######OpenITI# #META# URI: 1450SuncAllahIbrahim.Dhat.Hindawi20916382 #META# Tags: novels #META# ID: 20916382 #META# Title: ذات #META# AuthorID: 17162047 #META# Author: صنع الله إبراهيم #META# EditorID: None #META# Editor: None #META# TranslatorID: None #META# Translator: None #META# Related_books: None #META#Header#End# # قبل أن تقرأ‏ # شكر واجب‏ # ذات‏ # قبل أن تقرأ‏ # شكر واجب‏ # ذات‏ # | ذات # | ذات # تأليف # صنع الله إبراهيم # | قبل أن تقرأ # واكبت سنوات مراهقتي نهاية العهد الملكي في مصر. كانت البلاد ~~تموج بدعوات التحرر الوطني من الوجود الإنجليزي العسكري، والتحرر ~~الاجتماعي من سيطرة الإقطاع، ومن الأمية والمرض والحفاء! .. وشكلت ~~هذه البيئة وجداني، وخاصة الحديث عن أن المعرفة هي كالماء والهواء ~~يجب أن تكون للجميع وبالمجان. # وفي مغرب يوم من سنة 1951م، كنا أنا وأبي عائدين من زيارة لأحد ~~أقاربنا في شرق القاهرة. توقفنا في ميدان العتبة لنأخذ «الباص» إلى ~~غربها حيث نقطن. اتخذنا أماكننا في مقاعد الدرجة الثانية. نعم! كانت ~~مقاعد «الباص» آنذاك - والترام أيضا - مقسمة إلى درجتين بثمنين ~~متفاوتين للتذاكر التي يوزعها «كمساري» برداء أصفر مميز أثناء ~~مروره على الركاب. # جلسنا أنا وأبي خلف الحاجز الزجاجي الذي يفصل الدرجتين، وتابعت ~~في حسد ركاب الدرجة الأولى، بينما كان أبي غارقا في أفكاره التي ~~تثيرها دائما أمثال هذه الزيارات. # قلت بحماس طفولي: «سيأتي اليوم الذي يزول فيه هذا الحاجز، بل ويصبح ~~الركوب بالمجان.» # تذكرت الروايات التي أعشق قراءتها فأضفت: «والكتب أيضا!» # تطلع إلي باستياء من سذاجتي: نعم! الكتب بالمجان؟ يا لها من ~~سذاجة! # ولم أتصور وقتها أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه كتبي أنا متاحة ~~للقراءة بالمجان! وذلك بفضل مبادرة جريئة من مؤسسة مصرية ~~طموحة، فشكرا لها! # صنع الله إبراهيم # | شكر واجب # للأساتذة # ليلى عويس ~~، # محمد برادة ~~، # باسم القاضي ~~، الذين أنارت ~~لي # ملاحظاتهم الطريق، و # حسين ~~حمودة ~~، الذي # تكرم بمراجعة المخطوطة بالدقة التي يتميز # بها، كاشفا عن عديد من الأخطاء، والتناقضات، # ولأسرة # دار المستقبل ~~العربي # التي والتني بالتشجيع والمودة، # وللأساتذة # أحمد نبيل ~~الهلالي ~~، # محمد صبري ~~مبدي ~~، # فوزي حمزة ~~، المحامين؛ ~~لما تكرموا # به من نصح وإرشاد. # ص. إ. # | ذات # 1 # نستطيع أن نبدأ قصة ذات من البداية الطبيعية؛ أي من اللحظة التي ~~انزلقت فيها إلى عالمنا ملوثة بالدماء، وما تلى ذلك من أول صدمة ~~تعرضت لها، عندما رفعت في الهواء، وقلبت رأسا على ms001 عقب ، ثم ~~صفعت على أليتها (التي لم تكن تنبئ أبدا بما بلغته بعد ذلك من ~~حجم من جراء كثرة الجلوس فوق المرحاض). لكن بداية كهذه لن ~~يرحب بها النقاد؛ لأن الطريق المستقيم، في الأدب والأخلاق على ~~السواء، لا يؤدي إلى شيء ذي بال، ولن يتمخض عنه في حالتنا هذه ~~سوى إضاعة وقت كل من القارئ والكاتب، وهو الوقت الذي يستطيعان ~~استغلاله مع التليفزيون على سبيل المثال، من موقعين مختلفين، بما ~~يعود عليهما بفائدة أكبر بكثير مما قد تجلبه مئات الصفحات ~~الورقية، وبالإضافة إلى هذا فإن النظرة العصرية لفن القص هي نظرة ~~حسية ذكورية تماما، تساوي بين المداخل المختلفة من حيث أهميتها ~~للعملية إياها؛ أي القص، ومن حيث الخاتمة المحتومة التي تنتهي أو ~~لا تنتهي بها، وتشجع الكاتب على أن ينتقي ما يروق له منها، وما ~~يتفق مع مزاجه وقدراته، فيقتحمه مباشرة، وينتهي من الأمر كله بعد ~~عدد محدود من الصفحات. # تحفل حياة ذات بالكثير من هذه المداخل التي اقترنت بصدمات لا تقل ~~شأنا عن صفعة الألية الأولى، وبعضها نمطي تماما، مثل اللحظة ~~التي اكتشفت فيها أن ما ظنته جرحا عارضا، إنما هو خاصية جديدة ~~اكتسبها جسمها، فأصبح قادرا من الآن على إفراز مياه ملونة بغير ~~اللون الذهبي، فلم يهيئها أحد لهذا التطور (لأن الأب، ككل ~~الآباء، دأب على تجاهل أمثال هذه الأمور وتركها للأم، التي دأبت ~~بدورها، ككل الأمهات، على تأجيل لحظة المكاشفة خشية أن يترتب على ~~تفجر النبع الأحمر من مكان، نضوبه من مكان آخر). # البعض الآخر من هذه المداخل المقترنة بالصدمات يمثل تنويعا ~~على النمط السائد لا يخلو من طرافة، من قبيل ما حدث عندما أمسكوا ~~بها وفتحوا لها فخذيها عنوة، ثم اجتثوا ذلك النتوء الصغير الذي ~~سبب إزعاجا شديدا للمصريين من قديم الزمان. وإن كان من الأمانة ~~أن نسجل أن الاجتثاث، لحسن الحظ أو لسوئه (حسبما تكون وجهة ~~النظر)، لم يكن تاما؛ فالأم التي جردت مبكرا من العضو ~~المزعج، كانت - على عكس ما يتوقع المرء - حريصة على ms002 ألا ~~تتمتع ابنتها بفرصة التسلية (قبل الزواج)، ثم التعويض (بعده) ~~التي حرمت هي منها. أما الأب فكان، عكس ما يتوقع المرء أيضا، ~~راغبا في إعفاء ابنته من العملية التقاليدية، متصورا (إن ~~صوابا أو خطأ) أنها المسئولة عما آل إليه أمر نتوئه الخاص. ~~ولما كان توازن القوى النتوئي في قمته، كان لا بد من حل وسط. ~~هكذا سمح بالإبقاء على جزء من النتوء الجليل مما أتى بنتيجة ~~عكسية؛ فبدلا من أن يصبح تعويضا عن الجزء الضائع، صار تذكرة ~~دائمة به. # لماذا نذهب بعيدا ولدينا مدخل طبيعي، محمل بقدر عال من ~~الدراما، بل الميلودراما، ونقصد بذلك لحظة الصدمة الكبرى، ليلة ~~الدخلة؟ # هذه الليلة الفاصلة جاءت بعد شهور طويلة من التقارب التدريجي بين ~~ذات وعبد المجيد حسن خميس، تم خلالها ارتياد أماكن الفسحة ~~المتاحة في ذلك الحين (منتصف الستينيات)؛ كازينو فونتانا وسط ~~النيل، كازينو قصر النيل، الهيلتون، حديقة الأسماك، جزيرة الشاي، ~~برج الجزيرة (الذي أقامه عبد الناصر، بديلا عن حركة الأصبع ~~الشهيرة، بالملايين الثلاثة من الدولارات التي حاول الأمريكان ~~شراءه بها)، كما تم ما هو أهم، ونقصد بذلك التعرف على الطفل ~~المعجزة نفسه، الذي استوى عملاقا بمجرد مولده؛ أي التليفزيون، ~~الذي سيلعب دورا رئيسيا في حياتهما المشتركة إلى أن يصبح ~~الرابطة الوحيدة التي تجمع بينهما (وهو المصير الذي لم يتوقعه ~~والد ذات لنفسه عندما أحضر الجهاز إلى منزله متحملا عبء أقساطه ~~الشهرية، على أمل أن يتمكن بواسطته من تجنب أي شكل من أشكال ~~الرباط بأمها). # كانا يجلسان - ذات وزوج المستقبل - أمام الجهاز بالساعات، تحت ~~عيني الأم الساهرة، واهتمامهما موزع بين تمثيل عبد الغني قمر في ~~المسلسل، والمحافظة على الوسائد في أماكنها؛ فقد كان ذلك هو عصر ~~الميني الساحر، الذي خلق للوسائد وظيفة جديدة إلى جانب وظائفها ~~المعروفة (البريء منها وغير البريء)؛ فبوضع واحدة صغيرة فوق ~~الركبتين صار بوسع ذات أن تسترخي في جلستها كما تشاء، دون أن ~~تكشف ما لم يحن الوقت بعد لكشفه، وأمكن للأم أن تتفرغ لمتابعة ~~أحداث المسلسل، مكتفية بنظرة ms003 جانبية بين الحين والآخر تطمئن بها ~~على ثبات الوسادة في موضعها، وإن كانت هذه النظرة السريعة كفيلة ~~بتشتيت انتباهها إذا حدث وامتدت، بالرغم منها، إلى فخذي العريس ~~المرتقب والوسادة المماثلة التي استقرت فوق حجره؛ إذ تحار في ~~معرفة الغرض منها طالما أن عبد المجيد يملك ساترا طبيعيا ~~ممثلا في بنطلون بذلته الأنيقة. وبمرور الوقت توصلت المرأة ~~الساذجة التي تتميز بضآلة التجربة وسعة الخيال، بقدر يماثل ما ~~لديها من ضيق أفق وتحجر في المشاعر، إلى قناعة ملأتها بالإشفاق ~~على ابنتها؛ فقد تصورت أن احتياج خطيب ابنتها إلى ساتر إضافي، ~~مبعثه ضخامة ما هو مضطر لحجبه عن الأنظار. # ما لم يكن عبد المجيد مضطرا إلى حجبه كان أكثر ضخامة، ونقصد ~~بذلك أليته أو مؤخرته أو عجيزته (فالمعجم لا يمدنا بوصف يقارب ~~في الدقة والإحكام المورفولوجيين ذلك الذي تؤديه الكلمة البذيئة ~~الموجودة الآن على طرف لسان القارئ أو القارئة)، وهو الجزء الذي ~~تضاءل وانكمش على مر الزمن في تناسب عكسي مع ازدهار قرينه لدى ~~ذات. # فيما عدا ذلك لم يكن هناك ما يعيبه؛ كان وسيما، أنيقا، ~~مسلحا بالضروريات الذهبية؛ علبة السجائر والولاعة (رونسون)، ~~الخاتم، عطر أولد سبايس، الحذاء الضيق المدبب، معرفة بأنواع ~~الطعام وبروتوكولاتها، شكوى دائمة من سياسة الدولة المتحيزة ~~للقطاع العام والتصنيع، طريقة متعالية في الإشارة لسائقي التاكسي ~~تجبرهم على التوقف، وتملأ ذات بالزهو، أهمية بالغة يضفيها على ~~كل حرف يخرج من بين شفتيه، آراء قاطعة في مختلف الأمور يدلي بها ~~في ثقة تجبر الآخرين (أو على الأقل ذات) على الاقتناع بها، وتنتهي ~~عادة بالكلمة التي حيرتها طويلا هي وأبيها المحدود الثقافة، ~~إلى أن أنست إليه، بعد الزفاف بالطبع، ووجدت الشجاعة لأن ~~تستفسره، فرفع حاجبيه في دهشة أخجلتها، وتكرم موضحا: «أوف ~~كورس؟ بالطبع.» وبالإضافة إلى ذلك كانت هناك مواقفه العنترية ~~ومعارك الدفاع عن العزة والكرامة، فضلا عن الحق، التي لم يتح ~~لها أن تشهد شيئا منها؛ لأنها كانت تجري إما في البنك الذي يعمل ~~به، أو في العمارة التي يسكنها، أو في ms004 الجامعة التي «لا» يتردد ~~عليها. # نعم، غيمة واحدة في سماء عبد المجيد الصافية؛ إنه لا يحمل شهادة ~~جامعية، لكن بينه وبينها امتحان واحد حال مرضه دون التقدم ~~إليه، وهو يتقاضى الآن مرتبا مرضيا، وأبواب المستقبل مفتوحة ~~أمامه على مصراعيها. # كانت تلك فترة الآمال العريضة، والتطلعات الجسورة والأحلام؛ ~~أحلام النوم وأحلام اليقظة بكافة أنواعها (الجاف منها والمبتل). ~~أمام بركة البط في حديقة الميريلاند قالت له: غسيل الملابس لم ~~يعد مشكلة بفضل الأومو. قليل منه في طبق ماء من البلاستيك، ~~ويقلب حتى يصنع رغوة كبيرة، ثم تلقي الواحدة فيه بالقميص أو ~~البلوزة وتنصرف لعمل الشاي أو الطبيخ. وبعد ذلك دعكة أو دعكتين، ~~ولا حاجة إلى هري الأصابع أو الغسالة (تقصد المرأة التي تغسل وليس ~~الآلة، التي لم يكن عصرها قد حل بعد). # استقبل عبد المجيد هذا الإعلان عن النوايا بغير حماس؛ ذلك أن ~~صورة الغسالة الجالسة أمام الطشت كاشفة عن فخذيها وأحيانا ~~ثدييها عندما تنحني لتقبض بحزم على ياقة القميص أو قعر الكيلوت، ~~وتدعك أيا منهما في أناة أولا بقطعة صلبة من صابون «الميزان»، ~~ثم بقبضة اليد. هذه الصورة كانت تعشش في ركن من رأسه، ليس فقط ~~كذكرى أول إطلالة على العالم المثير إياه، وإنما أيضا كإمكانية ~~محتملة في المستقبل المديد. # إلى جانب الأومو كانت هناك أصابع مزيل العرق وحبوب منع الحمل، ~~بالطبع، وأخيرا الثالوث المقدس الذي لم يعد من الممكن أن ~~يستغني عنه المنزل العصري، والذي جعله عبد الناصر في متناول ~~الجميع؛ السخان وبوتاجاز المصانع الحربية، وثلاجة إيديال. هكذا ~~وصلنا إلى بيت القصيد؛ العش. # رسم عبد المجيد الحدود بلهجته القاطعة؛ ثلاث غرف وصالة (فكري في ~~الأطفال)، بلكونة على الشارع (لا بد أن نكون على وش الدنيا)، ~~الطابق الثاني (خير الأمور الوسط)، عمارة جديدة وجيران محترمون، حي ~~نظيف وراق، أوف كورس، لا يكون بعيدا عن البيت الكبير (قاصدا، ~~بالطبع، بيت أهله لا أهلها؛ مما خلق الشجار الأول الذي لم ~~يتوقف منذ ذلك الحين ولا حتى بعد انتقال سكان البيتين الكبيرين ~~جميعا إلى ms005 بارئ الكل). # كان الحديث، بالطبع، عن شقة للإيجار (فلم تكن بدعة التمليك قد ~~ظهرت بعد)، لكن جمال عبد الناصر، المنتشي بهتاف الجماهير ومطالبتها ~~بالمزيد، أجرى تخفيضين متعاقبين لإيجارات المساكن، جلبا له تصفيق ~~الساكنين الفعليين وسخط أقرانهم المحتملين؛ لأنه ترك للبيروقراطيين ~~من أصحاب المؤخرات الكبيرة العناية بالتفاصيل، وهكذا أذاب عبد ~~المجيد عدة أزواج من الأحذية الضيقة المدببة قبل أن يحالفه ~~الحظ. # ففي أحد أطراف حي مصر الجديدة، على مسافة متساوية من منزل أهله ~~في العباسية ومنزل أهلها في الزيتون، وفي شارع داخلي قريب من خط ~~الترام الملقب بالمترو، الذي كان ما يزال مفخرة الحي في ~~الانتظام والنظافة (لقرب العهد بالوجود الأجنبي، قبل أن يضفي عليه ~~المصريون الأصلاء طابعهم القومي الصميم، فتنوء عرباته بوطأة ~~الزحام، وتختفي قضبانه أسفل أكوام القمامة)، عثر عبد المجيد على ~~مقاول طيب من فئة غير المستغلين، بنى لنفسه عمارة، وشغل شقتين ~~منها، وأجر الشقق الباقية، دون خلو، لمستأجرين محترمين، بينهم ~~واحد من الشرطة وآخر من الجيش، يشتركون جميعا في أنهم حديثو عهد ~~بالزواج، وأن أبواب المستقبل مفتوحة أمامهم على مصاريعها. # رحب عبد المجيد بالسكنى في عمارة العرسان رغم السلبيات؛ ~~فالشقة الوحيدة المتاحة كانت في الطابق الرابع، ولا تطل على مدخل ~~العمارة. هذه الخاصية الأخيرة دفعت بالدموع إلى عيني ذات؛ إذ ~~داهمها يقين بأنها قد حرمت إلى الأبد من الإطلال على وجه الدنيا. ~~على أنها لم تلبث أن تبينت الإيجابيات على ضوء السباق القائم ~~بينها وبين أختها الكبرى زينب (التي تحطم زواجها على صخرة ~~الشقة)، وابنة خالتها عفاف (التي تقيم مع زوجها المحاسب في بدروم)، ~~وأعز صديقاتها هناء (التي تعيش مع زوجها الضابط في غرفتين بناهما ~~له أبوه فوق سطح منزله)، وصفية (التي هاجرت إلى الإسكندرية لتقيم ~~مع زوجها عند أهله)، ومنال التي تعيش أيضا مع أهل زوجها في انتظار ~~حصوله على بعثة الدكتوراه، وأخيرا أبوي ذات نفسها اللذين ~~يقيمان في شقة رطبة مظلمة بالطابق الأرضي. # تضاعفت الإيجابيات عندما تسلما الشقة جاهزة للسكنى (ففي تلك ~~الأيام لم يكن المستأجر ms006 ملزما بدهان الحوائط وتبليط الأرضيات ~~وتركيب الحنفيات والمواسير؛ لأن الملاك وقتها كانوا من الغفلة ~~بحيث يقومون هم أنفسهم بكافة التشطيبات الضرورية، بل إن مالك عبد ~~المجيد الطيب تقبل بصدر رحب الطلب الذي تقدم به كشرط لتوقيع ~~عقد الإيجار، وهو تركيب مصباح أحمر فوق باب غرفة النوم يضيء ~~تلقائيا عند إغلاق بابها من الداخل بالمفتاح (مما يعطينا فكرة ~~عن الأهمية التي كان عبد المجيد يعلقها على هذه الغرفة في مطلع ~~حياته الزوجية). انشرح صدر ذات، وأخفى عبد المجيد رضاه خلف تقطيبة ~~صارمة، وهما يطوفان بأرجائها يتشممان رائحة الطلاء الطازجة، ~~ويتأملان الجدران الناصعة؛ لا صراصير وفئران، وآثار أيد فوق ~~دواليب المطبخ، وأجزاء مكسورة من بلاط الحمام، وحفر مسامير ~~متناثرة فوق الجدران، ومقابض أبواب منزوعة، وأسلاك مدلاة من الأسقف ~~وقد تراكمت عليها الأتربة ومخلفات الذباب. قطيعة كاملة مع ماض ~~مليء بالأركان المهملة والوساخة المتراكمة لصالح مستقبل مفتوح ~~الأبواب على مصاريعها، سينقلهما في الوقت المناسب من ظهر الدنيا ~~إلى وجهها. # بكت ذات بدموع غزيرة وهي تغادر منزل أبويها لآخر مرة في رداء ~~الزفاف المقترض من ابنة خالتها، معتمدة على ساعد عبد المجيد ~~المتألق في بذلته السوداء، لتقلهما إلى منزل الزوجية سيارة ~~أجرة، يتبعهما الأهل والأقارب وأخلص الأصدقاء والصديقات في عدد من ~~السيارات المماثلة (ما زلنا نتحدث عن عصر لم يكن فيه امتلاك ~~سيارة خاصة أسهل من الحصول على شقة). تفقد الجميع الشقة وأثاثها ~~وسط الضحكات الخجولة، ثم انسحبوا بعد أن تجرأت زينب وأطلقت ~~زغرودة عالية تشهد بها العالم على الظلم الذي حاق بها، أو ~~تستعطف بها الحظ، وتبعتها منال المشهورة برعونتها؛ مما أثار ~~استنكار عبد المجيد المصمم على بداية جديدة تماما لا مكان فيها ~~لما هو مبتذل وبلدي. وأصبح العروسان أخيرا بمفردهما. # تمنعنا ظروف النشر الراهنة من التعرض بالتفصيل لواحدة من أخطر ~~اللحظات في حياة كل من ذات وعبد المجيد؛ لهذا سنتركهما بعض ~~الوقت، وقد انهمك عبد المجيد في فض زجاجة ويسكي ليهدئ ما ~~انتابه من روع، ثم نعود إليهما بعد حوالي الساعة، لنجدهما ms007 جالسين ~~على حافة الفراش، عاريين تماما، وهما يبكيان. # الذي حدث أن عبد المجيد اكتشف، أو ظن أنه اكتشف، أن البضاعة ~~التي أنفق عليها كل مدخراته، ورهن بها مستقبله، لم تكن سليمة ~~تماما، وأن آخر، وربما آخرين، سبقوه للعبث بمحتوياتها أو على ~~الأقل بغلافها. هل هذا يدعو للبكاء؟ ربما، لكن المسيل الأساسي ~~لدموعه لم يكن الاكتشاف وإنما الشك؛ فقد أقسمت ذات بكل يمين، أمام ~~الملاءة البيضاء من كل سوء، أن أحدا غيره لم يلمسها، وقامت تبحث ~~عن كتاب الله لتعزز القسم، فأتيحت له الفرصة ليرى البضاعة من ~~الخلف في كامل عريها، وسره ما رأى فجفت دموعه. أما ذات فقد ~~تبينت أنها غفلت عن إحضار المصحف الذي أهداه أبوه إليهما (ربما ~~لهذا السبب بالتحديد، أو لأننا ما زلنا في الستينيات، وعلى أية ~~حال فإن هذا السهو سيتم تداركه في المستقبل إذ ستمتلئ الشقة بكافة ~~أنواع المصاحف)، فعادت إلى مكانها بجواره واستأنفت البكاء. لماذا؟ ~~لأنها اكتشفت أن الشيء الذي عانت كثيرا من أجل المحافظة عليه لم ~~يكن موجودا من الأصل. # سنقفز الآن عبر مجموعة من ~~اللحظات الهامة في حياة ذات، تصلح كل منها مدخلا لقصتنا؛ الأيام ~~الحزينة التي تبين فيها أن الجيش المصري لا يتقدم في سيناء ~~شرقا وشمالا، وإنما جنوبا وغربا، الانسحاب الدرامي الذي قام به ~~جمال عبد الناصر ومن بعده فريد الأطرش وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، ~~اللحظة التي وقعت فيها عيناها على الفخذين العاريين المبهرين ~~لجارتها الشابة، وتلك التي أصبحت فيها، أو ظنت أنها أصبحت ~~شيوعية، والأخرى التي اكتشفت فيها طريقة مبتكرة لعمل دريسنج ~~للطورطة من مواد محلية رخيصة. # سندع كل هذه اللحظات المصيرية جانبا، الآن على الأقل، ونتوقف ~~عند واحدة لا تقل عنها أهمية. # ففي زمان بركة البط في حديقة الميريلاند أعلنت ذات، التي كانت ~~تستعد للمرة الثانية لامتحان أول سنة في كلية الإعلام، أنها تنوي ~~مواصلة الدراسة لتعمل بعد التخرج، في إحدى الصحف، أو إذا ما ~~أسعدها الحظ، في التليفزيون. # اصطدم إعلان النوايا الثاني بالرفض القاطع من جانب ms008 عبد المجيد، ~~الذي كان قد نجح لتوه في عدم التقدم لامتحان التخرج من ~~كليته، وأعلن بلهجته الحاسمة، وهو يصوب إليها نظرة صارمة ~~ذكرتها بأبيها فألجمتها، أن البيت سيحتاج إلى كل وقتها خصوصا ~~بعد أن تبدأ المفرخة عملها، فضلا عن أنه قادر على تلبية كل ~~احتياجاتهما من الآن، فما بالك بعد أن يحصل على الليسانس الموعود؟ ~~ومن جديد رسم عبد المجيد الحدود؛ داخل البيت لها وخارجه له. # استقبلت ذات الحدود المقترحة بشيء من الارتياح؛ فقد استكانت إلى ~~المظلة المتينة المهداة إليها والتي مثلت امتدادا طبيعيا ~~لمظلة أبيها. ووجدت فيها فرصة لتسجيل نقطة على ابنة خالتها التي ~~أجبرها زوجها على العودة إلى العمل منذ اليوم الأول لزواجهما كي ~~يتمكنا من الصعود إلى سطح الأرض، كما أنها لم تكن متحمسة ~~كثيرا لمواصلة الدراسة، فبسبب محدودية العملية التقاليدية التي ~~أجريت لها في طفولتها، كانت تجد صعوبة بالغة في التركيز، ~~وتنتابها حالة غريبة عند القراءة أو الكتابة، تمتطي فيها الكلمات ~~ظهر بعضها البعض، فتختلط الألفاظ والمعاني. # انقطعت ذات عن الكلية، واستراحت من مشاكل المواصلات ومضايقات ~~الزحام، وتفرغت لرعاية بيتها وتشغيل الحضنة، وواصل عبد المجيد ~~عدم التقدم لامتحان التخرج السنوي، بينما لم تتوقف تكاليف ~~المعيشة عن الارتفاع، إلى أن جاء اليوم الذي أعلن فيه بنفس اللهجة ~~القاطعة أن بقاءها في المنزل ليس له «ميننج»، وأنها لا بد أن تعمل ~~كالأخريات. # كيف؟! وهي لم تعد ~~مؤهلة لأي عمل، بل وأوشكت أن تنسى مبادئ القراءة والكتابة، ولا ~~تجيد غير أعمال المنزل، بل إن هذه كثيرا ما تختلط عليها تحت وقع ~~نظرات عبد المجيد الصارمة (فتضع الملح بدلا من السكر، أو الخل ~~بدلا من ماء الورد، أو تتجمد أمام حلة اللبن أو كنكة القهوة، ~~مترددة بشأن اللحظة الملائمة لإبعادهما عن النار إلى أن تفور ~~محتوياتهما). # لكن مجيد، كما ألفت أن تدعوه في لحظات الصفاء، القادر على كل ~~شيء، أوجد لها عملا في صحيفة يومية، عن طريق أحد مديريها الذي كان ~~من عملاء البنك، وفي قسم لا يتطلب أي موهبة ms009 على الإطلاق؛ لأنه ~~كان مسئولا عن متابعة وتقويم عمل الجريدة كله. # كان عمل القسم يتلخص في مراجعة المواد المنشورة لاكتشاف ~~الأخطاء المطبعية واللغوية والسياسية والمهنية، ثم مقارنتها ~~(المواد لا الأخطاء) بما تنشره الصحف الأخرى لتعيين أوجه السبق أو ~~التقاعس، وإثبات هذا كله في تقرير يومي يرفع إلى رئيس التحرير ~~ليرفعه إلى رئيس مجلس الإدارة. ولما كانت الصحف اليومية كلها ~~تستقي أنباءها من نفس المصدر، والأخطاء المطبعية واللغوية، فضلا ~~عن غيرها، أفدح من أن يكتشفها العاملون في القسم الذين لا يتعدى ~~تعليمهم مرحلة الجامعة، والذين جاءوا إلى القسم من مناح شتى، كما ~~جاءت ذات فيما بعد، ولما كان رئيس مجلس الإدارة يلقي بالتقارير ~~في سلة المهملات بيده اليسرى؛ لأن اليمنى لا تفارق سماعة ~~التليفون التي يتلقى عبرها التعليمات الخاصة بما يجوز وما لا ~~يجوز نشره من أقل العاملين شأنا في مكتب وزير الإعلام أو رئاسة ~~الجمهورية بعد أن يبلغه بآخر الأنباء والإشاعات، فإن رئيس القسم، ~~وهو رجل أربعيني طيب القلب يحمل اسما مصريا صميما له عبق ~~التاريخ، هو أمينوفيس فلتس قلته، ويعمل منذ سنوات في إعداد موسوعة ~~ضخمة للشخصيات المعروفة التي زارت القاهرة (بصفتها عاصمة حركات ~~التحرر في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية)، توصل إلى طريقة ~~عملية لإنجاز مهام القسم تسمح له بالتفرغ لسجله الهام، ~~فأعد بنفسه سبعة تقارير نموذجية لأيام الأسبوع السبعة، وبينما ~~ينهمك معاونوه في قراءة الصحف والتلفنة والثرثرة، وازدراد ~~السندوتشات والشاي والقهوة، ثم يتسللون إلى الخارج واحدا بعد ~~الآخر، يعمل هو في صمت، فيخرج أحد التقارير السبعة النموذجية من ~~حقيبته، وينسخه في الورق المخصص لأعمال القسم (فلم تكن ماكينات ~~تصوير المستندات قد انتشرت بعد)، ثم يضع عليه تاريخ اليوم ويبعث به ~~إلى مكتب رئيس مجلس الإدارة، وينصرف إلى مؤلفه الجليل. وفي اليوم ~~التالي يختار تقريرا آخر حتى ينتهي الأسبوع ويبدأ أسبوع جديد، ~~فيعيد الكرة بنفس التقارير مبدلا في ترتيبها بحيث لا ~~يتكرر أحدها في يوم معين إلا مرة كل 49 يوما، طبقا لجدول ~~دقيق أعده لذلك. # أحرزت خطة أمينوفيس نجاحا ms010 باهرا ، وأصبح القسم مضرب المثل في ~~الإنجاز، إلى أن استدعاه رئيس مجلس الإدارة في أعقاب الانقلاب الذي ~~قام به السادات ضد أعوان عبد الناصر، وقال له وهو يتفحصه ~~بإمعان: «أوشى بك أحدهم يا أمينوفيس.» # بوغت الرجل الطيب وظن أن خطته افتضحت، لكن رئيس مجلس ~~الإدارة أضاف أن المباحث استفسرت عنه وعما إذا كان عضوا في ~~التنظيم السري الذي شكله عبد الناصر، في السنوات الأخيرة قبل ~~وفاته، من أعضاء تنظيمه العلني ليجعلهم في حيرة من أمرهم. # أقسم أمينوفيس بالأب والابن والروح القدس أنه لم يهتم بالسياسة ~~في يوم من الأيام، وأن عضويته في الاتحاد الاشتراكي عضوية روتينية، ~~عادية، شأن بقية المصريين. # أطرق رئيس مجلس الإدارة، الذي كان هو نفسه من كبار المسئولين عن ~~التنظيم السري داخل التنظيم العلني، ثم قال: «عارف يا أمينوفيس، ~~عارف. نفس ما قلته لهم.» وأضاف أنه شهد لصالحه مستندا إلى ~~تقاريره النموذجية التي سيتم تدريسها يوما ما بكليات الصحافة ~~والإعلام، وأن الواشي في رأيه ليس إلا مجرد طامع في رئاسة القسم ~~الذي يتولاه أمينوفيس بكفاءة. # تعدد الطامعون، وتكررت الوشايات، لكن أمينوفيس صمد في موقعه ~~وازداد تشبثا به، فرغم أنه كان يواصل الترقي حتى أصبح في درجة ~~نائب رئيس التحرير ومن حقه أن يرأس صالة التحرير، إلا أنه رفض ~~التخلي عن قسمه؛ إذ انحصر كل طموحه في الحياة في إنجاز موسوعته ~~التي ازدادت ضخامة نتيجة تدفق الأعلام والمشاهير على البلاد بعد ~~انفتاحها على حركات التحرر في أوروبا الغربية والولايات ~~المتحدة. # خلال ذلك كانت ذات، التي ~~لم يفارقها شعورها بالتطفل على مجتمع من العاملين المؤهلين ~~جيدا للعمل الذي يتفانون في عدم أدائه، تدفن رأسها بين الصحف ~~والمجلات، لا ترفعها إلا حين تحين فرص التلقي. فبسبب الهدوء الذي ~~يسود المكان؛ نتيجة انهماك أمينوفيس ومساعديه في عملهم، أو نتيجة ~~لغلبة النساء بينهم على الرجال؛ وبالتالي وجود فائض قابل للتصريف، ~~أو لمجرد الملل الذي يعانيه من يبذلون جهدا خارقا في عدم ~~العمل، فإن القسم صار ملتقى لعدد من المحررين يعقدون فيه جلسات ms011 ~~البث المتبادل التي تحرمهم منه صفحات الجريدة، بينما تجلس ذات ~~صامتة، مبحلقة العينين، تتلقى الصدمات تلو الأخرى، وخاصة من ~~مصور سمين خفيف الدم يدعى منير زاهر، ظهر في القسم أول مرة ~~حاملا مسجلة، ودون أن يعبأ بأمينوفيس الذي كان مستغرقا في ~~مراجعة كشوف ركاب الترانزيت في مطار القاهرة الدولي، أدار أحد ~~الأشرطة. عدوية؟ ولا حتى الشيخ إمام: «يا أهالي أجهور، أنا سعد ~~إدريس حلاوة، منكم وفلاح زيكم. بازرع أرضي بإيدي وعرقي. ما سبتهاش ~~ورحت أبيع الجاموسة، أو أرهن البيت واستلف بالفايظ عشان أشتري ~~تذكرة سفر، أو عقد عمل مزور للعمل في ليبيا أو السعودية .. ~~النهارده 26 فبراير 1980، النهارده بالذات السادات فتح لإسرائيل ~~سفارة في الدقي ورفعوا عليها علمهم. يا أهالي أجهور .. أنا خلاص ~~قررت أدفع دمي عشان نبقى فوق .. أنا معايا اتنين رهاين من أفراد ~~الشعب الغلبان .. وإذا كان الخديوي السادات خايف على حياتهم؛ يطرد ~~السفير الإسرائيلي فورا من القاهرة خلال 24 ساعة وإلا أقتل ~~الرهاين وأقتل نفسي.» # الصدمات كانت متنوعة؛ آلة الطباعة بالغة الحداثة التي أمر رئيس ~~مجلس الإدارة بشرائها بعشرات الآلاف من الدولارات، ثم أودعت ~~البدروم بعد أن تبين عدم الحاجة إليها، وبعد قليل تم تكهينها ~~وبيعت لأحد أقاربه بعشرات المئات من الجنيهات. صاحب العمود اليومي ~~الذي شن حملة على اختفاء قطرة للعين، ثم قام برحلة لأوروبا على ~~حساب الشركة التي تنتجها. المحرر الذي تخصص في تزويد رئيس ~~التحرير لا بالأخبار وإنما بالفتيات، والآخر الذي يزود السيدة ~~الأولى بالأخبار والتبرعات، والثالث الذي يحج كل عام إلى بيت ~~الله الحرام على حساب خادمه (البيت لا الصحفي)، والرابع الذي ~~ترقى من كتابة تقارير المباحث إلى إعداد خطب رئيس ~~الجمهورية. # حصيلة وافرة لا تحلم بها ~~واحدة من ماكينات البث المنتشرة في البيوت والمكاتب والتجمعات؛ ~~مما دفع ذات، بعد أن استعادت ملكة القراءة، إلى محاولة ~~التغلب على صعوبة تحريك اللسان التي لازمتها منذ الصغر وتفاقمت ~~على يدي، أو بالأحرى عيني عبد المجيد (فما إن تبدأ في محاولة ~~ترتيب الحروف فوق لسانها، وصياغتها في كلمات ms012، حتى يرميها بإحدى ~~نظراته الصارمة، ويقاطعها بلهجته الحاسمة مؤكدا لها خطأ ما تنوي ~~قوله، «أوف كورس»، فتتبعثر الحروف، وتمتطي ظهر بعضها البعض). ~~وساعدها الحظ؛ إذ بدأت تظهر على عبد المجيد آثار اتساع الهوة ~~بينه وبين أحلامه (فالحلم الرأسمالي الذي كان يبدو قريب المنال في ~~ظل اشتراكية عبد الناصر، صار للعجب مستحيلا في عهد رأسمالية ~~السادات). # استمع عبد المجيد دون مقاطعة لنبأ الشريط إياه، ثم علق ~~باقتضاب قائلا إن صاحبه مجنون أو شيوعي (الأمر الذي أثار قلقها ~~لأسباب تتعلق بأيام الدراسة)، وتلقى بغير مبالاة أنباء الفضائح ~~والمباذل، وباهتمام واضح قصص الثروات الضخمة التي تتكون بين يوم ~~وليلة (إذ وجد فيها شيئا من الإشباع رغم أنها كانت تتكون بعيدا ~~عنه). وبالتدريج أخذت ذات تحمل معها يوميا جعبتين؛ واحدة ~~للسندوتشات والمخللات تذهب بها إلى العمل، وأخرى لمواد البث تعود ~~بها إلى المنزل وتستعين بها على مد قنوات الاتصال، التي دب ~~إليها الوهن، مع عبد المجيد، وعلى مواجهة المنافسة الشرسة أثناء ~~الزيارات العائلية. وسارت الأمور على هذه الوتيرة إلى أن وقعت ~~حادثة الصورة. # فعندما مات جمال عبد الناصر وأصبح السادات رئيسا للجمهورية، ~~أراد البيروقراطيون أن يضعوا صورة الأخير مكان صورة سلفه على ~~جدران المكاتب الحكومية والمؤسسات المختلفة، لكن السادات رفض ذلك ~~الإجراء، مقدما لمواطنيه درسا قيما في الوفاء؛ فقد روي عنه ~~قوله، إن الأفضل من رفع صورة عبد الناصر تركها حتى تقع من تلقاء ~~نفسها. هكذا استقر الوجه المتبتل ذو الزبيبة إلى جوار سلفه ~~الباسم ذي الفودين الأشيبين حتى تحققت نبوءة السادات وأخذت ~~صور عبد الناصر تتساقط من تلقاء نفسها (وقد بدأت هذه الظاهرة في ~~الشركات التي تأسست طبقا لقانون الاستثمار الجديد، ثم انتقلت ~~منها إلى بقية المؤسسات). لكن الغرفة التي تضم قسم متابعة ~~الأخبار وتقويمها احتفظت بالصورتين متجاورتين بفضل ذات التي كانت ~~تتلقى زيارات ليلية من العملاق الباسم ذي الفودين الأشيبين ~~بالتناوب مع أبيها (الذي انضم إلى عبد الناصر، في السماء لا على ~~الجدار)، إلى أن اغتيل السادات. # أصبح لدى البيروقراطيين خبرة بتغير ms013 الرئاسة ، فجرى على الفور ~~توزيع صور الرئيس الجديد المؤطرة على المكاتب والمؤسسات. ~~وطبقا لمبدأ الوفاء الذي أرساه الرئيس المقتول كان يتعين ~~الإبقاء على صورته إلى جوار صورة الرئيس الجديد. ولم يتسع جدار ~~غرفة قسم المتابعة والتقويم لصور الرؤساء الثلاثة الكبيرة ~~بإطاراتها السميكة، فسنحت بذلك فرصة التخلص من أولهم. لكن ذات لم ~~تقبل الإطاحة برئيسها المحبوب، وفي شجاعة نادرة لم تبدر منها من ~~قبل أو من بعد قالت: «إذا كان لا بد أن يذهب أحد فليكن ~~السادات.» # أدرك أمينوفيس الخطر الكامن في هذا الموقف؛ إذ سيحيي من جديد ~~الاتهام الموجه إليه بعضوية التنظيمات السرية؛ مما قد يؤدي ~~إلى الإطاحة به من رئاسة القسم، خاصة وأن أحدا لم يكن يعرف بعد ~~أين يميل الرئيس الجديد، رغم أنه أعلن أكثر من مرة: «ماي نيم إيز ~~حسني مبارك.» ولكي يخلي نفسه من المسئولية كتب تقريرا بالأمر (هو ~~أول تقرير جديد له منذ التقارير السبعة التاريخية)، رفعه إلى رئيس ~~مجلس الإدارة. وأسفرت القصة كلها عن الإطاحة بشخصين؛ عبد الناصر ~~وذات. # نقلت ذات إلى الأرشيف الذي يحتل الطابق الأخير من مبنى قديم ~~مجاور، يصعد إليه درج مظلم وكئيب، وتتصدره صالة طويلة ضيقة ~~غصت بالمكاتب الخشبية والمعدنية المتلاصقة، والمقاعد الخالية، ~~وحملت جدرانها المدهونة حديثا بلون أخضر قاتم، بصمات الأيدي ~~وحواف المقاعد، بالإضافة إلى صورة واحدة، للرئيس الجديد بالطبع، ~~يجلس أسفلها رئيس القسم (من غيره؟) وهو رجل ضئيل الجسم، تخلل ~~شعره الشيب، لم يحلق ذقنه منذ أيام، يرتدي قميصا متسخ الياقة. ~~تأملها بعينين أشبه بالمكحولتين، وأشار لها بيد التوت أصابعها ~~الرفيعة على نفسها نحو الكف كالمخالب؛ لتجلس فوق مقعد قريب منه، ثم ~~دفن رأسه في إحدى المجلات، وتجاهلها تماما، لا عن خجل أو ضغينة، ~~وإنما لأنه لم يكن يعرف ماذا يفعل بها. # هكذا أتيحت لها الفرصة لأن تتأمل، من موقع الرئاسة، مسرح ~~عملها الجديد؛ الملفات المكومة فوق المكاتب تعلوها الأتربة، ~~الصحف والمجلات المتناثرة في إهمال، أرفف المجلدات المصفوفة في ~~نظام يحول دون الاستدلال إلى أحدها، والسدنة؛ شاب هادئ ms014 يقرأ ~~كتابا مستعينا بقلم يخطط به السطور؛ مما يقطع بأنه طالب في ~~إحدى الكليات، وعدة نسوة قبيحات الوجوه؛ اثنتان في حجاب الرأس ~~(إحداهما في بلوزة رمادية وجيبة سوداء، والثانية في فستان من قماش ~~مستورد صارخ الألوان كمكياجها وأثقال من الذهب حول رقبتها ~~ومعصميها وفي أصابعها وأذنيها)، والثالثة في حجاب كامل، بمنكبين ~~عريضين وملامح أسيانة، والرابعة في فستان عادي، ماكسي، أسود ~~اللون، سواد الشامة التي تزين خدها، والخامسة بوجه يشبه وجه ~~الأرنب، وجيبة مزركشة مع بلوزة وردية اللون. # مرت لحظة التأمل في ~~صمت، وما إن اكتشف السدنة أن زميلتهم الجديدة، التي سبقتها دعاية ~~واسعة، تبدو (كما ستبدو لهم دائما) ضئيلة الشأن قليلة الحيلة، حتى ~~انصرفوا إلى العمل. انطلقت وجه الأرنب إلى الركن الذي تجلس به ~~الشامة السوداء إلى جوار الطالب الجامعي، ووضعت يدها على قلادة من ~~حلقات كبيرة الحجم تتدلى فوق صدرها، هاتفة: «إيه رأيكم في ~~الإكسسوار ده؟ العقد والحلق. بتوع بنت أختي. عندها شنطة مليانة.» ~~وبسطت صاحبة المنكبين العريضين صحيفة اليوم فوق مكتبها، وأخرجت ~~من أحد أدراجه لفافة السندوتشات وعلبة المخللات، ثم وجهت ~~الدعوة إلى الرئيس، والزميلة الجديدة، والأخريات اللاتي لم يستجب ~~منهن، طبقا لاتفاق سابق، سوى الشامة السوداء ووجه الأرنب، التي ~~انتهزت الفرصة لتقدم عرض الإكسسوار الصباحي في الركن الآخر من ~~الغرفة. # الماكينات العاكفة على مضغ الفول والمخلل، ثم ابتلاع الشاي (الذي ~~أعدته صاحبة المنكبين العريضين فوق سخان صغير على الأرض ~~بجوار ملفات قديمة بالية)، كانت من الكفاءة بحيث لم تتوقف عن ~~البث لحظة واحدة: # الشامة السوداء ~~: ~~«سعد جاب لنا زيتون يقرف.» # وجه الأرنب ~~(متثائبة) ~~: ~~«سعد مين؟» # الشامة السوداء ~~: ~~«الله! جوزي.» # وجه الأرنب ~~: ~~«آه صحيح. لازم جابه من الجمعية.» # المنكبان العريضان ~~: ~~«مرة جبت من بورسعيد زيتون يجنن. غطا العلبة فيه ~~كاوتش.» # من الزيتون إلى أسعار الجوارب، في بورسعيد أيضا، وأفضل أنواع ~~أغطية المائدة، ثم أدوية الصداع وعسر الهضم، والاحتمالات المختلفة ~~لتأخر الدورة الشهرية (بصوت خافت بعض الشيء ونظرات مختلسة إلى ~~معسكر الرجال)، وسر الآلام المباغتة في منطقة بين المعدة ms015 والعانة ، ~~وكيفية إجبار الأطفال على شرب اللبن، والأزواج على استبدال ~~الأنتريهات. والأصوات عالية، قوية النبرة، تقطر صحة وعافية، لا ~~تعترف بفترات الصمت أو الراحة، وتربط بينها خيوط غير مرئية من ~~الألفة والتعادي، تستبعد الغرباء، مثل ذات، التي شعرت فجأة برغبة ~~في البكاء، عاودتها عند الانصراف، وبعد أن وقفت أكثر من ساعة في ~~انتظار سيارة السرفيس، وحققتها بمجرد عودتها إلى البيت، وأثناء ~~إعداد الطعام، وعندما تهربت الصغيرة «دعاء» من غسيل الأطباق، ~~وعندما طلب منها عبد المجيد فنجانا من القهوة، وخلال الفرجة على ~~التليفزيون، وقبل النوم، وبمجرد أن اقترب منها عبد المجيد ~~مستثارا (وقد ارتبطت الدموع بمشاعره الشبقية منذ ليلة الصدمة ~~الكبرى، الأمر الذي سيدفعها إلى الالتجاء إلى المرحاض عندما تريد ~~إطلاق العنان لها). # تعودت ذات أن تحمل في حقيبة يدها منديلا صغيرا من القماش ~~المطرز الحواف، تمسكه في يدها عندما تعرق، أو ترتبك، وتمسح بطرفه ~~ما قد يتجمع في ركني عينيها من إفرازات، أو يسيل حولهما من كحل ~~في الأيام الحارة. وقد ظلت متمسكة بهذه المناديل الصغيرة رغم ~~انتشار بدائلها الورقية؛ إذ كانت عاجزة عن تمثل نفسها في صورة ~~أخرى غير السيدة ذات المنديل القطني الصغير، لكنها اضطرت أخيرا ~~أن تحني رأسها أمام زحف الحضارة، عندما عجزت المناديل التراثية عن ~~مواكبة غددها الدمعية، فملأت حقيبة يدها بكتل من البدائل ~~الحديثة، واحتفظت بعلبة كاملة منها في درج مكتبها. وبهذا صار في ~~إمكانها أن تتخلص سريعا من أية إفرازات غير مناسبة؛ لتنكب ~~على لصق وتضبير القصاصات التي يختارها الرئيس في الأيام التي ~~يتصادف وجوده فيها (لأن موسوعته على عكس أمينوفيس تتطلب الحركة)، ~~وعلى تصفح مصادرها الأصلية التي تتراكم في الأركان قبل أن تباع ~~بالكيلو؛ صحف ومجلات لا حصر لها. استجابت للضيق الشائع بالخطاب ~~السياسي الفارغ وبالشعارات الطنانة، فقدمت خدمة صحفية جديدة ~~بالمرة، احتل فيها النبأ الخاص بأن الأرز ليس مسئولا عن ~~البدانة، مكان المانشيت القديم الممل عن الاعتداءات الإسرائيلية، ~~أو المرحلة الجديدة (دائما جديدة) التي تواجه العمل القومي. ~~وبمرور الوقت بدأت تشارك في ms016 جلسات الأكل والبث، التي تلقت خلالها ~~فيضا من المعارف المفيدة، فماذا قدمت هي؟ # ذات الطيبة لم تكن تملك غير براعتها في التنظيم والإدارة التي ~~اكتسبتها على يد الأم الصارمة؛ فهي تحتفظ في الفريزر بكمية من ~~البصل المبشور والثوم المهروس، وفي الثلاجة بنحو كيلو ونصف من ~~اللحم المسلوق، وصلصة مطهية. وقبل النوم تعكف على تنظيف الخضراوات ~~وهي تتفرج على التليفزيون، ثم تغسلها وتودعها الثلاجة. وفي ~~الصباح تخرجها وتتركها على طاولة المطبخ (الفورمايكا)، وبهذا يكون ~~كل شيء معدا عندما تعود من العمل بعد الظهر، بحيث يجري إعداد ~~وجبة تكفي يومين أو ثلاثة، بينما تقوم بغسيل الأطباق والأكواب ~~المتخلفة من الإفطار، ولم الأشياء التي تبعثرت في الصباح (قميص ~~نوم دعاء، وجورب متعفن لعبد المجيد)، ونقع الملابس المتسخة في ~~المياه استعدادا لتشغيل الغسالة بعد الظهر. وفي المساء تقوم ~~بتنقية الأرز أمام التليفزيون، وتغسله في الصباح وتطهوه عند عودتها ~~من العمل، وبهذا يتوفر لها الوقت في اليوم الثالث لإعداد طبق ~~إضافي أو بعض الحلوى (كريم كرامل أو جيلي) أو ترتيب دولاب الملابس، ~~أو تنظيف دواليب المطبخ، أو رتق الجوارب وتثبيت الزراير، أو، أو، ~~إلى آخر أعمال البيت التي لا تنتهي. # تتميز ماكينات الأرشيف بالشراهة؛ ولهذا فخبرة مثل هذه لا تصلح ~~إلا لمرة بث واحدة، تحول اهتمام الماكينات بعدها إلى قنوات أكثر ~~إثارة، فتورطت ذات في سباق لم تكن مؤهلة له؛ جربت ما يحدث ~~لها في يومها فألفته تافها غير جدير بالماكينات الجليلة، وحفظت ~~عن ظهر قلب نكات دعاء وزينب وعفاف وهناء، فوجدت أنها تنساها ~~بمجرد أن تدخل القاعة وتتجه إلى مقعدها (بخطوات متعثرة ووجه ~~مذعور) وسط خطوط البث المتشابكة، واستعانت بأحد أفلام عبد المجيد ~~(الذي تعرض فيه لتهديد ثلاثة من اللصوص المسلحين بالمدى، ~~فلكم أحدهم بيده اليمنى، والثاني بساقه اليسرى، ونال الثالث بضربة ~~قاضية من مقدمة رأسه)، فارتفعت الحواجب ومصمصت الشفاه. # هل تسرب إليها اليأس؟ أبدا؛ فما إن تنتهي من ذرف الدموع ~~المناسبة، حتى تحاول من جديد. # 2 # إضافة اسم # أنور السادات # إلى ~~النصب التذكاري الذي ms017 أقامته إسرائيل باسم «ضحايا حرب الظلام ~~والصمت». # جريدة # الأخبار # القاهرية: ~~«إنقاذ مصر من أزمتها الاقتصادية يتحقق عند صحوة الضمير.» # ردا على اتهام مساعد المدعي الاشتراكي لأحد المسئولين ~~الكبار بتسهيل عملية النصب على بنك قناة السويس، # عثمان أحمد عثمان ~~، نقيب المهندسين ~~ورئيس لجنة التنمية الشعبية بالحزب الوطني الحاكم، ووزير الإسكان ~~والتنمية الشعبية السابق يقول: «وفيها إيه؟ دي فلوسنا واحنا أحرار ~~فيها.» # الشيخ الشعراوي ~~: «إذا رأينا ~~مثلا عمارة تدر دخلا كبيرا، فعلينا ألا نحسد صاحبها بل ~~ندعو له بالبركة في الحلال من المال؛ لأنه لم يستغل أحدا لأنه ~~أنفق ثمنها كغذاء في بطون أفقر العاملين، وكساء على جسد أفقر ~~العاملين.» # تكوين شركة إنتراكو للاستيراد والتصدير من # مدحت التونسي ~~، و # عمر حامد ~~السايح ~~(29 سنة)، ابن وزير الاقتصاد ومدير سيتي بنك ~~الأمريكي، والأولاد القصر ل # صحفي ~~كبير ~~. # المشير أبو غزالة ~~، # وزير الدفاع ~~، # يتحدث إلى الصحفي صلاح منتصر ~~: # صلاح منتصر ~~: ~~«سيادة المشير .. لقد كان من نتائج حرب أكتوبر أننا ~~أصبحنا نشترك مع إسرائيل في التزود بسلاحنا الرئيسي من ~~مصدر واحد هو أمريكا، وأنا لا أخفيك أن في فكري السياسي ~~الكثير من الأسباب والأفكار التي تجعلني مؤمنا بأهمية ~~وقوف أمريكا مع مصر وإسرائيل في خندق واحد ... لكني أريد أن ~~أضع نفسي مؤقتا في موقع الرأي الآخر وأسألك: كيف يمكن ~~أن نعتمد في تسليحنا على نفس المصدر الذي يسلح ~~إسرائيل؟» # أبو غزالة ~~: ~~«السؤال يمكن أن يكون: لماذا ترضى أمريكا أن تسلح مصر ~~وإسرائيل معا؟ إن هذا يعني أن أمريكا لها استراتيجيتها ~~العليا التي تتفق مع ذلك، وتتمثل في هدفين كبيرين؛ ~~استمرار تدفق البترول من المنطقة وبأسعار مقبولة، وطرد ~~النفوذ السوفييتي منها. أما موضوع الاستعمار فأنا أشك في ~~أن يكون هدفا أمريكيا. إن هدفهم هو أن تكون صديقهم ~~الحميم ولست صديقا للسوفييت.» # وكالة الأنباء الفرنسية في ذكرى # الغزو ~~الإسرائيلي للبنان ~~: «ضحايا الغزو من 4 يونيو إلى ~~نهاية سبتمبر 1982 هم 19 ألف قتيل و32 ألف جريح، بالإضافة إلى ~~ضحايا مذبحتي صبرا وشاتيلا الذين يقدرون ب 328 قتيلا وألف ~~مفقود.» # اتهام # جلال السادات ms018 # باستخدام ~~نفوذه لدى الدكتور # مصطفى أبو ~~زيد ~~، المدعي الاشتراكي السابق؛ للحصول على خمس شقق ~~في عمارة تحت الحراسة. # الدكتور # مصطفى أبو زيد # في ~~المحكمة: «الحقيقة أن # جلال ~~السادات # أخذ شقة واحدة فقط، والشقق الخمس بيانها ~~كالآتي: ... الشقة الثالثة قيل إنها أجرت لمواطن اسمه أحمد عباس، ~~وهو عديل جلال السادات. وفعلا نحن أجرنا لهذا الشخص، ولكن ~~لمكانة اجتماعية خاصة وهي أنه مستشار في محكمة الجنايات. وهذا ~~التأجير تم طبقا لقاعدة وضعتها، وهي أن المستأجرين يجب أن ~~يكونوا حسني السمعة. والشقة الرابعة قيل إنها أجرت لسهير ~~السادات، وهي لها زوج ضابط بالقوات المسلحة، وكنا قد وضعنا بعض ~~الضوابط أن الشقق توزع على طوائف المواطنين جميعا، وكما ~~خصصنا شققا لأعضاء الهيئات القضائية خصصنا شققا لضباط ~~القوات المسلحة. والشقة الخامسة أجرت لجلال السادات باسم ~~زوجته هدى عبد اللطيف. وعندما أتممنا تأجير الشقق تناقشنا في أمر ~~الجراج، وعندها تقدم جلال السادات. أما واقعة أنه قام بتأجير ~~الجراج بمبلغ 200 ألف جنيه لسيدة، فلم أكن وقتها مدعيا ~~اشتراكيا.» # رئيس المحكمة ~~: «أليس هناك أسس ~~للاختيار؟» # د. مصطفى أبو زيد ~~: «الاختيار ~~كان يتم على أساس أخذ أحسن الشخصيات إشراقا.» # يوسف إدريس ~~: «هل كان أنور ~~السادات حسن النية في داخله، غبيا، أو حتى متخلفا عقليا ~~أمام خصوم في غاية الذكاء؟ أم هو لم يكن غبيا وإنما كان يعرف ~~حقيقة الدور الذي يقوم به، وكان واعيا تماما بما يراد للأمة ~~العربية على يديه؟ هل كان وعي السادات لدوره هذا وقبوله القيام ~~به، بل وحماسه الغريب في تنفيذ المهمة لأسباب مبدئية؟ أي إنه كان ~~يحب إسرائيل وأمريكا ويكره العرب ويكره الشعب المصري؟ أم إن ~~إيمانا لم يكن هناك بالمرة، وإن السادات قام بدوره تماما وهو ~~مدرك لقذارة ذلك الدور، ولكن قوة عاتية مركبة هي التي ساقته ~~طائعا مختارا ليفعل ما فعل، وربما جشع ذاتي مريض كان كامنا ~~وموجودا، بل ومعروفا، بالذات لعبد الناصر؟» # الشيخ الغزالي ~~: «تطبيق الشريعة ~~في السودان كان إلهاما جليلا من الله سبحانه وتعالى للمسئولين. ~~وللسودان أن يهنأ بهذه المرحلة ms019 النقية الطيبة .» # موسى صبري ~~، رئيس تحرير جريدة ~~الأخبار، ينشر نماذج من مقالات قديمة ليوسف إدريس عن بطولة ~~السادات، وصفه فيها برب العائلة الأكبر. # المشير أبو غزالة ~~: «لو نظرنا ~~إلى دائرة المشرق العربي المنتجة الرئيسية للبترول، والتي بها 60 ~~بالمائة من كل ما لدى العالم من بترول، نجد أن أساسا رئيسيا من ~~استراتيجيتها هو سلامة علاقاتها مع الغرب باعتباره الزبون المشتري ~~لبترولها؛ وبالتالي هناك مصلحة مؤكدة في تنمية علاقاتها مع هذا ~~الغرب؛ تورد له البترول، ومقابل ذلك تحصل منه على المال، وأيضا ~~على التكنولوجيا التي تستطيع أن تبني بها مقومات اقتصادية ~~جديدة تستعد بها من الآن لمستقبلها بعد أن ينضب البترول من ~~حقولها. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الدول العربية بحكم إيمانها ~~بالرسالات السماوية والأديان يجعلها أقرب إلى الغرب من الشرق؛ ~~لوجدنا أن جميع هذه الأسباب تنفي قطعيا وجود التعارض والصدام بين ~~الاستراتيجيتين العربية والأمريكية.» # الشيخ الشعراوي # عن الإسلام بين ~~الشيوعية والرأسمالية: «العداء بين الإسلام وأهل الإلحاد هو عداء ~~في القمة، لكن الخلاف بين الإسلام وما بين المسيحية واليهودية هو ~~خلاف في تصور الإله.» # وزير الزراعة الأمريكي ~~: ~~«المواد الغذائية هي أفتك سلاح نملكه، وستكون قوة فعالة في ~~غضون العقود القليلة المقبلة؛ لأنه يتزايد اعتماد بلدان عديدة على ~~صادراتنا من المواد الغذائية، وعليها أن تحترس من ضجرنا.» # وزير التخطيط المصري ~~: «الديون ~~الخارجية لمصر 13 مليار دولار؛ أي 400 دولار على كل مواطن مصري بما ~~فيهم الأطفال.» # وزير التخطيط المصري ~~: «ديون ~~مصر 15 مليار دولار؛ أي 648 دولارا على كل مواطن بما في ذلك ~~الأطفال.» # وزير الاقتصاد المصري ~~: «الديون ~~الخارجية لمصر 44 مليار دولار.» # رئيس الوزراء المصري كمال حسن ~~علي ~~: «ديون مصر لا تتجاوز 24 مليار دولار.» # البنك الدولي ~~: «ديون مصر ~~الخارجية 30 مليار دولار غير الديون العسكرية.» # انهيار زواج تاجر السلاح السعودي # عدنان ~~خاشوقجي # من الإنجليزية ساندرا بعد ما تردد عن ~~علاقتها بالرئيس السوداني # جعفر ~~النميري ~~. # الشيخ كشك ~~: «الحملة التي ~~يتعرض لها الرئيس # النميري # الآن ~~بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية تعرض لها من قبل سيد الأنبياء ~~والمرسلين، وتعرض لها جميع دعاة ms020 الإصلاح.» # بعد أن سددت # شركة الفنادق ~~المصرية ~~(قطاع عام) التي يرأسها أمين الجرواني مبلغ ~~مليون و358 ألف دولار ونصف مليون جنيه مصري لشركة إن. إم. بي. ~~الألمانية، أفادت السفارة الألمانية بالقاهرة أنه لا وجود لمثل هذه ~~الشركة، وتبين أنها عبارة عن مكتب هندسي يملكه مقاول للصرف الصحي ~~اسمه # نعيم محفوظ بسطاوي ~~، وأن ~~الحروف المذكورة هي الحروف الأولى من اسمه. # أسرار صفقتي اللحوم والصلصة التي أبرمت مع # طلعت السادات ~~. # محكمة القيم تقدر ثروة # عصمت ~~السادات ~~، التي كونها في 12 سنة من عمله سائقا، ~~بمبلغ 125 مليونا و640 ألفا من الجنيهات. # د. مصطفى السعيد # وزير ~~الاقتصاد: «الاقتصاد المصري في ظل حكم السادات كان مجرد قنطرة ~~لعبور الموارد المالية الهامة من النقد الأجنبي إلى ~~الخارج.» # الهيروين # يعود إلى مصر بعد ~~انقطاع دام منذ الحرب العالمية الثانية. # منظمة # الأونكتاد # بالأمم ~~المتحدة: «ما أودعته الدول العربية المنتجة للنفط في البنوك ~~التجارية الغربية بعد 1974، يساوي إيجاد فرص عمل لحوالي مليون شخص ~~في البلدان الصناعية سنويا على مدى السنوات من 1973 حتى ~~1977.» # الملك فهد # ملك السعودية # يلقب ~~نفسه بخادم الحرمين. # الرئيس الأمريكي السابق # كارتر ~~: ~~«لم تقدم دولة في العالم دليلا على تعاونها مع أمريكا كما فعلت ~~السعودية.» # الرئيس # مبارك # يصافح فضيلة # الشيخ ~~الشعراوي # عند تسليمه وسام ~~الجمهورية. # البوليس الفرنسي يكتشف شبكة دعارة في نيس ينظمها عبده خواجه ~~سكرتير الملياردير السعودي # عدنان ~~خاشوقجي ~~، الذي كان يقدم فتياتها إلى # شخصيات سعودية ورجال الأعمال المتعاملين ~~معه ~~. # حسين عنان ~~، رئيس اتحاد الإذاعة ~~والتليفزيون المصري، يفتتح عددا من مشروعات الإنتاج الحيواني ~~والتليفزيوني للملياردير السعودي صالح كامل صاحب شركة دلة. # الرئيس # مبارك # في زيارة مزرعة # التونسي ~~. # التونسي # يقول للرئيس إنه يملك ~~أكبر مزرعة في العالم، وأبقارها تأكل بالكمبيوتر، وإنه الوحيد الذي ~~ينتج بيضا خاليا من الكولسترول وبيضا مصنعا طول الواحدة 30 ~~سم، وإن المرحوم السادات أمر بإعطائه أرضا وقروضا فلم تعطه ~~محافظة الجيزة أكثر من مائتي فدان، ولم يقرضه البنك الأهلي سوى ~~25 مليون جنيه. # مجلة دير شبيجيل الألمانية: # شركة «سيبا ~~جايجي # السويسرية للأدوية قامت بتجربة المبيد ~~الحشري ms021 # جاليكرون # على أطفال ~~وشبان مصريين بعد أن ثبت أنه يسبب أوراما سرطانية لفئران ~~التجارب.» # وزير الإعلام: «الرئيس أمر بحل جميع المشاكل أمام التونسي، سواء ~~من ناحية التمويل أو تخصيص الأراضي الزراعية اللازمة.» # شركة # سيبا جايجي # السويسرية ~~للأدوية تعترف: «بعض الأطفال المصريين أصيبوا بالسرطان نتيجة ~~استخدام مبيد # جاليكرون # عام ~~1976.» # محكمة أمن الدولة العليا في قضية «الحركة الشعبية»: «المتهمون ~~تعرضوا للتعذيب البدني في سجن القلعة على يد مباحث أمن الدولة.» # تكوين مجموعة عمل مشتركة من وزير الزراعة ووزير الاقتصاد ووزير ~~شئون مجلس الوزراء ومحافظ الجيزة؛ لدراسة إمكانيات التوسع في ~~استثمارات التونسي ومزارعه. # تقرير أمريكي يسجل ظهور نزيف دموي في بول الفلاحين المصريين في ~~نفس اليوم الذي استخدم فيه مبيد «جاليكرون». # الشيخ # صالح كامل # والأمير # سعود بن فهد # يستقيلان من ~~عضوية مجلس إدارة # بنك فيصل # احتجاجا على إلغاء التوكيل الصادر ل # محمد ~~سيد عبد المنعم ~~. # وزارة الصحة المصرية تؤكد أنها لا تسمح بإجراء تجارب على أي ~~مواطن تعرض حياته للخطر، وأن تجارب استخدام # الجاليكرون # كانت على دودة القطن وليس ~~على المواطنين. # ماس كهربائي # من سلك عار يحرق ~~المحول الكهربي لقرية الإنشا (غربية) فتحترق القرية ~~بكاملها. # استبدال الدكتور # عبد العزيز ~~حجازي # بحامد محمود في عضوية مجلس إدارة # بنك فيصل الإسلامي ~~. # محمد حسنين هيكل # ينشر وثائق ~~تثبت أن الصحفي # مصطفى أمين # الذي ~~قبض عليه سنة 1965 أثناء اجتماعه بمندوب المخابرات الأمريكية، ~~وأفرج عنه صحيا سنة 1974 بطلب من جولدا مائير وهنري كيسنجر، عمل ~~جاسوسا منذ الأربعينيات لحساب السفارة الإنجليزية، وأنه كان ينقل ~~للرئيس عبد الناصر معلومات مضللة مدروسة يتلقاها من ~~المخابرات الأمريكية في القاهرة. # وزارة الصحة المصرية تؤكد أنها قامت بالمتابعة الصحية على ~~العمال والأطفال في منطقة رش مبيد # جاليكرون ~~، ولم تظهر أية آثار ضارة على المواطنين ~~بعد ذلك، كما أن الأبحاث الجديدة على المبيد أثبتت خلوه من ~~الآثار الضارة على الحيوان والإنسان؛ ولهذا أعيد تسجيله. # الشيخ متولي الشعراوي # يحذر ~~المساهمين في # بنك فيصل الإسلامي # مما يدبره أعداء الإسلام لهدم البنك. ~~«في 12/ 11/ 84 قبض على ابني وصدر الأمر ms022 بحبسه لأنه لا يحمل ~~بطاقة هوية، ومع استمرار حبسه 7 أيام استمر الضابط الذي اعتقله ~~في تعذيبه بكل صنوف التعذيب من ضرب بالكراسي على أم رأسه، إلى ~~إطفاء السجائر في جسده النحيل حتى لقي حتفه بنزيف داخلي صباح ~~19 /11/ 84، وفي اليوم التالي أخفوا جثته، ولا أعرف مكانها حتى ~~الآن، وحسبي الله ونعم الوكيل. مصطفى بلتاجي.» # سيارة # أوتوبيس # تنحرف عن الطريق ~~بسبب إظلامه وكشافات السيارات المواجهة، فتقتحم سرادق عزاء بالأقصر ~~وتقتل 13 سيدة. # نائب رئيس شركة # سيبا جايجي # السويسرية بالقاهرة: # مبيد ~~«جاليكرون # سبب أضرارا صحية للأطفال المصريين ~~بسبب جريهم في الحقول وراء طائرات الرش، إلا أنه لم تحدث إصابة ~~بالسرطان؛ فكل ما حدث هو متاعب صحية.» # يمكنك الآن أن تحصل على عملات ذهبية فئة مائة جنيه ~~باسم # الكعبة الشريفة. للحجز والسداد اتصل # ببنك فيصل الإسلامي # عبد الله عبد الباري # رئيس مجلس ~~إدارة جريدة # الأهرام # يرد على ~~هيكل: «أشهد الله على أن # أنور ~~السادات ~~، البطل والرجل والعملاق، لم يكن في يوم من ~~الأيام يهرب من ماضيه أو تؤرقه ذكرى فقره ... ولو كان معقدا ~~بسبب لونه كما قال هيكل، ما جلس بالساعات كل يوم في الشمس.» # حريق مروع في # الباخرة # 10 ~~رمضان ببحيرة السد العالي يذهب ضحيته أكثر من 300 مصري ~~وسوداني. # د. فكري يونان # مسئول الدعاية ~~في شركات الأدوية الأجنبية: «الرئيس السادات رحمه الله كان يحب أن ~~يعيش سعيدا ويجعل الآخرين من بقية الشعب سعداء بجانبه. وهذا ~~المبدأ الكريم استغله بعض الحاقدين والمنحرفين عن المسيرة ~~الوطنية ذوي النفوس الضعيفة التي تحمل في صدورها الضغينة والحقد، ~~وهي قلة ما تزال تعيش بين صفوفنا.» # مساهمون في بنك إسلامي ~~: «البنك ~~يودع أمواله في بنوك أمريكية وسويسرية بفائدة 18 في المائة، ويحاسب ~~المساهمين على فائدة لا تتجاوز ثمانية بالمائة.» # مخزون من الأقمشة في شركات القطاعين العام والخاص بربع مليار ~~جنيه بعد فتح # الاستيراد # للأقمشة ~~والملبوسات المعفاة من الجمارك. # شركة فرنسية تنفق مائة ألف جنيه على وضع أساسات # المستشفى الجامعي # بطنطا، ثم تكتشف عدم ~~ملائمة الموقع. # قمر صناعي أمريكي # يرسل صور ~~المنشآت العسكرية ms023 في مصر وسوريا إلى إسرائيل، فتلتقطها محطة ~~استقبال مصرية بطريق الخطأ. # الرئيس # مبارك ~~: «وأخيرا أقول ~~لهم إن كلا منكم يفاخر بأنه ولد في مصر وشب ونما في مصر، ولكن ~~فخركم أن كل ما تنتجه بلادكم صنع في مصر، وبسواعد عمال مصر، ~~ولن نمل الحديث عن مصر ورفعة مصر .. مصر الاستقرار .. مصر الأمان ~~.. مصر تقديس الحرمات .. مصر المجتمع المترابط .. مصر الصامدة رغم ~~الطعنات في النور والظلام .. مصر الكرامة واليقين رغم كل وجيعة ~~وأنين .. مصر الحياة ولا حياة إلا عليك يا مصر، ولا حياة إلا لك ~~يا مصر.» # مدرس وخطيبته يلقيان مصرعهما عندما سقطت عليهما بلكونة # عمارة جديدة # في شبرا. # إبعاد # بهي نصر # عن شركة الشرق ~~الأوسط للاستثمارات السياحية والفندقية إثر إفلاسها. # في حفل توقيع عقد إنشاء أكبر مشروع إسكاني تعاوني باسم # مدينة معادي جدير # تحت رعاية المهندس # عثمان أحمد عثمان ~~، أكد # محمد ربيع جدير # رئيس الشركة ~~الدولية للاستثمار، أن المشروع الجديد يستلهم روح الرئيس محمد أنور ~~السادات من أجل بناء مصر المستقبل. # وزير الاقتصاد # مصطفى السعيد # يصدر قرارا بوقف حسابات تجار العملة في البنوك المصرية طبقا ~~لقائمة من 55 اسما أعدتها المباحث، على رأسها سامي علي حسن (35 ~~سنة)، # أحمد توفيق عبد الفتاح ~~، # محمد توفيق عبد الفتاح ~~، # أشرف سعد ~~. # مثل السيد # طه زكي # وزير ~~الصناعة الأسبق شركة # كلورايد # الإنجليزية في احتفال تأسيس شركة جديدة مشتركة بين الشركة ~~الإنجليزية والشركة المصرية العامة للبطاريات (قطاع عام) على أساس ~~أن تتوقف الشركة المصرية الأصلية عن إنتاج البطاريات السائلة ~~التي تغطي احتياجات القوات المسلحة وقناة السويس والنقل العام، ~~ويباع مصنع البطاريات السائلة التابع لها في الجيزة إلى شركة ~~البلاستيك، وتقتصر على إنتاج البطاريات الجافة. # شركة الفنادق المصرية ~~(قطاع ~~عام) ترفض عرضا من شركة عربات النوم الدولية باستئجار فندق ~~كتاراكت منها مقابل مليونين ونصف المليون جنيه في السنة (ضعف ~~أرباح الفندق في عام). # اتهام بعض المسئولين في بنك ال... الذي اشترك في تأسيسه # عثمان أحمد عثمان # و # حسام أبو الفتوح ~~، بتسهيل استيلاء عدد ~~من العملاء على سبعة ملايين ms024 دولار. # فؤاد سلطان ~~، وزير السياحة، ~~ينتدب # بهي نصر رئيسا لشركة الفنادق ~~المصرية ~~(ق.ع). # تأسيس فرع لشركة # يونيون كاربيد # الأمريكية بمصر لإنتاج 187 مليون # بطارية ~~جافة # باسم # إفر ~~ريدي ~~. # حسام أبو الفتوح # بعد أن رشح ~~نفسه لانتخابات مجلس الشعب: «أنا كونت نفسي في السعودية ونسلي من ~~نسل رسول الله، وعندي عزبة خيول في أبو رواش، ومنطقة حرة في ~~العامرية، و14 مصنعا وشركة وتوكيل تجاري. وقد جئت إلى مصر لأخدم ~~مصر بكل فلوسي، والدليل هو ثمن الصورة الملونة الذي انخفض بعد أن ~~أدخلت توكيل تيودور إلى مصر.» # في محاكمة تجار العملة: # سامي علي ~~حسن # أعطى # فؤاد ~~الصواف # رئيس بنك فيصل الإسلامي توكيلا يسمح له ~~بالتصرف في أعماله. # المليونير الهارب # محمد ربيع ~~جدير # استولى على أراضي الدولة بالمعادي وباعها لألف ~~وخمسمائة مواطن بعشرة ملايين جنيه. # حسام أبو الفتوح ~~: «أنا شفت ~~بعيني أثناء جولتي الانتخابية ناس تحت خط الفقر يسكنون المقابر ~~ويعيشون في أقفاص؛ ولهذا فكرت حينما أصل للبرلمان سأجعلهم يقولون ~~ربنا يدي المليونيرات أكثر وأكثر.» # مقتل وإصابة أربعين شخصا في # تصادم # قطار الإكسبريس المسافر من القاهرة إلى ~~الإسكندرية بقطار الديزل القادم منها بعد ثلاثة شهور من تصادم ~~مماثل في نفس المنطقة، ذهب ضحيته عشرون شخصا وأصيب أكثر من ~~مائة. # في محاكمة تجار العملة: اتهام بنك ال... الذي أسسه # أبو رجيله # و # حسام ~~أبو الفتوح # بتهريب خمسمائة مليون دولار إلى خارج ~~البلاد. # بهي نصر ~~، الرئيس الجديد لشركة ~~الفنادق المصرية، يقبل عرضا من شركات عربات النوم الدولية ~~باستئجار فندق كتاراكت مقابل 830 ألف جنيه في السنة. # حسام أبو الفتوح ~~: «لعلمك أنا ~~أحس بالفقير أكثر مما يحس هو بنفسه. الفقير عايش في الهموم ~~ولهذا لا يحس بها ولا يستطيع أن يعبر عنها. أما أنا في النعيم ~~اللي ربنا ادهولي عايش متهني؛ لهذا أحس بالفقير أكثر، وأعبر عنه ~~أكثر من نفسه.» # في محاكمة تجار العملة: وكيل محافظ البنك المركزي الذي عين ~~عضوا منتدبا بالبنك الوطني بمرتب عشرة آلاف جنيه في الشهر، ~~ضارب هو ومدير عام البنك على الذهب ms025 لحساب # تجار العملة # بأكثر من مليار جنيه في سنة ~~واحدة. # 54 في المائة من # أطباء ~~الامتياز # يجهلون أسماء المطهرات ولا يعرفون كيف ~~يحقنون المريض أو يسعفونه أو يضعون الأربطة على جرح بسيط. # مصرع 19 وإصابة 8 في انقلاب ~~أوتوبيس # بترعة الإبراهيمية (بني سويف). # السجن خمس سنوات والعزل من الوظيفة ل # عميد ~~كلية طب أسنان # طنطا وثلاثة من أساتذة الكلية ~~سهلوا حصول شركة أجنبية على الأموال العامة مقابل رشاوى. # هيئة السلع الاستهلاكية الحكومية ترفض تسويق منتجات # الشركة العامة للبطاريات ~~(ق.ع) من ~~البطاريات الجافة وتقوم بتوزيع منتجات شركة «إفر ريدي» ~~الأمريكية. # في محاكمة تجار العملة: # عبد الله ~~الجمال # كان يعقد صفقاته فوق يخته الفاخر في النيل ~~وفي حضور ... مساعد رئيس الجمهورية السابق وكبار المسئولين. # 44 مليون جنيه خسائر في الشركة العامة # للبطاريات ~~(ق.ع). # الشركة الدولية للإنشاءات # هيديكو مصر # مع شركة «المغتربين»: نجحنا في تنفيذ 80 بالمائة ~~من مشروعاتنا في زمن قياسي. 750 أسرة في مشروع ~~مدينة هيديكو الذهبية. الدكتور # أحمد سلامة ~~، وزير ~~الحكم المحلي، يوقع عقود الشركة وفي الصورة حلمي ~~عبد الآخر رئيس اللجنة التشريعية لمجلس الشعب ~~والدكتور # ماهر ~~مهران # رئيس الجهاز القومي ~~للسكان. # سامي حسن ~~، المدرب الرياضي ~~بنادي الشمس الذي أصبح أكبر تاجر عملة في البلاد، يعترف بأن كل ~~عملياته كانت تتم بينه وبين المشترين في مكاتب مديري البنوك الذين ~~كانوا يأخذون عمولة عن كل عملية تصل إلى ألفي جنيه في العملية ~~الواحدة. # قطع متر ونصف من # أمعاء رجل # أثناء إجراء عملية الزائدة الدودية له. # اختيار # د. عبد العزيز حجازي # رئيس مجلس الوزراء الأسبق، رئيسا لمجلس إدارة شركة # كلورايد # الإنجليزية المصرية ~~المشتركة. # انهيار جزء من حائط # نفق الجلاء # الذي شيدته شركة # عثمان أحمد ~~عثمان ~~. # قرارات خطيرة لوزير الاقتصاد ~~مصطفى السعيد # وضع حصيلة النقد الأجنبي لدى البنوك تحت تصرف البنك المركزي ~~لإعادة توزيعها وفقا للسياسة الاقتصادية للبلاد. # إلغاء الاستيراد بدون تحويل عملة بحيث يقوم المستوردون بدفع قيمة ~~السلع المستوردة بالجنيه المصري، وتتولى البنوك تدبير قيمتها ~~بالنقد الأجنبي. # يذبحون عجوزا ويعبئون جثته في أكياس بعد تمزيقها لأنه ms026 طالب ~~أحدهم بتسديد مبلغ 600 جنيه . # السلام شوبنج ~~سنتر # أول بيوت الأزياء المتخصصة في ملابس ~~المحجبات. # وجها لوجه مع سيدة هيديكو المرأة ~~الفولاذية # في البداية نسأل السيدة هدى عبد المنعم: في بريطانيا ~~يطلقون على مرجريت تاتشر اسم المرأة الحديدية، وفي مصر ~~لماذا يسمونك بالمرأة الفولاذية؟ # تقول # المرأة الفولاذية ~~: «حكاية ~~طويلة أو تاريخ طويل. بداية لا أطيل عليك، لكن أقدمه بإيجاز ~~بسيط؛ فقد نشأت على طاعة أبي الذي كان يضع إيمانه بالله في حبه ~~للعمل وتقديسه له. وفجأة سقط الأب ورحل عن عالم الدنيا إلى الآخرة ~~بسبب العمل المتواصل، ووجدت قدري أن أتحمل عبء إدارة مشروعات ~~كبيرة في شمال أفريقيا وعدد من دول الخليج العربي، وفوق كل ذلك لم ~~ننس مصر. كانت في بالنا وقلبنا وخيالنا ولم تنقطع. وبعد مرور ~~سنوات بدأت مصر تدخل أزمة اقتصادية جعلتنا نعيد حساباتنا في ~~الخارج ونعود بكل أموالنا وخبراتنا الطويلة للمشاركة في حل ~~الأزمة لأننا لا نعلو إلا بفضل مصر.» # دكتور # عبد العزيز حجازي ~~، رئيس ~~«كلورايد»، يطالب بمد فترة الإعفاء الضريبي والجمركي للشركة ~~والامتناع عن إنشاء مصانع مصرية جديدة لإنتاج البطاريات. # انهيار الأعمدة الخرسانية ل # عمارة # بشارع الأشول بالهرم. # مصادر أمريكية: مناورات # النجم ~~الساطع # التي اشترك فيها تسعة آلاف جندي أمريكي وألف ~~جندي مصري، كلفت القوات المصرية 75 مليون دولار. # رئيس الوزراء المصري # كمال حسن ~~علي # يعلن بعد ثلاثة شهور من قرارات وزير الاقتصاد: ~~«مصطفى السعيد # خدعنا، وما ~~أصدره من قرارات يغاير تماما ما قام بعرضه في مجلس ~~الوزراء.» # موسى صبري # رئيس تحرير جريدة ~~«الأخبار»: ~~«مصطفى السعيد # لم ~~يكن أمينا مع مجلس الوزراء ولا مع رئيس الوزراء؛ إذ إنه عرض ~~قراراته بصياغة فاتت على رئيس الحكومة.» # يوجين بلاك ~~: «برامج المعونات ~~الخارجية الأمريكية يوفر أسواقا هامة للمنتجات الأمريكية، ~~وييسر إيجاد أسواق جديدة للشركات الأمريكية.» # تعيين # أشرف غربال ~~، سفير مصر ~~السابق في الولايات المتحدة، وكيلا لشركتي # وستنجهاوس وجنرال ~~إلكتريك # الأمريكيتين في مصر. # محكمة القيم # في قضية تجار ~~العملة: # قرار «مصطفى السعيد # بإغلاق حسابات تجار العملة في البنوك. كان نكبة ms027 اقتصادية، ~~وجاء مشوبا بالقصور، وأحاط الشك بملابسات إصداره من كل جانب. نتج ~~عنه ارتباك في سوق النقد وقصور في ورود العملات الأجنبية وارتفاع ~~أسعارها.» # وساطات لتعيين ابن أحد الوزراء وكيلا لشركة أمريكية ~~كبرى. # الولايات المتحدة تقوم بتطوير توربينات # السد العالي # بتكلفة مائة مليون دولار تشمل ألف ~~دولار في اليوم لكل واحد من خبرائها. # المرأة الفولاذية ~~: «نجاحي بمصر ~~في فترة وجيزة جاء بفضل الدولة؛ حيث إنها تعفي جميع المستثمرين من ~~الضرائب لمدة من خمس إلى عشر سنوات.» # د. مصطفى السعيد ~~: «حصيلة مصر ~~الضخمة من العملات الأجنبية التي تحققت خلال الفترة من 1975 حتى ~~1981 تم تبديدها بالكامل في استيراد سلع كمالية بدلا من سلع ~~أساسية ومستلزمات إنتاج، أو استخدامها في سداد ديون ~~البلاد.» # انخفاض مفاجئ في طاقة التوربينين الأمريكيين الجديدين للسد ~~العالي بعد تركيبهما بشهور. # ضابط مباحث في # سنورس ~~(الفيوم) ~~اعتدى بالضرب على صاحب كشك سجائر اتهمه علنا بأنه يفرض عليه ~~إتاوة، ثم احتجزه بقسم الشرطة وألبسه ملابس نسائية ولطخ وجهه ~~بالمساحيق الملونة، وطوف به شوارع المدينة مغلولا من يديه، ~~والضرب ينهال عليه ليعلن أنه لا يوجد رجال في المدينة. # رئيس الجمهورية في الاحتفال ~~بأول مايو وإلى يمينه # كمال ~~حسن علي # رئيس الوزراء وإلى يساره # سعد محمد ~~أحمد # وزير العمل ورئيس الاتحاد ~~العام للعمال. # د. مصطفى السعيد ~~: «ما تم ~~استيراده في ظل نظام الاستيراد دون تحويل عملة بالنسبة ل 14 سلعة ~~فقط، قفز من 51,3 مليون دولار في 1981 إلى 443 دولارا في عام ~~1983؛ أي إن وارداتنا تضاعفت سبع مرات في عامين فقط.» # محاكمة # مدير أمن رئاسة ~~الجمهورية # بتهمة تكوين ثروة عن طريق الكسب غير ~~المشروع. # صحيفة معارضة: «في الوقت الذي نستورد فيه جبنا أبيض من ~~الدانمارك ب «51» مليون دولار، يلقي منتجو الألبان به في المصارف ~~لأن # شركات تصنيع الألبان # تفضل ~~شراء المساحيق المستوردة (بقرش واحد للكيلو)، ثم تخلطها ~~بالسمن.» # النيابة تتهم # المرأة الفولاذية # بأنها جمعت في سبع سنوات سبعين مليونا من الجنيهات واقترضت أربعين ~~أخرى من البنوك، وأعلنت عن مشروعات فوق أراض لا تملكها، واستخدمت ~~تراخيص ms028 بناء مزورة. # جنود # الأمن المركزي # يفضون ~~بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع مظاهرة شعبية أمام قسم شرطة ~~سنورس، احتجت على ما فعله ضابط المباحث بصاحب كشك السجائر. # د. ~~ماهر مهران # مقرر المجلس القومي ~~للسكان، ورئيس جمعية أسرة المستقبل، رئيس أقسام ~~أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس، وصاحب ~~مستشفى مهران للولادة أثناء إدلائه بمحاضرة عن ~~القيم الطبية في مؤتمر مكافحة ~~الإيدز. # المدعي العام الاشتراكي # عبد القادر أحمد ~~علي # يتهم وزير الاقتصاد المستقيل # د. مصطفى السعيد # بتسخير منصبه لتحقيق ~~مكاسب له ولأقاربه. # الصحف الحكومية تشن حملة على وزير الاقتصاد المستقيل وتكشف ~~ملكيته لمكتب استشاري بالاشتراك مع وزير الحكم المحلي # محمد حامد محمود # و # د. عاطف صدقي # رئيس الجهاز المركزي ~~للمحاسبات، والدكتور # رفعت ~~المحجوب # رئيس مجلس الشعب، ويحمل المكتب الاستشاري ~~اسم المركز العربي لاستشارات التنمية والتكنولوجيا # بيونيرز ~~، وينص عقده على أن من يشغل من ~~الشركات منصبا عاما كالوزارة يحتفظ بعشرة في المائة من ~~الأرباح. # فؤاد سلطان # وزير السياحة: ~~«السوق السوداء لتجارة العملة تخدم المجتمع لأنها تخدم ~~المستثمرين والمستوردين.» # الشيخ الشعراوي ~~: «المرأة يجب ~~أن تكون محجبة حتى لا يشك الرجل في بنوة أبنائه منها.» # اتهام زوجة # د. مصطفى السعيد # بمشاركة # رشاد عثمان # و # عثمان أحمد عثمان # و # حامد محمود # في شركة # ديرب نجم ~~. # وزير الري والمهندس # عثمان أحمد ~~عثمان # نقيب المهندسين يسلمان نوط ~~الامتياز من الطبقة الأولى للدكتور محمد الهاشمي ~~رئيس جامعة عين شمس. # ظهور آثار للمياه في سقف # نفق الشهيد أحمد ~~حمدي # الذي أقامته شركة # عثمان ~~أحمد عثمان # بتكلفة 105 مليون جنيه بعد أن تعاقدت ~~على إقامته أثناء توليه لوزارة الإسكان بتكلفة مقدارها 31 مليون ~~جنيه. # اختفاء # المرأة الفولاذية # بعد ~~تقديمها للمحاكمة. # د. مصطفى السعيد ~~: # المدعي الاشتراكي «عبد القادر أحمد علي # استخدم نفوذه في الحصول على تسهيلات ائتمانية له ولزوجته وبعض ~~أقاربه من البنوك وبدون أي ضمانات.» # تعليمات من رئيس الوزراء # كمال حسن ~~علي # بعدم التعرض لتجار العملة داخل وخارج ~~صالات البنوك. # جريدة معارضة: # الوزير الذي كان مستشارا ل ~~«المرأة الفولاذية # بعشرة آلاف جنيه في الشهر هو ms029 ~~الذي سهل لها الهرب بعد أن اتفق مع بعض العاملين في مطار ~~القاهرة الدولي على تعطيل الكمبيوتر الذي يسجل قائمة الممنوعين ~~من السفر لحظة مرورها إلى خارج البلاد.» # مجلة حواء تزور الدكتور # أحمد ~~سلامة # وزير الحكم المحلي في بيته ليتحدث عن القيم ~~التربوية التي اهتدى بها في تنشئة أولاده. # المدعي العام الاشتراكي # عبد القادر أحمد ~~علي ~~: «القروض التي تحدث عنها # مصطفى السعيد # حصل عليها نجلي لتمويل ~~مشروع للأمن الغذائي بضمان رهن حيازي.» # توقف التوربينين الأمريكيين الجديدين # للسد العالي # عن العمل، وإهدار مئات ~~المليارات من الأمتار من مياه بحيرة ناصر. # تعيين # كمال حسن علي # رئيسا ~~للبنك المصري الخليجي بعد خروجه من الوزارة. # الصحف الحكومية تشيد بمسيرة # كمال حسن ~~علي # الطويلة في السلك العسكري، التي شهد خلالها ~~ثلاثة حروب وتولى رئاسة المخابرات العامة في 1975، ووزارة الدفاع ~~في 1978، ثم وزارة الخارجية وأخيرا رئاسة الوزارة، وكان مسئولا ~~عن المفاوضات العسكرية والسياسية مع إسرائيل بعد اتفاقية كامب ~~ديفيد. # الرئيس # مبارك ~~: «التنمية ~~الشاملة سارت في كل نواحي الحياة بسواعد من عملوا في كافة مواقع ~~الإنتاج بروح الفريق الواحد المتكامل وتحت شعار الإخلاص.» # 3 # لم يكن ماراثون البث وحده هو المسئول عن تدفق إفرازات ذات ~~الدمعية؛ فالغدد الدقيقة القابعة خلف عينيها (اللتين طالما أطرى ~~عبد المجيد جمالهما أيام بركة البط) كانت تنشط بفعل عوامل كثيرة ~~متنوعة من قبيل صعود ابنة خالتها عفاف من شقة البدروم الرطبة إلى ~~أخرى تدخلها الشمس وتطل على البحري، وزواج زينب بلا شقة وسفرها ~~إلى الخليج مباشرة، ثم عودتها بسيارة فارهة وديب فريزر يتسع ~~لاحتياجات مطعم كامل. وانتقال منال من أمريكا إلى جنيف بعد أن أصبح ~~زوجها الدكتور من خبراء الأمم المتحدة. وتغيير هناء لفرش شقتها ~~تغييرا شاملا، ابتداء من ورق الجدران الملون إلى استبدال ~~إيديال 10 قدم بوستنجهاوس 20 قدما، وتليمصر 16 بوصة بناشيونال 26 ~~بوصة. # ولماذا نذهب بعيدا في البحث؟ فالشارع الذي كان هادئا ظليلا ~~عندما قطنته؛ امتلأ بالدكاكين وورش السيارات، وغطته مياه المجاري ~~والقاذورات، والأرض الفضاء المجاورة التي كان مخططا لها أن تصبح ~~حديقة صارت ms030 مزبلة، والعمارة نفسها اسود لون جدرانها، وتحطم ~~زجاج منورها، واحتلت القطط سلمها. # فبسبب هجرة العمالة سعيا وراء قمامة الخليج الثمينة، تراكمت ~~القمامة المحلية في الصفائح المتروكة أمام أبواب الشقق؛ مما ~~أتاح للقطط إقامة مهرجانات صاخبة تستمر طول الليل، وتتبعثر محتويات ~~الصفائح على أثرها (على نطاق أكبر مما يحدثه الزبال ~~أثناء تفريغها)، وبصورة تجبر السكان على توخي الحذر أثناء ~~الصعود والهبوط، والسير فوق أطراف الأصابع، مع شد ذيول البناطيل ~~والفساتين، دون أن يفكر أحد منهم في التعرض لرزق القطط، فيما ~~عدا ذات. # علينا أن نفترض (من منطلق الأمانة لتراثنا القومي) أن ذات مريضة، ~~أو على الأقل غير طبيعية، أو أنها، بضغط الظروف، قررت أن تعمل ~~بالقاعدة الذهبية للبث، التي تنص على صناعة مادته ولا انتظارها. ~~المهم أنها تحدثت إلى البواب الكهل (القادم من أقاصي الصعيد ~~حيث يتمتع بمكانة مبعثها منصبه في القاهرة) عدة مرات؛ في المرة ~~الأولى أعلن أنه ليس مسئولا عن تنظيف السلم إلا مرة واحدة في ~~الأسبوع، وفي الثانية اقترح وضع السم للقطط فرفضت بشدة، وفي ~~الثالثة اتفقا على أن يتم استبدال الصفائح المعدنية بجرادل ~~بلاستيكية مزودة بالأغطية، وفقا لبرنامج زمني تمكنت القطط ~~خلاله من التدريب على إزاحة الأغطية، وفي الرابعة قررا الدعوة ~~إلى اجتماع عام لبحث الأمر من كافة جوانبه. # بعد تحضير طويل واتصالات مكثفة، انعقد الاجتماع الأول والأخير ~~في تاريخ العمارة، بشقة ضابط الشرطة (فتهيأت له بذلك حصانة كافية ~~في مواجهة قانون الطوارئ)، وحضره كافة السكان (من الرجال ~~بالطبع)، عدا أصحاب الشقة المفروشة وقاطنيها، وموظف وزارة ~~الزراعة الذي رفض الحضور دون إبداء الأسباب، كما شارك فيه عم صادق ~~البواب واقفا (وعاتب عبد المجيد فيما بعد على أن أحدا لم ~~يدعه للجلوس)، واستمر عدة ساعات أسفرت عن اتفاق كامل على ثلاث ~~نقاط؛ عدم وضع بقايا الدجاج والأسماك للقطط أمام أبواب الشقق (وهو ~~ما كانت ذات تفعله بدافع من منهاجها في التنظيم والإدارة الذي ~~يقضي بتقليل عنصر الهالك لأقصى حد). الامتناع عن تقديم رعاية خاصة ~~للقطط الحوامل والوليدة على ms031 صورة أقفاص موسدة بورق الصحف أو ~~الخرق (وهو ما كانت ذات تفعله بدافع من طيبة قلبها). دق مسامير ~~ملوية على شكل حرف اللام (اللاتيني لا العربي بالطبع) فوق جدران ~~السلم، إلى جوار كل شقة، وعلى علو مناسب، وتعليق جرادل القمامة ~~فيها بحيث تصبح بعيدة عن متناول القطط. # قامت لجنة خاصة من عبد المجيد وضابط الجيش وموظف بشركة ~~مقاولات بشراء المسامير المطلوبة وتركيبها، بينما تولى عم صادق ~~الإشراف على استبدال الصفائح والجرادل الموجودة بأخرى تتميز ~~بأغطية لها مقابض تسمح بتعليقها في المسامير، وفقا لجدول زمني ~~تمكنت القطط خلاله من التدرب على القفز إلى داخل الجرادل ~~المعلقة بعد إزاحة أغطيتها. # على أن الضربة القاصمة لقرارات المؤتمر جاءت من جهة غير متوقعة ~~بالمرة؛ ففي أثناء ممارسة عم صادق لمهامه في الإشراف على ~~تنفيذها، لاحظ أن تفريغ صفيحة الجبن القذرة الصدئة التي اتخذتها ~~زوجة ضابط الشرطة لقمامتها، (والتي لم يكن البرنامج الزمني ~~للاستبدال قد لحق بها بعد) يترك حولها كمية من القمامة أكثر من ~~التي يحدثها عبث القطط بها وهي مليئة، فقرر أن يصاحب الزبال ~~أثناء قيامه بتفريغها، ظانا أن إهماله هو السبب. وعندما وقف إلى ~~جواره يتابعه بدقة وهو يرفع الصفيحة ليفرغها في مقطفه، فوجئ ~~بمحتوياتها تتساقط من تلقاء نفسها على السلم؛ لأنها كانت بلا ~~قعر. # وجد عم صادق أن الصلاحيات المخولة له في الاجتماع الذي عقد ~~تحت مظلة ضابط الشرطة، تعطيه الحق في التخلص من الصفيحة ~~المهترئة، ففعل باندفاع لا يتفق وحكمة سنه، ودون حساب ~~للنتائج. # فعندما اكتشفت زوجة الضابط فعلته اتصلت بزوجها بالتليفون ~~اللاسلكي أثناء وجوده في سيارة الشرطة، فحضر بها على الفور، ومن ~~مدخل العمارة، حيث وقف يحيط به جنوده، أصدر أمره بإعادة الصفيحة ~~إلى مكانها. # لم يفكر أحد من السكان في الاجتماع مرة أخرى؛ إذ أدركوا ~~بالتليباثي عبث التغلب على القطط، فعادوا يقدمون إليها بقايا ~~الدجاج والأسماك على أوراق خاصة مفضضة، ويهيئون للحوامل منها ~~أقفاصا موسدة، وأنزلوا صفائح القمامة من عليائها، بل وانتزعوا ~~المسامير الملوية، واستأنفوا التدرب على شد ms032 ذيول البنطلونات ~~والفساتين، والتسلل بحذق بين القاذورات. أما ذات فوجهت ~~اهتمامها إلى قضية أخطر، ونقصد بها مسيرة الهدم والبناء. # فقد أبدى السكان - شأنهم شأن بقية المصريين - انصياعا تاما ~~للتوجيه الذي تلقوه عبر جهاز البث المركزي في صورة ربة منزل ~~تنهال بالمطرقة على جدران مطبخها المغطاة إلى منتصفها بطلاء زيتي ~~قاتم، فتحطمها هي والدواليب الخشبية المليئة بالصراصير، أو ~~دواليب الصاج التي أكلها الصدأ، وما إن تنتهي حتى يظهر المطبخ في ~~صورة أخرى زاهية وقد اكتست جدرانه وأرضيته بالسيراميك الملون ~~المستورد، ودار بها تشكيل متناسق من الدواليب والرفوف، تحتضن فيما ~~بينها الثلاجة والأفران وأحواض الصلب الذي يصدأ، ثم تمتد يد ~~المطرقة إلى جدران الحمام وأرضيته؛ ليتغطيا بعد ذلك بالسيراميك ~~الفتان، وإلى حوض الاستحمام المستطيل الضخم، فتستبدله بآخر ~~مربع صغير أو العكس، وإلى حوض الاغتسال فتضع مكانه واحدا ذا ~~قاعدة انسيابية، يؤلف مع المرحاض وصندوق السيفون وحدة واحدة ~~متناغمة مادة ولونا. وخلال ذلك بالطبع يتم استبدال المواسير ~~والحنفيات البالية، محلية الصناعة، بأخرى إيطالية، ذات لمعان سوبر ~~ديوتي أو طويل المفعول. # بدأت مسيرة الهدم والبناء في العمارة على يد موظف الزراعة ~~عندما فتح الله عليه إثر اشتعال المنافسة بين شركات المبيدات ~~الحشرية الأجنبية الموردة للوزارة، وانتقلت الراية من بعده إلى ~~المدرس العائد من الكويت، ثم الحاج فهمي، الجزار الذي انضم إلى ~~سكان العمارة في مرحلة متأخرة وبالأسلوب العصري؛ أي ~~الامتلاك لا الاستئجار، إلى أن تلقفها العسكر؛ ضابط الشرطة بعد ~~عودته من مهمة أمنية في سلطنة عمان، وضابط الجيش بعد عودته من ~~مهمة تدريبية في الولايات المتحدة. على أن القائد الحقيقي كان ~~باشمهندسا مهذبا ناعم الملمس، ليست له مهنة محددة غير زواجه ~~من مدرسة سليطة اللسان، عظيمة الصدر، يسكن معها فوق شقة ذات ~~مباشرة، قام بزيارة موظف الزراعة عندما لاحظ فتح الله عليه، ~~مرتديا أفخر ملابسه، مدليا من رقبته سلسلة ذهبية، ومؤرجحا في ~~يده مفتاح سيارة (عهد بها صاحبها إليه ليتولى بيعها) ليعرض عليه ~~خدماته بوصفه مهندسا للديكور. وبفضل جهود الباشمهندس انضمت ~~العمارة كلها إلى ms033 المسيرة، عدا الطابق الذي تقيم به ذات (والذي ~~يضم شقة مفروشة، وأخرى مغلقة، وثالثة سكنها حديثا زوجان ~~منعزلان)، وذات نفسها التي تابعتها باهتمام، من خلال المعالم ~~الواضحة؛ شكائر الأسمنت والجبس والرمل وعلب الطلاء، وضجة التكسير ~~التي تزود السيمفونية المؤلفة من نداءات الباعة وزمامير ~~السيارات وتكبير المؤذنين بالإيقاع الخلفي الضروري، ثم أحواض ~~المياه ولفائف الموكيت وألواح الأخشاب، وأخيرا المخلفات؛ علب ~~فارغة، وأحواض مكسورة، ومواسير ملوية، وبقايا طوب وخزف وخشب وأسمنت ~~وأتربة، تتكوم فوق السلالم حتى تتولى الأقدام توزيعها على ~~الجيران المنتظرين لدورهم في تلهف. # حافظ سكان العمارة على الجدول الزمني للمسيرة بنجاح؛ فلم ~~يحدث أن التحقت بها شقتان في آن واحد، أو تغير موعد انطلاقها ~~(تم ذلك دون اتفاق مباشر وبنوع من التليباثي)؛ فهي تبدأ كل عام ~~مع حلول موعد رش القطن؛ إذ يقوم موظف الزراعة بتغيير ورق الحائط ~~بلون أكثر حداثة، أو تدعيم نظام التكييف، وعندما ينتهي يتلقف ~~المدرس العائد من الكويت الراية، فيستبدل الموكيت، أو يضيف ~~جهازا كهربائيا جديدا إلى مجموعته النادرة، ثم يتلوه الذي إلى ~~جواره أو فوقه، حسب الجدول. وعندما يحل موعد الرش التالي تكون ~~الجولة قد اكتملت وعادت الراية إلى موظف الزراعة، فيستبدل ورق ~~الحائط بالأخشاب، وهلم جرا. # كانت هناك، بالطبع، حالات استثنائية محدودة، انتقلت فيها ~~المبادرة من موظف الزراعة إلى ضابط الشرطة (مرة واحدة عندما ~~أعير مؤقتا لمباحث مكافحة المخدرات)، وإلى ضابط الجيش (مرتين؛ ~~الأولى عندما حصل على شقة جديدة من مشروع إسكان تابع للقوات ~~المسلحة وباعها في الحال بضعف ثمنها، والثانية عندما انتقل إلى ~~جهاز الخدمة المدنية العسكري، حيث أصبح على احتكاك مباشر بسوق ~~البناء العظيم)، وفيما عدا ذلك حافظت المسيرة على دورتها المنتظمة ~~التي تقفز فيها دائما من الطابق الثالث إلى الطابق الخامس دون أن ~~تتوقف عند ذات؛ مما يؤدي إلى هياج غددها، وخاصة عندما تضطر ~~إلى لف قطعة من القماش حول ماسورة الحمام لمنع تسرب المياه، ~~أو عندما تقع عيناها على طبقات الدهون والدخان المترسبة فوق ~~جدران المطبخ، وبوجه أكثر خصوصية عندما ms034 تعلق أختها زينب على ~~السيفون القديم المصنوع من الحديد الزهر والمعلق قرب السقف، ~~تتدلى منه سلسلة معدنية تستقر عادة على رأس الجالس فوق ~~المرحاض، قائلة ببراءة مصطنعة: «معقول يا ذات! .. إنت لسه عندك ~~حاجة زي كده؟» # لم تغفر ذات لزوجها مسئوليته عن أمثال هذا الموقف؛ فبطريقته ~~القاطعة رفض عبد المجيد الالتحاق بالمسيرة دون إبداء الأسباب، ثم ~~تعطف بعد قليل وشرح لها الاعتبارات العملية التي تحتم ~~الانتظار إلى ما بعد الحصول على الليسانس الذي لا يتقدم لامتحانه ~~أبدا، أو عقد العمل في رأس الخيمة الذي لم يأت أبدا. # تعددت الزيارات الليلية التي تتلقاها ذات والتي كانت قاصرة ~~على أبيها وجمال عبد الناصر؛ فقد انضم إليهما زوج منال بعد حصوله ~~على الدكتوراه، وزوج هناء بعد انتقالها إلى شقة الهرم، وزائر قديم ~~من أيام الجامعة، بلا مناسبة، هو عزيز، زوج صفية، بالإضافة إلى ~~زيارة مفاجئة لم تتكرر من منير زاهر، الصحفي البدين. وتميزت ~~هذه الزيارات بدرجة كبيرة من الرقة والعذوبة، إلى أن تسلل إليها ~~العنف؛ فقد دأب جمال عبد الناصر على أن يتحول عنها فجأة وينطلق ~~إلى المطبخ فيتناول مطرقة وينهال بها على جدرانه ودواليبه، ثم ~~ينتقل إلى الحمام. وتهب ذات من نومها مفزوعة وهي تهتف: «المطبخ ~~.. الحمام ..» فيهرع عبد المجيد ليجلب لها كوبا من الماء، ~~منزعجا من فكرة تردد جمال عبد الناصر على شقته، متبينا في ~~سلوكه إزاء الجدران إضافة منطقية لسجله الحافل بالجرائم ~~والاعتداءات على حقوق الغير وأملاكهم. وعندما يعود بالكوب يكون بعض ~~الأمل قد خامره، فيسأل زوجته: «أنت متأكدة أنه عبد الناصر وليس ~~السادات؟» # نجحت عدوانية عبد الناصر في إجبار عبد المجيد على التخلي عن بعض ~~عنته. فسمح لذات أن تقتاده في جولة تفقدية بين دكاكين الأدوات ~~الصحية، توقفت فيها طويلا أمام طاقم حمام من الرخام الصناعي ~~يتألف من تسع قطع؛ حوض استحمام بالسلم طراز فرساي (سألته: يعني ~~إيه يا عبد المجيد؟ فتمتم غاضبا)، حوض ورد بالعامود، بيديه، ~~كومبينشين، رف لوضع الشامبو والبلسم، فواطة عمود، وراقة، زوايا ~~زخرفية، بالإضافة إلى ms035 أربع قطع لفرش الأرض، حوض للزهور، خلاط مياه ~~ودوش على هيئة تليفون. والثمن؟ ضعف راتبه (بالحوافز) لمدة ~~سنة. # أفلحت هذه الجولة في إغلاق ملف المسيرة مؤقتا، لكنها لم تفعل ~~شيئا لمواسير الحمام وحنفياته السيالة، فاضطر عبد المجيد لأن ~~يلتجئ إلى أحد السباكين. حصل على إجازة عارضة، وذهب إلى السباك ~~في الموعد الذي اتفقا عليه، وانتظره إلى أن هل بعد ساعتين بوجه ~~مقلوب، وبالفعل قال: «خليها لبكرة لأنه مليش مزاج.» ثم استجاب ~~لرقة عبد المجيد واستعطافه فسأله: «معاك إيه؟» # لم يفهم عبد المجيد للوهلة الأولى ما يعنيه السباك، ثم أدرك أنه ~~يستفسر عن طراز السيارة التي جاء بها، فاحمر وجهه من الخجل وهو ~~يجيب بأنه ليس معه شيء، الأمر الذي أثار تعجب السباك: «طب ~~وحارجع ازاي؟!» # السباك الذي دخل شقة عبد المجيد بالفعل أثار فيه الروع عدة ~~مرات؛ عندما ركع ببنطلون من القطيفة الثمينة على أرضية الحمام ~~ليفحص ماسورة المرحاض، وعندما خاض بحذاء من طراز «كوتشي» في المياه ~~القذرة المندفعة من البالوعة، وعندما أعلن تكلفة الإصلاحات ~~المطلوبة والتي تضمنت، بتشجيع من ذات، إزالة البلاط والقيشاني، ~~الذي لم يعد يستخدم، حسب قول السباك، ولا حتى في المباول ~~العمومية، واستبدالهما بالسيراميك الخلاب، والمرة الأخيرة عندما ~~رفض باستعلاء الجنيهات الخمسة التي عرضها عليه عبد المجيد مقابل ~~جهده في الفحص والتقدير، وأعلن من مقعد ارتمى عليه ببنطلون القطيفة ~~المبتل أنه لا يقبل أقل مما يتقاضى الطبيب عند فحص المريض ووصف ~~العلاج. # ظهر مهندس الديكور في اليوم التالي مباشرة أمام شقة ذات، ~~مؤكدا فعالية شبكة التليباثي المحلية، عارضا خدماته في أدب جم، ~~مقترحا القيام بعملية محدودة للغاية تتمثل في استبدال ماسورة ~~المرحاض والحنفيات، إلى أن يفتح الله على عبد المجيد أو ذات أو ~~الاثنين معا. وفي نفس الليلة انضم إلى زوار ذات السريين، ~~وظل يتردد عليها إلى أن انتهت العملية المحدودة، فاختفى ليظهر ~~من جديد عندما اشتكى الحاج فهمي الذي يسكن تحتها مباشرة من رشح ~~سقف حمامه بالمياه. وبالرغم من الشواهد الواضحة، نجح مهندس ~~الديكور في ms036 إقناع الضحيتين - عبد المجيد والحاج فهمي - بأن الأمر ~~يتعلق بالعهد القديم؛ أي قبل أن يقوم بإصلاحاته المحدودة. والحل؟ ~~أن يقوم، هو نفسه، بعملية جديدة محدودة، يتم فيها تعرية السقف ~~ليجف، ثم إعادة دهانه، على نفقة عبد المجيد، بالطبع. # الاعتراض الوحيد على هذا الحل جاء من جانب ذات، التي انتابتها ~~الشكوك (رغم الزيارات الليلية وربما بسببها) في كفاءة مواسير ~~الباشمهندس، فتهورت وأبدت رأيها في أن الطريق إلى سقف حمام ~~الحاج فهمي يبدأ من أرضية حمامها. أزاح عبد المجيد اعتراضها ~~كعادته، وتشبثت هي بوجهة نظرها؛ ذلك أن ذات تغيرت ولم تعد تلك ~~المستمعة المبهورة المأخوذة، وبفضل تمرينات البث لم تعد الكلمات ~~تتعثر على لسانها، وتمتطي حروفها ظهر بعضها البعض، الأمر الذي ~~أثار غضب عبد المجيد فاتهمها بأنها لا تفهم شيئا، «أوف كورس»، ثم ~~خاصمها لمدة أسبوع، أنجز الباشمهندس خلاله عمليته المحدودة، ~~وتأملت هي في عمق مسيرة الهدف والبناء، فتوصلت إلى قناعة جديدة ~~بشأن المستقبل. # تتميز المرأة المصرية، كأغلب النساء في كل زمان ومكان، بقدرتها ~~على تدبير احتياجاتها بنفسها، كما يشهد على ذلك شارع الهرم. لكن ~~هذا الطريق ذي الشهرة العالمية (في بلاد القمامة الثمينة على ~~الأقل) كان مغلقا في وجه ذات لاعتبارات عديدة، يتعلق بعضها ~~بالاقتصاد وقوانينه (مثل قانون العرض والطلب)، ويتصل البعض الآخر ~~بالخوف الغريزي الذي أثارته تجربة مدام سهير، ساكنة الشقة ~~المفروشة؛ ذلك أن موظف الزراعة غضب لتردد الإخوة الخليجيين على ~~مدام سهير، فأقدم على خطوتين متزامنتين؛ جمع براز القطط ~~المتناثر على السلم ودهن به باب شقتها، وقام بتركيب جهاز بث ~~وتلق (إنتركوم) إلى جوار باب شقته. # لم تكن ثمة علاقة بين الأمرين، كل ما في الأمر أن موعد رش القطن ~~كان قد حل. لكن العلاقة نشأت بعد ذلك؛ فقد دأب الإخوة الكويتيون ~~والسعوديون، ذوو الخبرة الواسعة بأرقى العواصم العالمية، على ~~التوقف أمام شقة موظف الزراعة، وطرق بابها، ظنا منهم أنهم أمام ~~مكتب الاستقبال (رسبشن) الخاص بالمؤسسة التي يقصدونها، مما ~~دفعه إلى القيام بخطوتين متزامنتين جديدتين؛ إلغاء خط ~~الإنتركوم، وإبلاغ ms037 الشرطة. # لم تسفر الخطوة الأخيرة ، بالطبع، عن شيء ذي بال، لكنها كانت ~~كافية لتبديد ما يكون قد خالج ذات من آمال وأوهام، وتوجيهها إلى ~~مجالات الاعتماد على النفس الأخرى من قبيل توزيع قمصان النوم ~~المهربة من بورسعيد، والاتجار في المواد التموينية. لكن عائد ~~هذه المجالات لم يكن مجزيا بالدرجة المرجوة؛ بسبب تعدد حلقات ~~سلاسلها، الأمر الذي دفع ذات إلى الترحيب بمشروع الحلة عندما ~~عرضته عليها جارتها سميحة. # كانت سميحة شابة صغيرة لم تكمل بعد ربيعها العشرين، كما يقول ~~الأدباء، شاحبة الوجه من جراء سوء التغذية في الطفولة، حديثة عهد ~~بالزواج وبسكنى العمارة. فزوجها، وجدي الشنقيطي، الذي يكبرها ~~بعشرين ربيعا أخرى، كان مهندس بناء في مدينة ميت غمر، ومتزوجا ~~من قريبة له متخصصة في إنجاب البنات، فقرر أن يتزوج ابنة ~~ملاحظ البناء؛ لتتخصص في إنجاب الأولاد، وجاء بها إلى القاهرة ~~حيث حصل على وظيفة بمجلس حي مصر الجديدة، وعلى الشقة المجاورة لذات ~~بعد أن دفع فيها كل مدخراته؛ ولهذا خلت من كافة أنواع الأجهزة، ~~مما حال بينه والتقاط البث التليباثي، فعجز عن الالتحاق بمسيرة ~~الهدم والبناء. # اقتصرت العلاقة بين سكان الشقتين المتجاورتين على تحية ~~اللقاء على السلم؛ فأوجه الاتصال اليومي المألوفة التي يتم فيها ~~تبادل رغيف خبز ببصلة أو قليل من الملح كانت محظورة على سميحة؛ ~~لهذا يمكن أن نتصور دهشة ذات عندما فتحت باب شقتها استجابة لدق ~~الجرس، لتجد الشنقيطي أمامها مضطربا شاحب الوجه: «المدام محتاجة ~~لك.» # لبت ذات النداء، وتبعت الشنقيطي إلى صالة مزدحمة بأثاث متواضع ~~ذي قطع كبيرة الحجم؛ مائدة سفرة مركونة لصق الجدار، مقاعد موسدة ~~بلون وردي لامع ومغطاة بالبلاستيك، أنتريه من الإسفنج دموي اللون ~~موزع في الأركان، لوحات الكانافاه المحتومة على جدران تلطخت ~~بآثار الأصابع والرءوس وحفر المسامير وزوايا المقاعد. سميحة نفسها ~~كانت ملطخة بآثار من نوع آخر؛ ففي غرفة النوم وفوق الفراش ~~رقدت منفرجة الساقين وقد استقرت بينهما قطعة قماش ملوثة ~~بالدماء. هكذا كانت الإطلالة الأولى على فخذي سميحة ~~المبهرين. # أحضر الشنقيطي طبيبا نجح في ms038 وقف النزيف، وفشل في الحيلولة دون ~~تكراره، فتكررت الاستعانة بذات، وتعمدت العلاقة بين المرأتين ~~بالدماء؛ فسميحة المتفرغة لشئون مفرخة فشلت محاولات تشغيلها، ~~والمحرومة من أي نشاط اجتماعي غير زيارات الأهل في المواسم ~~والأعياد وجدت في ذات الناضجة نافذة على عالم لا تعرفه إلا في ~~التليفزيون، وذات وجدت فيها متلقيا جديدا متلهفا، في حالة ~~دهشة دائمة، ومصدرا طازجا للبث، محيطا بأنواع المواد التموينية ~~التي تحملها العربات العسكرية إلى ذوي الحاجة من سكان العمارة، ~~والأطعمة الجاهزة التي تجلبها يوميا زوجة موظف الزراعة ومدام ~~سهير، وتطورات مسيرة الهدم والبناء. # فالعزلة التي عاش فيها الشنقيطي وزوجته لم تمنعهما من تأمل ~~المسيرة إياها في عمق واستخلاص النتائج الضرورية. وفي زيارة شبه ~~رسمية لذات وزوجها حملا ابنة أفكارهما؛ حلة واسعة من الألومونيوم ~~تتألف من قطعتين متماثلتين، تقوم إحداهما بدور الغطاء للثانية؛ ~~ولهذا تحمل مقبضا خشبيا بالإضافة إلى مقبس كهربائي متصل بشبكة ~~من الأسلاك الداخلية. # جرت تجربة الابتكار الجديد في مشهد احتفالي؛ قطعت دجاجة إلى ~~نصفين وسدا متجاورين في قاع الحلة، ثم وضعت فوق نيران ~~البوتاجاز بعد إغلاقها، وأولج القابس في المقبس، ووصل الغطاء ~~بالتيار الكهربائي. وبعد ربع ساعة بالضبط تصاعدت رائحة الشواء. ~~وعلى الرائحة حسب الشنقيطي وعبد المجيد بقلم وورقة التكلفة والربح ~~للإنتاج بالجملة. # أصبح الأربعة في الأيام التالية من حاملي الحلل؛ تعاون الرجلان ~~في الإشراف على تصنيعها في دكان قريب لتصليح الغسالات. وباع عبد ~~المجيد واحدة في البنك لرئيس قسم الأوعية الادخارية، وباع ~~الشنقيطي أخرى في مجلس الحي للمسئول عن إعطاء تراخيص المنشآت ~~الصناعية، وباعت ذات اثنتين في الأرشيف وثالثة لصديقتها هناء، ~~واحتفظت لنفسها بواحدة، ثم اشترت أخرى من الطراز المعدل الذي لم ~~يقيض لعامة المستهلكين أن يحصلوا عليه؛ إذ توقف المشروع بعد أن ~~ارتفع عدد القطع المنتجة إلى سبع، ووصل السوق إلى درجة ~~التشبع. # الذين يتذوقون لذة الابتكار والخلق، لا يسلونها. هكذا ظهر ~~الشنقيطي وزوجته في زيارة رسمية جديدة، وقالت سميحة بانفعال: «مدام ~~ذات .. ما رأيك في أن تدفعي عشرين جنيها الوقت، وتاخدي خمسة ms039 آلاف ~~بعد شهر؟» اعتبرت ذات الأمر نكتة، فضحكت وهي في سبيلها لإعداد ~~الشاي، لكن الشنقيطي الذي لا يعرف المزاح قال في صرامة: «الموضوع ~~جد.» # بسط المشروع الجديد القادم من ألمانيا (كما قال): تدفع الجنيهات ~~العشرين في صورة حوالة بريدية لشخص تعرفه، وتقنع خمسة أشخاص آخرين ~~بأن يدفع لك كل منهم نفس المبلغ على نفس الصورة، ويكرر كل ~~واحد منهم الأمر مع خمسة أشخاص آخرين، وهلم جرا. # لم يستوعب عبد المجيد (فضلا عن ذات) العملية الرياضية المعقدة ~~التي شرحها زائره؛ فقد شرد عدة مرات، لا في أوجه تحصيل المبلغ ~~الضخم، وإنما في أوجه إنفاقه؛ يشارك أحدا في شراء سيارة أجرة ~~وتشغيلها؟ يستأجر كافيتريا؟ أو ميني ماركت؟ أما ذات فقد تسمرت ~~عيناها على جدران المطبخ، ولاح لها شبح جمال عبد الناصر منهمكا في ~~تكسيرها، وخلفه عكف أنور السادات، في عناية شديدة، على تثبيت قطع ~~السيراميك الملون الفاخر. # ظهر الباشمهندس في اليوم التالي (وقد وصلته الأنباء بالتليباثي) ~~عارضا خدماته، مؤكدا ضرورة فتح ملف الحمام لمعالجة الآثار ~~الجانبية للعملية المحدودة التي قام بها في سقف الحاج فهمي، ~~مقترحا القيام بعملية محدودة أخرى يتم خلالها تبييض الشقة كلها. ~~ولم يكد ينصرف حتى طرق الباب زائر جديد، كهل فوق الستين، يتحسس ~~خطواته في حذر من خلف نظارته السميكة؛ عم محروس الحلاق. # لم يكن محتاجا لتقديم نفسه؛ فهو مستأجر الدكان الوحيد في ~~العمارة منذ إنشائها، وتربطه علاقة طيبة بذات وعبد المجيد رغم ~~أنهما لم يستعينا بخدماته؛ لأنه متخصص في الحلاقة النسائية، ولأن ~~ذات ظلت أمينة لحلاقها القديم، ولأنه غالبا ما يهجر مهنته ~~الأصلية بين الحين والآخر إلى تجارة السيارات المستعملة، وسمسرة ~~الشقق المفروشة. # سأل عم محروس بعد أن شرب الشاي: «الباشمهندس كان هنا ~~النهارده؟» # رد عبد المجيد بالإيجاب. # واصل عم محروس: واقترح عليكم تغيير الأدوات الصحية (نعم)، وبياض ~~الشقة (نعم)، وعمل ديكورات (نعم)، وإزالة هذا الحائط (نعم)، ~~واستبدال العفش ... # هنا اعترض عبد المجيد: «لا. اقترح فقط تنجيد الأنتريه.» # أطرق محروس: «مفهوم. وعرض عليكم شراء الثلاجة؟» # قالت ذات ms040: «قال بس إنه يقدر يساعدنا في الحصول على واحدة ~~جديدة.» # قال محروس: «مفهوم، مفهوم. حيعرض عليكم شراء الأثاث كله.» # احتج عبد المجيد: «لكن إحنا مش عايزين نبيع.» # كان هذا أمرا مفهوما أيضا من جانب عم محروس، الذي كان بوسعه ~~أن يدبر لهم أمر بياض الشقة بمعرفته ليجنبهما الوقوع في شباك ~~الباشمهندس الذي سيحضر العمال ويأمرهم بإزالة هذا الحائط أو ~~تبييضه بسرعة دون أن يعنى بحماية الأثاث، ثم يبدي أسفه لإهمال ~~العمال واستعداده لتحمل مسئولية جريرتهم بشراء العفش كله. وفي ~~اليوم التالي يحضر شخصا يقوم بتثمينه. وهيلا هوب يأخذ العفش بتراب ~~الفلوس، ويجدده ثم يبيعه من جديد. # تذكرت ذات: «فعلا .. لما كنا نتكلم في موضوع البياض ~~كان يتحسس المقاعد والسفرة والثلاجة». # أبدى عبد المجيد ضبطا رائعا للنفس أمام نظرات ذات الشامتة (ألم ~~أقل لك؟) ودهاء بالغا إزاء توقعات عم محروس، فأكد له أنه ~~سيستعين بخبرته عندما يشرع في البياض، لكنه بدأ في اليوم التالي ~~مباشرة البحث عن سباك صادق وأمين، يأخذ الآلاف الخمسة، وشاركته ~~ذات البحث، حتى حالفهما الحظ، وعثرا على واحد، وإن كان من تخصص ~~مختلف بعض الشيء. # فقد ذهبت ذات إلى طبيب الجريدة تشكو من سعال مزمن، فنصحها بأن ~~تعرض نفسها على جراح متخصص «من باب الاطمئنان». وفي المساء ~~ذهبت مع عبد المجيد إلى ميدان الجامع لشراء حذاء، وأثناء عبور ~~الشارع بالقرب من ميدان صلاح الدين لمحت مبنى حديث البناء من ~~طابق واحد مقسم إلى عيادات طبية في مختلف التخصصات، حملت ~~إحداها اسم جراح مشهور طالما لهج أبوها بذكره. # صعدا إلى عيادة ما زال العمل يجري في دهان جدرانها، لكن الطبيب ~~رحب بالكشف عليها، معترفا بأنه ليس هو الجراح الشهير، وإنما ~~قريب له من بعيد. # خضعت ذات لكشف دقيق ومستفيض لدرجة أثارت شكوكها؛ إذ ظل ~~الطبيب يتحسس ثدييها ويضغط عليهما إلى أعلى وإلى أسفل ويعتصرهما ~~ويفعص حلمتيهما. كان واقفا أمامها ورأسها في مستوى بطنه، وقاومت ~~أن تهبط بعينيها إلى أسفل لتحسم الشك، وحسم هو الأمر عندما هز ~~رأسه في ms041 وجوم، ثم أعلن لها أن العناية الإلهية ساقتها إليه في ~~الوقت المناسب (له بالطبع)، وأنه سينتظرها في الصباح ليستأصل أحد ~~ثدييها في محاولة لإنقاذ حياتها. # لم تضمن ذات برنامج البث المسائي المشترك مع سميحة شيئا عن ~~زيارتها للطبيب؛ لأن سميحة سبق أن أعربت، مرارا، عن إعجابها ~~بثديي ذات المتكورين وأسفها لأن ثدييها هي لم يتجاوزا حجم ~~الليمون؛ وبهذا لم تدرك فداحة الكارثة إلا عندما لجأت إلى الفراش، ~~فانهمرت دموعها، وشاركها عبد المجيد البكاء (لأول مرة منذ ليلة ~~الدخلة)؛ ذلك أنه لم يفقد حرصه على سلامة البضاعة، بالرغم من أن ~~سنوات الحياة المشتركة قد ارتقت بها إلى مستوى إنساني. # من هذا المنطلق (سلامة البضاعة) رفض عبد المجيد اقتراح ~~الاستئصال، ولم تتقبله ذات بالمثل، فرغم عدم استخدام الثديين ~~بالكثرة الملائمة (الرضاعة بكافة أشكالها)، فإنهما كانا جزءا من ~~صورتها الخارجية، ومن جهاز لم ينته بعد عمره الافتراضي. هكذا ~~توصل الاثنان في الصباح إلى قرار حاسم؛ لا عملية. # بدأت رحلة التفعيص على أيدي كبار الأطباء (لا في الثديين ~~وحدهما) بعد الانتظار عدة ساعات تحت الإشراف الصارم لعدسات ~~الفيديو، في قاعات مكيفة، مكتظة بخليط من بنات العائلات ~~والبيروقراطيين والسباكين؛ أي بخلاصة الكريمة، ومزينة بالآيات ~~القرآنية والصور الفوتوغرافية المكبرة للقطب الشمالي، واللوحة ~~الروسية للطفل الباكي، والشهادات الأجنبية بالعالمية التي لا تشهد ~~في الحقيقة على أكثر من الاشتراك في المؤتمرات (التي تنظمها شركات ~~الأدوية لترويج بضاعتها). # تضمنت الرحلة الكابوسية زيارات لأماكن عديدة متباعدة لأسمائها ~~رنين يبعث على الرهبة؛ مستشفى المعادي العسكري حيث رآها طبيب ~~أمريكي من تكساس، عجز عن القطع برأي في شأنها، فنصحها بالاستئصال ~~قائلا إنه أصبح في أمريكا إجراء عاديا مثل استئصال اللوزتين ~~«أو النتوء إياه عندكم». ومستشفى عين شمس التخصصي حيث ذهبت لعمل ~~الأشعة وجلست تنتظر دورها برفقة الفنيين إلى أن تذكر أحدهم ~~المريض الراقد تحت الكاميرا فهرع إليه وهو يردد: «ربنا يستر. ~~مفيش حاجة إن شاء الله.» وعندما استدعوها توسلت إليهم ألا ~~ينسوها تحت الكاميرا، واعترضت على المحقن المستعمل الذي أرادوا ~~ضخ المادة ms042 الملونة به في أوردتها، وعلى الملاءة القذرة التي ~~بسطوها لها، فتوسلوا هم إليها: «سلمي أمرك لله سبحانه ~~وتعالى.» # هكذا فعلت هي وعبد المجيد الذي عرف هو الآخر طريق الله، فبدأ ~~يصلي بانتظام، لا من أجل خلاصها، وإنما من أجل خلاصه هو؛ ففي الركن ~~الجنوبي الغربي من رأسه الأصلع، تجمعت خيالات غامضة، احتلت ~~فيها امرأة أخرى أكثر قابلية لفنون الرضاعة المختلفة، مكان ذات ~~التي أصبح اختفاؤها متوقعا، الأمر الذي كان يدفعه إلى الاستماتة ~~في الدعوة لها بالشفاء، واللهاث وراء أنباء الاكتشافات الجديدة، ~~ومعجزة الفليبيني الذي يستخرج الورم بيديه دون جراحة، وقصص الذين ~~نجوا، والذين لم ينجوا. # خاتمة المطاف جاءت في معهد السرطان، أو الأورام، كما يلقب نفسه ~~تحشما، وسط الفلاحين والفلاحات القادمين من أقاصي النجوع، ببطون ~~وأعناق ومثانات وأرحام وأثداء متورمة، المقرفصين إلى جوار جدران ~~قاعة انتظار مظلمة وباردة، كفيلة وحدها بإحداث أخبث الأورام، حيث ~~رحب عدد من الأطباء الشبان بالتفعيص فيها مقابل نصف جنيه، وتحت ~~إشراف أستاذ كبير غاضب من غرام الناس بالتدخين، أعطاها حكم البراءة ~~دون أن يتخفف من غضبه، كأنما عز عليه إفلاتها؛ ولهذا أرشدها ~~إلى طريقة التفعيص الذاتي، لتبدأ به يومها كي تأتيه المرة القادمة ~~في اللحظة المناسبة. # خلال ذلك كانت حكاية الجنيهات العشرين التي تتحول إلى خمسة ~~آلاف جنيه قد طواها النسيان، وحل محلها الأمن الغذائي؛ سيارة ~~كارفان مجهزة بالأرفف والبوتاجاز والثلاجة، تقف في ميدان روكسي ~~لتبيع السندوتشات للعابرين ورواد السينما. حسب الشنقيطي ~~التكلفة والربح بالقلم والورقة، وبدأ يقوم هو وسميحة بزيارات ~~ليلية سرية لذات التي تحمست للمشروع الجديد، وتطوعت لمسئولية ~~المخللات، فملأت المطبخ والصالة بل والطرقة المؤدية إلى غرفة ~~النوم، ببرطمانات كبيرة من الزجاج والبلاستيك، عبئت بالخيار ~~والليمون والفلفل والبصل. # لم تمض أيام حتى بدت على المخللات علامات النضج، وسرعان ما أصبح ~~كل شيء جاهزا فيما عدا السيارة التي تطلبت وقتا أطول. وكان ~~الشنقيطي هو الذي نجح في الحصول عليها، لكن المشروع لم يقدر له ~~التمام؛ فمن ناحية كانت المخللات قد انقرضت على يد أصحابه ms043، ومن ~~ناحية أخرى كانت السيارة لا تسمح بوقوف أحد داخلها ولا تتسع لأي ~~تجهيز؛ لأنها كانت من نوع نادر هو الفيات الصغيرة التي يرجع عهدها ~~إلى بداية الستينيات، لكنها كانت كافية على أية حالة لأن تدفع عم ~~صادق البواب (الذي يتقاضى خمسة جنيهات في الشهر من كل ساكن كي ~~ينظف له سيارته كل فجر ليجدها لامعة متلألئة عندما يهبط في ~~الضحى) لأن يستوقفها على السلم قائلا في إشفاق دفع بالدموع ~~إلى عينيها: «ما فاضلش إلا إنت يا ست من غير عربية. يالله شدي ~~حيلك.» # شد الحيل قامت به سميحة الشنقيطي؛ فبعد تشكيلة من البلوزات ~~والقمصان الفاخرة، وسترات الشامواه والجلد، والجيبات الحديثة ~~والأحذية الغالية والعدسات اللاصقة والنظارات الكارتييه، ظهرت ~~الأعراض المألوفة؛ علب الدهان وصناديق السيراميك، وحوض الصلب الذي ~~يصدأ، ومجموعة الحمام الملونة. وازدحمت الطرقة المفضية إلى ~~الشقتين بلفافات الموكيت، وتم استبدال الأنتريه الإسفنجي ~~المتهالك بآخر جديد، وغسالة إيديال البائسة بواحدة فول أوتوماتيك ~~(وستنجهاوس)، والسفرة المستطيلة بأخرى دائرية لها مقاعد أنيقة ~~(ستيل) مدثرة بالقطيفة الزرقاء. # هكذا اقتربت المسيرة من باب ذات، وقسرتها على الانخراط في ~~ركابها، رغم معارضة عبد المجيد. وبعزيمة عززتها خيانة الشركاء ~~طبقت سياسة اقتصادية رشيدة، وعملت على سحب أكبر كمية نقود من ~~عبد المجيد، وأخفت ما تتلقاه من علاوات ومكافآت (وهو أمر لم ~~يغب عن فطنة عبد المجيد فأخذ يخفي ما يحصل عليه هو الآخر)، ثم ~~كونت جمعية ادخار محدودة في الأرشيف من عشرة أشخاص (اشتركت فيها ~~سميحة بنصيبين) يقبض كل منهم ألف جنيه في شهر معين. وما إن ~~حل شهرها الموعود حتى توكلت على الله، بعد أن أمدتها ماكينات ~~الأرشيف بالسباك المطلوب، واضعة عبد المجيد أمام الأمر الواقع؛ ~~مما أشعل غضبه ودفعه إلى مخاصمتها ومقاطعة الأمر كله، لا من قبيل ~~المعارضة للمبدأ وإنما للإجراءات. # لم تكف الألف جنيه لمواجهة المهام المطروحة، فاقتصرت ذات على ~~استبدال مرحاض الحمام بواحد حديث (كومبيشان كما أصرت هي والسباك ~~رغم المحاولات التصحيحية التي تبرع بها عبد المجيد من وراء حواجز ~~المقاطعة)، ثم أولت ms044 اهتمامها للمطبخ؛ فأطاحت بجدرانه، وغطتها هي ~~والأرضية بالسيراميك المصقول الفاخر وردي اللون. # توقف جمال عبد الناصر عن المجيء حاملا معول الهدم، لكن أنور ~~السادات واصل زياراته الليلية وفي يمينه قطع السيراميك المعهودة؛ ~~ذلك أن جعبة ذات المالية نفدت قبل أن يصل السيراميك إلى السقف ~~بمسافة شبرين، واضطرت إلى استكمال المساحة الباقية بدهان الزيت ~~المألوف. # 4 # الرئيس # مبارك # يشكر الولايات ~~المتحدة ويؤكد أن مساعداتها ليست مغرضة وأنها لا تأخذ شيئا ~~مقابلها. # جريدة الأهالي: « # السفن النووية ~~الأمريكية # تمر بقناة السويس منذ عام 1984 بقرار ~~سياسي من الحكومة المصرية رغم معارضة الخبراء.» # مناورات ل # حلف ~~الأطلنطي # على صحراء مصر. # مجلس الشئون العامة الأمريكي: ~~«الشركات ~~الأمريكية # صدرت إلى العالم الثالث 2,4 مليون قطعة ~~ملابس أطفال معالجة بمادة كيميائية محظورة في الولايات ~~المتحدة.» # جريدة واشنطون بوست: «شركة أمريكية يرأسها عضو سابق في وكالة ~~المخابرات الأمريكية تقوم بالإشراف اليومي ومراقبة 11 وزارة ~~حكومية في جزيرة «مسندم» بسلطنة عمان.» # استقبال حافل من الأوساط الحاكمة البريطانية ل # ملك السعودية # في أعقاب الإعلان عن أكبر ~~صفقة سلاح بريطانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تدفع فيها ~~السعودية عشرة مليارات دولار لشراء طائرات التورنادو، مما يعتبر ~~بمثابة هدية لحزب المحافظين ومسز تاتشر في حملتها ~~الانتخابية. # الرئيس # مبارك # يدعو إلى صناعة # سيارة شعبية # بأيد مصرية ~~مائة في المائة. # الجنيه الإسترليني # يرتفع من ~~دولار إلى دولار ونصف. # الولايات المتحدة تدعو # إسرائيل # إلى الاشتراك في برنامج حرب الكواكب. # وزارة الصناعة المصرية تطرح مناقصة دولية لإنتاج # السيارة الشعبية # المصرية. # بعد انتهاء زيارته الرسمية لبريطانيا، # خادم الحرمين # ينتقل إلى القصر الذي اشتراه بثلاثين ~~ملايين جنيه إسترليني في حي هامستيد. # الرئيس # مبارك ~~: «أمريكا استجابت ~~لكافة مطالبنا وقدمت لمصر منحا دون مقابل. والسوفييت كانوا ~~يفرضون علينا قيودا وشروطا تؤثر على مستوى معيشة المواطن ~~المصري، وكشفت التجربة أن التعاون مع الروس يؤدي إلى حروب لا ~~طائل من ورائها.» # جريدة نيويورك تايمز: «أدت # المعونة ~~الأمريكية # لمصر إلى زيادة الاعتماد على الولايات ~~المتحدة في الطعام والمساعدات العسكرية. ومن المؤكد أن القادة ~~المصريين سيفكرون مرتين قبل ms045 الإقدام على أي موقف يؤدي إلى ~~وقف المعونة الأمريكية.» # جريدة الهيرالد تريبيون: «هيئة المعونة الأمريكية صدرت إلى مصر ~~مبيد # الفوسفيل # الحشري الممنوع ~~استخدامه في أمريكا، والذي تسبب في مقتل بعض الفلاحين المصريين ~~ومواشيهم.» # المشير # أبو غزالة # وزير الدفاع: ~~«لا بد من دعم قوة الانتشار السريع الأمريكية وإنشاء قوة عربية ~~مشتركة لمواجهة الخطر السوفييتي.» # المناقصة الدولية لتصنيع # السيارة ~~الشعبية # المصرية مائة في المائة تميل لصالح ~~المجموعة اليابانية. # الملك فهد # خادم الحرمين # يهدي ~~للرئيس ريجان بيضة ضخمة من الذهب الخالص تحتوي على العلمين ~~السعودي والأمريكي، وأصغر أبنائه يتبرع بمليون دولار لمدرسة ~~أمريكية. # المشير # أبو غزالة ~~: «الجندي ~~الأمريكي يتكلف 150 ألف دولار في السنة إذا جاء إلى المنطقة، ~~أما الجندي المصري فيتكلف 1200 دولار فقط في السنة؛ أي أقل من ~~1 في المائة من تكاليف الجندي الأمريكي.» # جريدة # الواشنطون بوست ~~: «مجلس ~~الأمن القومي الأمريكي وضع خطة على أساس أن تهاجم مصر ليبيا ~~وتستولي على نصف مساحتها بدعم أمريكي وتستخدم ذلك في الإطاحة ~~بالقذافي.» # الرئيس # مبارك # قبل سفره إلى ~~واشنطون: «نحصل على 850 مليون دولار سنويا معونة من الولايات ~~المتحدة، ندفع منها 500 مليون دولار فوائد سنوية على ديوننا ~~العسكرية لها.» # الرئيس # مبارك # في تكساس: «معظم ~~الشركات الأمريكية التي قامت بالاستثمار في مصر تمتعت بنسبة ~~عالية من # الأرباح ~~؛ فلدينا أكبر ~~سوق في الشرق الأوسط ونملك الأيدي العاملة الرخيصة.» # التحقيق سرا مع 11 من العاملين بإحدى المؤسسات الهامة ~~لاشتراكهم في لجنة التعاقدات التي اشترت # 29 ~~طائرة معطوبة # من مصانع بريطانية وصل منها 17 ~~طائرة، وانفجرت اثنتان منها، ولقي قائداهما مصرعهما، خلال 4 أيام ~~وحسب. # الحكومة الكندية تتهم # شخصيتين مصريتين ~~كبيرتين # بتقاضي ثلاثة ملايين دولار من صفقة طائرات ~~هليكوبتر لمصر. # نيويورك تايمز: «مصر قدمت وثيقة سرية قبل زيارة الرئيس مبارك ~~لواشنطون بعنوان: الحاجة إلى # الاعتماد ~~المتبادل # بين مصر والولايات المتحدة، عددت فيها ~~الحالات التي سمحت فيها مصر للولايات المتحدة باستخدام منشآتها ~~لأغراض عسكرية.» # مكتب استشاري أمريكي # يستولي ~~على 17 مليون دولار من أموال مشروع المجمع السكني الجديد بحلوان ~~الذي تكشف بعد بداية البناء عن طبقة طفلية ms046 من التربة. # مدير مركز التخطيط الفرنسي بوتولو: «مقابل كل فرنك تنفقه # فرنسا # على مساعدة الدول ~~النامية تحصل على ستة فرنكات من التجارة.» # مبارك لريجان ~~: «لا أعتقد أنه ~~يوجد زعيم أكثر قدرة منك على أن يقوم بدور تاريخي وأن يحقق ~~رسالة مقدسة في الشرق الأوسط، وقد اختارك القدر لأن تقود هذه ~~الأمة العظيمة في وقت تسنح فيه فرصة ذهبية من أجل السلام.» # دبابات # جيش الدفاع الإسرائيلي # تقوم أثناء اجتماعي الرئيسين المصري والأمريكي في واشنطون ~~باقتحام قرية الزرارية جنوبي لبنان وقتل عشرات الضحايا. # المندوب الأمريكي في مجلس الأمن يستخدم # الفيتو # ضد مشروع قرار لبناني بإدانة العدوان ~~الإسرائيلي على سكان الجنوب. # الملياردير السعودي # عدنان ~~خاشوقجي ~~: «أفخر بأني أنقذت شبكة التليفونات المصرية ~~بالتعاون مع الدكتور # مصطفى خليل # عندما كان في الوزارة.» # واشنطون بوست: «المكتب الاستشاري للدكتور # مصطفى خليل # حصل على خمسة ملايين من الجنيهات ~~لدراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع التليفونات قبل توليه رئاسة ~~الوزارة، وتفاوض مع وزارة المواصلات المصرية بوصفه وكيلا لشركة ~~أمريكية في الصفقة التي حصل منها # عدنان ~~خاشوقجي # على عمولة كبيرة.» # الرئيس «مبارك»: # أتحدى من يقول إن ~~الإرادة المصرية ليست حرة. # أول دفعة من طائرات ميراج 2000 تصل مصر خلال أيام. # قائد القوات الجوية المصرية ~~: ~~«تنويع طائرات القتال في قواتنا الجوية يرهق العدو. نحصل على كل ~~متطلباتنا من السلاح الحديث من أمريكا وفرنسا دون أية ~~مشاكل.» # وزيرة الشئون الاجتماعية المصرية في الاحتفال بمرور 15 سنة على ~~بدء # التعاون المصري الأمريكي ~~: ~~«التعاون مع أمريكا مثل أعلى للتغلب على مشاكلنا.» # د. محمود عبد الله، وكيل وزارة الزراعة وعضو مجلس الشعب: «كل ~~الشكر لمقدمي # المعونة # لمصر ~~ولكل مندوب معونة يعمل في مصر. فهل يعض الإنسان اليد التي تمتد ~~له؟» # شحنة قمح فاسدة # من الولايات ~~المتحدة في ميناء الإسكندرية منذ شهرين تحمل شهادة صلاحية من ~~وزارة الزراعة الأمريكية وتكلف الخزانة المصرية ثمانية آلاف ~~دولار يوميا. # خبير اقتصادي: « # المعونة ~~الأمريكية # ليست غير قروض للشركات المصرية كي تشتري ~~بها منتجات أمريكية.» # قائد سلاح البحرية الأمريكية: «مشروعات مشتركة بين # إسرائيل # وأمريكا لإنتاج ms047 أنواع جديدة من ~~الصواريخ والغواصات والزوارق البحرية.» # الرئيس # مبارك # عن نتائج زيارته ~~للولايات المتحدة: «المعونة زادت وكلها منحة لا ترد. مين حيديني ~~2315 مليون دولار منحة لا ترد؟ حتقولوا بياخد منحة .. أنا مش ~~بدافع عن أمريكا .. لكن إنت بتديني .. بتساعدني .. أمد إيدي والا ~~أرجع عنك؟ طيب باديله إيه؟» # نائب في مجلس الشعب المصري: «عدد # الخبراء ~~الأمريكان # في مصر 1116 خبيرا يحصلون على 267 مليون ~~دولار سنويا، وهو مبلغ يفوق ميزانية وزارة التربية ~~والتعليم.» # مجلة أمريكية: « # أرباح # البنوك ~~والاستثمارات الأجنبية في مصر المصدرة للخارج سنة 1985 بلغت 7,6 ~~مليار دولار، وكل دولار تستثمره البنوك الأجنبية في مصر تحصل ~~مقابله على 18 دولارا؟» # 4 فلسطينيين يختطفون سفينة ~~إيطالية في المياه المصرية # السفير الأمريكي يطلب تدخلا مسلحا و # اقتحاما عسكريا # للسفينة والسلطات المصرية ترفض. ~~مصر تتوصل مع سفراء الدول الذين لهم رعايا على السفينة إلى # اتفاق # بمقايضة أرواح الرهائن ~~بحرية الخاطفين وتسليمهم لمنظمة التحرير الفلسطينية ~~لمحاكمتهم. # المقاتلات الأمريكية تعترض الطائرة المصرية المدنية المقلة ل # مختطفي السفينة الإيطالية # بصحبة ممثل منظمة التحرير، والتي أقلعت سرا إلى تونس، وتجبرها ~~بالقوة على الهبوط في قاعدة عسكرية تابعة لحلف الأطلنطي في جزيرة ~~صقلية الإيطالية. # السفير الأمريكي في القاهرة يوجه ~~السباب إلى مسئول مصري كبير # واشنطون بوست: « # المخابرات ~~الأمريكية # وضعت أجهزة تنصت في مكتب الرئيس المصري ~~واستطاعت الحصول على المعلومات التي مكنتها من إرغام الطائرة ~~المصرية على الهبوط في القاعدة الأمريكية بإيطاليا.» # الرئيس # مبارك # يطالب باعتذار ~~أمريكي علني للإهانة التي لحقت بالشعب المصري. # الولايات المتحدة تجمد 150 مليون دولار من # المعونة # الإضافية التي كانت قدمتها ~~إلى مصر وتطالب بأقساط فوائد الديون. # صحف المعارضة: ~~«الخبير ~~الأمريكي # في مصر يتقاضى مرتبه في أمريكا + 207 في ~~المائة + 13 في المائة أرباح للجهة التي أعارته + إيجار شقة يتراوح ~~بين ألف و1500 جنيه + بدل سيارة 2500 جنيه + 20 في المائة.» # ضغوط أمريكية مكثفة على مصر لتنشيط التطبيع مع # إسرائيل ~~. # الصحف المصرية تعلن عن توقيع عقد # السيارة ~~الشعبية # المصرية مائة في المائة مع شركة جنرال ~~موتورز الأمريكية. # الحكومة الأمريكية تشترط تخصيص 200 مليون جنيه من # المعونة # الأمريكية ms048 لضمان استثمارات ~~شركة # جنرال موتورز # الجديدة في ~~مصر. # وزير الصناعة المصرية: «مصر # لم ~~توقع # عقدا مع جنرال موتورز.» # الأمين العام للحزب الوطني يوسف والي: ~~«وقعنا # العقد مع جنرال موتورز.» # وزير الصناعة المصرية يؤكد من جديد: # لم ~~نوقع. # جنرال موتورز تعلن في الصحافة الأمريكية: «العقد تم ~~توقيعه.» # خبراء وزارة الصناعة المصرية: «عقد # جنرال ~~موتورز # يؤدي إلى إهدار ملايين الجنيهات التي ~~أنفقت على بناء شركة النصر المصرية لصناعة السيارات (ق.ع) وضياع ~~خبرة ربع قرن في تصنيع السيارة الإيطالية # فيات # وتغيير كل شيء.» # اختفاء قطع غيار بمليون جنيه من مخازن # شركة النصر للسيارات ~~. # نيويورك تايمز: «فيما يبدو أنه محاولة للضغط من جانب شركة فيات ~~الإيطالية. سربت المخابرات الإيطالية الخبر الذي أذاعته محطة أي ~~بي سي الأمريكية للتليفزيون بأن # مسئولا ~~عسكريا # هو الذي قدم للحكومة الأمريكية معلومات ~~عن موعد إقلاع الطائرة المصرية التي أقلت مختطفي السفينة ~~الإيطالية مما مكن الأمريكان من اختطافها.» # مجهولون يختطفون طائرة مصرية ~~ويهبطون بها في مالطة # الطائرة المختطفة هي نفسها التي اختطفها الأمريكان في حادث ~~السفينة الإيطالية. # الرئيس # مبارك # يكلف المشير # أبو غزالة # بمسئولية إنهاء ~~الاختطاف. # المشير أبو غزالة يعلن: « # ليبيا # هي المسئولة.» # إسرائيل والولايات المتحدة # يتهمان ليبيا بتدبير حادث # الطائرة # وليبيا تنفي . # وحدة كوماندوز مصرية تقتحم الطائرة المخطوفة فيسقط # 60 قتيلا و26 جريحا ~~. # بعد 15 ساعة من # اقتحام ~~الطائرة ~~، بيان طويل للحكومة المصرية عن نجاح ~~الاقتحام يلقي مسئولية الضحايا على المختطفين. # راكب أسترالي: «المقتحمون لم يكونوا يعرفون من هم الخاطفون، ~~فأطلقوا النار على كل شيء أو شخص يتحرك.» # صحيفة أمريكية: «لم يكن لدى الوحدة المصرية معلومات تتعلق ~~بخصائص الطائرة المخطوفة ومن هو الخاطف ومن هو الضحية.» # وزارة الدفاع الأمريكية: «ثلاثة ضباط من البعثة الدبلوماسية ~~الأمريكية بالقاهرة رافقوا القوة المصرية التي اقتحمت # الطائرة المخطوفة ~~.» # مسئول أمريكي: «هجوم الكوماندوز المصريين الذي أنهى اختطاف ~~الطائرة سيوطد التحسن الملحوظ في علاقات القاهرة ~~وواشنطون.» # المشير # أبو غزالة ~~: «المصالح ~~القائمة بين الدول البترولية والدول الصناعية تحتم على الجانبين ~~استقرار أمن الخليج ضمانا لوصول البترول إلى مناطق ms049 استهلاكه عبر ~~شرايين المواصلات التي تتمثل في خطوط أنابيب البحر الأحمر وقناة ~~السويس؛ وبذلك يدخل في نطاق المصالح المصرية المباشرة # تأمين نقل البترول ~~، ومعروف أن الغرب ~~ينتج 10 في المائة من احتياجاته البترولية والباقي يحصل عليه من ~~منطقة الخليج. وبالتالي لا بد من استقرار هذه المنطقة. وهكذا نرى ~~أن مسئولية مصر مسئولية رئيسية وليست ثانوية.» # الملياردير السعودي # عدنان ~~خاشوقجي ~~: «الشرق شرق والغرب غرب، ومتى حدث لقاء ~~بينهما في أي مكان فهناك # عمولة # لي.» # شاب مصري # يسأل الرئيس مبارك في ~~اجتماع شباب الحزب الوطني: «لماذا لا تسمح مصر بتأجير أرضها قاعدة ~~عسكرية يسهم عائدها في علاج الأزمة الاقتصادية؟» # مستشار ريجان للأمن القومي يعرض على ~~الرئيس مبارك خطة للهجوم على ليبيا ~~. # 44 قاذفة أمريكية من طراز 1110 ~~تقصف مقر القذافي في طرابلس فتقتل 39 شخصا بينهم ابنة ~~القذافي وتصيب ابنه. # المشير # أبو غزالة ~~: «ليس ~~معقولا أن تدفع مصر 80 بالمائة من المساعدات الأمريكية لسداد ~~الديوان؛ فهي تأخذ من أمريكا 780 مليون دولار منحة اقتصادية ~~سنوية، وتدفع لها 600 مليون دولار سنويا فائدة للديون العسكرية ~~السابقة.» # المشير # أبو غزالة # يطير فجأة ~~إلى واشنطون لمباحثات حول # ديون مصر ~~العسكرية ~~(4,5 مليارات دولار)، بينما يصل إلى ~~القاهرة رئيس # جنرال موتورز # ليجتمع بالرئيس مبارك. # صحيفة أمريكية: # عمولات # صفقات ~~السلاح الدولية تصل إلى أكثر من نصف ثمنها. # اقتصادي أمريكي: « # جنرال موتورز # تحققت من أن تكلفة العمل في مصر بما في ذلك الأجور والمزايا ~~تمثل دولارين في الساعة مقابل 15 دولارا في أوروبا؛ ولهذا فإن ~~مشروعها المصري سيجعل منها قوة تنافسية وينقذ مصانع «أوبل» ~~المهددة بإنهاء أعمالها في أوروبا.» # ارتفاع جديد في # الأسعار # بسبب ~~إلغاء الدعم الحكومي سرا عن بعض السلع الأساسية. # هيئة الاستثمار المصرية تعلن أنها وافقت على عرض # جنرال موتورز # لإنتاج الأوبل في ~~مصر. # د. رفعت المحجوب # ينهي دورة ~~مجلس الشعب بطريقة متعمدة قبل النظر في طلب إحاطة للمعارضة حول ~~مشروع جنرال موتورز. # وزارة الخارجية الأمريكية تعلن: 110 ملايين دولار نقدا ~~لمصر # المبلغ هو جزء من المعونة الاقتصادية المقررة لمصر وكان ~~محتجزا في انتظار بعض الإصلاحات ms050 الاقتصادية التي طلبت الولايات ~~المتحدة وصندوق النقد الدولي تنفيذها في مصر. # الصحف المصرية: «الولايات المتحدة رفضت زيادة المساعدات العسكرية ~~بمقدار النصف، وإعفاء القاهرة من أعباء ديونها العسكرية، وخفض سعر ~~الفائدة على الديون من 15 بالمائة (السعر السائد عام 1979) إلى 7,5 ~~بالمائة (السعر السائد حاليا).» # الحكومة الأمريكية تخصص 3 مليار دولار ~~مساعدات لإسرائيل و2,3 مليار لمصر ~~. # المعارضة المصرية: «عقد جنرال موتورز يعني تسليم قاعدة إنتاج ~~السيارات المصرية إلى شركة أمريكية كبرى.» # الاحتفال بعودة ~~سوني # ثمرة التعاون المشتركة بين سوني اليابانية والشركة الإسلامية ~~الدولية للكمبيوتر (كمبيولاند) والمصرف الإسلامي الدولي وشركة بنها ~~للصناعات الالكترونية (ق.ع). # الأستاذ محمد سمير عليش، ~~رئيس مجلس إدارة الشركة الإسلامية الدولية ~~للكمبيوتر يلقي كلمته في الاحتفال بعودة سوني ~~الذي أقيم في فندق أوبروي الهرم (مينا هاوس ~~سابقا). # الأستاذ محمد سمير عليش: «الحمد لله والشكر لله .. إن وراء هذا ~~الحدث الكبير جهودا هائلة استمرت سنوات متصلة، عمل دائب في ~~هدوء وصمت، واليوم نجني حصاد العمل والعرق، ونرى الحلم واقعا ~~وحقيقة .. نعم # أصبح سوني في الأسواق ~~المصرية ~~.. لقد التقينا مع مجموعة من الرواد في ~~أواخر السبعينيات وانعقدت إرادتنا في إعلاء كلمة الله وشرع الله في ~~كل مناحي الحياة .. فقواعد الإسلام ليست طقوسا تؤدى فقط، لكنها ~~منهاج صالح للحياة .. بجهد وإمكانيات البشر ~~.. وها نحن نرى اليوم .. الشركة ~~الإسلامية الدولية لتكنولوجيا المعلومات (كمبيوتم) والتي تعتبر ~~الوليد الجديد لشركة (كمبيولاند) تحقق أهدافها باقتحام عالم ~~المستقبل .. عالم المعلومات الذي كان حكرا على عدة دول تعد ~~على أصابع اليد الواحدة.» # بشرى لكل من يحب ~~مصر ~~: # سوف تخرج كل مركبة من خطوط الإنتاج حاملة ~~شعار # صنع في مصر. # جنرال موتورز ~~مصر # تبني لمصر ~~المستقبل ~~. # الصحف: « # جنرال موتورز # تطلب من ~~بنوك القطاع العام الأربعة قرضا قيمته # مائة مليون جنيه مصري # لتمويل عمليتها في ~~مصر.» # 5 # لم يكن ثمة ما يجذب عبد المجيد في فخذي الشنقيطي، وهو على أية ~~حال لم يتح له التملي منهما قط، ولو كان هذا قد حدث ما تغيرت ~~النتيجة؛ إذ إنه تجاوز من زمن بعيد المرحلة التي ms051 تتوهج فيها هذه ~~الاهتمامات (والتي كان يجري خلالها مقارنة الأحجام والأشكال ~~والملامس في ملاعب المدرسة ودورات مياهها، وربما تطور الأمر إلى ~~أشكال من المساعدات المتبادلة، اختفت الآن تماما من ذاكرته بفضل ~~طول مقامه بين الفخذين الشرعيين). # ومع ذلك توطدت العلاقة بين الرجلين - رغم فارق السن الذي يبلغ ~~عقدا ونصف عقد - بحكم الاتفاق في المشارب والاهتمامات؛ فإذا كانت ~~الظروف لم تسمح لعبد المجيد - كما سمحت لذات - بالتملي من كامل ~~بهاء الفخذين اللذين يحوزهما الشنقيطي، فإن القليل الذي لمحه عبد ~~المجيد منهما في المناسبات المختلفة (وخاصة الفترة التي قضاها ~~راقدا على ظهره بعد أن كسرت ساقه عندما انزلق فوق أرضية المطبخ ~~المسرمكة)، كان كافيا لإثارة اهتمام تغذى على أجنحة الخيال ~~(وهو أمر لم يغب عن فطنة ذات ~~وأثار لديها مشاعر مختلطة يمكن تسميتها بالغيرة المركبة أو ~~المتعددة الأطراف، أو باستخدام المصطلحات الدقيقة: الغيرة عبر ~~الأطراف). # إلى جانب ذلك، كان الاتفاق تاما بين الرجلين فيما يتعلق ~~بالأمور العامة؛ فقد رحبا سويا بالسلام وكامب ديفيد، واشتركا ~~في توجيه اللعنات إلى الاشتراكية وعبد الناصر والعروبة وفلسطين ~~والسوفييت، وفي الشكوى من الأسعار والمدارس والمواصلات، وفي ~~استعراض سلبيات مشاريع الدواجن والتاكسي، وفي تقديم الحلول الناجحة ~~لمسابقات الفوازير، وفي عدم الفوز بجوائزها. # الرغبة في مد الجسور ودعمها دفعتهما إلى التدرج في فنون ~~المسامرة. وكانت المبادأة من نصيب الشنقيطي الذي قضى خدمته ~~العسكرية في التدرب على إقامة الكباري، فبادر عبد المجيد ذات ~~مساء بكلمة السر المصرية الصميمة: «سمعت آخر نكتة؟» أجاب عبد ~~المجيد في اهتمام مصطنع: «لا. إيه؟» قال الشنقيطي في أناة مكنته ~~من تذكر التفاصيل التي تدرب طول اليوم على حفظها وإلقائها: ~~«واحد كان يشرب خمرا فسأله صديقه لماذا تشرب؟ أجاب: لكي أنسى. ~~سأله: تنسى إيه؟ فكر الآخر قليلا، ثم قال: مش فاكر.» # انفجر عبد المجيد ضاحكا وعاد في اليوم التالي من البنك بكلمة سر ~~مماثلة: «واحد اسمه حمار زهق من اسمه فغيره، وذهب إلى صديق له ~~سعيدا: مش أنا غيرت اسمي؟ قال الصديق: مبروك. خليته إيه؟ أجاب ms052: ~~سمكة. سأله الصديق مستغربا: تعرف تعوم؟ قال: لا . قال الصديق: تبقى ~~حمار.» # انفجر الشنقيطي ضاحكا، بل وضرب فخذيه براحتيه، مفتتحا فترة ~~من ضرب الأفخاذ لم تستمر طويلا؛ إذ سرعان ما نضب المعين الذي ~~نهلا منه؛ فالتقدم التكنولوجي الذي حققه المصريون أدى إلى ~~تراجع قدراتهم الإبداعية في المجال الوحيد الذي تميزوا به ~~تاريخيا على سائر الأمم، وقل عطاؤهم بالتدريج كما وكيفا، ~~إلى أن استنفدوا تيماته المحدودة؛ السياسية (البقرة الضاحكة)، ~~والطائفية (الصعايدة). # الزوجتان الراغبتان في ~~الانفراد للبت في أمور بالغة الخصوصية، أجبرتا الرجلين على تطوير ~~ماكينتيهما، ومرة أخرى كانت المبادأة من نصيب الشنقيطي الذي لم ~~يجد من سبيل لملء الثغرات في بثه - دون التطرق إلى حياته ~~السابقة في ميت غمر - إلا بالاغتراف من تاريخه العسكري: «(بأسى) ~~بدلا من سنة التجنيد المألوفة وقعت في حرب الاستنزاف. سبع سنوات ~~ضاعت من حياتي في خنادق القناة من منتصف 1967 - بعد الهزيمة ~~مباشرة حتى أكتوبر 1974 - بعد النصر مباشرة. (بحماس) عندما حلت ~~ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر كنا قد أصبحنا مثل الياي المضغوط المنكمش ~~المستعد تماما للامتداد. الكل متحفز. الجميع متفائلون؛ فلأول ~~مرة نأخذ المبادأة بعد تدريب وإعداد، وفي الساعة الثانية ~~ودقيقتين، قبل ساعة الصفر ب 18 دقيقة، مرت من فوق رءوسنا أربع ~~طائرات ميج 21 منخفضة جدا، فوق الأرض تقريبا، عبرت القناة نحو ~~الشرق، ودوت صيحتنا فوق القناة كلها: الله أكبر. بعد كده هدرت ~~المدفعية، وبدأ نفخ القوارب وإعداد الكباري. بعد ساعة واحدة كنا ~~على الضفة الشرقية، وبعد خمس ساعات كنا حطمنا خط بارليف ~~الشهير الذي تكلف مليارين دولار، واعتبره الإسرائيليون خطا ~~أبديا. (ضاحكا) فاجأنا إسرائيل من غير كيلوت زي ما قالوا. ~~(باعتزاز) المهندسون كانوا عصب كل شيء؛ فك الكباري وتركيبها، فتح ~~الثغرات في حقول الألغام وفي السواتر الترابية، فتحنا 44 ثغرة في ~~الساتر الترابي الهائل لخط بارليف.» # لم يلتقط الشنقيطي النكتة التي حاول عبد المجيد صياغتها، ~~مجربا قدرته الإبداعية لأول مرة، عندما أشار إلى ثغرة الدفرسوار ~~باعتبارها إحدى الثغرات التي ساهم الشنقيطي في فتحها، غير أنه وجد ~~فيها فرصة لنكتة ms053 من طراز آخر: «القائد المسئول كان سليط اللسان ، ~~وكانت عنده خطة لإغلاق الثغرة، لكن قائده الأعلى الذي كان يتميز ~~بمؤخرة ضخمة للغاية رفضها، فصاح به الأول في التليفون بصوت سمعه ~~الجميع: أظن ناوي تقفلها بطيزك؟» (ها نحن قد قلناها). # تلمس عبد المجيد طريقه إلى نكتة أخرى: «والملائكة؟ شفتها؟ كانت ~~تقاتل معكم في لباس أبيض؟» # هز الشنقيطي رأسه نفيا (فلم يكن قد وقع بعد في براثن الشيخ ~~سلامة): «لم نكن في حاجة إليها. كان الجنود يهاجمون دبابات العدو ~~بأيديهم وأجسامهم. هل تذكر عبد العاطي وبيومي؟ في يوم واحد أصاب ~~كل منهما 11 دبابة. هل تذكر سعيد خطاب الذي تطوع ليوقف تقدم ~~دبابات العدو فألقى بنفسه أمامها ومعه أربعة ألغام، ونجح في ~~تعطيلها باللغم الذي انفجر في جسمه والدبابة؟ واحد آخر رأيته بنفسي ~~.. عريف اسمه السيد الشحات، وغيره، وغيره. (بانفعال) كان هجومنا ~~صاعقا حطم أسطورة التفوق الإسرائيلي. رأيت بعيني الدبابات ~~الإسرائيلية تدور حول بعضها في فوضى وتصطدم ببعضها البعض، ورأيت ~~جنودهم يجرون أمامنا في رعب، ورأيت هجماتهم تتحطم وترتد ~~حاسرة. (بأسى) كان بإمكاننا أن نلحق بهم هزيمة ساحقة تهدد ~~وجودهم في الأساس. (برصانة) لكن أمريكا أنجدتهم، زودتهم ~~بالطائرات والدبابات والصواريخ والقنابل التليفزيونية والمنزلقة ~~ومعدات التدخل الإلكتروني وصور الأقمار الصناعية.» # كشفت المسامرة العسكرية عن وجه آخر من أوجه التقارب بين ~~الرجلين، هو فهمهما الواقعي لحقائق الحياة، وما يتحليان به من ~~تسامح وسعة في الصدر والأفق (فضلا عن أماكن أخرى). تجليا عندما ~~جاء ذكر الولايات المتحدة، وكان من الممكن لعلاقتهما أن تزداد ~~تعمقا لو أسعفتهما اللغة الإنجليزية؛ فقد حصل الشنقيطي من مضيف ~~جوي في مصر للطيران (خط نيويورك) على كتاب بهذه اللغة، تضمن ~~رسوما أجرت الدماء في عروقه، لا بسبب ما اتسمت به من إباحية، ~~وإنما لأنها صورت رجلا يضرب معشوقته العارية بالسياط في أماكن ~~مختلفة من جسدها. # لماذا (التأثير لا الضرب)؟ الإجابة تتطلب معرفة عميقة ~~بالسيكولوجيا، لا يتبقى أمامنا من دونها سوى السطح البارز؛ فبسبب ~~النزيف المتكرر، دأبت سميحة على التهرب مما كان الشنقيطي ms054 ~~(ومعه عامة الفقهاء والأطباء ومحررو رسائل القراء) يعلون ~~منزلته بإضفاء صفة الواجب المقدس عليه. # حمل الشنقيطي الكتاب إلى منزله، وعكف على محاولة اجتلاء النص ~~المكتوب بلغة لم يعد يذكر شيئا من مفرداتها بسبب السنوات التي ~~ضاعت منه في حرب الاستنزاف. وكان هذا شأن سميحة التي خفت إلى ~~معاونته بعد أن أثارت الرسوم قلقها المشروع، فلم تتذكر شيئا من ~~إنجليزيتها (بسبب السنوات التي أضاعتها في محاولة تعلمها). ~~ولما كان من الصعب على الشنقيطي أن يقر بعجزه في مواجهة جاره، ~~تعين على سميحة أن تحمل الكتاب إلى ذات، وهذه عرضته بدورها على ~~عبد المجيد أوف كورس. # اعتقدت ذات في البداية أن عبد المجيد معرض عن الكتاب بسبب ما به ~~من عهر، ثم اكتشفت بالتدريج أن الأمر مرتبط بما ضاع منه في حروب ~~استنزافه العديدة، وظل الكتاب مغلقا دونهم، فضاعت بذلك فرصة ~~توثيق العلاقات بين الرجلين، وربما بين الأسرتين، وعلى الأقل بين ~~أفراد كل أسرة على حدة، وهي الفرصة التي سنحت بعد قليل - لحسن ~~الحظ - بفضل عشاق سميحة. # فسميحة هي الأخرى كانت تتلقى زيارات ليلية وإن اقتصر ~~زوارها على نجوم السينما المصرية، وعندما فتح الله على الشنقيطي ~~تفتحت شهيتها للزيارات النهارية. هكذا تلقت ذات الدعوة ~~لتتفرج على الشنقيطي وهو يقوم بتوصيل جهاز الفيديو بالتليفزيون، ~~وفي نفس الليلة قام بزيارة سرية خاطفة لذات، وفي اليوم التالي صحبت ~~ذات عبد المجيد، في زيارة رسمية للجارين؛ للتهنئة والفرجة على ~~عشاق سميحة في الفيلم الذي استعارته من نادي الفيديو القريب، ~~وحملته طول الطريق بأطراف أصابعها؛ حتى يسهل أرجحته أمام العيون ~~المطلة من النوافذ والشرفات، تحقيقا لشروط الإشهار العلني في ~~هذه الحالات. # لزم عبد المجيد الصمت في الأيام التالية، منزويا أمام ~~تليفزيونه، في روبه الصوفي (الذي حال نسيجه بعض الشيء عند ~~المرفقين)، وإلى جواره علبة السجائر السوبر، وابنتاه (فعندما لم ~~تحقق «دعاء» المطلوب منها؛ أشفعها ب «ابتهال»)، بينما ذات في شقة ~~سميحة تتفرج على عشاقها، وبين الواحد والآخر تأتي لمتابعة ~~ابنتيها أثناء أدائهما لواجباتهما التليفزيونية، وكان الشنقيطي هو ms055 ~~الذي أخرجه من صمته وانزوائه. # فقد وجد الأخير في الفيديو فرصة لتعويض بعض ما فقده في حرب ~~الاستنزاف؛ عن طريق الأفلام إياها التي تتميز لغتها البصرية ~~بوضوح يغني عن لغتها المنطوقة. ومن هنا كان التجاؤه إلى جاره، لا ~~من أجل العرض الجماعي لأحد هذه الأفلام (لو كان هذا قد حدث لمضت ~~التطورات في اتجاه آخر أقل مأساوية وأكثر تحضرا)، وإنما من ~~أجل عرض خاص، للذكور فقط. # لم يكن بوسع الشنقيطي أن يقبل عرضا كهذا في شقته، تنزوي سميحة ~~خلاله في غرفة النوم، بينما يجلس هو وجاره في الصالة يتفرجان ~~(حتى مع إلغاء الصوت وهو أمر غير مستحب)، لكن كان بوسعه أن يتصور ~~وضعا مماثلا في شقة عبد المجيد بالرغم من وجود ذات وابنتيها. ~~ولأنه كان ينطلق من مركز قوة، كما كان عبد المجيد متلهفا إلى ~~تعويض ما فاته في حروب استنزافه، فإن هذا هو ما تم التوصل ~~إليه. وتحددت ساعة الصفر بعد منتصف ليلة محايدة، وسط ~~الأسبوع. # فبعد أن اطمأن عبد المجيد إلى استغراق ابنتيه في النوم، وأنصت ~~إلى شخير ذات المنتظم، فتح باب شقته في هدوء، وطرق باب جاره، الذي ~~استجاب في الحال. وتعاون الاثنان على نقل جهاز الفيديو إلى شقة عبد ~~المجيد وتوصيله بالتليفزيون. وبعد تجارب عديدة تم التوصل إلى ~~درجة الصوت المناسبة والكفيلة بعدم إيقاظ النائمات. # كانت التجربة مثيرة وتثقيفية في آن؛ فعندما انتهى العرض ~~وتعاون الرجلان على إعادة الجهاز إلى شقة الشنقيطي، أطفأ عبد ~~المجيد الأنوار وتأكد من إغلاق النوافذ وصنبور الغاز، ودون أن ~~يعبأ بغسل أسنانه، هرع إلى غرفة النوم المظلمة وإلى زوجته ~~النائمة. # وقف بالقرب من رأسها ينصت إلى صوت تنفسها المنتظم، وعندما ~~ألفت عيناه الظلام تبين عينيها المغمضتين. لكنها لم تكن ~~نائمة. # وهبت بعض الكائنات الضعيفة قدرات حسية متباينة تعوض بها ~~مواضع النقص لديها. وكانت ذات على غرار هذه الكائنات؛ فهي تتمتع ~~بحاسة سمع مرهفة بالنسبة لأصوات التردد المنخفض، تزداد إرهافا ~~بعد منتصف الليل، عندما تخفت أصوات التردد المرتفع (الصادرة من ~~الباعة الجائلين ms056، والأولاد اللاعبين، والشيوخ المؤذنين، ~~والسائقين المزمرين، والسكان المتصايحين )؛ ولهذا فشلت التحركات ~~المرتبطة بلم شمل الفيديو على التليفزيون في إيقاظها من سباتها، ~~بينما نجحت التأوهات الخافتة التي تلتها في ذلك. # بالإضافة إلى السمع المرهف، كانت ذات تتمتع بنفاذ البصيرة؛ ~~ولهذا لم يكد العرض ينتهي، ويغادر الشنقيطي الشقة بجهازه، ويقترب ~~عبد المجيد من مكانها حتى تظاهرت بالاستغراق في النوم. # تدرجت محاولات عبد المجيد لإيقاظ زوجته من فتح النافذة ثم ~~إغلاقها، إلى التعثر في ساقيها أثناء صعوده إلى الفراش ليحتل ~~مكانه المعهود إلى جوار الحائط، ومن جذب الغطاء المشترك من فوقها ~~ليندرج تحت لوائه، إلى الارتطام عفوا بأليتها المتضخمة. وعندما ~~فشلت كل هذه المحاولات انتقل إلى الوسائل المباشرة؛ فأحاطها بذراعه ~~محاولا تقبيلها، لكن شفتيه لم تتمكنا من لمسها؛ إذ انغرز في ~~حاجبه الطرف المدبب لأحد المسامير البلاستيكية البارزة من بكر ~~شعرها، فاشتعل غضبه وقرر أن يأخذها عنوة، وهنا لم تجد ذات بدا ~~من الاستيقاظ. # التجأت ذات أول الأمر إلى الحجج المعهودة في الترسانة النسائية ~~(والرجالية أيضا في الواقع) من التعب والصداع، إلى الأطفال والوقت ~~المتأخر، لكن عبد المجيد ازداد تصميما، فلم يعد أمامها سوى ~~الاستسلام. ولأنها لم تشأ لتضحيتها أن تذهب هباء، وأيضا كي ~~تسهل له الأمر، وتجنب نفسها أية مضاعفات، فقد استنجدت ~~بالفيديو الداخلي، وقامت بمونتاج خلاق حقا من الفيديو المجاور، ~~تداخلت فيه مشاهد القبلات المستهيمة في أفلام الستينيات العربية، ~~مع لقطات مكبرة (كلوز أب) للنتوء الرجالي (دون أن تغفل الاستعانة - ~~خلسة - بالآخر المبتور)، وفي صحبة موسيقى تصويرية من الأصوات التي ~~التقطتها بسمعها المرهف، وبذلك أمكنها أن تحقق درجة من ~~المشاركة سمحت لعبد المجيد أن يبدأ العرض، الذي احتملته في صبر ~~المرأة المعهود. ولم تطل معاناتها؛ لأن عبد المجيد، في غضبه ~~وانفعاله، كان سباقا إلى تيتر النهائية. نفس ما وصل إليه ~~الشنقيطي مع بعض الفوارق التقنية البسيطة. # سميحة كانت غارقة، حقا، في النوم بين أحضان عشاقها، وكانت ~~صغيرة السن، غير مقدرة للعواقب؛ مما أمدها بجرأة تفتقد ذات ~~إليها. فما إن حاول الشنقيطي ms057 إيقاظها، وقد جثم فوقها كالثور، حتى ~~صرخت فيه بحدة: «نام يا وجدي.» واستدارت فوق جانبها جاذبة الغطاء ~~فوقها، فتدحرج بعيدا عنها دون أن يفقد وضعه المتحفز. # استسلمت سميحة لعشاقها، بينما جثم زوجها إلى جوارها يتملى ~~خطوته التالية. كان يعرف من حرب الاستنزاف أن فتح الثغرات يتطلب ~~أن يكون المهاجم في وضع دفاعي، ومسيطرا على مواجهات واسعة، ثم ~~يركز هجومه على مواجهة صغيرة إلى أن تنضم إليه وحدات دعم، لكنه ~~كان في وضع هجومي وليس دفاعيا، ولم يكن مسيطرا على أي مواجهات، ~~ولا يتوقع دعما من أي وحدات؛ لهذا لم يبق أمامه سوى الانسحاب. ~~وكان الانسحاب تكتيكيا، لا يعني التخلي عن الهدف ~~الاستراتيجي. # مضى إلى المطبخ فأعد لنفسه كوبا كبيرة من القهوة، حملها إلى ~~الصالة ووضعها على مسند المقعد الوثير المواجه للتليفزيون، ووضع ~~علبة السجائر إلى جوارها، ثم أعاد الشريط إياه إلى بدايته، وحرك ~~المقعد قليلا بحيث يكون قادرا على رؤية سميحة إذا ما غادرت ~~غرفتها إلى الحمام، ثم أدار الشريط واستقر في المقعد وبدأ ~~يعتمد على نفسه. # تكررت العروض الفيلمية، وتكرر انسحاب الشنقيطي واعتماده على ~~نفسه، كما تقاعست ذات عن المشاركة ولو في مرحلة الاستهلال؛ ولهذا ~~فسرعان ما لحق عبد المجيد بجاره، فما إن ينتهي العرض، ويعود كل ~~منهما إلى موقعه حتى يعد الشنقيطي كوب القهوة ويضعه إلى جوار ~~علبة السوبر، بينما يكون عبد المجيد قد حذا حذوه، وجلس على بعد ~~خطوات، موليا ظهره لظهر جاره، لا يحول بينهما سوى الحائط الفاصل ~~بين الشقتين، ثم يدير كل منهما جهاز الفيديو الخاص به، ويبدأ ~~في الاعتماد على نفسه. # وسواء تم الأمر بالتليباثي أو بدونه، فإن تكنيك «الانسحاب ~~والاعتماد على النفس» انتشر بين سكان العمارة من الجنسين، ~~ومختلف الأعمار (ابتداء من سن المراهقة بالطبع)؛ فما إن ينتهي ~~البث التليفزيوني الرسمي بعد منتصف الليل حتى يكرسوا أنفسهم له، ~~ويبرزون من شققهم في الصباح بعيون محمرة ووجوه متجهمة، وأعصاب ~~مشدودة؛ ذلك أن التكنيك الجديد لم يكن مشبعا تماما، وخاصة ~~بالنسبة للأزواج والزوجات الذين طالت ms058 إقامتهم بين الأفخاذ الشرعية؛ ~~فقد تلونت مشاعر هؤلاء وأحاسيسهم بحيث صاروا يفتقدون حرارة ~~المشاركة ولو كانت سلبية، وهو ما يجعلنا نفهم سلوك كل من عبد ~~المجيد وذات يوم حادثة سنجر. # في ذلك اليوم كان عبد المجيد واقعا تحت ضغط شديد مبعثه أمران ~~متباعدان لا رابطة بينهما (كالعادة في هذه الأحوال)؛ أولهما خاص ~~بسيرة عبد الرحيم مبروك، والثاني يتعلق بوديعة نفيسة أبو ~~حسين. # فمنذ بعض الوقت أصبح الموضوع اليومي للبت بين أقران عبد المجيد ~~هو فضيحة البنك الذي قام بتهريب أكثر من نصف مليار دولار (600 ~~مليون دولار) إلى الخارج تحت سمع السلطات وبصرها، بل وبموافقة ~~رسمية من البنك المركزي. وتداول العاملون بالطبع الشائعات ~~المتناثرة عن السيرة الشخصية لعبد الرحيم مبروك، مدير البنك ~~المفضوح، والتي لم يعرها عبد المجيد اهتماما إلى أن قرأها ~~بعينيه هذا الصباح في إحدى صحف المعارضة. # تخرج عبد الرحيم مبروك من كلية التجارة عام 1971، والتحق ~~بالجيش ضابطا احتياطيا، مشاركا بذلك في حرب الاستنزاف الأولى، ~~حتى عام 1975 عندما التحق بالبنك الأهلي ليشارك في حرب الاستنزاف ~~الثانية، مقابل خمسين جنيها في الشهر، ارتفعت فجأة إلى مائتين ~~عندما انتقل إلى البنك العربي المحدود، حيث تعرف على الأردني ~~حليم السلفيتي، الذي كان يحتكر عمليات تصدير البنكنوت الأجنبي (اسم ~~الشفرة لعمليات تهريب النقد للخارج بصورة رسمية). وفي عام 1981 ~~انتقل إلى البنك المفضوح مديرا عاما بمرتب 2000 دولار شهريا ~~(ألفي دولار شهريا) تصل إلى الضعف بعد إضافة البدلات والحوافز. ~~وبعد الفضيحة انتقل إلى بنك هونج كونج (الذي يرأسه الدكتور حامد ~~السايح) بمرتب 3800 في الشهر عدا البدلات والحوافز. # أجرى عبد المجيد المقارنات الضرورية مستعينا بحرفي «لو» (دون ~~أن يغفل الدور الذي لعبه عم لعبد الرحيم كان وزيرا للري ثم ~~رئيسا لبنك المهندس)، واستخلص النتائج الطبيعية بصحبة فنجان قهوة ~~وسيجارة، وعندئذ طلب منه رئيسه البيانات الخاصة بوديعة نفيسة أبو ~~حسين. # استخرج عبد المجيد أوراق الوديعة المحررة بواسطة أبو حسين ~~نفسه، والمحولة من بنك الرافدين العراقي، وراجع بياناتها، ثم ~~قام بالمقارنات الطبيعية (بمصاحبة الحرفين العتيدين)، ولم يكد ~~يشرع ms059 في استخلاص النتائج الضرورية حتى فرضت عليه نفيسة أبو حسين ~~بنفسها مقارنات ونتائج من نوع آخر. # مثلت أمامه بالصورة التي توقعها؛ عطر أجنبي أخاذ، فستان من ~~قماش ثمين ذي ألوان متناسقة (لم يستبعد أن ينتهي من أسفل بشبشب ~~زنوبة)، وجه أبيض (البياض التركي المشرب بالحمرة وليس الأوروبي ~~الشاحب) تحيط به طرحة سوداء رقيقة، وتطل منه عينان خجولتان ~~تتجنبان الاصطدام بعيون الآخرين، بالإضافة إلى ذلك كان ثمة ما لم ~~يتوقعه. # محركات الشهوة لدى عبد المجيد أثناء العمل لم تتأثر بالحواجز ~~العديدة التي أقيمت في وجهها؛ فالسواتر الأمامية التي أضيفت إلى ~~المكاتب، لتحول دون الإطلال على سيقان الجالسات خلفها، تم ~~تعويضها في حينها بفتحات الصدور الواسعة، وثورة الحجاب التي انتشرت ~~بين العاملات انتشار النار في الهشيم حتى انضوت المسيحيات تحت ~~لوائها، عوضت بتكديس متعمد للمكاتب في مساحة ضيقة تسمح بما هو ~~أكثر جدوى من الإطلال، ونقصد بذلك الاحتكاك بالحواف والزوايا ~~البارزة، لكن كل هذا يمكن وضعه في كوم، وما أطل عليه عبد المجيد ~~في وجه نفيسة أبو حسين في كوم آخر. # فالصدمة الكبرى التي تلقاها عبد المجيد في مطلع حياته الزوجية ~~لم تكن قاصرة على سلامة البضاعة، وإنما شملت أيضا عزوفها عن ~~ممارسات معينة في الحلال، وبالتحديد أشكال من الرضاعة الشرعية ~~لا تحتاج إلى مجهود كبير، تعلمها في المقاعد الخلفية لسينما ~~أوديون أيام أن كانت متخصصة في عرض الأفلام الروسية، مما ~~تمخض عن أشكال مبتكرة لتمضية الوقت؛ لهذا بوسعنا أن نتصور ~~الضغط الذي تعرض له عبد المجيد، العائد لتوه من رحلة الحرفين ~~العتيدين، وقد ألفى نفسه مطلا على ثغرة ذات ضفتين عريضتين، ~~ناعمتين، مكتنزتين، صبغهما أصبع الروج الداعر بلون الدم ~~القاني. # في مساء نفس اليوم جلس عبد المجيد أمام التليفزيون يتابع مباراة ~~كرة بغير تركيز نتيجة الضغط الذي كان يعانيه، بينما وزعت ذات ~~اهتمامها بين مشاركة ابتهال في حفظ آية قرآنية والانفراد بكي ~~زيها المدرسي، في ضجة صاخبة مبعثها الجغرافيا؛ فبسبب عطل المقبس ~~الكهربائي في غرفة البنتين، أقامت ذات طاولة الكي في ms060 الصالة، ~~بينما احتفظت ابتهال بموقعها أمام طاولة الدرس في غرفتها، وجرى ~~الحوار بين الاثنتين عبر باب الغرفة المفتوح، وبمشاركة نشطة من ~~دعاء، ودعم قوي من باعة الفول وحب العزيز وغزل البنات. # انتهى الحفظ والكي، فتولت ذات، كالعادة، إعداد العشاء وهي ~~تستمع شاردة إلى ثرثرة ابنتيها، حتى احترق منها رغيف الخبز أثناء ~~تسخينه. وبعد العشاء جاء دور الاغتسال، والشكوى من حنفية الحمام، ~~ومن نفاد معجون الأسنان. وأخيرا توارت البنتان في غرفتهما، وساد ~~الهدوء، وبطرف عينه رأى عبد المجيد زوجته تنقل طاولة الفورمايكا ~~الصغيرة إلى مدخل البلكونة، ثم ترفع ماكينة الحياكة من مكانها في ~~الركن، وتضعها فوق الطاولة، ثم تجر كرسيا وتقتعده وتبدأ في ~~تشغيلها. # لم تكن الحياكة التي من هذا النوع تتفق والسيناريو الذي أعده ~~عبد المجيد في رأسه للسهرة. وعندما قامت ذات لتعد كوبا من ~~الشاي، كان الضغط الذي يعانيه قد صعد من أسفل إلى أعلى، وهدده ~~بالاختناق، فقام إلى البلكونة ليستنشق الهواء النقي، وكان لا بد ~~وأن يزيح طاولة الفورمايكا من مكانها، وقد فعل ذلك بعصبية أدت ~~إلى انزلاق سنجر إلى الأرض. # جاءت ذات مسرعة من المطبخ على الصوت، ووقفت مبهوتة أمام المنظر ~~الذي طالعها، وكان عبد المجيد قد هرب من الموقف إلى البلكونة وقد ~~اشتعل غضبه؛ على سنجر لأنها وقعت، وعلى نفسه لأنه لم يتوخ الحذر، ~~وعلى ذات لأنها السبب في الأمر كله. # تقدمت ذات من الماكينة وانحنت فوقها تتلمس ما أصابها، ثم ~~ارتمت على المقعد، وانفجرت بالبكاء. # لم تصب الماكينة بأذى، فيما عدا طيران الغطاء البلاستيكي ~~الصغير لمخزن الإبر والخيوط، وتناثره أشلاء فوق الأرض. هل يكفي ~~هذا لتنشيط الغدد الدمعية لدى شخص حساس مثل ذات؟ بالطبع، ولا ~~يمنع أيضا من وجود أسباب أخرى. # على عكس زوجها، لم تكن لمحركات الشهوة علاقة مباشرة بالأمر، ~~بفضل انتظام الزيارات الليلية وتزايد عددها في الآونة الأخيرة، ~~فذات كان لديها محركات من نوع آخر. # فتكنيك «المشاركة بالمادة المصنوعة» الذي التجأت إليه في ~~تعاملها مع ماكينات الأرشيف، وحقق نجاحا لا بأس به في ms061 البداية، ~~فقد فاعليته بمرور الوقت؛ ذلك أنه كان بطبيعته محدودا، لا يسمح ~~بكثير من التجديد والابتكار، كما أن الماكينات الشرهة، التي لا ~~تتوقف فتحاتها عن الحركة بثا ومضغا وابتلاعا، لم تستطع صبرا ~~على طريقة ذات في البث، فعندما شعرت هذه بأن الفرص المتاحة لها في ~~انكماش مستمر، أخذت تتعمد الإطالة بقدر ما تستطيع، عن طريق ~~المقدمات المستفيضة، وألوان التشويق الأخرى التي تعلمتها من ~~المسلسلات التليفزيونية العربية. وبالإضافة إلى هذا، كانت ذات ~~عاجزة، بطبيعة الحال، عن المساهمة في الموضوعات المفضلة لدى ~~الماكينات؛ وهي مشاكل السيارات، والفروق الدقيقة بين أكثر من ~~أربعين نوعا منها تجري في شوارع القاهرة، والسرمكة والمدارس ~~الأجنبية وأسواق الخليج (الحرة وغير الحرة)، وعقود العمل في ~~الخارج، وشرائط الفيديو، إلخ. هكذا تدحرجت بالتدريج من خطوط البث ~~إلى خطوط التلقي. # وبالتدريج أيضا بدأت توقن أن الماكينات تتجاهلها عن عمد، ~~فتتجنب توجيه تحية الصباح إليها، وتتناسى دعوتها إلى الشاي ~~المشترك، وتتغافل عن أخذ رأيها في أمور العمل. ولم تلبث أن وصلت ~~إلى قناعة محددة بوجود مقاطعة منظمة ضدها. لماذا؟ # ظنت في البداية أن السبب هو جمال عبد الناصر، فكفت عن الإشارة ~~إليه في أحاديثها (وإن كانت لم تتمكن من وقف زياراته)، وأعادت ~~شرائط عبد الحليم حافظ إلى منزلها (وكانت قد اشترت أغانيه الوطنية، ~~المرتبطة بذكريات طفولتها، عندما سمح بتداولها إثر مقتل السادات ~~بعد أن كانت ممنوعة في عهده، وأحضرتها إلى الأرشيف لتتسلى ~~بالاستماع إليها على مسجلة وجه الأرنب، ولتجعل منها ومن ~~الذكريات المرتبطة بها موضوعا للبث)، بل وأخفتها في ركن قصي من ~~خزانة الملابس بعيدا عن متناول ابنتيها، اللتين ما كانتا تحفلان ~~بمثل هذه الأغاني البالية على أية حال، لكن المقاطعة لم ~~تتوقف. # وفي أحد الأيام انضمت إليهن زميلة جديدة تدعى نادية، ضئيلة ~~الحجم، ضامرة، منطوية على نفسها وخجولة، بدا كأنها جاءت مطرودة من ~~قسم آخر مثل ذات، فتعاطفت معها، وأخذت على عاتقها تعريفها ~~بواجباتها غير الواضحة، واندفعت في هذه المهمة بحماس، وقد وجدت ~~فيها متلقيا صاغرا صابرا لإعادة من شرائط ms062 البث القديمة ففاتها ~~أن تلحظ المقاطعة الفعلية التي تعرضت لها صديقتها الجديدة. ~~واكتشفت الأمر عندما تغيبت نادية مرة، فأرادت أن توقع باسمها ~~في دفتر الحضور، كما جرت العادة التضامنية بين العاملين، وإذا بوجه ~~الأرنب تنفجر فيها وقد ارتفع حاجباها المزججان: «مبقاش إلا ~~المسيحية دي كمان نمضيلها!» # ذات الطيبة السمحة كانت ابنة مخلصة لثورة جمال عبد الناصر، ~~تربت على أن البشر متساوون، لا يفرقهم دين أو جنس أو مال أو ~~جاه أو منصب؛ لهذا فاتها أن تتقصى لقب نادية لتتعرف على ~~هويتها، وهو الأمر الذي لم تغفله الماكينات اليقظة. ولكي تكفر ~~عن خطئها أقبلت تراجع قناعاتها، وتستعيد في ذهنها صور المسيحيين ~~الذين عرفتهم؛ أشكالهم الخارجية، ملابسهم، لهجتهم، أنواع أكلهم ~~وشرابهم، تصرفاتهم؛ بحثا عن سر هذا الإجماع الغريب ضدهم. لم ~~تجد غير وشم أخضر برسم الصليب في باطن الرسغ الأيسر لنادية، وصليب ~~ذهبي يتأرجح بين ثديي إحدى المحررات، وتمثال برونزي للعذراء ~~يستخدمه أمينوفيس في حماية أوراق موسوعته، لكنها كانت جبانة، ~~فكفت عن زيارة أمينوفيس في مكتبه، وقاطعت نادية. # لم تتقبل الماكينات، فيما يبدو، القربان المسيحي، واستولى ~~القنوط على ذات عندما فشلت في إدراك سر الاضطهاد الذي تتعرض له، ~~وضاعف من يأسها أن المقاطعة لم يكن لها منطق؛ فقد كانت تخف أحيانا ~~وتتلاشى كما حدث أثناء الصعود الظافر لألواح السيراميك فوق جدران ~~مطبخها، وعندما نجحت دعاء في امتحان الإعدادية، وفي أحيان أخرى ~~تشتد وتتعاظم. عندما توقفت السرمكة قبل بلوغ السقف، وعندما رسبت ~~ابتهال في الابتدائية، وإثر التحاق سميحة بالمسيرة، وحصولها على ~~الفيديو، وعقب أن ثبت موظف الزراعة الإنتركوم على باب شقته، ~~وأضاف مدرس الكويت جهاز تكييف جديد إلى مجموعته، واستبدل ضابط ~~الجيش سيارته ال 131 القديمة بواحدة مازدا على الصفر، وفي كل يوم ~~تتخلص فيه مدام سهير، ساكنة الشقة المفروشة، من علب الكباب ~~والجاتوه الضخمة. باختصار، كانت هناك علاقة خفية بين اشتداد ~~المقاطعة ونوبات البكاء التي تنتابها. # العلاقات الخفية في قصة ذات لا تنتهي؛ فعندما خرج عبد المجيد من ~~ملجئه في البلكونة ورآها تبكي ms063؛ انفثأ غضبه، واشتعلت مكانه المشاعر ~~إياها، المرتبطة بليلة الدخلة الباكية، فتقدم منها ومد ساعديه ~~ليحتضنها، فإذا بها تصيح في وجهه لأول مرة في حياتها: «ما ~~تلمسنيش!» # لم يخطر على بال سنجر عندما اخترع ماكينته أكثر من تسهيل مهمة ~~الحياكة على المرأة، لكن الماكينة الملقاة على جانبها فوق الأرض ~~مكنت ذات مما هو أكثر أهمية؛ التعبير عن النفس الذي تدرج من ~~اتهام عبد المجيد بالهدم (بالنظر إلى سوابقه في كسر الأكواب ~~الزجاجية، والطاجن المصنوع من الفخار، وطبق البايركس الذي كان ~~جزءا من عفش الزوجية، ومسئوليته عن ضياع البطانية التي تركها على ~~حافة البلكونة فأطارها الهواء)، والتخريب (فلولاه لكانت أكملت ~~تعليمها وصارت الآن صحفية أو مذيعة)، والأنانية (المتمثلة في ~~اهتمامه بنفسه وأسرته وتجاهل احتياجاتها من أحذية وسيراميك ~~وخلافه)، والبلادة (وإلا فبماذا يوصف تقاعسه عن السفر إلى الخارج ~~لتحسين حياتهم التعسة؟) # سيل منهمر من الاتهامات أصاب عبد المجيد بالذهول، لا من قصر ~~المسافة التي تقود من سنجر إلى هوفر (غسالة الملابس الكهربائية نصف ~~الأوتوماتيكية التي تقيد من يقوم بتشغيلها إلى جوارها على عكس ~~زميلاتها كاملة الأوتوماتيكية الموجودة لدى زينب وفتحية وسميحة)، ~~وإنما من ذاكرة ذات الحديدية؛ فهذه المرأة التي تعجز عن تذكر ~~بضعة أسطر في جريدة الصباح إلا إذا تدربت على حفظها، لا تتذكر ~~فقط عدد الأكواب الزجاجية التي تسبب في تحطيمها، وإنما تفاصيل ~~المناسبات التي تم فيها ذلك، وما قاله بالحرف منذ خمس سنوات ~~عندما كان يفك رباط حذائه، بل وما كان يفكر فيه آنذاك. # انسحب عبد المجيد (بغير اعتماد على النفس هذه المرة) إلى فراشه، ~~بينما التجأت ذات إلى المرحاض، وانقضت الأيام التالية في حوار ~~صامت بين الاثنين، يستعرض فيه كل طرف الحجج المدعمة لوجهة نظره، ~~في انتظار الفرصة الملائمة لمواجهة الآخر بها، وهي الفرصة التي ~~أتاحتها كارثة سيارة الرحلات. # ففي يوم الجمعة التالي نظمت مدرسة ابتهال رحلة إلى منطقة ~~الأهرامات وحديقة الحيوانات. وفي طريق العودة أراد سائق السيارة أن ~~يختصر الطريق بعبور الخط الحديدي المتجه إلى المرج، من فتحة شقها ms064 ~~المواطنون بأقدامهم المستقلة قبل سنوات (لأن المسافة بين كل معبر ~~شرعي وآخر تصل إلى أربعة كيلومترات)، وأسموها (بسبب النتائج): ~~مزلقان الموت. لكن القمامة المكومة في تلال فوق القضبان، عاقت ~~السيارة وعطلتها إلى أن أطاح القطار بها وبحياة سبعين طفلا مرة ~~واحدة. # لم تشترك ابتهال في الرحلة بسبب ارتفاع مفاجئ في درجة حرارتها؛ ~~ولهذا لم تسمع ذات بالكارثة إلا صباح اليوم التالي في الأرشيف؛ إذ ~~كان الحادث على رأس موضوعات البث، بعد أن نشرته الصحف تحت عنوان ~~يطمئن فيه مأمور قسم مصر الجديدة الجمهور بأنه تمكن من السيطرة ~~على الموقف وإزالة جميع المعوقات الخاصة بدفن الجثث. وأثناء ~~عودتها إلى منزلها في نهاية اليوم شاهدت بنفسها أمهات الضحايا، ~~القادمات من مساكن الحلمية والمطرية والزيتون والقبة، يزحفن ~~مولولات على مستشفى هليوبوليس، التي استقبلت بناتهن. ولم تكد ~~تبلغ منزلها حتى انفجرت في العويل هي الأخرى. # بعد توسلات عدة من جانب عبد المجيد أوضحت ذات أن عويلها ليس من ~~باب التضامن مع أمهات الضحايا، وإنما لأنها هي نفسها كان من ~~المفروض أن تكون من بينهن. أما المسئول عن ذلك فهو عبد المجيد ~~بالطبع؛ لأنه ترك ابنتيه للمدارس الحكومية، ولم يلحقهما بمدارس ~~اللغات، الأمر الذي سيحرمها أيضا من الفرص التي يستمتع بها أبناء ~~هناء ومنال وعفاف وزينب. # المواجهة الجديدة أتاحت لذات التلميح بغلطة العمر التي ارتكبتها، ~~فضلا عن تحديد الثوابت؛ أنها أضاعت عمرها في المطبخ وتربية ~~البنتين ورعاية عبد المجيد، وأن المهام العاجلة لا تتوقف على ~~اللحاق بالمسيرة وإنما تتعداها إلى الاستعداد من الآن لزواج ~~البنتين. # اختتم عبد المجيد دفاعا تقليديا عن النفس بسؤال: «أعمل إيه؟ ~~.. أسرق؟» # وردت ذات على الفور: «وما له؟ .. فيها إيه؟» ثم عالجته بسؤال ~~آخر حسم الجولة (لأنه لم يتمكن من الإجابة عليه): لماذا لا يسافر ~~مثل الآخرين للعمل في الخارج؟ # انفضت جلسة الحوار بالتجاء كل منهما إلى قاعدته؛ هو إلى ~~الفراش وهي إلى المرحاض. وفوق حلقته البلاستيكية (التي فقدت إحدى ~~مفصلتيها في واحدة من عمليات عبد المجيد التخريبية) وجدت أن ~~دموعها ms065 جفت، فشعرت بحاجة ملحة للبت، ولم يكن هناك من يصلح ~~للتلقي سوى واحدة؛ سميحة لا، صفية. # 6 # محكمة القيم تعيد تقدير أموال # عصمت ~~السادات # المطلوب مصادرتها بمبلغ 78 مليونا من ~~الجنيهات بدلا من 126 مليونا. # جريدة الأهالي: محامي # عصمت ~~السادات # هو ابن عم المليونيرة الفولاذية الهاربة # هدى عبد المنعم ~~. # جلسة ساخنة بمجلس الشعب حضرها د. ~~رفعت المحجوب، # رئيس المجلس، من مقاعد ~~الأعضاء # وزير ~~: # بالنسبة للاستجواب المقدم حول مشروع إعادة بناء مستشفى ~~قصر العيني، أؤكد أن إجراءات العقد مع الجانب الفرنسي ~~سليمة، وأن هذا العقد يوفر للخزانة العامة 72 مليون فرنك ~~فرنسي. # وزير آخر ~~: # الحكومة جادة في مراقبة المال العام من أجل مصلحة شعب ~~مصر. # نائب ~~: # في أواخر السبعينيات هدم المستشفى وأعلنت الحكومة عن ~~التقدم بعروض مبدئية للدخول في عملية إعادة بناء ~~المستشفى، وتقدمت العديد من الشركات العالمية بعروضها، ~~وتم تصفية العروض إلى عشر شركات لم يكن من بينها ~~المجموعة الفرنسية، وبقدرة قادر دخلت المجموعة الفرنسية ~~بعطائها وفازت لأنها عرفت من أين تؤكل الكتف؛ دخلت من ~~الباب الخلفي في يناير 1981. وأمامي وثيقة تبين ~~التدخل المشبوه؛ عبارة عن خطاب لوزير التعمير يقول: ~~إلحاقا بالمحادثة التليفونية أتشرف بأن أرسل إليكم ~~كتاب الشركة الفرنسية والتي تشير فيه إلى عرضها للجنة ~~البت. والتوقيع # السكرتير الخاص لحرم ~~رئيس الجمهورية ~~، أحمد فوزي. وهو نفس زوج ~~المذيعة المعروفة ... وتشكلت لجنة البت من رئيس المجلس و3 ~~أطباء أساتذة ومعهم مستشار لمجلس الدولة وآخرون من كلية ~~الهندسة، ولم يكن بينهم واحد متخصص في بناء المستشفيات. ~~وبالمقارنة نجد العرض الفرنسي يعادل 76,4 مليون جنيه، وعرض ~~المجموعة الأوروبية 73,9 مليون جنيه؛ أي إن هناك ~~فرقا. ~~... # النائب ~~: # تم تشكيل لجنة للعمل مع المجموعة الفرنسية تضم الدكتور # رفعت المحجوب ~~، وهناك ~~خطاب من المجموعة الفرنسية لرئيس الجامعة يقول إن ~~الفرنسيين خصصوا خمسين ألف جنيه لصالح هذه اللجنة، لكن ~~لن تدفع الفلوس إلا إذا تم توقيع العقد. وخلال أسابيع ~~تم توقيع العقد. وأعضاء لجنة البت هم الذين يحررون ~~العقود، ووضعت الشركة الفلوس في البنك؛ عشرة آلاف جنيه ل # للدكتور رفعت ~~المحجوب ~~، وسبعة ms066 آلاف للدكتور ثروت بدوي، ~~و7500 للدكتور علي رأفت. والدكتور المحجوب معترف بأنه صرف ~~المبلغ ... لقد ارتفعت قيمة العقد من 600 مليون جنيه إلى 700 ~~مليون جنيه. # وزير ~~: # الدكتور المحجوب أخذ المبلغ ليس بصفته عضوا في لجنة ~~البت، وإنما كمحام صاحب مكتب محاماة تولى كتابة العقد. ~~ومن يقول إنه كتب العقد لوجه الله تعالى؟ ثم إن البنك ~~المركزي أكد أن شروط العقد مناسبة، وكل الهيئات أيضا. ~~وقبل البنك الأهلي خطاب ضمان العقد. # د. المحجوب ~~: # لقد كان الموضوع بيد أمينة بدأت بالدكتور # فؤاد محيي الدين # ونهاية بي. ~~وأقول للأخ المستجوب: لقد غشك من قدم لك المستندات يا ~~أخ عبد المنعم؛ لأنه كان يرغب في أن يكون عضوا في لجنة ~~البت، لكنه لم يرق إلى مستوى الأكابر ... لقد خصص الجانب ~~الفرنسي عشرة ملايين فرنك لتمويل دراسات الجدوى لهذا ~~المشروع، وأنا حصلت على أتعابي من هذه الشركة وقدرها عشرة ~~آلاف جنيه؛ فقد كان هذا نتيجة عمل متواصل لمدة عام، وهذا ~~الرقم يعتبر أتعابا بسيطة. # إن كل شيء في هذا العقد كتب بحكمة وأمانة. وأقسم لكم ~~غير حانث إنه عقد شريف كتبه الشرفاء. نهاية قولي: أيها ~~الخجل أين حمرتك؟ والسلام عليكم ~~(تصفيق) ~~. # تعيين # إبراهيم نافع # رئيس تحرير ~~الأهرام مستشارا صحفيا للمصرف العربي الدولي الذي يرأس إدارته # د. مصطفى خليل # بأكثر من ألف ~~دولار شهريا. # د. هلودة # رئيس الجهاز المركزي ~~للتعبئة والإحصاء: ~~«عثمان أحمد ~~عثمان # يحتفظ بملف كامل عن كافة إمكانيات الثروة ~~الطبيعية في مصر أعده له الجهاز في ستة شهور بناء على طلبه ~~عندما كان وزيرا للإسكان والتنمية الشعبية، ويعتبر مصدرا هائلا ~~للثروة؛ إذ عن طريقه يمكن وضع دراسات وعقد صفقات ضخمة.» # اتهام # عبد الخالق المحجوب ~~، ~~شقيق رئيس مجلس الشعب، ورفعت البشير، وكيل وزراء الاقتصاد، و16 ~~متهما آخرين بالحصول على رشاوى مقابل تزوير توقيعات د. مصطفى ~~السعيد وزير الاقتصاد السابق على أوراق تسمح بإعادة المبالغ التي ~~صودرت من تجار العملة إليهم. # من 54 طفلا تلقاهم # مركز رعاية الطفولة ~~والأمومة # بأسيوط من مراكز الشرطة خلال ثلاث سنوات، ~~لم يبق ms067 على قيد الحياة غير سبعة أطفال. # الرئيس يفتتح # مستشفى المطرية ~~، ~~أكبر وأحدث مستشفى تعليمي في الشرق الأوسط، والذي أقيم بقرض ~~فرنسي مقداره 70 مليون فرنك. # المكاتب الاستشارية الأمريكية تعلن أن تكاليف مشروع الإسكندرية ~~ل # الصرف الصحي # في البحر مليار ~~و160 مليون جنيه، أما الصرف في الصحراء فيتكلف مليارين و14 ~~مليون جنيه. # مستشفى المطرية # الجديد يحول ~~مرضاه إلى مستشفى الدمرداش لأن أجهزته لا تعمل. وكانت إدارة ~~المستشفى قد أخرجت هذه الأجهزة من صناديقها عند الافتتاح ليكتمل ~~التصوير التليفزيوني له، وبذلك لم يتم تركيبها وفقا للتعاقد تحت ~~إشراف الفرنسيين وأفلتوا من الضمان ومن إعادة التركيب، وأصبحت ~~أجهزة أحدث مستشفى تعليمي في الشرق الأوسط هياكل من ~~الخردة. # المجلس الأعلى للقضاء يوافق على انتداب # القضاة ورجال النيابة # للعمل في الشركات ~~الاستثمارية. # صاحب شركة # رامادو إنترناشيونال # أمام محكمة القيم بتهمة الاستيلاء على عشرين مليون جنيه من البنك ~~العقاري والوطني ومصر والعربي الأفريقي. # دكتور # حسن متولي # أستاذ هندسة ~~الصرف بمعهد الصحة بالإسكندرية: « # الصرف ~~الصحي # في البحر أرخص البدائل ولا يسبب ~~أضرارا.» # المليونير # هنري زيدان # ينجح في ~~مغادرة البلاد بالرغم من وجود قرار بمنعه من السفر بعد أن اقترض من ~~البنوك المصرية 35 مليون جنيه دون سداد. # الشيخ # الشعراوي ~~: «الذين ينامون ~~على صوت موسيقى بيتهوفن لا يعرفون الله.» # محمد سيد عبد المنعم ~~، العضو ~~المنتدب في مجلس إدارة مستشفى السلام، يتقاضى من المستشفى خمسة ~~آلاف جنيه شهريا. # الآن! # المصحف الشريف بالذهب على ورق البردي. # للحجز والسداد # بنك فيصل ~~الإسلامي. # تخصيص فيلا المليونير الهارب # هنري ميشيل ~~زيدان ~~، التي تحتوي على حمام سباحة، سكنا خاصا ل # شخصية دينية مسئولة ~~، بعد أن ~~تم ترميمها بتكلفة 190 ألف جنيه. # تعيين شقيق مسئول كبير مستشارا لشركة # مونت أديسون # الإيطالية مقابل أربعة آلاف دولار ~~شهريا. # د. فاروق جرانة عضو مجلس الشعب: «المكاتب الاستشارية ل # للصرف الصحي # تقاضت مائة مليون جنيه دون ~~داع، ونجحت في إقصاء رئيس هيئة الصرف الصحي بالإسكندرية لأنه ~~عارض مشروع الصرف في البحر.» # فضيلة # شيخ الأزهر ~~: «لا يجوز أن ~~يرى من المرأة المسلمة إلا ms068 وجهها وكفاها.» # تسمم # 28 مواطنا أثناء ~~تناولهم وجبة غداء. # أفراد # الجماعات الإسلامية # في ~~أسيوط ينزعون لحية مواطن مسيحي. # مهندس بشركة # ميفلاند ~~: «الشركة ~~حصلت على موافقة وزارة الصحة ومعهد صحة الحيوان التابع لوزارة ~~الزراعة على تصنيع لحوم مجمدة انتهت مدة صلاحيتها ثم طرحتها ~~للبيع بمدة صلاحية جديدة.» # اختفاء 2908 ملفات من جملة 7300 ملف بمأمورية # ضرائب الجيزة ~~. # لجنة حكومية محايدة من أكاديمية البحث العلمي، وجامعة عين شمس ~~تدافع عن ضرورة # الصرف في الصحراء # لا في البحر والاستفادة من مياه المجاري بعد تنقيتها في زراعة 54 ~~ألف فدان. # اتحاد # ملاك برج ~~الشيماء # التجاري والسكنى برئاسة # عبد المنعم جابر ~~. # وحدات سكنية، محلات تجارية، # أرضيات موكيت، واجهات ألومنيوم، # سيراميك، إنتركوم # الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء: «في مصر 1,8 مليون # شقة مغلقة # قيمتها 40 مليار ~~جنيه.» # قريبا # واحة آسيد الخضراء # فيلا سكن وحمام سباحة وحديقة ~~خاصة # بأقل من سعر شقة. # حريق في الماكينات الجديدة المستوردة لشركة # مصر حلوان للغزل والنسيج ~~(ق.ع). # محاكمة رئيس شركتي «تريكونا ودقهلتكس للملابس» (ق.ع) بتهمتي ~~الرشوة والإضرار بمال الدولة. # ملابس شركة الإسماعيلية # تجدونها في المحلات الآتية في مصر: # مونت كارلو ~~(الشرقية)، # دكتور إن ~~(الإسماعيلية)، # نيو بامبولا ~~(طنطا)، # دبليو إم ~~(أسيوط)، # بنجوان ~~(بورسعيد)، # فامي دي ~~، # ميس ~~ريهام ~~(الإسكندرية). # لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب تطالب بوقف تصميم المصب ~~البحري ل # الصرف الصحي # بالإسكندرية، وسرعة تحديد الأراضي الصحراوية التي ستنصرف إليها ~~المجاري. # الشيخ # متولي الشعراوي # في ~~المستشفى بعد أن شعر بهبوط مفاجئ وإرهاق شديد نتيجة جهوده ~~المتواصلة في خدمة الدعوة الإسلامية. # الجماعات الإسلامية # تقتحم ~~مقر جمعية «خلاص النفوس» المسيحية بوسط مدينة أسيوط وتحطم ~~محتويات مكتبتها وجهازي تليفزيون وفيديو. # وزير الثقافة يشكل لجنة لتطوير # مسرح ~~الأزبكية # بالجهود الذاتية ويخولها الاستعانة بمن ~~تشاء. # تحسن صحة الداعية الإسلامي فضيلة # الشيخ ~~الشعراوي # بعد أن أشرف على علاجه فريق من كبار ~~الأطباء. # الاعتمادات المقررة لتطوير # مسرح ~~الأزبكية # ترتفع إلى خمسة ملايين من الجنيهات بزيادة ~~ثلاثة أضعاف عن التقدير الأصلي. # خسائر 200 مليون جنيه في # مستشفى السلام ~~الدولي # الذي تشترك الدولة في رأسماله بمقدار الربع ~~عن ms069 طريق بنك ناصر وهيئة الأوقاف وشركة الشرق للتأمين. # رئيس الوزراء يفتتح # الخط البحري للصرف ~~الصحي # بالإسكندرية. # محافظة # القليوبية # تتنازل عن ~~ثلاثة آلاف جنيه لمقاول مشروع مياه الخانكة. # محافظة # أسوان # تخسر 328 ألف ~~جنيه نتيجة توقف العمل بمشروع المجمع السياحي. # مياه المجاري تسيل من حنفيات الشرب في منازل # شبرا الخيمة ~~. # الرئيس الجديد لشركة # بتروجيت # للإنشاءات البترولية يعين 9 لواءات وعميدا و6 عقداء و5 ~~مقدمين من الشرطة بمرتبات تتراوح بين 500 و700 جنيه في ~~الشهر. # تكوين أسرة من طلبة كلية الإعلام باسم # الطيور المهاجرة ~~. # محافظة الإسكندرية تخصص خمسة ملايين من الجنيهات لتعميق ~~واستصلاح أول # مزرعة سمكية # بمصر ~~فوق 130 فدانا. # الرقابة الإدارية: «دكتور # محمد ~~مجدي # مدير # مستشفى السلام ~~الدولي # قام بتحويل 400 ألف دولار إلى شركة إنجليزية ~~مقابل توريد مستلزمات الديكور، فلم تورد سوى ما قيمته 37 ألف ~~دولار، ثم تبين أن الشركة وهمية أنشئت خصوصا للتعامل مع ~~المستشفى، ويملك الدكتور مجدي 30 في المائة من أسهمها، بينما يملك ~~شريكه # محمد سيد عبد المنعم # 40 في ~~المائة أخرى منها.» # الديدان والحشرات تملأ # شواطئ ~~الإسكندرية ~~، والإفرازات الآدمية تسبح إلى جوار ~~المستحمين. # بدلا من تعميق وتطهير الأرض المخصصة ل # المزرعة السمكية # في الإسكندرية، الشركة المسئولة ~~تقوم بتجفيفها وردمها ردما كاملا. # المعهد العالي للصحة العامة بالإسكندرية: «نتيجة تحليل ~~العينات أثبتت انخفاض نسبة الميكروبات في مياه البحر بعد بدء # الصرف الصحي # به، وإن نسبتها ~~أقل من نسبة التلوث المسموح بها في الولايات المتحدة.» # محافظ الإسكندرية يعلن عن مشروع لإنشاء قرية لحديثي الزواج فوق ~~أرض # المزرعة السمكية # تضم 120 ألف ~~أسرة. # محافظ الإسكندرية # يصحب أسرته ~~في رحلة علاج واستجمام إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ~~بدعوة من هيئة المعونة الأمريكية وهيئة تطوير المجتمعات المحلية ~~والريفية. # الرقابة الإدارية تتهم # د. مجدي رئيس ~~مستشفى السلام الدولي # بالتعاون مع شركة المعادي ~~للاستثمارات والسياحة في استئجار مبنى لهيئة التمريض التابعة ~~للمستشفى مقابل 608 آلاف جنيه سنويا ومليون جنيه تأمين، ثم اتضح ~~أنه يملك 20 في المائة من أسهم الشركة المذكورة باسم زوجته، بينما ~~يملك شريكه # محمد سيد عبد المنعم # 40 في المائة أخرى باسم ms070 زوجته. # محافظة الإسكندرية تتخلى عن مشروع مدينة العرائس فوق أرض # المزرعة السمكية # بعد أن ~~تبين أنها لا تصلح للبناء، وتقرر تحويلها إلى أحواض ~~للقمامة. # انفجار # ماكينة النتروجين ~~السائل بمركز التلقيح الصناعي بمحافظة الغربية المستوردة من ~~إنجلترا بثلث مليون دولار بعد تركيبها بثلاثة أيام. # احتراق قرية الضهرية بإيتاي ~~البارود وتشريد 30 ألف مواطن # النار تشتعل لأكثر من 30 ساعة في # الضهرية ~~. الحريق بدأ في أحد المنازل نتيجة ~~الإهمال. سيارات المطافئ وصلت بعد ساعات وتبين أن معظمها معطل، ~~كما أن الكهرباء كانت مقطوعة عن ماكينة رفع المياه. جثث الأهالي ~~تتناثر في الشوارع. # النيابة تفرج عن # محمد سيد عبد ~~المنعم # العضو المنتدب لمستشفى # السلام الدولي # بأكبر كفالة في تاريخ ~~القضاء المصري مقدارها 760 ألف جنيه. # د. محمد مجدي رئيس مستشفى السلام ~~الدولي يهرب إلى لندن. # استجواب في مجلس الشعب حول عدم توفر «السكر» في ~~الأسواق. # مدير تموين الإسكندرية يصرف 3500 كيلو «سكر» لحلواني سعد زغلول ~~الذي لا تزيد حصته عن 240 كيلو. # أنا مصرية الجنسية مقيمة بالولايات المتحدة وقد جئت إلى مصر ~~لقضاء بعض الوقت مع أهلي وأصدقائي، ولا أخفي عليك أني لمست ~~تقدما كبيرا في البرامج الثقافية في مصر. ومن أجمل ما رأيت ~~برنامج تليفزيوني عن الأمراض التي يسببها الإفراط في تناول ~~«السكر» للشعب المصري، وقد حمدت الله لوجود هؤلاء العلماء العظماء، ~~ونرجو في المرات القادمة عند قدومي إلى مصر أن أرى مزيدا من تلك ~~البرامج الثقافية لزيادة توعية الشعب المصري. # مدير تموين الإسكندرية يصرف 150 طنا من # الدقيق # الفاخر المدعوم لمصنع مكرونة يملكه ~~المليونير عبيد شيبوب الذي كان بقالا بسيطا في عام ~~1978. # صحيفة «الشعب»: مجموعة من كبار المسئولين السابقين والحاليين ~~يستولون على أراضي البحيرات المرة بأسعار زهيدة رغم أنها مملوكة ~~للدولة وممنوع بيعها قانونا وبها منطقة عسكرية. # حفظ التحقيق مع الدكتور # نعيم أبو ~~طالب # محافظ الإسكندرية السابق الذي اتهم بارتكاب ~~عدد من الجرائم خلال توليه لمنصبه كمحافظ؛ من بينها أنه حصل ~~لنفسه ولأفراد أسرته على 11 شقة بمساكن المعمورة، ورفع نسبة ~~الاستثناءات في شققها من 10 في المائة إلى ms071 25 في المائة، علما بأن ~~ثمن الشقة الواحدة 70 ألفا من الجنيهات، وتباع للاستثناءات بنصف ~~هذا المبلغ. كما اتهم بمعاونة # رشاد ~~عثمان # عضو مجلس الشعب السابق، الذي أوصاه السادات ~~بمدينة الإسكندرية في ارتكاب معظم جرائمه. # وكالة التنمية الدولية ~~الأمريكية # تقدم مائة مليون دولار ل # مشروع تطوير مياه الشرب والصرف الصحي # في محافظات الفيوم وبني سويف والمنيا، على أن يتم صرف مياه المجاري ~~في بحيرة قارون ونهر النيل. # حفظ التحقيق مع الدكتور # عبد الرازق عبد ~~المجيد # نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد الأسبق ~~الذي اتهم بمساعدة # رشاد عثمان # في الحصول على 4 ملايين جنيه إعفاءات جمركية. # حفظ التحقيق مع # حلمي عبد الآخر # الوزير السابق ورئيس اللجنة التشريعية لمجلس الشعب. # عبد الرحمن البيضاني # صاحب مكتب # إيجيكون ~~: «بعد الثورة ~~اليمنية أدركت أن دوري السياسي والوطني على الساحة اليمنية قد أكمل ~~رسالته، فكان من الطبيعي أن أنتقل إلى دوري الأساسي القومي على ~~الساحة العربية؛ لأني أدرك عن يقين أن الدفاع عن الأمن القومي ~~الإقليمي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الدفاع عن الأمن القومي ~~العربي، وقديما تفرغ أفلاطون لنشر الوعي بعد أن شعر أنه قد ~~أدى دوره السياسي. من هذا المنطلق سهرت على جمع أكبر حشد من ~~زملائي الخبراء المتخصصين في كافة المجالات الحضارية، وكونت ~~اتحاد المستشارين المصريين إيجيكون الذي يضم الآن 390 خبيرا في ~~مختلف التخصصات؛ بينهم عدد كبير من لواءات الجيش والشرطة ~~يتميزون بخبرات تنظيمية عالية، ويتولون إدارة مشاريع الصرف ~~الصحي في ثلاث محافظات، وهي مشاريع عملاقة يتراوح عقد كل منها ~~بين خمسين وأكثر من مائة مليون جنيه.» # الرئيس مبارك ينعي المغفور له اللواء # فوزي ~~معاذ # محافظ الإسكندرية: «إن الراحل فقد حياته وهو ~~يؤدي واجبه نحو وطنه بكل صدق وإخلاص وحماس حتى آخر لحظة من ~~حياته. وقد تدرج الفقيد في مختلف مواقع العمل العام منذ فجر ~~شبابه حتى منصب محافظ الإسكندرية عن جدارة وتفان، وكان في كل هذه ~~المراحل يعمل وفقا للصالح العام. لم يبخل بجهد أو عرق في أدائه ~~للمسئولية بضمير خالص متصل والتزام تام ms072.» # رئيس الوزراء # علي لطفي ~~: «جميع ~~شواطئ الإسكندرية نظيفة تماما وخالية من التلوث طبقا لما ~~أكدته تقارير الهيئات العلمية.» # صحيفة # الوفد ~~: « # عبد المنعم جابر # مليونير الإسكندرية ~~الهارب حصل على 12 مليون جنيه من البنك الوطني بضمان محافظ ~~الإسكندرية المرحوم # فوزي ~~معاذ ~~.» # علي لطفي # يعلن عن مشروع جديد ~~عاجل للصرف الصحي في الأحياء الشعبية بمدينة الإسكندرية. # انفجار مواسير الصرف الصحي ~~بالإسكندرية ليلة عيد الفطر # الأحياء الشعبية في الإسكندرية تغرق في مياه المجاري بعد بدء ~~تشغيل المرحلة الأولى من مشروع الصرف الصحي العاجل الذي رصدت له ~~الدولة أكثر من ستين مليون جنيه. الأهالي يذهبون إلى المحافظ ~~فيحتجز بعضهم ويأمر باعتقال البعض الآخر. # هيئة الصرف الصحي # بالإسكندرية: ~~«الشركة المنفذة فتحت وصلات المنازل على الخطوط الفرعية قبل أن ~~تنتهي من إنشاء الخطوط الرئيسية؛ فتسربت المياه إلى ~~الشوارع.» # أجر الخبير الأمريكي في مشروع # الصرف ~~الصحي # بالإسكندرية وصل إلى ثلاثة آلاف دولار في ~~الساعة. # أهالي الإسكندرية يغوصون في ~~مياه المجاري داخل منازلهم وأمامها في أول يوم من ~~أيام عيد الفطر. # غرق أطفال في البالوعات المفتوحة أسفل مياه المجاري في ~~الإسكندرية. الأهالي يتظاهرون في ثالث أيام العيد ويهاجمون قسم ~~المنتزه ويقذفونه بالطوب. قوات # الأمن ~~المركزي # تحاصر المتظاهرين وتفرقهم بالقوة. # الجهاز المركزي للمحاسبات: «مكتب إيجيكون الاستشاري الذي يملكه # عبد الرحمن البيضاني # حصل على ~~60 بالمائة من قيمة القرض الأمريكي المخصص لتنفيذ المشروعات ~~العاجلة ل # الصرف الصحي # بالإسكندرية بالتواطؤ مع هيئة المعونة الأمريكية، ثم ثبت عدم ~~صلاحية التصميمات التي أعداها.» # عبد ~~الرحمن البيضاني # صاحب مكتب إيجيكون ~~يضع مع كبار المسئولين حجر الأساس في مشروع تجديد ~~شبكة # الصرف الصحي ~~بالقاهرة ~~. # 7 # استقبلتها رائحة العفونة المألوفة المنبعثة من الملاحات عند ~~مشارف الإسكندرية، لكنها استمرت بل وتضاعفت كلما اقتربت السيارة ~~البيجو بركابها الثمانية (بزيادة واحد رفيع حشره السائق في ~~المقعد الأمامي قائلا في وداعة مصطنعة: بيت الحبايب يساع خلايق) ~~من سرة المدينة، وكانت في انتظارها عندما غادرت السيارة في سيدي ~~جابر، وحفت بها وهي تسير إلى جوار شريط الترام، ثم تنتقل إلى ~~الشوارع الجانبية الضيقة، خائضة ms073 في أكوام القاذورات، غائصة في ~~أرض رخوة مطينة، وتلكأت معها في مدخل المنزل المتواضع، ~~وصاحبتها على السلم الذي تكدست القمامة فوق درجاته، ولفحت وجهها ~~عندما فتحت لها صفية الباب. # صفية عباس، التي تكبرها بعدة سنوات، صاحبة الشفتين الناعمتين، ~~اللتين كان لهما مذاق سكري في أيام «أكتب إليك بالقلم الأحمر ~~علامة الحب المشتعل»، والمواثيق ~~المؤكدة بالصداقة الأبدية، التي تحققت بدخول نفس الكلية، وأحلام ~~الزواج من شقيقين، والسكنى في شقتين متجاورتين، التي لم ~~تتحقق؛ لأن الاثنتين وقعتا، بالطبع، في غرام نفس الشخص؛ عزيز ~~عبد الله، الشيوعي، زميل صفية في الصف الدراسي وضيف المعتقلات، ~~الذي تزوجها بمجرد تخرجهما وانتقل بها إلى الإسكندرية، مما ~~دفع ذات إلى قبول الزواج من عبد المجيد أوف كورس، مستريحة إلى ~~نجاتها من مصير محفوف بالخطر، ومكتفية بالزيارات السرية من عزيز، ~~بصحبة صفية في أغلب الأحيان. # من خلال الأحضان، وبقبلات على الوجنات وحدها، تجنبت الشفاه، ~~ليس هربا من المذاق السكري، وإنما من روائح الطعمية التي ~~التهمتها ذات في موقف أحمد حلمي، والتهاب اللثة المزمن الذي ~~تعاني منه صفية، بدأ البث: «معقول. والله فيكي البركة. عرفتي ~~ازاي؟» ~~- «عرفت إيه؟» ~~- «عصام.» ~~- «ما له؟» ~~- «جاي بكره.» # عصام شقيق صفية الأصغر، والرفيق الصغير - بالشورت - لأيام ~~الدراسة، وحامل الرسائل الملتهبة في غيرهما. ~~«أخذ الليسانس والماجستير مع بعض.» # في ماذا؟ لا غير الفلسفة. # مناسبة أخرى لمزيد من قبلات الوجنات ولتأمل آثار الزمن؛ الخيوط ~~البيضاء في الشعر الملموم، بشائر الجيوب أسفل العينين، الثديين ~~المتهدلين تحت الجلبية الكستور، بالإضافة إلى شيء آخر في نظرة ~~العينين أو مسحة الوجه أو لون البشرة، لا علاقة له بصفية القديمة، ~~أو لعله الحركة البطيئة المتمهلة لمن كانت تمشي وكأنها ~~تقفز. # التي جاءت تحكي كان عليها أن تستمع إلى قصة طويلة، مروية على ~~طريقة الروايات السائدة؛ أي بالتفصيل الممل، الذي يتجنب كل ما هو ~~جوهري، وبمساحة واسعة لأكاذيب صغيرة بدأت بنفس الإجابة (الحمد لله) ~~عن كل سؤال، ثم انكمشت بالتدريج لحساب الحقائق؛ عزيز لم يعد ~~صحيا كما كان من قبل، التردد المستمر ms074 على المعتقلات وأقسام ~~الشرطة (آخر مرة عندما انفجرت مواسير المجاري في العيد) أصابه ~~بالسكر والضغط، وبسبب عزيز فصلت من عملها (العلاقات العامة) بشركة ~~الكروم، وهناك قضية أمام المحاكم سيستغرق الفصل فيها عدة سنوات؛ ~~ولهذا اضطرت للعمل في التدريس، وحصلت على عقد للعمل في ~~السعودية، لكن عزيز غير موافق (رغم أنه من الممكن إيجاد عمل له ~~هناك أيضا)، والأولاد كبروا؛ آخر العنقود تريد أن تتعلم ~~البيانو، ومصطفى يحتاج إلى دروس خصوصية، أما الأكبر؛ عادل، ~~فيطالب بسيارة يذهب بها إلى الجامعة («عندنا واحدة متهالكة 128، ~~وأنت؟» بخجل: «لسه»)، ثم الشقة، انظري حولك. # كانت ذات قد نظرت حولها بالفعل عدة مرات، والتقطت التفاصيل ~~الضرورية؛ قروح الجدران، مفرش المشمع المتآكل فوق المائدة ~~الخشبية المائلة والمزنوقة في الحائط كي لا تتهاوى، ثلاجة إيديال ~~(8 قدم) تقشرت زواياها، حشرت حشرا بين المائدة وباب الشقة. ~~وبنظرة إضافية استجابة إلى طلب صديقتها أحاطت بأباجورة مكسورة في ~~الركن وستارة متربة من الدانتلا فوق شباك الصالة، تحت إشراف نظرة ~~فاحصة من صاحبة المنزل، تتقصى أي أثر للشماتة والارتياح ~~المتوقعين، لكن ذات أخفت مشاعرها ببراعة، وبدافع من إحساسها ~~بالذنب عرجت على درب الذكريات؛ عندما طلب منها عزيز الاشتراك، مع ~~صفية، في برنامج صيفي لمكافحة أمية الكبار (في دور المعلمة ~~بالطبع)، وكيف انسحبت من أول جولة: «كنت سأجن من عدم قدرة رجال ~~محترمين بشوارب على التمييز بين هذا وهذه»، ناسية أنها هي نفسها ~~ما زالت تخلط بينهما. # التمعت عينا صفية لأول مرة: «وأمين الاتحاد الاشتراكي .. ~~فاكراه؟ اللي رفض تعليق لافتة مكافحة الأمية .. (مقلدة صوت ~~الحكمة) يا بنتي .. لو علمناهم القراءة والكتابة فمن يعمل في ~~الحقول والنظافة؟» # ضحكت ذات: «خبطتيه بيتين شعر للراجل ده اللي اسمه .. اسمه زي ~~البيض نصف سوا .. تصوري نسيته.» # صفية لم تنس: بريخت .. فاكرة البيتين؟ .. تعلم أبسط الأشياء فلم ~~يفت الأوان بعد.» # لم تتمكن من الإكمال لأن الدموع انهمرت فجأة من عيني ذات، لا ~~بسبب بريخت، وإنما تمهيدا للفقرة التالية في البث. واستمعت صفية ~~في فضول لقصة المقاطعة الغامضة، ثم لشكوى ms075 مرة من عبد المجيد انتهت ~~بجملة درامية: «خلاص .. ما عدتش أطيقه.» # قامت صفية بالدور المطلوب منها ، فاستعرضت قائمة طويلة بحسنات ~~عبد المجيد (فهو لا يجري وراء النساء، ولا يلعب القمار، ولا يتعاطى ~~المخدرات، ولا يجلس على المقاهي، بالإضافة إلى أنه يحبها ولا ~~يهينها ولا يضربها)، مقابل العيوب التي أبرزتها ذات (الهدم ~~والتخريب والأنانية والبلادة. باختصار؛ خيبته). وبالنتيجة كشفت عن ~~تناقضها: «إما أسيبه أو أحبل منه تاني.» # وجهت صفية سؤالا منطقيا: «قوليلي .. فيه حد تاني؟» تلقت ~~عنها إجابة منطقية؛ بالنفي، في إباء؛ فذات الفاضلة تعلمت من ~~الصغر أن هناك أشياء لا يعترف المرء بها ولا حتى لنفسه، وأن طوق ~~النجاة في الحياة هو تجنب ذكر الحقيقة في أي حال. # هكذا لم تكتم ذات فحسب أن هناك العشرات وليس مجرد «حد تاني»، ~~وإنما أخفت أيضا، وربما عن نفسها أساسا، الدافع الحقيقي الذي أتى ~~بها إلى الإسكندرية؛ وهو إشعال إحدى الجمرتين الخامدتين في ~~حياتها الروحية القاحلة، الأمر الذي تبين من الوهلة الأولى عدم ~~جدواه. # فصفية، بسحنتها الذابلة المهمومة، وجلبابها الكستور فوق ثدييها ~~المتهدلين، والإشارب الذي حال لونه حول شعرها الملموم، ألقت ~~جردلا من المياه الباردة فوق واحدة، وتكفل عزيز بالثانية عندما ~~وصل في المساء بوجه شاحب ملأته التجاعيد وجللته الفضة قبل ~~الأوان. # كان في صحبة ماكينة بث من نوع آخر؛ شيخ العرب، عجوز قصير ~~القامة، أبيض شعر الرأس، ناري النظرات، باسم الوجه، دائب الحركة، ~~يتيه بنفسه إعجابا، يرتدي قميصا مفتوحا يكشف عن صدر عريض امتلأ ~~بغابة من الشعر الأبيض الكثيف، ابتدر المرأتين في مرح: «السلام ~~على من اتبع الهدى.» # في المطبخ، أمام براد الشاي، وبين جدران غير مدهونة حتى بالزيت، ~~ولا شبر واحد، تساءلت ذات هامسة: «شيوعي؟» فقالت صفية: «إنه شخص ~~طيب .. لكن لا يمل الحديث عن أمجاد الماضي. حتاخدي نصيبك.» # وما كان شيخ العرب ليصمد أمام إغراء مستمع جديد: «سنة 46 كنت ~~أعمل في مصنع نسيج في شبرا، وخرجنا في مظاهرة كبيرة حتى باب ~~الحديد، وحملني العمال على أكتافهم. واستمرت المظاهرة حتى ~~ميدان ms076 الإسماعيلية، التحرير الوقت. وكان عندي صورة وأنا أهتف ~~والرصاص يتطاير حولي لكن المباحث خدتها، وكان صوتي قويا يرن في ~~الميدان بدون ميكروفون. كنا نهتف بكفاح الطبقة العاملة والطلبة ~~والشعب المصري وسقوط بريطانيا. وجاء عمال شبرا الخيمة وطلبة الأزهر ~~والموظفون وكل الطوائف، والشوارع بقت عمم وطرابيش. ثم اشتدت ~~المظاهرات وبدأ ضربها بالرصاص من ثكنات قصر النيل، مكان الهيلتون ~~الوقت، فردينا عليهم بالحجارة وكرات النار. كان معنا عامل في قسم ~~تشحيم الماكينات، خلع جاكتته ولفها وأشعل فيها النار وطوحها ~~على الثكنات، وبدأت قوات الشرطة تطلق النار علينا، وحاصرتنا ~~بالنيران، فألقى كثيرون بأنفسهم في النيل، واستشهد العديد من ~~المتظاهرين، لكن الجيش الإنجليزي انسحب بعد ذلك من معسكرات ~~القاهرة؛ قصر النيل والزيتون والعباسية ومن الإسكندرية وغيرها إلى ~~منطقة القناة.» # الإنجليز تركوا خلفهم الإقطاعيين والرأسماليين، و46 تلتها سنوات ~~أخرى أغلبها في السجون، لكن صفية اعترضت التسلسل الزمني بتعلية ~~التليفزيون ليسمعوا نشرة الأخبار، وفقد شيخ العرب مستمعيه لصالح ~~رئيس الجمهورية الذي كان يقول: «خفض دولار واحد في سعر برميل ~~البترول معناه خفض 75 مليون دولار في إيراداتنا، ومع ذلك أوضاعنا ~~مستورة والحمد لله»، ومن بعده وزير الحكم المحلي: «المرحلة القادمة ~~بداية لتطور جذري في ديمقراطية التخطيط والتنفيذ»، ثم تمثيلية، ~~زيادة، بطلها عمر الحريري. خلال ذلك أدرك شيخ العرب أن الليلة ليست ~~له، فانسحب في وقار. # بانسحاب شيخ العرب ألفى عزيز نفسه وحيدا؛ فالمرأتان اللتان ~~تجلسان على بعد سنتيمترات منه، وتربطه بهما خيوط موغلة في الزمان ~~فضلا عن المكان (في حالة إحداهما على الأقل)، أصبحتا تبعدان عنه ~~بمسافة ضوئية وقد استغرقتهما أحداث التمثيلية التليفزيونية. حاول ~~أن يسخر من عمر الحريري الذي كان يمثل دور موظف مطحون، بينما ~~كان شعره الفضي مكويا، فاحتدت صفية مؤكدة أن شعره هكذا في ~~الحقيقة، ومرة أخرى سخر من الحماة الطيبة التي تحب زوجة ابنها ~~وتحرص على سعادتها، فاحتدت ذات مؤكدة وجود نماذج من هذا ~~النوع. وفي أثناء ذلك أصيب طفل الموظف المطحون بورم في المخ، ~~بينما عهد إليه رئيسه بأربعة آلاف جنيه يحتفظ ms077 بها حتى الصباح، فهتف ~~عزيز منتصرا: «سيضطر لإنفاقها على علاج طفله، ثم يذهب إلى ~~السجن.» لكن المرأتين كانتا تبكيان فعلا أمام المأساة، فلزم ~~الصمت، وأشعل السيجارة الأخيرة المسموح له بها. # بعد عشاء من الجبن والحلاوة، حملت ذات حقيبتها إلى الحمام ~~الصغير، الذي تعاون الجميع على إغلاق بابه المصنوع من خشب ~~الأبلكاش؛ لأن لسان المزلاج النحاسي الصغير كان بعيدا عن بيته. ~~خلعت السوتيان والكيلوت، وكورتهما في كيس من البلاستيك دسته في ~~حقيبتها وأخرجت منها آخرين نظيفين، ثم انحنت فوق حوض غسيل الأيدي ~~تحدق في مرآة رخيصة، متوسطة الحجم، ثبتت بمسمار علاه الصدأ ~~والتوى بتأثير اليد التي دقته. مرت بأصبعها على الجيوب التي ~~برزت تحت عينيها، وعلى ندبة تشق شفتها العليا ويعجز الروج عن ~~إخفائها، وتأكدت من أن تأثير آخر صبغة لشعرها لم يتلاش بعد، ثم ~~خطت إلى ركن الحمام؛ لتقف أسفل الدوش الذي تتدفق مياهه على ~~الأرض مباشرة، دون حوض كبير أو صغير، وغسلت شعرها بالمياه ثم ~~بشامبو صفية الذي ظنته أجنبيا لأنها لم تنتبه إلى # Made in Egypt # كتبت بخط ~~دقيق للغاية في قعر الزجاجة؛ ولهذا دعكت شعرها مرتين وكومته فوق ~~رأسها، ثم دعكت جسمها جيدا بالصابون، وهنا اكتشفت بضع خيوط بيضاء ~~في شعر عانتها، الذي أهملت إزالته في الآونة الأخيرة، فحاولت ~~انتزاعها بطريقة تساعدها على الاختيار بين البديلين المطروحين ~~أمامها بشأن علاقتها بعبد المجيد، باستبعاد كل منهما بالتتابع مع ~~كل شعرة تخرج من منبتها، لكنها لم تنجح في انتزاع شعرة واحدة، ~~فأسلمت نفسها لمياه الدوش، وقد ضاعت عليها فرصة اتخاذ ~~القرار. # أعدت لها صفية مكانا للنوم فوق مرتبة صلبة مليئة بالنتوءات، ~~ووسائد مشبعة برائحة العرق. وقبل أن تفرغ من استعراض أحداث اليوم ~~كانت الزيارات الليلية قد بدأت، باختلاف بسيط عن السابق، فرضته، ~~بالطبع، هذه الأحداث نفسها. # رأت نفسها تسير في أحد شوارع الإسكندرية عندما شعرت برجل يخطو ~~إلى جوارها، ثم يقترب منها حتى أوشك أن يلتصق بها. رمقته بنظرة ~~جانبية، فطالعها صدر عريض وقميص مفتوح عند العنق يكشف عن شعر أسود ~~كثيف ms078، فضلا عن انبعاج تحت العانة لا يحتمل أكثر من قراءة واحدة. ~~تراءى لها أنه معجب بنفسه، يستعرض رجولته، فقررت أن تسخر منه. ~~وفجأة ارتطم فخذه بساقها، فالتفتت إليه تريد أن تقول له إنها تدرك ~~ما يسعى وراءه، وإذا بها تلمح عبد المجيد في صحبة امرأة لا تعرفها. ~~وهنا تغير المشهد، لا في اتجاه تراجعي، وإنما في الاتجاه العكسي ~~تماما. # ها هي واقفة في صالة انتظار ما، إلى جوار الرجل ذي القميص ~~المفتوح، وقد بدا الآن شبيها بعصام، العائد في الغد، بينما يقف ~~عبد المجيد ورفيقته على بعد خطوات، وها هي ومرافقها يستديران ~~قليلا بحيث يتواجهان، ويضغط انبعاجه على فخذيها فيبتلان وتشرع ~~في الالتذاذ، لكن شيئا يحدث قبل أن تهزها الرعشة المبتغاة؛ ~~تستيقظ. # عندما استأنفت النوم بعد لحظات كانت تحت سيطرة الرادع الداخلي ~~فلم تتمكن من استعادة اللحظة المراوغة، وألفت نفسها بدلا من ~~ذلك، أو ربما بسبب ذلك مع أبيها، الذي كان عائدا من غيبة طويلة، ~~في ملابس جديدة وطربوش لامع الحمرة. عتبت عليه غيابه دون إعلان أو ~~حتى ورقة صغيرة، ولم يستمر هذا الحوار طويلا؛ لأن الرادع ~~الداخلي لم يكن قويا بما فيه الكفاية، فسرعان ما ألفت نفسها ~~مستلقية على فراش منزل الطفولة المواجه للميدان، تفكر، للعجب، ~~في المطبخ وشكله الآن بعد السنوات التي انصرمت، وكيف أن محتوياته ~~المتداعية قد استبدلت بالتأكيد بالبلاكارات وأحواض الصلب الذي ~~يصدأ، فضلا عن الخلاطات والعصارات. ولتتأكد من الأمر نادت ~~أباها، فجاءها في جلبابه البيتي الناصع البياض، لكن ملامح وجهه هذه ~~المرة لم تكن واضحة، توطئة لما حدث بعد ذلك؛ إذ انحنى عليها ~~وقبلها، لا قبلة المساء المعهودة فوق خدها، وإنما أخرى ألذ، ~~متأنية، في شفتيها، حثتها على أن ترفع جسمها إلى أعلى كي تلمس ~~بقية جسمه، وعندئذ تبينت وجهه بوضوح؛ شيخ العرب. # ألاعيب الرادع الداخلي؟ لكنها على أية حال أدت الهدف المنشود؛ ~~إذ تحولت مغامراتها في اتجاه مغاير تماما، وانهمكت في حديث ~~حاد مع فتاة رائعة الجمال، لا تشبه أحدا تعرفه، تكلل بلمسة ~~ودية ms079 من يد الفتاة في المكان إياه، ثم بغزوة أصبع مفاجئة، جلبت ~~الرعشة المتمناة. # لم يتبق من هذا النشاط المحموم، عندما استيقظت في الصباح ~~الباكر، سوى إحساس بالرضا والراحة، تبدد على الفور عندما وقع ~~بصرها - وهي في الطريق إلى الحمام - على ابن صفية المراهق، الراقد ~~فوق كنبة في الصالة، وبالتحديد على الخيمة المشرعة التي صنعها ~~الغطاء بين ساقيه؛ فقد تذكرت كل شيء، عندما استعاذت بالله من ~~الشيطان الرجيم. وكان مقدرا لها أن تتذكر الاثنين؛ الله ~~والشيطان، عدة مرات خلال اليوم. # ففي السابعة تماما كانت سيارة عزيز ال 128 المتهالكة تقلهم ~~جميعا إلى الميناء، وخلفها سيارة نصف نقل أتى بها أحد معارف عزيز ~~من العمال. جلست صفية بالطبع في الأمام إلى جوار عزيز، ~~واستقرت ذات في الخلف مع الطفلين، لكن الطفل الذي جاورها ~~مباشرة كان هو نفسه صاحب الخيمة، وبعثت ساقه التي التصقت بساقها ~~بصورة طبيعية سخونة محببة تضاعفت في المرات التي قامت فيها ~~الطفلة الأخرى بقفزة مفاجئة في صراع الحدود الذي نشب بينها وبين ~~أخيها، أو عندما قامت ذات نفسها باحتضانه لإبعاده عن شقيقته، مما ~~أدى إلى احمرار أذنيه. # لم تخل الرحلة من البث؛ فالأبراج السكنية الجديدة استدعت من ~~عزيز قصة عبد المنعم جابر، الذي تحول في عشر سنوات من عامل نسيج ~~إلى مالك لخمسة أبراج وشركة مقاولات وأخرى للسياحة، قبل أن يهرب ~~بالملايين المقترضة من البنوك، والرائحة الجاثمة في كل الأركان ~~أتاحت لصفية أن تروي مسلسل الصرف الصحي الذي تحولت الإسكندرية في ~~ظله، خلال شهور قليلة، من عروس إلى مباءة. # حملت صفية معها مبلغين من المال؛ واحدا أكبر لجمرك السيارة ~~والعفش اللذين أحضرهما عصام معه أودعته حقيبة يدها، والثاني أصغر ~~للمصروفات النثرية، وزعته على جيوبها، وبدأ استهلاكه على الفور؛ ~~تصريحات الدخول، المنادي الذي انبثق فجأة في ساحة الانتظار ~~القريبة من المرسى، الصبي الذي هنأهم بسلامة الوصول المتوقع، ~~وآخر بشرهم بتمام الوصول الفعلي، وثالث أبدى استعداده لأي خدمة، ~~وعندما تجاهلته صفية مد يده قائلا: «الحمد لله على السلامة.» ~~ورابع انشقت عنه الأرض ms080 عندما رست السفينة إلى جوار الرصيف ~~وتطوع لأن يصعد إليها وينبه عصام - الذي يرونه ولا يراهم - ~~إلى وجودهم، ثم رجل أنيق يرتدي قميصا فاخرا وردي اللون ونظارة ~~مذهبة الإطار، يخطو في وقار واعتداد، تجاهل عزيز إذ تبين على ~~الفور موقع الخزانة، فقدم لصفية بطاقة لامعة السطح امتلأت ~~بأرقام التليفونات قائلا: «كامل الرشيدي .. مخلص سيارات .. تحت ~~أمركم.» وأخيرا عزيز نفسه الذي مد يده قائلا: «أعطيني حاجة ~~للحمالين.» # عاد عزيز بملف يضم ورقتين أعطاه لصفية: «السيارة عليك وسأهتم ~~أنا بالعفش.» واتجه إلى موقع الجمرك ساحبا الولد والبنت خلفه، ~~بينما تأبطت صفية ذراع ذات قائلة: «تعالي ندور على ~~الرشيدي.» # جرى البحث حول المبنى المخصص لجمارك السيارات، بين عشرات ~~الرائحين والغادين والمتسكعين، الذين كانوا جميعا مستعدين لأي ~~خدمة بوجوه باسمة، إلى أن تذكر صفية اسم الرشيدي، فتتلاشى ~~الابتسامات وتلتوي الرءوس نافية أي معرفة بالاسم وصاحبه. واحد فقط ~~كان موقفه مختلفا؛ كان كهلا ضامر الصدر، منتفخ البطن، يرتدي ~~بنطلونا قديما متهدلا، وقميصا مكويا في عناية هدفت لإخفاء ~~قدمه، ونظارة طبية مشروخة الإطار، وترتعش يده بصورة مستمرة. ~~اقترب منهما في تردد وعينه على الملف الذي تحمله صفية في يدها: ~~«خدامكم كمال، مخلص سيارات. أي خدمة؟» ثم قادهما بعد تفكير إلى ~~ممر صغير بين مبنيين وقال: «استنوه هنا. جاي بعد شوية.» # وفعلا هل الرشيدي بعد لحظات بخطواته المعتدة، فأخذ منهما ~~الملف، وتقدمهما إلى أحد المبنيين مرورا بكمال الذي جلس ~~القرفصاء إلى جوار الحائط مع عدد من زملائه المخلصين، ولم يشأ ~~أن يدع الفرصة تمر، فخاطب الرشيدي قائلا: «أنا اللي قلت لهم ~~عليك.» ودون أن يبطئ هذا من سيره رد عليه مؤنبا: «يا وسخ. كان ~~عندي موعد معهم.» # انبرت ذات، صاحبة المواقف الإنسانية، للدفاع عن الكهل المظلوم، ~~الذي لمست فيه شيئا مألوفا، كأنما التقت به من قبل، أو يذكرها ~~بشخص تعرفه جيدا، فأكدت للرشيدي أنه الوحيد الذي ساعدهما على ~~الوصول إليه، لكن هذا لم يتراجع عن موقفه: ده دني. كل همه نص جني ~~وبس.» # دناءة المخلص الكهل كان ms081 لها أوجه عديدة؛ فهو مريض بالسكر، ~~ويفقد أعصابه بسهولة، ويسيء معاملة الزبائن، وبالإضافة إلى ذلك: ~~«خدي مثلا حالة مثل حالتك. هل يتم التخليص من غير الرش؟ لو اديته ~~أوراقك ومعاها عشرين جنيه للمصاريف؛ أي للرش على الموظفين، يحجز نص ~~المبلغ على الأقل لنفسه، والنتيجة على رأس الزبون.» # استوعبت صفية ما ظنته رسالة غير مباشرة، فأخرجت مادة الرش. ~~وداخل صالة واسعة، صفت بها عشرات المكاتب في صفوف غير منتظمة، ~~وحولها عشرات الأشخاص الذين يتكلمون في آن واحد؛ ولهذا يتنافسون ~~في المقدرة على الإسماع، أتيح لذات أن ترى المخلص الكهل مرة ~~أخرى على الطبيعة. # كان يحمل ملفا أزرق اللون، ويحاول الحديث عبثا إلى أحد ~~الموظفين. وتقدم الرشيدي بملف صفية إلى نفس الموظف، فاستقبله ~~في ترحاب وتناول منه الملف على الفور. واستدار الكهل إلى شاب عابس ~~الوجه، فغمز له بعينه، بطريقة تآمرية، وأشار بيده إلى فضيلة الصبر، ~~ثم اتجه إلى موظف آخر لم يعبأ به، فوقف لحظة جامدا يتطلع إلى ~~الفضاء بين المكاتب ويده اليسرى لا تكف عن الارتعاش. وبعد لحظة ~~استدار وعاد إلى صاحب الملف، وسمعته ذات يخاطبه قائلا: «لا بد أن ~~ننتظر قليلا فهناك مشكلة في ورقك. لكن لا تقلق. سأحلها لك.» وتركه ~~متجها إلى موظف آخر. # خلال ذلك كان الرشيدي قد حصل، بالطبع، على التوقيعات والأختام ~~المطلوبة، ولم يبق سوى توقيع رئيس الإدارة الذي لم يكن، بالطبع، ~~في مكتبه، ولا يعلم أحد أين ذهب، لكن الرشيدي المدرب عثر عليه في ~~مكتب جانبي غارقا في حديث تليفوني عن خطوط السفن ورحلات العطلات، ~~سرعان ما انتقل إلى قطع غيار السيارات وعيوب الميكانيكيين قبل أن ~~ينتبه إلى وجود الرشيدي ومرافقتيه، فتناول منه الملف وفتحه وشرع ~~يقرأ محتوياته، مواصلا الحديث، أو بالأحرى التلقي، بينما يقلب ~~الأوراق، تتابعه عيون المرأتين المتلهفتين، في انتظار أن يبلغ ~~الصفحة الأخيرة ويمهرها بتوقيعه، لكنه لم يكن بهذه السذاجة، فقبل ~~أن يصل إلى النهاية عاد إلى البداية، ودق قلبا المرأتين وهما ~~تتابعان أصابعه في رحلة تقليب الصفحات ذهابا وإيابا، حتى ms082 اكتشفتا ~~أنه يفعل ذلك بصورة ميكانيكية دون أن يقرأ شيئا. # انتهت المكالمة أخيرا، وأعاد الرئيس السماعة إلى مكانها، ~~شارعا في بداية جديدة مختلفة؛ إذ ركز بصره على أحد السطور ~~متمعنا فيه، ودق قلب ذات في عنف عندما تناول السماعة وأدار ~~رقما بنفس اليد، ثم رفع رأسه للرشيدي وقال وهو يناوله الملف باليد ~~الأخرى: «فؤاد بيه.» # خارج الغرفة تطلع الرشيدي إلى سماعته في تقطيب، وتطلعت إليه ~~المرأتان في قلق، وصح ما توقعتاه؛ ففؤاد بك انصرف فعلا، كما أن ~~الخزانة تغلق في الواحدة والنصف، ولا بد من دفع الرسوم وتقدير ~~الأرضية: «سيبي الملف معايا وتعالي بكره.» # في الطريق إلى جمرك العفش التقتا بالمخلص الكهل الذي حرص على ~~تجنبهما، رغم أن ذات رغبت في الحديث معه لتكتشف سر الألفة التي ~~تشعر بها نحوه، وهو السر الذي شغلها طوال الساعتين التاليتين من ~~الانتظار بين الحمالين والسائقين المستعدين لأي خدمة، إلى أن خرج ~~إليهم عزيز والفيلسوف الذي خلعت عليه صفية لقب الدكتور، ومن خلفهما ~~العفش (مكتب وسرير ومقاعد وثلاجة وغسالة وتليفزيون؛ مبررات اللقب ~~العلمي) الذي بدأ تحميله فوق سيارة النقل، فهل انتهت المحنة؟ ~~كلا. # أحاط الحمالون بعزيز يجادلونه في أجرتهم. وسبق الآخرون إلى ال ~~128، حيث انبثق المنادي فجأة لينبههم إلى أن أحد إطارات السيارة ~~نائم، عارضا استعداده لأي خدمة وتركيب الإطار الاحتياطي، مستحقا ~~بذلك الجنيه الذي أخذه، ومتيحا لذات فرصة التعبير عن إيمانها ~~بالنوع الإنساني: «لا يا شيخة»، عندما أسرت لها صفية شكها في ~~أن الأمر لا يعدو أن يكون تمثيلية من إخراج المنادي من أجل مضاعفة ~~دخله بطريقة مشروعة. # جلست ذات في المقعد الخلفي إلى جوار الدكتور الذي بدا حائرا في ~~كيفية مخاطبتها، وقد ألف أن يناديها أيام طفولته ب «الأبلة». ~~وانضم إليهم عزيز أخيرا، لكنه لم يكد يدير موتور السيارة حتى ~~لحق بهم، جريا، أحد الحمالين الذين كانوا يحاصرونه، وهو يجر ~~صبيا صغيرا من خلفه، ومال على النافذة مشيرا إلى الصبي: «ده ~~حمادة.» # تساءل عزيز في دهشة: «حمادة مين؟» # قال الحمال: «ابني.» # أخذ ms083 الابن نصيبه قبل أن يتحرك الموكب في اتجاه بوابة الميناء، ~~حيث استوقفهم عند الكشك الزجاجي للحاجز كهل مهيب يرتدي نظارة ~~طبية سوداء، وضع يده على مقدمة السيارة، وانحنى على النافذة ~~قائلا: «حمد الله على السلامة. كل سنة وانتم طيبين.» # أخرجت صفية من جيب سترتها جنيها وقدمته إليه، فأعاده إليها في ~~كبرياء: «لا. خليه لك. يمكن تحتاجيه.» # انفجرت صفية ثائرة وهي تخرج جيبي سترتها الفارغين، وتفتح ~~حقيبة يدها تحت بصره: «معدش معانا ولا مليم.» # أخرجت ذات جنيها آخر من جيبها أعطته للكهل، فأشار إلى شرطي عجوز ~~بعدة شرائط يقف على بعد خطوتين وقال: «هو كمان يستاهل.» # دار البحث في جيوب ركاب السيارة جميعا، بما فيهم الطفلة، حتى ~~تم جمع ثلاث ورقات من فئة ربع الجنيه، قبلها الشرطي في امتعاض، ~~وعندئذ رفع الكهل المهيب يده عن مقدمة السيارة، سامحا للركب ~~بالخروج. # علق الدكتور الذي كانت دراسته ذات طابع نظري، كما أن غربته ~~طالت: «لم أكن أتصور العودة صعبة هكذا»، قاصدا مجموعة من ~~الصدمات لم يكن هو الوحيد الذي تعرض لها؛ فبسبب ضيق المقعد ~~الخلفي في ال 128، والضخامة التي اكتسبها عاصم في الغربة، فضلا عن ~~نتائج كثرة تردد ذات على المرحاض، لم يكن ثمة مفر من التماس ~~الذي حدث. وعلى عكس ما جرى في رحلة الذهاب، كانت حمرة الأذنين ~~هذه المرة من نصيب ذات؛ إذ كان مفعول الساق القوية الصلبة أقوى ~~من سابقتها المراهقة. # تسبب عصام في مضاعفة حمرة أذني ذات عندما وضع حقيبة صغيرة ~~أنيقة من الجلد فوق ركبتيه، وفك شفرة قفلها، وتناول من داخلها ~~إطارا لنظارة طبية قدمه إلى ذات قائلا: «إيه رأيك في ~~ده؟» # تضاعفت حمرة أذنيها مرة أخرى عندما أعاد ما ظنته هدية إلى ~~الحقيبة بعد أن أبدت استحسانها، وأخرج مجموعة من الإطارات ~~المتنوعة، عرضها عليها متسائلا: «تفتكري لها سوق في مصر؟ معايا ~~توكيلها.» # كانت الحقيبة الجلدية تحتوي بالإضافة إلى الإطارات على أشرطة ~~فيديو من نوع جديد يتميز بقوة تحمل أكثر من الأنواع السائدة؛ ~~لأن محوره الدوار صنع من ms084 المعدن بدلا من البلاستيك، وأجهزة ~~إلكترونية صغيرة لمكافحة الناموس، أمن الجميع على حاجة كل بيت في ~~مصر إليها. # في هذه اللحظة أدركت ذات - مستغربة - بمن كان مخلص السيارات ~~الكهل يذكرها؛ عبد المجيد. # 8 # مصرع 15 طالبا وطالبة وإصابة 25 في حادثة # أوتوبيس # على الطريق من طنطا إلى ~~المحلة. # مشروع المبنى الجديد ل # بنك مصر # يستقر في مناقصة على مقاول بثمانية ملايين من الجنيهات. # سمو الأمير الدكتور الشيخ # الفاسي # في ~~زيارة أكاديمية الشرطة المصرية، وفي استقباله ~~السيد الدكتور اللواء عبد الكريم درويش نائب وزير ~~الداخلية. # عبد الهادي قنديل # وزير البترول ~~يدافع في مجلس الشعب عن شراء ناقلتي بترول ثم بيعها، وينفي أن ~~يكون هذا الإجراء قد أدى إلى تبديد عشرة ملايين دولار. # بيان من السفارة السعودية في القاهرة: « # الفاسي # ليس أميرا.» # أوتوبيس # يقتحم مدرسة كفر الحاج ~~بالسنبلاوين ويقتل 16 تلميذا. # هيئة السكك الحديدية تشتري # قطارات ~~نفاثة # يتجاوز ثمن الواحد منها مليون جنيه لتقطع ~~المسافة بين القاهرة والإسكندرية في ثمانين دقيقة. # سمو الأمير الدكتور # الفاسي ~~: ~~«تلقيت تعليمي الابتدائي والثانوي في جدة وبيروت، والجامعي في ~~أمريكا، وحصلت على الدكتوراه من إسبانيا باللغة الإسبانية.» # إرساء مشروع المبنى الجديد ل # بنك ~~مصر # على مقاول جديد مقابل أربعين مليون ~~جنيه. # التواء القضبان الحديدية الخاصة ب # القطارات النفاثة # بسبب عدم مطابقتها ~~للمواصفات. # بسم الله الرحمن الرحيم # دار تعدين الأمة المحدودة # صكوك المرابحة الإسلامية الأولى ~~لاستخراج الذهب (تنزانيا) # هدية عيد الفطر إلى أمة المسلمين # 60 ألف دينار ذهبي إسلامي صك في ~~سويسرا # الحد الأدنى للاكتتاب صك مرابحة لحامله قدره عشرون دينارا ~~ذهبيا إسلاميا، وقيمته 862 دولارا أمريكيا. يتم استلام ~~الدينارات الذهبية على عشرين دفعة متساوية بواقع دينار واحد كل ~~ثلاثة شهور، وعلى خمس سنوات عن طريق البنك السويسري المعتمد. # حلال لا يشوبه الربا # اربح واضمن ~~الزكاة # سباكان # يتنافسان في المزاد ~~المقام لبيع قصر الملكة السابقة والذي قدر ثمنه بمليونين ونصف ~~مليون من الجنيهات. # القطارات النفاثة # الجديدة ~~تقطع المسافة بين القاهرة والإسكندرية في ثلاث ساعات مثل قطارات ~~الديزل بسب حالة القضبان والإشارات. # إيجبت كلينتك # تقدم ms085 الجديد دائما # من ألكس شوبنج ~~كومبلكس # دسبنسر، كلارك سي 16، هاند دراير، السانور، تايم مست وندو، كويك ~~كلين ، بوليش، كولار أند كتس أوفن، لوندرال كلينتك، فابريك سوفتنر، ~~بليدج، مارثون 15، إس تي 100، بودر بور، دراي رنز، فوم. # جريدة الشعب تتهم ... وزير البترول بأنه اتفق مع الشركة الإيطالية ~~الدولية للنفط على استرداد قيمة آلات ومعدات بستة ملايين جنيه رغم ~~استخدامها في البحث والتنقيب. # عمال # أتيكو # يعتصمون # لم يتقاضوا أجورا منذ 18 شهرا بعد أن توقفت الشركة عن ~~العمل، وهرب رئيسها عبد الفتاح إسماعيل إلى أمريكا. # تعيين 14 # لواء وعميدا # متقاعدين بشركة القطاع العام للإسكان والمقاولات بمرتب شهري قدره ~~600 جنيه إضافة إلى معاشاتهم من القوات المسلحة. # المعارضة: «مجلس محلي محافظة # سوهاج # يتنازل عن مليون جنيه لشركة سياحة يرأسها ~~وكيل مجلس الشعب، وساهم في تأسيسها أربعة من أسرة المحافظ ووزير ~~سياحة سابق و11 فردا من أسرة أحد المسئولين.» # الحجز على ممتلكات شركة # ألكس شوبنج ~~كومبلكس # بعد أن اقترض صاحبها محمود إسماعيل 17 ~~مليون جنيه من بنك مصر، و17 مليونا أخرى من بنك القاهرة، و2,4 ~~ملايين من المصرف العربي الدولي، ثم هرب إلى الخارج. # جريدة الشعب تتهم ... وزير البترول بمسئوليته عن مشروع مجمع ~~البتروكيماويات الذي تكلف ألف مليون جنيه ويحقق خسارة سنوية ~~قدرها 70 مليونا، فضلا عن إهدار آلات ومعدات بعشرة ملايين ~~دولار. # سرقة 400 كيلو رصاص من الدرع الواقي ل # جهاز نووي # ملقى خارج غرفة التخزين في كلية العلوم ~~بجامعة القاهرة. # بسم الله الرحمن الرحيم # ومن أحسن قولا ممن ~~دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني ~~من المسلمين ~~. # صدق الله العظيم # الزهراء للإعلام ~~العربي # تطلب الوظائف الآتية: (1) رئيس لمجلس إدارة شركة لتوظيف الأموال، ~~ويفضل وزير سابق من وزراء المجموعة الاقتصادية. (2) مدير مسئول ~~لمدارس إسلامية ويفضل وزير تربية وتعليم سابق. # ملحوظة: نشاط الشركات واستثماراتها يقوم على نظام المشاركة ~~الإسلامية مع الهيئات والأفراد، والله الموفق: أحمد رائف. # الجهاز النووي # في كلية العلوم ~~هدية من الجامعة الأمريكية وسبق رفضه لوجود خلل في جهاز التشغيل ~~الأوتوماتيكي الخاص به، مما حدا بالجامعة الأمريكية إلى التخلص ms086 ~~منه لتتهرب من نفقات دفنه. # جريدة الشعب تتهم ... وزير البترول بالتستر على أخطاء الشركة ~~الإيطالية المنفذة لمشروع الإثيلين وتحميل الجانب المصري لقيمة ~~المعدات والآلات التي استوردتها بالإضافة إلى 4,5 ملايين دولار ~~فرق تكاليف تم دفعها نتيجة أخطاء الشركة المنفذة لأعمال المنصة ~~البحرية. # سمو الأمير # الفاسي ~~: «ننوي ~~استثمار أموالنا في مصر. والمال متوفر والحمد لله. وهذا بخلاف ما ~~كان يحدث في الماضي حين كنا نخشى استثمار رءوس أموالنا في مصر خشية ~~التأميم والمصادرة؛ لذلك كنا نعمل في تلك الفترة بالولايات ~~المتحدة وأوروبا فقط.» # رئيس الجمهورية ~~: «ليس عيبا أن ~~يكون في مصر فقراء. ويجب أن نعمل كي يظهر بلدنا بالمظهر الحضاري ~~اللائق به؛ لأننا في حاجة إلى جذب السائحين.» # أمين مساعد جامعة القاهرة ينقل # الجهاز ~~النووي # ببلدوزر ويحاول تكسيره، ثم رش أسمنت في ~~المنطقة لمنع التسرب الإشعاعي. # جريدة الشعب تتهم ... وزير البترول بتمرير تعديل من مجلس الشعب ~~لاتفاقية التنقيب مع شركة فرنسية رغم إنهائها للتعاقد، مما ~~يعطيها الحق في المطالبة بتعويض مقداره 80 مليونا من ~~الدولارات. # قوات # الأمن المركزي # تقتحم قرية ~~ميت عنتر مركز طلخا دقهلية وتطلق الرصاص على الأهالي الذين ~~امتنعوا عن تلبية رغبة ضابط شرطة في دفن مواطن، قتلته سيارة، قبل ~~حضور النيابة. # الجهاز المركزي للمحاسبات يقرر أن هيئة # السكك الحديدية # حملت الدولة خسائر قيمتها 7 ~~ملايين مارك من جراء العقد الذي أبرمته بشروط مجحفة مع شركة هنشل ~~الألمانية لتوريد جرارات. # مدرسون بكلية # هندسة المنصورة # يهدرون ربع مليون جنيه بالتواطؤ مع موظفي شركة كاسيكو. # د. صلاح حشيش، رئيس هيئة الطاقة الذرية: «لا خطر على الإطلاق من ~~حادث # الجهاز النووي ~~، وهناك ~~مبالغات كثيرة؛ فالجهاز مصمم بحيث لا يحدث تسرب حتى لو ألقى به ~~من طائرة.» # سمو الأمير # الفاسي ~~: «مددنا يد ~~المعونة إلى 24 مدينة أمريكية تعاني العجز والبطالة، وتبرعنا ~~لمستشفى بحوث أطفال الأنابيب في ولاية فرجينيا الأمريكية.» # على طريق الصحوة ~~الكبرى # شركة # أمريكانا # تقدم ~~لكم خدماتها من خلال محلات: # ومبي، دجاج كنتاكي، هارديز، دجاج تكا، فلفلة أمريكانا، ~~أمريكانا كليك، باسكن روبنز. # وزير الصحة المصرية: «عملية ms087 عد كرات الدم البيضاء للطلاب الذين ~~تعاملوا مع # الجهاز النووي # أعطت ~~نتائج مطمئنة والحالة مطمئنة للغاية.» # وزير ~~الأوقاف المصري في رفقة سمو الأمير ~~الفاسي # عند رحيله من باب كبار ~~الزوار في مطار القاهرة. # صحف المعارضة تتهم الأمير # الفاسي # بتهريب كمية ضخمة من المجوهرات أثناء سفره ~~من مطار القاهرة. # مديرية الطرق والكباري بالدقهلية تعد خريطة مزورة تؤدي ~~إلى تغيير مسار # طريق شربين طلخا # أمام قرية دبسط بحيث يخترق مساحة مائة فدان زراعية يملكها 150 من ~~المعدمين؛ وذلك لتلافي هدم منزلين. # العلماء المصريون: « # الجهاز ~~النووي # حتى لو كان مغلقا يصدر أشعة جاما ~~باستمرار، وآثاره تظهر بعد سنوات، والتلوث الإشعاعي مؤكد ~~بالنسبة للذين تعاملوا مع المصدر عن قرب؛ أي الطلبة الذي أدوا ~~الامتحانات بالقرب منه، والعمال الذين حاولوا نقله وتكسيره، ~~ورجال الشرطة الذين وقفوا في نفس المنطقة، واللصوص الذين سرقوا ~~رصاص الدرع الواقي.» # ثلاثة شبان؛ أحدهم ابن صاحب مصنع طوب كبير، يختطفون # الطالبة المثالية لمحافظة الفيوم # ويخدرونها، ثم يلتقطون لها صورا عارية ويعتدون عليها. # رمضان جانا وفرحنا ~~به # أسعار خاصة لقضاء يوم الصيام في غرف مكيفة الهواء ~~ومزودة بأحدث أفلام الفيديو. # اختفاء أكبر ونش في مشروع مترو ~~الأنفاق # رئيس شرطة الآداب بالفيوم يحرر واقعة الاعتداء على # الطالبة المثالية # على أنها معاكسة في ~~الطريق العام، ويدعي في المحكمة أنها من الساقطات وتعمل مرشدة ~~لمكتب الآداب. # أحمد أمين فؤاد # رئيس المصرف الإسلامي ~~الدولي # للاستثمار والتنمية: «المذاهب الاقتصادية ~~المختلفة سواء الشرقية منها أو الغربية تتباهى بحرصها على حد ~~«الكفاف» لأفراد مجتمعاتها، وهو الحد الذي يحفظ للإنسان رمقه ~~وحياته. أما الإسلام فيضع لنا كحد أدنى لأفراد المجتمع ~~«الكفاية»، وهو حد «الغنى»؛ أي أن يكفل الحاكم لرعاياه # العمل والمسكن والزوجة والخادم ~~والركوبة ~~.» # سمو الأمير الدكتور # الفاسي ~~: ~~«حصلت على الدكتوراه من كوريا الجنوبية.» # الجهاز المركزي للمحاسبات يقرر أن # هيئة ~~السكك الحديدية # تعاقدت مع شركة جنرال موتورز ~~الأمريكية على توريد خمسة جرارات تسلمتها بعد عدة أشهر وتبين ~~أنها تالفة. كما دفعت الهيئة 300 ألف دولار فوائد تأخير سداد عمولة ~~الارتباط والأقساط والفوائد ms088 المستحقة لتأخر البنك المختص في ~~الدفع، وسوت قيمة القرض بمبلغ 95 مليون جنيه وفق سعر الصرف من ~~تاريخ توقيع العقد بدلا من تسويته في تاريخ السحب؛ مما أحدث ~~زيادة قدرها 26 مليون جنيه. # إبراهيم نافع # رئيس تحرير ~~الأهرام يمنع نشر مقال لأحمد بهاء الدين عن ظاهرة الشيخ # الفاسي # والمجوهرات التي سمح له ~~بإخراجها من مطار القاهرة. # انفجار # شبكة المجاري # في شبرا ~~الخيمة بعد أن تسلمها مهندسو المدينة بيوم واحد. # قام معاون # مباحث زفتى # بتعذيبي ~~أنا وزوجتي وضربنا بالكرابيج، ثم عرى زوجتي وأطفأ سيجارته في ~~ثدييها لأني ترددت في دفع 81 جنيها مخالفة أشغال طريق لاثنين ~~من المخبرين؛ سيد محمد فضل الله، صاحب محل تنجيد إفرنجي. # العمل يتوقف في طريق جسر # مصرف ~~المحيط # بالمنيا بعد ظهور شروخ في الجزء الذي تم ~~رصفه بتكلفة 6 ملايين جنيه. # صحفي معروف، وسفير مصر في لندن، ورئيس هيئة ثقافية كبرى، يشهدون ~~في شريط فيديو من إعداد وإخراج الأخير، على كرامات سمو الأمير # الفاسي ~~، ودوره في نشر الدعوة ~~الإسلامية في العالم. # إحالة المهندس محمد عبد الرحمن موافي عضو مجلس إدارة شركة ~~سيجورات (ق.ع) إلى المحاكمة؛ لأنه طلب 10 في المائة # عمولة # من مقاول قطاع خاص، واستخدم ~~عمال الشركة لبناء عمارته في مدينة نصر ومزرعته الخاصة ~~بالدقهلية، وأقرض معدات الشركة للعمل في مصانع # الشريف # للبلاستيك، وأسند تركيب أعمدة ~~خرسانية بالشركة إلى شركة مقاولات يملكها شقيقه مصطفى ~~موافي. # أحمد أمين فؤاد، # رئيس المصرف الإسلامي ~~الدولي ~~: قد تعجب إذا قلت لك إن موقف الإسلام من ~~الضرائب هو الأخذ بمبدأ « # الضرائب ~~التنازلية # وليست التصاعدية؛ بمعنى أنه كلما زاد ~~الجهد البشري والعمل، قل ما يدفع من ناتج هذا العمل. فأقصى ما ~~يدفع من ضرائب في ظل الإسلام هو ما جاء في شأن الأرباح ~~الاستثنائية التي يرزق بها الله عباده دون جهد بشري أو تدبير أو ~~تخطيط من صاحبها ...» # الإحصائيات الرسمية: # 240 ألف أسرة في مصر ~~يزيد متوسط دخلها السنوي على المليون ~~جنيه. # موظفة قديرة في بنك الإسكندرية # تختلس # ربع مليون جنيه. # فرع شركة # إيديال ~~(ق.ع ms089) بشرق ~~بورسعيد ينتقل من معرض إيجاره السنوي 200 جنيه إلى آخر بإيجار 24 ~~ألفا في السنة. # مقترضون بلا ضمانات يستولون من # البنك # على مائتي مليون جنيه في الشهور الستة ~~الأولى من عام 1985. # أرض معرض # إيديال # السابق في شرق ~~بورسعيد والتي يمتلكها شقيق نائب رئيس الوزراء تباع لمقاول ~~بمليونين من الجنيهات. # اكتشاف 600 طن من الدجاج الفاسد مستورد من ألمانيا الغربية ~~بشهادة صلاحية. # بسم الله الرحمن الرحيم # وما ~~تشاءون إلا أن يشاء الله رب ~~العالمين ~~. # صدق الله العظيم # مجموعة آي سي ~~إنجازات # إنجازات استثمارية ضخمة يتم تحقيقها للاقتصاد المصري في المجالات ~~الزراعية، الأمن الغذائي، صناعة الأخشاب، والسخانات الشمسية؛ # مباحثات # لتوريد خط تقطيع ~~أخشاب للشركة الإسلامية لإنتاج الأخشاب # آي ~~سي وود ~~، # مباحثات # مع كندا لاستيراد ألف رأس لمزارع التسمين، # مباحثات # مع الشركات اليونانية لإنتاج سخان شمسي. # إنجازات # كبرى في المشروع ~~الزراعي؛ أول محصول يظهر # قريبا ~~. # محافظ قنا يفتتح # حمام السباحة ~~الدولي # الذي تكلف مليونين من الجنيهات. # رئيس الجمهورية: «ما تحقق من # إنجازات # على مدى السنوات الماضية هو خير مبشر ل # الإنجاز # المقبل. وهذه هي # الصحوة الكبرى # في أبهى صورها ~~وملامحها.» # تشققات في جدران # حمام السباحة ~~الدولي # بقنا وتفكك البلاط الملصق بسطح ~~الحمام. # عودة الحياة لأجمل وأعظم # نافورة # في العالم وسط النيل الخالد بعد خمسة عشر ~~عاما من توقفها. # مصر للطيران # تدفع 50 مليون ~~دولار لشركة بوينج قبل إتمام التعاقد معها ورغم اعتراض مجلس ~~الدولة. # بسم الله الرحمن الرحيم # وما ~~تشاءون إلا أن يشاء الله رب ~~العالمين ~~. # صدق الله العظيم # مجموعة آي سي ~~إنجازات # آي سي سنتر المهندسين يفتتح طابقا خاصا لملابس ~~المحجبات، # وطابقا مستقلا ل # الساونا ~~وحمامات البخار ~~. # إقبال شديد من المواطنين على إيداع أموالهم لدى شركة آي. سي. ~~سنتر إنجازات لتوظيفها. # النيابة الإدارية تتهم # مصطفى كامل ~~مراد # رئيس الشركة الشرقية للأقطان (ق.ع)، وعضو مجلس ~~الشورى بمسئوليته عن مخالفات بمئات الملايين ارتبطت بتأسيسه كل ~~من الشركة الفرعونية للملاحة، والشركة المصرية الأمريكية للنقل ~~والشحن، في الوقت الذي احتفظ فيه برئاسة شركة القطاع العام. # رجل أعمال يمثل ms090 أمام النيابة بتهمة تسهيل «دعارة» ابنته. # المسئولون في شركة # سيجورات ~~، ~~كبرى شركات وزارة الإسكان، يتعمدون عدم تصريف الإنتاج فيرتفع ~~المخزون إلى ما قيمته 30 مليون جنيه، وذلك لصالح شركة منافسة تساهم ~~فيها سيجورات، ويعمل كبار موظفيها في مجلس إدارتها. # القطاع العام يخسر 790 مليون جنيه ~~سنويا في الشركات المختلطة # 87 شركة تحقق نسبة عالية من الخسائر تفوق رأس المال، على ~~رأسها شركات كلوريدا، المصرية الكويتية للأحذية، والشركات المملوكة ~~لبنك مصر إيران الذي كان يرأسه فؤاد سلطان وزير السياحة، ومجموعة ~~الشركات المملوكة لعثمان أحمد عثمان. # الجهاز المركزي للمحاسبات يتهم هيئة # السكك ~~الحديدية # بأنها وقعت عقدا مع شركة فرنسية لتوريد ~~قطارات توربينية قيمتها 135 مليون فرنك وافقت فيه على سداد ثلثي ~~القيمة قبل استيراد المعدات. وفي نفس الوقت لم تكن الهيئة قد ~~انتهت من المشروعات اللازمة لتشغيلها في موعدها، فتم تأخير توريد ~~القطارات والتغاضي عن توريد الشركة الفرنسية لمجموعة قطارات ~~وتوربينات تالفة، واختفاء عدد من صناديق الغيار قيمتها 8 ملايين ~~جنيه اعترف بها خبراء الشركة، ورغم ذلك سددت الهيئة قيمة القرض ~~كاملة. # رئيس الجمهورية # في احتفال أول ~~مايو: «حتدينا علاوة يا ريس؟ لا .. استنو .. علاوة إيه؟ .. علينا ~~في الداخل أقساط ديون البنوك وفوائد الديون اللي احنا بنجيبها من ~~بره .. بنجيب هذه القروض عشان نقدر نطور خدماتنا. عشان نقدر ~~ننمي بلدنا .. والدين مش عيب والعالم كله بيقترض، لكن المهم أننا ~~نقدر نسدد قروضنا .. فيه بعض شركات ما زالت بتخسر زي السكة الحديد ~~..» # الجهاز المركزي للمحاسبات يتهم المسئولين في هيئة # السكك الحديدية # بالمسئولية عن تلف ~~معدات بملايين الجنيهات وردتها شركة فرنسية وتركت في ~~العراء. # شقة العمر بليماسول في ~~قبرص # المعاينة على حساب الشركة بعد التعاقد. # ثلث طلبة الجامعات المصرية يتعاطون «المخدرات» وسن الإدمان ~~انخفض إلى 15 عاما. # الشركة المصرية السعودية ~~للاستثمار والتنمية تقدم جهاز الساونا المنزلي، ~~وجهاز تدليك القدمين # الجماعة الإسلامية # في المنيا ~~تدعو لامتحان إسلام الفيلسوف الفرنسي جارودي بالختان: «إننا لا نرى ~~في هذا الأمر تضحية بل دليلا، ولا نطلبه امتحانا بل برهانا، ~~ولا نقصده إذعانا بل عرفانا، ومعاذ ms091 الله أن يخشى العبد عذاب ساعة، ~~إذا كان حقا يخشى عذاب الساعة.» # الأسرة المصرية تنفق بين 50 في المائة و90 في المائة من دخلها ~~على الغذاء فقط بسبب # الغلاء # المتزايد. # أحمد أمين فؤاد رئيس # المصرف الإسلامي ~~الدولي ~~: «بفضل من الله تعالى أولا وأخيرا، ~~استطعنا أن ندفع لأصحاب الودائع الاستثمارية أرباحا عن الثلاثة ~~أشهر الأولى من العام 12,25 في المائة عن الودائع بالجنيه المصري، ~~و13,75 في المائة عن الودائع بالدولار، مع العلم بأن المصرف لا ~~يتعامل بالفوائد أخذا أو عطاء، وإنما يحرص على أن تكون جميع ~~معاملاته خالية تماما من أية شبهة ربوية.» # ثلاثة # مديرين # بشركة القاهرة ~~للمنتجات المعدنية (ق.ع)، يقومون بتكهين ماكينات المصنع صوريا ~~ويبيعونها على أنها خردة، ثم يستولون عليها وينشئون مصنعا في ~~قويسنا بأسماء أقاربهم، ثم يحصلون على نصف مليون جنيه بضمان المصنع ~~الجديد من البنك الوطني والبنك الأهلي بشبين الكوم بالتواطؤ مع ~~المدير المشترك للبنكين. # رئيس مباحث أخميم يشن مع عدد من ضباط # الشرطة # وجنودها حملة تأديب ضد أهالي قرية عرب ~~الحور تؤدي إلى إجهاض إحدى السيدات؛ لأنهم قاوموا محاولات أحد ~~الكبار للاستيلاء على الأرض. # معدات ثمنها مليون وربع مليون جنيه في العراء بشركة الخشب ~~الحبيبي بالمنصورة. # محافظ الشرقية اللواء # أمين ميتكيس # عند توقيع عقد إنشاء أكبر مجمع إسكان إداري في ~~المحافظة، وهو باكورة أعمال المصرف الإسلامي ~~الدولي للاستثمار والتنمية، ويرى إلى جواره ~~اللواء أحمد حسن # مساعد وزير ~~الداخلية ومدير أمن الشرقية ~~، ~~والمهندس عبد المحسن النجار رئيس الشركة الإسلامية ~~الدولية للمقاولات، والأستاذ سمير عرابي رئيس ~~الشركة الإسلامية الدولية للاستثمارات ~~والعقارات. # الجهاز المركزي للمحاسبات يتهم # رئيس هيئة ~~الأوقاف # السابق بالمسئولية عن ضياع # مليارين # من الجنيهات قيمة أملاك ~~الهيئة المغتصبة. # الأسبوع الثالث بنجاح ~~ساحق # السفلة ~~المحترفون # سائقو # السكة الحديد # يضربون ~~لأول مرة منذ ثلاثين عاما مطالبين بزيادة بدل المسافة التي ~~يتقاضاها السائق من 12 مليما إلى 50 مليما للكيلومتر. # رئيس بنك استثماري يتقاضى ألف ~~جنيه يوميا # زوجة رئيس «بنك» تقترض حتى منتصف 1984 مليونا وثلث مليون جنيه ~~وربع مليون دولار. # 11 طالبا جامعيا يكونون ms092 # عصابة # للسرقة بالإكراه. # الدكتور عبد الباسط أحمد يوسف أخصائي العظام بمستشفى # قوص # العام: «أدوية البلهارسيا ~~والإنكلستوما المخصصة للوحدات الصحية يستولي عليها بعض الأطباء ~~هي والقطن ويبيعونها للصيدليات. كما يستولي أعضاء المجالس المحلية ~~بالقرى على كميات كبيرة من الأدوية والأغذية المخصصة ~~للمستشفى.» # الأمن المركزي يفض اعتصام سائقي ~~السكة الحديد بالهراوات الكهربائية # نائب رئيس # بنك # يجبر البنك على ~~المساهمة في شركته الخاصة للصرافة بعشرة ملايين دولار. # الحكومة تحل رابطة السائقين في هيئة # السكة ~~الحديد # وتقبض على العشرات منهم. # الحكومة تتدخل لإنقاذ شركات الانفتاح ~~الخاسرة # التي يطالب أصحابها بضم ديونها للبنوك إلى ~~رأسمالها. # إجمالي «ديون» شركات القطاع الخاص للبنوك ستة ملايين من ~~الجنيهات. # تقديم 37 عاملا من سائقي ~~القطارات ومساعديهم للمحاكمة # مدير الإدارة الهندسية بمدينة قها: « # الشروخ # الموجودة في بعض العمارات السكنية التي ~~تم توزيعها أخيرا على المواطنين لا تمثل خطرا عليهم.» ~~«مجلس الوزراء»: «إضراب عمال السكة ~~الحديد خروج على القانون والشرعية. # سائق قطار ~~: «الفرامل اليدوية ~~معظمها لا يعمل، والسيمافورات يعلوها الصدأ والأتربة، والمفروض أن ~~تتم عملية حقن للأرض كل فترة بالزلط والبازلت، ويتم تغيير الفلنكات ~~والقضبان المتآكلة، والنتيجة أعطال وحوادث، وأنا مسئول عن أي تأخير ~~أو عطل أو حادثة، إما أموت فيها أو أسجن أو تخصم مني تكلفة ~~العطل من ال 170 جنيها التي أتقاضاها كل شهر شاملة المكافآت ~~والحوافز.» # محكمة القيم: ~~«ماجد ولطفي # استوليا على 799 سيارة مازدا وردت إلى جمرك بورسعيد لحساب # المصرف العربي الدولي # الذي ~~يرأسه الدكتور # مصطفى خليل ~~، دون ~~أن يسددا قيمتها التي تصل إلى أربعة ملايين دولار.» # محكمة أمن الدولة العليا تحكم ~~ببراءة 37 من سائقي القطارات، ورئيس الجمهورية يلغي ~~حكم البراءة # عمال شركة # إسكو # للغزل ~~والنسيج بشبرا الخيمة يعتصمون مطالبين بتنفيذ الحكم القضائي الصادر ~~لهم في 1984 بحقهم في أيام الإجازات الأسبوعية المدفوعة ~~الأجر. # مليونان ونصف مليون جنيه خسارة في عام واحد في شركة الشمس ~~للإسكان التي يتقاضى كبار العاملين بها ستة آلاف من الجنيهات بدل # حضور مبكر ~~. # رئيس الجمهورية # في افتتاح ~~مؤتمر الحزب الوطني: «القنوات الشرعية ميسرة أمام كل مواطن ms093 ~~للتعبير عن رأيه، والقانون يحمي كل ممارسة شرعية.» # قوات # الأمن المركزي # تقتحم ~~مباني شركة «إسكو» للغزل والنسيج أثناء اعتصام العمال، مستخدمة ~~القنابل المسيلة للدموع. # عميد كلية الآداب بجامعة عين ~~شمس # يضع اسمه على كتاب من تأليف زميل له. # التحقيق مع أكثر من 400 عامل من عمال شركة # إسكو # للغزل والنسيج. # طبيب يقرر في إقراره الضريبي أنه ربح # مليون جنيه # في عام واحد. # رفع أسعار المكرونة والمسلي ~~الصناعي والخبز # اعتصام عمال شركة # كفر ~~الدوار # للغزل والنسيج احتجاجا على زيادة ~~الأسعار. # دكتور علي لطفي ~~، رئيس مجلس ~~الشورى، في لقائه بالقيادات العمالية: «من الضروري تشجيع ~~المصدرين وحل مشاكلهم.» # مظاهرات في # كفر الدوار # تردد: «فينك فينك يا جمال، يا حبيب كل العمال.» # جيهان السادات ~~، زوجة رئيس ~~الجمهورية السابق: «أتمنى لمصر الرخاء وأن يقدر المواطنون ~~الظروف؛ فنحن بلد فيه كثير من المشاكل المتراكمة، ويجب على ~~المصريين أن ينظروا إلى مصر نظرة خالية من الأنانية.» # مواجهة دامية في كفر الدوار بين ~~الأهالي وجنود الأمن المركزي # تذوقوا واستمتعوا بالمأكولات ~~الألمانية # في سوبر ماركت ألفا، بازار لوكس، بريمادونا، جيزة ~~ستورز. # أهالي وعمال # كفر الدوار # يواجهون قنابل الأمن المركزي المسيلة للدموع بالطوب وأدوات المنزل ~~النحاسية. # دكتور نبيل هاشم، رئيس نادي هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية: ~~«آخر رمق لهذه الأمة قد أجهز عليه عام 1924 عند ضرب # الخلافة ~~، ومنذ ذلك التاريخ نعيش في ~~غربة عن الإسلام.» # السلطات تقطع المياه والنور عن كفر الدوار. # الأمن المركزي ينجح في فض ~~اعتصام # عمال كفر الدوار بعد استخدام ~~الرصاص # في افتتاح كوبري الطيران الذي ~~تكلف 3 ملايين جنيه # رئيس الجمهورية ~~: سمعت أن هذا ~~الكوبري نشأت عنه مشاكل كثيرة؟ # محافظ القاهرة ~~(الفريق يوسف ~~صبري أبو طالب): تم تنظيم هذه المشكلة حتى الآن بنسبة 85 ~~بالمائة. # وزير الدفاع ~~(المشير أبو ~~غزالة): الذي خطط للكوبري هو محافظة القاهرة وليست القوات ~~المسلحة التي قامت بالتنفيذ فقط. # محافظ القاهرة ~~: أمر الإسناد ~~كان إسناد التصميم للقوات المسلحة بمراجعة مكتب استشاري. # الرئيس ~~: ليس لي شأن ~~بالاستشاري، أريد أن أعرف ماذا فعلتم في المشكلة أسفل ~~الكوبري؟ # المحافظ ms094 ~~: في البداية كانت ~~الناس غير متعودة، والآن لا يحدث اختناق كامل. بالفعل انتظم ~~الميدان وليس به اختناق، أما الحل الكامل فإننا ننتظر حتى ~~تتشكل طبيعة الحركة في الميدان بالكامل. # ابن نقابي بارز شغل منصبا حكوميا كبيرا يهرب إلى خارج البلاد ~~بعد أن استولى على ثمانية ملايين جنيه من أموال # الاتحاد العام للعمال ~~. ~~«وأخذ هؤلاء الضباط يخبرونني بأن أسلوب التعذيب اليوم تطور ~~كتطور العصر، وأن ما سيفعلونه بي سيفقدني عقلي ورجولتي، ولن ~~يمكنني ممارسة الحالة الجنسية بعد ذلك، وأخذوا في استجوابي عن ~~زملائي العمال وأحداث المصنع ومن الذي دبرها، وأخذوا في شتمي، ~~وضربني ضابط على وجهي وهو يصيح: ابعتوا هاتوا مراته الكلب ده واحنا ~~ن... وحنخلي العسكري ي... ون... هو كمان. وجردوني من ملابسي ~~وقيدوني من ذراعي فوق القيد الذي بيدي وطرحوني أرضا على ظهري، ~~ووضعوا كرسيا فوق صدري جلس عليه ضابط ممسكا بجهاز كهربي أخذ ~~يضعه ...» # الدكتور # علي لطفي ~~، رئيس مجلس ~~الشورى، يطالب العمال بمزيد من التضحيات، ويقول إن زيادة الأجور ~~ستؤدي إلى مزيد من التضخم. # 9 # حملت ذات - من عبد المجيد بالطبع - بالطريقة المألوفة التي ~~تتبعها غالبية النساء، ولا نقصد بذلك الجوانب التكنيكية أو ~~الإجرائية وحدها. ورحب عبد المجيد بهذا التطور على أملين؛ أن ~~يتمخض عما عجز عن تحقيقه حتى الآن بالدعاء أولا ثم الابتهال ~~بعد ذلك، وأن يؤدي تشغيل المفرخة إلى امتصاص حالة الاستياء ~~المتنامية لدى زوجته، وهو ما تحقق على يد «ماجدة»؛ الاسم الذي ~~أطلقته على ولي العهد. # لم تكن هذه التسمية راجعة إلى عجزها القديم عن التمييز بين ~~«هذا» و«هذه»، وإنما كانت مجرد مناورة لتأمين وصول «أمجد»؛ الاسم ~~الحقيقي لولي العهد الذي اختاره عبد المجيد، معبرا بصيغة ~~التفضيل عما يحدوه من آمال، بمصادقة زوجته التي وجدت في القادم ~~الملكي فرصة لا تعوض لتحقيق هدف أكثر آنية هو تسجيل نقطة في ~~مسيرة الهدم والبناء تتجاوز بكثير ما يمكن أن تحققه السرمكة، أو ~~الكمبشة (نسبة إلى المرحاض الحديث)، أو الكندشة (نسبة إلى جهاز ~~التكييف). # حقق ولي العهد إنجازا ms095 آخر هاما وهو بعد رهين الشرنقة ~~الرحمية؛ إذ تمكن من تخفيف حدة المقاطعة التي تتعرض لها أمه في ~~الأرشيف وإزالتها تماما؛ فمع تكورها المتزايد، وخطوها المتباطئ، ~~ارتفعت درجة اهتمام الماكينات بها؛ إذ رأت في حالتها مطية صالحة ~~لأهدافها؛ فقرة معادة عن متاعب الحمل والمضاعفات والمحظورات ~~(المحجبة صاحبة المنكبين)، فقرة دينية عن الصلوات والأدعية ~~المناسبة؛ دعاء النزول من المنزل والدخول إليه، وعند لبس الثوب، ~~وعند الفراغ من الطعام، وعند الركوب، وعند دخول المرحاض وعند ~~الخروج منه، وفي السوق، وبعد البث (صاحبة المكياج الصارخ التي ~~ترقت من حجاب الرأس إلى الحجاب الكامل)، دعم برنامج التغذية ~~المشتركة ببطاطس طازجة تقلى على نار سخان كهربائي في البلكونة ~~(الشامة السوداء)، تأجيل كثير من مهام العمل إلى ما بعد الولادة ~~(الرئيس ذو المخالب). # على أن أهم ما خرجت به ذات من فترة الهدنة التي التزمت بها ~~الماكينات، هو تعرفها على محررة نشطة (ومطلقة في نهاية ~~العقد الثالث من عمرها) تدعى همت نظمي، ترددت على الأرشيف من ~~أجل الإحصاءات الضرورية لمقال عن مخاطر تزايد السكان في مصر، ~~فخرجت بسلسلة مثيرة عن مخاطر تناقصهم. # فقبل ذلك بفترة انضم إلى الأرشيف ساع جديد لخدمة الماكينات ~~المثقلات بالعمل وتلبية احتياجاتها (ابتداء من أكواب الماء ~~والشاي، إلى التخلص من الوارد اليومي من الصحف والمجلات بمجرد ~~وصولها). كان عيد أبو الراس شابا في نهاية العشرينيات، ويبدو في ~~نهاية الأربعينيات بسبب الغضون التي تملأ وجهه، والتي ربما كان ~~مبعثها الساعات الثماني التي ينفقها كل يوم في الطريق من وإلى ~~القرية التي يسكن بها في محافظة المنوفية؛ الأمر الذي أثار شفقة ~~ذات وجعلها تحدب عليه آملة أن يؤدي موقفها منه إلى عدم انضمامه ~~إلى المقاطعة، فشاركته التفكير في مشاكله المتعددة (ومنها ما ~~يعانيه من اضطهاد على يد زوجة أبيه) وكيفية مواجهتها، إلى أن ~~مكنه الحظ من حلها كلها مرة واحدة. # ففي أحد الأيام اشتكى من آلام شديدة ببطنه، فنصحته بالذهاب إلى ~~طبيب الجريدة الذي أحاله إلى مستشفى الصدر بالعباسية، حيث أقام تحت ~~العلاج لمدة ms096 شهر، خرج بعدها كما دخل. ونصحته ذات مرة أخرى بأن ~~يتوجه إلى عيادة خاصة، وجمعت له من الماكينات النقود الضرورية ~~لذلك، والتي مكنته من إجراء أشعة كشفت عن وجود جفت شرياني في ~~بطنه طوله عشرون سنتيمترا، من مخلفات عملية استئصال طحال أقدم ~~عليها قبل ثلاثة أشهر في مستشفى أشمون المركزي. وعاد أبو الراس إلى ~~مستشفى الصدر الذي أحاله إلى عيادة ناصر الشاملة بالتأمين الصحي، ~~التي أحالته إلى مستشفى آخر أحاله - بعد جراحة عاجلة - إلى ~~القبر. # نشرت همت نظمي قصة عيد أبو الراس في عدة حلقات، مطالبة بتحديد ~~المسئول عن مصيره، وهي مطالبة لم تسفر عن شيء، بالطبع، سوى وضع ~~أسس الصداقة بينها وبين ذات، نصيرته الأولى، وهي الأسس التي ~~اهتزت، بعد ذلك، عند الترزي. # ففي أحد الأيام أعلن عبد المجيد في رصانة حاول أن يخفي بها ~~انفعاله أنه مسافر في مهمة إلى الصومال، ضمن وفد مكلف بافتتاح ~~فرع للبنك هناك. وفي اليوم التالي شاركت ذات بالنبأ في فقرة البث ~~الصباحي، مع تعديل صغير، أصبح الوفد فيه مؤلفا من شخص واحد، هو ~~عبد المجيد بالطبع. وعند الظهر فاز النبأ بإضافة جديدة تمثل في ~~أن عبد المجيد سيبقى في الصومال لإدارة الفرع الجديد، لكن ~~اللامبالاة التي أبدتها الماكينات إزاء هذه الإضافة دفعت ذات إلى ~~إجراء عملية تصحيح في الصباح التالي جلبت الأثر المنشود؛ إذ التمعت ~~عيون الماكينات في حسد؛ فقد حصل عبد المجيد على عقد للعمل في ~~السعودية. # تصدت ذات في حماس للمهام المترتبة على التطور الجديد، وعلى ~~رأسها إعداد فستان جديد ترتديه عند عودة عبد المجيد من زيارة قصيرة ~~للسعودية لتوقيع العقد. ولما كان الفستان المأمول يحتاج إلى ترزي ~~ماهر، غير حائكة عين شمس، يتمتع بالخيال الذي يمكنه من تصور ~~الكسم الطبيعي للجسم المتكور، ويكون في مستوى جلال المناسبة؛ فقد ~~التجأت ذات إلى الماكينات طلبا للعون، وتطوعت همت لأن تأخذها ~~إلى الترزي الخاص بها. # أتاحت زيارة الترزي لكل منهما أن ترى الأخرى على الطبيعة؛ ~~خطوات همت السريعة (التي تذكرها بصفية القديمة ms097)، وصدرها البارز ~~في تحد، الذي يجلب النظرات الجائعة والكلمات البذيئة والاحتكاكات ~~العفوية، وتعليقاتها الجريئة على الناس والأحداث التي تبلغ درجة ~~الاستفزاز، وإحاطتها بالشوارع والاتجاهات، على عكس ذات، التي تجهل ~~الخريطة، وتتعثر في الحفر والأرصفة، ولا تلفت انتباه أحد، ~~وتتردد قبل كل خطوة، وأمام كل موديل. # فبينما انهمكت همت في قياس جيبة، والاستماع (من الترزي) إلى بث ~~مفصل عن الزبائن وفصولهن، أخذت ذات تقلب حائرة في مجلات ~~البوردا والفوج البالية، التي تمزقت أغلفتها وبعض صفحاتها، إلى ~~أن وقع اختيارها على موديل غريب يشبه الروب الواسع؛ لأنه من قماش ~~مشجر يبعث على البهجة، ثم تذكرت عمرها، فعدلت عنه إلى آخر أبيض ~~بأكمام واسعة، ثم شعرت باليأس لعجزها عن الحسم، فالتجأت إلى همت ~~التي اقترحت عليها موديلين لم يعجباها، وأخيرا تدخل الترزي ~~الخبير قائلا: «خليني أنا أختار لك.» مما أراحها فأسلمت له ~~جسدها خلف ستارة، وبعد أن دون قياساتها على ورقة من الكرتون كانت ~~في الأصل قاعدة لصندوق سجائر، أعطاها لها لتكتب اسمها، فكتبت ~~«مدام»، ثم اختلطت عليها حروف اسم خميس، فشطبتها وكتبت ~~اسمها. # لم تعد ذات إلى الترزي مرة أخرى؛ لأن عبد المجيد لم يذهب إلى أي ~~مكان، كما أن همت انضمت إلى المقاطعة دون سبب مفهوم، وهي نفسها ~~انقطعت عن الأرشيف، بعد أن وصل الحمل إلى نهايته، وانزلق ولي العهد ~~المنتظر في صمت سيحافظ عليه عدة سنوات، اتخذ مكانه خلالها بين ~~أبويه في فراشهما، معطيا بذلك قوة دفع جديدة لسياسة الاعتماد على ~~النفس. # أعطى ولي العهد قوة دفع جديدة لعمليتين أخريين مترابطتين؛ ~~هداية عبد المجيد الذي قاطع الخمر (وأفرغ نصف زجاجة كان يحتفظ بها ~~للمناسبات في المرحاض)، وانتظم في الصلاة، كما انتظم في شراء ~~مؤلفات الشيخ الشعراوي، وفي عدم قراءتها. وعلاقة ذات بجارتها ~~التي لازمتها ملازمة يومية في الأسابيع الصعبة التالية للولادة، ~~استحدثت خلالها برامج بث جديدة لها طابع تنويري: «حنبيع إيديال ~~ونشتري واحدة مستوردة لها بابين وديب فريزر»، «لما كنا جالسين ~~وأنا صغيرة على الأرض حول الطبلية نتغدى»، «لا أجد ms098 أية متعة في ~~العملية إياها واقترحت عليه أن يتزوج بأخرى». # لم يفعلها الشنقيطي لأنه لم يكن يملك الوقت الكافي للتفكير في ~~مثل هذه المشروعات؛ بسبب انشغاله بمشروعات من نوع آخر مرتبطة ~~بتجميل حي مصر الجديدة، أول ما يقابل السائح. فبالإضافة إلى تصاريح ~~الهدم (للفيلات والعمارات القديمة المتينة التي لن تنهدم من ~~تلقاء نفسها) والبناء (لناطحات السحاب الزجاجية التي تنهدم من غير ~~تصريح)، خلق الكوبري، الذي أقيم فوق ميدان الجلاء لتسهيل المرور ~~في طريق صلاح سالم السريع، مشاكل جمالية معقدة؛ فبعد الانتهاء ~~من بنائه تبين أنه يعترض طريق أحد خطوط المترو الفرعية، فنقل ~~الخط وجمل مكانه؛ الأمر الذي أخل بالتوازن الجمالي بين مدخل ~~الكوبري ومخرجه، وحلت هذه المشكلة بوضع نموذج مجسم لرمسيس ~~الثاني عند مخرج الكوبري، أحدث خللا جديدا في التوازن، تعددت ~~في شأنه الاقتراحات، ومنها إقامة نموذج مجسم من ساعة سيتيزين، أو ~~تمثال للرئيس الأمريكي عند مدخله؛ وبذلك أتيحت الفرصة لخبراء ~~التخطيط والتجميل كي يدلوا بدلائهم، وللشنقيطي كي يستبدل سيارته ~~المتهالكة بواحدة 131 أحدث عمرا، ولمقاطعي ذات أن ينهوا ~~هدنتهم. # على وجه التحديد، استؤنفت المقاطعة في أعقاب زيارة من ذات وعبد ~~المجيد لابن عمته، في شقة أمه المتواضعة بأحد أزقة السيدة، بمناسبة ~~عودته من التدريس في السعودية. استقبلهما في جلابية سعودية ناصعة ~~البياض، ورصانة واعتداد جديدين عليه، جدة الشارب الكث، والجسم ~~المنتفخ، والخلفية المؤلفة من ورق حائط ملون، وطاقمين؛ واحد ~~مذهب للصالون، والثاني بايركس للشاي. # سعى ابن العمة منذ البداية للانفراد بالبث مغريا ضيفه بسجائر ~~داكنة اللون، أطول من المعتاد، وصندوق من الشكولاتة والبونبون؛ ~~الطعام متوفر (هناك)، كل شيء موجود، والسكن فيلا، والمواصلات ~~سيارة خاصة، طولها عدة أمتار، يطوف بها بعد الظهر كل يوم على ~~زملائه من المصريين ويعود بهم إلى شقته ليلعبوا الورق؛ فليس هناك ~~بديل آخر. # وجدت العمة فرصة للإدلاء بعدة دلاء: «لم يكد يصل من المطار حتى ~~أخرج الكوتشينة وطلب مني أن ألاعبه»، «الله يخليه. أهداني حجة ~~تكلفت ألفي جنيه، فرأيت الكعبة وقبر النبي قبل أن أموت، ورأيت ms099 ~~أيضا الطرق الواسعة والكباري الهائلة والنظام والنظافة»، ~~و«تصوروا؟ رخام الحرم النبوي مثلج في عز الحر .. معجزة النبي # صلى الله عليه وسلم ~~». # لم يتقبل العقل العلمي لابن العمة هذا التفسير، فاعترض قائلا ~~إن هناك أنابيب تبريد أسفل الرخام. وسارعت الأم بتقديم معجزة أخرى ~~من أجل الاحتفاظ بالميكروفون: الحمام الطائر فوق الحرم النبوي كله ~~أبيض اللون ولا يتبرز مطلقا. ورد عليها ابنها بمعجزة من نوع ~~آخر: المصريون هم الوحيدون من العرب الذين يتمتعون بمحبة ~~السعوديين. # ذات التي لا تتميز بسرعة التفكير، كانت ما تزال تفكر في أمر ~~المعجزتين الأوليين، لكن هذا لم يمنعها من التوصل إلى تفسير ~~للمعجزة الجديدة: «بسبب خفة دمهم.» نفاه ابن العمة على الفور وهو ~~يتناول فرشاة ناعمة ويمر بها في رقة شديدة على سطح ريكوردر كبير ~~الحجم، ستريو: «أبدا؛ لأنهم لا يتدخلوا في السياسة ولا يهتموا ~~بحاجة ثانية غير تكوين نفسهم.» # نال الجهاز إعجاب عبد المجيد (وخاصة عندما وضع فيه ابن العمة ~~شريطا أمريكيا من نوع الهشك بشك، فأضاءت في واجهته شاشة خاصة ~~تحركت عليها أضواء حمراء تبعا لتغير طبقة الصوت)، وشغلت هذه ~~المعجزة تفكيره حتى إنه فوجئ عندما قالت له ذات (التي لم تنقطع عن ~~التفكير في معجزة الحمام)، وهما في الطريق يبحثان عن تاكسي يعود ~~بهما إلى مصر الجديدة: «مفيش غير تفسير واحد؛ يكون الحمام عنده ~~إمساك.» # رماها عبد المجيد بإحدى نظراته النارية، ألجمتها دون أن تدرك نوع ~~الخطأ الذي ارتكبته، ولم يمنعها هذا من ارتكاب خطأ جديد عندما ~~توقفت السيارة الخاصة التي تتقدمهما فوق كوبري 6 أكتوبر، وهبطت ~~منها سيدة محجبة عبرت الطريق بسرعة دون أن تعبأ بالسيارات ~~المندفعة وهي تشوح بيديها في انفعال وهياج شديدين؛ فقد تساءلت ~~عما يدفع سيدة محترمة، كما يبدو، لديها أسرة وأطفال وسيارة ~~خاصة، لمثل هذا السلوك، في منتصف الليل؟ وعندما بلغ التاكسي ميدان ~~روكسي كانت قد توصلت إلى تفسير ذكرته في تهور لزوجها: «لازم ~~عاوزة موكيت.» # ذات هي التي كانت تطالب في الأيام الأخيرة بالموكيت، ليس فقط لأن ~~السجادتين ms100 المفروشتين في الصالة أصابهما الوهن، وإنما أساسا من ~~أجل موضوع مثير للبث تقتحم به أسوار المقاطعة المضروبة حولها. لكن ~~معارضة عبد المجيد كانت حاسمة تستند لا إلى أسس جغرافية (جونا ~~الحار المترب)، أو حضارية (تراثنا الخاص من السجاد والحصير)، وإنما ~~إلى اعتبارات عملية، تتمثل في كتلة جديدة من النفقات لا تقل عن ~~خمسين جنيها في الشهر من أجل ولي العهد؛ ألبان جافة تعوضه عن ~~جفاف لبن الأم، ودار حضانة تستقبله في الصباح لتتمكن من الذهاب ~~إلى الأرشيف كي تواجه المقاطعة. ومن أجل الهدف الأخير ذهبت إلى ~~مدينة زفتى. # ففي إحدى الأمسيات جاءتها سميحة بعيون دامعة: «بنت أختي.» ~~«ما لها؟» «تعيشي انتي.» «يا خبر! إيه اللي حصل؟» ~~«حادثة.» «هنا؟» «لا. في زفتى.» # حالت مشغوليات الشنقيطي في مشروعات التجميل بينه وبين مرافقة ~~زوجته لأداء واجبات العزاء، فتوجهت إلى جارتها، وقد تبينت ~~فرصة لعرض مواهبها في قيادة السيارات التي تعلمتها حديثا: ~~«متيجي معايا يا مدام ذات؟ حنروح بالعربية.» # رحبت ذات بالذهاب، وخاصة بعد أن لمست رد الفعل في الأرشيف ~~عندما أعلنت السبب لما طلبته من إجازة عارضة؛ فقد تلاشت المقاطعة ~~مرة واحدة، وأقبلت الماكينات عليها؛ إحدى المحجبتين حذرتها من ~~ركوب البيجو السريعة التي حرم استخدامها في بلادها الأصلية وما ~~زالت تودي بحياة الآلاف على الطريق الزراعي، والثانية نبهتها إلى ~~التريلات الضخمة التي تنفصل مقطوراتها عند المنحنيات وتطيح ~~بالسيارات المارة، والشامة السوداء طلبت حمصا من عند السيد ~~البدوي في طنطا، ووجه الأرنب طلبت حصيرا معينا من بنها، بل ~~وظهرت همت لتزودها بالمعلومات: «تعرفي إن زفتى أعلنت الجمهورية ~~في ثورة سنة 1919؟» # هكذا حملت ذات معها جعبة لا بأس بها، وتكفل الطريق الزراعي ~~نفسه بسد الثغرات؛ المباني الأسمنتية فوق الأراضي الزراعية، لافتات ~~الشركات الاستثمارية ذات الأسماء الأجنبية الفكهة، مكتوبة أولا ~~بالحروف العربية ثم بالحروف اللاتينية؛ ميلكي لاند، إسلام بوليه، ~~والكانتالوب، الفاكهة الجديدة التي ولدت ولادة شرعية باسم ~~أجنبي، وأخيرا سميحة نفسها، بتسريحة شعر طازجة، ونظارة شمسية ~~غامقة، وفستان شيك أبرز فضلا عن الفخذين المبهرين، استدارات ~~حديثة ms101 في أماكن عدة، مبهجة للناظرين. # ولجتا المدينة من مدخل ضيق تزحمه الورش وعربات الباعة، ~~وتطوعت سميحة في اعتزاز لأن تلعب دور المرشدة السياحية، فانطلقت ~~إلى جوار الخط الحديدي، ثم انحنت يسارا وسط صفوف من سيارات النقل ~~الضخمة ومقطوراتها، وفوق أكوام من القمامة والمخلفات، مرورا ~~بالمعالم الرئيسية؛ مجلس المدينة وخلفه السنترال الحديث، وصاري ~~التليفزيون، والإذاعة، ومحطة الكهرباء، ثم موقف الأوتوبيس ~~والمطافئ، وموقف آخر لعربات السرفيس والحنطور، وبعد ذلك الدوران ~~المؤدي إلى مخرج المدينة أو العودة في الاتجاه المضاد، وسط ~~القمامة والمخلفات مرة أخرى، فوق الأرصفة وتحتها، وأمام الفرن ~~والبقال والجزار والصيدلية المزدهرة بالنتيجة. # تقطيبة الاشمئزاز على وجه ذات (التي لم تر في حياتها من المدن ~~المصرية سوى القاهرة والإسكندرية) دفعت سميحة إلى أن تنحرف ~~بالسيارة يمينا في شارع جانبي ضيق تطل عليه فيلات قديمة، ثم ~~مصنع حديث للغزل ومركز للشرطة، وأخيرا النيل ومن خلفه ميت غمر، ~~لكن النهر العتيد لم يلبث أن اختفى وراء الحقول والمباني، وضاق ~~الطريق الموازي له، وتقدمت السيارة ببطء وسط الماعز والإوز وروث ~~البهائم وأكوام القاذورات وبرك المياه الآسنة، يخطو بينها في ثقة ~~وبراعة رجال ملتحون في جلاليب بيضاء ناصعة، وصنادل جلدية تبرز ~~منها أصابع أقدامهم العارية، وتتدلى المسابح من أيديهم، إلى أن ~~ظهر النيل من جديد، محتجزا جزءا منه قرب الشاطئ فيما يشبه خليجا ~~صغيرا راكد المياه امتلأ بالأطفال المستحمين اللاعبين، ملتقطي ~~البلهارسيا ومتبولي الدماء، إلى جانب النساء والفتيات اللاتي ~~انحنين على أواني الألومنيوم يغسلنها ويدعكنها بالأتربة حتى تلمع ~~كالجديدة، قارنتها ذات في حسرة بأوانيها المعتمة التي لا ينفع معها ~~فيم أو كيم. # اكتفت سميحة بهذا القدر، وانحنت يمينا في أحد الأزقة في اتجاه ~~سرة البلد، ومنه إلى زقاق آخر ثم ثالث، مهتدية فيما يبدو بأصوات ~~نواح وعويل تأتي من بعيد، إلى أن اعترضتها عربة حنطور برك حصانها ~~المنهك فوق الأرض وقد تكالب عليه الذباب، وعدة رجال يحاولون إرغامه ~~على النهوض، فسنحت الفرصة لذات كي ترى الحلاق العجوز، من عهد ~~الحجامة، وهو يستخدم آلة حلاقة كهربائية ms102 في رأس زبون، وحفل الذباب ~~حول القدور الزجاجية الملونة بالأحمر والأصفر والأبيض في دكان ~~عصير، ورأس معصوب لامرأة شابة، حسنة الملامح، يطل من فرجة في ~~نافذة مشربية صغيرة، ثم كوم القاذورات والمخلفات المعهود الذي ~~استقرت فوقه امرأة متوسطة العمر، حافية القدمين، تأكل من طعمية ~~وخبز وضعتهما أمامها على الوسخ مباشرة. كما سنحت الفرصة لذات كي ~~ترى عملية وضع على الطبيعة؛ فعندما تحامل الحصان على نفسه أخيرا ~~ونهض، كانت المرأة قد انتهت من طعامها وقامت من مكانها، فقفز فأران ~~صغيران من تحتها. # استأنفت السيارة سيرها، وازدادت أصوات العويل قربا، حتى أشرفت ~~على حارة صغيرة ظهرت الغربان المولولة في نهايتها، مطلة برءوس ~~انعقدت فوقها مناديل سوداء، من شرفة منزل قديم مدهون بلون وردي، ~~اصطفت أمامه بضعة مقاعد للمعزين، وحالت دون الوصول إليه بركة من ~~مياه آسنة تتصاعد منها رائحة نتنة، وتحلق فوقها أسراب من الذباب ~~والناموس، هاجمت السيارة التي تمكنت راكبتاها من إغلاق نوافذها ~~في الوقت المناسب، فحطت على هيكلها الخارجي وغطته تماما، إلى ~~أن عبرت السيارة البركة وتولى الأطفال المحتشدون طرد الذباب ~~لتتمكن القادمتان من مغادرتها. # في الداخل مزيد من العويل إلى جانب البث؛ مواسير المياه والصرف ~~الصحي انفجرت كالعادة في شوارع الجيش وسعد زغلول وفلسطين والبحر، ~~ثم جاءت الأمطار فحولت الشوارع إلى برك ومستنقعات، واقتحمت ~~المياه المختلطة البيوت، وعجزت عاملات مصنع النسيج عن اللحاق ~~بمواعيد العمل، فوقفن في الطريق باكيات، وانشغل الأطفال في إقامة ~~سدود من الطين أمام المنازل، ونزح الماء من داخلها إلى الشوارع، ما ~~عدا جيهان. # فابنة أخت سميحة، التي سميت على اسم سيدة مصر السابقة، ~~والمتفوقة في دراستها (حصلت في الإعدادية على مجموع 95 بالمائة)، ~~أصرت على الذهاب إلى المدرسة، وفي الطريق انزلقت قدماها في ~~الأوحال، فتشبثت بعامود إضاءة، وصعقتها الكهرباء. # ألم يحاول أحد إنقاذها؟ # أمسكها المارة ببطانية وجذبوها بعيدا عن العامود وأسرعوا بها ~~إلى المستشفى العام، لكن السر الإلهي كان قد خرج، وأفضى الطبيب إلى ~~الأم بسر من نوع آخر؛ إذا ثبت أنها ماتت في حادث يتعين ms103 تشريح ~~جثتها، لكن هذا المصير البشع يمكن تجنبه إذا تحررت لها شهادة ~~وفاة على أساس أنها راحت ضحية هبوط في الدورة الدموية بسبب مرض ~~مزمن. وللأب قال: «يا عم بنتك ماتت وخلاص. قدرها كده. عوضك على ~~الله.» # وافق الأبوان، فهل انتهى الأمر؟ أبدا. # في منتصف الليل استدعوا الأب إلى قسم الشرطة وقالوا له إنهم ~~تألموا لمصابه. طب وبعدين؟ إنهم يعرفون بأمر شهادة الوفاة ~~المزورة، لكنهم سيتغاضون عن ذلك إذا وعد بألا يتكلم. # وعد وأقسم على المصحف. # قال له ضابط الشرطة: «مش كفاية. لازم تساعدنا.» # كيف؟ # بأن يحضر شاهدين يقرران مرض ابنته بالقلب من أجل إتمام ~~المحضر: «تأكد أنه لا يوجد إهمال، فماذا يفعل المحافظ والمسئولون ~~عن المرافق والكهرباء في عامود نور وسلك مكشوف وقت المطر؟ نصيبها ~~كده.» # قال الأب: «مش كفاية إني سكت. مطلوب مني كمان شهود؟!» # قال الضابط: «إنت حر، وإلا سنضطر لاستخراج الجثة وتشريحها. ترضى ~~بنتك تتعذب؟» # عادت ذات من زفتى من غير حمص أو حصير، وإنما بكيلوين من ~~الكانتالوب، وقصة جيهان التي تلقاها عبد المجيد بغير مبالاة وهو ~~يلتهم محتويات ثمرة بملعقة صغيرة معلقا: «نصيبها.» فحملت القصة ~~في اليوم التالي إلى الأرشيف. # لم تلق القصة النجاح الذي توقعته ذات؛ فقد اتسعت العيون ~~وارتفعت الحواجب ومصمصت الشفاه، ثم انفض السامر وعاد كل شيء ~~إلى سابقه، فحكت وجه الأرنب عن حريق البتانون الذي وصله رجال ~~المطافئ بعد ساعة ونصف من نشوبه، ثم اكتشفوا أن خراطيمهم مخرومة، ~~وروت صاحبة المنكبين ما جاء في بريد الأسبوع عن الزوجة الثانية ~~الصغيرة التي أصيبت بالعمى عندما دعا عليها أولاد زوجها، وقالت ~~الشامة السوداء إن زوجها يطالبها بالتحجب، ثم انتقل الحديث إلى ~~موعد الخروج ويوم العطلة المحتمل والعلاوة أو المكافأة القادمة ~~وأماكن التصييف في العام القادم، ونصيب كل فرد من المساهمة ~~الإجبارية في سداد ديون مصر، والبلاستيك الذي يلتصق بالزجاج من ~~تلقاء نفسه فيحول الزجاج الأبيض إلى لون الفيميه، والزوجة التي ~~قطعت زوجها بالسكين. # أعادت ذات الحكاية مرة واثنتين، وعندما تأكدت من إحكام ~~المقاطعة ms104 وجهت حديثها إلى الرئيس ذي المخالب الذي تصادف وجوده، ~~ورفعت صوتها ليصله عبر الماكينات المنهمكة في البث، فاستمع إليها ~~في اهتمام، وعندما انتهت قال لها دون أن تطرف له عين: «الحمد لله ~~على سلامة البنت.» # هل تيأس ذات؟ أبدا؛ فقد توصلت إلى تكتيك ذكي. لبثت تتحين ~~الفرص، منتبهة للحوارات الدائرة، فإذا ما عرجت على الريف تدخلت ~~بشهادة ذاتية من واقع رحلة الأمس التي لم تكن في الحسبان، وتمت ~~بشكل مفاجئ بسبب ما حدث لجيهان. فإذا لم يعرج الحوار على الريف، ~~فلا بد أن يمر بمنطقة الحوادث؛ انفجارات أنابيب الغاز وسقوط ~~المنازل وحوادث السيارات، أو تكفي إشارة عابرة إلى حانوت ذي اسم ~~أجنبي لتعلق ذات على الظاهرة كما لمستها في الطريق الزراعي ~~المؤدي إلى زفتى. وبالطبع فهناك طرق أقصر هي؛ الصرف الصحي، الصعق ~~بالكهرباء، والكانتالوب. # ما لم تدركه ذات أنها تواجه كتيبة متمرسة وملولة، بالإضافة ~~إلى أنها تجاهلت أهم قواعد البث؛ فالأنباء - مهما بلغت أهميتها أو ~~بشاعتها - تفقد طزاجتها، وبالتالي ضرورتها بمجرد تعرضها ~~للهواء، ولا بد من استبدالها بغيرها في أي بث لاحق. # أتاحت لها زيارة عابرة من منير زاهر تجربة تكتيك أخير؛ فقد جاء ~~المصور البدين ليبث أحدث اكتشافاته؛ جهاز صغير اسمه فيديو سندر، ~~يوضع فوق الفيديو، فينقل إرساله، عن طريق هوائي خاص، إلى أجهزة ~~التليفزيون القريبة، في نفس العمارة والعمارات المجاورة، فارضا ~~على المتلقي ما يشاء صاحب الفيديو من بث. فكرت ذات على الفور ~~فيما يتيحه الجهاز الجديد من مزايا؛ فهو يوفر على الشنقيطي عناء ~~نقل الفيديو إلى شقتهما بعد منتصف الليل، ثم إعادته إلى شقته بعد ~~ذلك، والنتيجة؛ إطالة مدة البث، وتمكين عبد المجيد من الاعتماد على ~~نفسه، وذات من النوم في سلام واطمئنان. # منير الذي لم يكن يعلم شيئا عما يجري في شقة ذات من أحداث بعد ~~منتصف الليل، كان مشغولا بإمكانيات أخرى للجهاز الجديد، يستغل ~~فيها براعته في عمل مونتاج من الأفلام والشرائط، مستعينا بجهازين ~~للفيديو: «تصوروا فيلم من الأفلام إياها (ابتسامة ذات مغزى ~~احمر لها ms105 وجه ذات، وجلبت ضحكة ممطوطة من وجه الأرنب، وابتسامة ~~خجلى من الشامة السوداء، وتقطيبة عابسة من المنكبين) تتخلله ~~في الأماكن المهمة لقطة لوزير وهو يقص الشريط في افتتاح مشروع ما، ~~أو لرئيس مجلس الشعب وهو يدق بمطرقته طالبا الهدوء، أو لأحد ~~الملوك العرب في المطار وهو ينحني ليتناول باقة ورد من طفلة، أو ~~لزوجة رئيس الوزراء أثناء زيارة حضانة للأطفال .. والا بلاش .. ~~خدي فيلم لعبد الحليم حافظ وساعة ما يبدأ الغناء أقطع على رئيس ~~الوزراء في خطبة من خطبه المملة .. أقدر أخليه يظهر كأنه يغني. ~~بذمتك مش جنان؟» # فعلا، لكن ذات التي اجتذبتها خيالاته الطفولية، ورغبته في ~~التسرية عن الآخرين، لم تنس لحظة قضيتها الحيوية، فانطلقت تسرد ~~قصة جيهان، مرة أخرى، وإنما من زاوية جديدة بالمرة، هي الواجب ~~المهني. # كان رد فعل منير محبطا: «تفتكري أنا حر في اختيار موضوعاتي؟ ثم ~~إني مجرد مصور ولازم يطلع معي محرر، والأغلب أن رئيس التحرير ~~لن يوافق على موضوع كهذا لأنه صديق لمحافظ الغربية، التي تتبعها ~~زفتى. وهؤلاء المحافظون أمرهم عجب .. الواحد منهم يعتبر أي شكوى من ~~أي شيء في محافظته موجهة ضده شخصيا. إذا كان الموضوع يهمك ~~جربي الصحف الأخرى، أو أقولك، عليك بصحف المعارضة.» # المعارضة؟ هذا هو الجنون بعينه، فإذا كانت صورة عبد الناصر قد ~~نقلتها إلى الأرشيف، فإلى أين يؤدي بها الاتصال ~~بالمعارضة؟ # ذاقت عينة ساعة الانصراف؛ فقد رمقتها الماكينات بنظرات غريبة ولم ~~يعبأن بالرد على تحيتها. مضت بخطوات مترددة ووجه مذعور وقد ~~ساورتها شكوك لم تحسمها إلا مدام سهير. # كانت مدام سهير، ساكنة الشقة المفروشة، التي تتميز بملابسها ~~الأنيقة، وشعرها الأشقر (بالطبع) موضع مقاطعة حقيقية من سكان ~~العمارة منذ حادثة الطلاء المخصوص الذي حظي به باب شقتها، وما أعقب ~~ذلك من شرائها لسيارة 127 على الصفر. ذات الطيبة، التي خبرت عذاب ~~المقاطعة، هي الوحيدة التي شذت عن الإجماع، وأقامت معها علاقة ~~ودية، وإن كانت متحفظة؛ لهذا كان من الطبيعي أن تلجأ الأخيرة ~~إليها عندما احتاجت إلى العون. # ففي يوم واحد ms106 امتحنت مدام سهير مرتين في عقيدتها، على يد ~~زائرين من العراق. كان أمر الأول سهلا؛ إذ أدركت من اسمه أنه ~~مسيحي، فاعتذرت عن تقديم خدماتها إليه. واشترط الثاني ألا ~~يتلقى هذه الخدمات قبل أن يعقد عليها أولا طبقا للمذهب الشيعي ~~الذي يدين به. ولم تكن مدام سهير، التي اختارت طريق الخدمة العامة ~~هربا من امتحان الشهادة الابتدائية، قد سمعت من قبل بأمر المذهب ~~المذكور، فاستمهلته حتى تفكر في الأمر، وعندما أعياها التفكير ~~قامت بزيارة مفاجئة لذات، وهي تهز في يدها سلسلة ذهبية تتدلى ~~منها مفاتيح ال 127؛ لتستفسر عن المذهب المذكور وطريقته المريبة في ~~الزواج. # كان عبد المجيد هو الذي تولى توعية مدام سهير، فأبدت إعجابها ~~بسعة معلوماته وبشخصيته أيضا، ولم تخف ما تشعر به من حسد لما ~~تتمتع به ذات من جو أسري دافئ، بينما دارت الأخيرة شعورا ~~مماثلا إزاء ما تتمتع به مدام سهير من حرية استقبال الزائرين ~~بالنهار فضلا عن الليل. وتكررت زياراتها إلى أن جاءت النهاية ~~الطبيعية في يوم اعتنى فيه الأستاذ بحلاقة ذقنه وحف شاربه في ~~الصباح، ووجدته ذات في المساء (عندما دفعها هاجس غامض إلى قطع ~~برنامج البث مع سميحة والعودة إلى شقتها) منهمكا في حديث ودود مع ~~مدام سهير، وحدهما تماما؛ لأن الأستاذ أرسل البنتين مع ولي العهد ~~لشراء مصاصة (دون غيرها). # ذات العازفة عن أي حديث ودود مع عبد المجيد، لم تكن تقبل أن ~~يجرى هذا الحديث مع امرأة غيرها؛ لهذا أشارت إلى باب الشقة وطلبت ~~منها ألا تعبر عتبته مرة أخرى لأي سبب. # اهتزت مدام سهير لوقع الإهانة، ففقدت صوابها، وفرشت لذات على ~~السلم ملاءة عريضة ملأتها بأقذع الشتائم، إلى أن فرغ قاموسها دون ~~غلها، وعندئذ تذكرت المذهب الغريب الذي يحلل ما حرمه ~~الآخرون، فأرادت أن تصمها بالشيعية، لكنها كانت تعاني مثل ذات من ~~الحالة التي تختلط فيها المعاني، وتركب فيها الألفاظ فوق بعضها ~~البعض، فاستعصت الكلمة عليها وانتظمت حروفها بصورة أكثر طوعا ~~(لأسباب فسيولوجية لا أيديولوجية) للسانها المعوج: ~~«شيوعية.» # استمعت ذات ms107 من خلف باب شقتها المغلق للشتائم المنهالة عليها دون ~~أن تهتم، إلى أن بلغها الاتهام الأيديولوجي، فهبط قلبها - فعلا - ~~بين ساقيها؛ إذ تأكد لها أخيرا ما كانت تساورها بشأنه الشكوك؛ ~~السبب الفعلي للمقاطعة. # 10 # ثمانية آلاف من جنود «الأمن المركزي» بالقاهرة # يتمردون ويغادرون معسكراتهم صائحين: # الرحمة، الرحمة # الجنود المتمردون يحطمون الواجهات الزجاجية لفندق «جولي ~~فيل»؛ أي القرية الجميلة، المواجه لمعسكرهم في الهرم، وهو أحدث ~~وأفخم فنادق القاهرة، ثم يقتحمونه ويشعلون فيه النيران. # جماعات مجنونة # من جنود الأمن ~~المركزي تنتشر في شوارع الهرم وتعتدي على السيارات الخاصة ~~والأوتوبيسات السياحية وواجهات البازارات والبوتيكات، ثم الملاهي ~~والكباريهات. # الصحف الحكومية ~~: «شائعات مغرضة ~~عن مد فترة تجنيد قوات الشرطة عاما آخر هي التي فجرت موجة العنف ~~والتدمير.» # الشغب يمتد إلى ضواحي المعادي ومدينة نصر وإلى # ست محافظات # أخرى في الوجهين البحري ~~والقبلي. # المتمردون يقتحمون # سجن طرة # ويطلقون سراح المسجونين. # أحزاب المعارضة: «إذا كان لقوات الأمن المركزي أية مطالب فكان ~~يجب التعبير عنها بالطرق المشروعة.» # المسئولون: هناك ملامح مؤامرة منظمة. # جريدة الأخبار الحكومية: «ليس في مصر كلها رأي مكبوت، وليس هناك ~~قيد على أحد حتى ينفجر في وجه السلطة على هذا النحو.» # إبراهيم نافع رئيس جريدة الأهرام: # إنهم ~~يحاولون قتل الغد. # د. أحمد عبد الغفار ~~، رئيس هيئة ~~المطاحن والصوامع: «الإنسان يحار حقا أمام تصرفات هذه الفئة .. ~~لقد تسببوا في تعطيل طاقات الإنتاج في الوقت الذي تحتاج فيه مصر ~~لساعات عمل لنواجه النقص في الموارد.» # صحيفة # الأهالي # اليسارية: «صحف ~~الحكومة تتهم المعارضة بالمسئولية بسبب ما تتبعه في صحفها من ~~إثارة. والمعروف أن جنود الأمن المركزي لا يقرءون صحف المعارضة ولا ~~صحف الحكومة.» # صحيفة أمريكية ~~: «الأمن المركزي ~~في مصر جيش مواز يتألف من ربع مليون فرد تم انتقاؤهم بعناية ~~من بين الأميين ومن القرى النائية والمتخلفة، وعهد إليهم ~~بحراسة البنوك والسفارات والفنادق الكبرى، فضلا عن فض المظاهرات، ~~وتم تدريبهم بطريقة تجمع بين غسيل المخ والإذلال لتحويلهم إلى ~~أدوات طيعة في أيدي رؤسائهم.» # ضابط بالأمن المركزي ~~: «منذ ~~اليوم الأول لوصول ms108 المجند إلى معسكرات التدريب يتعرض للضرب دون ~~سبب من ضباط الصف المسلحين بالأحزمة والهراوات، ثم يبدأ ~~ترويضه لمدة خمسة شهور أو سبعة ، ويتضمن التدريب العسكري توجيه ~~السباب إلى قطعة حجر على أنها أقرب الناس إليه، وذلك للقضاء على أي ~~شعور إنساني إزاء من سيواجههم فيما بعد.» # صحيفة الأحرار اليمينية ~~: «ضباط ~~الأمن المركزي تفننوا في تعذيب جنودهم؛ فلم يكتفوا بعقابهم لأتفه ~~سبب بالضرب والبصق وسب آبائهم وأمهاتهم وإطفاء السجائر في أجسامهم، ~~وإنما اخترعوا لهم وسائل عقاب ذات مسميات عجيبة فيأمرونهم بامتطاء ~~ظهور بعضهم البعض، والجري مسافات طويلة، أو يهتفون بالواحد منهم: ~~اشرب ويسكي؛ ومعناها أن يضع يده على أذنه واليد الأخرى على الأرض، ~~وبطرف أصبعه السبابة يدور ويلف مثل الساقية حتى يحفر حفرة ويشعر ~~بالدوار والإرهاق فيسقط من الإعياء كالسكير.» # جندي أمن مركزي ~~: «نعيش كل ~~عشرين في خيمة لا تتسع لأكثر من ستة أفراد، وننام ورأس كل منا ~~إلى جوار قدم زميله.» # الصحف الحكومية تعترف ~~: «تم ~~إبلاغ الجنود مساء 25 فبراير بأن مدتهم التي تنتهي بعد شهر ستمتد ~~سنة.» # جندي أمن مركزي ~~: «غذاؤنا أرز # بالزلط والحصى، والخضراوات # القذرة، أما اللحوم فلا نراها إلا في الأعياد والمناسبات، ونستحم ~~بالماء البارد دون منظفات، ونقضي حاجتنا في العراء.» # ضحايا الأحداث 150 قتيلا و500 ~~جريح أغلبهم من الجنود # جندي أمن مركزي ~~: «نتقاضى ستة ~~جنيهات في الشهر هي ثمن رغيف خبز مستورد في فندق جولي فيل.» # 150 مليون دولار خسائر الفنادق ~~وحدها # جندي أمن مركزي ~~: «أغلبنا من ~~العائلين لأسر تعتمد على دخلنا، وبالتالي فإن تجنيدنا يحرم الأسرة ~~من مكسبنا، أما نحن فننزل من عشرة جنيهات في اليوم إلى عشرين ~~قرشا.» # جندي أمن مركزي ~~: «ألزمونا ~~بالمشاركة في سداد ديون مصر وخصموا من مرتباتنا سبعين ~~قرشا.» # جندي أمن مركزي ~~: «المحظوظ منا ~~هو الذي يلتحق بالخدمة لدى أحد الضباط فيقود له سيارته، أو يرافق ~~أولاده إلى المدارس، أو زوجته إلى السوق، أو يقوم بتنظيف المنزل ~~وإعداد الطعام أو دهان الجدران أو العمل في مزرعة الضابط أو ~~دكانه.» # إجراءات سريعة تتخذها الحكومة ~~لمواجهة ms109 الموقف # للجندي ستة أرغفة خبز بدلا من ثلاثة في اليوم وأربعة بطاطين ~~بدلا من اثنتين وإجازة كل شهر بدلا من كل شهرين. # إضافة اللحم إلى وجبات جنود الأمن ~~المركزي # 3 آلاف مواطن من الأقاليم # يتجمعون أمام مراكز تدريب الأمن المركزي بالدراسة وشبرا والمعادي ~~وطريق الفيوم بحثا عن مصائر أبنائهم. # عودة الحياة إلى أسواق وسط ~~القاهرة # نجف كريستال للصالون اشتراس نمساوي (كريستال ~~طبيعي) # مطلي بماء الذهب عيار 24، بسعر يبدأ من 660 جنيها للحجم ~~الصغير، بمحلات القطاع العام. # كينج إيجيبت # يقدم دهانات لشقتك ماركة بلابوند، ورقا للحائط، ~~موكيتا، ديكورات للأسقف والأرضيات، والستائر والمطابخ ~~والبلاكار والألومنيوم والكهرباء والسيراميك والصرف ~~الصحي. # قوات # الأمن المركزي # تحاصر قرية ~~غازي مصلح بدكرنس دقهلية وتعتقل خمسين شخصا منهم عمدة القرية، ~~وتقطع عنها المواصلات والكهرباء يوما كاملا، وتقوم باستعراض ~~للقوة في شوارع القرية أسفر عن مقتل المواطن عبد الحميد ~~جعفر. # للشبان من الجنسين: أحدث مجموعة من # النظارات # الطبية والشمسية ~~ماركات ريبان ونينا ريتشي وأسدور. # نيابة مصر الجديدة تحقق مع ملازم أول شرطة من قوات # الأمن المركزي # بتهمة الاعتداء على جاره ~~بالكرباج. # زوروا معرض مودرن ~~أكويبمنت # فيديو ناشيونال، 2 نظام ب 1428 ~~جنيها فقط # 11 # فيما يبدو، فإن الانطباع الذي تكون لدى ولي العهد عندما تفتحت ~~عيناه على عالمنا لم يكن مشجعا؛ فقد عزف عن تشغيل ماكينة البث، ~~وتمسك بموقفه رغم كل المغريات. وعندما بلغ الثالثة من عمره كان ~~قد عثر على وسائل اتصال بديلة، واكتشف أساسيات علم السيميولوجيا ~~الحديث، وحده دون مساعدة من أحد. # لم يجد عبد المجيد في هذا التطور ما يضير، بل استراح إليه؛ ذلك ~~أنه ألفى نفسه قادرا على استيعاب مبادئ العلم الجديد بسهولة، ~~وأصبح يستمتع بالاتصال بولي عهده عن طريقها، بل ويبتكر قواعد ~~جديدة منها تناسب الحال. # ذات هي التي لم تنتبه إلى نبوغ وليدها المبكر؛ فقد فاتها أن ~~تلحظ علاماته وسط مسيراتها المتعددة. وكانت صفية هي التي دقت ~~جرس الخطر خلال زيارة عابرة (في طريق عودتها من الإسكندرية إلى ~~السعودية عقب إجازة قصيرة)؛ إذ صاحت مستنكرة عندما رأت عبد ms110 المجيد ~~وولي عهده منهمكين في حوار صامت بلغة الأصابع والإشارات، انضمت ~~إليه ذات بعد قليل. # بدأت رحلة العلاج على الفور، واستمرت طويلا حتى انتهت في ~~عيادة حديثة بمستشفى الدمرداش خصصت لأمراض البث (التي انتشرت ~~بشكل ملموس في السنوات الأخيرة وعلى رأسها اعوجاج اللسان)، حيث ~~خضع الطفل النابغة إلى برنامج مكثف من عدة جلسات يجري خلالها ~~تدريبه على تشغيل الماكينة. # اصطحب عبد المجيد ولي عهده إلى الجلسة الأولى، ولزم الفراش ~~بمجرد عودته، عندما علم أن دوره في الانتقال إلى أحد فروع البنك ~~في البلدان العربية قد تم تجاوزه لصالح أحد مرءوسيه الذي يحمل ~~شهادة جامعية، وظل طريحه حتى حان موعد الجلسة التالية، فاضطرت ~~ذات إلى القيام بالمهمة بدلا منه. # كان موعد الجلسة في الواحدة بعد الظهر؛ لهذا أرسلت الطفل ~~كالمعتاد إلى الحضانة، وحصلت على إجازة عارضة، ثم انهمكت في ترتيب ~~الشقة، وأعدت صينية مكرونة بالباشميل، وخلال ذلك زودت عبد ~~المجيد، طريح الفراش، بكوب من الشاي امتنع عن شربه لأنه كان من غير ~~ليمون. وعندما انتصف النهار وبدأت تستعد للخروج، انفجر غضب عبد ~~المجيد. # لم يكن الليمون هو السبب وإنما الروج؛ فبعد أن استحمت واستبدلت ~~ملابسها، وقفت أمام المرآة، في مجال رؤيته، وأخذت تمر بأصبع الروج ~~على شفتيها. وهكذا ذكرته، لا بنفيسة أبو حسين، وإنما بمنير ~~زاهر. # ففي مناسبة سابقة، علم عبد المجيد عندما أبدى إعجابه بلون الروج ~~الذي تستخدمه زوجته أن زميلها المصور يشاركه نفس الرأي، وتكررت ~~هذه المناسبة كما تعددت أشكال المشاركة، إلى أن بدأ يشعر ~~بالقلق. # أعلن عبد المجيد فجأة من مرقده بلهجته الحاسمة: «لازم ~~تتحجبي.» # تطلعت إليه - في المرآة - مدهوشة من قوة التليباثي؛ فقد كانت ~~تقلب الفكرة ذاتها في رأسها كوسيلة لنفي التهمة التي جلبها جهل ~~مدام سهير بالمذهب الشيعي، لكنها - كالعادة - كانت مترددة في ~~الجهر بها خوفا من رد الفعل - غير المتوقع دائما، والسلبي في ~~معظم الأحوال - من جانب زوجها. # تكرم عبد المجيد بشيء من التحديد: «على الأقل تغطي راسك.» وكان ~~هذا أيضا هو ما يدور برأسها ms111. # أكملت ذات استعداداتها ~~بحذاء مرتفع الكعب؛ لتستمد من السنتيمترين الإضافيين قدرهما من ~~الثقة بالنفس، وسألته عما إذا كان يحتاج إلى شيء، فشكرها بلهجة ~~ما زالت غاضبة، قائلا إنه سيعتمد على نفسه، وبذلك غادرت المنزل ~~مطمئنة، وخاضت بحرص في الأتربة المكومة فوق ما تبقى من الرصيف، ~~وخلف السيارات المركونة إلى جواره، وأمام دكان تصليح الغسالات ~~الذي رفع لافتة جديدة ملونة تعلن عن «رجبكو برذرز للأدوات ~~الصحية». # كان ولي العهد ينتظرها خلف قضبان نافذة الحضانة، مزاحما بقية ~~الأطفال الذين تعلقوا بقضبانها ليشبعوا شوقهم إلى الحرية. ~~تدافعت الدموع إلى مآقيها وهي تعبر البلاط المكسر إلى باب مغلق ~~فتحته فتاة محجبة، ليكشف عن صالة معتمة باردة، خلت من أي فرش، ~~وتدفق إليها الأطفال لمعاينة الطارق، يحدوهم الأمل في إفراج ~~مبكر، وعلى رأسهم ولي العهد، ناسيا في لهفته حقيبته الصغيرة ~~الحمراء، ولفافة السندوتشات. # لم ينس ولي العهد الشيء الأهم؛ فلم يكد يخطو إلى الشارع حتى قاد ~~أمه المستسلمة في اتجاه الميكروفون الجهوري الذي يدعو إلى ~~الإيمان بالله ونبذ الدنيا، والذي كانت ستقصده على أية حال. # ولجت الدكان الكبير الذي ثبت الميكروفون فوق مدخله، ومرت ~~من أمام رفوف الكتب الدينية وقصص الأنبياء وأقلام الفلوماستر، ~~واللعب المستوردة من هونج كونج، وأغطية الرأس النسائية الإسلامية، ~~والفتاة المحجبة التي تدير آلة حياكة، وأخيرا الكهل الملتحي ~~بطاقية بيضاء مربعة، الذي وقف خلف ماكينة لتصوير الوثائق، عاكفا ~~على تشغيلها وهو يبتسم في وداعة وطيبة مرددا اسم الله، ومصليا ~~على رسوله، ومسلما على النبيين بلغة فصيحة؛ إذ كان يمتحن في ~~إيمانه الذي من علاماته الحلم. # فالزبون الذي عهد إليه ~~بأوراقه ليصورها كان من النوع الذي يبعث به الشيطان عادة لهذا ~~الغرض؛ ولهذا أبدى اعتراضه على درجة نقاء الصورة، بل وطالب ~~باستخدام الورق الخاص بالتصوير بدلا من ورق الكتابة العادي الذي ~~كان يستخدمه الكهل الملتحي. وتجنب الأخير الدخول في جدال حول نوع ~~الورق، معلنا في صوت قوي أن الصورة جيدة لأنها تقرأ دون صعوبة، ~~ونفى مبعوث الشيطان ذلك، فتلفت الكهل حوله بحثا عن ms112 نصير، ولم ~~يجد أمامه غير ذات، فمد يده إليها بالورقة قائلا بلغته الفصحى ~~السليمة: «ما رأيك يا أخت؟» # الأخت كانت تجد نوعا من تحقيق الذات في التوفيق بين الرءوس في ~~الحلال، بدءا من القيام بدور الخاطبة إلى لعب دور الحكم؛ لهذا ~~انتهبت الفرصة، وقبل أن تفحص جسم الجريمة قررت أن تقف في صف ~~الجانبين معا، وتهون عليهما الأمر، وتدعوهما إلى كلمة سواء ~~بينهما، لكن الكهل لم يطق معها صبرا، فألقى بالورقة جانبا وهو ~~ينادي في حدة، ضاغطا على مخارج الحروف، فيما خيل لذات أنه ~~النطق الإسلامي: «يا فاطمة.» # برزت من