######OpenITI# #META# URI: 1450MuhammadRiyad.Qahira.Hindawi68184917 #META# Tags: geography #META# ID: 68184917 #META# Title: القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل #META# AuthorID: 19152686 #META# Author: محمد رياض #META# EditorID: None #META# Editor: None #META# TranslatorID: None #META# Translator: None #META# Related_books: None #META#Header#End# # تقديم وإهداء # القاهرة: نوستالجيا مستقبلية # 1 - القاهرة والمكان # 2 - تطبيقات على النمو المكاني في بعض مناطق في القاهرة # 3 - القاهرة والزمان # 4 - القاهرة والناس # 5 - القاهرة والأنشطة الاقتصادية # 6 - فصل في حياة القاهرة المعاصرة # 7 - هل يمكن حل إشكاليات القاهرة # الخاتمة # ملحق الصور # المصادر والمراجع # تقديم وإهداء # القاهرة: نوستالجيا مستقبلية # 1 - القاهرة والمكان # 2 - تطبيقات على النمو المكاني في بعض مناطق في القاهرة # 3 - القاهرة والزمان # 4 - القاهرة والناس # 5 - القاهرة والأنشطة الاقتصادية # 6 - فصل في حياة القاهرة المعاصرة # 7 - هل يمكن حل إشكاليات القاهرة # الخاتمة # ملحق الصور # المصادر والمراجع # | القاهرة # القاهرة # نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل # تأليف # محمد رياض # تقديم وإهداء # منذ 600 سنة قال المقريزي شيخ الكتاب عن القاهرة في كتابه الرائع «الخطط»: # مصر هي مسقط رأسي، ومجمع أترابي، ومجمع ناسي ... وموطن خاصتي وعامتي، ~~وجوي الذي ربى جناحي في وكره، وعش مأربي، فلا تهوى الأنفس غير ذكره، ~~لا زلت مذ شدوت العلم، وآتاني ربي الفطانة والفهامة، أرغب في معرفة ~~أخبارها، وأحب الإشراف على الكثير من آثارها، وأهوى مساءلة الركبان عن ~~سكانها وديارها، فقيدت بخطي في الأعوام الكثيرة من ذلك فوائد ~~قلما يجمعها كتاب، أو يحويها لعزتها وغرابتها إهاب ... فأردت أن ألخص ~~منها أنباء ما بديار مصر من الآثار الباقية عن الأمم الماضية والقرون ~~الخالية ... وأذكر ما بمدينة القاهرة من آثار القصور الزاهرة، وما اشتملت ~~عليه من الخطط والأصقاع، وحوته من المباني البديعة الأوضاع، مع التعريف ~~بحال من أسس ذلك من أعيان الأماثل، والتنويه بذكر الذي شادها من سراة ~~الأعاظم والأفاضل، وأنثر خلال ذلك نكتا لطيفة وحكما بديعة شريفة، من ~~غير إطالة ولا إكثار، ولا إجحاف يخل بالغرض ولا اختصار؛ فلهذا سميته ~~كتاب: «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار». # ولد الشيخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في القاهرة 766 هجرية/1364 ميلادية، ~~وتوفي بها عام 845 هجرية/1442 ميلادية، عن 78 عاما ميلادية. # لم أر أحسن مما صاغه المقريزي في تقديم هذا الكتاب عن القاهرة المعاصرة. فهي أحب ~~المدن إلي؛ مسقط رأسي، وفيها قضيت معظم مراحل حياتي، دائم التجوال في أحيائها؛ أرقب ~~بنيانها، وأسجل ms001 في الذاكرة نموها طوال عدة عقود من الزمن، وأكتب عن ذلك مذكرات لم ~~تر النشر، وبحوثا نشرت في دوريات وحوليات وصحف محاولا استنتاج إجابة على تساؤلات ~~تدور في أذهان الكثير من المفكرين والباحثين: القاهرة إلى أين؟ # وهذا الكتاب محاولة لم شمل ما كتبت وما لم أكتب، وما أحس به تجاه هذه المدينة ~~العظيمة التاريخية والمعاصرة. متبعا في ذلك منهج الجغرافي والتاريخي والاجتماعي ~~والسياسي حسب مقتضى الحال، وإن كان كل ذلك يلخصه ويهدف إليه منهج «الحياة» لمدينة ~~بموقعها ومساحتها وناسها وتفاعلاتها الدينامية العفوية التي تأتي من استجابة الناس ~~التلقائية لظرف حياتي فقير أو غني، نشط أو راكد، عامل أو عاطل ... كل يسعى إلى ~~مجرد احتياج للبقاء أو إلى مزيد من رفاهية عيش. كل ذلك يعلو على مخطط ترسمه سياسة ~~عمران بحيث تطوعه للاستجابة التي يحس بها الناس أنها الاختيار الأفضل. # متمنيا لهذه المدينة الخالدة دوام البقاء زهرة للمدائن خالية من المتاعب التي ~~نواجهها في السياسة والعمل والتنافر المعماري ومصاعب التنقل بين جنباتها الفسيحة، ~~ووسط حشدها السكاني الذي تجاوز أحد عشر من ملايين الأنفس. # إلى القاهرة دائمة الحياة والمجد، وإلى أرواح المقريزي ومن سلكوا دربه إلى علي مبارك ~~أهدي هذا العمل. # محمد رياض # مدينة نصر في 18 / 9 / 2000 # القاهرة: نوستالجيا مستقبلية # الموضوع الآتي رؤية ذاتية أسقطها من الماضي على المستقبل. كنت أود أن يكون العنوان ~~«القاهرة التي كانت»، ولكن تراءى لي أن الخلاصة ستكون نظرة حزينة للواقع الذي نعايشه ~~في قاهرتنا المحروسة المحبوبة للمصريين والكثير من أشقائنا في العروبة والإسلام، ومن ~~ثم مزجت الماضي بالمستقبل، متخطيا الواقع المؤلم الذي نعايشه. حنين جارف للماضي، ~~وتشوق لما يمكن أن نعمله من أجل استعادة كل شيء جميل كان يميز هذه المدينة ~~الخالدة. # الماضي الجميل # ولدت ونشأت وعشت حتى الآن قاهريا أصيلا. ربما كانت هناك جذور ممتدة إلى ~~الشرقية، لكنني لم أعرفها إلا سردا قليلا من خلال قلة من أقرباء «شراقوه» ~~مقيمين أيضا بالقاهرة. حين شببت عن الطوق كانت تحدوني باستمرار رغبة في المشي ~~الطويل؛ للتعرف على شوارع ms002 حي الجمالية، وبرغم لهفة الأهل، فإنني كنت أغامر ~~طويلا حتى انطبعت في الذاكرة خريطة من السيدة زينب إلى باب اللوق، وغربا إلى ~~كوبري قصر النيل، وشرقا إلى عابدين والعتبة. وفي مرحلة الشباب اتسعت خريطة ~~القاهرة لتشمل المدينة الفاطمية وبدايات شبرا والعباسية، وفي مرحلة التعليم ~~الثانوي تسلقت المقطم فجر أحد أيام شتاء 1943 مع ثلاثة من زملاء الفصل في ~~مغامرة خطرة حيث كانت هناك معسكرات للجيش الإنجليزي، وتهنا عن عين موسى التي ~~كانت مسجلة عندي في خريطة، وعند العصر وجدنا أنفسنا عند الجبل الأحمر، وتكررت ~~رحلتي بمفردي إلى القناطر الخيرية بطريق إمبابة-المناشي، راكبا دراجة أو ~~ماشيا على الأقدام مع العودة بالقطار. أما الذهاب إلى الأهرامات؛ فكان يسيرا ~~بواسطة الترام الذي كان يسير في منتصف الشارع بين خضرة وورود مما كان يشكل ~~نزهة ما بعدها متعة وجمال، وتمعن في أمجاد مصر دفعني إلى قراءات كثيرة في ~~التاريخ المصري القديم. ولا أنسى فضلا لأبي في مزيد من التعرف على خريطة ~~القاهرة؛ فكل صلاة جمعة كنا نقضيها في مساجد بعيدة في المنيل وشبرا والجيزة، ~~وعشرات المساجد من القلعة والسلطان حسن - الذي تعلقت به كثيرا - والرفاعي، إلى ~~الأزهر وغيره من التحف المعمارية الإسلامي التي تتميز بها القاهرة عن بعض المدن ~~العربية الأخرى، وهذا ما زادني اتجاها إلى قراءات في تاريخ القاهرة، وشم عبق ~~الزمان في الغورية والسكرية والخيامية والجمالية ... إلخ. # أذكر هذه الخبرة الشخصية ليس لمجرد السرد، ولكن لنعرف كيف يحاول الشباب من جيلي ~~أن يعرف مدينته إذا كانت كبيرة رحيبة مهيبة كالقاهرة. # قد ساعد على هذه الريادات بنية ملائمة للمشي والتنقل في شوارع القاهرة آنذاك، ~~فقد كانت الشوارع كلها ظليلة بما زرع على الأرصفة من أشجار ظل كثيرة، وما ~~كانت المحلات تفرده من ستائر معلقة أمام واجهاتها في الأحياء المتوسطة ~~والشعبية؛ بل في أرجاء القاهرة القديمة كانت بعض الشوارع تظلها أسقف خشبية أو ~~من قماش سميك لدرء أشعة الشمس عن السابلة أثناء حركتهم في الأسواق، وتتخلل هذه ~~الأسقف منافذ عالية للتهوية والإنارة، وبمثل هذا ms003 التحوط البشري كان الناس ~~تلقائيا وتاريخيا يتعايشون مع البيئة القاهرية الحارة خلال الصيف الطويل، ~~بحيث إن مثل هذه الشوارع كانت تسري فيها نسمات منعشة أقل حرارة من الجو ~~المفتوح. # وهذه هي إحدى أسس البناء عند العبقري المصري العالمي المهندس البناء حسن ~~فتحي: درس حسن فتحي أشكال البناء المصري القديم والإسلامي في القاهرة والواحات ~~والنوبة التي غرقت تحت مياه بحيرة السد أو بحيرة ناصر، مستخلصا مبادئ بسيطة ~~لكنها شديدة الفعالية في التغلب على حرارة صيف المناطق الصحراوية، ويمكن ~~تلخيصها في أمرين؛ أولهما: محاولة الحصول على الظل والنسمة من خلال تقارب ~~المباني بحيث يقلل مساحة الفراغات التي تتسلط منها أشعة الشمس، وثانيهما: ~~الإكثار من القباب على أسطح البيوت التي تزيد من حجم الغرف والصالات مع نوافذ ~~عليا تتسرب منها الحرارة المتجمعة المنبعثة من الأجسام والنشاط البشري داخل ~~الغرف؛ فالهواء الدافئ يصعد إلى أعلى والبارد ينزل إلى أرضية الغرف. كما أن ~~وظيفة الأقبية أنها تشتت أشعة الشمس الخارجية في زوايا عديدة على كل درجات ~~الميل للقباب بدلا من السطح المستوي للأسقف، وفي الممرات والدهاليز داخل ~~البيوت تسري أهوية رطبة تخفض درجة الحرارة على أن يكون لها فتحات مواجهة للرياح ~~الشمالية السائدة. ومن هنا كان بناء مساقط هواء «شخشيخة» ملونة الزجاج على أسطح ~~البيوت، يمكن التحكم بواسطتها بفتح زجاج مواجه لتيار الهواء وإغلاق غيره. ومن ~~هنا أيضا كان استخدام المشربيات على النوافذ له مثل هذه الوظائف المبردة لزمتة ~~الصيف وخنقة الرطوبة. كل هذه المبادئ البسيطة في البناء هي نتاج تاريخ طويل ~~لممارسات سكان المناطق الحارة الجافة من إيران إلى مصر وشمال أفريقيا، وكلها ~~كانت في انتظار توافق فكر مبدع يربطها معا، وهكذا كانت عبقرية المعماري حسن ~~فتحي، وما أحوجنا إلى الاحتفاء به هذه الأيام، ليس فقط بإقامة ندوات علمية؛ بل ~~أيضا بمحاولة تطبيق توافقاته البيئية بصورة أعم مما هو عليه الوضع ~~الآن. # القاهرة كما يعرفها من هم في سني، منذ الأربعينيات والخمسينيات، ينكر أن ~~القاهرة الآن هي التي كان يعرفها منذ نصف قرن لولا ms004 بعض الشواهد الباقية ~~الباهتة. فكثير من الشوارع والميادين تغيرت أسماؤها وتدهورت أحوالها. من يقول: ~~إن شارع فؤاد (26 يوليو الآن) هو نفس الشارع ~~الذي كان متنفسا يذهب إليه الناس للترويج في ظل إطار الأشجار التي كنت تحف ~~به، ولمشاهدة مجموعة المحال شديدة الرقي: شيكوريل وشملا وبيع المصنوعات، ~~وعصافير زاهر شفيق - إن أسعفتني الذاكرة - وقهوتي بول نور وبورفؤاد على ~~ناصيتي سليمان باشا وشريف باشا، ومحلات «الأمريكين» والبن البرازيلي وحلواني ~~أسدية والكازار وتسيباس ... إلخ. والشوارع المتقاطعة بما فيها من مقاه ومطاعم ~~وسينمات، مثل: البودجا والكورسال والباريزيانا، وسينما ديانا وكايرو وسان جيمس، ~~ومسرح رتيبة وإنصاف رشدي في شارع الألفي، ومترو وميامي وكافيه ريش ومشرب الشاي ~~الهندي في سليمان باشا. وعشرات المطاعم الفاخرة الغربية والشرقية، مثل: الشيمي ~~وكورسال وسان جيمس واليونيان، وسوق التوفيقية الشهير بأصناف منتقاة من الخضر ~~والفاكهة، وسوق الممر التجاري بصناعاته الجلدية المصرية التي كانت تلقى قبولا ~~حسنا من المصريين والأجانب المقيمين والسياح. # هذا قليل من كثير لشارع واحد محوري في القاهرة، يبدأ بمنتزه عظيم هو حديقة ~~الأزبكية التي تقطعت أوصالها، ويحاولون الآن استعادتها بعد الخسارة! كان الشارع ~~مسارا للترام والأتوبيس والسيارات، وبقربه من عماد الدين بداية مترو مصر ~~الجديدة، وبرغم ذلك كانت الضوضاء والجلبة قليلة وعادم السيارات قليل بحكم ~~انضباط قواعد إصدار التراخيص. كانت فئات الشباب تجوب الشارع صيفا بعيون مفتوحة ~~على حركة الناس والتجارة، يتناولون وجبات سريعة وقطع الجاتو في محال ~~متعددة، وكبار القوم يلتقون في البول نور في هدوء يحتسون القهوة، ورجال أعمال ~~يختارون قهوة بورفؤاد مقرا للشاي وإجراء الصفقات. # كانت أمسيات الصيف القاهري أكثر من رائعة تتخللها نسمات رقيقة نقية الهواء، ~~والكثير من العائلات تذهب لحفلات السينما في أبهى حلة من السادسة إلى التاسعة، ~~مع القليل من محبي النظر إلى الجمال، والقليل جدا من المعاكسات الشبابية؛ لأن ~~رجال الشرطة يؤدون واجبهم وسط طاعة واحترام الجميع وتقديرهم لما تؤديه الشرطة ~~لأمن الناس. أما في الشتاء يغلق مبكرا إلا من بعض الذين يشوون أبو فروة في ~~الأمسيات الباردة، وينسحب رواد المقاهي ms005 إلى داخل المقهى والطلبة في بيوتهم ~~يستذكرون بانضباط نحسدهم عليه الآن؛ لأن المدرسة كانت حازمة بالنسبة لمن يتكرر ~~رسوبهم. # ويمكن أن نتابع القول بالنسبة لشوارع المدينة الأخرى: سليمان وشريف وقصر النيل، ~~وميدان الأوبرا وميدان الإسماعيلية «التحرير»، وميدان الأزهار في باب اللوق ~~وميدان الحسين والسيدة زينب ... كل له طابع ورواد، والكل سعيد بما لديه، ~~ابتساماته أكثر من تعقيد الوجوه، وعلى كوبري قصر النيل وكورنيش النيل في ~~الجزيرة وأمام فندق سميراميس القديم حتى سور السفارة البريطانية، زرافات من ~~الناس صغارا وكبارا يتنسمون الهواء، ويأكلون السميط والجبنة والبيض، ويسمرون ~~حتى ساعات متأخرة من أمسيات ليالي الصيف بنسماتها الناعمة. كل ذلك دون جلبة ~~وضوضاء، فقد كان الناس حريصون ألا تطغى حريتهم على حرية الجماعات الأخرى ~~الجالسة إلى جوارهم في الصوت والحركة. كانت كل مجموعة تتحدث بصوت خفيض فيما ~~بينها، وتتخلص من بقايا أطعمتهم في صناديق النفايات التي تعلقها بلدية القاهرة ~~على أعمدة فوانيس الإنارة! # وميدان العتبة الخضراء كان اسمه في العصر العثماني العتبة الزرقاء، وتحول إلى ~~اسم: ميدان الملكة فريدة، ثم عاد مرة أخرى إلى اسمه القديم. هذا الميدان العتيد ~~كان تحفة فنية؛ حديقة وسطى معني بها أشد العناية، تدور حولها خطوط ترام ~~الأزهر والعباسية والسيدة والقلعة وشبرا وبولاق والزمالك والعجوزة والجيزة. ~~وبنايات البريد المركزي بساعته الدقاقة الشهيرة كانت مركز التوقيت القاهري، قبل ~~أن ينتقل إلى ساعة جامعة القاهرة التي هي في الجيزة. والمطافئ المركزية إلى ~~جوار البريد يقوم رجالها بالتدريبات المستمرة التي يتجمع حولها الناظرون ~~للمشاهدة، ومسرح الأزبكية العتيد الذي شهد عشرات من الحفلات الشهرية لسيدة ~~الغناء والطرب أم كلثوم، ومقاهي البواكي الواسعة في غرب الميدان الذي كان فعلا ~~سرة القاهرة. وعند أول شارع فاروق (الجيش حاليا) مقهى ذو تراس كبير يسمى: ~~قهوة رضوان الكبرى، هو ملتقى كثير من تجار الموسكي والأزهر، وأمامه مطعم ~~العجاتي الكبابجي الشهير. ماذا أصاب هذا الميدان المركزي؟ رفع الترام وأعيد ~~ورفع مرة أخرى. بنى فوقه طريق الأزهر العلوي، فأصابه بضربه قاضية، وعمارة ~~البواكي غرب الميدان أزيلت جزئيا منذ ms006 عشرات السنين، وظلت طويلا منظرا ~~فريدا في التشويه العمراني إلى أن أزالها مشروع نفق الأزهر. أزيلت الحديقة ~~الوسطى، ثم أعيد بناؤها في الطرف البحري، وأصبح المرور في اتجاهين يسير حولها ~~في قوس متعاكس مما يسبب إشكاليات مرورية كثيرة، ولا نعرف كيف سيكون تخطيط ~~المرور بعد إتمام النفق، ومن الجلي أنه لا يمكن تخصيص الميدان للمرور في ~~اتجاه واحد؛ لأنه ما زال حيويا، فهو مركز الارتباط الأساسي بين شرق القاهرة: ~~الأزهر والدراسة وصلاح سالم ومدينة نصر والعباسية، وجنوب القاهرة: عابدين ~~والسيدة زينب والقلعة، وغرب القاهرة: الأوبرا ووسط البلد والإسعاف وبولاق ~~وكورنيش النيل بمراكزه التجارية الشاهقة، وشمال القاهرة: كلوت بك وباب الحديد ~~والفجالة والسبتية وشبرا. مسكين حقا ميدان العتبة؛ أصيب بكل الأمراض ~~التخطيطية والتدهور العمراني لكن موقعه الفريد يجعله يتحدى الشيخوخة حتى الآن. ~~فماذا سيفعل به نفق السيارات المقرر تعسفا من الأزهر إلى الأوبرا؟ أم أن النفق ~~لن يزيده مما حاق به من آلام، ويتجه إلى حديقة الأزبكية وميدان الأوبرا، ويفعل ~~بهما ما لم يفعله الزمان؟ ~~«جاردن سيتي» مدينة الحدائق بقصورها وفيلاتها وشوارعها الدائرية، كانت حيا من ~~الأحياء صمم لهذا الغرض المعماري: أبنية موسرة المعمار والزخرف، وسط حدائق ~~ظليلة فلا يطغى بناء على الآخر، ولا تسمع من الخارج سوى إيقاعات البيانو ~~وموسيقى حالمة. الآن هي خليط من بقايا الزمن اللطيف وعمارات وأبراج لا تنتمي ~~أصلا إلى مخطط الشوارع ذات الأقواس. تدخل إحدى الفيلات القديمة تشم الماضي، ~~وتتصوره حيا كما كان، ولكنك تفتح عينيك على زحمة المكاتب، وتسمع طنينا ~~مخدرا لأجهزة التكييف في مركز لبنك أو إدارة لشركة أو فرع لإدارة ~~حكومية. # والضواحي الجميلة الغناء بأشجارها وخضرتها وبلابلها، في مصر الجديدة والمعادي ~~والدقي، طغت عليها أكداس الإسمنت والزجاج في صورة العمائر علبية الشكل، تعلو ~~فوق أراضي الفيلات السابقة، وتحجب الضوء والهواء، وتنفث غازات آلاف أجهزة ~~التكييف بدلا من المسرى الطبيعي للهواء النقي، فضلا عن هدير وغازات مئات ~~الآلاف من السيارات التي تجري في شأن وغير ما شأن! # المستقبل ... إلى أين؟ # أين ذهبت القاهرة ms007 بصيفها الناعم، وشتائها المعتدل؟ لا شك في أننا لا نبكي ~~رومانسية الماضي، فإن ما ذكرناه إنما هو لنتذكر ما كان. فماذا نفعل الآن في ظل ~~المتغيرات الكثيرة البشرية، وأولها الزحف البشري، وحلول المخططين بالتوسع ~~العمراني في الصحراء الشرقية والحقول الشمالية والغربية؟ # من هنا أردت أن أضع بين يدي القراء المهتمين كتابا حديثا مقتصد الصفحات، يرصد ~~بموضوعية - قدر الإمكان - أحوال القاهرة في المكان والزمان، وأعداد الناس ~~وأعمالهم، ومصادر رزقهم، ومشكلات المدينة الخانقة من حيث كونها عاصمة سياسية ~~واقتصادية وتجارية وثقافية، والجهد المبذول للإصلاح، لكنه عادة إصلاح ~~جزئي دون نظرات شمولية لمعالجة شيخوخة المدينة العريقة. فكان هذا الكتاب الذي ~~أرجو أن يكون إسهاما في معرفة حقيقة أوضاع المدينة التي نعيش فيها، وكيف نترفق ~~بها في معايشتنا لها، ولنكون رأيا عاما يشجع على المزيد من الاهتمام بها ~~وترقيتها بمشاركته الرأي مع الأجهزة المختصة في بلديات القاهرة الكبرى؛ لكي ~~تكون القرارات الإصلاحية مستندة إلى مشورة الناس جنبا إلى جنب مع التخطيط ~~الفيزيقي الذي يتولاه المهندسون المخططون. وبعبارة أخرى: فالمطلب هو أن يكون ~~التخطيط غير أحادي كما هو حاله الراهن؛ بل شركة بين مختلف التخصصات البشرية ~~المجتمعية والاقتصادية والصحية والجغرافية، بغرض حسن اختيار المواقع من أجل نشر ~~التنمية وتنويعها بشمولية على الكثير من الأراضي المصرية قدر إمكاناتها ~~الطبيعية، وقدر قدراتنا المادية والتكنولوجية. ومن خلال هذا المنظور الشامل سوف ~~تجد القاهرة وغيرها من المدن المصرية بعضا من الحل لمشكلاتها المعاصرة؛ ~~فإن تطور اقتصاديات الريف سوف تقل معه الفوارق في الخدمات وفرص العمل، وتقل ~~تيارات الهجرة إلى المدن مما يثبت عدد سكان المدن على نسب نمو ذات قيمة أقل ~~من الأوضاع الحالية، وهذا هو ما يسمح للمدينة أن تنمو طبيعيا، وأن تجد ~~أحياءها القديمة، وأن يتحسن أداء بنيتها الأساسية، وبالتالي تقل إشكالياتها ~~لتتناظر مع حجم الحياة في كل مدينة على حدة. # الفصل الأول # القاهرة والمكان ~~(1) لماذا تنمو القاهرة؟ ~~(1-1) العلاقات المجالية لمركزية القاهرة # هناك عوامل محددة لنمو المدن ~~أساسها الرئيسي وظيفة المدينة، وللقاهرة وظيفة استمرت طوال فترة نحو ms008 ~~1400 سنة، ولولاها لكان الموضع الذي بنيت عليه هذه المدينة قد هجر كغيره ~~من المواقع والمواضع. لقد كانت الوظيفة الأساسية لهذا الموضع منذ تأسيس ~~الفسطاط عام 673م هي الوظيفة السياسية، وما زالت كذلك قاعدة الحكم في ~~مصر، وباستمرار هذه الوظيفة وضحت وظائف أخرى للموقع أضافت إلى المدينة ~~مبررات أخرى للبقاء والنمو، وترتب عليها علاقات أخرى صنعها الإنسان. وقد ~~أدت هذه العلاقات المجالية إلى تركز الحركة التجارية والحرفية والصناعية ~~بحكم أن القاهرة أصبحت فيما يشبه منتصف الطريق بين ثلاثة محاور هي: (1) ~~محور الدلتا - الصعيد. (2) محور بين المغرب العربي والمشرق العربي. (3) ~~المحور بين البحر المتوسط/أوروبا من ناحية والبحر الأحمر/عالم المحيط ~~الهندي من ناحية ثانية. ويحتاج شرح أهمية كل من هذه الطرق بحثا آخر غير ~~هذا المكان، لكن ملخص علاقات القاهرة المكانية بكل من هذه المحاور ما ~~يأتي: ~~(1-2) القاهرة ومصر # المحور الأول أهميته محلية خاصة بمصر؛ فهو الرابط بين المعمور في الدلتا ~~والصعيد، وهو الأساس الذي دعم باستمرار - وإلى اليوم - أهمية موقع ~~القاهرة داخل مصر، وساعد على استمرار الوظيفة السياسية، بل وهيمنة ~~القاهرة على كل مصر معمورها ولا معمورها، وأدى ذلك إلى استمرار نمو ~~المدينة مساحة وسكانا مما لا يدعو إلى مزيد من القول. ~~(1-3) القاهرة والعالمان العربي والإسلامي # محور المشرق-المغرب العربي يتصف بأن له أهمية مزدوجة من علاقات مركزية ~~القاهرة عربيا وإسلاميا معا. العلاقات المكانية العربية تدور حول ~~أنه يعبر مصر من المغرب وليبيا في الغرب إلى بلاد الشام والحجاز وما ~~وراءهما شرقا، وفي التاريخ ما لا يحصى من الشواهد والدارسات عن مركزية ~~القاهرة منذ الفتح الإسلامي، وامتداده إلى المغرب بعد اتخاذ مصر قاعدة ~~متينة للانطلاق إلى شمال أفريقيا وبلاد النوبة والسودان، وشواهد أخرى عن ~~تأسيس الخلافة الفاطمية القادمة من تونس في مصر، ومن ثم انطلاقها إلى ~~بلاد الشام، وهذه هي البداية الحقيقية لقوة القاهرة مقابل تداعي قوة ~~بغداد التي انتهت على أيدي المغول في منتصف القرن 13م، وظهور القاهرة دون ~~منافس مركزا عربيا إسلاميا وحيدا ضد ممالك الصليبين وإمبراطورية ~~التتار ms009. أما الأهمية الإسلامية، فتذهب أبعد من العروبة إلى ذلك الجزء من ~~العالم الممتد من المغرب الأقصى إلى السند وتركستان، ومن إقليم السودان ~~الأفريقي إلى بلاد التركمان في وسط آسيا والقوقاز والعالم الإسلامي في ~~المحيط الهندي. هذا هو عالم إسلامي لم تكن فيه حدود الممالك والإمارات ~~المتعددة مانعة للحركة بالنسبة للتجارة والناس في الجانب الأكبر من تاريخ ~~العالم الإسلامي. ومن خلال ذلك توافدت على مصر بعامة والقاهرة بخاصة كل ~~سلالات المسلمين من ترك ومغول وسودان وقوقاز وبربر وأندلس وأكراد وعرب من ~~كل الأنحاء العربية. # وبرغم الحدود السياسية الحديثة إلا أن الحركة القومية العربية منذ أوائل ~~هذا القرن قد جعلت القاهرة أيضا في منتصف هذا العالم، ويعطي هذا المحور ~~القاهرة المعاصرة وظيفة عربية قومية، كما أعطاها في الماضي وظيفة سياسية ~~وحضارية وثقافية في معظم التاريخ الإسلامي. ~~(1-4) القاهرة والتجارة العالمية قبل القرن ال 20 # وأخيرا فإن المحور الثالث بين العوالم المدارية والأوروبية أعطى القاهرة ~~وظيفة تجارية وسياسية خارجية ذات استمرارية وديمومة؛ لأنها كانت وسيط ~~التجارة الرئيسي بين العالم الأوروبي وعالم المحيط الهندي حتى اكتشاف ~~الطريق البحري حول أفريقيا في أول القرن 16م، وأعطت هذه الوظيفة التجارية ~~الدولية للقاهرة ثروة نظيرها قليل بين مدن العالم الإسلامي، وينعكس ذلك ~~جليا على الرخاء والمعمار في العهدين الفاطمي والمملوكي، وقد انتهت هذه ~~الوظيفة بنكسة مزدوجة: اكتشاف طريق الدوران حول أفريقيا، وسيطرة البرتغال ~~ودول أوروبية أخرى على تجارة المحيط الهندي، وسقوط مصر داخل الإمبراطورية ~~العثمانية (1516م) مما أدى إلى تدهور نسبي للقاهرة ومدن مصر عامة؛ إذ ~~إن جانبا لا بأس به من تجارة التوابل الهندية والبن اليمني كان لا يزال ~~يمر بمصر إلى أوروبا والدولة العثمانية. لكن قناة السويس أعادت إلى مصر ~~عامة - بما فيها القاهرة - الأهمية القديمة بصورة معدلة. # ويجب أن نذكر في هذا المجال أن مصر لم تكن دولة عبور لسلع خارجية فقط؛ بل ~~إن إنتاج مصر الزراعي وخاصة القمح والأرز وصناعات متعددة منها ~~المنسوجات المصرية ذات الشهرة # 1 # من بين أشياء وسلع أخرى، كانت تتصدر قائمة أسس ms010 الرواج ~~المصري الاقتصادي حتى في ظل ظروف القلاقل السياسية الناجمة عن ~~المنافسة المستمرة بين المماليك في القرن الثامن عشر. فأرباح تجارة ~~العبور هي حكر على كبار التجار والممولين للسفن في البحر الأحمر وشرق ~~المتوسط، بينما أرباح الإنتاج الزراعي والمنسوجات والصناعات الحرفية ~~المصرية تعم كل المصريين بأقدار مختلفة. ~~(1-5) موجز وظائف القاهرة المعاصرة # وإلى جانب تدعيم الوظيفة السياسية والتجارية القديمة والحديثة ظهرت وظائف ~~أخرى مرتبطة بموقع القاهرة بعد تبلور مصر ذاتيا كدولة ذات كيان واضح ~~محدد منذ بداية القرن 19 بعامة، ومنذ أربعينيات ذلك القرن بخاصة حينما ~~ثبتت الدولة المصرية في أسرة محمد علي داخل حدود معترف بها. فإذا ~~استثنينا تطور الأحداث السياسية في تلك الفترة، فإن التطور الداخلي كان ~~من الأهمية بحيث أصبحت القاهرة: ~~(1) # مركزا للشبكة الحديدية الجديدة؛ مما أدى إلى انصباب ~~خطوط الدلتا المروحية إليها، وخروج خط الصعيد الطويل ~~منها، فأصبحت القاهرة بمثابة المعصم بين اليد (الدلتا) ~~والساعد (الصعيد). ~~(2) # مركزا تجاريا وصناعيا، خاصة بعد عام 1930، وقد ~~أدى تطور الصناعة إلى ما يشبه الحلقة حول القاهرة ~~الكبرى في الوقت الحاضر «شبرا الخيمة/مسطرد في الشمال، ~~العباسية ومدينة نصر في الشرق، مصر القديمة، البساتين ~~- دار السلام وحلوان في الجنوب، الجيزة/إمبابة في ~~الغرب»، بالإضافة إلى الصناعات الحرفية التقليدية ~~والصغيرة داخل قلب القاهرة القديمة من الدراسة إلى ~~باب الحديد. # 2 ~~(3) # التركيز الكبير لمكاتب الشركات التجارية والصناعية ~~داخل القاهرة بغض النظر عن كون أعمال هذه الشركات داخل ~~أو خارج القاهرة. # 3 ~~(4) # التركز الكبير للأعمال المالية والائتمانية للزراعة ~~والتجارة والصناعة. ~~(5) # مطار القاهرة ~~الدولي حرم الإسكندرية جزءا كبيرا مما كانت تتمتع به ~~من حركة النقل، وبخاصة نقل الأفراد تمشيا مع عصر ~~الطيران بعد تطوره السريع منذ منتصف القرن العشرين، ~~وقد ساعد ذلك على نمو مكاتب ووكالات السفر، ووسائل ~~النقل الداخلي، ونمو الحركة الفندقية بما فيها من ~~عمالة وخدمات كثيرة بعد أن كانت أعداد الفنادق قليلة، ~~وساعد على تنوع درجات الفنادق بعد أن كانت هناك هوة ~~بين فنادق الدرجة الأولى القليلة # 4 # وبين فنادق الدرجة الثالثة في باب الحديد ~~ووسط البلد ms011 والعتبة والحسين والسيدة زينب . ~~(6) # انتشار وكثافة النقل الداخلي الجوي أضاف إلى القاهرة ~~وظيفة أخرى من وظائف الاتصال الداخلي السريع بجانب ~~الطرق والسكك الحديدية. ~~(7) # نمو الوظيفة الثقافية للقاهرة دعم سيطرتها على الحركة ~~العلمية والثقافية في رقعة أرضية أوسع من حدود مصر ~~السياسية، مبتدئا بالأزهر إلى الجامعات الثلاث؛ ~~القاهرة وعين شمس والأمريكية، إلى مراكز ومجالس البحوث ~~العلمية والاجتماعية وعشرات المعاهد الفنية والمهنية ~~والأدبية والمسرحية والسينمائية والفنون الجميلة ~~والتشكيلية، وأخيرا الجامعات الأهلية الثلاث، وكذلك ~~تركز الصحف الكبرى وأجهزة الإعلام ودور النشر ~~والطباعة ... إلخ. ~~(8) # نمو وظائف الخدمات الترفيهية والترويحية مرتبطا ~~بالسياحة الداخلية والخارجية، ولو أن هذه الوظيفة لم ~~تنم بعد بالقدر الكافي، وما زالت موظفة لخدمات ~~السياحة الخارجية. # هذه الوظائف الكثيرة للقاهرة قد ساعدت بطريقة أو أخرى على أن تصبح ~~القاهرة قطبا فيه من طاقة الجذب ما ليس لغيرها من المدن المصرية، مما ~~أدى إلى نمو مستمر للسكان والمساحة العمرانية؛ نمو وئيد أولا، ثم ~~نمو سريع حتى أواسط القرن العشرين، وأخيرا نمو مذهل منذ الستينيات، # 5 # ولهذا النمو الهائل بطبيعة الحال ميزة توافر الطاقة البشرية، ~~وتركز الخدمات لإمكانات المدينة الكبرى، لكن له نتائج وعواقب وخيمة إن لم ~~تتدارك في الوقت المناسب. أوضح هذه العواقب ظهور مشكلة المواصلات ~~المعقدة، وختامها أن يصبح توفير مياه الشرب لهذا العدد المتزايد من سكان ~~القاهرة مشكلة خطيرة كما يحدث في المدن الكبرى، مثل: طوكيو. ولا يجب أن ~~ننظر إلى النيل على أنه مورد ماء لا نهاية له، فالوقت قريب ذلك الذي سوف ~~يخطط فيه لاستخدام كل قطرة من مياه النيل للزراعة والصناعة واحتياجات ~~الناس في المدن والقرى تخطيطا قد يؤدي إلى تقليل المياه المستخدمة ~~بالمنازل إذا تزايد السكان عن ذلك كثيرا، وهذه مشكلة لها خطورتها ~~وحيويتها في بلاد حارة معظم السنة. # شكل 1-1: # نمو القاهرة حتى القرن الثامن عشر. ~~(2) أين نمت القاهرة؟ # المكان الأرضي الذي نشأت عليه القاهرة منذ إنشاء الفسطاط في منتصف القرن السابع ~~وإلى أوائل القرن العشرين، كان عبارة عن مستطيل يستدق طرفه الجنوبي عند مصر ~~القديمة، ويستعرض كثيرا ms012 في اتجاه الشمال من شبرا إلى العباسية. هذا النطاق كان ~~محكوما بعنصرين طبيعيين، أولهما: مسار النيل، والثاني: منحدرات الهضبة ~~الشرقية: طره والمقطم والجبل الأحمر. # شكل 1-2: # الأوضاع الطبيعية والعمرانية في منطقة القاهرة منذ ~~عشرة آلاف سنة. ~~(2-1) النيل والقاهرة # اتسم مسار نهر النيل في منطقة القاهرة الكبرى بعدم الثبات وتغيير المكان ~~طوال أكثر من ألف عام. فقد ظل النيل يهاجر غربا من مجراه، كان يسير من ~~منطقة مصر القديمة إلى منطقة باب الحديد وشبرا الحالية إلى أن وصل مساره ~~الحالي، وثبت عليه بواسطة الجهود البشرية في تجسير ضفافه إلى نحو ما ~~نعرفه الآن. توضح الخريطة # 1-2 # بعض المقترحات المستندة ~~إلى أدلة علمية وتاريخية أن النيل في المنطقة كان يسير في عدة أقواس ~~ومنحنيات شأنه في ذلك شأن الأنهار في مجاريها الدنيا حينما يضعف التيار، ~~وتقل المناسيب في السهول، فينعرج النهر كلما صادفته أقل العوائق شأنا، ~~ويزيد انعراجا ويترك مساره إلى مسار آخر نتيجة الإرساب والإطماء والنحت ~~البطيء، وقد كان بروز حافة طرة الهضبية سببا دفع مسار النيل غربا إلى ~~قرب نهاية الوادي الفيضي، عند هضبة أهرامات الجيزة في قوس كبير يتجه بعد ~~ذلك إلى الشرق والشمال الشرقي عند حافة المقطم، فيرتد صوب الشمال في ثنية ~~كبيرة عند الجبل الأحمر، ومن ثم يتخذ مسارا شرقي المسار الحالي في ~~منطقة شبرا، وفي هذا القوس ربما بدأ تفرع الدلتا بخروج الفرع البيلوزي ~~صوب الشمال الشرقي، تلاه بعد مسافة مكانية وفترة زمنية تفرع فروع الدلتا ~~الأخرى عند جزيرة الوراق. ثم تحركت قمة الدلتا شمالا إلى باسوس، وثبتت ~~شمالها حيث هي الآن بواسطة المجهودات الهندسية التي تمثل القناطر الخيرية ~~آخرها. # والملاحظ من هذا الوصف العام أن مسار النهر كان يقترب من مدينة «منف» ~~عاصمة مصر الأولى ومن أهرام الجيزة ومن مدينة «أون» الجامعية (هليوبوليس ~~القديمة). وبدون شك فإن «منف» كان لا يمكن أن تقوم بعيدا عن النهر، ~~فالحضارة المصرية في مجموعها ومشتمل كينونتها حضارة نهرية، والنيل في مصر ~~ظل الطريق الأساسي للحركة والانتقال - أشخاصا وسلعا - عبر آلاف السنين ms013. ~~وكان للعاصمة «منف» أفضلية المكان المنفتح على الدلتا والصعيد بعد توحيد ~~مصر، مقارنة بأبيدوس - في سوهاج - عاصمة الملك نارمر موحد القطرين، ~~وبالمثل فإن جامعة «أون» كانت تقع على النهر، أو على الأقل عند بداية ~~الفرع البيلوزي، كوسيلة انتقال سهلة للطلاب والكهان والملوك. # وأغلب الرأي أيضا أن النيل كان لا يزال يسير في ثنية كبيرة شمال غرب ~~«منف» إلى قرب هضبة الأهرام، ومن ثم كان طريقا مائيا سهلا لنقل أحجار ~~طرة الضخمة التي استخدمها بناة الأهرام من ملوك الأسرة الرابعة، ورأي آخر ~~نطرحه هو أن الملوك بعد ذلك كفوا عن بناء الأهرامات الضخمة؛ إما ~~للتكلفة الباهظة في المال والعمال، وإما لتحول مسار النهر تدريجيا ~~إلى الشرق بعيدا عن أهرامات محافظة الجيزة، أو للسببين معا. # وفي نهاية العصر الروماني وبداية الفتح الإسلامي كانت الضفة الشرقية ~~للنيل تحف بسور قصر الشمع وجامع عمرو بن العاص، ثم تتجه شمالا بشرق ~~غالبا على طول ما نعرفه الآن باسم شارع حسن الأنور، ثم قرب ميدان السيدة ~~زينب وشارع الناصرية وعماد الدين، قرب عابدين والأزبكية وباب الحديد، ~~وبطول مخازن السكك الحديدية، وينحرف مع خط حديد شمال الدلتا إلى ما نعرفه ~~الآن بشبرا الخيمة. وبذلك فإن مأخذ خليج أمير المؤمنين كان في مكان ما ~~قرب ميدان السيدة زينب، ومن هنا تسمية شارع السد نسبة إلى إقامة سد على ~~بداية الخليج يفتح عند الفيضان؛ لتجري فيه المياه في حفل مهيب يسمى «جبر ~~البحر»، وبذلك أيضا كانت كل أراضي غرب القاهرة الحالية من فم الخليج إلى ~~شبرا مسارا للنيل وفيضانه السنوي. # وظل النيل يهجر مجراه الشرقي في اتجاه الغرب، ويترك جزرا متعددة نمت ثم ~~اختفت بالالتحام بالشاطئ كجزيرة الفيل (شبرا) وجزيرة بولاق، أو بالتحام ~~جزيرتي حليمة وأروى في جزيرة واحدة هي جزيرة الزمالك الحالية بعد تعميق ~~مسار البحر الأعمى بينها وبين الجيزة. أما جزيرة الروضة فقد ظلت ثابتة في ~~مكانها مع بعض تغيرات في سواحلها الغربية، وهو ما يثير تساؤلات ~~جيمورفولوجية وهيدرولوجية حول أشكال واتجاهات النحت والإرساب النهري ~~لتفسير هذا ms014 الثبات النسبي لجزيرة الروضة مع حدوث تغيرات كثيرة في الجزر ~~القريبة منها. ولكن يبدو أن للإنسان يد في ذلك؛ ففي العهد الأيوبي قام ~~الملك الصالح بحفر وتوسيع مجرى سيالة الروضة بعد أن كادت أن تنسد وتلتحم ~~بشاطئ الفسطاط ودير النحاس، وذلك لسببين؛ أولهما: أن انسداد السيالة أو ~~ضيقها وقلة عمقها نتيجة الإطماء سوف يقضي على مصدر مياه الخليج المصري ~~الذي كان مأخذه من هذه السيالة، وفعلا اشتكى الناس كثيرا من قلة جريان ~~الماء في الخليج وتوقفه تماما وقت التحاريق، والسبب الثاني: أن الملك ~~الصالح كان قد أنشأ في جزيرة الروضة قصرا جعله مقرا له بدلا من المقر ~~الرسمي في القلعة، وبنى حصونا ومعسكرات كبيرة لمماليكه الذين أسسوا ~~فيما بعد سلطنة المماليك البحرية؛ نسبة إلى سكنهم جزيرة الروضة. وقد تلا ~~ذلك حركة تعمير من قبل السكان في الروضة. وأراد الملك الصالح بأن يبقي ~~على الجزيرة كأحد أسباب الدفاع عن مقر الحكم في تلك الفترة، وكوسيلة ~~إضافية أغرق الملك عدة مراكب عند الرأس الجنوبي للجزيرة أمام شاطئ ~~الفسطاط عند باب القنطرة بحيث يضمن تحول جانب لا بأس به من مياه النيل ~~إلى سيالة الروضة لرفع منسوب المياه فيها. # أما الضفة الغربية للنيل فلا نعلم عنها الكثير؛ لقلة المصادر التاريخية ~~بالقياس إلى الضفة الشرقية التي كانت معمورة منذ العصر الروماني. وآخر ما ~~نعرفه هو أن النيل في عصر الخديو إسماعيل كان يسير شمال مدينة الجيزة ~~بانحراف يسير إلى الغرب قرب حديقتي الحيوان والأورمان إلى الدقي والحوتية ~~ثم إلى إمبابة، وقد ردمت كثير من هذه الأراضي بواسطة وزارة الأشغال إلى ~~مسار الضفة الحالي، وعمر إسماعيل بعض مناطقها كإنشاء قصر الجيزة - شمال ~~جامعة القاهرة مباشرة - وحدائق الأورمان والحيوان، ومن ثم إعمار المنطقة ~~بالزراعة - قريتي العجوزة والحوتية وأرض الأوقاف التي بنيت عليها أحياء ~~المهندسين وما جاورها - وإما بواسطة بناء القصور والفيلات الأنيقة في ~~منطقة الدقي. ~~(2-2) بركة الحبش # يرد اسم بركة الحبش كثيرا في المصادر التاريخية المختلفة، ويتفق الجميع ~~على أنها كانت بركة شاسعة تمتد جنوب الفسطاط ms015 إلى قرب القرافة الكبرى ، أي ~~شمال سهل البساتين، وأنها كانت أحد أهم المتنزهات لسكان القاهرة ~~والفسطاط، و«خصوصا أيام النوروز والغطاس والميلاد والمهرجان وعيد ~~الشعانين، ونحو ذلك من أيام اللهو والقصف والعزف، فكان لا يبقى صغير ولا ~~كبير إلا خرج إلى بركة الحبش ... وقد صارت بركة الحبش من مدة وإلى الآن ~~[أواخر القرن 19] أرض مزارع يغمرها النيل زمن فيضانه إذا كان وافيا، فإن ~~لم يكن وافيا شرقت كلها أو بعضها، ولم يبق من القصور والبساتين الفاخرة ~~التي بسط المقريزي الكلام عنها إلا التلال المشاهدة الآن في تلك الجهات.» # 6 # وقد ورد أيضا ذكرها حينما مد أحمد بن طولون قناة منها إلى ~~مدينة القطائع، عرفت باسم: قناطر طولون. # وقد حاولت تتبع سواحل هذه البركة على خطوط المناسيب الكونتورية فلم أوفق؛ ~~ذلك لوجود تداخل كبير في الارتفاعات والمنخفضات نتيجة عوامل هدم البيوت ~~السابقة وتكوم مخلفاتها إلى جانب اتخاذ مساحات كثيرة منها كمحاجر، ويحتاج ~~الأمر إلى كثير من عمليات الرفع المساحي لتبين حجم تلك البركة، ومهما ~~يكن من أمر فالحقيقة الواقعة أن هذه البركة كانت موجودة، ولعبت دورا في ~~حياة القاهريين فترة طويلة من الزمن كمتنزه طبيعي موسمي في الفترات ~~التاريخية اللاحقة للعصر الفاطمي على أحسن الفروض. ~~(2-3) الهضبة الشرقية والقاهرة # أما العنصر الثاني المحدد لنمو القاهرة فهو حافة الهضبة الشرقية ~~ومنحدراتها التي تكون حادة في أماكن، وهينة في أخرى، وتعرف بأسماء متعددة ~~أشملها ما نسميه جبل المقطم، وإلى الجنوب منه جبل طرة، وإلى الشمال منه ~~الجبل الأحمر. وترتفع هذه الهضبة إلى ما بين 150 إلى 250 مترا، وتقطعها ~~أودية من أزمان جيولوجية ومناخية سابقة تشكل طرق ارتقاء إلى سطح ~~الهضبة، منها أودية: حوف قرب حلوان، ودجلة قرب المعادي، والدويقة شرق ~~القلعة، وترسل هذه الحافة الجبلية ألسنة تلية في اتجاه النيل، وخاصة ~~في القطاعات الجنوبية عند طره وإسطبل عنتر وكوم غراب جنوب مصر القديمة، ~~وذلك بسبب اقتراب الهضبة من النيل، أو الأصح اقتراب مسار النيل من ~~الهضبة. وحافة الهضبة هنا متقاربة خطوط المناسيب؛ مما يؤدي إلى انحدارات ms016 ~~شديدة بطول المسافة من المقطم إلى حلوان، وتتباعد الهضبة تدريجيا إلى ~~الشمال الشرقي، ابتداء من المقطم إلى الجبل الأحمر في صورة منحدرات وعرة ~~حادة تظهر في مناطق الجيوشي والقلعة ومنشأة ناصر. ثم تتشكل بعد ذلك من ~~مسطحات عريضة من الانحدارات الهينة شمال وشرق الجبل الأحمر في مدينة نصر، ~~ومن أهم الألسنة التلية التي ألزمت عمران القاهرة بمناطق سهلية ~~محددة هي: لسان المقطم المنحدر إلى مصر القديمة في منطقة كوم غراب وإسطبل عنتر # 7 # والرصد (+40−60 مترا) جنوب الفسطاط «سهل النيل عند مصر ~~القديمة 20-21مترا»، # 8 # ووجه عمرانها صوب الشمال الشرقي عند المنحدرات الهينة لتلة ~~أبو السعود الجارحي (+30مترا) # 9 # فيما عرف باسم الحمراء الدنيا والوسطى والقصوى، التي أصبحت ~~مجالا لمدينة جديدة اختطها العباسيون عام 751 باسم «العسكر»، وهي ~~تقريبا منطقة زين العابدين وفم الخليج (20-23 مترا). أما المرتفعات ~~التي تحتلها القلعة الآن (75-95 مترا) فهي لسان ينحدر من الجيوشي ~~والمقطم، وينتهي بجبل يشكر وقلعة الكبش ~~(+35 مترا) وتلال زينهم (31-51 مترا). وعلى قلعة الكبش بنى أحمد بن ~~طولون عاصمة لمصر المستقلة عن العباسيين سنة 870م باسم «القطائع». وبعد ~~قرن أنشأ الفاطميون مدينة «القاهرة» عاصمة ملكية للخلافة الفاطمية على ~~سهل رملي إلى الشمال من القطائع، وعلى مناسيب تتراوح الآن بين 22 مترا ~~عند درب سعادة و24 مترا عند السلطان الغوري و28,7 من المتر عند ميدان ~~الأزهر، وتتباعد هذه الألسنة التلية في شمال وشرق الجبل الحمر (80 ~~إلى 120 مترا) بحيث سهلت ارتقاء العمران الحديث إلى مدينة نصر فوق ~~مناسيب 100 إلى 150 مترا. # الخلاصة: أن القاهرة ظلت تنمو لمدة ألف عام داخل خط منسوب 20 مترا في ~~الغرب و30 مترا في الشرق عند أقدام الحافات الجبلية للمقطم وألسنته ~~المتقدمة غربا، واستمر ذلك الالتزام واضحا حتى عصر الخديو إسماعيل، ~~حينما بنيت «القاهرة الحديثة» ضمن منسوب 20-22 مترا، وقد سبقه في ~~العمران الشمالي للقاهرة محمد علي باشا بإنشاء قصر شبرا في شبرا الخيمة، ~~وتسابق بعض الأمراء في بناء قصور شبرا كالأمير طوسون. وكل شبرا هي نفس ~~المناسيب، بل تنحدر حينا إلى 19 مترا عند مأخذ ترعة الإسماعيلية ~~الحالي. وتتكرر الصورة ms017 نفسها في النمو العمراني على طول خط القبة ~~والمطرية والمرج ، منذ إنشاء قصر القبة غالبا في عصر إبراهيم باشا - ~~واستخدامه سكنا للأمير توفيق فيما بعد - نجد المناسيب تتناقص قليلا من ~~نحو 23 مترا في القبة إلى 22,4 مترا في الزيتون تمشيا مع الانحدار ~~العام، وحينما امتد عمران بر الجيزة وإمبابة من النيل غربا إلى كل ~~القاهرة الكبرى غرب النيل، فإنه إنما كان يمتد على أرض الوادي الزراعية ~~ذات الانحدار اللطيف من الجنوب إلى الشمال، ومن الهضبة الغربية صوب ~~النيل. # أما الأماكن التي خرجت عن قاعدة خطوط المناسيب 20-30 مترا، فتتركز في ~~الشرق والجنوب على النحو الآتي: # كانت البدايات في سبعينيات القرن 19 حينما أنشئت حلوان الحمامات كمدينة ~~استشفاء وترويح ونزهة. حلوان البلد قرب النيل كانت تقع على منسوب 22 ~~مترا؛ لأنها توجد في الوادي النهري الضيق، أما حلوان الحمامات فقد ~~أنشئت على منحدر هادئ من 68 مترا في الشرق عند مصحة فؤاد إلى نحو 45 ~~مترا في غرب كتلة حلوان الحمامات السكنية القديمة، ويتمشى هذا مع ~~الانحدار السريع لحافة الهضبة الشرقية صوب النيل، واستفادة من هذا ~~الموقع أنشأت الدولة مرصد حلوان شمال شرق حلوان على منسوب 114 مترا. وفي ~~الوقت الحالي يمتد عمران المعادي إلى حافة جبل طرة وأوديته بعد شق طريق ~~أوتوستراد حلوان. # شكل 1-3: # تأثير التضاريس على توجيه العمران «نموذج من غرب ~~مدينة نصر». # وفي أول القرن 20 جاءت التجربة الثانية في الارتفاع إلى مناسيب أعلى في ~~صورة بناء مدينة مصر الجديدة على مناسب تتراوح بين نحو 40-45 مترا عند ~~منطقة روكسي إلى 53 مترا في منطقة ميدان الإسماعيلية، وإلى 78 مترا في ~~ألماظة. وبعد نحو ستة عقود جاءت التجربة الثالثة ببناء مدينة نصر التي ~~تبدأ في الشمال من نحو 70 مترا عند التقائها بمصر الجديدة إلى نحو +150 ~~مترا في الجنوب عند نهاية المنطقة الثامنة من المدينة، وهناك مخطط ~~«القاهرة الجديدة» الذي يقع تحت الإنشاء الآن، والذي يمتد شرق مدينة نصر ~~على مناسيب أعلى من 150 مترا، وتمثل مدينة المقطم أعلا منسوب في القاهرة ~~حيث تصل الكتلة السكنية في المخطط الأول للمدينة في ms018 الهضبة العليا إلى ~~150-180 مترا، وسرعان ما بدأ تخطيط الهضبة الوسطى على مناسيب نحو مائة ~~متر، وإسكان الزلزال شرق الهضبة العليا إلى منسوب 120-140 مترا، والأغلب ~~أن إسكان الزلزال في المقطم سوف يلتحم مستقبلا مع عمران التجمعات ~~السكنية للقاهرة الجديدة. # ومقابل هذه التجارب الناجحة بدرجات مختلفة، نجد تجربتين نتائجهما محبطة ~~في نمو المدينة الكبرى؛ أولاهما: النمو الطفيلي العشوائي لمنشأة ناصر ~~ووادي الدويقة على مناسيب 60 إلى 80 مترا على حافة شديدة الانحدار أمام ~~جبانة برقوق/قايتباي (خريطة # 2-7 ~~)، والثانية: هي النمو العشوائي للبساتين ودار ~~السلام بين شمال المعادي ومصر القديمة والفسطاط الجديدة وعين ~~الصيرة. # وهكذا اعتلت القاهرة المناسيب العليا التي ظلت تمنع وتحجم النمو في ~~اتجاه الشرق عشرات القرون، ويرجع ذلك إلى: # تضاعف سكان القاهرة، وبخاصة في النصف الثاني من القرن ~~العشرين. # إمكان التغلب على الانحدارات العالية بواسطة تقنية ~~بناء الطرق الحديثة، وشيوع نمط السيارة بأشكالها ~~المختلفة. # القوى المركزية المتزايدة التي تجمعها القاهرة كقطب ذي ~~مغناطيسية كبيرة في جذب وتركيز إمكانات الحياة العليا، ~~وأوجه النشاط الاقتصادي والخدمي. # وبرغم التقدم في تقنية وسائل النقل والطرق إلا أن التضاريس الوعرة ما ~~زالت تشكل عنصرا من عناصر الطبيعة ليس سهلا التغلب عليه، وربما كانت ~~خريطة # 1-3 ~~(الجبل الأحمر وغرب مدينة نصر) تمثل بصدق ~~أحد أشكال فعالية الوعورة الأرضية في توجيه مخططات العمران بعيدا ~~عنها. ~~(3) كيف نمت القاهرة؟ # من المعروف أن هناك عدة أشكال في جغرافية المدن لتفسير تاريخ نمو المدينة. لكن ~~ليست كل هذه الأشكال منفصلة عن بعضها تمام الانفصال، بل الذي يحدث أن يتم نمو ~~مدينة على شكلين أو أكثر، وإن كان هناك شكل أكثر وضوحا يتم على أساسه النمو ~~الأكبر للمدينة المعينة، خاصة إذا كانت المدينة ذات تاريخ طويل - كما هو الحال ~~في معظم المدن الكبرى في الشرق الأوسط، وحوض البحر المتوسط، والصين والهند، ~~وبدرجة أقل في أوروبا الغربية والوسطى - فالغالب في هذه الحالات أن يحدث النمو ~~المديني بشكل معين في فترة زمنية وبأشكال أخرى في فترات لاحقة. # وفي حالة القاهرة يمكن تتبع نموها على البعدين الزماني ms019 والمكاني على ضوء معظم ~~الأشكال التي يتم بها النمو المديني ، وهذه الأشكال هي: ~~(أ) # النمو من نواتين مدنيتين أو أكثر والتحامهما معا. ~~(ب) # النمو المركزي من نواة واحدة، ثم النمو التدريجي حولها. ~~(ج) # النمو المخطط، وسوف تعالج هذه الأشكال ضمن تتبع حركة النمو لأجزاء ~~القاهرة وأقسامها الجغرافية كل على حدة. ~~(3-1) المنطقة المركزية من القاهرة # المقصود من المركزية المنطقة الأصلية للقاهرة من بولاق إلى الدراسة، ~~ومن باب الحديد إلى مصر القديمة حتى بدايات القرن العشرين، والتي غلبت ~~عليها تسمية «مصر المحروسة» خلال القرن 19، وهي ما يمكن أن نعبر عنه ~~أيضا بالمنطقة الوسطى أو قلب القاهرة، وفي هذا الجزء من المدينة نجد ~~عمليات التفاعل العديدة عبر القرون من إنشاء لمدن الحكم ونموها وتدهورها ~~والتصاقها باتجاهات نمو مكانية أقدم وأحدث. وباختصار، فإن دينامية ~~القاهرة تظهر في القاهرة المركزية؛ نمو من نواة ثم عدة نوايات ثم نمو ~~مخطط، بينما الامتدادات التالية، وخاصة في القرن العشرين تسير في اتجاه ~~واحد هو النمو المخطط؛ استجابة لمتطلبات الانطلاقة الكبرى في النمو ~~السكاني المصري والقاهري. # القاهرة المركزية: نشأت في صورة عدة مدن الواحدة خارج الأخرى. أول هذه ~~المدن الفسطاط التي سميت بعد ذلك مصر أو مدينة مصر سنة 641م، ثم نشأت ~~العسكر إلى الشمال منها سنة 751م بعد الثورة المصرية ضد الحكم العباسي، ~~وهروبا لقاعدة الحكم من كثافة السكن والسكان داخل الفسطاط. وبعد نحو قرن ~~أنشأ أحمد بن طولون، والي مصر المستقل عن الخلافة العباسية، مدينة جديدة ~~باسم «القطائع» إلى الشمال الشرقي من العسكر عام 868م، بين حافة المقطم ~~عند موقع القلعة الحالية وبين قلعة الكبش. لكن نمو العسكر والقطائع ~~توقف بعد سقوط الدولة الطولونية عام 906م. في الوقت الذي ظلت فيه ~~مدينة مصر تنمو بالتدريج؛ لأنها كانت مركز السكن والتجارة، بينما كانت ~~العسكر والقطائع مدن حكم. وفي سنة 969م دخل جيش الفاطميين مصر بقيادة ~~جوهر الصقلي قادما من تونس بعد عدة محاولات فاطمية سابقة فاشلة ~~للاستيلاء على مصر؛ نتيجة مقاومة كافور الإخشيدي، فلما مات سنة 868 سقطت ~~مصر ms020 أمام الفاطميين. أنشئت قاهرة المعز في مكانها الحالي بين الخليج ~~المصري والتلال الشرقية في الدراسة ، وأحيطت جميعها بسور من اللبن ~~وخندق، وظلت عاصمة ملكية لمصر الفاطمية قرابة قرنين من الزمن، وكانت ~~تحتوي على القصور الملكية ومقر الحكم والجامع الأزهر، بالإضافة إلى إقطاع ~~أحياء لسكن أنصار الدولة الفاطمية من قبائل شمال إفريقية. ولا شك أن ~~العمران ظل يزحف مع الضغط السكاني من مدينة مصر تجاه الشمال الشرقي؛ أي ~~تجاه القاهرة الفاطمية منحصرا بين الخليج المصري من الغرب ومقدمات حافة ~~المقطم من الشرق. وعلى هذا ظهرت ضواح جديدة لمدينة مصر منها الحمراء ~~الدنيا والوسطى والقصوى، التي كانت في المنطقة الممتدة حاليا بين دير ~~النحاس والسيدة زينب. وفي الوقت ذاته لم تمتد مدينة مصر شمال أو غرب ~~مسار الخليج المصري؛ لكثرة المستنقعات، وطغيان مياه الفيضان عليها بين ~~حين وآخر. # وقد أخذت أحوال مدينة مصر تسوء بعد الفتن والحروب الداخلية والمجاعة ~~أثناء خلافة المستنصر من عام 1040 إلى 1074م، ثم حدوث النزاع بين ~~الوزيرين شاور وضرغام، وتدخل الصليبيين وجيوش سلطنة ابن زنكي بقيادة ~~شيركوه وصلاح الدين في مصر بدعوة من الخليفة الفاطمي، ثم إحراقها بأمر ~~الوزير شاور عام 1169م، وقد عاد السكان إلى مدينة مصر بعد استقرار الأمور ~~في بداية العهد الأيوبي، لكن السكن اقتصر على المنطقة الغربية، وخاصة بعد ~~أن شيد الملك الصالح الأيوبي (1240م) قلعته في جزيرة الروضة، وهجر ~~الجانب الشرقي من الفسطاط بعد الحريق تماما. # والحقيقة أن مدينة مصر كان قد أفل نجمها بعد الحريق؛ فبعد سقوط الدولة ~~الفاطمية ونزوح الناس إلى القاهرة الفاطمية التي لم تعد عاصمة ملكية، ~~اقتصر العمران في مدينة مصر على عدة شرائح عمرانية طولية في منطقة دير ~~النحاس وجامع عمرو، ومنطقة مرتفع أبو السعود الجارحي، وحول الأديرة ~~الموجودة في مصر القديمة، وظلت كذلك شرائح مبعثرة حتى الثلاثينيات من هذا ~~القرن حينما نمت القاهرة، واتصلت عمائرها بمصر العتيقة أو بقايا مدينة ~~مصر الفسطاط. # أما القاهرة الفاطمية: فقد نما عمرانها للدرجة التي أزيل معها أسوارها ~~الشمالية والجنوبية لتبنى من ms021 جديد على مبعدة من المكان الأصلي «بدر ~~الجمالي في أواخر العصر الفاطمي»، وأدار صلاح الدين الأيوبي سورا حول ~~القاهرة إلى الفسطاط والقلعة والنيل، وهو بذلك أول من وحد نوايات القاهرة ~~في نواة واحدة، وكان ذلك فكر عسكري لحماية المدينة، واستجابة لنمو ~~العمران الذي كان قد تعدى الأسوار في منطقة باب الشعرية الحالية متجها ~~إلى الالتحام بعمران ميناء المقس (أو المكس أو المقسي) وموقعها ~~الآن منطقة باب البحر وباب الحديد وأولاد عنان، وكانت المقس هذه ميناء ~~القاهرة الفاطمية والأيوبية، وتاريخها يرجع إلى ما قبل دخول عمرو بن ~~العاص مصر - إذ الأغلب أن المقس كانت هي قرية أو مدينة «أم دينين» كما ~~عرفها المؤرخون الأوائل مسرحا لمعركة بين الجيش العربي والرومان قبل ~~معركة بابليون. # 10 # وقد ظلت ميناء للقاهرة حتى فترة الأيوبيين وأوائل العهد ~~المملوكي. ثم انتقل النيل غربا فصارت بولاق هي ميناء القاهرة لفترة ~~طويلة، ولم يمتد عمران القاهرة الفاطمية صوب مدينة مصر إلا في العهد ~~الأيوبي وأوائل المملوكي بعد تشييد القلعة. # ويضاف إلى ذلك أن المنطقة الواقعة ~~بين سفح قلعة الكبش وجبل يشكر وبين باب الخلق كانت تحتله بركة كبيرة، هي ~~بركة الفيل، التي ظلت قائمة حتى عهد الحملة الفرنسية على مصر في أواخر ~~القرن 18. وكذلك عبر النمو العمراني أسوار القاهرة الفاطمية في العهد ~~الأيوبي المملوكي في منطقة باب الخلق متجها إلى منطقة باب اللوق وعابدين ~~والناصرية بعد حفر الخليج الناصري في عهد السلطان محمد بن قلاوون (1325م) ~~الذي كان مأخذه من النيل في منطقة التحرير الحالية، وربما تكونت عدة برك ~~غربي الخليج المصري نتيجة هجرة النيل، منها: بركة السقايين فيما بين ~~عابدين والسيدة زينب، وبركة الفرايين - نسبة لصناعة وتجارة الفراء - عند ~~ميدان عابدين، وبركة قاسم بك محل شارع المبتديان، وبركة قارون في ~~البغالة، وتحولت هذه المنطقة إلى بساتين وبعضها امتد داخلها العمران، ~~وأكبر البرك كانت بركة الأزبكية التي ظلت حد العمران القاهري في الغرب - ~~منطقة الموسكي، والعتبة، ووجه البركة - ويحيط بها شمالا عمران القاهرة ~~الممتد إلى المقس على طول ما ms022 نعرفه الآن بشارعي كلوت بك ~~والجمهورية. # وموجز القول: إن العمران المديني للقاهرة الفاطمية ظل ينمو خلال العصر ~~المملوكي إلى أن عبر نهائيا الخليج المصري، وانتهى غربا عند خط يكاد ~~يتفق مع مسار شارع الجمهورية الحالي بين المقس (باب الحديد) وعابدين ~~والناصرية إلى السيدة زينب. كما أن العمران في الشمال امتد خارج الأسوار ~~إلى منطقة الحسينية وبركة الشيخ قمر والظاهر وبركة الرطلي وأرض الطبالة ~~(الفجالة). كذلك امتد العمران جنوب القاهرة الفاطمية في اتجاه القلعة، ~~وبذلك يكون العمران في منطقة القاهرة قد نما بحيث أدى إلى التحام بين ~~النواتين الرئيسيتين: مدينة مصر ومدينة القاهرة - أو ما سمي: مصر ~~الفسطاط، ومصر القاهرة - برغم أنه حينما تم الالتحام كانت مدينة مصر قد ~~تدهورت كثيرا، وقد تم الالتحام في منطقة: السيدة زينب - الناصرية - فم ~~الخليج من ناحية، وفي منطقة: السيدة زينب - القلعة - الحلمية من ناحية ~~أخرى. # ويمكن أن نلخص الموقف في هذه النقطة على النحو التالي: # النمو العمراني في منطقة القاهرة المركزية تم نتيجة التحام عدة نوايات، ~~أقدمها نواة مدينة مصر في الجنوب الغربي، والمقس في الشمال الغربي، ~~والقاهرة الفاطمية في الشمال الشرقي، والعسكر والقطائع والقلعة في الوسط ~~والشرق. والحقيقة أن المنطقة الوسطى كانت منطقة ضعف تذبذب فيها العمران ~~من نمو وازدهار إلى تدهور وخراب، وذلك راجع إلى اختلاف في وظيفة وطبيعة ~~العمران في النواتين الرئيسيتين؛ مصر والقاهرة، فبينما الأولى مركز ~~العمران والتجارة والسكان، كانت الثانية مركز الحكم والسياسة، ولم يحدث ~~الالتحام بينهما إلا بعد انتقال مركز الحكم إلى القلعة وفقدان القاهرة ~~الفاطمية لهذه الوظيفة. # شكل 1-4: # القاهرة في عصر الخديو إسماعيل (1869). ~~(3-2) النمو المخطط في القاهرة المركزية في القرن ال 19 # بعد أن تم تبلور العمران على النحو الذي ذكرناه، ظلت المدينة على هذا ~~النحو متوقفة عن النمو خلال العهد العثماني، وفي آخر القرن 18 سجلت ~~الحملة الفرنسية خريطة القاهرة في صورة مستطيل كبير حده الشرقي من ~~القلعة إلى تلال قطع المرأة في الدراسة إلى تلال ومقابر باب النصر، ~~وحده الغربي خط يكاد يوازي شارع عماد الدين ومحمد ms023 فريد من باب الحديد ~~إلى السيدة زينب، وحده الشمالي من الحسينية إلى الفجالة وباب البحر، ~~وحده الجنوبي من القلعة إلى طولون إلى البغالة (السيدة زينب)، ومن ~~هذا المستطيل الكبير (خريطة # 3-6 ~~) بدأت المدينة تنمو ~~في القرن 19م، ومقدمات النمو أخذت صورة متكررة من إنشاء قصور للحكام خارج ~~المركز المديني، وأهم الأمثلة: قصر محمد علي بشبرا، وقصر عباس بالعباسية، ~~وقصرا القبة، والقصر العالي لإبراهيم باشا بجاردن سيتي، # 11 # وفي اتجاه تلك القصور كان العمران يمتد مع الطرق الواسعة ~~المتجهة إليها من المدينة. لكن أهم دفعة في النمو المركزي للمدينة بدأ ~~بردم بركة الأزبكية في عهد محمد علي، وإنشاء شارع الموسكي من ميدان ~~العتبة الخضراء إلى الأزهر والحسين، وشق طريق من الأزبكية إلى بولاق، ~~وتحسين شارع الخليج وغيره الذي يقود من الموسكي إلى القلعة، وبدايات ~~إنشاء شارع محمد علي من القلعة إلى العتبة، وفي عهد الخديوي إسماعيل ~~تواصلت هذه المجهودات في إنشاء الشوارع الحديثة المستقيمة من محطة القطار ~~في باب الحديد إلى العتبة والأوبرا وقصر عابدين، وإنشاء كوبري قصر النيل ~~عام 1872 للوصول إلى القصر الجديد الذي أنشأه إسماعيل في الجزيرة - الذي ~~أصبح فندق عمر خيام الجزيرة ثم فندق ماريوت الآن. # وكذلك كان هناك دفعة جديدة في النمو المركزي، هي تلك التي التزمت بتخطيط ~~منطقة واسعة سميت الإسماعيلية والتوفيقية، وشملت ما بين بداية ميدان ~~التحرير إلى شارع 26 يوليو شمالا، ومن جسر قصر النيل غربا إلى دار ~~الأوبرا شرقا، وهي الآن «وسط البلد»، # 12 # وارتبط ذلك التوسع بإنشاء جسر قصر النيل كخطوة في سبيل إنشاء ~~طريق رئيس بين عابدين وقصر إسماعيل في الجيزة. لم يتم ذلك إلا بعد إنشاء ~~كوبري البحر الأعمى (الجلاء) عام 1877، وعلى هذا النحو تقدم العمران ~~المخطط بين باب الحديد وبولاق شمالا وباب اللوق وميدان الإسماعيلية ~~(التحرير) جنوبا، متجها من المدينة القديمة إلى منطقة عابدين صوب الغرب ~~حتى ضفة النيل، ويمر فيها طريقان رئيسيان؛ الشمالي: من الأزبكية إلى ~~بولاق (شارع 26 يوليو)، والثاني: من عابدين إلى قصر النيل (شارع ~~التحرير)، وفيما بين باب اللوق والسيدة ms024 زينب امتد العمران إلى الغرب ~~أيضا حتى شارع قصر العيني والقصر العالي (قصر الدوبارة) غربا، وشارع ~~المبتديان جنوبا. وفي هذه المنطقة الجديدة أنشئت عدة قصور للأثرياء، ~~مثل: قصر إسماعيل باشا المفتش (وزارة المالية) في لاظ أوغلي، وكان لتركز ~~الحكم بين قصر عابدين والوزارات في لاظ أوغلي أثر كبير على امتداد ~~العمران في منطقة المالية والسيدة زينب وجنوبها إلى البغالة، لكن وجود ~~تلال زينهم أوقفت النمو في هذا الاتجاه، ونما العمران بعض الشيء من ~~الحسينية وبركة الرطل قليلا إلى الشمال صوب منطقة السكاكيني وغمرة ~~والعباسية. # شكل 1-5: # جنوب وسط القاهرة نماذج من خطط عمران ~~القاهرة. # أما النمو المركزي صوب الشرق والجنوب الشرقي فقد حدده مانعان؛ أولهما: ~~تلال الدراسة، والثاني: عامل بشري متمثل في وجود منطقة مقابر ~~الجبانة الشرقية «باب الوزير، وقايتباي، وبرقوق، والغفير» والقرافة ~~الكبرى (الإمام الشافعي) في الجنوب الشرقي، وعلى هذا النحو يكون النمو ~~المركزي للقاهرة قد تخطى عقبة البرك التي كانت تمتد في خط طويل من ~~الأزبكية إلى الفرائيين إلى السقايين إلى بركة الفيل، واتجه التعمير إلى ~~النيل فأشرف عليه أو يكاد فيما بين بولاق وقصر الدوبارة فقط، بالإضافة ~~إلى منطقة قصر العيني. وكان هذا الاتجاه الغربي صوب النيل هو الذي يمثل ~~أكبر قدر من النمو المركزي في القرن 19، بينما ظل ذلك النمو ضئيلا في ~~اتجاه الشمال، ولعل السبب في ذلك وجود عقبة خطيرة هي امتداد خط السكة ~~الحديد من باب الحديد إلى السويس شمال الفجالة وغمرة مباشرة، وخط الصعيد ~~شمال السبتية، وقد كان لهذا أثره على ضعف وبطء حركة النمو المركزي من باب ~~الحديد صوب شبرا ومن غمرة إلى القبة والضواحي في الزيتون ~~والمطرية. ~~(3-3) أحياء شمال القاهرة # سبق أن ذكرنا أن بناء القصور كان له دور في مد الطرق والجسور خارج ~~القاهرة في خلال القرن 19، وقد ساعد ذلك على أن تتخذ الطرق مجالا للنمو ~~العمراني؛ فشارع شبرا أصبح العمود الفقري للذراع العمرانية الشمالية ~~للقاهرة. ومع اتصال العمران شمال محطة باب الحديد تكون محور عمراني ~~آخر مع شارع الترعة البولاقية ms025، ومحور جزيرة بدران الموازي لخط حديد ~~الصعيد، وقد تلاحمت المباني على طول هذه المحاور؛ بحيث إنه يمكن القول: ~~إن منطقة شبرا وروض الفرج والساحل وحدائق شبرا والترعة تكون في مجموعها ~~ذراعا سميكة ضخمة تمتد قرابة 4,5كم بين باب الحديد وترعة الإسماعيلية، ~~وتتصل عبر هذه الترعة بالإشعاع العمراني الصناعي والسكني في شبرا الخيمة ~~التي تمتد قرابة ثلاثة كيلو مترات. # شكل 1-6: # عمران شبرا وروض الفرج في العشرينيات من القرن ~~العشرين. # وهناك الآن ذراع عمرانية جديدة تنمو وتمتد مع محور شارع بورسعيد شمال ~~منطقة غمرة متجهة بدورها إلى ترعة الإسماعيلية، ولعل مصيرها مصير ذراع ~~شبرا من حيث إمكان تلاحمها مع الذراع الشمالية الشرقية المتجهة إلى ~~المطرية، ومع ذراع شبرا عبر منطقة مهمشا والشرابية والزاوية الحمراء ~~ومنطقة السواح والأميرية، ويتكون بذلك استمرار عمراني حده الجنوبي ~~خطوط السكة الحديد والمترو من باب الحديد إلى غمرة، وحده الشمالي ترعة ~~الإسماعيلية، وحده الغربي النيل، وحده الشرقي القبة والزيتون. فإذا ~~تم ذلك لم تعد هناك ذراع أو أذرع عمرانية مشعة من مركز المدينة؛ بل جزء ~~آخر من المدينة يضاف إليها، ويمتد منه إشعاعات عمرانية إلى شبرا الخيمة ~~ومسطرد. لكن في داخل هذا الاستمرار العمراني الشمالي ستظل خطوط السكة ~~الحديد المتجهة شمالا أو شرقا عائقا وفاصلا ثقيلا بين القاهرة ~~جنوبها وشمالها. ومن الممكن التغلب مبدئيا على هذا العائق بإنشاء أنفاق ~~وجسور - كما هو الحال في نفق الشرابية وشبرا وكوبري شبرا العلوي - لكن ~~هذه الأنفاق والجسور تؤدي إلى تكوين «عنق الزجاجة» في المواصلات؛ مما ~~يؤدي إلى اختناق في النمو العمراني وتوقف أو نمو ضئيل. وأحسن الأمثلة ~~على ذلك منطقة مهمشا والشرابية التي تقع في شكل بيضاوي يحيط به الخطوط ~~الحديدية من كل اتجاه، وبرغم وجود نفق الشرابية وغمرة إلا أن النمو ظل ~~شبه متوقف بالمقارنة بالنمو العمراني على طول محور طريق بورسعيد أو محاور ~~شبرا، فضلا عن أن العمران في الشرابية ومهمشا غير صحي وفقير جدا؛ ~~نتيجة لسكن عشوائي بموازاة الخطوط الحديدية، ولكن التحسين الحالي ~~للمنطقة بعد استكمال كوبري 6 أكتوبر ms026 العلوي، ووجود منزل ومطلع له من ~~شارع بورسعيد غالبا ما يؤدي إلى إعادة تخطيط المنطقة بصورة أحسن في ~~الشرابية وبورسعيد والوايلي والزاوية الحمراء. # شكل 1-7: # عمران شبرا وروض الفرج في التسعينيات من القرن ~~العشرين. # وربما كان الحل الأوفق نقل محطة حديد القاهرة من باب الحديد إلى شبرا ~~الخيمة باسم محطة الشمال لخدمة الخطوط المتجهة إلى وسط الدلتا وشمالها ~~والإسكندرية، ومحطة أخرى في مسطرد باسم محطة الشرق لخدمة النقل الحديدي ~~إلى الشرقية ومدن القناة، ومحطة ثالثة في إمبابة أو الجيزة باسم محطة ~~الجنوب، ويترك مجال الخطوط الحديدية القائمة لتسيير خطوط مترو سطحي ونفقي ~~لمزيد من خدمة النقل في الكتلة السكانية الضخمة الشمالية والغربية من ~~القاهرة. ~~(3-4) أحياء الشمال الشرقي # أما الذراع الشمالية الشرقية فقد نشأت مع إنشاء خط حديد الضواحي الممتد ~~من كوبري الليمون إلى عزبة النخل والمرج مارا بالدمرداش والقبة ~~والزيتون والمطرية وعين شمس. وقد ظل العمران في هذه الذراع أقل سمكا ~~من عمران شبرا حتى منتصف الخمسينيات؛ وذلك لأن السكن هنا، وبخاصة أحياء ~~حدائق القبة # 13 # والزيتون وحلمية الزيتون والمطرية، أخذ شكل الضواحي المترفة؛ ~~نمط الفيلات ومدن الحدائق بتأثير القصر الملكي في القبة وقصور بعض ~~الأمراء في المطرية والمرج. وحول هذه الضواحي نشأت أحياء لسكن أفقر ~~ولتقديم الخدمات، كدير الملاك جنوب القبة ومنشية الصدر شرق القبة ~~والوايلي غرب القبة وولي العهد، والنعام وعين شمس شمال المطرية ومنطقة ~~المطراوي غرب المطرية، بالإضافة إلى سكن عرب الحصن وعرب الطوايل قرب مسلة ~~عين شمس، وقد تدهورت المنطقة بعوامل عدة منها: ~~(1) # انتهاء الحكم الملكي الذي أفقد المنطقة البهاء الذي ~~كانت تتمتع به من ناحية التنظيم العمراني وأشكال ~~البناء. ~~(2) # هجرة أبناء أكابر الناس وأغنيائهم إلى أحياء وأماكن ~~أخرى أكثر تقديما للخدمات، في صورة فيلات أو شقق ~~فاخرة، في مصر الجديدة والزمالك والدقي ~~والعجوزة. ~~(3) # تدهور سكن الفيلات بالتقسيم حسب شرع الإرث إلى شرائح ~~صغيرة، ومن ثم التحول إلى نمط العمارات، وأغلبها ~~اقتصادي وفقير؛ تلبية لاحتياج السكان الجدد الذين ~~يحلون محل الأغنياء السابقين. ~~(4) # وأخيرا سقوط أهمية قطار الضواحي كوسيلة ms027 نقل بطيء، ~~بالمقارنة بنمو متسارع لعصر السيارات التي مكنت ~~الأغنياء من الانتقال إلى أماكن متباعدة. ولحسن الحظ ~~لم يفكر أحد في إلغاء قطار الضواحي الذي ظل يعمل دون ~~كلل في خدمة الأعداد المتزايدة من السكان في هذه ~~الأحياء، إلى أن أوقف القطار، وحل محله خط المترو ~~كوسيلة أسرع وبتقاطر زمني أسرع مرات عديدة من تقاطر ~~القطارات. # وتلبية لاحتياجات النمو المساحي والسكاني كان لإنشاء الطرق الجديدة غربي ~~قصر القبة والمطرية والسواح والمطراوي من ناحية، وتحسين شوارع جسر السويس ~~وبورسعيد والوايلي الكبير من ناحية أخرى، أثر بالغ في النمو السكني؛ ~~أولا: في المناطق البينية الفضاء، وخاصة بين الزيتون والحلمية ومصر ~~الجديدة والنزهة والمطرية وأرض النعام وعين شمس وعزبة النخل، وثانيا: ~~إمكان زحف العمران خارج هذه الضواحي - للأسف - على حساب الأرض الزراعية ~~الشمالية بين عين شمس وعزبة النخل والمرج والحرفيين وبركة الحاج ومدينة ~~السلام، ومن المطرية غربا في اتجاه الأميرية ومسطرد. وكلها سكن فقير زاد ~~من فقره مساكن عشوائية كثيرة داخل هذا النطاق، مثل: عزبة «أبو حشيش، ~~وعزبة القرود» التابعتين لقسم الزيتون. # وتمتد هذه الذراع القاهرية الشمالية الشرقية قرابة عشرة كيلومترات من ~~غمرة إلى عين شمس، ونحو 18كم إلى مدينة السلام، وهو بذلك يفوق امتداد ~~القاهرة الشمالي من باب الحديد إلى آخر شبرا الخيمة الذي يصل نحو عشرة ~~كيلومترات. # ومن المحزن تحول منطقة مسلة عين شمس والأرض الأثرية حولها من آثار في ~~مساحة كبير مكشوفة إلى مكان ضيق مسور بالأسلاك، وسط غابة من الأبنية ~~والعمارات الفقيرة المفتقرة إلى أي حس جمالي، فلا غرو أن أي حس جمالي ~~يتنافى مع الفقر بأنواعه، ولأن هذا الزحف السكني قد بني على أرض ~~أثرية، هي أرض مدينة «أون» الفرعونية التي زارها حكماء الإغريق القدماء، ~~مثل: أفلاطون وأرسطو، وقبلهم المؤرخ الكبير هيرودوت، وعرفوها باسم: ~~«هليوبوليس» التي هي ترجمة حرفية للفرعونية بمعنى: «عين شمس» وأنها مدينة ~~العلم، وبالتالي أقدم جامعة عرفها العالم استمرت في عطائها العلمي ~~والكهنوتي ما يزيد على ثلاثة آلاف سنة، وأقرب صورة لها في أذهاننا هي ms028 ~~جامع الأزهر الذي تحول منذ إنشائه إلى جامعة حفظت علوم الدين والمعارف ~~ألف سنة حتى الآن. فكيف فرطنا في هذه الأرض الأثرية التي قد تزيدنا علما ~~ب «أون» إذا ما استمرت الحفائر حولها؟! ماذا تفعل مصلحة الآثار في هذا ~~الخضم العشوائي من المساكن الكثيفة؟! # مصر الجديدة # وتتصل هذه الذراع من الشرق بالمنطقة العمرانية التي كانت تسمى عند ~~نشأتها عام 1905 «واحة عين شمس» أو مصر الجديدة حاليا. ولقد ~~تضخمت مصر الجديدة في كل الاتجاهات، عدا الاتجاه الجنوبي؛ حيث ~~المعسكرات القديمة التي تفصلها عن العباسية لمسافة تبلغ 3,5 ~~كم. # وضاحية مصر الجديدة لم تنشأ كذراع عمرانية، وإنما نشأت كمدينة ~~مخططة يصلها بالقاهرة خط ترام سريع - مترو - من شارع عماد الدين في ~~قلب المدينة إلى ميدان الإسماعيلية، بالإضافة إلى وصلة قديمة لترام ~~عادي من العباسية - الترام الأبيض - إلى ميدان الجامع. ونظرا ~~لنشأة مصر الجديدة المستقلة، فإنها في الواقع مدينة جديدة نشأت ~~خارج القاهرة، لكن عملية الاقتراب العمراني بينها وبين الذراع ~~الشمالية الشرقية بواسطة خط ترام قديم - شارع القبة - قد جعلتها في ~~صورتها العامة جزءا من إشعاع عمراني مرتبط بذراع القاهرة الشمالية ~~الشرقية، وعملية الاقتراب العمراني بين مصر الجديدة والعباسية كانت ~~وما زالت يقف دونها عائق بشري؛ هو: معسكرات الجيش القديمة، ~~والمنتظر بعد إزالة هذا العائق أن يتصل العمران بينها وبين المدينة ~~الكبرى اتصالا تاما. وقد بدأ فعلا هذا التفكك بتخصيص الجزء ~~الجنوبي من هذه المعسكرات لبعض كليات جامعة عين شمس والمستشفى ~~التخصصي، وإلى الشمال منها مبنى الكلية الفنية العسكرية، وأمامها ~~مصلحة الأرصاد الجوية والمساحة العسكرية، وبذلك تحول شارع الخليفة ~~المأمون من ميدان العباسية إلى بداية منشية البكري إلى طريق تحف به ~~مراكز وأبنية تعليمية وعلمية وتطبيقية وبحثية باستثناء مبنى وزارة ~~الدفاع. # وجود العائق بين عمران مصر الجديدة والعباسية، سواء كان في صورة ~~معسكرات أو في صورة أبنية جامعية وتعليمية وحكومية، هو السبب الذي ~~يجعلنا نشعر بأن مصر الجديدة مكانيا وسيكولوجيا هي الضاحية ~~الوحيدة التي تكون مدينة في حد ذاتها لها كفاية ذاتية، بينما ~~بقية ms029 الضواحي والأذرع في احتياج مستمر إلى خدمات مركز ~~القاهرة. # مدينة نصر # تمتد مدينة نصر إلى الجنوب والجنوب الشرقي من طريقي الميرغني وصلاح ~~سالم على التوالي لمسافات غير محدودة؛ بطبيعة خطة شوارعها الشبكية ~~التي يمكن أن تمتد إلى أي مسافة يصل إليها العمران، ولكنها في ~~الوقت الحاضر تمتد مسافة نحو 6كم من مدينة الألعاب الرياضية حتى ~~نهايات مدافن المدينة في الجنوب، ونحو عشرة كيلومترات من الشرق إلى ~~الغرب، ويمكن القول: إن الطريق الدائري الحالي يمثل الحد ~~الشرقي الذي يمكن أن يحيط بمدينة نصر من الشرق، ويفصل بينها وبين ~~التجمعات السكنية التي تتجمع الآن تحت مسمى القاهرة الجديدة، ~~ويحتاج الأمر إلى تحديد أكثر دقة يفصل بينها وبين القاهرة الجديدة ~~بعد اكتمال الأخيرة. # شكل 1-8: # نمو العمران بين مصر الجديدة والزيتون ما بين ~~1930 و1995، (1) و(2) حدود عمران مصر الجديدة سنة ~~1930. (3) سراي القبة. (4) حديقة الميريلاند. # وقد أنشئت مدينة نصر في الستينيات كمنطقة عمارات مختلفة الأحجام، ~~وإن كان معظمها لا يصل إلى أعلى من ثمانية طوابق، بواسطة القطاع ~~العام باسم شركة مدينة نصر، وذلك على نحو مشابه لمشروعات الإسكان ~~اليوجسلافية آنذاك، وما زالت هذه الأبنية قائمة في نواحي متعددة، ~~وإن كان معظمها يتركز في المنطقة الأولى والثانية، وتركت بقية ~~المناطق والأحياء لمبادرات القطاع الخاص والهيئات العامة؛ ولهذا ~~نجد عمارات القطاع الخاص تصل إلى متوسط عشرة طوابق وأكثر، بينما ~~أبنية الهيئات أقل من ذلك، وفضلا عن ذلك فإن الدولة خصصت أماكن ~~متعددة لعدد من الوزارات والأجهزة المركزية؛ كوزارة المالية ~~والجمارك والبترول والتخطيط والإحصاء والتنظيم والإدارة ... ~~إلخ. # وإلى جانب ذلك اتخذت عدة شركات بترولية مقرها في مدينة نصر، ~~وكذلك عدد كبير من النوادي التابعة للأسلحة العسكرية المختلفة، ~~وأخيرا مدينة الألعاب الرياضية، واستاد القاهرة، ومركز المؤتمرات، ~~وجامعة الأزهر في مقرها الجديد الذي يحتل مساحة ربما كانت أكبر ~~المساحات التي تشغلها أي جامعة مصرية أخرى. ~~(3-5) أحياء القاهرة الجنوبية # أما الذراع العمرانية المتجهة من القلعة جنوبا فهي قديمة ونموها محدود ~~لعدة أسباب؛ منها: أن غالبيته يتكون من المقابر الكبرى للقاهرة منذ ms030 نشأة ~~الفسطاط، وفيه كثير من الأضرحة لعلماء الدين، من أهمهم: الإمامان الشافعي ~~والليثي، والسيدة نفيسة، والشيخ أبو السعود. وأخيرا فإن الذراع الجنوبية ~~الغربية هي تلك الممتدة مع خط حديد حلوان من مصر القديمة، وهي أقل الأذرع ~~العمرانية اتصالا؛ إذ إنه يتكون من عدة ضواحي سكنية منفصلة، منها: ~~المعادي والمعصرة وطرة وحلوان. لكن مع كهربة الخط الحديدي، والضغط ~~السكاني والنمو الصناعي فإن هناك اتجاه للعمران أن يتلاحم كما حدث عندما ~~امتد عمران مصر القديمة والبساتين إلى دار السلام، وما هو في طريق الوقوع ~~من امتداد بين دار السلام ومشارف حدائق المعادي، وبين المعادي ~~وطرة. # وامتد العمران على شرائح زراعية جنوب المعصرة إلى حلوان والتبين، فتحولت ~~الكثير من العزب، مثل: عزبة الوالدة وعزبة كامل صدقي وقرية حلوان البلد ~~إلى أحياء عشوائية لسكن فقير. كما تدهورت حلوان الحمامات من ضاحية مخططة ~~جيدا ومن أماكن استشفاء وترويح إلى سكن متوسط وفقير، وارتبط كل ذلك ~~بالصناعات المتعددة التي أنشئت في جنوب القاهرة، وعلى رأسها: الحديد ~~والصلب وفحم الكوك والسيارات والطائرات حول حلوان، والأسمنت شديد التلوث ~~في طره، فضلا عن المحاجر الكثيرة المنتشرة شرقي أوتوستراد حلوان. # وربما كانت النقاط المضيئة في هذا الخضم هي مدينة 15 مايو المخططة ~~لاستيعاب عدد كبير من العمالة الصناعية - في تعداد 1996 بلغ عدد السكان ~~نحو 65 ألفا - وكذلك المساحة الكبيرة التي أعطيت لجامعة حلوان، ولا شك ~~أن هناك مساعي من مختلف الوزارات والهيئات، وبخاصة وزارة البيئة، لتقليل ~~التلوث الشديد الذي أشاع الكثير من أمراض الصدر والعيون في جنوب ~~القاهرة. ~~(3-6) أحياء غرب القاهرة الكبرى # ما سبق أن تناولناه من أحياء وأقسام كلها تقع شرق النيل داخل محافظة ~~القاهرة، باستثناء شبرا الخيمة التي تقع في محافظة القليوبية. لكن ~~القاهرة الكبرى تمتد عبر النيل إلى محافظة الجيزة التي تضم نواة مدينتين ~~قديمتين هما: الجيزة وإمبابة. # وقد ظلت الجيزة مدينة صغيرة معظم تاريخ القاهرة، ولم يقدر لها النمو ~~الهائل الذي تحقق الآن إلا في الفترة الحديثة بعد بناء قصر الجيزة وحدائق ~~الأورمان والحيوان في عهد الخديو إسماعيل ms031، وكان ذلك بمثابة إيذان دفع ~~العمران إلى النمو رويدا من مدينة الجيزة شمالا في اتجاه إمبابة، ~~وغربا في اتجاه الهرم، وقد نمت الرقعة العمرانية الكبرى من الجيزة إلى ~~إمبابة في خلال السنوات الثلاثين الماضية، وإن كانت مقدماتها عدة قصور ~~متناثرة فيما بين الدقي والجيزة، وزادت عمليات النمو العمراني في المنطقة ~~الوسطى بإنشاء جامعة فؤاد الأول - القاهرة حاليا - ومجموعة من الأبنية ~~الحكومية، هي: مصلحة المساحة ومحافظة الجيزة، قبل انتقالها إلى شارع ~~الهرم، ومعهد البحوث القومي، ومعهد بحوث البناء، ووزارة الزراعة والمتحف ~~الزراعي ونادي الصيد، وكلها كانت تمثل مقومات للنمو حولها في الدقي التي ~~بدأت بعمران راق من نمط الفيلات، ثم تحولت إلى مقار لعدد من المستشفيات ~~والسفارات، وإن كان بعضها قد هجرها إلى أماكن أرحب على كورنيش المعادي ~~والمهندسين وغيرهما. # وكان البناء الشاسع لمستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية على واجهة النيل ~~في عزبة العجوزة سببا في انهيار العزبة الزراعية، وتحول المنطقة إلى سكن ~~راق من نمط العمائر الواسعة. وبالتدريج فقدت هذه النويات الصغيرة ~~انفصالها، والتحمت مكانيا في كتلة عمرانية على واجهة النيل من العجوزة ~~إلى الجيزة، وتعمقت كثيرا إلى الغرب، لكنها وقفت أمام عائق صعب المراس ~~هو خط حديد الصعيد، وبالرغم من أن الضغوط قد أدت إلى اختراق هذا الخط في ~~أماكن معينة بواسطة أنفاق وكبار علوية، فإنه ما زال يمثل عائقا قد ~~يزول إذا ما اتخذت الجيزة محطة لبداية الطريق الحديدي إلى الصعيد، وربما ~~نعود إلى التوصية باستخدام المسار الحديدي بين الجيزة وكوبري إمبابة ~~مسارا لخط مترو سريع يتصل بمترو الجامعة والمترو المزمع إنشاؤه بين ~~إمبابة ومطار القاهرة، مرورا بالدراسة والأزهر، ويكون بذلك خط اتصال ~~سريع بين محطة حديد الجيزة ومحطة حديد الشمال المقترحة في شبرا ~~الخيمة. # وقد تم الالتحام بين العمران على كلتا ضفتي النيل، بعد إنشاء الجسور ~~والكباري الحديثة (16 جسرا حاليا) وإن كان أقدمها جسر يربط بين مصر ~~القديمة وجزيرة الروضة منذ العصر الروماني والقبطي، والذي أعاد إنشاءه ~~الملك الصالح الأيوبي عندما ابتنى لمماليكه قلعة الروضة، ومن ثم سمي ms032 ~~هؤلاء بالمماليك البحرية، وكان هناك جسر آخر عائم يصل الروضة بالجيزة، ~~وكلاهما يعودان إلى القرن 13م. # 14 # ثم ظهرت الجسور الحديثة منذ عصر الخديو إسماعيل، وكان أولها ~~كوبري قصر النيل عام 1872 ليربط القاهرة بقصر الجزيرة الذي أنشأه في ~~مناسبة احتفالات افتتاح قناة السويس، لكنه لم يتم آنذاك. ثم جسر البحر ~~الأعمى (الجلاء حاليا) عام 1872، وهما معا يكونان أول جسرين متكاملين ~~يعبران مجري النيل الرئيسي والفرعي حول الجزيرة، ويمكنان من العبور ~~الحديث من القاهرة إلى بر الجيزة، ويخترقهما الآن شارع التحرير من ميدان ~~عابدين إلى الدقي وبولاق الدكرور، وبذلك ساعدا على تعمير منطقة الدقي ~~مبكرا عن بقية العمران في الجانب الغربي من القاهرة الكبرى. # وتوالت بعد ذلك الجسور العابرة للنيل. # 15 # في أوائل القرن 20 وذلك حسب مقتضيات النمو العمراني في أحياء ~~الجيزة. وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني نشطت حركة بناء الجسور بين ~~القاهرة والجيزة، فأنشئ كوبري إمبابة لسكة حديد الصعيد 1890، وأعيد بناؤه ~~على شكله الحالي لسكة حديد مزدوجة وسيارات ومشاة في 1925، وكان عام 1908 ~~خصبا أنشئت فيه أربعة جسور مكملة لبعضها: عباس (الجيزة حاليا) والملك ~~الصالح لربط جنوب القاهرة لعمران الروضة والجيزة، فكان طريق اختراق إلى ~~تعمير منطقة شارع الهرم، وأبو العلا - أزيل مؤخرا لأسباب غير مقنعة، ~~وكان يمكن أن يظل تحفة معمارية للمشاة والنزهة - والزمالك الذي أدى إلى ~~تعمير حي الزمالك، وبدايات تعمير منطقة إمبابة التي لم يكتمل نموها إلا ~~بمخطط مدينة الأوقاف في الخمسينيات، والذي تحول الآن إلى ما يعرف ~~بالمهندسين والصحفيين ... إلخ، وتعتمد أساسا على طريق 26 يوليو الذي امتد ~~طرفه الغربي منذ عامين إلى طريق الإسكندرية الصحراوي، ويعرف باسم محور 26 ~~يوليو. وفي أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات وما تلاها أنشأت حكومات ~~النظام الجمهوري كوبري الجامعة فيما بين المنيل وجامعة القاهرة، وعددا ~~آخر من الجسور الصغيرة بين المنيل من ناحية وجاردن سيتي والقصر العيني ~~وفم الخليج من الناحية الأخرى، وإعادة بناء جسر الملك الصالح وجسر الجيزة ~~(عباس سابقا)، وكذلك عبرت النيل جسور للكباري العلوية؛ أولها كوبري 6 ~~أكتوبر إلى الدقي وجسر روض الفرج ms033 إلى شمال المهندسين، وأخيرا جسر المنيب ~~جنوب الجيزة وجسر الوراق شمالي إمبابة المكملين للطريق الدائري حول ~~القاهرة الكبرى. # إن النمو العمراني على ضفة النيل في الجيزة لم يكن ممكنا إلا ببناء ~~الجسور، وكلما زادت أعداد الجسور زادت دفعة العمران على حساب الأرض ~~الزراعية في الجيزة. وعلى وجه التقريب فقد تآكلت - أو بسبيلها إلى التآكل ~~- غالب الزمامات الزراعية في كل قرى شمال وجنوب طريقي الهرم وفيصل، وكل ~~القرى غرب بولاق الدكرور: المعتمدية وزنين وصفط اللبن وطهرمس ومنشأة ~~البكاري إلى كرداسة، وسيكون ذلك مآل الزمامات في قرى عديدة، كبشتيل ~~والكوم الأحمر حول الطريق الدائري غرب وراق العرب، وكالبراجيل على طول ~~محور 26 يوليو. # الخلاصة: أن الزحف العمراني يتقدم في جبهة عريضة من النيل إلى حافة ~~الهضبة الصحراوية الغربية، وقد وصل هذه الحافة عند نهاية طريقي الهرم ~~وفيصل، وتعداها في نهاية فيصل وميدان الرماية إلى عمق الصحراء في اتجاه ~~أطراف مدينة 6 أكتوبر على طول الطريق الصحراوي إلى الواحات والفيوم. هذا ~~فضلا عن الزحف العمراني الواسع كعملية حالية بين حي الهرم والبدرشين ~~والحوامدية، وقرى وعزب كثيرة جنوب مراكز الجيزة والعمرانية والهرم، وكلها ~~يضمها تعداد 1996 إلى القاهرة الكبرى. # شكل 1-9: # نمو القاهرة في قرن (1910-1995). # فهل سيأتي اليوم الذي يتشابه فيه عمران الجيزة مع عمران القاهرة داخل ~~منظومة القاهرة الكبرى؟ لقد نما سكان محافظة القاهرة في الفترة بين ~~تعدادي 1986-1996 بنسبة 11,2٪ بينما نمت أجزاء ومراكز الجيزة الداخلة في ~~القاهرة الكبرى بنسبة 24,8٪ لنفس الفترة التعدادية - وذلك حسب التعداد ~~الرسمي 1996 - وبعبارة أخرى: إن أقسام الجيزة تنمو بنسبة هي ضعف القاهرة ~~على الأقل. فهل يعني ذلك أن محافظة القاهرة قد وصلت إلى حد التشبع بحيث ~~تنمو - نظريا - بنسبة 1,1٪ سنويا، وأن الدور في تسارع النمو السكاني ~~الآن هو في منطقة الجيزة؟ ومتى تصل الجيزة إلى حد التشبع؟ وهل تترك ~~الأمور على ما هي عليه أم تتخذ قرارات متشددة بمنع تحويل الحقول الزراعية ~~إلى حقول من غابات الطوب والإسمنت الفقير البشع كما نلاحظه الآن في أطراف ~~القاهرة الكبرى الشمالية والغربية؟ ومتى؟ ~~(3-7) دينامية النمو بين ms034 ابتلاع القرى والابتلاع المعاكس # هذا الشكل من النمو مألوف في معظم مدن العالم، وفي القاهرة حدث ابتلاع ~~لعدد كبير من القرى والعزب، من أهمها: منية السيرج في شبرا، وقرى كثيرة ~~في اتجاه الشمال منها: المطرية والقصيرين والأميرية، وكفر الجاموس في ~~امتداد جسر السويس، ومن الأمثلة التي رأيناها رأي العين: ابتلاع عزبة ~~العجوزة عندما أخذ النمو العمراني يتقدم من الدقي شمالا. ظلت العجوزة ~~محتفظة بطابعها السكني القروي فترة وإن تحولت العمالة الزراعية إلى أعمال ~~أخرى بعد التفاف العمران الحديث حولها، وترتب على ذلك ارتفاع قيمة أرض ~~القرية؛ مما دعا أهل القرية إلى هدمها أو بيعها، وتحول الإسكان إلى عمائر ~~فاخرة، والصورة تتكرر الآن في ميت عقبة في منطقة المهندسين ومعظم القرى ~~غرب إمبابة وشمالها الغربي، وإن كان النمط حول إمبابة هو اتجاه السكن ~~الفقير وليس الفاخر أو فوق المتوسط. # ولكن الملاحظ أن هناك دينامية أخرى معاكسة كأنها رد فعل للنمو العمراني ~~الحديث الذي أدى إلى إذابة نمط القرية التي تقع تحت وطأته. فالقرى كبيرة ~~الحجم أو التاريخية أو هما معا تتحول وظيفتها من الزراعة إلى أنشطة أخرى ~~تؤدي بالمستفيدين الجدد من نفس القرية إلى تغيير نمط البيت الريفي إلى ~~البناء بالطوب والأسمنت، وبذلك تتحجر مقاومة القرية للتحلل، ولكن لأن ~~مساحات المباني الأصلية عادة صغيرة، أو صغرت بالميراث، فإن القرية بشكلها ~~الجديد تصبح كثيفة البنيان وكثيفة السكان العاملين في مهن كثيفة العمالة ~~بالقياس إلى الزراعة، وبالتالي تصبح جاذبة للسكن المتوسط والفقير، وحين ~~يتم ذلك تتحول إلى الزحف حولها سواء كان ذلك في أرض زراعية ملاصقة أو ~~إسكان غني من نمط الفيلات التي هجرها أهلها بواسطة تقسيم الإرث وغيره من ~~الأسباب سالفة الذكر، وأصبحت بذلك مكونا أرضيا في سوق العرض والطلب ~~على الأراضي، وقد حدث هذا أيضا أمام أعيننا في منطقة كالزيتون والمطرية ~~حين زحف الإسكان الكثيف والفقير على مناطق الفيلات السابقة التي كانت ~~طوال النصف الأول من القرن العشرين ضواح مترفة إلى متوسطة ~~الإسكان. # وقد يحدث مثل ذاك في منطقة ميت عقبة ms035 حيث الصراع بين نمطي السكن الفقير ~~وبين الغني والمتوسط ما يزال محتدما؛ لأن عمران المهندسين والصحفيين ~~الحديث لم يتعد جيلين. وربما يساعد شق طريق رئيس في قلب ميت عقبة، هو ~~محور 26 يوليو، على إضعاف مقاومتها للابتلاع، ولكن طوق النجاة لميت عقبة ~~ومثيلاتها قد يتمثل في ضرورة احتياج الأحياء الغنية وفوق المتوسطة الدائم ~~إلى وجود أحياء أقل مستوى تقوم بتقديم خدمات من أنواع عديدة، وبخاصة ~~التجارة الصغيرة لمواد الغذاء. ~~(3-8) النمو الطفيلي أو العشوائي # على عكس ظاهرة ابتلاع القرى المجاورة، يحدث أن تأتي جماعة مهاجرة أو ~~أفراد من الفقراء و«تزرع» نفسها على أطراف المدينة الكبيرة مكونة - ~~تجاوزا - «مساكن» فقيرة جدا. هذا هو النمو الطفيلي للمدن، ومساكن مثل ~~هذه التجمعات تستخدم الصفيح أو ما يشبه ذلك من مواد مستهلكة سابقة ~~الاستخدام كالأخشاب والكرتون والأقمشة، وما إلى ذلك مما يصنع فواصل ~~وسقفا يمكن العيش تحته، وتسمى عادة: «العشش» أو «عزبة» أو «منشأة». أما ~~الحكر فهو مناطق «متدنية السكن والموارد المالية» داخل المدينة مما يسمى # slum # التي ليس لها ترجمة عربية ~~واضحة الآن. # وحين تلف المدينة حول هذا النمو الطفيلي بحيث يصبح داخل المدينة، فإن ~~العشش تتحول بالميراث، ووضع اليد إلى أحياء متدنية مكدسة بالناس والفقر، ~~مثال ذلك: عشش الشيخ علي جنوب بولاق، أو عشش زينهم بين طولون والسيدة، ~~وقد أزيل معظم هذه العشش لارتفاع سعر أراضيها، وحلت محلها إما بنايات ~~ووزارات على واجهة النيل، وإما بإقامة حي سكني شعبي؛ لتحسين الأوضاع ~~السكنية والاجتماعية لسكان تلال زينهم. # ومن أمثلة هذه التجمعات السكنية: عزبة الصفيح شمال الشرابية، وعزبة ~~الهجانة ومنشأة ناصر في شرق القاهرة، وعزبة «أبو حشيش» في الزيتون. ~~والظاهرة المميزة في منطقة القاهرة ما كان في الماضي من وجود مضارب فقيرة ~~للبدو الذين يعيشون على حافة الصحراء يرعون قطعانا من الماعز. وقد تحولت ~~بعض هذه المضارب إلى عزب مبنية باللبن، ومن أهم أمثلتها: عرب الحصن وعرب ~~الطوايل بالمطرية، وعزبة جبريل شرقي المعادي، وأكبرها الآن منشأة ناصر ~~والدويقة على سفح وعر لحافة المقطم شرق القلعة، وعزبة ms036 الهجانة على طريق ~~السويس شمال مدينة نصر، وحي المنيرة الغربي في غرب إمبابة، والكثير من ~~السكن في قسم ثان لشبرا الخيمة، والكثير جدا من السكن في المنطقة ~~الممتدة بين المعصرة وحلوان، وأخيرا معظم المنطقة الممتدة بين دار ~~السلام والبساتين شمال المعادي. وسوف نعالج هذا الموضوع المهم والخطير ~~بشيء من التفصيل فيما بعد. ~~(3-9) المدن الجديدة # وفي هذا المجال لا يكون النمو المديني تلقائيا أو معتمدا على المبادأة ~~الفردية، إنما يرتبط بعدة أمور؛ منها الإحساس بضرورة التخطيط من ~~أجل: ~~(1) # توجيه النمو المديني وجهته الصحيحة، وبخاصة إبعاده عن ~~تبوير الأرض الزراعية. ~~(2) # تقديم الشروط الصحية، وضمان خطوط المواصلات الداخلية ~~التي تؤمن حركة السكان من المدينة المخططة إلى ~~المدينة القديمة، ويقتضي ذلك في أحيان كثيرة التدخل ~~الفعلي من جانب سلطات المدينة المحلية. # وتوجيه المدينة إلى وجهة نموها الصحيح أمر بالغ الأهمية بعد أن رأى ~~الكثيرون الضرر الذي يعود من النمو العشوائي المعتمد على المبادأة ~~الفردية. فقد أدى هذا إلى نمو المدينة على حساب الإقليم الذي يمدها ~~باللبن والخضراوات، ولكن هناك مناطق تخطط للنمو على حساب هذا الإقليم ~~الحيوي، نتيجة ظروف خاصة، أو نتيجة لأن هذه هي أحسن الأراضي للنمو ~~المديني. # ومن شروط التخطيط أيضا: مد نطاقات من الخضرة داخل المدينة كمحاولة ~~لاستيفاء شروط صحية وترويحية لسكان المدن. وقد نشأت حول القاهرة في النصف ~~الأول من القرن 20 عدة مناطق عمرانية مخططة، مثل: مدينة مصر الجديدة أو ~~المعادي والهرم ومدينة الأوقاف والمقطم، وفي النصف الثاني من القرن نفسه ~~أنشئت مدينة نصر ومدينة السلام وحدائق شبرا، وقد روعي في تلك المناطق ~~كثيرا من شروط التخطيط: الطرقات الواسعة ونطاقات الخضرة. وغالب تلك ~~المناطق المذكورة قد خططت في داخل الإقليم الزراعي المحيط بالقاهرة غربا ~~وشمالا وجنوبا؛ مما يسبب خسارة كبيرة للأرض الزراعية المحدودة داخل ~~القاهرة الكبرى. أما مصر الجديدة ومدينة نصر ومدينة المقطم و15 مايو، فقد ~~خططت في الأماكن التي كان يجب للعمران المديني أن ينمو فيها، فمعظمها ~~مناطق صحراوية أو جبلية، وكذلك الحال بالنسبة لمنطقة المساكن الشعبية في ~~تلال ms037 زينهم، وامتدادها إلى منطقة «أبو السعود» والفسطاط الجديدة. # شكل 1-10: # مدينة المقطم - الإمام الشافعي: اختلاف أغراض ~~العمران. # والتخطيط الذي تم به بناء منطقة الهرم أو حدائق شبرا ليس على درجة من ~~الكفاءة مثل تخطيط مدينة الأوقاف أو مصر الجديدة أو نصر؛ ذلك لأن العمران ~~في هاتين المنطقتين امتد من قديم في صورة إشعاع عمراني كما سبق القول، ~~لهذا كان التخطيط الذي تم بعد ذلك قائم على أساس عبء إعداد الأرض للعمران ~~على المبادأة الفردية أو المبادأة التي تقوم بها شركات صغيرة للإعمار، ~~والربح السريع يكون عادة الضوء الذي يهتدي به هؤلاء، مما لا يستوفي ~~الشروط اللازمة في التخطيط الحقيقي. وفي حالة مدينة الأوقاف تم التخطيط ~~لمساحة كبيرة في صورة متكاملة؛ لأن كل هذه الأرض أو معظمها كان مملوكا ~~لمالك واحد وهو وزارة الأوقاف، وكذلك الحال بالنسبة للمعادي ومصر الجديدة ~~والمقطم التي أعطي امتيازها إلى شركات كبيرة خططتها دفعة واحدة، ومدينة ~~نصر التي تتولاها هيئة شبه حكومية، ومدينة 15 مايو تم إعمارها بواسطة ~~وزارة الإسكان والتعمير، ومشروع الهضبة الوسطى في المقطم الذي تعثر ~~كثيرا حتى الآن. # مدينة المقطم # ويهمنا في هذا المجال أن نذكر بشيء من التفصيل موضوع مدينة المقطم؛ ~~فمن الناحية الصحية والجمالية لهذا المشروع امتياز كبير على غيره ~~من مشروعات العمران القاهرية. لكن هناك عدة عقبات طبيعية وبشرية ~~أدت إلى ما يشبه توقف المشروع عن النمو فترة طويلة نذكر منها ~~العقبات الآتية: ~~(1) # الانحدار سريع بين القاهرة والمكان الذي اتخذ ~~للمشروع - حوالي 120 مترا من بداية طريق المقطم عند ~~طريق صلاح سالم، وبين موقع المدينة، في مسافة لا ~~تزيد عن 3كم - ~~وذلك لأن المدينة اتخذ موضع لها الحافة الجنوبية ~~لقوس المقطم في شرق القاهرة، ويشرف هذا القوس على ~~منطقة القلعة والإمام الشافعي في صورة جروف عالية، ~~وقد أدى ذلك إلى انحدارات عالية في بعض مناطق ~~الطريق، مع الالتواءات والحنيات الحادة في مناطق ~~أخرى، ومثل هذا لا يجب أن يكون في منطقة عمران دائم، ~~فقد يصح ذلك في مناطق الجبال السياحية. ~~(2) # إن الموقع الذي ms038 اختير لا يجعل هناك سوى طريق ~~واحد إلى مدينة المقطم، وبذلك تخلق عنق زجاجة لشدة ~~الحركة على هذا الطريق - فيما لو عمرت عمرانا ~~كثيفا - ومع قلة الحركة اليوم فإن الطريق يحتاج إلى ~~صيانة مستمرة مكلفة بالإضافة إلى احتمالات كبيرة ~~للحوادث. ~~(3) # إن الشعور بأن هناك طريقا واحدا يخلق إحساسا ~~بأن الإنسان سكن «حارة سد» وهو إحساس مضايق بدون ~~شك. ~~(4) # إن الموقع الذي اختير يشرف على منظر لا يحب ~~الإنسان أن يكرر رؤيته كل يوم، فهو يشرف على ~~«القرافة الكبرى» على حد تعبير المقريزي؛ مقابر ~~الإمام الشافعي والبساتين الممتدة قرابة أربعة ~~كيلومترات تحت المقطم مباشرة. ~~(5) # إن الطرق الأساسية التي تقود من المدينة إلى ~~المقطم تمر بأكثر مناطق القاهرة ازدحاما وضيقا ~~بالحركة: «شارع محمد علي وميدان العتبة»، أو تقود ~~إلى منطقة خالية من الخدمات برغم اتساع الشارع: «فم ~~الخليج»، أو إلى منطقة خدمات محلية في مصر ~~الجديدة. ~~(6) # ليس بالمقطم خدمات محلية إلا في صورة محدودة ~~جدا، وخاصة خدمات التعليم. ~~(7) # مدينة نصر منافس خطير من حيث الموقع والموضع ~~والمساحة المخصصة للامتداد، من حيث المواصلات ~~والخدمات. # ولكن تزويد المقطم بطرق حركة إضافية يمثلها أساسا طريق أوتوستراد ~~حلوان، وطريق الهضبة الوسطى، وطريق إلى شرق المدينة عند مساكن ~~الزلزال قد أعطى للمقطم أخيرا دفعة قوية للنمو العمراني؛ فمن خلال ~~هذه الطرق - وما يستجد مستقبلا من طرق صوب الطريق الدائري - أصبح ~~للمدينة اتصالات سريعة بمدينة نصر والمعادي وما فيهما من الأسواق، ~~فضلا عن بدايات نمو سوق داخلية وخدمات تعليمية. وكذلك كان لتعديل ~~حركة المرور في طريق صلاح سالم والقلعة أثره في ازدياد اقتراب ~~المدينة من وسط البلد، ولكن ما زال الطريق الرئيس يعاني من حدة ~~زوايا الانحدار وضيق الملفات، ويحتاج إلى تعديلات لكي يصبح ~~مأمونا. # ولأننا لم نعتد البناء في مناطق المنحدرات الجبلية، فقد حدثت ~~أخطاء كثيرة عن حسن نية؛ فقد كان كورنيش المقطم والشوارع حوله ~~مطلبا مقصودا للسكن الفاخر الحدائقي من أجل لمسات جمالية في ~~البيئة الصخرية. لكن نقص الدراسات عن ميكانيكية التربة والصخر، وما ~~يعتريه من ms039 خطوط انكسار، واتجاهات انحدار، ونقص الصرف الصحي كانت ~~لها آثارها المهددة بالمخاطر الشديدة. فإن تسرب المياه تحت السطح ~~قد أدى إلى تآكل وانهيار صخور الحافة في حوادث مأساوية، ومن هنا ~~بدأ الناس في إدراك أن التعدي على البيئة بصورة جائرة له مخاطر ~~مهلكة، ولا شك في أن منطقة المقطم لها ميزات وفضائل على رأسها ~~الانخفاض النسبي في درجة الحرارة، والتي يزيد إحساسنا به حركة ~~الهواء الحر في صورة نسائم مستمرة، وهو ما نفتقده في الكثير من ~~أحياء القاهرة؛ لكثرة العمائر التي تعوق مسرى الرياح في اتجاه، ~~وتجعله قويا غير مرغوب في اتجاه آخر، والشيء الآخر الذي تتمتع به ~~مدينة المقطم حتى الآن هو قلة تلوث الهواء لقلة السكان وحركة ~~السيارات، ولكن تلك الميزة قد تفقد في حالة زيادة السكان ~~والسيارات، أو زيادة السيارات لأبناء الأسر الغنية والمتوسطة، وهي ~~الظاهرة الاجتماعية الحديثة في مصر، والتي معها تتناقص الميزة ~~الثالثة للمقطم، وهي: الهدوء وقلة التلوث! # وخلاصة القول: إن التخطيط الجاد قد انتهى إلى الاهتمام بعودة النمو ~~المديني للقاهرة مرة أخرى إلى مجال ومحور النمو الطبيعي؛ أي إلى ~~الشمال الشرقي محاذية حافة المقطم، # 16 # ومعتلية خطوطا كنتورية لم تعتلها من قبل (80-150 ~~مترا في مدينة نصر و180 مترا ~~في المقطم)، وللارتفاع ميزة الجفاف والجو الصحي المفتوح، ومع قليل ~~من المغالاة نقول: إن نمو القاهرة الطبيعي إلى الشمال الشرقي هو في ~~اتجاه الرياح الشمالية الشرقية السائدة في معظم العام. # ما سبق من مدن أصبحت جزءا من المدينة لاقترابها الكبير منها، ولكن ~~في الستينيات خططت هيئة تخطيط القاهرة الكبرى لإنشاء مدن حلقية حول ~~القاهرة وعلى مبعدة منها، وتوالت أجهزة التنفيذ في وزارة الإسكان ~~والتعمير والمجتمعات العمرانية الجديدة على تنفيذ مجموعة من المدن ~~في المناطق الصحراوية شرق وغرب القاهرة، هي: 10 رمضان، ثم 6 أكتوبر ~~و15 مايو، والتجمعات: أول وثالث وخامس باسم مدينة الأمل التي تحولت ~~إلى مشروع القاهرة الجديدة، فضلا عن مدن: بدر والشروق والعبور، ~~بينما تحول مخطط مدينة الأمل إلى شريحة عرضية موازية لطريق العين ~~السخنة. أنجح هذه ms040 المدن من ناحية المكان والنمو الاقتصادي هي مدينة ~~رمضان؛ وذلك لبعدها النسبي عن القاهرة. أما 15 مايو فهي الآن عمران ~~حيوي للعمالة الكثيفة في منطقة حلوان، ومدينة أكتوبر تتحول ~~تدريجيا إلى ضاحية جديدة للقاهرة الكبرى؛ لاقترابها، ولوجود طرق ~~كبيرة تربطها بها، وسوف نعالج موضوع المدن الجديدة فيما ~~بعد. ~~(4) خطة المدينة # تكاد تنحصر الخطط التي تبنى عليها المدن منذ القدم في: ~~(1) # الخطة الشبكية: # التي تتكون ~~من طرق متوازية وأخرى متعامدة عليها، وأقدم مخطط شبكي في مصر ~~هو: مدينة أخيتاتون؛ العاصمة التي بناها في شرق المنيا ~~إخناتون الفرعون الموحد بآتون إله واحد رمز إليه بقرص الشمس ~~منذ قرابة ثلاثة آلاف سنة. كذلك كانت خطة قاهرة المعز من ألف ~~عام. ~~(2) # الخطة الإشعاعية-الحلقية: # التي تتكون من طرق ترسم دوائر أو أنصاف دوائر حول النواة ~~القديمة، ويقطع هذه الحلقات أو الدوائر طرق أخرى نابعة من ~~المركز في اتجاه الحلقة الأخيرة في صورة إشعاعات من المركز، ~~وهذه الصورة نادرة في مدن مصر. ~~(3) # الخطة الطولية: # التي ~~بمقتضاها تنمو المدينة في شكل طويل ضيق على محور واحد هو ~~الطريق الرئيسي. ~~(4) # الخطة الرومانسية: # وهي ~~التي تتجنب هذه الخطط، ويلجأ المهندس إلى إقامة طرقات في ~~صورة أقواس أو بيضاويات أو دوائر متقاطعة داخل إطار كبير من ~~الخضرة. # ولما كان للخطتين الحلقية والطولية شروط غير متوافرة في منطقة القاهرة، فإن ذلك ~~يترك المجال للخطة الشبكية أساسا، ولكن القاهرة بنيت - كما سبق القول - على ~~أساس اندماج عدة نوايات ومدن سابقة، ونمو مركزي ونمو إشعاعي، وكل ذلك في مراحل ~~تاريخية مختلفة؛ ولهذا فإن القول بأنه ليس في القاهرة ككل خطة واضحة، هو قول لا ~~يجانبه الصواب كثيرا؛ بل إن ذلك لا يقتصر على القاهرة، لكنه يمتد إلى معظم مدن ~~الشرق الأوسط القديمة. فخطط هذه المدن مكونة من عدة تصنيفات مرتبطة بتاريخها ~~الطويل، وتتضح هذه الحقيقة من مطالعة الخرائط الأربعة التالية، حيث نجد في ~~القاهرة تعددا واضحا بين مخطط شبكي صرف «عصر إسماعيل»، ومخطط أزقة ودروب ~~مغلقة «القاهرة القديمة»، ومخطط رومانسي «جاردن ستي»، جنبا ms041 إلى جنب مخطط شبكي، ~~وأخيرا مخطط «كليشيه» يستعمله المخططون المعاصرون بكثرة. # وبالرغم من أن القاهرة الفاطمية بنيت في صورة مستطيل، يخترقه شارع طولي كبير من ~~باب الفتوح إلى باب زويلة؛ هو الطريق الأعظم الذي يسمى الآن: شارع المعز، فإن ~~الحارات والشوارع المتفرغة بعرض وطول هذه المدينة - بعد تحولها من مدينة ملكية ~~إلى مدينة سكنية عامة - تتداخل مع بعضها وتلتوي وتتقاطع في الوقت الحاضر، مما ~~يجعل إعادة تنظيمها أمرا شاقا، وهو في الحقيقة غير مرغوب من أجل الإبقاء على ~~المدينة التاريخية كما كانت - على الأقل في مخططها الأصلي الذي ورثناه منذ ~~القرن 18. خريطة # 1-12 # تظهر جانبا من حي الجمالية، حيث كان ~~مخطط الطرق والحارات بعد تحولها إلى مدينة سكنية منذ العهد الأيوبي يتشكل من ~~«حارات وعطفات سد» تتفرع عنها أزقة كثيرة، وعلى أبواب الحارات الرئيسية ~~والفرعية بوابات تقفل ليلا لكفالة الأمن والحماية. # أما الفسطاط: فالأغلب أنها نشأت وامتدت على خطة أقرب إلى الاستدارة منها إلى ~~الاستطالة، وقد كان ذلك بفعل وقوعها على مرتفع هين بين السهل الفيضي للنيل وبين ~~تلال الرصد ومنخفض بركة الحبش إلى الجنوب منها. وفضلا عن ذلك فقد سدت أبنية ~~قصر الشمع - بما فيها من أسوار وتحصينات وكنائس قائمة حتى الآن - إمكانية النمو ~~إلى الجنوب الغربي. # وإذا استثنينا الجزء القديم من القاهرة؛ «القسم الشرقي القديم من الحسينية ~~والفجالة شمالا، إلى باب البحر وباب الخلق غربا، إلى السيدة زينب جنوبا» فإن ~~الخطة الشبكية تظهر بوضوح في مناطق القاهرة الأخرى، أوضحها: باب اللوق - ~~الزمالك - المعادي - قصر العيني - وسط البلد - شبرا عامة، وأقلها وضوحا في: ~~جزيرة بدران والذراع الشمالي الشرقي ومصر الجديدة والعباسية، وهذه الشبكات ليست ~~مكملة لبعضها إنما منفصلة؛ لأن كل شبكة وضعت وحدها وفي مرحلة زمنية مختلفة؛ ~~لهذا نجد الرابط الأساسي لشبكات القاهرة ومناطقها القديمة عبارة عن طرق ماثلة ~~على خط الشبكات تمثل الشرايين الأساسية للنقل عبر القاهرة: «شارع محمد علي - ~~شارع الجيش - شارع بورسعيد - شارع رمسيس - شارع 26 يوليو - شارع التحرير»، ~~بالإضافة إلى طريق صلاح سالم خارج المدينة، وطريق الكورنيش ms042 على كلا جانبي ~~النيل، ويمكن أن تستثنى من ذلك الشوارع الرئيسية: قصر العيني - شبرا - عماد ~~الدين (محمد فريد) التي تمثل شرايين أساسية ملتزمة بخطوط الشبكة السائدة في ~~المناطق التي تمر بها. # أما الخطة الرومانسية: فتظهر في مناطق محدودة جدا من القاهرة، والهدف منها في ~~فترة من فترات النمو المدني: تخفيف حدة الملل من الطرقات المتشابهة المتقاطعة، ~~وخلق مساكن للأغنياء وسط إطارات كثيرة من الخضرة، على نحو ما ظهر سابقا في ~~أوروبا، ولهذا سميت بمدينة ~~الحدائق # City Garden ~~، وأوضح أمثلة الخطة الرومانسية جاردن سيتي؛ حيث ~~تدور الشوارع في أقواس ودوائر أو في صورة طرق متقاطعة مشعة من مركز واحد كما في ~~منطقة قصر الدوبارة، وكذلك كان الحال في حدائق القبة بين شوارع ولي العهد ~~والوايلي ومصر والسودان. # ويظهر من الخريطة # 1-13 # مخططين متجاورين: الرومانسي في جاردن ~~سيتي والشبكي الصرف في حي الدواوين، ويفصل بينهما شارع قصر العيني، وفي مدينة ~~الأوقاف خطة رومانسية أخرى تتكون من أقواس محدبة تلتقي في الوسط في مركز شبكي، ~~وتتخذ خطة مدينة المقطم صورة أجزاء من أقواس ذات أقطار كبيرة محاذية لحافة ~~المقطم، وخطة مصر الجديدة مزيج بين خطة شبكية معدلة على محاور، وأقواس ~~مائلة. # وأخيرا فإن مدينة نصر قد بني مخططها الهيكلي على خطة شبكية صرفة، وهو المخطط ~~المتبع الآن في أغلب المدن والضواحي الجديدة، وفي داخل الشبكة عدة أحياء أو ~~مناطق تقسم بدورها إلى ما يسميه المخططون: «مجاورة سكنية» # Neighborhood # ترتكز على مركز أخضر ومركز ~~خدمات. وقد أصبح التخطيط في الفترة الأخيرة ~~نمطيا كما يتضح من الخريطة # 1-14 # على النحو السابق، علما ~~بأن تطبيقه على أراض مختلفة المناسيب أو معرضة لسفي الرمال النشطة أمر له ~~تكلفة عالية من أجل تسوية الأرض وإزاحة الرمال السافية بصفة مستمرة، والمشكلتان ~~- التضرس وسفي الرمال - شديدتا الوضوح في أراضي القاهرة الجديدة للذين يسلكون ~~الطريق الدائري في قطاعه الشرقي. # وعلى أية حال، فإن كثرة استخدام هذا النموذج أمر يؤدي إلى تكرار المظهر الحضاري ~~والعمراني # Landscapc # بصورة تبعث على الملل، ~~ويؤدي أحيانا إلى فقدان الاتجاه؛ لأنه لا يترك ms043 للفروق الإنسانية فرصة التعبير ~~الجمالي أو مجرد التفرد بشكل معماري أو لون البناء. # شكل 1-11: # المخطط الشبكي في وسط القاهرة المركزية. # شكل 1-12: # خطة الشوارع والأزقة والعطوف: نموذج من حي الجمالية ~~بين باب النصر وبيت القاضي. # شكل 1-13: # المخطط الشبكي ومخطط الدوائر المتقاطعة في وسط ~~القاهرة. # شكل 1-14: # نموذج «كليشيه» المخطط العمراني الحديث: المجاورات ~~المغلقة علي محاور. # راجع كتاب عفاف لطفي السيد: # Egypt In The ~~Reign of Mohammad Ali, Cambridge # طبعة 1988. # من الكتب المهمة في موضوع النمو الصناعي ~~كتابات كثيرة، منها: أبحاث سعاد الصحن ومحمد محمود ~~الديب المتعددة عن الصناعة والطاقة في مصر. # الكتب سابقة الذكر. # في أوائل القرن 20 كانت فنادق الدرجة الأولى ~~معدودة: شبرد وكونتننتال وسميراميس وهليوبوليس ومينا ~~هاوس، والآن هناك عدد كبير من فنادق النجوم الخمسة ~~والأربعة، تتخذ أسماء سلاسل الفنادق العالمية ~~كالهيلتون والشيراتون وكونراد وماريوت وأوبروي ~~والمريديان ... إلخ. # عدد سكان القاهرة في فترات مختلفة: 398 ألفا عام 1882، 678 ~~ألفا عام 1907، ومليون و64 ألفا عام 1927، ثم مليونان و90 ~~ألفا عام 1947، وأربعة ملايين و220 ألفا عام 1966، القاهرة ~~الكبرى عام 1966 = 4865000 شخص، وفي 1986 زاد السكان في ~~القاهرة الكبرى زيادة مفرطة بلغت الضعف في عشرين عاما؛ حيث ~~وصلوا إلى ثمانية ملايين و406 آلاف، زادوا إلى تسعة ملايين ~~و879 ألفا في 1996، ومعظم الزيادة الأخيرة كانت في أقسام ~~الجيزة وشبرا الخيمة. # علي مبارك، «الخطط التوفيقية» جزء أول ص75 طبعة الهيئة ~~المصرية للكتاب 1969. # اتخذ كثير من حكام مصر هذه المنطقة من النيل إلى المقطم عبر ~~تلة إسطبل عنتر خطا دفاعيا محصنا بأسوار وقلاع لحماية ~~بابلون والفسطاط من الجنوب. # منطقة الكنائس التاريخية المسماة قصر الشمع على مناسيب 21-23 ~~مترا، وجامع عمرو بن العاص 25 مترا. # المساكن الشعبية المواجهة لضريح وجامع أبو السعود على منسوب ~~نحو 33 مترا. # هناك إشارات أخرى أن أم دينين كانت محل مدينة «أون» ~~الفرعونية التي هي الآن قرب المطرية الحالية. # علي مبارك «الخطط» الجزء الأول ص83-84 طبعة بولاق ~~1306ه. # أغلب الإشارات المكتوبة تذكر أن تخطيط حي الإسماعيلية قد تم ~~بعد زيارة إسماعيل لباريس، وإعجابه بمخططات المهندس الفرنسي ~~الشهير هوسمان في منطقة واسعة من باريس، وقام علي باشا مبارك ~~بتخطيط ms044 حي الإسماعيلية في 1869، وصمم مهندس فرنسي حدائق عامة ~~على رأسها حديقة الأزبكية. # أنشئت شركة حدائق القبة 1908 لتعمير منطقة تفتيش القبة، ~~وذلك بوضع مخطط لبناء فيلات وقصور للأغنياء جنوب قصر القبة ~~على مساحة نحو مائة فدان. # المقريزي «الخطط » المجلد الثاني ص138 طبعة دار إحياء العلوم ~~- لبنان. # أول الجسور الحديثة في مصر كان مرتبطا بإنشاء خط حديد ~~الإسكندرية القاهرة. ففي 1856 بني كوبري بنها، وفي السنة ~~التالية كوبري كفر الزيات، وارتباطا باحتفالات افتتاح قناة ~~السويس وما تلا من احتفالات، أنشا إسماعيل كوبري قصر النيل ~~في 1872، وتلاه كوبري البحر الأعمى 1877. ثم جاءت فترة ~~الركود المالي الذي أعقب حكم إسماعيل وثورة عرابي والاحتلال ~~الإنجليزي في حكم توفيق، وامتدت الأزمة إلى أوائل حكم عباس ~~حلمي الثاني. # ولما بدا الانتعاش المالي بدأت أعمال هندسية كبيرة بإنشاء ~~كوبري إمبابة لمرور سكة حديد الصعيد عام 1890 وسد أسوان 1902 ~~وتعليته 1912، وإنشاء مجموعة من الجسور في القاهرة 1908، هي: ~~كوبري عباس، والملك الصالح، وكوبري أبو العلا، والزمالك، ~~وكوبري محمد علي عند الطرف الشمالي لسيالة الروضة. وأعيد ~~بناء كوبري قصر النيل وتوسعته الحالية عام 1933، وفي العصر ~~الجمهوري أعيد إنشاء الملك الصالح 1966 وعباس 1971، وأعيد ~~تسميته كوبري الجيزة، وكان كوبري الجامعة والمنيل قد سبق ذلك ~~في 1975، وكذلك كوبري فم الخليج، ويضاف إلى ذلك الكباري ~~العلوية التي تعبر النيل في التسعينيات، وهي بالترتيب: 6 ~~أكتوبر، وروض الفرج، والمنيب والوراق اللذان يرتبطان بالطريق ~~الدائري حول القاهرة الكبرى. # تاريخيا نمت القاهرة في هذا الاتجاه من الجنوب ~~الغربي إلى الشمال الشرقي: الفسطاط - العسكر - القطائع ~~- القاهرة الفاطمية - العباسية - ذراع الزيتون - ~~المطرية - مصر الجديدة - نصر. # الفصل الثاني # تطبيقات على النمو المكاني في بعض مناطق في القاهرة ~~(1) حلوان في قرن من الزمان # التنمية البيئية الهادئة (1870-1950) # لا شك في أن عصر الخديو إسماعيل (1863-1879) على قصره كان عصر تحديث ~~القاهرة وتنميتها. فهو بحق أحد البنائين العظام شأنه في ذلك شان ملوك ~~أوروبا الذين غرقوا في الديون كما غرق إسماعيل. والفرق بينه وبينهم أن ~~مصر كانت مستهدفة من قبل الإمبراطورية البريطانية التي كانت تنظر إلى مصر ~~صاحبة ms045 قناة السويس على أنها واسطة العقد في إمبراطوريتها، ولا بد من ~~احتوائها. وكانت مسألة الديون المصرية ذريعة أولى لإجبار إسماعيل ذي ~~السياسات الطموحة على التنازل عن الحكم، كما كانت ثورة المصريين على ~~الامتيازات الأجنبية في مصر وما تلاها من الحركة العرابية الخطوة الثانية ~~لاحتلال مصر سنة 1882؛ أي بعد قرابة ثلاث سنوات من سقوط حكم إسماعيل. # وحين رغب الخديو إسماعيل في تنمية القاهرة في نطاقها الجنوبي (1874م)، ~~أنشأ حلوان الحمامات شرق حلوان البلد كضاحية حدائق موسرة على غرار ضواحي ~~المدن الأوروبية، مثل: فرساي، ومما ساعد على ذلك أن المشروع كان يتضمن ~~الاستفادة من عيون الماء الكبريتية للعلاج والترفيه. بنيت المدينة على ~~منسوب أعلى من الأراضي الزراعية - محطة سكة حديد حلوان تقع على منسوب 57 ~~مترا، بينما المزارع على ارتفاع نحو 21 مترا - وروعي أن تكون البيوت ~~الواسعة على نمط الفيلات وسط حديقة ولا تتعدى طابقين، وللتشجيع بيع المتر ~~المربع بنحو مليمين، على أن تكون القطعة أكبر من 500 متر، ولا يزال هذا ~~النمط قائما في صورة متفرقة من البلدة، وإن كان غالبه قد شابه ~~القدم والإهمال، ولتشجيع حركة العمران وحركة المتنزهين بني خط السكة ~~الحديدية (1877) من ميدان المنشية تحت القلعة بحيث يسير شرق مدافن ~~الإمام وقرية البساتين إلى طرة، ثم يسير إلى حلوان في نفس مسار الخط ~~الحالي، ولكن مع امتداد العمران وبداية التفكير في إنشاء ضاحية المعادي، ~~رؤي تسهيل الحركة من وسط قاهرة إسماعيل بإنشاء خط حديدي من باب اللوق ~~(1892) عبر مصر القديمة إلى طرة، ومن ثم يستكمل الخط مساره القديم، وفي ~~1915 ازدوج خط حلوان لكي يخدم ضاحية المعادي التي بدأت امتيازها شركة ~~أراضي الدلتا في 1905. # شكل 2-1: # حلوان في العشرينيات. # شكل 2-2: # تداخل الصناعة مع السكان والزراعة في منطقة ~~حلوان. # وفي العهود التالية أضيفت منشآت أخرى ترفيهية وترويحية وصحية، مثل: ~~الحديقة اليابانية ومصحة فؤاد الأول ومستشفى بهمان للأمراض العصبية، ~~فضلا عن الفنادق الجيدة بمستوى العصر، وبذلك صارت لحلوان مكانة ترفيهية ~~متميزة يزورها مئات الناس من القاهرة للترويح في العطلات، وتوضح الخريطة # 2-1 # صورة التآلف الإقليمي ms046 لمنطقة ~~حلوان-المعصرة حسب خرائط المساحة المصرية عام 1929؛ حلوان الحمامات مبنية ~~على مخطط شبكي حدائقي على منحدرات هينة بعيدا عن مصبات الأودية السيلية ~~القوية كوادي حوف، وبعيدا عن النطاق الزراعي الممتد على مياه ترعتي ~~الخشاب والحاجر وتاركة القرى والعزب الزراعية تتابع نشاطها الزراعي دون ~~تداخلات اقتصادية أو بيئية مؤثرة على الحرفة الأولى، ولو أن مجرد مد الخط ~~الحديدي كان يقود في النهاية إلى مثل هذه التداخلات في الأنشطة وبخاصة ~~الخدمية، والمعنى أن تخطيط حلوان اعتمد الظروف البيئية، ولم يجور على ~~الأرض الزراعية، فصارت حلوان مشتى جميل المناخ صافي الأديم، وهو ما دعى ~~إلى إنشاء مرصد حلوان - إلى الشمال الشرقي على منسوب 114 مترا - الذي ~~كان ذائع الصيت عالميا كأحد المراصد المتوسطة في جو صاف غالبية أشهر ~~السنة، فأين هو الآن من العطاء العلمي؟ لقد نقلت كثير من وظائف المرصد ~~إلى منطقة جبلية صافية الجو في القطامية نأمل ألا تطولها أدخنة المصانع ~~التي تبنى في مدن جديدة كمدينة بدر. # وبالرغم من هذا الشكل الجديد من العمران والطرق الحديدية والبرية في ~~حلوان الحمامات، فإن سكان القرى والعزب الكثيرة، المنتشرة اسما حتى ~~الآن، ظلوا يمارسون أعمالهم في الإنتاج الزراعي، ويعيشون في دعة؛ لقربهم ~~من سوق القاهرة الذي يستوعب منتجاتهم من الخضراوات والفواكه، وخاصة ~~الجوافة التي كان الباعة الجائلون ينادون عليها: «جوافة حلوان» على أنها ~~ترمز إلى الجودة والحلاوة. # وفي هذا المجال لا بد من الإشارة إلى أن موقع حلوان ومناخها الطيب لم تفت ~~ملاحظة الخليفة المأمون حين زار مصر لإخماد ثورة المصريين عام 832م، وكان ~~عبد العزيز بن مروان قد سكن حلوان أثناء ولايته على مصر نحو عام 685م، ~~بعيدا عن الفسطاط التي تفشى فيها الطاعون آنذاك. # التنمية الصناعية في نصف قرن # تعود بدايات الصناعة في المنطقة إلى مصنع للإسمنت في طرة، ومصنع سيجوارت ~~للحراريات في المعصرة. وبطبيعة الحال فإن منطقة جبل طرة تتكون من نوع ~~راق شديد التماسك والصقل من الحجر الجيري عرفه قدماء المصريين، ومنه ~~اشتقوا أحجار الأهرام الضخمة، وهي بذلك مؤهلة ms047 لصناعة الأسمنت الممتاز، ~~ولكن هذا المنطق لم يأخذ في الحسبان أن الرياح الشمالية شبه الدائمة سوف ~~تلقي بالغبار والأتربة الناجمة عن الكسارات وتصنيع الأسمنت جنوبا إلى ~~مدينة حلوان والقرى والحقول المحيطة بها. لكن زهوة التصنيع كانت أقوى من ~~هذا التفكير البيئي المبكر، وحتى حينما أصبح رأسمال الدولة أو الشراكة ~~بين القطاعين العام والخاص هو القائم بتنمية الصناعة فإننا نجده يتخذ ~~النمط ذاته من حيث الإكثار من المصانع في منطقة حلوان، كأن مصنع أسمنت ~~طرة أصبح مثالا يحتذى في تفضيل هذا الموقع. # صحيح أن مواقع الصناعة محكومة بمثلث «فيبر» # Weber # الذي تتكون رءوسه من الخامة ~~والسوق وتكلفة النقل للخامة أو المنتج النهائي، وإذا كانت طرة قد اختيرت ~~بأفضلية الخامة الموجودة، فما هو مبرر اختيار موقع صناعة الحديد والصلب ~~علما بأنه قد أنشئ خط حديدي مكلف من مناجم الواحات البحرية ~~وكوبري المرازيق لتصل الخامة إلى المصنع في التبين؟ قيل في هذا: إن السوق ~~كانت العامل الحاكم في اختيار الموقع بالإضافة إلى استيراد الفحم من ~~الخارج، ولكن سوق الحديد والصلب ليست مقتصرة على القاهرة، بل تعم المعمور ~~المصري بدرجات متفاوتة، وكذلك فإن حافة الهضبة الشرقية من قنا إلى ~~القاهرة تتكون من أنواع من الحجر الجيري الجيد، فلماذا كان التركيز على ~~طرة من البداية؟ # لا شك في أن عامل القرب من القاهرة كان الحافز البيروقراطي لاتخاذ منطقة ~~حلوان قلعة صناعية، بحيث يستفيد المسئولون من ذوي «الياقات البيضاء» من ~~سكنهم في القاهرة قرب كبار رجال السلطة، في الوقت الذي يعملون في مقار ~~لمكاتبهم لا تبعد سوى القليل من الكيلومترات، وظهر شعار لتبرير ذلك؛ أن ~~منطقة حلوان يمكن أن تكون مماثلة - بدرجة أقل - لحوض الرور الصناعي في ~~ألمانيا، وبعبارة أخرى: يمكن أن يكون هناك «رور النيل» كما أن هناك «رور ~~الراين»، والفوارق كبيرة معروفة بين الطموح والبيروقراطية وبين المقومات ~~الفعلية في جوانب توافر الخامات والموارد المالية والتكنولوجية. # ونتيجة لهذا فقد تزاحمت الصناعة في المنطقة بشكل يعرفه الجميع. فقد توسع ~~أسمنت طرة إلى أن أصبح عملاقا يرسل ملوثاته ms048 الغازية والصلبة عاليا في ~~الجو إلى كل مناطق السكن في المنطقة، وكذلك أسمنت بورتلاند حلوان لصق ~~جنوب غرب مدينة حلوان والقومية للأسمنت إلى الجنوب منها، وبذلك وقعت ~~المدينة تحت حصار الأسمنت، وفي جنوب المعصرة مصنع 45 الحربي، وإلى الشمال ~~الشرقي من حلوان مصانع النصر للسيارات والنصر للمواسير الصلب وحلوان ~~للصناعات الهندسية وسيماف لصناعة عربات السكة الحديدية، ولصق المدينة من ~~الجنوب مصنع الطائرات، ثم إلى الغرب منها مصنع مصر حلوان للحرير - وهو من ~~أقدم الصناعات، أنشأه بنك مصر في أواخر العشرينيات - وفي منطقة التبين ~~المصنع الهائل للحديد والصلب، ومصانع فحم الكوك والأسمدة، وصناعات الطوب ~~الرملي والإسمنتي والطفلي. هذا إلى جانب عدد آخر من المصانع الأصغر تتبع ~~القطاع العام أو الخاص، وجملة عدد المصانع يزيد على 40 مصنعا أحاطت ~~وتداخلت وزاحمت كل المحلات السكنية من المعصرة شمالا إلى مدينة حلوان ~~والتبين جنوبا وما بينها من قرى كثيرة تضخمت مثل كفر العلو وعرب غنيم ~~وكامل صدقي. # وترتب على هذا انفجار سكاني عنيف؛ في سنة 1927 كان سكان قسم حلوان نحو ~~خمسين ألفا، وفي إحصاء 1986 بلغ العدد نصف المليون بما في ذلك التبين ~~(50 ألفا) و15 مايو (25 ألفا)، وبعبارة أخرى: فقد تضاعف سكان المنطقة ~~عشر مرات في ستين سنة، بينما تضاعف سكان القاهرة ككل ست مرات في المدة ~~ذاتها. وفي تعداد 1996 كاد النمو السكاني يتوقف في قسم حلوان عن نظيره ~~قبل عشر سنوات؛ إذ بلغ نحو 519 ألفا، ولكن زاد سكان التبين إلى نحو 60 ~~ألفا، بينما ارتفع عدد سكان قسم 15 مايو إلى 65 ألفا، وسكان طرة إلى ~~نحو 59 ألفا، بمجموع كلي 703 آلاف لهذه الأقسام الأربعة. ويدل هذا الرقم ~~المتزايد على عظم الزيادة السكانية الناجمة عن انتشار الصناعة في ~~المنطقة، وتكدس الناس في أحياء الكثير منها عشوائي: «الهجانة، ومنشأة ~~جمال عبد الناصر، وعزبة الصفيح»، أو قروي قديم: «الوالدة، وكفر العلو، ~~والتبين، والمرازيق، والمعصرة البلد، وكامل صدقي ... إلخ» وكلها تساوي نحو ~~ثلثي سكان المنطقة. # وتوضح الخريطة # 2-2 # هذا التداخل بين السكن والصناعة ~~وبقايا الزراعة بصورة لا مزيد عليها. صحيح أن كثيرا من المصانع ms049 الكبيرة ~~أنشئت في الأماكن غير المأهولة (قارن مع الخريطة # 2-1 ~~) إلا أن مردودها السكني والسكاني أدى إلى تغير استخدام الأرض الريفي ~~إلى سكن عمالي شديد العشوائية والفقر والتكدس. # وفي 1996 بلغ عدد سكان الشريط الجنوبي للقاهرة من دار السلام والبساتين ~~والمعادي إلى منطقة حلوان سالفة الذكر، مليونا و432 ألفا، وربما زاد عن ~~مليون ونصف المليون شخص في الوقت الحاضر، أكثر من نصفهم يقطنون سكنا ~~متهالكا أو عشوائيا في حاجة ماسة إلى إرشاد ورعاية حكومية ومشاركة ~~فعالة من كثير من الجهات والجمعيات الأهلية؛ لتحسين أحوالهم السكنية ~~والمعيشية. # المشكلات الحالية ~~(1) # غبار الأسمنت والغازات المنبعثة من المصانع الثلاثة، ~~والكثير من المسابك الأهلية ما زالت تهدد حياة السكان. ~~المشكلة مثارة من عشرين سنة، وحلها في تركيب «فلاتر» ~~على جميع الأفران، لكن يقال: إنها تقلل الإنتاج بنحو ~~الربع أو يزيد، ولهذا يقال أيضا: إن الفلاتر تعطل بعض ~~الأيام لزيادة الإنتاج رغم أن الجهات الرسمية تؤكد أن ~~ثلاثة أرباع المصانع قد حسنت موقفها في هذا المجال، ~~ويؤكد السكان أن الغبار، وخاصة من أسمنت طرة، يغطي ~~المنطقة إلى حلوان والتبين بدليل تلويث الغسيل ~~المنشور. ~~(2) # مصنع الحديد والصلب، وفحم الكوك تتطاير بها برادة ~~الحديد وغازات ضارة في منطقة التبين وما حولها. ~~(3) # الصرف الصناعي مشكلة خطرة، ويلقى به في ترعة الخشاب ~~والنيل، ويؤكد المسئولون أن غالبية المصانع قد حسنت ~~الصرف الصناعي بوسائل تقنية جيدة، بما في ذلك تنقية ~~مياه الصرف الصناعي قبل وصولها إلى النيل. ~~(4) # وتبقى مشكلة الصرف الصحي للسكن الفقير المكدس مشكلة ~~المشكلات؛ ما زال الصرف في «ترانشات»، أو يجد طريقه ~~إلى ترعة الخشاب التي تشق مناطق السكن العشوائي ~~والقروي القديم. # وهذا هو ما يهدد أساسات البيوت الفقيرة، ويزيد من ~~مخاطر الموت. وهناك مشروع لردم ترعة الخشاب، وجعلها ~~مصرف مغطي. لكن لم يتم الردم إلا في جزء يسير من ~~المعادي حتى المعصرة، والباقي ما يزال مستخدما للصرف ~~الصحي. ~~(5) # قوانين البيئة بصفة عامة مهملة. هناك محاولات للتشجير ~~في الشوارع، وحول المصانع، أو إنشاء غابة في التبين، ~~مع تحسين الحديقة اليابانية وإنشاء ms050 حديقة الزلزال على ~~مساحة 35 فدانا بغرض زيادة المساحات الخضراء من أجل ~~تحسين الجو. كلها أمور مفيدة إذا ما قضي تماما على ~~الملوثات الصناعية الغازية والصلبة، وخاصة أتربة ~~الأسمنت والكسارات، إضافة إلى الصرف الصحي. ~~(6) # ترتب على هذه الأوضاع أن فاتورة العلاج في التأمين ~~الصحي ارتفعت أربع مرات في الآونة الأخيرة، وأكثر ~~الأمراض شيوعا الرمد والجهاز التنفسي وتحجر ~~الرئة! # هذا بعض من كل # ما ضرنا لو بدأنا تقليص تراخيص المحاجر والمصانع، وأحلنا رغبات إنشاء ~~مصانع ومحاجر جديدة إلى محافظات أخرى، وبخاصة في الصعيد حيث الكلام كثير ~~عن التنمية والفعل قليل. فالمفروض وضع خطة صارمة لمواقع الصناعات بعيدا ~~عن المدن الكبرى، وخاصة تلك الملوثة للبيئة، والتركيز على جوانب الصعيد ~~وحواجره الصحراوية من بني سويف إلى قنا وسوهاج. # ما ضرنا لو أعدنا بعض أشكال التوازن البيئي بتفكيك بعض مصانع الإسمنت ~~ونقلها بعيدا عن القاهرة، وتفكيك ضخامة مصنع الحديد والصلب إلى مصانع ~~أحدث تكنولوجيا، وأصغر مساحة، وأكثر إنتاجا وتخصصا، واستخدام الغاز ~~بديلا للفحم؟ # ولا شك في أن هذه المطالب تستغرق زمنا لتنفيذها، ولكنها ستخفض عدد ~~السكان، وتحل مشكلة العشوائية وتكلفة العلاج المتضخمة، وتحيط القاهرة من ~~الجنوب بضواح أقل فقرا وأكثر إنسانية. ~~(2) السكن الطفيلي أو العشوائي # هناك تضارب كبير حول معنى السكن الطفيلي أو العشوائي في الأرقام التي لدينا. ~~فهل المقصود المهاجرون الفقراء للمدن الذين يعيشون على أطراف المدن دون سكن ~~اعتيادي، ودون عمل منتظم يقيم أودهم كأفراد أو أسر؟ أم المقصود بالإضافة إلى ~~هؤلاء سكان الأحياء الفقيرة داخل المدن من العاملين أو العاطلين، المتزاحمين في ~~شقق صغيرة أو شقق الشرك مع غيرهم، بحيث يتشاركون في المطبخ والحمام وصنبور ~~الماء الوحيد؟ خاصة وأن البناء في كثير من الأحياء الفقيرة قد يخرج عن خط ~~التنظيم أو يعلو دون تصريح على أساس غير سليم، وغالبا هو آيل للسقوط أو قريب ~~من ذلك. # الأرقام التي لدينا لا تفرق بين هذين النوعين من العشوائيات، وربما استخدمنا ~~مصطلح «سكن طفيلي» للمهاجرين الجدد على أطراف المدن، و«سكن عشوائي» على النمطين ~~معا ms051، وبخاصة سكن الأحياء المتدينة في داخل المدن، ويوضح الشكل # 2-3 # أن القاهرة الكبرى تحتوي على ثلث عشوائيات مصر، مما ~~يجعل للموضوع أهمية بالغة الحيوية. # توزيع سكان العشوائيات بالمحافظة 1995 (نسب مئوية) # شكل 2-3: # عدد سكان العشوائيات نحو 11,8 مليون شخص. # حيث إن النيل يحد مدينة القاهرة من الغرب، فإننا نجد العشوائيات وحزام الفقر ~~يحيط بالقاهرة من الشمال والشمال الشرقي والجنوب والغرب على نحو ما تصوره ~~الخريطة # 2-5 ~~. # الشمال الشرقي # عشوائيات القاهرة الكبرى بالمنطقة الجغرافية # شكل 2-4: # الشمال: يشمل أحياء أقسام شبرا الخيمة وشبرا ~~والساحل وروض الفرج والشرابية. الشمال الشرقي: مدينة ~~السلام والمرج وعين شمس والمطرية والزيتون والزاوية ~~والقبة والوايلي، الشرق: مصر الجديدة والنزهة ومدينة ~~نصر ومنشأة ناصر، الجنوب: السيدة والخليفة ومصر ~~القديمة والبساتين ودار السلام والمعادي وطرة وحلوان ~~ومايو والتبين. الغرب: كل أقسام مدينة ومركز الجيزة ~~وإمبابة. الوسط: كل الأقسام من الزمالك وبولاق إلى ~~الجمالية والدرب الأحمر. # حي السلام: # ويشمل مناطق: مدينة السلام - المرج - الزهور - ~~الأندلس - كفر الشرفا - بركة الحاج - كفر الباشا - ~~كفر أبو صير - السد العالي - قباء - عزبة النخل - ~~العصارة. عدد سكان عشوائيات هذا الحي نحو 296 ~~ألفا. # حي المطرية: # ويشمل مناطق المطرية وعين شمس: عرب الطوايلة - ~~عرب الحصن - عزبة النخل - عزبة معروف - منطقة العزب ~~- شجرة مريم - منطقة الليمون. عدد سكان العشوائيات ~~هنا 532 ألفا، وهو ثاني أكبر تجمع عشوائي في ~~القاهرة الكبرى بعد شبرا الخيمة، وقد يوازيه تجمع ~~عشوائيات إمبابة. # حي الزيتون: # ويشمل عزبة مرسي خليل وعزبة البمبي، هذا فضلا ~~عن عزبة «أبو حشيش» أو القرود بالزيتون وسكانهما 30 ~~ألفا، وهما مدرجتان في خطة المحافظة للإزالة. عدد ~~السكان 230 ألفا (+30 ألفا). # مجموع سكان الشمال الشرقي مليون و58 ألفا، وبإضافة عشوائيات الزاوية ~~الحمراء والوايلي (255 ألفا) يصبح إجمالي سكان عشوائيات الشمال الشرقي ~~نحو مليون و363 ألفا، وهذا الرقم يمثل ثاني أكبر تجمع عشوائي في القاهرة ~~شرق النيل. # الشمال # حي شبرا: # ويشمل عزبة جرجس ومنطقة العالي. عدد سكانهما 30 ~~ألفا. # حي الساحل: # ويشمل عزبة وهبة، داير الناحية، حكر محمود شلبي، ~~حكر قشقوش، حكر محمد علي دياب. هذا فضلا عن منطقة ~~عشش وأكشاك ms052 في حي الساحل وحكر أبو دومة بروض الفرج، ~~وسكانها نحو 5000 وهما في خطة الإزالة بمحافظة ~~القاهرة، وكذلك حكر السكاكيني بالشرابية 21 ألفا. ~~مجموع سكان منطقة أحياء شبرا 162 ألفا (+ نحو 25 ~~ألفا). # شبرا الخيمة: # تضم أكبر تجمع عشوائي في القاهرة الكبرى يبلغ ~~سكانه 650 ألفا معظمهم في بهتيم في قسم شرق، وعزبة ~~بيجام في قسم غرب. # جملة سكان عشوائيات شمال القاهرة الكبرى 812 ألف شخص. # الشرق # حي مدينة نصر: # عزبة العرب - عزبة الهجانة - عزبة نصار. عدد ~~السكان 210 آلاف. # حي منشأة ناصر: # منشأة ناصر - الدويقة - برقوق - قايتباي. عدد ~~السكان 120 ألفا. # جملة سكان عشوائيات شرق القاهرة: 330 ألف شخص. # الجنوب # حي السيدة زينب: # عشش وأكشاك تلال زينهم وقلعة الكبش. عدد ~~سكانهما: 41 ألفا. # شكل 2-5: # عشوائيات القاهرة. # حي مصر القديمة: # مساكن الأرض الوعرة شرق الفسطاط، وفي خطة ~~الإزالة عزبة أبو قرن وعشش تل العقارب وسكانهما: 45 ~~ألفا. عدد السكان نحو 100 ألف. # حي البساتين: # شرق البساتين - غرب البساتين - جنوب البساتين - ~~حسن التهامي - عزبة دسوقي - بير أم سلطان - عزب عبد ~~الخالق والعمدة والنصر. عدد السكان: 148 ~~ألفا. # دار السلام: # دار السلام والعزب المجاورة. عدد السكان: 480 ~~ألفا. # حي المعادي: # عزبة جبريل - عزبة فهمي عدد سكانهما: 37 ~~ألفا. # حي طرة/المعصرة: # عدد السكان نحو 300 ألف شخص، معظمهم في المعصرة ~~البلد والمحطة. # حي حلوان: # حلوان البلد - منشأة جمال عبد الناصر - عرب ~~السلام وراشد وغنيم - كفر العلو - عزبة عناني - ~~مدينة الهدى - عزب النخل والهجانة والصفيح - السلام ~~- منشأة ناصر - عزبة الوالدة. عدد السكان نحو 400 ~~ألف. # حي التبين: # الحكر البحري والقبلي - دوران كوبري المرازيق. ~~عدد السكان: 48 ألفا. # مجموع سكان الجنوب نحو مليون و554 ألفا، وهو بهذا يعد أكبر التجمعات ~~العشوائية القاهرية. # الغرب # إمبابة والمنيرة الغربية # 560 ألفا # بولاق الدكرور # 455 ألفا # فيصل # 300 ألف # الأهرام # 420 ألفا # غرب المريوطية ونزلة السمان # 325 ألفا # ساقية مكي # 52 ألفا # منيل شيحة # 30 ألفا # المنيب # 45 ألفا # إجمالي سكان عشوائيات الغرب: مليونان و182 ألفا، وهو بذلك أكبر تجمع ~~عشوائي في القاهرة الكبرى. # إلا أن هذه الأرقام غالبا ما تأخذ في الحسبان أشكالا من السكن القروي ~~المحيط بمدينة الجيزة، والتي لم تندمج بعد ms053 كسكن حضري رغم مؤثرات المدينة ~~الملاصقة، وربما جاز لنا القول: إن العشوائيات هي تلك المتداخلة في نسيج ~~المدينة في إمبابة وبولاق الدكرور وميت عقبة وقلب مركز الجيزة القديم ~~وعشوائيات عديدة ملتصقة بالامتداد الحضري على طول محوري الهرم وفيصل. ~~وبهذا يمكن القول: إن سكان العشوائيات غرب القاهرة قد لا يزيد سكانها عن ~~مليون و800 ألف شخص كحد أعلى، وهو في حد ذاته رقم يجعلها أولى عشوائيات ~~القاهرة الكبرى. # مجموع سكان عشوائيات القاهرة الكبرى شرق النيل أربعة ملايين و60 ألفا ~~بما في ذلك مناطق خطط الإزالة التي يبلغ عدد سكانها 118000 أو ما يساوي ~~3٪ فقط من سكان العشوائيات. # 1 # أما المجموع الكلي للقاهرة الكبرى: فهو أقل قليلا من ~~ستة ملايين عشوائي، وربما يساوي نحو 50 أو 55٪ ~~من سكان القاهرة الكبرى. # وبتحليل شكل وخريطة # 2-5 ~~«عشوائيات القاهرة الكبرى» ~~تتضح النقاط الآتية: ~~(1) # أكبر تجمع سكاني للعشوائيات هو في غرب القاهرة، حيث ~~تزحف المدينة على مناطق ريفية، وتبتلع الكثير من ~~القرى، فضلا عن المهاجرين المستمرين من قرى محافظة ~~الجيزة والصعيد، وتضم المنطقة نحو 30٪ من جملة ~~عشوائيات القاهرة الكبرى. ~~(2) # جنوب القاهرة هي ثاني أكبر تجمع للعشوائيات؛ وذلك ~~لكونها امتداد طبيعي من وسط القاهرة إلى نوايات أصلا ~~زراعية في البساتين ودار السلام وحلوان، والمسافة ~~الممتدة على طول ضفاف ترعة الخشاب. ثم أضيف إليها ~~تنمية حلوان الحمامات في أواخر القرن 19، ومخطط ضاحية ~~المعادي في أوائل القرن 20، ثم أضيفت إلى المنطقة ~~صناعات ضخمة للإسمنت في طرة، والحديد والصلب وصناعات ~~أخرى؛ مما جلب معه تركيز هائل للعمال # 2 # وتحول العزب الزراعية القديمة إلى إيواء ~~فقير للعمالة، ربما ضم 25٪ من سكان عشوائيات القاهرة ~~الكبرى. ~~(3) # التجمع العشوائي الثالث هو ذلك الذي يحتل أجزاء من ~~الأحياء الشمالية الشرقية من القاهرة، والذي يضم نحو ~~22٪ من سكان العشوائيات، والتوجه الشمالي الشرقي اقترن ~~بنمو في امتداد طبيعي على حافة جنوب الدلتا من الوايلي ~~إلى مدينة السلام ابتلع عدة قرى ومساحات زراعية، منها: ~~المطرية والمرج وعزبة النخل وبركة الحاج، وأراض شبه ~~صحراوية في عين شمس والمطرية وكفر الجاموس. ولكونها ~~المدخل الملائم لشمال ms054 القاهرة الشرقي، فقد كانت هذه ~~الأحياء مقرا للمهاجرين من جنوب الدلتا وبخاصة ~~الشرقية وشرق القليوبية، وترتب على نمو أنشطة كثيرة - ~~وبخاصة الصناعات الحرفية في مناطق كثيرة، مثل: قباء ~~والحرفيين - تركيز كبير للسكن الفقير والسكن العشوائي ~~معا، فقد استبدل السكان الزراعيون بحقولهم أرضا ~~للبناء في مساحات ووحدات سكنية صغيرة في عملية استمرت ~~منذ إنشاء خط حديد الضواحي «كوبري الليمون-المرج»، ثم ~~الطرق الإسفلتية، وأخيرا الطريق الدائري في قطاعه ~~الشمالي. ~~(4) # يتركز نحو 13٪ من سكان العشوائيات في مناطق شبرا ~~الخيمة والساحل، والقطاع الشمالي هو أيضا أحد ~~المجالات الطبيعية لنمو القاهرة؛ لأنها تستقبل الهجرة ~~من وسط الدلتا منذ أمد طويل، وقد زاد تيار الهجرة إلى ~~الساحل وشبرا الخيمة بنشأة المصانع الكبيرة والصناعات ~~الحرفية بكثرة، والهجرة هنا مصدرها الكثير من سكان ~~بقية أحياء شبرا والمناطق المكتظة في الوايلي ~~والشرابية، إلى جانب الهجرة الريفية، وسكان القرى التي ~~ابتلعتها المدينة. ~~(5) # ومن أنماط السكن العشوائي: سكن المقابر، الذي تكاد ~~تختص به محافظة القاهرة، والذي يضخمه بعض الكتاب على ~~أنه غير إنساني، والحقيقة أن هذا النوع من السكن ليس ~~عشوائيا بالمعنى المادي، وإن كان عشوائيا بمعنى ~~الناس الذين يمارسونه؛ فالمقابر القاهرية مناطق مخططة ~~داخل التنظيم، ومخصصة كمدينة للأموات في الجبانة ~~الشرقية (شرق الدراسة وجنوب العباسية)، والقرافة ~~الكبرى (الإمامين الشافعي والليثي)، وجبانة البساتين ~~(جنوب الإمام وفي شرق دار السلام)، والجبانات الأحدث ~~في مصر الجديدة ومدينة نصر ... إلخ. # شكل 2-6: # توزيع عشوائيات القاهرة الكبرى. # شكل 2-7: # عشوائيات منشأة ناصر على منحدرات الجبل ~~الصعبة. # شكل 2-8: # كثافة مفرطة للسكن في دار السلام وإسطبل ~~عنتر. # شكل 2-9: # عشوائيات القاهرة المطلوب إزالتها. # ولا يمكن لأحد أن يبني مقبرة بدون ترخيص، وهناك شوارع مختطة داخل مدن ~~الأموات، والذي حدث ببساطة أن بعض اللحادين وحراس المقابر كانوا يسكنون ~~إلى جوارها، ثم انتقل أبناؤهم داخل المنطقة أو الأحواش، ثم أصبحت تؤجر ~~لمهاجرين من داخل وخارج القاهرة، وساعد على ذلك أن المقابر القاهرية - ~~خاصة القديمة منها - كانت أحواشا واسعة تملكت أسر بها غرفة أو أكثر ~~لإقامة أفراد الأسرة حين يترحمون على موتاهم ms055 في مناسبات معروفة كتقليد ~~حضاري اندثر؛ وبذلك خلت غرف المقابر من المستخدمين الأصليين، وأصبحت ~~جاذبة للسكن الدائم بما فيها من مؤسسات السكن: مبنى، وبوابة إلى جانب ~~مياه وكهرباء في أحيان، وأخيرا طرق وشوارع ومواصلات عامة. وقد أضيفت ~~أنواع أخرى من الاستخدام، وخاصة ورش سمكرة ودهان السيارات، وذلك لأن ~~شوارع المقابر الجانبية قليلة الحركة، فضلا عن أسواق معينة لأشياء سابقة ~~الاستخدام بديلا لسوق الكانتو الشهير في العتبة الخضراء، مثل: سوق ~~الملابس والأغطية والأثاث والحمام والطيور والأفاعي في أول طريق الإمام ~~الشافعي. ثم أضيف إلى ذلك سوق للأقمشة وحلقة لبيع السيارات المستعملة في ~~الجانب الشرقي من البساتين. يحتاج أمر هذا النوع من سكن المقابر والأنشطة ~~التي يمارسونها إلى دراسة ميدانية مسحية لتحديد عدد السكان، وهم على ~~الأغلب ليسوا بالكثرة التي نجدها في عشوائيات أخرى، # 3 # ومشكلتهم آنية نتيجة لأنها مناطق مخططة أصلا، وبها من ~~البنية التحتية الشيء الكثير، والكثير من الضبط القانوني سوف يحجم هذه ~~العشوائيات، وغالبا سوف يفضي إلى نهاية تدريجية لها. # عشوائيات القاهرة المزمع إزالتها ~~(1) # بلغ عدد سكان هذه المناطق العشوائية 118 ألفا (أو ~~+150 ألفا نتيجة التضارب الرقمي) موزعين على 13 منطقة ~~في عدة أحياء من العاصمة، وقد تم إزالة منطقتين، هما: ~~مساكن إيواء عين شمس (2700 شخص) وعشش شرق ترعة ~~الإسماعيلية (1220 شخصا). ~~(2) # تتراوح مساحات هذه المناطق بين 150 ألف متر مربع في ~~«أبو قرن» و75 ألف متر في تل العقارب، وبين أقل من ~~ثلاثة آلاف متر في عشش المظلوم وعشش حي الساحل، ويترتب ~~على ذلك صغر ما يخص الفرد من المساحة إلى حدود عليا ~~(+6 أمتار مربعة) في تل العقارب في جنوب القاهرة، وحكر ~~أبو دومة بروض الفرج، وبين حدود دنيا تبلغ ربع متر ~~مربع في عزبة «أبو حشيش» وعزبة القرود بالزيتون، وفي ~~عشش المظلوم شرق السكة الحديدية جنوب الزاوية الحمراء. ~~ولا شك أن هذه المساحات الصغيرة تتفاقم مشكلاتها بكثرة ~~الشقق التي تشترك فيها عدة أسر، ولعل هذه المساحات ~~تتعدل قليلا إذا أخذنا في الاعتبار أن في بعض هذه ~~المناطق المتدنية بيوتا تشمل أكثر من ms056 طابق واحد، ومن ~~ثم ترتفع مخصصات الفرد من المساحة السكنية بعض الشيء، ~~ويتضح ذلك الموقف من كثرة عدد الأفراد للعقار الواحد ~~كما هو ظاهر في الشكل. ~~(3) # لا بد من إجراء ~~دراسة ميدانية في كل منطقة على حدة؛ لبيان حالة ~~المباني وارتفاعاتها، وعدد الأفراد للغرفة (درجة ~~التزاحم) وعدد الأسر في الوحدة السكنية (إيجار الشرك)، ~~وتعيين المخصصات السكنية من المباني بالقياس إلى ~~المباني المستخدمة في أنشطة تجارية أو حرفية أو صناعية ~~وغيرها، مثل: مساحات جمع القمامة وتصنيفها، وزرائب ~~الخنازير في الدويقة ومنشأة ناصر، أو زرائب الأغنام ~~والماعز في عزب مختلفة في المطرية والسلام ومدينة نصر ~~وجنوب وغرب القاهرة، وغير ذلك كثير مما قد تسفر عنه ~~الدراسات الميدانية. الاقتراح: أن تتولى المحافظة ~~تكليف بعض طلبة الدراسات الاجتماعية والإنسانية خلال ~~الإجازات - مقابل أجر شامل مجز - القيام بدراسة ~~قطاعات من هذه العزب والأحياء المراد إزالتها أو ~~تطويرها، بغرض التعرف على إمكانية تحسين أشكال الحياة ~~بداية من إيجاد أنشطة اقتصادية إلى تحسين الحالة ~~الصحية والتعليمية بإنشاء مدارس ومراكز صحية قليلة ~~الربح بواسطة الأهالي، ومشاركة حكومية محدودة أو ~~تشجيعية. # ملاحظات عامة # أولا: # حيث إن الموضوع يتناول السكن العشوائي؛ فإن هناك ~~عشوائية كبيرة في أرقام المصادر وضحت أيضا في بعض ~~أرقام هذا الفصل، ولعل ذلك مرتبط بالمفهوم الأساسي ~~للعشوائية. مرة أخرى نسأل: هل العشوائية هي أشكال ~~السكن غير المرخص حول المدن، أم هي إلى جانب ذلك ~~جميع أشكال السكن المتدني مساحة وصحة وفقرا داخل ~~الكتل القديمة للمدن المصرية؟ فإذا كان الخيار هو ~~المفهوم الأول فلا شك أن عدد سكان العشوائيات سيهبط ~~كثيرا إلى نحو نصف الأرقام الواردة في المصادر ~~المذكورة وغيرها من البحوث التي تتناول ~~الموضوع. # وبدراسة ليست سهلة لمحاولة فهم ما جاء في تعداد ~~1996 تحت اسم: سكن حجرة؛ أي سكن شرك، وتحت مسمى: ~~أشكال أخرى للسكن كالدكان والأسطح والجراجات ... إلخ. ~~فقد وصلنا إلى النتائج الآتية: # المحافظة # ألف وحدة سكن شرك # ألف فرد سكان سكن شرك # ألف وحدة سكن جوازي # ألف فرد سكن جوازي # القاهرة # 285 # 1140 # 400 # 1610 # الجيزة # 80 # 360 # 150 # 660 # وبعبارة أخرى ms057: فإن مجموع سكان العشوائيات يصبح ~~في القاهرة 2750000 نسمة، أي نحو نصف ما ذهبت إليه ~~الأرقام السابقة، وفي الجيزة 1020000 أيضا نحو ~~النصف، وبذلك فإن الأرقام معا تساوي ثلاثة ملايين ~~و770 ألفا، هم ربما كانوا سكان الطفيليات ~~والعشوائيات. وإذا أضفنا نحو 300 ألف من سكان ~~عشوائيات شبرا الخيمة يصبح العدد النهائي أربعة ~~ملايين أو نحوها. أي أنهم يشكلون نحو ربع سكان ~~القاهرة الكبرى وليس نصفهم، وهي أيضا نسبة كبيرة ~~توجب معالجتها. # ثانيا: # التوسع السكني حول القاهرة الكبرى - عشوائيا ~~أو مخططا - هو في غالبه الأعم على حساب الأراضي ~~الزراعية التي كانت في يوم ليس ببعيد مزرعة الخضر ~~للقاهرة والجيزة، وتقدر مساحة اجتياح المناطق ~~المبنية للأرض الزراعية في العقدين الأخيرين بنحو 23 ~~إلى 25 ألف فدان، منها نحو النصف في الجيزة ونحو ستة ~~آلاف في شبرا الخيمة والخانكة وقليوب، ومثلها في ~~محافظة القاهرة. فكم يتكلف استصلاح مثل هذا القدر من ~~الأراضي ذات الجودة العالية؟ # 4 # ثالثا: # صحيح أن عائد الاستثمار العقاري أعلى من ~~الزراعي، وأن نمو السكان يتطلب بإلحاح مساكن جديدة ~~كل سنة، ولكن لو كان التخطيط سليما في اختيار مواضع ~~النمو السكني لكان بالإمكان توفير أجزاء من الأرض ~~الزراعية حول القاهرة ببعثرة المدن الجديدة في ~~الأراضي الصحراوية بعيدا عن القاهرة شريطة أن تكون ~~لها قواعد اقتصادية ذاتية غير معتمدة على المدن ~~الأم، وربما كانت مدينة 10 من رمضان والسادات من ~~المدن الناجحة في هذا المضمار، فاقتراب مدينة 6 ~~أكتوبر من الجيزة هو عامل حاسم في امتداد ألسنة ~~العمران المدني بطول طرق الاختراق - الهرم، وفيصل، ~~ومحور 26 يوليو، وكوبري المنيب، والدائري - تأكل ~~الأرض الزراعية، وتبتلع ما يصادفها من قرى لتحولها ~~إلى مسخ قروي-مدني. فهي اجتماعيا ما زالت ريفا ~~لكنها اقتصاديا فقدت مقومات الريف، ولم تكتسب من ~~المدينة إلا أدنى الأعمال. # رابعا: # غالبية المناطق العشوائية ملتصقة بأطراف المدن، ~~ووظيفتها الأساسية سكنية دون حرفة أو نشاط اقتصادي، ~~باستثناء دكاكين التجارة الصغيرة. ويعتمد العاملون ~~على موارد عمل هشة غير منتظمة في رحلة عمل يومية إلى ~~داخل المدينة، ومن ثم الفقر المدقع سمة سائدة ms058، ولكن ~~لبعض العشوائيات مهام مميزة كجمع القمامة وتصنيفها، ~~وبيع بعضها، وتربية الخنازير على البعض الآخر كما هو ~~ممارس في منشأة ناصر. # 5 # أو أعمال نحت الحجارة والرخام والحدادة ~~في البساتين شرق أو العمل في الورش والمسابك ~~المنتشرة في شبرا الخيمة. # خامسا: # إن هذا التزاحم مع فقدان الخصوصية وارتفاع نسبة ~~العطالة إلى حدود عليا هو مكون أساسي في تشكيل مسرح ~~لأشكال الانحرافات والتطرف السياسي قلما يوجد خارج ~~العشوائيات، ومن ثم فإن تحسين الأحوال هو جزء مهم من ~~الواجبات الإنسانية والقومية والسياسية والأمنية ~~معا. فالغرض النهائي تحويل هذه المناطق من مجتمعات ~~سلبية إلى مجتمعات سوية تبنى بوضوح على أسس علاقات ~~ولاء مكانية وعائلية بدلا من الشتات الحالي. # سادسا: # التحويل المجتمعي المرغوب ليس أمرا سهلا، ولا ~~يمكن أن يتم بقرار إداري أو سياسي؛ بل هو في حاجة ~~إلى مجموعة متطلبات متشاركة معا موجزها كالآتي: ~~(1) # ضرورة تحديد مفهوم العشوائيات حتى لا يختلط ~~الحابل بالنابل، ومن خلال هذا يمكن وضع أوليات ~~التحسين والتنمية للمناطق المحتاجة فعلا، وأولها ~~وركيزتها مواجهة المشكلات الاقتصادية التي تدفع ~~الناس للتغيير المجتمعي. ~~(2) # معالجة أسباب الهجرة الريفية ليس بمنعها من ~~الانتقال إلى المدن بأوامر ولوائح كما يقترح البعض، ~~ولكن بالتأكيد على ضرورة تشجيع المشروعات ~~الاستثمارية لإقامة وسائط حياة فوق الزراعية في ~~الريف قبل المدينة لاجتذاب البطالة داخل إطارها ~~الريفي، ويفضل التركيز على محافظات الصعيد باعتباره ~~شريطا متباعد الأطراف. ~~(3) # تكامل التنمية في المدن والريف في إستراتيجية ~~الدولة - سواء أجهزة الحكم المركزي والمحلي - بحيث ~~لا تحتل المدن مركز الصدارة وحدها. ~~(4) # خفض بيروقراطية المحليات في استخراج تراخيص ~~إقامة منشآت الأعمال وأبنية السكن التي يقوم بها ~~السكان المحليون داخل القرى. ~~(5) # أن تنفذ الجهات المختصة بحزم كل قوانين ولوائح ~~البناء، وبخاصة حول حرم مسارات الطرق السريعة حتى لا ~~نهدر قيمتها كطرق للنقل والتنقل السريع. ~~(6) # اشتراك سكان العشوائيات مع الهيئات المحلية في ~~تحسين أحوال الحياة بنشر البنى التحتية والمدارس ~~والمراكز الصحية بأنواعهما، ومشاغل حرفية للنساء ~~والرجال كواحد من مثبتات أقدام الناس داخل ~~أحيائهم. ~~(7) # لا تتأتي فاعلية مشاركة السكان في ms059 العشوائيات ~~بخطاب النوايا الحسنة؛ بل بدخول الباحثين الرسميين ~~والعلميين إلى ~~مثل هذه المناطق لبناء جسور تفاهم مشترك مع من ~~يتوسمون فيهم القيادة الحسنة داخل مجتمعهم وأسرهم، ~~ومن ثم إدخال أعمال نموذجية بواسطة بعض الجمعيات ~~الأهلية في مجالات التعليم والقراءة والطفولة والصحة ~~وبرامج التنشيط الاقتصادي تتضح نتائجها الطيبة لكي ~~تكون أمثلة تحتذى في التنمية الهادئة غير المتعجلة. # 6 ~~(3) المدن الجديدة حول القاهرة # إنشاء المدن الجديدة في مصر ليس بظاهرة جديدة؛ بل هي موغلة في القدم، وغالبا ~~ما كان ذلك مرتبطا بانتقال أسرة ملكية حاكمة من مدينة الحكم إلى عاصمة أخرى ~~بدوافع غالبها سياسي وعسكري أو اقتصادي لتعمير مناطق جديدة، وفي القرن 19 أنشئت ~~مدن وضواح جديدة كبورسعيد والإسماعيلية مصاحبة لإنشاء قناة السويس، أو إنشاء ~~حي وسط البلد الذي كان يسمى حي الإسماعيلية بعد أن نزل إسماعيل من القلعة كمقر ~~للحكم إلى قصر عابدين، وإنشاء مدينة حلوان الحمامات للاستشفاء والترفيه. وفي ~~أول القرن 20 أنشئت ضواحي: مصر الجديدة والمعادي والزمالك في القاهرة، والرمل ~~في الإسكندرية؛ استجابة للتعمير المخطط الذي كانت تقوده شركات استثمارية ~~أجنبية آنذاك. # وفي النصف الثاني من القرن 20 بدأت مصر بإنشاء عدة مدن جديدة خارج المدن الكبرى ~~المكتظة بالسكان. ففي الستينيات رسمت هيئة تخطيط القاهرة الكبرى مخططا لإنشاء ~~سلسلة من المدن الحلقية حول القاهرة على نسق مماثل للتجارب الأوروبية، وذلك ~~بغرض تخفيف الضغط السكاني في القاهرة، مع إعطاء فرصة كافية لتجديد وإعادة تخطيط ~~أحياء القاهرة المزدحمة بالسكان آنذاك، وفي السبعينيات إلى التسعينيات خططت ~~وزارة التعمير عدة مدن في ثلاثة أجيال، بعضها دخل حلقة القاهرة الكبرى: «10 من ~~رمضان، 6 أكتوبر، 15 مايو»، وبعضها خارج نطاق القاهرة: «السادات» التي كان يراد ~~بها عاصمة جديدة، «العامرية» التي أعيد تسميتها إلى برج العرب الجديدة، «دمياط ~~الجديدة» حول مشروع الميناء الجديد، «الصالحية الجديدة» عاصمة لمشروع زراعي ~~حديث المفهوم والإنتاج. # الواضح إذن أن القاهرة، وإن استأثرت بنصف عدد المدن الجديدة، إلا أن المخطط في ~~كامل صورته كان متعادلا بين القاهرة والدلتا فقط، ولكن الصعيد لم يدخل حسابات ~~هذا المخطط آنذاك. # هناك ms060 أسباب متعددة أدت إلى إنشاء هذه الأجيال الثلاثة من المدن الجديدة في ~~أجزاء متفرقة من أراضي جمهورية مصر، وأهم هذه الأسباب ما يأتي: # أولا: # الأسباب الديموجرافية الخاصة بالنمو العددي الكبير ~~للسكان مع عدم التناسب المكاني لهذه الزيادة السكانية ~~بين أجزاء مصر؛ مما أدى إلى هجرة داخلية من الريف إلى ~~الحضر بقدر لا يتم استيعابه بالدرجة التي تؤدي إلى ~~ارتفاع البطالة، وانتشار أنماط متعددة من السكن ~~العشوائي حول المدن. لقد زاد المصريون في نحو نصف قرن ~~(1947-1993) بنحو 300٪ (من 19 إلى 57 مليونا). وفي ~~الفترة 1960 إلى 1993 وضح أن معدلات الزيادة قد اختلفت ~~بين أقاليم مصر على النحو الآتي: # جدول : جدول 2-1 معدلات النمو السنوي في أقسام مصر ~~الرئيسية (٪). ~~* # الأقسام # 1960-1966 # 1986-1993 # المدن الحضرية # 3,4 # 1,8 # محافظات الدلتا # 2,3 # 2,2 # محافظات الصعيد # 2,1 # 2,7 # المصدر: «التقرير ~~الوطني المقدم لمؤتمر الأمم المتحدة الثاني ~~للمستوطنات البشرية (قمة المدن)» وزارة الإسكان ~~1996. # وواضح من هذه النسب هبوط ملحوظ في المدن الحضرية ~~الأربعة: «القاهرة، الإسكندرية، السويس، بورسعيد»، وفي ~~محافظات الدلتا، بينما ارتفعت معدلات النمو في الصعيد. ~~والغالب أن هناك تحفظا على نسب الفترة 86-1993؛ حيث ~~إن غالبها دراسات عينة وتقديرات أكثر منها إحصاء ~~معتمد، ولو صحت هذه النسب لما كانت هناك المشكلات التي ~~نعرفها ونعانيها. # ثانيا: # الأسباب الاقتصادية المرتبطة بتغير الفكر الاقتصادي في ~~الستينيات والسبعينيات وإلى الآن، بين الأنظمة شبه ~~الاشتراكية إلى سياسة الانفتاح والتغيرات الاقتصادية ~~المختلفة التي تقع تحت مسمى: «الإصلاح الاقتصادي»، ~~والتدفقات الاستثمارية في أنشطة متعددة، على رأسها ~~الصناعة وقطاع الخدمات وتجارة الاستيراد والسياحة. أما ~~الزراعة: فقد نالها القليل من المدخرات المحلية، ربما ~~لعدم ثبات السياسة الزراعية، أو لأنها تدخل مرحلة ~~تغيير لم تستوعب تطبيقيا بالدرجة الكافية. # شكل 2-10: # المدن الجديدة حول القاهرة. # بعض أشكال الحرمان في مصر الأمية والعطالة ~~والفقر 1994 # شكل 2-11: # لاحظ ارتفاع قيم الحرمان في محافظات ~~الصعيد. فقراء الصعيد 48,5٪ من السكان والدلتا 36,3٪ ~~ومحافظات المدن 13,4٪ والصحاري ~~1,8٪. # وكل هذا أدى إلى ذبذبة كبيرة في السوق بين الإغراق ~~والندرة في السوق المحلية وسوق التصدير؛ النتيجة ~~النهائية هي: فقدان الحوافز للتمويل الزراعي، مما يؤدي ~~إلى مزيد من البطالة الريفية التي وصلت ms061 فيها العمالة ~~لحد التشبع في ظل إستاتيكية وجمود أنماط المحاصيل ~~وأدوات الإنتاج وأنماط التسويق، وحيث إن الأنشطة ~~الحديثة تتجه إلى الأوتوماتية في الإنتاج؛ فقد تناقص ~~الاحتياج إلى العمالة؛ مما يزيد من حدة البطالة التي ~~ارتفعت، على سبيل المثال، من نحو 5٪ إلى 15٪ في عقد ~~1976-1986. # ولا شك أن البطالة العامة لا تعبر عن الاختلافات بين ~~المهن والأنشطة، لكن الأغلب أن الزراعة هي أكبر نشاط ~~تتراكم فيه البطالة، ومن ثم الهجرة إلى المدن. ففي ~~المصدر السابق ونفس الصفحة نجد أن العاملين بالزراعة ~~تناقصوا من 32٪ من قوة العمل 1991 إلى 30٪ عام 1996. ~~هبوط 3٪ ليس بالشيء القليل، فهي تساوي نحو نصف مليون ~~شخص من قوة عمل عامة قدرت ب 16,5 مليون عامل، وفي ~~الفترة المذكورة ذاتها زادت العمالة الصناعية بنسبة 1٪ ~~فقط. # ويعطي شكل # 2-11 # صورة واضحة لظروف ~~الحياة الأساسية: كيف ترتفع كل نسب الحرمان في محافظات ~~الصعيد بالقياس إلى بقية مصر؟ وكيف ترتفع في كل الريف ~~بصفة عامة، بينما تزيد البطالة في المدن عن ريف ~~المحافظات؟ ومنحنى الفقر والفقر المدقع هو مؤشر جامع ~~لكل أشكال الحرمان، ومن ثم هو سبب جوهري في تيار ~~الهجرة الداخلية إلى المدن الرئيسية، مما يزيد من ~~إفقارها كما يتضح من الجدول # 2-2 ~~. # الأرقام 1 إلى 21 تشير إلى أسماء المحافظات على ~~التوالي: 1 القاهرة، 2 الجيزة، 3 القليوبية، 4 ~~الإسكندرية، 5 بورسعيد، 6 السويس، 7 دمياط، 8 ~~الإسماعيلية، 9 الشرقية، 10 الدقهلية، 11 المنوفية، 12 ~~الغربية، 13 كفر الشيخ، 14 البحيرة، 15 بني سويف، 16 ~~الفيوم، 17 المنيا، 18 أسيوط، 19 سوهاج، 20 قنا، 21 ~~أسوان. ~~«مصدر الأرقام التي بنيت عليها النسب التقارير السنوية ~~لمعهد التخطيط القومي سنوات: 1994 و1995 ~~و1996.». # جدول 2-2: صافي الهجرة الداخلية 1986 (الأرقام بالألف ~~شخص). # الإقليم # الحركة إلى # الحركة من # صافي الهجرة # إقليم الحضر # 9359 # 8343 ~~+1016 # إقليم الدلتا # 2052 # 2123 ~~−709 # إقليم الصعيد ~~؟ ~~؟ ~~−335 ~~(المصدر السابق لوزارة الإسكان 1996، ص19. الحركة في ~~محافظات الصعيد غير مقبولة؛ لأنها تعطي نحو 16,7 ~~مليونا و17 مليونا على التوالي، لهذا وضعنا علامة ~~(؟) بدلا من الأرقام المذكور. علامة (+) تساوي إضافة ~~هجرة إلى الحضر، علامة (−) تساوي فقدان سكان بالهجرة ~~من الإقليم) # شكل 2-12: # شكل سكان المدن الجديدة. السكان المقيمون 1996 ~~ونسبتهم من المستهدف ج = الجديدة - أرقام 1996 عن ~~التعداد الرسمي لسكان مصر 1996. # ثالثا ms062: # الكوارث الطبيعية التي تؤدي إلى موقف سكاني وسكني حاد، ~~يتطلب نمط الإيواء السريع في مدن أو أحياء تقام لذلك. ~~لكن لحسن الحظ أن مصر لا تتعرض لكوارث واسعة الدمار ~~والضحايا، وبرغم قلة ما تتعرض له مصر من كوارث طبيعية ~~- زلازل وسيول - فإن آثارها ذات أبعاد أكبر من قوتها ~~لسببين؛ أولهما: كثافة السكان العالية، وتزاحمهم في ~~نطاقات أرضية صغيرة ومساكن غالبها متهالك مكتظ بالناس، ~~وحين تحدث الواقعة فإن ضحايا عزبة صغيرة أو حي قديم ~~تكون أخطر من قدر الكارثة، والسبب الثاني: أن الإيواء ~~ليس سريعا وغير شامل لكل من حاقت بهم الكارثة - لقصور ~~إداري على الأغلب - ومن ثم يظل شبح الكارثة لمدة طويلة ~~قابعا في صورة سكن مؤقت قد يصبح سكنا عشوائيا لطول ~~زمنه، وقد تدهم كارثة أخرى المكان ذاته بعد فترة وجيزة ~~مما يضيف متضررين جددا إلى القدماء، فتصبح أبعاد ~~الموضوع قائمة مستمرة دون حل. # أطلنا في ذكر الأسباب؛ لأنها عوامل متفاعلة تؤدي في النهاية إلى أن الضغوط ~~السكانية في المدن، وبالذات في القاهرة، كانت وما زالت صلب أغراض بناء مدن ~~جديدة. # جدول 2-3: أعداد السكان المستهدفة في المدن الجديدة. ~~* # المدن حول القاهرة # عدد السكان # المدن في الدلتا # السكان # مدن الصعيد # السكان # 10 رمضان # 500000 # السادات # 500000 # بني سويف (ج) # 120000* # 6 أكتوبر # 500000 # برج العرب # 510000* # المنيا (ج) # 120000 # 15 مايو # 250000 # دمياط (ج) # 270000 # أسيوط (ج) # 131000* # بدر # 250000 # الصالحية (ج) # 100000* # سوهاج (الكوثر) # 60000 # العبور # 25000* # النوبارية # 50000 # أسوان # 100000 # الأمل # 250000 # تجمعات 1، 5 # 2200000 # المجموع # 4200000 # 1430000 # 530000 # من مجموع المستهدف # 68٪ # 23٪ # 8,6٪ # ملاحظة: (ج) = الجديدة. العلامة (*) عند رقم تشير إلى ~~تضارب القيم على النحو الآتي: العبور في أرقام مخصصة ~~لسكن 477 ألف شخص، وفي أرقام مخصصة لسكن 52 ألفا، وفي ~~أرقام أخرى برج العرب مخصصة لسكن 150 ألفا فقط، ~~والصالحية الجديدة 70 ألفا، بني سويف مخصصة لسكن 90 ~~ألفا، وأسيوط الجديدة 115 ألفا وفي أرقام أخرى هي ~~مخصصة إلى 25 ألفا. # بدأت مدن الجيل الأول بمدينة العاشر من رمضان أوائل 1978، وكذلك ميناء ومدينة ~~دمياط الجديدة، ومدن السادات و15 مايو و6 أكتوبر وبرج العرب 1979. # أما الجيل الثاني، فقد بدأ نحو 1986؛ أي بعد سبع سنوات من بداية الجيل الأول، ~~وهي مدة ms063 غير كافية للتجربة والخطأ. أما مشروعات الجيل الثالث، فالأغلب أنها ~~بدأت في أوائل التسعينيات؛ أي بفارق زمني قصير منذ البدء في الجيل الثاني، ~~ويظهر الجدول # 2-3 # والشكل # 2-12 # نسبة ~~السكان المقيمين إلى العدد المستهدف من السكان في المدن الجديدة. # ولا شك في أن تضارب الأرقام هو أمر يجعل الدراسة غير موضوعية، والنتائج غير ~~مرضية إلا في صورة عامة كمؤشرات . وسوف نجد فيما بعد تضاربات أشد في موضوعات ~~حيوية أخرى، مثل: عدد العمالة، ورأس المال المستثمر، وقيمة الإنتاج في المدن ~~الجديدة. # أخطر ما نستنتجه من الأرقام السابقة، هو ذلك التركيز المستهدف للسكن في منطقة ~~القاهرة، بحيث تستوعب أكثر من ثلثي السكان المراد توطينهم - كأن القاهرة فقيرة ~~سكانيا. إن الغرض الأساسي من المدن الجديدة هو رفع العبء عن المدن التي تشكو ~~علة الازدحام والاكتظاظ السكاني، وأولها القاهرة؛ فإذا بالمخططين والمنفذين ~~يزيدون المشكلة بدلا من حلها بخلخلة الاكتظاظ السكاني بإبعادهم عنها. كم هو ~~عدد سكان القاهرة الكبرى الآن؟ تتضارب الأرقام حسب مفهوم ومعنى مصطلح القاهرة ~~الكبرى؛ ففي مفهوم هم عشرة ملايين، وفي مفهوم آخر هم 12 مليونا إذا أضفنا كل ~~سكان محافظتي الجيزة والقليوبية، وماذا عن الحركة اليومية للسكان الذين يعملون ~~في القاهرة ويسكنون خارجها: هل تقدر الحركة بمليون أو نصف مليون يجيئون ويخرجون ~~يوميا، أو أكثر أو أقل؟ # وتأتي تقديرات وزارة التعمير بمخطط يزيد سكان القاهرة بنحو مليونين وربع ~~المليون! وذلك فيما عرف باسم مخطط القاهرة الجديدة التي تضم التجمعات الأول ~~والخامس والنخيل ... إلخ. # 7 # فإذا أضفنا إليهم مليونين في مدن رمضان وأكتوبر ومايو ... إلخ. يصبح ~~لدينا إضافة سكانية قدرها ستة ملايين فوق السكان الحاليين، وبذلك تصبح القاهرة ~~الكبرى موطنا لنحو 16 إلى 18 مليونا! # وماذا عن الرقعة المكانية لمثل هذا التجمع السكاني شديد الضخامة؟ سوف تمتد ~~القاهرة من أكتوبر إلى الكيلو 40 أو 50 من طريق السويس - مسافة تقترب من 100 ~~كيلومتر في خط مستقيم من الشرق للغرب، وبين مدينتي رمضان في الشمال الشرقي ~~والتبين في الجنوب مسافة أخرى تقترب من 100 كيلومتر. هذه الرقعة الشاسعة هل ~~يمكن التحكم فيها إداريا ms064 بالنمط الذي نسير عليه؟ وماذا عن الانتقال في أرجاء ~~هذه المدينة العملاقة؟ نصف هذه المساحة مشغول الآن بالعمران والسكان، ومع ذلك ~~نرى صعوبات بالغة في الحركة برغم وجود قوانين مرور جيدة، لكنها غير قادرة على ~~التنظيم نتيجة انفلات الناس من بين أمور أخرى كثيرة. # وفي مواجهة مشكلات القاهرة الكبرى يقترح البعض خطتين متناقضتين تماما؛ الأولى: ~~تجميع الإدارة في محافظة واحدة بدلا من محافظتي القاهرة والجيزة، والثانية: ~~تدعو إلى تفكيك هذه الكتلة السكنية المترامية إلى عدة محافظات؛ واحدة في الشمال ~~الشرقي، وأخرى في الشمال الغربي، وثالثة في الوسط، ورابعة في الجنوب ... إلخ. ~~ولكل من الاتجاهين فلسفة إدارة؛ فالتجميع يعني قرارات موحدة، والتفكيك يعني ~~قرارات نابعة عن الواقع الاقتصادي الاجتماعي الذي يختلف في أجزاء المدينة بين ~~الفقر والغنى، وبين وظائف الأعمال وتجارة الجملة والقطاعي، وبين الدكاكين ~~الصغيرة والأسواق الحديثة، وبين الموظفين وعمال الصناعة ... إلخ. # النجاح والفشل في جذب السكان للمدن الجديدة # قد يبدو أن موضوع المدن الجديدة لا يرتبط بالقاهرة الكبرى. لكنه في ~~الحقيقة جزء لا يتجزأ من موضوع واحد؛ لأن مخططي وزارة التعمير قد ركزوا ~~أكثر من نصف مخططاتهم حول القاهرة، وكان حريا بهم أن يبتعدوا عنها، ~~وينقلوا المنشآت العمرانية الجديدة في مناطق أخرى كنطاق القناة؛ حيث ~~التنمية ممكنة مرتكزة على تعظيم فوائد الشريان البحري العالمي لإنشاء ~~قواعد اقتصادية وعمرانية أجدى من تضخيم مشكلة القاهرة إلى حدود وخيمة. ~~وقد تنبه المسئولون في الدولة إلى هذه المزالق، وتعالج الآن بالتركيز على ~~مشروعات، مثل: شرق التفريعة وشمال رأس خليج السويس وترعة السلام وتوشكى. ~~ومع ذلك تظل مشكلة القاهرة وحلقات المدن حولها مشكلة مزمنة تحتاج إلى ~~كثير من التروي؛ لتخفيف مضار ما حدث، مع إلغاء بعض المشروعات العمرانية ~~التي ما زالت مخططات على الورق، فالكثير من مشروعات المدن الجديدة حولها ~~لم تبدأ، أو بدأت ولم تنته عمليات إعمارها، وهذا مما يسهل اتخاذ قرار ~~بإيقافها لإنقاذ القاهرة، ويوضح الجدول التالي هذه الأمور ~~الواقعة. # جدول 2-4: السكان المقيمون بصفة دائمة في المدن الرئيسية الجديدة ~~عام 1996 ونسبتهم إلى ms065 العدد المستهدف. ~~* # المدن حول القاهرة # عدد السكان # النسبة ٪ # المدن خارج القاهرة # عدد السكان # النسبة ٪ # 10 رمضان # 50000 # 10 # برج العرب # 10000 # 2 # 6 أكتوبر # 75000 # 15 # السادات # 16000 # 3,2 # 15 مايو # 100000 # 40 # دمياط # 11000 # 4 # المجموع # 225000 # 18 # 37000 # 2,9 # وزارة الإسكان 1996 - مصدر سابق. # وظائف المدن الجديدة حول القاهرة - مخصصات الوظائف ~~بالكيلومتر المربع منفذة أو قيد التنفيذ # شكل 2-13: # مصدر الأرقام كتاب «مبارك والعمران» عن وزارة ~~التعمير - بدون تاريخ، وغالبا أوخر 1999. # ولنا بعض ملاحظات على الأرقام السابقة نوجزها فيما يلي: ~~(1) # بعض مواصفات الصناعة في المدن الجديدة (نسب ~~مئوية) # شكل 2-14: # عدد المصانع 1090 - رأس المال 11 مليار جنيه - ~~قيمة الإنتاج 17 مليار جنيه - القوة العاملة 82000 ~~عامل - الأجور السنوية 500 مليون جنيه. # تتضارب هذه الأرقام المستقاة من وزارة التعمير وأرقام ~~التعداد العام للسكان 1996. فالتعداد يسجل أن المقيمين ~~في المدن الجديدة حول القاهرة بلغوا في 10 رمضان 47 ~~ألفا، 6 أكتوبر 35 ألفا، ومدينة 15 مايو 66 ألفا ~~بمجموع 148 ألفا مقابل نحو 30 ألفا فقط في المدن ~~الثلاث خارج القاهرة (برج العرب 7 آلاف، السادات 16 ~~ألفا، ودمياط الجديدة 6,5 آلاف)، ومرة أخرى يظهر ~~التحيز الشديد للمدن حول القاهرة. ~~(2) # لا شك في أن نجاح مدينة 15 مايو مرتبط بوقوعها في قلب ~~المنطقة الصناعية الجنوبية للقاهرة، ومن ثم كان ~~استيطانها بنسبة عالية، وذلك برغم المخاطر الصحية ~~الناجمة عن تلوث الهواء بالأتربة ودخان المصانع، وما ~~ترتب عليه من أمراض الجهاز التنفسي. ~~(3) # إن فشل مدينتي رمضان وأكتوبر في جذب السكان خلال عشرين ~~سنة من الإنشاء، هو دليل على خطأ اتخاذ موقع قريب من ~~الكتلة العمرانية للقاهرة والجيزة، ويصعب على العمالة ~~في مصانع المدينتين الهجرة الدائمة لنقص معروف في ~~قطاع الخدمات، ولارتباطات اجتماعية ونفسية غير موجودة ~~بالمدن الجديدة، ولهذا فإن جانبا من السكن الدائم في ~~المدينتين يرتبط بقطاع الأغنياء الذين يقيمون منتجعات ~~لعطلة نهاية الأسبوع. # القواعد الاقتصادية للمدن الجديدة # الفرضية الأولى للمدن الجديدة هي أنها يجب أن تنظر إلى داخلها، وليس إلى ~~المدينة الكبيرة إلى جوارها، وذلك في مجالات القوة البشرية والاقتصادية ~~والخدمية. وإذا كانت تجربة إسكان المدن الجديدة لم تلق النجاح المطلوب، ~~فإنها قد نجحت في إقامة قواعد اقتصادية جيدة ربما تساعد في ربع القرن ~~القادم على إنشاء قواعد سكانية ms066 وخدمية مواكبة للقاعدة الصناعية، ويوضح ~~الجدول # 2-5 # والشكل البياني # 2-14 # الوضع الحالي. # جدول 2-5: مدى النجاح الحالي والمتوقع في الصناعة في المدن الجديدة (1996). ~~* # مقومات الصناعة # 10 رمضان # 6 أكتوبر # برج العرب # السادات # دمياط # مصانع منتجة: 1090 مصنعا، منها في # 47٪ # 25٪ # 7,14٪ # 3,8٪ # 2,5٪ # مشروع مصانع: 759 مصنعا # 29٪ # 33٪ # 6,13٪ # 5,10٪ # 7,2٪ # رأس المال للمصانع المنتجة: 11 مليار جنيه # 63٪ # 23٪ # 7,5٪ # 7,3٪ # 3,8٪ # قيمة الإنتاج: 17 مليار جنيه # 57٪ # 32٪ # 8,4٪ # 5,4٪ # 0,6٪ # العمالة: 82 ألف عامل # 34٪ # 20٪ # 3,4٪ # 2٪ # 39٪ # أجور عمال: 500 مليون جنيه # 60٪ # 30٪ # 9,5٪ # 9,2٪ # 0,5٪ # وزارة الإسكان 1996 - مصدر سابق . # وتتلخص التعليقات على الشكل والأرقام على النحو الآتي: ~~(1) # التركيز واضح في مدينة 10 رمضان التي تكاد أن تحوز على ~~نصف المصانع المنتجة في المدن المذكورة أعلاه، وتنوي ~~أن تحوز على ثلث المصانع تحت الإنشاء. كما أن لها نصيب ~~الأسد في بقية العناصر الصناعية: ثلثي رأس المال، ونحو ~~الثلثين في الأجور المدفوعة للعاملين، وقيمة الإنتاج، ~~ويبدو أن الصناعة في هذه المدينة من النوع كثيف رأس ~~المال قليل العمالة. ~~(2) # الأغلب أن 10 رمضان تتفوق على بقية المدن الأخرى لعامل ~~جغرافي شديد الفاعلية. فهي تقع في مواجهة شرق الدلتا ~~بين أقطاب عمرانية ذات شأن كمصدر تمويل وعمالة وتسويق ~~لدرجة أنه يطلق عليها أحيانا اسم: «الميناء الجاف»؛ ~~فهي تتوسط أوتوستراد الإسماعيلية بين القاهرة والقناة، ~~ويتقاطع معها طريق إلى الشرقية والصالحية. العمالة ~~تأتيها من القاهرة والشرقية والخامات والتصدير السلعي ~~في اتجاه الخارج والداخل. المياه موردها ميسر نسبيا ~~من ترعة الإسماعيلية، وهي بهذا يمكن أن تصبح مدينة ~~مستقلة ذات نفوذ صناعي تجاري، وتخرج بذلك من حيز المدن ~~التوابع. ~~(3) # أما مدينة 6 أكتوبر، فهي بحق مدينة تابعة للقاهرة ~~الكبرى، وخلفيتها لا تمتد إلى ظهير متنوع الأبعاد ~~والقوة والإنتاج على عكس مدينة رمضان، فهي أقرب إلى ~~الضاحية منها إلى مدينة ذات استقلال، ومن ثم كثر السكن ~~فيها حتى لغير العاملين بها. ~~(4) # السادات: عبارة عن تخليق جديد لمستوطنة بنيت لهدف لم ~~يتحقق لتغير الظروف # 8 # وربما تتطور إلى مدينة ذات خلفية زراعية ~~صناعية. العامرية أيضا تحولت من منطقة استصلاح زراعي ~~إلى تجمع صناعي يحل أزمة المكان المحدود للصناعة ~~السكندرية، وغالبا ما ستنمو باتخاذها مقرا للمطار ~~الدولي للإسكندرية. دمياط الجديدة، بالتحامها القريب ~~مع دمياط، ونمو عمل ميناء ms067 الحاويات ستشكل في المستقبل ~~تجمعا سكنيا صناعيا نشطا. # 9 ~~(5) # وأخيرا نورد جدولا مركبا بين حقيقة الأوضاع في ~~المدن الجديدة على ضوء ما استهدفته هذه المدن من حل ~~لمشكلة التزاحم السكاني الكثيف في مصر الوادي والدلتا ~~ومدنها، وما تحقق منها بأرقام التعداد السكاني لعام ~~1996 التي هي أصدق أرقام متاحة لأحوال السكان في ~~مصر. # جدول 2-6: موقف حلقة المدن الجديدة حول القاهرة ~~* # المدينة # عدد السكان ~~٪ سكان 1996 من المستهدف# ~~٪ نمو السكان 86-1996# # المستهدف* # 1986** # 1996** # 10 رمضان # 500000 # 8509 # 47839 # 9,6٪ # 525 # 6 أكتوبر # 500000 # 528 # 35477 # 7,2٪ # 700 # القاهرة الجديدة (القطامية + التجمعات)@ # 2200000 ~~- # 34819 # 1,6٪ # بدر # 250000 ~~- # 248 # 0,01٪ # الشروق ~~؟ ~~- ~~- # 15 مايو # 250000 # 24106 # 65865 # 26,5٪ # 273 # العبور # 500000 # 1037 # 991 # 0,2٪ ~~−5 # المجموع # 4200000 # 33255 # 185239 # 4,4٪ # ملاحظات على جدول # 2-6 ~~: ~~* أرقام وزارة التعمير عن التقرير الوطني المقدم ~~لمؤتمر الأمم المتحدة الثاني للمستوطنات البشرية ~~(قمة المدن)، وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات ~~العمرانية، جمهورية مصر العربية 1996. ~~** أرقام التعداد 1996 «النتائج الأولية للتعداد ~~العام للسكان والإسكان والمنشآت لسنة 1996» فصل: ~~«عدد السكان في المدن العمرانية الجديدة مقارنا ~~بنتائج تعداد 1986». ~~من حساب الباحث. ~~@ تظهر في التعداد باسم «الأمل» وتشمل القاهرة ~~الجديدة بما فيها القطامية والتجمعات. # شكل 2-15: # مشروعات تطوير عمرانية بمنطقة القاهرة عام ~~2000. # وبالرغم من أن موقف المدن الجديدة حول القاهرة غير مشجع إلى الآن، فهناك ~~مئات المباني والوحدات السكنية التي بنيت غير مسكونة لأسباب كثيرة، على ~~رأسها: قلة الخدمات الأساسية ونقص بعض البنية الأساسية، إلا أن الإعلان ~~مستمر عن إنشاء مشروعات تطوير ومشروعات إسكان وغير ذلك. وعلى سبيل المثال ~~اخترنا أحدث المشروعات التي تعلن عنها محافظة القاهرة لعام 2000 لتطوير ~~الهوامش الجنوبية من المعادي إلى القطامية، وحول الطريق الدائري كما ~~يوضحه الشكل # 2-15 ~~. # واضح أن هناك تركيزا على الوظيفة السكنية التي تستغرق نحو نصف ~~المشروعات، وأن معظمها مركز في القطامية. يلي ذلك 26٪ من مساحة المشروعات ~~مخصصة للسياحة والترفيه حول الطريق الدائري، وربما كان ذلك هو ملاعب ~~الجولف القائمة حاليا، وثار حول العمارات الشعبية المقامة حولها جدل ~~بمعنى: هل تهدم الأبنية الشعبية القائمة حفاظا على جمال البيئة المحيطة ~~بالملاعب؟ وذلك برغم أن المساحات الخضراء مرغوبة في هذه المنطقة ~~الصحراوية الصخرية، إلا أن هذه المساحة الخضراء مغلقة على عضوية كبار ~~القوم وأغنيائهم، ولا سبيل إليها للعامة من الناس! # الصناعة تحتل ms068 المركز الثالث في وظائف هذه المشروعات، وأغلبها مركز في ~~حلوان، والقليل منها في القطامية، وتحتل وظائف التعليم والخدمات الصحية ~~مساحة لا بأس بها في القطامية التي تفتقر إليها كمدينة ناشئة، بينما ~~تستخدم مثل هذه الوظائف القائمة في مدينة نصر والمعادي لخدمة التنمية ~~السكنية الجديدة التي يتضمنها المشروع في كل منهما. # ولا يسعنا إلا التساؤل عن جدوى الإعلان عن مثل هذه المشروعات التنموية ~~برغم عدم استكمال سابقاتها من مشروعات؟ وهل العملية التخطيطية حول ~~القاهرة وفي القاهرة عبارة عن ميادين منفصلة لكل وزارة أو إدارة على حدة؟ ~~ألا يستحسن إيجاد تكامل في التخطيط الفيزيقي والاجتماعي والخدمي معا في ~~إدارة واحدة بدلا من هذا الشتات؟ ~~(4) شبرا الخيمة: مخطط للصحة والترويح في شمال القاهرة # من نافلة القول أن المناطق الصناعية هي أحد أهم بؤرات التلوث في العالم بما ~~تطلقه من غازات ومواد عالقة وما تلقيه من مخلفات سائلة وصلبة أغلبها تحتوي على ~~مواد ضارة بالجسم البشري، وبعضها سام بكل المعنى. وقد تمكنت الدول المتقدمة من ~~الحد النسبي من هذه الملوثات بتكلفة وتكنولوجيا عالية مع رقابة صارمة من قبل ~~أجهزة عديدة حكومية وجماعات غير حكومية. ولكن تحقيق ذلك ما زال بعيد المنال في ~~الدول النامية المنشغلة بتحسين ناتجها الوطني بتنمية الصناعة بأي شكل ~~كان. # وربما كان الوضع في مصر قد دخل مرحلة ما من الرقابة على التلويث الصناعي؛ فقد ~~كثرت الإشارة إليه، وترددت حوله الأقوال من الجهات المسئولة والصحافة وأنصار ~~البيئة معا، وأنشئت له وزارة للبيئة، وهيئة حكومية عليا، ومعاهد للدراسات ~~البيئية، ووكالات للبيئة بالكليات الجامعية، وكلها علامات مبشرة بخير قريب. ~~ومعروف أن القول يسبق الفعل، ومن ثم بدأت بعض الإجراءات تأخذ طريقها إلى حيز ~~الوجود، لكنها بكل المقاييس غير كافية بعد؛ بل إن بعض شركات الصناعة تشكو من ~~تكلفة إجراءات منع الملوثات، كما أن بعضها يرى أنها تؤدي إلى تقليل ~~الإنتاج. # ولسوء حظ القاهرة أن المناطق الصناعية قد أنشئت في مناطق متنزهات طبيعية ظلت ~~كذلك لفترة قرون وقرون، فحلوان منذ العصر العباسي مشهود لها ms069 بطيب المناخ كمنتجع ~~لأغنياء القاهرة وولاتها. وشبرا هي رئة القاهرة الشمالية حيث تهب الرياح ~~الشمالية محملة بنسائم نقية عند مرورها على الزروع المختلفة؛ فتنعش جو القاهرة ~~القائظ صيفا وتميل إلى ترطيبه شتاء. ومن هنا كانت نشأة القصور التي بناها محمد ~~علي الكبير وبعض الأمراء في شبرا، وقد تحولت كلها إلى أبنية مدرسية باستثناء ~~قصر محمد علي في شبرا البلد الذي أصبح مقرا لكلية زراعة جامعة عين شمس منذ ~~أمد طويل. ولكن في الثلاثينيات من القرن الحالي تراءى لبعض أصحاب الفكر الصناعي ~~اتخاذ شبرا الخيمة مركزا للصناعات؛ لوجود عدة عناصر مشجعة، منها: القرب من ~~القاهرة مركز السوق الرئيسي، ولوجود الأيدي العاملة الرخيصة من سكان قرى وعزب ~~المنطقة، ومن القاهرة بصفة خاصة حتى غلب «المهاجرون» من العمال على الصيغة ~~السكانية لشبرا الخيمة. لم يفكر هؤلاء الصناعيين بمنطق التنمية الصناعية التي ~~بدأها بنك مصر وشركاته في إقامة الصناعة في أماكن بعيدة عن القاهرة كالمحلة ~~الكبرى وكفر الدوار على سبيل المثال؛ ذلك أن بدايات الصناعة في شبرا الخيمة ~~كانت صناعات محدودة رأسماليا بالقياس إلى شركات بنك مصر، وربما كان أصحابها ~~من جاليات غير مصرية هدفها تشغيل أموالهم في صناعات فردية محدودة موفورة الربح ~~بالقرب من القاهرة. # أيا كانت الأسباب؛ فقد وقر ذي ذهن الصناعيين فيما بعد أن شبرا الخيمة منطقة ~~صناعية، وتتالت المنشآت الصناعية إلى أن وصلنا إلى الوضع الحالي، حيث تغطي ~~المناطق الصناعية ثلاثة محاور رئيسية، هي: ~~(1) # المحور الشرقي ~~: الذي يمتد ~~على طول واجهة ترعة الإسماعيلية من زاوية الترعة إلى شمال ~~مسطرد بطول نحو خمسة كيلومترات. وعبرت الصناعة الترعة على ~~كوبري مسطرد إلى شرق الترعة - خارج المنطقة الإدارية لشبرا ~~الخيمة - لكي تلتحم مع المنطقة الصناعية النامية من غرب عزبة ~~النخل والمطرية إلى السواح. ~~(2) # المحور الغربي ~~: ويمتد على ~~طول محور الخط الحديدي والطريق الزراعي شمالا مساحة تبلغ ~~نحو أربعة كيلومترات حتى قرب قرية ميت نما شرق الطريق ~~الحديدي، وعند ملتقى الطريق الدائري الجديد، وحتى قليوب غرب ~~الطريق مساحة تبلغ نحو ثمانية كيلو مترات تمتد ms070 سلسة من ~~المخازن والمصانع والورش. ~~(3) # المحور الأوسط ~~: ويمتد فيما ~~بين المحورين السابقين مسافات تتراوح بين 2 إلى 3 كيلومترات ~~مكونا في أحيان كتلة ملتحمة كما هو الحال شرقي حي بيجام، ~~ومتفرقا أحيانا أخرى في غرب بهتيم. ويمر المحور الأوسط بين ~~المناطق السكنية فيقسمها قسمين: الغربي يتكون من بيجام ~~والسعادة وشبرا الخيمة، والشرقي يتكون من بهتيم وعزب أخرى ~~صغيرة اندمجت في كتلة عمرانية. # شكل : # شبرا الخيمة والتداخل السكني والعشوائي ~~والصناعي. # وترتكز هذه المحاور الصناعية الثلاثة على الواجهة الشمالية لترعة الإسماعيلية ~~في امتداد نحو ثلاثة كيلومترات يراها السائر على كورنيش الترعة أمام محطة ~~كهرباء شمال القاهرة، وتتكون المنطقة الشمالية من حقول زراعية كانت مساحتها نحو ~~3500 فدان تنتج الكثير من خضراوات سوق القاهرة، لكن هذه المساحة الزراعية آخذة ~~في التناقص، ليس فقط نتيجة نمو الصناعة، ولكن إنشاء الطريق الدائري رفع فجأة ~~قيمة الأرض، فأصبحت تحسب بالمتر بدلا من القيراط من أجل زحف عمراني عشوائي غير ~~منظم ولا مضبوط ليس فقط في شمال شبرا الخيمة، بل على طول الطريق الدائري حتى ~~المرج وبركة الحاج وكفر الشرفا إلى قرب مدينة السلام. # الصناعات الرئيسية في المنطقة هي بالترتيب: النسيج والصناعات المعدنية ~~والصناعات الكيماوية وصناعة مواد البناء، ثم الصناعات الصغيرة من مختلف ~~الأنواع: «خراطة - لحام - نجارة ... إلخ» ويعمل بها جميعا نحو سبعين ألف عامل، ~~وكل هذه الصناعات الكبيرة والصغيرة مسئولة عن أنواع عدة من التلوث، وبخاصة ~~الغازات والأتربة العالقة والساقطة، فضلا عن تصريف مخلفات الصناعة في مياه ~~الترع العديدة في المنطقة، وعلى رأسها ترعة الشابوري التي تحولت إلى رشاح هو ~~مصدر لكل السموم بكل ما تعنيه الكلمة. # ونورد هنا نتائج بعض الدراسات التي قام بها المركز القومي للبحوث عن مقدار تلوث ~~الجو، والتي تشير إلى مخاطر صحية وعمرانية جمة. # مثلا غاز ثاني أكسيد الكربون يتولد بنسب عالية من نواتج الصناعات المعدنية ~~والكيماوية ومصانع الطوب الحراري والزجاج والصيني والبلاط والمواسير الإسمنتية ~~والكابلات الكهربائية والغزل، ويختلط الدخان بثاني أكسيد الكربون مكونا ~~أنواعا من الجو المشبع بالضباب - ضبخان = ضباب ودخان معا - يضر ms071 بالجهاز ~~التنفسي للإنسان، ويؤدي إلى تآكل المعادن والأبنية. درجة تركيز ثاني أكسيد ~~الكربون تتراوح في المناطق المختلفة من شبرا الخيمة إلى ما بين 0,08 في المليون ~~إلى 0,33 جزء من المليون، بينما المتوسط الآمن في الدول المتقدمة يتراوح بين ~~0,01 إلى 0,03 جزء في المليون؛ أي نحو عشر ما في شبرا الخيمة. والأغلب أن ~~ارتفاع النسبة في شبرا الخيمة راجع إلى استخدام وقود صلب، الذي يزيد في الورش ~~الصغيرة الكثيرة. أما الأتربة العالقة فهي أعلى من المتوسطات المأمونة. فهي ~~+500 و+700 ميكروجرام/م # 3 # في شبرا الخيمة وحلوان على ~~التوالي، بينما هي في حدود 100 إلى 150 في بلاد العالم المتقدم، وتحتوي الأتربة ~~العالقة على مواد سامة مثل الرصاص والزنك والنيكل. # وبطبيعة الحال فإن التركيز في هذه الملوثات يكون على أشده فوق مناطق المصانع ~~التي أشرنا إليها سابقا، وفوق المناطق السكنية المتداخلة في المناطق الصناعية، ~~فتزيد مشكلات السكن الصحية سوءا على سوء. # فالصناعة تخلق مناخات محلية خاصة. فإن التسخين الناجم عن دخان المصانع يخلق ~~نوعا من التيارات الهوائية الساخنة الصاعدة فوق شبرا الخيمة، ثم تبرد هذه ~~التيارات كلما ارتفعت في طبقات الجو، فترتد إلى الأرض منتشرة في صورة أتربة ~~ساقطة على مساحات واسعة فتشمل نطاق الزراعة والسكن، ليس فقط في شبرا الخيمة؛ بل ~~تنتشر أيضا على معظم شمال القاهرة نتيجة دفع الرياح الشمالية لها، ومن ثم فإن ~~الكثير من الخضراوات المزروعة في المنطقة تتأثر بالملوثات، مثل الرصاص، الذي ~~يمتص في التربة، ويدخل غذاء النمو النباتي. وبلا شك فإن الكميات القليلة من ~~الملوثات التي تدخل الجسم نتيجة لأكل هذه الحاصلات تصبح كثيرة المضاعفات الصحية ~~مع دوام أكلها. هذا فضلا عن تعرض السكان إلى الكثير من أمراض التنفس وأمراض ~~العظام، ولتأكيد ذلك فالمقترح إجراء مسوح صحية في المنطقة لتبين مدى وشيوع ~~أمراض معينة خاصة بالبيئة الصناعية بين سكان شبرا الخيمة. # والمسألة لا تقتصر على محلية شبرا الخيمة فقط. فالرياح الشمالية الدائمة تحمل ~~معها ملوثات الصناعة المذكورة إلى بقية القاهرة، وبطبيعة الحال سيكون التأثير ~~أكبر في شمال القاهرة يقل تدريجيا صوب ms072 الجنوب إلى أن يلتقي بملوثات منطقة ~~الصناعة الجنوبية الممتدة من دار السلام والمدابغ إلى حلوان-التبين، وبذلك تقع ~~القاهرة بين شقي رحى التلوث من شبرا الخيمة في الشمال إلى حلوان في الجنوب، ~~وعلينا أن ندرك أن تأثير شبرا الخيمة على معظم القاهرة هو الأقوى بحكم أن ~~القاهرة تقع في منصرف رياح الشمال بعد أن تتحمل بملوثات الصناعة . أما ملوثات ~~الجنوب من دار السلام حتى التبين، فيقتصر أثرها الضار على جنوب القاهرة الكبرى ~~فقط. # كيف نواجه هذه المخاطر؟ # أولا: # إجراء مخطط شامل جديد لمنطقة شبرا الخيمة. في ~~1973 أجرت الهيئة العامة للتخطيط العمراني دراسة حول ~~التخطيط الابتدائي العام لمدينة شبرا الخيمة، فهل ~~كانت هناك متابعة لهذه الدراسة؟ وهل رسمت مخططات ~~أخرى؟ وهل دخل أي مخطط حيز التصديق والموافقة أم حيز ~~الأضابير؟ والأغلب أن شيئا لم يتم، بدليل نمو عدد ~~الورش والمصانع الصغيرة في فترة الثمانينيات؛ مما ~~أدى إلى زيادة التلوث بنسب كبيرة. # فالمطلوب إذن تنشيط وتعديل الدراسات التخطيطية ~~السابقة، والعمل الدءوب للحصول على اعتمادها من قبل ~~متخذي القرار، والبدء بتنفيذها في صورة مرحلية. فليس ~~سهلا إجراء التنفيذ في منطقة كثيفة العمران ~~والإنتاج. ففي شبرا الخيمة الآن نحو 800 ألف ~~نسمة. # ثانيا: # نقل الصناعة تدريجيا من شبرا الخيمة بصورة غير ~~مفاجئة، بمعنى: ~~(1) # وقف تراخيص إنشاء ورش أو مصانع جديدة بصورة ~~حازمة. ~~(2) # عدم تجديد تراخيص المصانع القائمة تدريجيا، ~~وخاصة تلك التي لا تتقيد بقوانين الحفاظ على ~~البيئة. ~~(3) # لا شك أنه في المناخ الاستثماري الحالي فإن ~~الكثير من الشركات الصناعية تفضل تحديث مساحاتها ~~وآلاتها من أجل المزيد من الإنتاج المحدث. فالكثير ~~من المصانع الحالية تشكو ضيق المكان والمخازن وقدم ~~العدد والآلات وكثرة العمالة، وكلها يجب عليها ~~بالإيجاب عمليات الانتقال إلى أماكن أرحب وآلية أحدث ~~ومشكلات عمالة أقل. ~~(4) # لهذا فإن إعطاء حوافز من مختلف الأنواع ~~للمصانع التي تنتقل إلى أماكن جديدة سيكون مطلبا ~~مرغوبا؛ طالما أن المواقع الجديدة ملائمة لشروط ~~الصناعة من حيث الطرق والبنية الأساسية ~~والاتصالات. ~~(5) # أن تختار مواقع الصناعة الجديدة في أماكن لا ~~تتسبب في ms073 الإضرار بالمناخ المحلي لمدينة القاهرة. ~~مثلا على امتداد طريق السويس ابتداء من الكيلو 50 ~~فالمنطقة إلى جنوب هذا النطاق صحراوية بالمعنى ~~المعهود، فأي تلوث صناعي قد لا يطول القاهرة إلا إذا ~~صادفت رياحا شرقية، وهي ليست مستمرة ولا دائمة، ~~وعلي أية حال فالمفروض أن المصانع الجديدة ستكون ~~مراعية لضوابط البيئة تماما. ~~(6) # مع هذا الانتقال يجب إنشاء مدن أو قرى سكنية ~~حديثة التخطيط ومستوفية للشروط الصحية؛ لإقامة ~~العمال والعاملين بهذه المصانع على نسق مدينة العاشر ~~من رمضان. # تحويل شبرا الخيمة إلى متنزه وطني # ماذا نفعل بأرض شبرا الخيمة بعد انتقال الصناعات منها؟ # أن يراعى على وجه لا تشوبه شائبة تحويل أراضي المصانع المنقولة من شبرا ~~الخيمة إلى حدائق أو متنزه وطني كبير يمتد نحو ثلاثة كيلومترات على ~~ضفاف ترعة الإسماعيلية، وبعرض يمتد نحو كيلومتر واحد، بحيث يكون رئة ~~لشمال القاهرة، على غرار المدن الكبرى، مثل: غابة بولونيا في باريس أو ~~هايدبارك في لندن أو شتاد بارك في فيينا أو سنترال بارك في نيويورك. وأن ~~يصاحب ذلك رسم مخطط شامل يهدف في النهاية إلى إقامة مدينة حدائق من أجل ~~مساحات من الخضرة تساعد على تحسين جو القاهرة كما كان الأمر في أوائل هذا ~~القرن، ويمكن أن يتم ذلك تدريجيا بضبط نوعية المباني والالتزام بقوانين ~~التنظيم الأخرى. فالكثير من أسر العاملين في الصناعة سوف تنتقل إلى ~~المواقع الجديدة، ويحدث تفريغ جزئي للمنطقة السكنية الحالية مع الوقف ~~الفوري لزحف العمران العشوائي حول الطريق الدائري حفاظا على المنطقة ~~الزراعية. ولا شك أن قيمة الأراضي السكنية سوف ترتفع في هذه البيئة ~~الجديدة؛ مما يؤدي إلى تغير الأنماط السكنية العشوائية إلى نمط عمائر ~~وبيوت أكثر انضباطا وأرقى حالا، كما حدث في النمو العمراني حينما التف ~~حول قرية الدقي أو العجوزة على سبيل المثال. # وباختصار سوف نرفع عن القاهرة أحد مصادر التلويث الواقعة جغرافيا في ~~مهب رياح القاهرة؛ مما يؤدي إلى هواء نقي يسهم في تحسين جو القاهرة الذي ~~ابتلي بكل أشكال الملوثات، ويسبب أمراضا لم تكن معهودة من ms074 قبل. # الأرقام فيها الكثير من التضارب، وربما يعود بعضها إلى أخطاء ~~مطبعية، وبخاصة ترقيم الأصفار. مصدر الأرقام: الإدارة العامة ~~للخطة والمتابعة - محافظة القاهرة، 1997. # إقامة صناعة ما تخلق فرص عمل خارج الصناعة ~~لشخصين أو ثلاثة كخدمات وأنشطة مكملة. انظر: علا ~~سليمان الحكيم «ظاهرة التحضر ونمو المدن» ندوة ~~التوسع الحضري، معهد التخطيط القومي 1988 ~~ص152. # في 1976 لم يتعد سكان مناطق المقابر 145 ألفا كان منهم 18 ~~ألفا فقط هم الذين يسكنون داخل الأحواش في جبانات القاهرة ~~التقليدية، وهناك تفريق بين سكان مناطق الجبانات الذين ~~يعيشون في بيوت أو شقق داخل المنطقة وبين أولئك الذين يسكنون ~~داخل الأحواش، وهؤلاء هم المعنيون باسم سكان عشوائيات، مثلهم ~~في ذلك مثل سكان أسطح العمارات حتى في أرقى أحياء ~~المدينة. # عزة سليمان وشنوده سمعان «التوسع الحضري ومشكلة الإسكان في ~~مصر» - ورقة في ندوة التوسع الحضري التي نشرها معهد التخطيط ~~القومي بالقاهرة 1988، ص328-330. # وفي 1984 كان تقدير سكان المقابر نحو 117 ألفا بدون تمييز ~~لعدد سكان الأحواش الفعلي. ممدوح الولي «سكان العشش ~~والعشوائيات»، نقابة المهندسين - القاهرة 1993، ص ~~50-51. # خسرت مصر نحو نصف مليون فدان في الفترة ~~1950-1984 من الأرض الزراعية الجيدة في الدلتا ~~والصعيد نتيجة زحف المدن. انظر: محمد سمير مصطفى ~~وعزة سليمان «مستقبل التوسع الحضري في مصر وأثره على ~~البيئة» ندوة التوسع الحضري - معهد التخطيط القومي ~~1988، ص374-375. # يتواجد الزبالون بكثرة في منشأة ناصر، لكن ~~هناك أماكن أخرى لتواجد الزبالين، مثل: عزبة النخل ~~وحلوان وطرة والمعتمدية والبراجيل، ويزيد عددهم على ~~30 ألفا، وقد بدأ المهاجرون من الوادي الجديد هذه ~~المهنة لكن لحقهم في ذلك مهاجرون من الصعيد. انظر: ~~عزة سليمان وشنودة سمعان، مصدر سابق، ص ~~340-342. # ملاحظة: الكثير من موضوع السكن الطفيلي ~~والعشوائي متضمن في بحث للمؤلف بعنوان: «السكن ~~العشوائي في جمهورية مصر، وحالة القاهرة بشيء من ~~التفصيل» ألقي في ندوة لجنة الجغرافيا - المجلس ~~الأعلى للثقافة في مارس 2000 - تحت الطبع. # غيرت وزارة الإسكان خطة الإسكان في القاهرة الجديدة في صمت من ~~منطقة لاستقبال الزيادة السكانية الشعبية في القاهرة إلى تخصيص ~~مساحات واسعة لفيلات وقصور وعمارات الموسرين، وبالتالي ms075 لن تستوعب ~~القاهرة الجديدة مليونين وربع المليون كما كان المستهدف، بل ربما ~~اقتصرت على ربع هذا العدد. راجع: أبو زيد راجح، رئيس الهيئة العامة ~~لبحوث الإسكان والبناء والتخطيط العمراني سابقا، عن العمران في ~~القاهرة في مجلة الكتب وجهات نظر الشهرية القاهرية عدد نوفمبر 2000 ~~ص58-61. # كان التخطيط في بناء مدينة السادات أن تصبح ~~المقر الرسمي للحكومة المصرية كخطوة نحو نقل العاصمة ~~السياسية من القاهرة. ولكن نقل موظفي بعض الوزارات، ~~وبخاصة وزارة التعمير، لقي معارضة شديدة علنية وغير ~~علنية (سياسة المقاومة السلبية)؛ مما أدى - إضافة ~~إلى متغيرات سياسية أخرى بعد رحيل السادات - إلى ~~التغاضي عن مشروع نقل العاصمة، ثم ضمت مؤخرا إلى ~~محافظة المنوفية التي استفادت من المباني الكثيرة ~~الفارغة في تحويل بعض كليات جامعة المنوفية ~~إليها. # الأرقام مجمعة عن «قمة المدن» لوزارة الإسكان ~~1996 سابق الذكر - صفحات متعددة، وهناك في الحقيقة ~~تضارب كبير في قيمة الأرقام داخل المصدر نفسه. على ~~سبيل المثال عدد المصانع المنتجة هي 1090 في صفحة ~~و1506 في مكان آخر من نفس المصدر، ورأس المال ~~المدفوع في المصانع المنتجة 4 مليارات في مكان و11 ~~مليارا في مكان آخر، وقيمة الإنتاج 4,8 مليارات و17 ~~مليارا، وقس على هذا بقية الأرقام. فأيها ~~نصدق؟ # الفصل الثالث # القاهرة والزمان # دينامية القاهرة في أزمان مختلفة ~~(1) التاريخ السكني والسياسي لإقليم القاهرة # توضح الخريطة ( # 1-2 ~~) أن منطقة القاهرة الكبرى كانت ملائمة ~~للسكن البشري منذ عصور ما قبل التاريخ، ولكن هذه المستوطنات كانت تعتلي سطوح ~~الهضاب، ولا يغشى الناس الوادي أسفلها إلا للصيد والسماكة، فلم تكن الزراعة ~~معروفة بعد، # 1 # وحين مارس السكان الزراعة في أشكالها الأولى في العصر النيوليتي ~~(الحجري الحديث) فإن ذلك لم يحدث نقلة اقتصادية عمرانية مفاجئة، بل تدرج الناس ~~في ممارستها جنبا إلى الصيد الذي ألفوه لزمن طويل. وحين تعلم المصريون تقنية ~~الزراعة بالتفاعل مع معطيات البيئة النهرية والممطرة معا، كان الجفاف يزحف ~~تدريجيا على مصر، مما اضطر الناس إلى التقدم بمستوطناتهم قريبا من ماء ~~النهر، تاركين سطوح الهضاب للجفاف والإجداب. وبدأ المصريون يتفاعلون بالتجربة ~~مع هيدرولوجية النيل ms076 بين الفيضان والنقصان، وابتكروا نظام ري الحياض الذي ~~استمر على الأقل ستة آلاف سنة إلى أن قضي عليه تدريجيا في قرن من نظام ~~الري الدائم بداية من القناطر الخيرية إلى السد العالي. ومع ري الحياض ثبتت ~~أماكن القرى والمحلات السكنية المصرية آلاف السنين؛ وذلك لأن القرى يجب أن تقوم ~~فوق منسوب الفيضان، واستمرار سكنها على مر الزمن جعلها تعلو كجزر صغيرة وسط ~~أحواض الزراعة لتكوم البناء فوق أكوام البيوت الهالكة جيلا بعد جيل، خاصة وأن ~~مادة البناء كانت من اللبن وجالوص الطين مع التبن وهي مادة من البيئة وإليها ~~ترجع، ومن ثم فإن غالبية أواسط القرى مرتفعة بصورة محسوسة عن أطرافها الأحدث، ~~ولم ترتفع القرى كثيرا عن محيطها من الأراضي التي كانت بدورها ترتفع بما يرسبه ~~الفيضان من طمي؛ لهذا فإن القرى المصرية مجال ممتاز للبحث الأثري. # على أية حال فإن استمرار تقدم الزراعة والسكان المستقرين والغنى والثروة بأقدار ~~مختلفة في نواحي الوادي والدلتا - أدى إلى نشأة نظام سياسي محلي، سرعان ما أصبح ~~إقليميا بجهود أفراد ذوي قدرة تنظيمية أعلى إلى أن وصلنا إلى مصر المتحدة ~~سياسيا من خلال مجهودات الملك نارمر أو مينا أول فرعون معروف لأول أسرة حاكمة ~~لكل مصر، وكان ذلك نحو 3200ق.م. وقدر كارل بوتزر # 2 # أن سكان مصر في ذلك الوقت كانوا بين مائة ومائتي ألف، وقد يبدو هذا ~~رقما شديد التواضع، لكنه في الحقيقة رقم كبير وضخم باعتبار شكل الظروف ~~الحياتية الصعبة في هذا الزمن السحيق، والذي يهمنا من كل هذا أن عاصمة مصر ~~الموحدة كانت في مدينة «منف» أو ممفيس كما عرفها الإغريق القدماء، ومن ثم فإن ~~إقليم القاهرة الكبرى كان يضم أول عاصمة لمصر استمرت نحو ألف عام من الزمان. # 3 # 4 # ثم تجولت العاصمة شمالا وجنوبا في أنحاء مصر حسب مقتضيات الظروف ~~السياسية والعسكرية والدينية لمدة نحو 2800 سنة، ثم عادت مرة أخرى ببناء ~~الفسطاط في مصر الإسلامية منذ نحو 14 قرنا من الزمان. # ولم تكن «منف» هي المدينة الوحيدة الضاربة في التاريخ في منطقة ms077 القاهرة؛ بل كان ~~إلى الشمال منها مدينة «أون» الجامعة الدينية العلمية لمصر عدة آلاف من السنين، # 5 # والتي عرفها الإغريق باسم «هليوبوليس» أي مدينة الشمس؛ حيث ظل ~~الإله رع-أتوم مسيطرا على الفكر الديني باعتباره إله الشمس طوال الدولتين ~~القديمة والوسطى، وكان كاهن أون الأكبر يسمى: «رئيس أسرار الشمس»؛ نظرا لقوة ~~العلوم الفلكية في هذه الجامعة التي استمرت في العطاء الديني والفكري والعلمي ~~منذ ما قبل توحيد مصر السياسي إلى العصر البطلمي. وقد زارها المؤرخ الإغريقي ~~الكبير هيرودوت في القرن الرابع قبل الميلاد، وأشاد بحكمة وعلوم هذه المدرسة، # 6 # وبذلك عاشت كمدينة علم ودين أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وقد ذكرها ~~المقريزي وقص عنها ما يفيد أن كهنتها امتحنوا فيثاغورس الإغريقي امتحانا ~~دقيقا قبل السماح له بالاطلاع على علومهم. # 7 # وأخيرا كانت هناك في إقليم القاهرة مدينة ثالثة: «حر أون» التي حرفت إلى ~~حلوان في النصوص العربية؛ للتشابه مع حلوان الواقعة في العراق العباسي، وتعني ~~«حر أون» في المصرية القديمة: «أون العليا»، وكانت عاصمة لإحدى الوحدات ~~السياسية المصرية قبل توحيد مصر وإنشاء «منف» عاصمة لكل مصر، فطغت على أون ~~العليا؛ لقربها الشديد منها عبر النيل. # 8 # والخلاصة أن منطقة القاهرة الكبرى الحالية ظلت باستمرار مكانا متميزا لنشأة ~~مدن ذات شأن في حياة مصر منذ أقدم العصور، وهو أمر يؤكد مدى أهمية مجال ~~العلاقات المكانية لإقليم القاهرة في التاريخ الطويل المجيد لمصر. ~~(2) العواصم التوابع: الفسطاط والعسكر # وضع عمرو بن العاص نواة العاصمة المصرية على مقربة شديدة من حصن بابليون الذي ~~كان مقرا للحكم الإداري الروماني داخل مصر، وخاضعا للإسكندرية العاصمة ~~السياسية الرومانية والعاصمة الثقافية للعالم المعروف آنذاك. ~~(2-1) الفكر الإستراتيجي لعمر بن الخطاب، وموقع الفسطاط # الواقع أن عمرا كانت تراوده أفكار اتخاذ مدينة الإسكندرية - فخمة ~~البناء - عاصمة للقوة الإسلامية في مصر. لكن كل الكتابات تشير إلى أن ~~الخليفة عمر رفض - كخطة إستراتيجية - أن يفصل بين عواصم الولايات ~~الإسلامية ومركز الخلافة أي عائق مائي؛ لهذا لم تتخذ مدائن كسرى أو ~~الإسكندرية حواضر للعراق أو مصر، برغم أن ms078 العوائق المائية المشار إليها ~~هي مجرد نهري الفرات والنيل، ولا شك في أن الخليفة عمر كان يخشى على ~~العرب من البحر باعتبارهم أهل بر، # 9 # وأن هذه الخشية أدت إلى تأخر إنشاء البحرية العربية في ~~مواجهة الرومان إلى فترة الخلافة الأموية، إلا أن عمر - بفكر تكتيكي ثاقب ~~- كان يرى أن الإسكندرية مهددة بحرا بالأسطول الروماني، وهو ما لم يكن ~~للعرب أمامه حيلة في ذلك الوقت، وقد حدث ما توقعه مرات، ومن ذات المنطلق ~~خاف عمر تجدد القوة الفارسية، ومن ثم كانت الكوفة والبصرة والفسطاط عواصم ~~تقع على أطراف الصحراء الممتدة إلى الجزيرة العربية. على أي الحالات كان ~~ما كان، واتخذ عمرو الفسطاط قاعدة إسلامية لمصر. ~~(2-2) مدلولات الفسطاط وبابليون # وقد ثار جدل مردوده قليل حول معنى كلمة «الفسطاط»؛ هل هي خيمة كاسم مطلق ~~للخيم أم هي اسم خاص بخيمة القائد؟ وهل هي فارسية أو لاتينية؛ لأنها لم ~~تكن واردة كاسم بديل للخيمة أو بيت الشعر المعروف لدى العرب؟ ويربط بعض ~~المستشرقين بين الفسطاط وبين المصطلح اللاتيني # Fossatum # بمعنى مكان محصن أو قلعة ~~أو معسكر حربي محصن، وربما كان ذلك أقرب إلى الصحة، فخيمة عمرو كانت وسط ~~معسكر العرب أثناء حصار قلعة بابلون. # وكذلك يثير اسم «بابلون» أو بابليون موضوعا للمناقشة، ولكن أغلب الكتاب ~~يعيدون أصوله إلى فترة الحكم الفارسي القصيرة لمصر أثناء العصر الروماني، ~~كاسم مستعار لبابل التاريخية فيما بين النهرين. # 10 # ولذلك فقد ورد الاسم على أنه بابل المصرية، أو اختصارا: ~~بابلون. # وقد أسماه العرب «قصر الشمع» وهي تسمية ليست من فراغ. فكلمة قصر يطلقها ~~العرب على البناء الكبير العالي أو مجموعة الأبنية المحصنة. # 11 # أما كلمة الشمع فهي تحريف للكلمة القبطية المصرية القديمة ~~«شمي» أو «كمي» # 12 # بمعنى الأرض السوداء؛ أي مصر ذات التربة السوداء تميزا لها ~~عن مصر الصحاري ذات التربة الحمراء والصفراء. فقصر الشمع إذن هو: «قصر ~~مصر» أو «قلعة مصر». # لكن المقريزي يثير قضية أخرى بناء على ما ورد عند القضاعي من أن حصن «باب ~~اليونه» أقامه الفرس على مرتفع الرصد ms079 - جبل الشرف عند المقريزي - وهو إلى ~~الجنوب من قصر الشمع خارج الفسطاط، وأن الرومان حينما استعادوا مصر من ~~الفرس أكملوا بناء الحصن، وصار معروفا باسم: بابليون، # 13 # وهو الذي فتحه عمرو بن العاص، ولا تزال بعض آثار هذا الحصن ~~باقية على الرصد في منطقة كوم غراب الحالية أو منطقة إسطبل عنتر إلى ~~الجنوب من كوم غراب (انظر خريطة # 3-1 ~~). أما قصر ~~الشمع: فهو مجموعة الكنائس القبطية داخل الفسطاط الحالية، مسورة ومحصنة ~~بأبراج بقاياها قائمة للآن، بنيت عليها كنائس، مثل: الكنيسة المعلقة ومار ~~جرجس، وتؤيد الخريطة هذا الرأي، وهو ما نميل إليه؛ لأن الحصون غالبا ما ~~تقام على مرتفع من الأرض لتصبح أكثر منعة وأكثر إشرافا على ما جاورها من ~~الأرض، وعلى أية حال فهو موضوع جدير بالمزيد من الدرس. # كان النيل يحف بجدران حصن بابلون الغربية قبل أن يتراجع غربا مسافة ~~قدرها محمد رمزي بنصف # شكل 3-1: # منطقة الفسطاط - إسطبل عنتر في العشرينيات من ~~القرن 20. # كيلومتر، # 14 # وذلك كجزء من تراجع نهر النيل غربا خلال العصور الوسطى كما ~~توضحه الخريطة ( # 3-3 ~~)، وكذلك كان جامع عمرو على ضفة ~~النيل شمال قصر الشمع. وقد بنى عمرو بيته إلى الشرق من الجامع، وتحلقت ~~حوله بيوت وخطط القبائل والمجموعات غير العربية التي قدمت مع الجيش ~~العربي بقيادة عمرو، أو التعزيزات الكبيرة التي أرسلها الخليفة عمر ~~لمساندة جيش عمرو، وظلت المدينة تنمو وتزدهر قرنا من الزمان (643-745م). ~~قبل أن ينتقل الحكم إلى مدينة العسكر إلى الشمال قليلا منها، ولكن ذلك ~~لم يمنع استمرار نمو الفسطاط كعاصمة سكانية وقصبة تجارية لمصر حتى القرن ~~الثاني عشر. ~~(2-3) كم كانت مساحة مدينة الفسطاط؟ # قياسا على اجتهادات الباحث الأثري علي بهجت لمدينة الفسطاط (1914) فإن ~~المدينة كانت تمتد 960 مترا في محور غربي شرقي يبدأ من السور الغربي ~~لجامع عمرو على ضفة النهر إلى سور صلاح الدين. بينما كان امتدادها نحو ~~1300 متر على محور شمالي شرقي-جنوبي غربي (خريطة # 3-2 ~~)، وحيث إنها كانت تتخذ شكلا بيضاويا فإنه من الصعب تحديد المساحة، ~~فإنه قد لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا ms080: إنها كانت في حدود كيلومتر مربع ~~واحد، وهي مساحة ذات قدر بالقياس إلى ذلك الزمان. والسؤال هو: هل هذه ~~أبعاد المدينة إبان ازدهارها؟ أم هي أبعاد لما تبقى من آثار المدينة بعد ~~النكبات التي مرت بها الفسطاط، وكان آخرها تعمد إحراقها بأمر «شاور»، ~~وزير آخر الخلفاء الفاطميين؛ تجنبا لسقوطها في أيدي الصليبين؟ والأرجح ~~أنها لبقايا المدينة؛ فنحن نعرف أن المدينة - بما فيها قصر الشمع - أصبحت ~~بعيدة عن النهر بعد أن غير النيل مجراه، وأن الأرض التي خلفها طرح النهر ~~غربي جامع عمرو وقصر الشمع أصبحت مأهولة بالدور السكنية والأسواق في فترة ~~سابقة على حريق الفسطاط. # 15 # شكل 3-2: # المخطط الأثري للفسطاط (محاولة الأثري علي بهجت ~~لتحديد الفسطاط). # جامع عمرو كان غالبا هو نقطة البدء في إنشاء مدينة الفسطاط، ثم صار مركز ~~المدينة الديني والثقافي والسياسي مقابل المركز التجاري وميناء المدينة. ~~في البداية كانت مساحة الجامع لا تتجاوز 29 × 17 مترا، وأرضه يغطيها ~~الحصى، وكان سقفه منخفضا مصنوعا من الجريد، ومحمولا على دعامات من ~~جذوع النخيل، ولم يكن له صحن أو مئذنة أو محراب، وبعد 400 سنة زاره ~~الرحالة الفارسي ناصري خسرو، ووصفه بأنه قائم على 400 عمود من الرخام، ~~وكان جدار القبلة مكسوا بالرخام كتبت عليه آيات من القرآن، وفي ليالي ~~المناسبات الدينية كان يغطى بطبقات من الحصر، ويقاد 700 قنديل - الليالي ~~العادية 100 قنديل - وكان مركز اجتماع أهل المدينة، ويتلقى فيه العلم ~~مئات من الطلبة وكثير من الكتاب الذين يحررون الرسائل والصكوك. # 16 # شتان بين البداية والتطور، وقد هدم الجامع وأعيد بناؤه عدة مرات، وزادت ~~مساحته كل مرة حتى بلغت أبعاده 112 × 120 مترا في عهد الخليفة المأمون، ~~وما تطور إليه هذا المسجد الجامع إنما هو مؤشر لحالة المدينة بين بدايات ~~صغيرة إلى عاصمة حقيقية للحياة في مصر قرابة نيف وأربعة قرون. ~~(2-4) إعمار الفسطاط وخطتها # بدأ الإعمار بسيطا ببيت عمرو شرقي الجامع، وبيت مجاور لابن عمرو، ~~وقربهما بيت الزبير بن العوام، ثم خطة أو حي لأهل الراية - يبدو بمعنى ~~القواد - جنوب الجامع، وحي لأبناء ساحل المهرة من جنوب الجزيرة العربية ms081 ~~جنوب شرقي أهل الراية، وبالتالي كان إلى الشمال والشرق من قصر الشمع، ثم ~~أبناء قبيلة - أو: تجمع - تجيب شرقي قصر الشمع، وأخيرا مجموعة «وعلان» ~~جنوب القصر ومجموعة لخم شمال شرق الجامع في اتجاه ما نعرفه الآن بدير ~~النحاس وفم الخليج، وإلى الشمال منهم مجموعات لقبت بالحمراء، وهي غير ~~عربية وبعضها من الفرس والبعض من سكان إقليم برقة في شرق ليبيا الحالية، ~~والذين كان يغلب اللون المحمر على ملابسهم، ومنها غلب اسم الحمراء. وقد ~~استقرت هذه المجموعات في الحمراء الوسطى والقصوى في خط متفرق بطول الخليج ~~المصري فيما يعرف الآن بمنطقة السد وفم الخليج. كما سكنت مجموعات من ~~هؤلاء أيضا على البر الغربي للنيل في منطقة الجيزة. # وفي وقت ازدهار المدينة كان البناء ~~مستمرا دون خطة واضحة، بل إنها ربما كانت في صورة خطتين؛ الأولى: شبه ~~مستطيلة متبعة في ذلك ضفة النهر وأسوار قصر الشمع وجامع عمرو، ومخطط ~~شوارعها أقرب إلى الاستقامة طولا وعرضا. والثانية: شبه مستديرة في ~~القسم الشرقي مخطط دروبها شديد الالتواءات والانحناءات. وكان للدروب ~~والحارات أسماء، نذكر منها على سبيل المثال: حارة التجيب ودرب السلسة ~~وزقاق المهرة وزقاق بني العوام، وبعضها بأسماء طوائف أو السلع المميزة ~~للسوق؛ كسويقة اليهود وسويقة العراقيين وزقاق البواقيل - ربما البقول - ~~ودرب الزعفرانة. وحينما كثر السكان والثروة التجارية كانت هناك أسواق ~~غالبها قريب من الميناء كالقطانين والسراجين والدقاقين والقفطانية ~~والفطايريين وسوق الغنم وزقاق الرفائيين والمراوحيين والرزازين ~~والوراقين. وذكر البكري قيساريات (= أسواق) أخرى، منها: قيساريات العسل ~~والحبال والكباش وقيسارية عبد العزيز - ابن مروان - وهشام - ابن عبد ~~الملك - ويباع فيهما البر (= الحبوب). # 17 # وكلها تشير إلى تنوع وازدهار كبيرين أديا إلى وصف كثير من الرحالة ~~الفسطاط بأنها مدينة كبيرة موسرة. فالبيوت أصبحت مبنية بالطوب الأحمر، ~~وأرضياتها من بلاطات الحجر الجيري وأنابيب فخارية لجري الماء داخل البيوت ~~من خزانات تملأ بواسطة السقايين، # 18 # وكانت مجاري مياه الصرف مبلطة أو منقورة في الصخر، ولكثرة ~~السكان تطور المعمار من بيت الدور الواحد إلى بيوت متعددة الطوابق يسكنها ~~عدد كبير من الناس ms082 ربما من ذوي القربى أو ممن يستأجرون المساكن في ~~العمائر. ولعل هذا يقربنا من نمط شاع في القاهرة بعد ذلك باسم «الربع» - ~~بفتح الراء وجمعها: أرباع - حيث يستأجر الناس قدر حاجتهم من غرف أو شقق ~~في بناء كبير المساحة متعدد الطوابق، وربما نقلنا وصفا للفسطاط من بعض ~~المصادر العربية لمزيد من الإيضاح لأهمية المدينة. # كتب ابن حوقل في صورة الأرض (القرن العاشر): «... [مصر] مدينتها العظمى ~~تسمى : الفسطاط، وهي على شمال النيل، وهي مدينة حسنة ينقسم لديها النيل ~~قسمين، فيعدي من الفسطاط إلى عدوة أولى ... تعرف بالجزيرة، ويعبر ~~إليها بجسر فيه نحو ثلاثين سفينة، ويعبر من هذه الجزيرة على جسر آخر إلى ~~القسم الثاني ... تعرف بالجيزة. والفسطاط مدينة كبيرة نحو ثلث بغداد، ~~ومقدارها نحو فرسخ على غاية العمارة والخصب والطيبة واللذة، ذات رحاب في ~~محالها وأسواق عظام ومتاجر فخام، وممالك جسام إلى ظاهر أنيق وهواء رقيق ~~وبساتين نضرة ومتنزهات على مر الأيام خضرة ... والدار تكون بها طبقات سبعا ~~وستا وخمس طبقات، وربما سكن في الدار المائتان من الناس.» # 19 # ووصف ناصري خسرو القاهرة والفسطاط - بعد ثلاثة أرباع قرن من إنشاء ~~القاهرة الفاطمية - فقال: «الفسطاط تظهر من بعد كالجبل، وفيها منازل من ~~سبع طبقات فأكثر، وسبعة جوامع كبار، ولو وصفت ما فيها من آثار السعادة ~~والثروة لكذبني الفرس ... وأخبرت أن في القاهرة كما في مصر - يقصد: ~~الفسطاط - عشرين ألف منزل ملك السلطان، وجميعها مؤجرة، والأجرة تقبض ~~شهريا، والتأجير والإخلاء من غير جبر ولا إكراه.» # 20 # والخلاصة أن ما ذهب إليه ناصري خسرو من أعداد كبيرة لبعض مظاهر خدمات ~~المدينة في كل من الفسطاط والقاهرة، كوجود 52 ألف جمل عاملة في نقل قرب ~~الماء للأهالي، وخمسين ألف حمار للإيجار لمن يريد الانتقال من مكان إلى آخر، # 21 # إنما يدل على حجم سكاني ونشاط اقتصادي كبيرين، وذلك علما - ~~مرة أخرى للتأكيد - أن ناصري مكث في القاهرة سنتين (1047-1048م) أي إنه ~~عايش المدينة معايشة تامة، ولم يكن رحالا تستحثه سرعة الحركة والانتقال. ~~كما يجب ذكر أن فترة وجوده عاصرت ms083 المراحل الأولى من نمو مدينة القاهرة ~~الفاطمية؛ إذ كان عمرها ثلاثة أرباع قرن، بينما كان عمر الفسطاط قد أربى ~~على ثلاثة قرون، والغرض من هذه المداخلة أن الفسطاط كانت في زمن ناصري ~~خسرو مدينة مكتملة النمو والسكان والنشاط الاقتصادي مقابل القاهرة حديثة ~~النشأة تسودها الوظيفة السياسية، ذات مبان وقصور وبساتين واسعة، يسكنها ~~مجموعة محددة من السكان غالبهم يعملون في الإدارة والجيش، وكل هذا يشير ~~إلى أن الأرقام التي أوردها ناصري خسرو كانت تنصب على الفسطاط بنسبة أكبر ~~من تلك الخاصة بالقاهرة. # شكل 3-3: # خريطة الفسطاط من القرن الثامن إلى الحادي عشر ~~(بتعديل عن كليرجيه، شكل # 2-13 ~~). ~~(2-5) خط القرافة # برغم أن القرافة هي مدينة الأموات، ~~وبذلك فهي عكس الإعمار، إلا أن قرافة الفسطاط، كانت إعمارا لبطن من ~~قبيلة المعافير تسمى: «قرافة»، لكنها فيما بعد أصبحت مقبرة لأهل الفسطاط ~~تميزت بأنها نوع من التعمير له حيز كبير، وفي ذلك كتب ابن بطوطة: «... وهم ~~يبنون بالقرافة القباب الحسنة، ويجعلون عليها الحيطان فتكون كالدور، ~~ويبنون بها البيوت ... ومنهم من يبني الزاوية والمدرسة إلى جانب التربة، ~~ويخرجون كل ليلة جمعة إلى المبيت بأولادهم ونسائهم.» # 22 # والحقيقة أن جبانات القاهرة مليئة بالجوامع والأبنية الدينية ~~الكبيرة، مثل جوامع: السيدة نفيسة والإمام الشافعي والإمام الليثي وعمر ~~بن الفارض وحوش الباشا - مدافن الأسرة العلوية - في جبانة القاهرة ~~الجنوبية المعروفة الآن باسم الإمام، وجوامع وخانقاوات وأسبلة ومدارس ~~سلاطين المماليك في الجبانة الشرقية، مثل: إينال وبرقوق وقايتباي ومدفن ~~الخديو توفيق. فالقرافة إذن هي نوع من التعمير تمارس فيه عادات وطقوس ~~تكاد أن تختص به القاهرة، وأصبح له مخططات تنظيم ومرافق وبنى أساسية؛ ~~لأن اتساع الجبانة الجنوبية - الإمام - قد ضمت قرى وعزب كالبساتين ~~ومحمد فهمي وجبريل أبو صوان وأبو نافع، أو أصبحت محاصرة بالعمران الحديث ~~بين الأزهر ومدينة نصر ومنشأة ناصر، كما هو حال الجبانة الشرقية. ~~(2-6) النيل والخليج والفسطاط # ولا شك في أن ما يزيد المفاضلة أن الفسطاط كانت الميناء الذي يجمع تجارات ~~بلاد البحر المتوسط والدلتا والصعيد والسودان بواسطة النيل، ويجمع تجارة ~~البحر الأحمر ms084 والبحر العربي بواسطة الخليج. # 23 # وفي ذلك ذكر ابن بطوطة (1325م): «... أن بنيلها من المراكب ستة ~~وثلاثين ألفا للسلطان والرعية تمر صاعدة إلى الصعيد ومنحدرة إلى ~~الإسكندرية ودمياط بأنواع الخير.» # 24 # مثل هذا النشاط التجاري عبر عنه ناصري خسرو أيضا بازدحام ~~ميناء الفسطاط، وامتداد طويلا مع صف من الدكاكين والوكالات التجارية ~~العاملة في تجارة الجملة، وكان هناك مكتب للجمارك؛ فالمستورد من السلع لا ~~يدفع عنه إلا القليل؛ لأنه سبق معاملتها جمركيا في المواني، بينما ~~تفرض المكوس على السلع الواردة من ريف مصر وصعيدها وبخاصة ~~الحبوب. # ولا شك في أن ميناء المقس كان منافسا حقيقيا لميناء الفسطاط حينما زار ~~ابن بطوطة القاهرة في عز ازدهار سلطنة المماليك. # وربما ترتب على حفر الخليج الناصري # 25 # زيادة جريان الماء في الخليج بصفة عامة قريبا من العمران في ~~القاهرة وضواحيها الشمالية والغربية؛ فإن عدد السقائين قد أصبح أقل عما ~~كان عليه فترة زيارة ناصري خسرو للقاهرة الفاطمية، ولكننا لا نفهم سبب ~~انكماش عدد حمير الركائب الأجرة إلا إذا كان القاهريون من الثراء بحيث ~~أصبح للأسر الموسرة ركائب خاصة، وبالمناسبة فإن الخيول قد شاعت كوسيلة ~~انتقال للفرسان المماليك، وربما ترتب على ذلك انتشار نمط عربة الكارو ~~التي تجرها الخيول غير مميزة النسب أو الخيول كبيرة العمر كوسيلة لنقل ~~البضائع بديلا للجمال ونقل النساء بديلا للحمير، ومن هنا كان الثراء ~~الكبير الذي أثار دهشة الرحالة الذين زاروا القاهرة عربا كانوا أو عجما ~~أو أوروبيين. # صحيح أن الخليج كان يتأرجح بين العناية والإهمال المقصود، غير أنه منذ ~~البداية العربية كان ضرورة حتمية لنقل الغذاء والمؤن من مصر إلى المدينة ~~المنورة قاعدة الحكم العربي الأولى، وفي ذلك كتب الأثري علي بهجت: # 26 # أمر عمر - رضي الله عنه - عمرو بن العاص بحفره، فساقه من ~~النيل إلى بحر القلزم فلم يأت عليه الحول حتى سارت عليه ~~السفن، وحمل فيه ما أراد من الطعام إلى مكة والمدينة ... فسمي ~~خليج أمير المؤمنين ... وجاء في «المقريزي» أن السبب في حفر ~~خليج القاهرة أن أهالي المدينة أصابهم جهد ms085 شديد في خلافة ~~عمر، فكتب إلى عمرو: أما بعد؛ فلعمري يا عمرو ما تبالي إذا ~~شبعت أنت ومن معك، أن أهلك أنا ومن معي. فكتب إليه عمرو: ~~أما بعد؛ فيا لبيك ثم يا لبيك، قد بعثت إليك بعيرا أولها ~~بالمدينة وآخرها بمصر عليه الطعام. بعد ذلك كتب إليه عمر أن ~~احفر خليجا من نيل مصر حتى يسيل في البحر؛ فهو أسهل لما ~~نريد من حمل الطعام إلى المدينة ومكة، فإن حمله على الظهر ~~يبعد ولا نبلغ به ما نريد ... تباطأ عمرو ... [فتوعده عمر] فعرف ~~عمرو أنه الجد من عمر - رضي الله عنه - ففعل. # الملاحظ من هذا النص عدة أمور تشهد بالحنكة السياسية للخليفة عمر بن ~~الخطاب؛ أولها: المفاضلة بين النقل بالإبل والبحر، فالسفينة، على صغرها ~~آنذاك، أكثر حمولة من عدد كبير من الإبل، كما أنها أسرع إذا صادفتها ~~الرياح المساعدة. والأمر الثاني: رغبة الخليفة في إنشاء نظام اقتصادي ~~داخل الدولة الجديدة يتم بمقتضاه انتقال الغذاء والأموال من الولايات ~~المنتجة إلى مركز الحكم في المدينة المنورة والولايات المجدبة، ويرتبط ~~بذلك تكرر حدوث المجاعة أو ما يشبهها في الحجاز، وأقرب العون هو من مصر، ~~وقد ظلت مصر كذلك قرونا طوالا بالنسبة للحجاز. ~~(2-7) الفسطاط والبيئة # لم يكن كل من كتبوا عن الفسطاط من المادحين؛ بل كانت هناك بعض الملاحظات ~~القادحة المليئة بالكثير من التحامل كما ذكر المقريزي. لكننا نرى أن ~~جانبا من إظهار مساوئ مدينة هو عمل موضوعي إذا لم يكن وراءه مقاصد ~~شخصية، أو تحدوه رغبة انتقام لتصادف معاملة أو حادث سيئ. # ومن أحسن الكتابات الناقدة ما كتبه الطبيب ابن رضوان # 27 # عن مساوئ موقع الفسطاط. ويحتاج الأمر إلى ذكر شبه كامل للنص ~~نقلا عن «خطط» علي مبارك. # قال ابن رضوان: «... [الفسطاط الجبل] المقطم في شرقيها وبينها وبينه ~~المقابر، ... [و] الجبل في شرقيه يعوق ريح الصبا عنه، وأعظم أجزاء الفسطاط ~~في غور، فإنه يعلوه من الشرق المقطم وكذا من الجنوب الشرقي، ومن الشمال ~~المكان المعروف بالموقف والعسكر وجامع ابن طولون ... المواضع المتسفلة أسخن ms086 ~~من المواضع المرتفعة وأردأ هواء لاحتقان البخار فيها ... وأزقة الفسطاط ~~وشوارعها ضيقة وأبنيتها عالية ... ومن شأن أهل الفسطاط أن يرموا ما مات في ~~دورهم من السنانير والكلاب ونحوها من الحيوانات التي تخالطهم في شوارعهم ~~وأزقتهم، فتتعفن ويخالط عفونتها الهواء، ومن شأنهم أيضا أن يرموا في ~~النيل الذي يشربون منه فضول الحيوانات وجيفها، وتصب فيه خرارات كنفهم، ~~وربما انقطع جري الماء فيشربون هذه العفونة باختلاطها بالماء. وفي خلال ~~الفسطاط مستوقدات عظيمة يصعد منها في الهواء دخان مفرط، وهي أيضا كثيرة ~~البخار؛ لسخونة أرضها حتى إنك تجد بها الهواء في أيام الصيف كدرا ... ~~يعلوها في العشيات بخار كدر أسود لا سيما عند سكون الرياح.» # ولا شك في وجود جانب كبير من الصحة في كلام ابن رضوان. لكننا نرى أنه ~~بالغ في تأثير كتلة جبل المقطم شرقي الفسطاط وجنوبها، ففي الجنوب كتلة ~~تلية منخفضة نسبيا تسمى الرصد قد لا تعلو إلى أكثر من 40-45 مترا، ~~وقد ذكرها المقريزي على أنها: «... شرف - بمعنى: جرف مشرف - يطل من غربيه ~~على راشدة، ومن قبليه على بركة الحبش، فيحسبه من رآه من جهة راشدة جبلا ~~وهو من شرقيه سهل يتوصل إليه من القرافة بغير ارتقاء ولا صعود ... وكان ~~يقال له قديما: الجرف، ثم عرف بالرصد؛ [لأن ابن بدر الجمالي] أقام فوقه ~~كرة لرصد الكواكب.» # 28 # ولعل وجود المدافن - القرافة - إلى الشرق من الفسطاط سبب في صدور بعض ~~الروائح غير المحببة، والواضح أن ارتفاع مباني المدينة خمسة إلى سبعة ~~طوابق مع وجود طرق وأزقة ضيقة ملتوية المسارات؛ سبب حقيقي في ركود ~~الهواء أو قلة الريح، وهو سبب من صنع الإنسان في هذا المجال الضيق ~~للمدينة، وبخاصة لكثرة المستوقدات التي ترسل دخانا أسود بسبب نوع الوقود ~~المستخدم، وغالبه حطب ونباتات. وبالإضافة إلى ذلك فإن تغير منسوب النيل ~~بين الفيضان والنقصان يؤدي إلى تكوين مياه آسنة في فترة التحاريق تجعلها ~~موطنا لأسراب كبيرة من الناموس والهاموش وغيرهما من الحشرات الطيارة ~~والصراصير والجرذان ... إلخ. ولهذا فإن الفسطاط كانت معرضة للأمراض ~~المتوطنة، وللأوبئة التي ms087 يتكرر حدوثها، وتكثر ضحاياها، وتكثر معها هجرة ~~الناس منها كما حدث حين تركها الوالي عبد العزيز بن مروان (689م)، وسكن ~~حلوان هربا من الطاعون. وبذلك تتكون بيئة غير صحية تتضاعف بممارسات ~~السكان في إلقاء المخلفات وماء الصرف في النهر الراكد. ولكن - للعلم - ~~فإن النيل شأنه شأن أنهار كثيرة، ينظف نفسه سنويا بما يأتيه من مياه ~~الفيضان سواء كان عاليا أو عاديا، وبعبارة موجزة: فإن بيئة الفسطاط ~~كانت سيئة باشتراك بعض عوامل طبيعية والكثير من العوامل البشرية. وعلى ~~هذا فإن ملاحظات ابن رضوان في جملتها تجعله من أوائل أنصار البيئة ~~بمفهومنا الحالي، وتجعلنا ننظر إليه من هذا المنظور المتميز. وقد أبدى ~~عبد اللطيف البغدادي ملاحظات مماثلة عن سوء موقع الفسطاط، وذلك أثناء ~~عهد صلاح الدين الأيوبي؛ أي بعد فترة من كتابات ابن رضوان التي ربما كان ~~البغدادي قد تأثر بها، فقد كانت الفسطاط في ذلك العهد بسبيلها إلى ~~الفناء. # وبرغم هذه المضار البيئية، فإن ذلك لم يمنع من مظاهر الثراء والعز ~~والنشاط الاقتصادي الواسع الذي كانت تنعم به مصر الفسطاط. ~~(2-8) العسكر # الأغلب أن كثافة السكن كانت سببا في زحف عمران المدينة إلى المناطق ~~الأعلى بعيدا عن النهر، كما حدث في اختيار الولاة العباسيين الحمراء ~~القصوى - ربما منطقة البغالة الحالية على حافة تلال زينهم - مكانا لبناء ~~عاصمة سياسية لهم باسم «العسكر» نحو سنة 750 ميلادية، ولأن «العسكر» ~~أزيلت بعد ذلك بالإهمال أو التعمد خلال أواخر العصر الفاطمي، فإنه لا ~~يمكننا أن نتعرف على خطة هذه المدينة على وجه اليقين، وإن كان الأغلب ~~أنها بنيت على مخطط شبكي على نحو ما نراه الآن في مخطط حي البغالة إلى ~~الجنوب من مسجد السيدة زينب. ~~(3) العواصم المستقلة: القطائع والقاهرة ~~(3-1) القطائع # حينما استقل أحمد بن طولون بولاية مصر عن العباسيين اتجه إلى قلعة الكبش ~~شمال شرقي العسكر وتحت السفوح في مكان القلعة الحالية؛ ليبني فيها مقرا ~~لمدينته الجديدة، وكان ذلك بعد نحو قرن من تاريخ بناء العسكر. # وعلى أية حال فإن انتقال مدن الحكم لم يؤثر على ms088 الفسطاط؛ بل إن عمرانها ~~امتد ليلتحم تدريجيا مع العسكر والقطائع، وربما كان هناك سور يلف بهم ~~وأبراج دفاعية خاصة في موقع القاهرة الفاطمية حيث كان المكان يسمى: ~~القلعة أو الطابية للدفاع عن المدينة الكبيرة من جهة الشمال. # ولأن القطائع كانت أول عاصمة مصرية مستقلة عن الخلافة العباسية، وغالب الضرائب # 29 # كانت تصرف فيها لتحسين أحوال الدولة الطولونية، فقد اتسمت ~~القطائع بالثراء الفاحش المتمثل في قصر أحمد بن طولون، وبالذات قصر ابنه ~~خمارويه، وضخامة جامعه الكبير الذي وصل إلينا تقريبا على معماره القديم، ~~وحفر قناطر - قناة - ابن طولون تجلب الماء من بركة الحبش إلى القطائع؛ ~~حيث إن المدينة كانت تقع على مبعدة واضحة من النيل ومسار الخليج، ولأن ~~القطائع كانت أيضا على مناسيب أرضية مرتفعة - الكبش ويشكر - فلا بد أن ~~نتصور أن مياه بركة الحبش كانت ترفع بوسائل ذلك العصر - غالبا سواق - ~~إلى تلك القناة. # ولا بد أن الثراء لم يقتصر على القطائع، بل امتد ليشمل بدرجات مختلفة ~~سكان الفسطاط والعسكر، وزادت بذلك فنون العمارة، وفنون هيدروليكية المياه ~~في صنع النوافير وري البساتين وصناعات الأخشاب، وفنون الحفر على الخشب ~~والخزف والمنسوجات، وصناعة السلاح للجيش الطولوني الكبير، والمشغولات ~~المعدنية، وصك العملات المعدنية، وصياغة الذهب والأحجار الكريمة التي هي ~~دائما من متطلبات حياة الترف والثروة والازدهار. ومعظم هذه الصناعات ~~كانت في الفسطاط والعسكر، وفي هذه الفترة أنشئ أول «مارستان» - مستشفى - ~~بمصر الإسلامية على نحو ما كان في بغداد. وبطبيعة الحال تطور الطب ~~والتمريض تطورا حسنا، واختصارا كان الرخاء يعم مصر خلال الحم الطولوني ~~القصير (868-905م). # وقد استمر الرخاء طوال عصر الإخشيد وكافور الذي زادت فيه البساتين، ~~وبخاصة بستان الإخشيد الذي عرف فيما بعد باسم: كافور، الوصي على أبناء ~~الإخشيد والحاكم الفعلي، وهو الذي كان يقع شرقي الخليج جنوب ما نعرفه ~~الآن باسم باب الشعرية الحالية، # 30 # والذي ضم بعد ذلك إلى مجموعة القصور كبستان للقصر الغربي ~~الصغير للخلفاء الفاطميين. ~~(3-2) القاهرة الفاطمية والمملوكية # ما سبق أن ذكرناه عن الفسطاط والعسكر والقطائع قد اندثر، ولم يبق من ms089 ~~شواهد عليه سوى جملة آثار على رأسها الخليج وجامع عمرو وجامع ابن طولون، ~~وحتى هذه الآثار نالت منها يد الزمن بين الدمار وإعادة البناء في عصور ~~لاحقة. أما ما تزهو به القاهرة الآن كعاصمة مصرية إسلامية فإنما يعود ~~أساسا إلى بناة القاهرة من فاطميين وأيوبيين ومماليك. # والكتابات عن القاهرة خلال عصور الفاطميين والأيوبيين والمماليك كثيرة، ~~ولا يسعنا إلا أن نحيل القارئ الراغب في الاستزادة إلى عشرات من هذه ~~الكتابات ألفها عرب وفرس وترك، وعدد آخر من الأوروبيين في شتى فنون ~~الكتابة في تاريخ حياة المدينة: تجارة واقتصاد وثراء بالغ، ومسح الأراضي ~~الزراعية، وتحديد أنواع الضرائب والتعسف في جمعها واقتران الضرائب بوفاء ~~فيضان النيل، وتاريخ ثورات الفلاحين على أشكال من الضرائب وطريقة جمعها، ~~والفتن الطائفية، والتاريخ العسكري المصري في صد الصليبيين والمغول، أو ~~تقلب ولاء العسكر من زنج وترك وأكراد ومغاربة وعرب وشركس بين سلطان وآخر ~~يسعى للسلطنة، ومعارك المماليك فيما بينهم لأسباب اجتماعية وأحقاد شخصية ~~... إلخ. ~~(3-3) بناة القاهرة # جوهر الصقلي # قائد الجيش الفاطمي الذي فتح مصر قادما من الغرب، وربما كان هذا ~~هو الحدث الوحيد في تاريخ مصر أن يأتيها الغزو من الغرب. فكل ~~الغزوات السابقة كانت عبر سيناء من الشرق، والقليل منها عبر البحر ~~المتوسط وبخاصة الرومان. # 31 # لم يكن اختيار جوهر لمكان العاصمة الجديدة لمصر الفاطمية من فراغ، ~~وربما وجدنا أسبابا عديدة عند تحليل أفضليات الاختيارات لمكان ~~المدينة الجديدة. وبعض الاختيارات هي على النحو الآتي، عارفين من ~~البداية أن أيا منها لم يكن وحده سببا مباشرا بل مجموعة من ~~الأسباب مجتمعة شكلت دوافع اختيار أنسب المواقع بالنسبة إلى ظروف ~~ذلك العصر في الحركة والاتصال والإستراتيجية والتحكم ~~الإقليمي. ~~(1) # الرغبة في ابتعاد العاصمة الجديدة عن زحمة ~~الفسطاط. ~~(2) # أن يبعد العاصمة بمذهبها الشيعي عن غالبية أتباع ~~المذهب السني في الفسطاط. ~~(3) # الوادي جنوب الفسطاط ضيق تكتنفه تلال من جبال ~~طرة إلى الجيوشي والمقطم؛ مما يصعب الاتصال ~~بالطريق المنفتح على الشمال، لكن لها ميزة الإشراف ~~على النيل وضمان مصدر مياه مباشر. كما أنه إلى ms090 جنوب ~~الفسطاط مباشرة كانت توجد بركة الحبش التي تمتلئ ~~بالمياه على مسطح كبير إذا كان الفيضان عاليا، وهو ~~في حد ذاته مانع للحركة البرية من مثل هذا الموقع ~~الجنوبي إلى الشمال فترة من السنة. ~~(4) # المنطقة شمالي القطائع كانت سهلا رمليا بين ~~مسار الخليج المصري وتلال نهايات المقطم والجبل ~~الأحمر؛ مما يسهل بناء المدينة دون عناء. ~~(5) # وقد كانت هذه المنطقة معمورة بعض الشيء؛ ففيها ~~دير العظام القديم - محله جامع الأقمر الفاطمي - ~~وقلعة صغيرة أو حصن يحمي الطريق المؤدي من بلبيس ~~والحوف الشرقي إلى القطائع والفسطاط، فضلا عن وجود ~~عدة بساتين عامرة أشهرها بستان كافور الذي سبق ذكره. ~~ولا شك في أن وجود الخليج هنا كان عاملا حاسما في ~~أفضلية المكان باعتباره مصدرا دائما ~~للمياه. ~~(6) # وأخيرا، لأن سابق انتقال العواصم من الفسطاط ~~شمالا إلى العسكر والقطائع كانت كأنها خطة مرسومة، ~~أصبحت تقليدا متبعا في إنشاء عواصم جديدة في اتجاه ~~الشمال، فاتبعها جوهر. # ولا ندري هل دارت كل هذه الأسباب في ذهن جوهر، أم أن بعض هذه ~~الدوافع تحليل محض من تحليلات العلم الحديث لم تطف بمخيلة جوهر، ~~إلا أن المؤكد أن الأسباب 1 و2 و5 و6 كانت دوافع عند جوهر القائد ~~عن أهمية مواقع المدن. # حين شرع جوهر في بناء المدينة (969م)، بدأ بسور من اللبن أبعاده ~~نحو 1200 متر من الشمال للجنوب، ونحو 1000-1100 متر من الشرق ~~للغرب. وربما ما دعاه لذلك أن العواصم السابقة لم تكن مسورة، ~~وبالتالي يصعب الدفاع عنها، وهذه هي عقلية القائد العسكري في ~~العصور الوسطى. وسبب آخر: هو أن جوهر أراد أن تكون العاصمة قاصرة ~~على الخلفاء الفاطميين وأتباعهم من المعاونين والجنود في عزلة عن ~~السكان؛ أي أن تكون مقرا ملكيا للحكم، وقد يكون دليل ذلك أن ~~القصر الشرقي الذي اختطه جوهر كان يشغل مساحة تساوي عشر مساحة ~~المدينة، وحينما بني القصر الغربي، وأضيف إليه بستان كافور كانت ~~المساحة الكلية للمنطقة الملكية نحو ثلث المدينة، وكان باقي ~~المدينة يشغله الجامع الأزهر وساحة العيد شمال شرقي القصر بينه ~~وبين مبنى ms091 الوزارة - الذي بني بعد عصر جوهر - وساحة قصر الشوك إلى ~~الجنوب الشرقي بينه وبين الجامع الأزهر. # واختط جوهر أحياء وحارات لسكن أبناء قبائل كتامة والبرقية ~~وزويلة، وكلها تشير إلى مجموعات من شمال أفريقيا قدمت في جيش جوهر، ~~ثم مع المعز لتصبح سندا للدولة الجديدة. # شكل : # بنية القاهرة الفاطمية (عن كليرجيه شكل # 2-14 ~~). # وأقيم خطان للجنود شمال سور القاهرة عرفا باسم الوزيرية ~~والريحانية - بين السيارج الآن - ويبدو أن الفراغ من إنشاء المدينة ~~كان بعد ثلاث سنوات من البدء فيها. # 32 # خطة القاهرة ارتكزت على القصر كمركز، عكس الخطط السابقة التي كانت ~~ترتكز على الجامع؛ ولهذا فإن الجامع الأزهر لم يكن يحتل الصدارة، ~~بل كان في مكان أقرب إلى الجنوب الشرقي من المدينة. وقد أنشأ جوهر ~~أبوابا في كل أسوار المدينة، لكن أهمها كان بابي النصر والفتوح في ~~السور الشمالي وبابي القوس وزويلة # 33 # على السور الجنوبي؛ لأنهما كانا يمثلان طرفي محور ~~الحركة الرئيسي للمدينة: الشمالي إلى بلبيس والشام، والجنوبي إلى ~~القطائع والفسطاط. وكان هذا الطريق المحوري - الشارع الأعظم، وهو ~~الآن شارع المعز - يحف بالواجهة الغربية للقصر الشرقي حيث ساحة ~~الجند. وأصبحت الساحة تعرف باسم: «بين القصرين» بعد أن أنشأ ~~العزيز، الخليفة الفاطمي الثاني، القصر الغربي الصغير، وعلى هذا ~~يمكن أن نتصور أن الخطة الأولى للقاهرة كانت شبكية معدلة بواسطة ~~كتلة القصرين. # ولكي تكتمل المدينة الملكية أنشأ جوهر مقبرة الزعفران إلى الجنوب ~~الغربي من القصر الشرقي، وفيها دفن الخلفاء الفاطميون قبل أن ~~يزيلها الأمير جهاركس الخليلي، ويبني محلها وكالته والخان ومجموعة ~~أبنية تجارية باقية للآن باسم خان الخليلي، ونقل رفات الخلفاء إلى ~~مقابر مجهولة في تلال البرقية - الدراسة الشمالية. # لم يعمر المعز طويلا في القاهرة؛ إذ توفي بعد وصوله بأربع ~~سنوات. وفي فترة حكم خلفائه؛ العزيز (976-995)، والحاكم (995-1019) ~~بلغت القاهرة أوج عزها وثرائها. ومع هذا الثراء بدأ الوهن يدب في ~~الدولة؛ نتيجة المجاعات والصراع بين القيادات المختلفة الأصول من ~~مغاربية وتركية وسودانية وعربية، وبداية الوهن تعود إلى فترة حكم ~~الخليفة الظاهر، واستشرت أيام الخليفة المستنصر ~~(1036-1102). # وفي ms092 أواخر الفترة الزاهرة زار القاهرة الرحالة الفارسي ناصري خسرو ~~الذي أقام بها أكثر من عامين (1047-1048) وتشيع للفاطميين، ومن ثم ~~يجب أن تقرأ كتاباته على هذا الضوء. وقبل ناصري خسرو كانت رحلات ~~وكتابات عدد من مشاهير الجغرافيين العرب، مثل: ابن حوقل الذي قيل ~~عنه: إنه كان ميالا للمذهب الفاطمي، # 34 # والمقدسي الذي زار القاهرة زمن العزيز بالله، وابن ~~سليم الأسواني # 35 # الذي كان ضمن بعثة سياسية أرسلها جوهر إلى ملك النوبة ~~(975)؛ ومن ثم غلب عليه اسم الأسواني ، وابن زولاق (توفي 997) وله ~~كتاب في الخطط، والمهلبي الذي ألف «المسالك والممالك» ولكن غلب ~~عليه اسم «العزيزية»؛ ربما لأنه أهداه إلى الخليفة العزيز، وكتب ~~القضاعي (توفي 1062) كتابا باسم «المختار في ذكر الخطط والآثار»، ~~والبكري (توفي 1094) «المسالك والممالك» الذي فرغ منه عام ~~1064م. # الحاكم بأمر الله # كثر الكلام عن تدين الحاكم بأمر الله للدرجة التي خلع عليه بعض ~~متشيعيه فيما بعد كثيرا من الصفات الميتافيزيقية، وغير ذلك من ~~أمور لسنا على قدر من العلم بشأنها. كذلك كثر الكلام عن إصداره ~~أوامر غريبة كعدم أكل الملوخية، وتحديد حركة النساء، وكثرة خروجه ~~ليلا إلى أماكن مجهولة؛ مما دعا البعض إلى اتهامه بخلل عقلي، ولو ~~صح ذلك ما قام بتجديد «دار العلم» تجاه جامع الأقمر، وإباحتها ~~للناس، وتزويدها بالكتب والورق والحبر؛ لتسهيل النسخ لمن يريد. ~~وأغلب الظن أن دعوى الجنون جاءت بتحريض للخلاص منه. # على أي الحالات، فالذي يهمنا هنا أن الحاكم كان من بناة القاهرة؛ ~~ففي عهده توسعت المساكن شمال باب الفتوح إلى خط الحسينية بعد أن ~~أكمل جامع الخطبة الكبير الذي بدأه العزيز، وسمي باسم الحاكم، وقيل ~~في ذلك: إنه أراد محاكاة الجامع الأزهر، أو التفوق عليه؛ لضخامته ~~الممتدة بين بابي النصر والفتوح، وأقام مخازن كثيرة للوقود والحطب ~~شمال السور، فظن الناس أنه إنما يستعد لحرق القاهرة. ولم يقتصر ~~على اتجاهه شمالا، بل اتجه إلى المقس غربا، وأقام مسجدا كبيرا ~~به - أولاد عنان الذي اعتنى به الرئيس السادات، وأعاد بناءه، ~~وأصبحت مئذنته من أطول مآذن القاهرة - وجدد باب ms093 البحر في هذه ~~المنطقة، واعتنى بدار صناعة السفن التي بدأها أبوه فصارت منافسة ~~لسابقتها في الروضة. وكذلك فتح بابا في سور القاهرة الجنوبي؛ مما ~~أدى بدوره إلى إنشاء خط اليانسية والهلالية، وكان كل ذلك إيذانا ~~بالعمران شمال وشمال غرب القاهرة وجنوبها، وهي الاتجاهات التي ~~تواصل عليها امتداد القاهرة في العصور اللاحقة منذ الأيوبي إلى ~~العثماني. وفي الفسطاط بنى جامع راشدة وفي الروضة جامعا ~~آخر. # وإلى جانب ذلك ربما كان من أهم منجزات الحاكم: إقامة سد وأكوام من ~~الأتربة والرمال ومخلفات البناء شرق سور القاهرة عند خط البرقية؛ ~~وذلك لحماية المدينة من السيول التي كانت تنحدر إليها من تلال ~~الدراسة والجبل الأحمر في بعض السنوات فتغرق أجزاء من المدينة، وهي ~~التلال التي كانت فوقها طواحين الهواء كما جاء في خريطة الحملة ~~الفرنسية، ومحلها الآن بعض مباني الشرطة ومدينة البعوث الأزهرية ~~ودار الإفتاء ومبني مشيخة الأزهر، بحذاء الجانب الغربي من طريق ~~صلاح سالم. ولا شك في أن هذا السد الذي أقامه الحاكم قد أزاح عن ~~القاهرة غوائل السيول، ولولاه لكان كثير من مباني القاهرة الأثرية ~~قد زالت. # بدر الجمالي # عندما اضطربت الأمور وزادت الفتن بين طوائف الجند في عهد الخليفة ~~المستنصر - وكانت مقدماتها قد بدأت في عهد الخليفة الظاهر في صورة ~~الترف واللهو والتحاسد والأطماع - اضطر إلى الاستنجاد بأحد قواده ~~لتهدئة الموقف وإعادة الأمن، وكان ذلك هو بدر الجمالي نائب الخليفة ~~في عكا. نجح بدر الجمالي في مهمته بالقضاء على سلطة الترك والسودان ~~والعربان. # وبدأ في فترة وزارة بدر الجمالي (1074) ووزارة خلفه وابنه الأفضل ~~شاهنشاه (1094) عصر من تنمية القاهرة، ونظرا لأن سور جوهر قد فقد ~~معناه بعد نمو المدينة خارجه، فقد بنى بدر الجمالي سورا حجريا ~~للقاهرة يضم الأحياء المستجدة، وسميت الأجزاء الجديدة: «بين السورين» # 36 # وبطبيعة الحال أعاد بناء أبواب القاهرة على الشكل الذي ~~نعرفه الآن. كما بنى مسجد الجيوشي بالمقطم، ونتيجة لجهوده أطلق ~~اسمه على حي الجمالية الحالي، وكانت الفسطاط قد تعرضت لمجاعة ~~وأوبئة سميت بالشدة العظمى، واستمرت نحو سبع سنوات ms094، فهجرها معظم ~~السكان في اتجاه القاهرة. حاول بدر الجمالي إعادة توطين الناس ~~فشجعهم على إعادة البناء مستخدمين في ذلك أحجار البناء في مدينتي ~~العسكر والقطائع سواء كان ذلك بالبناء في الفسطاط أو القاهرة. وقد ~~ترك الناس أماكن الفسطاط الداخلية، وبنوا قريبا من النيل في شرائح ~~صغيرة مستفيدين من الأرض التي يهجرها النهر، بينما استفادوا من ~~الأماكن الشاغرة داخل مدينة القاهرة وقربها في إعادة العمران بعد ~~أن كادت القاهرة أن تفقد صفتها الملكية. # وبرغم من فوائد التعمير في القاهرة والفسطاط إلا أن ذلك كان نهاية ~~مؤلمة للعسكر والقطائع، وظلت بقاياهما في صورة أكوام وتلال من ~~بقايا المساكن، وبذلك صارت هناك مساحة كبيرة من الأرض الفضاء بين ~~القاهرة والفسطاط، كأنها شقة حرام بين المدينتين، ولم تنصلح أحوال ~~أرض المدينتين إلا عندما نما فيهما العمران في العصر المملوكي. ~~وإلى الآن لا تزال شوارع هذه المنطقة ذات انحدارات مختلفة كشوارع ~~مراسينا وقدري والصليبة، وكلها تتجه من المنشية وقلعة الكبش إلى ~~السيدة زينب. ~~(3-4) نهاية الفسطاط، وانهيار الدولة الفاطمية # فترة التهدئة في أواخر حكم المستنصر ووزارة بدر الجمالي والأفضل لم تكن ~~سوى فترة إنعاش مؤقت لدولة مريضة من الداخل. ففي خلال السبعين سنة ~~الأخيرة (1102-1171) توالى على الحكم خلفاء ضعاف، بعضهم صغير العمر ~~والبعض الآخر يقودهم الحسد والطمع والترف، وكلهم كانت أمورهم بأيدي وزراء ~~متناحرين تحدوهم المصالح الشخصية قبل مصالح الدولة. ومن أكبر الأمثلة ~~تحالف الوزير شاور مع الصليبيين ضد غريمه ضرغام، والمراوغات المستمرة من ~~جانبه في تحالف، ونقض التحالف مرات مع الصليبيين ومع أسد الدين شيركوه ~~وابن أخيه صلاح الدين أدت في النهاية إلى غزو الصليبيين لشرق الدلتا ~~وحصار القاهرة، وإحراق شاور للفسطاط حتى لا يستولي عليها الصليبيون؛ ضحى ~~بها شاور لأنها كانت مدينة غير مسورة أو محصنة يصعب الدفاع عنها، مقابل ~~أسوار القاهرة الحصينة، وفي النهاية تمكن صلاح الدين من تولي الحكم ~~وإنهاء الخلافة الفاطمية في 1172م. # والذي يهمنا هنا هو مصير الفسطاط، فقد تجاذبتها في أواخر العصر الفاطمي ~~من الأضرار ما جعلها تفقد مكانتها ms095 كمدينة أولى؛ سكانا ونشاطا ~~اقتصاديا ورعاية من قبل الدولة، لأن الناس أخذوا يفضلون إقامة أعمالهم ~~التجارية والحرفية داخل القاهرة التي كانت تفقد تدريجيا صفتها كعاصمة ~~ملكية، وتتحول إلى مدينة مصر الأولى. ومع تكرار المجاعات والأوبئة وفقدان ~~الأمان نتيجة الصراعات الداخلية كان المزيد من الناجين يتجه إلى القاهرة؛ ~~فيزيد ذلك من فقر الفسطاط. وحين أراد بدر الجمالي إصلاح أحوال الفسطاط ~~بدعوة الناس إلى إعادة التعمير فيها لم يجد استجابة كبيرة. ومع حريق ~~الفسطاط الذي استمر أكثر من خمسين يوما انتهت في الواقع هذه المدينة ~~التي كانت في يوم ما ذات قدر حاكم في الحياة السياسية والاقتصادية ~~والثقافية لمصر، فكأن احتضار المدينة قد استوعب نحو قرن من الزمان بين ~~تفريغ للسكان، ثم عودة عمران، ثم أخيرا اندثار شبه كامل. # ولقد عاد الاهتمام بالفسطاط مرة أخرى على مهل شديدي، وتحت اسم: مصر عتيقة ~~أو ما نعرفها الآن بمصر القديمة. ولكن ذلك التعمير المتمهل اتخذ شريطا ~~طوليا بحذاء النهر وسيالة الروضة كمناطق خلفية للتعمير السريع الذي حدث ~~في الدولة الأيوبية والمملوكة لجزيرة الروضة، وكامتداد بطيء للعمران في ~~منطقة السيدة زينب والناصرية، وبساتين الخشاب وقاسم وغيرهما، كزحف عمراني ~~بعد تراجع مسار النيل إلى الغرب، كما سبق ذكره في الفصل # الأول ~~. ~~(3-5) القاهرة منذ صلاح الدين إلى محمد علي # فقدت القاهرة ازدواجيتها، وأصبحت مدينة واحدة بفضل بناء القلعة وبناء سور ~~جديد للقاهرة شمل كل الأحياء من المقس إلى مصر عتيقة، ومن النيل آنذاك ~~إلى القلعة وسور القاهرة الفاطمية الشرقي، وأوكلت هذه المهمة لقائد صارم ~~هو قره قوش، وأصبح اسمه قرينا بالأوامر التعسفية. # 37 # وفي داخل هذا الإطار المحصن، ومن خلال الأمان أصبح نمو عمران ~~القاهرة مرتبطا بالمبادآت الفردية للأغنياء والفقراء بعد أن كانت مدنا ~~تنشأ بالأمر، سواء في ذلك فسطاط عمرو بن العاص أو قطائع أحمد بن طولون أو ~~قاهرة المعز لدين الله. وبعبارة أخرى: تكاملت شروط نمو المدن حسب حاجة ~~الناس وازدياد أعدادهم وقدراتهم المادية وتجارتهم ووكالاتهم وورشهم ~~وحرفهم الأخرى. # ولسنا نشك في أن بعض الحكام قد ms096 ~~وجهوا العمران جهة ما؛ فالناس عادة ما يبنون وراء حكامهم في الأحياء ~~الجديدة. فبناء قلعة صلاح الدين قد ساهم في نمو العمران من جنوب القاهرة ~~في اتجاه القلعة، واهتمام الملك الصالح بالروضة جذب السكان إلى هذه ~~الجزيرة وإلى ضفة النهر المقابلة في فم الخليج ودير النحاس، وإنشاء جامع ~~بيبرس في الظاهر ساهم في امتداد العمران من الحسينية إلى باب البحر فيما ~~عرف باسم أرض الطبالة، وتعمير الناصر محمد بن قلاوون لحي الناصرية جاء ~~نتيجة لاهتمامه بإقامة ملاعب الفروسية غرب الناصرية بحذاء النيل فيما ~~نعرفه الآن بالمبتديان والمنيرة، واهتمام السلطان قلاوون بإنشاء جامع ~~ومدرسة وبيمارستان قلاوون على الشارع الأعظم جعله سنة أو قاعدة؛ أن يبني ~~السلاطين مدارس وجوامع متراصة في الشارع الأعظم من باب الفتوح إلى ما بعد ~~باب زويلة، مثل جوامع: الناصر محمد وبرقوق والغوري والمؤيد شيخ. # وقد بنيت كثير من البيوت الواسعة شرقية الطراز داخل القاهرة الفاطمية في ~~أزمان مختلفة، ولكن بعض أمراء المماليك وكبار التجار بنوا لأنفسهم قصورا ~~حول برك القاهرة، وبخاصة بركة الأزبكية وبركة الفيل نتيجة ازدحام المباني ~~داخل المدينة الأصلية. وحكر بعضهم أراضي تركها النيل فقسمت للبيع كأرض ~~بناء، مثل: باب اللوق والمهراني. وفقدت القاهرة ميناء المقس بتراجع ~~النيل، وحل محله ميناء بولاق بعد أن التحمت جزيرة بولاق بضفة القاهرة، ~~وأصبح حي بولاق مكانا متميزا للنشاط التجاري والحرفي والنقل النهري، ~~لكنه لم يلتحم ببنية عمران القاهرة إلا بعد فترة طويلة. # وقد حدثت في الفترة الأيوبية المملوكية أحداث سياسية ودينية حاسمة في ~~تاريخ وسياسة مصر والشرق الأوسط، هي: ~~(1) # إنهاء ممالك الصليبيين في فلسطين والشام بقيادة صلاح ~~الدين والكامل والصالح وبيبرس. ~~(2) # إيقاف المد المغولي وتحجيمه ثلاث مرات كبيرة بقيادة ~~السلاطين: قطز وبيبرس وقلاوون؛ مما ترتب عليه ركود ~~المغول في الشرق العربي وتحولهم التدريجي للإسلام. ~~ومرة رابعة عند غزو تيمورلنك للشام وتصدى له السلطان ~~برقوق وابنه فرج دون معركة حاسمة لكنها أوقفته دون ~~مصر. ~~(3) # تحويل مصر والشام من المذهب الفاطمي الشيعي إلى المذهب ~~السني دون معارضة حقيقية من جانب ms097 المصريين. وفي هذا ~~يقول البعض: إن المذهب الفاطمي لم يتمكن من المصريين ~~إلا رسميا، وظل أكثرهم على مذهب مالك والشافعي دون ~~أن يعارضوا الفاطمية صراحة؛ وترتب على ذلك انحسار ~~الفاطمية من شمال أفريقيا بعد سقوط مركز خلافتها في ~~القاهرة الذي استمر أكثر قليلا من قرنين من الزمان، ~~ولكن الكثير من الاحتفاليات الفاطمية ما زال يمارس حتى ~~الآن في المناسبات الدينية. ~~(4) # تحول القاهرة إلى مركز الخلافة الإسلامية بعد سقوط ~~بغداد بأيدي المغول. وظلت القاهرة قاعدة الخلافة ~~الإسلامية قرابة ثلاثة قرون (1258-1517) منذ السلطان ~~بيبرس إلى أن انتزعها سليم الأول وحولها إلى ~~إسطنبول. # هذه الأحداث الرئيسية مهدت للقاهرة زعامة سياسية وعسكرية وثقافية ~~ودينية في العالم الإسلامي؛ مما جعلها مركزا تجاريا واقتصاديا ~~كبيرا على مستوى العالم ذي الأهمية من الهند إلى أوروبا، فأصبحت قبلة ~~الباحثين والعلماء والرحالة زهاء أربعة قرون. # وفي الفترة الأيوبية المملوكية حظيت القاهرة بكتابات عدد من الجغرافيين ~~البارزين من مصريين ومشارقة ومغاربة. وكان عبد اللطيف البغدادي ~~(1162-1219) عاصر القاهرة فترة صلاح الدين وخلفائه: العزيز والمنصور ~~والعادل، وكانت القاهرة تمر في فترة تحول عمراني بعد استتباب الأمن، ~~وعايش البغدادي مجاعة كبرى ووباء فتاك (1200-1202)، ودون ملاحظاته في ~~كتاب مهم باسم: «الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة ~~بأرض مصر». وبرغم كل تلك الأحداث نجده يقول: «... وأما أبنيتهم ففيها هندسة ~~بارعة وترتيب في الغاية حتى إنهم قلما يتركون مكانا غفلا خاليا من ~~المصلحة. ودورهم أفيح، وغالب سكناهم في الأعالي، ويجعلون منافذ منازلهم ~~تلقاء الشمال والرياح الطيبة، وقلما تجد منزلا إلا وتجد فيه باذاهنج ~~[شخشيخة على السطوح لها عدة منافذ تفتح وتغلق حسب اتجاه الريح؛ لتمرير ~~الهواء داخل البيت] وأسواقهم وشوارعهم واسعة، وأبنيتهم شاهقة ... ويبنون ~~الحجر النحيت والطوب الأحمر وهو الآجر، وشكل طوبهم على نصف طوب العراق، ~~ويحكمون قنوات المراحيض حتى إنه تخرب الدار والقناة قائمة، ويحفرون الكنف ~~إلى المعين فيغبر عليه برهة من الدهر طويلة ولا يفتقر إلى كسح.» # 38 # بوصفه عالما مدققا نجد البغدادي ينتقد بشدة عملية نهب ~~الآثار المصرية، واستلاب أحجارها وأعمدتها؛ لأغراض البناء ms098، وهي ملاحظة ~~تبين عمق الفهم للقيمة الحضارية لآثار الماضي وشواهده. وأخيرا يعجب ~~البغدادي بصناعة تفريخ الدجاج باسم الترقيد في مصر، ويسمي الحضانة ~~«المعمل»، ويذكر بناءها وطريقة التدفئة وما إلى ذلك من سر الصنعة بتفصيل ~~كثير إلى اليوم الثاني والعشرين حين يفقس البيض. # وفي أواخر العصر الأيوبي وأوائل المملوكي نجد كتابات ابن مماتي (توفي ~~1209) الذي ساعدت وظيفته كرئيس ديوان الجيش والمالية على كتابة «قوانين ~~الدواوين» الذي يبحث فيه نظام الأراضي المصرية ومساحتها وعوائدها ~~الضريبية. ومثل هذا المنحى في الكتابة أمر متكرر عند الكتاب المصريين ~~الذين تسيطر عليهم شئون البلاد أكثر من الرحلة واستجلاء خصائص الأقاليم ~~الأخرى وعادات ناسها، مثل: القلقشندي (توفي 1418)، وأبو الفدا وهو من نسب ~~الأيوبيين وأمير لمدينة حماة واسمه: إسماعيل بن علي الأيوبي، وعرف أيضا ~~باسم الملك المؤيد (1273-1357) وعاصر السلطان الناصر محمد، وشارك في عدة ~~حملات عسكرية في آسيا الصغرى، وساهم في فتح طرابلس. وكذلك زار القاهرة في ~~زمن السلطان الناصر أمير الرحلة الإسلامية ابن بطوطة، وابن دقماق الذي ~~عاصر السلطان برقوق (1382-1399)، وشيخ الجغرافيين المصريين: هو تقي الدين ~~أحمد بن علي المقريزي (ولد بالقاهرة 1364 وتوفي بها 1442) صاحب «المواعظ ~~والاعتبار في ذكر الخطط والآثار»، وهو موسوعة قاهرية على نمط كتابات ~~الخطط السابقة، لكنها أشمل وأطول تاريخا وأدق وصفا للحياة في العصر ~~المملوكي، وتعتبر خطط علي مبارك استكمالا جيدا لوصف القاهرة بيد مصرية ~~أخرى على الرغم من أربعة قرون فارق زمني بينهما. ولا ننسى أن ابن خلدون ~~(توفي 1401) كان في القاهرة زمن المقريزي. # 39 # وآخر الجغرافيين الإسلاميين العظام الذين ارتحلوا في مصر والقاهرة، هو ~~الحسن ابن الوزان المعروف باسم ليون الإفريقي بعد ست سنوات من سقوط مصر ~~في أيدي الدولة العثمانية. كتب الوزان الكثير من المعلومات نجتزئ منها ~~الإشارات الآتية: # 40 # سكان القاهرة أناس لطفاء ومرحون، وهم لا يبخلون بالكلمات ~~الطيبة، لكنهم لا يصنعون الكثير من الأشياء ... ويزاولون ~~التجارة والصناعة غير أنهم لا يخرجون من بلادهم. ~~ص591. # وتقع وسط النيل وتجاه المدينة القديمة جزيرة تدعى: المقياس ... ~~وهذه الجزيرة غاصة بالسكان وتحوي قرابة 1500 أسرة ms099. ~~ص588. # وفي جنوب الضاحية [مصر القديمة] على النيل، يقوم المكس ~~بالنسبة للبضائع القادمة من الصعيد. ص587. # وهنا [منطقة القرافة] قبر السيدة نفيسة ... بلغت شهرته درجة ~~جعلت كل مسلم يأتي القاهرة ... عن طريق البر أو البحر، يقصد ~~هذا الضريح للتشرف به، ويقدم له النذور والهدايا ... حتى إن ~~الصدقات تصعد سنويا إلى مائة ألف أشرفي، # 41 # وتوزع بين الفقراء من نسل الرسول ... وعلى إثر ~~دخول الترك ... قام الإنكشارية بنهب المزار، ووجدوا فيه ~~خمسمائة ألف أشرفي عدا المصابيح والسلاسل الفضية والسجاد، ~~وقد أعاد [السلطان] سليم القسم الأعظم من هذا الكنز للضريح. ~~ص587. # ويتكلم عن أسعار الأقوات بالارتباط بفيضان النيل فيما إذا كان عاليا (15 ~~ذراعا) أو منخفضا (أقل من 12 ذراعا) في خلال فترة ارتفاع المياه تكون ~~المحاصيل شحيحة، ويحق للبائع تحديد سعر الخبز في حدود مرعية وإلا وقع ~~تحت طائلة العقاب: «وبعد مضي ثمانين يوما من بداية الفيضان [أي عندما ~~يثبت حجم الفيضان] يحدد المحتسب سعر الأقوات ولا سيما سعر الخبز. ويقع ~~هذا التسعير مرة واحدة في العام.» (ص590). وإذا بلغ مقياس النيل 18 ~~ذراعا فإن الأماكن المسكونة ستتعرض للغرق، ويقوم أشخاص بتحذير الناس: ~~«أيها الناس اتقوا الله! من جبل إلى جبل.» أي الفيضان يعم كل الوادي من ~~الهضبة الشرقية إلى الهضبة الغربية. ~~«... [القاهرة] مجهزة بما يلزم من الصناع والباعة الذين يقيمون على وجه ~~الخصوص في شارع يذهب من باب النصر حتى باب زويلة، وهنا يقيم أكبر جزء من ~~نبلاء القاهرة، ويوجد في هذا الشارع بضع مدارس مدهشة بأبعادها وبجمال ~~بنائها ورونقها، كما توجد بضع جوامع فسيحة وجميلة.» ص579. # ويذكر الوزان، وغيره من قبل، أن سكان القاهرة من هواة الأكل المطبوخ من ~~المطاعم، مثل نظام المطاعم الحالية ونظام «تيك أواي». ففي شارع بين ~~القصرين 60 دكانا للحم المطبوخ، ومحال عديدة لماء الزهور والحلوى بالسكر ~~أو العسل معروضة بشكل أنيق، ومحال للفواكه المستوردة والزلابية والبيض ~~المقلي والجبن المقلي، وعند جامع الغوري فنادق - وكالات - الأقمشة، وكل ~~فندق يضم عددا كبيرا من المحلات للأقمشة المستوردة؛ بعضها لتلك من ~~بعلبك والموصل ms100، وبعضها لأقمشة إيطاليا كالساتان الموشى والمخامل والتفتا ~~والبروكار لم ير هو مثلها في إيطاليا ذاتها، ثم وكالات الأصواف ~~الأوروبية، مثل: جوخ البندقية ومايورقه ووسط إيطاليا. # وفندق خان الخليلي، حيث يقيم التجار العجم [يقصد الأجانب] يشبه قصر أمير ~~كبير مرتفع متين البنيان، وفي الطابق الأرضي توجد الغرف التي يستقبل فيها ~~التجار زبائنهم لممارسة تجارة السلع ذات القيمة العالية، مثل: التوابل ~~والأحجار الكريمة والأقمشة الهندية. وعلى الناحية الأخرى من الشارع ~~الأعظم أحياء باعة العطور، مثل: المسك والجاوي والورق الصقيل والحجارة ~~الكريمة. وهناك حي تباع فيه منقولات مستعملة لكنها قطع رائعة مثل أقمشة ~~وملابس من أشغال الإبرة واللآلي والبسط والسجاد ... إلخ. وكلها تباع بأسعار ~~تبلغ آلاف الدينارات. والصاغة معظمهم يهود أرباحهم عالية، وأكثر أنواع ~~اللحوم رواجا الجاموس مع الخضر، والجيزة هي سوق ماشية برقة. # وحول السكان كتب الوزان أن بالقاهرة 30500 أسرة نحو 65٪ منهم يسكنون ~~المنطقة الشرقية من القلعة إلى الدرب الأحمر والجمالية. فإذا كان متوسط ~~عدد الأسرة 6 أفراد وأكثر فمعنى ذلك أن سكان القاهرة كانوا ما بين 180 ~~إلى 200 ألف أو أكثر، علما أن ذلك كان بعد كارثة سقوط المماليك، وترحيل ~~عدد كبير من الصناع والحرفيين المهرة إلى إسطنبول. # وقد أطلنا قليلا في وصف حال القاهرة نقلا عن الوزان، فما بالنا ~~بالقاهرة عندما كانت العاصمة المزدهرة لدولة المماليك حينما كانت أحسن ~~حالا وثراء قبل ذلك التاريخ؟ # جدول : عدد الأسر في القاهرة حسب الحسن بن الوزان. ~~* # القاهرة المسورة # 8000 أسرة # باب زويلة حتى جامع السلطان حسن # 12000 أسرة # حي طولون «عدد كبير من الصناع والتجار من ~~البربر»؟ # باب اللوق إلى الأزبكية «مواخير وملاعب ... ~~إلخ» # 3000 أسرة # بولاق «صناع مطاحن تجار: حبوب وزيوت وسكر + ألف ~~سفينة في الميناء» # 4000 أسرة # خط القرافة # 2000 أسرة # مصر عتيقة «جنوبها ميناء أثر النبي ويسكنها صناع ~~مختلفين»؟ # جزيرة المقياس # 1500 أسرة # المجموع # 30500 أسرة # ما تبقى من أسر في أحياء لم يذكر عددها. # شكل 3-5: # التوزيع المكاني لوظائف القاهرة الرئيسية في ~~القرن 18. # ومما لا شك فيه أن الفترة العثمانية الطويلة من 1517 إلى 1797 قد جمدت ~~النمو في القاهرة، وأبقت ms101 القاهرة على ما كانت عليه من امتداد بعد أن ~~أصبحت ولاية عثمانية، وصحيح أن السلطان سليم انتقص من القاهرة مركز ~~الخلافة ومهرة الصناع، إلا أنه لا يجب أن نبالغ في أثر ذلك على أنه مسبب ~~الركود المصري؛ فالتبعية السياسية لا تعني بالضرورة انتقال النشاط ~~الاقتصادي دفعة واحدة بل تدريجيا، وحتى هذا لم يحدث سوى في بداية الحكم ~~العثماني لمصر، وظلت مصر مركزا تجاريا مهما بحكم علاقتها المكانية ~~التي بنيت على مئات السنين. هذا فضلا عن أن الدولة العثمانية ظلت ~~لفترة طويلة دولة حرب؛ فلم تنشئ علاقات ترث مصر بالنسبة لأوروبا، ومن ثم ~~كان احتياجها المستمر لضريبة مصر السنوية إليها، الأمر الذي لا يفيد معه ~~إرباك الاقتصاد المصري؛ لهذا نجد أن الدولة العثمانية كانت تحكم مصر ~~بطريق غير مباشر بواسطة بكوات المماليك المصرية. # لكن أكبر عامل في الركود المصري كان استيلاء البرتغاليين والأوروبيين على ~~تجارة الهند بعد أن كانت شبه حكر على التجارة المصرية، وحيث إن الصراع ~~البحري المصري البرتغالي كان قد بدأ في حكم السلطان الغوري بمعارك غير ~~حاسمة، فإن ذلك كان إيذانا ببداية عهد جديد تسيطر فيه أوروبا على المحيط ~~الهندي. فلا الأسطول المصري أو المصري العثماني فيما بعد، كان بقادر وحده ~~على الوقوف أمام المد التجاري العسكري الأوروبي، ومع ذلك لا يجب تصور أن ~~تجارة الشرق قد توقفت في مصر تماما، بل ظل لها جانب من هذه التجارة، ~~وبخاصة البن والبخور والتوابل، تحتكرها لأسواق الشرق العثماني وأوروبا ~~المطلة على البحر المتوسط كاستمرار للتجارة مع البندقية وجنوا ومرسيليا ~~فترة من الزمن. هذا فضلا عن تصدير المنسوجات المصرية المتميزة، مثل: ~~الدميطي في المحلة ودمياط ورشيد ومنفلوط وأسيوط، والقمح والأرز. # ومن هنا كان الركود في مصر والقاهرة على درجات: ~~(1) # تناقص تجارة المحيط الهندي. ~~(2) # الاحتلال العثماني وفقدان المبادآت المصرية. ~~(3) # تنازع المماليك على السلطة الداخلية فيما بينهم، فقد ~~كان النظام المملوكي يتجه إلى نهايته. # والخلاصة أنه في مجال بناء القاهرة كانت جهود الأيوبيين منصرفة إلى إنشاء ~~القلاع والحصون والأسوار؛ فقد كانت دولة حرب ms102 ضد الصليبيين، ومع ذلك فقد ~~انشغل الأيوبيون أيضا بتثبيت المذهب السني، ومن ثم كان الاتجاه إلى ~~إنشاء الجوامع والمدارس لتدريس مذاهب السنة الأربعة، وبرغم أن المماليك ~~كانوا دولة حرب في جانب كبير من عصرهم ضد المغول وبقايا الصليبيين، فإننا ~~نجدهم يتنافسون في شتى أنواع العمارة الدينية في صورة المساجد الرائعة، ~~من جامع الظاهر بيبرس إلى قمة الفن المعماري وضخامته؛ متمثلا في جامع ~~ومدرسة السلطان حسن بن الناصر قلاوون، وإلى جامع قايتباي الذي يقول عنه ~~الثقاة: إنه أقصى ما وصل إليه المعمار الإسلامي التجريدي من فنون. # 42 # شكل 3-6: # القاهرة كما ظهرت في الخريطة المشهورة للحملة ~~الفرنسية (1800). # وقد أرسى المماليك دعائم القوة الاقتصادية المصرية التي استمرت حتى بعد ~~التبعية العثمانية، ودلائل ذلك تتمثل في الأسواق والخانات والوكالات ~~التجارية التي كانت تغص بها القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني. وقد ~~بلغت الصناعات الدقيقة مبلغا كبيرا في العصر المملوكي بالذات من صناعات ~~الخزف والزجاج والمشغولات النحاسية والجلود ومنسوجات الحرير الفائقة ~~الجودة. هذا فضلا عن الصناعات التي تستهلك منتجاتها في المدينة الكبيرة ~~من صناعات الأغذية والمعادن والمنسوجات القطنية والكتانية ... إلخ. # وتميزت الأسواق بتحديد سلعي وتوزيع مكاني؛ فسوق باب الفتوح مختص باللحوم ~~وأنواع الخضراوات، والمرجوشي - أمير الجيوش - يختص بالترزية ورفا ~~الملابس، وبرجوان بالأطعمة الجاهزة والأفران، وسوق الشمع عند جامع ~~الأقمر، ويليه سوق الدجاج، وسوق السلاح قرب القلعة، ومجموعة أسواق تدل ~~عليها أسماؤها، مثل: السروجية والمهاميز والجوخيين والحلاويين والشوائيين ~~والمغربلين ... إلخ. # وقد ظلت شوارع القاهرة على خطة شوارع المدن القديمة؛ أي دروب وحارات ~~ذات منعطفات والتواءات وأزقة وعطفات مسدودة مغلقة عند رأسها بالبوابات ~~للحماية والأمان (راجع خريطة # 1-12 # في الفصل # الأول ~~)، وكانت أولى محاولات إيجاد طرق ~~مستقيمة في عهد محمد علي حينما أنشأ السكة الجديدة والموسكي كطريق مباشر ~~بين العتبة الزرقاء - الخضراء فيما بعد - وبين الجامع الأزهر والمشهد ~~الحسيني، ثم طريق مباشر من الأزبكية إلى بولاق، وثالث إلى قصر محمد علي ~~في شبرا. ويخترق طريقا بولاق وشبرا مناطق فضاء وحقول زراعية؛ مما كان ~~يسهل عملية شق الطرق دون عناء كبير ms103. وكانت هناك محاولة أخرى لفتح طريق ~~مباشر بين العتبة والقلعة، ولكنه اكتمل في عصر إسماعيل؛ والسبب في هذا ~~التأخير راجع إلى عدة أسباب، على رأسها: قيمة التعويضات التي تدفع لأصحاب ~~البيوت التي تزال، فضلا عن أن وسائل الحركة ظلت على ما هي عليه من ~~الإنسان والدواب مما لم يقتض إنشاء الشوارع المباشرة الواسعة. والخلاصة ~~أن القاهرة نمت تلقائيا في أحيان كثيرة، وظلت المنطقة الشرقية من ~~الحسينية إلى القلعة أكثرها ازدحاما، ثم تقل كثافة المباني غرب مسار ~~الخليج من المقس إلى السيدة زينب . ~~(3-6) مجتمع القاهرة # انقسم مجتمع القاهرة إلى عدة مجموعات بعضها من أصول إثنية مختلفة، ~~وغالبها من أصول مصرية قاهرية وريفية. ولم يكن الترتيب الطبقي بين سكان ~~القاهرة جامدا أو منغلقا على نفسه، بل هو مفتوح للاختلاط والتغير على ~~نحو ما يسمى الآن: «الحراك الاجتماعي»؛ أي التحرك من أدنى إلى أعلى أو ~~العكس، أو التحرك الأفقي من فئة لأخرى. # والمجموعات والفئات القاهرية كانت هي: المماليك - العلماء - التجار - ~~الحرفيين - العاملين. # المماليك والجيش # على الرغم من أن معظم المماليك ينتمون إلى شعوب تركية أو شركسية ~~وما إلى ذلك من المجموعات خارج مصر، فإن ذلك لم يمنع وجود مماليك ~~من السمر؛ نتيجة التزاوج بالرقيق الزنجي، أو مماليك من أصل مصري ~~ترقوا في الفنون العسكرية. كما أن تكوين المماليك كقوة عسكرية ~~للسلاطين والأمراء لم يكن قاصرا عليهم، وإنما كان بمقدرة الأغنياء ~~من التجار أن يكونوا لأنفسهم مماليك كقوة تحميهم من المخاطر. ~~ويثار جدل حول أصول المماليك بوصفهم أرقاء وبعضهم من أصل مسيحي ~~أرمني وسلافي وبلقاني. لكنهم بفضل تربيتهم الدينية والعسكرية ~~كثيرا ما كانوا يعتقون، ويظهرون مهارات مدهشة في تكوين الدولة ~~وتنظيمها، وحماية العالم الإسلامي من غزوات الصليبيين والمغول، ~~وإرساء قواعد الازدهار التجاري ببناء الأساطيل العسكرية والتجارية ~~التي تجوب البحر المتوسط والأحمر والمحيط الهندي. # ومن حيث المفهوم العام لمعنى ~~مملوك، سواء في هذا مملوك لسلاطين وأمراء أو تجار أغنياء، تجد منهم ~~من يصبحون من العلماء، مثل: ياقوت الحموي والحسن بن الوزان، وبعضهم ~~قواد عظام، مثل ms104: جوهر وبيبرس وقلاوون والغوري، أو منظمين متميزين، ~~مثل: بدر الجمالي وقره قوش. ولكن تنشئتهم العسكرية جعلت غالبيتهم ~~أداة حرب مقومها الفلسفي هو القوة لتحقيق الهدف؛ لهذا كانوا كثيري ~~التنافس والحرب فيما بينهم من أجل الوصول إلى منصب أو وظيفة ذات ~~قدر مالي اجتماعي، أو الوصول إلى السلطنة ذاتها. وفي فترة الحكم ~~العثماني كان التناحر بينهم كبيرا على منصب شيخ البلد، أو بما ~~يعني: كبير المماليك الذي كانت سطوته أعلى من سطوة «الباشا» ممثل ~~السلطان العثماني في مصر، وسلطاته تكاد ألا تتجاوز أسوار القلعة ~~إلا قليلا. وقد كانت تلك أواخر زمن قوة المماليك السياسية ~~والعسكرية التي قضى عليها محمد علي بالكثير من الدهاء والسياسة ~~والقسوة. ونحن نرى الآن في «مذبحة القلعة» شيئا منافيا للأعراف، ~~لكن هكذا درج المماليك على مثل هذا الشيء من القسوة في تصفية بعضهم ~~البعض، ومن ثم فقد كانت المذبحة جزءا من خلقيات المماليك لفترة ~~طويلة، فقد عاشوا بالسيف وماتوا به أيضا، وحكمنا الحالي على ~~المذبحة ينطلق من منظور فلسفي غير منظورهم وفلسفتهم. # وقد كان المماليك أساسا قوة الفرسان، التي تمثل في الحروب البرية ~~الحالية المدرعات التي تشق الطريق إلى بقية أفراد الجيش؛ ولهذا فقد ~~كانت الجيوش في العصور الوسطى من الفاطميين إلى المماليك ~~والعثمانيين تتكون من المشاة والطوبجية (المدفعية)، وغالبا ما كان ~~الجيش يتكون من عدة مجموعات إثنية من البربر والسودانيين وغيرهم من ~~الأكراد والترك والبدو ... إلخ. وقد حدثت منافسات شديدة في وقت السلم ~~بين هذه المجموعات أدت إلى اقتتالهم فيما بينهم، وخاصة في العصر ~~الفاطمي وأوائل فترة حكم صلاح الدين، وآخر هذه التشكيلة من الجنود ~~كانت في أوائل حكم محمد علي بين الأرناءوط والترك والمماليك، انتهت ~~بإقصائهم والقضاء عليهم جميعا، وتكوين جيش ثابت قوامه الأساسي من ~~المصريين. # وهذا الجيش المكون من أبناء مصر هو الذي صنع أمجاد مصر في ~~الصحراء العربية والمورة والشام والأناضول، ولخطورته كانت واحدة من ~~أهم نصوص اتفاق محمد علي والدولة العثمانية - بتأييد بريطانيا ~~للعثمانيين بصفة خاصة - على تخفيض عدد الجيش المصري إلى ms105 حد ~~كبير. # العلماء # ظل للعلماء شأن كبير في حياة مصر منذ قدوم الإمام الشافعي وعدد من ~~آل البيت النبوي الشريف، وحيث إن العلم في ذلك الأوان كان مرتبطا ~~بالدعوة الإسلامية، وتعليم أصول الدين والمعاملات والقضاء، فقد كان ~~العلماء مرتبطين دائما بالجوامع الكبرى: عمرو والأزهر. # وقد لعب العلماء أدوارا مهمة في حياة القاهرة السياسية، سواء في ~~ذلك علماء الشيعة في العصر الفاطمي، أو علماء مذاهب السنة الأربعة ~~بعد ذلك. فمما لا شك فيه أن مراسيم إعلان السلاطين كانت تصدر عن ~~مجمع علماء الأزهر ، وكانت لهم يد طولى في تأييد أو إنزال الولاة ~~العثمانيين، وآخرها كان موقفهم من هؤلاء الباشوات فترة الصراع بين ~~محمد علي وبين الوالي، وانتهت بنزول السلطان العثماني على إرادة ~~العلماء بتعيين محمد علي واليا على مصر. # ولكن أهم ما نعرفه كان موقف العلماء من الحملة الفرنسية التي لم ~~تجد بدا من الاعتراف بهم كقوة سياسية دينية؛ فأدخلت بعضهم في ~~المجلس الأعلى للحكم في مصر. # ومن الأسماء التي ترددت كثيرا في أواخر ق18 وأوائل عصر محمد علي ~~في هذا المضمار الشيوخ: المهدي، والشرقاوي، والعطار، والسادات، ~~و«نقيب الأشراف» السيد عمر مكرم الذي وقف مناهضا لسلطات محمد علي ~~فنفاه إلى دمياط. # وليس العلماء هم رجال الدين فقط، بل كان هناك من العلماء آخرون ~~متفقهين في علوم الدين والدنيا، مثل: ابن خلدون الذي عين قاضي ~~القضاة فترة وجوده في مصر إلى أن توفي بها، والجبرتي صاحب الرأي ~~السياسي ابن الشيخ حسن أحد علماء الأزهر. # ولعل قوة العلماء لا ترجع فقط إلى قدرهم العلمي في الأزهر الشريف، ~~بل أيضا إلى حصولهم على ما كان يعرف باسم: «مسموح المشايخ»؛ أي ~~إعفاء أراضيهم وممتلكاتهم من الضرائب، وهو ما كان يعطيهم قوة مالية ~~استفاد بعضهم منها في الحصول على المزيد من العقارات أو الاشتراك ~~في أعمال تجارية. وبرغم أن هذا «المسموح» للعلماء والمماليك وبعض ~~فئات أخرى كان جزءا من نظام عام معمول به، فإنه زاد من حمل ~~الضرائب على الفلاحين، وزاد من تفتيت الولاءات في ms106 المجتمع المصري ~~بصفة عامة. # التجار # ربما كان كبار تجار القاهرة من أغنى أغنياء المدينة. وهناك بعض ~~أرقام اجتهدت في تحصيلها الأستاذة عفاف لطفي السيد - مارسو # 43 # عن ثروات بعضهم. فعند وفاة قاسم الشرايبي عام 1735 ترك ~~ثروة قدرت بنحو 12,6 مليون باره وأسطولا من السفن التجارية وعددا ~~كبيرا من المحلات والدكاكين والبيوت، وترك محمود محرم بعد نصف قرن ~~ثروة قدرت بنحو 15,7 مليون باره. هذه الثروات الضخمة ناتج احتكار ~~تجارة البن أو التوابل بالإضافة إلى نصيبهم من عملهم كملتزمين ~~لأراض زراعية واسعة، وقد ترك محمود الشرايبي التزاما يدر سنويا ~~مليون باره. # 44 # والأمر الواقع أن بعض المماليك والعلماء كان لهم نشاط ~~تجاري احتكاري لبعض السلع، وخاصة السلع المنتجة في مصر كالأرز أو ~~منتجات الصعيد كالقمح وغيره. # وحسب ما جاء في كتاب «وصف ~~مصر» كانت بالقاهرة في آخر القرن 18 مؤسسات تجارية تصنف إلى عشر ~~خانات - جمع خان - وهي كما جاء سابقا: أبنية متسعة مليئة بمحلات ~~تجارية غالبها متخصص في سلع معينة، وكلها مركزة في القاهرة ~~الفاطمية، وكان هناك 217 وكالة تجارية، 60٪ منها في القاهرة ~~الفاطمية و13٪ في بولاق، وبعض هذه الوكالات متخصصة في سلع محددة ~~كالصابون والزيت والمنسوجات والجلود والسلاح، والغالب أنه كان لبعض ~~هذه الوكالات معامل وورش خاصة بها. وكذلك كان هناك 71 سوقا موزعة ~~بتعادلية على أنحاء معمور القاهرة آنذاك. وهذه الأرقام تعطينا صورة ~~عن النشاط التجاري داخل المدينة، وكم كان عدد التجار صغيرهم ~~وكبيرهم، ولكنه لا يعطينا صورة عن كبار التجار الذين يتعاملون في ~~التجارة الخارجية أو تجارة الترانزيت، وبعض هؤلاء كانوا يمتلكون ~~أساطيل تجارية بحرية ونهرية؛ أي إنه كان هناك نوع من التكاملية بين ~~التجارة والنقل والتوزيع معا، مما ترتب عليه الثراء المدهش لهؤلاء ~~الكبار. # لكن الصورة اختلفت منذ عصر محمد علي، وأصبحت الدولة هي المنظم ~~الأساسي للتجارة الخارجية. لكن بقي للتجار وأصحاب الدكاكين أهميتهم ~~في السوق الداخلي، وبخاصة في أسواق القاهرة الغذائية، واحتياجاتها ~~من الصناعات الحرفية، وربما عدنا إلى تفصيل ذلك في الفصول ~~التالية. # الاقتصاد والسياسة # وربما كان هنا موضع مناقشة اتجاهات التجارة ms107 المصرية سواء المعاد ~~تصديرها كتجارة ترانزيت أو المنتجة محليا. فقد كان الاتجاه ~~غالبا إلى أوروبا خلال حكم المماليك، ثم حدث بعض التغير في اتجاه ~~بعض التجارة إلى أقطار الدولة العثمانية، ومع ذلك ظل الاتجاه ~~الأكبر هو إلى أوروبا نتيجة استيراد المماليك للأسلحة الحديثة ~~والسلع الصناعية الأوروبية. وفي البداية كان الميزان التجاري لصالح ~~مصر، ولكنه أخذ في التغير لصالح أوروبا بعد حدوث عدة نكسات على ~~رأسها دخول شركات فرنسية اتفاقيات استيراد البن مباشرة مع اليمن ~~بدلا من الوسيط المصري. ويضاف إلى ذلك نجاح زراعة البن في بعض ~~مستعمرات فرنسا في البحر الكاريبي. والنكسة الأخرى هي عزوف أوروبي ~~جزئي عن استيراد المنسوجات المصرية بحجة رداءة السلعة، ولكن يجب أن ~~نضيف لذلك انتشار صناعة النسيج الآلية الحديثة في أوروبا، ورخص ~~أسعار المنتج منها بالقياس إلى الصناعة المصرية. # وقد أدت هذه النكسات إلى تقليل أرباح ترانزيت البن، وتدهور عام في ~~الدخل مع زيادة الميزان التجاري لصالح أوروبا، إلى ضائقة مالية ~~حاول المماليك والتجار تعديلها بالاشتطاط والمغالاة في فرض الضرائب ~~التي ثقلت على الفلاحين والحرفيين؛ مما أدى إلى مردود معكوس أدى ~~إلى مزيد من قلة الإنتاج الزراعي والصناعي والحرفي. وهكذا دخلت مصر ~~دائرة مغلقة من التراجع حتى جاءت الحملة الفرنسية التي أدت بدورها ~~إلى تدهور كبير نتيجة ثورات القاهرة ضد الفرنسيين، والدمار الذي ~~أحدثه الفرنسيون لقمع تلك الثورات. # لكن أحد أهم نتائج الحملة الفرنسية أنها أظهرت مدى تخلف النظام ~~المملوكي السياسي، وعدم قدرته على استيعاب التحديث؛ وبذلك وضعت ~~اللبنة الأخيرة في نهاية هذا النظام. # ولا شك أن محمد علي جاء بنظام جديد يتقبل الحداثة والتحديث في ~~الحكم والإدراة والشئون المالية والاقتصاد الزراعي والصناعي ~~والعلاقات الدولية، وإن أبقى على حكم الفرد. ونحن لا نعتقد أن محمد ~~علي جاء بكل هذه التنظيمات من مصادر خارجية وطبقها مرة واحدة، بل ~~كان هناك تطويع لمبادئ الإدارة وتطبيقات تدريجية لها على قدر ~~الظروف الانتقالية في المجتمع المصري مع النظر إلى أشكال التنظيم ~~الأوروبي، والكثير من الاستشارات والتجريب. وقد وقع محمد ms108 علي أسير ~~التاريخ، فحاول بسرعة إعادة تطبيق إستراتيجية التاريخ السياسي ~~المصري في الهيمنة على الشرق الأوسط من الشام إلى الحجاز بإضافة ~~عمق في السودان لم يكن موجودا من قبل في تاريخ مصر الإسلامي؛ لهذا ~~فقد كان محرك تنظيماته الجديدة في كافة الشئون الداخلية متمحورا ~~حول الجيش القوي الذي أنشأه، ومحاولته الاستفادة من تناقضات ~~المنافسة الفرنسية الإنجليزية على الشرق باستقطاب فرنسا. لكن عصر ~~بناء الإمبراطوريات الشرقية كان قد ولى؛ لهذا توقف مشروع محمد علي ~~السياسي عند مواجهة القوي الأوروبية عامة والإنجليزية خاصة، ولما ~~هبط محرك التطور العسكري المصري هبط معه الكثير من النشاط الصناعي، ~~وبقيت الزراعة ذات التركيب المحصولي المحدث - مشروعات الري ~~الدائم، والمحاصيل الصيفية وعلى رأسها القطن - عماد التركيب ~~الاقتصادي لنحو قرن من الزمان (1840-1930). # وقد حاول إسماعيل تقليد جده ولكن في الاتجاه الجنوبي؛ بناء ~~إمبراطورية أفريقية في الوقت الذي اشتد فيه تسارع الدول الأوروبية ~~على تقسيم أفريقيا، وكان محركه في ذلك تحسن مصادر الثروة المصرية ~~بصادرات القطن ورسوم عبور قناة السويس، فدخل في مشروعات توسع في ~~القرن الأفريقي (مصوع، زيلع، هرر، بربره) وفي منابع النيل ~~الاستوائية (أوغندا الحالية) لكنها كانت عبئا ماليا، وقصيرة ~~العمر، ونتائجها محسومة لصالح أوروبا. # وآخر المحاولات المصرية أسيرة التاريخ كانت في عهد عبد الناصر الذي ~~حاول استعادة روح القومية العربية في مواجهة إسرائيل والغرب؛ ~~معتمدا على أيديولوجية ثورية نجحت في المساعدة على تصفية النفوذ ~~البريطاني، لكنها أحدثت صدعا عربيا بين الملكيين والجمهوريين ~~فلم تصادف سوى نجاح عربي محدود. # الحرفيون والنقابات الحرفية # في أواخر القرن 18 كان في القاهرة 76 ورشة حرفية وصناعية، نحو 36٪ ~~منها في المنطقة الممتدة غرب الخليج من باب الخلق إلى باب اللوق، ~~ونحو 30٪ منها فيما بين الغورية والسلطان حسن، وبعبارة أخرى: إن ~~الورش كانت خارج القاهرة الفاطمية بصورة عامة في اتجاه الجنوب ~~والغرب. # وكان أصحاب الورش وعمالهم يكونون «نقابات» خاصة بصناعة سلعة ~~معينة كالمزينين والحمامية والإسكافية، والنقيب هو المسئول أمام ~~الجهات الرسمية. وترتيب الصنعة متدرج من نظام الصبي إلى المعلم ~~أو الأسطى، بحيث كان في ms109 هذا ضمان للمهارة واستمرار جودة المنتج، # 45 # وبقاياه ما زال حتى الآن ممارس في بعض الحرف وبخاصة ~~الورش الفردية لإصلاح السلع المعدنية والسيارات، وإن كان مقدرا أن ~~خريجي المدارس الفنية سوف يحلون محل هذا النظام التقليدي ~~تدريجيا. # والذي يهمنا في موضوع البنية الاجتماعية أن الكثير من أصحاب الورش ~~والتجار كانوا يسكنون مع عمالهم في حارة أو حي واحد، بحيث إن ~~الروابط المكانية كانت تجمعهم بغض النظر عن الوضع المالي. صحيح أن ~~بيوت أصحاب العمل كانت أكبر وأفخم لكن الشعور بالتساند كان سمة ~~غالبة في حياة القاهرة. وما زال بعض المعلمين يسكنون جوار ورشهم، ~~لكن العمال يأتون من أحياء مختلفة، ولكن غالب الأسطاوات والمعلمين ~~الكبار أصبحوا الآن «رجال أعمال» يقيمون في الأحياء المترفة وصلتهم ~~بالعمال محدودة وغير مباشرة - مجلس الإدارة، وصور شتى من الإعلام - ~~فلم يعد هناك تفاعل جماعي كما كان في الماضي القريب. # الصحة والتعليم # لعلنا نختتم هذه الفترة من حياة مدينة القاهرة بالتأكيد على اهتمام ~~الولاة والحكام ببناء المارستانات والكتاتيب والأسبلة والحمامات، ~~وغير ذلك من احتياجات المدن الكبرى. # المارستانات: من السرد التاريخي نجد أن هذه المستشفيات قد بنيت ~~غالبا في عصور مصر المستقلة. فلم نعرف للآن أن ولاة مصر في عهد ~~الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين قد بنوا مثل هذه المؤسسات ~~الصحية العامة. # وأول من بنى مارستانا في مصر كان أحمد بن طولون نحو سنة 874م؛ أي ~~بعد ست سنوات من توليه حكم مصر، وكان موقعه في مدينة القطائع، ~~ويقول المقريزي: إنه صرف على بنائه 60 ألف دينار، وعمل له حمامين ~~للرجال والنساء، والغالب أن ابن طولون في ذلك قد حاكى مارستان ~~بغداد، وتلاه كافور الإخشيد بمارستان في الفسطاط نحو سنة 957م. ولم ~~ينقض وقت طويل حتى أنشأ الفاطميون في مدة حكم العزيز بالله «الربع ~~الأخير من القرن العاشر» مارستان القاهرة جنوب القصر ~~الصغير. # وبنى صلاح الدين مارستانا في القاهرة للمرضى والضعفاء، ويقول ~~المقريزي: إنه استخدم له أطباء وطبائعيين وجراحين ومشرفين وعمالا ~~وخدما، وخصص له 200 دينار شهريا، كما أمر بفتح المارستان ~~القديم ms110، وخصص له طبيبا وعاملا ومشرفا وعشرين دينارا شهريا؛ ~~بمعنى أنه أصبح بالقاهرة مستشفيان لأول مرة! # وأشهر مارستانات القاهرة: ~~المارستان المنصوري المعروف حتى الآن باسم مستشفى قلاوون، نسبة إلى ~~السلطان المنصور قلاوون (1279-1290) وكان جزءا من القصر الصغير، ~~فأقام فيه مدرسته وجامعه ومارستانه. رتب المنصور العقاقير ~~والأطباء وسائر ما يحتاجه المرضى، وجعل فيه فراشين من الرجال ~~والنساء، وكانت به قاعات متخصصة؛ واحدة للرمد وأخرى للجراحة وثالثة ~~لأمراض الجهاز الهضمي، وقسم خاص لإقامة النساء، ومطبخ الأطعمة، ~~ومخزن الأدوية والأشربة العلاجية - أجزاخانة - ومكتبة طبية، ومعمل ~~كيميائي، وجوقة موسيقى ومنشدين، ومن يقصون السير التاريخية ~~البطولية وغير ذلك كجزء من العلاج والترفيه، فياللتقدم في ~~المفاهيم العلاجية في ذلك الوقت المبكر! # 46 # وتلاه مارستان أنشأه المؤيد شيخ (1413-1421) قريب من القلعة، وأنشأ ~~عبد الرحمن كتخدا إسبتاليا للنساء في جهة تحت الربع بباب الخلق في ~~القرن 18م. # وكذلك أقام المماليك دورا لرعاية المكفوفين وأخرى للأيتام. وكل ~~هذه المؤسسات تحتاج إلى ميزانية كبيرة كانت تدبر بإنشاء وقفيات ~~أميرية وأهلية للإنفاق عليها. ويذكر العالم «جومار» # 47 # من علماء الحملة الفرنسية أن إعانات المستشفيات ودور ~~المكفوفين والأيتام وطلبة الأزهر قد بلغت 154 ألف أردب شعير - ربما ~~يقصد حبوب طحين الخبز - وكمية أخرى من الأرز والعسل من الميري عام ~~1798، فضلا عن مرتبات للدراويش والمعوقين والأرامل يذكرها بالفرنك ~~آنذاك، ولضخامة المبالغ فقد كان هناك عشرة «أفندية» يقومون بحساب ~~المعاشات والنفقات المذكورة باعتبارها مصروفات عامة. # وفي عهد محمد علي دخل ميدان الصحة تدريس الطب؛ بإنشاء مدرسة للطب ~~تنقلت في أماكن مختلفة قبل أن تستقر في قصر العيني، وتلاه بطبيعة ~~الحال منشآت صحية أخرى ظلت تنمو وتتخصص في العهود التالية. ويكتب ~~علي مبارك أن بالقاهرة في 1882 خمس مستشفيات على رأسها قصر العيني ~~المجهز ب 1150 سريرا، ومستشفى الأمراض العقلية في العباسية، ~~ومستشفى أوروبي في العباسية، وآخر في حي الإسماعيلية، والخامس ~~مستشفى اليهود في حارة اليهود. # وكانت الأجزاخانات - الصيدليات - مرتبطة بالمارستان أو المستشفى، ~~وما زال ببعض المستشفيات أجزاخانة خاصة يسميها علي مبارك: ~~الأجزاخانة الميري، مثل: قصر العيني، ولكن منذ فترة محمد ms111 علي انتشر ~~نمط الأجزاخانة الخاصة، وأصبح عددها في 1883 أربعة وأربعون ~~أجزاخانة، 19 منها في وسط البلد - كلوت بك والعتبة والموسكي - ~~والباقي موزعة على الأحياء الأخرى من المدينة. # الحمامات العامة # الحمامات جزء مهم من الصحة العامة، وضرورة في البلاد الحارة، ويذكر ~~المقريزي أن بالقاهرة 45 حماما؛ منها 12 في العصر الفاطمي، وستة ~~حمامات في العصر الأيوبي، و22 في عصر المماليك. وقد أحصى جومار ~~مائة حمام عام بالقاهرة وإن كان قد عد 91 منهم فقط، موزعة على ~~أحياء القاهرة المختلفة، نقصت إلى 55 حماما في أواخر ق19؛ وذلك ~~نظرا لوصول مياه المواسير لبعض الأحياء، وبالتالي وجود الحمامات ~~الخاصة داخل البيوت كنمط جديد سهل التداول. وهذا لا ينفي وجود ~~الحمامات الخاصة داخل البيوت الكبيرة في كل العصور. # وهناك حمامات متخصصة للرجال أو النساء، لكن هناك أيضا حمامات ~~يتبادل فيها الجنسين أيام أو ساعات العمل، وغالب الحمامات تستخدم ~~البخار، وبها مغطس مياه ساخنة. وتضم بعض الحمامات الفاخرة متخصصين ~~في التدليك وتليين المفاصل، وهو ما يستدعي فترة طويلة يرتاح فيها ~~الزبائن بعد أنواع «المساج» المتعددة في غرف مؤثثة مع تقديم القهوة ~~كشراب منشط، ومثل هذا قريب الشبه بالمؤسسات الصحية الدارجة حاليا ~~باسم: «نوادي الصحة». وبطبيعة الحال فإن مثل هذه الحمامات يؤمها ~~الأغنياء فقط، وتستغرق طقوسها بضع ساعات تماما كما هو الحال الآن، ~~ولكن غالبية الحمامات الأخرى لا تقدم إلا المغطس، وتدليك سريع يقوم ~~به «المكيساتي» بقفاز - كيس - خشن لإزالة العرق وتفتيح ~~المسام. # الأسبلة والكتاتيب # في القاهرة ذات متوسط الحرارة العالي معظم السنة يحتاج الأمر إلى ~~إقامة أسبلة - جمع سبيل - لتقديم الماء مجانا للسابلة العطشى، ~~والغالب أنها «سبيل ماء لله»، ومن ثم انتشرت إقامتها بين القادرين ~~من الناس والأمراء. وواجهة السبيل غالبا يتفنن فيها صانع ~~المشغولات المعدنية، وتعلم البناء، ووراءها في داخل البناء حوض ~~كبير يختزن فيه الماء، وفي آخر القرن 18 كان بالقاهرة نحو 245 ~~سبيلا، 64 منها ذات بناء فاخر، ونقص العدد إلى 200 سبيل في كتابات ~~علي مبارك؛ أيضا نتيجة تمديدات المياه الجديدة في ~~الأنابيب. # وفي أغلب الأحيان يوجد كتاب ~~فوق السبيل ms112؛ لتحفيظ القرآن، وتعليم القراءة والكتابة، ومبادئ ~~الحساب، ويعجب كتاب «وصف مصر» الفرنسيون بطريقة التعليم الجماعي ~~في الكتاتيب واستخدام اللوح والطباشير مقابل منهج التعليم الفردي ~~المتبع في فرنسا وكثرة استخدام الورق. كما أن أجر معلم الكتاب كان ~~على قدر الأسر وليس ثابتا، مما كان يسمح بديمقراطية التعليم بدون ~~تمييز لأبناء أسر غنية أو فقيرة. وكان في القاهرة آنذاك 34 ~~كتابا فضلا عن مدارس أولية للمسيحيين لا تبتعد كثيرا عن منهج ~~التدريس السائد. ولكننا الآن قد بعدنا عن التعليم الجماعي، وربما ~~كان هذا سببا في الضعف اللغوي الملحوظ، وليس هذا بدعوة إلى نظام ~~الكتاتيب، لكنه آن الأوان أن نقف برهة لتكييف نظام التعليم مع ~~المستحدثات الجديدة، وبخاصة الكمبيوتر، مع المحافظة على سلامة ~~اللغة؛ لأنها الوسيلة الوحيدة للتعلم والتفاهم والتقاضي والأدب، ~~وكل شيء يقع في الحياة بماضيها وحاضرها. ~~(3-7) القاهرة منذ إسماعيل # اختلفت القاهرة أيام الخديو إسماعيل كثيرا عما سبق من أنماط. صحيح أن ~~مقدمات الاختلاف ترجع إلى عصر محمد علي وإبراهيم ببناء قصور: شبرا والقبة ~~والقصر العالي (قصر الدوبارة)، وأيام عباس حلمي الأول: العباسية، وسعيد: ~~شبرا، ولكن الدفعة الكبرى كانت في عصر إسماعيل، وكانت هناك أسباب كثيرة ~~نذكر من أهمها ما يلي: # 48 ~~(1) # انتقال إسماعيل من القلعة إلى قصر عابدين، وهو تغير ~~مرتبط بأفكار إسماعيل التحديثية للانتقال من نمط ~~الدولة الشرقية إلى نمط الدولة الغربية، أي خروج الحكم ~~من الحصن المغلق إلى الملأ المفتوح المتفاعل مع ~~المدينة. ~~(2) # مع انتقال الحكم إلى عابدين حدثت طفرة عمرانية في ~~القسم الغربي من المدينة بدلا من التزاحم الكثيف في ~~القسم الشرقي، كما أسلفنا في الفصل # الأول # من هذا الكتاب. ~~(3) # زاد إسماعيل النمو الغربي للقاهرة بتخطيط وبناء حي ~~جديد متكامل سمي: الإسماعيلية، وهو وسط البلد الآن، ~~وتلاه توفيق بحي التوفيقية إلى الشمال من الإسماعيلية. ~~وحيث إن الإسماعيلية قد بنيت على الطراز الغربي، فقد ~~أصبح لدينا في القاهرة طرازان من العمران والمعمار: ~~الشرقي القديم والغربي الحديث، واستمرت هذه الازدواجية ~~فترة طويلة، لكن المعمار الحديث كانت له الغلبة في ~~نهاية المطاف، وذلك ms113 لمقتضيات الحياة العصرية. ~~(4) # مما لا شك فيه أن تحسن الأحوال المالية المصرية، ~~وبخاصة سوق القطن المصري في العالم الخارجي بعد اندلاع ~~الحرب الأهلية الأمريكية وتدهور صادراتها القطنية فترة ~~لا بأس بها، قد أعطى إحساسا ملموسا بالرخاء العام في ~~مصر، ويضاف إلى ذلك تدرج عائدات مصر من مرور السفن في ~~قناة السويس. # وهذه كلها أسباب أدت إلى طفرة كبيرة في تعمير غرب القاهرة من ~~الإسماعيلية والتوفيقية شمالا إلى حي الدواوين حول لاظ أوغلي وقصور ~~المنيرة جنوبا في نظام شبكي واضح المعالم، ونمط حياتي أخذ في ~~الاختلاف عن النمط التقليدي كما نراه من الشكل التالي: # محلات ودكاكين القاهرة 1883 بالقسم # شكل 3-7 # يتضح من الشكل ( # 3-7 ~~) أن محلات القاهرة ودكاكينها قد ~~اتخذت طابعا مكانيا مزدوجا ما زال مستمرا حتى اليوم. ففي القاهرة ~~الفاطمية تتركز محلات الأقمشة والمنسوجات في الجمالية والدرب الأحمر ~~والقليل في بولاق؛ ميناء القاهرة القديم، وتزداد أعداد محلات العطارة في ~~الدرب الأحمر وباب الشعرية والجمالية، وبالرغم من انتشار نمط المقاهي في ~~كل الأقسام كضرورة ترويحية لالتقاء الرجال في الأمسيات، مع إجراء بعض ~~أعمال وعقود عمل، فإننا نلاحظ زيادة أعداد المقاهي في الأحياء الغربية من ~~القاهرة، وبخاصة في الأزبكية كنمط غربي لشرب القهوة وإجراء الأعمال، ~~بينما المقهى في الأحياء الأخرى هو مشرب لكل المشروبات من القهوة إلى ~~التمر هندي والكركديه، وما أشبه ذلك مع وجود الشيشة لتدخين التنباك ~~بأنواعه العجمي والحمي ... إلخ. وتزيد الفروق بين شرق وغرب القاهرة ~~بالتركيز الشديد للحانات - الخمارات - في الأزبكية، وندرتها في الأحياء ~~القاهرية الأصيلة، والمزيد من قراءة الشكل سوف يعطي الكثير. # ومنذ ذلك التاريخ والقاهرة تزداد سكانا؛ لتركيز مغالى فيه للمنشآت ~~الخدمية والصناعية والتجارية فيها من ناحية، ونتيجة تحولها مرة أخرى إلى ~~مركز ثقافي وسياسي عربي، وبخاصة منذ تحول مصر إلى النظام ~~الجمهوري الرئاسي، وهو ما سبق تفصيله في الفصلين # الأول # و # الثاني ~~. ~~(3-8) بنية القاهرة الحالية # وتوضح الخريطة # 3-8 # بنية القاهرة عام 1966 حيث نمو ~~القاهرة قد انطلق من معطيات ما بعد عصر إسماعيل؛ ليشكل جوهر القاهرة الحالية. # 49 # والقراءة المتأنية للخريطة ms114 تشير إلى واقع ملموس بعد نحو 30 ~~سنة من رسمها، يمكن تلخيصها كالآتي: ~~(1) # اتجاهات نمو القاهرة ثابتة في كل الاتجاهات التي أشار ~~إليها «بونسيه»، بل زاد تسارعها بإنشاء مجموعة الطرق ~~والأوتوسترادات حول القاهرة؛ الدائري، والطرق ~~المحورية؛ الإسماعيلية والسويس والعين السخنة وحلوان ~~و6 أكتوبر، وكلها مجالات تغري بتحول الأرض من البيئة ~~الصحراوية والزراعية إلى تعمير عقاري سكني. وزاد الأمر ~~أن وزارة التعمير منذ الثمانينيات اعتمدت بناء مدن ~~جديدة قريبة من القاهرة؛ مما جعلها في الحقيقة ~~امتدادا للقاهرة على طول محاور الطرق. وفضلا عن ذلك ~~تراخي الإدارة عن مقاومة ضغوط العمران العشوائي ~~والطفيلي إلى أن استفحلت مشكلاتها بطريقة أفقدت الطرق ~~المحورية والدائرية وظيفتها التي بنيت من أجلها كخطوط ~~حركة لا تعوقها أشكال العمران القاهري الكثيف. ~~(2) # مناطق السكن المتدهور التي أشارت إليها الخريطة، هي ~~بعينها نوايات مناطق العشوائيات الحالية في: شبرا ~~الخيمة والساحل والمطرية وعين شمس والشرابية وشرق ~~القاهرة ومصر القديمة. # شكل 3-8: # بنية القاهرة 1966. # ودار السلام وإمبابة وبولاق الدكرور، وكلها نمت إلى ~~العشوائيات الحالية حول القاهرة كما أسلفنا في الفصل # الثاني ~~. ~~(3) # ما زال السكن الكثيف في شمال القاهرة المركزية من ~~بولاق وشبرا إلى العباسية وحدائق القبة في مرحلة ~~التخلخل؛ بل إن منطقة بولاق وروض الفرج قد تخلخلت ~~بصورة جذرية، وحلت العمائر والمنشآت التجارية والمالية ~~والفندقية محلها على طول واجهتها النيلية، وعلى محور ~~شارع الجلاء. ~~(4) # وأخيرا فإن عمران القاهرة المركزية في قسمها الشرقي ~~من السيدة زينب والخليفة في الجنوب، إلى الجمالية ~~والفجالة وشبرا في الشمال قد بدأت فيه أعمال إعادة ~~البناء محل البيوت القديمة والآيلة للسقوط، وهي التي ~~يشير إليها «بونسيه» برمز: «تطوير البناء في عقارات ~~موروثة قديمة». ~~(3-9) أعداء القاهرة # خلاصة هذا الفصل أن نمو القاهرة لم يكن يسير مطردا في كل العصور، بل ~~كانت هناك فترات تراجع أو توقف عن النمو لأسباب كثيرة، بعضها ~~الآتي: ~~(1) # الأوضاع السياسية بين كونها عاصمة لدولة مستقلة أو ~~إقليم تابع، وأكثر النماذج وضوحا في النمو والازدهار ~~كان في عصور الدولة الفاطمية ودولة المماليك ومحمد علي ~~وإسماعيل. الدولة الأيوبية كانت ms115 فترة مجيدة لكنها كانت ~~دولة حرب امتصت الكثير من عوامل النمو المالية، بينما ~~استقرت دولة الفاطميين والمماليك في الحكم قرونا ~~طويلة مكنت من مواجهة الأزمات بتحسينات وإصلاحات. ~~أما زمن إسماعيل فقد كان القفزة العمرانية لازدهار ~~سابق في عهد جده محمد علي، تم من خلالها إنشاء ~~القاهرة الجديدة مقابل التقليدية، ونمو القاهرة بعد ~~إسماعيل وحتى الآن هو استمرارية بقوة القصور الذاتي، ~~واندفاع الهجرة الريفية إليها دون مواجهة حقيقية ~~لأسبابها الديموجرافية والاقتصادية والإدارية. ~~(2) # فقدان الأمن الداخلي كان سببا في إعاقة نمو القاهرة، ~~ونموذج ذلك الاضطرابات المميتة بين طوائف العسكر من ~~ترك وسودان التي أدت إلى اضمحلال دولة الفاطميين، أو ~~تناحر المماليك في أواخر العصر العثماني، وأخيرا صراع ~~العسكر المصريين والترك في ثورة عرابي، والتغيير ~~الطبقي الذي أحدثته «ثورة 1952» العسكرية. ~~(3) # وفي الجوانب الاقتصادية والصحية: كثرة المجاعات وتوطن ~~الأوبئة كانت من بين أسباب مهمة في كبح النمو السكني ~~والسكاني للقاهرة خلال عصور طويلة، وقد تمت سيطرة شبه ~~كاملة على أسباب المجاعة والأمراض، ولكن الجوانب ~~الاقتصادية تتأثر كثيرا بإنفاقات الدولة على مشروعات ~~عسكرية واقتصادية أكبر من الطاقات المصرية منذ عصر ~~محمد علي؛ مما يؤدي إلى مزيد من الهجرة الداخلية إلى ~~القاهرة فيزيد نموها الكمي سكانا ومساحة، ويزيد من ~~تكتل السكان المحرومين في أحياء طفيلية ~~عشوائية. # جدول : ثبت تاريخي. # السنة الهجرية # السنة الميلادية # ملاحظات # 1 # 622 # هجرة الرسول إلى المدينة # 21 # 641 # فتح مصر - جامع عمرو 23ه # 25 # 645 # الفسطاط 23ه # 30 # 650 # 35 # 655 # ولاية عمرو الثانية 38-43ه # 65 # 685 # عبد العزيز بن مروان 685-705 # 95 # 714 # مقياس النيل الأول 98-717 # 125 # 744 # 742 - إنشاء العسكر 123ه # 245 # 859 # 861 - مقياس النيل الثاني 247ه # 254 # 868 # نهاية عصر الولاة # 254 # 868 # أحمد بن طولون # 260 # 873 # القطائع والقصور 256ه/870 # 265 # 878 # ن 262-265 / 876 # 270 # 883 # خمارويه بن طولون # 275 # 888 # 280 # 893 # 285 # 898 # جيش بن خماوريه 895 # 290 # 902 # هارون 896 # 292 # 904 # شيبان ونهاية الطولونيين # 295 # 907 # ولاة عباسيون # 300 # 912 # ثلاثة عشر واليا 295-323ه # 310 # 922 # 320 # 932 # 323 # 934 # محمد الإخشيد # 335 # 946 # أنوجور بن الإخشيد # 349 # 960 # علي بن الإخشيد # ن246ه # 356 # 966 # أبو المسك كافور # بستان كافور # 358 # 968 # أحمد بن علي # نهاية الإخشيد # 358 # 969 # جوهر وبداية الفاطميين # 360 # 970 # المعز لدين الله # القاهرة 969 # 365 # 975 # العزيز بالله # الأزهر 970 # 370 # 980 # 375 # 985 # 380 # 990 # 386 # 996 # الحاكم بأمر الله # ج. الحاكم 402 # 390 # 999 # ج. راشدة 393 # 400 # 1009 # 410 # 1019 # 411 # 1020 # الظاهر # 420 # 1029 # 427 # 1036 # المستنصر # 430 # 1038 # 440 # 1048 # 450 # 1058 # 460 # 1067 # سور بدر الجمالي 478 + ج. الجيوشي # 480 # 1087 # باب زويلة 480 # 487 # 1094 # المستعلي # 495 # 1101 # الآمر ms116 # ج. الأقمر 519 # 555 # 1160 # الحافظ إلى العاضد ونهاية الفاطميين # 565 # 1169 # صلاح الدين # الأيوبيون # 575 # 1179 # ن 573ه / 1177 # 585 # 1189 # 589 # 1193 # العزيز بالله # 595 # 1198 # المنصور # 596 # 1199 # العادل # 615 # 1218 # الكامل # 625 # 1227 # أحياء ج. الإمام الشافعي 617ه # 635 # 1237 # العادل 2 # 637 # 1239 # الصالح # قلعة الروضة # 646 # 1248 # توران شاه - معركة المنصورة # 648 # 1250 # نهاية الأيوبيين # 648 # 1250 # أيبك - شجرة الدر بداية المماليك # 657 # 1258 # معركة عين جالوت - قطز # 658 # 1259 # بيبرس الأول # 666 # 1267 # 676 # 1277 # سلاميش - بركة خان # 679 # 1280 # المنصور قلاوون # إنشاء بيمارستان قلاوون 684 # 689 # 1290 # الأشرف بن قلاوون # 693 # 1293 # الناصر محمد بن قلاوون # سلطنة قلاوون (1) # 696 # 1296 # لاجين # أحياء جامع ابن طولون 696 # 698 # 1298 # الناصر محمد بن قلاوون # قلاوون (2) # ترميم الأزهر # 708 # 1308 # بيبرس الجاشنكير # 709 # 1309 # السلطنة الثالثة - الناصر محمد بن قلاوون # وحفر الخليج الناصري 713 # 741 # 1341 # أبو بكر - كجك - أحمد - إسماعيل ... إلخ # 748 # 1347 # الناصر حسن (1) # 752 # 1351 # صالح بن ناصر # 755 # 1354 # الناصر حسن (2) # جامع السلطان حسن 757ه / 1256 # 672 # 1361 # أحفاد الناصر محمد # 787 # 1382 # برقوق - بداية المماليك الشراكسة # 795 # 1392 # 802 # 1399 # فرج بن برقوق (1) # وبناء خانقاه برقوق 802 # 808 # 1405 # عبد العزيز بن برقوق # 809 # 1405 # 2 - فرج بن برقوق # 815 # 1412 # المؤيد شيخ # بيمارستان 818 # 825 # 1422 # الأشرف برسباي # 835 # 1431 # 842 # 1438 # الظاهر جقمق # 857 # 1453 # عثمان جقمق - إينال # 865 # 1461 # أحمد إينال - خوشقدم ... إلخ # 873 # 1468 # الأشرف قايتباي # جامع وخانقاه قايتباي 879 # 902 # 1496 # محمد - قانصوه - جانبو لاد ... إلخ # 907 # 1501 # قانصوه الغوري - جامع ومدرسة ووكالة الغوري # 917 # 1511 # 923 # 1517 # طومانباي - نهاية المماليك وبداية الحكم ~~العثماني # 980 # 1572 # سنان باشا # 1191 # 1776 # وفاة عبد الرحمن كتخدا # 1182 # 1769 # علي بك يستقل حتى 1773 # 1213 # 1798 # الفرنسيون حتى 1801 # 1220 # 1805 # محمد علي حتى 1848 # 1279 # 1863 # إسماعيل حتى 1879 # 1371 # 1952 # نهاية الملكية وبدء الجمهورية # تعود مستوطنات العصر الحجري القديم إلى أكثر من 20 ألف سنة، أما ~~مستوطنات النيوليتي عند مصبات الأودية كحضارات مرمدة بني سلامة ~~والعمري والمعادي فهي بدايات الزراعة، وتعود إلى نحو 5000 سنة ~~و4100 سنة و3500 سنة قبل الميلاد على التوالي، والأغلب أن السكان ~~مارسوا الزراعة وتربية الحيوان، وعرفوا صناعة صهر النحاس في ~~المعادي. # K.Butzer, “Environment and Archaeology” 1966 (2nd ~~ed. Chicago 1971) in B.Watterson, “The Egyptians”, ~~Blackwell, Oxford 1997, p.42 ~~. # استمرت منف عاصمة مصر منذ 3200 إلى 2180ق.م، وهي فترة الدولة ~~القديمة التي تميزت ببناء الأهرامات من سقارة إلى الجيزة وما ~~بينهما، وبعدهما شمالا إلى أبو رواش وجنوبا إلى اللاهون. # برغم مرور أكثر من 3000 سنة بين نهاية منف كعاصمة وكتابات ~~المقريزي، فإن ذكرى وجودها وبقائها ظلت تتواصل إلى أن كتب عنها ~~المقريزي (جزء 1 من «الخطط» طبعة مكتبة إحياء علوم الدين - لبنان، ~~ص236-237): «... يروى أن مدينة منف كانت قناطر وجسورا بتدبير ~~وتقدير؛ حتى إن ms117 الماء ليجري تحت منازلها وأفنيتها فيحبسونه كيف ~~شاءوا ويرسلونه كيف شاءوا ... وأن بعض بني يافث بن نوح عمل آلة تحمل ~~الماء حتى تلقيه إلى أعلى سور مدينة منف، وذلك أنه جعلها درجا ~~مجوفة كلما وصل الماء إلى درجة امتلأت الأخرى حتى يصعد الماء إلى ~~أعلى السور، ثم ينحط فيدخل جميع بيوت المدينة، ثم يخرج من موضع ~~لخارجها.» # الأغلب أن أون نشأت قبل منف كمركز عبادة إله الشمس رع والنظريات ~~الدينية في الخلق، وإلى هذه المدرسة العلمية يرجع استخدام المصريين ~~للسنة الشمسية بديلا للسنة القمرية، وتقسيمها إلى 12 شهرا و5 ~~أيام نسيء. # زار هيرودوت أيضا مدرسة معبد الإله بتاح، إله منف، حيث كانت هنا ~~أيضا مدرسة للعلوم والفنون ، بحيث كان الكاهن الأكبر في منف يسمى: ~~رئيس الفنون. الاسم المصري القديم لمنف هو «السور الأبيض # Inb Hd # نسبة إلى سور المدينة ~~الذي رأى هيرودوت أنه بني فترة الملك زوسر؛ لحماية المدينة من ~~فيضان النيل العالي، لأن النيل كان يسير إلى جوار منف في تلك ~~الفترة. أما الاسم المصري القديم لهليوبوليس فهو # Iunu # غالبا مرتبطة بالعين، ~~ومن ثم تسميتها الحالية «عين شمس» والتي تيمنت باسمها جامعة عين ~~شمس كأنها تواصل لعطاء الجامعة التاريخية. ~~«خطط المقريزي» جزء 1 طبعة مكتبة إحياء علوم الدين، الشياح لبنان ~~ص400-402. ~~«ملامح ثروة مصر الأثرية والسياحية» نشر المجالس القومية المتخصصة ~~- القاهرة 1993، ص319-320. # من المعروف أن جيش عمرو بن العاص كان يتكون في مجمله من عرب ~~اليمن وحضرموت، وهي مجموعات تجيد فنون الملاحة البحرية، إلا ~~أن الذي كان يشغل بال الخليفة عمر هو استمرارية الفتوح ~~الإسلامية غرب وجنوب مصر وليس التوقف، وبقاء أسطول لمنازلة ~~الأسطول الروماني المدرب على ارتياد البحر المتوسط والملاحة ~~فيه، وهو الشيء الذي يجهله عرب الجنوب في ذلك الوقت. # هل كانت بابل قاعدة الحكم الفارسية في مصر؟ سؤال يحتاج إلى ~~مراجعة تاريخية. # ما زال سكان الواحات المصرية يطلقون اسم «القصر» على القرية ~~الواحية القديمة المحصنة بالسور وأبواب الحارات، ونظرا ~~لاستمرارية سكن نفس المكان قرونا متعاقبة أصبحت هذه القرى ~~مرتفعة عن الأرض حولها ms118؛ لكثرة البناء فوق أنقاض البناء ~~السابق، والاسم الذي يطلقه سكان سيوه على القرية القديمة هو ~~«شاليا» أو شالياه بلغة سيوه البربرية الأصل. # يرى بعض الباحثين الألمان أن «كمي» هي الأصل الذي اشتق منه ~~اسم الكيمياء، بمعنى الفن الأسود في العصور الوسطى. راجع: ~~إرمان ورانكه «مصر والحياة المصرية في العصور القديمة» ترجمة ~~عبد المنعم أبو بكر ومحرم كمال نشر الإدارة الثقافية لوزارة ~~المعارف المصرية - مكتبة النهضة المصرية - بدون تاريخ (ربما ~~في أوائل الخمسينيات) ص3. # علي بهجت «قاموس الأمكنة والبقاع التي يرد ذكرها في كتب ~~الفتوح»، شركة طبع الكتب العربية، القاهرة 1906 ص32. # محمد رمزي «الجغرافية التاريخية لمدينة القاهرة» مجلة العلوم ~~السنة التاسعة مجلد 5 ص648 - نقلا عن كتاب شحاتة عيسى ~~إبراهيم «القاهرة» سلسلة الألف كتاب رقم 184 طبعة دار الهلال ~~بدون تاريخ (غالبا في آخر الخمسينيات). # انظر الخريطة ( # 3-2 ~~) المنقولة عن # S. Denoix, “Decrire Le Caire ~~Fustat-Misr” Institut Francais. # وهي ~~نقلا عن علي بهجت التي رسمها بالاستعانة بما ورد عن الفسطاط ~~في # D’Archeologie Orientale du Caire, ~~1992. # كتابات ابن دقماق عن ~~مصر. # راجع: عبد العال الشامي «مدن مصر وقراها عند ياقوت الحموي» ~~الكويت 1981 ص52، وكذلك شحاته عيسى إبراهيم، مرجع سابق، ~~ص22-23، عن ناصري خسرو «سفرنامه». # أبو عبيد البكري «جغرافية مصر من كتاب الممالك والمسالك» ~~تحقيق عبد الله يوسف الغنيم، مكتبة دار العروبة للنشر، ~~الكويت ص56-57، والقيسارية مصطلح شائع على الأسواق في الصعيد ~~حتى اليوم، وربما كان اشتقاقا عن القيصر أو الحاكم ~~الروماني. # في وصف ناصري خسرو، وهو من أحسن من كتب بدقة عن مصر الفسطاط ~~ومصر القاهرة يشوبها بعض المغالاة، أنه كان هناك في ~~المدينتين 52 ألف جمل تعمل في نقل قرب الماء للسكان. [فكم ~~كان عدد السقايين؟] # ابن حوقل (أبو القاسم بن حوقل النصيبي) «صورة الأرض»، دار ~~مكتبة الحياة، بيروت 1979 ص137. # علي مبارك «الخطط التوفيقية» جزء 1 ص40، الهيئة المصرية ~~العامة للكتاب القاهرة 1980. # يذكر ابن بطوطة بعد نحو ثلاثة قرون من ناصري خسرو أن ~~بالقاهرة 12 ألف سقاء على الجمال و30 ألف مكاري (يؤجرون ~~حميرهم)، «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» ~~المكتبة التجارية، القاهرة، 1958 جزء أول ص19. # ابن بطوطة ms119، مرجع سابق، ص21. # لا شك أن الحركة الملاحية في الخليج بين الفسطاط والقلزم - ~~السويس - كانت تتأثر بموسم الفيضان الذي يمتلئ فيه الخليج، ~~وتقل المياه كثيرا وقت انخفاض النيل. كما أنه كان أيضا ~~يتأثر بالإطماء وسفي الرمال، مما كان يحتاج معه إلى رعاية ~~مستمرة لم تكن متوافرة في كل العهود؛ فهي رعاية كاملة زمن ~~الاستقرار والازدهار، وإهمال تام وقت الاضطرابات الداخلية ~~والركود الاقتصادي. # ابن بطوطة - مرجع سابق، ص19. # حفر الناصر محمد بن قلاوون خليجا من منطقة ما قرب باب اللوق ~~أو التحرير الحالية يتصل بمسار الخليج المصري ربما عند ~~العتبة أو الظاهر، ولأن مأخذ هذا الخليج هو من النيل في ~~مساره العريض؛ فقد كان أفضل من مأخذ الخليج المصري في سيالة ~~الروضة، فضلا عن أنه ربما كان أدنى بقرابة المتر، ولأنه ~~مسار أقصر فقد كان جريان الماء فيه مباشرا، وأكثر استمرارا ~~من المأخذ الأول. # علي بهجت «قاموس الأمكنة والبقاع التي يرد ذكرها في كتب ~~الفتوح» القاهرة 1906 ص105-106. # لم نستطع التعرف على من هو الطبيب ابن رضوان سوى أنه كان في ~~مصر على الأقل في فترة ما بعد الطولونيين؛ لأنه يذكر جامع ~~ابن طولون، والنص هو عن علي مبارك الجزء الأول ص34. كما ورد ~~ذكر ابن رضوان في كتابات هوفماير في العشرينيات من القرن 20، ~~ونقلها عنه كليرجيه في كتابه الكبير عن القاهرة طبعة القاهرة ~~1934. # المقريزي: «الخطط» الجزء الأول ص221-222 طبعة الشياح - لبنان ~~المذكورة سابقا. كذلك انظر: خريطة # 3-2 ~~. # كانت الضرائب - الخراج - في عهد الدولة الطولونية قد بلغ ~~أكثر من أربعة ملايين دينار سنويا، وبلغ ما أرسله ابن ~~طولون للخليفة العباسي نحو مليوني دينار في أربع سنوات؛ أي ~~بواقع نصف مليون دينار سنويا. الأرقام عن «النجوم الزاهرة» ~~لابن تغري بردي نقلا عن شحاته عيسى إبراهيم، مرجع سبق ذكره، ~~ص46. # تمثل أفراح زواج «قطر الندى» بنت خمارويه للخليفة العباسي ~~شاهدا على الغنى والبذخ المفرط الذي بلغته مصر فترة ~~الطولونيين. كما يمثل التجاء المتنبي، شاعر العربية الكبير، ~~إلى كافور؛ طمعا في عطايا ضخمة، دليلا على غنى ms120 مصر ووفرتها ~~خلال فترة الإخشيديين. # الهكسوس والآشوريون والبابليون والفرس والإسكندر وعمرو ~~بن العاص والعثمانيون كلهم جاءوا من الشرق عبر سيناء، ~~بينما جاء الرومان والفاطميون وبعض الصليبيين ونابليون ~~والإنجليز من الغرب، والملاحظة الأساسية أن بعض ~~الغزوات القادمة من الشرق كانت هي الأطول حكما، وتركت ~~بصمات أكثر - إيجابية وسلبية معا - على حضارة ومكونات ~~الشعب المصري، ومعتقداته وديانته من تلك الغزوات التي ~~وفدت من الغرب، ونستثني من ذلك الفاطميين الذين أثروا ~~حضارة القاهرة بعناصر ما زالت قائمة، كما أن الحملة ~~الفرنسية فتحت مصر أمام الحضارة الغربية. # جاء المعز إلى الإسكندرية، وركب النيل إلى الجيزة، ~~وعبره على جسر عائم أقامه جوهر عام 972م يؤدي إلى شمال ~~جزيرة الروضة؛ وبذلك تجنب المرور في الفسطاط التي كان ~~أهلها قد استعدوا للترحيب به، وقد دخل المعز القاهرة ~~من باب القوس. # عند إعادة بناء سور القاهرة بواسطة الوزير بدر الجمالي ~~في أواخر العصر الفاطمي توسعت القاهرة عما كانت عليه، ~~وبني باب واحد في الجنوب أطلق عليه باب زويلة، وهو ~~مشهور عند العامة باسم: بوابة المتولي. # بدأ ابن حوقل رحلته من بغداد 942 وعاد إليها نحو 975 ~~بعد أن طوف بالعالم الإسلامي من الهند إلى الأندلس، ~~ولا بد أنه قد زار في تونس مملكة الفاطميين الأولى. ~~ويرى بعض المستشرقين أنه كان داعية سياسية؛ إما ~~للفاطميين أو العباسيين، وربما كان ابن حوقل قد انفعل ~~بزياراته للعالم الإسلامي، وهاله ألا يكون موحدا ~~سياسيا. # ربما كانت كتابات ابن سليم الوحيدة التي وصفت جغرافية ~~وشعوب السودان والنوبة ولكنها لم تصل إلينا كاملة، بل ~~أجزاء منها في كتابات مؤلفين لاحقين، والذي يهمنا هنا ~~هو أن جوهر كان يهتم بجمع بيانات عن إقليم السودان ~~لأهميته التجارية لمصر، وبخاصة الدور الذي كان يقوم به ~~النوبيون في تجارة الرقيق الجنوبي. فهل فكر جوهر في ~~بسط النفوذ الفاطمي على الجنوب؟ أم شغله هجوم القرامطة ~~على الشام، واستنفد جهده في الإبقاء على الشام كإقليم ~~له أهميته الإستراتيجية والسياسية بالنسبة لمصر ~~والمذهب الفاطمي، بينما كان الجنوب لا يشكل مثل هذه ~~المخاطر على ms121 الدولة الفاطمية؟ # ما زال هذا الاسم مستخدما بتحريف إلى «بين الصورين» ~~في المنطقة الممتدة من باب الشعرية إلى تقاطع شارعي ~~السكة الجديدة وبورسعيد، وهي منطقة تجارة جملة لبعض ~~الأغذية منذ فترة طويلة، لكنها تحولت الآن إلى أسواق ~~لسلع كثيرة منها آلات كهربية وحبال وخراطيم ... ~~إلخ. # لشدة حزم بهاء الدين قره قوش وأخذه الظالم والمظلوم، تعرض ~~لنقد ساخر كتبه المؤلف المصري ابن مماتي (توفي 1209م) تحت ~~عنوان: «الفاشوش في أحكام قره قوش». # نقولا زيادة «الجغرافية والرحلات عند العرب» دار الكتاب ~~اللبناني، بيروت (1962؟) ص183. # زار مصر عدد كبير من الجغرافيين ضمن رحلاتهم الواسعة، وبذلك ~~لم تحظ القاهرة بالكثير من ملاحظاتهم المدونة في كتبهم، ~~ويستثنى من ذلك المسعودي في القرن العاشر وياقوت الحموى في ~~القرن الثاني عشر. # ليون الأفريقي، «وصف أفريقيا» ترجمه للعربية عن الفرنسية عبد ~~الرحمن حميدة، منشورات جامعة الإمام محمد، الرياض، 1979 ~~صفحات متعددة مشار إليها عند كل مقتطف. # الأشرفي هو الدينار، ويساوي 3,475 جرامات ~~ذهب. # Rice, D. T., “Islamic Art”, Thames & ~~Iludson, Reprint 1989,p. Also Williams, C., “Islamic ~~Monuments in Cairo” American University in Cairo ~~press, 4th. Edition Cairo 1993, p. ~~246 ~~. # Afaf al-Sayyid-Marsot, ~~“Egypt in the Reign of Mohammad Ali”. Cambridge ~~University Press, Cambridge, 1984, reprint ~~1990.p.10. The figures are derived from A.Raymond ~~“Artisans et commercants au Caire au XVIII siecle” ~~Damascus 1973-74 ~~. # الباره = قرش، هي عملة فضية صغيرة تراوح سعر صرفها إلى ~~الدولار الأمريكي 12,6 باره عام 1820، وارتفعت قيمة ~~الدولار عام 1830 إلى ما بين 16-17 باره، وفي 1840 إلى ~~20 باره. (ص # X # من ~~المصدر السابق). # كل من أراد المعلمة أو الأسطاوية عليه الحصول على ~~شهادة معلمية على جودة صنعته، ثم يختبره شيخ الطائفة، ~~ويعلنه معلما في صنعته في احتفال يحضره شيوخ طوائف ~~أخرى. وعند المزينين والعاملين في الحمامات العامة ~~والإسكافية تقليد، يسمى: شد الحزام، يعقده ثلاث مرات ~~على الأقل، ويقوم بفك العقد المعلم وشيخ الطائفة ~~وأسطوات أخر، وقد زاد القانون في أواخر ق19 شرط موافقة ~~مجلس الصحة على فتح دكان مزين جديد بعد اختباره بواسطة ~~المجلس وشيخ الطائفة؛ ذلك أن المزين في ذلك الوقت كان ~~يقوم ببعض أعمال صحية وعلاجية محدودة وعملية ختان ~~الصبيان. «عن علي مبارك». # يرى جومار - أحد أبرز علماء الحملة الفرنسية في كتاب ~~«وصف مصر» الجزء العاشر، الترجمة العربية لزهير ومنى ~~الشايب، دار الشايب القاهرة 1992 - أن العناية الطبية ~~في مصر سابقة على تلك في أوروبا بمراحل، ويعتقد جومار ~~أن الملك ms122 لويس التاسع قد شهد طرفا من الطب المصري ~~أثناء أسره في المنصورة، مما أوحى له بعد عودته لفرنسا ~~بضرورة إنشاء مثل هذه المؤسسات الصحية. # جومار المصدر السابق ص205. # انظر في الفصل # الأول [والثاني] # خرائط # 1-4 # و # 1-9 # و # 2-8 # و # 1-12 # لتوضيح شكل ومخططات القاهرة منذ عصر إسماعيل. # الخريطة نقلا بتصرف عن مقال # E. Poncet, ~~“Notes sur I’Evolution Recent de I’Agglomeration du ~~Caire”, Annales de Geographie. Armand Colin, Paris, ~~LXXIX ~~. # الفصل الرابع # القاهرة والناس # سكان أي مدينة هم الذين يطبعون المدينة بميزات وخصائص معينة، مثل أن تكون عاصمة ~~إقليمية أو قومية أو تكون مدينة ذات طابع حربي أو ميناء عسكري، ولكنها في كل الحالات ~~تجمع الوظيفة التجارية جنبا إلى جنب مع وظيفتها الأولى، وفي الفصول السابقة عالجنا ~~مجموعة هياكل القاهرة في المكان والزمان، وآن لنا أن نكسي الهيكل بالنسيج الحي؛ وهو ~~الإنسان ساكن المدينة. # وموضوع الإنسان متشعب نتناوله أعدادا ومجتمعا واقتصادا وسياسة. وسوف نتناول ~~الموضوع السكاني بشكل أساسي، مع إشارات لصفة أو أخرى حسب السياق والمقتضى. # ويشمل موضوع السكان عدة نواح على رأسها العدد الكلي والتوزيع المكاني لأعداد السكان ~~داخل المدينة، وحركتهم من حي لآخر لإنشاء سكن جديد، ويشمل أيضا خصائص السكان ~~الديموجرافية كتقسيم الجنس والفئات العمرية، ودرجة النمو، ودرجة التزاحم وكثافتهم، ~~وغير ذلك كثير، وعلى رأسه نسب الأمية. ~~(1) عدد السكان وتطوره # من السهل الحصول على عدد سكان القاهرة في قرن من الزمان أو أكثر سواء كان العدد ~~تقديري أو إحصائي، والنوع الأول نحصل عليه من كتابات الكتاب والرحالة القدامى، ~~بينما أرقام النوع الثاني مصادرها: التقارير الرسمية السنوية، والتعدادات العشر ~~سنوية التي تصدرها أجهزة حكومية مسئولة. وأول تعداد رسمي في مصر كان عام 1882 ~~وتوالت التعدادات بعد ذلك في 1897، ثم كل عشر سنوات باستثناء ظروف محلية أدت ~~إلى تعداد 1960 وبعد ذلك عاد التعداد إلى 1966، وكل عقد بعده إلى آخر تعداد في ~~1996. # أما التقديرات السابقة على التعدادات فمصادرها كثيرة، نذكر من أهمها: تقدير ~~«الحسن ابن الوزان» - ليون الإفريقي - في عام 1522، وتقدير «جومار» أحد علماء ~~الحملة الفرنسية في آخر القرن 18. وقام «كليرجيه» بمجهود مشكور في جمع وتحقيق ~~التقديرات السكانية للقاهرة من 1400 إلى 1800 بشيء كثير ms123 من الدقة واعتمادا على ~~كتابات تاريخية سابقة، # 1 # وهو ما سنأخذ به لتلك الفترة، بالإضافة إلى نتائج التعدادات ~~المختلفة. # جدول 4-1: تقديرات وتعدادات سكان القاهرة من 1400 إلى 1996 ~~(بالألف). # السنة # تقدير السكان # السنة # تقدير السكان # السنة # تقدير السكان # 1400 # 625 # 1882 # 402 # 1960 # 3349 # 1550 # 435 # 1907 # 679 # 1966 # 4220 # 1800 # 245 # 1927 # 1065 # 1976 # 5084 # 1947 # 2090 # 1986 # 6068 # 1996 # 6789 # واضح من تقديرات السكان في القرون 15-18 أن هناك تدهورا في عدد سكان القاهرة، ~~وربما كان ذلك ناجما عن تضخم تقدير سنة 1400، ولكن لا شك أن عدد السكان قد هبط ~~بعد الاحتلال العثماني وسقوط دولة المماليك وانهيار كبير في تجارة الترانزيت من ~~المحيط الهندي بعد أن استولى الأوروبيون عليها باكتشاف طريق الدوران حول ~~أفريقيا. وقد أورد «الوزان» تقدير عدد الأسر في معظم أحياء القاهرة عام 1522 ~~فكان نحو 30500 أسرة، وإذا كان عدد أفراد الأسرة في ذلك الحين نحو تسعة أفراد - ~~بإضافة الخدم والرقيق - فمعنى ذلك أن سكان معظم أحياء القاهرة كان تقديرا نحو ~~275 ألفا، يجب أن نضيف إليهم عددا آخر، هم سكان جنوب القاهرة: «طولون والسيدة ~~ومصر عتيقة»، بما يوازي نحو عشر الرقم السابق، فيصبح لدينا 300 ألف أو نحوه هم ~~سكان القاهرة في الفترة التي تلت دخول العثمانيين مباشرة، وهو رقم مقبول يصح ~~البدء به كتقدير لسكان القاهرة في القرن السادس عشر بدلا من 450 ألفا الواردة ~~في الجدول # 4-1 ~~، وفي القرنين التاليين حدث تدهور لعدد ~~سكان القاهرة نتيجة الظروف الاقتصادية والأمنية المتدهورة كما أسلفنا في # الفصل الثالث ~~. # ونتيجة للنظام الجديد والنمو الاقتصادي منذ عصر علي إلى الآن؛ نرى سكان العاصمة ~~في ازدياد مستمر، من نحو نصف مليون إلى نحو سبعة ملايين في الوقت الحاضر؛ أي ~~تضاعف العدد نحو 14 مرة في نحو قرن من الزمان (7162000 نسمة في يناير ~~2000). # قرن من تطور سكان مصر 1897-1996، والنسبة المئوية لسكان القاهرة ~~إلى مجموع سكان مصر # شكل 4-1 # ولا شك أن النمو كان بطيئا في أواسط فترة حكم محمد علي، ولكنها تحسنت ~~تدريجيا مع نمو الاقتصاد الزراعي بصفة خاصة، واستتباب الأمن. واستمر التحسن ~~في عهد إسماعيل برغم الاضطراب المالي، وكان هذا تمهيدا ثابتا لاطراد النمو ~~السكاني المصري والقاهري، بحيث إنه ارتفع إلى 2,8٪ سنويا للقاهرة لمدة ms124 ربع ~~قرن من 1882 إلى 1907. ويوضح منحنى الانحدار اللوغرتمي في الشكل # 4-2 # أن هذا الارتفاع في أعداد السكان بنسبة عالية أخذت ~~تهبط تدريجيا فيما بعد. ثم تضاعف مرتين في الفترة 1927-1947، وبلغ أقصاه في ~~الفترة 1947-1966؛ حيث بلغ نحو 5٪ سنويا، وأخذت نسبة النمو في الهبوط السريع ~~إلى 2٪ في 1976، وأخيرا هبطت إلى 1,2٪ سنويا في عقد التسعينيات. # نمو سكان القاهرة في قرن # شكل 4-2: # يمثل المنحنى نقاط عدد السكان منحنى انحدار لوغارتمي # Log ~~regression ~~. # وهذا الشكل من النمو هو أمر منطقي في مدينة تجدد نفسها؛ تبدأ بنمو بطيء ثم تبلغ ~~ذروتها في منتصف الفترة التي تقع تحت الدراسة، ~~وأخيرا تنتهي بانخفاض كبير بعد أن تشبعت ~~المدينة سكانا حتى ضاقت بهم، وقد وقعت ذروة النمو في أواخر الخمسينيات وكل ~~الستينيات بالتوافق مع إقامة مشروعات تنموية متعددة على رأسها تحويل منطقة ~~حلوان إلى نطاق صناعي كثيف، ومضاعفة إنتاج الكهرباء من محطات حرارية متعددة ~~وكهرباء السد العالي؛ مما ساعد على إنشاء صناعات كهربية عديدة في مناطق متفرقة ~~حول القاهرة وداخلها من شبرا الخيمة إلى ألماظة ودار السلام، وترتب على ذلك ~~التحول الصناعي # 2 # هجرة متزايدة إلى القاهرة ونمو سكان الأطراف بالقياس إلى قلب ~~المدينة كما سنوضح فيما بعد. # الشكل # 4-1 # و # 4-2 # يعطينا صورة متفائلة ~~عن إشكالية القاهرة والسكان. فالنمو قد تباطأ كثيرا الآن بالقياس إلى جيل ~~سابق، ولكن إذا كانت محافظة القاهرة قد حدث فيها ذلك التباطؤ، فإنه إنما حدث ~~لثلاثة أسباب متفاعلة معا: ~~(1) # تطور توزيع الكتل السكانية في نصف قرن - نسب ~~مئوية # شكل 4-3: ~~+ القاهرة الكبرى = القاهرة + الجيزة + ~~القليوبية. # السواحل الشمالية = الاسكندرية = دمياط + ~~محافظات القناة. # الدلتا = كل الدلتا عدا دمياط والإسماعيلية. ~~الصعيد ابتدءا من بني سويف. # شكل 4-4 تطور مكونات القاهرة الكبرى ~~1947-1986-1996 محافظة القاهرة ومدينة الجيزة وشبرا ~~الخيمة # شكل 4-4: # سكان القاهرة الكبرى. # محافظة القاهرة قد تشبعت سكنا وسكانا بما لا مزيد عليه ~~بشكلها الحالي، بحيث لا يوجد متسعات لسكان وعمران جديد، ~~ولكنها يمكن أن تستوعب وتتحسن أحوالها السكنية والسكانية ~~بإعادة تخطيط وتجديد الأحياء القديمة أو ما يسمى اصطلاحيا ~~ب «التجديد العمراني للمدينة # Urban ~~renewal ~~» على سبيل ~~المثال ms125 هجرة الوزارات من منطقة لاظ أوغلي التقليدية سوف تترك ~~مساحات كبيرة، فهل تباع أرضها للمضاربين على الأرض أم يعاد ~~رسم خطوط التنظيم فيها، وتصبح جزئيا حدائق وملاعب يحتاجها ~~بشدة سكان عابدين والسيدة زينب؟ وبالمثل ففي أعماق السيدة ~~والحلمية والخليفة والدرب الأحمر وباب الشعرية وروض الفرج ~~والشرابية شوارع تحتاج للتحديث يسهلها وجود بيوت تهالكت، ~~ويؤدي انهيارها من حين لآخر إلى ضحايا كثيرة؛ لأن البيوت ~~مسكونة بكثافة، وأبنيتها متلاصقة بحيث إن انهيار إحداها ~~كثيرا ما يؤدي إلى انهيار البيت المجاور أو يهدده ~~بالانهيار. # ومثل هذا التجديد العمراني الملتزم بخطوط تنظيم جديدة سوف ~~يرفع قيمة الأراضي الداخلية في القاهرة ويساعد على بناء حديث ~~أكثر التزاما بالشروط الصحية، وأكثر انتفاعا بخدمات البنية ~~الأساسية مما هو عليه الوضع الحالي المتصف بالفقر والتكدس ~~الآدمي. ~~(2) # محافظة القاهرة ليست جزيرة منعزلة؛ بل هي جزء لا يتجزأ منذ ~~الستينيات بما تسميه الجهات المسئولة باسم: «القاهرة ~~الكبرى»، التي تمتد عبر النيل إلى بر الجيزة وإمبابة وما ~~بينهما وإلى شبرا الخيمة التي بدأت تظهر كضاحية صناعية ~~عمرانية صغيرة للقاهرة منذ أواسط الثلاثينيات. فالنمو ~~السكاني في القاهرة كان يجد له منافذ جديدة في الغرب والشمال ~~بحيث أصبحت هذه المناطق أسرع نموا من محافظة القاهرة منذ ~~عقد الستينيات، ويوضح شكلي # 4-3 # و # 4-4 # كيف أن للقاهرة الكبرى مفهومين؛ ~~أولهما: أنها تتركب من مجمل محافظات ثلاث، هي: القاهرة ~~والجيزة والقليوبية، والثاني: أنها تتشكل من محافظة القاهرة ~~ومدينة الجيزة بضواحيها وقسمي شبرا الخيمة أول وثان، وفي ~~الحالتين نجد اطرادا في الزيادة السكانية بتأثير النمو ~~الداخلي والهجرة. فحسب المفهوم الأول زادت نسبة سكان القاهرة ~~الكبرى في نصف قرن إلى نحو ربع سكان الجمهورية، وتناقصت نسبة ~~سكان الريف في الدلتا والصعيد من 72٪ إلى 64٪ مقابل زيادة ~~محسوسة بمقدار نحو 3٪ في سكان السواحل. فالهجرة إلى المدن، ~~وبخاصة القاهرة الكبرى شيء واضح نتيجة لظروف كثيرة معروفة، ~~وسبقت الإشارة إليها. # ويؤكد شكل # 4-4 # تراجع نسبة سكان القاهرة ~~إلى مجموع مكونات القاهرة الكبرى، من 82٪ عام 1927 إلى نحو ~~69٪ فقط في الوقت الحاضر، بينما تضاعفت نسبة سكان ms126 مدينة ~~الجيزة وشبرا الخيمة من نحو 18٪ إلى 31٪، وهذا مؤشر على أن ~~الجيزة وشبرا تستقبلان عددا وفيرا من سكان الريف المجاور ~~والريف البعيد، ودليل ذلك تقسيم مركز شبرا الخيمة إلى قسمين، ~~وزيادة أقسام مدينة الجيزة من أربعة أقسام عام 1966: الجيزة ~~والهرم والدقي وإمبابة، إلى سبعة أقسام إدارية - بزيادة ~~العجوزة وبولاق الدكرور والعمرانية - لكي تتعامل الإدارة مع ~~العدد المتنامي بسرعة من السكان. # ومجموع سكان القاهرة الكبرى حسب المفهوم الأول - المحافظات ~~الثلاث - يبلغ نحو 14,8 مليون شخص، بينما هو قريب من عشرة ~~ملايين حسب المفهوم الثاني، وتأخذ كثير من الجهات الحكومية ~~والتخطيطية والإعلامية بالرقم الأكبر دلالة على ضخامة ~~القاهرة الكبرى، بينما هو في الواقع مبالغة كبيرة؛ لأنه يضم ~~كل ريف وحضر محافظتي الجيزة والقليوبية. صحيح أنهم يقعون في ~~الظل المباشر لكتلة القاهرة الكبرى العمرانية، ولكنهم ليسوا ~~جزءا منها. أما رقم الملايين العشرة: فهو أقرب إلى الحقيقة ~~وإن كان يزيد بنحو ما يتراوح بين نصف مليون وثلاثة أرباع ~~المليون الذين يتحركون إلى القاهرة نهارا ويعودون مساء في ~~صورة الحركة اليومية المعهودة في غالب مدن العالم والمدن ~~المصرية. ~~(3) # المدن التوابع للقاهرة سوف تصبح في حالة اكتمالها منافذ أخرى ~~لسكان القاهرة في الشرق والغرب، والنموذج الجيد هو نمو مدينة ~~السلام التي تضاعف سكانها في عقد التسعينيات من 140 ألفا ~~سنة 1986 إلى 366 ألفا عام 1996، وبالمثل نما سكان 15 مايو ~~من 25 ألفا إلى 65 ألفا في نفس الفترة، ومدينة السلام هي ~~المتنفس المكاني في شمال شرق القاهرة، بينما 15 مايو هي ~~استجابة للنمو الكبير لسكان المنطقة الصناعية حلوان-التبين. ~~فهل يؤدي الضغط السكاني في القاهرة إلى تكرار نموذج السلام ~~أو مايو في عقد تال بالنسبة للمدن العديدة كالشروق والقاهرة ~~الجديدة و6 أكتوبر؟ ~~(2) القاهرة الكبرى # سكان القاهرة الكبرى أعوام 1927 و1947 و1986 و1996 # شكل 4-5 # إذا كان سكان محافظة القاهرة قد بلغ قرابة سبعة ملايين في قرن، فإن سكان مدينة ~~الجيزة وضواحيها الشمالية إلى إمبابة والغربية إلى الهرم قد زادت بسرعة تفوق ~~القاهرة بكثير. فقد ارتفع عدد السكان من 600 ألف عام 1966 إلى قرابة مليونين ~~وربع المليون ms127 عام 1996؛ أي زادوا بمقدر 375٪ في ثلاثين سنة، وفي الفترة ~~الإحصائية 1986-1996 كانت الزيادة السكانية في محافظة القاهرة بمقدار 11,9٪ ~~بينما كانت في محافظة الجيزة ككل 28,2٪، أما النمو في مركز الجيزة فقد ارتفع ~~إلى 39,7٪ لنفس الفترة، أو ما يعادل قرابة ثلاثة أضعاف ونصف قدر القاهرة، وكذلك ~~نما سكان شبرا الخيمة بنسبة 22٪ في نفس الفترة. # يضم الشمال أقسام: شبرا الخيمة والساحل والزاوية الحمراء والشرابية وشبرا وروض ~~الفرج. الشمال الشرقي يضم أقسام: حدائق القبة والزيتون والمطرية وعين شمس ~~والمرج. الشرق يشمل أقسام: مدينة السلام والنزهة ومصر الجديدة ومدينة نصر ~~ومنشأة ناصر. الوسط يشمل أقسام: الوايلي والظاهر وباب الشعرية والجمالية والدرب ~~الأحمر والخليفة والسيدة زينب وعابدين والموسكي والأزبكية وبولاق وقصر النيل ~~والزمالك. الجنوب يضم أقسام: مصر القديمة والبساتين-دار السلام والمعادي وطرة ~~وحلوان و15 مايو والتبين. الغرب يشمل: إمبابة والعجوزة والدقي والجيزة وبولاق ~~الدكرور والعمرانية والهرم. # وهناك مجموعة من الحقائق التي تظهر في شكل # 4-5 # موجزها في ~~الآتي: ~~(1) # انقلاب حاسم في سكان القاهرة المركزية المرموز لها في الشكل ~~بالوسط، من سيطرة على مجمل السكان حتى 1947 إلى قلة واضحة ~~بالنسبة للأطراف. فقد انخفضت مساهمتها في سكان القاهرة من ~~76٪ عام 1927 إلى 66٪ لعام 47 إلى 21٪ عام 86 وإلى 15٪ فقط ~~عام 1996، وليس معنى هذا انخفاض العدد الفعلي لسكان وسط ~~القاهرة، بل هم زادوا بنحو مرة ونصف المرة في الفترات ~~التعدادية المذكورة، لكنها زيادة لا تقارن بالأطراف. ~~(2) # نما سكان شمال القاهرة من نسبة 15٪ عام 27 إلى 31٪ عام 86 ثم ~~انخفضت النسبة إلى 26٪، ويبدو أن الانخفاض نتيجة عاملين؛ ~~أولهما: تشبع المنطقة الشمالية بما لا مزيد عليه لدرجة هجرة ~~بعض سكانه إلى مناطق أخرى من القاهرة الكبرى، والعامل ~~الثاني: النمو المتلاحق لسكان منطقتي الشمال الشرقي والجنوب ~~حيث متسعات مكانية وأنشطة اقتصادية أوفر من النطاق ~~الشمالي. ~~(3) # تزايد سكان منطقة الغرب - لأسباب سبق ذكرها - حتى أصبحت هي ~~المنطقة الأولى عددا ونسبة من بين سكان القاهرة الكبرى. فقد ~~كانت وحدها تشكل نحو ربع السكان عام 1996. ~~(3) تغير الأقسام الإدارية # إن أحد أهم المصاعب في دراسة التغيرات السكانية عددا ونوعا وكثافة في مدينة ms128 ~~ما هو تغير أقسامها الإدارية مرة أو مرات متعددة، وهذا هو ما حدث في القاهرة، ~~سواء في ذلك أقسام محافظة القاهرة أو أقسام مدينة الجيزة وشبرا الخيمة. # في تعداد 1882 كان بالقاهرة 12 قسما، وقبل ذلك كانت القاهرة مقسمة إلى أثمان، ~~وهي جمع ثمن ( ~~) بما يعني أن القاهرة كانت تضم ثمانية أقسام على الأقل منذ ~~عصر محمد علي، وفي 1996 أصبح هناك 37 قسما في محافظة القاهرة بالإضافة إلى ~~قسمين في شبرا الخيمة وسبعة أقسام في مدينة الجيزة، وبعبارة أخرى: تنقسم ~~القاهرة الكبرى إلى 46 قسما ربما تزيد فيما بعد، وبخاصة في الشرق، تلبية ~~للتنمية الجارية تحت مسمى القاهرة الجديدة. # لقد ظلت الأقسام الوسطى القديمة في القاهرة دون تغيير باستثناء تقسيم عابدين ~~إلى قسمين؛ هما: عابدين وقصر النيل الذي انقسم بدوره إلى قصر النيل والزمالك، ~~وكذلك تكون قسم الظاهر من أجزاء من باب الشعرية والأزبكية والوايلي. أما ~~أقسام الأطراف فهي التي أخذت الإدارة في تقسيمها، وإعادة تخطيطها في الفترات ~~الزمنية المختلفة؛ نتيجة لنمو أعداد السكان والهجرة الداخلية من القلب إلى ~~الأطراف، ولقد بدأ تكوين أقسام جديدة من تعداد 1966 انسلاخا من أقسام أطراف ~~القاهرة. مثلا: تكون قسم المعادي من مصر القديمة، وتكون قسم الساحل من روض ~~الفرج، وقسم المطرية من الزيتون، وتكون الدقي والأهرام من إمبابة ~~والجيزة. # وفي تعداد 1986 تشكلت معظم أقسام القاهرة الكبرى الحالية بالتقسيم أو ~~الإضافة، بينما كان التغيير طفيفا في 1996 بتكوين قسم طرة وتقسيم مدينة نصر ~~وشبرا الخيمة إلى أول وثان، وتتبع القائمة الآتية تاريخ تكوين الأقسام الإدارية ~~في القاهرة، كما توضح الخريطة # 4-6 # أقسام القاهرة الكبرى ~~بين 1966 و1996. # شكل 4-6: # تغير حدود وعدد أقسام القاهرة الكبرى بين ~~1966و1996. # جدول : تطور الأقسام الإدارية للقاهرة الكبرى في قرن. # 1882 # 1927 # 1947 # 1966 # 1986 # 1996 # الجمالية # الجمالية # الجمالية # الجمالية # الجمالية # الجمالية # الدرب الأحمر # الدرب الأحمر # الدرب الأحمر # الدرب الأحمر # الدرب الأحمر # الدرب الأحمر # الخليفة # الخليفة # الخليفة # الخليفة # الخليفة # الخليفة # البساتين # البساتين # السيدة زينب # السيدة زينب # السيدة زينب # السيدة زينب # السيدة زينب # السيدة زينب # عابدين # عابدين # عابدين # عابدين # عابدين # عابدين # قصر النيل # قصر النيل ms129 # قصر النيل # الزمالك # الزمالك # الموسكي # الموسكي # الموسكي # الموسكي # الموسكي # الموسكي # باب الشعرية # باب الشعرية # باب الشعرية # باب الشعرية # باب الشعرية # باب الشعرية # الظاهر # الظاهر # الظاهر # الأزبكية # الأزبكية # الأزبكية # الأزبكية # الأزبكية # الأزبكية # بولاق # بولاق # بولاق # بولاق # بولاق # بولاق # شبرا # شبرا # شبرا # شبرا # شبرا # شبرا # روض الفرج # روض الفرج # روض الفرج # روض الفرج # الساحل # الساحل # الساحل # الشرابية # الشرابية # ترعة البولاقية # زاوية الحمراء # زاوية الحمراء # شبرا الخيمة # شبرا الخيمة # شبرا الخيمة (2) # الوايلي # الوايلي # الوايلي # الوايلي # الوايلي # مصر الجديدة # مصر الجديدة # مصر الجديدة # مصر الجديدة # الزيتون # الزيتون # الزيتون # المطرية # المطرية # المطرية # النزهة # النزهة # عين شمس # عين شمس # المرج # المرج # السلام # السلام # حدائق القبة # حدائق القبة # مدينة نصر # م. نصر أول # م. نصر ثان # منشأة ناصر # منشأة ناصر # مصر القديمة # مصر القديمة # مصر القديمة # مصر القديمة # مصر القديمة # مصر القديمة # المعادي # المعادي # المعادي # طرة # حلوان # حلوان # حلوان # 15 مايو # 15 مايو # التبين # التبين # إمبابة # إمبابة # إمبابة # إمبابة # إمبابة # إمبابة # الدقي # الدقي # الدقي # العجوزة # العجوزة # الجيزة # الجيزة # الجيزة # الجيزة # الجيزة # الجيزة # بولاق الدكرور # بولاق الدكرور # الأهرام # الأهرام # الأهرام # العمرانية # العمرانية ~~(4) حركة السكان بين الأقسام # تطور سكان بعض أقسام القاهرة في نصف قرن 1947-1996 # شكل 4-7 # وبرغم هذه المصاعب فإنه يمكن تبين المتغيرات العددية التي حدثت في أقسام ~~القاهرة خلال شرائح زمنية: في أقسام القاهرة المركزية تظهر المتغيرات العددية ~~على طول فترات التعدادات، بينما يقتصر ظهور الأقسام الخارجية على تعدادات أقل ~~كلما اتجهنا إلى الأطراف. # ويوضح الشكل # 4-7 # كيف أن معظم الأقسام الداخلية في القاهرة ~~المركزية، والتي لم يحدث فيها تغيير إداري إلا في أضيق الحدود، قد تناقص سكانها ~~بنسب مختلفة خلال نصف قرن؛ نتيجة لزحف نشاطات الأعمال، وارتفاع أسعار الوحدات ~~السكنية، فضلا عن ضيق مساحة هذه الأقسام؛ مما أدى إلى هجرة السكان خارج هذه ~~الأقسام الوسطى من القاهرة. فعلى سبيل المثال تناقص سكان الجمالية في نصف القرن ~~47-96 إلى 55٪ فقط من سكان 47. وعلى ذات المنوال تناقص سكان الدرب الأحمر إلى ~~64٪ من سكانه عام 47، وسكان الأزبكية إلى 40٪ والموسكي إلى 80٪ وباب الشعرية ~~إلى 45٪. # وكان ms130 أكبر تناقص هو في بولاق؛ حيث هبط سكان 96 إلى نحو 32٪ من عدد سكانه عام ~~1947، ولا شك في أن هبوط سكان بولاق راجع إلى أنه يحتل واجهة طويلة على ضفة ~~النيل؛ مما جعلها مطمحا لإقامة الأبنية الإدارية والحكومية والفندقية والأسواق ~~الكبرى. # ولكن ذلك لم يكن كل مسببات تناقص سكان بولاق. فقد بدأ تفكك الجانب الشرقي من ~~بولاق على طول واجهة شارع الجلاء من ميدان عبد المنعم رياض إلى ميدان رمسيس بكل ~~الأبنية الحديثة، وبخاصة مباني جريدتي الأهرام والأخبار، فضلا عن الأبنية ~~النقابية والمستشفيات الكبيرة والفنادق؛ وترتب على ذلك غزو بولاق من الشرق ~~والغرب والجنوب، وبدأت عشش الشيخ علي والترجمان وأسواق القاهرة التقليدية خلف ~~واجهة النيل تتهاوى أمام الزحف الجديد، وبخاصة وكالة البلح التي أخذت في ~~التراجع النسبي، وكان لنقل سوق الجملة في روض الفرج إلى العبور وغيره من ~~الأسواق والأماكن التقليدية صدى كبير في بولاق. إنه قد آن الأوان لتخلي بولاق ~~نشاطها التجاري التقليدي أمام أنشطة أخرى حديثة، وآخر هذا الغزو مشروع تحويل ~~الترجمان إلى محطة مركزية للنقل البري، ولنا على ذلك اعتراضات سوف نوردها في ~~فصل قادم. # نمو سكان أقسام القاهرة الخارجية في تعدادي 1986 و1996 # شكل 4-8 # وعلى هذا النحو يمكن تفسير تراجع أعداد السكان في أقسام القاهرة المركزية كهبوط ~~سكان السيدة زينب إلى 80٪؛ نتيجة لعوامل كثيرة نفرد منها: تهالك وقدم الأبنية ~~وهجرة بعض الوزارات من لاظ أوغلي والدواوين إلى العباسية ومدينة نصر وإمبابة، ~~وكذلك هبوط سكان باب الشعرية والجمالية راجع - من بين أسباب أخرى - إلى تحول ~~أبنية سكنية إلى مشاغل ومعامل حرفية. # أما الأقسام التي زاد عدد سكانها في الشكل # 4-7 # فترجع في ~~الأساس إلى أنها كانت تشغل مساحات كبيرة في الواجهات التي تنمو فيها القاهرة؛ ~~مما دعا إلى تقسيمها إلى أقسام عديدة، فمثلا كانت مصر الجديدة عام 47 تضم كل ~~المساحة التي تشغلها الآن أقسام مصر الجديدة والنزهة والزيتون والمطرية وعين ~~شمس. والوايلي 47 انقسمت إلى الوايلي وحدائق القبة. وشبرا إلى شبرا والشرابية ~~والزاوية الحمراء وجزء من الساحل الذي كان ضمن قسم ms131 روض الفرج. ومصر القديمة ~~انقسمت إلى البساتين-دار السلام والمعادي وطرة. وحتى عابدين ذي المساحة الصغيرة ~~وسط البلد انقسم إلى عابدين وقصر النيل والزمالك (راجع خريطة # 4-6 ~~). # ولهذا فإن أعداد السكان في هذه الأقسام قد زادت على نحو ما يعبر عنه المنحنى ~~اللوغرتمي في الشكل إذا ضمنا كل الأقسام التي تفرعت عن القسم الأم. أما القسم ~~الأم في هذه المجموعة فقد هبط عدد سكانه كما يتضح من منحنى سكان 1996؛ نتيجة ~~تفرق السكان والهجرة الداخلية من وسط القاهرة، والهجرة من خارج القاهرة التي ~~تجد في أقسام الأطراف متسعا لإقامة مساكن رخيصة للسكن الفقير والطفيلي معا، ~~وتزداد هذه الحقائق تأكيدا بتأمل شكلي # 4-8 # و # 4-9 # بما لا يحتاج إلى مزيد. ~~(5) تكاثف السكان # من الأرقام والأشكال السابقة لا بد وأن صورة تكاثف وتركز سكان القاهرة قد ~~اعترتها تغييرات مستمرة على طول تاريخ القاهرة الطويل. ففي منتصف القرن 16 كان ~~تركيز سكان القاهرة في المنطقة الشرقية من القاهرة المركزية - أي في المناطق ~~التي يحتلها الآن أقسام الجمالية والدرب الأحمر وباب الشعرية، وأجزاء من أقسام ~~الخليفة والموسكي والظاهر وعابدين - واستمر هذا الوضع إلى نحو منتصف القرن 19 ~~بعد التوسع العمراني غربا إلى ما نعرفه باسم قاهرة إسماعيل، فانتشر السكان ~~بأعداد متقاربة بين القاهرتين القديمة والجديدة، ولتأكيد ذلك كان سكان القاهرة ~~القديمة أكثر من 90٪ من مجموع العام في تقديرات 1550 و1800. وعند أول تعداد في ~~عام 1982 أصبح سكان القاهرة القديمة يشكلون نحو 37٪ وقاهرة إسماعيل نحو 55٪ ~~والباقي موزع بين بدايات العباسية وشبرا. وفي 1927 هبطت مساهمة المنطقة القديمة ~~الشرقية والمنطقة الغربية إلى 31٪ و48٪ على التوالي، في حين ارتفع عدد سكان ~~الأطراف إلى نحو 15٪ من المجموع الكلي لسكان القاهرة. # النسبة المئوية لزيادة ونقص السكان في أقسام القاهرة الكبرى ~~86-1996 # شكل 4-9: # تكاثف السكان # ويمكن أن نعتبر 1947 بداية النمط السكاني المعاصر للقاهرة. فقد هبطت المنطقة ~~الشرقية إلى 22٪ والغربية إلى 37٪ بينما توزع 41٪ من السكان على بقية الأطراف، ~~وحظي شمال القاهرة بنحو 19٪ والشمال شرقي نحو 10٪ والشرق 7٪ والجنوب 5٪، واستمر ~~هذا النمط في تعداد 1986 حيث هبط وسط القاهرة شرقه وغربه إلى 17٪ وارتفع ms132 سكان ~~الشمال إلى 22٪ والشمال الشرقي إلى 31٪ والشرق إلى 9٪ والجنوب إلى 21٪، وعلى ~~هذا نجد نمو سكان أحياء الشمال الشرقي فاقت كل أحياء القاهرة في نمو شديد ~~السرعة، بينما كان نمو أحياء الشمال قد تباطأ مقابل نمو متسارع في أحياء ~~الجنوب. # وفي 1996 تضاعفت هذه الصورة من حيث استمرار هبوط نسبة وعدد سكان الوسط إلى 12٪ ~~فقط، وهبوط محسوس في سكان الشمال على 17٪ مما ~~يدل على أن أقسام الوسط والشمال أصبحت طاردة ~~للسكان نتيجة التشبع الشديد. أما الشمال الشرقي فقد واصل ارتفاعه إلى نسبة نحو ~~33٪ وأصبح بذلك أكبر مناطق محافظة القاهرة سكانا واقترب كثيرا من مجموع سكان ~~كل أقسام غرب القاهرة من إمبابة إلى الجيزة والهرم. وواصلت أقسام الشرق والجنوب ~~نموها السكاني فبلغت النسبة نحو 13٪ و24٪ على التوالي. # ويؤكد الشكل # 4-10 # هذه الدينامية في حركة السكان داخل محافظة ~~القاهرة في قرون أربعة، بحيث يوضح بجلاء كيف انتقل الثقل السكاني القاهري من ~~الوسط إلى الشمال، وأخيرا التوزيع شبه العادل بين الشمال الشرقي والشمال ~~والجنوب وإسهامات متنامية في الشرق. # حركة السكان داخل القاهرة في أربعة قرون # شكل 4-10 # تحسب كثافة السكان على معيارين؛ أولهما: عدد الأفراد في الكيلومتر المربع من ~~المساحة، والثاني: درجة التزاحم التي تقيس عدد الأفراد للغرفة الواحدة، ~~والمعيار الأول يعطي انطباعات بآلاف السكان؛ ولهذا فهو غير محبوب بالنسبة لقياس ~~كثافة المدن، ومع ذلك فهو مفيد في تبين مناطق التركز والتخلخل في الخريطة ~~السكانية لأي مدينة، وبالتالي فهو يستخدم في جميع أغراض التنمية والتحسين ~~الخدمي في المدينة. # أما معيار التزاحم، فهو مفيد في التعرف على مدى التفاوت الاجتماعي والمالي ~~لقدرات السكان؛ فإن كان التزاحم فردا أو أقل للغرفة دل ذلك فورا على منسوب ~~حياتي عال، وإن كانت الدرجة فردين أو أكثر للغرفة فهو دال على أننا أمام حي ~~متوسط أو فقير يتزاحم فيه أفراد أسرة غالبا كبيرة العدد في وحدة سكنية صغيرة. ~~ويعيب هذا المعيار أن غرف الوحدة السكنية لا يتضح فيها غرف النوم من غرف ~~المعيشة والمنافع الأخرى، ونحن نقف في تعدادات القاهرة أمام مشكلة ms133 أخرى: هل كل ~~الوحدات السكنية في منازل مبنية أم يدخل فيها أشكال أخرى من مساكن الإيواء، أو ~~مأوى من مواد هالكة كالعشش وأشكال من السواتر الخشبية والأقمشة من أجل إيجاد ~~خصوصية في حدها الأدنى كما هو الحال في الكثير من أماكن السكن الطفيلي؟ فكيف ~~نحسب التزاحم في مثل هذه الحالات؟ # وليس لدينا من تفصيل لمثل هذه الموضوعات، وعلينا أن نكتفي بأرقام تعداد 1996 ~~كما يتضح من الشكل # 4-11 # على أنه مجرد مؤشر لمعيار التزاحم ~~في أحياء القاهرة، وبخاصة المناطق العشوائية، مثل: عزبة الهجانة على طريق ~~السويس شمال مدينة نصر أو أحياء الشمال الشرقي. # أولا: # ما نلاحظه من الشكل انخفاض درجة التزاحم عن فرد/غرفة ~~في الأزبكية والمعادي وقصر النيل والزمالك والدقي ~~والعجوزة والنزهة، وهذا أمر طبيعي؛ حيث إن سكان هذه ~~الأقسام من الموسرين، أو إنها أقسام يتركز فيها مكاتب ~~أعمال وأطباء ومحلات تجارية وأبنية حكومية كما هو حال ~~قصر النيل والأزبكية. # ثانيا : # تتراوح باقي الأقسام بين فرد إلى فردين للغرفة برغم ~~التباين الشديد في التكوين المالي الاجتماعي بين أقسام ~~كمصر الجديدة والمطرية على سبيل المثال، وهو ما يجعلنا ~~نأخذ بحذر شديد هذه الأرقام. # ثالثا: # أعلى درجات التزاحم هي حلوان، وإلى جوارها التبين ~~التي لا تختلف عنها كثيرا في مضامين الحياة، بل إن في ~~حلوان مدينة سكنية معقولة، بينما تطغى عزب وطفيليات ~~على الشكل العمراني في التبين. فكيف تكون درجة التزاحم ~~في حلوان 9,4 فرد/غرفة، وفي التبين 1,2 ~~فرد/غرفة؟ # رابعا: # إذا قارنا نسبة الأمية مع التزاحم سوف نجد في غالب ~~الأحوال أمية عالية مقترنة بكثافة عادية عالية كعين ~~شمس والمطرية والزاوية الحمراء ومنشأة ناصر، أو ~~الأقسام شبه الريفية في الجيزة. فكيف لا ترتفع درجة ~~التزاحم في مثل هذه الأحياء؟ ~~(6) الكثافة السكانية للكيلومتر المربع # ربما كانت الكثافة السكانية إلى الكيلومتر المربع أكثر إيحاء بالأوضاع السكانية ~~في القاهرة الكبرى كما يظهر من شكل # 4-12 # ومن خريطتي الكثافة # 4-13 # و # 4-14 # لسنتي 1986 ~~و1996. # بعض الظواهر السكانية للقاهرة الكبرى 1996 نسبة الأمية والتزاحم ~~فرد/غرفة # شكل 4-11 # في 1966 كانت أعلى الكثافات في ms134 باب الشعرية؛ حيث بلغت نحو 130 ألف شخص/كيلومتر ~~مربع، ولعل هذا هو ما دعا إلى أبحاث ميدانية قام بها أساتذة الاجتماع حول هذه ~~الظاهرة، وتلتها كثافة +100 ألف في روض الفرج، ولكن بعد جيل نرى أن هذه ~~الكثافات شديدة العلو قد انخفضت بدرجات ملحوظة. ففي 1996 انخفضت الكثافة في باب ~~الشعرية إلى أقل من نصف قيمتها قبل 30 سنة بحيث بلغت 60 ألف ~~شخص/كم # 2 ~~. # بعض الظواهر السكانية للقاهرة الكبرى 1996 # شكل 4-12 # وبالمثل هبطت كثافة روض الفرج إلى 71 ألف/كم # 2 ~~، وإن ~~ظلت واحدة من ثلاثة أقسام شديدة التكاثف في القاهرة عام 1996، وهي المطرية 76 ~~ألفا/كم # 2 # والشرابية 73 ألفا، ~~إضافة إلى روض الفرج، والمعنى أنه قد حصلت ~~هجرة للكثافات العالية من وسط القاهرة إلى الشمال والشمال الشرقي بوجه خاص كما ~~نتبينه من خريطة 1996: «الشرابية، الزاوية الحمراء وشبرا الخيمة في اتجاه ~~الشمال، وحدائق القبة والزيتون والمطرية وعين شمس في اتجاه الشمال الشرقي». ~~وانخفضت أقسام وسط القاهرة من فئة 75-100 ألف ~~شخص/كم # 2 # إلى فئة 25-50 ألفا، أعلاها السيدة ~~زينب 42 ألفا والموسكي 36 ألفا، وأدناها الأزبكية 20 ألفا والجمالية 24 ~~ألفا. أما كثافة سكان قسمي قصر النيل والزمالك فقد ظلت في الفئة الدنيا من ~~كثافات القاهرة بقيم 10 و6 آلاف شخص/كم # 2 # على ~~التوالي. # وفي 1966 كانت الأطراف الشمالية التي كانت تمثلها أقسام مصر الجديدة والمطرية ~~وشبرا الخيمة تقع في فئة كثافة أقل من 10 آلاف ~~شخص/كم # 2 ~~، ولم يبق في هذه الفئة سوى مصر ~~الجديدة وما انبثق عنها من أقسام، بينما ارتفعت قيم الكثافة في شبرا الخيمة إلى ~~34 ألفا، والمرج والسلام إلى ما بين 10 و20 ألفا. وبقاء الكثافة منخفضة في ~~مصر الجديدة والنزهة ومدينة نصر راجع إلى ضخامة مساحات هذه الأقسام. فالنزهة هي ~~أكبر أقسام القاهرة مساحة وتبلغ قرابة 67كم # 2 # ومدينة ~~نصر أول وثان 46كم # 2 ~~، ونضيف إلى ذلك أنهما يضمان ~~أراضي صحراوية شاسعة، والمطارين: الدولي وألماظة، ومساحات كبيرة لأبنية ~~حكومية وعامة وأندية متعددة للقوات المسلحة والأندية الخاصة، وعدد من الصناعات ~~خاصة في مدينة نصر. # وفي ذات الوقت تحولت مصر القديمة والخليفة من فئة كثافة 50-75 ألفا إلى ms135 21 و17 ~~ألفا على التوالي، مقابل نمو مذهل للمنطقة بينهما وبين المعادي - والتي تحولت ~~الآن إلى قسم البساتين/دار السلام - إلى تكاثف سكاني بلغ 47 ألف ~~شخص/كم # 2 ~~. أما حلوان فقد هبطت برغم زيادة عدد ~~سكانها بسرعة فائقة؛ نتيجة لتوسع مساحة قسم حلوان ومايو والتبين، فانخفضت ~~الكثافة إجمالا. لكن الدراسة التحليلية سوف تبين كثافات سكانية شديدة الارتفاع ~~في العزب والقرى داخل قسمي حلوان والتبين، فغالب مساحة القسمين مصانع ضخمة وأرض ~~رملية وصخرية خالية. # وإذا كانت محافظة القاهرة قد نمت في كل الاتجاهات الممكنة شمالا وجنوبا ~~وشرقا، فإن الجيزة قد تأخرت كثيرا عن القاهرة، وإن تسارع نموها بشكل مذهل منذ ~~سبعينيات القرن العشرين، وسبق أن ذكرنا في الفصل الأول أن النمو العمراني غرب ~~النيل بدأ بإنشاء الكباري وشق الطرق منذ نهايات عصر إسماعيل، وما زال إنشاء ~~الكباري مستمرا حتى الآن تلبية لعمران البر الغربي، وآخرها المنيب والوراق ~~على الطريق الدائري، وبدأ العمران يمتد على الأرض الزراعية على استحياء بطول ~~طريق الهرم وطريق التحرير إلى الدقي وبولاق الدكرور. ثم نمت مدينة الأوقاف إلى ~~عدة أحياء أشهرها المهندسين والعجوزة، ومن ثم توالت الطرق القاطعة للوادي ~~الزراعي موازية لشارع الهرم شماله وجنوبه، كان آخرها محور 26 يوليو واستكمال ~~الدائري من المنيب إلى الهرم، ولا نشك في أن هذه العملية سوف تستمر من إمبابة ~~وبولاق الدكرور إلى الواجهة الصحراوية شمال الأهرام في اتجاه مدينة 6 أكتوبر ~~والمدن الأخرى إلى جوارها. # والملاحظ بصفة عامة أن النمو العمراني غرب النيل هو غالبه الأعم سكني بدرجات ~~مختلفة، ولا تتداخل فيها أنشطة أخرى - باستثناء التجارة بأحجامها - كالقاهرة ~~إلا في أقل القليل، وأقرب ما يتشابه مع القاهرة ذلك التداخل الملحوظ في إمبابة ~~بين السكن والأنشطة الحرفية. # شكل 4-13: # كثافة السكان لعام 1966 في محافظة القاهرة. # شكل 4-14: # كثافة السكان لعام 1996 في محافظة القاهرة. # ونتيجة النمو السريع فإن أقسام الجيزة كلها ذات كثافات عالية القيمة، مع ~~استثناء قسم الدقي الذي تسيطر على أجزاء كثيرة منه أشكال من السكن المترف، ~~وتحول الكثير من الفيلات إلى الأنشطة الطبية والعلاجية، ولا ms136 شك في أن التزاحم ~~عال في الأحياء الفقيرة في إمبابة والجيزة الجنوبية والدكرور والقرى الكثيرة ~~في الهرم والعمرانية. # وإذا بعدنا عن متاهات الأرقام في أقسام القاهرة الكبرى فإنه يمكن تلخيص الموقف ~~السكاني إجمالا على نحو ما يظهر من الجدول الآتي والخريطة # 4-15 ~~. # ست مناطق تجميعية لإقليم القاهرة ~~الكبرى. # من القاهرة الكبرى # الوسط # الشمال # شمال شرق # الشرق # الجنوب # الغرب # المساحة ٪ # 4,1 # 10,4 # 9 # 36,8 # 26,4 # 13,2 # السكان ٪ # 6,3 # 20,5 # 19,6 # 12,5 # 18,6 # 22,5 # الكثافة بالألف # 30 # 38,4 # 42,2 # 6,6 # 13,7 # 33,2 # ويمكن تلخيص نتائج الجدول فيما يلي: ~~(1) # منطقتا الشمال والجنوب هما مناطق الصناعة الرئيسية في ~~القاهرة الكبرى، وخاصة في شبرا الخيمة وحلوان والتبين؛ مما ~~يؤدي إلى كثافات سكانية عالية متداخلة وسط المصانع، مما ~~يترتب عليه أحزمة فقر شديد مع بعض العشوائيات. # ويكونان معا 37٪ من مساحة القاهرة الكبرى و39٪ من ~~سكانها. # روض الفرج والساحل في الشمال كانت تناظر منطقة أثر النبي في ~~مصر القديمة من حيث الوظيفة التجارية كمواني نهرية للقاهرة، ~~ونفس الظاهرة النهرية هي التي جعلت منهما شرائط تنمية ~~عمرانية حديثة لأبراج إدارية وحكومية وسكنية ومستشفيات شاسعة ~~وفنادق كبيرة على طول الواجهة النيلية من أغا خان إلى بولاق ~~في الشمال، ومن أثر النبي إلى المعادي في الجنوب. # ولكن خلفهما مباشرة ما زالت أشكال العمران الفقير الكثيف ~~تسيطر على روض الفرج والساحل؛ لتلتحم مع السكن الكثيف ~~والطفيلي في الزاوية الحمراء والشرابية في النطاق التجميعي ~~الشمالي. وعلى الصورة ذاتها نجد في النطاق التجميعي الجنوبي ~~أحزمة من السكان والسكن الفقير خلف الكورنيش من فم الخليج ~~إلى دير النحاس، والإسكان الشعبي من «أبو السعود» إلى ~~المناطق المحيطة بالكنائس والأديرة وجامع عمرو حول شارع حسن ~~الأنور والمدابغ القديمة ودار السلام وإسطبل عنتر والعزب ~~القديمة شمالي المعادي. وتمتد هذه الظاهرة أيضا جنوب طرة ~~إلى التبين، ومعظمها سكن فقير إلى شديد الفقر، وخاصة في ~~عشوائيات جنوب المعصرة، وعلى طول ترعة الخشاب وفي التبين ~~والمرازيق، والنقاط المضيئة في الجنوب هي السكن متوسط الحال ~~في مدينة حلوان وجامعة حلوان إلى الشمال منها، والسكن المخطط ~~في مدينة 15 مايو. ~~(2) # شكل 4-15: # ست مناطق تجميعية لإقليم القاهرة ~~الكبرى. # المنطقة التجميعية في الشمال الشرقي ms137 هي ثاني أصغر قطاعات ~~القاهرة الكبرى بمساحة نحو 9٪، لكنها تستأثر بحوالي خمس ~~السكان؛ مما يجعلها أعلى مناطق القاهرة في كثافة السكان. ~~كانت المنطقة تتشكل من سكن الموثرين عند نشأتها في أحياء ~~القبة والزيتون والمطرية، ولكن فيلات وقصور المنطقة تقسمت ~~إلى مساكن صغيرة المساحة في الصورة التي سبق ذكرها في الفصل # الأول # من حيث وجود الظاهرة ~~المعكوسة: ابتلاع السكن الفقير القروي الأصل للسكن الموسر؛ ~~وبذلك أصبحت المنطقة هي ~~الأولى في القاهرة لنطاق الفقر مع نمو هذا النمط على حساب ~~الأرض الزراعية في المطرية وعين شمس والمرج غربا في اتجاه ~~ترعة الإسماعيلية عند مسطرد، وشمالا مع خط حديد الضواحي ~~الذي أصبح مسارا لخط مترو الأنفاق الأول، ومما يزيد كثافة ~~السكن والسكان نشأة منطقة صناعية حرفية في قباء والحرفيين، ~~وعلى طول طريق جسر السويس من عين شمس إلى السلام. ~~(3) # منطقتا الشرق والغرب، هما بصورة أساسية مناطق سكنية لكنهما ~~يختلفان. ففي الشرق نمط سكن متوسط إلى موسر في مصر الجديدة ~~والنزهة ومدينة نصر، بينما الغرب يسيطر على غالب سكانه النمط ~~الفقير عدا شرائح كورنيش النيل وسكان قسمي العجوزة ~~والدقي. ويضم الشرق ~~تركزا واضحا في السكن الطفيلي الصحراوي والجبلي في عزبة ~~الهجانة وعزب منشأة ناصر ووادي الدويقة، بينما السكن الطفيلي ~~في الغرب هو بالأساس سكن ريفي متدهور حيث فقد السكان مهنة ~~الزراعة، وتحولوا إلى أجراء وعمال غير ماهرة. وتتمثل في ~~المنطقتين تجمعات واسعة للنشاط التجاري الحديث الذي يمثله ~~أسواق «المول» المجمعة في مصر الجديدة وعباس العقاد وشارع ~~الهرم وبعض شوارع المهندسين. وهذا التحول ناجم عن ضيق ~~الأسواق الأصلية في وسط القاهرة، ووجود رأسمال استثماري في ~~أشكال التجارة الحديثة. ~~(4) # وسط القاهرة التي تشكل أقل مناطق القاهرة مساحة وسكانا لا ~~تزال تنقسم إلى وسط شرق ووسط غرب، ولكل منهما صفات خاصة بين ~~التكوين القديم والحديث، لكنهما معا يكونان أكبر مناطق ~~الأعمال الحكومية والعامة والخاصة، والتجارة بقسميها: الجملة ~~والقطاعي، ونشاط حرفي في غالبه تقليدي، والملاحظ تناقص ~~السكان عددا في هجرة إلى مناطق القاهرة الأخرى بالصورة التي ~~أسلفنا الكلام ms138 عنها. # مقارنات ديموجرافية واجتماعية لبعض أقسام القاهرة حسب نتائج تعداد ~~1996 # شكل 4-16 # ويظهر الشكل # 4-16 # مقارنات ديموجرافية واجتماعية لنماذج من ~~مناطق القاهرة الكبرى، وهو لا يحتاج إلى شرح كثير. باب الشعرية والجمالية ~~يمثلان القاهرة القديمة حيث ترتفع نسبة العاملين إلى +75٪ مع ارتفاع قيمة ~~الأمية إلى نحو ثلث السكان، وانخفاض عدد أفراد الأسرة نتيجة هجرة الأسر ~~الجديدة، وبقاء الأسر القديمة في أحيائها التقليدية. كذلك تتميز الأبنية ~~بارتفاع نسبي لأبنية العمل وأبنية مختلطة للعمل والسكن معا، وباختصار ~~فالجمالية وباب الشعرية يمثلان بقايا النمط السكني/الحرفي التقليدي، ويمكن أن ~~نضم روض الفرج إلى هذا النموذج مع اختلاف الارتفاع الكبير في نسبة أبنية السكن ~~في روض الفرج، فالأعمال قليلة خاصة بعد انتقال سوق الجملة إلى العبور. # وتشبه حالة قصر النيل الجمالية في كثرة أبنية العمل، وارتفاع نسبة فئة قوة ~~العمل، ولكنها تختلف في ارتفاع كبير لفئة الجامعيين وانخفاض الأمية، وذلك ناجم ~~عن كون قصر النيل هي مركز الأعمال والتجارة الحديثة. ويتشابه الدقي ومدينة نصر ~~في الكثير من المعطيات باعتبار أنهما أحياء سكنية متوسطة إلى موسرة. # أما حالات حلوان والبساتين والمطرية فتشترك في ارتفاع نسبة الأطفال إلى 30٪ أو ~~أكثر. # وانخفاض قوة العاملين، وسيادة أبنية السكن، وقلة واضحة في أبنية الأعمال، ~~وارتفاع نسب الأمية؛ فنحن هنا أمام أحياء كثيفة السكان، وبخاصة ~~الطفيليين. ~~(7) بعض مظاهر ديموجرافية # المظاهر الديموجرافية التي تظهر خصائص سكان مدينة أو إقليم ما متعددة، ربما كان ~~من أهمها: نسبة الذكور والإناث في المجتمع، ودرجة الخصوبة التي توضح إمكانيات ~~النمو السكاني إلى النمو الفعلي السنوي، وتركيب المجتمع من الفئات العمرية ~~والهرم السكاني الناجم عن هذا التركيب ودلالاته في النمو والثبات السكاني ~~وتكوين قوة العمل، والخصائص الصحية للمجتمع الناجمة عن دراسة نسب الوفيات ~~العامة، ووفيات الأطفال والرضع بصفة خاصة، ونسبة كبار السن إلى مجموع السكان، ~~وغير ذلك من الأمور التي توضح في مجموعها أداء المجتمع ككائن حي: هل ينمو أم ~~ينكمش؟ هل هو مجتمع صحي أم تشوبه أمراض مزمنة أو متوطنة تقلل أو تقزم طاقته ~~الإنتاجية؟ وفيما يأتي ms139 سوف نتناول - قدر المعلومات الرقمية المتاحة - بعضا من ~~هذه الموضوعات للتعرف بصورة عامة على الشكل الداخلي لمجتمع القاهرة. ~~(7-1) تركيب الجنس # مصر من الدول التي تزيد فيها نسبة الذكورة بدرجة محسوسة، وينعكس ذلك على ~~سكان القاهرة التي تبلغ نسبة الذكور فيها 51,2٪. # المنطقة والإقليم # مصر # حضر # ريف # محافظات حضرية # محافظات الدلتا # محافظات الصعيد # محافظات الحدود ~~٪ ذكور # 51,17 # 51,27 # 51,09 # 51,23 # 51,08 # 51,25 # 53,4 # وتختلف أقسام القاهرة اختلافا محسوسا فيما بينها في ارتفاع نسبة الذكور ~~عن الإناث كما يتضح من الشكل # 4-17 ~~. أعلى نسبة ذكور في ~~الوايلي والأزبكية، وأدناها في مصر الجديدة والنزهة. وفوق متوسط القاهرة ~~عدد من الأقسام، هي: التبين وحلوان والموسكي والظاهر والشرابية ومدينة ~~نصر والبساتين والمرج والدقي والأهرام، وأغلبها تتسم بوجود أعمال شتى. ~~وأقل من المتوسط سكان الأقسام التي تمثل أحياء سكنية بالأساس عدا قصر ~~النيل وعابدين؛ حيث تقتضي الأعمال زيادة الإناث العاملات عكس الموسكي، أو ~~ربما عوامل ديموجرافية اجتماعية أخرى تحتاج تفسيرات مطولة يتصدى لها ~~الديموجرافيون. # سكان أقسام القاهرة 1996 الذكور والإناث # شكل 4-17 ~~(7-2) التركيب العمري لسكان القاهرة # يتميز الهرم السكاني لمصر والقاهرة بسيادة قاعدة كبيرة من صغار العمر، ~~وقمة صغيرة من كبار السن، ويعبر الجدول الآتي عن تركيب فئات العمر ~~المصرية عامي 1980 و1996 مقارنا ~~بالقاهرة 1996، والواضح أن هناك تغيرا محسوسا في هذا التركيب نوجزه في ~~النقاط الآتية: # جدول : فئات العمر الرئيسية لمصر والقاهرة (نسب ~~مئوية). # فئة العمر # أقل من 15 سنة # 15-60 سنة # أكثر من 60 سنة # مصر 1980 # 39,8 # 53,6 # 6,5٪ # مصر 1996 # 35 # 59,9 # 5,1٪ # القاهرة 1996 # 28,1 # 66 # 5,9٪ ~~(1) # قاعدة الهرم المتكونة من صغار السن آخذة في الانكماش ~~بين 1980 و1996، وهذه علامة جيدة حيث إن نسبة الإنجاب ~~قد بدأت تقل إلى معدلات معقولة. فقد انخفضت الخصوبة ~~لدى النساء - معدل رقمي - من خمسة أطفال عام 1982 إلى ~~نحو 3,9 طفل عام 92، وإلى 3,4 طفل متوسط أواسط ~~التسعينيات، ومعنى ذلك: أن الوعي بتنظيم الأسرة قد أخذ ~~مسارا فعليا بوجه خاص في سكان الحضر الذين يشكلون ~~نحو 45٪ من سكان مصر، وذلك لأن سكان المدن يواجهون ~~بأعباء حياتية تدعو إلى خفض عدد المواليد. ~~(2) # الظاهرة الثانية انخفاض غير مرغوب في نسبة كبار السن، ~~ولعل ذلك مرده إلى سكان ms140 المدن أيضا؛ حيث توترات ~~الحياة والسكن غير الصحي، وتلوث جو المدينة، وسهولة ~~الإصابة بأمراض العصر تساعد على إنقاص هذه الفئة من ~~كبار السن. ~~(3) # نسب القاهرة تؤكد فاعلية المدينة الكبيرة في ارتفاع ~~الفئة الوسطى التي هي قوة العمل بمقدار 6٪ عن متوسط ~~مصر، وانخفاض نسبة صغار السن بمقدار 7٪، تمشيا مع ما ~~سبق ذكره من فاعلية تنظيم الأسرة في المدن. ففي مدينة ~~الجيزة، وهي جزء من القاهرة الكبرى، ترتفع نسبة صغار ~~السن عن تلك بالقاهرة بمقدار 3,2٪؛ وذلك لأن مدينة ~~الجيزة تضم مجموعة كبيرة من السكان شبه الريفيين في ~~بولاق الدكرور والعمرانية على سبيل المثال، فهم ريفيون ~~سكنا وثقافة، ومدنيون بحكم أعمالهم التي لم تعد ~~الزراعة واحدة منها، ويؤكد ذلك انخفاض نسبة متوسطي ~~السن بمقدار 2,1٪ عن مثيلهم في محافظة القاهرة. ~~(4) # ارتفاع نسبة كبار السن في القاهرة عن معدل مصر راجع ~~إلى كثافة المؤسسات الصحية والعلاجية بصورة لا تصل ~~إليها الإسكندرية، وهي المدينة الثانية في مصر، وللسبب ~~ذاته المذكور في النقطة الثالثة تنخفض نسبة كبار السن ~~في الجيزة إلى 4,8٪. # وفي داخل القاهرة نجد تفاوتا واضحا بين سكان الأقسام المختلفة يعبر ~~عنها الشكل # 4-18 # بما لا يدعو إلى مزيد. # فئات العمر والجنس في بعض أقسام القاهرة الكبرى ~~1996 # شكل 4-18: # الشريط العرضي 50,5 يمثل المتوسط العام للذكور ~~في القاهرة. # فمجموعة الأقسام إلى يسار الشكل ترتفع فيها نسبة صغار السن عن بقية ~~الأقسام؛ فالسكان هنا إما طفيليون يسكنون عشوائيات منشأة ناصر ~~والبساتين/دار السلام وإمبابة، وإما هم من الفقراء والعمال الذين ترتفع ~~فيهم نسب الأمية كالمطرية وحلوان وروض الفرج. وانخفاض نسبة صغار السن في ~~مجموعة الأقسام الوسطى في الشكل غالبا ترجع إلى هجرة الشباب والأسر ~~الجديدة إلى خارج الأحياء القديمة في السيدة زينب وباب الشعرية ~~والجمالية، ويؤكد ذلك انخفاض نسبة الذكور بالقياس إلى البساتين ومنشأة ~~ناصر وحلوان. # أما مصر الجديدة والدقي فتمثلان أحياء متسعة للسكن الجديد، فضلا عن أن ~~السكان ينتمون إلى طبقات متوسطة أو ثرية، وأخيرا فإن سكان قسم قصر النيل ~~يمثلون مناطق الأعمال والتجارة الرئيسية؛ مما يؤدي إلى نحافة ms141 عددية ~~للسكان، وقلة في المواليد، فضلا عن الطبقة الموسرة في عمارات المنطقة ~~وجاردن سيتي على وجه خاص. ومن الدلائل على ذلك: انخفاض نسبة الذكور في ~~قصر النيل ومصر الجديدة عن المعدل القاهري العام، والأغلب أن ارتفاع نسبة ~~الذكور في الدقي يعود جزئيا إلى سكن نسبة من الأجانب الذين يعملون في ~~السلك الدبلوماسي أو بيوت الخبرة. # وأخيرا هناك ملاحظة قد تكون ذات دلالة للمتخصصين في الديموجرافيا وأصول ~~علوم السكان، فتحليل أرقام 1996 لفئات السن الصغيرة قد أوضحت أن غالبية ~~أقسام القاهرة تنتمي إلى واحد من النموذجين الذي يعبر عنها الشكل # 4-19 ~~. # نموذجا تركيب السكان دون 15 سنة، نسب مئوية من مجموع سكان ~~بعض الأقسام # شكل 4-19 # النموذج الأول: # يعبر عنه تركيب هذه الفئة هرمي الشكل كما هو في ~~الجمالية والبساتين والزمالك، بحيث يتناقص حجم الفئة ~~تدريجيا مع ارتفاع العمر، وعلى سبيل المثال ينتمي ~~إلى هذا النموذج الهرمي حلوان وباب الشعرية والمرج، ~~والسلام تنتمي إلى هذا النموذج بصورة ~~تقريبية. # النموذج الثاني: # يتصف بأن فئة العمر 6-10 سنوات أصغر مما قبلها ~~وبعدها، ويمثل هذا النموذج سكان السيدة زينب ومنشأة ~~ناصر، وينتمي سكان مصر الجديدة وقصر النيل إلى هذا ~~النموذج، وإن كانوا يختلفون في أن فئة 10-15 سنة ~~أكبر من الفئة دون 6 سنوات، وكذلك ينتمي للنموذج ~~الثاني سكان أقسام أخرى، نذكر منها على سبيل المثال: ~~روض الفرج وإمبابة والدقي. كما أن جملة سكان القاهرة ~~ومدينة الجيزة تظهر فيهما صفات النموذج ~~الثاني. # ملاحظات: الأرقام الواردة تحت تواريخ ثابتة مثل 1996 مصدرها منشورات ~~التعدادات العامة الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بالقاهرة. ~~بعض أرقام الخصوبة والهرم السكاني لسنة 1980 وما قبلها مصدرها محمد السيد ~~غلاب «السكان» في كتاب «جغرافية مصر» إصدار المجلس الأعلى للثقافة - ~~القاهرة 1994. خريطة الأقسام الإدارية للقاهرة الكبرى، ومساحات الأقسام ~~عن رسالة ماجستير غير منشورة لسامح إبراهيم عبد الوهاب - آداب جامعة ~~القاهرة. # إحصاءات سكانية للقاهرة 1996 (جدول1). ~~* # الأقسام # جملة السكان (آلاف) # ذكور (آلاف) # إناث (آلاف) # الأمية ٪ # التبين # 59 # 31 # 28 # 28 # حلوان # 518 # 267 # 251 # 34 # 15 مايو # 65 # 33 # 32 # 8 # طرة # 58 # 30 # 28 # 29 # المعادي # 70 # 36 # 34 # 10 # م. القديمة # 225 # 115 # 110 # 31 # السيدة # 155 # 78 # 76 # 23 # الخليفة # 186 # 95 # 91 # 31 # البساتين # 658 # 342 # 316 # 28 # عابدين # 48 # 24 # 24 # 16 # الموسكي # 29 # 15 # 14 # 27 # قصر النيل # 13 # 6 # 6 # 9 # الزمالك # 15 # 7 # 7 # 5 # بولاق # 74 # 38 # 36 # 34 # الأزبكية ms142 # 30 # 16 # 14 # 18 # د. الأحمر # 78 # 40 # 38 # 26 # الجمالية # 59 # 30 # 29 # 30 # ب. الشعرية # 59 # 30 # 29 # 27 # الظاهر # 65 # 34 # 31 # 12 # منشأة ناصر # 169 # 88 # 80 # 51 # الشرابية # 266 # 127 # 118 # 31 # شبرا # 83 # 42 # 41 # 24 # ر. الفرج # 178 # 90 # 88 # 25 # الساحل # 333 # 170 # 163 # 20 # ش. الخيمة # 870 # الزاوية الحمراء # 307 # 157 # 150 # 27 # الوايلي # 89 # 49 # 40 # 18 # ح. القبة # 308 # 157 # 151 # 23 # الزيتون # 322 # 164 # 158 # 16 # المطرية # 498 # 255 # 242 # 23 # عين شمس # 472 # 240 # 231 # 18 # المرج # 242 # 125 # 117 # 28 # السلام # 300 # 187 # 179 # 28 # النزهة # 153 # 76 # 77 # 6 # م. الجديدة # 151 # 75 # 76 # 6 # م. نصر # 397 # 205 # 191 # 6 # إمبابة # 523 # 267 # 256 # 29 # العجوزة # 175 # 89 # 85 # 15 # الدقي # 88 # 46 # 43 # 9 # الجيزة # 238 # 122 # 116 # 28 # بولاق الدكرور # 454 # 233 # 221 # 24 # الأهرام # 200 # 103 # 97 # 30 # العمرانية # 542 # 277 # 265 # 17 # تتابع الأقسام حسب ترتيب كتابي التعداد لسكان ~~القاهرة والجيزة سنة 1996. # إحصاءات سكانية للقاهرة 1996 (جدول 2). ~~* # الأقسام # المساحة # الكثافة # عدد الأسر بالألف # التزاحم فرد/غرفة # التبين # 25 # 3 # 12 # 1,2 # حلوان # 55,1 # 9,5 # 123 # 9,4 # 15 مايو # 6,9 # 8 # 15 # 1,8 # المعادي - طرة # 11,3 # 11 # 20-20 # 0,6-1,8 # بساتين # 14 # 47 # 157 # 1,7 # م. القديمة # 10,6 # 21 # 57 # 1,8 # الخليفة # 10,6 # 17 # 51 # 1,7 # السيدة # 3,7 # 42 # 42 # 1,3 # عابدين # 1,7 # 29 # 15 # 1,4 # الموسكي # 0,8 # 36 # 8 # 1,6 # قصر النيل # 1,3 # 10 # 4 # 0,7 # الزمالك # 2,6 # 6 # 8 # 0,9 # بولاق # 2,4 # 31 # 22 # 2 # الأزبكية # 1,5 # 20 # 8 # 0,1 # الظاهر # 2 # 32 # 18 # 1,4 # الجمالية # 2,5 # 24 # 15 # 1,9 # الدرب الأحمر # 1,4 # 55 # 21 # 1,6 # ب. الشعرية # 0,98 # 60 # 16 # 1,4 # ر. الفرج # 2,5 # 71 # 46 # 1,6 # الساحل # 14 # 24 # 84 # 1,6 # شبرا # 2,4 # 34 # 22 # 1,6 # الشرابية # 3,3 # 73 # 58 # 2,1 # الزاوية الحمراء # 4,7 # 65 # 69 # ش. الخيمة # 25,3 # 34 # 192 # الوايلي # 5,7 # 15 # 22 # 1,6 # ح. القبة # 4,4 # 69 # 76 # 1,8 # الزيتون # 7,7 # 41 # 79 # 1,6 # المطرية # 6,5 # 76 # 115 # 1,8 # عين شمس # 8,8 # 53 # 118 # 1,6 # المرج # 12,3 # 20 # 55 # 1,7 # السلام # 36,1 # 10 # 86 # 1,8 # النزهة # 66,8 # 2 # 42 # 0,9 # م. الجديدة # 29,2 # 5 # 44 # 1,5 # م. نصر # 46,2 # 8,5 # 96 # م. ناصر # 7,9 # 21 # 39 # إمبابة # 13,5 # 39 # 120 # 1,4 # العجوزة # 5 # 35 # 46 # 1 # الدقي # 5,4 # 16 # 25 # 0,9 # الجيزة # 7,5 # 31 # 57 # 1,3 # بولاق الدكرور # 15,8 # 28 # 107 # 1,3 # الهرم # 19,6 # 38 # 47 # 1,4 # العمرانية # 132 # 1,2 # ترتيب الأقسام حسب تتابع المكان ~~الجغرافي. # يذكر كليرجيه من مصادره أسماء عديدة بعض منها: # Breidenbach, Leon I’Africcain, Castela, ~~Davity, Savary, Volney, Niebuhr, Blumenau, Sonnini, ~~Thevenot, ete ~~... ص239 من الجزء الأول من ~~كتابه عن القاهرة # M. Cler-get, 'LE CAIRE’ ~~1934 ~~. # التركيز الصناعي في القاهرة كانت له مساوئ كتب عنها الكثيرون ~~استنادا إلى أن القاهرة لم تكن أحسن المواقع لصناعات ثقيلة ~~كالحديد والصلب، وصناعات معدنية أخرى كالصناعات العسكرية. هذا ~~فضلا عن تلويث جو القاهرة، وتكوين مناطق سكن عشوائي طفيلي شديد ~~الفقر كثير المشكلات الاجتماعية والسياسية تعاني منها القاهرة ~~الآن. كما كتب البعض نقدا حادا عن كينونة الصناعة وعائدها ~~الحدي، وتجرى الآن مراجعة لبعض هذه الصناعات وبخاصة مصنع حديد ~~حلوان الضخم؛ حيث إن مشكلات تحديثه وزيادة إنتاجه تواجهها مشكلات ~~اجتماعية في العدد الضخم الذي يعمل به. ولا شك أن مثل هذه الصناعات ~~كانت جيدة بالقياس إلى ظروف التكنولوجيا القائمة، وظروف مصر ~~المحاصرة سياسيا آنذاك، ومن ثم لا يكون القياس عادلا بالمقارنة ~~بجميع الظروف التكنولوجية السياسية المصرية والعالمية الآن. # الفصل الخامس # القاهرة والأنشطة الاقتصادية # تعرفنا في الفصل الرابع على أعداد السكان وتوزيعهم المكاني على أقاليم وأقسام ~~القاهرة، وبعض مواصفاتهم الديموجرافية، والآن سنحاول إعطاء بعض المظاهر في العمل ~~والحركة من مكان لآخر داخل هذه المدينة الكبيرة. ~~(1) قوة العمل في القاهرة # تحسب قوة العمل نظريا ms143 للسكان في فئة العمر 15-60 سنة شاملة الجنسين معا، ~~وحيث إن الإناث في معظم مناطق العالم أقل مساهمة في قوة العمل من الذكور؛ فإن ~~قوة العمل هي في الغالبية الساحقة أقل من 100٪، ويضاف إلى ذلك نسبة البطالة ~~التي تتأرجح كثيرا؛ نتيجة لعوامل اقتصادية تكنولوجية، ونقص في التدريب، وتعلم ~~المهن المختلفة، فإن قوة العمل تنخفض أيضا بنسبة المتعطلين. # عدد السكان الذين هم في قوة العمل في محافظة القاهرة # 1 # أربعة ملايين و525 ألفا بنسبة 66,7٪ من مجموع سكان المحافظة، وعدد ~~المشتغلين هو مليون و822 ألفا بنسبة تبلغ نحو 27٪ من مجموع سكان المحافظة، ~~ونسبة 40٪ من قوة العمل النظرية، منهم نحو 3٪ عاطلين، # 2 # وفي مدينة الجيزة يبلغ عدد السكان في فئة قوة العمل 1,42 مليونا، ~~بينما عدد المشتغلين هو 652 ألفا بنسبة 45٪ من قوة العمل و29٪ من سكان ~~الجيزة. # جدول 5-1: توزيع العمالة والمنشآت في محافظة القاهرة على قطاعات العمل المختلفة. ~~* # قطاع العمالة # عدد المنشآت العاملة # عدد المشتغلين ~~٪ من إجمالي المشتغلين ~~٪ إناث عاملات # قطاع خاص واستثماري # 302198 # 947751 # 52,2 # 16,6 # قطاعات أخرى «تعاوني ومشترك ... إلخ» # 4652 # 27390 # 1,5 # 28,3 # قطاع الأعمال العام # 3075 # 244479 # 13,5 # 15,5 # جميع القطاعات عدا الحكومية # 309925 # 1219620 # 67,2 # 16,6 # القطاع الحكومي # 7480 # 595300 # 32,8 # 35,0 # الأرقام عن المصادر السابقة للجهاز المركزي للتعبئة ~~والإحصاء. # جملة المشتغلين في محافظة القاهرة تعادل 11,5٪ من إجمالي العمالة الفعلية في ~~جمهورية مصر البالغة 15 مليونا و830 ألفا، والعاملون في القطاع الحكومي في ~~الجمهورية يبلغون أربعة ملايين و428 ألفا يخص محافظة القاهرة 13٪ فقط، وترتفع ~~هذه النسبة إذا كان الكلام عن القاهرة الكبرى. ~~(2) موضوعات عامة في العمل ~~(2-1) عمالة المرأة # ويمكن أن نلاحظ من خانة العاملات من الإناث (جدول # 5-1 ~~) أن المساهمة في مجموعها أقل من 20٪ من قوة ~~العمل، وهي نسبة لا بأس بها لكنها تختلف في القطاعات المختلفة. فأعلى ~~مستخدم للإناث هو القطاع الحكومي الذي تزيد فيه مساهمتهن عن ثلث قوة ~~العمل الحكومية، ويلي ذلك أعمال في القطاعات الأخرى كالتعاوني، لكنه في ~~مجموعه قطاع صغير العدد عمالة ومنشآت. # في مجالي التعليم والصحة/والعمل الاجتماعي تتفوق معدلات مساهمة المرأة في ~~العمل على الذكور بنسبة 54٪ و52٪ من مجموع العمالة في المهنة على ~~التوالي. يليهما في ذلك 28٪ في ms144 الأعمال المالية والائتمانية. أما في بقية ~~الأنشطة: فتتراوح مساهمة الإناث بين 10٪ و16٪ من مجموع العمالة، على سبيل ~~المثال: 11٪ في نشاط الفنادق والمطاعم، و12,5٪ في الصناعات التحويلية، ~~16,4٪ في تجارة الجملة ونشاط التشييد والبناء، و18٪ في نشاط العقارات ~~والإعلان والتأجير وبحوث التطوير، وفي أوجه تنخفض مساهمة النساء عن 10٪ ~~كالتعدين والمحاجر والصناعات الكيميائية ... إلخ. # وفي مجال البطالة نجد أنها أقل بين الإناث بالمقارنة بالذكور في المجموع ~~العام (37٪ من مجموع العاطلين - جدول # 5-2 ~~) وفي كل ~~فئات السن الأخرى، وربما رجع السبب جزئيا إلى أن نسبة العاملات تتركز ~~في أصحاب المؤهلات التعليمية المتوسطة وفوق المتوسطة والجامعية، بينما ~~يكاد ينعدم تشغيل من هن دون هذه المؤهلات. أما البطالة بين الذكور، فتمتد ~~لتشمل الأميين، ومن هم دون الشهادة المتوسطة وكل المؤهلات الأخرى. ~~(2-2) البطالة # جدول 5-2: نسب العاطلين حسب فئات السن (1997). ~~* # النطاق/فئة السن # 15-19 # 20-24 # 25-29 # 30-39 # 40-49 # 50-60 # جملة العاطلين # القاهرة ٪ من الجملة # 16٪ # 35٪ # 38٪ # 7,5٪ # 1,5٪ # 1,5٪ # 139 ألفا # إناث ٪ من كل فئة # 40٪ # 36٪ # 38,6٪ # 32,7٪ # 50٪ # 37٪ # حضر مصر # 17,6٪ # 37,3٪ # 34٪ # 10٪ # 0,6٪ # 0,4٪ # 687 ألفا # إناث ٪ من كل فئة # 49,4٪ # 48,5٪ # 48٪ # 53٪ # 26٪ # 48,5٪ # ريف مصر # 23٪ # 36,6٪ # 31٪ # 8,6٪ # 0,3٪ # 0,1٪ # 759 ألفا # إناث ٪ من كل فئة # 53,5٪ # 51٪ # 57٪ # 69٪ # 28٪ # 54٪ # إناث ٪ من كل فئة # 52٪ # 50٪ # 52,5٪ # 56,7٪ # 28,8٪ # 51,5٪ # المصدر: جدول 15 «النشرة السنوية لبحث العمالة ~~بالعينة 1997» الجهاز المركزي للتعبئة ~~والإحصاء. # الملاحظ من الجدول أن البطالة ترتفع بصفة عامة في الفئات من 20 إلى 30 ~~سنة، وهي المنطقة الحرجة من العمر قبل أن يستقر الشباب في وظائف ومهن ~~محددة. أما ارتفاع البطالة بين الشباب من 15 إلى 20 سنة فأمر منطقي؛ لأن ~~هذه هي فترة استكمال التعليم فوق المتوسط، والذين لا يدرسون هم من صغار ~~السن بحيث لا يسمح تأهيلهم بالتشغيل الكامل، وبطبيعة الحال تزداد الفروق ~~بين القاهرة والحضر والريف؛ ففي القاهرة مجالات عمل أكبر من بقية مدن مصر ~~وريفها لأسباب معروفة لا حاجة لتكرارها. # وطبقا للجدول نفسه فإن العاطلين في محافظة القاهرة يبلغ 9,6٪ من مجموع ~~العاطلين في مصر، لكنهم يبلغون 20٪ من مجموع العاطلين في حضر مصر، وهنا ~~تكمن مشكلة البطالة في القاهرة حيث تزداد حدة في مجال جغرافي ضيق؛ بل ~~وتتفاقم نتيجة تسرب العاطلين من ريف وحضر مصر إلى القاهرة بحجة إمكان ~~الحصول على أي عمل، ولو كان ذلك عملا هامشيا ms145 متقطع المدى. ~~(2-3) مناهج التعليم والبطالة # واستمرارا للمعرفة نرى أن 30٪ من العاطلين في القاهرة هم من حملة ~~البكالوريوس والليسانس، وترتفع نسبة العطالة بين الحاصلين على التعليم ~~المتوسط فتبلغ 43٪، فكأن نظام التعليم المتوسط والجامعي يلقي بأعداد ~~كبيرة إلى ميدان البطالة؛ غالبا نتيجة عدم التأهيل الجيد، وللزيادة ~~المفرطة في أعداد الخريجين، وأخيرا لضيق مجالات العمل؛ لقلة الاستثمارات ~~في مجالات العمل التي تستوعب عمالة بشرية لقدمها، والاتجاه إلى الاستثمار ~~في منشآت أحدث لا تتطلب عمالة كثيرة، ومن هنا نجد تكدس الهيئات الحكومية ~~وشبه الحكومية بعمالة زائدة لحل مشكلات الخريجين، وتسعى الحكومات إلى ~~تأجيل زيادة عدد العاطلين بفتح طرق كثيرة للالتحاق بالدراسات الجامعية ~~وفوق المتوسطة، وهذه حلول مؤقتة لمشكلات متشابكة بداية من زيادة السكان ~~فوق المقدرات التقليدية لأسس الاقتصاد المصري، وانتهاء بمعترك العولمة ~~غير واضح المعالم إلا بصورة جزئية في مجال التجارة الدولية الحرة، ~~وتأثيره على الأشكال الإنتاجية الوطنية في مصر. ومرة أخرى: يرجى من ~~المفكرين، وليس التربويين وحدهم، الجلوس معا لوضع إستراتيجية للتعليم ~~لما بعد الإعدادية بحيث تكون مرنة التطبيق داخل خطوط أساسية ملزمة ، وبحيث ~~لا تصبح نمطا موحدا في أقاليم مصر المختلفة. # على سبيل المثال يمكن للأقاليم البحرية توجيه التعليم ناحية أنشطة البحر ~~من أعمال المواني المتعددة: نقل بحري، وهندسة مواني، وميكانيكا بحرية، ~~وحجر صحي، وصناعات التخزين الحديثة، وأحواش الحاويات، وشحن وتفريغ آلي، ~~وحسابات ومحاسبة سلعية وجمركية، وإدارة مواني وسجلات كمبيوترية، وأمن ~~بحري على الأرصفة وفي البحر الإقليمي وأمن المنطقة الجمركية ومكافحة ~~الحوادث والحرائق وأعطال إمدادات الكهرباء والمياه، وغير ذلك من أعمال ~~وأنشطة المواني؛ لتخريج عمالة بدرجات متعددة أكثرها مؤهلات مهنية متوسطة ~~وأقلها مؤهلات عليا في هذه المجالات. # وعلى النسق نفسه يمكن أن تركز المناهج التعليمية في أنحاء من الدلتا ~~والصعيد على إشكاليات انتقاء البذور البيئية، وتقليل استخدام الأسمدة ~~الكيماوية والإنتاج والنقل والتشوين وأنظمة التسويق الزراعية الاحتكارية ~~للمحاصيل المهمة الموجهة إلى التجارة الخارجية أو تلك المتجهة إلى ~~الصناعات الزراعية. فعلى سبيل المثال: إن العودة في العالم المتقدم إلى ~~ملبوسات القطن والكتان تحتاج إلى ms146 مزيد من الاهتمام بكل نباتات الألياف ~~لصناعات النسيج، وبالمناسبة كان الكتان المصري منذ عصور الفراعنة وإلى ~~وقت ليس ببعيد مصدرا أساسيا للملبوسات. المطلوب تقنيات أحدث في ~~المعالجة؛ ليصبح الكتان والقطن علامات مصرية مميزة. # 3 # نتكلم كثيرا عن مشروعات زراعية «عملاقة» في شمال سيناء وتوشكى. ونتكلم ~~أكثر عن غزو الصحراء، وإقامة مستوطنات زراعية هي ناجحة بدرجات في غرب ~~الدلتا كالتحرير والنوبارية، والصالحية في شرق الدلتا التي بدأت بداية ~~حسنة، ثم ركدت أو تراجعت. هل لدينا خطة واضحة عما يمكن زراعته في ~~الأراضي الجديدة، وبخاصة في منطقة الحرارة العظمى والتبخر العالي في ~~توشكى وشرق العوينات. # والسؤال الحاكم هو ماهية التوازنات بين محصول واحتياجاته المائية في ظل ~~ظروف جغرافية مناخية معينة، وبين القيمة المضافة للعائد دون دعم ~~حكومي؟ وما هي وسائل الري المزمع استخدامها، وما هي طرق تأهيل ~~المزارعين عليها، وعلى أصناف المحاصيل الجديدة؟ وإذا كانت وزارة الزراعة ~~تضع أسعارا عالية للفدان في الأراضي الرملية التي يهددها سفي الرمال ~~المستمر، فما هي إذن الحوافز للاستيطان الجديد؟ # لهذا يجب استنباط مناهج تعليمية لتأهيل جيل جديد من مستوطني الأراضي ~~الجديدة؛ لكي يدخل معركة استصلاح في ظل ظروف غير مألوفة للميراث الزراعي ~~المصري التقليدي، ومن ثم يجب أن تكون مناهج التعليم موجهة أساسا لتنشيط ~~وتخليق قدرات الزراعة في الواحات وجنوب الوادي في توشكى وشرق العوينات ~~وشرق حوض كوم أمبو من أجل مشروعات استزراع في ظل ظروف جديدة كل الجدة. ~~وبنفس القدر يوجه التعليم في شرق وغرب الدلتا على زراعة حديثة في مركز ~~الحسينية وشمال سيناء أو غرب النوبارية وجنوب بحيرة مريوط بطول ترعة بهيج ~~وأرض البنجر. # على أن ذلك يجب أن يصحبه تأهيل مساند في التصنيع الزراعي؛ إذ لا شك أن ~~المساحات المستجدة من الأراضي الزراعية لها طاقة استيعابية من المزارعين ~~لا يجب أن يتعدوها، وإلا وقعوا في الحلقة المفرغة من الفقر والبؤس ~~والبطالة السافرة والمقنعة، وعلى ذلك يجب إضافة اقتصاد صناعي زراعي يفسح ~~المجال أمام مزيد من السكان المهاجرين في الأرض الجديدة، ويتسنى من خلاله ~~إنشاء ms147 مدن صغيرة إلى متوسطة تقوم على اقتصاديات الصناعة والخدمات، وكل ~~ذلك يعطي المناطق الجديدة تكاملية في النشاط الاقتصادي تجعلها مستقلة إلى ~~حد كبير عن مدن الوادي المتخمة بالناس والفقر إلى حد الجوع. ~~(2-4) العاملون والعاملون بأجر # ذكرنا أن عدد المشتغلين في القاهرة يبلغ مليونا و882200 فرد، غالبيتهم ~~الساحقة مشتغلون بأجر كما يتضح من الجدول # 5-3 ~~. # جدول 5-3: تقدير أعداد المشتغلين وأنواعهم بالقاهرة ومصر 1996 فئة ~~العمر 15-64 سنة (الأرقام بالألف). ~~* # الإقليم # قطاع حكومي # قطاع عام # قطاع خاص # استثماري وغيره # الجملة ٪ # الجملة ٪ # القاهرة عاملون # 595 # 307 # 888 # 31 # 1882 # 100 # القاهرة (ع) ~~† # بأجر # 595 # 307 # 553 # 31 # 1487 # 82 # حضر مصر (ع) # 2383 # 896 # 3414 # 82 # 6776 # 100 # حضر (ع) بأجر # 2383 # 896 # 1679 # 82 # 5040 # 75 # ريف مصر (ع) # 2045 # 397 # 6568 # 43 # 9054 # 100 # ريف (ع) بأجر # 2045 # 397 # 1966 # 43 # 4451 # 49 # مصر عاملون # 4427 # 1293 # 9989 # 125 # 15830 # 100 # مصر (ع) بأجر # 4427 # 1293 # 3646 # 125 # 9492 # 60 # المصدر: جدولي 11 و14 من «النشرة السنوية لبحث ~~العمالة بالعينة في جمهورية مصر العربية عام 1997». ~~مرجع 71-12525 الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء - ~~القاهرة أغسطس 1999. ~~(ع) = عاملون. # والملاحظ أن نسبة العاملين بأجر تبلغ أعلاها في القاهرة، ثم تتدرج في ~~الانخفاض في أقاليم مصر المذكورة بالجدول، وتصل أدناها في ريف مصر، ولا ~~شك أن ذلك يعود إلى أسباب عديدة نفرد منها: ~~(1) # ارتفاع نسبة الريفيين العاملين في أراضيهم أو محالهم ~~التجارية والخدمية إلى 51٪ من مجموع العمالة الريفية، ~~بغض النظر عن حجم الملكية أو الحيازة الزراعية أو نوع ~~العمل التجاري وحجمه. ~~(2) # المشتغلون في القطاعات الحكومية والعامة والاستثمارية ~~هم عاملون بأجر، ومن ثم يتركز العاملون بدون أجر في ~~القطاع الخاص؛ أي في حيازتهم من المنشآت والأراضي. ~~وربما كانت هناك نسبة من العاملين في القطاع ~~الاستثماري بدون أجر، ولكن الأرقام التي لدينا لم ~~توردها، وعلى العموم فإن القطاع الاستثماري والتعاوني ~~والمشترك لا يعمل به عدد كبير من العاملين. # وفيما يختص بنسبة العاملات بدون أجر - أي صاحبات أعمال - تدل أرقام دراسة ~~العمالة بالعينة سالفة الذكر على أن أقل نسبة من العاملات بدون أجر هي في ~~القاهرة حيث تبلغ 3٪ فقط، وترتفع إلى 8٪ بين العاملات في كل حضر مصر، ثم ~~ترتفع بشدة لتصل إلى 70٪ في ريف مصر، وليس معنى هذا أن مليونا و244 ~~ألفا من ساكنات الريف هن صاحبات أعمال؛ بل الأغلب أنهن عاملات ms148 مجانا مع ~~أسرهن في الأنشطة الممارسة، وخاصة الزراعة، إضافة إلى النشاط الإنتاجي ~~التجاري التقليدي الصغير في الريف الذي تمارسه بعض الريفيات كبيع فائض ~~البيض أو الدجاج أو الزبد والجبن ... إلخ في سويقة القرية أو القرية ~~المجاورة. # وبرغم أن هذا النمط من عمالة النساء بدون أجر فيه إهدار جزئي لقوة العمل ~~من ناحية، وللقيمة المضافة للعمل من ناحية ثانية، فإنه نمط موروث من ~~ناحية، ونظام اقتصادي ريفي متكامل منذ بضعة آلاف من السنين من ناحية ~~أخرى، وحتى العاملات بأجر من النساء في أقاليم الريف يكاد عملهن أن يكون ~~موسميا كطبيعة العمل الزراعي، مع أجور قد لا تتناسب مع الجهد المبذول ~~بالقياس إلى أجور الرجال. # متى تصبح عمالة المرأة إضافة إلى الناتج المحلي العام؟ الأغلب أننا لا ~~نتوقع حدوث ذلك إلا بعد استيفاء تدريجي لشروط منها: # تعليم المرأة مهنيا، وليس فقط الخروج من دائرة ~~الأمية. # تغير هيكلي في الزراعة المصرية، ليس فقط ميكنة ~~الزراعة، بل أيضا تحديث نظام التسويق الحالي ومنح ~~الفلاحين حوافز إنتاجية. # إضافات لأوجه نشاط حديثة مكملة للزراعة كإعداد المنتج ~~وتعليبه ونقله بمرونة كافية للتسويق المحدث، ونشر ~~بعض الصناعات الريفية والصناعات الزراعية إلى قرى ~~كثيرة من أجل خلق مجالات عمل عديدة للمرأة والرجل ~~كحوافز للبقاء في الريف بدلا من الهجرة للمدن، ~~وبديلا لنظام العمل الريفي التقليدي الذي تتداخل فيه ~~أشكال من العمل دون أجر؛ مما لا يضيف للناتج المحلي ~~العام الشيء الكثير. ~~(3) ماذا يعمل سكان القاهرة؟ # يذكر علي باشا مبارك في موسوعته القيمة «الخطط التوفيقية» أن مجموع العاملين في ~~الحرف والصنائع بمدينة القاهرة بلغ 63480 عاملا بنسبة 18٪ من سكان المدينة ~~موزعين على أنشطة يوضحها الشكل # 5-1 # بما لا يزيد معه تفصيل ~~كثير. بعض هذه الأنشطة قد استبدل بمهن أخرى، على سبيل المثال سائقي التاكسي ~~ووسائل النقل الحديثة بدلا من الحمارة وأصحاب الحمير، كما أن الكثير من الحرف ~~اليدوية كصناعة الأقفاص والخيامية وحرف الحدادة قد دخلت نطاق صناعات آلية ~~حديثة. # العاملون في الحرف والصنائع في القاهرة 1882 # شكل 5-1: # مجموع العاملين 63480 عاملا = 17٪ من سكان القاهرة ms149 ~~البالغ عددهم 374832 نسمة الأرقام مجمعة عن خطط علي ~~مبارك، الجزء الأول صفحات 247-249. # أنواع المنشآت وأعداد المشتغلين في مصر والقاهرة 1996 # شكل 5-2 # وهناك بعض الصنائع غير مفهومة لنا في الوقت الحاضر مثل «الجرايرية» وعدددهم ~~1155 فردا، و«أمشاطية» و«قمراتية» وعددهما قليل (78 و64 شخصا على التوالي)، ~~وقد أدخلنا مهن الحلاقين والجواهرجية والصدفجية وتلاحمة السبح والساعاتية ضمن ~~قائمة الزينة والتزين، وبرغم أنه يصعب إدخال أنشطة كثيرة ضمن التصنيف الحديث، ~~إلا أن الصورة التي أوردها علي مبارك تلقي الكثير من الضوء المهم على نشاطات ~~أهل القاهرة حينما كانت طوائف الصناع والحرفيين في مرحلة الانتقال من النمط ~~القديم إلى النمط الحديث الذي يكثر فيه استخدام الآلات، وينتظم فيه العاملون في ~~نقابات مهنية جديدة القواعد والشروط. # والملاحظة المهمة أن نسبة العاملين إلى سكان القاهرة ارتفعت بعد 120 سنة من 17٪ ~~إلى 27٪، ولكن الأعداد الفعلية توضح زيادة كبيرة من 63 ألفا من العاملين إلى ~~مليون و822 ألفا، وبما أن عدد العاملين عند علي مبارك لا يشمل موظفي الحكومة ~~والعاملين بمنشآتها، فالأرجح المقارنة بالمشتغلين الحاليين في قطاع الأعمال ~~الخاصة والاستثمارية، وهم يبلغون نحو 920 ألفا حسب أرقام 1996. # ويوضح شكل # 5-2 # مجموعة من الحقائق، منها: التشابه في نمط ~~توزيع المنشآت على القطاعات المختلفة في كل من القاهرة وإجمالي مصر، وأن منشآت ~~القاهرة تعادل نحو 17٪ من إجمالي المنشآت العام، وفيما يختص بعدد العاملين ~~تختلف الصورة بين القاهرة وجملة مصر: فأعداد المشتغلين في القطاع الخاص ترتفع ~~في جملة مصر بالقياس إلى مثيله بالقاهرة، ويرجع هذا إلى دخول القطاع الريفي في ~~إجمالي مصر، بينما هو لا وجود له عمليا في القاهرة باعتبار أن القاهرة مركز ~~الحكم وقاعدة الاقتصاد الأولى في الأنشطة الاقتصادية والحكومية عدا الزراعية، ~~فإن نسبة المشتغلين في القطاعين الحكومي والعام والأشكال الأخرى من الأعمال ~~ترتفع إلى 51٪ في القاهرة مقابل 37٪ ~~لمثيلاتها في إجمالي الجمهورية، وذلك على الرغم من أن المنشآت الحكومية والقطاع ~~العام في القاهرة أقل من 5٪ بينما هي في عموم مصر تبلغ +10٪ أي أكثر قليلا من ~~الضعفين، وهذا هو واحد من بين أسباب كثيرة لتكدس الناس ms150 في القاهرة، ولعل الشكل # 5-3 # يزيد هذا الموضوع إيضاحا. # المشتغلون في القاهرة بأجر والعاملون في كل القطاعات عدا ~~الحكومي # شكل 5-3: # العاملون بأجر مليون و487 ألفا والعاملون في كل ~~القطاعات عدا الحكومية مليون و219 ألفا 1997 مرجع ~~17-12525 وجدول 12. والتعداد العام للمنشآت. للقاهرة ~~1996 جدول 15. # ففي قطاعات التجارة والفندقة (والمطاعم) تزيد أعداد العاملين في القطاعات غير ~~الحكومية بشدة، وذلك باعتبارهما من أنواع أنشطة القطاع الخاص التي لا تنافسها ~~عمالة حكومية أو عمالة قطاع عام إلا بقدر، وفي الصناعة والخدمات (العامة ~~والخاصة)، والأنشطة المالية (والبنوك والصرافة)، وأنشطة العقارات و(التأجير ~~والإعلان) والزراعة تكاد أعداد المشتغلين تتناصف بين عمالة القطاع الخاص وعمالة ~~الأجر التي يتشكل معظمها من الأعمال الحكومية والقطاع العام. وأخيرا فإن عمالة ~~القطاعين الحكومي والعام تسيطر بوضوح على أنشطة الصحة و(الخدمات المجتمعية) ~~والتعليم والنقل بأنواعه وصناعة التشييد والبناء والكهرباء والمياه. # أما عن تركز العمالة في القاهرة بنسب عالية فتتضح من الشكل # 5-4 # التالي، حيث نجد القاهرة تحوز على 18٪ من المنشآت ~~العاملة في كل القطاعات عدا الحكومية في مصر، وكذلك يتركز فيها نحو ربع عدد ~~العاملين في الجمهورية، وأعلى نسب العمالة؛ أي تلك فوق متوسط القاهرة، هي في ~~قطاعات: التعليم، والإنشاء والتشييد، والنشاطات المالية والبنكية والوساطة ~~المالية كالصرافة والائتمان، وصناعة النقل بأنواعه المختلفة، ونشاطات العقارات ~~والتأجير والصحة العامة، وأخيرا الأعمال الدولية كالسفارات والهيئات الدولية ~~والتمثيل الدبلوماسي الأجنبي، وفي كل هذه القطاعات تحوز القاهرة من 30 إلى +40٪ ~~ومثل هذا في جانب نسبة المنشآت في القاهرة، ولو أن بعض المنشآت قليلة العدد ~~لكنها تضم عمالة كبيرة وبخاصة في قطاعي التعليم والأعمال المالية. بينما تضم ~~صناعة التشييد والبناء أعدادا كبيرة في المنشآت والعمالة معا، ومثل هذا في ~~الهيئات الدولية. # نصيب القاهرة من المنشآت والعمالة غير الحكومية من جملة ~~مصر1996 # شكل 5-4: # النطاق الداكن يوضح متوسطات الأرقام: العمالة متوسطها ~~للقاهرة 27٪ والمنشآت 21٪. # هناك بعض مسميات حسب التصنيف المتبع للمهن وقطاعات العمل هي من الغموض بحيث ~~تحتاج إلى بعض التوضيح، وأكثر التصنيفات غموضا هو «العقارات» فهو يضم أنشطة ~~العقارات المملوكة والمستأجرة، كما تضم تأجير ms151 وسائل نقل ومعدات وسلع منزلية، ~~وخبرة استشارية في مجال الكمبيوتر وقواعد البيانات، وإصلاح آلات المحاسبية ~~والبحوث والتطوير في مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية، ومسك الدفاتر ~~والمحاسبة وأنشطة قانونية والإعلان وخدمات الأعمال. هذا الكم غير المتجانس من ~~الأنشطة يحتاج إلى تفصيل وعنونة إضافية حتى لا تختلط الأمور. «الصحة» تشمل إلى ~~جانب الطب البشري والمستشفيات والعيادات على الطب البيطري وأنشطة للعمل ~~الاجتماعي! «خدمات» المجتمع تشمل تنوعا كبيرا من جمع القمامة والخدمة الشخصية ~~إلى نقابات العمال والأندية والرياضة والسينما والتلفاز والإذاعة ووكالات ~~الأنباء والمكتبات والمتاحف والثقافة. «الفنادق» تضم أيضا المطاعم والمقاهي ~~أيا كان حجمها المادي والعمالي. «النقل» يضم كل أشكال النقل الحديدي والبري ~~والنهري والساحلي والجوي والبريد والاتصالات والتخزين. # وفي قطاعين كبيرين، هما: التجارة والصناعة، نجد عدد المنشآت والعاملين أقل من ~~متوسط القاهرة بحكم انتشارهما في أرجاء مصر، وبخاصة التجارة إجمالا ومنشآت ~~تجارة التجزئة بصفة خاصة. أما الصناعة فهي أكثر وضوحا في القاهرة، وبخاصة ~~الصناعات كبيرة الاستثمارات والعمالة. # والخلاصة أن الصورة واضحة للتركيز الشديد للأعمال في القاهرة، مما يساعد على ~~مزيد من الاستقطاب لتيار الهجرة، وبالتالي تضخم مشكلاتها السكانية بإضافة أيد ~~عاملة غير ماهرة تزيد أحياء السكن الطفيلي العشوائي باستمرارية لا تستطيع أن ~~تلاحقه قوانين ولوائح الضبط والربط، وبديهي أن جانبا من الحلول يرتبط بالتفكيك ~~التدرجي للكثير من الوظائف الصناعية والخدمية ونشرها في مراكز عمرانية قديمة ~~أو مستحدثة بعيدا عن القاهرة. ~~(4) توزيع المنشآت والعمالة في القاهرة # تتوزع منشآت النشاط الاقتصادي بإطلاق بقليل من العدالة على أقسام القاهرة. ~~فالفروق كبيرة بين 447 منشأة في 15 مايو و27100 منشأة في قسم البساتين. المتوسط ~~هو حول ثمانية آلاف كما هو واضح من الخط ~~⋆-⋆ # في الشكل # 5-5 ~~، ولكن عدد المنشآت المطلق ليس الحكم في أحجام منشآت ~~العمل؛ لهذا فإن تحديد الفروق بين المؤسسات الكبيرة والصغيرة أمر مهم في تحديد ~~قوة النشاط وفعاليته بين قسم وآخر. # وكمثال على تلك الفروق نأخذ قسم البساتين بالمقارنة في عدة نواح من النشاط على ~~النحو التالي: في البساتين 1324 منشأة تصنف فنادق ومطاعما، وتشتمل على فندق ~~واحد ms152 و1323 مطعما. متوسط العمالة للمنشأة 2,8 فرد، وفي قسم قصر النيل في ~~المصنف ذاته 190 منشأة تضم 41 فندقا و149 مطعما بمتوسط عمالة 14 فردا ~~للمنشأة. وبطبيعة الحال الفروق واضحة بين الحالتين؛ فشتان بين مطاعم وفنادق قصر ~~النيل التي يمكن أن تدخل نطاق المنشآت الكبيرة، وبين تلك في البساتين التي ~~تستخدم عمالة صغيرة كدليل على صغر المنشآت في البساتين. وعلى المنوال نفسه نجد ~~مجموع منشآت الصناعات التحويلية في البساتين 5973 منشأة مقابل 129 منشأة في ~~التبين، ولكن متوسط العمالة في الحالتين شديد الاختلاف، فهو 4 عمال/منشأة في ~~البساتين مقابل 475 عاملا/منشأة في التبين. # لمثل هذه الفروق نجد أن منحنى المنشآت الكبيرة في الشكل # 5-5 # ضرورة لتبين الفروق الحقيقية في القيمة الفعلية للمنشأة في توظيف عمالة أعلى ~~من النشاطات الاقتصادية البسيطة، سواء كان ذلك في أنشطة الصناعة أو التجارة أو ~~الخدمات. ونظرة واحدة إلى الشكل توضح كيف ترتفع نسبة المنشآت الكبيرة إلى أكثر ~~من 30٪ في قصر النيل والزمالك وعابدين والأزبكية والنزهة ومصر الجديدة ومدينة ~~نصر، وكلها إما أحياء جديدة أو منطقة وسط البلد التقليدية، وفي ذات الوقت تنخفض ~~نسبة المؤسسات الكبيرة في أقسام الأطراف ذات الأحياء الفقيرة، كخط القبة - ~~الزيتون - المطرية - عين شمس - المرج - السلام، أو منطقة القاهرة الفاطمية؛ ~~الدرب الأحمر والجمالية وباب الشعرية، وكلها تنتشر فيها أنشطة حرفية وأنشطة ~~صغيرة يدوية غالبها تقليدي وتجاري في القاهرة الفاطمية، بينما هي ورش إصلاح ~~وإنتاج صغير حسب الطلب على قدر رأس المال الصغير المستثمر في هذه المناطق ~~الفقيرة. أما باقي الأحياء فهي مناطق سكنية لعاملين في أحياء وأقسام النشاط ~~الكبير. # توزيع المنشآت العاملة في محافظة القاهرة 1996 حسب حجم المكان ~~الذي تشغله # شكل 5-5 # تحليل بعض أنشطة غير حكومية حسب فئة عدد العمال بالقاهرة ~~1996 # شكل 5-6 # ويزيدنا شكل # 5-6 # تتبعا للموضوع على نحو شديد الوضوح. ~~فالكثير من الأنشطة والمهن القاهرية تتصف بعدد كبير من المنشآت التي تشغل أقل ~~من عشرة عاملين. فصناعة الأثاث وصناعة الأحذية تتكون من أكثر من 95٪ من ورش ~~صغيرة، وأكثر من 80٪ من عمال المهنة، وحتى في الصناعات الأساسية كالحديد والصلب ~~نجد ms153 84٪ منشآت صغيرة 4,5٪ منشآت من فئة العمالة التي تزيد على مائة عامل، ~~وبالرغم من ذلك فإن نسبة العاملين في المصانع الكبرى هي قريبة من 86٪ من مجموع ~~العمالة في صناعة الحديد والصلب كما يتضح ذلك بجلاء في الشكل # 5-6 ~~، وفي حرف متخصصة كالوساطة المالية تسيطر المؤسسات من ~~فئة العمالة الوسطى «10-100 عامل» على هيكل النشاط، ولكن لأنها وظيفة شديدة ~~التخصص؛ فإننا نجد أيضا سيطرة عددية للعمالة في المؤسسات العليا كالبنوك، حيث ~~نجد 59٪ من العاملين مركزين في نحو 5٪ من كل مؤسسات النشاط المالي. وفي مجالي ~~التعليم والصحة: تتفاوت طبيعة المؤسسات من ابتدائي إلى ثانوي وجامعي، أو من ~~مستشفى إلى مركز صحي إلى عيادة طبيب، ومن نجد نحو نصف العاملين في حقل التعليم ~~يعملون في مدارس ومعاهد يتراوح عدد العاملين والمعلمين فيها بين عشرة ومائة ~~شخص. أما في مجال الصحة والأنشطة المجتمعية: فإن العاملين في مؤسسات الفئة ~~10-100 لا تتجاوز ربع نسبة العالمين في هذه الأنواع من النشاط. ~~(4-1) التوزيع المكاني للعاملين والنشطة حسب أقسام القاهرة # توزيع العاملين # شكل # 5-7 # يعطينا صورة عن توزيع العمالة على ~~أحياء القاهرة على النحو الآتي: # متوسط العاملين في أرقام العمالة يتراوح بين حد ~~أدنى 16٪ وحد أعلى 46٪ نظريا من سكان كل قسم من ~~أقسام محافظة القاهرة. # السكان وعدد المشتغلين في غير المنشآت ~~الحكومية 1996. ونسبة العاملين إلى مجموع سكان كل ~~قسم - محافظ القاهرة # شكل 5-7 # تظهر نسبة العمالة ببن الحدود الدنيا والعليا من ~~المتوسط في غالبية أقسام جنوب القاهرة وشرقها، إضافة ~~إلى بعض أقسام وسط القاهرة، خاصة الأحياء القديمة: ~~بولاق والدرب الأحمر وباب الشعرية والظاهر. # تنخفض نسبة العمالة دون المتوسط في أقسام الشمال ~~والشمال الشرقي والأقسام الثلاثة الجنوبية من وسط ~~القاهرة: الخليفة ومصر القديمة والسيدة زينب. # وكذلك في 15 مايو والبساتين من منطقة الجنوب، ~~وقسمي منشأة ناصر والسلام من منطقة الشرق. # ترتفع نسبة العمالة عن المتوسط في غالبية أقسام ~~منطقة وسط القاهرة بدرجات تبلغ أعلاها في ستة أقسام، ~~تزيد فيها نسبة العمالة عن عدد سكان كل قسم؛ أي ~~+100٪، وهذه هي أقسام: قصر النيل 407٪ عمالة بالنسبة ~~لسكان القسم ms154، والأزبكية 170٪ والزمالك 144٪ وعابدين ~~122٪ والموسكي 117٪، وأخيرا قسم التبين في أقصى ~~جنوب القاهرة بنسبة 118٪. # وبطبيعة الحال فإن أقسام العمالة المرتفعة تجذب العاملين من ~~الأقسام التي تنخفض فيها نسبة العاملين. على سبيل المثال: فإن سكان ~~حلوان و15 مايو والبساتين ومصر القديمة هم رصيد العاملين في ~~التبين، وعلى النحو نفسه فإن سكان أقسام الشمال والشمال الشرقي ~~وأقسام السيدة والخليفة وغيرهم هم رصيد العمالة المرتفعة في وسط ~~القاهرة، ويتضح ذلك جليا من قراءة أعداد السكان وأعداد العاملين ~~في الجدول أسفل الشكل ( # 5-7 ~~)، وفي الجدول ~~والشكل متسع لمزيد من التحليل للمختصين في دراسة العمالة والسكان، ~~وذلك بارتباطات كثيرة مع أوضاع ديموجرافية واجتماعية كالزيادة ~~السكانية والأمية والبطالة ومنسوب دخل الفرد والأسرة والقيمة ~~الإيجارية للمساكن وحالة المباني أو أية أشكال أخرى من المأوى وغير ~~ذلك كثير. # وربما كانت أوضاع العمالة هذه مؤشرا جيدا؛ لتتبع حركة العاملين ~~اليومية، ومشكلات المرور، كما سيأتي في فصل قادم. # توزيع الأنشطة الرئيسية على أقسام القاهرة # تنقسم الأنشطة الاقتصادية إلى ثلاث مجموعات كبيرة، هي: ~~(1) # الإنتاج ~~الأولي ~~: ويشمل التعدين والمحاجر والزراعة ~~وتربية الحيوان وصيد السمك والغابات وقطع الأشجار، ~~ومهن أخرى مرتبطة بالحياة الطبيعية كصيد أو تربية ~~حيوان الفراء وجمع الزهور والأعشاب البرية ... إلخ. ~~وبطبيعة الحال لا تظهر أشكال الإنتاج الأولي في ~~المدن، وبخاصة العواصم الكبرى إلا في أطرافها حيث ~~يبدأ الانتقال ~~إلى الزراعة أو تربية الحيوان، وهذا واضح تماما في ~~علاقة أقسام بولاق الدكرور والعمرانية والهرم وجنوب ~~مركز الجيزة وشمال وغرب مركز إمبابة وقسمي شبرا ~~الخيمة والمرج؛ حيث يبدأ الاختلاط بين المدينة ~~والزراعة في محافظتي الجيزة والقليوبية. ~~(2) # عدد العمال ونسب المهن الرئيسية بالقسم - ~~القاهرة 1996 # شكل 5-8: # العاملين بالألف: تبين 70، حلوان 82، مايو ~~1,3، طرة 13,5، معادي 17,6، بساتين 76، م. قديمة 31، ~~خليفة 17، سيدة 24، عابدين 60، موسكي 33,6، قصر ~~النيل 53، بولاق 27، زمالك 23، ازبكية 15، الدرب ~~الأحمر 27، جمالية 45، باب الشعرية 17، الظاهر 14، ~~الشرابية 23، شبرا 11، روض الفرج 18، الساحل 40، ~~الزاوية الحمراء 26، الوايلي 15، القبة 31، الزيتون ~~50، المطرية 37، عين شمس 43، المرج 19، مدينة السلام ~~42، مصر الجديدة 55، النزهة 41، مدينة نصر (1) 52، ~~مدينة نصر (2) 14، منشأة ناصر 18. # شكل 5-9: # توزيع العمالة في مواقع العمل في القاهرة ~~الكبرى 1986. نقل عن ms155 ~~“Observatoire ~~urbian du caire contemporain”, Lettre ~~d’information, Numero 43 Janvier 1996, ~~p.6 ~~. # الإنتاج ~~الثنائي ~~: ويعني بصفة عامة الصناعة ~~الحرفية والحديثة، وهي ثنائية لأنها تنطوي على تحويل ~~المنتج الطبيعي كالأحجار والمعادن، ~~أو المنتج الحيوي ~~الزراعي والغابي والحيواني إلى شكل جديد، هو: الطوب ~~أو سبائك المعادن أو أنواع أخشاب البناء والأثاث أو ~~ألياف النبات إلى نسيج أو جلود الحيوان إلى مصنوعات ~~جلدية أو فراء أو إعداد الغذاء ... إلخ. وبطبيعة الحال ~~لكل حرفة أو صناعة منشآت خاصة تستوعب عمالة كثيفة أو ~~قليلة حسب تكنولوجية وسائل الإنتاج، وتتركز هذه ~~الحرف والأنشطة داخل المدن أو في أطرافها، وهي منذ ~~نشأة حياة المدن العماد الاقتصادي للمدينة قديما ~~وحديثا. ~~(3) # الإنتاج ~~الثلاثي ~~: وهو ما نعرفه باسم الأنشطة ~~الوسيطة والخدمات، وهو بذلك يضم قائمة كبيرة من ~~الأعمال على رأسها تجارة الجملة والتجزئة، ثم ~~الخدمات المالية والبنكية والبورصة، ثم التعليم ~~بمراحله والصحة العامة والمستشفيات والعيادات ومراكز ~~الصحة وخدمات المجتمع، كالإعلام المرئي والمكتوب ~~والمحاسبة وصناعة البناء والتشييد والنقل ووكالات ~~السفر والسياحة ... إلخ. ويدخل ضمن هذا القطاع من ~~الأعمال كل وظائف الدولة متمثلة في وزاراتها ~~وهيئاتها في كل الميادين بما فيها القضاء والأمن ~~الداخلي والخارجي والمؤسسات الإقليمية والدولية ... ~~إلخ، ومعظم هذه الوظائف متمركزة في المدن، وبخاصة ~~العواصم السياسية. # وعلى هذا فإن خريطة الأنشطة الاقتصادية للقاهرة سوف تشمل بالأساس ~~القطاعين: الثنائي والثلاثي؛ أي الصناعة والخدمات التي تنقسم إلى ~~التجارة وكافة أشكال الخدمات الأخرى، كما يتضح من شكل # 5-8 ~~. # ويجمل هذا الشكل ثلاث حقائق أساسية، هي: # أولا: # تركز الصناعة في منطقتين: هما التبين وحلوان ~~والبساتين في الجنوب، وباب الشعرية والجمالية والدرب ~~الأحمر في شرق وسط القاهرة. # ثانيا: # تركز قطاعات الخدمات المختلفة في وسط القاهرة ~~في أقسام: قصر النيل والزمالك والأزبكية وعابدين، ~~وفي شرق القاهرة في أقسام: النزهة ومصر الجديدة ~~ومدينة نصر بقسميها، وأخيرا في المعادي من أقسام ~~جنوب القاهرة. # ثالثا: # يظهر النشاط التجاري توزعا على كافة نواحي ~~القاهرة دون التركيز في منطقة أو قسم محدد، علما ~~بأن التجارة تشمل الجملة والتجزئة، وتشمل أيضا ~~تجارات كبيرة القيمة السلعية، وأخرى محلات صغيرة ~~لبيع سلع الحاجة اليومية من الأغذية ~~والأطعمة ms156. # واستنباطا من الشكل # 5-8 # ومن سلاسل أرقام ~~الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تظهر حقائق مجمعة لقيمة كتل ~~أقاليم القاهرة في أنواع الأنشطة في الجدول الآتي: # جدول : توزيع العمالة بالأنشطة الرئيسية على أقاليم ~~القاهرة - عدد العمال بالآلاف أرقام مدورة. # نوع النشاط # كتلة الجنوب # كتلة وسط القاهرة # كتلة الشمال # كتلة شمال الشرق # كتلة الشرق # القديمة # الحديثة # جملة # عمالة الصناعة # 160 # 50 # 36 # 86 # 35 # 52 # 44 # عمالة التجارة # 70 # 56 # 96 # 152 # 47 # 75 # 82 # عمالة الخدمات # 211 # 61 # 382 # 443 # 151 # 144 # 258 # الجملة # 441 # 167 # 504 # 671 # 233 # 271 # 584 # كتل القاهرة: الجنوب يشمل أقسام: التبين وحلوان و15 مايو وطرة ~~والمعادي والبساتين-دار السلام ومصر القديمة والخليفة. الوسط ~~القديم يشمل أقسام: الدرب الأحمر والجمالية والموسكي وباب الشعرية. ~~الوسط الحديث يشمل: عابدين والسيدة وقصر النيل والزمالك وبولاق ~~والأزبكية والظاهر والوايلي. الشمال يضم أقسام: الشرابية وشبرا ~~وروض الفرج والساحل والزاوية الحمراء. الشمال الشرقي يشمل أقسام: ~~حدائق القبة والزيتون والمطرية وعين شمس والمرج. الشرق يضم أقسام: ~~مدينة السلام والنزهة ومصر الجديدة ومدينة نصر أول ونصر ثان ومنشأة ~~ناصر. # نستخلص من الجدول والخريطة # 5-9 # عدد من ~~الظاهرات أهمها: # 4 # أولا: # الصناعة في جنوب القاهرة تساوي 42,5٪ من مجمل ~~الصناعة في محافظة القاهرة، تليها كل من شرق القاهرة ~~والوسط القديم بنحو 15٪ لكل منهما. أقل الكتل هي ~~الشمال بنسبة نحو 9٪ فقط. # ثانيا : # تحوز منطقة وسط القاهرة بشقيها 35٪ من العمالة ~~في النشاط التجاري، وهي حقيقة يدركها كل الناس سواء ~~في ذلك منطقة وسط البلد أو الأزهر. يليها في ذلك ~~المناطق الحديثة في شرق القاهرة بنسبة قرابة 20٪، ~~وهذه أيضا حقيقة معروفة، فمصر الجديدة ومدينة نصر ~~مراكز نامية للتجارة تخدم كل شرق القاهرة والشمال ~~الشرقي، وبذلك فهي القلب التجاري الثاني والمتنامي ~~في محافظة القاهرة. # ثالثا: # في قطاع الخدمات بأنواعها العديدة من التعليم ~~إلى الصحة والإنشاء والتشييد والإعلام والفندقة ~~والسياحة والنشاط المالي ... إلخ، تتمركز في ذات ~~الكتلتين اللتين ذكرناهما في مجال التجارة؛ أي وسط ~~القاهرة بنسبة 37٪ وشرق القاهرة بنسبة 21,5٪. # فهل يعني هذا هجرة تدريجية من احتكارية وسط ~~البلد إلى شرق القاهرة في مصر الجديدة، ومدينة نصر، ~~والنزهة؟ # رابعا: # تسجل منطقة الشمال أقل النسب فيما يختص ~~بالصناعة والتجارة ونسبة مشابهة للشمال الشرقي في ~~قطاع ms157 الخدمات. فهل الاستخدام السكني بصفة أساسية ~~وانتقال سوق القاهرة للخضراوات والفواكه من روض ~~الفرج، وتداعي أسواق الغلال في الساحل - كانت لها ~~آثار سلبية على النشاط، وحولت الكثير من السكان إلى ~~العمل في وسط البلد؟ # خامسا: # فيما يختص بجملة الأنشطة ومقارنتها بعدد ~~السكان تظهر مناطق وكتل القاهرة على الصورة التي ~~يوضحها الجدول الآتي: # جدول : جملة الأنشطة. # جنوب القاهرة # وسط القاهرة # شمال القاهرة # شمال القاهرة # شرق القاهرة ~~٪ من العاملين في الأنشطة # 22 # 33,5 # 11,6 # 13,5 # 19,2 ~~٪ من عدد سكان القاهرة # 18,7 # 14,7 # 26,2 # 24 # 16 # يتميز وسط القاهرة وشرقها بتناسب معكوس؛ إذ هما أقل المناطق ~~سكانا، بينما هما أعلاها نشاطا. أما شمال القاهرة وشمالها ~~الشرقي فعكس ذلك تماما؛ السكان أعلى بكثير من نسبة العاملين في ~~جملة الأنشطة، وتمثل منطقة الجنوب حالة شبه متعادلة، وإن رجعت ~~زيادة العاملين في الأنشطة إلى وجود المؤسسات الصناعية الكبرى التي ~~يتبع معظمها قطاع الأعمال العام في التبين وحلوان وطرة. # ولهذه الخاصية مردود في مشكلة المرور في القاهرة؛ حيث تنصب حركة ~~العمل اليومية على منطقة وسط المدينة وشرقها من أنحاء القاهرة ~~الأخرى ومن القاهرة الكبرى غرب النيل، وسوف نعالج مشكلات المرور في ~~الفصل # السابع ~~. # التوزيع المكاني للأنشطة # أولا: # أنشطة تظهر في أطراف القاهرة الزراعة: مجموع ~~العمالة 9155 عاملا، الزراعة هنا اسم تصنيف يشمل ~~الزراعة الفعلية وتربية الحيوان والصيد ونشاط قطع ~~الأشجار، نحو 40٪ من العمالة في هذا التصنيف تتركز ~~في قسم التبين، ولكن غالبيتهم الساحقة تمارس نشاط ~~قطع الأشجار، ويتوزع الباقون على أقسام مصر القديمة ~~(12٪) والسلام (10٪) ومنشأة ناصر (9,5) والبساتين ~~(6٪) وحلوان (5٪)، وهؤلاء يقومون إما بتربية الحيوان ~~أو أنشطة مرتبطة بتربية الحيوان، ويبلغ عددهم 3329 ~~فردا 75٪ منهم يتركزون في أقسام منشأة ناصر (26٪) ~~والسلام 20٪ وحلوان 13٪ والزاوية الحمراء 11٪ ~~وأخيرا المرج 4٪. # توزع هذه الأنشطة في الأطراف ناجم عن وقوعها في ~~أراض وعرة أو رملية يصعب استخدامها لغير ذلك، وإلى ~~جوارها أرض زراعية مبعثرة يمكن أن تمد الحيوان ببعض ~~الغذاء كما هو الحال في السلام والمرج والزاوية ~~الحمراء. أما منشأة ناصر: فغالب تربية الحيوان يدور ~~حول الخنازير التي تكون القمامة جانبا لا بأس به من ~~غذائها. # ثانيا ms158: # نشاط مركز في قسم إلى ثلاثة أقسام معا: # جدول # نوع النشاط # عدد العاملين # أقسام تركز النشاط ونسبتهم # نفط وغاز طبيعي # 5750 # البساتين 77٪ # تعدين ومحاجر # 6515 # البساتين 69٪ المعادي 11٪ طرة 3٪ # مواد ومنتجات كيماوية # 20725 # الزيتون 40٪ الساحل 16٪ السلام 6,5٪ # منتجات المطاط واللدائن # 9667 # حلوان 75٪ # منتجات من خامات تعدينية غير معدنية # 52117 # التبين 60٪ طرة 11٪ حلوان 8٪ # صناعة المعادن الأساسية # 36704 # التبين 72,5٪ حلوان والأزبكية لكل 5,5٪ # آلات متعددة الأغراض وأجهزة منزلية # 22918 # حلوان 68٪ الساحل 9٪ مصر الجديدة 8٪ # آلات كهربائية غير مصنفة (مصابيح محولات) # 5487 # البساتين 31,5٪ الزيتون 22,5٪ # سيارات ولواري وموتوسيكلات # 6796 # حلوان 66٪ الأزبكية 15٪ الزيتون 9٪ # معدات نقل أخرى (قاطرات عربات سكك حديدية) # 7825 # حلوان 97,5٪ # منتجات غير مصنفة سابقا # 5074 # الجمالية 71٪ # الوساطة المالية والائتمان # 39855 # قصر النيل 52,5٪ عابدين 13٪ بولاق 6٪ # صناعة المشروبات # 2946 # مدينة نصر قسم أول 80٪ # طحن الحبوب والنشا # 4743 # طرة 38٪ الشرابية 15٪ الساحل 11٪ # ثالثا: # أنشطة منتشرة مع تميز قسم (+10٪) عدد المنشآت ~~العاملة: ~~(1) # المنسوجات؛ غزل ونسيج وتجهيز: العاملون ~~18739. # الجمالية 14٪ - القبة 11٪ - حلوان 11٪. ~~(2) # الأحذية والجلود: العاملون 26036. # الموسكي 18٪ - باب الشعرية 15٪ - الدرب الأحمر ~~14,5٪ - الجمالية 10,5. ~~(3) # النشر والطباعة: العاملون 12307 عابدين ~~10٪. ~~(4) # منتجات معدنية عدا الميكانيكية: العاملون ~~41817 الجمالية 10,5٪. ~~(5) # صناعة الأثاث: العاملون 133975 البساتين ~~17,5٪. ~~(6) # الإنشاء والتشييد: العاملون 47196. # الأزبكية 12,2٪ - مصر الجديدة 12٪. ~~(7) # إنتاج وتجهيز وحفظ اللحوم والأسماك: العاملون ~~2122. # الوايلي 21٪ - عابدين 10٪. # رابعا: # باقي الأنشطة تتوزع بقية الأنشطة على الأقسام ~~دون احتكار قسم معين ، وذلك راجع إلى طبيعة النشاط ~~الذي يقتضي انتشاره كخدمة كتجارة ~~التجزئة، أو بنية ~~أساسية في تركيب المجتمع كالمدارس والمستشفيات، ~~والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها بعضها، ~~كالآتي: # في مجال صناعة الأغذية والمشروبات 37953 عاملا ~~موزعين على م. نصر أول 8,6٪ والبساتين والزيتون وعين ~~شمس لكل 6٪ وطرة والسيدة لكل 5٪ والمطرية والسلام ~~لكل 4,5٪، ثم تأتي بنسب أقل أقسام: المرج والزاوية ~~الحمراء والشرابية والساحل والقبة ومصر القديمة ~~وحلوان. # وفي مجال تجارة الجملة في كل السلع فيما عدا ~~السيارات والمركبات يعمل 65432 عاملا موزعين على ~~مصر الجديدة بنسبة 8,7٪ «و» م. نصر قسم أول ~~والأزبكية لكل 7,6٪ والموسكي 7٪ وعابدين 6,6٪ ~~والسلام 6٪ وقصر النيل 5,9٪ وبولاق 5,8٪ والنزهة ~~5,6٪ والجمالية 4,9٪ والدرب الأحمر 4,6٪ ... ~~إلخ. # وفي مجال تجارة الجملة والتجزئة معا تتوزع ~~العمالة على كل أقسام القاهرة بنسب أقل من 5٪ فيما ~~عدا البساتين 6,5٪ ومصر الجديدة 5,2٪، ومثل هذا في ~~مجال الصحة التي يبلغ عدد ms159 العاملين بها 36514 # 5 # موزعين على أقسام القاهرة بنسب أقل من ~~5٪ باستثناء مصر الجديدة 11٪ والبساتين 8,6٪، وكذلك ~~الأنشطة العقارية وخدمات الأعمال فيما عدا عابدين ~~11٪ ومصر الجديدة ومدينة نصر لكل 9,5٪. # وفي أنشطة التعليم الخاص يعمل نحو 30 ألفا ~~يتركز 52٪ منهم في أقسام النزهة 10,5٪ وعين شمس 8,9 ~~وم. نصر 8,2٪ البساتين 7٪ ومصر الجديدة 6,6٪ ~~والزيتون 6٪ والمعادي 4,5٪. # ويعمل 63188 مشتغلا في مجال الفنادق والمطاعم ~~موزعين على معظم أقسام القاهرة مع تميز الزمالك 7,9٪ ~~والبساتين 5,8٪ والأزبكية 5,6٪ ومصر الجديدة 4,9٪ ~~والنزهة وقصر النيل ومصر القديمة لكل 4,2٪ والجمالية ~~ومدينة نصر نحو 4٪، ولكن إذا أخذنا الفنادق وحدها - ~~12372 عاملا - فسوف تتضح احتكارية منطقتين؛ ~~أولاهما: وسط البلد 68٪ من عمالة الفنادق: الزمالك ~~33,3٪ قصر النيل 12٪ والأزبكية 11٪ الجمالية 3,6٪، ~~والثانية: شرق القاهرة 14,5: مصر الجديدة 5,6٪ ~~النزهة 4,8 ومدينة نصر 4,1٪. أما في مجال المطاعم؛ ~~فإن التوزيع شبه متعادل على أقسام القاهرة بنسب أقل ~~من 5٪ عدا البساتين حيث ترتفع إلى 7,3٪. ~~(5) نماذج للأنشطة في بعض أقسام القاهرة # فيما يلي محاولة لتجميع الأنشطة في بعض أقسام القاهرة؛ لنتبين نماذج المناطق ~~التي تتسم بسيادة أشكال من الإنتاج أو تجارة الجملة والتجزئة، أو أن تكون ~~الأنشطة متوازنة بين الإنتاج والتجارة وأشكال من الخدمات المجتمعية. ~~(5-1) نماذج إنتاجية # حلوان # النشاط ~~٪ من عدد العاملين # النشاط ~~٪ من عدد العاملين # منتجات أولية وأغذية # 1,8٪ # إنشاء وتشييد # 1,2٪ # نسيج وملابس جاهزة # 5,2٪ # تجارة سيارات # 2,9٪ # مطاط ولدائن # 8,8٪ # تجارة تجزئة # 18,6٪ # معادن أساسية ومنتجات معدنية # 5,3٪ # تجارة جملة وتجزئة # 23٪ # صناعة الآلات # 18,9٪ # فندقة ومطاعم # 2,4٪ # سيارات ووسائل نقل # 14,6٪ # صحة وخدمة مجتمع # 2,9٪ # صناعة الأثاث # 2,4٪ # جملة الصناعة التحويلية # 63٪ # جملة العاملين في حلوان # 81906 # يبلغ عدد المشتغلين في حلوان نحو 23٪ من السكان في فئة العمر 15-60 ~~سنة، وهم القوة العاملة نظريا، ومعنى ذلك أن هناك فائض أيدي ~~عاملة، لكن الكثير من هذا الفائض يعمل في التبين التي تنقص فيها ~~قوة العمل كما سنرى فيما بعد. # ويتضح من الأرقام أن 63٪ من قوة العمل تعمل في إنتاج الآلات ~~والمنتجات المعدنية ووسائل النقل: سيارات ولواري وعربات السكك ~~الحديدية والترام ... إلخ. وهو ما يدل على أن حلوان منطقة إنتاج ~~متنوع من الآلات إلى السيارات والمطاط واللدائن، وليس متمركزا حول ~~شكل إنتاجي كما سنرى في التبين ms160. # وحيث إن حلوان هي الكتلة العمرانية الكبيرة في الجزء الجنوبي من ~~القاهرة، فإن نحو ربع المشتغلين يعملون في ميدان تجارة التجزئة ~~والجملة معا؛ لإشباع احتياجات العدد الكبير من السكان في كل أشكال ~~العمران بين التبين والمعصرة. # التبين # النشاط ~~٪ من العاملين # النشاط ~~٪ من العاملين # إنتاج أولي وتعدين # 5,2٪ # تجارة جملة وتجزئة # 2,3٪ # صناعة وإعداد غذاء # 0,7٪ # فندقة ومطاعم # 0,4٪ # منتجات معدنية # 48,5٪ # نقل وتخزين # 1,8٪ # صناعة الحديد والصلب # 38,0٪ # صحة وخدمات مجتمع # 0,6٪ # جملة الصناعات التحويلية # 88,0٪ # أعمال أخرى # 2,5٪ # جملة العاملين 69454 ~~عاملا # واضح من هذه الأرقام أن التبين ذات نشاط إنتاجي صناعي طاغ، فكل ~~الأنشطة الأخرى من أنواع التجارة إلى الإنتاج الأولي وأشكال ~~الخدمات تشكل 12٪ فقط من العاملين مقابل 88٪ عمالة في صناعات ~~المعادن، وعلى رأسها الحديد والصلب. # في سنة 1996 كان إنتاج التبين من الحديد والصلب يشكل 88٪ من ~~الإنتاج في القاهرة و55٪ من جملة إنتاج الحديد والصلب في مصر. كما ~~تشكل المنتجات المعدنية في التبين 75٪ من مثيلها في القاهرة و25٪ ~~من إنتاج الجمهورية، وعلى الرغم من هذا القدر المميز للتبين إلا أن ~~مشكلات المصنع الضخم كثيرة، على رأسها قدم تكنولوجية الإنتاج، ~~واعتماده على الفحم كطاقة أساسية في تشغيل معظم عملياته؛ ويترتب ~~على قدم التكنولوجيا كبر حجم العمالة وهي مشكلة في حد ذاتها لها ~~أبعادها الاجتماعية والسياسية والإنتاجية، وربما كان الأوفق تقسيمه ~~إلى عدة مصانع تستخدم تكنولوجيا أعلى، وطاقة الغاز بديلا عن الفحم ~~شديد التلويث للبيئة وصحة الإنسان، هذا فضلا عن تكلفة استيراده ~~ونقله من الخارج، وقد يكون في هذا الحل مصاعب مالية يمكن تجاوزها ~~بالتخصيص مع اشتراك الدولة حتى نتجنب مشكلة الاستغناء عن عمال ~~حاليين، تثير مشكلات اجتماعية وسياسية. # عدد العاملين في التبين يزيد على مجموع سكان قسم التبين بنحو عشرة ~~آلاف فرد، ويزيد عن سكان التبين الذين هم في سن العمل بمقدار 2,2 ~~مرة. لو افترضنا أن كل من هم في سن العمل في التبين، نساء ~~ورجالا، يعملون في الصناعات والأنشطة الأخرى، يتبقى نحو 38 ألف ~~عامل يحصلون عليه غالبا من سكان قسم حلوان في الوظائف العادية ~~فضلا عن نخبة من الفنيين ms161 والإداريين يأتون من باقي أقسام ~~القاهرة. ~~(5-2) نماذج موزعة النشاط # البساتين - دار السلام # نوع النشاط # النسبة ٪ # نوع النشاط # النسبة ٪ # قطع الخشب # 7,0 # الإنشاء والتشييد # 1,4 # غاز ونفط # 5,7 # تجارة السيارات والمركبات # 4,7 # تعدين ومحاجر # 5,7 # تجارة الجملة # 2,7 # إنتاج أولي # 12,1 # تجارة التجزئة # 29,3 # صناعة مواد غذائية # 2,9 # جملة التجارة # 36,7 # صناعة الملابس # 2,6 # فنادق ومطاعم # 4,8 # صناعة الأخشاب والفلين # 1,6 # نقل # 2,6 # مواد كيماوية # 1,4 # عقار وإيجار # 3,7 # منتجات من خامات تعدينية # 3,7 # تعليم # 2,7 # منتجات معدنية # 3,5 # صحة # 4,0 # آلات وأجهزة كهربائية # 2,2 # خدمات مجتمع # 1,2 # صناعة الأثاث # 7,7 # جملة نشاط الخدمات # 19,0 # مجموع الصناعة التحويلية # 3,5 # مجموع المشتغلين ~~77522 عاملا # تمثل البساتين أنشطة موزعة بشيء من العدالة، فالصناعة والتجارة ~~+30٪ لكل منهما، تليها أنشطة الخدمات، ثم أشكال الإنتاج الأولي، ~~وفي داخل مناشط الصناعة لا نجد تركيزا على واحدة منها باستثناء ~~صناعة الأثاث المميزة بتركيز خفيف. بينما في مجال التجارة نجد ~~التركيز شديدا على تجارة التجزئة التي تتكون على الأغلب من محلات ~~ودكاكين صغيرة متفقة في ذلك مع الكثافة السكانية العالية والفقر ~~الشديد. ويتأكد هذا من مقارنة أرقام الفنادق والمطاعم حيث النسبة ~~99,9٪ للعمالة في المطاعم، ولا يوجد سوى فندق واحد يعمل به خمسة ~~أشخاص. وبعبارة أخرى: فإن المطاعم والمقاهي هي من الحجم المتفق مع ~~المستوى الفقير لسكان البساتين. القوة العاملة في البساتين تساوي ~~20٪ من القوة العاملة النظرية: 15-60 سنة، ولا شك أن بعض السكان ~~يجدون أعمالا في المناطق المختلفة من القاهرة، وبخاصة منطقة ~~حلوان-التبين الصناعية. ويمكن أن يدل تنوع النشاط على افتقار ~~المنطقة إلى مؤسسات كبيرة، فكثرة عدد المنشآت - 27326 منشأة - تدل ~~على صغر أحجامها. فأي صاحب عمل يقيم غالبا منشآت محدودة رأس المال ~~كثيفة العمالة لتوافرها وبالتالي رخصها، وربما كان ذلك نتيجة أو ~~سببا أو هما معا متفاعلين؛ لكثرة عدد سكان قسم البساتين الذي يصل ~~إلى 660 ألفا، وهو أكبر أقسام مصر سكانا، ومن ثم يطلق البعض على ~~هذا الحشد الهائل اسم: «الصين الشعبية»؛ كناية عن التزاحم والكثافة ~~العالية، وخاصة في منطقة دار السلام؛ أي الشياخات الغربية، بينما ~~الشياخات الشرقية أقل تزاحما لوجود منطقة شاسعة من الأرض الحجرية ~~التي استغل بعضها في جبانة البساتين الواسعة. # الجمالية # نوع ms162 النشاط # النسبة ٪ # نوع النشاط # النسبة ٪ # النسيج والتجهيز # 6,2 # تجارة الجملة # 7,6 # ملابس جاهزة # 3,7 # تجارة التجزئة # 40,0 # صناعات جلدية # 6,5 # جملة التجارة والوساطة # 48,9 # أعمال خشبية # 1,4 # الفنادق والمطاعم والمقاهي # 6,0 # منتجات معدنية # 10,5 # منتجات أخرى # 8,5 # جملة الصناعات التحويلية والحرفية # 45,0 # مجموع العاملين # 42066 عاملا # سكان قسم الجمالية نحو 59 ألفا، وقوة العمل «الفئة 15-60 سنة» ~~تبلغ 44 ألفا، وحيث إنه ليس مفترضا أن تعمل كل إناث هذه الفئة، ~~فالواقع إذن أن النشاطات الاقتصادية المختلفة في الجمالية تعتمد ~~على نحو ثلث من العمالة القادمة من أحياء أخرى كالدرب الأحمر ~~والظاهر والخليفة وغيرها. # الجمالية هي أحد المكونات الأساسية للقاهرة الفاطمية، وسبق أن ~~ذكرنا في الفصل الثالث أهميتها الإنتاجية والتجارية منذ نحو ألف ~~عام، ولأن الكثير من المباني التي تعود إلى ثلاثة قرون أو نحوها ~~مشيدة بالحجر النحيت؛ مما يجعلها متينة مقاومة للبلى بالتقادم، فإن ~~الكثير منها تشغله الآن ورش ومشاعل الذهب والفضة، وتركيب أحجار ~~المجوهرات، وصناعة الملابس وتجهيز الأقمشة المميزة للأنوال ~~اليدوية، وورش طرق النحاس والمعادن وتشغيلها، وورش الصناعات ~~الجلدية والخشبية من طرز خاصة، واتخاذ بعضها مخازن للبضائع ~~والأقمشة، وورش صناعة الموازين والدقاقة للعطارة وغير ذلك ~~كثير. # وعلى هذا فإن الجمالية منطقة مهمة في تجارة الجملة وصناعة ~~المجوهرات وصناعة السياحة ، ولهذا تكثر الفنادق التي يعتاد ارتيادها ~~تجار الجملة من خارج القاهرة وبخاصة من الصعيد، وتكثر المطاعم ~~المتخصصة في أنواع اللحوم والحلوى استمرارا لنشاط زمن قديم، وتكثر ~~المقاهي الشرقية لخدمة العاملين والسياح، وتكثر محلات تجارة ~~التجزئة بأحجامها المتناهية الصغر بالقياس إلى معروضاتها ذات ~~القيمة العالية من الصياغة والملابس التقليدية والسبح والعصي ~~والأقمشة ذات الطابع التقليدي، ومكتبات كتب التراث؛ لإشباع احتياج ~~الحركة التجارية المحلية والأجنبية، واحتياجات طلبة الأزهر ~~الشريف. # ولهذا فإن القيمة الإيجارية شديدة الارتفاع بالنسبة للواجهات ~~الصغيرة في دروب وسكك الجمالية؛ مما يجعلها من أغلى مناطق القاهرة ~~عقاريا وإيجاريا، ويشابهها في ذلك الموسكي الذي قد يتفوق على ~~الجمالية في هذا الشأن. # وبذلك فإن الجمالية تمثل تكاملا قل أن يوجد في القاهرة بين ~~الإنتاج والتجارة والاستهلاك، يدلل على ذلك تشابه نسب الإنتاج ~~(45٪) والتجارة (49٪) وترتفع فيه خدمات كثيرة ms163 مرتبطة بالتجارة ~~والسياحة معا. # ومن ثم فإن مشكلة المرور والحركة شديدة الكثافة في شارع الأزهر ~~والسكة الجديدة والشوارع الأساسية المتعامدة عليهما، وبخاصة شارع ~~المعز الذي يكون عصب الحركة في كل الجمالية والدرب الأحمر، واستحق ~~في الماضي اسم الشارع الأعظم، ولهذا كان اهتمام محافظة القاهرة ~~كبير بتسيير وسيولة الحركة في شارع الأزهر؛ أولا بإنشاء كوبري ~~علوي، ثم التغاضي عنه بإنشاء نفقي الأزهر-الأوبرا. لكن هذا، برغم ~~أنه جهد مشكور، إلا انه يعالج جزءا من كل، فلابد من أخذ كل الحركة ~~في الجمالية والدرب الأحمر، وإيجاد طرق بديلة في صورة شبكة ~~متكاملة، وليس مجرد تحسين محور واحد، وسوف نعالج هذا الموضوع في ~~فصل قادم. ~~(5-3) نماذج سيادة الخدمات # قصر النيل # نوع النشاط # نسب العمالة ٪ # نوع النشاط # نسب العمالة ٪ # أغذية وأشربة # 0,7 # تجارة التجزئة # 12,7 # منسوجات # 0,8 # جملة التجارة # 25 # ملابس جاهزة # 0,7 # فنادق ومطاعم # 5 # أحذية # 0,1 # وكالات السفر # 6 # نشر وطباعة # 0,7 # النقل والتخزين # 9,5 # مواد كيميائية # 0,5 # أعمال مالية وبنكية # 12,5 # منتجات معدنية # 0,3 # التأمين والمعاشات # 26,5 # آلات غير مصنفة # 0,5 # جملة الوساطة المالية # 39,3 # جملة الصناعة # 5,2 # نشاط العقار والتأجير # 4,4 # تشييد وإنشاء # 5,7 # تعليم وصحة عامة # 2,2 # تجارة جملة سيارات # 4,7 # خدمات مجتمعية # 2,3 # تجارة جملة عامة # 7,2 # جملة العاملين # 52911 # قسم قصر النيل هو بعينه ما نعنيه بمصطلح «وسط البلد»، بإضافة ~~القليل من قسمي الأزبكية وعابدين، وعمر هذه المنطقة في مجملها ~~وبمخططها الراهن تعود إلى قرابة قرن ونصف حينما أنشأ الخديو ~~إسماعيل حي الإسماعيلية بعد نقل مقر الحكم من القلعة إلى قصر ~~عابدين. ثم أضيفت «التوفيقية» في عصر توفيق، وتتابع النمو بعد ذلك ~~في لاظ أوغلي وقصر العيني بإنشاء حي «الدواوين» مقرا للوزارات. ~~هكذا نمت منطقة قصر النيل كمدينة أوروبية سكانا ومتاجر، وبقيت ~~الأحياء الشعبية حولها ترفدها بالعمالة من بولاق والأزبكية وشبرا ~~والسيدة زينب. # وعلى وجه عام تآكلت الوظيفة السكنية، وأصبحت التجارة وغالبية ~~الأعمال البنكية والائتمانية وبورصة الأوراق المالية هي مؤسسات ~~النشاط الأساسية، تحوز على نحو ثلثي العاملين في جميع الأنشطة، ~~وأضيف إلى ذلك نشاط متمم تمثله الفنادق الكبيرة والمتوسطة والمطاعم ~~ووكالات السفر بنحو عشر العمالة. أما الربع الباقي: فهو موزع بنسب ms164 ~~صغيرة تتراوح بين 3-6٪ على الصناعة التحويلية والإنشاء والتشييد ~~والعقارات ... إلخ. # وبذلك فإن قصر النيل يمثل نموذجا لقمة أحياء الأعمال، ويجذب بذلك ~~الكثير من الأيدي العاملة من بقية القاهرة الكبرى، خاصة إذا أضفنا ~~الوظائف كبيرة العدد في الوزارات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية ~~في المنطقة والعيادات الطبية والمكاتب الاستشارية الهندسية ~~والمحاسبية والقانونية. # عابدين # نوع النشاط ~~٪ من العاملين # نوع النشاط ~~٪ من العاملين # صناعة ملابس جاهزة # 6 # تجارة جملة أخرى # 8,5 # صناعات جلدية # 2,5 # تجارة تجزئة # 30,2 # النشر والطباعة # 2,4 # جملة التجارة # 42,8 # صناعة الأثاث # 2,7 # النقل والتخزين # 6,5 # صناعات منوعة # 7,5 # الأنشطة المالية # 10,1 # جملة صناعات تحويلية # 21,1 # إعلان # 0,7 # الإنشاء والتشييد # 8,1 # نشاط العقار والتأجير # 10,5 # تجارة السيارات # 4 # مجموع أنشطة خدمية # 28 # مجموع العاملين ~~50932 عاملا # تقع عابدين على أطراف وسط القاهرة القديم في الدرب الأحمر ~~والجمالية والموسكي وبين وسط القاهرة الحديث في قصر النيل ~~والأزبكية، وهي بذلك همزة وصل للأنشطة التجارية والمالية في وسط ~~المدينة، ومن ثم فالعاملون في التجارة والأعمال المالية والبنكية ~~يشكلون أكثر قليلا من النصف، وهم بذلك يمثلون النشاط الحاكم ~~استمرارا لمثيله في قصر النيل والجمالية. # وتمثل الأنشطة المالية في عابدين 13٪ من مجموع هذه الأنشطة في ~~القاهرة، واستكمالا ترتفع مساهمة أنشطة العقارات والتأجير بما ~~تشمله من الأعمال الاستشارية المحاسبية والقانونية والبحوث وتطوير ~~المشروعات والإعلان. هذا فضلا عن نشاط النشر والطباعة الذي تحتكر ~~عابدين 10٪ منه في القاهرة، ولا يقترب من مكانة عابدين في النشر ~~والطباعة سوى الأزبكية (5,6٪) وعين شمس (6,3٪) وبولاق ~~(5,7). # الصناعات التحويلية تستغرق خمس العاملين، وتتكون من صناعات خفيفة ~~على رأسها الملابس والمنتجات الجلدية والأثاث، وأغلبها صناعات ~~حرفية، وورش صغيرة تقليدية. # وتتشابه الأزبكية مع عابدين في سيطرة التجارة (49٪) والتشييد ~~والبناء (13٪) والصناعة التحويلية (24٪). لكنها تختلف عن عابدين في ~~زيادة نشاط الفنادق والمطاعم (8٪)، ووجود نشاط في تصنيع المركبات ~~والمقطورات والهياكل بنسبة 15٪ من مثل هذه الصناعة في القاهرة بحيث ~~تلي حلوان في ذلك. ~~(5-4) نماذج النشاط في الأحياء السكنية # نوع النشاط ~~٪ السيدة ~~٪ شبرا ~~٪ الزيتون ~~٪ الساحل # صناعة أغذية ومشروبات # 8 # 5,3 # 4,6 # 4,2 # منسوجات وملابس # 3,6 # 4,3 # 3,4 # 0,8 # نشر وطباعة # 2,5 # 1,9 # 1 # 0,7 # منتجات كيميائية # 0,5 # 16,5 # 8,2 # منتجات معدنية # 3,3 # 6,7 # 1,5 # 2,8 # آلات وأجهزة كهربائية # 2,4 # 0,7 # صناعة الأثاث # 5,8 # 2,5 # 1,8 # 1,9 # جملة الصناعة التحويلية # 26,7 # 27,5 # 37,9 # 29 # إنشاء وتشييد # 1,6 # 0,6 # 1,2 # 5,3 # تجارة الجملة # 9,8 # 13,1 # 6,5 # 12,4 # تجارة ms165 التجزئة # 31,8 # 31 # 26,8 # 26,5 # جملة التجارة # 41,7 # 44 # 33,4 # 39 # فندقة ومطاعم ومقاه # 7,7 # 7,3 # 2,8 # 4,2 # نقل وتخزين # 4,4 # 1,8 # 8,4 # 4,1 # عقارات وتأجير # 4,7 # 4,7 # 3,1 # 3,4 # تعليم # 2,7 # 5,1 # 2,8 # 4,4 # صحة وأعمال اجتماعية # 4,8 # 5,6 # 3,5 # 5,2 # خدمات مجتمع # 4,8 # 6,2 # 4,8 # 5,3 # مجموع العاملين # 24296 # 11088 # 49877 # 39581 # بالرغم من اشتراك هذه الأقسام في كونها سكنية بالأساس فإنها تختلف في عمر ~~نشأتها وعوامل نموها، فالسيدة زينب وشبرا هما الأقدم، وكانتا امتدادا ~~للقاهرة المركزية منذ منتصف القرن 19م. السيدة امتداد جنوبي عبر قناطر ~~الخليج المصري نمت كثيرا بعد إنشاء حي الدواوين في لاظ أوغلي، وأصبحت ~~سكنا لكثير من الموظفين. وشبرا نمت بإنشاء قصور الأمراء للاستمتاع بجو ~~أكثر نقاء شمال كتلة القاهرة وشرق ميناء القاهرة بين بولاق وروض الفرج، ~~ولهذا فأنصبة كثير من الأنشطة غير الحكومية في كل منهما تتركز في مجال ~~الخدمات التجارية والاحتياجات المجتمعية أكثر من أنشطة الصناعة. على سبيل ~~المثال: تساهم عمالة تجارة الأغذية ب 12٪ و13٪ من مجموع العاملين في ~~السيدة وشبرا على التوالي، وتساهم عمالة المقاهي والمطاعم بنحو 7٪ من ~~العمالة لكل منهما، وأنشطة الصحة وخدمات المجتمع معا تبلغ نحو 10٪ في ~~السيدة و12٪ في شبرا. أما النقل والتخزين ووكالات السفر والأعمال المالية ~~فهي نحو 5٪ في السيدة و2٪ في شبرا، وجملة هذه الخدمات مع بقية أنواع ~~التجارة تبلغ نحو 70٪ من العمالة في السيدة و75٪ في شبرا؛ مما يدل على أن ~~الأنشطة موجهة أساسا لخدمة كتلة سكنية تعمل في مناشط أخرى؛ عمالة حكومية ~~وعمالة في قطاعات العمل العام والخاص في وسط البلد من عابدين وقصر النيل ~~إلى الأزبكية والجمالية. فسكان السيدة الذين هم في فئة قوة العمل يبلغون ~~108 آلاف فرد وقوة العمل في الجدول السابق هم نحو ربع هؤلاء - أو على ~~أسوأ الفروض هم نحو نصف قوة العمل من الذكور فقط - ومثل هذا في شبرا حيث ~~تساوي قوة العمل في الجدول ثلث قوة العمل من الذكور فقط، ولا شك أن باقي ~~قوة العمل - باستثناء البطالة - تذهب للعمل في أحياء الأعمال كما سبق ~~رصده في قصر النيل وعابدين والجمالية كنماذج. # أما الزيتون والساحل فهما أحدث سكنا، الأولى: ارتبطت ببدايات حي راق ~~للطبقة الوسطى وفوق المتوسطة التي خرجت من قلب القاهرة مع خط ms166 حديد ~~الضواحي. ثم هجر الورثة بيوتهم إلى أحياء أحدث وحل محلهم سكن أفقر وأكثف، ~~والساحل نشأ كامتداد لساحل روض الفرج، وزاد سكانه بقوة الدفع من شبرا ~~وروض الفرج، وفي كل من القسمين كانت هناك مساحات فضاء استغلت لبناء ورش ~~وأعمال صناعية منوعة تعتمد على كثافة الأيدي العاملة ورخصها؛ لهذا ترتفع ~~نسبة العاملين في الصناعات التحويلية إلى 38٪ و29٪ في القسمين على ~~التوالي. وأكثر الصناعات التي تميزهما هي المنتجات الكيميائية التي تصل ~~إلى 16,5٪ في الزيتون و8٪ في الساحل، ويكون مجموع الخدمات من التجارة إلى ~~خدمة المجتمع 62٪ في الزيتون و71٪ في الساحل مقابل 70٪ و75٪ في السيدة ~~وشبرا، وبالرغم من هذه الفروق فإنه لا يجب أن ننسى العدد السكاني الضخم ~~في الزيتون (322 ألفا) والساحل (333 ألفا) واحتياجاتهم إلى كافة أنواع ~~الخدمات في التجارة بأنواعها والنقل والمطاعم والمقاهي ... إلخ. ~~(5-5) نماذج من الأحياء الجديدة # نوع النشاط ~~٪ مدينة نصر أول وثاني ~~٪ مدينة السلام # صناعة المشروبات # 4,5 # الأغذية والمشروبات # 5,1 # 4,2 # ملابس جاهزة # 2,0 # 5,0 # منتجات كيميائية ومعدنية # 2,3 # 5,2 # صناعة الأثاث # 1,1 # 4,8 # جملة الصناعة التحويلية # 16,4 # 39,4 # إنشاء وتشييد # 10,1 # 1,6 # تجارة المركبات # 4,7 # 9,0 # تجارة جملة عدا المركبات # 8,3 # 9,4 # تجارة تجزئة بمتاجر متخصصة # 12,5 # 0,1 # جملة التجارة # 37,4 # 40,0 # فنادق ومطاعم ومقاه # 4,6 # 3,8 # النقل والتخزين # 5,7 # 5,0 # أنشطة العقارات والتأجير # 8,5 # 1,8 # التعليم والصحة ونشاط مجتمعي # 11,7 # 4,1 # خدمات اجتماعية # 4,5 # 2,8 # مجموع العاملين (عدا الحكومية) # 66391 # 41848 # على الرغم من أن المدينتين خططتا للإسكان، وما زالتا كذلك، إلا أننا نجد ~~فروقا بين توجههما، وأهم هذه الفروق هو التوجه الصناعي الخفيف في السلام ~~بنسبة 40٪ من العمالة، وتوجه مدينة نصر نحو أنواع النشاط الخدمي بنسبة ~~84٪، أكبر الصناعات في مدينة نصر هي صناعة المشروبات، بينما تتجه الصناعة ~~في السلام إلى الملابس الجاهزة والمنتجات المعدنية والكيميائية ~~والأثاث. # وفي مجال التجارة تتشابه النسبة في المدينتين، لكن التجارة في المركبات ~~والجملة تميز السلام، بينما ترتفع التجارة المتخصصة في مدينة نصر بشكل ~~كبير مقابل انعدامها في السلام، والأغلب أن ذلك راجع إلى منسوب الحياة ~~الأعلى في مدينة نصر التي تتجه بمحلاتها التجارية المتخصصة الواسعة إلى ~~تكوين نواة تجارية في شرق القاهرة نظيرها قليل في بقية القاهرة، وفي ~~المجالات الخدمية الأخرى تتفوق مدينة نصر ms167 كثيرا على السلام. # كل هذا يعطينا فروقا واضحة بين مدينتين جديدتين تتجه كل منهما اتجاها ~~مختلفا، ينعكس ذلك في نوع الأبنية بين أبراج مدينة نصر الفاخرة والمساكن ~~والعمارات محدودة الارتفاع والقيمة الإيجارية في السلام. # والدراسة التحليلية لمدينة نصر تكشف فروقا بين قسمي أول وثان، والغالب ~~أن وعورة التضاريس في نصر ثان سبب في صغر حجم السكان والامتداد ~~العمراني، وفي المخطط كانت منطقة نصر ثان مخصصة للمنشآت الصناعية التي ~~تحتل مساحات كبيرة، مثال ذلك: ورش المقاولات - 17,7٪ من مجموع العاملين - ~~ومصانع «إيديال»، بالإضافة إلى صناعات المعادن والمنسوجات والمنتجات ~~الكيماوية والأثاث، كلها تظهر بصورة أوضح في قسم ثان، وكذلك الحال في ~~تجارة المركبات ومنشآت النقل والصحة، ويتمثل ذلك في المستشفيات الكبيرة ~~وإدارات وجراجات إدارة النقل العام الداخلي للقاهرة وشركة مصر للسياحة ~~وغيرهما، ووجود المطاعم والمقاهي دون الفنادق، ولا شك أن مطاعم ومقاهي ~~نصر أول أميل إلى الحداثة، وبخاصة انتشار نمط مطاعم الوجبات سابقة ~~التجهيز، ونظام أخذ الأطعمة # Take Away # أو توصيلها للمنازل، وهو نمط آخذ في الانتشار في بقية أحياء ~~القاهرة. # وفي مقابل ذلك تتميز نصر أول بكثرة المدارس والمعاهد الخاصة بصورة تكاد ~~تبلغ ضعفي مثيلها في نصر ثان، وعلى العموم فأنواع التجارة في نصر أول ~~تستغرق نحو 40٪ من عدد عامليها مقابل 30٪ في قسم ثان. ~~••• # وهكذا نخلص إلى أن النشاط الاقتصادي في القاهرة تظهر فيه ثنائية نمطية ~~واضحة بين الصناعة والمهن التقليدية والحرفية وأشكال التجارة الصغيرة، ~~وين الصناعات والأنشطة الحديثة المتركزة أساسا في منطقة جنوب القاهرة. ~~والنمط الأول كثيف العمالة، نموه محدود، قيمته المضافة صغيرة، تكاد تبقي ~~على حياة ممارسيها وعائلاتهم. أما الأنشطة الحديثة: فهي كثيفة رأس المال، ~~وإن كانت أجور العاملين لا تزال ضعيفة بالقياس إلى مثيلاتها خارج مصر. ~~وبوجه عام أمام المخططين الاقتصاديين والاجتماعيين مشكلات كبيرة لرفع ~~القيمة المضافة للأنشطة الاقتصادية بوجه عام، ورفع الأجور، وجودة المنتج، ~~وتنظيم التسويق، وتحسين الإدارة العامة للمشروعات العامة والخاصة. ومثل ~~ذلك تماما، بل أسوأ حالا، الفلاحون والزراعة المصرية الراكدة في مسار ~~تقليدي يؤدي إلى خروج كثير من ms168 الفلاحين من دائرة الإنتاج المجزي. # الأرقام عن: «النتائج الأولية للتعداد العام للسكان 1996» من كتابي ~~محافظة القاهرة، ومحافظة الجيزة، وكتاب: «التعداد العام للسكان ~~والإسكان والمنشآت 1996 - محافظة القاهرة» مرجع 1100 / 1997 أ.م.ت، ~~وكذلك دراسات عينة متعددة منها: «إحصاء العاملين المدنيين بالحكومة ~~وقطاع الأعمال العام عن الحالة في 1 / 1 / 1996، مرجع 71-12523 ~~يوليو 1997» و«النشرة السنوية لبحث العمالة بالعينة في جمهورية مصر ~~العربية عام 1997» مرجع 71-12525 أغسطس 1999، وكلها صادرة عن ~~الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء - القاهرة. # 3٪ بطالة رقم متدني، فحسب الأرقام الإحصائية تصل البطالة في مصر ~~إلى 10٪ من مجموع المشتغلين بالجمهورية، وحسب جدول # 5-2 # تصل البطالة في القاهرة إلى 7,7٪ من ~~جملة المشتغلين، وهو قيمة متحفظة، وأقل من الواقع الحالي حيث تشغل ~~البطالة بال الناس والحكومة. # حسب أرقام الكتاب الإحصائي السنوي للجهاز المركزي للتعبئة ~~والإحصاء - يونيو 1999 جدول 11-9، هناك تراجع في قيمة صادرات ~~أساسية عام 1998 قياسا على أرقام 1994 يتراوح بين 32 و55٪ ~~للقطن الخام وغزل القطن والأقمشة القطنية مع ارتفاع الأرز ~~70٪ والبطاطس 50٪. # برغم أن الخريطة توضح حالة العاملين لعام 1986 فإنها ~~مؤشر جيد للواقع الحالي، باستثناء بعض الأنشطة التي ~~ظهرت في أطراف القاهرة الكبرى، كالتجارة في مدينة نصر ~~على سبيل المثال. # في مجالي الصحة العامة والتعليم تمثل أعداد ~~العاملين فيهما نحو 15٪ من مجموع العاملين في هذين ~~القطاعين، أما الباقي: 80-85٪، فهي عمالة حكومية، ~~وذلك على عكس التجارة التي تعكس تفوقا للعمالة ~~الخاصة على عمالة الحكومة والقطاع العام. # الفصل السادس # فصل في حياة القاهرة المعاصرة ~~(1) المشكلات العامة للمدينة # 1 # لقد نمت مدينة القاهرة خلال السنوات الخمسين الماضية بسرعة كبيرة؛ مما أدى إلى ~~أن تصبح مشكلات المدينة أكبر من الحلول المقدمة من هنا وهناك، وأعتقد أن هناك ~~إجماعا على أن أي حل جذري لمشكلة مدينة القاهرة لن يتم إلا إذا اتخذت خطوات ~~لتنفيذ خطة شاملة ذات جرأة غير معهودة. # إن القاهرة - كغيرها من مدن العالم الكبرى - تعاني من مشكلات مختلفة معقدة ~~ومركبة، وبرغم أهمية الإفادة من الحلول والتجارب التي تتخذ في مدينة أو أخرى ~~فإنه لا يفيد إطلاقا حل مشكلة معينة في مدينة ما تطبيقه بكامله على ms169 مدينة أخرى ~~تعاني المشكلة ذاتها؛ لاختلاف الأبعاد الحضارية في كلتا المدينتين مهما كانتا ~~في دائرة قومية واحدة، ومن ثم فإنه يلزم لكل مدينة دراسة خاصة وعميقة للتعرف ~~على جميع خصائصها المادية والمعنوية على المستويين الأفقي (المكان)، والرأسي ~~(الزمان). كما أنه يفيد أيضا أن نتعرف على مكان المدينة المعنية بين المجموعات ~~التي تنقسم إليها مدن العالم؛ لأن تصنيفها يعطي الباحث ملخصا سريعا لخلفية ~~المدينة الحضارية والاقتصادية، ومن ثم تتضح مؤشرات النمو والركود ~~للمدينة. # القاهرة بين مدن العالم # تنقسم مدن العالم المعاصرة بصفة عامة من حيث المشكلات المترتبة على ~~المكان، والتاريخ، والوظيفة الاقتصادية والسياسية، والمقومات الحضارية ~~العامة إلى مجموعتين رئيسيتين: ~~(1) # مدن العالم المتقدم: # عبارة عن الحزام الشمالي للمدن الذي يمتد من شواطئ ~~الأطلنطي الشمالية في أوروبا وأمريكا، وعبر الاتحاد ~~السوفيتي إلى اليابان، ومنها إلى مدن الشاطئ الغربي ~~لأمريكا الشمالية. وهذه في مجموعها تتميز بالحداثة ~~النسبية عدا أوروبا الجنوبية والغربية، وبقوام العصر ~~الصناعي حضاريا واقتصاديا. ~~(2) # مدن العالم النامي: # ما زالت فيها كل صراعات الريف والمدينة حضاريا ~~واقتصاديا، وتنقسم إلى حزامين: ~~(أ) # الحزام الأوسط الممتد من البحر المتوسط في ~~شمال أفريقيا وأطراف أوروبا الجنوبية إلى الشرق ~~الأوسط والهند ووسط آسيا والصين وإندونيسيا. ~~(ب) # الحزام الجنوبي ويمتد في بقية أفريقيا وأمريكا ~~اللاتينية وأستراليا. # والاختلاف الجوهري بين الحزامين الأوسط والجنوبي راجع إلى أسباب كثيرة ~~على رأسها العمق الزمني لمدن الحزام الأوسط مقارنا بالحداثة في مدن ~~الحزام الجنوبي. # وفوق هذا فإن الحزام الأوسط بمكانه الجغرافي كان مركزا لكافة الحضارات ~~القديمة من مصر إلى الصين، ومنه انتقلت موجات حضارية إلى النطاقين ~~الشمالي والجنوبي طوال تاريخ الإنسانية، وإليه انتقلت الموجة الحضارية ~~الصناعية الحديثة من الحزام الشمالي، فأثارت فيه تلك الاضطرابات العنيفة ~~الاقتصادية والمدنية الحالية. # وإذا صح هذا عامة على الحزام الأوسط، فإنه شديد الانطباق على الشرق ~~الأوسط، الذي هو منتصف العقد في الحزام الأوسط، ومصدر الحضارات ~~والديانات، وملتقى تيارات العالم القديمة والحديثة على السواء. وأهم ما ~~يتميز به الشرق الأوسط هو النمط الواحي في الاستقرار، سواء كان ذلك في ms170 ~~صورة الواحة المعروفة من وسط آسيا إلى الجزيرة العربية والصحراء الكبرى، ~~أو في صورة عقود متصلة من الواحات على ضفاف الأنهار القصيرة والطويلة، ~~وعلى رأسها النيل ودجلة والفرات وسرداريا وأموداريا - سيحون وجيحون - في ~~صحاري آسيا الوسطى، ولندرة الأرض المنتجة في مثل هذه الظروف الواحية؛ فإن ~~مواقع المدن كادت أن تثبت في أماكنها دون تغيير إلا في حالات شاذة. وقد ~~ساعد ثبات الموقع على تعقد تاريخ المدينة في الشرق الأوسط؛ لطول أعمارها، ~~ولتداخل أنماط المعمار والخطط العمرانية تداخلا يماثل التعايش والتكيف ~~الذي حدث في حضارة هذا الإقليم حينما استوعبت وهضمت جوانب حضارية وافدة، ~~وأبقت على كثير من جوانب الحضارة السالفة في مركب شديد ~~التمازج. # ثنائية القاهرة # وتمثل القاهرة كل هذه الخلفية التاريخية والمكانية للمدن في الشرق الأوسط ~~خير تمثيل، وهي إلى جانب تاريخها الطويل تعكس التطورات التي أدت إليها ~~استقبالات عصر النهضة المصرية خلال القرن التاسع عشر، ومضمون الحضارة ~~الصناعية خلال القرن العشرين. وقد أدت التغيرات السياسية والاقتصادية في ~~مصر خلال الفترة من أواسط القرن ال 19 إلى اليوم إلى نمو سريع ومستمر ~~لقاهرة الحضارة الصناعية في إطار لم يتجاوز التجاور المكاني للقاهرة ~~القديمة خلال الأعوام المائة الماضية؛ لهذا كانت ثنائية القاهرة واضحة، ~~يرمز إليها وجود السوق القديمة: بازارات خان الخليلي، ومحلات التربيعة، ~~والموسكي ... إلخ، والسوق الحديثة: وسط البلد بمفهوم القاهري. # القاهرة القديمة # وبرغم التجاور المكاني فإن كل شيء في القاهرة القديمة والحديثة مختلف ~~تماما؛ فخطة شوارع المدينة القديمة لا تخضع لتصنيف؛ الطرق والحارات ~~المتعرجة الضيقة المسقوفة في أحيان كثيرة تعبر عن تكيف أمثل لنهار قائظ ~~معظم أيام السنة، معمار سكني قديم خطته الأساسية الانفتاح على الحوش ~~الداخلي والانغلاق عن العالم الخارجي بأسوار وبوابات تعبيرا عن نمط ~~العائلة القديم الذي يسيطر فيه الرجال على عالم المرأة، أو «الأرباع» ~~الضخمة التي تأوي عددا كبيرا من الأسر كادت أن تصبح عشائر مستقلة يربط ~~أعضاءها التصاهر والتزاوج، وتنغلق بأسرارها عن العالم الخارجي. تقسيم ~~مهني لأحياء المدينة يجعل منها عوالم ميكروكوزمولوجية منفصلة عن بعضها ~~نفسيا وسلوكيا ms171 وفنيا مستندة في ذلك إلى أسس نشاط اقتصادي، وممارسات ~~حرفية مختلفة بين الحي والآخر. مركز استقطاب كبير لهذه المدينة كلها ~~يمثله الجامع الأزهر كرمز للدين الذي يجمع الناس بصلاحياته الاجتماعية ~~الواسعة في مواجهة القلعة كمركز للحكم. # القاهرة الحديثة # أما القاهرة الحديثة، فقد تميزت بشوارع مستقيمة، وعمائر عالية، وأسواق ~~مفتوحة، وشقق تأوي إليها أسر نووية لم يعد فيها محل للعائلة الممتدة ~~التقليدية، ولم تعد الأحواش متنفسات المدينة الداخلية، بل ظهرت الحدائق ~~كضرورة بديلة للحوش، وبذلك انهارت الانغلاقية والحمية العصبية للحارات ~~والأحياء، وظهرت محلها روابط اجتماعية أخرى مبنية على الاختيار الحر ~~للأفراد بدلا من الروابط التي كانت مفروضة بحكم علاقات الدم والنسب ~~والمهنة والجوار. # ولم تعد هناك أحياء ذات نشاطات اقتصادية موحدة يسكن داخلها غنيها وفقيرها ~~جنبا إلى جنب، بل أحياء جديدة للقاهرة الجديدة صنفت الناس تصنيفا ~~آليا على أساس قدراتهم المالية. فأصبحت هناك أحياء الفقراء والطبقة ~~الوسطى والأغنياء، ولكل منها سمات أشد اختلافا في كل مظاهر الحياة ~~المادية واللامادية مما كان في أحياء المدينة القديمة، وأصبح الاستدلال ~~على مهنة الشخص من محل سكنه أمرا صعبا عكس ما كان في القاهرة القديمة، ~~بينما أصبح الاستدلال على مستوى الشخص المادي من عنوان سكنه أمرا سهلا ~~في القاهرة الحديثة . # 2 # وحلت تنظيمات أخرى محل ما كان سائدا من طوائف المهن؛ نقابات للعمال ~~والفئات العاملة، ونواد لطوائف العمل وطبقات الناس، وبعدت طبقات الناس ~~عن بعضها البعض باختلاف مصالحها، وبعد الناس مكانيا وواقعيا من ~~تأثيرات الاستقطاب الكبرى للأزهر بحلول الكثير من التنظيمات الاجتماعية ~~الاقتصادية المنبعثة من حضارة العصر الصناعي، وبعد الحكم عن القلعة ~~والقصور إلى التنظيمات السياسية والاقتصادية الحديثة المعبرة أيضا عن ~~ضرورات وملزمات العصر الصناعي. # غزو القاهرة القديمة # وقد ظلت ثنائية القاهرة واضحة إلى حوالي نصف قرن مضى، وما تزال الثنائية ~~ظاهرة في عدد من الأشكال. لكن الكثير من التغير قد طرأ على القاهرة ~~القديمة نتيجة الغزو الحضاري الاجتماعي الاقتصادي من جانب القاهرة ~~الحديثة. وفي الحقيقة لم تعد القاهرة القديمة تحتفظ من قدمها إلا بالشكل ~~المادي ms172: الطرق المتعرجة، والبيوت المتهالكة، وبعض الحرفية القديمة، إلى ~~جانب آثارها الإسلامية الرائعة. هجرها أغنياؤها، ولم تدخلها الخدمات ~~الحديثة إلا بأقل القليل، وبعبارة قصيرة: لم تصمد القاهرة القديمة للغزو، ~~برغم محاولات الإحياء لمساجد أثرية وبيوت تاريخية، وسقطت إلى مجرد حي ~~فقير من أحياء القاهرة الحديثة؛ نتيجة عدم التعادل في القوى الاقتصادية ~~الاجتماعية بين القديم الحرفي العائلي السمة والحديث الآلي الأسري السمة. ~~بل إن القاهرة الحديثة قد نجحت في تغيير وظيفة المدينة القيمة؛ فحولت ~~جزءا من المدينة القديمة لتجارة الجملة كخلفية تخدم أسواق القاهرة ~~الجديدة. # طرق غزو القاهرة القديمة # وقد كانت أهم وسائل غزو القاهرة القديمة رأس الحربة التي شقت القاهرة ~~القديمة شطرين؛ إنشاء شارع الأزهر بعد سنة 1920 بعرض 20 مترا - بدايات ~~لم تتم في عصر محمد علي - وقد أثار إنشاء هذا الشارع وشارع الجيش الحالي ~~اعتراضات كثيرة آنذاك؛ لكثرة التعويضات التي بلغت 300 ألف جنيه! وبدخول ~~المواصلات الحديثة إلى شارع الأزهر أصبح هو المحور الأول بعد أن كان شارع ~~الموسكي وامتداده في شارع السكة الجديدة - التي أنشأهما محمد علي بعد سنة ~~1815 بعرض أربعة أمتار - هو المحور الأساسي لنحو قرن من الزمان للدخول من ~~العتبة إلى منطقة الأزهر-الجمالية. وأصبح شارع الأزهر مركزا لتجارة ~~الجملة، وتنافست المحال الكبيرة للحصول على واجهة تطل على هذا العالم ~~الجديد، ولكن الحاجة المكانية الملحة أبقت على الموسكي والسكة الجديدة ~~كشارع أعمال من الدرجة الثانية لفترة، والآن هو من أغلى شوارع القاهرة ~~قيمة عقارية أو إجارية؛ لأنه سوق لا يشق له غبار للسلع المتوسطة القيمة ~~التي لا غنى عنها لغالبية سكان القاهرة من الفقراء ومتوسطي الحال. # كذلك كان لإنشاء شارع الجيش الحالي - سابقا الأمير فاروق من العتبة إلى ~~الحسينية - أثر كبير في تقطيع أوصال القاهرة القديمة في قسمها الشمالي؛ ~~فصل باب البحر والفجالة والظاهر والرويعي عن الموسكي ودرب البرابرة وباب ~~الشعرية والبيومي والحسينية. كما أدى إلى تدهور شارع الخليج - ردم سنة ~~1899 - الذي كان يلتوي داخل المدينة القديمة، ولم تعد له أهميته في شبكة ~~شرايين القاهرة الحديثة إلا بعد أن ms173 استقام هو الآخر - قدر المستطاع - ~~والتحم بعدد من الشوارع الضيقة الموازية: درب الجماميز، شوارع الحبانية، ~~وجامع البنات، وبين الصورين، وباب الشعرية، وشارع الشعراوي البراني ... ~~إلخ، تحت مسمى شارع الخليج الذي أعيد تسميته شارع بورسعيد، وأصبح ~~محورا مهما يربط غمرة والسيدة زينب. # وكان شق شارع القلعة؛ «محمد علي» قد سبق ذلك بكثير - بدايات الطريق منذ ~~عهد محمد علي، وتم في عهد إسماعيل - وقد أدى إلى تقطيع المدينة القديمة ~~في الجنوب، فاصلا بين السيدة وطولون والحلمية وعابدين وأرض شريف في ~~جانب، وباب الوزير وسوق السلاح والخيامية وتحت الربع وسكة المناصرة في ~~جانب آخر. لكن شارع محمد علي لم يؤد إلى النتيجة التي انتهى إليها شارع ~~الجيش؛ ذلك أن شارع القلعة - بعد أن نزل الحكم من القلعة إلى قصور ~~القاهرة الجديدة في عابدين والقبة - أصبح شارعا لا يقود إلى مكان ذي ~~أهمية في الحياة السياسية اليومية، وفضلا عن ذلك فهو يقود إلى طريق ~~مسدود بواسطة بروز جبل المقطم في هذا الهامش الجنوبي من القاهرة، وإلى ~~المقابر الشاسعة في الإمام الشافعي، وإلى محاجر وتلال عين الصيرة ومصر ~~القديمة. أما طريق الجيش؛ فقد كان يقود القاهرة إلى جبهة توسع عمراني ~~هائلة شمالا بشرق العباسية وحدائق القبة ومصر الجديدة، وهذا هو اتجاه ~~التوسع العمراني الذي تحابيه مجموعة الظروف الطبيعية والبشرية في إقليم ~~القاهرة. # القاهرة اليوم # هكذا ارتبط مصير القاهرة القديمة بالتغير الاقتصادي الاجتماعي الذي دخلته ~~مصر منذ الربع الثاني من هذا القرن، وفي خلال السنوات الخمسين الماضية ~~انطلقت القاهرة الجديدة انطلاقة هائلة عبر كل العوائق الطبيعية والبشرية ~~كما يظهر من النقاط التالية: ~~(1) # كانت وسيلة هذا الانطلاق الطرق المستقيمة الطويلة ~~والكباري، وأقدم هذه الطرق المستقيمة شارع شبرا - شق ~~سنة 1815 ليصل إلى قصر محمد علي. وكونت شوارع القلعة ~~والأزهر والجيش والتحرير وقصر العيني وبولاق - 26 ~~يوليو - الشبكة الهيكلية لنمو القاهرة صوب حقول الشمال ~~إلى شبرا الخيمة ومسطرد والمطرية، وصوب رمال الشرق إلى ~~العباسية ومصر الجديدة ومدينة نصر، وصوب الجنوب عبر ~~الشريط الزراعي الضيق إلى المعادي وحلوان والتبين، ~~وصوب الغرب ms174 عبر النيل إلى الجيزة والهرم وبولاق ~~الدكرور وإمبابة. ~~(2) # عدم وجود مخططات ~~رئيسية # Master Plan # نافذة المفعول؛ لتجديد الأحياء ~~القديمة مع تجديد وتوسيع شبكة الطرق والبنية الأساسية ~~في هذه الأحياء؛ مما يؤدي إلى بقاء الخدمات القديمة ~~على حالها مع بعض التحسين، أي دون وجود حقيقي لما ~~يقابل النمو العمراني الجديد ذا الوحدات والطوابق ~~السكنية الأكثر، والمحملة على بنية تحتية كانت مخصصة ~~في الأصل لعدد من السكان ربما هو ربع العدد الحالي، # 3 # ومن هنا النقص الواضح في تغذية هذه ~~الأحياء بالمياه والصرف الصحي بصفة خاصة، وهي أشياء ~~كالمتفجرات الموقوتة داخل القاهرة. وأخطر الأشياء هو ~~النقص الشديد في أعداد المدارس ومساحاتها وتجهيزاتها؛ ~~لأنها هي الأخرى بنيت كما وقدرة استيعابية بالتناسب ~~مع عدد سكان فات زمانه بنصف قرن دون مبالغة. وبإيجاز، ~~تناست سلطات البلدية المسئولة والمخططون مبدأ تجديد ~~أحياء داخل القاهرة # Urban ~~Renewal # لما فيه من صعوبات فيزيقية ~~وكثافة سكانية، واستسهل الجميع إنشاء أحياء ومدن جديدة ~~مخططة مركزيا في أماكن فارغة بدلا من إعادة تخطيط ~~الأحياء الفقيرة الداخلية، فزادت سوءا سكنا وسكانا ~~وفقرا. ~~(3) # صحيح أن هناك اتجاهات حديثة لاستخدام نظم المعلومات ~~الجغرافية لشبكة المياه والصرف الصحي، وأن هناك مساعي ~~من جانب شركات توزيع الكهرباء لحسن الإمداد والتوزيع، ~~إلا أن معظم هذه الجهود تدور في المناطق الجديدة ~~والغنية من القاهرة؛ حيث تساعد الطرق الواسعة على مثل ~~هذه الأعمال، بينما الأحياء المكدسة سكانا محرومة من ~~هذه الأعمال الحديثة إلا عند توسعة شارع أو شق محور ~~حركة جديد داخل الأحياء الفقيرة. ~~(4) # فما بالنا بالأحياء التي التصقت بحواف القاهرة، ~~والتي درجنا أن نسميها بالعزب والعشوائيات، وحول ~~القاهرة وحدها 79 من هذه الطفيليات العمرانية في ~~الجيزة 32 وفي القليوبية 69 معظمها بين شبرا الخيمة ~~والمرج، والكثير من هذه الطفيليات تكاد لا تتحصل على ~~شيء من البنية التحتية الأساسية، ومن هنا الكوارث ~~الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وارتفاع عدد ~~الأمراض الناجمة عن سوء الحالة الصحية في البيوت ~~والحارات والمسارب بين أشكال من بيوت وعشش يسكنها نحو ~~عدة ملايين من الناس هم من الفقراء وسكان الطفيليات ~~العشوائية ms175. هؤلاء ليس لذويهم أعمال حقيقية، ومن ثم ~~الفقر المدقع الذي يساعد على تدهور كل شيء من الغذاء ~~إلى الأخلاق؛ فيصبح بعضهم نهبا لكل أشكال التطرف ~~السلوكي من إجرام إلى انتظام في جماعات هدامة. ~~(5) # ومما يزيد من إشكالية الموضوع؛ التركيز الذي لا مبرر ~~له على اختطاط أحياء عمرانية جديدة ضمن دائرة القاهرة ~~الكبرى. في البداية كانت هناك المدن التوابع التي أنشئ ~~بعضها قريبا من القاهرة الكبرى، وخاصة مدينتي مايو ~~وأكتوبر، بينما كانت مدينة رمضان على بعد مقبول، ولكن ~~المسافة بين مصر الجديدة ورمضان سرعان ما أغرت مخططي ~~وزارة التعمير، قبل الأفراد، بإنشاء سلسلة من المدن ~~بدأت بالحرفيين والسلام، وانتهت بالعبور وهايكستب ~~والشروق، مستخدمين في ذلك وجود أوتوستراد الإسماعيلية ~~كبنية محورية، فاستهلكوه! والغرض الأساسي من إنشاء مدن ~~التوابع لم يتحقق. فما زالت أرتال السيارات تنقل ~~العاملين من أحياء القاهرة والجيزة إلى رمضان وأكتوبر ~~صباح مساء، وانحرف التوجه من تخفيف الضغط السكاني في ~~القاهرة الكبرى إلى السكن الفاخر الموسر في أحياء ~~أسماؤها ذات رنين الرفاهية، مثل: «ماي فير» و«بفرلي ~~هيلز» و«الأشجار» ... إلخ. ~~(6) # قضى إنشاء محور صلاح سالم على آخر مواقع الحفاظ على ~~القديم التي كانت تنزوي في أحياء باب الوزير والتبانة ~~والباطنية والدراسة والعطوف والجمالية تحت تلال ~~الدراسة، وفي ظلال حمايتها. كما انكشفت مقابر المماليك ~~بين برقوق وقايتباي. ~~(7) # نجا طريق صلاح سالم من الابتلاع بواسطة العمران على ~~جانبيه بفضل وجود الجبانة المملوكية ومعسكرات ونواد ~~عسكرية في شرقه، وانتشار معسكرات للشرطة والجيش بين ~~العباسية والقلعة على الجانب الغربي، مع ارتفاع مناسيب ~~الأرض لسابق وجود تلال وأكوام قديمة في هذه المناطق ~~استغلت بعضها في إقامة دار الإفتاء ومبنى مشيخة ~~الأزهر. ~~(8) # كان إنشاء أوتوستراد مدينة نصر-حلوان بمثابة التفاف من ~~الشرق حول هذه الجبانات المملوكية فوقعت بين فكي كماشة ~~الأتوستراد وصلاح سالم، ومن ثم اخترقتها طرق حديثة ~~للسيارات سوف تهدد المباني المعمارية الرائعة للمساجد ~~والمدارس والآثار المملوكية بالتدمير البطيء نتيجة ~~لمؤثرات ثلاثة، هي: عادم السيارات، والاهتزازات ~~الأرضية الناجمة عن مرور اللوريات والشاحنات الثقيلة، ~~وسكن ms176 عشوائي داخل هذه المنطقة الأثرية مع إنشاء ورش ~~إصلاح ودهان السيارات، وما يؤدي إليه من تسرب ماء ~~باطني تحت أساسات المباني، وإلى أبخرة لحام الأوكسجين ~~وطلاء الدوكو المشبع بالمتطايرات من المواد ~~الكيميائية، ولكن بعد تكثيف البناء شرقي الأوتوستراد ~~تحول الطريق الدائري في صلاح سالم والأوتوستراد إلى ~~ممرات للحركة الكثيفة البطيئة داخل المدينة. ~~(9) # ثم جاء الطريق الدائري الذي أصبح يعمل كالمغناطيس في ~~جذب مزيد من اختطاط أحياء جديدة، خاصة في الجزء ~~القاهري منه، بينما الجزء الآخر في الجيزة لا يزال ~~تائها بين القرى التي فقدت معنى ووظيفة الريف وبين ~~الألسنة العمرانية الحديثة للمهندسين والصحفيين وفيصل ~~والهرم. والمفروض أن القليل جدا من أبنية خدمات ~~الطريق كمحطات البنزين واستراحات صغيرة، هي التي تقترب ~~من أي طريق حلقي؛ لكي يبقى طريقا حرا للحركة ~~السريعة حول المدينة مع تعدد المداخل والمخارج من وإلى ~~محاور رئيسية في شبكة طرق المدينة. لكننا نهدم الأساس ~~الذي بني من أجله الطريق الدائري بإنشاء مجموعة أحياء ~~جديدة، سميت: القاهرة الجديدة، قيل: إنها سوف تتسع ~~لمليونين أو لأربعة ملايين من الناس أو أكثر، تمتد من ~~الهجانة إلى التجمع الأول والخامس والثالث والقطامية ~~والأمل والمعادي الجديدة ... أسماء كثيرة وطموحات غير ~~صحيحة لا في الموقع أو المحتوى والهدف . فأين إذن ~~الطريق الحلقي إذا أضفنا إلى ذلك النمو العمراني على ~~الأرض الزراعية من شبرا الخيمة وميت نما إلى السلام ~~وبركة الحاج والمرج والقلج شمال وجنوب الطريق الدائري ~~مباشرة؟ ~~(10) # استغرق تحول طريق صلاح سالم إلى طريق داخلي نحو ربع ~~قرن. أما الطريق الدائري الجديد، فإنه سيتحول في زمن ~~أقل من ذلك بكثير إلى طريق داخلي. ذلك أن مقدمات ~~التحول بدأت فعلا في شمال وشرق القاهرة، وقد يترتب ~~على ذلك أن مطار القاهرة الدولي سوف يصبح داخل دائرة ~~عمران القاهرة بإحاطته من الشمال والشرق فضلا عن ~~إحاطته الحالية من الغرب والجنوب. فهل يتحول هو الآخر ~~إلى مصير مطار ألماظة، ونبحث عن موقع مطار آخر على بعد ~~40-50 كيلو متر من القاهرة؟ # هذا النمو الضخم المتسارع قد فجرته ms177 عدة عوامل، على رأسها المركزية ~~المطلقة التي تمارسها القاهرة على كل أشكال الحياة الاقتصادية ~~والاجتماعية والسياسية والثقافية في مصر. أصدق تعبير عن تلك المركزية ~~المسيطرة هو استحواذ القاهرة على أكبر قدر من الهجرة الداخلية، # 4 # وقد نقل المهاجرون عددا من الأشكال الحضارية إلى أحياء تكاد ~~أن تقتصر على مهاجرين من إقليم معين أو محافظة معينة، وبذلك أخذت مناطق ~~كثيرة من القاهرة «تتريف»؛ أي تظهر في مساكنها ومحلاتها التجارية ~~وملابس وتصرفات سكانها اليومية سمات حياة القرية الريفية داخل ~~المدينة. # ونتيجة لهذا أصبحت القاهرة منطقة اختلاط، وتضارب في المفهومات وبعض ~~الممارسات الاجتماعية، وربما بعض الممارسات اللغوية نتيجة للتركيب ~~الحضاري للسكان، وهناك عوامل كثيرة اجتماعية واقتصادية تسعى إلى تسوية ~~الفروق بين هذه التراكيب المدينية في القاهرة، ويقوم شيوخ التعليم الحديث ~~في القاهرة بالدور الأول في هذه التسوية، إلا أن ذلك سوف يأخذ وقتا قبل ~~أن يصبح الكل مواطنين للمدينة جيلا واحدا على الأقل، ويتطلب هذا تحديد ~~تيار الهجرة إلى القاهرة إلى حدود ضيقة وبوسائل متعددة كما سنوضح فيما ~~بعد. # مشكلة القاهرة الكبرى # هذا باختصار شديد ما حدث خلال هذا القرن؛ لكي تصبح القاهرة حقيقة شديدة ~~البروز فوق خريطة مصر. فقد امتد مجمع المدينة الكبير امتدادا شاسعا ~~بالنسبة لمساحة المجال العمراني الضيق في مصر، ولم يعد لهذه المدينة نظير ~~- من قريب أو بعيد - في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، ليس فقط من حيث ~~المساحة، ولكن من حيث محتواها المكتظ بملايين الناس ومئات المشكلات ~~الاقتصادية والاجتماعية والتموينية والتعليمية والصحية، وعشرات الآلاف من ~~المشكلات اليومية، على رأسها آلام الانتقال اليومي في الشوارع الأساسية ~~من حيث الاختناق وفوضى المرور؛ لأسباب عدم التوازن بين الشوارع ومتطلبات ~~الحركة الحالية، # 5 # وعدم إيجاد ساحات انتظار للسيارات في المجاورات السكنية، أو ~~حول محلات السوبر ماركت و«المول»، وعدم تنفيذ جراجات لكل عمارة رغم النص ~~عليه في تراخيص البناء، أو تحويل الجراجات إلى محلات ومخازن رغم أنف ~~القانون، وكلها تعبير عن أنانية متفاقمة، وتسيب، وعدم الالتزام ~~بالقوانين. هذا فضلا عن قصور معظم الناس عن الاستخدام ms178 الأمثل للسيارات ~~الخصوصية أو العامة؛ مما يسبب مزيدا من عدم انضباط الشارع ~~القاهري. # وفي مقابل هذه المشكلات الكثيرة لم تقدم الدولة والجهاز الإداري المختص ~~بالقاهرة ما يجب أن يتم من خلال خطة متكاملة تخدم مستويات زمنية متصاعدة. ~~بل كانت الحلول غالبا وقتية وجزئية دون مساس بالجوهر أو إحاطة بالشمول، ~~وكان إنشاء لجنة القاهرة الكبرى في الستينيات - التي ورثتها وزارة ~~التعمير والإسكان، ثم أضيف إليها عبارة: «المجتمعات العمرانية الجديدة» ~~كوصف طنان - عملا جيدا من الناحية النظرية، ولكن أعمال هذه اللجنة ~~ووزارة الإسكان فيما بعد، من حيث التفكير في إنشاء مدن جديدة وتنفيذها في ~~صورة حلقة حول القاهرة بغرض استيعاب الزيادة المستمرة في سكان ونشاط ~~القاهرة، لا تشكل الحل الأمثل لمشكلة القاهرة. # ذلك أنه في الواقع - وبغض النظر عن الصعوبات التي تواجه إنشاء حلقة المدن ~~الإضافية في مواقع صحراوية تحتاج إلى إمدادات مياه في الوقت الذي نعاني ~~فيه من محدودية موارد مياه النيل، الذي لا يستطيع أن يعطي إلى ما لا ~~نهاية - فإن النتيجة النهائية هي خلق مشكلة قاهرة أكبر من الكبرى، وأعقد ~~من الحالية. فطبيعة العمران المديني أن يزحف تجاه بعضه طالما كانت ~~المسافات الفاصلة غير كبيرة مع استمرار تأثير عوامل النمو، ومن ثم ~~يزحف العمران من القاهرة صوب المدن الإضافية القريبة، والعكس صحيح ~~باعتبار أن المدن الإضافية سوف تنظر دائما صوب القاهرة بما فيها من ~~مراكز القوة والجذب، وتعطي ظهرها لجبهات التوسع التي يجب أن تكون بعيدة ~~كل البعد عن المجال المغناطيسي للقاهرة. # النمو الانفجاري للمدن # ليست كل المدن متساوية في درجة النمو لسبب أو آخر، كما أن درجات نموها ~~ليست ثابتة على المقياس الزمني، ومن أهم أسباب ذلك: ~~(1) # موقع وموضع مدينة ملائم في الماضي وغير ملائم في ~~الحاضر، مستجيب أو غير مستجيب لتطورات الحضارة، ~~والمبتكرات الآلية، وشبكة المواصلات. ~~(2) # أنشطة اقتصادية نامية أو خامدة أو كامنة تتفجر مع ~~تغيرات جذرية في تكنولوجية الإنتاج ونظريته، واستعداد ~~الناس للتكيف مع الجديد من المستحدثات. ~~(3) # نمو أو سقوط الوظيفة الأساسية للمدينة لتغيرات جذرية ~~في ms179 الوضع العام السياسي والإداري والإستراتيجي ~~والاقتصادي والثقافي للمدينة. فقد فقدت إسطنبول ~~الوظيفة السياسية في تركيا الحديثة مقابل نمو أنقرة ~~العاصمة السياسية، لكن انتقال العاصمة لم تكن له آثار ~~سلبية على إسطنبول بحكم موقعها وتاريخها الأطول من ~~القاهرة. ~~(4) # وهناك عوامل أخرى تشترك معا بدرجات متفاوتة، تبرز ~~بعضها أحيانا من لا شيء، مثل مدن البترول والتعدين ~~عامة. ومجموع هذه العوامل تحدث على مر الزمن التغيرات ~~التي تطرأ على المدن في نموها أو ثباتها أو تدهورها، ~~أو عودتها إلى مقدمة الحياة في الإقليم مرة أخرى في ~~صورة يشارك في تكوينها نظريتا دورة الحياة وعدم فناء ~~المادة، وقد مرت القاهرة بهذه المراحل وعادت إلى رأس ~~الحياة المصرية مرات عدة أبرزها العودة في العهد ~~المملوكي بعد الركود الفاطمي، والعودة في العصر الحديث ~~بعد الركود العثماني. # وحينما تتفق الظروف التي تدعو مدينة إلى النمو؛ فإن المدينة تظل تنمو إلى ~~أن تصل إلى أقرب تلاؤم مع الظروف السائدة، فإذا لم تتغير ظروف ودوافع ~~النمو فإن نمو المدينة يكاد أن يتوقف، بل ويصبح للمدينة مجال سلبي يؤدي ~~بصفة عامة إلى طرد الفائض من النمو الطبيعي للسكان إلى أماكن الجذب ~~الأخرى. لكن هذه الحالة المثالية قلما كان لها نظير في الواقع إلا لفترات ~~زمنية محدودة؛ فالمدينة إما أن تنمو أو تنكمش، ذلك لأن دوافع النمو ~~المديني عبارة عن «مركب حي» صفته الأساسية دينامية حركة دائمة نتيجة ~~للتغير الدائم في ترتيب مواضع العوامل والدوافع، كما ونوعا، داخل هذا ~~التركيب الحي، ومن ثم فإن المدن في حركة مستمرة. # وحينما تزداد كثافة عوامل النمو في مدينة ما فإن نمو المدينة يظل سائرا ~~دون توقف إلى أن تبلغ المدينة حجما معينا ليس له قياس فعلي بالمعنى ~~المادي أو الرقمي؛ لأن لكل مدينة مقياسها الخاص ارتباطا بظروفها ~~الحضارية والتكنولوجية. حينما يتم ذلك نجد تغيرا كيفيا يطرأ على ~~المدينة، فبدلا من أن تعتمد المدينة في نموها على مجموعة العوامل ~~والدوافع والظروف المستمدة من المكان والمستوى الحضاري والتكنولوجي ~~والخلفية التاريخية، يصبح للمدينة قوانينها الخاصة التي تفرضها ms180 على ~~مجموعة عوامل النمو السابقة، وبعبارة أخرى: تنعكس الصورة نظريا، ويصبح ~~للمدينة تأثير على مؤثرات نموها. # تبني المدينة لنفسها «روحا»، أو تصطنع لنفسها «قلبا» يحولها إلى ~~«كينونة» ذاتية القوانين، ويصبح لهذه الكينونة نهم شديد للتوسع، واجتذاب ~~المزيد من البشر بصورة طاغية تؤثر بوعي وبلا وعي على الاختيار «الإداري» ~~للمخططين والمستثمرين وجميع الأعمال والوظائف التي تمارسها المدن، ويصبح ~~الجميع أسرى لهذه الطاقة الذاتية للمدينة لا يستطيعون الخلاص من سطوة ~~تأثيرها، ولا يفكرون إلا من خلال ما تفرضه المدينة الطاغية من مشكلات ~~تدعوهم إلى إصلاحات وحلول جزئية ووقتية. # وفي الغالب لا يتاح لكل مدن الدولة أو مدن إقليم من أقاليم الدول ذات ~~المساحة الواسعة مثل هذا «الطاغوت»، إنما يحدث غالبا لمدينة واحدة ~~تستقطب النمو وتؤدي إلى إيقاف أو بطء النمو في المدن الأخرى بحيث تصبح ~~قزمية النمو إلى جوار المدينة العملاقة. # ولسنا نعرف على وجه التحديد إلى أين يقود النمو الذاتي لمثل هذه المدن ~~المتسلطة، وأغلب الظن أنه يقود إلى «انفجار» - إذا شئنا المبالغة - يهدد ~~المدينة بالتراجع نتيجة للخلل الذي يحدث كما وكيفا في حجم المدينة ~~مكانيا وسكانا ونشاطا، وهي التي تزيد من المصاعب في مستوى أداء وظائف ~~المدينة، وفي تركيب المدينة اجتماعيا وصحيا وأمنيا وإدارة يترتب ~~عليها تناقضات كبيرة بين الترف والفقر في أحياء المدينة، وإلى مزيد من ~~البيروقراطية والمركزية، وتدخل السلطة؛ لتحجيم الخلل ولو جزئيا. # ولا توجد لدينا أمثلة عن مثل هذا الانفجار لمدن حديثة، وإن كان أقربها ~~إلى هذه المرحلة طوكيو ونيويورك، التي تسمى في المصطلح العلمي # Megapolis ~~، ولعل روما الرومانية ~~وبغداد الإسلامية من الأمثلة على انفجار المدن العملاقة في الماضي ~~المؤرخ، وساعد على انفجارها مركزيتها المطلقة للعالم المعروف آنذاك، ~~ورخاؤها وترفها الخيالي وتعفن تركيب قياداتها، وعوامل أخرى خارجية عسكرية ~~ودينية، وعلى رأسها تحركات شعوب الترك والمغول، وهجراتهم من وسط آسيا؛ ~~فاكتسحوا أوروبا والصين والعالم الإسلامي. # وليس من الضروري أن تبلغ المدن حدودا موحدة تدخل بعدها مرحلة الانفجار، ~~ذلك أن هناك ارتباطا كبيرا بين المدينة الواحدة وخلفيتها الحضارية ~~والتكنيكية يجعل ms181 لمرحلة الانفجار في كل مدينة مقياسا خاصا بها. فما ~~يصدق على طوكيو لا يصدق على القاهرة. ومن أهم المقاييس التي يمكن أن تؤخذ ~~مؤشرا على ذلك أن يصبح الوفاء بخدمات المدينة الأساسية أمرا بالغ ~~الصعوبة؛ مثلا مشكلة إمداد المدينة بالمياه، أو مشكلة الانتقال داخل ~~المدينة، وكلتاهما من المشكلات التي تواجه كثيرا من مدن العالم الكبرى ~~في الوقت الحاضر. وقد استطاعت طوكيو أن تجد حلولا لمشكلة المياه حتى ~~قارب سكانها عشرة ملايين، ثم أصبحت بعد ذلك مشكلة خطيرة بعد أن تعدت ~~المدينة 12 مليونا. فهل نتوقع أن تصمد القاهرة لمشكلة المياه بعد ~~ملايينها السبعة - القاهرة الكبرى نحو أحد عشر مليونا - أو الإسكندرية ~~بعد أن أشرف سكانها على أربعة ملايين؟ # لم يعد هناك مجال للكلام عن جزئيات المشكلة، والمهم الآن هو السيطرة على ~~نهم المدن الكبرى سيطرة حقيقية، وبدون شك هناك إمكانات كثيرة للسيطرة؛ ~~مثلا يقال: إيجاد تشريعات تمنع أو تحد من الهجرة للقاهرة، لكن ذلك في ~~الحقيقة صعب المنال، وربما يحولنا إلى دولة بوليسية تمنع حرية الأفراد في ~~التنقل داخل وطنهم. وربما كان الإجراء الأجدى ألا تشجع السلطات إقامة ~~منشآت عمالة جديدة بالقاهرة كمرحلة أولى، ثم تمنع ذلك لفترة زمنية طويلة ~~- عقدين أو ثلاثة عقود - حتى يعتاد رأس المال على استثمارات في ريف مصر؛ ~~فيحل إشكالية الزيادة السكانية الريفية العاطلة. # لكن هناك دائما تجاوزات عن التشريعات تحدث بضغوط المصالح التي لا تقاوم، ~~وتبدأ التجاوزات تتسع لتصبح قوانين غير معلنة، وينتهي الأمر إلى تغيرات ~~جديدة في التشريعات السابقة لصالح ضغوط المصالح، ولهذا نجد للتشريعات ~~ملاحق في أزمان مختلفة تواكب «المتغيرات الضاغطة» وتتصالح معا! ~~(2) القاهرة تحت الحصار # في مصر كان النمو العمراني منذ نصف قرن يسير في خطوط ملتزمة بلوائح البلدية قدر ~~الإمكان، ولكن مع تزايد السكان رأى المختصون إمكان تطبيق فكرة المدن التوابع ~~حول القاهرة كما أسلفنا. لكن ما نفذ في لندن أو استكهولم، على سبيل المثال، ~~يختلف جوهريا عن القاهرة في: # أولا: # أن النمو السكاني في العالم الأوروبي الغربي يكاد ~~يقترب من ms182 الصفر، بينما نمو سكان مصر هو 2٪ سنويا - ~~بمعنى أننا ننمو بمقدار أربع إلى خمس مرات قدر تلك ~~الدول. # وثانيا: # البيئة الطبيعية في غرب أوروبا مختلفة في أنها ليست ~~بيئة جافة تفتقر للماء كحال مصر، ومن ثم تحتاج إلى ~~مواصفات خاصة. # ثالثا: # أن الأوروبيين يلتزمون بالقانون واللوائح التي تنطبق ~~على الجميع دون استثناء، بينما الالتزام بالقانون في ~~مصر ضعيف في أكثر الحالات، وترتب على ذلك أن حواجز ~~الأمان الفاصلة بين المدينة الأم والمدن التوابع ظلت ~~قائمة للحفاظ على البيئة والاستمتاع بها في ~~أوروبا. # أما في العالم الثالث: فإن المدن الحلقية - أقيمت فيها أنشطة خاصة أو لم تقم - ~~تدير وجهها نحو المدينة الأم، بدلا من الاحتفاظ بمدن الحلقة كل داخل إقليمه. ~~نجد الرغبة تتولد في النمو تجاه المدينة الكبيرة بحكم اعتياد الحركة اليومية ~~للعمالة في هذه المدن، والأغلب أن تستجيب الأجهزة الإدارية والوزارية لهذه ~~التوجهات، وهذه الاستجابة قد تكون بوعي وإدراك لتنفيذ غرض معين؛ كالاستفادة من ~~المسافات الحاجزة في إقامة مشروعات محددة، مثل: إقامة أسواق الجملة في العبور ~~و6 أكتوبر. ويؤدي وجود الطريق والماء والكهرباء إلى ضغوط للحصول على أراض ~~لإشباع المتطلبات العديدة لأية تنمية عمرانية أو إنتاجية، والأغلب أن عنصر ~~المضاربة على الأرض من جانب الإدارة الحكومية أو المستثمرين يكون له الريادة ~~على بقية العناصر؛ مما يؤدي إلى افتعال أسعار عالية لأرض لم يكن لها قيمة بصورة ~~عامة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الناتج المحلي العام بضع سنوات، ثم يهبط إلى ~~قيمته الحقيقية محولا الكثير من المدخرات التي دفعت في شراء هذه الأراضي إلى ~~قبضة رمال! # وقد فعلنا نحن ذلك حول القاهرة بصورة مبالغ فيها، وحول الإسكندرية بصورة أقل؛ ~~فإن إنشاء العاشر من رمضان كان عملا جيدا في حد ذاته كمدينة صناعية وسكنية ~~متكاملة في مخططها الأصلي، ونجح المخطط بدرجة حسنة في إقامة المصانع، ~~وبالرغم من التساؤلات حول ماهية القيمة الفعلية، وديمومة المنشآت الصناعية في ~~ظل التسهيلات التي تمنحها الدولة، فإن الصناعة قد أرست جذورا في العاشر. أما ~~الشق الثاني من ms183 المخطط - وهو إقامة سكن دائم لغالبية العاملين في المصانع؛ ~~فما زال دون التحقيق بنسبة كبيرة، فمعظم المقيمين أو أصحاب الوحدات السكنية لا ~~يرتبطون بصناعات العاشر. ويحتاج الأمر إلى دراسة جادة، ومكاشفة صريحة؛ لتبين من ~~هم سكان العاشر من رمضان: هل منهم نسبة من العازفين عن حياة المدن الكبيرة ~~وخاصة من أصحاب المعاشات، أو مستثمرين ورجال أعمال يقضون عطلة نهاية الأسبوع، ~~أو يقيمون مآدب لعقد صفقات العمل؟ أم أخيرا هم فعلا من العاملين في إدارة ~~وصناعة العاشر؟ وتبقي الحقيقة أن الجانب الأكبر من العاملين في العاشر - وكذا 6 ~~أكتوبر - يقيمون في القاهرة الكبرى، ويقومون برحلة العمل اليومية صباحا ومساء ~~عبر طريق الإسماعيلية الصحراوي وطريق الهرم وفيصل. فهذا أمر لا ينكره كل ذي ~~عينين حتى لو كان قلبه مغلقا عن المعنى وراء هذا الهول من الازدحام كأنه الحشر ~~مكررا! # ومع تحفظات معروفة عن الطبيعة الجيوفيزيقية لموضع مدينة 15 مايو، فإنها الوحيدة ~~من مدن الحلقة التي تقع في مواجهة المجمعات الصناعية في إقليم حلوان، وبالتالي ~~فإنها مارست وظيفتها السكنية المؤهلة لها بطريقة جيدة. أما مدن الحلقة الأخرى ~~فلم تؤد إلى تخفيف عبء السكان والضغط على المرافق والخدمات في القاهرة، ولم تعط ~~الفرصة لتفريغ القاهرة من المساكن المتهالكة؛ ولهذا فإن إعادة بناء القاهرة ~~بتنمية أحزمتها الفقيرة لم تتم، وأصبحت القاهرة متحفا اجتماعيا شديد التفاوت ~~يتجاذبه قطبي الفقر المدقع والغنى الفاحش متمثلا في أحياء متجاورة كالزمالك ~~والمهندسين إلى جوار إمبابة أو الدقي وبولاق الدكرور أو جاردن سيتي والسيدة ~~زينب ودار السلام والمعادي ... إلخ. ويتسلل داخلها وخارجها السكن العشوائي ~~كالنبات المتسلق فوق الأسطح أحيانا، وكالخلايا السرطانية في الهوامش أكثر ~~الأحيان. # ولا يقتصر عدم وفاء مدن الحلقة على هذه الجوانب السلبية التي قوضت أسس الفكر ~~الذي من أجله صممت وأنشئت، وهو الإسهام في حل مشكلات الإسكان، بل إن تراخي ~~الإدارة المحلية - لأسباب غير معروفة تماما - عن منع الناس من الإنشاء ~~والتعمير على جانبي الطرق السريعة قد أدى إلى اختناق هذه الطرق. فالأملاك على ~~واجهات الطرق تغري بالإنشاءات غير المسموح ms184 بها لارتفاع قيمة الأرض بالدرجة التي ~~تدعو للمخاطرة بالمخلفات، ومع شيء من النفوذ والقوة تكتسب المخالفات صفة الأمر ~~الواقع، وتصبح بذلك مصدرا للقياس يقتدى به، وبذلك يتقلص حرم الطريق السريع من ~~500 متر إلى 50 مترا - وفي أحيان إلى أقل من ذلك! وربما كان من بين أسباب ~~الإغراء أن الإدارات الحكومية تقوم الأراضي بأسعار عالية؛ مما يؤدي إلى ~~قيام المستثمرين بإنشاءات مخالفة، من حيث تجاوز حرم الطريق أو الارتفاعات؛ ~~لتعويض ما قدروه مسبقا من الربح. # والأشد خطرا أن ترى الحكومة في المسافات الفارغة التي تخدمها الطرق السريعة ~~مجالات للإنشاءات الضخمة مثل إدارة التجنيد في الهايكستب ومدينة الهايكستب ~~السكنية، وسوق العبور على طول طريق الإسماعيلية، ولم تكتف بذلك؛ بل زايدت ~~الأجهزة الإعمارية على نفسها بملء الفراغات حول الطرق المحيطة بمدينة العبور ~~بتخصيصات للصناعة، ثم استدارت فأعلنت مزايا كثيرة لبيع غرود الخانكة والصحاري ~~شرقها على طريقي الإسماعيلية والسويس في صورة تجمعات مدن الشروق وبدر. إلى جانب ~~مشروعات التجمع الخامس، وعلى طول الطريق الدائري الجديد من المعادي إلى ~~القطامية والهجانة؛ بل إننا نرى الآن غابات من مباني الطوب الأحمر، غاية في ~~القبح، بدأت تغزو جانبي الطريق الدائري في القطاعات التي اكتملت من مدينة ~~السلام إلى ميت نما، وتحاصر القاهرة من الشمال في جبهة عريضة من مناطق الفقر، ~~ومناطق الصناعة في شبرا الخيمة ومسطرد والمرج وكفر الشرفا ... إلخ. والنتيجة أن ~~الالتحام واقع لا محالة بين واجهات القاهرة الشرقية والشمالية: «المعادي - ~~البساتين - منشأة ناصر - مدينة نصر - مصر الجديدة - النزهة - المطرية وعين شمس ~~- عزبة النخل وشبرا الخيمة»، وبين جبهات الحصار في مواقع المدن الجديدة في: ~~«القطامية والهجانة والقاهرة الجديدة وبدر والشروق والعبور والسلام والعاشر من ~~رمضان»، كل ذلك في صورة تجمع مدن أخطبوطي الأذرع هائل المساحة قد يكون ~~نحيف السكان في مناطق الأغنياء وكثيف السكان في أخرى، تتزاحم فيه الطباقية ~~الاجتماعية والبنية الوظيفية، وتتخلل فيه الإدارة والانضباط. أردنا حل مشكلة ~~القاهرة فأنتجنا قاهرة أضخم حجما وسكانا ومشكلات أعتى وأعصى على الحل بالقياس ~~إلى القاهرة الأصلية! # هل يمكن فك ms185 الحصار؟ هذا سؤال صعب له إجابة واحدة تنصرف على ما تم وما لم يتم، ~~وما هو مخطط للمستقبل. ونقطة البدء ببساطة هي أن أي مدينة جديدة نخطط لها يجب ~~أن تنطلق من فرضية أن المدينة تتمركز حول نفسها؛ أي إلى داخلها، وليس إلى ~~المدينة الأم إلا في أضيق الحدود المعروفة عن تراتب مكانة المدن من حيث العدد ~~والقوة الاقتصادية. صحيح إذن أن هناك تراتب المدن، عبرت عنها نظريات الحضرية ~~بأكثر من شكل وأكثر من بنية # 6 # بحيث تعتمد المدن الأصغر على مدينة أكبر في بعض الوظائف والخدمات. ~~لكن تبقى للمدينة الصغيرة وظيفة هي مبرر قيامها - سواء كان هذا المبرر ~~إنتاجيا أو خدميا أو ترفيهيا. باختصار أن تكون المدينة المنشأة ذات ~~كينونة مستقلة في بنيتها الفيزيقية والسكانية بحيث تقل الحركة اليومية إلى الحد ~~الذي لا تشكل فيه عبئا على الطرق، سواء كان ذلك انتقال العمالة اليومية أو ~~الانتقال السلعي اليومي وحركة التلاميذ والمرضى إلى منشآت مركزية في المدن ~~الكبرى، كل ذلك بقدر مدروس ومحسوب على إسقاطات زمنية معقولة. # وهناك نقطة بداية أخرى ذات قدر كبير من الأهمية. تلك هي أن العادة جرت إلى ~~الفترة المعاصرة على أن يدور تحليل وتصنيف المدن حول «عظم» المدينة دون ~~«الأنسجة والعضلات المحركة ». فالدارج أن مخطط أي مشروع حضري يركب على المسح ~~الطبيعي للمكان بصورته القائمة دون حساب مدخلات التغير الذي يطرأ على البيئة ~~فجأة، كالأمطار السيلية في الوديان الجافة لعشرات السنين. ثم يضاف شكل المدينة ~~ومحاور حركتها بناء على الوظيفة المقترحة. كل ذلك ضمن أطر وقيم معروفة لدى ~~المخططين هي أشبه بجداول اللوغارتمات أو «استامبة» كليشيه المجاورات السكنية ~~كأننا في أمريكا أو أوروبا! وفعلا يمكن الحصول على مخطط متميز دون الإشارة إلى ~~المجتمع إلا في صورة عددية وإطار دخل الأفراد. # ولكن ليس هذا هو كل المطلوب؛ فالإنسان، محرك النشاط ومصدر الوظائف، هو نفسه ~~مستهلك نواتج التفاعل بين أنشطته وحركته في المدينة، سواء كانت تلك الحركة ~~للعمل أو استهلاك الخدمات الأساسية وخدمات الترفيه والثقافة. والإنسان ليس نمطي ms186 ~~السلوك والطبائع، ولا يتحرك ضمن قوالب سلوكية موحدة. باختصار هناك بعد ثقافي ~~يحيل المجموع إلى فرادى، والمجتمع إلى مجموعات متعددة، وليس الغرض أن يدرس ~~المخططون الأبعاد الثقافية للمجتمع الذي يمكن أن يحيل «الماكيت» إلى لوحة حية. ~~إنما الغرض أن نترك مساحة ما لروح المبادأة والإبداع في كل حي من أحياء ~~المدينة، يقوم المجتمع من خلالها بإعطاء «الحي» الصبغة واللون الذي يحس من ~~خلاله بوجوده وتوحده مع مسكنه ومدينته؛ أي يصبح منتميا إلى المكان ~~الجديد. # فالممارسة الحالية والتي تكررت كثيرا تجعل المقيم الجديد يعيش في قالب غريب عن ~~اعتياداته وسلوكياته، بل غريب أيضا عن خصوصياته، وربما أيضا عن تسانده ~~الاجتماعي الذي درج عليه في بيئته السابقة. إنه يحس داخل بنايات «علب الكبريت» ~~أنه محاصر في لوح كالح نمطي لعمائر الواحدة تلو الأخرى وشوارع الواحد وراء ~~الآخر. أين الدكاكين الصغيرة وعلاقة الجيرة والمقاهي الشعبية التي يجد فيها ~~المكدود راحته، ويعلم فيها الأخبار، ويصبح من خلالها ممارسا للحياة ~~الاجتماعية؟ لهذا نجد الناس يحولون بعض الشرفات إلى أعشاش للطيور الداجنة أو ~~أجزاء من المساحات الخضراء بين العمائر إلى ملاعب أو مشرب للشاي ومنتدى ~~للاجتماع المحلي، وأين مجال حركة النساء في هذا الخضم؟ هذه كلها مساحات مطلوب ~~من المخططين أن يتركوها لإبداع المجتمع، ووضع لمساته الحياتية الخاصة. فتتحول ~~القوالب إلى مدينة أو حي له شخصيته. # أما الممارسة الحالية التي تقسم المدن إلى مناطق لمستثمرين، كل يعطي شكلا ~~لحي قد يكون في أجواء ومناخات غير مصرية كالحدائق وأحواض السباحة المشتركة ~~التي تعطي الانطباع كأننا في أمريكا أو أوروبا ذات المناخ المعتدل لممارسة حياة ~~خارج البيت، مع أن خارج البيت عندنا لا يشغل سوى ربع السنة مجزأ بين أيام ~~شتاء دافئة وربيع غير خماسيني وخريف غير قائظ، والأرباع الثلاثة غالبها حر هجير ~~ووهج يدفع الناس إلى داخل البيوت وإلى ملاذ التكييف للقادرين. هذا فضلا عن أن ~~هذه المخططات تكاد أن تلغي الخصوصية حتى بين المثقفين والأغنياء؛ لأن الخصوصية ~~ما زالت سمة مجتمع له جذور ضاربة في التاريخ ms187. # وبإيجاز فإن المدينة هي التقاء المجتمع البشري بالتركيب المادي للأبنية ~~والطرقات؛ مما يجعل المدينة كائنا حيا، ينمو ويمرض، ويحتاج إلى توازن مع ~~البيئة، وإلى انضباط كي لا يفرط أو ينفرط. # ماذا يمكن أن نفعل الآن؟ إن ما تم إنشاؤه لا يمكن تعديله، ولكن ما هو مخطط أو ~~ما بيع من مخططات وتخصيصات ففي الإمكان إيقافه وتعديل مواقعه إلى أماكن أخرى ~~أحوج إلى التنمية من منطقة القاهرة. كأن تختار مواقع أخرى بعيدا عن نطاق جذب ~~العاصمة، في الصعيد شرق النيل كمثال، أو شرق قناة السويس على ضفة سيناء كمثال ~~آخر؛ ففي شرق الصعيد من الأرض ما يتسع للتنمية الزراعية والسكن والمدن الصناعية ~~والحرفية المتوسطة والصغيرة. فقد آن الأوان أن نكف عن الطموح غير القادر بإنشاء ~~مدن نصف مليونية كما هو الواضح من دعاوي إنشاء مدن الحلقة حول القاهرة، وفي شرق ~~القناة آن أوان تعظيم الاستفادة من هذا المجرى المائي المدهش الذي يربط المكان ~~العربي والشرق أوسطي والأسيوي بالاتفاق على إقامة «عزب» صناعية متعددة تتوطن ~~فيها صناعات مصرية بتكنولوجيا ومشاركة جدية أورو-أمريكية-أسيوية في هذا المكان ~~المتميز من العالم القديم، وهو ما يحدث الآن في مشروع تنمية شمال غرب خليج ~~السويس وميناء السخنة، وفي هذا المجال وغيره ، مثل إقليم بحيرة النوبة- ناصر، ~~يمكن الاستفادة من التعاقدات والأموال التي دفعها المستثمرون - والمضاربون - في ~~أراضي المدن والضواحي المعلنة: «بدر وتجمعات عديدة من الشروق، وربوة أكتوبر، ~~والتجمع الخامس» في المشروعات التي يمكن أن تقام، على أن يكون ذلك أمر طوعي من ~~جانب المستثمرين. وعلى هذا النحو من الاجتهاد يمكن أن يفتح الباب لاجتهادات ~~ومشروعات أخرى تسعى لتخفيف الحصار عن القاهرة، وتعيد لمصر توازن سكاني ~~وسكني واقتصادي فقدته منذ فترة نتيجة تخلخل الرؤية المتكاملة لمشكلات مصر ~~الخالدة على مسرى التاريخ. # غزو المطار # مطار القاهرة مهدد بغزو العمران حوله من كل جانب. ففي الثمانينيات زحف ~~العمران بهدوء على طريق المطار أمام الكلية الحربية، وبلغ هذا الزحف قمته ~~بإنشاء مستوطنة تعرف بمساكن شيراتون، وبرغم أننا قد نلاحظ ms188 أثر التلوث ~~السمعي الذي تحدثه الطائرات على ساكني الشيراتون في أسماع وأبدان ~~أبنائهم في المستقبل، إلا أننا سنركز في هذه العجالة على اختناق المطار ~~بتأثير النمو السكني للقاهرة، وهذه المساكن ما فتئت تنمو، وآخر فصل في ~~هذا النمو هو مشروع حي الملتقى العربي، وبذلك يكون المطار قد طوقته ~~المباني من الجنوب والجنوب الشرقي، وفي غرب المطار بدأت العمائر السكنية ~~تنمو مباشرة على طول طريق السندباد في منطقة النزهة الجديدة - وبعضها ~~يبنى خارج خط التنظيم، بحيث إن ردودها من الشرفات تغطي منطقة رصيف ~~الشارع، وبعضها وصل إلى خمس طوابق أو أكثر. # فهل يتم البناء بعيدا عن أعين المسئولين - علما بأن هذا الطريق يمر فيه ~~آلاف الناس يوميا، بما في ذلك بعض المسئولين عن إسكان محافظة القاهرة! ~~وبهذا فإن مسار الطيران إلى المدرج الشمالي للمطار أصبح وكأنه يسير في ~~نفق بين عمائر الشيراتون والسندباد، وتحاصر مدينة نصر مدخل المدرج الشرقي ~~للمطار، وهو الأكثر استخداما. وتهدد أبراج مدينة نصر الملاحة الجوية في ~~هذا الاتجاه، ولا توجد فوق هذه الأبراج الأنوار التحذيرية المتعارف عليها ~~عالميا برغم أن ذلك يهدد المئات من ركاب الطائرات من وإلى عزيزتنا ~~القاهرة. ومن زمن ليس بعيدا كانت الأنوار التحذيرية مثبتة فوق بعض ~~عمارات مصر الجديدة ، لكن الإهمال أدى إلى اختفاء معظم هذه الأنوار! ولا ~~يوجد ما يمنع من الإصرار الآن على وضع هذه الأنوار بدلا من انتظار ما لا ~~يحمد عقباه. وقد ظهر مشروع «القاهرة الجديدة» والذي - إذا تم - سيكتمل ~~غزو المطار من الشرق والشمال بامتداد التجمعات الأولى والخامسة والهجانة ~~وبدر والشروق والعبور والسلام، والتحام كل هذه الكتلة بكتلة مدينة نصر ~~ومصر الجديدة والمرج وكفر الشرفا، حيث بدأت عمائر من الطوب الأحمر ~~والإسمنت تخجل العين من النظر إليها مرتين، تحدق بالطريق الدائري الجديد ~~الذي أنفقت الدولة على تشييده الملايين من الجنيهات؛ لتيسير الحركة حول ~~القاهرة. فإذا لم يراع البعد بقدر 50 إلى 100 متر عن الطريق الدائري ~~فسيكون مآله هو ذات المصير الذي لقيه طريق صلاح سالم مع الفارق أن الضغوط ms189 ~~السكانية على الأرض الزراعية في شمال القاهرة أقوى من ضغوط سكان المقابر ~~في الغفير والقرافة الشرقية وباب الوزير! # هل نعلن عن مناقصة عالمية لإنشاء مطار جديد مثلا في منتصف المسافة بين ~~القاهرة والسويس، وما أدرانا ألا تلاحقه أيضا مشروعات مدن جديدة، ~~فالطرق الممتازة لها جاذبية خاصة للعمران غير المنضبط، وعلى الدولة أن ~~تتكلف مليارات الجنيهات لبناء المطار الجديد وتجهيزاته المتعددة، وخاصة ~~التجهيزات الإلكترونية والرادارية، ويعلم العارفون بأمور الطيران أن هذا ~~العبء المالي هو بالقطع فوق طاقة مصر كثيرا، وأنه إن وجدت هذه الأموال، ~~فالأجدى استثمارها في قطاعات إنتاجية تعطي مردودا لمصر بدلا من إنفاقها ~~على إصلاح ما يفسده نمو القاهرة الجديدة. فهل نحن على استعداد لتقبل سقوط ~~المطار من أجل زيادة مشكلات القاهرة أضعافا مضاعفة يجعل ضبطها وإدارتها ~~هي الصعوبة بعينها؟ أليس من الأجدى تنشيط السكن في مدن قائمة في شمال شرق ~~القاهرة كالعاشر من رمضان؟ # إنقاذ القاهرة # 7 # أصدر مجلس الوزراء في 5/ 11/ 1995 قرارا بتأجيل مشروع مدينة «القاهرة ~~الجديدة» ووقف بيع الأراضي الصحراوية المملوكة للدولة، ورد المقدم ~~الذي تم تحصيله من المشترين - إذا كان ذلك واردا في العقود - وكذلك ~~إنشاء لجنة من عدد من الوزراء: الدفاع، النقل، قطاع الأعمال، الإسكان، ~~والمجتمعات العمرانية الجديدة، بالإضافة إلى محافظة القاهرة والجيزة؛ ~~«لدراسة مشكلة المجتمعات العمرانية الجديدة حول القاهرة الكبرى في ضوء ~~عدم قدرة المدينة على استيعاب المزيد من السكان ... وتقديم الخدمات اللازمة ~~لهم، وترجمة توجيهات رئيس الجمهورية إلى مشروعات عملية.» # وهذا القرار الشجاع - الذي لم ينفذ لتغير الوزارة - إنما يعبر عن إدراك ~~المسئولين لخطورة الموقف العمراني في القاهرة، ويحتاج من المصريين، ~~مسئولين ومفكرين، إلى وقفة تأمل عميقة عما يراد بالقاهرة: تركيز المزيد ~~من المصريين في قاهرة أصبحت عاجزة عن مداواة مشكلاتها الحالية. التوجه ~~الأساسي في إنشاء المدن التوابع التي تتحلق حول مدينة كبيرة. أن تنظر ~~المدينة الجديدة إلى داخلها، وليس إلى المدينة المجاورة؛ بحيث لا تتحول ~~إلى مدن «منامة» ينطلق منها كل صباح آلاف الناس إلى عملهم بالمدينة ~~الكبيرة، متكدسين كأسراب الجراد فوق الطرق ms190 التي تبنيها الدولة بشق ~~الجيوب. # وفي الغرب يحدد عدد سكاني يتراوح بين عشرين وخمسين ألفا للمدينة ~~الجديدة؛ كي يسهل حل إشكالياتها المتوقعة وغير المتوقعة، ولكننا في مصر ~~نتصدى لإنشاء مدن لنصف مليون أو تزيد! كأننا أقدر على مواجهة المشكلات، ~~وأقدر على منع الخارجين على لوائح العمران ارتفاعا وطولا وعرضا! فأين ~~نصف المليون في مدن رمضان وأكتوبر والسادات برغم مرور نحو 30 سنة على إنشائها؟ # 8 # المطلوب إرساء قواعد تنظيمية للتخطيط الشامل في صورة لجنة دائمة مكونة من ~~أشخاص متعددي الاختصاص حتى لا يستأثر رأي واحد بقرار قد يكون في النهاية ~~غرما على المصلحة العامة. فقد آن أوان الموضوعية الهادئة حتى لا نكلف ~~مصر اليوم وغدا خسارات فادحة ومدنا نجاحها في «فض الاشتباك» السكاني ~~في القاهرة غير ناجحة. فنحن دولة مواردها محدودة، ولا نستطيع أن نهدرها ~~في إضافة تعاسة عمرانية إلى تعاسة القاهرة المعاصرة. ~~(3) الحركة المرورية في القاهرة الكبرى # يكون النقل والانتقال داخل المدن نوعا خاصا من المشكلات يختلف عن النقل ~~في الطرق التي تربط المدن وأنواع المحلات السكنية الأخرى بعضها بالبعض، وهناك ~~أسباب عديدة لهذا التمييز على رأسها أن طرق المدينة تخدم كتلة سكانية وسكنية ~~كثيفة في: ~~(أ) # علاقات المدينة الوظيفية الداخلية متعددة الأشكال، وهذه تمثل ~~الحركة الذاتية للمدينة. ~~(ب) # علاقات المدينة ودورها داخل إقليم تسيطر عليه المدينة، ~~وتستقطب من خلاله أشكال العلاقات التجارية والإدارية ~~والثقافية والتموينية؛ لإشباع احتياج الغذاء اليومي لكتلة ~~السكان، وهذه تمثل الحركة الخارجية للمدينة. # وفي الحالتين تتعاظم حركة النقل والمرور الذاتية والخارجية كلما كبرت المدينة ~~إلى أن نصل إلى العواصم القومية التي تمثل ذروة الكثافة المرورية بحكم وظائفها ~~السياسية والاقتصادية، وكل أشكال الخدمات الصحية والتعليمية والمعلوماتية ~~والترفيهية؛ وهو مما يزيد استقطابها لحركة النقل السلعي، وانتقال الناس ليس فقط ~~من داخل إقليمها بل على أبعاد الدولة. # وينطبق هذا المعيار على كل دول العالم، لكنه يصبح أشد تركيزا في الدول النامية ~~مركزية الحكم والإدارة حيث تكون الإدارة المحلية للأقاليم باهتة، قليلة ~~الصلاحيات الفعلية. # ومصر من هذا النوع، ولكن ظروفها الجغرافية ms191 والتاريخية تزيد تسلط العاصمة على ~~مدار مئات السنين، فالمعمور المصري القابل للإنتاج والسكن محكوم جغرافيا ~~وجيولوجيا ومناخيا بمساحة ضيقة ملتصقة بمورد المياه داخل غلاف صحراوي قاحل ~~منذ عدة آلاف السنين. ومركزية الموقع للعاصمة أمر صعب تجاوزه إلا في حالات ~~الضرورة السياسية القصوى كطيبة «تقهقر قوة مصر»، أو تانيس «صان الحجر - نمو ~~الإمبراطورية المصرية إلى بلاد الشام»، أو الإسكندرية «علاقات مصر المتوسطية ~~خلال العصر الإغريقي الروماني». # وعلى هذا فإن القاهرة كنموذج للحركة والنقل داخل المدن في مصر تأخذ شكلا ~~حادا، وتتطلب المزيد من العناية برسم مخطط عام ~~مرن # Master ~~plan # لا ترهقه المدن الجديدة التي تلقي عليها أعباء مرورية ~~فوق طاقتها الاستيعابية الفيزيقية والبشرية. # وفي القاهرة مجموعة كبيرة من مكونات الحركة والانتقال، سنكتفي منها بالمسببات ~~الأساسية كمعايير لقياس الحركة، هي: القوة العاملة التي تتحرك وظائفيا، ~~وعناصر جذب الحركة، اتجاه تيارات الحركة؛ شرايين وشوارع القاهرة التي تتعامل مع ~~كتلة الحركة العامة. ~~(3-1) قوة العمل في القاهرة الكبرى # عدد السكان بالآلاف للفئة العمرية 15-60 ~~سنة (تعداد 1996). # العدد بالآلاف # المنطقة # الأقسام # 1205 # الشمال # الشرابية - شبرا - روض الفرج - الساحل - الزاوية ~~الحمراء - شبرا الخيمة # 1197 # شمال شرقي # حدائق القبة - الزيتون - المطرية - عين شمس - ~~المرج # 622 # الشرق # السلام - النزهة - مصر الجديدة - مدينة نصر 1 و2 - ~~منشأة ناصر # 486 # الوسط # الزمالك - قصر النيل - بولاق - الأزبكية - الموسكي ~~- عابدين الجمالية - الدرب الأحمر - باب الشعرية - ~~الظاهر - الوايلي # 374 # جنوب وسط # السيدة زينب - الخليفة - مصر القديمة # 876 # الجنوب # البساتين - المعادي - طرة - حلوان - 15 مايو - ~~التبين # 1500 # الغرب # إمبابة - العجوزة - الدقي - بولاق الدكرور - ~~الجيزة - العمرانية - الهرم # 6250 # المجموع # العاملون الذين تناولهم تعداد 1996 هم 1822000 في محافظة القاهرة، ونحو ~~660 ألفا في محافظة الجيزة - نسبة 45٪ من قوة العمل في الجيزة - ونحو ~~300 ألف في شبرا الخيمة، ويكون المجموع قرابة مليونين وثلاثة أرباع ~~المليون عامل في القاهرة الكبرى، منهم نحو ثلثي مليون من النساء. # وبافتراض أن 40٪ من العاملين يتحركون في دوائر عمل قريبة من سكنهم - نحو ~~مليون ومائة ألف عامل - يصبح المتنقلون نحو مليون و600 ألف عامل يتحركون ~~في القاهرة بعيدا عن مساكنهم، نحو 500000 عامل على الأقل حركة يومية إلى ~~ومن القاهرة ms192 الكبرى. # فالمحصلة النهائية أن نحو مليونين ومائة ألف يتحركون يوميا في شوارع ~~القاهرة. # وربما يعطينا الجدول التالي شكل الحركة واتجاهاتها في التسعينيات من ~~القرن العشرين. # جدول : تورزيع احتمالات الحركة اليومية على المناطق الجغرافية ~~للقاهرة الكبرى «الأعداد بالآلاف». # المنطقة # عاملون ذكور # عاملون يتحركون # عاملات إناث # عاملات يتحركن # جملة العاملين # جملة المتحركين # الشمال # 375 # 225 # 127 # 76 # 502 # 301 # شمال شرق # 312 # 188 # 126 # 75 # 438 # 263 # الشرق # 165 # 138 # 66 # 40 # 230 # 178 # الوسط # 156 # 75 # 51 # 30 # 176 # 105 # جنوب وسط # 97 # 58 # 40 # 25 # 137 # 83 # الجنوب # 230 # 140 # 95 # 57 # 325 # 197 # الغرب # 515 # 309 # 145 # 87 # 660 # 396 # المجموع # 1850 # 1133 # 650 # 390 # 2468 # 1523 # ويضاف إلى المجموع الذي ينتقل للعمل نحو نصف مليون يأتون من خارج القاهرة ~~الكبرى يوميا؛ وبالتالي يصبح المتنقلون في شوارع القاهرة قرابة مليونين ~~ومائة ألف شخص يوميا. # ولا شك في أن مجالات الحركة تختلف من منطقة لأخرى. فغالبية الحركة ~~اليومية في منطقة الجنوب تكاد تتركز في المنطقة، ونسبة قليلة قد لا ~~تتجاوز الربع تأتي من خارج المنطقة. وفي أقسام الشمال تتجه الحركة ~~اتجاهين مختلفين؛ أحدهما: إلى الشمال نحو الساحل وشبرا الخيمة، والثاني: ~~نحو وسط البلد. وفي الغرب تتجه أكثر من نصف حركة إلى وسط البلد أو إلى ~~مناطق العمل ذات النفوذ في منطقة الشرق وخاصة مصر الجديدة ومدينة نصر. ~~وهناك تبادلية واضحة في الحركة بين الشرق والوسط، أما الشمال الشرقي: ~~فيرسل حركة متشعبة كثيفة إلى الشرق وإلى الوسط معا. # شكل 6-1: # شبكة الطرق الرئيسية في القاهرة الكبرى. # وحيث إن الوسط والشرق مراكز جذب للحركة من الشمال الشرقي والشمال، فإن ~~هناك محاور اختناق تتمثل في شارع جسر السويس والخليفة المأمون وأوتوستراد ~~النصر، التي تلتقي كلها في شارعي رمسيس والعباسية وكوبري 6 أكتوبر وشارع ~~الأزهر بوجه خاص. هذا في شرق القاهرة، وفي الشمال اختناقات شارعي كورنيش ~~النيل وشبرا ونفق شبرا في اتجاه ميدان رمسيس وشارع الجلاء من ناحية، ~~وشبرا المظلات وشبرا الخيمة وقليوب من ناحية ثانية، وشوارع وسط البلد ~~كلها تموج بحركة بطيئة في كل الاتجاهات. # نقلا بتعديل وإضافة عن # Celam Barge “Accessibilite et ~~urbanite: l’exemple du Caire” contemporain, letter d’information ~~44, Avril 1996 ~~. ~~(3-2) عناصر جذب الحركة في القاهرة # مجالات الجذب الآتية هي وراء الشكل العام لحركة سكان القاهرة ~~اليومية: ~~(1) # الإدارات الحكومية والشركات في لاظ أوغلي وقصر العيني ~~وباب اللوق وميدان التحرير وشارع الجلاء وماسبيرو وباب ~~الخلق وعابدين ms193 + وزارات العباسية ومدينة نصر ~~وإمبابة. ~~(2) # تجارة الجملة في الأزهر والجمالية والنحاسين وتحت ~~الربع والدرب الأحمر وأسواق العتبة ودرب البرابرة ~~والخازندار والمناصرة وشارع الجمهورية وأسواق السبتية ~~وبولاق + سوق العبور. ~~(3) # تجارة التجزئة في الموسكي والسكة الجديدة والصاغة وخان ~~الخليلي والغورية وباب الشعرية وأسواق وسط البلد من ~~الأزبكية إلى الإسعاف والتوفيقية إلى باب اللوق + ~~أسواق روكسي وميدان الجامع والعقاد ومصطفى النحاس في ~~الشرق والدقي والمهندسين وفيصل في الغرب والمعادي في ~~الجنوب. ~~(4) # محطات ومواقف وسائل النقل الأساسية، وعلى رأسها باب ~~الحديد والتحرير والجيزة ومطار القاهرة، ومجموعة مواقف ~~النقل العام داخل القاهرة، ومجموعة مواقف النقل إلى ~~خارج القاهرة الكبرى، ومشروع محطة الترجمان في قلب ~~القاهرة الذي تتبناه الآن وزارة النقل، ولنا عليه ~~تحفظات كثيرة. ~~(5) # الخدمات الطبية والعيادات في وسط البلد، وهجرة بعضها ~~إلى الأطراف، وخاصة المعادي ومدينة نصر ومصر الجديدة ~~والدقي. المستشفيات الكبرى الآن هي في الأطراف ~~أيضا. ~~(6) # الخدمات التعليمية منتشرة دون تركيز باستثناء المدارس ~~الخاصة للغات التي هاجرت إلى مدينة نصر وطريق ~~الإسماعيلية، وإلى الغرب في الدقي ومنطقة الهرم و6 ~~أكتوبر. ~~(7) # خدمات التعليم الجامعي شديدة التركيز، وتجذب يوميا ~~عشرات الآلاف، وكانت الجامعات في الأصل في الأطراف مثل ~~عين شمس والقاهرة، لكنها غرقت في خضم المدينة ~~المتنامية في كل الاتجاهات. الجامعات الخاصة هربت إلى ~~مدينة 6 أكتوبر وأتوستراد الإسماعيلية امتلأ بالمعاهد ~~العليا المتخصصة، والجامعة الأمريكية بسبيل الهروب إلى ~~القاهرة الجديدة. ~~(8) # محلات الأغذية الجاهزة ومقاهي الفنادق ودور السينما ~~والمسرح والأسواق الجديدة التي تتجمع فيما يعرف باسم ~~«المول»، تمثل مناطق جذب حركة غالبا في المساء، وهذه ~~تظهر على كورنيش النيل ووسط البلد ومناطق من الأحياء ~~الجديدة في مدينة نصر والمهندسين وشارع الهرم كنماذج ~~لتكاثف الحركة الليلية في القاهرة. ~~(9) # المعسكرات، وخاصة بين العباسية ومدينة نصر، وامتدادها ~~إلى الطريق الدائري، تجذب حركة يومية كثيفة داخل ~~القطاع الشمالي الشرقي من القاهرة. ~~(3-3) تيارات الحركة # شرايين وشوارع القاهرة التي تتعامل مع كتلة الحركة العامة # الحركة النهارية هي أكثف أنواع الحركة؛ لأنها غالبا ما تشمل الحركة من ~~خارج القاهرة بالإضافة إلى حركة سكان القاهرة ms194 أنفسهم. فإذا كان هناك ~~مليونان من القاهريين في حركة العمل أو أي نشاط آخر، فإن نصف مليون آخرين ~~يجيئون ويرحلون عن القاهرة في النهار، ويتزاحمون في مواقف نهايات وسائل ~~النقل العامة بالإضافة إلى سيارات بعضهم التي تتراكم في مخارج ومداخل ~~القاهرة بكم هائل من الحركة يصعب فك اشتباكه. ويزيد الموضوع أزمة انتقال ~~آلاف العاملين في مصانع وإدارات 10 رمضان و6 أكتوبر وحلوان ممن يسكنون ~~القاهرة ويفضلونها لأسباب معروفة على رأسها ندرة الخدمات في المدن ~~الجديدة أو ضواحي القاهرة. # ولا شك في أن الطرق الآتية التي تحف بالقاهرة أو تخترقها هي مجالات ~~لحركة كثيفة يومية: # أوتوستراد الإسماعيلية من وإلى 10 رمضان ومجموعة من ~~المصانع والمدن غير المكتملة مثل الهايكستب والعبور ~~والشروق + سوق العبور ومدينة السلام وشرق الدلتا. ~~وتتفرع أو تنصب هذه الحركة من وإلى طرق أوتوستراد ~~النصر والعروبة - صلاح سالم والحجاز وجسر ~~السويس. # طريق الإسكندرية الزراعي الذي يجلب الحركة من ~~القليوبية والغربية، ويرفده طريق القناطر إلى ~~المنوفية، وتقودها إلى شبرا ووسط البلد بطريقين ~~متوازيين، هما شارع شبرا وكورنيش النيل. # أوتوستراد النصر من المطار إلى حلوان الذي يجر معه ~~حركة شرق القاهرة من مصر الجديدة ومدينة نصر إلى ~~الأزهر، ووسط البلد، وإلى المنشآت الصناعية في دار ~~السلام وطرة وحلوان. # طريق العروبة-صلاح سالم يوازي الطريق السابق من المطار ~~إلى الأزهر ومصر القديمة وطرة وحلوان بطريق الكورنيش، ~~ويرفده طريق الروضة إلى الجيزة. # طريق مسطرد - السواح - شارع الخليج - شارع بورسعيد ~~الذي ينتهي إلى المنطقة التجارية بين باب الخلق وباب ~~الشعرية، ويتقاطع معه شارع الأزهر إلى العتبة والأوبرا ~~ووسط البلد. # والملاحظ أن هذه الشرايين طولية؛ أي إن معظمها يتجه في محاور شمالية ~~جنوبية، وكان المفروض أن تكتمل الشبكة بطرق عرضية ذات محاور شرقية غربية؛ ~~لكي تكون الحركة متعددة الاتجاهات. لكن القاهرة تنقصها هذه المحاور ~~العرضية؛ مما يسبب اختناقات المرور المعروفة في الأماكن القليلة التي ~~توجد فيها الطرق العرضية. هناك شبكات طرق في أحياء محددة مثل وسط البلد، ~~مثلا: شوارع عدلي وثروت وقصر النيل تكون شبكة محدودة مع ms195 شوارع ~~الجمهورية ومحمد فريد - عماد الدين وشريف وطلعت حرب. لكنها تقف عند ~~الأوبرا من ناحية وطلعت حرب من ناحية أخرى فهي تصطدم بالكتل العمرانية ~~القديمة فيما وراء الأوبرا وطلعت حرب، ويرجع ذلك إلى أن تخطيط القاهرة ~~وامتداداتها قد تم في عصور ومراحل متعددة لكل منها مخطط نابع من عصره، ~~ويقف عند حدود إعمار منطقة معينة، ومثل هذا نجده في منطقة التوفيقية. ~~بينما كان تخطيط مدينة نصر عبارة عن شبكة مفتوحة من الطرق المتقاطعة تسمح ~~بأي امتداد في الاتجاهات التي لا تكتنفها عوائق التضاريس أو ~~المعسكرات. # وأكثر الطرق العرضية أهمية هو طريق الأزهر - العتبة - الأوبرا - 26 ~~يوليو. فهو يخترق القاهرة من الدراسة إلى إمبابة والمهندسين، بل ويقود ~~إلى الطريق الصحراوي و6 أكتوبر في امتداده الجديد، وهو بذلك العصب ~~الحقيقي للقاهرة؛ لأنه أيضا يربط مناطق أسواق الجملة في الأزهر والعتبة ~~والجمهورية وبولاق وأسواق التجزئة في وسط البلد، ومن ثم فإن مشكلات ~~المرور فيه ضخمة ومستفحلة على طوله، وبخاصة عند الالتقاء بطرق طولية في ~~منطقة بين الصورين والعتبة والأوبرا والجمهورية وعماد الدين والتوفيقية ~~والإسعاف وكورنيش بولاق والزمالك وسفنكس ولبنان، وقد يحل نفق الأزهر ~~المشكلة جزئيا في القطاع الشرقي من هذا المحور، لكنه سيزيدها سوءا عند ~~الأوبرا وما بعدها غربا إلى وسط البلد. كما زادت أعباؤه أضعافا مضاعفة ~~بإنشاء محور 26 يوليو عبر الوادي الزراعي إلى الطريق الصحراوي في اتجاه ~~مدينة 6 أكتوبر وضواحيها، واتجاه الإسكندرية. # أطول المحاور العرضية في شمال القاهرة هو شارع أبو بكر الصديق من ألماظة ~~إلى ترعة الإسماعيلية وشبرا المظلات. لكن تنميته ما زالت ضعيفة للغاية ~~برغم أهميته التي تتضح عند تقاطعاته مع الحجاز عند المحكمة وسليم الأول ~~في حلمية الزيتون، ثم يتوه في مخططات المطرية وعشوائياتها إلى أن يصل ~~ترعة الإسماعيلية في نقطتين: السواح ومسطرد، وهناك محور عرضي ثالث يمثله ~~شارع التحرير من عابدين إلى الدقي، ومن ثم إلى بولاق الدكرور، وإشكاليات ~~المرور في هذا المحور حادة في باب اللوق والتحرير والجزيرة بين كوبري ~~قصر النيل والجلاء، والاهتمام به سيقلل التشابك المروري ms196 في الدقي وقصر ~~النيل بصفة عامة. وأخيرا، فإن المحور العرضي الرابع هو ذلك الممتد بطول ~~شارعي الأهرام وفيصل إلى ميدان الجيزة ومن ثم إلى الروضة ومصر القديمة ~~حيث يلتحق بطريق صلاح سالم، ويرتبط بكورنيش النيل إلى المعادي وحلوان، ~~ولأهميته فإن اختناقاته متعددة، وخاصة من ميدان الجيزة عبر الروضة إلى ~~كوبري الملك الصالح ونفق صلاح سالم. # نتيجة لهذا النقص الشديد في الطرق العرضية لشبكة طرق القاهرة فإن المساعي ~~التي قامت بها الدولة مشكورة تتمثل في إنجاز كوبري أكتوبر العلوي، وكوبري ~~الزمالك العلوي، وكوبري المنيب الذي هو جزء من الطريق الدائري الخارجي ~~حول القاهرة الكبرى، لكنه لم يعد خارجيا الآن للسماح بالنمو العشوائي ~~أو النمو المخطط حوله، مثل ما نراه في مخطط القاهرة الجديدة والنمو ~~العشوائي من المرج إلى ميت نما، وهو ما دعا إلى رسم طريق خارجي جديد على ~~بعد كبير لخدمة إدخال القاهرة الجديدة والنمو العمراني في قليوب والقناطر ~~الخيرية وما وراء إمبابة شمالا وغربا، ونمو بولاق الدكرور وصفط اللبن ~~وغيرها من النوايات العمرانية القديمة/الجديدة في مركز الجيزة على حساب ~~الأرض الزراعية. فإلى متى ننشئ طرقا دائرية ثم نهدمها؟ # كوبري 6 أكتوبر العلوي هو شريان عرضي مهم يمتد من جنوب مدينة نصر إلى ~~الدقي، وفي جزء كبير منه هو طريق علوي متكامل مع شارع رمسيس والجلاء، وقد ~~أزاح عن كاهل شارع رمسيس بين باب الحديد وغمرة عبئا مروريا كبيرا. ~~أما شارع الجلاء فهو مشكلة المشكلات حقا؛ لأنه يعترض معبر شبرا في اتجاه ~~شمال القاهرة ومعبر الإسعاف في اتجاه بولاق والزمالك، والكوبري بعد ذلك ~~لا يخدم العباسية المزدحمة أضعاف طاقتها بالمرور السطحي إلى الوزارات ~~الجديدة وجامعة عين شمس ومعسكرات عديدة بطول شارع الخليفة المأمون، الذي ~~يقود إلى مصر الجديدة والنزهة وجسر السويس إلى الزيتون والمطرية وعين شمس ~~... إلخ؛ أي إلى الكتلة السكانية الضخمة في شمال شرق القاهرة، والتي يبلغ ~~عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين وربع المليون، أو ما يساوي نحو 47٪ من سكان ~~القاهرة - وليس القاهرة الكبرى. # أما كوبري الزمالك، فهو من ms197 الضيق بحيث لا يتسع لحركة كثيفة واردة عليه، ~~وخاصة بعد امتداد محور 26 يوليو إلى مدينة 6 أكتوبر وطريق الإسكندرية ~~الصحراوي، أو الحركة المتوقعة إذا ما امتد إليه كوبري علوي يربطه بكوبري ~~6 أكتوبر، ولهذا بدأت الأجهزة المسئولة في توسيع مسار الكوبري في قطاعه ~~العابر للنيل، أما قطاعه في الزمالك؛ فهو من الضيق بحيث قد يمس الكوبري ~~العمارات على جانبيه في حالة توسيعه هو أيضا. # وقد يحل كوبري المنيب جزءا من الضغط الحالي في الروضة، لكنه لن يحل ~~مشكلة المرور من مصر القديمة وصلاح سالم إلى الجيزة وأوائل الهرم وفيصل، ~~واحتياجات الحركة من وإلى الروضة، وهي حركة كثيفة بحكم كثافة السكان في ~~المنيل والروضة. ~~(3-4) مقترحات وتوصيات # مشكلات المرور في القاهرة كثيرة، ويجب التفكير الجدي في بعض ~~المقترحات الآتية: ~~(1) # التوسع في تحسين الطرق العرضية من أجل تكامل شبكة ~~الطرق، وتقليل الضغوط على العدد القليل من نقاط ~~التقاطعات الحالية. هناك طرق يمكن تنميتها بالوسائل ~~المعروفة سواء كانت تحسين الخدمة المرورية بالإشارات ~~واللوحات الإرشادية وشرطة المرور، أو بتوسيع بعض ~~الشوارع القائمة فعلا كما يأتي. ~~(2) # شارع «أبو بكر الصديق» في شمال القاهرة: تحسين المرور ~~والإرشادات المرورية؛ ليخدم الانتقال من مصر الجديدة ~~إلى شبرا المظلات، وخدمة تقاطعاته مع شوارع الحجاز ~~وسليم الأول وميدان المطرية والسواح وتحت نفق السكة ~~الحديد ، مع تحسين اتصاله مع شارع العروبة؛ ليصل إلى ~~المطار، ويشكل بذلك محورا سهلا بين شبرا ~~والمطار. ~~(3) # ربط أوتوستراد النصر في أكثر من موضع مع صلاح سالم، ~~وخاصة شمال مقابر الغفير للوصول إلى شاع العباسية ومن ~~ثم رمسيس، وكذلك الربط عند منطقة مقابر باب الوزير؛ ~~لتسهيل الانتقال إلى شارع ونفق الأزهر، ومن ثم إلى وسط ~~البلد. ~~(4) # إنشاء محور عرضي مهم بين صلاح سالم وباب الحديد، وذلك ~~بتوسيع الطريق الحالي من صلاح سالم إلى شارع الجيش ~~وبورسعيد الممتد محاذيا لسور القاهرة الفاطمية ~~الشمالي - سكة قايتباي، وشارع البغالة - مع إنشاء ~~ساحات لانتظار السيارات أمام بوابتي النصر والفتوح؛ ~~وذلك لخدمة الحركة إلى قلب القاهرة القديمة في ~~النحاسين والجمالية، مع مد هذا المحور إلى ms198 باب الحديد ~~بطريق كامل صدقي لخدمة منطقة الفجالة التجارية؛ فنكون ~~بذلك قد فتحنا طريقا عرضيا من باب الحديد إلى ~~أوتوستراد النصر عبر مناطق عديدة مهمة في شمال ~~الجمالية وشمال باب الشعرية وجنوب الظاهر إلى ~~الفجالة. ~~(5) # تحسين شارع الأزهر بعد إزالة السور الأوسط - وربما ~~الكوبري العلوي - بحيث تقام جراجات متعددة في ~~الدراسة وقرب التقائه بشارع بورسعيد؛ لخدمة الأعمال ~~في الصاغة وخان الخليلي والتربيعة والغورية وجوامع ~~الأزهر والحسين والغوري وقلاوون ... إلخ، وتنمية الحركة ~~السياحية والترفيهية في هذه المنطقة المجيدة ذات ~~الشهرة العالمية بخاناتها المتعددة وبيوتها السكنية ~~القديمة ومسارحها التجريبية ومعارضها الفنية. كما أن ~~تحسين هذا الشارع يخدم أسواقا متخصصة حول العتبة ~~والموسكي وبين الصورين ودرب البرابرة ... إلخ. ~~(6) # تحسين شارع تحت الربع ومحاولة تحسين امتداده جنوب ~~الجامع الأزهر أو عند الباب المحروق إلى صلاح سالم، ~~ومن ثم نخلق محورا مهما موازيا لمحور الأزهر، ~~ويمتد جنوب القاهرة الفاطمية إلى باب الخلق وحسن ~~الأكبر، ومن ثم باب اللوق ليرفد محور شارع التحرير ~~شمال قصر عابدين إلى الدقي؛ أي من شرق القاهرة عند ~~الأوتوستراد وصلاح سالم إلى الجيزة عند بولاق الدكرور. ~~ويمكننا هذا الطريق من تنمية منطقة الدرب الأحمر ~~بآثارها الإسلامية ومشغولاتها اليدوية، وخاصة الخيامية ~~وقصبة رضوان وغيرهما. # شكل 6-2: # تنمية محاور عرضية في وسط القاهرة. ~~(7) # ميدان باب الخلق يمثل دائرة انطلاق على جانب كبير من ~~الأهمية في سيولة الحركة من العتبة إلى القلعة وصلاح ~~سالم والإمام الشافعي، والسيدة زينب، ومن ثم إلى جنوب ~~شارع قصر العيني، خاصة بعد توسيع شارع السد، وهو بذلك ~~يخدم الحركة إلى منطقة الوزارات في لاظ أوغلي ونوبار ~~في الجنوب، ويمتد شمالا إلى العتبة وما بعدها. ~~(8) # تحسين الطرق من البساتين إلى دار السلام، ومن ثم إلى ~~كورنيش النيل شمال المعادي، وربطه بشارع آخر عند ~~مجموعة كنائس قصر الشمع وجامع عمرو؛ لتحسين حركة ~~السياحة والتنمية العمرانية معا مع الاحتفاظ بمنطقة ~~آثار الفسطاط محمية أثرية لمزيد من إجراء البحوث ~~والحفائر للتعرف على جانب مهم من تاريخ ~~القاهرة. # خلاصة # الكباري العلوية والأنفاق عملية مكلفة غير ms199 ودودة بالبيئة؛ ولهذا ~~فإن أهم التوصيات: عدم الالتجاء إلى أي منهما إلا عند الضرورة ~~القصوى، والملاحظ أن بعض الكباري العلوية، مثل كباري ميدان الجيزة ~~تسهل الحركة في قطاع صغير، ثم تلقي بها في خانق شديد الضيق في ~~جزيرة الروضة أو شارع مراد، فهي حل جزئي يترتب عليه ضرر مضاعف! وقد ~~حدث هذا أيضا عند افتتاح محور 26 يوليو أن تكدست السيارات في ~~ميدان لبنان؛ مما اضطر إلى شق طريق في قرية ميت عقبة - مع كم من ~~التعويضات - ولم يعد أمام هذا المحور من سبيل إلى وسط البلد إلا ~~بالتفكير في عمل كوبري علوي يربط كوبري الزمالك بكوبري أكتوبر، وهو ~~ما يحدث الآن في توسعة الكوبري بإضافة حارات مرور جديدة على ~~جانبيه، ومثل ذلك أيضا ما نتوقعه في العتبة والأوبرا حين يبدأ ~~استخدام نفق الأزهر الذي سوف يلقي بأكداس من السيارات في بحيرة ~~مرور شبه مغلقة؛ لأنها مكدسة هي الأخرى في شوارع وسط البلد. # ما سبق ليس إلا نماذج من مشكلات المرور في القاهرة. فإذا كنا نقف ~~أمامها طويلا بحثا عن وسائل وطرق لتخطي هذه العقبات، فما بالنا ~~حين تلقى على القاهرة أعباء مرور وخدمات أكثر نابعة من مدن ~~وأحياء تبنى لصيقة بالقاهرة، فتضاعف من همومها. ومثل هذه المدن ~~والأحياء، فضلا عن تكلفتها الاستثمارية العالية، وتجميد مدخرات ~~الناس في فيلات وشقق، فإنها تصبح جاذبة لمزيد من الهجرة السكانية ~~من الأقاليم إلى القاهرة في الوقت الذي تتطلب فيه النظرة الموضوعية ~~محاولة إيجاد صيغ حياتية تساعد على انتشار الناس على مسطح مصر ~~بصورة أحسن مما هي عليه الأوضاع الراهنة بدلا من التركيز المرهق ~~في حيز ضيق، والتكديس المخيف في مدينة القاهرة وحدها. فقد كانت ~~القاهرة الكبرى تساوي 18,9٪ من مجموع سكان مصر عام 1947 وأصبحت بعد ~~نصف قرن تستحوذ وحدها على نحو ربع سكان البلاد؛ أي من 3,6 مليون ~~إلى نحو 15 مليون من البشر. # فأي انفجار نتوقع في السنوات العشر القادمة؟ وهل هذا هو ما سنورثه ~~لمن بعدنا؟ ~~(4) نماذج لمشكلات مرورية شديدة الصعوبة ~~(4-1) شارع الجلاء ومحطة الترجمان ms200 المركزية # يسترعي انتباه كل الذين يمرون في شارع الجلاء كم هو ازدحام الشارع إلى ~~درجة الاختناق والانسداد الكامل، ويحاول الناس قدر جهدهم تجنب السير فيه؛ ~~لأنه على قصره النسبي مكدس بكل وسائل الحركة من الباصات الضخمة إلى ~~الميني والميكروباص، إلى سيارات الملاكي والنقل الخفيف والثقيل ~~والموتوسيكلات وسيارات الشرطة والإسعاف تطلق «سارينتها» دون جدوى؛ فالكل ~~يسير قليلا ... ويتوقف طويلا. # هذا التكدس سببه واضح: فهو الشارع الوحيد الذي تنصرف فيه الحركة جنوبا ~~من باب الحديد إلى التحرير مقابل شارع رمسيس الذي يقود الحركة في الاتجاه ~~المعاكس؛ أي من التحرير إلى باب الحديد، وبطبيعة الحال هذا إجراء مروري ~~سليم. إذن لماذا التكدس في الشارعين؟ # شارعي رمسيس والجلاء هما بمثابة شارع «داير الناحية» الذي نعرفه في ~~القرى؛ أي الشارع الذي يحيط بكتلة القرية السكنية من الخارج، ومنه وإليه ~~تنصرف الدروب داخل القرية، وشارع رمسيس هو داير الناحية بالنسبة لوسط ~~البلد تنصرف إليه كل شوارعها من عماد الدين وأحمد عرابي و26 يوليو وثروت ~~وغيرها، فضلا عن امتداد الحركة الضخمة من وإلى شبرا عبر التوفيقية وعماد ~~الدين، ومن ثم وسط البلد، وتخرج من رمسيس حركة إلى بولاق عبر الإسعاف، ~~ووصلتان صغيرتان إلى شارع الجلاء عند معهد الموسيقى العربية وأمام ~~التوفيقية. # أما شارع الجلاء فهو داير ناحية آخر، ولكن لمنطقة شديدة التباين التاريخي ~~والسكني والمستوى الحياتي ونوع الوظائف، بين عشش الشيخ علي والترجمان ~~وورش السبتية والسكن الشعبي في بولاق والقللي وغيرهما، وبين البنايات ~~الفارهة الفارعة الحديثة؛ مركز التجارة العالمي وأبنية البنوك وفندق ~~كونراد ودار الكتب وبرجي وزارة الخارجية والإعلام وهيلتون رمسيس على ~~واجهة النيل، وأبراج المؤسستين الصحفيتين الأهرام والأخبار على شارع ~~الجلاء. ويستقبل شارع الجلاء كل حركة باب الحديد وشبرا وبولاق، ولا يكاد ~~ينصرف منه إلا القليل إلى السبتية وبولاق. فهو أشبه بأنبوب، أو إن شئنا ~~وبلغة العصر أشبه بنفق المترو الذي يجري تحته وكوبري أكتوبر الذي يجري ~~فوقه، وهو بالتعبير الجغرافي أشبه بنهر تصب فيه روافد كثيرة فيطفو فوق ~~ضفافه بصفة دائمة. # شكل : # شارع الجلاء ومحطة ms201 الترجمان. # لماذا يتجشم الناس مخاطر إضاعة الوقت في شارع الجلاء؟ رواد هذا الشارع في ~~غالبيتهم العظمى مضطرون لذلك؛ لأن الشارع يكاد أن يكون حكرا على أبنية ~~عامة للناس فيها مصالح متعددة. ففي البداية عمارة تشمل مكاتب الشهر ~~العقاري لشمال القاهرة وعدة محاكم متخصصة، ثم يأتي قسم شرطة الأزبكية ~~المحاصر تماما من جهاته المختلفة؛ مما يعوق الحركة السريعة المطلوبة من ~~الشرطة. ثم مستشفى السكة الحديد والبنك الصناعي ومجمع محاكم شمال ~~القاهرة، وأبراج مؤسسة الأهرام، وغير بعيد عنها مؤسسة أخبار اليوم، ثم ~~مستشفى الولادة، ثم معهد ليوناردو دافنشي، وعدة أبنية حكومية، وبيوت ~~فقيرة إلى أن نصل إلى هيلتون رمسيس وميدان الشهيد عبد المنعم رياض، وكل ~~هذه الأبنية على الجانب الغربي من الشارع، أما الجانب الشرقي: فتطل عليه ~~الواجهات الخلفية لأبنية عامة ضخمة على شارع رمسيس مثل: مصلحة الكيمياء، ~~وسنترال رمسيس الضخم، وجمعية الإسعاف، ونقابة المهندسين، وغيرها ~~كثير. # كم من الناس لهم مصالح يومية أو أسبوعية في هذه الأبنية العامة؟ وكم من ~~الموظفين العاملين في هذه المؤسسات مضطرون للحركة اليومية صباحا ومساء. ~~لماذا كل هذا التكدس الذي يفوق تكدس وزارات لاظ أوغلي. # حتى أوائل الخمسينيات كان شارع الجلاء مليء بالمساحات الفارغة، ضعيف ~~الحركة بالقياس إلى شارع رمسيس الموازي له، وكانت أكثر أماكنه الممتلئة ~~بالنشاط هي تلك عند تقاطعه مع شارع فؤاد - 26 يوليو - المؤدي بواسطة ~~الترام من العتبة إلى بولاق والزمالك وإمبابة، وكذلك كان التقاطع مع نفق ~~شبرا. بهذا استغلت ناصيتي التقاطعين في بناء مستشفى فؤاد - للولادة - ~~ومعهد دافنشي، ثم مستشفى السكة الحديد، وحين أرادت جريدتي الأخبار ~~والأهرام أن تتوسعا بنت كل منهما إنشاءاتها الكبيرة في متسع من الأراضي ~~الفضاء. # سبب هذا التكدس بالنسبة لشارعي الجلاء ورمسيس أن كلا منهما كان مسارا ~~لترعتين متجاورتين تأخذان من النيل شمال كنيسة كل القديسين محل ميدان عبد ~~المنعم رياض حاليا، وقد ردمتا في آخر القرن الماضي غالبا مع ردم مسار ~~الخليج المصري من فم الخليج حتى غمرة عام 1899؛ ترعة الإسماعيلية بعد ~~ردمها وإنشاء مأخذها الحالي شمال شبرا ms202 أصبحت مسارا لشارع عباس؛ «الملكة ~~نازلي ثم رمسيس حاليا». أما الترعة البولاقية: فقد استخدمت أرضها بعد ~~ردمها لمد خط حديدي من باب الحديد إلى ثكنات الجيش الإنجليزي في قصر ~~النيل، وظل الخط الحديدي قائما إلى نحو نهاية الأربعينيات، وكان الطريق ~~المجاور للخط يسمى شارع فم الترعة البولاقية حتى تقاطعه مع 26 يوليو، ومن ~~ثم كان شارع الترعة البولاقية موازيا لشارع آخر باسم سيدي المدبولي الذي ~~كان يبدأ من باب الحديد ويتصل بشارع الترعة خلف السنترال. وبعد فترة من ~~جلاء الإنجليز عن الثكنات عام 1947 ضم شارعي سيدي المدبولي وفم الترعة، ~~وأصبح الطريق المستقيم الجديد هو شارع الجلاء الحالي، وعلى طول شارع ~~رمسيس بنت الدولة مباني حديثة كحمام وزارة المعارف ومصلحة الكيمياء ~~وجمعية الإسعاف ومعهد الموسيقى وسنترال تليفونات القاهرة وسجن الأجانب؛ ~~وبذلك ظل شارع الجلاء شارعا خلفيا لفترة طويلة، ومع تحويل خط مترو مصر ~~الجديدة من عماد الدين إلى الجلاء بدأت حركة نشطة للبناء والتعمير في ~~شارع الجلاء؛ فصار شديد الازدحام للدرجة التي رفع معها خط المترو إلى ~~كوبري الليمون كحل لأزمة شارع الجلاء، ولكن بدون نتائج حاسمة. # وللآن ليس واضحا ماذا يمكن عمله للتخفيف عن هذا الشارع المحوري. هل يعود ~~المرور إلى اتجاهين في الجلاء ورمسيس؛ بحيث يخفف الضغط عليهما فلا يضطر ~~العابر للجلاء دون مصلحة فيه أن يسلكه مرغما، ويتحول عنه إلى رمسيس في ~~اتجاه التحرير، وكذلك يسلكه القادم من التحرير إذا كان صاحب مصلحة في ~~شارع الجلاء بدلا من التزاحم والعنت في شارع رمسيس؟ ربما يتم التثبت من ~~جدوى هذا المقترح بواسطة متخصصي المرور بناء على دراسة واقع سيولة الحركة ~~بأجهزة العد الآلي التي تقام في الشوارع، واستبيان يطرح على المستفيدين ~~من الحركة في الشارعين. أو هل يوجد أي اقتراح آخر يخفف آلام ~~الحركة؟ # أما مشروع محطة الترجمان المركزية للنقل البري والمطروح الآن للتنفيذ بعد ~~الدراسة؛ فإنه لا شك مشروع هندسي جيد أو ممتاز، ولكن على الورق. غير ~~الجيد فيه موقعه السيئ غير المناسب لحركة مركزية، وقد يسبب كارثة مرور ms203 ~~فوق الكارثة المرورية الحالية في وسط البلد. فالترجمان تقع وسط ما ذكرناه ~~من مناطق شعبية كثيفة داخل إطار من الأبنية الإدارية والحكومية والتجارية ~~والفندقية، ولكل من هذه الأبنية وظائف لها متطلباتها من حيث انسياب ~~وسيولة حركة المرور إليها، ويحد هذه المنطقة من الشرق شارع الجلاء، ومن ~~الجنوب شارع 26 يوليو، ومن الغرب كورنيش النيل، ومن الشمال خط حديد ~~الصعيد وشوارع السبتية المكتظة. كلها إذن شوارع مكدسة بلغت الحركة فيها ~~أضعاف طاقتها المرورية مهما بلغ تنظيم المرور فيها مبلغه. فكيف يمكن ~~للسيارات والأتوبيسات السياحية وأتوبيسات الأقاليم اختراق هذه الشوارع ~~إلى محطة الترجمان؟ هل ستحفر أنفاق تحت النيل وشبرا وباب الحديد ~~والتحرير؛ لكي تصل السيارات إلى المحطة؟ # كيف يمكننا أن نوفق بين خطتين متعارضتين؛ أولاهما: إبعاد محطات النقل ~~الإقليمي من أحمد حلمي - الذي هو في موقع أفضل من الترجمان - إلى عبود ~~وشبرا الخيمة من أجل تخفيف العبء المروري عند باب الحديد، والخطة ~~الثانية: تركيز المحطات الإقليمية في واحدة هي الترجمان الذي يقع داخل ~~أعتى الأماكن ازدحاما فتزيد السوء سوءا؟! أليس لدينا منهاج واحد ثابت ~~لمدة عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن حتى تستقر الأمور، ونرى ما تسفر عنه ~~خطة أو توجه من اعتياد الناس للحركة، على ألا نحيد عن الخطة خلال تلك ~~الفترة لمجرد تغير المسئولين؟ أليس الهدف حركة مرورية أرحم من الانسدادات ~~الحالية من أجل قاهرة أحسن؟ وهنا أعيد التذكير أن المدينة التي تتعقد ~~فيها حركة المرور هي مدينة مريضة تحتاج حلا. ~~(4-2) لاظ أوغلي الجديد في ميدان العباسية # لاظ أوغلي هو الميدان الذي أعطى اسمه لحي الإدارة والحكم في مصر خلال نحو ~~قرن من الزمان. كانت تلتف حوله وقربه رئاسة الوزراء ووزارات المالية ~~والحقانية والداخلية والصحة العامة ومجلسا النواب والشيوخ، وليس بعيدا ~~عنه وزارت المعارف العمومية والحربية والمواصلات والأشغال العامة والشئون ~~الاجتماعية، والكثير من الأبنية الحكومية التابعة لوزارات الداخلية ~~والمالية والصحة كمصلحة تحقيق الشخصية ومصلحة الأملاك الأميرية وخزانة ~~الدولة ومصلحة الطبيعيات - الأرصاد ومياه النيل - في شارع منصور ومصلحة ~~الطب الشرعي ومصلحة الضرائب ms204 وغير ذلك مما لا تعيه الذاكرة، وفي الحي ذاته ~~كانت هناك أبنية عامة معظمها علمي؛ كالجمعية الملكية الجغرافية والمعهد ~~العلمي المصري والجامعة الأمريكية التي كانت أصلا مقرا للجامعة ~~الأهلية المصرية قبل أن تصبح جامعة فؤاد الأول، وتنتقل إلى متسع من الأرض ~~في الأورمان، وأبنية أخرى أبرزها: ضريح سعد، وقصر الأميرة شويكار الذي ~~أصبح مقرا لمجلس الوزراء حتى الآن، ومتحف الشمع الذي يشغل مكانه الآن ~~مركز دعم اتخاذ القرار. # وبطبيعة الحال كانت حركة المشاة هي الغالبة؛ لكثرة وسائل النقل العامة من ~~ترام وأوتوبيس وعربات الحنطور والقليل من التاكسي. وكانت الشوارع ظليلة ~~بأشجار على الجانبين رعايتها من قبل مصلحة التنظيم مستمرة من أجل راحة ~~المشاة، ومن ثم لم يكن هناك ازدحام وتكدس مروري وما والاه من تلوث معروف ~~الآن، فكل موظف أو طالب خدمة حكومية كان يأتي راجلا أو راكبا وسيلة ~~نقل، ثم يتجه إلى الوزارة المعنية ويغيب داخلها؛ لهذا لم تكن هناك حاجة ~~إلى مواقف للسيارات. أما الآن فالأمر قد اختلف وشوارع هذا الحي الذي يحكم ~~إدارة مصر قد اكتظت بالسيارات على جانبيه عدا أمام مجلسي الوزراء والشعب. ~~وأصبحت المعاناة مريرة لكل من يذهب ليقضي مصلحته من مبنى حكومي. فالترام ~~قد اختفى بعد أن كان وسيلة نقل تحمل أعدادا من الناس أكبر من الأتوبيسات ~~التي زادت أعدادها لكنها تزيد حركة المرور ارتباكا بضخامتها، فضلا عن ~~الميكروباصات التي تتداخل بشكل مزر في حركة المرور لرعونة ~~السائقين. # ونتيجة للنمو السكاني الكبير ونمو احتياجات الحكم من إدارات ومصالح ~~جديدة وخلق وزارات جديدة؛ فقد بدأت هجرة لأجهزة حكومية من حي لاظ أوغلي ~~التقليدي نتيجة لتشبعه القاتل بالأبنية المضافة إلى الأبنية الأنيقة ~~السابقة، واتجهت الهجرة الحكومية إلى عدة اتجاهات؛ أبرزها الاتجاه إلى ~~الدقي، وإمبابة غرب النيل، والاتجاه إلى العباسية ومدينة نصر في شرق ~~القاهرة التقليدية. # لكن القاهرة نمت شرق العباسية وعبر طريق صلاح سالم إلى مدينة نصر، وما ~~تزال تنمو عبر طريق النصر في اتجاه الطريق الدائري؛ لتخنقه في اتجاه ما ~~يسمى الآن باسم القاهرة الجديدة ms205: التجمعات الثالث والخامس والقطامية ... ~~إلخ. الحصيلة النهائية لهذا النمو السرطاني غير الواعي بمشكلات القاهرة - ~~برغم أنه مخطط من قبل وزارة التعمير - أن العباسية لم تعد في شرق ~~القاهرة، بل في وسط القاهرة. تماما كان حي لاظ أوغلي في وسط قاهرة أوائل ~~القرن العشرين، وبذلك استحقت العباسية أن تسمى الآن لاظ أوغلي الجديد مع ~~فارق الزمن وكثرة الناس والسيارات. في العباسية الآن وزارة الكهرباء ~~ومصالحها العديدة، مثل: مصلحة كهرباء الريف، والكثير من الأبنية التابعة ~~لوزارة العدل، مثل: مجمع محاكم شمال القاهرة، وأبنية لوزارة الداخلية ~~عديدة، مثل: معهد الشرطة ... وغير ذلك، وكلها مجمعات ضخمة مكونة من أبراج ~~عديدة تصل إلى نحو عشرة أدوار ارتفاعا، تحتجز وراءها مدرسة سانت فاتيما ~~وتحاصرها. ومقابل هذه الأبنية العملاقة مبنى كلية الشرطة التي يقال: إن ~~النية متجهة إلى نقل وزارة الداخلية إليه بعد أن تنتقل الكلية إلى مبنى ~~ضخم عبر الطريق الدائري، وأبراج مصر للسياحة ... إلخ. هناك كوبري علوي قصير ~~يمر في هذا الشارع المختنق بالحركة التي تنصب من وإلى مدينة نصر ~~والأوتوستراد في اتجاه وسط البلد عبر شارع رمسيس وشارع العباسية والجيش ~~وشارع الخليفة المأمون، وكوبري 6 أكتوبر العلوي يمر وراء المحاكم ووزارة ~~الكهرباء، ووراءه جامعة عين شمس التي اختنقت بمرور الكباري والجسور وخطوط ~~المترو ومترو الأنفاق، ويخترق الحرم الجامعي طريق الخليفة المأمون المكتظ ~~بالحركة، وبذلك أصبحت جامعة عين شمس حبيسة موقع محاصر مخترق. الخلاصة أن ~~المنطقة ككل هي من بين المناطق الأصعب في الحركة بالقاهرة، وما ~~أكثرها! # بعد هذا الوصف العام الذي يعرفه كل قاهري يفكر في العبور من الشرق إلى ~~الغرب أو العكس، ويعمل له ألف حساب كأنه مقبل على اجتياز حقل ألغام يسير ~~فيه بسرعة هي غالبا أقل من سرعة المشاة، نأتي إلى تحليل دور المخطط ~~الحكومي في صنع هذه العقبة الكئود. # لقد بنيت هذه الأبراج الحكومية على نفس النمط الذي تأسست عليه مباني لاظ ~~أوغلي القديمة، كأن الزمن لا يتحرك! فلم يعد للمشاة دور في الحركة كما ~~كان الأمر في مطلع القر؛ بل ms206 تعتمد الحركة الآن على السيارات من كل صنف. ~~أين تقف هذه السيارات الخاصة بالموظفين والعملاء من الشعب؟ لم يبن المخطط ~~جراحات تحت وحول المبني، وعلى الموظفين والأفراد الساعين لقضاء مصالحهم ~~أن يتقاتلوا من أجل مكان يضعون فيه سياراتهم، وهو أمر بعيد المنال! أي ~~قوة من رجال شرطة المرور غير قادرة على تنظيم الحركة، وأصبح الأمر كله ~~متروكا لمن نسميهم «المنادين» ينظمون انتظار السيارات تحت الكوبري وعلى ~~جانبي الطريق صفوفا متعددة حتى ضاق بهم نهر الطريق، وأسهم بذلك في ~~المزيد من بطء حركة السير. # إذا كانت القوانين تنص على تخصيص جراجات تحت العمارات، فإن الأبنية ~~الحكومية هي أول من يخالف القانون، ولهذا فلا عتب على ملاك العمارات أو ~~المباني التي تحف بها حديقة صغيرة أن يحولوا الجراجات والمساحات الشجرية ~~إلى محلات وبوتيكات، تاركين مهمة ركن السيارات إلى جوانب الشوارع ~~وأرصفتها، وهذا ما يعطي القاهرة ظاهرة فريدة، لكنها معيبة، بين المدن ~~الكبيرة في العالم. # فما بالنا لو انتقلت وزارة الداخلية إلى مبني كلية الشرطة الحالي؟ صحيح ~~أن هناك مكانا واسعا الآن أمام الكلية، لكن البعض من المخططين ~~والمهندسين ينصحون دائما باستخدام كل الفراغات لبناء ملحق جديد وملحق ~~بالملحق ... إلخ. انظر إلى مبني وزارة الداخلية الحالي. لم أدخله منذ أكثر ~~من ربع قرن، لكن يستبين للناظر من الخارج أن كل فراغ قد بنيت فيه ملاحق ~~حتى أصبح غابة من الأبنية ضاعت إلى الأبد متنفساتها الطبيعية من الهواء ~~والنسيم صيفا وأشعة الشمس الدافئة شتاء، وحل محل الطبيعة النظيفة ما ~~تنفثه أجهزة التكييف من غازات ضارة وما تصدره من ضجيج يلوث السمع. فما ~~بالنا بالعاملين داخل هذه المباني المهمة: هل هم يعملون في وزارة أم ~~ماذا؟! وما بالنا حين تنتقل وزارة المالية ومصلحة الجمارك إلى أبراجها ~~العديدة في امتداد شارع رمسيس شرق العباسية؟ ماذا سيكون حجم الحركة في ~~هذه المنطقة بين عشرات الآلاف من طلبة جامعة عين شمس، ومؤسسات الجيش، ~~وموظفي الوزارات والعملاء المترددين عليها؛ لقضاء حاجاتهم من هذه ~~الوزارات المركزية المحتوى والمضمون؟ # قبل أن ms207 نقول: إن الأمر يحتاج إلى تخطيط جديد للمرور، علينا أن نطالب ~~الوزارات والمصالح الحكومية أن تخصص أماكن لانتظار السيارات؛ فليس ~~بمستساغ أن تبني الأجهزة الحكومية ما شاءت، ثم تلقي بالكرة في ملعب ~~إدارات المرور التي ليس لديها حلول سحرية لعلاج ما أفسده الآخرون! # إذا أردنا تعداد المناطق العقدية في حركة المرور - أو ما يسمى اختناقات ~~عنق الزجاجة - في القاهرة فهي كثيرة، وأسبابها متعددة أيضا، لكن ليس ~~أحدها بسبب سوء التخطيط الحكومي مثل لاظ أوغلي الجديدة والقديمة على حد ~~سواء. الوزراء لا يشعرون بالمعاناة؛ لأنهم ينتقلون في طرق فتحتها لهم ~~سيارات وموتوسيكلات المرور من أجل العبور السريع، وغالبا ما يضيف مرور ~~مسئول أو ضيف كبير إلى مشكلة بطء المرور؛ لأن الطرق تقفل قبيل مرور ~~سياراتهم بعدة دقائق هي في الواقع كافية لتراكم انتظار أرتال من ~~السيارات. ~~(4-3) هل يمكن إنقاذ أوتوستراد الإسماعيلية؟ # 9 # تتسم القاهرة بمداخل ومخارج تتزاحم عليها الورش والمصانع والمخازن وأنواع ~~رديئة من السكن المصاحب؛ ويترتب على ذلك أن الطرق الممتازة التي تربط ~~القاهرة بأجزاء مصر تنتهي فجأة إلى متاهة من اختناقات المرور! فهنا ~~تتزاحم شتى أشكال ووسائل النقل من عربات الحيوان إلى السيارات الخاصة إلى ~~الشاحنات بأحجام ومقطورات مختلفة إلى الأتوبيسات والميكروباصات. # وسواء كان الطريق أوتوسترادا أو طرقا من درجات أقل؛ فإن للطرق في ~~العالم جاذبية فتافيت السكر للنمل، أو جاذبية قضيب المغناطيس لكل أشكال ~~المباني؛ ما كان منها للسكن أو أية مشروعات تجارية أو صناعية أو خدمية أو ~~إدارية أو أمنية، وكل ما يتفتق عنه الفكر البشري من أبنية ذات وظائف تلبي ~~احتياجات الإنسان التي لا تنضب. # وفي بلاد العالم بما فيها نحن، قوانين ولوائح وضوابط لكبح هذه الجاذبية ~~القوية، وتيسير انسيابها في اتجاهات محددة. كأن توضع حدود لاقتراب ~~المباني من حرم الطريق، أو أن يحدد شكل الطريق ومواصفاته المناسبة لوظائف ~~الأحياء أو المدن أو القرى التي يخدمها. # ومثل هذه التشريعات والقوانين هي أشد صرامة بالنسبة للأوتوسترادات بحيث ~~يصبح الطريق أشبه بالطريق الحديدي؛ فله حرم عريض، ولا تبنى عليه ms208 مباشرة ~~أية منشآت عمرانية أو صناعية أو تجارية أو إدارية إلا على مسافة تتجاوز ~~نصف الكيلو متر أو أكثر، وذلك من أجل المحافظة على وظيفتي السرعة والأمان ~~المروري، وهما الهدف من إنشاء مثل هذه الطرق السريعة، وإلا كأننا ننفق ~~الأموال الطائلة؛ لنهدرها بعد قليل نتيجة التراخي في تنفيذ ~~القوانين! # أوتوسترادات مهدرة # إن إهدار قيمة الطرق السريعة في مصر هو واقع مؤلم، فننظر إلى ~~أوتوسترادات القاهرة الكبرى لنرى كيف أصيبت بكل العلل التي أردنا ~~تجاوزها بإنشاء هذه الطرق. فالأوتوستراد الزراعي اختنق بين شبرا ~~وشبرا الخيمة وقليوب وطوخ اختناقا بلا صحوة، وأوتوستراد حلوان رحل ~~كنظيره الزراعي تائها بين غابات من عماليق الأبراج في المعادي، ~~واختلاط الحابل بالنابل بين المساكن المحشورة وسط المصانع والمخازن ~~والورش في دار تسمى بالسلام أو حدائق حلوان، أو ذلك النمو العشوائي ~~فوق ما خطط له في مدن العمالة في حلوان والتبين ومايو وطرة، وكل ~~ذلك مليء بالمفارقات والعجائب من متلفات أوزون، ومذهبات صحة! وحتى ~~الأتوسترادات الصحراوية أصابتها شيخوخة مبكرة! فإذا كانت هناك حجج ~~ومعاذير لاختناق الطريق الزراعي أو حلوان أنهما يمران بمناطق ~~معمورة من قبل، وأن هذا المعمور نما وانتفخ فوق التشريعات إلى أن ~~استسلمت البلديات والمحافظات، فما هي الحجة بالنسبة لطرق ~~الصحاري؟ # الالتزام هو التصرف الحضاري # هناك دعوة أن نكون أناسا حضاريين، وأن نتصرف بما أضفته علينا ~~مواريثنا الحضارية لآلاف السنين، ولكنها دعوة لم تخرج إلى حيز ~~الممارسة في أشياء كثيرة، وواحد من أدلة التصرف الحضاري هو ~~الالتزام بالقوانين والتنظيمات سواء كان هناك رادع عقابي أو لا ~~يوجد، ونحن ما زلنا بعيدين عن مثل هذا الالتزام، وخاصة بالنسبة ~~لقوانين البناء وخطط التنمية. فطريق الإسكندرية الصحراوي لم يعد ~~صحراويا إلا بالكاد؛ الملايين يتحركون عليه، وكل عام يرون من ~~الصحراء جزءا متناقصا، وهذا شيء مفرح تنمويا، لكن العمران ~~السكني والخدمي المحاذي للطريق قد حوله إلى طريق زراعي آخر في قسمه ~~الشمالي، وسوف يتم الخناق بالنمو المتسارع لمدينة العامرية ~~الصناعية، وربما يحدث اختناق آخر في القسم الأوسط إذا ما تذكر ms209 أحد ~~مدينة السادات وأيقظها من خمولها. وفي القسم الجنوبي امتلأ الطريق ~~عند «أبو رواش» وما حولها بالمخازن والورش والمزارع الخاصة أو تلك ~~التي في طور الإنشاء. # أوتوستراد الإسماعيلية # أما هذا الطريق الذي أنشئ في الأصل كطريق استراتيجي من القاهرة إلى ~~منطقة القناة؛ فإنه يتحول الآن إلى مصير كافة الطرق السريعة ~~المصرية. فالمدخل القاهري في طريقه إلى الاختناق السريع نتيجة ~~الورش والمصانع والمدن السكنية المتعددة، وكان بالطريق غابة لعلها ~~كانت حزاما أخضر فيما مض، لكن المصانع احتوتها، ولم يعد باقيا ~~سوى بقايا يسيرة حزينة تائهة في غير محيطها، فهل يمكن الحفاظ على ~~البقية الباقية والعناية بها؟ أم أن حاجة الوزارات - أو الهيئات ~~التي تملكها - إلى المال سوف يسلمها إلى مصير محتوم؟! ولحسن الحظ ~~أن الجانب الأيمن من الطريق يسير موازيا لخط حديد السويس، وبينهما ~~مباني منشآت أمنية قديمة، وهذه الأبنية ذات الحركة المحدودة ~~نسبيا قد ساعدت على الحفاظ على قدر من السيولة المرورية على ~~الطريق، والأمل أنه في حالة التفكير في نقل هذه المنشآت ألا تباع ~~الأرض لأغراض البناء السكني كما حدث في حالات مماثلة. بل تتحول ~~أماكنها إلى جنة خضراء للترفيه أو إقامة أندية ومناشط شبابية ~~لاستيعاب حركة الشباب جنبا إلى جنب مع مدارس تحتاجها هذه المنطقة ~~التي نمت فيها مدن عشوائية أو مخططة، وفوق هذا فهذه المنطقة تقع في ~~حرم مدرج المطار من جهته الغربية تقريبا، وحرام أن نحيط المطار ~~بالأبنية والمدن كما ذكرنا من قبل. # أحمال فوق أحمال على الطريق # وعلى هذا الطريق أيضا أنشئ مؤخرا مبنى للتجنبد المركزي والسوق ~~المركزية في العبور ومدينة السلام والهايكستب والشروق ... إلخ. لكن ~~أكبر هذه المدن، وربما أكثرها احتياجا للحركة على الطريق هي مدينة ~~العاشر من رمضان؛ تلك المدينة الصناعية التي بدأت الآن مرحلة ~~الانطلاق. إن نمو الصناعة في العاشر يؤدي إلى مزيد من الضغط على ~~الطريق. فهل هناك حسابات لطاقة تحميل الطريق لعجلات تجري بالخامات، ~~وتعود بالسلعة المصنعة في اتجاه القاهرة؟ ويعرف الناس أن هناك حركة ~~أخرى يومية للعمالة التي تسكن ms210 القاهرة وبلبيس صوب العاشر، بينما ~~القطاع السكني في العاشر ما زالت نسبة إشغاله دون المتوسط، كما أن ~~جانبا من السكان المقيمين لا يرتبطون بعمل في مصانع المدينة، ~~ويعرف المختصون أيضا أنه لا توجد مدينة مخططة من الألف إلى الياء ~~كالعاشر يخترقها الأوتوستراد! ففي شرق الأوتوستراد المصانع، وعلى ~~الجانب الآخر الحي السكني، دون أن تكون هناك أنفاق أو جسور للراكبة ~~والراجلة تؤمن حركتهم، وتضمن للأوتوستراد وظيفته في النقل السريع ~~الآمن. ومؤخرا وبعد نحو 20 سنة أقام المسئولون كوبريين علويين ~~لتأمين حركة الأتوستراد وتأمين الحركة بين المصانع والمساكن. ~~والنموذج الأمثل لمثل حالة العاشر أن المدينة بقسميها السكني ~~والصناعي تنشأ معا على جانب واحد من الأوتوستراد، ويفصل القسمين ~~طرق خدمة للحركة الدائبة للمدن. # وفوق هذه الأحمال فإن الأوتوستراد هو محور يتلقى حركة الطرق التي ~~تنصرف إليه من السويس وبلبيس والسلام والإسماعيلية وغيرها؛ مما ~~يشكل أعباء ثقيلة عليه تتطور مع زيادة عدد ملاك السيارات، ونمو ~~أشكال الأنشطة التجارية والترفيهية في منطقة البحيرات المرة ~~والإسماعيلية وبورسعيد - فضلا عن تكاثف الحركة إلى سيناء ~~الشمالية، ونمو مصالح ووشائج مطلوبة ومرغوبة - فأين إذن قدرة هذا ~~الطريق الوحيد، برغم فخامته واتساعه، على مواجهة هذه الأحمال دائمة ~~النمو؟ # وبالإضافة فقد اجتذب الأوتوستراد عشرات المدارس والمعاهد وجامعة ~~واحدة، وكلها مدارس لغات حديثة تشغل مساحات كبيرة ومصاريفها عالية، ~~وهناك آلاف التلاميذ الذين ينتقلون بالباصات الخاصة التي تديرها ~~المدارس، أو بسيارات ذويهم، وليس من شك في أن هذا هو ما يزيد ~~الحركة على الأوتوستراد أعباء مضاعفة. صحيح أن هذه المدارس بنيت ~~في بيئة صحية قليلة التلوث الجوي والسمعي، # 10 # ولكن ازدحام الطريق غير المحسوب أصلا، قد جعل المشوار ~~إلى المدرسة من مصر الجديدة وضواحيها مشوارا مؤرقا، ويستغرق ~~وقتا أطول مما خطط له يذهب بحيوية التلاميذ عند وصولهم المدرسة، ~~ولدى عودتهم لبيوتهم! # الخلاصة أنه من اليسير على أهل المعرفة حساب كم من آلاف الأطنان من ~~السلع والخامات والأغذية يتعامل معها سوق الجملة ومصانع العاشر ~~وجملة الصناعات الأصغر على طول طريق جسر السويس، وكم من السيارات ~~تمر ms211 حاملة آلاف الناس إلى أعمالهم وبيوتهم بين القاهرة وبلبيس ~~والسلام والعاشر والإسماعيلية. ويبدو أننا في مصر اعتدنا نسبة ~~عالية من الكوليسترول في أوعيتنا الدموية لتضخم مأكولاتنا، والطرق ~~هي شرايين الحياة بالنسبة للاقتصاد والناس، فهل ننقل سمة ~~الكوليسترول العالي إلى طرقنا فنحملها فوق طاقتها بمدن ومشروعات ~~عديدة، وسريعا ما نفقدها كطرق ربط سريعة! # سوق الجملة # ويتطلب سوق الجملة بالعبور بضعة تعليقات: هو جيد ونظيف ونتمنى أن ~~يظل كذلك بعد طول استخدامه. آفة الشرق إجمالا هي قلة الصيانة في ~~وقتها، واستخدام الشيء لغير ما خصص له أو أكثر من طاقته التصميمية. ~~لم يحدث هذا داخل أسوار السوق، ولكن الغريب أنه قد نشأت عند بوابة ~~السوق الخلفية سوق موازية في حالة لا تسر من حيث عرض السلع، لكنها ~~أرخص من نفس السلع في الداخل. من يمول هؤلاء التجار؟ قد نظن أن بعض ~~كبار التجار يساندون السوق الخارجية كمنصرف للمواد التي لم تعد ~~طازجة أو مغرية من خضر وفواكه. # والأغرب هو إنشاء محطة سكة حديدية باسم محطة العبور على خط السويس ~~البطيء على مبعدة نحو ثلاثة أرباع الكيلومتر، فهل هي محطة لخدمة ~~العاملين في السوق؟ معروف أن السكك الحديدية لا تستطيع أن تنافس ~~السيارة والباص في المسافات القصيرة للمرونة الفائقة التي يتمتع ~~بها النقل البري مقابل جمود الحركة الحديدية على خط واحد. أما إذا ~~كانت المحطة بغرض نقل سلعي، فهذا أيضا غير ممكن بالنسبة لسوق ~~يتعامل مع أغذية نباتية وحيوانية وأسماك وغير ذلك من المواد سريعة ~~العطب التي لا تتحمل بطء النقل الحديدي - ناهيك عن أن خط السويس هو ~~خط هامشي لا يرتبط بالشبكة الحديدية الكثيفة إلا بطريق غير مباشر ~~من خلال محطة مصر - أي إنه لا يرتبط مباشرة بخطوط تجري في مناطق ~~إنتاج السلع الغذائية. # مقترحات # الاقتراح الأول: # هو إنشاء طريق مواز لأوتوستراد الإسماعيلية ~~من القاهرة حتى العاشر - على الأقل - وذلك لتحمل ~~نصيبا من الضغط المتزايد على الطريق. جزء من هذا ~~الطريق المقترح قائم فعلا ممثلا في طريق الهايكستب ~~غربي المطار، وهو طريق ms212 يمكن تطويره ومده شرق الخط ~~الحديدي. مع وصلات عبره إلى الأوتوستراد. # الاقتراح الثاني: # هو إعادة استخدام خط حديد السويس الحالي ~~بطريقة أكثر انتظاما ومرات أكثر في اليوم، ~~والأحسن هو كهربة الخط، أو تسيير مترو سريع التقاطر ~~على الأقل حتى العاشر من رمضان، مع ربطه بشبكة مترو ~~القاهرة في محطة المرج، وهذه الوسيلة من النقل ~~الجماعي أكثر أمنا # 11 # وأوفر اقتصاديا وأوفر في الوقت ~~بالقياس إلى النقل بالميكروباصات، وبالتالي فهو ~~سيرفع عبئا كبيرا عن الأوتوستراد. # والخلاصة أنه يجب إصدار تقنين أشد قوة في التنفيذ لمنع المزيد من ~~المنشآت كثيفة الحركة على هذا الطريق. فكفاه ما هو عليه من ~~مشروعات. كذلك تشجيع المستثمرين والمنظمين على الاتجاه إلى الطرف ~~الآخر من الأوتوستراد حول الإسماعيلية وشرق القناة من أجل توزيع ~~عادل نسبيا لأماكن العمل على رقعة أبعد من دائرة جذب القاهرة ~~والمدن التي تدور في فلكها نتيجة تخطيط لم يكن مدركا لظاهرة ~~التزاحم والتمركز المصرية إدراكا قويا، وقد حان الوقت أن يقف ~~المفكرون في الجوانب الاجتماعية من الحياة بقوة جنب المخططين ~~الفيزيقيين من أجل تسهيل انتشار الناس بطريقة محسوبة ومستجيبة على ~~مساحات أكبر من أرض مصر بدلا من المركزية الراهنة. ~~(4-4) شارع الأزهر والنفق # 12 # ليس من قبيل التكرار التطرق إلى مشكلات شارع الأزهر التي يعرفها الجميع، ~~وحل هذه المشكلات لا تأتي بتنفيذ عنصر واحد كبناء كوبري الأزهر فيما مضى، ~~أو إنشاء النفق كما يحدث الآن، لكن الحل يكمن في ضرورة النظر لمنطقة ~~الأزهر بشمولية أرحب من معالجة قضية واحدة. وليس من قبيل التزيد في القول ~~أن شارع الأزهر اسم علم على واحدة من أهم مناطق القاهرة التجارية، ويضم ~~بين جنبات المنطقة ثروة بالمليارات. كما أنه الجزء الشرقي من المحور ~~العرضي الأساسي الذي يخترق القاهرة من الدراسة إلى إمبابة، ويربط أسواق ~~العتبة والموسكي ووسط البلد وشارع الجمهورية وسوق وكالة البلح وأسواق ~~الكورنيش والزمالك الحديثة، ومن ثم تأتي أهمية هذا الشارع والمنطقة ~~التاريخية الاقتصادية التي تتمحور حوله. # وفي خطة توسيع ميدان الأزهر-الحسين ترددت الأفكار الآتية: ~~(1) # هدم مبنى ms213 مشيخة الأزهر القديم لتوسيع الميدان. ~~(2) # تحويل المنطقة إلى منطقة مشاة فقط. ~~(3) # عمل نفق لانسياب الحركة من الأوبرا والعتبة حتى طريق ~~صلاح سالم. # وهدم مشيخة الأزهر عمل هدام فعلا، صحيح أن هناك بناية جديدة أنشئت ~~للمشيخة إلى جوار دار الإفتاء، لكن لماذا الهدم؟ لقد شاهد غيري كثيرون أن ~~الأجزاء القديمة من المدن الأوروبية - وهي أحدث بكثير من القاهرة ~~الفاطمية المملوكية - يحافظون عليها مهما كان الشارع ضيقا؛ لأن هذه ~~أبنية تراثية. # وأعتقد، وكثيرون غيري، أن مبنى المشيخة الحالي هو من المعمار الإسلامي ~~الراقي قارب عمره على مائة عام، وربما لا يستطيع صناع زماننا تقليده إلا ~~بتكلفة عالية. لكننا، فيما يبدو، نستسهل الهدم دون تحري الواقع، ~~وأخيرا صدر قرار عال بمنع هدم هذا المبنى؛ فكفى المؤمنين شر ~~القتال. # الاختناق المروري الحالي في منطقة الأزهر يعود إلى أسباب أخرى غير وجود ~~مبنى المشيخة. أول هذه الأسباب توجد فينا كسائقي سيارات خاصة أو عامة أو ~~نقل، خلاصته: عدم الالتزام بقواعد المرور وآدابه، وتداخل سيارات مستهلكة ~~في مجرى المرور، وهي لن تجد حلا إلا بجدية تطبيق القانون والملاحقة ~~بالقوة الجبرية على كل الناس بغض النظر عن قوة الانتماء. # السبب الثاني هو وجود مجموعة من الأبنية المتنافرة معماريا وماديا ~~وحضاريا مع روائع الأبنية التراثية. فالنازل من الدراسة إلى الميدان ~~يجد على يمينه مباني متهالكة متنافرة مع بعضها، زادها تنافرا وتشويها ~~المحال والدكاكين التي تقيم نشاطا في مساحات قزمية لا تصلح لشيء مهم. ~~هذه المتهالكات ورواد دكاكينها تضيق الخناق على حركة المرور القادمة ~~من صلاح سالم وشارع المنصورية الموازي له والقادم من العباسية الشرقية. ~~لن نخسر كثيرا بإزالتها، لعل ذلك يؤدي إلى تحسين قيمة العقارات مساحة ~~وبناء، والقادم من العتبة يرى عمارات تغطي على أبنية وكالة الغوري وجامع ~~«أبو الدهب»، فإذا أزيلت هذه العمارات الثلاث غير المنسجمة معماريا ~~فإنه سوف ينكشف ميدان فسيح من جامع الغوري إلى الأزهر، به مجموعة أبنية ~~تعود إلى نحو خمسة قرون وأكثر؛ هي تحفة للناظرين ودرس معماري للدارسين ~~وعشاق الفنون الإسلامية الشرقية. هذا ms214 فضلا عن انكشاف منظر الأزهر الشريف ~~بعد عمليات التجديد والصيانة الحالية. # أما مبنى المشيخة الحالي، فيمكن تجديده وتحويله إلى غرض من الأغراض ~~الثقافية؛ كأن يصبح مقرا لمكتبة القاهرة الإسلامية، أو أن يصبح متمما ~~لمكتبة الأزهر، وبعبارة أخرى: يتحول إلى مركز علمي إسلامي. # فإذا نال مبنى المشيخة الحالي بعض الصيانة، وأضيفت مجموعة نافورات صغيرة ~~تتوسط أحواض ورود ورياحين، وأشجار ظل تقي المشاة وهج الصيف وحره، وأزيل ~~السور الحديدي القبيح، فسيكون لدينا ميدان فسيح جدا يمتد بين جوامع: ~~الغوري والأزهر والحسين، يجمع روائع المعمار الإسلامي من تواريخ وعصور ~~مختلفة، تبدأ من ألف عام إلى مائة عام، يمكن أن يتفوق على الميادين ~~الكبيرة في مدن إسلامية، مثل: «ميدان شاه» في أصفهان أو ميدان «راجستان» ~~في مدينة سمرقند بجمهورية أزبكستان، والذي يوصف أحيانا بأنه أنبل ما صنع ~~المعمار البشري من توافق وانسجام، ويجب أن يصاحب هذا تحويل المنطقة ~~للمشاة. # هذا العناء كله ليس فقط من أجل الآثار، بل من أجل نزهة المشتاق إلى أيام ~~زمان. فغير خفي الجذب الذي يشد الناس إلى سهرات الأجداد على الشاي ~~والشيشة والبليلة والكباب في رمضان وغير رمضان، أبقاها الله مع الدعوة ~~إلى تحسين أساليب استضافة الناس في المقاهي والمطاعم، ونظافة الدروب ~~والسكك والخانات. # ويمكن تحويل المنطقة إلى منطقة مشاة فقط ، بتنفيذ أسلوبين مكملين لبعضهما ~~لكي نعطي للتخطيط الجديد عمقا زمنيا مستقبليا. # الأول: # أن تحول المنطقة إلى مشاة بين التاسعة صباحا ~~والحادية عشرة مساء، مع بعض التغيير في رمضان وفي ~~الصيف وفي الشتاء. على أن يكون التنفيذ صارما لشهور ~~وشهور. # والثاني: # البحث عن طرق بديلة لشارع الأزهر كمحور مرور ~~عرضي في محورين كما سيأتي ذكره بعد قليل، وبذلك نكون ~~قد حفظنا آثار القاهرة من هزات ماكينات حفر الأنفاق ~~التي قد تؤثر على أسس الآثار الرائعة، وعادم ~~السيارات الذي ينخر في الحجارة الأثرية بغازاته ~~وأكاسيده. وفي هذه الحالة أيضا يمكن تحويل شارع ~~المعز من بوابة المتولي - زويلة - إلى الفتوح لمنطقة ~~مشاة لأعظم شارع أثري مليء بعبق التاريخ من مساجد ~~وأسبلة ms215 ومشربيات ومقرنصات غاية في الجمال والأبهة، ~~على أن يسمح بمرور وسائل نقل تقليدية كعربات الحنطور ~~والكارو والترسكلات غير ذات الموتور، وعلى النسق ~~نفسه يمكن تحويل شارع الجمالية من باب النصر إلى ~~الحسين إلى منطقة مشاة في ساعات النهار. # هذه صورة نأمل تنفيذ ما يمكن منها على مراحل؛ لكي نستعيد الماضي المشرف ~~لمصر المحروسة. # ويمكن أن تتضح الصورة العامة للموضوع من التدقيق في الخريطة # 6-2 # ومن النقاط الآتية تلخص الموضوع تحت عناوين ~~الموضوعات الرئيسية: # أولا: # منطقة ميدان الأزهر: ~~(1) # تحويل الجزء من شارع الأزهر الممتد من أمام ~~باب جامعة الأزهر إلى منطقة تبعد نحو 30 مترا غرب ~~جامع الغوري إلى منطقة مشاة خضراء، مع إزالة السور ~~الحديد في هذا الجزء. ~~(2) # إزالة عدد من البيوت التي تحجب الآثار ~~الإسلامية الرائعة في الميدان، مثل العمارات التي ~~تحجب وكالات الغوري، وكذلك المباني المتهالكة أمام ~~جامع الغوري على الجانب البحري من شارع ~~الأزهر. ~~(3) # تحويل الساحة الضخمة الناتجة «بين جوامع ~~الأزهر والحسين والغوري» إلى ساحة وارفة الظلال ~~كثيرة النافورات الإسلامية دقيقة الصنع. ~~(4) # في التنفيذ النهائي يجب إزالة كوبري الأزهر من ~~شارع الأزهر بأكمله. ~~(5) # إقامة مواقف للسيارات متعددة الطوابق عند ~~بدايات منطقة المشاة من ناحيتي العتبة والدراسة؛ لكي ~~تخدم انتقال الأشخاص والسلع من الاتجاهين. # ثانيا: # حول الطرق البديلة لشارع الأزهر: ~~(1) # إن شارع الأزهر هو الطريق العرضي الوحيد بين ~~شرق القاهرة ووسطها؛ لهذا فهو بالفعل عنق زجاجة، ~~والفرصة الآن مواتية للتخلص من عنق الزجاجة بفتح ~~طريقين جديدين لا يصبان في نقطة واحدة، هي الأوبرا، ~~كما يفعل شارع وكوبري الأزهر الحالي. ~~(2) # الطريق الأول يسير شمال القاهرة الفاطمية ~~وبحذاء السور القديم. يبدأ من طريق صلاح سالم ~~تقريبا أمام مجموعة مساجد السلطان برقوق، ويستحسن ~~أن يمد شرقا؛ ليتصل بالأوتوستراد في مسار يقع ~~شمال مجموعتي آثار ومساجد السلطان إينال والسلطان ~~برقوق، هذا إذا لم تكن هناك موانع أثرية يهددها فتح ~~الطريق في الجبانة الشرقية. يسير الطريق بين السور ~~الشمالي للقاهرة من ناحية ومقابر بوابة النصر وحي ~~البيومي والحسينية من ناحية أخرى، ثم يلتحم بشارع ~~البغالة ms216 الذي يجب أن تجرى عليه التوسعات اللازمة ~~لاحتواء حركة هذا المحور، وفي النهاية يلتقي بشارع ~~الجيش تقريبا أمام قسم الشرطة. ويستحسن أن يمد ~~الطريق المحوري هذا بضع عشرات الأمتار ليلتحم بشارع ~~بورسعيد الذي يمكن أن تنساب فيه الحركة شمالا إلى ~~غمرة وما بعدها، أو جنوبا إلى باب الشعرية، ومن ~~ثم إلى العتبة في طريق الجيش، أو بين الصورين وباب ~~الخلق في طريق بورسعيد. كما يمكن توسيع بعض الشوارع ~~العرضية جنوب بركة الرطل إلى شارع كامل صدقي - ~~الفجالة - ومن ثم يتكون لدينا محور ممتاز من ~~الأوتوستراد إلى ميدان باب الحديد يساعد في امتصاص ~~حركة شرقية غربية إلى شارع الجمهورية بأسواقه ~~المتخصصة، بديلة لشارعي رمسيس في الشمال والأزهر في ~~الجنوب. ~~(3) # يستحسن عمل كوبري علوي لهذا الطريق المحوري عن ~~تقاطعه مع شارع الجيش، وأن يستمر الكوبري العلوي في ~~شارع بورسعيد جنوبا؛ ليعبر عنق الزجاجة في باب ~~الشعرية بحيث يكون له منزل عند شارع الجيش إلى ~~العتبة، ومنزل آخر في بين الصورين؛ ليكمل الطريق في ~~شارع بورسعيد إلى باب الخلق. ~~(4) # أما الطريق المحوري الثاني: فيقع إلى الجنوب ~~من قاهرة المعز، حيث يبدأ من باب الخلق مستخدما ~~شارع تحت الربع إلى باب زويلة - المتولي - ثم يستخدم ~~طريق الدرب الأحمر إلى سور القاهرة الشرقي، ويعبر ~~منطقة التلال إلى أن يلتحق بطريق صلاح سالم عند ~~ثنيته الكبيرة أمام جبانة باب الوزير. وهذا المحور ~~يقود من باب الخلق إلى عدة اتجاهات: إلى العتبة ~~بطريق محمد علي، وإلى السيدة زينب وجنوب القاهرة ~~بطريق بورسعيد، وإلى وسط القاهرة بطريق شارع حسن ~~الأكبر إلى ميادين عابدين وباب اللوق والتحرير. ~~وربما احتاج الطريق المحوري الجنوبي تكلفة أعلى من ~~الشمالي؛ حيث إن الأمر يحتاج إلى نزع ملكيات غالية ~~في شارع تحت الربع. لكنه لن يحتاج إلى كبار علوية؛ ~~لأن ميدان باب الخلق متسع، ويمكن تنظيمه ليستوعب ~~الحركة الجديدة. # الخلاصة: # أن هذا المخطط يمكن تنفيذه ~~على مراحل بحيث يستوعب الناس اتجاهات التنمية لقلب القاهرة القديمة ~~تدريجيا، ويتكيفوا معها منذ البدء بإصلاح ميدان الأزهر، وتحويله ms217 إلى ~~منطقة مشاة بعض الوقت من النهار كما أسلفنا، خاصة وأن المتوقع معارضة ~~قوية من قبل أصحاب المصالح من التجار الراسخين في شارع الأزهر عشرات ~~السنين. # هل يحل النفق مشكلة المرور في شارع الأزهر؟ # ربما كانت الأنفاق وسيلة أكثر تقدما من الجسور العلوية، وأقل ~~تشويها للمناظر العامة للمدن، ولا شك في أن كوبري الأزهر قبيح بكل ~~المعاني؛ فهو يضيع معالم المعمار الممتاز في ميدان العتبة، ويعبر ~~فوق حديقة الميدان فيمسخها، ويحيل المرور حولها إلى شيء أشبه ~~بالمتاهة، وهو أيضا يغطي معالم معمارية نادرة في أجزاء من شارع ~~الأزهر، مثل: جامع القاضي زين الدين يحيى (1444م) عند تقاطع الأزهر ~~مع شارع بورسعيد، كما يغطي معالم جامع الغوري (1503م)، ويكمل السور ~~الحديدي - المقام وسط الشارع - وكوبري المشاة سلسلة القبح المعماري ~~حتى جامعة الأزهر، ويلقي الكوبري حمولته أمام جامع الغوري، ويزدحم ~~الطريق فتضيع معالم المعمار في قصر الغوري ووكالته وجامع «أبو ~~الدهب» (1774م) وجامع الأزهر (970م)، وكلها تقع تحت طائلة التآكل ~~بما تطلقه آلاف السيارات من عادم ضار بصحة الإنسان والمباني ~~الأثرية معا، خاصة وأن الكثير من السيارات والشاحنات من القدم ~~بحيث تطلق خلفها سحبا سوداء لا نجاة منها. # لن نجد شيئا من هذا حين نشق النفق ونزيل كوبري السيارات والمشاة ~~والسور الأوسط، وهذه إحدى حسنات النفق، ولكن النفق طويل يصل إلى ~~نحو كيلومترين طولا، فهل جربنا مثل هذه الأنفاق الطويلة للسيارات؟ ~~ويمكن أن نقف طويلا أمام الملاحظات الآتية عند فكرة النفق: # شكل 6-4: # مقترحات تنمية شاملة لمنطقة الأزهر. ~~(1) # الجوانب التكنولوجية: لا شك في أن حفر الأنفاق ~~في القاهرة أصبح في متناول التقنية المصرية بما ~~اكتسبت من نجاح في حفر أنفاق مترو القاهرة في شبرا ~~وعابدين وتحت النيل، ومن قبل من باب الحديد إلى ~~السيدة زينب. لكن الذي يمر هنا هو قطارات كهربائية ~~عادمها وهدير صوتها محسوب. أما نفق السيارات فسوف ~~تمر فيه عشرات الآلاف من السيارات ينبعث منها عادم ~~غازي سام، خاصة وأنه من الصعب عمليا منع السيارات ~~التي تفرز عادما أكثر من ms218 المقرر من دخول النفق؛ ~~وذلك لقدم الكثير من سيارات القاهرة، ولأن الكثير من ~~ملاك السيارات - أفرادا أو هيئات خاصة وعامة - ~~لا تقوم بأعمال صيانة السيارات بالدرجة ~~المناسبة. ~~(2) # الجوانب البشرية والسلوكية: إن المترو يتحكم ~~فيه شيئان: السائق ولوحة المراقبة الإلكترونية، ~~أما السيارات فيقودها عشرات الآلاف من السائقين؛ ~~بمعنى أن سلوكيات حركة المترو منضبطة، بينما سلوكيات ~~سائقي السيارات غير ذلك، وكلنا يشكو من رعونة كثير ~~من السائقين التي تتسبب في حوادث كثيرة في شوارع ~~القاهرة السطحية، فما بالنا داخل أنبوب النفق ~~المغلق؟ ~~(3) # كثرة استخدام آلات التنبيه في سيارات القاهرة ~~سمة معروفة لدى السائقين لا يردعها رادع حتى الآن، ~~فما بالنا لو تعطلت سيارة داخل النفق؟ لا شك في أن ~~النفق سوف يتحول إلى زئير صوتي يصم الآذان عند ~~حدوث عرقلة ما نتيجة تعطل سيارة أو بطئها. فهل يؤثر ~~الزئير الناجم عن مئات آلات التنبيه على بنية النفق؟ ~~وماذا عن التلوث السمعي القاتل في مثل هذه الأحوال؟ ~~وتجربتنا في الجسور العلوية الحالية شاهد على ارتباك ~~المرور عندما تتعطل سيارة فوق الكوبري وتحت نور ~~الشمس، فما بالنا عند حدوث ذلك تحت ضوء الأنوار ~~الكهربائية داخل النفق؟ ~~(4) # مسار النفق يمر تحت أجزاء كثيرة من كتلة سكنية ~~متهالكة البناء، فهل هناك حسابات لإخلاء هذه ~~المساكن، وإسكان شاغليها في أماكن جديدة مناسبة، ~~علما بأن الكثير من شاغلي هذه الأبنية عبارة عن ورش ~~ومشاغل حرفية أو مخازن بضاعة، وكلها ضرورية لاستكمال ~~مئات الأعمال التجارية التقليدية لهذا القلب التجاري ~~الحقيقي للقاهرة؟ وهل ستتضرر أسس أبنية تراثية أثناء ~~عمل النفق؟ ~~(5) # الخلاصة أن حفر النفق ليس عملا تيسره ~~التكنولوجيا فقط، وليس قرارا مساره عمل هندسي ~~فقط، بل يجب أن تكون هناك لجنة من المهندسين ~~والأثريين والاقتصاديين والجغرافيين ومخططي المدن ~~والجيولوجيين ومخططي المرور ومنظميه والاجتماعيين ~~والسلوكيين وأصحاب المصالح التجارية؛ لكي يأتي ~~المشروع متكاملا قدر الإمكان قليل العيوب قليل ~~الاعتراضات. ثم يأتي بعد ذلك القرار التنفيذي، وهكذا ~~يصبح المشروع حضاريا بكل معنى هذه الكلمة السائدة ~~الآن دون معنى حقيقي. # هذا من ناحية الأمان ms219 وسيولة المرور، لكن هناك نقطة أخرى مهمة يجب ~~أن يحسب لها حساب، هي: ما هي كمية السيارات التي تعبر الآن شارع ~~الأزهر في اتجاه الأوبرا بالنسبة لعدد السيارات المتجه إلى شارع ~~الأزهر والطرق المتفرعة عنه؟ بالمشاهدة والتجربة نلاحظ أن النسبة ~~الكبرى هي التي تقصد شارع الأزهر، بينما القلة هي التي تخترق ~~الكوبري إلى الأوبرا، فالشارع شديد الازدحام من الدراسة إلى مطلع ~~الكوبري، ويستمر الازدحام المروري إلى جوار الكوبري والقليل هو ~~الذي يصعد الكوبري، ومثل هذا من الناحية الأخرى، فعلى الكوبري من ~~الأوبرا إلى الغوري أقل من نصف الحركة المرورية التي تخترق العتبة ~~إلى شارع الأزهر. # ذلك أن الناس في حاجة إلى شارع الأزهر بتجارته الواسعة ومخازنه ~~وورشه الحرفية بطول الشارع الذي يكون عصب الحركة إلى اتجاهات كثيرة ~~في شارع المعز والصاغة وخان الخليلي والجمالية شمالا، والغورية ~~والعطارين والسكرية جنوبا وعشرات الدروب التي تتفرع عنها. كذلك ~~يحتاج الناس إلى شارع الأزهر للدخول إلى تقاطع شارع بورسعيد الذي ~~يقود إلى أسواق الجملة عند بين الصورين وجامع البنات والسكة ~~الجديدة والموسكي. والقليل يصعد تفريعة الكوبري إلى باب الخلق. ~~وأخيرا هناك المصب النهائي لشارع الأزهر في العتبة التي تقود إلى ~~مجموعة أسواق أخرى مثل سوق الكهرباء خلف المطافئ، ومنطقة البواكي ~~المؤدية إلى ميدان صيدناوي وشارع كلوت بك وميدان الخازندار، وكلها ~~أسواق متخصصة. # فإذا أغلقنا شارع الأزهر أمام حركة السيارات، وفتحنا نفقا إلى ~~الأوبرا فإن ذلك الإجراء لا يحل سوى مشكلة العابرين من صلاح سالم ~~إلى الأوبرا وبالعكس فقط، بينما يسلب العمود الفقري للحركة ~~الجارية التي تقدر قيمتها بالملايين أو المليارات! # فكيف إذن نحل مشكلة شارع الأزهر؟ # أولا: # لا توجد حلول جاهزة التنفيذ الفوري. فنحن هنا ~~بصدد تراكمات قلب القاهرة العملاقة لأكثر من ألف ~~عام، ومن الصعب تصور حل هذه التراكمات على مدى عام ~~أو عامين، فالأمر في مثل هذه المواضع ذات القيمة ~~التاريخية والاقتصادية يحتاج إلى مخطط رئيسي نلتزم ~~شعبا وحكومة بتنفيذه مرحليا، وأن يكون من المرونة ~~بحيث يمكن تعديله بناء على أرض الواقع ms220 فيما عدا خطوط ~~يجب الالتزام بها على أي الحالات، ومنها على الأخص ~~خطوط التنظيم وارتفاعات المباني. # ثانيا: # يمكن أن يكون المخطط الرئيسي محتويا على ~~العناصر الآتية: ~~(1) # يشبع النفق طلب العابرين من صلاح سالم إلى ~~الأوبرا وبالعكس، مع الاهتمام ببعض المحاذير التي ~~سبق ذكرها، وإضافة الوسائل التي تؤمن سلامة المرور ~~كوحدة كهربائية إضافية تعمل عند اللزوم ~~أوتوماتيكيا، وكذلك تشغيل محطات التهوية التي ~~بدونها غالبا ما يحدث اختناق للناس، والاهتمام ~~المشدد بالكثير من أعمال الصيانة بطول النفق. ~~(2) # تحسين الشارع الذي يمتد شمال سور القاهرة ~~القديم، ومده إلى صلاح سالم، وإلى شارع الجيش ~~وبورسعيد، وبذلك نكون قد شكلنا محورا عرضيا يعوض ~~نسبيا محور شارع الأزهر، ويصل إلى شارع كامل صدقي ~~ومنطقة الفجالة وباب الحديد، ومن هذا المحور تمتد ~~طرق جنوب السور تصل محلات شارعي الجمالية والمعز ~~الشمالية بالحركة المطلوبة لنقل السلع والناس. ~~وارتباط هذا المحور بشارعي الجيش وبورسعيد سيضمن ~~سيولة حركة إلى العتبة كمركز عصبي للحركة في وسط ~~القاهرة، وإلى العباسية شمالا. ~~(3) # تخرج من المحور الجنوبي طرق متجهة شمالا إلى ~~قرب الغورية وقرب جامع الأزهر؛ وذلك لخدمة الحركة ~~التجارية في الجزء الجنوبي من القاهرة الفاطمية. كما ~~تخرج منه طرق تتجه جنوبا إلى الدرب التبانة وسوق ~~السلاح وإلى الخيامية والسروجية ... إلخ في القاهرة ~~المملوكية. ووصول هذا المحور إلى باب الخلق يفتح ~~مجالات الحركة شمالا في شوارع بورسعيد ومحمد علي ~~إلى أسواق منطقة العتبة، كما أنه يخدم الحركة جنوبا ~~إلى القلعة، وإلى أحياء الحلمية وطولون والسيدة زينب ~~التي تحتاج إلى تنمية للبنية الأساسية بعد إهمالها، ~~وانصراف الاهتمام إلى المناطق الجديدة حول ~~القاهرة. ~~(4) # إعداد شارع الأزهر تدريجيا؛ لكي يصبح جزؤه ~~الأوسط منطقة مشاة كما أسلفنا القول، وذلك بالإزالة ~~التدريجية للعمارات التي تغطي وراءها تراثا ~~معماريا، وكذلك بعض البيوت المتهالكة؛ لكي يحل ~~محلها جراجات متعددة الطوابق. وزيادة في التأكيد ~~نكرر القول بتحويل ميدان الأزهر بين الغورية والجامع ~~الأزهر وجامع الحسين إلى ساحة كبيرة ترصعها نافورات ~~صغيرة ومظلات ومقاعد وكنبات لراغبي تمتع العين بهذه ~~المنطقة التاريخية الفريدة في ms221 المدن ~~الإسلامية. ~~(4-5) النيل طريق طبيعي رائع # يشكل مسار النيل طريقا طبيعيا طويلا من شبرا الخيمة إلى حلوان، فهل ~~يمكن استخدامه كطريق اتصال مكثف بين أجزاء القاهرة الكبرى. كانت هناك ~~تجربة «الأتوبيس النهري» في الماضي القريب، لكنها لم تكلل بالنجاح لأسباب ~~كثيرة؛ كقلة العائمات وبطئها وإدارتها الحكومية، وتخطيط مسار حركتها ~~المحدود. # الآن، وبعد الحركة الكثيفة في القاهرة الكبرى يمكن إعادة التفكير في نقل ~~الأفراد بواسطة مجموعة من الخطوط الملاحية العرضية بين بر القاهرة ~~والجيزة، ومجموعة مهمة من الخطوط الطولية من الشمال إلى الجنوب تربط شبرا ~~الخيمة وإمبابة بنقاط محددة في وسط بر الجيزة والقاهرة، وتمتد جنوبا إلى ~~المعادي وحلوان والتيين. صحيح أن النقل النهري بطيء، ولكن الانتقال ~~بالطرق البرية من شبرا الخيمة إلى حلوان هو أيضا بطيء؛ لكثافة الحركة ~~بطول الكورنيش بدرجة كبيرة، ولعل النقل النهري الموازي للكورنيش سوف يكون ~~عاملا مساعدا في تخفيف حركة الانتقال على الطرق البرية. وربما يمتد ~~النقل النهري إلى مواقف الباصات عند القناطر الخيرية، وعند المنيب وساقية ~~مكي التي تأتي بالحركة اليومية للعاملين من وسط الدلتا، ومراكز الجيزة ~~الريفية إلى القاهرة، وبالتالي تتناقص حركة الباصات إلى قلب القاهرة ~~والجيزة. # وبطبيعة الحال يقتضي هذا إجراءات إدارية حاسمة على رأسها التذكرة ~~الموحدة بين أشكال النقل البرية والنهرية في اتجاه واحد؛ أي على سبيل ~~المثال : تذكرة واحدة من منوف بالباص إلى القناطر، ومن ثم بالنهر إلى شبرا ~~أو بولاق أو قصر النيل أو حلوان. محاسبيا هذا أمر سهل حتى لو كانت ~~شركات الباص غير شركات النقل النهري، وذلك عن طريق عدها أوتوماتيكيا ~~عند بوابات الباص والقارب. # على أي الحالات يجب التفكير جديا في استخدام هذا الطريق الطبيعي بوسيلة ~~أو أخرى مع التفكير في تجنب تلويث مياه النيل فوق ما هو عليه، وذلك ~~باستخدام طاقة نظيفة في محركات السفن النهرية كالكهرباء والخلايا ~~الضوئية، وترغيبا يمكن أن تجهز المراكب بمثل تجهيز باصات النقل العام ~~الضوئية، وترغيبا يمكن أن تجهز المراكب بمثل تجهيز باصات النقل العام ~~المكيفة حتى لا تقبل أكثر من ms222 حمولتها، وتتجنب حوادث سقوط الأفراد ~~والأطفال في مياه النهر. # بعض ما جاء في هذا الموضوع نقلا عن مقال للمؤلف باسم «القاهرة: ~~المشكلات العامة للمدينة والعاصمة» مجلة الطليعة التي كانت تصدر عن ~~الأهرام 1972. # ساكن العطارين أو الخيامية غالبا يعمل في مهنة العطارة، أو ~~صنع الخيام المشهورة بزخرفها من الملصقات القماش الملون - ~~الأبليك - سواء كان هو شيخ المهنة أو صاحب ورشة أو عامل ~~بالمهنة، والآن ساكن الزمالك أو جاردن سيتي أو المعادي أو في ~~مصر الجديدة يدل على متوسط دخل الفرد العالي بالقياس إلى ~~ساكن روض الفرج أو الخليفة أو الدرب الأحمر أو السيدة زينب، ~~فهو عادة من ذوي الدخل المتوسط إلى الفقير، ولم يعد اسم ~~القسم كافيا بل تحديد الحي أهم؛ ففي مصر الجديدة روكسي ~~والكوربة وشارع العروبة تمثل منسوبا أعلى من منطقة الجامع ~~وأطراف مصر الجديدة القريبة من الزيتون. # بالرغم من وجود قانون 27 لسنة 1956 بتجديد ~~الأحياء المتهالكة البناء ونزع الملكية وإعادة ~~التخطيط، والقانون 3 لسنة 1982 الذي يتفق في كثير من ~~مفاهيمه الأساسية مع قانون 1956، وخاصة الاحتفاظ ~~بنفس الكثافة السكانية وتوفير مساحات خضراء، فإنهما ~~لم يطبقا إلا في حالات قليلة، وبخاصة في المناطق ~~العشوائية التي تمت إزالتها في بعض أطراف القاهرة ~~دون الأحياء القديمة في قلب القاهرة. راجع كتاب ~~«تجديد الأحياء» لأحمد خالد علام ويحيى عثمان شديد ~~وماجد المهدي، مكتبة الأنجلو المصرية 1997. # في 1960 كانت القاهرة والجيزة تستحوذ على نصف حجم الهجرة ~~الداخلية في مصر، وفي عام 1976 كانت الهجرة إلى القاهرة في ~~حدود ثلاثة أرباع المليون، وإلى الجيزة ثلث مليون، وفي 1986 ~~هبطت الهجرة إلى القاهرة إلى حدود نصف مليون، ولكنها ارتفعت ~~في الجيزة إلى نصف مليون، ولا شك أن الهجرة إلى الجيزة كبيرة ~~بالقياس إلى تجمد حجم الهجرة بالنسبة للقاهرة التي أشبعت ~~تماما، والمهاجرون يحسون الطلب، ويتوجهون إليه باستجابة ~~بطيئة إلى أن تتشبع منطقة الهجرة كما حدت في مدن القناة بين ~~76 و1986. والسؤال: لماذا «نشوش» على تيار الهجرة ببناء مدن ~~حول القاهرة تبعدهم عن التوجه الصحيح إلى مناطق التنمية في ~~سيناء أو جنوب ms223 الوادي؟ # في العادة تحتل الطرق وساحات انتظار السيارات ومحطات البنزين ~~والجراجات نحو ثلث مساحة منطقة المدينة، وفي لوس أنجيلوس ~~تزداد هذه المساحات إلى نحو 70٪ وهي بذلك أعلى نسبة في ~~العالم؛ نتيجة لأن المدينة مبنية على مساحات ضخمة متفرقة ~~للتباين التضاريسي المحلي، ولسيادة السيارة كوسيلة نقل ~~وحيدة. والغالب أن نسبة مساحة الطرق وأماكن السيارات في ~~القاهرة هي أقل من 15٪ في قلب القاهرة، وتتحسن في الأحياء ~~الجديدة إلى نحو الثلث، وهذا هو على رأس مشكلة المرور في ~~القاهرة. # مثل نظريات المكان المركزي لفالتر كريستالر # Christaller ~~(1933) عن مركزية الخدمات وتراتبها، ~~وتعديلات أوجست لوش # Lósch # حول ~~اقتصاديات المواقع (1956)، ونظرية كريستالر تطوير وتحديث لما سبقه ~~من نظريات المكان عند يوهان هاينريخ فون تونن # Von Thunen ~~(1783-1850) عن مواقع الاستخدام ~~الزراعي، وألفرد فيبر # Weber ~~(1909) عن مواقع الصناعة. # مقتطفات من مقال «إنقاذ القاهرة» للمؤلف، جريدة الأهرام - ~~صفحة العمران: القاهرة 17/ 12/ 1995. # راجع الفصل # الثاني # من هذا الكتاب ~~حول المدن الجديدة. # الجانب الأكبر من هذا الموضوع نقلا عن بحث للمؤلف نشر في ~~مجلة جمعية المهندسين المصرية المجلد 32، عدد 3 لسنة ~~1993. # لم يؤخذ ضجيج الطائرات في الحسبان، فالمنطقة قريبة من ~~المطار. كما أن ازدياد حركة النقل بالشاحنات الضخمة له ~~هدير يؤثر على الأسماع، وله من العادم ما يلوث ~~الهواء. # حوادث القطارات هي بالقطع أقل بكثير جدا من ~~حوادث السيارات. فمثلا عدد قتلى حوادث قطارات شركة ~~آمتراك # Amtrak # الأمريكية مائة قتيل منذ 1971 مقابل أكثر من 40 ألف ~~قتيل في حوادث السيارات السنوية في الولايات ~~المتحدة. # شغل موضوع شارع الأزهر بعض كتابات المؤلف منذ نشر موضوع ~~«ماذا نحن فاعلون بميدان الأزهر؟» في صفحة العمران بجريدة ~~الأهرام في 20/ 11/ 1997، ومشكلة المرور في شارع الأزهر، ~~«وهل يحل النفق المشكلة؟» في 14/ 4/ 1998 ونبذات أخرى عن ~~محاذير الأنفاق في موضوعات متعددة بصفحة قضايا وآراء بجريدة ~~الأهرام بعد ذلك. # الفصل السابع # هل يمكن حل إشكاليات القاهرة ~~(1) عمدة المدينة # القاهرة عاصمة أقدم حضارات العالم، ومن مدن العالم الكبرى، وأكبر مدينة في ~~أفريقيا والشرق الأوسط والعالم العربي، تشكو الكثير من المشكلات المتشابكة بين ~~جهات حكومية متعددة، هذا التشابك هو أحد أسباب ms224 تراكم المشكلات التي تبحث عن حل، ~~هل الحل في يد المحافظة أم وزارة كذا ... إلخ؟ هذا التشابك بين السلطات يحتاج ~~فعلا إلى خطوة جريئة لفض الاشتباك، ووضع الأمور في نصابها. # أول المسائل والتساؤلات لتصحيح الأمور هو السؤال الوحيد والأساسي: لماذا لا ~~تصبح مسائل المدينة كلها في يد عمدة المدينة، أو ما نسميه محافظ المدينة؟ ~~ولماذا تقتص منه صلاحيات تختص بها وزارات الدولة المختلفة كالتعمير والكهرباء ~~والماء؟ لماذا لا تفوض بلديات الأحياء في القيام بأعمال البنية الأساسية ~~وصيانتها ضمن إطار مخطط وتمويل المحافظة؟ لماذا يقع العبء على المحافظ وحده في ~~اتخاذ القرارات صغيرها أكثر من كبيرها، مثل تسييل المرور بإغلاق تقاطعات الطرق ~~الرئيسية بدلا من جعل الناس يحترمون إشارات شرطي المرور بقوة القانون؛ لكي ~~تصبح عادة يألفها الناس، ويتفاعلوا معها بأسلوب درجنا على تسميته «حضاريا». ~~لا شك أن هناك لجانا ومجالس مشتركة بين المحافظة والوزارات المعنية، لكن ~~الأغلب أن الغلبة هي لصالح فكر وزارة أكثر منه لفكر المحافظة التي يفترض أن ~~تلتقي عندها كل مخططات الوزارات المعنية بالبنية الأساسية كعمل طريق علوي أو ~~نفق سفلي، أو مد كابلات التليفون أو أنابيب الغاز أو توسعة شارع أو تعويض ~~المضارين سواء كانوا في أحياء راسخة أو عشوائية. # في البلاد الأخرى نجد لعمدة المدينة صلاحيات واسعة، فمتى نفض الاشتباك بين ~~المحافظات والوزارات؟ ومتى نقلل من مركزية اتخاذ القرار داخل المحافظة الواحدة؟ ~~ومتى يحاسب مسئول عن اتخاذ قرار جانبه الصواب؟ ومتى ينتخب عمدة المدينة؛ ليكون ~~مسئولا أمام الناخبين إلى جانب مسئوليته تجاه الدولة؟ ذلك لأن أي خطأ في مخطط ~~عمراني يظل على الدوام مصدرا للمعاناة، وفي هذا قيل: إن مخطط شارع الأزهر ~~الأصلي في عهد أحد ملوك مصر كان يسير في خط مستقيم من العتبة إلى الجامع ~~الأزهر، بحيث يرى الواقف في العتبة هذا الجامع العتيد. لكن مصالح معينة جعلته ~~يلتوي ويتقوس، وما زال كذلك حتى الآن! عوقب المسئول آنذاك، لكن العقاب لم يغير ~~الخطأ على مدى قرن أو أكثر، فما زال الشارع يسير ملتويا ms225 مقوسا! فالخطأ ~~المعماري فادح والخطأ التخطيطي أشد وأعتى. ~~(2) نقل العاصمة السياسية # 1 # إن نقل واحد من وظائف مدينة متضخمة قد يعطينا حلا جريئا للتغلب على طاغوت ~~المدينة، وهذا النقل سوف يقضي على بعض عوامل التوسع في المدينة، ويعطي للمخططين ~~الفرصة السانحة للتخطيط والتشريع الملائم للمدينة. فما هي الوظائف الأساسية ~~للمدن الكبيرة كالقاهرة؟ # الوظيفة السياسية: # الحكم بما في ذلك الرئاسة والوزارات والتشريع ~~النيابي. # الوظيفة الإدارية: # الحكم المحلي لشئون المدينة، ويشتمل على كثير من ~~النشاطات، مثل إمداد المدينة بالمياه وشبكة الصرف ~~والكهرباء، وكل أشكال البنية التحتية، والأمن وكافة ~~الخدمات التعليمية والصحية والتموينية، وفي حالة ~~العواصم يقع هذا الحكم في ظل الحكم المركزي، ويصبح ~~باهتا لوجود السلطة الأعلى إلى جواره وفوقه ~~مباشرة. # الوظيفة الاقتصادية: # نقصد بها الإنتاج السلعي والاستهلاك وأشكال الوظائف ~~العامة المساندة للوظيفة السياسية والإنتاجية ~~والاستهلاكية معا، وفي المدن يدور الإنتاج أساسا حول ~~الصناعة، وتصنيع السلع بما في ذلك إمداد وتموين ~~المدينة. # الوظيفة المالية: # الأعمال البنكية، والائتمانية، ومؤسسات ~~الاستثمار. # وظائف الخدمات: # وهي كثيرة من الخدمات الصحية والتعليمية والنقل، إلى ~~الخدمات الإعلامية والبحثية والترفيهية. # ولا شك أن هناك الكثير من التداخل بين هذه الوظائف، إنما التفصيل والتقسيم ~~للإيضاح، وإذا أردنا اختيار إحدى الوظائف الأساسية للقاهرة؛ لكي نبعد تأثيرها ~~فعلينا أولا أن نعرف - من الناحية العددية - توزيع العمالة على الأنشطة ~~والوظائف المختلفة . # وقد كان سكان القاهرة سنة 1960هو 3348779 شخصا، وكانت نسبة العاملين فوق 15 ~~سنة إلى مجموع سكان المدينة هي 25 بالمائة، وبعبارة أخرى نقول: إن مقياس ~~الإعالة كان بنسبة واحد إلى أربعة أشخاص من سكان القاهرة، وبناء على ذلك نستطيع ~~أن نحسب متوسط عدد أفراد الأسر للعاملين نظريا في مختلف القطاعات. فيصبح عدد ~~الأشخاص المعتمدين على وظائف الخدمات هو 1211672 من سكان القاهرة، والمعتمدين ~~على الوظيفة الاقتصادية 988548 من السكان، والمعتمدين على الوظيفة التجارية ~~والمالية 578976 والمعتمدين على وظائف الحكومة 546412 شخصا من سكان ~~القاهرة. # وفي 1996 وصل عدد سكان القاهرة إلى 6789479 فردا، وكان عدد العاملين مليونا ~~و822 ألفا، ومتوسط عدد أفراد الأسرة 4 أفراد. وكانت نسبة العاملين 27٪ من سكان ~~القاهرة، منهم ms226 3٪ عاطلون، وبعبارة أخرى: إن التركيب الوظيفي من حيث نسبة ~~العمالة ظلت كما هي في الفترة 60-1996 دون تغيير كبير سوى في جملة أعداد ~~السكان، وفي سنة 1960 كان عدد الموظفين الحكوميين نحو 150 ألفا، زادوا إلى 450 ~~ألفا في 1986 ثم تضخموا في 1996 إلى نحو 595 ألفا، فضلا عن نحو 245 ألفا ~~يعملون في قطاع الأعمال شبه الحكومي، مقابل نحو 950 ألفا في القطاع الخاص ~~والاستثماري، وبعبارة أخرى: إن نحو 45٪ من العاملين هم حكوميون وشبه حكوميين، # 2 # وهي نسبة كبيرة حقا تمثل عبئا على المدينة، وقد أخذت الحكومات ~~المتتابعة على عاتقها «إصلاحا وظيفيا واقتصاديا» منذ أواسط الثمانينيات ~~شملت بالأساس برنامجا لخصخصة بعض من قطاع الأعمال. # إذا عدنا إلى موضوعنا عن وظائف المدينة سنجد عدد السكان المعتمدين على قطاعات ~~الوظائف الأساسية سنة 1996 على النحو الآتي - أرقام مدورة - باعتبار متوسط عدد ~~أفراد الأسرة في القاهرة أربعة أشخاص حسب نتائج التعداد: # القطاع الحكومي: # 595 ألف عامل × 4 أفراد للأسرة = مليونان و380 ألفا ~~من السكان. # قطاع الأعمال العام: # 244 ألف عامل × 4 أفراد للأسرة = 976 ألفا من ~~السكان. # القطاع الخاص: # 948 ألف عامل × 4 أفراد للأسرة = ثلاثة ملايين وثلاثة ~~أرباع المليون. # ومن البديهي أنه لا يمكن لمدينة ما أن تعيش دون أي من قطاعات الوظائف السابقة، ~~بدرجات متفاوتة، باستثناء الوظيفة السياسية المتمثلة في مجموع موظفي الوزارات. ~~ذلك أن المدينة، أيا كان حجمها، عبارة عن مكان محدد من الأرض تتبادل مع ~~إقليمها المحيط بها عددا لازما من الأنشطة الوظيفية غير الحكومية. # لهذه الأسباب التي هي من صنع الإنسان يتضح أن من بين الحلول المقترحة لمشكلات ~~القاهرة؛ نقل الوظيفة السياسية من القاهرة كوسيلة لاستبعاد أحد عناصر جذب ~~العمران وهجرة العاطلين إلى المدينة المترهلة فعلا، وبطبيعة الحال فليس ~~متوقعا نقل هؤلاء جميعا بأسرهم إلى العاصمة الجديدة، وإلا كنا كما يقول ~~المثل: «كأنك يا أبو زيد ما غزيت.» الموضوع يحتاج إلى تفكيك مركزية الوزارات، ~~وتوزيع كثير من موظفي القطاع الحكومي على المحافظات التي يجب أن تتمتع بقدر ~~أوفر بكثير من السلطات الممنوحة لها الآن. هناك يكون الموظف الحكومي على رأس ~~عمل فعلي بدلا من ms227 الأعمال الورقية والكتابية التي تمارسها مركزية الوزارات ~~بالقاهرة. # توصيف الوزارة المركزية # في البداية يجب توصيف الوظائف التي تحتاجها الوزارات المركزية، ومن ثم ~~تحديد أعداد الوظائف دون إضافات سنوية بلا هوية، ولكي يكون ذلك ممكنا ~~يجب أن تختص وظيفة الوزارة المركزية برسم الخطط العامة على ضوء احتياج ~~البلاد، تاركة التنفيذ المرن للحكم المحلي الذي يتبادل بدوره الرأي ~~مباشرة مع الناس ذوي الاهتمامات المختلفة في قواعد العمل والإنتاج، ولهذا ~~فالمتوقع أن يكون عدد العاملين في الأجهزة المركزية قرابة 50 إلى 75 ألف ~~عامل حكومي مركزي، ومن ثم قد يبلغ عدد العاملين بأسرهم نحو ربع مليون ~~شخص، ومع إضافة عمالة الخدمات في مدينة الحكم المركزي المقترحة قد يصبح ~~عدد سكان العاصمة 400-500 ألف شخص، وعلى هذا لا يجب أن يتعدى سكان ~~العاصمة نصف المليون حتى لا تتكون للمدينة قوى نمو ذاتية تفرض نفسها على ~~أجهزة المدينة كما أسلفنا في # الفصل ~~السادس ~~. # في سنة 1971 رجحت أن تنقل الوظيفة السياسية من القاهرة إلى عاصمة جديدة ~~في مكان قريب من موقع مدينة السادات الآن، وكان ذلك اعتمادا على أن عدد ~~الموظفين بالحكومة وأسرهم لا يتجاوز نصف مليون فرد. الشيء المهم هو أننا ~~لم نطلب نقل كل الموظفين، وذلك اعتبارا من منطق ضرورة التغيير الإداري ~~إلى حكومة مركزية في العاصمة الجديدة وحكومات محلية في المحافظات، ~~وبالتالي فإن نقل نصف مليون شخص لم يكن واردا، وإنما مجموعة من الإدارات ~~في الوزارات المركزية المختلفة تشرع وتخطط السياسات العمة للدولة، وتترك ~~التنفيذ المرن للأقاليم. واليوم، وبرغم تضخم عدد الموظفين الحكوميين ~~وأسرهم، إلا أننا ما زلنا نرى أن الوظيفة السياسية تحتاج إلى منبر يطالب ~~بالإصلاح الحكومي إدارة ومكانا، ولا يجب أن يغني ذلك عن مطلب آخر ضروري ~~وجوهري، وهو تحجيم المشروعات الاستثمارية والمدن الجديدة حول القاهرة، ~~وتحويل ذلك إلى أقاليم الدولة بعيدا عن القاهرة المتخمة والمثخنة ~~بالجراح. # مصاعب نقل العاصمة السياسية من القاهرة # ارتباطا بما سبق تفصيله في وظائف القاهرة، وبما سيأتي ذكره من دوافع ~~وأسباب، فإن الاقتراح الذي نطرحه للبحث الجدي هو نقل ms228 الوظيفة ~~السياسية من القاهرة إلى مدينة أخرى تنشأ أساسا لتكون مدينة الحكم في ~~مصر، وإلا أصبحت مشكلات أكثر تسلطا وأكثر صعوبة في إمكانية إيجاد حل ~~لها، والآن نرى ماذا يكلفنا نقل العاصمة من مدينة القاهرة: ~~(1) # الصعوبة الناجمة عن الارتباط العاطفي بين القاهرة ~~كمدينة وكعاصمة لمصر لأكثر من 1300 سنة منذ إنشاء ~~الفسطاط. هذا الارتباط العاطفي يتزايد في فترات ~~تاريخية معينة حينما تصيب بلاد الشرق الأوسط العربي ~~ضائقة، فتصبح القاهرة عاصمة للعالم العربي الواسع، كما ~~حدث خلال الحملات الصليبية والتتارية، وما يحدث الآن ~~من مخاطر الإمبريالية الصهيونية المعاصرة على مستوى ~~الشرق الأوسط والعالم معا. كذلك يتزايد الارتباط ~~العاطفي بالقاهرة كعاصمة لإقليم أوسع في مصر في فترات ~~ازدهار حضاري ومادي، كما حدث في عهد الخلافة الفاطمية، ~~وفي العهد المملوكي وفي العصر الحديث ابتداء من القرن ~~التاسع عشر إلى اليوم. وبعبارة أخرى: فإن الارتباط ~~العاطفي بين القاهرة والعاصمة يتعدى في فترات عواطف ~~المصريين إلى عواطف سكان الشرق الأوسط عامة. ولا شك أن ~~المشكلة العاطفية تعطي بعدا عميقا للمسألة، وتجعل ~~للزمن وحده القدرة على التغلب على هذه المشكلة، وربما ~~كان أحد الحلول السريعة للمشكلة العاطفية أن تسمى ~~مدينة الحكم الجديدة: القاهرة الجديدة أو الثانية، وإن ~~كان الأرجح تسميتها «المدينة البيضاء» تيمنا. ~~(2) # لقد تجولت عاصمة مصر كثيرا في تاريخها الطويل، فلم ~~تكن العاصمة هي دائما القاهرة . فقد كانت العاصمة ~~الأولى لمصر الموحدة - حسب معلوماتنا الراهنة عن ~~الوحدة المصرية - هي مدينة منف (ميت رهينة وسقارة ~~الحالية)، ثم انتقلت العاصمة إلى اللاهون (مدخل ~~الفيوم) في عصر الدولة الوسطى، ثم انتقلت إلى طيبة ~~(الأقصر) معظم فترات الدولة الحديثة مع فترات انتقال ~~إلى تانيس (صان الحجر بالشرقية) وبوبستس (الزقازيق) في ~~العصور الفرعونية المتأخرة. ثم أصبحت مدينة الإسكندرية ~~عاصمة مصر طوال العصرين البطلمي والروماني، وأخيرا ~~عادت إلى موقع القاهرة منذ دخول الإسلام: الفسطاط ~~وقاهرة المعز الفاطمية والقاهرة الأيوبية والمملوكية ~~والعثمانية وأسرة محمد علي وعصر الجمهورية إلى وقتنا ~~هذا. # وبعبارة أخرى: تجولت العاصمة المصرية خلال خمسة آلاف ~~سنة بادئة من منطقة القاهرة ms229، ومنتهية بها، وكان ~~التجوال مرتبطا بأشياء كثيرة، منها: الضعف والقوة ~~المصرية وكثافة العلاقات وتطورها مع الشرق الأوسط تارة ~~والبحر المتوسط تارة أخرى، بحيث كان المكان الذي تنتقل ~~إليه العاصمة مستجيبا لأحداث سياسية عالمية - بمنطلق ~~العالمية آنذاك - أو مستجيبا لقوى التفاعل الداخلي، ~~سواء كان ذلك مرتبطا بالأسر الحاكمة أو المنطلقات ~~الدينية والتفاعلات الاقتصادية والتجارة العالمية، ~~وحين تنتقل العاصمة السياسية الآن سوف يكون ذلك ~~لمبررات لم تكن موجودة من قبل هي التكدس السكاني ~~ومركزية الاقتصاد والعمالة، وتركز القرارات التنفيذية ~~من جانب هيئات عامة وخاصة في الإقليم الجغرافي للقاهرة ~~الكبرى بصورة مبالغ فيها؛ مما يؤدي إلى تيار هجرة ~~مستمرة لا يمكن كسر حلقاته. ~~(3) # ستظل القاهرة - برغم نقل المؤسسات المركزية السياسية - ~~مركزا حضاريا وماليا وثقافيا مصريا وعربيا، ~~مثلها في ذلك مثل نيويورك وفرانكفورت وزيورخ وشنغهاي ~~وبمباي وكراتشي وجوهانسبرج ... إلخ. وستكون هناك فرصة ~~لمخططي القاهرة، وهي إعادة تجديد الأحياء القديمة، ~~وتنظيم الطفيليات العشوائية بتناقص الجذب السكاني، ~~وانخفاض نمو عدد السكان لانتقال بعض العاملين في ~~قطاعات الخدمات الرئيسية الإنتاجية والتجارية ~~والتعليمية والصحية والإدارية إلى مدن مصر الأخرى ~~نتيجة لفاعلية إيجاد حكم محلي حقيقي، وعلى هذا فإن ~~أي مدينة يمكن أن تعيش وتنمو وتزدهر بدون أن يكون لها ~~وظيفة العاصمة السياسية. ~~(4) # الصعوبة المادية الناجمة عن بناء عاصمة جديدة لمصر، من ~~حيث الاستثمارات اللازمة لعمليات البناء وشبكة الطرق ~~والخدمات، وبالرغم من أن استثمارات البناء والخدمات ~~ذات أرباح متوقعة وسريعة نسبيا إلا أن المشكلة ~~الأساسية تكمن في إيجاد الأموال اللازمة للاستثمارات. ~~وهنا تساؤل تطرحه بعض العواصم الجديدة مثل برازليا ~~وإسلام أباد، والنمو السريع لمدينة بيروت بعد حرب ~~أهلية ضروس، وقد نمت هذه المدن بدون شك نتيجة دعوة ~~الاستثمارات إليها من الداخل والخارج. فهل يمكن ذلك ~~بالنسبة للعاصمة الجديدة في مصر؟ الرأي النهائي بطبيعة ~~الحال لرجال المال واتجاهات الاستثمارات العالمية، لكن ~~يجب أن ننوه بعدة أشياء، منها؛ الأول: أن بناء المدينة ~~سيكون بالضرورة أمرا تنفيذيا تدريجيا داخل إطار ~~مخطط مرسوم بعناية، ومطروح لآراء خبراء كثيرين، ~~والثاني: الأخذ في الاعتبار بإمكانات ms230 مصر الذاتية، ~~والثالث: دعوة رأسمال استثماري مصري وعربي من الخارج، ~~والرابع: احتمالات القروض الداخلية والمساعدات ~~الخارجية. ~~(5) # قد يكون من الصعب نقل الموظفين من القاهرة إلى العاصمة ~~الجديدة نظرا لارتباطاتهم وأسرهم بالقاهرة، لكن ذلك ~~لا يجب أن يكون عائقا أمام الانتقال الملزم. وفي ~~مقابل ذلك يجب أن تكون هناك تسهيلات حقيقية في الخدمات ~~والسكن والتعليم والترفيه، وفي هذا المجال يمكن أن تضم ~~المدينة الجديدة معاهد عليا من أنواع معينة تحتاجها ~~العاصمة كالإدارة والمعلمين والعلوم السياسية ~~والاقتصادية والقانونية وتكنولوجيا الاتصالات. # إيجابيات نقل العاصمة السياسية # وفي مقابل هذه المصاعب الرئيسية فإن هناك فوائد عديدة، وضرورات ملحة ~~تبرر نقل العاصمة السياسية من القاهرة، بعضها ما يلي: ~~(1) # إن اختيار الوظيفة السياسية لنقلها من القاهرة الحالية ~~هو أقل الوظائف التي تنقل تكلفة. فمثلا لا تقاس ~~تكلفة بناء عاصمة جديدة إلى تكلفة حل المصانع، وإعادة ~~تركيبها في مدينة جديدة، وكما سبق القول: فإن أي مدينة ~~يمكن أن تعيش بدون أن تتواجد فيها الحكومة، ولكنها لا ~~تعيش دون مقوماتها الاقتصادية الرئيسية. ~~(2) # إن نقل الحكم من القاهرة الحالية سوف يؤدي إلى تفريغ ~~عدد معين من السكان. في حدود نصف مليون شخص من ~~الموظفين وأسرهم وأسر العاملين في قطاعات الخدمات ~~والتجارة الداخلية وغير ذلك من العاملين الذين يشكلون ~~مقومات المدينة الجديدة، وبذلك تحدث تهدئة لمشكلات ~~عديدة مزمنة في القاهرة الحالية ، من أهمها: الإسكان، ~~والموصلات، وأزمة مباني الوزارات والهيئات الحكومية ~~الأخرى والهيئات التشريعية، وتخفيف اختناق الطرق ~~بالسيارات. ~~(3) # وفضلا عن ذلك سيعاد توزيع بقية العاملين الحكوميين ~~على المحافظات بما فيها محافظة القاهرة؛ ومعنى ذلك: ~~حدوث حركة تدريجية ينتقل بمقتضاها نحو 300 إلى 350 ألف ~~عامل حكومي إلى محافظات مصر، ويبقى في القاهرة نحو ~~مائة ألف عامل حكومي في مختلف قطاعات العمل الرسمي، ~~وبطبيعة الحال سوف توجد مقاومة من جانب بعض المسئولين، ~~وكثير من الموظفين # 3 # لكن مقابلها سوف تنتعش الأقاليم بهذا ~~العدد القادم الذي يمكن أن يثبت دعائم الحكومات ~~المحلية، ويجعلها قادرة على إدارة الأمور بشكل مكثف. ~~ستكون هناك فرص كثيرة للعمل في التشييد والبناء ms231 ~~والخدمات في عواصم المحافظات، فتستقيم أمور تقلل من ~~البطالة والهجرة. ~~(4) # وفي ذات الوقت يجب أن تشرع قوانين خاصة بالقاهرة ~~للحد من إقامة منشآت العمالة الكثيفة في القاهرة ~~وضواحيها - المصانع بالذات؛ وبذلك تترك الفرصة للقاهرة ~~لكي تحدث بعض التعادل في توزيع كثافة السكان لمدة لا ~~بأس بها قبل أن يغطي النمو الطبيعي الفراغ الناجم عن ~~انتقال العاصمة إلى المدينة الجديدة، وانتقال كثير من ~~الموظفين إلى عواصم وحواضر مصر الأخرى، وفي خلال فترة ~~الهدنة هذه يمكن لحكومة القاهرة المحلية أن تنشط ~~بسرعة، وفي إطار خطة متكاملة؛ لعلاج العيوب الخطيرة في ~~القاهرة، وتجنب حدوثها في المستقبل. «التركيز التجاري ~~والصناعي يجب أن يجد له حلولا في تلك الفترة، كذلك ~~وسائل النقل العامة، واتساع الطرق والتركيز الثقافي ~~لمعاهد التعليم ومراكز الفنون والترفيه.» ~~(5) # انتهاز فرصة نقل العاصمة لعلاج أخطر مشاكلنا السياسية ~~والإدارية: المركزية المطلقة التي تسيطر على مصر. يجب ~~أن تشتمل العاصمة الجديدة على الحكم المركزي أو ~~الاتحادي في صورة وزارات مهمتها الأساسية وضع الخطط ~~والسياسات العامة المختلفة في إطارات مرنة. أما ~~التنفيذ الفعلي؛ فتقوم بتطويعه الإدارة المحلية في كل ~~إقليم أو محافظة وفق ظروفها وإمكاناتها وتشريعاتها دون ~~الرجوع إلى الوزارات المركزية إلا في أضيق ~~الحدود. # تلازم نقل العاصمة بتغيير التقسيم الإداري لمصر # وثمة موضوع يمكن أن نلمح إليه؛ لإلحاحه الشديد، ولأنه مكمل لشمولية ~~الإصلاح الحكومي ؛ ذلك هو اقتراح بإنشاء نوع وسط من المركزية في صورة ~~حكومات محلية على مستوى إقليمي فوق مستوى المحافظات الحالية مع بقاء هذه ~~المحافظات أو إلغائها بعد التجريب. ومبرر ذلك ضرورة التعامل على مساحات ~~أوسع من المحافظات الحالية لتنفيذ عدد من الخطط الخاصة بالإنتاج الزراعي ~~والصناعي والرعاية الاجتماعية والصحية ومشكلات التعليم، ويمكن أن نقترح ~~مناطق الحكم المحلي في التجمعات الإدارية الإقليمية التالية: # إقليم الجنوب: # ويشمل: محافظة أسوان وجنوب الوادي الجديد إلى ~~شرق العوينات، ومن ثم حتى حدود مصر ليبيا عند جبل ~~العوينات، وتمتد شرقا إلى القسم الجنوبي للبحر ~~الأحمر من حلايب إلى مرسى علم. # إقليم مصر العليا أو الصعيد: # ويشمل محافظات ms232: قنا وسوهاج وأسيوط، وشرقا إلى ~~المنطقة الوسطى من البحر الأحمر بين الغردقة ~~والقصير، وغربا إلى واحتي الخارجة والداخلة حتى ~~الحدود الليبية. # إقليم مصر الوسطى: # يشمل محافظات: المنيا - والفيوم - بني سويف - ~~جنوب الجيزة - واحتي البحيرة والفرافرة، ويمتد شرقا ~~حتى سلسلة جبال البحر الأحمر عند الحدود مع إقليم ~~السويس «أو سيناء-القناة». # الإقليم المركزي أو إقليم القاهرة: # ويشمل: القاهرة - وسط وشمال الجيزة - جنوب ~~القليوبية حتى القناطر وقليوب والخانكة. # إقليم السويس نسبة إلى خليج السويس (أو ~~سيناء-القناة): # بورسعيد - ~~الإسماعيلية - السويس - سيناء الشمالية والجنوبية - ~~شمال البحر الأحمر حتى مدخل خليج السويس. # إقليم الشرق (أو الدلتا الشرقية): # الشرقية - القليوبية - الدقهلية - دمياط. # إقليم الدلتا: # ويشمل محافظات المنوفية - الغربية - كفر ~~الشيخ. # إقليم الغرب: # البحيرة - الإسكندرية - الصحراء الغربية. # 4 # وفي حالة نقل العاصمة السياسية من القاهرة يمكن إنشاء إقليم إداري خاص ~~باسم إقليم العاصمة، غالبا ما سيكون في شرق الصحراء الغربية بين إقليمي ~~الغرب ومصر الوسطى والإقليم المركزي حول القاهرة الكبرى. # وتعطي الخريطة # 7-1 # صورة تقريبية للوحدات الإدارية ~~المقترحة، والمكونات الاقتصادية الرئيسية لهذه الأقاليم. # تغيير مفهوم الحكم المحلي # شكل 7-1: # التقسيم الإداري المقترح لمصر. # ليس المهم فقط تغيير مساحات وأسماء التقسيم الإداري المصري من محافظات ~~صغيرة عديدة إلى أقاليم أرحب وأكثر قابلية للتنمية بحكم المساحة وأعداد ~~السكان والموارد المتعددة الزراعية والتعدينية والصناعية والخدمية، بل ~~يجب أن يصاحب ذلك تغير في مفهومنا وممارستنا للحكم المحلي. وأول أشكال ~~التغير هو العزوف عن ممارسة السلطة المركزية؛ حق تعيين المحافظين ووكلاء ~~وزارات التعليم والصحة والاقتصاد والزراعة والشرطة ... إلخ، وجعل هذا حقا ~~من حقوق الناخبين في الإقليم. وبالتبعية ينشأ مجلس تنفيذي منتخب لا تصبح ~~صلاحية قراراته نافذة المفعول إلا بعد موافقة مجلس نيابي إقليمي منتخب، ~~له ما للمجالس النيابية من حقوق الموافقة أو الاعتراض على مشروعات المجلس ~~التنفيذي للإقليم، وبعبارة موجزة: تتسلسل مجالس محلية منتخبة في مدن وقرى ~~الإقليم. # لا شك أن مثل هذا الترتيب يحتاج إلى تشريع مركزي يؤمن وجوده، ويساعد ~~السلطة على حسن الأداء الوظيفي في أنحاء الجمهورية قاطبة. ولعل أكبر مكسب ~~هو ms233 أن تعتبر السلطة المركزية مثل هذا الشكل من أشكال الحكم المحلي ~~المدرسة الأولى التي تعد الناس إلى ممارسة حقيقية لديمقراطية الحكم ~~المحلي والمركزي على حد سواء. وبطبيعة الحال قد نتخلص من العصبيات ~~القديمة لتجمعات الأسر القوية في محلات مختلفة، وذلك ليس فقط من خلال ~~الانتخابات متعددة المستويات؛ بل أيضا بوجود أحزاب حقيقية معبرة عن ~~مصالح معينة، وبالتالي ذات برامج واضحة ينتمي إليها مؤيدوها بالفعل، وليس ~~بالتعاطف مع شخصيات فردية فقط. # أين نبني العاصمة الجديدة؟ # نظرا لضيق المجال الحيوي داخل مصر، وكثرة امتداد الصحاري؛ فإنه من ~~الضروري أن تكون العاصمة الجديدة في مكان يسمح لها بالاستفادة من مياه ~~النيل مع استخدام وسائل توصيل المياه الحديثة. لكنه في الوقت نفسه لا يجب ~~أن تكون العاصمة بالقرب من مدينة ما من المدن المصرية الكبيرة حتى لا ~~يلتحم عمرانهما، وحتى لا نرفع العبء عن القاهرة، ونضعه على مدينة أخرى، ~~ومن ثم فإنني أقترح أحد موضعين للعاصمة الجديدة: # 5 # المكان الأول: # في مكان ما بين وادي النطرون والقطاع الجنوبي ~~لمديرية التحرير على الطريق الصحراوي السريع بين ~~القاهرة والإسكندرية قرب الكيلو 70. في هذه المنطقة ~~يلتقي طريق الخطاطبة الصحراوي بالطريق الصحراوي ~~السريع في منطقة سهلية كبيرة على ارتفاع 60 مترا ~~فوق سطح البحر. # هذا الموضع متوسط بين المدينتين الرئيسيتين: ~~القاهرة والإسكندرية، كما أنه في مواجهة الدلتا، ~~ويبعد 30 كيلو مترا عن فرع رشيد عند الخطاطبة ~~وطهواي، ويمكن بسهولة مد خطوط أنابيب المياه من فرع ~~رشيد أو فرع مديرية التحرير. ويعزز هذا المكان وجود ~~الطريق الصحراوي السريع مما يقلل من تكلفة إنشاء ~~طريق خاص. كذلك يكون وادي النطرون ظهيرا لطيفا ~~للمعسكرات والرحلات والترفيه. كما يمكن أن يؤدي وجود ~~العاصمة إلى مزيد من الاهتمام بتنمية وادي النطرون ~~اقتصاديا: «زراعة - دواجن - ماشية أو أغنام - ~~تعدين - الأملاح المختلفة وإقامة صناعات ~~عليها». # المكان الثاني: # منطقة المنحدرات الشمالية لجبل القطراني شمالي ~~بحيرة قارون، وبالقرب من مسار الخط الحديدي والطريق ~~الجديد من الواحة البحرية إلى الجيزة. تقع هذه ~~المنطقة على ارتفاعات 250-300 متر فوق سطح البحر، ~~مما يلطف ms234 الجو كثيرا. فيها كثير من مجاري الوديان ~~الجافة التي تصلح - مع التعديل - لشبكة صرف المدينة ~~أو الطرق المتعامدة دون تقاطع. المنطقة على بعد نحو ~~70 كيلومترا من الهرم، ويمكن أن تتصل بطريق الفيوم ~~الصحراوي بوصلة طولها حوالي 30 كيلومترا. المنحدرات ~~الشمالية في المجموعة سهلية حجرية تقع إلى الجنوب ~~منها صخور البازلت في جبل القطراني التي ترتفع إلى ~~350 مترا فوق سطح البحر، ويمكن أن تصبح هذه المنطقة ~~الجبلية وانحداراتها الجنوبية السريعة إلى بركة ~~قارون - مع التشجير - منطقة مشتى ومعسكرات وترفيه ~~جميلة فريدة في مصر. المشكلة الأساسية جلب المياه ~~بواسطة أنابيب تعتلي ارتفاعات عالية، وهي في حد ~~ذاتها ليست مشكلة من الناحية الفنية. مصدر المياه ~~إما من النيل مباشرة في منطقة البدرشين أو العياط، ~~وإما من ترع بحر يوسف في الفيوم، وإما استخدام مياه ~~صرف الفيوم بعد معالجتها بالطرق المعروفة. # ثالثا: # وفي الوقت الحاضر يرى البعض أنه إذا كان الهدف ~~الاستراتيجي المصري الحالي هو الاهتمام بجنوب الوادي ~~- الذي طال انتظاره؛ ليتحول من الحوش الخلفي لمصر ~~إلى الواجهة - فإن في الإمكان إنشاء العاصمة ~~السياسية قرب أحد مدنه الرئيسية، مثل: غرب البحر ~~اليوسفي على الحافة الصحراوية في محافظة المنيا، أو ~~على الهضبة الشرقية في محافظتي المنيا أو ~~أسيوط. # هذه باختصار مقترحات مبدئية، والأمر يحتاج إلى مزيد من التمحيص من وجهات ~~نظر عدة قبل التفكير الجدي في اختيار المكان الملائم للعاصمة الجديدة، ~~ولكن هناك عدة أمور أرجو أن ألح عليه كثيرا على رأسها: # أولا # يجب أن تكون ~~العاصمة الجديدة بعيدة بعدا كافيا عن القاهرة ~~والإسكندرية؛ لكي لا يتلاحم العمران، وبالرغم من أن ~~المكانين المقترحين ليسا على درجة كافية من البعد ~~اللازم، إلا أن وجود الصحراء لهذه المسافة # 6 ~~- مع عدم وجود مصادر للمياه - سوف يمنع ~~تماما التحام المدن خلال نموها، وهذا هو الذي دعاني ~~إلى اختيار منطقة صحراوية للعاصمة، فضلا عما تتمتع به ~~من ظروف صحية جيدة. # وثانيا # مشكلة أخرى ~~من ناحية الفكر المدني هي نظرية التوسط الجغرافي ~~الكلاسيكية والحديثة. لا شك أن القاهرة ذات موقع متوسط ~~شديد ms235 الامتياز في مصر، وسيظل كذلك بالنسبة للقاهرة، ~~جاعلا منها عاصمة فعلية في عالم الإنتاج الصناعي ~~والخدمات والتجارة والبنوك والتعليم والفنون. أما ~~العاصمة الجديدة - برغم عدم بعدها كثيرا عن الموقع ~~المتوسط للقاهرة - فلا تحتاج إلى التوسط التقليدي من ~~حيث المكان، وقد حلت الاتصالات الحديثة السلكية ~~والتلفزيونية واللاسلكية والإنترنت في كثير من الأحيان ~~محل التوسط المكاني لمركز الحكم. ونظرة واحدة إلى ~~العالم تجعلنا نعتقد أن توسط العاصمة السياسية ليس ~~أمرا محتوما: لندن - باريس - واشنطن - فيينا - برلين ~~- بكين - دمشق، كنماذج من العواصم القديمة، وأوتوا - ~~كنبرا - بون - إسلام أباد، من العواصم الجديدة. # وثالثا # وأخيرا ألا ~~تكون العاصمة داخل أراض زراعية أو أراضي توسع زراعي ~~مستقبلي لما نعرفه من ضيق الرقعة الزراعية ضيقا لا ~~يحتاج إلى تنويه. # إن الموقف في المدن الكبيرة عامة، وفي القاهرة خاصة لأنها تعنينا، على ~~جانب كبير من الخطورة. فلا يجب أن ننتهي إلى مشكلات أكبر من قدرتنا، كما ~~يجب أن نستفيد من تجربة المدن الأخرى. ففي أمريكا - دولة المدن العملاقة ~~- وفيها ما فيها من إمكانات عظيمة في مجالات المال والتخطيط والتقدم ~~الفني، أصبحت المدن جحيما لا يطاق، ليس فقط من نواحي الإسكان والمواصلات ~~والجريمة، لكن في كل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والمثال الذي ~~يمكن أن يخيف المدن الأخرى هي حالة المواصلات العامة والخاصة في غالبية ~~المدن الأمريكية الكبرى. فمتوسط سرعة السيارة داخل المدن تتراوح بين ~~15-18 كيلومترا في الساعة، # 7 # وهي سرعة لم تزد إطلاقا عن سرعة عربات الخيل التي كانت ~~شائعة منذ مائة سنة! كذلك أفلست عدة شركات كبرى من شركات النقل. وفي ~~المجموع اضطرت بلديات بعض المدن أن تتولى إدارة شركات النقل الرئيسية أو ~~تدعمها ماليا، وبرغم الاستعدادات الفنية الكثيرة في أنفاق نيويورك من ~~حيث الأمان، فإن الحرائق تحدث باستمرار، وتؤدي غالبا إلى وفيات وإصابات ~~وأمراض نفسية، وأصبح إصلاح الطرق السريعة المؤدية إلى المدن الكبرى ~~الأمريكية أمرا يكاد أن يصبح مستحيلا. # وهذه الحقيقة وحدها تنعكس عليها كل مفهومات ومضمونات الحضارة والعصر ~~الصناعي؛ حياة المدينة. فقد ظلت الصناعة منذ نشأتها تمتص ms236 السكان الذين ~~كانوا موزعين بشيء من التعادل في أرجاء الدولة، وتركزهم بصفة مستمرة في ~~المدن الحديثة لخدمة مراكز القوى الصناعية قلبا وفكرا، وبهذا أصبحت ~~المدينة الحديثة خلاصة الحياة المعاصرة، وأصبحت لها مشكلاتها الخاصة التي ~~كان يواجهها الإنسان بقدر من الإصلاح الوقتي والتلقائي دون الإحساس بشمول ~~وتفاقم خطر المدينة، ومن ثم فإن الإصلاحات التي تمت في بعض المدن - ~~كالأنفاق والمداخل والطرق السريعة - قد أدت إلى نمط لم يعد في الإمكان ~~إصلاحه مع تفاقم مشكلاته، تماما كما يحدث الآن في نيويورك وغيرها من ~~المدن الأمريكية. # هذه لمحة عما يحدث من مشكلات عويصة في دولة غنية بكل شيء من الفكر ~~والتكنولوجيا إلى العمل، ومن الخطة إلى التنفيذ. ونحن أحوج ما نكون إلى ~~تجنب هذه المشكلات بوقف تضخم القاهرة على النحو السابق شرحه. فالمدينة ~~التي يتراوح زمن اختراقها من أطرافها إلى قلبها في أي من محاورها ~~الرئيسية أكثر من ساعة زمن، ويتراوح متوسط سرعة السيارة بين 20-30كم هي ~~غالبا مدينة مريضة. # لهذا نجد هجرة الأجهزة الحكومية وهيئات أخرى قد بدأت من لاظ أوغلي إلى ~~مدينة نصر والعباسية وكلية الشرطة والجامعة الأمريكية - القاهرة الجديدة ~~- ومن قبل رئاسة الجمهورية إلى مصر الجديدة. واستجابة لمثل هذه الحركة ~~المهاجرة انتقلت عيادات طبية ومستشفيات وشركات أعمال إلى الأطراف ~~الجديدة، وأنشأت الأندية فروعا لها خارج وسط القاهرة كالنادي الأهلي في ~~مدينة نصر ونادي الجولف قرب القطامية، وتبحث نواد أخرى عن متسع أرضي في ~~الشروق أو القاهرة الجديدة أو 6 أكتوبر ... إلخ. # والخلاصة أن العاصمة المصرية انتقلت كثيرا دون أن تحدث للحياة المصرية ~~أضرار ونكسات تصيب مصر في مقتل، ومن ثم فإن نقل العاصمة السياسية من ~~القاهرة إلى مكان آخر لن يكون له دور سلبي على المستوى القومي، ولكنه سوف ~~يساعد القاهرة الحالية على تقليل النمو السكاني والسكني المتسارع، ويعطي ~~فرصة أن تعالج القاهرة ما أصابها من ترهل جعل إدارتها صعبة المراس من ~~ناحية، وتنمية المناطق حول العاصمة الجديدة من ناحية أخرى. # إن الفكر السائد الآن هو الخروج من الوادي التقليدي إلى ms237 مناطق أرحب، وهو ~~فكر يحتاج أيضا إلى فكر مواز لمستقبل العاصمة. فهل نقل العاصمة هو الحل ~~أم أن هناك حلولا أخرى أقل تكلفة، وفي الوقت نفسه تساعد على تخفيف آلام ~~هذه المدينة العظيمة؟ ~~(3) رؤية لحل مشكلات التكدس في القاهرة ومركزيتها # 8 # الفرضية الواقعة # القاهرة الكبرى مدينة مكدسة بالسكان ومركزية الحكم وطبقات التاريخ على ~~مدى ألف عام، وهي فوق هذا مكدسة بكل أشكال الخدمات، وكل أشكال الترفيه، ~~وكل أشكال المؤسسات التعليمية والتدريبية والإعلامية والسياحية، وكل ~~أشكال الهيئات الدولية الممثلة في مصر. وفيها يتركز الأحسن النسبي من ~~البنية الأساسية من طرق وخطوط المياه والصرف الصحي والكهرباء والغاز ~~الطبيعي والاتصالات المحلية والدولية والعالمية. كل ذلك في مساحة من ~~الأرض لا تزيد كثيرا عن نحو ألف كيلو متر مربع؛ أي ما لا يتجاوز جزءا ~~واحدا في الألف من مساحة مصر. في هذا الحيز المحدود يعيش نحو 10-12 ~~مليون شخص يزيدون بصفة مستمرة بالهجرة الدائمة من ريف مصر والهجرة ~~اليومية لأصحاب العمل والعاملين من وإلى القاهرة؛ لهذا كله فحركة ~~الانتقال فيها فوق أحمال الطرق التي لم تكن مبنية لهذا الكم المتزايد من ~~السيارات العامة والخاصة، وبخاصة في مناطق مركزية، مثل أحياء الوزارات: ~~«لاظ أوغلي - قصر العيني، والعباسية - مدينة نصر»، والجامعات: «عين شمس، ~~والقاهرة، والأزهر، والأمريكية»، وتجارة الجملة: «منطقة القاهرة ~~الفاطمية»، وأسواق القاهرة الكبرى في وسط البلد وفي الأحياء الشرقية: ~~«مصر الجديدة، ومدينة نصر»، والأحياء الغربية: «الدقي، والمهندسين، ~~والجيزة»، والجنوبية «المعادي وحلوان»، وهناك أيضا مناطق الإنتاج الحرفي ~~ونصف الآلي في الجمالية وباب الشعرية وبولاق والسبتية والخليفة ~~والبساتين. # ثلاثة حلول مقترحة # هناك ثلاثة حلول أساسية هي: ~~(1) # نقل العاصمة السياسية إلى مكان ما خارج القاهرة؛ ~~لتخفيف الضغط، وعوامل الجذب، وقد سبقت دراسته ~~بالتفصيل. وموجز الاعتراض: أنه حل لا يرضي الجميع من ~~حيث العلاقة العاطفية بين القاهرة ومصر، والقاهرة ~~والعالم العربي، والقاهرة وبقية العالم، والقاهرة ~~والتاريخ. وهو لا يرضي الجهات المالية؛ لما يقتضيه من ~~أموال هائلة، برغم الأموال الضخمة التي أنفقت على ~~إنشاء المدن الجديدة، لكنها لم تؤد إلى تخفيف الضغط ms238 ~~على القاهرة. وأخيرا هو لا يرضي جميع العاملين في شتى ~~أشكال الوزارات والإدارات والهيئات والمؤسسات العامة ~~والخاصة؛ لما في القاهرة من أشكال حياة جيدة ونوعية ~~متميزة وخدمات وتعليم وعلاج وترفيه ... إلخ. ~~(2) # تقسيم القاهرة الكبرى إلى عدة محافظات بدلا من ~~محافظتين، بحيث تقتصر محافظة القاهرة على الأقسام ~~الوسطى من باب الحديد إلى السيدة زينب ومن بولاق إلى ~~الأزهر. وتتكون محافظة القاهرة الشمالية من أقسام ~~تشمل: شبرا الخيمة وجميع أقسام وأحياء شبرا والشرابية ~~والزاوية الحمراء، ويمكن تسميتها: محافظة شبرا. وتشمل ~~محافظة القاهرة الجنوبية: المنطقة من مصر القديمة ~~والخليفة إلى حلوان والتبين، ويمكن تسميتها: محافظة ~~الفسطاط-حلوان أو الفسطاط فقط. وتشمل محافظة شمال شرق ~~القاهرة الأقسام من العباسية إلى مدينة السلام ~~المتمحورة حول طريق جسر السويس، ويمكن تسميتها محافظة ~~«أوون»؛ وهو الاسم التاريخي لمدينة العلم في عين شمس ~~في العصور الفرعونية، مثلها في ذلك مثل الأسماء ~~التاريخية السابقة: القاهرة والفسطاط وشبرا. أما ~~محافظة شرق القاهرة فتشمل: مصر الجديدة ومدينة نصر ~~ومنشأة ناصر والامتداد الشرقي إلى ما يسمى الآن: ~~«القاهرة الجديدة» التي تصلح اسما لهذه المحافظة. ~~وبالمثل تتكون محافظة الجيزة من محافظتين؛ هما: الجيزة ~~التي تشمل المنطقة من النيل إلى الهرم، ومن المنيب إلى ~~الأورمان، وتشمل محافظة إمبابة الأقسام من بولاق ~~الدكرور إلى الوراق، ومن النيل غربا إلى طريق ~~الإسكندرية الصحراوي. # وهذا الحل غرضه الأساسي ليس زيادة الوظائف بتعدد ~~المحافظات، وإنما تمكين أجهزة كل من المحافظات ~~المقترحة من حسن الإدارة والتفاعل مع واقع محدود ~~المساحة ومتناسب السكان. فمحافظة القاهرة سوف تضم ~~ثلاثة أرباع المليون شخص، وشبرا مليون وثلاثة أرباع ~~المليون، والفسطاط مليون وثمانمائة ألف شخص، وأوون ~~تصبح أكبر المحافظات عددا بنحو مليونين وثلث المليون ~~شخص، وتصبح محافظة القاهرة الجديدة أكبر المحافظات ~~مساحة تحسبا للامتدادات المدنية المستمرة حول الطريق ~~الدائري في قطاعه الشرقي، لكنها حاليا تضم 875 ألف ~~شخص، وتضم محافظة الجيزة نحو المليون وإمبابة مليونا ~~وربع المليون. # وليس من المعقول أن تتعامل محافظة القاهرة الحالية مع ~~ثمانية ملايين شخص، وأن تتعامل محافظة الجيزة الحالية ~~مع ms239 نحو مليونين ونصف المليون في مدينة الجيزة وحدها ~~فضلا عن سكان القرى والمدن في بقية أجزاء المحافظة. ~~والمقصود بالتعامل هو حمل أعباء ومشكلات الحركة ~~والانتقال، وتحسين الطرق وإمدادات الماء والكهرباء، ~~وتحسين الخدمات التعليمية والرعاية الصحية، وتنمية ~~المناطق السكنية المتقادمة، وإحلالها بخطوط تنظيم ~~جديدة، واشتراطات بناء مناسبة، ومعالجة المواقف ~~المتأزمة في الأحياء العشوائية، وما تثيره من مشكلات ~~اجتماعية واقتصادية وصحية وأمنية. ~~(3) # الإبقاء على الأوضاع الحالية مع بعض التغيير في جاذبية ~~التكدس والحركة والهجرة، وذلك باتباع وسيلة التخفيف ~~الجزئي من الوزارات والإدارات، وتوزيعها على بعض المدن ~~المصرية من أجل تنمية تلك المدن أيضا، وهذا الحل ~~يعتمد على تفكيك المركزية المكانية للقاهرة، وليس ~~تخفيف المركزية المصرية المتشددة - وإن كنا نأمل في ~~ذلك أيضا - والكثير من دول العالم المتقدم تنتهج هذا ~~النهج؛ لتخفيف الضغط السكاني، وضغوط الحركة عن العواصم ~~بشكل نسبي. ففي ألمانيا على سبيل المثال: تتوزع ~~الوزارات بين برلين: «الرئاسة، المستشارية، المجلسان ~~النيابي والاتحادي، الخارجية، الداخلية، النقل ... إلخ»، ~~وفي بون: «وزارة الدفاع والصحة والبيئة والتعليم ~~والبحوث إلخ»، البنك المركزي في فرانكفورت، والمحكمة ~~الدستورية العليا، والمحكمة الاتحادية في كارلسروه، ~~ومحكمة العمل في إرفورت، وهيئة المحاسبات في ميونخ ... ~~إلخ. # ويقتضي هذا المبدأ التنظيمي، إذا أقر، توزيع الإدارات على سبيل المثال ~~على النحو الآتي: # القاهرة: # تختص بمقار رئاسة الجمهورية، والمجالس ~~التشريعية، ورئاسة الحكومة، وعدد من الوزارات ~~كالداخلية والخارجية والاتصالات والتعليم والطيران ~~والمحكمة الدستورية العليا والبنك المركزي. # 6 أكتوبر: # وزارة البحث العلمي، وزارة الإعلام. # الإسكندرية-برج العرب: # الجمارك والنقل البحري والتجارة الخارجية ~~والاقتصاد. # طنطا: # النقل الحديدي والشئون الاجتماعية. # السادات: # وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعي. # المنصورة: # وزارة العمل والجهاز المركزي للإحصاء. # المحلة: # وزارة الصناعة. # السويس: # وزارة البترول والمناجم. # أسيوط الجديدة: # محكمة الجنايات العليا، وزارة العدل، مصلحة ~~الشهر العقاري. # بني سويف الجديدة: # الجهاز المركزي للمحاسبات، وزارة المالية، ~~الضرائب. # الواسطة غرب - على الطريق الصحراوي للصعيد: # وزارة الدفاع. # الأقصر: # وزارة السياحة. # الغردقة: # وزارة شئون البيئة. # أسوان: # وزارة الطاقة الكهربائية، وزارة الري. # إن تركز الوزارات والإدارات في القاهرة كانت ضرورة تمليها مقتضيات القرب ~~المكاني ms240 نتيجة شكل المواصلات والانتقال الماضية، ومع ضيق المكان المركزي ~~للحكومة في لاظ أوغلي حدثت هجرة لبعض الوزارات المستجدة أو الوزارات التي ~~تقسمت إلى مناطق بعيدة عن القلب الوزاري القديم في اتجاه العباسية ومدينة ~~نصر وفي اتجاه إمبابة والجيزة، وهذه الهجرة في حد ذاتها مؤشر ودليل على ~~إمكانية بعثرة الوزارات والإدارات على مسافات متباعدة، ومع ذلك لا تخل ~~بالأداء الوظيفي المطلوب. واليوم، ونحن نملك وسائل اتصال لم تكن متوافرة ~~من قبل، وعلى رأسها اتصالات شبكات الحاسب الآلي والبريد الإلكتروني ~~والفاكس، أصبح بالإمكان عمل الوزارات عن بعد مثل الاستشعار عن بعد. فلا ~~خوف إذن على المركزية وحسن الأداء. # على أن ذلك يقتضي تقنية جديدة في استخراج المعاملات بدلا من ضرورة ~~التوقيعات وخاتم النسر وحضور المستلم بنفسه، وسياحته بين المكاتب ~~والطوابق والكثير من الدورة الورقية والبيروقراطية. لحل ذلك لا تجهز كل ~~أجهزة الكمبيوتر بإصدار المعاملات، وإنما جهاز واحد في الإدارة هو الذي ~~يصدرها، وعلى ورق به علامة مائية لشعار النسر، وبالتالي يمكن التحكم ~~بنسبة عالية من الدقة في صحة هذه الإصدارات بدلا من تلال القضايا في ~~المحاكم المختلفة. # ويقتضي هذا أيضا أن تكون للوزارات والإدارات في القاهرة والمدن الأخرى ~~مكاتب اتصال متعددة على نسق مكاتب وزارة الخارجية وإدارات المرور وغيرهما ~~المنتشرة في أنحاء القاهرة وعواصم المحافظات. يقدم الطالب طلبه، ويمكن أن ~~يحصل على مبتغاه في مدة يوم أو أكثر حسب نوع الطلب، وما يقتضيه من ~~إجراءات بحثية. # وأخيرا يقتضي هذا برمجة الملفات، وتدريب الموظفين على هذا النوع من ~~العمل الإلكتروني، والتدريب ليس عملية شاقة، ففي خلال نصف سنة أمكن ~~للبنوك التعامل مع السحب والإيداع في أقل من دقيقة زمن. أما برمجة ~~الملفات فهي العمل الأصعب، ولكن لا شك أن هناك برامج جاهزة كل منها ~~يستوعب احتياج وزارة أو إدارة، مع تطويع للبرنامج حسب مواصفات العمل في ~~وزارة أو هيئة أو إدارة. # وكل هذه أشياء ليست موجودة؛ بل هي قائمة تستخدمها وزارات عدة مثل ~~الداخلية وأجهزتها كالجوازات والرقابة أو الري أو المحافظات فضلا عن ms241 ~~البنوك، وفي كل وزارة ومعهد وجامعة وحدة كمبيوتر على الأقل، وفي الكثير ~~منها ما يسمى وحدة نظم المعلومات الجغرافية سواء بالاسم أو ~~بالفعل. # ما أحوجنا إلى النظر مليا في هذه المقترحات التي هي عبارة عن مؤشرات ~~إطار عمل للحكومة المصرية يمكن صقله وتعديله بواسطة المختصين من ~~أجل: ~~(1) # تواكب مقتضيات الأمور، وتوازن بين هيئات تستخدم ~~تكنولوجيا الاتصال وهيئات أخرى تسير على نمط «كاتب ~~الدوبيا» الذي كان سائدا في القرن الماضي، وما زالت ~~له ذيول في هيئات ووزارات مختلفة. ~~(2) # إحداث الخلخلة المطلوبة في التكدس الإداري والحكومي في ~~القاهرة من ناحية، والمساعدة على تنمية المدن المصرية ~~وخاصة الجديدة، بدلا من وقوعها دائما في ظل الحكومة ~~القاهرة في القاهرة. # الكثير مما يأتي تحت هذا العنوان سبق للمؤلف نشره في صيف 1971 ~~بجريدة الأهرام، وفي العدد 7 السنة الثامن، يوليو 1972، من مجلة ~~الطليعة التي كانت دار الأهرام تنشرها، وفي ندوات عدة منها ندوة في ~~جمعية المهندسين المصرية عام 1998. # دلالة هذه الأرقام خطيرة؛ ففي جيل كامل (1960-1996) تضاعف عدد ~~موظفي الحكومة بنسبة نحو 350٪ بينما كانت الزيادة 240٪ في قطاعات ~~التجارة والمال والصناعة، والمعنى: أن الوظائف الحكومية تنمو ~~بمعدلات أعلى بكثير من الأنشطة الأخرى، وهي علامة غير صحية. # لوحظ في الثمانينيات في الولايات المتحدة هجرة ~~معاكسة من المدن الكبيرة في الشمال إلى مدن أصغر في ~~الوسط والغرب حتى لو كانت الرواتب والأجور أقل؛ وذلك ~~هربا من كثافة المدينة الكبيرة وازدحامها، وارتفاع ~~تكلفة المعيشة، وإيجارات المساكن، وتكلفة الانتقال ~~داخلها، وكثرة الجريمة بشتى أشكالها من الجريمة ~~المعروفة إلى الجريمة الجنسية، فضلا عن أن البيئة ~~في المدن الصغيرة أفضل في جوانب كثيرة على رأسها ~~الجوانب الصحية، ومن ثم يطلق على نطاق هذه المدن: ~~مدن الشمس؛ إشارة إلى التمتع بأجواء صحية. ولا شك في ~~أن الموظف القاهري سيجد الحياة أرخص وأكثر صحية ~~وأمنا حين ينتقل من القاهرة إلى مدن مصرية ~~أخرى. # محمد رياض 1972 و1985 و1998. # تعود هذه المقترحات إلى ما كتبته عامي 1971 و1972؛ أي قبل ~~إنشاء مدينة السادات الحالية في منطقة المكان الأول المقترح ~~قرب ms242 النطرون. # في السبعينيات - حين كتبت هذا الاقتراح - كانت ~~هذه المنطقة فعلا صحراوية، وكان مشروع مديرية ~~التحرير يسير متعثرا قرب فرع رشيد شمالي الخطاطبة، ~~والآن تحولت المنطقة إلى مزارع فردية وتعاونية كثيرة ~~بطول الطريق الصحراوي، فانتقلت بذلك الصيغة ~~الصحراوية لأبعاد أقل من بضعة كيلومترات حول محور ~~الطريق. # مثل هذا البطء الشديد في الحركة يلاحظه ويمارسه كل من زار ~~نيويورك من المصريين، وبخاصة الانتقال داخل مانهاتن ~~وبروكلين. # نشرت معظم المادة التالية تحت هذا العنوان في جريدة الأهرام - صفحة ~~قضايا وآراء بتاريخ 16/ 6/ 2000. # الخاتمة # إنجازات طيبة ... ولكن! # المتجول في القاهرة يرى إنجازات طيبة هنا وهناك؛ من حيث رصف شوارع وتوسيعها، وتحسين ~~شبكات البنية الأساسية من إمدادات المياه والكهرباء والغاز والتليفونات والبريد ~~السريع، وظهور الكثير من شركات اتصالات الإنترنت التي أصبحت من اللوازم كما كان ~~الراديو من قرن مضى. كذلك لا ينكر المتجول مجهودات التشجير في بعض الطرق، والاهتمام ~~بإنشاء الحدائق العامة وحدائق الطفل والأندية الاجتماعية، وغير ذلك من مقومات تحسين ~~الوجه الحضاري بعد أن صار رماديا كالح اللون؛ لكثرة إزالة الأشجار، وتعملق الأبنية ~~الإسمنتية الزجاجية، وسيطرتها على أفق القاهرة وسمائها لنصف قرن أو يزيد. # والأمل كبير أن تكون تلك المحاولات التحسينية أولا: ضمن مخطط شامل ينفذ على مهل، ~~وثانيا: أن يتعدى التحسين الواجهات الرئيسية لشوارع القاهرة في بعض أحيائها إلى ~~داخل الأحياء بحيث يتغلغل داخلها باعثا الأمل في حياة أفضل، وثالثا: أن يشمل ~~التحسين الأحياء الشعبية وشوارعها المزدحمة بالناس والبيوت المتداعية المكتظة، ~~وبعبارة أخرى: إعادة تجديد الحياة في هذه الأحياء الفقيرة، ورفع منسوب الأداء الخدمي ~~العام فيها. # والأمل أكبر في أن يشارك الناس في مخططات التحسين في كل حي على حدة. فالمشاركة ~~الشعبية مطلب ضروري من حيث إنها إعلان للناس بما يراه الخبراء والمخططون من إجراءات ~~التحسين كخطوة أولى بدلا من مفاجأة الناس بأمر واقع حتى لو كان تحسينا. والخطوة ~~التالية: أن الإعلان عن أوجه التحسين يصبح منبرا للناس يتداولون الرأي فيه، ويقترحون ~~تعديلات بالشكل الذي يحسونه أكثر تلبية لاحتياجاتهم الفعلية بدلا من فرض ms243 نمط تخطيطي ~~يقومون هم بتعديله فيما بعد بصورة تشوه المنظر العام، وقد حدث ذلك كثيرا في ~~الإنشاءات التي تسمى المساكن الاقتصادية للأسر أو الشباب. # تنمية الأحياء الشعبية هي إحدى أهم وظائف الدولة في المدن وبخاصة القاهرة، بينما ~~الأحياء الغنية وفوق المتوسطة تستطيع أن تنمي نفسها بنفسها؛ ذلك أن الخدمات الخاصة ~~تأتي إليها كالعيادات الصحية والمستشفيات والمدارس الخاصة التي تخاطب هؤلاء القادرين. ~~أما في الأحياء الشعبية، فالشغل الشاغل للناس إلى جانب المسكن هو الصحة والتعليم. ~~صحيح أن هناك مستشفيات ومراكز علاجية ومدارس حكومية مجانية، ولكنها ذات تكلفة أعلى من ~~قدراتهم؛ لما يتكلفونه من مصاريف للحصول على الدواء المناسب، ودروس خصوصية من أجل ~~النجاح المرغوب. هاتان هما خدمتان أساسيتان، فهل يدخلان ضمن مخطط تنمية الأحياء ~~الشعبية بالكثرة التي يتناسب فيها عدد السكان مع عدد أسرة المستشفيات وحجرات ~~الدرس؟ # تسعى وزارة البيئة سعيا حثيثا لتحسين معطيات المحيط المعيشي للسكان، ولكن «يدا ~~واحدة لا تصفق.» فهل التعاون الوزاري بينها ووزارات الصناعة والصحة والتعليم والإسكان ~~والتموين فعال، أم أن كل هؤلاء عوالم بذاتها غارقة في إشكالياتها الذاتية؟ # على سبيل المثال: هل تلح وزارة الصناعة على استخدام تكنولوجيات حديثة في صناعة ~~الإسمنت تقل معها أمراض الرئة التي يعاني منها سكان المناطق الجنوبية من القاهرة ~~الواقعين تحت نفوذ الغبار والأتربة التي ترسلها مصانع إسمنت طرة عالية في الجو؟ وماذا ~~عن عمال الحديد والصلب وفحم الكوك في التبين من نواحي الصحة وأشكال الحياة؟ # وكم تتكلف فاتورة العلاج في التأمين الصحي نتيجة أمراض المهنة أو أمراض ناجمة عن فشل ~~الصرف الصحي في مناطق وعزب الفقراء المدقعين في التبين وحلوان وشبرا الخيمة؟ # وكم ينفق الناس من وقود سياراتهم للانتقال في شوارع القاهرة المختنقة؟ وكم من العادم ~~الذي تنفثه السيارات في جو القاهرة فتساعد على مزيد من الغلاف الضبابي المترب ~~والمؤكسد الذي يحيط بالقاهرة مثل قبة من الغمام الضار تزداد بوجود ضغط عال من الهواء ~~البارد، فتحتبس الحرارة، وتسبب في السحابة السوداء المتكررة الحدوث خريف كل سنة؟ ليس ~~حرق قش الأرز ms244 هو الجاني وحده؛ بل عشرات آلاف السيارات واللواري والأتوبيسات وأجهزة ~~التكييف في المنازل والأبنية العامة والشركات، عوامل أساسية في مضاعفة آثار هذه ~~الظاهرة المناخية بالأساس. # لو كانت وسائل النقل الجماعية ذات الطاقة المحركة النظيفة كالترام والمترو أضعاف ما ~~هي عليه الآن؛ لأراح الناس، ووفر الكثير من النقود، ووفر علينا تكرار ظاهرة السحابة ~~السوداء. لقد كانت هناك خطوط ترام فيما يشبه الشبكة الجيدة في القاهرة الوسطى ومصر ~~الجديدة وحلوان وشبرا الخيمة. لكننا أزلنا 90٪ من هذه الشبكة بحجة أنها وسائل نقل ~~بطيئة، فقد كان هذا صراعا بين السيارة والترام. وبعد أن أفسحنا المجال أمام السيارة ~~في الشوارع التي أزيلت منها الخطوط الحديدية، وحلت الأتوبيسات الضخمة محلها، فماذا ~~كانت النتيجة؟ أصبح الانتقال بالباص كبيره وصغيره والسيارات الخاصة وسيارات النقل ~~الصغيرة تتزاحم في الطرق بحيث عدنا إلى سرعة انتقال بطيئة كالترام أو أقل. عدنا مرة ~~أخرى إلى النقل الحديدي في صورة مترو الأنفاق، الذي هو ليس بأنفاق إلا في أقل من نصف ~~مساراته، والباقي سطحي استخدمنا فيه الطرق الحديدية السابقة: خط الضواحي من كوبري ~~الليمون في باب الحديد إلى المرج، وخط حلوان السطحي من السيدة زينب إلى حلوان، وهناك ~~أفكار لمزيد من استخدام خطوط حديدية أخرى كخط السويس إلى العاشر من رمضان ثم السويس، ~~أو استخدام الخط الحديدي العسكري من العباسية إلى القلعة والبساتين والمعادي. # والآن - عود على بدء - نقترح إعادة استخدام ترام سطحي حديث يحل إشكالية الانتقال داخل ~~المدينة الأصلية من منشأة ناصر والدراسة إلى العتبة وعابدين والتحرير من ناحية، وإلى ~~الأزبكية وبولاق من ناحية ثانية، وإلى العباسية من ناحية ثالثة، وإلى السيدة والقلعة ~~ومصر القديمة من ناحية رابعة. على أن تنشأ جراجات عديدة عند نهايات شبكة الترام في ~~الدراسة وبولاق ومصر القديمة والعباسية يترك فيها الناس سياراتهم لينتقلوا بالترام ~~الحديث إلى وسط المدينة، وهذا تماما ما يفعله سكان مصر الجديدة مثلا حين يتركون ~~سياراتهم في أماكن غير منظمة بالدرجة المناسبة عند سراي القبة لركوب المترو إلى وسط ~~البلد. # الخلاصة # لكي تستعيد القاهرة ms245 البهاء الذي كانت عليه، ولكي تصبح مدينة سكناها أقل مشقة في ~~الانتقال، وأقل تلوثا، وأقل ضجيجا تحتاج إلى: # تناغم حقيقي بين السلطات المحلية للأحياء ممثلة في مجالس ~~منتخبة، وبين أجهزة الوزارات المعنية؛ لتنفيذ مشروعات ~~التحسين. # الكف عن إنشاء مدن جديدة تتحلق حول القاهرة، وتزيد من ~~إشكالياتها في الحركة وفي أعداد السكان. # أن تنتقص من أنشطتها الاقتصادية بالعيش عالة عليها ... # ملحق الصور # جزء من سور بدر الجمالي 1087م - فاصل بين القاهرة الفاطمية ~~وحي الحسينية. # بوابة الفتوح في 1878م. # باب زويلة-البوابة الجنوبية للقاهرة الفاطمية، يسميها ~~القاهريون: بوابة المتولي. مبنى السلطان المزيد. مئذنتا ~~جامعه فوق البوابة؛ فأصبحت نمطا معماريا فريدا. # أحد أبراج حصني بابليون (130م) قصر الشمع. # فن الأرابيسك في الكنيسة المعلقة - قصر الشمع - مصر ~~القديمة. # حارة ضيقة داخل قصر الشمع. # صحن جامع ابن طولون ومئذنته الفريدة الوحيدة في مصر. # مئذنة الناصر بن قلاوون بشارع المعز. روعة النحت على ~~الحجر. # صحن الجامع الأزهر وحلقات الدراسة حول الشيوخ. # جامعي السلطان حسن (1360م) والرفاعي (1860م) - قرب ~~القلعة. # إيوان القبلة ودكة المبلغ في جامع السلطان حسن. الضخامة ~~وروعة المعمار ودقة الصانع. # سكة البادستان-خان الخليلي. # وكالة ذي الفقار التجارية - رسم تخطيطي للرسام # Coste # 1673. # رسم لأحد أسواق القاهرة (1880) على خلفية جمع السلطان ~~الغوري، لاحظ أيضا السقف يظلل الشارع. # القاهرة والزحام: شارع الغورية، واستمرار قوة المركز التجاري ~~للقاهرة القديمة. # مقاهي ومطاعم القاهرة في القرن التاسع عشر. # تناغم الضوء في بيت السحيمي - المشربية والإبداع في جو حار ~~وضوء مبهر. # واجهة بيمارستان السلطان المؤيد. # حمام السلطان المؤيد (رسم Pauty ~~). # القلعة وجامع محمد علي مقر الحكم لأكثر من ثمانية ~~قرون. # متحف قصر عابدين: أكبر قصور مصر ومقر الحكم حتى منتصف القرن ~~20. # شارع كامل «الجمهورية حاليا»: حديقة الأزبكية، وفندق ~~كونتننتال (أوائل القرن 20). # كوبري قصر النيل - أول كباري القاهرة - قبل 1930. # شارع في القاهرة في أواخر القرن 19. # قصر إسماعيل بالزمالك - الآن جزء من فندق. # تأثر المعمار بالطرز الأوروبية في قاهرة إسماعيل. # العمارة الشرقية - شارع اللقاني - روكسي، مصر ~~الجديدة. # مدينة نصر - الكتل الخرسانية وتوحيد المعمار. # دار ms246 الأوبرا القديمة وميدان إبراهيم باشا قبل ~~احتراقها. # دار الأوبرا الجديدة - الجزيرة. # شارع الهرم في بداياته (نهاية القرن 19). # نيل القاهرة بين البنايات الحديثة والترويح في ~~الحدائق. # التخطيط النجمي: قصر سكاكيني يتوسط مركز النجمة - ~~الظاهر. # حديقة الأندلس - تحفة حدائق الترويح بالجزيرة. # المتحف المصري - ميدان التحرير. # المتحف الإسلامي. # المتحف القبطي «متحفان يحكيان حضارة مصر الروحية.» # تنسيق شوارع وسط البلد - شارع البورصة. # ترام سوارس عند جامع السلطان حسن في مطلع القرن 20، وسيلة ~~نقل عامة تجرها البغال والحمير. # وكالة الغوري عندما كانت مدرسة للحرف اليدوية في ~~الستينيات. # مقياس النيل وقصر المانسترلي في جنوب جزيرة الروضة. # سبيل كتاب قايتباي (1479م) أول بناء في القاهرة يجمع بين ~~السبيل والكتاب. # المجالس التشريعية: الشعب والشورى، وفي الخلف مبنى وزارة ~~الأشغال. # المصادر والمراجع # مصادر عربية ومترجمة # ما أكثر الكتب والمقالات والبحوث بكل اللغات عن القاهرة سواء عن تاريخها أو ~~حاضرها ومشكلاتها! وقد اقتصرت هنا على ما رجعت إليه، وما استندت إليه من نصوص ~~أفادتني في تفسير ظاهرة أو عارضتني في رأي أو فكر حر لإعطاء القارئ الكريم صورة ~~موضوعية عن قاهرتنا العزيزة علينا جميعا. # أحمد خالد علام، يحيى عثمان شديد، ماجد المهدي: ~~«تجديد الأحياء»، نشر مكتبة الأنجلو القاهرة ~~1997. # إرمان ورانكه: ~~«مصر والحياة المصرية في العصور القديمة» ترجمة عبد ~~المنعم أبو بكر ومحرم كمال، نشر إدارة الثقافة بوزارة ~~المعارف العمومية، القاهرة (بدون تاريخ - غالبا أوائل ~~الخمسينيات). # ابن بطوطة: ~~«أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي»: ~~«تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» ~~المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة 1958. # ابن حوقل، أبو القاسم: ~~«صورة الأرض» مكتبة الحياة، بيروت 1979. # ابن الوزان، الحسن بن محمد (ليون الأفريقي): ~~«وصف أفريقيا» ترجمة عن الفرنسية - عبد الرحمن حميدة - ~~منشورات جامعة الإمام محمد، الرياض 1979. # الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء: # انظر المصادر # الإحصائية. # المجالس القومية المتخصصة: ~~«ملامح ثروة مصر الأثرية والسياحة» القاهرة ~~1993. # المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي: ~~«المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار» مكتبة إحياء ~~علوم الدين - الشياح، لبنان (د/ت). # سرجنت ر. ف: ~~«المدينة الإسلامية» - مقالات مختارة ms247 من حلقة التدارس ~~بمركز الشرق الأوسط، كلية الدراسات الشرقية، جامعة ~~كمبردج - ترجمة أحمد محمد تعلب، نشر اليونسكو، ~~السيكومور-فجر 1983. # شحاتة عيسى إبراهيم: ~~«القاهرة» - سلسلة الألف كتاب رقم 184، دار الهلال، ~~القاهرة (بدون تاريخ - غالبا أواخر ~~الخمسينيات). # عباس الطرابيلي: ~~«شوارع لها تاريخ» الدار المصرية اللبنانية، القاهرة ~~1997. # عبد العال الشامي: ~~«مدن مصر وقراها عند ياقوت الحموي» الجمعية الجغرافية ~~الكويتية بجامعة الكويت 1981. # عبد اللطيف البغدادي: ~~«الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث ~~المعاينة بأرض مصر» (المعلومات التي أوردتها في هذا ~~الكتاب عن البغدادي هي نقلا عن كراتشكوفسكي جزء أول، ~~وعن نقولا زيادة). # عبد الله يوسف الغنيم: ~~«جغرافية مصر من كتاب الممالك والمسالك عن أبي عبيد ~~البكري» مكتبة دار العروبة للنشر، الكويت 1980. # عزة سليمان وشنودة سمعان: ~~«التوسع الحضري ومشكلة الإسكان في مصر» - في منشورات ~~«ندوة التوسع الحضري» - معهد التخطيط القومي، القاهرة ~~1988. # علاء سليمان الحكيم: ~~«ظاهرة التحضر ونمو المدن» في منشورات ندوة التوسع ~~الحضري - معهد التخطيط القومي، القاهرة 1988. # علماء الحملة الفرنسية على مصر: ~~«وصف مصر» ترجمة زهير الشايب - مكتبة الخانجي بالقاهرة ~~- الأجزاء: 1-8 سنوات 1980-1983، دار الشايب للنشر، ~~جزء 9-10، القاهرة 1986-1992. # علي بهجت: ~~«قاموس الأمكنة والبقاع التي يرد ذكرها في كتب الفتوح» ~~- نشر شركة طبع الكتب العربية، القاهرة 1906. # علي مبارك: ~~«الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة» طبعة الهيئة ~~المصرية العامة للكتاب، القاهرة - الجزء الأول 1980 ~~الجزء 11 سنة 1994. # كراتشكوفسكي، إجناطيوس بوليانوفتش: ~~«تاريخ الأدب الجغرافي العربي» ترجمة صلاح الدين عثمان ~~هاشم - لجنة التأليف والترجمة والنشر، الإدارة ~~الثقافية - جامعة الدول العربية، القاهرة 1963. # محافظة القاهرة: ~~«نشرة القاهرة 2000» - المركز العام لمعلومات شبكات ~~ومرافق القاهرة 1999. # محافظة القاهرة: # نشرة الإدارة العامة للخطة والمتابعة 1997. # محمد السيد غلاب: ~~«السكان» في كتاب «جغرافية مصر» إصدار المجلس الأعلى ~~للثقافة، القاهرة 1994. # محمد رمزي: ~~«الجغرافية التاريخية لمدينة القاهرة» - مجلة العلوم ~~السياسية - السنة التاسعة - المجلد الخامس. # محمد رمزي: ~~«القاموس الجغرافي للبلاد المصرية» من عهد قدماء ~~المصريين إلى 1945 - نشر دار الكتب المصرية 1953 (قسم ~~1) و1954 - 1063 (قسم 2). # محمد رياض: # بمناسبة العيد الألفي للمدينة «القاهرة، دراسة ~~تمهيدية» حوليات كلية الآداب جامعة عين شمس العدد 12 ~~سنة 1969. # محمد رياض: ~~«القاهرة - المشكلات العامة ms248 للمدينة والعاصمة» مجلة ~~الطليعة الشهرية - كانت تصدر عن دار الأهرام - عدد 7 ~~السنة الثامنة يوليو 1972. # محمد رياض: ~~«الجغرافيا وتخطيط الأقاليم الإدارية في مصر» في كتاب ~~«الجغرافيا والمجتمع» إصدار كلية الآداب جامعة ~~الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية 1990. # محمد رياض: # هل يمكن إنقاذ أوتوستراد الإسماعيلية؟ «مجلة جمعية ~~المهندسين المصرية» مجلد 32 عدد 3 لسنة 1993. # محمد رياض: # تقسيم إداري جديد لمصر «ندوة الأقسام الإدارية - ~~المجلس الأعلى للثقافة»، القاهرة 1999. # محمد رياض: ~~«السكن العشوائي في جمهورية مصر، وحالة القاهرة الكبرى ~~بشيء من التفصيل» ندوة السكن العشوائي - المجلس الأعلى ~~للثقافة، القاهرة، مارس 2000 (تحت الطبع). # محمد رياض: # 20 بحثا وندوات منشورة في جريدة الأهرام: صفحة ~~العمران وصفحة قضايا وآراء منذ 1985 وإلى الآن حول ~~المشكلات التي تعاني منها القاهرة، مثل: القاهرة تحت ~~الحصار (16/ 5/ 1995)، حول نقل العاصمة السياسية (ندوة ~~جمعية المهندسين المصرية ديسمبر 1997)، حول مشكلات ~~المرور (عدة مقالات)، ماذا نحن فاعلون بميدان الأزهر؟ ~~(20/ 1/ 97)، هل يحل النفق مشكلة المرور في شارع ~~الأزهر؟ (15 / 5 / 98)، دراسة ضرورة تغيير الأقاليم ~~الإدارية في مصر (23 / 3 / 98)، القاهرة بالطول والعرض ~~(18 / 7 / 99)، العاصمة تريد حلا (23 / 10 / 98)، ~~المياه الباطنية تهدد القاهرة الفاطمية (29 / 1 / 99) ~~وتأملات في المسألة السكانية في مصر والقاهرة ~~(18 / 8 / 99)، كوبري 6 أكتوبر (14 / 10 / 99)، ~~التنمية القاتلة في حلوان (31 / 10 / 99)، لاظ أوغلي ~~الجديد (26 / 4 / 99)، رؤية لحل مشكلات التكدس في ~~القاهرة ومركزيتها (16 / 6 / 2000)، شارع الجلاء ومحطة ~~الترجمان (3 / 10 / 2000) وغير ذلك، وقد أشرت إلى بعض ~~منها في نص وهوامش هذا الكتاب. # محمد سمير مصطفى وعزة سليمان: ~~«مستقبل التوسع الحضري في مصر وأثره على البيئة» في ~~منشورات ندوة التوسع الحضري، معهد التخطيط القومي، ~~القاهرة 1988. # معهد التخطيط القومي: ~~«تقارير التنمية البشرية السنوية» 1994، 1995، ~~1996. # ممدوح الولي: ~~«سكان العشش والعشوائيات» نشرة نقابة المهندسين، ~~القاهرة 1993. # نقولا زيادة: ~~«الجغرافية والرحلات عند العرب» دار الكتاب اللبناني، ~~بيروت 1962. # وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية: # التقرير الوطني المقدم لمؤتمر الأمم المتحدة الثاني ~~للمستوطنات البشرية (قمة المدن) في إسطنبول ~~1996. # وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية: ~~«مبارك والعمران» (د/ت - 1999). # وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية: ~~«أطلس القاهرة الكبرى» الهيئة العامة للتخطيط العمراني ~~- مركز التخطيط العمراني للقاهرة الكبرى، القاهرة ~~2000. # المصادر الإحصائية والرقمية: نشر الجهاز المركزي للتعبئة العامة ~~والإحصاء # الكتاب الإحصائي السنوي 92-1998. يونيو ms249 1999. # النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والإسكان والمنشآت ~~لعام 1996 محافظة القاهرة. # النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والإسكان والمنشآت ~~لعام 1996 محافظة الجيزة. # التعداد العام للسكان والإسكان والمنشآت 1996 «النتائج ~~التفصيلية لتعداد المنشآت (1) إجمالي الجمهورية (2) محافظة ~~القاهرة (3) محافظة الجيزة. # تقدير المشتغلين (15-65 سنة) حسب نوع القطاع الذين يعملون ~~فيه في الجمهورية (حضر وريف) النتائج السنوية لدورتي ~~1997. # تقدير المشتغلين بأجر (15-65 سنة) حسب أقسام النشاط والنوع ~~بكل محافظة. النتائج السنوية لدورتي 1997. # تقدير المشتغلين بأجر (15-65 سنة) حسب نوع القطاع الذي ~~يعملون فيه. # إحصاء العاملين المدنيين بالحكومة والقطاع العام وقطاع ~~الأعمال العام عن الحالة 1 / 1 / 1996 - إصدار يوليو ~~1997. # إحصاء العاملين المدنيين بالحكومة والقطاع العام وقطاع ~~الأعمال العام، حسب فئات السن والنوع بكل محافظة - دورة ~~1997. # تقدير المشتغلين حسب الحالة التعليمية والنوع بكل محافظة - ~~دورة 1997. # تقدير المتعطلين (15-64 سنة) حسب فئات السن والنوع بكل ~~محافظة - دورة 1997. # تقدير المتعطلين (15-64 سنة) حسب الحالة التعليمية والنوع ~~بكل محافظة - دورة 1997. # تقدير المشتغلين حسب الحالة التعليمية والنوع بكل ~~محافظة. # مصادر ومراجع بلغات أجنبية # Christaller, Walter, “Die Zentralen orte in ~~suddeutschland”, Jena, 1933. # Clerget, Marcel, “Le Caire, etude de Geographie ~~urbain et d’histoire economique”, E & R. Schindler, ~~Le Caire 1934. # Denoix, S., “decrier Le Caire-Fustat-Misr”, ~~Institut Francais D’Archeologie Oriental du Caire, ~~1992. # El-Sayed-Marsot, Afaf Lutfi, “Egypt in the Reign ~~of Muhammad Ali”, Cambridge 1988. # Jacobs, Jane, “The Death and Life of Great ~~American cities”, Penguin 1988. # Lӧsch August, “Die Raϋmliche Ordnung der ~~Wirtschaft” Jena 1941. # Mumford, Lewis “The City in History”, Pelican-Penguin Books 1966. # Observatoire urbain du Caire Contemporain, Lettre ~~d’information 1966-1997. Poncet, Edmond, “Notes sur l’évolution recent de ~~l’agglomération du Caire” Annales de Géographie, Armand ~~Colin, Paris Lxxix. # Raymond André, “The Great Arab Cities in the ~~16th-18th. Centuries, New York University Press, New York ~~& London 1984. # Raymond André, “Le Caire” Paris, Fayard ~~1993. # Rice, David Talbot, “Islamic Art” Thames & ~~Hudson, Revised edition, 1975. # Weber, Alfred, “Uber den Standort der ~~Industrien”, Tubingen, 1909. # Weber, Max, “The City” Macmillan, London ~~1958. # Waterson, Barbara, “The Egyptians”, Blackwell, ~~Oxford 1997. # Williams, Caroline, “Islamic Monuments in Cairo” ~~American University Press in Cairo 1993 (4th ~~edition). ms250