفة ~~الأجسام. واحتجبت في سنتها الثانية ثم عادت في ~~أوائل سنة 1902 بإدارة الصيدلي نصري شلهوب شقيق ~~الدكتور شلهوب بك مؤسسها، وقد زاد عليها من ~~الأبحاث المفيدة ما جعلها في عداد المجلات الراقية ~~من نوعها. # الفصل الخامس # | أخبار سائر مجلات القاهرة إلى ~~نهاية الحقبة الثانية # (1) الإصلاح ~~«استقامة الأحوال وإقامة الأمور بمقتضى القانون العقلي ~~وإزالة الفساد واستجلاب المنافع في البلاد» هو غرض هذه ~~المجلة العلمية الأدبية التاريخية الفكاهية الشهرية كما ~~ورد في فاتحة عددها الأول. تأسست في شهر كانون الثاني 1892 ~~بعناية «جمعية غرة الصباح الكلية» المؤلفة من أفاضل ~~الملة القبطية، وكانت تتضمن ما لذ وطاب من الخطب ~~العمرانية والمقالات التاريخية والمناظرات الأدبية ~~والمباحث المفيدة في كل فن ومطلب ما خلا السياسة والدين. ~~أما أعضاء ms488 هذه الجمعية الذين كانوا يقومون بتحبير مقالات ~~المجلة فنذكر منهم: تادرس فهمي وفيلبس قلادة وبشارة سعيد ~~ووهبة إبراهيم وبطرس تادرس وميخائيل عوض وجرنت عصفور ~~وسلامة ميخائيل ونجيب مطر وسواهم. وقد نشرت في صدر عددها ~~الأول هذه الأبيات: # إن كنت تهوى أن تكون أخا العلا # فاقصد بعزمك نشرة الإصلاح # فهي التي بسما الجرائد شمسها # بزغت بنور ضيائها ~~الوضاح # في عصر عباس خديوي عصرنا # تبدي الفلاح لمعشر بنجاح ~~(2) البستان # هو عنوان لمجلة شهرية علمية زراعية صدرت في 9 نيسان ~~(أبريل) سنة 1892 لصاحبها عبد الواحد حمدي، ولما كنا لم ~~نتوفق إلى الوقوف عليها فنقتصرعلى ذكرها دون وصفها. ~~(3) الفرائد # في 15 تموز 1892 أنشأ الشريكان جرجس وفوزي هذه المجلة ~~العلمية الأدبية الصناعية التاريخية، فكانت شهرية تصدر في ~~16 صفحة صغيرة الحجم وكان وكيلها العام توفيق عزوز، أما ~~مباحثها فمقسومة إلى أربعة أبواب وهي: أولها باب المقالات ~~الأدبية، وثانيها باب المباحث العلمية والصناعية، وثالثها ~~باب الرياضيات، ورابعها باب المناظرات والفكاهات. وقد ~~طالعنا في عددها الأول قصيدة أدبية تظهر من الجهة الواحدة ~~فظاعة الرذيلة وتميط النقاب من الجهة الأخرى عن محاسن ~~الفضيلة، وهذا مطلعها: # سوق الفضائل في كساد # والنفس مالت للفساد # والبغي في ذا العصر ساد # يا رب الطف بالأنام # والنفس مالت للهوى # والعقل في الجهل هوى # ومن النصيحة ما ارعوى # بل سد أذنا للكلام ~~(4) الأستاذ # بعد صدور العفو عن عبد الله نديم أحد زعماء الثورة ~~العرابية ورجوعه إلى وطنه أنشأ مع أخيه عبد الفتاح نديم في ~~24 آب 1892 هذه المجلة الأسبوعية العلمية التهذيبية ~~الفكاهية، فكان الأول يحبر مقالاتها والثاني مديرا لها، ~~وقد صرح عبد الفتاح في مقدمة المجلة بخطتها ومنهاجها قال: # عقدنا العزيمة على إصدار هذه الجريدة المسماة ~~بالأستاذ كل أسبوع مرة، وجعلناها خزانة لشوارد ~~العلوم وفوائد الرسوم لا تتقيد بفن ولا تقتصر على ~~موضوع، فتنشر ما يحسن نشره ويلذ سماعه من ~~المعقول والمنقول مما لا يطعن في دين ولا يمس شرف ~~شخص ولا يقرب من الأهاجي، ولا تتعرض للأمور ~~السياسية الحاضرة؛ أي أنها لا تتكلم في الإدارات ~~والأعمال والعمال ms489 سواء في ذلك الداخلية والخارجية، ~~وأما فن السياسة من حيث هو فإنه يدخل في موضوعها ~~العلمي، فإن علم التاريخ والأخلاق والعادات وتدبير ~~الممالك ووحدة الاجتماع العالمي من الفروع ~~السياسية، وهي مستقلة ~~عما يتعلق ~~بالسياسة الإدارية، والحامل لي على فتح هذه ~~الجريدة أني رأيت شقيقي الفاضل السيد عبد الله ~~أفندي النديم المنشئ الشهير قد قضى مدة اختفائه ~~مشتغلا بوضع كتب لا تخلو من الفوائد لما اشتملت ~~عليه من الأبحاث العلمية، فاستأذنته في نشرها ~~لإتمام خدمته المقصودة له من تأليفها فرخص لي بنشر ~~عشرين كتابا منها مما تم تحريره وتنقيحه، ومع ~~كوني اتخذت هذه المؤلفات مادة للجريدة فإني وكلت ~~تحرير مطالبها وترتيب رسائلها لقلمه ~~لسهولته. # وقد بلغت «الأستاذ» من الشهرة ما لم تبلغه مجلة قبلها من ~~التأثير الهائل في أفكار المصريين، فإن عبد الله نديم أعاد ~~لهم فيها نغمات حزب عرابي وأخذ يدعوهم إلى الفتنة ويحضهم ~~على الثورة حتى عرتهم هزة أفلتوا بها من مرابطهم، فظن ~~اللورد كرومر المعتمد البريطاني أن عبد الله نديم إذا دام ~~على نشر «الأستاذ» حدثت ثورة في وادي النيل، فطلب من ~~الخديو عباس الثاني نفيه من القطر وإلغاء مجلته، فزايل ~~النديم مصر مأسوفا عليه من أشياعه، مغضوبا عليه من ~~العقلاء. ~~(5) الفتى # لإسكندر شلهوب صحف شتى خدم بها المعارف العربية وهي: ~~«الفتى» و«الرأي العام» و«السلطنة» و«العصر الجديد» ولكل ~~منها مزية خاصة، فالأولى تأسست في الحقبة الثانية، ~~والثلاث الباقيات ظهرن في الحقبة الثالثة من تاريخ الصحافة ~~العربية. ومجلة «الفتى» التي نكتب عنها الآن علمية ~~صناعية زراعية تاريخية فكاهية صدرت بأربعين صفحة في غرة ~~أيلول 1892 مرة في كل شهر، وقد افتتحها منشئها ورئيس ~~تحريرها المشار إليه بهذه الأبيات: # يا طالب العلم المفيد وكنزه # أبشر إليك فتى يريك ~~عجائبا # خلق وآداب وحسن طوية # جلت فأبدت للبيان ~~غرائبا # في ظل عباس الخديو أميرنا # ما دامت الأيام تجد ~~سحائبا # وبعد ثمانية شهور من التاريخ المذكور عطلها وأنشأ في 25 ~~نيسان 1893 جريدة «الرأي العام» الأسبوعية بالشركة مع صاحب ~~امتيازها ألكساندر زهيري ~~ورئيس ms490 تحريرها نجيب ~~حاج، وبقي اسم «الفتى» في رأس القسم العلمي من «الرأي ~~العام» الذي كان يبحث في السياسة والإدارة والأدب والعلم، ~~وقد تعهد إسكندر شلهوب بإدارة الصحيفة الجديدة وتعهد زميله ~~نجيب حاج بتحريرها. وسنأتي في الحقبة الثالثة على وصف هذه ~~الجريدة التي انتقلت فيما بعد إلى إسكندر شاهين ونالت من ~~الشهرة الواسعة ما لا يختلف فيه اثنان. ~~(6) الهلال # أصبح اسم هذه المجلة أشهر من نار على علم في مشارق الأرض ~~ومغاربها، وإذا ما ذكرت تبادر إلى الذهن حالا اسم منشئها ~~العلامة جرجي بك زيدان الذي لا يجهله أحد من قراء اللسان ~~العربي صغيرهم وكبيرهم، فهو الصحافي والمؤرخ والروائي الذي ~~أتحف الشرق والشرقيين بأبحاثه الجليلة وتآليفه المفيدة في ~~كل باب ومطلب، ولا نبالغ إذا قلنا إنه من أفراد الرجال ~~القليلين الذين خدموا الصحافة في هذا العصر بإخلاص وثبات ~~وهمة واجتهاد وصدق وشرف، وأعظم شاهد على ذلك مجلة «الهلال» ~~الشهرية العلمية التاريخية الأدبية التي أنشأها في غرة ~~أيلول 1892 ولم تزل منتشرة إلى الآن بين البعيد والقريب ~~والوطني والغريب. وما صاحبها إلا من خدام مملكة العلم ~~الأمناء الذين وقفوا عقلهم وجسدهم وما يملكون في سبيل جمع ~~شتيت لغة العرب ونشر لواء المعارف على كل ناطق ~~بالضاد. # جرجي زيدان؛ منشئ مجلة «الهلال» ~~الشهرية. (رسمه عند أول دخوله في سلك ~~الصحافة). # بدأ «الهلال» حياته بثمان وأربعين صفحة، ثم أخذ يتدرج ~~في مدارج النمو حتى تضاعفت صفحاته فبلغت ستا وتسعين وصار ~~يليق أن نسميه بدرا كاملا. وكان في أول ظهوره يصدر مرة ~~في كل شهر، ثم صارت سنته عشرة أشهر ويعوض عن الشهرين ~~الباقيين بكتاب يهديه إلى المشتركين في آخر العام. وهكذا ~~تحولت بداية سنته من شهر أيلول إلى شهر تشرين الأول منذ ~~سنة 1904 ميلادية، وقد جعل جرجي بك زيدان أخاه متري مديرا ~~لأشغال المجلة واتخذ نجله البكر إميل زيدان منذ سنة 1913 ~~مساعدا له في التحرير. # ويعد «الهلال» على العارفين أوسع المجلات العربية ~~انتشارا في أربعة أقطار الأرض، فإنك لا تجد بلدا في إحدى ~~القارات الخمس ms491 فيها قوم يقرءون اللغة العربية إلا كان ~~الهلال في جملة ما يطالعونه، فضلا عن انتشاره في وادي ~~النيل فإنه منتشر في ~~الطبقة الراقية من المصريين وغيرهم من قراء اللغة العربية ~~ولا سيما الناشئة الجديدة، ولا تجد مدرسة من مدارس مصر ~~الابتدائية والعالية إلا كان الهلال في جملة ما تقرر وضعه ~~بين أيدي التلامذة للمطالعة، يقرؤه التلميذ في مدرسته ~~والتاجر في مخزنه والصانع في دكانه والمزارع في حقله ~~والأديب في مكتبته والوالدة في منزلها، ويرى كل منهم فيه ~~ما يلذ له أو يفيده. # والسبب في سعة انتشاره أن مواضيعه قريبة من حاجة القراء ~~على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، ولم يتوصل إلى إحراز هذا ~~الرضى إلا بعد نيف وعشرين سنة قضاها في درس حاجات القراء ~~وتعديل خطة «الهلال» وترقية مواضيعه وتنويعها وانتقاء ما ~~يوافق حاجاتهم منها، ولم تمض سنة إلا أدخل منشئه فيه ~~تحسينا، وهو يدأب في خدمة اللغة العربية وأبنائها ويطبق ~~أبحاثه ومواضيعه على ما يلائم أذواق قرائه ويوافق ~~احتياجاتهم، على أن الهيئة الاجتماعية على إجمالها تقدمت ~~من طبيعتها فتكاثر ~~القراء واتسعت معارفهم وارتقت أذواقهم إلى أضعاف ما كانوا ~~عليه يوم ظهور «الهلال»؛ لتوافر أسباب المدنية وإقبال ~~الناشئة الشرقية على عوامل هذه النهضة. # كان أكثر أبحاثه في ~~التاريخ ثم تكيفت خطته بتوالي الاختبار والممارسة حتى تغلب ~~فيها التاريخ الشرقي على العموم والإسلامي العربي على ~~الخصوص لما رآه صاحب الهلال من حاجة البلاد إلى ذلك، فأخذ ~~بنشر التاريخ المذكور لجمهور القراء في قالب روايات ~~غرامية متسلسلة من زمن الجاهلية فما بعده، ثم نشره للخاصة ~~على أسلوب فلسفي في تاريخ التمدن الإسلامي، ونالت سلسلة ~~الروايات المذكورة وقعا حسنا عند جمهور المطالعين على ~~اختلاف طبقاتهم ونحلهم ونزعاتهم، وقد ترجم معظمها إلى ~~اللغات الفارسية والتركية والهندية وبعضها إلى الإنكليزية ~~والروسية، وأصبحت أبواب «الهلال» بعد تعديلها والزيادة ~~فيها من أول سنته الثانية والعشرين 12 بابا هذا بيانها: ~~(1) # المقالات: ومنها يتألف القسم الرئيسي من ~~الهلال وتشتمل على وصف أشهر الحوادث وتراجم ~~أعظم الرجال، ومقالات اجتماعية وتاريخية ~~وتهذيبية وأخلاقية وفلسفية ms492 وعلمية مما تقتضيه ~~حاجة الأمة أو تستدعيه الأحوال الجارية، فلا ~~يخلو هلال من عدة مقالات ضافية في المسائل ~~التي يتحدث بها الناس أو يتوقون إلى معرفتها ~~من حيث الاجتماع أو الاقتصاد السياسي أو فلسفة ~~التاريخ أو العلم أو الأدب أو نحوها، وكل ذلك ~~مزين بالرسوم والخرائط حسب الحاجة. ~~(2) # السؤال والاقتراح: يكتب فيه منشئه مقالات ~~يقترحها القراء أو يجيب على الأسئلة في كل ~~موضوع مما يتوسم فيه فائدة للجمهور. ~~(3) # العائلة والمنزل: ينشر فيه وصايا صحية ~~عمومية مما يفيد العائلات على الخصوص ومقالات ~~تتعلق بتدبير المنزل وشئونه. ~~(4) # عجائب المخلوقات: لنشر ما يحدث من غرائب ~~الطبيعة من حيوان أو نبات أو جماد مزينا ~~بالرسوم مما تلذ مطالعته وتجزل ~~فائدته. ~~(5) # أخبار علمية وصناعية: يتضمن خلاصة ما وصل ~~إليه العلم والصناعة من الاختراعات ~~والاكتشافات المهمة. ~~(6) # أخبار اجتماعية واقتصادية: لنشر زبدة ما ~~يحدث من الأمور التي تتعلق بالهيئة الاجتماعية ~~وأحوال البلاد الاقتصادية. ~~(7) # خواطر وآراء: تلخص فيها آراء مشاهير ~~العلماء والفلاسفة وخواطرهم في كل موضوع سواء ~~كانوا من العرب أو من الأجانب. ~~(8) # المراسلة والمناظرة: تنشر فيه المناظرات ~~التي تقوم بين أدباء العصر في المواضيع ~~المفيدة. ~~(9) # تاريخ الشهر: تذكر فيه خلاصة ما يحدث من ~~الأخبار المهمة في مصر وخارجها مع إيضاحها ~~بالرسوم والخرائط. ~~(10) # التقريظ والانتقاد: لدرس ونقد ما يصدر من ~~الكتب المهمة في أثناء الشهر. ~~(11) # مطبوعات جديدة: يقتصر فيه منشئه على ذكر ما ~~يصدر من الكتب والجرائد والمجلات ويكتفي ~~بإيراد مواضيعها وإرشاد القارئ إلى أثمانها ~~وأماكن وجودها. ~~(12) # رواية تاريخية تنتهي بانتهاء السنة. # وتمتاز هذه المجلة عن سواها من المجلات بما يأتي؛ أولا: ~~أن أبحاثها أكثرها شرقي عربي إسلامي، ثانيا: أن مقالاتها ~~يكتبها منشئها بعد الدرس ولا يترجم عن المؤلفات الأجنبية ~~إلا ما ندر، ثالثا: تكثر في المواضيع الاجتماعية ~~والفلسفية والأخلاقية وتهتم على الخصوص في تهذيب الشبان ~~وتعويدهم على حرية القول والصراحة في الفكر، رابعا: هي ~~معتدلة اللهجة معروفة بالإنصاف وصدق النية في خدمة العلم ~~لا تبالي بتفرق الأديان، خامسا: أقصى همها أن تبحث عن ~~الحقيقة فلا تبالي أن ms493 تعترف بالخطأ صريحا إذا عرفته، ~~وتبذل الجهد في بث هذه الروح في الشبيبة، سادسا: لم ~~تنشر تقريظا لصاحبها قط، سابعا: هي أول مجلة فتحت بابا ~~للتقريظ والانتقاد ودعته بهذا الاسم، ثامنا: هي أول مجلة ~~أبطلت نعوت التفخيم واقتدى بها غيرها من المجلات، وقد ~~سبقتها في هذا المضمار جريدة «المقطم» وحدها، وكل من طالع ~~هذه المجلة ورأى ما يطرد فيها من التحسين والرسوم الجميلة ~~والزيادة في عدد الصفحات يخيل له أنه انتقل من مصر إلى ~~أوروبا حيث سوق الآداب في رواج يساعد على بسط اليد في سبيل ~~ترقي الصحف، فإن منشئها ما برح دائبا في توفير أسباب ~~تقدمها حتى جعلها في المقام الأول بين المجلات، وعبارتها ~~اليوم تحسنت كثيرا عن عبارتها في أول عهد ظهورها كما يتضح ~~لمن يطالع أجزاءها منذ البداية حتى النهاية. # والخلاصة أنه لم يبق عربي في العالم إلا وسمع أو شعر ~~بفضل جرجي زيدان؛ وذلك لما له من الأيادي البيضاء على ~~اللغة العربية التي خدمها ~~بمجلته «الهلال» ~~وأغناها بتآليفه النفيسة وحلاها بتواريخ أصبحت هدى ~~للدارسين وذخرا للناطقين بالضاد يباهون به أرقى شعوب ~~الأرض علما. # بعد كتابة ما تقدم وتهيئته للنشر ورد نبأ برقي في 22 ~~تموز 1914 يعلن وفاة منشئ «الهلال» فجأة، رحمه الله تعالى، ~~فنزل ذلك كالصاعقة على آل الفقيد وأصحابه وعارفي فضله في ~~أقطار المعمور قاطبة، فأكبرنا المصاب به ومع النادبين قد ~~ندبنا خسارته العظمى التي لا تعوض؛ لأن العالم العربي ~~فقد به ركنا قويا من أركان النهضة العلمية في الشرق، ~~فنستنزل على ضريحه شآبيب الرضوان من العلي المنان، ونتمنى ~~لبكر أنجاله إميل أفندي الذي نعتقد فيه المقدرة الأدبية أن ~~يخلفه في خدمة الصحافة والمعارف، ويكمل ما بدأ به والده ~~العلامة من الآثار المفيدة التي تخلد ذكره جيلا بعد ~~جيل. ~~(7) الرشاد # مجلة علمية أدبية إنشائية فكاهية شهرية ظهرت في 8 ~~تشرين الأول 1892م/17 ربيع الأول 1310ه لمديرها ورئيس ~~تحريرها أحمد سلامة، وكانت أبحاثها قاصرة على أبناء ~~المدارس ومن يماثلهم من أهل الأدب، محتوية على ما تسهل ~~معرفته من ms494 الألفاظ المألوفة للأذهان على حد القول «خاطبوا ~~الناس على قدر عقولهم.» وكانت معروفة بسلامة المبدأ ~~منزهة عن الخرافات كافلة بنشر المواضيع المفيدة وتحويل ~~الألفاظ العادية إلى عربية والخطأ إلى صحيح والمستهجن إلى ~~فصيح مع أسئلة في كل فن من الفنون، وفي فاتحة عامها الثالث ~~تحولت إدارتها ورئاسة تحريرها لعهدة محمود سلامة فأدخل ~~إليها بعض التحسين، وكان منقوشا على غلافها الخارجي هذان ~~البيتان: # جرائد العلم شتى # وكلها في سداد # ولا أرى لك فيها # إلا سبيل الرشاد ~~(8) المنظوم # سبق القول [الكتاب الثاني - صحافة أوروبا - الباب الأول ~~- الفصل الثاني] عن أول مجلة شعرية ظهرت باللسان العربي، ~~وهي مجلة «حل المسألتين الشرقية والمصرية» سنة 1879 بقلم ~~رزق الله حسون الحلبي الشهير في مدينة لندن، ~~والآن نأتي على وصف ~~ثاني مجلة من هذا النوع صدرت بتاريخ 15 تشرين الثاني سنة ~~1892 في القاهرة، أسسها أحمد نجيب مرتين في الشهر ~~بثماني صفحات لتأهيل غريب الشعر وتسهيل الطرق لاجتماع شمل ~~بعيده بقريبه، والذي حدا به إلى إنشائها قوله: # ومما زاد الشعر فسادا وجلب على بضاعته كسادا ~~انتسابه إلى غير ذويه وادعاء من ليس ببنيه أنه من ~~بنيه حتى خرج عن أصله وصار في غير أهله: # الشعراء فاعلمن ~~أربعة # فشاعر يجري ولا يجرى ~~معه # وشاعر ينشد وسط ~~المجمعة # وشاعر من حقه أن ~~تسمعه # وشاعر من حقه أن تصفعه # وقد قسمها صاحبها إلى ثلاثة أبواب: الأول في المدائح ~~الخديوية والأمراء والوزراء والأعيان، والثاني في الانتقاد ~~الأدبي على ما يدرج بالباب الأول من القصائد التي يوجد بها ~~خلل من جهة الفنون الأدبية، والباب الثالث في الأزجال ~~والأبيات الحكمية والفكاهية والغرامية والمواليا وغير ذلك. ~~وما كادت تظهر هذه المجلة لعالم الصحافة حتى عطلها منشئها ~~لقلة إقبال الناس على مطالعة مضامينها التي ما كانت تهم ~~إلا فئة مخصوصة منهم. ~~(9) النصوح # جملتي في العلم صغرى # لا تطل فيها الشروح # جئت للعالم أدعو # ها أنا ذاك النصوح # بهذين البيتين صدر محمد توفيق مجلته ~~هذه التي ظهرت في 20 تشرين الثاني سنة 1892 ميلادية/29 ~~ربيع الأول 1310 هجرية لعالم الوجود، وهي ms495 مجلة علمية ~~أدبية تاريخية فكاهية كانت تصدر يوم الخميس من كل أسبوع ~~في 32 صفحة صغيرة الحجم، وفي أول كل عدد منها جزء من ~~ديوان «المدائح الخديوية للعائلة العلوية» مرتب على حروف ~~المعجم، وقد مد بعض أعيان مصر ووزرائها يد ~~المساعدة لإنشاء هذه ~~المجلة كالسيد محمد توفيق البكري نقيب السادة الأشراف في ~~الديار المصرية ومحمد راتب باشا وغيرهما، وقد نظم أحدهم ~~هذين البيتين في مدح محمد توفيق البكري المشار إليه ~~قال: # هو السيد البكري من آل هاشم # له الشرف العالي على كل ~~سيد # إذا قيل أي الناس أشرف محتدا # أشير إليه باللسان وباليد # | الباب الرابع # يشتمل على أخبار كل المجلات المصرية خارجا عن ~~العاصمة # الفصل الأول # | أخبار مجلات الإسكندرية من سنة ~~1881 إلى 1888 # (1) التنكيت والتبكيت # من أوليات الصحف التي كان لها شأن عظيم في إثارة ~~الخواطر وإحداث القلاقل قبل الاحتلال البريطاني مجلة ~~«التنكيت والتبكيت» لعبد الله نديم، ولا نبالغ إذا قلنا ~~إنها كانت مع رصيفاتها «المفيد» و«الفسطاط» و«الطائف» ~~ينبوع الفتنة الأهلية ومصدر الثورة العسكرية بشهادة كثيرين ~~من عقلاء الأمة المصرية، وهي صغيرة القطع ذات ثماني صفحات ~~ظهرت في 6 حزيران 1881م/8 رجب سنة 1298ه وكان القصد من ~~وضعها انتقاد أعمال الحكومة وتحريض الوطنيين على مقاومة ~~الأجانب في وادي النيل، فأخطأت المرمى وكان ما كان من ~~النتائج الوخيمة التي سردنا تفاصيل حوادثها المشئومة في ~~كتابنا «تاريخ الخديوية المصرية في عهد السلالة المحمدية ~~العلوية» الذي سننشره قريبا بالطبع إن شاء الله تعالى. ~~وقبل تمام السنة الأولى من عمرها انقرضت فحولها صاحبها ~~إلى جريدة سيارة باسم «الطائف» التي سيأتي ذكرها، وكان ~~يكتب هو مقالاتها بالاشتراك مع أحمد سمير، وهاك ما رواه ~~عنها نجيب غرغور # 1 # بالحرف الواحد: # وظلت الحال كذلك حتى أصدر المرحوم عبد الله نديم ~~جريدته الهزلية الأخلاقية «التنكيت والتبكيت» ~~فأعجب وأطرب، ووصف مصر إذ ذاك وصفا دقيقا في ~~مقالة خالدة عنوانها «مجلس طبي على مصاب ~~بالإفرنجي» وكانت الشعلة الأولى من حركة الأفكار ~~التي انتهت بثورة عرابي واحتلال الإنكليز لهذه ~~الديار الأسيفة. # واشتهرت هذه ms496 المجلة بالمناقشة التي حمي وطيسها بينها ~~وبين جريدتي «المحروسة» و«العصر الجديد» لأجل مقالة كتبها ~~عبد الله نديم بعنوان «حفظ الذات بحفظ اللغة» فرد عليه ~~العلامة أمين شميل ردا محكما أثبت فيه أن «حفظ اللغة لا ~~يكون إلا بحفظ الذات» وهو أمر لا يحتاج إلى برهان، فاشتد ~~الجدال بين الفريقين ثم انضم إلى كليهما بعض الأدباء ~~كأحمد سمير والدكتور شبلي شميل ونجيب غرغور وإسكندر نحاس ~~وغيرهم، وانتهت المناظرة بتفرق شمل المتناقشين لدى نشوب ~~نار الثورة العرابية. ~~(2) الراوي # كانت مدينة الإسكندرية تزاحم عاصمة القطر المصري بكثرة ~~جرائدها الراقية في الحقبة الثانية من تاريخ الصحافة ~~العربية، لكنها كانت أقل منها حظا بعدد مجلاتها المهمة ~~التي تستحق الوصف المخصوص، ومن أشهرها مجلة «الراوي» ~~الأدبية الفكاهية الشهرية التي ظهرت في غرة شهر آذار 1888 ~~لمنشئها خليل زينيه. ومن مميزاتها أن كل جزء منها كان ~~بمثابة حديقة صغيرة فيها من كل فاكهة زوجان، فكان القارئ ~~يتنقل فيها من المباحث الاجتماعية إلى الفصول الأدبية إلى ~~أفكار العلماء وآراء الحكماء إلى الفكاهات والنكات والقصص ~~والروايات، ونشر فيها أيضا «تاريخ مصر» منذ العصور ~~الخاوية إلى عهد الدولة الخديوية، لكن الحظ عثر بها إذ ~~أدخل صاحبها فيها السياسة ووقف في وجه رياض باشا رئيس ~~الوزارة المصرية عندما حمل حملته المشهورة على السوريين، ~~فوقف رياض باشا في وجه المجلة وكان بالطبع أقوى من صاحبها ~~الذي عطلها بعد إصدارها بسنتين، وفي خلال هذه العطلة شاع ~~في بيروت بين بعض الأدباء أن خليل زينيه عازم على إعادة ~~إصدار «الراوي» بعد احتجابه، وبلغت الإشاعة إلى الإمام ~~الشيخ إبراهيم اليازجي أستاذه الأكبر فكتب إليه تلك ~~الرسالة التي صارت بين الأدباء أشهر من «قفا نبك» وهي ~~التي جاء فيها: # أسألك أين الذي كنا نسمع عن نهضة الأدب عندكم ~~وغيرة الوطنيين في تلك الناحية وسخاء أيديهم على ~~أدبائهم؟ ألم يكن في فضلات أموالهم ما يقوم بمجلة ~~صغيرة في حجمها، رخيصة في ثمنها، قليلة المزاحم في ~~خطتها، تشغل فراغهم سلوة، وتملأ مجالسهم أدبا، ~~وتسود صفحاتها بذكر مآثرهم والذود ms497 عن حياضهم؟ ~~وتقول إن في عزمك الرجوع إلى مجلتك، كلا ثم كلا، ~~إنه الرأي الفائل وإنه لمن وساوس الباطل، وقد ~~بلوت من أمره أولا وثانيا ما يغنيك عن إطالة ~~النصيحة، وإن كنت فاعلا ولا بد فأصدر منها جزءا ~~واحدا تقوم فيه على ضريح الشرق خطيبا مؤبنا ~~وشاعرا راثيا يستعير يراعة أرميا في مراثي قومه ~~وأرضه حتى تبكي وتستبكي إن وجدت في تلك الرمم ~~المتحركة قلبا يشعر أو عينا تدمع، ثم انقش ما ~~تكتبه على لوح ذلك الضريح وشج رأس القلم وادفنه ~~في تلك الرمم إلى أن يبعثه الله فيهم مرحوما ~~مرتضى عنه، وإن توخيت بعد ذلك وجها من المعاش ~~فاستعر لك ثوبا من الجهل تتردى به وبرقعا من ~~الخلاعة تستر حمرة وجهك أمام عيني نفسك وتمسح ندى ~~جبينك عن بشرتك الرقيقة، ثم اتبع القوم في سبيلهم ~~إنه اليوم هو السبيل ... وإنني لا أراك إلا متحاملا ~~على نفسك بما لا تحتمله جاهدا إياها في إدراك ~~خطة ليس في وسع الأيام أن تمالئك على نيلها؛ لأنه ~~ما دامت بضاعة الأدب كاسدة وأهلها معدومين فأنت ~~أشبه بمن يطلب الثلج من الرمضاء ويلتمس العشب في ~~ظهر الصفاة الصماء. # وكتب في «الراوي» أدباء كثيرون من السوريين والمصريين ~~كنجيب غرغور والآنسة سلمى بنت نعمان قساطلي الدمشقي ~~وغيرهما، ونشر فيه الشيخ إبراهيم اليازجي خطابا عنوانه ~~«أدب الدارس بعد المدارس» والشيخ نجيب الحداد قصيدته ~~الشهيرة التي مطلعها: # يا بني الشرق أين ذاك الضياء # أين تلك النفوس والآلاء ~~(3) حديقة الأدب # مجلة روائية أنشأها سنة 1888 نجيب غرغور لينشر فيها ~~الروايات التي ألف بعضها وعرب البعض الآخر منها عن ~~أشهر كتبة الإفرنج، وجعل عدد صفحات كل جزء منها 64 صفحة ~~بحجم كبير وحرف جميل وإتقان بديع، فبدأ بنشر رواية ~~«التعساء» التي عربها عن فكتور هوغو ورواية أخرى لا محل ~~لذكرها، وقد راجت هذه المجلة رواجا عظيما جدا، ولكنه ~~اضطر إلى تعطيلها امتثالا لأمر رجل من أعاظم رجال مصر، ~~وأرادت نظارة الداخلية حينئذ أن تعامله بموجب قانون ~~المطبوعات فكتبت كتابا بسيطا إلى محافظ ms498 الإسكندرية تطلب ~~إليه أن يسأل صاحب المجلة عما إذا كان حاصلا على رخصة ~~طبعها، فبعث عرفي باشا يدعوه بواسطة معاون المحافظة الأول ~~وبعض رجال البوليس، ولما تمثل نجيب غرغور بين يديه أخذ ~~محافظ المدينة قانون المطبوعات بيده وبدأ يقرأ بدون أن ~~يفهم حتى جعل مجموع الغرامات التي استحقها تسعين جنيها، ~~وكلما حاول نجيب غرغور أن يفهمه بأن المجلة أدبية يزيد في ~~نغمته حتى كادت العبرة والغيظ يخنقانه، فلحظ المحافظ ذلك ~~وأشار بذهابه وبأخذ تعهد عليه بأن يطلب في المستقبل رخصة ~~قبل الطبع. # الفصل الثاني # | أخبار سائر مجلات الإسكندرية إلى ~~نهاية الحقبة الثانية # (1) مرقى النجاح # أول مجلة عربية أنشأها أحد شبان الأقباط لخدمة طائفته ~~كانت «مرقى النجاح» لعطية جرجس، وهي ذات ثماني صفحات ~~كبيرة القطع دقيقة الحروف مختلفة المواضيع كانت تصدر ثلاث ~~مرات في الشهر، وقد ظهر جزؤها الأول في غرة كانون الثاني ~~1892 وقصد بها منشئها ترقية بني قومه ليتسنى لهم مباراة ~~سائر الشعوب في مدارج المعارف وأسباب الحضارة الحديثة؛ لأن ~~الأقباط كانوا كسائر الأمم الشرقية منقطعين عن العلم ~~وتائهين في بيداء الإهمال، ولم يتنبهوا من غفلتهم إلا ~~عندما استجلب لهم بطريركهم كيرلس الرابع الكبير مطبعة من ~~أوروبا وتأسست لهم جريدة «الوطن» على يد ميخائيل عبد ~~السيد، ومن ذلك الحين أخذت النهضة القومية تتزايد فيما ~~بينهم شيئا فشيئا حتى صارت الآن لهم صحافة يعولون عليها ~~في شئونهم العلمية والسياسية والمذهبية. # ومجلة «مرقى النجاح» التي نقص أخبارها كانت من جملة ~~العوامل التي حركت الأقباط على الاقتداء بسائر الشعوب ~~جيرانهم في السعي وراء ترقية مصالحهم الخاصة والعامة، وإن ~~تكن قد عاشت عمرا قصيرا إلا أنها مهدت السبيل لظهور ~~غيرها من المجلات التي أدت خدما وافرة للأقباط وأنعشت في ~~قلوبهم روح العلوم والرابطة الجنسية، وكانت مباحثها تتناول ~~الأبواب الآتية: المقالة الافتتاحية - الكتابة والإنشاء - ~~التاريخ - القضاء - شذرات - حل ألغاز - المكاتبة والمناقشة ~~- أسئلة وأجوبة - ملخص أخبار الأسبوع - حكم ونصائح - ~~فكاهات. ~~(2) الفتاة # نسيم نوفل؛ مدير مجلة «الفتاة» ووالد ~~مؤسستها. # كانت الصحافة إلى أواخر الحقبة الثانية ~~محصورة بيد ms499 الرجال من كتاب اللغة العربية، ولم نلم ~~بجريدة أو مجلة واحدة ظهرت بهمة ربات القلم من النساء؛ ~~لأن المرأة الشرقية كانت عائشة في ديجور الجهل والجمود ~~والخمول لقلة العناية بترقية شئونها وإهمال تربيتها وتحسين ~~أحوالها، ولذلك قصرت النساء عن مجاراة الرجال ومنافستهم في ~~هذه الحلبة الشريفة، ولبث الحال على هذا المنوال حتى برزت ~~من خدرها فتاة من كرائم سوريا ومن أديبات عائلاتها ~~المشهورة، فأرادت أن تمزق بيدها حجاب الجهل عن أبصار بنات ~~جنسها وأنشأت لهن مجلة جديرة بالثناء والاعتبار، ونعني ~~بها السيدة هند نوفل التي أسست في 20 تشرين الثاني 1892 ~~مجلة «الفتاة» الشهرية، وهي باكورة الصحف النسائية ~~للناطقات بالضاد، ولذلك دعيت منشئتها الفاضلة بأم ~~الصحافيات وعميدتهن كما دعي إسماعيل بن الخشاب بأبي ~~الصحافيين وزعيمهم، وقد افتتحت الجزء الأول من المجلة ~~بهذين البيتين: # يا ربة العلم بل يا ربة الكرم # غضي لحاظك عما خطه قلمي # تصفحيه بحسن الود منعمة # هذي فتاتك بين العرب ~~كالعلم # أما مباحث المجلة فكانت مبتكرة تحت سماء الشرق بمواضيعها ~~المتعلقة بالجنس اللطيف، فكانت تتحاشى الأمور السياسية ولا ~~تنزع إلى المشاحنات الدينية عملا بمبدئها الوحيد وهو: ~~الدفاع عن حق المرأة المسلوب والاستلفات إلى الواجب ~~المطلوب، ونشرت بنوع خاص فصولا عن حالة المرأة ومركزها ~~الطبيعي في الأزمنة الغابرة والقرون الوسطى، وما بلغته ~~الآن من العلم والآداب والأخلاق والأزياء وحسن الإدارة ~~وتدبير المنزل وتربية الأولاد وسائر الفنون كالخياطة ~~والتطريز والتخريم والنقش والرسم والتصوير، فصادفت المجلة ~~قبولا وإقبالا لدى ربات الأدب وأميرات البلاد وقرظتها ~~الصحف العربية والأجنبية بدرر المقالات، وقد تواردت على ~~صاحبتها قصائد الثناء فاخترنا منها الأبيات الآتية من نظم ~~الشاعرة زينب فواز التي اختتمها بتاريخ على الحساب ~~الهجري: # عز الفتاة يزين أرباب الأدب # وبها ازدهى الجنس اللطيف كما ~~أحب # جاءت لنا هند تزف فتاتها # حور المعاني المسفرات ولا ~~عجب # وفدت محلاة بكل فضيلة # جمعت حضارتها فصيحات ~~العرب # وصفت فلو وصفت جمال سماتها # أفكارنا مالت وملنا في ~~طرب # لله در فتاتنا وفنونها # فلقد حوت من كل معنى ~~منتخب # فليهنأ الجنس اللطيف ms500 بنشأة # ما كان يبلغها الزمان ولو ~~طلب # | الكتاب الرابع # فهارس الجرائد والمجلات العربية منذ تكوين الصحافة ~~إلى نهاية عام 1929 # الفيكونت فيليب دي طرازي. # يا معشر الصحب ذا رسم به اقترنت # رسومكم وبها قد صار مزدانا # فتلك آثارنا أضحت تضم معا # رغما عن الدهر في ذا السفر ~~إخوانا # | المقدمة # وعدت أهل البحث الناطقين بالضاد والمستشرقين أن أنشر ما تبقى من ~~أجزاء مؤلفي «تاريخ الصحافة العربية» الذي باشرت طبعه قبل الحرب ~~العظمى، فإنجازا للوعد وقياما بالعهد أقدم لهم الجزء الرابع من ~~سلسلة أجزاء التاريخ المذكور ولو بعد زمان طويل، ولي الثقة بأنه ~~ينال استحسانهم أسوة بالأجزاء السابقة التي أحرزت رضى الذين ~~تصفحوها من العلماء والباحثين، ويحتوي هذا الجزء فهارس كاملة ~~شاملة لكل ما صدر في لغتنا الشريفة من الجرائد والمجلات شرقا ~~وغربا منذ تكوين الصحافة إلى الآن. # لا يخفى على ذوي الألباب أن هذا الموضوع وعر المسالك لم يطرقه ~~قبلي الكتاب الجديون والمؤرخون المدققون؛ لأنهم قلما يجدون لذة ~~في الاشتغال به أو لا يتوقعون منفعة مادية من ورائه، بل أستطيع ~~القول إنه لم يخطر ببال أحدهم أن يتحداه لما يعانيه المؤلف في هذا ~~السبيل من المصاعب الجسيمة والأبحاث المملة، وقد قيض لي تذليل تلك ~~العقبات بأن شمرت عن ساعد الجد وتفرغت للقيام بهذا المشروع الذي ~~محصته ودرسته درسا متواصلا ليس بعده زيادة لمستزيد، فجاء ~~تأليفا جديرا بأن ينشر بين الأدباء تعميما لجزيل فوائده ~~العائدة لرفع شأن الصحافة وتخليد آثار الصحافيين. ولدى مطالعته ~~يتضح سداد هذا القول جليا لكل عالم خبير ونقاد بصير؛ لأني لم ~~أغفل عن ذكر صحيفة عربية واحدة مهما كانت قديمة أو حديثة صغيرة ~~أو خاملة، بل دونت منها ما ظهر في أحقر قرية من أطراف المعمور أو ~~تلك التي لم يكتب لها أن تعيش أكثر من يوم واحد. # لا أقول ذلك من باب المباهاة أو الادعاء بالعصمة والكمال، حاشا ~~لي ثم حاشا لي من هذا الإثم الفظيع! إنما يدعوني إلى هذا التصريح ~~إعلان الواقع وبيان الحقيقة الراهنة، وإذا فاتني ms501 ذكر صحيفة أو أكثر ~~بين ألوف الصحف التي أوردت أسماءها فأرجو العفو عن إهمال كهذا غير ~~مقصود مني، ومن المقرر الثابت أنه إذا طرأ سهو عن ذكر بعض الصحف ~~فلا يثبت ذلك إلا ما ندر، والنادر لا يقاس عليه في مثل هذه ~~الأحوال. # يتبادر إلى أذهان البعض أن وضع الفهارس المشار إليها أمر سهل لا ~~يكلف منشئها سوى أن يتناول القلم والقرطاس ويخط بعض الصفحات فيبلغ ~~الضالة المنشودة، كلا ثم كلا! بل إن من تدبر هذا الموضوع وتمعن ~~فيه بعين البصيرة والإنصاف لا يلبث أن يقر بما يرافق هذا العمل من ~~التنقيب والتنقير والجلد والعناء وسهر الليالي وبذل النفقات كما ~~سترى. # وقد رتبت فهارس الصحف ترتيبا جغرافيا تاريخيا بجعلها ~~وافية بالمراد وصالحة لأن تكون دستورا ومرجعا لذوي البحث ~~والتدقيق، فعملا بالترتيب الجغرافي قسمت هذه الفهارس إلى أقسام ~~خمسة يتناول كل منها قارة من قارات الدنيا وهي: آسيا وإفريقيا ~~وأوروبا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، ثم جعلت لكل قسم ~~بابين أحدهما لفهارس الجرائد والآخر لفهارس المجلات، ويتألف الباب ~~الواحد من فروع يساوي عددها عدد البلدان أو الدول الواقعة في كل ~~قارة من القارات التي أتيح لها أن تكون مهدا لصحف عربية، وتأتي ~~بعد ذلك فروع الفروع وهي فهارس لصحف العواصم أو المدن أو القرى ~~التابعة لكل دولة على حدة، وبهذه الوسيلة يتمكن رواد التاريخ في ~~وقت قصير من معرفة صحف المعمور بوجه عام ومن الوقوف على صحف كل ~~دولة بوجه خاص ومن الاطلاع على صحف كل عاصمة أو مدينة أو قرية ~~بوجه أخص. # ولتنظيم الفهارس المذكورة اتبعت خطة رشيدة مهدت أمامي كل صعوبة ~~وسهلت لي الوصول إلى الغاية المقصودة، وهي أني في تقسيم البلدان ~~وتسمية الدول راعيت وضعها الجغرافي السياسي الذي كانت تعرف به ~~رسميا في بداية عام 1933؛ أي لدى مباشرتي طبع هذا الجزء الرابع ~~من كتاب «تاريخ الصحافة العربية». # ودونت في هذه الفهارس ما يأتي: أولا عناوين الصحف من جرائد أو ~~مجلات على اختلاف موادها ونزعاتها، ثانيا أسماء مؤسسي الصحف دون ms502 ~~سواهم؛ لأن التغييرات التي طرأت بعد التأسيس على تلك الأسماء سيأتي ~~ذكرها في سياق البحث عن أخبار كل جريدة ومجلة في الأجزاء التالية ~~من هذا الكتاب. أضرب مثلا على ذلك مجلة «الهلال» في القاهرة، ~~فإني أوردت في الفهرس اسم مؤسسها جرجي زيدان وأهملت ذكر نجليه أميل ~~وشكري زيدان صاحبيها الآن عملا بالخطة التي آليت على نفسي السير ~~بموجبها، وما قلته عن «الهلال» يصدق على «لسان الحال» و«البلاغ» ~~و«الأحرار» في بيروت، و«الأهرام» و«البصير» في الإسكندرية، ~~و«النفير» في حيفا، و«الهدى» في نيويورك إلخ ... ثالثا تاريخ اليوم ~~والشهر والسنة لظهور كل صحيفة بما لا يوصف من العناية والضبط، ~~وعولت في ذلك على الحساب الغريغوري الذي اتخذته الدول الكبرى ~~شرقا وغربا كقاعدة لها في المعاملات الرسمية، وأضفت إلى يمين كل ~~صحيفة رتبتها العددية مسلسلة لتكون كل صحيفة مقرونة بعددها الخاص ~~ومستقلة به. # وقد اعتمدت في تعيين مراكز الصحف على أسماء المدن التي كانت ~~مهدا لولادتها، وكل ما طرأ بعد ذلك من التبديل على مكان نشر بعض ~~الصحف سأضرب الآن عنه صفحا لأدونه بالتفصيل لدى سرد أخبارها في ~~سائر أجزاء هذا الكتاب، ومن هذا القبيل سبق لي أن أوردت في الجزء ~~الثاني تاريخ مجلة «المقتطف» التي ولدت في بيروت ثم انتقلت إلى ~~القاهرة، وذكرت في الجزء الثالث عنوان جريدة «الأهرام» بين جرائد ~~الإسكندرية وهي تنشر الآن في عاصمة المملكة المصرية، وكتبت في ~~الصفحة 450 من هذا الجزء الرابع أخبار جريدة «البرازيل» التي أبصرت ~~النور في مدينة سانتوس ثم تحولت في عامها الثاني إلى مدينة سان ~~باولو، وقس عليها صحفا أخرى من قبيل ذلك. # ولا بد من التنويه في هذا المقام بأني اصطلحت في تعريف الشهور ~~على أسمائها العربية الجارية الاستعمال في أكثر الأقطار التي ينطق ~~سكانها بالضاد؛ لأن بعض البلدان كمصر وتونس والجزائر ومراكش ~~وزنجبار والهند وغيرها من الأقطار الخاضعة للاستعمار الأجنبي ~~يستعمل سكانها أسماء الشهور الفرنجية في كتاباتهم العربية بلا حاجة ~~ماسة إلى ذلك، فنرى صحف القطر المصري مثلا ms503 تستعمل لفظة «جنايو» أو ~~«يناير» للدلالة على شهر كانون الثاني، كما أننا نشاهد صحف تونس ~~تورد لفظة «جانفي» للشهر المذكور، وقس على ذاك أسماء سائر الشهور ~~التي لا يستقيم لها وزن في اللسان العربي ولا يفهمها من أبناء ~~الضاد إلا العارفون منهم بلغة أجنبية، فدفعا لكل التباس أطلقت ~~على الشهور مسمياتها العربية توحيدا لاستعمالها وصيانة لكرامة ~~لغتنا الشريفة. # أما الترتيب التاريخي فإني اتبعت فيه طريقة التسلسل من الأقدم ~~عهدا إلى الأحدث عمرا في إيراد عناوين الصحف لكل مدينة، فإذا شئت ~~مثلا أن تعرف عناوين جميع الصحف التي ولدت منذ بدء الصحافة إلى ~~الآن في مدينة بيروت وأن تعرف أسماء منشئيها مع تاريخ اليوم والشهر ~~والسنة لصدورها أمكنك إدراك ذلك مفصلا وبلا عناء في أقل لمحة بصر، ~~وما قلته عن صحف مدينة بيروت يصدق بحذافيره على الصحف العربية في ~~سائر المعمور من أكبر عاصمة حتى أصغر قرية وأقصاها، هكذا تتمثل ~~أمامك حركة النهضة الصحافية العربية في أطوارها المختلفة جغرافيا ~~وتاريخيا ولغويا وعلميا وأدبيا وفنيا وسياسيا ~~واجتماعيا وزراعيا وصناعيا وتجاريا إلخ ... # وإكمالا للعمل أردفت الفهارس بحواش مفيدة تجلو الغوامض عن كثير ~~من نشراتنا الدورية، وبين تلك الحواشي ما يشير إلى الحوادث ~~التاريخية التي اندمجت في حياة بعض الصحف أو اشتهر بها غير واحد من ~~الصحافيين أو فاتني ذكرها في الأجزاء السابقة، وهي تشتمل على ~~فوائد جليلة ونوادر لذيذة وأخبار فريدة لا يجدها الباحثون إلا ~~في طي هذا الكتاب، أما سائر الصحف التي لم أتطرق إلى ذكرها في ~~الحواشي فسأسهب الكلام عنها وعن أربابها في الأجزاء التالية إن شاء ~~الله تعالى، وقد تهيأت لدي المواد الكافية لنشر سائر أجزاء هذا ~~الكتاب الذي يتألف من اثني عشر مجلدا جاهزة للطبع، وينتهي آخر ~~هذه المجلدات بأخبار الصحف العربية وتراجم أربابها مزينة برسومهم ~~حتى السنة 1929 ميلادية، وإذا فسح المولى سبحانه في أجلي فلن ~~أتقاعس عن إنجاز المجلدات التي تتعلق بالصحف الصادرة بعد السنة ~~المذكورة أيضا. # على أثر هذا التمهيد لا بد لي من التصريح بأن هذا ms504 الجزء الذي ~~أزفه اليوم من مؤلفي إلى الأمة العربية الكريمة هو ثمرة شغل جدي ~~استغرق أكثر أوقاتي بل أفنيت في سبيله أهم شطر في حياتي؛ لأني قضيت ~~أربعا وأربعين سنة في إعداد مواده وتنظيم فهارسه وتمحيص محتوياته ~~حتى جاء والحمد لله وافيا بالغرض المطلوب وجديرا بأن يقال فيه: ~~«لا عطر بعد عروس.» # ولبلوغ هذه الأمنية رأيت أن أجمع شتى الصحف العربية التي صدرت في ~~الخافقين من أول عهد الصحافة حتى الآن، فصرفت اهتمامي إلى إخراج ~~هذا الفكر المبتكر، الذي ما سبقني إليه إنسان، من حيز القوة إلى ~~حيز العمل، بل جاهدت لأجله جهادا مستمرا دون أن يأخذني ملل أو ~~يستولي علي يأس، وقد توخيت سرد هذه الرواية كي تكون عبرة ~~لأبناء الغرب الذين يعيرون الشرقيين بالتقلب في المبادئ ~~والأفكار، وينسبون إليهم عدم الثبات فيما يباشرونه من ~~الأعمال. # ولما كان هذا المشروع يتطلب بحثا دقيقا واجتهادا كبيرا أخذت ~~أفتش بكل الذرائع الفعالة عن شوارد الصحف وآثارها البالية وعتائقها ~~المهجورة حتى ظفرت منها بالسهم الأوفر؛ ولهذا السبب راسلت ~~الصحافيين الإحياء وأحفاد الدراجين منهم وذوي الاختصاص بصيانة ~~الآثار الكتابية في الأمصار الشرقية والغربية، ثم عانيت بذاتي ~~الأسفار الشاقة في طول البلاد وعرضها ساعيا وراء ضالتي المنشودة، ~~وأقمت الوكلاء في كل قطر أو مدينة مفوضا إليهم أن يبحثوا عن ~~الجرائد والمجلات التي تنشر ضمن دائرتهم أو نشرت فيها منذ قديم ~~الزمان، وأوعزت إليهم أن يلتقطوها لي على نفقتي مهما تجشموا لذلك ~~من وقت ومال وتعب وتنقيب، فاشتغل كل منهم بما لا يوصف من الهمة ~~متبعا الخطة التي رسمتها له أو جرى الاتفاق عليها بينه وبيني، ~~هكذا واصلت السعي بلا فتور في سبيل نجاح المشروع لئلا يتخلله نقص ~~أو يعتوره خلل. # ولما كانت الصحف العربية تتكاثر يوما فيوما وينمو عددها في ~~جميع الأمصار عدلت عن اقتناء مجموعاتها برمتها كما فعلت في بادئ ~~الأمر؛ لأن حفظها والإنفاق عليها أولى بالدول والحكومات ودور ~~الآثار والمجامع العلمية من فرد مثلي، بناء عليه اقتصرت على إحراز ~~أول عدد صدر ms505 من كل جريدة أو مجلة وعلى بعض الأعداد الممتازة التي ~~لا يستغنى عنها في وضع تاريخ الصحافة، وعندما كان يتعذر علي ~~إحراز العدد الأول اعتضت عنه العدد الثاني أو الثالث أو عددا آخر ~~ذا قيمة تاريخية أو بحث مفيد. # ومن فرائد تلك الصحف أنشأت في منزلي معرضا صحافيا قد اتبعت في ~~تنظيمه ما سبق ذكره عن تنظيم الفهارس جغرافيا وتاريخيا في صدر ~~هذه المقدمة، ويبلغ عدد الصحف العربية التي اشتمل عليها هذا المعرض ~~الصحافي لدى الفراغ من طبع الجزء الرابع من هذا الكتاب نيفا ~~وثلاثة آلاف ومائتين وخمسين جريدة ومجلة مختلفة العناوين جمعت من ~~أربعة أقطار المسكونة، وقد توقفت بعد العناء الجسيم والوقت الطويل ~~والنفقات الوافرة إلى العثور على الأعداد الأولى لثلاثة أرباع صحفي ~~المذكورة. # وما رويته عن الصحف العربية يسري أيضا على جميع الصحف التي ~~يتألف منها معرضي الصحافي وقد صدرت في سائر اللغات الشرقية قديمها ~~وحديثها، وهي: السريانية والعبرانية واليونانية والقبطية والفارسية ~~والأرمنية والحبشية والتركية والكردية والأردوية إلخ. وتحتوي تلك ~~المجموعة على طائفة جليلة من الجرائد والمجلات الأوروبية التي ~~طبع أكثرها في البلدان الشرقية أو أنشأها الشرقيون في الأمصار ~~الغربية وغيرها. فبعد هذه الإيضاحات يسوغ بكل حق وكل صواب أن يطبق ~~على هذا المعرض الصحافي ذلك المثل العربي المشهور: «كل الصيد في ~~جوف الفرا.» # وقد تجمع لدي من هذه الوثائق الصحافية المختلفة اللغات ما لا ~~يحصى ولا يحد، وفي ظني أنه لا يتيسر بعد الآن لكائن من كان من ~~المؤلفين أو الباحثين أو من هواة الآثار النفيسة جمع ما تنطوي عليه ~~خزائني من تلك العتائق النادرة ~~التي يصعب إحرازها وضم شتاتها، على أن فريقا من كبار العلماء ~~وجهابذة المؤرخين جاهروا لدى زيارتهم هذا المعرض الصحافي بأنه ~~يستحيل على دول الأرض قاطبة تكوين مجموعة أخرى تضاهي مجموعتي هذه ~~عددا وأهمية وذوقا وترتيبا وكمالا؛ لأن السواد الأعظم من تلك ~~الصحف دخل في خبر كان ونسجت عليه عناكب النسيان، وقد شاهد أولئك ~~الجهابذة الأعلام بين الصحف المشار إليها نسخا كثيرة غالية ms506 الثمن ~~ونادرة الوجود بل منقطعة النظير، فأعلنوا مصرحين بأنه لن يتسنى ~~الوصول إلى مثال منها ولو بذل في سبيل مشتراه كل ثروة كسرى ومال ~~قارون. # ولم تخف شهرة هذه المجموعة وفهارسها عن الأوساط العلمية في جميع ~~أنحاء البلدان الراقية؛ لأنها المرجع الوحيد لكل من شاء التنقيب عن ~~صحافة الشرق عموما والعرب خصوصا، وهنا لست أرى مندوحة عن إيراد ~~حادثة جرت لي بهذا الشأن وهي حرية بأن تدون خدمة للحقيقة ~~والتاريخ، ذلك أن اثنين من جهابذة أوروبا المستشرقين قدما سنة 1925 ~~مدينتي الآستانة (عاصمة الأتراك قديما) وأنقرة (عاصمة الأتراك ~~الجديدة) للوقوف على آثار الصحافة في اللغة التركية، فخابت آمالهما ~~وعادا بخفي حنين بعدما عانيا مشقات السفر وبذل الأموال بلا جدوى؛ ~~لأن الأتراك كانوا قليلي الاكتراث لجمع الصحف التي ظهرت في بلادهم ~~على عهد السلطنة العثمانية وأوائل عهد الجمهورية التركية، وهو ~~تقصير واضح لا يسلم منه أيضا أكثر دول الشرق بوجه الإجمال على ~~بلوغ بعضها درجة سامية في معارج الحضارة والكمال. # وما عتم ذانك المستشرقان أن بلغهما خبر المجموعة الصحافية التي ~~سبق الآن وصفها، فهبطا مدينة بيروت ولبثا مدة أسبوعين كاملين ~~يترددان إلي لدرس القسم التركي منها حتى ظفرا ببغيتهما المقصودة، ~~ولدى الوداع أعربا عن إعجابهما بهذه المجموعة الفريدة وأكدا أنه ~~سيكون لها شأن عظيم في عالم الأبحاث الشرقية، ثم تمنيا أن تكون في ~~حوزة أحد المتاحف الشهيرة في أوروبا ليتسنى لعلماء الاستشراق أن ~~يطلعوا عليها وينتفعوا من كنوز فوائدها . # عرف أنصار العلم أهمية مؤلفي «تاريخ الصحافة العربية» ومقدار ~~الجهود التي بذلت لأجل وضعه وجمع مواده مدة أربع وأربعين سنة ~~كاملة، وأيقنوا أيضا أنه من المؤلفات الأساسية التي لا يستغنى ~~عنها في المكاتب العامة والخاصة، واتضحت ضرورة مطالعته للصحافي ~~والمؤرخ والأديب؛ إذ أصبح مرجعا ~~في بابه لأبحاث كل منهم، فكان ~~ذلك من جملة الدواعي التي حملت بعض الجمعيات العلمية على استخراجه ~~من اللسان العربي إلى اللغات الأوروبية تعميما لفوائده في الأقطار ~~الغربية، وبعد أن ترجم المجلدان الأولان منه إلى اللغة الألمانية ~~قبل الحرب ms507 العظمى قامت الآن دائرة العلوم الاجتماعية في الجامعة ~~الأميركية ببيروت تنشر منه المجلد الرابع هذا وتنقله إلى اللغة ~~الإنكليزية، وسيكون هذا المجلد جزءا من مجموعة الثمانية الأجزاء ~~التي هيأتها الجامعة المذكورة ونشرت فيها المراجع المختصة بآسيا ~~العربية بعد الحرب العظمى (1914-1918) والموضوعة بأهم اللغات ~~الأوروبية ولغات الشرق الأدنى # 1 # وهو أول تلك الأجزاء رتبة كما يبين جليا من رقم ~~التسلسل المدون في صفحة العنوان الإنكليزي لهذا الكتاب، وإليك أيها ~~القارئ اللبيب فقرة من رسالة مؤرخة في 28 تشرين الأول سنة 1931 ~~وجهها إلي الأستاذ العلامة السيد ستيوارت داد رئيس الدائرة ~~المذكورة قال: # يسر جمعيتنا أن تعلم أنه أصبح في الإمكان أن تضع يدها ~~بيدكم للتعاون على نشر فهرسكم الجامع للصحف الدورية ~~العربية لمنفعة العالم أجمع، وتمتلئ قلوبنا ابتهاجا حين ~~ننظر بعين الأمل إلى المستقبل غير البعيد ونرى مؤلفكم ~~النفيس في عداد الفهارس التي تعدها جمعيتنا باللغات ~~المختلفة وموضوعها: أسيا العربية. # ثم كتب لي رئيس الدائرة المشار إليها رسالة مرقومة في 29 شباط ~~1932 أقتطف منها العبارة التالية التي تفصح عن وفرة اعتبار العلماء ~~لكتابي «تاريخ الصحافة العربية»، قال ما نصه بالحرف الواحد: # وفي هذه الحال سنشرع في الطبع وسنشير إلى مؤلفكم النفيس، ~~ونعد به أهل العلم في الخافقين ليعللوا أنفسهم به من الآن ~~إلى وقت صدوره. # يتضح مما سبق بيانه أن «تاريخ الصحافة العربية» أحرز الثقة التي ~~توخيتها له بصدق الرواية ودقة الأبحاث، ولا أزيد القراء علما أن ~~جميع الذين طالعوا الأجزاء السالفة منه اتفقت كلمتهم على استحسانه ~~والاعتماد عليه في المسائل التي يدور عليها موضوعه، وناهيك أن ~~القصائد التي نظمت في تقريظه والإعجاب به والإفصاح عن فوائده لا ~~يقل عددها عن الخمسين وردت علي من أربعة أقطار المسكونة، وقس على ~~ذلك أقوال الصحف العربية والإفرنجية مع الرسائل الكثيرة التي ~~وافتني من أقطاب الفضل وأمراء البيان في مختلف الأقطار ~~والبلدان. # لست أقول ذلك على سبيل التباهي بل أقوله من باب معرفة الجميل ~~للعلماء والأدباء والشعراء والصحافيين الذين راقهم مؤلفي فلحظوه ~~بعين الرضى والحلم والاستحسان، وفي هذا ms508 المقام أسأل أهل المعرفة ~~والنقد بعد اطلاعهم على هذا الجزء الجديد من كتابي أن يبينوا لي ما ~~لعلهم يعثرون عليه من الخلل والغلط كي يصلح في الطبعات اللاحقة؛ ~~لأن العصمة والكمال لله المتعال. # | القسم الأول # في فهارس صحافة آسيا منذ تكوين الصحافة العربية ~~إلى ختام السنة 1929 # تنبيه أول # إني اعتمدت في تعيين أسماء منشئي الصحف على ذكر المؤسسين ~~الأصليين دون سواهم، واعتمدت أيضا في تعيين مراكز الصحف على ~~أسماء المدن التي كانت مهدا لولادتها، وكل ما طرأ بعد ذلك من ~~التبديل في إدارة بعض الصحف أو هيئة تحريرها أو مكان نشرها ~~سيظهر في سياق أخبار كل جريدة أو مجلة في الأجزاء التالية من ~~هذا الكتاب. # تنبيه ثان # إن النجمة المرقومة ~~⊙ # في ~~يمين اسم الجريدة أو المجلة تشير إلى أن تلك الصحيفة كانت لم ~~تزل منتشرة بتاريخ 11 تشرين الثاني سنة 1918 وهو تاريخ عقد ~~الهدنة بين الدول المتحاربة في الحرب العظمى، أما النجمة ~~⋆ # المسطرة في يسار ~~اسم الجريدة أو المجلة فتشير إلى أن الصحيفة كانت لم تزل ~~منتشرة بتاريخ 31 كانون الأول سنة 1929. # الباب الأول # | فهارس جميع الجرائد العربية في آسيا # يتضمن فهارس جميع الجرائد العربية في آسيا على الإطلاق. # وهي مرتبة تاريخيا وجغرافيا لكل مدينة وبلد من الأصقاع الآسيوية. ~~*** # جرائد الجمهورية اللبنانية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: بيروت ~~العاصمة ~~(1) # حديقة ~~الأخبار ~~* # خليل الخوري # 1 كانون الثاني 1858 ~~(2) # نفير سوريا # بطرس البستاني # تشرين الأول 1860 ~~(3) # أخبار عن انتشار الإنجيل # المرسلون الأميركيون # 1 آذار 1863 ~~(4) # النشرة الشهرية # الدكتور كرنيليوس ~~فنديك ~~† # 1 كانون الثاني 1866 ~~(5) # الجنة # سليم البستاني # 11 حزيران 1870 ~~(6) ~~⊙ # البشير ~~⋆ # الآباء ~~اليسوعيون ~~‡ # 3 أيلول 1870 ~~(7) # كوكب الصبح المنير # المرسلون الأميركيون # 1 كانون الثاني 1871 ~~(8) # الجنينة ~~§ # سليم البستاني # 3 شباط 1871 ~~(9) ~~⊙ # النشرة ~~الأسبوعية ~~⋆ # المرسلون ~~الأميركيون ~~|| # 10 كانون الثاني 1871 ~~(10) # التقدم ~~¶ # يوسف الشلفون # 1 كانون الثاني 1874 ~~(11) # ثمرات ~~الفنون # # عبد القادر قباني # 20 نيسان 1875 ~~(12) ~~⊙ # لسان ~~الحال ~~⋆ # خليل ~~سركيس ~~** # 18 تشرين1 1877 ~~(13) # المصباح # نقولا نقاش # 1 كانون الثاني 1880 ~~(14) # الهدية # جمعية التعليم المسيحي الأرثوذكسية # 1 كانون الثاني 1883 ~~(15) # بيروت # محمد رشيد الدنا # 22 آذار 1886 ~~(16) # دليل بيروت # أمين الخوري # 1 كانون الثاني 1888 ~~(17) # بيروت # رسمية # 22 كانون الأول 1888 ~~(18) # الفوائد # خليل البدوي # 1 آذار 1889 ~~(19) ~~⊙ # الأحوال ~~⋆ # خليل ms509 ~~البدوي ~~†† # 1 تشرين الأول 1891 ~~(20) # النشاط (مدرسية) # نقولا لويس # 1896 ~~(21) # المنار # المطران أرسانيوس حداد # 17 أيلول 1898 ~~(22) # روضة المعارف # سليم الأنسي وشاكر أبو ناضر # 1 آيار 1899 ~~(23) # المنارة (مدرسية) # يوسف الحويك # 14 كانون الأول 1899 ~~(24) # الكنانة (مدرسية) # الجامعة الأميركية # 15 تشرين الثاني 1900 ~~(25) # العلمية (مدرسية) # الجامعة الأميركية # 20 كانون الثاني 1902 ~~(26) # النهضة الأدبية (مدرسية) # فريد غماشي ومحبوب الشرتوني # 1 آذار 1902 ~~(27) # صدى الاستعدادية (مدرسية) # إسكندر فواز وفؤاد غصن # 2 آذار 1902 ~~(28) # الرقيب (مدرسية) # نجيب مصور وشركاه # 12 آذار 1902 ~~(29) ~~⊙ # الإقبال ~~⋆ # عبد الباسط ~~الأنسي ~~‡‡ # 9 نيسان 1902 ~~(30) # العصر (مدرسية) # سليم عبد الأحد # 29 آذار 1903 ~~(31) # ثمرة النجاح (مدرسية) # أخوة المدارس المسيحية # 1 كانون الثاني 1904 ~~(32) # الباكورة # جمعية مار منصور # 16 شباط 1904 ~~(33) # المبتدئون (مدرسية) # الجامعة الأميركية # 5 آذار 1906 ~~(34) # الصلوات الغانمية # يوسف خطار غانم # 3 كانون الثاني 1907 ~~(35) # الأرزة (مدرسية) # فيليب عضامي وشركاه # 1907 ~~(36) # صدى الاستعدادية (مدرسية) # متري حداد وشركاه # 1907 ~~(37) # الشاطئ (هلامية) # 1907 ~~(38) # هبت # 15 آب 1908 ~~(39) ~~⊙ # البرق ~~⋆ # بشارة عبد الله الخوري # 1 أيلول 1908 ~~(40) # المارونية الفتاة # يوسف خطار غانم # 5 أيلول 1908 ~~(41) # الاتحاد العثماني # الشيخ أحمد حسن ~~طبارة ~~§§ # 22 أيلول 1908 ~~(42) # الوطن # ملاط وشوشاني وفارس # 5 تشرين الأول 1908 ~~(43) # مذكرات الأحرار اللبنانيين # داود مجاعص # 15 تشرين الأول 1908 ~~(44) # الثبات # إسكندر خوري وخليل زينية # 21 تشرين الأول 1908 ~~(45) # المحبة # فضل الله أبي حلقة # 2 تشرين الثاني 1908 ~~(46) # الرسائل الغانمية # يوسف خطار غانم # 5 كانون الأول 1908 ~~(47) # المراقب ~~||| # جرجي شاهين عطية # 19 كانون الأول 1908 ~~(48) ~~⊙ # الحقيقة # أحمد عباس ~~الأزهري ~~¶¶ # 6 شباط 1909 ~~(49) # لسان الاتحاد # فليكس فارس # 8 شباط 1909 ~~(50) # المفيد # عبد الغني العريسي # 9 شباط 1909 ~~(51) ~~⊙ # أبابيل ~~⋆ # حسين محيي الدين حبال # 15 شباط 1909 ~~(52) # الأيام # فائق غرغور وطانيوس عبده # 27 آيار 1909 ~~(53) # الحرية # داود مجاعص # 24 تموز 1909 ~~(54) # عيواظ # 18 تشرين الأول 1909 ~~(55) # الخرج # متري الخرج # 4 كانون الأول 1909 ~~(56) # النصير البيروتي # عبود أبي راشد # 1 كانون الثاني 1910 ~~(57) # الرشيد # الشيخ صالح اليافي # 27 كانون الثاني 1910 ~~(58) # الراوي # طانيوس عبده # 18 آذار 1910 ~~(59) ~~⊙ # الرأي ~~العام ~~⋆ # طه المدور # 30 آذار 1910 ~~(60) # صدى الجامعة العثمانية # عبد الكريم أبو النصر # 7 آيار 1910 ~~(61) # الطبيب العامل # الدكتور ثيوفيل دبانة # 10 حزيران 1910 ~~(62) # حمارة بلدنا # توفيق جانا # 17 أيلول 1910 ~~(63) # الحارس # أمين الغريب # 2 تشرين الثاني 1910 ~~(64) # الحمارة # نجيب جانا # 4 تشرين الثاني 1910 ~~(65) # الوطنية # محمد القلقيلي # 24 تشرين الثاني 1910 ~~(66) # المباراة (مدرسية) # أمين الحداد وإلياس جرجور # 25 تشرين الثاني 1910 ~~(67) # الزهرة # جمعية الإخاء المدرسي # 20 كانون الثاني 1911 ~~(68) # الهامش # حسن الناطور وعلي لطفي # 3 آذار 1911 ~~(69) # يأجوج ومأجوج # 17 نيسان 1911 ~~(70) ~~⊙ # البلاغ ~~⋆ # محمد الباقر ونصوح ~~بكداش ## # 29 حزيران 1911 ~~(71) # القلم العريض # عبد الرحمن سلام # 5 آب ms510 1911 ~~(72) # الإخاء العثماني # محمد شاكر الطيبي # 19 آب 1911 ~~(73) # النشرة الأولى # 13 تشرين الثاني 1911 ~~(74) # المسامرات # أحمد محيي الدين حرب # 19 تشرين الثاني 1911 ~~(75) # القضاء # جميل الحسامي # 10 كانون الثاني 1912 ~~(76) # الإعلانات # حرفوش وبرصا وشركاهم # 16 كانون الثاني 1912 ~~(77) # كراكوز # د. ل. ش # 28 كانون الثاني 1912 ~~(78) # الأستاذ (مدرسية) # نزيه داود # شباط 1912 ~~(79) # الشركة التلغرافية السورية # حرفوش وبرصا وشركاهم # 14 آيار 1912 ~~(80) # صدى البرق # بشارة عبد الله الخوري # 14 آيار 1912 ~~(81) # صدى المفيد # عبد الغني العريسي وفؤاد حنتس # 30 آيار 1912 ~~(82) # صدى البشير # الآباء اليسوعيون # 4 حزيران 1912 ~~(83) # الائتلاف العثماني # الشيخ أحمد حسن طبارة # 2 آب 1912 ~~(84) # لسان العرب # عبد الغني العريسي وفؤاد حنتس # 23 أيلول 1912 ~~(85) # الفتى العربي # عبد الغني العريسي وفؤاد حنتس # 28 أيلول 1912 ~~(86) # المصور # محمد طاهر التنير # 7 كانون الأول 1912 ~~(87) # الإصلاح # أحمد حسن طبارة # 10 آيار 1913 ~~(88) # البغلة # توفيق جانا # 4 تموز 1913 ~~(89) # العجائب # بهاء الدين الصوفي # 24 تموز 1913 ~~(90) # ذيل النفائس # أنيس عيد الخوري # 16 آب 1913 ~~(91) # حمارة الجبل # توفيق جانا # 18 آب 1913 ~~(92) # فتى ~~العرب ~~*** # عبد الغني العريسي وفؤاد حنتس # 15 كانون الأول 1913 ~~(93) # المرآة # خليل زينية # 15 كانون الثاني 1914 ~~(94) # صدى الأحوال # عبد الله بك رعد # 12 نيسان 1914 ~~(95) # جراب الكردي # توفيق جانا # 20 نيسان 1914 ~~(96) # ملحق الإصلاح # الشيخ أحمد حسن طبارة # 19 آب 1914 ~~(97) # جورنال بيروت # جرجي بك حرفوش # 7 تشرين الأول 1914 ~~(98) ~~⊙ # الوطن # جرجي عوض وشبلي ملاط # 1 تموز 1915 ~~(99) # مينرفا (خطية) # ماري يني # 24 أيلول 1916 ~~(100) ~~⊙ # بيروت # رسمية # 1 تشرين الأول 1918 ~~(101) ~~⊙ # الإخاء # محمد شاكر الطيبي # 4 تشرين الأول 1918 ~~(102) ~~⊙ # الحرية ~~⋆ # جرجي عوض # 25 تشرين الأول 1918 ~~(103) # اقرأني # الأمير فريد شهاب # 9 نيسان 1919 ~~(104) # الجامعة السورية # عمر أبو النصر # 14 آيار 1919 ~~(105) # النشرة الرسمية للأعمال ~~الإدارية ~~⋆ # المفوضية العليا # 1921 ~~(106) # الدبوس # 16 كانون الثاني 1921 ~~(107) # الكشاف (هلامية) # صلاح عثمان بيهم وعزة قريطم # 29 نيسان 1921 ~~(108) # المعرض ~~⋆ # ميشال زكور # 1 آيار 1921 ~~(109) # رسالة ~~السلام ~~⋆ # الخوري أنطون ~~عقل ~~††† # 25 آيار 1921 ~~(110) # فتى الأرز # إلياس أسعد نعيم # 6 آب 1921 ~~(111) # العالم ~~الإسرائيلي ~~⋆ # سليم الياهو من # 1 أيلول 1921 ~~(112) # اليومية السورية # 12 أيلول 1921 ~~(113) # الهدية # المطران جراسيموس مسرة # 17 تشرين الثاني 1921 ~~(114) # النبوت # إلياس غريب # 14 آب 1922 ~~(115) # الرسالة المصورة # الخوري أنطون عقل # أيلول 1922 ~~(116) # البستان ~~⋆ # المرسلون الأميركان # 1 تشرين الأول 1922 ~~(117) # المناغش # جرجي عوض # 7 كانون الأول 1922 ~~(118) # الإصلاح # يوسف ثابت ونجيب أبي عكر # 11 كانون الأول 1922 ~~(119) # الدبور ~~⋆ # يوسف مكرزل # 1 كانون الثاني 1923 ~~(120) # البيان ~~⋆ # بطرس بستاني وطانيوس باخوس # 2 كانون الثاني 1923 ~~(121) # الكشكول ~~⋆ # مكتب جريدة البلاغ # 5 كانون الثاني 1923 ~~(122) # المحاكم # أنطون زيات # 15 كانون الثاني 1923 ~~(123) # الغربال # إلياس رعد # 12 شباط ms511 1923 ~~(124) # المنبر # علي ناصر الدين # 15 شباط 1923 ~~(125) # المجنون # نجيب غطاس # 1 آذار 1923 ~~(126) # الطالب # يحيى اللبابيدي # 15 آذار 1923 ~~(127) # البيرق # يوسف ووديع عقل # نيسان 1923 ~~(128) # صدى الأحوال # سمعان فرح سيف # 5 نيسان 1923 ~~(129) # الطالب (غير الأولى) # يحيى اللبابيدي # 12 نيسان 1923 ~~(130) # المستقل # عبد الله رزق الله خير # 14 آب 1923 ~~(131) # الشفاء # الدكتور مصطفى السعادة # 18 آب 1923 ~~(132) # صدى المسارح # مصباح تميم وأحمد كريدية # 19 آب 1923 ~~(133) # ملحق النشرة الأسبوعية # المرسلون الأميركان # 1 تشرين الأول 1923 ~~(134) # الأحرار ~~⋆ # جبران تويني # 6 كانون الثاني 1924 ~~(135) # العمال # سجيع الأسمر # 5 آب 1924 ~~(136) # الفنون الجميلة # ألكسي لادقاني وجرجي عازار # 17 آب 1924 ~~(137) # العهد ~~الجديد ~~⋆ # خير الدين الأحدب # 5 آذار 1925 ~~(138) # الحياة الرياضية # إلياس يوسف شدياق # 20 آذار 1925 ~~(139) # الإنسانية # يوسف إبراهيم يزبك # 15 آيار 1925 ~~(140) # الاستقلال # نجيب ليان # 24 آيار 1925 ~~(141) # صدى المصايف # فؤاد مغبغب # 15 تموز 1925 ~~(142) # الفتاة # شكري بخاش # 1925 ~~(143) # وفاء العرب # سيف الدين سمان وأحمد دمشقية # 31 آب 1925 ~~(144) # هبت ~~⋆ # خليل كاملة # 22 أيلول 1925 ~~(145) # النذير # راغب اليافي # 12 تشرين الثاني 1925 ~~(146) # النمرود # حنين قطيني # 20 كانون الأول 1925 ~~(147) # المدفع # سيف الدين سمان # كانون الأول 1925 ~~(148) # الأحرار المصورة # جبران تويني # 11 كانون الثاني 1926 ~~(149) # النديم # إدارة مجلة المرأة الجديدة # 24 كانون الثاني 1926 ~~(150) # الجوائب # ألبرت يوسف شدياق # 18 آذار 1926 ~~(151) # الشرق ~~⋆ # عبد الغني عوني الكعكي # 17 آيار 1926 ~~(152) # الحوت # فريد سلام # 23 آب 1926 ~~(153) # معليش ~~⋆ # منيب سنو # 10 تشرين الأول 1926 ~~(154) # المناغش # حبيب جورج عوض ونجيب عطية # 18 تشرين الأول 1926 ~~(155) # الجريدة الرسمية للجمهورية ~~اللبنانية ~~⋆ # رسمية ~~‡‡‡ # أيار 1926 ~~(156) # الكشاف الوطني # فؤاد زيدان # 12 حزيران 1926 ~~(157) # البحر # الخوري لويس الخازن # 17 كانون الأول 1926 ~~(158) # الراية # يوسف السودا # 1 كانون الثاني 1927 ~~(159) # العروة الوثقى # وهبة سليمان شعيب # 1 كانون الثاني 1927 ~~(160) # أبو الرياح والمسامير # عزيز عوض # 20 كانون الثاني 1927 ~~(161) # الفنون الجميلة # نجيب كرم وألكسي لاذقاني # 3 نيسان 1927 ~~(162) # الشرائع # راشد البيلاني # 16 آيار 1927 ~~(163) # الحضارة # طبارة ولبابيدي # 5 حزيران 1927 ~~(164) # الدستور # خليل أبو جودة # 24 حزيران 1927 ~~(165) # إلى الأمام # عبد الله حشيمة # 17 تشرين الأول 1927 ~~(166) # النشرة التجارية الاقتصادية # يوسف نصار الحايك # 18 كانون الثاني 1928 ~~(167) # النشرة العقارية # جرجي مرقدة وأولاده # 17 شباط 1928 ~~(168) # الفلكي # الظاهر وفؤاد زيدان # 30 آذار 1928 ~~(169) # الخبير # يوسف نصار الحايك # 23 آيار 1928 ~~(170) # صدى التجدد # عابد جمال الدين ومحمود العشي # 4 تموز 1928 ~~(171) # الراصد ~~⋆ # وديع ~~عقل ~~§§§ # 17 تموز 1928 ~~(172) # التاريخ # عابد جمال الدين ومحمود العشي # 7 آب 1928 ~~(173) # البيرق ~~⋆ # يوسف وأسعد عقل # 9 آب 1928 ~~(174) # الجريدة # حسني مصباح فتح الله # 1 تشرين الأول 1928 ~~(175) # فرعون # نجيب نجم كرم # 16 كانون الأول 1928 ~~(176) # تراحيل # بهاء الدين الطباع # 28 كانون الأول ms512 1928 ~~(177) # العين # فوتيوس الخوري # نيسان 1929 ~~(178) # بيروت ~~سبور ~~⋆ # إدوار إنجليل # 6 تشرين الأول 1929 ~~(179) # المعرض ~~الأسبوعي ~~⋆ # ميشال زكور وميشال أبو شهلا # 1 كانون الأول 1929 # ثانيا: مدينة ~~طرابلس الفيحاء ~~(1) ~~⊙ # طرابلس ~~⋆ # محمد كامل ~~البحيري ~~|||| # 13 آذار 1893 ~~(2) # الرغائب # حكمت شريف # 26 تشرين الثاني 1907 ~~(3) # الوجدان # محمد سامي صادق # 8 تموز 1910 ~~(4) # شمس الاتحاد # عبد الرحمن عز الدين # 28 تموز 1910 ~~(5) # الأجيال # توفيق ~~اليازجي ~~¶¶¶ # 26 أيلول 1910 ~~(6) # المحامي # أحمد سلطاني # 3 تموز 1911 ~~(7) # المدلل # محمد منير الملك # 6 آب 1911 ~~(8) # السعدان # محمد صلاح الدين مراد # 6 أيلول 1911 ~~(9) ~~⊙ # الحوادث ~~⋆ # لطف الله خلاط # 7 كانون الأول 1911 ~~(10) # البرهان # عبد القادر المغربي # 22 كانون الأول 1911 ~~(11) # الضمير # ناصيف طربية # 20 تموز 1914 ~~(12) ~~⊙ # المباحث ~~⋆ # جرجي ~~يني ### # 17 تشرين الأول 1918 ~~(13) # الرقيب ~~⋆ # يوسف الفاخوري وإلياس طربية # 23 حزيران 1920 ~~(14) # الثريا # المحامي نوري صوفي # 31 تموز 1920 ~~(15) # المهماز # نجيب ~~عطية ~~**** # 1 كانون الأول 1921 ~~(16) # صدى الشعب # الأمير أسعد الأيوبي # 1922 ~~(17) # لبنان ~~الشمالي ~~⋆ # ناصيف طربية وفاخوري # 30 حزيران 1923 ~~(18) # الشفق # الشيخ زخريا أسعد زخريا # 7 شباط 1925 ~~(19) # الصباح ~~⋆ # سليم غنطوس # 24 كانون الثاني 1926 ~~(20) # أبجد هوز # زخريا أسعد زخريا # تشرين الأول 1926 ~~(21) # الديك # الأمير أسعد الأيوبي # 7 آذار 1927 # ثالثا: أهدن ~~وزغرتا ~~†††† ~~(1) # أهدن # بطرس يمين # 13 شباط 1913 ~~(2) # صدى ~~الشمال ~~⋆ # فريد أنطون # 4 تموز 1925 # رابعا: قصبة ~~بشراي ~~(1) # بشراي # الأب وانيس الكرملي # 13 نيسان 1910 # خامسا: كفر ~~حاتا ~~(1) # النهضة # الدكتور جرجي سابا # 24 كانون الثاني 1910 # سادسا: مدرسة ~~كفتين ~~(1) # لبان الألباب (خطية) # 9 كانون الأول 1883 # سابعا: مدينة ~~البترون ~~(1) # مشهد الأحوال # أسعد ضو # 17 آذار 1910 # ثامنا: ~~أنفة ~~(1) # النهضة # جبران حنا مكاري # 28 آب 1913 # تاسعا: مدينة ~~جبيل ~~(1) # الحكمة # سليم وهبة # 23 تموز 1909 # عاشرا: ~~عمشيت ~~(1) # بيبلوس # روفائيل لحود # 1 كانون الثاني 1928 # حادي عشر: ~~درعون ~~(1) # الجعبة (خطية) # الشيخ نوفل الخازن # 1892 # ثاني عشر: مدينة ~~جونية ~~(1) # الأرز ~~‡‡‡‡ # الشيخ فيليب والشيخ فريد الخازن # 15 تشرين الأول 1895 # ثالث عشر: بيت ~~شباب ~~(1) # الحق # الخوري طوبيا عطا الله # 12 آذار 1909 ~~(2) # النتيجة # أميل حبشي # 4 نيسان 1912 ~~(3) # العلم ~~⋆ # ميشال يوسف الحائك # 6 كانون الثاني 1923 # رابع عشر: ~~صليما ~~(1) # الورقاء # يوسف الخوري ~~البشعلاني # 1923 # خامس عشر: ~~برمانا ~~(1) # المدارس (خطية) مدرسة عين السلام # 1906 # سادس عشر: ~~بعبدات ~~§§§§ ~~(1) # الهرموش # حنا نعمان خباز # 17 تشرين الثاني 1912 ~~(2) # الشاعر # يوسف صوايا # 1 كانون الثاني 1913 ~~(3) # الجميل # جميل لحود وميشال شبل # 2 شباط 1913 ~~(4) # البستان # توفيق سليم وميشال صوايا # 23 شباط 1913 ~~(5) # الولاء # فؤاد سمعان # 17 تشرين الأول 1913 ~~(6) # صدى المنتدى # يوسف أبي خير ويوسف أبي رزق # 16 تشرين الثاني 1913 ~~(7) # الوطن # إبراهيم الكفوري ms513 # 14 كانون الأول 1913 ~~(8) # اليقظان # نسيب الكفوري # 1913 ~~(9) # الرعد # إيليا أيوب # 4 كانون الثاني 1914 ~~(10) # جحا # فريد كفوري # 18 كانون الثاني 1914 # سابع عشر: ~~بسكنتا ~~(1) # المضمار (خطية) # مدرسة القديس بطرس # 20 تشرين الثاني 1912 ~~(2) # صنين ~~⋆ # جبور عريضة وعبد الله غانم # 9 آيار 1929 # ثامن عشر: ~~حمانا ~~(1) # الشاغور # الدكتور إلياس عاد ويوسف الحاج # 21 كانون الثاني 1910 # تاسع عشر: ~~بحمدون ~~(1) # الاعتدال # يوسف الحاج # 1910 # عشرون: جسر نهر ~~بيروت ~~(1) # أبو النواس # محمد صبحي عقدة # 4 تشرين الأول 1913 ~~(2) # النادي # حنا أبي راشد # 16 حزيران 1914 # حادي وعشرون: فرن ~~الشباك ~~(1) # حمارة الجبل # توفيق جانا ونجيب جانا # 15 آب 1913 ~~(2) # النصير اللبناني # عبود أبي راشد وجرجي عوض # 23 أيلول 1914 # ثاني وعشرون: ~~الحدث ~~(1) # النصير # عبود أبي راشد # أيلول 1901 ~~(2) # البيرق # سعيد عقل ونجيب شديد عقل # 23 كانون الأول 1911 # ثالث وعشرون: ~~بعبدا ~~(1) # لبنان # إبراهيم الأسود # 1 تشرين الأول 1891 ~~(2) # الروضة # خليل طنوس باخوس # 31 كانون الثاني 1894 ~~(3) ~~⊙ # لبنان # رسمية # 25 كانون الثاني 1909 ~~(4) # جريدة لبنان الكبير # رسمية # 1920 # رابع وعشرون: ~~كفرشيما ~~(1) ~~⊙ # السلام # رشيد نصر # 15 تشرين الأول 1918 # خامس وعشرون: ~~الشويفات ~~(1) # زهرة الشبيبة (خطية) # نشرة مدرسية # 16 شباط 1909 # سادس وعشرون: مدينة ~~عاليه ~~(1) # الجامعة # إلياس شبل الخوري # 4 كانون الثاني 1913 # سابع وعشرين: ~~الدامور ~~(1) # إبريق الزيت (خطية) # يوسف أيوب الحتي # 1911 # ثامن وعشرون: ~~عبيه ~~(1) ~~⊙ # الصفا ~~⋆ # علي ناصر ~~الدين ~~||||| # 18 شباط 1899 ~~(2) # الفرائد # محمد السامي نكد # 14 آذار 1912 # تاسع وعشرون: عين ~~زحلتا ~~(1) # الشعب # رشيد نخلة # 28 أيلول 1912 ~~(2) # الحكيم # توفيق رعد # 16 آب 1913 # ثلاثون: بتدين ودير ~~القمر ~~(1) # لبنان # رسمية # 1867 ~~(2) ~~⊙ # دير ~~القمر ~~⋆ # مسعود سماحة ونعوم البستاني # 13 آيار 1912 # حادي وثلاثون: ~~مدينة زحلة ~~(1) # المهذب (خطية) # الشيخ عيسى إسكندر المعلوف # 1906 ~~(2) # المهذب # الخوري بولس الكفوري # 5 كانون الثاني 1907 ~~(3) # ملحق بجريدة المهذب # الخوري بولس الكفوري # 9 حزيران 1910 ~~(4) # البردوني # سالم وإسكندر الرياشي # 25 حزيران 1910 ~~(5) ~~⊙ # زحلة ~~الفتاة ~~⋆ # إبراهيم الراعي وشكري بخاش # 3 كانون الأول 1910 ~~(6) # الشرقية (خطية) # جمعية النهضة بالكلية الشرقية # 12 كانون الثاني 1911 ~~(7) # الخواطر الزحلية # إبراهيم أبو خاطر # 24 كانون الثاني 1912 ~~(8) # الخواطر # إبراهيم أبو خاطر # 16 آيار 1912 ~~(9) # الزهرة (خطية) # سليم أبو جمرة # 1 حزيران 1913 ~~(10) # الرحمة ~~⋆ # شركة مار منصور دي ~~بول ~~¶¶¶¶ # 1 آب 1922 ~~(11) # الصحافي ~~التائه ~~⋆ # إسكندر وإلياس الرياشي # 28 أيلول 1922 # ثاني وثلاثون: ~~مدينة بعلبك ~~(1) # بعلبك ~~⋆ # يوسف الغندور المعلوف # 26 آذار 1927 ~~(2) # الأضاحي # لطفي حيدر # 21 تموز 1927 # ثالث وثلاثون: ~~مدينة صيدا ~~(1) # جبل عامل # أحمد عارف الزين # 28 كانون الأول 1911 ~~(2) # أبو دلامة # رفقي بكار وحسيب ms514 شهاب # 4 كانون الثاني 1927 # رابع وثلاثون: قصبة ~~جزين ~~(1) # الاتفاق # سعيد رزق وحبيب ناصيف # 16 آب 1910 ~~(2) # الشلال # الخوري يوحنا رزق # 2 آيار 1926 # خامس وثلاثون: ~~مدينة مرجعيون ~~(1) # المرج # أسعد رحال ودانيال زعرب # 25 كانون الثاني 1909 ~~(2) # النهضة ~~المرجعيونية ~~⋆ # جمعية النهضة المرجعيونية # 27 كانون الثاني 1927 # سادس وثلاثون: ~~قيتولي ~~(1) # الأدب (خطية) # فائز غسطين # 1 تشرين الأول 1910 # سابع وثلاثين: ~~مدينة صور ~~(1) # القوة #### # حسن دبوق # 11 شباط 1912 ~~* # نشرنا ~~أخبار «حديقة الأخبار» وسائر الصحف القديمة الواردة بعدها ~~في فهرس جرائد بيروت في الجزء الأول والجزء الثاني من ~~كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» فلتراجع في محلها، ومما ~~يجب ألا نغفل عنه الآن هو أن «حديقة الأخبار» احتفلت في ~~13 كانون الأول 1908 بيوبيلها الذهبي احتفالا كبيرا، وهو ~~أول احتفال رسمي قامت به جريدة عربية تيمنا بمرور خمسين ~~عاما على تأسيسها، وكان ناظم باشا والي بيروت مترئسا هذه ~~الحفلة الفريدة وأطلق فيها الشيخ إسكندر العازار حمامتين ~~بيضاوين رمزا إلى السلام وبهجة اليوبيل. ~~† # كان ~~الدكتور كرنيليوس فنديك في عصره من أساطين العلماء ~~المستشرقين الذين خدموا اللغة العربية قولا وعملا، وقد ~~نشرنا رسمه وترجمته في الجزء الأول من «تاريخ الصحافة ~~العربية». ~~‡ # راجع ~~أخبار هذه الجريدة ورسوم بعض محرريها في الجزء الثاني من ~~كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» فهي الآن في العقد السابع ~~من عمرها ولها مبدأ خاص اتبعته وحافظت عليه منذ نشأتها، ~~وقد برزت في فرص شتى بمظهر جميل يروق الأبصار بنقوشه ~~البديعة ورسومه الفاخرة التي لم يعهد لها مثيل في سائر ~~الصحف العربية حتى الآن، ومن أحسن الشهادات التي يركن إلى ~~ثقتها عن نزاهة مبدأ البشير ما روته جريدة «سورية» الرسمية ~~بدمشق في شهر كانون الثاني 1887 قالت: «البشير جريدة قديمة ~~... لا تكتب في سياق الأخبار السياسية وحوادث العالم شيئا ~~مضرا». ~~§ # تعد ~~«الجنينة» أول جريدة يومية صدرت باللسان العربي ولم تطل ~~حياتها أكثر من أربعة أعوام. ~~|| # بدأت ~~هذه الجريدة حياتها باسم «النشرة الشهرية» المار ذكرها، ~~وقد احتفلت عام 1915 ببلوغ يوبيلها الذهبي فأصدرت عددا ~~ممتازأ خصته بما كتب مطالعوها بمناسبة يوبيلها، وبين ~~التهاني المذكورة تاريخ شعري نظمناه وأثبتناه ~~في ذلك العدد يسرنا أن ~~نورده ms515 هنا بالحرف الواحد: # هذي الجريدة أدركت من ~~عمرها # خمسين عاما صانها الله ~~الأحد # دعيت بأسبوعية ~~وببدئها # شهرية ظهرت يعززها ~~الرشد # شهدت بفضل مؤسسيها إذ ~~هم # رفعوا لواء العلم في هذا ~~البلد # خدمت لسان العرب في ~~أبحاثها # وغدت فوائدها الجليلة لا ~~تعد # لما دنا يوبيلها قد ~~أصدرت # أرخ بحمد ختامه هذا ~~العدد # 1915 ~~¶ # أتى ~~على صحيفة «التقدم» عهدان: عهد ازدهار ونجاح لما تعاقب في ~~إدارتها كل من أديب إسحاق وجرجس نحاس ونجيب إبراهيم طراد ~~وإسكندر طاسو، وعهد بؤس وانحطاط لما كانت بعهدة صاحب ~~امتيازها يوسف الشلفون الذي كان كثير التقلب في أعماله ~~ومبادئه؛ ذلك ما حمل الدكتور لويس صابونجي على أن ينظم فيه ~~ارتجالا هذا البيت المشهور: # إن التقدم دائما يتأخر # ما زال للشلفون اسم يذكر # # هي ~~أول الجرائد الإسلامية في بيروت وأول صحيفة عربية أنشأتها ~~شركة مساهمة في العالم كله، كانت شركتها تتألف من اثني عشر ~~سهما وقيمة كل سهم ألفان وخمسمائة غرش ذهب عثماني، وكان ~~المساهمون من أدباء المسلمين وأعيانهم يؤلفون «جمعية ~~الفنون» برئاسة الحاج سعد حمادة ابن الحاج عبد الفتاح ~~حمادة الشهيرين، إلا أن «جمعية الفنون» لم يطل عمرها ~~لحلول روح الحسد في بعض النفوس واندفاعها إلى معاكسة ~~الجمعية التي دخلت في خبر كان لدى وفاة مؤسسها الحاج سعد ~~حمادة، فانتقل اسم الجريدة إلى صاحب الامتياز الشيخ عبد ~~القادر قباني الذي جعل قبلته خدمة الأمة الإسلامية، وكانت ~~للمسلمين ثقة عظيمة بهذه الصحيفة التي بقيت لسان حالهم ~~زمانا طويلا ولا سيما بعد احتجاب جريدة «الجوائب» في ~~الآستانة، فكانوا يطالعونها بكل اهتمام؛ لأنها كانت تنشر ~~أخبارهم وحوادث ممالكهم وأحوال شعوبهم في مشارق الأرض ~~ومغاربها. وفي 13 أيار 1899 جرى الاحتفال الرسمي بعيدها ~~الفضي فحضره ذوو الوجاهة والفضل ومأمورو الحكومة تقديرا ~~لخدمة صاحب الامتياز الموصوف برصانته وأدبه لدى الخاص ~~والعام، وقد عد القوم ذلك الاحتفال حادثا تاريخيا ~~للصحافة العربية. ~~** # وفينا ~~حق هذه الجريدة من الوصف وأسهبنا في ترجمة مؤسسها في الجزء ~~الثاني من هذا الكتاب، وكفاها فخرا أنها ثانية الجرائد ~~السيارة العربية المؤسسة من ms516 رجل فرد (بعد جريدة الأهرام ~~في القاهرة) والتي كتبت لها أن تتجاوز الشطر الأكبر للعقد ~~السادس من عمرها مع محافظتها على نهج الاعتدال والمسالمة ~~وعدم التحيز لعنصر دون آخر، فكانت في جميع أدوار حياتها ~~مثال الرزانة والترفع عما لا يليق بقادة الرأي العام من ~~الغايات الدنيئة، وهي الجريدة العربية الوحيدة المحتفى ~~بيوبيلها فضيا وذهبيا بصفة رسمية، فجرى المهرجان الأول ~~بتاريخ 22 نيسان 1904 في عهد مؤسسها خليل سركيس الطيب ~~الأثر، وثم المهرجان الثاني بتاريخ 17 كانون الأول 1927 في ~~عهد صاحبها الحالي صديقنا الأديب رامز سركيس، وقد تصدر هذه ~~الحفلة رئيس الجمهورية اللبنانية الذي منح مدير «لسان ~~الحال» وسام الاستحقاق اللبناني إعجابا بعبقريته، ولكل من ~~اليوبيلين الفضي والذهبي كتاب خاص نشرت فيهما أخبار ~~حفلتيهما مع أقوال الجرائد وقصائد التهاني الواردة من ~~الأدباء شرقا وغربا. ~~†† # بدأ ~~السيد خليل البدوي حياته الصحافية عام 1882 في جريدة ~~«البشير» البيروتية، فتولى تحريرها ثمانية أعوام وثلاثة ~~أشهر أنشأ في خلالها مجلته «الكنيسة الكاثوليكية» التي ~~عاشت ثلاث سنين، وقد أبدلها بجريدة «الفوائد» التي انتشرت ~~خمسة أسابيع وسعى الحساد في صاحبها فعطلت، إلا أن ذلك ~~لم يثبط من عزائم السيد خليل البدوي؛ فسافر إلى الآستانة ~~حيث فاز بامتياز جريدة «الأحوال» التي خدمت الوطن خدمة ~~صادقة وأحرزت ثقة الجمهور، فكانت سببا لنجاح مؤسسها الذي ~~ابتنى لها ولمطبعتها بناية شاهقة في جادة المرفأ، وهي أول ~~بناية شيدت لجريدة عربية في هذه الديار، ولما أعلن ~~الدستور العثماني سنة 1908 كانت «الأحوال» أول جريدة عربية ~~أفلتت من نير المراقبة وسبقت سائر رصيفاتها في نشر هذه ~~البشرى، وهي أيضا أول جريدة عربية في العالم صدرت مرتين ~~في اليوم صباحا ومساء فداومت على هذه الحال عدة أعوام، ~~ولا ينسى البيروتيون تلك التظاهرة الهائلة التي قام بها ~~رعاع مدينتهم مدفوعين من أولي الأغراض؛ إذ اجتمع نحو ~~العشرة آلاف رجل من شاكي السلاح أمام مكتب «الأحوال» ~~يطلبون إهلاك منشئها؛ لأنه أشار إلى حالة البلاد السيئة ~~واحتياجها الشديد إلى الإصلاح العاجل قبل أن تمتد إليها ~~الأصابع الأجنبية، وكان ذلك يوم الأربعاء في ms517 7 نيسان 1909 ~~يوم جاء بالبرق خبر مقتل أحمد صميم أحد محرري جريدة ~~«سربستي» التركية وعلى أثر زيارة السر الدن غورست معتمد ~~بريطانيا العظمى في مصر لبيروت ولبنان، فلما رأى خليل ~~البدوي أن حبه لإصلاح بلده كاد يكون له تهلكة كرهت نفسه ~~الصحافة وعافت خدمة الأدب في هذه البلاد، فكسر القلم وعول ~~على هجر هذه المهنة الشريفة التي كان الشرقيون يجهلون ~~مقامها في ذاك العهد والتي لم يكن ليخدمها لربح مادي وهو ~~في غنى عنه، ومن ذاك الحين باع مطبعته وحول الجريدة إلى ~~الذين اشتروا المطبعة لأجل استثمارها بشروط معلومة، ثم ودع ~~الصحافة بمقالة خالدة أشار فيها إلى مثيري تلك الفتنة ~~وبينهم من عاش السنين الطوال في نعمته وقد ضمنها هذين ~~البيتين: # أعلمه الرماية كل حين # فلما اشتد ساعده رماني # وكم علمته نظم القوافي # فلما قال قافية هجاني ~~‡‡ # جريدة ~~«الإقبال» هي ثالثة الصحف الإسلامية في بيروت عاشت ثماني ~~وعشرين سنة ناهجة خطة الصدق في أخبارها والاعتدال في ~~مشربها، وقد أسف قراؤها في جميع البلدان لاحتجابها بعد هذا ~~الشوط الطويل من حياتها، ولمنشئها الجليل الشيخ عبد الباسط ~~الأنسي خدم وافرة تذكر فتشكر في نشر المعارف قولا ~~وعملا. ~~§§ # تعلم ~~الشيخ أحمد حسن طبارة مهنة الصحافة في مكتب جريدة «ثمرات ~~الفنون» لصاحبها الشيخ عبد القادر قباني، وبعد إعلان ~~الدستور في السلطنة العثمانية أنشأ جريدته «الاتحاد ~~العثماني» التي أودعها نفثات قلمه السيال فكان من المبرزين ~~في أساليب السياسة، ولما عقد المؤتمر العربي سنة 1913 في ~~باريس برئاسة عبد الحميد الزهراوي عين فيه كاتبا أول، فلم ~~يرق ذلك في عيون الولاة العثمانيين الذين كتموا غيظهم ~~وما لبثوا يترقبون الفرص للاقتصاص من الشيخ أحمد حسن طبارة ~~حتى نشبت الحرب العظمى، فنسبوا إليه خيانة الوطن، وبعد ما ~~حاكموه في المحكمة العسكرية أعدموه شنقا في ساحة الشهداء ~~ببيروت بتاريخ 6 أيار 1916. ~~||| # تأسست ~~جريدة «المراقب» بعناية الأستاذ الفاضل جرجي شاهين عطية ~~اللبناني، وهو يعد كأبيه من أعلام اللغة العربية التي وضع ~~لها معجما سماه «المعتمد» اختصره من المعاجم الكبرى، وله ~~أيضا ديوان شعر ms518 مطبوع وديوان شعر غير مطبوع وخلاف ذلك من ~~الآثار الكتابية، ولما دعي للتعليم في إحدى مدارس دمشق ~~الشهيرة حول إدارة الجريدة وتحريرها لعهدة صديقه بترو ~~باولي الذي قام بهذه المهمة أحسن قيام واشتهر بجرأته ~~الأدبية في تحرير المراقب، فكان ذلك باعثا لاستياء الحكام ~~الأتراك منه ولنفيه في مطلع الحرب العظمى إلى أزمير، ثم ~~استاقوه إلى بيروت ورفعوه من دون أن يقترف ذنبا إلى ~~المشنقة وأعدموه مع غيره بتاريخ 6 آيار 1916. ~~¶¶ # قضى ~~هذا الإمام الكامل حياته كلها بين التصنيف والتدريس وتهذيب ~~الناشئة على منهاج العلم ومحبة الوطن، ومن مآثره المجيدة ~~تأسيسه الكلية الإسلامية التي صارت منارة للطلاب الوافدين ~~إليها من جميع الأصقاع العربية، وفي سنة 1926 احتفل ~~تلامذته وأصدقاؤه الكثيرون بمرور خمسين عاما على خدمته ~~للمعارف احتفالا لائقا بمقامه الأدبي، ولم نشأ نحن أيضا ~~أن نتخلف عن الاشتراك في مهرجان هذا الأستاذ الفاضل العامل ~~فنصبنا رسمه الكريم في دار الكتب الكبرى بجانب رسوم أعلام ~~علمائنا في هذه البلاد تخليدا لذكره. ## # ما ~~كادت تظهر جريدة «البلاغ» لعالم الوجود حتى انسحب منها أحد ~~مؤسسيها نصوح بكداش الذي هاجر إلى جمهورية خط الاستواء في ~~جنوب أميركا، وانصرف هناك إلى الأعمال التجارية، فاستقل ~~السيد محمد الباقر بالبلاغ يديره ويحرره بنشاط وفطنة، ولبث ~~كذلك عشرين سنة حتى قام بعض الأدباء وأسسوا بينهم شركة ~~مساهمة لإصدار جريدة «البلاغ» متوخين فيها توطيد ~~الجامعتين الشرقية والغربية، وقد أنيطت إدارتها ورئاسة ~~تحريرها بمنشئها السيد محمد الباقر لثقتهم بكفاءته. ~~*** # نزعت ~~نفس عبد الغني العريسي إلى الصحافة منذ الصغر فسافرإلى ~~أوروبا وتعلم أصولها في المدارس المتخصصة بهذا الفن، وبعد ~~عودته إلى بيروت أنشأ جريدة «المفيد» التي كانت أول جريدة ~~عثمانية جاهرت بانتقاد الحكومة لاستعمالها بعد إعلان ~~الدستور تلك العبارات المزيفة التي اعتاد سلاطين آل عثمان ~~أن يسردوها من دون معنى في طليعة فراميتهم، وقد وصفته ~~إحدى جرائد مصر بقولها: «أجرأ كتبة الإسلام في عصره، يكره ~~التعصب والتدليس، يتوخى الحقائق في كتاباته ولو كلفته ~~الخسائر الجمة ... ولا يستحب من عبد الغني أفندي تهوره ~~أحيانا في ms519 كتاباته، ولكن ذلك نتيجة اندفاعه وتفانيه في ~~سبيل وطنه، وهو من الذاهبين مذهب العقلاء بوجوب إسقاط ~~الخونة من بين الحكام العثمانيين ... وقد قيل فيما مضى عن ~~عبد الغني أفندي إنه متعصب لدينه يكره المسيحيين، ولكنه ~~أظهر في المدة الأخيرة ما يعكس رأي القائلين هذا القول حتى ~~خيل لنا أنه مثبت ومعمود ...» وانتهت حياة هذا الصحافي ~~بالإعدام شنقا في يوم واحد مع رفقائه بالجهاد الوطني وقد ~~مر ذكر البعض منهم. ~~††† # رسالة ~~السلام مجلة أنشئت بتاريخ 1 كانون الثاني 1919 ولم تزل ~~منتشرة حتى الآن، وقد صدر منها هذا العدد الوحيد بهيئة ~~جريدة فوجب التنويه. ~~‡‡‡ # صدرت ~~«الجريدة الرسمية للجمهورية اللبنانية» بهذا العنوان سنة ~~1926 على أثر تأسيس حكومة الجمهورية اللبنانية، وهي قامت ~~على أنقاض «جريدة لبنان الكبير الرسمية» التي كانت تنشر ~~منذ سنة 1920 في مطبعة حكومة لبنان الكبير، ويقرأ في صدرها ~~أنها أنشئت عام 1864 وذلك مخالف للحقيقة والواقع، وهذه ~~«جريدة لبنان الكبير الرسمية» خلفت جريدة «لبنان» الرسمية ~~التي أسسها يوسف باشا فرنكو بتاريخ 25 كانون الثاني 1909 ~~في بعبدا مركز متصرفينه، وبدأ بسلسلة أعدادها منذ التاريخ ~~المشار إليه، فأعاد بها ذكر جريدة «لبنان» التي أوجدها ~~سلفه داود باشا سنة 1867 في قصر بتدين ثم ألغاها والده ~~فرنكو باشا بعد سنتين من ظهورها، وكانت جريدة «لبنان» ~~البندينية تطبع باللغتين العربية والفرنسية معا. يتضح ~~مما سبق بيانه أن أول جريدة رسمية أنشأتها الحكومة ~~اللبنانية باسمها ولحسابها الخاص كانت عام 1867 وليس عام ~~1860 كما هو مسطور في رأس «الجريدة الرسمية للجمهورية ~~اللبنانية» ولا عام 1864 كما ورد في صدر «جريدة لبنان ~~الكبير الرسمية» من دون تثبت أو تحقق، والأغرب من ذلك أن ~~المتولين طبع الجريدة الرسمية للجمهورية اللبنانية اتبعوا ~~سلسلة أعداد لا يعرفون بالتأكيد إن كانت صحيحة أو مغلوطة، ~~ومن المحتمل أنهم يجهلون في أي حين بدأت سلسلة الأعداد ~~المذكورة؛ لأنهم لا يملكون مجموعة كاملة للجرائد الرسمية ~~التي سردنا أسماءها هنا، بل إنهم يعجزون عن إحراز مجموعة ~~كاملة لتلك الصحف مهما بذلوا في سبيل ذلك من الجهود ~~والأوقات والأموال، على أننا نملك نحن ms520 في معرضنا الصحافي ~~أمثلة ونسخا من كل الجرائد الرسمية السالفة الذكر، فمن ~~شاء أن يتصفحها لا يتمالك من الإعجاب بما كانت عليه جريدة ~~«لبنان» البندينية لداود باشا من إتقان الطبع ونظافة ~~الحروف وجودة الورق، وذلك بالرغم من قدامة عهدها وصعوبة ~~المواصلات وقلة الوسائل الكتابية والفنية والمالية في تلك ~~البقعة النائية وفي مهد الحضارة العصرية بلبنان، كيف لا ~~وقد كان لبنان من أقصاه إلى أقصاه في ذاك الحين خاليا من ~~السكك الحديدية وطرق العربات والفنادق إلخ، وكان الحاكم ~~وأعوانه يمتطون ظهور البهائم لدى تنقلهم من محل إلى محل ~~ومن قرية إلى قرية، وكانت أمتعتهم ومؤنهم وجميع لوازم ~~الحكومة وذخائر الجند تنقل بالوسائل ذاتها في طرق جبلية ~~وعرة لا يعرف مشقاتها إلا من سار فيها. أخيرا لا يخفى أن ~~حكومة الجمهورية اللبنانية تدفع بسخاء وافر نفقات طبع ~~جريدتها الرسمية ضنا بشرفها وكرامة للشعب، فيترتب على ~~من يلتزمون طبع جريدة رسمية كهذه أن يترفعوا عن الأطماع ~~المادية ويقابلوا صنيع الحكومة بما يفرضه عليهم الوجدان ~~الطاهر والإخلاص للوطن، ويا ليتهم يقتفون آثار الأجداد في ~~الصدق والأمانة وإتقان العمل مرددين طول مدة الالتزام قول ~~الشاعر: # فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم # إن التشبه بالكرام فلاح ~~§§§ # تولى ~~السيد وديع عقل رئاسة المجمع العلمي اللبناني بعد أستاذه ~~اللغوي الكبير الشيخ عبد الله البستاني واضع المعجم العربي ~~«البستان» ومختصره «فاكهة البستان» الشهيرين، وقد ألغي ~~هذا المجمع في مهد الحياة سنة 1930 بحجة الاقتصاد في ~~موازنة الجمهورية اللبنانية. ويا ليت الحكومة اللبنانية ~~حافظت عليه وبذلت في سبيل تأييده كل غال ورخيص؛ لأنه حامل ~~اسمها ورافع راية افتخارها بين الأمم الراقية، وكان هو ~~أولى بالمساعدة من مشاريع شتى غير مقيدة وجدت مرتعا ~~خصيبا في الموازنة المذكورة وأثقلت بنفقاتها الباهظة عاتق ~~جمهوريتنا الفتاة. ~~|||| # لاقت ~~جريدة (طرابلس) مصاعب جمة في عهد الحكومة التركية، فتسلط ~~عليها الشيخ أبو الهدى الصيادي الشهير لأنه كان يحاول ~~جعلها لسان حاله في جميع أطواره، وكان أبو الهدى من رجال ~~السلطان عبد الحميد الثاني في الآستانة ومن ذوي الكلمة ~~النافذة ms521 لديه، فجارته جريدة «طرابلس» فيما يمكن مجاراته ~~صيانة لوجودها. ولما أبت عليه نشر ما لا يوافق مشربها أخذ ~~يناهضها فعطلها عدة مرات، ثم كانت تعود إلى الظهور مثابرة ~~على خطتها إلى عهد سقوط الشيخ أبي الهدى سنة 1908 بإعلان ~~الدستور في السلطنة العثمانية، وعاشت بعد ذلك حتى وفاة ~~منشئها محمد كامل البحيري بتاريخ 25 كانون الثاني 1920 في ~~وطنه، وقد شيع الأهالي جنازته بكل إكرام واشتركت فيها ~~دوائر الحكومة؛ لأنه كان عضوا في المجلس العمومي لولاية ~~بيروت، وكفاه فخرا أنه أقدم على تأسيس أول مطبعة وأول ~~جريدة في طرابلس الفيحاء حين لم تكن هذه الفكرة تجول في ~~خاطر أحد من أدبائها. ~~¶¶¶ # افتتح ~~السيد توفيق اليازجي حياته الصحافية في طرابلس الفيحاء حيث ~~أنشأ جريدة «الأجيال» في 26 أيلول 1910 ميلادية، ولما ~~أعلنت الحكومة العربية في سوريا بعدما وضعت الحرب العظمى ~~أوزارها انتقل إلى مدينة دمشق ونشر هناك جريدة «سورية ~~الجديدة» بتاريخ 22 تشرين الأول 1918 بالاشتراك مع حبيب ~~كحالة، ثم أوقفها وأبدلها في 26 كانون الأول 1919 بجريدة ~~«الدفاع» التي عاشت إلى حين سقوط الملك فيصل الأول في 20 ~~تموز 1920 بعد موقعة ميسلون الشهيرة، ومذ ذاك العهد نزح من ~~سوريا مؤثرا الإقامة في عاصمة وادي النيل حيث اشتغل في ~~بعض صحفها الشهيرة، وله ما عدا ذلك مجلة خاصة به عنوانها ~~«مصر الحديثة» أنشأها بتاريخ 15 تشرين الأول 1927 وهي من ~~أرقى المجلات العصرية، وله أيضا جريدة «الحدائق» أسسها ~~بتاريخ 5 كانون الثاني 1930 في القاهرة. ### # ظهرت ~~«المباحث» بشكل مجلة في 16 تشرين الثاني 1908 وفي سنتها ~~العاشرة حولها منشئها إلى جريدة في التاريخ المذكور ~~أعلاه، ثم عادت إلى شكلها الأول ولم تزل منتشرة بهمة ~~صاحبها الذي يعد من أقدم كتبة هذا الزمان ومن جلة أدبائه ~~العاملين. ~~**** # كان ~~«المهماز» عنوانا لنشرة دينية أدبية تاريخية روائية ~~أنشأها في 25 شباط 1870 خليل عطية اللبناني، وكانت صغيرة ~~الحجم ذات ثماني صفحات تصدر بمدينة بيروت مرتين في الشهر، ~~فأراد نسيبه نجيب عطية أن يحيي بعد مرور نصف قرن ذكر هذه ~~الصحيفة القديمة بإنشاء هذه جريدة «المهماز» ~~الجديدة. ~~†††† # جمعنا ~~جرائد هذين البلدين في فهرس ms522 واحد وما هما في حقيقة الواقع ~~إلا بلدا واحدا؛ لأن أهاليهما يسكنون أهدن صيفا ~~وينتقلون إلى زغرتا برمتهم شتاء، ولا نظن أن في العالم كله ~~بلدا على شاكلة أهدن وزغرتا من هذا القبيل، ومن مشاهير ~~هذه البقعة يوسف بك كرم البطل اللبناني الذائع ~~الصيت. ~~‡‡‡‡ # كانت ~~جريدة «الأرز» من أفضل صحف جبل لبنان وأطولها عمرا ~~وأرقاها إنشاء، عاشت ستة عشر عاما في عهد مؤسسيها ~~الشهيدين اللذين ذهبا ضحية الإخلاص لوطنهما والاندفاع في ~~سبيل استقلاله، فانتهز الأتراك نشوب الحرب العظمى لاحتلال ~~جبل لبنان عسكريا والفتك بكثير من أعيانه وأدبائه، نذكر ~~منهم صاحبي «الأرز» الشيخين فيليب وفريد الخازن اللذين ~~أعدما شنقا بتاريخ 6 حزيران 1916 في بيروت بعد محاكمتهما ~~وتعذيبهما، فندب الجبل ولديه البارين الأمينين ورثاهما ~~أبناء لبنان بما يستحقه فضلهما الجم وأدبهما العالي، ~~وتخليدا لذكرهما أطلقت مدينة بيروت اسمهما على أحد ~~شوارعها في الناحية الشرقية، وهو يعرف باسم «شارع ~~الخازنين»، هكذا كرمت مدينة بيروت كل شهيد أعدم فيها أثناء ~~الحرب العظمى. ~~§§§§ # كل ~~الجرائد التي ذكرناها في بعبدات هي مدرسية مخطوطة باليد ~~تفنن في إنشائها وزخرفتها تلامذة المدرسة الوطنية لمؤسسها ~~المفضال نعيم بك صوايا. ~~||||| # ظهرت ~~جريدة «الصفا» في بيروت بشكل مجلة في غرة كانون الثاني ~~1886 ثم تحولت إلى جريدة في 18 شباط 1899 وطبعت في عبيه، ~~وقد أسهبنا الكلام عنها وعن منشئها الفاضل ونجله الشاعر ~~اللوذعي أمين بك في الجزء الثاني من «تاريخ الصحافة ~~العربية». ~~¶¶¶¶ # ظهرت ~~«الرحمة» في أول عهدها بشكل جريدة ثم تحولت إلى مجلة، وكان ~~يحررها الأب العالم القس أسطفان بخاش السرياني ~~الحلبي. #### # كانت ~~إدارة هذه الجريدة في صور، ولعدم وجود مطبعة في هذه ~~المدينة اضطر منشئها إلى طبعها في مدينة بيروت، وقد احتجبت ~~«القوة» بعد ظهورها بوقت قصير. # جرائد الدولة السورية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~دمشق ~~(1) ~~⊙ # سورية ~~* # رسمية # 19 تشرين الثاني 1865 ~~(2) # دمشق # أحمد عزت باشا ~~العابد ~~† # 9 آب 1879 ~~(3) # الشام # مصطفى واصف # 22 تموز 1896 ~~(4) # العصر الجديد # ناصيف بك أبو زيد # 1 تشرين الأول 1908 ~~(5) # تكمل # محمد خير الدين # 12 تشرين الثاني 1908 ~~(6) # المقتبس # محمد كرد ~~علي ~~‡ # 17 كانون ms523 الأول 1908 ~~(7) # روضة الشام # خالد قارصلي # 21 كانون الأول 1908 ~~(8) # دمشق # سليم هاشم وتوفيق الحلبي ومسلم ~~عابدين # شباط 1909 ~~(9) # ظهرك بالك # 2 نيسان 1909 ~~(10) # السكة الحجازية # محمد عارف الهبل # 3 نيسان 1909 ~~(11) # حط بالخرج # محمد عارف الهبل # 12 نيسان 1909 ~~(12) # أعطيه جمله # 16 نيسان 1909 ~~(13) # موارد الحكمة # عبد القادر بدران # 9 تشرين الثاني 1909 ~~(14) # الراوي # توفيق الحلبي # 4 كانون الأول 1909 ~~(15) # الأمة # أحمد كرد علي # 4 كانون الأول 1909 ~~(16) # هلال عثماني # محمد خير الدين # 13 كانون الأول 1909 ~~(17) # النفاخة # يوسف الأهرامي # 28 كانون الثاني 1910 ~~(18) # الشرق ~~§ # حبيب برهوم # شباط 1910 ~~(19) # اسمع وسطح # 6 نيسان 1910 ~~(20) # المنتخبات # أحمد العطار وأديب نظمي # 23 تموز 1910 ~~(21) # الكائنات # أديب نظمي # 19 تشرين الثاني 1910 ~~(22) # جحا # محيي الدين شمدين # 11 شباط 1911 ~~(23) # البارقة # مصطفى شوقي # 29 نيسان 1911 ~~(24) # النفاخة (المصورة) # يوسف عز الدين الأهرامي # 10 آب 1911 ~~(25) # النديم # علي الغبرة # 14 آب 1911 ~~(26) # بردى # محمد فهمي الغزي # 10 أيلول 1911 ~~(27) # المهاجر # محمد التهامي شطة # 11 كانون الثاني 1912 ~~(28) # المشكاة # سليم عنحوري # 28 شباط 1912 ~~(29) # الاشتراكية # حلمي فتياني # 17 آذار 1912 ~~(30) # الأصمعي # خير الدين الزركلي ووجيه الكيلاني # 18 آذار 1912 ~~(31) # الضمير # داود صدقي المارديني وعزت الحجار # 18 آذار 1912 ~~(32) # قبس # شكري ~~العسلي ~~|| # 19 آذار 1912 ~~(33) # الصارخ # عزت الحجار وداود صدقي المارديني # 21 آذار 1912 ~~(34) # الوفاق # حبيب إلياس زحلاوي # 23 آذار 1912 ~~(35) # المجد # علي الشهابي # 24 آذار 1912 ~~(36) # القبس # شكري العسلي ومحمد كرد علي # 30 أيلول 1913 ~~(37) # الاتحاد الإسلامي # محمد التهامي شطة # 23 كانون الثاني 1915 ~~(38) # الشرق # خليل الأيوبي وتاج الدين ~~الحسني ~~¶ # 27 نيسان 1916 ~~(39) # الشرق (مصور) # خليل الأيوبي الأنصاري # 30 أيلول 1916 ~~(40) ~~⊙ # الاستقلال ~~العربي # رشدي الصالح ومعروف الأرناءوط # 14 تشرين الأول 1918 ~~(41) ~~⊙ # لسان ~~العرب # خير الدين الزركلي وإبراهيم العمر # 15 تشرين الأول 1918 ~~(42) ~~⊙ # سورية ~~الجديدة # توفيق اليازجي وحبيب كحالة # 23 تشرين الأول 1918 ~~(43) # الحياة # فريد حاج # 2 كانون الأول 1918 ~~(44) # الحسام # محمد فريد سلام # 1918 ~~(45) # حرمون # الأب ميخائيل شحادة وإلياس بحمدوني # 1 كانون الثاني 1919 ~~(46) # الصحة العمومية # كامل هلال ومحمد سعيد السيوطي # 2 كانون الثاني 1919 ~~(47) # المفيد # يوسف حيدر وخير الدين الزركلي # 25 كانون الثاني 1919 ~~(48) # العقاب # أسعد داغر # 14 شباط 1919 ~~(49) # الحمارة # قاسم الهيماني ونجيب جانا # 16 شباط 1919 ~~(50) # العاصمة # رسمية # 17 شباط 1919 ~~(51) # الانقلاب # عجاج الهيماني وكمال الدين الرفاعي # 20 شباط 1919 ~~(52) # الكنانة # أبو الهدى اليافي # 27 شباط 1919 ~~(53) # الإعلانات # صالح الحيلاني # 9 آذار 1919 ~~(54) # الفجر # توفيق الناطور # 23 حزيران 1919 ~~(55) # الأردن # أمين سعيد # 20 أيلول 1919 ~~(56) # الفلاح # عمر شاكر # 31 تشرين الأول 1919 ~~(57) # الطبل # محمود لطفي الحمصي # 10 تشرين الثاني 1919 ~~(58) # الدفاع # توفيق اليازجي # 26 كانون الأول 1919 ~~(59) # فتى ~~العرب ~~⋆ # معروف الأرناءوط # 18 شباط 1920 ~~(60) # الحق # محمد ms524 الأنسي # 13 آذار 1920 ~~(61) # المحيط # نظمي حمزاوي # 19 آذار 1920 ~~(62) # العفريت # محمد كامل # 1920 ~~(63) # الشرق # إبراهيم طوطح # 3 تموز 1920 ~~(64) # ألف ~~باء ~~⋆ # يوسف العيسى # 1 أيلول 1920 ~~(65) # العمران # إلياس قوزما وقبلان الرياشي # 2 تشرين الأول 1920 ~~(66) # أبو نواس العصري # أمين سعيد # 3 تموز 1921 ~~(67) # الأنوار # يوسف الحاج # 1 شباط 1922 ~~(68) # الفيحاء # قاسم ~~الهيماني # # وشفيق شبيب # 24 تموز 1923 ~~(69) # الحق # محمد صبحي عقدة # 18 تشرين الأول 1923 ~~(70) # الحاكمية # إسماعيل حقي الخربوطلي # 1 كانون الثاني 1924 ~~(71) # حط بالخرج # هاشم خانكان # 2 كانون الثاني 1924 ~~(72) # المفيد # يوسف ونجيب حيدر # 20 كانون الثاني 1924 ~~(73) # أبو العلاء المعري # محمد راغب العثماني # 28 آذار 1924 ~~(74) # وادي بردى # إسماعيل حقي الخربوطلي # 29 آيار 1924 ~~(75) # المصور # محمد طاهر التنير # 27 تشرين الثاني 1924 ~~(76) # بريد الشرق # يوسف حيدر # 17 كانون الأول 1924 ~~(77) # الميزان # أحمد شاكر الكرمي # 20 كانون الثاني 1925 ~~(78) # المصارع # توفيق عطار حسن # حزيران 1925 ~~(79) # العالم # فائز سلامة وجورج قطيني # 1925 ~~(80) # الأصمعي # يوسف العيسى وشركاؤه # 28 تموز 1926 ~~(81) # الأنباء # محمد الدالاتي # 27 آب 1926 ~~(82) # الصحراء المصورة # إسماعيل حقي وطارق ممتاز # 14 كانون الثاني 1927 ~~(83) # المستقبل ~~⋆ # شريف الأسطة # 23 آيار 1927 ~~(84) # الشعب ~~⋆ # توفيق جانا # 1 تموز 1927 ~~(85) # لسان الأحرار # هاشم خانكان # 11 تموز 1927 ~~(86) # الحياة المصورة # ناظم الشمعة # 6 أيلول 1927 ~~(87) # السهام ~~⋆ # محيي الدين البديوي # 10 تشرين الأول 1927 ~~(88) # الحياة ~~الأدبية ~~⋆ # أديب التنيكجي # 15 تشرين الأول 1927 ~~(89) # الاستقلال ~~⋆ # راغب العثماني # 6 تموز 1928 ~~(90) # المرصاد ~~⋆ # عبد الهادي اليازجي # 8 تموز 1928 ~~(91) # الخازوق # بسيم مراد # 2 آب 1928 ~~(92) # أبو النواس # مهدي اللوجي وأحمد العيتاني # 13 آب 1928 ~~(93) # النظام ~~⋆ # فوزي أمين # 1928 ~~(94) # القبس ~~⋆ # عادل كرد علي ونجيب الريس # 1 أيلول 1928 ~~(95) # الأمة ~~⋆ # عبد الله الأويري # 29 نيسان 1929 ~~(96) # المضحك ~~المبكي ~~⋆ # حبيب كحالة # 1929 ~~(97) # الثروة ~~⋆ # نقولا قشيشو وسهيل السيد # 22 كانون الأول 1929 # ثانيا: مدينة ~~حمص ~~(1) ~~⊙ # حمص ~~⋆ # المطران إثناسيوس عطا الله # 13 تشرين الثاني 1909 ~~(2) # ضاعت الطاسة # يوسف خالد المسدي # 2 تموز 1910 ~~(3) # المدرسة # توفيق النجيب الأتاسي # 28 شباط 1911 ~~(4) # جادة الرشاد # حنا خباز # 5 تشرين الأول 1911 ~~(5) # دليل حمص # قسطنطين يني # 19 كانون الثاني 1912 ~~(6) # التنبيه # محمد الخالد جلبي # 14 آذار 1912 ~~(7) # جراب الكردي # توفيق جانا # 1 شباط 1914 ~~(8) # التنبيه # عبد الحميد الموصلي # 28 كانون الأول 1918 ~~(9) # فتى الشرق # محمد أديب الساعاتي # 11 تشرين الأول 1921 ~~(10) # السمير # عبد المجيد الهريسي # 28 شباط 1922 ~~(11) # صدى سوريا # نسيب شاهين ووهبة مبيض # 16 آذار 1922 # ثالثا: مدينة ~~حماة ~~(1) # لسان الشرق # أحمد الصابوني # 19 تشرين الأول 1909 ~~(2) # انخلي يا هلالة # عبد الرحمن المصري # 20 تموز الأول 1910 ~~(3) # المكنسة # شمس الدين العلواني # 1 أيلول 1910 ~~(4) # السيف # محمد سالم الأمير ومحمد البارودي # 2 كانون الثاني 1911 ~~(5) # نهر العاصي # محمد ms525 جابر # 7 آب 1911 ~~(6) # حماة # عبد الرحمن المصري # 13 تموز 1917 ~~(7) ~~⊙ # نهر ~~العاصي # عبد الرحمن المصري # 1918 ~~(8) # التوفيق # الدكتور توفيق جيجكلي # 1 كانون الثاني 1919 ~~(9) # الإخاء ~~⋆ # جبران ~~مسوح ~~** # 1 آذار 1919 ~~(10) # الهدف # إبراهيم الشيخ سعيد # 18 آيار 1919 ~~(11) # الشعب # عبد الرزاق الأسود # 11 تشرين الأول 1919 # رابعا: مدينة ~~حلب ~~(1) # غدير ~~الفرات ~~†† # رسمية # 1867 ~~(2) ~~⊙ # الفرات # رسمية # 1869 ~~(3) # الشهباء # هاشم عطار وعبد الرحمن كواكبي # 10 آيار 1877 ~~(4) # الاعتدال # عبد الرحمن ~~الكواكبي ~~‡‡ # 25 تموز 1879 ~~(5) # الحوادث الداخلية # نجيب كنيدر # آب 1908 ~~(6) # حلب الشهباء # محمد نافع طلس # 19 أيلول 1908 ~~(7) # صدى الشهباء # حكمت ناظم وكامل الغزي # 1 تشرين الأول 1908 ~~(8) # التقدم # شكري كنيدر # 15 تشرين الأول 1908 ~~(9) ~~⊙ # التقدم ~~⋆ # كنيدر ~~إخوان ~~§§ # 21 آيار 1909 ~~(10) # الخطيب # الشيخ إبراهيم المؤذن # 5 تموز 1909 ~~(11) # الشعب # ليون حمصي وفتح الله قسطون # 5 آب 1909 ~~(12) # مسخرة # نوري ومانوئل # شباط 1910 ~~(13) # كشكول # فاتح عمري # 28 آذار 1910 ~~(14) # الأهالي # مانوثل وعاصم # 12 آيار 1910 ~~(15) # لسان الأهالي # أرداشس بوغيكيان # 27 حزيران 1910 ~~(16) # الإعلان # فتح الله قسطون # 2 تموز 1910 ~~(17) # تنوير الأفكار # عيسى محمد هاشم # 2 نيسان 1911 ~~(18) # مكتبلي # فاتح عمري وأحمد سامي # 8 نيسان 1911 ~~(19) # المرمح # محمود دهني # 18 نيسان 1911 ~~(20) # النهار # حسين حازم # 7 آيار 1911 ~~(21) # الصدق # مصطفى رشدي الحمصي # 28 حزيران 1911 ~~(22) # العفريت # سامي غالبي ومحمد المصري # 1 تموز 1911 ~~(23) # هوببالا # مانوئل # 5 تموز 1911 ~~(24) # الغول # مصطفى رشواني # 16 أيلول 1911 ~~(25) # تشبت # مانوئل # 29 تشرين الثاني 1911 ~~(26) ~~⊙ # العرب # أحمد سامي السراج # 29 تشرين الأول 1918 ~~(27) # حلب # رسمية # 9 كانون الأول 1918 ~~(28) # الصاعقة # بطرس معوض # 12 كانون الأول 1918 ~~(29) # حقوق البشر # عبد الحميد الجابري # 2 شباط 1919 ~~(30) # النهضة # محمد صبحي بصمة جي # 3 شباط 1919 ~~(31) # الراية # منيب الناطور # 29 نيسان 1919 ~~(32) # المصباح # عبد الحميد وعبد الودود الكيالي # 2 آيار 1919 ~~(33) # البريد ~~السوري ~~⋆ # فاضل شكري أسود # 3 آيار 1919 ~~(34) # الفرات # مارديروس حكيميان # 8 تشرين الأول 1919 ~~(35) # الوطن # شاكر نعمت الشعباني # 8 كانون الثاني 1920 ~~(36) # العدل # محمد صبحي بصمة جي # 12 شباط 1920 ~~(37) # الأمة # بطرس معوض # 3 آب 1920 ~~(38) # الآمال # صديق صندوق # 5 نيسان 1921 ~~(39) # سورية الشمالية # أنطون يوسفاكي شعراوي # 11 نيسان 1921 ~~(40) # شفق # زكريا رضا # 20 نيسان 1921 ~~(41) # المرسح # نجيب كنيدر # 1921 ~~(42) # الترقي السوري # بهاء الدين الكاتب # 9 تشرين الثاني 1923 ~~(43) # الكلمة ~~⋆ # الأب بولس قوشاقجي # 6 حزيران 1924 ~~(44) # الوقت ~~⋆ # طاهر سماقية # 26 آذار 1925 ~~(45) # الميثاق ~~⋆ # محمد شرف الدين الفاروقي # 26 أيلول 1925 ~~(46) # الثعبان # فؤاد حسني المدرس # 30 تموز 1926 ~~(47) # المرسح # كنيدر # 13 آب 1926 ~~(48) # الاتحاد ~~⋆ # محمود وهبي # 25 أيلول 1926 ~~(49) # على كيفك # فهمي الحفار وإلياس قيشر # 8 آيار 1927 ~~(50) # التاج ~~⋆ # أمين تاج الدين # 20 شباط 1928 ~~(51) # السلام ~~⋆ # جلال قدري # 6 نيسان 1928 ~~(52) # الأهالي ~~⋆ # شاكر نعمت الشعباني # 18 نيسان 1928 ~~(53) # الجهاد ~~⋆ # محمد فهمي الحفار # 27 آب 1928 # خامسا ms526: مدينة ~~الإسكندرونة ~~(1) # الخليج # الأرشمندريت أغناطيوس والأرشدياكن ~~حنانيا # 18 تموز 1922 ~~(2) # صدى الإسكندرونة # أ. ~~بولس ~~||| # 1926 # سادسا: مدينة ~~أنطاكية ~~(1) # أنطاكية ~~⋆ # أسبر باسيل وجورج مدني # 19 آذار 1927 # سابعا: مدينة دير ~~الزور ~~(1) # جول # رسمية # 15 آيار 1918 # ثامنا: مدينة ~~القنيطرة ~~(1) # الجولان # أحمد حمدي # 19 تشرين الأول 1911 ~~(2) # مارج # حاغور طارق ممتاز # 7 تشرين الأول 1927 ~~* # كانت ~~جريدة «سورية» تطبع باللغتين العربية والتركية، ثم انتهت ~~حياتها بانقراض حكم الدولة العثمانية من الأقطار الشامية ~~على أثر الحرب العظمى، وهي من الصحف التي عاشت طويلا ~~وبلغت الخمسين عاما من عمرها. ~~† # هو ~~أحمد عزت باشا العابد الذي كان أمين سر السلطان عبد الحميد ~~الثاني، وأحرز من المجد والثروة وعلو المنزلة ما لم يحرزه ~~أحد أبناء العرب المسلمين وغيرهم في دولة الأتراك منذ ~~تأسيسها، طالع ترجمته في [الكتاب الثاني - الصحافة ~~العثمانية - الباب الرابع]. ~~‡ # هو ~~العلامة محمد كرد علي وزير المعارف العامة في الدولة ~~السورية سابقا ورئيس المجمع العلمي العربي بدمشق ومؤسس ~~جريدة «المقتبس» ومجلة «المقتبس» الشهيرتين وجريدة ~~«القبس» ومؤلف كتاب «خطط الشام» وغير ذلك من الآثار ~~المجيدة والمآثر الخالدة. ~~§ # انطفأ ~~سراج هذه الجريدة بعد صدور العدد الأول منها. ~~|| # كان ~~في عداد الشهداء الذين اشتغلوا في القضية العربية وأعدمهم ~~الأتراك شنقا أثناء الحرب العظمى. ~~¶ # تولى ~~الشيخ تاج الدين الحسني رئاسة الوزارة في الحكومة السورية ~~مدة ثلاث سنين متوالية (1928-1931) وهو ابن المحدث الشهير ~~بدر الدين الحسني. # # بعدما ~~ظهر بضعة أعداد من هذه الجريدة تصرم حبل حياتها وهي في ~~المهد، ولما سافر أحد منشئيها قاسم الهيماني إلى جزيرة ~~كوبا في أميركا الجنوبية أصدر منها عددا أو عددين سنة ~~1931 ثم دخلت في خبر كان. ~~** # ولد ~~«الإخاء» في مدينة حماة بتاريخ 2 نيسان 1910 وكان أولا ~~بشكل مجلة، ثم تحول في 1 آذار 1919 إلى جريدة سيارة بعد ~~الاحتلال الفرنسي لسوريا، ولم يلبث أن هاجر منشئه جبران ~~مسوح إلى مدينة توكومان في الجمهورية الفضية حيث استأنف في ~~9 آب 1922 نشر جريدته المشار إليها، وفي سنة 1926 أنشأ ~~مجلة راقية عنوانها «التمدن» بالاشتراك مع الخطيب الشهير ~~حبيب أسطفان اللبناني ولكنها احتجبت بعد عام من ~~ولادتها. ~~†† # كانت ~~جريدة «غدير الفرات» الصحيفة ms527 الرسمية لولاية حلب، وبعدما ~~عاشت عامين خلفتها جريدة «الفرات» التي كانت تطبع في أوائل ~~عهدها باللغات العربية والتركية والأرمنية، ثم اقتصرت على ~~اللغتين الأوليين إلى آخر عهدها سنة 1911 واحتجبت، وهي من ~~جملة الصحف التي كتب لها أن تحتفل بعيدها الخمسيني ~~(1867-1918). ~~‡‡ # انظر ~~رسم هذا الصحافي الشهير وترجمته في [الكتاب الثاني - ~~الصحافة العثمانية - الباب الرابع]. ~~§§ # بعد ~~إعلان الدستور العثماني 1908 أصدر نجيب كنيدر صحيفة صغيرة ~~عنوانها «الحوادث الداخلية» لنشر الأنباء البرقية والأخبار ~~المحلية، وبعد ظهور سبعة أعداد منها حولها إلى جريدة ~~سماها «التقدم» مبتدئا بها منذ العدد الثامن وهو الأول ~~لصدورها، ولم يلبث أن شارك إخوته في إنشاء جريدة جديدة ~~بالعنوان نفسه وجعل أول أعدادها في 21 آيار 1909. ~~||| # ظهرت ~~هذه الجريدة في اللغة الفرنسية، غير أنها كانت تنشر بعض ~~الإعلانات أحيانا باللغة العربية. # جرائد بلاد العلويين # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~اللاذقية ~~(1) # اللاذقية # محمد سعيد حسن سعيد # 4 آيار 1909 ~~(2) # المنتخب # إدوار مرقص # 27 آب 1910 ~~(3) # أبو النواس # محمد صبحي عقدة # 23 تموز 1911 ~~(4) # عكاز أبو النواس # محمد صبحي عقدة # 7 تشرين الثاني 1912 ~~(5) # أبو النواس الجديد # محمد صبحي عقدة # 26 حزيران 1913 ~~(6) # أبو فراس # محمد صبحي عقدة ومحمود هارون # 24 تموز 1913 ~~(7) # العربية # محمد سعيد حسن سعيد # 1913 ~~(8) # ما صنع الحداد # عبد الحميد حداد # 1 نيسان 1916 ~~(9) # النهضة الجديدة # إدوار مرقص # 22 شباط 1919 ~~(10) # اللاذقية # عبد الحميد حداد وصبحي الطويل # 17 نيسان 1921 ~~(11) # الصدى العلوي # عابد جمال الدين # 17 نيسان 1921 ~~(12) # الزمر # خليل المجدلي # 20 نيسان 1921 ~~(13) # المنار ~~⋆ # المطران أرسانيوس ~~حداد ~~* # 22 كانون الأول 1921 ~~(14) # النشرة الشهرية للأعمال ~~الإدارية ~~⋆ # رسمية # آذار 1922 ~~(15) # النحلة # مصباح شريتح # آب 1922 ~~(16) # الاعتدال ~~⋆ # محمد جميل شومان # 29 كانون الثاني 1924 ~~(17) # جريدة دولة ~~العلويين ~~⋆ # رسمية # 1926 ~~(18) # صدى ~~اللاذقية ~~⋆ # عبد الحميد حداد # 1927 ~~(19) # الرغائب ~~⋆ ~~† # حكمت شريف ومحمد نحلوس # 7 تموز 1929 # ثانيا: مدينة ~~جبلة ~~(1) # الأدهمية ~~⋆ # فارس كنج # 18 كانون الثاني 1928 ~~* # ولد ~~«المنار» في 17 أيلول 1898 بشكل جريدة لصاحب امتيازه ~~الشماس أرسانيوس حداد في بيروت، ثم تحول بتاريخ 15 كانون ~~الثاني 1903 إلى مجلة شهرية، وفي 22 كانون الأول 1921 ~~نقله منشئه السيد أرسانيوس حداد إلى اللاذقية؛ لأنه كان ~~متوليا كرسيها الأسقفي على الروم الأرثوذكس، ~~والسيد المشار إليه هو ~~أحد البطريركين اللذين ارتقيا في وقت واحد ms528 إلى السدة ~~الأنطاكية للطائفة المشار إليها؛ أحدهما دعي باسم أرسانيوس ~~الثاني وجعل مقره في مدينة اللاذقية، والآخر نودي به باسم ~~ألكسندرس الثالث وأقام في مدينة دمشق، ولما توفي البطريرك ~~أرسانيوس في 7 كانون الثاني 1933 توحدت الرئاسة في السيد ~~ألكسندروس على أثر اعتراف أحبار الملة الأرثوذكسية بغبطته ~~بطريركا شرعيا للكرسي الأنطاكي. ~~† # تعد ~~«الرغائب» ثانية الجرائد التي ظهرت في طرابلس الفيحاء، ~~أصدرها منشئها حكمت شريف بتاريخ 26 تشرين الثاني 1907 وما ~~احتجبت عن قرائها إلا بعيد نشوب الحرب العظمى، وبتاريخ 7 ~~تموز 1929 نقلت إدارتها إلى اللاذقية حيث صدرت باسم صاحب ~~امتيازها المشار إليه وشريكه محمد صائب نحلوس، وقد اتخذا ~~لأعدادها سلسلة جديدة وتاريخا جديدا وأهملا سلسلة أعداد ~~الجريدة الأولى وتاريخها. # جرائد إمارة شرق الأردن # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~عمان ~~(1) # الشرق ~~العربي ~~⋆ # رسمية # 28 آيار 1923 ~~(2) # جزيرة العرب # حسام الدين الخطيب # 23 حزيران 1927 ~~(3) # الشريعة # كمال عباس ومحمود الكرمي # 25 حزيران 1927 ~~(4) # صدى العرب # صالح العمادي وعلي منصور # 13 تشرين الأول 1927 # جرائد فلسطين # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: القدس ~~الشريف ~~(1) # القدس الشريف # رسمية # 1 أيلول 1913 ~~(2) ~~⊙ # النفير ~~العثماني ~~⋆ # إبراهيم ~~زكا ~~* # 1904 ~~(3) # صهيون (خطية) # مدرسة صهيون الإنكليزية # 27 آذار 1906 ~~(4) # القدس # جرجي حبيب حنانيا # 18 أيلول 1908 ~~(5) # الأحلام (خطية) # أيلول 1908 ~~(6) # الديك الصياح (خطية) # تشرين الثاني 1908 ~~(7) # بشير ~~فلسطين ~~† # أطناسيوس تيوفيلو باندازي # 5 كانون الأول 1908 ~~(8) # منبه الأموات (خطية) # 1908 ~~(9) # البلبل (هزلية) # 1908 ~~(10) # الطائر (خطية) # 1908 ~~(11) # الإنصاف # بندلي إلياس مشحور # 23 كانون الأول 1908 ~~(12) # النجاح # أحمد الريماوي # 24 كانون الأول 1908 ~~(13) # الدستور (خطية) # المدرسة الدستورية # 6 كانون الأول 1910 ~~(14) # المنادي # سعيد جار الله # 8 شباط 1912 ~~(15) # الدستور # جميل الخالدي # 26 تشرين الثاني 1913 ~~(16) # القدس الشريف # رسمية # 18 كانون الأول 1913 ~~(17) # الاعتدال # بكري السمهوري # 18 آذار 1914 ~~(18) # سورية الجنوبية # محمد حسن البربري # 8 أيلول 1919 ~~(19) # مرآة الشرق # بولس شحادة # 17 أيلول ~~(20) # بيت المقدس # بندلي إلياس مشحور # 26 كانون الأول 1919 ~~(21) # القدس الشريف # حسن صدقي ~~الدجاني ~~‡ # 13 نيسان 1920 ~~(22) # بريد اليوم # أ. سفير # 11 آيار 1920 ~~(23) # الأقصى # صالح عبد اللطيف الحسيني # 6 أيلول 1920 ~~(24) # يوم الرب # القسيس أسبر ضومط # 28 تشرين الثاني 1920 ~~(25) # جريدة حكومة فلسطين ~~الرسمية ~~⋆ # رسمية # 1 كانون الثاني 1921 ~~(26) # رقيب ~~صهيون ~~⋆ # بطريركية اللاقين # 15 كانون الثاني 1921 ~~(27) # الصباح # محمد البديري ويوسف ياسين # 1921 ~~(28) # لسان العرب # إبراهيم سليم نجار # 24 حزيران 1921 ~~(29) # أورشليم ~~جديدة ~~⋆ # و ms529. و. كاتلنج # 1 تشرين الثاني 1922 ~~(30) # الزنبقة ~~⋆ # كشافة القديس جرجس # 18 آيار 1924 ~~(31) # اتحاد ~~العمال ~~⋆ # لسان حال العمال في فلسطين # نيسان 1925 ~~(32) # الإعلان # ميشال سليم نجار # 23 أيلول 1926 ~~(33) # الجامعة ~~العربية ~~⋆ # منيف الحسيني # 20 كانون الثاني 1927 ~~(34) # الصغير ~~⋆ # جمعية الكردينال فراري # 22 آيار 1927 ~~(35) # إلى ~~الأمام ~~⋆ # الحزب الشيوعي الفلسطيني # آذار 1928 ~~(36) # المعاد ~~⋆ # ميشال سليم نجار # 18 آيار 1928 # ثانيا: مدينة ~~يافا ~~(1) # الأخبار # بندلي غرابي # 29 حزيران 1909 ~~(2) # الاعتدال اليافي # بكري السمهوري # 1 آيار 1910 ~~(3) # الحرية # توفيق السمهوري # 20 حزيران 1910 ~~(4) ~~⊙ # فلسطين ~~⋆ # عيسى داود العيسى ويوسف العيسى # 14 كانون الثاني 1911 ~~(5) # الأخبار الأسبوعية # حنا فضول صباغة # 28 كانون الثاني 1911 ~~(6) # أبو شادوف # وهبة تماري # 13 آذار 1912 ~~(7) # صوت العثمانية # الدكتور شمعون مويال # 16 كانون الثاني 1914 ~~(8) # السلام # نسيم ملول # 31 آيار 1920 ~~(9) # الجزيرة # حسن فهمي ومحمد كامل الدجاني # 31 كانون الثاني 1924 ~~(10) # الصراط ~~المستقيم ~~⋆ # القلقيلي # 2 أيلول 1925 ~~(11) # صوت ~~الحق ~~⋆ # فهمي الحسيني # 6 تشرين الأول 1927 # ثالثا: مدينة ~~حيفا ~~(1) ~~⊙ # الكرمل ~~⋆ # نجيب نصار # 1908 ~~(2) # جراب الكردي # متري حلاج # 1908 ~~(3) # الحمارة القاهرة # خليل زقوت ونجيب جانا # 4 أيلول 1911 ~~(4) # العصا لمن عصى # نجيب جانا # 22 شباط 1912 ~~(5) # الصاعقة # جميل رمضان # 1912 ~~(6) # الأردن # باسيلا الجدع وخليل نصر # 8 تشرين الأول 1923 ~~(7) # اليرموك # كمال عباس # 31 آب 1924 ~~(8) # حيفا # إيليا زكا # 31 تشرين الأول 1924 ~~(9) # الإقدام # سليم الحلو # 1 آب 1926 ~~(10) # الزهور ~~⋆ # جميل البحري # 12 كانون الثاني 1927 ~~(11) # النهضة ~~⋆ # جاد سويدان وقيصر أبيض # 11 آيار 1929 # رابعا: مدينة بيت ~~لحم ~~(1) # صوت الشعب # يوسف أبي العراج وعيسى بندك # 11 آيار 1922 # خامسا: مدينة طول ~~كرم ~~(1) # الاتحاد العربي # سليم عبد الرحمن الحاج إبراهيم # نيسان 1925 ~~* # تأسست ~~هذه الصحيفة في الإسكندرية سنة 1904 ثم انتقلت إلى القدس ~~سنة 1908 بعد إعلان الدستور العثماني، وتحول امتيازها ~~حينئذ إلى إيليا زكا شقيق إبراهيم زكا مؤسسها فأطلق عليها ~~عنوان «النفير»، وفي شهر نيسان 1913 نقلت إدارتها ~~ومطبعتها إلى حيفا، ولما كانت هذه الجريدة قد اشتهرت في ~~فلسطين وعاشت فيها أكثر منها في الإسكندرية رأينا أن ~~ندرجها بين الجرائد الفلسطينية. ~~† # كانت ~~هذه الجريدة تنشر باللغتين العربية واليونانية ولم يصدر ~~منها سوى ثلاثة أعداد لا غير. ~~‡ # تحت ~~عنوان «القدس الشريف» ذكرنا ثلاث جرائد في مدينة أورشليم: ~~الأولى رسمية ظهرت عام 1903 واحتجبت بعد خمسة أعوام ~~لنشرها، والثانية رسمية أيضا نشرتها متصرفية القدس عام ~~1913 وأعدادها غير مرتبطة بأعداد الجريدة الأولى؛ ولهذا ~~اتخذت سلسلة أعداد جديدة مستقلة ms530 عن أعداد شقيقتها ~~السابقة، والثالثة سياسية أنشأها حسن صدقي الدجاني سنة ~~1920. # جرائد بلاد ما بين النهرين # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ديار ~~بكر ~~(1) # كوكب ~~الشرق ~~* # نعوم فائق # 29 تموز 1910 ~~(2) # البوق ~~† # بشار حلمي # 19 كانون الاول 1913 ~~* # كانت ~~تنشر هذه الجريدة في اللغات الثلاث: السريانية والعربية ~~والتركية، وكان منشئها يكتبها بخط يده ثم يطبعها كلها ~~بحروف سريانية على مطبعة حجرية، ولما ارتحل نعوم فائق ~~سنة 1912 إلى مدينة نيويورك من الولايات المتحدة الأميركية ~~شاهد هناك جالية سريانية كثيرة العدد توافرت فيها الثقافة ~~العصرية، فأحب أن يخدمها بقلمه عن طريق الصحافة وأصدر هناك ~~في 8 نيسان 1916 جريدة «بيت نهرين» باللغات الثلاث ~~المذكورة أعلاه، وكان يطبعها على المطبعة الحجرية أيضا ~~لعدم وجود حروف سريانية في تلك الأصقاع البعيدة، وقد واصل ~~نشرها حتى وافته المنية عام 1930 فأقام له أصدقاؤه وعارفو ~~فضله حفلة تذكارية عددوا فيها مناقبه الشخصية وآثاره ~~العلمية، وقد أرسل مؤلف «تاريخ الصحافة العربية» تأبينا ~~صارت تلاوته في الحفلة المشار إليها. ~~† # كانت ~~هذه الصحيفة كالتي قبلها تطبع على الحجر: فكان نصفها ~~يطبع باللسان التركي ذي الحروف العربية، وكان نصفها الآخر ~~يطبع بحروف سريانية تقرأ سريانيا أو عربيا أو ~~تركيا بحسب النص الأصلي. # جرائد مملكة العراق # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: بغداد ~~العاصمة ~~(1) # الزوراء # رسمية # 15 حزيران 1869 ~~(2) # بغداد # 6 آب 1908 ~~(3) # الرقيب # عبد اللطيف ثنيان # 28 كانون الثاني 1909 ~~(4) # الإرشاد # حسين فريد # 12 شباط 1909 ~~(5) # الانقلاب # ح. ثريا - م. رءوف # 21 آذار 1909 ~~(6) # تعاون # رشيد # 25 نيسان 1909 ~~(7) # روضة # عبد الحسين الأزري # 22 حزيران 1909 ~~(8) # الحقيقة # طلعت # 25 حزيران 1909 ~~(9) # صائب # م. عارف # 3 آب 1909 ~~(10) # صدى بابل # داود صليوا ويوسف غنيمة # 13 آب 1909 ~~(11) # الزهور # ن. يوسف # 4 تشرين الثاني 1909 ~~(12) # بين النهرين # محمد كامل # 6 كانون الأول 1909 ~~(13) # الرياض # سليمان الدخيل # 7 كانون الثاني 1910 ~~(14) # بيلديرم # محمد صادق الأعرجي # 9 كانون الثاني 1910 ~~(15) # الظرايف # أبو الصفا طلعت # 17 كانون الثاني 1910 ~~(16) # أخوت # عبد الحسين الأزري # 3 نيسان 1910 ~~(17) # الرصافة # محمد صادق الأعرجي # 17 حزيران 1910 ~~(18) # مصباح الشرق # الحاج محمد نقي اليزدي # 1 آب 1910 ~~(19) # صائب # إبراهيم فهيم # 11 آب 1910 ~~(20) # سبيل الرشاد # محمد بهجت # 28 أيلول 1910 ~~(21) # وجدان # أبو الصفا طلعت # 12 كانون الأول 1910 ~~(22) # خان جفان # أبو الصفا طلعت # 5 آذار ms531 1911 ~~(23) # بالك # شكري # 13 آذار 1911 ~~(24) # الحقوق # معروف # 18 كانون الثاني 1911 ~~(25) # المضحكات # محمد سعيد لطفي # 23 كانون الثاني 1911 ~~(26) # القسطاس # عبد الجبار الأعظمي # 5 شباط 1911 ~~(27) # تفكر # سلمان عنبر # 21 شباط 1911 ~~(28) # المصباح # عبد الحسين الأزري # 7 آذار 1911 ~~(29) # خان الذهب # محمد سعيد لطفي # 22 آذار 1911 ~~(30) # سيف الحق # عثمان نوري أورفلي # 30 آذار 1911 ~~(31) # البلبل # محمد سعيد لطفي # 16 نيسان 1911 ~~(32) # أفكار عمومية # حسين عوني ونزهت كامل # 18 نيسان 1911 ~~(33) # بكي مودة # عبد الرحيم صائب # 4 آيار 1911 ~~(34) # كرمة ونرمة # لطفي فكرت وأحمد هادي # 16 آيار 1911 ~~(35) # الأسرار # عبد الرحيم صائب # 23 آيار 1911 ~~(36) # الصاعقة # عبد الكريم الشيخي # 8 حزيران 1911 ~~(37) # دونبلا # لطفي فكرت # 15 آب 1911 ~~(38) # النوادر # محمود الوهيب # 6 أيلول 1911 ~~(39) # المصباح الأغر # عبد الحسين الأزري # 14 تشرين الثاني 1911 ~~(40) # مكتب # يونس وهبي # 6 آذار 1912 ~~(41) # معارف # إبراهيم فهيم # 1 آب 1912 ~~(42) # الرياحين # إبراهيم منيب الباجه جي # 28 آذار 1913 ~~(43) # شمس المعارف # إبراهيم صالح شكر # 25 نيسان 1913 ~~(44) # النهضة # إبراهيم حلمي # 3 تشرين الأول 1913 ~~(45) # غنجة اتحاد # صلاح الدين كركوكلي # 3 كانون الأول 1913 ~~(46) # صدى الإسلام # عطا الله آل الخطيب # 23 تموز 1915 ~~(47) ~~⊙ # العرب # 4 تموز 1917 ~~(48) ~~⊙ # صدى ~~الحقيقة # تشرين الأول 1917 ~~(49) ~~⊙ # دار ~~السلام # 23 حزيران 1918 ~~(50) ~~⊙ # الملحق ~~المصور لجريدة العرب # 1918 ~~(51) ~~⊙ # الملحق ~~التصويري للأوقات البغدادية # رسمية # 1918 ~~(52) # العراق ~~⋆ # رزوق داود غنام # 1 حزيران 1920 ~~(53) # الشرق # حسين أفنان # 30 آب 1920 ~~(54) # الاستقلال # عبد الغفور البدري # 28 أيلول 1920 ~~(55) # الفلاح # عبد اللطيف الفلاحي # 20 حزيران 1921 ~~(56) # دجلة # داود السعدي والرشيد الهاشمي # 25 حزيران 1921 ~~(57) # لسان العرب # إبراهيم حلمي العمر # 1921 ~~(58) # الرافدان # سامي خوندة # 26 أيلول 1921 ~~(59) # المفيد # إبراهيم حلمي العمر # 11 نيسان 1922 ~~(60) # التوحيد # مجيد طلعت آل الواعظ # 24 حزيران 1922 ~~(61) # جريدة الحكومة ~~العراقية ~~⋆ # رسمية # أيلول 1922 ~~(62) # العاصمة # حسن وشاكر الغصيبة # 5 تشرين الثاني 1922 ~~(63) # الناشئة الجديدة # إبراهيم صالح شكر # 27 كانون الأول 1922 ~~(64) # بابل # حسن سامي # 10 تموز 1923 ~~(65) # البدائع # داود العجيل # 30 أيلول 1923 ~~(66) # الأمل # معروف الرصافي # 1 تشرين الأول 1923 ~~(67) # العراق المسائي # رزوق غنام # 5 تشرين الأول 1923 ~~(68) # المراقب # عثمان الزهير # 16 تشرين الأول 1923 ~~(69) # جحا الرومي # رشيد الصوفي # 19 تشرين الأول 1923 ~~(70) # الغربال # مكي جميل # 17 تشرين الثاني 1923 ~~(71) # الوقائع ~~العراقية ~~⋆ # مديرية المطبوعات # 1923 ~~(72) # الحقائق # عباس حسين آل الجلبي # 22 شباط 1924 ~~(73) # الظرائف # صالح السيد عبد # 28 شباط 1924 ~~(74) # شط العرب # خلف شوقي الداودي # 2 آذار 1924 ~~(75) # العالم ~~العربي ~~⋆ # حسون ومداد # 27 آذار 1924 ~~(76) # المصباح # سلمان شينة # 10 نيسان 1924 ~~(77) # الشعب # محمد عبد الحسين # 10 نيسان 1924 ~~(78) # الربيع # رفائيل بطي # 2 آيار 1924 ~~(79) # الحضارة # منير اللبابيدي # 1 حزيران 1924 ~~(80) # الضاد # محمد صالح سليم # 29 تموز 1924 ~~(81) # الأدب # محمد الباقر الحلي # 7 أيلول 1924 ~~(82) # الهزل # علاء الدين ms532 عوني # 24 تشرين الأول 1924 ~~(83) # مرآة العراق # محمد ناجي صالح # 17 تشرين الثاني 1924 ~~(84) # الصحيفة # حسين الرحال # 28 كانون الأول 1924 ~~(85) # العالم المصور # كاظم الشماع # 10 كانون الثاني 1925 ~~(86) # السياسة # يوسف غنيمة # 3 آذار 1925 ~~(87) # كناس الشوارع # ميخائيل تبسي # 1 نيسان 1925 ~~(88) # بالك # عبد الحميد فخري # 28 آب 1925 ~~(89) # الفضيلة # عبد الرزاق الحسني # 1 أيلول 1925 ~~(90) # الأدب والبدائع # داود العجيل # 12 كانون الأول 1925 ~~(91) # نداء الشعب # إبراهيم بك كمال # 20 كانون الثاني 1926 ~~(92) # المداعب # حسين يحيى # 30 كانون الثاني 1926 ~~(93) # الإرشاد # عبد الجليل آل جميل # 5 تشرين الثاني 1926 ~~(94) # جريدة حاسين # 1926 ~~(95) # سينما الحياة # ميخائيل تبسي # 17 كانون الأول 1926 ~~(96) # الأخلاق # عبد الرحمن البناء # 24 كانون الأول 1926 ~~(97) # الكرخ ~~⋆ # الملا عبود الكرخي # 10 كانون الثاني 1927 ~~(98) # الزمان # إبراهيم صالح شكر # 11 تموز 1927 ~~(99) # النهضة العراقية # المحامي أمير الخراز # 10 آب 1927 ~~(100) # النظام # توفيق النسكيكي # 22 آب 1927 ~~(101) # الصراحة # هاشم الرفاعي # 16 شباط 1928 ~~(102) # صدى الكرخ # الملا عبود الكرخي # 17 نيسان 1928 ~~(103) # اللواء # محمد سعيد العزاوي # 20 آيار 1928 ~~(104) # البرهان # سلمان كوهين # 1928 ~~(105) # التقدم # سلمان الشيخ داود # 16 تشرين الثاني 1928 ~~(106) # الحاصد ~~⋆ # أنور شاؤل # 14 شباط 1929 ~~(107) # الثمرات ~~⋆ # عبد الرضا الجبيلي # 10 آذار 1929 ~~(108) # الناظرة ~~⋆ # فائق الكيلاني ومحمد علي عبد الله # 12 نيسان 1929 ~~(109) # الوطن ~~⋆ # عبد العزيز ماجد # 2 آيار 1929 ~~(110) # الدليل ~~⋆ # س. إسحاق # 12 آيار 1929 ~~(111) # الناقد ~~⋆ # سلمان الشيخ داود # 13 حزيران 1929 ~~(112) # النور ~~⋆ # عبد الرحمن البناء # 23 حزيران 1929 ~~(113) # المزمار # أحمد عزت # 16 تموز 1929 ~~(114) # الشباب ~~⋆ # سعيد السامرائي # 16 آب 1929 ~~(115) # المعارف # أحمد عزت # 22 آب 1929 ~~(116) # صوت ~~العراق ~~⋆ # المحامي علي محمود # 8 أيلول 1929 ~~(117) # نداء الشعب # عبد الغفور البدري # 8 أيلول 1929 ~~(118) # البرهان ~~⋆ # شاؤل حداد # 17 تشرين الأول 1929 ~~(119) # البلاد ~~⋆ # المحامي رفائيل بطي # 25 تشرين الأول 1929 ~~(120) # اليقظة ~~⋆ # سلمان الصفواني # تشرين الثاني 1929 ~~(121) # الحارس ~~⋆ # عبد الغفور البدري # 1 كانون الأول 1929 ~~(122) # صدى ~~المزمار ~~⋆ # أحمد عزت # 3 كانون الأول 1929 ~~(123) # المستقبل ~~⋆ # إبراهيم صالح شكر # 29 كانون الأول 1929 # ثانيا: مدينة ~~البصرة ~~(1) # البصرة # رسمية # كانون الثاني 1895 ~~(2) # الإيقاظ # سليمان فيضي الموصلي # 2 آيار 1909 ~~(3) # التهذيب # أمين عالي # 1 حزيران 1909 ~~(4) # إظهار الحق # قاسم جلميران # 1 حزيران 1909 ~~(5) # مرقعة الهندي # أحمد حمدي # 21 تشرين الثاني 1909 ~~(6) # الفيض # داود نيازي # 6 آيار 1910 ~~(7) # البصرة