أعماق الدكان فتاة محجبة، تحمل في يدها، ودون أن ~~يطلب أحد منها (كأنها تدربت جيدا على هذا الموقف) رزمة جديدة ~~من الورق تناولها الكهل في عصبية، ووضعها مكان الورق القديم، ثم ~~ضغط زرار التشغيل في عنف. # تحولت الفتاة إلى ذات مستفهمة عن طلبها، وكان ولي العهد قد ~~حدده منذ الوهلة الأولى، في اتباع نموذجي للمثال القومي؛ إذ ~~تسمر أمام رف السيارات حائرا بين أحجامها، وموديلاتها. # النتيجة كانت متوقعة؛ فقد اختار الطفل أغلاها، واشترت ذات ~~أرخصها، وكان لا بد من إلهائه عن البكاء، فعدلت عن تفقد أغطية ~~الرأس، وجذبته من يده إلى أعلى بمجرد أن غادرا الدكان، ~~متظاهرة بأنها تلعب، وكي تجنبه الخوض في القمامة. وكررت ~~القفزة أمام كتلة من الكابلات الكهربائية المنبثقة من جوف الأرض ~~أمام دكان ملابس ذي واجهة زجاجية عريضة تعلوها لافتة تعلن أن ~~المكان مكيف الهواء. اندمج ولي العهد في اللعبة الجديدة فكررها ~~بصورة آلية عند الحاجز الثالث الذي لم يكن من طراز المرتفعات، ~~وإنما عبارة عن حفرة عميقة، استقر في قاعها وسط قليل من ~~المياه. # أدت محاولة انتشال الغريق إلى التواء الكعب الطويل لحذاء ذات، ~~الذي لم يكتمل أسبوع على شرائه. والتجأ الاثنان إلى جوار الحائط ~~ريثما خلعت حذاءها لتتبين مدى الإصابة، وعندما قدرت أنه يستطيع ~~أن يتحمل مشوار المستشفى أخرجت من حقيبة يدها منديلا من الورق، ~~أزالت به آثار المياه والطين من ملابس طفلها، وجرته ms113 في حزم إلى ~~محطة الأوتوبيس. # أدركت ذات أن الحظ يحالفها في هذا اليوم، رغم البوادر غير ~~المشجعة، عندما ظهرت سيارة أوتوبيس بعد قليل ، وعندما تصادف ~~وقوفها إلى جوار راكب هبط في المحطة التالية، فاحتلت مكانه على ~~الفور، وهي تتوجه بالشكر الحار إلى راعي البشر أجمعين، متغاضية ~~عن المتاعب الثانوية. # فقد أرادت أن تأخذ ولي العهد فوق حجرها لكنه رفض، وأوضح وجهة ~~نظره باللغة الوحيدة التي يتقنها. واجتذب هذا الشكل النادر من البث ~~اهتمام ماكينة تجلس بين ذات والنافذة، وتحمل فوق ساقيها طفلة ~~صغيرة، فتأملا ولي العهد في إشفاق (السيدة)، واستنكار للمنافسة ~~غير المتوقعة (الطفلة). نقلت الأولى بصرها بين الطفل وأمه وهي ~~تمصمص بشفتيها تعبيرا عن شعورها بالأسى، وإن كانت في الحقيقة ~~تقوم بتسخين الماكينة استعدادا للبث، لكن ذات فوتت عليها الفرصة ~~متظاهرة بالشرود. # لم تقنط الماكينة وتوسلت بالصبر حتى سنحت فرصة أخرى، عندما ~~مالت عليها ذات لتبعد كتفها عن الجسم الصلب الذي أراد أن يندس أسفل ~~إبطها، فلوت شفتها في اشمئزاز من هذا السلوك ومن جنس الرجال ~~عموما، وتابعت مع ذات الرجل المقصود وهو يبتعد باحثا عن ضحية ~~أخرى، ثم يتجه إلى كتف أنثوية ممتلئة برزت من مسند أحد المقاعد ~~بصورة متعمدة، تعلن عن استعدادها وتلهفها. وشرعت الماكينة في ~~البث، لكن ذات كانت قد انشغلت بفك شفرة الأسئلة المتتابعة التي ~~وجهها ولي العهد حول زحام الطلاب أمام الجامعة. وعندما ترك ~~الأوتوبيس ميدان العباسية مندفعا كالسهم في شارع لطفي السيد، ~~غادرت مقعدها وجذبت الطفل أمامها، وشقت طريقها بصعوبة وسط ~~الأجسام المتلاحمة نحو باب النزول، لكن الخروج من الحمام ليس ~~دائما في نفس سهولة الدخول إليه. # وقفت إلى جوار السائق معتمدة على قضيب حديدي، ثبته إلى ~~القوائم المعدنية الأصلية للسيارة؛ ليحميه من الماجما البشرية. ~~كان شابا في نهاية العشرينيات، مهموم الوجه، ذا لحية نامية، عن ~~إهمال لا عن دروشة، يرتدي قميصا وبنطلونا قذرين مجعدين، ~~كأنما قضى ليلته نائما فيهما. وكان يسوق بقدم واحدة ينقلها بين ~~المسرع والكابح، بينما ثنى الأخرى وأسندها، عارية ms114 من جوربها، ~~كاشفة عن أصابع متسخة، فوق عامود المقود. # وزعت ذات اهتمامها بين السيطرة على تحركات أمجد، وحماية ~~مؤخرتها من الاحتكاكات العفوية المقصودة (ومنها واحد بالذات ~~بالغ الصلابة أصابها بالارتباك لأنه أوشك أن يهز دعائم موقفها ~~المعادي لهذا اللون من السلوك)، ومتابعة السباق الذي اشترك فيه ~~السائق مع سيارة يابانية حمراء اللون مزوقة برسم السوبرمان ونسر ~~أسود ذي جناحين هائلين يقودها مراهق في ملابس رياضية وتتصاعد ~~منها موسيقى هشك بشك، مرقت بجوار الأوتوبيس كالصاروخ، ثم أجبرها ~~الزحام على التباطؤ حتى لحق بها الأوتوبيس ولاحقها بعد ذلك عندما ~~انساب المرور، مائلا نحوها حتى أجبرها على الابتعاد نحو الرصيف، ~~لكن سائقها كان مصرا على البقاء في المقدمة، فعالجه سائق ~~الأوتوبيس بانحرافات حادة مفاجئة أجبرته على السير بحذاء ~~الرصيف. # أحاطت ذات ولي عهدها بساعديها، متناسية أمر مؤخرتها، مترقبة ~~في هلع النهاية المحتومة، عندما تجاورت السيارتان، ثم انحرف سائق ~~الأوتوبيس بشكل مفاجئ نحو الشاب فأجبره على الصعود فوق الرصيف ~~والمضي فوقه حتى وجد نفسه متجها نحو عامود نور فأوقف سيارته ~~تماما، منسحبا من السباق، بينما واصل الأوتوبيس طريقه بنفس ~~سرعته، بعد أن ألقى سائقها بنظرة خاطفة غير مبالية على السيارة ~~المهزومة في مرآته. وقبل أن تلتقط ذات أنفاسها ظهرت محطة المستشفى ~~على مرمى البصر، فمالت نحوه، مستجمعة كل ما تملك من رقة، قائلة: ~~«المحطة الجاية وحياتك.» # لم يعبأ السائق بها واحتفظ بنفس سرعته، عازما على تقديم عرض ~~قياسي من نوع آخر؛ إذ أوقف السيارة أمام المحطة بحركة مفاجئة، ألقت ~~بالركاب إلى الأمام، فاصطدم الجالسون بظهور المقاعد التي ~~تواجههم، بينما تدحرج الواقفون في اتجاه مقدمة السيارة، وتعرضت ~~مؤخرة ذات لكثير من الأذى قبل أن تتمكن من مغادرة السيارة مع ~~ولي عهدها. # وقفا في منخفض من الأتربة ينتظران أن يخف اندفاع السيارات كي ~~يعبرا الطريق. وطال انتظارهما بينما انضم إليهما زوجان ثم ثلاث ~~سيدات وعددا من التلاميذ. وانتهز الجميع فرصة سانحة خف فيها ~~ضغط السيارات، فاقتربوا من بعضهم البعض، ثم اندفعوا جريا عبر ~~الطريق مثل الدجاج ms115 المذعور. وفوجئت ذات بأن الرصيف الذي بلغته ~~ضيق للغاية ويشغله عدد من سيارات المرسيدس المعروضة للبيع، ~~فجعلت الطفل إلى يمينها ومضيا بين السيارات المندفعة، حتى طفا ~~الرصيف الأصلي، فاعتلياه؛ وبذلك أصبح الطريق ممهدا أمام ولي ~~العهد. # فقبل أن تنتبه إلى نواياه كان قد عهد إليها بحقيبته، وانطلق يجري ~~غير عابئ بصيحاتها، مجبرا إياها على أن تخب خلفه بأقصى ما تملك من ~~جهد، مشيرا إليها بأصابعه أنه يعرف الطريق، منحنيا في ممر جانبي، ~~عابرا بركة من مياه المجاري، متجاهلا أول بوابة في سور ~~المستشفى، ومتوقفا أمام البوابة التالية، حتى لحقت به لاهثة ~~الأنفاس. # لكنه كان قد استحق شرف القيادة التي تولاها بكفاءة ساحبا ~~ذات خلفه، وسط الزحام، وبجوار كوم من الحجارة والمخلفات المعتادة ~~لمسيرة الهدم والبناء، وفوق السلم الداخلي لمبنى تكومت ~~القمامة أمامه، واقتعد درجته العليا عجوز في جلباب نظيف، بادي ~~الإعياء، وعبر قاعة كبيرة حفت بجانبيها الغرف ومقاعد الانتظار ~~وزحمها المرضى، وأسفل سلم خشبي اعتلاه عملاق انهمك في دهان السقف ~~دون أن يعبأ بالمارة الذين لم ينتبهوا إلى وجوده وإلى الطلاء ~~المتناثر من فرشاته إلا بعد أن تلوثت ملابسهم، وإلى باحة صغيرة ~~في الطابق الأرضي اصطفت بها مقاعد خشبية مدهونة حديثا بلون أخضر ~~قاتم، تحيط بباب خشبي في نفس اللون، استقبلتهما خلفه عجوز في ملابس ~~التمرجية المغبرة أعلنت أن الطبيبة لم تصل بعد، وعندما سألتها ذات: ~~«وإمتى تيجي؟» ردت متعجبة: «لما تيجي.» ثم وجهت اهتمامها ~~إلى قادم جديد قبل أن تضيف بشيء من التنازل: «اسألي عنها في ~~القسم.» # بدا الطفل متمرسا بكل هذه التطورات؛ إذ استدار على عقبيه، ~~وقاد أمه في الطريق الذي جاءا منه، وأسفل سلم الدهان إياه، حتى ~~غرفة مجاورة لقسم الأورام، كشف الزجاج المبرقش لبابها المغلق عن ~~ضوء فلورسنتي، لكنه لم يستجب لطرقاتهما، فأطرق برأسه إطراقة العارف ~~الخبير، وانطلق كالسهم، وأمه خلفه، إلى الخارج دون أن تستوقفه غير ~~ثلاث ظواهر؛ امرأة في جلباب أسود وشبشب، معصوبة الرأس بمنديل، ~~انتشرت بقعة داكنة اللون حول صدغها الأيمن ورقبتها (قدرت ms116 ذات، ~~بخبرة أيام التفعيص، أنها من أثر جرعة زائدة من الكوبالت)، وتمرجية ~~مترهلة الجسم، لونت القذارة كعبي قدميها العاريين البارزين ~~من شبشبها، تدفع في زهق مريضا ممدا فوق نقالة معدنية، فتصطدم ~~رأسه بحافتها المعدنية، صعودا وهبوطا، في حركة إيقاعية، ورجل ~~خمسيني في ملابس أنيقة وعوينات مذهبة، وشعر مصفف في عناية، ~~برز من إحدى الغرف في عجلة وقد هرع خلفه عدد من الشبان ذوي ~~المعاطف البيضاء. # بلغت المسيرة منتهاها في قاعة انتظار ضيقة، تمثل جزءا من ~~طابق مسروق في المبنى المجاور، فارتمت ذات على أحد مقاعدها ~~البلاستيكية، وهي تتنهد في ارتياح ما لبث أن تبدد. # فقد ألفت نفسها في مواجهة سيدة سمراء مكتئبة الوجه، ترتدي ~~فستانا رخيصا، لكن شكلها العام، وأظافر يديها وقدميها المقصوصة ~~في عناية دون طلاء ينطقان باهتمام بالغ النظافة. وكانت تحمل في ~~حجرها طفلا كبير الحجم والسن، معوج الساقين، مبطط الوجه كأنه ~~فطيرة. وإلى جوارها امرأة أخرى قمحية اللون، ذابلة البشرة، تهدل ~~شعرها على كتفيها، وكشفت فتحة صدر فستانها عن منبت ثديين ~~جافين، وبرز من صندلها كعبان فقدا لونهما الطبيعي من زمن، ~~استقرت بينهما طفلة كبيرة الجسم حليقة الرأس، مالت بصدرها فوق ~~الأرض، وزحفت بحوضها نحو كسرة خبز ملقاة بجوار الحائط، فتناولتها ~~ووضعتها في فمها. وعندما أرادت المرأة، في غير حماس، أن تنتزعها من ~~يدها، تشبثت بها، ثم مسحت الأرض بكفها، ولوت جسدها وزحفت ~~مبتعدة بعد أن أدارت وجهها ناحية ذات، التي طالعت ابتسامة بلهاء ~~وعينين غريبتين أشبه ببئرين من غير قرار. # شعرت ذات بابنها يلتصق بها في خوف، متأملا الآخرين في ~~استغراق، وألفت نفسها تتفحصه بأعين الأخريات باحثة عن أوجه ~~القصور لديه، فراودها الشك لحظة في أن عينيه قريبتا الشبه ~~بالعيون المنغولية، الأمر الذي كانت تخشاه طول مدة الحمل، والذي ~~كان محور أول سؤال نطقته بعد الولادة. # انتزعت عينيها بصعوبة من وجه ولي العهد، فالتقتا فوق رأس الطفلة ~~الزاحفة على الأرض بعيني أمها المكتئبتين. عندئذ نهضت فجأة ~~واقفة، وجرت الطفل خلفها إلى الخارج، عائدة أدراجها إلى المبنى ms117 ~~الأول، متولية القيادة هذه المرة. مرت من أسفل سلم الطلاء ~~الخشبي، وهبطت إلى الباحة الخضراء، لكنها لم تجد تمرجية «تيجي ~~لما تيجي»، وكان الباب الأخضر مفتوحا، فولجته إلى ردهة تفتح ~~عليها عدة غرف مضاءة، لا أثر بها لأحد، وليس فيها سوى الأوراق ~~والأقلام المتناثرة فوق المكاتب، فيما عدا الغرفة الأخيرة التي ~~وجدت بها طبيبا جالسا إلى مكتبه، يعبث بعدد من مكعبات الأطفال ~~الملونة. # ابتسم لها الطبيب مرحبا وأشار إليها أن تتفضل، فولجت الغرفة ~~مع ابنها، وقدمت بطاقته العلاجية للطبيب، الذي ألقى عليها نظرة ~~سريعة، ثم توجه بالحديث إليه: «اسسمك ايه يييا شششاطر؟» # لم ينبس الشاطر بحرف، بل تطلع إلى الطبيب في جمود منكمشا في ~~حضن أمه، التي أبعدته عنها وهي تبتسم في خجل، وتهيب به أن يتجاوب ~~مع الدكتور، ولكنه تشبث بصمته في عناد، فقرأ هذا من البطاقة: ~~«أأأأأمجد ععععع عبد الممممجيد حححح سن.» # استمعت ذات في صبر للحوار المتقطع (من طرف واحد) ظانة أنه ~~تكنيك متعمد للعلاج، ولم يلبث الشك أن ساورها وهي ترى المجهود ~~الذي يبذله الطبيب في إخراج الكلمات المتقطعة من بين شفتيه، ~~وقطعت الشك باليقين عندما أعلن بعد نصف ساعة: «خخخخخ لاص ~~اننننننهاردده.» # ضبط النفس الذي أبداه ولي العهد في حضرة الطبيب تلاشى بمجرد ~~خروجه إلى الشارع، فسدد أصبعه في تصويب حاذق إلى كشك السجائر ~~والحلوى الذي علقت بنافذته أكياس العصائر المزوقة بصور ~~ملونة للفواكه المختلفة. وفقد أصبعه ثباته عندما اقتربا من ~~الكشك، فتأرجح متذبذبا بين أكياس الشيبسي والكاراتيه والبوزو ~~والشوكو أب والكيمو، لكن ذات كانت حاسمة فأشارت إلى السندوتشات ~~الموجودة في الحقيبة وأعلنت: «عصير وبس.» # تناولت من الأظافر القذرة للبائعة ممصا من البلاستيك، فمسحته ~~في بلوزتها، ثم طهرت طرفيه بلعابها، وثقبت كيس العصير بأحد ~~الطرفين، ثم قدمته له آملة أن يتكفل بإلهائه خلال رحلة ~~العودة، التي اختارت لها، بعد حسابات معقدة، سيارة أجرة. # استمرت الحسابات داخل السيارة؛ فعندما انطلق السائق على مهل ~~وعينه على المارة، آملا في زبون آخر، وأوشك لذلك أن يصطدم بسيارة ~~أخرى ms118 توقفت فجأة ليشتري سائقها بضعة أرغفة من الخبز المعروض فوق ~~قفص على قارعة الطريق، أصابها الهلع، فأنقصت الأجر الذي قدرته ~~للسائق في كرم عندما توقف لها، من جنيه ونصف إلى جنيه. وعندما ~~التقط سيدة بدينة وطفلتها، وأجبرها على الجلوس في الخلف إلى ~~جوار ذات وولي عهدها؛ ليبقى المقعد المجاور له خاليا من أجل راكب ~~إضافي، تميزت من الغيظ، وبدأت تزن إمكانية خفض الجنيه إلى نصف ~~جنيه. وعندما لم يفز السائق بالراكب المأمول، رغم تلكئه في ~~ميدان العباسية وأمام الجامعة والمستشفى التخصصي وفي التقاطعات ~~وأمام المؤسسات العسكرية، رق قلبها له، وتصورته مجاهدا في ~~سبيل إطعام سبعة أفواه أو تسعة، فارتدت إلى الجنيه وأخذت تزن ~~إمكانية رفعه إلى الرقم الأصلي الذي قدرته في البداية. # في هذه الأثناء كان ولي العهد قد انتهى من كيس العصير، ومن ~~تأمل المنافسة الوافدة، فطالب بسيارته، وأجبر أمه على استخراجها ~~وفض غلافها الكرتوني، ليكتشف أنها بثلاث عجلات. أوشكت أن تهون ~~عليه الأمر وتزعم أن السيارة من طراز خاص، لولا أن محور العجلة ~~الرابعة كان مطلا برأسه، شاهدا على الطراز الذي تنتمي إليه ~~السيارة، فوعدته بإعادتها إلى البائع واستبدالها بواحدة سليمة، ~~وبهذا أمكنه أن يمارس هوايته في التعرف على الأشياء، متسائلا، ~~بالإشارات: «إيه ده؟» أمام ضريح جمال عبد الناصر، والمدافع المهيبة ~~التي تتصدر المباني العسكرية، والواجهات الحمراء لمحلي ~~«الويمبي» و«كنتاكي فراي تشيكن»، والمطعم الفخم ذي النجوم، ~~واللافتات البارزة من العمارات الجديدة، معلنة بحروف أجنبية عن ~~مكاتب استشارية وتوكيلات أجنبية ومحلات أنتيكات وديكورات، ومستشفى ~~للولادة، وصفوف السيارات الخاصة المنتظرة في غير نظام خروج أولياء ~~العهود من مدارس اللغات الواقعة في الشوارع الجانبية. # تولت ذات الرد على استفسارات ولي عهدها برحابة صدر؛ فلم تلحظ ~~في الوقت المناسب أن السائق، بدلا من أن يتجه إلى ميدان روكسي، قد ~~انحنى يمينا في اتجاه رئاسة الجمهورية ومنطقة الميرغني. توسلت ~~بالصبر بضع لحظات على أمل أنه يقوم بالتفافة قصيرة لسبب ما، وعندما ~~رأته ممعنا في صراط مستقيم تجرأت وسألته في لطف، فقال إنه ms119 ذاهب ~~إلى كلية البنات لتوصيل الراكبة الأخرى وولية عهدها. لم تستسلم ~~بسهولة وجادلته في أسس المنطق، ومستشهدة بأقوال من قبيل «ودنك ~~منين يا جحا»، وأولويتها في الركوب وبالتالي في النزول، بينما كان ~~هو مستمرا في طريقه لا يلوي على شيء، حتى تم إيداع الراكبة ~~الممتعضة (بالطبع) وابنتها بسلام في شارع جانبي خلف كلية البنات، ~~وخلال ذلك كانت أجرته المتوقعة قد هبطت من جديد إلى نصف جنيه، ثم ~~ارتفعت إلى الجنيه عندما أسر إليها، وهو يتجه أخيرا إلى الطرف ~~الآخر من مصر الجديدة، أنه يسكن هناك وأنه عائد إلى منزله، وأن خط ~~السير الذي اتبعه هو الخط المنطقي في مثل هذه الظروف. ناولته ~~الجنيه وهي تجذب مصراع الباب، فانخلع في يدها، بينما أمسك هو ~~الورقة البائسة بأطراف أصابعه في استهانة قائلا: «خمسين قرش ~~كمان.» # كانت في مركز ضعيف؛ فهو الذي يملك إطلاق سراحها، وقد فعل بعد أن ~~ناولته الورقة الإضافية التي طلبها، فمال فوق ظهر مقعده وفتح لها ~~الباب من الخارج، دون أن يغفل النظر إلى ساقيها، متلمسا فرصة ~~عند النزول تكشف له عن إحدى عتبات قدس الأقداس المتواري بينهما، ثم ~~أغلق الباب خلفها في عنف، مشيعا إياها بالشتائم الموجهة إلى ~~أبيها وأمها وجنسها كله، بينما اتجهت هي إلى الميكروفون الجهوري ~~الذي كان يدعو إلى الإيمان بالله ونبذ الدنيا، وأضاف الآن، في عويل ~~يقطع نياط القلوب، الاستنكار لأن يكون هناك رئيس يدعى حنا ويحمل ~~إليه كوب الشاي من يدعى محمد. استقبلتها فتاة محجبة لم ترها من ~~قبل، فشرحت لها بغيتها بصوت حرصت على أن يبلغ مسامع الكهل ذي ~~الطاقية البيضاء الذي كان في مكانه المعهود خلف ماكينة التصوير، ~~يتمتم بالآيات والأحاديث المناسبة. # تحولت الفتاة المحجبة إلى الكهل قائلة: «دكتور فتحي، المدام ~~أخذت هذه اللعبة اليوم وفي البيت وجدتها بثلاث عجلات فقط.» # صاح الدكتور فتحي مهتاجا، وقد تخلى نهائيا عن لغة القرآن: ~~«وأنا أعملها إيه؟» # توجهت إليه ذات بالحديث، متوسلة بكل ما تملك من منطق: ~~«المفروض آخذ واحدة تانية بدلها.» # خبط الدكتور ms120 فتحي بيده على جهاز التصوير قائلا: «مين قال ده؟ ~~أنا أخدت البضاعة من صاحبها وانتي اشتريتي مني، فأنا مالي؟» # كان قد انتهى من التصوير، فناول الأوراق للزبون وأشار إليه أن ~~يذهب إلى صندوق النقود بجوار المدخل، الذي تجلس خلفه كهلة محجبة، ~~وتبعه متجها إلى الخارج قائلا: «سأذهب للصلاة.» # وقفت ذات حائرة في منتصف الدكان لا تدري ماذا تفعل، بينما ~~اختفت الفتاة المحجبة في الداخل، وانشغلت الكهلة بحساب الزبون، ~~وعندما فرغت منه تحولت إلى فتاة صبوحة الوجه، تغطي رأسها ~~بمنديل أزرق اللون، ولجت الدكان على استحياء واقتربت من الكهلة ~~مستفسرة عن الدكتور فتحي، موضحة بصوت خافت أن زوجها يطالبها ~~بالبقاء في البيت، بينما تريد مواصلة العمل؛ ولهذا تريد أن تعرف ~~حكم الشرع في الأمر. # طمأنتها الكهلة بأن الدكتور سيعود من الصلاة بعد قليل، وتحولت ~~إلى ذات متسائلة في برود: «أي خدمة؟» # فتحت ذات فمها لترد، لكن لسانها امتنع عن الحركة، فاضطرت ~~لإغلاقه بعد لحظة، وانسحبت بهدوء محتفظة بالسيارة ذات العجلات ~~الثلاث، ناهرة ولي العهد في عنف عندما شرع يحرك أصابعه، مما ~~أطلقه في نوبة بكاء حارة من القلب. جرته خلفها إلى السوق الواقع ~~خلف منزلها، فاشترت ليمونا لعبد المجيد، دون أن يخطر لها أنها ~~ستكون المستفيدة الأولى منه؛ لأنها انضمت إلى زوجها في فراش ~~المرض بمجرد دخولها الشقة. # 12 # شمس الفخامة تشرق من ~~جديد # في اتحاد ملاك قصر رشدي بالإسكندرية # الآن في مصر! # الدكتور # كاريير # يقدم # أجهزة التكييف الحديثة. # توضع على الأرض أو تعلق طبقا للحلول الديكورية # وزير الكهرباء: «الدولة خسرت 400 # مليون ~~دولار # في عام واحد بسبب تشغيل بعض المواطنين لأجهزة ~~التكييف.» # جريدة لوموند الفرنسية: «بلغ عدد # السيارات ~~الخاصة # في القاهرة وحدها عام 1985 أكثر من 600 ألف ~~سيارة، تزيد بمعدل أكثر من مائة ألف سيارة سنويا.» # شركة الحديد والصلب المصرية ~~(ق.ع) تبلغ النيابة أنها تعاقدت مع إيطالي يدعى ماكس على توريد ~~حديد زهر وصرفت له 840 ألف جنيه، وعندما فحصت أوراقه تبينت أنها ~~مزورة، ولم يورد شيئا. # 9 مواطنين يعتصمون بمبنى مجلس مدينة طوخ ms121، قليوبية، متهمين أقارب ~~وأنصار # عطية الفيومي ~~، عضو مجلس ~~الشعب الشهير بالحوت، بالاستيلاء على شقق المساكن الشعبية. # المستشار # مأمون الهضيبي ~~، من ~~قادة الإخوان المسلمين ، في نادي هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية: ~~«عقيدة الإسلام قوامها الإيمان بالآخرة، فالموت بداية لحياة أخرى ~~هي الحياة الحقيقية، ودولة الإسلام لا هم لها إلا العمل لهذه ~~الدار الأخرى.» # بنك التقوى # المقر الرئيسي: جزر البهاما. # يقوم بكافة الأعمال المصرفية من المشاركة والمرابحة ~~والمضاربة على المعادن الثمينة وتجارة العملة بيعا ~~وشراء. رأس المال50 مليون دولار. # صحيفة إنجليزية: «الإخوان المسلمون في مصر والبلدان العربية هم ~~المؤسسون ل # بنك التقوى # في جزر ~~البهاما، وعلى رأسهم أحمد سيف الإسلام حسن البنا، وصالح أبو رقيق، ~~وصلاح شادي، والدكتور يوسف القرضاوي.» # بعد فوز قوائم الحزب الوطني في الانتخابات بالتزكية، # عطية الفيومي ~~، أمين الحزب الوطني ~~بالقليوبية، الشهير بالحوت، يقول: «هناك ظاهرة جديدة هذا العام وهي ~~الإقبال الشديد من المواطنين على التقدم للترشيح، وقد تم ~~استبعاد كل من تحوم حوله أية شبهات واعتراضات أمنية خاصة بالشرف ~~والسمعة والنزاهة.» # فضيلة الدكتور # يوسف القرضاوي ~~: ~~«تجربة المصارف الإسلامية تستحق التنويه والتشجيع والتأييد، ~~والناس يشهدون بأعينهم قيام هذه المؤسسات المالية والمصرفية على ~~غير الربا.» # اصطدام طائرة فوكر تابعة لشركة # سينا ~~للطيران # بحائط وعامود إنارة أثناء هبوطها بمطار ~~القاهرة قادمة من الإسكندرية، ومصرع 23 من ركابها بينهم المضيفة ~~أشجان عطية التي نجت من حادث طائرة مالطة. الطائرة المنكوبة سقطت ~~على بعد 500 متر من مدينة الملاهي الملاصقة لسور مطار ~~القاهرة. # اللواء علي خليل رئيس حي الزيتون: «غرق الطفل فرج في بالوعة ~~المجاري المفتوحة قرب القصر الجمهوري بالقبة كان # قضاء وقدرا ~~.» # خلال أسبوعين اثنين انهار محركا طائرتي بوينج 707 تابعتين ~~لشركة # مصر للطيران # أثناء رحلة ~~إلى الخرطوم وأثناء الإقلاع من مطار الكويت، وتعطلت الجامبو بعد ~~رحلة نيويورك، وانهار محرك طائرة الإيرباص المتجهة إلى ~~صنعاء. # رئيس الوزراء ونقيب الأطباء ~~د. ممدوح جبر يقدمان درع النقابة وشهادة تقدير ~~إلى المهندس # محمد فهيم ريان ~~رئيس مصر للطيران # في الاحتفال بيوم ~~الطبيب المصري تقديرا للتعاون المثمر بين الشركة ~~والنقابة ms122. # طبيب يستأصل خطأ # الكلية ~~الوحيدة # لفتاة في العشرين بعد أن أقنعها بضرورة ~~إجراء جراحة عاجلة لاستئصال ورم دهني فوق المبيض الأيمن. # شركة مبيدات فرنسية تحصل على # مليار وربع ~~مليار فرنك فرنسي # من بنك مصري إقليمي، بموافقة ~~المسئولين في وزارة الزراعة وتهرب إلى الخارج. # رئيس الجمهورية يتهم # إحدى شركات ~~الاستثمار # بالتعدي على منتجات شركة من شركات القطاع ~~العام لرخص أسعارها. # مباحث التموين تحرر عدة محاضر ضد # شركة ~~مصرية-فرنسية # لقيامها بسحب إنتاج شركة قها المصرية ~~(ق.ع) من المربى، وإعادة تعبئته وبيعه بضعف السعر. # بعد 9 أشهر من التحقيق في حادث # ونش مترو ~~الأنفاق # المسروق، والذي لم يستدل على مكانه إلى ~~الآن، النيابة تقيد الحادث ضد مجهول. # المستشار # مأمون الهضيبي # نائب ~~الإخوان المسلمين يعلن في مجلس الشعب: ~~«بنك ~~التقوى # عرض تقديم قروض لتحقيق تنمية شاملة بمصر لكن ~~عرضه رفض.» # محافظ القاهرة يوسف صبري أبو طالب يصدر قرارا بالاستيلاء على ~~أرض # شركة الأزياء الحديثة ~~(ق.ع) ~~في شارع 26 يوليو لإدخالها في خطوط إعادة التنظيم بعد أن قامت ~~الشركة بإعدادها للبناء ودكت أساسه. # مستشفى عين شمس التخصصي # يعلن ~~عن حاجته إلى ممرضات فيليبينيات للعمل بمرتب 800 جنيه شهريا ~~يدفع نصفها بالدولار. # أنباء مؤكدة عن موسم جفاف ~~قادم # الأمطار لن تسقط على منابع النيل، ولن يكون هناك ~~فيضان. # البناء يستمر في أرض # شركة الأزياء ~~الحديثة # بشارع 26 يوليو رغم قرار المحافظ ~~بالاستيلاء عليها. # مستشفى عين شمس التخصصي # يخطو ~~نحو الإفلاس؛ التكاليف 142 مليون جنيه نصفها تذهب لتسديد القرض ~~الفرنسي، وصافي الخسائر 6 ملايين جنيه سنويا. # إقامة معرض تجاري خاص باسم # زجمار # فوق الأرض التي استولت عليها محافظة القاهرة ~~من # شركة الأزياء الحديثة ~~(ق.ع) ~~لإدخالها في خطوط التنظيم. # دار نشر أمريكية تتهم # عميد كلية تجارة عين ~~شمس # بنقل أجزاء كاملة من أحد كتبها إلى كتابه ~~المنشور بالعربية. # المستشار # مأمون الهضيبي # في ~~مجلس الشعب: «الاعتقاد في الخلافة شرط من شروط الإيمان ~~بالإسلام.» # إحالة 8 من # كبار موظفي ~~الجمارك # للمحاكمة التأديبية لاشتراكهم في فحص محاضر ~~ضبط كميات ضخمة من البضائع المستوردة لحساب ms123 كبار المستوردين، ثم ~~إصدارهم الأمر بحفظ المحاضر، مما أضاع على الدولة حوالي 5 ملايين ~~جنيه. # وزير الري: ~~«فيضان النيل # فوق ~~المتوسط، والمؤشرات تؤكد بعد مصر عن خطر الجفاف.» # العثور على جثة سيدة مغربية عارية في حديقة منزل ~~الملحن # بليغ ~~حمدي ~~. # مدينة # بيتكو # تقدم ~~1200 وحدة سكنية. # أسرع بحجز شقة لك! # يستغل نوم شقيقه فيذبحه من أجل الحصول على # الشقة ~~. # مصرع 5 وإصابة 30 في # انفجار # خط ~~أنابيب غاز طبيعي في حي المعصرة. # وزير البترول: «أهالي # المعصرة # هم المسئولون لأنهم بنوا فوق الأنابيب.» # أهالي المعصرة ~~: «المباني ~~موجودة من قبل مد الأنابيب.» # إحالة المسئولين # بشركة الخشب ~~الحبيبي ~~(ق.ع) بالمنصورة للمحاكمة بتهمة التسبب ~~في ضياع أربعة ملايين جنيه، وهروب أحدهم إلى أمريكا. # تناقص منسوب المياه في بحيرة السد ~~العالي # سيارة نقل مندفعة فوق # كوبري السيدة ~~عائشة # تصطدم بعدة سيارات وتصرع خمسة أشخاص. # تعليمات جديدة # لوزير الداخلية ~~بمنع مرور سيارات النقل فوق الكباري العلوية. # سيارة نقل تصدم 5 سيارات أسفل # كوبري ~~السيدة عائشة # وتصرع أربعة أشخاص. # استمرار انخفاض مستوى المياه في ~~بحيرة السد # وزير الري: الحالة مطمئنة. # بسم الله الرحمن الرحيم # ومن ~~أوفى بما عاهد عليه الله ~~فسيؤتيه أجرا ~~عظيما ~~. # صدق الله العظيم # بيتكو للإنشاء والتعمير (أحمد ~~إبراهيم وشركاه) # تقدم مركز أم كلثوم التجاري بعد أبراج النيل وأبو الفدا وسيدي ~~جابر. # الرقابة الإدارية: ~~«محافظة ~~القاهرة # تعاقدت مع شركة أمريكية وهمية اسمها إخوان ~~مكارثي العالمية لبناء # الجراجات المتعددة ~~الطوابق ~~، فسحبت أربعة ملايين جنيه من البنوك ~~المصرية، ثم تنازل لها المحافظ عن مليونين آخرين غرامة تأخير ~~ثمانية أشهر في تسليم الجراجات.» # بليغ حمدي # يغادر قاعة المحكمة ~~إلى المطار قبل نصف ساعة من صدور الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في ~~قضية مقتل المغربية سميرة مليان. # الحكم # بإعدام # عاملين وطالب ~~اختطفوا طالبة أثناء وقوفها مع زملائها أمام كازينو. # باقي عشرة أمتار من المياه ~~وتتوقف توربينات السد العالي عن ~~العمل # العميد متقاعد عادل الحيني صاحب شركة العبور لأعمال الرخام: ~~«قدمت بلاغا في قسم شرطة الجيزة ضد المليونير # أحمد إبراهيم # صاحب شركة بيتكو لامتناعه ms124 ~~عن سداد 39 ألف جنيه قيمة أعمال تركيب الرخام لبرج أم كلثوم، ~~وفوجئت بمحافظ الجيزة # الدكتور عبد الحميد ~~حسن # يدخل القسم محاولا وقف استدعاء أحمد إبراهيم ~~على أن يحل هو المشكلة، ووعدني شخصيا وأمام الشرطة بأن يرد لي ~~حقوقي.» # عبد الله عبد الباري ~~، رئيس ~~جريدتي الأهرام ومايو: «الفلاحون والفلاحات يلقون الفوارغ ~~بترعة ترسا التي أسنت وصارت سدا من المخلفات الآدمية ~~والحيوانية، ثم يصرخون ويلومون الحكومة. بالله عليكم ماذا يستطيع # عبد الحميد حسن # محافظ الجيزة ~~مهما حاول أن يفعل مع أناس نامت ضمائرهم نوما عميقا؟» # لجنة قضائية تقوم بتفتيش مسكن # الدكتور ~~عبد الحميد حسن # محافظ الجيزة السابق وتضبط مستندات ~~هامة ومبالغ نقدية كبيرة وكمية من المجوهرات. # كاسيو # تقدم قارئة ~~الطالع الحاسبة. # وزير الري يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع المساجد ~~لمواجهة الجفاف وعدم سقوط الأمطار فوق منابع النيل. # اكتشاف شيكات بأسماء عدد من كبار المسئولين من أجل إلغاء الحكم ~~الصادر بحبس # بليغ حمدي # في قضية ~~مقتل المغربية سميرة مليان. # توقف بعض أقسام # شركة النصر ~~للكاوتشوك ~~(ق.ع) بتأثير منافسة الشركة المصرية ~~الفرنسية للكاوتشوك. # المدرسون # يطالبون وزير التعليم ~~بحمايتهم من الضرب والإهانة أمام لجان الامتحانات. # انخفاض نشاط شركة # المصاعد ~~(ق.ع) في تركيب المصاعد بنسبة 34 في المائة بعد مساهمتها في شركة ~~استثمارية باسم الشركة العربية للمصاعد. # تقرير حكومي: «40 بالمائة من «المدارس» غير صالحة للاستخدام، ~~ويوجد عجز في المعلمين قدره 50 ألف معلم.» # رئيس الشركة العامة ل # البطاريات ~~(ق.ع) وعضو إدارة شركة «كلورايد» ~~المختلطة: «خسائر الشركة 8 ملايين جنيه في سنة واحدة، وترجع إلى ~~زيادة العمالة ونقص التدريب ورداءة الإنتاج.» # دكتور عبد الباسط أحمد يوسف أخصائي العظام ب # مستشفى قوص # العام: «زجاج غرفة العمليات ~~محطم ولا يوجد بها جهاز وقف النزيف أو أوتوكلاف للتعقيم، وجهاز ~~الأشعة بلا أفلام، ولا توجد أدوات للتطهير والإسعاف، أو مصل، ~~للعقارب، أو للتيتانوس، ولا ثلاجة لحفظ الدم ولا دم.» # اختيار رئيس شركة # الخزف ~~والصيني ~~(ق.ع) لرئاسة شركة استثمارية منافسة مع ~~احتفاظه بمنصبه في الشركة الأولى. # المكتب الاستشاري الذي ms125 يملكه الدكتور # رفعت ~~المحجوب # رئيس مجلس الشعب، يحصل على 80 ألف جنيه ~~مقابل الدفاع عن مكتب مقاولات استولى على مليون جنيه من الجمعية ~~التعاونية لبناء المساكن للقانونيين. # تعطل الأفران الجديدة لشركة # الخزف ~~والصيني ~~(ق.ع). # جماعة الجهاد ~~: «قتال الطوائف ~~الممتنعة عن شرع الله في الداخل أهم من قتال اليهود في فلسطين ~~لإرجاع بيت المقدس.» # محافظة أسيوط تنفق # مليون جنيه # من الاعتمادات الاستثمارية على شراء سيارتين؛ إحداهما من طراز ~~مرسيدس؛ لاستخدام كبار مسئولي المحافظة. # مليونير # يعترف بأنه كان عاملا ~~بسيطا منذ ثماني سنوات بمرتب خمسين جنيها، وأصبح الآن يمتلك 12 ~~مليونا من الجنيهات. # جماعة الجهاد ~~: «يجب قتال كل ~~من امتنع عن الصلاة والزكاة أو الصيام أو الحج أو عن الحكم بالكتاب ~~والسنة أو عن تحريم الفواحش والخمر.» # الشركة العامة للصوامع ~~والتخزين # تحصل على عشر شقق بأموال صندوق العاملين، ~~فتجهزها بالمطابخ الفخمة والموكيت والأجهزة الكهربائية، ~~وتوزعها على عشرة من كبار العاملين بها، أغلبهم من لواءات الجيش ~~والشرطة الذين يتقاضون أكثر من ألف جنيه في الشهر بعقود محدودة ~~المدة. # قاتلة مفتشة التموين ~~: «تعرفت ~~على المجني عليها وبدأ زوجي يراقب تحركاتها هي وزوجها ومواعيد ~~خروجهما، وأعددنا سكينا ويد هون، وفي صباح يوم الحادث صعدت إليها ~~عقب انصراف زوجها إلى عمله، وطرقت باب شقتها ففتحت لي. عندئذ تركت ~~الباب مفتوحا، وأثناء قيامها بإعداد الكعك لي أشرت لزوجي بالدخول، ~~وانهلت على رأسها بيد الهون، وعندما حاولت المقاومة انهال عليها ~~زوجي طعنا بالسكين. وهنا ارتفع صوت ابنها قائلا في استعطاف: طنط ~~منى! .. متضربيش ماما إنتي وعمو. وصرخ زوجي في وجهي: اقتليه! ~~فأمسكت بعلبة بيروسول وقمت برش بعض منها على وجهه، وتظاهرت بأني ~~أخنقه، ثم قلت لزوجي إنه مات. وبعد أن قمنا بتقطيع الغوايش الذهب ~~التي ترتديها المجني عليها، فتشنا منزلها وشنطتها فعثرنا على حوالي ~~200 جنيه، بينما كان زوجي يظن أنها تحتفظ بآلاف الجنيهات في ~~شقتها.» # بعد انتشار تجارة # مياه الشرب # بالقاهرة، رئيس مرفق المياه: «القاهرة لا تعاني من أزمة في مياه ~~الشرب، وهناك مياه تكفي لسد حاجة 2 مليون مواطن ms126 زيادة على التعداد ~~الحالي لسكان العاصمة.» # رئيس # هيئة المواصلات السلكية ~~واللاسلكية # يكلف مدير عام # الجودة # بالهيئة بمسئولية البت في مفاوضات الهيئة ~~الخارجية رغم أنه يدير شركة خاصة تحمل توكيلا من شركة # إريكسون # السويدية، أكبر الموردين ~~الأجانب للهيئة المصرية. # انهيار # عمارة في مصر الجديدة ~~بعد تعليتها يودي بحياة عشرين مواطنا. # الحكومة ترغم المزارعين على دفع 35 جنيها عن كل فدان مشاركة ~~منهم في سداد # ديون مصر ~~. # هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية تقرر استيراد مائة ألف ~~سنترال كامل من شركة # إريكسون # السويدية رغم قيامها بتصنيع هذه الأجهزة محليا. # ثالث # حريق # ضخم خلال شهرين في ~~مصانع كوم إمبو يأتي على كمية كبيرة من السكر الخام المعد ~~للتكرير. # وزير النقل يصدر قرارا بترقية # مدير ~~الجودة # بهيئة المواصلات السلكية واللاسلكية رئيسا ~~لقطاع الشئون الفنية وعضوا بمجلس إدارتها. # وزارة الزراعة تنفي وجود خطر من # الجراد # على البلاد. # 273 بلاغا للنيابة خلال عامين تكشف عن اختلاسات بمليون جنيه في # المجمعات الاستهلاكية # التابعة لوزارة التموين. # وزير التموين يصر على استيراد 27 ألف طن # شاي # معبأ بسعر 3450 دولارا للطن، بينما يبلغ ~~سعر الطن السائب 2850 دولارا. # الجراد # يواصل هجومه على جنوب ~~ووسط وشرق مصر، وفرق المكافحة تستغيث. # أكثر من مليوني جنيه طاقة معطلة في شركة مصر ل # الألبان ~~(ق.ع)؛ بسبب زيادة المخزون ~~والحماية الجمركية التي تتمتع بها الألبان المستوردة. # الجراد يلتهم 600 فدان بخمس ~~محافظات # 13 # برهن ولي العهد على أنه الطفل المعجزة؛ فلم يكتف باستعادة موهبة ~~البث كاملة، وإنما أداره باللغة الإنجليزية مباشرة. وأيا كان ~~الدور الذي لعبه الطبيب إياه في الوصول إلى هذه النتيجة الباهرة، ~~فإن الفضل الأساسي فيها يعود بالتأكيد إلى الظاهرة المعروفة باسم ~~«النفس». # فبناء على نصيحة الماكينات لذات بالشروع في التخطيط لمستقبله من ~~الآن، وحجز الأماكن الضرورية له، ابتداء من مقعد الدراسة إلى شقة ~~الزوجية، وضعت العمامة التي أضافتها إلى إكسسوارها، واصطحبت سميحة ~~في زيارة استكشافية للمدرسة الحكومية القريبة، التي تجمع بين ~~المرحلتين الابتدائية والإعدادية. # لم يسبق لها أن اقتربت من إحدى مدارس البنين؛ ولهذا كانت الزيارة ~~مشحونة بالمفاجآت؛ تلاميذ ms127 الفترة المسائية (التي تبدأ في منتصف ~~النهار) ينتظرون أمام الباب، المؤلف من قضبان حديدية يغطيها ~~لوح من الصاج الأسود، جالسين على الرصيف، وحقائبهم ملقاة في ~~التراب، بينما اشتبك أربعة منهم في عراك حام وصاخب، ترددت خلاله ~~أقذع الشتائم، وانتحى خامس جانبا ووقف يتبول إلى جوار سور ~~المدرسة؛ التلميذ الذي أخفى نصف سيجارة مشتعلة خلف ظهره، وفتح ~~الباب لسيدة محجبة، مدرسة في الغالب، تحمل سلة من الخضراوات، ~~أرادت الخروج، فمرقت ذات إلى جوارها داخلة ورفيقتها في أعقابها؛ ~~الناظر المترهل الجسم، في بلوزة رخيصة رمادية اللون، وبنطلون من ~~نفس اللون، وصندل مفتوح من الجلد تبدو منه أصابع قدميه ~~العاريتين، والذي انهمك في توجيه الصفعات إلى ثلاثة تلاميذ ~~تبادلوا اللكمات أثناء الدرس، وقذفوا ظهر المدرس بالكتب، ثم أطلق ~~صيحة يائسة: «يخرب بيوتكو يا ولاد الكلاب!» تكررت عندما ولج ~~الغرفة أربعة تلاميذ ومدرستان يحملون مدرسة شابة شاحبة الوجه: ~~«ما لها؟» # أوضحت إحدى المدرستين: «وقعت في الفصل. جاها نفس.» # فقال وقد تضاعف يأسه: «شوفوا لها كلونيا.» # ثم تحول لذات: «أفندم؟» # وعندما عرف مطلبها قال لها في لهجة أشبه بالبكاء: «المبنى ~~التاني.» # هناك تعرفت على ظاهرة النفس، بعد أن عبرت، وسميحة من خلفها، ~~منفذا ضيقا بين مبنى القسم الإعدادي وسور المدرسة، إلى فناء ~~تناثرت في أنحائه علب السجائر الفارغة والأوراق الممزقة وقشور ~~البرتقال، وعطرته الرائحة المنبعثة من بالوعة صرف مفتوحة، ووصلتا ~~إلى مكتب الناظر، الذي فتنته ركبتا سميحة، فصحبهما إلى أحد الفصول ~~التي ستستقبل ولي العهد بعد سنتين (إن شاء الله)، ودفع بابه دون ~~أن يطرقه، فانفرج عدة سنتيمترات، ثم توقف كأن شيئا حجزه، وهبت ~~خلاله رائحة خانقة أجبرتها على التراجع برأسها، بعد أن رأت أكثر من ~~مائة طفل محشورين في مساحة صغيرة لا تزيد عن غرفة نومها، ضمت ~~أربعة صفوف من المكاتب الخشبية، التي خصص الواحد منها في الأصل ~~لتلميذين متجاورين، فاحتله الآن أربعة وأحيانا خمسة، وجلس ~~الباقون على الأرض بين الصفوف، فوق كتبهم وملابسهم. # امتنعت ذات عن التنفس لتتجنب الرائحة الخانقة، وأطلت ~~برأسها من ms128 فرجة الباب باحثة عن المدرس، فاكتشفت ما يمنع الباب ~~من الانفراج؛ صفوف التلاميذ الذين احتلوا الأرض خلفه وأمام السبورة ~~وتحتها. # شعرت ذات، عندما ولجت مكتبها في اليوم التالي، بشيئين؛ صعوبة في ~~التنفس، وتجاهل من جانب الأخريات اللاتي تجمعن حول صاحبة وجه ~~الأرنب تعرض عليهن غطاء إسلاميا للرأس من حرير شفاف أخضر اللون، ~~مزودا بما يشبه العقال السعودي. وعندما حان موعد الانصراف كانت ~~قد تأكدت من عودة المقاطعة بالرغم من العمامة التي وضعتها فوق ~~رأسها. فهل تيأس؟ أبدا. # حصلت على رقم التليفون من إحدى الماكينات المحجبة، ورفعت ~~السماعة ثم أدارت القرص، وقبل أن تتفوه بكلمة جاءها صوت أنثوي ~~رصين: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هنا الجامعة الإسلامية»، ~~هكذا، في نفس واحد دون توقف، ثم طلب منها الصوت أن تنتظر على ~~نغمات موسيقى فيلم «قصة حب» الأمريكي، حتى جاءها صوت آخر أكثر ~~أنثوية ورصانة أقرأها السلام الكامل وقدم إليها المعلومات التي ~~طلبتها. على ضوء هذه المعلومات ذهبت هي وسميحة إلى مبنى حديث ~~بالقرب من نادي الشمس، عبارة عن فيلا من طابقين وسط حديقة حسنة ~~التنسيق، تؤدي إلى باب من الزجاج الفيميه المحاط بإطارات ~~ألوميتال، يفتح على طاولة عريضة تطل عليها كلمة «الاستقبال» ~~بالإنجليزية، من لوحة مضاءة فوق فتاة محجبة بادرت الزائرين ~~بكلمة السر في نفس واحد: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أي ~~خدمة؟» # استمع عبد المجيد إلى تفاصيل الزيارة باهتمام؛ القاعات الواسعة ~~الأنيقة، الرسوم التوضيحية باللغة الإنجليزية، كتاب الصحة والعلوم ~~الملون (الصادر عن شركة يملكها علي لطفي رئيس الوزراء)، وأشرق ~~وجهه عندما تخيل ولي عهده وقد حقق ما عجز هو عنه؛ ونعني بذلك ~~قراءة الكتاب إياه، ثم اصفر واخضر عندما سمع عن الألف جنيه، ~~فضلا عن الملابس والكتب والباص (الأوتوبيس) فورا والآن؛ لأن ~~الطريقة الشرعية للالتحاق بالمرحلة الابتدائية تحتم قضاء ثلاث ~~سنوات تحضيرية في نفس الجامعة. # نظرة التساؤل والترقب في عيني ذات حملته إلى خارج المنزل. بدأ ~~أولا بعم محروس فترحما سويا على أيام السادات التي لم ينل ~~منها عبد المجيد شيئا ms129 على عكس محروس: «مكانش يفوت يوم من غير ما ~~أبيع سيارة أو ثلاجة، ثم الشقق المفروشة. كانت الأشيا معدن.» ثم ~~انفرد محروس بالشكوى؛ من الضرائب التي تطالبه بعشرة جنيهات ظلما ~~وجورا؛ ولهذا علق لافتة يعتذر فيها عن استقبال الزبائن، الهدف ~~منها هو تضليل أولاد الأفاعي لأنه ما زال يعمل كالجن. ومن المرض؛ ~~حصوة متشعبة في الكلى وضغط مرتفع، ولإزالة الحصوة لا بد من ~~جراحة تتطلب السيطرة على الضغط، لكن الضغط ناشئ عن الحصوة. ومن ~~الابن وزوجته؛ وجد له عملا وشقة في مدينة العاشر من رمضان، لكن ~~الهانم زوجته لا تريد الحياة هناك، وتصر على الإقامة في شقة الأب، ~~وهنا بيت القصيد؛ فالبنت عينها على الشقة منذ علمت أن عقدها محرر ~~باسم الابن (فعل محروس ذلك تهربا من الضرائب). بيت قصيد آخر: ~~«محتاج لغطا صندوق تواليت من النوع القديم؟ عندي واحد زي الجديد ~~تمام .. اشتريته غلط من زبون ومستعد أبيعه بتمن معقول.» # مرتان وفي الثالثة هرب عبد المجيد إلى الشوارع. بدأ بتلك ~~القريبة من منزله، التي شقت في الخمسينيات وبداية الستينيات؛ ~~لتأوي أقرانه من أبناء القطاع العام (بما فيهم الكريمة من المديرين ~~وكبار العسكريين) في عمارات متشابهة، ضاقت نوافذها وشرفاتها ~~ومداخلها، وطرأ عليها ما طرأ على عمارته من تغيير، فتحطم زجاج ~~مناورها، ونشعت جدرانها، واغبرت واجهاتها، وتكدست مخلفات ~~الأعوام في أركان شرفاتها، فيما عدا الشقق المحظوظة التي فتح الله ~~على أصحابها، فامتدت يد الدهان إلى نوافذها ~~وبلكوناتها، والواجهات المحيطة ~~بها، في حدود دقيقة لا تمتد إلى جيرانها، وقفلت بلكوناتها، أو ~~ظللت بالتندات الإيطالية المخططة والمحبوكة، ودمغت بصناديق ~~التكييف وخراطيمه. # ما كان يمثل أطراف مصر الجديدة في الستينيات، أوشك أن يصبح في ~~وضع المركز في الثمانينيات؛ ولهذا ألفى عبد المجيد نفسه، تبعا ~~للآلية التي تحكم حركة التاريخ، يتدحرج إلى الأطراف الجديدة التي ~~مدت إليها خطوط المترو والأوتوبيس، وشيدت بها المجمعات ~~السكنية الضخمة، على مدى سنوات طويلة من انتظار حاجزيها (بإحدى دول ~~الخليج في أغلب الأحيان) تسلموا في نهايتها جدرانا وأرضيات على ~~العظم ms130، بتركيبات صحية يتعين استبدالها على الفور، بواسطة نفس ~~المقاول أو السباك، بطبيعة الحال؛ لتترك بعد ذلك مغلقة لحين ~~الحاجة إليها. # منظر الشقق المغلقة في انتظار حاجزيها، أو أولادهم وبناتهم عندما ~~يشبون ويتزوجون، كان كفيلا بدحرجة عبد المجيد، عكس حركة ~~التاريخ، من الأطراف إلى المركز، عبر زوايا مشجرة، مخبأة جيدا ~~بين كتل الأبنية، لن يطول بها العهد قبل أن تلتقطها عيون النسور ~~الحادة؛ لتقيم فوقها أكشاك الأمن الغذائي أو تحولها إلى مقلب ~~زبالة، وفوق أرصفة مكسرة شغلتها السيارات المنتظمة في صفوف، أول ~~وثان وثالث، وكأنما صار لكل مصري ركوبة، عدا عبد المجيد الذي ~~تدحرج إلى عرض الطريق وهو يتأمل الحواف الانسيابية اللامعة، ~~والمؤخرات العريضة المستقرة فوق عجلاتها في ثبات واعتداد، بنفس ~~اللوعة التي يتأمل بها شقق الميرغني الرحبة بشرفاتها الواسعة ~~المظللة بالنباتات والأجهزة، إلى أن يصعد ثانية فوق أرصفة خلت ~~من كل شيء عدا الحراس المسلحين، أمام قصور العروبة وفيلاتها التي ~~تداولتها الأيدي، عبر التحولات، من كريمة إلى أخرى، ثم فيلات ~~الأربعينيات وعماراتها الراسخة، بمداخلها الرحبة (التي انتثرت ~~أمامها زبالة لا يجد أحد الهمة لإزالتها)، وطوابقها القليلة (فيما ~~عدا حالات التعلية)، تخدمها مصاعد بطيئة احتفظت أخشابها بروائح ذلك ~~الزمان، وشرفاتها الواسعة، التي ظهر أثر الزمن على بعضها، في حالة ~~من أخنى عليهم الدهر، أو من ينتظرون في أوروبا وأمريكا حتى تستقر ~~الأحوال، بينما تحول البعض الآخر، على يد الجيل الثاني أو ~~الثالث، بعد تقفيله بالألوميتال والفيميه ودهانه باللون الأبيض ~~الناصع أو البني الداكن، إلى مكاتب بيزنيس، علقت فوقها لافتات ~~مضيئة تعلن عن شركة سياحة، أو استيراد وتصدير، شحن وتفريغ، تنشيط ~~وتنظيم، تنظيف وتحليل، تزيين وتجميل، تدكير وتأثيث، أو مجرد ~~بوتيك، بواجهة زجاجية عريضة، يزينها صندوق الكومبريسور، وخرطومه ~~المعهود، إلى جوار لافتة كتبت بحروف مذهبة، بالخط الكوفي أو ~~الفارسي أو المغربي، خرجت من خطوط إنتاج متوازية، تمتد من مرجانة ~~إلى كهرمانة، أو لورد فإمبراطور، أو باشا حتى أفندينا. # نهاية المطاف الحتمية في سرة المركز، حيث عمارات البارون ~~البلجيكي الذي أسس مصر الجديدة ms131 (منافسا زميله الحلواني الذي ~~شيد الأخرى القديمة)، فأعطى مبانيها ذلك الشكل الغريب المميز، ~~الذي يجمع بين طرز مختلفة، يتجاور فيها الروماني مع الإسلامي ~~والهندي ، في نظرة إنسانية شاملة، على طريقة السلاطة، كانت لها مع ~~ذلك جمالية خاصة، تجلت في السقوف العالية، والشرفات الرحبة، ~~والبواكي المسقوفة، والمساحات الخضراء، وزالت بالتدريج، بعد نزوح ~~الأرمن واليونانيين والطليان؛ إذ اكتسحها الطابع القومي، الذي ~~عبرت عنه اللافتة الكبرى المعلقة فوق سرة السرة، الحديقة ~~الصغيرة وسط ميدان روكسي، التي حملت مناشدة مسببة: «حافظوا على ~~نظافة مصر الجديدة لأنها أول ما يقابل السائح»، لقت استجابة ~~واسعة؛ إذ امتلأ الميدان وامتداداته، فضلا عن صناديق الزبالة التي ~~زبلت ما حولها، بدكاكين التنظيف، للنفوس والأموال، حتى فندق ~~هليوبوليس بالاس، الذي تحول بعد تنظيفه إلى مقر لرئاسة ~~الجمهورية. # جولة مرهقة تلقي بعبد المجيد في النهاية فوق أحد مقاعد مقهى ~~الأمفتريون، حيث ظهرت عليه علامات العشق المفاجئ للآيس كريم، لا ~~بأكله، وإنما بالفرجة عليه؛ فالمقهى القديم الذي احتفظ بطابعه ~~اليوناني، وبشرفته الواسعة المرتفعة عن الرصيف بأقدام قليلة، تم ~~تمصيره بماكينة بث عابرة لحاجز الصوت، وصندوق زجاجي مغبش من ~~الوسخ، به أطباق الكفتة والكبدة والمخ والروزبيف، تحف بها عيدان ~~ذابلة من البقدونس، وإناء مخللات، وعمود شاورمة، وثلاجة للسفن أب ~~والكولا، وأخرى للآيس كريم. # هكذا أتيحت لعبد المجيد الفرصة لإشباع الرغبات المدفونة في ثنايا ~~الدماغ منذ أيام سينما أوديون؛ فبعد أن يتدحرج من الأطراف إلى ~~المركز، يجلس ساعة أو اثنتين وهو يتفرج على شاريات الآيس كريم، ~~وأساليبهن المتنوعة في لعقه؛ من تبدأ من القاعدة العريضة متجهة ~~في بطء وتلذذ نحو القمة المدببة، فتطوف حولها باللسان قبل أن ~~تلتهمها مرة واحدة، أو تبدأ من القمة المدببة فتزيلها في لعقة ~~خاطفة، ثم تهبط إلى القاعدة في لحسات متعجلة عصبية، تتخللها ~~انحرافات جانبية لامتصاص ما سال على جوانب الشفاه، والاستمتاع ~~بمذاقه، أو تتجاهل كلا من القاعدة والقمة؛ لتركز على السفوح، ~~فتنحتها في رفق، بلمسات متمهلة من طرف اللسان، تتوخى إطالة أمد ~~الالتذاذ، الذي تتبدى نشوته في العيون ms132. # عندما تبلغ اللوعة بعبد المجيد القمة يقرر الانصراف، فيهبط ~~أولا إلى المبولة، متلمسا في جيبه القروش التي سيدفعهما إلى ~~حارسها، متمنيا ألا يجده، لا عن بخل، وإنما من أجل إحراز انتصار ~~ما أيا كان حجمه، يوازن به ما ينتظره من إحباط، عندما يقف أمام ~~الحوض المعلق في الحائط، ويفك أزرار بنطلونه، مختلسا نظرة ~~سريعة إلى جاره، من أجل مقارنة للأحجام، تؤكد له ظاهرة الانكماش ~~التي تطالعه مرة أخرى في المرآة وهو يغسل يديه في حوض بلا ~~صابونة، متأملا بشرة وجهه وعنقه، والشعر الأبيض الذي ينتشر في ~~رأسه. # يبدأ عبد المجيد رحلة العودة بخطوات متثاقلة، فيتجه إلى الميدان ~~الذي يتلألأ بشعلة من الأضواء على شكل أشجار متفرعة، زرعها ~~الشنقيطي وزملاؤه حول الحديقة الصغيرة ولافتتها الشهيرة، وأمام ~~الأبراج السكنية الجديدة التي خصصت أدوارها الأرضية لأسواق ~~تجارية، فيها البركة، وللطيبين فيها حلال، ثم يستقل المترو ويشرع ~~في صياغة إحدى عنترياته من أجل ذات التي تقبع منتظرة في العش هي ~~وفراخها (ثلاثة خرجوا عليه بالسنج عند القيادة المشتركة، تصوروا، ~~وطلبوا منه أن يعطيهم ما معه، هل يفعل؟ لا وحياتكم، صرخ فيهم ~~وانقض عليهم ففروا هاربين). وبذلك يرتكب خطأ فادحا؛ لأن ذات ~~لم تكن تنتظر. # فبينما كان عبد المجيد يتدحرج، جيئة وذهابا، بين الأطراف ~~والمركز، مستمتعا بالفرجة على الآيس كريم، عاقدا ما شاء من ~~المقارنات غير المجدية، كانت ذات تعمل في صمت، مستعينة بكل ما ~~تملك من مواهب في التدبير والتوفير والاقتراض، حتى تمكنت من وضع ~~ولي العهد في الجامعة الإسلامية. # النتائج كانت متناقضة؛ ازداد عبد المجيد انكماشا وقاطعها، أما ~~المقاطعة الأصلية في الأرشيف فقد تلاشت، وعاد الفراشون يوجهون ~~إليها تحية الصباح، وأقبلت الماكينات عليها، تتابع أنباء الطفل ~~المعجزة الذي، كما أعلنت ذات في زهو، يقول «أورانج» و«أبل» في ~~سلاسة تامة، لكنه يعجز عن التلفظ ب «برتقال» و«تفاح». وجاءت همت ~~ببثها الاستفزازي: «انتو يا غنم، عارفين رؤساكم عايشين ازاي؟» ثم ~~لذات شخصيا (الأجهل وبالتالي أضعف الحلقات): «عارفة رئيس مجلس ~~الإدارة بياخد كام لما ms133 يسافر مع رئيس الجمهورية في الخارج؟ ألف ~~دولار في اليوم بدل سفر .. تعرفي بيسافر كام مرة في السنة؟ كل ما ~~الرئيس يروح بلد ياخده معاه .. احسبي بأه .. وغير كده الهدايا اللي ~~في الظرف .. مرة من صدام حسين ومرة من الملك فهد .. وبعدين؛ عربية ~~مرسيدس بسواق .. وكرتونة بيض من التونسي .. بدلة صوف من ستيا .. ~~شقة على البحر من وزير الإسكان، وواحدة على النيل من وزير الميه، ~~وثالثة على الهرم من وزير السياحة.» منير أيضا ظهر ليعرض أحدث ~~اكتشافاته؛ توصيل شاشة التليفزيون بجهاز كمبيوتر. # لم تدرك ذات أهمية الاكتشاف الجديد فتولى منير الشرح سعيدا: ~~«تصوري المذيعة بتقرا نشرة الأخبار أو فقرات من برامج الغد أو ~~السهرة وهي بتقلع هدومها حتة حتة مع كل فقرة لغاية ما تبقى عريانة ~~خالص.» # بحلقت ذات مذهولة وقد نست أن يحمر وجهها (بعد أن تصورت مذيعا ~~لا مذيعة): «إزاي؟» # ضحك منير سعيدا: «بالكمبيوتر. طبعا أنا معرفش شكلها ازاي وهي ~~عريانة، ولابسة إيه. أنا أفترض بس. أغذي الكمبيوتر بأوصافها العامة ~~ومقاساتها بالتقريب؛ الطول والعرض والصدر والهنش، وهو يلاقي أنسب ~~شكل لها تحت الهدوم.» # مقدرة ذات على استيعاب التكنولوجيا كانت محدودة، وبالمثل قدرتها ~~على تصور التطبيقات العلمية لها، فلم تتجاوز تخيل رئيس ~~التحرير، الذي يظهر في التليفزيون كثيرا، وهو يفقد ملابسه أثناء ~~دفاعه عن سياسة الحكومة الاقتصادية، بينما كان منير أوسع خيالا؛ ~~رئيس الوزراء يقترب من منصة تضم كبار المسئولين، وتبدأ ملابسه في ~~السقوط، فما إن يصل إلى رئيس الجمهورية ويمد يده مصافحا حتى يكون ~~قد صار في الكيلوت، وأم كلثوم في قمة انفعالها وقد أوشك منديلها ~~على التمزق، وصباح الثمانينيات بالطبع لا الأربعينيات. ~~الإمكانيات الأخرى، إياها، طافت بذهنها أثناء عودتها إلى المنزل، ~~عندما فكرت في الكيفية التي يمكن أن يستفيد بها عبد المجيد ~~والشنقيطي (وبالتالي هي وسميحة) من الاكتشاف الجديد. # لم تحدث زوجها في الأمر لسببين؛ الأول: هو تجنب إثارة غضبه ~~الذي يشتعل إذا جاء ذكر اسم منير على لسانها، والثاني: أنها لاحظت ~~انكماشا في اهتماماته التليفزيونية في ms134 الآونة الأخيرة، منذ بدأت ~~جولاته المسائية، وهو نفس السبب الذي حال بين سميحة ومفاتحة زوجها ~~هي في نفس الأمر؛ فالشنقيطي أيضا كانت له جولاته . # أتيحت للجارين فرصة توحيد الجولات عندما عرض الشنقيطي على عبد ~~المجيد أن يصحبه في زيارة لمكتب أحد معارفه. ماذا يعمل؟ في ~~السوق. # كان المكتب المذكور في عمارة حديثة من عمارات الأطراف، بمدخل من ~~الألوميتال، أشبه بمداخل السوبر ماركت، وغرفة خارجية غصت بمكاتب ~~الموظفين المعدنية، وأخرى داخلية، غلفت جدرانها بالخشب الذي ~~أوشك أن يختفي خلف الآيات القرآنية ودولاب للكتب انفرد المصحف بأحد ~~رفوفه، وأخيرا المكتب الضخم الذي استقر خلفه معرفة الشنقيطي؛ ~~عملاق في جلابية مؤمن، ولحية ناسك، ومسبحة درويش. # لم يلمح عبد المجيد، فوق مكتب الموظفين، أو مكتب رئيسهم، أو ~~على الجدران الخشبية وغير الخشبية، ما يشير إلى طبيعة العمل الذي ~~يمارسه معرفة الشنقيطي في السوق، واكتفى الأخير بإيضاح مقتضب: ~~«إنه رجل يعرف ربنا. إذا كان عندك قرشين أعطهم له يشغلهم لك.» ~~وأجاب عبد المجيد بتنهيدة من الأعماق: «يا ليت.» # بعد أسبوع صحب عبد المجيد الشنقيطي إلى منزل واحد آخر من معارفه، ~~من الذين يعملون في السوق، دون أن يحدد له ما إذا كان يعرف ربنا ~~أو لا يعرفه، مكتفيا - غالبا - بلقب الحاج الذي يسبق اسمه؛ قرشي. ~~ذهبا هذه المرة إلى عمارة حديثة من طراز عمارات الأطراف، أقيمت في ~~المركز، بجوار كلية البنات، وشغل الحاج طابقا كاملا من طوابقها، ~~خصص للمعيشة فيه خمس غرف مفتوحة على بعضها البعض، وبالتالي كانت ~~هناك خمسة أنتريهات من طرز مختلفة، جلسا فيها جميعا. # لم يكن الحاج قرشي موجودا عند وصولهما، فجلسا في الأنتريه ~~الخارجي، حتى خرجت إليهما زوجته الشابة في ملابس ومكياج عصريين ~~وشعر ذهبي، بالطبع، فرحبت بهما، وطلبت منهما أن يتنقلا إلى ~~الأنتريه رقم 2 حيث شربا الشاي في فناجين من البلور المنقوش ~~حملتها صينية مذهبة. ثم اعتذرت عن تأخر زوجها واقترحت عليهما ~~الانتقال إلى الأنتريه رقم 3 لمتابعة المسلسل من تليفزيون وضع فوق ~~جهاز للفيديو، وتناولا عصير البرتقال. وعندما اشتكى عبد ms135 المجيد من ~~قوة البث المثلج لجهاز التكييف عالي الكفاءة، قالت السيدة وهي تهم ~~واقفة: «نو بروبلم.» وعرضت عليهما الانتقال إلى الأنتريه رقم 4 حيث ~~يوجد بث تليفزيوني آخر، بالفيديو أيضا، بدرجة تكييف ملائمة، وحيث ~~شربا القهوة، إلى أن وصل الحاج قرشي (وهو رجل خمسيني ضئيل الحجم في ~~قميص وبنطلون، ولحية ومسبحة)، فانتقلوا جميعا، بطبيعة الحال، إلى ~~الأنتريه رقم 5. # جرت هذه التنقلات وسط أعمدة مربعة الشكل، زخرفت جدرانها ~~بحيث تبدو كأنها مكونة من صفوف من قوالب الطوب، ودهنت بلون غريب ~~يشابه لون الحناء، ومدت فوقها صفوف من المرايا في مربعات ~~صغيرة، وقبعت عند قواعدها كلاب من الرخام في ارتفاع قامة الإنسان، ~~وفازات من نفس المادة والحجم، تحيط بها ستائر من القطيفة بألوان ~~الموكيت والأنتريهات، وموائد صغيرة من الرخام، وواحدة كبيرة للسفرة ~~بعشرة مقاعد، وبوفيهات تحمل مجموعة ملفتة من الساعات المختلفة ~~الأحجام والأشكال، تعلوها فوق الجدران لوحات من الكانافاه والآيات ~~القرآنية المكتوبة بماء الذهب، وباختصار؛ سوبر ماركت كبير للأدوات ~~المنزلية. # تولت خادمة فيليبينية بسط مائدة من المزات؛ كميات من ~~الساليزون والبسطرمة واللانشون، وكل أنواع الجبن المعروفة، وخيار ~~صغير لامع القشرة، وسلاطات متنوعة، بالإضافة إلى المكسرات ~~والبرازق والبقلاوة، كل شيء تقريبا ما عدا الخمر؛ لأن الحاج، كما ~~همس الشنقيطي، لا يقربها. # انهمك الشنقيطي في حديث جانبي خافت مع الحاج، فاضطر عبد المجيد ~~إلى مسامرة سيدة الدار، مثنيا على المزات، والمشويات التي ~~تلتها، معتذرا عما قد تكون الزيارة قد سببته من إزعاج. وهزت ~~السيدة رأسها الذهبي مكررة: «نو بروبلم.» أما البروبلم ~~الحقيقية التي تواجهها فتتمثل في الأتت. # لم يفهم عبد المجيد ما تعنيه إلا عندما أضافت: «الأته تيجي كل ~~يوم لشباك المطبخ وتقول ناو فافتح لها.» عندئذ انطلق يحكي لها ~~بحماس معركة القطط التي شارك فيها، مقترحا عليها أن تجرب نفس ~~التكتيكات، لكنها أشاحت بيد سمينة قائلة: «أنا أسيب لها دايما حتة ~~لحم. المشكلة أنها تاكل الأحمر بس وتترك السمين على الأرض.» # في تلك اللحظة لمح عبد المجيد حركة أسفل مائدة السفرة، وتبين ~~طفلا صغيرا ms136 يزحف تحتها حاملا في يده كأسا من الآيس كريم في حجم ~~عشرة من التي تهبل في الأمفتريون. أشار إليه أن يقترب، لكنه لم ~~يستجب ، وعلقت أمه: «هوا دايما كده لما يكون عندنا ~~زوار.» # انتهى الحديث الجانبي، فالتفت الحاج لعبد المجيد مرحبا، ثم ~~دخل إلى الموضوع مباشرة. # المطلوب: قرض من البنك مقداره 450 ألف جنيه بضمان 700 طن فول ~~سوداني، والأوراق جاهزة وتتضمن بوليصة تأمين على البضاعة بحوالي ~~200 ألف جنيه. ~~- ما هي البروبلم؟ # همس الشنقيطي: «لا توجد هناك، في الحقيقة، حبة فول سوداني ~~واحدة.» ~~- والعمل؟ ~~- «دورك يا بطل؛ التسهيل والتسليك مقابل 15 في المائة تتقاسمها ~~مع معاون لك أو تأخذها كلها.» ~~- 67 ألف جنيه وكسور. # عبرت مدام الحاج قرشي عن مشاعر عبد المجيد في هذه اللحظة عندما ~~أطلقت صرخة قادمة من أعماق باب الشعرية وأحواش الإمام: «يا ~~لهوي!» معلقة على سلوك طفلها الذي زحف حتى فيشة جهاز التكييف ~~وجذبها في عنف. # لزم عبد المجيد الصمت لسبب بسيط هو أنه عجز عن تحريك لسانه، ~~وأساء الشنقيطي تفسير الأمر، فانطلق في طريق العودة، يروي الحكايات ~~عن قدرات الحاج قرشي، ونفوذه، وعلاقاته بكبار المسئولين. # هكذا سمع عبد المجيد بقصة سيارات الإنقاذ المتعددة الأغراض؛ ~~فقد تقدم الحاج إلى مجلس الحي بعرض توريد السيارة المذكورة بسعر ~~42 ألف جنيه خفضها إلى 35 ألفا تعاونا منه مع الدولة. وبعد ~~ذلك بأربعة أيام تم فحص العرض بمعرفة لجنة فنية، وفي نفس اليوم ~~طلب المجلس من مساعد الوزير اعتماد 68 ألف جنيه لشراء أجهزة ~~وسيارات إنقاذ مجهزة. تعرف ماذا حدث؟ جاءت الموافقة في نفس ~~اليوم، وشكلت لجنة لعمل ممارسة وزعت عروضها على بعض شركات ~~القطاعين العام والخاص دون أن يرد بها إشارة إلى السيارة ~~المتعددة الأغراض. وفي اليوم المحدد لفحص العروض اجتمعت لجنة ~~الممارسة، وأثبتت بمحاضرها أن أحدا لم يتقدم لتوريد السيارة ~~إياها غير الحاج قرشي. كل شيء قانوني تماما. ثم قررت اللجنة في ~~محاضرها أنها تمكنت من إقناع الحاج بتخفيض ثمن السيارة من 35 ألف ~~إلى 29 ألفا، فضلا عن أن الحاج تعهد بتزويد السيارة بكباشين ~~ثمنهما ms137 ثمانية آلاف دولار. جميل؟ لسه، هناك ما هو أجمل. # فالسعر لم يعجب مساعد الوزير، وطلب إعادة الممارسة بمعرفة نفس ~~اللجنة، فماذا كانت النتيجة؟ زيادة السعر بمقدار سبعة آلاف جنيه؛ ~~إذ قبلت اللجنة العرض المقدم من الحاج قرشي على نفس السيارة ~~بمبلغ 42 ألف جنيه. حلو؟ وأعجب السعر الجديد مساعد الوزير فاعتمد ~~قرار اللجنة، وتم استخراج الشيك بالمبلغ. # هل هذا هو كل شيء؟ أبدا وحياتك. # فعند استلام السيارة بواسطة لجنة الفحص تبين أنها مزودة ~~بكباش واحد فقط. هنا أعلن الحاج قرشي أنه لن يستطيع توريد الكباش ~~الثاني، فماذا فعلت اللجنة؟ أبدت سماحة صدر واسعة إذ اعتبرت أن ~~هذا النقص لا يمثل عجزا فنيا يخل بإمكانيات السيارة، وقررت ~~خصم قيمة الكباش من استحقاقات الحاج، ثم أبدت مزيدا من السماحة، ~~فقدرت ثمنه بالجنيه المصري، وتقاضت من الحاج مبلغ 2500 جنيه مصري ~~بدلا من أربعة آلاف دولار، دفعها على الفور. # استخلص الشنقيطي النتائج الضرورية في بلكونته وأمام الزوجتين: ~~«الأمور ماشية كده. على الأقل الحاج قرشي لا يقدم بضاعة تالفة، ~~ولا يهدد حياة أحد. سمعتم طبعا عن حمدي فيات؟ وعن السيارات ~~المصفحة اللي قدمها إلى الحكومة بثمن 90 ألف دولار للواحدة، ~~واللي تبين في أحداث أسيوط أنها لا مصفحة ولا يحزنون، وأن ~~الرصاص يقدر يخترقها لأنه قتل فعلا عدد من ضباط وجنود الشرطة. ~~مين الأفضل؟ الحاج قرشي ولا زميله القاتل؟» # السؤال كان موجها لعبد المجيد، لكن الإجابة صدرت عن ذات: ~~«الحاج قرشي طبعا.» # فرغم أنها لم تسمع بالعرض الذي طرحه الحاج على عبد المجيد، إلا ~~أن إحساسها الداخلي كان دليلها، وقد أنبأها أن الوقت قد حان لتقفيل ~~البلكونة من أجل توفير مكان لمذاكرة ولي العهد، وأن الجدران التي ~~خربتها يداه ويد الزمن تحتاج إلى دهان، وأنه لا بد من الاستعداد ~~من الآن لليوم الذي ستخرج فيه دعاء، وابتهال في أعقابها بإذن الله، ~~دون عودة. # نفس الخواطر كانت تدور بذهن عبد المجيد وهو يقترب من البنك في ~~الصباح بعزيمة ماضية تبخرت بمجرد أن جلس إلى مكتبه وتطلع إلى ~~زملائه ms138، فقد رأى الجالس في مواجهته يحدق في الأوراق المبسوطة ~~أمامه ساهما، والجالس إلى يمينه يتأمل نقطة على الأرضية وهو ~~يلوك طرف القلم بين أسنانه ، والجالس إلى يساره يتراجع في مقعده إلى ~~الوراء، متحسسا ولاعة ذهبية انضمت أخيرا إلى إكسسواره، ~~ويختلس النظر إلى بقية زملائه فتلتقي عيناه بعيني عبد المجيد الذي ~~ارتعد لأنه شعر بأنهما يفكران في نفس الشيء. كان هذا قمينا ~~بتشجيعه (بالإضافة إلى ما يعرفه ويعرفه الجميع بشأن العمولات التي ~~يتقاضاها المدير عن القروض، والآلاف التي استولى عليها موظفو ~~الإدارة القانونية بطريقة مشروعة، والعلامات التي تظهر على الآخرين ~~كالملابس والسيارات)، إلا أن ما حدث كان العكس؛ فقد شعر أنه مفضوح ~~وانتابه الخوف، فاستغفر الله وانتوى أن يصلي تكفيرا عما كان ~~يخطط له من تدليس، وأن يسعى للعمل في الخارج عن غير طريق البنك، ~~لكن هذا القرار تبخر أيضا بمجرد أن التقى بوفد محافظة ~~سوهاج. # فعندما وصل إلى منزله بعد الظهر وجد عم صادق البواب في كامل ~~ملابسه الرسمية (لبدة الرأس واللفاعة البنية والحذاء ذو الرقبة ~~والجلابية الصوفية السابغة بفتحة الصدر الكاشفة عن صديري من القصب ~~المقلم)، مقتعدا دكته ومن حوله ثلاثة رجال متبايني الأعمار، في ~~ملابس مماثلة، يبدو من هيئتهم ونظراتهم المتسائلة أنهم من بلدياته، ~~وهو ما تأكد عندما قرأهم السلام. # كانت العلاقة قد توثقت بين عبد المجيد والبواب منذ معركة ~~القطط، واكتشف الاثنان عبر الحوارات المتبادلة أن لهما موقفا ~~واحدا رغم التفاوت الاجتماعي بينهما من قضية العقد والأرض؛ ~~فكلاهما يحلم بعقد للعمل في الخليج، وكلاهما مرتبط بالأرض (مدخل ~~العمارة بالنسبة لعم صادق، والمساحة الممتدة بين المركز والأطراف ~~بالنسبة لعبد المجيد) لا يرغب في مفارقتها. # أما ضيوف عم صادق الثلاثة فقد تخلوا، كما تبين من حديثهم، ~~عن الأرض مقابل العقد. كان أحدهم ذاهبا إلى الإمارات، والآخران ~~متجهين إلى العراق، أو على الأقل هذا ما كانوا ينتوونه. # قال الإماراتي لعبد المجيد: «تصور يا بيه، بقالي تلات أيام ~~مستني تصريح العمل. واقف في الشمس، وبنام ع الرصيف، وانضرب بخراطيم ~~الشرطة. دفعت ms139 لهم ميت جنيه في البنك، أخذ منها خمسة جنيه عمولة ~~(هنا نظر عم صادق لعبد المجيد نظرة عتاب أجبرته على تخفيض عينيه). ~~لغاية النهارده صارف 800 جنيه على تجهيز الورق، منها مية مصاريف ~~شخصية. والمبلغ ده مستلفه وحياتك.» # فيما بدا أشبه بخطة مدبرة لإحراج عبد المجيد أضاف أحد ~~العراقيين: «أنا طلبوا مني 365 جنيها و18 دولارا. رحت البنك ~~عشان اشتري دولارات، قال معنديش (نظرة لوم من عم صادق). اشتريتها ~~من السوق السودة بتلاتة جنيه ونص للدولار.» # العراقي الثاني كانت عينه على المستقبل، ورغم أنه لم يسبق له ~~السفر إلى بغداد أو إلى أي مكان آخر، فإنه كان مزودا بمعلومات ~~دقيقة عن كل خطوة: «أربع أيام يا بيه نشوف فيها العذاب. ممنوع حد ~~ياخد معاه أكل عشان يشتري من الأوتوبيس. الغدا بسبعة جنيه ونصف ~~عبارة عن عشر حبات لوبيا و16 حبة رز وتلاتة جرام لحمة. وكل شوية ~~يطلبوا منك حاجة. وفي عمان ندفع تاني. واللي ما معهوش يضطر يبيع ~~ساعته أو خاتم ذهب في إيده.» # صعد عبد المجيد السلم في بطء، ومع كل درجة كان يزداد تشبثا ~~بالأرض. وأمام باب الشقة المزركش ببقع الدهان (هي كل ما نالها من ~~مسيرة الهدم والبناء أثناء صعودها وهبوطها)، ذكر نفسه بالوعد ~~الذي قطعه على نفسه في الصباح، بأن يصلي طلبا للمغفرة، وقرر ~~أن يضيف طلبا آخر، طالما أن الله، الغفور الرحيم، هو أيضا الذي ~~يرزق كل دابة من حيث لا تحتسب. # لم يقدر له أن يضع قراره موضع التنفيذ؛ لأن الشيطان كان ~~يتربص له بالمرصاد، فدعاء التي تقضي الوقت عادة متنقلة بين ~~النافذة والمرآة، تمشط شعرها وتعقصه في أشكال غريبة، تركت شعرها ~~وأمسكت بشعر أختها، وبدلا من أن تنكب الأخيرة على دروسها كدأبها، ~~انكبت على سطح المائدة تبكي، بتضامن نشط من جوار ولي العهد، ~~أما أمهم فكانت حائرة بين محاولة فض المعركة، والبطاطس الموضوعة ~~على النار، والغسيل الذي ينتظر الشطف (لأن الغسالة ما زالت نصف ~~أوتوماتيك). # بزعقتين جهوريتين من زعقاته الشهيرة فض عبد المجيد ~~الاشتباك، وعندئذ ms140 علم بالسبب، وهو الخلاف على من سيستفيد من ~~البلكونة بعد تقفيلها. هكذا وجد الأرض مزروعة بالألغام. # فعندما اطمأنت ذات على فض الاشتباك وعلى البطاطس المقلية، ~~وفتحت الحنفية على شطاف الغسالة، تحولت إلى زوجها بنظرة متسائلة، ~~مفعمة بالأمل. وأبدى هو من جانبه حصافة وذكاء بالغين، وبعد ~~نظر واستباقا للتطورات، فقد بادرها بالسؤال التقليدي: «أخبار ~~الشغل إيه؟» # لم يأخذ عبد المجيد في البداية حكايات المقاطعة التي تتعرض لها ~~زوجته في الأرشيف، بين الحين والآخر، على محمل الجد، واعتبرها من ~~أوهام النساء، ودليلا إضافيا على أنهن ناقصات عقل ودين، لكن ~~التكرار يعلم الحمار، وهكذا تحولت المقاطعة إلى إحدى حقائق ~~الحياة الثابتة التي يتابعها بصورة روتينية، متسائلا عن ~~تطوراتها، محللا دوافعها، مشاركا في البحث عن وسائل ~~تجنبها، مما أعطاها مكانة عائلية مرموقة؛ إذ أصبحت من أهم ~~وسائل مد الجسور، وكسر الرتابة، فضلا عن المناورة. # تكللت مناورة اليوم بالنجاح، كما تجلى فيما غشي وجه ذات من ~~أسى؛ ففي الآونة الأخيرة تقلصت المساحة التي شغلها ولي العهد في ~~برامج البث الأرشيفية، وانصرف اهتمام الماكينات إلى أمور أخرى، ~~فأرجعت ذات الأمر إلى تهمة الشيوعية المعلقة فوق رأسها. حقا إن ~~هذا الصباح شهد تحسنا ملحوظا في الموقف؛ إذ استمعت إليها ~~الماكينات في اهتمام وهي تتحدث عن الحاج قرشي وطيبته، ومشروع ~~تقفيل البلكونة، لكن من يضمن للحال أن يستمر على هذا ~~المنوال؟ # سارع عبد المجيد إلى قطف الثمار الدانية، فألقى بالاقتراح ~~الملائم، مدللا على دهائه: «الحجاب ده مينفعش .. لازملك حجاب ~~كامل.» # دلل عبد المجيد أيضا على فاعلية خطوط التليباثي؛ لأن ذات كانت ~~تدير الفكرة في رأسها منذ بعض الوقت؛ فإذا كانت الماكينات الشرهة ~~لم تقنع برأسها تدليلا على حسن إسلامها، وعمق إيمانها، وصدق ~~تدينها، فلتلق إليها إذن ببقية الجسد. # 14 # حبس منتجي آيس كريم # دوكسي # لاستخدامهم بندقا فاسدا وطرح منتجات غير صالحة للاستخدام ~~الآدمي. # الأمين العام للأمم المتحدة يذيع تقريرا من 273 صفحة عن منتجات ~~دوائية خطرة متداولة، منها مادة # الأسبستوس # التي تصنع منها شركة مشتركة في مصر ~~مواسير لمياه الشرب ms141. # مرض # الجلد العقدي # يغزو القرى ~~المصرية. # طبيب ألماني: «نصف # الأدوية المصنعة في ~~سويسرا # وتباع إلى دول العالم الثالث ليست مطابقة ~~للمتطلبات الإكلينيكية، بل إن بعضها خطير للغاية، واستخدام بعضها ~~الآخر لا يفيد.» # انتشار وباء # الحمى القلاعية # في ~~الماشية، عن طريق الماشية المستوردة من أستراليا، ولم يتم فحصها أو ~~حجزها بالحجر الصحي لمدة أسبوعين كما ينص القانون. # المسئولون ~~: «لا داعي ~~للقلق.» # السعودية تعيد # أدوية مصرية # مصدرة إليها لتلوثها؛ منها قطرة البيريزولين والهيبارين ~~واللازيكس. # العاملون بالقطاع العام والحكومة في الإسكندرية يرفضون استلام ~~حصصهم من # اللحوم المجمدة # بسبب ~~انبعاث رائحة كريهة منها. # جريدة معارضة: ~~«اللحوم المجمدة # الفاسدة مستوردة بمعرفة جهاز سيادي، ورفضت أجهزة الإشراف الصحي ~~التصريح بدخولها، لكن مسئولا كبيرا ضغط على وزير التموين حتى ~~ألغى المنع بحجة تلافي الخسائر الناجمة عن إعدامها.» # مجموعة من العاملين بشركة ميركو للتبريد (ق.ع) التابعة لوزارة ~~التموين تكتشف وجود كميات ضخمة من # اللحوم ~~المستوردة الفاسدة # في ثلاجة رمادة. # 7 # تجار # يحتكرون استيراد ~~السلع الغذائية التي تحتاجها وزارة التموين. # تقرير للغرفة التجارية بالقاهرة: # المستوردون # يتلاعبون في شهادات الفحص الخاصة ~~بمستويات جودة السلع، مما يشكك في سلامة تلك الأغذية، ويرمي ~~بظلال حول مواعيد انتهاء صلاحيتها للاستهلاك الآدمي. # ابن أحد كبار المسئولين # يستورد ~~صفقة دواجن، تبين عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي بعد توزيعها على ~~الأسواق، فقامت مباحث وزارة التموين بجمعها من التجار والمجمعات. # إصابة 200 مواطن ب # الالتهاب الكبدي ~~الوبائي # في قرية النجيلة مركز كوم حمادة بحيرة بعد ~~أن شربوا مياها ملوثة بالمجاري. # دكتور حنا بطرس، # المسئول الأول عن الطب ~~الوقائي ~~: «مياه النجيلة نظيفة مائة في ~~المائة.» # اللجنة العليا بوزارة الصحة تقرر تداول # النوفالجين # المحرم عالميا. # صحف المعارضة: 2,5 في المائة من # الألبان # الطازجة المطروحة في الأسواق مصابة ~~بميكروب السل. # المعمل المركزي للمواد الغذائية بوزارة الزراعة يكتشف احتواء 600 ~~عينة غذائية محلية ومستوردة على # سموم ~~فطرية ~~. # مسئول بوزارة الزراعة ~~: «هذه ~~السموم غير ضارة وخطورتها تنحصر في نقل أمراض وأوبئة خارجية إلى ~~البيئة المصرية.» # مجلس محلي محافظة الغربية يعترف بوجود طفيليات جراثيم في # مياه الشرب ms142 ~~. # مؤتمر سلامة الغذاء: « # مستوردو الدجاج ~~واللحوم المجمدة # يضعونها في مضادات حيوية ومحاليل ~~مطهرة قبل تصديرها إلى مصر لمنع حدوث أي تحلل أو تواجد ~~بكتيريا؛ مما يسبب فقدان المناعة لمن يتناولها ضد الأمراض التي ~~تعالجها هذه المضادات.» # معمل التحليل الغذائي ببورسعيد يقرر صلاحية رسالة «شطة» ~~للاستهلاك الآدمي بعد تظلم مستوردها من قرار سابق بعدم ~~صلاحيتها. # خصم خمسة أيام من موظفي معمل التحليل الغذائي ببورسعيد، الذين ~~قرروا عدم صلاحية رسالة # الشطة ~~، ~~ونقلهم خارج المعمل. # معمل التحليل الغذائي ببورسعيد يقرر صلاحية # جبن مطبوخ مستورد # ذي رائحة ~~نفاذة. # جبن مستورد فاسد يقتل 42 تلميذا بالتسمم. # وجبة عشاء بمدينة جامعية تؤدي إلى # تسمم # 80 طالبا. # حبس مدير إنتاج # ويمتي # شهرا ~~لاتهامه بعرض مواد غذائية مغشوشة. # اكتشاف لحوم فاسدة في ثلاجة واحدة من أفخم # مطاعم مصر ~~. # ظهور # الكوليرا # في قرية صفط ~~اللبن نتيجة تلوث شبكة مياه الشرب، ونقل 40 مواطنا إلى المستشفى ~~ووفاة 4 منهم. # الإدارة البيطرية بوزارة الصحة تقرر عدم صلاحية 80 طن # لحوم مستوردة # للاستهلاك ~~الآدمي، والوزارة تقرر صلاحيتها بعد غسيلها بالماء ~~والملح. # د. عبد العزيز البسيوجي: «أثبتنا وجود تركيز # المبيد الحشري # السام بنسبة عالية في ~~مياه وخضراوات وأسماك نهر النيل، وأن الأسماك تحتفظ بالمبيدات ~~السامة بعد تجميدها لفترة طويلة.» # مسئول في # معمل الدقي ~~: «جهاز ~~التحليل الكورماتوجرافي الغازي الذي يحدد نسبة السموم بأنسجة ~~اللحوم لا يعمل منذ سنتين.» # مسئول بالإدارة البيطرية بوزارة الصحة: «صلاحية اللحوم الحية في # المجازر # تتحدد بالكشف ~~الظاهري دون تحليل.» # طبيب بيطري: «مزارع القطاع الخاص لتربية الماشية تمنع الأطباء ~~البيطريين من أخذ عينات للتحليل بالقوة والنفوذ، وتستخرج شهادات ~~الصلاحية من المعامل الخاصة؛ مما أدى إلى انتشار مرض # البيروسيلا # عن طريق منتجات أحد مزارع ~~الهرم.» # رئيس قسم الرقابة الصحية بكلية طب بيطري القاهرة: « # اللحوم الحية # تمر بمراحل تلوث عديدة ~~ورهيبة بداية من ذبحها بالمجزر في أوضاع غير صحية، وخاصة بالمجزر ~~اليدوي حيث المجاري في حالة طفح دائم لتهالكها وشدة الضغط عليها، ~~كما أنها تتعرض للتلوث أثناء تجهيزها ونقلها إلى محلات الجزارة ~~في عربات مكشوفة والجلوس عليها بالأقدام ms143، وبعد ذلك تعرض في الهواء ~~الطلق، ومما يزيد الأمر خطورة رش المبيدات الحشرية عليها لطرد ~~الذباب.» # طبيب مجزر # يعترف: «الجزارون ~~وصبيانهم يتجمعون حول الطبيب أثناء الكشف على المذبوحات؛ مما ~~يجعل الطبيب في حالة توتر وخوف؛ لأن الجزار قد ينفعل إذا قرر ~~الطبيب إعدام ذبيحة غير صالحة.» # أخصائي أغذية: «معظم # اللحوم المفرومة ~~المعبأة # في الأسواق تحتوي على عديد من الميكروبات ~~والمواد الملونة.» # المؤتمر الدولي الأول للطب الشرعي في القاهرة: «مربو # الدجاج # يضيفون حبوب منع الحمل إلى ~~مساقيها كل صباح؛ مما يؤدي إلى امتلاء لحومها بهرمونات أنثوية ~~هي الإستروجين والبروجيسترون؛ وبذلك فإن أكل الدجاج مرتين في ~~الأسبوع يعني شريطين من أشرطة حبوب منع الحمل في الشهر؛ مما ~~يهدد الرجال بفقد الرغبة الجنسية وتضخم الثديين، ويهدد ~~المرأة بأورام سرطانية ويؤثر على نمو الطفل.» # عميد طب الأزهر: «الدم الموجود في # عليقة ~~الدواجن # يسبب الفشل الكلوي وسرطان الدم.» # د. شفيقة ناصر أستاذ الصحة العامة والتغذية بكلية طب القاهرة ~~وعضو مجلس الشورى: «كيف نهدم صناعة قومية بتبريرات فيها افتراء ~~على # الدواجن # التي ذكرت في ~~القرآن الكريم؟ إن كل لحوم الدجاج البيضاء طيبة وصحية مائة في ~~المائة. والعبرة ألا تحتوي العليقة على مبيدات أو مواد ضارة ~~للإنسان أو هرمونات.» # لجنة خبراء وزارة الصحة ~~: ~~«اطمئنوا تماما ... تناول الدجاج لا يسبب بالمرة أية أضرار صحية ~~حتى لو احتوت العليقة على هرمونات - وهذا ممنوع - فإنها لا تترك أي ~~تأثير.» # مصادرة ثلاثة آلاف زجاجة # مياه ~~معدنية # من ماركات مختلفة، بعد أن أثبتت التحاليل ~~الطبية وجود طحالب بها، وأنها غير صالحة للاستخدام الآدمي. # إشارة تليفونية من مكتب رئيس مصلحة الجمارك بالإسكندرية: ~~«أتشرف بالإحاطة بأننا تلقينا كتاب الهيئة العامة للرقابة على ~~الصادرات والواردات رقم 149/م والذي يشير إلى أن السلطات التركية ~~أصدرت تعليماتها إلى مصانعها بوقف استخدام مادة «د. د. ب» التي ~~تدخل في صناعة المنظفات الصناعية والصابون؛ لما قد تسببه من ~~مخاطر تؤدي إلى الموت. هذا وتقوم بعض الشركات المصرية باستيراد ~~المنظفات من تركيا. كما ورد في الكتاب المشار إليه أن هناك ms144 كميات ~~كبيرة من الشاي التركي الملوث بالإشعاع وغيره من المنتجات ~~الزراعية التي يحتمل تسرب كميات منها إلى البلاد. المبلغ: أ. ~~محمود سعيد. مكتب وكيل أول وزارة الاقتصاد والتجارة ~~الخارجية.» # وزير الصناعة: «الحكومة توقفت منذ أربعة أعوام عن استيراد مادة ~~ال «د. د. ب» القاتلة التي تستخدم في صناعة الصابون، ولا توجد ~~قطعة واحدة بالأسواق يمكن أن تضر بالصحة، كما أننا لا نستورد ~~الصابون.» # المستشار التجاري المصري ~~بتركيا ~~: «القنصلية المصرية العامة في إسطنبول صدقت ~~منذ شهور على شهادات منشأ خاصة بتصدير منظفات تركية لمصر، منها ~~1280 كرتونة صابون ماركة دورو.» # مظاهرات من أنصار البيئة في ألمانيا الغربية تعترض قطارا ~~محملا ب # الألبان الملوثة # بالإشعاع معدة للتصدير إلى مصر. # الصحف الألمانية تكشف عن صفقة # ألبان ~~ملوثة # بالإشعاع بيعت لشركة استيراد مصرية يملكها ~~ابن أحد كبار المسئولين مقابل مائة ألف مارك فقط، رغم أن ثمنها ~~الأصلي ثلاثة ملايين مارك، وأكدت الصحف الألمانية أن الصفقة دخلت ~~مصر. # 800 طن من # الألبان # المجففة ~~الملوثة تحصل على شهادة صلاحية من ميناء الإسكندرية دون أن يتم ~~فحصها. # مصدر مسئول بمجلس الوزراء: # لا يوجد على ~~أرض مصر أو بداخل موانيها أية ألبان ملوثة ~~بالإشعاع. # بيان من شركة ~~قنجاري ~~«حول ما نشر عن تسرب 12 رسالة غذائية ملوثة ~~بالإشعاع من اللحوم والزبد واللانشون استوردتها الشركة، ~~فإن الشركة تؤكد أن ما نشر يخالف الحقائق التي أعلنتها ~~الجهات الحكومية والمتخصصة في هذا المجال، والتي كشفت عن ~~أنه لا توجد أي رسالة مشعة دخلت البلاد.» # فريق من العلماء المصريين: «اكتشفنا نسبة تلوث إشعاعي كبير في # ياميش رمضان # الذي تم ~~استيراده في الفترة الأخيرة من تركيا واليونان وإيطاليا وفي # السجائر # المستوردة من تركيا ~~و # الشاي # الهندي ماركة ~~كايرو.» # الدكتور دويدار، وزير الصحة ~~: ~~«الأغذية المستوردة لا يتم الإفراج عنها إلا بعد تحليلها والتأكد ~~من خلوها من التلوث الإشعاعي.» # ألمانيا الغربية ترفض إعادة تصدير شحنة # الألبان الملوثة # التي وصلت مصر بحجة أنها لا ~~تملك وسائل إعدام المواد المشعة. # فريق من العلماء المصريين: «في الفترة من يوليو 1986 حتى فبراير ms145 ~~1987 تم الإفراج عن مئات من رسائل الأغذية المستوردة دون أن تخضع ~~للرقابة أو التحليل بسبب قرار لوزير الصحة ب # وقف العمل # بمعامل مراكز البحوث والإشعاع التابعة ~~للوزارة.» # جريدة الشعب: «نيابة الإسكندرية تكتشف خطابا من # وكلاء وزارة الصحة # بالقاهرة في 26 ~~يونيو 1986 موجها إلى هيئة ميناء الإسكندرية يتضمن تعليمات ~~مشددة بوقف فحص أي سلعة أو مواد غذائية ترد إلى مصر من ~~الخارج، وخاصة من الدول الأوروبية.» # تسرب 48 طن علبة # صلصة # ملوثة بالإشعاع واردة من السوق الحرة، وألفي جوال # سمولينا ~~، و20 ألف كرتونة # مكرونة # يونانية ملوثة بالإشعاع، إلى ~~أسواق بورسعيد. # مفتش رقابة أغذية بوزارة التموين: «نسبة # الرقابة # الفعلية على المصانع لا تتعدى 11 في ~~المائة من المطلوب؛ لأن عدد المفتشين لا يزيد عن مائة وخمسين ~~مفتشا يراقبون ستة آلاف مصنع أغذية في مصر كلها.» # مسئول بمصلحة # الكيمياء ~~: «نحن ~~نفحص 50 ألف عينة كل عام تحتاج لنحو نصف مليون اختبار تجرى أغلبها ~~في القاهرة؛ مما يؤدي إلى طول الإجراءات، وتأخر وصول ~~نتائجها، وبالتالي انتهاء مدة ال 45 يوما التي حددها القانون ~~تسقط التهمة بعدها عن المخالفين.» # د. محمد إبراهيم الشال، عضو النقابة العامة للطب البيطري: # جميع «شهادات الإفراج ~~الجمركي # تخلو من تاريخ الذبح وتاريخ انتهاء ~~الصلاحية، والنتيجة أن الشركات المستوردة تقوم ببيع اللحوم ~~بالكراتين، إذا كانت التواريخ المدونة سارية المفعول. أما إذا ~~قاربت الانتهاء فإن الشركة تقوم بإعادة تعبئتها داخل أكياس تحمل ~~اسمها وتاريخ إعادة التعبئة.» # مفتش رقابة أغذية في وزارة التموين: «هناك اتفاق غير رسمي على ~~ألا تخضع شركات # القطاع العام # لتفتيش رقابة الأغذية. # ابن أحد كبار المسئولين يستورد صفقة # أدوية ~~ودجاج ولحوم مجمدة ملوثة # بالإشعاع، يسجلها ~~محضر رقم 6651 مكافحة الهرم لعام 1987. # التحفظ في زفتى على 1470 جوال # دقيق ~~ملوث # مستورد من اليونان لحساب وزارة التموين، ~~وأفرج عنها في بورسعيد. # رئيس الوزراء يقرر إغلاق مصنع شركة # المهندس # للمكرونة بالإسماعيلية، إحدى شركات ~~الملياردير عثمان أحمد عثمان؛ لاستخدامه خمسة آلاف طن من الدقيق ~~الملوث بالإشعاع الذري. # وزير الإعلام صفوت الشريف: «نتائج التحاليل التي تمت لعدد 120 ~~عينة من مكرونة شركة ms146 # المهندس # أثبتت صلاحيتها التامة للاستهلاك.» # مسئول كبير في الدولة، تردد اسم ابنه في صفقة الأغذية ~~الملوثة، يشارك ممولا فلسطينيا يحمل الجنسية المصرية في ~~استيراد صفقة # ألبان ولحوم ودجاج # انتهت مدة صلاحيتها. # مجلة نيوزويك الأمريكية: « # مصر تأكل منذ ~~سنوات دجاجا ملوثا بمادة ب. س. ب. السامة # التي ~~لا يظهر أثرها إلا بعد عشر سنوات، ولا تستطيع المعامل المصرية ~~اكتشافها.» # مواطن يقيم «الدعوى» على وزارة التموين والصناعة والصحة بشأن ~~دخول الأغذية الملوثة للبلاد. # محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار محمد عبد المجيد، نائب ~~رئيس مجلس الدولة، تقضي بعدم قبول الدعوى؛ # لأن القوانين المعمول بها في مصر تمنع دخول أية أغذية ملوثة ~~للبلاد. # 15 # لم يفلح الزمن الذي سجل علاماته على وجه عبد المجيد (ومؤخرته ~~أيضا)، في محو قدرته على إثارة البغتة المقرونة بالهلع لدى زوجته ~~(على الأقل)، كما حدث ذلك الصباح أثناء قيامها أمام مرآة غرفة ~~النوم بتمرين التفعيص اليومي لثدييها، (الذي استأنفته أخيرا ~~بناء على نصيحة طبيب شكت إليه بعض المظاهر الغامضة من قبيل ~~الأوجاع المتنقلة، ونوبات السخونة المفاجئة، واضطراب المواعيد ~~إياها). فبينما هي تضغط بأصبعها تحت الحلمة، بحثا عن حمصة صلبة، ~~رأت عبد المجيد، في المرآة، يقترب منها عاريا، وقد ظهرت على وجهه ~~علامات التركيز الشديد، حتى أصبح خلفها تماما، ثم رفع يديه إلى ~~ثدييه، وأخذ يتحسسهما في رفق وحدب. # ذهبت بها الظنون كل مذهب، ولم تدر إن كانت تسر لما يمكن ~~اعتباره بادرة غزل، أو تنزعج لما قد تتطور إليه الأمور، ~~وتأكدت شكوكها عندما طلب منها أن تمد إليه يد المساعدة. في ماذا؟ ~~هنا كانت المفاجأة: ألم تلحظ أن ثدييه قد امتلآ بعض الشيء، وخف ~~الشعر المحيط بهما؟ # فعبد المجيد لم يهتز في حياته لشيء قدر ما اهتز للشائعات ~~المتداولة بشأن مسئولية الدجاج عن فقدان الرغبة الجنسية لدى ~~الرجال، وتضخم أثدائهم. ولم تكن هناك، بعد قرابة عشرين عاما من ~~الزواج، سوى الظاهرة الثانية، كأسهل وحدة للقياس. لكن ذات، للأسف، ~~كانت رغم العشرة الطويلة، أو ربما بسببها، أجهل الناس بجسد زوجها؛ ~~لهذا ms147 لم يعد أمامه سوى الانضمام إلى برنامج التفعيص اليومي، ~~والامتناع عن أكل الدجاج. وتحمست ذات للشق الثاني، ليس حرصا على ~~توهج الرغبة الجنسية لديه، وإنما خوفا على مستقبل ولي ~~العهد. # استبعد الدجاج من قائمة الطعام، وتبعته اللحوم الحمراء بناء ~~على طلب عبد المجيد (وبترحيب من ذات بسبب ارتفاع أسعارها)، واعتمدت ~~الأسرة على الأسماك والبيض والألبان إلى أن ظهر الدكتور ~~فريش. # فبعد انتهاء عقد الأمم المتحدة عادت منال وزوجها عادل من جنيف ~~إلى شقة فاخرة تمليك بالمهندسين (وإلى منصب للزوج في أكاديمية ~~البحث العلمي، ومقاعد للأولاد في الجامعة الأمريكية)، ثم أقلتهما ~~دبابة فولفو في إحدى الأمسيات إلى مصر الجديدة، وإلى ذات التي ألفت ~~نفسها أمام سيدة رزينة أنيقة، بملابس حجاب فاخرة (سويسرية)، بدلا ~~من الفتاة الرعناء المغرمة بالزغردة، ورجل ناضج، معتد بنفسه، دكتور ~~بحقيقي، بإكسسوار كامل من الذهب (إطار النظارة ومشبك الكرافت وسوار ~~الساعة وعلاقة القلم، فضلا عن سلسلة الرقبة)، بدلا من الشاب ~~الخجول الذي كان وجهه يحمر إذا ما خاطبه أحد. # كانت زيارة منال وزوجها تثقيفية في معظمها؛ فعندما قدمت ذات ~~إليهما زجاجات الشويبس المثلجة، اعتذر الدكتور عن تناولها، وسأل ~~عما إذا لم يكن لديها برتقال فريش. لم يكن لديها، لكن النتيجة ~~واحدة في الحالتين. # فالدكتور كان من ذلك النوع من البشر الذي وهبه الله ثقافة ~~واسعة، وخبرة عريضة، وذاكرة حديدية، ولسانا عفيا، ورغبة ~~عميقة في أن يشاركه الآخرون معارفه؛ لخيرهم بالطبع؛ أي باختصار ~~كان ماكينة بث من الطراز الأول. # فبعد أن استنكر خيبتنا الممثلة في بلد منتجة للبرتقال، يتناوله ~~أهلها مصنعا؛ أي مجرد مياه أضيفت إليها مواد كيماوية تعطيها ~~اللون والطعم والرائحة، عرج على مظاهر الخيبة الأخرى؛ تلوث النيل ~~والأسماك، أقراص مكافحة الناموس التي تسبب أضرارا فادحة ~~للأطفال بينما يعلن عنها التليفزيون كل يوم، الأدوية المتاحة لكل ~~من دب في الصيدليات بينما هي محرمة في البلاد المتقدمة مثل ~~النوفالجين (الذي يتعاطاه عبد المجيد لصداعه اليومي) وأسبرين ~~الأطفال (الذي تعطيه ذات لولي العهد عند أي شكوى)، والمكسافورم ~~(الذي أخذته لآلام ms148 القولون)، والفلدين الذي يشيد التليفزيون ~~بفائدته للروماتزم. # من الأدوية إلى العمالة الزائدة، والحرب العراقية الإيرانية، ~~والمعجزة اليابانية والبيروسترويكا، وبخل السويسريين، وعنصرية ~~الأوروبيين، إلى المواد المضافة مرة أخرى ، عندما اقتحم ولي العهد ~~الصالة ممسكا ببقايا كيس من الشيبس، فأطلق الدكتور صيحة ~~الخطر. # هبت ذات من مكانها مذعورة: «إيه؟ فيه إيه؟» # أعلن الدكتور في تؤدة عن خطورة كيس البطاطس؛ فأجزاء من الغلاف ~~المصنوع من البلاستيك يمكن أن تذوب وتتسرب إلى البطاطس، أو ~~يمتصها زيت القلية. ~~«وتعمل إيه؟» # منال، التي جلست حتى الآن صامتة، لا عن زهد، وإنما عن قلة حيلة، ~~موزعة بين فرحة الانتصار الذي سجلته على ذات من خلال عرض ~~زوجها الساحق الذي ألجم عبد المجيد، وبين الملل من حديث تكرر على ~~سمعها عشرات المرات، هي التي تولت الإجابة: «السرطان والعياذ ~~بالله.» # تسبب تصرف، طبيعي بالتأكيد، بدر عن عبد المجيد في هذه ~~اللحظة، في سقوط ذات في شباك الدكتور وانطلاقها في مسيرة جانبية ~~باءت منها بالخذلان؛ إذ اتجه اهتمامه فجأة لجهاز البث الرئيسي، ~~الذي كان يشارك في الجلسة بالصورة وحدها؛ ليتأمل مجموعة من ~~الشقراوات الفاتنات، يتمايلن في علوقية، معلنات عن أنواع، بالصدفة، ~~من الشيبسي بطعم الخل والكباب والبصل والتفاح، هكذا بصريح ~~العبارة. # هذه اللفتة العفوية من عبد المجيد حملت ذات على أن تتوجه إلى ~~الدكتور في عصبية: «والحل؟» # صب الدكتور جماع ثقافته وخبرته في عبارة موجزة: «الاعتماد على ~~النفس.» # لم يقصد شعارا سياسيا بعينه، ولا ما توارد إلى ذهني عبد ~~المجيد وذات من تقنيات، وإنما كان يشير إلى قلي البطاطس في المنزل، ~~وتناول العصائر فريش، والابتعاد عن المعلبات والأغذية المحفوظة، ~~وكل ما تدخل إليه المواد الكيماوية والملونة بالذات؛ مثل أحمر ~~الشفاه ومعجون الأسنان، والآيس كريم، والشربات، والجيلي ~~والشكولاتة، والبونبون، وباختصار كل حلويات الأطفال. # التصرف الطبيعي والعفوي الثاني الذي بدر عن عبد المجيد في ~~ذلك المساء جرى بعد انصراف الزائرين؛ إذ سارع بتناول قرص من ~~النوفالجين، ساخرا مما أسماه «مبالغات الدكتور فريش». # لم تستجب ذات للاستفزاز؛ إذ أصبحت خبيرة بزوجها، وراضت نفسها ms149 ~~على الانتظار إلى الصباح، مستحلبة لذة شريرة، أقرب إلى الشماتة، ~~وهي تتذكر بحلقة عبد المجيد أثناء بث الدكتور، الذي زارها في ~~الليل مرتين، نصحها في الأول بتقسيم المادة، عند إعادة البث في ~~الأرشيف، إلى حلقات، من أجل الاستحواذ على آذان الماكينات عدة ~~أيام، ولم ينبس بكلمة في الثانية؛ إذ لم تكن ثمة حاجة لذلك. # صحت قراءة ذات لردود أفعال زوجها؛ إذ ذكر لها عرضا في الصباح ~~قبل خروجه إلى عمله، أنه سيحضر معه عند العودة كمية من البرتقال؛ ~~كي يتناوله ولي العهد فريش. وفيما بعد لم يبد اعتراضا عندما ~~اختفت الأسماك من قائمة الطعام، وحلت محلها الخضراوات، ~~يتصدرها طبق ضخم من السلاطة. ابتهال وحدها هي التي اعترضت على ~~هذا التحول النباتي، بعد أن اقتنعت أختها الكبرى بفائدته ~~لرشاقتها، وامتنع ولي العهد عن مغريات السوق مقابل الفطائر ~~والعجائن وأطباق الحلوى التي تفننت ذات في إعدادها مستعينة ~~بأرشيفها. # اللقاء التالي بين الأسرتين تم في شقة المهندسين. تفقد عبد ~~المجيد وذات خلاله مظاهر العز، وتناولا الشكولاتة السويسرية غير ~~الملونة، وشربا البرتقال فريش، ثم استمعا إلى الدكتور: الرعاية ~~الاجتماعية في البلاد الاسكندنافية، نفوذ الشركات الدولية العابرة ~~للقارات والمحيطات، مضار التصوير التليفزيوني للأجنة، الصراع ~~الفرنسي الأمريكي في أفريقيا، الخطر الإسرائيلي، الاكتشافات ~~الحديثة في الهندسة الوراثية، المعلومات الصحيحة عن الإيدز، العقل ~~الجمعي للنمل الأبيض، أخطار المبيدات الكيماوية المستخدمة في ~~مكافحة الآفات الحشرية. وتسببت مذيعة فاتنة على شاشة البث ~~التليفزيوني، أوضحت قوة التدمير الثلاثية لمبيد حشري جديد، في بث ~~مستفيض من الدكتور عن الجريمة الوحشية التي تجري أمام الجميع عيني ~~عينك، وعن الكيفية التي تتخلل بها المبيدات أنسجة الخضراوات ~~والفاكهة، وتعسكر في ثناياها؛ لتنتقل بعد ذلك إلى الإنسان عن طريق ~~الفم والمعدة، وتورده موارد التهلكة. # والعمل يا دكتور؟ # مقاومة الحشرات والآفات بوسائل أخرى، وحتى يتم ذلك لا بد من ~~الغسيل الجيد للخضراوات والفواكه بالماء والصابون، ثم غليها جيدا ~~بعد ذلك. # انفجرت ثورة البؤساء الذين حرموا من أطعمتهم المألوفة ~~والمفضلة، عندما فوجئوا بطبق من السلاطة يتألف من مواد ms150 شبه ~~سائلة تعرضت لدرجة الغليان، وبالمصير نفسه يهدد الجرجير والموز ~~والأورانج. وتزعم الثورة عبد المجيد الذي اعتبر أن ذات قد تجاوزت ~~الخط الأخضر أو الأحمر للمراكز المعنوية في مؤسسة تحمل ~~اسمه. # تراجعت ذات في موضوع السلاطة، فوجد عبد المجيد الشجاعة لأن يشكو ~~من عبء توفير الشيبسي الآمنة يوميا لولي العهد، والمتمثل في ~~رائحة القلية التي تخللت الملابس والملاءات والشعر. وتمكنت ذات ~~من قمع هذه الشكوى في المهد بأن طالبت بتركيب جهاز تهوية في ~~المطبخ، وبالمرة إصلاح بابه الذي تشبع بالرطوبة الناشئة عن ~~تسرب المياه من أرضية الباشمهندس. لكن الهزيمة كانت مآلها في ~~النهاية؛ لأنها عجزت عن مقاومة واحد وعشرين بوصة من البث ~~الملون، وعشرات البوصات الأخرى من الملبسات والمصاصات ~~والممضوغات، في أشكال وألوان مغرية ومتنوعة. وككل التجارب ~~الثورية الرائدة، بدأت النهاية بسقوط رموزها، ثم اكتملت على يد ~~جهاز الدولة. # ففي أحد الأيام، عاد عبد المجيد من البنك منتعشا، وخاطبها في ~~سخرية: «تعرفي دكتور فريش بتاعك بيشتغل إيه الوقت؟» # انقبض صدر ذات كأنما توقعت الإجابة، وسألت: «هو ساب ~~الأكاديمية؟» # قال عبد المجيد منتصرا: «طبعا. فتح مكتب توكيل لأكبر شركة ~~مبيدات في سويسرا.» # كانت تلك هي اللحظة التي بدأت فيها ذات تشكو من آلام قدميها، ~~وتعجز عن تحمل الوقوف فوقهما في المطبخ الساعات الطويلة التي ~~يستلزمها برنامج التغذية الآمنة. وشيئا فشيئا بدأت عزيمتها تفتر ~~(خاصة وقد بدأت الماكينات تسخر من حماسها، ثم انتقلت من السخرية ~~إلى المقاطعة)، فطبقت سياسة الانفتاح بدرجة محسوبة؛ سمحت بدخول ~~بعض المعلبات المستوردة من بلاد محترمة، مبتعدة عن العلب ~~الورقية وغير الملحومة (نصائح الدكتور فريش)، مدققة في تاريخ ~~الإنتاج وتاريخ الصلاحية. هكذا وجدت علبة الزيتون اليوناني طريقها ~~إلى مطبخها. # كانت العلبة تحمل ورقة مطبوعة بتاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية ~~التي تنتهي بعد ثلاث سنوات، انقضت منها سنة واحدة. وعندما غسلت ~~العلبة بعناية، كدأبها مع كل ما يوضع فوق الرفوف أو في الثلاجة، ~~تحركت الورقة وظهرت تحتها ورقة أخرى تحمل تاريخا آخر لمدة ~~الصلاحية انقضى من زمن. # نصح عبد المجيد ms151 بإعادة العلبة إلى البقال، لكن دعاء طالبت ~~بإبلاغ السلطات. وعندما رد عليها بأن الأمر لا يستحق كل هذا ~~العناء، تشبثت دعاء برأيها، مستشهدة بالحديث الشريف، الذي سمعته ~~أول مرة من عبد المجيد، والذي يدعو المؤمن، في حالة رؤيته لمنكر، ~~أن يغيره بسيفه، وإن لم يستطع فبلسانه، وهو أضعف الإيمان. وهو ~~نفس الرأي الذي سمعته ذات، دون استشهاد، من همت، عندما نقلت القصة ~~كلها إلى الأرشيف. # جاءت همت سعيا وراء تضامن الماكينات في الشكوى ضد رئيس مجلس ~~الإدارة الذي يخطط لإخلاء المبنى الملحق كي يبيعه لشركة ~~استثمارية بمبلغ خيالي (سيحصل لنفسه، بالطبع، على جانب خيالي منه)، ~~ودعمت طلبها بإعلان مبادئ جليل عن مسئوليات المواطن الصالح ~~وواجباته، فضلا عن حقوقه، ومن هذا المنطلق حفزت ذات لأداء ~~واجبها بشأن علبة الزيتون. لم يكتب لها النجاح في القضية الأولى، ~~وحالفها التوفيق في الثانية. # فقد أبدت الماكينات شكوكهن في جدوى أي تحرك ضد رئيس مجلس ~~الإدارة، فضلا عن عواقبه، وانضمت ذات إليهن بالطبع، رغبة في ~~كسب رضائهن، واتعاظا بتجربتها المرة، ودرءا للاتهامات والشبهات، ~~لكنها لم تشأ أن تتعرض لمقاطعة همت، فاستجابت لندائها، وحملت ~~علبة الزيتون في يمينها، وأخذت طريقها (بمفردها لأن سميحة كانت ~~تعاني متاعب الحمل الأول) إلى مكتب الصحة في حماس المواطن الصالح ~~المقبل على أداء واجبه. # كانت هذه الحالة الشعورية هي التي ملأتها بالازدراء وهي ترقب ~~عمال جمع الزبالة من الصناديق المعدنية (التي حصل عليها الحي ~~من المعونة الأمريكية، وتولى الشنقيطي توزيعها على الشوارع)، وهم ~~يثبتونها إلى جوانب الشاحنة الضخمة ليتم تفريغها آليا، فتتناثر ~~محتوياتها في عرض الطريق دون أن يأبهوا للأمر؛ لانشغالهم بفحص حذاء ~~قديم عثروا عليه بين النفايات. وهي نفس الحالة التي دفعتها إلى ~~اللحاق بأحد المارة عندما رأته يسقط على الأرض ساجدا بعد أن ~~ارتطم به لوح خشبي انفلت من عقاله فوق شاحنة صغيرة. ألفت السائق ~~راكعا إلى جوار المصاب يعرض عليه أن ينقله إلى المستشفى، لكنه ~~رفض، وعندما حاولت إقناعه بخطورة إصابته أصر على موقفه قائلا: ~~«فوضت أمري لله ms152.» # شعرت بالأسى لما اعتبرته، طبقا لإعلان المبادئ الهماتي، من ~~عوامل التخلف، وهو إهمال المواطن لحقوقه فضلا عن واجباته، ~~فأسرعت خطاها، مشيعة بنظرات التشفي من السائق؛ لتؤدي ~~واجبها . # كان الموظف الذي استقبلها في مكتب الصحة ملولا من إقبال الناس ~~على أداء واجباتهم، فلم يبد لها ما توقعت من ترحاب، وتطلع ~~إليها في ضيق واستهانة قائلا إنه لا بد من إثبات الحالة، ولما ~~كان زميله المسلح بسلطة الضبط القضائي في إجازة مرضية تعين ~~عليها أن تقوم بذلك في قسم الشرطة. # اتجهت على الفور إلى قسم الشرطة دون أن تفقد حماسها، وتنقلت ~~بين عدة جنود وضابط حتى وصلت إلى أمين شرطة يجلس إلى مكتب صغير، ~~منهمكا في مساعدة ثلاثة رجال على أداء واجبهم. # جلست وعيناها على أمين الشرطة، تنتقل بهما بين لحم عنقه المتين ~~وشعره الأكرت المصفف في عناية، وشاربه الكث المحفوف، وأظافر ~~يديه القذرة، إلى أن انتهى من تدوين أقوال الرجال الثلاثة والحصول ~~على توقيع الضابط عليها، ثم صحبهم إلى الخارج، وعندما عاد كان يمسك ~~في يده بعلبة سجائر مارلبورو، فأشعل واحدة في استغراق، وأخيرا ~~التفت إليها: «أي خدمة؟» # شرحت له الأمر، فتنقلت نظراته متفحصة بين وجهها وصدرها ~~وساعديها، وارتسم تعبير الاستياء والضجر على وجهه: «يا مدام .. ~~عندنا مليون مخالفة اعتداء وسب ونصب، وكل واحدة تحتاج إثبات حالة ~~.. معنديش حد يقوم معاك.» # تساءلت ذات: «يقوم معاي فين؟» # قال: «إلى البقال، فلا بد من التحفظ على بقية العلب ~~والتأكد من أنه هو اللي باعها لك.» # ولما كان لكل عقدة في جهاز الدولة حل، فقد أضاف بعد لحظة: ~~«اسمعي. أعملك محضر إنك حضرت إلى القسم ومعك العلبة وأبلغت الحالة، ~~وهم في الصحة يتولوا الموضوع.» # لم تعترض، فشمر عن ساعديه، فعلا، وكتب سطور المحضر بعدة ~~سجائر، ثم انتقل إلى طاولة أخرى، فسجل موضوعه في دفتر بخط لا ~~يقرأ، وأعطاه رقما، ثم اقتطع طرفا من صحيفة قديمة كتب عليها ~~رقم المحضر وتاريخه، وأعطاها لذات طالبا منها أن تأتي في الغد ~~وتحصل من الباشكاتب على صورة من ms153 المحضر تذهب بها إلى الصحة، وهو ما ~~فعلته مع بعض التعديلات. # فقد أكد لها الباشكاتب أن أمين الشرطة هو المسئول عن كتابة ~~صورة المحضر، وأحالها هذا إلى غرفة في بدروم تفوح منه رائحة البول، ~~احتلها ثلاثة موظفين متجهمين، فشرحت مطلبها لأطولهم قامة، ~~لكنه قاطعها قائلا: «الدفتر عند رمسيس»، مشيرا إلى الموظف الذي ~~يواجهه. لم تدر أنها سقطت في فخ الفتنة الطائفية إلا عندما قال ~~رمسيس دون أن ينظر إلى أحد: «الدفتر عند مصطفى.» وفصل الثالث في ~~الأمر بأن أشار عليها أن تعود إلى أمين الشرطة لينجز لها ~~طلبها. # وجدته يكتب محضرا لشخص أنيق، يضع على عينيه نظارة شمسية، جلس ~~لا أمام مكتبه كما فعلت هي، وإنما إلى جواره مباشرة. وتطلع أمين ~~الشرطة إليها في ضيق، ثم طلب منها أن تحضر طابعي شرطة من الطابق ~~الأعلى بجنيهين، ففعلت وقدمتهما إليه، فوضعهما أمامه فوق سطح ~~المكتب. وعندما انتهى من زبونه الأنيق أشعل سيجارة مارلبورو، وأخرج ~~ورقة بيضاء بعناية من ملف به عدة أوراق مجعدة، ثم جذب دفترا ~~رسميا منتفخا، وأخذ يقلب بين صفحاته شاردا حتى عثر على ~~مبتغاه، ثم أمسك القلم وكتب لها، بعد تردد، صورة المحضر وختمها، ~~ثم تناول الطابعين، وبدلا من أن يلصقهما على الورقة، وضعهما ~~بعناية في جيب سترته العلوي. # أخذت الورقة وأسرعت إلى مكتب الصحة مغامرة بسيارة أجرة، فلحقت ~~بالموظف وهو على أهبة الانصراف. بدت عليه أمارات الدهشة، واعترف ~~بأنه لم يتوقع عودتها، ثم أخرج من دولاب خشبي مائل، مغلق ~~المصراعين بقفل، دفترا عريضا بسطه فوق سطح المكتب، وشرع في ~~تسجيل تاريخ المحضر وموضوعه، وإذا به يتوقف فجأة صائحا: ~~«المحضر ده مينفعش. التاريخ غلط.» # انحنت ذات فوق الورقة، فوجدت التاريخ يشير إلى السنة القادمة، ~~فقالت بلهجة رقيقة: «مخدش باله. بسيطة.» وتناولت قلما من فوق ~~المكتب وهمت بتصحيح التاريخ فانقض الموظف على يدها صائحا: ~~«إيه ده يا مدام؟» ~~- «باصلح التاريخ.» ~~- «يا مدام ده يبقى تزوير في أوراق رسمية.» ~~- «أمال نعمل إيه؟» ~~- «لازم محضر تصحيح.» # للحظ دوراته؛ فعلى غير ما ms154 توقعت تمكنت من عمل محضر ~~التصحيح على الفور، وبذلك لم يفتها موعد عودة ولي العهد، لكن ~~الحصول على صورة من المحضر كان أمرا آخر، تطلب التردد على ~~مركز الشرطة مرتين، والثالثة قضت على ما تبقى لديها من حماس ~~لأداء الواجب. لمست همت بوادر النكسة في الوقت المناسب، فأعادت ~~الشحن، بل وتطوعت للمشاركة، واتفقت المرأتان على الذهاب سويا، ~~بعد أن تعهدت همت أمام إصرار ذات بأن تخفف من غلوائها ~~واقتحاميتها وتتجنب الاستفزاز، لكنهما لم تتمكنا من ذلك إلا ~~بعد عشرة أيام. كان المحضر الجديد قد انتقل خلالها إلى مكان مألوف؛ ~~هو الأرشيف، حيث وقعتا في براثن الصول عبد اللطيف. # كان عجوزا نحيلا، متخشب الجسم، لا يعرف وجهه الابتسام، يجلس ~~إلى مكتب مرتب، صفت فوقه أكوام من الملفات في نظام صارم، ~~حافظ على تساوي أطرافها، وقسمت إلى مجموعات، ربطت كل واحدة ~~منها بدوبارة، وكان ثمة راديو صغير ربط هو أيضا بدوبارة، يبث ~~آيات الذكر الحكيم. # حكت همت القصة عندما تلعثمت ذات، فطلب منها أن تسجلها على ~~عرضحال تمغة، وأشاح عنها بوجهه إلى النافذة. # غادرتا الغرفة بحثا عن ورقة وتمغة، فوجدتاها لدى جندي كهل، يقف ~~أمام باب المأمور، تقاضى منهما ثمن التمغة مضاعفا. كتبت همت الطلب ~~الذي تتعهد فيه بدفع الرسوم الضرورية وقدمته إلى الصول عبد ~~اللطيف الذي كان مشغولا بخدمة زبون؛ جندي مجند، بعث به ضابطه على ~~ما يبدو، مد يده إلى الصول بجنيه ونصف، فأخذهما وفتح درج مكتبه، ~~وأخرج منه علبة سجائر وباقي الثمن، أعطاهما للجندي بعد أن أغلق ~~الدرج بإحكام، ثم استدار إلى شريكه في الغرفة وهو صول مثله يقاربه ~~سنا وإن فاقه حجما، ومد إليه يده في صمت فأعطاه الآخر نظارة ~~قراءة بذراع واحدة وضعها فوق أنفه، وقرأ ما سطرته همت بترو، ثم ~~تناول القلم وكتب في صدر الطلب العبارة التي نستها همت: «بسم الله ~~الرحمن الرحيم»، بعد أن رماها بنظرة صارمة. وأخيرا خلع النظارة ~~وأعادها إلى زميله، ثم ناولها الورقة قائلا في اقتضاب: «امضيها من ~~لبيب بيه.» # كان ms155 موعد باص ولي العهد قد اقترب، وتعين على ذات أن تنصرف، ~~فتطوعت همت لإكمال المسيرة، ومضت إلى غرفة سكرتارية يتقاسمها ~~شابان مستغرقان في قراءة الصحف، طلبا منها أن تنتظر حتى ينتهي البك ~~من اجتماع هام. جلست أمامهما وراقبتهما من طرف عينها وهما يتبادلان ~~التعليق بصوت خافت على إعلانات المساكن، متحسرين على أثمانها ~~الخيالية، بينما يختلسان النظر إلى صدرها، إلى أن انفرج باب الغرفة ~~الداخلية، وبرز منه رجل طويل القامة بالغ الأناقة، خطا إلى الطرقة ~~دون أن يعبأ بإلقاء نظرة عليها أو على السكرتيرين اللذين قفزا ~~واقفين، ولم يعودا إلى مقعديهما إلا بعد أن تلاشى وقع أقدامه ~~تماما. # استأنف الشابان دراسة إعلانات الصحف، ثم خاطبها أحدهما فجأة: ~~«لبيب بيه خرج.» # قالت همت مصعوقة: «هو اللي خرج الوقت؟!» # أطرق برأسه دون مبالاة، ثم أضاف مترفقا: «جربي محمود ~~بيه.» # عندما عثرت على محمود بيه في الطابق الأعلى كان قد نال ترقية؛ ~~لأن الواقفين أمامه كانوا يخاطبونه بمحمود باشا. انضمت إليهم حتى ~~حان دورها، ورفع إليها وجهه المرهق، وقبل أن تنطق دق جرس ~~التليفون، فرفع السماعة وأنصت لحظة، ثم قال: «حاضر يا ستي. أعطيني ~~النمرة والمطلوب.» # دون الباشا شيئا على ورقة، ثم تحول إليها من جديد، فقدمت ~~إليه الورقة وفوجئت به يوقعها بسرعة. استعادتها وهرعت إلى الصول ~~عبد اللطيف فوجدته واقفا إلى جوار النافذة يتطلع إلى الخارج ~~شاردا. استدار إليها فلوحت له بالورقة هاتفة: «مضيتها.» # بوغت العجوز، وتناول منها الورقة فقرأها بعناية، ثم مضى إلى ~~مكتبه وجذب دفترا، ومضى يقلب صفحاته، ويراجع البيانات المسجلة ~~فيه بأصبعه حتى توقف عند إحدى الفقرات، فترك الدفتر، وتناول ~~مجموعة من الملفات المربوطة بدوبارة فاستخرج أحدها، وتفحص ~~محتوياته في أناة قبل أن يهز رأسه قائلا: «مينفعش.» # صعقت: «إيه هو ده اللي مينفعش؟» # أعاد الملف إلى مجموعته وانهمك في ربطها بالدوبارة وهو يقول: ~~«مقدرش أديكي صورة منه.» ~~- «ليه؟» ~~- «اللي عندي محضر التصحيح بس.» ~~- «عظيم. هو ده اللي أنا عايزاه.» ~~- «والمحضر الأصلي؟» ~~- «عندي صورة منه.» ~~- «مافهمتيش. مقدرش أعطيك صورة من محضر ms156 التصحيح وحده. لازم تاخدي ~~الاتنين مع بعض.» ~~- «زي بعضه. اديني الاتنين. أهي غرامة وبس.» ~~- «المحضر الأصلي غير موجود.» ~~- «راح فين؟» ~~- «النيابة.» ~~- «وييجي إمتى؟» ~~- «علم الله. وحتى لو جه.» ~~- «قصدك إيه؟» ~~- «مش قلتلك انك لازم تاخدي الاتنين مع بعض؟ لما ييجي المحضر ~~الأول يكون التصحيح راح النيابة.» ~~«ولما ييجي التصحيح من النيابة يكون الأصل ...» # لانت ملامح وجه الصول عبد اللطيف لأول مرة وقد بدأ يستمتع ~~بالموقف: «راح السجلات ..» # اندمجت همت في اللعبة: «ولما ييجي من السجلات يكون التاني راح ~~الأرشيف.» # ثلاثة أماكن تنقلت بينها طوال أسبوع (تجنبت خلاله ماكينات ~~الأرشيف) على أمل الإمساك بالمحضرين في لحظة يلتقيان فيها مصادفة. ~~وتكلل مسعاها أخيرا بالنجاح فعثرت عليهما في السجلات، وأمكنها ~~أن تحصل على الصورة المطلوبة، عن غير الطريق الرسمي، بعد أن دفعت ~~المعلوم، وعندئذ مضت إلى الماكينات ظافرة. # حان دور ذات فحملت المحضر إلى موظف الصحة، الذي تلقاها غير ~~مصدق لعودتها، وأخذ منها التصحيح وراجعه بدقة، ثم قال باختصار: ~~«الديوان العام.» # تساءلت: «يعني إيه؟» # أجاب: «مقدرش أستلمه منك إلا بعد ما يعتمد من الوزارة.» # تضم ترسانة ذات بعض الأسلحة الماضية، فلم تذهب إلى الوزارة أو ~~غيرها، وإنما إلى الأرشيف في موعدها اليومي، وعندما جاءت همت ~~تستفسر عما فعلت، استقبلتها بابتسامة آسرة، وأصرت أن تسقيها ~~كوبا من الشاي أعدته بالطريقة التي تفضلها، ثم استغاثت ~~بشهامتها: «كملي جميلك.» # على قدر ما تتميز به همت من عدوانية، فإنها تضعف أمام أمثال ~~هذه النداءات التي تخاطب، فضلا عن قدراتها الخارقة، فضائلها ~~المتصورة. هكذا أخذت المحضر وانطلقت به إلى الوزارة، حيث أعطاها ~~الموظف المختص موعدا بعد أسبوع، تأخذ فيه ورقتها ممضاة ~~ومختومة. ذهبت في الموعد فوجدته في الغرفة المقابلة لغرفته منحنيا ~~على زميل له يتفرجان على مجموعة من الصور الفوتوغرافية ~~الملونة، بمشاركة زميلة لهما جلست في الوضع المقوس التقليدي ~~لموظفة المكتب المصرية (الذي يسمح لها بالاستسلام للنعاس متى ~~شاءت). # رفع الشاب بصره ولمحها، فعاد يتطلع إلى الصور مشيرا إلى ~~تفصيلة في إحداها. ظلت واقفة تنتظر، فرمقها بنظرة عدائية ms157. قالت: ~~«أنا كنت عندك من أسبوع وقلت لي النهارده.» # أجابها: «استنيني دقيقة في مكتبي.» # انتظرته في غرفة مزدحمة بالمكاتب المتلاصقة التي تناثرت فوقها ~~الملفات، وخلت من موظف واحد، وثبتت عينيها في نقطة على الأرض ~~بين أعقاب السجائر وقصاصات الورق حتى جاء وخاطبها متلطفا: ~~«متقدريش تيجي السبت؟ إنتي عارفة النهارده الخميس، وأنا مسافر ~~الوقت لخطيبتي.» # لاحظت أنه حليق الرأس والذقن، وأن ملابسه المهندمة في ألوان ~~متناسقة من درجات البني، جديدة ونظيفة ومكوية، لكنها قالت في حزم: ~~«إنت قلت النهارده، ثم أنا ساكنة في آخر الدنيا، وسايبة شغلي. ~~حرام. والموضوع مش حياخد منك حاجة. دي ورقة بسيطة.» # أبدى حركة توحي بالحنق، وجلس إلى مكتبه، وبدأ يفتش في ~~ملفاته، ثم قال فجأة كأنما اكتشف شيئا: «ثم إن المراجع اللي ~~لازم يوقع ع الصورة غير موجود.» # التجربة دفعتها إلى المقامرة: «أبدا. أنا شفته الوقت على ~~مكتبه.» # فتح الملف وأخرج محضر التصحيح وعرضحال التمغة الذي طلبت فيه ~~اعتماده، فقرأهما في عناية، ثم أخذ يبحث في الأدراج والمكاتب ~~الأخرى حتى عثر على ورقة بيضاء مزقها إلى نصفين. ولمح زميلا له ~~في الطرقة فصاح به أن يقرضه قلما. ولج الآخر الغرفة، وقدم إليه ~~قلمه فتأمله قائلا: «مش هو ده قلمي اللي أنا أعطيته لك أول ~~امبارح؟» # هز الآخر رأسه: «أبدا. مش هو.» # قال الأول: «لا هو، والأمارة مكتوب عليه إكسترا فاين.» # أكد الآخر: «قلمك أنا رجعته لك. القلم ده أنا أخدته من مراتي ~~ولازم أرجعه لها.» # قال الأول: «قابلني لو خدته مني تاني.» # قال الآخر: «حاخده الوقت.» ومد يده ليأخذ القلم، فحاوره الأول ~~ضاحكا: «نخسر بعض بسبب قلم؟» # قال الآخر: «نخسر بعض ونص.» وأمسكه من ذراعه محاولا ~~ليه. # صاح الأول: «حاسب! حتبوظ هدومي. أنا رايح النهارده لخطيبتي. كان ~~زماني الوقت في السكة لولا المدام. اطمن. حارجعلك القلم.» ~~- «كلام رجالة؟» ~~- «طبعا.» # انصرف صاحب القلم بعد أن اطمأن، وشرع الآخر في الكتابة، لكنه ~~تذكر شيئا فغادر مقعده وهو يرميها بنظرة سخط. بحث في درج أحد ~~المكاتب حتى استخرج ورقة ms158 كربون مجعدة. عاد إلى مقعده ووضع الورقة ~~أمامه على سطح المكتب ثم بسطها بكفه وهو حريص ألا يلوث كم ~~قميصه وسترته، ثم دسها بين نصفي الورقة البيضاء ، وقلب كفيه ~~وتأملهما بدقة ليتأكد من عدم تلوثهما، وبحث عن مشبك ثبت به ~~الأوراق الثلاث وشرع يكتب في أناة. وفجأة رفع رأسه إليها قائلا: ~~«إنتي اللي ما حبتيش تستني ليوم السبت.» # هبط قلبها بين قدميها؛ إذ حارت في تفسير عبارته: هل يهددها، ~~أم يبرر التأخير، أم يدبر لها شيئا؟ انتظرت في توجس وهي ~~تتأمل جبهته السمراء المنحنية على القلم، ورفعها فجأة مبتسما ~~عندما ولج زميل له الحجرة، متسائلا: «رأيك إيه؟» # صنع الآخر دائرة بإبهام وسبابة يده اليمنى قائلا: «إيه ~~وان.» # اطمأن الشاب على صور خطيبته أو حسن هندامه، واستأنف الكتابة ~~راضيا، وعندما انتهى قام واقفا، وأزال المشبك، وألقى بالكربون ~~جانبا، ثم حمل الورقتين والملف وأزاح المقعد قائلا: «استنيني ~~هنا لما آخد توقيع المراجع.» # غاب طويلا حتى أيقنت أنه لن يعود، لكنه لم يلبث أن ظهر وخاطبها ~~في لهجة الظافر: «المراجع مش موجود.» وقبل أن تعلق أضاف: «حاسيب ~~الملف والورقة مع زميلي الأستاذ محمود عشان يمضيها من المراجع أول ~~ما ييجي.» # انتقل إلى الغرفة الأخرى وهي خلفه، وأعطى الملف لزميله الذي كان ~~شابا في قميص متسخ وملابس متواضعة وذقن نابتة لم تعرف الموسى منذ ~~عدة أيام، ظل يقلب صفحات مجلة مصورة دون أن يعبأ بها، إلى أن ~~طلبت منه أن يدلها على مكتب المراجع، الأستاذ عبد العليم؛ لتخطره ~~بمجرد حضوره، فصحبها إلى قاعة في نهاية الطرقة وأشار إلى المكتب ~~الذي يستخدمه المراجع، ثم وصفه لها: نحيل يرتدي بليزر أحمر ونظارة ~~سميكة. وأضاف على سبيل الاحتياط: «إن مجاش هنا تلاقيه في غرفة ~~المراجعين الناحية التانية.» # لم تشأ أن تجلس ساكنة، فمضت إلى غرفة المراجعين، ووجدت بها ~~موظفا واحدا، ضخم الجثة، بنظارة سوداء، قال لها إن الأستاذ عبد ~~العليم ذهب يتناول إفطاره وسيعود حالا. سألته في رقة: «إحنا بقينا ~~الظهر. هو راجع حقيقي؟» أجابها: «لازم يرجع ms159. اتفضلي ~~استنيه.» # جلست على مقعد في مدخل الغرفة تتابع المارين في الطرقة؛ رجلا ~~قصير القامة متعجل الخطى، ألقى عليها نظرة عصبية، امرأة طويلة ~~في جيبة وبلوزة سوداوين تحمل ملفا في يدها وتجرجر قدمين في ~~صندل مفتوح أقرب إلى الشبشب، لحقت بها زميلة غرفة الأستاذ محمود ~~هاتفة: «أنيسة، يعني لازم أدور عليكي. ما تسأليش عني من نفسك؟» ~~وقبلتها أنيسة على خدها قائلة: «سألت عليكي والنبي يا منيرة.» ~~ثم شبكت ساعدها في ساعد زميلتها وواصلتا السير والبث. # شعرت بصاحب النظارة السوداء يختلس النظر إلى ساقيها، وابتسمت ~~لنفسها عندما تصورت شعوره إذا ما استدارت ناحيته فاتحة فخذيها. ~~ملت الجلوس بعد لحظات فنهضت واقفة وقامت بجولة تأكدت فيها من ~~أن الأستاذ عبد العليم ليس في القاعة الأخرى، وأنه لا بد وأن يمر ~~من أمام غرفة المراجعين عند عودته من الخارج. عادت إلى الغرفة فلم ~~تجد صاحب النظارة السوداء. استعادت مقعدها وثبتت عينيها على ~~الطرقة، وأذنيها على وقع الأقدام، ثم تنهدت عندما تردد أذان ~~الظهر من مكان قريب في نفس الطابق، وتوافد الموظفون أمامها في ~~طريقهم إلى الصلاة؛ إذ كان المعنى واضحا؛ سيعود الأستاذ عبد ~~العليم من تناول الإفطار ليلحق بالصلاة. حاولت أن تتخيل ما يفعله ~~في هذه اللحظة؛ في دكان ما يشتري شيئا؟ في شركة إيديال يبلغ ~~عن تلف ثلاجة؟ في زيارة لصديق بإحدى المؤسسات القريبة؟ في لقاء ~~مع خطيبته بجروبي، يقومان بعده بجولة للفرجة على أثاث المستقبل؟ ~~مر أمامها رجل تنطبق عليه أوصاف الأستاذ عبد العليم، فضلا عن ~~أنه كان يحمل لفافة لا يصعب تبين محتواها من السندوتشات. نادت ~~عليه فتطلع إليها في ضيق وواصل السير. تبعته إلى القاعة واطمأنت ~~على جلوسه إلى مكتبه، ثم هرعت لإبلاغ الأستاذ محمود. كانت الطرقة ~~المؤدية إلى مكتبه مسدودة بشاب وفتاة محجبة ينقبان في ~~الملفات المكومة على الجانبين. أفسحا لها فولجت الغرفة ووجدت ~~منيرة بمفردها تتصفح إحدى المجلات المصورة. سألتها عن ~~الأستاذ محمود، فأجابت دون أن ترفع رأسها: «مجاش النهارده.» # ردت همت بانفعال: «أنا كنت معاه هنا ms160 من ربع ساعة.» رفعت منيرة ~~إليها عينين ضيقتين وسط بشرة ضامرة مليئة ببثور جافة لم يفلح ~~المكياج في إخفائها: «طب دوري عليه.» زفرت همت في قوة وغادرت ~~الغرفة. مرت على الغرف الأخرى فوجدتها خالية، وفجأة لمحته ~~قادما من الناحية الأخرى وملفها في يده. أسرعت نحوه فوجم لرؤيتها ~~وسألها: «جه؟» أطرقت برأسها فتقدمها إلى القاعة. # كان الأستاذ عبد العليم قد انتقل إلى مكتب زميل له، حاملا ~~لفافته، وانضمت إليهما واحدة بعلبة مخللات في يمينها، أغرته بأن ~~يمد أصبعه داخلها بحثا عن قرن من الفلفل فيما يبدو، بينما تقدم ~~منه الأستاذ محمود باسطا الملف قائلا: «معادها النهارده، ومستنية ~~من الصبح. كل حاجة تمام مش ناقص إلا إمضتك.» انتزع الأستاذ عبد ~~العليم أصبعه من علبة المخللات ودعكه في طرف ورقة السندوتشات، ثم ~~تناول الملف بأصبعه الأخرى غير الملوثة، وقرأ محتوياته قبل أن ~~يطلب قلما من زميله، ويضع توقيعه في عناية. # تنهدت همت في ارتياح، وتناول محمود الملف وهو يستدير قائلا: ~~«هانت لم يبق إلا توقيع المراقب العام.» مضى أمامها إلى غرفة ~~مغلقة بقفل، فتوقف قائلا: «مش موجود.» تطلعت إليه في انزعاج ~~فقال: «حنشوف. يمكن بيصلي.» سمعه فراش مار فقال: «لا. خرج.» لم ~~يعبأ به محمود واتجه إلى زنقة الستات، وهي في أعقابه حتى بلغا ~~غرفة فرشت بالحصير واحتشد بها الموظفون راكعين في وضع الصلاة. ~~تأملهم محمود لحظة، ثم قال: «مش هنا. لازم خرج فعلا.» ورق ~~قلبه لها فأضاف: «تعالي نروح للمدير العام.» # وجدا المدير العام يتحدث في التليفون وقد وقفت أنيسة أمامه ~~تحمل الملف إياه. كان كهلا يقترب من الستين، قبيح الوجه، متواضع ~~الملابس. أنهى مكالمته، وقال شيئا لأنيسة فانصرفت على الفور. ~~قدم محمود الملف إليه في أدب قائلا: «كل حاجة كاملة. مش ناقص ~~إلا توقيع المراقب العام لكنه خرج.» قال المدير: «لا. موجود. ~~تلاقيه بيصلي.» قال محمود: «سعادتك فتشنا عليه في المصلى. أكيد ~~نزل.» قال المدير: «لازم يمضي الأول. دور عليه. أنا شفته من ~~دقيقة.» قال محمود: «سعادتك كلهم شافوه وهو خارج ms161، وأودته مقفولة ~~بالقفل.» فكر المدير برهة، ثم بسط الملف، وتطلع إلى صف ~~التوقيعات المطلوبة؛ المراجع، المراقب العام، المدير العام، وإلى ~~همت، ثم قال في لهجة حاسمة: «مدام فايزة ~~تمضي بداله.» # انتقلا إلى الغرفة المجاورة مباشرة حيث قدم محمود الملف إلى ~~سيدة ممتلئة، بنظارة، وشعر قصير، ألاجرسون، كشف عن بقعة جرداء وسط ~~رأسها، صاحت على الفور: «أنا لا .. الأستاذ صالح هو اللي يمضي.» ~~قال محمود: «وهو فين؟» قالت مدام فايزة: «بيصلي. زمانه جاي.» قالت ~~همت محتجة: «دول بيصلوا من نص ساعة. دي لو كانت صلاة التراويح كان ~~زمانها خلصت.» قال محمود في استياء: «معلهش .. كلها دقايق.» وأضاف ~~عندما خرجا إلى الطرقة: «تفضلي حضرتك استني شوية في مكتبي.» قالت: ~~«لا .. حاستنى هنا.» قال: «لا هنا ولا هناك. الأستاذ صالح ~~وصل.» # أشار إلى كهل مجعد شعر الرأس، يرتدي سويتر من الصوف فوق قميص ~~ملون وشبشب، أي والله شبشب، قادما نحوهم. وفجأة دار إلى اليمين ~~واختفى في طرقة جانبية، فلحقا به. وجداه يتجه إلى باب قذر فوق ~~بركة من المياه. خاطبه محمود: «أستاذ صالح.» لوح بيده قائلا: ~~«دقيقة.» صاحت همت: «أنا لي ساعتين مستنية.» قال محتجا: «يعني ما ~~أدخلش دورة الميه؟!» انفجرت فيه صائحة: «دورة الميه وبعدين صلاة نص ~~ساعة وبعدين دورة الميه تاني .. أمال امتى حتشتغل؟» بهت الجميع ~~وخشيت همت من رد الفعل، فغيرت تكتيكها وقالت في لهجة أقرب إلى ~~الاستعطاف: «إعمل معروف يا أستاذ صالح دي إمضا بس.» شرح له محمود ~~الحكاية، فقال وهو يستدير ليدخل المرحاض: «مش شغلي، دا شغل المراقب ~~العام.» أمسكت همت بذراعه وهو يستعد للقفز فوق بركة المياه: ~~«المراقب العام مش موجود والمدير العام طلب إمضتك.» قال: «مش ~~ممكن.» توسلت إليه أن يصحبهما، فرضخ لها أخيرا. # وقف الثلاثة أمام المدير ~~العام، وتولت همت شرح الموضوع من جديد، فتناول الملف وتأمل ~~محتوياته، ثم ألقى نظرة على المكان المخصص للتوقيعات الثلاثة ~~وقال لمحمود: «شوفوا المراقب العام فين. أنا متأكد إنه هنا.» وضع ~~محمود يده على قلبه قائلا: «والله العظيم خرج ms162.» قال: «وفايزة؟» ~~قال محمود: «رفضت تمضي.» أمسك المدير العام بالقلم واقترب به من ~~المكان الذي يتطلب توقيعه، ووقعت عينه على المكان المخصص ~~لتوقيع المراقب العام، فتراجع بالقلم وعاد يتصفح الملف، وعندئذ ~~اكتشفت همت اختفاء الأستاذ صالح. # دخل أحد الموظفين ومال على المدير العام يحدثه في صوت خافت، ~~فاستمع إليه في اهتمام، ثم بادله الحديث، وقد نسي أمرهم تماما. ~~وعندما انصرف الموظف وقعت عيناه على مكان توقيعه، فاقترب منه ~~بالقلم، وفي اللحظة الأخيرة تراجع. وتعلقت عينا كل من همت ~~ومحمود بالقلم في إقدامه وإحجامه. عبث المدير العام بالقلم بين ~~أصبعين برهة، ثم حزم أمره أخيرا ووقع على الورقة في عجلة، ~~كأنما يخشى أن يغير القلم رأيه. # تنفست همت في ارتياح، ومدت يدها لتأخذ الملف، فسبقها محمود ~~قائلا: «فاضل الختم.» تبعته إلى غرفة مدام فايزة وإلى مكتب في ~~طرفها. توقعت ألا يكون الجالس إلى المكتب هو حامل الختم، أو أن ~~يكون الختم في درج مغلق والمفتاح لم يأت اليوم، أو يكون استخدامه ~~ممنوعا في أيام الخميس، أو فرغ حبره، أو يحتاج إلى تجديد، أو يكون ~~هناك خطأ في الأوراق لم يتبينه أحد حتى الآن، أو ... أو ... ولدهشتها ~~أخرج الموظف الختم وضغطه في الختامة، وبسط ورقة الملف، ثم رفع ~~الختم في الهواء وهبط به فوق الورقة، وقبل أن يلمسها توقف فجأة ~~ووضعه جانبا. # قال وهو يشير إلى مكان توقيع المراقب العام الفارغ: «فين إمضت ~~محيي بيه؟» شرح له محمود الأمر، فهز رأسه في أناة وحكمة: «مش ~~ممكن نختم ورقة بالشكل ده؛ فمعنى كده إنه مكنش موجود، وانتو مترضوش ~~إن زميل لنا ينضر. نستنى لما يرجع.» صاحت همت في هستيرية ~~والدموع تندفع إلى عينيها: «خرج ومش راجع.» تأملها الرجل برهة، ~~ثم ابتسم وقال: «مفيش قدامنا غير حل واحد.» # فتح درج مكتبه وأخرج زجاجة صغيرة من البلاستيك، فنزع سدادتها ~~التي احتوت على ريشة رفيعة ملوثة بمداد أبيض. مر بالريشة فوق ~~كلمة المراقب العام عدة مرات حتى اختفت تماما أسفل طبقة من الطلاء ~~الأبيض، ورفع الورقة ms163 إلى فمه، ونفخ فيها حتى جف الطلاء، ثم وضعها ~~جانبا وأعاد السدادة بريشتها إلى العلبة وأغلقها ووضعها في ~~الدرج، وتناول الورقة فتأملها في ضوء النافذة حتى تأكد من ~~جفافها، ثم تناول الختم وضغطه في الختامة، ثم رفعه في الهواء وهبط ~~به فوق المكان الذي طلاه باللون الأبيض، وضغط بقوة، ثم قدم ~~الورقة والملف إلى همت قائلا في ابتسامة عريضة: «كل حاجة الوقت ~~سليمة مية المية.» وهو نفس التعليق الذي سمعته ذات من مراقب الصحة ~~عندما ذهبت إليه بمحضر التصحيح. # 16 # بسم الله الرحمن الرحيم # أولئك على هدى من ~~ربهم وأولئك هم ~~المفلحون ~~. # صدق الله العظيم # الهدى مصر # للاستثمار وتوظيف الأموال. # أحل الله البيع وحرم الربا. # استثمر أموالك حلالا طيبا طاهرا مباركا بإذن الله ب # نظام المشاركة في ~~الأرباح # بعائد 2 في المائة شهريا # تحت حساب الأرباح السنوية. # أعطال مفاجئة في مصنع # أسمنت # أسيوط تستمر عدة أسابيع، وتجبر التجار على الشراء من صوامع ~~الأسمنت المستورد بأسعار عالية. # المكتب القومي لبيع # الأسمنت # المحلي يمتنع عن تسليم حصص التجار. # عضو بمجلس الشعب يتهم الحكومة بتشجيع استيراد # الأسمنت # لحساب خمسة من كبار المستوردين ~~حققوا أرباحا مقدارها 142 مليون جنيه في عام واحد. # عضو بمجلس الشعب: «شركة أسيك التي كلفتها الحكومة بإعداد دراسة ~~جدوى عن حجم إنتاج # الأسمنت # وأوصت ~~بفتح الباب لاستيراده، يرأسها وزير صناعة سابق هو في نفس الوقت ~~رئيس أحد البنوك الخاضعة ل # عثمان أحمد ~~عثمان ~~، الذي يملك أيضا صومعة فالكون للأسمنت ~~المستورد.» # طارق أبو حسين صاحب شركة # الهدى ~~: «أوظف أموالي في المقاولات ومخزون من السمن ~~والزيت والصلصة والسكر والشاي واستيراد الأسمنت، خاصة وقد أصبح ~~لنا رصيف في ميناء أبو قير وعدة صوامع للتخزين.» # المهندس # عثمان أحمد عثمان # والمحاسب # أشرف ~~السعد # يفتتحان أحد المشروعات ~~الجديدة. # بسم الله الرحمن الرحيم # أفمن أسس بنيانه على ~~تقوى من الله ورضوان خير أم من ~~أسس بنيانه على شفا جرف هار ~~فانهار به في نار جهنم والله لا ~~يهدي القوم الظالمين ~~. # صدق الله العظيم # مجموعة شركات «الهدى مصر» تتقدم بالشكر لفضيلة ms164 ~~الشيخ # محمد متولي ~~الشعراوي # على تكرمه بافتتاح المرحلة الأولى من المبنى الإداري ~~للشركة. # بسم الله الرحمن الرحيم # وما النصر إلا من عند ~~الله ~~. # صدق الله العظيم # مجموعة # السعد # للاستثمار # جناح نوم بالحمام + غرفتي نوم يتوسطهما حمام ثان + ~~معيشة وصالون وطعام ومطبخ وحمام ثالث وشرفة تطل على ~~الأهرامات في مدينة السعد السكنية. لا تفكر كثيرا ~~فالفرصة أمامك. وها هي نظرية السعد للاستثمار في أبسط ~~صورها؛ إذا كنت تساهم في إحدى شركاتنا بمبلغ 60000 جنيه ~~مثلا، فادفع فقط 6500 جنيه مقدم واستلم فورا شقة ~~فاخرة قيمتها 60000 جنيه، وأرباحك المتوقعة بإذن الله ~~سوف تسدد الأقساط، وفي خلال فترة لا تتجاوز 40 شهرا ~~سيكون رصيدك كما هو 60000 جنيه + الشقة ملكا لك. # حلم يحققه لك الله على ~~أيدينا # بسم الله الرحمن الرحيم # الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو ~~السميع العليم. # الريان # للمعاملات المالية في خدمة المستثمر العربي # إنجاز صناعي واقتصادي بكل المقاييس لرفع شعار صنع في ~~مصر. # الريان للمعاملات المالية، والريان للاستثمارات ~~العقارية، والريان لمواد البناء، تقدم: # مدينة الريان للشباب. # شركة الريان للملابس الجاهزة تنتج عشرات الملايين من أجود أنواع ~~الملابس في مصر. شركة الريان للمنظفات الصناعية تقدم: سكاي، ~~كتشن إيد، سويفت، بيو باكت. # بسم الله الرحمن الرحيم # أفمن أسس بنيانه على ~~تقوى من الله ورضوان خير أم من ~~أسس بنيانه على شفا جرف هار ~~فانهار به في نار جهنم والله لا ~~يهدي القوم الظالمين ~~. # صدق الله العظيم # مجموعة شركات # الهدى # مصر. # يتقدم السيد طارق أبو حسين بخالص الشكر والوفاء للسيد الفريق # يوسف عفيفي # محافظ البحر ~~الأحمر، وأحد قادة حرب أكتوبر المجيدة، على تخصيص الأراضي اللازمة ~~لإقامة مدينة سكنية وقرية سياحية ومدينة للألعاب المائية ومطاعم ~~عائمة. # جهاز المحاسبات يتهم # محافظ # منطقة ساحلية بالمسئولية عن إهدار ملايين الجنيهات من أموال ~~الدولة. # بسم الله الرحمن الرحيم # هذه أموالكم تستثمر لكم. # مجموعة # السعد # للاستثمار # تقدم مشروعا جديدا كل أسبوع ولمدة 3 شهور. أكبر مخزون في مصر ~~من سيارات شركة النصر 128. أكبر مخزون لقطع غيار سيارات البيجو ms165 ~~الأصلية. مصنع ثلاجات زانوسي 12 قدما. سلسلة مطاعم علاء الدين. ~~ومفاجأة العام؛ بوتاجاز الفرن الجديد؛ شواية كباب، باب من الزجاج ~~المقاوم للحرارة، شواية دجاج + فرن كبير يتسع لخروف . # بسم الله الرحمن الرحيم # أهلا بكم ومرحبا في دار «الريان» لرعاية الطفل، # مشرفات ومدرسات أجنبيات، حمامات سباحة، ~~كمبيوتر، # فيديو، معمل لغات. # محافظ الدقهلية # والمحاسب # أشرف السعد # أثناء توقيع عقد شراء السعد ل 38 بالمائة من أسهم ~~شركة الدقهلية للملابس الجاهزة التي يساهم البنك ~~المركزي بربع أسهمها. # تعيين شقيق # محافظ الدقهلية # عضوا بمجلس إدارة شركة # السعد ~~، ~~وشقيق آخر مديرا لمكتبها في مصر الجديدة. # حديث صريح للحاج محمد أشرف ~~السعد # إننا نركز الآن على تجارة سيارات النقل والركوب. ~~وتجارة السيارات يمكن أن تكسب 60 بالمائة؛ مثلا سيارة ~~الركوب 128، أنا أشتريها من شركة النصر بثمانية آلاف ~~جنيه، وأبيعها بالتقسيط على ثلاث سنوات ب 15 ألفا. ~~يبقى كتير؟ أنا أشتري مثلا 120 سيارة، ومن يشتري مني ~~يدفع 4500 جنيه، فأحصل على 450 ألف جنيه مقدم أقساط، ~~وبهذا المبلغ أشتري 50 سيارة أخرى زيادة، فأكون بذلك ~~اشتريت 170 سيارة بثمن 120 سيارة. # لكن هذا يرفع سعر السيارة بعد دفع أقساطها إلى 12,5 ~~ألف جنيه، فهل هذه الزيادة مع التقسيط حلال ~~شرعا؟ # حلال؛ لأن الأصل في الأشياء الحلال، و«أحل الله ~~البيع»، والحرام هو الربا أو الاحتكار. # الصحف الحكومية: السيارة «نصر 128» ارتفع سعرها من 6 آلاف جنيه ~~إلى 17 ألف جنيه. # أشرف سعد ~~: «عمري 32 عاما من ~~أسرة محدودة الدخل في السنبلاوين. ذهبت للعمل في فرنسا وعدت بعد ~~عامين. لم ترق لي عملية غسيل الصحون .. عدت بمدخرات قليلة. قابلت ~~أحد المتدينين الذي هداني إلى الطريق القويم، وعرفت أن في ~~التجارة تسعة أعشار الرزق، فخلعت الملابس الإفرنجية ولبست الجلباب ~~وأطلقت اللحية، وفتحت أول شركة لتوظيف الأموال في أول مايو 1985، ~~وبعد عام كنت قد جمعت 60 مليون جنيه.» # أشرف ~~سعد # يلوح بأصبعه في وجه # أمين ميتكيس # محافظ الشرقية واللواء حسني كاظم مدير أمن ~~الشرقية. # أشرف سعد ~~: «كنت أعمل حتى سنة ~~1978 في معرض سيارات بمرتب شهري 40 جنيها، ثم تاجرت في الذهب ~~والفضة حتى هداني الله إلى ms166 فكرة إنشاء شركة لتوظيف الأموال، فدخلت ~~فيها وأنا معي من 2 إلى 3 مليون جنيه.» # جلسة تجمع بين # أشرف سعد # و # منصور حسن ~~، وزير ~~الثقافة والإعلام السابق، وصاحب توكيل # لاكتويل # لمواد ~~التجميل، واللواء # أمين ~~ميتكيس # محافظ الشرقية، و # أنيس منصور # الصحفي ~~المعروف، و # كمال حسن ~~علي # رئيس الوزراء السابق، ~~و # ياسين ~~منصور # شيفروليه. # الصحفي # أنيس منصور # يرافق أصحاب ~~شركة # الهلال # لتوظيف الأموال في ~~جولة دعائية بكندا. # الحاج فتحي توفيق عبد الفتاح ~~: ~~«عدت إلى مصر عام 1980 بعد غياب 14 سنة متصلة. بدأت أنا وإخوتي مع ~~عدد قليل من الأصدقاء نجمع البيض في الفجر من المزارع ونوزعه على ~~المحلات. بدأنا بمبلغ بسيط جدا، كل منا على عجلة. وينتهي اليوم ~~وقد ربح كل منا 6 أو 7 جنيهات. مشينا على أساس السماحة تغلب ~~الشطارة، فكنا نكتفي بالقليل. ~~وثق فينا الناس، وبدأت العملية تكبر؛ الدراجة أصبحت موتوسيكل، ~~فسيارة نصف نقل. وكبر عددنا، والمبالغ كبرت، فبحثنا عن أشكال ~~قانونية، ولما تنوعت الأنشطة كونا شركات # الريان ~~.» # نجم سينمائي يتوب عن الفن ويتولى إدارة مشروع «الريان لنشر ~~التراث». # شركة # الريان لنشر التراث # تبرم ~~عقود طباعة ب 65 مليون جنيه مع الصحف الحكومية الثلاث؛ # الأهرام ~~(32 مليون جنيه)، # الأخبار ~~(18 مليون جنيه)، و # الجمهورية ~~(15 مليون جنيه). # مجلة ميدل إيست موني: «شركة # الرضا # لتوظيف الأموال خسرت 5 ملايين دولار في ~~بورصة نيويورك.» # صاحب شركة # الهلال # لتوظيف ~~الأموال يهرب إلى الولايات المتحدة بأموال المودعين. # الريان # تشتري أصول # الهلال ~~. # ارتفاع تدريجي في أسعار # الذهب # بأسواق القاهرة. # الحكومة تتخلى عن تسعير # الذرة الصفراء ~~والأعلاف ~~، وتسمح للقطاع الخاص باستيرادهما. # وزارة الزراعة تعهد إلى شركات توظيف الأموال باستيراد # الأعلاف ~~. # في إعلان بجريدة الأهرام ثمنه 75 ألف جنيه، # السعد # يهنئ الحكومة على قرار فتح ~~الباب أمام القطاع الخاص لاستيراد المواد الغذائية الأساسية مثل ~~الزيت والسكر والأعلاف، واصفا إياه بأنه «من الإنجازات الكبرى ~~لعهد الرئيس مبارك الذي أعطى الجميع حرية القيام بأنشطة ~~نبيلة.» # 22 ألف مزرعة دواجن تواجه ~~الإفلاس # 60 بالمائة من مزارع الدواجن وصغارها بوجه خاص أغلقت ~~أبوابها. # مليار ونصف مليار جنيه خسائر صناعة الدواجن. # إعدام 20 مليون ms167 كتكوت في مطار القاهرة لامتناع أصحابها ~~عن استلامها بسبب قلة الأعلاف وارتفاع أسعارها. # الشريف # لتوظيف ~~الأموال: # من مصر ولخير ~~مصر. # منافذ # الريان # للجزارة ~~تقدم لكم: # لسان مدخن ، كبد مدخن، اللحم الحلال ب 14 جنيها ~~للكيلو. # أحمد توفيق عبد الفتاح ( # الريان ~~): «صحيح أننا نبيع بضعف أسعار السوق، إلا أن ~~اللحم عندنا دلع الدلع، كما أننا نستخدم حملة البكالوريوس ~~كجزارين إلى جانب فخامة ديكوراتنا.» # بسم الله الرحمن الرحيم # هذه أموالكم تستثمر لكم. # قريبا: # مجوهرات ~~السعد # البركة وراء النجاح. # الصحف العالمية: «خسائر بملايين الدولارات تصيب شركات # الريان ~~(500 مليون دولار)، و # السعد # في المضاربات على الذهب والفضة ~~بالأسواق العالمية.» # ابن أحد كبار المسئولين ~~، وهو ~~من كبار المستوردين، يتوسط لإبرام صفقة تصنيع الفسبا بين شركة # السعد # وهيئة التصنيع. # أنيس منصور ~~: «أعرف من أصحاب ~~شركات توظيف الأموال # أشرف سعد ~~(34 سنة)، وهو بلدياتي .. وهو يريد أن يتوسع وأن يعمل وأن ينتج؛ ~~فالأموال كثيرة جدا، والناس يودعون لديه الأموال بلا قلق ولا ~~خوف، وهو مستعد لأن يكسب الملايين من أجلهم في مشروعات شريفة ~~معروفة معلنة.» # أشرف ~~سعد # مع بعض العاملين لديه؛ # أنيس منصور ~~، ~~اللواء # حسين ~~السماحي # مدير الأمن العام السابق، # محمود ~~الشربيني # شقيق سعد الشربيني محافظ ~~الدقهلية. # نداء إلى السيد رئيس الجمهورية # بسم الله الرحمن الرحيم # يا أيها الذين آمنوا ~~إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن ~~تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما ~~فعلتم نادمين ~~. # صدق الله العظيم # السعد ~~للألومنيوم # 70 مليون جنيه قيمة مصانعنا، و48 مليون جنيه قيمة الإنتاج المحلي ~~فقط، ونصدر ب 6 ملايين دولار سنويا. هذه هي الحقيقة كاملة يا ~~سيادة الرئيس، لنفاجأ بعدها بحملة غريبة ومغرضة تتهمنا زورا ~~وبهتانا بوجود مشاكل بيننا وبين البنوك، وأننا حصلنا على تسهيلات ~~منها.» # السيد اللواء # أمين ميتكيس # محافظ ~~الشرقية السابق، ورئيس مجلس إدارة شركة السعد ~~للإسكان، إلى جوار الحاج # أشرف سعد # رئيس مجموعة السعد ~~للاستثمار. # صحف المعارضة: «ابن المشير # أبو ~~غزالة ~~، وهو طيار سابق، يؤلف مع صاحب # الهدى مصر # شركة لصيانة الطائرات ~~بالاشتراك مع زوج ابنة المشير، ~~ويتوسط في شراء شركة الهدى ms168 لشركة نقل جوي، وشراء طائرتين بوينج ~~727، ويحاول تمرير عمليات الكشف الفني على صلاحية تلك الطائرات رغم ~~تأكيد كافة التقارير أنها لا تصلح للاستخدام.» # طارق أبو حسين # رئيس الهدى مصر: ~~«عملية تحريك المال موهبة لا تتوفر في كل إنسان، إنما اختص بها ~~المولى عز وجل بعض عباده دون الآخرين. ونحن نعطي عائدا كبيرا (24 ~~بالمائة)؛ لأننا نحقق من مشروعاتنا بفضل الله عائدا ~~كبيرا.» # تعيين # أنيس منصور # مستشارا إعلاميا للريان. # أحمد توفيق عبد الفتاح ~~: ~~«استخدمنا # أنيس منصور # مستشارا ~~إعلاميا كي نأخذ حقنا؛ فقد يستغرق استخراج ترخيص ما عدة شهور رغم ~~توافر كل الشروط، ويوفره المسئول في أيام، هذا حقي.» # بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو ~~السميع العليم. # لقاء العمالقة # اندماج مجموعة شركة # الريان # ومجموعة شركة # السعد # في صرح واحد عملاق تحت ~~إدارة واحدة من أجل مصرنا العزيزة. # من أجلكم أصبحنا قلبا واحدا. # السيد # فتحي توفيق عبد الفتاح ~~(43 سنة)، رئيس مجلس إدارة مجموعة السعد والريان ~~للاستثمار والتنمية، والسادة # أشرف سعد ~~(34 سنة)، ~~و # أحمد توفيق عبد ~~الفتاح ~~(44 سنة)، و # محمد توفيق عبد الفتاح ~~(32 سنة)، أعضاء الإدارة يوقعون عقد الاندماج، ~~ومعهم اللواء # أمين ~~ميتكيس # محافظ الشرقية السابق، ~~والمستشار # مصطفى ~~كيرة ~~، الرئيس السابق لمحكمة النقض ~~ومستشار الشركة. # مزارع # الريان والسعد # للثروة الحيوانية # تقدم لكم بمناسبة شهر رمضان المبارك: # خروف مخلي من العظم للحشو ~~والشواء، # ذبائح ضأن مجهزة بالقطع حسب الكتالوج. # مجلس إدارة الريان يعين # أحمد توفيق عبد ~~الفتاح # رئيسا لمجموعة شركات الريان خلفا لفتحي ~~عبد الفتاح بعد قبول استقالته. # فتحي توفيق عبد الفتاح # يعلن ~~أنه لم يقدم استقالته، ويقول إنه سحب موافقته على الاندماج مع ~~شركة السعد ،واتهم شقيقه «بتعويق الإصلاح والاستقرار الذي اهتز ~~أخيرا». # أشرف سعد ~~: «الاندماج الذي ~~أعلن عنه ليس مقصودا بالمعنى العيني والحرفي لمصطلح الاندماج، ~~وإنه أخطأ في التعبير.» # القلق ينتاب مليون شخص أودعوا ~~أموالهم لدى الشركتين # آلاف المودعين يفترشون شارع الهرم صارخين: «عايزين ~~فلوسنا.» # بيان هام من الأستاذ الدكتور ماهر ~~مهران، # رئيس المجلس القومي للسكان ms169، إلى ~~أصحاب «الريان»: ~~«في هذه الظروف العصيبة التي نشأت نتيجة إطلاق إشاعات وتضخيم ~~أمور إلى أحجام كاذبة، مع عدم فهم كامل لمبدأ المشاركة في ~~المعاملات التجارية والإسلامية. أود أن أؤكد لكم أن مجموعة ~~كبيرة وأنا منهم، لن نقوم بسحب دولار واحد مما هو مودع لديكم ~~لاستثماره. وأدعو لكم بالتوفيق، والله كفيل بالحاقدين.» # زوجة # فتحي عبد الفتاح # تتقدم ~~ببلاغ إلى شركة مدينة نصر تتهم شقيقي زوجها باختطافه من مستشفى ~~الصحة النفسية الخاصة بالدكتور جمال ماضي أبو العزائم حيث كان يتم ~~علاجه من الإدمان. # بسم الله الرحمن الرحيم # وقد مكروا مكرهم ~~وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم ~~لتزول منه الجبال # بيان من فتحي توفيق عبد ~~الفتاح: ~~«أنتهز فرصة حلول الثلث الأخير من رمضان لأطمئنكم جميعا، ولأعلن ~~لكم أن مجلس إدارة الريان كان ولا يزال وسيظل قلبا واحدا ينبض ~~بالحيوية والنشاط لصالح مصرنا العزيزة، إلى أن يشاء من بين أصابعه ~~قلوب العباد. وإني لأرجو كل التوفيق لشقيقي الأصغر أحمد توفيق عبد ~~الفتاح في استكمال مسيرة البذل والعطاء لصالح البلاد والعباد، ~~رئيسا لمجلس إدارة الريان.» # الأشقاء الثلاثة للريان ~~يتوسطهم فتحي عبد الفتاح في مكاتب صحيفة ~~«الأخبار». # شركات الريان تعلن عن مشروعين جديدين ل # مكافحة أمية المصريين # وخدمة السيدات الحوامل ~~( # بارك الله ~~) ورجال القوات ~~المسلحة. # مصادر حكومية: إيداعات المواطنين لدى الريان بلغت «ثمانية ~~مليارات جنيه» ولدى السعد 3,7 مليارات من الجنيهات. # النيابة: # فتحي عبد الفتاح # كان ~~يتناول مخدر إستندالين الذي يتكلف ألف جنيه يوميا، ودخل مستشفى ~~أبو العزايم للعلاج وفق برنامج يتكلف عشرة آلاف جنيه في ~~الأسبوع. # مجلة البنوك الإسلامية: خسائر مضاربات شركات توظيف الأموال في ~~الذهب والفضة بلغت 1500 مليون دولار. # زوجة فتحي عبد الفتاح تزوره في مستشفى بهمان وتحقنه بالمواد ~~المخدرة التي منع منها، وتقنعه بأن يطلقها طلاقا صوريا بعد ~~أن كتب لها جزءا من ثروته. # صحيفة الوفد: « # زوجة فتحي عبد ~~الفتاح # تتزوج من نقيب شرطة سبق اتهامه في حادث ~~الاعتداء على الفتاة الأمريكية بالمقطم.» # فتحي عبد الفتاح يحاول ~~الانتحار # إصابته بغيبوبة ونقله إلى مستشفى ms170 المعادي. # وفاة فتحي عبد الفتاح أثر هبوط في ~~الدورة الدموية نتيجة تعاطي كمية من الحبوب ~~المهدئة. # إلى السيد الدكتور أحمد توفيق عبد ~~الفتاح: ~~«بعد التحية أحيطكم علما بأنني لظروف زواج ابنتي في ~~أشد الحاجة إلى صرف آخر مبلغ بشركتكم، وهو ما تبقى لي من ~~تحويشة العمر، حيث فوجئت بعد إيداعه مباشرة بوقف صرف ~~المنحة الشهرية وقيام الأزمة الأخيرة. وهذا المبلغ لا يزيد ~~عن سبعة آلاف جنيه فقط، ولا يمثل إلا نسبة ضئيلة من ~~المدخرات لديكم، وآمل أن تدفعكم إنسانيتكم ودينكم إلى ~~سرعة موافاتي به لإتمام نفقات زواج ابنتي. أخوكم المودع ~~بالمعاش، حساب رقم 53852.» # شركة الريان تتهم محاميها السابق «فريد الديب»، وهو في نفس الوقت ~~محامي مؤسسة أخبار اليوم ورئيسها موسى صبري، بالتهرب من ضرائب ~~عن ثلاثة ملايين جنيه تقاضاها منها بصفة عمولة تشمل 900 ألف جنيه ~~عن عقد مطابع أخبار اليوم. ~~«الهدى» تعقد اجتماعا عاما ~~لمودعيها # يحضره رئيسها بطائرة ~~هليكوبتر. # مشروع جديد للسعد: # قرية لوزان ~~السعد. # أحفاد الشيخ # متولي الشعراوي # يودعون أموالهم في الريان عنوانا على ثقتهم. # القبض على أحمد توفيق عبد الفتاح ~~والتحفظ على ممتلكاته # مواطن أودع لدى الريان 75 ألف دولار حصيلة عمله بالخارج لمدة 18 ~~سنة يصاب بشلل نصفي عند سماعه النبأ. # الحكومة: «شركات توظيف الأموال خططت لنفسها جيدا بحيث تعطي ~~فائدة تصل إلى 30 بالمائة سنويا في بداية تعاملها مع المودعين، ~~وتثبت هذه الفائدة لمدة ثلاث سنوات حتى يحصل المودع على قيمة ما ~~أودعه بطمأنينة، ويتم استدراج أعداد هائلة أخرى تعطي الشركات من ~~ودائعهم الأرباح الواجبة الدفع للقدامى.» # التحقيقات تكشف أن أغلب المودعين لدى الريان من # القضاة وضباط الشرطة ~~، أما شركة ~~الهلال التي هرب أصحابها فأغلب المودعين لديها من # أساتذة الجامعات والمهندسين ~~والأطباء ~~. # الشيخ الغزالي # في خطبة العيد ~~التي حضرها ربع مليون مواطن بمسجد مصطفى محمود: «دخول التيار ~~الإسلامي عالم المال أفزع أعداءه، وهبوط مياه النيل هو سخط من الله ~~تعالى على الحكام الذين أصدروا قانونا فيه مساس بشركات توظيف ~~الأموال.» # التحقيقات تكشف أن أحد محامي # الريان # حصل خلال عدة ms171 شهور من توليه الوكالة عن ~~شركات الريان على طابق كامل في برج الريان، تقدر قيمته بربع ~~مليون جنيه، وقام بشراء أثاث قيمته 150 ألف جنيه من أحد المحلات ~~بالمهندسين ، وحصل على شقة من الريان بالإسكندرية بلا مقابل، يقدر ~~ثمنها ب 175 ألف جنيه، وسيارة مرسيدس سوداء جديدة مزودة بتليفون ~~خاص، و500 ألف جنيه أتعابا تسلمها نقدا، كما قام باسترداد ~~مبالغ لبعض كبار المودعين بلغت مليوني جنيه مقابل نسبة عشرين ~~بالمائة بلغت عمولته عنها 400 ألف جنيه. # الممثل الكوميدي # عادل إمام # ينفي أنه أودع 7 ملايين جنيه باسم شقيقه لدى الريان، وحاول ~~استردادها مقابل التخلي عن 20٪ بالمائة من قيمتها. # الشيخ # محمد الغزالي # في عموده ~~الأسبوعي بعنوان «هذا ديننا»: «الضرب ما يقبل إلا إذا نشزت المرأة ~~واستكبرت على زوجها واحتقرت رغبته وتركته وكأنه بلا صاحبة.» ~~«أودعت لدى الريان 4500 جنيه هي كل ما أملكه من الدنيا بعد خروجي ~~من الخدمة، ولم أصرف غير عشرة جنيهات فقط.» محروسة سيد عبد الواحد، ~~من أصحاب المعاشات. # حسن الجمل، نائب # الإخوان ~~المسلمين # في مجلس الشعب: «شركات توظيف الأموال ~~تحارب لأنها تعمل باسم الإسلام.» # اكتشاف شركة لتوظيف الأموال يرأسها ثلاثة من الملتحين تبين ~~أنهم مسيحيون. # المفكر الإسلامي الكبير الدكتور عبد ~~الصبور شاهين ~~: «شركات توظيف الأموال هي ظاهرة من ~~الظواهر النبيلة في مصر؛ فهي قامت على أساس تطبيق أبواب الفقه ~~الإسلامي في توظيف الأموال، وقد أبدت من صدق النية وإخلاص القصد ~~والإحساس بالمسئولية الوطنية ما يجعلها رائدة في مجال الإصلاح ~~الاقتصادي والاجتماعي، ولقد استطاعت هذه الشركات التي تدار ~~بإخلاص شديد أن تقيم المشروعات التي تحتاجها جماهير الشعب، وأن ~~تساهم في حل مشكلات الأمن الغذائي، وأن تقتحم مجالات كانت من ~~قبل احتكارا بشعا لطوائف مستغلة من التجار.» # توفيق عبد الفتاح ~~، والد الإخوة ~~الريان: «بدأت حياتي صاحب مسمط. وكان أولادي يعملون في # تجارة العملة ~~، إلى أن صدر قرار إنشاء ~~السوق المصرفية، فاتجهوا للتجارة في # الذهب ~~. وتم إنشاء جهاز سري بقيادتي داخل الشركة ~~لشراء كميات كبيرة من الذهب وصلت إلى 150 كيلو تم تخزينها في ~~خزائن خاصة ms172 بالفيلا التي أمتلكها بالهرم؛ مما أدى إلى قلة ~~المعروض من الذهب في الأسواق وبالتالي ارتفاع سعره.» # البركة وراء ~~النجاح # طارق أبو حسين ~~، صاحب # الهدى # يعترف بأنه أخذ 175 كيلو ذهب من ~~الريان مقابل أربعة ملايين جنيه أعطاها لهم نقدا لتسديد سلف ~~المودعين في بداية أزمة الشركة. # الزوجة الرابعة لأحمد توفيق عبد ~~الفتاح ~~: «اسمي نجوى إبراهيم سلامة. عمري 29 سنة. ~~محجبة. بكالوريوس تربية الزقازيق 1983. جئت من الزقازيق لأخذ ~~كورس في اللغة الإنجليزية وأقمت عند أقاربي. تعرفت عليه عن طريق ~~أحد أصدقائه. وشاءت أقداري أن أعمل في شركة الريان بالمركز الرئيسي ~~براتب شهري 300 جنيه . وأعجبت به ~~فتزوجته في 1984. ولم أصدق أبدا أنه تزوج قبلي سبع مرات. ~~وكنت المرأة المتعلمة الوحيدة في أسرته. وانقطعت عن العمل بناء ~~على رغبته. وبعد طلاقنا وانقطاع الدخل الشهري عني اضطررت إلى ~~العودة إلى عملي كمدرسة بوزارة التربية والتعليم بمرتب 65 ~~جنيها. وما زلت أقيم في شقة المريوطية التي أثثها لي عام 1984 ~~بمبلغ 23 ألف جنيه، لكن أثاثها أصبح الآن باليا.» # الصحف الحكومية: # محمد توفيق عبد ~~الفتاح # متزوج من ثلاث سيدات، والزوجة الثالثة ~~والأخيرة شابة صغيرة كانت تتدرب في إحدى المحلات العامة، وعلى ~~علاقة بشاب قدمها له للعمل لديه، فأعجب بها وحاول إقامة علاقة ~~معها لكنها لم تستجب له، واشترطت أن يتزوجها مقابل مبلغ كبير من ~~المال، فأعد لها فيلا واشترى لها 11 غرفة أثاث، وكتب الفيلا ~~باسم والدها، وبعد الزواج طالبها صديقها السابق بأن تدفع له 20 ~~بالمائة مما كسبته من هذه الزيجة. # التحقيق يكشف أن الأخوان الريان أعطوا # مائة مليون جنيه # سائلة لثلاثة من كبار تجار ~~المجوهرات في مصر هم: جورج نسيم جرجس، والشقيقان عزيز يعقوب ونسيم ~~يعقوب لتجهيز متجرين بالدقي ومصر الجديدة بأفخم الديكورات وأثمن ~~المجوهرات؛ لاقتحام سوق تجارة الذهب بقوة. وعندما عاين الحاج توفيق ~~المتجرين بعد تجهيزهما اكتشف أن قيمتهما لا تزيد عن عشرين مليون ~~جنيه. # عادل حسين # رئيس تحرير جريدة ~~الشعب الناطقة باسم التحالف الإسلامي: «إن ما يحدث عندنا وحولنا ~~يثير فزعا لدى الماديين وعملاء الحضارة العربية. ونضرب مثلا ms173 ~~بموقف الحكومة والدنيويين وكارهي الشريعة من موضوع شركات توظيف ~~الأموال.» # نجم الكرة # محمود الخطيب # ينفي ~~أنه أودع ثلاثة ملايين من الجنيهات لدى الريان. # التحقيق يكشف أن # كافة المشروعات التي ~~أعلنت عنها شركات توظيف الأموال وهمية ~~. # الشيخ متولي الشعراوي ~~: «ليس لي ~~علاقة بشركات توظيف الأموال.» # التحقيق يكشف أن # محمد توفيق عبد ~~الفتاح # أوقع بسيدة مطلقة لا يتجاوز عمرها 26 سنة، ~~وهي ابنة اسم مشهور، وحملت منه فأجهضها لدى صاحب مستشفى خاص ~~ومنحها كيلو ذهب وعين شقيقها، الذي اعتزل عمله مؤخرا بحجة ~~تعارضه مع الإسلام، مديرا لأحد مشروعاته. # الشيخ متولي الشعراوي # لجريدة ~~السياسة الكويتية: «رفضت استخدام السيارات التي تملكها شركة الهدى ~~في تنقلاتي إلى الشركة التي كان يكثر ترددي عليها لتقديم ~~المشورة، واستخدمت السيارات الشخصية المملوكة لأصحابها حتى لا تكون ~~هناك شبهة مساس بأموال المودعين.» # أحمد توفيق عبد الفتاح: «ما تقاضاه المودعون تحت اسم # أرباح # هو من أصل مدخراتهم؛ لأنه لا ~~يعقل أن يحقق أحد هذه النسبة الكبيرة من الربح.» # أصحاب # شركة الشريف ~~: «على ~~المودعين أن يعتبروا الأرباح التي صرفوها مجرد سلف شهرية من ~~أصل ودائعهم.» # مباحث الأموال العامة: «خمسون شخصية هامة من الوزراء وأبنائهم ~~وكبار الصحفيين وعدد من كبار ضباط الجيش والشرطة والقضاء كانوا ~~يتقاضون من الريان أرباحا مائة في المائة على إيداعاتهم في كشوف ~~البركة.» # أحمد توفيق عبد الفتاح في التحقيق: «فتحنا حسابا ل # مسئول كبير # بعشرة آلاف دولار باسم ~~ابنه، وكنا نضيف إلى حسابه ألف دولار كل شهر. وعندما بدأت الأزمة ~~جاءنا يسأل عن رصيده، فوجده 93 ألف جنيه، فطلب سيارة مرسيدس أخذها ~~وأخذ الباقي نقدا.» # صحيفة الوطن الكويتية: # ودائع كبار ~~المسئولين في مصر في شركات التوظيف بلغت 120 مليون ~~دولار. # أحمد توفيق عبد الفتاح في التحقيق: «أعطينا ل # مسئول كبير # كارت أمريكان إكسبريس بعشرة ~~آلاف دولار ليجوب به العالم، وكان ابنه يعمل مستشارا للشركة من ~~منزله مقابل ألف جنيه في الشهر.» # التحقيق يكشف: # مسئولون كبار ورجال دين ~~كانوا يتقاضون مرتبات شهرية من الريان. # التحقيق يكشف: ... وزير داخلية السادات، حصل على ثلاثة ms174 ملايين من ~~الجنيهات في عام واحد. # أقوال الريان في التحقيق تتحول إلى # القضية رقم 133 لسنة 1988 # مصر الجديدة تحقيق نيابة ~~المكافحة، والمتهم فيها # مسئول كبير في ~~الدولة ~~. # صحف المعارضة: «سحب # القضية رقم 133 لسنة ~~1988 من رئيس نيابة مصر الجديدة وصدور قرار ~~بحفظها ~~.» # النائب العام ينفي وجود كشوف ~~البركة # أحمد توفيق عبد الفتاح في المحكمة: « # إبراهيم نافع # رئيس جريدة الأهرام اشترى مني كمية ~~من البلاط والأخشاب تبلغ قيمتها مائة ألف جنيه لاستخدامها في منزله ~~بالإسكندرية، وسدد عنها عشرة آلاف جنيه فقط.» # إبراهيم نافع # في بلاغ للنائب ~~العام: «دفعت له 32 ألف جنيه.» # رئيس الوزراء «عاطف صدقي»: «لا يوجد شيء اسمه # كشوف البركة ~~.» # إبراهيم نافع # في جريدة ~~الأهرام: «هناك ظاهرة اجتماعية تنتشر بيننا منذ فترة غير قصيرة ~~وتحتاج في رأيي إلى مواجهة حاسمة وعلاج ناجع؛ هي غرام البعض بتلويث ~~كل إنسان مسئول بالإشاعات التي لا أساس لها من الصحة ولا من ~~المنطق؛ لأنه من غير المعقول أن يكون الأمر هكذا في كل شيء في ~~البلد، وإلا انهار المجتمع من أساسه. وما أقام قاعدته الصناعية، ~~ولا جدد مرافقه وخدماته وأنفق المليارات عليها، ولا اقتحم ~~الصحراء وأقام المدن الجديدة واستصلح الأرض وزرع الأمل ووزع ~~البيوت والمزارع على الشباب؛ لأنه من غير المعقول أن يكون الأمر ~~«هكذا» في شعب تحكمه القيم الدينية، ولأن في مصر قيادة سياسية ~~أسمح لنفسي أن أسميها «متزمتة» في كل ما يتعلق بطهارة اليد ~~والنزاهة، ولأنه يطعن الشخصية المصرية في أهم مقوماتها وهي ~~الأمانة والشرف والخوف من المال الحرام.» # حظر النشر في قضية ~~الريان # مجلة روزاليوسف: # الرئيس مبارك # في لقائه بالصحفيين: «أعرف أن هذه الشركات تعطي بعض المسئولين ~~السابقين نسبة فوائد على إيداعاتهم بما يزيد على 70 بالمائة، ~~وتتدرج هذه النسبة حسب أهمية المسئول.» # مشكلتي مع ~~الزكاة ~~«مشكلتي كما هي مشكلة الملايين، وهي أموال وتحويشة عمري في شركة ~~توظيف أموال، ولكني أحسب أن لدي مشكلة أخرى ألا وهي عادتي في ~~إخراج زكاة المال كل عام. وهذا العام ليس في الإمكان الحصول على ~~رأس المال ولا ms175 حتى على قيمة الزكاة لتوزيعها كما هي عادتي كل عام؛ ~~فالأموال لديهم والعائد المصروف لا يكفي مصاريف الحياة لأسرة من ~~خمسة أفراد، ويعلم الله كيف يتم تدبير المال. والمبلغ لديهم ليس ~~صغيرا فهو يتجاوز المائة والعشرين ألفا، يعني زكاته تقرب من ~~ثلاثة آلاف جنيه. فهل أنا مطالب بدفع الزكاة عن هذا المبلغ، أم ~~تسقط عني لحين البت في الأمر؟ أفيدوني وأريحوا ضميري. محمود كمال ~~جاد، المنزلة دقهلية.» # 17 # تمخض نجاح همت فيما عجزت عن إنجازه ذات، عن ارتفاع أسهم الأولى ~~لدى الماكينات، كما تمخض عن نتيجة أخرى، متوقعة في كافة ~~الأحوال؛ هي مقاطعة الماكينات لذات، التي ردت من جانبها بمقاطعة ~~كل من همت ودعاء، ابنتها، باعتبارهما مسئولتين عن القضية برمتها. ~~وتداعت بقية السلسلة؛ قاطعت دعاء أختها الصغرى لأنها نبهت أمها ~~إلى توافق ظهورها في البلكونة مع ظهور ابن الجيران في البلكونة ~~المقابلة، وقاطعت ابتهال عبد المجيد بسبب انحيازه الدائم إما ~~إلى دعاء أو إلى ولي العهد، وعبد المجيد ذات؛ لأنها دأبت على ~~نسيان الليمون عند إعداد القلقاس أو البامية، وذات سميحة؛ لأنها ~~اقترضت منها مقلاة معدنية من الصلب الذي يصدأ وأعادت بدلا منها ~~مقلاتها الخاصة الأقل جودة، وسميحة ولي العهد عندما اكتشفت أنه ~~يستولي على ألعاب ولية عهدها، فيضع في جيبه ما خف حمله، أو يخفيه ~~في أماكن سرية، ينقله منها عندما تسنح الفرصة. وكان ولي العهد ~~نفسه هو الذي أزال حواجز المقاطعة بين الجارتين، حينما ارتفعت ~~درجة حرارته فجأة، والتقت أيديهما بالضمادات المثلجة فوق ~~جبهته. # كان لقاء الأيدي فاتحة لالتقاء الشفاه؛ ونقصد بذلك إعادة تشغيل ~~قناتي البث، وبأقصى قوة؛ من أجل تغطية الفجوة المعلوماتية التي ~~أحدثتها المقاطعة. هكذا علمت ذات بالتطورات الأخيرة في حياة ~~جارتها، بدءا من إحالة رئيس مجلس حي مصر الجديدة إلى التحقيق ~~بتهمة تلقي الرشوة، وانتهاء بنوبات القيء المتكررة التي ~~تصيبها. # والحاصل أن رئيس مجلس حي مصر الجديدة لم ينتبه إلى ما تتميز به ~~عن غيرها من أحياء القاهرة الكبرى؛ فهي ليست فقط أول ما يقابل ~~السائح ms176، وإنما أيضا المكان الذي يسكن به ويعمل رئيس الجمهورية؛ ~~ولهذا كان لا بد وأن يلحظ المسئولون التغير الذي طرأ على تضاريس ~~الحي، والارتفاع المفاجئ في منسوب بعض شوارعه، وفي بعض أجزاء ~~الشارع الواحد، وأن يدركوا السر بحكم خبرتهم العريضة في رصف وتعبيد ~~مختلف أنواع المسالك. # هكذا تحركت آلة العدالة اليقظة في وقت غير مناسب على الإطلاق، ~~بالنسبة للشنقيطي؛ إذ كان بسبيله لشراء شقة واسعة من أربع غرف ~~بمدينة نصر، على أثر الانتهاء من تركيب ساعات ضخمة في ميادين مصر ~~الجديدة فوق خوازيق من البلاستيك؛ توطئة لإزالتها (الساعات ~~والخوازيق) واستبدالها بساعات مجسمة من الزهور. ~~وفي اليوم الذي انتهى فيه تركيب ~~الساعات، وقبل أن يتم تشغيلها، استدعي رئيس مجلس الحي للتحقيق في ~~مبنى المحكمة المقابل لمكتبه، وذهب الشنقيطي معه، لا من قبيل ~~التضامن؛ وإنما لأنه كان مطلوبا هو الآخر. # ترتب على هذا الاستدعاء عدد من النتائج الفورية واللاحقة؛ نقل ~~رئيس مجلس الحي إلى حي آخر لا توجد به شوارع، والشنقيطي إلى مكتب ~~آخر لا صلة له بالجمهور (المقاولون، وطلاب التراخيص وملاك ~~الأراضي والعمارات، والباعة الجائلون، والسكان، ومستأجرو ~~الأكشاك، ومستوردو الأدوات الصحية وقطع غيار السيارات، وأصحاب ~~المكاتب الاستشارية وشركات الإعلان والبساتين، ومهندسو الديكور)؛ ~~عدم تشغيل الساعات؛ إذ نسي الجميع أمرها في زحمة هذه التطورات، ~~خاصة وأن أحدا لم يكن بحاجة إليها (لأن الجميع يحملون ساعات ~~دقيقة تمكنهم من عدم المحافظة على الوقت)؛ طيران شقة مدينة نصر، ~~بالطبع، وأخيرا وقوع الشنقيطي في براثن الشيخ سلامة. # يعمل سلامة عبد الغفار في قسم العوائد بمجلس حي مصر الجديدة. ~~ومنذ بضعة شهور أصيبت ابنته الصغيرة التي لم تتجاوز عاما ونصف عام ~~بنزلة معوية، وأعطاها الطبيب محلول الجفاف ومخفضات الحرارة، وفي ~~اليوم التالي تحسنت صحتها وجرت ولعبت، إلا أن أباها لاحظ ~~انتفاخا طفيفا في جسمها فطلب منها أن تستريح، فاستراحت إلى ~~الأبد، ودفنت في نفس اليوم. وقضى سلامة الليل جالسا يحدق في ~~الصندل الذي كانت تلبسه وهي تلعب، والذي انثنت حافته بسبب عادتها ~~في عدم فك رباطه عند ms177 خلعه أو لبسه. وعندما بزغ الفجر، سمع صوتا ~~خافتا طفوليا يناديه باسمه مجردا: «سلامة، قوم صلي.» بهت ~~وتلفت حوله وفتش الغرفة دون أن يعثر على مصدر الصوت، فقام من ~~فوره وتوضأ وصلى، وكانت هذه هي البداية. # فبفضل صندل الطفلة الملون أصبح يدعى بالشيخ سلامة؛ من فرط ما ~~أبداه من تقوى وورع تجليا بوضوح في لحيته، ومتابعته للفروض بل ~~وزيادة، وفي قيامه بمهام الدعوة؛ إذ أخذ على عاتقه أن يكسب إلى ~~عالم الحق الذي تراءى له من يستطيع من ضالين تائهين. هكذا التقطت ~~عيناه الحادتان الشنقيطي في اللحظة التي انتقل فيها إلى الغرفة ~~المجاورة، مسبوقا بالفضيحة. وبدأ ينصب شباكه من حوله؛ يقرئه ~~السلام كلما مر من أمام غرفته، ويدعوه إلى مشاركته شراب الحلبة ~~أو القرفة، ثم الصلاة في المصلى الذي أفردت له غرفة مناسبة في ~~موقع استراتيجي إلى جوار دورة المياه. # لم يجد الشنقيطي غضاضة في العلاقة المفروضة عليه، بل رأى فيها ~~فرصة للتنظيف الداخلي والخارجي، لكن الشيخ سلامة لم يكن داعية ~~هينا؛ إذ لاحق الشنقيطي بمهام وتبعات متزايدة؛ صلوات إضافية، ~~وقراءات متعمقة، ولقاءات ليلية، وواجبات منزلية، مما أدى إلى ~~تمرده؛ لأنه كان ملاحقا بمهام أخرى، تتعلق بكسر طوق العزلة ~~عن الجماهير، صاحبة الفضل الأول (كما قال عبد الناصر، عندما كان ~~الشنقيطي في الثانوية). ووقف الشيخ بالمرصاد لمحاولات التهرب من ~~الفرائض المشتركة، وعندما دأب الشنقيطي على الانزواء في أحد ~~المكاتب النائية قبل موعد الآذان بقليل، أخذ يلازمه كظله قبل ~~الموعد بوقت كاف. وبالنتيجة انتقل اهتمام الشنقيطي من التركيز على ~~إيجاد طريقة للتقرب من الجمهور إلى طريقة للإفلات من ملاحقة ~~الشيخ سلامة، وأصبح من المناظر المألوفة في أروقة مبنى مجلس حي مصر ~~الجديدة (الذي زوده رئيسه الجديد بمدخل فخم من الرخام) منظر ~~الشنقيطي وهو يهرول متلفتا خلفه، والشيخ سلامة وهو يمر على ~~الغرف ويتطلع داخلها باحثا عنه. # تركت هذه التطورات آثارها على الحياة الخاصة للشنقيطي؛ اختفت ~~علب الكنتاكي فراي تشيكن، بيتزا هات، بريوش، لابالما، لورد، ~~الإمبراطور، الفارغة من أمام باب الشقة، وبدا ms178 الإرهاق على سميحة ~~نتيجة تفاقم واجباتها الزوجية، من الطهي إلى الموضوع إياه؛ فمن ~~الطبيعي أن يلتمس الشنقيطي، إثر مطاردات النهار، شيئا من ~~الطمأنينة والسلوى بين الأحضان الشرعية، ومن الطبيعي أيضا أن ~~يكون، من غير علب الكنتاكي فراي تشيكين والجاتوه، أقل جاذبية من ~~عبد الحليم حافظ وحسين فهمي. # حال شهر رمضان دون استفحال الوضع؛ فإيقاعه التقليدي، بما في ذلك ~~برامج البث الملون الممتدة حتى الفجر، لم يكن يترك للشنقيطي ~~مجالا لالتماس الطمأنينة والسلوى، فضلا عن أنه حل مشكلة ~~التهرب من مطاردة الشيخ سلامة، بالاستسلام له، إكراما للشهر ~~الكريم. أما سميحة فقد وجدت سلواها (هي وذات) في برامج الفوازير ~~التي صممت بطريقة ديمقراطية، تسمح لكل مواطن، مهما بلغ به الجهل ~~والغباء، أن يؤكد لنفسه، ولمن حوله، ما يتمتع به من ثقافة ~~وذكاء. وكان لها، إلى جانب ذلك، سحر خاص في هذا العام تمثل في ~~دعم مالي مقداره ألف وخمسمائة جنيه يوميا لمن يفوز بالحل، ~~مقدمة من شركات توظيف الأموال «البركة وراء النجاح». # انتهى الشهر الكريم بفوازيره ومعاركه، وهزائمه وانتصاراته، ~~فاستأنف الشنقيطي سيرته في الزوغان من الشيخ سلامة، وبالتالي ~~واجهت سميحة إقبالا مضاعفا منه ~~(بعد صيام الشهر)، كما واجهت ذات (إثر فشل وليمتين عجز عبد المجيد ~~عن توفير اللوز والجوز لهما بسبب الارتفاع الصاروخي في أسعار ~~الياميش) إعراضا واضحا من سدنة الأرشيف. # وبينما ذات تبحث عن سبيل لمواجهة الماكينات، قدمت لها سميحة ~~الحل، بشكل عرضي، ذكرها بإطلالتها الأولى على الفخذين ~~المبهرين، مع فارق واحد أو اثنين؛ فالذي طرق بابها مستنجدا لم ~~يكن الشنقيطي، وإنما ولية عهده الصغيرة، المتعثرة في النطق، وما ~~وجدته يسيل من سميحة لم يكن دماء من بين فخذيها، وإنما قيء من ~~بين شفتيها. # حملت ذات القصة إلى ماكينات الأرشيف، فأحدثت الأثر المطلوب على ~~الفور؛ فرغم وفرة معلومات الماكينات، وتجاربها الواسعة في ميدان ~~التخلص من السائل إياه، كانت أول مرة يسمعن فيها عن هذه الطريقة ~~المبتكرة؛ التخلص منه مباشرة عن طرق الفم. وتحولت ماكينات ~~البث إلى ماكينات تلق، تتابع أنباء الطريقة ms179 الجديدة، صباح كل ~~سبت، فضلا عن مرة أخرى وسط الأسبوع؛ ذلك أن ولية العهد كانت تدعو ~~ذات، بخبطات واهنة على باب الشقة من يديها الدقيقتين؛ للإشراف ~~على تقيؤ أمها مرتين تقريبا كل أسبوع؛ إحداهما في صباح الجمعة ~~التقليدي بعد أن يخرج الشنقيطي للقاء الشيخ سلامة، المنتظر على باب ~~العمارة؛ كي يخلصه من أحدث ذنوبه، وتسنح الفرصة لزوجته كي ~~تتخلص هي الأخرى من ذنوبها بمعاونة جارتها. # ما جرت الإشارة إليه من قبل بالتلميحات والإشارات، وقلب الشفاه ~~المصبوغة في ازدراء عندما يرد ذكر العملية إياها، صاغته سميحة ~~الآن، من شفاه بيضاء، في كلمات مباشرة: «لا أطيق لمسته.» # في تفسير هذا الموقف لم تجد سميحة، البسيطة، غير التعليل التالي: ~~«قلت له أنا مش شهوانية زيه.» وفي مجال التعليق لم تجد ذات، ~~المجربة، غير العبارات المألوفة في مثل هذا الموقف، وبالتالي فهي ~~لا تقدم ولا تؤخر: «ربنا يهدي» (والمقصود إما أن يهديها ~~لتحمل لمساته، أو يهديه للكف عنها والاعتماد على النفس)، و«إنت ~~محتاجة شوية تغيير» (والمقصود ليس رجلا آخر، وإنما الفسحة وبعض ~~المشتريات، وفي أسوأ الاحتمالات طفل جديد). هذا فيما يتعلق ~~بالاستراتيجية، أما فيما يتعلق بالتكتيك، فليس هناك غير ~~التظاهر بالنوم، وادعاء الصداع والآلام إياها، (التي تأتي للأسف ~~مرة واحدة في الشهر). # تساءلت سميحة وهي تزيح قميص النوم، كاشفة عن معلومة أخرى، ~~فضلا عن الفخذين المبهرين: «ولما ياخدني بالغصب؟» # كانت الكدمات الزرقاء تغطيهما، فلم يتح لذات أن تتملى ~~منهما، ولم تتكرر هذه الفرصة بعد ذلك أبدا، رغم أن التطورات ~~اللاحقة كانت حبلى بالإمكانية. # بعد يومين، بينما كان عبد المجيد يهم بارتقاء الفراش، عقب ~~انتهاء البث الحكومي، دوت صرخة مدوية في سكون الليل، جمدته في ~~مكانه، وأيقظت ذات من النوم لتراه في هذا الوضع؛ ساق مثنية فوق ~~الفراش أسفل قدميها، وأخرى على الأرض. ظنته مقبلا على ما يمكن ~~الآن اعتباره من نزوات الشباب، لولا أن الصرخة تكررت، فانضمت ~~ساقه الأولى إلى زميلتها فوق الأرض، معيدة إليه وقاره، وحملته ~~الاثنتان إلى باب الشقة وزوجته من ms180 خلفه. أضاء نور السلم وفتح ~~الباب وأطل برأسه في حذر، لكن العمارة كانت هادئة. وعندما ~~ترددت الصرخة مرة أخرى خرج إلى الطرقة ووضع أصبعه على جرس جاره، ~~ولم يرفعه إلا عندما سمع دورة المفتاح في قفل الباب. # الذي ظهر أمامهما كان شنقيطيا متمالك النفس، غير الآخر الهائج ~~الذي فقد أعصابه منذ قليل وانهال على سميحة بعصا ظهرت فجأة من ~~حيث لا تدري، مما يدل على أن الفكرة لم تكن وليدة اللحظة، وإنما ~~اختمرت منذ بعض الوقت، وربما منذ اللحظة التي عجز فيها عن قراءة ~~الكتاب إياه، ذي الرسوم الفاضحة، الذي ما زال مدسوسا بين أوراقه ~~الخاصة في الرف العلوي من دولاب الملابس. سمح لهما بالدخول وإن رفض ~~الإجابة على أسئلتهما. سميحة هي التي تكلمت مع ذات على انفراد في ~~غرفة النوم، وتوصلتا معا إلى قرار نفذته سميحة بمجرد شروق ~~الشمس؛ إذ غادرت المنزل إلى أبويها في زفتى، اللذين أعاداها، ~~مساء نفس اليوم، صاغرة. # لم تستطع ذات أن تفهم أبوي سميحة، وأمها بالتحديد؛ فالأب الذي ~~يكبر زوجته بعشرين عاما، لم يكن سوى صوت سيدته، التي تكبر ذات ~~بعامين أو ثلاثة، ونشطت مفرختها في سن مبكرة، فأصبح لديها الآن ~~إلى جوار سميحة ولدان، أحدهما تخرج من الجامعة وتزوج، وفتاة ~~تزوجت بعد أن حصلت على شهادة الثانوية. # بإشارات باترة من أصبع لوثها النيكوتين، حدد الأب موقف الأم، ~~في الليسات الأربع؛ ليس في العائلة امرأة تغضب من زوجها، وليس في ~~العائلة امرأة تترك منزل الزوجية، وليس في العائلة امرأة لا تلبي ~~الطلبات إياها، وليس في العائلة امرأة لا تتشرف بأن يضربها ~~زوجها. # فيما بعد، ألقت سميحة الضوء على قيم العائلة؛ فأطفال الابن ~~الأكبر والبنت الأخرى، يقيمون بصفة مستمرة مع الجدين في شقتهما ~~المحدودة المساحة والإمكانيات، وبذلك «ليس» هناك متسع ~~لمزيد. # عادت الأمور إلى سيرتها الأولى؛ أي إلى مرتي قيء تقريبا في ~~الأسبوع، وتدهورت صحة سميحة، وساورتها فكرة الانتحار؛ مما دفع ~~ذات إلى التماس العون الخارجي. ولأنها لم تكن تعرف الشيخ سلامة، ~~وتنفر من الدكتور ms181 فتحي، فلم يعد أمامها إلا الحاج عبد ~~السلام. # برز الحاج عبد السلام فجأة في الحي إثر عودته من السعودية بسبب ~~هيئته المميزة؛ لحية طويلة يتخللها البياض، ملابس حريرية على ~~الطراز الباكستاني (قميص حتى الركبة وسروال)، في أطقم من ألوان عدة ~~(الأبيض والرمادي والبني والسماوي والكحلي)، نظارة مذهبة ~~الإطار، صندل جلدي فاخر من طراز صنادل صدر الإسلام، ومصحف في غلاف ~~مخملي مضموم إلى الصدر فوق منطقة القلب مباشرة، ومشية مهرولة إلى ~~المسجد الذي أقامه صاحب عمارة جديدة في طابقها الأرضي ليتخفف من ~~عبئين في وقت واحد؛ الذنوب والضرائب. وتبرع له الحاج عبد السلام ~~بعدة مراوح كهربائية، وبفرش من الموكيت، وحصائر متينة ملونة ~~تبسط فوق أرض الشارع عند اللزوم؛ فحق له أن يؤذن للصلاة ويؤم ~~الناس ويخطب الجمعة ويفتي في شئون العباد. # فكرت فيه لأول مرة عندما ظهرت على دعاء أعراض عدم التركيز من ~~جراء عدم إجراء العملية التقاليدية، وأصبحت تقضي وقتا طويلا ~~منحنية على مكتبها متظاهرة بالقراءة والدرس، وهي تضم فخذيها ~~بقوة، لكنها لم تجد الجرأة على الذهاب إليه إلا عندما أوشكت سميحة ~~على التلف. # استقبلهما الشيخ بعد صلاة المغرب دون أن تبدو عليه علامات ~~الدهشة، كأنما كان في انتظارهما، وبسط لهما جناحي عباءته السعودية ~~المهيبة مرحبا، وقادهما إلى صالون صغير تغطت مقاعده بقماش ~~الكريتون المشجر، وجدرانه بالآيات القرآنية وألفاظ الجلالة فوق ~~قطع من الجوبلان والمخمل والخشب والنحاس والفضة، وموائده الصغيرة ~~بالمباخر السعودية الصغيرة المصنوعة في تايوان، ثم سلط عليهما ~~عينين صقراوين أجبرتهما على خفض العيون في حياء، فأصبحتا في وضع ~~استعداد لتلقي البث المتمثل في آيات من سورة النساء، ألقاها في ~~فصاحة تامة واستمتاع أتم بمواضع معينة أجبرتهما على المزيد من ~~خفض العيون، بل ودفعت بشيء من الحمرة إلى وجه سميحة الشاحب. ~~الرسالة: طاعة الزوج واجبة في كافة الأوضاع؛ جالسة، واقفة، على ~~ظهرها، أو على بطنها. لكن سميحة ركبت رأسها. # ففي ساعة متأخرة من نفس الليلة كان عبد المجيد يهم بالصعود إلى ~~فراشه عندما جمدته صرخة مدوية في مكانه المعهود ms182 عند قدمي ذات؛ ~~ساق مثنية أسفل قدميها، وأخرى على الأرض. ترددت الصرخة بنفس ~~القوة فلم يجد بدا من ضم الساقين فوق الأرض، والإسراع إلى باب ~~الشقة وذات في أعقابه . # لم يستجب الشنقيطي لدقات الجرس على الفور كما فعل في المرة ~~السابقة، وتواصلت صرخات سميحة، فتخلى عبد المجيد عن دق الجرس، ~~وأخذ يدق الباب بقبضتيه حتى انفرج أخيرا عن شنقيطي غاضب خاطبه في ~~وقاحة: «عايز إيه؟» # رفض الشنقيطي السماح لذات وعبد المجيد بدخول شقته، لكنه تراجع ~~عندما أمسكت سميحة بسكين المطبخ وهددت بذبح نفسها، عندئذ دارت ~~مفاوضات مضنية تبين خلالها أنه تلقى من الشيخ سلامة نفس الآيات ~~والرسالة التي تلقتها ذات وسميحة من الحاج عبد السلام، وانتهت ~~بالاتفاق على خروج سميحة مرة أخرى. # صمدت سميحة في زفتى يومين، ثم تلفنت لذات في الأرشيف، وتواعدت ~~معها على اللقاء في الهيلتون، أين غيره؟ # ارتدت ذات لهذا اللقاء أثمن عمامة من عماماتها، وأحدث تايير ~~لديها، ووضعت قليلا من الروج فوق شفتيها، في محاولة لإخفاء أثر ~~ندبة الشفة العليا، ثم انطلقت خفيفة متوهجة ومضطربة إلى ~~الفندق. انفرجت أبواب الزجاج الفيميه أوتوماتيكيا بمجرد ~~اقترابها، واحتوتها رطوبة التكييف الناعمة. شقت طريقها وسط ~~مجموعة من السياح الأجانب، وتلافت الاصطدام بأحد موظفي الفندق ~~الذي كان يمضي مسرعا، ممتلئا بأهميته، معلنا بحركة جسده وشاربه ~~الكث وبياض بشرته وعينيه الزرقاوين ورأسه الحليق، عن تميزه ~~الاجتماعي الذي انعكس في اعتذار مهذب للغاية: «إكسيوز مي يا ~~أفندم»، ردت عليه في ارتباك: «سوري»، رغم أن داليدا نفسها كانت ~~تلعلع في هذه اللحظة من كل ركن باللغة العربية: «أدينا بندردش .. ~~ورانا إيه.» # اتجهت إلى المشرب، ووقفت حائرة تجيل البصر بين الموائد، ثم ~~جلست بالقرب من سيدتين بدينتين محجبتين كأنما تحتمي بهما، ~~وراقبتهما تحتسيان مشروبا من كأسين كبيرتين امتلأتا بقطع ~~الفواكه، إلى أن جاءها النادل وانحنى أمامها في أدب مترفع، فطلبت ~~كوبا من الشاي، وعندما أجابها في برود: «الشاي والقهوة في الكوفي ~~شوب. هنا لا نقدم سوى سوفت درينك»؛ ارتبكت، وخجلت أن تشير إلى ~~شراب الفواكه ms183 في يد جارتيها وتقول: «عايزة من ده»، فطلبت عصير ~~برتقال فريش. # تسارعت دقات قلبها عندما ظهرت سميحة، وأوشكت أن تحتضنها، لكنها ~~اكتفت بقبلات الوجنات، وبالإعراب عن مشاعر الوحشة، قبل أن يبدأ ~~البث، الذي تخللته علبة سجائر أبرزتها سميحة، وقدمت منها ~~واحدة لذات أخذتها في ترحاب. لم لا وقد بدأ التمرد؟ # لكن ذات اتخذت موقفا محافظا للغاية عندما أعلنت صديقتها عزمها ~~على طلب الطلاق؛ فهدم الأسر خطيئة لا تغتفر، ثم إن هناك اعتبارات ~~عملية كثيرة، لم تغب عن فطنة سميحة التي ذكرت وهي ترمق إحدى ~~المضيفات بحسرة واضحة، أنها تنوي استئناف الدراسة والبحث عن عمل، ~~ثم أشاحت بيدها في استهانة عندما ذكرتها ذات بولية عهدها، ~~قائلة: «يتكفل بيها.» # أيدت التطورات ما توقعته ذات؛ فصوت سيدته أضاف بندا ~~جديدا إلى بنوده الأربعة: «ليس في عائلتنا شيء اسمه الطلاق»، (وهو ~~نفس ما اكتشفه الشنقيطي بالنسبة لعائلته هو)، والأم هددت بأن ~~تشهد ضد ابنتها أمام المحكمة، وطالبتها بمغادرة المنزل لتجبرها ~~على العودة إلى زوجها، لكن سميحة صمدت للضغوط، وانتقلت إلى منزل ~~عمة لها بالقاهرة، في إحدى حواري شبرا، أدارت منه عدة جولات من ~~المفاوضات الشاقة انتهت باندحارها؛ فقد أقنعها أبواها بتوقيع ~~تنازل عن الشقة ومحتوياتها مقابل الطلاق، وعندما فعلت تنصلا من ~~الالتزام. # شيء لا يصدق من جانب أبوين؟ ليس بالقطع. إذا نحينا صوت ~~سيدته جانبا، والقيم التي يمثلها (الظاهر منها والباطن)، فإن ما ~~يتبادر إلى الذهن، تفسيرا لموقف الأم، هو أنها صاحبة رؤية ~~استراتيجية تتمثل في حماية بيت ابنتها من الانهيار. فإذا ما ~~تخابثنا، ألفينا أنفسنا أمام أحد تعليلين أو كليهما معا؛ أنها ~~لا تريد لابنتها أن تنجح في تحقيق ما عجزت هي عن تحقيقه، و(أو) ~~أنها تحمل عاطفة خاصة للشنقيطي الذي لا يصغرها إلا بسنوات قليلة. ~~التعليلان نفسهما يصلحان لتفسير موقف ذات قبل خدعة التنازل عن ~~الشقة؛ فقد انتقلت بعدها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، معلنة ~~مساندتها لمطلب الطلاق، مما جلب لها اتهاما بالتحريض، وبأنها ~~أساس البلاء والفساد، لكنها لم تعبأ ms184 بالاتهامات؛ إذ شعرت من رد ~~الفعل في الأرشيف أنها تبنت قضية عادلة. # بوسعنا أن نتخابث هنا أيضا، كما فعلنا في حالة الأم، ونبحث عن ~~تعليلات لموقف ذات من قبيل أملها في أن تحقق سميحة ما عجزت هي ~~عنه، أو رغبتها في استخلاص الفخذين المبهرين من براثن الوحش، أو ~~العكس؛ تحطيمها بهدم السقف فوقها، أو وجود عاطفة خاصة نحو الشنقيطي ~~(الذي يماثلها سنا تقريبا)، أو ضده؛ رغبة في ردعه (للحيلولة ~~دون انتشار عدوى طريقته في انتزاع حقوقه الزوجية)، أو الانتقام منه ~~(لأنه أقنعها بأن تعطيه مدخراتها التي لم تتجاوز الألف جنيه ~~ليضعها تحت تصرف الحاج قرشي مقابل ربح سنوي يصل إلى ثلاثين ~~بالمائة، ففعلت من وراء ظهر عبد المجيد، ودون أن تأخذ أي إيصال ~~بالمبلغ، لا من الشنقيطي ولا من الحاج؛ لأن الاثنين يعرفان ربهما، ~~ولم تحل هذه المعرفة دون الحاج والتنصل من دفع الربح المأمول، ~~أو إعادة المبلغ الأصلي عندما طالبت به). # بنفس الطريقة يمكن تقصي البواعث التي أدت إلى تورط عبد ~~المجيد، الذي حرص طول عمره أن يظل بمنأى عن المعارك والحروب؛ غيرة ~~من الشنقيطي لنجاحه في علاقاته بالجمهور، أو لاستحواذه على ~~الفخذين المبهرين، أو رغبة خفية في التقرب منهما (الفخذين)، ~~أو محاولة لاستعادة حجمه الطبيعي، بعد الانكماش الذي أصيب ~~به. # فعندما احتاجت سميحة إلى من يساند دعواها أمام القضاء، بأن يشهد ~~على سوء معاملة الشنقيطي لها، رشحت ذات زوجها الذي لم يقبل إلا ~~بعد أن استعطفته سميحة بنفسها، وانضمت إليها دعاء، ففاز من ~~الاثنتين بنظرة إعجاب أدفأت جوانحه المقرورة. # تواجه الخصوم في قاعة المحكمة المواجهة لمجلس الحي، وجلسوا ~~طبقا لمواقعهم الأيديولوجية؛ سميحة ومحاميها، وذات وعبد المجيد ~~إلى اليسار، والشنقيطي ومحاميه ووالدي سميحة إلى اليمين. وبعد طول ~~انتظار تأجلت الجلسة إلى موعد آخر بعد شهرين دون أن يؤدي عبد ~~المجيد واجبه. # لم يقدر لعبد المجيد أن يؤدي هذا الواجب على الإطلاق؛ ~~فعندما حان موعد الجلسة الثانية، لم يكن عاجزا وحسب عن الذهاب، ~~وإنما كان الموقف برمته قد تغير. ولم ms185 يقع التغير مرة واحدة، ~~وإنما تم بصورة تدريجية بدأت بالحذاء. # ففي اليوم التالي لجلسة المحكمة الأولى، وعند عودته من السوق في ~~المساء محملا باحتياجات العشاء، وسندوتشات الصباح، من جبن ~~وزيتون وفول مدمس وأرغفة خبز أفرنجي (انتظر نصف ساعة ليفوز بثلاثة ~~منها)، رأى حذاء نسائيا، خاليا بالطبع، ملقى أمام باب جاره. ~~ورغم انهماكه في حساب ما أنفقه وما سينفقه في المستقبل، فإنه ~~استطاع، في الفترة التي استغرقتها ذات لتحرك مؤخرتها وتفتح له ~~الباب، أن يلقي نظرة متأنية على الحذاء أمده باكتشافين؛ ~~الأول: أن الحذاء موضوع بعناية فوق فرشة من المطاط ثبتتها سميحة ~~أمام عتبة بابها لاحتجاز ما يعلق بالأحذية من تراب ووسخ (ودخلت من ~~ساعتها قائمة الطلبات المؤجلة التي تذكره بها ذات كل حين)، ~~والثاني: أنه موضوع بتشكيل غير مألوف يبدو متعمدا؛ فالفردان ~~مقلوبان ومتعامدان على هيئة الصليب. # أدركت ذات، بغريزتها الأنثوية، السر من نظرة واحدة، فقالت بعد أن ~~أصبح عبد المجيد داخل الشقة وأغلقت الباب: «عمايل الأم.» # استفسر عبد المجيد في براءة: «عمايل إيه؟» # زادت في الإيضاح: «شبشبة»؛ فنعل الحذاء في وضع الصليب كفيل ~~بإحباط المكائد ورد الكيد إلى صاحبه. # وبعد أسبوع فتح عبد المجيد باب شقته في الصباح ليخرج إلى عمله ~~ففوجئ بحبل السلة التي تتركها ذات مدلاة في بئر السلم لتقوم ~~بدور مصعد المهمات، ممزقا إلى قطع متساوية لا يتجاوز طول ~~الواحد منها مسطرة الحساب، ومصفوفة بنظام دقيق، لا أمام باب ~~الشنقيطي، وإنما على عتبة بابه هو. # استدار عبد المجيد وأومأ إلى ذات بالاقتراب، وعندما أشبعت ~~عينيها من المشهد أغلق الباب وقال لها في صوت (اكتشف فيما بعد ~~أنه كان هامسا): «دي كمان عمايل الأم؟» # قالت ذات المجربة: «لا. ده الشنقيطي نفسه.» # صدق حدس ذات؛ فالرسالة التي أريد للحبل أن ينقلها، اجتهد ~~الشنقيطي في توصيلها بنفسه في الأيام التالية؛ عندما أدارت دعاء ~~الترانزستور بموسيقى هشك بشك عالية الصوت، ونظم ولي العهد ~~مباراة في الكرة متخذا من الحائط الفاصل بين الشقتين هدفا، ~~وقامت أم وحيد، في موعدها الأسبوعي، بنفض ms186 السجاجيد على السلم. فقد ~~أتاحت هذه المناسبات للشنقيطي الفرصة لأن يهاجم، بأعلى صوت، من لا ~~يكتفون بالتدخل في شئون جيرانهم فيلوثون البيئة بالضوضاء ~~والغبار. # لم تكن ذات ممن يفرشون الملاءات على السلالم؛ لهذا وقع عبء ~~مواجهة الاستفزاز على عبد المجيد، الذي أبدى حنكة ودهاء ~~بالغين؛ إذ حرص على تجنب كل ما من شأنه إثارة جاره، وتحاشى حتى ~~أن يستخدم سلم العمارة في المواعيد التي يستخدمه فيها الآخر، ~~مفوتا بذلك كل الفرص عليه، ومجبرا إياه في النهاية على ~~الالتجاء إلى تكتيكات أكثر مباشرة. # ففي إحدى الأمسيات غادر عبد المجيد شقته في رحلة السوق المعهودة ~~(التي يعود منها أحيانا خاوي الوفاض، من المشتريات والنقود على ~~السواء)، وما إن أغلق الباب خلفه وخطا في اتجاه السلم حتى فوجئ ~~بباب الشنقيطي يفتح في حركة سريعة، وبالشنقيطي نفسه أمامه وجها ~~لوجه. # لم تتح له الفرصة كي يقرئ جاره السلا؛ إذ استقرت قبضة ~~الشنقيطي القوية على صدر قميص عبد المجيد، وسحبته بصاحبه إلى داخل ~~الشقة، بينما تولى كعب قدمه إغلاق بابها. # وأسفل ثريا الصالة المكونة من عدة طبقات (والتي اشترتها سميحة ~~من «عمر أفندي» بتوجيه من ذات) تواجه الخصمان؛ الشنقيطي هائجا ~~كالثور، ثائرا على ملوثي البيئة، مقسما بكسر ساقي عبد المجيد ~~إذا ذهب مرة ثانية إلى المحكمة. وعبد المجيد، الذي ما زال صدر ~~قميصه في يد غريمه، منكمشا من الرعب الذي ألجم لسانه. # فرغ قاموس الشنقيطي فانتظر أن يسمع من غريمه تعليقا يتيح له ~~إعادة الشحن، لكن هذا لم ينبس ببنت شفة، مما أتاح للشنقيطي أن ~~يسمع الطرقات التي انهالت على باب الشقة من دعاء وولي العهد، ~~ونداءاتهما الباكية لأبيهما، فلم يجد مفرا من إطلاق سراحه، لكنه ~~قبل أن يفعل استسلم لإغراء الرقبة الدانية، وصفع صاحبها بيد أحسن ~~جمهور مصر الجديدة تسمينها. # عاد عبد المجيد إلى شقته بين منقذيه (دعاء وأمجد)، بينما انطلق ~~الشنقيطي من فوره إلى قسم الشرطة. وأعلن عبد المجيد بمجرد أن ~~أغلقت ذات باب الشقة أنه وجه إلى غريمة صفعة ألصقته بالحائط ~~وشجت ms187 رأسه حتى انبثقت منها الدماء، وهو إعلان استقبلته ذات في ~~ريبة، لم تفلح التطورات التالية في التخفيف منها. # فبعد ساعة بالضبط، استدعي عبد المجيد إلى قسم الشرطة ليدلي ~~بأقواله في واقعة اعتدائه على الشنقيطي، المثبتة بتقرير طبي عن ~~إصابات مختلفة في رأسه وعنقه ويديه، فأقر عبد المجيد، في ~~اعتداد، بصحتها. وبعد أسبوع أحضر إليه أحد المحضرين الورقة ~~التالية: # تغاضى عبد المجيد عن الإهمال الذي تجلى في صياغة الإعلان ~~(إغفال عنوانه بالتفصيل، وعدم تحديد طبيعة الجلسة، أو رقم المادة ~~القانونية المعنية، وعدم وضوح التوقيع)، ولزم الفراش على الفور. ~~وفي المساء اكتشفت ذات أن المساحة التي يشغلها من الفراش قد ~~تضاءلت، فأرجعت ذلك إلى أكلة الرنجة التي افترستها هي في الظهر، ~~وأجبرته في اليوم التالي على مغادرة الفراش والالتجاء إلى أحد ~~المحامين الذي هون عليه الأمر، مؤكدا أن أمثال هذه المحاكمات ~~تحدث كل يوم ولا تتمخض عن شيء، ولم يمنعه هذا من المطالبة بمائة ~~جنيه كمصاريف أولية على أن يتم التحدث في الأتعاب فيما بعد، ~~وبهذا برهن على بعد نظره؛ فلأنه نصح عبد المجيد بعدم الحضور في ~~الجلسة المذكورة، ولم يكلف نفسه هو أيضا عناء الحضور، أصدر ~~القاضي حكما بحبس عبد المجيد ثلاثة شهور، وهو الحكم الذي سارع ~~المحامي باستئنافه مقابل مائتي جنيه - مصاريف أولية أيضا - ناصحا ~~عبد المجيد بعدم الحضور مرة أخرى، مؤكدا ثقته في النتيجة، ~~واعدا بإبلاغه إياها في اليوم التالي؛ لأن الأحكام تعلن عادة في ~~نهاية النهار. # وبفضل علاقات الشنقيطي الوثيقة بالأجهزة المحلية، تم إبلاغ عبد ~~المجيد بالحكم في نفس اليوم على يد شرطي طالبه بتسليم نفسه فورا ~~إلى مركز الشرطة لتنفيذ العقوبة التي صادقت عليها محكمة ~~الاستئناف. # 18 # الرئيس مبارك يحدد معالم مرحلة جديدة تواجه التحديات بالعمل ~~والأمل ويقول: # حققنا مفخرة لشعبنا ~~العظيم # ممثل وكالة التنمية الدولية الأمريكية أمام الكونجرس الأمريكي: ~~«منذ يونيو 1985 دخلت الولايات المتحدة مع الحكومة المصرية في # حوار منتظم # حول السياسات، ~~ويتم التشاور مع كبار المسئولين المصريين مرة كل شهر على الأقل، ~~ويستكمل ذلك مع الوزارات ms188 المتخصصة.» # ارتفاع جديد في # أسعار # المواد الأساسية. # إحصاء رسمي: «50 ألف «مدمن» مخدرات في القاهرة ~~وحدها.» # انهيار محصول # القطن # المصري. # د. رفعت المحجوب # بعد انتخابه ~~رئيسا لمجلس الشعب للمرة الثالثة : ~~«مجلس الشعب عقل للتشريع لا يميل مع الهوى والنزوات، لكنه يلتزم ~~بمصالح المجتمع.» # براءة # عبد الخالق المحجوب ~~، ~~شقيق رئيس مجلس الشعب، و16 آخرين من التهم الموجهة إليهم. # مصر هي مصر # عظيمة برجالها شامخة بقضائها. # محمد سيد عبد ~~المنعم # وأسرته يسجدون لله سبحانه وتعالى شاكرين فضله ونعمته ~~وينحنون بالتقدير لقضاء مصر العظيم على الحكم الصادر من ~~محكمة الاستئناف ببراءته من التهمة المنسوبة إليه. # الطائرات الإسرائيلية تقصف مقر ~~منظمة التحرير الفلسطينية في تونس # شيمون بيريز: «الطائرات الإسرائيلية تقوم بطلعات فوق # السعودية # بصفة منتظمة منذ ثلاث ~~سنوات.» # اختيار # أنيس منصور # للاشتراك في ~~كتابة التاريخ العسكري الحديث لمصر. # الملياردير السعودي # عدنان ~~خاشوقجي # يرحب بمشروع # مصطفى ~~خليل وشيمون بيريز # لتنمية الشرق الأوسط. # كمال حسن علي ~~، رئيس الوزراء ~~الأسبق، يشتري مائة فدان حدائق وموالح في المنوفية بمبلغ ثمانية ~~ملايين من الجنيهات. # صحيفة أمريكية: # بنك ... الإسلامي # ساهم في تفاقم المجاعة في غرب السودان لأنه يشتري المحاصيل ~~الزراعية ويقوم بتخزينها. # نجم كرة السلة # مدحت وردة ~~: ~~«حلقت شعري لوجه الله تعالى وبدأت الالتزام فأطلقت اللحية، وسألت ~~علماء كثيرين وقرأت وتأكدت أن عورة الرجل من السرة حتى الركبة، ~~فقررت إطالة الشورت لينسدل حتى ركبتي لأمارس الرياضة دون معصية ~~الله في شيء.» # صحيفة الشعب ~~: «رئيس # بنك مصري-إقليمي # يرفع راتبه السنوي من ~~40 ألف دولار إلى مائة ألف، ويبدد مليوني دولار من أموال البنك ~~في صورة قروض لشريكه في بنك أرتوك بتكساس.» # بنك # مصري # ذو طابع عربي دولي، ~~يرأسه مسئول كبير سابق، معروف بصلاته الإسرائيلية، يدبر لمدير # بنك إقليمي # ستة ملايين دولار ~~للمضاربة في سوق المال. # أخيرا دخلت مجموعة عطور # بوب # للرجال إلى # المملكة العربية السعودية # د. عبد العزيز حجازي ~~، عضو مجلس ~~إدارة # بنك فيصل الإسلامي ~~: «البنك ~~يجمع ودائع فرعه في السودان وفرعه في مصر ويرسلها إلى مصارف ~~أوروبا.» # 150 مليون جنيه خسائر # شويبس ms189 # التي يديرها ابن أخت # عثمان أحمد ~~عثمان ~~. # اتحاد المقاولون العرب: ~~«شركات المقاولات ~~الأجنبية # أخذت من المنطقة العربية 450 مليار ~~دولار.» # الشيخ # محمد متولي الشعراوي # في ~~التليفزيون: «صليت لله شكرا يوم هزمت مصر في 1967.» # مصدر مسئول بوزارة الصناعة المصرية: «القطاع الخاص والاستثماري ~~حصل خلال 12 عاما على تنازلات من الدولة تقدر قيمتها بحوالي 50 ~~مليار جنيه تتمثل في # الإعفاءات الجمركية ~~والضريبية والتسهيلات الائتمانية ~~، وبالرغم من ذلك ~~بلغت ديونه 4,2 مليار جنيه تعثر في سدادها. كما حصل هذا القطاع ~~من البنوك على قروض بفوائد خاصة بلغت 650 مليون جنيه و750 ألف ~~دولار.» # 746 جريمة # اغتصاب وهتك عرض # في ~~خمس سنوات، أغلبها في القاهرة والإسكندرية، وبالنهار وفي مناطق ~~آهلة بالسكان، بل وشديدة الازدحام. # حفظ التحقيق في قضية # مقتل ممثلة ~~الإعلانات الألمانية # وقيده ضد مجهول. # تصدع # عمارة برج الزهراء (17 ~~طابقا) في المهندسين وهي ما زالت تحت التشطيب. # حفظ التحقيق في قضية مقتل المخرج السينمائي # نيازي مصطفى # وقيده ضد مجهول. # سقوط # سقف الصالة المغلقة ~~للألعاب باستاد القاهرة أثناء إنشائها نتيجة انهيار قواعدها ~~الخرسانية. # رئيس الوزراء # علي لطفي # يدعو للتقشف. # 23 ألف جنيه ل # ديكور # مكتب ~~المهندس محمد زاهر زايد رئيس هيئة كهرباء الريف. # صحف المعارضة: # د. علي لطفي # رئيس الوزراء يسافر إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة في صحبة 11 ~~مرافقا وطبيبين، أقاموا جميعا في فندق جروفز (5 نجوم و150 ~~جنيها إسترلينيا للغرفة في الليلة). # إسرائيل تحفر آبارا عميقة في منطقة النقب لسحب المياه السطحية ~~والجوفية من تحت الأرض المصرية في سيناء. # الشيخ # متولي الشعراوي ~~: «عمل ~~المرأة إهدار لكرامة الرجل.» # محكمة القيم تحمل # وجيه شندي # وزير الاستثمار المسئولية عن ضياع نصف مليون جنيه أعطاها ل # توفيق عبد الحي # عندما كان ~~رئيسا لبنك قناة السويس. # الحكم بالسجن على موظف بمجمع استهلاكي أضاع # أربعين جنيها # من خزينته. # أدوار مخالفة # للقانون فوق أكثر ~~من خمسة آلاف عمارة بالقاهرة. # التحقيق مع أصحاب شركات السياحة في تهريب # مليار دولار # للخارج. # صحيفة الشعب تتهم # كمال حسن ~~علي ~~، رئيس الوزراء الأسبق، بالاستيلاء على ثلاثين ~~فدانا على البحيرات المرة مقابل 156 ألف جنيه ms190 في حين أن ثمنها ~~الحقيقي أكثر من 5 ملايين جنيه. # الشيخ # متولي الشعراوي ~~: «المرأة ~~اضطرت للخروج إلى العمل لأن الرجولة للأسف أصبحت خائرة.» # إسرائيل تطلق قمرا صناعيا باسم ~~أفق-1 # يجعلها أول قوة فضائية في الشرق ~~الأوسط. # اتهام # كمال حسن علي # بإصدار ~~قرارات اقتصادية استفاد منها شقيقه في صفقات المرسيدس والاتجار ~~بالعملة. # موظف يتهم طبيبا في مستشفى العقاد الخاصة بمدينة نصر ب # سرقة إحدى كليتيه # أثناء ~~إجرائه عملية جراحية لاستئصال حصوة. # اتهام # د. سامي سليم ~~، نائب رئيس ~~هيئة البترول، وشقيق حرم # عبد الهادي ~~قنديل # وزير البترول، والمشرف على الإدارة العامة ~~للأمن الصناعي بالهيئة، وشريك أحد أصحاب شركة «دولسي»، في ملكية ~~صيدلية النجاح، بالحصول على عمولات غير مشروعة. # القبض على # ابنة # موظف كبير في ~~وكر لتناول # المخدرات ~~. # مصرع 28 وإصابة 18 عقب # انفصال ~~مقطورة # نقل أسمنت واصطدامها بأوتوبيس كفر ~~الشيخ. # اشتكى المريض من ألم في عينه اليمنى فأجرى له الطبيب الجراحة في ~~العين اليسرى. # يوسف إدريس ~~: «هناك كتاب لا ~~يستطيعون أن يعتمدوا في كسب عيشهم إلا بالاسترزاق من هذا الحاكم ~~والسلطان أو ذاك.» # تفجيرات نووية إسرائيلية في ~~القارة القطبية الجنوبية # صحف المعارضة: «التحقيق مع # كمال حسن ~~علي # يكشف عن علاقات تجارية بينه وبين تاجر السلاح ~~السعودي # عدنان خاشوقجي ~~.» # شركة الائتمان المالي بلندن: « # الاستثمارات ~~العربية # في الخارج تتجاوز 300 مليار دولار.» # صندوق النقد الدولي: « # استثمارات دول ~~الخليج # في الولايات المتحدة وأوروبا 180 مليار ~~دولار.» # 17888 قتيلا و90158 جريحا في حوادث «الطرق» بمصر خلال ثلاث ~~سنوات. # المدعي العام الاشتراكي # يعيد، ~~للمرة الثانية، تقدير أموال # عصمت ~~السادات # الخاضعة للحراسة والمطلوب مصادرتها، فتصبح ~~18 مليونا بدلا من 78 مليونا. # اتهام المدعي العام الاشتراكي السابق ... بتكوين ثروة طائلة من ~~استغلال المنصب الذي شغله ثماني سنوات متصلة بنى خلالها مزرعة ~~دواجن على مساحة 12 فدانا بأبو كبير، شرقية، وقيلا فاخرة. # المدعي الاشتراكي السابق ...، يتهم 25 شخصية سياسية بينهم 7 ~~رؤساء وزراء ووزراء حاليون وسابقون و12 عضوا في مجلس الشعب وعدد ~~من المحافظين الحاليين والسابقين بأنهم استغلوا نفوذهم لإثنائه عن ~~التحقيق في انحرافات شركات توظيف الأموال. # الصحفي # صلاح منتصر ~~: «قبل ms191 سنوات ~~غير بعيدة .. كان # الحب # سلعة ~~موجودة في كل بيت، وتقريبا في كل نفس .. لكن الدنيا تغيرت .. ~~وبدلا من شعور الحب أصبحنا نعيش مشاعر الأطماع .. كل واحد منا ~~يطمع فيما لدى غيره ولا يحمد الله على ما في طبقه.» # مليون وأربعون ألف # هارب # من ~~تنفيذ أحكام قضائية. # زكي بدر # وزير الداخلية: ~~«الوزارة غير مسئولة عن تنفيذ الأحكام الجنائية.» # المتهمون في قضية الاعتداء على وزير الداخلية الأسبق # أبو باشا # يعترفون. # الصحف الحكومية: «الشهود تعرفوا على المتهمين، وبصماتهم مطابقة ~~للبصمات التي وجدت في الحادث.» # النائب العام: ~~«المتهمون أبرياء واعترفوا ~~تحت التعذيب # الذي جرى في معهد أمناء الشرطة، وشمل ~~تعليقهم وضربهم بالعصي والكرابيج والخراطيم واستخدام الكهرباء في ~~أجزاء متفرقة من أجسامهم، وخاصة الأعضاء التناسلية، والعبث ~~بفتحة الشرج، والتهديد بإحضار الزوجة أو الأم، أو التهديد ~~بالاعتداء الجنسي.» # النائب مختار نوح في مجلس الشعب: «1000 تقرير طبي خلال عام واحد ~~يثبت وقائع التعذيب.» # زكي بدر وزير الداخلية، في مجلس الشعب: # المعتقلون يقومون بتعذيب أنفسهم للحصول على ~~تعويضات. # الإفلاس # يتهدد أربعة بنوك؛ ~~المهندس (عثمان أحمد عثمان)، والأهرام (حسام أبو الفتوح)، ~~والتجاريين (عبد العزيز حجازي)، والمصرف الإسلامي الدولي ~~للاستثمار. # 6 رؤساء مجالس إدارة # في القطاع ~~العام أمام محكمة أمن الدولة العليا لاختلاس وتبديد 20 مليون ~~جنيه. # إخلاء سبيل صالح مصطفى عمار، # رئيس مجلس ~~إدارة شركة تعبئة بيبسي كولا ~~(ق.ع)، بكفالة 50 ألف ~~جنيه دفعها في الحال. # جريدة «الأهرام» عن صور النجاح المصري في أمريكا: «قدم الإخوة ~~الأربعة أولاد # بشرى معوض يوسف # صورة نجاح مشرفة؛ إذ بدءوا من الصفر وشقوا طريقهم في بلاد ~~الغربة. بدءوا بألف دولار، والآن أصبحوا يمتلكون ويعملون في ثروة ~~تقدر بنصف مليار دولار.» # د. محمد صلاح الدين بالدمام: «أنا شخصيا من ضحايا أولاد # بشرى معوض يوسف # في مصر؛ فقد ~~أخذ والدهم من يدي مبلغ عشرة آلاف جنيه مقابل استئجار شقة في إحدى ~~عماراته، وإذا بي أجد العمارة ذات ال 24 شقة مؤجرة لمائة وواحد ~~مستأجر، وأنه سلب أموال هؤلاء الناس بالإضافة إلى أموال من البنوك ~~تقدر ب 16 مليون ms192 جنيه، ثم فر إلى أمريكا ليبدأ أبناؤه الأربعة ~~نجاحهم وكفاحهم الشريف المزعوم من دم وعرق الناس في مصر.» # وكالات الأنباء: «ارتياح عام في باكستان لمصرع الديكتاتور # ضياء الحق ~~.» # دوائر المخابرات الأمريكية ~~المركزية ~~: « # مصرع ضياء ~~الحق # صدمة مروعة وخسارة كبيرة ... فقدنا صديقا ~~مخلصا.» # الأزهر الشريف # يؤمن بقضاء الله وينعى إلى الأمة الإسلامية # قائدا من أعظم قادتها المعاصرين: # الرئيس محمد ضياء ~~الحق # أخلص لأمته وصدق في جهاده واعتز بدينه وآثر الحق وعمل ~~بشرع الله. # الإخوان ~~المسلمون # يذكرون للرئيس الباكستاني الراحل عاطفته الإسلامية ~~المتأججة، وتمسكه بآداب الإسلام وأخلاقه وشعائره، ~~ومساندته العظيمة لمجاهدي أفغانستان. # السعودية تقدم للولايات المتحدة وديعة ~~مقدارها 35 مليار دولار بفائدة ثلاثة أرباع في المائة كمصاريف ~~إدارية. # د. زكي نجيب محمود ~~: «أشعر بشرف ~~عظيم إذ منحتني الجامعة الأمريكية بالقاهرة درجة الدكتوراه ~~الفخرية. إني لشاكر وفخور.» # مستشار بمعهد التخطيط الفرنسي: # مصر أصبحت ~~منذ عام 1975 أكبر «سوق # لمنتجات أمريكا الزراعية ~~بعد السعودية، واستفادت أمريكا من تحولات المصريين في الخارج ~~ودخل البترول وقناة السويس والسياحة.» # الرئيس مبارك: # دفعنا 4 مليارات دولار ~~فوائد ديوننا لأمريكا ولم نبدأ في تسديد أصل ~~الدين. # د. محمد محمود الإمام وزير التخطيط الأسبق: « # القروض السوفييتية # كانت طويلة الأجل، ~~والسداد يتم على أقساط متساوية بفائدة 1,5 بالمائة بعد فترة سماح، ~~ولم تتجاوز أعباء خدمة الديون في الستينيات 285 مليون دولار. أما # القروض الأمريكية فكل دولار تقترضه مصر ~~تدفع نصفه خدمة للدين مع بقاء أصل الدين ~~.» # إبراهيم نافع رئيس جريدة الأهرام: «لا معنى في النهاية لهذه ~~الحقيقة المفزعة التي تقول إن مصر سوف تتحمل # فوائد مقدارها عشرة مليارات من الدولارات على دين ~~مقداره أربعة مليارات ونصف مليار # سوى أن مصر وهي ~~الدولة النامية سوف تكون مطالبة بتمويل خزانة الولايات المتحدة ~~أغنى دول العالم بمبلغ عشرة مليارات دولار إضافية فوق قيمة ~~الدين.» # البنك المركزي المصري: # ما يخص كل مصري من ~~الدين العام في سنة 1987 هو 13 ألف جنيه و600 ~~دولار. # إبراهيم نافع رئيس الأهرام: «لسنا نطلب من الولايات المتحدة أكثر ~~من أن تسمح لنا بالاقتراض من جديد بسعر ms193 فائدة منخفض # لسداد الدين ذي الفائدة العالية، ونستمر بعد ذلك ~~في سداد الدين الجديد ~~.» # مؤتمر خبراء التنمية في العالم ورجال الدين بواشنطون: «ما يطلق ~~عليه ديون العالم الثالث # قد تم استرداده ~~بالفعل ~~؛ لأن القوى الاستعمارية استغلت المصادر ~~الطبيعية والمواد الخام والأيدي العاملة في هذه الدول على مدى ~~الأعوام المائة الماضية.» # الصحف الحكومية المصرية تسخر من مطالبة # القذافي # لإيطاليا بالتعويضات عن فترة استعمارها ~~لليبيا. # الصحف الأجنبية: # المال المهرب من مصر في ~~بنوك الخارج يوازي خمسة أضعاف ديونها. # أشرف مروان ~~، السكرتير السابق ~~لأنور السادات، والذي قدرت ثروته من تجارة الأسلحة بأربعمائة ~~مليون جنيه، يشتري أعدادا هائلة من أسهم متجر هارودز ~~اللندني. # مجلة فورتشون الأمريكية: # سلطان برونوي هو ~~أغنى رجل في العالم (52 مليار دولار)، يليه «الملك فهد خادم ~~الحرمين ~~(18 مليار دولار).» # محطة الإذاعة البريطانية: « # السعودية # مولت صفقة أسلحة أمريكية لإيران عن ~~طريق # إسرائيل # بنصف مليار دولار ~~استخدمت أرباحها في تمويل عمليات سرية إسرائيلية ودعم # الكونترا # في نيكاراجوا.» # الأمم المتحدة: ~~«الحرب الإيرانية ~~العراقية # تكلفت 450 مليار دولار (دون حساب مئات ~~الألوف الذين قتلوا وشوهوا وأصيبوا عضويا ونفسيا ~~ومعنويا)، ولو وزع هذا المبلغ على سكان الدولتين لنال # كل طفل وكل رجل وكل امرأة نصف مليون ~~دولار # على الأقل.» # الفلسطينيون # في الأراضي ~~المحتلة يشكلون لجانا من الشباب تنظم العمل التطوعي في ~~رصف الشوارع وتحسين قنوات الصرف، وتدعو إلى تخفيض المهور، ومناشدة ~~الأطباء القيام بمعاينات مجانية، وتطارد تجار المخدرات ولاعبي ~~القمار، وتحول بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ودخول ~~المخيمات. # ضابط شرطة في ملابس مدنية يطلق النار على سائق أجرة من قرية # الكوم الأحمر ~~(25 ألف نسمة) ~~بأوسيم، جيزة، إثر مشاجرة على أسبقية المرور، فيعتدي الأهالي على ~~الضابط. # 30 ألفا من قوات الأمن المركزي تدهم قرية # الكوم الأحمر # وتحطم منازلهم وتنهب محتوياتها، ~~وتعتدي على أهالي القرية بالكرابيج، وتجبر أعدادا منهم على الطواف ~~في طرقاتها بالملابس الداخلية، ثم تقتاد نحو ألف من سكانها إلى ~~معسكرات الأمن المركزي حيث استمر ضربهم بالعصي والكرابيج. # النيابة ترفض استلام بلاغات أهالي قرية # الكوم الأحمر # حول اعتداء ms194 قوات الأمن المركزي ~~عليهم بحجة أنها تشكل بلاغا جماعيا. # النيابة ترفض استلام بلاغات فردية من أهالي قرية # الكوم الأحمر # دون إبداء ~~الأسباب. # إمام مسجد النور بمدينة ملوي ~~: ~~«النصارى أفسد وأضل عقيدة من عبدة الأصنام.» # الشيخ # متولي الشعراوي # في ~~التليفزيون: «لم أقرأ كتابا غير القرآن منذ أربعين عاما.» # أثناء محاكمة طبيبين مصريين شقيقين يتجسسان لحساب ~~المخابرات الأمريكية، ويدرسان إمكانية تجميع الطلاب المسيحيين في ~~جماعات مناظرة للجماعات الإسلامية، أم الطبيبين تقاطع النيابة ~~قائلة: # قل ما تشاء ... أمريكا تسمع على ~~الهواء. # غش # جماعي # في امتحان الثانوية ~~بمدرسة أبو تشت. # الطلبة # يجمعون ~~مبالغ طائلة ويوزعونها على المسئولين والمراقبين لتنظيم عملية ~~الغش. # عودة العمالقة # شركة # السعد # للاستثمارات ~~العقارية الخاضعة لأحكام القانون الجديد لتلقي الأموال تعطيك ~~فرصة العمر؛ ادفع فقط الربع والباقي على عشر سنوات، وحقق حلم ~~حياتك واستلم فورا شقة من 105 إلى 221م + أثاث متكامل + تكييف ~~هواء + سيارة 128 أو 127. ولمودعي شركات # السعد # امتياز خاص؛ ادفع 10 بالمائة فقط والباقي ~~مهما بلغت قيمته يخصم من الرصيد. # أب يشعل النار في زوجته وأطفاله لعجزه عن تدبير المصروفات ~~المدرسية. # مواطن يطلب من برنامج تليفزيوني المساعدة في علاجه فيتطوع لذلك ~~مستشفى خاص بمصر الجديدة، ويتم إدخاله غرفة العمليات مباشرة دون ~~إجراء التحاليل الضرورية ليكتشف بعد ذلك سرقة # إحدى كليتيه ~~. # في حفل عيد ميلاد أميرة عربية تكلف نصف مليون دولار، تقاضت ~~الممثلة # شيريهان # 150 ألف دولار ~~(بمعدل ثلاثة آلاف دولار للرقص في الدقيقة). # يقتل طفليه ويشوه جثتيهما انتقاما من مطلقته. # د. ~~نعيم أبو طالب # محافظ الإسكندرية ~~الأسبق و # رئيس مجلس ~~إدارة # بنك المهندس، أحد بنوك # عثمان أحمد ~~عثمان ~~، يفتتح معرضا للأعمال ~~الفنية. # تعيين ابن وزير الإعلام في شركات المليونير # حسام أبو الفتوح # بمرتب كبير. # ضم الصحفي # مصطفى أمين # لمجمع ~~اللغة العربية، المعروف باسم مجمع الخالدين. # جريدة الشعب: «المليونير السعودي الشيخ # صالح كامل ~~، صاحب شركات الإنتاج التليفزيوني والطبي ~~والألبان والدواجن، والذي بدأ حياته الاقتصادية بشركة لتنظيف مدينة ~~مكة، ثم بدأ نشاطه في مصر بالتبرع بنصف مليون دولار لجمعية ~~الوفاء والأمل التي أنشأتها # جيهان ms195 ~~السادات ~~، يسعى للسيطرة على 80 بالمائة من رأس مال ~~مشروع استديوهات التليفزيون المصري الجديدة.» # بيان مقتضب على الصفحة الأولى لجريدة الأهرام عن حادث غامض ~~تعرض له المليونير # حسام أبو ~~الفتوح # والممثلة # شيريهان # التي أصيبت بإصابات جسيمة في عمودها ~~الفقري. # ابن مسئول عسكري كبير # يحدث ~~أزمة في سوق الألومنيوم بسبب قيامه بتصدير خردته؛ مما اضطر ~~المصانع إلى الاستيراد وتوقف بعضها. # جريدة الشعب: «المليونير السعودي الشيخ # صالح كامل # يصر على أن تشترك زوجته الممثلة صفاء ~~أبو السعود في بداية الاحتفال التليفزيوني بذكرى حرب أكتوبر الذي ~~تكلف 3 ملايين جنيه.» # إبراهيم نافع: « # نحن والولايات ~~المتحدة # أصدقاء نؤدي دورا هاما في استقرار ~~منطقة بالغة الحساسية.» # التعاون الاقتصادي المصري الأمريكي يؤتي ثماره. # إنكوجم # الإنتاج المصري الأمريكي الجديد من الشركة العالمية ~~للبان والحلويات. # المهندس رشدي عفيفي رئيس ~~شركتي # بسكو مصر ~~(ق.ع) و # إنكوجم # مع السيد ج. ويليامز رئيس شركة وارنر لامبرت ~~الأمريكية للحلويات. # خسائر ضخمة في شركة # بسكو مصر ~~(ق.