الفيحاء # أحمد حمدي ومحمد حمدي # 10 آب 1910 ~~(8) # الرشاد # يوسف السامرائي # 29 آب 1910 ~~(9) # آتي # عمر فوزي # 23 تشرين الأول 1910 ~~(10) # التاج # محمد نجيب # 22 تموز 1911 ~~(11) # المنير # أحمد جودت كاظم # 12 تشرين الأول 1911 ~~(12) # الدستور # عبد الله الزهير # 22 كانون الثاني 1912 ~~(13) # صدى الدستور # عبد الوهاب طباطبائي # 25 أيلول 1913 ~~(14) ~~⊙ # الأوقات ~~البصرية # رسمية # 1915 ~~(15) # مرآة العراق # 8 شباط 1919 ~~(16) # الأوقات ~~العراقية ~~⋆ # رسمية # 1921 # ثالثا: مدينة ~~الموصل ~~(1) ~~⊙ # الموصل ms533 # رسمية (عربية وتركية) # 1885 ~~(2) # نينوى # فتح الله سرسم # 15 تموز 1909 ~~(3) # النجاح # محمد توفيق # 12 تشرين الثاني 1910 ~~(4) # جكه باز # عبد المجيد خيالي # 27 حزيران 1911 ~~(5) # دعوة الحق # محمد رشيد الصفار # 7 نيسان 1915 ~~(6) # الموصل ~~⋆ # رسمية (عربية) # 14 تشرين الثاني 1918 ~~(7) # الجزيرة ~~⋆ # محمد مكي صدقي # 24 آذار 1922 ~~(8) # العهد ~~⋆ # لسان حزب الاستقلال العراقي # 1924 ~~(9) # صدى ~~الجمهور ~~⋆ # عيسى محفوظ # 21 شباط 1927 # رابعا: مدينة ~~الكاظمية ~~(1) # اليقظة # سلمان آل إبراهيم الصفواني # 5 أيلول 1924 ~~(2) # المنبر ~~العام ~~⋆ # سلمان آل إبراهيم الصفواني # 20 كانون 1925 ~~(3) # المعارف ~~⋆ # عبد المالك حافظ # 3 أيلول 1926 # خامسا: مدينة ~~كركوك ~~(1) # نجمة ~~كركوك ~~⋆ # حكومة الاحتلال البريطاني # 15 كانون الأول 1918 # سادسا: مدينة ~~النجف ~~(1) # الفرات # زعماء الثورة العراقية # 4 ذي الحجة 1338ه/1920م ~~(2) # النجف ~~⋆ # يوسف رجيب # 17 نيسان 1925 # سابعا: مدينة ~~كربلا ~~(1) # الاتفاق # حاجي ميرزا علي آقا شيرازي # 7 آذار 1916 # ثامنا: مدينة ~~العمارة ~~(1) # التهذيب ~~⋆ # أنور مجيد تحافي # 11 آذار 1926 # تاسعا: مدينة ~~الحلة ~~(1) # الفيحاء # عبد الرزاق ~~الحسني ~~⋆ # 27 كانون الثاني 1927 # عاشرا: مدينة ~~العشار ~~(1) # الإخاء # سيد عبد الرحمن # 15 آب 1926 ~~* # السيد ~~عبد الرزاق الحسني شاب ذكي الفؤاد ولوع بالأبحاث ~~التاريخية، اشتهر بالجلد والثبات وصفاء السريرة، ولد في ~~بغداد سنة 1903 وكلف منذ حداثته بمهنة الصحافة فاحترفها ~~وأنشأ صحيفتين: أولاهما «الفضيلة» بتاريخ 1 أيلول 1925 في ~~مسقط رأسه عاشت ثلاثة أعوام، والثانية «الفيحاء» بتاريخ 27 ~~كانون الثاني 1927 احتجبت قبل مرور سنة واحدة على ولادتها؛ ~~لأن الحكومة صادرت مطبعتها وسحبت امتيازها، ولهذا الأديب ~~الكبير مؤلفات شتى أهمها: «عبدة الشيطان في العراق» ~~و«الصابئة قديما وحديثا» و«البابيون في التاريخ» و«تاريخ ~~البلدان العراقية» و«الأغاني الشعبية» و«رحلة في العراق» ~~و«تحت ظل المشانق» و«الخوارج في الإسلام» و«تاريخ الوزارات ~~العراقية» و«المعلومات المدنية» وغير ذلك من الآثار ~~الكتابية الخالدة. # جرائد مملكة الحجاز # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مكة ~~المكرمة ~~(1) # حجاز # رسمية ~~* # 1908 ~~(2) # شمس الحقيقة # محمد توفيق وعبد الله قاسم # 16 شباط 1909 ~~(3) # صفا ~~الحجاز ~~† # أحمد رأفت الإسكندراني # 1909 ~~(4) ~~⊙ # القبلة # رسمية # 14 آب 1916 ~~(5) # الفلاح # عمر شاكر # 26 أيلول 1920 ~~(6) # أم ~~القرى ~~⋆ # رسمية # 1925 ~~(7) # الإصلاح ~~⋆ # محمد حامد الفقي # 1 آب 1928 # ثانيا: المدينة ~~المنورة ~~(1) # الرقيب ~~‡ # إبراهيم خطاب وأبو بكر الداغستاني # كانون الثاني 1909 ~~(2) # المدينة المنورة # محمد مأمون الأرزنجاني # 16 تشرين الثاني 1909 ~~(3) # الحجاز # 7 تشرين الأول 1916 # ثالثا: مدينة ~~جدة ~~(1) # الإصلاح الحجازي ms534 # أديب داود هراري # 17 آيار 1909 ~~(2) # بريد الحجاز # محمد صالح نصيف # 13 تشرين الثاني 1924 ~~* # يلاحظ ~~القراء أننا سردنا أسماء ثلاث صحف (رسمية) في فهرس جرائد ~~مكة المكرمة، فالأولى وعنوانها «حجاز» كانت لسان حال ~~الدولة العثمانية، والثانية «القبلة» أسسها الملك حسين بن ~~علي رأس العترة الهاشمية، والثالثة «أم القرى» ظهرت بظهور ~~دولة ابن السعود في المملكة الحجازية. ~~† # جريدة ~~خطية صغيرة الحجم كانت تطبع على الجلاتين. ~~‡ # كانت ~~هذه الجريدة خطية تطبع أيضا على الجلاتين، وهي أول صحيفة ~~ظهرت في المدينة المنورة لعدم وجود مطابع في ذاك ~~العهد. # جرائد إمارة اليمن # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: صنعاء ~~العاصمة ~~(1) # صنعاء # رسمية # 1879 ~~(2) # الإيمان ~~⋆ # قائد بن محمد سريع # تشرين الثاني 1926 # جرائد المكلا # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها ~~(1) # النهضة ~~الحضرمية ~~⋆ # الطيب المسلمي # تشرين الثاني 1927 # جرائد بلاد فارس # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~طهران ~~(1) # لواء بين النهرين # 1923 # جرائد الهند الإنكليزية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«كلكتا» عاصمة الهند الإنكليزية ~~سابقا ~~(1) # مفرح القلوب # 1881 ~~(2) # نخبة الأخبار # 1892 ~~(3) # الهلال # أحمد أبو الكلام الدهلوي # 1 أيلول 1912 ~~(4) # الهلال ~~⋆ # مسعود حسن زبيري # حزيران 1927 # ثانيا: مدينة ~~«دلهي» عاصمة الهند الإنكليزية ~~حالا ~~(1) # نصرة الأخبار # نصرة علي خان # 1880 # ثالثا: مدينة ~~بمباي ~~(1) # صوت الحق # محمد معراج وعبد الله شريف # 12 تموز 1925 # رابعا: مدينة ~~لكناو ~~(1) # الرياض # محمد عبد العلي المدراسي # 1900 # خامسا: مدينة ~~سنغافورا ~~(1) # الإصلاح # كرامة بلدرم # 1 تشرين الثاني 1908 ~~(2) # الوطن # محمد بن عبد الرحمن # 28 شباط 1910 ~~(3) # الحسام # 21 نيسان 1910 # سادسا: مدينة ~~بنجاب ~~(1) # النفع العظيم # الدكتور ليتنز # 1880 # جرائد الهند الهولندية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«بتافيا» عاصمة الهند ~~الهولندية ~~(1) # بوروبودور # محمد هاشمي # 9 تشرين الثاني 1920 ~~(2) # المعارف ~~⋆ # أبو الفضل الأنصاري # 12 آيار 1927 # ثانيا: مدينة ~~سربايا (جاوا) ~~(1) # الإقبال # محمد بن سالم # 22 تموز 1917 ~~(2) # الإرشاد # حسن أبو علي النقة # 11 حزيران 1920 ~~(3) # حضرموت ~~⋆ # محمد بن هاشم # 6 كانون الثاني 1923 ~~(4) # القسطاس # عمر بن علي مكارم # 3 شباط 1923 ~~(5) # الإحقاق # عمر هبيص # تشرين الثاني 1925 ~~(6) # الدهناء ~~⋆ # الجمعية التهذيبية # 1 كانون الثاني 1928 # ثالثا: مدينة ~~ويلتفريدن (جاوا) ~~(1) # برهوت ~~⋆ # محمد بن عقيل # 1929 # رابعا: مدينة بيتن ~~زورخ (جاوا) ~~(1) # الوفاق # محمد سعيد ms535 الفتة # 1 تشرين الثاني 1923 # خامسا: مدينة ~~فلمبغ (سومترا) ~~(1) # البشير # محمد بن هاشم بن طاهر # 1 كانون الأول 1914 # الباب الثاني # | فهارس جميع المجلات العربية في آسيا # يتضمن فهارس جميع المجلات العربية في آسيا على الإطلاق. # وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مدينة وبلد من الأصقاع الآسيوية. ~~*** # مجلات الجمهورية اللبنانية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: بيروت ~~العاصمة ~~(1) # أعمال الجمعية ~~السورية ~~* # الجمعية السورية # 6 كانون الثاني 1852 ~~(2) # الشركة الشهرية # يوسف الشلفون # 1 كانون الثاني 1866 ~~(3) ~~⊙ # أعمال ~~شركة مار منصور دي ~~بول ~~⋆ # شركة مار منصور # 1 حزيران 1867 ~~(4) # مجموعة العلوم # الجمعية العلمية السورية # 15 كانون الثاني 1868 ~~(5) # المجمع الفاتيكاني # الآباء اليسوعيون # 1 كانون الثاني 1870 ~~(6) # الجنان # بطرس البستاني # 1 كانون الثاني 1870 ~~(7) # الزهرة # يوسف الشلفون # 1 كانون الثاني 1870 ~~(8) # المهماز # خليل عطية # 25 شباط 1870 ~~(9) # النحلة # القس لويس صابونجي # 11 آيار 1870 ~~(10) # النجاح # لويس صابونجي ويوسف شلفون # 9 كانون الثاني 1871 ~~(11) ~~⊙ # المقتطف ~~⋆ # يعقوب صروف وفارس ~~نمر ~~† # 1 آيار 1876 ~~(12) # الطبيب # الدكتور جورج بوست # 1 كانون الثاني 1878 ~~(13) # المشكاة # خليل سركيس # 1 نيسان 1878 ~~(14) # سلسلة الفكاهات # نخلة قلفاط # 1 تشرين الثاني 1884 ~~(15) # ديوان الفاكهة # سليم شحادة وسليم طراد # 1 كانون الثاني 1885 ~~(16) ~~⊙ # الصفاء ~~⋆ # علي ناصر الدين # 1 كانون الثاني 1886 ~~(17) # الكنيسة الكاثوليكية # خليل البدوي # 1 كانون الثاني 1888 ~~(18) # الجامعة # أمين الخوري # 1894 ~~(19) ~~⊙ # المشرق ~~⋆ # الأب لويس ~~شيخو ~~‡ # 1 كانون الثاني 1898 ~~(20) # غادة الفكر (مدرسية) # فؤاد سالم وسامي صهيون # 1898 ~~(21) # المحبة ~~§ # فضل الله فارس أبي حلقة # 13 كانون الثاني 1899 ~~(22) # زهرة الكلية (مدرسية) # أسعد مدري # 10 كانون الأول 1899 ~~(23) # حديقة المعارف (مدرسية) # بشير قصار ونجيب نصار # 1899 ~~(24) # الحديقة (مدرسية) # نجيب نصار وبشير قصار # 1900 ~~(25) # الحظ (مدرسية) # إسحاق عطية وأمين تقي الدين # 14 تشرين الثاني 1901 ~~(26) # العفة (مدرسية) # وديع حداد وإلياس حداد # 18 كانون الأول 1901 ~~(27) # حسناء الكلية (خطية) # إلياس عبيد وشركاؤه # 5 كانون الثاني 1903 ~~(28) ~~⊙ # المنار ~~⋆ # المطران أرسانيوس حداد # 15 كانون الثاني 1903 ~~(29) # الزهرة (مدرسية) # سليم العازار # 1903 ~~(30) # الغادة (مدرسية) # إيليا بارودي # 27 كانون الأول 1903 ~~(31) # الدائرة (مدرسية) # مصطفى السعادة وضياء البغدادي # كانون الثاني 1904 ~~(32) # أرزة التاجر (مدرسية) # عضامي وراسي وشركاؤهما # 1904 ~~(33) # المنارة (مدرسية) # جرجي سابا # 18 كانون الأول 1905 ~~(34) # سورية (مدرسية) # أمين بطرس هلال # 8 كانون الثاني 1906 ~~(35) # المنصف (مدرسية) # حنا خليل فرح # 27 كانون الثاني 1908 ~~(36) # النهضة الإصلاحية # توفيق قربان وشركاؤه # كانون الثاني 1908 ~~(37) # المنتقد # محمد الباقر # 15 أيلول 1908 ~~(38) # روضة المعارف # محمد علي القباني # 1908 ~~(39) # الحرب العثمانية الروسية # أسطفان بغوصيان ms536 # 1 كانون الثاني 1909 ~~(40) # النبراس # الشيخ مصطفى الغلاييني # 22 كانون الثاني 1909 ~~(41) # الراوي # طانيوس عبده # 1909 ~~(42) # الحسناء # جرجي نقولا باز # 20 حزيران 1909 ~~(43) # الكوثر # بشير رمضان # 18 تموز 1909 ~~(44) ~~⊙ # المورد ~~الصافي ~~⋆ # جرجس وأنيس المقدسي # 1 تشرين الثاني 1909 ~~(45) # الجسمانية # الأب يوسف علوان اللعازري # 1 كانون الثاني 1910 ~~(46) # اللطائف الأهلية # محمد جمال # 1 كانون الثاني 1910 ~~(47) ~~⊙ # الكلية ~~⋆ # الجامعة الأميركية # 1 شباط 1910 ~~(48) # النفائس # أنيس عيد الخوري وكامل حمية # 1 آذار 1910 ~~(49) # التلميذ # المدرسة ~~العثمانية ~~|| # 31 آذار 1910 ~~(50) # المجلة ~~الشرقية ~~¶ # بوبز وبرصا ورعد # 2 آيار 1910 ~~(51) # المجلة السورية # فيليب يوسف تيان # 24 تموز 1910 ~~(52) # مجلة الاقتصاد # أنيبال أبيلا # 15 تشرين الأول 1910 ~~(53) # الأنيس # سليم إبراهيم صادر # 1 تشرين الثاني 1910 ~~(54) # الرابطة # متخرجو الكلية العلمانية # 1 كانون الثاني 1911 ~~(55) # ثمرة الأدب (مدرسية) # المدرسة البطريركية الكاثوليكية # 1 شباط 1911 ~~(56) # العروة الوثقى (مدرسية) # سامح وفؤاد الخالدي # 1911 ~~(57) # الروايات العصرية # سليم الياهو من # 1911 ~~(58) # المسامرات السورية # محمد مختار نجا وأحمد حرب # 10 أيلول 1911 ~~(59) # البصائر # جميل العظم # 1912 ~~(60) # صور الحرب في طرابلس الغرب # محمد طاهر التنير # 1 حزيران 1912 ~~(61) ~~⊙ # صديق ~~العائلة ~~⋆ # الآباء الكبوشيون # 1 كانون الثاني 1913 ~~(62) # الرشيد # # الشيخ صالح اليافي # 9 آيار 1913 ~~(63) # مسامرات الشعب # أسطفان بغوصيان # 31 آيار 1913 ~~(64) # الرسالة # المطران بطرس ~~شبلي ~~** # 1 تموز 1913 ~~(65) # الخليل # رزق الله سركيس وخليل كسيب # 1913 ~~(66) # مجلة العلوم الاجتماعية # توفيق الناطور # أيلول 1913 ~~(67) # الاتحاد المصري (خطية) # صفر توفيق # تشرين الثاني 1913 ~~(68) # المحاسن # لويس دربان # تشرين الثاني 1913 ~~(69) # السلوى # إدارة المطبعة الأدبية # 1 كانون الثاني 1914 ~~(70) # مجلة كمال # كمال عباس # 1 كانون الثاني 1914 ~~(71) # فتاة لبنان # سليمة أبي راشد # 1 كانون الثاني 1914 ~~(72) # الثمرة (مدرسية) # نقولا بشارة وشركاؤه # 5 شباط 1914 ~~(73) # الفتاة # محمد الباقر # آذار 1918 ~~(74) ~~⊙ # النشرة ~~الشهرية عن الأعمال ~~الإدارية ~~⋆ # رسمية # 10 تشرين الأول 1918 ~~(75) # رسالة ~~السلام ~~⋆ # الخوري أنطون عقل # 1 كانون الثاني 1919 ~~(76) # الفجر ~~†† # الأميرة نجلا أبي اللمع # 1919 ~~(77) # رسالة قلب ~~يسوع ~~⋆ # الأب بشير أجيا اليسوعي # 1 كانون الثاني 1920 ~~(78) # النشرة الشهرية للأعمال ~~الإدارية ~~⋆ # القوميسرية العليا الفرنسية # 1 تموز 1920 ~~(79) # المجلة ~~القضائية ~~⋆ # يوسف إبراهيم صادر # 1 نيسان 1921 ~~(80) # المرأة الجديدة # جوليا طعمة دمشقية # 1 نيسان 1921 ~~(81) # الفوائد ~~‡‡ # خليل البدوي # 1 نيسان 1921 ~~(82) # الوقائع الماسونية # يوسف الحاج # 1 آيار 1921 ~~(83) # صوت الحق # الأرشمندريت برنردس غصن # 15 كانون الثاني 1923 ~~(84) # القاموس العام # حنا أبي راشد # 15 كانون الثاني 1923 ~~(85) # التلميذ # الجمعية العلمية بالكلية الإسلامية # آذار 1923 ~~(86) # مورد ~~الأحداث ~~⋆ # أمينة الخوري المقدسي # نيسان 1923 ~~(87) # مينرفا ~~⋆ # ماري يني # 15 نيسان 1923 ~~(88) # الجامعة المصورة # عمر أبو النصر # 19 نيسان 1923 ~~(89) # الحارس ~~⋆ # أمين الغريب # 15 آيار 1923 ~~(90) # المجلة الطبية ~~العلمية ~~⋆ # الدكتور فؤاد ms537 غصن # 1 آب 1923 ~~(91) # فكاهات الجنس اللطيف # أنيس عيد الخوري # 1 كانون الثاني 1924 ~~(92) # مجلة ~~التعليم ~~⋆ ~~§§ # إدارة المعارف بالمفوضية العليا # كانون الثاني 1924 ~~(93) # نشرة البوليس ~~الشهرية ~~⋆ # الحكومة اللبنانية # 1 حزيران 1924 ~~(94) # المجلة الشاملة # فرج الله معوض # 28 آب 1924 ~~(95) # سمير الصغار # جوليا طعمة دمشقية # 1 كانون الثاني 1925 ~~(96) # الروايات العصرية # يوسف طوا # 1 شباط 1925 ~~(97) # نجم ~~الشبيبة ~~⋆ # ورام ~~ساموئليان ~~||| # 1 آذار 1925 ~~(98) # مجلة العالم # أنيس جابر وسليم الترك # 1 حزيران 1925 ~~(99) # الآثار ~~الشرقية ~~⋆ # البطريركية ~~السريانية ~~¶¶ # 15 كانون الثاني 1926 ~~(100) # اللطائف ~~العصرية ~~⋆ # عبد الرحمن العكاوي # 15 آب 1926 ~~(101) # نشرة دائرة المهاجرة اللبنانية # دائرة الأمور الاقتصادية # 30 تشرين الثاني 1926 ~~(102) # الكشاف ~~⋆ # مقر الكشاف العام # كانون الثاني 1927 ~~(103) # نشرة مطرانية بيروت وجبيل # المطران باسيليوس قطان # 1 آذار 1927 ~~(104) # مجلة الصحة # الدكتور أنطون شلفون # 1 نيسان 1927 ~~(105) # المناغش المجنون # نجيب غطاس وحبيب عوض # آب 1927 ~~(106) # ألف ليلة ~~وليلة ~~⋆ # كرم ملحم كرم # 1 كانون الثاني 1928 ~~(107) # السيارة # جوزف قسطنطين خوري # 1 شباط 1928 ~~(108) # البادية ~~⋆ # نسيب داود أبو شقرا # تموز 1928 ~~(109) # الحكمة ~~⋆ # الدكتور عبد الغني شهبندر # 1 كانون الثاني 1929 ~~(110) # المجلة ~~الوطنية ~~⋆ # أميل يوسف ثابت # 1 شباط 1929 ~~(111) # الأوكازيون # شكري معيقل # 5 شباط 1929 ~~(112) # المستشار ~~⋆ # دعيبس المر # 1 آيار 1929 ~~(113) # اليقظة ~~⋆ # نقابة عمال المطابع # 1 حزيران 1929 ~~(114) # الزنبقة ~~⋆ # إلياس حاطوم # 1 تشرين الأول 1929 ~~(115) # العفريت الفكاهي ~~السيار ~~⋆ # عزيز عوض المصري # 1929 # ثانيا: طرابلس ~~الفيحاء ~~(1) ~~⊙ # المباحث ~~⋆ # جرجي وصموئيل يني # 16 تشرين الثاني 1908 ~~(2) # جامعة الفنون # أحمد كمال حداد # 15 تشرين الأول 1909 ~~(3) # البيان # مصطفى البارودي وجميل عدرة # 22 كانون الأول 1911 ~~(4) # العصر الذهبي # حنا الشماس # 15 آب 1926 ~~(5) # التمدن الإسلامي # عبد الحليم مراد وعبد الله الشامي # 1927 # ثالثا: مدينة ~~صيدا ~~(1) ~~⊙ # العرفان ~~⋆ # أحمد عارف ~~الزين ## # 5 شباط 1909 # رابعا: ~~الشويفات ~~(1) # مدرسة التهذيب # عمسيح وزيريان # 1 كانون الثاني 1913 ~~(2) ~~⊙ # المعارف ~~⋆ # وديع نقولا ~~حنا ~~*** # 1 شباط 1918 ~~(3) # الخدر # عفيفة فندي صعب # 1 تموز 1919 # خامسا: ~~عبيه ~~(1) # الشبيبة # يوسف إسكندر عازار # 1 أيلول 1925 ~~(2) # مجلة المدرسة الداودية # المدرسة الداودية # 1 أيلول 1925 ~~(3) # الذكرى ~~⋆ # المدرسة الداودية # نيسان 1927 # سادسا: مدينة ~~عاليه ~~(1) # الإصلاح # علي ناصر الدين # 1 نيسان 1911 ~~(2) # الثمار (مدرسية) # جمعية الثمرة بالمدرسة الوطنية # 1917 ~~(3) # صدى العالم # أنيس جابر # 1 آب 1925 # سابعا: ~~بعبدا ~~(1) # كوكب البرية # الأب يوسف الشدياق # 1 كانون الثاني 1911 ~~(2) # الذخائر ~~⋆ # إدوار لحود ونجيب صعب # 1 شباط 1929 # ثامنا: دير ~~القمر ~~(1) # القمر # وليم دياب ~~نعمة ~~††† # 1 تموز 1911 # تاسعا: زحلة ~~والمعلقة ~~(1) # الآثار ~~‡‡‡ # الشيخ عيسى المعلوف # 1 تموز 1911 ~~(2) # فتاة الوطن # مريم الزمار # 1 آذار 1919 ~~(3) # الرحمة # جمعية مار منصور # كانون الثاني 1925 ~~(4) # المحامي ~~⋆ # فؤاد ms538 رزق # 1 نيسان 1926 # عاشرا: مدينة ~~بعلبك ~~(1) # جوبيتر ~~⋆ # يوسف فضل الله سلامة # 1 تشرين الثاني 1929 # حادي عشر: جسر نهر ~~بيروت ~~(1) ~~⊙ # الحقوق ~~⋆ # سليم المعوشي وملحم خلف # 18 شباط 1910 ~~(2) # النديم # شاكر عون وإلياس الحويك # 5 أيلول 1910 # ثاني عشر: بيت ~~شباب ~~(1) # المحراث # إدوار غالب # 1 كانون الثاني 1928 ~~(2) # الليالي ~~⋆ # إميل حبشي وميشال حائك # 1 آيار 1929 # ثالث عشر: ~~بكفيا ~~(1) # العرائس # عبد الله حشيمة # 1 أيلول 1924 # رابع عشر: ~~بعبدات ~~(1) # صدى الوطنية # نعيم بك صوايا # 1 شباط 1910 ~~(2) # النعيم (خطية) # أسعد حزير # 1926 ~~(3) # صدى الوطنية (خطية) # فريد خليل شاهين # 17 آذار 1927 # خامس عشر: ~~جونية ~~(1) # الرئيس # لويس الخازن وإبراهيم الحوراني # 1 كانون الثاني 1900 ~~(2) # صدى لبنان # سجعان عارج سعادة # 3 تشرين الثاني 1910 # سادس عشر: ~~حريصا ~~(1) ~~⊙ # المسرة ~~⋆ # الآباء المرسلون ~~البولسيون ~~§§§ # 1 حزيران 1910 # سابع عشر: ~~البترون ~~(1) # مجلة العثماني # الخوري أسطفان ضو # 1 حزيران 1909 # ثامن عشر: ~~أنفة ~~(1) # العيون ~~⋆ # جبر جوهر # 1 آيار 1927 # تاسع عشر: ~~عبدللي ~~(1) # القلب ~~⋆ # جرجي يوسف أبي رزق # 1 كانون الثاني 1929 # عشرين: بينو ~~(عكار) ~~(1) # عكار # الجمعية الخيرية في بينو وقبولا # 14 نيسان 1914 ~~(2) # عكار الجديدة # قيصر نادر # 1 آيار 1921 ~~* # إننا ~~أسهبنا الكلام في الجزأين الأول والثاني من كتابنا «تاريخ ~~الصحافة العربية» عن جميع مجلات بيروت المذكورة في هذا ~~الفهرس من العدد الأول حتى العدد السابع عشر، وقد أثبتنا ~~هناك تراجم أربابها ونشرنا رسومهم فنحيل القارئ إلى ~~مطالعتها. ~~† # أتيح ~~لبيروت أن تكون مهد طفولة «المقتطف» وأن تكون مصر مرقاة ~~اكتماله واكتهاله، فهي المجلة الكبرى التي يعتدها الآن ~~أبناء الضاد عميدة مجلاتهم في الخافقين بقدامة العهد ~~وجلال الشيخوخة، فإن عدد مجلداتها بلغ نيفا وثمانين ~~مجلدا تشتمل على نحو الستين ألف صفحة تبحث في مختلف ~~العلوم قديمها وحديثها، وعلاوة على ما وصفنا به هذه المجلة ~~في الجزء الثاني من «تاريخ الصحافة العربية» نذكر الآن ~~بالفخر أنها توقفت إلى بلوغ يوبيلها الخمسيني في حياة ~~مؤسسيها الفاضلين، وهو حدث قل ما شاهد العالم مثله في ~~عصر من العصور، كما أن هذا اليوبيل هو الأول من نوعه في ~~تاريخ المجلات العربية، وجرى لذلك في 30 نيسان 1936 مهرجان ~~نادر المثال قدمته مصر دليلا من الأدلة الساطعة على ~~حبها للعلم وعرفانها قدر المعارف ~~وتكريمها للعاملين في ~~هذا المضمار، وقد أقيمت ms539 الحفلة في دار الأوبرا برعاية ~~الملك فؤاد الأول حضرها الأمراء والوزراء والرؤساء ~~والعلماء وأعيان البلاد وأرباب الصحافة ووفود الجامعات ~~والجمعيات من جميع أقطار الشرق الأدنى، وبعث أهل الفضل من ~~أكثر أنحاء العالم بتهانئهم نثرا وشعرا يعربون فيها عن ~~إجلالهم للعلم وذويه، واشتركت بعض المدن اللبنانية ~~اشتراكا فعليا في هذا اليوبيل فأقامت حفلات في اليوم ~~الذي صار فيه مهرجان القاهرة، وأجرت الجالية السورية ~~اللبنانية في أميركا الجنوبية اكتتابا عاما قدمت من ~~مجموعه هدية تذكارية نفيسة، ويرى جميع ذلك وغيره مفصلا ~~في «الكتاب الذهبي ليوبيل المقتطف الخمسيني» الذي نشرته ~~لجنة الاحتفال في حينه. ~~‡ # لا ~~حاجة إلى تعريف هذه المجلة؛ لأن شهرتها وشهرة مؤسسها ~~العلامة لويس شيخو في غنى عن كل تعريف، وحسبنا أن نجيل ~~الطرف في مجلداتها الثلاثين فنرى أنها تتألف من ثلاثة ~~وثلاثين ألف صفحة حافلة بشتى الأبحاث لا يستثنى منها إلا ~~السياسة، تشهد على ذلك مقالاتها في العلوم الدينية ~~والفلسفية واللغوية والبيانية والتاريخية والاجتماعية ~~والطبيعية وعلم الآثار القديمة والطب والهندسة والزراعة ~~والتجارة والصناعة والفنون والمطابع وخزائن الكتب والرحلات ~~والاختراعات والاكتشافات إلخ. ولعلماء المشرقيات في الغرب ~~فضلا عن العلماء المدققين في بلادنا ثقة تامة بهذه ~~المجلة التي قرظها كثير منهم، وقد شهدوا لها قاطبة بأنها ~~المجلة العربية الوحيدة التي جرت على منهاج إنشاء المجلات ~~الأوروبية ذات الشأن، وعرف «المشرق» بمباحثه الجدلية مع ~~أشهر المجلات العربية التي نذكر منها: «الضياء» بالقاهرة ~~في موضوع لغة الجرائد، و«المقتطف» بالقاهرة و«الكوثر» ~~ببيروت في العلوم العربية وحريق مكتبة الإسكندرية، ~~و«الهلال» بالقاهرة في الماسونية، و«النعمة» بدمشق في ~~قانونية الأسفار الإلهية، و«الكلمة» بمدينة نيويورك في ~~سلطة البابا وبعض العقائد الكاثوليكية، وجريدة «الرأي ~~العام» البيروتية في قضية «المدارس الدوارس» وغير ذلك من ~~المجلات والجرائد، وقد أنشبت المنية أظفارها بمؤسس ~~«المشرق» علامتنا الأب لويس شيخو في 7 كانون الأول 1928 ~~بعدما سطرت يده الكلمة الأخيرة من المجلد السنوي الذي أتم ~~به عرس المجلة الفضي، فانطفأ بوفاته مصباح وهاج من ~~المصابيح العلمية كان يشع نوره إلى أقصى ما ms540 ينتهي إليه ~~نفوذ اللغة العربية، ولضيق المقام نمسك القلم عن وصف فضائل ~~أستاذنا الجليل الذي سنفرز له ترجمة لائقة بمنزلته ~~الأدبية في جزء آخر من هذا الكتاب إن شاء المولى. ~~§ # عهد ~~صاحب امتياز هذه المجلة بنشرها إلى جمعية التعليم المسيحي ~~الأرثوذكسية في بيروت، فبعدما لبثت بعهدة هذه الجمعية ~~أربعة أعوام استقل بها فضل الله أبي حلقة صاحب الامتياز ~~وأناط كتابتها بعض الأدباء، وعلى أثر إعلان الدستور ~~العثماني تحولت «المحبة» من مجلة أسبوعية إلى جريدة يومية ~~صدر عددها الأول في 2 تشرين الثاني 1908 وكان يحررها كامل ~~بك حمية محافظ طرابلس حالا، وقد صدر من هذه الجريدة سبعة ~~وثمانون عددا ثم دخلت في عالم الخفاء، وعام 1913 انتقلت ~~إدارتها إلى حيفا وتحولت من جريدة يومية إلى جريدة ~~أسبوعية، وظهر أول أعدادها هناك بتاريخ 24 شباط وهو اليوم ~~الذي أطلق فيه الإيطاليان قنابلهم على مدينة ~~بيروت. ~~|| # هي ~~المدرسة المشهورة الآن بالكلية الإسلامية لمنشئها العلامة ~~الشيخ أحمد عباس الأزهري. ~~¶ # ما ~~كاد يطبع العدد الأول من هذه المجلة حتى احتجبت قبل ~~توزيعه. # # صدر ~~«الرشيد» في 27 كانون الثاني 1910 بشكل جريدة، وبعد ~~احتجابه مدة عاد إلى الظهور بشكل مجلة وعاش زمنا ~~قصيرا. ~~** # كان ~~هذا الحبر الموقر في عداد الأعيان الأبرياء الذين نفاهم ~~الأتراك من بيروت إلى أماكن مختلفة أثناء الحرب العظمى، ~~فكان نصيبه أنه أبعد إلى مدينة آدنه حيث اعتلت صحته ~~فمات مأسوفا على علمه وفضيلته، ثم نقل جثمانه على بارجة ~~إفرنسية إلى بيروت كرسي أبرشيته ودفن في كنيستها ~~الكاتدرائية بمجالي التكريم والتعظيم. ~~†† # عاش ~~«الفجر» في بيروت خمس سنوات متوالية، وبعد ذلك سافرت ~~منشئته الأميرة نجلا أبي اللمع إلى كندا في شمالي أميركا ~~حيث استأنفت نشر المجلة عام 1921 ولم تلبث أن احتجبت بعد ~~زمن قصير. ~~‡‡ # ورد ~~عنوان هذه النشرة الدورية في فهرس جرائد بيروت، وقد شاء ~~منشئها إعادة نشرها بشكل مجلة في 1 نيسان 1921 ولكنها كانت ~~قصيرة العمر كشقيقتها السالفة الذكر، ثم استأنف نشرها بهذا ~~الشكل أيضا في 8 شباط 1922 فعساها تكون أطول عمرا وأسعد ~~حظا منهما. ~~§§ # نشرت ~~هذه المجلة أول بدء ms541 باللغة الفرنسية فقط ثم أفرزت منذ ~~سنتها الثالثة قسما من صفحاتها للأبحاث العربية. ~~||| # نشرت ~~في بداية عهدها باللغتين العربية والأرمنية، أما الآن فقد ~~انحصرت كتاباتها في اللغة الأرمنية وحدها لعدم إقبال ~~القراء على مطالعة القسم العربي. ~~¶¶ # عاشت ~~هذه المجلة أربعة أعوام دائبة في نشر الفضيلة والعلم بين ~~الشرقيين، وفي أوائل عهدها كان يطبع قسم منها باللغة ~~الفرنسية تعميما لمباحثها المفيدة بين الغربيين الذين ~~يجهلون اللسان العربي، وانطفأ سراج حياتها بوفاة مؤسسها ~~العلامة مار أغناطيوس أفرام الثاني البطريرك الأنطاكي الذي ~~زين صفحاتها بمقالات علمية وأثرية وتاريخية دبجها ~~بقلمه سريانيا وعربيا. ## # هي ~~أرقى مجلة نشرها أبناء الشيعة حتى يومنا هذا بعناية منشئها ~~العالم العامل السيد أحمد عارف الزين، فإنه على رغم ما ~~صادفه في سبيله من المصاعب الجمة والخسائر الفادحة نراه ~~دائبا في خدمة ملته خاصة والأمة العربية عامة بما لا ~~يوصف من النشاط والتفاني وصدق الصريمة، وهو مؤسس أول ~~مطبعة في مدينة صيدا بل في جميع أنحاء لبنان الجنوبي، وقد ~~أدت مطبعته أعظم الفوائد بما نشرته من الكتب في مختلف ~~العلوم والمواضيع والفنون. ~~*** # بعد ~~انتهاء الحرب العظمى انتقلت إدارة «المعارف» إلى بيروت ولم ~~تزل تطبع في هذه العاصمة. ~~††† # أنشأ ~~الدكتور وليم نعمة مجلته «القمر» قبلما خطر بباله أن يدرس ~~فن الطب، فلما أحرز الشهادة الطبية من كلية بيروت الفرنسية ~~حسن له بعض أقاربه وأبناء وطنه «دير القمر» تعاطي هذه ~~المهنة في المكسيك حيث يوجد منهم عدد وافر، فلبى رغبتهم ~~وسافر إلى تلك الأصقاع، وما عتم أن رفع علم مهنته عاليا، ~~وقد عرف له علماء المكسيك فضله فانتخبوه عضوا في كلية ~~الأطباء الأميركية، وبالوقت نفسه أرادوا مكافأته على ~~مكانته العلمية بتعيينه لكرسي الطب الداخلي في المجمع ~~العلمي بالبلاد المذكورة. ~~‡‡‡ # أشرنا ~~إلى هذه المجلة عندما نشرنا ترجمة مؤسسها البحاثة الشيخ ~~عيسى المعلوف في [الكتاب الثاني - الصحافة العثمانية - ~~الباب الرابع]، وقد تفردت «الآثار» بوصف المخطوطات النادرة ~~وبالمباحث الأثرية والتاريخية عن بلادنا، وعنيت بالبحث في ~~مواضيع لم يسبقها إليها في ذلك مجلة عربية حتى أعجب ms542 بها ~~المستشرقون ونقلوا عنها مقالات شتى إلى اللغات الغربية، ~~وأهم ما نشرته مجلة «الآثار» تاريخ الأمير فخر الدين ~~المعني الثاني مع صورته، ونشرت أيضا نبذة مخطوطة من ~~تاريخ هذا الأمير للخالدي الصفدي، فذيلها ناشرها الشيخ ~~عيسى المعلوف بحواش وتعاليق تدل على مطالعات واسعة ~~وتنقيبات جدية، وللمعلوف أيضا مقالات عن عاداتنا ~~وأخلاقنا ولا سيما عما كان منها الآن مجهولا أو منسيا ~~مثل «الصيد بالبازي وآدابه» بتفصيل واف وافر؛ وتحتوي ~~«الآثار» على تواريخ لبعض الأسر الشرقية وعلى غير ذلك مما ~~نحن بحاجة قصوى إلى معرفته في أبحاثنا الوطنية. ~~§§§ # موعدنا ~~بسط الكلام عن هذه المجلة وعن مؤسسها الجليل ذي الآثار ~~المبرورة وعن جمعية الآباء المرسلين البولسيين وعن مطبعتهم ~~العامرة ومآتيهم المبرورة في جزء لاحق من هذا الكتاب إن ~~شاء الله تعالى. # مجلات الدولة السورية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~دمشق ~~(1) # مرآة الأخلاق # سليم وحنا عنحوري # 1886 ~~(2) # الشمس # جورج متى وجورج سمان # 15 حزيران 1900 ~~(3) # المقتبس # محمد كرد علي # 25 شباط 1906 ~~(4) # النعمة # بطريركية أنطاكية الأرثوذكسية # 15 حزيران 1909 ~~(5) # الحقائق # عبد القادر الإسكندراني # 7 آب 1910 ~~(6) ~~⊙ # العروس ~~* # ماري عجمي # 1 كانون الأول 1910 ~~(7) # مجلة الشعب # الشهابي وأحمد حلمي الخيمي # 1 كانون الثاني 1912 ~~(8) # الناشئة # المدرسة العلمية الوطنية # 9 نيسان 1913 ~~(9) # أنفس النفائس الروائية # أحمد عبيد # 1913 ~~(10) # العلم العربي # معروف الأرناءوط # 1 كانون الثاني 1919 ~~(11) # المدرسة # محمد أنسي وبدر الدين صفدي # 5 كانون الثاني 1919 ~~(12) # المجلة # هاني أبي مصلح وعبد الله النجار # 1 نيسان 1919 ~~(13) # الفلاح ~~† # عمر شاكر # 1 آيار 1919 ~~(14) # القلم # عبد الله النجار وعجاج نويهض # 1 تموز 1919 ~~(15) # التربية والتعليم # إدارة المعارف العامة # 1 كانون الثاني 1920 ~~(16) # الشرائع # محمود لطفي ومحمد كامل # 12 كانون الثاني 1920 ~~(17) # نور الفيحاء # نازك عابد # كانون الثاني 1920 ~~(18) # العلوم # عبد اللطيف الفلاحي # 16 تموز 1920 ~~(19) # الحياة # إلياس ساسون # تموز 1920 ~~(20) # الطرائف الروائية # محيي الدين البديوي # 1920 ~~(21) # النجاح # إلياس خليل ترتر # 1 كانون الثاني 1921 ~~(22) # مجلة المجمع ~~العلمي ~~⋆ # المجمع العلمي ~~العربي ~~‡ # 1 كانون الثاني 1921 ~~(23) # مجلة الشرطة # مديرية الشرطة العامة # 15 آب 1921 ~~(24) # مجلة الرابطة الأدبية # جمعية الرابطة الأدبية # 1 أيلول 1921 ~~(25) # النشرة الشهرية لغرفة ~~التجارة ~~⋆ # غرفة التجارة # 1 كانون الثاني 1922 ~~(26) # العاصمة ~~⋆ # رسمية ~~§ # 1922 ~~(27) # الروايات العصرية # قاسم الهيماني # 1 كانون الثاني 1922 ~~(28) # اللطائف السورية # عبد القادر إنارة # 1 كانون الثاني 1923 ~~(29) # معارف دمشق # دائرة ms543 معارف دمشق # 1 أيلول 1923 ~~(30) # مجلة المعهد الطبي ~~العربي ~~⋆ # المعهد الطبي العربي # 1 كانون الثاني 1924 ~~(31) # سمير الشبان # محمود جوهرجي # 1924 ~~(32) # الربيع # ماري إبراهيم وعبد السلام صالح # 1 آذار 1925 ~~(33) # مارستان الأفكار # حاتم نصري وشفيق العقاد # 1927 ~~(34) # الكرباج # سلامة الأغواني # 1927 ~~(35) # الحياة ~~الأدبية ~~|| # منير العجلاني وأديب تنبكجي # 2 شباط 1928 ~~(36) # الطب ~~الحديث ~~⋆ # حسن سهيل العجلاني # شباط 1928 ~~(37) # المصباح ~~⋆ # محمد أحمد دهمان # شباط 1928 ~~(38) # العصا لمن ~~عصى ~~⋆ # مهدي اللوجي # نيسان 1928 ~~(39) # مجلة الإعلانات السورية # جورج فارس # 17 حزيران 1928 ~~(40) # النهضة ~~السورية ~~⋆ # قلم تحرير جريدة الاستقلال # 1 آيار 1929 # ثانيا: مدينة ~~حمص ~~(1) # سمير الصبا # شكري فارس لوقا # 1 كانون الثاني 1911 ~~(2) # الشبيبة # عبد الباقي الدروبي وعبد الكريم صباغ # 1 نيسان 1911 ~~(3) # العريس # الأمير نسيب شهاب وشركاؤه # 1 نيسان 1911 ~~(4) # جادة الرشاد # حنا خباز # 1 كانون الثاني 1923 ~~(5) # دوحة ~~الميماس ~~⋆ # ماري عبده شقرا # نيسان 1928 # ثالثا: مدينة ~~حماة ~~(1) # الإخاء # جبران مسوح # 2 نيسان 1910 ~~(2) # الإنسانية # حسن الرزق # 10 نيسان 1910 ~~(3) # المجلة البيطرية # فائق الخطيب # 1 شباط 1923 ~~(4) # الزراعة ~~الحديثة ~~⋆ # عمر ترمانيني # 1 كانون الثاني 1924 ~~(5) # الوحي # محمود العثمان وزاكي عثمان # 1 آب 1926 # رابعا: مدينة ~~حلب ~~(1) # الشذور # عبد المسيح أنطاكي # 1 كانون الثاني 1897 ~~(2) # فوائد # خليل كامل الجراح # 26 شباط 1909 ~~(3) # الورقاء # الخورفسقفوس جرجس شلحت # 1 تشرين الثاني 1910 ~~(4) # مجلة الشركة الزراعية # الشركة الزراعية الحلبية # 15 حزيران 1919 ~~(5) # الشعلة # فتح الله قسطون # 1 تموز 1920 ~~(6) # النشرة ~~الشهرية ~~⋆ # غرفة تجارة حلب # 1 أيلول 1921 ~~(7) # حديقة التلميذ # المدرسة الفاروقية # 1 شباط 1924 ~~(8) # الكشاف العربي # عبد القادر الشوا # 1 نيسان 1924 ~~(9) # الجريدة الزراعية # عبد القادر ناصح الملاح # 1 أيلول 1924 ~~(10) # مجلة المحاماة # نقابة المحامين # آذار 1926 ~~(11) # مجلة القربان ~~المقدس ~~⋆ # القس أغناطيوس سعد # 1 آيار 1926 ~~(12) # الرحمة ~~⋆ # القس إلياس غالي # 1 كانون الثاني 1927 ~~(13) # الحديث ~~⋆ # سامي الكيالي وأدمون رباط # 1 كانون الثاني 1927 ~~(14) # الفجر # عطا الله الصابوني # آذار 1927 ~~(15) # الاعتصام ~~⋆ # عبد الله العز وعون الله الإخلاصي # 9 حزيران 1929 ~~(16) # الجامعة ~~الإسلامية ~~⋆ # محمد علي الكحال # 27 تموز 1929 ~~* # هي ~~باكورة المجلات النسائية في دمشق الفيحاء. ~~† # عاشت ~~هذه المجلة ستة شهور ثم جعلها مؤسسها جريدة في 31 تشرين ~~الأول 1919 كما أوردنا في فهرس جرائد دمشق. ~~‡ # هو ~~المجمع العلمي العربي الأول الذي تأسس في العالم رسميا ~~وعرفته الحكومة وعينت له الاعتمادات المالية للقيام ~~بنفقاته، وجرى ذلك سنة 1919 على إثر الانقلاب العربي لما ~~كان فيصل الأول أميرا على البلاد السورية، وقد عهدت ~~الحكومة في رئاسة المجمع إلى صديقنا العلامة ms544 محمد كرد علي ~~الذي لم يزل خادما هذه الوظيفة منذ ثلاثة عشر عاما ~~بالأمانة وسداد الرأي، وفي 8 كانون الأول 1931 قدم ~~استقالته من الرئاسة المذكورة؛ لأن أشغال وزارة المعارف ~~العامة كانت تستغرق قسما وافرا من أوقاته، ولم يلبث أن ~~تجددت له الرئاسة بكل استحقاق بعد اعتزاله الوزارة المشار ~~إليها في السنة التابعة. ~~§ # نشرت ~~«العاصمة» أولا في 17 شباط 1919 بشكل جريدة ثم تحولت إلى ~~مجلة عام 1922. ~~|| # ظهرت ~~«الحياة الأدبية» في 15 تشرين الأول 1927 بهيئة جريدة، ~~وبتاريخ 2 شباط 1928 حولها صاحبها إلى مجلة. # مجلات بلاد العلويين # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~اللاذقية ~~(1) # العلوي # مصري زاده برهان الدين بك # 15 أيلول 1923 ~~(2) # مجلة الأبحاث ~~القضائية ~~⋆ # حكومة بلاد العلويين # 15 آذار 1924 ~~(3) # النشرة ~~الاقتصادية ~~⋆ # دولة العلويين # 15 نيسان 1924 ~~(4) # النور # نصر الله طليع وجاد كومين # حزيران 1925 ~~(5) # المرشد ~~العربي ~~⋆ # الشريف عبد الله علوي الحسني # نيسان 1929 # ثانيا: مدينة ~~صافيتا ~~(1) # التجدد # أديب طيار # 1 آذار 1927 # ثالثا: قلعة ~~القدموس ~~(1) # الباستيل ~~الجديد ~~* # فؤاد شمالي وزهران غريب إلخ # 10 أيلول 1927 ~~* # هي ~~مجلة خطية ظهر منها عددان لا غير، مكتوبان باللغتين ~~العربية والأرمنية، فكانت لسان حال بعض المعتقلين ~~السياسيين اللبنانيين الذين أبعدتهم السلطة الفرنسية إلى ~~قلعة القدموس في بلاد العلويين وهم: علي ناصر الدين، ~~وزهران الغريب، ومحيي الدين الكوسا، ونسيم شمالي، وأخوه ~~فؤاد شمالي، وجورج عازار وغيرهم، ولدى الإفراج عنهم ~~وعودتهم إلى الوطن أحبوا أن يتحفونا بالعددين المذكورين ~~لنضمهما إلى مجموعة متحفنا الصحافي تخليدا لذكرى اعتقالهم ~~في القلعة المذكورة. # مجلات فلسطين # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا : مدينة القدس ~~الشريف ~~(1) # الباكورة الصهيونية # مدرسة صهيون الإنكليزية # 1909 ~~(2) # الدستور # تلامذة مدرسة الدستور # 6 كانون الأول 1910 ~~(3) # المنهل # موسى المغربي # 5 آب 1913 ~~(4) # دار المعلمين # موسى نقولا وعبد الهادي # 1 تشرين الأول 1920 ~~(5) # باكورة جبل صهيون # مدرسة صهيون الإنكليزية # 1 كانون الثاني 1922 ~~(6) # روضة المعارف # مدرسة روضة المعارف # كانون الثاني 1922 ~~(7) # الروايات الأهلية # مكتبة بيت المقدس # حزيران 1924 ~~(8) # الحكمة ~~⋆ # مراد فؤاد ~~جقي ~~* # 1 تشرين الأول 1927 ~~(9) # الكلية ~~العربية ~~⋆ # الكلية العربية # 15 كانون الأول 1927 # ثانيا: مدينة ~~حيفا ~~(1) # النفائس # خليل بيدس # 1 تشرين الثاني 1908 ~~(2) # النفائس العصرية # خليل بيدس # 1909 ~~(3) # حيفا # إيليا زكا # آذار 1921 ~~(4) # زهرة الجميل # جميل البحري # 1 آيار ms545 1921 ~~(5) # الزهرة # جميل البحري # 1 آيار 1922 ~~(6) # حيفا ~~† # إيليا زكا # 15 آب 1924 ~~(7) # المجلة ~~التجارية ~~⋆ # غرفة تجارة حيفا # 1 كانون الثاني 1925 # ثالثا: مدينة ~~عكا ~~(1) # الإنارة # الإيقونومس نقولا يوحنا # 1 أيلول 1925 # رابعا: مدينة بيت ~~لحم ~~(1) # بيت لحم # يوحنا دكرت وعيسى بندك # 11 أيلول 1919 # خامسا: مدينة ~~يافا ~~(1) # الأصمعي # حنا عبد الله عيسى # 1 أيلول 1908 ~~(2) # الحقوق # فهمي الحسيني # 1 كانون الأول 1923 ~~(3) # النشرة ~~التجارية ~~⋆ # غرفة تجارة يافا # 1 نيسان 1924 # سادسا: بلدة بئر ~~سبع ~~(1) # جول ~~مصور ~~‡ # حاجي جمال # 14 أيلول 1916 ~~* # نحيل ~~القارئ إلى ما كتبناه عن هذه المجلة في فهرس مجلات مدينة ~~ماردين وهي واقعة في بلاد ما بين النهرين. ~~† # هي ~~غير مجلة «حيفا» التي ذكرناها تحت رقم 3 في هذا الفهرس؛ ~~لأنها اتخذت تاريخا جديدا يختلف عن تاريخ المجلة السابقة ~~وسلسلة أعدادها، إنما لم يصدر من هذه المجلة الثانية سوى ~~عدد واحد ثم احتجبت. ~~‡ # أنشئت ~~هذه المجلة ومطبعتها بأمر جمال باشا قائد الجيش التركي ~~الرابع في بلدة «بئر سبع» التي اتخذها مركزا لعساكر دولته ~~أثناء الحرب العظمى، وكان مراده الزحف منها إلى ترعة ~~السويس لمحاربة الإنكليز واسترجاع وادي النيل إلى الحكم ~~التركي، ففشلت مساعيه؛ لأن أكثر جنوده ماتوا إما من الجوع ~~وإما من تفشي الأمراض فيهم، وقد استسلم الباقون إلى الجيش ~~البريطاني الذي كان كامنا في صحراء التيه وسد على الأتراك ~~منافذ الترعة. # مجلات العراق # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: بغداد ~~العاصمة ~~(1) # زهيرة بغداد # الآباء الكرمليون # 25 آذار 1905 ~~(2) # تنوير الأفكار # عبد الهادي الأعظمي # 26 آب 1910 ~~(3) # خردلة العلوم # رزوق ~~عيسى ~~* # 1 تشرين الثاني 1910 ~~(4) # الحياة # سليمان الدخيل وإبراهيم حلمي # 1 كانون الثاني 1910 ~~(5) ~~⊙ # لغة ~~العرب ~~⋆ # الأب أنستاس الكرملي # 1 تموز 1911 ~~(6) # سبل الرشاد # رشيد الصفار # 18 آيار 1912 ~~(7) # الغرائب # المعلم داود صليوا # شباط 1913 ~~(8) # الرصافة # محمد صادق الأعرجي # 9 نيسان 1913 ~~(9) # مقتبسات # ريزة لي عيسى # 1 آيار 1914 ~~(10) # النور # محيي الدين الكيلاني # 1 تموز 1914 ~~(11) ~~⊙ # دار ~~السلام # 6 تشرين الأول 1918 ~~(12) # اللسان # أنطون لوقا والغزالي # 1 آب 1919 ~~(13) # مجلة العدلية # نظارة العدلية # 1 أيلول 1920 ~~(14) # دار المعلمين # نظارة المعارف # 1 تشرين الأول 1921 ~~(15) # الناشئة # إبراهيم صالح شكر # 2 كانون الأول 1921 ~~(16) # نشرة ~~الأحد ~~⋆ # الخورفسقفوس عبد الأحد جرجي السرياني # 1 كانون الثاني 1922 ~~(17) # اليقين # محمد الهاشمي # 13 نيسان 1922 ~~(18) # التجارة العراقية # وزارة التجارة # 1 حزيران 1922 ~~(19) # الزنبقة # عبد الأحد ms546 حبوش # 1 تشرين الأول 1922 ~~(20) # التلميذ العراقي # سعيد فهيم # 9 تشرين الأول 1922 ~~(21) # نادي الألعاب الرياضية # نادي الألعاب الرياضية # 2 تشرين الثاني 1922 ~~(22) # الوقائع ~~العراقية ~~⋆ # مديرية المطبوعات # 8 كانون الأول 1922 ~~(23) # المحيط # صالح الناصري # 21 كانون الأول 1922 ~~(24) # الخزانة # مكتبة السلام # 1 كانون الثاني 1923 ~~(25) # ليلى # يولينا حسون # 15 تشرين الأول 1923 ~~(26) # الحقوق # منير آل القاضي # 20 كانون الأول 1923 ~~(27) # المجلة العسكرية # وزارة الدفاع # 1 كانون الثاني 1924 ~~(28) # مجلة المعلمين # هاشم السعدي # 15 شباط 1924 ~~(29) # الكشاف العراقي # 15 حزيران 1924 ~~(30) # الحقائق المصورة # صالح الوردي # 13 تموز 1924 ~~(31) # الحرية # روفائيل بطي وعبد الجليل رزق الله # 15 تموز 1924 ~~(32) # الإصلاح # نادي الإصلاح # 2 آب 1924 ~~(33) # هدية ~~كردستان ~~† # صاحبتران زاده صالح زكي # 11 آذار 1925 ~~(34) # المجلة الطبية البغدادية # صائب شوكت # 1 حزيران 1925 ~~(35) # المحامي # فائق القشطيني # 1 تشرين الأول 1925 ~~(36) # المعرض # أحمد الأعظمي ونوري الأورفلي # 1 تشرين الثاني 1925 ~~(37) # المرشد # محمد الحسيني # 1 كانون الأول 1925 ~~(38) # الجامعة # سعيد الراوي # 15 آذار 1926 ~~(39) # المدرسة # محمود نديم # 15 آيار 1926 ~~(40) # الإصابة # جميل صدقي الزهاوي # 10 أيلول 1926 ~~(41) # مرآة الحال # ميخائيل يوسف # 15 تشرين الأول 1926 ~~(42) # الشرطي # مديرية الشرطة في العراق # 1 شباط 1927 ~~(43) # الحديث # نور الدين داود والقشطيني # 1 تشرين الثاني 1927 ~~(44) # مجلة دار المعلمين # عبد الحميد الدبوني # 1 كانون الأول 1927 ~~(45) # التربية ~~والتعليم ~~⋆ # ساطع الحصري # 1 كانون الثاني 1928 ~~(46) # الأقلام ~~⋆ # علي ظريف الأعظمي # 1 شباط 1928 ~~(47) # التلميذ ~~⋆ # سعيد فهيم # 1 شباط 1929 ~~(48) # الشباب ~~⋆ # سعيد السامرائي وشركاؤه # 1 شباط 1929 ~~(49) # نشرة ~~الاقتصاد ~~⋆ # عبد الله نسيم حاي # 29 كانون الأول 1929 # ثانيا: مدينة ~~البصرة ~~(1) # شط ~~العرب ~~‡ # خلف شوقي الداوودي # 1 كانون الثاني 1923 # ثالثا: مدينة ~~العشار ~~(1) # النشء الجديد # عبد الرزاق الناصري # 1 شباط 1927 ~~(2) # الثقافة # عبد الجليل تيرتو # 1 كانون الأول 1927 ~~(3) # الاقتصاد ~~⋆ # بديع شوكت # 1 نيسان 1928 # رابعا: مدينة ~~العمارة ~~(1) # الهدى ~~⋆ # عبد المطلب الهاشمي # 1 آب 1928 # خامسا: مدينة ~~النجف ~~(1) # العلم # هبة الدين ~~الشهرستاني ~~§ # 29 آذار 1910 ~~(2) # النجف # يوسف رجيب # 1926 ~~(3) # الحيرة ~~⋆ # عبد المولى الطريحي # 29 كانون الثاني 1927 # سادسا: مدينة ~~كركوك ~~(1) # كوكب المعارف # عرفي # 27 ربيع الأول 1334ه/1916م # سابعا: مدينة ~~الموصل ~~(1) # إكليل الورود # الآباء الدومنيكيون # 1 كانون الأول 1902 ~~(2) # النادي العلمي # إدارة النادي العلمي # 15 كانون الثاني 1919 ~~(3) # الجزيرة ~~|| # محمد مكي صدقي # 22 شباط 1923 ~~(4) # النجم ~~⋆ # البطريركية الكلدانية # 25 كانون الأول 1928 ~~* # يدعوني ~~الواجب وعرفان الجميل إلى التنويه بالثناء على هذا الأستاذ ~~الكامل والصحافي الفاضل، فإنه تكرم علي بقسط وافر من ~~الصحف العراقية التي سهلت لي وضع فهارس شاملة لكل ما صدر ~~في أنحاء العراق من الجرائد والمجلات قديمها ms547 وحديثها، ~~وسأنشر ترجمته في جزء لاحق من هذا الكتاب إن شاء الله ~~تعالى، وما عدا مجلة «خردلة العلوم» التي احتجبت في أوائل ~~عهدها فإن السيد رزوق عيسى صاحبها أصدر في مطلع السنة 1932 ~~مجلة «المؤرخ» وهي الأولى من نوعها في اللسان ~~العربي. ~~† # صدرت ~~هذه المجلة باللغات الثلاث: العربية والتركية والكردية. ~~‡ # كانت ~~أول مجلة عرفتها مدينة البصرة في تاريخ صحافتها، إلا أنها ~~أقفلت بعد صدور العدد الأول منها لأسباب نجهلها، ولما ~~حل منشئها دار السلام رخصت له الحكومة بإعادة إصدار هذه ~~الصحيفة بصفة جريدة أسبوعية في عاصمة العراق. ~~§ # تولى ~~وزارة المعارف في المملكة العراقية ثم صار رئيس محكمة ~~التمييز الشرعية في بغداد لأبناء الشيعة التي يعد من ~~جلة علمائها، وقد نشرنا رسمه في [التوطئة - الفصل ~~السابع]. ~~|| # أحصينا ~~جريدة بهذا الاسم صدرت بتاريخ 24 آذار 1922 في الموصل، ~~وبعدما عاشت عاما كاملا حولها صاحبها محمد مكي صدقي ~~إلى مجلة بتاريخ 22 شباط 1923. # مجلات بلاد ما بين النهرين # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~ماردين ~~(1) ~~⊙ # الحكمة ~~⋆ # ميخائيل حكمت ~~جقي ~~* # 14 آب 1913 ~~* # أصدرت ~~بطريركية السريان القدماء مجلة «الحكمة» بتاريخ 14 آب 1913 ~~في دير الزعفران الذي اتخذه أحبارهم الأنطاكيون كرسيا ~~لهم من عهد أغناطيوس ميخائيل الأول الكبير (1167-1200) ~~وموقع هذا الدير الشهير في الجهة الشرقية من مدينة ماردين ~~على مسافة ساعة منها مشيا على الأقدام، وفي مطبعة هذا ~~المعهد التاريخي نشرت المجلة المذكورة التي عاشت عاما ~~واحدا ثم انطفأ سراجها لدى نشوب الحرب العظمى، ولبثت ~~«الحكمة» محتجبة عن قرائها نيفا وثلاثة عشر عاما حتى ~~بعثت من جديد رافلة بحلة قشيبة وحافلة بالمواضيع ~~المفيدة. ولما كانت الأحوال السياسية قد حالت دون استمرار ~~نشرها في دير الزعفران فقد نقلت إدارتها إلى دير مار مرقس ~~بأورشليم، ومنذ شهر تشرين الأول 1927 صدر العدد الأول ~~لسنتها الثانية، ولم تزل سائرة بأقدام راسخة على الخطة ~~التي رسمها لها رؤساؤها الأفاضل، وفي أثناء احتجابها منيت ~~بفقد صاحب امتيازها الأول ميخائيل حكمت جقي؛ فأحيل ~~الامتياز في عهدها الثاني إلى شقيقه الكاتب الأديب مراد ~~فؤاد جقي. # مجلات إمارة ms548 الكويت # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: كويت ~~العاصمة ~~(1) # الكويت ~~⋆ # عبد العزيز الرشيد # 20 حزيران 1928 # مجلات مملكة الحجاز # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مكة ~~المكرمة ~~(1) # المعري # طلبة المدرسة الزراعية # آيار 1920 ~~(2) # الإصلاح ~~⋆ # محمد حامد الفقي # 1 آب 1928 # مجلات الهند الإنكليزية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«كلكتا» عاصمة الهند الإنكليزية ~~سابقا ~~(1) # المجلة الإسلامية الهندية # الخوجة كمال الدين # كانون الثاني 1913 ~~(2) # الجامعة # عبد الرزاق اللكنوي # 1 نيسان 1923 # ثانيا: مدينة ~~لكناو ~~(1) # البيان # عبد الله العمادي # 1 آذار 1902 # ثالثا: مدينة ~~سنغافورا ~~(1) # الإمام # محمد بن سالم الكلالي # 1906 # مجلات الهند الهولندية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«بتافيا» عاصمة الهند ~~الهولندية ~~(1) # الرابطة ~~⋆ # أحمد بن عبد الله السقاف # كانون الثاني 1928 # ثانيا: مدينة ~~فكلوغن ~~(1) # الشفاء # عمر بن سليمان ناجي # 1920 ~~(2) # المدرسة # أبو بكر العطاس وعبد الله الخوجة # 1922 # ثالثا: مدينة ~~ويلتفريدن (جاوا) ~~(1) # الذخيرة ~~الإسلامية ~~⋆ # أحمد سوركتي الأنصاري # 1923 # رابعا: مدينة ~~سربايا ~~(1) # الدهناء ~~⋆ # الجمعية التهذيبية # حزيران 1928 ~~(2) # المصباح ~~⋆ # تلامذة مدرسة الإرشاد # كانون الأول 1928 # خامسا: مدينة ~~جكجاكرتا ~~(1) # مرآة المحمدية # محمد علي قدس # 1927 ~~(2) # مرآة ~~الشرق ~~⋆ # محمد علي قدس وأحمد باحشوان # 1 حزيران 1928 # | القسم الثاني # في فهارس صحافة أفريقيا منذ تكوين الصحافة العربية ~~إلى ختام السنة 1929 # الباب الأول # | فهارس جميع الجرائد العربية في أفريقيا # يتضمن فهارس جميع الجرائد العربية في أفريقيا على الإطلاق. # وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مدينة وبلد من الأصقاع الأفريقية. ~~*** # جرائد المملكة المصرية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~القاهرة ~~(1) ~~⊙ # الوقائع ~~المصرية ~~⋆ # محمد علي ~~باشا ~~* # 3 كانون الأول 1828 ~~(2) # وادي النيل # عبد الله أبو السعود # 1866 ~~(3) # نزهة الأفكار # إبراهيم المويلحي ومحمد عثمان جلال # 1869 ~~(4) # حديقة الأبصار # 1875 ~~(5) # حقيقة الأخبار # أنيس خلاط # 1877 ~~(6) # أبو نظارة زرقاء # جمس سانووا (يعقوب صنوع) # 21 آذار 1877 ~~(7) ~~⊙ # الوطن ~~⋆ # ميخائيل عبد ~~السيد ~~† # 1877 ~~(8) # روضة الأخبار # محمد أنسي # 1878 ~~(9) # بستان الأخبار # حسن البليهي وصالح رضوان # تشرين الأول 1878 ~~(10) # مرآة الشرق # سليم عنحوري # 24 شباط 1879 ~~(11) # الكوكب المصري # وفا محمد وكستلي # 1879 ~~(12) # الميمون # 5 أيلول 1879 ~~(13) # النجاح # مصطفى ثاقب وحسن الشمسي # 1881 ~~(14) # الحجاز # إبراهيم سراج المدني # 24 تموز 1881 ~~(15) # المفيد # مصطفى ثاقب # 12 تشرين الأول 1881 ~~(16) # مصر # أديب إسحاق # كانون الأول 1881 ~~(17) # التيمس المصري ms549 # المستر بيمن # 1882 ~~(18) # الزمان # علكسان صرفيان # 6 آذار 1882 ~~(19) # الفسطاط # عبد الغني المدني # 20 نيسان 1882 ~~(20) # السفير # حسن الشمسي # 16 آب 1882 ~~(21) # الإعلام ~~‡ # محمد بيرم الخامس # 25 ربيع الثاني 1302ه/1884م ~~(22) # البيان # يوسف شيت وميخائيل عورا # 13 آذار 1884 ~~(23) # الفلاح # سليم باشا حموي # 10 تشرين الأول 1885 ~~(24) # النشرة البريدية # إدارة البريد المصري # 1885 ~~(25) # القاهرة # سليم فارس الشدياق # 23 تشرين الثاني 1885 ~~(26) # القاهرة الحرة # عارف ~~المارديني ~~§ # 1885 ~~(27) ~~⊙ # الحقوق ~~⋆ # أمين شميل # 6 آذار 1886 ~~(28) # الصادق # أمين بك ناصيف # 2 أيلول 1886 ~~(29) # الآداب # الشيخ علي يوسف # 1887 ~~(30) # مكارم الأخلاق # 29 تشرين الأول 1887 ~~(31) # الجريدة المصرية # جرجس ميخائيل نحاس # 1888 ~~(32) # النور التوفيقي # ديمتري مسكوناس # 15 تشرين الأول 1888 ~~(33) ~~⊙ # نشرة ~~أسبوعية عن المواليد والوفيات والأمراض ~~المعدية ~~⋆ # مصلحة عموم الإحصاء # كانون الثاني 1889 ~~(34) ~~⊙ # المقطم ~~⋆ # صروف ونمر ~~ومكاريوس ~~|| # 14 شباط 1889 ~~(35) # المؤيد ~~¶ # أحمد ماضي وعلي يوسف # 1889 ~~(36) ~~⊙ # المحاكم ~~⋆ # يوسف آصاف # 4 آيار 1890 ~~(37) # صدى الشرق # حبيب فارس وكريستيان بوجاد # 6 نيسان 1891 ~~(38) # النيل # # حسن حسني باشا الطويراني # 17 كانون الأول 1891 ~~(39) # وقائع البوليس # ديوان البوليس بنظارة الداخلية # 26 آيار 1892 ~~(40) # الرأي العام # إسكندر شلهوب ونجيب الحاج # 25 نيسان 1893 ~~(41) # المرشد # المرسلون الأميركيون # 1893 ~~(42) # الكمال # توفيق عزوز # 23 آيار 1893 ~~(43) # أبو الهول # نجيب الحاج ونجيب كنعان # 15 تموز 1893 ~~(44) # الأمة # سليم حبالين # 8 شباط 1894 ~~(45) # المحاسن # ميخائيل عبد الملك # 15 شباط 1894 ~~(46) # صهيون # الأسقف إيسيذورس # 28 نيسان 1894 ~~(47) # التلغرافات الحقيقية # 1894 ~~(48) # العلم # محمد سليمان أباظة # 1894 ~~(49) # الأهالي # إسماعيل باشا أباظة # أيلول 1894 ~~(50) # شهادة الحق # خريسطوفورس ~~جبارة ~~** # 8 شباط 1895 ~~(51) # الظاهر # نصر الدين زغلول ودرويش مصطفى # 10 شباط 1895 ~~(52) # منفيس # محمد مسعود # آذار 1895 ~~(53) # النبراس # نجيب جاويش # 23 آذار 1895 ~~(54) # البريد # محمد شكري # 29 نيسان 1895 ~~(55) # صدى الشرق # أميل بربريك # نيسان 1895 ~~(56) # الإخلاص # إبراهيم عبد المسيح # 2 آيار 1895 ~~(57) # المقياس # يوسف فتحي # 16 حزيران 1895 ~~(58) # البرق # محمود زكي # 23 حزيران 1895 ~~(59) # العدل # سليم حبالين # 25 حزيران 1895 ~~(60) # المنتزه # محمد صقر # تموز 1895 ~~(61) # الإنصاف # محمد حلمي عزيز # 27 آب 1895 ~~(62) # بصير الشرق # أحمد رشيد # 31 آب 1895 ~~(63) # السيار # يوسف كنعان # 8 تشرين الأول 1895 ~~(64) # النحلة # الدكتور لويس صابونجي # تشرين الأول 1895 ~~(65) ~~⊙ # مصر ~~⋆ # تادرس شنودة المنقبادي # 22 تشرين الثاني 1895 ~~(66) # الناظور المصري # حسن علي # 9 كانون الأول 1895 ~~(67) # الوظيفة # سليم حبالين # 8 كانون الثاني 1896 ~~(68) # المنير # محمد صقر # 19 كانون الثاني 1896 ~~(69) # المنادمة # حسن صبحي # 1896 ~~(70) # الرياضة # عثمان لبيب # 1 شباط 1896 ~~(71) # القاهرة الحرة # محمد شريف # 1896 ~~(72) # المبشر المصري # عبد الله براون # 21 شباط 1896 ~~(73) # الكوثر # إسكندر دبانة # 1 آذار 1896 ~~(74) # التفريح # محمد عبد الجليل ومحمود سلامة # 1896 ~~(75) # العمدة # حسن يونس # 15 آذار 1896 ~~(76) # الكمال # بطرس المصري # 3 نيسان 1896 ~~(77) # النهج ~~القويم ms550 ~~†† # محمد الشربتلي وأمين حسن # 9 نيسان 1896 ~~(78) # الشرق # أمين شدياق وتوفيق عزوز # 1 حزيران 1896 ~~(79) # الغزالة # نقولا بولاد # 2 حزيران 1896 ~~(80) # الكرباج والعفريت # عبد الله القدسي # 15 حزيران 1896 ~~(81) # الأقلام # أحمد رأفت ومحمد فرج # 23 حزيران 1896 ~~(82) # الأخبار # الشيخ يوسف الخازن # 29 تموز 1896 ~~(83) # الوقت # يوسف كامل حتاتة # 10 آب 1896 ~~(84) # الرائد المصري # نقولا شحادة # 31 آب 1896 ~~(85) # الدح # محمد المصري # آب 1896 ~~(86) # المنبه # جمعية نشر المعارف والآداب # 4 أيلول 1896 ~~(87) # العصر العباسي # باسيلي بطرس # 31 تشرين الأول 1896 ~~(88) # الثبات # إبراهيم كامل # 5 كانون الأول 1896 ~~(89) # الحرية # محمد فرج وأحمد رأفت # 28 كانون الأول 1896 ~~(90) ~~⊙ # الصاعقة ~~⋆ # أحمد ~~فؤاد ~~‡‡ # 26 كانون الثاني 1897 ~~(91) # النصر # محمد مراد ومحمد فتحي رستم # 1 آذار 1897 ~~(92) # العلم العثماني # علي يوسف الجردلي # 25 آذار 1897 ~~(93) # الأثر # علي سلام # 3 نيسان 1897 ~~(94) # التلغرافات الجديدة # محمد مختار البارجوري # نيسان 1897 ~~(95) # النشرة العثمانية # م. مي - م. مل # 19 آيار 1897 ~~(96) # السلطنة # إسكندر ~~شلهوب ~~§§ # 20 آيار 1897 ~~(97) # نشرة العدالة # الخيامي # 21 آيار 1897 ~~(98) # تركيا # قيصر باشا كرم # 22 آيار 1897 ~~(99) # الهداية # محمد أمين # 1 حزيران 1897 ~~(100) # النجاة # أحمد محمد القوصي # 1 حزيران 1897 ~~(101) # الأجيال # ميخائيل أنطون صقال # 19 حزيران 1897 ~~(102) # الغربال # حزيران 1897 ~~(103) # النشأة الوطنية # أحمد فؤاد # 24 حزيران 1897 ~~(104) # الحاكم # أحمد عاشور سليمان الأزهري # 25 حزيران 1897 ~~(105) # أبو نظارة معظمة # شكري وفريد # 16 تموز 1897 ~~(106) # الاستقامة # ولي الدين يكن # 27 تموز 1897 ~~(107) # البنانة # يوسف سعد # 23 آب 1897 ~~(108) # الكهربائية # سليم سركيس # 24 آب 1897 ~~(109) # رائد الليل # الصادق ابن الجد # 26 آب 1897 ~~(110) # أبو العيال # محمد حبيب # 1897 ~~(111) # السفير # محمد حسين وأحمد محمد # 31 آب 1897 ~~(112) # الباشا # حسن علي المصري # أيلول 1897 ~~(113) # الجلاء # محمد شكري # 25 تشرين الأول 1897 ~~(114) # النشرة الإدارية # قسم الضبط بنظارة الداخلية # 4 تشرين الثاني 1897 ~~(115) # المأمون # أمين حسن بك # 1897 ~~(116) # العفريت # عزيز فهمي التجاربي # 22 تشرين الثاني 1897 ~~(117) # القانون الأساسي # صالح جمال # 20 كانون الثاني 1898 ~~(118) # الجاسوس # أمين ومهدي # 6 شباط 1898 ~~(119) # كردستان # مقداد مدحت بن بدرخان باشا # 1898 ~~(120) # المنخاس # 1898 ~~(121) # القول الحق # عزيز طرابلوسي # 14 آذار 1898 ~~(122) ~~⊙ # المنار ~~⋆ # محمد رشيد ~~رضا ~~||| # 15 آذار 1898 ~~(123) # الأسد # أ. أ. ع # 22 آذار 1898 ~~(124) # الشيطان # توفيق حبيب # 1898 ~~(125) # مصباح الشرق # إبراهيم بك ~~المويلحي ~~¶¶ # 14 نيسان 1898 ~~(126) # المطالب الحقة # حسين شاكر # 16 نيسان 1898 ~~(127) # المعتصم # أحمد أمين # 23 نيسان 1898 ~~(128) # جهينة # محمود طاهر ومحمد فرج # 26 نيسان 1898 ~~(129) # السودان المصري # محمد راغب قدور الجزائري # نيسان 1898 ~~(130) # أنيس التلميذ # موسى بنروبي # 5 آيار 1898 ~~(131) # الواسطة # مطبعة هندية # 5 آيار 1898 ~~(132) # الحروب # زكي رزق الله # 17 آيار 1898 ~~(133) # المحامي # كامل الحكيم # 26 آيار 1898 ~~(134) # الصباح # محمد غانم # 12 حزيران 1898 ~~(135) # شمس الحقيقة # محمد أمين # 13 حزيران 1898 ~~(136) # المعارف # حسين ms551 صبري # 1 تموز 1898 ~~(137) # الشهباء # عبد المسيح أنطاكي # 1898 ~~(138) # النصيب # ميشيل حكيم # 30 تشرين الأول 1898 ~~(139) # المرصاد # علي لطفي # 15 تشرين الثاني 1898 ~~(140) # سوق العصر # محمد فرج وحمدي يكن # 1899 ~~(141) # البورصة المصرية # هنري بوتينيه # 21 كانون الثاني 1899 ~~(142) # أنين مظلوم # أمين أنطاكي # 6 آذار 1899 ~~(143) # الأساس العلمي # أحمد فريد # 17 آيار 1899 ~~(144) # الفوضى # توفيق جانا # 1899 ~~(145) # الممتاز # مصطفى الشاطر # 20 آيار 1899 ~~(146) # المستشار # إبراهيم أدهم # حزيران 1899 ~~(147) # أبو الهدى # حلمي مراد # 2 آب 1899 ~~(148) # الواجبات # عبد الحميد حمدي # 1899 ~~(149) # النور # تادرس شنودة المنقبادي # 9 أيلول 1899 ~~(150) # التذكار # محمد صادق ومحمد علي خطاب # تشرين الأول 1899 ~~(151) # الشهامة # محمد فهمي ومحمد نجيب # 10 تشرين الأول 1899 ~~(152) # الأسد المرقسي # جمعية الوحدة المرقسية # 23 تشرين الثاني 1899 ~~(153) # المجموعة الرسمية للمحاكم الأهلية # رسمية # 1 كانون الثاني 1900 ~~(154) # اللواء # مصطفى كامل ~~باشا ## # 2 كانون الثاني 1900 ~~(155) # الغزالة # إدوار قرا ألي # كانون الثاني 1900 ~~(156) # الإنذار # يوسف حمدي يكن # 8 كانون الثاني 1900 ~~(157) # الإنسانية # ج. سيدهم # 13 نيسان 1900 ~~(158) # العصر الجديد # إسكندر شلهوب # 15 نيسان 1900 ~~(159) # الخبير # عثمان الخناني # 25 نيسان 1900 ~~(160) # الأسبوع # سليم قبعين # 19 آيار 1900 ~~(161) # الثمرات # سليم زكي # 25 آيار 1900 ~~(162) # البوستة # محمد شريف الجزائري # 28 آيار 1900 ~~(163) # رائد النيل # أحمد نجيب # 30 حزيران 1900 ~~(164) # الدواء # محمد فؤاد كامل # 18 تموز 1900 ~~(165) # الأفكار # حلمي صادق # 12 آب 1900 ~~(166) # العرب # 1 أيلول 1900 ~~(167) ~~⊙ # صدى ~~لبنان ~~⋆ # سجعان ~~عارج ~~*** # 2 كانون الثاني 1901 ~~(168) # النسناس # مراد بينتوا # 13 كانون الثاني 1901 ~~(169) # أبو زيد # جورج أطانسيادي # حزيران 1901 ~~(170) # الخزان # نجيب هاشم # 9 آب 1901 ~~(171) # التهذيب # مراد فرج # 12 آب 1901 ~~(172) # تحرير سوريا # جورج عساف # 27 تشرين الأول 1901 ~~(173) # الصوت الصارخ # باسيلي نصر # 1 تشرين الثاني 1901 ~~(174) # التمدن # إبراهيم رمزي # 17 تشرين الثاني 1901 ~~(175) # الابتسام # جورج إسحاق يارد # 2 كانون الأول 1901 ~~(176) # الحقيقة # عبد الله طاهر # 5 كانون الأول 1901 ~~(177) # العاصمة # شاكر أباظة # كانون الأول 1901 ~~(178) # الغازي # محمد شكري # 12 كانون الأول 1901 ~~(179) # الأمل # بشير أنطاكي # 20 كانون الأول 1901 ~~(180) # الشرق المصور # أحمد كامي الكريدي # 21 كانون الأول 1901 ~~(181) # السهام # جورج إسحاق ~~يارد ~~††† # كانون الثاني 1902 ~~(182) # سوق العصر # أحمد عباس # 1902 ~~(183) # أبو زيد # جورج أطانسيادي # 20 شباط 1902 ~~(184) # المصور # خليل ~~زينيه ~~‡‡‡ # 6 آذار 1902 ~~(185) # العجائب # أمين فوزي # 16 آذار 1902 ~~(186) # العمران # عبد المسيح أنطاكي # 16 آذار 1902 ~~(187) # الرشيد # إبراهيم فهمي # نيسان 1902 ~~(188) # الصياد # سيد أحمد مصطفى # 9 آيار 1902 ~~(189) # المقصود # عبد المجيد كامل # 1 حزيران 1902 ~~(190) # التيمس المصري # سالم سيدهم تادرس # تموز 1902 ~~(191) # الحقائق # قاسم محمد # 15 آب 1902 ~~(192) # بريد الأحد # الشيخ يوسف الخازن # تشرين الثاني 1902 ~~(193) # الإكسبرس # توفيق حبيب # 3 تشرين الثاني 1902 ~~(194) # الكلمة الحرة # إبراهيم سليم نجار # 20 تشرين الثاني 1902 ~~(195) # الحوادث # أمين ms552 عواد # 2 كانون الأول 1902 ~~(196) # الفريق # علي علوي # كانون الأول 1902 ~~(197) # الحرية # محمود فهمي # كانون الأول 1902 ~~(198) # الحميدي # عبد الله حسون # كانون الثاني 1903 ~~(199) # الراوي # يوسف طلعت ونجيب هاشم # 6 شباط 1903 ~~(200) # الجوائب ~~المصرية ~~§§§ # خليل بك مطران # 1903 ~~(201) # القاهرة # بشير يوسف ووليم تركماني # آذار 1903 ~~(202) # الإمام # محمد بك أبو شادي # آذار 1903 ~~(203) # الإصلاح # زياد وماجدي # 13 نيسان 1903 ~~(204) # الباباغللو المصري # عبد المجيد كامل # 28 حزيران 1903 ~~(205) # الطغراء # جورج إسحاق يارد # آب 1903 ~~(206) # الخلاعة # حسن علي عبد الله الرومي # 14 تشرين الأول 1903 ~~(207) # الطرائف # رشيد مصوبع # 24 تشرين الأول 1903 ~~(208) # ضد الخلاعة # يوسف عزمي # 29 تشرين الثاني 1903 ~~(209) # الخلاعة المصرية # عبد الرءوف حلمي # 1903 ~~(210) # الأزبكية # ن. ج # 15 كانون الأول 1903 ~~(211) # العصر العباسي # فتحي محمد # 20 كانون الأول 1903 ~~(212) # النيل # محمد غانم وسليم قبعين # 20 كانون الأول 1903 ~~(213) # السودان # محمود القباني # 1903 ~~(214) # المنتزة # سيد علي الحريري # كانون الثاني 1904 ~~(215) # الفوتوغراف # 1904 ~~(216) # الإنسانية # محمود أبو النصر # 31 كانون الثاني 1904 ~~(217) # السياسة # يوسف كساب # 26 شباط 1904 ~~(218) # العائلة # إستير مويال # 1 آذار 1904 ~~(219) # الحافي # علي حافي بك # 16 آذار 1904 ~~(220) # الإجابة # شركة التشهيلات العمومية # 18 آذار 1904 ~~(221) # المساواة # قسطندي قسطة # نيسان 1904 ~~(222) # المستقبل # محمود قدري # 1904 ~~(223) # الواعظ # محمود سلامة # 23 نيسان 1904 ~~(224) # الجاسوس # حافظ حلمي بكير # 22 آيار 1904 ~~(225) # النادي # الدكتور أنريكو أنساباتو # 29 آيار 1904 ~~(226) # الأمة حرة # قسطندي قسطة # 8 تموز 1904 ~~(227) # الغرائب # محمد أمين فوزي # تموز 1904 ~~(228) # سيف العدالة # توفيق البحري # 19 آب 1904 ~~(229) # السويسية # ن. ج # 4 أيلول 1904 ~~(230) # المطالب # محمود فاضل # 1904 ~~(231) # المنعم # لطفي بك عيروط # أيلول 1904 ~~(232) # الكوكب # محمود زكي بك # 1904 ~~(233) # الحوادث العمومية # عبد الله حسون # 1904 ~~(234) # الإرشاد # علي أحمد الجرجاوي # 5 كانون الثاني 1905 ~~(235) # الصحافة # مصطفى توفيق الجراحي # 8 كانون الثاني 1905 ~~(236) # التنكيت والتبكيت # محمد فاضل ومحمد طلعت # شباط 1905 ~~(237) # الحجاز # أبو بكر بن عمر داغستاني # شباط 1905 ~~(238) # السعيد # سعيد وإبراهيم أدهم # 1905 ~~(239) # المشكاة # يوسف يكن وخليل مويلحي # 1905 ~~(240) # العالم الإسلامي # مصطفى كامل باشا # نيسان 1905 ~~(241) # الضحى # عبد الرحمن الذهبي # 1905 ~~(242) # الفاروق # محمد عزت # 5 آيار 1905 ~~(243) # الخلاعة الأصلية # عبد الله حسون # 1905 ~~(244) # الأمير # أحمد الليثي # 9 حزيران 1905 ~~(245) # المفيد # عبد العزيز حمدي # 1905 ~~(246) # الكون # أحمد رفعت # 1 أيلول 1905 ~~(247) # العروة الوثقى # بشير بن فتح الله # 1 تشرين الأول 1905 ~~(248) # الاعتدال المصري # مصطفى حلمي سعد # 10 تشرين الأول 1905 ~~(249) # عفريت الحمارة # عبد الرحمن الهندي # 31 تشرين الأول 1905 ~~(250) # الحكومة # عزيز فهمي المصري # 28 تشرين الثاني 1905 ~~(251) # الأزبكية # قسطندي قسطة # 1905 ~~(252) # الصائح # محمد علي نصوحي # 1 كانون الثاني 1906 ~~(253) # الراية العثمانية # بشير بن فتح الله # 1 كانون ms553 الثاني 1906 ~~(254) # الأمة # محمد الشربتلي # 1906 ~~(255) # الخطيب # عبد العزيز فرغلي # 1906 ~~(256) # الكلمة الحقة # إبراهيم سليم نجار # 1906 ~~(257) # المعرض # حسن راغب # 1906 ~~(258) # المنبر # محمد مسعود وحافظ عوض # تموز 1906 ~~(259) # الآستانة # حسين تيمور ومحمد الصادق عمر # تموز 1906 ~~(260) # الانتباه # 1906 ~~(261) # كشف الخبايا # عبد الحميد فريد # 1906 ~~(262) # الحرمين # حسين برادة # 1906 ~~(263) # حقائق الشرق أو الديك المصري # جورج نلكن دي ولدبرج # 1906 ~~(264) # الشورى # عبد الحق الأنصاري والطهطاوي # 23 كانون الأول 1906 ~~(265) # الكوكب المصري # جورج نلكن دي ولدبرج # 1906 ~~(266) # البورصة # جورج نلكن دي ولدبرج # 1907 ~~(267) # الدنيا الجديدة # أحمد نديم # 17 كانون الثاني 1907 ~~(268) # الحق الصراح # عبد العزيز ومحمود موسى # 1907 ~~(269) # الشورى العثمانية # جمعية الشورى العثمانية # 31 كانون الثاني 1907 ~~(270) # الشرق # محمد حلمي ونجيب زكي # شباط 1907 ~~(271) # ها ها ها # محمد مسعود وحافظ عوض # 8 آذار 1907 ~~(272) # الجريدة # أحمد لطفي ~~السيد ~~|||| # 9 آذار 1907 ~~(273) # التمساح # علي شوقي # 6 آيار 1907 ~~(274) # الديك # فتحي عزمي # 1907 ~~(275) # مرآة تركيا # محمد صفا # 7 حزيران 1907 ~~(276) # السبعة وذمتها # علي أبو زيد # 10 آب 1907 ~~(277) # الأسد الإسلامي # سليمان ~~الباروني ~~¶¶¶ # 12 آب 1907 ~~(278) # خيال الظل # أحمد حافظ عوض # 1907 ~~(279) # الجامعة المصرية # مرسي محمد وأحمد راشد # تشرين الأول 1907 ~~(280) # السياسة ~~المصورة ### # عبد الحميد زكي # تشرين الثاني 1907 ~~(281) # الدستور # محمد فريد ~~وجدي ~~**** # تشرين الثاني 1907 ~~(282) # النهضة # إسماعيل ~~غصبرنسكي ~~†††† # كانون الثاني 1908 ~~(283) # الجريدة الأسبوعية # محمود طاهر حقي # 31 كانون الثاني 1908 ~~(284) # الأستاذ # علي لطفي وعبد المجيد كامل # 2 شباط 1908 ~~(285) # ضياء الشرق # محمود بك حسيب # آذار 1908 ~~(286) # العزيز # مصطفى عبد الله وأبو زيد حسن # 20 آذار 1908 ~~(287) # الإقدام # حنا سيدهم ونجيب كرم إلخ # 20 آذار 1908 ~~(288) # عفريت المقاولين # جندي فرج # 1908 ~~(289) # الحق الصراح # عبد العزيز موسى # 1908 ~~(290) # البستان # ميشال ميسر وسالم سيدهم # 1908 ~~(291) # الحكومة # عزيز عزت # 1908 ~~(292) # الإنسانية # إبراهيم الدباغ # 21 نيسان 1908 ~~(293) # القطر ~~المصري ~~‡‡‡‡ # أحمد حلمي # 24 نيسان 1908 ~~(294) # الجهاد # السيد سعيد والقليني # 1908 ~~(295) # المصباح # محمود زكي وحسين الخادم # 10 آيار 1908 ~~(296) # المباحث السياسية # حسين شفيق # 21 حزيران 1908 ~~(297) # الولاء # إبراهيم روسو # 1908 ~~(298) # الأحوال # حبيب يوسف # 28 حزيران 1908 ~~(299) # الرعد # علي صادق الحكيم # 16 آب 1908 ~~(300) # عصر الجديد # حبيب تراك وحمدي السمان # 8 تشرين الأول ~~(301) # المباحث السياسية (مصورة) # حسين شفيق وسليم الحداد # 16 تشرين الأول 1908 ~~(302) # مجلة الأعمال اليدوية للسيدات # الآنسة فاسيلا وأختها # 1 كانون الأول 1908 ~~(303) # مصر الفتاة # سيد علي # كانون الأول 1908 ~~(304) # الطلبة # عبد الحميد حمدي # كانون الأول 1908 ~~(305) # الفضيلة # علي صادق الحكيم # 1908 ~~(306) # الظهور # علي نور راغب # 1 كانون الثاني 1909 ~~(307) # المقطم الأسبوعي # صروف ونمر ومكاريوس # 1 كانون الثاني ms554 1909 ~~(308) # الاستقامة # حافظ حلمي بكير # 2 كانون الثاني 1909 ~~(309) # البهلول # محمد شرف # كانون الثاني 1909 ~~(310) # النظام # محمد مسعود # 13 كانون الثاني 1909 ~~(311) # الخطيب # الشيخ حسن فرغلي # 1909 ~~(312) # حذام # يوسف حمدي يكن # 2 شباط 1909 ~~(313) ~~⊙ # المسامير # السيد عارف # 19 شباط 1909 ~~(314) # الأقباط الكاثوليك # حبيب كرم # 1 آذار 1909 ~~(315) # الآمال # باسيلي بطرس قزمان # 30 آذار 1909 ~~(316) # اللواء المصور # قاسم حسن شاكر الروسي # نيسان 1909 ~~(317) # الشجاعة # أحمد عباس # حزيران 1909 ~~(318) # البشائر # السيد الغنيمي محمد التفتزاني # 17 كانون الأول 1909 ~~(319) # المؤيد الوطني # علي نور راغب # 1909 ~~(320) # السامي # السيد عارف # 1909 ~~(321) # الولاء # بشير بن فتح الله # 1909 ~~(322) ~~⊙ # الآداب # أحمد كمال الحلي # كانون الثاني 1910 ~~(323) # الكائنات # الأرشمندريت باسيليوس الحاج # 15 كانون الثاني 1910 ~~(324) # العلم # إسماعيل حافظ # 1 آذار 1910 ~~(325) # الشعب # محمود أبو عثمان # آذار 1910 ~~(326) # الاستقلال # نجيب بك شقرا # 2 نيسان 1910 ~~(327) # السلام # نسيم ملول # 15 نيسان 1910 ~~(328) # السيف # عبد الله حسون وحسين علي # 24 نيسان 1910 ~~(329) # البلاغ المصري # جاك دراجيلا # 9 تموز 1910 ~~(330) # مجلة الصحة # 25 آب 1910 ~~(331) # النصيحة # أحمد نديم # 23 تشرين الأول 1910 ~~(332) # الترقي # الكونت مكس دي كولالتو # 1 تشرين الثاني 1910 ~~(333) # العفاف # سليمان أحمد مهران السليمي # 3 تشرين الثاني 1910 ~~(334) # الجوهر الساطع # رزق الله جرجس بشاي # 5 كانون الثاني 1911 ~~(335) # صحائف الحق # محمود أبو الفيض # 1911 ~~(336) # أبو الهول # قسطنطين رومانو # 4 شباط 1911 ~~(337) # الشعب # محمود أبو عثمان # 1911 ~~(338) # المعتدل # عزيز سليم صعب # 14 نيسان 1911 ~~(339) # الإرشاد # لويجي بنياتين # 1911 ~~(340) # الرقيب # جورج طنوس # 1 تموز 1911 ~~(341) # الكوكب # الشيخ مصطفى الترمذي # 28 تشرين الأول 1911 ~~(342) # الإحصائية الزراعية الاقتصادية # مصلحة عموم الإحصاء # 1 كانون الثاني 1912 ~~(343) # جمعية النهضة الأدبية # لعمال المطابع العربية # 1 كانون الثاني 1912 ~~(344) ~~⊙ # إحصائية ~~شهرية لمحصول القطن ~~المصري ~~⋆ # رسمية # 30 أيلول 1912 ~~(345) ~~⊙ # عكاظ ~~⋆ # الشيخ فهيم قنديل # 13 تموز 1913 ~~(346) # الإقدام # محمد الشنطي # 17 كانون الأول 1913 ~~(347) # اقرأني # الأمير فريد شهاب # 4 آذار 1914 ~~(348) ~~⊙ # المجلة ~~المصورة ~~⋆ # بيني إخوان # 8 آيار 1914 ~~(349) ~~⊙ # الكشكول ~~⋆ # سليمان فوزي # 5 حزيران 1914 ~~(350) # النجمة المصرية # عبد الحليم دلاور المصري # 26 حزيران 1914 ~~(351) # المشرق # أحمد حلمي # 1 آب 1914 ~~(352) # الثمرات # حسن السندوبي # 14 آب 1914 ~~(353) # ملحق المقطم المصور # صروف ونمر ومكاريوس # 20 آب 1914 ~~(354) # العصر # محمود راشد # 6 كانون الأول 1914 ~~(355) ~~⊙ # اللطائف ~~المصورة ~~⋆ # إسكندر مكاريوس # 15 شباط 1915 ~~(356) ~~⊙ # الوطنية ~~⋆ # أيوب صبري # 1915 ~~(357) # السفور # عبد الحميد حمدي # 21 آيار 1915 ~~(358) ~~⊙ # الإصلاح ~~⋆ # محمود عبد السلام # تشرين الثاني 1916 ~~(359) # الكوكب # محمد القلقيلي # 1917 ~~(360) # المرآة # أحمد إبراهيم فودة # 20 كانون الثاني 1917 ~~(361) ~~⊙ # الحال ~~⋆ # خليل صادق # 18 حزيران 1917 ~~(362) ~~⊙ # الشباب ~~⋆ # محمد عبد العزيز # 1 كانون الثاني 1918 ~~(363) ~~⊙ # جريدة ~~فلسطين # الجيش البريطاني في بلاد العدو ~~المحتلة # 11 نيسان 1918 ~~(364) ~~⊙ # المنبر ~~⋆ # عبد الحميد حمدي # 3 آب ms555 1918 ~~(365) # الأخبار (أسبوعي مصور) # 24 نيسان 1919 ~~(366) # النظام # سيد علي # 29 تموز 1919 ~~(367) # الأفكار ~~⋆ # أبو العينين بدر # آب 1919 ~~(368) # الزراعة # أحمد حلمي # 25 آب 1919 ~~(369) # مفتاح الإصلاح # توفيق عزوز # 1919 ~~(370) # الوفد المصري # 1919 ~~(371) # اللسان ~~§§§§ # الحكيم # 3 تشرين الأول 1919 ~~(372) # عصفور الليل # محمد شرف # 12 تشرين الأول 1919 ~~(373) # الحاوي # راغب حسن # 20 تشرين الأول 1919 ~~(374) # الرعد المصري # حسني يوسف # 2 تشرين الثاني 1919 ~~(375) # البلابل # محمد شرف # 21 تشرين الثاني 1919 ~~(376) # المرزبة # أحمد السيد أبو السعود # 1 كانون الثاني 1920 ~~(377) # الطلبة # عبد الخالق عزت # 12 كانون الثاني 1920 ~~(378) # الخزوق # ع. ع. أ. أمين # 15 كانون الثاني 1920 ~~(379) # الأخبار ~~⋆ # أمين الرافعي # 22 شباط 1920 ~~(380) # إسرائيل # موسيري # 26 آذار 1920 ~~(381) # الزمان # أحمد إبراهيم فودة # 9 نيسان 1920 ~~(382) # الصنف # حبيب عبد الملك # 5 حزيران 1920 ~~(383) # النشرة الاقتصادية المصرية # منصور صدقي بك # 12 حزيران 1920 ~~(384) # الحقائق ~~⋆ # أحمد فريد # 3 تشرين الأول 1920 ~~(385) # النسر المصري # ميخائيل بشارة داود # 4 تشرين الثاني 1920 ~~(386) # أبو ~~الهول ~~⋆ # مصطفى إسماعيل القشاشي # 9 تشرين الثاني 1920 ~~(387) # النيل المصري # فرج سليمان فؤاد # 13 كانون الثاني 1921 ~~(388) # الأخبار الماسونية # جرولشتين وفرج وبزيات # كانون الثاني 1921 ~~(389) # الوجديات # محمد فريد وجدي # 15 شباط 1921 ~~(390) # الصباح # حسن حافظ # 3 آذار 1921 ~~(391) # الساعة ~~(مصورة) ~~⋆ # إبراهيم زهدي # 1921 ~~(392) # النيل ~~⋆ # فرج سليمان فؤاد # 1921 ~~(393) # الديك # فتحي عزمي # 1921 ~~(394) # الاستقلال # محمود عزمي # 15 آيار 1921 ~~(395) # البشير # سيد حسن # 19 آيار 1921 ~~(396) # الكشكول ~~المصور ~~⋆ # سليمان فوزي # 24 آيار 1921 ~~(397) # إياك # محمد فرحات # 5 حزيران 1921 ~~(398) # السمير المصور # ليون نعيماس # 14 تموز 1921 ~~(399) # النهضة ~~النسائية ~~⋆ # لبيبة أحمد # 16 تموز 1921 ~~(400) # الراوي # محمد حطاب # 5 آب 1921 ~~(401) # المعلقات # محمد عيد # 13 آب 1921 ~~(402) # اللواء المصري # محمد حافظ رمضان # 23 آب 1921 ~~(403) # قصر النيل # حسين مظلوم # 18 نيسان 1922 ~~(404) # الرجاء # ليلى عبد الحميد الشريف # نيسان 1922 ~~(405) # العالمين # عبد القوي الحلبي # 18 آيار 1922 ~~(406) # القصص # جورج طنوس # 28 آيار 1922 ~~(407) # شمس النيل # علي حمدي # 1922 ~~(408) # النشرة المصورة # منصور صدقي بك # 19 حزيران 1922 ~~(409) # الصباح # مصطفى إسماعيل القشاشي # 28 تموز 1922 ~~(410) # الأحوال ~~⋆ # علي النحاس # 14 أيلول 1922 ~~(411) # مجلة الشرق ~~الطبية ~~⋆ # الدكتور حسن كامل # 1 تشرين الأول 1922 ~~(412) # المفيد # علي أمين # 1 تشرين الأول 1922 ~~(413) # النهضة المصرية # عبد الحميد حمدي # 22 تشرين الأول 1922 ~~(414) # السياسة ~~⋆ # محمد حسين هيكل # 30 تشرين الأول 1922 ~~(415) # الدستور ~~⋆ # محمد فريد وجدي # 9 تشرين الثاني 1922 ~~(416) # المحاسن المصورة # عبيد الله أسعد # 30 تشرين الثاني 1922 ~~(417) # الحركة التجارية # شوبلا وكرم والباجا # 7 كانون الأول 1922 ~~(418) # شجرة الدر # منيرة منصور # 28 كانون الأول 1922 ~~(419) # البرلمان # حسن الشيخ # 6 كانون الثاني 1923 ~~(420) # البلاغ ~~⋆ # عبد القادر حمزة # 28 كانون الثاني 1923 ~~(421) # الأولاد # إسكندر مكاريوس # 15 شباط 1923 ~~(422) # الفلك # محمد شفيق # 18 شباط 1923 ~~(423) # الحضارة ~~المصرية ~~⋆ # محمود ms556 رفعت # 1923 ~~(424) # عاصمة الشرق # عبد العزيز حمدي # 17 نيسان 1923 ~~(425) # الثبات # عبد الحميد حمدي # 7 آيار 1923 ~~(426) # الألعاب الرياضية # فؤاد غطاس # 16 آيار 1923 ~~(427) # الرشيد ~~⋆ # أحمد ~~صادق ~~||||| # 20 آيار 1923 ~~(428) # السداد # عبد العظيم يوسف # 10 حزيران 1923 ~~(429) # الجمهور # محمود أبو الفتح # 21 تموز 1923 ~~(430) # سمير الأفكار # حسن حافظ # 13 تشرين الأول 1923 ~~(431) # الحوادث المصورة # أنيسة حصلب # تشرين الأول 1923 ~~(432) # النفير # دسوقي سليمان # تشرين الثاني 1923 ~~(433) # السباق # توفيق حبيب # 31 كانون الثاني 1924 ~~(434) # بريد المحاكم # يعقوب دانا المحامي # 16 شباط 1924 ~~(435) # الصحيفة المدرسية # سالم الظاهر # 6 آذار 1924 ~~(436) # التمثيل # عدلي جرجس ويوسف توما # 20 آذار 1924 ~~(437) # المقرعة # حسين رفعت # 4 نيسان 1924 ~~(438) # مجلة النهضة ~~الإكليريكية ~~⋆ # القس جرجس النفاري # 9 نيسان 1924 ~~(439) # الاتحاد ~~الإسرائيلي ~~⋆ # يوسف فرج صالح # 20 نيسان 1924 ~~(440) # الجرس # عبد الفتاح المسلمي # 20 نيسان 1924 ~~(441) # لسان الشعب # حسني يوسف # 30 نيسان 1924 ~~(442) # الزراعة الحديثة # محمد الروركلي # 15 آيار 1924 ~~(443) # الشرق ~~الجديد ~~⋆ # محمد أحمد عمارة # 29 آيار 1924 ~~(444) # خيال الظل # حافظ عوض وسهران بك # 12 حزيران 1924 ~~(445) # السمر # حسين سليم # 14 حزيران 1924 ~~(446) # الناس ~~⋆ # حسين شفيق المصري # 6 تموز 1924 ~~(447) # الفنون # أحمد علام # 15 تموز 1924 ~~(448) # ملحق البلاغ المصور # عبد القادر حمزة # 1 آب 1924 ~~(449) # المطرقة ~~⋆ # أحمد شفيق # 10 آب 1924 ~~(450) # نشرة الأزهر # أحمد مختار الحنبلي # 6 أيلول 1924 ~~(451) # المرأة الجديدة # عبد الوهاب الصبري # 11 أيلول 1924 ~~(452) # التضامن # توفيق صليب # 14 أيلول 1924 ~~(453) # الجريدة المصورة # 14 أيلول 1924 ~~(454) # الطائف المصور # محمد حلمي دسوقي # 15 أيلول 1924 ~~(455) # ميمون # محمد رفعت المازني # 18 أيلول 1924 ~~(456) # أبو قردان # محمود رمزي نظيم # 21 أيلول 1924 ~~(457) # عظمة الشرق # محمد عبد الهادي عمار # 1924 ~~(458) # البهيج # مصطفى بهيج # 1924 ~~(459) # كوكب ~~الشرق ~~⋆ # أحمد حافظ عوض # 21 أيلول 1924 ~~(460) # الشيوخ # أحمد أحمد بدوي # 21 أيلول 1924 ~~(461) # الحوادث # أحمد نديم المربع # 1 تشرين الأول 1924 ~~(462) # الرشاد # حليم ميخائيل أسعد # 14 تشرين الأول 1924 ~~(463) # النونو # جمال الدين حافظ عوض # 19 تشرين الأول 1924 ~~(464) # النوبة # عمر محمد ميرغني # 20 تشرين الأول 1924 ~~(465) # الشورى ~~⋆ # محمد علي الطاهر # 22 تشرين الأول 1924 ~~(466) # المصور ~~⋆ # إميل وشكري زيدان # 24 تشرين الأول 1924 ~~(467) # السودان المصري # أحمد محمد علي # 25 تشرين الأول 1924 ~~(468) # الحياة الجديدة # محمود محمد وهبي # 26 تشرين الأول 1924 ~~(469) # العفريت # عبد الحميد نجيب قناوي # 11 تشرين الثاني 1924 ~~(470) # البغبغان ~~⋆ # كامل تادرس وسيد سعودي # 21 كانون الأول 1924 ~~(471) # الحساب # إبراهيم الصيحي # كانون الأول 1924 ~~(472) # الوسيط ~~⋆ # الدكتور مقصود # 1 كانون الثاني 1925 ~~(473) # الفجر ~~⋆ # أحمد خيري سعيد # 8 كانون الثاني 1925 ~~(474) # العلم ~~المصري ~~⋆ # علي فهمي كامل # 10 كانون الثاني 1925 ~~(475) # الاتحاد ~~⋆ # عبد الحليم البيلي # 11 كانون الثاني 1925 ~~(476) # الكناشة # 15 كانون الثاني 1925 ~~(477) # الأجيال # محمد محمد السيد # 1925 ~~(478) # تاريخ الحوادث # عبد العظيم ms557 سعودي # 1925 ~~(479) # الإخلاص # عبد القوي نصار # 19 كانون الثاني 1925 ~~(480) # العهد # سليمان فوزي # 24 كانون الثاني 1925 ~~(481) # العروسة ~~⋆ # إدارة مجلة اللطائف المصورة # 28 كانون الثاني 1925 ~~(482) # الاستقلال المصري # لطفي عيروط # 15 شباط 1925 ~~(483) # الميكروسكوب # حسين سعودي # 5 آذار 1925 ~~(484) # الهادي ~~⋆ # الشيخ مصطفى عمر الأخميمي # 12 آذار 1925 ~~(485) # الوطنية المصرية # محمد أبو العزام # 13 آذار 1925 ~~(486) # صحيفة الإعلانات # أحمد شفيق باشا وبولس مسعد # 15 آذار 1925 ~~(487) # الزغلول # حسين سعيد # 16 آذار 1925 ~~(488) # اللواء المصري والأخبار # أمين الرافعي # 10 آيار 1925 ~~(489) # فتى الشرق # حسين علي داود # 15 آيار 1925 ~~(490) # الطائف المصور # عدلي جرجس ومحمد السوادي # 27 حزيران 1925 ~~(491) # الميكروسكوب المصور # حسين سعودي # 1925 ~~(492) # المرشد # 16 آب 1925 ~~(493) # الأمل # منيرة ثابت # 7 تشرين الثاني 1925 ~~(494) # كل ~~شيء ~~⋆ # إميل وشكري زيدان # 16 تشرين الثاني 1925 ~~(495) # 1000 ~~صنف ~~⋆ # بديع خيري # 23 تشرين الثاني 1925 ~~(496) # الأطفال ~~المصورة ~~⋆ # يعقوب ليسكوفتش # 15 كانون الأول 1925 ~~(497) # الألعاب # محمد جاهين # 15 كانون الثاني 1926 ~~(498) # الغول # محمود طاهر العربي وبديع خيري # 20 شباط 1926 ~~(499) # المنهاج # إبراهيم أطفيش # شباط 1926 ~~(500) # الدفاع ~~الوطني ~~⋆ # حسن حسني كامل # 7 آذار 1926 ~~(501) # السياسة ~~الأسبوعية ~~⋆ # محمد حسين هيكل # 19 آذار 1926 ~~(502) # العلم ~~⋆ # علي فهمي كامل # نيسان 1926 ~~(503) # الأسبوع # إبراهيم عبد القادر ~~المازني ~~¶¶¶¶ # 4 آيار 1926 ~~(504) # العالم ~~⋆ # كريم خليل ثابت # 30 آيار 1926 ~~(505) # الفتح # محب الدين الخطيب # 10 حزيران 1926 ~~(506) # الشيطان # بطرس جلبي # 22 آب 1926 ~~(507) # المعرض ~~⋆ # راغب حسن # 1926 ~~(508) # النواب # محمد إبراهيم هلال # 2 أيلول 1926 ~~(509) # الصادرات والواردات # جان سياج وشركاؤه # أيلول 1926 ~~(510) # التصوير النفسي # يوسف عوني # 2 تشرين الأول 1926 ~~(511) # أبو شادوف # محمد شرف # 3 تشرين الأول 1926 ~~(512) # النذير # مفيدة سليمان # 7 تشرين الأول 1926 ~~(513) # مسامرات الأطفال المصورة # محمود كامل فريد # 14 تشرين الأول 1926 ~~(514) # الوجدان # محمد محمد الجنبيهي # 16 تشرين الأول 1926 ~~(515) # القلم # بيومي أبو السعود # 17 تشرين الأول 1926 ~~(516) # أولمبيا السينماتوغرافية # حسن حسني الشبراويني # 11 تشرين الثاني 1926 ~~(517) # البلاغ ~~الأسبوعي ~~⋆ # عبد القادر حمزة # 26 تشرين الثاني 1926 ~~(518) # كلية الآداب ~~والعلوم ~~⋆ # الجامعة الأميركية # كانون الثاني 1927 ~~(519) # صدى ~~الحق ~~⋆ # محمد صفا # 6 كانون الثاني 1927 ~~(520) # الفلسفة # علي أسعد الحسيني # 13 كانون الثاني 1927 ~~(521) # الأتوموبيل # شفيق غندور # 10 شباط 1927 ~~(522) # الفنان # محمد يونس القاضي # 3 آذار 1927 ~~(523) # المخادنة ~~⋆ # حسين رمزي # 1927 ~~(524) # الأماني ~~القومية ~~⋆ # إبراهيم عبد الله الديروطي # 1927 ~~(525) # الظاهر ~~⋆ # حسن الشيخة # أيلول 1927 ~~(526) # الكشاف # أحمد عبود # 29 تشرين الثاني 1927 ~~(527) # النور ~~⋆ # محمود زكي باشا # 2 كانون الأول 1927 ~~(528) # النجمة الزهراء # وهبة مكسيموس # 1927 ~~(529) # المستقبل # المحامي إسماعيل وهبة # كانون الأول 1927 ~~(530) # الأحوال ~~⋆ # مصطفى إسماعيل القشاشي # 1927 ~~(531) # الصور الاجتماعية # علي نجيب # 1928 ~~(532) # المستقبل الرياضي # إسماعيل وهبة # 12 تموز 1928 ~~(533) # ماتش ~~⋆ # أنطون سليم شنيارة # 10 كانون الثاني 1929 ~~(534) # المحكمة ms558 ~~⋆ # أمين إبراهيم الأزهري # 10 كانون الثاني 1929 ~~(535) # النشر ~~القضائي ~~⋆ # متولي علي العوضي الخبير # 27 كانون الثاني 1929 ~~(536) # المحروسة ~~المصورة ~~⋆ # محمود زكي شاكر # 23 آذار 1929 ~~(537) # النظام ~~⋆ # سيد علي # 10 آيار 1929 ~~(538) # الدنيا ~~المصورة ~~⋆ # إميل وشكري زيدان # 22 آيار 1929 ~~(539) # الصرخة ~~⋆ # حسن حسني عبد العال # 1929 ~~(540) # ابن ~~البلد ~~⋆ # سيد بيومي سلامة # 1929 ~~(541) # الثبات ~~⋆ # خليل أحمد # 1929 ~~(542) # الروضة ~~⋆ # يوسف المرزوقي # 1929 ~~(543) # جريدة ~~الأمين ~~⋆ # أمين حسن # 19 كانون الأول 1929 # ثانيا: مدينة ~~الإسكندرية ~~(1) # التنبيه #### # رسمية # 6 كانون الأول 1800 ~~(2) # الكوكب الشرقي # سليم باشا الحموي # 6 آب 1873 ~~(3) # شعاع الكوكب # سليم باشا الحموي # 1876 ~~(4) ~~⊙ # الأهرام ~~⋆ # سليم بك تقلا وبشارة باشا ~~تقلا ~~***** # 5 آب 1876 ~~(5) # مصر الفتاة # 1877 ~~(6) # صدى الأهرام # سليم بك تقلا وبشارة باشا تقلا # 1877 ~~(7) # الوقت # سليم بك تقلا وبشارة باشا تقلا # 1877 ~~(8) # التجارة # سليم نقاش وأديب بك إسحاق # 15 آيار 1878 ~~(9) # الإسكندرية # سليم باشا الحموي # 11 تموز 1878 ~~(10) ~~⊙ # المحروسة ~~⋆ # سليم ~~نقاش ~~††††† # 1880 ~~(11) # العصر الجديد # سليم نقاش # 8 كانون الثاني 1880 ~~(12) ~~⊙ # الاتحاد ~~المصري ~~⋆ # روفائيل ~~مشاقة ~~‡‡‡‡‡ # 2 كانون الثاني 1881 ~~(13) # البرهان # معوض محمد فريد وحمزة فتح الله # 5 آيار 1881 ~~(14) # الطائف # عبد الله نديم # 10 تموز 1881 ~~(15) # مصر # أديب بك إسحاق وأخوه عوني # كانون الأول 1881 ~~(16) # الأحوال # سليم بك تقلا وبشارة باشا تقلا # 9 حزيران 1882 ~~(17) # الاعتدال # الشيخ حمزة فتح ~~الله ~~§§§§§ # 31 تموز 1882 ~~(18) # روضة الإسكندرية # سليم باشا الحموي # 9 تشرين الأول 1882 ~~(19) # الببغاء # نجيب غرغور # 1887 ~~(20) # المنارة # نجيب غرغور # 1888 ~~(21) # الحقيقة # جورج مرزا وفرج مزراحي # 1888 ~~(22) # السرور # نقولا عبد المسيح # 8 كانون الثاني 1892 ~~(23) # فرصة الأوقات # محمود حلمي # 3 كانون الأول 1893 ~~(24) # المتحف # يعقوب نوفل # 1 كانون الثاني 1894 ~~(25) # لسان ~~العرب ~~|||||| # نجيب وأمين الحداد وعبده بدران # 1 آب 1894 ~~(26) # النور العباسي # نجيب استفان أيوب # 13 أيلول 1894 ~~(27) # المشير ~~¶¶¶¶¶ # سليم سركيس # 1 تشرين الثاني 1894 ~~(28) # السباق # إميل نافارتي # 18 آذار 1895 ~~(29) # المغربي العثماني # محمد دياب # 25 آذار 1895 ~~(30) # حظ الحياة # سليم إبراهيم رومانو # 14 أيلول 1895 ~~(31) # في ~~الطريق ##### # بابيو وليروا # 25 أيلول 1895 ~~(32) # أبو النواس # نجيب غرغور # 3 تشرين الثاني 1895 ~~(33) # المرسي # جمعية النجم الثاقب # كانون الأول 1895 ~~(34) # الرفيق # محمد مطوش نوري ومحمود حلمي # 15 كانون الثاني 1896 ~~(35) # العباس # محمد يوسف # شباط 1896 ~~(36) # الكرباج والعفريت # الشيخ عبد الله القدسي # 10 حزيران 1896 ~~(37) # الإعلانات # نقولا سابا الأنطاكي # 14 أيلول 1896 ~~(38) # فصل الخطاب # طانيوس عبده # 1 كانون الأول 1896 ~~(39) # الأدب # أحمد فهمي # كانون الأول 1896 ~~(40) # المأمون # أحمد صادق # 15 تموز 1897 ~~(41) ~~⊙ # البصير ~~⋆ # رشيد بك ~~شميل ~~****** # 1 أيلول 1897 ~~(42) # التجارة # جرجي حبيب # 20 أيلول 1897 ~~(43) # الرجاء # جرجي حبيب # 1898 ~~(44) # الرقيب # نجيب إبراهيم طراد # 15 كانون الثاني 1898 ~~(45) # التاريخ ms559 اليومي # نقولا سابا الأنطاكي # 4 شباط 1898 ~~(46) # الحقانية # أحمد عبد الكريم # 1898 ~~(47) # مجلة النيل # مصطفى الدمياطي # 3 آذار 1898 ~~(48) # العثماني # أمين الخوري ونقولا رزق الله # 21 آيار 1898 ~~(49) # السلام # نجيب الحداد وغالب طليمات # حزيران 1898 ~~(50) # الحشاش # أحمد صادق # 14 آب 1898 ~~(51) # الصادق ~~†††††† # يعقوب مراد وأحمد صادق # 31 آب 1898 ~~(52) # السعادة # عبد الفتاح بيهم # 13 أيلول 1898 ~~(53) # صدى الأهرام # بشارة باشا تقلا # 1899 ~~(54) # أبو نواس # يوسف وإلياس كنعان # كانون الثاني 1899 ~~(55) # برهان الحق # محمود حمدي ومحمد فهمي محسب # 22 آيار 1899 ~~(56) # الإرشاد # محمد فخري # 14 تموز 1899 ~~(57) # الكوكب المصري # مصطفى كامل # 23 تموز 1899 ~~(58) # الكوكب الساري # جمعية الكوكب الساري # 1 أيلول 1899 ~~(59) # الإسكندرية # توفيق فرغلي # 1899 ~~(60) # الآمال # نجيب غرغور # 8 تشرين الأول 1899 ~~(61) # الصباح # عبده بدران # 26 آب 1900 ~~(62) ~~⊙ # نجم ~~المشرق ~~⋆ # متري سليم الدويري # 1 كانون الثاني 1901 ~~(63) # النجاة # خليل إبراهيم # 18 آذار 1901 ~~(64) # المنصور # موسى حمدي # 1 آذار 1902 ~~(65) # الإعلان # أمين الخوري # آذار 1902 ~~(66) # الرجاء # ألبرت أسود # 9 تموز 1902 ~~(67) # المصري # علي عبد الكريم المصري # 16 تشرين الأول 1902 ~~(68) # النصر # نسيم ملول # 1 كانون الثاني 1903 ~~(69) # الجريدة الماسونية # نقولا سابا # كانون الثاني 1903 ~~(70) # المودة # سليم خليل فرح # 18 نيسان 1903 ~~(71) # الشرق # حنا جاويش وطانيوس عبده # 16 أيلول 1903 ~~(72) # الذمار # شاهين الخازن ونسيم العازار # 7 تشرين الثاني 1903 ~~(73) # الهلوسة # محمد أمين وعبد الرحمن الهندي # 1904 ~~(74) ~~⊙ # الإكسبريس ~~⋆ # محمود ~~إبراهيم ~~‡‡‡‡‡‡ # آيار 1904 ~~(75) # المساعد # جمعية حفظ العهود # 1 حزيران 1905 ~~(76) # الجمهور # محمد مصطفى الدرمللي # 1 أيلول 1905 ~~(77) # الغندرة # محمد علي أحمد # 1905 ~~(78) ~~⊙ # وادي ~~النيل ~~⋆ # محمد ~~الكلزة ~~§§§§§§ # 2 آيار 1908 ~~(79) # الشعب المصري # أحمد رفعت # 1908 ~~(80) # البعبع # رضوان فريد # 1908 ~~(81) # أبو النواس # 27 شباط 1909 ~~(82) # الطنبورة # 21 آذار 1909 ~~(83) # كراكوز # وصفي نديم # 24 أيلول 1910 ~~(84) ~~⊙ # الأهالي # عبد القادر حمزة # 19 تشرين الأول 1910 ~~(85) ~~⊙ # الهدى ~~⋆ # القس توما فني # 6 كانون الثاني 1911 ~~(86) # الإقدام # ولي الدين بك ~~يكن ~~||||||| # 29 نيسان 1912 ~~(87) # جريدة الإعلانات القضائية والتجارية # نقولا وإلياس سابا # 8 كانون الثاني 1914 ~~(88) ~~⊙ # الدليل ~~⋆ # نقولا وإلياس سابا # 15 آذار 1914 ~~(89) # السلام # توفيق فرغلي # 28 حزيران 1915 ~~(90) ~~⊙ # الأمة # توفيق طنوس # 8 تشرين الأول 1915 ~~(91) # النجاح # إسماعيل صبري ومحمد بيرم # 1916 ~~(92) ~~⊙ # التجارة # عبد الفتاح بركة # 1 كانون الثاني 1917 ~~(93) ~~⊙ # الهوانم # عبد الحميد سالم # 1918 ~~(94) # المسلة # محمود بيرم التونسي # 1919 ~~(95) # الأمة # توفيق طنوس وأحمد عبد السلام # 28 شباط 1920 ~~(96) # الجريدة التجارية ~~المصرية ~~⋆ # محمد نجيب ~~ولاية ~~¶¶¶¶¶¶ # 20 آيار 1921 ~~(97) # الشبيبة # عبد الحميد نحاس # 16 نيسان 1922 ~~(98) # الشبيبة (غير السابقة) # عبد الحميد نحاس # 7 تموز 1922 ~~(99) # النهضة المصرية # إدوار بايار # 22 تشرين الأول 1922 ~~(100) # الشعب المصري # مصطفى الخادم بك # 31 آيار 1923 ~~(101) # البصير ~~القضائي ~~⋆ # شارل شميل # 2 تشرين الثاني 1923 ~~(102) # حيرام # توفيق طنوس ms560 # 1923 ~~(103) # المصباح # عبد الوهاب علي # 16 آذار 1924 ~~(104) # اللسان الصادق # عبد الفتاح علي بدوي # 27 آذار 1924 ~~(105) # العمال # محمد متولي سويلم # 18 نيسان 1924 ~~(106) # النشرة ~~التجارية ~~⋆ # مظلوم هاشم # 1924 ~~(107) # السفير ~~⋆ # عبد الرحمن شرف # 25 آيار 1924 ~~(108) # الجهاد # زينب عبد الحميد # 21 أيلول 1924 ~~(109) # الإسكندرية # حافظ مختار # 28 كانون الأول 1924 ~~(110) # نهضة الشرق # محمد علي حسن # 15 كانون الثاني 1925 ~~(111) # النزاهة # أحمد علي خطابي # 1 آذار 1925 ~~(112) # البعث # صديق أحمد # 12 نيسان 1925 ~~(113) # الظريف ~~⋆ # محمد عبد الجواد # 28 حزيران 1925 ~~(114) # الثروة # محمد نجيب ولاية # أيلول 1925 ~~(115) # المهذب ~~⋆ # جورج فرح # 17 تشرين الأول 1925 ~~(116) # الأجيال ~~⋆ # محمد متولي سويلم # 24 كانون الثاني 1926 ~~(117) # نفائس المدارس # أحمد حشمة عمار # 13 حزيران 1926 ~~(118) # الوجدان # محمد الجنبيهي # 1927 ~~(119) # السهام # توفيق طنوس # 16 آذار 1927 ~~(120) # الرياضة ~~⋆ # أحمد السدودي # 7 تموز 1927 ~~(121) # معرض ~~السينما ~~⋆ # محمد عبد اللطيف # 1927 ~~(122) # النديم # محمد فهمي # 16 أيلول 1927 ~~(123) # الرياضة ~~الأسبوعية ~~⋆ # عبد الحميد الباجوري # 1 تشرين الثاني 1928 ~~(124) # الأجيال ~~⋆ # السيد مصطفى وعبد القادر السيد # 5 كانون الثاني 1929 ~~(125) # الجرس ~~⋆ # موريس بتيتو # 18 كانون الثاني 1929 ~~(126) # الثغر ~~⋆ # سليمان فوزي # 16 نيسان 1929 ~~(127) # عالم السينما # جورج منسي # 17 آب 1929 ~~(128) # عالم السينما # جورج منسي وحسن جمعة # 5 أيلول 1929 # ثالثا: مدينة ~~طنطا ~~(1) # طنطا # محمد توفيق الأزهري # 28 آب 1896 ~~(2) ~~⊙ # الرائد ~~العثماني ~~⋆ # محمد توفيق الأزهري # 1903 ~~(3) ~~⊙ # الحرية ~~⋆ # محمود فهمي # 1903 ~~(4) # الصيحة # محمود الشاذلي # 3 نيسان 1903 ~~(5) # النافع # مصطفى نافع # كانون الثاني 1904 ~~(6) # الهجرة # عبد الرحمن الذهبي # 29 كانون الأول 1904 ~~(7) # العدل # عثمان محمد # 4 أيلول 1908 ~~(8) # الشرائع # سعادة بك # 31 تشرين الأول 1913 ~~(9) # المحاكم الأهلية # قسطنطين دهان # 20 شباط 1914 ~~(10) # روضة البحرين # حسن راسن # 6 تشرين الأول 1919 ~~(11) # المقص # 16 كانون الأول 1919 ~~(12) # الضحوك ~~⋆ # عبد ربه بهاء ~~الدين ###### # 13 آيار 1921 ~~(13) # الفضائل ~~⋆ # محمود راغب # 17 آيار 1921 ~~(14) # سفينة ~~الأخبار ~~⋆ # عبد المتعال خليل # 26 آيار 1921 ~~(15) # الابتسام # محمد فؤاد كامل # 3 حزيران 1922 ~~(16) # الكمال ~~⋆ # نجيب يوسف # كانون الثاني 1923 ~~(17) # العصر ~~الجديد ~~⋆ # محمود حلمي القباني # 24 نيسان 1924 ~~(18) # القاهرة ~~⋆ # محمد صالح # 10 تموز 1924 ~~(19) # سمير فتية مصر ~~الفتاة ~~⋆ # 2 تشرين الثاني 1924 ~~(20) # الحضارة ~~المصرية ~~******* # محمود رفعت # كانون الثاني 1925 ~~(21) # جريدة ~~طنطا ~~⋆ # محمد راشد # 1926 ~~(22) # الأقلام ~~⋆ # مسيحة ميخائيل # 14 تشرين الثاني 1927 ~~(23) # المدنية ~~⋆ # ديمتري فهمي # 12 آب 1929 # رابعا: مدينة ~~المنصورة ~~(1) # المنصورة # أحمد رشدي # 27 أيلول 1896 ~~(2) # المفتخر # عمر لطفي # 1904 ~~(3) # الهدهد # 26 كانون الثاني 1905 ~~(4) # الدلتا # جبرائيل إنكيري # 1912 ~~(5) # التوفيق ~~⋆ # علي حمدي # كانون الثاني 1924 ~~(6) # المنصورة ~~⋆ # موافي رمضان # آذار 1925 ~~(7) # المسامرات ~~⋆ # علي حمدي # 1927 ~~(8) # مسامرات ~~عزمي ~~⋆ # عمر عزمي # 25 كانون الثاني 1929 # خامسا: مدينة ~~المنيا ~~(1) # البريد # صالح زهير # 1924 ~~(2) # مصر الجديدة # صادق الفكري # 13 نيسان 1924 ~~(3) # العناية ~~⋆ # شفيق يونان # 30 آيار 1924 ~~(4) # المنيا ms561 ~~⋆ # أبو الليل راشد # 2 حزيران 1924 ~~(5) # المنطق # مصطفى فهمي البشندي # 26 تموز 1924 ~~(6) # المحكمة # أمين إبراهيم الأزهري # 12 شباط 1925 ~~(7) # الائتلاف ~~⋆ # شحاتة فرج السمالوطي # 20 تشرين الثاني 1926 ~~(8) # الأقاليم ~~⋆ # إبراهيم فؤاد المنياوي # 12 حزيران 1928 # سادسا: مدينة ~~دمنهور ~~(1) # الإنسان # خليل فوزي # 1907 ~~(2) # المصارحات # عبد العزيز دعبيس # 29 كانون الأول 1919 ~~(3) # القاهرة # محمد صالح # 10 تموز 1924 ~~(4) # رحلة البحيرة # محمد لبيب الجويني # 28 أيلول 1924 ~~(5) # الحق # أحمد متولي الحوفي # 30 تشرين الثاني 1924 ~~(6) # المحمودية # محمد زاهر الجويني # 1925 # سابعا: مدينة ~~حلوان ~~(1) # الحماية # شاكر أباظة ومحمد توفيق الأزهري # 15 تشرين الأول 1896 ~~(2) # حلوان # حمدي يوسف يكن ومحمود طاهر # 24 تشرين الأول 1897 ~~(3) # الأحرار # محمد وحيد # 15 آذار 1908 ~~(4) # الريحانة # جميلة حافظ # 20 آذار 1908 # ثامنا: مدينة ~~الزقازيق ~~(1) # الشرقية # محمد توفيق العطار ويوسف حسين # 22 شوال 1317ه ~~(2) # الصبوة # أحمد عبد الله حسين # 16 ذي القعدة 1317ه ~~(3) # الصبا # أحمد عبد الله حسين # 23 ذي القعدة 1317ه ~~(4) # الشرقية # محمد الههياوي # 18 تموز 1914 ~~(5) # منبر ~~الشرقية ~~⋆ # محمد العراقي # 26 تموز 1925 # تاسعا: مدينة ~~الجيزة ~~(1) # الساعة # إبراهيم زهدي # شباط 1920 ~~(2) # شمس ~~الكمال ~~⋆ # أمين عبده # 1 تشرين الثاني 1927 # عاشرا: مدينة ~~أسيوط ~~(1) # بوق الإصلاح # جماعة الإصلاح # 1 كانون الثاني 1900 ~~(2) # بوق القداسة # 1902 ~~(3) # المنتظر ~~⋆ # محمد فهمي حسونة # حزيران 1924 ~~(4) # الشعب المصري # جميل بك السيد أبو علي # 13 نيسان 1926 ~~(5) # الأخلاق ~~⋆ # حبيب جيد # 15 أيلول 1927 # حادي عشر: مدينة ~~بني يوسف ~~(1) # المرصد ~~⋆ # عبد العزيز الجيالي # 28 نيسان 1921 ~~(2) # السلام ~~⋆ # محمد الجنيدي # 23 آذار 1924 # ثاني عشر: مدينة ~~الفيوم ~~(1) # الفيوم # إبراهيم رمزي # 26 كانون الثاني 1894 ~~(2) # قارون ~~⋆ # زكي يوسف الفيومي # 4 نيسان 1924 ~~(3) # الوادي # هاشم عبد الحي # 1924 ~~(4) # نهر النيل # كامل زخاري # 1924 # ثالث عشر: مدينة ~~بنها ~~(1) # القليوبية # محمد زكي الأتربي # 1900 ~~(2) # النجاة # أحمد علي إبراهيم # 6 آيار 1928 ~~(3) # رواصد ~~المشرق ~~⋆ # حنا أبي راشد # 21 تموز 1928 ~~(4) # بنها # حسن شاكر # 23 كانون الأول 1928 # رابع عشر: مدينة ~~السويس ~~(1) # السويس الناهضة # حسن صالح الجداوي # 4 تموز 1924 ~~(2) # الثغر الشرقي # محمد فضل إسماعيل # 1924 # خامس عشر: مدينة ~~بورسعيد ~~(1) # المؤدب # محمود جمعة جلبة # 10 نيسان 1921 # سادس عشر: مدينة ~~دمياط ~~(1) # التفريح # محمد عبد الجليل # 1 آب 1896 ~~(2) # القنبلة # محمد السلاموني # 1909 # سابع عشر: مدينة ~~بلقاس ~~(1) # الواجب ~~⋆ # أحمد جاد جمعة # 1926 ~~(2) # الوفاق ~~⋆ # البيلي علي الزيني # 14 آيار 1928 # ثامن عشر: مدينة ~~ميت غمر ~~(1) # الوقت ~~⋆ # إبراهيم فرج كشك # شباط 1925 ~~(2) # المدفع ~~⋆ # محمد توفيق محمد # 1927 # تاسع عشر: مدينة ~~شبين الكوم ~~(1) # الصحيفة # حسن عبد الوهاب عامر # 6 أيلول 1921 # عشرين: مدينة ~~المحلة الكبرى ~~(1) # النسر ms562 ~~الدهري ~~⋆ # بسطويسي بركات # 8 تموز 1926 # حادي وعشرين: مدينة ~~دسوق ~~(1) # الجهاد # حسن القليني # 1907 ~~(2) # البريد # محمد صالح زهير # 1925 ~~(3) # الإسعاد ~~⋆ # 1928 # ثاني وعشرين: مدينة ~~طوخ قليوبية ~~(1) # الإخاء # محمود كامل كاشف # 10 محرم 1318ه/1910م # ثالث وعشرين: مدينة ~~طهطا ~~(1) # الصعيد # عبد الحق الأنصاري ومحمد الطهطاوي # 1904 # رابع وعشرين: مدينة ~~القرشية ~~(1) # الكاشف # أحمد الكاشف # 1 آذار 1908 # خامس وعشرين: مدينة ~~طوخ ~~(1) # النداء # محمد علي حكشة # 1924 # سادس وعشرين: مدينة ~~سوهاج ~~(1) # السمر ~~⋆ # حنا وهبي الإدفاوي # 5 شباط 1928 ~~* # هي ~~شيخة جميع الصحف العربية الحية شرقا وغربا بقدامة عصر ~~تأسيسها واستمرار نشرها بلا انقطاع، وهي الجريدة الوحيدة ~~التي أتمت قرنا كاملا في خدمة البلاد المصرية واجتازت ~~أطول مرحلة من عمر لم تبلغه جريدة عربية سواها، وقد أطل ~~عليها القرن الثاني من حياتها الطويلة التي رافقت وادي ~~النيل في كل أطواره وسجلت حوادثه التاريخية من عهد محمد ~~علي الأول رأس الأسرة المالكة المصرية إلى يومنا هذا، وقد ~~ذكرنا غلطا في كتابنا [الكتاب الأول - الباب الأول - ~~الفصل الثاني] أن «الوقائع المصرية» ظهرت في 20 تشرين ~~الثاني 1828 تبعا للحساب الشرقي أو اليولي الذي كان ~~جاريا حينذاك بالاستعمال في الأمصار الشرقية والصواب هو 3 ~~كانون الأول 1828 وفقا للحساب الغربي؛ أي الغريغوري الذي ~~عولنا عليه في سرد تواريخ جميع الصحف العربية. ~~† # كانت ~~جريدة «الوطن» تنشر في المطبعة التي استجلبها من أوربا ~~الأنبا كيرلس الرابع الكبير بطريرك الأقباط على يد رافائيل ~~عبيد من مشاهير أعيان السوريين بمصر، فلما وصلت المطبعة ~~إلى محطة القاهرة استقبلها نيابة عن البطريرك المشار إليه ~~مطارنته وكهنته وشمامسته بالموسيقى الكنسية والملابس ~~المختصة بالخدمة الدينية، وساروا بها قاطبة إلى الدار ~~البطريركية في شارع كلوت بك وهم ينشدون الترانيم الروحية. ~~ويروى عن هذا البطريرك أنه لشدة فرحه بهذا الحادث ~~التاريخي أعلن لمن كانوا حوله قائلا: «لولا الخوف من لوم ~~الجهال لرقصت أمام المطبعة في الطريق كما رقص داود أمام ~~تابوت العهد.» ~~‡ # كان ~~محمد بيرم الخامس منشئ هذه الجريدة من أعلام المملكة ~~التونسية وجلة علمائها، ولد سنة 1840 ويتصل نسبه ببيرم ~~أحد قواد الجيش العثماني الذي جاء تونس بقيادة سنان باشا ~~سنة 981 هجرية، نشأ ms563 حر الضمير جريئا في أقواله وكتاباته ~~مخلصا لوطنه يكره الظلم والاستبداد، وهو أول تونسي صرح ~~بآرائه السياسية في بلاده وعن بلاده على صفحات الجرائد، ~~وقد عارض بكل ما أوتيه من قوة الحجة فكرة احتلال الفرنسيس ~~لتونس فلم يفلح، ولما تحقق رسوخ قدمهم فيها آثر هجرها ~~والإقامة في مصر احتجاجا على احتلالهم المشار إليه، وهناك ~~أنشأ جريدة «الإعلام» التي كانت خطتها محاسنة الإنكليز ~~والاستفادة منهم (راجع الجزء الثاني من كتاب «مشاهير ~~الشرق» لجرجي زيدان، صفحة 217). ~~§ # انتقل ~~عارف المارديني من مهنة الصحافة إلى سلك الوظائف في الدولة ~~العثمانية فترقى في مناصبها حتى صار سنة 1913 واليا على ~~سوريا، ثم أحيل إلى التقاعد، فجاء مصر، وتوفي فيها أثناء ~~الحرب العظمى كما ذكرنا مفصلا في [الكتاب الثالث - ~~الباب الأول - الفصل الثالث]. ~~|| # هو ~~ثالث الجرائد المصرية (بعد الوقائع المصرية والأهرام) التي ~~ثبتت حتى الآن بالرغم مما اعترضه في سبيله من المعاكسات ~~والمقاومات على اختلاف أنواعها. ويعد «المقطم» من أكبر ~~الجرائد حجما وأوسعها انتشارا في جميع البلاد التي ينطق ~~سكانها بالضاد، وقد ماشى في خطته التطور السياسي الأخير في ~~مصر فصار يدافع عن القضبة المصرية الوطنية بعدما كان ~~سابقا في طليعة الصحف الاحتلالية، وأكد لنا خبير يوثق ~~بصحة كلامه اشتغل أعواما عديدة في إدارة «المقطم» أن عدد ~~النسخ التي تطبع منه لا تقل عن الثلاثين ألف نسخة ~~يوميا. ~~¶ # ظهر ~~«المؤيد» بعيد ظهور «المقطم» وفي السنة ذاتها، وهو من ~~كبريات الصحف المصرية في عهده، بل هو باكورة الجرائد ~~الإسلامية المهمة التي علا صوتها دفاعا عن حقوق الوطنيين ، ~~ولما كان «المقطم» يضرب على وتر الاحتلال الإنكليزي انصرفت ~~صحيفة «المؤيد» إلى معارضته في خطته الاحتلالية تأييدا ~~لاستقلال مصر، فاستعرت بين هاتين الصحيفتين حرب عوان ~~تجردت لها أقلام الكتاب، وكان يناصر كلا منهما فريق من ~~الصحف في القاهرة والإسكندرية. ومن مميزات «المؤيد» أنه ~~سبق جميع الجرائد المصرية بل الشرقية في استعمال المحركات ~~الكهربائية بمطبعته على مثال المطابع الشهيرة في الغرب ~~إتقانا للعمل وترويجا لانتشار جريدته الذائعة ~~الصيت. # # كان ~~حسن حسني باشا ms564 الطويراني ذا مقام رفيع في عالم الصحافة ~~ومن أكبر علماء عصره كما روينا عنه في الجزء الثاني من هذا ~~الكتاب، ومع علو كعبه في المعارف وإحرازه أوسمة الافتخار ~~ورتب الشرف كان ذا هيئة قبيحة قد أحكم وصفها عبد الغني ~~العريسي صاحب جريدة «المفيد» البيروتية، قال: «تسمع ~~بالمعيدي خير من أن تراه، كان ذميم الخلق قبيح المنظر ~~غائر العينين مستطيل الوجه نحيف الجسم متراخي الأطراف، ~~قيل في حنكه عوج وفي رجله عرج، تبدو على أسارير وجهه سيماء ~~الوفاة، وبين تضاعيف قلبه طيب الحياة ...» ~~** # ولد ~~الأرشمندريت خريسطوفورس جبارة في دمشق سنة 1835 من أسرة ~~أرثوذكسية نبغ فيها بعض رجال العلم والكهنوت، وكان بارعا ~~بلغات شتى كالعربية واليونانية والفرنسية والروسية ~~والإنكليزية والتركية، وألف كتبا شتى ورسائل عديدة نشر ~~بعضها بالطبع ولم يزل الباقي غير مطبوع، وطاف في بلاد ~~الشرق الأدنى وأوربا وأميركا حتى انتهى إلى مصر حيث أنشأ ~~جريدة «شهادة الحق» التي أودعها آراءه الدينية، وزبدة تلك ~~الآراء تنحصر في التوفيق بين الأديان الثلاثة ذات الكتب ~~المنزلة وهي: اليهودية والمسيحية والإسلامية؛ لأنه كان ~~يزعم أن تلك الأديان الثلاثة ليست إلا دينا واحدا وأن ~~كتبها المنزلة ليست إلا واحدة، وأن الاختلاف بين أصحاب هذه ~~الأديان ناتج من الرؤساء والمفسرين، وكان يعلم أن كتب هذه ~~الأديان الثلاثة؛ أي التوراة والإنجيل والقرآن متفقة معنى ~~وإن اختلفت مبنى. ~~†† # أنشئت ~~هذه الجريدة بشكل مجلة أولا ثم تحولت إلى جريدة. ~~‡‡ # السيد ~~أحمد فؤاد صحافي من أقدم الصحافيين الأحياء في مصر، وكاتب ~~من أبرع الكتاب، يجيد الإنشاء والتحبير، بلغت جريدته عمرا ~~طويلا لم يبلغه إلا القليل من الصحف العربية الحية، غير ~~أنها لا تصدر الآن بآجال منتظمة كسابق عهدها لما ألم ~~بمنشئها من ضعف في النظر اضطره إلى هذا التدبير في مواقيت ~~صدور الجريدة، شفاه الله وعافاه، أما خطته السياسية فهي مع ~~سياسة الوفديين المصريين على طرفي نقيض. ~~§§ # هو ~~حفيد إسكندر شلهوب الذي أنشأ قبله جريدة «السلطنة» عام ~~1857 بالآستانة في عهد السلطان عبد المجيد الأول ~~(1839-1861)، وقد أراد الحفيد بهذه التسمية أن ms565 يحيي اسم ~~صحيفة جدة المشار إليها تخليدا لذكره وذكرها. ~~||| # يعد ~~«المنار» بقدامة عهده واستمرار نشره منذ نشأته حتى الآن ~~رابع المجلات العربية في العالم وهي: أولا «المقتطف» في ~~بيروت ثم في القاهرة، ثانيا «الهلال» في القاهرة، ثالثا ~~«المشرق» في بيروت، رابعا «المنار» في القاهرة، وهو يعتبر ~~من هذا القبيل في طليعة جميع المجلات الدينية الإسلامية ~~بعناية منشئه العلامة الشيخ محمد رشيد رضا، ولا نعلم مجلة ~~إسلامية سواه بلغت هذا الشوط الطويل من حياتها، وبعدما صدر ~~«المنار» في أول عهده بشكل جريدة حوله صاحبه إلى مجلة ~~شهرية لها شأنها ومقامها في المحيط الإسلامي. ~~¶¶ # راجع ~~ترجمة إبراهيم بك المويلحي وانظر رسمه في [الكتاب الثاني - ~~صحافة أوروبا - الباب الثاني]. ## # نشأ ~~الحزب الوطني المصري في عهد الخديو إسماعيل باشا وترعرع في ~~أيام نجله وخلفه الخديو توفيق الأول، ولم يشتد ساعده ~~وتنتظم صفوفه إلا في أوائل ملك الخديو عباس الثاني الذي ~~كان على طرفي نقيض مع الإنكليز في سياسته الداخلية، فوجد ~~الحزب الوطني في مليكه أعظم نصير وأخذ يعمل في السر ~~والخفاء لإنقاذ مصر من سلطة الأجانب إما عن طريق الصحافة ~~وإما بالمفاوضات مع وزارات أوروبا وغير ذلك من الوسائل، ~~وكان في طليعة المشتغلين بالقضية المصرية شاب اشتهر ~~بحرية الفكر وصراحة القول وحسن الإلقاء يدعى مصطفى كامل ~~قد درس علم الحقوق في بلده ثم في فرنسا ونال الشهادة ~~العالية من مدرسة تولوز، وأثناء إقامته في فرنسا تشرب من ~~أساتذته الفرنسيس الوثوق بفرنسا والاستهانة بإنكلترا التي ~~نكثت وعودها بالجلاء عن وادي النيل، فلما عاد إلى وطنه بث ~~هذا الروح في الشبان المصريين المتثقفين الذين التفوا ~~حوله وألفوا حزبا وطنيا منتظما على مثال الأحزاب ~~السياسية في أوروبا، وانضم إليهم جمهور من الأدباء ~~والأعيان الذين يكرهون الاحتلال إما رغبة في استقلال مصر ~~وإما نقمة لفقد نفوذهم، وكان مصطفى كامل ينتهز الفرص ~~لإلقاء الخطب السياسية في المنتديات العمومية طالبا جلاء ~~الإنكليز عن مصر بلهجة شديدة لم يعهدها القوم من قبل، ~~فأطروه ونشطوه فازداد رغبة في الخطابة موطنا النفس على ms566 ~~الاستهلاك في طلب الجلاء بحيث جعل ذلك محور أعماله وكعبة ~~آماله، وكأنه خشي أن تضيق الجرائد عن نشر خطبه وآرائه ~~السياسية فأنشأ في 2 كانون الثاني 1900 جريدة «اللواء» ~~اليومية وصوتها في الدفاع عن مصر والمصريين من أعلى ~~الأصوات، ثم رأى أن «اللواء» باللسان العربي وحده لا يفي ~~بمراده ولا يحيط بمدى صوته، فأصدره باللسانين الفرنسي ~~والإنكليزي حتى يصل بواسطتهما صدى احتجاجه بشأن مصر إلى ~~إنكلترا وإلى فرنسا وإلى سائر دول العالم المتمدن، وألف ~~لجريدة «اللواء» المثلثة شركة مساهمة كانت الأولى من ~~نوعها في وادي النيل؛ فطار صيته في الخافقين وصار اسمه ~~مرادفا لاحتجاج مصر على إنكلترا. ولما تألف الحزب الوطني ~~انتخبه المصريون رئيسا له طول حياته، ولكنه رحمه الله كان ~~قصير الحياة فتوفي في 10 شباط 1908 بالغا الرابعة ~~والثلاثين من العمر. ولما كان ضيق المقام يحول دون سرد ~~جميع مآتيه في سبيل بلاده فقد هيأنا له ترجمة مطولة ~~سننشرها في جزء لاحق إن شاء المولى. ~~*** # مؤسس ~~هذه الجريدة هو أحد أمراء الجند اللبناني المتقاعدين أنشأ ~~«صدى لبنان» بتاريخ 2 كانون الثاني 1901 في القاهرة حيث ~~عاشت مدة من الزمان ثم احتجبت، وبتاريخ 3 تشرين الثاني ~~1910 استأنف نشرها في مدينة جونية بلبنان حيث يتعاطى فن ~~المحاماة. ~~††† # اشتغل ~~بالصحافة أولا في مصر حيث كتب في بعض جرائدها الشهيرة، ~~وأنشأ هناك بالتوالي ثلاث جرائد وهي: «الابتسام» في 2 ~~كانون الأول 1901 و«السهام» في كانون الثاني 1902 ~~و«الطغراء» في آب 1903 فكانت بأجمعها قصيرة العمر، ثم خطر ~~بباله أن يحترف الصحافة في مدينة مناوس بالبرازيل، فارتحل ~~إليها واستأنف بتاريخ 4 كانون الأول 1912 نشر جريدته ~~«السهام» التي رافقته إلى آخر حياته، وعام 1915 أصدر ~~جريدة هزلية عنوانها «أبو النواس» مع مثابرته على نشر ~~الجريدة السابقة الذكر. ~~‡‡‡ # خليل ~~زينية اللبناني الأصل يعتبر من الصحافيين المعدودين بسلاسة ~~إنشائه وسلامة ذوقه في الكتابة، اشتغل نحو الستين سنة في ~~الصحافة من دون أن يأخذه ملل أو يجف له قلم، وما عدا الصحف ~~التي حرر فيها منذ بداية عهده في هذه المهنة الشريفة فإننا ~~نقتصر على ذكر التي أنشأها ms567 وهي: مجلة «الراوي» سنة 1888 ~~وجريدة «صدى الأهرام» سنة 1898 في الإسكندرية وجريدة ~~«المصور» سنة 1902 ومجلة «المرآة» سنة 1918 في القاهرة ~~وجريدتا «الثبات» سنة 1908 و«المرآة» سنة 1914 في بيروت، ~~وراسل من باريس جريدة «الأهرام» وغيرها ردحا من ~~الزمان. ~~§§§ # تقسم ~~حياة هذه الجريدة إلى عهدين: عهد مؤسسها الكاتب الشهير ~~خليل بك مطران شاعر القطرين، وعهد صاحبها الثاني عطا بك ~~حسني صهر الأسرة المالكة بمصر، ومن أشهر الكتبة الذين ~~تولوا تحرير هذه الجريدة الشيخ علي الغاياتي مؤلف كتاب ~~«وطنيتي» ومنشئ جريدة «منبر الشرق» حالا في جنيف بسويسرا، ~~وقد تكلمنا عنه بإسهاب في فصل جرائد مدينة جنيف بسويسرا، ~~أما عطا بك حسني فنحيل القارئ إلى ما كتبناه عنه في ~~[التوطئة - الفصل السادس] من هذا الكتاب، وفي جزء لاحق ~~سنبدي رأينا في ابن وطننا خليل بك مطران صديق مصر ~~والمصريين وحامل لقب «شاعر القطرين» بكل افتخار. ~~|||| # هو ~~من كبار أدباء وادي النيل تولى أمانة دار الكتب المصرية ~~بضعة أعوام، وقد عين وزيرا للمعارف في عهد وزارة محمد ~~محمود باشا ثم مديرا للجامعة المصرية، وفي عهده بالجامعة ~~صدر أمر الحكومة بنقل طه حسين رئيس كلية الآداب إلى وظيفة ~~أخرى، فأدى ذلك إلى إضراب التلامذة عن الدروس واتساع خرق ~~الخلاف بينهم وبين الحكومة. ~~¶¶¶ # يعد ~~السيد سليمان الباروني من مشاهير طرابلس الغرب أدبا ~~وجاها ونفوذا، فإنه بعدما احترف الصحافة في جريدته ~~«الأسد الإسلامي» أعلن الحكم الشوروي في الدولة ~~العثمانية، فاضطر إلى توقيف نشرها؛ لأنه انتخب نائبا في ~~مجلس النواب العثماني عن الجبل الغربي في طرابلس الغرب، ~~ولما نشبت الحرب بين إيطاليا وتركيا عام 1911-1912 عاد ~~سليمان الباروني إلى وطنه للدفاع عن حوزته، فأظهر من ~~البسالة والحمية ما يسطره له التاريخ بمداد الفخر. ### # هي ~~أفضل جريدة مصورة ظهرت بمصر لتصوير أحوال مصر، وقد زادها ~~رونقا وشهرة ما كان ينشر في صدرها من نفثات يراع حافظ ~~إبراهيم شاعر وادي النيل، ثم انتقلت في عامها الثالث إلى ~~مدينة بولونيا في إيطاليا، واقتصر منشئها على إصدارها في ~~صفحة كبيرة تمثل الأحوال السياسية في بلاد الشرق ms568 خالية ~~من المقالات، ورغم ما صادفه من الخسائر العظيمة في سبيلها ~~فإنها بلغت من الانتشار في جميع الممالك الشرقية ما لم ~~تبلغه جريدة عربية سواها قبل ذاك العهد، ورسومها متقنة ~~الطبع تضارع مثيلاتها في أوروبا، وكل رسم يرمز إلى معان ~~خطيرة تعجب كل سياسي وأديب. ~~**** # اسم ~~محمد فريد وجدي مقرون بالاحترام في كل صقع انتهى إليه نفوذ ~~اللغة العربية، فهو العالم العامل الذي صرف عمره بين القلم ~~والقرطاس باحثا ومؤلفا وناشرا كل مفيد من التصانيف ~~الوافرة العدد الجليلة القدر، فإذا ضربنا صفحا عن المجلات ~~والجرائد التي أنشأها في مدينتي القاهرة والسويس لا يسعنا ~~إلا الإقرار بفضله والتنويه ببعض آثاره العلمية، وحسبنا ~~منها «دائرة معارف القرن العشرين» التي نفدت طبعتها الأولى ~~فطبعها مرة ثانية عام 1923 بعد تنقيحها وإكمالها وإعادة ~~النظر فيها، وهي تتألف من عشرة مجلدات شاملة للعلوم ~~النقلية والعقلية والكونية بجميع أصولها وفروعها. ~~†††† # أنشأ ~~إسماعيل غصبرينسكي جريدة «النهضة» متوخيا فيها دعوة ~~المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى عقد مؤتمر إسلامي ~~عام ينظر فيما طرأ على المسلمين من الأمراض الاجتماعية ~~التي جعلتهم في تقهقر بين سائر الأمم، وكان إسماعيل بك من ~~رجال النهضة النثرية وصاحب جريدة «ترجمان» التي كانت تصدر ~~في مدينة باغجه سراي من بلاد القديم في روسيا، واحتجبت ~~«النهضة» بعد شهرين من ظهورها، وأثناء وجود صاحبها في ~~القاهرة ألقى بتاريخ أول تشرين الثاني 1907 خطبة تركية ~~العبارة في نزل «غران كونتيننتال» أمام جمع كبير من ~~العلماء والأعيان وحملة الأقلام حث فيها المسلمين على ~~تلبية دعوته، وقد نشرت مجلة «العالم الإسلامي» لصاحبها ~~مصطفى كامل باشا ترجمة الخطبة المذكورة باللغة العربية ~~(عدد 102، سنة 3، في تشرين الثاني 1907)، وحلت وفاة ~~إسماعيل غصبرينسكي في 14 أيلول 1914. ~~‡‡‡‡ # ظهرت ~~هذه الجريدة أولا بهيئة مجلة، ونحيل القارئ إلى ما ~~كتبناه عنها في مجلات القاهرة. ~~§§§§ # لما ~~وضعت الحرب بالعظمى (1914-1918) أوزارها نهض الشعب المصري ~~يطالب باستقلاله وبجلاء الجيش البريطاني عن وادي النيل، ~~وكان زعيم تلك الحركة الفكرية سعد باشا زغلول رئيس حزب ~~الوفد المصري ومؤسسه، فقر رأي الحكومة الإنكليزية على ~~إبعاده ms569 مع أعوانه إلى جزيرة مالطة تفكيكا لعرى الحزب ~~المذكور وتسكينا للغليان الوطني، وبالرغم من هذه التدابير ~~الصارمة فإن الهيجان بلغ أشده حتى كاد ينقلب إلى ثورة في ~~جميع أنحاء مصر، ولما كان للصحافة صوتها المسموع في ذلك ~~المعترك الهائل فإن الأوامر صدرت بإقفال الجرائد المتطرفة ~~ومنع ظهور جرائد جديدة، فلجأ بعض الصحافيين إلى حيلة ~~غريبة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصحافة؛ ترويجا ~~لأفكارهم وتحريضا للأهالي على استمرار المقاومة، وهي أنهم ~~طبعوا نشرات وكراريس بدلا من الجرائد وصاروا يوزعونها على ~~القراء والمشتركين تحت عناوين كتب في مدينتي القاهرة ~~والإسكندرية، على أن تلك النشرات وإن لم يكن لأكثرها شكل ~~الجرائد ظاهرا فإنها تعد في الواقع نشرات دورية بكل ~~معنى الكلمة، ولأجل ذلك أثبتنا أهمها بين الجرائد تخليدا ~~لهذا الحادث النادر في أخبار الصحافة المصرية، وأشهر ~~الكراريس التي صدرت من هذا القبيل في القاهرة هي: «الرعد ~~المصري» و«مفتاح الإصلاح» و«اللسان» و«عصفور النيل» ~~و«الحاوي» و«الطلبة» و«البلابل» و«المرزبة» ~~و«الخزوق». ~~||||| # كان ~~«الرشيد» في أول عهده مجلة أدبية مصورة صدرت في 14 آذار ~~1920 ثم حولها منشئها في عامها الرابع إلى جريدة سياسية ~~بتاريخ 20 آيار 1923. ~~¶¶¶¶ # لمجلة ~~«المقتطف» مكانة رفيعة في العالم العربي وكلامها جدير ~~بالاعتبار فيما تنشره من الآراء والأخبار، وإليك ما قرأناه ~~على صفحاتها (مجلد 80، صفحة 109)، ويسرنا أن نثبته هنا ~~بالحرف الواحد: تضم دار الكتب المصرية ثلاثة من خيرة ~~الكتاب والمفكرين العصريين هم الدكتور هيكل والأستاذ ~~المازني والأستاذ محمد عبد الله عنان، فإذا سنحت لهم فرصة ~~الراحة من خوض معامع السياسة انصرفوا إلى الأدب والتاريخ ~~والفلسفة السياسية يبدعون فيها ما شاءه العقل المثقف ~~والقلم السيال. #### # لما ~~احتلت الجيوش الفرنسية وادي النيل في أواخر القرن الثامن ~~عشر لم يلبث قائدها العظيم نابليون بونابرت أن أسس في ~~الإسكندرية مطبعة سميت «المطبعة الأهلية» وجهزها بحروف ~~عربية استحضرها من مطبعة انتشار الإيمان «بروبغندا» في ~~رومة، وصدرت في تلك المطبعة أول جريدة قرأها أبناء الضاد ~~وعنوانها «التنبيه» كما ذكر المؤرخ المدقق توفيق إسكاروس ~~(مجلة ms570 الهلال، سنة 28، صفحة 807) نقلا عن مقال للمسيو ~~ألبرت جيس # A. Geiss # وغيره من الباحثين، وقد أمر الجنرال عبد الله جاك ~~مينو # Menou # بنشر ~~جريدة «التنبيه» في 15 فروكتيدور سنة 9/6 أيلول 1800 ~~باللغة العربية ليصير توزيعها على الجيش في المدن ~~والأرياف، وجريدة «التنبيه» ليست إلا جريدة «الحوادث ~~اليومية» التي أخبرنا عنها في الجزء الأول (صفحة 48-49) من ~~هذا الكتاب، وقد دعوناها «الحوادث اليومية» استنادا إلى ~~التاريخ المسمى «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» ~~للعلامة الجبرتي (4: 238) فلتراجع فيه وفي كتابنا المشار ~~إليه، وقد عهدت أشغال «التنبيه» إلى فورييه # Citoyen Fourrier # رئيس ~~الإدارة والقضاء بمصر في زمن الاحتلال الفرنسي. ~~***** # ظهرت ~~«الأهرام» للوجود في 5 آب 1876 ولا ندري السبب الذي حمل ~~إدارة هذه الجريدة على اعتبار تأسيسها عام 1875 حين أن أحد ~~مؤسسيها سليم بك تقلا كان في التاريخ المذكور أستاذا أول ~~للغة العربية في المدرسة البطريركية ببيروت، وكان شقيقه ~~بشارة باشا أستاذا في مدرسة عينطورا لذلك العهد، وقد ~~عرفهما مؤلف هذا الكتاب بذاته ودرس على أولهما بعض مبادئ ~~اللغة، فوجب التنبيه إلى هذا الخطأ اليسير زيادة للتدقيق ~~وخدمة للتاريخ، إنما ذلك لا يحط من قدر «الأهرام» الجليلة ~~التي اجتازت هذا الشوط الطويل من حياتها صادعة بالحق في ~~جميع أقوالها، وحاملة لواء الإخلاص للقطر المصري الذي ~~ولدت فيه وعاشت تحت سمائه، وهي في طليعة الجرائد السياسية ~~العربية التي أنشأها فرد وبقيت حتى الآن راسخة رسوخ ~~الأهرام الفرعونية دون أن تؤثر فيها نكبات الزمان وحوادث ~~الأيام، ومن شاء زيادة إيضاح عنها وعن تراجم أربابها ~~فليراجع الجزء الثالث من كتابنا «تاريخ الصحافة العربية». ~~ومن مفاخر جريدة «الأهرام» أن صاحبها الحالي جبرائيل بك ~~تقلا المشهور بالكرم وسلامة الذوق دعا مؤتمر الصحافة ~~اللاتينية أن ينعقد للمرة العاشرة في ضيافة جريدته ~~«الأهرام» بمصر بعد أن كان عقد اجتماعاته السابقة في أثينا ~~ورومة وباريس وبرشلونا وغيرها من العواصم المرافقة ~~للحضارات القديمة، ولما كانت مصر أم الحضارة القديمة التي ~~قامت على شواطئ البحر المتوسط ولها اتصال وثيق بالحضارة ~~اللاتينية والأمم اللاتينية الغربية رأت «الأهرام» أن تكون ~~مصر مقر مؤتمر الصحافة اللاتينية العاشر ms571، فتكللت مساعيها ~~بالنجاح، وقد تم انعقاد المؤتمر المذكور في أوائل شهر ~~كانون الثاني 1922 مؤلفا من ستين صحافيا وصحافية يمثلون ~~صحافات فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وبلجيكا ~~ورومانيا واليونان وسويسرا والأرجنتين وبوليفيا والبرازيل ~~وشيلي وكولومبيا وغواتيمالا والمكسيك وفنزويلا وبراغواي ~~والصحافة الفرنسية الأميركية. ~~††††† # نشرنا ~~أخبار جريدة «المحروسة» في جميع أدوار حياتها في الجزء ~~الثالث من هذا الكتاب، وأتينا على ذكر انتقالها من ~~الإسكندرية إلى القاهرة في عهد عزيز زند حتى صارت في عهدة ~~المرحوم إلياس زيادة والد الكاتبة العصرية «مي» التي تغني ~~شهرتها عن ذكر اسمها. وتعتبر «المحروسة» من الصحف العربية ~~النادرة التي قيض لها أن تبلغ العقد الخامس من عمرها ~~دائبة في إخلاص الخدمة للوطن الذي نشأت فيه وعاشت تحت ~~سمائه. ~~‡‡‡‡‡ # تعد ~~جريدة «الاتحاد المصري» من أقدم الصحف المصرية، نشأت أولا ~~باللغة الفرنسية، على أن صاحبها رأى أن يحولها إلى جريدة ~~عربية يخدم بها الأمة والوطن والناطقين بالضاد، وفي دخولها ~~العام الثلاثين من عمرها أصدرت عددا ممتازا مزينا ~~برسوم عظماء الرجال ومشاهير الصحافيين. وكانت في جميع ~~أدوار حياتها سائرة على مبدأ احترام حقوق الجميع، واجتناب ~~المناقشات التي لا طائل تحتها إلا ما كان الغرض منها تقويم ~~مبدأ وخدمة الوطن بالنزاهة والصدق، وقد توفي روفائيل مشاقة ~~منشئ «الاتحاد المصري» في 6 تشرين الثاني 1910. ~~§§§§§ # الشيخ ~~حمزة فتح الله هو ركن من أركان الصحافة العربية وعلم من ~~أعلام البيان الذين يشار إليهم بالبنان. بعدما اشتغل ~~بالصحافة في مصر وتونس عينته الحكومة المصرية مفتشا أول ~~في وزارة المعارف فخدم هذه الوظيفة حتى أحيل على معاش ~~التقاعد في حزيران 1912 لضعف طرأ على بصره، وقد انتدبته ~~الحكومة الخديوية مرتين لينوب عنها في مؤتمر المستشرقين ~~السابع في فينا، وفي مؤتمر المستشرقين الثامن عام 1889 ~~بمدينة استكهلم، وأنشد في المؤتمر المذكور قصيدته المشهورة ~~التي أنشأها على الطريقة البدوية ومطلعها: # حمد السرى يا أخي العود ~~والناب # أنساك وعثاء إغباب ~~وإخباب # إلى أن ختمها بقوله: # وإننا وفد توفيق إلى ملك # سميدع من سراة قبل ~~صياب # نجل الملوك الألى شادوا العلى ~~وبنوا # بيتا من المجد ms572 مرسوما ~~بأنجاب # أحيا مزايا الأعاريب الكرام ~~بإس # تكهلم ما بين أخلاق وآداب # شمت الخورنق بل غمدان ذي يزن # فيها كما شمت فيها كل ~~عجاب # لو أن قحطان في الدنياء شاهدها # لقال هاتيك أخلاقي وآدابي ~~|||||| # كان ~~«لسان العرب» من الصحف الحرة المسموعة كلمته، وقد جاهر ~~بالحق في كل مباحثه وشد في بيان استبداد السلطان عبد ~~الحميد داعيا إياه إلى الإنصاف في الرعية، فطارد السلطان ~~هذه الصحيفة وحرج عليها الدخول إلى البلاد العثمانية كي ~~لا يقرأها أفراد الأمة فينتبهوا إلى أعماله ويكونوا مع ~~الأحرار يدا واحدة عليه. أما إنشاؤها فهو في غاية الحسن ~~والرشاقة والإيجاز وقد امتازت بفصاحة مقالاتها الافتتاحية ~~على الخصوص، وازدان مطلع عددها الأول بقصيدة عصماء نظمها ~~الشيخ أمين الحداد حفيد الشيخ ناصيف اليازجي وأحد أصحاب ~~هذه الجريدة في مدح الخديو عباس الثاني، وألمع فيها إلى ~~القصائد التي أنشدها جده لجد الخديو واختتمها بهذه ~~الأبيات: # ولما رأيت الشعر عندك أينعت # رباه وفاحت عن ثناك ~~ورودها # منحتكها من نبعة يازجية # يرد لك الجد القديم ~~جديدها # قصائد أنشأها لجدك جده # وأعقابه والآن فيك يعيدها # وإن كانت الأسياف تمضي حدودها # فمرهفها حدادها لا ~~حديدها # ولما قضت حال الصحافة إلى تعطيل هذه الجريدة أصدرها ~~أصحابها في القاهرة وحولوها من جريدة يومية إلى أسبوعية، ~~ثم أعيدت إلى الإسكندرية ولم تتوقف عن النشر إلا بوفاة ~~صاحبها الأول الشيخ نجيب الحداد سنة 1899 حتى أعادها عبده ~~بدران في شهر أيلول 1908 بدلا من جريدته «الصباح». ومما ~~يؤثر عن الشيخ نجيب الحداد أنه أول من استعمل لفظة ~~«الصحافة» بمعناها العصري، وتابعه فيها سائر كتاب زماننا، ~~وكان خاله الشيخ إبراهيم اليازجي أول من اصطلح على استعمال ~~لفظة «مجلة» كما نفهمها اليوم. أما أمين الحداد فقد توفي ~~في 5 آب 1912 في مسقط رأسه «عين قنة» بلبنان، فكان حظه ~~أوفى من حظ شقيقه نجيب الذي مات في الإسكندرية بعيدا عن ~~وطنه فنظم في نفسه لدى احتضاره هذا البيت: # مات النجيب فأرخوا قبرا له # قد مات مشتاقا إلى لبنان ~~¶¶¶¶¶ # صدرت ~~هذه الجريدة بلهجة مستغربة جديدة ms573 لم يألفها الناس ~~يومئذ، وكانت مواضيعها تتناول الأبحاث العثمانية بحرية ~~مطلقة ناشرة خيانات عمالها وفظائع حكامها ومحرضة الشعب على ~~مطالبة دولته بالإصلاح، وكان عنوانها مذيلا بأربعة أبيات ~~منظومة بقلم الأمير شكيب أرسلان اللبناني وموقعة باسمه ~~وهي: # ويممت دار الملك أحسب أنها # إلى الآن لم تبرح إلى المجد ~~سلما # فألفيتها قد أقفرت من كرامها # ولم يبق فيها المجد إلا ~~توهما # وألفيت فيها أمة عربية # يرى الترك منها أمة الزنج ~~أكرما # وما نقموا منا بني العرب خلة # سوى أن خير الخلق لم يك ~~أعجما # فلما وصلت أعداد ~~«المشير» الأولى إلى بيروت أمرت الحكومة العثمانية ~~بإحراقها، ثم أصدرت محكمة الجزاء حكما على منشئها ~~بالإعدام، وقد طلبت ولاية بيروت من حكومة مصر تسليمها إياه ~~لكن اللورد كرومر معتمد إنكلترا طيب خاطره وصرح له بأنه لن ~~يترك مصر أبدا، فاستأنف «المشير» حملاته الإصلاحية على ~~تركيا، وفي أواخر سنة 1895 نقلت إدارته إلى القاهرة وصار ~~يصدر فيها؛ فاستاء ولاة الأمر في تركيا وأرسلوا بعض الرعاع ~~للفتك بسليم سركيس غيلة، فنجا بحمد الله وعناية كولس باشا ~~من مكيدتهم. وإليك فقرة من مقالة كتبها الشيخ نجيب الحداد ~~صاحب جريدة «لسان العرب» تحت عنوان «نجاة الأدب» قال: «أبى ~~الله أن تتغلب دولة السيف على دولة القلم، وأبت الحرية أن ~~يحبس لها لسان أو يسكت لها فم، وحاشا للهجة الأدب والعلم ~~أن تسطو عليها يد الجهالة أو تسفك من حياتها نقطة دم، ~~فإنما أنت أيها المشير عرق نابض في جسم الحرية والصدق، ~~وإنما أنت يا حياة السليم صوت صارخ في بوادي الوطنية ~~والحق، وإنما نحن معشر الوطنيين في مصر أنوار آمال خارجة ~~من ظلمات العبودية والرق، وحاشا لهذا العرق النابض أن ~~تقطعه يد العدوان، وهيهات لذلك الصوت الصارخ أن تسكته ~~أغراض إنسان، وأبى الله لأنوار تلك الآمال أن تطفئها أكف ~~الخيبة والحرمان، فأقم أيها المشير تحت لواء الحرية في ~~مصر، واعلم أن مداد يراعك جار من منبع الاستقلال في هذا ~~العصر، وإن من يرى هذا القلم لا يسمح لحد السيف أن ms574 يبريه، ~~وإن هذا اليراع الناحل لا يعدم من أجساد الرجال سورا ~~يقيه، وإن سهم الباغين إذا نفذ في أحد أبناء الأدب قابلته ~~من أقلامهم سهام، وإن سيف مشير الدولة لا يبلغ مشير الحرية ~~حتى تنكسر من دونه عوامل الأقلام ...» وفي 30 أيلول 1897 ~~أصدرت المحكمة العليا في القاهرة حكما على سليم سركيس ~~بالحبس مدة أسبوع؛ لأنه عاب في السلطان عبد الحميد وغليوم ~~الثاني إمبراطور ألمانيا، وفي سنة 1899 نقل «المشير إلى ~~مدينة نيويورك حيث أخذ يوالي نشر مقالاته كالسابق من دون ~~تهيب ولا جزع، فحكمت عليه محكمة مصر غيابا بالحبس ثمانية ~~عشر شهرا وبتغريمه ألفي غرش، فلما رأت الدولة العثمانية ~~عجزها عن القبض عليه حاولت استرضاءه وعاملته بالحلم وصدر ~~أمر السلطان بالعفو عنه، وفي 13 كانون الثاني 1902 كان ~~ختام حياة «المشير» بعد أن خدم الإنسانية والوطن تسع سنين ~~كاملة. ولدى إعلان الدستور العثماني سنة 1908 أخذ أصدقاء ~~سليم سركيس وأنصاره يهنئونه باعتبار أنه أحد الذين أحسنوا ~~الخدمة وسعوا وراء الإصلاح واحتملوا العذاب والسجن والنفي ~~في سبيل الوطن.» ##### # هي ~~جريدة سياحة حول الكرة الأرضية، قام بها رجلان فرنسيان ~~يدعى أحدهما بابيو والآخر ليروا، فباشرا رحلتهما من باريس ~~في منتصف آذار 1895 وأخذا يتنقلان من مدينة إلى مدينة ومن ~~مملكة إلى مملكة حتى بلغا ضالتهما المنشودة في أقل من ~~سنتين، وقد عولا ألا يحملا في جيبهما شيئا من النقود، ~~وإنما قياما بما يلزمهما من النفقات كانا يلقيان الخطب أو ~~ينشدان الأغاني أو يكتبان الفصول في الجرائد، وكانا من وقت ~~إلى آخر ينشران جريدة عنوانها «في الطريق» في أهم المدن ~~التي مرا بها وباللغة الشائعة بين سكان كل مدينة، وكانت ~~الجريدة تتضمن شيئا من أخبار رحلتهما مع بعض رسوم ~~وإعلانات مهمة، وأول عدد صدر منها كان في مدينة نيس ~~بفرنسا، وثانيهما في ميلانو وثالثها في رومة ورابعها في ~~أثينا، ولدى وصول الرحالتين إلى الآستانة استأذنا السلطان ~~عبد الحميد في نشر العدد الخامس فامتنع أولا لشديد خوفه، ~~إلا أنه رخص لهما بذلك بعد مرور عشرين يوما على إقامتهما ~~في عاصمة ms575 ملكه بناء على إلحاح السفير الفرنسي، وقد ظهر ~~العدد السادس بتاريخ 25 أيلول 1895 في الإسكندرية باللغات ~~العربية والفرنسية والإيطالية واليونانية والإنكليزية، وهو ~~مؤلف من أربع صفحات كبرى مطبوعة طبعا حسنا ومزينة ~~برسمين جميلين يمثل أحدهما صاحبي الرحلة والآخر بناية ~~سان ستفانو المشهورة في رمل الإسكندرية، وبعد ذلك سافر ~~الرحالتان بطريق السويس إلى الهند والصين وأميركا حتى ~~انتهيا من سياحتهما، ولا نعلم كمية الأعداد التي برزت من ~~جريدتهما اللذيذة المفيدة، لكن العدد السادس الذي سبق وصفه ~~كان الوحيد الذي نشر باللسان العربي. ~~****** # لا ~~نرى بدا عند إثبات جريدة «البصير» من أن نؤدي تحية ~~الاحترام لمؤسسها المرحوم رشيد بك شميل ولنجله الأديب ~~السيد شارل الذي خلفه في إدارة هذه الصحيفة القديمة ~~الأيام، وكفاهما تعريفا انتسابهما إلى أسرة شميل ~~اللبنانية التي أنجبت رهطا كبيرا من رجال الطب والصحافة ~~والجاه والأدب نذكر منهم: الشاعر المجيد أمين شميل منشئ ~~مجلة «الحقوق» ومؤلف كتاب «المبتكر» وكتاب «الوافي في ~~المسألة الشرقية» وكتاب «بستان النزهات في فن المخلوقات» ~~وغيرها، ومنهم نجله الطبيب إدوار ونجله الآخر ماريوس مؤسس ~~«المجلة المصرية» وواضع بعض المؤلفات شعرا ونثرا في ~~اللسان الفرنسي، ومنهم الدكتور شبلي شميل صاحب مجلة ~~«الشفاء» بالقاهرة ومؤلف كتاب «النشوء والارتقاء» وغير ذلك ~~من الآثار التي تشهد بعلو كعبه في صناعتي الشعر والنثر، ~~ويعد الدكتور شبلي باكورة الأطباء الذين تخرجوا في ~~الجامعة الأميركية ببيروت، ومنهم الشاعر ملحم شميل الذي ~~تولى قائمقامية زحلة بلبنان ومارس الطب على الطريقة ~~الاختبارية القديمة، وألف أرجوزة في «علم الجبر ~~والمقابلة» ومقدمة طويلة على علم الحساب ، ومنهم سبع شميل ~~الذي أكب على فن الكتابة فصنف وحرر في جرائد مصر ~~وبيروت وأوروبا، ومنهم قيصر شميل منشئ مجلة «السمير» في ~~الإسكندرية، ومن مشاهيرهم الأرشمندريت ساروفيم شميل الذي ~~تولى رئاسة الكلية الشرقية في زحلة والرئاسة العامة على ~~الرهبنة الباسيلية البلدية، وكان منشأ أسرة شميل في «كفر ~~شيما» التي اشتهر منها: آل اليازجي الخالدو الذكر، وآل ~~تقلا مؤسسو جريدة «الأهرام»، وسليم كنسبالي مؤسس «المغرب» ~~سنة 1889 وهي باكورة الجرائد في مراكش، ومنها ms576 الصحافيون آل ~~كرم كلارجي وسواهم. ~~†††††† # كان ~~لهذه الجريدة نسختان؛ عربية وتركية، وقد ظهر أول عدد منهما ~~في 31 آب 1898 وهو تذكار جلوس السلطان عبد الحميد الثاني ~~على أريكة آل عثمان، واشتهر «الصادق» بنزعته التركية ~~ومناهضته للاحتلال البريطاني في وادي النيل. ~~‡‡‡‡‡‡ # يؤثر ~~عن السيد محمود إبراهيم منشئ «الإكسبريس» أنه سافر إلى ~~مدينة أثينا عام 1913 لحضور مؤتمر المستشرقين فيها، وكان ~~في الوقت ذاته يراسل من تلك عاصمة اليونان جريدتي «العلم» ~~و«اللواء» في القاهرة، ويواصلهما بحوادث المؤتمر المشار ~~إليه وأخبار المؤتمرين. ~~§§§§§§ # يعد ~~«وادي النيل» رابعا بين الصحف التي ظهرت في الإسكندرية ~~ولم تزل منتشرة حتى الآن بين أبناء الضاد وهي: الأهرام ~~(انتقلت فيما بعد إلى القاهرة) والبصير والإكسبريس ووادي ~~النيل. ~~||||||| # إذا ~~ذكرنا أدباء مصر الخالدين في الربع الأول من القرن العشرين ~~عد ولي الدين يكن من أفرادهم الذين خلفوا آثارا أدبية ~~ولغوية تشهد برسوخ قدمه في دولة القلم. ولد في الآستانة ~~سنة 1873 وكان محمد علي باشا مؤسس الأسرة المالكة في مصر ~~خال جده. عاش ولي الدين يكن تارة في وادي النيل وطورا في ~~دار الخلافة حيث عين عضوا في مجلس المعارف الأعلى، ولما ~~كان يحب العدل ويكره الاستبداد مصرحا بآرائه السديدة ~~علانية وبلا وجل نقم عليه السلطان عبد الحميد وأمر بإلقائه ~~في السجن سنة 1902 بتهمة الخيانة للعرش السلطاني، ثم نفاه ~~إلى سيواس فأقام فيها إلى حين إعلان الدستور عام 1908 في ~~الدولة العثمانية، ومن ذاك التاريخ سكن ولي الدين يكن مصر ~~مشتغلا بالصحافة والتأليف وتعزيز المعارف حتى توفاه الله ~~كهلا عام 1921 غير متجاوز السنة الثامنة والأربعين من ~~العمر. ~~¶¶¶¶¶¶ # هي ~~من أرقى جرائد نوعها في القطر المصري؛ لأن منشئها المفضال ~~لا يألو جهدا في سبيل إنمائها وتوفير موادها خدمة لتجارة ~~وادي النيل، وبعدما عاشت زمنا في الإسكندرية انتقلت ~~إدارتها إلى القاهرة حيث تصدر يومية بكل انتظام. ###### # نقلت ~~جريدة «الضحوك» إلى القاهرة عاصمة الديار المصرية. ~~******* # نقلت ~~هذه الجريدة إلى القاهرة. # جرائد السودان # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«الخرطوم» عاصمة السودان ~~(1) ~~⊙ # السودان ~~⋆ # فارس ms577 نمر ~~وشركاؤه ~~* # تشرين الأول 1904 ~~(2) ~~⊙ # الغازتة ~~السودانية # حكومة السودان # 1906 ~~(3) # الخرطوم # أسعد يسى المساح # آيار 1909 ~~(4) # رائد السودان # كانون الثاني 1913 ~~(5) # حضارة السودان # حسين شريف # 27 شباط 1919 ~~(6) # حضارة ~~السودان ~~† # 24 تموز 1920 ~~(7) # الجريدة ~~التجارية ~~⋆ # سليمان داود منديل # 28 شباط 1928 ~~* # جريدة ~~«السودان» هي باكورة الصحف التي صدرت في الأقطار السودانية ~~على الإطلاق، وتولى رئاسة تحريرها في أوائل عهدها خليل بك ~~ثابت وهو من أركان الصحافة العربية في وادي النيل، وقد ~~جعلتها حكومة السودان شبه رسمية إلى أن أنشئت «الغازتة ~~السودانية» وهي الجريدة الرسمية حالا، وكلتاهما تطبعان ~~باللغتين العربية والإنكليزية ليستطيع مطالعتها الوطنيون ~~والأجانب. ~~† # بعد ~~احتجاب الجريدة السابقة «حضارة السودان» صدرت الصحيفة ~~التابعة بالعنوان نفسه، وقد بدأت هذه حياتها في 24 تموز ~~1920 فاتخذ منشئها سلسلة أرقام جديدة مستقلة عن سلسلة ~~أرقام الجريدة السابقة، فاقتضى التنبيه دفعا ~~للالتباس. # جرائد طرابلس الغرب أو ليبيا # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«طرابلس» العاصمة ~~(1) # طرابلس ~~الغرب ~~* # رسمية # 1870 ~~(2) # الترقي # محمد البوصيري # 26 حزيران 1897 ~~(3) # العصر الجديد # محمد علي الباوردي # آذار 1909 ~~(4) # المرصاد # أحمد الفساطوي # 16 أيلول 1910 ~~(5) # أبو قشة # الهاشمي التونسي # 1910 ~~(6) # الرقيب # محمود نديم بن موسى # 1 آذار 1910 ~~(7) # الدردنيل ~~† # فرايم شوبة # 1 آيار 1911 ~~(8) ~~⊙ # إيطاليا ~~الجديدة ~~⋆ # رسمية # 1912 ~~(9) # اللواء ~~الطرابلسي ~~⋆ # حزب الإصلاح الوطني # 9 تشرين الأول 1919 ~~(10) # الوقت # محسن ظافر المدني # 1919 ~~(11) # العدل ~~⋆ # المحامي عبد الله بانون # 1920 ~~(12) # الرقيب ~~العتيد ~~⋆ # محمود نديم بن موسى # 19 آب 1922 # ثانيا: مدينة ~~برقة ~~(1) # بريد ~~برقة ~~⋆ # محمد طاهر المحيشي # 1923 ~~* # أنشئت ~~في عهد السلطان عبد العزيز العثماني وبأمره وكانت تنشر ~~باللغتين العربية والتركية، وعندما انسحبت الجنود التركية ~~من طرابلس الغرب عام 1912 واحتلت مكانها الجيوش الإيطالية ~~احتجبت هذه الجريدة وحلت محلها صحيفة أخرى رسمية ~~عنوانها «إيطاليا الجديدة»، وتنشر الآن هذه الجريدة ~~الرسمية باللغتين العربية والإيطالية ليقرأها الوطنيون ~~والمحتلون. ~~† # كانت ~~جريدة «الدردنيل» عبرانية الحرف عربية اللفظ يقرؤها ~~الإسرائيليون المنتشرون في طرابلس الغرب وتونس والجزائر ~~والمغرب الأقصى، وسنتكلم عن صحف شتى من هذا القبيل فيما ~~يلي من الفهارس ولا سيما في عاصمة المملكة التونسية وعاصمة ~~الجمهورية الفرنسية، فوجب التنويه بذلك. # جرائد المملكة التونسية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«تونس» العاصمة ~~(1) ~~⊙ # الرائد ~~التونسي ms578 ~~⋆ # رسمية ~~* # 20 تموز 1860 ~~(2) # نتائج الأخبار # حسين المقدم # نيسان 1888 ~~(3) # الحاضرة ~~† # علي بو شوشة # 2 آب 1888 ~~(4) ~~⊙ # الزهرة ~~⋆ # عبد الرحمن الصنادلي # 1889 ~~(5) # البصيرة ~~‡ # نجيب باشا ملحمة وفرج الله تمور # 14 نيسان 1893 ~~(6) # المنتظر # محمد بلك باش # 14 حزيران 1893 ~~(7) # سبيل الرشاد # عبد العزيز ~~الثعالبي ~~§ # 16 كانون الأول 1895 ~~(8) # لسان الحق # محمد بو رقيبة # 14 حزيران 1896 ~~(9) # البستان # 1900 ~~(10) # المخير ~~|| # 1900 ~~(11) # القلم # محمد البحري # 3 تموز 1903 ~~(12) # الرشدية # حسين بن عثمان # 1904 ~~(13) # الصباح ~~¶ # يعقوب كوهين # 1904 ~~(14) # الصواب # محمد الجعائبي # 1 نيسان 1904 ~~(15) # إظهار الحق # أحمد القبائلي # 10 آيار 1904 ~~(16) # تونس # صالح بن محمود # 28 حزيران 1905 ~~(17) ~~⊙ # الزهرة ~~⋆ # عبد الرحمن ~~الصنادلي # # 7 أيلول 1905 ~~(18) # الترقي # صالح بن محمود # 21 أيلول 1905 ~~(19) # لسان الأمة # صالح بن محمود # 15 كانون الثاني 1906 ~~(20) # حبيب الأمة # عبد الرزاق الغطاس # 17 آيار 1906 ~~(21) # المزعج # محمد بن عمران # 1 آب 1906 ~~(22) # ترويح النفوس # عزوز بن أحمد الخياري # 1 تشرين الثاني 1906 ~~(23) # المرشد # سليمان الجادوي # 23 تشرين الثاني 1906 ~~(24) # المعارف # محمد صادق المحمودي # 10 كانون الثاني 1907 ~~(25) # النصيحة # الصادق بن إبراهيم # 8 آذار 1907 ~~(26) # الحقيقة # عثمان بن عمر # 10آذار 1907 ~~(27) # العدلية # الهادي عباس # 3 نيسان 1907 ~~(28) # المنير # محمد الشاذلي المورالي # 12 آيار 1907 ~~(29) # القسطاس # البشير القروي # 11 تموز 1907 ~~(30) # التقدم # البشير الفورتي # 31 تموز 1907 ~~(31) # المنبر الفرنسوي التونسي # بطرس لامولينري # 1 أيلول 1907 ~~(32) # المنصف # محمد الشريف التجاني # 19 تشرين الأول 1907 ~~(33) # العبر # محمد بن عمران # 19 نيسان 1908 ~~(34) # خطيب العالم # محمد الشريف التجاني # 4 حزيران 1908 ~~(35) # الإسلام # محمد الهاشمي # 10 حزيران 1908 ~~(36) # التسامح # محمد الشريف التجاني # 29 تموز 1908 ~~(37) # أبو قشة # الهاشمي # 29 تموز 1908 ~~(38) # الإقبال # حسين بن عثمان # 13 أيلول 1908 ~~(39) # الفتح # محمد بن حميدة # 7 حزيران 1909 ~~(40) ~~⊙ # مرشد ~~الأمة # سليمان الجادوي # 2 تموز 1909 ~~(41) # الاستواء ~~** # ن وزان # 1909 ~~(42) # جحا # السيد بنعيسى # 8 تموز 1909 ~~(43) # النهضة # البشير عز الدين # 7 آب 1909 ~~(44) # أبو نواس # سليمان الجادوي # 27 آب 1909 ~~(45) # التونسي # علي باش حانبة # 8 تشرين الثاني 1909 ~~(46) # الزمان ~~†† # م. موسى سيتبون # 31 آذار 1910 ~~(47) # ولد البلاد # البشير الفورتي # 25 نيسان 1910 ~~(48) # كاراكوز # الحاج الصادق بن الخوجة # 18 حزيران 1910 ~~(49) # خلط ~~ملط ~~‡‡ # كوهين # 1 تموز 1910 ~~(50) # النمس # محمد التونسي # 10 آب 1910 ~~(51) # جحجوح ~~§§ # 1910 ~~(52) # النصر # محسن زكريا # 8 أيلول 1910 ~~(53) # حياة ~~الضحك ~~||| # بربي إسحاق وناثان بسموت # 6 تشرين الثاني 1910 ~~(54) # الزعبال ~~||| # فكتور صبان # 1910 ~~(55) # الفلاح # محسن زكريا # 11 كانون الأول 1910 ~~(56) # اللواء # يونس بن جاء الله # 21 كانون الأول 1910 ~~(57) ~~⊙ # المشير ~~¶¶ # الطيب بن عيسى # 1 كانون الثاني 1911 ~~(58) # الضحك # بنعيسى ابن الشيخ أحمد # 26 كانون الثاني 1911 ~~(59) # المضحك # عبد الله زروق # 20 آب 1911 ~~(60) # الاتحاد الإسلامي # علي باش حانبة # 19 تشرين الأول 1911 ~~(61) # المنار # كريستيان دومانقاز # 15 شباط 1912 ~~(62) # غصن البان ms579 # علي النجار # 21 آذار 1920 ~~(63) # الوزير ~~⋆ # الطيب بن عيسى # 5 نيسان 1920 ~~(64) # فزدور # عثمان المحجوب # 10 آيار 1920 ~~(65) # الإصلاح # الشاذلي بو دربالة # 1 حزيران 1920 ~~(66) # الاتحاد # الشاذلي بن الحطاب # 15 آب 1920 ~~(67) # النصير # إبراهيم الأكودي # 23 كانون الأول 1920 ~~(68) # الأخبار التونسية # علي عباس # 1920 ~~(69) # لسان الشعب # البشير الحنفي # 28 كانون الأول 1920 ~~(70) # الهلال التونسي # محمد بطيخ # 27 كانون الثاني 1921 ~~(71) # النديم ~~⋆ # حسين الجزيري # 12 شباط 1921 ~~(72) # الأمة # الحاج علي بن مصطفى # 26 شباط 1921 ~~(73) # العمران # محمد الصادق الرزقي # 29 نيسان 1921 ~~(74) # حبيب الأمة # المختار العياري # 22 تشرين الأول 1921 ~~(75) # المبشر # أحمد الجزيري # 20 آيار 1922 ~~(76) # الممثل # سلومة بن عبد الرزاق # 25 تموز 1922 ~~(77) # البرهان # الطاهر ابن الحاج مبروك # أيلول 1922 ~~(78) # إفريقيا # محمد الصادق الرزقي # 1922 ~~(79) # الحقيقة # الرشيد الجزيري # كانون الأول 1922 ~~(80) # المنجنيق # محمد بن الحنفية # 6 كانون الثاني 1923 ~~(81) # النهضة # الطاهر ابن الحاج مبروك # 1 تشرين الأول 1923 ~~(82) # الزمان ~~⋆ # محمد بنيس # 1929 # ثانيا: مدينة ~~صفاقس ~~(1) # العصر الجديد # أحمد حسين المهيري # 29 آيار 1920 # ثالثا: مدينة ~~القيروان ~~(1) # القيروان # عمر العجرة # 17 آب 1920 # رابعا: مدينة ~~سوسة ~~(1) # صدى الساحل # الحاج إسماعيل بن حميدة # 17 آذار 1921 ~~* # يعد ~~«الرائد التونسي» ثالث الصحف بقدامة العهد بين الصحف ~~العربية الحية وهي: أولا «الوقائع المصرية» أنشئت عام ~~1828 في القاهرة، ثانيا «المبشر» تأسس عام 1847 في ~~الجزائر شمالي أفريقيا، ثالثا «الرائد التونسي» ظهر سنة ~~1860 في عاصمة المملكة التونسية، وقد كتبنا عنها قاطبة ~~بإسهاب في الجزء الأول من «تاريخ الصحافة العربية»، ومن ~~غرائب الاتفاق أن هذه الصحف الثلاث ظهرت كلها في أفريقيا. ~~† # بلغت ~~هذه الجريدة يوبيلها الفضي في حياة منشئها، وقس عليها ~~جريدة «الزهرة» الواردة بعدها للسيد عبد الرحمن ~~الصنادلي. ~~‡ # ينتمي ~~نجيب باشا ملحمة أحد صاحبي هذه الجريدة إلى أسرة قديمة ~~في بيروت، وقد مثل دورا سياسيا مهما عندما كان وزيرا ~~عثمانيا في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، ثم أفل نجم ~~سعده بسقوط عرش السلطان المشار إليه ومات غريبا في باريس ~~سنة 1926. ~~§ # هو ~~الزعيم التونسي المشهور في الأوساط السياسية والإسلامية ~~بمساعيه في سبيل استقلال وطنه ومناهضة النفوذ الأجنبي في ~~بلاده. ~~|| # هاتان ~~الجريدتان كانتا تطبعان بحروف عبرانية كما أورد المستعرب ~~أكليمنت هوار في كتابه # La Littérature ~~Arabe # غير أنه أغفل اسم ~~منشئيهما. ~~¶ # كانت ~~تطبع بحروف عبرانية وتقرأ بلفظ عربي كجريدتي «البستان» ~~و«المخير». # # بعدما ~~كانت جريدة ms580 «الزهرة» الأسبوعية التي أوردنا ذكرها تحت ~~العدد 4 من فهرس جرائد تونس قد أحرزت إقبالا من فضلاء ~~التونسيين رأى منشئها أن يجعل لها فرعا يوميا، والغرض ~~من ذلك إذاعة الأخبار البرقية والحوادث المهمة والإسراع ~~بما يجب نشره ويضر تأجيله. ~~** # كانت ~~هذه الجريدة تطبع بحروف عبرانية وتقرأ بلفظ عربي كما هو ~~شأن الكتابة الكرشونية الجارية بالاستعمال في كنائس ~~الطوائف السريانية وهي: النسطورية والكلدانية واليعقوبية ~~والسريانية الكاثوليكية والمارونية، والكتابة الكرشونية هي ~~قراءة الحروف السريانية بلفظ عربي، أما السريان الملكيون ~~والسريان الملياريون فإنهم لم يستعملوا أبدا الكفاية ~~الكرشونية في كتبهم. ~~†† # كانت ~~جريدة «الزمان» تطبع أيضا بحروف عبرانية وتقرأ بلفظ ~~عربي. ~~‡‡ # هي ~~كالصحف السابقة عبرانية الحروف وعربية العبارة. ~~§§ # ما ~~كاد يطبع العدد الأول من هذه الجريدة حتى تعطلت إداريا ~~قبل نشره وتوزيعه. ~~||| # كانتا ~~تنشران أيضا بحروف عبرانية يقرؤها مطالعوها الإسرائيليون ~~بلفظ عربي. ~~¶¶ # وافق ~~صدور هذه الجريدة الراقية مطلع السنتين: الميلادية 1911 ~~والهجرية 1329 في يوم واحد، ويعد منشئها الأديب الطيب بن ~~عيسى من أفاضل الصحافيين بتونس الخضراء في هذا العصر، وله ~~في سبيل وطنه وملته آثار مشهورة وخدم مشكورة سنأتي على ~~ذكرها مفصلا مع نشر رسمه في جزء لاحق من هذا الكتاب إن ~~شاء الله تعالى. # جرائد الجزائر (المغرب الأوسط) # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: عاصمة ~~الجزائر ~~(1) ~~⊙ # المبشر ~~⋆ # رسمية ~~* # 15 أيلول 1847 ~~(2) # النصيح # إدوار غسلين # 1899 ~~(3) # الأخبار # فكتور باروكان # 30 تشرين الثاني 1902 ~~(4) # المنتخب # 1903 ~~(5) # المغرب # بطرس فونطانا # 10 نيسان 1903 ~~(6) # كوكب أفريقيا # محمود كحول # 17 آيار 1907 ~~(7) # الجزائر # عمر راسم # 27 تشرين الأول 1908 ~~(8) # الإسلام # صادق دندان # 1909 ~~(9) # الإسلام # محمد عز الدين القلال وصادق دندان # 2 آب 1912 ~~(10) # الفاروق # عمر بن ~~قدور ~~† # 28 شباط 1913 ~~(11) # البريد الجزائري # محمد عز الدين القلال # 28 آب 1913 ~~(12) # ذو الفقار # أبو المنصور الصنهاجي # 5 تشرين الأول 1913 ~~(13) # الصديق # عمر بن قدور ومحمد بن بكير # 12 آب 1920 ~~(14) # الإقدام # الأمير خالد عبد ~~القادر ~~‡ # 1920 ~~(15) # لسان الدين # مصطفى حفيد # 2 كانون الثاني 1923 ~~(16) # وادي ~~ميزاب ~~⋆ # أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى # 1 تشرين الأول 1926 ~~(17) # البلاغ ~~الجزائري ~~⋆ # حدوني محمد محيي الدين # 24 كانون الأول 1926 # ثانيا: مدينة ~~قسنطينة ~~(1) # المسلم # دليس # 14 تشرين الأول 1909 ~~(2) # النجاح # عبد الحفيظ بن الهاشمي # 13 آب 1920 ~~(3) # البرق ~~⋆ # رحموني ms581 محمد عبد المجيد # 7 آذار 1927 # ثالثا: مدينة ~~بسكرة ~~(1) # صدى الصحراء # أحمد بن العابد العقبي # 23 تشرين الثاني 1925 ~~(2) # الحق # علي موسى العقبي # 23 نيسان 1926 ~~(3) # الإصلاح ~~⋆ # الطيب العقبي # 8 أيلول 1927 # رابعا: مدينة ~~وهران ~~(1) # الحق الوهراني # 1902 # خامسا: مدينة ~~سكيكدة ~~(1) # الهلال # أندراوس لنغوا # 30 نيسان 1911 ~~* # هي ~~ثالثة الجرائد العربية التي ظهرت إلى عالم الوجود منذ ~~تأسيس الصحافة حتى الآن، وقد أمر بإنشائها لويس فيليب ~~الأول ملك الفرنسيس لتكون لسان حكومته في القطر الجزائري، ~~ولم يزل «المبشر» الجريدة الرسمية لحكومة الجزائر ويطبع في ~~اللغتين العربية والفرنسية. ~~† # يعد ~~هذا الأديب من أكتب الصحافيين في المغرب الأوسط وأرقاهم، ~~وقد تلطف بنظم تقريظ شعري لكتابنا هذا نقابله عليه ~~بالثناء الوافر وننشره بالافتخار وهو: # يا صاحب القلم السيال عش ~~أبدا # ممتعا بالعلى في دولة ~~الأدب # كفاك فخرا بما أبرزت من خدم # فيه بنشر علوم العجم ~~والعرب # كم زاحمته سيوف الفاتحين فكا # ن النصر يأتيه مكفولا من ~~العطب # أكرم بقوم لقد عزت صحافتنا # بهم ودون علاهم سبعة ~~الشهب # لما استنار بهم أفق النهى ~~رسمت # أسماؤهم في جبين الدهر ~~بالذهب # إن كادهم غبن ذي الأيام من حسد # فقد حماهم عريق المجد ~~والنسب # سليل أسرة طرازي التي لمعت # بالفضل وانتسبت أصلا لخير ~~أب # فيليب قلدهم فخرا بمأثرة # كل يقابلها بالمدح ~~والعجب # قد ضمهم في كتاب لا مثيل له # من نوعه فغدا كالمنهل ~~العذب # أجاد وضعا لتاريخ الصحافة إذ # نلنا به منتهى المرغوب ~~والأرب # فالحسن ما كان في القرطاس ~~مرتسما # وليس بالمال والألقاب ~~والرتب # وما الجمال جمال البدر في فلك # بل الجمال جمال العلم في ~~الكتب # هذا الكتاب حوى ما الدهر ~~شتته # بفضل صاحبه المقدام ذي ~~الحسب # شكرا له من جميع المنشئين على # براعة ذكرها يبقى مدى ~~الحقب ~~‡ # هو ~~الأمير خالد ابن الأمير الهاشمي ابن الأمير عبد القادر ~~الحسني الجزائري الكبير بطل الجزائر، تلقى علومه في ~~مدرسة البوليتكنيك بباريس، ويعد من نوابغ الأسرة ~~القادرية الشريفة، وقد تكرم عمه الأمير محيي الدين باشا ~~الجزائري بتقريظ كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» بهذه ~~الأبيات: # لما تصفحت تاريخ الصحافة قد # ألفيته سفر إبداع ms582 وإعجاز # عليه يثنى من الكتاب قاطبة # كل الثناء ولا يثنى ~~بإيجاز # لا غرو إن ذاع في الآفاق ~~منتشرا # فإن منشئه فيليب طرازي # جرائد مراكش (المغرب الأقصى) # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~طنجة ~~(1) # المغرب # عيسى فرح وسليم كسباني # آب 1889 ~~(2) ~~⊙ # السعادة ~~⋆ # جريدة رسمية (حكومة فرنسا) # 1905 ~~(3) # لسان المغرب # فرج الله وارثور ~~نمور ~~* # 8 شباط 1907 ~~(4) # استقلال المغرب # الدكتور هيمنس # 1907 ~~(5) # الفجر # الشيخ نعمة الله الدحداح # 27 حزيران 1908 ~~(6) # الحق # جريدة رسمية (حكومة إسبانيا) # 8 كانون الثاني 1911 ~~(7) # الترقي # 12 نيسان 1913 # ثانيا: مدينة ~~فاس ~~(1) # الطاعون ~~† # الشريف الإدريسي محمد القطاني # 1908 # ثالثا: مدينة ~~الدار البيضاء ~~(1) # الأخبار المغربية # بدراوي # آذار 1912 # رابعا: مدينة ~~تطوان ~~(1) # الإصلاح # رسمية إسبانية # 1918 ~~(2) # الجنوب المغربي # الهادي السبعي # 1924 ~~(3) # الاتحاد ~~⋆ # رسمية إسبانية # آذار 1927 # خامسا: مدينة ~~مليلا ~~(1) # تلغراف الريف # رسمية إسبانية # 1909 ~~* # هو ~~فرج الله بن سليم تمور من أدباء صيدا ولد فيها سنة 1865 ~~ورحل إلى طرابلس الغرب ومنها إلى تونس، فأنشأ فيها سنة ~~1893 جريدة «البصيرة» بالاشتراك مع نجيب باشا ملحمة، ومن ~~تونس سافر إلى مراكش فأسس جريدة «لسان العرب» سنة 1907 في ~~طنجة، واستحضر لمطبعته كل اللوازم من المطبعة الكاثوليكية ~~للآباء اليسوعيين في بيروت وفتح أيضا هناك مكتبة نفيسة، ~~وأخيرا سافر إلى البرازيل واشترى المدرسة الشرقية الكبرى ~~في سان باولو ليخدم فيها أبناء وطنه، وحلت منيته في ~~المدينة المذكورة بالغا السنة الرابعة والخمسين من عمره، ~~وكان رجل علم وعمل لين المعشر يجيد الكتابة نثرا ~~وشعرا. ~~† # هي ~~أول جريدة أنشأها رجل وطني في المغرب الأقصى، وكانت ~~تنشر مكتوبة بخط اليد، وذلك أن صاحبها كان يجمع لديه ~~عددا من علماء مدينة فاس يساوي عدد النسخ التي يريد ~~إذاعتها بين القراء، فكان يوزع عليهم القراطيس الصغيرة ~~ويستكتبهم المقالات وهم قاعدون القرفصاء بشكل حلقة، وعلى ~~هذا النمط صدرت جريدة «الطاعون» التي ورد وصفها مفصلا في ~~«مجلة العالم الإسلامي» الفرنسية بباريس (راجع عددها ~~الصارد في شهر آذار 1908)، وما أثبتناه هنا عن صحيفة ~~«الطاعون» بصدق أيضا على جريدة «الفجر» التي سبق ذكرها ~~بين جرائد مدينة طنجة وهي للشيخ نعمة الله ~~الدحداح ~~اللبناني. # جرائد سلطنة زنجبار # عدد # عنوان الجريدة ms583 # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: زنجبار ~~العاصمة ~~(1) ~~⊙ # صحيفة ~~زنجبار ~~⋆ # رسمية ~~* # 1892 ~~(2) # النجاح # أبو مسلم الرواحي # 12 تشرين الأول 1911 ~~(3) # الفلق ~~⋆ # هاشل بن راشد المسكري # 1 نيسان 1929 ~~* # تصدر ~~هذه الجريدة باللغة الإنكليزية ويتخللها أحيانا بعض ~~الإعلانات باللغة العربية، وهي الصحيفة الرسمية لسلطنة ~~زنجبار ولا سيما الدولة البريطانية ذات النفوذ العظيم في ~~السلطنة المشار إليها، وبالرغم من كون هذه البلاد عربية ~~وسلطانها عربي فإنه لم يصدر فيها حتى الآن سوى الجرائد ~~الثلاث المذكورة أعلاه، وأول من اعتنى بنشر المعارف فيها ~~كان السلطان برغش بن سعيد بن سلطان جد الأسرة المالكة، ~~فإنه ابتاع سنة 1884 مطبعة مجهزة بكل اللوازم من مطبعة ~~الآباء اليسوعيين في بيروت واستقدم لها عمالا لبنانيين من ~~عمالهم لأجل إدارتها وتشغيلها. وبعد وفاة سعيد بن سلطان ~~انقسمت مملكته إلى دولتين مستقلتين إحداهما عن الأخرى، ~~وبالتالي انقسمت سلالته إلى فرعين متميزين مستقلين كما ~~يأتي: ينتمي الفرع الأول إلى بكر المجال سعيد بن سلطان، ~~وأعطى له ولسلالته من بعده حق الولاية على عرش زنجبار في ~~شرق أفريقيا، وجلس رأس الفرع الثاني تركي بن سعيد بن سلطان ~~في عرش مسقط وعمان في الخليج الفارسي، ولم يزل أعقاب هذين ~~الفرعين يتسلسلون بلا انقطاع في العرشين المذكورين حتى ~~الآن، وكانت لمؤلف هذا الكتاب «تاريخ الصحافة العربية» ~~علائق طيبة ومراسلات متواصلة مع آل هذين البيتين ~~الشريفين وغيرهم من سلاطين العرب # وأمرائهم، وله تاريخ شعري نظمه لدى وفاة سلطان مسقط وعمان ~~السيد فيصل بن تركي بن سعيد سنة 1331 هجرية قال: # سلطان مسقط قد هوى من ~~عرشه # لينال عرشا في الديار ~~المسفرة # هو فيصل للملك بل هو ~~فيصل # يرتاع منه ذوو القلوب ~~الموغرة # قامت له في العالمين ~~مناحة # ذكراه فيها بالصلاح ~~مسطرة # أثوى لمجد جللته ~~كرامة # عليا وقدسه الإله ~~ونوره # تتلى عليه فواتح ~~بصباحه # ونوافل بمسائه ~~متكررة # من بعده تيمور قام ~~مؤيدا # فبدت صفات أبيه فيه ~~مصورة # ولتبشر الدنيا ففيصل ~~ناله # عفو المهيمن أرخوه ~~ومغفرة # 1331 # الباب الثاني # | فهارس جميع المجلات العربية في أفريقيا # يتضمن فهارس جميع المجلات العربية في أفريقيا على الإطلاق. # وهي ms584 مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مراكز هذه المجلات في الأصقاع المذكورة. ~~*** # مجلات المملكة المصرية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~القاهرة ~~(1) # الجريدة التجارية الزراعية # رسمية # 1 تشرين الثاني 1848 ~~(2) # الجريدة العسكرية المصرية # رسمية # 22 أيلول 1865 ~~(3) # يعسوب الطب # محمد علي باشا الحكيم # 1865 ~~(4) # روضة المدارس المصرية # علي باشا مبارك # 17 نيسان 1870 ~~(5) # النحلة الحرة # القس لويس صابونجي السرياني # 1871 ~~(6) # جريدة أركان حرب الجيش المصري # رسمية # 11 تموز 1873 ~~(7) # نشرة الشركة الزراعية # الشركة الزراعية المصرية # 31 كانون الأول 1880 ~~(8) # المنتخب ~~* # الدكتور عيسى باشا حمدي # 2 آيار 1881 ~~(9) # مرآة ~~الشرق ~~† # خليل اليازجي وأمين ناصيف # 6 نيسان 1882 ~~(10) # الحضارة # ميخائيل جرجس عورا # 22 آيار 1882 ~~(11) # الشفاء # الدكتور شبلي شميل # 15 شباط 1886 ~~(12) # اللطائف # شاهين مكاريوس # 15 آيار 1886 ~~(13) # الأزهر # حسن باشا رفقي وإبراهيم مصطفى # 1 آب 1887 ~~(14) # الصحة # حسن باشا رفقي وإبراهيم مصطفى # 1 آب 1887 ~~(15) # الأحكام # نقولا بك توما # 1 تشرين الثاني 1887 ~~(16) # المخبر المصري # ديمتري ~~مسكوناس ~~‡ # 24 تشرين الثاني 1887 ~~(17) # مكارم الأخلاق # أحمد الشريف # 1 كانون الثاني 1888 ~~(18) # الرياض المصرية # عبد الرحمن الحوت ومحمد المخزومي # 7 أيلول 1888 ~~(19) # فواكه الأرواح # يوسف حبيب ونقولا زكا # 2 تشرين الثاني 1889 ~~(20) # الآداب ~~§ # الشيخ علي يوسف # 28 آب 1889 ~~(21) # كنز الزراعة # حبيب فارس # 15 نيسان 1891 ~~(22) # الزراعة # أيوب عون # 23 نيسان 1891 ~~(23) # الإعلان # جمال ومصوبع # 15 تشرين الثاني 1891 ~~(24) # الفوائد الصحية # الدكتور شلهوب بك # 1 كانون الأول 1891 ~~(25) # الإصلاح # جمعية غرة الصباح الكلية # 1 كانون الثاني 1892 ~~(26) # النشرة الدينية الأسبوعية # القمص يوسف حبشي # 21 شباط 1892 ~~(27) # البستان # عبد الواحد حمدي # 9 نيسان 1892 ~~(28) # الفرائد # جرجس وفوزي # 15 تموز 1892 ~~(29) # الأستاذ # عبد الله نديم الإدريسي # 24 آب 1892 ~~(30) ~~⊙ # الهلال ~~⋆ # جرجي ~~زيدان ~~|| # 1 أيلول 1892 ~~(31) # الفتى # إسكندر شلهوب # 1 أيلول 1892 ~~(32) # الرشاد # أحمد سلامة # 8 تشرين الأول 1892 ~~(33) # النصوح # محمد توفيق # 20 تشرين الأول 1892 ~~(34) # فرصة الأوقات # تشرين الأول 1892 ~~(35) # النشرة الإنجيلية المصرية # القس وطسن # 1892 ~~(36) # المنظوم # أحمد نجيب قناوي # 15 تشرين الثاني 1892 ~~(37) # المهندس # أحمد كامل الشهدي # 1 شباط 1893 ~~(38) # الهدى # أحمد لطفي # 16 شباط 1893 ~~(39) # المدرسة # مصطفى كامل # 18 شباط 1893 ~~(40) # التلميذ # جمعية التعاون الإسلامي # 4 آذار 1893 ~~(41) # الشرائع # أحمد لطفي السيد وإسماعيل الحكيم # 4 آذار 1893 ~~(42) # النديم # أحمد عبد اللطيف # 5 آذار 1893 ~~(43) # التقدم المصري # أحمد القوصي # 19 آذار 1893 ~~(44) # المنتقد # أحمد الأزهري ومصطفى الدمياطي # 2 آيار 1893 ~~(45) # العلم المصري # زكي عوض وبطرس ميخائيل # 15 حزيران 1893 ~~(46) # سلسلة الفكاهات # نخلة ~~قلفاط ~~¶ # 1 تموز 1893 ~~(47) # أبو الهول # نجيب الحاج # 15 تموز 1893 ~~(48) # الالتفات # أحمد رشدي # 12 آب 1893 ~~(49) # الميزان # محمد شكري # 25 أيلول 1893 ~~(50) # رعمسيس # جرجس ms585 بياضي # 1 تشرين الثاني 1893 ~~(51) # الإسلام # أحمد علي الشاذلي # 8 آذار 1894 ~~(52) # مجلة مصر # شارل ~~غلياردو # # 1 حزيران 1894 ~~(53) # المجلة الزراعية # حسن حسني باشا الطويراني وخليل كنعان # 1 أيلول 1894 ~~(54) # الأرغول # محمد النجار # 1 أيلول 1894 ~~(55) # اليانصيب # دافيد بارحي # 3 أيلول 1894 ~~(56) # الشمس # حسن حسني باشا الطويراني # 13 تشرين الأول 1894 ~~(57) # منتخبات الروايات # إسكندر كركور # 1 تشرين الثاني 1894 ~~(58) # الحق # يوسف منقريوس # كانون الثاني 1895 ~~(59) # المنادمة # حسن صبحي ويحيى محمد ومحمد إبراهيم # 16 آذار 1895 ~~(60) # الكنانة ~~** # شاكر شقير ونجيب متري # 1 نيسان 1895 ~~(61) # الشرف # جمعية الاتحاد الأخوي # 15 نيسان 1895 ~~(62) # الظرائف # حسن علي # 5 أيلول 1895 ~~(63) # المعارف # محمد حسن الجندي # 1 تشرين الأول 1895 ~~(64) # قرائن الأحوال # إبراهيم نجيب حمدي # 1 تشرين الأول 1895 ~~(65) # طبيب العائلة # الدكتور الفريد عيد # 15 تشرين الثاني 1895 ~~(66) # النشرة الشهرية # شركة القديس منصور دي بول # 1 كانون الثاني 1896 ~~(67) # الحدود # إسكندر أبادير وأمين إبراهيم # 13 كانون الثاني 1896 ~~(68) # النهج القويم # محمد خيامي # 9 نيسان 1896 ~~(69) # باب ~~الفتوح ~~†† # أحمد سمير وشركاؤه # 1 آيار 1896 ~~(70) # الثريا # إدوارد جدي # 15 حزيران 1896 ~~(71) # الفردوس # لويزا ~~حبالين ~~‡‡ # 15 حزيران 1896 ~~(72) # التوفيق # جمعية التوفيق القبطية # 8 أيلول 1896 ~~(73) # الهداية # محمد مهدي الشرقاوي # 9 أيلول 1896 ~~(74) # مرآة الحسناء # مريم مزهر (اسم مستعار) # 1 تشرين الثاني 1896 ~~(75) # الرائد الطبي # جمعية المعاضدة الطبية # 1 تشرين الثاني 1896 ~~(76) # مرآة العصر # يوسف سامي وأحمد زكي # 1 كانون الثاني 1897 ~~(77) # البيان # الشيخ إبراهيم اليازجي وبشارة زلزل # 1 آذار 1897 ~~(78) # المعارف # منلا عثمان الموصلي # 19 آيار 1897 ~~(79) # الأجيال # ميخائيل ~~صقال ~~§§ # 19 حزيران 1897 ~~(80) # الميمون # ن. أ. وا. ج. # 1897 ~~(81) # السمير الصغير # جمعية التأليف العلمية # 21 تشرين الأول 1897 ~~(82) # الرسام # حسين صبري # تشرين الثاني 1897 ~~(83) # الاتحاد الإسلامي # أوجين كلافل وشركاؤه # 15 تشرين الثاني 1897 ~~(84) # الفلاحة المصرية # محمود أنيس # 1 كانون الثاني 1898 ~~(85) # الفكاهة # ديمتري نقولا # 31 كانون الثاني 1898 ~~(86) ~~⊙ # المنار ~~⋆ # محمد رشيد ~~رضا ~~||| # 15 آذار 1898 ~~(87) # اللجام # 30 آذار 1898 ~~(88) # الخيلة الكدابة # 26 نيسان 1898 ~~(89) # الفيل الأبيض # عبد الرحمن المرصفي # 20 آيار 1898 ~~(90) # بغلة العشر # 30 آيار 1898 ~~(91) # القمر # جرجي طنوس # 1 حزيران 1898 ~~(92) # المسيح الدجال # 6 تموز 1898 ~~(93) # المهدي # 8 تموز 1898 ~~(94) # الغزالة # ن. ب. # 1898 ~~(95) # الصديق # محيي الدين سعيد # 1 أيلول 1898 ~~(96) # مظلة داود # جمعية التعليم المسيحي الأورثوذكسية # 10 أيلول 1898 ~~(97) # الضياء # الشيخ إبراهيم ~~اليازجي ~~¶¶ # 15 أيلول 1898 ~~(98) # مجلة الجمعية الطبية المصرية # سعد سامح وفريد عبد الله # 1 تشرين الأول 1898 ~~(99) # الشهباء ## # عبد المسيح أنطاكي وأومير حكيم # 1 تشرين الثاني 1898 ~~(100) # الزمن # محمود حمدي ومحمد هلالي الإبياري # 7 تشرين الثاني 1898 ~~(101) # الموسوعات # أحمد حافظ عوض # 15 تشرين الثاني 1898 ~~(102) # إدريس # خليل بتراكي عورا # 1 كانون الثاني 1899 ~~(103) # مجلة الجمعية الزراعية ms586 الخديوية # المستر فورن والمستر ماكنزي # 1 كانون الثاني 1899 ~~(104) # حمارة منيتي # محمد توفيق # 24 شباط 1899 ~~(105) # غزل البنات # 27 شباط 1899 ~~(106) # النور # تادرس شنودة # 1899 ~~(107) # العائلة # إستير ~~مويال ~~*** # 1 آيار 1899 ~~(108) # المدارس # 4 آيار 1899 ~~(109) # سلسلة الروايات # محمود خضر وبشير شوكتلي # 15 آب 1899 ~~(110) # الكوثر # جورج طنوس # 16 تشرين الأول 1899 ~~(111) # الوكيل # 1 كانون الأول 1899 ~~(112) ~~⊙ # مكارم ~~الأخلاق ~~الإسلامية ~~⋆ # جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية # 2 كانون الثاني 1900 ~~(113) # القدس # طه. المحتسب بالله # 2 كانون الثاني 1900 ~~(114) # سبل الهدى # أحمد سعيد # كانون الثاني 1900 ~~(115) # المفتاح # توفيق عزوز # 15 كانون الثاني 1900 ~~(116) # التمثيل # محمد أمين # 1 شباط 1900 ~~(117) # عين شمس # أقلوديوس يوحنا لبيب الميري # 1 توت 1617 قبطية/1900 ~~(118) # الانتقاد العام # محمد راغب آل خبرة # 15 آذار 1900 ~~(119) # النديم # 1 نيسان 1900 ~~(120) # النهضة الأدبية # جمعية النهضة # 1900 ~~(121) # الدنيا في باريس # أحمد زكي ~~باشا ~~††† # 13 نيسان 1900 ~~(122) # الهوانم # أحمد حلمي # 15 نيسان 1900 ~~(123) # مجلة المجلات العربية # محمود حسيب # نيسان 1900 ~~(124) # النظارة # ع. كامل # 14 آيار 1900 ~~(125) # المجلة المصرية # خليل بك مطران # 1 حزيران 1900 ~~(126) # الخزانة # الشيخ يوسف ~~الخازن ~~‡‡‡ # 1 تموز 1900 ~~(127) # مجلة اللواء # مصطفى كامل باشا # 1 تشرين الأول 1900 ~~(128) # الرسول # عبد الحميد إبراهيم ومحمد الهراوي # 1900 ~~(129) # البدر المنير # جمعية المباحث العلمية # 25 تشرين الثاني 1900 ~~(130) # المصباح الجديد # إبراهيم نجار وسجعان عارج # 6 كانون الأول 1900 ~~(131) # المجلة ~~الصحية ~~§§§ # الدكتور أديب زيات ونجيب غناجة # 1 كانون الثاني 1901 ~~(132) # المرأة في الإسلام # إبراهيم رمزي # 1 نيسان 1901 ~~(133) # التعليم الابتدائي # أحمد حسين ويوسف مظهر # 5 نيسان 1901 ~~(134) # المرأة # أنيسة عطا الله # 6 تموز 1901 ~~(135) # مجلة نقابة اتحاد مزارعي القطر ~~المصري # 20 تموز 1901 ~~(136) # الكنيسة الأرثوذكسية # جمعية النشأة السورية الأرثوذكسية # 1 تشرين الأول 1901 ~~(137) # الجامعة الإسلامية # محمد أحمد عفيفي # تشرين الثاني 1901 ~~(138) # الطب الحديث # الدكتور الفريد عيد # 1 كانون الثاني 1902 ~~(139) # الاستقلال # نجيب شقرا # 15 كانون الثاني 1902 ~~(140) # مرآة الأيام # إبراهيم لفلوفة # 4 آذار 1902 ~~(141) # التلميذ الشرقي # حسين روحي # 1 نيسان 1902 ~~(142) # مجلة الأحكام الشرعية # حسن حمادة # 24 نيسان 1902 ~~(143) # السعادة # روجينا عواد # 1 تموز 1902 ~~(144) # الخطيب # مصطفى حسين # 1 أيلول 1902 ~~(145) # المحيط # عوض واصف # 1 تشرين الثاني 1902 ~~(146) # المجلة المدرسية # سيد محمد # 1 كانون الثاني 1903 ~~(147) # العلم الصناعي # عبد الرحيم فوزي وحسن فهمي # 1 كانون الثاني 1903 ~~(148) # الاعتدال # عازر حلمي # 31 كانون الثاني 1903 ~~(149) # حديقة الفكاهة # إبراهيم فارس # 1903 ~~(150) # مسامرات النديم # إبراهيم رمزي وعزة حلمي # نيسان 1903 ~~(151) # معين المتعلم # رزق الله حنا وعجبان بطرس # 1903 ~~(152) # الثبات # إبراهيم عبد الحميد # 1903 ~~(153) # المرستان # ع. ر. ش. # 11 حزيران 1903 ~~(154) # عروس النيل # سليم قبعين # 1 آب 1903 ~~(155) # العصر الجديد # محمود صادق سيف # 1 آب 1903 ~~(156) # الأوقاف المصرية ms587 # محمد غالب فطين # 17 آب 1903 ~~(157) # الكاروز المنير # جرجس بياضي # تشرين الأول 1903 ~~(158) # سر الليل # عبد الرحمن هندي # 16 تشرين الأول 1903 ~~(159) # المؤنس # محب # 15 تشرين الثاني 1903 ~~(160) # مجلة أبقراط الطبية # الدكتور حسين يسري # 1 كانون الأول 1903 ~~(161) # الرسام # عيسى صبري # 8 كانون الأول 1903 ~~(162) # الإنسانية # إبراهيم الدباغ # 28 كانون الأول 1903 ~~(163) # مسامرات الشعب # خليل صادق # 1 كانون الثاني 1904 ~~(164) # الفتى القبطي # الشماس بطرس باسيلي # 1 كانون الثاني 1904 ~~(165) # المفيد # عبد العزيز حمدي # شباط 1904 ~~(166) # نفير ~~الحرب ~~|||| # خليل صادق # 12 آذار 1904 ~~(167) # المحبوب # محمد أحمد محبوب المهندس # 24 نيسان 1904 ~~(168) # المنهل # عطية حنا # 1 آيار 1904 ~~(169) # مجلة البلاد # بيومي السيد # آيار 1904 ~~(170) # مجلة النادي # الدكتور أنريكو أنسباتو # 1 آيار 1904 ~~(171) # نبراس المشارقة والمغاربة # قاسم الشماخي العامري # 30 تموز 1904 ~~(172) # لسان الأمم # حسين روحي # أيلول 1904 ~~(173) ~~⊙ # الكرمة ~~⋆ # الشماس جرجس حبيب # 11 أيلول 1904 ~~(174) # الدنيا الجديدة # أحمد نديم # 20 تشرين الأول 1904 ~~(175) # علم الشرق # محمود نجيب # 1904 ~~(176) # التربية # محمود عمر الباجوري # 1 تشرين الثاني 1904 ~~(177) # الفرقان # أحمد فهمي # 1 كانون الثاني 1905 ~~(178) # الروايات الشهرية # يعقوب جمال # 1 كانون الثاني 1905 ~~(179) # الحكمة # الدكتور عبد العزيز ~~نظمي ~~¶¶¶ # 1 كانون الثاني 1905 ~~(180) ~~⊙ # الشرق ~~والغرب ~~⋆ # تمبل جردنر # 4 كانون الثاني 1905 ~~(181) # الحجل # سليمان الحكيم (اسم مستعار) # 1905 ~~(182) # المجموعة السنية في المسائل الحسابية # عطا فهمي # 1 شباط 1905 ~~(183) # البازي # أرميا التيلوني (اسم مستعار) # 1905 ~~(184) ~~⊙ # الهدى ~~⋆ # سيد محمد # 7 آذار 1905 ~~(185) # العالم الإسلامي # مصطفى كامل باشا # 10 آذار 1905 ~~(186) # جريدة المحفل الأكبر الأورشليمي # نيسان 1905 ~~(187) # مجلة سركيس # سليم سركيس # 1 آيار 1905 ~~(188) # الموقوذة # محمد توفيق # 2 آيار 1905 ~~(189) # المجلة الماسونية # المحفل الأكبر الأورشليمي # 1905 ~~(190) # هلسية # 1905 ~~(191) # مجلة الشتاء # سليم بك ~~عنحوري ### # 1 كانون الثاني 1906 ~~(192) # مجلة الإخاء # رحمين فرجون # 1 كانون الثاني 1906 ~~(193) # نهضة الإخاء # رحمين فرجون # 1 شباط 1906 ~~(194) # المعلم # علي الجندي وشركاؤه # 25 شباط 1906 ~~(195) # المجلة العثمانية # فتحي عزمي # 1 آذار 1906 ~~(196) # العلوم # محمود ثابت # 1 آيار 1906 ~~(197) # عفريت الحمارة # عبد الرحمن الهندي # 1 آيار 1906 ~~(198) # الأقلام # جورج طنوس ومحمود أبو حسين # 1 حزيران 1906 ~~(199) # المنهل الصافي # محمد نجيب الحارتي # 1 حزيران 1906 ~~(200) ~~⊙ # طوالع ~~الملوك ~~⋆ # محمود ~~محمد ~~**** # 8 حزيران 1906 ~~(201) # بشير الإسلام # محمد طلعت # 23 تموز 1906 ~~(202) # النبراس # أحمد شاكر # 1 أيلول 1906 ~~(203) # الأرنب # حسين توفيق # 1906 ~~(204) # الكوثر # محمد شفيق # 1 تشرين الأول 1906 ~~(205) ~~⊙ # فتاة ~~الشرق ~~⋆ # لبيبة ~~هاشم ~~†††† # 15 تشرين الأول 1906 ~~(206) # الرابطة المسيحية # الشماس فرج جرجس # 1 كانون الثاني 1907 ~~(207) # السجل المصري # علي يوسف الكريدلي # كانون الثاني 1907 ~~(208) # الإظهار # عبد اللطيف المصري # 1 كانون الثاني 1907 ~~(209) # الإنسانية # إبراهيم الدباغ # 1907 ~~(210) # الريحانة # جميلة حافظ # 27 شباط 1907 ~~(211) # مجلة الأزهر # محمود زكي بك # نيسان ms588 1907 ~~(212) # المجلة القبطية # جرجس فيلوثاؤس ~~عوض ~~‡‡‡‡ # نيسان 1907 ~~(213) # مجلة الصدق العثماني # محمد عثمان # 30 نيسان 1907 ~~(214) # الفائز # أحمد الماجدي # 1907 ~~(215) # ضياء الألعاب # ناصف طه النساخ # 1907 ~~(216) # الحكمة # عبد العزيز جاب الله # 1907 ~~(217) # مجلة المساحة # موظفو مصلحة المساحة # 1 أيلول 1907 ~~(218) # طريق الحياة # فريد كامل # أيلول 1907 ~~(219) # البستان الزاهر # ميشيل ميسر وسالم سيدهم تادرس # 1 كانون الثاني 1908 ~~(220) # حدائق الظاهر # أحمد زكي أبو شادي # 1908 ~~(221) # مجلة القضاء والبوليس المصري # محمد البارودي وشركاؤه # 1 كانون الثاني 1908 ~~(222) # اللباب # أ. أ. ن. # 1 كانون الثاني 1908 ~~(223) # الفكاهات العصرية # عبد الله غزالة # كانون الثاني 1908 ~~(224) # مجلة ترقية المرأة # فاطمة راشد # 3 آذار 1908 ~~(225) # الزهرة # محمود عزمي حسيب # نيسان 1908 ~~(226) # فتى ~~العصر ~~§§§§ # راشد يعقوب # 15 نيسان 1908 ~~(227) # القطر ~~المصري ~~||||| # أحمد حلمي # 24 نيسان 1908 ~~(228) # العرش الأبيض # ن. ر. غ. # 15 آيار 1908 ~~(229) # الأسماء # عارف بك البغدادي # آيار 1908 ~~(230) # مجلة الطلبة المصريين # 1 تموز 1908 ~~(231) # مجلة صدق الإخاء # نادي صدق الإخاء # 1 تموز 1908 ~~(232) # المترجم # 1908 ~~(233) # الجنس اللطيف # ملكة سعد # 5 تموز 1908 ~~(234) # الزار # أمين سيد أحمد الزيات # 1908 ~~(235) # التذكرة # أحمد خليل # 13 تموز 1908 ~~(236) # الطائف # محمد رشدي # 11 أيلول 1908 ~~(237) # الفوائد # حسن محمد مالك # 13 أيلول 1908 ~~(238) # نور الشرق # حبيب نجار # 24 تشرين الثاني 1908 ~~(239) # المدرسة # نخبة من الأدباء والكتاب # 1 كانون الثاني 1909 ~~(240) # الجامعة المصرية # محمود شاهين وشركاؤه # 1 كانون الثاني 1909 ~~(241) # المجلة المطبعية # فرنسيس ميخائيل # 1 كانون الثاني 1909 ~~(242) # فرعون # توفيق حبيب # 1 كانون الثاني 1909 ~~(243) # مجلة الإيمان الشهرية # جمعية الإيمان القبطية المركزية # 1 كانون الثاني 1909 ~~(244) # الساروخ # معوض وجرجس خليل # 1909 ~~(245) # مجلة جمعية الحياة # جمعية الحياة # 1 شباط 1909 ~~(246) # مجلة عمال السكة الحديد # محمد نجيب # 15 آذار 1909 ~~(247) # حديقة الروايات # شركة نشر الروايات # 1909 ~~(248) # الأستاذ # عبد المجيد كامل # 2 نيسان 1909 ~~(249) # صحيفة نادي دار العلوم # نادي دار العلوم # 6 نيسان 1909 ~~(250) # الآثار المصرية # أقلوديوس لبيب ~~بك ~~¶¶¶¶ # 1909 ~~(251) # مجلة العلم العثماني # حنفي # 1 أيلول 1909 ~~(252) # الرقي الإسلامي # أحمد زكي # 1 أيلول 1909 ~~(253) # سلسلة الروايات # سليم قبعين ومنصور # 1909 ~~(254) # مرشد الأطفال # أنجلينا أبو شعر # 14 تشرين الثاني 1909 ~~(255) # الروايات الجديدة # نقولا رزق الله # 1 كانون الثاني 1910 ~~(256) # الوجديات # محمد فريد وجدي # 1910 ~~(257) # صدى النعمة والحق # أوتو بلبدل # 1910 ~~(258) # الهداية # الشيخ عبد العزيز ~~جاويش #### # 1 شباط 1910 ~~(259) # الجامعة الإسلامية # 1910 ~~(260) # السيارة الفلكية # أحمد موسى الزرقاوي # 11 شباط 1910 ~~(261) # الزهور # أنطون الجميل وأمين تقي الدين # 1 آذار 1910 ~~(262) # الأحوال # حسن فهمي ومحمود طاهر # 1 تموز 1910 ~~(263) # تقويم حمارة منيتي # محمد توفيق # 1 كانون الثاني 1911 ~~(264) ~~⊙ # المجلة ~~الزراعية ~~المصرية ~~⋆ # وزارة الزراعة # 1 كانون الثاني 1911 ~~(265) # روايات ms589 الملوك # ديمتري نقولا # 15 كانون الثاني 1911 ~~(266) ~~⊙ # نجم ~~المشرق ~~⋆ # القس أرمس # 1911 ~~(267) # الفنون والصنائع # نادي الفنون والصنائع # 1 شباط 1911 ~~(268) # سبل الرشاد # محمود رشيد # 1911 ~~(269) # المجلة العربية # جمعية أرباب الأملاك العقارية # 1 آيار 1911 ~~(270) # البيان # عبد الرحمن البرقوقي ومحمد السباعي # 24 آب 1911 ~~(271) ~~⊙ # رعمسيس ~~⋆ # رمزي وكيرلس تادرس # كانون الأول 1911 ~~(272) # النسيم # محمود طاهر # كانون الثاني 1912 ~~(273) # المجنون # أمين عطا الله # 2 كانون الثاني 1912 ~~(274) # المعلم # علي بكير # 15 شباط 1912 ~~(275) # الربيع # جماعة الرابطة الإسلامية # 1 آذار 1912 ~~(276) # المعارف # محمد إبراهيم # 1 آذار 1912 ~~(277) # المجلة الزراعية العملية # أحمد خيري # 25 نيسان 1912 ~~(278) # الشمس # عبد الرءوف حلمي # 1 آيار 1912 ~~(279) # الجميلة # فاطمة توفيق # 15 آب 1912 ~~(280) # الحياة # محمد فريد وجدي # 1 تشرين الثاني 1912 ~~(281) # مسامرات الملوك # ألفريد خوري # 1 تشرين الثاني 1912 ~~(282) # الفنون الجميلة # الجمعية الفوتوغرافية المصرية # 1 آيار 1913 ~~(283) # السعادة الأبدية # علي عبد الرحمان الحسيني # تشرين الأول 1913 ~~(284) # فتاة النيل # سارة الميهية # 30 تشرين الثاني 1913 ~~(285) # مجلة الروايات العصرية # عبد الواحد أحمد ومحمود صادق سيف # 1914 ~~(286) ~~⊙ # البريد ~~المصري ~~⋆ # مطبعة النيل المسيحية # 1 كانون الثاني 1914 ~~(287) # المجلة التجارية # إلياس زخورا وشركاؤه # 1914 ~~(288) # مجلة الغرفة التجارية المصرية # غرفة التجارة # نيسان 1914 ~~(289) # المستقبل # سلامة موسى # 7 آيار 1914 ~~(290) # روضة المدارس # المسز بري # 1914 ~~(291) # الروايات الكبرى # مراد الحسيني # 1914 ~~(292) # شولح # 1915 ~~(293) # مجلة فلاحة البساتين # جمعية فلاحة البساتين # 1 كانون الثاني 1915 ~~(294) ~~⊙ # مجلة ~~الشباب ~~⋆ # محمد عبد العزيز # 23 تشرين الثاني 1915 ~~(295) # العظماء # ميخائيل بشارة داود # 1 كانون الأول 1915 ~~(296) # مرآة الأدب # أحمد إبراهيم فودة # 1 شباط 1916 ~~(297) # المفيد # علي أمين # 1 آذار 1916 ~~(298) ~~⊙ # غذاء ~~النفوس ~~⋆ # فرج جرجس الواعظ # آذار 1916 ~~(299) # المسابقات العلمية # وهبة عبد الله # نيسان 1916 ~~(300) # الروايات الأسبوعية # جورج أوغيا # 1916 ~~(301) # الأدب والتمثيل # إبراهيم رمزي # نيسان 1916 ~~(302) ~~⊙ # الزهرة # نعوم مغبغب # 15 حزيران 1916 ~~(303) ~~⊙ # المجلة ~~السلفية # عبد الفتاح قتلان # 1917 ~~(304) ~~⊙ # المجلة ~~الطبية المصرية # أطباء مدرسة الطب # 1 نيسان 1917 ~~(305) ~~⊙ # مجلة ~~كلية ~~الأقباط ~~⋆ # مدرسية # 1918 ~~(306) ~~⊙ # المرآة # خليل زينية # 1918 ~~(307) # المسرح المصري # تشرين الثاني 1919 ~~(308) # الرسالة # محمد السباعي وإبراهيم أمان # 1 كانون الأول 1919 ~~(309) # المهندس # إبراهيم حلمي # 1 كانون الثاني 1920 ~~(310) # مجلة المرأة ~~المصرية ~~⋆ # بلسم عبد الملك # 1 كانون الثاني 1920 ~~(311) # كوكب ~~الصبح ~~⋆ # القس ه. أ. رندل # 1 كانون الثاني 1920 ~~(312) # الرياضة البدنية # نادي القاهرة بشبرا # 2 كانون الثاني 1920 ~~(313) # الرسالة الصيدلية المصرية # جمعية الصيادلة # 1920 ~~(314) # أبو ~~الهول ~~⋆ # لسان الشعب المصري # 15 شباط 1920 ~~(315) # الرشيد ~~⋆ # أحمد صادق # 4 آذار 1920 ~~(316) # الفلاحة # خريجو مدرسة الزراعة بالجيزة # 1 تموز 1920 ~~(317) # العلوم الحديثة # زكي جندي المساح # 1 تموز 1920 ~~(318) # بوق ~~الإنجيل ~~⋆ # ج. ك. أوزونيان # 1 آب 1920 ~~(319) # روضة ~~البلابل ms590 ~~⋆ # إسكندر ~~شلفون ~~***** # 1 تشرين الأول 1920 ~~(320) # المحاماة ~~⋆ # نقابة المحامين الأهلية # تشرين الأول 1920 ~~(321) # النشرة الفنية لنقابة المهندسين # نقابة المهندسين المصريين # 1 كانون الثاني 1921 ~~(322) # الأخبار الماسونية # ألبير بزيات # 1 كانون الثاني 1921 ~~(323) # النيل المصري # فرج سليمان فؤاد # 13 كانون الثاني 1921 ~~(324) # الصراحة # صابر حمدي # 24 كانون الثاني 1921 ~~(325) # الإنشاء # رضوان حسين # 1 شباط 1921 ~~(326) # البرق # عبد الله يزبك وأيوب نقاش # آذار 1921 ~~(327) # الهندسة ~~⋆ # محمود أحمد المهندس # 1921 ~~(328) # الكشافة المصرية # توفيق بسيم # 26 آذار 1921 ~~(329) # المسامرات # حسن الهلالي ومحمود بسيوني # 29 آذار 1921 ~~(330) # المجلة الماسونية # سيد علي الحريري # 1921 ~~(331) # فتاة مصر الفتاة # إملي عبد المسيح # 1 نيسان 1921 ~~(332) # الكشافة الأعظم # محمود عبد الله القصري # 22 آيار 1921 ~~(333) # الروايات المصورة # سليم خوري # 25 آيار 1921 ~~(334) # المجلة التجارية ~~النوبية ~~⋆ # محجوب سليمان وأحمد علي حجازي # 17 تموز 1921 ~~(335) # الطبيب المصري # الدكتور فؤاد شوكت # 1 آب 1921 ~~(336) # الفكاهات المصورة # عمر عبد العزيز أمين # 1921 ~~(337) # المضمار # حبيب أسعد داغر # 21 تشرين الأول 1921 ~~(338) # الصحة والقوة # سيد حسين البشلاوي # كانون الأول 1921 ~~(339) # مجلة القصص المصورة # م. أفاتس # 26 كانون الأول 1921 ~~(340) # مجلة المدرسة الخديوية # محمود المنجوري # 1 شباط 1922 ~~(341) # النديم الروائي # إسحاق صروف وسليم خوري # 1922 ~~(342) # مجمع الدرر # نجيب كنعان # 1 آذار 1922 ~~(343) # الملحق الروائي لمجلة الروايات ~~المصورة # إسحاق صروف وسليم خوري # 2 آذار 1922 ~~(344) # حديقة الفكاهة # إبراهيم فارس # 8 آذار 1922 ~~(345) # القضاء الشرعي # أمين الخولي # 1922 ~~(346) # الميدان # إبراهيم الموصلي # 3 نيسان 1922 ~~(347) # العالم المصور # أحمد محمد عصفور # 5 آيار 1922 ~~(348) # مجلة المجلات # عبد الحليم الغمراوي # 12 حزيران 1922 ~~(349) # مجلة إحياء العلوم المصورة # محمد مصطفى العامري # 6 تموز 1922 ~~(350) # المشكاة # يوسف توما ومحمود أنيس # 1 كانون الثاني 1923 ~~(351) # العمدة # محمود الباجا بك # 1 آذار 1923 ~~(352) # صحيفة المعلمين # الشيخ أبو الفتح الفقي # نيسان 1923 ~~(353) # الصور المتحركة # محمد توفيق # 10 آيار 1923 ~~(354) # مجلة المدرسة الثانوية الملكية # إدارة المدرسة # 1923 ~~(355) # الأتوموبيل # نقولا حبيقة # 15 آيار 1923 ~~(356) # الجامعة المصرية # خريجو الجامعة المصرية # 1 تشرين الثاني 1923 ~~(357) # صحيفة التوفيقية # المدرسة التوفيقية # 1 كانون الثاني 1924 ~~(358) # صحة العائلة # الدكتور أمين دمر # كانون الثاني 1924 ~~(359) # بريد المحاكم # يعقوب دانا # كانون الثاني 1924 ~~(360) # الدليل في تقدم فن التفصيل # صالح الحاو # 1 آذار 1924 ~~(361) # الإخاء ~~⋆ # سليم قبعين # 1 نيسان 1924 ~~(362) # الأستاذ # توفيق سامي # 20 نيسان 1924 ~~(363) # المكتبة # عبد العزيز الحلبي # آيار 1924 ~~(364) # مجلة الميثاق الماسونية # المحفل الأكبر الوطني المصري # 15 آيار 1924 ~~(365) # رابطة الشرق # الدكتور ميرزا محمد كمال # 1 حزيران 1924 ~~(366) # كليوباتره # محمد فوزي وزكريا منصور # 3 حزيران 1924 ~~(367) # اتحاد العمال # نجاة عبد العزيز # 13 حزيران 1924 ~~(368) # لواء ~~الإسلام ~~⋆ # محمد أبو ms591 الفيض المنوفي # 1 تموز 1924 ~~(369) # التاج # حسن حسني الخصوصي # 1 تموز 1924 ~~(370) # الشمس # زكي رزق الله # 15 تموز 1924 ~~(371) # العالم الإفريقي # محجوب سلامة # 15 تموز 1924 ~~(372) # التقوى ~~⋆ # جماعة الوعظ الإسلامي # 1924 ~~(373) # التصوير الشمسي # أحمد حجازي # 10 آب 1924 ~~(374) # بستان المعارف # محمد كامل دسوقي # 15 آب 1924 ~~(375) # الزهراء ~~⋆ # محب الدين الخطيب # 17 آب 1924 ~~(376) # حديث المجالس # محمد البرديسي # 15 أيلول 1924 ~~(377) # اليقظة ~~⋆ # الأيغومانس إبراهيم لوقا # أيلول 1924 ~~(378) # وادي الملوك # محمد توفيق بسيم # 17 أيلول 1924 ~~(379) # صحيفة التجارة والصناعة # مصلحة التجارة والصناعة # 1 تشرين الأول 1924 ~~(380) # مجلة المؤتمر الإسلامي # محمد فرج المنياوي # 1924 ~~(381) # التلميذ # علي محمد راضي # 3 تشرين الأول 1924 ~~(382) # مجلة المحكمة الشرعية # أحمد السيد السبكي # تشرين الأول 1924 ~~(383) # التياترو # إدوار كحيل ومحمد شكري # 5 تشرين الأول 1924 ~~(384) # الانتشار الاقتصادي في الشرق # 1924 ~~(385) # الحساب # إبراهيم الصيحي # 21 تشرين الأول 1924 ~~(386) # الرياض # محمد علي حماد وشركاؤه # 23 تشرين الأول 1924 ~~(387) # الخلود # حنا سيروفيم # تشرين الثاني 1924 ~~(388) # سمير الطالب # فهيم بسخرون # 13 تشرين الثاني 1924 ~~(389) # القلادة الدرية # محمد محمود حافظ # 1 كانون الأول 1924 ~~(390) # الأحوال # مصطفى إسماعيل القشاشي # 2 كانون الأول 1924 ~~(391) # مجلة فرعون # عبد العزيز رسمي # 5 كانون الأول 1924 ~~(392) # الربابة # مصطفى فهمي الحكيم # 18 كانون الأول 1924 ~~(393) # صحيفة الاقتصاد ~~والتجارة ~~⋆ # نادي التجارة العليا # 1 كانون الثاني 1925 ~~(394) # مصر ~~الصناعية ~~⋆ # جمعية الصناعات بالقطر المصري # 1 كانون الثاني 1925 ~~(395) # زهرة الربيع # محمد أحمد يوسف # 20 كانون الثاني 1925 ~~(396) # المجلة الشهرية # إسكندر مكاريوس # 1 شباط 1925 ~~(397) # أسرار الكون # علي صالح العاصي # 1 شباط 