ع) للحلويات. # مجلة فورتشن ( # الثروة أو الحظ ~~) ~~الأمريكية عن بعض رجال الأعمال المصريين: «بدأ صعودهم في الأيام ~~الأولى لسياسة الانفتاح الساداتية؛ فبفضل أعطال غامضة في مصانع ~~القطاع العام المنتجة للسجائر الشعبية، استطاعوا أن يغزوا السوق ~~بالسجائر الأجنبية، ثم انتقلوا إلى الحصول على رخص إنتاجها ~~محليا هي وبعض السلع العالمية الرائجة مثل أدوات ~~التجميل.» # بنك تشيس مانهاتن الأمريكي # ينسحب من مشاركة البنك الأهلي المصري ويبيع له حصته بمبلغ 35 مليون ~~دولار، وقيمتها الأصلية 4,9 ملايين دولار فقط، حول عنها أرباحا ~~أكثر من 20 مليون دولار في ثمانية أعوام. # بنك أوف أمريكا # ينسحب من ~~مشاركة بنك مصر أمريكا الدولي بعد أن باع حصته للجانب المصري ~~بحوالي 15 مليون دولار، رغم أن رأس المال الأمريكي المدفوع لم ~~يتجاوز 2,6 ملايين دولار، حول عنها أرباحا مقدارها عشرة ملايين ~~دولار خلال عشر سنوات. # ردا على اتهام خاشوقجي بمساعدة دكتاتور الفليبين المخلوع في ~~تهريب أمواله، الدفاع عنه أمام المحاكم الأمريكية: ~~«خاشوقجي قدم لشركتي لوكهيد وبوينج صفقات ~~بمليارات الدولارات # في الشرق الأوسط وأنقذ لوكهيد ~~من الإفلاس.» # سائق # شاحنة إسرائيلية ms196 # في قطاع ~~غزة يقتل عامدا أربعة من الفلسطينيين. # إضراب عام في الأراضي ~~المحتلة # يشترك فيه مليونان من الفلسطينيين في ~~الضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان. # صبية فلسطينيون يقذفون ~~الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح بالحجارة، ~~وهو المشهد اليومي في # الانتفاضة # المستمرة التي تشهدها ~~الأراضي المحتلة. # فيتو أمريكي # في مجلس الأمن ضد ~~قرار يلزم إسرائيل بتطبيق اتفاقية جنيف. # مساعد وزير الخارجية الأمريكي أمام الكونجرس: ~~«مجلس التعاون العسكري # القائم في ~~القاهرة يبحث مشاكل إعادة تشكيل العسكرية المصرية وهو يناقش ويتابع ~~يوميا كيف تتم إعادة تشكيل وتوجيه الجيش المصري وجهة ~~جديدة.» # الشرطة # تفرض حظر التجول في ~~مدينة المطرية، دقهلية، وتعتقل 180 شخصا في أعقاب مظاهرات احتجاج ~~على مصرع أحد الصيادين خلال مطاردة الشرطة له. # نقابة المحامين ~~: «عمليات ~~الاختطاف واحتجاز الرهائن التي تقوم بها وزارة الداخلية شملت 400 ~~شخصا بينهم شيوخ وسيدات، واثنان اختفيا تماما هما المجندان ~~بالقوات المسلحة: زكريا سيد بكرال، وثروت عبد الفتاح جبر.» # جلسة عاصفة بمجلس ~~الشعب # وزير الداخلي، # زكي بدر ~~، يهاجم ~~المعارضة الوفدية كاشفا تسجيلات لزعمائها، و # رفعت المحجوب ~~، رئيس المجلس، يشجعه صارخا: «على ~~نفسها جنت براقش.» # نائب وفدي يصفع وزير الداخلية # فيوجه السباب إلى النواب مستخدما ألفاظا سوقية ~~نابية. # اتهام # وزير الداخلية # بالاستيلاء على خمسة آلاف فدان من أراضي الصيادين ~~المستصلحة. # شكر وعهد # شركة السلام للمقاولات والتجارة التي تقوم بتنفيذ مشروع صيانة ~~شبكة مياه الشرب بمحافظة كفر الشيخ وتمديد خطوط جديدة، تتقدم ~~بالشكر للسيد المهندس # نبيل حلاوة # المحافظ، والسيد اللواء مدير الأمن والسادة رؤساء المجالس المحلية ~~والشعبية وجميع القيادات الوطنية. # اتهام زوجة أحد المحافظين بتقاضي أربعة ملايين جنيه إتاوة من ~~أولياء أمور التلاميذ بمدرسة لغات بالقاهرة أثناء توليها ~~نظارتها. # تصدع كوبري ~~بلبيس # انهيار أجزاء من جسم # كوبري ~~المنيا # العلوي أطول الكباري على النيل بعد 3 سنوات ~~من إنشائه الذي استغرق عشر سنوات وتكلف عشرة ملايين من ~~الجنيهات. # انهيار جزء من # كوبري كفر ~~الدوار ~~. # رئيس الوزراء، د. عاطف صدقي، يصدر قرارا بتغيير # الإجازة الأسبوعية # يترتب عليه أن ~~يصبح جدول الإجازات الأسبوعية في مصر كالآتي؛ المدارس الحكومية ms197 # الجمعة ~~، مدارس الراهبات # الجمعة والأحد ~~، مدارس اللغات # الخميس والجمعة ~~، بعض ~~الوزارات والمصالح الحكومية # الخميس ~~والجمعة ~~، بعض الوزارات والبنوك # الجمعة والسبت ~~. # من التيار الإسلامي إلى شعب ~~مصر ~~: «لا يمكن أن يتحقق إصلاح وأجهزة الإعلام على ~~حالها، ومصانع الخمر الحكومية تواصل إنتاجها لأم الخبائث.» # جامعة المنصورة تمنح الدكتوراه الشرفية ل # الشيخ الشعراوي ~~. # زواج الدكتور الأمير الشيخ ... # الفاسي # من الممثلة المعروفة # شريهان ~~. # عاهرة هندية # في جريدة # الديلي ميل # الإنجليزية: ~~«قدموني إلى # عدنان خاشوقجي # بعد ~~أن فشلت في دخول مسابقة جمال العالم سنة 1982، وبعد أن نمت معه في ~~ضيعته المسماة # البركة # في ~~إسبانيا، أصبحت من فريق النساء اللاتي يستخدمهن في عملياته ~~التجارية، وآخر هذه العمليات عندما أرسلوني بالطائرة من جنيف إلى ~~الرياض لأكون في خدمة إحدى الشخصيات الذي كان مفتاحا لصفقات سلاح ~~وتكنولوجيا، وقد قضيت الليل معه وعدت في اليوم التالي إلى ~~جنيف.» # اتهام # خاشوقجي # بالوساطة في ~~رشوة من شركة نورثروب الأمريكية للسلاح قدمت إلى جنرالين ~~أمريكيين وشخصية سعودية. # تقرير ل # البنك الدولي ~~: «تعاون ~~مصر عسكريا مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة يمكن ~~أن يكون أساسا طيبا لتخفيض عبء أزمة الديون.» # تقرير للأمم المتحدة: «البلدان التي استجابت لنصائح الدول ~~الدائنة والمؤسسات المالية مثل صندوق النقد الدولي اكتشفت في ~~النهاية عدمية جهودها؛ # فلا هي استطاعت تسديد ~~ديونها، ولا هي تمكنت من زيادة معدل نموها، بل وأصبحت ~~معرضة لمزيد من التقهقر ~~.» # المحللون: «توجهات قيادة # الانتفاضة ~~الفلسطينية # في الأراضي المحتلة تقدم نموذجا ~~جديدا للانعتاق من نمط الحياة الغربي، والمجتمع الاستهلاكي يبدأ ~~بالاستغناء عن منتجات الاحتلال والاقتصاد في النفقات وترشيد ~~الاقتصاد المنزلي وتوسيع نطاق الزراعة الشعبية.» # ممثل وكالة التنمية الدولية أمام الكونجرس الأمريكي: # أحرزنا «تقدما # في التعاون مع ~~الحكومة المصرية فزادت أسعار الكهرباء بنسبة 60 بالمائة عام 1985، ~~والجازولين 30 بالمائة مرتين، واتفقتا على زيادة رسوم المياه ~~والصرف الصحي بنسبة مائة في المائة عام 1990.» # نيويورك تايمز: «الصادرات الأمريكية لمصر بلغت 2,6 مليارات دولار ~~مقابل 396 مليون دولار حجم الصادرات المصرية عام 1990.» # حرم مسئول كبير تفتتح وحدة ل # الفحص ~~بالرنين المغناطيسي # ثمنها أربعة ms198 ملايين ونصف مليون ~~دولار، قدمتها هيئة التنمية الدولية الأمريكية بصفة منحة تخصم ~~من المساعدات الأمريكية، ووصفها أساتذة كلية الطب المصريون بأنها ~~قديمة ولها عيوب عديدة منها التأثر بالضجيج الخارجي. # قوات الأمن تهاجم مسجد آدم في # حي عين ~~شمس # وتشتبك مع عناصر من تنظيم # الجهاد ~~، فيسقط قتيلان ويجرح عشرات ~~المواطنين. ~~« # عمري 16 عاما وتلميذة في الصف الثالث ~~الثانوي ~~. اقتحموا علينا المنزل عقب مقتل ضابط ~~الشرطة في أحداث عين شمس؛ بحثا عن زوج أختي، وحطموا كل شيء في ~~الشقة وأمرونا بالنزول معهم ونحن بملابس النوم، وقالوا لأمي: بنتك ~~دي ست ولا بنت. قالت لهم: بنت. قالوا لها: ستخرج من هنا امرأة. ~~صرخت أمي بهستيرية قائلة: حرام. مش معقول. وعلقوني من يدي بالساعات ~~وهم يضربوني بالكرابيج.» # قوات الأمن المركزي تقتحم زنازين خمسين متهما في قضية شيوعية، ~~وتعتدي عليهم بالضرب بالعصي الكهربائية. # سرقت سيارته وفشل في العثور عليها، ثم رآها تسير في الشارع ~~بلوحات مزورة ويقودها # ضابط ~~شرطة ~~. # اكتشاف # شبكة دعارة # يديرها نقيب ~~شرطة. # زوجة عالم الإلكترونيات المصري المنتحر # سعيد سيد بدير ~~: «زوجي لم ينتحر وسبق أن استغاث ~~بالرئيس مبارك من محاولات اغتياله على يد الموساد.» # مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية: # هناك برنامج يتكلف «175 مليون دولار # لتوثيق ~~الروابط بين المؤسسة العسكرية في مصر وأمريكا.» # أشرف مروان وأبو غزالة وعثمان أحمد ~~عثمان # على رأس كشف باثني عشر مليارديرا في ~~مصر. # المشير أبو غزالة يوقع مع وزير الدفاع الأمريكي في واشنطون # مذكرة التفاهم # المصري ~~الأمريكي، التي تلتزم فيها مصر بالخطط العسكرية الأمريكية إزاء ~~التهديدات التي تتعرض لها دول المنطقة، مقابل تعهد الولايات ~~المتحدة بإمداد مصر بالأسلحة الحديثة والخبرات اللازمة للإنتاج ~~الحربي بشرط عدم الإخلال بالتوازن الاستراتيجي بين مصر ودول ~~المنطقة. # واحد من الرءوس الحربية ~~النووية ذات القوة التدميرية الفائقة التي تملك ~~إسرائيل العشرات منها بالإضافة إلى مائة قنبلة ~~نووية. # أنيس منصور ~~: «نحن نسيء الظن ~~بإسرائيل.» # وكالة الأنباء الفرنسية: ~~«الانتفاضة ~~الفلسطينية # نجحت، رغم القمع الوحشي، في إلغاء ~~السيطرة اليومية للسلطات الإسرائيلية من خلال مجموعة من النشاطات ~~منها الامتناع ms199 عن دفع الضرائب، والاستقالات من الأجهزة المدنية، ~~والتعليم الشعبي في البيوت، وتخفيض أصحاب العقارات لإيجاراتهم، ~~والأطباء لرسوم معايناتهم.» # أنيس منصور ~~: «ما يجري من ~~مقاومة بالأراضي المحتلة يتم تحت تهديد من منظمة التحرير ~~الفلسطينية.» # جريدة مايو لسان الحزب الوطني الحاكم، التي أسسها السادات ~~ويرأسها عبد الله عبد الباري وأنيس منصور: # فضيلة «الشيخ الشعراوي # يهدي جنا كافرا إلى ~~الإسلام». # الشرطة # تقتحم جامعة عين شمس ~~وتعتقل طلابا تظاهروا ضد القمع الإسرائيلي للانتفاضة ~~الفلسطينية. # وزير الداخلية # زكي بدر يحرض ~~رجال الأمن على قتل # المتطرفين # بإطلاق النار عليهم عند اعتقالهم. # الشرطة # تقتل # المتهمين بالشروع ~~في قتل أحد الضباط، أثناء القبض عليهم. # جريدة الشعب تتهم # وزير ~~الداخلية # بالاستيلاء على 500 فدان من أراضي ~~الفلاحين في قرية قلابشو، دقهلية، وعلى 4 شقق بمحافظة المنيا، و4 ~~بمدينة نصر والمهندسين، وفيلا بمراقيا، وأخرى بالمعمورة، وثالثة ~~بجليم بالإسكندرية، ورابعة بالإسماعيلية، وخامسة ببورسعيد، ومساحات ~~من أراضي فايد وأبو سلطان بطريق الإسماعيلية الصحراوي. # فلسطينية تصارع جنديا ~~إسرائيليا مدججا بالسلاح لتخلص ابنها ~~الصغير من بين يديه، بينما زميلتها العجوز ترشق ~~جنود الاحتلال الإسرائيلي ~~بالحجارة. # أحد كبار أمراء العائلة الحاكمة في الكويت يقوم بتخدير المغني ~~الشعبي المصري # عدوية # في أحد ~~فنادق القاهرة، ويمزق له جزءا حساسا من جسده، ثم يتمكن من ~~مغادرة البلاد. # 15 ألف عامل بمصنع # الحديد ~~والصلب # يعتصمون داخل المصنع من أجل مطالبهم مواصلين ~~العمل وحماية الآلات. # وزير الداخلية زكي بدر يقود ستة آلاف من جنود الأمن المركزي في ~~عملية اقتحام لمصنع # الحديد ~~والصلب # في الفجر باستخدام القنابل المسيلة للدموع ~~والرصاص البلاستيكي. # ضابط أمن مركزي يوجه ضربة من حذائه أثناء اقتحام مصنع الحديد ~~والصلب، إلى خصية العامل # عبد الحي محمد ~~سيد # المسئول عن غرفة التحكم الرئيسية بالمصنع ~~عندما رفض مغادرة مكانه، ثم يطلق عليه عدة رصاصات. # وزير الداخلية ~~: «العامل ~~المتوفى مات بالسكتة القلبية.» # تقرير الطبيب الشرعي # د. كمال ~~السعدني ~~: «عبد الحي محمد سيد لقي مصرعه نتيجة ~~تهتك بالرئة اليسرى والقلب ونزيف بالجهاز التناسلي نتيجة عيار ~~ناري.» # وزير الداخلية ~~: «الإمام ~~الشافعي قال إنه يجوز للحاكم أن ms200 يقتل ثلث السكان في سبيل أن يحيا ~~الثلثان في أمان.» # خبراء التغذية: « # زيت الشلجم # الذي وزعته الحكومة على المواطنين يستخدم في تشحيم السيارات ولا ~~يصلح للاستهلاك الآدمي.» # د. عاطف صدقي رئيس الوزراء: «الحكومة مجتمعة هي التي اتخذت ~~القرار الخاص بالموافقة على استخدام # زيت ~~الشلجم # كغذاء للإنسان بالرغم من أن بعض العلماء في ~~مصر أعلنوا خطورة استخدامه.» # جريدة مايو: «فضيلة # الشيخ ~~الشعراوي # يقهر عفريتا احتل جسد أحد ~~الشبان.» # آن الأوان أن نتحدث لغة هذا ~~العصر ~~«بإنتاج حقيقي سوف تعلو مكانة مصر»، «مصطفى البليدي» ~~(أحد أبناء مصر). # لانكوم، كارشيال، جوفال، رانجلر، جي لا روش، ستيفانل، فان هاوزن ~~.. كل هذا صنع في مصر على يد مجموعة شركات البليدي. # قارئة الطالع الحاسبة من # كاسيو # تنبئك فورا بطالعك وتوافقك مع الآخرين في الصحة والحظ ~~والحب. # بعد أن أوقفت الحكومة استيراد # السيراميك ~~، حقق مصنع سيراميك يشترك في ملكيته # د. علي لطفي # رئيس مجلسي ~~الوزراء والشورى السابق أرباحا هائلة في سنة واحدة تفوق رأس ~~المال المقدر بخمسة عشر مليونا من الجنيهات. # بارفيكو مصر # إحدى شركات المجموعة الدولية للاستثمارات (محمد حسن شتا) ~~تتقدم للسيد الرئيس محمد حسني مبارك # بوافر الشكر على تشجيعه الكبير والمستمر للصناعة ~~المصرية؛ صابون الغسالات سماش، أومو، قاتل الحشرات بيف ~~باف، صابون واليت ميست، معجون أسنان سيجنال وكلوز أب، عطور ~~بويزون وكاريرا ومكسيم، جلوسي للشعر، ريكسونا للعرق ... كل ~~هذا صنع في مصر. # بسم الله الرحمن الرحيم # يا أيتها النفس ~~المطمئنة * ارجعي إلى ~~ربك راضية مرضية * ~~فادخلي في عبادي * ~~وادخلي جنتي ~~. # صدق الله العظيم # مصطفى البليدي # بكل الحزن والألم ينعي الزميل والصديق والأخ وأحد معالم ~~الصناعة المصرية المغفور له المهندس يحيى أحمد ~~الشرقاوي # رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية للدخان (ق.ع). # اتهام # د. ماهر مهران ~~، رئيس ~~أقسام النساء والولادة بمستشفى جامعة القاهرة، رئيس المجلس القومي ~~للسكان، العضو البارز بالحزب الوطني الحاكم، رئيس مجلس إدارة جمعية ~~أسرة المستقبل، التي تمولها هيئة المعونة الأمريكية، بتبديد مئات ~~الألوف من أموال الجمعية. # ظهور # شروخ # في تغليف أنابيب خط ~~تطوير شبكة ms201 أبو الغراديق للغاز الطبيعي بوادي حوف غرب ~~القاهرة. # مصطفى البليدي، مجموعة شركات البليدي، بارفيكو (محمد عبد المحسن ~~شتا)، المجموعة الدولية للاستثمارات آي. ج. آي (محمد عبد المحسن ~~شتا) بنك القاهرة، شركة النساجون الشرقيون، نورا تريدنج، ميدي ~~تريدنج ينعون # المرحوم الحاج محمد ~~التونسي # والد الأستاذ مدحت التونسي رئيس إدارة شركة ~~ياسمينا # لمستحضرات التجميل والعطور وشركة ياسمينا ~~للتسويق. # القاهرة فوق ~~بركان # الخبراء: «شبكة أنابيب الغاز الطبيعي عالي الضغط في مدينة ~~القاهرة مهددة بالانفجار؛ لأن توزيع الكربون في خام البولي ~~إثيلين المستورد من شركة أمريكية غير متجانس؛ مما يجعل الخام ~~معرضا للتحلل بالأشعة فوق البنفسجية وللتشقق.» # إدارة المرور: «60 ألف سيارة مرسيدس من أحدث طراز تجري في ~~الجمهورية بالإضافة إلى 20 ألف واحدة من الطراز المعروف بالزلموكة، ~~ويتراوح سعر الواحدة منها بين مائة ألف ومائة وثمانين ألفا من ~~الجنيهات.» # وزير الصحة: « # الكوليرا # عادت ~~إلى مصر في السبعينيات واصطلحنا على تسميتها بأمراض الصيف.» # تقرير الأمن العام: 5500 # حريق # بمصر في عام واحد بسبب الجرد السنوي والإهمال وغياب الأمن الصناعي ~~والماس الكهربائي. # الصحف الحكومية: «متأخرات أعباء الديون المصرية في عامين بلغت ~~6 # مليارات دولار ~~.» # إبراهيم نافع: « # ديون مصر ~~العسكرية # تتزايد سنويا بسبب فوائدها المركبة، ~~وسوف تقفز إلى حوالي «21 مليار دولار حتى عام 2006»، وهو نهاية مدة ~~القرض. ومن أغرب شروط هذا القرض عدم قبول سداده قبل الموعد ~~المحدد وهو عام 2006، وأنه حتى لو أرادت مصر سداده قبل الموعد ~~المحدد فإن عليها أن تسدد فورا مبلغ 21 مليار دولار، وهو حجم ~~الدين في نهاية المدة.» # تقرير للبنك الوطني السويسري: « # الودائع ~~المصرية # في بنوك أوروبا وأمريكا تتراوح بين 80 ~~مليارا و100 مليار دولار.» # جريدة الأهالي: « # عبد الهادي ~~قنديل # وزير البترول يمتلك جزيرة في اليونان، ~~وثروته تجاوزت 200 مليون دولار.» # تقرير حكومي مصري: «رصيد بعض المسئولين الحاليين والسابقين من # عمولات القروض الأجنبية # تجاوز 6 مليارات دولار تم إيداعها في بنوك سويسرا والولايات ~~المتحدة.» # د. عاطف صدقي رئيس الوزراء: # نحن حكومة ~~ولسنا عصابة. # 19 # ألف المصريون المحدثون تأريخ أيامهم بالتقويم الثوري (قبل ~~1952 وبعدها)، قبل أن ينتقلوا إلى التقويم الرئاسي ms202 للثالوث الذي ~~تعاقب على الحكم بعد الثورة (عبد الناصر، السادات، مبارك)، أما ~~ذات فكان لها تقويم خاص يعتمد الثالوث الأموي الذي تعاقب أفراده ~~على خدمتها؛ أم أفكار، أم عاطف، أم وحيد. # وليس معنى هذا أنها لم تتلق معونة في أعمال المنزل من غيرهن؛ ~~فعلى خلاف الوضع بالنسبة لمن خدموا الشعب في مجموعه، فأخلصوا له ~~الولاء، ولم يتغيبوا يوما واحدا عن موقع عملهم، وبالتالي لم ~~يقدموا أي مبرر لأحد غيرهم كي يزاحمهم في خدمة الشعب؛ فإن ~~الثالوث الأموي الذي يمتد نشاطه على مدى عقدين من حياة ذات، كان ~~موزع الولاء، يخدم لصالح جهات متعددة، وهي حقيقة وضعت في ~~الاعتبار منذ البداية؛ إذ حصلت كل جهة على يوم معلوم. لكن الأمور ~~لم تسر على هذا المنوال بالضبط؛ فأحيانا ما كانت بعض الجهات تجور ~~على الأيام المخصصة لجهات غيرها، وأحيانا كانت أمور أخرى - ~~شخصية تماما - تتسبب في انقطاع الانتظام في الخدمة. وهنا وجه ~~الاختلاف الرئيسي بين خدمة الشعب في مجموعه، وخدمة أحد أفراده على ~~حدة؛ فالتعاقد في الحالة الأولى أبدي، لا ينتهي إلا بانتقال الخادم ~~نفسه إلى الأمجاد السماوية، أما في الحالة الثانية فيكفي قليل من ~~الملل، ذلك القرين السيئ للحياة الحديثة؛ كي تختفي أم أفكار دون ~~إنذار عدة شهور، أو خلاف بسيط حول أسبقية المطبخ على الحمام عند ~~التنظيف، لتغضب أم عاطف وتتغيب إلى الأبد، أو سهرة بث شائقة ~~تستيقظ أم وحيد بعدها متأخرة لتجد نفسها وسط فيلم من أفلامها، ~~فتتخلف عن موعدها أسبوعا أو أسبوعين. # وفي هذه الحالات تتعاون ماكينات البث، في العمارة والأرشيف، على ~~ملء المكان الشاغر، ولو لمرة واحدة، فتظهر سناء، التلميذة الخجولة ~~النظيفة التي تعمل في هدوء وكفاءة، ولا تتورع عن مد يدها في جيب ~~بنطلون عبد المجيد وتجريده مما به من فكة، وشريفة القصيرة ~~البطيئة الحركة المغرمة بالملاعق والشوك، وسيدة القوية العفية، ~~برائحتها المنفرة، والبراغيث التي تتركها وراءها وتتواصل ~~مكافحتها حتى موعدها التالي، وهناء المغرمة بالأدوية، وعطيات ~~الشغوفة بالطعام، وصباح المتعلقة بالبث والغناء، وأم نظارة التي ~~تحمل ms203 مفهوما عصريا للنظافة يعتمد، كما في الأدب الحديث، على ~~الاقتصاد والاقتصار. # هذه النماذج العابرة كانت تنجح في شيء واحد، هو تأكيد الفضائل ~~المثلى للثالوث الرئيسي (وهي ميزة لم يحظ بها الثالوث الرئاسي)، ~~وبخاصة أم أفكار، التي تعتبر الرائدة في هذا المجال، والتي ارتبط ~~اسمها بخروج ذات إلى العمل، وتدحرجها إلى الأرشيف، وبالدعاء ~~والابتهال، ومقشة الأرز والخيشة، والزعافة المكونة من شرائط ~~الملابس القديمة، وبمؤخرة عبد المجيد في قمة ازدهارها. أم أفكار؛ ~~أولى الأمهات، صاحبة العجيزة الضخمة، والرأس المصبوغة بالحناء، ~~والعيون الكليلة المكحولة بكثافة، والملابس النظيفة يتوجها الملس ~~الأسود الناعم، والخطوات البطيئة بقدمين مدهونتين بالحناء يصلصل ~~فيهما خلخال فضي، المتعففة عن مد اليد إلى الأدراج المفتوحة، ~~والتي تعيد على الفور كل ما تعثر عليه من حلقان ذهبية أو نقود ~~فضية أو ورقية، والتي تتمتع بجلال فريد يجبر الجميع على ~~احترامها، ويعطيها الحق في بعض التجاوزات، عندما تتحدث عن أقران ~~ذات (أو ذات نفسها من وراء ظهرها) بالاسم مجردا دون «ست» (لم ~~تتقبل أبدا لقب المدام ولم تلحق بلقب الحاجة)، وعندما تتهاوى ~~جالسة في حضرة ذات أو عبد المجيد فوق مقاعد الأنتريه متذرعة ~~بالتعب والروماتيزم، مثيرة موجات من القلق في صدري السيدة ~~والسيد، سبق أن أثارهما رائد الثالوث الرئاسي، بشأن الخريطة ~~الاجتماعية التي تعرضت على يديه لهجوم شرس أوقع الخلط والارتباك ~~بين مكوناتها، ثم تزيله عندما يحين موعد طعام الغذاء؛ إذ تقتعد ~~الأرض وتضعه أمامها على البلاط، ثم تقبل عليه في رضا وقناعة، ~~الأمر الذي ضاعف شعبيتها في العمارة والعمارات المجاورة، وعمارات ~~أخرى متناثرة في أحياء الزيتون والقبة ومصر الجديدة ومنشية البكري، ~~حيث يتوزع أقارب ومعارف سكان العمارات المذكورة آنفا. ~~فالعبارة المألوفة التي كانت تصادفها أثناء صعودها وهبوطها سلالم ~~هذه العمارات هي: «يا ترى يا أم أفكار معندكيش يوم فاضي؟» فتستجيب ~~على الفور بدافعين؛ قوة حس التضامن الاجتماعي لديها، وإيمانها ~~بأهمية الدور الذي تلعبه في حياة هؤلاء الأفندية والأفنديات - ~~زوجاتهم - الذين يملئون الدنيا ضجيجا بسياراتهم وأجهزتهم وولائمهم ~~ومدارس أولادهم، روحاتهم وغدواتهم، ثم يعجزون ms204 عن أهم وأبسط شيء وهو ~~تنظيف منازلهم، فيكادون يركعون أمامها متوسلين لكي تهبهم مما ~~أعطاها الله: يوم واحد بس يا أم أفكار. أما الدافع الثاني فهو ~~الملل. # فعلى عكس ما هو شائع عن هذا الشعور، وعن ارتباطه بالثراء ~~والثقافة، كانت أم أفكار تتعرض لنوبات دورية منه؛ فبعد عدة ~~أسابيع من التردد على ذات يكون البث المتبادل قد وصل إلى طريق ~~مسدود. ماذا يتبقى إذن؟ نقل كراسي القش من البلكونة إلى الصالة ~~بعد تنفيضها، وكنس الأتربة بمقشة الأرز، ثم جمعها في جاروف حديدي ~~متآكل، لتفرغ في صفيحة الجبن القديمة المستخدمة للقمامة، بعد ~~أن يكون الهواء قد أطار معظمها ووزعه في جميع الأنحاء. ملء جردل ~~المسح بالمياه وإضافة الجاز أو الفنيك إليه، والعودة إلى البلكونة ~~لمسح أرضها وتركها تجف بمساعدة الشمس، فالانتقال إلى غرفة النوم ~~وطي سجادتها وحملها بصعوبة عبر باب الغرفة والطرقة حتى باب الشقة، ~~في ظل النداءات الملهوفة المتكررة من ذات: «حاسبي يا أم أفكار، ~~خلي بالك، على مهلك»، ثم إخراجها من الشقة ووضعها على سياج السلم، ~~وتنفيضها بمعاونة ذات، ثم العودة إلى غرفة النوم لنزع ملاءة السرير ~~في عناية (تسمح بتبين ما قد يكون بها، أو لا يكون، من آثار ~~تلقي ضوءا على الحياة السرية لذات)، وإلقائها في السلة ~~المخصصة للغسيل، وخبط المرتبة بالمنفضة البوص، ثم طيها وخبطها ~~مرة أخرى، ثم إزالة العوارض الخشبية، وإخراج الحقائب والصناديق ~~المدسوسة أسفل السرير وتنفيضها، ثم تنفيض النافذة وسطح الدولاب ~~(حيث توجد مروحة كهربائية وحقيبة سفر وحذاء عبد المجيد الخاص ~~بالمناسبات، وكيس ألعاب قديمة لدعاء وسمكة قرش محنطة) وتحته، وفوق ~~الشوفنيرة وتحتها (حيث أحذية ذات)، والكومودينو وتحته، ثم المرور ~~بزعافة القماش على الأركان والسقف، وكنس الأرض، وإزالة آثار أكواب ~~الشاي من فوق زجاج الشوفنيرة بخرقة مبللة، ومسح قوائم السرير ~~وواجهة الدولاب بخرقة جافة، ودعك زجاج النافذة بأوراق الصحف، ~~وأخيرا تغيير مياه جردل المسح وملؤه من الحمام مع الشكوى من قلة ~~المياه، وإضافة الجاز أو الفنيك إليه، وحمله إلى الغرفة ووضع ~~الخيشة به ومسح ms205 الغرفة بانحناءة من النصف الأعلى ترفع النصف ~~الأسفل، الضخم، في الهواء. # ويتكرر المنوال في الغرفة الأخرى المخصصة للبنتين، ثم ~~الصالة، وبعد استراحة قصيرة يتخللها كوب شاي ومزيد من البث، يأتي ~~دور المطبخ؛ الأواني المكومة في حوض الغسيل، والتي يحتاج بعضها ~~للدعك بالسلك والفيم، ودعك الحوض نفسه بالفيم، هو والحنفية ثم ~~البوتاجاز؛ الصاج الخارجي والشبكات الحديدية التي يتم غليها مع ~~الشعلات بعد إضافة قليل من الخل، وهنا يكون التعب قد استولى على أم ~~أفكار، فتترك الأرفف والأركان لذات، وتنتقل إلى الحمام. # دائما نفس النظام، وبعد عدة مرات نفس الكلام، وعندئذ تبدأ أم ~~أفكار في الإنصات إلى نداءات السلم: «معندكيش يوم زيادة يا أم ~~أفكار؟» «عندي»؛ فهي تملك من الأيام ما يكفي الجميع؛ إذ تعطي يوم ~~ذات لعيشة، ويوم عيشة لفتحية، ويوم فتحية لوداد، ووداد لمهجة، هكذا ~~حتى تدور الدائرة بعد شهر أو شهرين عندما تلتقي بذات صدفة على ~~السلم: «إزيك يا أم أفكار .. كده متسأليش عليا؟» ثم: «يا ترى ~~عندك يوم فاضي؟» وبالأريحية التي تتميز بها الأم العتيدة: «يا ~~سلام يا ست ذات .. عندي ..» فتعطي يوم مهجة لوداد، ويوم وداد ~~لفتحية، وفتحية لعيشة، وعيشة لذات، وتعود أم أفكار كي تملأ الفجوة ~~المعلوماتية التي أحدثها الانقطاع، ويتكرر المنوال إلى أن ~~ملته، فانقطعت نهائيا عن العمل. # هكذا أفسح الطريق لأم عاطف، القصيرة الضامرة المتربة، بقدمين ~~مليئتين بالشقوق والجروف، داخل فردتي شبشب غير متجانستين؛ ~~لأنهما مشحوذتان من مكانين مختلفين، وعيون شبه مغمضة بهدف تحسين ~~الرؤية، وبشرة سمراء/صفراء ذابلة، مليئة بالتجاعيد، وعمر بين ~~الأربعين والسبعين، ومشية مسرعة مائلة - حسب مصلحتها - ناحية ~~اليمين، وملابس وسخة مشحونة بالبراغيث، وصليب موشوم بالأخضر فوق ~~باطن رسغها، وكيس أدوية ملازم يضم الإنتوسيد للدوسنتاريا، ~~والفلاجيل لبكتيريا المعدة والجهاز البولي لا التناسلي، ~~والأندروميد للضغط، والأسبرين للصداع وبقية العلل. # بعد تنظيفها، بتمكينها من أخذ حمام كامل، وإجبارها على كشط ~~قدميها، ونقع ملابسها في المياه، تجلت فضائلها؛ طهارة يد ~~حقيقية، وحس اجتماعي مرهف، بمكانها الطبيعي فوق البلاط، وسماحة نفس ~~لا تتعفف عن فتات ms206 الخبز وبقايا الطبيخ، أو حبة بطاطس وبرتقالة، ~~وكل ما يمكن أن تقدمه إلى عاطف، حبة عينها المصاب بالصرع. ~~عاطفتان أخريان في حياتها؛ البيت الذي تبنيه طوبة طوبة في قريتها ~~بملوي، وتجمع مستلزماته من المنازل التي تتردد عليها في القاهرة، ~~وأمها. ومن أجل الاثنتين كانت تقضي في القرية أسبوعا من كل شهر، ~~وهو ترتيب ملائم أتاح لذات أن تستعين بها مرتين في الشهر بدلا من ~~أربع، وبذلك توفر لصالح مشروعات الهدم والبناء والحاج قرشي 12 ~~جنيها، ثم 16، ثم 20 وفقا للارتفاع المتلاحق في أسعار الأمهات. ~~ولسوء الحظ فإن هذا الترتيب لم يعمر طويلا؛ إذ تحطم فوق ~~صخرتين؛ الأدوية والشريط. # كانت أهم قطعة في ديكور الصالة، بالإضافة إلى مائدة السفرة، ~~بوفيه خطط له أن يقوم بالدور الذي تلعبه واجهات العرض في ~~البوتيكات؛ إذ أودعت خلف واجهته الزجاجية الفضيات التي انضم ~~إليها طاقم البايركس، ووضعت فوق اللوح الزجاجي السميك الذي تغطي ~~سطحه فازة ثمينة من الخزف استقرت بها وردتان من البلاستيك. جرى ~~هذا التخطيط قبل الليلة الباكية، ولم تلبث الأحداث والتقلبات، ~~التي عكرت لون الورد ولوثت أوراقه، أن فرضت استخدامات أكثر ~~عملية لسطح البوفيه، فتسللت إليه الأدوية التكتيكية (المرتبطة ~~بفترات علاج محددة)، ولحقت بها الأدوية الاستراتيجية؛ للسعال ~~والصداع والزكام والإنفلونزا والإسهال والإمساك والقيء والنزيف ~~والدوخة والهضم والمغص والضغط المرتفع والضغط المنخفض والالتهابات ~~الجلدية، والكسور والجروح والحروق، بالإضافة إلى المسكنات ~~والمهدئات والمنومات والمقويات والمطهرات. وبدت الفازة ~~قادرة على أن تأوي في ظل الورود المشرئبة من عنقها مواد ~~استراتيجية أخرى؛ زجاجة كولونيا، بنسا للشعر، قلادات دعاء، زجاجة ~~بارفان أجنبية، ساعة منبه يابانية، فرشاة للملابس، وأخريين ~~للشعر، شراب كولون قديما، جزءا من حزام بال من جلد الثعبان، ~~مشطا، توكة للشعر، صدفة بحرية، أجندة فاخرة مغلفة بالجلد ~~من مطبوعات البنك الدعائية، مشمعا طبيا، سلسلة مفاتيح خشبية، ~~سلسلة أخرى معدنية، فيلتر معدنيا للحنفية لم يتم بعد تركيبه، ~~بكرا للف الشعر، محقنة بلاستيكية، تمثالا خشبيا صغيرا لنمر، ~~ملعقة خشبية ملونة، ترمومترا طبيا، نصف مسطرة حساب ~~بلاستيكية، نصف شريط قديما من حبوب ms207 منع الحمل، بكرة خيط، مجموعة ~~من إبر الخياطة في أحجام مختلفة، مقياسا متريا من المشمع، ~~مبسما للسجائر (من مخلفات محاولة عبد المجيد للإقلاع عن ~~التدخين)، مطفأة للسجاير، قلم رصاص، قفلا حديديا صغيرا، علبة ~~فازلين، مقصا، علبة شامبو للشعر ، جزءا من تمثال مكسور من الجص ~~لإله الشعر أبولو، طبقا خشبيا صغيرا يحتوي على موسى وسلسلة ~~معدنية ومجموعة مفاتيح، علبة مبيد رشاش للذباب والناموس، وأخرى ~~للصراصير، حجارة بطارية، فرد جورب، بضع شرائط موسيقية، فاتحة ~~الكتاب الكريم محفورة على لوحة نحاسية، مشعلا كهربائيا تنقصه ~~البطارية، وأشياء أخرى. # كان من الطبيعي أن يصبح تنفيض محتويات سطح البوفيه من الأتربة ~~وإعادة تنظيمها على أساس تصنيف ما من الواجبات الرئيسية للأمهات. ~~ولم يأخذ هذا الترتيب في اعتباره ارتفاع ضغط الدم لدى أم عاطف، وما ~~يتبع ذلك من ضيق صدر ونفاد صبر وحماقة. # والحاصل أن أم عاطف لاحظت قلة محتويات كثير من علب الأدوية ~~المستعملة وزجاجاتها، فقررت تسهيل مهمة تنفيضها وإعادة ~~تنظيمها بعملية تجميع مبتكرة على أساس التصنيف العلمي لطبيعة ~~المادة؛ أفرغت علب الفيتامينات والمسكنات والمنومات ~~والمسهلات وكل أنواع الحبوب والكبسولات في علبتين، وحالفها الحظ ~~بالعثور على زجاجة كبيرة اتسعت لأدوية السعال وفاتحات الشهية ~~والمطهرات وغيرها من السوائل، لكنها وقفت عاجزة أمام أنابيب ~~المراهم والدهانات. وقبل أن تتوصل لحل، اكتشفت ذات ما ~~حدث. # بذلت ذات مجهودا خارقا في السيطرة على انفعالاتها كي لا تفقد ~~أم عاطف، ومع ذلك كان رد فعلها كافيا لإثارة حنق الأم المخلصة، ~~التي وإن قبلت مكرهة وجهة نظر ذات بشأن خلط السوائل، لم تتمكن ~~من استيعابها فيما يتعلق بالحبوب (التي ما زال من الممكن، في ~~رأيها، التمييز بينها على أساس ألوانها وأحجامها)، فانتابتها ~~الريب والظنون، وتصورت أن وراء الأكمة ما وراءها، وهو تصور ~~تكفلت الأحداث اللاحقة بتأكيده. # ففي أحد الأيام أحضرت أم عاطف معها شريطا من التراتيل الدينية، ~~التمست تشغيله في مسجلة دعاء. لم تجد ذات في الأمر ما يضير؛ فهي ~~رغم تحجبها لم تكن من المتعصبين الذين يحرمون التعامل مع ~~العدو التاريخي ms208، كما كانت هناك حاجة لكسب ود الأم المؤمنة؛ لأن سوق ~~الأمهات المحلي كان يشكو الندرة في أعقاب ازدهار سوقهن العربي. لكن ~~أم عاطف كانت تشكو، كأغلب المصريين، من ضعف السمع، ولهذا علت صوت ~~المسجلة، وزادتها علوا عندما انتقلت إلى الحمام، وبذلك لم ~~يعد هناك مفر من الصدام. # فذات لم تكن تتحمل الأصوات المرتفعة (إما لأنها تذكرها ~~بالزحف الظافر لماكينات الأرشيف، أو بعبد المجيد الذي ازداد سمعه ~~وهنا في السنوات الأخيرة، فدأب على تعلية البث، مما يدفعها ~~للقيام بمناورات معقدة من أجل خفضه أو إغلاق الجهاز الذي ناضلت ~~من أجل الحصول عليه وزيادة عدد بوصاته)؛ ولهذا طلبت من أم عاطف خفض ~~صوت المسجلة، وعندما تظاهرت الأم بأنها لم تسمع، قامت هي نفسها ~~بخفضه، وصححت الأم الوضع خفية، بل زادته، فاضطرت ذات إلى ~~الإعراب عن رغبتها مرة أخرى، بالقول ثم بالفعل، وهنا انتابت ~~الشكوك أم عاطف في أن الأمر لا يتعلق بالأذن وإنما بالفتنة، ~~الطائفية بالطبع. # هل كانت ذات بريئة تماما؟ من يعلم؟ فيجب ألا ننسى أنها، رغم ~~سلامة طويتها وترفعها عن صغائر التعصب، سبق أن قدمت القربان ~~المسيحي على مذبح الماكينات. صحيح أنها اكتشفت بعد ذلك أن خطيئتها ~~ترتبط بقضايا أكثر تعقيدا مثل انقسام العالم إلى معسكرين، ~~والمجتمع إلى طبقات، والاتجاهات إلى يمين ويسار، والمذاهب إلى سنة ~~وشيعة، إلا أننا لا نستبعد أن تكون قد خشيت من وصول صوت التراتيل ~~الكنسية إلى سكان العمارة، أو على الأقل ارتابت في أهداف أم ~~عاطف ودوافعها؛ محاولة اكتساب ثواب ما على حسابها، أو هدايتها إلى ~~الدين (القويم). في كافة الأحوال كان الموقف محملا بعناصر ~~الانفجار، ولم يكن يتطلب غير الشعلة الملائمة، التي تكفلت بها ~~بعد حين موعظة الشيخ كشك. # فقد اختارت أم عاطف أن تأتي لذات يوم الأحد بدلا من يوم الجمعة، ~~بعد أن تمر على الكنيسة في الصباح الباكر لتنظفها وتأخذ نصيبها ~~من الزكاة، ورحبت ذات بذلك الترتيب لأنه يتيح لها مبررا ~~للتهرب من رؤية الماكينات (بالاعتذار عن الذهاب مرة، والانصراف ~~مبكرا مرة ms209 أخرى). وفي أول مرة أحضرت الأم معها شريطا جديدا، ~~وبحثت عن المسجلة فلم تجده؛ لأن ذات أخفته عن عمد. واضطرت أم ~~عاطف أن تطرق الموضوع مباشرة: «والمجيد يا ست شارية الكاسيت ده من ~~حر مالي .. دفعت فيه تلاتة جنيه للقسيس.» # رق قلب ذات للأم التي تضحي بثلث أجرها اليومي من أجل غذاء ~~الروح، فأخرجت لها الجهاز، وجلست الأم إلى جواره على الأرض وأنصتت ~~في اهتمام للموعظة التي ألقاها صوت رخيم. # لكنها لم تنصت طويلا؛ فموعظة الجنيهات الثلاثة كانت تشغل نصف ~~أحد وجهي الشريط، أما النصف الآخر، والوجه الثاني، فكانا ~~خاليين من أي صوت. # رغم بعض الشكوك، قدرت الأم أن الموعظة، التي لم تفهم كلمة ~~واحدة منها في واقع الأمر، ذات أهمية خاصة تستوجب حجمها وثمنها. ~~لكن ذات لم تترك الأمر يمر بلا تعليق؛ فقد وجدت فيه فرصة للشماتة: ~~«أبونا ضحك عليكي .. وانت اتجننتي .. حد يدفع تلاتة جنيه في الشيخ ~~كشك.» فلأنها لم تكن تعرف اسم القس الذي لم تكن الأم أيضا تعرفه؛ ~~فقد أطلقت عليه اسم صاحب الشريط الذي كان يلعلع في نفس اللحظة من ~~ميكروفون حانوت الدكتور فتحي. # لم تستجب أم عاطف للاستفزاز، وواصلت العمل في صمت وهي تتدبر ~~الأمر، ولم يلبث الشك أن ساورها في أنها ضحية احتيال ما. ولأن ~~إيمانها كان راسخا لا تزعزعه الأحداث، اتجه غضبها، كما يحدث عادة ~~في هذه الأمور، إلى ذات، واعتبرت ما حدث جزءا من تلك الحرب ~~الأبدية المستعرة بين أبناء الطائفتين؛ وبذلك تهيأت المرأتان ~~للنهاية المحتومة التي جاءت في نفس اليوم؛ فبدلا من أن تختم عملها ~~بالحمام كعادتها، شاءت أن تنتهي بالمطبخ، ولم تحتمل اعتراض ذات ~~فجذبت كيس أدويتها، وغادرت الشقة من غير كلمة، وإلى غير رجعة. ~~وأصبح المسرح جاهزا لاستقبال أم وحيد وأفلامها. # جاءت أم وحيد في لحظة استنفدت فيها المساحة الكاوتشوك أغراضها، ~~وحلت محلها الخيوط القطنية المجدولة على هيئة فرشاة تغمس في ~~جردل مخصوص مزود بعصارة جانبية، وهو ابتكار بدا مألوفا لديها؛ ~~ولهذا لم تترك شكا منذ البداية في ms210 موقعها من الخارطة الاجتماعية؛ ~~فقد جلست على الفور في المقعد المواجه لذات دون أن يدعوها أحد، ~~وأخرجت علبة سجائر كليوباترا، فأشعلت منها واحدة، وقبل أن تنهيها ~~أشعلت واحدة ثانية من طرف الأولى. كانت امرأة أربعينية ممتلئة، ~~مليحة الوجه ، حادة الذكاء، مقبلة على العمل، واسعة الثقافة بالرغم ~~من أميتها (بفضل القنوات المتعددة للبث). لم يكن لها شأن ~~بالمتغيرات الدولية، ولا بالنظام العالمي قديمه وجديده، ولا ~~بصراع الصقور والحمائم في إسرائيل، أو بمن يحوز أكبر عدد من أوراق ~~الكوتشينة، لكنها كانت تعرف مضار الإكثار من استخدام المضادات ~~الحيوية، وطريقة انتقال عدوى مرض الإيدز، وما يحدثه مرض الاكتئاب ~~في الإنسان، وفوائد الجرجير والخس، وأسعار الدولار والإسترليني في ~~الأسواق المصرفية، وأهمية سلخ الدجاج لتقليل نسبة التأثر ~~بالهرمونات المضافة إلى غذائه، وفخ شركات توظيف الأموال، وسر ~~الأعمال الإنشائية المستمرة دون توقف في مطار القاهرة منذ ~~إنشائه، وأسباب طلاق حسين فهمي من ميرفت أمين، وما حدث بالضبط ~~لعدوية على يد الأمير الكويتي، ومصدر الأموال التي ينفق منها الشيخ ~~الشعراوي عن سعة. # هيئ لذات أنها عثرت أخيرا على الشغالة المثالية، إلى أن ~~بدأت الأفلام. تغيبت أم وحيد عن موعدها الأسبوعي، وعندما جاءت في ~~الأسبوع التالي اعتذرت بأن أمين، أصغر أبنائها، الذي يكبر أمجد ~~بسنتين أو ثلاث، تعرض لأزمة صحية حادة، وازرق لونه، فأخذته ~~إلى المستشفى الذي يتبعه الأب بحكم عمله في مباحث السكة الحديد، ~~حيث قضوا ببقائه لملاحظة صمامات القلب. # في المرة الثانية كان السبب ابن الجارة، الطالب في معهد مهني؛ ~~فقد أصيب بضربة شمس، وأعطاه المستشفى الحكومي حقنة نوفالجين؛ ~~فتورمت ساقه، وعند الفجر بدأ يحتضر، ومات بعد ساعتين. # تعرفت ذات على أفراد أسرة أم وحيد من خلال الأفلام: «كده يا أم ~~وحيد متجيش .. أخدتلك إجازة مخصوص واستنيتك.» «معلهش يا حاجة. قسمة ~~ونصيب.» «إيه اللي حصل؟» «وحيد.» «ما له؟» «اتحجز في القسم يومين.» ~~«عمل إيه؟» «ولا حاجة.» # فعلا؛ فهو سائق ترام، وبسبب تحايل المقاولين على سمك الدكة ~~الخرسانية للقضبان، تنكسر وينقلب الترام، ويحتجز السائق في مركز ~~الشرطة ms211 إلى أن ترسل المؤسسة، على مهلها، من يسدد العقوبة ~~المالية المقررة، والتي تخصم بعد ذلك من راتبه. # المرة التالية: «أسامة يا حاجة.» «أسامة مين؟» «ابني. أخو وحيد.» ~~«ما له؟» «صحيت الصبح لقيته أخد الحلل كلها وباعها.» «ليه؟» «عايز ~~فلوس.» «هو ما بيشتغلش؟» «لا. ~~قاعد من الشغل.» «يقوم يعمل كده؟» «أصله مدمن يا حاجة.» «مدمن إيه؟ ~~خمرة؟» «لا. بعيد عنك برشام.» ~~- «وحيد يا حاجة.» ~~- «ما له؟» ~~- «كنت بازوره في السجن.» ~~-«يا خبر. إيه اللي حصل؟» ~~- «حادثة. عيل جه ينط في التروماي وهو ماشي قام وقع تحت ~~العجل.» ~~- «طب وابنك ما له؟» ~~- «ما هو السواق يبقى المسئول.» ~~- «يا حرام.» ~~- «عملتله أكل وخدت صباح ورحنا له.» ~~- «صباح مين؟» ~~- «حبيبته.» ~~- «الله! هو مش متجوز؟» ~~- «أيوه. بس بيحب دي.» # تضرب ذات كفا بكف؛ فمن سمع عن سائق ترام يحب؟ ~~- «وبتعمل إيه ست صباح دي؟» ~~- «بتشتغل زي في البيوت، مالهاش حد وعشان كده قاعدة ~~معانا.» ~~- «ومراته؟» ~~- «عند أهلها.» # أمضى وحيد ستة شهور في السجن، وكان خروجه إيذانا بفيلم ~~جديد: ~~- «الواد قام على أخوه بالسكينة.» ~~- «مين؟ .. آني واحد؟» ~~- «أسامة.» ~~- «قام على مين؟» ~~- «على وحيد.» ~~- «ليه؟» ~~- «عشان صباح.» ~~- «ما لها؟» ~~- «أصل لما وحيد دخل السجن، أسامة حبها.» ~~- «وده وقته. مش يشوف شغل الأول.» ~~- «القصد. والمضروبة كمان حبته.» ~~- «طيب ذنبه إيه بقى وحيد عشان يتهجم عليه؟» ~~- «أصلها كانت لا مؤاخذة نايمة معاه.» ~~- «مع مين؟ أسامة؟» ~~- «لا. وحيد.» # في الإجابة عن تساؤل ذات المنطقي عما يحول دون الفصل بين ~~الأطراف المتجامعة، قدمت أم وحيد سببا يتعلق بالجغرافيا؛ ~~فالقبيلة كلها تعيش في غرفة واحدة تضم بالإضافة إلى أماكن النوم، ~~ركنا للبث، وآخر للطهي، وثالثا لتناول الطعام. # لم يكن للأب بطبيعة الحال دور في هذه الأفلام؛ لأنه يعمل طوال ~~النهار ولا يعود إلى الاستوديو إلا في الليل؛ لهذا كان ظهوره ~~المفاجئ في دور رئيسي حدثا مثيرا. ~~«والمصحف كنت جايالك. وأنا في السكة شيء إلهي خلاني أرجع البيت. ~~لقيت الراجل رجع من الشغل واحنا لسه قبل الضهر.» ~~- «كان تعبان ولا حاجة؟» ~~- «أبدا. جاي ms212 عشان صباح.» ~~- «صباح؟» ~~- «أيوه. كانت لوحدها.» ~~- «هو حبها؟» ~~- «حبه حنش.» ~~- «يا شيخه! تلاقيكي ظالماه.» ~~- «أبدا. البنت نفسها قالتلي من أسبوعين إنه حاطط عينه ~~عليها.» ~~- «مش يمكن تكون بتضحك عليكي؟» ~~- «لا مش ممكن. أنا اللي مربياها.» # بعد ساعتين، عندما انتهت من الغرفتين، وجلست تستريح مع الشاي ~~والسيجارة، قبل أن تنتقل إلى المطبخ والحمام، بدأت تنظر إلى سلوك ~~زوجها نظرة موضوعية: «العملية هي السبب. من ساعة ما شلت الرحم، ~~وأنا مبطيقش ريحته ولا أطيقه يلمسني.» # موضوع مثير للبث، ليس فقط لأن ذات جربت هذه المشاعر دون جراحة، ~~وإنما أيضا لأن الجراحة نفسها أصبحت محتملة؛ فبعد نوبات من النزيف ~~والألم صاحب الدورة إياها، أسلمت نفسها لجولة تفعيص جديدة لتعلم أن ~~في أحشائها ليمونة لم تلبث أن صارت برتقالة، وأن الحيلولة بينها ~~وبين أن تصبح بطيخة يتطلب جراحة قد تطيح بالجهاز الداخلي ~~كله. # بعد أسبوعين أحضرت أم وحيد معها غادة الكاميليا لمعاونتها على ~~الانتهاء بسرعة من أجل اللحاق بأحد أفلامها، كما قالت، ولإبعادها ~~عن خطر مجزرة محتملة، كما أضافت بعد قليل، فأتاحت لذات أن تشبع ~~فضولها وترى بعينها النجمة الأولى في أفلام أم وحيد. # ألفت نفسها أمام عمود طويل من العظام، يعلوه وجه جامد النظرات، ~~بالغ الشحوب، لكن صباح تكشفت عن شغالة ماهرة، تعمل بطريقة ~~منظمة، وبدرجة عالية من الكفاءة، لدرجة أنها أقدمت من تلقاء ~~نفسها، ودون أن يطلب ذلك منها، على تنظيف المصابيح الكهربائية؛ ~~مما أوحى لذات بتاريخ في الخدمة القائمة على أسس علمية، وأفسح ~~لها مكانا في عواطفها الطيبة، فبدأت تتصورها ضحية للذئاب، بعد ~~أن تصورتها على هيئة الذئبة نفسها، وبذلك بدأت انزلاقها، دون ~~وعي، إلى أحد أفلام أم وحيد. # على أن الظروف كلها كانت مهيأة لهذه النهاية؛ فقد أحدث غياب ~~عبد المجيد لتأدية واجبه فراغا عزفت سميحة عن ملئه؛ ذلك أنه تزامن ~~مع تطور دراماتيكي في حياة الشنقيطي الذي وجد ملاذا من الشيخ ~~سلامة في غرفة الرئيس الجديد لمجلس الحي، وهي غرفة واسعة تغص ~~بأصحاب النفوذ وطالبي الخدمات، فتمكن من استعادة ms213 صلاته ~~الجماهيرية والحصول، في خبطة واحدة، على شقة مدينة نصر الموعودة، ~~وتمكنت سميحة من إزالة الغشاوة عن عينيها، فتراجعت عن طلب ~~الطلاق، وعادت إلى بيتها وزوجها، بل وتبينت الصديق من العدو، ~~فعندما التقت بذات على السلم، وأقبلت عليها الأخيرة تبارك لها ~~عودتها إلى الوعي، أشاحت سميحة بوجهها وواصلت الصعود في تجهم، ~~معلنة عن تطور دراماتيكي آخر، في حياة ذات هذه المرة، هو اقتراب ~~المقاطعة من باب شقتها. # ولأن ذات أخفت كل هذه التطورات عن ماكينات الأرشيف، أصبحت أم ~~وحيد الإنسان الوحيد، فعلا، الذي تستطيع مبادلته البث في ~~الموضوعين الأساسيين اللذين يشغلان فكرها طول الوقت (بالإضافة ~~إلى تطورات البرتقالة)؛ سر تصرف سميحة ومصير عبد المجيد. وكانت ~~أم وحيد قد التقطت القصة من على سلم العمارة، أثناء التوسلات ~~المعهودة، التي استجابت لها، هي وصباح، بأريحية، ثم فاتحت ذات، ~~مهونة عليها الأمر، مؤكدة أن السجن ما زال للجدعان، فسألتها ~~ذات: «إنت دخلتيه يا أم وحيد؟» وأجابت المرأة بابتسامة رثاء - لذات ~~بالطبع: «يوه .. ياما.» # بالمقابل أتاحت لها أم وحيد فرصة الإطلال على عالمين؛ عالم غريب ~~يتمتع بحرية ممارسة الحب وارتكاب الجرائم، لا يعرف الخوف أو ~~الجبن، ولا المقاطعة، وعالم العمارة نفسها. # فعن طريق أم وحيد علمت ذات أن موظف الزراعة الذي أصبح يركب ~~المرسيدس، أصيب بنوبة قلبية بعد ضياع مدخراته في الريان، وأن ~~زوجته تحجبت بعد ذلك مباشرة (إما من أجل شفاء زوجها، أو ~~التماسا لعودة أمواله، أو لحماية نفسها من الفتنة في الظروف ~~الجديدة). وأن زوجة ضابط الشرطة التي اشتهرت بمشيتها العسكرية، ~~انتقلت إليها العدوى كاملة فصارت تضرب خادمتها بكعب البندقية، ~~وتكوي جسمها بالنار. وأن ضابط شرطة شاب في العمارة المواجهة طلب يد ~~ابنة ضابط الجيش، فكان الرد أنها تستحق أميرا، فقرر أن يصبح ~~أميرا لإحدى الجماعات الإسلامية وقتل زميلا له ودخل السجن. وأن ~~مهندس الديكور يرتدي باروكة، وشقته مكدسة بالديكورات، وزوجته لا ~~تستحم إلا في الأعياد، وابنهما استقر في الثانوية لا يريد ~~مفارقتها ويهوى تخريم عجلات سيارتهما. وأن مدرس الكويت تزوج ~~فتاة ms214 صغيرة من أقارب زوجته عايدة، وأن الست فادية تتجنب ~~استخدام المدفأة الكهربائية على سبيل الاقتصاد، وتستعين بدلا منها ~~بموقد الكيروسين القديم، ومع ذلك اشترت لابنها آلة أورج بألف جنيه ~~عندما نجح في الثانوية. وأن الحاج فهمي يدلل زوجته الثانية ~~الشمطاء بدرية بصيغة المذكر واصفا إياها بالعلوقية، وأن زوجة عم ~~محروس المشلولة أصبحت حبيسة غرفة نومها بسبب اضطهاد زوجة ابنها ~~لها، حتى إنها نقلت أدوات المطبخ إليها. وأن موظف المجمعات ~~الاستهلاكية نقل إلى وظيفة أخرى فلم يعد قادرا على إصلاح سيارته ~~المركونة أمام العمارة، وأن أولاده ضجوا من أكل الفول والبصارة، ~~وأن أمهم تفرض عليهم، عند الأكل، أن يتجنبوا حمل الطعام على ~~جناحي اللقمة ويقتصروا على لمسه بها. وأن الشبح الأسود الذي ~~احتل الشقة المفروشة مكان مدام سهير من الإنس وليس من ~~الجان. # والذي أثار اللبس بين الصنفين هو ولي العهد عندما عاد مرة ~~مفزوعا من الخارج وقد أنطقته الصدمة باللغة العربية فصاح: «ماما ~~.. عفريت.» استعانت ذات بالبسملة والتعويذة حتى جاءت أم وحيد ~~بالخبر اليقين؛ الشقة المفروشة أجرت لمنقبين، أو على الأصح ~~لملتح ومنقبة. أما العفاريت الحقيقية فقد ظهرت، فعلا، بعد ~~قليل. # فقد دفع صاحب العمارة للشنقيطي عشرة آلاف من الجنيهات مقابل ~~الشقة عندما انتقل إلى مدينة نصر، وحولها إلى مفروشة على الفور، ~~فحصل بذلك على إيجار شهري يزيد خمسين ضعفا على الجنيهات الثمانية ~~التي كان يأخذها من الشنقيطي. وفتح هذا التطور شهيته، فأبلغ ~~السكان على لسان عم صادق استعداده لأن يدفع نفس المبلغ لكل من ~~يفكر في ترك شقته، لكن السكان أعلنوا لعم صادق تمسكهم بشققهم ~~حتى الموت. ولم يمض أسبوع حتى اندلعت النيران أمام أبواب الشقق ~~وعلى السلم، ثم انطفأت على الفور من تلقاء نفسها. وبعد يومين ~~استيقظ السكان في الفجر على أصوات عويل صادرة من المناور وبئر ~~السلم، وشكا قاطنو الطابق الأخير من دبدبة أقدام غامضة فوق رءوسهم ~~في نفس الموعد. وتلاحقت الظواهر؛ تعرض التيار الكهربائي ~~لانقطاعات مفاجئة في أوقات الذروة (السابعة صباحا والثالثة بعد ~~الظهر والعاشرة ليلا ms215)، وطارت الملابس المغسولة من فوق حبال ~~البلكونات. أرجع الجميع كل هذا إلى تدبير العفاريت، ووجه الحاج ~~عبد السلام نداء إلى السكان عن طريق عم صادق يدعوهم فيه إلى ~~التكفير عن ذنوبهم وإقامة صلاة الجماعة في المسجد. أم وحيد وحدها ~~هي التي هزت رأسها هزة العارف الخبير وقالت لذات: «العفاريت ~~متعملش كده.» # انبرت العفاريت على الفور لتأكيد وجودها؛ فبينما كانت صباح تقوم ~~بتنفيض سجاد مدرس الكويت في بلكونة شقته، سمعت دبدبة غريبة ~~خلفها، وعندما التفتت خلفها رأت زوجة المدرس في مدخل الحجرة ~~تحدق في ذهول إلى ثلاث قطع لامعة من البونبون استقرت على الأرض ~~في منتصف المسافة بين المرأتين، لم تلبث أن تلاشت مرة ~~واحدة. # قالت صباح لذات: «رجعت البلكونة عشان أكمل تنفيض. السجادة كانت ~~مركونة على السور، نص جوه والنص التاني بره. بصيت لقيتها بتتحرك ~~لوحدها زي ميكون حد بيشدها من بره. جرينا أنا والست عايدة نمسك ~~فيها، لكن اللي بيشد كان أجمد منا فوقعت في الشارع.» # تذكرت الست عايدة ظواهر مماثلة وهي تروي ما حدث للحاج عبد ~~السلام طالبة منه النصح والعون؛ اختفاء الفواكه الغالية الثمن ~~(مثل التفاح) من الثلاجة، اختفاء الأطفال من أمامها وظهورهم في ~~غرفة أخرى، تحرك لعبهم (وهي لعب غالية تعمل بالريموت كنترول) ~~من تلقاء نفسها في اتجاه الشقة. وهدأ الحاج من روعها، ثم ~~أمرها بأن توقد ثلاث شمعات وتحرق البخور، وتضع طبقا من الحلوى ~~للعفاريت. # صدعت الست عايدة بأوامر الحاج، فأحرقت البخور، وأوقدت الشموع، ~~وجلست أمام طبق الحلوى، لتفاجأ بعد قليل بثلاث قطع من البونبون ~~مكان الطبق الذي اختفى. وتكرر الأمر إلى أن جاءت النهاية من جهة ~~أخرى؛ فقد انفصل زوجها عن زوجته الصغيرة وعاد إليها، وهنا انقطع ~~ظهور العفاريت عندها، وانتقلت إلى موظف الزراعة البسيط فاستولت ~~على ذهب زوجته، ثم تحولت إلى ذات. # فأثناء بحثها عن لعبة تلهي بها ولي العهد، اكتشفت اختفاء ~~محتويات صندوق الكرتون الذي يضم كل لعبه، والذي وضع فوق الدولاب ~~بعيدا عن متناول يده. ولعب الفأر في عبها ففتشت أحد ms216 أدراج ~~الشفنيرة، حيث تحتفظ ببعض الخواتم والأسورة الذهبية، ووجدتها قد ~~اختفت هي الأخرى. وما إن أفضت باكتشافها إلى أم وحيد (التي ظهرت في ~~موعدها بملابس جديدة وأعلنت في زهو أنها اشترت أحدث جهاز للبث، ~~وأكثره عددا في البوصات ، بألفين من الجنيهات) حتى خبطت على صدرها ~~وهتفت: «العفاريت!» # رافقت أم وحيد ذات في زيارة عاجلة للحاج عبد السلام الذي أطرق ~~برأسه طويلا، ثم قال: «لا بد أن نعقد لهم جلسة لنعرف من هم وماذا ~~يريدون.» # عقدت الجلسة في شقة ذات، وتحت مظلة الشرطة ممثلة في زوجة ~~الضابط التي جاءت في صحبة الست عايدة، وفي حضور أم وحيد وصباح. ~~تحلق الجميع حول الحاج الذي أحرق البخور وملأ عدة أوراق بالدوائر ~~والمثلثات وهو يتمتم بعبارات غامضة، ثم أعلن: «إنهم أطفال من الجن ~~لا يريدون أكثر من اللعب مع أمجد. حطي لهم بخور وشمع ~~وحلويات.» # استفسرت ذات: «حلويات من أي نوع؟ شامية أم مغربية؟» # أجاب الحاج بما اشتهر عنه من اقتضاب: «لا شرقية ولا ~~غربية.» # وعلى باب الشقة التفت إليها قائلا: «ولا تنسي الأرز باللبن. ~~الجن يحبه.» # لم تقرب العفاريت شيئا مما بسط لهم، واستمرت ظواهر ~~الاختفاء؛ الملاعق، محتويات حصالة النقود الخاصة بولي العهد، ملابس ~~دعاء وابتهال الداخلية، وأخيرا مفرش البوفيه الذي عاد بعد اختفائه ~~بلحظات. # فقد أزاحته مرة جانبا لتزيل الأتربة من فوق سطح البوفيه، ثم ~~أعادته مكانه، في الوسط تماما، وانحنت لتأتي بالفازة التي توضع ~~فوقه، وعندما اعتدلت وهي تتنهد فوجئت باختفائه وظهوره عند الحافة ~~البعيدة لسطح البوفيه. # استعاذت بالله من الشيطان الرجيم، وجذبت المفرش إلى مكانه ~~الأصلي، وهمت بوضع الفازة فوقه، وإذا به يختفي ويعود إلى حافة ~~البوفيه. هنا لم تجد مفرا من الالتجاء مرة أخرى للحاج عبد ~~السلام. # التي ذهبت تبحث عن طريقة للتخلص من العفاريت عادت بوصفة لإحضار ~~المزيد منهم؛ فقد أعطاها الحاج حجابا وعزيمة تقرأ عددا ~~معينا من المرات؛ ليحضر خدمها، وتطلب منهم الحيلولة دون تعرض ~~العفاريت لها. # سألته: «هل يمكن أن أطلب منهم شيئا آخر؟» # فهم الحاج ms217 عبد السلام ما تعنيه على الفور، أو ظن أنه فهم: ~~«طبعا. يمكنك أن تطلبي منهم تخليص الأستاذ عبد المجيد من السجن، ~~لكن هذا يحتاج إلى مزيد من التحضير وإثبات النية الحسنة، ولن تكفي ~~الشموع والبخور لذلك.» # لم يكن تخليص عبد المجيد هو ما عنته ذات في مبدأ الأمر؛ إذ كانت ~~ما تزال تفكر في اللحاق بمسيرة الهدم والبناء، لكنها لم تجد ~~بأسا من مجاراة الحاج الطيب. ماذا يقترح؟ أجاب بعد إطراقة طويلة: ~~«هدية جليلة. مبرد مياه كهربائي للمسجد، أو جزء من ثمنه.» # تخلت ذات عن فكرة تخليص عبد المجيد من سجنه، وقررت التركيز ~~على التخلص من العفاريت، فصامت أربعة أيام قرأت خلالها سورة ~~الإخلاص ألف مرة في اليوم، وسورة يس مرة واحدة هي وسورة الدخان. ~~وفي مساء اليوم الرابع اغتسلت وارتدت ثيابا نظيفة، وأغلقت باب ~~الشقة جيدا، ثم طلبت من دعاء وابتهال أن يشاركاها الفراش، واحتوت ~~ولي العهد بين أحضانها، وتناولت المصحف فقرأت منه الآيات التي ~~عينها الحاج وهي ترتجف من الخوف، ثم أخذت تردد: «أجب يا ~~شراهيل، بارك الله فيك وعليك، أجب بحق الله العظيم، الوحا الوحا، ~~العجل العجل، الساعة الساعة»، حتى غلبها النعاس. # لم يحضر شراهيل أو غيره. عبد المجيد هو الذي جاء بعد أن قضى ~~مدته، وبعد أن تخلصت ذات من العفاريت بطريقتها الخاصة. # فهي ليست ساذجة كما قد يتبادر إلى الذهن؛ أن يتحرك المفرش ~~ويختفي، أو تدب الحياة في لعب الأطفال من تلقاء نفسها، وتقع ~~السجادة من فوق السور، كلها أمور يمكن استيعابها لأنها توحي ~~بكائنات ساذجة لا ترمي إلا إلى قليل من المزاح والتسلية (فلا بد أن ~~الحياة في مملكة الجان مملة للغاية)، أما اختفاء النقود والملابس ~~الداخلية والمشغولات الذهبية فشيء آخر؛ فما حاجة العفاريت إلى هذه ~~الأشياء الدنيوية؟ # كانت المواجهة التي جرت بين ذات وأم وحيد هادئة وعقلانية بصورة ~~لم تتوقعها؛ فقد بسطت أم وحيد وجهة نظرها وهي تشعل السيجارة من ~~السيجارة: لماذا لا يحق لها أن تستمتع بالحياة مثل الآخرين؟ ولماذا ~~لا يكون ms218 لديها أجهزة كالتي لدى موظف الزراعة البسيط؟ أرادت ذات ~~أن تعلق فأوقفتها الأم بمنتهى الهدوء: «متقوليش إنها من عرق ~~جبينه .. مفيش حاجة بتستخبى.» حجة أخرى مقنعة في جعبة الأم: لو ~~كانت دخلت المدرسة وتعلمت لكانت الآن دكتورة مثل الأخريات ~~اللاتي لا يفضلنها في شيء سوى أن الفرصة أتيحت لهن بالصدفة. # منطق أفحم ذات الطيبة فلم تملك سوى معاتبة الأم على أن ثورتها ~~التصحيحية جرفت في طريقها الكيلوتات والحصالة والذهب. هنا اعترفت ~~الأم بوقوع أخطاء في الحساب والتقدير، ووعدت بمزيد من ~~التصحيح. # توقفت العفاريت عن زيارة ذات في وقت مناسب أتاح لها أن تستعد ~~لاستقبال عبد المجيد، الذي حان موعد خروجه، وهو ما فعلته بمشاعر ~~ملتبسة؛ فمن ناحية تكفل غيابه بإراحتها من عدة أشياء؛ وجهه ~~الغاضب المستعد دائما للانفجار، دخان سيجارة قبل النوم، والدخان ~~الآخر الذي ينطلق من مؤخرته أثناءه، والعملية إياها. ومن ناحية ~~أخرى، افتقدت وجوده من أجل السيطرة على دعاء التي أصبحت ترد بوقاحة ~~على كل كلمة توجه إليها (رغم أنها تحجبت بعد أن فشلت في تحسين ~~صورتها بتسريحة شعر مناسبة)، وعلى ابتهال التي بدأت تعاني من ركوب ~~الكلمات فوق بعضها البعض، وعلى ولي العهد الذي تجاوز المدى في ~~استكشاف السبل المؤدية إلى المجد، وعلى النتوء إياه الذي كاد ~~يوردها موارد التهلكة. # فأثناء زيارة عابرة من منير زاهر للأرشيف، سألته وهي تتأمل ~~الخيوط البيضاء التي تسللت إلى ما تبقى من شعر فوق رأسه، عن ~~السبب الحقيقي وراء عزوفه عن الزواج، فنظر إليها طويلا، ثم قال: ~~«صحيح ما تعرفيش؟» # زلزلت نظرته كيانها، وأجرت الدماء وغيرها في عروقها، ودفعتها ~~إلى استقباله بالليل عدة مرات، وانتظار مروره بالنهار كل لحظة، ~~وإلى الصراخ في البنتين إذا ما قطعتا البث أثناء غناء عبد الحليم ~~حافظ ونجاة الصغيرة، وإلى تحمل عناء دهان الشعر بالعفص لإزالة ما ~~تخلله من بياض، والذهاب إلى الكوافير، والبحث عن غطاء مناسب ~~للرأس، لا يكشف ما يتعين ستره، ولا يخفي ما يحسن كشفه، ثم ~~الاعتزال بالحمام مدة كافية لإزالة الشعر من ms219 الأماكن إياها، ~~طبقا للتقليد القومي الخاص بطقوس استقبال العائدين والغرباء على ~~السواء. # هذه العزلة نفسها كانت تنويرية وبالتالي محبطة؛ فقد أتاحت لها ~~أن تدرس بدقة ما طرأ على جسدها من تغيرات، وتجلت النتيجة في ~~اليوم التالي؛ إذ تغير مسلك الماكينات إزاءها، معلنا عن موجة ~~جديدة من المقاطعة، شارك فيها حتى منير زاهر، ودفعتها إلى مراجعة ~~النفس، وتبني الحل النهائي الذي سيطهرها من ذنبها، كما ~~يقدم للماكينات الدليل القاطع الماحق على صدق إيمانها وبعدها عن ~~زمرة البلاشفة؛ الحج إلى بيت الله. # هكذا كانت قادرة على استقبال عبد المجيد بخطط محددة للمستقبل ~~ومشاعر غير مجزأة ولا موزعة، على عكسه تماما؛ إذ بدا منطويا ~~على قدر كبير من المشاعر الملتبسة، فضلا عما أصاب حجمه من تضاؤل ~~تجلى عندما ركع يصلي، وعندما أويا إلى الفراش وانزوى بجوار ~~الحائط، وتفاقم عندما استعدت لأداء واجبها، فالتبست مشاعرها هي ~~الأخرى؛ إذ شعرت في البداية بشيء من الارتياح، انقلب إلى إحباط ~~عندما استدار وأعطاها ظهره. # إلى جانب الخطط الاستراتيجية في جعبة ذات، كانت هناك خطط قصيرة ~~المدى، منها احتفال مؤجل بعيد ميلاد ولي العهد، يتضمن احتفاء ~~مضمرا بعودة أبيه، أقبلت على إعداده في حماس تعوض به ما شعرت ~~به من إحباط. وجهت الدعوات، واستشارت الماكينات في أنسب ~~الطورطات، حتى وقع اختيارها على طورطة الشكولاتة المثلجة أو ~~الشكولا آيس كما صحح لها عبد المجيد. وفي اليوم المحدد أعدت ~~السندوتشات والفطائر المحشوة والدجاج المشوي، ثم وضعت أمامها ~~الوصفة الكاملة للطورطة (التي حصلت عليها من أرشيف مجلة «حواء») ~~وبدأت العمل. # سواء كانت العفاريت بما جبلت عليه من شغف بالدعابات السمجة هي ~~المسئولة عما بدر من ذات من خلط في المقادير والأوقات، أو كان ~~الأمر راجعا إلى ما ينتابها أحيانا من تردد ونسيان؛ فإن ~~العجينة البنية اللون التي أودعت الفريزر لم تكتسب الشكل والطعم ~~المستهدفين. وأوشكت الصانعة أن تنفجر باكية، لولا أن النجدة جاءت ~~على يد الدكتور فريش في صورة طورطة ضخمة، أخليت لها مائدة ~~المطبخ؛ لأن طولها لم يكن يقل عن ms220 ربع متر، وبالمثل عرضها، كما كان ~~ارتفاعها يتجاوز العشرة سنتيمترات، تتوجها طبقة من الشكولاتة ~~البيضاء أثارت امتعاض ذات لأنها تبدو كالكريمة بينما الأكثر قيمة، ~~على حد قول عبد المجيد، أن يكون الدريسنج «شكولا» حقيقية، بنية ~~اللون. # توافد المدعوون ، وتجمع الأولاد والبنات في غرفة البنتين، ~~وسرعان ما تصاعدت منها موسيقى الهشك بشك، وشرائط التاكسي (الأساتوك ~~والمنجة)، بينما استقر الكبار في الصالة واشتبكوا في بث حاول ~~الدكتور فريش السيطرة عليه مسلحا بمعلوماته وطورطته: الجراح ~~الشهير الذي تقاضى ألفي جنيه لاستئصال حمل خارج الرحم من سيدة ~~عقيمة، والكيميائي المعروف الذي شاهد عاملا بسيطا يتحدث، أثناء ~~غيبوبة روحية، بلغة إنجليزية راقية عن أمور علمية معقدة بعد أن ~~تلبسته روح أستاذ جامعي من أكسفورد، والشريط المتداول سرا في ~~الكويت ويتحدث فيه شبان يرتدون ملابس النساء ويضعون المساحيق على ~~وجوههم وشفاههم ويصبغون أظافرهم ويكحلون عيونهم، والمصري الذي ~~أجبر على التطوع في الجيش العراقي فأسره الإيرانيون وربطوه من ~~يديه إلى سيارة متحركة حتى انفصل ذراعاه عن جسده، والعراقي الذي ~~ساعدته المخابرات البعثية على الانتحار بعد أن شهد اغتصاب زوجته ~~وأخته وأمه على أيدي أفرادها، والفلسطينيون الذين يعانون الأمرين ~~على يد مغتصبي أراضيهم الإسرائيليين وأبناء جلدتهم العرب، ثم ~~الموضوعات التقليدية؛ فضائح الحكام، وشروط البنك الدولي، وارتفاع ~~الأسعار، وتوظيف الأموال (الذي كان الدكتور فريش نفسه من ضحاياه)، ~~وضعف الإنتاج، وتردي التعليم، وهجرة الفلاحين، وفوضى المرور، ~~والمخدرات ... إلخ. # تابعت ذات البث بذهن مشتت، استعاد قوة تركيزه عندما روت منال ~~نبأ الحذاء الذي اشتراه لها الدكتور فريش في علبة أنيقة من ~~الشامواه بأربعمائة جنيه. لم تكن هذه سوى بداية، تلتها الست عايدة ~~بولاعة من الذهب الخالص (ماركة ديبون ومزودة برقم الشاسيه) ~~أهدتها لزوجها في عيد ميلاده (بعد خلاصه من الفتاة الصغيرة ~~بالطبع)، ثم هناء بسيارة مازدا كافأت بها ولي عهدها عندما نجح في ~~الثانوية (اشتراها زوجها بثمن بخس من السفارة الأمريكية التي يعمل ~~في حراستها منذ خرج من الجيش إثر فشل علاجه من شظية أصيب بها من ~~صاروخ أمريكي في حرب ms221 أكتوبر)، ولم تتخلف مظلة الشرطة عن الركب ~~بمرتبة مياه لا يقل ثمنها عن سبعة آلاف جنيه. عند هذا الحد لم ~~تتحمل ذات مزيدا من الإصغاء، وقامت قبل أن تدلي ابنة خالتها ~~عفاف بدلوها، ومضت إلى المطبخ لتبسط المائدة ، وتعد المسرح ~~للعفاريت في الوقت نفسه. # أحضر الدكتور فريش معه، إلى جانب الطورطة، كلبة صغيرة بيضاء ~~اللون وخجولة من نوع الجريفون، انزوت أسفل مقعد صاحبها تتأمل ~~الجالسين وأفواههم المتحركة من عينيها الذكيتين اللتين ~~اختفيتا أسفل خصلات شعرها الكثيف، إلى أن اضطرت إلى مغادرة ~~مكانها مدفوعة بحاجة لا تقاوم، فتشممت أحذية الجالسين وأرجل ~~مقاعد السفرة وعتبة باب الشقة، ثم اتجهت إلى المطبخ في اللحظة التي ~~عادت فيها ذات منه تحمل طبقا كبيرا مليئا بالفطائر ~~المحشوة. # وضعت ذات طبق الفطائر على السفرة وكرت إلى المطبخ لإحضار ~~المزيد من الأطباق، وإذا بها تجد بوسي قد فعلتها بسخاء شديد أسفل ~~المائدة التي تحمل طورطة الدكتور. واختارت العفاريت هذه اللحظة ~~نفسها لتفعلها هي أيضا. # فبينما ذات تتأمل في اشمئزاز فعلة بوسي التي اتخذت شكل ثعبان ~~صغير ملتف على نفسه، أو كتلة من الكريمة مضغوطة من منفاخ الحلوى، ~~إذا بها تختفي في غمضة عين، لتظهر فوق سطح الطورطة الفخيمة، تبسطها ~~أيد خفية حتى تغطيه تماما، وتكسو لونه الفاتح بلونها البني، لون ~~«الدريسنج» الذي تفضله ذات. # ترنحت ذات فاستندت إلى الحائط وأغمضت عينيها، ثم فتحتهما في ~~حذر. ويبدو أن خطر الإغماء التي تعرضت له قد ألان قلوب العفاريت؛ ~~لأنهم أعادوا كل شيء إلى حاله؛ الطورطة إلى لونها الأصلي، ~~و«الدريسنج» إلى أرضية المطبخ. # لكن ذات لم تعد إلى ما كانت عليه؛ فعندما أطفئوا النور وأشعلوا ~~شمع الطورطة توقعت أن تراها في كسائها الداكن، وطلت تحدق ~~فيها متحفزة وهي تردد مع الآخرين: «هابي بيرثداي تو يو. هابي ~~بيرثداي تو أمجد.» وبعد ذلك لم تتمكن من تذوق الطورطة. وعندما ~~رأتهم يلتهمون أنصبتهم في شراهة أسرعت إلى المرحاض لتتقيأ، ~~وعفت نفسها عن بقية الطعام الذي خططت له أن يفي باحتياجات ~~يومين على ms222 الأقل، فعرجت عند عودتها من الأرشيف في اليوم التالي ~~على كشك الأسماك الذي أقامته إحدى شركات القطاع العام على ناصية ~~الشارع. # استقبلتها فتاة منهمكة في غسل الأرض بخرطوم ماء، ويبدو أنها كانت ~~تحمل مفهوما أرضيا وحسب عن النظافة ؛ لأنها باشرت إعداد السمك ~~دون أن تغسل يديها. أرادت ذات أن تستوقفها لكنها لم تجد القوة على ~~الكلام، فتابعتها في استسلام وهي تقلب السمك في الدقيق، ثم تلقي ~~به في زيت القلية. وخلال ذلك اجتذبتها رنجة معدة في أكياس محكمة ~~من البلاستيك، تحمل تاريخ الإنتاج والصلاحية، ويقل ثمنها عن السوق ~~بفارق كبير؛ عن المجمع الاستهلاكي بجنيه، وعن البقال بثلاثة، ~~والسوبر ماركت بخمسة وسبعة. اشترت نصف كيلو، وأكملت الوليمة ببصل ~~أخضر وليمون من بائعة تحمل على صدرها رضيعا تعلقت يداه القذرتان ~~بثديها الضامر، وتتلفت حولها خوفا من ملاحقة مندوبي الشنقيطي ~~لحمولتها أو نقودها. # مضت بزادها تحت الشمس الحارقة، إلى أن بلغت البائع الصعيدي الذي ~~كان ينادي على بضاعة من العنب في سبتين من الخوص فوق ظهر حمار. ~~تمهلت أمامه فخاطبها في إغراء: «اتنين كيلو؟» وأجابته في حزم: ~~«لا. كيلو واحد.» # ابتعدت عنه خطوات لتحتمي بالظل، وراقبته وهو يصنع قرطاسا من ورق ~~الصحف ويتناول عنقودا من العنب في رفق وحدب، فيودعه القرطاس وهو ~~يردد اسم الله. تحرك الحمار قليلا إلى الأمام، فتبعه صاحبه ~~وهو يهشه ليلزم مكانه، ورفعت ذات عينيها إلى النوافذ المغلقة أو ~~المواربة، والملابس المنشورة فوق الحبال، وقد وضعت كل قطعة في ~~عناية إلى جوار الأخرى وثبتت بمشبكين خاصين، وأكوام الأثاث ~~البالي في أركان الشرفات، وستائر القماش خلف القضبان الحديدية ~~لأسوارها، أو واجهات الألوميتال والفيميه فوقها. هكذا أتيحت لها ~~الفرصة كي تطل على صباها. # ففي إحدى الشرفات المدهونة حديثا، خرجت امرأة شابة في رداء ~~بيتي من قماش مشجر بلا أكمام، غطت رأسها بمنديل أوحى انبعاجه ~~بما يخفي من شعر ملفوف حول البكر. # تطلعت المرأة إلى بداية الشارع، ثم أسندت مرفقيها إلى السور، ~~وتأملت السيارات المركونة بجوار الرصيف بنظرات شاردة، وهي تدعك ~~شفتيها ms223 الواحدة بالأخرى لتوزع الروج فوقهما توزيعا متكافئا، ~~فرأت ذات نفسها منذ عشرين عاما؛ الكنس والمسح وتعريض الفرش للشمس، ~~فإظلام الغرف ورشها بالمبيدات، ثم حمام كامل على رواق، يعقبه تجفيف ~~الشعر ولفه بالبكر وتغطيته بالمنديل، فتواليت بسيط؛ الكحل ~~والماسكرا ، وقليل من الأحمر للخدين، وروج ثقيل فوق الشفتين، ~~نصائح مجلة «حواء» بالكامل، وأخيرا الانتظار الممل حتى يعود بطل ~~العروبة من كفاحه. # وضع البائع قرطاس العنب فوق كفة الميزان اليدوي، ورفعه في الهواء ~~وهو يضغط بجانب كفه خفية على الناحية التي تتدلى منها كفة ~~القرطاس، لتكشف عن زيادة في الوزن. ثم أطبق أجزاء الميزان في صلصلة ~~معلنا اختتام الصفقة، وناولها القرطاس فأعطته الثمن، واستأنفت ~~السير حتى عمارتها. # احتوتها ظلمة ملطفة احتمى بها خمسة جنود في عنفوان الشباب، ~~استندوا إلى الجدران في اكتئاب ينتظرون أوامر زوجات سادتهم الضباط ~~ليحضروا من السوق القريب قليلا من الملح، أو حزمة من البصل ~~الأخضر، أو علبة من الصلصة. ارتقت السلم على مهل، مارة بآثار ~~مسيرة الهدم والبناء أمام شقة مهندس الديكور، وبالعمل الحقيقي في ~~شقة ضابط الجيش، تقوم به مجموعة من الجنود تحت إشراف ابنته الصغيرة ~~التي ارتدت ملابس الحجاب رغم أنها لم تتجاوز التاسعة من عمرها ~~بعد. # بلغت باب شقتها وهي تلهث، ففتحته ودخلت، وأغلقته خلفها. وضعت ~~حملها فوق الثلاجة وارتمت على أقرب مقعد وهي تتخلص من حذائها ~~وتبسط قدميها أمامها متنهدة في ارتياح، مستمتعة بالسكون الذي ~~لن يلبث أن يتلاشى عندما يتوافد باقي أفراد الأسرة، واحدا بعد ~~الآخر. ولم يدم شعورها بالارتياح طويلا؛ إذ تذكرت حوض ~~المطبخ. # كان مكدسا بمخلفات الإفطار فضلا عن عشاء الأمس. فكرت أن ~~تتركه لابنتيها، ثم رق قلبها عندما تصورتهما عند عودتهما، ~~شاحبتين من الإرهاق، فملأت حلة إلى منتصفها بالمياه ووضعتها على ~~النار (لأنها ما زالت محرومة من سخان للمياه فوق حنفية الحوض)، ~~وأضافت إليها مسحوق الصابون، وعندئذ شعرت باضطراب مألوف في ~~أحشائها فهرعت إلى الحمام، لكن نقطة الدماء التي طالعتها في قعر ~~الكيلوت لم تكن كافية لتأكيد أو نفي ما ذكره ms224 طبيب مجلة «حواء» حول ~~أعراض نهاية الموضوع إياه (وهي نهاية تبعث على الترحيب والذعر في ~~آن واحد). # عادت إلى المطبخ فوضعت الأكواب الزجاجية في المياه الساخنة، ~~ودعكتها بليفة من البلاستيك ثم أخرجتها، وصفتها على رخامة الحوض ~~وانتقلت إلى الأطباق والحلل. وعاودها شعور الارتياح، رغم الألم ~~الذي انتشر أسفل ظهرها عندما ظهر أمامها قاع الحوض أخيرا، فجمعت ~~النفايات المترسبة فيه وألقتها في صندوق القمامة، ثم نظفته ~~جيدا، واستمتعت لحظة ببياضه الناصع قبل أن تنقل إليه الأكواب ~~والحلل المغطاة بالصابون، ثم أسالت المياه وبدأت الشطف (وهي عملية ~~كان من الممكن اختصارها لو كان لديها حوض الصلب الذي يصدأ). # كافأت نفسها عندما انتهت بكوب من الشاي احتسته في الصالة، ثم ~~عادت إلى المطبخ وفكت لفافة السمك، فألفتها تحتوي على قطعتين ~~كبيرتين؛ إحداهما رأس بارز العظام، والثانية طرف عظمي من الذيل. ~~تلمست فيهما جوانب تؤكل فلم تجد، فوضعتهما جانبا (وهي تتدبر ~~أمر تقديمهما لقطط السلم) بعد أن لامت نفسها على أنها لم تفحص ~~محتويات اللفافة قبل أن تغادر الكشك، وتحولت إلى الرنجة. # شقت إحدى العبوات البلاستيكية بالسكين، وانتزعت السمكة ~~المجففة، ففوجئت بها تتفتت في يدها. جردتها من قشرتها في ~~عناية، واستخرجت شوكتها الداخلية، فبانت أحشاؤها المهترئة. التقطت ~~جزءا منها بفمها ومضغته فوجدته لاذعا. انتزعت سمكة أخرى من ~~غلافها وشقت بطنها فألفتها بنفس التهرؤ والمذاق الذي يشبه مذاق ~~الخل. وهي نفس النتيجة التي حصلت عليها من السمكتين ~~الباقيتين. # التقطت الأغلفة البلاستيكية وتأملت البطاقات الصغيرة التي تحمل ~~تاريخ الإنتاج والصلاحية. كان الأول يشير إلى نفس الشهر، والثاني ~~للعام كله. لم يكن من العسير تخيل ما حدث؛ فسدت الرنجة فنقعوها ~~في الخل لإخفاء التغير في طعمها ووضعوها في عبوات جديدة؛ ولهذا ~~السبب عرضت للبيع بسعر مخفض. # انحنت على الحوض وهي تتنهد في يأس. ماذا تفعل الآن؟ تذهب إلى ~~الكشك تحت الشمس اللاسعة وتحاول استرجاع نقودها؟ وإذا رفضوا تذهب ~~إلى المكتب إياه لأداء واجبها ومنه إلى مركز الشرطة، فالتصحيح وهمت ~~والماكينات التي ستسخر منها ثم تقاطعها. تصورت تعليق ms225 أمين ~~الشرطة: «سمكة فاسدة؟ يبقى متكليهاش.» معه حق؛ فالموضوع تافه، شديد ~~التفاهة. شعرت بالدموع تتجمع في عينيها، فألقت بالسمك والرنجة ~~في صفيحة القمامة، وتحاملت على نفسها، فغادرت المطبخ واتجهت ~~بخطوات متثاقلة إلى المبكى؛ المرحاض. ms226