1925 ~~(398) # الجديد # محمود عزمي # 15 شباط 1925 ~~(399) # النشرة الصناعية # محمد سامي # 16 شباط 1925 ~~(400) # الجوهرة # إسكندر تادرس وحسين إبراهيم # شباط 1925 ~~(401) # الطوفان # راشد البداري # 1925 ~~(402) # الصراحة # إسماعيل وهبي بك # 1925 ~~(403) # الحياة الجديدة # محمود محمد # 5 آذار 1925 ~~(404) # صندوق الدنيا # صابر حمدي # 15 آذار 1925 ~~(405) # مجلة المدرسة الخديوية # الحزب الوطني # 1925 ~~(406) # السلوى # نسيب المشعلاني # 1 نيسان 1925 ~~(407) # نهضة الطلبة # غالي جرجس # 1925 ~~(408) # الزهرة # عدلي جرجس # 1925 ~~(409) # الحياة الجديدة # فرج سليمان فؤاد ومحمود محمد # 12 نيسان 1925 ~~(410) # مشنقة عشماوي # إبراهيم عشماوي # 4 آيار 1925 ~~(411) # الرقيب المصري # أحمد يوسف # 1925 ~~(412) # القديم # حسن صبحي # حزيران 1925 ~~(413) # النهضة الروحية # حلمي حبيب # 1 تموز 1925 ~~(414) # الحاوي # حافظ نجيب # 14 تموز 1925 ~~(415) # النشرة الفنية # نقابة المهندسين # 1925 ~~(416) # المدينة ~~المنورة ~~⋆ # محمد الحسن ماضي أبو العزم # 1925 ~~(417) # الأجيال ~~⋆ # محمود وعبد القادر السيد # 1925 ~~(418) # الحسان ~~⋆ # فريدة فوزي # 23 أيلول 1925 ~~(419) # الهجين # أمين عزت الهجين # 13 تشرين الأول 1925 ~~(420) # القمر # رياض شحاتة # 16 تشرين الأول 1925 ~~(421) # روز ~~اليوسف ~~⋆ # روز اليوسف # 26 تشرين الأول 1925 ~~(422) # الروضة المصورة # أحمد حسني جاد الله # 1 تشرين الثاني 1925 ~~(423) # المسرح ms592 ~~⋆ # محمد عبد المجيد حلمي # 17 كانون الأول 1925 ~~(424) # روح العدل # صالح عوني # 1925 ~~(425) # المجلة ~~السورية ~~⋆ # الخوري بولس ~~قرألي ~~††††† # 15 كانون الثاني 1926 ~~(426) # مصر ~~الحرة ~~⋆ # بديع خيري ومحمود طاهر العربي # 1926 ~~(427) # العلوم والروايات المصورة # سليم خوري # 1926 ~~(428) # مجلة اللحام الذاتي # شركة الغاز المضغوط # كانون الثاني 1926 ~~(429) # مجلة التلغرافات ~~والتلفونات ~~⋆ # فرج أندراوس # كانون الثاني 1926 ~~(430) # البدر ~~⋆ # متولي الطنطاوي # 17 آذار 1926 ~~(431) # البوليس السري # محمد عبد العزيز الصدر # 10 حزيران 1926 ~~(432) # الفنون ~~⋆ # أحمد كمال الحلي # 19 أيلول 1926 ~~(433) # مجلة كلية ~~الحقوق ~~⋆ # إدارة كلية الحقوق # تشرين الأول 1926 ~~(434) # نهضة اللغة العربية # عبد الخالق محمد أبو اليسر # 1 تشرين الأول 1926 ~~(435) # سياج الشرق # جورج يوسف سياج # 1 تشرين الأول 1926 ~~(436) # جوزي جورنال # تمثيلية # 1926 ~~(437) # الفكاهة ~~⋆ # إميل وشكري زيدان # 1 كانون الأول 1926 ~~(438) # مجلة مدرسة الأقباط ~~الكبرى ~~⋆ # طلبة المدرسة # 1 كانون الثاني 1927 ~~(439) # المثال ~~المسيحي ~~⋆ # أ. ه. طمسن # 1 حزيران 1927 ~~(440) # أبو نواس # علي عبد الرحمن الحسيني # 17 آب 1927 ~~(441) # الحلاوة # إلياس شحادة صدناوي # 1 أيلول 1927 ~~(442) # الإيجارات # أسطاسي إسكندر # 1 أيلول 1927 ~~(443) # الإعلانات # شركة الإعلانات العمومية # 1 أيلول 1927 ~~(444) # العصور ~~⋆ # إسماعيل مظهر # 1 أيلول 1927 ~~(445) # الناقد ~~⋆ # محمد علي حماد # 3 تشرين الأول 1927 ~~(446) # الشعلة # إبراهيم عاشور # 3 تشرين الأول 1927 ~~(447) # مجلة الشرق ~~الأدنى ~~⋆ # أمين سعيد # 11 تشرين الأول 1927 ~~(448) # مصر الحديثة ~~المصورة ~~⋆ # توفيق اليازجي # 15 تشرين الأول 1927 ~~(449) # الممثل # علي حسن الشيخ # 28 تشرين الأول 1927 ~~(450) # الستار # جمال الدين عوض وحبيب جاماتي # 3 تشرين الثاني 1927 ~~(451) # المدفع ~~المصور ~~⋆ # محمود إبراهيم # 7 تشرين الثاني 1927 ~~(452) # المستقبل ~~⋆ # عبد الجواد محمد # 1 كانون الأول 1927 ~~(453) # التربية ~~الحديثة ~~⋆ # رسل جولت وأمير بقطر # 1 كانون الثاني 1928 ~~(454) # مجلة تقدم ~~العلاج ~~⋆ # 1 كانون الثاني 1928 ~~(455) # الطلبة المصريون # لسان حال الطلبة # 12 كانون الثاني 1928 ~~(456) # الجديد ~~⋆ # محمد المرصفي # 22 كانون الثاني 1928 ~~(457) # النجوم ~~⋆ # أحمد فؤاد نصار # 26 كانون الثاني 1928 ~~(458) # الأزهر # أحمد السعيد نعمان # 4 شباط 1928 ~~(459) # الأحاديث # أحمد فهمي الريدي # 13 شباط 1928 ~~(460) # السيف والناس # حسين علي وحسين شفيق # 26 شباط 1928 ~~(461) # النشرة الشهرية للشئون ~~البيطرية ~~⋆ # وزارة الزراعة المصرية # 1928 ~~(462) # مجلة العلاج الطبي # 1 آذار 1928 ~~(463) # سبور ~~⋆ # 27 نيسان 1928 ~~(464) # النشرة ~~الدورية ~~⋆ # دار الكتب المصرية # نيسان 1928 ~~(465) # المنارة ~~المرقسية ~~⋆ # القمص سرجيوس # 1928 ~~(466) # الرأي العام المصور # حسني الحسيني وعلي الحسيني # 17 آيار 1928 ~~(467) # الثبات # خليل أحمد # 18 آيار 1928 ~~(468) # التلميذ # الجمعية العلمية للطلبة # 1 حزيران 1928 ~~(469) # الشبيبة ~~المسيحية ~~⋆ # الشماس عزيز غالي # 15 آب 1928 ~~(470) # الأوتوموبيل ~~⋆ # ريشار كوزمي وشفيق غندور # 1928 ~~(471) # العاصمة # محمود مراد ومهدي الرفاعي # 14 أيلول 1928 ~~(472) # الحركة ~~⋆ # وسيم فائد # 14 تشرين الأول 1928 ~~(473) # الرابطة ~~الشرقية ~~⋆ # جمعية الرابطة الشرقية # 15 تشرين ms593 الأول 1928 ~~(474) # الشباب والمدفع المصور # محمود إبراهيم # 27 تشرين الأول 1928 ~~(475) # الفاتح ~~⋆ # أحمد ماضي أبو العزائم # 23 تشرين الثاني 1928 ~~(476) # الأزهر ~~‡‡‡‡‡ # أحمد السعيد نعمان # 25 تشرين الثاني 1928 ~~(477) # الهداية ~~الإسلامية ~~⋆ # محمد الخضر ~~حسين ~~§§§§§ # تشرين الثاني 1928 ~~(478) # العلم والطب # الدكتور إسماعيل بك مرتضى # 1 كانون الأول 1928 ~~(479) # الطبيب # توفيق مفرج وإسماعيل مرتضى # 1 كانون الثاني 1929 ~~(480) # الغلباوي ~~⋆ # محمد عبد العزيز الصدر # 11 كانون الثاني 1929 ~~(481) # رفيق ~~المسافر ~~⋆ # نجيب كنعان # 14 كانون الثاني 1929 ~~(482) # رقي ~~المعارف ~~⋆ # مدرسة رقي المعارف الثانوية # 1 شباط 1929 ~~(483) # الطريق ~~⋆ # محمد سراج الدين وحسين غنام # شباط 1929 ~~(484) # الرسول ~~⋆ # محمود رمزي نظيم # 1 آذار 1929 ~~(485) # الربيع ~~⋆ # علي كشميري # 30 نيسان 1929 ~~(486) # صديق ~~العائلة ~~⋆ # نيسان 1929 ~~(487) # صحيفة ~~التعاون ~~⋆ # وزارة الزراعة المصرية # 1 آيار 1929 ~~(488) # الصباح ~~⋆ # مصطفى إسماعيل ~~القشاشي ~~|||||| # 1929 ~~(489) # الرأي العام والسعادة # علي عبد الرحمن الحسيني # 5 تموز 1929 ~~(490) # شهر ~~زاد ~~⋆ # محمد المرصفي # 18 أيلول 1929 ~~(491) # مجلة الشبان ~~المسلمين ~~⋆ # الدكتور يحيى أحمد الدرديري # 1 تشرين الأول 1929 ~~(492) # المحاماة ~~الشرعية ~~⋆ # نقابة المحامين الشرعيين # 1 تشرين الأول 1929 ~~(493) # المجلة ~~الجديدة ~~⋆ # سلامة موسى # 1 تشرين الثاني 1929 ~~(494) # أبو ~~الهول ~~⋆ # مصطفى إسماعيل ~~القشاشي ~~¶¶¶¶¶ # 26 تشرين الثاني 1929 ~~(495) # إشمعنه ~~⋆ # محمد عبد المنعم رضا # 1929 # ثانيا: مدينة ~~الإسكندرية ~~(1) # التنكيت والتبكيت # عبد الله ~~نديم ##### # 6 حزيران 1881 ~~(2) # الراوي # خليل زينية # 1 آذار 1888 ~~(3) # حديقة الأدب # نجيب غرغور # 1888 ~~(4) # مرقى النجاح # عطية جرجس # 1 كانون الثاني 1892 ~~(5) # فرصة الأوقات # محمود حلمي # تشرين الأول 1892 ~~(6) # الفتاة ~~****** # هند نوفل # 20 تشرين الثاني 1892 ~~(7) # الثمرة # أنطونيوس منصور # 15 شباط 1893 ~~(8) # الابتسام # روفائيل مشاقة ونجيب غرغور # 18 شباط 1894 ~~(9) # جورنال الصفا # محمد عمر الحسامي # 1895 ~~(10) # العام ~~الجديد ~~†††††† # نجيب غرغور # 1 كانون الثاني 1895 ~~(11) # القضاء # آمده شراباتي # 1 كانون الثاني 1895 ~~(12) # مرآة العصر # أحمد زكي ويوسف سامي # 1 كانون الثاني 1897 ~~(13) # التاريخ اليومي # نقولا سابا الأنطاكي # 1 كانون الثاني 1897 ~~(14) # التاريخ # نقولا سابا الأنطاكي # 1898 ~~(15) # الأدب # أحمد فهمي # 1898 ~~(16) # أنيس ~~الجليس ~~‡‡‡‡‡‡ # الأميرة ألكسندرا أفيرينوه # 31 كانون الثاني 1898 ~~(17) # تسلية الخواطر # سبع شميل # 10 شباط 1898 ~~(18) # مجلة النيل # مصطفى الدمياطي # 1898 ~~(19) # أبو النواس # يوسف وإلياس كنعان # 25 كانون الأول 1898 ~~(20) # الظهور # علي نور # 8 آذار 1899 ~~(21) # الجامعة # فرح أنطون # 15 آذار 1899 ~~(22) # الاعتدال # جمعية الاعتدال # آب 1899 ~~(23) # البحبحة # السيد توفيق وعبد الحميد صالح # 6 حزيران 1900 ~~(24) # المجلة الماسونية # يوسف لفلوفة # 1 كانون الثاني 1901 ~~(25) # شجرة الدر # سعدية سعد الدين # 1 آيار 1901 ~~(26) # مجلة الملاجئ العباسية # جمعية الملاجئ العباسية # 1901 ~~(27) # الزهرة # مريم سعد # 8 آيار 1902 ~~(28) # المصري # علي عبد الكريم # 4 كانون الأول 1902 ~~(29) # الفضيلة # سليم العظم # 1 آذار 1903 ~~(30) ~~⊙ # مجلة ~~السيدات ~~والبنات ~~⋆ # روزة ~~أنطون ms594 ~~§§§§§§ # 1 نيسان 1903 ~~(31) # ظريفة المعاني # عبد الرحمن هندي # 28 آيار 1903 ~~(32) # زهرة الشرق # محمد علي حسن # 15 حزيران 1903 ~~(33) # الرجاء # جرجي حبيب وتوفيق رزق الله # 1 تشرين الثاني 1903 ~~(34) # المباحث # الخوري جرجس فرج صفير # 1 كانون الثاني 1904 ~~(35) # الأمة الشرقية # ح. ص. # 1 كانون الثاني 1904 ~~(36) # النور # فارس مشرق وداود مجاعص # 15 حزيران 1904 ~~(37) # التعاون # عبد الفتاح بركة وخليل الغرياني # 1 تشرين الأول 1904 ~~(38) # المجلة التعليمية # أحمد فريد وعبد الخالق إسماعيل # نيسان 1905 ~~(39) # الحقيقة # نعيم صوايا ويوسف أبي نكد # 1 كانون الثاني 1906 ~~(40) # نشرة شركة نزع يسوع المسيح # الآباء اللعازريون # 1 آذار 1906 ~~(41) # رجع الصدى # الشيخ نسيم العازار # 1 تشرين الثاني 1906 ~~(42) # الصراط # جمعية محامد الأخلاق # 1 أيلول 1907 ~~(43) # المرآة النقية # زكي فانوس # 1 كانون الثاني 1908 ~~(44) # الشعب القبطي # مكسيموس # 25 نيسان 1908 ~~(45) # القرطاس # أحمد فائق # 31 تشرين الأول 1908 ~~(46) # المسامرات الأسبوعية # جريدة وادي النيل # 3 كانون الثاني 1909 ~~(47) # العائلة القبطية # جمعية الاتحاد القبطية الخيرية # 1 آذار 1909 ~~(48) # السمير # قيصر شميل # 1 آذار 1910 ~~(49) # الإرشاد الإسلامي # جمعية الإرشاد الإسلامي # 1910 ~~(50) # الأحوال # حسن فهمي ومحمود طاهر # 1 تموز 1910 ~~(51) # النصائح العلمية # عبد الحميد جلبي # شباط 1911 ~~(52) # الجامعة الإسلامية # محمد أحمد عفيفي # 27 تموز 1911 ~~(53) # مجلة النهضة الأدبية # محمود إبراهيم أبو شبانة # 1912 ~~(54) # نور التجارة # محمد أحمد موسى # 1 آذار 1912 ~~(55) # الصديق # عبد الحميد سالم # 15 تموز 1912 ~~(56) # المخزن # يوسف ذكار # 13 نيسان 1913 ~~(57) # الرشديات ~~||||||| # زكريا أحمد رشدي # 5 تموز 1913 ~~(58) # النجاح # محمود بيرم التونسي # 12 حزيران 1919 ~~(59) # الوجدان # فهيم خير الله # 6 تشرين الأول 1921 ~~(60) # مجلة الضياء # م. ر. برسوم # 16 شباط 1922 ~~(61) # النهضة العلمية # محمد حلمي # 1 تموز 1922 ~~(62) # ترقية الفتاة المصرية # نبوية موسى # 5 حزيران 1923 ~~(63) # مجلة التاج الذهبي # عبد الرزاق الشيخ # 25 أيلول 1924 ~~(64) # ممفيس # شكري إسكندر # 1 تشرين الأول 1924 ~~(65) # معرض السينما # محمد عبد اللطيف # 17 كانون الأول 1924 ~~(66) # مضمار الألعاب # أحمد بيومي # 10 نيسان 1925 ~~(67) # مار مرقس # زكي صليب # أيلول 1925 ~~(68) # اللاسلكي # عبد الحميد يحيى الديب # 5 آذار 1926 ~~(69) # الشاكوش # أحمد فهمي # 14 حزيران 1926 ~~(70) # المحكمة الإسلامية # الجمعية السنية الخيرية # 1926 ~~(71) # الجيش ~~والبحرية ~~⋆ # أحمد حمودة # 15 آيار 1927 ~~(72) # الأمم # محمد محمد حمدي # 8 تموز 1927 ~~(73) # الجرس # جورج سمان # 15 تموز 1927 ~~(74) # طب الأسنان ~~العام ~~⋆ # الدكتور أولمبيوس # آذار 1928 ~~(75) # النديم # محمد فهمي # 7 حزيران 1928 ~~(76) # المسرات ~~⋆ # فتحي إبراهيم علم الدين # كانون الثاني 1929 ~~(77) # معرض ~~السينما ~~⋆ # عز الدين صالح # 20 كانون الثاني 1929 ~~(78) # النزاهة ~~⋆ # أحمد خطابي وعبد الرحمن البسيوني # 21 آذار 1929 ~~(79) # الجهاد ~~الإسلامي ~~⋆ # صالح محمد صالح # آذار 1929 ~~(80) # الملاكم ~~⋆ # حسين محمد الزعاوي # 24 تشرين الثاني 1929 # ثالثا: مدينة ~~طنطا ~~(1) # سلسلة ms595 الروايات العثمانية # جورجي سعادة وشريكه # 15 تشرين الثاني 1908 ~~(2) # التعاون # محمد حمدي ومحمد الجاشنجي # 1912 ~~(3) # المعلومات # سيد كامل عوني # 5 تموز 1914 ~~(4) # صحيفة مدرسة طنطا الثانوية # طلبة المدرسة # تشرين الثاني 1915 ~~(5) # الاتحاد # عبد المجيد خليل # 1918 ~~(6) # الحضارة # محمود رفعت # 1 كانون الثاني 1920 ~~(7) # مصباح ~~النيل ~~⋆ # نجيب يوسف # 1925 ~~(8) # الأزهار # السيد فهمي # 5 كانون الثاني 1925 ~~(9) # الكرنك # الدكتور أحمد عبد الله # 19 كانون الثاني 1926 ~~(10) # الحرية # حسن رضوان فهمي # 1927 ~~(11) # التاج ~~المصري ~~⋆ # عبد الصمد علي ~~عطية ~~¶¶¶¶¶¶ # 12 حزيران 1928 ~~(12) # الضحوك ~~⋆ # عبد ربه بهاء الدين # 11 كانون الثاني 1929 ~~(13) # الأقلام ~~⋆ # مسيحة ~~ميخائيل ###### # 15 شباط 1929 # رابعا: مدينة ~~أسيوط ~~(1) # النزهة # جورجي خياط # 1 شباط 1886 ~~(2) # الراوي # بطرس حنا # 15 كانون الثاني 1893 ~~(3) # رياض التوفيق # دانيال باشا # 1 نيسان 1893 ~~(4) # دليل الطلاب # رزق الله جودا # 1 آيار 1902 ~~(5) # المراعي ~~الخضراء ~~⋆ # فخري لوقا الزق # 1 تموز 1921 ~~(6) # الأنصار ~~⋆ # محمد فهمي حسونة # آيار 1927 ~~(7) # الزرع ~~الجيد ~~⋆ # الرهبان الفرنسيسيون # 1 حزيران 1927 ~~(8) # كلية ~~أسيوط ~~⋆ # إدارة الكلية # 1 كانون الثاني 1928 # خامسا: مدينة ~~المنصورة ~~(1) # المنصورة # رئيس جمعية السعادة # 8 تموز 1902 ~~(2) # البرنسس # فطنت هانم # 1 آيار 1909 ~~(3) # تحفة العصر بمستقبل مصر # عبد السلام إمام # 1 تموز 1909 ~~(4) # مجلة الفنون والصنائع # أحمد عثمان المهندس # 1 كانون الأول 1920 ~~(5) # صحيفة مدرسة المنصورة الثانوية # طلبة المدرسة # 1 آذار 1924 ~~(6) # مجلة المحاكم المختلطة # ألبير فاضل المحامي # 1924 # سادسا: مدينة ~~الزقازيق ~~(1) # الشرقية # توفيق العطار ويوسف عبد الله # 1899 ~~(2) # نور الإسلام # أمين أبو يوسف ومحمود عبد الكريم # 15 آيار 1900 ~~(3) # ظريفة المعاني # 1902 # سابعا: مدينة ~~الفيوم ~~(1) # الفيوم # إبراهيم رمزي # 26 كانون الثاني 1894 ~~(2) # حامل النور # القس لويس جان # 1 تشرين الثاني 1907 ~~(3) # آداب الفتاة # فكتوريا مجلي # كانون الثاني 1925 # ثامنا: مدينة بني ~~سويف ~~(1) # الحكمة # مرسي محمود وحسن عيسى # 1 آب 1899 ~~(2) # الرياض # حسن صديق # 1 كانون الثاني 1905 ~~(3) # مجلة مدرسة بني سويف الثانوية # إدارة المدرسة # آيار 1927 # تاسعا: مدينة ~~السويس ~~(1) # الحياة # محمد فريد وجدي # حزيران 1899 ~~(2) # بشائر السلام # نقولا رفائيل # 1 كانون الثاني 1901 # عاشرا: مدينة ~~دمنهور ~~(1) # الحكيم # الدكتور محمد فضلي الجراح # 1910 ~~(2) # المحمودية # زاهر الجويني # 1924 # حادي عشر: مدينة ~~بورسعيد ~~(1) # القنال # علي مظهر # 1914 ~~(2) # المجلة المصورة # كامل دسوقي ومحفوظ حسين # 1 شباط 1928 # ثاني عشر: كفر ~~الزيات ~~(1) # العرب # جبالي عبد النبي # 1915 # ثالث عشر: ~~فاقوس ~~(1) # القلم # 1925 # رابع عشر: مدينة ~~شبين الكوم ~~(1) # روضة البحرين # إبراهيم أدهم # 1 كانون الثاني 1899 # خامس عشر: عزبة ~~الزيتون ~~(1) # المعاني # يوسف يعقوب # 1903 # سادس عشر: مدينة ~~بنها ~~(1) # سمير الشبان # أرمانيوس سليمان # 1 كانون ms596 الثاني 1907 # سابع عشر: ~~زفتى ~~(1) # إحياء العلوم # عبد الفتاح جاب الله # 30 آذار 1903 # ثامن عشر: مدينة ~~حلوان ~~(1) # مجلة جمعية التعاون الإسلامي # الشريف منصور # 24 آب 1907 # تاسع عشر: مدينة ~~قنا ~~(1) # الشمس # مسيحة خليل الجرجاوي # 15 حزيران 1909 # عشرين: مدينة طوخ ~~قليوبية ~~(1) # الإخاء # محمود كامل كاشف # 31 كانون الثاني 1903 # حادي وعشرين: مدينة ~~بلقاس ~~(1) # السائح الشرقي # عبد العزيز سالم المسيري # 1 شباط 1913 # ثاني وعشرين: ~~شربين ~~(1) # الصياد # محمد أحمد غيث الشربيني # 1 آب 1919 # ثالث وعشرين: ~~المحمودية ~~(1) # الإسعاد # محمد زهران # 1920 # رابع وعشرين: ~~الحوامدية ~~(1) # بستان العلم # أحمد محمد البدرشيني # 31 آذار 1922 # خامس وعشرين: مدينة ~~الجيزة ~~(1) # مجلة مدرسة الجيزة # أحمد محمد خيري # 1926 # سادس وعشرين: مدينة ~~ميت غمر ~~(1) # الوقت # إبراهيم فرج كشك # 23 شباط 1929 # سابع وعشرين: مدينة ~~المحلة الكبرى ~~(1) # المجموعة الفنية الصناعية # كامل أحمد # 1919 # ثامن وعشرين: ~~ملوي ~~(1) # الفردوس ~~⋆ # القس منسي يوحنا # 1 نيسان 1926 # تاسع وعشرين: مدينة ~~طهطا ~~(1) # المثال ~~المسيحي ~~⋆ # القس أ. ه. طمسن # 1 حزيران 1927 # ثلاثين: مدينة ~~أسوان ~~(1) # مجلة ~~المدرسة ~~⋆ # مدرسة أسوان # 1 آذار 1929 # حادي وثلاثين: ~~مدينة بلبيس ~~(1) ~~⊙ # بشائر ~~السلام ~~⋆ # أ. م. هاي # 1 كانون الثاني 1901 ~~* # سبقت ~~ترجمة الدكتور عيسى باشا حمدي في [الكتاب الثالث - الباب ~~الثالث - الفصل الثاني]. ~~† # تأسست ~~جريدة «مرآة الشرق» في 24 شباط 1879 بعناية صاحب امتيازها ~~الشاعر الكبير سليم بك عنحوري عضو المجمع العلمي العربي في ~~دمشق، فلما عاد إلى دمشق مسقط رأسه حول امتيازه في «مرآة ~~الشرق» إلى أمين بك ناصيف الذي أصدرها بشكل مجلة في 6 ~~نيسان 1882 يحررها الشيخ خليل اليازجي ابن العلامة الشيخ ~~ناصيف اليازجي اللبناني، أما سائر مجلات القاهرة المذكورة ~~في هذا الفهرس من العدد 1 إلى العدد 36 فقد أوردنا أخبارها ~~في الأجزاء الأول والثاني والثالث من كتابنا «تاريخ ~~الصحافة العربية»، فمن أراد زيادة إيضاح فليراجعها هناك ~~ريثما يتسنى لنا نشر أخبار بقية المجلات في الأجزاء ~~اللاحقة بحوله تعالى. ~~‡ # يعد ~~ديمتري مسكوناس من أقدم الأدباء الذين خدموا فن الصحافة في ~~وادي النيل، فإنه بعدما اشتغل في بعض الصحف العربية أحب ~~الاستقلال بالعمل وأصدر مجلة «المخبر المصري» التي عاشت ~~شهورا قليلة، ثم أنشأ على أنقاضها في 15 تشرين الأول 1888 ~~جريدة «النور التوفيقي» التي سبق ذكرها في فهرس جرائد ~~القاهرة، وقد ms597 دعاها كذلك تيمنا باسم توفيق الأول الذي كان ~~متوليا عرش الخديوية المصرية، وحلت وفاة هذا الخديو ~~الحميد الأثر والمشهور بالعدالة سنة 1309 هجرية، فنظمنا ~~لوفاته تاريخا شعريا ننشره فيما يلي: # رحم الإله خديو مصر فقد ~~قضى # في هذه الدنيا حياة ~~صالحة # فطرت على حب التواضع ~~نفسه # وبنشر ذكراه ذكاء ~~الرائحة # كانت مناهجه الشريفة ~~للورى # مثلا وكفة عدله هي ~~راجحة # بالبر والتقوى تجارته ~~نمت # فغدت لدى عرش المهيمن ~~رابحة # ومزار توفيق لدى ~~تاريخه # يتلو عليه المؤمنون ~~الفاتحة # 1309 ~~§ # ظهرت ~~«الآداب» في أول عهدها سنة 1887 بهيئة جريدة، ثم حولها ~~مؤسسها الشيخ علي يوسف في 28 آب 1889 إلى مجلة على أثر ~~إصداره جريدة «المؤيد» في عاصمة وادي النيل، وكان يحررها ~~الكاتب الشهير محمد بك مسعود الذي أفرزنا له وللشيخ علي ~~يوسف ترجمة خاصة في [الكتاب الثالث - الباب الأول - الفصل ~~الخامس] من هذا الكتاب. ~~|| # نبت ~~آل زيدان ونبتت فيهم محبة الصحافة كأنها خلقت لهم وخلقوا ~~لها، تعاطوا هذه المهنة الشريفة فأحاطوا بكل أسرارها ~~وأجادوها إدارة وإنشاء وفنا، وقد بذلوا الجهد لإيصالها ~~في الشرق إلى أقصى ما بلغته من الإتقان والعظمة في الغرب. ~~أسس جرجي زيدان مجلة «الهلال» فكانت أصدق مثال لأرقى ~~المجلات في عهده، ولما انتقلت بالإرث إلى نجليه الفاضلين ~~إميل وشكري من بعده تكاتفا على إنمائها وزيادة تحسينها ~~وتوفير موادها صيانة لمقامها العلمي بين الناطقين بالضاد، ~~ثم شيدا للهلال دارا خاصة به سمياها «دار الهلال» ~~وجعلاها مركزا للصحف العديدة التي أنشئت بعنايتهما لخدمة ~~جميع طبقات الهيئة الاجتماعية، وإليك عناوينها ما عدا ~~«الهلال» القديم العهد وهي: «المصور » و«الفكاهة» و«كل شيء» ~~و«الدنيا المصورة» و«الكواكب» و«نشرة المعرض» ~~و«الصور # Images ~~» ~~الفرنسية، وهذه الأخيرة غايتها تنوير أذهان الغربيين عن ~~حقيقة ما يجري في مصر والعالم العربي بأسره، ولا نبالغ إذا ~~قلنا إن الصحف الزيدانية أحرزت رواجا لا يضاهيه رواج في ~~المحيط الأدبي لما تتناوله من الأبحاث الممتعة والحوادث ~~الرائعة والمبتكرات الشائقة. ~~¶ # طالع ~~ترجمة هذا الصحافي البيروتي الأصل ورسمه في [الكتاب الأول ~~- الصحافة العثمانية - الباب الثاني - الفصل ms598 ~~السابع]. # # صدرت ~~«مجلة مصر» باللغة الفرنسية وكانت أحيانا تنشر فصولا ~~باللسان العربي، ولد منشئها شارل غلياردو بك في صيدا سنة ~~1847 وتوفي سنة 1928 في مدينة القاهرة، وهو ينتمي إلى أسرة ~~من أقدم الأسر الفرنسية التي جاءت لبنان في أوائل القرن ~~التاسع عشر فامتزجت بأهاليه وعاشت بين ظهرانيهم بالوفاق ~~والمحبة، ومما يؤثر عن أفراد أسرته بالفخر أنهم أحبوا أهل ~~الشرق ودرسوا مثلنا اللغة العربية وتكلموا بها، وقد تولى ~~أبوه الدكتور غلياردو بك رئاسة مدرسة «قصر العيني» الطبية ~~في عهد الخديو إسماعيل والد جلالة الملك فؤاد الأول، وكان ~~تلامذتها يتلقون الدروس من الأساتذة في العهد المذكور ~~باللغة العربية دون سواها. قضى شارل غلياردو حياته الطويلة ~~في جمع الآثار القديمة والرسوم التاريخية والكتب النفيسة ~~التي تنحصر أبحاثها في الشرق والشرقيين، فألف منها متحفا ~~فريدا في بابه ونادرا من نوعه لم تقع عيننا على أنفس منه ~~في عاصمة وادي النيل، وقد سماه «متحف بونابرت» لأن الحكومة ~~المصرية أذنت له بأن يجعل ذلك المتحف في الدار التي سكنها ~~الجنرال بونابرت في القاهرة أثناء إقامة الحملة الفرنسية ~~في مصر، وكان شارل غلياردو من أحب الناس لدولته الفرنسية ~~وأمحضهم إخلاصا لها حتى إنه ضحى في سبيل مصالحها بمنصبه ~~العالي في الحكومة المصرية، وكان راتب هذا المنصب المورد ~~الوحيد للقيام بنفقات معيشته وإعالة أسرته، فاضطر بعد ~~اعتزاله الوظيفة أن يتقلب نيفا وأربعين سنة في عسر ~~مالي شديد، على أن الحكومة الفرنسية اعترفت له بهذه ~~التضحية وكافأته عليها بأن أنعمت عليه بوسام جوقة الشرف ~~بعد وفاته رحمه الله تعالى بالغا السنة الحادية والثمانين ~~من العمر. ~~** # طالع ~~ترجمة شاكر شقير في [الكتاب الثاني - الصحافة العثمانية - ~~الباب الثاني]. ~~†† # سبقت ~~ترجمة أحمد سمير في [الكتاب الثالث - الباب الثالث - الفصل ~~الخامس]. ~~‡‡ # تنتمي ~~لويزا حبالين إلى أسرة حبالين من بلدة زوق ميكائيل التي ~~اشتهر سكانها بفن تطريز المنسوجات الحريرية اللبنانية ~~بالذهب والفضة. وتعد لويزا حبالين أول صحافية عربية في ~~مدينة القاهرة، ومن مشاهير أسرتها الكاتب والخطيب والصحافي ~~إلياس بك حبالين الذي كان رئيس قلم الترجمة ms599 في مجلس النظار ~~بمصر، وقد نشرنا ترجمته في الصفحة 115 و116 من الجزء الأول ~~لتاريخ الصحافة العربية، ومنهم سليم حبالين منشئ جريدتي ~~«العدل» و«الوظيفة» في القاهرة سابقا. ~~§§ # صدرت ~~«الأجيال» بهيئة جريدة ثم بدأت منذ عددها الرابع تنشر ~~بشكل مجلة، فأعادت طبع الأعداد الثلاثة الأولى ليتسنى ~~للمشتركين تجليدها في سلخ السنة، وصاحب هذه المجلة ميخائيل ~~بن أنطون صقال حلبي الأصل ألمعنا في كتابنا [التوطئة - ~~الفصل الثالث] إلى قلة تدقيقه في مباحثه التاريخية، وجاء ~~في أول أعداد «الأجيال» أنها مبتكر المجلات العربية ~~المصورة، وذلك غلط ظاهر؛ إذ قد سبقها في هذه الحلبة بعض ~~الصحف الشهيرة كمجلة «النحلة» و«الاتحاد العربي» في لندن ~~للصابونجي وصحيفة «أخبار عن انتشار الإنجيل» للمرسلين ~~الأميركيين في بيروت ومجلة «العام الجديد» لنجيب غرغور في ~~الإسكندرية ومجلة «الابتسام» لروفائيل مشاقة في الإسكندرية ~~أيضا ومجلة «معلومات» لمحمد طاهر بك في الآستانة، وقس على ~~ذلك «المقتطف» و«الهلال» وغيرهما من المجلات العربية في ~~سائر الأنحاء، ولميخائيل صقال كتاب عنوانه «السمر في سكان ~~الزهرة والقمر» وصفه العلامة الأب لويس شيخو في كتابه ~~«الآداب العربية في القرن التاسع عشر: جزء ثان صفحة 120» ~~بما يأتي: «هو على شكل رواية فلسفية ... ادعى فيها الكاتب ~~بعض المدعيات الغريبة التي تبعد عن التصديق، أو قل إنها ~~تمويه وتلفيق ...» ولميخائيل صقال أيضا ديوان شعر انتقده ~~خليل مردم بك في مجلة «المجمع العلمي العربي» بدمشق (مجلد ~~5، صفحة 564-568) انتقادا مفصلا محكما نقتطف منه ما ~~يلي: «قرأت الديوان كله ولم أخرم منه حرفا واحدا حتى ~~فهرست الخطأ والصواب، ولكن لم يعلق بخاطري منه شيء ... ولم ~~أهتز لشيء ورد فيه اللهم إلا عند قوله: # يا أيها البطريك جرجس شلحت # يا أيها الحبر العظيم ويا ~~ويا # فلقد عرتني عند هذا البيت هزة عريان فوجئ بذنوب من ماء ~~بارد، ولكنها كانت هزة استهجان لا استحسان، حاولت أن أقع ~~على مزية للديوان تبوئه مكانا يشاكل شيخوخة صاحبه فحدقت ~~إليه وألقيت السمع عساني أجد ولو ذماء من روح الشاعرية ~~كامنا في تلك الأجسام الموزونة الموسدة المصفوفة ms600 فلم أجد، ~~ثم صوبت طرفي في هاتيك الأبيات لعلني أقف على صنعة جيدة ~~أو بناء مهندم أو رصف محكم أو سبك متين أو طلاء حسن ~~فما رأيت شيئا من ذلك، ولما يئست من هذا وذاك دعوت الله ~~أن يهديني فيه إلى معنى سائغ أو حكمة بالغة أو نادرة ~~طلية أو نكتة مستملحة فكنت كمن يتطلب في الماء جذوة نار، ~~لا مرية في أن سوء الطالع حاف بالديوان من كل أقطاره، ~~فهو مع خلوه من الشاعرية والصنعة اللفظية خال من كل موضوع ~~يهم القراء، فما فيه قصيدة وطنية أو مقطوعة اجتماعية كأن ~~صاحبه في معزل عن هذا العالم لا يشعر بما يشعر به أهل وطنه ~~إلخ إلخ.» ~~||| # طالع ~~ما نشرناه عن «المنار» وعن منشئه الشيخ محمد رضا في فهرس ~~جرائد القاهرة. ~~¶¶ # نحيل ~~القارئ إلى ما نشرناه عن أستاذنا العلامة اللغوي الشيخ ~~إبراهيم اليازجي في [الكتاب الثاني - الصحافة العثمانية - ~~الباب الثاني] من هذا الكتاب، وهو الذي أشار باستعمال لفظة ~~«مجلة» للدلالة على صحيفة دورية تصدر تباعا في أوقات ~~معينة، ومعناها الأصلي «صحيفة فيها الحكمة» كما ورد في ~~القاموس، فأثبتها الشيخ إبراهيم بمعناها العصري وتابعته في ~~هذا الاصطلاح جميع المجلات التي صدرت بعدها والتي كانت ~~قبلها، ثم شاعت هذه التسمية في جميع الأقطار شيوعا أجهز ~~على المعنى الأصلي حتى صار مهجورا بالمرة، فلا يتبادر ~~الآن إلى ذهن المطالع لدى عثوره على لفظة «مجلة» إلا ~~الصحيفة الدورية دون سواها، ولا يطلق أحد من كتاب العصر ~~هذه التسمية على «صحيفة فيها الحكمة» إلا إذا كانت تصدر ~~تباعا في أوقات محدودة، ومع ذلك إذا طالعت المعاجم ~~العصرية لا ترى فيها للفظة المذكورة معناها الحالي الشائع ~~بل معناها القديم المهجور. هكذا توفق العرب المولدون إلى ~~وضع أسماء لمسميات الصحافة الحديثة، وهو مطلب غير بعيد ~~على أهل هذه اللغة طلبوه بأسبابه ودخلوه من أبوابه. ## # بعد ~~ظهور العدد الثالث من «الشهباء» اعتزل أومير حكيم إدارة ~~هذه المجلة فاستقل بها عبد المسيح أنطاكي منفردا، ثم ~~تحولت إلى جريدة ثم أبدلها ms601 صاحبها بجريدة «العمران» في 16 ~~آذار 1902. ~~*** # إستير ~~أزهري هي إسرائيلية المذهب ولدت في بيروت وتعلمت في ~~مدارسها كل العلوم التي أهلتها لتكون من أرقى صحافيات ~~عصرها، ولما تزوجت الدكتور شمعون مويال سكنت في القاهرة ~~حيث أنشأت بتاريخ 1 آيار 1899 مجلة «العائلة» وحولتها في 1 ~~آذار 1904 إلى جريدة، ثم نزحت إلى يافا مع زوجها فأسسا في ~~16 كانون الثاني 1914 جريدة «صوت العثمانية» التي احتجبت ~~في أوائل الحرب العظمى، وبعد وفاة الدكتور شمعون مويال ~~التحقت بأولادها الذين سكنوا مدينة مرسيليا لأشغال ~~تجارية، وعاشت هناك. ~~††† # أحمد ~~زكي باشا هو أشهر من أن يذكر في العالم العربي بتآليفه ~~العلمية وآثاره الأدبية ومباحثه التاريخية ورحلاته ~~المفيدة، وبكل حق أطلق عليه الناطقون بالضاد لقب «شيخ ~~العروبة» لما يكنه في صدره من محبتهم وجمع كلمتهم وإعلاء ~~شأن لغتهم، وحسبه فخرا أنه أهدى خزائن كتبه الحافلة ~~بنوادر الأسفار ونفائس المخطوطات إلى دار الكتب المصرية، ~~وهي مأثرة سنية تدل على عبقريته وتخلد ذكره الميمون جيلا ~~بعد جيل. ~~‡‡‡ # الشيخ ~~يوسف الخازن هو علم من أعلام لبنان ومفكريه وعضو في مجلسه ~~النيابي سابقا، يشار إليه بالبنان بقوة الحجة وأصالة ~~الرأي، اشتغل بالصحافة في مصر ولا سيما في جريدة «الوطن» ~~زمنا طويلا، ثم أنشأ هناك صحيفة «الأخبار» في 29 تموز ~~1896 ومجلة «الخزانة» في 1 تموز 1900 وجريدة «بريد الأحد» ~~في شهر تشرين الثاني 1902. ~~§§§ # توقفت ~~هذه المجلة عن النشر عندما انتقل أحد منشئيها الدكتور أديب ~~زيات الدمشقي الأصل إلى عاصمة الفرنسيس وسكن فيها. ~~|||| # سميت ~~هذه المجلة بهذا العنوان «نفير الحرب»؛ لأنها كانت تنشر ~~حوادث الحرب الشهيرة التي نشبت بين دولتي روسيا واليابان ~~عام 1904 في الشرق الأقصى، وانتهت بفوز الدولة الثانية على ~~الأولى. ~~¶¶¶ # للدكتور ~~عبد العزيز نظمي شهرة بعيدة بين أطباء مصر العاملين فإنه ~~ما عدا الكتب الطبية الوافرة التي ألفها نجد له مآثر ~~جليلة في خدمة الإنسانية المتألمة، فقد سعى في تأسيس جمعية ~~«رعاية الأطفال» لحماية البائسين منهم وتحسين أحوالهم بقدر ~~المستطاع، وانضوى تحت لواء هذه الجمعية كثير من أهل الفضل ~~والثروة والجاه في القطر المصري. ### # هو ~~علم من أعلام ms602 الناطقين بالضاد في هذا العصر، وعضو المجمع ~~العلمي العربي في دمشق، وشيخ الصحافيين الأحياء على ~~الإطلاق بعد العلامة الدكتور فارس نمر والشيخ عبد القادر ~~قبالي، ومؤسس جريدة «مرآة الشرق» سنة 1879 في القاهرة، ~~وصاحب مجلة «مرآة الأخلاق» وهي أقدم مجلة عربية صدرت في ~~عاصمة بني أمية، ومنشئ غير ذلك من الصحف في سوريا ووادي ~~النيل كما رأيت، ومؤلف كتب شتى ودواوين شعرية تشهد له ~~بطول الباع نثرا ونظما، وحامل أوسمة عديدة من دول الشرق ~~والغرب تنطق بفضله وتحدث عن وجاهته، وقد تكرم بتقريظ ~~كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» بقصيدة عصماء نقتطف منها ~~ما يأتي: # للشهم فيليب آثار تسجلها # أيدي الفخار بأقلام من ~~الذهب # لو كان في الناس والدنيا ~~مكافأة # قامت تماثيله في الشرق ~~كالنصب # أحيا لنا نحن أرباب الصحافة من # دون الورى أثرا يبقى مدى ~~الحقب # إلى أن قال في الختام: # هذا هو الفضل لا ما يستعز ~~به # أهل الغباوة من مال ومن ~~نشب # فلينشر المجد والعليا محامده # في البر والبحر من قطب إلى ~~قطب ~~**** # تبحث ~~مجلة «طوالع الملوك» في السحر واستحضار الأرواح وتفسير ~~الأحلام والتنويم المغناطيسي وغير ذلك من الخرافات ~~والأباطيل، ولحسن حظ هذه المجلة وسوء طالع قرائها وجدت ~~كثيرا من العقلاء يؤمنون بكتاباتها ويصدقون كل ما تنشره ~~من النبوءات الملفقة، وبيانا لحقيقة حال هذه المجلة ~~المضللة نوجه الأنظار إلى ما ورد عن وصفها في جريدة ~~«الوجدان» الطرابلسية (عدد 48، سنة أولى) وفي جريدة ~~«المحروسة» في القاهرة بتاريخ 4 كانون الثاني 1912. ~~†††† # لا ~~نعرف مجلة نسائية قبل «فتاة الشرق» وبعدها بلغت هذا الشوط ~~البعيد من الجهاد الأدنى وهي دائبة في الانتشار بلا ~~انقطاع، يرجع الفضل في ثباتها ونموها ورواجها إلى منشئتها ~~الكاتبة الشهيرة لبيبة هاشم التي شيدت لبنات جنسها بمجلتها ~~صرحا خالدا في دولة الأدب والبيان، ولدت السيدة لبيبة في ~~بيروت وكان يدعى والدها ناصيف ماضي، ثم نزحت مع أسرتها في ~~مطلع القرن العشرين إلى القاهرة حيث انصرفت إلى درس اللغة ~~العربية على العلامة الشيخ إبراهيم اليازجي، وتعلمت منه ~~أيضا الخط الفارسي الجميل فأجادته ms603 كل الإجادة، وفي سنتي ~~1911 و1912 عينتها الجامعة المصرية أستاذة في القسم ~~النسائي وعهدت إليها إلقاء محاضرات في التربية، وعام 1919 ~~وجهت إليها الحكومة العربية بدمشق وظيفة التفتيش بوزارة ~~المعارف فقامت بهذه المهمة خير قيام، وعام 1931 سافرت إلى ~~جمهورية تشيلي في أميركا الجنوبية حيث أنشأت بتاريخ 15 ~~أيلول 1923 مجلة «الشرق والغرب» في مدينة سنتياغو، وفي ~~السنة التابعة رجعت إلى وادي النيل واستأنفت تحرير «فتاة ~~الشرق» بقلمها السيال ونشاطها المعهود، وقد زينا مطلع ~~الجزء الأول من هذا الكتاب برسمها الجميل فليطالع في ~~مكانه. ~~‡‡‡‡ # إذا ~~ذكرنا جرجس فيلوثاوس عوض تبادر إلى الذهن ذلك الرجل القبطي ~~الصميم الحريص على أمجاد قومه والمغرم بنبش آثارهم ~~والتنقيب عن أخبارهم، ألف ونشر كتبا شتى مبتكرة في ~~بابها تدل على هيامه بكل ما هو قبطي أو له علاقة بالأقباط، ~~وطاف مرارا صعيد مصر وفلسطين ولبنان وسوريا متحملا ~~المشاق بالرغم من تقدمه في السن؛ لمشاهدة أديار بني جنسه ~~والعثور على مخلفاتهم ومخطوطاتهم القديمة. عرفناه بالذات ~~فأعجبنا بهمته وأخلاقه الطيبة ومعلوماته الواسعة، وله ~~أيضا «المجلة القبطية» التي أنشأها في شهر نيسان 1907 ~~وتقويم سنوي يعرف باسم «النتيجة القبطية» بدأ ظهوره سنة ~~1930. ~~§§§§ # ظهر ~~العددان الأولان من هذه المجلة بعنوان «الفتى العصري». ~~||||| # صدرت ~~مجلة «القطر المصري» في 24 نيسان 1908 لأنه في مثله من ~~العام السابق وصل السير الدون غورست المعتمد البريطاني ~~بمصر إلى القاهرة، وخطة هذه المجلة المناداة بالعداء ~~للاحتلال الإنكليزي وانتقاد سياسة ممثله المشار إليه كما ~~كانت الحال مع سلفه اللورد كرومر، وبعد صدور بضعة أجزاء ~~منها تحولت إلى جريدة أسبوعية فكانت لها شهرتها، ولم يبق ~~عظيم إلا عرفها وقرأها حتى إن الخديو نفسه كان يقرؤها ~~خلافا لعادته ولا يطالع سواها من الصحف المصرية، وكان ~~ضباط الجيش المصري من عاضديها حتى إن حكومة السودان لما ~~قررت منع دخول هذه الجريدة إلى بلادها كان أولئك الضباط ~~يخفونها في طيات ملابسهم، وكان العمال أيضا من أنصارها ~~حتى إن مقالتين منها كانتا كافيتين لإحداث اعتصام موظفي ~~التراموي في القاهرة ثلاثة أيام متواليات، ولم يستطع ~~البوليس أن يقاوم تأثير ms604 هذا الحادث إلا بالعصا والسلاح، ~~وكانت ثلاث مقالات من هذه الجريدة كافية لاستياء غرفة ~~التجارة ولتحامل الصحف الإنكليزية على أحمد حلمي؛ لأنه ~~بين للمصريين وجوب مقاطعة البضائع الإنكليزية؛ لأن رواج ~~تلك البضائع في مصر وترويجها على الدوام هو علة الاحتلال ~~البريطاني لوادي النيل، ولما كشف أحمد حلمي صاحب جريدة ~~«القطر المصري» الستار عن المعايب المتفشية في المعية ~~الخديوية ولا سيما بيع الرتب والأوسمة للأعيان؛ قامت عليه ~~القيامة وسعى به الأعداء لدى أمير البلاد، فمثلوه للخديو ~~كعدو عامل على دعوة الأمة المصرية للخروج عليه وانتزاع ~~الملك من أسرته، ولما نشر أحمد حلمي خطبته التي ألقاها على ~~نحو خمسة وعشرين ألفا من المصريين في تظاهرة 8 آذار 1909 ~~بساحة الأوبرا دفاعا عن الدولة العثمانية رفعت عليه دعوى ~~من النيابة العامة، وكانت نتيجة ذلك صدور الحكم عليه ~~بالحبس ستة عشر شهرا وتعطيل جريدته مدة ستة شهور وهو أقصى ~~عقوبة في القانون، وبعد انتهاء الستة الأشهر عاد «القطر ~~المصري» إلى الظهور في 23 تشرين الأول 1909 وصاحبه في ~~السجن، فاختار أحمد حلمي لإدارة سياسة جريدته رجلا ~~إيطاليا يسمى جبريل إسكوردينو فنهج فيها على المبدأ الذي ~~أنشئت له، ولكنها لم تلبث ثلاثة شهور حتى اجتمع مجلس ~~الوزراء برئاسة بطرس باشا غالي وقرر تعطيل الجريدة مؤبدا؛ ~~لأنها انتهكت حرمة صاحب العرش المصري، وبعد خروج أحمد حلمي ~~من السجن انضم إلى محرري جريدة «العلم» التي كانت لسان ~~حال الحزب الوطني، ونشر كتابا عن السجون المصرية في عهد ~~الاحتلال الإنكليزي ألم فيه بكل ما له علاقة بهذا ~~الموضوع من عهد الرومان إلى الآن. ~~¶¶¶¶ # اشتهر ~~أقلوديوس بن يوحنا لبيب الميري بمعرفة اللغة المصرية ~~القديمة أي الهيروغليفية، وهو أول قبطي تعلمها وأحكم ~~أصولها واشتغل بها وأنشأ لها مجلة «الآثار المصرية»، وتفرد ~~أيضا بإتقان لغته القبطية التي ألف فيها ونشر بالطبع بعض ~~كنوزها العلمية، وقد عين أستاذا أول لهذه اللغة في ~~المدرسة الكهنوتية القبطية ومفتشا للقسم القبطي الأثري ~~سنة 1884 في دار الآثار المصرية بالقاهرة، وبلغ هيامه ~~باللغة القبطية التي اندثرت أو كادت تندثر مبلغا غريبا ms605 ~~حتى إنه كان يسعى في إحيائها بكل الوسائل الفعالة. وروى ~~لنا رجل يوثق بكلامه أن أقلوديوس لبيب علم ذويه وآل بيته ~~حتى النساء والأطفال تلك اللغة القبطية البائدة ولم يك ~~يتكلم معهم إلا بها، وأنشأ سنة 1900 مجلة «عين شمس» جعل ~~نصفها عربيا والنصف الآخر قبطيا، ومن مفاخره أنه كان ~~عضوا في المؤتمر الأثري الدولي الثاني المنعقد في نيسان ~~1900 بالقاهرة فأدى له خدما وافرة، وقد اعتمد المؤتمر على ~~خبرة أقلوديوس لبيب ومعارفه الواسعة ففوض إليه تأليف اثني ~~عشر بحثا ذكرت عناوينها في مقدمة المجموعة الثانية عشرة ~~من النبذة الأولى لمجلة «الآثار المصرية»، فنحيل هواة هذه ~~المباحث إلى مطالعتها. #### # ليس ~~من يجهل اسم الشيخ عبد العزيز جاويش في البلاد الشرقية؛ ~~فإنه كان من أكبر قادة الحركة الوطنية المصرية ورئيسا ~~لتحرير جريدة «اللواء» التي أسسها مصطفى كامل باشا في ~~القاهرة، ونظرا لاستهلاكه في سبيل استقلال مصر اتفقت كلمة ~~المصريين قاطبة على وجوب تكريمه ومكافأة جهاده؛ فأنشئوا ~~له وساما خاصا به سموه «وسام الشعب» وأهدوه إليه في ~~مهرجان عظيم لم يسبق له مثيل، وقد رأى الإنكليز من ~~مصلحة سياستهم أن يبعدوه عن وادي النيل فلجأ الشيخ عبد ~~العزيز إلى الآستانة حيث أنشأ بتاريخ 16 آذار 1912 جريدة ~~«الهلال العثماني» التي عاشت عامين، وأثناء الحرب العظمى ~~أوعز إليه الباب العالي أن ينشر مجلة «العالم الإسلامي» ~~تعزيزا لمقام الخلافة وتحريضا للمسلمين على محاربة أعداء ~~السلطنة العثمانية، وكان صدور هذه المجلة في 4 آيار ~~1916. ~~***** # إسكندر ~~شلفون لبناني الأصل عكف على فن الموسيقى الشرقية ونبغ فيها ~~حتى صار من أقطابها المعدودين في هذا العصر، وتعد مجلته ~~«روضة البلابل» باكورة المجلات الموسيقية في اللسان العربي ~~وسائر لغات الشرق الأدنى. ~~††††† # عاشت ~~هذه المجلة السورية في القطر المصري أربعة أعوام كاملة، ~~وفي عامها الخامس انتقلت إلى لبنان متخذة لنفسها عنوانا ~~جديدا وهو «المجلة البطريركية» مع المثابرة على الخطة ~~التي اتبعتها في وادي النيل. ~~‡‡‡‡‡ # ظهرت ~~هذه المجلة لمنشئها أحمد السعيد نعمان في 4 شباط 1928 وما ~~كادت تبرز للوجود حتى انطفأ سراجها فأعاد صاحبها نشرها في ~~25 تشرين ms606 الثاني من السنة ذاتها، وقد ابتدأ بالعدد الأول ~~في كلا التاريخين فوجب إثبات عنوان هذه المجلة ~~مرتين. ~~§§§§§ # السيد ~~محمد الخضر حسين تونسي المحتد أنشأ مجلة «السعادة العظمى» ~~بتاريخ 2 نيسان 1904 في عاصمة بلاده، وهي باكورة جميع ~~المجلات العربية على الإطلاق في جميع أنحاء المملكة ~~التونسية، ثم نزح إلى مصر حيث اشتغل بالأدب والصحافة وأحرز ~~منزلة محترمة بين سكان وادي النيل. ~~|||||| # ظهر ~~«الصباح» في 2 آذار 1921 بهيئة جريدة لمنشئه حسن حافظ، ثم ~~تحول إلى مجلة عام 1929 بعناية صاحبها ورئيس تحريرها مصطفى ~~إسماعيل القشاشي. ~~¶¶¶¶¶ # صدرت ~~مجلة «أبو الهول» أولا بشكل جريدة تاريخها 9 تشرين الثاني ~~1920. ##### # وفينا ~~حق هذا الكتاب الشهير والصحافي القديم في الترجمة التي ~~نشرناها له في [الكتاب الثالث - الباب الأول - الفصل ~~الأول]، فنحيل القارئ اللبيب إلى مطالعتها في ~~مكانها. ~~****** # هي ~~باكورة الصحف النسائية في لسان الناطقين بالضاد، وتعتبر ~~منشئتها السيدة هند نوفل البيروتية المولد أولى الصحافيات ~~في لغتنا الشريفة، وقد وردت أخبار مجلة «الفتاة» مع ما ~~سلفها من مجلات الإسكندرية الواردة أعلاه في الجزء الثالث ~~من كتابنا «تاريخ الصحافة العربية». ~~†††††† # جرت ~~عادة الصحف الغربية الراقية أن تصدر في رأس كل سنة جديدة ~~عددا ممتازا بحجم أكبر من حجمها الاعتيادي تقدمه هدية ~~إلى مشتركيها، ويكون هذا العدد مزينا بالرسوم البهية ~~ومرصعا بالمقالات المختلفة المواضيع، ولم يقتصر الأمر ~~على الصحافيين، بل إن هنالك كثيرين من فحول كتاب الإفرنج ~~المشهورين في عالم الإنشاء والأدب يصدرون في مطلع كل عام ~~جديد صحفا بأسمائهم ويبيعونها الراغبين في مطالعة أقوالهم ~~بأسعار غالية، وترى القوم في تلك الأقطار الغربية يرقبون ~~بذاهب الصبر صدور الأعداد السنوية المخصوصة فيتهافتون ~~عليها تهافت الجياع على القصاع؛ لما تحويه من جزيل الفوائد ~~التي لا يتسنى الظفر بها في غير تلك الأعداد. وأول كاتب ~~عربي تشبه بأولئك الصحافيين والكتاب وحذا حذوهم في هذا ~~الأسلوب إنما هو نجيب غرغور المستتر تحت اسم «حاجب فضلي» ~~في أكثر الفصول التي نشرها على صفحات الجرائد، فإنه أتحف ~~أدباء الشرق في غرة سنة 1895 بمجلته «العام الجديد» ~~المصورة، وهي الأولى من نوعها ms607 عندنا، جرى فيها منشئها ~~المتفنن مجرى الصحافيين الغربيين ومشاهير كتابهم كما سبق ~~الكلام، وقد جاء عمله المبتكر مدعاة إلى الإعجاب في ~~بلادنا؛ إذ أضاف إلى سلسلة الصحف حلقة جديدة كان الشرقيون ~~في افتقار إليها. ~~‡‡‡‡‡‡ # عاشت ~~مجلة «أنيس الجليس» عشرة أعوام ونالت من الصيت البعيد ما ~~لم تنله مجلة نسائية سواها قبل ذلك العهد، وحسبنا برهانا ~~على ذلك أنها كانت تقرأ في قصور السلاطين والملوك والأمراء ~~والأعيان في جميع البلاد الشرقية؛ ولذلك فإن منشئتها ~~السيدة ألكسندرا أفيرينوه أحرزت جاها كبيرا وذكرا ~~مستطابا في عالم الصحافة والأدب، وإليك ما كتبه عنها سليم ~~بك عنحوري (مجلة الشتاء، عدد 1، صفحة 8، سنة 1) قال: ~~«وإنما لكل قاعدة شواذ فإن الكاتبة الفاضلة السيدة ~~ألكسندرا أفيرينوه هي المرأة الشرقية الوحيدة التي أقدمت ~~على مشروع أدبي علمي، ونهضت بأعبائه أتم نهوض، وثبتت ~~فيه أعواما جمة بهمة عادت عليها وعلى بنات جنسها ~~بالفائدة والنفع، بينا نرى أترابها يصرفن الأيام جزافا ~~أمام المرآة وهن يحسبن سفر المرأة عارا، وارتزاقها بمهنة ~~شريفة ذلا، وقيامها بالمشروعات الخطيرة كالصحافة ~~والخطابة والتأليف قحة.» والأميرة ألكسندرا هي بنت قسطنطين ~~بن نعمة الله خوري المشهور بالذكاء والثروة والكرم، ولدت ~~عام 1872 في بيروت وتثقفت في مدرسة راهبات المحبة، ثم نزحت ~~مع أسرتها إلى الإسكندرية حيث أنشأت مجلتها المشار إليها ~~ومجلة # Lotus # الفرنسية، وقد ~~تزوجت السيد ملتيادي أفرينوه فرزقت أولادا ربتهم أحسن ~~تربية. وكما أنها نالت مقاما عاليا في عالم الأدب أحرزت ~~كذلك مكانة رفيعة لدى الملوك والسلاطين؛ ففي عام 1901 ~~منحها مظفر الدين شاه إيران لقب «كوكب الشرق» وأنشأ لأجلها ~~وساما خاصا بالنساء أتحفها به مع رسمه موقعا بخطه، وفي ~~تموز 1903 شهدت حفلة السلاملك الهمايوني بالآستانة فأنعم ~~عليها السلطان عبد الحميد بوسام الشفقة من الدرجة الأولى ~~مرصعا بالحجارة الكريمة، ولما التأمت جمعية «السلم ~~العام» سنة 1900 في باريس انتدبت ألكسندرا لتمثيل سيدات ~~مصر فيها، فأنشأت حينئذ لمصر راية سلام مخصوصة جعلتها ~~تخفق بين رايات سائر الدول، وكانت الأميرة فيزينوسكا ~~الإيطالية رئيسة تلك الجمعية فتعرفت ألكسندرا إليها وحظيت ~~بصداقتها وثقتها، ولم يكن ms608 للأميرة فيزينوسكا أولاد يرثون ~~عنها لقبها الشريف، فأعلنت في وصيتها الأخيرة عن رغبتها في ~~أن ينتقل لقب الإمارة بعد وفاتها إلى السيدة ألكسندرا مع ~~الحق بتسلسل هذا النعت الشريف في ذريتها من بعدها. على أن ~~الأمير فيزينوسكا بعد وفاة الأميرة كتب إلى السيدة ~~ألكسندرا يخبرها بمآل وصية زوجته، فأجابته صاحبة الترجمة ~~شاكرة له هذا العطف النبيل ومستمطرة على ضريح الأميرة ~~الفقيدة شآبيب الرحمة، وقد صدق فيكتور عمنوئيل الثالث ملك ~~إيطاليا تحويل هذا اللقب الشريف إلى أسرة أفيرينوه، ~~وللأميرة صاحبة «أنيس الجليس» مآثر أدبية شتى فإنها عربت ~~رواية «شقاء الأمهات» ونظمت القصائد البديعة في مواضيع ~~مختلفة، وطبعت ديوان الشيخ نجيب الحداد ومرائيه اعترافا ~~بفضله على مجلتها التي كان هو وأخوه الشيخ أمين يحرران ~~فيها، وطبعت على نفقتها ديوان «شعر النحلة» فقرظها ناظمه ~~الدكتور لويس صابونجي بهذه الأبيات التي أثبتها تحت رسم ~~الأميرة في صدر الديوان وهي: # هذا مثال التي للخير ساعية # كأنها البدر عند السعي ~~يكتمل # قد قارن الحسن إحسانا بها ~~ولكم # غدت من الحسن للإحسان ~~تنتقل! # لها شهود جمال من محاسنها # بذا المثال الذي تزهو به المقل # ومن يشأ شاهد الإحسان عن بعد # فطبعها لكتابي الشاهد ~~الجلل # على أن الدهر لم يصف للأميرة ألكسندرا زمنا طويلا؛ إذ ~~منيت بخسائر مالية فادحة أضرت بها وعانت بسببها متاعب ~~جمة، ثم نزح أولادها إلى إنكلترا سعيا وراء الرزق، ~~فتبعتهم بعد الحرب العظمى، وهناك توفيت عام 1927 في لندن، ~~وكانت ألكسندرا كثيرة الوفاء فصيحة اللسان جميلة الخلق ~~والخلق تحن إلى كل عمل خيري أو مشروع أدبي. ~~§§§§§§ # برزت ~~«مجلة السيدات والبنات» للوجود في الإسكندرية بتاريخ 1 ~~نيسان 1903 واحتجبت عن قرائها في ختام عامها الثاني، ثم ~~عادت إلى الظهور في عامها الثالث بتاريخ تشرين الثاني 1921 ~~وعنوانها «مجلة السيدات» فقط، وقد تولت تحريرها من ذاك ~~الحين منشئتها الفاضلة روز أنطون بالاشتراك مع زوجها ~~الكاتب الألمعي نقولا حداد، ومن ذاك العهد انتقلت إدارة ~~هذه الصحيفة إلى عاصمة وادي النيل ولم تزل، وفي عامها ~~الرابع عرفت بعنوان «مجلة السيدات والرجال» واستقرت ms609 عليه ~~حتى الآن، ومن مميزاتها أنها تفردت بما تنشره من الروايات ~~المسلسلة أو الروايات الصغيرة في كل عدد، ومن أشهر ~~رواياتها المسلسلة «تكون الوحدة العربية» المنطوية على ~~ثلاث روايات. ~~||||||| # لهذه ~~الصحيفة عهدان: برزت في أولهما كمجلة أدبية ثم قدر لها ~~بعد ذلك أن تحتجب عن قرائها زمانا غير يسير، ويبتدئ عهدها ~~الثاني في 31 آذار 1930 حيث ظهرت بشكل جريدة سياسية ~~اجتماعية، وقد اتبع منشئها الفاضل السيد زكريا أحمد رشدي ~~برنامجا خاصا سنورده في جزء تابع من كتابنا ~~هذا. ~~¶¶¶¶¶¶ # ظهر ~~«التاج المصري» بهيئة مجلة أولا ثم تحول سنة 1930 إلى شكل ~~جريدة. ###### # نشأت ~~«الأقلام» في 14 تشرين الثاني 1927 بشكل جريدة ثم حولها ~~منشئها إلى مجلة عام 1929. # مجلات السودان # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«الخرطوم» عاصمة السودان ~~(1) ~~⊙ # المنارة ~~المرقسية ~~⋆ # القمص مرقس ~~سرجيوس ~~* # 11 أيلول 1912 ~~* # لما ~~انتقل القمص مرقس سرجيوس من مدينة الخرطوم حاضرة السودان ~~وسكن في عاصمة وادي النيل نقل إليها أيضا إدارة مجلته ~~المذكورة أعلاه، وهي لم تزل تصدر حتى الآن كما أشرنا إلى ~~ذلك في فهرس مجلات القاهرة تحت رقم 465 صفحة 320 فوجب ~~التنبيه، غير أنه أبدل عنوان المجلة وجعله «المنارة ~~المصرية» منذ سنة 1933 وهكذا أزال عنها صبغتها ~~الدينية. # مجلات المملكة التونسية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~«تونس» العاصمة ~~(1) # السعادة العظمى # محمد الخضر بن الحسين # 2 نيسان 1904 ~~(2) # خير الدين # محمد الجعايبي # 27 آذار 1906 ~~(3) # تونس # جبرائيل ~~إنكيري ~~* # وصالح ~~بن محمود # 15 تشرين الأول 1906 ~~(4) # النصيحة # محمد الصادق بن إبراهيم # 14 حزيران 1908 ~~(5) # الثريا # بنعيسى بن الشيخ أحمد # 22 نيسان 1909 ~~(6) # المدرسة # عبد الرزاق الغطاس # 1 كانون الثاني 1911 ~~(7) # إرشادات للفلاحة # إدارة المصالح الاقتصادية الأهلية # 1 كانون الثاني 1914 ~~(8) # مجلة التعليم العربي # الجمعية الودادية لمعلمي اللغة ~~العربية # 21 شباط 1920 ~~(9) # مجلة الآداب # عبد الرحمن سومر # 17 تموز 1920 ~~(10) # البدر # محمد العربي المشيرفي # 31 تموز 1920 ~~(11) # العالم الأدبي # زين العابدين السنوسي # آب 1923 ~~(12) # الطرائف الأدبية # محمد المرساوي # 27 تشرين الأول 1927 # ثانيا: مدينة ~~سوسة ~~(1) # تحقيق الأمل # 3 آب 1905 ~~* # جبرائيل ~~إنكيري هو لبناني الأصل واسع الاطلاع بدأ حياته الصحافية ~~بنشر مجلة «تونس» في 15 تشرين الأول 1906 في عاصمة المملكة ~~التونسية، وقد أنشأها باللغتين العربية ms610 والفرنسية مع ~~صديقه الأديب وزميله السيد صالح بن محمود صاحب جرائد ~~«تونس» و«الترقي» و«لسان الأمة» المار ذكرها في الصفحة 252 ~~من هذا الجزء، ثم هبط جبرائيل إنكيري وادي النيل حيث اشتغل ~~بالصحافة فأنشأ جريدة «الدلتا» العربية الفرنسية سنة 1912 ~~في مدينة المنصورة، وبعد ذلك ابتاع من جورج فييه جريدة ~~«جورنال دي كير» الفرنسية وهي الآن منتشرة انتشارا واسعا ~~وتعد من كبريات صحف القاهرة. # مجلات الجزائر (المغرب الأوسط) # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: عاصمة ~~الجزائر ~~(1) # الإحياء # جان ~~ديريو ~~* # 14 شباط 1907 ~~(2) # الفاروق # عمر بن قدور # 8 تشرين الأول 1920 # ثانيا: مدينة ~~قسنطينة ~~(1) # الشهاب # عبد الحميد بن باديسي # 1924 ~~* # طالع ~~رسم هذه الصحافية الشهيرة في [التوطئة - الفصل الأول] من ~~هذا الكتاب، وهذه السيدة الفرنسية الأصل هي منشئة باكورة ~~المجلات العربية في عاصمة الجزائر، وتعرف في كتاباتها ~~ومؤلفاتها باسم «جمانة رياض» أو «فاطمة الزهراء»، وأحرزت ~~الجائزة الأولى في آداب اللغة العربية عام 1911 بين جميع ~~طلبة مدرسة اللغات الشرقية الحية في باريس، وحلت وفاتها ~~عام 1914 في العاصمة المذكورة فكان لمنعاها رنة أسف شديد ~~لدى عارفي فضلها من الأدباء والمستشرقين، ولدينا من آثارها ~~رحمها الله تعالى رسائل شتى مكتوبة بخطها المغربي الجميل. # مجلات مراكش (المغرب الأقصى) # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~طنجة ~~(1) # الصباح # وديع كرم # 15 آب 1908 # مجلات سلطنة زنجبار # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: زنجبار ~~العاصمة ~~(1) # الجازيت المعلن بالبشائر والأسرار # رسمية # 24 كانون الأول 1899 # | القسم الثالث # في فهارس صحافة أوروبا منذ تكوين الصحافة العربية ~~إلى ختام السنة 1929 # الباب الأول # | فهارس جميع الجرائد العربية في أوروبا # يتضمن فهارس جميع الجرائد العربية في أوروبا على الإطلاق. # وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مراكز هذه الصحف في الأصقاع المذكورة. ~~*** # جرائد الدولة التركية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~القسطنطينية ~~(1) # مرآة الأحوال # رزق الله ~~حسون ~~* # 1855 ~~(2) # السلطنة # إسكندر شلهوب # 1857 ~~(3) # الجوائب ~~† # أحمد فارس الشدياق # تموز 1861 ~~(4) # السلام # جبرائيل ~~دلال ~~‡ # 23 تموز 1879 ~~(5) # الاعتدال ~~§ # أحمد قدري # 29 آب 1883 ~~(6) # السلام # الحاج صالح الصائغي # 1885 ~~(7) # الإنسان # حسن حسني باشا الطويراني # 11 نيسان 1886 ~~(8) # الحقائق ms611 # إبراهيم أدهم # 28 تشرين الثاني 1888 ~~(9) # البيان # محمد باشا المخزومي # 31 آب 1893 ~~(10) # المعلومات ~~|| # محمد طاهر بك # 13 آذار 1895 ~~(11) # سياحتي # الدكتور لويس صابونجي # 1896 ~~(12) # الكوكب العثماني # محمود زكي # 11 نيسان 1900 ~~(13) # المنير ~~¶ # عبد الحميد الزهراوي # 1903 ~~(14) # المساواة # # محمد باشا المخزومي # 9 آب 1908 ~~(15) # القسطاس # محمد كريمة ومحمد المجذوب # 13 آب 1908 ~~(16) # طاووس # فريد حاج # 1908 ~~(17) # الأوفوروك # 22 آب 1908 ~~(18) # شمس العدالة # رشيد حاج والأمير خليل شهاب # 16 أيلول 1908 ~~(19) # الدستور # أحمد باشا الزهير # 4 تشرين الأول 1908 ~~(20) # كلمة الحق # جرجي بك حرفوش # 10 تشرين الأول 1908 ~~(21) # العدل # محمد صفا بك # 5 تشرين الثاني 1908 ~~(22) # بروتستو # محمد صفا بك # 22 كانون الأول 1908 ~~(23) # الإخاء العثماني # شفيق بك ~~المؤيد ~~** # 21 كانون الثاني 1909 ~~(24) # شمس الحقائق # الأمير خليل شهاب # 1909 ~~(25) # العرب # محمد عبيد ~~الله ~~†† # 3 شباط 1909 ~~(26) # دار الخلافة # عبد الوهاب عبد الصمد # 3 آذار 1910 ~~(27) # الانتقاد # عبد الرزاق البغدادي # 20 آذار 1910 ~~(28) # الحضارة # عبد الحميد الزهراوي وشاكر الحنبلي # 14 نيسان 1910 ~~(29) # الفردوس # محمد المقحفي # 9 كانون الثاني 1911 ~~(30) # المدنية # عبد الحميد الزهراوي # 21 كانون الأول 1911 ~~(31) # شركة الأخبار الصحافية # إبراهيم سليم نجار # 2 كانون الثاني 1912 ~~(32) # الإدارة # عبد الحميد الزهراوي وكامل الأسعد # 11 كانون الثاني 1912 ~~(33) # الحق يعلو # ح. وهبة # 10 آذار 1912 ~~(34) # الهلال العثماني # الشيخ عبد العزيز جاويش # 16 آذار 1912 ~~* # إن ~~أول كاتب ناطق بالضاد أصدر باسمه صحيفة عربية في ~~الخافقين هو رزق الله حسون الحلبي المولد والأرمني ~~المحتد، فإنه أنشأ جريدة «مرآة الأحوال» سنة 1855 في ~~الآستانة أثناء حرب القرم الشهيرة وأودعها نفثات قلمه ~~السيال؛ ولأجل ذلك يمكننا أن نسميه بكل حق جد الصحافيين في ~~اللسان العربي على الإطلاق، راجع ترجمته في [الكتاب الأول ~~- الباب الثاني - الفصل السابع]. ~~† # طالع ~~أخبار هذه الجريدة وترجمة مؤسسها العلامة في [الكتاب الأول ~~- الباب الثاني - الفصل السابع] وكان أحمد فارس الشدياق ~~أول من استعمل لفظة «جريدة » للدلالة على النشرات الدورية ~~والصحف السيارة، ومذ ذاك الوقت شاع اسم «الجريدة» لدى جميع ~~الصحافيين والكتاب بمعناها العصري. ولشقيقنا البكر الكنت ~~أنطون دي طرازي تاريخ شعري نظمه عند وفاة صديقه الشيخ ~~أحمد فارس الشدياق ونقل جثمانه سنة 1887 من القسطنطينية ~~إلى لبنان مسقط رأسه قال: # باليمن وافى اليوم مسقط ~~رأسه # علم بأرض فروق وافاه ~~الردى # ستين عاما قد قضى ~~متغربا # فالعود أحمد بعدما طال ~~المدى # للحازمية شيعوا جثمانه # فعلا ms612 النواح مجددا ~~ومرددا # وأخو الرشاد بنى له في ~~قلبه # لحدا يظل العمر فيه ~~ملحدا # وبنو القوافي والحمية ~~أرخوا # ترثي الحمية والقوافي ~~أحمدا # 1887 ~~‡ # انظر ~~رسم جبرائيل دلال وترجمته في [الكتاب الثاني - الصحافة ~~العثمانية - الباب الرابع] من كتابنا هذا. ~~§ # كانت ~~جريدة «الاعتدال» تنشر باللغتين العربية والتركية، وكان ~~هذا شأن كثير من الصحف العربية التي صدرت بدار الخلافة في ~~أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ~~|| # كانت ~~جريدة «المعلومات» أقدم جميع الصحف المصورة وأرقاها في ~~عاصمة السلاطين الأتراك، وكانت تطبع بلغات ثلاث وهي: ~~العربية والتركية والفارسية. ~~¶ # هي ~~جريدة أصدرها عبد الحميد الزهراوي وكان يطبعها على ~~الجلاتين ثم يوزعها سرا ويظاهر بها شبان الأتراك ~~القائلين بالدستور ويمالئهم على الحكام المستبدين، وقد ورد ~~ذكر هذه الجريدة في ترجمة الزهراوي المنشورة في مجلة ~~«العروس» الدمشقية (مجلد 6، جزء 3) وكان الزهراوي من أحرار ~~السوريين الذين أعدمهم الأتراك شنقا أثناء الحرب العظمى ~~في دمشق، وقد ترأس المؤتمر العربي الأول الذي التأم سنة ~~1913 في مدينة باريس حيث جرى البحث عن منح البلاد السورية ~~استقلالا لا مركزيا، وكان الأستاذ شارل دباس رئيس ~~الجمهورية اللبنانية السابق كاتبا للقسم الفرنسي في ~~المؤتمر المشار إليه. # # بدأ ~~محمد باشا المخزومي حياته الصحافية سنة 1888 في عاصمة وادي ~~النيل عندما أنشأ مجلة «الرياض المصرية» بالاشتراك مع خاله ~~عبد الرحمن الحوت، وكان يدعى حينئذ محمد سلطاني وهي ~~الكنية التي كانت تعرف بها أسرته لدى الخاصة والعامة، ~~فصدر أمر عبد الحميد الثاني سلطان الدولة العثمانية بوجوب ~~إلغاء تلك الكنية لئلا يحصل التباس بينها وبين لقبه، ~~فاضطرت أسرة «سلطاني» أن تخضع لإرادة المليك المطلق وتتخذ ~~لنفسها كنية «مخزومي» نسبة إلى مخزوم الذي تنتمي إليه وهو ~~أحد رؤساء القبائل المشهورة قديما عند العرب، وفي 31 آب ~~سنة 1893 أصدر في القسطنطينية جريدة «البيان» التي انتشرت ~~كثيرا في الأقطار الإسلامية ولا سيما في الهند، ولكن لم ~~يطل عمر هذه الجريدة لما كان من التضييق على الصحافة ~~وأرباب الأقلام ولكثرة جواسيس السلطان المشار إليه، فصدرت ~~الإرادة السلطانية بتعطيلها؛ لأن حكام الأتراك كانوا ~~يحسبون ألف حساب ms613 من أن تنعش هذه الجريدة روح النهضة ~~والاستقلال في الأقوام العربية، وكان صاحبها بعد صدور كل ~~عدد منها يستنطق عما يكتبه في جريدته، فمل من هذه ~~المعاملة وترك الجريدة وشأنها، وعلى أثر إعلان الدستور في ~~الدولة العثمانية سنة 1908 أسس جريدة «المساواة» التي ظهر ~~منها ثلاثة أعداد فقط، وقد تعطلت عند تعيين منشئها مفتشا ~~للأوقاف في ولاية حلب. ولمحمد باشا المخزومي تأليف نفيس ~~جمع فيه مذكرات السيد جمال الدين الأفغاني وعلق عليه آراءه ~~الخاصة، وحلت وفاته في بيروت مسقط رأسه عام 1930. ~~** # كان ~~شفيق بك المؤيد من صفوة المفكرين في دمشق ومن عيون ~~أعيانها، وكان في عداد الشهداء الذين أعدمهم الأتراك شنقا ~~بتاريخ 6 آيار 1916 أثناء الحرب الكبرى لاشتغالهم في قضية ~~الاستقلال العربي، وينتمي شفيق بك إلى أسرة آل العظم التي ~~اشتهر منها أحد عشر واليا حكموا دمشق في القرون الثامن ~~عشر والتاسع عشر والعشرين، وكان حكمهم بوجه عام عادلا ~~ونال النصارى في عهدهم عزا وصيتا وسطوة كما شهد المؤرخ ~~ميخائيل بريك في كتابه الذي نشره العالم المدقق الخوري ~~قسطنطين الباشا. ومن آثار آل العظم الخالدة خان أسعد باشا ~~في سوق البزورية وهو آية في الهندسة الشرقية، ومنها أيضا ~~القصر الواقع على مسافة وجيزة من الخان وهو من أروع ~~نموذجات الهندسة العربية، وقد اشترته الدولة الفرنسية في ~~عهد الجنرال غورو وحولته إلى معرض جمعت فيه شتى التحف ~~العربية. ~~†† # لا ~~نرى لزوما للتعريف عن محمد عبيد الله مبعوث آيدين «أزمير» ~~وصاحب جريدة «العرب» في الآستانة، فإنه انتحل لها اسمه ~~واتخذها ذريعة للطعن فيهم والقدح بأعز ما لديهم، وكان ~~عبيد الله مشهورا بمبادئه الرجعية وتصرفه في شرح الآيات ~~القرآنية كما جرى له في خطبة ألقاها في جامع «قابو»، ولولا ~~لطف الله لخرج من الجامع جثة باردة (جريدة طرابلس، عدد ~~1047، بتاريخ 27 كانون الأول 1911). على أن محمد عبيد الله ~~هذا لم يقف عند هذا الحد من القحة بل أعاد الكرة في خطبة ~~أخرى ألقاها في جامع آيا صوفيا بشهر رمضان، فأمرت الحكومة ~~بتوقيفه؛ لأنه حرف بها بعض ms614 آيات دينية، وما عتم أن ألقت ~~الحكومة القبض عليه بعد فراره إلى ولاية بروسة وساقته إلى ~~الديوان الحربي، وفي 17 تشرين الثاني 1912 حكم عليه ~~الديوان المذكور بالسجن خمس سنين بتهمة خيانة، وذلك عندما ~~حاكمت زعماء الاتحاديين الذين تآمروا على قتل السلطان محمد ~~الخامس وكامل باشا الصدر الأعظم أثناء حرب تركيا مع دول ~~البلقان. # جرائد دولة روسيا # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: بطرسبرج ~~العاصمة ~~(1) # التلميذ # عبد الرشيد إبراهيم # 1907 # ثانيا: مدينة ~~باغجة سراي (بلاد القريم) ~~(1) # ترجمان # إسماعيل غصبرينسكي # 1903 # جرائد جمهورية سويسرا # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~جنيف ~~(1) # القصاص # الجمعية الوطنية المصرية # أيلول 1918 ~~(2) # منبر ~~الشرق ~~⋆ # علي ~~الغاياتي ~~* # 5 شباط 1922 ~~* # هو ~~مصري الأصل ولد سنة 1884 بمدينة دمياط وتلقى علومه الدينية ~~بجامع البحر في مسقط رأسه، ثم انصرف إلى قرض الشعر ~~والاشتغال بكتب الأدب فصنف كتابا اسماه «القول الوافي ~~في علمي العروض والقوافي»، وفي عام 1907 رحل إلى القاهرة ~~على أمل الالتحاق بقلم من أقلام تحرير صحفها اليومية، ~~فاشتغل تباعا في «الجوائب المصرية» و«اللواء» و«العلم» ~~و«الشعب» و«الدستور» و«مصر الفتاة» وغيرها. # واشتهر بالشعر السياسي الذي نال إعجاب زعماء الحزب ~~الوطني، وقد بعثه ذلك على جمع أشعاره في كتاب سماه ~~«وطنيتي» وذيل صفحاته ببيان لذكر الحوادث السياسية التي ~~أتى عليها في شعره مع ذكر تواريخها، فما كادت الأيدي ~~تتداول هذا الكتاب حتى صادرته الحكومة وأمرت بمصادرة ~~مؤلفه، فاضطر الشيخ الغاياتي أن يهاجر من مصر في 5 تموز ~~سنة 1910 قبيل وصول يد الحكومة إليه، وسافر إلى الآستانة ~~حيث تولى تحرير جريدة «دار الخلافة». # أما الجرم الذي رأته الحكومة في كتاب «وطنيتي» فهو ~~التحريض عليها والتشهير بها وتحبيذ بعض الجرائم التي عاقب ~~عليها القانون، كجريمة الورداني قاتل بطرس باشا غالي ~~وأمثاله، وفي أواخر السنة المذكورة زايل الآستانة ~~ميمما مدينة جنيف حيث أخذ يتعلم اللغة الفرنسية التي ~~برع فيها كثيرا، وقد فكر كثيرا في سياسة التطرف وسلوك ~~المتطرفين بعد أن قضى أكثر من عام بعيدا عنهم في وسط ~~أوروبي هادئ عاقل، فلاح ms615 له أنه أخطأ في بعض عمله، فهداه ~~التفكير إلى العظة بالماضي والحذر في الآتي، وخدمة الوطن ~~بالعمل قبل الكلام والتدبر قبل العمل، وهو الآن يتعاطى ~~الكتابة في بعض صحف سويسرا التي تعول على آرائه ولا سيما ~~«لا تريبون دي جنيف» التي أصبح رسميا محررها الشرفي، وفي ~~سنة 1922 أنشأ جريدة «منبر الشرق» باللغتين العربية ~~والفرنسية خدمة للعرب وللقضية العربية، ولما كان كتاب ~~«تاريخ الصحافة العربية» قد نال لديه استحسانا فإنه قرظه ~~بهذين البيتين الخالدين قال: # إن كان قد رفع الغربي منزلة # لذي يراع وقام الغرب ~~إجلالا # ففي كتابك «تاريخ الصحافة» قد # رفعت للكاتب الشرقي ~~تمثالا # جرائد الدولة الألمانية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: برلين ~~العاصمة ~~(1) # الجهاد # رسمية # 5 آذار 1915 ~~(2) # لواء الإسلام # الأمير شكيب أرسلان # 1921 ~~(3) # حرية الشرق # عبد الرحمن سيف # 1921 ~~(4) # صدى الإسلام # 1927 # ثانيا: مدينة ~~همبورغ ~~(1) ~~⊙ # مرآة ~~الدنيا ~~* # رسمية # 1915 ~~* # كانت ~~هذه الجريدة تصدر في اثنتي عشرة لغة شرقية وغربية، وقد ~~أنشأتها الحكومة الألمانية ترويجا لمصالحها وتعزيزا ~~لسيادتها العسكرية أثناء الحرب العظمى ولا سيما بين شعوب ~~الشرق الأدنى. # جرائد مملكة إيطاليا # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~نابولي ~~(1) # الخلافة ~~* # إبراهيم المويلحي # 1879 # ثانيا: مدينة ~~غلياري (قاعدة جزيرة ~~سردينيا) ~~(1) # المستقل ~~† # يوسف باخوس # 28 آذار 1880 # ثالثا: مدينة ~~ليفورنو ~~(1) # الأنباء # إبراهيم المويلحي # 9 آب 1883 # رابعا: مدينة ~~بولونيا ~~(1) # السياسة المصورة # عبد الحميد زكي # 1 كانون الثاني 1908 ~~* # راجع ~~أخبار هذه الصحيفة في [الكتاب الثاني - صحافة أوروبا - ~~الباب الأول]، طالع أيضا ترجمة منشئها إبراهيم المويلحي ~~في [الكتاب الثاني - صحافة أوروبا - الباب الثاني]. ~~† # من ~~أراد التوسع في معرفة تاريخ هذه الجريدة وترجمة منشئها ~~فعليه بمراجعة [الكتاب الثاني - الصحافة العثمانية - الباب ~~الثالث - الفصل الخامس]. # جرائد الجمهورية الفرنسية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: باريس ~~العاصمة ~~(1) # برجيس ~~باريس ~~* # الكونت رشيد الدحداح # 24 حزيران 1858 ~~(2) # المشتري ~~† # 1867 ~~(3) # الصدى # جبرائيل ~~دلال ~~‡ # 1877 ~~(4) # رحلة أبي نظارة زرقاء # يعقوب صنوع # 7 آب 1877 ~~(5) # أبو نظارة زرقاء # يعقوب صنوع # 21 آذار 1879 ~~(6) # مصر القاهرة # أديب ~~إسحاق ~~§ # 24 كانون الأول 1879 ~~(7) # الحقوق # ميخائيل عورا # 16 نيسان 1880 ~~(8) # الاتحاد # إبراهيم المويلحي # 1880 ~~(9) # أبو صفارة # يعقوب صنوع # 4 حزيران 1880 ~~(10) # أبو زمارة # يعقوب ms616 صنوع # 17 تموز 1880 ~~(11) # الرجاء # إبراهيم المويلحي # 1880 ~~(12) # الحاوي # يعقوب صنوع # 5 شباط 1881 ~~(13) # أبو نظارة # يعقوب صنوع # 8 نيسان 1881 ~~(14) # البصير # خليل غانم # 21 نيسان 1881 ~~(15) # كوكب الشرق # عبد الله ~~مراش ~~|| # 1883 ~~(16) # الوطني المصري # يعقوب صنوع # 29 أيلول 1883 ~~(17) # العروة ~~الوثقى ~~¶ # جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد ~~عبده # 13 آذار 1884 ~~(18) # الشمس # # سليم قويطة والياهو ساسون # 22 شباط 1885 ~~(19) # الثرثارة المصرية # يعقوب صنوع # 1886 ~~(20) # التودد # يعقوب صنوع # 15 كانون الثاني 1888 ~~(21) # المرصد # يوسف حاج # 24 تشرين الثاني 1893 ~~(22) # كشف النقاب # الأمير أمين أرسلان # 9 آب 1894 ~~(23) # الرجاء # الأرشمندريت ألكسيوس كاتب # 5 نيسان 1895 ~~(24) # تركيا ~~الفتاة ~~** # خليل غانم والأمير أمين أرسلان # 13 كانون الأول 1895 ~~(25) # المنصف ~~†† # يعقوب صنوع # 1899 ~~(26) # باريس # جورج مسرة ونجيب نسيم طراد # 8 آيار 1908 ~~(27) # نهضة العرب # يوسف دوريغلو # 9 نيسان 1909 ~~(28) # المحبة الإسلامية # جمعية المحبة الإسلامية # 15 كانون الأول 1914 ~~(29) ~~⊙ # المستقبل ~~‡‡ # رسمية # 1 آذار 1916 ~~(30) ~~⊙ # التصاوير # رسمية # 5 حزيران 1916 ~~(31) ~~⊙ # الصباح # 12 تشرين الأول 1918 ~~(32) # الراية الحمراء (ثورية) # 1927 ~~(33) # الكفاح النقابي ~~(ثورية) ~~⋆ # المكتب المختص بشئون المستعمرات # 2 كانون الأول 1928 # ثانيا: مدينة ~~مرسيليا ~~(1) # عطارد ~~§§ # منصور كرلتي # 1858 ~~(2) # المرصاد ~~||| # أنطون فارس والكولونيل سليم نفاع # 1 كانون الثاني 1897 # ثالثا: مدينة ~~أنجه ~~(1) # الشهرة # منصور ~~جاماتي ~~¶¶ # 1 آب 1888 # رابعا: مدينة ~~بوردو ~~(1) # عامل النقل في العالم ~~(ثورية) ~~⋆ # لجنة الدعاية الدولية لعمال النقل # نيسان 1928 ~~* # كان ~~عنوان هذه الجريدة مزدانا في أسفله بصورة قصر نابليون ~~الثالث وفي أعلاه برسم النسر الإمبراطوري، وتعد هذه ~~الجريدة باكورة الصحف العربية قاطبة بكبر حجمها وجودة ~~حروفها وإتقان طبعها واتساع موادها؛ ولأجل ذلك ذاعت شهرتها ~~في الخافقين وأقبل الأدباء من جميع الأقطار على الاشتراك ~~فيها. ~~† # إننا ~~نجهل اسم منشئ هذه الجريدة التي ما توفقنا إلى إحراز عدد ~~منها في مجموعتنا الصحافية، ولكننا وقفنا على أبيات شعرية ~~من قصيدة نظمها فرنسيس ~~مراش الحلبي في تقريظ «المشتري» ننقلها عن مجلة «المشرق» ~~مجلد 15، سنة 1912، صفحة 101 وهي: # لي عين تظل جنح الدياجي # ترقب المشتري فيما سعد ~~عيني # كوكب قد غدت أشعته أخ # بار صدق ما شابها من ~~مين # فمن الغرب قد بدا وللقيا # ه غدا الشرق باسط ~~الراحتين # يرشد الناس للتمدن والته # ذيب فهو الآتي من ~~النوعين # فيه شمل الأخبار يحكي الثريا # فإليه يشار بالكفين ~~‡ # طالع ~~ترجمته في [الكتاب الثاني - الصحافة العثمانية - الباب ~~الرابع]. ~~§ # إن ~~الصحف الثماني الواردة في ms617 فهرس جرائد باريس وهي: «الصدى» ~~و«مصر القاهرة» و«الحقوق» و«الاتحاد» و«المرصد» و«كشف ~~النقاب» و«الراية الحمراء» و«الكفاح النقابي» كانت تطبع ~~على الحجر مكتوبة بخط منشئيها، وقس عليها سائر الصحف التي ~~أنشأها يعقوب صنوع المشهور بأبي نظارة، وقد نشرنا رسمه ~~وترجمته في [الكتاب الثاني - صحافة أوروبا - الباب الأول]. ~~ومن أصدقاء أبي نظارة والمعجبين بكتاباته نذكر الشاعر ~~الشهير فتح الله بك خياط الموصلي الذي نشر الشيء الكثير ~~على صفحات جرائد أبي نظارة المشار إليه وغيرها من جرائد ~~مصر والقسطنطينية، وقد نظم هذا الشاعر الفاضل قصائد شتى في ~~تقريظ كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» رأينا أن نقتطف منها ~~الأبيات الآتية: # إن رمت وصف الندب طراز العلى # اللوذعي المفرد الممتاز # سل عنه تاريخ الصحافة معجبا # بطراز سفر فاق كل طراز # أنى تباري إبرة الخياط من # بخستها إبرة صنوه الطرازي # هذي حقيقة فضله الأسنى قضت # عن وصفه المأثور كل مجاز # إن أحكمت عنه بنات الفكر أو # أبت القياد اصطادها ~~كالباز # شهم غزا أهل الجهالة علمه # فلذاك حق بأن يسمى ~~الغازي # فعليه من خياط برد مديحه # أزكى سلام فاح بالإعزاز ~~|| # طالع ~~ترجمته في [الكتاب الثاني - صحافة أوروبا - الباب ~~الثاني]. ~~¶ # كفى ~~هذه الجريدة شهرة منزلة صاحبيها الرفيعة في عالمي ~~السياسة والأدب، وهي تعد الحجر الأول لأساس النهضة ~~الإسلامية الحديثة بما كانت تنشره من المقالات الرنانة ~~تعزيزا للإسلام وتنديدا بالسيطرة الإنكليزية في الهند ~~ومصر، وكانت ترسل إلى كل من يطلبها في جميع الجهات بدون ~~مقابل ليتداولها السري والحقير والغني والفقير، وقد صدر من ~~هذه الجريدة ثمانية عشر عددا، آخرها في 16 تشرين الأول ~~1884 فحالت الموانع دون الاستمرار في نشرها إذ صادرتها ~~حكومة إنكلترا ومنعت دخولها إلى الهند وسائر البلاد التي ~~لها فيها نفوذ، واعتنى أحد الأدباء بجمع مواد تلك الجريدة ~~في كتاب مخصوص عنوانه «العروة الوثقى» ثم طبعه في مدينة ~~بيروت، ومن شاء الوقوف على ترجمة العلامتين منشئي جريدة ~~«العروة الوثقى» عليه أن يطالع الجزء الثاني من تاريخ ~~الصحافة العربية. # # صاحبا ~~هذه الجريدة من أبناء ms618 تونس الإسرائيليين، نشرا جريدتهما ~~هذه نصفها بحرف عربي، أما النصف الآخر فكان يطبع بحرف ~~عبراني عبارته عربية لا تختلف بشيء عن عبارة النصف الأول ~~سوى بصورة الحروف، وهي أول جريدة من نوعها وشكلها برزت في ~~لسان الناطقين بالضاد، وغرضها نشر حوادث المملكة التونسية ~~والدفاع عن مصالح شعبها الوطني بعد إعلان الحماية الفرنسية ~~عليها، فكان طبعها متقنا، لكن عبارتها ركيكة وخالية من ~~مسحة البلاغة في الإنشاء. ~~** # طالع ~~ترجمة خليل غانم ورسمه في [الكتاب الثاني - صحافة أوروبا - ~~الباب الثاني]. ~~†† # إن ~~الصحف التي أنشأها في باريس يعقوب صنوع (الملقب بأبي ~~نظارة) بلغ عددها إحدى عشرة جريدة ومجلة كان يكتبها ~~منشئها بخط يده ويطبعها على مطابع حجرية، ولهذه الصحف ~~مجموعة فريدة في العالم كاملة الأجزاء قد أهداها أبو ~~نظارة قبل وفاته إلى مؤلف كتاب «تاريخ الصحافة العربية»، ~~وهذا أهداها بدوره إلى دار الكتب الأهلية التي أسسها في ~~بيروت سنة 1921. ~~‡‡ # جريدة ~~«المستقبل» أنشأتها حكومة الجمهورية الفرنسية في باريس ~~أثناء الحرب العظمى، وفوضت شئون إدارتها وتحريرها إلى حقي ~~بك العظم رئيس الحكومة السورية سابقا، فتجلت فيها ~~أخلاقه العالية وخبرته الواسعة في السياسة والأدب ~~والإدارة. ~~§§ # هي ~~تاسعة الصحف العربية منذ تأسيس الصحافة في لغة الضاد، ~~ويعد صاحبها منصور كرلتي من كبار المستشرقين ومن أعضاء ~~الجمعية السورية العلمية التي قامت عام 1847 في بيروت، ~~ولما شاء محمد الصادق باشا باي تونس أن ينشئ ~~«الرائد التونسي» وهي الجريدة الرسمية لمملكته أوعز إلى ~~منصور كرلتي المشار إليه في إخراج هذا المشروع إلى حيز ~~الوجود. ~~||| # كان ~~«المرصاد» يكتب بالخط ثم يطبع على مطبعة حجرية لخلو ~~مدينة مرسيليا حينذاك من حروف الطباعة العربية، وبعد صدور ~~بضعة أعداد منه على النمط المذكور أصبح ينشر بحروف ~~مطبعية، وقد توقفت هذه الجريدة عن الصدور عندما أصدرت ~~حكومة فرنسا أمرا سنة 1905 بإبعاد أنطون فارس من فرنسا ~~لأسباب تتعلق باللبنانيين النازحين إلى أميركا لدى مرورهم ~~بمرسيليا، فألقى عصا الترحال في مدينة جنوا ولم يرجع إلى ~~مرسيليا إلا سنة 1911 بتوسط شكري غانم وقنصل فرنسا في ~~جنوا، أما شريكه سليم ms619 نفاع فينتسب إلى مشائخ آل نفاع من ~~بطشية، وقد نال لقب «كولونيل» من حكومة فنزويلا في أميركا ~~الجنوبية. ~~¶¶ # منصور ~~بن حبيب جاماتي، لبناني الأصل ولد في الزوق وتلقى العلوم ~~في مدرسة عينطورا الشهيرة، وسنة 1876 نزح إلى وادي النيل ~~حيث تعين أستاذ الترجمة في «مدرسة المهندسخانة المصرية» ~~لعهد الخديو إسماعيل، وبعد ذلك ارتحل إلى فرنسا فأنشأ ~~مطبعة عربية سنة 1888 في مدينة أنجه ونشر فيها جريدة ~~«الشهرة» التي تحدى بها جريدة # L’Illustration # الفرنسية في كل شيء، فزينها بالرسوم النفيسة ووقفها على ~~خدمة البلاد العربية عموما والإسلامية خصوصا، وضمنها كل ~~ما يتوق أبناء الضاد إلى معرفته من الأخبار الكونية ~~والاختراعات العصرية والاكتشافات العلمية والإحصاءات ~~والنوادر وأسماء الكتب الحديثة المطبوعة بلغات شرقية في ~~بلاد الغرب إلخ، واحتجبت هذه الجريدة المعتبرة بعد سنة من ~~ظهورها؛ لأن الدولة الفرنسية انتدبت منشئها إلى باريس ~~ووجهت إليه وظيفة مهمة في وزارة الحرب، وتوفي منصور ~~جاماتي مناهزا السنة الثمانين من عمره، وهو عم صديقنا ~~حبيب جاماتي أحد أدباء اللبنانيين الذين يخدمون الصحافة ~~المصرية بنشاط وإخلاص. # جرائد دولة بريطانيا العظمى # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: لندن ~~العاصمة ~~(1) # آل سام # رزق الله حسون # 1872 ~~(2) # مرآة ~~الأحوال ~~* # رزق الله حسون # 19 تشرين الأول 1876 ~~(3) # الخلافة ~~† # الدكتور لويس صابونجي # 3 كانون الثاني 1881 ~~(4) # الغيرة ~~‡ # عبد الرسول الهندي # 10 شباط 1881 ~~(5) # الاتحاد العربي # الدكتور لويس صابونجي # 1881 ~~(6) # النحلة # الدكتور لويس صابونجي # 26 نيسان 1884 ~~(7) # كليات ملكم # ميرزا ملكم خان # 1890 ~~(8) # ضياء ~~الخافقين ~~§ # حبيب سلموني # 1 شباط 1892 ~~(9) # رجع ~~الصدى ~~|| # سليم سركيس # 15 كانون الثاني 1894 ~~(10) # الخلافة # سليم فارس الشدياق # 28 أيلول 1899 ~~(11) ~~⊙ # الحقيقة # رسمية # 1916 ~~* # أنشأ ~~رزق الله حسون الحلبي الأصل جريدة بهذا الاسم في مدينة ~~القسطنطينية عام 1854 أثناء حرب القرم بين روسيا والدولة ~~العثمانية، فكانت أول جريدة عربية فيها، وأول جريدة ~~سياسية على الإطلاق ظهرت في لغة الضاد، وقد تضمنت فصولا ~~مسهبة قبح فيها منشئها مظالم الأتراك وندد بمساوئ ~~السلطنة العثمانية؛ لأن حسون كان حر الأفكار طويل الباع في ~~الإنشاء مر الهجو في الشعر كالفرزدق، فصمم الباب العالي ~~على إلقاء القبض عليه ففر حسون هاربا إلى روسيا، فحكم ~~عليه ms620 الأتراك حكما غيابيا بالإعدام، وقد نظم حينئذ رزق ~~الله حسون بعض أبيات في الفخر خاطب بها دولة الترك، نورد ~~منها هذين البيتين اللذين رواهما لنا صديقنا محمد باشا ~~المخزومي: # أنا ابن حسون رزق الله أشهر من # نار على علم والكل بي ~~علموا # يا صاح قل لبني الأتراك قاطبة # يا أمة ضحكت من جهلها ~~الأمم # ومن أراد زيادة ~~إيضاح عليه أن يراجع ما أثبتناه من أخبار هذه الجريدة ~~وترجمة منشئها في الجزء الأول من كتابنا «تاريخ الصحافة ~~العربية». أما صحيفة «مرآة الأحوال» التي نحن بصددها في ~~لندن فإن صاحبها كان يكتبها بخطه الجميل ويطبعها في ~~المطبعة الحجرية ويرسلها إلى جميع الأنحاء؛ لإظهار الخلل ~~السائد في تركيا. وكانت «مرآة الأحوال» آية في الظرف ~~وجودة الإنشاء تنشر المقالات الممتعة لأفاضل كتاب ذلك ~~العصر كالدكتور لويس صابونجي، وجبرائيل دلال، وأمين ~~الشميل، وسليم دي بسترس، وفتح الله طرازي، وعبد الله مراش، ~~والكنت رشيد الدحداح، وسليم دي نوفل، وخليل غانم، ~~وسواهم. ~~† # كان ~~الدكتور لويس صابونجي في عصره من أركان النهضة السياسية في ~~الشرق، ومن أكبر عارفي أسرارها ومعالجي أمراضها، وقد اتخذ ~~الصحافة وسيلة لقمع استبداد الحكام الغاشمين ونشر المبادئ ~~الحرة القويمة، فمن صحفه التي تستحق الوصف المخصوص جريدة ~~«الخلافة» التي لعبت دورا مهما في سياسة الأمم الشرقية ~~عموما والإسلامية خصوصا، فكانت «الخلافة» مكتوبة بخط ~~الصابونجي على قرطاس ناعم يرسلها مختومة بالبريد إلى جميع ~~أنحاء العالم تعميما لفوائدها. ويعد الصابونجي أول رجل ~~من أبناء سام بن نوح قد أتيح له أن يقوم بسياحتين حول ~~الكرة الأرضية، وأشار إلى ذلك في هذين البيتين من قصيدة له ~~في الفخر قال: # وقد طفت حول الأرض شرقا ~~ومغربا # وصيتي سرى قبلي يذيع ~~برحلتي # وما طاف قبلي من بني سام طائف # ولا جال منهم بالبسيطة ~~جولتي # وكان الدكتور صابونجي غريبا في أطواره وأفكاره وفي ~~أقواله وأفعاله وفي حركاته وسكناته، ولبث متمتعا بكل قواه ~~العقلية والبدنية حتى وافته المنية في 24 نيسان 1931 ~~بالغا الثامنة والتسعين من العمر وهو مشتغل بين الأقلام ~~والمحابر، فكأنه شعر ms621 بأنه سيبلغ شوطا بعيدا من الحياة ~~كما تنبأ عن نفسه في هذين البيتين اللذين نظمهما سنة 1894 ~~في مدينة القسطنطينية قال: # العمر مني جاوز الستين لم # أشك بها للداء يوما ~~واحدا # إن شاء ربك سوف أبلغ مائة # فيها أراعي للحياة قواعدا # وكان يعلل النفس بأن يعيش أكثر من ذلك لو لم تغتله يد ~~أثيمة طمعا بالمال أودت بحياته ليلا وهو راقد في سريره، ~~وحدثت هذه الجريمة في فندق كان الفقيد نازلا فيه بمدينة ~~«لوس أنجلوس» التابعة لولاية كاليفورنيا من أميركا ~~الشمالية، وكان قد اتخذ هذه المدينة محلا لسكناه في ~~شيخوخته؛ لأن مناخها وافق مزاجه من وجوه شتى. وخلاصة ~~القول أننا لا نعرف صحافيا عربيا بين المتقدمين ~~والمتأخرين أنعم الله عليه بمثل هذا العمر الطويل وأتيح له ~~أن يخدم الصحافة مدة اثنتين وستين سنة بلا ملل ولا انقطاع ~~(طالع رسمه وترجمته وأسماء مؤلفاته وأخبار رحلاته حول ~~الكرة الأرضية في الجزء الثاني من تاريخ الصحافة ~~العربية). ~~‡ # اشتهر ~~عبد الحميد الثاني سلطان تركيا بخوفه من الصحافة الحرة ~~وانتقاداتها المرة، وكان جواسيسه منتشرين في كل البلدان ~~شرقا وغربا ينقلون إليه ما يقال عن أعماله ويكتب عن ~~استبداده، فلما ظهرت جريدة «الخلافة» في لندن لمنشئها ~~الدكتور لويس صابونجي حسب لها السلطان ألف حساب؛ لأنها ~~كانت تنتصر للعرب وتسعى جهارا في أن تعود الخلافة إليهم، ~~وقد ضمنها الصابونجي آراءه وآراء أعلام المسلمين ناشرا ~~على صفحاتها المقالات الرنانة التي قرأناها برمتها، ولا ~~نزال نذكر منها واحدة بعنوان «الخلافة في آل عثمان خرافة» ~~ومقالة أخرى عنوانها «الموازنة بين الخلفاء من العرب وبين ~~الخلفاء من آل عثمان» وغيرهما، فلما اطلع عليها عبد الحميد ~~ارتعدت فرائصه واضطرب اضطرابا شديدا كاد يقضي على حياته ~~المحفوفة بالوساوس والمخاوف، وللحال أوعز إلى موزوروس باشا ~~سفيره في لندن أن يقنع الصابونجي ويلاطفه ويطمعه بالمال ~~لإبطال نشر جريدته المشار إليها، فذهبت مساعي السفير أدراج ~~الرياح؛ لأن الصابونجي كان ذا مبادئ ثابتة وأخلاق شريفة لا ~~يخدعه كغيره ربح المال، وفي ذاك الحين كان يتردد على ~~السفارة العثمانية ms622 للاستعطاء رجل هندي يسمى عبد الرسول، ~~فكلفه موزوروس باشا بإنشاء جريدة «الغيرة» وأمده بالمال ~~لدحض مقالات جريدة الخلافة والرد عليها، وكان عبد الرسول ~~نحيف الجسم قاصر البصر والبصيرة ذا عين واحدة قد شوه ~~الجدري وجهه، فلما رأى السفير العثماني أن «الغيرة» ~~ركيكة العبارة ضعيفة الحجة قطع المدد عن صاحبها بعد صدور ~~تسعة أعداد منها فدخلت في خبر كان. ~~§ # لعبت ~~جريدة «ضياء الخافقين» دورا مهما في عالم الأدب ~~والسياسة يضاهي عظمة اسمها ونبوغ مؤسسها في العلوم ~~واللغات، وحسبها شهرة أن الصحافي الكبير إبراهيم بك ~~المويلحي حرر فيها زمنا غير يسير عندما كان في لندن، ~~وينتمي حبيب بن أنطون بن حبيب بن لطف الله سلموني إلى ~~أسرة نشأت في جزيرة أقريطش (كريت) ثم نزحت إلى لبنان في ~~أواخر القرن السابع عشر، وتولى جده لأمه إلياس بك نحاس ~~كتابة أسرار إبراهيم باشا المصري (1832-1840) في حلب، وكان ~~فرح نحاس جد والدته كاتبا عند عبد الله باشا والي عكا. ~~ولد حبيب سلموني سنة 1860 في بيروت وسافر سنة 1878 إلى ~~لندن حيث تعرف باللورد روزبري وغيره من نبلاء الإنكليز، ~~وحظي بمقابلة الملكة فكتوريا، وقد وجد لديه منها رسائل ~~عديدة بعد وفاته، وحظي أيضا بمقابلة السلطان عبد الحميد ~~وبعض ملوك العرب، وكان عضوا في الجمعية الملكية الشرقية ~~بلندن، وساعد السر ريشار برتون في ترجمة كتاب «مجنون ~~ليلى»، ووضع معجمين كبيرين أحدهما عربي-إنكليزي، والآخر ~~إنكليزي-عربي، ونشر كتاب # The Resurrection ~~of Turkey # روى فيه أحوال الدولة ~~العثمانية وأسباب هبوطها، وقد أتى سليم سركيس في جريدته ~~«المشير» على وصف مؤلف هذا الكتاب فقال ما نصه : # صدر في لندن كتاب باللغة الإنكليزية عن حالة ~~تركيا الحاضرة تأليف حضرة الفاضل الأستاذ حبيب ~~سلموني الذي اشتهرت مقالاته في صحف إنكلترا ~~المعتبرة، والذي نشرت مجلة القرن التاسع عشر إحدى ~~مقالاته عن تركيا جنبا إلى جنب مع مقالات المستر ~~غلادستون، وهذا يظهر للقارئ منزلة حضرة الأستاذ ~~عند أرباب الصحافة وأكتب العظماء في إنكلترا، وهذه ~~المجلة يندر أن تفرغ مجالا لكاتب على صفحاتها إلا ~~إذا اشتهر بفضله وصدقه. # وبتاريخ ms623 23 تشرين الأول 1904 توفي حبيب سلموني عن 44 ~~عاما ملأها بأشرف الأعمال، فرثته الصحف العربية وبعض ~~الأجنبية كالتيمس والدالي نيوز وغيرهما بما يستحقه من ~~الاحترام والمدح. ~~|| # كان ~~سليم سركيس يذيع على صفحات «رجع الصدى» ما يكنه قلبه من ~~التوجع على حال الدولة العثمانية التي ولد فيها وقضي على ~~كتابها بانحباس أقلامهم من شدة الضغط والاستبداد، وقد نشر ~~فيها الرسالة التي وجهها الصدر الأعظم فؤاد باشا الكبير ~~عند احتضاره إلى السلطان وورد فيها ما يأتي: # مولاي المعظم، لم يبق من عمري إلا أيام أو ~~ساعات معدودة أقوم فيها بواجب المصلحة العمومية، ~~وأريد أن أبسط أمام عرشكم السامي آرائي الأخيرة ~~وهي آراء محزنة اتضحت لي بعد خدمة طويلة تاعسة، ~~على أنها لا تبلغ أريكتكم ولا تعرض على نظر ~~جلالتكم إلا وأنا قد فارقت هذا العالم، ولذلك ~~تتأكدون صحة أقوالي هذه المرة ولا يخامركم سوء ظن ~~فيها؛ لأن الصوت الخارج من القبر لا يكون إلا ~~صادقا. إن الله عز وجل أولاكم مأمورية عظيمة ~~الشأن محفوفة بالأخطار، فلكي توفوها حقها يجب على ~~جلالتكم قبل كل شيء أن تعرفوا هذه الحقيقة المحزنة ~~وهي أن الدولة العثمانية في خطر ... وما كنت لأخدع ~~مولاي وبلادي وأهل ديني وأنا في حالة لا يطول معها ~~اقتران روحي بجسدي، فأشهد وأؤكد لجلالتكم ... إلخ ~~إلخ. # وهنا بسط فؤاد باشا أسقام السلطنة العثمانية والعلاجات ~~الواجبة لشفائها. # جرائد جزيرة ~~مالطة ~~* # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: لافالتا ~~«قاعدة الجزيرة» ~~(1) ~~⊙ # مالطة ~~تيعنا ~~⋆ # 1889 ~~(2) ~~⊙ # الصليب # عمنوئيل فسالو ويوسف ~~أبيلا ~~† # 1907 ~~(3) ~~⊙ # النحلة # أوغوسطينو ليفنزين # 5 أيلول 1908 ~~(4) ~~⊙ # الحمار ~~⋆ # وليم أرينا # 1917 ~~(5) # باتريا # خريستيان وشركاه # 1923 ~~(6) # ذي مالطا لابور ~~ليدر ~~⋆ # رسمية # 1924 ~~(7) # بروغرس ~~⋆ # فسالو # 1924 ~~* # مالطة ~~جزيرة في البحر المتوسط واقعة بين صقليا وإفريقيا تسمى ~~عاصمتها «لافالتا»، ويبلغ مجموع عدد سكان الجزيرة مائتين ~~وأحد عشر ألف نسمة. يستعمل المالطيون لغة خاصة بهم لها ~~روابطها وقواعدها ومعاجمها يكتبونها بحروف لاتينية، وهم ~~شديدو التمسك بلغتهم هذه الوطنية التي يقدسونها ويحترمونها ~~ويبذلون في سبيلها كما يبذلون في سبيل وطنهم كل غال ~~ونفيس. واللغة المالطية خليط من لغات الأقوام ms624 الذين سادوا ~~تلك الجزيرة ولا سيما اللغة العربية ولغة جيرانهم ~~الإيطاليان. على أن جميع جرائدهم السياسية والعلمية ~~والأدبية والدينية تكتب بلغتهم المار وصفها، ولدينا منها ~~في مجموعة معرضنا الصحافي عدد وافر. ~~† # لأسرة ~~أبيلا تاريخ مجيد يتقادم عهده إلى القرن الرابع عشر ~~للميلاد، وقد أفرد لها الأب العلامة لويس شيخو مقالا في ~~مجلة المشرق البيروتية ~~(6: 254-265) أتى فيه على خلاصة أخبار آل أبيلا في مختلف ~~العصور والبلدان مستندا في بحثه إلى أوثق المصادر. ولهذه ~~الأسرة فرع في لبنان ومصر أتاها من جزيرة مالطة في أواخر ~~القرن الثامن عشر، واشتهر منه أفراد تعاطوا أعمالا شتى ~~كخدمة الدول في المناصب القنصلية وأعمال التجارة وإدارة ~~المصارف ومهنة الطب وصناعة الأدب والاشتغال في المشاريع ~~العامة. ومن مشاهيرهم يعقوب بن يوسف بن إلياس بن توما بن ~~يعقوب أبيلا، فإنه تولى قنصلية إنكلترا في صيدا من سنة ~~1844 إلى وفاته سنة 1872، وله من المساعي المبرورة آيات ~~بينات شهدت له بها الجرائد الأوروبية مثنية على شهامته، ~~ونال الأوسمة ومراتب الشرف من السلطانين العثمانيين عبد ~~المجيد وعبد العزيز، والبابا بيوس التاسع، والملكة ~~فكتوريا، والبطريرك الأورشليمي. ولما زار البرنس دي غال ~~(صار بعد ذلك ملكا على بريطانيا العظمى باسم إدوارد ~~السابع) مدينة صيدا في 9 آيار 1862 راكبا يخته الملكي ~~حل ضيفا في بيت يعقوب أبيلا وأهدى إليه بعض التحف التي ~~لم تزل محفوظة بكل حرص لدى أحفاده، وقد طلب من مؤلف هذا ~~الكتاب نظم بيتين يكتبان تحت رسم يعقوب أبيلا؛ ~~فقال: # سليل قوم سموا من أعصر سلفت # ونورهم كالثريا غير محجوب # مثاله عند كل الناس محترم # الله بارك فيه وجه يعقوب # جرائد جزيرة قبرص # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~نيكوزيا ~~(1) # زمان ~~* # درويش باشا والشيخ حبيب الخوري # 1878 ~~(2) # جهينة ~~الأخبار ~~† # الشيخ عبد الله البستاني وإسكندر ~~عمون # 1879 ~~(3) # ديك الشرق # علكسان ~~سرافيان ~~‡ # 1889 ~~(4) # البرهان # الشيخ حبيب ~~الخوري ~~§ # كانون الثاني 1897 ~~(5) # مجموعة قبريس # 1898 ~~* # كانت ~~هذه الجريدة تصدر في اللغتين العربية والتركية. ~~† # كان ~~الشيخ عبد الله البستاني علما من أعلام اللغة العربية في ~~القرن العشرين، وفرع الدوحة ms625 البستانية التي اشتهر نوابغها ~~في إعلاء شأن المعارف، وأول رئيس للمجمع العلمي اللبناني، ~~ومؤلف معجم «البستان» ومعجم «فاكهة البستان» وغيرهما من ~~المؤلفات النفيسة نثرا ونظما، ملك ناصية اللغة واشتغل ~~بها حياته كلها حتى صار حجة الناطقين بالضاد في عصره، وبعد ~~وفاته سنة 1930 رأينا من باب معرفة الجميل أن ننصب رسمه في ~~دار الكتب الكبرى بجانب رسوم أعاظم علماء وطننا تخليدا ~~لذكره في القرون اللاحقة، وهو لما اطلع على كتابنا «تاريخ ~~الصحافة العربية» تلطف بتقريظه وأرسل إلينا القصيدة ~~التالية التي تنم عن سمو أخلاقه ووافر علمه، قال: # قل للصحافة تثني فضل ~~فيليبا # فتنشقي الناس من أنبائك ~~الطيبا # لولاه لم تدركي عرقا ولا ~~نسبا # ولا إليك أديب كان ~~منسوبا # لرفع شأنك سباق ~~بهمته # وإن تأخر عربا أو ~~أعاريبا # دعي الصحافي يطريه على ~~صحف # تذيع ذكراه للألباب ~~تطريبا # تروي الجوائب عن مسعاه ~~جائبة # للبر والبحر إدلاجا ~~وتأويبا # إن لم يقابل جميل من ~~صنائعه # بأضوع الشكر ضاع الحزم ~~محجوبا # قد غيبته الليالي في ~~ضمائرها # حينا لكي تمنع الأيام ~~تهذيبا # فناصرته بدور العلم ~~خارقة # أستارها فانثنى بالنور ~~مصحوبا # وهب يرصف ذا السفر الأنيق ~~وما # ينال في غيره الكتاب ~~مطلوبا # يا حبذا من تقاضته ~~يراعته # تقريظه بمداد التبر ~~مكتوبا # فناشر الفضل لا تطوى ~~مناقبه # لكن يرى غرضا للمدح ~~منصوبا # وناكر البر في أخلاقه ~~جنب # وعن ربيب العلى تلقاه ~~مجنوبا # إن كان سفر ابن طرازي له ~~هبة # فليجعلن له الإعظام ~~موهوبا # فالدهر مهما استحفته ~~عجائبه # يهاب في سفر فيليب ~~الأعاجيبا # يرى الرسوم التي أعيانها ~~درجت # كأنها حية للدهر ~~ترهيبا # قضى بموت نصير العلم ~~يثلبه # فعاد يقضي بخذل الدهر ~~مثلوبا # حككت معدن ذا التاريخ ~~منتقدا # فراقني الذهب الإبريز ~~مهذوبا # وقد تدبرته حينا فكنت ~~أرى # فيه لمن رام نثر الدر ~~تدريبا # وقد تولج من أبوابه ~~نظري # فراقه الوضع تنسيقا ~~وتبويبا # لا مغمز فيه إلا أنه ~~سلس # عذب الشريعة لا شيء به ~~عيبا # حسب الصحافة فخرا أن ~~واضعه # قاوى لإحيائها الأيام ~~تنقيبا # فكل ذي أدب غض يجلله # تأدبا ولطاوي البر ms626 ~~تأديبا # وكل من يبتغي فضلا ~~يؤرخه # على الصحافة يلقى فضل ~~فيليبا # 1913 ~~‡ # كان ~~علكسان سرافيان صحافيا في القاهرة حيث أصدر جريدة ~~«الزمان» بتاريخ 6 آذار 1882 واحتجبت بعد خمسة أعوام من ~~ولادتها، وقد أوردنا أخبارها في [الكتاب الثاني - صحافة ~~أوروبا - الباب الأول - الفصل الخامس] من هذا الكتاب، ثم ~~أوعز إليه الإنكليز أن ينشئ جريدة في قبرص لخدمة سياستهم، ~~فذهب إلى الجزيرة المذكورة وأنشأ سنة 1889 جريدة «ديك ~~الشرق» التي ما كادت تولد حتى أقفلها مؤسسها لقلة قراء ~~الجرائد العربية في ذلك المحيط اليوناني. ~~§ # كان ~~الشيخ حبيب الخوري من قرية «رشميا» التابعة لقضاء الشوف ~~بلبنان، واشتغل نحو العشرين سنة في الصحف العربية بجزيرة ~~قبرص، وبعد ذلك هاجر إلى أميركا الجنوبية حيث أسس سنة 1900 ~~جريدة «الصواب» في ريو دي جانيرو بالاشتراك مع ميخائيل ~~مراد اللبناني، ثم ترك الصحافة للتعليم في مدارس الحكومة ~~البرازيلية حتى آخر أيامه. وينتمي هذا الصحافي الأديب إلى ~~أسرة المشايخ آل الخوري الذين اشتهر منهم في عصرنا الحاضر ~~حبيب باشا السعد والشيخ بشارة الخوري رئيسا الوزارة ~~اللبنانية سابقا، وغيرهما من رجال القضاء والمحاماة ~~والتجارة والهندسة، إلخ. # الباب الثاني # | فهارس جميع المجلات العربية في أوروبا # يتضمن فهارس جميع المجلات العربية في أوروبا على الإطلاق. # وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مراكز هذه الصحف في الأصقاع المذكورة. ~~*** # مجلات الدولة التركية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~القسطنطينية ~~(1) # مدرسة الفنون # حميد وهبي # 25 كانون الأول 1882 ~~(2) # الإنسان # حسن حسني باشا ~~الطويراني ~~* # 28 آيار 1884 ~~(3) # كوكب العلم # نجيب نادر # 13 كانون الأول 1884 ~~(4) # الحقائق # أبو النصر يحيى السلاوي # 8 كانون الأول 1885 ~~(5) # الحقوق ~~† # الدكتور إلياس مطر وإلياس رسام # 13 تموز 1890 ~~(6) # منظره # محمد طاهر ~~بك ~~‡ # 29 نيسان 1896 ~~(7) # سفينة الإسلام # محمد صفا # 12 تشرين الأول 1912 ~~(8) # مناظر الحرب # عبيد الله أسعد # 17 تشرين الأول 1912 ~~(9) # لسان العرب # أحمد عزت الأعظمي # 11 آذار 1913 ~~(10) # المدارس # محمد نور الله # 16 آيار 1913 ~~(11) # المنتدى الأدبي # أحمد عزت الأعظمي وعاصم بسيسو # 27 شباط 1914 ~~(12) # جهان إسلام # الجمعية الخيرية الإسلامية # 9 نيسان 1914 ~~(13) # العالم الإسلامي # الشيخ عبد العزيز جاويش # 4 آيار 1916 ~~* # بعدما ~~اشتغل بالصحافة ردحا من الزمان في دار الخلافة أصبح تعاطي ~~هذه المهنة ms627 عسرا لسبب ضغط الحكومة على الصحافيين وتشديد ~~المراقبة عليهم في العهد الحميدي؛ فآثر حسن حسني باشا ~~الطويراني، على رغم تقربه من العرش السلطاني، أن يرتحل من ~~ضفاف البسفور ليعيش تحت سماء الحرية في وادي النيل، وهناك ~~أنشأ في 17 كانون الأول 1891 جريدة «النيل» وظل ينشرها إلى ~~آخر حياته، ثم أنشأ فيها «المجلة الزراعية» في 1 أيلول ~~1894 ومجلة «الشمس» في 13 تشرين الأول من السنة ذاتها ~~(راجع ترجمة هذا الصحافي الشهير في [الكتاب الثاني - ~~الصحافة العثمانية - الباب الرابع] من هذا الكتاب). ~~† # كتبنا ~~في الجزء الثاني من تاريخ الصحافة العربية أخبار مجلات ~~القسطنطينية الواردة من العدد الأول إلى العدد الخامس في ~~هذا الفهرس، وأردفناها بتراجم أصحابها مزينة برسوم ~~أكثرهم؛ فنحيل القارئ إلى مطالعتها في الجزء المذكور. وكان ~~نجيب نادر والدكتور إلياس مطر من أدباء بيروت، أما إلياس ~~رسام فأصله من مدينة الموصل ولم يزل في قيد الحياة عند ~~كتابة هذه السطور يتعاطى مع بكر أنجاله مهنة المحاماة في ~~مدينة القسطنطينية. ~~‡ # هو ~~منشئ جريدة «المعلومات» الشهيرة التي كانت تطبع باللغات ~~العربية والتركية والفارسية، وهي أول جريدة مصورة على ~~الإطلاق صدرت في عاصمة سلاطين آل عثمان، ولما نشبت الحرب ~~بين الدولة العثمانية واليونان عام 1896 ~~أصدر محمد طاهر بك هذه ~~المجلة المسماة «منظرة» في اللغات التركية والعربية ~~والفرنسية وزينها برسوم تتعلق بالحرب المذكورة. # مجلات دولة روسيا # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~قزان ~~(1) # الدين والأدب # جان البارودي # 17 آذار 1906 # مجلات دولة بريطانيا العظمى # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: لندن ~~العاصمة ~~(1) # رجوم وغساق إلى فارس الشدياق # رزق الله ~~حسون ~~* # 4 آيار 1868 ~~(2) # النحلة ~~† # القس لويس صابونجي # 2 نيسان 1877 ~~(3) # الشرق الأدنى # 1908 ~~* # كان ~~غرض رزق الله حسون في إنشاء هذه المجلة الرد على أحمد فارس ~~الشدياق صاحب جريدة «الجوائب» لإطالة لسانه وتحريك قلمه ~~بالسفاهة في حق زرق الله حسون، فاشتد الجدال بهذا المقدار ~~حتى انقلبت المناظرة بينهما إلى مشاتمة ومهاترة، وكانت ~~كتابات كليهما وردود الواحد على الآخر مشحونة بالهجو المر ~~والطعن الموجع. تلك كانت خلة صاحب الجوائب في المناظرات ms628 ~~العلمية التي جرت له مع أدباء عصره كالكونت رشيد الدحداح ~~والمعلم بطرس البستاني والشيخ إبراهيم اليازجي والدكتور ~~لويس صابونجي والشيخ سعيد الشرتوني إلخ. ونعطي مثالا على ~~ذلك مناظرته مع جريدة «ثمرات الفنون» البيروتية لمنشئها ~~الشيخ عبد القادر قباني المشهور بالتقوى ومسالمة الناس بل ~~الجدير بكل احترام بين الخاص والعام، فإننا قرأنا المناظرة ~~كلها من بدايتها إلى نهايتها ولم نخرم منها حرفا واحدا، ~~ولكي يقف القراء على شيء من ذلك نكتفي هنا بإيراد عنوان ~~إحدى المقالات التي كتبها أحمد فارس الشدياق ضد خصمه ~~الأديب وهو: «السيف المسلول المسنون لإذاقة ثمرات الفنون ~~غمرات المنون وسكرات الجنون»، ثم استهل المقالة بهذا ~~البيت: # لو كل كلب عوى ألقمته حجرا # لأصبح الصخر مثقالا ~~بدينار # بمثل هذه اللهجة التي يمجها الأدب والمنطق والذوق السليم ~~كان صاحب الجوائب يخاطب مناظريه من الأدباء والعلماء ~~والصحافيين لدى اشتداد الخصومة بينه وبينهم، وكان العقلاء ~~منهم يعرضون عنه ويتحاشون النزول معه في ميدان المناظرة، ~~هكذا فعل الشيخ إبراهيم اليازجي في معرض رده على أحمد فارس ~~الذي انتقد كتب والده الشيخ ناصيف اليازجي وشدد الطعن عليه ~~بعد وفاته، فنظم الشيخ إبراهيم اليازجي حينذاك هذين ~~البيتين المشهورين اللذين جريا مجرى الأمثال على ألسنة ~~الأدباء، قال: # ليس الوقيعة من شأني فإن عرضت # أعرضت عنها بوجه بالحياء ~~ندي # إني أضن بعرضي أن يلم به # غيري فهل أتولى خرقه بيدي # ذلك كله لا يحجمنا عن الإقرار علما بمنزلة أحمد فارس ~~العلمية وفضله الوافر على اللغة العربية التي خدمها قولا ~~وعملا مدة حياته التي استغرقت ستا وثمانين سنة، وقد ~~عرفنا له ذلك الفضل فرثيناه بقصيدة دالية نشرت في مجموع ~~المراثي التي طبعها يوسف آصاف سنة 1305 هجرية تخليدا لذكر ~~الشيخ أحمد فارس الشدياق. ~~† # أول ~~من اختار لفظة «النحلة» عنوانا لنشرة دورية كان العلامة ~~الشهير القس لويس صابونجي السرياني، فإنه أنشأ بهذا ~~العنوان: أولا مجلة «النحلة» بتاريخ 11 آيار 1870 في ~~بيروت، ثانيا مجلة «النحلة الحرة» عام 1871 في القاهرة ~~ولم يصدر منها سوى عدد واحد، ثالثا مجلة «النحلة» بتاريخ ~~2 نيسان 1877 في ms629 لندن، فكانت أول مجلة عربية منتظمة ظهرت ~~مزينة بالرسوم، رابعا جريدة «النحلة» بتاريخ 26 نيسان ~~1884 في لندن، فكان يكتبها بخطه النقي ويطبعها في مطبعة ~~حجرية، خامسا جريدة «النحلة» عام 1895 في القاهرة وقد فوض ~~إدارتها إلى صديقه العلامة أمين الشميل منشئ مجلة «الحقوق» ~~في عاصمة وادي النيل، أما سائر الذين اتخذوا «النحلة» ~~عنوانا لنشرات دورية أسوة بالدكتور لويس صابونجي فهم: ~~أولا أوغسطينو ليفنزين بتاريخ 5 أيلول 1908 في جزيرة ~~مالطه، وكانت هذه الجريدة تطبع بحروف لاتينية تبعا لأصول ~~اللغة المالطية، وقد نوهنا بذكر هذه اللغة في محل آخر ~~من كتابنا هذا، ثانيا شبلي رزق وخليل فارس بتاريخ 15 شباط ~~1917 في مدينة بونس أيرس (الجمهورية الفضية)، ثالثا القس ~~مبارك مارون سنة 1918 في مدينة ريو دي جانيرو عاصمة ~~جمهورية البرازيل، رابعا داود جرجس الخوري في شهر تشرين ~~الثاني 1916 في مدينة سان باولو (البرازيل)، خامسا مصباح ~~شريخ في آب 1922 بمدينة اللاذقية. # مجلات الجمهورية الفرنسية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: باريس ~~العاصمة ~~(1) # النظارات المصرية # يعقوب صنوع # 16 أيلول 1879 ~~(2) # مصر ~~القاهرة ~~* # أديب إسحاق # 24 كانون الأول 1879 ~~(3) # التودد ~~† # يعقوب صنوع # 1892 ~~(4) # الحياة ~~الجديدة ~~‡ # حبوبة حداد وأنطون فرح # 1 آيار 1921 ~~(5) # الشرق ~~الأدنى ~~§ # إلياس طنوس الحويك # 15 آب 1925 # ثانيا: مدينة ~~مرسيليا ~~(1) # مطامير لبنان # عقل البشعلاني # 1 آب 1905 ~~* # صدرت ~~«مصر القاهرة» بمظهرين؛ أولهما في 24 كانون الأول 1879 ~~بشكل مجلة، وثانيهما في 7 نيسان 1880 بشكل جريدة، وكان ~~منشئها أديب إسحاق يكتبها بخط يده ثم يطبعها على الحجر ~~ويرسلها إلى المشتركين ضمن غلاف مختوم في البريد حذرا من ~~وقوعها بيد حكام الأتراك الذين كانوا يصادرونها؛ لأنها ~~كانت تطعن في أعمالهم وتفضح مظالمهم. طالع ترجمة أديب ~~إسحاق وأخبار جرائده في الجزء الثاني من كتابنا «تاريخ ~~الصحافة العربية». ~~† # أصدر ~~يعقوب صنوع «أبو نظارة» جريدة «التودد» بتاريخ 15 كانون ~~الثاني 1888 ثم حولها إلى مجلة بعد أربعة أعوام من التاريخ ~~المذكور. ~~‡ # صاحبة ~~هذه المجلة كاتبة أديبة من أرقى سيدات، لبنان أنشأت ~~«الحياة الجديدة» بتاريخ 1 آيار 1921في باريس، وبعد ~~إصدارها العدد الأول أحبت الرجوع إلى الوطن فاستأنفت نشر ~~هذه المجلة المفيدة في بيروت، وقد عاشت خمسة أعوام ms630 ثم ~~احتجبت. ~~§ # كان ~~هذا الصحافي رئيس كتاب مجلس إدارة جبل لبنان في عهد ~~المتصرفية، وبعدما وضعت الحرب العظمى أوزارها أبعدته ~~الحكومة الفرنسية من وطنه لأسباب سياسية مع بعض أعضاء ~~المجلس المذكور، وقد عينت مركزا لإقامتهم جزيرة كورسكا ثم ~~خففت عنهم تلك العقوبة وأباحت لهم السكنى في باريس. ويعد ~~إلياس الحويك الذي قضى حياته بين الأقلام والمحابر من ~~أفاضل الكتبة، فإنه ألف كتبا شتى نخص بالذكر منها «تاريخ ~~نابوليون الأول» في ثلاثة مجلدات مزينة بمائة وعشرين ~~رسما، وهو أشهر كتاب برز حتى الآن مطبوعا في اللسان ~~العربي عن هذا العاهل العظيم. # مجلات الدولة الألمانية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: برلين ~~العاصمة ~~(1) # مجلة صنائع ألمان وشرق # 1923 ~~(2) # الحمامة # محمد صبحي أبو غنيمة # 1923 # مجلات جزيرة مالطة # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: لافالتا ~~«قاعدة الجزيرة» ~~(1) ~~⊙ # رسالة ~~قلب يسوع ~~المالطية ~~⋆ # 1 كانون الثاني 1861 # | القسم الرابع # في فهارس صحافة أميركا الشمالية والوسطى منذ تكوين الصحافة ~~العربية إلى ختام السنة 1929 # الباب الأول # | فهارس جميع الجرائد العربية ~~في أميركا الشمالية والوسطى # يتضمن فهارس جميع الجرائد العربية في أميركا الشمالية والوسطى على الإطلاق. # وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مراكز هذه الصحف في الأصقاع المذكورة. ~~*** # جرائد الولايات المتحدة الأميركية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~نيويورك ~~(1) # كوكب ~~أميركا ~~* # الدكتور إبراهيم ونجيب عربيلي # 15 نيسان 1892 ~~(2) # العصر # نعوم مكرزل # 1894 ~~(3) # الأيام # يوسف نعمان المعلوف # 3 تموز 1897 ~~(4) ~~⊙ # الهدى ~~⋆ # نعوم ~~مكرزل ~~† # 22 شباط 1898 ~~(5) # العالم # جرجي جبور # 25 تشرين الثاني 1898 ~~(6) # الإصلاح # شبل ناصيف دموس # 1898 ~~(7) ~~⊙ # مرآة ~~الغرب ~~⋆ # نجيب موسى ~~دياب ~~‡ # 19 أيلول 1899 ~~(8) # الصخرة # الخوري جبرائيل قرقماز # 1 آب 1901 ~~(9) # المحيط # منصور وسليم حداد # 1901 ~~(10) # جراب الكردي # أنطون أنسطاس ~~زريق ~~§ # 24 آيار 1902 ~~(11) # الراوي # سليم سركيس # 27 أيلول 1902 ~~(12) # الشمس # الشيخ قيصر ~~الخوري ~~|| # 7 تموز 1903 ~~(13) # المهاجر # أمين ~~الغريب ~~¶ # 25 تموز 1903 ~~(14) # الجهاد # مارون خليل الخوري وفيليب فارس # تشرين الأول 1904 ~~(15) # الذمام # يوسف محفوظ # 7 تشرين الثاني 1904 ~~(16) # الدليل # أسعد الملكي ونجيب بدران # 1904 ~~(17) # المنبر # عيد ميخائيل ذيبة # 21 كانون الثاني 1906 ~~(18) # بريد أميركا # سلوم ~~مكرزل # # 1907 ~~(19) # الجامعة (اليومية) # فرح ~~أنطون ~~** # 2 كانون الثاني 1907 ~~(20) # الكون # نجيب أنطون صوايا # 1907 ~~(21) # المودة (خطية) # نقولا الخوري مجاعص # آذار ms631 1910 ~~(22) # السهام # نجيب نمر قسطنطين # 7 حزيران 1910 ~~(23) ~~⊙ # البيان ~~⋆ # سليمان بدور وعباس أبو شقرا # 31 كانون الثاني 1911 ~~(24) # الاتحاد # يوسف إلياس يواكيم # 10 حزيران 1911 ~~(25) # الهدى (الأسبوعي) # نعوم مكرزل # 11 تشرين الأول 1911 ~~(26) # الابتسامة # نسيب كرم # 1912 ~~(27) ~~⊙ # السائح ~~⋆ # عبد المسيح عبده حداد # 22 نيسان 1912 ~~(28) # الارتقاء # أنطون أنسطاس زريق # 5 كانون الثاني 1914 ~~(29) ~~⊙ # النسر # نجيب جرجي بدران # 23 شباط 1914 ~~(30) ~~⊙ # الحرب ~~والسلم # نسيب عريضة # تشرين الأول 1914 ~~(31) ~~⊙ # بيت ~~نهرين ~~⋆ # نعوم ~~فائق ~~†† # 8 نيسان 1916 ~~(32) ~~⊙ # الشعب # يوسف مراد الخوري # 1917 ~~(33) ~~⊙ # الفتاة ~~⋆ # شكري ~~بخاش ~~‡‡ # 1917 ~~(34) ~~⊙ # سوريا ~~الشهيدة # لجنة إعانة منكوبي سوريا ولبنان # 5 نيسان 1918 ~~(35) # حويودو ~~(الاتحاد) ~~§§ # الجمعية الوطنية الآثورية الكلدانية # 28 آيار 1921 # ثانيا: مدينة ~~بوسطن ~~(1) # البستان # سليم سركيس # كانون الأول 1903 ~~(2) # سوريا الجديدة # الدكتور نسيم خوري # 25 تشرين الأول 1910 ~~(3) # فتاة بوسطن # إبراهيم خوري # 2 نيسان 1914 ~~(4) # الجامعة السورية # الجامعة السورية في بوسطن # 15 آيار 1922 ~~(5) # الرسول # وديع شاكر # 3 تموز 1923 # ثالثا: مدينة ~~دترويت ~~(1) # الحرية # نسيب عامر وهبة # 17 آب 1921 ~~(2) # الدفاع العربي # محمد المحيسن ومحمد حسن خروب # 1 تشرين الأول 1921 ~~(3) # الاتحاد # يوسف إلياس يواكيم # 1925 ~~(4) # الصباح # يوسف قهوجي # 1926 ~~(5) # لسان العدل # شكري كنعان # 6 آب 1926 # رابعا: مدينة ~~لورنس ماس ~~(1) # الإقبال # يوسف صليبا وغصن غصن # نيسان 1903 ~~(2) # الوفاء # يوسف مراد الخوري وفريد غصن # كانون الثاني 1907 ~~(3) # الفجر # فريد غصن # 1921 # خامسا: مدينة ~~فيلادلفيا ~~(1) # الوطنية # نعوم مكرزل # 1 كانون الأول 1899 # سادسا: مدينة سانت ~~لويس ~~(1) # المعرض # سليم ~~شاهين ~~||| # 1 أيار 1904 # سابعا: مدينة فول ~~رفرماس ~~(1) # الإنسانية # إسكندر أبي سمعان # 1915 # ثامنا: مدينة ~~منيابوليس ~~(1) # الأمة # إبراهيم منصور منعم # 1915 ~~* # هي ~~أول جريدة عربية ظهرت في الولايات المتحدة الأميركية بل ~~في العالم الجديد كله، وقد قاسى منشئاها مصاعب جمة ~~ومتاعب كثيرة في سبيل مشروعهما؛ لخلو تلك الديار البعيدة ~~من مهيئات المطابع العربية ومرتبي حروفها؛ لأن الدولة ~~العثمانية منعت بأمر سلطاني بيع الحروف العربية وتصديرها ~~إلى البلاد الأجنبية، فاضطرا إلى اتخاذ وسائل فعالة ~~لبلوغ أمنيتهما، وكان أقوى مساعد لهما سفير الولايات ~~المتحدة الأميركية في عاصمة بني عثمان، وهكذا تيسر لهما ~~بعد عناء شديد وصبر طويل استحضار الحروف العربية من ~~بيروت مع مرتبيها بأجرة مكفولة، نذكر منهم يوسف الحاج ~~اللبناني صاحب مطبعة السلام في مدينة القاهرة، وكانت جريدة ~~«كوكب أميركا» في أول عهدها تنشر في اللغتين العربية ~~والإنكليزية مزينة بالرسوم الشرقية وصور مشاهير ms632 الرجال، ~~وكانت تكتب المقالات الضافية عن الشعب الأميركي النشيط وعن ~~أحوال الشرق الأدنى وأخباره وعادات أهله نفيا لما كان ~~ينقله السياح الأميركيون عن الشرقيين من الروايات المخالفة ~~للحقيقة، فإن فريقا من سكان أميركا كانوا إلى ذاك الحين ~~يظنون الشرقيين من المتوحشين أكلة لحوم البشر أو من الأمم ~~التي لا يهنأ لها عيش إلا بالقتل والسلب والنهب، لكنهم ~~تبدلت أفكارهم بما كانوا يقرءونه على صفحات «كوكب أميركا» ~~عن الأراضي المقدسة وعن أهل الشرق من الفصول الممتعة التي ~~توضح جليا فضل أبناء بلادنا ~~وكرمهم واجتهادهم في ~~سبيل العلم والحضارة. ولهذه الجريدة فضل عظيم في تمهيدها ~~سبل العلاقات التجارية بين سوريا والعالم الجديد، وها أن ~~أبناء وطننا في المهجر يجنون الآن ثمرة تلك المساعي الطيبة ~~المشكورة، وكانت خطتها معتدلة حرة المبدأ تنشر الأخبار ~~الصادقة وتنقلها إلى القراء على علاتها بلا تحيز ولا تحزب؛ ~~ولذلك أحرزت مقاما رفيعا بين رصيفاتها العربيات وانتشرت ~~انتشارا عظيما في السلطنة العثمانية والعالم الإسلامي ~~وسائر أنحاء المعمورة؛ لأن الناطقين بالضاد كانوا تواقين ~~إلى معرفة أحوال البلاد الأميركية، كما أن الأميركيين ~~كانوا راغبين في الوقوف على أخبار الشرق والشرقيين، واشتهر ~~«كوكب أميركا» في وصف معرض شيكاغو سنة 1893 وإذاعة رسوم ~~أبنيته واستنهاض همم اللبنانيين والسوريين للاشتراك فيه، ~~وبعد وفاة المرحوم نجيب عربيلي عام 1907 استقل أخوه ~~الدكتور إبراهيم بإدارة الجريدة حتى اشتراها منه سعيد بن ~~يوسف شقير، وما لبثت أن احتجبت في عامها السابع عشر مسجلة ~~لها ذكرا خالدا على كرور الأحقاب. وخلاصة القول أن هذه ~~الصحيفة خدمت الجالية اللبنانية السورية في المهجر بكل ~~أمانة ولم تترك موضوعا مفيدا إلا طرقت بابه أو اختراعا ~~حديثا إلا شرحته. ومن مزاياها أنها كانت تتحامى ذكر ~~الأخبار الجارحة التي تحط من كرامة أهل بلادنا في عيون ~~الغربيين. أما الكتبة الذين ساعدوا في إنشاء فصولها وتحبير ~~مقالاتها فنذكر منهم: نجيب دياب صاحب جريدة «مرآة الغرب»، ~~والمعلم عبد الله جبور، وسعيد شقير، وإلياس الحاج، ~~وإبراهيم الرحباني وغيرهم. وكان الدكتور إبراهيم عربيلي ~~(1852-1922) باكورة الأطباء الذين تخرجوا في الجامعة ms633 ~~الأميركية ببيروت ونالوا شهادتها الطبية، وقد خلف آثارا ~~علمية شتى أهمها كتاب «حل العقدة بملخص الإفادة في إنتاج ~~الأولاد حسب الإرادة»، ولهذا السفر المفيد نسخة في دار ~~الكتب الكبرى ببيروت أهداها إليها المؤلف وكتب عليها ~~بخط يده. ~~† # ظهر ~~«الهدى» بتاريخ 22 شباط 1898 بشكل مجلة شهرية في مدينة ~~فيلادلفيا، وبعد مرور زمن يسير نقلت إدارته إلى نيويورك ~~وحوله منشئه حينذاك إلى جريدة نصف أسبوعية ثم إلى جريدة ~~يومية في ثماني صفحات كبرى، وهي الجريدة الأولى التي صدرت ~~يومية في العالم الجديد، واستمرت على هذه الحال حتى الآن ~~رغم المصاعب التي تحول دون ثبات الصحف العربية في المهجر، ~~وقد وصفتها جريدة «الإخاء» في حماة بقولها: «هي عروس ~~الجرائد العربية بلا منازع.» وللهدى مميزات كثيرة ~~لا تجتمع في أية جريدة ~~عربية أخرى جعلت انتشارها عظيما بين القراء والإقبال ~~عليها كبيرا من المعلنين، وقد بذل صاحبها النفس والنفيس ~~في كل ما يعود على المشتركين بالفائدة غير مبال بما ينجم ~~عن ذلك من الخسائر. وبيانا لعلو منزلة هذه الجريدة وشهرة ~~مؤسسها في عالم الصحافة نورد فقرة من مقالة نشرتها جريدة ~~«أبو الهول» في سان باولو بتاريخ 1 كانون الأول 1913 قالت: # نعوم مكرزل هو أمير من أمراء الإنشاء العربي، بل ~~فريد من نوابغ اللبنانيين، بل رجل يوجد من ~~اللاشيء شيئا ومن الضعف قوة. إن الطوارئ التي ~~طرأت على هذا الرجل لهي كافية لتوهن عزائم أعظم ~~رجل أوروبي وتذهب به إلى أعماق الأبدية، أما نعوم ~~مكرزل فمن الذين يعاركون الدهر والدهر يعاركهم إلى ~~أن يتغلب هو عليه، تغلب نعوم مكرزل على الدهر ~~بأمور كثيرة وكان يصحب هذا التغلب تجلد وصبر ~~وعزم وحزم وثبات. نعوم مكرزل في مكتبه كأمير في ~~إمارته تهتز لصرير قلمه أفئدة الألوف، ويأسر ~~بقوة عارضته وفصاحة بيانه كثيرا من الناس، فهو من ~~هذا القبيل كاتب فصيح وشاعر مجيد وصحافي قدير. ~~وجملة القول أن الأستاذ مكرزل مفخرة من مفاخر ~~لبنان علما وإخلاصا وكرما وإنه «النمر ~~اللبناني» كما يدعوه إخواننا في العالم الجديد. ~~ولقد دعاه إخلاصه لوطنه الأول ms634 «لبنان» أن يزايل ~~مركز أشغاله في نيويورك متجها إلى عاصمة فرنسا ~~ليبذل قصاراه في تحقيق الأماني الوطنية ويسعى في ~~تنفيذ بعض الإصلاحات العائدة بالخير والفائدة على ~~لبنان، وقد شعر وهو في باريس بداء كان يشعر به منذ ~~أعوام شتى، فأشار عليه نطس الأطباء بإجراء عملية ~~جراحية، وعلى أثرها قضى نعوم مكرزل في 7 نيسان ~~1932 مأسوفا عليه ومذكورا بجهاده الطويل رحمه ~~الله، وقد تولى بعده إدارة «الهدى» شقيقه سلوم ~~مكرزل فكان خير خلف لخير سلف، وهو في ديار المهجر ~~من صفوة أبناء وطننا المبرزين في صناعتي الطباعة ~~والإنشاء. ~~‡ # إذا ~~أحصينا أسماء صحفنا في ديار الهجرة كانت «مرآة الغرب» من ~~أقدم الجرائد التي رسخت رسوخ الجبال رغم ما اعترضها في ~~حياتها الطويلة من المصاعب الجمة والحوادث المهمة، وإذا ~~تحرينا أفاضل الكتاب كان السيد نجيب ~~موسى دياب اللبناني من ~~مشاهير الأسرة الصحافية في العالم الجديد، فإنه تطوع ~~لخدمتها منذ عام 1893 حين تولى تحرير جريدة «كوكب أميركا» ~~جدة جميع الصحف العربية في تلك الأصقاع النائية، وله فيها ~~وفي جريدته «مرآة الغرب» مواقف مجيدة دفاعا عن وطنه ضد ~~مظالم الأتراك الذين استصدروا أمرا سلطانيا سنة 1903 ~~بإعدامه وحجز أملاكه في لبنان، لكن سفير الولايات المتحدة ~~الأميركية في الآستانة اهتم للمسألة ورفع الحجز وأجبر ~~الحكومة العثمانية على اعتبار ممتلكات نجيب دياب أميركية، ~~ولما أعلن الدستور العثماني سنة 1908 كان اسم صاحب «مرآة ~~الغرب» في قائمة المجرمين السياسيين الذين شملهم العفو ~~السلطاني، وجرت مناقشات خطيرة بين هذه الجريدة وبين جريدة ~~«الهدى» النيويوركية أدت إلى التنافر بين الفريقين، وقد ~~انشطرت حينئذ الصحافة العربية في الولايات المتحدة إلى ~~شطرين: أحدهما ماروني بزعامة نعوم مكرزل منشئ «الهدى» ~~والآخر أرثوذكسي يرأسه نجيب دياب مؤسس «مرآة الغرب»، ~~فاشتبكت المجادلات وكان لكل منهما جرائد تضرب على وتره ~~وتحارب خصومه، وكانت أسباب ذلك حزازات شخصية انقلبت إلى ~~تعصبات طائفية ومماحكات موجعة كادت لا تحمد عاقبتها لو ~~لم تتداركها حكمة بعض أبناء الوطن، فإن هؤلاء سعوا للتوفيق ~~بين الفريقين المتخاصمين حتى أعادوا المياه إلى مجاريها. ~~ومن أشهر الكتبة ms635 الذين حرروا في «مرآة الغرب» ووقفنا على ~~أسمائهم نذكر: الشيخ عباس أبو شقرا، وأسعد حاماتي، وعيسى ~~الخوري، وأمين ظاهر خير الله، ووليم كتسفليس، وجبران خليل ~~جبران، وسليم الخازن، وإيليا أبو ماضي، وغيرهم. ولما عقد ~~المؤتمر العربي الأول سنة 1913 في باريس سافر إليه نجيب ~~دياب مندوبا من جمعية الاتحاد السوري في أميركا ليمثلها ~~فيه، فألقى هناك خطابا ممتعا طبع في أعمال هذا المؤتمر، ~~وقد اقترح إضافة بند في مقررات المؤتمر يحظر على أعضائه ~~قبول أية وظيفة في الدولة العثمانية قبل الفوز بالإصلاحات ~~المطلوبة. ~~§ # ينتسب ~~إلى أسرة زريق في طرابلس الفيحاء، رحل في عنفوان العمر إلى ~~مدينة نيويورك حيث اشتغل بالصحافة وكان يندد بمساوئ ~~الأتراك على صفحات جريدته، وقد ساقته الأقدار إلى وطنه ~~قبيل الحرب العظمى لقضاء مدة من الزمان بين الأهل ~~والأصدقاء، فلما نشبت الحرب تعذر عليه الرجوع إلى أميركا ~~لانقطاع المواصلات والأسفار برا وبحرا، فتحين الأتراك ~~فرصة وجوده في بلادهم للانتقام منه، وما عتم أن حاكموه ~~بالديوان الحربي في عاليه ثم أعدموه هناك مع شقيق له رميا ~~بالرصاص. ~~|| # ينحدر ~~صاحب هذه الجريدة من مشايخ آل الخوري في رشميا بلبنان، وهو ~~كاتب أديب هام بالقريض فنظم كثيرا من القصائد التي لو ~~جمعت لتألف منها ديوان شعر كبير، وقد شاء تلطفا منه أن ~~يقرظ كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» بثلاثة أبيات ضمن ~~الشطر الأول منها تاريخا لسنة 1913 حين ظهور الجزأين ~~الأول والثاني من الكتاب المشار إليه، وضمن الشطر الثاني ~~من تلك الأبيات تاريخا لسنة 1914 عندما باشرنا طبع الجزء ~~الثالث منه، قال: # كتاب حافظ الأعصار حق # تقاد به الحقيقة قد تسطر # 1913 # 1914 # يشير إلى اقتدار بدر تم # ببشر نهاية كشريف مصدر # 1913 # 1914 # وقد ختم الدعا فالشكر يبدي # لفيليب بسر نظم قيصر # 1913 # 1914 ~~¶ # لهذا ~~الصحافي القديم العهد أساليب خاصة في الإنشاء يستحسنها ~~جمهور الأدباء، باشر حياته الصحافية في نيويورك بنشر ~~جريدته «المهاجر» التي عاشت سبعة أعوام وانتقلت من بعده ~~إلى الشاعر الهزلي الشهير أسعد رستم، ثم دعاه حب الوطن إلى ~~تعاطي مهنته فيه فأنشأ في بيروت جريدة «الحارس ms636» التي ظهرت ~~بتاريخ 3 تشرين الثاني 1910 واحتجبت بعد أربع سنوات عندما ~~نفاه الأتراك ظلما إلى بر الأناضول أثناء الحرب العظمى، ~~ولما وضعت هذه الحرب أوزارها رجع إلى بيروت فاستأنف في 15 ~~آيار نشر «الحارس» بشكل مجلة ولم يزل، ولأمين الغريب آثار ~~أدبية شتى تشهد ببراعته في عالمي الصحافة ~~والتاريخ. # # كان ~~سلوم معاونا لشقيقه نعوم مكرزل في إدارة «الهدى» ومطبعته ~~في أول عهدهما، ولما استقل بأشغاله أنشأ في 1 شباط 1910 ~~مجلة «العالم الجديد» التي استبدلها في 1 كانون الأول 1918 ~~بمجلة أخرى عنوانها «المجلة التجارية»، وقد أوقفها سنة ~~1927 لينشر مجلته الإنكليزية # Syrian ~~World # متوخيا فيها فائدة بني وطنه ~~الذين يجهلون لغتهم العربية في ديار الهجرة، وبعد وفاة ~~أخيه نعوم حل محله في إدارة «الهدى» كما سلف الكلام. ~~** # هو ~~أديب كبير نشأ في طرابلس الفيحاء وأصدر مجلة «الجامعة» ~~بتاريخ 15 آذار 1899 في الإسكندرية، وبعد زمن يسير نقلها ~~إلى القاهرة فنالت نصيبا وافرا من الشهرة، ثم طمحت نفسه ~~إلى تعزيز مهنة الصحافة العربية بين أبناء قومه في العالم ~~الجديد، فارتحل إلى نيويورك وأصدر «الجامعة» بتاريخ 2 ~~كانون الثاني 1907 جريدة يومية وجريدة أسبوعية ومجلة ~~شهرية، وعلى رغم انتشار «الجامعات» الثلاث هناك لم تكن ~~مواردها لتوازي العناية بها، فعاد فرح أنطون إلى مصر التي ~~قضى عهد الشبيبة فيها عاقدا النية أن يخدم هذه البلاد عن ~~طريق السياسة لا عن طريق العلم، فجعل يشتغل في الصحافة، ~~وتقلب في معظم الصحف المصرية يكتب فيها كاللواء والبلاغ ~~المصري والشعب والأهالي ومصر الفتاة وغيرها، وخلف فرح ~~أنطون آثارا أدبية شتى تخلد ذكره في بطون التاريخ، وهو ~~أول من أدخل النوع الغنائي الراقي في فن التمثيل ~~العربي. ~~†† # كانت ~~جريدة «بيت نهرين» تصدر في اللغات السريانية والتركية ~~والعربية بعناية منشئها الذي كان من أعلام اللغة الآرمية، ~~وكان القسمان العربي والتركي منها يطبعان أيضا بحروف ~~سريانية أي كرشونية وظلت كذلك إلى حين وفاة مؤسسها الطيب ~~الأثر نعوم فائق سنة 1930. ~~‡‡ # كان ~~السيد شكري بخاش قد أصدر بتاريخ 3 كانون الأول 1910 جريدة ~~«زحلة الفتاة» بالاشتراك مع زميله إبراهيم الراعي في ~~وطنهما زحلة، وقد سافر ms637 أولهما إلى أميركا وما كاد يصل ~~إليها حتى وقعت الحرب العظمى، فاضطر أن يبقى هناك حيث ~~انتهز الفرصة لإصدار جريدته بعنوان «الفتاة»، وعلى أثر ~~انتهاء الحرب المذكورة رجع إلى مسقط رأسه واستأنف إصدار ~~جريدة «زحلة الفتاة» التي تعد من أهم جرائد جبل لبنان ~~وأوسعها انتشارا، وقد عول على إعادة إصدار جريدة «الفتاة» ~~منفردا بعد أن أصبحت «زحلة الفتاة» لزميله إبراهيم الراعي ~~يحررها نجله الأستاذ راجي الراعي. ~~§§ # بلغت ~~هذه الجريدة منتهى الإتقان وكانت تطبع باللغات الثلاث: ~~السريانية والعربية والإنكليزية. ~~||| # هو ~~سليم بن شاهين سركيس اللبناني، الذي مر ذكره في فهارس ~~صحف الإسكندرية والقاهرة ولندن ونيويورك وبوسطن، وسبب ~~إسقاط كنيته هنا أنه كان فارا من وجه الأحكام التي ~~أصدرتها عليه الدولة العثمانية ومحكمة مصر لنشره المقالات ~~المشحونة بالطعن في السلطان عبد الحميد الثاني ورجال ~~سلطنته المستبدين، وقد ~~أسهبنا الكلام عن سليم سركيس في [الكتاب الثاني - الصحافة ~~العثمانية - الباب الأول] من هذا الكتاب. # جرائد كندا # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~منتريال ~~(1) # الشهاب # ميخائيل ناصيف زربطاني # 1909 ~~(2) # المكتب الكندي # م. ج. صباغ # 1910 ~~(3) # البومبا # 1910 ~~(4) # جريدة ~~العالمين ~~* # الخوري أفتيموس عفيش وحافظ عبد الملك # 1 تشرين الأول 1910 ~~* # خدم ~~الخوري أفتيموس عفيش كنيسة الروم الأرثوذكس في منتريال ~~ردحا من الزمان، ثم ارتقى إلى الكرامة الأسقفية على كرسي ~~بروكلين نيويورك للملة المشار إليها بعد وفاة السيد ~~رافائيل هواويني مؤسس الكرسي المذكور، وقد أنشأ السيد ~~أفتيموس في كانون الثاني 1926 مجلة «اليتيم» التي وقفها ~~لمنفعة الميتم السوري في أميركا، وبعد سنتين من التاريخ ~~المذكور أبطلها وأصدر مجلة «الحق» التي جعلها لسان حال ~~الفرع السوري للكنيسة الأميركية الأرثوذكسية الجامعة، وفي ~~16 نيسان 1933 عقد زواجه على الفتاة مريم نعمة خلافا ~~لقوانين الكنيسة وتقاليدها؛ لأنه ما سمع قط في تواريخ ~~النصرانية شرقا وغربا قديما وحديثا أن مطرانا جمع بين ~~التاج والزواج، وقد صرح المطران أفتيموس عفيش تبرئة لعمله ~~أن ليس من شريعة تحرم عليه الزواج لأن الزواج سر من أسرار ~~الكنيسة. هكذا جاء ببدعة جديدة أثبتت أن عمله ليس من ~~الحكمة في شيء ms638، فثار غضب أبناء ملته عليه بعدما نبذوا ~~طاعته وأعلنوا تنزيله من الرئاسة وأسقطوا اسمه من ~~الذبتيخا، ثم مزق بعضهم رسمه وداسوه بأرجلهم دفاعا عن شرف ~~الكهنوت وقياما بواجباتهم كأرثوذكسيين حقيقيين، وبداعي ~~هذا العمل الشاذ أذاع ألكسندروس الثالث بطريرك أنطاكية ~~الأرثوذكسي بتاريخ 2 حزيران 1933 منشورا قطع فيه المطران ~~أفتيموس من كل خدمة دينية ومن كل صلة بالكهنوت. # جرائد جمهورية المكسيك # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مكسيكو ~~العاصمة ~~(1) # السهام # ميخائيل جرجس الباشا # 7 كانون الثاني 1905 ~~(2) # الشرق # عقل ~~البشعلاني ~~* # 1906 ~~(3) # صدى المكسيك # سعيد فاضل ~~عقل ~~† # 1908 ~~(4) # الخواطر # يوسف صالح الحلو # 24 تموز 1908 ~~(5) # المطامير # عقل البشعلاني # 20 تشرين الأول 1909 ~~(6) # الصاعقة # يوسف مسلم # 1910 ~~(7) # القضاء # فيليب جرجي بدران # 1910 ~~(8) ~~⊙ # العصر ~~الجديد # خليل ضاهر # 1918 ~~(9) # بريد الشرق وأميركا # الدكتور يوسف شمونتي # 20 تموز 1921 ~~(10) # العلم # يوسف صالح الحلو # كانون الأول 1921 ~~(11) # الغربال # يوسف مسلم # تشرين الثاني 1923 ~~(12) # الرفيق # محبوب الشرتوني # 1925 ~~(13) # الاتحاد ~~السوري ~~⋆ # شكري بعقليني # 1926 ~~(14) # الخواطر (غير ~~الأولى) ~~⋆ # يوسف صالح ~~الحلو ~~‡ # 7 تشرين الثاني 1924 ~~(15) # المسامير ~~⋆ # حليم بشارة نصار # 7 أيلول 1926 ~~* # نشأ ~~هذا الصحافي بلبنان، ولما حدثته نفسه بهجرة مسقط رأسه رحل ~~إلى مرسيليا حيث أنشأ في 1 آب 1905 مجلة «مطامير لبنان» ~~التي عاشت شهورا، وبعد ذلك شخص إلى المكسيك فاشتغل هناك ~~بالصحافة حتى وفاته، وقد أصدر في عاصمة تلك الجمهورية ~~جريدتين: أولاهما «الشرق» عام 1906، وثانيتهما «المطامير» ~~في 20 تشرين الأول 1909. ~~† # ينتسب ~~إلى أسرة عقل في الدامور، وقد عاد من هجرته في بلاد ~~المكسيك إلى لبنان مسقط رأسه سنة 1910، حيث اشتغل بالصحافة ~~وأسس جريدة البيرق ~~المشهورة، ونظرا لجرأته في الكتابة اتهمه الترك بخيانة ~~دولتهم فأعدموه شنقا في بيروت أثناء الحرب العظمى تاركا ~~من بعده نجلا وحيدا، وأطلق اسمه على أحد شوارع العاصمة ~~اللبنانية إقرارا بفضله وتخليدا لذكره، ونبغ من أسرته ~~بعض الأدباء والشعراء نخص بالذكر منهم: السيد وديع عقل ~~رئيس المجمع العلمي اللبناني سابقا ومنشئ جريدة «الراصد» ~~البيروتية، والسيد أسعد عقل صاحب جريدة «البيرق» ومراسل ~~جريدة الأهرام المصرية، والمحاميان الأستاذ سليم عقل ~~والأستاذ جورج عقل، والسيد أديب عقل من موظفي دار الكتب ~~الأهلية في بيروت، وغيرهم. وكان الشهيد سعيد فاضل عقل من ms639 ~~نوابغ الصحافيين وصفوة حملة الأقلام في عصره، وكان ينظم ~~الشعر الجيد ارتجالا بلا أدنى تكلف، فإنه لما اطلع على ~~كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» نظم من فوره البيت التالي، ~~قال: # إن الصحافة تاريخ البلاد وقد # جعلت سفرك للتاريخ تاريخا ~~‡ # صدرت ~~«الخواطر» المكسيكية بشكل جريدة مرتين: أولاهما في 24 تموز ~~1908، وثانيتهما بتاريخ 7 تشرين الثاني 1924، ثم حولها ~~منشئها في أيلول 1931 إلى مجلة مصورة، وتعد «الخواطر» بلا ~~جدال أرقى صحيفة عربية ظهرت في جميع أنحاء جمهورية المكسيك ~~بهمة مؤسسها الفاضل الأديب ورئيس تحريرها السيد يوسف بن ~~صالح الحلو اللبناني. # الباب الثاني # | يتضمن فهارس جميع المجلات ~~العربية في أميركا الشمالية ~~والوسطى على الإطلاق # وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مراكز هذه الصحف في الأصقاع المذكورة. ~~*** # مجلات الولايات المتحدة الأميركية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~نيويورك ~~(1) # الدائرة # عيسى ميخائيل الخوري # 1 أيار 1900 ~~(2) # الفكاهة # سعيد شقير # تشرين الثاني 1901 ~~(3) # الكلمة # الأسقف رفائيل هواويني # 1 كانون الثاني 1905 ~~(4) # الدر المختار # نعمة ساروفيم # 1 تموز 1908 ~~(5) # الحكمة # الخورفسقفوس خير الله إسطفان # 1 أيار 1909 ~~(6) # العالم الجديد # سلوم مكرزل # 1 شباط 1910 ~~(7) # الصحة # يوسف يبرودي # 1 آب 1912 ~~(8) # العالم الجديد ~~النسائي ~~* # عفيفة كرم # أيلول 1912 ~~(9) # الفنون # نسيب عريضة ونظمي نسيم # 1 نيسان 1913 ~~(10) # الحق # طالب خير الله # 1916 ~~(11) # المجلة التجارية # سلوم مكرزل # 1 كانون الأول 1918 ~~(12) # الأخلاق ~~⋆ # يعقوب روفائيل # 1 كانون الثاني 1920 ~~(13) # البرهان # رشيد تقي الدين وعباس أبو شقرا # 1 تشرين الأول 1920 ~~(14) # برج المراقبة # 1924 ~~(15) # اليتيم ~~⋆ # المطران أفتيموس عفيش # 1 كانون الثاني 1926 ~~(16) # الحق ~~† # المطران أفتيموس عفيش # 1 كانون الثاني 1928 ~~(17) # السمير ~~⋆ # إيليا أبو ~~ماضي ~~‡ # 15 نيسان 1929 # ثانيا: مدينة ~~دترويت ~~(1) # ساحة علي # نسيب عامر وهبة # 1913 ~~(2) # الحرية # نسيب عامر وهبة # 4 تموز 1920 # ثالثا: مدينة ~~بوسطن ~~(1) # الحياة # حنا خليل الهندي # 1915 ~~(2) # فتاة بوسطن # وديع شاكر # 1 تموز 1919 ~~(3) # العروس # طانيوس سليمان الكفرحلداوي # 1 كانون الثاني 1920 # رابعا: مدينة ~~كليفلند-أوهايو ~~(1) # الزهرة # سليم العازار # 1906 ~~(2) # المعارف # أنيس جريج # 1 آب 1910 # خامسا: مدينة ~~لورنس ماس ~~(1) ~~⊙ # الروضة # بطرس شعيا وعزيز فرنسيس # تشرين الثاني 1917 # سادسا: مدينة ~~تريهوت أنديانا ~~(1) # الخالدات ~~⋆ # الخوري إيليا الحاماتي والأرشمندريت ~~أنطونيوس بشير # تشرين الثاني 1927 # سابعا: مدينة ~~واشنطون ~~(1) # العاصمة ~~⋆ # إلياس يوسف وجرجي حلو # 1 كانون الثاني 1928 ~~* # عرفت ~~أولا هذه المجلة الراقية بعنوان «العالم الجديد» عندما ~~كانت ms640 بعهدة مؤسسها سلوم مكرزل، وفي شهر أيلول 1912 تحول ~~امتيازها إلى السيدة عفيفة كرم التي استقلت حينذاك ~~بالإدارة والتحرير وجعلت عنوان مجلتها «العالم الجديد ~~النسائي»، وهي أول مجلة عربية نسائية ظهرت في جميع ~~الأقطار الأميركية بعناية هذه الكاتبة اللبنانية. وتنتسب ~~السيدة عفيفة إلى أسرة كرم في قرية «كفر شيما» التي أنجبت ~~كثيرا من ذوي الفضل كآل اليازجي وشبيل ونقلا وشدودي ~~وكسباني وغيرهم، وقد مر بنا في [الكتاب الأول - الباب ~~الثاني] ذكر بعض أفراد هذه الأسر التي رفعت لواء العلم ~~عاليا بين الناطقين بالضاد في كل صقع وناد. ~~† # طالع ~~ما أثبتناه عن المطران أفتيموس عفيش في فهرس جراند كندا ~~[الكتاب الرابع - القسم الرابع - الباب الأول]. ~~‡ # هذا ~~الأديب الكبير غني عن التعريف، وهو من مشاهير حملة الأقلام ~~الناطقين بالضاد في أميركا الشمالية، فإنه اشتغل في أهم ~~صحفها ونشر ديوان شعر نفيس ينم عن علو كعبه في هذه ~~الصناعة، ومجلته «السمير» تعد في هذا الزمان من أوسع ~~المجلات العربية انتشارا في العالم الجديد. # مجلات كندا # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~منتريال ~~(1) # الملح # الخوري فيلبس جرو # 1906 ~~(2) # النور # الخوري فيلبس جرو # 1907 # مجلات جمهورية المكسيك # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مكسيكو ~~العاصمة ~~(1) # المطامير # عقل البشعلاني # 1909 ~~(2) # سوريا المتحدة # الدكتور يوسف شمونتي # 15 آذار 1919 # | القسم الخامس # في فهارس صحافة أميركا الجنوبية منذ تكوين الصحافة العربية ~~إلى ختام السنة 1929 # الباب الأول # | فهارس جميع الجرائد العربية ~~في أميركا الجنوبية # يتضمن فهارس جميع الجرائد في أميركا الجنوبية على الإطلاق. # وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مراكز هذه الصحف في الأصقاع المذكورة. ~~*** # جرائد جمهورية البرازيل # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: ريو دي ~~جانيرو العاصمة ~~(1) # الرقيب # أسعد خالد ونعوم لبكي # 17 كانون الأول 1896 ~~(2) # الصواب ~~* # الشيخ حبيب الخوري وميخائيل مراد # 1 كانون الثاني 1900 ~~(3) ~~⊙ # العدل ~~⋆ # شكري جرجس ~~أنطون ~~† # 5 تشرين الثاني 1901 ~~(4) # الشبيبة السورية # جمعية الشبان السوريين # تشرين الثاني 1903 ~~(5) # الحرية # بطرس حنا جعارة ويوسف بدوي # 1 أيلول 1908 ~~(6) # البريد # يوسف ناصيف ضاهر # 15 أيار 1909 ~~(7) # الشدياق # جورج شدياق # 1 نيسان 1910 ~~(8) # الغربال # 11 شباط 1911 ~~(9) # المنطاد # زوين يوسف زوين ms641 # 3 تموز 1912 ~~(10) # الحمراء # إلياس طعمة # 15 نيسان 1913 ~~(11) ~~⊙ # فتى ~~الشرق # عبده فارس أبي راشد # 26 نيسان 1914 ~~(12) ~~⊙ # أرزة ~~لبنان ~~⋆ # يوسف أيوب ~~الحتي ~~‡ # 16 تشرين الثاني 1916 ~~(13) ~~⊙ # سوق ~~عكاظ # جورج شدياق # 1916 ~~(14) ~~⊙ # سوريا ~~الجديدة # حبيب حنون # 1 تشرين الأول 1918 ~~(15) # حمارة بلدنا # يوسف ناصيف جرجس # 23 شباط 1919 ~~(16) # التساهل # جورج شدياق # 1919 ~~(17) # الماشطة # 1919 ~~(18) # سائق الحمارة # جورج شدياق # 22 نيسان 1919 ~~(19) # الكلمة الحرة # حبيب بمبينو # 17 حزيران 1919 ~~(20) # الإخلاص # جرجي قصاص وجبرائيل شامي # 1 أيلول 1919 ~~(21) # العاصمة # منير ~~اللبابيدي ~~§ # 26 أيلول 1919 ~~(22) # الهراوة الصفراء # جرجي حبيب الصيداوي # 26 كانون الأول 1919 ~~(23) # المبرد # 1919 ~~(24) # الميماس # أنطون شكور # 1 كانون الثاني 1920 ~~(25) # لبنان الكبير # يوسف ناصيف # تشرين الثاني 1920 ~~(26) # الاستقلال # محمد زينو # 15 تشرين الأول 1921 ~~(27) # جمعية أرزة لبنان # جمعية أرزة لبنان # 1 تشرين الثاني 1922 ~~(28) # النهضة # حبيب حنون وشركاؤه # كانون الأول 1922 ~~(29) # النجوم # إلياس أبو ناضر # كانون الثاني 1924 ~~(30) # الأرزة ~~⋆ # جمعية أرزة ~~لبنان ~~|| # 1926 # ثانيا: مدينة سان ~~باولو ~~(1) # الأصمعي # خليل ملوك وشكري الخوري # 12 أيار 1898 ~~(2) # المناظر ~~¶ # نعوم لبكي وفارس سمعان نجم # 9 شباط 1899 ~~(3) # خلايا النحل # نعوم لبكي # 15 تموز 1901 ~~(4) # المنارة # الجمعية الخيرية المارونية # 14 أيلول 1901 ~~(5) # الرموز # رشيد الخوري # أيلول 1902 ~~(6) ~~⊙ # الأفكار ~~⋆ # الدكتور سعيد أبو ~~جمرة # # 24 كانون الثاني 1903 ~~(7) ~~⊙ # أبو ~~الهول ~~⋆ # شكري ~~الخوري ~~** # 1 أيار 1906 ~~(8) # بشراي # خليل يوسف سعد # تشرين الأول 1906 ~~(9) ~~⊙ # الميزان ~~⋆ # أسطفان وجورج غلبوني # 1909 ~~(10) # الحديقة # قيس لبكي # 28 كانون الثاني 1909 ~~(11) ~~⊙ # الوطن ~~⋆ # إبراهيم وإلياس فرح # 1910 ~~(12) # الجديد # نجيب طراد وفارس نجم # 2 كانون الأول 1911 ~~(13) # الأمازون # فارس دبغي # 17 تشرين الأول 1912 ~~(14) ~~⊙ # الفرائد # إبراهيم شحادة فرح # 10 كانون الثاني 1913 ~~(15) ~~⊙ # القلم ~~الحديدي ~~⋆ # جورج ~~حداد ~~†† # 15 حزيران 1913 ~~(16) ~~⊙ # أميركا # إسكندر ~~شاهين ~~‡‡ # 18 تشرين الأول 1913 ~~(17) # المقرعة # سليم لبكي # 11 شباط 1914 ~~(18) ~~⊙ # فتى ~~لبنان ~~⋆ # رشيد عطية # 13 تموز 1914 ~~(19) ~~⊙ # النهضة ~~اللبنانية # جمعية النهضة اللبنانية # 21 تموز 1914 ~~(20) ~~⊙ # البرازيل ~~⋆ # جورج مسرة # 10 آذار 1915 ~~(21) ~~⊙ # العثماني # قيس لبكي # 1915 ~~(22) # الزهراوي # جورج أطلس # 14 أيلول 1916 ~~(23) # النحلة # داود جرجس الخوري # تشرين الثاني 1916 ~~(24) ~~⊙ # المؤدب # نجيب قسطنطين حداد # 1917 ~~(25) ~~⊙ # الصاعقة # ميخائيل دحروج # أيلول 1917 ~~(26) ~~⊙ # النهضة ~~اللبنانية (غير الأولى) # جمعية النهضة اللبنانية # 16 نيسان 1918 ~~(27) ~~⊙ # الإكرام # لجنة إكرام السوريين للبرازيل # 15 حزيران 1918 ~~(28) # الرائد ~~⋆ # نجيب قسطنطين حداد # 15 نيسان 1919 ~~(29) # الاتحاد العربي # جورج ميخائيل أطلس # 23 آب 1919 ~~(30) # النجمة السورية # نجيب عزيز صفدي # 23 آب 1919 ~~(31) # الجريدة # الدكتور خليل سعادة # آب 1920 ~~(32) # السياسة # سليم شديد عقل # 22 كانون الثاني 1921 ~~(33) # الجالية ~~⋆ # سامي يواكيم الراسي # 26 حزيران 1922 ~~(34) # الوطن الحر # الحزب الوطني السوري # 1923 ~~(35) # نشرة الرابطة الوطنية ~~السورية ~~⋆ # الرابطة الوطنية السورية # 1927 ~~(36) # الشرق ~~⋆ # موسى ~~كريم ~~§§ # 1 نيسان ms642 1928 ~~(37) # الدليل ~~⋆ # توفيق ضعون # نيسان 1928 ~~(38) # الرابطة ~~⋆ # الرابطة الوطنية # 1 كانون الثاني 1929 ~~(39) # الجعبة ~~⋆ # بطرس الزغبي # 1929 # ثالثا: مدينة ~~مناوس ~~(1) # السهام # جورج إسحق يارد # 4 كانون الأول 1912 ~~(2) # أبو النواس # جورج إسحق يارد # 1915 ~~(3) # المراقب # هنري ضو # 20 كانون الأول 1920 # رابعا: مدينة بورتو ~~إليكري ~~(1) # الفوائد # سليمان الزغبي # نيسان 1909 ~~(2) ~~⊙ # الرقيب # إلياس طربيه ويوسف نحاس # 15 كانون الأول 1917 # خامسا: مدينة بلو ~~أوريزنتي ~~(1) # الاستقلال # الجمعية العربية # 1 آب 1910 # سادسا: مدينة ~~كمبيناس ~~(1) # الفيحاء ~~||| # سليم ودعيبس بالش # 28 تشرين الأول 1894 # سابعا: مدينة ~~سانتوس ~~(1) # البرازيل ~~¶¶ # سليم بالش وأنطون النجار # 2 نيسان 1896 # ثامنا: مدينة ~~كمبوس ~~(1) # الفجر # جورج حداد وناصر شاتيلا # 1 تشرين الأول 1911 # تاسعا: مدينة سلطو ~~أورينتال ~~(1) # أمنية العرب # نجيب يوسف عازوري # 15 تشرين الثاني 1913 # عاشرا: مدينة ~~نيكتيراو ~~(1) # لبنان الكبير # نعمان العندرافيلي # 1 أيلول 1921 # حادي عشر: مدينة ~~أوليفايرا ~~(1) # الإصلاح # سعيد مطر ونجيب العسراوي # 29 كانون الثاني 1921 # ثاني عشر: مدينة ~~بوا ~~(1) # الخربر # عباس طربيه # 1921 ~~* # ظلت ~~هذه الجريدة عائشة حتى أوائل عام 1909؛ حيث احتجبت لما ~~لحق بصاحبها ميخائيل مراد من الخسائر الفادحة؛ لأن شريكه ~~الشيخ حبيب الخوري تركها عند نهاية سنتها الأولى بدسيسة من ~~السلطان عبد الحميد الثاني، فنقلت إدارة «الصواب» من ريو ~~دي جانيرو إلى مدينة بلواوريزنتي منذ غرة أيلول 1909، ثم ~~انطفأ نبراس حياتها في 11 شباط 1911. ~~† # جريدة ~~«العدل» هي الأولى والوحيدة التي توفقت إلى بلوغ يوبيلها ~~الفضي بين جميع صحف مدينة ريو دي جانيرو العربية، وثباتها ~~إلى يومنا هذا في عالم النشر أكبر دليل على رضا القراء عن ~~الخطة القويمة التي اتبعها منشئها الفاضل منذ عهد ~~تأسيسها. ~~‡ # برزت ~~«أرزة لبنان» للوجود بتاريخ 16 تشرين الثاني 1916 في ريو ~~دي جانيرو، ثم نقلها صاحبها إلى بيروت لدى عودته إلى الوطن ~~بعد نهاية الحرب العظمى. ~~§ # لهذا ~~الأديب أربع جرائد أنشأها تباعا في أربع عواصم مختلفة ~~وهي: أولا «العاصمة» بتاريخ 26 أيلول 1919 في ريو دي ~~جانيرو عاصمة جمهورية البرازيل، ثانيا «الحضارة» بتاريخ 1 ~~حزيران 1924 في بغداد عاصمة مملكة العراق، ثالثا ~~«الحضارة» وهي غير السابقة بتاريخ 5 حزيران 1927 في بيروت ~~عاصمة الجمهورية اللبنانية، رابعا «المستقبل العربي» ~~بتاريخ 15 كانون الثاني 1922 في روما عاصمة مملكة إيطاليا. ~~ومنير لبابيدي من كتاب بيروت المسلمين الذين اشتغلوا ~~بالأدب في ms643 عصرنا الحاضر، أما والده محمد لبابيدي فقد نال ~~قسطا وافرا من الآداب العربية التي درسها على الشيخين ~~العلامتين إبراهيم الأحدب ويوسف الأسير، وهو من جملة ~~الشعراء الذين قرظوا كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» ~~فنقتطف من تقريظه الأبيات الآتية وهي: # طرزت يا فيليب أبدع حلة # وبها كسوت نوابغ الأوطان # ألفت تاريخا فكنت مجليا # في حلبة التدقيق والإتقان # صورت من ترجمته ليكون في # دور الحياة على مدى ~~الدوران # هذا هو الأثر العظيم تجمعت # فيه الأعاظم نخبة الأعيان # قوم بصورتهم وسيرتهم معا # تتلذذ العينان والأذنان # لله درك يا بديع زمانه # أيدت ما ألفت بالبرهان # وبذلت جهد المستطيع بهمة # شماء نحمدها بكل لسان # وسلكت أسلوب الحكيم بوضعه # فأتى قويما ثابت الأركان # ومن المحقق أن أعظم خدمة # هي خدمة الإنسان للإنسان ~~|| # اختصرت ~~«جمعية أرزة لبنان» عنوان هذه الجريدة المعروفة باسمها ~~وجعلته «الأرزة» التي ما زالت تصدر حتى الآن، وقد وقفنا ~~على بعض أعداد منها تشير إلى أنها أنشئت في أول تشرين ~~الثاني 1923 حين أنها برزت للوجود في أول تشرين الثاني ~~1922 كما يتضح ذلك صريحا من العدد الأول المحفوظ في ~~معرضنا الصحافي، فوجب التنبيه إلى هذا الغلط ~~لاستدراكه. ~~¶ # بعد ~~رجوع نعوم لبكي من المهجر إلى لبنان أخذ ينشر جريدة ~~«المناظر» بتاريخ 7 كانون الثاني 1910 في بيروت حيث صدرت ~~زهاء عام كامل، ثم نقل إدارتها إلى قرية بعبدات مسقط ~~رأسه؛ لتكون أقرب إلى المصادر السياسية اللبنانية في ذاك ~~العهد، وقد صرح نعوم لبكي في العدد 996 من «المناظر» عن ~~مبادئ جريدته أنها تدعو الشرقيين إلى الكفر بالعصبية ~~الدينية ليسهل عليهم الأخذ بالرابطة الوطنية ، وقد جاهر ~~بعداوته للطغمة الكهنوتية وللرهبان وللسلطة البابوية حتى ~~اضطر القاصد الرسولي في بيروت إلى إصدار منشور مؤرخ في 11 ~~آب 1912 به يحرم قراءة جريدة «المناظر» ومعاضدتها على جميع ~~الرهبان والشعب الخاضعين لولايته الروحية، ولما أعلنت ~~الحرب العظمى عام 1914 توارى نعوم لبكي عن الأبصار ولجأ ~~إلى أديار الرهبان الذين أساء إليهم في جريدته، فعاملوه ~~بالرفق والمحبة والكرم، وصفحوا عن إساءته لهم عملا بوصية ~~السيد المسيح، وكانت الدولة التركية ms644 في الوقت ذاته ساعية ~~في إلقاء القبض عليه ومحاكمته لما كان ينشره على صفحات ~~جريدته من الحقائق الجارحة والمطاعن الكثيرة في حكام ~~الدولة المذكورة، غير أنه تعذر عليها الوصول إليه وإنزال ~~العقوبة به. ولما تألفت حكومة لبنان الكبير بعد استقلاله ~~على يد الجنرال غورو عين عضوا في اللجنة الإدارية، ثم ~~انتخب رئيسا للمجلس النيابي، ولبث في هذه الوظيفة حتى ~~اخترمته المنية رحمه الله تعالى. وقد شاء أصدقاؤه في الوطن ~~والمهجر أن يكرموه بعد وفاته فنصبوا له تمثالا في بعبدات ~~تخليدا لذكره. # # احتفى ~~مطالعو «الأفكار» وأصدقاء منشئها في 24 آذار 1928 بعيدها ~~الفضي احتفاء باهرا دل على مكانة الدكتور سعيد أبي جمرة ~~في عالمي الصحافة والطب، ولليوبيل المذكور كتاب لطيف ~~الحجم والشكل جمعت فيه الرسائل والقصائد وكل ما يتعلق بذلك ~~العيد، وصاحب «الأفكار» لبناني الأصل وعضو في المجمع ~~العلمي العربي بدمشق ومنشئ بعض التآليف الجزيلة ~~الفائدة. ~~** # يعد ~~السيد شكري الخوري من أكثر الصحفيين جرأة وأبعدهم همة في ~~سبيل إصلاح وطنه اللبناني، يجول في ميدان السياسة كما يجول ~~في ميادين الأدب والفكاهة، ناهض الاستبداد في الدولة ~~العثمانية قبل إعلان الدستور سنة 1908 فبرهن عن إخلاص ~~المبدأ، وقد وصفته جريدة «الهدى» النيويوركية (عدد 120، ~~السنة 14، في 14 تموز 1911) وصفا ينطبق على حقيقة حاله ~~قالت: «صاحب «أبو الهول» كالأمازون بغزارة مادته، ميزته ~~بطبيعته، وطبيعته كلام مقبول وسهولة جميلة، فهو غير ~~متكلف يقرؤه الخاصة والعامة بإعجاب ولذة، وخير ما فيه أنه ~~لا يدعي بما ليس فيه وأنه يعول على المعاني دون المباني، ~~فقد بعثر اللغوي على أغلاط نحوية وصرفية في سطر واحد دون ~~نفور واشمئزاز؛ ذلك لأن شكري أفندي الخوري من غير أولئك ~~الصحافيين الذين يستكتبون الأدباء فتظهر جرائدهم رقطاء ~~رقشاء، وفي كل عدد ذوق وطريقة مختلفان؛ لأنه لا يدعي اللغة ~~بل يفتخر بطريقة جديدة هو واضعها، أبو الهول جريدة لطائف ~~وفكاهات وجد في معرض الهزل ومبادئ بين الضحك واللعب، وله ~~في كل معترك أدبي موقف يحسد عليه، لا نعرف جريدة يجرح ~~صاحبها الجرح البليغ ويكاد المجروح منه لا يتألم ms645 أو إذا ~~تألم فعلى غير حفيظة إلا شكري أفندي الخوري ... فكما أنه من ~~غير المدعين هو أيضا من غير المراوغين، يخز أصدق أصدقائه ~~في سبيل الحقيقة أو ما يعتقده الحقيقة، وينام ملء عينيه ~~إذ يكون خصومه يضجون ويعجون، وهذه هي الجرأة ~~الحقيقية.» # ولصاحب «أبو الهول» مواقف مشرفة في سبيل العلم والوطن، ~~فما عدا التآليف المفيدة التي نشرها نذكر له بالافتخار ~~مساعيه في جمع الأموال الكافية لعمل تمثال الشيخ إبراهيم ~~اليازجي الذي استصنعه في سان باولو وأهداه إلى مدينة بيروت ~~لينصب في إحدى ساحاتها، وقد تألفت في عاصمة لبنان لجنة كنا ~~نحن من أعضائها، غايتها جمع الأموال لتشييد قاعدة التمثال ~~المذكور التي جاءت على أحدث طرز فني، وفي 17 تموز 1924 جرى ~~الاحتفال الرسمي برفع الستار عن هذا التمثال، فألقينا فيه ~~الخطبة الافتتاحية، وكان لشكري الخوري اليد الطولى في ~~التطوع الذي جرى من أبناء لبنان في أميركا لإنقاذ وطنهم من ~~يد الأتراك، وأول فرقة سافرت من ريو دي جانيرو عاصمة ~~البرازيل تألفت بسعي صاحب «أبو الهول»، وهو الذي اقترح ~~وجوب اشتراك اللبنانيين والسوريين في العيد المئوي ~~(1822-1922) لاستقلال البرازيل، وشكل لجنة من أفاضل ~~الجالية المذكورة للاهتمام بهذا الأمر واختيار نوع الهدية، ~~فقر الرأي على أن يصنع تمثال رمزي يبلغ ارتفاعه أربعة عشر ~~مترا، وينصب في إحدى الساحات العامة من مدينة سان باولو، ~~وهو أعظم تمثال شوهد في البرازيل بعد تمثال الاستقلال في ~~أيبرانكا الذي اشتركت في نفقاته كل طبقات الأمة، وفي ثالث ~~أيار 1928 صار تقديم التمثال الرمزي باسم الجالية ~~اللبنانية السورية رسميا للأمة البرازيلية بمهرجان عظيم، ~~وقد نظم فيه المرحوم فوزي المعلوف الأبيات ~~التالية: # حياك تمثال أصم وأبكم # لو يملك النطق الأصم ~~الأبكم # هو رمز معرفة الجميل وحسبه # في صمته أن الوفا يتكلم # انظر إليه فكل نقش ألسن # للشكر فيه وكل حرف مبسم # يا موطنا رتع الغريب بجنة # فيه فلا يشقى ولا يتظلم # لو أننا صغنا لك التمثال من # ذهب ووشت جانبيه الأنجم # ما كان يمكننا وفاءك منة # سعد الشقي بها وأثرى ~~المعدم # لكن ms646 لها في قلب كل مهاجر # صنم يصلي عنده ويسلم ~~†† # هو ~~حفيد الشيخ ناصيف اليازجي وابن شقيقة الشيخ إبراهيم ~~اليازجي. ~~‡‡ # ولد ~~بتاريخ 21 آذار 1865 في بيروت، وكان والده جرجس شاهين من ~~المشتغلين بالأدب وله مطبعة سماها «المطبعة الوطنية» نشرت ~~كثيرا من التآليف المفيدة، وبعدما نال إسكندر شهادته ~~العلمية من الجامعة الأميركية سافر إلى السودان في خدمة ~~الجيش الإنكليزي، ثم عاد إلى مصر حيث احترف الصحافة وحرر ~~في «المقتطف» و«الوطن» وغيرهما، واشترى جريدة «الرأي ~~العام» التي كان قد أسسها إسكندر شلهوب في 25 نيسان 1893 ~~بالاشتراك مع نجيب الحاج، فأجمعت الأفكار على أنه ليس في ~~القطر المصري جريدة تقرأ من أولها إلى آخرها غير «الرأي ~~العام» التي عاشت أربعة عشر عاما، وأدخل إسكندر شاهين على ~~جريدته بابا عنوانه «الحديث عن الملوك»، وقد بلغ ما كتبه ~~عنهم مقدارا عظيما؛ لأنه لم يترك أحدهم بلا حديث عنه وعن ~~أعماله ونوادره وتاريخ أسرته وما يقال عن بلاده، وتفرد في ~~هذا المعنى دون سواه من الناطقين بالضاد حتى إنه كان يعد ~~ثقة في معرفة أصول الأسر الحاكمة وفروعها، فإذا كتب عنها ~~فكأنما يحدثك عن أفراد أسرته وبيته. وفي سنة 1913 هاجر إلى ~~مدينة سان باولو في البرازيل، وهناك أنشأ في 18 تشرين ~~الأول 1913 جريدة «أميركا» التي نالت إقبالا عظيما، وكان ~~إسكندر شاهين رئيسا لنقابة الصحافة العربية البرازيلية ~~التي أنشئت في سان باولو بتاريخ 4 شباط 1917 (راجع أخبار ~~النقابة في مجلة «الأنيس» السانبولية لحبيب مسعود صفحة 314 ~~سنة أولى). ~~§§ # السيد ~~موسى كريم سوري الأصل سرياني الملة، ولد في مدينة يبرود ~~وتثقف على أفضل الأساتذة، ثم سافر في صباه إلى مدينة سان ~~باولو فتولى هناك تحرير جريدة «أبو الهول» أعواما عديدة ~~قبل أن ينشئ مجلة «الشرق» التي تحصى بين أرقى الصحف ~~العربية في الديار الأميركية، وفي سنتي 1927 و1928 قام ~~برحلة إلى وطنه وسائر أنحاء الشرق الأدنى، ودون تفصيل ~~أخبارها في كتابيه «البرازيل والشرق» و«تأثيرات سياحة» ~~وفي مجلته «الشرق» المعتبرة، وقد أقيمت له أثناء جولته ~~المآدب والحفلات التكريمية من ذوي الفضل ونقابات الصحافة، ~~واحتفى ms647 به المجمع العلمي العربي بدمشق احتفاء يليق بأدبه ~~العالي، فألقى السيد موسى إذ ذاك في ردهة المجمع يوم 18 ~~تشرين الأول 1927 محاضرة نفيسة موضوعها «البرازيليون ~~والسوريون - اللغتان البرازيلية والعربية» تجلت فيها ~~عبقريته الوطنية وبراعته الخطابية، ثم لفظ محاضرة أخرى في ~~ردهة الجمعية الجغرافية الملكية في عاصمة وادي النيل لا ~~تقل عن تلك أهمية واعتبارا. ~~||| # جريدة ~~أسبوعية ظهرت في 28 تشرين الأول 1894 لصاحبها سليم بن ~~يوحنا بن منصور بالش ودعيبس بن عبد الله بالش ~~اللبنانيين، وهي أم جميع الصحف العربية وباكورتها في ~~بلاد البرازيل وسائر أنحاء أميركا الجنوبية، كانت تطبع في ~~مطبعة «الرضا» بحروف دقيقة تشابه الحروف الباريسية ~~القديمة، ومباحثها تتناول الحوادث الكونية وأخبار تركيا ~~ولبنان وغير ذلك من المواضيع المتنوعة بلهجة مألوفة ~~يفهمها الخاص والعام، وقد احتجبت بعد أشهر قليلة وأنشئت ~~بدلا منها جريدة «البرازيل» ~~في سانتوس. ~~¶¶ # كانت ~~تطبع بحروف شبيهة بالحروف الباريسية القديمة، فلما توفي ~~محررها سليم بالش في سنتها الأولى استقل بها شريكه أنطون ~~النجار وجاء بها إلى سان باولو، وقد عهد بكتابة مقالاتها ~~إلى خليل عمون الذي تركها بعد سنة وسافر إلى مصر، فخلفه ~~الدكتور يوسف رزق الله حتى تحول امتيازها عام 1898 إلى ~~قيصر بك معلوف وهو الكاتب المشهود له بطول الباع نثرا ~~ونظما، فحسنها قيصر المعلوف وكبر حجمها ووسع نطاق ~~مباحثها، وأنشأ لها مطبعة جديدة سماها «المطبعة السورية» ~~التي جهزها بالمعدات الحديثة واستحضر لها الحروف ~~الإسلامبولية الجميلة، وقد نقش في صدر الجريدة هذين ~~البيتين: # ترى ما الذي ترجو الصحافة خيره # إذا لم يكن ما ترتئيه له ~~صدى # فهل نفعت خيل بدون فوارس # وهل دفعت سمر القنا وحدها ~~العدى # وفي سنة 1901 انضم إلى قيصر المعلوف أخوه جورج، فعملا ~~معا على خدمة الجالية اللبنانية السورية، وزادا على أبواب ~~الجريدة قسما جديدا ينطوي على تاريخ الأمير حيدر الشهابي ~~المشهور، وعاشت هذه الجريدة إلى سنة 1903، فورثتها جريدة ~~«الأفكار» لصاحبها الدكتور سعيد أبي جمرة، واشتهرت ~~«البرازيل» بخطتها المعتدلة ودفاعها عن شرف اللبنانيين ~~والسوريين في المهجر. # جرائد جزيرة كوبا # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها ms648 # تاريخ ظهورها # أولا: هافانا ~~العاصمة ~~(1) # الارتقاء السوري # خومس وجر # 1914 ~~(2) # فرنسا والشرق # يعقوب صفير # 12 أيار 1919 ~~(3) # الاتحاد ~~⋆ # شكري بعقليني # 1927 ~~* ~~* # بين ~~الصحف العربية التي صدرت في مدينة هافانا عاصمة جزيرة كوبا ~~جريدتان أيضا كان ظهورهما بعد سنة 1929، وهما: «الفيحاء» ~~للسيد قاسم الهيماني الدمشقي ظهرت عام 1931، وكانت قصيرة ~~العمر، وللقاسم الهيماني جريدة سابقة بهذا الاسم أنشأها ~~بتاريخ 24 تموز 1923، وقد أشرنا إليها بين جرائد دمشق، أما ~~الجريدة الثانية فتدعي «صوت الشعب» ظهرت عام 1932، ولم ~~يتصل بنا اسم منشئها، وسنذكر هاتين الجريدتين في الذيل ~~الذي عولنا على نشره إتماما لفهارس الصحف العربية بوجه ~~عام منذ فاتحة سنة 1930 إلى الزمان الحاضر. # جرائد الجمهورية الفضية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة بونس ~~إيرس ~~(1) # الصبح # خليل ملوك وشكري الخوري وخليل شاول # آذار 1899 ~~(2) # الصدق # إبراهيم وهبة خزامة # 20 أيلول 1900 ~~(3) ~~⊙ # السلام ~~⋆ # وديع ~~شمعون ~~* # 17 تشرين الثاني 1902 ~~(4) ~~⊙ # الزمان ~~⋆ # ميخائيل ~~السمرا ~~† # 21 تشرين الأول 1905 ~~(5) # الحقائق # ملحم فارس أبو علي كرباج # 28 كانون الأول 1905 ~~(6) # الجالية # جورج ~~مسرة ~~† # 30 تموز 1910 ~~(7) # القرن العشرون # لبيب الرياشي # 19 شباط 1911 ~~(8) # الحاوي # يوسف ملحم شعيا # 1 آب 1912 ~~(9) # جراب الحاوي # سمعان منصور الحاماتي # 5 آب 1912 ~~(10) # النسر # سمعان منصور الحاماتي # 5 شباط 1913 ~~(11) ~~⊙ # المرسل ~~⋆ # الخوري يوحنا غصن # 15 أيار 1913 ~~(12) ~~⊙ # العلم ~~العثماني # سيف الدين رحال # 1915 ~~(13) # الأرجنتين # سليم أبو سمهيل # 1915 ~~(14) ~~⊙ # الشمس ~~⋆ # اسبر ~~الغريب ~~‡ # 8 أيار 1915 ~~(15) ~~⊙ # الاتحاد ~~اللبناني ~~⋆ # جمعية الاتحاد اللبناني # 1915 ~~(16) # الصاعقة # سليمان أبي شر # 1916 ~~(17) ~~⊙ # الكاوي # جميل دكدانيان # 22 نيسان 1916 ~~(18) # التحالف ~~اللبناني ~~⋆ # جمعية التحالف اللبناني # 23 كانون الثاني 1919 ~~(19) # الجامعة السورية # حسني عبد الملك # 6 شباط 1919 ~~(20) # يقظة العرب # الدكتور جورج صوايا # 7 أيار 1919 ~~(21) # الشرق # سيف الدين رحال وحسن دركل # 20 أيلول 1921 ~~(22) # النشرة الاقتصادية # يعقوب غطاس # حزيران 1922 ~~(23) # الفطرة # محمود محمد سلوم # 27 تموز 1922 ~~(24) # الحياة # جورج عساف # آذار 1924 ~~(25) # لبنان # يوسف خويري وميخائيل بوريدان # 1 أيار 1926 ~~(26) # الاستقلال ~~⋆ # الأمير أمين ~~أرسلان ~~§ # 1926 ~~(27) # المنبر # رشيد زين # 1927 ~~(28) # الإصلاح ~~⋆ # الدكتور جورج صوايا # 1928 ~~(29) # الجريدة السورية ~~اللبنانية ~~⋆ # موسى ~~عزيزة ~~|| # 12 كانون الثاني 1929 ~~(30) # المنتقد ~~⋆ # عبود حداد # 1929 # ثانيا: مدينة تو ~~كومان ~~(1) # سوريا الفتاة # إلياس طربيه وسمعان الحاماتي # 14 كانون الثاني 1914 ~~(2) ~~⊙ # الوطن # ميخائيل هبلا ويوسف خويري # 11 أيلول 1915 ~~(3) ~~⊙ # صدى ~~الشرق # نجيب بعقليني # 24 تشرين الأول 1917 ~~(4) ~~⊙ # حط ~~بالخرج # يوسف نجم الدين الرشماني # 17 تموز 1918 ~~(5) ~~⊙ # الإخاء ~~⋆ # جبران مسوح # 9 آب 1922 ~~(6) # الشبيبة المتحدة # جمعية ms649 الشبيبة المتحدة # 3 شباط 1923 ~~(7) # المهجر ~~⋆ # يوسف نجم الرشماني # 1926 # ثالثا: مدينة ~~كوردبا ~~(1) # الحكيم # عزيز حكيم # 30 نيسان 1908 ~~(2) # كوردبا # شبلي رزق وجاد ورور # 7 تشرين الأول 1922 ~~(3) # العصر الجديد # قبلان الرياشي وحنا وهبة # 13 تشرين الأول 1926 ~~(4) # الحقيقة # قبلان الرياشي ومنصور سلهب # 1926 ~~* # تعد ~~جريدتا «السلام» و«الزمان» أقدم الصحف العربية الحية ~~وأكثرها انتشارا في الجمهورية الفضية، ولهما مساع ~~مشكورة في سبيل الجالية اللبنانية السورية في الأصقاع ~~المذكورة، وقد أتيح لكل منهما بعد جهاد أدبي طويل أن ~~تحتفل بيوبيلها الفضي. ~~† # بدأ ~~جورج بن نقولا مسرة حياته الصحافية في عاصمة الفرنسيس حيث ~~أنشأ جريدة «باريس» في 8 أيار سنة 1908 بالاشتراك مع أخيه ~~إلياس، وبعد سنتين سافر إلى بونس إيرس عاصمة الجمهورية ~~الفضية فأصدر بتاريخ 30 تموز 1910 جريدة سماها «الجالية»، ~~وما لبث أن ارتحل إلى مدينة سان باولو في البرازيل حيث أسس ~~بتاريخ 10 أذار سنة 1915 جريدته الثالثة «البرازيل» التي ~~لم تزل منتشرة حتى الآن، وينتسب هذا الصحافي إلى أسرة ~~«مسرة» التي نزحت منذ نيف وأربعة قرون من مدينة أرض الروم ~~إلى ديار بكر ثم إلى حلب كما أفادنا صديقنا البحاثة الشيخ ~~عيسى إسكندر المعلوف، وأسرة «مسرة» يونانية الأصل انقسمت ~~لدى نزوحها من حلب إلى ثلاثة فروع، وتنتمي هذه الفروع ~~بدورها إلى ثلاثة إخوة يعتبر كل منهم جدا لأحد الفروع ~~المذكورة، وهم: يوسف وجرجس وحنا، فالأول يوسف سكن دمشق ومن ~~سلالته الصحافي الذي نحن بصدده وأخوه توفيق ترجمان قنصلية ~~ألمانيا في بيروت، والثاني جرجس سكن اللاذقية ومن سلالته ~~السيد جراسيموس مسرة مطران بيروت الأرثوذكسي، والثالث حنا ~~سكن مصر ومن سلالته الكنت يوسف باشا مسرة ابن العلامة ~~الكنت يوحنا مسرة ابن الكنت أنطون بن إبراهيم بن حنا مسرة، ~~وما عدا الذين أوردنا ذكرهم فقد نبغ قديما من آل مسرة بعض ~~الأدباء الذين تخلدت أسماؤهم في المخطوطات القديمة ~~كمخطوطات دير الشرفة، واشتهر منهم أيضا الشماس عبد الله ~~مسرة المصور اليدوي الماهر، ومن آثاره أيقونة في كنيسة ~~القديس جرجس بمصر العتيقة تدل على براعته بفن ~~التصوير. ~~‡ # بعد ~~نهاية الحرب العظمى عاد أسير الغريب إلى مسقط رأسه ~~«الدامور ms650» بلبنان وأخذ ينشر جريدته «الشمس» في بيروت بشكل ~~مجلة ولم تزل. ~~§ # هو ~~الأمير أمين ابن الأمير مجيد ابن الأمير ملحم ابن الأمير ~~حيدر ابن الأمير عباس ابن الأمير فخر الدين ابن الأمير ~~حيدر أرسلان، هاجر من لبنان على أثر اختلاف عائلي في ~~أسرته، ولم يلبث هذا الاختلاف أن تلاشى وزال بزوال ~~الأسباب، فسافر هذا الأمير إلى فرنسا حيث أنشأ بتاريخ 9 آب ~~1894 جريدة «كشف النقاب» التي كان يكتبها بخطه ويطبعها على ~~مطبعة حجرية في باريس، ثم أبطلها ~~ليؤسس في 12 كانون ~~الأول 1895 جريدة «تركيا الفتاة» بالشركة مع صديقه وابن ~~وطنه خليل غانم (راجع ترجمته في [الكتاب الثاني - صحافة ~~أوروبا - الباب الثاني]) واضع مواد القانون الأساسي للدولة ~~العثمانية سنة 1877 في عهد مجلس المبعوثان الأول. وفي ~~أواخر القرن التاسع عشر ذهب الأمير أمين إلى بلاد ~~الجمهورية الفضية فأقام في بونس إيرس عاصمتها حيث عينته ~~الدولة العثمانية قنصلا عاما لها، وسنة 1926 أنشأ هناك ~~جريدته الثالثة «الاستقلال» التي نشر فيها آراءه السياسية ~~عن بلاد الشرق الأدنى ولا سيما عن سوريا ولبنان. وأصغر ~~إخوة الأمير أمين كان الأمير فؤاد أرسلان الذي اشتهر ~~بالجرأة الأدبية وأصالة الرأي في مجلس النواب اللبناني، ~~وقد عرف له أبناء وطنه تلك المزايا العالية، فنصبوا له بعد ~~وفاته تمثالا فخما في «خلده»؛ جزاء إخلاصه للأمة ~~والوطن. ~~|| # نشرت ~~جريدة «الأقلام» البيروتية بتاريخ 8 تموز 1922 لمنشئها ~~حليم دموس مقالا عن هذا الصحافي الكريم نورده هنا بالحرف ~~الواحد: # موسى عزيزة من مدينة حماة (سوريا) سافر إلى ~~الأرجنتين وعمره نحو خمس عشرة سنة، وهناك تعاطى ~~التجارة وأظهر اجتهادا ونشاطا زائدين إلى أن ~~أتت الحرب الكونية، فسافر إلى أوروبا ونيويورك ~~لإنماء تجارته وتوسيع دوائرها، وعندما انتهت الحرب ~~كان له المنزلة التجارية الأولى بين الجالية، وكان ~~مع التجارة يدرس لنفسه علم القانون، وكان جل همه ~~التفكير في إعلاء اسم أهل بلاده بين بقية الجوالي ~~في الأرجنتين، وبهمته ونشاطه أسس عدة جمعيات ~~منها الجمعية السورية اللبنانية لحماية المهاجرين، ~~وبمدة قريبة جمع من تبرعاته وتبرعات الذين آمنوا ~~بمبدئه مبلغا لا يقل عن ms651 عشرين ألف ليرة إنكليزية ~~اشترى بها ملكا وسماه «بيت الجالية»، وأنشأ ~~المجلس الملي الأرثوذكسي، وبمسعاه بنى مدرسة ~~كلفت نحو عشرة آلاف ليرة إنكليزية لأجل التعليم ~~العربي، وبمسعاه أنشأ مصرفا كشركة مساهمة دعاه ~~«البنك السوري اللبناني»، واليوم له منزلته ~~الرفيعة في الأرجنتين، وأسس غرفة تجارية سماها ~~«الغرفة التجارية السورية اللبنانية»، وأنشأ ~~جريدة يومية تصدر في العربي والإسباني سماها ~~الجريدة السورية اللبنانية، وهي اليوم أكبر جريدة ~~عربية إسبانية في العالم أجمع، ولها منزلتها ~~الرفيعة بين جرائد تلك البلاد، وأخيرا أهدى ~~الجريدة ومدخولها للجمعيات الخيرية السورية ~~اللبنانية، ~~وعددها خمس وعشرون جمعية، وباجتهاده التجاري توصل ~~إلى أن يكون صاحب بناء مؤلف من أربع وستين شقة، ~~وهو أعلى بناء في عاصمة الأرجنتين سماه ناطحة ~~السحاب، وعنده أرض زراعية تبلغ مساحتها نصف مساحة ~~الجمهورية ~~اللبنانية. # ولما كان منشئ «الأقلام» المشار إليه من شعرائنا ~~المبرزين في هذا العصر؛ لا نجد بدا من التنويه بعبقريته ~~والتصريح بأدبه العالي، وبيانا لمنزلته الشعرية نرى من ~~باب معرفة الجميل أن نورد هنا نص الأبيات التي نظمها عندما ~~أحيلت إلى عهدتنا أمانة دار الآثار علاوة على أمانة دار ~~الكتب في عاصمة الجمهورية اللبنانية قال: # إن قلت فيما مضى: يا حبذا ~~السلف # فاليوم يا مي قولي: حبذا ~~الخلف # حي ببيروت أم الشرع مأثرة # أمامها كل حر رهبة يقف # حي بها معهدي فن ومعرفة # أضحت بفضلهما الأوطان ~~تعترف # فذاك معهد علم كله طرف # وذاك معهد مجد ملؤه تحف # تجاورا بعدما طال النوى فهما # لام تعانقها في عطفها ألف # داران خلدت الأيام طيهما # ذكرى البنين وذكرى للألى ~~سلفوا # مفاخر للعلى تغني روائعها # عن كل ما وصف الرائي وما ~~يصف # وقفت أنظر للعهد القديم ولل # عهد الجديد وبالعهدين لي ~~كلف # فكل آت لنا في صدره أمل # وكل ماض لنا في صدره أسف ~~••• # لا يخدم الشعب في سر وفي علن # إلا الذين بحب الشعب قد ~~شغفوا # وليس بسعي إلى إنهاض أمتهم # إلا رجال على أمجادها ~~عطفوا # ما كل من خدم الأوطان أصلحها # هيهات تصلح أيد دأبها ~~التلف ms652 # بئس النفوس التي باسم الوظائف ~~بل # باسم الطوائف والأديان ~~تختلف # متى أرى أمتي والجد غايتها # وفي سبيل اتحاد السعي ~~تأتلف # فليس كالجهل لاستبعاد من غفلوا # وليس كالعلم لاستقلال من ~~رسفوا # أريد في وطني ما عز في وطني # من مكرمات بها الأحرار ~~تتصف # أريد فيه أبيا ملء بردته # قلب كبير إلى الإصلاح ~~ينصرف # وأن يكون أخا بذل وتضحية # يهزه العاليان: الجود ~~والشرف # كذلك الفرد من أضحت عزيمته # كدافق الموج حيث الموج ~~يزدحف # من شاد للعلم والإحسان أبنية # وليس في نفسه إلا التقى ~~هدف # عنيت «فيليب طرازي» المؤرخ من # نسل الألى بجميل الصنع قد ~~عرفوا # المنفق الوقت لا من ولا طمع # والباذل المال لا تيه ولا ~~صلف # والممتطي غارب الأسفار ليس له # إلا إلى طلب الأسفار ~~منصرف # هم الكثيرين من قومي مراتبهم # وهمه البحث والتأليف ~~والصحف # لولاه ما كان للآثار من أثر # ولا تنظمت القاعات والغرف # ولا رأينا جنود العلم عاكفة # كظامئ الطير حول الماء ~~يعتكف # فدونكم منهلين اليوم فازدحموا # عليهما واستقوا ما راق ~~واغترفوا # فههنا فتنة الألباب فابتدروا # وههنا روضة الآداب ~~فاقتطفوا # وهذه تحفة الأجداد فاعتبروا # وهذه شرعة الوراد ~~فارتشفوا # جرائد جمهورية تشيلي # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~سنتياغو ~~(1) # المرشد # الخوري بولس الخوري # 7 تشرين الثاني 1912 ~~(2) ~~⊙ # الشبيبة # جميل شوحي # 1918 ~~(3) # الوطن ~~⋆ # شركة جريدة «الوطن» المساهمة # 15 كانون الثاني 1920 ~~(4) # التفاهم # اللجنة الفرنساوية الشرقية # كانون الثاني 1923 ~~(5) # الإصلاح ~~⋆ # 1929 # ثانيا: مدينة ~~كونسبسيون ~~(1) # المنير # يوسف مسعد # 21 حزيران 1916 # جرائد الجمهورية الدومينيكية # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة سان ~~بدرو دي ماكوريس ~~(1) # الجرأة الأدبية # عبد الله الدريبي # 4 أيلول 1910 # جرائد جمهورية أروغواي # عدد # عنوان الجريدة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~مونتفيدايو ~~(1) # العروة الوثقى # إلياس جبران قطان # 23 أيلول 1907 # الباب الثاني # | فهارس جميع المجلات العربية ~~في أميركا الجنوبية # يتضمن فهارس جميع المجلات العربية في أميركا الجنوبية على الإطلاق. # وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا وجغرافيا لكل مراكز هذه الصحف في الأصقاع المذكورة. ~~*** # مجلات جمهورية البرازيل # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: ريو دي ~~جانيرو العاصمة ~~(1) # الروايات ms653 العصرية # رشيد ~~عطية ~~* # 31 تموز 1913 ~~(2) # النحلة # القس مبارك مارون # 1918 # ثانيا: مدينة سان ~~باولو ~~(1) # الأصمعي ~~† # خليل ملوك وشكري الخوري # 15 كانون الثاني 1899 ~~(2) # الفرائد # إبراهيم شحادة فرح # 1 كانون الثاني 1910 ~~(3) ~~⊙ # الكرمة ~~⋆ # سلوى سلامة وجورج أطلس # 1 حزيران 1914 ~~(4) # الأنيس # حبيب مسعود وأنطون سعد # 1 أيلول 1916 ~~(5) # المنتخبات # إلياس سليمان اليازجي # كانون الثاني 1918 ~~(6) # الجديد # توفيق ضعون وإلياس فرحات # 1919 ~~(7) # المدرسة # موسى كريم # 1919 ~~(8) # مسامرات المهاجر # نجيب موسى ويعقوب طيسون # 1 أيلول 1922 ~~(9) # العاصمة # لويس أبي نادر وميخائيل مراد # 6 كانون الثاني 1924 ~~(10) # الدليل ~~⋆ # توفيق ضعون # 1 نيسان 1928 # ثالثا: مدينة ~~مناوس ~~(1) # الأمازون # أمين ضومط # 1 تشرين الثاني 1917 ~~* # هو ~~كاتب لغوي من أبناء لبنان، اشتغل سنوات عديدة بتحرير ~~جريدة «لسان الحال» البيروتية، وتولى منبر التعليم في ~~المدرسة البطريركية حيث تخرج عليه عدد وافر من حملة ~~الأقلام وناشئة الوطن، وسنة 1913 سافر إلى ريو دي جانيرو ~~ومنها إلى سان باولو حيث أنشأ جريدة «فتى لبنان» التي تعد ~~من كبريات الصحف الأميركية باستقامة مبادئها وتعدد ~~مواضيعها ورجاحة آراء صاحبها. وللسيد رشيد عطية مكانة ~~سامية في آداب اللغة العربية التي وضع فيها كتبا شتى ~~(بعضها مطبوع وبعضها غير مطبوع) تشهد له بطول الباع ورسوخ ~~القدم، نذكر منها كتابه «الدليل إلى مرادف العامي والدخيل» ~~وله قصائد رنانة نظمها في مواضيع مختلفة تؤيد ما له من ~~علو الكعب في هذه الصناعة. ~~† # ظهر ~~«الأصمعي» في 12 أيار 1898 بشكل جريدة، ثم تحول إلى مجلة ~~في التاريخ المذكور أعلاه. # مجلات الجمهورية الفضية # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة بونس ~~إيرس ~~(1) # صدى الجنوب # الخوري يوحنا سعيد # كانون الثاني 1899 ~~(2) # الصاعقة # الخوري يوحنا سعيد # 11 أيار 1901 ~~(3) # الرموز # رشيد ~~خوري ~~* # 20 أيار 1906 ~~(4) # الحياة الجديدة # جرجس عساف # 15 كانون الأول 1907 ~~(5) # الأستاذ # يوسف خويري # 1 كانون الثاني 1910 ~~(6) ~~⊙ # المجلة ~~⋆ # الدكتور خليل ~~سعادة ~~† # 15 حزيران 1915 ~~(7) # الرواية # نجيب السمرا ويوسف نحاس # 2 تشرين الأول 1915 ~~(8) ~~⊙ # النحلة # شبلي رزق وخليل فارس # 15 شباط 1917 ~~(9) # الإصلاح ~~⋆ # الدكتور جورج ~~صوايا ~~‡ # 1 كانون الثاني 1929 # ثانيا: مدينة ~~كوردبا ~~(1) # سوريا # النادي السوري اللبناني # 1922 # ثالثا: مدينة ~~توكومان ~~(1) ~~⊙ # السعادة # يوسف نجم الرشماني # 1 أيلول 1918 ~~(2) ~~⊙ # النسر # سمعان الحاماتي # 1918 ~~(3) # حط بالخرج # يوسف نجم الرشماني # 1919 ~~(4) # الحديقة # نجيب بعقليني ووديع هدلا وجبران ~~قندلفت # 3 كانون الثاني 1922 ~~(5) # التمدن # حبيب أسطفان وجبران ms654 مسوح # 1 آب 1926 # رابعا: مدينة ~~مندوسا ~~(1) # اليقظة ~~⋆ # رشوان عيسى ونجيب عزيز دامرجي # 1 آذار 1928 # خامسا: مدينة ~~سنتياغو دل أستيرو ~~(1) # الفصول ~~⋆ # الأب مارون مبارك # 21 أيلول 1929 ~~* # نشأ ~~رشيد الخوري في بعلبك وأحرز قصب السبق بنبوغه في الصناعات ~~اليدوية، وبعض الفنون الجميلة؛ فإنه اخترع آلة للف الورق ~~وآلة «اللينوتيب» للطباعة العربية، وقد ورد وصف ذلك في ~~العدد 693 من جريدة «السلام» التي تطبع في مدينة بونس ~~إيرس، وهو أول من اصطنع مثالا مجسما حقيقيا، ~~لقلعة بعلبك قبل أن ~~يفتكر المرحوم جان دبس بوضع المثال الذي عرضه في معرض ~~باريس سنة 1931، ومعرض شيكاغو سنة 1933، ولما كان الفضل ~~للمتقدم فإننا نرى من باب معرفة الجميل أن ننوه هنا بجدارة ~~رشيد الخوري الذي لم يستند إلى مرجع في عمله سوى نبوغه ~~واجتهاده، أما جان دبس فإنه عول في شغله على المراجع ~~الرسمية والوثائق الفنية التي أرشدناه إليها في دار الكتب ~~الأهلية التي أنشأناها في بيروت سنة 1921. ~~† # الدكتور ~~خليل بك سعادة لبناني الأصل، تلقى العلوم في الجامعة ~~الأميركية ببيروت في عهد نشأتها الأولى، وهو من الأطباء ~~المشهود لهم بالفضل وسعة الاطلاع، ومن مآثره الكتابية ما ~~يلي: «قيصر وكليوبطره» وهي رواية إنكليزية، ثم ترجمة ~~«إنجيل برنابا» ورواية «أسرار الثورة الروسية» ورواية ~~«أسرار الباستيل» وكتاب «الوقاية من السل الرئوي وطرق ~~علاجه» ورسالة عنوانها «نبلة من كنانة» رد فيها على مجلة ~~المقتطف، وأشهر مؤلفاته «قاموس سعادة» وهو معجم إنكليزي ~~عربي يمتاز على سائر المعاجم التي من نوعه بغزارة المادة ~~ودقة البحث وأمانة الترجمة، وفي 15 آذار سنة 1884 اشترك مع ~~الشيخ إبراهيم اليازجي والدكتور بشارة زلزل في إصدار مجلة ~~«الطبيب» البيروتية التي خدمت اللغة العربية بوضع ألوف من ~~الأوضاع اللغوية والمسميات العصرية والمعربات العلمية، وهي ~~أول صحيفة عربية استعملت لفظة «مجلة» بالمعنى المصطلح ~~عليه اليوم. ~~‡ # ولد ~~في كفر حاتا بلبنان سنة 1882، ودرس الطب في الجامعة ~~الأميركية ببيروت، ثم سافر إلى نيويورك ومنها إلى بونس ~~إيرس عاصمة الأرجنتين للالتحاق بأسرته فيها. ولما كانت ~~قوانين هذه البلاد لا تسمح بتعاطي الطب لغير المتخرجين من ~~مدارسها؛ ثابر على ms655 تحصيل الطب في إحدى جامعاتها وأحرز منها ~~الشهادة النظامية. والمشهور عن الدكتور صوايا أنه كاتب ~~بليغ وخطيب فصيح وطبيب ماهر، وهو يجيد ما عدا لغته ~~العربية اللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية كأحسن ~~أبنائها، بدأ حياته الصحافية بنشر المقالات الضافية على ~~صفحات جريدة «القرن العشرين» تحت إمضاء ابن عابدين، ثم ~~أنشأ جريدة «يقظة العرب»، ثم «جريدة الإصلاح» اليومية التي ~~حولها الآن إلى مجلة، ومن مؤلفاته كتاب «المناهج الطبية في ~~الأمراض الإفرنجية» جمع فيه آراء أشهر أطباء الإنجليز ~~والفرنسيس والألمان فأضافها إلى اختياراته العديدة. ~~والدكتور صوايا مفطور على الإحسان وحب الوطن وإعلاء شأن ~~المعارف، وسنة 1925 عينته حكومة الأرجنتين قنصلا عاما ~~لها في سوريا ولبنان، فاستقال من هذا المنصب لأسباب ~~سياسية، وسنة 1926 اقترن بالسيدة جوزفين استانيارو التي ~~تنتسب إلى أسرة من أعرق الأسر الأرجنتينية وأغناهن، وقد ~~زينها الله بالعلم والرقة والوجاهة وحب الخير، وبالإجمال ~~فإن من عرف الدكتور صوايا وعرف المشاريع النافعة التي يقوم ~~بها وحده أو ينشطها في ديار المهجر يحكم بكل صواب بأن لهذا ~~الفرد قوة الجماعات. # مجلات جمهورية تشيلي # عدد # عنوان المجلة # اسم منشئها # تاريخ ظهورها # أولا: مدينة ~~سنتياغو ~~(1) # العواطف # أنطونيوس جمل # 1 كانون الأول 1916 ~~(2) # الشرق والغرب # لبيبة ~~هاشم ~~* # 15 أيلول 1923 ~~* # طالع ~~في فهرس مجلات القاهرة ما أثبتناه باختصار عن هذه المنشئة ~~الفاضلة ومنزلتها الأدبية بين نساء هذا العصر وكاتباته ~~[الكتاب الرابع - القسم الثاني - الباب الثاني] فنحيل ~~القارئ اللبيب إلى مطالعته في المكان المذكور. # | ذيل # يحتوي على خاتمة وخمسة إحصاءات # | الخاتمة # إلى هنا انتهى بحوله تعالى ما توفقت إلى جمعه من فهارس ~~الجرائد والمجلات العربية التي ظهرت في الخافقين قديما ~~وحديثا؛ ذلك ثمرة جهاد شاق طويت لأجله الشطر الأوفر من حياتي ~~بين المطالعة والمراجعة والتنقيب، ويطيب لي الآن أن أقدم ~~للخاصة والعامة نتيجة أبحاثي في هذه الحقبة الطويلة التي ~~صرفتها في الدرس والكتابة والمراسلة بلا أدنى كلال؛ لأني كنت ~~أجد في هذا العمل لذتي وبهجتي وفائدتي. # فأرفع آيات الحمد للعزة الصمدانية التي قيضت لي بلوغ هذه ~~الأمنية في سبيل خدمة الصحافة والعلم والتاريخ ms656؛ لأن مؤلفي ~~جاء موسوعة غنية بفوائدها جديرة بثقة المؤرخين واهتمام ~~الباحثين، وهي تشتمل على كل ما ظهر في لغتنا الشريفة من الصحف ~~مع أسماء منشئيها وتواريخ صدورها ومراكز نشرها في أقطار الشرق ~~والغرب مذ تكوين الصحافة حتى نهاية السنة 1929، هكذا يتسنى بعد ~~الآن لحملة الأقلام أن يستندوا إلى هذه المراجع الراهنة في ~~أبحاثهم عن الصحافة العربية وعن آداب مزاوليها وتطور أحوالهم ~~السياسية والعلمية والاجتماعية عصرا بعد عصر. # وقد بلغ مجموع الصحف مذ ظهور أول جريدة عربية عام 1800 حتى ~~نهاية عام 1929 (أي أثناء مائة وثلاثين عاما) ثلاثة آلاف ~~وثلاثا وعشرين صحيفة، وقد سردت عناوينها بالأمانة والتفصيل ~~كما يتأكد للقارئ اللبيب من مطالعة شتى الفهارس في مختلف ~~البلدان، ومن المحتمل أن يكون قد فاتني ذكر بعض صحف ما توقفت ~~إلى إحرازها أو الوقوف على أسمائها بالرغم من أبحاثي الدقيقة ~~ومراسلاتي المتواترة، فألتمس المعذرة لأن العذر من شيم الكرام ~~والعصمة والكمال للإله المتعال. # ومن دواعي الافتخار أن القطر المصري كان سباقا في مضمار ~~الصحافة العربية إلى نشر الجريدتين الأوليين اللتين قرأهما ~~أبناء الضاد وهما: جريدة «التنبيه» صدرت بتاريخ 6 كانون الأول ~~1800 في الإسكندرية بعناية جيش الاحتلال الفرنسي، وجريدة ~~«الوقائع المصرية» ظهرت بتاريخ 3 كانون الأول 1828 في القاهرة ~~بأمر محمد علي باشا رأس العترة المالكة، ويعتبر وادي النيل في ~~مقدمة جميع الأقطار من حيث وفرة عدد النشرات الدورية التي ~~أنشأها المصريون في كل فن وبحث ومطلب، وإذا جاز لنا أن نقيس ~~عدد الصحف المصرية بسائر الصحف العربية في العالم ألفينا القطر ~~المصري من هذا القبيل يضارع بالتقريب مجموع بقية البلدان ؛ لأنه ~~وحده يشتمل على 1398 صحيفة يقابلها 1625 صحيفة في سائر الأمصار ~~شرقا وغربا كما أوضحنا ذلك وكما سيتضح أيضا في الإحصاءات ~~التي سنأتي على ذكرها. # لكننا إذا اعتبرنا عدد الصحف في كل دولة بنسبة عدد سكانها ~~ومساحة أرضها؛ فيكون لبنان أسبق جميع البلدان في ميدان الصحافة ~~العربية؛ فإنه يحوي من السكان ثمانمائة وخمسين ألف نسمة طبقا ~~لإحصاء سنة 1932، ومن الصحف أربعمائة وستا وعشرين صحيفة؛ أي ~~أن لكل ms657 ألفي نسمة صحيفة واحدة في الجمهورية اللبنانية، بينما ~~نرى غيرها من كبريات الدول العربية تصيب فيها الجريدة الواحدة ~~نحوا من ستمائة ألف نسمة، يدل ذلك على ثقافة أبناء لبنان ~~ومبلغ اهتمامهم بلغة عدنان وانصرافهم إلى تعزيزها على رغم تفشي ~~اللغات الأوروبية في هذه البقعة الصغيرة من الديار ~~الشامية. # ولما كنت قد أنجزت طبع الفهارس برمتها لم أر بدا من أن ~~أردفها بإحصاءات مفيدة يتوق إلى مطالعتها كل صحافي ومؤرخ ~~وباحث وأديب؛ لأنها تميط اللثام عن أمور كثيرة تتعلق بصحافتنا ~~كان يجهلها أبناء الضاد وعلماء الاستشراق من هواة العتائق ~~والآثار، وليست غايتي من ذلك كله سوى تعزيز المعارف وتنشيط ~~الأمة العربية في نهضتها الحديثة حتى تصبح في مستوى واحد مع ~~سائر الأمم الراقية، وهذه الإحصاءات التي ألمعت إليها خليقة ~~بالاعتبار وهي تنطوي على المواضيع التالية: # أولا: # إحصاء عام للجرائد والمجلات العربية في كل ~~بلد من البلدان شرقا وغربا مذ تكوين الصحافة ~~حتى نهاية السنة 1929. # ثانيا: # إحصاء إجمالي مبني على التسلسل العددي ~~لجميع الصحف العربية في خمسة أقطار المسكونة ~~حتى نهاية سنة 1929. # ثالثا: # إحصاء إجمالي أساسه التسلسل الدولي بالنسبة ~~إلى عدد الصحف العربية في الخافقين مذ تكوين ~~الصحافة العربية عام 1800 حتى سلخ السنة ~~1929. # رابعا: # إحصاء إجمالي أساسه التسلسل العددي للصحف ~~العربية في عواصم الدول وشهيرات المدن. # خامسا: # إحصاء إجمالي لمنشئي الصحف العربية تبعا لأديانهم # 1 # مذ تكوين الصحافة العربية عام ~~1800 لغاية عام 1929. # وفي الختام أنبه القراء الكرام إلى أني قدمت نشر الجزء ~~الرابع على الجزء الثالث اضطرارا، وسأنشر الجزء الثالث في ~~أقرب وقت وأردفه بسائر الأجزاء التي نجز تأليفها حتى الجزء ~~الثاني عشر، فأرجو من المؤرخين وذوي البحث أن يؤازروني ~~بأدعيتهم ويمدوني بآرائهم ريثما يتم هذا العمل المفيد الذي قمت ~~به خدمة للأمة والعلم، وإعلاء لشأن الصحافة والصحافيين. # | إحصاء عام # إحصاء عام لجميع الجرائد والمجلات العربية في كل بلد ~~من البلدان شرقا وغربا منذ تكوين الصحافة العربية حتى ~~نهاية السنة 1929. ~~*** # صحف آسيا # أسماء البلدان # جرائد # مجلات # المجموع # الجمهورية اللبنانية # 272 # 154 # 426 # الجمهورية السورية # 178 # 66 # 244 # بلاد العلويين ms658 # 20 # 7 # 27 # إمارة شرق الأردن # 4 # 4 # فلسطين # 60 # 22 # 82 # ما بين النهرين # 2 # 1 # 3 # مملكة العراق # 158 # 62 # 220 # إمارة الكويت # 1 # 1 # مملكة الحجاز # 12 # 2 # 14 # إمارة اليمن # 2 # 2 # سلطنة المكلا # 1 # 1 # مملكة فارس # 1 # 1 # الهند الإنكليزية # 11 # 4 # 15 # الهند الهولندية # 11 # 8 # 19 # 732 # 327 # 1059 # صحف أفريقيا # أسماء البلدان # جرائد # مجلات # المجموع # المملكة المصرية # 761 # 637 # 1398 # السودان # 7 # 1 # 8 # طرابلس الغرب # 13 # 13 # مملكة تونس # 85 # 13 # 98 # الجزائر (المغرب الأوسط) # 25 # 3 # 28 # سلطنة مراكش (المغرب الأقصى) # 13 # 1 # 14 # سلطنة زنجبار # 3 # 1 # 4 # 907 # 656 # 1563 # صحف أوروبا # أسماء البلدان # جرائد # مجلات # المجموع # القسطنطينية # 34 # 13 # 47 # روسيا # 2 # 1 # 3 # جمهورية سويسرا # 2 # 2 # ألمانيا # 5 # 2 # 7 # مملكة إيطاليا # 4 # 4 # الجمهورية الفرنسية # 37 # 6 # 43 # بريطانيا العظمى # 11 # 3 # 14 # جزيرة مالطا # 7 # 1 # 8 # جزيرة قبرص # 5 # 5 # 107 # 26 # 133 # صحف أميركا الشمالية وأميركا الوسطى # أسماء البلدان # جرائد # مجلات # المجموع # الولايات المتحدة الأميركية # 52 # 27 # 79 # كندا # 4 # 2 # 6 # المكسيك # 15 # 2 # 17 # 71 # 31 # 102 # صحف أميركا الجنوبية # أسماء البلدان # جرائد # مجلات # المجموع # البرازيل # 82 # 13 # 95 # كوبا # 3 # 3 # الجمهورية الفضية # 41 # 17 # 58 # جمهورية تشيلي # 6 # 2 # 8 # الجمهورية الدومينيكية # 1 # 1 # جمهورية أروغواي # 1 # 1 # 134 # 32 # 166 # | إحصاء إجمالي (1) # مبني على التسلسل العددي لجميع الصحف ~~العربية في خمسة أقطار المسكونة. ~~*** # رقم التسلسل # مركز النشر # جرائد # مجلات # المجموع ~~(1) # أفريقيا # 907 # 656 # 1563 ~~(2) # آسيا # 732 # 327 # 1059 ~~(3) # أميركا الجنوبية # 134 # 32 # 166 ~~(4) # أوروبا # 107 # 26 # 133 ~~(5) # أميركا الشمالية # 71 # 31 # 102 # 1951 # 1072 # 3023 # | إحصاء إجمالي (2) # أساسه التسلسل الدولي بالنسبة إلى عدد جميع ~~الصحف العربية في الخافقين مذ تكوين الصحافة ~~العربية عام 1800 لغاية عام 1929. ~~*** # رقم التسلسل # اسم الدولة # جرائد # مجلات # المجموع ~~(1) # المملكة المصرية # 761 # 637 # 1398 ~~(2) # الجمهورية اللبنانية # 272 # 154 # 426 ~~(3) # الدولة السورية # 178 # 66 # 244 ~~(4) # مملكة العراق # 158 # 62 # 220 ~~(5) # مملكة تونس # 85 # 13 # 98 ~~(6) # جمهورية البرازيل # 82 # 13 # 95 ~~(7) # فلسطين # 60 # 22 # 82 ~~(8) # الولايات المتحدة الأميركية # 52 # 27 # 79 ~~(9) # الجمهورية الفضية # 41 # 17 # 58 ~~(10) # القسطنطينة # 34 # 13 # 47 ~~(11) # الجمهورية الفرنسية # 37 # 6 # 43 ~~(12) # الجزائر (المغرب الأوسط) # 25 # 3 # 28 ~~(13) # بلاد العلويين # 20 # 7 # 27 ~~(14) # الهند الهولندية # 11 # 8 # 19 ~~(15) # المكسيك # 15 # 2 # 17 ~~(16) # الهند الإنكليزية # 11 # 4 # 15 ~~(17) # بريطانيا العظمى # 11 # 3 # 14 ~~(18) # سلطنة مراكش (المغرب الأقصى) # 13 # 1 # 14 ~~(19) # مملكة الحجاز # 12 # 2 # 14 ~~(20) # طرابلس الغرب # 13 # 13 ~~(21) # السودان # 7 # 1 # 8 ~~(22) # جزيرة مالطة # 7 # 1 # 8 ~~(23) # جمهورية تشيلي # 6 # 2 # 8 ~~(24) # ألمانيا # 5 # 2 # 7 ~~(25) # كندا # 4 # 2 # 6 ~~(26) # جزيرة قبرص # 5 # 5 ~~(27) # إمارة شرق الأردن # 4 # 4 ~~(28) # مملكة إيطاليا # 4 # 4 ~~(29) # سلطنة زنجبار # 3 # 1 # 4 ~~(30) # ما بين النهرين # 2 # 1 # 3 ~~(31) # روسيا # 2 # 1 # 3 ~~(32) # جزيرة كوبا # 3 # 3 ~~(33) # إمارة اليمن # 2 # 2 ~~(34) # جمهورية سويسرا # 2 # 2 ~~(35) # إمارة الكويت # 1 # 1 ~~(36) # مملكة فارس # 1 # 1 ~~(37) # سلطنة المكلا # 1 # 1 ~~(38) # الجمهورية الدومينيكية # 1 # 1 ~~(39) # جمهورية أورغواي # 1 # 1 # 1951 # 1072 # 3023 # | إحصاء إجمالي (3) # أساسه التسلسل العددي للصحف العربية في ~~عواصم الدول وشهيرات المدن. ~~*** # رقم التسلسل # اسم المدينة # جرائد # مجلات # المجموع ~~(1) # القاهرة # 543 # 495 # 1038 ~~(2) # بيروت # 179 # 115 # 294 ~~(3) # الإسكندرية # 128 # 80 # 208 ~~(4) # بغداد # 123 # 49 # 182 ~~(5) # دمشق # 97 # 40 # 137 ~~(6) # تونس # 82 # 12 # 94 ~~(7) # حلب # 53 # 16 # 69 ~~(8) # نيويورك # 35 # 17 # 52 ~~(9) # سان باولو # 39 # 10 # 49 ~~(10) # القسطنطينية # 34 # 13 # 47 ~~(11) # بونس إيرس # 30 # 9 # 39 ~~(12) # باريس # 33 # 5 # 38 ~~(13) # طنطا # 23 # 13 # 36 ~~(14) # ريو دي جانيرو # 30 # 2 # 32 ~~(15) # طرابلس الفيحاء # 19 # 5 # 24 ~~(16) # اللاذقية # 19 # 5 # 24 ~~(17) # الجزائر (المغرب الأوسط) # 17 # 2 # 19 ~~(18) # حيفا # 11 # 7 # 18 ~~(19) # مكسيكو # 15 # 2 # 17 ~~(20) # البصرة # 16 # 1 # 17 ~~(21) # حمص # 11 # 5 # 16 ~~(22) # حماة # 11 # 5 # 16 ~~(23) # زحلة # 11 # 4 # 15 ~~(24) # يافا # 11 # 3 # 14 ~~(25) # لندن # 11 # 3 # 14 ~~(26) # المنصورة # 8 # 6 # 14 ~~(27) # بعبدات # 10 # 3 # 13 ~~(28) # الموصل # 9 # 4 # 13 ~~(29) # أسيوط # 5 # 8 # 13 # يتضح من هذا البيان أن بعض المدن النائية في أوروبا وأميركا ~~والتي لا ms659 ينطق سكانها بالضاد فاقت بعدد جرائدها ومجلاتها ~~كثيرا من عواصم الدول وشهيرات المدن الواقعة في صميم البلدان ~~العربية، ويعزى ذلك إلى هجرة العدد الوافر من الكتاب في عهد ~~الدولة العثمانية التي كانوا من رعاياها، فقد كانت هذه الدولة ~~تضطهد المفكرين والمثقفين من سكان بلادها وتشدد عليهم وتخاف ~~صرير أقلامهم، ويرجع أكثر الفضل في هذه النهضة الصحافية ~~الميمونة إلى أدباء لبنان الذين نزح منهم مئات الألوف إلى تلك ~~الديار العامرة، ولا سيما إلى العالم الجديد، ثم نقلوا إليها ~~مع ثقافة الشرق وتجارته وصناعاته محبة اللغة العربية التي ~~رفعوا منارها في كل واد وناد، وقد اقتفوا في ذلك آثار ~~الفينيقيين أجدادهم الذين افتتحوا البلدان ناشرين فيها أعلام ~~حضارتهم القديمة، ومن المعلوم أن أولئك الفينيقيين كانوا أول ~~من اخترع الحروف الهجائية فعم استعمالها لدى جميع الشعوب ~~الراقية حتى صارت أداة التفاهم بين القاصي والداني على اختلاف ~~البلدان والأديان والأزمان. # | إحصاء إجمالي (4) # لمنشئي الصحف العربية تبعا لأديانهم مذ ~~تكوين الصحافة العربية عام 1800 لغاية عام ~~1929. ~~*** # مركز النشر # نوع الصحيفة # مسلمون # مسيحيون # إسرائيليون # مختلفو الأديان # غفل وجمعيات # صحف رسمية # الجمهورية ~~اللبنانية # جريدة # 68 # 176 # 1 # 3 # 16 # 7 # مجلة # 29 # 108 # 1 # 4 # 7 # 5 # الدولة السورية # جريدة # 125 # 40 # 1 # 3 # 3 # 6 # مجلة # 33 # 17 # 1 # 2 # 6 # 7 # بلاد العلويين # جريدة # 14 # 4 # 2 # مجلة # 4 # 1 # 2 # شرق الأردن # جريدة # 3 # 1 # فلسطين # جريدة # 19 # 26 # 4 # 8 # 3 # مجلة # 3 # 12 # 1 # 4 # 2 # مملكة العراق # جريدة # 116 # 12 # 4 # 1 # 15 # 10 # مجلة # 37 # 13 # 6 # 6 # ما بين النهرين # جريدة # 2 # مجلة # 1 # الكويت # مجلة # 1 # مملكة الحجاز # جريدة # 7 # 1 # 1 # 3 # مجلة # 1 # 1 # اليمن # جريدة # 1 # 1 # المكلا # جريدة # 1 # فارس # جريدة # 1 # الهند الإنكليزية # جريدة # 7 # 1 # 3 # مجلة # 4 # الهند الهولندية # جريدة # 10 # 1 # مجلة # 6 # 2 # المملكة المصرية # جريدة # 469 # 226 # 9 # 9 # 39 # 10 # مجلة # 328 # 203 # 5 # 11 # 79 # 11 # السودان # جريدة # 2 # 2 # 2 # 1 # مجلة # 1 # طرابلس الغرب # جريدة # 9 # 1 # 1 # 2 # مملكة تونس # جريدة # 72 # 3 # 8 # 1 # 1 # مجلة # 9 # 1 # 3 # الجزائر # جريدة # 17 # 5 # 2 # 1 # مجلة # 2 # 1 # مراكش # جريدة # 3 # 4 # 1 # 5 # مجلة # 1 # زنجبار # جريدة # 2 # 1 # مجلة # 1 # قسطنطينية # جريدة # 24 # 9 # مجلة # 11 # 2 # روسيا # جريدة # 2 # مجلة # 1 # سويسرا # جريدة # ألمانيا # جريدة # 2 # 1 # 2 # مجلة # 1 # إيطاليا # جريدة # 3 # 1 # فرنسا # جريدة # 6 # 13 # 10 # 5 # 2 # مجلة # 4 # 2 # بريطانيا العظمى # جريدة # 3 # 7 # مجلة # 2 # مالطة # جريدة # 6 # مجلة # 1 # قبرص # جريدة # 3 # الولايات المتحدة # جريدة # 3 # 46 # 3 # مجلة # 3 # 23 # 1 # كندا # جريدة # 4 # 3 # مجلة # 2 # 1 # المكسيك # جريدة # 15 # مجلة # 2 # البرازيل # جريدة # 2 # 67 # 13 # مجلة # 13 # كوبا # جريدة # 3 # الجمهورية الفضية # جريدة # 7 # 31 # 3 # مجلة # 16 # 1 # جمهورية تشيلي # جريدة # 3 # 3 # مجلة # 2 # الجمهورية الدومينيكية # جريدة # 1 # أروغواي # جريدة # 1 # المجموع # 1469 # 1137 # 48 # 37 # 241 # 94 ms660